سوريتنا | العدد الواحد والتسعون | 16 حزيران 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫�أكرث من مليون �سوري ينتظرون الت�سجيل‬ ‫كالجئني يف دول اجلوار �أكرث من ن�صفهم �أطفال‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫أعلن��ت منظم��ة األم��م المتح��دة للرعاي��ة‬ ‫والطفولة (يونيس��يف)‪ ،‬يوم الجمعة‪ ،‬أن أكثر من‬ ‫مليون س��وري ينتظرون التس��جيل كالجئين في‬ ‫الدول المجاورة‪ ،‬أكثر من نصفهم أطفال‪ ،‬بسبب‬ ‫العنف وتدهور الخدمات األساس��ية‪ ،‬ما أثر س��لبًا‬ ‫على هذه الدول‪.‬‬ ‫وج��اء في بي��ان صادر ع��ن "اليونيس��ف" أن‬ ‫"أكث��ر من مليون ش��خص كانوا ف��ي مطلع آذار‪/‬‬ ‫م��ارس الماض��ي‪ ،‬ينتظرون التس��جيل في لبنان‬ ‫واألردن والع��راق وتركيا وكذل��ك مصر"‪ ،‬مضيفًا‬ ‫أن��ه‪" :‬ونتيجة لتدفق أع��داد ضخمة من الالجئين‬ ‫فإنه��م يعان��ون م��ن االزدح��ام ف��ي المخيم��ات‬ ‫باإلضافة إلى مشاكل صحية وغذائية وغيرها"‪.‬‬ ‫وكان��ت مفوضية ش��ؤون الالجئي��ن التابعة‬ ‫لألمم المتحدة‪ ،‬أعلنت أواخر الش��هر الماضي‪ ،‬أن‬ ‫عدد الالجئين الس��وريين المس��جلين الذين فروا‬ ‫م��ن النزاع الحاصل في بالده��م إلى دول الجوار‬ ‫تخط��ى الـ ‪ 1.6‬مليون ش��خص‪ ،‬وأش��ارت إلى أن‬ ‫فريقًا م��ن المفوضي��ة وبرنامج الغ��ذاء العالمي‬ ‫ومنظمة األمم المتح��دة للطفولة‪ ،‬ومكتب األمم‬ ‫المتح��دة لتنس��يق الش��ؤون اإلنس��انية‪ ،‬والهالل‬ ‫األحمر السوري‪ ،‬زار عائالت نزحت من القصير‪.‬‬ ‫وأك��د التقرير‪ ،‬أن "أكثر م��ن نصف الالجئين‬ ‫من األطفال‪ ،‬الذين يواجهون مصاعب كثيرة في‬ ‫تلقي التعليم ويعانون من ضغوط نفسية"‪.‬‬ ‫وأش��ار التقرير إلى أن "الالجئين الس��وريين‬ ‫في لبنان يش��كلون أكثر م��ن ‪ 30%‬من الالجئين‬ ‫السوريين المس��جلين في المنطقة‪ ،‬ويقيم نحو‬ ‫‪ 30%‬م��ن الالجئين اآلخرين ف��ي األردن‪ ،‬وحوالي‬ ‫‪ 20%‬في تركيا"‪.‬‬ ‫ويعي��ش الالجئ��ون ف��ي دول الج��وار ف��ي‬ ‫مخيم��ات ومراكز أيواء في ظل ظروف معيش��ية‬ ‫صعبة في حين يعيش بعضهم المدن‪.‬‬ ‫وأضاف التقرير أن "عدد الالجئين السوريين‬ ‫في الع��راق ومصر يتزايد باس��تمرار"‪ ،‬مؤكداً أن‬ ‫"صن��دوق األمم المتح��دة للطفول��ة يزيد دعمه‬ ‫للالجئين الس��وريين في الدول المجاورة لسورية‬ ‫وخاص��ة فيم��ا يتعل��ق بمس��اعدة األطف��ال في‬

‫مجاالت التعليم والصحة واألغذية"‪.‬‬ ‫وأعلن��ت "اليونيس��يف"‪ ،‬ف��ي آذار‪/‬م��ارس‬ ‫الماض��ي‪ ،‬أن ع��دد األطف��ال الذين تض��رروا من‬ ‫األزمة التي تش��هدها س��وريا بل��غ مليوني طفل‬ ‫منهم ‪ 800‬ألف طفل الجئ خارج البالد‪.‬‬ ‫وأدانت "اليونيس��يف"‪ ،‬مؤخراً‪ ،‬بشدة عمليات‬ ‫القتل التي تط��ال المدنيين وخاصة األطفال في‬ ‫س��وريا‪ ،‬ودعت مج��دداً أطراف الن��زاع إلى ضمان‬ ‫حماي��ة المدنيين وخصوصاً األطف��ال وتجنيبهم‬ ‫تأثيرات الصراع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكان��ت اليونيس��ف وجه��ت‪ ،‬مؤخ��را‪ ،‬دع��وة‬ ‫للمجتم��ع الدول��ي لتأمي��ن أكثر م��ن ‪ 195‬مليون‬ ‫دوالر لتلبي��ة االحتياج��ات اإلنس��انية لألطف��ال‬ ‫والنس��اء المتضرري��ن م��ن األزم��ة ف��ي س��وريا‬ ‫واألردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر‪.‬‬ ‫من جهة أخرى ق��ال أدريان إدواردز المتحدث‬ ‫باس��م المفوضية العليا لشؤون الالجئين التابعة‬ ‫لألمم المتحدة ي��وم الثالثاء إن المفوضية تجري‬ ‫محادث��ات م��ع ألمانيا بخصوص اس��تيعاب مؤقت‬ ‫لخمس��ة آالف الج��يء س��وري وتأمل ف��ي العثور‬ ‫على أماكن لخمسة آالف آخرين في دول اخرى‪.‬‬ ‫وأض��اف أن المفوضي��ة تعم��ل أيض��اً م��ع‬ ‫حكومات أوروبية للتوصل لس��بل مس��اعدة ‪1.6‬‬ ‫مليون س��وري فروا م��ن البالد وهو ع��دد تتوقع‬ ‫األمم المتحدة أن يص��ل إلى ‪ 3.45‬مليون بنهاية‬ ‫عام ‪. 2013‬‬ ‫وأردف إدواردز أن المفوضي��ة تعت��زم عق��د‬ ‫اجتماع بهذا الخص��وص مع الحكومات في جنيف‬ ‫ف��ي أواخر حزيران‪ /‬يونيو تقريب��ًا لكن لم تعرف‬ ‫بع��د تفاصي��ل االجتم��اع وال الجهات المش��اركة‪.‬‬ ‫ولم تبح��ث المفوضية أعداداً محددة بعد مع دول‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫إال أن اس��تيعاب الالجئي��ن الس��وريين مجرد‬ ‫خي��ار ألكث��ر الحاالت تعرض��ًا للخط��ر‪ ،‬وأن الجزء‬ ‫األكب��ر من ع��بء الالجئين س��يظل عل��ى عاتق‬ ‫جيران سوريا مثل لبنان واألردن وتركيا والعراق‪.‬‬ ‫وأض��اف إدواردز "األولوي��ة اآلن هي الحفاظ‬

‫على حق اللجوء في ه��ذه المنطقة‪ .‬لكننا نعتقد‬ ‫أن��ه م��ن الض��روري أن تتضامن دول م��ن خارج‬ ‫المنطقة مع الدول األكثر تأثراً بهذه األزمة‪".‬‬ ‫وتابع أن غالبية الالجئين يرغبون في العودة‬ ‫إلى سوريا‪.‬‬ ‫وفي س��ياق متصل أعلنت ميليس��ا فليمنج‪،‬‬ ‫المتحدثة باس��م مفوضية الالجئي��ن فى جنيف‪،‬‬ ‫يوم الجمعة‪ ،‬أن فرق المنظمة الدولية نجحت فى‬ ‫إيصال مس��اعدات الطوارئ اإلنسانية إلى مدينة‬ ‫الرقة فى ش��مال س��وريا‪ ،‬وذلك بعد ثالثة شهور‬ ‫لم يك��ن الوصول إليها ممكن��ًا‪ ،‬وفي الوقت الذي‬ ‫حذرت المتحدثة م��ن أن التقارير تؤكد أن الوضع‬ ‫اإلنس��اني ف��ى المدينة الس��ورية ين��ذر بعواقب‬ ‫وخيمة‪.‬‬ ‫وأش��ارت فلمينج إلى أن تسع شاحنات تحمل‬ ‫االحتياج��ات العاجل��ة التى تكف��ى لحوالى ‪ 5‬آالف‬ ‫م��ن المش��ردين‪ ،‬كانت ق��د توجهت من دمش��ق‬ ‫إلى الرقة‪ ،‬ووصلت س��بع منه��ا بالفعل‪ ،‬بينما لم‬ ‫يصل تأكيد حول نجاح الش��احنتين اآلخرتين فى‬ ‫الوصول‪.‬‬ ‫م��ن ناحية أخرى‪ ،‬أف��ادت المتحدثة بأن فرق‬ ‫المفوضية بدأت هذا األس��بوع توزيع المساعدات‬ ‫المالية على األسر السورية النازحة من حلب فى‬ ‫مدينة طرطوس الساحلية‪ ،‬والذين يعيشون فى‬ ‫مالجئ جماعية بالمدينة‪.‬‬ ‫وأكدت فليمنج أنه وبداية من يوم الخميس‪،‬‬ ‫وصلت تلك المس��اعدات المالي��ة إلى حوالى ‪800‬‬ ‫أس��رة (‪ 3200‬ش��خص تقريب��ًا)‪ ،‬وذل��ك من بين‬ ‫‪ 1100‬أس��رة ت��م اختياره��م باعتباره��م األكثر‬ ‫ضعف��ًا واألقل قدرة‪ ،‬لمس��اعدتهم مالي��ًا‪ ،‬وحيث‬ ‫تبل��غ قيم��ة المس��اعدة حوال��ى ‪ 150‬دوالراً لكل‬ ‫أسرة منها‪.‬‬ ‫ونوهت المتحدثة إلى أن األسر تستخدم تلك‬ ‫المس��اعدات عادة لدفع إيج��ارات المنازل‪ ،‬وكذلك‬ ‫ش��راء الغذاء والوقود الالزم للطهى‪ ،‬مضيفة أن‬ ‫المفوضي��ة تس��عى من أج��ل تقديم مس��اعدات‬ ‫مماثل��ة إل��ى األس��ر النازحة الضعيفة فى تس��ع‬ ‫محافظات سورية‪ ،‬بدءاً من دمشق وحمص‪.‬‬


‫مفو�ض الأونروا يدعو �أطراف النزاع يف‬ ‫�سوريا الحرتام الالجئني الفل�سطينيني‬

‫وليد كدّو‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫في يوم ديري شديد الروتين نامت حبابة وزوجها الضرير‪.‬‬ ‫يقطع س��كون الليل صوت طلقة ثم رش��قة ثم تش��تعل‬ ‫الدنيا جحيمًا‪.‬‬ ‫بعد معرك��ة دامية أتت على ثلث الحي‪ ،‬يخرج نور الصباح‬ ‫فترى س��ربًا م��ن الحقائب وما تبق��ى من مت��اع الدنيا يخرج‬ ‫كالنمل من جحور المازل واألقبية‪.‬‬ ‫يفرغ الحي تمامًا إال من حبابة وزوجها األعمى‪ .‬في س��ابق‬ ‫األي��ام اعت��ادت حباب��ة أن تدب��ر ش��ؤون الحياة فه��ي الرجل‬ ‫واألنثى في آن معًا‪.‬‬ ‫أرادت حبابة أن تخرج لتقتات مثل كل يوم‪ ،‬لبست عبايتها‬ ‫وانطلقت‪ ،‬صوت أزيز رصاصة يش��ق صمت الحارة الس��وداء‬ ‫الموحشة فيخترق شعاع ضوء سواد عبيتها المثقوبة‪.‬‬ ‫تنضر للثقب ببالدة‪..‬‬ ‫ عزة هاي شكون؟؟؟‬‫رصاص��ة أخ��رى أيقظت م��ا تلف م��ن خاليا مخه��ا بفعل‬ ‫السنين فأدركت الخطر المحدق‬ ‫ يا تصخمتو قناص‪!!!..‬‬‫تركض مس��رعة لتعود لجحره��ا‪ ،‬ويمر يوم وليلة‪ ،‬وتقرر‬ ‫الحاجي��ة أن ال مناص من الخ��روج فأما الموت جوعًا او قنصًا‪.‬‬ ‫تتلحف بعباءتها الحبر وتمضي‪ ،‬وتخلع من على رأس��ها طهر‬ ‫العم��ر وملفعها األبيض‪ ،‬تلوح به نحو الس��ماء وتتجه بأتجاه‬ ‫القناص‪.‬‬ ‫ ول يا عيني ال تخاف يا أبوي يا قناص‪.‬‬‫ أن��ا خالت��ك (كزلوم��ة)‪ ،‬ال تقوص يا مل��دوغ بس احجي‬‫معاك كلمتين ول يعني‬ ‫تقترب رويداً رويداً حتى دنت فتدلت من فوهة البارودة‪.‬‬ ‫ يا عيني ترى أنا خالتك ما ضل بي غيري بالحارة وجوزي‬‫نفقسة عينك ما يشوف أعمى وأنا الي أروح اشتري الغراض‪.‬‬ ‫ أي خلص حجه روحي‪ ،‬اهلل يحميكي‬‫ ع��ز‪ ،‬وه��اي راح ضل أنا وأن��ت هيجذ يا عين��ي؟؟؟!!! كل‬‫م��ا أريد اطل��ع أطبق الدنيا صياح؟؟!!‪ ،‬س��ماع ال تخاف نطيني‬ ‫رقمك وانا انطيك رقمي بس اطلع ادقلك‪.‬‬ ‫ ممممممم سجلي عندك‪ ******094 ،‬انا اسمي حمود‪.‬‬‫يوم وليلة أخرى فتجوع الحاجية‪.‬‬ ‫ (يا بشار متلك مين) رنة جوال حمود‪.‬‬‫ الووو‬‫ ول اي ي��ا عين��ي يا حمود انا خالت��ك أمنلي الطريق أريد‬‫أطلع يا ابوي‪.‬‬ ‫بعد شهرين‪.‬‬ ‫أصبح��ت حباب��ة نقط��ة عب��ور لجيرانه��ا الذي��ن يرغبون‬ ‫بإطاللة سريعة على ما تبقى من شقى العمر‬ ‫ (يا بشار متلك مين) رنة هاتف حمود‬‫ ول اي ي��ا عيني يا حمودي اس��ع تجيك جارتي خالتك أم‬‫تحسين أمنلها الطريق وفوتها عل حارة يا عيني‪.‬‬ ‫بعد بضع أشهر‪ ،‬تصبح حبابة نقطة اتصال عسكرية بين‬ ‫الجيش الحر وحمود‬ ‫ (يا بشار متلك مين) رنة هاتف حمود‬‫ول يا حمودي س��ماع بي ويالد من ربعنا من الحر يقلولك‬ ‫راح يع��دون من الحارة ال تقرب عليه��م ما يقربون عليك مو‬ ‫يا عيني‪.‬‬ ‫وبس يروحون مر خوذ قدرية المحشي‪.‬‬ ‫قصة حقيقة في دير الزور مع تصريف األسماء‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫حبابة وحمود‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫دعا المفوض العام لوكالة األمم المتحدة لغوث وتشغيل الالجئين الفلسطينيين «أونروا»‬ ‫فيليبو جراندي‪ ،‬أطراف النزاع في سوريا إلى احترام حيادية معسكرات الالجئين الفلسطينيين‪.‬‬ ‫وقال جراندي في حديث لوكالة أنباء «الش��رق األوسط »‪ ،‬إنه التقى خالل زيارته للقاهرة‬ ‫م��ع األمين الع��ام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي حيث بح��ث معه عدد من القضايا ذات‬ ‫االهتمام المشترك باعتبار الجامعة العربية شريكًا قديماً لألونروا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأض��اف إنه ناقش بصورة خاصة وضع الفلس��طينيين فى س��وريا وأيضا مس��ألة تمويل‬ ‫األونروا‪ ،‬خاصة من جانب الدول العربية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأش��ار فيليبو جران��دي إلى أنه التقى أيضا ف��ي القاهرة باألخض��ر اإلبراهيمي‪ ،‬المبعوث‬ ‫المش��ترك لألمم المتحدة والجامعة العربية إلى س��وريا‪ ،‬حيث أطلعه على مخاوف األونروا إزاء‬ ‫وضع الفلسطينيين في سوريا‪.‬‬ ‫ولف��ت إل��ى أن األط��ار العام لألوض��اع في المنطق��ة معقد للغاي��ة واألزمة الس��ورية لها‬ ‫تداعياتها على الالجئين الفلس��طينيين وبالتالي على األونروا‪ ،‬حيث أنه قبل اندالع األزمة كان‬ ‫هناك ‪ 530‬ألف فلس��طيني مس��جلين لدى األونروا كالجئين في س��وريا‪ ،‬واآلن فإن نحو نصف‬ ‫هذا العدد اضطر إلى النزوح نتيجة الصراع س��واء إلى مناطق أخرى داخل س��وريا‪ ،‬أو إلى خارج‬ ‫سوريا بنسبة تصل الى ‪ 15%‬منهم ‪ ،‬حيث توجهوا باألساس إلى لبنان وأيضاً إلى األردن ومصر‬ ‫وغيرهما من الدول فيما يعد النزوح الثاني لهم ألنهم كانوا يعيشون أصال في سوريا كالجئين‬ ‫من فلسطين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأوضح المفوض العام لألونروا أنه يوجد في س��وريا ‪ 12‬معس��كرا لالجئين الفلسطينيين‬ ‫ولكن خالل الش��هور الس��تة أو الس��بعة األخيرة ت��م إخالء عدد كبير من ه��ذه المخيمات نتيجة‬ ‫هروب قاطنيها من المعارك وبلغ الحال أن أصبح هناك ‪ 7‬معس��كرات خالية أو ش��به خالية ‪ ،‬كما‬ ‫أن الوض��ع هش في المعس��كرات األخرى وهو ما يثير الكثير م��ن القلق والمخاوف على أوضاع‬ ‫الالجئين الفلسطينيين‪.‬‬ ‫وأضاف فيليبو جراندي أن الفلس��طينيين اآلن متضررين بش��كل أكبر وخاصة فى سوريا‪،‬‬ ‫داعي��ًا الحكوم��ة وجماع��ات المعارضة المس��لحة فى س��وريا إلى "ت��رك معس��كرات الالجئين‬ ‫الفلس��طينيين وعدم المس��اس بها‪ ،‬ألنها معس��كرات الجئين موضوعة تح��ت الحماية الدولية‬ ‫ويتعين احترام حياديتها‪ ،‬وهذه هي الرسالة التى طلبت من نبيل العربي واألخضر االبراهيمي‬ ‫نقلها لألطراف المعنية باألزمة السورية"‪.‬‬ ‫وأضاف أن األزمة الس��ورية لها أيضًا تداعياتها على األوضاع فى لبنان واألردن خاصة من‬ ‫خالل نزوح الالجئين الفلسطينيين وهو أمر معقد‪.‬‬ ‫كما بحث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون الالجئين زكريا األغا‬ ‫مع فليبو جراندي مفوض عام االونروا‪ ،‬في اجتماع جمع بينهما في مقر دائرة ش��ؤون الالجئين‬ ‫بمدينة غزة‪ ،‬يوم الخميس أوضاع الالجئين الفلس��طينيين في س��وريا والصعوبات التي تواجه‬ ‫عمل األونروا نتيجة الصراع الدائر في سوريا‪.‬‬ ‫وقال األغا أن أوضاع الالجئين في س��وريا مأساوية للغاية‪ ،‬جراء الصراع الدائر في سوريا‪،‬‬ ‫مش��يراً إلى أن دائرة ش��ؤون الالجئين بمنظمة التحرير الفلس��طينية تعمل مع باقي الفصائل‬ ‫الفلسطينية وجميع األطراف السورية لتحييد الالجئين الفلسطينيين في المخيمات من الصراع‬ ‫الدائر وتهيئة األجواء داخل المخيمات لتأمين عودة آمنة لالجئين الذين نزحوا من مخيماتهم ‪.‬‬ ‫وأض��اف اآلغا أن القيادة الفلس��طينية موقفه��ا واضح حول ما يجري في س��وريا هو عدم‬ ‫التدخل في الشان السوري وحيادية المخيمات وتجنيبها الصراع الدائر ‪.‬‬ ‫وأش��ار إل��ى أن منظمة التحرير الفلس��طينية وم��ن منطلق مس��ؤولياتها تج��اه الالجئين‬ ‫الفلسطينيين قامت بتوزيع مساعدات نقدية على الالجئين في سوريا‪ ،‬والالجئين الذين نزحوا‬ ‫من مخيماتهم في سورية إلى لبنان واألردن ومصر وغزة وغيرها من البلدان التي لجأوا إليها ‪.‬‬ ‫وش��دد على الدور الرئيس��ي لألونروا في خدمة ومساعدة الالجئين في سوريا‪ ،‬داعياً كافة‬ ‫المنظم��ات الدولية واإلنس��انية للعمل على دعم األون��روا وتحمل مس��ؤولياتها تجاه الالجئين‬ ‫الفلسطينيين في سوريا والعمل على تقديم الخدمات اإلغاثية لهم ‪.‬‬ ‫وأوض��ح األغ��ا لجران��دي أن وف��د منظمة التحري��ر الفلس��طينية الذي سيترأس��ه الجتماع‬ ‫اللجنة االستش��ارية س��يطالب الدول المانحة برفع قيمة مس��اعداتها المالية المقدمة لألونروا‬ ‫كم��ا س��يطالبها بتلبية نداء األونروا األخير لتوفير مبلغ ‪ 120‬ملي��ون دوالر لتمكينها من تقديم‬ ‫مس��اعدات طارئ��ة لالجئين الفلس��طينيين في س��وريا‪ ،‬مش��يراً إلى أن س��يكون هناك موقف‬ ‫مشترك للدول العربية المضيفة لالجئين تجاه هذا الموضوع ‪.‬‬ ‫كم��ا طالب األون��روا أن تعمل من خالل مش��اركتها ف��ي مؤتمر جنيف الذي س��يعقد حول‬ ‫س��وريا‪ ،‬عل��ى ض��رورة التركيز ف��ي اإلع�لان النهائي م��ن خ�لال المؤتمرين على أن س��وريا‬ ‫استضافت الالجئين الفلسطينيين‪ ،‬منذ نكبة فلسطين في العام ‪ 1948‬وسيبقون ضيوفاً عليها‬ ‫م��ع ضرورة الحف��اظ عليهم وتامين الحماية واألمن لهم لحين تطبيق قرارات الش��رعية دولية‬ ‫الخاصة بالالجئين الفلسطينيين وفي مقدمتها القرار ‪. 194‬‬ ‫ومن ناحيته أكد جراندي أن األوضاع في سوريا مأساوية وصعبة للغاية‪ ،‬وأن أطقم الوكالة‬ ‫تعمل بصعوبة في سوريا ولكنها ستواصل عملها في تقديم خدماتها‪ ،‬من منطلق مسؤولياتها‬ ‫الممنوحة لها رغم المخاطر التي تهدد أطقم عملها‪.‬‬ ‫وأش��ار إل��ى أن األون��روا تعمل بش��كل حثيث ودائم لس��د العج��ز المالي الت��ي تعاني منه‬ ‫ميزانيته��ا االعتيادية عبر توس��يع قادة المانحي��ن وحث الدول المانحة لرفع قيمة مس��اهماتها‬ ‫المالية ‪.‬‬ ‫وأك��د على أن األونروا س��تواصل ف��ي تقديم خدماته��ا لالجئين الفلس��طينيين في كافة‬ ‫مناطق عملياتها وتلبية احتياجاتهم الحياتية والخدماتية والصحية واإلغاثية ‪.‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫تقرير �أممي‪� :‬أطفال �سوريا يتعر�ضون‬ ‫للتعذيب والقتل والتجنيد‬ ‫ف��ي تقري��ر صادر ع��ن األم��م المتح��دة بعنوان‬ ‫"األطفال في الصراعات المس��لحة" قال األمين العام‬ ‫لألمم المتحدة بان كي م��ون إن القوات الحكومة في‬ ‫سوريا ومقاتلو المعارضة يجندان األطفال للقتال‪.‬‬ ‫قال األمين العام لألمم المتحدة بان جي مون إن‬ ‫قوات الحكومة الس��ورية ومقاتلي المعارضة يجندان‬ ‫األطف��ال في الح��رب األهلي��ة في الب�لاد وإن بعض‬ ‫األطفال تعرضوا للتعذي��ب على أيدي قوات الحكومة‬ ‫التهامه��م بأن لهم صالت بالمعارضة‪ .‬وصدر التقرير‬ ‫ي��وم األربع��اء بع��د أن زارت ليلى زروق��ي المبعوثة‬ ‫الخاص��ة لألمين العام لألمم المتحدة بش��أن األطفال‬ ‫والصراع المس��لح س��وريا في كانون األول‪/‬ديس��مبر‬ ‫الفائ��ت‪ .‬وق��ال التقري��ر إن آالف األطفال في س��وريا‬ ‫قتلوا ف��ي العنف "في حين ش��اهد آالف آخرون أفراداً‬ ‫من عائالتهم وهم يقتلون أو يصابون‪ ".‬ووفقًا لألمم‬ ‫المتح��دة ف��إن الطفل هو كل من يق��ل عمره عن ‪18‬‬ ‫عامًا‪.‬‬ ‫وقال ب��ان إن التعذيب وانتهاكات حقوق األطفال‬ ‫المتهمي��ن بأن لهم صالت بمقاتل��ي المعارضة يمثل‬ ‫اتجاهاً يبعث على االنزعاج‪ .‬وأضاف قائ ً‬ ‫ال‪" :‬هناك عدد‬ ‫م��ن الروايات عن عنف جنس��ي ض��د صبية للحصول‬ ‫على معلومات‪ ،‬أو اعتراف من جانب قوات الدولة وهم‬ ‫في معظهم أعض��اء بأجهزة مخابرات الدولة والقوات‬ ‫المسلحة السورية لكن ال يقتصر ذلك عليهما‪".‬‬ ‫كما قال التقرير إن جماعات المعارضة المسلحة‬ ‫بم��ا في ذل��ك الجيش الس��وري الحر‪ -‬متهم��ة أيضًا‬‫باس��تخدام أطفال تتراوح أعمارهم في العادة من ‪15‬‬ ‫إلى ‪ 17‬عامًا في القتال‪ ،‬وفي القيام بأدوار لمس��اندة‬ ‫المقاتلي��ن‪ ،‬مث��ل‪ :‬نق��ل األغذي��ة والمي��اه وتعبئ��ة‬ ‫خراطي��ش الذخائ��ر‪ .‬وقال بان إن الحكومة الس��ورية‬ ‫واالئتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية‪،‬‬ ‫أكدا لزروقي أنهما ملتزمان بالعمل مع األمم المتحدة‬ ‫لوقف انتهاكات حقوق االطفال‪.‬‬ ‫كم��ا ق��ال بان ك��ي مون ف��ي التقري��ر إن "وضع‬

‫األطفال تده��ور في كل مناطق النزاع في س��وريا"‪،‬‬ ‫وتحدث عن قصف للمنازل والمدارس والمستشفيات‬ ‫من قبل القوات الحكومية‪ ،‬وعن "زيادة في اس��تخدام‬ ‫مجموع��ات المعارض��ة للتكتي��كات اإلرهابي��ة مث��ل‬ ‫الس��يارات المفخخة بالمناطق السكنية بما فيها قرب‬ ‫الم��دارس"‪ .‬وأض��اف أن "ارتباط األطف��ال بمثل هذه‬ ‫المجموعات المسلحة زاد بشكل حاد خالل فترة إعداد‬ ‫التقرير"‪.‬‬ ‫وأض��اف أن "األم��م المتح��دة قلق��ة أيض��ًا م��ن‬ ‫مزاع��م بخطف واغتصاب النس��اء والفتي��ات من قبل‬ ‫المجموعات المس��لحة المعارضة ف��ي المدن والقرى‬

‫الت��ي تعد موالي��ة للحكومة"‪ ،‬مش��يراً إل��ى أن النزاع‬ ‫خل��ق بيئة ب��ات من الصعب ج��داً فيه��ا‪ ،‬الوصول إلى‬ ‫المتضررين به لغايات إنسانية‪.‬‬ ‫وق��ال بان كي مون إنه تم إحراز تقدم في مجال‬ ‫حماي��ة األطفال الذين يعيش��ون في مناط��ق النزاع‪،‬‬ ‫ولكن تكتيكات مثل تجني��د األطفال عرضت األطفال‬ ‫لخط��ر أكب��ر‪ .‬وأض��اف أن العديد م��ن البل��دان قامت‬ ‫بتنفي��ذ تدابير لحماي��ة األطفال‪ ،‬ولك��ن البلدان التي‬ ‫يتواص��ل فيها القتال ‪ -‬مثل س��ورية ومالي على وجه‬ ‫الخصوص ‪ -‬تمثل استثناء لذلك‪.‬‬

‫تقرير من �سورية‪ 40 :‬مليار دوالر خ�سائر االقت�صاد ال�سوري خالل‬ ‫�أربعة �أ�شهر من هذا العام فقط والدين ارتفع �إىل ‪% 65‬‬ ‫كش��ف "المركز الس��وري لبحوث السياس��ات"‬ ‫أن خس��ائر االقتص��اد الس��وري‬ ‫ومق��ره دمش��ق‪ّ ،‬‬ ‫بس��بب األزمة حتى الربع األول م��ن العام الحالي‬ ‫‪ ،2013‬ارتفع��ت إل��ى ‪ 84.4‬ملي��ار دوالر‪ ،‬بع��د أن‬ ‫كانت نهاية ‪ 2012‬نحو ‪ 48.4‬مليار دوالر أميركي‪،‬‬ ‫باألس��عار الجاري��ة‪ ،‬أي أن خس��ائر الربع األول من‬ ‫العام الحالي هي حوالي ‪ 40‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وبين المركز في دراس��ته الت��ي حصل موقع‬ ‫أن م��ن بي��ن‬ ‫"االقتص��ادي" عل��ى نس��خة منه��ا‪ّ ،‬‬ ‫الخسائر نحو ‪ 8‬مليار دوالر خسائر بالناتج المحلي‬ ‫اإلجمالي ونحو ‪ 13‬مليار خس��ائر ف��ي رأس المال‬ ‫ونحو ‪ 7‬مليارات على االنفاق العسكري‪.‬‬ ‫أن الدين العام لس��ورية داخليًا‬ ‫وبين التقرير ّ‬ ‫وخارجي��اً ارتفع م��ن ‪ 48%‬من النات��ج المحلي عام‬ ‫‪ 2012‬إل��ى ‪ 65%‬م��ن النات��ج المحلي خ�لال الربع‬ ‫األول من العام الحالي‪ ،‬حيث شكل الدين الخارجي‬ ‫خالل األشهر األربعة األولى من العام الحالي ‪49%‬‬ ‫من الناتج المحلي االجمالي‪.‬‬ ‫ويعرف "المركز الس��وري لبحوث السياس��ات"‬ ‫ع��ن نفس��ه بأنّ��ه مؤسس��ة غي��ر حكومي��ة غير‬

‫ربحية‪ ،‬وقد ش��ارك مع "كلية لندن لالقتصاد" في‬ ‫مؤتم��ر "نح��و حل اس��تراتيجي لألزمة الس��ورية‪:‬‬ ‫دور المجتم��ع المدني" ‪ ،‬في بي��روت من ‪ 7‬إلى ‪10‬‬ ‫حزيران ‪ ،2013‬بمش��اركة ناش��طين من المجتمع‬ ‫المدن��ي وخب��راء س��وريين‪ ،‬من أكثر م��ن أربعين‬ ‫ّ‬ ‫منظمة ومؤسس��ة مدني��ة‪ ،‬وأكاديمي��ة من داخل‬ ‫وخ��ارج س��ورية ومن خلفي��ات سياس��ية متنوعة‪،‬‬ ‫به��دف بح��ث ج��ذور وآث��ار األزم��ة في س��ورية‪،‬‬ ‫وتطوير س��يناريوهات األزمة واستش��راف بدائل‬ ‫الح��ل‪ ،‬ووض��ع مالمح اس��تراتيجية للوص��ول إلى‬ ‫الس��يناريو األكث��ر تفضي ً‬ ‫ال‪ ،‬وتش��كيل فرق عمل‬ ‫فنية لتطوير السياس��ات والبرامج المالئمة ما بعد‬ ‫المؤتمر الذي يوجه نتائجه إلى المجتمع الس��وري‬ ‫بالدرجة األولى‪.‬‬ ‫ويأت��ي ه��ذا المؤتم��ر ف��ي إط��ار مش��روع‬ ‫استش��راف بدائ��ل الحل لألزم��ة الس��ورية‪ ،‬وهو‬ ‫امت��داد لبح��وث وورش��ات عمل ق��ام به��ا "المركز‬ ‫الس��وري لبح��وث السياس��ات"‪ ،‬بمنهجي��ة علمي��ة‬ ‫تش��اركيَّة لتحلي��ل ج��ذور األزم��ة م��ن النواح��ي‬ ‫المؤسس��اتية واالقتصادية واالجتماعيَّة‪ ،‬ودراسة‬ ‫اآلثار االقتصادية واالجتماعية لألزمة في سورية‪،‬‬

‫وتم ع��رض نتائج البحث المتعلق بس��يناريوهات‬ ‫األزم��ة ال��ذي اعتمد عل��ى اس��تبيان آلراء الخبراء‬ ‫الس��وريين في تقييم كل من هذه السيناريوهات‬ ‫لتحدي��د أكثره��ا احتم��ا ًال وأكثرها تفضي� ً‬ ‫لا‪ .‬كما‬ ‫استند المؤتمر إلى العديد من األوراق والمداخالت‬ ‫الت��ي تش��خص حالة المجتم��ع المدني الس��وري‪،‬‬ ‫وعرضت نماذج عدة عن مبادرات و مشاريع مدنية‪.‬‬ ‫وتوص��ل المش��اركون إل��ى أن الس��يناريو‬ ‫المفضل لح��ل األزمة هو المفاوض��ات المدفوعة‬ ‫بأولويات المجتمع الس��وري‪ ،‬وبناء عليه تم تحديد‬ ‫أهداف المفاوضات‪ ،‬ومناقش��ة آلي��ات تحقيق هذا‬ ‫الخيار‪ ،‬في إطار اس��تراتيجية تع��زز دور المجتمع‬ ‫المدني ليكون شريكاً أساسيًا في الحل السياسي‪.‬‬ ‫وأكد التقرير أن "هذه الخسارة كبيرة مقارنة‬ ‫بالخس��ائر التي نتجت عن النزاعات الداخلية بدول‬ ‫أخ��رى"‪ ،‬وبي��ن تقري��ر "األزم��ة الس��ورية الجذور‬ ‫واآلث��ار االجتماعي��ة واالقتصادي��ة" أن إجمال��ي‬ ‫الخس��ارة يت��وزع عل��ى ‪ 50%‬خس��ارة ف��ي النات��ج‬ ‫المحل��ي االجمالي و‪ 43%‬أض��رار في مخزون رأس‬ ‫المال و‪ 7%‬زيادة في اإلنفاق العسكري‪.‬‬


‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫يمتلك األطفال ذوو اإلعاقة العديد من القدرات‪،‬‬ ‫مثله��م مثل جميع األطفال‪ ،‬ولكنه��م غالبًا ما يعانون‬ ‫االقصاء االجتماعي نتيجة التمييز وعدم توافر الدعم‬ ‫الذي يحتاجونه وتجاهلهم ضمن فئات األطفال األكثر‬ ‫ضعفًا والمحجوبين عن األنظار في العالم‪.‬‬ ‫تطل��ق اليونيس��ف تقريره��ا الرئيس��ي وض��ع‬ ‫األطف��ال في العالم ‪ :2013‬األطف��ال ذوو اإلعاقة في‬ ‫ي��وم ‪ 30‬مايو‪/‬أيار ‪ .2013‬ويس��عى التقرير إلى لفت‬ ‫االنتب��اه العالمي إل��ى االحتياجات الملح��ة لهذه الفئة‬ ‫المحجوبة عن األنظار إلى حد كبير‪.‬‬ ‫بالنس��بة لألطف��ال الس��وريين وأس��رهم الذين‬ ‫فروا من الص��راع الدائر في بالدهم‪ ،‬تفرض اإلعاقة‬ ‫الجس��دية والعقلي��ة تحدي��ات هائلة يوم��ًا بعد يوم‪،‬‬ ‫ولكنهم ما زالوا يتطلعون إلى مستقبل أكثر إشراقًا‪.‬‬ ‫تحل��م رانيا ب��أن تصب��ح معلمة ذات ي��وم‪ .‬وكل‬ ‫صب��اح تس��تيقظ والدته��ا وش��قيقها عن��د الفج��ر‬ ‫لمساعدتها على الوصول إلى المدرسة‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من أن المدرس��ة تقع على بعد مس��افة قصيرة سيراً‬ ‫على األقدام‪ ،‬فإن رانيا ال تستطيع قطع هذه المسافة‬ ‫بنفسها‪.‬‬ ‫فالخي��ام والكرفانات في المخيم الذي يعيش��ون‬ ‫فيه محاطة بالحصى األبي��ض‪ ،‬ورانيا تحتاج إلى من‬ ‫يحمله��ا إلى الطريق الرئيس��ي حيث يعمل كرس��يها‬ ‫المتحرك‪.‬‬ ‫بالنس��بة لراني��ا‪ ،‬البالغة م��ن العم��ر ‪ 10‬أعوام‪،‬‬ ‫أدى الصراع في س��وريا إلى فقدان بيتها ومدرس��تها‬ ‫وأصدقائها وأف��راد عائلتها‪ ،‬كما فاتته��ا فرصة إجراء‬ ‫عملي��ة جراحي��ة ف��ي دمش��ق كان م��ن الممك��ن أن‬ ‫تساعدها على السير على قدميها‪.‬‬ ‫ولك��ن القتال أجبر األس��رة على الف��رار الى هذا‬ ‫المخيم ال��ذي يضم ما يقرب من ‪ 180000‬ش��خص‪،‬‬ ‫وبقيت رانيا على الكرسي المتحرك‪ ،‬حيث أنها تعاني‬ ‫من مشكلة في الظهر منذ الوالدة‪.‬‬

‫ولكن مع الدعم المتواصل من والدتها وشقيقها‪،‬‬ ‫ترف��ض راني��ا التخل��ي ع��ن تعليمها وتص��ر على أن‬ ‫تصب��ح معلمة ف��ي يوم ما‪ ،‬وتس��اعد في إع��ادة بناء‬ ‫بلدها‪.‬‬ ‫ومع دخول األزمة الس��ورية عامها الثالث‪ ،‬تش��ير‬ ‫تقدي��رات األم��م المتح��دة إلى أنه��ا قد تس��ببت في‬ ‫خسائر بشرية هائلة‪ ،‬حيث قتل نحو ‪ 80000‬شخص‬ ‫ بم��ا ف��ي ذل��ك آالف األطف��ال ‪ -‬ون��زح ‪ 4.25‬مليون‬‫شخص داخلياً‪ ،‬وفرّ حوالي ‪ 1.4‬مليون شخص آخرين‬ ‫إلى الدول المجاورة‪.‬‬ ‫وبينم��ا تف��وق االحتياج��ات اإلنس��انية التمويل‬ ‫المت��اح بس��رعة كبي��رة‪ ،‬يتكب��د أطفال س��وريا أكبر‬ ‫الخس��ائر ويتعرضون ألشد المخاطر‪ ،‬وينشأون كجيل‬ ‫ضائع يعاني من ندوب جس��دية ونفس��ية مدى الحياة‬ ‫من جراء الصراع الذي طال أمده‪.‬‬ ‫والفئ��ة األش��د ضعف��اً بينهم ه��ي األطفال ذوو‬ ‫اإلعاق��ة‪ ،‬والذي��ن ‪ -‬غالب��ًا م��ا يت��م تجاه��ل حقه��م‬ ‫ف��ي المس��اعدات الصحي��ة والتعليمي��ة وغيره��ا في‬ ‫االس��تجابة اإلنس��انية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يصبحون أكثر‬ ‫عرضة للحياة في الفقر وإس��اءة المعاملة‪ ،‬ويحرمون‬ ‫م��ن الم��كان الذي يس��تحقونه ف��ي المس��اعدة على‬ ‫تعزيز وإعادة بناء مجتمعاتهم وبلدهم‪.‬‬ ‫وتقول ريم‪ ،‬والدة رانيا‪« :‬كل شيء هنا أصعب»‪،‬‬ ‫بما ف��ي ذلك الحصول عل��ى الرعاي��ة الطبية ووجود‬ ‫حمام مناسب الحتياجات رانيا‪.‬‬ ‫وقد قامت اليونيسف وش��ركاؤها بتثبيت ممرات‬ ‫إلى المراحي��ض في المدارس وأكث��ر من ‪ 300‬وحدة‬ ‫مراحي��ض ف��ي المخي��م‪ ،‬أو قدمت حلو ًال أخ��رى لغير‬ ‫القادري��ن عل��ى الوصول إل��ى المراحيض بس��هولة‪.‬‬ ‫وباإلضاف��ة إل��ى ذلك‪ ،‬تقوم اليونيس��ف وش��ركاؤها‬ ‫باستكش��اف مجاالت أخ��رى لتعزيز النهج الش��مولي‪،‬‬ ‫مث ً‬ ‫ال من خالل المناهج الدراس��ية ودعم األطفال ذوي‬ ‫اإلعاقة‪.‬‬

‫وم��ن الصعب تحديد بيان��ات دقيقة عن األطفال‬ ‫ذوي اإلعاقة‪ .‬وتش��ير تقديرات التقرير العالمي حول‬ ‫اإلعاقة لع��ام ‪ 2011‬أن هناك حوالي ‪ 93‬مليون طفل‬ ‫ف��ي س��ن ‪ 14‬عاماً أو أصغر س��نًا يعانون م��ن إعاقات‬ ‫متوسطة أو ش��ديدة‪ .‬ويستند هذا الرقم‪ ،‬إلى بيانات‬ ‫من عام ‪ ،2004‬وهي بيانات قائمة على تخمينات وقد‬ ‫تكون األرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير‪.‬‬ ‫وهن��اك نس��بة كبي��رة للغاية م��ن األطفال ذوي‬ ‫اإلعاقة بين السوريين الذين نزحوا أو فروا إلى بلدان‬ ‫أخ��رى‪ ،‬نظراً للعدد الكبير من األطف��ال المصابين أو‬ ‫الذين يعانون من التوتر الشديد نتيجة للصراع‪.‬‬ ‫وعلى مس��افة ع��دد قليل فقط م��ن الخيام من‬ ‫خيم��ة رانيا‪ ،‬تبدو سوس��ن قلقة عل��ى حفيدها الذي‬ ‫يرق��د بال حراك على فراش��ه‪ .‬ويبل��غ الطفل أكثر من‬ ‫س��نة من العمر‪ ،‬ولكنه لم يبدأ الزحف بعد‪ ،‬وتخش��ى‬ ‫سوسن أن يكون قد ورث اإلعاقة الفكرية من والده‪.‬‬ ‫وتقول قبل أن تب��دأ الدموع تترقرق في عينيها‪:‬‬ ‫«كانت تربية والده في سوريا صعبة بما فيه الكفاية‪.‬‬ ‫ولك��ن هنا [ف��ي المخيم] الحياة بش��كل ع��ام صعبة‬ ‫جداً»‪ .‬وقد غادرت األسرة دارهم في سوريا في عجلة‬ ‫ش��ديدة ولم يجلب��وا دواء حفيدها‪ .‬وتتس��اءل‪« :‬ماذا‬ ‫سيحدث له؟»‪.‬‬ ‫إن راني��ا حريص��ة عل��ى مس��اعدة أطف��ال مثل‬ ‫حفيد سوس��ن عندما تصبح معلمة وتصبح جزءاً من‬ ‫بيئة ش��املة يس��تطيع فيها هو وآالف األطفال أمثاله‬ ‫المشاركة بنشاط واالزدهار في مجتمعهم‪.‬‬ ‫وتق��ول رانيا‪ ،‬مش��يرة إلى أنها تت��وق إلى اليوم‬ ‫الذي تتمكن فيه أس��رتها من العودة إلى دارهم‪« :‬أنا‬ ‫أحب المدرس��ة وأحب أن أكون مع أطفال آخرين ولدي‬ ‫أصدقاء رائعون هنا‪ ،‬ولكنني أفتقد أصدقائي وحياتي‬ ‫في سوريا‪».‬‬ ‫تم تغيير األسماء في هذه القصة لحماية هويات‬ ‫األطفال وأسرهم‪( .‬المصدر‪ :‬اليونسيف)‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫الأطفال ال�سوريون ذوو الإعاقة يكافحون‬ ‫للحياة يف خميم الالجئني‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪5‬‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫نظرة على التكوين ال�سيا�سي واالجتماعي‬ ‫لالنتخابات الرئا�سية الإيرانية‬

‫ياسر مرزوق‬

‫لع��ل الترابط العقدي بين ش��يعة‬ ‫لبنان والع��راق وإيران‪ ،‬مدعوم��ًا اليوم‬ ‫بحكوم��ةٍ ش��يعية ف��ي الع��راق بقيادة‬ ‫المالك��ي تابع��ة إليران واحت�لال لبنان‬ ‫م��ن قب��ل ح��زب اهلل‪ ،‬ه��و م��ا يدعونا‬ ‫للنظ��ر عن كثب في انتخابات الرئاس��ة‬ ‫االيراني��ة‪ ،‬فلم يعد خافي��اً على أحد أن‬ ‫اي��ران باتت الحاك��م الفعلي لس��وريا‪،‬‬ ‫وهي من ينشر الموت شرقًا وغربًا بين‬ ‫السوريين‪ ،‬حزب اهلل يقتل في القصير‬ ‫والغوطة وحلب‪ ،‬وحكومة المالكي تعلن‬ ‫اتفاقه��ا مع وزير خارجي��ة النظام على‬ ‫إلغاء رس��وم تأشيرة الدخول للعراقيين‬ ‫إلى س��وريا‪ ،‬تس��هي ًال لدخول المقاتلين‬ ‫الش��يعة إليها بشكل نظامي على أنهم‬ ‫سياح أجانب‪.‬‬ ‫فبحس��ب وزير الخارجية الس��وري‬ ‫وليد المعلم الذي التقى نظيره العراقي‬ ‫زيب��اري في بغ��داد‪ ،‬فإن دمش��ق تريد‬ ‫تسهيل دخول "السياح العراقيين" إليها‪،‬‬ ‫كجان��ب يدل عل��ى زيادة التع��اون بين‬ ‫الع��راق وجارته الت��ي كان يتهمها حتى‬ ‫وقت قريب بأنها مس��ؤولة عن تصدير‬ ‫اإلره��اب إليه‪ ،‬ال نعرف عن أي س��ياحة‬ ‫ف��ي س��وريا يتح��دث العراقي��ون ف��ي‬ ‫الوقت الذي تغص دول الجوار بالجئين‬ ‫سوريين هاربين من الموت‪.‬‬ ‫هذا وق��د تناقلت مواق��ع التواصل‬ ‫االجتماع��ي‪ ،‬تصريح��اتٍ لرج��ل الدين‬ ‫العراقي الشيعي "جالل الدين الصغير"‪،‬‬ ‫قال فيها‪" :‬نحن ش��يعة العراق والس��يد‬ ‫حس��ن نصر اهلل يعلن أنهم أن أرادوها‬ ‫حرب��ًا فلتك��ن الحرب بينن��ا وبينهم في‬ ‫س��وريا‪ ،‬ول��و قدر أن هن��اك فرقة ألبي‬ ‫الفض��ل‪ ،‬فنح��ن مس��تعدون لنرس��ل‬ ‫فرقة الكفيل أبي الفضل‪ ،‬ومستعدون‬ ‫لنرس��ل جي��ش قم��ر بني هاش��م‪ ،‬كل‬ ‫العراق ال يمكن أن يهدأ‪.‬‬ ‫وأض��اف لو قيد لمؤتمر جنيف ‪ 2‬أن‬ ‫ينج��ح وأن تعود األمور في س��وريا إلى‬ ‫األمان‪ ،‬عندها فق��ط يمكن أن نطمئن‬ ‫عل��ى العراق "عراق الش��يعة" ولكن أن‬ ‫ق��در له��ذا المؤتمر الفش��ل‪ ،‬عندها لن‬ ‫نكون نحن في الع��راق في مأمن‪ ،‬ولن‬ ‫يك��ون الس��وريون وحدهم ف��ي خطر‪،‬‬ ‫م��ن قبل هؤالء األوباش‪ ،‬أيام مهدينا –‬ ‫عليه السالم – باتت أقرب مما يتصوره‬ ‫كل إنس��ان وأمامنا اليوم فرصة لنضع‬ ‫أيدينا بيد الحوراء زينب‪ ،‬وعلى هودجها‬ ‫لنقول‪ :‬بأن هذا الهودج لن يسقط‪.‬‬ ‫كم��ا طال��ب م��ن ي��زورون اإلم��ام‬ ‫الحس��ين وأب��ي الفض��ل ف��ي كل ليلة‬ ‫جمع��ة في كربالء‪ ،‬أن يذهب��وا لزيارته‬ ‫في سوريا‪ ،‬ألن الحسين – حسب زعمه‬ ‫– غ��ادر كربالء وذه��ب لحماي��ة رقية‪،‬‬ ‫وذه��ب لحماي��ة أخت��ه‪ ،‬وأنه��م جميع��ا‬ ‫ين��ادون من��ذ فت��رة‪ :‬لبيك ي��ا عصماء‪.‬‬ ‫"ولعل المفارقة التاريخية أن الحس��ين‬ ‫حين توجه إلى دمش��ق‪ ،‬خذله ش��يعته‪،‬‬ ‫وهم اليوم يثأرون لخذالنهم"‪.‬‬ ‫قب��ل الخ��وض ف��ي االنتخاب��ات‬ ‫االيرانية تجدر اإلش��ارة إلى أنه وبغض‬

‫النظ��ر ع��ن اس��م رئي��س الجمهورية‬ ‫الجدي��د‪ ،‬فلن يحدث تغيي��رٌ يذكر على‬ ‫الواق��ع الس��وري فإي��ران يحكمها ولي‬ ‫الفقي��ه‪ ،‬ال��ذي س��يلجأ إل��ى منظومته‬ ‫األمني��ة المعقدة المؤلف��ة من الحرس‬ ‫الثوري وقوة الباسيج التي يقدر عددها‬ ‫بمئ��ات اآلالف من المتطوعي��ن إلخماد‬ ‫أي احتجاج��ات مناوئة‪ .‬كم��ا حدث عقب‬ ‫انتخاب نجاد عام ‪.2009‬‬

‫د�ستور اجلمهورية اال�سالمية‪:‬‬

‫ع��ام ‪1979‬وعن��د إعداد الدس��تور‬ ‫الجدي��د للثورة االيرانية اجتمع بازرجان‬ ‫بش��ريعتي م��دري وأعض��اء الجبه��ة‬ ‫الوطني��ة‪ ،‬واتفق��وا عل��ى أن تقس��م‬ ‫الس��لطات طبق��ًا للنظ��م الدس��تورية‬ ‫المألوف��ة‪ .‬بحي��ث تتول��ى الس��لطة‬ ‫التنفيذي��ة عم��ل ال��وزارات‪ ،‬وتتول��ى‬ ‫ً‬ ‫ممثلة في البرلمان‬ ‫السلطة التشريعية‬ ‫مسؤولية الدس��تور لكونها منتخبة من‬ ‫الجماهي��ر‪ ،‬وه��ي مصدر الس��يادة‪ ،‬ثم‬ ‫الس��لطة القضائي��ة وتتواله��ا وزارة‬ ‫الع��دل م��ع مجل��س قضائي مس��تقل‬ ‫ع��ن الس��لطتين‪ ،‬وافترض��وا أن تقدم‬ ‫اقتراحاته��م المذك��ورة للجمعي��ة‬ ‫التأسيس��ية الموس��عة لدراستها‪ ،‬وهي‬ ‫مكون��ة م��ن ثالث��ة وس��بعين خبي��راً‬ ‫قانونياً‪ ،‬كما أنها جمعية منتخبة وتتمتع‬ ‫بش��عبية عريضة‪ ،‬لك��ن الخميني أصر‬ ‫على أن تضع الدستور لجنة مكونة من‬ ‫خمس��ة عش��ر عضواً‪ ،‬ثمانية من رجال‬ ‫الدي��ن وأطل��ق عليها "مجل��س صيانة‬ ‫الدس��تور"‪ ،‬إلق��رار قواني��ن الدس��تور‪،‬‬ ‫كما أصر الخميني على أن يتم االقتراع‬ ‫داخل المس��اجد‪ ،‬وتحت إش��راف اللجان‬ ‫الثورية‪ ،‬وأن تظل الرئاس��ة تحت والية‬ ‫الفقي��ه الخميني في ظ��ل غياب اإلمام‬ ‫الثاني عش��ر "المه��دي المنتظر"‪ ،‬على‬ ‫أن تنتق��ل م��ن فقي��هٍ إل��ى آخ��ر‪ ،‬وقد‬ ‫منح الدس��تور الجديد الفقيه س��لطاتٍ‬ ‫مطلق��ة‪ ،‬منه��ا س��لطة تعيي��ن القائد‬ ‫األعلى للجيش والقوات المسلحة‪ ،‬وحق‬ ‫إلغ��اء االنتخابات الرئاس��ية‪ ،‬وحق إقالة‬ ‫رئي��س الجمهورية بع��د الحصول على‬ ‫موافقة البرلمان‪ ،‬بذل��ك نجح الخميني‬ ‫ف��ي تطبيق جمي��ع تعاليم��ه التي نادى‬ ‫بها في المنفى‪ ،‬وأعد الدس��تور وقانون‬ ‫االنتخ��اب بالصيغ��ة الت��ي حددها رغم‬ ‫اعتراض المفكري��ن والمثقفين ورجال‬ ‫الدين المعتدلين‪.‬‬ ‫وبالرغ��م م��ن ذلك يمل��ك رئيس‬ ‫الجمهورية صالحيات تنفيذية واس��عة‪،‬‬ ‫إذ يع��د‪ ،‬طبقًا للدس��تور‪ ،‬مس��ؤو ًال عن‬ ‫توقيع االتفاقيات والمعاه��دات الدولية‬ ‫وع��ن التخطي��ط القوم��ي‪ ،‬وكذلك عن‬ ‫الموازن��ة العام��ة والتوظي��ف في جهاز‬ ‫الدول��ة‪ ،‬فض� ً‬ ‫لا ع��ن تعيي��ن ال��وزراء‬ ‫والمحافظي��ن والس��فراء‪ ،‬م��ع مالحظة‬ ‫أن كل ه��ذه التعيين��ات تحت��اج إل��ى‬ ‫موافقة البرلم��ان قبل أن تصبح نافذة‪.‬‬ ‫وعل��ى خ�لاف الجمهوري��ات األخرى‪ ،‬ال‬ ‫يتحك��م رئي��س الجمهوري��ة وحده في‬ ‫إيران بالسياس��ة الخارجي��ة‪ ،‬أو القوات‬

‫المس��لحة‪ ،‬أو المل��ف الن��ووي‪ ،‬فه��ذه‬ ‫األمور األساس��ية كلها تدخل في نطاق‬ ‫صالحيات المرشد كما ذكرنا آنفًا‪.‬‬

‫االنتخابات الرئا�سية‪:‬‬

‫وص��ف الكات��ب البريطاني روبرت‬ ‫فيس��ك االنتخابات الرئاس��ية اإليرانية‬ ‫المق��ررة عقدها خالل األي��ام المقبلة‪،‬‬ ‫بأنها ليس��ت بانتخابات حقيقية‪ ،‬ولكنها‬ ‫مس��ابقة بين مرشحين دينيين‪ ،‬مشيراً‬ ‫إل��ى أن خليف��ة محم��ود أحم��دي نجاد‪،‬‬ ‫يفت��رض أن يت��م اختي��اره م��ن قب��ل‬ ‫الشعب وليس حراس النظام‪.‬‬ ‫وأوض��ح "فيس��ك" أن "مجل��س‬ ‫صيان��ة الدس��تور" ق��د ضم��ن أن‬ ‫المرش��حين الثماني��ة‪ ،‬وكله��م م��ن‬ ‫الرج��ال‪ ،‬يحظ��ون بموافق��ة المرش��د‬ ‫األعلى عل��ى خامنئي‪ ،‬وتاب��ع قائ ًال‪" :‬ال‬ ‫تزال الس��لطة فى يد رجال الدين‪ ،‬وهو‬ ‫كان يري��ده آية اهلل الخميني‪ ،‬المرش��د‬ ‫األعل��ى للث��ورة اإليراني��ة"‪ .‬واس��تطرد‬ ‫قائ ًال‪" :‬أن إيران اإلس�لامية ليست دولة‬ ‫نازية‪ ،‬وأغلب اإليرانيين يعتقدون على‬ ‫م��ا يبدو أن لهما الحق فى أن تكون لهم‬ ‫منشآت نووية"‪.‬‬ ‫ويتاب��ع الكاتب قائ ًال‪" :‬أن الكثيرين‬ ‫م��ن اإليرانيين مقتنع��ون بأنه ال يوجد‬ ‫ديمقراطي��ة ف��ى بالده��م‪ ،‬والتاري��خ‬ ‫يق��ول أن الديمقراطي��ة ليس��ت كلم��ة‬ ‫يتردد صداها فى آذان ش��عوب الش��رق‬ ‫األوس��ط‪ ،‬فالديمقراطية بالنسبة لهم‬ ‫تعن��ى الدول الغربية التي تدعم مبارك‬ ‫وب��ن على والش��اه‪ ..‬وأن م��ا يبحث عنه‬ ‫الش��عب هو الكرامة والحري��ة وحقوق‬ ‫اإلنسان وليس الديمقراطية"‪.‬‬ ‫والرئي��س في إي��ران ينتخب ألربع‬ ‫س��نوات باالقتراع الشعبي المباشر‪ ،‬وال‬ ‫يح��ق ل��ه أن يحتفظ بمنصب الرئاس��ة‬ ‫ألكث��ر م��ن فترتي��ن انتخابيتي��ن على‬ ‫التوالي‪ ،‬ويتوجب على المرش��حين إلى‬ ‫منصب رئيس الجمهورية اجتياز اختبار‬ ‫الصالحية الذي يجريه مجلس «صيانة‬ ‫الدس��تور» والمك��ون م��ن ‪ 12‬عض��واً‪،‬‬ ‫نصفهم م��ن الفقه��اء الذي��ن يعينهم‬ ‫مرش��د الجمهورية بغ��رض حماية قيم‬ ‫الجمهورية‪ ،‬وبهدف التثبت من مطابقة‬ ‫القواني��ن الص��ادرة ع��ن البرلم��ان مع‬ ‫القيم اإلسالمية‪.‬‬

‫الرئي�س املرتقب‪:‬‬

‫عل��ى الرغ��م م��ن انتق��ال إي��ران‬ ‫الث��ورة إل��ى ق��وةٍ إقليمي��ة‪ ،‬إال أن‬ ‫الرئي��س االيران��ي المرتقب س��يواجه‬ ‫أكب��ر التحدي��ات السياس��ية ف��ي إيران‬ ‫المحاص��رة والرابض��ة تح��ت أعب��اء‬ ‫اقتصادي��ة‪ ،‬إال أن التحدي األكبر هو أن‬ ‫الضدي��ة والع��داء للغرب ل��م تعد تقنع‬ ‫الش��باب اإليراني المتعط��ش للحريات‬ ‫والديمقراطي��ة‪ ،‬وق��د ب��دا ذل��ك جلي��ًا‬ ‫ف��ي انتخاب��ات ع��ام ‪ ،2009‬التي نجح‬ ‫فيه��ا أحم��دي النج��اد في ظ��ل التردي‬ ‫النس��بي لألداء االقتص��ادي؛ في الوقت‬

‫ال��ذي ق��درت في��ه إي��رادات إي��ران من‬ ‫النف��ط والغاز بما يتراوح بين ‪ 250‬إلى‬ ‫‪ 300‬ملي��ار دوالر ف��ي س��نوات واليته‬ ‫األول��ى األربع‪ .‬بعد أن طبع السياس��ات‬ ‫االقتصادي��ة والداخلي��ة بطابع��ه‪،‬‬ ‫فتقلص��ت مس��احة الحري��ات الفردي��ة‬ ‫وأحل��ت سياس��اته الش��عبوية الدع��م‬ ‫النق��دي محل الدعم العين��ي‪ ،‬فتدهور‬ ‫االقتصاد وارتفعت نسبة التضخم إلى‬ ‫مستويات قياسية‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ ،2009‬عقد التيار اإلصالحي‬ ‫آماله ف��ي الع��ودة إلى الس��لطة‪ .‬على‬ ‫مرش��حه مي��ر حس��ين موس��وي وم��ع‬ ‫إع�لان نتيج��ة االنتخابات بف��وز نجاد‪،‬‬ ‫ش��هدت ش��وارع العاصم��ة طه��ران‬ ‫ومدن أخرى تظاه��رات عارمة احتجاجًا‬ ‫عل��ى م��ا اعتق��ده المتظاه��رون م��ن‬ ‫"تزوي��ر لالنتخاب��ات"‪ ،‬وق��د تزعم تلك‬ ‫االحتجاجات اثنان من المرش��حين‪ ،‬هما‬ ‫مير حس��ين موس��وي رئيس ال��وزراء‬ ‫األس��بق ومهدي كروبي رئيس مجلس‬ ‫الشورى‪ ،‬لذلك حرص خامنئي على إال‬ ‫يتكرر المش��هد عام ‪ ،2013‬فموس��وي‬ ‫وكروب��ي ره��ن اإلقام��ة الجبرية اآلن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة‬ ‫واالتص��االت الهاتفية مراقب��ة‪،‬‬ ‫لحج��ب المواق��ع اإللكتروني��ة لقط��ع‬ ‫الطري��ق عل��ى أي محاول��ة إلث��ارة‬ ‫االضطرابات بمناسبة االنتخابات‪.‬‬

‫الثورة ال�سورية‪:‬‬

‫م��ع أن س��ورية ش��كلت وال ت��زال‬ ‫التزام��اً إيديولوجي��ًا بالنس��بة إليران‪،‬‬ ‫إال أن��ه يأت��ي عل��ى حس��اب احتياجات‬ ‫الداخ��ل‪ .‬وه��ذا ه��و التح��دي األكب��ر‬ ‫للرئي��س الجديد‪ ،‬إذ يرج��ح محللون أن‬ ‫تك��ون تكلفة المس��اعدات االقتصادية‬ ‫والمالي��ة اإليرانية ملي��ارات الدوالرات‪.‬‬ ‫وقال إيميل هوكاي��م المحلل بالمعهد‬ ‫الدول��ي للدراس��ات االس��تراتيجية‪ ،‬أن‬ ‫تحديد قيمة هذه المس��اعدات بالدوالر‬ ‫ض��رب من المس��تحيل‪ .‬لك��ن أن كانت‬ ‫قطر أنفق��ت أكثر من مليار دوالر حتى‬ ‫اآلن لمس��اعدة الث��وار الس��وريين فإن‬ ‫مس��اهمة إي��ران تصب��ح أضع��اف هذا‬ ‫على األرجح‪.‬‬ ‫ومنح��ت طهران دمش��ق ما يقرب‬ ‫من أربع��ة ملي��ارات دوالر ف��ي صورة‬ ‫ائتم��ان لتخفي��ف ضغ��وط العقوب��ات‬ ‫الدولي��ة التي دم��رت ص��ادرات النفط‬ ‫الس��وري الت��ي تع��د أق��ل بكثي��ر من‬ ‫الص��ادرات اإليراني��ة لكنه��ا مهم��ة‬ ‫بالنس��بة لألس��د‪ ،‬ورغم أن اإليرانيين‬ ‫يتحدثون ف��ي هذا الموض��وع بحرص‬ ‫فهم يعبرون عن غضبهم المتزايد من‬ ‫هذا الس��خاء‪ .‬وأغلق تجار في تش��رين‬ ‫األول متاجرهم في س��وق جراند بازار‬ ‫ف��ي طه��ران وخرج��وا ف��ي مظاهرات‬ ‫عفوي��ة مناهضة لسياس��ات الحكومة‬ ‫ودعمه��ا لألس��د‪ .‬وفقد الري��ال ‪ 40‬في‬ ‫المائ��ة من قيمته في بضع��ة أيام مما‬ ‫أصاب أعمالهم بالشلل‪.‬‬


‫قائمة املر�شحني‪:‬‬ ‫�سعيد جليلي‪:‬‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫األمي��ن الع��ام للمجل��س األعل��ى‬ ‫لألم��ن القوم��ي‪ .‬يبل��غ م��ن العم��ر ‪47‬‬ ‫عام��ًا‪ ،‬ومن الدائ��رة المقربة للمرش��د‬ ‫عل��ي خامنئ��ي وممثل��ه المباش��ر ف��ي‬ ‫المفاوض��ات م��ع القوى الكبرى بش��أن‬ ‫البرنام��ج الن��ووي اإليران��ي‪ ،‬من��ذ عام‬ ‫‪ ،2007‬ول��د في مدينة مش��هد الواقعة‬ ‫ش��مال ش��رقي إي��ران‪ ،‬وانض��م لق��وة‬ ‫الباس��يج ش��به العس��كرية‪ ،‬كما تطوع‬ ‫بالمش��اركة في الح��رب التي دارت ببن‬ ‫الع��راق وإيران في الفترة ما بين عامي‬ ‫‪ 1980‬و‪ ،1988‬وأصي��ب ف��ي إح��دى‬ ‫المعارك ليقفد ساقه اليمنى‪.‬‬ ‫حاص��ل على درج��ة الدكتوراه في‬ ‫"الفكر السياس��ي في الق��رآن"‪ ،‬يصفه‬ ‫البع��ض باالفتق��ار للخب��رة اإلداري��ة‬ ‫واالقتصادية‪.‬‬ ‫حممد باقر قاليباف‪:‬‬

‫على �أكرب واليتي‪:‬‬ ‫ولد واليتي عام ‪ 1945‬في طهران‪،‬‬ ‫وخ��دم في منص��ب نائب وزي��ر الصحة‬ ‫من��ذ عام ‪ 1980‬وحتى ع��ام ‪ ،1981‬ثم‬ ‫خدم بعد ذلك وزيراً للخارجية االيرانية‬ ‫ألكث��ر م��ن ‪ 16‬عام��ًا "‪،"1997 - 1981‬‬ ‫قب��ل أن يصب��ح مستش��ارا للش��ؤون‬ ‫الدولي��ة لدى المرش��د األعلى‪ .‬وش��كل‬ ‫واليت��ي‪ ،‬البال��غ ‪ 67‬عاماً وال��ذي يعمل‬ ‫طبيبا لألطف��ال‪ ،‬حلفا مع أج��ل التقدم‬ ‫مع رئيس بلدية طهران ومع جالم علي‬ ‫حداد عادل الرئيس السابق للبرلمان‪.‬‬ ‫ح�سن روحاين‪:‬‬

‫ترب��ط ع��ادل ص�لات قرب��ى م��ع‬ ‫المرش��د‪ ،‬حيث أن بنت ح��داد عادل هي‬ ‫زوج��ة مجتبى نج��ل آي��ة اهلل خامنئي‪،‬‬ ‫ويبلغ من العمر ‪ 68‬عاماً‪ ،‬شغل‪ ،‬منصب‬ ‫رئي��س البرلم��ان اإليراني ف��ي الفترة‬ ‫بين عامي ‪ 2004‬و‪ .2008‬كما أنه عضو‬ ‫في البرلمان منذ عام ‪ ،2000‬كما شغل‬ ‫أيض��اً العديد من المناص��ب في النظام‬ ‫اإلس�لامي منذ قيام الث��ورة في إيران‪،‬‬ ‫وكت��ب أيض��ًا عدداً م��ن الكت��ب الدينية‬ ‫ويجيد اللغتين العربية واإلنجليزية‪.‬‬ ‫حممد ر�ضا عارف‪:‬‬ ‫يعتب��ر محم��د رض��ا ع��ارف أح��د‬ ‫السياسيين اإلصالحيين وهو عضو في‬ ‫مجلس تش��خيص مصلحة النظام‪ .‬ولد‬ ‫عارف عام ‪ 1951‬في مدينة يزد وس��ط‬ ‫الب�لاد‪ ،‬وش��غل العدي��د م��ن المناصب‬ ‫التنفيذية في إيران ما بعد الثورة‪ .‬وكان‬ ‫عارف قد صرح بأنه إذا ما دخل الرئيس‬ ‫اإلصالحي الس��ابق محم��د خاتمي في‬ ‫س��باق انتخاب��ات ع��ام ‪ ،2013‬فإنه لن‬ ‫يخوض االنتخابات‪.‬‬ ‫وعلى عكس العديد من الشخصيات‬ ‫اإلصالحي��ة األخ��رى‪ ،‬ل��م يتل��ق ع��ارف‬ ‫انتقادات من المتش��ددين بع��د انتخابات‬ ‫عام ‪ 2009‬التي شهدت صراعات سياسية‬ ‫بطلب‬ ‫كبيرة‪ .‬وقد انسحب من االنتخابات‬ ‫ٍ‬ ‫من الرئيس خاتمي‪.‬‬ ‫حممد غر�ضي‪:‬‬ ‫الوزير السابق للنفط واالتصاالت‪،‬‬ ‫ووحاك��م مقاطعة خوزس��تان الجنوبية‬ ‫وكردس��تان الغربي��ة‪ .‬البالغ م��ن العمر‬ ‫‪ 72‬عامًا‪ ،‬المولود ف��ي مدينة اصفهان‪،‬‬ ‫درس الهندسة في إيران وفرنسا‪ ،‬وكان‬ ‫ناش��طا سياس��يا في فترة حكم الشاه‪،‬‬ ‫وذل��ك ما زجّ في الس��جن ع��ام ‪1971‬‬ ‫ورحّ��ل إل��ى خ��ارج الب�لاد‪ .‬وج��اء قرار‬

‫ول��د رضائي عام ‪ 1954‬في مدينة‬ ‫مسجد س��ليمان‪ ،‬ويحمل درجة دكتوراه‬ ‫ف��ي االقتص��اد م��ن جامع��ة طه��ران‪،‬‬ ‫س��كرتير مجل��س تش��خيص مصلحة‬ ‫النظام الذي يرأس��ه علي أكبر هاشمي‬ ‫رفسنجاني‪ ،‬والمطلوب للعدالة الدولية‬ ‫بعد اتهامه من قبل األرجنتين بالتورط‬ ‫في هج��وم وقع عام ‪ 1994‬واس��تهدف‬ ‫أح��د المراك��ز اليهودي��ة ف��ي بوني��س‬ ‫آيرس مما أسفر عن مقتل ‪ 85‬شخصًا‪.‬‬ ‫وكان رضائ��ي ق��د تقدم للترش��ح‬ ‫ف��ي االنتخابات الرئاس��ية ع��ام ‪2005‬‬ ‫قب��ل أن ينس��حب منها‪ .‬وف��ي انتخابات‬ ‫ع��ام ‪ ،2009‬حص��ل عل��ى نس��بة ‪7 .1‬‬ ‫في المئ��ة فقط من األص��وات‪ .‬وتقدم‬ ‫إلى جان��ب المرش��حين اآلخرين بطعن‬ ‫على نتيجة االنتخابات‪ ،‬إال أنه انس��حب‬ ‫من ذلك بعد دعم المرش��د األعلى فوز‬ ‫أحمدي نجاد‪.‬‬ ‫عن��د انتهائي من آخ��ر كلمات هذا‬ ‫المل��ف‪ ،‬وأن��ا أتاب��ع نتائ��ج االنتخاب��ات‬ ‫اإليراني��ة‪ ،‬فك��رت للحظ��ة أن المل��ف‬ ‫س��يكون غير مناسبًا‪ ،‬ولن يكون مواكبًا‬ ‫للحدث‪ ،‬فأع��دت القراءة ووجدت أنه من‬ ‫المهم بم��كان أن نطلع على بعض من‬ ‫أبجديات السياس��ة في إي��ران‪ ،‬وكيفية‬ ‫بناء النظام اإليراني‪ ،‬مع تسليط الضوء‬ ‫على المرشحين‪ ،‬بغض النظر عن فوز‬ ‫حس��ن روحاني‪ ،‬والذي ننقل عن بعض‬ ‫المواقع االلكترونية قلي ًال مما ُكتب عنه‪:‬‬ ‫يع��د حس��ن روحاني رج��ل الدين‬ ‫الوحيد الذي خاض االنتخابات الرئاسية‬ ‫اإليرانية‪.‬‬ ‫وأك��د روحان��ي (‪ 64‬عام��ا) خ�لال‬ ‫الحمل��ة االنتخابية عل��ى رغبته في أن‬ ‫تتبن��ى ب�لاده نهجا معت��دال‪ ،‬كما حظى‬ ‫بدع��م إصالحيي��ن بينه��م الرئي��س‬ ‫اإليراني السابق محمد خاتمي الذي حث‬ ‫أنصاره على التصويت لصالح روحاني‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫رج��ل الدي��ن المعت��دل البال��غ من‬ ‫العم��ر ‪ 65‬عام��ًا‪ ،‬مق��رب م��ن الرئيس‬ ‫الس��ابق أكب��ر هاش��مي رفس��نجاني‪،‬‬ ‫وكان روحاني أحد كبار المفاوضين في‬ ‫المحادثات النووية مع االتحاد األوروبي‪،‬‬ ‫كم��ا أن��ه ي��رأس حالي��ا مرك��ز األبحاث‬ ‫االس��تراتيجية ف��ي مجلس تش��خيص‬ ‫مصلح��ة النظ��ام‪ ،‬وه��و أح��د األجهزة‬ ‫االستشارية العليا للمرشد األعلى‪.‬‬ ‫وخالل المظاه��رات الطالبية التي‬ ‫خرجت مناهضة إلغالق إحدى الصحف‬ ‫اإلصالحي��ة ع��ام ‪ ،1999‬تبنى روحاني‬ ‫موقف��ًا ش��ديداً بإعالن��ه أن م��ن ألقي‬ ‫القب��ض عليهم ف��ي تل��ك المظاهرات‬ ‫بتهمة التخريب وتدمير ممتلكات الدولة‬ ‫س��يواجهون عقوبة اإلعدام إذا ما ثبتت‬ ‫إدانتهم‪.‬‬ ‫عام ‪ 2009‬أبدى دعمه للمظاهرات‬

‫غالم علي حداد عادل‪:‬‬

‫حم�سن ر�ضائي‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫عم��دة طه��ران واالس��تاذ المحاضر‬ ‫ف��ي جامعته��ا المق��رب م��ن المرش��د‪،‬‬ ‫والخصم الل��دود للرئيس الحالي أحمدي‬ ‫النجاد‪ ،‬يتحدر ه��ذا الرجل البالغ ‪ 51‬عاما‬ ‫من مدينة مش��هد المقدسة شمال شرق‬ ‫إي��ران‪ ،‬ويبلغ قاليباف من العمر ‪ 51‬عاما‪،‬‬ ‫وكان يش��غل منصبا قيادي��ا في الجيش‬ ‫والش��رطة‪ ،‬إال أن��ه تحول بع��د ذلك إلى‬ ‫السياسة‪ .‬وجاء قاليباف في المركز الرابع‬ ‫في االنتخابات الرئاسية عام ‪.2005‬‬ ‫ويرج��ع الفضل إل��ى تكتيكاته في‬ ‫إخم��اد االحتجاج��ات الطالبية الس��لمية‬ ‫الت��ي ظه��رت ع��ام ‪ ،2003‬وادخ��ل‬ ‫إصالح��ات ف��ي الش��رطة العام��ة حيث‬ ‫سمح للس��يدات في عهده بالخدمة في‬ ‫هذا الجهاز ألول مرة‪.‬‬

‫التي اندلعت عقب انتخابات الرئاسة في‬ ‫العام نفس��ه ووجه انتقاداته للحكومة‬ ‫لمعارضتها ما كان يراه من حق الشعب‬ ‫في التظاهر السلمي‪.‬‬ ‫وقد دعا ٌ‬ ‫كل من الرئيسين خاتمي‬ ‫ورفس��نجاني الجماهي��ر للتصوي��ت‬ ‫لروحاني‪.‬‬

‫مجلس صيانة الدس��تور بإقرار ترش��ح‬ ‫غرض��ي للرئاس��ة مفاجئ��ا لإلعالم في‬ ‫إيران‪ ،‬حيث كان قد صرح بأنه ال ينتمي‬ ‫ألي ح��زب سياس��ي‪ ،‬كما أن��ه ال يمتلك‬ ‫أمواال ليصرفها على حملته االنتخابية‪.‬‬ ‫ويوص��ف غرض��ي بأن��ه ش��خصية‬ ‫معتدلة‪ ،‬ويخوض هذه االنتخابات الرئاسية‬ ‫تحت شعار "حكومة بدون تضخم"‪.‬‬

‫وأعل��ن الرئي��س الس��ابق عل��ى‬ ‫أكبر هاش��مي رفس��نجاني‪ ،‬الذي يمثل‬ ‫إس�لاميين معتدلي��ن‪ ،‬دعم��ه لروحاني‬ ‫بع��د منع��ه (رفس��نجاني) م��ن خوض‬ ‫السباق الرئاسي‪.‬‬ ‫وتعه��د روحاني بإج��راء إصالحات‬ ‫وإط�لاق س��راح الس��جناء السياس��يين‬ ‫وضم��ان الحق��وق المدني��ة والتعه��د‬ ‫باستعادة "كرامة البالد"‪.‬‬ ‫وخ�لال مناظ��رة سياس��ية بي��ن‬ ‫المرش��حين الرئاس��يين أث��ار روحان��ي‬ ‫قضايا حساسة مثل المواجهة مع الغرب‬ ‫بخصوص الملف النووي وتردي عالقات‬ ‫إيران دولي��ا والوضع المتردي لالقتصاد‬ ‫اإليران��ي وعزل��ة طهران ع��ن المجتمع‬ ‫الدولي‪.‬‬ ‫وتعه��د روحان��ي أيضًا باس��تعادة‬ ‫العالق��ات الدبلوماس��ية م��ع الوالي��ات‬ ‫المتحدة التي قطعت عالقاتها مع إيران‬ ‫في أعقاب هجوم طالب إسالميين على‬ ‫الس��فارة األمريكي��ة في طه��ران عام‬ ‫‪.1979‬‬ ‫كما حث اإليرانيين على التصويت‬ ‫بكثاف��ة ف��ي االنتخاب��ات الرئاس��ية‪،‬‬ ‫قائ�لا أن المتش��ددين "ال يري��دون‬ ‫منكم التصوي��ت‪ ،‬فهم يري��دون الفوز‬ ‫باالنتخابات دون مواجهة أي تحديات"‪.‬‬ ‫ويع��د روحان��ي واح��داً م��ن‬ ‫الش��خصيات السياس��ية المهم��ة ف��ي‬ ‫إيران‪ ،‬حيث ش��غل العديد من المناصب‬ ‫البرلمانية‪ ،‬والتي تضمنت منصب نائب‬ ‫رئيس البرلمان وممثل آية اهلل خامنئي‬ ‫في المجلس األعلى لألمن القومي‪.‬‬ ‫يذك��ر أن روحان��ي يجي��د اللغ��ة‬ ‫اإلنجليزي��ة واأللماني��ة والفرنس��ية‬ ‫والروس��ية والعربي��ة‪ ،‬كما أن��ه حاصل‬ ‫عل��ى درجة الدكتوراه ف��ي القانون من‬ ‫جامعة غالسغو كاليدونيان بإسكتلندا‪.‬‬ ‫في الختام فشلت الثورة اإليرانية‪،‬‬ ‫ف��ي مواجه��ة بع��ض التناقض��ات‬ ‫الطبيعي��ة الت��ي اعترض��ت طريقه��ا‬ ‫بأسلوب مس��تنير‪ ،‬الثورة اإليرانية التي‬ ‫ٍ‬ ‫أضف��ت أم ًال للش��عوب العربية في وجه‬ ‫الدكتاتوري��ة والظلم‪ ..‬إال أنها وبد ًال من‬ ‫الوق��وف بجوار المس��تضعفين التهمت‬ ‫أبناءه��ا وأحرقتهم‪ ،‬وبات��ت ناراً للطغاة‬ ‫يس��تدعونها ل��وأد الربي��ع العربي الذي‬ ‫سيزهر في وجه طغاة األرض‪..‬‬

‫‪7‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫ما كانت �سوريا بحاجة لهذا كله‪..‬‬ ‫�أو رمبا قدر ال مفر منه؟‬ ‫الياس س الياس‬ ‫الص��ورة التي رافق��ت ذهن من‬ ‫تابع ما جرى في س��وريا‪ ،‬على خلفية‬ ‫ص��ور عربي��ة من تون��س إلى مصر‬ ‫فليبيا فاليمن‪ ،‬م��ا كان لها أن تنطبع‬ ‫يومياً بمزيد من الخزي الذي نقش��ه‬ ‫التاري��خ وال مفر منه حتى لو حدث ما‬ ‫ال يمكن تخيله‪.‬‬ ‫كيف سيس��جل التاريخ‪ ،‬القريب‬ ‫والبعيد‪ ،‬بأن أجيا ًال ش��هدت في سماء‬ ‫بلدها طائ��رات ترمي عليهم براميل‬ ‫متفجرة وم��ن فوق زمل��كا‪ ،‬وغيرها‬ ‫تقص��ف بل��دات ري��ف دمش��ق‪ ،‬كما‬ ‫فعل��ت في بل��دات كل مدن س��وريا‪،‬‬ ‫ش��ما ًال وشرقًا ووسطاً‪ ،‬وعلى األرض‬ ‫وأمام ناظري تالميذ صغار في ‪2011‬‬ ‫تحولت مدارسهم لمراكز تنكيل بعد‬ ‫اعتقال بحق س��وريين آخرين‪ .‬وعلى‬ ‫التلف��زة " الوطنية" يش��اهد ابن أحد‬ ‫األحياء جاره " اإلرهابي" يعترف بأنه‬ ‫مقاب��ل مبلغ تافه "باع نفس��ه"؛ وهو‬ ‫الجار الس��وري ال��ذي عرف��ه التاريخ‬ ‫عزي��ز النفس كريم��ًا يأبى ش��كوى‬ ‫الحال‪..‬‬ ‫الب��د سيس��جل التاري��خ بأنن��ا‬ ‫جميعاً‪ ،‬س��وريين وعرب‪ ،‬كنا ش��هود‬ ‫مرحل��ة م��ا م��ارس فيه��ا احت�لال‬ ‫فرنس��ي وال صهيوني ف��ي الجوالن‬ ‫ممارس��ات فيها من التنكيل وامتهان‬ ‫الكرامة والعقل والكذب‪ ،‬ما مارس��ته‬ ‫" المؤسس��ات الوطنية"‪ .‬لن يستطيع‬ ‫كائ��ن من كان أن يمح��و صور بداية‬ ‫الثورة الس��ورية‪ ،‬حيث يلهث ش��بيح‬ ‫خل��ف ش��باب باله��راوات والعص��ي‬ ‫والمسدس��ات والس��كاكين‪ ،‬يض��رب‬ ‫ذات الش��مال وذات اليمي��ن‪ ،‬ويقتحم‬ ‫المس��اجد طاعناً على بواباتها شباب‬ ‫س��وري يالحقه موظف " شبيح" أيام‬ ‫الجُم��ع‪ ..‬لن يمحي أحد مش��هد برزة‬ ‫البل��د‪ ،‬حي��ث يتجم��ع هذا الن��وع من‬ ‫البشر بهمجية فريدة من نوعها على‬ ‫رجال يلبس أحدهم " جالبية بيضاء"‬ ‫وينهال��ون عليه��م بالض��رب حت��ى‬ ‫يس��يل الدم ث��م يحاولون حش��رهم‬ ‫في حقيبة السيارة‪..‬‬ ‫م��ا كان لمش��هد ح��وران أن‬ ‫يك��ون بتل��ك الدموي��ة واالس��تهتار‬ ‫واالس��تخفاف بالعق��ول‪ ،‬بخط��اب‬ ‫إنكاري مارس فيه " اإلعالم الوطني"‬ ‫أبشع رذائل الدعاية الكذابة‪ ،‬تفاصيل‬ ‫وصل��ت ح��د تحمي��ل " العصاب��ات‬ ‫المس��لحة" مس��ؤولية مفاجئ��ة "‬ ‫مؤسسة األمن" من رجالها الذين لم‬ ‫يكونوا مسلحين! وشارع السد يشهد‬ ‫على السحل الذي كان يمارسه بتلذذ‬ ‫ه��ؤالء بح��ق جث��ة تس��حب وتنكيل‬ ‫بجريح من قبل وحوش تجمعوا على‬ ‫شخصين أحدهم كان قد قتل‪..‬‬ ‫كل م��ا ف��ي الحكاية أن��ك مهما‬ ‫وأين كنت تصورت وبنيت في ذهنك‬

‫ص��ورة‪ ،‬تمانع فيه��ا بالتأكيد عصابة‬ ‫حاكمة أن تس��تجيب لمطالب ش��عب‪،‬‬ ‫وليس بتسميات‪ ،‬لن ينساها التاريخ‬ ‫أن أس��تاذاً جامعي��اً س��وريّاً‪ ،‬وعل��ى‬ ‫قنوات بلده وقنوات " متآمرة"‪ ،‬وصف‬ ‫هؤالء الخارجين عن معادلة " الس��يد‬ ‫والعبد" ليسوا سوى "حثاالت"!‬ ‫نعم لم يتخي��ل أكثر المتفائلين‬ ‫بربي��ع عرب��ي ينه��ض بالع��رب من‬ ‫حال��ة العبودي��ة إلى الحري��ة‪ ،‬ويضع‬ ‫حداً لتوريث اس��تمر ‪ 11‬عامًا لش��عب‬ ‫وأرض في سوريا ‪،‬أن تجتمع عصابة‬ ‫المافي��ا الحاكمة وتكتف��ي بما نهبت‬ ‫وس��رقت وخربت‪ ..‬أكثر الناس تفاؤ ًال‬ ‫ل��م يك��ن ليتخي��ل أن تحي��ي عظام‬ ‫الش��عارات " القومي��ة" واليس��ارية‬ ‫تحالف��ات تداف��ع عن قتل��ة يرون في‬ ‫اإلنس��ان مجرد عبد مطي��ع‪ ..‬حتى لو‬ ‫كان يس��اريًا وقومياً وإس�لاميًا‪ ،‬صار‬ ‫له تس��مية يعاق��ب عليها من " قضاة‬ ‫محكم��ة االرهاب"‪ ..‬ال ف��رق إن كنت‬ ‫مس��يحيًا يساريًا أو إس�لاميًا وسطياً‪،‬‬ ‫أو مثل مازن درويش ورزان زيتون‪..‬‬ ‫كي��ف س��تمحى م��ن الذاك��رة‬ ‫صورة قري��ة البيضة في ربيع ‪2011‬‬ ‫تداس فيه��ا بوحش��ية رؤوس رجال‬ ‫وش��باب في مقتب��ل العم��ر‪ ..‬ليخرج‬ ‫بعده��ا أحم��د بياس��ي فاضح��اً كل‬ ‫عه��ر " اإلع�لام الوطني" ال��ذي الك‬ ‫الك��ذب ب" د" محليين وآخرين كذاك‬ ‫المسمى حسين الجبوري الذي أقسم‬ ‫ب��أن الحادث��ة ف��ي الع��راق فاختلط‬ ‫ح��ذاء المارين��ز بفدائي��ي ص��دام‬ ‫بالبيشمركة‪..‬‬ ‫ه��ل كان يجب أن يك��ون الكذب‬ ‫كش�لاالت ال يتوق��ف هديره��ا ألكثر‬ ‫من سنتين؟!‬ ‫كان ل��ي صديق فلس��طيني من‬ ‫مخي��م اليرموك‪ ،‬قلت ل��ه في إبريل‬ ‫‪ /‬نيس��ان ‪ :2011‬س��يأتي اليوم الذي‬ ‫س��ترون في��ه جب��ل قاس��يون يقذف‬ ‫دمشق بالقذائف‪..‬‬ ‫لكنن��ي ل��م أتخي��ل أن يُقصف‬ ‫بالطائ��رات مخيم��ًا فلس��طينيًا‬ ‫يتاج��ر باس��م فلس��طين نظ��ام‬ ‫العصابة فيهجر س��كانه الس��وريين‬ ‫والفلس��طينيين ويقي��م له��م حاجزاً‬ ‫يشبه حواجز االحتالل الصهيوني في‬ ‫فلسطين بزيادة أخرى في الممارسة‬ ‫الت��ي لم يتج��رأ عليه��ا صهيوني مع‬ ‫امرأة فلسطينية أو سورية جوالنية‪..‬‬ ‫نع��م سيس��جل التاريخ م��ا حدث من‬ ‫نظام " تقدمي" بحق نس��اء سوريا‪..‬‬ ‫لكنن��ي ال أختل��ف عن ه��ؤالء الذين‬ ‫ل��م يصدق��وا في أقص��ى نقطة بأن‬ ‫" جيش��هم الوطن��ي" يمكن أن يكون‬ ‫بهذه الوحش��ية الت��ي ال تنتمي كثيراً‬ ‫ال لفك��ر وطن��ي وال لوالء مؤسس��ات‬ ‫سموها " عقائدية"!‬

‫ب��دون الك��ذب والبروباغن��دا ما‬ ‫اس��تطاع عراب مافيا يسميه البعض‬ ‫رئيساً أن يقيم حفالت الموت بالوالء‬ ‫المتنق��ل ت��ارة بمس��يرات " عفوية"‪،‬‬ ‫وت��ارة أخ��رى بتنكي��ل وقت��ل وب��ث‬ ‫شرائط تس��مى " مسربة"‪ ،‬ثم تخرج‬ ‫مذيعة ‪ /‬مذيع وشهود عيان وطنيين؛‬ ‫ليخبروننا بأن ح��ذاء الجيش العربي‬ ‫السوري على رؤوس الجميع!‬ ‫عشنا حالة من الصدمات التي ال‬ ‫تُصدق‪ ،‬وكذب البعض بعضه اآلخر‪..‬‬ ‫تذك��روا بي��ان " الحلي��ب" وتذك��روا‬ ‫ش��هود العي��ان تح��ت جس��ر الميدان‬ ‫بدمش��ق‪ ،‬وتذك��روا معه��ا هتافات "‬ ‫ش��بيحة لألب��د لعيونك يا أس��د" في‬ ‫س��احات العاصمة دمشق‪ ،‬وعلى بعد‬ ‫أمتار م��ن المذابح ودفن الناس تحت‬ ‫القص��ف والقنص‪ ..‬مش��هد ال ش��ك‬ ‫تراجيدي في تاريخ ش��عب اس��تطاع‬ ‫التخويف بالكذب والدعاية أن يُمحي‬ ‫م��ن ذاك��رة بصرية جمعي��ة الضمير‬ ‫ب��كل درجات��ه‪ ..‬حت��ى بات الس��وري‬ ‫المقتول‪ :‬ليس سوريا‪..‬‬ ‫بلد تج��وب فيه من ش��ماله إلى‬ ‫جنوبه عصابات مس��لحة تحرق جثث‬ ‫بعضه��ا لكي ال يتم التع��رف عليها‪..‬‬ ‫الغري��ب أن ن��دوات إعالمي��ة وأطباء‬ ‫ودكات��رة جامعيي��ن يش��اركون ف��ي‬ ‫الس��خافة متناس��ين العل��م ودوره‪،‬‬ ‫وبالمناس��بة‪ ،‬ش��خصيًا لن أنس��ى ما‬ ‫حييت الحافالت الخضراء ولن أنس��ى‬ ‫طبيبًا أو ممرضاً يرتدي مريو ًال أبيضًا‬ ‫يضرب جريح��ًا على حمالة أمام جمع‬ ‫من البشر‪..‬‬

‫ال�صدمة التي جتعلك تكذب‪..‬‬

‫أعتذر للق��راء بأنني اليوم أنزف‬ ‫من ذاكرت��ي على غير الع��ادة‪ ،‬ففي‬ ‫السجاالت السياسية ال يعنيني كذبها‬ ‫وال ك��ذب العال��م وال جنيف وغيرها‪..‬‬ ‫م��ا يعنين��ي الحقيقة الثابتة‪ :‬ش��عب‬ ‫ثائ��ر ل��م يس��جل التاري��خ ش��جاعة‬ ‫وكرامة وع��زة نفس وإص��راراً على‬ ‫الحري��ة واس��تعداداً لدف��ع كل ثم��ن‬ ‫تطلب��ه منهم فرادى وجماعات‪ ،‬وهم‬ ‫يقابل��ون ‪ -‬كغي��اث مط��ر ‪ -‬قاتلهم‬ ‫ب��وردة قب��ل أن يق��ع المج��رم ف��ي‬ ‫مس��تنقع طبيعت��ه المتحول��ة إل��ى‬ ‫فاش��ية لها من المقدمات والنتائج ما‬ ‫س��يكون كارثة تحتاج لنفس الشعب‬ ‫الشجاع والكريم والمستعد للتضحية‬ ‫من أجل مس��تقبل س��وريا وأجيالها‪..‬‬ ‫ب��ل م��ن أجلن��ا جميع��اً كع��رب‪ ،‬من‬ ‫العرب الذين نش��به هؤالء السوريين‬ ‫والس��وريات ف��ي الكرام��ة والت��وق‬ ‫للحري��ة بعي��داً عن تش��في االنتقام‬ ‫وأحذية العسكر فوق رؤوس بشر!‬ ‫ك��م س��تحتاج س��وريا بع��د ‪٢٦‬‬ ‫ش��هراً من الصدمات ليخ��رج كبارها‪،‬‬

‫واأله��م صغاره��ا‪ ،‬هذا الجي��ل الذي‬ ‫شهد كل شيء فظيع‪ ،‬من أعراض ما‬ ‫بعد الصدم��ات ‪ ..PTSD‬ما كان يجب‬ ‫أن تعيش سوريا كل هذه الصدمات‪..‬‬ ‫لكنه��ا ليس��ت س��وريا الت��ي تتحمل‬ ‫مس��ؤولية م��ا ج��رى له��ا؛ ب��ل دول‬ ‫وعصاب��ات وميليش��يات‪ ،‬عرفت منذ‬ ‫البداية بأن سقوط هذا النظام يعني‬ ‫انهي��ارات كلي��ة لبني��ة عُم��ل عليها‬ ‫تاريخ��ًا‪ ،‬بدءاً من الجوالن جنوبًا حتى‬ ‫طهران وبغداد وموسكو وبيروت‪.‬‬ ‫كاذب م��ن يقول بأن لهذه الثورة‬ ‫في سوريا ال تأثير لها على فلسطين‪،‬‬ ‫وال حاج��ة للش��رح كثي��راً‪ ..‬بل صلب‬ ‫خذالن العال��م لثورة الس��وريين هو‬ ‫الحال��ة الوظيفي��ة الموكل��ة لنظ��ام‬ ‫آل األس��د تاريخي��اً في داخ��ل الحالة‬ ‫العربية‪..‬‬ ‫الصدم��ة التي كان��ت بداية في‬ ‫ع��دم تصدي��ق حت��ى من يط��ل من‬ ‫ش��رفته عل��ى الباص��ات الخض��راء‪،‬‬ ‫وهي تنزل الش��بيحة بأن هذا يحدث‬ ‫تح��ت عمارت��ه بينم��ا قن��اة الدني��ا‬ ‫تق��ول له ال تصدق إنه��ا " فبركات"!!‬ ‫ولنعت��رف ب��أن الصدم��ة المتداخل��ة‬ ‫بخ��وف عميق أنتجت م��ا صار يطلق‬ ‫علي��ه " رمادي��ون"‪ ..‬ه��ل تتذك��رون‬ ‫كي��ف كان ف��ي مثل ه��ذه األيام من‬ ‫عام ‪ 2011‬يخرج عل��ى قناة الجزيرة‬ ‫هؤالء المنتدبون من نظام العصابة‬ ‫ليشوش��وا عل��ى مش��هد ث��ورة نقية‬ ‫تهتف لوحدة الس��وريين بينما هؤالء‬ ‫يدخل��ون ف��ي مفاصلة م��ع المذيع ‪/‬‬ ‫المذيع��ة ع��ن األع��داد وع��ن فبركة‬ ‫االف�لام ببرنامج " فوتوش��وب" الذي‬ ‫ال عالق��ة ل��ه إال بالص��ورة ولي��س‬ ‫باألفالم‪..‬‬ ‫ش��يطنة الثورة الس��ورية قرأت‬ ‫م��ن القام��وس الصهيون��ي م��ا ال‬ ‫ينس��ى‪ ،‬ال م��ن حيث التس��ميات‪ ،‬وال‬ ‫م��ن حي��ث ممارس��ات نس��ف منازل‬ ‫وتجري��ف أراض‪ ..‬كما ح��دث ويحدث‬ ‫في المزة ومنطقة الزاهرة والغوطة‪،‬‬ ‫زعرن��ات المس��توطنين الصهاين��ة‬ ‫انتقل��ت بلب��اس " جي��ش وطن��ي"‬ ‫بصورة أبش��ع بيافطة ثابتة‪ :‬األس��د‬ ‫أو نح��رق البلد‪ .‬فللع��ام الثالث يجري‬ ‫ح��رق محاصيل الس��وريين الزراعية‬ ‫ويس��تمر قتل مواشي الفالحيين في‬ ‫استعارة لممارسات "العقاب الجماعي‬ ‫الصهيونية"‪ ..‬لكن في س��وريا أبشع‬ ‫حي��ن تتراف��ق م��ع مذاب��ح ومج��ازر‬ ‫يجري وبكل بس��اطة إن��كار حدوثها‬ ‫ب��ل ورده��ا إل��ى "االرهابيي��ن" كما‬ ‫حدث ف��ي داريا والجدي��دة والتماعنة‬ ‫والبيضة والحولة‪..‬‬ ‫م��ا كان المش��هد ف��ي القصي��ر‬ ‫ليعني كثيرا له��ؤالء الممجدون لغزو‬ ‫بلدهم بعصاب��ات حقيقية ومنظمة‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫الس��ؤال ال عالق��ة ل��ه بم��ا ه��و‬ ‫معروف عن طبيعة دولة األس��د على‬ ‫مقاس مافيا تحولت إلى دولة فاشية‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫هل كان يجب �أن ن�صل �إىل‬ ‫هذا؟!‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ومنهجي��ة من حدود ما بعد إيران إلى‬ ‫الع��راق ولبنان‪ ..‬نع��م‪ ،‬القصير التي‬ ‫ت��م نف��خ أهميتها وما س��تحدثه من‬ ‫تح��والت‪ ..‬وإذ بن��ا أمام مش��هد مخز‬ ‫آخر يدل على كل المش��اهد المخزية‬ ‫التي ش��هدها السوري والسورية في‬ ‫أسواق المنهوبات‪..‬‬ ‫" الجيش العربي السوري"‪ ،‬ذلك‬ ‫الجيش العقائدي الذي بشرنا شالش‬ ‫بأنه سيستعيد األندلس‪ ،‬وراح ناصر‬ ‫قندي��ل ورفي��ق نصر اهلل يبش��راننا‬ ‫كما في البدايات بقصة " خلصت"‪..‬‬ ‫القصي��ر نقط��ة تح��ول أخ��رى‬ ‫ف��ي التأريخ الس��وري‪ ..‬لي��س فقط‬ ‫الس��تقدام مرتزقة وصلوا في بداية‬ ‫الث��ورة قب��ل س��نتين إل��ى تكذي��ب‬ ‫مش��اهدات الس��وريين لهم‪ ..‬وحتى‬ ‫وس��ائل االعالم " المتآم��رة" لم تكن‬ ‫تصدق أن ينح��ط نصر اهلل إلى ذلك‬ ‫المس��توى وهي التي كانت تنفخ فيه‬ ‫كبطل ال مثيل له‪..‬‬ ‫قولوا لي كيف سيس��جل التاريخ‬ ‫جيش��ا يخ��رج " منتص��راً" وه��و يجر‬ ‫أبق��اراً ويحم��ل دجاج��اً منهوب��ًا من‬ ‫القصير؟!‬ ‫تكرار المش��هد ال يؤسس لتقبل‬ ‫أن األم��ر ح��االت فردي��ة‪ ،‬ب��ل حال��ة‬ ‫منهجية قائمة على قراءة السوريين‬ ‫من س��لطة فاش��ية كزوائ��د ال يجب‬ ‫التخلص منهم فحس��ب؛ ب��ل نهبهم‬ ‫وإع��دام مقوم��ات أي��ة حي��اة له��م‬ ‫وااللتفات إلى س��وريين آخرين تروق‬ ‫لهم فكرة " األس��واق"! وما يدل على‬ ‫جسامة وفداحة المرض المستفحل؛‬ ‫أن تقري��را أعد من دمش��ق العاصمة‬ ‫يعتب��ر في��ه البع��ض أن جيش��هم‬ ‫الباس��ل يقوم بمهمة رائعة وأن كل‬ ‫ما يسرق ليس سوى " غنائم"!‬ ‫الدول��ة الت��ي يك��ون ش��رطي‬ ‫الم��رور فيه��ا حرام��ي ويف��رض "‬ ‫الخوة" قب��ل الثورة بقيم��ة ‪ 25‬ليرة‬ ‫س��ورية‪ ..‬والدولة التي ال تسير فيها‬

‫معاملة قانونية لمواطنها إال إذا " دفع‬ ‫المعلوم" كرش��وة في ماكينة فساد‪..‬‬ ‫وغيره��ا وغيرها‪ ،‬من القصص التي‬ ‫س��بقت انتفاض��ة هذا الش��عب‪ ،‬هي‬ ‫قص��ص دالة على دولة فاش��لة قبل‬ ‫أن تخ��رج علينا نظرية حس��ن نصر‬ ‫اهلل‪ ،‬ب��أن الم��راد " إس��قاط س��وريا"‬ ‫فم��ن ه��و ه��ذا الش��عب ال��ذي يريد‬ ‫إس��قاط بلده بسندويشة و‪ 500‬ليرة‬ ‫في حماة؟!‬ ‫أصحاب تلك النظرية ممن كانوا‬ ‫يرقصون " عفويًا" في س��احة السبع‬ ‫بحرات واألمويين وسعد اهلل الجابري‬ ‫ل��م يس��تطيعوا التمييز بين س��وريا‬ ‫الت��ي يطم��ح له��ا الس��وري كدول��ة‬ ‫مدني��ة ديمقراطية‪ ،‬تحترم المواطن‬ ‫وآدميت��ه‪ ،‬وبي��ن " س��وريا األس��د"‪،‬‬ ‫ه��ي الجمل��ة األخي��رة الت��ي اختزلت‬ ‫كارث��ة س��وريا‪ ،‬س��وريا الت��ي يراها‬ ‫بس��ام أبو عب��د اهلل كأس��تاذ جامعي‬ ‫ال تصل��ح " للحثاالت والعش��وائيات"‪.‬‬ ‫وس��وريا األنح��ف واألجم��ل بقت��ل‬ ‫نصف ش��عبها هي " س��وريا األسد"‪،‬‬ ‫بمعاتي��ه ش��بيحة ظل��وا يُقدم��ون‬ ‫ف��ي بروباغن��دا " الطبق��ة الثقافي��ة‬ ‫األسدية" كمسالمين وطنيين محبين‬ ‫لبلدهم ورئيسهم المفدى والشرعي‬ ‫ دون س��ؤال عن الش��رعية ‪ -‬بينما‬‫ش��باب الجامعات مجرم��ون‪ ،‬وعمالء‬ ‫وتكفيريون يس��تحقون ما استحقته‬ ‫يم��ان الق��ادري‪ ،‬وش��ربجي ومط��ر‪،‬‬ ‫وقصص س��خيفة عن اختباء ياسين‬ ‫الح��اج صالح في س��فارة االمبريالية‬ ‫األميركية‪ ،‬التي كانت باألصل تعرف‬ ‫من يورث وما هي مهمته في سوريا‬ ‫والمنطقة‪..‬‬

‫ف��ي العقل الباطن��ي لعصابة الحكم‬ ‫من��ذ مظاهرة ‪ 15‬آذار ‪ /‬مارس ‪2011‬‬ ‫في س��وق الحميدية وس��حل س��هير‬ ‫أتاسي وهؤالء المناضلون في سبيل‬ ‫س��وريا أخرى في اليوم التالي‪ ..‬بدأت‬ ‫قصة اس��تدعاء ما يسمى " عصابات‬ ‫مس��لحة" من درعا جنوب��َا‪ ،‬رغم كل‬ ‫األكاذي��ب الت��ي اعت��رف يوس��ف أبو‬ ‫رومي��ة بم��ا قام ب��ه عاط��ف نجيب‪،‬‬ ‫وفيص��ل كلث��وم حينه��ا‪ ،‬واعت��راف‬ ‫الش��رع بأنهم كانوا يتوس��لون رؤية‬ ‫قناص واح��د‪ ..‬إال أننا بتنا اليوم أمام‬ ‫دم��ار ش��امل‪ ،‬ظ��ن منف��ذوه بأنهم‬ ‫لن يحاس��بوا عليه‪ ،‬بينم��ا في الواقع‬ ‫اس��تدعوا كل رغب��ات الث��أر ورغبات‬ ‫التعص��ب ونش��ر الطائفي��ة كم�لاذ‬ ‫يحرق الجميع‪..‬‬ ‫الغب��اء والعنجهية مقابل ش��عب‬ ‫أع��زل‪ ،‬والظ��ن ب��أن حماي��ة عصابة‬ ‫تحكم من قبل دول‪ ،‬وس��كوت الغرب‬ ‫واألم��م المتح��دة جعل��ت م��ن قصة‬ ‫تدمير النس��يج االجتماعي والوطني‬ ‫الس��وري‪ ،‬وتش��ريع األبواب للتدخل‬ ‫في سوريا من أسهل ما يكون‪ .‬نسي‬ ‫بش��ار في عنجهي��ة التصفيق له بأن‬ ‫صديقه دريد لحام قدم له مسلس��ل‬ ‫" الدغ��ري"‪ ..‬وملفات بش��ار موجودة‬ ‫ولن تفيده ال طهران وال موسكو‪..‬‬ ‫كان يمك��ن وبأكث��ر م��ن فرصة‬ ‫أن يقل��ع ه��ؤالء ع��ن لعب��ة الرع��اع‬ ‫المناش��دين باللباس العس��كري‪ ..‬أن‬ ‫يس��توعبوا بأن ش��عباً تم ش��يطنته‬ ‫طيل��ة عامي��ن‪ ،‬ما عادت تف��رق معه‬ ‫م��ا سيخس��ر مقاب��ل غ��زاة محليين‬ ‫وخارجيي��ن‪ ،‬صحي��ح أن حس��ن نصر‬ ‫اهلل لدي��ه ‪ ٢٠‬ألف مقات��ل‪ ،‬وكما قال‬ ‫ربم��ا أكث��ر‪ ..‬لك��ن تمعنوا جي��داً بما‬ ‫جرى في المعسكر المقابل‪..‬‬ ‫هذا التمس��ك المرض��ي بمنافع‬ ‫دولة فاش��لة وتش��بيحية بمزيج من‬ ‫ممارس��ات مافيوزية وفكر فاشي لن‬ ‫يسمح لها أن تستمر‪..‬‬

‫الن��اس ببس��اطة ش��ديدة ل��م‬ ‫يطلب��وا س��وى حقوقه��م‪ ،‬ولي��س‬ ‫االستهزاء واللعب بالكلمات واستغباء‬ ‫حت��ى نخبهم‪ ..‬فال الميغ وال الس��كود‬ ‫وال حم��م القذائ��ف واالغتي��االت وال‬ ‫اإلعدامات بمحاكم صورية في خدمة‬ ‫الجالد س��تفيد‪ ،‬وال فضيح��ة مناورة‬ ‫التف��اف الدبابة الس��ورية أمام دبابة‬ ‫الميركافا الصهيونية ستفيد بشيء‪..‬‬ ‫ه��ذه الث��ورة الس��ورية س��وا ًء‬ ‫دعمت أم لم تدعم‪ ،‬أسس��ت لسوريا‬ ‫أخرى انتهى منها وفيها أحالم يقظة‬ ‫عن��د بش��ار وعصاباته‪ ،‬هذا الش��عب‬ ‫الثائر ليس أقل شجاعة من أي شعب‬ ‫تعرض لغ��زو خارجي‪ ،‬هو س��يقاوم‬ ‫ب��دون أن يهت��م كثي��راً لمس��ميات‬ ‫المرتزق��ة القادمي��ن لقتل��ه باس��م‬ ‫الدي��ن أو المقدس��ات‪ .‬وكل ص��راخ‬ ‫حس��ن نص��ر اهلل ل��ن يفي��د بإنق��اذ‬ ‫بش��ار من نهاية كان يمكن أن يختار‬ ‫أن تكون على غير ما س��جل ويسجل‬ ‫التاريخ‪..‬‬ ‫القصة ليس��ت " جبه��ة النصرة"‬ ‫و" نظام وطني" وق��د أثبتت التجربة‬ ‫أن تصوير األمر على هذا النحو ليس‬ ‫أكثر من خديعة لل��ذات قبل التذاكي‬ ‫اإلعالمي على البشر والمتابعين‪.‬‬ ‫يبدو لي ش��خصيَا بأن ش��يئًا لن‬ ‫ينق��ذ س��وريا س��وى ش��عبها‪ ،‬وحين‬ ‫يحي��ن التخلص من عصابات األس��د‬ ‫مم��ن حم��وه وقدم��وا ل��ه الفرص��ة‬ ‫تل��و الفرص��ة‪ ،‬فاألم��ر ليس س��وى‪,‬‬ ‫ألن ه��ذه العصاب��ات ص��ارت عبئ��ًا‬ ‫على مش��غليها‪ ..‬والش��عب الس��وري‬ ‫بات م��دركًا بأن تضحيات��ه وصموده‬ ‫لن يس��مح ألح��د برهنه��ا ألي كان‪..‬‬ ‫الوصف��ة البديل��ة ه��ي الت��ي جلبها‬ ‫حس��ن نصر اهلل وماللي إيران‪ ..‬أنها‬ ‫وصفة جهنمية‪ ..‬ال تحتاجها س��وريا‪،‬‬ ‫لك��ن إذا كان��ت ج��ز ًء م��ن مخ��اض‬ ‫تاريخي فلتكن!‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫حوارات عل��ى قارعة دماء‬

‫أنس العربي‬

‫ألتقي بش��باب وبش��ابّات‪ ،‬من أبن��اء الديانات‬ ‫والطوائف المتعدّدة في سوريا‪ ..‬وأسأل‪:‬‬ ‫م��ا الذي يخيفكم الي��وم بالضبط‪ ،‬ممّا يحدث‬ ‫في سوريا؟!!‬ ‫ً‬ ‫واإلجابة غالبا متقاربة‪ ..‬يقولون‪:‬‬ ‫يتخ��وّف البع��ض منّا‪ ،‬م��ن إمكانيّ��ة حدوث‬ ‫تحال��ف م��ا بين " إخ��وان " تركي��ا " األردوغانيّة "‪،‬‬ ‫و" إخ��وان " س��وريا ؛ وذلك يس��تدعي لدى البعض‬ ‫منّ��ا "ذاك��رة جمعيّ��ة " مثخنة بالمعان��اة وباأللم‪،‬‬ ‫ممّ��ا الق��اه المس��يحيّون و" األقليّ��ات " الدينيّ��ة‬ ‫ُ‬ ‫األخ��رى وف��ي مقدّمته��م " الشّ��يعة العلويّون "‬ ‫م��ن قمع وتهميش‪ ،‬ف��ي تركيا والمش��رق العربي‬ ‫خ�لال فت��رة الحك��م العُثماني وما تاله��ا بقليل ؛‬ ‫ويدع��م هذه المخ��اوف عندنا‪ ،‬خطاب نظام أش��ار‬ ‫إلى فتن��ة " طائفيّة " ّ‬ ‫مُبكراً‪ ،‬وما أن بدأت أحداث "‬ ‫درعا " الدامي��ة‪ ،‬ربيع ‪ 2011‬؛ كما بعض الخطاب "‬ ‫المُعا ِرض " المُقابل لجماعات اإلسالم السياسي‪،‬‬ ‫و" اإلخ��وان المس��لمون " ف��ي مقدّمته��م‪ ،‬مّم��ن‬ ‫رفضوا ويرفضون اإلق��رار بمبدأ " مدنيّة " الدولة‬ ‫القادمة في سوريا‪ ..‬هذا من ناحية‪..‬‬ ‫و م��ن ناحي��ة أُخ��رى‪ ..‬البع��ض منّ��ا كان قد‬ ‫ّ‬ ‫حقق مكاس��ب وامتيازات مادّية ومكانة اجتماعيّة‬ ‫مرموقة خالل العقود الماضية‪ ،‬لم يكن ليحلم بها‬ ‫في ّ‬ ‫ظل عدالة وديمقراطيّة حقيقيّتين في سوريا‬ ‫؛ وهؤوالء أيضًا يس��تميتون اليوم ف��ي الدفاع عن‬ ‫" أنفس��هم " هُ��م‪ ..‬ع��ن امتيازاته��م ومصالحهم‬ ‫الش��خصيّة والعائليّ��ة فق��ط ؛ ناهي��ك عمّ��ن‬ ‫تجنّ��دوا مؤخّراً ف��ي أجهزة القمع الرس��مي‪ ،‬تحت‬ ‫وطأة الحاجة المادّيّ��ة المتزايدة في ّ‬ ‫ظل التدهور‬ ‫االقتصادي المتواصل في سوريا (و هذا األمر ليس‬ ‫حِكراً على أبناء األقليّات فقط) ؛ والضامن الوحيد‬ ‫ّ‬ ‫ل��كل ه��ؤوالء‪ ،‬هو بق��اء النظام واس��تمراره ؛ من‬ ‫وجهة نظرهم‪.‬‬ ‫الخ��وف‪ ،‬أو االنتهازيّة بصفة أساس��يّة‪ ،‬هما‬ ‫م��ا تنبن��ي علي��ه مواق��ف أبن��اء " األق ّليّ��ات " ممّا‬ ‫يح��دث في س��وريا الي��وم ؛ وأمّا من انح��ازوا إلى‬ ‫الث��ورة ّ‬ ‫مُبكراً‪ ،‬فج ّلهم م��ن " المتع ّلمين " من أبناء‬ ‫الفقراء‪ ،‬أو " الثوريّين " من أبناء الطبقة الوسطى‬ ‫" البورجوازيّة "‪..‬‬ ‫و أقول‪:‬‬ ‫لكنّ القم��ع واإلفقار والتّجهي��ل‪ ،‬طال العرب‬ ‫ك ّله��م ودونم��ا تميي��ز في ّ‬ ‫ظ��ل الحك��م التركي "‬ ‫العُثماني "‪ ،‬وسيق اآلالف من شبابهم مع الجيوش‬ ‫" االنكش��اريّة "‪ ،‬للقتال في مناطق ش��رق أوروبّا‬ ‫والبلق��ان‪ ،‬خالل فت��رة الح��رب العالميّ��ة األولى "‬ ‫السّ��فر برلك "‪ ،‬ولم يُستثنى أبناء العرب السّنّة‬ ‫من ذلك‪ ،‬فيما أع َلم!!‬ ‫ثمّ من قال لكم أن " سُ��نّة " سوريا‪ ،‬يريدون‬ ‫حكمًا " إس�لاميًّا " فيها؟!! هل استفتاهم أحد بهذا‬ ‫الخصوص؟!!‬ ‫و ه��ل تقب��ل جماع��ات اإلس�لام السياس��ي‬ ‫المتش��دّدة‪ ،‬بن��ا نح��ن أبن��اء العائالت المس��لمة "‬ ‫الس��نّيّة " أص� ً‬ ‫لا‪ ،‬م��ن العلمانيّي��ن واليس��اريين‬ ‫الع��رب واألكراد‪ ،‬ونحن لس��نا بق ّل��ة عدديّة‪ ،‬وفي‬ ‫انتخاب��ات ديمقراطيّة نزيه��ة حقيقيّة تجري في‬ ‫سوريا‪ ،‬تُكرَم " المزاعم " أو تُهان؟!‬ ‫بعض قي��ادات إخوان س��وريا‪ ،‬قالوها صراحة‬ ‫وعلى شاش��ات الفضائيّ��ات‪ ،‬ومنذ األيّ��ام األولى‬ ‫للثورة‪:‬‬ ‫اإلس�لام ال يعت��رف بالقوميّ��ات (أي أنّه��م‬ ‫حيّ��دوا القوميّي��ن جانب��ًا)‪ ..‬والعلمانيّون مُالحدة‬ ‫َكف��رة‪ ،‬والمس��لم لي��س كالمس��يحي‪ ،‬والسُّ��نّي‬

‫لي��س كابن بقيّ��ة الطوائ��ف المس��لمة (أي أنهم‬ ‫حيّ��دوا العلمانيي��ن واليس��اريين وأبن��اء الديانات‬ ‫المتعدّدة في سوريا‪ ،‬فأنكروا بذلك مبدأ المواطنة‬ ‫المتس��اوية)‪ ..‬والمرأة الس��وريّة لم تُش��ا ِرك في‬ ‫ال ّث��ورة ق��دْر مش��اركة الرج��ال (أي ال تأمل��وا في‬ ‫حقوق للنس��اء‪ ،‬ف��ي ّ‬ ‫ظل حكمهم الرّش��يد) ؛ فأيّ‬ ‫ش��عب يريد أن يحكم هؤوالء إذا ؛ يا موالنا " زهير‬ ‫_ ش��قفة " الخ ؛ وهل علينا أن نستورد لكم شعباً‪،‬‬ ‫من الشقيقة " أفغانستان " مث ً‬ ‫ال؟!!!‬ ‫و أُعود قلي ً‬ ‫ال إلى الوراء‪ ،‬وأُضيف‪:‬‬ ‫كان��ت البورجوازيّ��ة " السّ��نيّة " من ش��يوخ‬ ‫العش��ائر م��ن بقاي��ا اإلقط��اع‪ ،‬وتجّ��ار وصناعيي‬ ‫حل��ب ودمش��ق بال��ذات‪ ،‬ه��م أوّل م��ن تحالف مع‬ ‫َ‬ ‫العَس��كر " منذ مطلع الس��بعينيّات‬ ‫االنقالبيي��ن "‬ ‫وقدّم��وا له��م الدّعم وال��والء‪ ،‬وال ي��زال بعضهم‬ ‫يفع��ل ه��ذا لغاية الي��وم ؛ ف��ي زواج " كاثوليكي "‬ ‫كم��ا هو واضح‪ ،‬م��ا بين المال والسّ��لطة (و رجال‬ ‫الدّي��ن أيضًا) ؛ األمر ال��ذي زاد في تهميش وإفقار‬ ‫وقم��ع الفقراء من الس��وريين جميعًا‪ ،‬من أبناء ّ‬ ‫كل‬ ‫الديانات والطوائف والقوميّات ؛ وهذا يُسقِط كل‬ ‫معن��ىً لحديث عن " طائفيّة " في س��وريا ؛ لكنّ‬ ‫جماعات اإلسالم السياسي‪ ،‬وفي مقدّمتها جماعة "‬ ‫اإلخوان المسلمين " في سوريا والمنطقة العربيّة‬ ‫ك ّلها‪ ،‬دأبت وعبر تاريخها الطويل‪ ،‬على امتطاء كل‬ ‫ثورة ش��عبيّة قامت وتقوم في المنطقة ضدّ هذه‬ ‫النظم القمعيّة الفاسدة " القروسطيّة " الحاكمة‪،‬‬ ‫واالس��تماتة ف��ي س��بيل إفراغه��ا م��ن مضامينها‬ ‫الوطنيّ��ة الديمقراطيّ��ة واالجتماعي��ة الحقيقية‬ ‫عب��ر محاول��ة " تطييفه��ا "‪ ،‬به��دف إجهاضها‪ ،‬كما‬ ‫تب��دّى ذلك في س��وريا مطل��ع ثمانينيّ��ات القرن‬ ‫الماضي ؛ أو محاولة حرفها عن أهدافها الحقيّقيّة‬ ‫وامتطائها‪ ،‬بهدف الوصول إلى سلطة هي فاشيّة‬ ‫في جوهرها‪ ،‬وإن بوجوه وش��عارات جديدة ؛ مثلما‬ ‫ج��رى مؤخّ��راً في ّ‬ ‫كل من مص��ر وتونس ما بعد "‬ ‫ث��ورة الربيع العربي "‪ ،‬واآلن في س��وريا منذ ربيع‬ ‫العام ‪!!2011‬‬ ‫على ّ‬ ‫كل حال‪..‬‬ ‫يس��عدني (كما يُس��عد الكثيرين م��ن أمثالي‬

‫بالتأكي��د)‪ ،‬أن حكوم��ة " العدال��ة والتنمية " تواجه‬ ‫تهديداً حقيقيًّا في ربوع حليفتهم العزيزة " تركيا‬ ‫" ذاته��ا‪ ،‬كما يواجه " اإلخ��وان "‪ ،‬في ّ‬ ‫كل من مصر‬ ‫وتونس " اإلخوانيّة " خطر السقوط المبكر أيضًا ؛‬ ‫كنتيجة طبيعيّة لفشل أدائهم على ّ‬ ‫كل األصعدة‪،‬‬ ‫السياسيّة واالجتماعيّة واالقتصاديّة والحقوقيّة‬ ‫؛ األمر الذي س��ينعكس س��لباً (بالض��رورة) على "‬ ‫إخوانجيّ��ة " س��وريا ؛ مُعزّزين بفش��لهم الذريع‬ ‫أيض��اً‪ ،‬وحتّ��ى قبل أن يصل��وا إلى حكم س��وريا‪،‬‬ ‫وذلك كنتيجة طبيعيّة أيضًا لما أبدوه من ّ‬ ‫تعطش‬ ‫للس�� ُلطة ظهر جليًّا من خ�لال " ّ‬ ‫تنطحهم " لقيادة‬ ‫جمي��ع ُ‬ ‫األط��ر السياس��يّة للمعارض��ة‪ ،‬وس��عيهم‬ ‫لف��رض الهيمن��ة عل��ى الق��رار الوطني الس��وري‬ ‫واحت��كار التمثيل ك ّله‪ ،‬بدعم عرب��ي " خليجي " و"‬ ‫ترك��ي "‪ ،‬ومن ورائه��م جميعاً الراعي الرّس��مي "‬ ‫األميريك��ي " طبعًا‪ ،‬في ّ‬ ‫كل من " المجلس الوطني‬ ‫الس��وري "‪ ،‬و" ائت�لاف ق��وى الث��ورة والمعارض��ة‬ ‫الس��وريّة "‪ ،‬على مدى العامي��ن الماضيين ك ّلهما‪،‬‬ ‫وم��ا نتج عن��ه من تأخير ف��ي إحراز إجم��اع وطني‬ ‫واس��ع حول الثورة‪ ،‬وتش��تيت لصفوف المعارضة‪،‬‬ ‫وبالتالي الفشل في حسم الصراع شعبيًّا مع نظام‬ ‫ك ّلن��ا يعرف م��دى انغالقه ودمويّته من��ذ البداية ؛‬ ‫ووصول األمر في سوريا إلى ما وصلت إليه اليوم‪..‬‬ ‫رغم ّ‬ ‫كل شيئ أقول‪..‬‬ ‫فلنأم��ل خي��راً‪ ..‬لنصبر ونجته��د ونخلص في‬ ‫مس��عانا ؛ وليش��جّع بعضنا بعضاً ك ّلنا كوطنيّين‬ ‫ديمقراطيّي��ن حقيقيي��ن‪ ،‬فمس��تقبل س��وريا‬ ‫رق‬ ‫والس��وريّين جميعًا اليوم‪ ،‬ه��و على مفترق ُط ٍ‬ ‫خطي��ر ؛ وما يحدث فيه��ا كما في كام��ل المنطقة‬ ‫العربيّ��ة م��ن تحوّل تاريخ��ي نوع��ي‪ ،‬ورغم ّ‬ ‫كل‬ ‫ما يواجه��ه من صعوبات‪ ،‬هو فرص��ة حقيقيّة لنا‬ ‫جميع��ًا لنكون‪ ..‬لنعود إلى مس��ار التاريخ ّ‬ ‫حقًا ومن‬ ‫جدي��د‪ ..‬إلى موق��ع الفعل فيه ال مج��رّد االنفعال‪،‬‬ ‫عب��ر االكتف��اء بالمُراوحة على هامش��ه أو ما دون‬ ‫ذلك حتّ��ى ؛ فالتاري��خ يصنعه العق��ل‪ ..‬تصنعه "‬ ‫الدّول " الحديثة المتقدّمة ال الطوائف‪ ،‬أو العشائر‬ ‫والعائالت والمناطق!!‬ ‫هكذا يقول العقل‪ ..‬هكذا يقول التاريخ‪..‬‬


‫ر�سائل الثورة ال�سورية املباركة‬ ‫مجاهد مأمون ديرانية‬

‫‪-1-‬‬

‫‪-2-‬‬

‫‪-3-‬‬

‫مات االئتالف‪ ،‬قتله الذين أصروا على توس��عته‬ ‫وس��رقته‪ ،‬وأصروا عل��ى أن يزرعوا في��ه مَن يمثل‬ ‫كل مل��ة وعقي��دة ودين إال اإلس�لام‪ .‬الذي��ن منحوا‬ ‫ثمانية عشر مليون مسلم في سوريا واحداً وثالثين‬ ‫إس�لامياً يمثلونه��م فيه‪ ،‬ومنحوا مئ��ة ألف علماني‬ ‫(يزي��دون قلي� ً‬ ‫لا أو ينقص��ون) خمس��ة وثالثين من‬

‫األعضاء العلمانيين! ألم تروا إلى ميش��يل كيلو كم‬ ‫بدا حزين��ًا عندما وافق االئتالف عل��ى قبول ثمانية‬ ‫(فق��ط!) من قائمته؟ عندما رأيت أس��اه وحزنه على‬ ‫َ‬ ‫ترقرقت الدموع في عيني واس��تهلكتُ‬ ‫ه��ذا الظلم‬ ‫في تجفيفها خمس��ة مناديل! ويبدو أن سائر أعضاء‬ ‫االئت�لاف أصابهم من الحزن واألس��ى م��ا أصابني‪،‬‬ ‫فسارعوا ‪ -‬من بعد ‪ -‬إلى اعتماد قائمته الكاملة‪.‬‬ ‫واآلن ب��ات االئت�لاف يمثل الس��وريين أحس��ن‬ ‫تمثيل‪ 47% :‬من أعضائه علمانيون‪ 20% ،‬شيوعيون‬ ‫واش��تراكيون وبعثي��ون! إي واهلل‪ ،‬ه��ل تصدقون؟‬ ‫ل��و قرأت هذا الخب��ر في رواية خيالي��ة لما صدقته‪،‬‬ ‫ضَمّوا إلى قيادة المعارضة السياسية للثورة رجا ًال‬ ‫م��ن حزب النظام الذي تحاربه الثورة‪ ،‬فهل بعد هذا‬ ‫االس��تخفاف بأحرار س��وريا من اس��تخفاف؟! إذا لم‬ ‫تستح فاصنع ما شئت‪ .‬ويساريون وشيوعيون؟ مَن‬ ‫ِ‬ ‫يُسَيّر المظاهرات في األردن ومصر ولبنان تأييداً‬ ‫لسفاح سوريا س��وى اليساريين والشيوعيين؟ كيف‬ ‫يكون أولئك خارجَ االئتالف أصدقاء لنظام االحتالل‬ ‫األس��دي ويكونون أعداءه داخل��ه؟ هذا اللغز عصيٌّ‬ ‫على االستيعاب‪ ،‬أنه جملة ال محل لها من اإلعراب!‬ ‫وبعد خصم ‪ 29‬مقعداً للحراك الثوري والجيش‬ ‫الح��ر (ل��م يُع َل��ن أصحابها بع��د) وخمس��ة مقاعد‬ ‫ً‬ ‫مجتمعة‬ ‫للعلويين وس��بعة مقاعد للطوائف األخرى‬ ‫بق��ي للمس��لمين ‪ 40%‬من مقاعد االئت�لاف‪ .‬يا أيها‬ ‫المسلمون في سوريا‪ :‬عوضكم على اهلل!‬

‫‪-4-‬‬

‫م��ات االئتالف‪ ،‬قتله الذين فرض��وا عليه مَلِكًا‬ ‫ب�لا مملكة وتجاهلوا المملكة بال ملك‪ ،‬الذين علموا‬ ‫أن على أرض س��وريا مئة ألف مجاهد يحملون عبء‬ ‫المعركة ويرابطون على جبهاتها ويحققون لثورتها‬ ‫النصر في الميادين‪ ،‬فلم يبالوا بهم وال وجدوا حاجة‬

‫لتمثيله��م في ائتالف زعموا أنه يمثل الثورة ويمثل‬ ‫الثوار‪ ،‬ثم فتحوا الباب لكيان وهمي اس��مه "القيادة‬ ‫الموحدة لهيئة األركان المش��تركة" ليأتي بخمس��ة‬ ‫عشر ضابطًا ويزرعهم في االئتالف‪.‬‬ ‫وم��ا عرف الس��وريون لهؤالء الضب��اط أثراً في‬ ‫األرض وال س��ابقة ف��ي المي��دان‪ ،‬إنم��ا عرف��وا أن‬ ‫تل��ك "القي��ادة الموحدة" وُل��دت على أعي��ن أجهزة‬ ‫المخاب��رات الغربية وبمباركته��ا ورعايتها‪ ،‬وأن تلك‬ ‫"القي��ادة الموحدة" توزّع الرت��ب على أعضائها أكثر‬ ‫مما توزع الس�لاح على المقاتلين‪ ،‬وأن تلك "القيادة‬ ‫الموح��دة" تح��ارب بالبيان��ات‪ ،‬وأنه��ا ّ‬ ‫دك��ت بمدافع‬ ‫"الكلم��ات النارية" مواقعَ حزب الش��يطان في لبنان‬ ‫أل��ف مرة ألنه ل��م يتوقف عن غ��زو القصير‪ ،‬ولكن‬ ‫مداف��ع الكلم��ات لم تؤث��ر في المعتدي��ن ولم تقف‬ ‫العدوان!‬

‫‪-5-‬‬

‫مات االئت�لاف‪ ،‬ولم يبقَ س��وى إع�لان النعوة‬ ‫ولصقها على الجدران‪ .‬بعد ذلك س��يعود "الشرفاء"‬ ‫م��ن االئتالفيين الس��ابقين إلى بيوته��م ويبحثون‬ ‫عن طريقة جديدة لخدمة الثورة واألمة‪ ،‬وسينطلق‬ ‫"غير الش��رفاء" م��ن االئتالفيين الس��ابقين للبحث‬ ‫عن غنيم��ة جديدة يَغْتنون بها على حس��اب أحرار‬ ‫س��وريا وعلى حس��اب ماليين المقتَّلين والمعذبين‬ ‫والمش��ردين‪ ،‬وس��يبدأ المجتم��ع الدول��ي والعرب��ي‬ ‫الرس��مي بالبحث عن دمية جديدة يلهو بها ويحقق‬ ‫م��ن خاللها أمنيّته بالس��يطرة على الثورة وإخضاع‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫أما أهل الثورة وأحرار سوريا فإنهم سيقولون‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫أسِ��فنا على‬ ‫م��ا فرحن��ا بمول��دك أيها االئت�لاف وال‬ ‫موتك‪ .‬ثم ينصرفون إلى ثورتهم غيرَ عابئين بلهو‬ ‫الالهين وعبث العابثين‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫م��ات االئت�لاف‪ .‬قتلت��ه القصير‪ ،‬ولو ل��م تقتله‬ ‫القصير لقتلته جنيف‪.‬‬ ‫القصير قتلت االئتالف ألن االئتالف فش��ل في‬ ‫حماية القصير من السقوط‪ ،‬ومن يعجز عن حماية‬ ‫بل��دة فيها آالف ال يُس��تأمَن على بل��د فيه ماليين‪.‬‬ ‫لقد حَزّ في نفوس أحرار س��وريا أن االئتالف الذي‬ ‫يزعم أنه يمثلهم لم يقف موقف رجولة كان ينبغي‬ ‫أن يقف��ه يوم ب��دأ العدوان الهمجي عل��ى القصير‪،‬‬ ‫وكان يس��تطيع أن يقف��ه‪ ،‬فيعل��ن أنه لن يش��ارك‬ ‫في أي مؤتم��ر ولن يرضخ ألي ضغط إذا لم يتوقف‬ ‫العدوان في أربع وعشرين ساعة‪ ،‬وأن ّ‬ ‫ينفذ الوعيد‪.‬‬ ‫ولو ل��م تقتله القصير لقتلته جنيف‪ .‬أن مؤتمر‬ ‫جنيف ه��و الرصاصة التي س��تقضي على االئتالف‬ ‫ب�لا خالف‪ ،‬فإن أحرار س��وريا رأوا كي��ف تدفعه إليه‬ ‫وترغم��ه عليه ق��وى المجتمع الدول��ي "الصديقة"‪،‬‬ ‫ورأوا الموقف السلبي المخزي لتلك القوى وسكوتها‬ ‫عن العدوان الهوالكي الوحش��ي على القصير‪ ،‬على‬ ‫م��ا فيه من تدخ��ل أجنبي س��افر ال يرضاه عرف وال‬ ‫قانون‪ ،‬فقالوا‪ :‬إذا كان أولئك "األصدقاء" الضاغطون‬ ‫عل��ى االئت�لاف قادرين عل��ى وقف الع��دوان ثم لم‬ ‫يقف��وه فإنهم خونة آثم��ون‪ ،‬ال يمكن أن يو َثق بهم‬ ‫وال يس��تحقون أن يَتعاون معهم من يمثلنا وينطق‬ ‫باسم ثورتنا‪ ،‬وإذا كانوا أضعف من أن يردّوا عدوانًا‬ ‫عل��ى مدينة صغيرة فمن أي��ن يضمنون حق الثورة‬ ‫والسوريين؟‬ ‫َ‬ ‫عصبة االئتالف فقالوا‪ :‬لماذا‬ ‫ثم خاطب األحرارُ‬ ‫تس��فحون كرامة س��وريا وتعرّضون ثورتها لخطر‬ ‫اإلجه��اض واالحت��واء إذا كان رع��اة المؤتمر خَوَنة‬ ‫متآمري��ن؟ ولم��اذا تذهبون إل��ى المؤتم��ر أص ً‬ ‫ال إذا‬ ‫كانوا ضَعَفة عاجزين؟‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫س��يقول قائل‪ :‬كيف يموت من لم يَحْيَ قط؟‬ ‫وأقول‪ :‬نعم‪ ،‬إنما يموت من كانت فيه حياة‪.‬‬ ‫لق��د وُلد االئتالف للموت م��ن اليوم األول‪ ،‬فإن‬ ‫أيّ كي��ان تفرضه على الثورة ق��و ٌة أجنبية مصيرُه‬ ‫الم��وت‪ ،‬كالس��مكة تولد خ��ارجَ الماء‪ ،‬أنّ��ى لها أن‬ ‫تعي��ش؟ ه��ذه الحقيقة الت��ي يدركه��ا األطفال لم‬ ‫ُ‬ ‫عمالقة السياس��ة ومحترفوها‬ ‫يس��توعبها ‪ -‬بع��د ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫أطول األعمار‪.‬‬ ‫الذين أفنَوا في دهاليزها‬ ‫ربما عاش االئتالف أيامًا أو أس��ابيع ال أحصيها‪،‬‬ ‫وربم��ا لم يع��ش قط‪ ،‬ليس��ت هذه مس��ألة يختلف‬ ‫الناس فيها اليوم‪ ،‬فمهما يكن حاله باألمس‪ ،‬وحتى‬ ‫لو أن��ه كان فيه قب��ل القصير رَمَ��ق‪ ،‬فقد أطلقت‬ ‫َ‬ ‫رصاصة الرحمة‪ .‬وداعاً أيها االئتالف‬ ‫عليه القصي��رُ‬ ‫ال��ذي م��ا رأت منك الثورة ش��يئاً يدل عل��ى حياتك‪،‬‬ ‫وداعًا ال لقاء بعده‪ .‬أنت تَمضي والثورة تبقى‪ ،‬وأنت‬ ‫تموت والشعب يحيى بإذن اهلل الحي القيّوم‪.‬‬

‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬

‫موت االئتالف‬

‫‪11‬‬


‫�ضــــياع وطــــن‬ ‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫خالد كنفاني‬ ‫ماذا تبقى من سوريا بعد ثالثة أعوام من الثورة؟‬ ‫ه��ل ال ت��زال الث��ورة ث��ورة‪ ،‬أم تحول��ت إل��ى حرب‬ ‫عصابات تدميرية ممنهجة؟‬ ‫كل إع�لام الدني��ا يتح��دث ع��ن "أزم��ة" و"ح��رب"‬ ‫و"ص��راع" و"ح��رب أهلي��ة" و"قت��ال"‪ ،‬وحدهم��ا العربية‬ ‫والجزي��رة تتحدث��ان ع��ن "ث��ورة"‪ ،‬والعتبارات سياس��ية‬ ‫وإعالمية مفهومة‪.‬‬ ‫من الذي س��رق من السوريين ثورتهم ووطنيتهم‪،‬‬ ‫وب��اع كرامته��م ف��ي معس��كرات ومخيمات الم��وت على‬ ‫أطراف الوطن؟‬ ‫في اللحظة التي هز وزير الخارجية السعودي رأسه‬ ‫المتراق��ص‪ ،‬ودعا صراحة وألول مرة في التاريخ العربي‬ ‫الحدي��ث إلى تس��ليح المعارضة‪ ،‬علمن��ا أن الوطن يتجه‬ ‫للسقوط‪ ،‬وأن الشعب سيتم ذبحه بطريقة بطيئة‪.‬‬ ‫تعاطى العرب مع المس��ألة السورية بذات الطريقة‬ ‫التي تعاطى بها الخليجيون مع المسألة اليمنية‪ ،‬ولكنهم‬ ‫بعمد أو بغير عمد نسوا أو تناسوا أن حالة اليمن مختلفة‬ ‫جداً‪ ،‬ففي اليمن ل��م تتدخل ال الواليات المتحدة (الحليف‬ ‫الرئيس��ي لعل��ي عب��د اهلل صال��ح) وال روس��يا (الحلي��ف‬ ‫التقلي��دي للجنوب) وال أي بلد آخر‪ ،‬وتم ترك األمر برمته‬ ‫للخليجيي��ن ليقوم��وا بحل��ه عل��ى اعتب��ار أن اليمن هو‬ ‫الساحة الخلفية للخليج عمومًا وللسعودية خصوصًا‪.‬‬ ‫نك��ث صالح بوع��ده أكثر من مرة‪ ،‬وب��ات أمر توقيع‬ ‫المب��ادرة الخليجي��ة مجا ًال للتن��در والكاريكات��ورات على‬ ‫الصفحات اليومية للجرائد‪ ،‬ثم تم تفجير صالح وإرساله‬ ‫للس��عودية إلعادة تأهيله‪ ،‬وتجميع أطرافه كسباً للوقت‪،‬‬ ‫ثم بدأ بعض العنف في الش��وارع ثم انتهى كل ش��يء‪.‬‬ ‫هك��ذا فج��أة مثلما ب��دأ‪ ،‬وخ��رج الرئي��س وتول��ى نائبه‬ ‫صالحيات��ه المؤقت��ة‪ ،‬ول��م نعد نس��مع عن اليمن ش��يئًا‬ ‫وف��ق تعليمات واضحة من قيادات الخليج لقنوات اإلعالم‬ ‫وخاص��ة العربية والجزي��رة اللتين تفرِّغ��ان كل وقتهما‬ ‫لسوريا‪ ،‬ولكن برؤيتهما األحادية فقط‪.‬‬ ‫قام العرب بإعادة ذات الس��يناريو اليمني في سوريا‬ ‫متجاهلي��ن طبيع��ة النظ��ام الحاك��م وطبيع��ة المجتمع‬ ‫الطائفي��ة ف��ي س��وريا م��ن جه��ة‪ ،‬ومتجاهلي��ن كذلك‬ ‫التوازن��ات الدولية التي كان من الواضح أنها مختلفة كل‬ ‫االختالف عن حالتها في اليم��ن‪ .‬وهكذا أريد للمبادرة أن‬ ‫تكون ميتة في مهدها فجاءت مش��وهة س��خيفة فارغة‬ ‫المضمون‪ ،‬دون أي دعم دولي سوى تصريحات بلهاء من‬ ‫البي��ت األبيض ع��ن "حتمية" تنحي األس��د وعن "نهاية"‬ ‫نظام��ه‪ ،‬وتصريحات أكث��ر بالهة من االتح��اد األوروبي‬ ‫تحم��ل نف��س المضم��ون الفضف��اض الس��خيف‪ .‬بينما‬ ‫كان يقابله��ا عل��ى الطرف المقابل دع��م صريح وواضح‬ ‫من روس��يا والصين للنظام‪ ،‬ال يقبل المواربة أو أنصاف‬ ‫الحل��ول‪ ،‬هذا النظام ب��اق حتى النهاية ول��ن تقبل هذه‬ ‫الق��وى العظمى زوال��ه مثل الحالة اليمنية‪ ،‬وال انتش��اله‬ ‫من مجارير الصرف الصحي كالحالة الليبية‪.‬‬ ‫تتعامل روس��يا والصين وإيران مع النظام السوري‬ ‫بذات الطريقة التي تعاملت بها دول الخليج وعلى رأسها‬ ‫السعودية ومن ورائهم بريطانيا مع النظام في البحرين‪.‬‬ ‫خالل أس��بوع واح��د من الثورة البحرينية تم إرس��ال ألف‬ ‫وخمسمائة مدرعة من قوات درع الجزيرة لحماية النظام‬ ‫ال��ذي ظهر ضعيفًا مهله ًال أمام حرك��ة االحتجاج‪ ،‬وخائفًا‬ ‫من إيران ومراكز القوى الشيعية األخرى في المنطقة‪.‬‬ ‫الهدف الواضح اليوم هو تدمير سوريا أرضاً وشعباً‪،‬‬ ‫يعود الس��وريون الي��وم إلى عصور ما قب��ل التاريخ عبر‬ ‫اضطرارهم للحياة بال كهرباء وال ماء‪ ،‬وتنتشر األمراض‬ ‫واألوبئ��ة في كثير من المناطق بس��بب انعدام الخدمات‬ ‫الحكومية والبلدية من أي نوع‪ .‬كما تنتشر حاالت السرقة‬ ‫واالغتص��اب واالحتي��ال والنص��ب بش��كل غير مس��بوق‬ ‫بس��بب انعدام الم��وارد وارتف��اع األس��عار الرهيب الذي‬ ‫تال الحص��ار االقتصادي المفروض م��ن القوى العظمى‬ ‫على المش��تقات البترولية التي يتم الي��وم نهبها وبيعها‬

‫بأبخس األثمان إلى تركيا‪ ،‬وغيرها ممن قرر نهب سوريا‬ ‫وتمزيقه��ا‪ .‬وكأنما جاءت مس��ألة العقوبات لتقتل الناس‬ ‫ال النظام الذي ال يشعر أفراده بأي ضيق أو جوع أبرد‪.‬‬ ‫وتتكامل تفاصيل اللعبة الدولية الكبرى في سوريا‬ ‫عندم��ا يق��رر االتحاد األوروب��ي فجأة رفع حظر الس�لاح‬ ‫عن س��وريا خالل أيام قليلة من تق��دم الجيش النظامي‬ ‫ف��ي كثير م��ن المناطق الس��ورية‪ ،‬وكأن المس��ألة تبدو‬ ‫عل��ى أنها تحقيق نوع م��ن توازن الق��وى الدائم الذي ال‬ ‫يع��رف غالب��اً أو مغلوب��اً وهكذا يضمن الجميع اس��تمرار‬ ‫الصراع وتدمير الوطن على أيدي أبنائه وصو ًال إلى الحل‬ ‫المنظور وهو التقسيم‪.‬‬ ‫يرى كثيرون أن حل التقسيم بات اليوم الحل األنجع‬ ‫بع��د أن استش��رى العن��ف والحقد بي��ن الجمي��ع‪ ،‬وباتت‬ ‫واضحة معالم التقس��يم على أسس طائفية وعرقية لم‬ ‫يع��د أبناؤها يقبلون بالتعايش مع األطراف األخرى تحت‬ ‫أي مس��مى من المس��ميات‪ ،‬وما عبارة "الش��عب السوري‬ ‫واح��د" إال خراف��ة اخترعه��ا بع��ض الحالمي��ن واله��واة‬ ‫والفنانين ولكنها سقطت في أول اختبار‪.‬‬ ‫ي��رى الجميع الي��وم في الجميع أع��داءه‪ ،‬فال العلوي‬ ‫يطيق س��نياً والس��ني يتحمل رؤية ش��يعي‪ ،‬وال الكردي‬ ‫س��يقبل بالخضوع لعرب��ي بينما آثر الكثي��ر من األرمن‬ ‫الرحيل إلى موطنهم األصلي أرمينيا بعدما تبين لهم أن‬ ‫مسألة التعايش مع اآلخرين هي مجرد أغنية رومانسية‬ ‫ليس لها على األرض وجود‪.‬‬ ‫ف��ي كل م��رة يدخ��ل الجي��ش الح��ر أو أي م��ن‬ ‫الكتائ��ب المس��لحة إل��ى مدين��ة إال وجل��ب له��ا الدم��ار‬ ‫ف��ي تك��رار لدرس ص��ار ال بد م��ن حفظه وفهم��ه‪ .‬تبدأ‬ ‫المس��ألة م��ع دفق إعالم��ي رهيب م��ن "العربي��ة" التي‬ ‫تعل��ن غالب��اً معركة تحري��ر المنطقة المنش��ودة‪ ،‬ويبدأ‬ ‫س��يل التحلي�لات العس��كرية والسياس��ية والت��ي توحي‬ ‫للمش��اهدين بالتكتيك العالي الذي يستخدمه المقاتلون‬ ‫واالستراتيجيات الحربية التي يرسمها قادتهم المقيمون‬ ‫خارج الحدود عبر السكايب الذي أصبح في الربيع العربي‬ ‫أهم أدوات الحرب‪ ،‬ويستمر الضخ اإلعالمي الرهيب على‬ ‫طريقة الصحاف ويتم ش��حن الجماهير إعالمياً وطائفيًا‬ ‫م��ع اعتماد جمل��ة "الجي��ش النظامي مدعوم��ًا بمقاتلي‬ ‫ح��زب اهلل" وذل��ك لكس��ب التأيي��د الجماهي��ري الس��ني‬ ‫الجارف‪ ،‬وينتهي المسلس��ل بس��قوط المدينة في أيدي‬ ‫الجي��ش النظامي‪ ،‬بع��د تدميرها بالكامل وتش��ريد كل‬ ‫س��كانها‪ ،‬الذين ينتقلون إلى مناطق أخرى‪ ،‬ليأتي بعدها‬ ‫المقاتلون ويبدؤوا المسلسل من جديد‪.‬‬ ‫من��ذ بداية األزمة لم يرد الفلس��طينيون أن يكونوا‬

‫طرف��اً في ه��ذا الصراع ال��ذي بانت دمويت��ه وديمومته‪،‬‬ ‫إال أن البع��ض مدفوعاً بالعش��وائية والعنترية من جهة‪،‬‬ ‫وبالتحري��ض اإلعالم��ي والمادي من أط��راف معينة من‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬لم يرد أن تبقى المسألة على هذه الشاكلة‪،‬‬ ‫فقرر بع��ض المقاتلين اقتحام مخي��م اليرموك حاملين‬ ‫راي��ات الجي��ش الح��ر‪ ،‬ورغم تخ��وف األهالي م��ن هذه‬ ‫الخط��وة‪ ،‬إال أن كثي��راً منهم س��اعد المقاتلي��ن وآواهم‬ ‫وقدموا لهم الطعام والمعونة‪ ،‬فلما حانت س��اعة الحسم‬ ‫هرب معظم هؤالء كالجرذان وتركوا األهالي لمصيرهم‬ ‫المحت��وم أمام جي��ش مغولي ال يرحم‪ ،‬ب��ل وزادوا على‬ ‫ذل��ك بأن نهب��وا الكثير م��ن المنازل والممتل��كات بادعاء‬ ‫أن��ه ال يوجد من يدعمهم فكان م��ا كان في المخيم ولم‬ ‫يحصد األهالي سوى المرارة والتشريد واالعتقال‪.‬‬ ‫تبخ��رت ل��دى الكثيري��ن القناعة بوجود ما يس��مى‬ ‫"الجيش الحر" ككيان عس��كري وسياسي واضح المعالم‬ ‫والتنظي��م‪ ،‬فنح��ن ال نرى منهم س��وى أس��ماء عش��رات‬ ‫الكتائب التي ال يعل��م أحد من يمولها وال من يخطط لها‬ ‫ما تفعله‪ ،‬بينما يظهر من يس��مي نفسه "رئيس أركان"‬ ‫ه��ذا الجيش على شاش��ات التلفزيون وه��و يرتدي بدلة‬ ‫رس��مية فخم��ة‪ ،‬جالس��ًا في م��كان راق في اس��طنبول‪،‬‬ ‫وه��و أول رئي��س أركان ف��ي التاريخ يجل��س في فندق‬ ‫خ��ارج الحدود بينم��ا يقاتل جيش��ه على مئ��ات الجبهات‬ ‫دون سياس��ة أو تكتيك عس��كري واضح‪ .‬ولكنها كما قلنا‬ ‫في مقالة س��ابقة‪ ،‬فاقد الش��يء ال يعطي��ه‪ ،‬وكلنا يعلم‬ ‫م��ا الذي كان يفعل��ه ضباط الجيش الس��وري على مدى‬ ‫أربع��ة عقود من "الممانع��ة والمواجهة"‪ ،‬وجل ما أتقنوه‬ ‫هو فنون الطبخ ولعب الطاولة وبيع اإلجازات‪.‬‬ ‫ل��م نعد نقب��ل بأن يضحك على عقولن��ا أحد‪ ،‬وكما‬ ‫يقود حس��ن نصر اهلل معركة طائفية اليوم في سوريا‪،‬‬ ‫يقوم العرعور ومشايخ الس��لفية وحاملو رايات ال إله إال‬ ‫اهلل بقي��ادة المعركة على الطرف اآلخ��ر‪ ،‬ولم يعد مهمًا‬ ‫م��ن المهاجم ومن المدافع طالما أن الجميع يقتل الجميع‬ ‫رغم قناعة الطرفين بأن "القاتل والمقتول في النار" إال‬ ‫أن كال الطرفي��ن يعتب��ر خصمه "كافراً" يس��تحق القتل‬ ‫وهي دوام��ة عنفية طائفية مريرة ل��ن تخمد نارها إلى‬ ‫بعد أجيال طويلة‪.‬‬ ‫ض��اع الوطن وانمحى أبن��اؤه الذين بات��وا يجوبون‬ ‫أرج��اء الدنيا بحثاً عن وطن يضمهم أو جماعة تحتويهم‪،‬‬ ‫ولم تعد كلمة "سوري" تعني سوى شريداً هاربًا مطروداً‬ ‫م��ن كل العالم ومرفوض��ًا على باب أية س��فارة‪ ،‬فهو ال‬ ‫شيء وبلده ال شيء‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪ :‬يقول الشاعر‬ ‫نيرون مات ولم تمت روما‪ ..‬بعينيها تقاتل‪.‬‬


‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫املخالعة يف القانون ال�سوري‬ ‫ياسر مرزوق‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫عل��ى الرغ��م م��ن أن المخالع��ة‬ ‫لم تعرَّف بش��كل صري��ح في قانون‬ ‫األح��وال الش��خصية الس��وري‪ .‬إال أن‬ ‫اجته��ادات محكمة النق��ض‪ ،‬اعتبرته‬ ‫عق��د ثنائ��ي الط��رف‪ ،‬يج��ب أن يتم‬ ‫اإلعالن فيه شفاهة من قبل الزوجين‬ ‫بألفاظ المخالعة وال تكفي الكتابة أو‬ ‫التوقي��ع العتباره س��اريًا‪ .‬وفي قانون‬ ‫األحوال الش��خصية تحدد المادة ‪99 /‬‬ ‫‪ /‬منه ش��روط هذا الن��وع من انحالل‬ ‫الزواج فإن لم يسمّ المتخالعان شيئًا‬ ‫وقت المخالعة‪ ،‬فكل منهما بريء من‬ ‫حقوق اآلخر بالمهر والنفقة الزوجية‪.‬‬ ‫وال تسقط نفقة العدّة وال يبرأ الزوج‬ ‫منه��ا إال إذا نُصّ عل��ى ذلك صراحة‬ ‫في عقد المخالعة‪ .‬ويجب االنتباه إلى‬ ‫أنه إذا صرح المتخالعان بنفي البدل‪،‬‬ ‫كان��ت المخالع��ة ف��ي حك��م الطالق‬ ‫المح��ض‪ ،‬ووقع به��ا طلق��ة رجعية‪،‬‬ ‫وذل��ك حس��ب الم��ادة ‪ / 100 /‬م��ن‬ ‫القانون‪ .‬والمخالعة‪ ،‬إذا سُمي البدل‪،‬‬ ‫هي طالق بائن‪ .‬وال تجوز العودة بين‬ ‫الطرفي��ن إال بعقد جديد ومهر جديد‪.‬‬ ‫هذا ويمكن أن يتضمن عقد المخالعة‬ ‫الش��روط المتعلقة بحضان��ة األوالد‬ ‫ونفقتهم وغير ذلك‪ ،‬ولكنّ أي شرط‬ ‫مخال��ف للقان��ون‪ ،‬كحرم��ان األم من‬ ‫الحضانة‪ ،‬يسقط وتسري المخالعة‪.‬‬ ‫ويمك��ن إج��راء المخالع��ة خارج‬ ‫مجل��س القض��اء ع��ن طري��ق عق��د‬ ‫اتفاق��ي مث��ل أي عقد آخ��ر يكتبه أي‬ ‫إنسان ثم يذهب به إلى المحكمة من‬ ‫أج��ل تثبيت��ه وترقين واقع��ة الزواج‪،‬‬ ‫والمحكم��ة ملزم��ه بتثبيت��ه إذا كان‬ ‫مس��توفيا ش��روط صحت��ه‪ ،‬وإن أهم‬ ‫هذه الش��روط‪ ،‬أن تتضمن المخالعة‬ ‫اإليج��اب والقبول‪ ،‬بتنازل الزوجة عن‬ ‫حقوقها وقب��ول الزوج له��ذا التنازل‪،‬‬ ‫إضافة إلى ش��رط لفظ��ي أو صوتي‬ ‫يتعل��ق بتب��ادل الزوج��ان أللف��اظ‬ ‫المخالعة‪ ،‬مثلم��ا هو الحال في تبادل‬ ‫ألفاظ الن��كاح‪ ،‬أو مثلما هو الحال في‬ ‫لفظ الطالق بالنسبة للزوج‪.‬‬ ‫كأن يق��ول الزوج مث�لا لزوجته‪:‬‬ ‫ي��ا زوجت��ي فالن��ة لق��د خالعتك من‬ ‫عصمتي وعقد نكاحي على أن تبرئي‬

‫ذمت��ي م��ن مؤخ��ر مه��رك ونفقتك‬ ‫ونفقة عدتك وأشيائك الجهازية وكل‬ ‫حق ناش��ئ عن عقد الزواج لقاء بدل‬ ‫مخالع��ة ق��دره مئة ليرة س��ورية ‪00‬‬ ‫وعلي��ه فالبد من ذكر ب��دل المخالعة‬ ‫ألن غي��اب البدل يجع��ل المخالعة في‬ ‫حك��م الط�لاق المحض ويق��ع طلقة‬ ‫رجعية عمال بالم��ادة ‪ 100‬من قانون‬ ‫األحوال الش��خصية إذ أن الرجل يلزم‬ ‫بهذه الحال��ة بدفع مهر الزوجة وكأنه‬ ‫طلقها ولم يخالعها‪ ،‬ثم تقول الزوجة‬ ‫لزوجها يا زوجي فالن لقد قبلت منك‬ ‫مخالعتك على ما ذكرت وأبرأت ذمتك‬ ‫م��ن كل حق ودع��وى وطل��ب يتعلق‬ ‫بزواجنا‪.‬‬ ‫ولقد اس��تقر االجتهاد القضائي‬ ‫على‪:‬‬ ‫ ‪ ،‬أن لف��ظ كلم��ه خلع��ت التي‬‫يلفظه��ا ال��زوج ه��ي كلف��ظ طلقت‬ ‫ويق��ع فيه��ا طلق��ه رجعي��ه‪.‬‏ إذا يتم‬ ‫تدوي��ن ه��ذا الق��ول ف��ي المخالع��ة‬ ‫إضاف��ة للنطق به لفظ��ا تحت طائلة‬ ‫بطالن المخالعة ‪ -‬نقض سوري قرار‬ ‫‪ 83‬أساس ‪ 861‬تاريخ ‪1983 / 2 / 27‬‬ ‫‪ - 2‬نقض سوري أساس ‪ 75‬قرار ‪67‬‬ ‫تاريخ ‪1970 / 2 / 25‬‬ ‫ وف��ي مطلق األحوال فان إبراء‬‫الزوج��ة زوجها من حقوقه��ا الزوجية‬ ‫وكل ح��ق نش��أ عن عقد ال��زواج فهو‬ ‫ال يش��مل الحقوق األخرى كأن يكون‬ ‫الزوج قد س��جل لها عقارا باس��مها أو‬ ‫اش��ترى لها س��يارة إلن هذه الحقوق‬ ‫مس��تقلة ع��ن عق��د ال��زواج نق��ض‬ ‫سوري قرار ‪ 61‬أساس ‪ 822‬تاريخ ‪14‬‬ ‫‪1983 / 2 /‬‏‬ ‫ـ إذا وق��ع الط�لاق أو المخالع��ة‬ ‫ولو كان خ��ارج مجلس القضاء فيجب‬ ‫تثبيته ألن كل حل يعتره النكاح سواء‬ ‫م��ن طريق الط�لاق أو المخالعة فهو‬ ‫ح��ق من حقوق اهلل تعالى ومتى وقع‬ ‫وكان مس��توجبًا ش��رائطه المق��ررة‬ ‫شرعًا وقانونًا يجب تثبيته‪.‬‬ ‫(نقض سوري ـ الغرفة الشرعية‬ ‫ـ أس��اس ‪ 476‬ق��رار ‪ 471‬تاريخ ‪/ 26‬‬ ‫‪)1984 / 6‬‬

‫وكذل��ك أيض��اً اس��تقر االجتهاد‬ ‫القضائي على‪:‬‬ ‫‪542‬ـ المخالع��ة عق��د ثنائ��ي‬ ‫بي��ن الطرفي��ن وال تت��م إال باإليجاب‬ ‫والقبول‪.‬‬ ‫لي��س م��ن ش��رط ف��ي إج��راء‬ ‫المخالعة أن تكون أمام القاضي‪.‬‬ ‫وثيق��ة المخالع��ة الرضائي��ة ال‬ ‫تقوم مقام إنشاء الطالق‪.‬‬ ‫‪( .‬نق��ض س��وري ـ الغرف��ة‬ ‫الشرعية ـ أس��اس ‪ 46‬قرار ‪ 46‬تاريخ‬ ‫‪)1970 / 2 / 7‬‬ ‫والحكم بالخلع طالق رجعي يتم‬ ‫بعد إقرار الزوجة والزوج له بالتراضي‬ ‫وان ال سبيل الستمرار الحية الزوجية‬ ‫بينهم��ا‪ .‬يقول تعال��ى "وال يحل لكم‬ ‫أن تأخذوا مما أتيتموهن ش��يئاً إال أن‬ ‫يخاف��ا إال يقيم حدود اهلل‪ ،‬فإن خفتم‬ ‫إال يقي��م حدود اهلل ف�لا جناح عليهما‬ ‫فيما افتدت به"‪.‬‬ ‫وحس��ب ن��ص الم��ادة ‪ 88‬أحوال‬ ‫ش��خصية يج��ب عل��ى المحكم��ة أن‬ ‫تعط��ي الطرفي��ن مهل��ة للمصالحة‬ ‫شهرا" أمال بالصلح وإذا أصر الطرفان‬ ‫على المخالفة دعا القاضي الطرفين‬ ‫واس��تمع إل��ى خالفهم��ا وس��عى إلى‬ ‫إزالته واستعان على ذلك بمن يراهم‬ ‫أهال لذلك من أهل الزوجين وغيرهم‬ ‫كمحكمين إلزالة الخالف وإذا لم تفلح‬ ‫هذه المس��اعي قرر القاضي تسجيل‬ ‫المخالع��ة واعتب��ر الط�لاق نافذا من‬ ‫تاريخ ايقاعه‪.‬‬ ‫و المخالع��ة حق للمرأة المتزوجة‬ ‫س��واء كان��ت مدخ��ول به��ا أم غي��ر‬ ‫مدخ��ول به��ا ويترت��ب عل��ى ذلك أن‬ ‫على الزوجة المخلوعة أن تترك منزل‬ ‫الزوجية حال وقوع الخلع وان الطالق‬ ‫هذا قطعي ال تقب��ل فيه الرجعة ألن‬ ‫العبرة للمقاصد والمعاني ال لأللفاظ‬ ‫والمباني‪.‬‬ ‫نموذج مخالعة رضائية‬ ‫القاضي الشرعي السيد‪:‬‬ ‫المساعد السيد‪:‬‬ ‫المقرر الزوج‪:‬‬

‫المقرر بمحضرها الزوجة‪:‬‬ ‫في هذا اليوم المصادف‪.............‬‬ ‫والموافق‪ ...............‬حضر أمامنا كل‬ ‫من الزوجين (س) ش��رح مفصل عن‬ ‫الهوي��ة والعنوان والزوجة (ع) ش��رح‬ ‫مفصل ع��ن الهوية والعن��وان وقررا‬ ‫ما يلـــــي‪:‬‬ ‫إنن��ا متزوج��ان ش��رعاً بموج��ب‬ ‫عق��د ال��زواج رق��م ‪).................‬‬ ‫تاري��خ‪ .................‬وعل��ى مه��ر‬ ‫معجل��ه‪ .................‬لي��رة س��ورية‬ ‫ومؤجل��ة‪ .................‬وق��د نت��ج عن‬ ‫هذا ال��زواج طفل اس��مه‪ ..‬وبم��ا أننا‬ ‫اتفقنا فيما بيننا على إجراء المخالعة‬ ‫الرضائية وفق ما يلـي‪:‬‬ ‫وهن��ا التفت ال��زوج المقرر قائالً‬ ‫لزوجته المقرر بمحضرها‪ :‬يا زوجتي‬ ‫فالنه بنت فالن خالعتك من عصمتي‬ ‫وعق��د نكاحي عل��ى أن تبرئي ذمتي‬ ‫من مه��رك المعج��ل والمؤج��ل ومن‬ ‫كاف��ة حقوق��ك الزوجي��ة واألش��ياء‬ ‫الجهازي��ة والنفق��ة الزوجي��ة ونفقة‬ ‫الع��دة وأن أدف��ع ل��ك مبلغ��اً ق��دره‪..‬‬ ‫لي��رة س��ورية وأن تقوم��ي بحضانة‬ ‫الطفل��ة وأدفع لك نفقة ش��هرية لها‬ ‫مبلغ��اً‪ ..‬ليرة س��ورية فأجابته المقرر‬ ‫بمحضرها قائلة‪:‬‬ ‫ي��ا زوجي ف�لان بن ف�لان قبلت‬ ‫منك مخالعتك على م��ا ذكرت وأبرئ‬ ‫ذمتك من المهرين المعجل والمؤجل‬ ‫ومن كافة الحقوق الزوجية واألش��ياء‬ ‫الجهازي��ة والنفق��ة الزوجي��ة ونفقة‬ ‫الع��دو وعل��ى أن تدف��ع ل��ي المبل��غ‬ ‫المذك��ور والبالغ‪ ..‬ليرة س��ورية وأني‬ ‫أتعه��د بحضانة الطفلة على أن تدفع‬ ‫لي النفقة وأجرة الحضانة وعلى هذا‬ ‫تم اإليجاب والقبول بين الزوجين‬ ‫وق��د أفهم��ت الزوجة ب��أن عليها‬ ‫العدة الشرعية اعتباراً من تاريخ هذا‬ ‫اليوم وأنه��ا ال تحل له إال بعقد ومهر‬ ‫وجديدين‪.‬‬ ‫وهلي حرر في‪.................‬‬ ‫المس��اعد المق��رر بمحضره��ا‬ ‫المقرر القاضي‬

‫‪13‬‬


‫خليل مردم بيك ‪1959 - 1895‬‬ ‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ول��د خليل مردم بيك في دمش��ق عام ‪،1895‬‬ ‫ف��ي بيتٍ بج��ادة فخر الدي��ن الرازي ق��رب الجامع‬ ‫األموي آلل مردم بيك‪ ،‬األس��رة الدمش��قية واسعة‬ ‫النف��وذ والثراء " راجع س��وريتنا‪ ،‬جميل مردم بيك‬ ‫"‪ ،‬وال��ده أحم��د مختار ب��ن عثمان م��ردم بك مالك‬ ‫اإلقطاع��ات الواس��عة‪ ،‬الذي تولى أمان��ة العاصمة‬ ‫أكثر من مرة‪ ،‬أمه فاطمة الحمزاوي سليلة األشراف‬ ‫وابنة مفتي الش��ام‪ ،‬وكان خلي��ل وحيد والديه من‬ ‫الذكور‪ ،‬مع خمس بنات‪.‬‬ ‫بدأ الدراس��ة في ُ‬ ‫الكتَّاب في س��ن الس��ابعة‪،‬‬ ‫وفي العاش��رة م��ن عمره التحق بمدرس��ة " الملك‬ ‫الظاه��ر " االبتدائية الرس��مية‪ ،‬لينتقل بعدها إلى‬ ‫مدرس��ة التجهي��ز‪ ،‬ثم اضط��ر إل��ى االنقطاع عن‬ ‫الدراس��ة بعد وفاة أبيه س��نة ‪ ،1912‬وتابع القراءة‬ ‫ف��ي الكت��ب واألخذ ع��ن علم��اء دمش��ق وأدبائها‪،‬‬ ‫كالش��يخ عبد القادر اإلس��كندراني‪ ،‬والش��يخ عطا‬ ‫الكس��م‪ ،‬ومح��دّث الش��ام ب��در الدي��ن الحس��ني‪،‬‬ ‫والش��يخ حافظ الداغس��تاني‪ ،‬وبدأ ينظم الشِ��عْر‬ ‫قب��ل أن يبلغ الخامس��ة عش��رة من عم��ره‪ .‬توفي‬ ‫والده ولم يُتِم الخامس��ة عش��رة من عمره‪ ،‬وبعد‬ ‫أربع سنوات توفّيت والدته‪ .‬وقد طبعه اليتم بطابع‬ ‫الصم��ت والعزل��ة والحياء واالنط��واء على النفس‬ ‫واالبتعاد المجتمع‪ ،‬والزمه هذا الطبع طوال حياته‪.‬‬ ‫م��ع دخ��ول األمير فيصل س��وريا ع��ام ‪1918‬‬ ‫وقيام الحكومة العربية‪ ،‬في ‪1918 / 10 / 5‬برئاسة‬ ‫رض��ا الركابي‪ ،‬عُيِّ��نَ مُميّ��زاً لديوان الرس��ائل‬ ‫العامة‪ ،‬وفي عام ‪ 1919‬عُيِّنَ مدرّسًا في مدرسة‬ ‫الكتاب والمُنش��ئين التي أنشأتها الحكومة لتدريب‬ ‫ّ‬ ‫موظفيه��ا ولم��ا أُعْلِ��ن اس��تقالل س��ورية وبويع‬ ‫الملك فيصل األول ملكاً عليها‪ ،‬اإلثنين في ‪/ 3 / 8‬‬ ‫َ‬ ‫نُقِل من ديوان‬ ‫‪ ،1920‬وتأ ّلفت أول وزارة سورية‪،‬‬ ‫الرس��ائل العام��ة‪ ،‬وسُ��مّيَ معاونًا لمدي��ر ديوان‬ ‫مجلس ال��وزراء‪ ،‬وبعد أن دخل الجيش الفرنس��ي‬ ‫صُرفَ من‬ ‫س��ورية األحد في ‪ 25‬تموز عام ‪ِ ،1920‬‬ ‫العم��ل في الحكوم��ة‪ ،‬وصارت داره مب��اءة لألدباء‬ ‫والمتأدبي��ن‪ ،‬وفيه��ا ألف��ت ع��ام ‪ " 1921‬الرابط��ة‬ ‫األدبي��ة " وفيه��ا كان��ت تعقد االجتماع��ات‪ ،‬وتلقى‬ ‫األحادي��ث والمحاض��رات‪ ،‬وانتخ��ب الخليل رئيس��ًا‬ ‫له��ذه الرابطة التي كانت تضم كوكبة متميزة من‬ ‫األدباء أمثال‪ :‬س��ليم الجندي ـ شفيق جبري ـ أحمد‬ ‫ش��اكر الكرمي ـ عب��د اهلل النجار ـ األمير مصطفى‬ ‫الشهابي ـ الشماس أبيفانيوس زايد ـ ماري عجمي‬ ‫ـ عز الدي��ن علم الدين‪ ..‬وغيره��م‪ ..‬وإثر الحوادث‬ ‫التي حدثت بعد تش��كيل اللجنة التي عرفت باسم‬ ‫" لجن��ة كراي��ن" وبع��د احتج��اج أعض��اء الرابط��ة‬ ‫على أعم��ال المس��تعمر الجائرة‪ ،‬قامت الس��لطات‬ ‫الفرنس��ية بإغالق الرابطة‪ ،‬وإلغاء رخصة مجلتها‪،‬‬ ‫ولم يحُل ذلك دون عقد الجلس��ات في دار الخليل‪،‬‬ ‫ومزاولته نش��اطه األدبي والسياس��ي‪ ،‬فقد اتصل‬ ‫برج��ال الث��ورة الس��ورية‪ ،‬وهاجم االس��تعمار في‬ ‫قصائده‪ ،‬وفضح بغيه وعدوانه‪ّ ،‬‬ ‫ولعل من أعنف ما‬ ‫هاجم به االس��تعمار قصيدته الشهيرة (يوم الفزع‬ ‫األكبر) التي أطلقها إثر قصف دمشق وحرق دورها‬ ‫عام ‪.1925‬‬ ‫ع��ام ‪1924‬اختي��ر عض��واً عام ً‬ ‫ال ف��ي المجمع‬ ‫العلمي العربي بدمشق‪ ،‬بعد أن تقدّم إليه برسالة‬ ‫عن ش��عراء الش��ام في القرن الثالث الهجري‪ ،‬ولما‬ ‫قامت الثورة الس��ورية عام ‪ 1925‬رحل عن دمشق‬ ‫متوجه��ًا إل��ى القاهرة ليقي��م عند صه��ره " أحمد‬ ‫ق��دري باش��ا " بع��د أن الحق��ه الفرنس��يون‪ ،‬غادر‬ ‫بعدها إلى لندن‪ ،‬وهناك درس األدب اإلنكليزي في‬ ‫جامعة كمبردج وتخرج فيها‪ ،‬ثم عاد إلى وطنه عام‬ ‫‪ .1929‬حين اس��تقرّ به المقام في دمش��ق عُيِّنَ‬ ‫مساعداً لرئيس األدب العربي في " الكلية العلمية‬ ‫الوطنية " وبقي فيها تس��ع سنوات " ‪ 1929‬ـ ‪1938‬‬

‫" أ ّلف خاللها سلس��لة " أئمّة األدب العربي " نش��ر‬ ‫ّ‬ ‫المقفع‪ ،‬ابن‬ ‫منها خمس��ة أجزاء هي‪ :‬الجاحظ‪ ،‬ابن‬ ‫العميد‪ ،‬الصاحب بن عباد‪ ،‬الفرزدق‪.‬‬ ‫في عام ‪ 1933‬أصدر مع الدكاترة جميل صليبا‬ ‫وكامل عياد وكاظم الداغستاني مجلة‪" :‬الثقافــة"‬ ‫فعاش��ت سنة واحدة‪ .‬وفي عام ‪ 1941‬انتخبَ أمين‬ ‫س��ر عام للمجمع العلمي العربي فعمل مع رئيسه‬ ‫محم��د كرد عل��ي بمنته��ى اإلخالص واالنس��جام‬ ‫والصف��اء‪ ،‬وفي عام ‪ 1942‬عُيِّ��نَ وزيراً للمعارف‬ ‫والش��ؤون االجتماعي��ة لكن��ه لم يلب��ث أن عاد إلى‬ ‫األدب والبحث في كتب التراث العربي فأنجز‪ :‬ديوان‬ ‫ابن عنين ع��ام ‪ 1946‬وديوان علي بن الهجم عام‬ ‫‪ 1949‬وديوان ابن حي��وس عام ‪ 1951‬وديوان ابن‬ ‫الخيّ��اط عام ‪ 1958‬ووضع لكل ديوان مقدّمة في‬ ‫حوالي خمسين صفحة‪.‬‬ ‫بعد أن عمّت ش��هرته العالم العربي وأوروبا‪،‬‬ ‫تهافت��ت عليه المجام��ع اللغوية تطل��ب منه قبول‬ ‫عضويته��ا‪ ،‬فانتخبه مجم��ع اللغ��ة العربية بمصر‬ ‫عض��واً ع��ام ‪ ،1948‬والمجم��ع العلم��ي العراق��ي‬ ‫عض��واً ع��ام ‪ ،1949‬ودائ��رة المع��ارف اإلس�لامية‬ ‫للمستش��رقين عضواً ف��ي تحريرها ع��ام ‪،1951‬‬ ‫ومدرس��ة الدراس��ات الش��رقية بلندن عض��واً عام‬ ‫‪ 1951‬ومجمع البحر المتوسط في مدينة "باليرمو‬ ‫" بإيطالي��ا عض��واً ع��ام ‪ ،1952‬والمجم��ع العلمي‬ ‫السوفياتي عضواً عام ‪.1958‬‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ 1951‬عُيِّ��نَ وزي��راً مفوّض��ًا في‬ ‫السفارة الس��ورية ببغداد‪ ،‬فتحوّلت السفارة خالل‬ ‫الس��نوات الث�لاث الت��ي قضاها هناك إل��ى منتدى‬ ‫أدب��ي للطبق��ة العالية من رجال الفكر والسياس��ة‬ ‫واألدب‪ ،‬بعده��ا اس��تدعته الحكومة الس��ورية عام‬ ‫‪ 1953‬ليتس ّلم وزارة الخارجية‪ ،‬وانتخب عام ‪1953‬‬ ‫رئيس��ًا للمجمع العلمي العربي بدمش��ق بعد وفاة‬ ‫مؤسسه محمد كرد علي‪.‬‬ ‫بلغ خلي��ل مردم بك أعلى م��ا يطمح به عالم‬ ‫وأديب‪ ،‬ثم اعتزل السياس��ة والن��اس واالجتماعات‬ ‫إال م��ا دع��ت الض��رورة القص��وى إليه حت��ى أنس‬ ‫واطمأن إليها ليتفرّغ إلى األدب حيث‬ ‫بهذه الوح��دة‬ ‫ّ‬ ‫اقتص��ر في أواخر حياته عل��ى ّ‬ ‫التنقل بين المجمع‬ ‫العلم��ي وداره القريبة منه مختاراً الطريق األقصر‬ ‫والبعيد عن الزحام‪.‬‬ ‫لكن الق��در كان له بالمرص��اد فاعت ّلت صحته‬ ‫وحدّت من نشاطه إثرَ مرض الزمه شهوراً إلى أن‬ ‫توفي يوم الثالثاء في ‪ 21‬تموز ‪ ،1959‬ودُفِنَ في‬ ‫مقبرة (الباب الصغير) بدمشق‪.‬‬ ‫لم ينفص��ل مردم بك خالل عمل��ه في مجال‬ ‫األدب والسياس��ة واإلدارة ع��ن كتابة الش��عر حيث‬ ‫كت��ب أكثر من ‪ 150‬قصيدة كان أغلبها قصائد في‬ ‫حب الوطن والفكر القومي وأشهرها ‪ /‬حماة الديار‬ ‫عليكم س�لام ‪ /‬وبعضها في نواح اجتماعية ومراث‬ ‫وعاطفة‪.‬‬ ‫كان أكثر ما اش��تهر عن م��ردم بك هو منزله‬ ‫ال��ذي كان عبارة عن منتدى أدبي وسياس��ي يجمع‬ ‫فيه كبار المفكرين واألدباء والشعراء رغم الظروف‬ ‫الت��ي كانت تضي��ق عليه دائماً وق��د زار منزله كل‬ ‫من أحمد شوقي ‪ /‬جميل صدقي الزهاوي ‪ /‬معروف‬ ‫الرصافي ‪ /‬خليل مطران ‪ /‬بشارة الخوري ‪ /‬إيليا أبو‬ ‫ماضي ‪ /‬أحمد حس��ن الزيات ‪ /‬إبراهيم عبد القادر‬ ‫المازني ‪ /‬محمود تيمور ‪ /‬زكي مبارك وغيرهم في‬ ‫‪ 21‬تموز ‪ 1959‬رحل الش��اعر تاركاً خلفه مجموعة‬ ‫كبي��رة من المؤلفات وبيتاً اعتب��ر من أهم المراكز‬ ‫الثقافي��ة في دمش��ق وس��معة طيبة ف��ي مختلف‬ ‫المجمع��ات العلمي��ة واألدبي��ة في الوط��ن العربي‬ ‫وتالمذة يرددون أش��عاره ويقتفون القصيدة ومن‬ ‫أهمهم نزار قباني ونش��يداً وطنيًا ت��ردده األجيال‬

‫وتعرف أنه من تأليف العالمة خليل مردم بك‪.‬‬ ‫ويعتبر خليل مردم بك واحداً من رواد النهضة‬ ‫األدبية في الش��ام‪ ،‬في مطلع القرن العشرين فقد‬ ‫تربع وثالثة من معاصريه ليس على عرش الشعر‬ ‫فحس��ب‪ ،‬بل كان لهم دروهم الريادي في النهضة‬ ‫األدبية وإحياء التراث‪ ،‬وه��م‪ :‬خير الدين الزركلي‪،‬‬ ‫ومحمد البزم‪ ،‬وشفيق جبري‪.‬‏‬ ‫وف��ي س��يرته الذاتي��ة الت��ي رصده��ا الباحث‬ ‫عبد الغني العط��ري في كتابه "حديث العبقريات "‬ ‫يقول‪" :‬تكامل الوعي القومي لدى خليل مردم بك‬ ‫في العام ‪ 1913‬وكان في الثامنة عشرة من عمره‪،‬‬ ‫وكان��ت تعقد في داره اجتماعات فكرية وسياس��ية‬ ‫وأدبي��ة وفيها عقدت أول ندوة سياس��ية حيث قرر‬ ‫المجتمع��ون وجوب جمع ش��مل الع��رب والمطالبة‬ ‫بحقوقهم كأمّة لها كيانه��ا التاريخي والحضاري‪،‬‬ ‫وكان خليل مردم بك بين من أرس��لوا برقية تأكيد‬ ‫إلى عبد الغني العريسي‪ .‬أمين سر المؤتمر العربي‬ ‫األول الذي عقد في باريس عام ‪ 1913‬أثناء انعقاد‬ ‫هذا المؤتمر‪.‬‏ وفي الحرب العالمية األولى كان بين‬ ‫من س��جنوا في س��بيل القضية العربية‪ ،‬وشفع له‬ ‫صغر سنه‪ ،‬فأطلق بكفالة مالية‪ ،‬ولكنه لم يتراجع‬ ‫ب��ل تابع العمل من أجل الثورة العربية‪ ،‬وتابع عقد‬ ‫االجتماع��ات وش��ارك بإيواء ق��ادة الث��ورة الكبرى‬ ‫وبينه��م الدكتور أحمد قدري كي�لا تطالهم أحكام‬ ‫المستعمر التركي"‏‬ ‫ويق��ول الكات��ب حس��ان ب��در الدي��ن الكاتب‪:‬‬ ‫"ع��اش الخليل في محيط تث��ور فيه النفوس على‬ ‫الغاصب‪ ،‬فقد أصبحت س��ورية بعد الحرب العالمية‬ ‫األول��ى تح��ت االنت��داب الفرنس��ي وكان للظل��م‬ ‫الفرنس��ي أثر في نفوس الشعب العربي السوري‬ ‫بجميع طبقاته‪ ،‬وفي نفس��ه بصورة خاصة فش��ب‬ ‫وه��و يس��تنكر االعت��داءات التي اقترفه��ا العهدان‬ ‫العثماني والفرنس��ي في بالد الشام‪ ،‬وكانت البالد‬ ‫في بدء تطورها‪ ،‬والفكرة العربية في نمو ّ‬ ‫مطرد‪،‬‬ ‫فنما ش��عوره على حب كل ما هو عربي‪ ،‬وما يعود‬ ‫على الع��رب بالخير‪ ،‬ولما احت��دم النضال في عهد‬ ‫الفرنس��يين كان ش��عره من األصوات المعبرة عن‬ ‫أحاس��يس األمة وش��عورها وآالمه��ا وأمالها‪ ..‬عن‬


‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كفاحها ونضاله��ا وقد كتب عش��رات القصائد من‬ ‫وحي هذا النضال‪.‬‏‬ ‫بع��د رحيل��ه ت��رك الخلي��ل للمكتب��ة العربية‬ ‫مؤلفات هامة منها‪:‬‬ ‫ـ شعراء الشام في القرن الثالث‪.‬‏‬ ‫ـ سلس��لة دراس��ات بعن��وان (أئم��ة األدب)‪:‬‬ ‫‏الجاح��ظ ـ اب��ن المقفع ـ ابن العمي��د ـ الصاحب بن‬ ‫عباد ـ الفرزدق‪.‬‏‬ ‫ـ حقق وقف الال باش��ا وزوج��ه فاطمة خاتون‪،‬‬ ‫وبعد موته صدر له‪:‬‏‬ ‫"ديوان الخليل‪ ، .‬جمهرة المغنين‪ ، .‬األعرابيات‪،‬‬ ‫ش��عراء األعراب‪ ، .‬الش��عراء الش��اميون‪.‬‏‪ ،‬دمش��ق‬ ‫والق��دس ف��ي العش��رينيات محاض��رات الخلي��ل‪،‬‬ ‫‏تقاري��ر الخلي��ل الدبلوماس��ية‪.‬‏‪ ،‬يومي��ات الخليل‪،‬‬ ‫رس��ائل الخليل‪ ،‬أعيان القرن الثالث عشر‪ ، .‬دراسة‬ ‫عن الش��اعر أبي نواس‪ ،‬دراس��ة عن الش��اعر ابن‬ ‫الرومي‪ ، .‬دراسة عن الشاعر العربي "‪.‬‏‬ ‫بقي الخلي��ل مخلصاً للغة العربي��ة وكان من‬ ‫أوائل المنادي��ن بالتعريب‪ ،‬حيث قال‪" :‬أما اآلن وقد‬ ‫أتاح اهلل ألمة العرب أن تحكم نفسها بنفسها‪ ،‬فلم‬ ‫يع��د يف��ي بالحاجة ما نح��ن عليه م��ن اللغة‪ ،‬فقد‬ ‫أصبحن��ا باحتياج إل��ى وضع ألفاظ تق��وم بمطالب‬ ‫األم��ة الحاكم��ة‪ ،‬فم��اذا نفع��ل إذن؟ أنكتف��ي بما‬ ‫نحن عليه وندع األس��ماء األجنبي��ة على حالها‪ ،‬ثم‬ ‫ندّع��ي أن لغتنا أوس��ع اللغات‪ ،‬ولدين��ا علم النحت‬ ‫واالش��تقاق والتعري��ب‪ ،‬أم نرجع إل��ى ترتيب دول‬ ‫الع��رب فنعيدها بعينها ونس��تعمل تلك األلفاظ –‬ ‫وه��ذا ال يالئم العصر‪ ،‬على ما أظن ‪-‬؟ أم نصطلح‬ ‫على أس��ماء جدي��دة يالحظ بها الصح��ة‪ ،‬من حيث‬ ‫اللغة‪ ،‬ونصرفها إلى المس��مّيات الحديثة؟ وال أخال‬ ‫أرب��اب الفك��ر الراج��ح‪ ،‬وذوي األدب‪ ،‬إال أنهم يرون‬ ‫هذا الرأي األخير‪.‬‬ ‫ه��ذا الرأي الذي نادى ب��ه خليل مردم بك عام‬ ‫‪ ،1918‬أي قبل أكثر من س��تين عام��اً‪ ،‬ال يزال إلى‬ ‫الي��وم هو ال��ذي تقوم علي��ه قاع��دة التعريب في‬ ‫العالم العربي‪ ،‬س��واء في المجام��ع اللغوية أم في‬ ‫غيرها من الهيئات العاملة في تعريب المصطلحات‬ ‫العلمية والتقنية والسياسية وغيرها‪.‬‬ ‫وفيه يقول صديقه الدكتور جميل صليبا‪« :‬إذا‬ ‫ذك��ر خليل مردم ب��ك ذكر معه الص��دق‪ ،‬والوفاء‪،‬‬ ‫ولط��ف األخالق‪ ،‬واإلباء والم��روءة‪ ،‬فقد كان رحمه‬ ‫اهلل زكي النفس‪ ،‬حس��ن العشرة‪ ،‬صادقًا في قوله‬ ‫وعمل��ه‪ ،‬متودداً محبب��ًا إلى كل م��ن يكلمه‪ ..‬وهو‬ ‫كاسمه خليل وفي‪ ،‬لم يقدم نفسه على غيره في‬ ‫النفع‪ ..‬ال يميل إلى النقد والذم‪ ،‬وال يلذ له الحديث‬ ‫إال إذا كان منزه��اً ع��ن اإليذاء والنميم��ة‪ .» ..‬أحب‬ ‫خليل مردم الشام وقاسيونها الشامخ وقال له‪:‬‬ ‫عل��ى الزع��ازع واأله��وال والباس‬ ‫األرض‬ ‫م��ادت‬ ‫ل��و‬ ‫يبق��ى الش��امخ الراس��ي‬ ‫ع��اري المناك��ب إال أن تظلل��ه‬ ‫غمائ��م فه��و معتّم بها كاس��ي‬ ‫ن��أى بأعطاف��ه م��ن تيهه ورس��ا‬ ‫بأصل��ه وس��ما باألن��ف وال��راس‬ ‫ت��رى النج��وم إذا الح��ت فرائدها‬ ‫كانت على رأس��ه تاجاً من الماس‬ ‫يحك��ي الس��ماء إذا أن��واره لمعت‬ ‫برج��اً بب��رج ونبراس��اً بنب��راس‬ ‫قد قارع الدهر لم يخش��ع لصولته‬ ‫وجه��اً لوجه ول��م يركن إلى باس‬ ‫قواف��ل الدهر صرع��ى في جوانبه‬ ‫ينبي��ك عنه��ا بأج��داث وأرم��اس‬ ‫ل��ي أن ي��ردّ عل��ي ذاك النائ��ي‬ ‫وإن كان لش��اعر أن يفخ��ر‪ ،‬ففخر خليل مردم‬ ‫ب��ك أن عش��قه للش��ام وس��ورية الذي أخ��ذ عليه‬ ‫مجامعه‪ ،‬ردته له س��ورية بأن كانت كلماته نش��يد‬ ‫الوط��ن ما دامت الحي��اة‪ ،‬ذاك النش��يد الذي نظمه‬ ‫في ‪ 12‬أيلول ‪ ،1931‬وس��مّاه «حماة الديار»‪ ،‬فكان‬

‫النشيد الوطني الرسمي‪:‬‬ ‫حم��اة الدي��ار عليك��م س�لام‬ ‫ّ‬ ‫ت��ذل النف��وس الك��رام‬ ‫أب��ت أن‬ ‫عري��ن العروب��ة بي��ت ح��رام‬ ‫وعرش الش��موس حمًى ال يضام‬ ‫رب��وع الش��آم ب��روج الع�لاء‬ ‫تحاك��ي الس��ماء بعال��ي الس��ناء‬ ‫ف��أرض زهت بالش��موس الوضاء‬ ‫س��ماء لعم��رك أو كالس��ماء‬ ‫رفي��ف األمان��ي وخف��ق الف��ؤاد‬ ‫ض��مَ ش��مل الب�لاد‬ ‫عل��ى عل��م‬ ‫ّ‬ ‫أم��ا في��ه م��ن كل عي��ن س��واد‬ ‫وم��ن دم كل ش��هيد م��داد‬ ‫وم��اض مجي��د‬ ‫نف��وس أب��اة‬ ‫ٍ‬ ‫وروح األضاح��ي رقي��ب عتي��د‬ ‫فمن��ا الولي��د ومن��ا الرش��يد‬ ‫فل��م ال نس��ود ول��م ال نش��يد‬ ‫يقول عنه س��امي الده��ان‪ :‬كان صلة الوصل‬ ‫بين القديم والحديث‪ ،‬جمع أطايب القول وأحاسيس‬ ‫الصور‪ ،‬وعرضها في أجمل ثوب وأحسن حلي‪،‬‬ ‫ويقول عن��ه جميل صليبا‪ :‬أبواب ش��عره على‬ ‫كثرته قليلة‪ ،‬طغى عليها باب الوصف في الطبيعة‬

‫والفن‪ ..‬أن قصائده كثيرة في الحماس��ة الوطنية‪..‬‬ ‫ولق��د اهت��م الخليل بالش��عور القومي والش��عور‬ ‫اإلنساني وعمل على إصالح حياة اإلنسان‪.‬‬ ‫كت��ب خليل مردم بك مقدم��ة لمختارات ماري‬ ‫عجمي عام ‪ ،1944‬عن الرابطة الثقافية النس��ائية‬ ‫بدمش��ق‪« :‬هي أول فت��اة في دمش��ق رفعت راية‬ ‫األدب وج��ارت الرجل ف��ي ميدانه فأص��درت مجلة‬ ‫الع��روس وقام��ت عل��ى تحريرها س��نوات طويلة‬ ‫وكتب��ت ف��ي غيره��ا من الصح��ف واش��تركت في‬ ‫الجمعيات األدبية وكانت من أقوى أركانها‪ ،‬ودرست‬ ‫األدب العرب��ي ف��ي الش��ام والع��راق‪.‬‏ جمعت بين‬ ‫الصناعتين النثر والنظ��م‪ ،‬فلها المقاالت والخطب‬ ‫والقصائ��د وعالجت الترجمة كما عالجت اإلنش��اء‪.‬‏‬ ‫قلت أن اآلنس��ة ليست بحاجة إلى التعريف وكذلك‬ ‫أدبه��ا ولكن لي فيها وفي هذه المختارات من أدبها‬ ‫كلم��ة موج��زة أري��د أن أقولها‪ :‬ال أحب م��ن غواية‬ ‫الم��رأة إال غوايتها في األدب‪ ،‬وأكثر ما يعجبني من‬ ‫أدب المرأة‪ ،‬س��حر الحياء‪ ،‬وه��ذان المعنيان ماثالن‬ ‫في اآلنسة وفي هذه المختارات من أدبها»‪.‬‬ ‫‏ثم أنشأت الرابطة مجلة ناطقة باسمها دعتها‬ ‫«مجل��ة الرابط��ة األدبية»‪ ،‬صدر الع��دد األول منها‬ ‫ف��ي األول م��ن أيل��ول ‪ ،1921‬لكنه��ا توقف��ت بعد‬ ‫العدد التاس��ع‪ ،‬ألن المستعمر الفرنسي أخذ يضيق‬ ‫الخن��اق على الرابطة والمجلة معاً‪ ،‬وهكذا انتش��ر‬ ‫عقد هؤالء األدباء قبل أقل من عامين على اجتماع‬ ‫شملهم‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫من ذاكرة العتمة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫التقي��ت بالضاب��ط من حم��اه نادر علي ع��دي وكان‬ ‫ق��د اعتقل برتب��ة عميد‪ ،‬واختصاص��ه مدرعات‪ ،‬وهو من‬ ‫موالي��د ‪ .1936‬التح��ق بالكلية العس��كرية في مصر في‬ ‫أوائ��ل حك��م الوحدة وه��و يفتخ��ر بأنه تخرج م��ن كلية‬ ‫برئاسة الضابط المصري المشهور محمود فوزي‪.‬‬ ‫ه��ذا الضابط يش��به الضباط الروس الكب��ار الذين‬ ‫أح��رزوا النصر على النازية‪ ..‬نقل من س�لاحه إلى مكتب‬ ‫مهم��ل ف��ي األركان قبي��ل أح��داث حم��اه‪ ..‬ث��م لفقت له‬ ‫تهمة م��ع آخرين‪ ،‬وقدموا إلى المحكم��ة الميدانية بتهمة‬ ‫التآم��ر‪ ..‬وأمام المحكمة ثبت ب��أن الضابط المذكور بعيد‬ ‫ع��ن التآمر‪ ،‬ول��م تجد المحكمة بداً من إخالء س��بيله بعد‬ ‫تبرئته‪ ،‬ولكن بد ًال من إطالق س��راحه سِ��يق إلى س��جن‬ ‫المزة‪ .‬أنه س��جين الب��راءة‪ ..‬والبراءة تهم��ة تمس كذلك‬ ‫األمن القومي‪.‬‬ ‫المحاك��م الميدانية ال تعرف س��وى اإلع��دام حكماً‪..‬‬ ‫لك��ن براءته��ا ال تؤخ��ذ بعي��ن االعتب��ار‪ ،‬أم ت��رى يت��م‬ ‫تجاهله��ا؟‪ ..‬هذا يدل أن أحداً ال يج��وز أن يكون بريئاً‪ .‬أنه‬ ‫ألم��ر غير طبيع��ي أن يكون البريء مدان��اً‪ ..‬هكذا طبيعة‬ ‫ه��ذه األنظم��ة الوبائية التي جاءتنا‪ ،‬وكأنه��ا ال عالقة لها‬ ‫بالوطن‪ ،‬والمواطن‪.‬‬

‫الثالثاء ‪1 / 8‬‬

‫لم أص��دق وأنا أنظر في وج��وه أوالدي أثناء الزيارة‬ ‫األخيرة‪ .‬مضت تسع سنوات‪ ،‬حتى اآلن‪ ،‬منذ غادرتهم‪.‬‬ ‫تقول ابنتي ريما‪:‬‬ ‫ كيف الحال يا بابا؟‬‫ ال بأس يا بنيتي‬‫ أصبح شعرك أبيض‬‫ نعم‬‫ إلى متى هذا السجن‬‫ ال أدري يا حبيبتي‬‫العسكري ينهرها‪.‬‬ ‫ثم نادى على الرقيب‪ ،‬فحضر هذا مسرعًا‬ ‫ نعم يا عسكري‬‫ يتكلمان بالممنوعات‬‫ سنقطع الزيارة‬‫قلت‪ - :‬إنها تسألني عن إخالء السبيل؟‬ ‫قال‪ - :‬هذا سؤال ممنوع‬ ‫قلت‪ - :‬لن نكرر ذلك‬ ‫قال‪ - :‬انتهت الزيارة‬ ‫قبل أيام قطعوا زيارة نزيل هو دكتور في االقتصاد‬ ‫فقد سأل زوجته وهي من قرية الشيحة قرب حماة‪:‬‬ ‫ كيف الحال؟‪..‬‬‫انفجرت بالكالم المقهور فقالت‪:‬‬ ‫ الحال��ة ال تطاق‪ :‬غ�لاء‪ ،‬وقلة عمل‪ ،‬ول��م يعد من‬‫قيم��ة للعم��ل والن��اس ف��ي الق��رى يموتون م��ن الجوع‬ ‫واإلهمال واإلذالل‪.‬‬ ‫اقتي��د ه��ذا الدكت��ور إلى مدير الس��جن ال��ذي أنّبه‬ ‫وهدده بالدوالب‪.‬‬ ‫يجب أن يقول السجين‪ ،‬وزائره المقهوران أن العالم‬ ‫جمي��ل‪ ،‬وأن الخي��ر عميم‪ ،‬وأن حكمة الحاك��م وتدبيره ال‬ ‫مج��ال للتش��كيك فيها‪ ،‬وأن��ه رمز لكل ح��رف من حروف‬ ‫أسماء اهلل الحسنى‪.‬‬

‫الأربعاء ‪1 / 9‬‬

‫ت��زداد الذاكرة في الس��جن صفاء‪ ،‬وتب��رز صور من‬ ‫الحياة ش��تى‪ .‬كان اإلنسان قد سالها‪ .‬بل وغاضت نهائيًا‪،‬‬

‫وامَّح��ت‪ ..‬م��ن جديد تنبثق ش��يئاً فش��يئاً‪ ..‬هك��ذا حدث‬ ‫معي‪ .‬لكن الغير يقول أن الس��جن يقعد الجس��م‪ ،‬ويثقله‬ ‫باألمراض‪ ،‬ويفتت النفس‪ ..‬يش��تتها‪ ،‬ويبعثر انس��جامها‬ ‫ثم ينهكها‪ ،‬وبد ًال من الصفاء‪ ،‬تصبح مشوشة‪ ،‬ومتوترة‪،‬‬ ‫ومن هنا تصبح فريس��ة للفصام‪ .‬واإلرهاق‪ ،‬واإلحتقان‪،‬‬ ‫والهذيان‪.‬‬ ‫لكن الذاكرة ‪ -‬برأيي ‪ -‬تزداد حضوراً بسبب معاشرة‬ ‫الس��جين لنفسه‪ ،‬وتأمله المس��تمر في تفاصيلها‪ ..‬الرؤيا‬ ‫دومًا تلمع‪ ،‬والرؤية الداخلية تزداد بريقًا‪.‬‬ ‫عندم��ا ودعنا معتقل تدمر كان يالزمني الش��اب ج‪.‬‬ ‫ق‪ .‬ق��ال لي في الطريق‪ ،‬ونحن مش��دودون بالسالس��ل‪،‬‬ ‫وجالس��ون عل��ى البنك الخش��بي القاس��ي ف��ي (الديزل)‬ ‫العالية‪ .‬المغلقة المحروسة بالبنادق‪ ،‬واألبواط‪ .‬قال‪ :‬كما‬ ‫كن��ت أنام إلى جوارك في تدمر ونحفظ س��وية‪ ،‬ونتحدث‬ ‫كذلك‪ ،‬س��تكون األمور في تلفيتا‪ .‬وفع ًال صرنا إلى مهجع‬ ‫واحد‪ ،‬واختار أن ينام إلى جواري‪.‬‬ ‫ج‪ .‬ش��اب وس��يم طوي��ل م��ن موالي��د ‪ .1958‬والده‬ ‫ضابط متقاعد من العوائل الحموية القديمة‪ ،‬وهو ضابط‬ ‫مهندس دبابات‪ .‬خريج بالد السوفييت‪ .‬وهو عازب‪.‬‬ ‫كان يتأم��ل كثيراً في ذاكرته‪ .‬يق��ول لي أنه يرحل‪،‬‬ ‫وال يتمن��ى انقطاع رحلت��ه‪ ،‬إلى أيام طفولت��ه‪ ،‬ويفاعته‪،‬‬ ‫يتكل��م عنه بلهف��ة‪ ،‬واحتض��ان‪ ،‬ويحتفن م��ن معينهما‪،‬‬ ‫وكلما احتفن كلما ابتعد‪ ،‬ونأى عن واقعه‪.‬‬ ‫إل��ى جانب ذل��ك كان في تدمر يق��رأ‪ ،‬ويلعب الورق‪.‬‬ ‫أحياناً يدخل هذه األوهام في نقاشات وشجارات ال معنى‬ ‫لها‪..‬‬ ‫وأخذت تتس��لل إل��ى ذهنه األوهام‪ ،‬وش��يئًا فش��يئًا‬ ‫صارت هذه األوهام في اعتقاده تتش��كل لتكون حقيقة‪،‬‬ ‫ويبدو أنه صار يسائل نفسه حزيناً‪:‬‬ ‫ لماذا جئت إلى هنا؟‬‫ لقد ضاعت فُرصي‪ ،‬وانهار مستقبلي‪.‬‬‫ لماذا كان مصيري إلى ما أنا فيه؟‬‫وصار يمي��ل إلى االنطواء‪ ،‬واالن��زواء‪ ،‬وقلة الكالم‪،‬‬ ‫وإذا سأله أحد عن حاله مال إلى العنف في الجواب‪.‬‬ ‫ماذا أقول؟ بعد عامين من وصولنا إلى سجن تلفيتا‪.‬‬ ‫ت��م إخالء س��بيله من قبل لجن��ة أطباء نفس��انيين وبعد‬ ‫أن مث��ل أم��ام اللجنة أكثر من عش��ر م��رات كان يهاجمه‬

‫العص��اب‪ ،‬فيزرق بإبر تحتوي على مخدر ش��ديد الفعالية‬ ‫أتذك��ره اآلن‪ ،‬وأتذك��ر األي��ام الجميل��ة التي عش��تها إلى‬ ‫جواره‪.‬‬

‫اخلمي�س ‪1 / 10‬‬

‫يب��دو أن األنظمة العربية القطرية الحاكمة ليس��ت‬ ‫حقيقي��ة‪ ،‬وال تقدر أن تكون وطنية ألنه��ا بعيدة أو ًال عن‬ ‫هاج��س التعاون م��ن أجل التوحي��د‪ ،‬ونائية ع��ن العدل‪،‬‬ ‫واإلنص��اف‪ ،‬وبما أنها كذلك‪ ،‬فإنه��ا مألى بالجور والتبعية‬ ‫والنفاق‪.‬‬ ‫في لبنان‪ ،‬حي��ص وبيص‪ ،‬ومحاولة احتواء قس��ري‬ ‫من قبل النظام الس��وري ‪ /‬بكرت ‪ /‬مفتوح من واش��نطن‬ ‫ل��دوس االمتداد الفلس��طيني‪ ،‬ولمنع الق��وى الوطنية أن‬ ‫تؤسس لبؤرة‪.‬‬ ‫وفي العراق طيش واس��تبداد‪ ،‬فبعد الحرب مع إيران‬ ‫م��ن قبل النظ��ام‪ ..‬اآلن حرب ضد الكوي��ت‪ .‬حاكم العراق‬ ‫بدف��ع من الخ��ارج‪ ،‬بدف��ع من نفس��ه األمّ��ارة بالطيش‬ ‫والب��ؤس يري��د أن يك��ون مس��مار الع��رب ضد الش��عوب‬ ‫اإلس�لامية وخاص��ة الش��عب اإليراني‪ ،‬والش��عب الكردي‬ ‫وضد العرب باسم الثورية‪ ،‬والعداء ألمريكا وإسرائيل‪.‬‬ ‫أنظمة الجزي��رة العربية النفطية أفس��دت المنطقة‬ ‫بأموالها‪ ،‬وأفسدت النفوس‪ ،‬ودفعت الجميع منذ عام ‪1971‬‬ ‫إلى المثول أمام جالوزة اإلمبريالية‪ ،‬وتقديم الحساب‪.‬‬ ‫أم��ا صاحبا الرس��الة الفعلية‪ ..‬حاك��م مصر‪ ،‬وحاكم‬ ‫س��ورية‪ ،‬فقد كش��فت المواجه��ة في الخليج عل��ى أنهما‬ ‫من نفس الخط‪ ،‬ومن نفس الس�لالة‪ ..‬المعلم واحد وهو‬ ‫األمري��كان‪ ..‬هم��ا يح��اوالن أن يكونا غير ذل��ك‪ ،‬وأمريكا‬ ‫تريد أن يكونا دوماً في صفوف اليسار وضدها ظاهراً‪.‬‬ ‫أن االستبداد‪ ،‬واالس��تئثار بالحكم يخدم األمريكان‪،‬‬ ‫وفي ه��ذه الخانة يصب كل الحكام المس��تبدين في هذا‬ ‫الوطن بخانة األمريكان وإسرائيل‪.‬‬ ‫المل��ك المغربي ين��ادي كذلك بالعق��ل والعقالنية‪،‬‬ ‫وكأن إسرائيل عاقلة‪ ،‬وكأن أمريكا عاقلة‪ ،‬وكأن العرب قد‬ ‫انفلت منهم زمام العقل‪ .‬معن��ى هذه الدعوات والنداءان‬ ‫أن نس��تمر تابعي��ن وال نق��ول لألمري��كان أن م��ن حقن��ا‬ ‫الوجود‪ ،‬لقد كشفت الحرب في الخليج عن تبعية حكامنا‪.‬‬ ‫ه��ل يس��تمر الع��راق ف��ي اس��تفزازه ممث�لا قم��ة‬ ‫الطيش؟‪..‬‬


‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫في السياس��ية عبر اإلعالم هو "بيزنس"‬ ‫قدي��م يعود آلالف الس��نين ولي��س وليد‬ ‫اليوم أو السنوات األخيرة التي اتسع فيها‬ ‫المج��ال اإلعالمي بش��كل غير مس��بوق‪،‬‬ ‫وإن كان ذل��ك االتس��اع ق��د أعطي فقط‬ ‫تقنيات وأساليب جديدة لهذا العالم‪.‬‬ ‫من أجواء الرواية‪:‬‬ ‫ "عندم��ا يتأمل ه��ذا الضوء األحمر‬‫الذي ينير مس��تطي ًال فوق الكاميرا يدرك‬ ‫تأهب المس��تعرضين لالس��تعراض‪ ..‬هو‬ ‫الضوء ال��ذي حين يظهر يفجر تلك القوة‬ ‫الكامن��ة على التلون‪ ..‬ال��كل يتحول بهذا‬ ‫اللون األحم��ر القاني فيحمر‪ ..‬بين كونك‬ ‫كائناً بش��ريًا وبين تبدلك كائنًا تلفزيونيًا‬ ‫اس��تعراضياً‪ ..‬التحول إلى االنبساط رغم‬ ‫الضيق‪ ..‬وإلى الجدية"‪.‬‬ ‫ "وه��ل تفتكر لو أعطينا مس��يحيًا‬‫مصحفًا وقرا س��ور القرآن كلها ستنتهي‬ ‫ب��ه الق��راءة إل��ي اإلس�لام‪ .‬اإليم��ان في‬ ‫عقل��ك أو قلب��ك‪ ،‬وعندم��ا يك��ون عقلك‬ ‫قاصراً وقلبك مريضاً فال إيمان‪ ،‬بل إتباع‬ ‫وتقليد وتسليم"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ "لم يكن عالما كي يعلم أو يُعلِّم‪..‬‬‫ولم يكن زعيمًا ك��ي يتحكم ويأمر‪ ..‬ولم‬ ‫يكن قطبًا كي يهدي ويرشد"‪.‬‬ ‫ "إذا كان المس��لمون يعتق��دون أن‬‫إسالم شخص مس��يحي منفعة لإلسالم‬ ‫فه��ذا اعتق��اد واه��م‪ ،‬وس��ببه ش��عور‬

‫المس��لمين بأنه��م أق��ل ق��درة وإمكانات‬ ‫وقوة في العالم‪ ،‬فهو نوع من التعويض‪،‬‬ ‫وف��ي مصر بال��ذات هو نوع من الش��عور‬ ‫باالنتص��ار ف��ي واقع كله هزائ��م كأن لو‬ ‫أس��لم مس��يحي يبق��ى المس��لمون بقوا‬ ‫أفض��ل وأحس��ن وكأنهم كس��بوا معركة‬ ‫وأثبتوا أن اإلسالم أفضل من المسيحية‪.‬‬ ‫هذه طبعًا مش��اعر المس��لمين محدودي‬ ‫الدخ��ل ومح��دودي العق��ل ومح��دودي‬ ‫االنتص��ارات ف��ي الحياة‪ .‬ثم وس��ط حالة‬ ‫فساد يرتع فيها الكل فهذه وسيلة للتطهر‬ ‫والتقرب من اهلل من وجهة نظرهم‪.‬‬ ‫تنصُر‬ ‫أما المس��يحيون فيرون ف��ي ّ‬ ‫مس��لم معج��زة نوراني��ة تنتق��م له��م‬ ‫من غطرس��ة وغ��رور المس��لمين الذين‬ ‫يتعامل��ون كأنه��م األفض��ل واألعظ��م‪،‬‬ ‫وانتص��ارًا لألقلية في مواجه��ة األغلبية‬ ‫الت��ي تع��ذب النص��ارى بالتجاهل س��واء‬ ‫بص��وت الميكروفونات ب��األذان والصالة‬ ‫ف��ي أذن المس��يحي وخط��ب الجمع��ة‬ ‫ودروس التليفزيون التي ّ‬ ‫تُكفر النصارى‬ ‫كل ي��وم‪ ،‬فلم��ا ينج��ح المس��يحيون في‬ ‫تنصي��ر مس��لم يبق��ى عي��دًا وإعالنً��ا‬ ‫للنصر‪ .‬وهذا كل��ه ال تراه في أوروبا مثلاً‬ ‫[‪ ] ..‬لم��اذا؟ ألنه مجتمع غي��ر مهزوم‪ ،‬وال‬ ‫يتخذ الدين والعقيدة بابًا للتعويض عن‬ ‫وضع اقتصادي مهبب أو حرية مخنوقة أو‬ ‫فراغ سياسي أو قلة قيمة وانعدام حيلة"‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫للم��رة الثانية تقدم س��وريتنا قراء ًة‬ ‫لعم��ل روائي "موالنا" للصحفي المصري‬ ‫ٍ‬ ‫إبراهيم عيس��ى‪ ،‬الذي يعتب��ر واحدًا من‬ ‫أب��رز الصحفيين فى مص��ر‪ .‬المولود عام‬ ‫‪ ،1965‬وال��ذي التح��ق بالعم��ل فى مجلة‬ ‫روز اليوس��ف من��ذ أن كان طالبً��ا ف��ى‬ ‫الس��نة األولى من كلي��ة اإلعالم‪ ،‬ونتيجة‬ ‫لمواقفه أغلقت السلطات المصرية ثالث‬ ‫صح��ف كان يرأس تحريرها‪ ،‬كما صادرت‬ ‫روايت��ه "مقت��ل الرج��ل الكبي��ر"‪ ،‬ون��ال‬ ‫إبراهيم عيس��ى عدة جوائ��ز عالمية فى‬ ‫مجال الصحافة وحرية الرأي‪ ،‬منها جائزة‬ ‫جب��ران توين��ي ع��ام ‪ 2008‬م��ن االتحاد‬ ‫العالمي للصحف‪ ،‬وجائ��زة صحفي العام‬ ‫الممنوح��ة من اتحاد الصحافة اإلنجليزية‬ ‫ع��ام ‪2010‬م‪ ،‬وجائزة منظم��ة إنديكس‬ ‫العالمي��ة الت��ي تحم��ل اس��م صحيف��ة‬ ‫الجاردي��ان المرموق��ة ع��ام ‪2011‬م‪،‬‬ ‫وباإلضافة لكتابات��ه الصحفية فهو أديب‬ ‫متمي��ز أص��در عددًا م��ن الرواي��ات مثل‪:‬‬ ‫"مقت��ل الرجل الكبي��ر"‪" ،‬دم الحس��ين"‪،‬‬ ‫"مريم التجلي األخير" و"أشباح وطنية"‪.‬‬ ‫وباإلضاف��ة إل��ى عمل��ه الصحف��ي‬ ‫يق��دم برنامجً��ا تلفزيونيً��ا يوميًا على‬ ‫قناة "القاه��رة والناس"‪ ،‬يحظى بنس��بة‬ ‫مش��اهدة عالي��ة‪ ،‬ويعتب��ر من بي��ن أكثر‬ ‫اإلعالميين تأثيرًا فى مصر اآلن‪.‬‬ ‫ويقول إبراهيم عيس��ى عن روايته‬ ‫الجدي��دة‪« :‬بدأت كتابة ه��ذه الرواية عام‬ ‫‪ 2009‬وأن��ا أع��ارض الرئي��س المص��ري‬ ‫السابق‪ ،‬وأثناء محاكماتي ثم فصلي من‬ ‫«الدس��تور»‪ ،‬ثم منعي م��ن الكتابة حتى‬ ‫قامت الثورة واستمررت في الكتابة حتى‬ ‫آذار(م��ارس) ‪ .2012‬إنها من أعز الروايات‬ ‫إلى قلبي»‪.‬‬ ‫تقدم الرواية ً‬ ‫رؤية للمجتمع المصري‬ ‫خالل العامي��ن األخيرين من عمر النظام‬ ‫الس��ابق‪ ،‬وحي��ث تنته��ى أح��داث الرواية‬ ‫مع حادثة تفجير كنيس��ة القديس��ين فى‬ ‫اإلس��كندرية قبل أي��ام من ان��دالع ثورة‬ ‫‪ 25‬يناير‪ ،‬فترصد العنف الهادر والفس��اد‬ ‫العط��ن ال��ذى ض��رب وعش��ش ف��ى كل‬ ‫األركان والزواي��ا ف��ى الدول��ة المصري��ة‬ ‫وعمق المجتمع المصري‪ ،‬وتقتحم عوالم‬ ‫ما اصطلح بتسميتهم شيوخ الفضائيات‪،‬‬ ‫وكوالي��س العمل فى تلك القنوات‪ .‬يقدم‬ ‫إبراهيم عيس��ى ش��خصية الش��يخ حاتم‬ ‫الش��ناوي‪ ،‬الداعي��ة العص��ري الش��هير‪.‬‬ ‫وتع��رض الرواي��ة صور ونم��اذج وأنماط‬ ‫الش��يوخ ومقدم��ي البرامج ف��ى القنوات‬ ‫الديني��ة‪ ،‬والساس��ة والمتحكمي��ن ف��ى‬ ‫دهاليز السلطة ومفاصلها‪.‬‬ ‫راهن عيس��ى في هذه الرواية على‬ ‫أس��لوبه المختلف ع��ن مجايليه من كتاب‬ ‫التس��عينيات‪ ،‬وتعامل م��ع األدب بوصفه‬ ‫فض��اء معرفي��ا‪ ،‬يوثق التاريخ ويس��تعير‬ ‫من علوم التراث اإلسالمي‪ ،‬خاصة علومه‬ ‫األصيلة في الفقه وعلم الكالم والتفسير‬ ‫والحدي��ث النبوي والتاريخ اإلس�لامي‪ ،‬ما‬ ‫يعالج به القضايا واإلش��كاالت المعاصرة‬ ‫في ش��كل روائ��ي‪ ،‬يمكن نعت��ه بـ"رواية‬ ‫الفضاء المعرفي"‪.‬‬ ‫"القن��اة الفضائي��ة‪ ،‬مجتم��ع رج��ال‬ ‫األعمال والسلطة وأجهزة أمن الدولة في‬

‫القصور النائية على الطرق الصحراوية‪،‬‬ ‫ملعب كرة القدم ومالعب الجولف بإحدى‬ ‫الم��دن الجديدة المخصص��ة للصفوة من‬ ‫رج��ال الحكم والسياس��ة والم��ال"‪ ..‬كلها‬ ‫مفردات تشكل‪ ،‬وغيرها‪ ،‬خلفية المشهد‬ ‫المكاني ألح��داث الرواي��ة المترامية‪ ،‬وال‬ ‫يمك��ن بح��ال فص��ل ق��راءة الرواية عن‬ ‫الس��ياق السياس��ي واالجتماع��ي ال��ذي‬ ‫ظل��ل المجتمع المص��ري بظالله الكثيفة‬ ‫خالل العقود الثالثة الماضية‪ ،‬وخصوصا‬ ‫العقد األخير‪ ،‬الذي شهد مجتمعا منقسما‬ ‫عل��ى ذات��ه بي��ن قل��ة حاكم��ة فاس��دة‬ ‫تحالف��ت م��ع أصحاب الم��ال واس��تمرأت‬ ‫النهب واالس��تحواذ على مق��درات الدولة‬ ‫وموارده��ا وثرواته��ا وظن��ت واهم��ة أن‬ ‫األمور مستتبة وباقية على حالها لعشرات‬ ‫السنين‪ ،‬وبين أغلبية ساحقة غارقة حتى‬ ‫النخ��اع ف��ي الفق��ر والجه��ل والم��رض‪،‬‬ ‫وتم اس��تنزاف أقواته��م ودماءهم وحتى‬ ‫أدميتهم‪ ،‬ولم تع هذه القلة ما يمور تحت‬ ‫الس��طح من فوران وغلي��ان بطيء لكنه‬ ‫ملتهب تجس��د على الساحة المصرية من‬ ‫خ�لال األصوات الت��ي تصاع��دت رافضة‬ ‫ومحتج��ة معلن��ة مقاومته��ا لمش��روعي‬ ‫التمدي��د والتوري��ث عل��ى الس��واء‪ ،‬وظل‬ ‫هذا الفوران يغل��ي ويتصاعد حتى تفجر‬ ‫هادرا كاس��حا في ‪ 25‬يناير ‪ ،2011‬لتأتي‬ ‫على هذا النظام وتزيل رؤوس��ه ورموزه‬ ‫وأركانه إلى مهاوي التاريخ‪.‬‬ ‫أم��ا ن التعص��ب المستش��ري ف��ي‬ ‫المجتم��ع المص��ري يخبرن��ا عيس��ى‪" :‬‬ ‫أن��ا يا حس��ن أو بط��رس‪ ،‬ك��ي ال تغضب‬ ‫مني‪ ،‬بعدم��ا عمدتك زوجتن��ا المصونة‪،‬‬ ‫ل��م أعرف في حيات��ي أقباط��اً‪ ،‬في الحي‬ ‫تقريباً ل��م أصادف جاراً ول��م أتعامل ولو‬ ‫بالصدف��ة م��ع صيدل��ي قبطي ف��ي أجز‬ ‫خانة مث ًال‪ ،‬وطبعا أنا أزهري فليس هناك‬ ‫مس��يحيون في حياتي الدراس��ية‪ ،‬وحتى‬ ‫تخرجت‪ ،‬ثم كنت في وزارة األوقاف وأنت‬ ‫تعرف‪ ،‬ثم عالم الفضائيات والتلفزيونات‬ ‫ممك��ن أعبر عل��ى واحد أو اثني��ن‪ ،‬زمالء‬ ‫أو فنيي��ن‪ ،‬لك��ن ال زم�لاء‪ ،‬وال أصدق��اء‬ ‫وال حتى عِش��رة وعيش ومل��ح‪ ،‬ولعلمك‬ ‫كل معرفت��ي بالمس��يحيين م��ن خ�لال‬ ‫معرفتي بالمس��يحية في الكتب‪ ،‬أكتشف‬ ‫اآلن أن ه��ذا تقصي��ر من��ي أو صدف��ة‬ ‫غريبة اس��تمرت خمس��اً وأربعين س��نة‪،‬‬ ‫لك��ن ط��ول الوقت أقل��ق لما أس��مع هذا‬ ‫ال��كالم ال��ذي يحكي به واحد مس��لم عن‬ ‫صداقاته المس��يحية أو ش��خص مسيحي‬ ‫ع��ن أصحابه المس��لمين‪ ،‬بينما تؤلف لك‬ ‫أميمة ه��ذه الحكاي��ات اآلن وتس��تدعيها‬ ‫من منطقة منس��ية في مرك��ز الذكريات‬ ‫ف��ي مخها عاي��زة تثب��ت أنها كويس��ة أو‬ ‫ليس��ت متعصب��ة‪ ،‬أو أنها طبيعي��ة وهذا‬ ‫ليس طبيعياً أن يكون اإلنسان لمجرد أنه‬ ‫مس��لم مطالبًا بإثبات أن��ه ليس متعصبًا‬ ‫ض��د المس��يحيين‪ ،‬أو ألن��ه مس��يحي‬ ‫مف��روض علي��ه يحك��ي ع��ن أصدقائ��ه‬ ‫المس��لمين‪ ،‬ليؤكد أن��ه ليس متعصباً بل‬ ‫سمح‪ .‬كلنا دفاعيون هنا‪ ،‬ندافع عن تهمة‬ ‫ل��م يوجهها أحد لنا بش��كل مح��دد‪ ،‬لكن‬ ‫يبدو أنها موس��ومة ف��وق جلودنا اآلن‪ ،‬أو‬ ‫أنها بطحة نتحسسها جميعًا "‪.‬‬ ‫يق��ول عيس��ي أن اس��تغالل الدي��ن‬

‫ياسر مرزوق‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫�إبراهيم عي�سى‪ :‬موالنا‬

‫‪17‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫�أبـــو زهيـــر‬ ‫ل��م يخطر في ب��ال بائع ال��دكان الصغيرة في‬ ‫حي الميدان يومًا أن يحويه كادر صورة توثق حدثًا‬ ‫مهيب��ًا‪ ،‬أبطاله المئ��ات مثله‪ ،‬مروا كوج��وه عابرة‪،‬‬ ‫ل��م تع��د إال ف��ي حس��ابات اإلحصائيين وس��جالت‬ ‫الموثقين القضائيين‪..‬‬ ‫بائ��ع ال��دكان ال��ذي يفت��ح دكانه من��ذ طلوع‬ ‫الش��مس‪ ،‬مترصداً الط�لاب المارين من أمامه في‬ ‫طري��ق ذهابهم إلى مدارس��هم‪ ،‬وص��وت صراخه‬ ‫محاوال اقناع األطفال باختيار الش��يء الوحيد الذي‬ ‫تسمح لهم ليراتهم بشرائه من بين خيارات عديدة‬ ‫م��ن "األكالت الطيبة" في ال��دكان‪ ،‬وحين تمر تلك‬ ‫الدقائ��ق التي يعتبرها الباك��ورة واألهم في رزقه‬ ‫اليومي‪ ،‬يغلي إبريق الشاي ويبدأ عادته الصباحية‬ ‫بق��راءة القرآن‪ ،‬ثم يمكث عل��ى مقعده في دُكانه‬ ‫الضيق حتى ما بعد منتصف الليل‪.‬‬ ‫أبو زهير يعرف ويتحدث في ُكل شي‪..‬‬ ‫يختار زاوية استطالع ليتمكن من رصد كل ما‬ ‫يراه من دكانه‪ ،‬مدخل الحي‪ ،‬وكل ما يدخل ويخرج‬ ‫من ه��ذا البن��اء أو ذاك‪ ،‬متتبع��اً أخب��ار تأجير بيت‬ ‫فالن‪ ،‬وعارفًا بتفاصيل قصة شجار أبناء علتان‪ .‬ال‬ ‫يمك��ن أن تمر م��ن أمام دكانه إال وتس��معه ينادي‬ ‫عليك لمش��اركته شرب الش��اي‪ ،‬أو صينية البامية‬ ‫والبطاط��ا التي غالب��اً ما تكون أمامه عن��د الغداء‪،‬‬ ‫لينه��ال علي��ك باألس��ئلة واالستفس��ارات‪ ،‬مقدمًا‬ ‫النصيح��ة والرأي‪ ،‬منهي��ًا حديثه بهز رأس��ه مردداً‬ ‫"بيعي��ن اهلل "‪ .‬وهذا ما جعل الكثير من أهل الحي‬ ‫يتحاش��ون المرور م��ن أمامه‪ ،‬ب��ل والبعض منهم‬ ‫كان يش��عر بالش��ك في أنه مخبر وما أسئلته تلك‬ ‫إال استجراراً للبوح بمعلومة قد يبني عليها تقريره‬ ‫األمني اليومي‪.‬‬ ‫حين ب��دأت األحداث أخذ يص��ب اهتمامه على‬ ‫فه��م ما يجري‪ ،‬وهذا ما زاد م��ن ابتعاد الناس عن‬ ‫فتح األحادي��ث أمامه خوفاً م��ن أن تخرج منهم أي‬ ‫زلة لس��ان تكش��ف تعاطفهم مع الحراك ويقعون‬ ‫بالمحظور‪ ،‬حيث لم يكن زخم الثورة بعد قد وصل‬ ‫إلى دمش��ق بالش��كل الذي وصل اليه ف��ي الريف‬ ‫والم��دن األخرى‪ .‬فكان يح��اول اس��تجداء أن يفتح‬ ‫أحده��م حديث��ًا معه حول ما يج��ري‪ ،‬كطفل وحيد‬ ‫بال أصدقاء يس��عى لمالق��اة من يُش��اركه اللعب‪،‬‬ ‫فه��و يرى في إغن��اء فضوله وفتح االحاديث ش��يئًا‬ ‫ممتعًا‪ ،‬ش��يئاً يكس��ر رتابة هذا الجل��وس الطويل‬ ‫والوق��ت الذي يمر ب��كل ثقله علي��ه‪ .‬فوضع تلفازاً‬ ‫في دكانه‪ ،‬وبدأ يقلب بين القنوات االخبارية‪ ،‬رافعًا‬ ‫ص��وت التلفاز متمس��مراً أمامه‪ ،‬حتى س��رقه هذا‬ ‫الضيف الجديد من عادته في الجلوس وترصد أدق‬ ‫التفاصيل واألشياء التي تحدث في الحي‪ .‬ولم يكن‬ ‫يكس��ر هذا االس��تالب إال دخول أح��د المتبضعين‪،‬‬ ‫فيبدأ مباش��رة طرح ما س��معه من أخبار على هذا‬ ‫القادم الذي يس��قط في شعور الدِفاع عن النفس‬ ‫والتملص من أي نوع من إظهار الموقف‪ ،‬مُتحاشيًا‬ ‫في الوقت ذاته أن يظهر مظهر المؤيد لكل ما يتم‬ ‫حدوثة من انتهاكات ووحشية‬ ‫مع م��رور الوقت وتصاعد وتي��رة االحتجاجات‪،‬‬ ‫اضط��ر بع��ض م��ن األش��خاص عل��ى أن يظهروا‬ ‫حقيقة مش��اركتهم‪ ،‬كان يهرع ليغل��ق باب دُكانه‬ ‫عن��د س��ماعه بحص��ول أي مظاهرة لمش��اهدتها‪،‬‬ ‫وكان يلتق��ي بهم اثن��اء المظاه��رة‪ ،‬وعند طريق‬ ‫الع��ودة‪ .‬وهذا ما خلق نوعا من االرتياح تجاهه من‬ ‫الجميع‪ ،‬فصار الكثير منه��م يترددون على دُكانه‬ ‫لمش��اركته ش��رب الش��اي وط��رح األحادي��ث حول‬ ‫الثورة وح��ول موع��د المظاهرة القادم��ة وتمركز‬ ‫ق��وات األمن في مناطق وش��وارع معينة من الحي‬ ‫منعاً للتجمهر والتظاهر‪..‬‬

‫كان دائماً س��أل ع��ن المدى الزمن��ي المتبقي‬ ‫النتصار الثورة وانتهاء ُكل هذه الحالة وهذا القلق‪.‬‬ ‫مؤكداً أن األمر سيطول كثيراً‪ ،‬ويُصرّ على أن هذا‬ ‫النظ��ام يمتل��ك الكثير ليدفع ب��ه للمُجتمع الدولي‬ ‫ألجل بقائه‪ ،‬مُعقبًا ذلك بقوله "اهلل يحل عس��يرة‬ ‫أحسن شي"‬ ‫ه��ذا التفاعُل وذلك القل��ق‪ ،‬جعاله أكثر ً‬ ‫رغبة‬ ‫في زي��ادة التفاصيل على نمط��ه اليومي‪ ،‬فأصبح‬ ‫يس��عى الختالق أي س��بب ألن يكون خ��ارج دكانه‪.‬‬ ‫فه��و لم يعد يتن��اول وجبة غداءه ف��ي الدكان‪ ،‬بل‬ ‫ويذهب لش��راء س��اندويش من بائ��ع فالفل بعيد‪،‬‬ ‫ويغادر محله ذاهبًا بجولة ش��به يومية في وسائل‬ ‫النق��ل الع��ام‪ ،‬متأم ً‬ ‫ال من ش��باك مقعده الش��وارع‬ ‫واألحياء ‪ -‬ال أحد يس��تطيع أن يخم��ن ما كان يدور‬ ‫في رأسه في تلك اللحظات‪..‬‬ ‫حينم��ا تصاع��دت وتي��رة االضراب��ات وإغالق‬ ‫المح�لات‪ ،‬ل��م يكن أب��و زهي��ر يفهم م��ا الجدوى‬ ‫م��ن فك��رة اإلض��راب‪ ،‬وم��ا يع��ود عليه م��ن غلق‬ ‫محل��ه‪ .‬حينما ب��دأت المحالت في الح��ي باالغالق‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ظل يومها جالس��ًا ف��ي دُكانه‪ ،‬مُس��تغربًا نظرات‬ ‫االس��تنكار والل��وم من المارين م��ن أهل الحي له‪.‬‬ ‫حتى رضخ لألمر فأغلق باب الدكان‪ ،‬وهو لم يفهم‬ ‫بعد ما الس��بب الذي يدع��وه إلى هذا الفعل‪ ،‬والذي‬ ‫جعلهم ينظرون إليه بتلك الطريقة الغريبة‪ ،‬حتى‬ ‫تك��رر موض��وع االضراب ف��ي اليوم التال��ي‪ ،‬فقام‬ ‫بس��ؤال أحد الشباب الذين يعرفهم وخبر تفاعلهم‬ ‫ومش��اركتهم بالحراك حول مغ��زى وجوب إغالقه‬ ‫لل��دكان‪ ،‬فلم يكد ذلك الش��اب يُنه��ي كالمه حتى‬ ‫كان أب��و زهير يضع المفتاح ف��ي قفل الباب ويهم‬ ‫بالعودة إلى منزله‪.‬‬ ‫تس��ارعت األح��داث‪ ،‬وأصبح��ت تزي��د درج��ة‬ ‫انعكاس��ها عل��ى الح��ي‪ ،‬حتى أف��اق الجمي��ع على‬ ‫عملية اقتح��ام الميدان‪ ،‬لتخرج الكثير من العائالت‬ ‫م��ن جحي��م االش��تباكات والقصف‪ .‬أب��و زهير لزم‬ ‫منزل��ه طيلة فت��رة االقتحام مُص��راً على فكرة أن‬ ‫الش��يء يس��تدعي فراره من الحي‪ ،‬فهو ‪ -‬حس��ب‬ ‫ظنه ‪ -‬لم يفعل شيئًا ليعتقل ويستهدف‪ ،‬وأنه في‬ ‫عمر لن يثير رغبة قوات األمن في إيذائه واالعتداء‬

‫علي قطيفان‬

‫عليه‪ .‬وأيض��اً إلى أين يمكنه الخ��روج هو وعائلته‬ ‫وأوالده في هذا الوضع الجنوني‪ ،‬الذي حتى محاولة‬ ‫الهروب منه تحمل الكثير من المجازفة والخطورة‪.‬‬ ‫انته��ى االقتح��ام‪ ،‬وب��دأت الن��اس تع��ود إلى‬ ‫بيوته��ا‪ ،‬وعاد أبو زهير لفتح دكان��ه‪ ،‬وصار يحدث‬ ‫الجميع عما مر به الحي أثناء غيابهم‪ ،‬وعمن قضوا‬ ‫ج��راء ذلك االقتحام‪ ،‬ويس��ألهم عن ح��ال بيوتهم‪،‬‬ ‫ومت��ى وكيف اس��تطاعوا الخ��روج من الح��ي‪ ..‬بدا‬ ‫بس��اق‬ ‫حينه��ا يتح��دث كما ل��و أن ش��جر ًة مُعمّر ًة‬ ‫ٍ‬ ‫ع��رض متجع��د تحك��ي كي��ف اس��تطاعت‬ ‫ضخ��م‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الصمود أم��ام ليلة ريح قوي��ة‪ .‬كان الجميعُ حينها‬ ‫يس��تمع إليه بإنصات واهتمام‪ .‬الجميع شعر بذلك‬ ‫االرتب��اط الوثي��ق بين وج��وده الذي ل��م ُ‬ ‫يكن من‬ ‫الممك��ن ادراك ثقل��ه إال ف��ي ذلك الح��ال الصادم‬ ‫م��ن التب��دُل‪ ،‬فخروجهُ��م كان يحم��ل الكثير من‬ ‫االحس��اس بأن م��ا ترك��وه أو م��ا كان ال يمكنه أن‬ ‫يعود كما كان مرّة أُخرى فكان هناك صوتٌ يخرج‬ ‫من مكان ما في دواخلهم ينعي ذلك العالم‪ .‬ومثلت‬ ‫رؤيتهم لهيئته ودُكانه عودة عالمهم إليهم‪ ،‬عودة‬ ‫ما انقلب بكل تفاصيله إلى جحيم‪ ،‬تبدلت فيه ُكل‬ ‫روائح الم��كان إلى رائحة بارود ودم‪ ،‬وخرس��ت به‬ ‫ُكل األص��وات أمام صوت القذائ��ف والرصاص‪ ،‬لم‬ ‫يعد ألي من تلك األشياء التي كانت ثابتة وجود‪..‬‬ ‫لم يكد يمضي الشهر بعد تلك العودة الجزئية‬ ‫للحياة تحت ظل وجود الحواجز‪ ،‬وعمليات الس��لب‪،‬‬ ‫واالعتداءات والمضايقات المقصودة على سُ��كان‬ ‫الحي‪ ،‬حتى رجع أبو زهير يذهب لجولته التي اعتاد‬ ‫أن يخ��رج به��ا من قب��ل‪ ..‬خرج ولم يعُ��د في ذلك‬ ‫اليوم‪ ..‬دكانهُ ّ‬ ‫ظل مغلقًا بانتظار أن يعود‪ ..‬الجميع‬ ‫ب��دأ يتس��اءل حول غياب��ه‪ ..‬أهله ل��م يعرفوا كيف‬ ‫بإمكانهم الوصول اليه‪ ،‬فهو لم يحمل هاتفًا خلويا‬ ‫في حيات��ه‪ .‬حيث م��ال عندهم الظن ف��ي احتمال‬ ‫تعرضه لالعتقال‪ ..‬فجأةً‪ ،‬وعلى إحدى القنوات التي‬ ‫كان��ت تعرض صور ضحايا مج��زرة مروّعة حدثت‬ ‫قب��ل يومين‪ ،‬يظه��ر وجهه من بين تل��ك الوجوه‪،‬‬ ‫برصاصة مُستقرّة في الرأس‪ ،‬تعرف الجميع على‬ ‫صاحب ذل��ك الوج��ه‪ .‬كان صاحب ال��دكان والرجل‬ ‫ال��ذي كان وجوده األكثر جد ًال وطرافة في الحي‪ ،‬ال‬ ‫احتمال آخر غيره‪..‬‬


‫ريما سويدان‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫يس��ارية‪ ..‬بالنسبة لي "أمينة أنثى من زمن آخر‬ ‫وكفى"‪ .‬كنا أصدقاء على المدى البعيد‪.‬‬ ‫ ريم��ا‪ ،‬ال تعودي أبداً إلى ه��ذه البالد‪ .‬في‬‫زم��ن مض��ى كان لعيون��ي ذاك البري��ق الحالم‬ ‫الصارخ بالحياة كعيونك‪ ،‬فقدته‪.‬‬ ‫ ال أص��دق أن��ك مازل��تِ تعملي��ن في ذلك‬‫الم��كان البائس المدع��و وزارة التخطيط برغم‬ ‫كل الفرص التي عُرضت عليكِ للسفر!‬ ‫ البلد قضيتي ريما‪ ،‬ولن أغادرها‪.‬‬‫ أستطيع تفهم وجهة نظرك إذا كان هناك‬‫بصيص أمل في آخر النفق‪ ،‬هل ترينه؟‬ ‫ ال‪ ،‬ال أراه‪.‬‬‫ ما زلت هناك فرصة بالذهاب إلى تونس‪،‬‬‫ال تفوتيها‪.‬‬ ‫ ممكن‪ ،‬سأفكر بها‪.‬‬‫من��ذ بداية الثورة وأنا أفك��ر بكِ‪ ،‬كان يجب‬ ‫أن تكوني هنا‪ ..‬إنها الثورة يا أمينة‪ ،‬الثورة التي‬ ‫لم نتحدث عنها أبداً بسبب اليأس وفقدان األمل‬ ‫الذي كنا نعيش��ه‪ ،‬جيلين مختلفين‪ ،‬ثورات ذاتية‬ ‫متش��ابهة‪ ،‬خيبات متقاطعة وي��أس واحد‪ .‬كيف‬ ‫لك أن ترحلي قبل أن تس��معي صوت الناس في‬ ‫الشارع تُسقط أنظمة وتلعن أرواح؟‪..‬‬ ‫كثير م��ن أصدقائك الذين ال أعرفهم هناك‬ ‫يهتف��ون للحري��ة ويبصق��ون على زم��ن البعث‬ ‫ويعتقل��ون للم��رة الثانية والثالث��ة ليخرجوا إلى‬ ‫المظاه��رة‪ ،‬ويلعن��وا روح المقب��ور م��رة أخرى‪.‬‬ ‫كيف استطعتِ المغادرة!!‬ ‫ لمَ تفتحي الباب بسرعة‪.‬‬‫‪ -‬كنت أفكر هل أنا قادرة على استقبالك‪.‬‬

‫ مرهقة أنت‪ ،‬األرق كالعادة؟‬‫ ال أنه البكاء‪.‬‬‫ بكاء!!!‬‫ باألم��س حض��رت فيل��م لطي��ف‪ ،‬عمي��ق‬‫الفك��رة لكن��ه لطيف كم��ن يم��رر أصابعه على‬ ‫أطراف شعرك‪.‬‬ ‫ لطيف‪ ،‬فلماذا إذا البكاء؟‬‫ بكيت كثيراً يا ريما‪ ،‬بكيت إنسانيتنا‪.‬‬‫أدركت م��ا حدث عندما س��معت تلك الجملة‬ ‫جي��ل بأكمله"‪ ،‬لقد‬ ‫"ال أح��زن عليها‪ ،‬ولكن على‬ ‫ٍ‬ ‫علق��تِ بالزمن وحيث ال عودة فال اس��تمرار‪ .‬لم‬ ‫يكن م��ن الممك��ن أن أدركها بمف��ردي فالزمن‬ ‫بالنس��بة لي ه��و تلك الحرك��ة المس��تمرة إلى‬ ‫المس��تقبل‪ ،‬والماضي هو ذل��ك البئر الذي أعود‬ ‫إلي��ه كلما تاقت روح��ي إلى التحلي��ق‪ ،‬لذلك لم‬ ‫يك��ن ممكن�� ًا أن أفه��م كي��ف للبش��ر أن يع َلقوا‬ ‫بمرحل��ة زمني��ة معين��ة ويرفض��ون المتابع��ة‬ ‫بالحي��اة‪ .‬اآلن وبع��د مضي عامين عل��ى الثورة‬ ‫ب��دأت ألحظ هذه الظاهرة عل��ى جزء ال بأس به‬ ‫م��ن األصدق��اء‪ ،‬ليس ال��كل أقدم عل��ى مغادرة‬ ‫الحياة‪ ،‬وإنما األس��وأ فهم مس��تمرون بها ولكن‬ ‫لي��س معها‪ ،‬ه��م أيضاً قد توق��ف لديهم الزمن‬ ‫عن��د مرحلة ما‪ .‬البع��ض منهم لما قب��ل الثورة‬ ‫بس��نين‪ ،‬والبعض إلى األش��هر األول��ى للثورة‪،‬‬ ‫والبع��ض لم يع��د يدرك في أي مرحل��ة تحديداً‬ ‫توقف حيث لم يعد يريد االستمرار‪.‬‬ ‫هل هذا حقاً ما حدث ألغلبية أبناء جيلك؟‬ ‫مازلت أعتقد أنه كان يجب أن تكوني معنا‪.‬‬ ‫حَ��رركِ‪..‬‬ ‫اليوم فق��ط وبعد س��تة أعوام‪ ،‬أُ ِّ‬ ‫الوداع يا صديقتي‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫جيل‬ ‫"ال أش��عر بالح��زن عليه��ا‪ ،‬وإنم��ا على ٍ‬ ‫بأكمله"‬ ‫من��ذ ثالثة أيام لم نرَ الش��مس‪ ،‬والس��ماء‬ ‫ترع��د وتمطر بش��كل متواصل وكثي��ف‪ ،‬حادثة‬ ‫تاريخي��ة يمك��ن أن تس��جل في كت��اب غينيس‬ ‫لمدين��ة كـ دب��ي‪ .‬ما زلت أذكر ذل��ك اليوم‪ :‬كنت‬ ‫أبكي وأن��ا أقود س��يارة "الباجيرو" ف��ي طرقات‬ ‫‪ /‬المراب��ع العربي��ة الدائرية ‪ /‬عل��ى غير هدىً‪،‬‬ ‫دموع��ي تس��ابق حب��ال المط��ر المنزلق��ة على‬ ‫شباك السيارة األمامي‪.‬‬ ‫ ُقصيّ‪ :‬كيف هيك صار أنا ما عم صدق؟‬‫ لك يا أختي شو بدي خبرك‪ ،‬إنتي بتعرفي‬‫أمينة قديش هي عنيدة‪.‬‬ ‫ كيف يعني؟‬‫ قررت تطلع من المستش��فى رغم إنو كل‬‫الدكاترة نصحوها بالعكس‪ ،‬إلنو في خطر على‬ ‫صحتها‪ ،‬وإخواتها ما قدروا يعملوا شي غير إنون‬ ‫ينفذوا رغبتها‪ .‬حملوها هي وقنينة األوكسجين‬ ‫وحطوها بالس��يارة‪ ،‬وعلى مصياف‪ ،‬بدها تكون‬ ‫ببيت أهلها‪ .‬مافي تالت أيام كانت متوفية‪.‬‬ ‫ في شي مو صحيح‪ ،‬في شي غلط‪.‬‬‫لم أس��تطع أن أغفر ل��كِ‪ ،‬لم نأت على هذه‬ ‫الحياة بإرادتن��ا فكيف يكون لنا مغادرتها بكامل‬ ‫إرادتن��ا‪ ،‬مغادرة الحياة ليس خي��ارا"‪ .‬أن تعيش‪،‬‬ ‫وتبن��ي عالق��ات‪ ،‬وتتخذ أصدقاء‪ ،‬ث��م تغادرهم‬ ‫هكذا ألنك فقط تعبت أو مللت‪ ،‬قمة في األنانية‪.‬‬ ‫ه��ذه الدوائر التي كن��ت أقود فيها‪ ،‬لم أس��تطع‬ ‫تقبل الفكرة‪ .‬عدت وقرأت آخر رس��الة أرس��لتْها‬ ‫لي على الموبايل"آس��فة ريما له��ا االنقطاع أنا‬ ‫ما نس��يتك‪ .‬إلي بالمستش��فى من أسبوع وغير‬ ‫ق��ادرة ه�لأ عل��ى الحكي ل��رد عل��ى مكالمتك‪،‬‬ ‫مش��تائتلك"‪ .‬رس��الة عادية ال تحم��ل مدلوالت‪،‬‬ ‫أمس��كت الموبايل وطلبت رقمه��ا‪ ..‬رنة‪ ،‬اثنتان‪،‬‬ ‫والثالث��ة‪ :‬فتح الخ��ط‪ ..‬ألو‪ ..‬أل��و‪ ..‬الخط مفتوح‬ ‫والجواب‪ .‬يا إلهي هل هو خط العالم اآلخر وهم‬ ‫غير قادرين على س��ماعي!! لم يُغلق الخط وأنا‬ ‫مازلت محدقة بالموبايل وأقول ألو ألو‪.‬‬ ‫علم��ت فيم��ا بع��د أن هاتفه��ا كان م��ع أحد‬ ‫إخوتها الشباب‪.‬‬ ‫عندما عدت إلى الشام وقضيت تلك األشهر‪،‬‬ ‫إعتق��دت أن الحي��اة تعطين��ي مزيداً م��ن الوقت‬ ‫ألقضي��ه مع ‪ /‬أب��و قصي ‪ ./‬ل��م أدرك حينها أنه‬ ‫كان وقتنا نحن االثنتين مع الحياة‪.‬‬ ‫عرفتُ أمينة ف��ي مراهقتي‪ ،‬كانت صديقة‬ ‫العائلة المقربة‪ ،‬أنثى ذات مالمح لطيفة وهادئة‪،‬‬ ‫شخصية قوية حازمة‪ ،‬مدخنة حمراء من الدرجة‬ ‫األول��ى‪ ،‬ل��م أعرف ق��ط عمره��ا الحقيقي حيث‬ ‫كان��ت ال تح��ب التح��دث عن��ه وأنا ل��م يكن لدي‬ ‫الفض��ول ألع��رف‪ ،‬كان يكفين��ي أنه��ا من جيل‬ ‫الخمس��ينات‪ ،‬خريج��ة اقتصاد‪ ،‬ولك��ن ليس عن‬ ‫صدفة وإنما عن س��ابق إص��رار‪ .‬لم تكن تنتمي‬ ‫ألي حزب سياسي‪ ،‬مع العلم أنه تم تصنيفها مع‬ ‫اليس��اريين وربما الش��يوعيين‪ ..‬امرأة مستقلة‪،‬‬ ‫غي��ر متزوج��ة‪ ،‬تج��اوزت الثالثي��ن‪ ،‬ليس��ت من‬ ‫المدينة‪ ،‬ومحاطة بكثير م��ن األصدقاء‪ ،‬الذكور‬ ‫منه��م أكثر م��ن اإلن��اث‪ ..‬على األغل��ب إذا هي‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫�أمـيـنـــة‬

‫‪19‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫للمحبطني‪ ..‬ال�سوريون �أحرقوا املراكب‬ ‫ورائهم والثورة م�ستمرة‬ ‫اإلحباط واليأس بدأ يتس��لل إلى نفوس وعقول‬ ‫بعض الث��وار أو المعارضين وحت��ى الرماديين الذين‬ ‫كانوا يدعمون الثورة بصمت رغبة في تغيير األوضاع‬ ‫دون أن يقدموا شيئًا للثورة نتيجة التجاذبات الداخلية‬ ‫بين الثوار والسياس��ات الدولي��ة المراوغة والمتخاذلة‬ ‫عن نصرة الشعب السوري‪.‬‬ ‫ورداً عل��ى التعليق��ات واآلراء المحبط��ة الت��ي‬ ‫تزايدت في اآلونة األخيرة بأن الثورة انتهت أو سرقت‬ ‫وأنه��ا ذهبت باتجاه آخر نظراً لس��يطرة اإلس�لاميين‬ ‫عليه��ا نق��ول أن الس��وريين أحرق��وا كل المراك��ب‬ ‫ورائه��م‪ ،‬وليس أمامهم إال طريق واحد هو اس��تمرار‬ ‫الث��ورة حتى تحقي��ق أهدافها كاملة‪ ،‬والعمل بش��كل‬ ‫دائم على تصحيح مسارها‪.‬‬ ‫ل��و عم��ل كل فرد من��ا ما علي��ه لس��ارت األمور‬ ‫بأحسن مما هي عليه ولكن الكثيرين ابتعدوا واكتفوا‬ ‫بمراقب��ة ما يجري وانتقاده بحج��ة أن هناك من ركب‬ ‫الث��ورة ويقودها باتجاه آخر دون أن يكلفوا أنفس��هم‬ ‫عن��اء الس��ؤال‪ ،‬م��اذا فعلوا‪ ،‬وم��ا هو دوره��م‪ ،‬وهل‬ ‫كان��وا يظنون أن ث��ورة على هذا النظ��ام‪ ،‬أو باألصح‬ ‫الس��رطان ال��ذي تغلغل في الجس��د الس��وري‪ ،‬وزرع‬ ‫الفس��اد في كل مفصل فيه‪ ،‬يمكن أن ينتهي بيوم أو‬ ‫يومين أو سنة أو سنتين‪.‬‬ ‫لم تنجح ثورة بالتاريخ بمجرد قيامها‪ ،‬بل جميعها‬ ‫م��رت بمراحل من الفوضى والتس��لق وانحرافها مرة‬ ‫وعودتها ثانية ومحاوالت البعض بيعها وش��رائها إلى‬ ‫أن تس��تقر األمور وتفرز الث��ورة رجاالتها الحقيقيين‬ ‫الذين يؤسس��ون لدول��ة الحرية والعدال��ة والمواطنة‬ ‫والقانون‪.‬‬ ‫لن نعود إلى الوراء فبالعودة نهايتنا وباالستمرار‬ ‫نجاحن��ا ونصرن��ا عل��ى الرغ��م م��ن كل الصعوب��ات‬ ‫الداخلي��ة والمعوق��ات الدولي��ة الت��ي تواجهن��ا والتي‬ ‫كان��ت واضح��ة من��ذ بداي��ة الث��ورة إال أن المعارضة‬ ‫الخارجية العتيدة لم تراها وبقيت تراهن على الخارج‬ ‫وتس��تجديهم ول��م ت��درك أن ما يج��ري على األرض‬ ‫وصمود الثوار هو الرهان الوحيد النتصار الثورة‪ ،‬ولم‬ ‫يكفها التعويل على الخ��ارج بل يخرج علينا عدداً من‬

‫أعضائها ليحذروا من فش��ل الث��ورة وال أدري أين هم‬ ‫من الثورة أو بالعامية شو دخلهم بالثورة‪.‬‬ ‫أن م��ا أنجزت��ه الث��ورة حت��ى اآلن عظي��م ج��داً‬ ‫وأهم��ه كس��ر حاجز الخ��وف لدى الس��وريين ورفض‬ ‫ال��ذل والمهان��ة بكل أش��كالها وفرز إع�لام حر ينقل‬ ‫أخبار الثورة بكل صدق وش��فافية دون انحياز لطرف‬ ‫على حساب طرف آخر والكش��ف عن إبداعات الشباب‬ ‫السوري في المجاالت السياسية واإلعالمية والثقافية‬ ‫واألدبية والفنية وإسقاط القناع عن العالقات الدولية‬ ‫المس��تترة وع��ن أح�لاف المقاوم��ة وكش��ف الوج��ه‬ ‫الحقيقي‬ ‫ألحزاب اإلسالم السياسي‪..‬‬ ‫كم��ا كس��رت الث��ورة حاج��ز الخ��وف األزلي من‬ ‫االقتراب أو انتقاد األحزاب أو األفراد الذين يمارس��ون‬ ‫أعماال قذرة وجرائم تحت س��تار اإلس�لام والش��ريعة‬ ‫حيث س��قطت أقنعة ه��ؤالء التكفيريي��ن والمارقين‬ ‫ومتس��لقي الث��ورة‪ ،‬خدمة ألجن��دات مختلف��ة التمت‬ ‫بصلة لإلس�لام أو للث��ورة‪ ،‬وعرّت اللص��وص الذين‬ ‫امتطوا صهوتها بغرض سرقة وارداتها‪.‬‬ ‫وإذا دققنا قلي ً‬ ‫ال م��ن صاحب المصلحة الحقيقية‬ ‫م��ن إظهار فيديوه��ات لقتل أطفال وجن��ود واعتقال‬ ‫ناش��طين وجلده��م م��ن قب��ل الكتائ��ب اإلس�لامية‬ ‫والهيئ��ات الش��رعية لوجدن��ا أن النظ��ام ه��و الوحيد‬ ‫المس��تفيد من إظهار هذه األس��اليب المتوحش��ة في‬ ‫التعامل مع البشر ليبرر لنفسه استمرار الحل األمني‬ ‫وقص��ف المدن والبل��دات عل��ى رؤوس أهاليها بحجة‬ ‫مالحقة هذه العصابات التي بات واضحًا أنها صنيعته‬ ‫بامتياز‪ ،‬وإلقناع الس��وريين أن البديل س��يكون أسوأ‬ ‫من النظام‪.‬‬ ‫وم��ا ش��اهدناه م��ن بعض م��ا وص��ف ببطوالت‬ ‫جبه��ة النصرة فهي بالتأكيد بإيعاز من النظام إلثبات‬ ‫صدقيته��ا أم��ام الثوار والت��ي مازال البعض لألس��ف‬ ‫يدافع عنه��ا كما دافع عنها وتبناه��ا االئتالف الوطني‬ ‫س��ابقاً عل��ى الرغم من كل ما قامت ب��ه بالتعاون مع‬ ‫بع��ض الكتائ��ب (التي تس��مي نفس��ها باإلس�لامية‬

‫زليخة سالم‬

‫واإلس�لام منها ب��راء)‪ ،‬من تش��ويه للث��ورة وتخويف‬ ‫الكثيرين من االس��تمرار وإصابته��م باإلحباط ألنهم‬ ‫اليريدون اس��تبدال اس��تبداد النظام باس��تبداد أش��د‬ ‫وطأة‪.‬‬ ‫ومن أهم انجازات الثورة أن أطفالنا الذين كبروا‬ ‫قبل أوانهم علمونا كيف يكون التحدي واإلصرار على‬ ‫االستمرار عندما يرفعون شارات النصر وهم خارجين‬ ‫من تحت األنقاض أو فوق أس��رة العالج في المشافي‬ ‫الميدانية‪ ،‬وابتس��امات الالجئين منهم وعيونهم ترنو‬ ‫للعودة إل��ى وطنهم الذي اليبعد عنهم س��وى بضعة‬ ‫أمتار رغم كل ما عاشوه ويعيشونه يومياً‪ ،‬علمونا أن‬ ‫الصبر والعمل الجاد هما سبيلنا إلى النجاح‪.‬‬ ‫للث��ورة مراحله��ا ومحطاته��ا وف��ي كل مرحل��ة‬ ‫يس��قط فاس��ديها عل��ى الطري��ق‪ ،‬وتكم��ل الث��ورة‬ ‫مسيرتها لتصل في النهاية نقية نظيفة بيد رجاالتها‬ ‫وشبابها الذين آمنوا بها وواظبوا على العمل إلنجاحها‪.‬‬ ‫الثورة هي عملية اقتالع لمفاهيم وقيم الفس��اد‬ ‫التي تجذرت لسنوات في كل مناحي الحياة وزرع قيم‬ ‫الخي��ر والعدالة والح��ق والقانون والنظ��ام واألخالق‬ ‫مكانه��ا أي أنها عملية صعبة ومعق��دة وتحتاج الكثير‬ ‫من الوق��ت والعمل والجهد المكثف م��ن كل مكونات‬ ‫الش��عب الس��وري دون اس��تثناء لبناء دولة المواطنة‬ ‫والحري��ة والديمقراطي��ة الت��ي تحكمه��ا صنادي��ق‬ ‫االنتخابات‪.‬‬ ‫قالئ��ل هم الن��اس الذين كانوا أح��راراً بداخلهم‬ ‫رغم كل أجواء ومناخ الفس��اد والعبودي��ة الذي كانوا‬ ‫يعيشونه‪ ،‬وهؤالء هم من سيكمل الثورة مع من آمن‬ ‫بقيمها وأهدافها‪ ،‬ألنها تعنيهم مباشرة‪ ،‬أما من تسلق‬ ‫عليه��ا من الذين كانوا ش��ركاء في منظومة الفس��اد‬ ‫فه��ؤالء لن يخرجوا من جلوده��م في ليلة وضحاياها‬ ‫كم��ا نظ��ن وإنم��ا س��يواصلون أس��اليب المراوغ��ة‬ ‫واالحتي��ال الت��ي كانت س��ائدة س��ابقاً للوص��ول إلى‬ ‫منصب أو لالس��تفادة المادية من اإلعانات والتبرعات‬ ‫وغيرها من األمور وسيس��قطون واحداً تلو اآلخر ألن‬ ‫الثورات دائماً كاشفة لمعادن البشر وتسقطهم تباعًا‬ ‫على أرصفة محطاتها‪.‬‬


‫حكايا المسافر ‪. .‬‬ ‫قالت للمس��افر الذي يعبر المكان هناك‪ :‬إن المحبة هي الفن الذي يرس��م به السالم‪ .‬فجمع ما نطقت من أحرف وخبأها بين يديه‪ ،‬عله يجد في‬ ‫طريق س��فره من يحيكونها بذر ًة ويزرعونها أم ً‬ ‫ال بأن تنمو ش��جرة تُدفق بالعذوبة روح ناظرها‪ ،‬وتش��في صدر المستظل بظلها‪ ،‬وتدفئ قلب آكل‬ ‫ثمارها‪.‬‬ ‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو | دقق النصوص‪ :‬ميمونة العمار‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫�شـــــجرة ال�ســـــالم‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫كاريكاتير العدد | تسبيح | الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪21‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫فرا�س ال�ضمان‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫بائع الف��ول المتجوِّل‪ ،‬الذي اس��تضاف في بيتِهِ ذي‬ ‫الغرفتَي��ن‪ ،‬عائل ًة نازح ًة م��ن الضاحية الجنوبية في‬ ‫حرب تمّوز‪ ،‬قال لي‪ ،‬بعَينَين توشكانِ على البُكاء‪:‬‬ ‫واهلل العظي��م كسَ��رتلهُم المطم��ورة!!‪ ..‬مَطمورة‬ ‫زواج الصبي‪ ..‬الصبي اللي لسَّاتو أعزب لحد ه َّلق‪!!.‬‬

‫الشهيد أمجد السيوفي‬

‫خالد برهان‬

‫مسيو أسير عم يسجل "ديو" مع فضل شاكر بعنوان‬ ‫"سوف نبقى هناك"‪ ..‬والفيديو كليب بإحدى المناطق‬ ‫المحررة من إخراج سليم إدريس‪..‬‬

‫عماد حورية‬

‫ذ ّكرن��ي جورج صبرا حين قال‪ :‬هبّوا‪ ،‬بنش��يد تافه كنا‬ ‫ندرس��ه في درس الموسيقى في االبتدائية‪ :‬هيّا هبوا‬ ‫يا فتيان‪ ..‬و ْلنرفع شأن األوطان‪ ..‬و ْلنسمو فوق الجميع‪..‬‬ ‫بالخُ ُلق العالي الرفيع‪ ..‬وهالصيصان شو حلوين‪..‬‬

‫زيوار جميد‬

‫فكرة كس��ر حاجز الخوف اللي بيتفاخروا فيها بعض‬ ‫الناس عل��ى أنها من منجزات الثورة‪ ،‬تذكرني بفكرة‬ ‫كسر أس��طورة الجيش اإلس��رائيلي كجيش ال يقهر‬ ‫على أنها من منجزات حرب تشرين‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫عن��دي أمل كتير كبير لتكون بلدي أحلى وإني عمر بلدي بإيدي‪ ..‬وتكون‬ ‫بدون فس��اد وبدون رش��وة وبدون محس��وبيات‪ ..‬نكون كلياتنا متس��اوين‬ ‫بالحقوق والواجبات‪ ..‬ومانكون عبيد فيها‬

‫�سعيد الربغوثي‬

‫كن��ت أصغي لها ب��كل جوارح��ي‪ ،‬كانت ف��ي الثامنة‬ ‫من عمره��ا أو تجاوزته��ا قلي ًال‪ ..‬كانت ت��روي حكاية‬ ‫ن��زوح الجموع من مخيم اليرم��وك للنجاة بأرواحهم؛‬ ‫تقول الطفلة في رويها‪( :‬المش��كل إنو كان في معانا‬ ‫صغار)!!‪ ..‬يا لشيخوخة الطفولة!!‬

‫�سهيال العيد دحدل‬

‫كان الدي��ن أفي��ون الش��عوب‪ ..‬وليته بق��ي كما كان‬ ‫مكتفيًا بتخديرهم!!‬

‫مثنى مهدي‬

‫(حنظلة) إذا استدار‪ ،‬يمكن يطلعلنا تبعو!!‬

‫�أكثم �أبو احل�سن‬

‫أحد المؤيدين ألردوغان يصرّح على اإلعالم‪" :‬كلهن‬ ‫شجرتين‪ ..‬عملولنا إياهن منتزه"!؟‪..‬‬

‫�أكاد اجلبل‬

‫مهما حاولت االختباء‪ ..‬وراء الجدران والكلمات‪ ..‬سوف‬ ‫تنكش��ف‪ ..‬ال اختباء ف��ي الثورات‪ ..‬وقص��ص التاريخ‬ ‫ممتلئة بالخيانة والخونة‪ ..‬كما قصص األبطال‪..‬‬

‫م�صطفى عذاب‬

‫ ألو‪ ..‬القنصلية السورية؟ ‪ -‬اتفضل‬‫ لو سمحت‪ ،‬بدي أجي بكرا جدد جوازي وحابب اسأل‬‫عن األوراق المطلوبة‬ ‫ أنت خادم جيش؟ ‪ -‬أي واحد؟‬‫ ما فهمت!! ‪ -‬الجيش النظامي وال الحر‬‫لم يزعجني أنه أغلق الس��ماعة بوجهي‪ ،‬ما أزعجني‬ ‫أنهم يضعون أش��خاص ال يتمتع��ون بحس الفكاهة‬ ‫والكوميديا في سفاراتنا الحبيبة‪.‬‬

‫عروة النريبية‬ ‫التقيت��ه بع��د ع��ام كام��ل م��ن التواص��ل االلكترون��ي‬ ‫ال"حثي��ث"‪ ،‬كن��ا أصدق��اء وإن ل��م نلتق‪ .‬كان متش��ككًا‪،‬‬ ‫اس��تغربت‪ ..‬ثم وضّح التشكك‪ :‬شكلك مو متل صورتك‬ ‫عل��ى فيس��بوك!‪" ..‬ولك��ن ه��دا م��ازن دروي��ش‪ ،‬الل��ي‬ ‫بالص��ورة‪ ،‬م��و أنا‪ ..‬هي ص��ورة صديقي‪ ،‬أخ��ي الذي لم‬ ‫تلده أمي‪ ،‬اللي صارله معتقل زمان"‪ ..‬فقال لي‪ :‬أنا بعرف‬ ‫صورة مازن‪ ،‬بس من كتر ما طولت الصورة عبروفايلك‪..‬‬ ‫صارت خلص‪ ..‬صورتك‪ ..‬الحرية لي‪ ..‬بمازن‪.‬‬

‫الثورة ال�صينية‬

‫اسم هذه الجمعة في تركيا‪ :‬الموت وال المب ّلة‪.‬‬

‫فادي يون�س‬

‫أحد عناصر األمن التركي الش��رفاء زت خرطوم المي‬ ‫من ايدو وانشق‪ .‬إجو رشوه مي من الخلف‪.‬‬

‫فادي ح�سني‬

‫حين وعدتّكِ ببالدٍ‪ ،‬بال مشانق‪ ..‬كنتُ أقصدُ فرشة الصّوف‪..‬‬ ‫التي قالت لي أمّي‪ ،‬أنّها ستشُدّها لي‪ ..‬يوم عرسي‪..‬‬

‫ليون الإفريقي‬

‫لطالما أنزلت س��احة المرجة القصاص بالمجرمين‪..‬‬ ‫لكنّي لم أر من قبل مجرمًا ينتقم منها قبل أن نع ّلق‬ ‫مش��نقته فيها!‪ ..‬وينك‪ ..‬لو بتهدها كلها رح نخبّيلك‬ ‫العمود يا ابن الستمية كلب!!‪.‬‬

‫عالء ال�صياد‬

‫ال اذكر من العلماء المسلمين في هذا الزمن سوى أمي‬ ‫وأب��ي‪ ..‬اجتماعاتهم مثمرة وال يعرفون الكذب ويحبون‬ ‫اهلل ً‬ ‫حب��ا جمًا‪ ..‬وال يعرف��ون النفاق والك��ذب ويقرأون‬ ‫الق��رآن ويطبق��ون م��ا أتى ب��ه‪ ..‬تحية ألم��ي وألبي‪..‬‬ ‫وكالش ديري لمن لم يرتق لخلق والداي من العلماء‪..‬‬

‫كنان قوجة‬

‫ف��ي باب المقامات فصل العلويي��ن في معجم يأخذ بأوائل‬ ‫الح��روف‪ :‬أبت��دأ الفت��ح الش��يعي لب�لاد بن��ي أمي��ة بحرق‬ ‫المقامات المقدس��ة عند العلويين فف��ي أواخر عهد القائد‬ ‫الخال��د وف��ي ليلة لي�لاء حرق ش��بيحة جميل األس��د أهم‬ ‫المزارات الدينية المقدسة عند العلويين في الساحل‪ ..‬ساد‬ ‫أبناء الطائفة غض��ب مكتوم وقهر صريح وعجز ذليل‪ ..‬لم‬ ‫ينف��ع ظباط األمن وقادة الفرق في منع جميل من فعلته‪..‬‬ ‫جميل وقتها كان يهدف لتش��ييع الطائف��ة وأرتدى العمامة‬ ‫الس��وداء وأصبح لقب��ه اإلمام‪ ..‬ولكن لجمي��ع كان يعلم أن‬ ‫القصة كلها كم مليون دوالر قبضها من إيران‪ ..‬حافظ بعد‬ ‫تراخ وتمهل ق��رر معاقبته فنفاه إلى عاصمة النور باريس‬ ‫ٍ‬ ‫لمدة س��نة‪ ..‬العلويون لم يتشيعوا يومها‪ ..‬لكن مفارقة أن‬ ‫تك��ون الموجة الثاني��ة من الفتوحات القمي��ة بحجة حماية‬ ‫مقامات بعد أن كانت األولى بهدف حرقها تثير المفارقة‪.‬‬

‫ماجد كيايل‬ ‫القصّة ليس��ت مس��ألة تس�� ّلح‪ ،‬أي ال تختصر فقط بالس�لاح‬ ‫أو بالحص��ول علي��ه‪ ..‬فالقصّة األهم‪ ،‬أيض��اً‪ ،‬تتعلق بتنظيم‬ ‫الثورة لنفس��ها‪ ،‬وترشيد سياس��اتها وإدارتها ألحوالها‪ ،‬وطرق‬ ‫عمله��ا‪ ،‬كما بتوضيحه��ا ذاتها‪ ،‬أمام مجتمعه��ا‪ ،‬وأمام العالم‪..‬‬ ‫ومث�لا اليمكن الحدي��ث عن ثورة ض��د االس��تبداد‪ ،‬ومن اجل‬ ‫الحري��ة والكرام��ة‪ ،‬وثم��ة من يختصر الس��وريين بش��عارات‬ ‫طائفي��ة او دينية‪ ،‬وثمة من يح��رق علم الثورة ويرفع األعالم‬ ‫الس��وداء‪ ..‬وال يمك��ن طلب دع��م العالم وثمة م��ن يكفّر في‬ ‫الس��وريين او يعتب��ر أن هذه جزءا من معركت��ه العالمية ضد‬ ‫الكفار ومن اجل دولة الخالفة‪..‬‬

‫مثنى مهدي‬

‫عفوية ثورية‪ :‬رفع المتظاهرون‪ .‬شابًّا يده اليُسرى مقطوعة‪.‬‬ ‫كان يبيع الس��جائر على ناصية الس��احة‪ .‬لوّح لهم سعيداً بيده‬ ‫اليُمنى وهم يهتفون بحماس‪" :‬إيد وحدة‪ .‬إيد وحدة"‪.‬‬

‫جنوى قدو�س‬

‫بع��ض الث��وار بيس��بّو المؤيدي��ن (العلوية بش��كل‬ ‫خ��اص) وبيس��موهن "أبن��اء المتع��ة" والمؤيدي��ن‬ ‫بيسبّو الثوار والمعارضة وبيسموهن "أبناء الحيض‬ ‫والنف��اس"!!‪ ..‬عنجد ما حاسّ��ين حالك��ن جدبان؟؟!!‪..‬‬ ‫حبيب��ي تعا لق ّل��ك ش��غلة‪ ..‬كلنا والد حي��ض ومتعة‬ ‫ونفاس حتى اسأل أمك!!‪ ..‬قريضة انشاهلل‪..‬‬

‫�سنحاريب العلي‬

‫أم��ي موظفة بمش��فى عس��كري‪ ،‬م��رة كان عنصر أمن‪،‬‬ ‫عم يضرب ببوز بوطو الرياضة‪ ،‬جثة ش��هيد من حرس��تا‪،‬‬ ‫قالتل��وا امي لك يا خالتو وااله ح��رام عليك‪ ..‬مابتخاف من‬ ‫اهلل؟ بترضى ح��دا يعمل باخوك هيك؟‪ ..‬قال‪ :‬اهلل ال يردو‪،‬‬ ‫هالخاين!!‪ ..‬بعد أقل من اسبوعين‪ ،‬انقتل هالشب نفسو‪،‬‬ ‫بدوما‪ ،‬ورجعت جثتو مش��وهة‪ ..‬أمي قالتلي‪ :‬بكيت يا أمي‬ ‫من��و‪ ،‬لم��ا كان ع��م يلبط المي��ت‪ ،‬وبكيت كم��ان عليه لما‬ ‫مات‪ ..‬قلتال بعصبية‪ :‬اهلل ال يردو‪ ،‬جنا ع حالو‪ ..‬قالتلي‪ :‬لك‬ ‫انت مانك ام‪ ..‬انا تخيلتك محل االتنين يا امي!‪..‬‬

‫لقمان ديركي‬

‫ـ هل نحن في معركة ذي قار؟!! ـ نعم‪ ..‬ذي عار‪.‬‬

‫عمر فليحان‬

‫أي تسليح ال يشمل أبو علي خبية ال يعول عليه‪..‬‬

‫�أبو النور‬

‫نريد ثواراً من أجل حياة ملونة‪ ،‬ال مجاهدين من أجل‬ ‫موت مكلل باألسود!‬

‫�إبراهيم �شاهني‬

‫رجع��ت االتصاالت بالش��ام وأول تلف��ون‪ :‬جيب معك‬ ‫خبز وفرّوج وال تتأخر‪ ..‬يا أرباب السموات!!!‪..‬‬

‫عذرا‪ ..‬فقد انتهت �صالحيتك ال�سورية‪..‬‬

‫أن تكون معارضا سوريا هي احدث موضة‬ ‫هذه االيام‪ ..‬لس��ت بحاجة إلى شيء عليك‬ ‫فق��ط أن تلب��س ياق��ة نظيف��ة مصقولة‪،‬‬ ‫تسرح شعرك وتبدا بالصراخ على الشاشات‬ ‫ومعارض��ة كل م��ن يتفق علي��ه أي اثنين‬ ‫ف��ي الخ��ارج او الداخل ال يه��م المهم أن‬ ‫تع��ارض محققا قاعدة (خال��ف تعرف)وبعد‬ ‫لق��اء يدوم لدقائق على اح��دى الفضائيات‬ ‫وبعد ش��جب ون��دب ل»حمام ال��دم «في‬ ‫الوط��ن والتنكيل باالهم��ال العالمي لنا‪..‬‬ ‫وبع��د االس��تخفاف بالمعارضي��ن االخرين‬ ‫وعده��م وراء المتح��دث ش��خصيا‪ ..‬ين��ام‬ ‫المع��ارض والمذي��ع وتصح��ى المدفعية‬ ‫كانه��ا ذئب س��اعة اكتمال القم��ر‪ ..‬تاخذ‬ ‫بالعوي��ل والعوي��ل والعوي��ل‪ ..‬لينه��ض‬ ‫«المعارض السوري»المعارض لذاته ويبدا‬ ‫بمراجعة االخب��ار العاجلة عل��ى االنترنيت‬ ‫ياخ��ذ اح��دث حصيل��ة لع��داد الش��هداء‬ ‫المتزايد بجن��ون‪ ..‬ويعد كلمة «عرمرمية»‬ ‫اثناء احتس��اءه لقه��وة الصب��اح‪ ..‬بطبيعة‬ ‫الحال وكونه س��ورياً فهو يتقن السياس��ة‬ ‫وفن التس��يس ويجيد اللغة الخشبية»لغة‬ ‫الساس��ة المخضرمي��ن «ليرت��دي ياق��ة‬ ‫جديدة غير تلك التي ارتداها امس؛ يحسن‬ ‫صوته بحبتي «سكر نبات»ويرش شيئاً من‬ ‫العطر الباريس��ي الفاخر فهو االن الممثل‬ ‫الوحيد للش��عب المذب��وح‪ ..‬ويبدا بالكالم‬ ‫وتب��دا محاوالت المذيعي��ن ايقافه لكنه؛ال‬ ‫يع��رف التوق��ف وكالع��ادة ين��دد يش��جب‬ ‫ينتق��د ويرفض ث��م ختاما يعلن انش��قاقه‬ ‫واستقالله عن أي مؤتمر او اتفاق او وثيقة‬ ‫يجتمع حوله أي سوري ونصف السوري!‬ ‫ينته��ي اللق��اء وتذهب المذيع��ة لتصليح‬ ‫«تس��ريحة ش��عرها»وينام المع��ارض‬ ‫(لذات��ه) خارج دائرة النار الس��ورية‪ ..‬وحين‬ ‫يصحو وقبل أي ش��يء يعود إلى الش��بكة‬ ‫العنكبوتية ليكون»صائد االخبار الس��امة‬ ‫«قد يفرحه خبر مجزرة هنا ومذبحة هناك‪..‬‬ ‫ق��د يرضي��ه منظر االش�لاء ويقتني ش��يئاً‬ ‫منه��ا النها االن م��ادة اعالمي��ة ضخمة‪..‬‬ ‫هذي االخبار التي يسربها الوطن يلتقطها‬ ‫المعارض ويخط��ط مجددا بكيفية صياغة‬ ‫ه��ذا الخبر او ذاك بش��كل يفيد س��وريته‬ ‫ويحسن صورته كسوري»معارض»‪..‬‬ ‫ع��ذرا على حم��م كلمات هي ص��دى انين‬ ‫كل س��وري لم يهجع منذ ق��رن من الزمن‬ ‫واكثر‪..‬‬ ‫ختاما‪ ..‬س��ؤال اتوجه به ال��ي هذه الملة‪..‬‬ ‫انت��م معارض��ون لماذا؟وتتفق��ون عل��ى‬ ‫ماذا؟ما هي اولوياتكم؟واينكم من الشعب‬ ‫السوري العظيم؟أن كنتم تدركون االجابة‬ ‫فه�لا تكرمت��م علينا بها قبل أن تس��حقنا‬ ‫قذيفة او صاروخ ونمس��ي رقم��ا في عداد‬ ‫الش��هداء‪ ..‬المعروفي��ن او المجهول��ي‬ ‫الهوية‪ ..‬ال فرق ؛فنحن ش��هداء س��وريون‬ ‫وحسب‪ ..‬شهداء قضية «ياهلل‪ ..‬مالنا غيرك‬ ‫اهلل»‪..‬‬ ‫عل��ى االق��ل متفقون عل��ى فك��رة الموت‬ ‫جمعا‪ ..‬شفعا‪ ..‬وترا‪ ..‬واكثر‪!..‬؟!‬ ‫سها عزام الفياض‬ ‫دير الزور‬


‫صبارتنا حيث ال أحد فوق النقد‪..‬‬ ‫باب ناقد ساخر يتناول مواضيع سوريتنا‪..‬‬ ‫مجتمعنا وثورتنا‪..‬‬ ‫ ‬

‫المحشش السوري اإللكتروني‬ ‫بع��د ما توضحت قص��ة الطفل يلي عمره ‪ 15‬استش��هد بحلب بعد‬ ‫ما قتلوه متطرفين مس��لحين مدّعي اإلسالم ألنه بنظرهن الطفل كفر‬ ‫بجملة حكاها‪ ،‬في نقطتين ضروري نحكي فيهن‬ ‫أول شي‪ ،‬صار واضح أنه في بالثورة بعض الفئات المنحبكجية يلي ما بيفرقو‬ ‫شي عن منحبكجية البعث تبع االنتماء األعمى والتقديس لألشخاص والجهات‬ ‫وصار واضح أنه في عملية مدروس��ة عم ينشغل عليها بشكل جدي وحثيث لتغيير‬ ‫طريق��ة تفكير فئات كبيرة من الش��عب الس��وري بالمناطق المح��ررة لتحويلها لمجتمعات‬ ‫متطرفة تحت ش��عارات دينية هي أبعد ما تكون عن الدين‪ ،‬والهدف من هالش��ي هو خلق‬ ‫بيئة جاهلة متطرفة قابلة للتحكم فيها بسهولة من الخارج او أي جهة ديكتاتورية جديدة‬ ‫عم تأس��س لوجودها بس��وريا المستقبل تحت ش��عارات دينية عم تتاجر باألديان وهاد‬ ‫الش��ي من الض��روري أنه نعترف في��ه وينحكى فيه ويتحارب ويك��ون في ثورة بقلب‬ ‫الث��ورة وحرك��ة تصحيحي��ة ض��د‬

‫هاألفعال يلي عم تقضي على كل جهود الشباب السوري‬ ‫يلي عم يعاني ويستشهد ويتعذب مشان حريته‬ ‫تاني ش��ي‪ ،‬م��ا فينا ننك��ر نقطة ايجابي��ة ويلي هي كمي��ة كبيرة‬ ‫م��ن صفح��ات المعارض��ة والمعارضي��ن م��ن المدوني��ن والكتاب والش��يوخ‬ ‫ورجال الدين وحتى قيادات عس��كرية معارضة لما كله��ن حكو بصراحة ونددو‬ ‫بهالجريمة البش��عة وطالبو بمحاس��بة الفاعلين فوراً وتنظي��ف الثورة والمعارضة‬ ‫من هالجهلة المتطرفين وهاد ش��يء كتير ايجابي ألنه بيعني أنه أغلب المعارضين‬ ‫غير راضيين عن خلق ديكتاتوريات جديدة وعم ينتقدو أخطاء المعارضة بش��كل واضح‬ ‫وصريح وبدون خوف وأنه قسم كبير من المعارضة فع ًال صارو أحرار وأصحاب قضية‬ ‫عقب��ال م��ا ينتقل هالم��رض للصفحات المؤي��دة وتصير تنتقد أخط��اء النظام‬ ‫والجيش والرئيس ألنه وقتها بيصير ممكن يقدر الش��عب ينهي األزمة بعد سحب‬ ‫الدعم عن المتطرفين من الجهتين يلي عم ياكلو البلد وشعبها متل البكتيريا‬ ‫وعم يعيش��و عل��ى دعم بعض الجهل��ة المتطرفين يل��ي عم يهتفوا‬ ‫ويدافعوا عنهم من كل األطراف‪.‬‬

‫ال تشلشنا مشلوشين‬

‫ورصاص وقاذفات ومصاري ودع��م‪ ..‬هادا تدخل وال مو‬ ‫تدخل يا متدينين يا بتوع الجوامع!!!!‬ ‫علم��ًا إنو بهداك الوقت معلمينك بالخليج كانوا عم‬ ‫يعملوا مفركة كوسا‪ ..‬فليش ما جاهدتوا بفلسطين؟‬ ‫*ألنو نحنا منحب المفركة كوسا‪..‬‬ ‫‪-2‬‬‫في ناس ع��م بتكون ناط��رة موته��ا‪ ،‬عرفانة انها‬ ‫بعد دقاي��ق رح بتموت‪ ،‬ما بتنهار‪ ،‬بتقلك مارح روح‬ ‫رخيص‪ ،‬حاطة هدف براسها ومؤمنة‪..‬‬ ‫في ناس عم بتكون جوعانة او‬ ‫بردانة‪ ،‬عرفانة إنو وضعها صعب‪،‬‬ ‫ال هرب��ت‪ ،‬ال قال��ت ب��روح بصير‬ ‫الج��ئ وب��اكل وبش��رب ببالش‪،‬‬ ‫م��ا بتنهار‪ ،‬وبتقل��ك هون خلقت‬ ‫وهون بموت‪..‬‬ ‫في ناس عم بتكون برا البلد‪،‬‬ ‫عم تش��تغل او تدرس‪ ،‬راسها وقلبها‬

‫بالبلد‪ ،‬اش��تغلو اغاث��ة أو عمل اجتماعي أو‬ ‫دعم مادي أو معنوي‪ ،‬ما بتنهار‪ ،‬وبتقلك راجعة‬ ‫وراجع رجعها‪..‬‬ ‫ه��ذا يلي قبل ما يطلع عالس��ما بلحظات‪ ،‬قرر ما‬ ‫يك��ون رخي��ص‪ ،‬وكان حقه بحق بلد‪ ،‬ه��ذا يلي قبل ما‬ ‫يغفل المس��ا بالجوع والبرد‪ ،‬قرر يكون هون‪ ،‬وكان بلد‬ ‫بقلب بلد‪..‬‬ ‫ه��ذا يل��ي كل مي��ن حوالي��ه بغربته بيس��ألوه دايما‬ ‫«شبك»‪ ،‬قرر يترك قلبه وعقله بالبلد‪ ،‬وكان أمل البلد‪..‬‬ ‫شو هية سوريا‪..‬‬ ‫س��وريا هي مجموع ه��ي اللحظات يلي‬ ‫ف��وق‪ ..‬وهي��ك بل��د وحي��اة شلش��تي باقي‬ ‫باقي باقي‪ ،‬ولك هي ورثة ‪ 10000‬س��نة‬ ‫حاملينه��ا بقلبنا وعقلنا وبقيانين الخر‬ ‫قط��رة دم والخ��ر دمعة ح��زن والخر‬ ‫قطرة عرق والخر لحظة أمل‪..‬‬ ‫شلشناها عليكن‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪-1‬‬‫ هل��ق ب��دي أفهم لي��ش ما خط��ر عبالكن‬‫تعلن��وا الجهاد بفلس��طين وقررتوا تعلن��وا الجهاد هلق‬ ‫بسوريا؟‬ ‫*ألنو يا أخي المج��وس والصفويين والنصيريين‬ ‫والكف��ار والرواف��ض والباطنيي��ن والمش��ركين عم‬ ‫يتدخل��وا بس��وريا‪ ،‬وبصراح��ة م��ا اقدرن��ا نجاه��د‬ ‫بفلسطين قبل ألنو كلنا حمير‪..‬‬ ‫ ط��ب بلكي لس��اتكن لهل��ق حمير‬‫ولسى ما انتبهتوا‪ ،‬عدم المؤاخذة يعني‪..‬‬ ‫ألن��و على هوا معلومات��ي المجوس‬ ‫والصفويي��ن والنصيريي��ن والكف��ار‬ ‫والروافض والباطنيين والمش��ركين كمان‬ ‫تدخل��وا بفلس��طين تدخل كبي��ر‪ ،‬مو هنن‬ ‫اللي مولوا حركة حماس األخوانية والجهاد‬ ‫اإلس�لامي الس��لفية بفلسطين‪ ،‬مو‬ ‫هنن عطوهن سالح وصواريخ‬

‫تحت رعاية التيار الصهيوصليبي العلماني الليبرالي‬ ‫اليساري الماسوني الغربي السوري‬ ‫تجميع وشوية تأليف من عند اآلدمن ما إلو اسم‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫ثورة كرامة ليوم القيامة‪ ،‬دمك بياللي برقبتنا أمانة‪.‬‬ ‫هيك كنّا نغني بالمظاهرات‪ ،‬من شي سنتين‪ّ .‬كنا نغنيها ضد نظام‬ ‫األس��د‪ .‬والثورة متل ما هو معروف هي ضد الظلم وضد اإلهانة والقهر‬ ‫والحص��ار والج��وع وكت��م الحريات هي ث��ورة كرامة وعدال��ة اجتماعية‬ ‫وحرية‪ ،‬مو بس ضد بشار األسد‪ .‬هي ثورة ضد كل حدا بيعمل الظلم‪،‬‬ ‫ضد كل حدا بيهين حدا‪ ،‬من هلئ ليوم القيامة‪.‬‬ ‫الثورة قبل ما تكون على نظام سياسي‪ ،‬هي ثورة على أنظمتنا‬ ‫االجتماعي��ة الفاس��دة «والخوف م��ن ضمن منظومتن��ا االجتماعية»‪،‬‬ ‫وهي ثورة عالشي اللي جواتنا‪ ،‬يعني على حالنا‪ .‬ثورة على كل واحد‬ ‫فينا‪ ..‬ألنو كل واحد فينا في جواتو بشار األسد صغير‪ ،‬وإذا ما قدرنا‬ ‫نعمل ثورة علي من هلئ رح يكبر ويسيطر علينا ويصير ظالم‪.‬‬ ‫لواء التوحيد اللي محاصر عفرين هلئ شو فرقو عن ميليشيات‬ ‫ح��زب اهلل اللي حاص��رت القصير أو عن جيش األس��د اللي محاصر‬ ‫غوطة الشام‪ .‬يعني بعفرين في ما يقارب النص مليون الجئ إذا مو‬ ‫أكت��ر (االحصائيات مو دقيقة) وهيي بفرض إنو مناطق محررة من‬ ‫زمان‪ ،‬فإنو ليش ليحاصروها‪ ..‬هيي شغلة غنائم وال شغلة تكسير‬ ‫روس وال ش��و‪ ..‬يعن��ي الظلم عم يوقع عن الناس البس��يطة‬ ‫المقهورة اللي ما عم تعرف تجيب لقمة عيش��ها‪ ..‬بس ش��و‬ ‫بيقدر يقول الواحد غير يا حيف‪.‬‬ ‫الظلم مو بس بيجي بالس�لاح أو بالقوة‪ .‬ممكن يجي‬ ‫الظل��م بالحكي بالتعليقات عالفيس ب��ووك لصورة حدا أو‬ ‫لستاتوس كاتبو حدا وما فهم شو بدو هداك التاني فبيبلش‬ ‫يحكي علي حكي بالطالع وبالنازل‪.‬‬

‫صبارة سوريتنا ‪. .‬‬

‫عن الظلم والقهر‪..‬‬

‫الظل��م والقهر واإلهانة وكل هالش��غالت مو جاي��ة من المريخ‪،‬‬ ‫كل ه��دول ش��غالت بتطل��ع من جواتن��ا‪ ،‬وهي ش��غالت م��و بالضرورة‬ ‫تكون وراثية بتجي مكتس��بة بالع��ادة‪ .‬وإذا ما حاربنا حالن��ا وحاربنا الظلم‬ ‫اللي حوالينا رح يس��يطر هالشي علينا‪ .‬ورح تكبر وتكبر لتصير متل قادة‬ ‫بعض المجموعات المس��لحة (الجيش الحر أشرف من إنو تتسمى هيك‬ ‫ناس بإسمو) أو لتصير متل هتلر أو صدام حسين أو بشار األسد‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫مائتون لكننا‬ ‫نقاوم املوت‬ ‫أج�ساد‬ ‫ب� ٍ‬ ‫تن�ضح حب ًا‬ ‫نبراس شحيد‬ ‫"ف��ي عينَي الجث��ة المغمضتين غياب‬ ‫ال ينتهي‪ ،‬وفي عينَي المحب المغمضتين‪،‬‬ ‫َ‬ ‫لحظة النش��وة‪ ،‬حضورٌ كثيف يقاوم الموت‬ ‫ويقول حقيقتن��ا‪ :‬مائتون نحن‪ ،‬لكننا نقاوم‬ ‫الموت بأجسادٍ تنضح حباً!"‬

‫عن �صرخة الطفل الأوىل‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 16 | )91‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫يواج��ه العامل��ون في مج��ال الدعم‬ ‫اإلغاثي ظاهر ًة معقدة تتمثل في ارتفاع‬ ‫نس��بة الوالدات بي��ن الالجئين الس��وريين‪ .‬الظاهرة‬ ‫ه��ذه مقلقة ألنها تترافق مع نق��ص حاد في الموارد‬ ‫الالزم��ة للعناي��ة باألطف��ال الج��دد‪ ،‬كما تت�لازم في‬ ‫غالبية األحيان مع س��وء الظروف الصحية والنفس��ية‬ ‫المحيطة بمجيئهم‪.‬‬ ‫ترتب��ط الظاه��رة هذه م��ع عوامل ع��دة‪ ،‬أهمها‬ ‫الجه��ل‪ ،‬والفراغ الذي يس��يطر على حي��اة الكثير من‬ ‫نحو ق��د يتضاعف مع��ه تواتر الجماع‬ ‫الالجئي��ن على ٍ‬ ‫الجنس��ي‪ .‬لكنه��ا ترتب��ط أيض��اً مع رغب��ة األهل في‬ ‫قري��ب رح��ل‪ ،‬ليأخذ‬ ‫التعوي��ض ع��ن اب��ن أو ابن��ة أو‬ ‫ٍ‬ ‫األطفال الجدد مكان من قضوا ال بل حتى اسماءهم‪.‬‬ ‫إال أن الظاه��رة ه��ذه ال يمكن حصرها ف��ي العوامل‬ ‫الس��ابقة الذكر‪ .‬فلتكاثر الوالدات‪ ،‬على تنوع أسبابها‬ ‫المباش��رة‪ ،‬بعدٌ آخر‪ ،‬وجوديٌّ على ما أعتقد‪ ،‬يكش��ف‬ ‫شكل العالقة التي باتت تربط الحب مع الموت‪.‬‬

‫يف �أ�صول احلب الغام�ضة‬

‫كحال‬ ‫يقارب س��قراط‪ ،‬وبعده فالسف ٌة كثر‪ ،‬الحبَّ ٍ‬ ‫من النقص الكياني الذي يس��تولي على العاش��ق أمام‬ ‫المعش��وق‪ .‬من فم انثى‪ ،‬تتجلى حقيقة الحب كاس��م‬ ‫ٍ‬ ‫آخ��ر لـ"الرغبة"؛ إنها الكاهن��ة ديوتيما (‪ )Diotima‬التي‬ ‫تكش��ف لسقراط أصول اإلله إيروس (‪ ،)Eros‬إله الحب‬ ‫الجام��ح والش��بق (كت��اب "المائدة" ألفالط��ون)‪ .‬تبحث‬ ‫األس��طورة اليوناني��ة هذه ع��ن أصول الح��ب‪ ،‬لتحيله‬ ‫عل��ى تم��ازج متناقضي��ن اثني��ن‪ :‬النق��ص واالكتمال‪.‬‬ ‫كابن ألمه الغريبة بيني��ا (‪ ،)Penia‬يكون الحب (‪)Eros‬‬ ‫ٍ‬ ‫فقيراً‪ ،‬هشًا‪ ،‬متسكعاً في الطرق الموحشة بال مأوى أو‬ ‫كابن ألبيه بوروس (‪ ،)Poros‬إله‬ ‫س��رير أو وطن‪ .‬لكنه ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫االزدهار والقوة‪ ،‬يكون الحب جباراً‪ ،‬ساحراً‪ ،‬غنيًا‪ .‬هكذا‬ ‫كحال من التناقض األساسي بين النقص‬ ‫يتجلى الحب ٍ‬ ‫ال��ذي ال يعرف االمتالء‪ ،‬من جهةٍ أولى‪ ،‬واالكتمال الذي‬ ‫انس��ان‪ ،‬م��ن جهةٍ ثانية‪ .‬م��ن المنطلق‬ ‫لم يصل إليه‬ ‫ٌ‬ ‫كحال من الفشل المستمر‬ ‫هذا‪ ،‬تتكش��ف طبيعة الحب ٍ‬ ‫ف��ي االمت�لاء المطلق م��ن المحب��وب‪ .‬يفش��ل المحب‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫ف��ي تحقيق اتحادٍ مس��تمر م��ع محبوب��ه‪ ،‬ألن الكائن‬ ‫البشري هو كائنٌ محكومٌ بالنقص الذي يتجلى‪ ،‬أشد‬ ‫م��ا يتجلى‪ ،‬ف��ي ظاهرة الم��وت التي تُخضعن��ا جميعًا‬ ‫لتفرّقنا‪ .‬لذا تصير "النش��وة"‪ ،‬كما يقول سارتر بعمق‬ ‫جارح‪ ،‬تعبيراً صادقاً عن "فشل الرغبة" ال بل حتى عن‬ ‫"الموت" (سارتر‪" ،‬الوجود والعدم")!‬ ‫يتح��دد الحب هنا‪ ،‬على الرغ��م من كل ما يحمله‬ ‫كحال من النقص المس��تمر الذي يس��يطر‬ ‫من غنى‪ٍ ،‬‬ ‫عل��ى المح��ب إزاء الكائ��ن المحبوب‪ ،‬ليصير العش��ق‬ ‫ح��ا ًال متناقضة من االعت��راف بالموت‪ ،‬وم��ن محاولة‬ ‫تخطي��ه ف��ي الوقت ذات��ه‪ .‬أن��ه أو ًال اعت��رافٌ بالموت‬ ‫حين يفش��ل العاشق في االتحاد مع الكائن المعشوق‬ ‫إلى األبد‪ ،‬فلحكاية الجس��دين العاريين‪ ،‬مهما طالت‪،‬‬ ‫نهاي�� ٌة يرس��مها الم��وت يوم��ًا‪ .‬لك��ن الحب ه��و أيضًا‬ ‫محاول�� ٌة لتجاوز الم��وت حين يك ّثف العاش��قان لحظة‬ ‫لقائهم��ا الحميم��ي إل��ى حدٍّ قد ينس��يان مع��ه ثقل‬ ‫الزمن المفضي إلى الموت‪ ،‬ولو لبرهة‪ .‬هكذا‪ ،‬تتحدد‬ ‫مس��تحيل‬ ‫متناقضة الحب في س��عي المحب إلى لقا ٍء‬ ‫ٍ‬ ‫مع المحبوب يتجاوز مع��ه حدود الموت‪ :‬مائتون نحن‪،‬‬ ‫والهشاشة تحكمنا‪ ،‬إال أننا نرغب في االتحاد معًا رغمًا‬ ‫عن أنف الموت وجبروته!‬

‫بني احلب واملوت‬

‫ف��ي مخيمات اللجوء‪ ،‬تتجل��ى العالقة بين الموت‬ ‫والح��ب في ظاه��رة االنجاب‪ .‬يش��كل االنج��اب‪ ،‬على‬ ‫ً‬ ‫محاولة‬ ‫الرغ��م مم��ا قد يحمل��ه م��ن أناني��ة أحيان��اً‪،‬‬ ‫أساس��ية لمقاومة ثقل الموت علينا‪ :‬لن يحدَّنا الموت‬ ‫ألن أطفالنا سيستمرون من بعدنا! إال أن عالقة الحب‬ ‫م��ع الم��وت تتجلى أو ًال ف��ي ظاهرة الجماع الجنس��ي‬ ‫نفسه‪ ،‬قبل تج ّليها في ظاهرة االنجاب‪.‬‬ ‫تُخرج الوحش��ية التي يمارسها النظام السوري‪،‬‬ ‫وم��ا يترت��ب عليها من نتائ��ج مدمرة على انس��انيتنا‬ ‫توحش مضادة)‪َ ،‬‬ ‫الجثة من‬ ‫(حين تتبنى بدوره��ا حال‬ ‫ٍ‬ ‫الم��كان المخصص لها (المش��فى‪ ،‬البي��ت‪ ،‬المقبرة‪..‬‬ ‫) إل��ى الم��كان الع��ام‪ ،‬ال بل المش��اع‪ .‬يتج��اوز العنف‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)63709‬‬ ‫ادلب‪7287 :‬‬ ‫الحسكة‪398 :‬‬ ‫الرقة‪738 :‬‬ ‫السويداء‪46 :‬‬ ‫القنيطرة‪277 :‬‬ ‫الالذقية‪790 :‬‬

‫حلب‪10055 :‬‬ ‫حماه‪4611 :‬‬ ‫حمص‪10187 :‬‬ ‫درعا‪5542 :‬‬ ‫دمشق‪5757 :‬‬ ‫دير الزور‪4060 :‬‬ ‫ريف دمشق‪14325 :‬‬ ‫طرطوس‪280 :‬‬

‫َ‬ ‫الخط��وط الحم��راء جميعه��ا‪ ،‬ومعه تتبعثر األجس��اد‬ ‫ً‬ ‫مخترق��ة المس��احات العام��ة‪ ،‬ليس��يطر‬ ‫ الجث��ث‬‫الموت على المش��هد‪ .‬أمام مس��احات الجثث واألشالء‬ ‫المتفحم��ة‪ ،‬يصير الفعل الجنس��ي أكثر من أي وقتٍ‬ ‫مضى ً‬ ‫ملجأ يقصده األحياء في معركتهم ضد الموت‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مس��احة أخرى يس��تطيع فيها أن‬ ‫ألنه يعطي الجس��د‬ ‫يعبّ��ر عن فيض الحياة التي فيه‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬يتحول‬ ‫صراع ضد الحالة ‪ -‬الجثة‪ :‬الجسد‬ ‫الجماع الجنسي إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ المجنس في مواجهة الجس��د ‪ -‬الجثة؛ الجسد الحي‬‫ف��ي حميميت��ه مقابل الجس��د الميت في مش��اعيته؛‬ ‫الجس��د ‪ -‬الحب في صراعه ض��د عبثية القتل‪ .‬هكذا‪،‬‬ ‫شكل أساسيّ من أشكال‬ ‫يحيلنا الفعل الجنسي على ٍ‬ ‫ص��راع البقاء‪ ،‬فتتس��ع معه مس��احة المعركة الدائرة‬ ‫في الساحات والشوارع الس��ورية لتتفشى في كثافة‬ ‫اللحظ��ة الحميمية حيث تُعارك األجس��اد الحية‪ ،‬على‬ ‫الرغم من طبيعتها المائتة‪ ،‬الموتَ ُ‬ ‫بالقبَل!‬ ‫أمام العقالنية الموت المس��يطرة على المش��هد‬ ‫الس��وري‪ ،‬حي��ث يصي��ر القت��ل ل��ذة‪ ،‬تتفج��ر الحي��اة‬ ‫نحو غامض‪ ،‬وفي الوقت عينه خطير‪.‬‬ ‫وشهواتها على ٍ‬ ‫خطي��رٌ أو ًال‪ ،‬ألنه قد يؤدي إلى تدفق أطفال ال يتوافر‬ ‫له��م الح��د األدنى من ظ��روف الرعاي��ة الالزمة لهم‪.‬‬ ‫خطيرٌ أيضًا‪ ،‬ألن الجماع تحت ظالل الموت قد يسمح‬ ‫باختزال ش��ريك الحب إلى محض ملجأٍ ينس��ينا ثقل‬ ‫الم��وت لبرهة‪ ،‬فينقلب الجماع تالي��اً‪ ،‬على الرغم من‬ ‫تزاي��د وتيرت��ه‪ ،‬لحظة عن��فٍ تفرّق أكث��ر من كونها‬ ‫ً‬ ‫لحظ��ة تجم��ع‪ ،‬فتقتل اآلخ��رَ ب��د ًال من إحيائ��ه‪ .‬في‬ ‫الوقت عينه‪ ،‬يمكن الحياة المتفجرة من عمق اللحظة‬ ‫الحميم��ة أن تصير ش��ك ً‬ ‫ال جدي��داً من أش��كال اللقاء‪،‬‬ ‫يعيد فيه الش��ريكان اكتش��اف ما يسري من حبٍّ بين‬ ‫جس��ديهما في صراعهما المس��تمر ض��د الموت‪ .‬في‬ ‫عينَي الجثة المغمضتين غياب ال ينتهي‪ ،‬وفي عينَي‬ ‫َ‬ ‫لحظة النش��وة‪ ،‬حضورٌ كثيف‬ ‫المح��ب المغمضتي��ن‪،‬‬ ‫يقاوم الم��وت ويق��ول حقيقتنا‪ :‬مائتون نح��ن‪ ،‬لكننا‬ ‫نقاوم الموت بأجسادٍ تنضح حبًا!‬ ‫جريدة النهار ‪2013 / 6 / 15‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 4707‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2080‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 4325‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 14641‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 49068‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 6 / 15‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.