سوريتنا | العدد الثاني والتسعون | 23 حزيران 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫م�س�ؤولة �أوروبية ّ‬ ‫حتذر املجتمع الدويل من‬ ‫مواجهة �أكرب �أزمة الجئني يف �سوريا‬

‫ح��ذرت األم��م المتح��دة م��ن أن ح��رارة الصي��ف‬ ‫المرتفع��ة في س��وريا‪ ،‬إل��ى جانب الظ��روف الصحية‬ ‫المتده��ورة؛ ق��د تعرض صح��ة حوالى ملي��ون طفل‬ ‫سوري للخطر بس��بب النزاع‪ .‬ويتوقع أن تصل درجات‬ ‫الح��رارة في الصيف إلى ما بين ‪ 40‬و‪ 50‬درجة مئوية‪.‬‬ ‫كما قالت ناطقة باسم منظمة األمم المتحدة للطفولة‬ ‫يونيسيف ماريكسي ميركادو في تصريح صحافي‪.‬‬ ‫وقال��ت‪ :‬أن مي��اه الش��رب أصبحت ن��ادرة إلى حد‬ ‫كبي��ر منذ بدء الن��زاع‪ ،‬وتلك المتواف��رة ال تمثل أكثر‬ ‫من ثلث الحجم الذي كان متوافراً قبل النزاع بحس��ب‬ ‫يونيس��يف‪ .‬كما أن هناك ‪ 4.25‬مليون سوري نازحون‬ ‫داخل بالدهم‪ ،‬ويعيشون في مالجىء مكتظة جداً‪.‬‬ ‫وفي مخيمات الالجئي��ن أيضًا الوضع صعب جداً‪.‬‬ ‫وأعطت يونيس��يف بيانًا مثا ًال مش��يرة إل��ى أن مخيم‬ ‫دوميز في العراق الذي يفترض أن يس��توعب ‪ 25‬ألف‬ ‫ش��خص أصبح يع��د ضعفي ه��ذا العدد‪ .‬وف��ي لبنان‬ ‫أيض��اً تقيم عائالت من الالجئين في ش��قق صغيرة‪،‬‬ ‫أو ف��ي مالجىء قاموا بإعدادها بأنفس��هم‪ ،‬وتنقصها‬ ‫المي��اه وش��روط النظافة المناس��بة‪ .‬وقال��ت المديرة‬ ‫اإلقليمية لليونس��يف للشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫ماري��ا كاليفيس في البيان "بدون مياه ش��رب وبدون‬ ‫مراف��ق صحية كافي��ة‪ ،‬س��ترتفع بالتأكي��د احتماالت‬ ‫تعرض أطفال سوريا وأولئك الذين يقيمون كالجئين‬ ‫في المنطقة لإلصابة باإلسهال وأمراض أخرى"‪.‬‬ ‫من جهته��ا قالت ميركادو‪ :‬أن االردن س��جل أول‬ ‫حال��ة حصبة منذ ‪ .1994‬وأش��ارت منظم��ة أطباء بال‬ ‫حدود الثالثاء إلى س��بعة آالف حالة حصبة على األقل‬ ‫في مناطق بش��مال س��وريا وبدأت حملة تلقيح رغم‬ ‫الصعوب��ات‪ .‬واليونيس��يف بحاجة إل��ى أكثر من ‪200‬‬ ‫ملي��ون دوالر للتمكن من مواصل��ة برامجها الصحية‪،‬‬ ‫وتأمي��ن النظافة والمياه في س��وريا ولبن��ان واألردن‬ ‫والعراق حتى نهاية السنة‪.‬‬ ‫إلى ذلك حذّرت مفوضة المس��اعدات اإلنس��انية‪،‬‬ ‫والحماي��ة األمنية ف��ي االتحاد األوروبي‪ ،‬كريس��تالينا‬ ‫جورجييف��ا‪ ،‬المجتم��ع الدولي من مواجه��ة أكبر أزمة‬ ‫الجئين في سوريا من أي وقت مضى‪ .‬وقالت جورجييفا‬ ‫لصحيف��ة ديلي تليغ��راف‪ ،‬أن ما يصل إل��ى ‪ 3‬ماليين‬ ‫ش��خص من المرج��ح أن يفروا بنهاية ه��ذا العام من‬ ‫ً‬ ‫مش��بهة األزمة الدائرة فيها بأفغانستان‪ ،‬أكبر‬ ‫سوريا‪،‬‬ ‫مص��در لالجئين في العال��م في الوق��ت الراهن‪ ،‬بعد‬ ‫فرار ما يُق��دّر بنحو ‪ 2.5‬ملي��ون أفغاني من بالدهم‬ ‫على م��دى ‪ 22‬عامًا من الصراع‪ .‬واعتب��رت جورجييفا‬

‫األزمة الس��ورية أس��وأ أزمة الجئين ف��ي العالم على‬ ‫مدى العقود الماضية‪ ،‬محذّرة من أنها س��تصبح قريبًا‬ ‫أكب��ر أزمة من نوعها في حياتنا ما لم يتحرك المجتمع‬ ‫الدول��ي إلنهائه��ا‪ .‬وأضافت أن قرار الوالي��ات المتحدة‬ ‫تس��ليح الجماع��ات المتمردة في س��وريا يُع��د بمثابة‬ ‫البديل الس��يء لصياغة خطة سالم تحظى على دعم‬ ‫مجل��س األم��ن الدولي التاب��ع لألمم المتح��دة‪ .‬وقالت‬ ‫المفوضة األوربية للمس��اعدات اإلنس��انية‪ ،‬والحماية‬ ‫األمني��ة‪ ،‬أنها لم تر أي وضع قاد في��ه ضخ المزيد من‬ ‫األس��لحة إل��ى خل��ق فرص أكث��ر للتف��اوض من أجل‬ ‫ايجاد ح��ل‪ ،‬بغض النظر عن ما يمك��ن أن يعنيه مثل‬ ‫هذا التحرك في صعود التطرف‪ ،‬في إش��ارة إلى تذرع‬ ‫بعض الدول الغربية بأن تس��ليح المعارضة السورية‬ ‫س��يضع ضغوط��اً على نظ��ام الرئيس بش��ار األس��د‬ ‫للمشاركة في مفاوضات الس�لام‪ .‬وأشارت جورجييفا‬ ‫إل��ى أن المفوضية األوربية تس��تمر في بذل جهود لم‬ ‫يسبق لها مثيل لتأمين المساعدات لالجئين السوريين‬ ‫ف��ي األردن ولبنان‪ ،‬رغم محدودية الموارد اإلنس��انية‬ ‫العالمية‪ .‬داعية إلى التوصل إلى حل سياس��ي قبل أن‬ ‫يص��ل أحد البلدي��ن أو كليهما معاً إل��ى نقطة االنهيار‬ ‫وت��زداد أزمة الالجئين الس��وريين أضعاف��ًا مضاعفة‪.‬‬ ‫وأضاف��ت أن تعامل المجتمع الدولي مع أزمة الالجئين‬ ‫الس��وريين مخيب لآلمال‪ ،‬جراء عدم تحركه كلما كان‬ ‫هن��اك ثوران جديد في حدة القتال الدائر في س��وريا‪،‬‬ ‫والذي كن��ا نأمل أن يكون دعوة له لالس��تيقاظ‪ ،‬ومن‬ ‫الواضح أن هذا األمر لم يحدث حتى اآلن‪.‬‬ ‫وقال��ت جورجييف��ا‪ :‬أن الفج��وة بي��ن الق��درات‬ ‫اإلنس��انية المتوفرة‪ ،‬واحتياجات الالجئين السوريين‪،‬‬ ‫تنم��و أكب��ر من أي وق��ت مضى مع اس��تمرار الصراع‬ ‫ّ‬ ‫يش��كل األطفال‬ ‫وتصاع��د أع��داد الالجئي��ن‪ ،‬والذين‬ ‫نصفه��م تقريباً‪ ،‬وت��رك الكثير منه��م المدارس منذ‬ ‫عامي��ن‪ ،‬مم��ا س��يجعل من الصع��ب تف��ادي األخطار‬ ‫المس��تقبلية لجي��ل م��ن األطفال بال وظائ��ف لكنهم‬ ‫سيحملون بنادق في أيديهم‪.‬‬ ‫وأضاف��ت نحن ننظر اآلن إل��ى أكثر من ‪ 100‬من‬ ‫الجماعات المتمردة‪ ،‬التي نصبت نفس��ها في س��وريا‬ ‫وتري��د أن تش��ارك في مفاوضات الس�لام المقترحة‪،‬‬ ‫لكن هذا العدد مرش��ح لالزدياد كلم��ا تأخر عقد هذه‬ ‫المفاوضات‪.‬‬ ‫وفي س��ياق آخر‪ ،‬بدأ المفوض الس��امي لشؤون‬ ‫الالجئي��ن أنطونيو غوتيريس ي��وم الثالثاء زيارة إلى‬ ‫منطقة الش��رق األوس��ط‪ ،‬لالحتفال بالي��وم العالمي‬

‫لالجئي��ن‪ ،‬من خالل لقاء الق��ادة والالجئين في لبنان‪.‬‬ ‫وش��دد الس��يد غوتيريس على أهمية توفي��ر الدعم‬ ‫الالزم للبلدان والمجتمعات التي تستضيف الالجئين‪.‬‬ ‫وأش��ار إلى أن خطر انتش��ار األزمة السورية في‬ ‫ال��دول المجاورة أصب��ح "واقعًا قاس��ياً" يجب معالجته‬ ‫"لمن��ع ني��ران الحرب م��ن االنتش��ار في جمي��ع أنحاء‬ ‫الشرق األوسط"‪.‬‬ ‫وفي س��ياق تقدي��م أكبر خطة تمويل إنس��اني‬ ‫عل��ى اإلطالق من أج��ل لبنان‪ ،‬ناش��د كل من رئيس‬ ‫ال��وزراء اللبنان��ي نجيب ميقاتي‪ ،‬والس��يد غوتيريس‬ ‫المانحين الدوليين توفير ‪ 1.7‬بليون دوالر‪.‬‬ ‫ويش��كل هذا النداء ج��زءاً من خطة االس��تجابة‬ ‫اإلقليمية الس��ورية المحدثة‪ .‬وس��وف تخصص ‪450‬‬ ‫مليون دوالر الس��تجابة الحكومة اللبنانية في دعمها‬ ‫لالجئي��ن‪ .‬كم��ا تم تس��ليط الض��وء عل��ى التحديات‬ ‫المتزايدة التي يواجهها لبنان‪.‬‬ ‫ووس��ط تفاقم العنف في س��وريا‪ ،‬م��ن المتوقع‬ ‫أن يتجاوز عدد الس��وريين الفارين إلى لبنان المليون‬ ‫بحل��ول نهاية عام ‪ .2013‬األمر الذي س��يزيد الضغط‬ ‫على المجتمعات المحلية‪.‬‬ ‫وقال الس��يد غوتيري��س للصحفيين في بيروت‪:‬‬ ‫"لبن��ان بلد صغير بقلب كبي��ر"‪ ،‬مضيفًا‪" :‬ليس هناك‬ ‫قرية أو مدينة أو بلدة في لبنان لم تس��تضف الجئين‬ ‫سوريين"‪.‬‬ ‫وأش��ار الس��يد غوتيريس إلى أنه ومن��ذ البداية‪،‬‬ ‫ش��كلت األزم��ة ف��ي س��وريا تهدي��داً للس��لم واألمن‬ ‫اإلقليميي��ن‪ ،‬مضيفًا "ه��ذا التهديد أصب��ح اآلن واقعًا‬ ‫قاس��ياً م��ع تزاي��د خطر انتش��ار الص��راع إل��ى الدول‬ ‫المجاورة"‪.‬‬ ‫وأض��اف "يج��ب عل��ى المجتم��ع الدولي التغل��ب على‬ ‫االنقس��امات‪ ،‬والعم��ل معاً لوق��ف القتال‪ ،‬إذا كن��ا نريد منع‬ ‫نيران الحرب من االنتشار في جميع أنحاء الشرق األوسط"‪.‬‬ ‫وقال المفوض السامي‪" :‬لبنان والدول المجاورة‬ ‫األخ��رى تحت��اج إل��ى دعم ضخ��م حتى يتمكن��وا من‬ ‫االس��تمرار ف��ي اس��تضافة ومس��اعدة الكثي��ر م��ن‬ ‫الالجئي��ن‪ ،‬والحف��اظ عل��ى االس��تقرار"‪ .‬وأك��د‪" :‬من‬ ‫المهم ج��داً دعم المنظمات اإلنس��انية‪ ،‬ولكن بنفس‬ ‫الق��در م��ن األهمية علينا دع��م الحكوم��ة والوزارات‬ ‫المعنية والمجتمعات المحلية"‪.‬‬ ‫يشار إلى أنه يجري إحياء اليوم العالمي لالجئين‪،‬‬ ‫في العشرين من حزيران ‪ /‬يونيو من كل عام‪.‬‬


‫جرحى يف تركيا حتت‬ ‫وط�أة �سما�سرة‬ ‫ليندا بالل‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫ما أن تدخل للقسم الخاص بالمرضى والجرحى السوريين‬ ‫في المش��افي التركية‪ ،‬حتى تسمع اللهجة السورية الطاغية‬ ‫في الممرات‪ ،‬من مرضى ومرافقي��ن مقيمين‪ ،‬وأحيانًا أطباء‬ ‫يتحدثون بالسورية المتك ّلفة والمائلة للتركي‪.‬‬ ‫هو س��وق بي��ع وش��راء الجرحى‪ ..‬وص��ل لح��دّ البورصة‬ ‫الطبية ضمن المشافي التركية لعالج السوريين‪ ،‬يمكن مثال‪:‬‬ ‫أن تس��مع أحده��م وهو يفاوض المريض على س��عر صورة‬ ‫يريد أن يلتقطها له لبيعها لوكالة أنباء ما!‬ ‫أحمد ش��اب في الثالثين م��ن العمر‪ ،‬مصاب بش��ظية في‬ ‫منطق��ة البطن‪ ،‬أجزاء من أمعائه متهتكة ويجب اس��تئصالها‬ ‫أو اس��تبدالها‪ ،‬ينتظ��ر أن يحي��ن دوره لتلك الجراح��ة‪ ،‬رأيناه‬ ‫يش��تم ويلعن تركيا وس��وريا ونظام األس��د الذي جعله تحت‬ ‫رحمتهم‪ .‬وكالمتع ّلق بقشّة أمل أظهر لنا فور وصولنا ورقة‪،‬‬ ‫كتب عليها رقم ش��خص ما س��وري األصل‪ ،‬وعد أحمد بعمل‬ ‫جراحي في مصر‪ ،‬يتم معه إجراء الجراحة بالكامل‪ ،‬وبس��عر‬ ‫أق��ل مما طلبوا منه هنا في تركيا‪ ،‬واس��تبدال أمعائه بأخرى‬ ‫ألمانية المنشأ حتى يكون عمرها أطول حسبما وعدوه!!!‬ ‫ثالثون حالة يومية تقريبية تس��تقبلها المشافي التركية‪،‬‬ ‫نذكر منها مش��فى خنكيزخان في ك ّلس الحدودية‪ ،‬ومشفى‬ ‫‪ 25‬في أضنة‪ ،‬والش��هيد كامل في أزمير‪ ،‬واليونيفيرس��يتي‬ ‫في غازي عينتاب‪.‬‬ ‫يتم تأمين دخولهم في سيارات إسعاف تركية‪ ،‬تستقبلهم‬ ‫عل��ى المعابر الحدودي��ة الخاضعة لس��يطرة الجيش‪ ،‬كمعبر‬ ‫باب الهوى (سابقا) قبل تفجيره‪.‬‬ ‫النسب األعلى منهم مصابون بشظايا‪ ،‬طلق ناري‪ ،‬أوضاع‬ ‫خطيرة‪ ،‬حروق مختلفة الدرجات‪ ،‬أمراض أخرى‪ :‬كالس��رطان‬ ‫والته��اب الكب��د المزم��ن وغيرها م��ن األمراض الت��ي تعذّر‬ ‫عالجها في سوريا مؤخرا‪..‬‬ ‫عمر هو طفل أصيب بش��ظية في ال��رأس‪ ،‬أدت لفقدانه‬ ‫ال��كالم‪ ،‬جاء لغ��ازي عينتاب به��دف العالج م��ع والدته‪ ،‬التي‬ ‫تحدث��ت عن الصعوب��ات في العي��ش في ه��ذه المدينة‪ ،‬مع‬ ‫صعوب��ة التواصل م��ع الممرضي��ن واألطباء االت��راك وغالء‬ ‫المعيشة‪.‬‬ ‫في قس��م آخر من المش��فى‪ ،‬تجد مقاتل��ي الجيش الحر‪،‬‬ ‫وغالب��ًا هم من ق��ادة ألوية وكتائب يحظ��ون بفرصة العالج‬ ‫هن��ا مع مجموعة م��ن المرافقين‪ .‬أما بقي��ة المقاتلين يبقى‬ ‫وصولهم لتركيا مكلفاً للغاية‪.‬‬ ‫سماس��رة اإلتجار بالمرض��ى وأحالمهم بالعالج الس��ريع‪،‬‬ ‫واألقل كلفة هم من الس��وريين أنفس��هم ولألس��ف‪ ،‬الذين‬ ‫امتهنوا النصب واالحتيال على المرضى‪ .‬وال أتحدث عن حالة‬ ‫واحدة؛ بل هي مئات الحاالت‪ ،‬التي تعرضت لالحتيال‪ ،‬مقابل‬ ‫مبال��غ مادية ضخمة جدا‪ ..‬ناهيك ع��ن تململ بعض األطباء‬ ‫الس��وريين من العمل في تلك المش��افي م��ع الجرحى‪ ،‬فيما‬ ‫فضّل البعض التعاقد مع المشافي التركية الخاصة‪ ،‬الرتفاع‬ ‫األجر عن المشافي الحكومية‪ ،‬وتخصصهم في شأن الجرحى‬ ‫السوريين‬ ‫أخي��راً الحكومة التركية‪ ،‬تتكفل للي��وم بعالج الحاالت مع‬ ‫ّ‬ ‫المبطن ح��ول تحمي��ل الحكومة الس��ورية لنفقات‬ ‫الحدي��ث‬ ‫ه��ذا العالج في مرحلة قادمة‪ ،‬ول��م يتم التصريح عنها حتى‬ ‫اللحظة‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫السادة القائمون على مؤسسة "برونو كرايسكي" المحترمون‪:‬‬ ‫السيدات والسادة الحضور‪:‬‬ ‫بداي��ة أود أن أش��كر لك��م حضورك��م‬ ‫الي��وم‪ ،‬وعل��ى تش��ريفي به��ذه الجائ��زة‬ ‫الت��ي تحمل اس��م الرج��ل األمثول��ة "برونو‬ ‫كرايس��كي"‪ ،‬والتي س��بقني إليها أش��خاص‬ ‫من أمثال "نيلسون مانديال" و"بينازير بوتو"‬ ‫و"لوالدي سلفيا"‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغ��م من أن��ه ال توج��د فرحة‬ ‫لس��جين أكب��ر من إحساس��ه م��ن أن العالم‬ ‫الخارج��ي ما يزال يذكره‪ ،‬إال أنه أمام الخراب‬ ‫ونزي��ف ال��دم ال��ذي يجت��اح بل��دي يصب��ح‬ ‫اإلحس��اس بالف��رح رفاهية أخجل أن أش��عر‬ ‫بها‪.‬‬ ‫أيها السادة‪:‬‬ ‫أود أن أعت��رف أمامكم أن��ه لطالما كنت‬ ‫أنظ��ر باس��تغراب تجاه الس��يد "كرايس��ي"‪،‬‬ ‫فكي��ف لمناض��ل صلب ورجل دول��ة مثله أن‬ ‫يدفع بأمته نحو الحياد الدائم والتنازل طوعًا‬ ‫عن نش��وة االنتص��ار ومتعة الف��وز‪ ..‬إلى أن‬ ‫أدرك��ت أنه ف��ي الح��روب ال يوج��د منتصر‪،‬‬ ‫وأن الفضيلة الوحيدة الموج��ودة في الحرب هي إمكاني��ة انتهاؤها‪ ..‬فمن بغداد‬ ‫فال��كل خاس��رون‪ّ .‬‬ ‫إلى بوداس��ت‪ ،‬ومن لبنان إلى براغ‪ ،‬ومن فيتنام إل��ى الكوريتين تعلمت أن أفضل ما في الحرب هو‬ ‫انتهاؤه��ا‪ .‬ومن ضحايا الح��روب إلى ضحايا التميي��ز العنصري في جنوب إفريقي��ا‪ ،‬إلى رووندا إلى‬ ‫البوس��نة‪ ،‬إلى ضحايا االس��تبداد في عالمنا العربي وفرانكو وبينوشيه والعقداء اليونانيين‪ ،‬تعلمت‬ ‫أن الطري��ق إل��ى الديمقراطية بعيد كل البعد عن درب التط��رّف واإلرهاب بمقدار بعده عن طريق‬ ‫الديكتاتوريات واالستبداد‪.‬‬ ‫أيها السادة‪:‬‬ ‫ربما يكون ما آلت إليه األمور في سوريا اليوم أسوء من أسوء كوابيسنا‪ ،‬لكن هل لنا أن نتخلى‬ ‫عن الحق في تغيير واقعنا‪ ،‬وعن طموحاتنا المشروعة في الحرية والكرامة والمواطنة‪ ،‬وعن واجبنا‬ ‫ألن هذه الش��عارات اس��تخدمت‬ ‫في تقليص الال مس��اواة‪ ،‬وإدخال المزيد من العدالة إلى مجتمعاتنا ّ‬ ‫كأيديولوجيا‪ ،‬وكمطيّة‪ ،‬من قبل أنظمة استبدادية مُتس ّلطة ولحركات عُنفية وتكفيرية؟!‬ ‫وهل علينا اجترار تجاربنا في العالم العربي مرة بعد مرة‪ ،‬ففي كل مرة تزوّج فيها االستبداد‬ ‫والفساد لم ينجبوا سوى التطرّف والعنف واإلرهاب‪..‬‬ ‫نع��م نريد الحرية والكرامة والعدالة‪ ،‬ونس��تحقها‪ .‬لكنها حتمًا ليس��ت ه��ي حرية الموت تحت‬ ‫التعذي��ب أو ذبحًا‪ ،‬ليس��ت هي حرية الم��وت بقذيفة طائرة أو بس��يارة مفخخة‪ ..‬أنه��ا حرية الحياة‬ ‫القائمة على أس��اس المش��اركة‪ ،‬واالئتالف بين عالمية قيم حقوق اإلنسان‪ ،‬وخصوصيّة األوضاع‬ ‫والعالقات االجتماعية المحلية‪ ،‬من أجل إعادة تشكيل مجال إنساني عالمي‪ ،‬يجعل من الحياة تجربة‬ ‫إنسانية أخالقية‪ ،‬ليست ملكًا لهؤالء بأكثر مما هي ملكًا ألولئك‪.‬‬ ‫أيها السادة‪:‬‬ ‫أش��خاص كث��ر أتمنى لو أنه يتس��ع الوقت والمج��ال ألخاطبهم اليوم من خ�لال منبركم هذا‪،‬‬ ‫وبأس��مائهم‪ .‬إال أن��ه لكونهم أكثر بكثير من مس��احة الوقت‪ ،‬وأكبر من ق��درة الكلماتـ أو أن أخص‬ ‫زمالئ��ي الذي��ن رافقوني ف��ي الطريق إلى المعتق��ل‪ ،‬وإلى ه��ؤالء الذين حالفني الح��ظ أنهم لم‬ ‫يعتقلوا‪ ..‬أشعر بالفخر ألني تشرفت بالعمل معكم وبمالمسة أحالمكم وأوجاعكم‪.‬‬ ‫أصدقائي الذين في كل مرة يذهلوني بوفائهم وبتمسكهم بكل ما أمنا به‪ :‬ال تفقدوا إيمانكم‬ ‫حتى لو أن هؤالء الذين ال يملكون حجارة للبناء رموكم بالخطيئة‪.‬‬ ‫عائلتي الرائعة‪ :‬ش��كراً على صبركم ومحبتكم ومساندتكم لي طوال تلك السنوات الشاقة‪ ،‬ال‬ ‫شيء له معنى من دونكم‪.‬‬ ‫العناصر الذين تولوا مسؤولية "تأديبي" طوال عشرة أشهر‪ ،‬خصوصاً أولئك في أول أيام العيد‬ ‫الكبير‪ ..‬أش��عر باألس��ى ألجلنا‪ ،‬وأتمنّى ألوالدكم حياة س��عيدة خالية من الخوف والتعذيب‪ ،‬وأعياداً‬ ‫ملؤها الفرح والمحبة يتشاطرونها مع أوالدي إنانا وأداد‪.‬‬ ‫أيها السادة‪:‬‬ ‫فق��دت في دوام��ة العنف المجنون��ة الكثي��ر والكثير من األحب��ة بين قتي��ل ومعتقل ومصاب‬ ‫ومخطوف ومشرد‪ ،‬منهم زميلي الطبيب "أيهم غزول "‪ ،‬والصديق "حسن أحمد أزهري"‪ ،‬وابن عمي‬ ‫الم�لازم أول "علي درويش"‪ ،‬وأخي "س��امي عاق��ل"‪ ،‬وصديقي "خليل معت��وق"‪ ..‬لهم ولعائالتهم‬ ‫جميع��اً انحني‪ ،‬خنقت دموعي طوال هذه الفترة ألنها أصغر م��ن أحزانكم‪ ،‬وأطلقت صوتي لنخرج‬ ‫جميعًا إلى الشمس يداً بيد نصرخ معًا من جديد‪:‬‬ ‫واحد واحد واحد الشعب السوري واحد‬

‫�أوجـاع وطـن‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫كلمة مازن دروي�ش مبنا�سبة ح�صوله‬ ‫على جائزة "برونو كراي�سكي"‬ ‫للمدافعني عن حقوق الإن�سان ‪2013‬‬

‫‪3‬‬


‫تقرير بريطاين‪� :‬أطفال �سوريا مرتوكون للموت‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫ذك��رت المنظم��ة الخيري��ة البريطاني��ة (أنقذوا‬ ‫األطف��ال) في تقري��ر أصدرته أن "س��وريين جرحى‪،‬‬ ‫بمن فيهم األطفال‪ ،‬يُتركون على الطرقات ليموتوا‪،‬‬ ‫مع تزايد عدد ُ‬ ‫األسر الفارّة من الحرب في سورية إلى‬ ‫دول الجوار"‪.‬‬ ‫وقال��ت المنظم��ة نق� ً‬ ‫لا ع��ن الجئين س��وريين‪،‬‬ ‫أن األطف��ال ت��م فصلهم عن أس��رهم خ�لال رحالت‬ ‫الموت إل��ى دول الجوار‪ ،‬ومن بينه��م صبي عمره ‪12‬‬ ‫عامًا تُرك ينزف حتى الموت‪ ،‬نتيجة إصابته بش��ظايا‬ ‫قذيفة بعد أن اضطر أهله للتخلي عنه والفرار إلنقاذ‬ ‫حياتهم‪.‬‬ ‫وأشارت إلى أن طفلة سورية ماتت من العطش‪،‬‬ ‫في ج��و حار بع��د انفصالها ع��ن والدته��ا‪ ،‬فيما لقي‬ ‫صب��ي عم��ره ‪ 12‬حتفه بع��د أن قام أفراد يحرس��ون‬ ‫نقطة تفتيش بجز عنقه‪.‬‬ ‫وأضاف��ت المنظم��ة إنها تلقت تقاري��ر أيضاً عن‬ ‫أطف��ال س��وريين قُتل��وا برص��اص قن��اص‪ ،‬وآخرين‬ ‫فق��دوا حياتهم نتيجة لعقهم الرطوبة من األعش��اب‬ ‫وأوراق الش��جر‪ ،‬في محاولة يائسة لدرء العطش في‬ ‫أجواء من الحرارة الحارقة‪.‬‬ ‫وقالت أن "الهجرة الجماعية من سورية تتصاعد‬ ‫بصورة س��ريعة‪ ،‬ووصلت أع��داد الالجئين إلى مليون‬ ‫الج��ئ ف��ي الذكرى الثاني��ة الندالع األزمة ف��ي آذار ‪/‬‬ ‫م��ارس الماض��ي‪ ،‬وهن��اك الي��وم ‪ 6 .1‬ملي��ون الجئ‬

‫س��وري‪ ،‬أكثر من نصفهم م��ن األطفال‪ ،‬يبحثون عن‬ ‫مأوى في البلدان المج��اورة‪ ،‬فيما ازداد عدد الالجئين‬ ‫المس��جلين بمع��دل ‪ 17‬ضعف��ًا ف��ي الع��ام الماضي‪،‬‬ ‫وهناك توقعات بأن يفرّ ‪ 2‬مليون سوري من بالدهم‬ ‫هذا الصيف"‪.‬‬ ‫وح��ذّرت المنظمة من أن األطفال داخل س��وريا‬ ‫يتعرّض��ون بش��كل خاص ألس��وأ الفظائ��ع‪ ،‬ويفتقد‬ ‫الذين تمكنوا من الفرار منهم إلى المدارس واألماكن‬ ‫اآلمنة للعب‪ ،‬وكثيراً ما يعيش��ون ف��ي أماكن مكتظة‬ ‫وضيقة‪.‬‬ ‫وق��ال جاس��تين فورس��ايث‪ ،‬المدي��ر التنفي��ذي‬ ‫لمنظم��ة (أنق��ذوا األطف��ال)‪ :‬أن القص��ص المروعة‬ ‫الت��ي جمعناه��ا م��ن الالجي��ن الس��وريين على مدى‬ ‫األي��ام القليلة الماضية‪ ،‬تبيّ��ن أن األطفال يتحملون‬ ‫العبء األكبر للنزاع الدائ��ر في بالدهم‪ ،‬ويتعرّضون‬ ‫للقتل والتعذيب وس��وء المعاملة‪ ،‬وتجنيدهم كجنود‬ ‫وف��ي أع��داد مرعب��ة‪ ،‬وت��م فصله��م ع��ن عائالتهم‬ ‫ومات بعضهم وحيدي��ن على جوانب الطرق متأثرين‬ ‫بجراحهم‪.‬‬ ‫وأضاف فورس��ايث‪ :‬أن الح��ل الوحيد لهذه األزمة‬ ‫ف��ي نهاي��ة المط��اف ه��و وض��ع ح��د للعن��ف‪ ،‬لكننا‬ ‫نحت��اج بصورة ماسّ��ة في هذه األثن��اء للوصول إلى‬ ‫المحاصري��ن داخل س��ورية‪ ،‬ونخش��ى أننا سنس��مع‬ ‫روايات أكثر رعباً عن مآس��ي األطف��ال إذا لم نتمكن‬ ‫من ذلك‪.‬‬

‫املالكي ي�أمر م�س�ؤويل احلدود العراقيني بال�سماح بدخول الالجئني ال�سوريني‬ ‫وج��ه رئي��س الحكوم��ة العراقي��ة ن��وري المالكي‬ ‫الق��وات األمني��ة‪ ،‬واله�لال األحم��ر باس��تقبال النازحين‬ ‫الس��وريين‪ ،‬بع��د ثالثة أيام من إع�لان الحكومة رفضها‬ ‫السماح بدخول أي الجىء‪ ،‬فيما أكد قائد حدودي أن األمر‬ ‫"ينطبق على كل المعابر الحدودية مع سوريا"‪.‬‬ ‫وذكرت قن��اة "العراقية" الحكومي��ة في خبر عاجل‪،‬‬ ‫أن "رئي��س الوزراء ن��وري المالكي يوجه ق��وات الجيش‬ ‫والش��رطة والهالل األحمر العراقي‪ ،‬باس��تقبال النازحين‬ ‫السوريين ومساعدتهم وتقديم الخدمات لهم"‪.‬‬ ‫ب��دوره أك��د الل��واء عصام ياس��ين في موق��ع الوليد‬ ‫الحدودي مع سوريا أن "رئيس وزراء العراق نوري المالكي‬ ‫أمر مسؤولي الحدود العراقيين بالسماح بدخول الالجئين‬ ‫السوريين"‪ ،‬مضيفاً في تصريح صحافي أن "األمر ينطبق‬ ‫على كل المعابر الحدودية العراقية مع سوريا"‪.‬‬ ‫وكان��ت الحكومة العراقية أعلنت اعتذارها عن عدم‬ ‫اس��تقبال الجئين سوريين بسبب "الوضع األمني"‪ ،‬وذلك‬ ‫غداة سقوط معابر حدودية مع سوريا في أيدي مقاتلين‬

‫معارضين لنظام الرئيس السوري بشار األسد‪.‬‬ ‫وطالب��ت لجنة العالقات الخارجية النيابية‪ ،‬الحكومة‬ ‫بإعادة النظر بقرار عدم اس��تقبال الالجئين الس��وريين‪،‬‬ ‫مش��ددة على ض��رورة االهتمام بهم وإيوائهم‪ ،‬ال س��يما‬ ‫األطفال والنساء وكبار السن منهم‪.‬‬ ‫وق��ال رئي��س اللجنة هم��ام حمودي‪ ،‬ف��ي بيان أن‬ ‫"للشعب السوري دور نبيل في إيواء الالجئين العراقيين‬ ‫أيام المحنة‪ ،‬ف��ي عهد النظام المب��اد"‪ ،‬مطالبًا الحكومة‬ ‫العراقي��ة بـ"إعادة النظ��ر بالقرار الذي اتخذته األس��بوع‬ ‫الماضي‪ ،‬بعدم استقبال الجئين سوريين"‪.‬‬ ‫وأض��اف حم��ودي أن "رئيس وأعض��اء اللجنة قرروا‬ ‫االستمرار في حث الحكومة على تغيير قرارها‪ ،‬والوقوف‬ ‫إلى جانب الش��عب الس��وري الش��قيق الذي يتعرض إلى‬ ‫محنة كبيرة"‪ ،‬مش��دداً على "ضرورة االهتمام بالنازحين‬ ‫وإيوائهم‪ ،‬خصوصًا األطفال والنساء وكبار السن منهم"‪.‬‬ ‫وكان المتح��دث باس��م الحكومة العراقي��ة‪ ،‬أكد أن‬ ‫العراق غير قادر على اس��تقبال الجئين من سوريا‪ ،‬على‬

‫خلفي��ة األحداث التي تش��هدها بس��بب الوض��ع األمني‪،‬‬ ‫وتصاعد وتيرة القتال بين القوات الحكومية والمعارضة‪،‬‬ ‫فيماع��زت الحكوم��ة العراقي��ة س��بب ع��دم اس��تقبالها‬ ‫الالجئين السوريين؛ بافتقادها للخدمات اللوجستية على‬ ‫الح��دود بين البلدي��ن‪ ،‬معتبرة أن الن��زوح باتجاه العراق‬ ‫يكاد يكون معدومًا بسبب بعد مدنه عن بعضها البعض‪،‬‬ ‫ووجود الصحراء التي تشكل خطراً عليهم‪.‬‬ ‫وازدادت األعم��ال العس��كرية والعنف في الش��هور‬ ‫األخيرة في عدة مدن س��ورية رئيس��ة‪ ،‬ما اضطر الكثير‬ ‫من السكان إلى النزوح من ديارهم إلى الدول المجاورة‪،‬‬ ‫مث��ل‪ :‬لبن��ان واألردن وتركي��ا فض� ً‬ ‫لا عن الع��راق‪ ،‬هربًا‬ ‫من أعمال العنف والظروف غيراإلنس��انية التي ش��هدتها‬ ‫بالدهم‪.‬‬ ‫وأعلن��ت مديري��ة الهجرة والمهجري��ن في محافظة‬ ‫دهوك‪ ،‬عن وصول تس��عة آالف الجئ س��وري إلى إقليم‬ ‫كردستان‪ ،‬فيما أكدت استمرار تدفق السوريين بنحو ‪50‬‬ ‫الجئًا يوميًا‪.‬‬

‫املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات‪� :‬أكرث من ن�صف �سكان �سوريا �أ�صبحوا‬ ‫ً‬ ‫�شخ�صا دخلوا دائرة الفقر ال�شديد!‬ ‫فقراء‪ ،‬منهم ‪ 3.6‬مليون‬ ‫دخل ‪ 6.7‬مليون س��وري دائرة الفقر عام ‪،2012‬‬ ‫منهم ‪ 3.6‬مليون ش��خصًا دخلوا دائرة الفقر الشديد‪،‬‬ ‫نتيجة الزيادة في أس��عار البضائ��ع والخدمات وتراجع‬ ‫مصادر الدخ��ل‪ ،‬واألضرار المادي��ة للممتلكات‪ ،‬وذلك‬ ‫خالل األزمة الممتدة منذ عامين تقريبًا‪.‬‬ ‫ويبل��غ عدد الفقراء في س��ورية قبل األزمة نحو‬ ‫‪ 5 .5‬مليون‪ ،‬يضاف اليهم ‪ 6.7‬مليون بسبب األحداث‪،‬‬ ‫وبذل��ك يرتفع الع��دد لحوالي ‪ 12‬ملي��ون تقريبًا‪ ،‬وإذا‬ ‫باالستناد إلى أن عدد سكان سورية ‪ 22‬مليون نسمة‬ ‫بحس��ب «المكتب المركزي لالحصاء»‪ ،‬فإن نسبة من‬ ‫دخل��وا دائ��رة الفق��ر بس��بب األزمة يق��درون بنصف‬

‫السكان‪.‬‬ ‫وتش��ير الساعة الس��كانية على الموقع الرسمي‬ ‫للمكتب المركزي لإلحصاء في رئاسة مجلس الوزراء‪،‬‬ ‫إلى أن عدد س��كان سورية مس��اء ‪ ،2013 / 1 / 29‬قد‬ ‫وص��ل إلى حدود ‪ 22‬مليون نس��مة‪ ،‬حي��ث يبلغ العدد‬ ‫بموج��ب تل��ك الس��اعة ‪ 21‬مليون��ًا و‪ 944‬ألف��ًا و‪573‬‬ ‫نسمة‪.‬‬ ‫وكش��ف تقري��ر حديث أع��ده «المركز الس��وري‬ ‫لبحوث السياس��ات» بعنوان األزمة الس��ورية – اآلثار‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وحصل موقع «االقتصادي»‬

‫عل��ى نس��خة من��ه‪ ،‬أنه بلغ��ت الزي��ادة النس��بية في‬ ‫مع��دالت الفقر العام نهاية الربع األول من عام ‪2013‬‬ ‫مقارنة بعام ‪ 2012‬حوالي ‪.% 150‬‬ ‫وكان��ت أش��د المناط��ق تض��رراً بنس��بة زي��ادة‬ ‫مع��دالت الفقر العام في س��ورية نهاي��ة الربع االول‬ ‫م��ن ‪ 2013‬مقارن��ة بالع��ام الماضي‪ ،‬ه��ي المنطقة‬ ‫الجنوبي��ة بحوال��ي ‪ ،% 160‬تليها المنطقة الوس��طى‬ ‫بحوال��ي ‪ ،155%‬وم��ن ثم تأت��ي المنطقة الش��مالية‬ ‫بحوال��ي ‪ ،145%‬وتليه��ا الس��احلية بحوال��ي ‪،% 135‬‬ ‫وأخيراً تأتي المنطقة الشرقية بحوالي ‪.% 130‬‬


‫إحيا ًء لليوم العالمي لالجئين‪ ،‬سلطت األونروا‬ ‫األض��واء على أوضاع الالجئين الفلس��طينيين في‬ ‫مناطق عملياته��ا الخمس‪ .‬والقص��ة التالية تروي‬ ‫حكاية إحدى العائالت الفلس��طينية الالجئة‪ ،‬والتي‬ ‫اضط��رت لله��رب م��ن دائ��رة العن��ف الطاحنة في‬ ‫س��وريا‪ ،‬واللجوء إلى غزة حيث الحصار المفروض‪،‬‬ ‫وعدة عوامل أخ��رى تزيد من صعوبة التمتع بحياة‬ ‫طبيعية‪.‬‬ ‫"إنن��ي أكافح من أجل تغطية نفقات أس��رتي‪،‬‬ ‫في خضم األوض��اع الصعبة في غزة‪ .‬لقد تفاجأت‬ ‫بالغالء المعيش��ي‪ ،‬وانعدام ف��رص العمل‪ " ..‬بهذه‬ ‫الكلم��ات عب��ر س��مير‪ ،‬وه��و واحد م��ن ‪ 1000‬من‬ ‫الالجئين‪ ،‬الذي��ن توجهوا لألونروا كونهم فروا من‬ ‫دائرة العنف الطاحنة في سوريا بحثاً عن ملجأ في‬ ‫قطاع غزة‪.‬‬ ‫من��ذ اندالع أعم��ال العنف في س��وريا‪ ،‬وصلت‬ ‫نحو ‪ 200‬أس��رة م��ن الالجئين الفلس��طينيين إلى‬ ‫قطاع غزة الس��احلي‪ .‬تنحدر الغالبية العظمى من‬ ‫الوافدين من عائالت شُردت من مدنهم وبلداتهم‪،‬‬ ‫إل��ى غزة في الع��ام ‪ ،1948‬واضط��روا إلى النزوح‬ ‫م��رة أخرى واللجوء إلى س��وريا ف��ي أعقاب الحرب‬ ‫العربية اإلسرائيلية في العام ‪.1967‬‬ ‫وبع��د ع��دة عق��ود‪ ،‬تجد هذه األس��ر نفس��ها‬ ‫تعان��ي من التش��ريد للمرة الثالثة‪ ،‬م��ا اضطرهم‬ ‫إلى التوجه إلى غزة‪ ،‬بحثًا عن األمن األفضل قلي ً‬ ‫ال‬ ‫هناك‪.‬‬

‫الأونروا تتدخل‬

‫عل��ى الرغم م��ن العج��ز المالي ال��ذي تعاني‬ ‫منه‪ ،‬فاألونروا ملتزمة بمس��اعدة هؤالء الالجئين‪.‬‬

‫الهرب من �سوريا‬

‫بس��بب إلتزامات��ه المالية اضطر س��مير لترك‬ ‫الدراس��ة‪ ،‬والعمل كس��ائق ش��احنة‪ .‬لألسف‪ ،‬فقد‬ ‫خس��ر سمير وظيفته نتيجة االضطرابات والقالقل‬ ‫في سوريا‪ ،‬والتي شعر معها بالخطر على مستقبل‬ ‫أس��رته هناك‪ ،‬مما أجبره على أخذ أس��رته والهرب‬ ‫إلى غزة‪.‬‬ ‫يش��رح س��مير أزمت��ه قائ� ً‬ ‫لا‪" :‬يج��ب أن أؤمن‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫ثالثة �أجيال‪ ،‬ثالث هجرات‬

‫فالوكال��ة توف��ر لالجئين الفلس��طينيين الوافدين‬ ‫من س��وريا مساعدات مس��اوية لتلك التي تقدمها‬ ‫ألس��ر الالجئين الفلس��طينيين الذين يقطنون في‬ ‫غ��زة كالتعليم وخدمات الرعاي��ة الصحية وخدمات‬ ‫اإلغاثة والخدمات اإلجتماعية‪.‬‬ ‫وق��د تس��لمت العدي��د م��ن أس��ر الالجئي��ن‬ ‫الفلس��طينيين الوافدي��ن من س��وريا‪ ،‬مس��اعدات‬ ‫طارئة م��ن غير األغذي��ة كالبطانيات‪ ،‬الفرش��ات‪،‬‬ ‫واألغطية البالس��تيكية‪ .‬كما يجرى تقييمهم‪ ،‬بنا ًء‬ ‫على حالة الفقر‪ ،‬لتحديد اس��تحقاقهم للمساعدات‬ ‫الغذائي��ة والحصول على مس��اعدة إس��كانية لمرة‬ ‫واحدة‪.‬‬ ‫يبين سمير‪ ،‬والذي يبلغ من العمر ‪ 47‬عامًا‪ ،‬أب‬ ‫ألس��رة فرت من س��وريا إلى غزة قريباً‪ ،‬أنه وعلى‬ ‫الرغم من أوضاعه المعيش��ية الس��يئة للغاية في‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬إال أن تجربة والده أكس��بته الصبر في‬ ‫مواجه��ة الصعاب‪ .‬فقد ن��زح والده ف��ي بداية في‬ ‫الع��ام ‪ 1948‬من قرية وادي الحس��ا على مش��ارف‬ ‫مدينة بئر الس��بع في إسرائيل اليوم‪ .‬يقول سمير‪:‬‬ ‫"لق��د رحل والدي إلى غزة ثم إلى األردن ثم تركنا‬ ‫في سوريا‪ ،‬في العام ‪ 1970‬وانتقل إلى لبنان‪ ،‬حيث‬ ‫عاش لفترة ثم غادرها إلى اليمن‪ ،‬ليعود أخيراً إلى‬ ‫غزة ويبقى فيها حتى وافته المنية هناك"‪.‬‬

‫مبل��غ ‪ 650‬ش��يق ً‬ ‫ال إس��رائيلياً‪ ،‬أي م��ا يع��ادل ‪180‬‬ ‫دوالراً أمريكيًا‪ ،‬لكي أتمكن من الس��كن في منزل‬ ‫ف��ي مخيم جبالي��ا لالجئين‪ .‬إال أنني بالكاد أكس��ب‬ ‫ال إس��رائيلياً‪ ،‬أي م��ا يع��ادل ‪ 220‬دوالراً‬ ‫‪ 800‬ش��يق ً‬ ‫أمريكياً‪ ،‬من وظيفت��ي المؤقتة في وزارة الصحة"‬ ‫وه��ذه المش��كلة يواجهه��ا العدي��د م��ن الالجئين‬ ‫الفلسطينيين الوافدين من سوريا والذين يقيمون‬ ‫في غزة حالياً‪ .‬لقد تنقلت أس��رة س��مير عدة مرات‬ ‫منذ قدومها إلى غزة بسبب غالء المعيشة‪.‬‬ ‫تمثل قصة س��مير الوجه اإلنس��اني للصراع‪،‬‬ ‫حي��ث يتكب��د المدني��ون األبري��اء وي�لات الصراع‪،‬‬ ‫م��ع مقت��ل عش��رات اآلالف‪ ،‬وتش��ريد الماليي��ن‪.‬‬ ‫ويحصل س��مير على قسائم المساعدات التموينية‬ ‫المضاعف��ة‪ ،‬الت��ى تُعط��ى لفئ��ة الفق��ر المدقع‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة إل��ى الخدمات األساس��ية األخ��رى التي‬ ‫توفرها األونروا‪ .‬وعلى الرغم من المشهد القاتم‪،‬‬ ‫فأطف��ال س��مير يمثلون أم ً‬ ‫ال يمكن للش��باب فقط‬ ‫تقديمه‪" ،‬لقد ش��عر أطفالي بالحماس��ة الش��ديدة‬ ‫عندما علموا بمجيئهم إلى غزة"‪.‬‬ ‫بالرغم من الظروف الحياتية الصعبة في غزة‬ ‫والعن��ف الذي نجت منه األس��رة في س��وريا‪ ،‬إال أن‬ ‫زوجة س��مير أبدت نظرة تفاؤولية والت��ي نادراً ما‬ ‫تجده��ا بين الالجئي��ن القادمين من س��وريا حيث‬ ‫تقول زوجة س��مير‪" :‬لقد كنا جميعاً نتطلع للعودة‬ ‫إل��ى فلس��طين‪ .‬وعندم��ا وصلت إلى غزة ش��عرت‬ ‫باالطمئنان والرضى الش��ديدين‪ ،‬وحدثت نفس��ي‬ ‫بأن هذه هي أرض آبائي وأجدادي‪ .‬فلس��طين هي‬ ‫وطني"‪.‬‬ ‫يمكنكم مساعدة األونروا لتتمكن بدورها من‬ ‫مساعدة الالجئين الفلس��طينيين المتضررين من‬ ‫الصراع في س��وريا من خ�لال الضغط على صورة‬ ‫النداء الطارئ‪.‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫ال مكان للهرب‪ ،‬الالجئني الفل�سطينيني يف‬ ‫�سوريا ي�صلون �إىل غزة‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪5‬‬


‫م�ؤمتر جمموعة الثماين‬

‫جمتمعون جدد‪ ،‬و�إرادة ثابتة حتى الن�صر لو ت�أخر‬ ‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫"أنتم لم تس��تطيعوا أن تسقطوا‬ ‫دمش��ق وغي��ر قادري��ن على إس��قاط‬ ‫النظام عسكرياً‪ .‬المعركة طويلة‪ ،‬ومن‬ ‫خالل المعلومات‪ ،‬لي��س لديكم القدرة‬ ‫على الحسم العسكري‪."..‬‬ ‫بهذه العبارة خاطب "حس��ن نصر‬ ‫اهلل " المعارض��ة الس��ورية المس��لحة‬ ‫بع��د فقاعة القصير التي ما فتأ النظام‬ ‫وإعالمه على تصويرها كبداية النهاية‬ ‫للثورة الس��ورية‪ ،‬أنه مكر التاريخ‪ .‬بات‬ ‫مس��تقبل الرئيس السوري في دمشق‬ ‫يعتم��د عل��ى زعي��م ميليش��يا «ح��زب‬ ‫لحزب‬ ‫اهلل» ف��ي بيروت‪ ،‬األمي��ن العام‬ ‫ٍ‬ ‫يردد أتباع��ه ومنذ أكثر من نصف قرن‬ ‫ش��عار " أمة عربية واحدة‪ ،‬ذات رس��الة‬ ‫خالدة "‪ ،‬يختبأ في قصره متدثراً بعباءة‬ ‫ول��ي الفقيه‪ ،‬معلن��اً التش��ييع النهائي‬ ‫والمحزن لتاريخ البعث العربي‪.‬‬ ‫ومس��تهزأً بالربي��ع العرب��ي حين‬ ‫ص��رح لصحيف��ة " فرانكفورت��ر "‬ ‫األلماني��ة‪ :‬أن الربي��ع لي��س في��ه نزف‬ ‫دم��اء‪ ..‬وال قتل‪ ..‬وال تطرف‪ ..‬وال تدمير‬ ‫م��دارس وال منع لألطف��ال من الذهاب‬ ‫إل��ى مدارس��هم وال منع الم��رأة من أن‬ ‫ترت��دي م��ا تريد وم��ا يناس��ب‪ ..‬الربيع‬ ‫هو أجم��ل الفصول وما نم��ر به اليوم‬ ‫ه��و أحلك الظ��روف‪ ..‬فهو ب��كل تأكيد‬ ‫لي��س ربيع��ا‪ ..‬خ��ذ تفاصيل م��ا يجري‬ ‫ف��ي س��ورية من قت��ل وذب��ح وتقطيع‬ ‫رؤوس وأجس��اد وس��لخ جلد وأكل لحم‬ ‫البشر واعرضها على من يسوقون هذا‬ ‫المصطلح‪ ..‬وأترك الرأي لك‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫تس��اؤل مش��روع‪ ،‬عن‬ ‫يب��رز هن��ا‬ ‫عجز الثورة الس��ورية في عامها الثالث‬ ‫عن إس��قاط النظام‪ ،‬والج��واب أنه في‬ ‫س��وريا وحدها تقف العين في مواجهة‬ ‫المغرز‪ ،‬والمغرز إيراني روس��ي صيني‬ ‫به��وىً طائفي‪ ،‬وف��ي س��وريا وحدها‬ ‫س��تنتصر العين على المخرز‪ ،‬فبإمكان‬ ‫نصراهلل أن يلقي من الخطابات باس��م‬ ‫طه��ران ع��دد م��ا يش��اء‪ ،‬وبإمكانه أن‬ ‫يزور القصير " بحس��ب م��ا ذكرت قناة‬ ‫الميادي��ن المقرب��ة من الح��زب "‪ ،‬لكن‬ ‫ذلك لن يغيّر من الواقع شيئًا‪ ،‬فتاريخيًا‬ ‫لم يتجاوز النفوذ الفارسي كثيراً حدود‬ ‫ب�لاد الرافدي��ن‪ ،‬وحتى ه��ذا كان دائمًا‬ ‫نفوذاً موقتاً‪..‬‬ ‫النظام ومع كل الدعم لن يكس��ر‬ ‫إرادة الث��ورة‪ ،‬والش��عب الس��وري ل��ن‬ ‫يُه��زم ويُت��رك للمصير الذي يرس��مه‬ ‫ل��ه مجرمو النظام لك��ن الثورة بحاجةٍ‬ ‫للدع��م لتحقيق أهدافه��ا ووقف حمام‬ ‫ال��دم‪ ،‬الدعم من األش��قاء واألصدقاء‪،‬‬ ‫يقول المؤرخ األميركي دانيال بايبس‪:‬‬ ‫"ينبغ��ي عل��ى الق��وى الغربي��ة توجيه‬ ‫الص��راع إل��ى طري��ق مس��دود عب��ر‬ ‫مس��اعدة أي طرف يخسر‪ ،‬فخطر قوى‬ ‫الش��ر يتقلص عندما تندلع الحرب بين‬ ‫أطرافها"‪.‬‬

‫وبينما طبول الح��رب تصم اآلذان‬ ‫ف��ي س��وريا تتج��ه األنظ��ار إل��ى قمة‬ ‫الثمان��ي‪ ،‬الت��ي يبدو الالعب الروس��ي‬ ‫األكث��ر حزم��اً ووضوح��ًا ف��ي مواقفه‪،‬‬ ‫وحتى اس��تخدام النظام الس��وري غاز‬ ‫الس��ارين وتدخ��ل "حزب اهلل" الواس��ع‬ ‫ف��ي الح��رب‪ ،‬ل��م يدفع��ه لمراجع��ة‬ ‫حس��اباته‪ ،‬فبوتي��ن داع��مٌ لألس��د وال‬ ‫ح��ل برأيه بال األس��د‪ ،‬حي��ث صرح في‬ ‫ختام لقا ٍء في لن��دن مع رئيس الوزراء‬ ‫البريطان��ي ديفي��د كامي��رون "اعتق��د‬ ‫أن الجمي��ع س��يوافق عل��ى أن االمر ال‬ ‫يس��تحق دع��م اش��خاص ال يكتف��ون‬ ‫بقتل اعدائهم بل يلتهمون اعضاءهم‬ ‫علن��ا وام��ام الكامي��رات"‪ ،‬ف��ي اش��ارة‬ ‫إل��ى ش��ريط فيديو بث ف��ي ايار يظهر‬ ‫مقات ً‬ ‫ال معارضاً ينت��زع أعضاء من جثة‬ ‫تجاهل‬ ‫وف��ي‬ ‫الس��وريين‪.‬‬ ‫الجنود‬ ‫أح��د‬ ‫ٍ‬ ‫قتيل بنيران‬ ‫أل��ف‬ ‫المئة‬ ‫عن‬ ‫ين��وف‬ ‫لما‬ ‫ٍ‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫وأض��اف بوتين الذي تق��وم بالده‬ ‫بتس��ليح نظام الرئيس السوري بشار‬ ‫األس��د وتحتف��ظ بإمكاني��ة ام��داده‬ ‫بصواري��خ ارض ‪ -‬ج��و من ط��راز اس‬ ‫‪" ،300‬نح��ن ال ننته��ك اي قاع��دة او‬ ‫معيار وندعو جميع ش��ركائنا إلى تبني‬ ‫السلوك نفسه"‪.‬‬ ‫واعتب��رت موس��كو أن اتهام��ات‬ ‫الوالي��ات المتح��دة ح��ول اس��تخدام‬ ‫األس��لحة الكيماوي��ة من قب��ل النظام‬ ‫الس��وري «غي��ر مقنع��ة»‪ .‬وق��ال وزير‬ ‫الخارجية الروس��ي س��يرغي الفروف‪" :‬‬ ‫النظ��ام يحرز انتص��ارات على األرض‪،‬‬ ‫وقد اعترفت المعارض��ة بذلك صراحة‬ ‫"‪ .‬وأضاف‪ " :‬ثمة تس��ريبات من وسائل‬ ‫إعالم غربي��ة تتعلق ببحث جاد لفرض‬ ‫منطقة حظر طيران فوق سورية بنشر‬ ‫صواري��خ باتريوت المض��ادة للطائرات‬ ‫ومقات�لات أف ‪ 16‬في األردن "‪ .‬وقال‪" :‬‬ ‫ال يحتاج األمر لخبير لكي يدرك أن ذلك‬ ‫س��ينتهك القان��ون الدول��ي "‪ ،‬مضيفًا‪:‬‬ ‫"نأمل ب��أن يتحرك ش��ريكنا األميركي‬ ‫بما يتفق مع تفعيل المبادرة الروس��ية‬ ‫األميركية الرامية إلى التحضير لمؤتمر‬ ‫دولي " حول سورية‪.‬‬ ‫أم��ا الوالي��ات المتح��دة األمريكية‬ ‫الت��ي يقوده��ا أكثر رؤس��اءها ت��ردداً‬ ‫وضعفاً‪ ،‬فاتهمت الس��لطات الس��ورية‬ ‫بتخط��ي "الخ��ط األحم��ر" واتهامه��ا‬ ‫باس��تخدام اس��لحة كيميائي��ة‪ ،‬وه��و‬ ‫تصعي��د اعتبرت الوالي��ات المتحدة أنه‬ ‫يعطي شرعية "لتقديم دعم عسكري"‬ ‫للمعارضين المس��لحين‪ .‬واعلنت ادارة‬ ‫الرئي��س االميرك��ي ب��اراك أوباما أنها‬ ‫قامت بمراجع��ة لتقارير اس��تخباراتية‬ ‫خلص��ت بنتيجتها إل��ى أن قوات النظام‬ ‫اس��تخدمت أس��لحة محظورة من بينها‬ ‫غ��از الس��ارين ف��ي هجم��ات أدت إل��ى‬ ‫مقتل ‪ 150‬شخصًا‪.‬‬

‫وق��ال مس��اعد مستش��ار االم��ن‬ ‫القوم��ي ب��ن رودز أن "الرئي��س اتخذ‬ ‫ق��رارا بتقدي��م المزي��د م��ن الدع��م‬ ‫للمعارضة الس��ورية‪ .‬وذلك سيتضمن‬ ‫دعم��ًا مباش��راً للمجل��س العس��كري‬ ‫األعل��ى للجيش الس��وري الح��ر‪ .‬ومن‬ ‫ضم��ن ذل��ك الدع��م العس��كري"‪ ،‬دون‬ ‫اعطاء المزيد من التفاصيل‪.‬‬ ‫وأوردت صحيف��ة "وول س��تريت‬ ‫جورن��ال" أن الدع��م العس��كري ال��ذي‬ ‫تعرض��ه الوالي��ات المتح��دة يتضم��ن‬ ‫اقام��ة منطقة حظر ج��وي مؤقت فوق‬ ‫مخيم��ات تدري��ب المتمردي��ن‪ .‬وتابعت‬ ‫الصحيفة نقال عن مسؤولين اميركيين‬ ‫لم تكشف هويتهم بأن منطقة الحظر‬ ‫الج��وي هذه س��تمتد على مس��احة ‪40‬‬ ‫كل��م (‪ 25‬ميال) داخل س��ورية وس��يتم‬ ‫فرضها بواسطة طائرات حربية مجهزة‬ ‫بصواريخ جو جو داخ��ل المجال الجوي‬ ‫االردني‪.‬‬ ‫م��ن جهته��ا اوردت صحيف��ة‬ ‫"نيوي��ورك تايمز" تصريح مس��ؤولين‬ ‫اميركيي��ن أن تس��ليح المتمردي��ن‬ ‫سيش��مل االس��لحة الخفيفة والذخيرة‬ ‫واس��لحة مض��ادة للمدرع��ات دون تلك‬ ‫المضادة للطائرات‪.‬‬ ‫وكان ديبلوماس��يون غربي��ون‬ ‫قال��وا أن الوالي��ات المتح��دة ت��درس‬ ‫اقامة منطقة حظر طي��ران قريبة من‬ ‫الحدود الس��ورية الجنوبي��ة مع األردن‪.‬‬ ‫وأكد األردن أمس أن طائرات «اف ‪»16‬‬ ‫وبطاريات «باتريوت» أميركية ستبقى‬ ‫في اراضيه بعد انتهاء مناورات «األسد‬ ‫المتأهب» نهاية الش��هر الج��اري‪ ،‬التي‬ ‫تش��ارك فيه��ا الواليات المتح��دة ودول‬ ‫إقليمي��ة وعربية‪ .‬لكن عم��ان اكدت أن‬ ‫ذل��ك ل��ن يك��ون «منطلق��ًا ألي أعمال‬ ‫عس��كرية ض��د س��ورية»‪ .‬واعل��ن في‬ ‫واش��نطن‪ ،‬أن وزارة الدف��اع االميركية‬ ‫(بنتاغون) وافقت على الطلب االردني‪.‬‬ ‫وق��ال رئي��س أركان «الجي��ش‬ ‫الحر» اللواء س��ليم اردي��س بعد لقائه‬ ‫مسؤولين غربيين في اسطنبول أمس‬ ‫لبح��ث موض��وع تس��ليح المعارضة أن‬ ‫«اصدقاءن��ا ف��ي الوالي��ات المتحدة لم‬ ‫يبلغونا بعد انهم س��يمدوننا باألسلحة‬ ‫والذخي��رة»‪ .‬وق��ال مص��در مطلع على‬ ‫االتص��االت االميركي��ة م��ع المعارضة‬ ‫أن��ه من المحتمل أن تش��مل االس��لحة‬ ‫التي سترسلها الواليات المتحدة قذائف‬ ‫صاروخي��ة وقذائ��ف مورت��ر خفيف��ة‬ ‫واسلحة الية‪.‬‬

‫جمموعة الثماين‪:‬‬ ‫عق��ب الصدم��ة النفطي��ة الت��ي‬ ‫ه��زت الغ��رب ع��ام ‪ 1975‬وبمب��ادرة‬ ‫من فرنس��ا أنش��ئت مجموعة الثماني‪،‬‬ ‫وهي مجموعة غير رس��مية تضم دو ًال‬

‫ذات اقتص��اد متق��دم تجتم��ع مرة في‬ ‫الس��نة ف��ي قمة تض��م رؤس��اء الدول‬ ‫والحكوم��ات‪ .‬دوره��ا توجيه��ي ومحفز‬ ‫سياسياً في شكل أساسي‪.‬‬ ‫أعضاء مجموعة الثماني " فرنس��ا‬ ‫والوالي��ات المتحدة والمملك��ة المتحدة‬ ‫وروس��يا وألماني��ا والياب��ان وإيطالي��ا‬ ‫وكندا‪ .‬تش��كلت من س��تة أعضاء أثناء‬ ‫إنش��ائها في عام ‪ ،1975‬ثم من سبعة‬ ‫م��ع انضم��ام كن��دا ف��ي ع��ام ‪،1976‬‬ ‫وأصبح��ت ثماني��ة منذ ع��ام ‪ 1998‬مع‬ ‫انضم��ام روس��يا بش��كل تدريج��ي‪.‬‬ ‫أًش��رك االتح��اد األوروب��ي " المجموعة‬ ‫االقتصادية األوروبي��ة آنذاك" بدءاً من‬ ‫‪ .1977‬يمث��ل أعضاء مجموعة الثماني‬ ‫‪ 15‬ف��ي المئة من س��كان العالم‪ ،‬و‪65‬‬ ‫ف��ي المئة من الناتج المحلي اإلجمالي‪،‬‬ ‫وثلثي حجم التبادالت التجارية الدولية‪.‬‬

‫�أهداف املجموعة‪:‬‬ ‫تج��در اإلش��ارة إل��ى أن مجموعة‬ ‫الثماني��ة كهيئ��ة ال تمل��ك ش��خصية‬ ‫قانوني��ة مس��تقلة ع��ن أعضاءه��ا وال‬ ‫أمانة عامة لها‪ ،‬وهي ليس��ت مؤسس��ة‬ ‫دولي��ة وال تتخ��ذ تدابي��ر ذات طاب��ع‬ ‫إلزامي‪ .‬وتهدف لتحديد التدابير الواجب‬ ‫اتخاذه��ا مع��اً‪ ،‬وحي��ث يق��درون عل��ى‬ ‫إحداث الفرق‪ ،‬في شأن القضايا الكبرى‬ ‫التي تتعلق بالتحديات السياسية لألمن‬ ‫والعولمة‪.‬‬ ‫كانت مجموعة الـ ‪ 8‬خالل الثالثين‬ ‫عامًا األخيرة المحفل األساسي للتوجيه‬ ‫والتحفي��ز عل��ى الصعي��د الدول��ي في‬ ‫ميادين توس��عت أكثر فأكث��ر مع مرور‬ ‫الزم��ن‪ :‬ف��ي األص��ل كان االقتص��اد‬ ‫وكذل��ك التنمية أيضاً والس�لام واألمن‬ ‫والبيئة والتغير المناخي‪ .‬وهي سمحت‬ ‫بإقامة إطار جماعي لتنظيم العولمة‪.‬‬ ‫من��ذ قمة بيترس��بورغ عام ‪2009‬‬ ‫الت��ي ش��كلت مرحل��ة مهم��ة ج��داً في‬ ‫عملي��ة إص�لاح حك��م العالمي��ة حي��ن‬ ‫حول��ت مجموعة ال��ـ ‪ 20‬إل��ى "المنتدى‬ ‫األساس��ي للتعاون االقتصادي الدولي"‬ ‫بغية عكس التوازنات العالمية الجديدة‬ ‫وال��دور المتنامي للدول الناش��ئة‪ ،‬فإن‬ ‫مجموعة الـ ‪ 8‬أعادت تحديد دورها‪.‬‬

‫الرئا�سة‪:‬‬ ‫تج��ري رئاس��ة مجموع��ة ال��ـ ‪8‬‬ ‫م��داورة بي��ن كل عض��و فيها بحس��ب‬ ‫الترتي��ب التال��ي بين األول م��ن كانون‬ ‫الثان��ي إل��ى ‪ 31‬كانون األول‪ :‬فرنس��ا‪،‬‬ ‫الوالي��ات المتح��دة‪ ،‬المملك��ة المتحدة‪،‬‬ ‫روسيا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬اليابان‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬وكندا‪.‬‬ ‫يشارك االتحاد األوروبي كمراقب وهو‬ ‫يتمث��ل على مس��توى القم��ة برئيس‬ ‫المجلس األوروبي وبرئيس المفوضية‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫األوروبية‪.‬‬ ‫البلد ال��ذي يتولى الرئاس��ة يقوم‬ ‫بتنظي��م واس��تضافة القم��ة‪ ،‬ويحضر‬ ‫لها عب��ر الدعوة المس��بقة لالجتماعات‬ ‫الوزاري��ة وكب��ار الموظفي��ن والخبراء‪.‬‬ ‫كم��ا أن الرئاس��ة ه��ي مس��ؤولة‬ ‫ع��ن االتص��ال باس��م مجموع��ة ال��ـ‪8‬‬ ‫وبالعالق��ات م��ع البلدان غي��ر األعضاء‬ ‫في المجموع��ة‪ ،‬وبالمنظم��ات الدولية‬ ‫والجمعي��ات غي��ر الحكومي��ة والمجتمع‬ ‫المدني في شكل عام‪.‬‬ ‫وت��رأس فرنس��ا للمرة السادس��ة‬ ‫مجموع��ة الثمان��ي ع��ام ‪ .2011‬ففي‬ ‫الماضي استضافت قمم رامبويي عام‬ ‫‪ 1975‬وفرس��اي ع��ام ‪ ،1982‬وباريس‬ ‫عام ‪ ،1989‬وليون عام ‪ ،1996‬وإيفيان‬ ‫عام ‪.2003‬‬

‫القمة‬

‫االجتماعات الوزارية‪:‬‬

‫البيان اخلتامي للقمة‪:‬‬

‫طالب البي��ان الختامي الصادر عن‬ ‫قم��ة " مجموع��ة الثمان��ي"‪ ،‬حكوم��ات‬ ‫ال��دول الثمان��ي األعض��اء وكذلك دول‬ ‫العالم بالش��فافية الضريبية لمكافحة‬ ‫التهرب الضريبي‪ ،‬وخاصة مع الشركات‬ ‫ذات الملكية المتعددة الجنس��يات التي‬ ‫تتهرب م��ن دفع الضرائ��ب‪ ،‬وخصوصًا‬ ‫في دول العالم النامية‪.‬‬ ‫وق��ال المش��اركون‪ ،‬ف��ي البي��ان‬ ‫الصادر عقب االجتماعات التي استمرت‬ ‫يومين‪« ،‬يجب أن تحصل الدول النامية‬ ‫عل��ى المعلوم��ات والصالحي��ات الت��ي‬ ‫تس��اعدها عل��ى تحصي��ل الضرائ��ب‬ ‫من الش��ركات العاملة عل��ى أراضيها»‪.‬‬ ‫وأض��اف البيان أن «الدول األخرى عليها‬ ‫واجب في أن تساعدها على ذلك»‪.‬‬ ‫وأشار البيان إلى أن " تشجيع النمو‬ ‫والعمال��ة هو أولويتنا األول��ى‪ ،‬واتفقنا‬ ‫على تش��جيع ع��ودة النم��و االقتصادي‬ ‫العالمي من خالل دعم الطلب وتدعيم‬ ‫المالي��ة العامة واس��تخدام كل مصادر‬ ‫النمو "‪.‬‬ ‫وأضاف أن " التجارة واالستثمارات‬ ‫تش��كل مح��ركات أساس��ية للنم��و‬ ‫االقتص��ادي العالمي‪ ،‬وتوفي��ر وظائف‬ ‫والتنمي��ة المس��تدامة‪ ،‬حي��ث س��نزيل‬ ‫الحواج��ز التجاري��ة عل��ى المس��توى‬ ‫الوطن��ي والخارجي م��ن خالل الصمود‬ ‫أم��ام السياس��ات الحمائي��ة‪ ،‬وإب��رام‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تنظ��م الرئاس��ة أبض��ًا اجتماعات‬ ‫وزاري��ة تع��د الع��دة للقمة لك��ن لديها‬ ‫أيض��اً ج��دول أعماله��ا الخ��اص كم��ا‬ ‫يصدرون بيانات علنية‪.‬‬ ‫ويجتم��ع وزراء الش��ؤون الخارجية‬ ‫م��رة قبل القمة وم��رة أخرى في أيلول‬ ‫في نيويورك بمناس��بة الجمعية العامة‬ ‫لألم المتحدة لمناقش��ة قضايا سياسية‬ ‫وأمني��ة‪ .‬يعد هذه االجتماع��ات المدراء‬ ‫السياسيون‪.‬‬ ‫يمكن تنظي��م اجتماع��ات وزارية‬ ‫غيره��ا‪ .‬فف��ي ‪ 2011‬س��يُعقد اجتماع‬ ‫وزاري للبح��ث ف��ي مكافح��ة تهري��ب‬ ‫المخ��درات بي��ن ضفت��ي األطلس��ي‬ ‫والجريم��ة التي تواكب��ه‪ ،‬ويضم بلدان‬ ‫مجموع��ة الثمان��ي فض� ً‬ ‫لا ع��ن بلدان‬ ‫أمي��ركا الالتيني��ة وأفريقي��ا المعني��ة‬ ‫بالدرجة األولى بهذه المشكلة‪.‬‬ ‫الممثلون الش��خصيون المنتدبون‬ ‫لش��ؤون أفريقي��ا ‪ /‬منت��دى م��ن أج��ل‬ ‫الش��راكة مع أفريقيا أنش��ئت في عام‬ ‫‪ 2002‬ش��بكة الممثلي��ن الش��خصيين‬ ‫لرؤس��اء دول وحكوم��ات مجموع��ة الـ‬ ‫‪ 8‬المنتدبي��ن لش��ؤون أفريقيا من أجل‬ ‫إج��راء حوار م��ع الش��راكة الجديدة مع‬ ‫أفريقيا (النيباد)‪ .‬ولقد اس��تندت فرنسا‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ 2003‬إلى هذه الش��بكة من‬ ‫اج��ل التحضي��ر لخطة عم��ل مجموعة‬ ‫ال��ـ ‪ 8‬ف��ي إيفي��ان م��ن أج��ل أفريقيا‪،‬‬ ‫ووس��عت إطاره��ا عبر إنش��اء المنتدى‬ ‫من أجل الشراكة مع أفريقيا الذي كان‬

‫مفتوح��ًا أمام أبرز المانحي��ن الثنائيين‬ ‫والمتع��ددي األط��راف وخصوص��ًا‬ ‫األوروبيين منهم‪.‬‬ ‫يجتم��ع الممثل��ون الش��خصيون‬ ‫المنتدب��ون لش��ؤون أفريقيا عدة مرات‬ ‫قبل القمة م��ع الممثلين الش��خصيين‬ ‫لق��ادة البلدان األفريقية المدعوين إلى‬ ‫القمة من أجل التحضير لهذا اللقاء‪.‬‬

‫سلس��لة اتفاق��ات تجاري��ة طموح��ة‪.‬‬ ‫وبش��كل خاص نرحب بب��دء مفاوضات‬ ‫للتوص��ل إلى اتفاق تجاري بين االتحاد‬ ‫األوروبي والواليات المتحدة "‪.‬‬ ‫ولف��ت البي��ان الختامي إل��ى أنه "‬ ‫عل��ى اإلدارات الضريبي��ة ف��ي العال��م‬ ‫تب��ادل المعلوم��ات بش��كل تلقائي من‬ ‫أجل محاربة آفة التهرب الضريبي‪ .‬كما‬ ‫ندع��و جمي��ع الس��لطات القضائية إلى‬ ‫اعتم��اد وتطبيق ه��ذا القانون العالمي‬ ‫بش��كل فاعل في أقرب وقت‪ ،‬ونتعهّد‬ ‫بتطوير نم��وذج عالم��ي حقيقي واحد‬ ‫للتبادل التلقائي للمعلومات الضريبية‬ ‫على أساس األنظمة القائمة "‪.‬‬ ‫وأضاف " على الش��ركات أن تعلم‬ ‫م��ن يملكه��ا حقًا‪ ،‬كم��ا عل��ى اإلدارات‬ ‫الضريبي��ة والس��لطات المكلفة فرض‬ ‫احت��رام القان��ون أن يك��ون بمقدورها‬ ‫الحصول بسهولة على هذه المعلومات‪.‬‬ ‫أن معرفة س��يئة بمن يسيطر ويمسك‬ ‫ويس��تفيد ف��ي النهاي��ة من الش��ركات‬ ‫وكيان��ات قانوني��ة أخ��رى بم��ا فيه��ا‬ ‫الصناديق‪ ،‬ال يشجع فقط أولئك الذين‬ ‫يس��عون إلى التهرب من الضرائب‪ ،‬بل‬ ‫أيضاً أولئك الذين يسعون إلى تبييض‬ ‫ثمرة الجريم��ة‪ .‬لقد اتفقنا على نش��ر‬ ‫خط��ط عمل وطنية لتصب��ح المعلومة‬ ‫حول المالكين والمستفيدين الفعليين‬ ‫للش��ركات‪ ،‬والصناديق متواف��رة أمام‬ ‫اإلدارات الضريبية والس��لطات المكلفة‬ ‫ف��رض احت��رام القانون‪ ،‬على س��بيل‬ ‫المثال عبر سجالت مركزية "‪.‬‬ ‫وش��دد البيان أيضًا عل��ى ضرورة‬ ‫تغيير القوانين في الدول التي تس��مح‬ ‫للش��ركات بتحويل أرباحها من بلد إلى‬ ‫آخر للتهرب من الضريبة‪ " ،‬كما يتوجب‬ ‫على الش��ركات المتعددة الجنسيات أن‬ ‫تبلغ السلطات الضريبية عن الضرائب‬ ‫التي تدفعها وأين"‪.‬‬

‫وخت��م " أن القواني��ن الضريبي��ة‬ ‫الدولية والوطنية يجب أن ال تس��مح وال‬ ‫تح��ث المجموعات المتعددة الجنس��يات‬ ‫على خف��ض ضرائبها على المس��توى‬ ‫العالم��ي م��ن خ�لال تحوي��ل أرباحه��ا‬ ‫بش��كل مصطنع إلى أنظم��ة قضائية‬ ‫ذات ضغط ضريبي ضعيف"‪.‬‬ ‫أما فيما يخص المعضلة السورية‬ ‫فقد خرج المجتمعون للتأكيد على عقد‬ ‫مؤتم��ر «جنيف ‪ »2‬بأس��رع م��ا يمكن‪،‬‬ ‫او ف��ي تجنب اإلش��ارة إلى مصير رأس‬ ‫النظ��ام الس��وري س��واء ف��ي المرحلة‬ ‫الحالي��ة أو خ�لال الفت��رة االنتقالي��ة‬ ‫المرتقب��ة‪ ،‬والتأكيد ف��ي المقابل على‬ ‫ض��رورة أن " يس��مح المؤتم��ر الدولي‬ ‫بقي��ام حكوم��ة انتقالي��ة تتش��كل‬ ‫بالتواف��ق المش��ترك" بي��ن الحك��م‬ ‫والمعارضة‪.‬‬ ‫كم��ا ح��ض البي��ان الس��لطات‬ ‫الس��ورية والمعارضة إلى االلتزام معًا‬ ‫خ�لال مؤتمر جني��ف بالقض��اء وإبعاد‬ ‫كاف��ة التنظيم��ات واألف��راد التابعي��ن‬ ‫للقاعدة من سوريا‪ ،‬وتأكيدهم ضرورة‬ ‫الحفاظ على القوات العسكرية وأجهزة‬ ‫األمن في أي ترتيب مستقبلي‪.‬‬ ‫كما أغفل البي��ان الختامي االتهام‬ ‫الغرب��ي للس��لطات الس��ورية تحدي��دا‬ ‫باس��تخدام الس�لاح الكيميائي‪ ،‬ودانوا‬ ‫اس��تخدامه بش��كل عام من أي طرف‪.‬‬ ‫كما برزت تصريحات من بينها للرئيس‬ ‫الفرنس��ي فرانس��وا هوالند الذي قال‬ ‫أنه يرحب بمش��اركة اي��ران في مؤتمر‬ ‫جنيف‪.‬‬ ‫في الخت��ام انفض الجمع في قمة‬ ‫الثماني واتجهت األنظ��ار نحو أصدقاء‬ ‫الش��عب الس��وري في الدوح��ة‪ ،‬يتغير‬ ‫المجتمعون وتتغير األمكنة لكن الثابت‬ ‫أن إرادتنا لن تقهر ولو تأخر النصر‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫تتي��ح القم��ة فرص��ة للمناقش��ة‬ ‫الصريحة وغير الرس��مية بين الزعماء‬ ‫ح��ول المواضي��ع األساس��ية المدرج��ة‬ ‫عل��ى الروزنام��ة الدولية‪ .‬وتس��فر عن‬ ‫اعتماد تصريح سياس��ي مرف��ق لربما‬ ‫بتصريح��ات ملحق��ة وخط��ط عم��ل‬ ‫قطاعي��ة وغيرها م��ن الوثائ��ق‪ .‬ولقد‬ ‫درجت مجموعة الـ ‪ 8‬منذ عش��ر س��نين‬ ‫على تنظيم لقاء م��ع قادة أفارقة أثناء‬ ‫القمة‪ .‬تقليدياً‪ ،‬تدعى الدول المؤسسة‬ ‫للش��راكة الجديدة مع أفريقي��ا " نيباد"‬ ‫وهي أفريقيا الجنوبية والجزائر ومصر‬ ‫ونيجيريا والس��نغال وكذلك البلد الذي‬ ‫ي��رأس اإلتح��اد األفريق��ي و"النيب��اد"‪.‬‬ ‫ففي بعض المناسبات يتم أيضًا دعوة‬ ‫قادة دول أخرى‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫يف خدمة الفا�شية الأ�سدية‪..‬‬ ‫ه�ؤالء هم!‬ ‫الياس س الياس‬ ‫ف��ي تصريحات��ه الملفت��ة كش��ف‬ ‫بوغدان��وف‪ ،‬نائ��ب الف��روف الروس��ي‪،‬‬ ‫الوجه القبيح للك��ذب واالفتراءات التي ما‬ ‫انفك حس��ن نصر اهلل واي��ران من خلفه‬ ‫مع روس��يا وبضع��ة دول عربية ال تختلف‬ ‫حالتها عن حالة اهتراء نظام األسد‪.‬‬ ‫بوغدانوف هذا هو نفس��ه‪ ،‬الذي زار‬ ‫بي��روت وب��ارك اإلعالن الوق��ح عن تدخل‬ ‫ح��زب اهلل في س��وريا‪ ،‬تدخ��ل ظل يكذب‬ ‫بشأنه المشاركون في الحكومة اللبنانية‬ ‫وبرلمان��ه المش��لول والمقس��م كالكعكة‬ ‫بين الطوائ��ف‪ ،‬يعلن بأن حزب اهلل تدخل‬ ‫ألن الثوار كانوا على وش��ك االنتصار في‬ ‫دمشق!‬ ‫الس��ؤال البديهي وفي ه��ذه الكذبة‬ ‫الكب��رى الت��ي اس��تمر يردده��ا محازب��و‬ ‫نصر اهلل‪ :‬عن أية مقامات مقدس��ة كنتم‬ ‫تدافع��ون؟! ولماذا تم اقح��ام " المقدس!"‬ ‫واللعب على الغريزة الدينية لحشد الناس‬ ‫طائفيا؟!‬ ‫القصة بس��يطة جدا‪ ،‬أن لم تستطع‬ ‫المجاه��رة بالوق��وف م��ع الظل��م فاته��م‬ ‫المظلوم بأن��ه ظالم ومتوحش ومتربص‬ ‫بزينب‪ ..‬بالمناس��بة هناك تسجيل طريف‬ ‫بعنوان‪ :‬كيف تتح��ول القذائف فوق مقام‬ ‫السيدة زينب إلى بودرة‪ ..‬نعم بودرة‪ ..‬فما‬ ‫هو المقصود من هكذا خرافة؟!‬ ‫شيئان اثنان‪:‬‬ ‫األول‪ ،‬اإليح��اء بأن بناء من إس��منت‬ ‫مس��لح يس��مى " مقام أو مرقد" يتعرض‬ ‫للقص��ف المتعم��د‪ ،‬بما يعني ب��أن هؤالء‬ ‫خرجوا في ثورتهم على خلفية " تعصبية‬ ‫دينية"!‬ ‫الثاني‪ ،‬إدخ��ال المغرر فيهم من كل‬ ‫األرجاء بفتاوى‪ ،‬س��بقت مؤتم��ر القاهرة‬ ‫ال��ذي أث��ار البع��ض‪ ،‬والهاب مش��اعرهم‬ ‫بقص��ة " زين��ب تس��بى مرتي��ن"‪ ..‬وب��أن‬ ‫القذائ��ف حي��ن تتحول إلى ب��ودرة فاألمر‬ ‫في حماية " أب��ا عبد اهلل" ولذا يمكن لألم‬ ‫واألب في العراق إرسال أوالدهم إلى حيث‬ ‫كانوا يقيم��ون كالجئين بين الس��وريين‬ ‫ويفتتح��ون مح�لات تجاري��ة مثلهم مثل‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫العجيب ليس فقط بأن الكذب باسم‬ ‫الدين مارس��ه مرتزق كحس��ن نصر اهلل‪،‬‬ ‫وقيادات حزبه لتبرير اإلعالن الرسمي عن‬ ‫مقتلة كبرى‪ ،‬يظ��ن ويؤمن البعض بأنها‬ ‫ستس��رع بخ��روج المهدي من الس��رداب‪..‬‬ ‫ب��ل أن يذه��ب ال��روس إل��ى تبري��ر هذا‬ ‫التدخل وأكثر من مرة باس��م " الدفاع عن‬ ‫المقدسات"‪ ..‬تخيلوا دولة خارجة من تحت‬ ‫حكم ش��يوعي إلى نفوذ كنسي ومافيوي‬ ‫أكث��ر حريصة على " مقدس��ات ش��يعية"‬ ‫أكثر من السوريين أنفسهم!‬ ‫في س��وريا الحقيقية دمرت مساجد‬ ‫وكنائ��س‪ ،‬أم��ام ناظ��ر البش��ر‪ ،‬كان يتم‬

‫اس��تهداف المآذن منذ ‪ ٢٠١١‬حتى قصف‬ ‫مسجد خالد بن الوليد في حمص‪ ،‬وعض‬ ‫الس��وري على جرحه كثيرا ألنه لم يخرج‬ ‫ف��ي ثورت��ه بس��بب خ�لاف على مس��اجد‬ ‫وكنائ��س‪ ..‬فما قيمته��ا إال معنوية مقابل‬ ‫قيمة الروح البشرية وكرامتها‪..‬‬ ‫أخطر ما لعب عليه الحلف الروسي ‪-‬‬ ‫اإليران��ي وتوابعهما من بش��ار حتى نصر‬ ‫اهلل هو تطييف المش��هد الثوري السوري‪،‬‬ ‫للوصول إلى لبننة تطييف الحل‪ ..‬والواقع‬ ‫ش��ئنا أم أبينا اس��تجلب ما لم يتحس��ب له‬ ‫نص��ر اهلل وإيران وال��روس من طرف آخر‬ ‫ال يهمه كثي��راً من فتح الب��اب‪ ،‬المهم أنه‬ ‫فُت��ح‪ ..‬ولكنهم تجاهلوا الف��وارق الكبيرة‬ ‫بي��ن حال��ة لبن��ان‪ ،‬وحالة س��وريا من كل‬ ‫النواحي‪..‬‬ ‫القص��ة ل��م تكن ف��ي س��وريا حربًا‬ ‫أهلية ولم تكن خالفاً بين معارضة ونظام‬ ‫" ش��رعي" على المحاصص��ة‪ ،‬لقد أفلس‬ ‫أبواق بش��ار وهم يصرخون عن " طاولة‬ ‫الح��وار" والحاج��ة لإلصالح " تحت س��قف‬ ‫الوط��ن"‪ ،‬لكنهم في الوق��ت عينه يظلون‬ ‫م��ع فالديمير بوتين‪ ،‬يرنون إلى المش��هد‬ ‫الس��ابق الطائف��ي المقيت كمخ��رج تُجر‬ ‫إليه أطراف س��ورية لتتقاسم المسؤولية‬ ‫عن كل ه��ذا الدمار مناصفة أمام ش��عب‬ ‫يعرف قتلته والس�لاح الذي يس��تمر بدكه‬ ‫والحواجز التي تمته��ن كرامته منذ اليوم‬ ‫األول‪..‬‬ ‫ل��م يع��د باألص��ل حاج��ة للتذكي��ر‬ ‫ب��أن بش��ار األس��د لي��س ش��رعياً‪ ،‬بقدر‬

‫م��ا اكتس��ب " ش��رعية م��زورة" بالتوريث‬ ‫والبصم المعتاد من " مجلس شعب" ومن‬ ‫موظفي��ن وبيروقراطيين في حزب البعث‬ ‫المتح��ول إل��ى قزم مقاب��ل تدخالت حزب‬ ‫اهلل ول��واء أبو الفض��ل‪ ..‬ح��زب بعثي لم‬ ‫يستطع أن يشكل ولو فارقًا بسيطًا طيلة‬ ‫عامين‪ ،‬سوى بمس��يرات تأييد القاتل في‬ ‫ساحات المدن‪ ،‬قبل أن تنكشف المسرحية‬ ‫الهزلية‪..‬‬

‫يف خدمة الفا�شية‪..‬‬

‫كيف يمك��ن المجادل��ة أو حتى إقناع‬ ‫أطراف هي في األصل ال تؤمن باالختالف‬ ‫والتماي��ز وبأن كل من يش��كك بش��رعية‬ ‫نظام يحمل من س��مات الفاشية الكثير؟!‬ ‫وماذا تجدي مع حزب يس��تند إلى خرافات‬ ‫ديني��ة للس��جال مع��ه ع��ن الديمقراطية‬ ‫وت��داول الس��لطات ودول��ة المواطنة اوال‬ ‫وأخيرا؟!‬ ‫لقد أظه��ر المنافح عن حزب حس��ن‬ ‫نص��ر اهلل‪ ،‬إبراهيم األمي��ن في مقابالت‬ ‫تلفزيوني��ة‪ ،‬وفي صحيف��ة األخبار‪ ،‬كيف‬ ‫يمك��ن للعلماني��ة الكاذب��ة واليس��ارية‬ ‫األك��ذب أن تفصح عن وجوهه��ا القبيحة‬ ‫لحظة تحين الحقيقة‪..‬‬ ‫تح��ت صدمة تاريخية وف��ي اللحظة‬ ‫المناس��بة التي ظن فيها الع��رب بأن ثمة‬ ‫من نخبه (الفردية والمنظمة) من سيقف‬ ‫م��ع حركة التاريخ‪ ،‬أطل��ت الخيبة الكبرى‪،‬‬ ‫وه��ي التي يرتعب منها لما س��تحمله من‬ ‫إظهار حقيقي للفش��ل الذريع الذي أصاب‬

‫هؤالء الذين لم يجدوا كيف يؤيدون ثورة‬ ‫بسيطة في أدواتها وشعاراتها‪..‬‬ ‫هذا ال��كالم ليس من ب��اب التعميم‬ ‫أب��داً‪ ،‬فمفك��رون وكتاب وح��ركات وقفت‬ ‫مع الثورة الس��ورية انس��جامًا مع نفسها‪،‬‬ ‫ومبادئه��ا‪ ،‬وظ��ل ه��ؤالء وتل��ك له��م‬ ‫احترامه��م عن��د البس��طاء‪ ،‬ولو س��ماهم‬ ‫إبراهي��م األمين وأس��عد أب��و خليل وعبد‬ ‫الباري عطوان ورش��اد أبو شاور وناهض‬ ‫حت��ر وأدوني��س وع��ادل س��مارة والبقية‬ ‫الباقي��ة‪ ،‬م��ن تون��س ومص��ر واألردن‬ ‫وفلس��طين‪ ،‬تس��ميات ال تليق بمطلقيها‬ ‫أو ًال‪ ،‬وال بم��ن أُطلق��ت عليه��م تل��ك‬ ‫التس��ميات المقل��دة دون تمحي��ص واحد‬ ‫إلعالم هابط كإعالم الطاغية في الشام‪.‬‬ ‫فمس��توى ذل��ك ال��ذي يدع��و إل��ى‬ ‫قت��ل فيص��ل القاس��م وطلقة ف��ي رأس‬ ‫كل مع��ارض ومعارض��ة من س��وريا‪ ،‬هو‬ ‫المس��توى الذي وصل إلي��ه من كان ينظر‬ ‫علينا فكرياً في السابق‪..‬‬ ‫والهب��وط إل��ى مس��توى االس��تنجاد‬ ‫باألميركي من قبل " نظام الممانعة"‪ ،‬لم‬ ‫يثر ه��ؤالء الذين اتهموا الثورة الس��ورية‬ ‫كذب��ًا بأنه��ا مؤام��رة كوني��ة محوره��ا‬ ‫واش��نطن وت��ل أبي��ب‪ .‬أضع بي��ن أيديكم‬ ‫اقتباس��اً من مقابلة مع محافظ طرطوس‬ ‫(والمحاف��ظ ف��ي س��وريا ممث��ل لزعي��م‬ ‫العصابة وليس منتخبا بإرادة شعبية)‪:‬‬ ‫"‪ ..‬لكن المس��ؤولين هنا‪ ،‬بمن فيهم‬ ‫نزار موس��ى محافظ طرطوس‪ ،‬وهو من‬ ‫الموالين المخلصين لألسد‪ ،‬يسخرون من‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫إذا كان البعبع اإلسالمي والخروج من‬ ‫المس��اجد‪ ،‬هو الدافع للتخلي والتخاذل مع‬ ‫ث��ورة خرجت بداية بأي��د عارية‪ ،‬هو الذي‬ ‫يستند عليه هؤالء حتى‪ .‬يومنا هذا‪ ،‬فهل‬ ‫والي��ة الفقيه ش��ديدة التط��رف العلماني‬ ‫مث�لا؟! وص��ار حزب نص��ر اهلل ج��زءا من‬ ‫االشتراكية الدولية؟!‬ ‫على كل كل ه��ذا التخاذل لن يجلب‬ ‫سوى خيبات مس��تقبلية ألصحابها؛ ألنهم‬ ‫بأيديه��م يخرب��ون م��ا كان يمك��ن لتلك‬ ‫الق��وى (لي��س بالزعب��رة والتش��ويش)‬ ‫ب��ل باإلقن��اع وتص��در نض��ال الجماهي��ر‬ ‫مكان��ة ف��ي مس��تقبل س��وريا‪ ،‬لكنه��م‬ ‫وهم يش��اركون بش��ار بعبع اإلسالميين‬ ‫والتوس��ل عامي��ن كاملين للقض��اء على‬ ‫ه��ذه الثورة طالما أنهم ل��م يعترفوا بها‪،‬‬ ‫فه��م بالتأكي��د م��ع القض��اء عليه��ا بكل‬ ‫صن��وف األس��لحة وال يضيره��م ‪ ٣٧‬الف‬ ‫حال��ة اغتص��اب وهم المتغزل��ون بحقوق‬ ‫المرأة‪..‬‬ ‫ثم كم من فرصة م��رت لكي يراجع‬ ‫هؤالء ول��و براغماتي��ا مواقفه��م؟! أبداً‪..‬‬ ‫إنه��م يلتصقون بقوة ني��ران قاتل يحول‬ ‫سوريا إلى فاشية ال مثيل لها‪ ،‬ولو راهنوا‬ ‫عل��ى انتص��اره بفاش��يته فه��م بالتأكيد‬ ‫س��يصدمون بم��ا قلته عن جحيم س��وريا‬ ‫القادم لو استطاع واهمًا بشار سحق ثورة‬ ‫ش��عب كامل��ـ هل من ب��ات يطال��ب حزب‬ ‫اهلل بالخروج من س��وريا ب��ات يتدخل في‬ ‫الشأن السوري؟! س��ؤال موجه إلى اللجنة‬ ‫المركزي��ة لحركة فتح‪ ،‬حرك��ة تحرر ترى‬ ‫المذابح بحق ش��عبها في المخيمات وبحق‬ ‫‘خوتهم الس��وريين ال تستحق الكثير من‬ ‫االحت��رام‪ ،‬مع احترام من رفض مثل ذلك‬ ‫البيان المهزلة الذي يريد " النأي بالنفس"‬ ‫فلس��طينيًا بمعن��ى أن ته��ان وتقت��ل‬ ‫وتغتص��ب زوجتك وتتف��رج أو تدير خدك‪،‬‬ ‫ه��ذا لن يكون ولم يكون يومًا يا مصدري‬ ‫البي��ان ويا من تعرفون من طارد الش��هيد‬ ‫ياسر عرفات واعتبره شخص غير مرغوب‬ ‫به في سوريا‪..‬‬ ‫ف��ي الع��دد الق��ادم س��نتوقف م��ع‬ ‫تالقي قاموس بشار النظري والعملي مع‬ ‫القاموس الصهيوني‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أي فكرة سوى انتصار وشيك لألسد يقول‬ ‫نزار‪“ :‬س��نقهر ونقتل جميع اإلرهابيين”‪،‬‬ ‫ودعا الزوار للجلوس وتناول الش��اي على‬ ‫الكراس��ي الفاخ��رة ف��ي مكتبه الفس��يح‬ ‫وأض��اف‪“ :‬نح��ن نقات��ل حثال��ة المجتم��ع‬ ‫كإرهابيي غوانتانامو وأبو غريب وينبغي‬ ‫على أمريكا أن تكون ممتنة لنا”‬ ‫باتريك ج‪ .‬ماغدونل ‪ -‬لوس أنجلوس‬ ‫تايمز‬ ‫عل��ى م��اذا ي��دل ه��ذا االس��تجداء‬ ‫لصحفي أميركي؟!‬ ‫لن أناق��ش هنا مفه��وم الحثالة في‬ ‫المجتمعات وحرافيش وش��بيحة يعرفهم‬ ‫م��ن يم��رون عل��ى حواج��ز دمش��ق على‬ ‫األقل‪ ،‬لك��ن من المفي��د أن نذكر " كتيبة‬ ‫الدفاع عن بش��ار" بما كان��وا يقولونه عن‬ ‫غوانتانام��و‪ ،‬وه��ل ص��ار أبو غري��ب بما‬ ‫ش��كله من ع��ار عل��ى األميرك��ي‪ ،‬وعلى‬ ‫من يضعه��م اليوم في حفلة هيس��تيريا‬ ‫مرعب��ةـ كل ه��ؤالء الذي��ن أت��ى به��م‬ ‫األميرك��ي كمث��ل أعل��ى ف��ي معس��كر "‬ ‫الممانع��ة والمقاوم��ة"؟! أليس��ت هي أبو‬ ‫غري��ب مصغرة حولت الفاش��ية األس��دية‬ ‫سوريا إليها‪..‬‬ ‫أي��ة امبريالية هذه الت��ي تمتن ألحد‬ ‫سوى لعمالء صغار وكبار‪ ،‬وخصوصاً حين‬ ‫ال يقلدونها فحس��ب ب��ل يخدمون حذاءها‬ ‫العسكري واالستخباراتي‪..‬‬ ‫ل��م ينتفض أحد مم��ن ذكرتهم من‬ ‫كتاب وش��عراء وروائيين لنصوص كثيرة‪،‬‬ ‫وتصريحات تس��تجدي من قمة الهرم إلى‬ ‫أدناه الصهاينة واالمبريالية على أن تبقى‬ ‫على ما ه��ي عليه في تخ��ل تاريخي عن‬ ‫مس��ؤوليات قانوني��ة وإنس��انية حتى في‬ ‫حال��ة الزالزل فم��ا بالك بما ش��هدناه في‬ ‫سوريا‪..‬‬ ‫الغريب ف��ي األمر بأن أس��ما ًء براقة‬ ‫كانت تُعد في موقع " العلماني واليساري‬ ‫والقوم��ي" انحدرت ف��ي معاداته��ا لثورة‬ ‫الس��وريين إلى مس��توى يخج��ل منه من‬ ‫اش��تغل بالطائفية والقبلية والعشائرية‪،‬‬ ‫بانش��غالهم بتع��داد ك��م أل��ف مقات��ل "‬ ‫أجنب��ي" دخل��وا س��وريا! ليس ك��م دولة‬ ‫ترس��ل ميليش��يات ومرتزقة تح��ت أعين‬ ‫ورض��ا حكوم��ات وأح��زاب مش��اركة ف��ي‬

‫الس��لطة‪ ،‬من إيران وأفغانستان والعراق‬ ‫ولبنان وغيرها‪ ،‬فع��ن أية " قلعة علمانية‬ ‫أخيرة" يدافع هؤالء؟!‬ ‫كاتب هذه الس��طور يعترف بأن من‬ ‫يس��مون أجانب هم خليط من السوريين‬ ‫والع��رب‪ ،‬وربم��ا يعيش��ون ف��ي بل��دان‬ ‫أوروبي��ة‪ ،‬لك��ن هل م��ن المهني��ة أم من‬ ‫الك��ذب والتزوي��ر ت��رداد س��خيف لمقولة‬ ‫‪ ٤٠‬جنس��ية أوروبي��ة تقاتل ض��د النظام‬ ‫السوري؟! فهل الس��وري الذي يعيش في‬ ‫بلجي��كا مث ًال ص��ار " بلجيكي��اً" حين دخل‬ ‫ش��مال س��وريا‪ ،‬وإدلب تحدي��داً دفاعاً عن‬ ‫أهل��ه؟! إال تذك��رون ذل��ك البلجيكي الذي‬ ‫حض��ر م��ع زوجت��ه البلجيكية ف��ي رحلة‬ ‫سياحية أيام كانت المظاهرات تتلقى كل‬ ‫ـن��واع الرص��اص‪ ،‬ألم يقتلوه أم��ام أعين‬ ‫زوجته؟!‬ ‫دع��ك م��ن ه��ذا كل��ه‪ ،‬فلي��س هنا‬ ‫المج��ال لتبرير واقناع هؤالء بما قلناه في‬ ‫أعداد وكتابات سابقة عن تدافع نحو لبنان‬ ‫في الس��بعينيات والثمانينات أي��ام الثورة‬ ‫الفلس��طينية والحركة الوطني��ة اللبنانية‬ ‫دفاع��ًا ع��ن الش��عبين‪ ..‬ب��ل حتى أس��عد‬ ‫أب��و خليل اعت��رف في مادت��ه " عائلة من‬ ‫أجل فلس��طين" بما نذكره دائم��ًا وإليكم‬ ‫االقتباس التالي‪:‬‬ ‫"‪ ..‬غي��ر تلك الدورات الس��ريعة التي‬ ‫كان��ت تُع��د ألبن��اء الم��دارس النخبوي��ة‬ ‫وبناته��ا‪ .‬كانت معس��كرات التدريب آنذاك‬ ‫تعجّ بمتطوعين ع��رب (وبعض األجانب‪،‬‬ ‫وبعضه��م كان مش��بوهاً حتم��ًا) م��ن كل‬ ‫ال��دول العربية وم��ن المنفى أيض��ًا‪ .‬كان‬ ‫زمن��اً آخر‪ ،‬غي��ر الزمن ال��ذي يتقاطر فيه‬ ‫المتطوّعون باألج��رة إلى مضارب النفط‬ ‫والغاز لتقديم الطاعة والوالء"!‬ ‫ال حاجة اآلن للس��جال م��ع أبو خليل‬ ‫عن أم��وال النف��ط والصن��دوق القومي‪،‬‬ ‫ال��ذي كانت فتح والش��عبية وبقية الرفاق‬ ‫يتلق��ون رواتبه��م منه��ا فه��ذا الخل��ط‬ ‫التشويش��ي غير مفيد ف��ي إنقاذ أحد من‬ ‫ورط��ة التاري��خ والتوثي��ق؛ إال إذا كان أبو‬ ‫خليل من اليس��ار الذي ينس��ى بأن أموال‬ ‫جبه��ة الصم��ود والتصدي (صم��ود بوجه‬ ‫من في عنج��ر والفاكهاني وتصدي بوجه‬ ‫من غير المقاومة وعرفات وشق الصفوف‬ ‫العربية بأموال نفط الخليج إياه!)‪..‬‬

‫رفيق��ه الش��اعر أدوني��س يريدنا أن‬ ‫ننسى قصيدته التي مجدت ثورة الخميني‬ ‫فيعيدن��ا إلى نص مقابلة أجريت معه في‬ ‫‪ ٢٠٠٥‬ليشرح لنا التالي‪:‬‬ ‫كنت أحد المؤيدين للثورة اإليرانية‪،‬‬ ‫م��ا الذي تس��عى إليه اليوم م��ن االتصال‬ ‫ببعض السياسيين اإليرانيين؟‬ ‫ـ نع��م‪ ،‬أي��دت الث��ورة اإليراني��ة في‬ ‫بدايته��ا‪ ،‬وكذل��ك فعل معظ��م المثقفين‬ ‫الفرنس��يين واألوروبيي��ن‪ ،‬فكذل��ك فعل‬ ‫ميش��يل فوكو‪ ،‬لكننا حصرن��ا التأييد في‬ ‫الخالص من إمبراطورية الشاه‪ .‬وعلينا أن‬ ‫نتذكر أن الثورة اإليرانية نموذج ال س��ابق‬ ‫ل��ه في التاريخ‪ ،‬ألنها ث��ورة كاملة قام بها‬ ‫ش��عب بكل طبقاته‪ ،‬ولم تق��م بها ال فئة‬ ‫عمالي��ة وال تجارية وال انقالب عس��كري‪،‬‬ ‫لكن قام��ت بطريق��ة فريدة م��ن نوعها‪،‬‬ ‫وهذا ما جذبني وأيدته‪ .‬لكن منذ أن بدأت‬ ‫هذه الثورة تؤس��س السياسة على الدين‬ ‫انفصلت عنها وانتقدتها نقداً شديداً‪" .‬‬ ‫هذا كالم أدونيس الذي اعتبر الثورة‬ ‫االيرانية ثورة شعب وليست انقالبا‪ ،‬فماذا‬ ‫كان يج��ري ف��ي س��وريا م��ن درع��ا حتى‬ ‫الم��زة؟! وكيف صار صادق ج�لال العظم‬ ‫تكفيري وهابي؟!‬ ‫لماذا كل هذا العبث؟!‬ ‫ال أري��د أن أجزم ب��أن عالمنا العربي‬ ‫يع��ج بطبقة ثقافي��ة كانت تعي��ش حالة‬ ‫اطمئن��ان بوج��ود تل��ك األنظم��ة القذرة‬ ‫التي عرفت كي��ف تنفس االحتقان وعرف‬ ‫بع��ض ه��ؤالء أي��ن الخط��وط الحم��راء‬ ‫فكانوا تماما كما ذكرتهم سابقا كالمثقف‬ ‫المشاريعجي يسبحون دائما عند الشطآن‬ ‫مرتعب��ون م��ن الغ��وص أكث��ر فيبيع��ون‬ ‫الن��اس كالم��ا وأوهام��ا " إصالحي��ة"‪..‬‬ ‫كإص�لاح المجتمع وليس أي ش��يء آخر‪..‬‬ ‫فالث��ورة ال تص��ح وال تنضج ش��روطها إال‬ ‫إذا ج��رت التح��والت العلماني��ة العميق��ة‪،‬‬ ‫بدون تلك التحوالت يصبح المثقف بهجت‬ ‫س��ليمان قبلة الثقافة الجي��دة والجديدة‪،‬‬ ‫هناك أيضًا وبكل أس��ى نعترف بها طبقة‬ ‫ما أن تواجه ه��زة تغيير جذري حتى تنزع‬ ‫كل لبوس��ها الس��ابق الهثة وراء انتماءات‬ ‫طائفي��ة ومذهبي��ة ف��ي بدائي��ة م��ا قبل‬ ‫الثقافة‪.‬‬

‫كلمة �أخرية‪:‬‬

‫‪9‬‬


‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫بني �سوريا وال�سوريني‬ ‫خالد كنفاني‬ ‫ق��د يب��دو العن��وان غريب��اً ف��ي‬ ‫مواجهة الوطن بأبنائ��ه‪ ،‬ولكن الحقائق‬ ‫االجتماعي��ة والتاريخي��ة تجع��ل ه��ذه‬ ‫المواجه��ة واردة نظ��راً النع��دام الصلة‬ ‫بين سوريا كبقعة من األرض مرسومة‬ ‫بحدود نظرية وبين الس��وريين كشعب‬ ‫ال تجمع بين مكوناته س��وى ذات الحدود‬ ‫المرسومة‪.‬‬ ‫عل��ى أن الح��دود بي��ن أبن��اء ه��ذا‬ ‫الوط��ن مرس��ومة بخطوط أكث��ر عمقًا‬ ‫وأبعد ج��ذوراً في التاريخ م��ن تلك التي‬ ‫رسمها سايكس وبيكو اللذين قررا جمع‬ ‫م��ن أرادوا وفصل م��ن أرادوا‪ .‬وال يحتاج‬ ‫المتنقل بين المدن والقرى السورية إلى‬ ‫كثير عناء ليكتش��ف ه��ذه الحقيقة على‬ ‫األرض‪ ،‬فما يجمع بين الناس أقل بكثير‬ ‫مم��ا يفرقهم وهو ما ش��كل على الدوام‬ ‫بذرة من بذور الفرقة الجاهزة لالنفجار‬ ‫عند أول اختبار‪.‬‬ ‫عل��ى مر العص��ور لم تكن س��وريا‬ ‫ذل��ك الوط��ن الواح��د المتمي��ز بكيان��ه‬ ‫الجغراف��ي والديمغراف��ي المتف��رد‬ ‫عم��ا حول��ه‪ ،‬فمن��ذ زم��ن الفينيقيي��ن‬ ‫والكنعانيين والس��ومريين كان ما يعرف‬ ‫اليوم بس��وريا عبارة ع��ن مجموعة من‬ ‫اإلمارات التي يجمع بين أفرادها االنتماء‬ ‫إلى قومي��ة أو قبلية واح��دة‪ ،‬أما الوطن‬ ‫الجامع فلم يكن س��وى ذلك الواقع تحت‬ ‫سيطرة قوة عظمى يتغلب فيها الغالبون‬ ‫على م��ا تبق��ى م��ن المهزومي��ن ويتم‬ ‫تسمية ذلك وفقاً لم يراه الغالب‪.‬‬ ‫إن م��ن يق��ول بوح��دة س��وريا‬ ‫تاريخ��ًا وأرض��اً كم��ن يق��ول الي��وم أن‬ ‫االمبراطوري��ة الروماني��ة كان��ت وطن��ًا‬ ‫واحداً وأن كل الش��عوب المنضوية تحت‬ ‫س��يطرتها كان��ت "روماني��ة" بالنس��ب‬ ‫والع��رق والقومي��ة وه��و كالم عار عن‬ ‫الصح��ة تمام��ًا‪ ،‬فالرومان حكم��وا على‬ ‫الب�لاد الواقعة تحت س��يطرتهم بنفس‬ ‫المنطق ال��ذي حكمت ب��ه طائفة واحدة‬ ‫كل الطوائ��ف والقومي��ات الواقعة تحت‬ ‫س��يطرتها وأطلقت على كل ذلك اس��م‬ ‫"سوريا"‪.‬‬ ‫لم يك��ن باس��تطاعة أي ممن مروا‬ ‫عل��ى ه��ذه األرض أن يدعي أن��ه يوحد‬ ‫أج��زاء الوط��ن‪ ،‬فه��ذا الوط��ن ل��م يكن‬ ‫واحداً في أعماق��ه التاريخية والحضارية‬ ‫والجغرافي��ة والعرقي��ة واالجتماعي��ة‪.‬‬ ‫وفي س��بيل إثبات ذلك نحيل إلى القارئ‬ ‫مقارنتي��ن إحداهما من خ��ارج المنطقة‬ ‫العربية واألخرى من داخلها‪ .‬في فرنس��ا‬ ‫عل��ى س��بيل المث��ال كان قي��ام الكي��ان‬ ‫الفرنس��ي مس��ألة تاريخي��ة مس��تمرة‬ ‫معاكس��ة تمام��ًا للحالة الس��ورية‪ ،‬ففي‬ ‫تاريخ فرنسا بعض المحاوالت لالنقسام‬ ‫وخاص��ة ف��ي زم��ن اإلقط��اع‪ ،‬غي��ر أن‬ ‫الس��ياق التاريخ��ي واالجتماع��ي بي��ن‬ ‫مكونات المجتمع الفرنس��ي الذي يعتبر‬ ‫نفسه مجتمعاً واحداً ذا عناصر متجانسة‬ ‫وقابلة للوحدة والعيش المش��ترك سواء‬ ‫تاريخي��اً أو اجتماعيًا‪ .‬وله��ذا كان التاريخ‬ ‫الفرنس��ي مليئ��ًا بالمغام��رات واألحداث‬ ‫المتداخل��ة ولكن الحض��ن الوطني كان‬

‫على الدوام أكبر من كل تلك المغامرات‬ ‫والمحاوالت‪.‬‬ ‫أم��ا المقارن��ة األخ��رى فنجريها مع‬ ‫بلد عرب��ي قريب ومرك��زي وهو مصر‪.‬‬ ‫فمص��ر والمصريون منذ عه��د الفراعنة‬ ‫ل��م يتعرضوا للتقس��يم أو التجزئة‪ ،‬كما‬ ‫أن المصريي��ن عموم��اً ش��عب متجانس‬ ‫المكون��ات وال توج��د في مص��ر كوامن‬ ‫عالق��ة لالنفص��ال أو تغيي��ر الوط��ن‪،‬‬ ‫ورغ��م ب��زوغ عوام��ل التعص��ب الديني‬ ‫بين المسلمين والمس��يحيين إال أن هذا‬ ‫التعصب منش��ؤه سياس��ي ومتعمد ولم‬ ‫يك��ن في ي��وم من األيام عام� ً‬ ‫لا للفرقة‬ ‫أو التميي��ز بي��ن المصريي��ن‪ .‬وال ت��زال‬ ‫مصر تعي��ش ه��ذه الحال��ة االجتماعية‬ ‫والتاريخي��ة رغ��م كل م��ا يم��ر به��ا من‬ ‫أحداث سواء باألمس أو اليوم‪ .‬أثناء ثورة‬ ‫‪ 25‬يناي��ر واإلطاح��ة بالرئيس حس��ني‬ ‫مب��ارك وما بعده��ا لم يخ��رج أي صوت‬ ‫يطال��ب بفص��ل أو تقس��يم الوطن إلى‬ ‫أجزاء يتبع كل منه��ا إلى طائفة أو عرق‬ ‫معي��ن‪ ،‬وبقي علم الوطن علماً واحداً ما‬ ‫قبل وم��ا بعد الثورة رغ��م أن من جاؤوا‬ ‫إلى حكم مص��ر لديهم عداء تاريخي مع‬ ‫من سبقهم من الحكام‪.‬‬ ‫قمنا بإجراء ه��ذه المقارنة ليتضح‬ ‫لنا حجم الفجوة بين سوريا وبين بعض‬ ‫البل��دان األخ��رى م��ن ناحية االنس��جام‬ ‫ف��ي التركيبة الس��كانية الوطنية والتي‬ ‫تتض��ح مظاهره��ا جلي��ة للعي��ان على‬ ‫كافة المس��تويات‪ .‬إن ما يحدث في مصر‬ ‫اليوم ه��و في مجمله خالفات سياس��ية‬ ‫وتش��ريعية وحت��ى اجتماعي��ة ولكنها ال‬ ‫تص��ل حد تمزي��ق الوط��ن الواحد وهي‬ ‫مس��ألة ال يمكن لمص��ري حتى أن يفكر‬ ‫فيه��ا رغم كل ما مر وال ي��زال يمر على‬ ‫البلد من أزمات ومشاكل‪.‬‬ ‫في س��وريا كما في كثير من بلدان‬ ‫حقب��ة ما بع��د الح��رب العالمي��ة الثانية‬ ‫ال تتواف��ر ه��ذه الصيغ��ة التوفيقي��ة‬ ‫االجتماعي��ة‪ .‬ولع��ل أق��رب مث��ال للحالة‬ ‫الس��ورية ه��و الحل��ة اليوغوس�لافية‬ ‫الس��ابقة‪ .‬فبعد أن خضعت يوغوسالفيا‬ ‫فت��رة طويلة لحكم الح��زب الواحد الذي‬ ‫كان أب��رز رم��وزه جوزي��ف تيت��و بينم��ا‬ ‫رضخ��ت األقلي��ات واألكثري��ات على حد‬ ‫س��واء للحك��م الديكتات��وري إال أنها لم‬ ‫تتح��د اجتماعي��ًا وال ثقافي��اً رغ��م كل‬ ‫عملي��ات الدم��ج والتهجي��ر القس��ري‬ ‫وإلغاء اآلخري��ن جميعًا‪ .‬وكان��ت النتيجة‬ ‫أن��ه وبمج��رد س��قوط الش��يوعية ع��ام‬ ‫‪ 1991‬ب��دأت ن��ذر الحرب األهلي��ة تلوح‬ ‫باألفق بع��د أن عاد كل كيان إلى حضنه‬ ‫العصب��ي والعرق��ي األول‪ ،‬وظه��ر جليًا‬ ‫خراف��ة الوط��ن الواح��د عندم��ا اندلعت‬ ‫الحرب بالفعل عام ‪ 1993‬وكانت النتيجة‬ ‫أن ت��ل ما يزيد على مائتي ألف ش��خص‬ ‫خ�لال ثالث��ة أع��وام معظمه��م قض��ى‬ ‫في مذاب��ح جماعية على مرأى ومس��مع‬ ‫العالم كله ولم تنت��ه الحرب إال بجلوس‬ ‫زعم��اء الحرب إل��ى طاولة ح��وار أفضت‬ ‫إلى تقس��يم البلد إلى س��تة جمهوريات‬ ‫مس��تقلة ومختلفة كان آخرها جمهورية‬ ‫الجبل األسود والتي انفصلت عن صربيا‬

‫منذ بضعة أعوام‪.‬‬ ‫فهم��ت ش��عوب يوغوس�لافيا أن‬ ‫التعايش بات مس��تحي ًال بع��د كل الدماء‬ ‫التي أريقت وتهاوت كل شعارات الوحدة‬ ‫الوطنية التي رفعها زعماء الديكتاتورية‬ ‫على مر العقود‪ .‬واليوم يفهم السوريون‬ ‫ه��ذه المعادل��ة تمام��ًا بينم��ا يرفضه��ا‬ ‫"ظاهريًا" أش��اوس المعارضة واالئتالف‬ ‫الوطن��ي ال��ذي يقتات��ون عل��ى دم��اء‬ ‫الس��وريين وعلى طول أم��د األزمة‪ .‬في‬ ‫الحال��ة اليوغوس�لافية لم يك��ن زعماء‬ ‫الحرب يجتمعون في موس��كو وال أنقرة‬ ‫وال الدوح��ة‪ ،‬ول��م يكن ه��ؤالء يحاربون‬ ‫وينتص��رون عب��ر الس��كايب‪ ،‬ب��ل كان‬ ‫الجميع على األرض‪ .‬أما فالسفة االئتالف‬ ‫والمعارضة فهم ل��م يقرؤوا تاريخًا ولم‬ ‫يفهموا سياس��ة ولم يع��وا علم اجتماع‪،‬‬ ‫إنما يعملون كاآلالت الناطقة التي يش��د‬ ‫زنبركه��ا من يريد في��رددون ذات الكالم‬ ‫وبذات الجهل والسخافة‪.‬‬ ‫يم��وت يومي��اً م��ا يزيد ع��ن مائتي‬ ‫شخص في سوريا ثم تجدهم يتحدثون‬ ‫ع��ن الوح��دة الوطني��ة‪ ،‬عاد الن��اس إلى‬ ‫اصطفافه��م األول��ي الفط��ري‪ ،‬القبيلة‬ ‫والطائف��ة‪ ،‬ففيهما الملجأ الوحيد بعد أن‬ ‫س��قط غطاء الديكتاتوري��ة الذي حجب‬ ‫عن الخارج الكثير من الحقائق‪ .‬كثيرون‬ ‫منا كان يعتقد أن السوريين متعايشون‬ ‫متحاب��ون متجاهلي��ن كل الحقائ��ق‬ ‫التاريخية واالجتماعية السالفة الذكر‪ ،‬إن‬ ‫الديكتاتورية هي التي وحدت السوريين‬ ‫على م��دى نصف قرن ولي��س وحدتهم‬ ‫الوطنية وال مشاعرهم االنتمائية‪ ،‬ومن‬ ‫س��يقول الي��وم أن الس��وريين رفض��وا‬ ‫مشروع التقس��يم الذي اقترحه الجنرال‬ ‫غ��ورو ف��إن قل��ة م��ن الناس ه��ي التي‬ ‫رفض��ت المش��روع وكان��وا ه��م النخبة‬ ‫المثقفة التي اس��تطاعت الحصول على‬ ‫الح��د األدن��ى الدعم الش��عبي وس��ارت‬ ‫بع��ض المظاه��رات هن��ا وهن��اك ض��د‬ ‫المش��روع ال��ذي ل��م تك��ن باألس��اس‬ ‫فرنس��ا مقتنعة به كثيراً وهو ما تذكره‬ ‫مراس�لات وزارة الخارجية الفرنسية مع‬ ‫الجنرال غورو في ذلك الحين‪.‬‬ ‫ل��م يع��د باإلم��كان التعام��ي ع��ن‬

‫الحقائ��ق أكث��ر م��ن ذل��ك‪ ،‬وإن عملي��ة‬ ‫اس��تحضار التاريخ هي س�لاح ذو حدين‬ ‫(والكالم لجهابذة المعارضة)‪ ،‬فال يكفي‬ ‫الحديث عن بعض المواقف الصغيرة هنا‬ ‫وهن��اك للتأكي��د على الوح��دة الوطنية‪،‬‬ ‫بل ال ب��د من اس��تحضار التاريخ بأكمله‬ ‫لنفهم التركيبة االجتماعية والمرجعيات‬ ‫الثقافية والتربوية للشعب السوري على‬ ‫مر التاريخ‪.‬‬ ‫عندم��ا تقرر الدول الكب��رى اقتراح‬ ‫عق��د مؤتم��ر للس�لام في س��وريا فهذا‬ ‫يعني أمرين اثنين‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن كل من اعتبروا أن النظام‬ ‫انته��ى وأن��ه ال ب��د أن يرح��ل وأن أيامه‬ ‫معدودة يعترفون به اليوم طرفاً رئيسيًا‬ ‫في الص��راع وفي الحل على حد س��واء‪.‬‬ ‫وهي مسألة توضح حجم النفاق العربي‬ ‫والعالمي تجاه األزمة في سوريا‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬طالما يتم الحديث عن سالم‬ ‫فالمعنى أن هن��اك اعترافًا بتحول األمر‬ ‫من ثورة إلى حرب‪ ،‬وعلى مؤتمر السالم‬ ‫أن يخ��رج ال بهدنة فق��ط وإنما بتركيبة‬ ‫وطنية جديدة تقس��م البل��د إلى دويالت‬ ‫عل��ى غ��رار دول يوغوس�لافيا تك��ون‬ ‫لكل منه��ا تبعيتها الخاص��ة ومرجعيتها‬ ‫السياس��ية واالقتصادي��ة الخاص��ة بها‪،‬‬ ‫ول��ن يقتصر التقس��يم باعتق��ادي على‬ ‫تقس��يمات دينية‪ ،‬وإنما س��يمتد ليشمل‬ ‫التقس��يم العرقي يكون العرب واألكراد‬ ‫مكونيه الرئيس��يين وقد يش��مل أعراقًا‬ ‫أخرى‪ ،‬ناهيك عن التوجهات السياس��ية‬ ‫والفكرية األخرى من إسالمية وشيوعية‬ ‫وعلمانية وغيرها‪.‬‬ ‫مثلما دخل هذا الوطن التاريخ فجأة‬ ‫بعد س��ايكس بيكو س��يخرج من��ه فجأة‬ ‫على يد األس��د والف��روف وكيري وأوغلو‬ ‫وجاسم بن جبر‪ ،‬وهو إذ نعترف لم يكن‬ ‫يومًا م��ا وطناً‪ ،‬فالحنين كان على الدوام‬ ‫للمدينة أو القرية ال إلى س��وريا كوطن‪،‬‬ ‫ف��إن اضمحالل��ه م��ن الوجود ل��ن يكون‬ ‫سه ًال أبداً‪.‬‬ ‫آخ��ر ال��كالم‪( :‬وه��ل ع��اد لل��كالم‬ ‫معنى؟)‬ ‫قد أسخف القول حتى أحمد الصمم‬


‫ياسر مرزوق‬

‫‏ التفريق لعلة ال�شقاق‬ ‫فضيلة القاضي الشرعي ب‪.........‬‬ ‫المدعي‪................. :‬‬ ‫يمثله المحامي‪.................‬‬ ‫بموجب سند التوكيل المرفق‪.‬‬ ‫المدعى عليها‪............ :‬‬ ‫المقيمة في‪ ............‬حي‪............‬‬ ‫شارع‪ .........‬بناء‪ .........‬طابق‪.........‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫منوذج دعوى التفريق‪:‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تعتبر دعوى التفريق لعلة الشقاق‬ ‫أكثر الدعاوى ش��يوعاً م��ن بين دعاوى‬ ‫التفريق حي��ث يلجأ إليها األطراف حتى‬ ‫مع وجود أس��باب التفريق األخرى التي‬ ‫ق��د يصع��ب إثباتها بينما الش��قاق من‬ ‫الس��هل التع��ذر ب��ه بينم��ا ن��رى ندرة‬ ‫في دع��اوى التفريق لألس��باب األخرى‬ ‫التي تأتي بعد التفريق للش��قاق وبعد‬ ‫التفريق لعلة الغياب‪.‬‬ ‫و يق��ع التفري��ق وفق��ًا للقان��ون‬ ‫السوري ألربع أسباب للتفريق‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ التفري��ق للعل��ل م��ن المواد ‪/‬‬ ‫‪ 105‬ـ ‪/ 108‬‬ ‫‪ 2‬ـ التفريق للغيبة في المادة ‪109‬‬ ‫‪ 3‬ـ التفري��ق لع��دم اإلنف��اق ف��ي‬ ‫المواد ‪ 110‬ـ ‪111‬‬ ‫‪ - 4‬التفريق لعلة الش��قاق المواد‬ ‫من ‪115 - 112‬‬ ‫المادة ‪: / 112 /‬‬ ‫‪ - 1‬إذا ادع��ى أحد الزوجين إضرار‬ ‫اآلخ��ر به بم��ا ال يس��تطاع مع��ه دوام‬ ‫العشرة‪ ،‬يجوز له أن يطلب من القاضي‬ ‫التفريق‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إذا ثبت اإلضرار وعجز القاضي‬ ‫عن اإلصالح ف��رق بينهما‪ ،‬ويعتبر هذا‬ ‫التفريق طلقة بائنة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إذا ل��م يثب��ت الض��رر يؤج��ل‬ ‫القاض��ي المحاكم��ة م��دة ال تق��ل عن‬ ‫ش��هر‪ ،‬أمال ف��ي المصالحة‪ ،‬ف��إن أصر‬ ‫المدع��ي عل��ى الش��كوى ول��م يت��م‬ ‫الصلح‪ ،‬عيَّن القاضي حكمين من أهل‬ ‫الزوجي��ن‪ ،‬وإال ممن ي��رى القاضي فيه‬ ‫قدرة عل��ى اإلصالح بينهم��ا‪ ،‬وحلفهما‬ ‫يمينا عل��ى أن يقوم��ا بمهمتهما بعدل‬ ‫وأمانة‪.‬‬ ‫المادة ‪: / 113 /‬‬ ‫‪ - 1‬عل��ى الحكمي��ن أن يتعرَّف��ا‬ ‫أس��باب الش��قاق بي��ن الزوجي��ن‪ ،‬وأن‬ ‫يجمعاهم��ا ف��ي مجلس تحت إش��راف‬ ‫القاض��ي‪ ،‬ال يحض��ره إال الزوجان ومن‬ ‫يقرر دعوته الحكمان‪.‬‬ ‫‪ - 2‬امتن��اع أح��د الزوجي��ن ع��ن‬ ‫حض��ور ه��ذا المجل��س بع��د تبليغه ال‬ ‫يؤثر في التحكيم‪.‬‬ ‫المادة ‪: / 114 /‬‬ ‫‪ - 1‬يب��ذل الحكم��ان جهدهما في‬ ‫اإلصالح بين الزوجي��ن‪ ،‬فإذا عجزا عنه‬ ‫وكان��ت اإلس��اءة أو أكثرها م��ن الزوج‬ ‫قررا التفريق بطلقة بائنة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وإن كان��ت اإلس��اءة أو أكثرها‬ ‫من الزوج��ة أو مش��تركة بينهما‪ ،‬قررا‬ ‫التفري��ق بي��ن الزوجي��ن عل��ى تم��ام‬ ‫المهر‪ ،‬أو على قسم منه يتناسب ومدى‬ ‫اإلساءة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬للحكمي��ن أن يق��رر التفري��ق‬ ‫بي��ن الزوجي��ن مع ع��دم اإلس��اءة من‬ ‫أحدهما على براءة ذمة الزوج من قسم‬ ‫م��ن حقوق الزوج��ة‪ ،‬إذا رضي��ت بذلك‬

‫وكان قد ثبت لدى الحكمين اس��تحكام‬ ‫الشقاق بينهما على وجه تتعذر إزالته‪.‬‬ ‫‪ - 4‬إذا اختل��ف الحكم��ان َّ‬ ‫حك��م‬ ‫القاض��ي غيرهما أو ض��م إليهما حكما‬ ‫ثالثا مرجحا َّ‬ ‫وحلفه اليمين‪.‬‬ ‫المادة ‪: / 115 /‬‬ ‫على الحكمين أن يرفعا تقريرهما‬ ‫إلى القاضي وال يج��ب أن يكون معلال‪،‬‬ ‫وللقاض��ي أن يحك��م بمقتض��اه أو‬ ‫يرفض التقرير ويعين في هذه الحالة‬ ‫وللمرة األخيرة حكمين آخرين‪.‬‬ ‫واس��تناداً لم��ا س��بق فق��د أب��اح‬ ‫المش��رع ل��كل م��ن الزوجي��ن طل��ب‬ ‫التفري��ق من القاض��ي‪ ،‬وحينئذ يطلب‬ ‫تحكي��م ش��خصين أحدهم��ا م��ن أهل‬ ‫ال��زوج والثان��ي من أه��ل الزوجة‪ ،‬فإن‬ ‫اس��تطاعا اإلصالح وفّقا بين الزوجين‪،‬‬ ‫وإال رفع��ا تقريرهم��ا إل��ى القاض��ي‬ ‫فيحك��م بالتفري��ق بينهم��ا‪ .‬ـ أج��از‬ ‫القان��ون الس��وري ل��كال الزوج��ان حق‬ ‫طلب التفريق للش��قاق والض��رر‪ ،‬وإذا‬ ‫أثب��ت المدع��ي أن الض��رر أصاب��ه من‬ ‫الطرف اآلخ��ر وهذا الض��رر وصل إلى‬ ‫درجة ال يس��تطيع فيه��ا الزوجين دوام‬ ‫العش��رة الزوجية بينهما‪ ،‬ولم يس��تطع‬ ‫القاض��ي اإلصالح وإع��ادة الحي��اة إلى‬ ‫مجراه��ا الطبيع��ي‪ ،‬فعلي��ه أن يف��رق‬ ‫بي��ن الطرفي��ن بطلقة بائن��ة‪ ،‬وإن لم‬ ‫يثبت الضرر أو ثبت ولكن بدرجة ليس‬ ‫بالدرجة التي تس��تحيل معه اس��تمرار‬ ‫الحي��اة الزوجية‪ ،‬فبد ًال م��ن رد الدعوى‬ ‫لع��دم الثبوت يكون لزامًا على القاضي‬ ‫أن يؤجل الدعوى شهراً للمصالحة‪ ،‬وإذا‬ ‫ل��م يتم الصلح رغم مرور هذا الش��هر‬ ‫يلجأ عندها إلى التحكيم وذلك بتسمية‬ ‫حكمي��ن من ذوي الطرفي��ن "حكم من‬ ‫أه��ل ال��زوج وآخر م��ن أه��ل الزوجة "‬ ‫وإال حكمي��ن من األباع��د ممن له قدرة‬ ‫على القي��ام بالمهمة وبع��د تحليفهما‬ ‫اليمين القانوني��ة بأن يقوما بمهمتهما‬ ‫بع��دل وأمان��ة‪ ،‬ث��م يعق��د القاض��ي‬

‫جلس��ة تحكي��م عائل��ي يدع��و إليه��ا‬ ‫طرفي الدعوى وكال الحكمين بجلس��ة‬ ‫مغلق��ة يمتنع فيها على أح��د من أهل‬ ‫الطرفي��ن أو أقربائهم��ا م��ن الحض��ور‬ ‫لك��ي ال يكون ل��ه تأثير س��لبي عليهما‬ ‫فيمن��ع م��ن الوص��ول إل��ى المصالحة‬ ‫الت��ي ه��ي اله��دف األول واألخي��ر في‬ ‫ه��ذه الجلس��ة‪ ،‬وإذا ل��م يت��م األمر أو‬ ‫ل��م يحض��ر الطرف��ان أو أحدهما هذه‬ ‫الجلس��ة رغم تبليغهما أصو ًال بالموعد‬ ‫فيقوم القاض��ي بتس��ليم المهمة إلى‬ ‫الحكمي��ن من أج��ل أن يتعرفا أس��باب‬ ‫الش��قاق بي��ن الزوجين ويب��ذال الجهد‬ ‫في اإلصالح ب��أن يجتمعا مع كل طرف‬ ‫وم��ع ذويه��م أو من ل��ه تأثي��ر عليهما‬ ‫وأن يستطلعا أس��باب الخالف وظروفه‬ ‫وأن يكش��فا عل��ى المس��كن الزوج��ي‬ ‫ومساكن األهل أن كان للمسكن تأثير‬ ‫على الخالف أو عملية اإلصالح‪ ،‬فإن تم‬ ‫اإلص�لاح تنتهي الدع��وى بذلك وتعود‬ ‫الحي��اة الزوجي��ة فيما بي��ن الطرفين‪،‬‬ ‫وإن عج��زا عن ذل��ك فيقدما تقريرهما‬ ‫للقاضي الذي يجب أن يحكم بمقتضاه‬ ‫" ال يش��ترط بالتقري��ر أن يكون معل ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫لا أن كان معل ً‬ ‫وعلي��ه ال يك��ون باط� ً‬ ‫ال "‬ ‫فإن كانت اإلس��اءة أو أكثرها من الزوج‬ ‫قررا التفريق بينهما بطلقة بائنة‪ ،‬وإن‬ ‫كان��ت اإلس��اءة أو أكثرها م��ن الزوجة‬ ‫قررا التفريق بينهم��ا على تمام المهر‬ ‫أو قسم منه‪.‬‬

‫الوقائ��ع‪ :‬المدع��ى عليه��ا زوج��ة‬ ‫للموكل بموج��ب عقد ال��زواج المرفق‬ ‫عل��ى مه��ر معجل��ه ‪ .. / 00000 /‬ليرة‬ ‫س��ورية مقبوضة‪ ،‬ومؤجله ‪/ 00000 /‬‬ ‫‪ ..‬ليرة سورية باقية بذمة الزوج ألقرب‬ ‫االجلين‪.‬‬ ‫وحي��ث أن المدع��ى عليها تس��يء‬ ‫معامل��ة الموكل بش��كل دائ��م وأخيرا‬ ‫تركت دار الزوجية وامتنعت عن العودة‬ ‫اليه��ا دون مب��رر ورغ��م الوس��اطات‬ ‫المتكررة‪.‬‬ ‫وحيث أن اس��تمرار الحياة الزوجية‬ ‫فيما بينهما قد اصبح مس��تحيال وحيث‬ ‫أنه من الثاب��ت قانونا أنه إذا ادعى احد‬ ‫الزوجي��ن اضرار االخر بما ال يس��تطاع‬ ‫معه دوام العش��رة‪ ،‬يج��وز له أن يطلب‬ ‫م��ن القاض��ي التفري��ق‪ ،‬واذا ثب��ت‬ ‫االض��رار وعجز القاضي ع��ن االصالح‬ ‫ف��رق بينهم��ا ويعتب��ر ه��ذا التفري��ق‬ ‫طلق��ة بائنة (المادة ‪ / 112 /‬من قانون‬ ‫االحوال الشخصية)‪.‬‬ ‫ولذلك جئنا نلتمس‪:‬‬ ‫‪ - 1‬دعوة المدعى عليها للمحاكمة‬ ‫والسير بإجراءات التفريق‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التفريق ما بين الطرفين لعلة‬ ‫الش��قاق وبطلقته بائنة على ما يقرره‬ ‫الحكمين‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تضمي��ن المدع��ى عليه��ا‬ ‫الرسوم والمصاريف واتعاب المحاماة‪.‬‬ ‫بكل تحفظ واحترام‬ ‫المحامي الوكيل‬ ‫تج��در اإلش��ارة إل��ى أن��ه ال يجوز‬ ‫ش��رعا" أو قانون��ا" اللج��وء إل��ى دعوى‬ ‫التفري��ق إال ألس��ـباب جوهري��ة بحيث‬ ‫تصب��ح الحي��اة الزوجي��ة معه��ا ش��به‬ ‫مس��تحيلة والب��د م��ن االبتع��اد ع��ن‬ ‫الخالف��ات الطفيف��ة والس��ـطحية‬ ‫واالنفع��االت الش��خصية وأي خ�لاف‬ ‫معتاد في كل أسرة‪.‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫التفريق لعلة ال�شقاق‬

‫‪11‬‬


‫غريغوريو�س الرابع حداد‬ ‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫‪1928 - 1859‬‬

‫بطريرك �أنطاكية و�سائر امل�شرق‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫ول��د غنط��وس اب��ن جرج��س بن‬ ‫غنطوس الحدّاد في عبيه‪ ،‬إحدى قرى‬ ‫الغرب ف��ي "جبل لبن��ان"‪ ،‬والدته "هند‬ ‫بنت عسّاف سليم" من قرية كفرشيما‬ ‫في الجب��ل أيضًا‪ .‬ع��ام ‪1859‬م‪ ،‬تلقى‬ ‫علوم��ه االبتدائي��ة والتكميلي��ة ف��ي‬ ‫مدارس عبيه البروتستانتية حتى سنة‬ ‫‪ 1872‬وكان من التالميذ المتفوقين‪.‬‬ ‫ف��ي طفولته م��ال إلى التقش��ف‬ ‫مما استرعى انتباه المطران "غفرائيل‬ ‫ش��اتيال "مطران بيروت ولبن��ان آنذاك‬ ‫وال��ذي طل��ب م��ن وال��ده أن ينض��م‬ ‫للمدرس��ة اإلكليريكي��ة التي أنش��أها‬ ‫فأصبح من مريدي المطران شاتيال في‬ ‫عام ‪ 1872‬وأنهى دروس��ه اإلكليريكية‬ ‫ف��ي ‪ 1875‬وتخرج منه��ا متقنًا اللغتين‬ ‫العربي��ة واليوناني��ة وملماً بالروس��ية‬ ‫والتركية وفي العام نفس��ه عين حداد‬ ‫كاتبًا في مطرانية بيروت‪.‬‬ ‫عام رس��مّ ‪ 1879‬شماس��ًا إنجيليًا‬ ‫ف��ي دي��ر س��يدة النوري��ة تح��ت اس��م‬ ‫"غريغوريوس"‪ ،‬وأنش��أ جري��دة الهدية‬ ‫في بيروت س��نة ‪ 1883‬التابعة لجمعية‬ ‫التعليم المسيحي وكان رئيس تحريرها‬ ‫حتى س��نة ‪ ،1888‬عرَّب مقاالت وخطبًا‬ ‫عديدة لتنشر في جريدة الهدية وسعى‬ ‫لتجدي��د مطبعة القدي��س جاورجيوس‬ ‫في بي��روت‪ ،‬وأش��رف على إع��ادة طبع‬ ‫كتاب��ي الس��واعي الكبي��ر والمزامي��ر‬ ‫وأنش��أ مكتبة في دار المطران ليحفظ‬ ‫فيها الكت��ب والمخطوطات‪ .‬ص��ار نائبًا‬ ‫للمطران غفرائيل في جمعية القديس‬ ‫بول��س ليقوم بتحس��ين أداء الطقوس‬ ‫في الكنائس واالهتمام بأمور التنشئة‬ ‫المس��يحية والتعليم الديني‪ ،‬فازدهرت‬ ‫الجمعية حينها بفضل جهود الش��ماس‬ ‫غريغوريوس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫سيم غريغوريوس كاهنا على يد‬ ‫المط��ران غفرائيل ش��اتيال في ‪1890‬‬ ‫ونال نعمة رئاس��ة الكهن��وت في العام‬ ‫نفسه على يد البطريرك جراسيموس‬ ‫كخل��ف لمط��ران طرابل��س المثل��ث‬ ‫الرحمات صفرونيوس نجار‪.‬‬ ‫بع��د دخول��ه أبرش��ية طرابل��س‬ ‫عمل على إعادة فتح مدرس��ة بكفتين‬ ‫وجددها وأنشأ مكتبة في دار المطرانية‬ ‫وبع��د أن عينه المجم��ع المقدس وكي ً‬ ‫ال‬ ‫لمدرسة البلمند اإلكليريكية سنة‪1900‬‬ ‫تعهدها وعمل فيها واستقدم األساتذة‬ ‫من بي��روت‪ ،‬ووض��ع ش��روطاً للدخول‬ ‫فيه��ا وأعلن قانون المدرس��ة وأش��رف‬ ‫على االمتحانات بنفسه‪.‬‬ ‫كان مجاه��داً ف��ي س��بيل إع��ادة‬

‫البطريركي��ة للوطنيي��ن فأس��هم في‬ ‫الجبهة العربية األنطاكية التي تزعمها‬ ‫المط��ران غفرائي��ل ش��اتيال فنجح في‬ ‫اس��تمالة بع��ض المطارن��ة إليها وتم‬ ‫انتخ��اب وتنصي��ب مط��ران الالذقي��ة‬ ‫مالطيوس "الدوماني" بطريركاً عربيًا‬ ‫على الكرسي األنطاكي‪.‬‬ ‫عقب وفاة البطري��رك مالطيوس‬ ‫الت��أم المجم��ع األنطاك��ي المق��دس‬ ‫برئاس��ة القائ��م مق��ام البطريرك��ي‬ ‫راعي أبرش��ية حمص المثلث الرحمات‬ ‫المطران أثناسيوس "عطا اهلل" وأعيان‬ ‫الملة في دمشق وفي ‪ 1906 / 6 / 5‬تم‬ ‫انتخاب مطران طرابلس غريغوريوس‬ ‫ح��داد بطري��ركًا عل��ى مدين��ة اهلل‬ ‫أنطاكي��ة العظم��ى كثان��ي بطري��رك‬ ‫عرب��ي والبطريرك الـ‪ 161‬بعد بطرس‬ ‫الرسول تحت اسم غريغوريوس الرابع‬ ‫بع��د أن اعتل��ى الع��رش البطريرك��ي‬ ‫ثالث��ة بطارك��ة تح��ت هذا االس��م في‬ ‫القرنين األول والثاني‪.‬‬ ‫ش��دّد البطري��رك غريغوري��وس‬ ‫عل��ى رعاي��ة اإلكلي��روس م��ن خ�لال‬ ‫التعلي��م‪ ،‬التثقي��ف والتوعي��ة وتقديم‬ ‫المس��اعدات فكان يراس��ل م��ن أجلهم‬ ‫دول الخ��ارج وإذا لم يس��تجيبوا يعطي‬ ‫مب��ال والمحفوظ��ات‬ ‫م��ن مال��ه غي��ر‬ ‫ٍ‬ ‫البطريركية أكبر دلي��ل على ذلك فقد‬ ‫كان يرس��ل للكهنة ف��ي األعياد الهدايا‬ ‫المادي��ة وكان يرس��ل لألس��اقفة حاثًا‬ ‫إياهم على مساعدة الكهنة المحتاجين‬ ‫وكان يقب��ل الش��كاوي الت��ي ت��رد إليه‬ ‫برحابة صدر ملفت��ة‪ .‬وكان يتعامل مع‬ ‫الجمي��ع بروح الش��ورى ويعال��ج األمور‬ ‫بحكمة‪.‬‬ ‫أُسس��ت عل��ى عه��د البطري��رك‬ ‫غريغوري��وس عدة مدارس م��ن بينها‬ ‫المدرس��ة البطريركي��ة ف��ي أنطاكية‬ ‫‪ 1908‬وكلي��ة حم��ص األرثوذكس��ية‬ ‫‪ 1910‬ومدرس��ة قب��ع س��نة ‪1910‬‬ ‫ومدرس��ة القديس يوحنا الس��ابق في‬ ‫دوم��ا في لبنان س��نة ‪ 1911‬ومدرس��ة‬ ‫البس��تان " داخلي��ة – خارجي��ة " الت��ي‬ ‫أسس��ت ما بي��ن عام��ي ‪1915 - 1910‬‬ ‫ومدرس��ة جدي��دة مرجعي��ون للذك��ور‬ ‫وأخرى لإلناث س��نة ‪ 1907‬ومدرس��تي‬ ‫حاصبي��ا ص��ور للذك��ور واإلناث س��نة‬ ‫‪.1907‬‬ ‫عق��د عل��ى عه��د البطري��رك‬ ‫غريغوريوس الرابع ستة مجامع ‪1907‬‬ ‫ ‪- 1923 - 1921 - 1913 - 1910‬‬‫‪ 1928‬وكان ينوي جعل المجامع دورية‬ ‫ولك��ن الظ��روف القاه��رة كان��ت تمنع‬

‫تحقيق هذا الحلم‪ ،‬من الحرب اإليطالية‬ ‫العثمانية ‪ 1912‬وح��رب البلقان ‪1913‬‬ ‫واحتالل العرب واالنكليز لدمش��ق سنة‬ ‫‪ 1918‬وأهم ما حدث وبحث في المجامع‬ ‫ه��و وضع نظ��ام رس��مي للبطريركية‬ ‫األنطاكي��ة األرثوذكس��ية والمأخ��وذ‬ ‫م��ن قانون بطريركية القس��طنطينية‬ ‫األرثوذكس��ية وذلك ف��ي مجمع ‪1907‬‬ ‫ولق��د كان البطري��رك غريغوري��وس‬ ‫حريصاً على حل المش��اكل والخالفات‬ ‫ونكأ الجراح التي تنشأ بين أبناء رعيته‬ ‫من مطارنة وكهنة وعلمانيين‪.‬‬ ‫كت��ب عن��ه العالم��ة " محم��د كرد‬ ‫علي " في مذكراته‪:‬‬ ‫"عرف��تُ صديق��ي البطري��رك‬ ‫غريغوري��وس ح��داد قبي��ل الح��رب‬ ‫العالمي��ة األول��ى وبلغن��ي عن��ه ه��ذه‬ ‫الرواية‪ ،‬بس��بب المجاع��ة التي أصابت‬ ‫ش��عوب ه��ذه المنطق��ة أثن��اء الح��رب‬ ‫العالمي��ة األولى اس��تنهض البطريرك‬ ‫الهمم لمس��اعدة الجائعين والبائس��ين‬ ‫وب��اع أمالك وأوق��اف الطائف��ة الكثيرة‬ ‫في س��ورية ولبنان ليشتري بها طعامًا‬ ‫للمحتاجين‬ ‫ف��ي الحرب العامي��ة األولى ‪1914‬‬ ‫ ‪ 1918‬وقع��ت مجاع��ة الس��فر برلك‬‫ففتح��ت البطريركي��ة األرثوذكس��ية‬

‫بدمش��ق أبوابها إلطعام الجياع بغض‬ ‫النظر عن الدين والمذهب وحتى منهم‬ ‫الوافدون من بيروت‪ ،‬ورهن البطريرك‬ ‫غريغوريوس حداد أوقاف البطريركية‬ ‫واألديرة كلها لالس��تدانة وباع مقتنيات‬ ‫وأوان��ي الكنائ��س الذهبي��ة والفضية‬ ‫التي تحكي تراث البطريركية الروحي‬ ‫حت��ى أن البطري��رك التال��ي "‬ ‫الكس��ندروس طح��ان "ب��اع كل ه��ذه‬ ‫األوق��اف ليف��ي الدي��ون وفوائده��ا‬ ‫الفاحش��ة وب��ذا خس��رت البطريركي��ة‬ ‫األرثوذكس��ية كل ممتلكاته��ا ولكنه��ا‬ ‫ضربت أروع مثل في األخوة‪.‬‬ ‫ويق��ال أن��ه فتح أب��واب البطركية‬ ‫للجمي��ع أيام الح��رب‪ ،‬واس��تدان أموا ًال‬ ‫طائل��ة إلطعام الجائعي��ن‪ ،‬ومن أخباره‬ ‫ف��ي ه��ذا الش��أن أن��ه كان ل��ه صليب‬ ‫ماس��ي أهداه إيّاه قيصر روسيا “نقوال‬ ‫الثان��ي”‪ ،‬لما نفذت أم��وال البطريركية‬ ‫رهنه لدى صائغ يهودي دمش��قي بألف‬ ‫لي��رة عثماني��ة‪ ،‬فالحظ��ه أح��د أغنياء‬ ‫المس��لمين وف��ك رهن��ه وأع��اده إل��ى‬ ‫البطري��رك‪ ،‬فأخ��ذه وباع��ه م��ن جديد‬ ‫دون أن ي��دري به أح��د وحفظ مثي ً‬ ‫ال له‬ ‫من زجاج‪ ،‬هذا ل��م يعرف به أهل الدار‬ ‫البطريركي��ة إال بع��د موت��ه كم��ا ذكر‬ ‫ع��ن غبطته; أنه أثناء الح��رب العالمية‬


‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫األول��ى‪ ،‬في مس��اء أحد مرف��ع الجبن‪،‬‬ ‫التقى نس��اء مس��لمات يش��كين الجوع‬ ‫قائ�لات‪" :‬نري��د خبزاً يا أبا المس��اكين‪.‬‬ ‫نري��د خب��زاً ألطفالنا الجائعي��ن!" فعاد‬ ‫أدراج��ه إلى الدار البطريركية وأمر بأن‬ ‫ت��وزّع عليهن المؤن م��ن البطريركية‬ ‫ثم أقفل على نفسه راكعًا يصلي بين‬ ‫الساعة الرابعة من بعد الظهر والحادية‬ ‫عشر لي ً‬ ‫ال‪ .‬ولما جاءه طبّاخ البطريركية‬ ‫عارض��اً إع��داد بيضتي��ن مقليتي��ن‬ ‫بالسمن مع رغيف وقطعة حلوى‪ ،‬أجاب‬ ‫"ال يلي��ق ب��ي أن آكل وغي��ري يتضوّر‬ ‫جوعًا!"‪ .‬ثم أمر بأن يعطى طعامه ألول‬ ‫فقير يمرّ بالبطريركية في الغد‪.‬‬ ‫تأخّ��ر البطريرك يوم��ًا عن وجبة‬ ‫الطع��ام فحف��ظ ل��ه الطبّ��اخ حصّ��ة‬ ‫مميّ��زة‪ .‬فلم��ا حض��ر والح��ظ أن م��ا‬ ‫أف��رز له كان أش��هى مما قدّم لس��واه‬ ‫ب��ادر بالق��ول‪" :‬أعطوني مم��ا قدّمتم‬ ‫إلخوتي!"‪.‬‬ ‫لم��ا حان وقت الطع��ام مرة‪ ،‬وكان‬ ‫الزم��ن صيام��ًا‪ ،‬أحض��ر ل��ه الطاه��ي‬ ‫إفط��اره‪ .‬ف��ي ه��ذه األثن��اء كان أوالد‬ ‫يضجّ��ون ف��ي س��احة البطريركي��ة‬ ‫فس��أل عما بهم فقيل ل��ه إنهم فقراء‬ ‫جائع��ون فاس��تدعاهم وأعطاه��م‬ ‫طعامه‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬كان البطريرك‬ ‫غريغوريوس يش��مل كهنته‪ ،‬ال س��يما‬ ‫الفقراء منهم‪ ،‬بعط��ف أبوي كبير‪ .‬وإذ‬ ‫كان المعوزون بينهم يأتون اليه بجبب‬ ‫ر ّث��ة كان يعطيه��م من أج��ود ما عنده‬ ‫ويبقي لنفسه الممزّقة يرقّعها بنفسه‬ ‫ويس��كف نعل��ه بيدي��ه‪ .‬وق��د اضطرت‬ ‫حاش��ية البطريرك‪ ،‬تدبي��راً‪ ،‬إلى إخفاء‬ ‫بعض مالبس��ه الكهنوتية عنه حتى ال‬ ‫يهبها للمحتاجين‪ ،‬هي أيضًا‪.‬‬ ‫وق��د كان البطري��رك يط��وف م��ع‬ ‫شمّاسه وقوّاسه يجمع المطروحين في‬ ‫األزقة إلى الدار البطريركية والمدرسة‬ ‫الت��ي تقابلها ويعن��ى بإعالتهم‪ .‬وكثيراً‬ ‫ما كان يطعمهم بيده‪.‬‬ ‫وق��د قيل أن��ه لم��ا تفشّ��ى وباء‬ ‫الكولي��را غريغوري��وس مط��ران على‬ ‫طرابل��س‪ ،‬لم يه��رب م��ن المدينة بل‬ ‫شرع يزور المرضى ويعزّي المنكوبين‬ ‫ويعطف على الفق��راء‪ .‬ولمّا ألحّ عليه‬ ‫أصدق��اؤه بالمغ��ادرة أج��اب‪" :‬ليس��ت‬ ‫حياتي أفضل من الذين ال يستطيعون‬ ‫الفرار من الوباء!"‪.‬‬ ‫بلغ��ه يوم��ا نف��اذ الدقي��ق م��ن‬ ‫البطريركية إال كيساً عزم الخدّام على‬ ‫خب��زه وتوزيعه عل��ى األرثوذكس��يين‬ ‫دون غيره��م‪ .‬فجمعه��م وأخ��ذ رغيفًا‬ ‫بيديه وق ّلبه ثم نظ��ر اليهم قائ ً‬ ‫ال‪" :‬لم‬ ‫أج��د كتابة م��ا على الرغي��ف تقول أنه‬ ‫للروم دون س��واهم!" وللح��ال أمرهم‬ ‫بتوزيع الخب��ز على الفقراء كافة دونما‬ ‫تفرقة‪.‬‬ ‫س��أل متس��وّل البطري��رك يوم��ًا‬ ‫حس��نة فق��ال ل��ه أح��د االكليريكيي��ن‬ ‫المرافقي��ن له‪ :‬م��ا طائفت��ك؟ فانتهره‬ ‫البطريرك قائ ً‬ ‫ال‪ :‬هل تمنع عنه الصدقة‬ ‫إذا كان م��ن طائف��ة غي��ر طائفتك؟ إال‬ ‫يكفيه ذ ًال أنه مدّ يده ليستعطي لتذله‬ ‫بس��ؤالك عن عقيدته؟! ولم��ا قال هذا‬ ‫أخرج نقوداً من جيبه وأعطاه فانصرف‬ ‫مسروراً مجبور إيّاها‪.‬‬ ‫في عام ‪ ،1913‬لبّى دعوة القيصر‬ ‫الروس��ي نقوال الثاني ليرأس احتفاالت‬ ‫آل رومان��وف بمرور ثالث��ة قرون على‬ ‫اعتالئهم عرش روسيا وسافر وبمعيته‬ ‫مطران طرابلس الكس��ندروس متجهًا‬ ‫إل��ى اس��طنبول حي��ث حل فيه��ا ضيفًا‬

‫على الحكوم��ة العثماني��ة وقابل على‬ ‫التوال��ي الصدر األعظم ثم الس��لطان‬ ‫محم��د رش��اد وبمعيته وف��ده المكوّن‬ ‫م��ن مط��ران طرابل��س والحاج��ة‬ ‫سوس��ان ش��قيقة غبطت��ه والوكي��ل‬ ‫البطريرك��ي باالس��تانة الخواجة كمال‬ ‫قزح وقد منح الس��لطان علمنا الوسام‬ ‫العثمان��ي المرصع‪ ،‬والمجي��دي الثاني‬ ‫لمط��ران طرابلس‪ ،‬ووس��ام الش��فقة‬ ‫الثان��ي للحاج��ة سوس��ان والعثمان��ي‬ ‫الثالث لكمال قزح‪ .‬ثم تابع س��فره إلى‬ ‫روس��ية حيث وصل بطرس��برج وقابل‬ ‫القيص��ر والقيصرتي��ن وول��ي العه��د‬ ‫وق��د ن��زل القيص��ر ع��ن عرش��ه لدى‬ ‫دخوله الب�لاط وانحنى أمام البطريرك‬ ‫فباركه البطريرك وقبله في كتفه‪ .‬أما‬ ‫القيص��ر فقبّ��ل رأس البطري��رك أو ًال‬ ‫ث��م يده اليمنى‪ .‬ث��م احتفل البطريرك‬ ‫باليوبي��ل ف��ي كاتدرائية س��يدة قازان‬ ‫األح��د ‪ 6‬آذار ‪ 1913‬وق��رأ االنجي��ل‬ ‫بالعربية‪ .‬ورقى االرش��مندريت ألكسي‬ ‫إلى رتبة األسقفية (وقد تو ّلى المذكور‬ ‫البطريركية الروسية الحقًا)‪.‬‬ ‫وفي ختام االحتفاالت منح القيصر‬ ‫نقوال الثاني البطري��رك غريغوريوس‬ ‫الن��وط الذهب��ي المض��روب لذك��رى‬ ‫اليوبي��ل‪ ،‬ووس��ام القديس ألكس��ندر‬ ‫نيفس��كي م��ن الرتب��ة األول��ى وه��و‬ ‫أعظ��م األوس��مة الروس��ية وق��دّم له‬ ‫صليب��اً مرصع��اً بالم��اس لك��ي يع ّلق‬ ‫عل��ى مقدم��ة الالطي��ة ف��وق الجبين‬ ‫كالبطاركة الروس‪.‬‬ ‫وكانت هدي��ة البطريرك للقيصر‬ ‫مائ��ة مخطوط��ة م��ن المخطوط��ات‬ ‫البطريركي��ة الن��ادرة منه��ا م��ا ارتبط‬ ‫بزي��ارة البطري��رك مكاري��وس ب��ن‬ ‫الزعيم في القرن ‪ 17‬إلى روسية وهي‬ ‫محفوظة اآلن ف��ي مكتبة البطريركية‬ ‫في موسكو وفي متحف الكرملين‪.‬‬ ‫ق��اد ه��ذا البطريرك بي��ن ‪1916‬‬ ‫و‪ 1918‬الصف المس��يحي مع الش��ريف‬ ‫حس��ين وابنه األمير فيصل للتحرر من‬ ‫نير األت��راك وباي��ع فيصل مل��كًا على‬ ‫س��ورية‪ 1920‬وبع��د استش��هاد البطل‬ ‫يوس��ف العظمة في ميس��لون ودخول‬ ‫غ��ورو إل��ى دمش��ق كان البطري��رك‬ ‫ه��و الوحي��د ال��ذي ودع المل��ك فيصل‬ ‫ف��ي محط��ة الق��دم فبكى فيص��ل لما‬ ‫قال ل��ه البطري��رك أن هذه الي��د التي‬ ‫بايعت��ك س��تبقى وفي��ة لك إل��ى األبد‬ ‫فحاول فيص��ل تقبيلها لكن البطريرك‬ ‫س��حب يده وقبله في جبينه‪ .‬ياللروعة‬ ‫الوطنية واالنس��انية ملك سورية وابن‬ ‫ش��ريف مك��ة ومل��ك العرب الش��ريف‬ ‫حسين يحاول تقبيل يد البطريرك‬ ‫ع��ام ‪ 1920‬أيض��اً أم��ر الجن��رال‬ ‫غ��ورو بإقام��ة حف��ل اس��تقبال كبي��ر‬ ‫ف��ي دار المفوضية الفرنس��ية احتفا ًال‬ ‫بالنص��ر‪ .‬ودُع��ي إل��ى ه��ذا الحف��ل‬ ‫كب��ار الش��خصيات الدينية والرس��مية‬ ‫والفعاليات‪ .‬فقام غورو بنفسه وأشرف‬ ‫عل��ى توزي��ع أماك��ن الجل��وس ح��ول‬ ‫المائ��دة‪ ،‬فأجل��س مفتي دمش��ق عن‬ ‫يمين��ه والبطري��رك غريغوريوس عن‬ ‫يس��اره‪ ،‬ولم يكن يعرفه إنم��ا كان قد‬ ‫س��مع صيته‪ .‬وعندما دخ��ل البطريرك‬ ‫مد غورو يده مصافحًا باحترام متفرسًا‬ ‫في وجه هذه الش��خصية المتميزة وما‬ ‫قام به خصوصًا في أيام المجاعة وفي‬ ‫تأيي��د صاحبها لفيصل بالس��ر والعلن‪،‬‬ ‫وكان متيقن��اً ب��أن البطري��رك وم��ن‬ ‫ورائه هذه الطائف��ة العربية لن يكون‬ ‫مؤيداً لالنتداب كما يشتهي‪ ،‬فالكنيسة‬

‫األرثوذكس��ية لم تك��ن مؤيّدة للوجود‬ ‫الفرنس��ي في س��ورية ولبنان بما في‬ ‫ذلك تلك الفترة الممتدة من عام ‪1920‬‬ ‫وحتى وف��اة البطري��رك غريغوريوس‬ ‫عام ‪ 1928‬التي ش��هدت أزمات حقيقية‬ ‫بين��ه وبي��ن الفرنس��يين‪ ،‬إذ أن��ه كان‬ ‫يُق��اوم االنت��داب بش��تّى الوس��ائل‬ ‫ويُقدّم المعونات للث��وار في الغوطة‪.‬‬ ‫وكان كشاف فوج القديس جاورجيوس‬ ‫األرثوذكسي يوصل المدد للثوار‪ .‬وفي‬ ‫أحد األي��ام كان أح��د رهبان��ه قد ّ‬ ‫ضل‬ ‫طريقه فتوغل ف��ي الغوطة واعتقلته‬ ‫المخاف��ر األمامي��ة للث��وار ونقلته إلى‬ ‫قيادتها التي ما أن سمعت أنه من أتباع‬ ‫البطري��رك غريغوريوس حتى أوصلته‬ ‫باحترام إلى البطريركية‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1925‬أل��م بح��داد م��رضٌ‬ ‫خفف حاس��ة البصر لدي��ه‪ ،‬حتى توفاه‬ ‫اهلل ع��ام ‪ 1928‬وجرى تش��ييع جثمانه‬ ‫م��ن بي��روت إلى دمش��ق‪ ،‬فاس��تقبلت‬ ‫الحكومة السورية جثمانه على الحدود‬ ‫بإط�لاق مئة طلقة من المدفعية تحية‬ ‫له‪ ،‬فيما كان��ت الجماهير تصرخ‪“ :‬مات‬ ‫أب��و الفقير‪ ،‬بطريرك النص��ارى وإمام‬ ‫المس��لمين‪ ،‬نزل��ت بالع��رب الكارث��ة‬ ‫العظم��ى”! وأرس��ل المل��ك فيصل من‬ ‫بغ��داد إل��ى دمش��ق مئة ف��ارس على‬ ‫الخي��ل ليش��تركوا ف��ي التش��ييع‪ ،‬كما‬ ‫يُ��روى أن الجثم��ان عندم��ا وصل إلى‬ ‫س��احة الش��هداء في بيروت ش��رع أحد‬ ‫التجار المس��لمين ي��رش الملبس على‬ ‫الطريق أم��ام الجثمان قائ� ً‬ ‫لا‪“ :‬أن هذا‬ ‫القديس قد أعالني أن��ا وعائلتي طيلة‬ ‫الحرب العالمية األولى”‪.‬‬ ‫كما ش��ارك في الجن��ازة عدد كبير‬ ‫م��ن ش��يوخ المس��لمين‪ ،‬وق��د قيل أن‬ ‫المس��لمين أرادوا الص�لاة علي��ه ف��ي‬ ‫الجام��ع األم��وي الكبي��ر كم��ا ش��ارك‬ ‫خمس��ون أل��ف مس��لم دمش��قي ف��ي‬ ‫جنازته وأس��موه محمد غريغوريوس‪..‬‬ ‫وكان��ت الجماهي��ر تص��رخ‪« :‬م��ات أبو‬ ‫الفقي��ر بطري��رك النص��ارى وإم��ام‬ ‫المس��لمين‪ .‬نزل��ت بالع��رب الكارث��ة‬ ‫العظمى»‪.‬‬ ‫وق��ف مفتي البق��اع محم��د أمين‬ ‫قزع��ون بجانب تابوته قائ� ً‬ ‫لا‪« :‬لو أجاز‬ ‫لن��ا دينن��ا االعت��راف بنبي بع��د محمد‬ ‫لقلتُ أنت هو!» وقال الش��يخ اللبناني‬ ‫مصطف��ى غاليين��ي‪« :‬لق��د ادع��اك‬ ‫النصارى والمسلمون والكل يزعم أنك‬ ‫بطريرك��ه أم��ا أنا فأقول إن��ك لم تكن‬ ‫بطري��رك طائفة م��ن الطوائ��ف وإنما‬ ‫بطريرك اإلنسانية الفاضلة»‪.‬‬ ‫دف��ن البطري��رك غريغوري��وس‬ ‫الرابع في مقبرة البطاركة األنطاكيين‬ ‫بدمشق‪.‬‬ ‫يروى عن البطريرك حداد‪..‬‬ ‫«يُروى أن المرحوم الش��يخ محمد‬ ‫شميس��م أحد حفظة الق��رآن الكريم‪،‬‬ ‫وكان ضريراً رخيم الصوت‪ ،‬جاء يشكو‬ ‫للمط��ران أح��د أبن��اء رعيت��ه بديْن له‬ ‫عنده‪ ،‬فطيّب المط��ران خاطره ووعده‬ ‫بتحصيل دين��ه ش��ريطة أن يتلو على‬ ‫مسامعه سورة «مريم» عليها السالم‪.‬‬ ‫فلبّى الش��يخ شميس��م الطلب وتربّع‬ ‫متأدّب��ًا وأخذ يتل��و بصوت��ه الجهوري‬ ‫الجميل الس��ورة الكريمة حتى أنهاها‪..‬‬ ‫ويق��ول مراف��ق الش��يخ الضري��ر أن‬ ‫دموع الخش��وع أخذت تنهمر من عينيّ‬ ‫المط��ران حداد على لحيته وتتس��اقط‬ ‫منه��ا عل��ى ص��دره‪ ..‬وبع��د أن انته��ى‬ ‫الش��يخ من الت�لاوة قام المط��ران إلى‬ ‫غرفته الخاصة وأحضر المال المطلوب‬

‫للشيخ شميسم ودفعه له»‪.‬‬ ‫ويروي األس��تاذ المرحوم ديمتري‬ ‫كوتيا‪ ،‬نق ً‬ ‫ال عن الصحافي الكبير لطف‬ ‫اهلل خ�لاط‪ ،‬إلى الس��يّدة م��اري مالك‪:‬‬ ‫«أن المطران غريغوري��وس حداد كان‬ ‫يح��بّ الكذّابي��ن (كبش��ر) بمق��دار ما‬ ‫يُبغض الكذب – مع أن الكذب بعيد عنه‬ ‫بُعد السماء عن أألرض ولكنه يحتفظ‬ ‫بالخطأة ويُطيل باله عليهم ألنه رحب‬ ‫الصدر وهو يعتب��ر أن اهلل َق ِبل األخيار‬ ‫كما قبل األشرار‪ ،‬وربنا يُشرق شمسه‬ ‫على االثنين معًا‪ .‬ويسترس��ل األس��تاذ‬ ‫لطف اهلل قائ ً‬ ‫ال‪ :‬لم اس��معه مرّة تك ّلم‬ ‫على أحد بس��وء‪ ،‬أو غض��ب عليه‪ ،‬حتى‬ ‫ل��و كان هذا الش��خص م��ن الجماعات‬ ‫التي تنتقده وتقاوم��ه‪ ،‬إنما كان يقول‬ ‫دائمًا كلمته‪« :‬سامحه اهلل»‪.‬‬ ‫" م��دّ م��رّة متس��ول ي��ده إلي��ه‬ ‫لالس��تعطاء فس��أله راه��ب بقربه عن‬ ‫طائفت��ه‪ ،‬فانته��ره البطري��رك قائ� ً‬ ‫لا‪:‬‬ ‫«ه��ل تمنع عن��ه الصدق��ة إذا كان من‬ ‫طائف��ة غير طائفت��ك؟ أل��م يكفه ّ‬ ‫ذل‬ ‫التس��ول وم��دّ ي��ده لالس��تعطاء حتى‬ ‫تستذ ّله بسؤالك عن عقيدته؟ ثم منح‬ ‫المتس��ول بع��ض الدراه��م الت��ي في‬ ‫جيبه وصرفه مسروراً مجبور الخاطر"‬ ‫ومما يؤثر عنه أن الراهبة‪ ،‬بربارة‬ ‫جح��ا‪ ،‬الت��ي تُطعم المنكوبي��ن‪ ،‬جاءت‬ ‫إليه ذات يوم مشتكية من عدم إمكانها‬ ‫أن تع��ول الجم��ع لق ّلة الطع��ام وكثرة‬ ‫اآلكلين‪ ،‬وتوس��لت إليه أن يقتصر على‬ ‫أبناء م ّلته األرثوذكسية فقط‪ ،‬فأجابها‪:‬‬ ‫غداً نرس��ل إليك الخبز وق��د ُكتب على‬ ‫كل رغيف اسم آكله ومذهبه فاطعمي‬ ‫كّ‬ ‫ال ما يخصه»‪ ،‬وفي اليوم الثاني‪ ،‬جاء‬ ‫الخبز كالعادة فتعجّبت من ذلك وذهبت‬ ‫إليه ّ‬ ‫تذكره بوعده‪ ،‬فقال لها‪« :‬يا ابنتي‬ ‫أن اهلل أعطان��ا الخب��ز لنأكله دون نظر‬ ‫إل��ى مللنا وأجناس��نا فلنبذل��ه للجميع»‬ ‫فخجلت وع��ادت أدراجها تُطعم الجميع‬ ‫مما يصل إلى يدها من المأكل»‪.‬‬ ‫روت الس��يدة لمي��اء ح��دّاد أنه��ا‬ ‫وزوجها الدكتور سامي حدّاد‪ ،‬استضافا‬ ‫غبط��ة البطري��رك في بي��روت بعد أن‬ ‫أجري��ت له عملي��ة الم��اء الزرق��اء في‬ ‫مستش��فى الجامعة األميركي��ة‪ .‬وذات‬ ‫ي��وم أتى أح��د كب��ار المس��لمين زائراً‬ ‫غبطت��ه وقد علم بفقر حال��ه فأعدّ له‬ ‫بدلة رس��مية هدي��ة‪ .‬اس��تقبله غبطة‬ ‫البطريرك وقد كان أحد الكهنة الفقراء‬ ‫ف��ي زيارته‪ .‬ش��كر الزائر عل��ى هديته‬ ‫وبع��د انص��راف الزائ��ر ن��ادى غبطته‬ ‫الكاه��ن وطل��ب إليه أن يرت��دي البذلة‬ ‫وابق‬ ‫وإذ ناسبته قال له‪« :‬خذها يا بني ِ‬ ‫بدلتك الرثة هنا "‬ ‫كم��ا روى أح��د أعيان صوف��ر أنه‬ ‫زار البطري��رك في دار مطرانية بيروت‬ ‫وخ�لال الزي��ارة س��مع غبطت��ه يس��أل‬ ‫أح��د الجلوس عن الوق��ت‪ ،‬وإذ لم يكن‬ ‫يمل��ك س��اعة‪ .‬فم��ا كان من الث��ري إال‬ ‫أن انتزع س��اعته الذهبية وأهداها إلى‬ ‫البطريرك هي وكستاكها الثمين‪ .‬وبعد‬ ‫ُ‬ ‫الرجل‬ ‫ذل��ك بأس��ابيع‪ ،‬ص��ادف أن م��رّ‬ ‫نفس��ه في دمشق فلم يالحظ الساعة‬ ‫في ح��وزة البطري��رك‪ .‬ولما استفس��ر‬ ‫ع��ن األمر لدى أحد الكهن��ة‪ ،‬أجابه هذا‬ ‫األخي��ر‪« :‬بعد زيارتك لغبطته بيومين‪،‬‬ ‫ً‬ ‫طالبة المس��اعدة فقال‬ ‫قصدته ام��رأة‬ ‫له��ا البطريرك‪ :‬ال مال لديّ ولكن خذي‬ ‫هذه الس��اعة واذهبي إلى أحد الصاغة‬ ‫فه��ي ثمين��ة وال بد أن تكفي��كِ مورداً‬ ‫مدّة طويلة"‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫من ذاكرة العتمة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫اجلمعة ‪1 / 11‬‬

‫مش��يت في المم��ر الفاصل بين الجناحي��ن‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫الغداء(ع��ادة نتن��اول الغداء في الواحدة)‪ ،‬ث��م يجري تنظيف‬ ‫المم��ر أمام المهاج��ع من قبل المهجع المن��اوب وعند الثانية‬ ‫يج��ري التفقد‪ ،‬ومن الثانية إلى الثالث��ة تحدث قيلولة يلتزم‬ ‫الجميع بعدم رفع الصوت‪ ،‬أو إحداث ضجة‪.‬‬ ‫في هذا الوقت التقيت بأبي باس��م‪ .‬دوماً يمشي لوحده‬ ‫س��ريع الخطا‪ .‬ذاهبًا‪ .‬عائداً بعينيه الالمعتين‪ .‬البراقتين‪ .‬هو‬ ‫في األربعين‪ .‬هو سجين منذ عام ‪.1979‬‬ ‫قبل أع��وام عندما كان في س��جن المزة ق��رر الصمت‬ ‫واالنزواء‪ ،‬وبعد أس��بوع من هذه الحالة حمل أمتعته‪ ،‬ووقف‬ ‫وراء الباب المغلق‪.‬‬ ‫سأله بعض النزالء‪:‬‬ ‫ أين ذاهب؟‬‫ إلى البيـت‪ .‬مللت‪ .‬كفى إقامة‪ .‬البارحة وردتني رسالة‬‫من زوجت��ي التي تعمل عامل��ة في (كونس��ـروة) الالذقيـة‪.‬‬ ‫تشكـو ضيق الحال‪ ،‬وأنها مشتاقة‪ ،‬وأنها‬ ‫لم تعتقد أن غيابي سيستمر كل هذه المدة‪ ،‬كما أكدت‬ ‫أن األوالد بحاجة ماسة‬ ‫إلى وجودي‪.‬‬ ‫مثل أم��ام اللجن��ة الطبية النفس��ية‪ .‬هو يق��ول ذلك‪،‬‬ ‫ويضحك‪.‬‬ ‫قلت له‪ - :‬ماذا قلت للجنة عندما وقفت أمامها؟‬ ‫أجاب‪ - :‬طلبوا دفاتري التي كنت أكتب وأرسم عليها‪..‬‬ ‫قلت لهم‪ - :‬أريد سيجارة‬ ‫قال��وا‪ - :‬حس��ب معلوماتن��ا أنت ال تدخن‪ ،‬فلم��اذا تريد‬ ‫سيجارة؟‬ ‫أجبته��م‪ - :‬أري��د أن أراك��م وأرى أوس��متكم ورتبكم‪.‬‬ ‫الدخان يساعدني على ذلك‪.‬‬ ‫أبو باس��م يرس��م دومًا هي��كل جنرال‪ ،‬ويرس��م رتبته‬ ‫على كتفيه‪ ،‬وأوسمته مدالة على صدره‪ .‬أنه نفس الجنرال‪،‬‬ ‫مع اختالف بسيط في اللفتة‪ ،‬والمالمح‪ .‬أنه يكتب على دفاتر‬ ‫أخرى‪ .‬أن كتاباته عبارة عن هلوسات‪ ،‬وأبخرة لماء يغلي في‬ ‫إن��اء مليء بالحج��ارة الصوانية‪ ،‬يحكي عن الث��ورة‪ ،‬والثوار‪،‬‬ ‫والش��عوب الثورية‪ ،‬وعن الدولة‪ ،‬والقانون‪ ،‬واإلنسان‪ ،‬وحقه‬ ‫الحر في التواجد‪ ،‬والتعبير عن الرأي‪ ،‬وضرورة وجود الضمير‬ ‫الح��ر‪ .‬إنها كتابات مشوش��ة‪ .‬دال��ة‪ .‬لكنها مهزوزة الس��ياق‪.‬‬ ‫بعيدة عن وحدة الموضوع‪.‬‬ ‫قلت له‪ - :‬متى زيارتك؟‬ ‫ق��ال‪ - :‬زيارتـي ليس��ت دوريـ��ة‪ .‬تجيء عندم��ا تتأمن‬ ‫اإلمكانية المالية تتأخر أكثر من‬ ‫ستة أشهر حينًا‪ .‬وال يأتـي أحد سوى زوجتـي أسألها عن‬ ‫األوالد‪ .‬تقول‪:‬‬ ‫إنهم يكب��رون‪ ..‬صارت الكبيـرة التي تركتهـا ابنـة أربع‬ ‫سنوات في الصف‬ ‫الثام��ن‪ .‬أم��ا باس��م فهو في الص��ف الس��ابع‪ .‬أضحك‪،‬‬ ‫وه��ي تبكي‪ .‬أبكي وهي تضحك‪ ،‬وهك��ذا يتصافحان البكاء‬ ‫والضحك ويرقصان رقصة ((الكاريوكا))‪.‬‬ ‫أب��و باس��م كان رائداً ف��ي الجيش‪ ،‬ويخدم في س�لاح‬ ‫الطيران‪.‬‬

‫ال�سبت ‪1 / 12‬‬

‫م��رت علينا في هذا الس��جن س��نوات‪ ،‬وس��نوات‪ ..‬مات‬ ‫خاللها بريجنيف‪ ،‬ثم خلفه‪ ،‬وخلف خلفه‪ ،‬وصعد غورباتشوف‬

‫المأخوذ بالديمقراطية الغربية‪ ..‬ربما يكون صادقاً فيما أراد‪،‬‬ ‫ولكن التركة االستبدادية والبيروقراطية أقوى منه‪ ،‬ومن أي‬ ‫ش��خص‪ ،‬وكان��ت كل المبادرات ق��د تجمّ��دت‪ ،‬وقُضي على‬ ‫حرية اإلبداع‪.‬‬ ‫ج��دد هذا الغورباتش��وف ف��ي المفاهي��م‪ .‬قضى على‬ ‫التقديس‪ .‬هوت هيب��ة الحزب الواحد المعصوم‪ .‬ربما تُنعت‬ ‫هذه األمور باإليجابية‪ ،‬ولكنها ال تخلو من الروائح األمريكية‬ ‫المغشوش��ة‪ .‬إذ لم��اذا هذه النقل��ة مش��روطة بالتخلي عن‬ ‫العالم الثالث عامة‪ ،‬والوطن العربي خاصة؟‪ ..‬وكذلك إفساح‬ ‫المجال للنش��اط الصهيوني‪ ،‬والس��ماح بهجرة يهود روس��يا‬ ‫وأوكرانيا إلى أرض فلسطين؟‪ ..‬من هذه الزاوية فإن (إعادة‬ ‫البن��اء) تبعية وعمالة إل��ى الصهيوني��ة‪ ،‬واالمبريالية قادها‬ ‫غورباتش��وف‪ ،‬وش��فرنادزة‪ ،‬ويلتس��ين‪ .‬فإع��ادة البن��اء في‬ ‫اإلتحاد الس��وفيتي‪ ،‬أفقد الوطن العربي أو القس��م المتطلع‬ ‫منه إلى التحرر ركيزة الدعم‪.‬‬ ‫ويب��دو أن فرس��ان إعادة البناء مع تفتي��ت الجمهوريات‬ ‫وم��ع فوض��ى اإلنت��اج‪ ،‬واإلس��تجابة للضغط الغرب��ي‪ ..‬لقد‬ ‫أهلك اإلس��تبداد هذا البلد‪ ،‬واآلن ي��زداد هالكًا بهذا اإلنفتاح‬ ‫الصهيوني‪.‬‬ ‫هذا يجع��ل وطننا العربي ومعه العالم الثالث في حالة‬ ‫انع��دام الوزن‪ ،‬وهذا ما ينعكس اآلن في المواجهة الخليجية‬ ‫بين العراق‪ ،‬وأمريكا‪.‬‬ ‫النظ��ام العراقي معتد‪ ،‬ومغامر‪ .‬هذا األس��لوب ال يعزز‬ ‫وح��دة‪ ،‬وال يق��رر مالق��اة األمريكان أو إس��رائيل‪ ،‬وس��يدفع‬ ‫الش��عب العراق��ي بعرب��ه وأك��راده ثمن��ًا غالي��اً مقابل هذا‬ ‫الطيش‪.‬‬

‫الأحد ‪1 / 13‬‬

‫عددن��ا في هذي��ن الجناحين أكثر من مائتين وس��تين‬ ‫نزي� ً‬ ‫لا‪ .‬كل جن��اح يض��م عش��رة مهاج��ع‪ ،‬هن��اك مهجع من‬ ‫الضب��اط المتهمين بإقامة تنظيم ديني يبدؤون من المالزم‬ ‫إلى العميد‪ .‬وهن��اك مهجع مليء باللبنانيين منهم من حزب‬ ‫التوحيد الطرابلس��ي‪ ،‬ومنهم من الجيش الحكومي‪ ،‬وهناك‬ ‫عدد من الحزب الناصري‪ .‬تنظيم (قليالت) وهناك من تنظيم‬ ‫(جنبالط) وهن��اك مهجع لألكراد من جماع��ة (أوجالن) حزب‬ ‫العمل‪ .‬وهناك مهجع للفلس��طينيين بينهم (أبو طعان) قائد‬ ‫ق��وات عرفات ف��ي جبل لبنان‪ .‬جاء من الم��زة بعد أن أمضى‬ ‫عش��ر سنوات في منفردة‪ ،‬وهناك مهجع للشيوعيين جماعة‬ ‫(الترك) بينهم مفيد معماري شقيق الصحفي والقاص وليد‪.‬‬ ‫يشغل بعض من (رابطة العمل الشيوعي) ستة مهاجع‪.‬‬ ‫ال حديث للجميع سوى مسألة الخليج‪ ،‬واحتالل الكويت‪،‬‬ ‫وهل تنشب حرب‪ ،‬وما هي النتائج؟‪..‬‬ ‫رأيْ رابط��ة العم��ل يتلخ��ص أن النظ��ام الحاك��م في‬ ‫بغداد بقيادة صدام حس��ين غير مؤهل لح��رب ضد أمريكا‪،‬‬ ‫واسرائيل‪ ،‬خاصة‪ ،‬وقد خاض حربًا ضد إيران لصالح أمريكا‪،‬‬ ‫وإب��ادة لألك��راد دفعتهم إلى حض��ن األمري��كان‪ .‬أما حزب "‬ ‫المكتب السياسي " فيعتقد أن الحرب إذا وقعت في الصحراء‬ ‫الس��عودية‪ ،‬وتمّ تحويلها إلى حرب بري��ة‪ ،‬ودون تلكؤ فهي‬ ‫حرب تدخل في نطاق حروب التحرير‪ .‬وأن التحاق السياس��ة‬ ‫الروس��ية بالسياسة األمريكية لن يمنع شعوب العالم الثالث‬ ‫من ش��ق عصا الطاع��ة والتص��دي لألمبريالية‪ .‬أم��ا "البعث‬ ‫الديمقراط��ي" فالقس��م األكبر منه مع ال��رأي األول‪ ،‬والقلة‬ ‫مع الرأي الثان��ي‪ .‬الضباط برمتهم مع الرأي الثاني‪ ..‬وكذلك‬ ‫أكثر اللبنانيين‪ .‬الفلسطينيون يرون أن هذه المغامرة كارثة‬ ‫بالنس��بة إليهم‪ ،‬فتأييد صدام من قب��ل عرفات أو الفصائل‬ ‫األخرى سينعكس سلباً على ماليين الفلسطينيين المقيمين‬ ‫ف��ي الخليج‪ ،‬وعدم التأييد كذل��ك معناه أنهم مع أمريكا ومع‬ ‫الصهيونية العدوتين اللدوتين للقضية الفلسطينية‪.‬‬

‫الجمي��ع يقلقه��م هاج��س الديمقراطي��ة‪ .‬والش��ك‬ ‫باألنظمة االستبدادية‪ ،‬وفي مقدمتها نظام صدام‪ .‬والجميع‬ ‫يق��ول أن الديمقراطية داخ��ل أمريكا أمر يج��ب أخذه بعين‬ ‫االعتب��ار‪ ،‬ولكن األمريكان ال يري��دون أن يصدِّروا مثل هذه‬ ‫الديمقراطي��ة إل��ى العال��م الثالث عام��ة‪ ،‬والوط��ن العربي‬ ‫خاصة‪ ..‬بل يدعمون‪ ،‬ويساعدون الدكتاتوريات مثلما دعموا‬ ‫دكتاتور الفلبين ماركوس س��يء الصيت والسمعة‪ ،‬وأمثاله‬ ‫كدكتاتور أندنوسيا ودكتاتور تشيلي‪.‬‬

‫االثنني ‪1 / 14‬‬

‫األنف��اس متالحقة‪ ،‬والتوقعات متباينة‪ ..‬ماذا س��يحدث‬ ‫ف��ي الخلي��ج؟‪ ..‬اآلذان ملتصق��ة بأجه��زة الرادي��و‪ ..‬نح��ن‬ ‫متوت��رون‪ ،‬ومش��دودون‪ ..‬وه��ذا أم��ر إيجاب��ي يقضي على‬ ‫ركون واستسالم أيامنا منذ أيام فشل لقاء وزيري الخارجية‬ ‫األمريك��ي والعراق��ي‪ .‬واليوم تش��ير كل الدالئل إلى فش��ل‬ ‫مهمة األمين العام لألمم المتحدة‪ .‬العراق يدق طبول الحرب‬ ‫ضد أمريكا‪ ،‬وإسرائيل‪.‬‬ ‫العاطف��ة العامة لجميع النزالء تصب في خانة مواجهة‬ ‫أمريكا وإس��رائيل‪ ،‬والحديث عن ش��رعية األمم المتحدة أمر‬ ‫ألن انتهاكات إسرائيل تدوس يومياً على هذه الشرعية‪.‬‬ ‫نافل َّ‬ ‫أمريكا ضد ش��رعية األمم المتحدة‪ ،‬وض��د التقيد بالمواثيق‬ ‫الدولية‪ .‬ألنها دومًا مع إس��رائيل وضد هذه الش��رعية‪ ،‬وتلك‬ ‫المواثيق‪ ..‬اآلن أمريكا مع الشرعية والمواثيق الدولية إلدانة‬ ‫العراق‪ ،‬وحشد التأييد لموقفها‪.‬‬ ‫طبع��ًا يجري الحوار ف��ي المهاجع حرص��ًا على العراق‪،‬‬ ‫ولي��س على النظام‪ ،‬واالبتعاد عن المجازفة‪ ..‬فصدام خاض‬ ‫حربًا ضد إيران‪ .‬خدم فيها أمريكا والسعودية وإسرائيل ولذا‬ ‫هناك شك في مصداقيته‪.‬‬

‫الثالثاء ‪1 / 15‬‬

‫اضط��رب الس��جن‪ ،‬وكأن إضراباً وش��يك الحدوث‪ .‬في‬ ‫العاش��رة والنصف هز الصراخ والدبي��ك جنباته بعد لحظات‬ ‫ج��اء الحراس يأمرونن��ا بدخول المهاجع ف��وراً‪ .‬في الطوابق‬ ‫العلي��ا يوجد جناح للفلس��طينيين يتألف من تس��عة مهاجع‪.‬‬ ‫هب��وا ي��داً واح��دة‪ ،‬وصوت��اً واح��داً يتظاه��رون‪ ،‬ويكبِّرون‪،‬‬ ‫وين��ادون بس��قوط النظام الس��وري‪ .‬لقد نقل��ت كل األخبار‬ ‫العالمية حادثة الكمندوس اإلس��رائيلي في تونس‪ ،‬واغتيال‬ ‫الق��ادة الفلس��طينيين الثالث��ة‪ - :‬أبو إياد‪ ،‬وأب��و الهول‪ ،‬وأبو‬ ‫محمد‪.‬‬ ‫جاء العس��كر أمام جناحن��ا حاملين الس�لاح‪ .‬مهددين‪.‬‬ ‫عندئذ ثرنا‪ ،‬وهجنا‪ ،‬وبدأنا بالصراخ ورفع القبضات‪ ،‬وعندما‬ ‫دخل العسكر إلغالق المهاجع‪ ،‬حدثت المشادات‪ ،‬وجاء الرائد‬ ‫محي الدين مس��اعد مدير الس��جن‪ .‬طلب ش��اويش الجناح‪،‬‬ ‫وكان ه��ذا الش��اويش رائ��داً ف��ي الجي��ش خدم في س�لاح‬ ‫الصوراي��خ‪ ،‬وهو من حلب‪ .‬س��أل الش��اويش مس��اعد مدير‬ ‫السجن‪:‬‬ ‫ً‬ ‫لماذا حرس��ك يدخل مس��لحا إل��ى المهاجع؟‪ ..‬الس�لاح‬ ‫والذخيرة الحية مدخرة لفلسطين والجوالن وليست للسجناء‬ ‫العزل‪.‬‬ ‫وفي ه��ذه اللحظة جاء مدير الس��جن‪ ،‬وس��مع الحوار‪،‬‬ ‫ورأى الهي��اج‪ ،‬وكان االضط��راب يع��م الطواب��ق‪ ،‬كان مدير‬ ‫الس��جن أصفر اللون‪ .‬كنا نس��مع الهتاف��ات والزغاريد قادمة‬ ‫من األعلى‪ .‬في الممر تراجع العساكر‪ ،‬وتقدمنا‪ .‬ثم تقدموا‪،‬‬ ‫وتراجعنا‪ ..‬ودخل مدير الس��جن ومساعده‪ ،‬وباللين‪ ،‬والرجاء‬ ‫تم إغالق المهاجع‪ ،‬وبدأ الدق على الصفيح وتحول الس��جن‬ ‫العتيد الجاثم على تلة إلى قلعة احتجاج‪.‬‬ ‫يا اهلل‪ ..‬كم هذا النظام متورط‪ ،‬وعفن‪ ،‬ومضاد‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫ويتمث�لان ف��ي مش��روع نهض��وي فعلي‬ ‫اقتصادي علمي معرفي اجتماعي ثقافي‬ ‫وسياسي مؤسساتي‪.‬‬ ‫"انطل��ق الحراك العرب��ي في تعبئة‬ ‫شعبية غير مسبوقة حرّكت كل الطاقات‬ ‫الحيّ��ة المختزنة‪ .‬ولكن صناع��ة التغيير‬ ‫وبناء اإلنسان تتم ّثل في مشروع نهضوي‬ ‫فعلي‪ .‬هنا تب��رز أهمّية هذا العمل الذي‬ ‫يكش��ف بن��ى االس��تبداد ويح ّل��ل آليات��ه‬ ‫الت��ي ّ‬ ‫وطدت أركانه‪ ،‬ليس سياس��ياً فقط‬ ‫وإنما اجتماعي��اً وثقافياً ولغوياً‪ .‬ومن أبرز‬ ‫مقوّمات بنى االستبداد التي يعالجها هذا‬ ‫العم��ل العالق��ة ما بي��ن اللغ��ة والكتابة‪،‬‬ ‫وسلطات االس��تبداد‪ ،‬وكذلك ما يمكن أن‬ ‫نطل��ق عليه تس��مية الالوع��ي الثقافي‪،‬‬ ‫على غرار الالوعي الفردي‪ ،‬والذي يرسّخ‬ ‫عالقة االستبداد ما بين الحاكم والشعب"‪.‬‬ ‫في النهاية يبقى السؤال األكبر عند‬ ‫صفوان عن السبب الحقيقي الذي يجعل‬ ‫االنس��ان العربي تابعًا ومغلوبًا على أمره‬ ‫من قبل سلطة اعتادت ممارسة تسلطها‬ ‫عليه‪ .‬ينطلق من االستالب الذي تمارسه‬ ‫المكبوت��ات النفس��ية في قم��ع الطاقات‪،‬‬ ‫األمر ال��ذي يؤدي إلى الغرب��ة عن الذات‪،‬‬

‫وبالتالي على صعي��د المواطنة والحقوق‬ ‫واألدوار‪ .‬وف��ي التحال��ف ال��ذي يصف��ه‬ ‫"بالشيطاني" بين س��لطة المنع الداخلية‬ ‫وجنون العظمة ال��ذي يصيب الحكام من‬ ‫دعاة "تقويم المعوج م��ن جديد"‪ ،‬تتقدم‬ ‫فرضية الس��طو على الثورات على الرغم‬ ‫من جمالية الشعارات المستخدمة ومنها‪:‬‬ ‫"الخبز والكرامة وفرض اإلرادة"‪.‬‬ ‫"المهم��ة الملح��ة‪ ،‬ليس��ت ف��ي‬ ‫إس��قاط الح��كام‪ ،‬ذل��ك أن بناء االنس��ان‬ ‫والمس��تقبل وصناع��ة التغيي��ر بحاج��ة‬ ‫إل��ى ما ه��و أبعد م��ن التغيير السياس��ي‬ ‫أو الغ��رق في عبارات من مثل‪" :‬الش��عب‬ ‫يريد"‪ .‬يع ّل��ق‪" :‬البعض قال بأن الش��عب‬ ‫إنما هو مصطلح اس��تخدمه قادة مختلفو‬ ‫المش��ارب البتداع تلك المرآة التي تزيّن‬ ‫له��م تأم��ل مجده��م الش��خصي فيها"‪،‬‬ ‫منتقداً ش��عار "قل الحقيق��ة في مواجهة‬ ‫السلطة" موضحاً أن السلطة لن تعير أبداً‬ ‫وأن الش��عب يعرف‬ ‫التفاتة إلى الحقيقة‪ّ ،‬‬ ‫فإن تغيير‬ ‫بالفعل تلك الحقيقة‪ .‬وبالتالي ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحكام من دون مشروع نهضة اقتصادية‬ ‫ثقافية يبقى ضم��ن التغيير الـ"خارجي"‪،‬‬ ‫وتبقى معه المكبوتات الوجه اآلخر للقهر‬ ‫السياسي واالجتماعي والثقافي"‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كتابن��ا الي��وم للفيلس��وف وعال��م‬ ‫االجتماع السياس��ي المص��ري مصطفى‬ ‫صف��وان‪" ،‬ترجمة‪ :‬مصطفى حجازي" بدأ‬ ‫صف��وان به��ذا الكتاب في يوني��و ‪،1967‬‬ ‫بع��د هزيمة األيام الس��تة الت��ي بدت له‬ ‫بمثاب��ة هزيم��ة مجم��ل العال��م الثال��ث‬ ‫باستثناء الهند‪.‬‬ ‫في مقدمته للكت��اب‪ ،‬يرى المترجم‬ ‫مصطف��ى حج��ازي أن ل��دى صف��وان‬ ‫يتكامل همّ تحرير اإلنس��ان العربي من‬ ‫االس��تبداد مع تحرره من االس��تالب الذي‬ ‫تمارس��ه عليه المكبوتات النفس��ية‪ .‬هذه‬ ‫المكبوت��ات هي في الحقيقة الوجه اآلخر‬ ‫للقهر السياس��ي واالجتماع��ي والثقافي‪.‬‬ ‫فعندما يتحرر اإلنسان من الداخل يسترد‬ ‫ذات��ه األصلي��ة‪ ،‬م��ا ّ‬ ‫يمكنه م��ن االنفتاح‬ ‫على الرباط اإلنس��اني واالعتراف باآلخر‪،‬‬ ‫انطالق��ًا من االعتراف بالذات‪ ،‬ما يش��كل‬ ‫أساس كل تحرير سياسي اجتماعي‪.‬‬ ‫ومصطف��ى صف��وان هو أح��د كبار‬ ‫المح ّللين النفس��يين من "مدرسة ال كان"‬ ‫هاجر من بلده مص��ر إلى باريس منذ ما‬ ‫يزيد ع��ن النصف ق��رن‪ .‬وهو فيلس��وف‬ ‫وعال��م اجتماع سياس��ي ملت��زم بقضية‬ ‫تحري��ر اإلنس��ان العرب��ي – المص��ري‬ ‫نموذج��اً م��ن مختل��ف أل��وان االس��تبداد‬ ‫السياسي والديني‪ ،‬وله كتابات هامة في‬ ‫هذا المجال منها كتابه هذا‪.‬‬ ‫ومن مقدمة الناش��ر لكتابنا الصادر‬ ‫ع��ن دار الس��اقي نذك��ر أن م��ن أب��رز‬ ‫مقوّم��ات بنى االس��تبداد الت��ي يعالجها‬ ‫هذا العمل العالقة ما بين اللغة والكتابة‪،‬‬ ‫وسلطات االس��تبداد‪ ،‬وكذلك ما يمكن أن‬ ‫نطل��ق عليه تس��مية الالوع��ي الثقافي‪،‬‬ ‫على غرار الالوعي الفردي‪ ،‬والذي يرسّخ‬ ‫عالقة االستبداد ما بين الحاكم والشعب‪..‬‬ ‫ينطل��ق صف��وان ف��ي تش��ريح‬ ‫الواق��ع العرب��ي المتخل��ف‪ ،‬اس��تناداً‬ ‫للتج��ارب األوروبي��ة الناجح��ة التي بدأت‬ ‫ف��ي الجامع��ات إلح�لال "س��لطان العقل‬ ‫محل س��لطان الغيب"‪ ،‬فالث��ورة الثقافية‬ ‫المصاحب��ة للث��ورة الصناعي��ة ل��م تقم‬ ‫ف��ي أوروبا إال بعد الث��ورة على الالتينية‪،‬‬ ‫لغة الكنيس��ة ولغة النصوص المقدس��ة‬ ‫التي ال وصول للش��عب إليها إال من خالل‬ ‫وس��اطة رجال الدين‪ ،‬وبالتال��ي فهي قد‬ ‫ضمن��ت هيمن��ة الكنيس��ة عل��ى مجموع‬ ‫المؤمني��ن‪ .‬لم يك��ن قي��ام الديمقراطية‬ ‫ممكن��ًا في أوروبا إال بعد حس��م المعركة‬ ‫بين الالتينية وبين لغة الكالم الفعلي‪.‬‬ ‫وفي موضوع اللغ��ة يذهب صفوان‬ ‫بعي��داً ف��ي المطابقة بين واقع الش��عوب‬ ‫العربي��ة والش��عوب األوروبي��ة قب��ل‬ ‫نهضتها‪ ،‬حي��ن يدعو بصراحة إلى الدفاع‬ ‫عن لغة الش��عب التي يتعلمها المرء على‬ ‫ثدي أمه‪ ،‬ويعبر بواسطتها عن وجدانياته‬

‫وهموم��ه وتطلعات��ه‪ .‬وق��د ذه��ب بعيداً‬ ‫ف��ي المناداة بض��رورة اس��تعمال الكتّاب‬ ‫للغ��ة الت��ي يفهمه��ا الش��عب ويتداولها‪.‬‬ ‫فاللغ��ة الفصح��ى واس��تعمالها يمث�لان‬ ‫رقاب��ة عل��ى التعبي��ر الش��عبي العف��وي‬ ‫واألصيل‪ ،‬ألنها لغة فوق الشعب من حيث‬ ‫مرجعيته��ا‪ .‬فاس��تخدام اللغ��ة الفصحى‬ ‫هو رفض الس��ماح لألميي��ن بكالم مآلن‬ ‫حول مس��تقبلهم‪ .‬ذل��ك أن الفصحى لغة‬ ‫نخبوي��ة تقتص��ر عل��ى الخاص��ة الذي��ن‬ ‫يكتب��ون به��ا ويتداول��ون ه��ذه الكتاب��ة‬ ‫ف��ي م��ا بينه��م‪ ،‬في عزل��ة عن الش��عب‬ ‫وتعبيره عن قضاياه المعيش��ة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فه��ي تبقى غريبة عن الش��عب وال تقوم‬ ‫بوظيف��ة التوعية المطلوب��ة‪ ،‬وقد يكون‬ ‫لم��ا ذكره صفوان وجاهته إذا اعتبرنا بأن‬ ‫اللغة العربية الفصحى كانت تقوم مقام‬ ‫الالتينية‪ ،‬اللغ��ة األم للغات األوروبية‪ ،‬إال‬ ‫أن العربية هي اللغة الوحيدة للعرب‪ ،‬ولم‬ ‫تصل اللهجات المحكية لمرتبة الكتابة أو‬ ‫االنفصال عن اللغة األم‪.‬‬ ‫يتوق��ف صف��وان ف��ي أح��د فصول‬ ‫الكتاب عند األسئلة المنسية في فلسفتنا‬ ‫السياس��ية‪ ،‬حيث اس��تورد العالم العربي‬ ‫مفاهي��م الديمقراطية والتمثيل والحرية‬ ‫وم��ا زال يرف��ع ش��عاراتها م��ن دون بذل‬ ‫الجه��د الكافي لتحديد دالالته��ا وأبعادها‬ ‫وحدوده��ا‪ .‬وه��و م��ا جع��ل الكثي��ر م��ن‬ ‫الحكام يغلفون ممارساتهم االستبدادية‬ ‫ويجملونها من خالل رفع الش��عارات ذاتها‬ ‫وتحويلها إلى ممارس��ات شكلية‪ .‬وينتهي‬ ‫العمل بفصل حول الم��آل الراهن للربيع‬ ‫العرب��ي في مص��ر‪ ،‬وكيف جرى الس��طو‬ ‫عل��ى منجزات��ه م��ن خ�لال مس��اومات‬ ‫العسكر واإلخوان المسلمين‪.‬‬ ‫يعتق��د صف��وان أن الكش��ف ع��ن‬ ‫بنى االس��تبداد الخفية يه��دف إلى تبيان‬ ‫معوق��ات النهض��ة الحضاري��ة‪ ،‬إذ ال‬ ‫نهضة ممكن��ة مع وضع الي��د على البالد‬ ‫ومقدراتها‪ ،‬وخن��ق الطاقات الحية‪ ،‬وهدر‬ ‫اإلنس��ان والموارد‪ ،‬الت��ي تنتج بالضرورة‬ ‫من ه��ذه البنى الراكدة التي تحافظ على‬ ‫ديمومتها‪ ،‬بد ًال من االنخراط في مشروع‬ ‫إنمائي حقيق��ي‪ .‬ويقدم صف��وان عرضًا‬ ‫متمكن��ًا لعوامل نهضة الغ��رب التي أنجز‬ ‫ثورات صناعي��ة تجارية وعلمي��ة ثقافية‬ ‫متالزمة‪ ،‬وصو ًال إل��ى الخروج من الحكم‬ ‫اإللهي والتحرر من س��لطان الغيب‪ .‬يبين‬ ‫هذا الع��رض عمليات هذه الث��ورات التي‬ ‫اقتضت معارك مديدة‪ ،‬وصو ًال إلى فرض‬ ‫س��يطرته عل��ى الطبيع��ة وعل��ى العالم‬ ‫الثالث بما فيه عالمنا العربي‪.‬‬ ‫وفي خصوص الحراك الش��عبي في‬ ‫الم��دة األخيرة في العال��م العربي‪ ،‬يعتبر‬ ‫صف��وان أن بن��اء اإلنس��ان والمس��تقبل‬ ‫وصناع��ة التغيي��ر يتج��اوزان التغيي��ر‬ ‫السياس��ي وإس��قاط الحكام المستبدين‪.‬‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫م�صطفى �صفوان‪:‬‬ ‫ملاذا العرب لي�سوا �أحرار ًا‪ ‬‬

‫‪15‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫على هام�ش الذكريات‬ ‫لبابة الهواري‬ ‫عندم��ا علمت بخروج��ه بقيت مص��راً على لقائه‪،‬‬ ‫نصحن��ي عزام كثي��راً بالتراجع‪ ،‬أو االنتظ��ار‪ ،‬لكني لم‬ ‫آبه له‪ ،‬كنت مش��تاقًا جداً ألي أحد م��ن رائحة الوطن‪..‬‬ ‫ب��ل من رائحة أمي‪ ..‬فكيف إذا كان القادم بالل صديق‬ ‫الطفول��ة ورفيق الثورة والنض��ال‪ ،‬وأخي الذي لم تلده‬ ‫أمي‪.‬‬ ‫كن��ا ثالثة أنا وبالل ومحم��د‪ ،‬جمعتنا حارة واحدة‪،‬‬ ‫وصحبة أهل‪ ،‬ورفقة مدرس��ة‪ ،‬كبرنا معًا في مدرس��ة‬ ‫الحي‪ ،‬وتشاركنا كل المشاغبات سوياً‪ ..‬كانت ضحكاتنا‬ ‫تتعالى كلما ازددنا ش��غبًا ونحن موقنون بعقاب ال مفر‬ ‫منه‪ ،‬حتى العقاب حين يقس��م على ثالثة يكون جمي ًال‬ ‫له طعم الصداقة‪.‬‬ ‫ال أزال أذكر عندما كسر محمد الكرسي في الصف‬ ‫العاش��ر‪ ،‬وغض��ب منه المعل��م وأراد معاقبت��ه؛ فاتقنا‬ ‫أن��ا وب�لال على مش��اركته العقوبة باعترافن��ا أننا من‬ ‫س��اعدناه بكسر الكرس��ي‪ ،‬أراد محمد أن ينفي كالمنا‬ ‫لك��ن ب�لال داس عل��ى قدمه فص��رخ فج��أة‪ ،‬وضحكنا‬ ‫فكانت عقوبتنا مضاعفة يومها‪ ..‬قمنا بتنظيف الصف‬ ‫بكامل مقاعده‪..‬‬ ‫وفي الجامعة تقاس��منا الهندس��ات عل��ى أنواعها‬ ‫لننت��ج جي ًال بارعاً كم��ا كان يصفنا ع��زام كلما رآنا مع‬ ‫بعضنا‬ ‫" المهندسون الثالثة‪ ..‬صانعو األجيال البارعة "‬ ‫لكننا لم نكن نعلم أن هندس��ة األجيال س��تتحول‬ ‫لهندس��ة ثورة‪ ..‬وس��يكون نضالنا ثالثيًا مشتركًا ندفع‬ ‫ثمنه دماً وعذابًا ووجعاً‪ ..‬وتشرداً‪.‬‬ ‫ش��هور مض��ت عل��ى خروجي م��ن س��وريا هارباً‬ ‫من مط��اردة تكون نهايتها س��جن وم��وت محتم تحت‬ ‫التعذيب‪..‬‬ ‫قطع ذكرياتي عزام وأنا أرتدي مالبسي استعداداً‬ ‫للقاء بالل‪..‬‬ ‫أرجوك انتظر‪ ..‬أعط��ه بعض الوقت حتى‬ ‫ ‬‫يرتاح من عناء السفر‪ ..‬تعلم أنه لم يمض وقت طويل‬ ‫على خروجه من السجن‬ ‫عزام ال تحاول‪ ..‬سأراه اليوم‪..‬‬ ‫ ‬‫صمت عزام قلي ًال ثم قال وهو ينظر لألرض‪ :‬أريد‬ ‫أن أخبرك أمراً‪ ..‬بالل ليس في وعيه‬ ‫كف عن الكالم الفارغ‪ ..‬سيعود لوعيه عند‬ ‫‪ -‬‬

‫رؤيتي‬ ‫قلتها وأنا أغلق باب المنزل‪ ..‬مشرعًا الخطى إليه‪.‬‬ ‫حاول��ت جاهداً أن أط��رد أفكار ع��زام عني؛ حتى‬ ‫ال أص��اب بإحب��اط‪ ،‬كنت فق��ط أريد رؤية ب�لال‪ ،‬أريد‬ ‫معانقته‪ ..‬أريد إنهاء وحدة قاتلة في أرض غريبة ‪.‬‬ ‫تنفس��ت بعمق وأنا أقرع باب المنزل الذي يسكنه‬ ‫بالل مع أقربائه‪.‬‬ ‫وبتوت��ر كنت أمش��ي أمام الباب جيئ��ة وذهابًا في‬ ‫الممر الممتد بين الش��قتين‪ ،‬لم تكن مساحته تتجاوز‬ ‫المترين لكنه كان يح��وي كل هموم االنتظار‪ ..‬دقيقة‬ ‫مرت وانا انتظر‪..‬‬ ‫فُتح الباب‪ ..‬كان رج ًال خمسينيًا مالمح الوقار بادية‬ ‫على لحيته البيضاء‪ ،‬مرب��وع القامة‪ ،‬بعينيه الغائرتين‬ ‫هموم وطن‪ ،‬وبيده المرتعشة آثار مرض واضحة‪..‬‬ ‫ابتسم وهو يقول‪ :‬تفضل‬ ‫أريد مقابلة بالل‪..‬‬ ‫ ‬‫دعان��ي للدخ��ول وهو يش��ير لحجرة عل��ى يمين‬ ‫الباب‪..‬‬ ‫يب��دو أنه��ا حج��رة بالل أو الت��ي يقيم به��ا بالل‪..‬‬ ‫تمتم��ت وأنا أرى حقيبة س��فر ومالب��س تعلوها‪ ،‬حذاء‬ ‫رياضي��اً وض��ع بجانب الحقيب��ة‪ ،‬في منتص��ف الغرفة‬ ‫كراس بالس��تيكية تحتل المكان مع طاولة‬ ‫كانت ثالث‬ ‫ٍ‬ ‫وُض��ع عليها دفت��ر وبضع أق�لام‪ ،‬خمنت أن��ه لبالل إذ‬ ‫يعشق كتابة يومياته‪ ..‬وعلى الجانب اآلخر من الحجرة‬ ‫بساط مهترئ عليه وسادتين مربعتين‪..‬‬ ‫هبب��ت واقف��ًا متجه��ًا نح��و الب��اب وأن��ا أرى بالل‬ ‫يدخ��ل الحجرة‪ ..‬اقترب��ت أريد عناق��ه‪ ..‬كان ينظر إلي‬ ‫باس��تغراب‪ ،‬حاولت اس��تيعاب الصدمة قلت وأنا أعانقه‬ ‫أنا عمر‪ ،‬صديقك عمر‪..‬‬ ‫حاول ب�لال مبادلتي العناق بمجاملة واضحة‪ ،‬ثم‬ ‫ابتع��د عني قلي ًال ونظر لوجهي متأم� ً‬ ‫لا وقال بحماس‪:‬‬ ‫عمر‪ ..‬عمر فؤاد صحيح؟ عمر ومحمد وانا‪..‬‬ ‫قلت بفرح طفولي نعم أنا هو‪ ..‬هجم علي بعناق‬ ‫طوي��ل جع��ل الدموع تنذرف ب��دون موعد‪ ..‬ث��م ابتعد‬ ‫فجأة أيضًا وقال‪ :‬أين محمد؟ لماذا لم يأت معك؟‬ ‫لوهل��ة ظنن��ت أن��ه ال يع��رف م��ا ح��دث لمحم��د‪،‬‬ ‫تجاهلت سؤاله و بادرته بالسؤال‪ :‬كيف حالك؟ أخبرني‬ ‫عنك مت��ى أتيت إلى هنا؟ وأمس��كته من يديه ليجلس‬

‫بجانبي ‪.‬‬ ‫تذك��رت كالم ع��زام ع��ن ذاك��رة ب�لال‪ ..‬ش��عرت‬ ‫ببعض التوجس وأنا استمع لحديثه‪.‬‬ ‫لم يكن ب�لال بوعيه أب��داً‪ ..‬كان يضحك من غير‬ ‫موع��د وب�لا س��بب‪ ،‬ينظر ل�لأرض لدقائق ث��م تتناثر‬ ‫دموعه على خديه كمن تذكر شيئاً‪..‬‬ ‫يقطع الحديث ليتحدث عن أش��ياء ال عالقة لها بما‬ ‫نتكلم‪ ،‬يه��ذي ببعض الكلمات الغي��ر مفهومة‪ ،‬يخلط‬ ‫بين األحداث والتفاصيل ‪.‬‬ ‫كان قلب��ي يتفط��ر عليه وأن��ا أراه به��ذه الحالة‪..‬‬ ‫حاولت أن أتحدث بأشياء بعيدة عن الثورة‪ ،‬بدأت أحدثه‬ ‫عن هذا البل��د وعن تجربة النزوح‪ ،‬وس��ردت له بعض‬ ‫المواق��ف المضحكة‪ ،‬كان بالل ينظ��ر للنافذة بنظرات‬ ‫بعيدة ثاقبة بعينيه الواسعتين‪.‬‬ ‫قاطعن��ي فجأة‪ :‬لِمَ لمْ تحض��ر محمد معك؟ لمَ‬ ‫لمْ يأتِ؟‬ ‫قبل أن أحاول الرد على سؤاله المباغت‪ ،‬أكمل‪:‬‬ ‫ه��و وعدن��ي بالق��دوم‪ ،‬عندم��ا ع��اد م��ن جول��ة‬ ‫التحقي��ق األخيرة‪ ،‬كانت الدم��اء تغطي وجهه األبيض‬ ‫آث��ار الس��ياط مزق��ت أقدام��ه‪ ،‬كل ما في��ه كان ينزف‪،‬‬ ‫رم��وه كقطع��ة قم��اش بالية أم��ام الباب س��حبته وأنا‬ ‫أبك��ي س��ندت رأس��ه عل��ى فخ��ذي‪ ،‬بتثاقل رف��ع يده‬ ‫المليئة بالحروق ومس��ح دمعي وهو يهمس بصعوبة‪:‬‬ ‫ال تبك��ي‪ ..‬إياك أن تضعف‪ ،‬النص��ر لنا‪ ..‬هو ليس أكثر‬ ‫من جس��د يحاول��ون تمزيقه‪ ..‬لكن روحن��ا حرة‪ ..‬كانت‬ ‫اآله��ات تخرج من كلماته‪ ،‬كنت أش��عر باقتراب رحيله‪،‬‬ ‫أش��ار ل��ي بعينيه ألقترب من��ه‪ ..‬اقترب��ت فهمس‪ :‬أبلغ‬ ‫س�لامي ألهلي‪ ..‬ولخطيبتي‪ ..‬أخبرهم أنني ما لنت وال‬ ‫ضعف��ت‪ ..‬وأنني أحبهم‪ ..‬أيضًا س�لامي للجميل عمر‪..‬‬ ‫أخبره أننا س��نلتقي‪ ..‬صمت قلي ًال وأنا أس��مع أنفاس��ه‬ ‫المتالحقة‪ ،‬ب��دأ يتمتم بالش��هادة‪ ..‬عانقت��ه بقوة وأنا‬ ‫أصرخ‪ :‬أرجوك ال ترحل‪ ..‬أرجوووك‪..‬‬ ‫يكم��ل بالل وهو يمس��ح دموعاً خط��ت دربًا على‬ ‫وجهه‪ :‬ش��عرت بجس��ده المنهك وهو يضطرب وروحه‬ ‫تصعد للسماء‪ ،‬كانت ابتسامته تختصر كل الحكاية‪..‬‬ ‫صمت بالل‬ ‫وصمتنا جميعا إال من بكاء ودموع لم تنته‪ ..‬ودعت‬ ‫ب�لال على عجل أغلقت الباب خلفي وأنهرت باكيًا على‬ ‫باب المنزل‪..‬‬


‫الفكر التكفريي و�أزمة قبول الآخر‬ ‫الفكر الذي قتل ال�شهيد فرج فودة؛‬ ‫هو نف�س الفكر الذي يقتل ال�سوريني‬ ‫ممن الينتمون له‪ ،‬ويالحق النا�شطني‬ ‫يف املناطق املحررة ويعذبهم‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫ف��ي ظاه��ره حديث دي��ن‪ ،‬وأم��ر سياس��ة وحكم وإن‬ ‫صوروه على أنه أمر عقيدة وإيمان‪ ،‬وحديث ش��عارات‬ ‫تنطلي على البس��طاء‪ ،‬ويصدقه��ا األنقياء‪ ،‬ويعتنقها‬ ‫األتقي��اء‪ ،‬ويتبع��ون ف��ي س��بيلها من يدّع��ون الورع‬ ‫(وهم األذكي��اء)‪ ،‬ومن يعلنون بال مواربة أنهم أمراء‪،‬‬ ‫ويس��تهدفون الحك��م ال اآلخ��رة‪ ،‬والس��لطة ال الجنة‪،‬‬ ‫والدنيا ال الدين‪ ،‬ويتعسفون في تفسير كالم اهلل عن‬ ‫غرض في النفوس‪ ،‬ويتأولون األحاديث على هواهم‬ ‫لم��رض في القل��وب‪ ،‬ويهيمون ف��ي كل واد‪ ،‬أن كان‬ ‫لا‪ ،‬وإن كان تدميراً فس��ه ً‬ ‫تكفي��راً فأه� ً‬ ‫ال‪ ،‬وال يثنيهم‬ ‫عن س��عيهم لمناصب الس��لطة ومقعد الس��لطان أن‬ ‫يخوض��وا في دم��اء إخوانهم في الدي��ن‪ ،‬أو أن يكون‬ ‫معبرهم فوق أشالء صادق اإليمان‪.‬‬ ‫ما قاله المفكر فرج فودة نراه حقيقة أمامنا اآلن‬ ‫في كل دول الربيع العربي‪ ،‬واألكثر وضوحاً في مصر‬ ‫ومحاوالت أخونة الدولة والقضاء على حضارتها بنشر‬ ‫التخل��ف والتعصب والتخوي��ن والتكفير‪ ،‬وقتل الخارج‬ ‫ع��ن الجماع��ة أو المخالف له��م‪ ،‬وفي س��ورية نراها‬ ‫في مح��اوالت فرض أفكار المتش��ددين والتكفيرين‪،‬‬ ‫الذين دخلوا إلى س��ورية منها لخدمة أجندات خارجية‬ ‫وأكثره��ا لخدمة النظ��ام‪ ،‬في محاول��ة للهيمنة على‬ ‫الشعب السوري الذي عرف عبر تاريخه باالعتدال‪.‬‬ ‫المش��هد في س��ورية أصبح يثير الدهش��ة‪ ،‬من‬ ‫تكاثر ه��ذه الجماع��ات القادمة م��ن كل دول العالم‪،‬‬ ‫ول��و بأع��داد قليل��ة كافي��ة لتش��ويه ص��ورة الثورة‪،‬‬ ‫وإصباغ تسميات أخرى عليها‪ ،‬لتبرير إجهاضها وقتلها‬ ‫ف��ي مهدها‪ ،‬وعدم الس��ماح له��ا باالنتش��ار إلى دول‬ ‫المنطقة التي أريد لها أن تبقى تحت السيطرة‪ ،‬لنهب‬ ‫خيراتها وإبقاء ش��عوبها على قدر من الجهل والتخلف‬ ‫واالنقسام والصراع حتى تسهل قيادتهم‪.‬‬ ‫هل سمحت الدول األوروبية وأميركا للمتشددين‬ ‫فيه��ا للس��فر إل��ى س��ورية واالنخ��راط ف��ي صفوف‬ ‫الجهاديي��ن للتخلص منه��م خارج دوله��م؟ وتخويف‬ ‫ش��عوبهم من خطر عودتهم إلى الب�لاد؟ أم أنها هي‬ ‫م��ن أرس��لتهم‪ ،‬أو س��هلت دخولهم‪ ،‬لتبري��ر مواقفها‬ ‫المتخاذلة والمترددة لنصرة الشعب السوري‪ ،‬بذريعة‬ ‫الخوف من وقوع األسلحة بأيدي هؤالء المتشددين؟‪.‬‬ ‫لعبة أصبحت مكشوفة‪ ،‬واألهم كيف سنتصرف‬ ‫نح��ن إزاء ه��ذه المجموعات التي باتت تش��كل خطراً‬ ‫حقيقياً على أبنائنا‪ ،‬وعلى بنية المناطق المحررة‪.‬‬ ‫هل اإلسالم يسمح بقتل طفل اليتجاوز الخامسة‬

‫عش��ر من عمره أمام والديه بعد جل��ده وتعذيبه ألنه‬ ‫كاف��ر بنظره��م؟!!‪ ،‬وهل اإلس�لام يس��مح بمالحقة‬ ‫الناش��طين واإلعالميي��ن (الذي��ن ث��اروا عل��ى الظلم‬ ‫واالس��تبداد ويعرض��ون حياته��م للخطر لنق��ل أخبار‬ ‫الث��ورة وحقيقة نظام القتل واالس��تبداد‪ ،‬وما يرتكبه‬ ‫من جرائ��م بحق المدنيين العزل)‪ ،‬م��ن قبل الكتائب‬ ‫المتش��ددة والهيئ��ات الش��رعية التي نصبت نفس��ها‬ ‫وكيل��ة عن اهلل على األرض؟‪ ،‬ال أدري أن كانوا هؤالء‬ ‫فع ً‬ ‫ال يعرفون الدين‪ ،‬ألن أش��د الناس كفراً ال يقومون‬ ‫بأعمالهم إال إذا كانت نيتهم وأهدافهم الحقيقية هي‬ ‫تش��ويه الثورة‪ ،‬وتنفيذ مخططات ألعداء سورية‪ ،‬ألن‬ ‫خلفية وتبعيات هذه الجماعات باتت معروفة للجميع‪.‬‬ ‫وكما قال المفكر فودة‪ :‬ليس ألحد كائنًا من كان‬ ‫أن يدّعي أنه حامي حمى اإلس�لام‪ ،‬فكلنا مس��لمون‪،‬‬ ‫وكلن��ا حماة لإلس�لام‪ ،‬وكلنا أيضاً حم��اة للوطن‪ ،‬كل‬ ‫الوط��ن‪ ،‬وكلنا عش��اق له‪ ،‬وكلنا مناضل��ون من أجله‪،‬‬ ‫أرضاً وس��ماء‪ ،‬مس��لمون ومسيحيون‪ ،‬لس��نا فاتحين‬ ‫وليس��وا أس��ارى حرب‪ ،‬نح��ن جميعاً مواطنون‪ ،‬لس��نا‬ ‫حكام��ًا وليس��وا محكومي��ن‪ ،‬نح��ن جميع��اً حاكم��ون‬ ‫محكوم��ون‪ ،‬وكلنا عش��اق له��ذه األرض‪ ،‬ومدافعون‬ ‫عنه��ا‪ ،‬وقب��ل ذلك كل��ه مدافع��ون عن وح��دة الصف‬ ‫وتالحم الصفوف‪.‬‬ ‫وس��ورية التاري��خ والحض��ارة‪ ،‬التي عاش��ت عبر‬ ‫تاريخها بطوائفها ومذاهبها وأثنياتها في فسيفس��اء‬ ‫رائ��ع كان يضف��ي عليها التن��وع والجم��ال والثقافة‪،‬‬ ‫س��وريتنا ل��كل أبنائها‪ ،‬وس��تبقى كذل��ك مهما جرت‬ ‫محاوالت تشويه بنيتها ونسيجها االجتماعي‪ ،‬ستبقى‬ ‫بوحدة شعبها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب‪،‬‬ ‫وكم��ا رددها متظاهرو الش��عب الس��وري واحد واحد‬ ‫واحد‪.‬‬ ‫كتاب الحقيقة الغائبة‪ ،‬يس��تحق القراءة من قبل‬ ‫من يوالي المتش��ددين أو يصدقهم‪ ،‬بش��رط قراءته‬ ‫بتمع��ن وبإعم��ال العقل لفهم م��ا الفك��رة التي أراد‬ ‫قولها‪ ،‬وليس كما يريدون أن يفهموا‪ ،‬ألن المتشددين‬ ‫ال أم��ل منهم‪ ،‬ألنه��م يعلمون ه��ذه الحقائ��ق جيداً‪،‬‬ ‫ويدرك��ون أن ف��ودة وغيره من الكت��اب والعلماء ممن‬ ‫اغتالوه��م تح��ت ش��عارات التكفي��ر والزندق��ة‪ ،‬هم‬ ‫على صواب فيم��ا يقولون‪ ،‬إال أنه��م كانوا يفضحون‬ ‫إدعاءاتهم المزيفة بأنهم أصحاب مش��اريع دنيوية ال‬ ‫ديني��ة‪ ،‬يتاجرون بها للوصول إلى الس��لطة بأي ثمن‬ ‫كان‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫س��ؤال مازال حاضراً في أذه��ان الكثيرين‪ :‬لماذا‬ ‫قتل��وا المفكر الدكت��ور (فرج فودة)؟ ول��م يحاوروه أو‬ ‫يردوا على كتاباته ودراساته بالمثل؟! هل ألنه المس‬ ‫الحقيقة بالقرائن والبراهين‪ ،‬وكش��ف حقيقة هؤالء‬ ‫الجماعات التكفيريين‪ ،‬وأصحاب المصالح السياس��ية‬ ‫والسلطوية تحت ستار ديني؟ أم أن أسلوب قتل اآلخر‬ ‫لديه��م نه��ج وخطة عمل إلس��كات أي صوت يعريهم‬ ‫ويفضح زيف إدعاءاتهم؟!‬ ‫فرج ف��ودة أراد أن يبرأ اإلس�لام مم��ن يحاولون‬ ‫اس��تخدامه سياس��يًا لخدمة أهدافهم السياسية‪ ،‬من‬ ‫خالل نهج مخالف لروح اإلسالم وجوهره‪ ،‬وأن يكشف‬ ‫حقيقتهم في الس��عي إلى الس��لطة‪ ،‬ولو عل حس��اب‬ ‫دم��اء أخوانهم في الدي��ن‪ ،‬وأن يظهر جلي��اً الحقيقة‬ ‫التاريخية أن الدين كان دائمًا س��تاراً لشهوات السلطة‬ ‫واالس��تبداد‪ .‬على الرغ��م من أنه كان ي��درك أن دمه‬ ‫مهدور وأن حياته ستكون ثمناً للحقيقة وقد كانت‪.‬‬ ‫وذكر فودة في كتابه الحقيقة الغائبة‪ :‬أن تطبيق‬ ‫الش��ريعة اإلس�لامية ليس هدفاً في حد ذاته؛ بل أنه‬ ‫وس��يلة لغاية ال ينكرها أحد من دعاة التطبيق بإقامة‬ ‫الدولة اإلس�لامية‪ ،‬وم��ا داموا قد رفعوا هذا الش��عار‪،‬‬ ‫وانتش��ر أنصارهم بي��ن األحزاب السياس��ية‪ ،‬يدعون‬ ‫لدولة دينية يحكمها اإلس�لام‪ ،‬فلماذا اليقدمون لنا ‪-‬‬ ‫نحن الرعية ‪ -‬برنامجاً سياسياً للحكم‪ ،‬يتعرضون فيه‬ ‫لقضايا نظام الحكم وأس��لوبه‪ ،‬سياس��ته واقتصاده‪،‬‬ ‫مش��اكله بدءاً من التعليم وانتهاء باإلس��كان‪ ،‬وحلول‬ ‫هذه المشاكل من منظور إسالمي؟‪.‬‬ ‫ويق��ول‪ :‬أليس��ت هذه نقط��ة ضع��ف جوهرية‪،‬‬ ‫يواجههم بها من يختلفون معهم س��واء بحس��ن نية‬ ‫ وهو ما نظن ‪ -‬أو بس��وء نية‪ ،‬وهو ما يعتقدون‪ ،‬وما‬‫يتعي��ن عليهم س��د ذرائعه حتى ال يدع��وا ألحد مجا ًال‬ ‫لنقد أو رفض‪ ،‬هنا يبدو األمر منطقيًا ال تناقض فيه‪،‬‬ ‫وهن��ا يصبح رفعهم ش��عار الدي��ن والدولة مع��ًا أمراً‬ ‫مقبو ًال‪ ،‬ويصبح رفضهم لفصل الدين عن السياس��ة‬ ‫وأم��ور الحكم رفضاً له م��ن الوجاهة حظ كبير‪ ،‬ومن‬ ‫المنطق س��ند قوي‪ ،‬بل وأكثر من ذلك؛ تصبح قضية‬ ‫تطبيق الشريعة اإلس�لامية جزءاً من كل‪ ،‬وهي جزء‬ ‫ال يتناق��ض م��ع الكل بحال ب��ل يتناس��ق معه‪ .‬ففي‬ ‫مجتم��ع الكفاي��ة والع��دل‪ ،‬حيث يج��د الخائ��ف مأمناً‪،‬‬ ‫والجائع طعاماً‪ ،‬والمش��رد مس��كنًا‪ ،‬واإلنسان كرامة‪،‬‬ ‫والمفك��ر حرية‪ ،‬والذمي حقاً كام ً‬ ‫ال للمواطنة‪ ،‬يصعب‬ ‫االعت��راض عل��ى تطبيق الح��دود بحجة القس��وة‪ ،‬أو‬ ‫المطالب��ة بتأجيل تطبيقها بحج��ة المواءمة‪ ،‬أو قبول‬ ‫بارت��كاب المعصية اتق��اء لفتنة‪ ،‬أو تش��بهًا بعمر في‬ ‫تعطيل��ه لحد الس��رقة ف��ي ع��ام المجاع��ة‪ ،‬أو لجو ًء‬ ‫للتعزير في مجتمع يعز فيه الشهود العدول‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الحق ه��و أن اإلس�لام الدول��ة كان انتقاصا من‬ ‫اإلس�لام الدين‪ ،‬وعبئًا عليه‪ ،‬ألن اإلسالم كما شاء اهلل‬ ‫دين وعقيدة‪ ،‬وليس حكماً وسيفًا‪ ،‬وأما الحقيقة فهي‬ ‫أن البش��ر هم البش��ر في كل العصور‪ ،‬يس��توي ذلك‬ ‫في عصر الراش��دين‪ ،‬أو األمويين‪ ،‬أو العباس��يين‪ ،‬أو‬ ‫عصرن��ا الحديث‪ ،‬وأن الحديث ع��ن جنة األرض هراء‬ ‫القيمة له‪ ،‬وغثاء ال نفع فيه‪ ،‬وباطل الجدوى منه‪.‬‬ ‫ويذه��ب ف��ودة إلى أن ه��ذا حديث دني��ا وإن بدا‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫زليخة سالم‬

‫‪17‬‬


‫الإعالم احلر يف طريقه لالنقرا�ض‬ ‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫ليندا بالل‬ ‫بين معتقل وش��هيد ومهاجر ونازح‪ ،‬تق ّلص عدد‬ ‫ّ‬ ‫وح��ل مح ّله جيل‬ ‫الص��ف األول ف��ي العم��ل اإلعالمي‬ ‫جديد‪..‬‬ ‫بدأت القصة حين فتحت تركيا أبوابها ‪ -‬ومازالت‪-‬‬ ‫الس��تضافة دورات إعالمي��ة‪ ،‬أس��متها بالتطويري��ة‪،‬‬ ‫والتدريبي��ة لإلعالميي��ن الجدد‪ ،‬أو إعالمي��ي الثورة‪..‬‬ ‫بداياته��م في اإلع�لام الثوري كان��ت خجولة وجريئة‬ ‫في ذات الوقت‪ ،‬تصوير مقاطع فيديو على الموبايل‪،‬‬ ‫وتحميلها وبيعتها للقنوات الفضائية‪ ..‬التقاط الصور‬ ‫التي كان صعب��ًا الحصول عليه��ا‪ ،‬ونقلها للفضائيات‬ ‫العربي��ة‪ ..‬مداخ�لات بإصواته��م عل��ى تل��ك القنوات‬ ‫وغيرها‪..‬‬ ‫وم��ع مرور الوقت‪ ،‬ب��ات العم��ل اإلعالمي يعتمد‬ ‫على خبرة خجولة‪ ،‬ومرتبط بإمكانيات مهولة‪..‬‬ ‫بمعن��ى آخر؛ ل��ك أن تخضع ل��دورة تدريبية في‬ ‫مكان م��ا وتحصل عل��ى كامي��را (‪ Sony‬أو ‪،)Canon‬‬ ‫ضخم��ة اإلمكاني��ات أم��ام قدرات��ك‪ ..‬لس��ت مهتم��ًا‬ ‫بمحتوى هذه ال��دورة التدريبية‪ ،‬التي تأخد الش��كلية‬ ‫أكث��ر من المهنية‪ ،‬في النهاية ما يهمك هو ما س��وف‬ ‫يقدمون لك من أجهزة‪ :‬حواس��يب – كاميرات – أجهزة‬ ‫تسجيل – جهاز انترنت فضائي وغيره‪.‬‬ ‫ال بد لك بعدها أن تتوقع من الناش��ط اإلعالمي‪،‬‬ ‫أن يق��دّم األفضل في ظل ظروف اس��تثنائية خوّلته‬ ‫أن يحم��ل كامي��را مث� ً‬ ‫لا ف��ي الوقت ال��ذي عانى معه‬ ‫اإلعالمي��ون القدام��ى ‪ -‬كم��ا أس��ميهم‪ -‬م��ن ويالت‬ ‫الوصول لما وصلوا إليه دون جهة داعمة لهم‪.‬‬ ‫ل��ن أس��رد كثيراً ف��ي تفنيد الجه��ات التي تدعم‬ ‫اإلع�لام الحر اليوم‪ ،‬وماهي أهدافه��ا‪ ،‬ودعوني أقول‬ ‫أن أهدافها س��امية وبعيدة عن كل الغايات المشكوك‬ ‫بأمرها‪ ..‬ولكن م��ا ألحظه اليوم على األرض أن عمل‬ ‫هؤالء الش��باب أصب��ح مقتصراً عل��ى تصوير مقاطع‬ ‫فيديو‪ ،‬وصور وبيعها لوكاالت أنباء ومحطات عدّة‪ ،‬أو‬ ‫مرافقة الكتائب العسكرية لتغطية أعمالها الميدانية‬ ‫وعل��ى الجبهات‪ ،‬وبعد أن أصبح مع الوقت دخول كافة‬

‫وكاالت األنب��اء العالمي��ة‪ ،‬والقن��وات عل��ى اختالفه��ا‬ ‫إل��ى المدينة أمراً مقدوراً عليه؛ فم��ا عاد عمل هؤالء‬ ‫الش��باب مجدي��ًا أو نافع��اً ألحد‪ .‬وب��ات أحدهم يعيش‬ ‫عل��ى اصطح��اب إعالميي��ن أجان��ب في ج��والت على‬ ‫الجبه��ات الس��اخنة وغيره��ا‪ ،‬اللتقاط بع��ض الصور‬ ‫وأحيانًا ألهداف اس��تخباراتية أكبر وأخطر من الصور‪.‬‬ ‫ويأخ��ذ عل��ى جوالته هذه مبال��غ البأس به��ا‪ ،‬والدفع‬ ‫بالعملة الصعبة حتمًا باستغالل فاضح للحاجة والفقر‬ ‫الذي يعيشون به‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مع ه��ذا التوصيف الذي أتمن��اه منصفا‪ ،‬ال بد أن‬ ‫أذك��ر أن عمل هؤالء الش��بان ال يخلو م��ن الخطورة‪،‬‬ ‫والتضحي��ة بالنف��س‪ ،‬ولك��ن لي��س لتأس��يس ن��واة‬ ‫إعالمية حرة نحلم بها في سوريا المستقبل!‬ ‫لع��ل الواقع الذي أس��هبت في س��رده‪ ،‬هو نتيجة‬ ‫طبيعية لمن دخل المعترك اإلعالمي بالصدفة‪ ،‬ولكن‬ ‫للي��وم وبعد س��نتين م��ن العمل المتش��رذم إعالمياً‪،‬‬ ‫وال��ذي أثبت أنه اس��تطاع إيصال الحقائ��ق البكر كما‬ ‫ه��ي‪ ،‬لكنه لم ينجح في قل��ب الموازين‪ ،‬واللعب على‬ ‫أوتار قادرة على تغيير الفكر العام نحو ما يحصل في‬ ‫سوريا‪،‬‬ ‫لليوم نلحظ أن بعض هؤالء مازال يعمل بنفس‬ ‫أدائه حين حمل الموبايل للمرة األولى‪ ،‬والتقط صوره‬ ‫األولى في المظاهرات‪ ،‬لنا أن نسأل مع كل ما سلف‪..‬‬ ‫أين ذه��ب فائض تلك ال��دورات التدريبية‪ ،‬التي‬ ‫ال تأتي��ك إال بعد ترش��يح اس��مك وتزكيت��ه فعليًا من‬ ‫أحدهم ويأخذ ثمن ترش��يح اس��مه مبلغًا من األموال‬ ‫التي تصرف لك لقاء سفرك لتركيا؟!!‪.‬‬ ‫ربم��ا يقول قائل أن ال ضير مما ذكرته‪ ..‬فليعمل‬ ‫ف��ي اإلعالم من ال يمتلك المعرف��ة والثقافة الالزمة‪،‬‬ ‫فنحن نمرّ بمرحلة استثنائية بكل المقاييس‪..‬‬ ‫س��أرد هن��ا وأق��ول‪ :‬أن األم��ر لم يقتص��ر على‬ ‫إعط��اء ه��ؤالء الكامي��رات والحواس��يب وفق��ط؛ بل‬ ‫ّ‬ ‫تخط��اه حتى وص��ل لتمويل هائل وضخم لمش��اريع‬ ‫إعالمية يديرها فعليًا أطفال! وال أبالغ حين أقول هنا‬

‫(أطفال)‪ ،‬وتحوّلت مؤسس��اتهم لمش��اريع ش��خصية‬ ‫بحتة‪ ،‬ينش��دون من خاللها تحقيق الش��هرة الثورية‪،‬‬ ‫والمناص��ب اإلعالمي��ة‪ ،‬يفتق��رون للخب��رة اإلعالمية‬ ‫وفه��م روح اإلعالم التي تأتي م��ع المعاناة الحقيقية‬ ‫لحيثيات هذه المهن��ة الجدلية منذ األزل‪ ،‬وتجلى ذلك‬ ‫في إغالق العديد من المحطات والمشاريع التي بدأت‬ ‫إعالمية‪ ،‬وانتهت بعد فترة وجيزة؛ الفتقار الخبرة في‬ ‫إدارتها‪.‬‬ ‫(ل��ك أن أوضح عل��ى الهامش أن عدد المش��اريع‬ ‫اإلعالمية الخاصة‪ ،‬التي تم تمويلها يفوق ‪ 25‬مشروع‬ ‫بمعدل وس��طي وش��هري‪ ،‬ل��كل منه��ا ‪ 10‬آالف دوالر‬ ‫(لإلذاعات)‪ ،‬يفوقه بأضعاف للمش��اريع المتلفزة‪ ،‬فيما‬ ‫ع��دا كم المجالت الهائل��ة التي يتم يتمويلها ش��هريًا‬ ‫أيضًا بمعدل وسطي ‪ 6‬آالف دوالر)‬ ‫وهنا‪ ..‬ل��ك أن تتخي��ل معي ماهية المؤسس��ات‬ ‫اإلعالمي��ة ( وال أبال��غ أيض��ًا بكلمة مؤسس��ات) التي‬ ‫س��تردنا بعد سقوط النظام‪ ،‬وما س��تجرّه ورائها من‬ ‫أجن��دات ممولة بضخام��ة لن نس��تطيع مجاراتها في‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫لذلك أقول الي��وم واليوم وليس غداً؛ أن لم ندق‬ ‫ناقوس الخطر ونقول أننا س��نعاني من أزمة حقيقية‬ ‫في الوس��ط اإلعالمي‪ ،‬فإننا لن نس��لم غداً وإني أرى‬ ‫الغد قريب جدا منّا‪.‬‬ ‫ليس بالمس��تحيل إيجاد ن��واة إعالمية حقيقية‪،‬‬ ‫وليست مؤدلجة لجهة معينة‪ ،‬أو أن نتخذ دور المتفرّج‬ ‫الصامت من بعيد على جيل يستحيل أن يخلق إعالمًا‬ ‫حراً نطمح له جميعنا فيما بعد‪.‬‬ ‫ه��ذه النواة التي أتحدث عنها‪ ،‬هي من س��تكوّن‬ ‫من ذوي الخبرة‪ ،‬والذين أجدهم ينقرضون مع الوقت‬ ‫مهمتهم تدريب من بقي من الشباب الجدد لتعويض‬ ‫م��ا فاتنا‪ ،‬وتنظيف غبار ما مر به إعالمنا منذ س��نين‪،‬‬ ‫والوقوف في وجه مش��اريع إعالمية خطيرة المبتغى‪،‬‬ ‫ستوجد بيننا وبأياد سورية ولألسف‪.‬‬


‫حكايا المسافر ‪. .‬‬

‫حي��ن نظر المس��افر إلى عين��ي ذاك الفتى‪ ،‬أخبرت��ه روحه بأنها لم‬ ‫ت��رى بريق��ًا كمثل بريقهم��ا من قب��ل‪ ،‬وروى له قلبه عن س��حر يكمن‬ ‫داخلهم��ا‪ .‬ولما س��مع الصغير م��ا تحدثا به عنه‪ ،‬أحس باألمل والس��رور‬ ‫يجريان في عروقه‪ ،‬فس��ارع إلى رس��م مدرس��ة كبيرة أذهلت المسافر‬ ‫ال��ذي كان وحيداً فيها‪ ،‬أو ربم��ا كان برفقة جميع الكبار في ذلك المكان‪.‬‬ ‫وهناك كان يُدرس الصغار الكبار أنه لن تلمع عينا اإلنس��ان ولن تسحر‬

‫إنس��ان ًا آخر حت��ى يطيب قلبه للخير وتطيب به نفس��ه لمن حوله‪ .‬وبعد‬ ‫لحظات اختفى الصبي واختفت المدرس��ة والطرقات واألش��جار واختفى‬ ‫المارة واختفى كل عمران وبنيان‪ .‬ثم أيقن المسافر بأنه بات يقطن في‬ ‫عين��ي الفتى الصغير‪ ،‬وبأن رحالت قد ال تنتهي س��يغدوها ليتعلم كرم‬ ‫وطيب اإلنسان في أعماقهما‪.‬‬ ‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬ ‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو | دقق النصوص‪ :‬ميمونة العمار‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫مدر�ســــة الكبـــار‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫كاريكاتير العدد | الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪19‬‬


‫حوار مع رئي�س وزراء احلكومة ال�سورية امل�ؤقتة‬ ‫حوار العدد ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫املهند�س غ�سان هيتو‬

‫أُجريَ الحوار في مجموعة أخبار شباب سوريا‪،‬‬ ‫وينشر بالتزامن‬

‫من هو غ�سان هيتو؟‬ ‫| خالل األش��هر األولى من الثورة لم يكن‬ ‫لك��م أي ظه��ور إعالمي أو مش��اركة على‬ ‫السّ��احة السياسية‪ ..‬س��ؤال يطرح دوماً‬ ‫من قبل السوريين‪.‬‬ ‫| | ل��م أك��ن بعي��دا أب��داً ع��ن أج��واء‬ ‫الثورة ومنذ بداياتها المبكرة‪ ،‬حيث أنه قمت‬ ‫ومجموعة من الس��وريين بتأسيس جمعية‬ ‫لدعم الثورة سياس��يًا وإغاثي��ًا‪ ،‬كما أن ابني‬ ‫عبي��دة هو ناش��ط ميداني داخ��ل المناطق‬ ‫المح��ررة‪ ،‬وأن��ا عمل��ت ف��ي وحدة تنس��يق‬ ‫الدعم التابعة لالئتالف منذ إنشائها‪.‬‬ ‫يهمن��ي اإلش��ارة إل��ى أن مهم��ا قدمنا‬ ‫للث��ورة يبق��ى قلي� ً‬ ‫لا‪ ،‬والمه��م أن يق��دم‬ ‫الش��خص كل م��ا لدي��ه وم��ا بإمكانيات��ه‬ ‫لخدمة الثورة‪ ،‬وتحقي��ق أهدافها واالنتصار‬ ‫لقضاياها‪.‬‬ ‫| نعرف القليل عن ماضي السّ��يد غسان‬ ‫هيتو‪ ،‬حبّذا لو تعطين��ا لمحة عن حياتك‬ ‫قب��ل ان��دالع الربي��ع العرب��ي وكيفي��ة‬ ‫انخراطك في العمل السياسي‪.‬‬ ‫| | أنا من مواليد دمش��ق عام ‪،1963‬‬ ‫حاص��ل عل��ى ش��هادتي بكالوري��وس ف��ي‬ ‫الرياضي��ات وعل��وم الحاس��ب اآلل��ي‪ ،‬م��ن‬ ‫جامعة بيوردو في إينديانا الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى ماجس��تير ف��ي إدارة األعمال‬ ‫من جامعة إنديانا وسليان عام ‪.1994‬‬ ‫عمل��ت في ع��دد م��ن أهم الش��ركات‬ ‫األمريكي��ة والدولي��ة‪ ،‬وخبرت��ي تمتد ألكثر‬ ‫م��ن ‪ 25‬عامًا‪ ،‬توليت خالله��ا مناصب إدارية‬ ‫وتنفيذية عليا‪.‬‬ ‫قب��ل الث��ورة كن��ت أح��د األعض��اء‬ ‫المؤسسين لجمعية الدعم القانوني للجالية‬ ‫العربي��ة والمس��لمة‪ ،‬الت��ي تأسس��ت ف��ي‬ ‫الوالي��ات المتحدة ع��ام ‪ ،2001‬والتي تهدف‬ ‫للدف��اع ع��ن الحري��ات العامة والش��خصية‬ ‫والمدني��ة‪ ،‬ومكافح��ة التميي��ز ض��د العرب‬ ‫والمسلمين واآلسيويين‪.‬‬ ‫عقب اندالع الثورة الس��ورية مباش��رة‬ ‫قم��ت وع��دد م��ن الش��خصيات الس��ورية‬ ‫الفاعلة ف��ي أمريكا بتأس��يس التحالف من‬ ‫أج��ل س��وريا الح��رة م��ن ‪ ،2011‬وش��غلت‬ ‫منص��ب نائب رئي��س التحالف منذ إنش��ائه‬ ‫وحتى انتخابي كرئي��س للحكومة المؤقتة‪.‬‬ ‫والتحالف هو تجمع سياسي يسعى إلى دعم‬ ‫تطلعات الشعب السوري في تحقيق الحرية‬ ‫والعدالة والحريات المدنية واحترام القانون‪.‬‬ ‫كذلك نشطت في مجال توفير وتقديم‬ ‫مختل��ف أن��واع الدع��م اإلغاثي واإلنس��اني‬ ‫للش��عب الس��وري من��ذ بداي��ة الث��ورة‪ ،‬من‬ ‫خالل المساهمة في تأسيس مؤسسة شام‬ ‫الخيري��ة في الوالي��ات المتح��دة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إل��ى التعاون والتنس��يق م��ع كل المنظمات‬ ‫الخيرية العاملة لدعم الشعب السوري‪.‬‬ ‫وفي مرحلة الحقة‪ ،‬وبهدف دعم جهود‬ ‫اإلغاثة بش��كل أكب��ر فعالية‪ ،‬س��اهمت في‬ ‫تأسيس وإدارة وحدة تنسيق الدعم اإلغاثي‬

‫واإلنس��اني ف��ي االئت�لاف الس��وري‪ ،‬وهي‬ ‫الجهة اإلغاثية الوحيدة العاملة في س��ورية‬ ‫والتي تتمتع باالعتراف الدولي‪.‬‬ ‫عقبه��ا ت��م انتخاب��ي من قب��ل الهيئة‬ ‫العامة لالئتالف الوطني لتش��كيل الحكومة‬ ‫السورية المؤقتة‪.‬‬

‫احلكومة‬ ‫| يأخذ الكثرون عل��ى الحكومة االنتقالية‬ ‫عدم جدّيتها؛ فمنذ اإلعالن عن تأسيسها‬ ‫لم يش��عر المواط��ن الع��ادي بلعبها دور‬ ‫فعّال وملموس على األرض بمَ تجيبون؟‪.‬‬ ‫| | اس��محوا لي بداية أن أوضح الفرق‬ ‫بين مفهومي الحكوم��ة المؤقتة والحكومة‬ ‫االنتقالي��ة‪ ،‬حي��ث أن س��ؤالكم يتح��دث عن‬ ‫الحكوم��ة االنتقالي��ة‪ ،‬وه��ي الحكومة التي‬ ‫ستش��كل بع��د س��قوط النظ��ام‪ ،‬وانعق��اد‬ ‫المؤتم��ر الس��وري الع��ام‪ ،‬بينم��ا حكومتن��ا‬ ‫هي حكومة مؤقت��ة وليدة االئت�لاف‪ ،‬وتبعًا‬ ‫ل��ه باعتباره��ا األداة التنفيذي��ة إلدراة‬ ‫المناطق المحررة‪ ،‬وتأمين الخدمات الالزمة‬ ‫للمواطني��ن في ه��ذه المناطق‪ ،‬وهي تجهز‬ ‫األرضي��ة الالزمة بعد س��قوط النظام لعقد‬ ‫المؤتمر الس��وري الع��ام‪ .‬وينتهي عملها مع‬ ‫تشكيل الحكومة االنتقالية‪.‬‬ ‫أم��ا بالع��ودة إلى الس��ؤال فق��د يكون‬ ‫م��ن الصحي��ح أن قلة الظه��ور اإلعالمي لم‬ ‫توض��ح حقيق��ة العم��ل ال��ذي يج��ري على‬ ‫صعي��د التجهيز للحكومة‪ ،‬حي��ث أنني آثرت‬ ‫منذ اختياري من قبل االئتالف عبر االنتخاب‬ ‫لش��غل منص��ب رئي��س الحكوم��ة المؤقتة‬ ‫التركيز على تقديم شيء ملموس وحقيقي‬ ‫للمواطني��ن على األرض‪ ،‬وأس��تطيع القول‬ ‫اليوم أنني أنج��زت كل األعمال التحضيرية‬ ‫الالزمة النطالق عمل الحكومة في اللحظة‬ ‫التي تتم المصادقة عليها من قبل االئتالف‪.‬‬ ‫وُجه��ت للحكوم��ة‬ ‫| اتّهام��ات كثي��رة ِّ‬ ‫االنتقالي��ة واالئت�لاف الوطن��ي لق��وى‬ ‫المعارضة؛ باختالس المبالغ المخصّصة‬

‫للمس��اعدات‪ ،‬ب��مَ ت��ردّون عل��ى ه��ذه‬ ‫الروايات؟‪.‬‬ ‫| | بالتأكي��د الصورة التي ترس��مونها‬ ‫من خالل السؤال ظالمة‪ ،‬حيث أن الموضوع‬ ‫المال��ي واإلغاث��ي مس��ؤول عن��ه االئت�لاف‬ ‫بالكام��ل‪ ،‬وهن��اك جهد كبي��ر للتأكد من أن‬ ‫ص��رف أي أموال يخضع لش��روط محاس��بة‬ ‫وتدقي��ق وش��فافية قاس��ية ج��داً‪ .‬وللعلم‪،‬‬ ‫ف��إن كل تقاري��ر الصرف اإلغاث��ي لالئتالف‬ ‫منش��ورة عل��ى صفحاته‪ ،‬وعلى م��رآى من‬ ‫الجمي��ع‪ ،‬باإلضاف��ة إلى وج��ود آليات صرف‬ ‫محددة وصارمة ضمن االئتالف‪.‬‬ ‫| ما موقفكم كرئيس الحكومة االنتقالية‬ ‫م��ن هيئ��ة التّنس��يق الوطن��ي‪ ،‬وأحزاب‬ ‫المعارض��ة "الوطني��ة" كم��ا يس��مّيها‬ ‫النظ��ام؟‪ ،‬كي��ف س��تتعاملون معه��م‬ ‫مستقب ًال؟‪.‬‬ ‫| | أنا معني بموقفي السياس��ي الذي‬ ‫يرتكز عل��ى ضرورة إنهاء نظام االس��تبداد‬ ‫بكل رم��وزه وأركانه‪ ،‬وبن��اء الدولة المدنية‬ ‫الديمقراطي��ة التعددي��ة‪ ،‬في ظ��ل الحفاظ‬ ‫الكام��ل عل��ى اس��تقاللية القرار الس��وري‪،‬‬ ‫وعليه فإن كل تيار سياسي يقترب من هذه‬ ‫الخيارات‪ ،‬يقترب منا والعكس بالعكس‪.‬‬ ‫س��وريا التي نتطلع إليها بالمس��تقبل‬ ‫كم��ا قل��ت‪ ،‬ديمقراطي��ة تعددي��ة‪ ،‬أي أنن��ا‬ ‫ل��ن نق��وم بمصادرة ح��ق أي تيار سياس��ي‬ ‫م��ن الوج��ود والعمل وف��ق لقواع��د اللعبة‬ ‫الديمقراطية‪.‬‬ ‫أن ثورتن��ا قام��ت إلس��قاط عصاب��ة‬ ‫حاكم��ة فاس��دة‪ ،‬وصراعنا ليس م��ع الدولة‬ ‫ومؤسساتها‪ ،‬وال مع أي ايديولوجيا أو طائفة‬ ‫أو ع��رق‪ ،‬وبالتأكي��د ل��ن نكون نس��خة عن‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫| هل تعتق��د بأن آلية انتخ��اب حضرتكم‬ ‫كان��ت ديمقراطي��ة؟ بماذا ت��رد على من‬ ‫يدّع��ي بأن الحكوم��ة واالئتالف مهيمن‬ ‫عليهما من قبل طيف معارض واحد؟‬ ‫| | من��ذ تأس��يس االئت�لاف الوطن��ي‬ ‫لق��وى الث��ورة والمعارض��ة الس��ورية؛ ت��م‬

‫تحديد ثالثة أولويات سيعمل على تحقيقها‪،‬‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫تش��كيل مجلس القي��ادة العس��كرية‬ ‫العلي��ا‪ ،‬واللجن��ة القانوني��ة والحكوم��ة‬ ‫المؤقتة‪ ،‬وهو ما تم‪.‬‬ ‫لقد تم اختياري وفقاً للنظام األساسي‬ ‫لالئتالف كرئيس للحكومة المؤقتة وكلفت‬ ‫بتشكيلها‪.‬‬ ‫طريق��ة اإلختي��ار كان��ت التصوي��ت‬ ‫الديمقراط��ي‪ .‬وإن أي ادع��اء بوج��ود جه��ة‬ ‫سياس��ية واح��دة تهيم��ن عل��ى االئت�لاف‬ ‫أو الحكوم��ة المؤقت��ة ه��و أم��ر خاط��ئ‪،‬‬ ‫والحقيقة أن االئتالف أخذ تس��ميته من قبل‬ ‫كون��ه تحالف ألطي��اف سياس��ية عديدة في‬ ‫المعارضة الس��ورية‪ ،‬وقد نال اعترافًا دوليًا‬ ‫واس��عًا بن��ا ًء على ذل��ك‪ ،‬وال أعتق��د أن أحداً‬ ‫يس��تطيع االدعاء بقدرته على الهيمنة على‬ ‫االئتالف‪.‬‬ ‫| متى ستُش ّكل الحكومة؟ وما هو المعيار‬ ‫ال��ذي س��يؤخذ بعين االعتبار عن��د اختيار‬ ‫أعضائه��ا؟‪ - 5‬ه��ل هن��اك ج��دول زمني‬ ‫فيم��ا يخص تش��كيل الحكوم��ة وانتخاب‬ ‫أعضائها والصّالحي��ات الموكلة إلى ّ‬ ‫كل‬ ‫منهم؟‬ ‫| | شرحت س��ابقاً أن الحكومة جاهزة‬ ‫لالنطالق بعمله��ا‪ ،‬ونحن بانتظار أن تجتمع‬ ‫الهيئة العام��ة لالئت�لاف وأن تضع موضوع‬ ‫الحكوم��ة عل��ى ج��دول أعماله��ا وتق��وم‬ ‫بالمصادقة عليها‪.‬‬ ‫منذ تكليفي برئاسة الحكومة المؤقتة‪،‬‬ ‫التزمت بالمهل الزمنية الخاصة بالتش��كيل‬ ‫بشكل صارم‪ ،‬وال نحتاج إال للقرار السياسي‬ ‫من االئتالف للمباشرة بالعمل‪.‬‬ ‫لق��د ت��م اختي��ار المرش��حين لش��غل‬ ‫المناصب الوزارية الحكومي��ة‪ ،‬وفق معايير‬ ‫دقيق��ة ح��ول الكف��اءة والنزاه��ة والحرفية‬ ‫والمهني��ة واالختص��اص‪ ،‬بعي��داً ع��ن أي‬ ‫محاصصات من أي شكل كان‪.‬‬ ‫للحكوم��ة أولوياته��ا‪ ،‬ول��كل وزارة‬ ‫أولوياتها‪ ،‬والعمل س��يجري على تنفيذ هذه‬


‫األولويات ضمن اإلمكانيات المتاحة‪.‬‬

‫| أعل��ن رأس النّظ��ام مؤخ��راً أنه بصدد‬ ‫تش��كيل حكومة جديدة ستش��مل جميع‬ ‫األطياف على ح��د تعبيره‪ ،‬هل ترون أنّها‬ ‫محاول��ة لاللتف��اف عل��ى الحكوم��ة التي‬ ‫تحاولون تشكيلها؟ كيف سيؤثر ذلك على‬ ‫حكومتكم؟ أم أنها مج��رد محاولة لخلط‬ ‫األوراق؟‬ ‫| | ه��ذا النظام س��اقط‪ ،‬وس��يزول ال‬ ‫محال��ة‪ ،‬وعليه فإننا غير معنيين بأي ش��يء‬ ‫يقوم ب��ه النظام مالم يك��ن موافقته على‬ ‫وقف القتل وتسليم السلطة‪.‬‬

‫ر�ؤية ال�سيد غ�سان هيتو‬ ‫للحل وم�ؤمتر جنيف‬

‫| م��ن يمتل��ك مفت��اح الحل في س��وريا‪،‬‬ ‫روس��يا‪ ،‬الواليات المتح��دة االميركية أم‬ ‫النظام السوري؟‬ ‫| | مفت��اح الح��ل ف��ي س��وريا في يد‬

‫| هل كن��ت مؤيد لتوس��عة االئتالف؟ وما‬ ‫رأيك بما تس��رّب م��ن فيديوهات لبعض‬ ‫المعارضي��ن وه��م يُوبخ��ون م��ن قبل‬ ‫سفراء غربيين؟ هل تخضع الحكومة‪ ،‬كما‬ ‫االئتالف‪ ،‬لإلمالءات الغربية؟‬ ‫| | أن��ا وبالمب��دأ م��ع أي جه��د يوح��د‬ ‫المعارضة السورية‪ .‬ويعزز مواقفها‪.‬‬ ‫علم��ًا أنني مقتنع بأن االئتالف – وقبل‬ ‫التوسعة أيضًا ‪ -‬يمثل معظم أطياف الشعب‬ ‫الس��وري‪ ،‬ومن الممكن بأن هذا التمثيل قد‬ ‫تعزز مع التوسعة‪.‬‬ ‫م��رة أخ��رى‪ ،‬أن��ا وبالمب��دأ متمس��ك‬ ‫باس��تقاللية قرارنا الس��وري بالكامل‪ ،‬وهو‬ ‫بالنسبة لي أس��اس للعمل السياسي‪ ،‬وفي‬ ‫الوق��ت نفس��ه أن��ا عل��ى قناع��ة بض��رورة‬ ‫الحف��اظ عل��ى صداقتن��ا م��ع جمي��ع الدول‬ ‫الداعم��ة للث��ورة دون اس��تئناء‪ ،‬ولكن أؤكد‬ ‫م��رة أخرى حرصي الكامل على اس��تقاللية‬ ‫القرار الوطني‪.‬‬ ‫| تنظيمي��اً‪ ،‬ما هي العالق��ة بين االئتالف‬ ‫والحكوم��ة؟‪ - 3‬ما رأيك بالمب��ادرة التي‬ ‫طرحها الش��يخ مع��اذ الخطيب؟ هل كنت‬ ‫تؤيده حينها؟‬ ‫| | أوضح��ت ف��ي جوابي على س��ؤال‬ ‫س��ابق أن الحكوم��ة المؤقت��ة كان��ت أح��د‬ ‫األولويات الثالثة الرئيس��ية لالئتالف‪ ،‬وهي‬ ‫تعتبر بمثابة اآللي��ة التنفيذية لالئتالف في‬ ‫إدارة المناطق المحررة‪.‬‬

‫| ه��ل الس��يد غس��ان‪ ،‬بصفت��ه رئي��س‬ ‫الحكومة‪ ،‬على اتصال دائم بقادة الكتائب‬ ‫على األرض؟ هل يتم التنسيق بينكم؟‬ ‫| | لدينا تواصل شبه دائم مع مختلف‬ ‫الكتائ��ب عل��ى األرض‪ ،‬ومع قي��ادة الجبهات‬ ‫الرئيس��ية وكذل��ك م��ع الكتائ��ب الت��ي لم‬ ‫تنضوي تحت مظلة هيئة األركان‪.‬‬ ‫| ه��ل س��تلعب الحكومة‪ ،‬عند تش��كيلها‪،‬‬ ‫دوراً ف��ي تس��ليح الجيش الح��ر‪ ،‬خصوصاً‬ ‫بعد رف��ع االتح��اد األوروب��ي الحظر على‬ ‫توريد السالح؟‬ ‫| | س��يكون للحكومة دور أساسي في‬ ‫دعم تسليح الجيش الحر‪ ،‬وأيضًا في حمايته‬ ‫وحماي��ة صورته دولي��ًا‪ ،‬كما س��تعمل على‬ ‫تحقي��ق التكامل بي��ن الجهدين العس��كري‬ ‫والمدني في خدمة الثورة‪ ،‬ال سيما عبر دعم‬ ‫أهالي المقاتلين والشهداء الجرحى‪ ،‬وتأمين‬ ‫العالج الطبي المناسب لهؤالء الجرحى‪.‬‬

‫مرحلة ما بعد الأ�سد‬ ‫| يعد انتش��ار السالح وس��هولة الحصول‬ ‫عليه م��ن أكبر المش��كالت الت��ي تواجه‬ ‫‪ /‬س��تواجه س��وريا في المرحل��ة القادمة‬ ‫ه��ل م��ن خط��ط ح��ول كيفي��ة التحكم‬ ‫بالمجموعات المسلحة غير المنظمة وغير‬ ‫المنضوي��ة تحت ل��واء الجيش الس��وري‬ ‫الحر‪.‬‬ ‫| | م��ن حيث المبدأ أنا على قناعة بأن‬ ‫ال��روح الوطنية العالية التي يتمتع بها الثوار‬ ‫والمقاتلون ستس��اعدنا على تفادي معظم‬ ‫المشاكل التي قد تنجم عن انتشار السالح‪.‬‬ ‫كذل��ك فإن��ه لدينا خط��ط كثي��رة للتعامل‬ ‫م��ع ه��ذا الموض��وع‪ ،‬ويمك��ن الحدي��ث عن‬ ‫محاور أساس��ية في هذا اإلطار‪ ،‬حيث سيتم‬ ‫العم��ل على إعادة تش��كيل الجيش الوطني‬ ‫ليضم من يرغ��ب من المقاتلي��ن الراغبين‬ ‫باالس��تمرار بالعمل العس��كري بعد سقوط‬ ‫النظ��ام‪ ،‬كم��ا س��يتم العمل على مس��اعدة‬ ‫ودع��م المقاتلي��ن الراغبي��ن بالع��ودة إل��ى‬ ‫حياته��م الطبيعية عب��ر تأمين عودتهم إلى‬ ‫وظائفهم أو إيجاد فرص عمل مناسبة لهم‬ ‫أو تعويضهم عن خسائرهم‪.‬‬ ‫| ما الدّور الذي تلعبه في مستقبل سوريا‬ ‫ما بعد األس��د؟ وه��ل س��تُحل الحكومة‬ ‫تلقائي��اً بمج��رّد س��قوط النظ��ام‪ ،‬إم��ا‬ ‫عسكرياً أو سياسياً؟‬ ‫| | كما ش��رحنا في إجابتنا على سؤال‬ ‫س��ابق فإن الهدف األساس��ي م��ن الحكومة‬ ‫المؤقت��ة‪ ،‬يتمثل في العمل على دعم جهود‬

‫| | تق��وم الحكوم��ة حالي��اً بالتع��اون‬ ‫والتنس��يق مع فريق مختص على تطوير‬ ‫المناه��ج التعليمي��ة‪ ،‬بحي��ث تعتم��د‬ ‫باألساس على المنهاج السوري مع تنقيته‬ ‫مما يحمله من رواس��ب أفكار وسياس��ات‬ ‫النظ��ام‪ .‬وبمج��رد أن تباش��ر الحكوم��ة‬ ‫عملها فس��تضع جميع خططه��ا الخاصة‬ ‫بالتعلي��م على مختلف مس��توياته موضع‬ ‫التنفيذ‪.‬‬

‫تنامي الطائفية والتطرف‬ ‫| م��ا موقفك��م من جبه��ة النصرة خاصة‬ ‫بع��د إدراجه��ا ف��ي قائم��ة ّ‬ ‫المنظم��ات‬ ‫االرهابية من قبل االمم المتحدة ومجلس‬ ‫االمن الدولي؟‬ ‫| | بش��كل عام هناك إجماع فيما بين‬ ‫ق��وى المعارض��ة والث��ورة الس��ورية‪ ،‬على‬ ‫ضرورة عدم االنشغال بأي مواضيع خالفية‬ ‫تعيق جهود إسقاط النظام‪.‬‬ ‫ومن بديهي القول أن الشعب السوري‬ ‫ب��كل أطياف��ه مع��روف بغلب��ة االعت��دال‬ ‫والوس��طية عل��ى تفكي��ره‪ ،‬وس��يكون م��ن‬ ‫الصعب ج��داً أن لم يكن من المس��تحيل أن‬ ‫يتبنى السوريون أي فكر متطرف‪.‬‬ ‫| م��ن أه��م التحدّيات التي ب��رزت اليوم‬ ‫في سوريا مش��كلة الطائفية‪ ،‬وما يترتّب‬ ‫عليه��ا م��ن أفع��ال انتقامي��ة مس��تقب ًال‪.‬‬ ‫هل م��ن آلية الحتواء ه��ذه المعضلة في‬ ‫ظ��ل العن��ف الطائفي المتصاع��د ومجازر‬ ‫التّطهير العرقي المتكررة؟‬ ‫| | ال ش��ك ب��أن من يقوم باس��تخدام‬ ‫الطائفية والتجيي��ش الطائفي هو النظام‪،‬‬ ‫ال��ذي يس��تهدف ويقت��ل الس��وريين بغض‬ ‫النظ��ر عن انتمائاتهم العرقي��ة والطائفية‪.‬‬ ‫إن من يقف اليوم مع النظام هم الفاسدون‬ ‫والمنتفع��ون من وجوده م��ن كل الطوائف‪،‬‬ ‫ومن يدعم الثورة ويقف معها هم الش��رفاء‬ ‫واألحرار من كل الطوائف أيضًا‪.‬‬ ‫إن المس��ؤولية تق��ع عل��ى كل ق��وى‬ ‫المعارض��ة السياس��ية والمس��لحة‪ ،‬على أن‬ ‫تب��ذل كل م��ا بوس��عها لتف��ادي أي نوع من‬ ‫أن��واع الثأر أو االنتقام عند س��قوط النظام‪،‬‬ ‫ومهمتن��ا كحكومة مؤقتة أن نقوم بإرس��اء‬ ‫القواعد الطالق آلية محاسبة قانونية عادلة‬ ‫تس��مح للعدالة االنتقالي��ة أن تأخذ مجراها‪،‬‬ ‫وبالتال��ي ال يضي��ع ح��ق وال يؤخ��ذ الب��ريء‬ ‫بجري��رة المج��رم‪ .‬وبه��ذا الخص��وص فقد‬ ‫أضاف��ت الحكوم��ة المؤقت��ة لوزاراتها هيئة‬ ‫مس��تقلة متخصص��ة بالعدال��ة االنتقالية‪،‬‬ ‫س��يكون مهمتها العمل على التأسيس لهذه‬ ‫المسيرة المعقدة التي البد من العمل عليها‬ ‫منذ اليوم لنضمن نجاحها‪.‬‬ ‫نخص بالشكر السيد محمد فتحي عوف‬ ‫مدير وحدة المشاريع‬ ‫مكتب رئيس الحكومة السورية المؤقتة‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫| ه��ل هن��اك تواصل م��ع أط��راف داخل‬ ‫حكومة بشار األس��د الحالية؟ هل تجدون‬ ‫ف��ي أيّ عضو فيها من يمك��ن أن يكون‬ ‫ش��ريك في الحكوم��ة االنتقالي��ة المزمع‬ ‫تشكيلها عقب جنيف ‪2‬؟‬ ‫| | لدينا اتصاالت مع أشخاص داعمين‬ ‫للثورة يعملون من داخ��ل النظام‪ ،‬ولكننا ال‬ ‫نقوم بأي اتصاالت سياسية‪ ،‬كون هذا األمر‬ ‫من مهمة االئتالف‪.‬‬ ‫برأيي أن ه��ذا الحديث عمن يمكن أن‬ ‫يكون ش��ريكًا ف��ي الحكوم��ة االنتقالية (إن‬ ‫حصل��ت وفقا التفاق جني��ف) يجب أن يكون‬ ‫محص��وراً بمعايير انتقاء هؤالء األش��خاص‬ ‫وليس بأسمائهم‪ ،‬حيث ال مكان لمن تلوثت‬ ‫أيديهم بدماء الس��وريين‪ ،‬ول��ن يكون لهم‬ ‫دور في رسم مستقبل سوريا‪.‬‬

‫| ه��ل ت��رى حالياً ب��أن هنالك أف��ق للحل‬ ‫سياس��ي في خضم تصاعد األحداث على‬ ‫األرض وتدخّل حزب اهلل بشكل علني في‬ ‫معركة القصير؟ هل من بديل عن خوض‬ ‫المعركة وتحقيق المكاس��ب على األرض‬ ‫قب��ل الذهاب إلى طاول��ة التفاوض؟ كيف‬ ‫سيؤثر ذلك على مؤتمر جنيف ‪2‬؟‬ ‫| | م��ن المؤك��د أن��ه س��يكون م��ن‬ ‫األفضل الوصول النتقال س��لمي للس��لطة‬ ‫عبر التفاوض ألنه يحقن دماء السوريين‪.‬‬ ‫لكن��ي أعتقد أن النظ��ام غير جدي في‬ ‫هذا الموضوع‪.‬‬ ‫وبكل األحوال ال يمكننا أيضًا أن نقبل‬ ‫ب��أن يكون الحل السياس��ي ‪ -‬إن وجد‪ -‬على‬ ‫حساب إفالت من تورط في قتل األبرياء من‬ ‫المحاسبة والعقاب‪.‬‬ ‫م��ن جهة أخرى‪ ،‬أنا أؤم��ن بأن أي جهة‬ ‫سياس��ية تمث��ل حقيق�� ًة الش��عب الس��وري‬ ‫وثورت��ه‪ ،‬ال مصلح��ة له��ا للذه��اب ألي‬ ‫مفاوض��ات م��ع النظ��ام أن كان��ت موازي��ن‬ ‫القوى على األرض مختلة لصالح النظام‪.‬‬ ‫المح��ور الراب��ع‪ :‬عالق��ة الحكوم��ة‬ ‫باالئتالف الوطني لقوى المعارضة ‪-‬‬

‫| م��ا هو الش��كل التنظيمي ال��ذي يحكم‬ ‫عالقة الحكومة بالجيش الحر؟‬ ‫| | كما أوضحت أيضًا أن هيئة األركان‬ ‫هي مؤسسة من مؤسسات االئتالف ‪ -‬وفقا‬ ‫لألولوي��ات الثالث��ة‪ -‬وم��ع وج��ود الحكومة‬ ‫المؤقت��ة فس��يكون هن��اك وزارة للدف��اع‪،‬‬ ‫س��تقوم بضب��ط تنس��يق كل األم��ور ذات‬ ‫الطابع العسكري بالتعاون مع هيئة األركان‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫| ما ن��وع الدّعم الذي تقدّم��ه الحكومة‬ ‫المؤقتة للمجالس المحلية التي تش��كلت‬ ‫مؤخرّاً في عدة مناطق‪ ،‬وكيفية التواصل‬ ‫معها وتطوير دورها؟‬ ‫| | إل��ى اآلن‪ ،‬ل��م تق��دم الحكومة أي‬ ‫دعم م��ادي ألي جهة كانت باعتب��ار أنها لم‬ ‫تباشر عملها بعد‪.‬‬ ‫العم��ل م��ع المجال��س المحلي��ة وفق‬ ‫رؤيتن��ا س��يتم عب��ر وزارة اإلدارة المحلي��ة‪،‬‬ ‫الت��ي س��تعمل على تأمي��ن الدع��م المادي‬ ‫واإلداري ال�لازم للمجال��س‪ ،‬لنحقق الهدف‬ ‫من إنشاء الحكومة والمجالس‪ ،‬المتمثل في‬ ‫تقديم الخدمات الالزمة للمواطنين‪.‬‬ ‫من��ذ تكليف��ي وأن��ا عل��ى تواصل مع‬ ‫المجال��س المحلية وب��كل المحافظات‪ ،‬ومع‬ ‫ممثليهم في االئتالف وبشكل مستمر‪.‬‬

‫| ه��ل لديك��م أي تص��وّر بخصوص من‬ ‫س��يمثل ّ‬ ‫تطلع��ات الش��عب الس��وري في‬ ‫جنيف ‪2‬؟ االئتالف أم الحكومة؟‪-‬‬ ‫| | المظل��ة الش��رعية الوحي��دة‬ ‫للمعارضة الس��ورية هي االئتالف‪ ،‬وقد نال‬ ‫االعت��راف الدول��ي كممث��ل ش��رعي ووحيد‬ ‫للشعب السوري بناء عليه‪ ،‬ولذلك فهو الذي‬ ‫سيمثل الشعب السوري في جنيف ‪.2‬‬

‫حوار العدد ‪. .‬‬

‫| قي��ل بأن الش��يخ مع��اذ الخطي��ب كان‬ ‫معارض��اً لتش��كيل الحكوم��ة‪ ،‬واقترح أن‬ ‫تكون موجودة عل��ى األرض في المناطق‬ ‫المحررة‪ ..‬هل تشاركه الرأي؟ لمَ ال يستقر‬ ‫المعارضون في المناطق المحررة شأنهم‬ ‫ش��أن قيادي الجيش الح��ر والمتظاهرين‬ ‫ويكتفون فقط بزي��ارات خاطفة والتقاط‬ ‫صور قرب الحدود؟‬ ‫| | نحن لسنا حكومة منفى‪ ،‬وال أعتقد‬ ‫أن أح��داً م��ن الس��وريين س��يقبل أن تعمل‬ ‫الحكوم��ة المؤقت��ة ف��ي الخارج‪ .‬وس��ندخل‬ ‫ونباش��ر عملنا في األراضي المحررة فور ما‬ ‫تتم المصادقة على الحكومة‪.‬‬ ‫الشيخ معاذ الخطيب شارك في جلسة‬ ‫انتخاب الحكومة‪ ،‬وكان من أول المهنئين لي‬ ‫عقب انتخابي‪.‬‬

‫السوريين وحدهم دون تدخل من أي طرف‬ ‫كان‪ ،‬وأعتق��د أن الحل يمكن أن يبدأ برحيل‬ ‫ه��ذا النظ��ام وتس��ليمه الس��لطة للش��عب‬ ‫السوري عبر الحكومة المؤقتة المنتخبة من‬ ‫قبل االئتالف‪.‬‬ ‫عنده��ا س��تكون مهم��ة الحكوم��ة‬ ‫المؤقت��ة تجهي��ز األرضي��ة الالزم��ة لعق��د‬ ‫المؤتم��ر الس��وري الع��ام‪ ،‬ال��ذي سيش��كل‬ ‫حكوم��ة انتقالية منبثقة عنه إلدارة ش��ؤون‬ ‫البالد‪ ،‬حيث ينتهي دور الحكومة المؤقتة‪.‬‬

‫من حيث المبدأ‪ ،‬أنا لست ضد المبادرات‬ ‫التي تحقق أهداف الثورة وال سيما تلك التي‬ ‫توصل إلى انتقال سلمي للسطلة‪ ،‬وتساعد‬ ‫على حقن السوريين‪.‬‬ ‫وف��ي الوقت نفس��ه أيض��اً‪ ،‬أن��ا أدعم‬ ‫مبدأ التش��اور الواس��ع بين أطراف المبادرة‪،‬‬ ‫ألن االنف��راد ال يفي��د‪ ،‬أما التش��اور فيؤمن‬ ‫التماسك والدعم الالزم ألي مبادرة سياسية‬ ‫طرحت أو قد تطرح‪.‬‬ ‫المح��ور الخام��س‪ :‬عالق��ة الحكوم��ة‬ ‫بالجيش الحر‬

‫االئتالف إلسقاط النظام‪ ،‬ليتم بعدها تهيئة‬ ‫األجواء المناس��بة النعق��اد المؤتمر الوطني‬ ‫العامـ حيث ستكون الحكومة المؤقتة بمثابة‬ ‫حكوم��ة لتصري��ف األعم��ال ينته��ي دورها‬ ‫بتشكيل الحكومة االنتقالية‪.‬‬ ‫| هن��اك مش��كلة حقيقي��ة تكمن في‬ ‫عش��وائية المناه��ج المتّبعة ف��ي المناطق‬ ‫المحررة‪ ،‬منها من اعتم��د المنهاج الليبي أو‬ ‫المناهج الس��عودي‪ ،‬بينما المنهاج الس��وري‬ ‫ال��ذي يعد من أقوى االنظم��ة التعليمية في‬ ‫الوط��ن العربي تم تجاهله ه��ل هناك آلية‬ ‫لتوحي��د مناه��ج التعليم وإرس��ال مراقبين‬ ‫لإلش��راف عل��ى العملية التعليم��ة‪ ،‬وضمان‬ ‫تقدي��م النظام األنس��ب للطالب الس��وري؟‬ ‫هل من خطط مستقبلية لحماية مؤسسات‬ ‫الدولة لدى سقوط النظام؟‬

‫‪21‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫رائد وح�ش‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫ق��رر أبو حس��ين الرحي��ل من «خ��ان الش��يح»‪ ،‬جمع‬ ‫أغراض بيته ووضعها في سيارة شحن‪ .‬الجيران قالوا‬ ‫له‪« :‬إذا كنت ستسير على الطريق العام فإنك ستمرّ‬ ‫على حاجز النظام‪ ،‬لذلك تحتاج إلى ورقة من المختار‬ ‫تثبتُ فيه��ا أنك صاحب األغراض‪ ،‬وأنك من س��كان‬ ‫المخي��م‪ ،‬أم��ا إذا كنت س��تذهب من الطري��ق اآلخر‪،‬‬ ‫فإنك س��تمر على حاج��ز الجيش الح��ر‪ ،‬لذلك تحتاج‬ ‫لنفس األسباب إلى ورقة من الهيئة الشرعية»‪.‬‬ ‫وألن أبا حسين رجل دقيق جهّز الورقتين‪.‬‬ ‫بعد تفكي��ر قرر الذهاب م��ن الطريق الع��ام‪ ،‬وحين‬ ‫وصل إلى حاجز الجيش النظامي‪ ،‬قدّم بالخطأ ورقة‬ ‫«الهيئة الشرعية»‪ .‬والبقية معروفة‪..‬‬

‫منال �إ�سماعيل‬

‫أي بيس��تاهل‪ ..‬شو يسبّ الرسول ما يسبّ الرسول؟‬ ‫الش��باب لم��ا بيتعل��ق الموض��وع بالرس��ول‪ ..‬اهلل ما‬ ‫بيعرفوه!!‬

‫جنم ال�سمان‬

‫بالمشرمحي السوري ‪ /‬السوري‪ ..‬الفصيح‪:‬‬ ‫سوريا‪ ..‬ليس��ت ُ‬ ‫اسم المُمَانعَة‪ ،‬أو للغُزاةِ‬ ‫للطغاةِ ِب ِ‬ ‫هّ‬ ‫صُفر أو سُودٍ أو خُضراء‪،‬‬ ‫باس��م الل وتحتّ راياتٍ ٍ‬ ‫ليس��ت إلي��ران أوإلس��رائيل؛ لروس��يا أو ألمري��كا‪،‬‬ ‫سوريا‪ ..‬للسوريين فقط‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫نوفا �سلوم‬

‫التاري��خ لن يرحم كل من قت��ل وتخاذل وتاجر بدماء‬ ‫السوريين‪ ..‬التاريخ لن يرحمكم‪..‬‬

‫‪�‎‬سحر عبد اهلل‪‎‬‬

‫م��و تعصب لس��ورييتي والت��ي لم تحاصرن��ي مثلما‬ ‫اﻵﻥ معاتبة بأن التخجل��ي ‪ ..‬منحب الدراما المصرية‬ ‫ومنتابعه��ا يمك��ن أكتر م��ن المصريي��ن‪ ..‬منحزن ع‬ ‫الغناء العراق��ي أكتر من العراقيي��ن‪ ..‬فيروز حاضرة‬ ‫بالذاك��رة الس��ورية كث��ر م��ن ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ..‬فلس��طين‬ ‫حرقت أرواحنا كأنها بلدنا‪ ،‬لدرجة صرنا نسمي والدنا‬ ‫بأسماء المدن الفلسطينية‪ ..‬حدا بيحب متل السوري؟‬ ‫إحساسي إنو الء‪ ،‬أيها العالم بادلنا ذرة ﺣﺐ‬

‫عزام �أمني‬

‫الفقير الذي يتبرع برغيف خبز‪ ،‬هو أكرم وأكثر عطاء‬ ‫بألف مرة من الغني‪ ،‬الذي يتبرع بربطة خبز‪.‬‬

‫�أجمد بيازي‬

‫التملق للسيد الرئيس عنوان النرجسية‪ ،‬والنرجسية‬ ‫عن��وان تحول الرئيس إل��ى إله‪ ،‬والاليك��ات هي أول‬ ‫خطوة على طريق النرجس��ية‪ .‬الثورة ونقيضها خلقا‬ ‫تكت�لات وش��خصيات نرجس��ية‪ ،‬ال تقل س��طوة عن‬ ‫سطوة أمراء الحرب على االرض‪.‬‬

‫ليندا بالل‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫ثقتي بعدالة السماء تُح ّلي قلبي بشجاعة الصبر مع‬ ‫فك��رة تأخّر النصر‪ ..‬دعوا الوقت يكش��ف الخبيث من‬ ‫الطيّب‪ ..‬لوال أخطاؤهم اليوم القتس��موا معنا رغيف‬ ‫الخبز في الغد‪ ،‬على أنهم سوريون مثلنا‪..‬‬

‫عن��دي أمل كتير كبير لتكون بلدي أحلى وإني عمر بلدي بإيدي‪ ..‬وتكون‬ ‫بدون فس��اد وبدون رش��وة وبدون محس��وبيات‪ ..‬نكون كلياتنا متس��اوين‬ ‫بالحقوق والواجبات‪ ..‬ومانكون عبيد فيها‬

‫الشهيد أمجد السيوفي‬ ‫خلود الزغري‬ ‫تعري��ف الس��ماذجة عل��ى الفيس��بوك‪ :‬إن��ك تك��ون‬ ‫ع��م تتناقش م��ع حدا بموض��وع‪ ،‬يق��وم يقلك راجع‬ ‫البوستات الي كتبتها من أول الثورة أو راجع المقاالت‬ ‫الي كتبتها من بدء الربيع العربي‪ ،‬لتعرف إنو أنا كنت‬ ‫شايف لوين رح يصل الوضع قبل الكل!‪ ..‬إنو من كل‬ ‫عقلك بدي عطل ش��غلي وحياتي يومين تالتة لحتى‬ ‫اتفرغ للبحث عن بوستاتك ومقاالتك النادرة؟‪..‬‬

‫كارل �شرو‬

‫صايرة إذا واحد مسيحي بيشوف واحد مسيحي ثاني‬ ‫بدو يعرفه إذا مسيحي شيعي وال مسيحي سني!‬

‫البدوي الأحمر‬

‫تعه��د ال��روس بع��دم اس��تخدام الكيم��اوي وتعه��د‬ ‫األمريكيون بع��دم القيام بحظر ج��وي؛ فقط توازن‬ ‫قِوى حتى تُدمر البلد بهدوء وصمت‪.‬‬

‫منال �إ�سماعيل‬

‫بعدين تع��وا لهون‪ ..‬زدتوا أس��عار المحروقات‪ ..‬كيف‬ ‫بقا بدكن تحرقوا البلد؟‬

‫عمر ال�شواف‬

‫بع��د إنجازات «حم��اة الديار» المس��تمرة‪ ،‬يبدو لي أن‬ ‫نشيدنا الوطني القادم سيكون «األطالل» بامتياز‪..‬‬ ‫انبسطو كلو طرب‬

‫هاين عبا�س‬

‫ال يوجد شيء اسمه (س��قف الوطن)‪ ،‬للوطن سماء‪..‬‬ ‫سماء فقط‪..‬‬

‫با�سل حافظ‬

‫أنباء عن نشوب نزاع قضائي بين األستاذ حكم البابا‬ ‫والس��يد فراس األتاسي‪ ،‬حول من يجب أن تؤول إليه‬ ‫ملكية سورية بعد زوال حكم آل األسد‪.‬‬ ‫من أهم األمور المختل��ف عليها أيضًا بين الطرفين‪،‬‬ ‫ه��و مصير الطائف��ة العلوية‪ .‬فاألس��تاذ البابا يعتقد‬ ‫بوج��وب ترحيله��م إلى جبال س��نجار‪ ،‬موط��ن األباء‬ ‫واألج��داد األول؛ بينم��ا ي��رى الس��يد األتاس��ي بأن��ه‬ ‫يج��ب تش��غيلهم ف��ي أعم��ال الصخرة م��ع وضعهم‬ ‫في معس��كرات اعتقال جماعية ش��بيهة بمعسكرات‬ ‫الغوالغ أيام المرحوم س��تالين‪ .‬يذكر بأن الشخصين‬ ‫المذكوري��ن يؤخذ عليهما االعتدال الزائد والتس��امح‬ ‫المف��رط‪ ،‬إذا ما أخذنا بعين االعتبار أن جبهة النصرة‬ ‫ومن لف لفيفهما لديهم تصور آخر للمسألة عبر عنه‬ ‫طفل بنش في النشيد األشهر‪.‬‬

‫زويا ب�ستان‬ ‫اضحك م��ع معارضتن��ا الظريفة‪ :‬حتى الش��يخ معاذ‬ ‫الخطيب لما بيصدر بيان باس��مو بيروس��وه بعبارة‪..‬‬ ‫(رئيس االئتالف المس��تقيل) يحرء حريش��ك شيخي‬ ‫يعن��ي الزم صف��ة رئي��س تض��ل ملزقة في��ك متل‬ ‫األلتيكو‪ ..‬حتى انت ألمنيوم مو تيفال يا رجل!!‪..‬‬

‫عبد القادر ليال‬

‫أطفال مدينة الرقة يعانون أزمة حليب‪ ،‬من يس��تطع‬ ‫المس��اعدة واليقدمها‪ ،‬أيضاً هو اآلخر عنده مش��كلة‬ ‫بالحليب الذي رضعه‪.‬‬

‫م�ضر خري بيك‬

‫االنتقاد‪ ..‬التش��كيك‪ ..‬الس��خرية‪ ..‬المس��بة‪ ..‬طريق‬ ‫التطور والتغيير‬ ‫سبوا وانسبوا‪ ..‬تصحوا‪ ..‬التقديس عنوان العبيد‬

‫�أحمد اجلمل‬

‫عناصر من حزب اهلل اقتحمت أمس فيال فضل شاكر؛‬ ‫وصادرت ألبوم «يا غايب» وأهدته لإلمام المهدي‪.‬‬

‫جوين ق�سي�س‬

‫ان��ا أس��تنكر بش��دة‪ ..‬وأيام بس��تنكر بفتح��ة وضمة‬ ‫وسكون‪ ..‬يعني حسب الحالة يلي أنا فيها‪!..‬‬

‫نور م�شلح‬

‫حبيبتي‪ ..‬ال تقولي أن الثورة لم تقدم ولم تأخر‬ ‫صدقيني من ورا تسميات الكتائب المقاتلة‪ ..‬حفظت‬ ‫أسماء جميع الصحابة الكرام رضي اهلل عنهم‬

‫�أنوار العمر‬

‫الغوط��ة التي كانت تطعم س��كان دمش��ق وتمدهم‬ ‫بأش��هى الخضار والفاكهة‪ ،‬يموت أطفالها من الجوع‬ ‫عار هذا يا اهلل!!‬ ‫اليوم‪ ..‬أي ٍ‬

‫�أحفاد الكواكبي‬

‫ خلصت‪« ..‬الثورة تحولت لصراع دولي وطائفي»‬‫ طيب ماش��اهلل عليك فهمان وش��ايف إنو في صراع‬‫دول��ي وإن��و في ص��راع طائفي‪ ..‬ليش مالك ش��ايف‬ ‫الثورة المستمرة؟؟‬

‫فرج بريقدار‬

‫اس��تطاع الش��بيح العالمي بوتين‪ ،‬في قمة مجموعة‬ ‫الثماني‪ ،‬أن يمتطي س��بعة بغال دفعة واحدة‪ .‬ويقال‬ ‫أن ذلك كان برغبتهم ال بشطارته‪.‬‬

‫وليك ُ ما كان‬

‫ف��ي هذا الق��رن الفار م��ن الزمن وبي��ن الركام‬ ‫والركام‪ ..‬اقول‪..‬‬ ‫المكابرة نصف القصيد‪..‬‬ ‫فال اروع من مملكة حدود اسوراها حد السماء‪..‬‬ ‫المكاب��رة بمعناه��ا القلب��ي أن تلب��س كل م��ا‬ ‫تبق��ى لديك من رماد ق��وة وتضمرها في قلبك‬ ‫المثخن بالخيبات ثم تنطلق بعدّة الرس��ام إلى‬ ‫اق��رب مراة ال تعكس إال ضعف��ك تحاول تجميل‬ ‫االلم ؛تزين الفقد ؛ترتيب الس��كنات والكدمات‬ ‫وتلوين القناع الجديد بش��يء من الضحك‪ ..‬ثم‬ ‫تضحك وتفاخر في النهاي��ة انك قادر على صنع‬ ‫«ذات» من ركام ما‪ ..‬تفاخ��ر انك كطائر العنقاء‬ ‫هذا النهار تس��تطيع أن تنهض من بين الركام‬ ‫وتحلق بعيدا بعيدا‬ ‫المكاب��رة بمعناه��ا الحرف��ي ه��ي ضح��ك على‬ ‫(الطرابيش والمالي��ات) انت اليوم قوي فال احد‬ ‫يعرف بخيبتك! على االقل انت تعتقد هذا؛ تناور‬ ‫مع ذاتك الف مناورة ومناورة في كل حوار تخضه‬ ‫حتى ولو مع صمتك!‬ ‫اما معناها الش��رعي الصرف ه��ي أن تكبّر على‬ ‫الدم��ع ثم تنح��ره عل��ى الطريقة االس�لامية‪..‬‬ ‫وسياس��يا تعن��ي أن تس��تعمل ح��ق الفيتو ضد‬ ‫الدم��ع وتص��در قرارا اممي��ا أنه ق��د حكم عليه‬ ‫بالس��جن المؤبد ف��ي القلب ولن ي��ر النور بعد‬ ‫اليوم‪..‬‬ ‫ولغوي��ا تعني أن تك��ون صنّاع��ا وحرفيّا ماهرا‬ ‫ف��ي صياغ��ة الكلمات وحت��ى الس��كنات‪ ،‬عليك‬ ‫أن تنتقيه��ا بعناية فائقة فائق��ة وال تجازف أبداً‬ ‫باالنهيار ولو بحرف‪..‬‬ ‫اخيرا اجزم أن المكاب��رة نصف القصيد فال اروع‬ ‫من حروف عصية على الكس��ر او حتى الش��ظف!‬ ‫فكثي��را م��ا تك��ون الس��كنات اش��د وطئ��ا من‬ ‫الكلمات‪ ..‬المكابرة يا عزيزي نصف القصيد واب‬ ‫لنصفه االخر لهذا لن أيتّم حروفي!‬ ‫فاعذروني‪.‬‬ ‫سها عزام الفياض‬ ‫دير الزور ‪2013 / 6 / 21‬‬ ‫في الش��هور االولى في الثورة كنت انتظر (خبراً‬ ‫عاج ًال)‪ ..‬وكان انهيار االقتصاد والليرة السورية‪،‬‬ ‫قد يكون مؤشراً إيجابياً‪،‬‬ ‫ولك��ن وبعد مرور ه��ذه الفت��رة الزمنية‪ ..‬وبعد‬ ‫تع��ب وقهر اليوصف‪ ،‬تصبح أخب��ار انهيار الليرة‬ ‫السورية يزيد من قلقي ومواجعي‪،‬‬ ‫غاب الفرح عند الس��وريين‪ ،‬ألن كل المؤش��رات‬ ‫حتى االيجابية‪ ،‬ومنها انخفاض الليرة‪ ،‬يحمل في‬ ‫طياته وجعاً لغالبية الس��وريين ممن اليملكون‬ ‫غير قوت يومهم وبالليرة السوري ًة‬ ‫اليعنينه��م ال��دوالر والي��ورو واليعرفونه‪ ..‬كل‬ ‫أحالمهم تأمين رغيف خبز‪ ،‬والعودة بسالم دون‬ ‫أن يمس��كونه على الحواجز‪ ،‬أو برصاصة ألنهم‬ ‫خارج أي حساب أو مسؤولية‪..‬‬ ‫وف��ي المناطق المس��امة محررة‪ ،‬الت��زال كثيراً‬ ‫من اإلش��كاليات قائمة‪ ،‬أهمها انعدام االستقرار‬ ‫بسبب القصف المتواصل‪ ،‬مما يمنع قيام هيئات‬ ‫مؤسس��اتية تخضع للمحاسبة‪ ،‬مما يسمح لعقل‬ ‫الفساد البعثي باالنتعاش واالستمرار‪..‬‬ ‫صباحك س��وريا أمل‪ ..‬رغم وجع التجويع والدمار‬ ‫وانته��اك الكرام��ات‪ ..‬بع��ض م��ن الحني��ة‪..‬‬ ‫المحبة‪ ..‬مع العزيمة وأمل بمستقبل قادم قادم‬ ‫قادم خال من األسد وأعوانه‪..‬‬ ‫ندى الخش‬


‫صبارتنا حيث ال أحد فوق النقد‪..‬‬ ‫باب ناقد ساخر يتناول مواضيع سوريتنا‪..‬‬ ‫مجتمعنا وثورتنا‪..‬‬ ‫ ‬

‫‪-1‬‬‫الحل األفضل لمشاكل الش��رق األوسط كلها وتحرير فلسطين هو‬ ‫حل كتير بسيط بس بيحتاج عمل جماعي من كل العرب أنه يشتغلو عليه‬ ‫ب��س هالمرة الموضوع ما رح يكون كتي��ر صعب ألنه رح يكون بصلب‬ ‫اهتمامات العرب والشي يلي نحنا اكتر شي شاطرين فيه‬ ‫ّ‬ ‫الخطة هي بأنه نخلي اوروبا تصير كلها مسلمة سنيّة‬ ‫وأمريكا تصير مسلمة شيعية‬ ‫ومو غلط نعمل نفس الشي مع الصين وروسيا‬ ‫وبس يدبحو بعض على مشاكل صرال أكتر من ‪ 14‬قرن خالصة‬ ‫بيكونو ح ّل��و عنا وعن بالدنا والتهو ببع��ض وبيخف الضغط علينا‬

‫بالثورة المباركة‪ ,‬بس تعبيلهن الجيبة بينسوا اهلل‪ ,‬هي‬ ‫الخليج مث ًال‪...‬‬ ‫و أه��م ش��ي التج��ار و المس��ؤولين و الحرمي��ة و‬ ‫الفاسدين اللي قالبين كل مصاريهن بالدوالر بينبعصوا‬ ‫البعصة اللئيمة و بيخسروا و بصفّوا عجنب‪...‬‬ ‫وهي حلينا أزمة الدوالر و الفساد سوا‪....‬غيرو؟‬ ‫هلق عم أصفن بحل ألزمة التلوث بطوكيو‪....‬‬ ‫‪-2‬‬‫أخ��ي بخص��وص أزم��ة التل��وث‬ ‫بطوكيو‪....‬‬ ‫بس��يطة‪ ,‬بتجي��ب الش��عب‬ ‫الطوكيواوي لهون على سوريا‪...‬‬ ‫بتورجيه��ن التل��وث البيئي‬ ‫م��ن ورا القصف و دخان الدبابات‬ ‫و رواي��ح الكيماوي و حرق الغابات‬ ‫و دمار الشجر‪...‬‬ ‫و بتورجيهن التلوث الفكري اللي‬

‫أصاب العقل السوري من ورا أفكار الدعس‬ ‫و الفع��س و المع��س و الطائفي��ة و التكفي��ر و‬ ‫التخوين‪....‬‬ ‫و بتورجيه��ن التلوث االقتص��ادي اللي عم تعملو‬ ‫حكومتنا و مس��ؤولينا االقتصاديين و تجارنا و صناعيينا‬ ‫و حربيئنا‪...‬‬ ‫و بتورجيهن التلوث الديني من ورا دعوات النحر و‬ ‫الحد و الذبح و النكاح و الجهاد و الفتاوي‪...‬‬ ‫بقوموا أخواتنا الطوكيواويين بطير عقلهن‪,‬‬ ‫و بتحلى طوكيو بعيونهن‪ ,‬و ببطلوا يحس��وا‬ ‫إنو في جنس التلوث عندن‪...‬‬ ‫و هيك منكون حلين��ا أزمة التلوث‬ ‫بطوكيو‪ ,‬و أنش��أنا جي��ل طوكيواوي‬ ‫جديد ضد جميع أنواع التلوث‪....‬‬ ‫شلشناها عليكن‪...‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪-1‬‬‫أخي أنا لقيتلكن حل لقصة الدوالر‪....‬‬ ‫أخ��ي مو الدول��ة مو قدران��ة تضب��ط الموضوع؟ و‬ ‫م��و الدولة كانت تق��ول إنو المتظاهر الواح��د كان ياخد‬ ‫عالمظاهرة ‪ 100‬دوالر؟‬ ‫طيب‪ ,‬خ ّلو هالناس تتجمع بساحات سوريا شهر‬ ‫زم��ان بس‪ ,‬بقوم بصير في بالوي دوالرات بالبلد‪ ,‬و‬ ‫بتقوم بتطلع الليرة الطلعة العجيبة‪....‬‬ ‫بيرج��ع ال��دوالر بعش��ر لي��رات مث ًال‪,‬‬ ‫بقوم بيرخص كلش��ي‪ ,‬و الناس بتزهزه‪,‬‬ ‫و الخير بعم البالد و بتش��تغل المشاريع و‬ ‫المحالت و شراء البيوت و إعادة اإلعمار‪...‬‬ ‫و بمعلومكن الش��عب لم��ا بصير معو‬ ‫مصاري و بعبي الجيبة بيرخي بدن و ببطل‬ ‫بدو ث��ورات و الزي منو‪ ,‬حتى م��ا عاد تالقي‬ ‫مؤيد و معارض‪ ...‬حتى المتدينين مث ًال‬ ‫على اعتبار هنن ماسكين عاألول‬

‫ال تشلشنا مشلوشين‬

‫صبارة سوريتنا ‪. .‬‬

‫المحشش السوري اإللكتروني‬

‫نحن��ا الع��رب ومنصير فاضيي��ن لإلب��داع الثقافي‬ ‫والفلسفي والوطني يلي لوال الغرب كنا كسحنا فيه الدنيا‬ ‫من يوميات حشيش مستقبلي‬ ‫‪-2‬‬‫عفكرة مالحظين انه بأول الثورة كان الخالف بين المؤيدين والمعارضين‬ ‫حول اذا النظام أفضل او الثورة أفضل يعني عأساس بين منيح وأحسن‪.‬‬ ‫بعد س��نتين وبعد ما تحولت القصة للسالح برغبة من الطرفين‪ ،‬صار النقاش‬ ‫بين المعارضين والمؤيدين حول اذا النظام هو األسوأ او المعارضة هي األسوأ‬ ‫يعن��ي ك��ان النقاش حول مين هو األفضل‪ ،‬صار حول مين هو األخـ** بس�لامة‬ ‫فهمكن‬ ‫مالحظ��ة‪ :‬م��ا مننس��ى جهود ش��باب ع��م يضح��ي بحالو غير مش��مول‬ ‫بهالحكي بس عم يتتاجر فيه متاجرة لألسف‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫جبهة النصرة‬ ‫جبه��ة النصرة ي��ا جبهة النص��رة من وين ب��دي بلش حك��ي عليكِ؟‬ ‫م��ن االس��م اللي كلو نف��اق وكذب؟ وال م��ن األفعال اللي بتس��ود الوجه؟‬ ‫أووف أووف‪ .‬جبه��ة النص��رة ألهل الش��ام‪ ،‬جاية لتس��اعدنا نقضي على‬ ‫الديكتاتورية وهيي أكبر دكتاتور‪ ،‬عم تساعدنا لندفع الظلم عن الشعب‬ ‫وهي أكبر ظالم‪ ،‬عم تورجينا الدين اإلس�لامي كيف بيكون وهي أكبر‬ ‫منافق وكذاب‪ .‬جبهة النصرة عم فكر قارنك بنظام األسد‪...‬‬ ‫نظام األس��د بيقتل الل��ي بيخالفو بالرأي‪ ..‬جبه��ة النصرة بتقتل‬ ‫الل��ي بيخالفها بال��رأي‪ ..‬نظام األس��د بيدبح الن��اس‪ ...‬جبهة النصرة‬ ‫بتدبح‪ ..‬نظام األسد بيعذب الناس بالمعتقالت‪ ...‬جبهة النصرة بتجلد‬ ‫الناس بالش��وارع‪ ..‬نظام األس��د كان مس��يطر عل��ى النفط ومردود‬ ‫النفط بيرجع لبيت األسد‪ ...‬جبهة النصرة مسيطرة على آبار النفط‬ ‫وعم تبيعو لنظام األسد ومردود النفط عم يروح ألمراء الجبهة‪.‬‬ ‫أوج��ه الش��به كتيرة بين نظ��ام األس��د الديكتاتوري الفاش��ي‬ ‫ونظ��ام جبهة النص��رة وحتى م��ن الممكن إنو جبهة النصرة أس��وأ‬ ‫بكتير شغالت‪ .‬يعني األسد ونظامو كان ييبضوا علينا باسم العروبة‬ ‫وس��وريا قل��ب العروب��ة النابض وحافظ األس��د رمز األم��ة العربية‬ ‫ووووو ال��خ وبتج��ي جبهة النص��رة ومن لفّ لفيفها م��ن الجماعات‬ ‫اإلس�لامية بيبيضوا علينا باسم الدين اإلسالمي وسوريا جزء‬ ‫من األمة اإلسالمية والخالفة اإلسالمية قادمة ومدري شو‪.‬‬ ‫لك عمو نحنا طلعنا ضد النظام مشان نطالب بحريتنا‪،‬‬ ‫ونعي��ش بكرامتنا‪ ،‬وال جبهة النص��رة وال غيرها رح توقف‬ ‫بوشنا واللي رفض ديكتاتور رح يرفض كل الديكتاتوريات‪،‬‬ ‫والمظاه��رات اللي ع��م تصير ضدكون بحل��ب والرقة أكبر‬ ‫دليل على هالشي‪ .‬إنتو تشكلتو لتساعدونا مشان نخلص‬

‫م��ن هالنظ��ام ونحن��ا‬ ‫ممنونينك��ون بس م��ا تحاولوا تصيروا بديل عنّو ألنكون أوس��خ‬ ‫منّ��و وإنت��و ديكتاتوريي��ن أكت��ر من��و وحرامي��ة أكتر منّ��و وفوقها‬ ‫بتش��وهو الدي��ن‪ .‬وإذا بدك��ون يصي��ر اس��تفتاء حقيقي عند الش��عب‬ ‫السوري لينقي بين حكمكون وحكم األسد أنا متأكد إنو تسعين بالمية من‬ ‫الشعب السوري إذا مو أكتر رح يفضل نظام األسد رغم وساختو عليكون‪.‬‬ ‫وبالمناسبة الحر اللي طالب برحيل األسد رح يرّحل األسد ويطالب‬ ‫برحيل كل ظالم عن بلدو وإنتو من بين هالظلاّ م يا أمراء الظالم‪...‬‬ ‫جبه��ة النصرة يلعن روحك على روح األس��د‪ ،‬لك يلعن روحك‬ ‫لوين وصلتينا‪....‬‬ ‫تحت رعاية التيار الصهيوصليبي العلماني الليبرالي‬ ‫اليساري الماسوني الغربي السوري‬ ‫بقلم اآلدمن ما إلو اسم‬

‫‪23‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫م�شاهدات من ال�شمال‬ ‫ال�سوري املحرر‬ ‫خم ّيم الجئني عمره‬ ‫�أربعة �آالف �سنة‬ ‫د‪ .‬مؤمن مأمون ديرانية‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 23 | )92‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫تقف الس��يارة في نهاية طري��ق مزفّت قرب موقع‬ ‫أثري في الريف الس��وري المحرر‪ ،‬وينزل بعض الرجال‬ ‫يس��تطلعون المكان مش��ياً على األقدام‪ .‬تب��دأ المباني‬ ‫األثرية بالظهور‪ ،‬وتصع��د الطريق بهم قلي ًال ثم تنزل‬ ‫ً‬ ‫ثانية بعض الش��يء‪ ،‬فتكش��ف واديًا واسعًا ينتشر فيه‬ ‫على مدّ البصر عددٌ كبير من المقابر األثريّة القديمة‪،‬‬ ‫وكأنّما يدخلون المدينة المفقودة التي طالما ش��وّ َقتنا‬ ‫قصته��ا ونح��ن صغ��ار‪ .‬ال يش��اهدون مدينة تس��كنها‬ ‫األشباح وتعشّ��ش فيها بيوت العنكبوت كما يتوقّعون‪،‬‬ ‫بل يُصعَقون بمشهد أطفال يركضون ونساء يتوارين‬ ‫وش��يوخ يتعكزون ورجال يقبلون عليهم رويداً والريبة‬ ‫والخوف ترتسم على وجوههم‪.‬‬ ‫لق��د التجأ هؤالء البؤس��اء من عال��م القرن الواحد‬ ‫والعش��رين إلى عالم القرن الثاني قبل الميالد‪ ،‬لعلهم‬ ‫يج��دون األم��ان في ذل��ك الزمن األغبر بع��د أن عدموه‬ ‫في عصر الحضارة وحقوق اإلنس��ان‪ .‬التجؤوا من عالم‬ ‫الصامتين على ذبحهم‪ ،‬الموتى السائرين على األرض‪،‬‬ ‫إلى عالم الموتى المدفوني��ن تحت األرض‪ ،‬لعل أولئك‬ ‫يفيقون ويتكلمون‪.‬‬ ‫وم��ا أن يتق��دم الرج��ال نحوهم حتى يب��ادر أكثر‬ ‫ه��ؤالء البؤس��اء إلى االختف��اء في المقابر والس��راديب‬ ‫خوفًا م��ن غدر غادر‪ ،‬فق��د لفحتهم كثيراً ري��اح الغدر‪.‬‬ ‫وما أن يرفع أحد الرجال آلة التصوير يريد التقاط صور‬ ‫ينق��ل به��ا معاناة ه��ؤالء المس��اكين إلى العال��م لعله‬ ‫يتوق��ف عن صمته‪ ،‬وإلى أهل الخي��ر لعلهم يمدّون يد‬ ‫ع��ون إليهم‪ ،‬م��ا أن يرف��ع المصوّر آل��ة التصوير حتى‬ ‫يقف��ز إلي��ه أكثر م��ن واحد منه��م فزعي��ن يرجونه أن‬ ‫يتوق��ف‪ ،‬ألن طائ��رات "الميغ" س��تأتيهم وتصب عليهم‬ ‫قذائفها إذا عُ��رف مكانهم‪ ،‬وهم ما لجؤوا إليه إال هربًا‬ ‫م��ن جحي��م القصف‪ .‬ترك��وا ديارهم ولج��ؤوا إلى هذه‬ ‫المقاب��ر األثرية طلب��اً لألمان وهربًا م��ن جحيم مدافع‬ ‫وصواري��خ وطائرات النظام المجرم الذي لم يس��تخدم‬ ‫يومًا أيّاً منها ضد اليهود المحتلين وادّخرها لشعبه من‬ ‫المدنيين العُزّل‪.‬‬ ‫جموع من الناس المش��ردين عن بيوتهم في ثياب‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫ر ّث��ة يهيمون بي��ن هذه األطالل‪ ،‬أكثرهم من الش��يوخ‬ ‫والنس��اء واألطفال‪ ،‬فالش��باب خرجوا للقتال دفاعًا عن‬ ‫أهلهم‪ .‬وقد نصبوا بعض "الش��وادر" على هذه القبور‬ ‫لعله��ا تدفع عنهم ش��يئًا م��ن بلل المطر وبرد الش��تاء‪.‬‬ ‫أي غط��اء يغطيهم في ه��ذا البرد الق��ارس وأي طعام‬ ‫يأكلون وأي ماء يشربون!‬ ‫يس��تأذنهم طبيب م��ن الركب أن يس��تطلع إحدى‬ ‫ه��ذه المقاب��ر التي يس��كنونها‪ ،‬ف�لا يمانع��ون بعد أن‬ ‫اطمأنوا إليه‪ .‬ينزل درجاً إلى عمق المقبرة‪ ،‬فيجد رضيعًا‬ ‫ملفوفًا في رداء مهترئ ممدداً على أرض المقبرة تحت‬ ‫س��طح األرض بمترين‪ ،‬وال يكاد يوجد هناك مقدار من‬ ‫األكس��جين يكفي ّ‬ ‫لتنفسه‪ .‬يحسّ بالعبثيّة والسخرية‬ ‫والمرارة وهو يوصيهم بتهوية المكان من أجل الرضيع‬ ‫الصغير! هل كان عليه أيضًا أن يوصيهم بتغذيته جيداً‬ ‫وهم ال يجدون لقمة العيش؟! أم يوصيهم بتدفئته من‬ ‫هذا البرد القارس وهم جالس��ون في العراء ال تؤويهم‬ ‫إال جدران هذه المقابر القديمة؟!‬ ‫يع��ود أدراج��ه يج��رّ قدمي��ه صاع��داً الدرج��ات‬ ‫المتكسّ��رة إل��ى الخارج ال ي��دري يبكي مَن‪ :‬الش��هداء‬ ‫الذي��ن يُذبَح��ون أو يُقتل��ون أو تُه��دّم بيوتهم على‬ ‫رؤوس��هم‪ ،‬أم الجرح��ى الذي��ن ينزفون حت��ى الموت أو‬ ‫يقضون بال عالج‪ ،‬أم األسرى الذين يسومهم المجرمون‬ ‫س��وء العذاب في كل ساعة‪ ،‬أم المرابطون تحت قصف‬ ‫المداف��ع والصواريخ والطائرات الت��ي تُغير عليهم في‬ ‫كل س��اعة‪ ،‬أم الالجئون الهارب��ون من الجحيم الذين ال‬ ‫يجدون مأوى وال مأكل وال مشرب؟‬ ‫ومن يستطيع أ ّال يبكي هؤالء وهؤالء وهؤالء؟‬

‫***‬

‫بعد هذا المش��هد األليم ال بد من كلمة‪ ،‬ليس واهلل‬ ‫تقلي� ً‬ ‫لا م��ن معان��اة بعض أهلن��ا ولكن إنصاف��اً لمعاناة‬ ‫من هو أكثر بؤس��اً منهم‪ ،‬ورس��ماً لصورة غائبة بصورة‬ ‫حاضرة‪:‬‬ ‫كثيراً م��ا تناقل الن��اس أخبار الالجئين الس��وريين‬ ‫ومعاناتهم في تركيا‪ ،‬وفي لبنان‪ ،‬وفي األردن‪ ،‬في مخيم‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)64334‬‬ ‫ادلب‪7402 :‬‬ ‫الحسكة‪427 :‬‬ ‫الرقة‪745 :‬‬ ‫السويداء‪46 :‬‬ ‫القنيطرة‪284 :‬‬ ‫الالذقية‪790 :‬‬

‫حلب‪10181 :‬‬ ‫حماه‪4641 :‬‬ ‫حمص‪10239 :‬‬ ‫درعا‪5576 :‬‬ ‫دمشق‪4808 :‬‬ ‫دير الزور‪4101 :‬‬ ‫ريف دمشق‪14448 :‬‬ ‫طرطوس‪283 :‬‬

‫الزعت��ري وغيره م��ن مخيمات الب��ؤس‪ ،‬وزاروا أهلنا في‬ ‫المخيمات وس��الت الدموع ألمًا عليهم‪ ،‬والحق أن وضعهم‬ ‫مؤلم ويس��تحق ه��ذه الدموع ويس��تحق مد ي��د العون؛‬ ‫العائل��ة الكامل��ة تقيم في خيمة أو غرف��ة وتعيش على‬ ‫الكف��اف‪ .‬ولكن بالمقارنة مع أهلن��ا الالجئين في الداخل‬ ‫الهائمين على وجوههم م��ن أرض إلى أرض‪ ،‬فراراً من‬ ‫الم��وت الذي ينص��بّ عليهم أينم��ا ح ّلوا‪ ،‬وق��د انقطعت‬ ‫بهم الس��بل بال م��أوى وال مأكل وال مش��رب‪ ،‬بالمقارنة‬ ‫مع هؤالء فأهلنا ف��ي مخيمات الخارج على األقل آمنون‪،‬‬ ‫ال تن��زل عليه��م القذائ��ف "والبراميل"‪ ،‬ولديهم س��قف‬ ‫يُظ ّلهم‪ ،‬وال يموتون جوعًا‪.‬‬ ‫إن الحقيق��ة الت��ي ال م��راء فيها أن الجئ��ي الداخل‬ ‫أوضاعهم مؤلمة أكثر كثيراً من الجئي الخارج‪ ،‬وأحوالهم‬ ‫تُبك��ي الحج��ر ّ‬ ‫وتقط��ع القل��وب‪ .‬الالجئ��ون الس��وريون‬ ‫الداخلي��ون أكث��ر ع��دداً وأصع��ب ح��ا ًال م��ن الالجئي��ن‬ ‫الخارجيي��ن بأضعاف‪ ،‬جاوزوا خمس��ة ماليي��ن بالمقارنة‬ ‫م��ع نح��و نص��ف ملي��ون الج��ئ ف��ي الخ��ارج‪ .‬وإذا كان‬ ‫أولئك تس��كن العائلة منهم في خيم��ة أو غرفة‪ ،‬فهؤالء‬ ‫المحظوظ��ون منهم ينزل��ون في المس��اجد والمدارس‪،‬‬ ‫واآلخ��رون يفترش��ون الحدائ��ق والمالع��ب والطرق��ات‪،‬‬ ‫يلفحه��م برد الش��تاء الق��ارس ويعضّهم الج��وع‪ ،‬وفي‬ ‫أحسن األحوال يتقاس��مون لقمة العيش مع أهل األحياء‬ ‫المحيط��ة‪ ،‬وال يأمنون القص��ف الذي يالحقهم من مكان‬ ‫إلى مكان‪ ،‬باإلضافة إلى المالحقة واالعتقال للناش��طين‬ ‫منهم‪.‬‬

‫***‬

‫ش��عب س��ورية المجاه��د م��اض ف��ي ثورت��ه حتى‬ ‫النصر بإذن اهلل‪ ،‬والخيّ��رون يعملون دون كلل وال ملل‪.‬‬ ‫بع��ض الخيّري��ن الثق��اة في ه��ذه المنطقة ق��د بادروا‬ ‫إلى إنش��اء جمعي��ة خيري��ة إلغاثة الناس ومس��اعدتهم‬ ‫والنهوض بالمنطقة‪ ،‬وقد بدؤوا بإحصاء هؤالء الالجئين‬ ‫والعمل على إغاثته��م‪ ،‬لكنهم يحتاجون من يقف معهم‬ ‫ويدعمه��م‪ ،‬وس��يجدون بإذن اهلل م��ن يؤازرهم‪ ،‬فالخير‬ ‫في هذه األمة إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫‪ 4750‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2104‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 4374‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 14896‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 49437‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 6 / 22‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.