سوريتنا | العدد الثالث والتسعون | 30 حزيران 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫ماذا يحدث يف عامودا؟‬ ‫تقرير‪ :‬سعاد يوسف‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫في اليوم الحادي عش��ر إلضراب الناش��طين في‬ ‫عامودا عن الطعام ضمن حملتهم للمطالبة باإلفراج‬ ‫ع��ن المعتقلين لدى قوات ح��زب االتحاد الديمقراطي‬ ‫الكردس��تاني ‪ ،PYD‬قام��ت ميليش��يات تابعة للحزب‬ ‫بإط�لاق النار على المتظاهرين مم��ا أدى لوقوع عدد‬ ‫من الشهداء والجرحى‪.‬‬ ‫فمن��ذ حوالي األس��بوعين أطلق عدد من ش��باب‬ ‫عامودا حملة تضمنت اعتصام��ًا وإضراباً عن الطعام‬ ‫للمطالب��ة باإلفراج عن ثالثة من زمالئهم المعتقلين‬ ‫لدى قوات «األساييش» الذراع العسكري لحزب االتحاد‬ ‫الديمقراطي ‪ PYD‬والذين اعتقلوا في ‪ 17‬من الشهر‬ ‫الجاري م��ن مدينة عامودا‪ ,‬فم��ا كان من زمالئهم إال‬ ‫أن نصبوا خيمة لالعتصام على الطريق العام بجانب‬ ‫جام��ع ص�لاح الدين‪ ,‬ودخ��ل ثالثة منهم ف��ي إضراب‬ ‫مفتوح عن الطعام إلى حين إطالق سراح رفاقهم‪.‬‬ ‫وأف��اد الناش��ط إدري��س حوت��ا أح��د منضم��ي‬ ‫االعتص��ام ب��أن اإلض��راب مفت��وح وس��ببه اعتق��ال‬ ‫تعسفي قام به حزب االتحاد الديمقراطي ‪ PYD‬بحق‬ ‫نش��طاء مدينة عامودا واقتحامها بش��كل غير مقبول‬ ‫البت��ة بأعداد كبيرة من المس��لحين ي��وم االثنين ‪17‬‬ ‫حزيران‪.‬‬ ‫وحس��ب ش��هود عيان م��ن مدين��ة عام��ودا فقد‬ ‫ش��هدت المدينة انتش��اراً أمني��ًا كثيفًا في ش��وارعها‬ ‫وعل��ى مداخله��ا‪ ،‬ما تس��بب بحالة ذعر بي��ن األهالي‬ ‫الذين تعرض��وا للتفتيش والمضايق��ات من العناصر‬ ‫المتمرك��زة عل��ى حواج��ز األس��اييش‪ .‬وكان��ت هذه‬ ‫العناص��ر تقوم بإيقاف س��يارات األهال��ي وتطالبهم‬ ‫بفت��ح صناديقه��ا‪ ,‬ع��دا ع��ن مطالبته��م بالبطاق��ات‬ ‫الش��خصية للمارة ليقارنوها بلوائح اس��مية موجودة‬ ‫بحوزته��م معللي��ن ذل��ك ب��أن هن��اك معلوم��ات قد‬ ‫وردته��م تفي��د بتحص��ن م��ا أس��موهم “مجموع��ة‬ ‫تخريبية” داخل المدينة‪ .‬وبعد عدة س��اعات ألقت هذه‬ ‫القوات القبض على ثالثة نش��طاء من أبناء المدينة‪.‬‬ ‫وبحس��ب مصادر مس��ؤولة م��ن داخل «األس��اييش»‬ ‫وجه��ت «المحكمة الش��عبية» في القامش��لي ‪-‬وهي‬

‫الجه��از القضائي المس��تحدث من قبل ح��زب (‪)PYD‬‬ ‫تهماً جنائية للمعتقلين الثالثة وهم‪ :‬سربست نجاري‬ ‫من تنس��يقية عامودا – ديرسم عمر من حزب يكيتي‬ ‫– والت فيتو ناشط مستقل‪.‬‬ ‫وطالب المعتصم��ون بإطالق س��راح المعتقلين‬ ‫الثالث��ة بأس��رع وق��ت مصممين على االس��تمرار في‬ ‫إضرابه��م عن الطعام حتى تنفيذ مطلبهم‪ ،‬وزارتهم‬ ‫عدة جهات معظمها محلية من منظمات حزبية كردية‬ ‫وجمعيات ومؤسس��ات المجتمع المدن��ي‪ ,‬وكذلك عدة‬ ‫منظمات لحقوق االنس��ان وه��ي (داد – ماف – راصد)‬ ‫وقام��وا باقت��راح إيقاف اإلض��راب مقاب��ل متابعتهم‬ ‫للقضية لكن المضربين رفضوا ذلك وقرروا مواصلة‬ ‫ما بدأوا به‪.‬‬ ‫وفي خطة تصعيدية أكد الصحفي إدريس حوتا‬ ‫أن��ه "في حال ل��م تتجاوب تلك الس��لطات مع مطالبنا‬ ‫ف��إن الخط��وة القادم��ة المق��ررة م��ن النش��طاء هو‬ ‫«إضراب الموت» حيث س��يتوقفون عن شرب السوائل‬ ‫حتى اإلفراج عن النشطاء”‪.‬‬ ‫وش��هدت مظاه��رة الجمع��ة «ال لخيان��ة دم‬ ‫الش��هداء» التي دعى إليها المجلس الكردي وشاركت‬ ‫فيها تنسيقية عامودا‪ ،‬إلى جانب شخصيات مستقلة‪,‬‬ ‫حالة م��ن االحتقان بع��د األحداث األخي��رة‪ ،‬وانطلقت‬ ‫عل��ى إثرها هتاف��ات "عامودا حرة حرة ش��بيحة تطلع‬ ‫ب��را" وطال��ب آخ��رون بتدخ��ل «ق��وات البيش��مركة»‬ ‫وكذل��ك طالبوا بالتط��وع في الجيش الس��وري الحر‪,‬‬ ‫وتوجه المتظاهرون إلى س��احة الش��هداء حيث يوجد‬ ‫المعتصمون‪.‬‬ ‫وأفاد ش��هود عي��ان عن مح��اوالت متك��ررة قام‬ ‫به��ا أنصار ح��زب االتحاد الديمقراط��ي لالعتداء على‬ ‫المضربين عن الطعام في خيمة االعتصام‪ .‬في حين‬ ‫كان المعتصمون يقومون بحمالت تشجير حول خيمة‬ ‫اإلض��راب‪ .‬وقد القت حملة اإلضراب واالعتصام صدى‬ ‫كبي��راً داخل وخارج س��وريا‪ ،‬حيث عب��ر الكثيرون في‬ ‫عدة م��دن عربية وأجنبية ع��ن تضامنهم مع المدينة‬

‫ومع المعتقلين‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك قامت قوات الـ‪ PYD‬بإطالق سراح‬ ‫واحد فقط من المعتقلين يوم األربعاء وهو ديرس��م‬ ‫عمر رافضة إطالق سراح المعتق َلين اآلخرين ألسباب‬ ‫مجهول��ة‪ .‬فم��ا كان م��ن المعتصمي��ن إال أن ق��رروا‬ ‫االس��تمرار في مطالبهم باإلفراج عن والت وسربست‬ ‫أيض��اً واس��تمرت المظاه��رات والفعالي��ات المرافقة‬ ‫لالعتصام‪.‬‬ ‫أما مساء يوم الخميس فقد شهد األحداث األكثر‬ ‫دموية‪ .‬فقد قامت قوات األساييش بإطالق الرصاص‬ ‫على مظاهرة س��لمية س��قط على إثرها عدة شهداء‬ ‫وعش��رات الجرحى‪ .‬كما قامت أيضًا بإطالق الرصاص‬ ‫أثناء تش��ييع أحد الشهداء مما أدى إلى سقوط المزيد‬ ‫م��ن الجرحى‪ .‬ومن ثم قام مس��لحو الح��زب بتطويق‬ ‫المدين��ة وفرض��وا حظ��ر تج��وال على الس��كان‪ .‬كما‬ ‫انتش��ر قناصة تابع��ون للحزب على أس��طح المباني‬ ‫والجوام��ع وقام��وا بإطالق النار عل��ى كل من يتحرك‬ ‫في المدينة‪.‬‬ ‫ول��م تتوقف األمور عن��د ذلك الح��د‪ ،‬إذ اقتحمت‬ ‫ق��وات الـ‪ PYD‬مكتب حزب يكيتي الكردي في عامودا‬ ‫وهش��مت زج��اج النواف��ذ واعتقل��ت كل الموجودي��ن‬ ‫فيه واقتادتهم بمكروباص��ات إلى جهة مجهولة‪ ،‬كما‬ ‫اعتقلت عدة نش��طاء أثناء عملي��ات مداهمة للمنازل‪.‬‬ ‫وذلك بعد قرار للمجلس الكردي في عامودا باالجتماع‬ ‫مع كافة النشطاء والوجهاء للعمل على تهدئة األمور‪.‬‬ ‫ينظر س��كان ونش��طاء المدينة اليوم إلى نظام‬ ‫األسد وحزب ال‪ PYD‬على أنهما وجهان لعملة وحدة‪،‬‬ ‫وال فرق يذك��ر بين ش��بيحة كال الطرفين‪ .‬وإن كانت‬ ‫الثورة قد قامت على النظام فهي أيضاً س��تقوم على‬ ‫كل من يحذو حذوه‪.‬‬ ‫يق��ول لن��ا أح��د نش��طاء المدين��ة‪" :‬يخافون من‬ ‫عامودا ألنها قلب المنطقة وفكرها النابض ولها ثقل‬ ‫حراكي وثقافي ضخم‪ .‬من عامودا سوف يأتي التغيير‬ ‫الكردي وهذا هو جل ما يخشونه‪".‬‬


‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫تق��وم مجموع��ات م��ن الفناني��ن الهولنديين بإرس��ال بعث��ات متعاقبة‬ ‫لمخيم��ات الالجئين الس��وريين في األردن م��ن أجل إعادة االبتس��امة إلى‬ ‫األطفال الذين يعانون من صدمات نفسية نتيجة الحرب الدائرة في سوريا‪.‬‬ ‫وق��د توجّهت حتى اآلن ث�لاث بعثات من جملة حم�لات مبرمجة تتكون‬ ‫من موس��يقيين وفنانين وممثلين هولنديين‪ ،‬وبإش��راف الملحن الهولندي‬ ‫الشهير «مارلين توالفهوفن»‪ ،‬كما شاركت فيها المغنية «ويند سنيدرس»‪،‬‬ ‫والممثلة «هانا فاربوم»‪.‬‬ ‫وح��ول الهدف من المبادرة أوضح قائد الحمل��ة «مارك أيزرمان» أن هذا‬ ‫الجهد يأت��ي بالتعاون من منظم��ة األمم المتحدة للطفولة «يونيس��يف»‪،‬‬ ‫ومنظمة إنقاذ األطفال الناش��طين في المخيمات الس��ورية‪ ،‬إلعادة رس��م‬ ‫االبتس��امة على وجوه األطفال وإيصال أصواتهم داخليا وخارجيا بوس��ائل‬ ‫موسيقية معبرة‪.‬‬ ‫وانطلق��ت الحملة األولى في األس��بوع األخير من ش��هر أبريل‪/‬نيس��ان‬ ‫‪ 2013‬بقيادة الملحن «مارلين توالفهوفن»‪ ،‬ثم أعقبتها الحملة الثانية في‬ ‫األس��بوع األخير من مايو‪/‬أيار‪ ،‬وثالثة في األسبوع األول من يونيو‪/‬حزيران‬ ‫بقيادة المسرحي «مارك أيزرمان»‪.‬‬ ‫وكان��ت األنش��طة الموجه��ة لألطفال باألس��اس تقوم ف��ي األردن بين‬ ‫مخيم��ي الزعت��ري والمل��ك عب��د اهلل‪ ،‬حيث توج��د األغلبي��ة العظمى من‬ ‫األطفال السوريين الفارين من الحرب‪.‬‬ ‫وبيّ��ن أيزرم��ان للجزيرة نت أن الحملة التي اتخذت ش��عارا لها «رس��م‬ ‫االبتس��امة» عل��ى وجوه أطفال س��وريا‪ ،‬ترك��ز على تقديم ورش��ات عمل‬ ‫لألطفال إليصال أصواتهم بأس��اليب فنية‪ ،‬اس��تطاعت أن تصل إلى اآلالف‬ ‫من األطفال في المخيمات‪.‬‬ ‫وع��ن دواعي هذه الحمالت يق��ول مارتين توالفهوف��ن صاحب المبادرة‬ ‫والمشرف العام عليها إنه تلقى نداء استغاثة من اليونيسيف إلنقاذ أطفال‬ ‫سوريا في المخيمات من صدماتهم النفسية‪.‬‬ ‫وأض��اف أنه «ل��م يت��ردد لحظة ف��ي تقديم خدم��ة إنس��انية لألطفال‬ ‫والمس��اعدة في تضميد جراحهم وإعادة االبتسامة إلى وجوههم»‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى أنه كان مترددا في البداية خوفا من عدم توفر الدعم المادي الكافي‪.‬‬ ‫وبي��ن توالفهوف��ن أن اللغ��ة التي بدت ف��ي البداية عائقا ت��م تجاوزها‬ ‫بس��رعة‪ ،‬قائال إن ع��دم معرفته باللغة العربية جعل��ه يعتمد على حركات‬ ‫البدن وأصوات الموسيقى وس��يلة للتواصل‪ ،‬وهو ما أدخل االبتسامة على‬ ‫األطفال‪.‬‬ ‫وتح��دث توالفهوفمان للجزيرة ن��ت عن الجو الذي عايش��ه مع األطفال‬ ‫وهم يبادلونه االبتس��امة رغم األلم‪ ،‬ويتفاعلون معه «رغم الحس��رة في‬ ‫قلوبهم»‪ ،‬مشيرا إلى أن مثل هذه الصور لن تُمحى من ذاكرته‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬بينت فوزية العثماني التي تجولت برفقة البعثة الموسيقية‬ ‫الثانية كمترجمة أن األطفال أثبتوا قوة عزيمة وثقة بالنفس أس��همت في‬ ‫سرعة استعادتهم لالبتسامة رغم اآلالم‪.‬‬ ‫وت��روي فوزي��ة كيف وجدت نفس��ها في أكث��ر من مناس��بة عاجزة عن‬ ‫ترجم��ة الكلمات‪ ،‬وهو ما جعلها تترك األمر للمالمح والمش��اعر التي كانت‬ ‫أكثر تعبيرا‪ ،‬قائلة‪« :‬أجد نفسي عاجزة عن إيجاد الكلمات المعبرة عن آالم‬ ‫ومشاعر األطفال‪ ،‬فأتركهم يعبرون بمالمحهم»‪.‬‬ ‫كم��ا أوضح��ت المص��ورة الصحفي��ة «ليني مايتس��ارس» الت��ي رافقت‬ ‫البعث��ة أن وضع الالجئين بصفة عامة يبعث على القلق الفتقاره إلى أدنى‬ ‫متطلبات الحياة الكريمة‪ ،‬مبينة أنها رأت الحزن في كل خيمة دخلتها‪ ،‬ورأت‬ ‫دموع األطفال واألمهات في كل محل وممر وتجمع‪.‬‬ ‫وتابعت أن الجهود الكبيرة التي تبذلها المنظمات اإلغاثية والخيرية تقف‬ ‫عاج��زة أمام عمق المأس��اة‪ ،‬قائلة «لق��د رأيت صورا لم أس��تطع أن أنقلها‬ ‫الرتعاشة في اليد مرة ولرفض أصحابها مرات أخرى»‪.‬‬ ‫يذكر أن إحصائيات منظمة اليونيس��يف تشير إلى أن أكثر من ‪ 150‬ألف‬ ‫الجئ سوري يعيشون في مخيم الزعتري باألردن‪ ،‬ما يزيد على ‪ 60%‬منهم‬ ‫أطفال‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ق��ال برنام��ج األغذية العالمي إن العائالت في س��وريا تلج��أ إلى تغيير بعض‬ ‫عاداتها فيما يخص الطعام وذلك بسبب النقص واألسعار المرتفعة التي فرضتها‬ ‫األزمة المستمرة منذ ما يزيد عن السنتين‪.‬‬ ‫وقال البرنامج التابع لألمم المتحدة إن مس��حًا أجراه في شهري نيسان‪/‬أبريل‬ ‫وأيار‪/‬مايو الماضيين وش��مل ‪ 105‬عائالت في س��بع محافظات من بينها محافظتا‬ ‫حم��ص وحل��ب المش��تعلتان أف��اد أن كثيرين تحول��وا إلى أطعمة م��ن نوعية أقل‬ ‫لتقليل اإلنفاق على الطعام‪.‬‬ ‫وقالت المتحدثة باس��م البرنامج‪ ،‬اليزابي��ث بايرز‪ ،‬في تصريحات صحفية‪ ،‬إن‬ ‫"نتائج التقييم كانت مهمة خاصة فيما يتعلق بآليات التأقلم مع الوضع التي يتبعها‬ ‫السكان للتعامل مع نقص األغذية وصعوبة الحصول على إمدادات"‪.‬‬ ‫وأوضحت بايرز أن "أول إس��تراتيجية بديلة اتبعها السوريون هي التحول إلى‬ ‫األغذي��ة ذات النوعية األقل‪ ،‬أي بمعنى آخر ش��راء األطعمة غير الطازجة واإلقالل‬ ‫م��ن اللحوم والبيض ومنتجات األلبان"‪ ،‬مش��يرة إلى أنه "مع ارتفاع األس��عار‪ ،‬فإن‬ ‫العائالت تخصص أكثر من ‪ % 50‬من ميزانياتها لإلنفاق على الطعام"‪.‬‬ ‫وتس��جل أسعار بعض الس��لع ارتفاعات جنونية‪ ،‬وصلت إلى أكثر من ضعفي‬ ‫سعرها‪ ،‬قبل األحداث في البالد‪ ،‬فيما فقدت بعضها لفترات‪ ،‬وذلك نتيجة لألوضاع‬ ‫الس��ائدة‪ ،‬وم��ا يصاحبها من نقص في هذه الس��لع وانعدام األم��ن على الطرقات‬ ‫لنقله��ا‪ ،‬إضاف��ة إلى تدهور اللي��رة أمام ال��دوالر حيث فقدت أكثر م��ن ‪ 150%‬من‬ ‫قيمتها قبل بدء األحداث ما أثر بشكل كبير على القدرة الشرائية لها‪.‬‬ ‫أم��ا االس��تراتيجية الثانية فهي التس��ول‪ ،‬وقالت بي��رز للصحفيين في جنيف‬ ‫"أولئك الذين ذكروا التس��ول كاس��تراتيجية للتكيف أش��اروا إلى أن��ه أصبح الخيار‬ ‫الوحيد لديهم للتعامل مع التدهور في ظروف المعيشة‪".‬‬ ‫وأفاد تقرير اقتصادي‪ ،‬أن عدد العاطلين عن العمل في س��وريا بلغ مع انتهاء‬ ‫الرب��ع األول من العام الحالي ‪ 2.965‬مليون عاطل‪ ،‬حيث ارتفعت نس��بة العاطلين‬ ‫عن العمل إلى ‪.48.7%‬‬ ‫وتوقف��ت آالف المنش��آت االقتصادية عن العمل جراء األحداث التي تش��هدها‬ ‫البالد منذ نحو عامين ونصف‪ ،‬في وقت يعيش الس��وريين ضغوط معيشية كبيرة‬ ‫مع انخفاض القيمة الشرائية لليرة‪ ،‬في حين تضاعفت األسعار عدة مرات‪.‬‬ ‫وفي الس��ياق ذاته‪ ،‬أردفت بايرز أن "العائالت الس��ورية تواجه صعوبة كذلك‬ ‫في دفع إيجارات المنازل‪ ،‬حيث يضطر البعض إلى التش��ارك في دفعها"‪ ،‬مضيفة‬ ‫أن "عائلتي��ن أو أكثر تتش��ارك في ش��قق مس��تأجرة لخفض النفق��ات خاصة في‬ ‫مناطق ريف دمشق ومدينة دمشق وطرطوس"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولفتت بايرز إلى أنه "في بعض األحيان يعيش ‪ 25‬شخصا في غرفة واحدة"‪،‬‬ ‫مشيرة إلى أن "الناس الذين لم يعودوا قادرين على دفع أي إيجارات يسكنون في‬ ‫مبان مهجورة ومحطات الحافالت والمخازن"‪.‬‬ ‫وأضافت "كما نش��هد تنامياً لألحي��اء الفقيرة التي يعاني س��كانها من نقص‬ ‫المياه وظروف الصرف الصحي والنظافة المشينة"‪.‬‬ ‫وأفاد "المركز الس��وري لبحوث السياس��ات" في تقرير ص��در‪ ،‬مؤخراً‪ ،‬أن ‪6.7‬‬ ‫مليون س��وري دخل دائرة الفقر عام ‪ ،2012‬منهم ‪ 3.6‬مليون ش��خصًا دخلوا دائرة‬ ‫الفقر الش��ديد‪ ،‬نتيجة الزيادة في أسعار البضائع والخدمات وتراجع مصادر الدخل‬ ‫واألضرار المادية للممتلكات‪ ،‬نتيجة لألزمة التي تعيشها البالد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويرتفع بذلك عدد الفقراء في س��وريا الى حوالي ‪ 12‬مليون تقريبا‪ ،‬حيث بلغ‬ ‫عدد الفقراء قبل االزمة ‪ 5.5‬مليون‪ ،‬يضاف إليهم ‪ 6.7‬مليون بسبب األحداث‪ ،‬وفقا‬ ‫للتقرير‪.‬‬ ‫ويق��در عدد الذين يحتاجون الى مس��اعدات في س��وريا هذا الع��ام بنحو ‪6،8‬‬ ‫ماليين ش��خص معظمهم نازحون هربا من المواجهات العس��كرية وأعمال العنف‬ ‫الدائرة في مناطقهم‪ ،‬وفق األمم المتحدة‪.‬‬ ‫وحول المس��اعدات التي س��يتم تقديمها قال��ت بيرز إن البرنامج س��يزيد من‬ ‫شحنات األغذية في سوريا قبيل بدء شهر رمضان في أوائل تموز‪/‬يوليو‪ ،‬مضيفة‬ ‫إن��ه "علين��ا أن نتوقع أنه أثناء ش��هر رمضان فإن بعض أنش��طة النقل س��تصبح‬ ‫أبطأ أو تتوقف‪ .‬من الملح أن نضمن وصول الش��حنات لضمان التوزيع العادي على‬ ‫العائ�لات"‪ ،‬وقال��ت بيرز إن نحو تس��عة بالمئة ممن ش��ملهم المس��ح ذكروا أنهم‬ ‫يتسولون طلباً للمساعدة مقابل خمسة في المئة في شهر آذار‪/‬مارس ‪.‬‬ ‫كما أضافت أن األهالي "يحتاجون منتجات طازجة ال تش��تمل عليها وجباتهم‪.‬‬ ‫ال يوج��د مخزون في كثير من األس��واق أو تباع المنتجات بأس��عار غالية"‪ ،‬ويتطلع‬ ‫البرنامج إلى توصيل إمدادات غذائية لحوالي ‪ 2.5‬مليون سوري في حزيران‪/‬يونيو‬ ‫مقابل ‪ 2.4‬مليون سوري في أيار‪/‬مايو ‪.‬‬

‫حمالت هولندية لإعادة‬ ‫الب�سمة لأطفال �سوريا‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫�سوريا‪ ..‬و�أزمة‬ ‫طعام حادة‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫لبنان يطلب م�ساعدات ملواجهة تدفق النازحني ال�سوريني‬ ‫والأردن ا�ستوعب فوق طاقته من الالجئني‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫قال وزير الخارجية في حكومة تصريف األعمال‬ ‫اللبنانية عدنان منصور إن لبنان دخل مرحلة وصفها‬ ‫بـ "الخطيرة" في موضوع النازحين الس��وريين‪ .‬وقال‬ ‫منصور‪ ،‬ف��ي حديث إذاعي إن "لبنان دخل في مرحلة‬ ‫خطيرة بالنس��بة لمس��ألة الالجئين السوريين وباتت‬ ‫تترت��ب علي��ه جراء ه��ذا اللج��وء أعباء مكلف��ة جداً"‪.‬‬ ‫وأضاف "المس��اعدات التي تق��دم إلى لبنان من الدول‬ ‫المانح��ة والمنظمات الدولية غير كافية وال تفي حتى‬ ‫بـ ‪ 20%‬من حاجته إلى المساعدات"‪ .‬وأوضح أن "هناك‬ ‫أكثر من مليون ومئتي ألف الجئ في لبنان"‪.‬‬ ‫وذك��رت المفوضي��ة الس��امية لألم��م المتح��دة‬ ‫لش��ؤون الالجئي��ن ف��ي لبن��ان ف��ي تقرير األس��بوع‬ ‫الماض��ي‪ ،‬أن ع��دد النازحي��ن الس��وريين إل��ى لبنان‪،‬‬ ‫الذين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها‪ ،‬قد‬ ‫بلغ ‪ 553600‬نازح‪ .‬وعن إمكان اتجاه الواليات المتحدة‬ ‫إلى اس��تيعاب عدد من الالجئين ف��ي لبنان على غرار‬ ‫الخطوة األلمانية‪ ،‬قال منصور "هل اس��تيعاب خمسة‬ ‫آالف س��وري من قبل ألمانيا كفيل بأن يمتص األعباء‬ ‫المترتب��ة على لبنان؟"‪ .‬إلى ذلك زارت مس��اعدة وزير‬ ‫الخارجي��ة لش��ؤون الالجئي��ن والس��كان والهج��رة آن‬ ‫ريتشارد لبنان‪ ،‬كجزء من جولة في المنطقة للتباحث‬ ‫في قضايا إنس��انية ولتقييم جهود مساعدة الالجئين‬ ‫الس��وريين في لبنان والبال��غ عددهم أكثر من نصف‬ ‫مليون‪.‬‬ ‫وقالت الس��فارة األمريكية ف��ي بيروت‪ ،‬في بيان‬ ‫إن ريتش��ارد اجتمعت بممثلة مفوضية األمم المتحدة‬ ‫لش��ؤون الالجئين نينت كيلي‪ ،‬والمخرجة السينمائية‬ ‫نادين لبكي‪ ،‬والمؤلف الموسيقي خالد مزنر"للتباحث‬ ‫ف��ي اس��تضافة لبن��ان واللبنانيي��ن الع��دد األكبر من‬ ‫الالجئي��ن م��ن أي بلد في المنطقة م��ن الفارّين من‬ ‫أعم��ال العن��ف في س��وريا‪ ،‬إضافة إلى زي��ادة الوعي‬ ‫والدعم الدولي لهؤالء الالجئين والمجتمعات اللبنانية‬ ‫الت��ي تس��تضيفهم"‪ .‬والتق��ت ريتش��ارد أيض��ًا قادة‬ ‫المنظمات غير الحكومية الذين يقدمون المس��اعدات‬ ‫اإلنس��انية ف��ي لبنان‪ .‬وأش��ار البي��ان إل��ى أنه خالل‬ ‫اجتماعات ريتش��ارد "ألق��ت الضوء على المس��اعدات‬ ‫اإلنس��انية الت��ي وفرته��ا الوالي��ات المتحدة للش��عب‬ ‫الس��وري ف��ي س��وريا والمنطقة بقيم��ة ‪ 815‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬بم��ا ف��ي ذلك ما يق��ارب ‪ 160‬مليون دوالر من‬ ‫المساعدات لالجئين من سوريا في لبنان والمجتمعات‬ ‫اللبناني��ة الت��ي تس��تضيفهم"‪ .‬وش��دّدت ريتش��ارد‬ ‫عل��ى "دعوة الواليات المتح��دة لجميع المانحين الذين‬

‫قدم��وا تعهدات في مؤتمر الكويت للوفاء بالتزاماتهم‬ ‫واالس��تجابة بس��خاء لنداء األمم المتح��دة األخير من‬ ‫أجل الوقوف عل��ى االحتياجات المتزايدة في المنطقة‬ ‫بما فيها لبنان"‪.‬‬ ‫ورحّبت بـ "جه��ود حكومة لبنان لتلبية احتياجات‬ ‫الالجئين من س��وريا وشجعت الحكومة على مواصلة‬ ‫التعاون الوثيق مع المفوضية العليا لشؤون الالجئين‪،‬‬ ‫ووكال��ة إغاث��ة وتش��غيل الالجئي��ن الفلس��طينيين‬ ‫(األون��روا)‪ ،‬ومنظمات دولية وغير حكومية أخرى التي‬ ‫تساعد على معالجة تزايد المخاوف المتعلقة بالشؤون‬ ‫اإلنس��انية في لبنان"‪ .‬كما ش��دّدت‪ ،‬وفقاً للبيان على‬ ‫"تقدير حكوم��ة الواليات المتحدة اللتزام لبنان الوفاء‬ ‫بالتزاماته الدولية‪ ،‬بما في ذلك احترام حقوق اإلنسان‬ ‫وحماية الالجئين في لبنان"‪ .‬وأعادت ريتشارد التأكيد‬ ‫على "جه��ود الواليات المتحدة المس��تمرة في تقديم‬ ‫المس��اعدة لالجئي��ن الفلس��طينيين والعراقيي��ن في‬ ‫المنطق��ة‪ ،‬كما جددت التزام الوالي��ات المتحدة بلبنان‬ ‫مستقر وسيّد ومستقل"‪.‬‬

‫�أعداد متزايدة من الالجئني يف الأردن‬ ‫من جهته��ا توقعت وكالة األم��م المتحدة إلغاثة‬ ‫وتش��غيل الالجئين الفلس��طينيين (األونروا)‪ ،‬ازدياداً‬ ‫كبيراً في أعداد الالجئين الفلس��طينيين النازحين من‬ ‫س��وريا‪ ،‬مش��يرة إلى أن عددهم قد يصل في االردن‬ ‫إلى ‪ 10‬آالف الجئ‪.‬‬ ‫وق��ال الناط��ق اإلعالم��ي باس��م وكال��ة األم��م‬ ‫المتح��دة لغ��وث وتش��غيل الالجئي��ن الفلس��طينيين‬ ‫"االون��روا" ف��ي الق��دس س��امي مشعش��ع إن ع��دد‬ ‫الالجئي��ن الفلس��طينيين النازحي��ن من س��وريا إلى‬ ‫األردن بل��غ حت��ى اآلن أكثر م��ن ‪ 6‬آالف الج��ىء‪ ،‬في‬ ‫الوق��ت ال��ذي تحتض��ن األردن نح��و ‪ 2‬ملي��ون الجئ‬ ‫فلس��طيني‪ ،‬إضاف��ة إلى أع��داد كبيرة م��ن الالجئين‬ ‫الس��ورين والوافدي��ن من الدول العربي��ة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫زاد م��ن العبء والضغط على الحكومة األردنية‪ ،‬التي‬ ‫أعلن��ت بداية العام الحالي عن سياس��ة تقضي بعدم‬ ‫دخ��ول الفلس��طينيين الذين ينزحون م��ن النزاع في‬ ‫سوريا إلى األردن‪.‬‬ ‫وأضاف مشعش��ع أن "األون��روا"‪ ،‬دخلت في حوار‬ ‫صري��ح م��ع الحكوم��ة األردني��ة إليجاد حل لمش��كلة‬ ‫الالجئي��ن الفلس��طينيين القادمي��ن م��ن س��وريا‬ ‫والمتواجدي��ن عل��ى أراض��ي المملك��ة‪ ،‬إضافة لبحث‬ ‫إمكانية الس��ماح بزيادة أعدادهم من خالل عدم منع‬

‫دخولهم لألردن‪ ،‬وإيجاد حلول مرضية للطرفين‪.‬‬ ‫وأكد مشعشع أن الالجئين الفلسطينيين‪ ،‬يعانون‬ ‫من أوضاع مأس��اوية صعبة على كافة األصعدة‪ ،‬وأن‬ ‫م��ا تقدمه الوكالة من دع��م وخدمات ال يكفي لتوفير‬ ‫مقوم��ات الحياة لهم‪ ،‬وبالتالي ت��زداد حاجتهم للدعم‬ ‫المادي بشكل مستمر‪.‬‬ ‫وفيم��ا يخ��ص أوض��اع الالجئي��ن الفلس��طينيين‬ ‫النازحين من سوريا إلى لبنان في ظل اضطراب الوضع‬ ‫األمن��ي هناك‪ ،‬قال مشعش��ع إنه��م يعانون من ضعف‬ ‫الخدم��ات في ظل انعدام فرص العمل لهم في األردن‬ ‫ولبنان‪ ،‬مما أدى إلى انتشار الفقر بينهم بنسب عالية‪.‬‬

‫خدمات عينية لالجئني الفل�سطينيني من �سوريا‬ ‫وف��ي س��ياق متص��ل‪ ،‬قام��ت هيئ��ة األعم��ال‬ ‫اإلماراتي��ة الخيري��ة ي��وم الخمي��س‪ ،‬وه��ي منظمة‬ ‫غي��ر حكومية مقره��ا في إمارة عجمان‪ ،‬وبالتنس��يق‬ ‫م��ع وكال��ة غ��وث وتش��غيل الالجئين الفلس��طينيين‬ ‫(االون��روا)‪ ،‬بتوزي��ع م��راوح كهربائية لـ��ـ ‪ 292‬عائلة‬ ‫فلسطينية الجئة هربت من سوريا إلى األردن‪.‬‬ ‫وبحس��ب بيان صحف��ي أصدرته األون��روا‪ ،‬فقد‬ ‫تم��ت عملية التوزي��ع في قرية الطيب��ات في منطقة‬ ‫الوحدات بعمان‪.‬‬ ‫وتأت��ي هذه المس��اهمة‪ ،‬حس��ب البي��ان‪ ،‬لدعم‬ ‫المناش��دة األخي��رة من أجل س��وريا‪ ،‬والت��ي أطلقتها‬ ‫األونروا في الس��ابع من الش��هر الج��اري‪ ،‬وطلبت من‬ ‫خاللها مس��اعدات إنس��انية حاس��مة على شكل مواد‬ ‫غذائية ومس��اعدات نقدي��ة وأدوات منزلي��ة وخدمات‬ ‫صحية لمس��اعدة الالجئين الفلس��طينيين في سوريا‬ ‫ولبنان واألردن‪.‬‬ ‫ورحب ممث��ل المفوض العام لألونروا بيتر فورد‬ ‫‪ ،‬بهذا التبرع قائ ً‬ ‫ال‪" :‬إن غالبية الالجئين الفلسطينيين‬ ‫الذين يهربون من س��وريا يتوجهون ب��كل تأكيد إلى‬ ‫لبن��ان‪ ،‬غير أن ع��دداً كبي��راً من العائ�لات وصل إلى‬ ‫األردن"‪ ،‬مؤك��داً إن ه��ذا التب��رع الذي يأتي مباش��رة‬ ‫قبل ش��هر رمضان المبارك س��يتيح المجال لعدد من‬ ‫تلك العائالت‪ ،‬مواجهة هذا الشهر‪ ،‬الذي سيكون حاراً‬ ‫وصعبًا دون شك‪.‬‬ ‫وأطلق��ت هيئ��ة األعم��ال الخيري��ة واألون��روا‬ ‫مشروعهما المشترك األول في قطاع غزة في ‪،2012‬‬ ‫وال��ذي بموجبه تم بن��اء ‪ 9‬غرف صفي��ة إضافية في‬ ‫إحدى مدارس مدينة غزة‪.‬‬


‫�أطفال �سوريا يدفعون �ضريبة اللجوء �إىل الأردن‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫زين‪� :‬أ�شعر بالأ�سى حني �أرى طالبا‬ ‫يذهبون للمدار�س‬

‫وفيم��ا يتعل��ق باإلس��اءات التي قد يتع��رض لها‬ ‫األطفال أثناء عملهم تقول الطيب‪ ،‬إنه في حال ثبوت‬ ‫أي إس��اءة جس��دية أو لفظية ضد األطفال‪ ،‬يتم اتخاذ‬ ‫اإلج��راءات القانونية والتي تص��ل في حال ثبوت ذلك‬ ‫إلى درجة إغالق المؤسس��ة للم��دة التي يراها الوزير‬ ‫مناسبة‪.‬‬ ‫وتضيف الطي��ب أنه ومنذ آذار م��ارس من العام‬ ‫الحالي ‪ 2013‬بدأ التطبي��ق التجريبي لإلطار الوطني‬ ‫لمكافح��ة عمل األطفال الذي يحدد مهام ومس��ؤولية‬ ‫ال��وزارات المعني��ة‪ ،‬وهي العم��ل والتربي��ة والتعليم‬ ‫والتنمي��ة االجتماعية‪ ،‬وذلك بدعم من مش��روع "نحو‬ ‫أردن خ��ال من عم��ل األطفال" وال��ذي تنفذه منظمة‬ ‫العمل الدولية "ويجري حالي��ا تطبيق المرحلة األولى‬ ‫من نظام الرصد الوطني لعمل األطفال‪.‬‬

‫�ضبط ‪ 30‬طفال �سوريا خالل ‪� 5‬أ�شهر‬ ‫من جهت��ه يقول الدكتور ف��واز الرطروط‪ ،‬مدير‬ ‫السياس��ات واإلدارة اإلس��تراتجية ب��وزارة التنمي��ة‬ ‫االجتماعي��ة والناطق اإلعالمي باس��مها في حوار مع‬ ‫‪ DW‬عربي��ة‪ ،‬إن ال��وزارة تتعامل م��ع األطفال الذين‬ ‫يت��م ضبطهم وهم يعملون في الش��وارع على أنهم‬ ‫متس��ولون ويؤك��د أن ال��وزارة ضبط��ت في األش��هر‬ ‫الخم��س األولى من العام الحالي من خالل ‪ 392‬حملة‬ ‫‪ 1317‬متسوال ومتسولة منهم ‪ 30‬طفال سوريا بواقع‬ ‫‪ 21‬ذكر و‪ 9‬إناث‪.‬‬ ‫ويضي��ف الرط��روط أن دور وزارة التنمي��ة‬ ‫االجتماعي��ة في مج��ال القضاء على عمال��ة األطفال‬ ‫يتمثل بمهام ع��دة‪ ،‬منها تس��جيل الجمعيات المعنية‬ ‫بذلك‪ ،‬والتوعية بمخاط��ر عمالة األطفال من منظور‬ ‫حقوقهم اإلنس��انية التي كفلتها التشريعات الوطنية‬ ‫والمواثي��ق واالتفاقيات الدولية‪ ،‬وضبط المتس��ولين‬ ‫س��واء أكانوا بالغين أو أطفال‪ .‬وفيما يتعلق باألطفال‬

‫قلق وتوتر وان�شغال بق�ضية الوطن‬ ‫ويق��ول األس��تاذ الدكتور في عل��م االجتماع في‬ ‫الجامعة األردنية والبلقاء التطبيقية حسين الخزاعي‬ ‫في ح��وار مع موق��ع ‪ DW‬عربية‪ ،‬إن بع��ض األطفال‬ ‫السوريين في األردن انخرطوا في سوق العمل بأجور‬ ‫متدني��ة جدا ق��د ال تتج��اوز ثالثة دوالرات ف��ي اليوم‬ ‫ولس��اعات طويلة قد تصل إلى ‪ 12‬ساعة‪ .‬ويشير إلى‬ ‫أن بع��ض األعمال التي يقومون بها قد ال تناس��ب مع‬ ‫أعماره��م وبنيتهم الجس��مية "فبعضهم يعمل تحت‬ ‫أشعة الشمس في الشوارع"‪ .‬وبعضهم في الكراجات‬ ‫والبقاالت وعند اإلشارات الضوئية كبائعين متجولين‬ ‫و"معظمه��م ما دون عم��ر المراهقة وه��ذه المرحلة‬ ‫تك��ون مرحل��ة تكوين جس��مي تحتاج إل��ى االهتمام‬ ‫والرعاية من اآلخرين"‪.‬‬ ‫ويش��ير الخبير االجتماعي إلى أن هؤالء األطفال‬ ‫يعانون من القلق والتوتر واالنش��غال بقضية الوطن‬ ‫والع��ودة إليه وبأقاربهم وبأصدقائهم وبيوتهم داخل‬ ‫س��وريا‪ ،‬خاص��ة وأن الفضائي��ات العربي��ة والدولي��ة‬ ‫تس��لط الض��وء بش��كل يومي عل��ى الطائ��رات التي‬ ‫تقص��ف وعلى الدباب��ات التي تجتاح وعلى األس��لحة‬ ‫التي يتم اس��تخدامها في س��وريا‪ .‬و"هذا يولد معاناة‬ ‫نفسية كبيرة لهم ويولد أيضا قلقا وتوترا مضاعفا"‪.‬‬

‫ال�صورة ال�سلبية قد تنعك�س �إيجابي ًا‬ ‫ويقول الدكتور الخزاعي إن األطفال الس��وريين‬ ‫العاملي��ن ف��ي األردن أصبح��وا يعان��ون مث��ل الكبار‬ ‫و"ه��ذه الفترة من حياتهم س��تبقى ف��ي ذهنهم ولن‬ ‫تمحى نهائيا" خاصة وأن الذاكرة عندهم قد اكتملت"‬ ‫لكن "هذه الصورة الس��لبية" ق��د تنعكس إيجابيا في‬ ‫المس��تقبل في ح��ال عودتهم لبلده��م عبر تعويض‬ ‫هذه السنوات التي مضت من عمرهم بأيام وذكريات‬ ‫أجم��ل وبالتالي تجاوز هذا الموضوع بمزيد من الجهد‬ ‫والعمل والتدخل الذهني واالجتماعي‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫زي��ن العابدي��ن الذي لج��أ منذ نحو ع��ام ونصف‬ ‫إل��ى مدين��ة المفرق ش��مال ش��رق األردن م��ع أفراد‬ ‫عائلته الخمس��ة "بمن فيهم والده المصاب" قادما من‬ ‫حمص‪ ،‬يؤكد أنه يش��عر باألس��ى عندم��ا يرى أقرانه‬ ‫يذهبون لمدارسهم بينما هو يذهب إلى المقهى الذي‬ ‫يعمل فيه ليس��مع أحيانا "كلمات مس��يئة ال يستطيع‬ ‫ال��رد عليها مطلقا" ألن��ه يفكر بأهل��ه ومصاريفهم‪.‬‬ ‫ويق��ول زي��ن ذو الخمس��ة عش��ر ربيعا إن م��ا يهون‬ ‫علي��ه وج��ود ‪ 15‬طفال س��وريا من أصحاب��ه يعملون‬ ‫بأعمال قد تكون أصعب م��ن عمله بالمقهى "فمنهم‬ ‫البليط والدهين ومنهم من يعمل في محالت البقالة‬ ‫واأللبسة" وغيرها‪.‬‬ ‫وبنب��رة فخر في صوته يخلص الطفل الس��وري‬ ‫إل��ى القول "أنا أس��اعد أبي غي��ر القادر عل��ى العمل‬ ‫بس��بب اإلصابة التي تعرض لها في س��وريا وأصرف‬ ‫على البيت مع أخي والكل يقدرني ويحترمني"‪.‬‬ ‫وتؤكد ش��يرين الطيب‪ ،‬رئيس��ة قس��م مكافحة‬ ‫عمال��ة األطفال ف��ي وزارة العمل األردني��ة في حوار‬ ‫مع ‪ DW‬عربي��ة‪ ،‬أن فرق الوزارة تضبط باس��تمرار‪،‬‬ ‫من خالل زيارات "تفتيش��ية دوري��ة"‪ ،‬أطفاال عاملين‬ ‫من الجنسية السورية بحيث "يقوم المفتشون باتخاذ‬ ‫اإلجراءات القانونية بحق صاحب العمل" وتش��ير إلى‬

‫�إجراءات قانونية بحق من ي�سيئ‬ ‫للطفل‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫يدف��ع كثي��ر م��ن األطف��ال الس��وريين ضريب��ة‬ ‫الهجرة القس��رية م��ن بلدهم واألوض��اع االقتصادية‬ ‫الس��يئة ألسرهم‪ ،‬التي لجأت إلى المدن األردنية حيث‬ ‫يتيه��ون في ورش��ات العمل وفي الش��وارع كبائعين‪،‬‬ ‫ويتعرضون للمخاطر من عنف لفظي وأحيانا جسدي‪.‬‬ ‫يتحمل األطفال الس��وريون العاملون في األردن‬ ‫أعباء جس��دية ونفس��ية في سبيل مس��اعدة أسرهم‬ ‫الفقي��رة المجهرة قس��را م��ن س��وريا‪ .‬وبمالمح حزن‬ ‫عل��ى وجه��ه‪ ،‬وبكلم��ات ال تخل��و م��ن حس��رة‪ ،‬يقول‬ ‫الطفل الس��وري زي��ن العابدين محم��د ناصر لـ ‪DW‬‬ ‫عربي��ة إن��ه "متضايق جدا" لعدم تمكن��ه من الذهاب‬ ‫إلى المدرس��ة رغم حبه الش��ديد للدراس��ة "فهو كان‬ ‫من األوائل في صفه" ويضيف أنه "اضطر إلى العمل‬ ‫وتحمل مصاريف أسرته هو وأخوه‪.‬‬

‫أن مش��روعا جديدا فيما يخص األطفال العاملين من‬ ‫الجنسية السورية ستتم بلورته قريبا‪.‬‬

‫فأن��ه يتم التعامل مع قضاياه��م كمحتاجين للحماية‬ ‫والرعاي��ة "وذل��ك يس��اعد عل��ى انت��زاع الكثي��ر من‬ ‫األطف��ال المتس��ولين م��ن أس��رهم‪ ،‬وإلحاقهم بدور‬ ‫الرعاية االجتماعية‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫الأزمة املالية ال�سورية‬

‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫�إنهيار اللرية وارتفاع م�ستوى العجز‬

‫ياسر مرزوق‬

‫الفق��راء ملح األرض دوم��ًا يدفعون‬ ‫بكرم المتناهٍ أغلى األثمان‪ ،‬بينما تستعر‬ ‫ٍ‬ ‫الح��رب تدمي��راً للبنية التحتي��ة وتحطيمًا‬ ‫للنسيج االجتماعي‪ ،‬ودفعاً لكافة األطراف‬ ‫إلى حافة الهاوية‪ ،‬لقبول إمالءات الخارج‪،‬‬ ‫ف��ي محرق��ةٍ ل��ن يخ��رج س��وريٌ منه��ا‬ ‫منتص��راً فحتى المنتصر أن وجد س��يرث‬ ‫جي�ل ًا كام�ل ًا هزم��ه الفقر والع��وز‪ ،‬الذي‬ ‫يفت��ح المجال واس��عًا لتج��اوز المحرمات‬ ‫والمقدس��ات‪ ،‬وانتش��ار مختل��ف أن��واع‬ ‫الجريم��ة وأش��كالها‪ ،‬يعيش الس��وريون‪،‬‬ ‫وعلى مقرب��ة من جروحه��م وعذاباتهم‬ ‫لحظ��اتٍ بس��يطة وعظيم��ة م��ن الفرح‬ ‫والمتعة والرقص والرمضانات‪ ،‬الحرب ال‬ ‫تقتل الحياة كلها فيه��م‪ ،‬وهم ال يكفون‬ ‫عن مقاومة مج��رد تلخيصهم إلى مجرد‬ ‫عالم��ات حرب أو مكونات ح��رب‪ ،‬أو أرقام‬ ‫ٍ‬ ‫تتداولها الفضائيات‪ ،‬فالثورة قامت لحياةٍ‬ ‫أفض��ل وليس طلباً للموت‪ ،‬من هنا كانت‬ ‫األزمة المعيش��ية الخانقة هاجس��اً يؤرق‬ ‫الس��وريين جميع��ًا عل��ى اخت�لاف الوالء‬ ‫واالنتماء‪.‬‬ ‫أس��فرت الحرب حتى اآلن عن س��يل‬ ‫من الدماء‪ ،‬وركام هائل من الدمار‪ ،‬وحالة‬ ‫م��ن الخوف والرعب وع��دم الثقة باآلخر‪،‬‬ ‫لن تزول بس��هولة‪ ،‬والسيما لدى األطفال‬ ‫في المخيم��ات ومناطق التوتر‪ ،‬س��تخلق‬ ‫الكثير من أش��كال االنح��راف واألمراض‬ ‫النفس��ية‪ ،‬وتتفاق��م المش��كلة مع تعمق‬ ‫األزم��ة االقتصادية‪ .‬ه��ذه األزمة التي إذا‬ ‫ما اس��تمرت ستترك الس��وريين وحدهم‬ ‫بانتظ��ار مس��اعداتٍ تأتيهم م��ن الخارج‬ ‫هذا الخارج الذي ال يعطي بال ثمن‪..‬‬ ‫يق��ول الكات��ب الزيمب��اوي " إيفانز‬ ‫مونيميش��ا " ف��ي مقالت��ه " المس��اعدات‬ ‫الدولي��ة "‪ " :‬س��مها م��ا ش��ئت‪ .‬ولكنن��ي‬ ‫سأس��ميها باس��مها الحقيقي‪ :‬االستعمار‬ ‫الجديد "‬ ‫وف��ي كتابه " الطري��ق إلى الجحيم‪:‬‬ ‫اآلث��ار المدم��رة للمس��اعدات األجنبي��ة‬ ‫والمنظم��ات الخيري��ة العالمي��ة " يص��ف‬ ‫ماي��كل ماري��ن وه��و ال��ذي عم��ل م��ع‬ ‫ع��دد م��ن منظم��ات اإلغاث��ة م��ا يح��دث‬ ‫باالس��تعمار فيقول في فق��رة من كتابه‬ ‫"في إفريقيا‪ ،‬الناس الذين من المفترض‬ ‫أن يس��تفيدوا م��ن المس��اعدات يرون ما‬ ‫يحدث‪ .‬فهم يس��معون األجانب يتحدثون‬ ‫ع��ن التطوي��ر‪ ،‬ولكنه��م يعرف��ون أن‬ ‫التطوير هو سياسة استعمارية‪ .‬التطوير‬ ‫ه��و سياس��ة االس��تعباد‪ .‬عندم��ا وص��ل‬ ‫المس��تعمرون إلى الس��احل ل��م يقولوا‪،‬‬ ‫نحن هنا لنسرق أرضكم ونأخذ مواردكم‬ ‫ونس��تخدم ش��عبكم لتنظي��ف حماماتن��ا‬ ‫وحراس��ة منازلنا الكبيرة ب��ل قالوا‪ :‬نحن‬ ‫هن��ا لنس��اعدكم‪ ،‬ث��م س��رقوا أرضه��م‬ ‫ومواردهم واس��تأجروا ش��عبهم لتنظيف‬ ‫حماماتهم‪ .‬واآلن جاء عمال اإلغاثة الذين‬ ‫يقيم��ون ف��ي من��ازل اس��تعمارية كبيرة‬ ‫ويقودون س��يارات ضخمة بينما يصرون‬ ‫طوال الوقت على أنهم جاؤوا للمساعدة "‬

‫عل��ى الجانب اآلخر ينع��م المقربون‬ ‫من الس��لطة بالرخاء وسعة العيش كون‬ ‫هذه الطبقة الطفيلية لم ولن تتورع عن‬ ‫امتصاص آخر قطرة من دماء الس��وريين‬ ‫وقوته��م‪ ،‬ه��ذه الفئ��ة الطفيلية ليس��ت‬ ‫نظ��ام األس��د‪ ،‬وال الثل��ة الملتف��ة حول��ه‬ ‫فق��ط‪ ،‬لكن��ه نظ��ام يض��م مع��ه القادة‬ ‫األمنيين والعس��كريين وكب��ار الحزبيين‬ ‫الذين أثروا من خالل الفس��اد‪ ،‬كما يضم‬ ‫أيض��اً البرجوازي��ة الس��ورية المتحالف��ة‬ ‫تاريخياً مع السلطة أياً كان شكلها‪.‬‬ ‫في س��وريا يرفض كثيرون مغادرة‬ ‫بالدهم إلى دول الجوار ويفضلون جحيم‬ ‫وطنه��م على جن��ة مخيمات اللج��وء‪ ..‬أو‬ ‫أنه��م م��ن الفئة الت��ي لم يض��ن الوطن‬ ‫عليه��ا كم��ا ضنّ عل��ى إخوانها بس��قفٍ‬ ‫يقيه��م وأبناءهم قس��وة الطبيعة‪ ،‬لكن‬ ‫وإن وجد السقف تبقى العين األخرى على‬ ‫الغذاء والدواء‪ ،‬ومع اقتراب ش��هر رمضان‬ ‫المب��ارك يعي��ش الداخ��ل الس��وري ً‬ ‫أزمة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومالية خانق��ة‪ ،‬فعلى الصعيد‬ ‫اقتصادية‬ ‫المالي بلغ التضخّم‪ ،‬نس��بًا غير مسبوقة‬ ‫تج��اوزت حدود ‪ ،100%‬مع اس��تمرار أزمة‬ ‫الرغي��ف‪ ،‬ون��درة المحروق��ات م��ن الغاز‬ ‫الطبيع��ي وم��ادة الديزل‪ ،‬وغي��اب غالبية‬ ‫السلع األساس��ية في السوق المحلية‪ .‬مع‬ ‫ذل��ك تنح��و جميع المص��ادر إل��ى التكتم‬ ‫ع��ن األزمة الت��ي يعيش��ها اقتصادنا في‬ ‫الوقت الحالي‪ ،‬وتعزو المصادر الحكومية‬ ‫األزم��ة الخانق��ة للعقوب��ات االقتصادية‬ ‫المفروض��ة على س��وريا من قب��ل الدول‬ ‫والتحالفات الغربية‪ ،‬فتدهور قيمة العملة‬ ‫السورية‪ ،‬وتراجع اإلنتاج المحلي‪ ،‬وصو ًال‬ ‫إل��ى الص��ادرات‪ ،‬وتضخ��م الفج��وة بين‬ ‫الدخ��ل واإلنفاق‪ ،‬نتيجة ارتفاع األس��عار‬ ‫وبقاء الدخل ثابتاً‪ ،‬وتهريب كميات كبيرة‬ ‫من رؤوس األموال إل��ى الخارج‪ ،‬واحتكار‬ ‫بع��ض التج��ار للعديد من الس��لع‪ ،‬وعدم‬ ‫نجاع��ة السياس��ات االقتصادي��ة والمالية‬ ‫والنقدي��ة ف��ي الحد م��ن تفاق��م األزمة‪،‬‬ ‫يعود س��ببه الرئيس��ي للمؤامرة الكونية‬ ‫عل��ى البل��د الممان��ع ال��ذي يفت��رض أنه‬ ‫يملك ح��دوداً مع العدو الصهيوني‪ ،‬وحالة‬ ‫ٌ‬ ‫ش��كل من‬ ‫هدن��ةٍ هي في العرف الدولي‬ ‫أشكال الحرب‪ ،‬فأين الخطط البديلة وأين‬ ‫اقتصاد الحرب‪ ،‬ولعله من العبثي التذكير‬ ‫ب��أن المواطن الس��وري ومنذ الس��تينيات‬ ‫وعند إتمام مجموعة من المعامالت يدفع‬ ‫طابعاً للمجهود الحربي‪.‬‬ ‫وف��ي ظل غياب مخط��ط إنقاذ على‬ ‫مس��توى الدولة‪ ،‬تلجأ الحكومة إلجراءات‬ ‫ترقيعيه ال يكاد المواط��ن يلمس أثرها‪،‬‬ ‫كان آخرها زيادة الرواتب والمعاشات التي‬ ‫أتت بعد ارتفاع سعر ليتر المازوت إلى ‪60‬‬ ‫ليرة‪ ،‬ووف��ق صحيفة "الوط��ن" المقربة‬ ‫م��ن النظ��ام‪ ،‬ف��إن كتل��ة الروات��ب ف��ي‬ ‫الموازنة تس��اوي ‪ 287‬مليار ليرة سورية‬ ‫تقريبًا‪ ،‬وحي��ث أن الزيادة تتراوح بين ‪20‬‬ ‫إل��ى ‪ % 40‬فإن الوس��طي ه��و ‪ 30%‬وهذا‬ ‫م��ا يقابله مبلغ مق��داره ‪ 86‬ملي��ار ليرة‪،‬‬ ‫وبهذا تصبح الكتل��ة اإلجمالية التقديرية‬

‫للرواتب هي ‪ 373‬مليار ليرة "‪86 + 287‬‬ ‫مليار ليرة"‪.‬‬ ‫ويبل��غ إجمال��ي الروات��ب واألج��ور‬ ‫والتعويض��ات في موازنة ‪ 2013‬ما قيمته‬ ‫‪ 287.06‬مليار ليرة سورية‪ ،‬أي ما يشكل‬ ‫‪ % 20‬م��ن إجمال��ي االعتم��ادات والبالغة‬ ‫‪ 1383‬ملي��ار ليرة‪ ،‬و‪ % 26‬م��ن اعتمادات‬ ‫العملي��ات الجارية والبالغة ‪ 1108‬مليارات‬ ‫ليرة‪ ،‬حي��ث تتضمن االعتم��ادات الجارية‬ ‫إجمال��ي اعتم��ادات الروات��ب واألج��ور‬ ‫والتعويض��ات وإجمالي النفق��ات اإلدارية‬ ‫والنفقات التحويلية باإلضافة إلى إجمالي‬ ‫الدي��ون وااللتزام��ات الواجب��ة األداء ف��ي‬ ‫جميع القطاعات االقتصادية‪.‬‬ ‫كما أن ارتفاع كتلة األجور والرواتب‬ ‫إل��ى ‪ 373‬ملي��ار لي��رة‪ ،‬يؤدي إل��ى زيادة‬ ‫نس��بتها م��ن إجمالي اعتم��ادات الموازنة‬ ‫إل��ى ‪ % 27‬وإل��ى ‪ % 33.6‬م��ن اعتم��ادات‬ ‫العمليات الجارية‪.‬‬ ‫وبالرغ��م م��ن كل اإلج��راءات‬ ‫والتصريحات الحكومية‪ ،‬فإن قيمة العملة‬ ‫الس��ورية تدهورت إلى مس��توى لم يعد‬ ‫باإلمكان تحمل اس��تمراره‪ ،‬ليطال القيم‪،‬‬ ‫والحال��ة المعيش��ية بمختل��ف مجاالته��ا‪،‬‬ ‫م��ن المأكل والملب��س والصحة والتعليم‬ ‫والس��كن‪ .‬وتش��كل قوة طاردة " الهجرة "‬ ‫لش��ريحة كبيرة من المجتمع‪ ،‬وتش��ردها‬ ‫ف��ي مختلف أنحاء العال��م‪ .‬فقد انخفضت‬ ‫قيم��ة الليرة الس��ورية بالنس��بة للدوالر‬ ‫م��ن ‪ 50‬ل‪ .‬س ف��ي بدايات ع��ام ‪،2011‬‬ ‫إل��ى ‪ 205‬ف��ي حزي��ران من ع��ام ‪.2013‬‬ ‫وهو انخفاض قياسي في تاريخ سورية‪،‬‬ ‫ويخش��ى من اس��تمرار ه��ذا االنخفاض‪،‬‬ ‫بدالل��ة الحدي��ث القائ��م ح��ول إمكاني��ة‬ ‫التعويم‪.‬‬ ‫في ملفنا اليوم سنقترب من العلوم‬ ‫المالي��ة لتعري��ف س��عر ص��رف العمالت‬ ‫وآليات تحديد الس��عر‪ ،‬سعر صرف العملة‬ ‫ب��ات حديث الن��اس‪ ،‬وبات جن��ون الدوالر‬ ‫يخي��ف الس��وريين أكث��ر م��ن الرصاص‬ ‫والقصف اليومي‪..‬‬

‫مفهوم الأزمة املالية‬ ‫تُعرف األزمة في اللغة‪ :‬بأنها الشدة‬ ‫والقح��ط‪ ،‬أم��ا مفهوم األزم��ة اصطالحا؛‬ ‫فه��ي ح��دوث خل��ل خطي��ر ومفاجئ في‬ ‫العالق��ة بين العرض والطلب في الس��لع‬ ‫والخدم��ات ورؤوس األموال‪ ،‬وهي لحظة‬ ‫حاس��مة تحم��ل تح��و ًال نح��و األس��وأ أو‬ ‫األحسن‪.‬‬ ‫وه��ذا المفه��وم يتفق م��ع المعنى‬ ‫اللغوي لألزمة‪ ،‬من وجود الشدة والقحط‪،‬‬ ‫كما يعكس واقع األزم��ة المالية العالمية‬ ‫الت��ي تعكس وج��ود الش��دة والقحط في‬ ‫األم��وال نتيج��ة الخلل في من��ح االئتمان‬ ‫العق��اري وتعثر المديني��ن‪ .‬باإلضافة إلى‬ ‫وجود تباين كبير بين االقتصاد الحقيقي‬ ‫واالقتص��اد المالي‪ ،‬فمع��دل نمو وتراكم‬ ‫الدي��ون يتج��اوز أضع��اف نم��و وتراك��م‬

‫الث��روات‪ .‬واألزم��ة المالي��ة م��ن خالل ما‬ ‫س��بق؛ ه��ي االنخف��اض المفاج��ئ ف��ي‬ ‫أسعار نوع أو أكثر من األصول‪ .‬واألصول‬ ‫إما رأس مال مادي يس��تخدم في العملية‬ ‫اإلنتاجية مث��ل اآلالت والمعدات واألبنية‪،‬‬ ‫وإم��ا أص��ول مالية‪ ،‬ه��ي حق��وق ملكية‬ ‫لرأس المال المادي أو للمخزون السلعي‪،‬‬ ‫مثل األس��هم وحس��ابات االدخار مث ًال‪ ،‬أو‬ ‫أنها حقوق ملكية لألصول المالية‪ ،‬وهذه‬ ‫تس��مى مش��تقات مالي��ة‪ ،‬ومنه��ا العقود‬ ‫المستقبلية " للنفط أو للعمالت األجنبية‬ ‫مث ًال "‪.‬‬

‫تعريف �سعر ال�صرف‬ ‫ يعرف س��عر الصرف بأنه النس��بة‬‫التي يحص��ل على أساس��ها مبادلة النقد‬ ‫األجنب��ي بالنق��د الوطني أو ه��و ما يدفع‬ ‫من وحدات النق��د الوطني للحصول على‬ ‫وح��دة أو ع��دد معين م��ن وح��دات النقد‬ ‫األجنب��ي‪ ،‬ويعتب��ر األداة الرئيس��ية ذات‬ ‫التأثير المباشر على العالقة بين األسعار‬ ‫المحلي��ة واألس��عار الخارجي��ة وكثيرا ما‬ ‫يكون األداة األكثر فاعلية عندما يقتضي‬ ‫األمر تشجيع الصادرات وتوفير الواردات‪.‬‬ ‫كما يعرف بأنه عدد الوحدات النقدية‬ ‫التي تب��دل به وحدة م��ن العملة المحلية‬ ‫إل��ى أخ��رى أجنبي��ة وه��و به��ذا يجس��د‬ ‫الرب��ط بي��ن االقتص��اد المحل��ي وباق��ي‬ ‫االقتصادي��ات‪ ،‬وهو وس��يلة هامة للتأثير‬ ‫على تخصي��ص الموارد بي��ن القطاعات‬ ‫االقتصادي��ة وعل��ى ربحي��ة الصناع��ات‬ ‫التصديرية وتكلفة الموارد المس��توردة‪،‬‬ ‫وأداة ربط بين أسعار السلع في االقتصاد‬ ‫المحلي وأسعارها في السوق العالمي‪.‬‬ ‫ف��ي النهاي��ة يمك��ن تعري��ف س��عر‬ ‫الصرف على أنه عدد الوحدات من العملة‬ ‫الواجب دفعها للحصول على وحدة واحدة‬ ‫م��ن عمل��ة أخ��رى‪ ،‬وف��ي الواق��ع هن��اك‬ ‫طريقتان لتسعير العمالت وهما‪:‬‬

‫الت�سعري املبا�شر‬ ‫ه��و ع��دد الوح��دات م��ن العمل��ة‬ ‫األجنبي��ة الت��ي يج��ب دفعه��ا م��ن أج��ل‬ ‫الحص��ول على وح��دة واحدة م��ن العملة‬ ‫الوطني��ة‪ ،‬وفي الوقت الراه��ن قليل من‬ ‫الدول تستعمل طريقة التسعير المباشر‪،‬‬ ‫وأهم الدول التي تستعمل هذه الطريقة‬ ‫هي بريطانيا‪.‬‬

‫الت�سعري الغري مبا�شر‬ ‫وه��و ع��دد الوح��دات م��ن العمل��ة‬ ‫الوطني��ة الواج��ب دفعها للحص��ول على‬ ‫وحدة واحدة من العملة األجنبية‪ ،‬ومعظم‬ ‫الدول في العالم تس��تعمل هذه الطريقة‬ ‫ف��ي التس��عير بما في ذلك س��وريا‪ ،‬حيث‬ ‫في هذه األخيرة يقاس الدوالر األمريكي‬ ‫بعدد من الوحدات من الليرة السورية‪.‬‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫�سعر ال�صرف اال�سمي‪:‬‬

‫هو مقياس عملة إحدى البلدان التي‬

‫نظم �سعر ال�صرف‬

‫يمك��ن تبادلها بقيمة عملة بلد آخر‪ ،‬حيث نظام �سعر ال�صرف الثابت‪:‬‬

‫يتم تبادل العمالت أو شراء وبيع العمالت‬ ‫حسب أس��عارها فيما بينها‪ ،‬ويتم تحديد‬ ‫س��عر الص��رف االس��مي لعمل��ة م��ا تبعا‬ ‫للطلب والعرض عليها في سوق الصرف‬ ‫ف��ي لحظ��ة زمني��ة معينة‪ ،‬وله��ذا يمكن‬ ‫لسعر الصرف أن يتغير تبعا لتغير الطلب‬ ‫والعرض‪ ،‬وبداللة نظام الصرف المعتمد‬ ‫ف��ي البلد‪ ،‬فارتفاع س��عر عمل��ة ما يؤثر‬ ‫على االمتياز بالنس��بة للعم�لات األخرى‪.‬‬ ‫وينقس��م سعر الصرف االسمي إلى سعر‬ ‫الص��رف الرس��مي أي المعمول ب��ه فيما‬ ‫يخص المبادالت الجارية الرسمية‪ ،‬وسعر‬ ‫الصرف الم��وازي أي الس��عر المعمول به‬ ‫في األسواق الموازية وهذا يعني إمكانية‬ ‫وج��ود أكثر من س��عر صرف اس��مي في‬ ‫نف��س الوقت لنف��س العمل��ة في نفس‬ ‫البلد‪.‬‬

‫�سعر ال�صرف احلقيقي‪:‬‬

‫�سعر ال�صرف الفعلي‪:‬‬

‫يعب��ر س��عر الص��رف الفعل��ي ع��ن‬ ‫المؤش��ر الذي يقيس متوسط التغير في‬ ‫س��عر صرف عملة بالنس��بة لعدة عمالت‬ ‫أخرى في فترة زمنية ما وبالتالي مؤش��ر‬ ‫س��عر الصرف الفعلي يس��اوي متوس��ط‬ ‫ع��دة أس��عار ص��رف ثنائي��ة وه��و ي��دل‬ ‫على مدى تحس��ن أو تط��ور عملة بلد ما‬

‫نظام الرقابة على ال�صرف‪:‬‬

‫لج��أت الكثير من الدول نتيجة للحرب‬ ‫العالمي��ة واألزم��ات االقتصادي��ة وخاصة‬ ‫فيما بي��ن الحربين وبعد الح��رب العالمية‬ ‫الثانية إلى فرض رقابة مباشرة على سعر‬ ‫الص��رف‪ ،‬وف��ي ظل ه��ذا النظ��ام تتحقق‬ ‫المس��اواة بين الص��ادرات وال��واردات‪ ،‬أي‬ ‫بي��ن طلب وع��رض الص��رف األجنبي عن‬ ‫طريق تدخل الدولة بتحديد قيمة الواردات‬ ‫والرقاب��ة عل��ى ح��ركات رؤوس األم��وال‪،‬‬ ‫فالتوازن في س��وق الصرف ال يتحقق في‬ ‫ظل هذا النظام عن طريق حركات الذهب‬ ‫كما ف��ي نظام س��عر الص��رف الثابت‪ ،‬وال‬ ‫عن طريق تقلبات أس��عار الصرف كما في‬ ‫نظام س��عر الص��رف المتقل��ب‪ ،‬ولكن عن‬ ‫طريق التدخل المباش��ر للدولة في ظروف‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫يعبر ه��ذا النوع عن ع��دد الوحدات‬ ‫من الس��لع األجنبية الالزمة لش��راء وحدة‬ ‫واح��دة م��ن الس��لع المحلي��ة‪ ،‬وبالتال��ي‬ ‫يقي��س الق��درة عل��ى المنافس��ة وه��و‬ ‫يفي��د المتعاملي��ن االقتصاديي��ن ف��ي‬ ‫اتخ��اذ قراراته��م‪ ،‬فمثال ارتف��اع مداخيل‬ ‫الص��ادرات بالتزام��ن مع ارتف��اع تكاليف‬ ‫إنت��اج المواد المص��درة بنفس المعدل ال‬ ‫يدفع إل��ى التفكير في زي��ادة الصادرات‪،‬‬ ‫ألن ه��ذا االرتف��اع ف��ي العوائد ل��م يؤد‬ ‫إل��ى أي تغيير في أرب��اح المصدرين وان‬ ‫ارتفعت مداخيلهم االسمية بنسبة عالية‪.‬‬

‫يتحقق هذا النظ��ام في حالة الدول‬ ‫الت��ي تأخذ بقاع��دة الذه��ب‪ ،‬حيث تربط‬ ‫قيم��ة عملته��ا الوطنية ب��وزن معين من‬ ‫الذه��ب‪ ،‬ويترتب على احتف��اظ كل دولة‬ ‫بس��عر للذه��ب أن يظ��ل س��عر العمالت‬ ‫المختلف��ة ثابت��ا‪ ،‬ولذل��ك فإن��ه في ظل‬ ‫قاع��دة الذهب ال يتغير س��عر الصرف بل‬ ‫يظ��ل ثابت��ًا‪ ،‬ألن��ه إذا ارتفع ثم��ن إحدى‬ ‫العم�لات يكف��ي أن يقوم األفراد بش��راء‬ ‫الذهب ثم بيعه لدولة هذه العملة بسعر‬ ‫التع��ادل مم��ا يع��ود بثم��ن العمل��ة إل��ى‬ ‫األصل‪ ،‬ومع ذلك فإن هذا الثبات المطلق‬ ‫لس��عر الص��رف ال يتحقق دائم��ا‪ ،‬وتكون‬ ‫هن��اك ف��ي الواق��ع ح��دود يتغي��ر خاللها‬ ‫س��عر الص��رف‪ ،‬وه��ذه الحدود م��ا تعرف‬ ‫بنقط��ة خ��روج ونقط��ة دخ��ول الذهب‪،‬‬ ‫ويتض��ح من ذل��ك أن بيع وش��راء الذهب‬ ‫يت��م وفق س��عر ص��رف عمل��ة كل دولة‬ ‫أي يص��در إلى الدول��ة الت��ي يرتفع فيها‬ ‫سعر صرف عملتها ويس��تورد من الدولة‬ ‫الت��ي ينخفض فيها س��عر صرف عملتها‪،‬‬ ‫وهذه الحدود البسيطة التي يتغير داخلها‬ ‫س��عر الص��رف تتمثل في نفق��ات الدولة‬ ‫المصدرة للذهب من نفقات نقل وتأمين‬ ‫وغيره��ا وه��ذا ما ي��ؤدي بس��عر الصرف‬ ‫إل��ى االختالف عن س��عر التع��ادل بحدود‬ ‫صغي��رة دون أن تؤدي حركات الذهب إلى‬ ‫العودة لهذا الس��عر‪ ،‬وعل��ى ذلك فإنه في‬ ‫ظ��ل قاعدة الذه��ب تتقلب قيم��ة العملة‬ ‫األجنبي��ة بالنس��بة للعمل��ة الوطنية بين‬ ‫حدين‪ ،‬ح��د أعل��ى يتحدد بنقط��ة خروج‬ ‫الذه��ب وح��د أدنى يتح��دد بنقطة دخول‬ ‫الذه��ب‪ ،‬ونالحظ بصفة عام��ة أن قاعدة‬ ‫الذه��ب كان��ت س��ائدة ف��ي أورب��ا طوال‬ ‫القرن ‪19‬م وحتى قي��ام الحرب العالمية‪،‬‬ ‫ولك��ن بي��ن عام��ي ‪ 1930 / 1924‬ب��دأت‬ ‫بع��ض ال��دول تخرج ع��ن س��يطرة هذه‬ ‫القاع��دة واليوم ال توج��د دولة في العالم‬ ‫تسير عليها‪.‬‬

‫إذا هج��رت الدولة قاع��دة الذهب ولم‬ ‫تلج��أ إلى التدخل المباش��ر لتنظيم س��وق‬ ‫الص��رف‪ ،‬فإنها تعتمد على تقلبات أس��عار‬ ‫الص��رف لتحقيق التوازن فيه ش��أنه ش��أن‬ ‫غي��ره م��ن األس��واق‪ ،‬وف��ي ه��ذه الحال��ة‬ ‫تتغير أس��عار الصرف طبقا لظروف الطلب‬ ‫والع��رض بما يؤدي إلى تحقيق المس��اواة‬ ‫بي��ن طل��ب وع��رض الص��رف األجنب��ي‪،‬‬ ‫فيتحقق التوازن بين طلب وعرض الصرف‬ ‫األجنبي ف��ي المدى القصي��ر‪ ،‬كما يتحقق‬ ‫ال��وازن ف��ي العالق��ات الدولية ف��ي المدى‬ ‫الطويل عن طريق التغير في أثمان السلع‬ ‫الداخلية في التجارة الدولية‪ ،‬فزيادة س��عر‬ ‫الص��رف األجنبي " انخف��اض قيمة العملة‬ ‫الوطنية " يؤدي إلى تشجيع قيمة الصادرات‬ ‫نظراً النخفاض قيمتها والحد من الواردات‬ ‫نظرا الرتف��اع قيمتها‪ ،‬ويحدث العكس في‬ ‫حال��ة انخف��اض س��عر الص��رف األجنبي "‬ ‫ارتفاع قيمة العملة الوطنية "‪ ،‬وهكذا نرى‬ ‫أن س��عر الصرف في ظل هذا النظام قابل‬ ‫للتغي��ر والتقلب حتى يصل إلى الس��عر الذ‬ ‫يحقق التوازن في الم��دى القصير والمدى‬ ‫الطوي��ل‪ ،‬وق��د ظهرت ه��ذه القاع��دة عند‬ ‫خروج الدول الواحدة تلو األخرى عن قاعدة‬ ‫الذه��ب وأوقف��ت قابلي��ة أوراقه��ا النقدية‬ ‫للصرف وأخ��ذت بقاعدة أخرى وهي قاعدة‬ ‫العملة الورقية اإللزامية‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫�أنواع من �سعر ال�صرف‬

‫بالنسبة لمجموعة من العمالت األخرى‪.‬‬

‫نظام �سعر ال�صرف املتقلب‪:‬‬

‫الطل��ب والع��رض‪ ،‬وجوهر نظ��ام الرقابة‬ ‫عل��ى الص��رف ه��و توزي��ع الكمي��ة التي‬ ‫تحصل عليها الدول��ة من الصرف األجنبي‬ ‫على وج��وه الطلب الممكن��ة‪ ،‬وكذلك هذا‬ ‫النظ��ام يعتم��د في الواق��ع عل��ى التمييز‬ ‫االقتصادي سواء بين الدول أو بين السلع‪.‬‬ ‫أن العوام��ل الت��ي تؤثر في أس��عار‬ ‫الص��رف ناتج��ة ع��ن اخت�لاف الظ��روف‬ ‫االقتصادية والسياس��ات النقدية والمالية‬ ‫لمختلف الدول‪ ،‬وفي كل بلد يتأثر التطور‬ ‫النسبي بين القطاعات وأوضاع الموازين‬ ‫الداخلي��ة والخارجية مباش��رة بمس��توى‬ ‫النم��و االقتص��ادي وتط��ورات األس��عار‬ ‫الداخلية‪ ،‬وبحسب حجم ونوع هذا التأثير‬ ‫تتخ��ذ اإلج��راءات والتدابي��ر المناس��بة‬ ‫ضم��ن السياس��ة النقدي��ة والمالية التي‬ ‫تهدف إل��ى تصحي��ح األوضاع ومس��ايرة‬ ‫التطورات الدولية‪ ،‬كذلك فإن التفاوت في‬ ‫السياس��ات والتطور بين ال��دول ينعكس‬ ‫بصورة مباش��رة على اتجاه��ات معدالت‬ ‫صرف العم�لات ويحدث ه��ذا األمر يوميا‬ ‫ف��ي أس��واق الص��رف بالنس��بة للعمالت‬ ‫الخاضعة للتعويم الح��ر والتعويم المدار‬ ‫أم��ا بالنس��بة للنظ��م التي تتس��م بثبات‬ ‫الصرف فيحدث هذا في األمد الطويل‪.‬‬ ‫نختم م��ع مقطع قصي��دةٍ لمعروف‬ ‫أمل ب��أن تنتهي عذابات‬ ‫الرصاف��ي‪ ،‬على ٍ‬ ‫السوريات قريباً‪..‬‬ ‫بكـــــت من الفقر فاحمرت مدامعها‬ ‫لقيته��ا ليتن��ي م��ا كن��ت ألقاه��ا‬ ‫تمش��ي وقد أثقل األمالق ممش��اها‬ ‫أثوابه��ا رث��ة والرج��ل حافي��ة‬ ‫والدم��ع تذرفه��ا ف��ي الخ��د عيناها‬ ‫بك��ت من الفق��ر فاحم��رت مدامعها‬ ‫واصف��ر كال��ورس من ج��وع محياها‬ ‫م��ات ال��ذي كان يحميها ويس��عدها‬ ‫فالده��ر م��ن بع��ده بالفقر أش��قاها‬ ‫الم��وت أفجعه��ا والفق��ر اوجعه��ا‬ ‫واله��م انحله��ا والغ��م اضناه��ا‬ ‫فمنظ��ر الح��زن مش��هود بمنظرها‬ ‫والب��ؤس م��رآه مق��رون بمرآه��ا‬ ‫ك��ر الجديدي��ن ق��د ابل��ى عباءته��ا‬ ‫فانش��ق أس��فلها وانش��ق أعاله��ا‬

‫‪7‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫مقاربات يف التالقي الأ�سدي ‪ -‬ال�صهيوين‬ ‫ممار�ســـة ولغــــة‬ ‫الياس س الياس‬ ‫ليس��ت من مصادفة أبداً أن نسمع‬ ‫منذ م��ارس ‪ 2011‬وعلى لس��ان بش��ار‬ ‫ومستش��اريه وأقربائ��ه وأبواق��ه مم��ن‬ ‫يسمون "محللون سياس��يون" اتهامات‬ ‫لثورة السورية وشبابها وصباياها بأنهم‬ ‫"عمالء للصهاين��ة واإلمبريالي��ة‪ ..‬هذه‬ ‫نغم��ة تخوينية اعت��اد عليها م��ن تاجر‬ ‫تاريخيا بتخلف سوريا واحتاللها المراتب‬ ‫الدني��ا ف��ي كل م��ا يتعل��ق بالحري��ات‬ ‫والتق��دم‪ ..‬ه��ي طريقة اغتي��ال معنوي‬ ‫ووطن��ي لكل من ييف��ع صوته ولو خافتا‬ ‫النتقاد النظام العائلي المافيوزي المزور‬ ‫حتى لتاري��خ س��وريا كتزوي��ر لصهاينة‬ ‫لتاريخ المنطقة وفلس��طين‪ ..‬لكن واقع‬ ‫الث��ورة كش��ف المس��تور‪ ..‬كش��ف م��ن‬ ‫يس��تخدم ال��دالالت الصهيونية لوصف‬ ‫اآلخر وكش��ف بأن شعار "ال حياة في هذا‬ ‫القط��ر إال للتق��دم واالش��تراكية" وبأن‬ ‫كل المقدرات موجهة الس��تعادة األرض‬ ‫وتحدي��دا الجوالن لم تك��ن في الحقيقة‬ ‫س��وى للترهيب واإلخضاع وتثبيت حكم‬ ‫عائلة المافيا‪..‬‬ ‫في ع��دد س��ابق كتبت مس��تعينا‬ ‫بمصادر سورية وإسرائيلية صهيونية‬ ‫ع��ن تالق��ي مصال��ح مافي��ا الحك��م‬ ‫األسدي مع الحركة الصهيونية‪ ..‬ليس‬ ‫موضوع��ي ه��و انكش��اف ذل��ك الجزء‬ ‫م��ن التاريخ الذي كان يبوح به همس��ا‬ ‫بع��ض الس��وريين ومُنع��ت مذكرات‬ ‫مصطف��ى ط�لاس لك��ي ال تنكش��ف‬ ‫حقائق مفزعة ع��ن مفهوم " العمالة"‬ ‫التي يُتهم بها منذ عامين ش��عب ثائر‬ ‫بوجه حلف مشاريعجي لم يُقدم على‬ ‫فع��ل بيديه ف��ي مواجهة م��ا يفترض‬ ‫أنه المش��روع المناق��ض لألمة‪ .‬ليس‬ ‫بالض��رورة أن أك��رر قول واس��تخدام‬ ‫الفاش��ية األس��دية ل��ذات المف��ردات‬ ‫الصهيوني��ة والت��ي تقونن��ت بربطات‬ ‫عنق حين صار زعماء ش��تيرن وارغون‬ ‫وهاغاناه قادة إس��رائيل‪ ..‬لكن اإلشارة‬ ‫لبعضه��ا وبع��ض األفع��ال الت��ي تكاد‬ ‫تكون صورة طب��ق األصل وتفوق في‬ ‫وحش��يتها ما قامت به الصهيونية قوال‬ ‫وممارسة‪..‬‬ ‫المشهد أمامنا يصير كالتالي‪:‬‬ ‫الفاش��ية األس��دية ف��ي خدم��ة‬ ‫المشروع الصهيوني‪ ..‬أمر لن يستطيع‬ ‫أحد مح��وه ال من التاريخ وال من ذاكرة‬ ‫الش��عوب وثقافتها ووعيها المتش��كل‬ ‫ف��ي ظ��ل ث��ورة تتس��ع اكتش��افاتها‬ ‫المذهلة للكثيرين‪..‬‬ ‫ل��م يك��ن بعضنا ليص��دق هؤالء‬ ‫الذي��ن حذرون��ا‪ ،‬صف��ق بعضن��ا‬ ‫لمظف��ر الن��واب ع��ن قصيدت��ه "عبد‬ ‫هّ‬ ‫الل اإلرهاب��ي"‪ ..‬وفه��م بعضن��ا ه��ذا‬ ‫المقط��ع‪ ،‬وكان أيامها ذلك الش��يوعي‬ ‫السوري (الشيوعي الفاهم للشيوعية)‬

‫يخبرني بأننا نعي��ش كذبة كبيرة عن‬ ‫الفرق بين "التقدمية والرجعية"‪..‬‬ ‫"يا عبد اهلل القادر‬ ‫يا عبد اهلل المتمكن فعال‬ ‫حدق في الشارع مرتابا‬ ‫فعدوك في الشارع‬ ‫أخبار الحرب جاء تتثاءب في الشارع‬ ‫رجل األمن التكعيبي يهرول في الشارع‬ ‫جمهور ال يعرف يأكل‬ ‫ال يعرف ينكح‬ ‫ال يعرف في الشارع ماذا في الشارع‬ ‫س��كينك يا عبد اهلل الساكن في البريات‬ ‫العربية‬ ‫منفي��ا ع��ن نفس��ك‪ ..‬زوج��ك‪ ..‬تبغك‪..‬‬ ‫جرحك‪.‬‬ ‫حزن شوارعنا‬ ‫سكينك‪ ..‬احذر أن تتدجن للمطبخ‬ ‫يا عبد اهلل اشحذها‬ ‫نفذها تنفيذا نفذها‬ ‫أصبح ممنوعا أن تستشهد‬ ‫أو تدف��ع جيب��ك عن��د ح��دود الجي��ران‬ ‫وتستشهد أيهما إسرائيل‬ ‫أيهما إسرائيل‬ ‫الخبز عليهما عالمة إسرائيل‬ ‫حبات الرز عليها إسرائيل‬ ‫المس��جد والخمارة والصن��دوق القومي‬ ‫لتحرير القدس‬ ‫بداخله إسرائيل"‬ ‫لخصت لن��ا "عب��د اهلل اإلرهابي"‬ ‫معظم الحكاية المس��تمرة‪ ..‬منذ أعلن‬ ‫الع��رب "انتصاراته��م" بميكروفون��ات‬ ‫الهزيم��ة‪ ..‬لك��ن‪ ،‬من��ذ عامي��ن وف��ي‬ ‫سوريا تحديدا بانت حكايات "حبات الرز‬ ‫عليها إسرائيل"‪..‬‬

‫الفا�شية الأ�سدية تنهل من‬ ‫مفردات ال�صهيونية‪..‬‬

‫س��ريعا جدا أدرك الشارع السوري‬ ‫الثائ��ر كالم اب��ن خ��ال بش��ار وكالم‬ ‫بثينة ش��عبان والكالم األخير لمحافظ‬ ‫طرط��وس‪ ..‬من��ذ بداي��ة الث��ورة كان‬ ‫ف��ي جعب��ة ه��ؤالء "التقدميي��ن" ما ال‬ ‫يحرجه��م أبداً حين اختاروا االصطفاف‬ ‫ف��ي س��بيل البق��اء األب��دي كعصاب��ة‬ ‫تأتي ب��كل عصاب��ات األرض‪ ،‬ولو كما‬ ‫أطل��ق عليها المعلم "أفواجا س��ياحية"‬ ‫ف��ي الوق��ت ال��ذي كان فيه الس��وري‬ ‫والس��ورية يبحث��ون ع��ن مه��رب من‬ ‫صواري��خ وطائرات القت��ل في مناطق‬ ‫محددة من سوريا‪..‬‬ ‫ق��د ينزع��ج‪ ،‬ول��م يع��د يعنيني‪،‬‬

‫البعض من مقارباتي هذه‪..‬‬ ‫أيه��ا الس��ادة الث��وار اس��محوا لي‬ ‫أن أس��أل‪ :‬ه��ل تتخيلون أن إس��رائيل‬ ‫الت��ي طرحها مظفر الن��واب وطرحتها‬ ‫اللغ��ة اإلعالمي��ة لم��ا س��مي حينه��ا‬ ‫"األنظمة التقدمي��ة" كان يعنيها كثيرا‬ ‫كل الضجي��ج الف��ارغ والتصفيق الحار‬ ‫للكالم الصادر عن األنظمة بحقها؟!‬ ‫سأس��مح لنفس��ي ف��ي جري��دة‬ ‫س��ورية أن أذكر نفس��ي‪ ،‬لماذا ناضل‬ ‫ج��ورج حب��ش وم��ارس ودي��ع ح��داد‬ ‫وجيف��ارا غ��زة وغيرهم فلس��طينيين‬ ‫وع��رب وأممي��ون كل ذل��ك العن��ف‬ ‫الثوري؟! ألم يك��ن إلنهاء تلك الصورة‬ ‫الت��ي رس��مها اإلع�لام الصهيوني عنا‬ ‫نحن العرب؟!‬ ‫إذا‪ ،‬بربك��م قول��وا ل��ي‪ :‬م��ن أين‬ ‫لنظ��ام يس��مى "ممان��ع" كل ه��ذه‬ ‫المفردات والممارس��ات الدالة على أننا‬ ‫بع��د أن ش��هدنا كل القت��ل بتنا نفهم‬ ‫أق��وال دافي��د ب��ن غوريون واس��حاق‬ ‫ش��امير ومناحي��م بيغ��ن‪ :‬لو ل��م يكن‬ ‫اليهود يتعرضون لعنف ألرس��لنا خيرة‬ ‫شبابنا لممارسته ضدهم ليهاجروا إلى‬ ‫فلسطين!‬ ‫مقاربة بس��يطة جدا‪ ،‬أش��هد بأن‬ ‫عصابة بش��ار األس��د (مث��ل عصابات‬ ‫الصهاين��ة حينه��ا متدين��ة وعلماني��ة‬ ‫وش��يوعية حت��ى وعاب��رة للقومي��ات)‬ ‫مارس��ت األم��ر عين��ه م��ع ما يس��مى‬ ‫"األقلي��ات" ف��ي س��وريا‪ ..‬الض��رب‬ ‫والتخويف والتوريط‪..‬‬

‫طرق �صهيونية‪ ..‬مبمار�سات‬ ‫�أ�سدية �أفظع‬

‫ق��د ال يعج��ب البع��ض أن أقارن‪،‬‬ ‫لكنني أفع��ل ألن عقل��ي ال يحتمل أن‬ ‫أكذب عليه‪:‬‬ ‫ هُج��ر الفلس��طينيون عام ‪48‬‬‫وهم يرون المستعمرات تنمو كالفطر‬ ‫برعاي��ة االنت��داب البريطان��ي‪ ،‬وتحت‬ ‫القص��ف وطائ��ل الخ��وف م��ن مذابح‬ ‫وفظاعات كانت تجرفي مجتمع شرقي‬ ‫بس��يط الوعي‪ ..‬مع وه��م بأن جيوش‬ ‫العرب آتية لتحريرهم ال محالة‪..‬‬ ‫لننظ��ر جي��دا فيم��ا يج��ري ف��ي‬ ‫س��وريا‪ ،‬وهنا ال أتحدث بشكل طائفي‬ ‫ب��ل أصف األم��ور كم��ا هي بالنس��بة‬ ‫ل��ي على األقل‪ ،‬فما ج��رى ويجري في‬ ‫س��وريا (بع��ض المناط��ق الحيوي��ة)‬ ‫يحمل الصفة الصهيوني��ة التي ادعى‬ ‫حاف��ظ وم��ن بع��ده بش��ار أنهم��ا في‬ ‫تناقض معها‪..‬‬ ‫• تطويق المدن الس��ورية الهامة‬ ‫بمعس��كرات وثكنات من دير الزور إلى‬ ‫أحياء دمشق‬

‫• تحزيم المدن والقرى واألماكن‬ ‫اإلستراتيجية بما يش��به المستوطنات‬ ‫وإن بش��كل بائ��س اس��تنادا عل��ى‬ ‫نظري��ة االس��تغالل البش��ع للبؤس��اء‬ ‫الذين يتم إحضاره��م من حالة بؤس‬ ‫إل��ى حالة تثقي��ف وتربي��ة تقوم على‬ ‫الشك والريببة والتحريض‪ ..‬التخويف‬ ‫باعتبار تاريخ س��وريا مختزل بـ"سوريا‬ ‫األسد" قد تدفع البعض من هؤالء إلى‬ ‫إظه��ار ن��وع م��ن الفرح حي��ن يقصف‬ ‫جيرانه��م‪ ،‬وه��ذا مؤش��ر آخ��ر عل��ى‬ ‫كذب��ة أن من يُس��تهدف ه��م غرباء‪،‬‬ ‫بالطائ��رات والصواريخ األس��دية وهو‬ ‫يماث��ل ف��رح الصهاينة لقص��ف غزة‪..‬‬ ‫ويخلق ش��رخا كبي��را بين الس��وريين‬ ‫قائم على التخويف مما سيليه‪..‬‬ ‫• الحواجز التي تنتشر في دمشق‬ ‫وغيره��ا ينش��ر عليها نظ��ام العصابة‬ ‫فئ��ة محددة ومخت��ارة بعناية من أكثر‬ ‫العناص��ر الموالية له والمتحللة من أي‬ ‫أخالق أو قيم إنسانية ووطنية ومدربة‬ ‫عل��ى احتقار قيمة اإلنس��ان‪ ..‬الحواجز‬ ‫الصهيونية تتشابه مع تلك بفارق البد‬ ‫أن نعت��رف ب��ه‪ ،‬فالجن��دي الصهيوني‬ ‫وه��و المحت��ل ال يس��تطيع وبطريقة‬ ‫ممنهج��ة وموجهة بدروس وتربية من‬ ‫قمة الهرم أن ينهب الناس ويس��رقهم‬ ‫ويهدده��م بالقت��ل ويس��حب النس��اء‬ ‫والفتيات نحو االغتص��اب الموثق‪ ..‬بل‬ ‫ال يستطيع الجندي الصهيوني المحتل‬ ‫لكثير من العوامل أن يتجرأ على سيدة‬ ‫فلس��طينية اغتصابا أو اعتداءا جنسيا‬ ‫بينم��ا "الجن��ود البواس��ل" المختارون‬ ‫على الحواجز تجدهم يعيش��ون هوسا‬ ‫جنسيا ويطلقون العنان للغتهم القذرة‬ ‫غير آبهين بما تولده لغتهم لدى الناس‬ ‫وخصوص��ا األطف��ال الذي��ن يتحولون‬ ‫لقناب��ل موقوت��ة ف��ي المجتم��ع وهم‬ ‫يشهدون أي نوع من اإلذالل واالهانات‬ ‫الت��ي توج��ه لذويه��م وأقاربه��م ب��ل‬ ‫ولعموم السوريين‪.‬‬ ‫• س��هولة القت��ل بتبريرات تافهة‬ ‫ومنحطة كرفض احدهم تأليه بش��ار‪،‬‬ ‫أو حت��ى إذا ل��م يدفع الش��خص المال‬ ‫للحاج��ز‪ ،‬ويمك��ن أن يُع��دم اإلنس��ان‬ ‫ميداني��ا وترم��ى جثت��ه عل��ى قارع��ة‬ ‫الطريق ويقوم اإلعالم األسدي بمسح‬ ‫الجريم��ة وتبريره��ا باعتب��ار الضحية‬ ‫"إرهابيا وزعيم مجموعة مسلحة"‪..‬‬ ‫• العق��اب الجماع��ي ال��ذي عُرف‬ ‫ب��ه االحتالل الصهيون��ي‪ ،‬وعلى فكرة‬ ‫ال يمارس ف��ي الج��والن المحتل بذات‬ ‫الق��در الذي مورس ف��ي أماكن أخرى‪،‬‬ ‫ففي سوريا أخذ شكال منظما ومنهجيا‬ ‫وبأش��كال صارت مفضوحة‪ ،‬من قطع‬ ‫الكهرباء والغ��ذاء إلى حرق المحاصيل‬ ‫الزراعي��ة وأش��جار الزيت��ون وج��رف‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫م��ن يس��تخدم التوصيف��ات‬ ‫الصهيوني��ة ذاته��ا ع��ن المخربي��ن‬ ‫واإلرهابيي��ن وي��زد عليه��ا عصاب��ات‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫تالق حقيقي وتبادل اخلدمات‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫صبارات الم��زة وكفرسوس��ة وغيرها‬ ‫م��ن األراض��ي إل��ى حت��ى اس��تقدام‬ ‫أس��لوب نس��ف البي��وت والعم��ارات‬ ‫والتباه��ي باألم��ر ضح��كا وفرحا ممن‬ ‫يس��مون "جيش��ا وطني��ا"‪ .‬ب��ل وص��ل‬ ‫األمر حد عقاب الناس بقتل المواش��ي‬ ‫وقطع س��بل الحي��اة والتضيي��ق تحت‬ ‫ش��عار لم يس��تخدمه عت��اة الصهاينة‬ ‫"األس��د أو نح��رق البل��د"‪ ..‬ل��م يج��رؤ‬ ‫الصهاين��ة على االس��تهداف المنهجي‬ ‫للمس��اجد والكنائس الفلسطينية كما‬ ‫فع��ل "بواس��ل األس��د" وه��م يجدون‬ ‫في اإلعالم من يقول"قام اإلرهابيون‬ ‫باس��تهداف مس��جد‪ "..‬بينم��ا الن��اس‬ ‫شاهدة على هذا االس��تهداف المنظم‬ ‫م��ن ش��مال إل��ى جن��وب س��وريا ومن‬ ‫شرقها إلى غربها‪..‬‬ ‫• اس��تخدام المذاب��ح وبأخ��سّ‬ ‫الط��رق بدائية بالذبح بالس��واطير ثم‬ ‫اتهام "اإلرهابيين" وأحيانا بغباء شديد‬ ‫يعترف��ون ويتفاخ��رون بم��ا يس��مونه‬ ‫تطهي��را ف��ي داري��ا والحول��ة وجديدة‬ ‫الفضل وبانياس‪ ..‬وحين يكشف األمر‬ ‫تش��كل م��ا تس��مى "لج��ان تحقيق" ال‬ ‫يسمع أحد عن نتيجتها كما سمعنا مثال‬ ‫عن نتائج لجنة التحقيق بمذبحة صبرا‬ ‫وش��اتيال والت��ي اس��تقال عل��ى أثرها‬ ‫ش��ارون‪ ..‬بينما في " سوريا الممانعة"‬ ‫يكاف��ئ مرتك��ب الجريم��ة بغنائم قد‬ ‫تكون أبقارا ودجاجا واس��تباحة لبيوت‬ ‫ودكاكين البس��طاء‪ ..‬كل��ه يجري تحت‬ ‫بند ممانعة إسرائيل‪..‬‬ ‫• اإلتي��ان بالمرتزقة من كل حدب‬ ‫وص��وب وبفت��اوى ديني��ة س��اهم به��ا‬ ‫رجال دين ليس��وا عربا كما فعل بعض‬ ‫رجال خامنئ��ي‪ ..‬الصهاين��ة حتى فترة‬ ‫الثمانين��ات كان��وا يأت��ون باالوروبيين‬

‫المتحمس��ين للصهاينة إلى الكيبوتس‬ ‫بحجة أن إسرائيل مهددة من المخربين‬ ‫واإلرهابيين المتعطش��ين للدماء‪ ..‬وما‬ ‫يفعله بشار " العلماني تارة والورع تارة‬ ‫أخرى" هو م��ا يطلق عليه وليد المعلم‬ ‫" فتح باب الس��ياحة لألخوة العراقيين"‬ ‫ث��م يم��ارس الكذب بأن��ه ال يوجد منن‬ ‫يقاتل مع النظام األس��دي أي عراقي أو‬ ‫غير عراقي‪ ..‬هذه الممانعة التي ال تجد‬ ‫حرج��ا باإلتيان ب��كل طائفي من حدود‬ ‫الباكس��تان إلى إيران فالع��راق ولبنان‬ ‫وبش��كل منظم من أحزاب ومجموعات‬ ‫مارس��ت القت��ل تاريخي��ا ال تق��ف أبداً‬ ‫ف��ي تناقض م��ع األس��لوب الصهيوني‬ ‫المس��تورد حتى لمليون ونصف روسي‬ ‫إلحالله��م م��كان الفلس��طينيين ف��ي‬ ‫ذات الوقت الذي يش��يع أتباع األسد بأن‬ ‫روسيا جزء من معسكر الممانعة‪..‬‬ ‫أن الناظ��ر إل��ى ممارس��ات نظام‬ ‫العصابة في دمشق سيكتشف وبدون‬ ‫شك الحقائق التالية والمستوحاة تماما‬ ‫من القام��وس الصهيوني الذي برع ف‬ ‫نقل��ه عم��اد مصطفى س��فير النظام‬ ‫بواش��نطن عب��ر عالقات��ه المعروف��ة‬ ‫م��ع اللوب��ي الصهيوني والش��خصيات‬ ‫السياس��ية واإلعالمي��ة اليهودية وهو‬ ‫م��ا لعب علي��ه أيضاً لغة ورجاءا بش��ار‬ ‫الجعف��ري ف��ي نيويورك وف��ي أروقة‬ ‫الصهاينة باألمم المتحدة‪..‬‬ ‫• منذ اليوم األول لثورة السوريين‬ ‫تم رم��ي تهمة " العصابات المس��لحة‬ ‫الت��ي تروع اآلمني��ن"‪ ..‬أي أنه ال قضية‬ ‫عند الش��عب الس��وري ليثور من أجلها‬ ‫أبداً‪ ..‬بل تم اتهامهم بأنهم ثاروا على‬ ‫خلفية دينية ويتقصدون العلويين وما‬ ‫يطل��ق عليه األقلي��ات‪ ..‬وجرى التركيز‬ ‫على تسميات " جهاديين" في استعارة‬

‫للغة نتنياهو كلم��ا تحدث عن النضال‬ ‫الفلس��طيني‪" ..‬جهاديس��ت" كتحذي��ر‬ ‫يطلق��ه يوم��ا بعد ي��وم أبواق األس��د‬ ‫ومستش��اروه يدغدغ��ون م��ن خالل��ه‬ ‫مخ��اوف الغ��رب والدول��ة الصهيوني��ة‬ ‫بش��كل مباش��ر‪ ..‬أن تلك األكاذيب عن‬ ‫أن الس��وريين ليس��وا ه��م م��ن ق��ام‬ ‫بالثورة وبأن من يقاتل النظام ليس��وا‬ ‫سوى شيش��ان وأجانب كذبتها األرقام‬ ‫الروس��ية والغربية فالروس يتحدثون‬ ‫ع��ن ‪ 600‬شيش��اني واغ��رب يتح��دث‬ ‫ع��ن بضع��ة آالف من األجانب س��اهم‬ ‫تخاذل��ه أص�لا في جذبهم إلى س��وريا‬ ‫فرذي��ا وليس عل��ى طريق��ة خطابات‬ ‫حس��ن نصر اهلل الت��ي ارتفعت نبرتها‬ ‫من مقام زينب إلى " الجهاد المقدس"‬ ‫ف��ي كل م��كان ما بع��د القصير وتحت‬ ‫س��مع ومرأى ما يس��مى دول��ة وأحزاب‬ ‫وصحاف��ة لبن��ان‪ ..‬تماما مثلم��ا يجري‬ ‫األم��ر في جانب��ه العراقي بكالم ديني‬ ‫وسياسي يساهم به وزراء وبرلمانيون‬ ‫يش��جعون م��ع ولي��د المعل��م إرس��ال‬ ‫مقاتلي��ن عراقيي��ن لمقاتل��ة الش��عب‬ ‫السوري بتفاخر يجري إنكاره‪..‬‬ ‫• حس��ن نص��ر اهلل ف��ي تبري��ره‬ ‫لقتل السوريين استخدم ذات المبررات‬ ‫الصهيوني��ة االس��تيطانية م��ن أمثال‬ ‫مائي��ر كهانا وموش��ي ليفنغر لنبش "‬ ‫المقدس" عن القب��ور والمقامات التي‬ ‫اس��تخدمها الطرفان لتجييش الشيعة‬ ‫والصهاين��ة‪ ..‬هن��ا ف��ي س��وريا مقام‬ ‫زينب وفي فلس��طين راحب��ل وغيرها‬ ‫من المقامات‪ ..‬فأي تالق هذا؟‬ ‫• المفارق��ة العجيب��ة عن��د أتب��اع‬ ‫األس��د وحس��ن نصر اهلل بأوامر قاسم‬ ‫س��ليماني اعتب��ار ما يجري في س��وريا‬ ‫مؤامرة صهيونية وبأن تلك الميليشيات‬

‫العراقي��ة ص��ارت م��ن مح��ور الممانعة‬ ‫والمقاومة وكلنا يعرف بأنه لوال تأييدها‬ ‫لالحت�لال األميركي ل��كان أحمد الجلبي‬ ‫ال��ذي صار الي��وم ج��زءا م��ن ديكورات‬ ‫حسن نصر اهلل مثل ايلي حبيقة سابقا‬ ‫م��ا زال ينعت بالعميل األميركي‪ ..‬وربما‬ ‫يع��رف حس��ن نص��ر اهلل واألس��د ب��أن‬ ‫أكاذيبهم عن هذه المجموعات العراقية‬ ‫الت��ي ص��ارت تك��رر درس الممانع��ة ال‬ ‫تنطل��ي على أح��د فجميعن��ا يعرف من‬ ‫ه��م أصحاب مقاوم��ة الدريالت وقصف‬ ‫الفلس��طينيين وقتله��م وتهجيره��م‪..‬‬ ‫فكيف التقى المالكي مع األسد الذي كان‬ ‫يرسل المفخخات للعراق ويلتقي هؤالء‬ ‫م��ع أيم��ن الظواهري وأبو غي��ث وبقية‬ ‫كادر القاع��دة المقي��م في إي��ران بذات‬ ‫الوقت الذي يدع��ون فيه أنهم يحاربون‬ ‫القاعدة‪ ..‬بل يذه��ب محافظ طرطوس‬ ‫للتفاخ��ر م��ع صحيفة أميركي��ة بأن من‬ ‫يقاتلهم األس��د هم " من قاتلتوهم في‬ ‫س��جن أبو غري��ب"‪ ..‬الممانع��ة تتفاخر‬ ‫اليوم بق��ذارات األميركي في أبو غريب‬ ‫ويصمت عن هذه الفضائح هذا اليس��ار‬ ‫العرب��ي الجديد الذي لعق كل ش��عاراته‬ ‫عن حكومة العمالة في بغداد والتغلغل‬ ‫الصهيون��ي ف��ي الع��راق‪ ..‬أم��ر لي��س‬ ‫بالعجيب في سياق فهم العالقة العملية‬ ‫بين نظام حافظ المورث البنه مع حكام‬ ‫ت��ل أبي��ب واالس��تخبارات األميركي��ة‬ ‫والغربي��ة‪ ..‬دقق��وا جي��دا باأللماني��ة‬ ‫وعالقتها مع مخابرات بش��ار‪ ..‬ال بد أنها‬ ‫جزء من الممانعة الهراء‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫مس��لحة وتكفيريي��ن ووهابيي��ن ال‬ ‫يمكن��ه االدع��اء ب��أن يواج��ه مؤام��رة‬ ‫لتركيع س��وريا المختزل��ة في عصابة‬ ‫المافي��ا الحاكم��ة‪ .‬كلن��ا يع��رف بأن��ه‬ ‫ق��درات المي��غ وصواري��خ الس��كود‬ ‫والكيم��اوي ال يمكنه��ا أن تق��ف أم��ام‬ ‫الغارات الصهيونية المتكررة واختراق‬ ‫السيادة الوطنية‪ ،‬لكن ماذا يهم هؤالء‬ ‫م��ن الس��يادة الوطني��ة طالم��ا أنه��م‬ ‫بلس��انهم اعترف��وا بأن قواع��د اللعبة‬ ‫قائم��ة والتفاهم��ات يج��ري الحف��اظ‬ ‫عليه��ا من خالل الطل��ب من الصهاينة‬ ‫الس��ماح للدبابات بااللتفاف على معبر‬ ‫القنيط��رة لض��رب الثوار الس��وريين‪..‬‬ ‫واش��دد هنا على الس��وريين رغم كل‬ ‫االنحطاط في تحذير من يسمي نفسه‬ ‫ممانع في سوريا ومقاوم في لبنان من‬ ‫أن الجهاديين س��يصلون إلى الحدود‪..‬‬ ‫وتساءل الكثيرون لو أن إسرائيل تريد‬ ‫فع�لا تركيع النظ��ام الممانع فهل هي‬ ‫خائف��ة من نظ��ام يس��تخدم البراميل‬ ‫والسواطير والسكود ضد شعبه؟‬ ‫أن قصة أن األس��لحة بأي��د أمينة‬ ‫طالما أن األسد هو الذي يسيطر عليها‬ ‫تفضح كل القصة‪ ..‬كل الضغط لعدم‬ ‫وصول الس�لاح لثوار سوريا تفضح أي‬ ‫نوع من الممانعة نحن يصدده‪..‬‬ ‫لو فكر هؤالء الذين يؤمنون بحق‬ ‫بفك��رة المقاومة بالكارث��ة التي جلبها‬ ‫بش��ار وعصاباته باس��تجالب أس��اليب‬ ‫أكثر فظاعة من األس��اليب الصهيونية‬ ‫لعرفوا بأن ه��ذه العصابة التي أعلنت‬ ‫عن إط�لاق م��ا يس��مى مقاوم��ة في‬ ‫الجوالن هي اجب��ن من أن تفعلها غير‬ ‫عب��ر الميكروفون��ات ألن عينه��ا فقط‬ ‫على كرسي الحكم‪ ..‬ويدرك الصهاينة‬ ‫ه��ذا األمر وعلي��ه يتصرفون مع نظام‬ ‫نف��ذ لهما لم يحلموا يوم��ا في تنفيذه‬ ‫بتدمي��ر س��وريا وجيش��ها ونس��يجها‬ ‫الوطن��ي وإغراقها في ش��روخ طائفية‬ ‫ومذهبي��ة وتبدي��د قدرات الس��وريين‬ ‫المس��تقبلية فه��ل أكب��ر م��ن ه��ذه‬ ‫الخدمة؟‬ ‫األي��ام ستكش��ف حج��م التع��اون‬ ‫الصهيوني األسدي بما سيذهل هؤالء‬ ‫الذين يص��رون على أنه نظ��ام ممانع‬ ‫لم يس��بقه أحد في كل ه��ذا التدمير‪..‬‬ ‫ول��و فك��ر ه��ؤالء قلي�لا بم��ا س��تحله‬ ‫األي��ام القادم��ة ف��ي وه��م انتص��ار‬ ‫بش��ار لرأوا س��وريا يعمل األس��د على‬ ‫تفكيكه��ا بالتطهي��ر الطائف��ي وه��ذا‬ ‫سوف يس��تدعي كوارث غير ذات فائدة‬ ‫حت��ى لمن يظن اليوم بأن��ه في مأمن‬ ‫عما س��يحمله المس��تقبل‪ ..‬ببس��اطة‬ ‫إس��رائيل تعرف أن رجلها في دمش��ق‬ ‫يقوم بالمهمة على أكمل وجه‪ ..‬وحين‬ ‫تحي��ن الفرص��ة وينته��ي مم��ا تريده‬ ‫س��تركله بقدمها وهو ما يحاول عراب‬ ‫المافيا في دمش��ق المناورة وااللتفاف‬ ‫عليه وتأخيره‪..‬‬ ‫سؤال مظفر‪ :‬أيهما إسرائيل‪ ..‬لم‬ ‫ولن يكون س��ؤاال عبثي��ا بل هو جوهر‬ ‫كل األسئلة التي ال مفر من طرحها‪..‬‬ ‫يظ��ن بع��ض الع��رب والس��وري‬ ‫واهما بأن قطع الكهرباء في س��وريا "‬ ‫أمر طارئ" وخارج عن إرادة " الدولة"‪..‬‬ ‫فق��ط كمث��ل على حال��ة أن ال ش��يء‬ ‫يح��دث ب��دون تخطي��ط ف��إن مس��ألة‬ ‫تاريخية أريد لها أن تتأصل في انشغال‬ ‫اإلنسان بكل شيء سوى الديمقراطية‬

‫الحريات والكرامة والمواطنة الحقيقية‬ ‫وتقاسم حقه في الثروات‪..‬‬ ‫األمر ليس اعتباطيا وال صدفة‪..‬‬ ‫الدولة الصهيونية قدمت نفس��ها‬ ‫دوم��ا كضحي��ة للع��رب ومحاطة وكأن‬ ‫دول الط��وق تنتظر الفرصة الس��انحة‬ ‫إلنه��اء وجوده��ا‪ ..‬وبالرغ��م م��ن ذلك‬ ‫ال ب��د من االعت��راف بأنه لي��س هناك‬ ‫م��ن يتغن��ى بـ" هك��ذا تنظر األس��ود"‬ ‫وال تغن��ي بال��رد ف��ي الوق��ت والزمان‬ ‫المناس��بين‪ ..‬هناك مؤسس��ات انتقلت‬ ‫من عصابات قائم��ة قبل إعالن الدولة‬ ‫إلى أن يُحاسب موتش��يه كتساف بعد‬ ‫أن كان رئيس��ا لتحرش جنسي ويحكم‬ ‫علي��ه‪ ..‬بينم��ا كان مصطف��ى طالس‬ ‫ورفعت أس��د منش��غالن بمن يختاران‬ ‫في ثقافة ما بين الفخذين‪..‬‬ ‫دعون��ا نس��أل اآلن‪ :‬كي��ف يصدق‬ ‫ه��ؤالء الممانع��ون بأن��ه بقواني��ن‬ ‫الط��وارئ والقمع وجلد ظهر اإلنس��ان‬ ‫وقمعه وإذالله مدنيا وعس��كريا يمكن‬ ‫أن يجع��ل م��ن ه��ذا اإلنس��ان مقاوما‬ ‫وممانعا؟‬ ‫في شوارع دمشق كانت الشرطة‬ ‫العس��كرية تلحق بمجندين جدد وأمام‬ ‫الم��ارة تنه��ال عليهم ضرب��ا بالعصي‬ ‫واألحزم��ة العس��كرية وكإذالل أم��ام‬ ‫المارة ال تترك ش��تيمة إال وتلقى بوجه‬ ‫هذا المجند الذي يش��حط على األرض‬ ‫بع��د مالحق��ة كمالحق��ة الفريس��ة‪..‬‬ ‫فه��ل الناتج يك��ون ذلك الجن��دي غير‬ ‫الذي شاهدناه يس��رق الدجاج واألبقار‬ ‫ويكفر برب القضية؟‬ ‫في س��وريا خط��ة خمس��ية وراء‬ ‫خطة باس��م القضية ولتحرير الجوالن‬ ‫ال��ذي يمن��ع االقت��راب من��ه‪ ..‬النتيجة‬ ‫صفرا مكعبا‪ ..‬فال ش��برا م��ن الجوالن‬ ‫تحرر وال دول��ة حقيقية قامت باحترام‬ ‫مواطن��ة وآدمية الس��وري‪ ..‬حين كان‬ ‫يس��أل فيصل القاسم ش��ريف شحادة‬ ‫عن عالق��ة " األم��ن الجوي"بتفاصيل‬ ‫حياة اإلنسان السوري كان شحادة مثله‬ ‫مثل كل مرتزقة النظام يصور األمور‬ ‫في سوريا وكأنها السويد وسويسرا‪..‬‬ ‫لكن م��اذا أخ��ذ حكم األس��د األب‬ ‫واالبن من الصهاينة؟‬ ‫كم��ا هم��ش الصهاين��ة الم��دن‬ ‫والق��رى العربية داخ��ل الخط األخضر‬ ‫لس��نوات وس��نوات ومنعوا أهالي قرى‬ ‫كامل��ة م��ن الع��ودة إليها وه��ي على‬ ‫مرم��ى حجر من نظره��م جعل حافظ‬ ‫ووريث��ه أبناء الج��والن "المح��رر منه"‬ ‫ممنوع��ون م��ن الع��ودة إل��ى قراه��م‬ ‫وإع��ادة إعم��ار القنيط��رة وحف��ر أبار‬ ‫مياه ف��ي الجنوب الس��وري وكله تحت‬ ‫بن��د التفاهمات‪ ..‬وهنا ال عالقة للخيال‬ ‫بالواقع‪ ..‬هذا واقع بإمكان كل س��وري‬ ‫وسورية االطالع عليه في حالة الثورة‬ ‫ع��ن الموافق��ات األمنية لدخ��ول لتلك‬ ‫القرى‪..‬‬ ‫اس��تفاد نظام العصابة بأنه دائم‬ ‫في إطالق ش��عارات " الصم��ود وعدم‬ ‫الرضوخ" بينما اإلس��رائيليون يعرفون‬ ‫بأن��ه م��ن أكث��ر دول الط��وق التزام��ا‬ ‫بحراس��ة الحدود‪ ..‬واتى وريث يفلسف‬ ‫قصة المقاومة بأن الش��عب الس��وري‬ ‫هو الذي ل��م يكن مس��تعدا للمقاومة‬ ‫والدولة التي تك��ون أراضيها محتلة ال‬ ‫تطل��ق مقاومة‪ ..‬المفاوضات الس��رية‬

‫والعلنية وبوساطات " المتآمرين اليوم"‬ ‫من تركيا إل��ى قطر كأنها كانت تجري‬ ‫بين أشباح ولم تكن في وأي بالنتيشن‬ ‫وال أنق��رة وفيين��ا وكوبنهاغ��ن وب��ون‬ ‫وعمان‪ ..‬ودافوس وبرشلونة‪ ..‬استفاد‬ ‫نظ��ام العصابة من اللوبي الصهيوني‬ ‫في فرنس��ا بمساندة إس��رائيل إلعادة‬ ‫تأهيله بعد قت��ل الحريري تماما مثلما‬ ‫فع��ل م��ع اردوغ��ان‪ ..‬لكن م��اذا يقال‬ ‫للشعب السوري؟‬ ‫الصهيونية ه��ي رأس المؤامرة‪..‬‬ ‫وف��ي الحقيقة م��ن يقل��د الصهيونية‬ ‫ف��ي بدايات عهده��ا الدم��وي وبتجاوز‬ ‫اليوم للفاش��ية ال يمكنه أن يقول بأنه‬ ‫يدمر يلدا وحمص ودير الزور ويقصف‬ ‫الغوطة الش��رقية والغربي��ة لمواجهة‬ ‫الصهاينة‪ ..‬الصهاين��ة هم على مرأى‬ ‫ومس��مع " الجي��ش الباس��ل" الذي لم‬ ‫يرد وال مرة واحدة على تلطيخ ش��رفه‬ ‫العس��كري والوطن��ي وس��يادة ش��عبه‬ ‫ال��ذي قص��ف مرات وم��رات‪ ..‬الش��عب‬ ‫ال��ذي ي��راد ل��ه أن يظ��ل مورث��ا ف��ي‬ ‫عبودي��ة بع��د كل ه��ذا التدمي��ر الذي‬ ‫ينك��ره أن��اس عادي��ون يعيش��ون في‬ ‫كن��ف الغ��رب المتآم��ر نفس��ه وبعض‬ ‫النخب التي تتأف��ف من الثورة ال يرون‬ ‫في س��وريا س��وى ما عودوا أنفس��هم‬ ‫عليه‪ :‬األس��د هو الممانع الوحيد‪ ..‬لكن‬ ‫ه��ل ه��و علمان��ي‪ ،‬طائف��ي‪ ،‬عائلي‪،‬‬ ‫ديني‪ ،‬مافي��وزي أم مهووس؟ كل هذا‬ ‫ال يهم لس��بب بسيط أن هؤالء تعودوا‬ ‫أيضاً دون أن يعرفوا شيئًا عن إسرائيل‬ ‫بأن " الذي تعرفه خير من الذي تجهله"‬ ‫ول��ذا فه��م يخاف��ون االنكش��اف حين‬ ‫يمتلك الشعب الس��وري إرادته ويثبت‬ ‫لهم بأن سوريا هذه للسوريين وليس‬ ‫لمعاتي��ه آل األس��د وعصاباته��م التي‬ ‫ل��م تحتمل عبد العزي��ز الخير وال فؤاد‬ ‫حمي��رة وال أصابع علي ف��رزات ومئات‬ ‫آالف المس��المين الناش��طين ب��دون‬ ‫س�لاح قبل أن تصير الثورة مس��لحة‪..‬‬ ‫فكما كان محمود درويش إرهابيا كان‬ ‫كذلك غسان كنفاني عند الصهيونية‪..‬‬ ‫والمصطلح حين يصبح مش��تركا بين‬ ‫م��ن يدعيان أنهم��ا أضداد ف�لا بد من‬ ‫التأمل مليا بالمشهد‪ ..‬الختامي‪..‬‬

‫ختام الكالم‪..‬‬

‫يظن أصحاب نظرية" األس��د أو ال‬ ‫أحد" ب��أن انتصار األس��د حتمي على "‬ ‫الصهيونية" التي ال يعنيها ال من قريب‬ ‫وال م��ن بعيد كل الجعجع��ة اإلعالمية‬ ‫وال الشتائم بقدر ما يعنيها أن ال يكون‬ ‫هناك دول محيطة تعيش ديمقراطية‬ ‫ومواطنة حقه‪..‬‬ ‫فبع��د كل هذا الدمار والتش��ظي‬ ‫الذي صنعته العقلية الفاش��ية وضرب‬ ‫للنس��يج الوطن��ي الس��وري وتخري��ب‬ ‫العالقات ب��كل الدول تقريب��ا‪ ،‬باعتبار‬ ‫المؤام��رة كونية حتى م��ن قبل األمم‬ ‫المتحدة ودوله��ا‪ ،‬كيف يفترض هؤالء‬ ‫بأن��ه‪ ،‬وعل��ى افت��راض أن الش��عب‬ ‫السوري لم يعد يريد أن يواصل ثورته‬ ‫(طبع��ا من ب��اب الوهم‪ ،‬بأن المس��ألة‬ ‫مجرد عصابات هي التي دمرت سوريا‬ ‫وليس سالح بش��ار وعصاباته)‪ ،‬يمكن‬ ‫مثال أن يمنح نظام فاشي كل مقومات‬ ‫إع��ادة بن��اء س��وريا وإع��ادة لحمته��ا‬ ‫الوطني��ة بدون عدال��ة انتقالية وبدون‬ ‫اس��تثمارات عربية باألساس؟! من هي‬

‫هذه ال��دول الت��ي ستس��تثمر في بلد‬ ‫يحكمه نظ��ام ليس فق��ط مكروه بل‬ ‫للش��عب ثارات معه‪ ..‬وأف��ق العصابات‬ ‫الحقيقي��ة ق��ادم أن بقي هك��ذا نظام‬ ‫وراثي فاش��ي يعيش حالة يعتقد بأنه‬ ‫رب ومركز الكون؟!‬ ‫أظ��ن ب��أن التفكي��ر العمي��ق بأن‬ ‫س��وريا يمكن أن تتح��ول إلى مقاطعة‬ ‫روس��ية أو إيراني��ة ال تصل��ح أن ظ��ن‬ ‫ه��ؤالء كما ظن حس��ن نصر اهلل حين‬ ‫تحدث عن " المال الش��ريف" بعد دمار‬ ‫لبنان في ‪ ..2006‬وشئنا أم أبينا الدول‬ ‫ليس��ت جمعي��ات خيري��ة ورأس المال‬ ‫ليس جبان فحس��ب ب��ل ليس صدقات‬ ‫وال الق��روض تعط��ى هك��ذا ب��دون‬ ‫تبعات‪..‬‬ ‫الوض��ع في س��وريا ل��و فكر حتى‬ ‫ه��ؤالء الذي��ن يؤي��دون بش��ار بعمق‬ ‫مستقبله الكتشفوا بأنهم فعال عاشوا‬ ‫ثورة س��لمية في البداية لم يسمح لها‬ ‫أن تس��تمر بس��لميتها‪ ..‬وه��ي صارت‬ ‫خلي��ط بي��ن المدن��ي والمس��لح‪ ..‬أم��ا‬ ‫المس��تقبل ال��ذي يظن ه��ؤالء بأنهم‬ ‫ق��ادرون عل��ى فرض��ه عل��ى أغلبي��ة‬ ‫الش��عب بق��وة الس�لاح وبالقه��ر فانه‬ ‫يحمل مخاطر كبرى س��تحول س��وريا‬ ‫حق��ا إل��ى مرت��ع حقيق��ي لم��ا أطلقوا‬ ‫علي��ه ف��ي بداي��ة الث��ورة " عصاب��ات‬ ‫مس��لحة"‪ ..‬وف��ي تح��ول س��وريا إل��ى‬ ‫جمهورية ش��بيحة كما ترون مقدماتها‬ ‫اليوم م��ن الحاجز إل��ى االقتحام بدون‬ ‫حتى ضوابط أخالقية أو إنس��انية فإن‬ ‫دولة مثل س��وريا لن تكون كما يأملها‬ ‫هؤالء الذين صفقوا وبحرارة لطائرات‬ ‫ودباب��ات وصواري��خ بش��ار وأقام��وا‬ ‫حلق��ات الدبك��ة كلم��ا ج��رت مذبح��ة‬ ‫كتل��ك الت��ي أقاموه��ا ف��ي طق��وس‬ ‫همجي��ة عل��ى م��رأى م��ن المواطنين‬ ‫بع��د مذبحة جديدة الفض��ل‪ ..‬أن بقية‬ ‫عق��ل ل��دى البعض فليفهم ب��أن بقاء‬ ‫بش��ار وعصابت��ه مس��تحيال‪ ..‬الحلول‬ ‫العنجهي��ة والترقيعي��ة ل��ن تحل األمر‬ ‫كم��ا اعتق��دوا بأنه��م حلوه��ا بف��ض‬ ‫مظاه��رات س��احة الس��اعة أو س��احة‬ ‫العاصي أو بإطالق النار مباش��رة على‬ ‫تش��ييع المزة ومظاهرات كفر سوسة‬ ‫الس��لمية‪ ..‬وال حت��ى بإخف��اء تدمي��ر‬ ‫حرس��تا ودوما وداري��ا وجوبر فما بالك‬ ‫ببقية محافظات س��وريا حي��ث الناس‬ ‫ه��م ش��هود العي��ان الحقيقيي��ن على‬ ‫أكاذيب الزعبي وشريف شحادة وبشار‬ ‫األسد‪..‬‬ ‫م��ا ه��و الخي��ار بالنس��بة لهؤالء‬ ‫الذين يعرفون في قرارة أنفسهم بأن‬ ‫" سوريا األسد" انتهت إلى غير رجعة؟!‬ ‫ال اح��د يختار ألح��د‪ ..‬كما لم يختر‬ ‫للس��وريين ال زمان وال كيفية انطالق‬ ‫ثورتهم‪ ..‬لكنهم بالتأكيد يدركون بأن‬ ‫تب��ادل األدوار م��ع ماليي��ن المهجرين‬ ‫والالجئي��ن ليس حال وطنيا‪ ..‬وال تبادل‬ ‫أسواق المنهوبات بحل‪ ..‬فليفكر هؤالء‬ ‫قليال وس��يجدون بأنه ما عاد باإلمكان‬ ‫مهما فعل لهم خامنئي وأكاذيب حسن‬ ‫نصر اهلل وش��ارل أي��وب وكل الجوقة‬ ‫المعروف��ة بأن يتوق��ف أو يعود الزمن‬ ‫إلى سؤال مرفق بالركل‪ :‬بدكن حرية‪..‬‬ ‫لس��بب بسيط جدا أن ناس تعيش حقا‬ ‫الحرية وأناس تضح��ي يوميا من اجل‬ ‫الحري��ة والكرام��ة الس��ورية ولي��س‬ ‫المناطقية!‬


‫سالم كواكبي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫بانتظ��ار انعق��اد مؤتم��ر جني��ف الذي س��يبحث‬ ‫بوثيق��ة روس��ية ‪ /‬أميركية للحل الس��وري‪ ،‬لم يفهم‬ ‫خباياه��ا من وضعها قب��ل أن يفهمها من يراد منه أن‬ ‫يتبنّاها‪ ،‬يقوم كل طرف منهمك مباش��رة بالمس��ألة‬ ‫الس��ورية بمراجعة ملفاته‪ ،‬وتحضير قراءاته وترتيب‬ ‫أف��كاره وإث��راء خبرات��ه ووض��ع تصورات��ه‪ ،‬وتجميع‬ ‫خب��راءه‪ ،‬وحصر نقاط ضعفه‪ ،‬وتقييم قدراته وتبيان‬ ‫نقاط قوته‪ ،‬إلخ‪ .‬آه‪ ،‬عف��واً‪ ،‬ربما هذا الحديث هو عن‬ ‫حدث مختلف‪ ،‬أو عن تحضير حقيقي لمؤتمر "س�لام"‬ ‫حقيقي‪ .‬فواقع الش��أن الس��وري يُش��ير إلى مش��هد‬ ‫مختل��ف تمام��اً عن ه��ذا التصور‪ .‬فلنس��دل الس��تار‬ ‫عن خش��بة المس��رح‪ ،‬ولنعد إلى صفوف المشاهدين‬ ‫عرض فاشل يتبادلون التعليقات‪.‬‬ ‫الخارجين من‬ ‫ٍ‬ ‫جني��ف ‪ ،2‬يحضّ��ر ل��ه الغربي��ون‪ ،‬أو باألح��رى‪،‬‬ ‫األميركيون‪ ،‬من خالل السعي بكل السبل إلى عقده‪.‬‬ ‫وكفاهم اهلل ش��رّ البحث عن مقوم��ات نجاحه‪ .‬فهم‬ ‫نجحوا بإقناع الروس ب��أن يفرضوا عليهم تصورهم‬ ‫للح��ل‪ .‬نع��م‪ ،‬إنها جمل��ة تحتاج للتفس��ير ليس ألنها‬ ‫معق��دة‪ ،‬بل ألنها تنافي المنطق الس��ردي‪ .‬أعود‪ :‬لقد‬ ‫نجح األميركيون بأن يصلوا إلى إقناع الروس‪ ،‬وأخيراً‪،‬‬ ‫بأن يفرض الروس نفسهم على األميركيين نفسهم‬ ‫رؤية الروس نفسهم للحل في سوريا نفسها‪.‬‬ ‫إذا‪ ،‬فاألميركي��ون باالنتظ��ار‪ ،‬والش��يطان ف��ي‬ ‫االنتظار‪ ،‬وليس في التفاصيل المفقودة‪ .‬وفي حقبة‬ ‫االنتظار‪" ،‬تنش��ط" دبلوماس��يتهم‪ ،‬أن هي توافقت‪،‬‬ ‫عل��ى التواصل م��ع جميع األطراف إلقناعه��ا بإيجابية‬ ‫انعق��اد المؤتم��ر من دون ش��رح مضمونه‪ ،‬مس��اره‪،‬‬ ‫مآالت��ه‪ ،‬مكونات��ه‪ ،‬إمكانياته‪ ،‬وما إلى ذل��ك من هذا‬ ‫الكالم الذي يغني ويفيد‪.‬‬

‫أما األوربيون‪ ،‬فهم وضعوا المجيبة الصوتية مع‬ ‫موسيقاها الرتيبة في العمل للرد على كل التساؤالت‬ ‫السياسية الحقيقية‪ .‬بالمقابل‪ ،‬فجزء منهم‪ ،‬كفرنسا‬ ‫وبريطانيا مث ً‬ ‫ال‪ ،‬ال ينفكون يالزمون نشاطات المجتمع‬ ‫المدني "الوليد" في س��وريا‪ ،‬م��ن خالل برامج زيارات‬ ‫وندوات‪ ،‬ع ّلها تس��هم في تعزي��ز قدرات هذا المجتمع‬ ‫في بناء س��وريا المس��تقبل‪ ،‬التي ستنجم عن مؤتمر‬ ‫جنيف الذي ال علم لهم بمحتواه‪ .‬وفي اآلن ذاته‪ ،‬فهم‬ ‫يثبت��ون‪ ،‬أي األوربي��ون‪ ،‬للمرة األلف‪ ،‬بأن ال سياس��ة‬ ‫خارجية موحدة لديهم‪ ،‬وهناك قطبين أساسيين‪ ،‬كما‬ ‫في االقتصاد‪ ،‬هما فرنس��ا من جهة وألمانيا من جهة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫وألمانيا‪ ،‬الت��ي تتمتع نظري��اً بقدرتها على فهم‬ ‫المنطق��ة العربي��ة بعيداً ع��ن المنطق االس��تعماري‬ ‫المترسّخ لدى نظرائها‪ ،‬ولكن في الممارسة العملية‪،‬‬ ‫فه��ي تخل��ط استش��راقًا باستش��راق‪ ،‬ويُع��زّز هذا‬ ‫الجان��ب ف��ي رؤيتها‪ ،‬وجود ق��وي في بنية سياس��تها‬ ‫الخارجية لمتالزمة اإلس�لاموفوبيا ‪ /‬أمن إس��رائيل ‪/‬‬ ‫العالقات مع موسكو‪.‬‬ ‫وفرنسا المشغولة بأوضاع اقتصادية واجتماعية‬ ‫ال تس��رّ إال الع��دو‪ ،‬فه��ي تعتمد ف��ي تس��يير الملف‬ ‫السوري على قدرات خارقة ألشخاص بعينهم ما زالوا‬ ‫في قمة أداءهم بفضل البطاريات المديدة‪ .‬أما الرؤية‬ ‫الش��املة‪ ،‬فه��ي متواج��دة بإتق��ان لدى مستش��ارين‬ ‫متميزين‪ ،‬ال يؤثرون في سياسةٍ قرر القطب المتجمد‬ ‫ّ‬ ‫تس��تقل في أداءها وب��أن تبتعد عن‬ ‫األميرك��ي أن ال‬ ‫المبادرة‪.‬‬ ‫بالتأكي��د‪ ،‬ف��إن انعق��اد مث��ل ه��ذا االجتماع في‬ ‫م��كان رم��زي كجني��ف الوادع��ة‪ ،‬سيش��جّع س��ياحة‬

‫المؤتم��رات في هذا البلد الذي ال يعاني‪ ،‬حتى إش��عار‬ ‫آخ��ر‪ ،‬من أزمة في الس��ياحة المصرفية‪ ،‬أو القمارية‪،‬‬ ‫أو االس��تجمامية‪ ،‬الت��ي تعوّدت عليها جم��وعٌ غفيرة‬ ‫م��ن أغنياء الع��رب والعج��م‪ .‬وس��يدفع بالمئ��ات من‬ ‫الصحفيي��ن إلى أروقة القاع��ات بحثًا عن صيدٍ ثمين‬ ‫من ابتس��امة هذا المشارك‪ ،‬أو نكتة ذاك الوسيط‪ ،‬أو‬ ‫عبوس تلكم المندوبة‪.‬‬ ‫وس��تتصدر جني��ف خالل أيام المؤتم��ر‪ ،‬في حال‬ ‫انعقاده‪ ،‬ص��در الصفحات األولى كما تتصدرها اليوم‬ ‫مجري��ات بطولة ويمبلدون للتن��س ومفاجآتها‪ ،‬ولكن‬ ‫دون اإلش��ارة إل��ى النتائ��ج‪ .‬وستنتش��ر األقاصي��ص‬ ‫واألقاوي��ل‪ ،‬ومن صافح من‪ ،‬ومن قبل من‪ ،‬ومن غمز‬ ‫من‪ ،‬ومن قرص من‪..‬‬ ‫وفي هذه األثناء‪ ،‬يحضّر النظام السوري ملفاته‬ ‫بدقة‪ ،‬فهناك عمليات عس��كرية ساحقة ماحقة تجري‬ ‫في مناطق عدة‪ ،‬وهناك سالح روسي يتدفق‪ ،‬وهناك‬ ‫موت واعتقال وتعذيب واختفاء قسري‪ .‬وهناك وفد ال‬ ‫وزن له‪ ،‬سيشارك‪.‬‬ ‫وأم��ا المعارضة الس��ورية‪ ،‬فلديها مهام جس��ام‬ ‫ال يمك��ن زعزعتها باالهتمام بمثل ه��ذه "الترّهات"‪.‬‬ ‫فه��ي تهنئ أمي��ر دولة عربي��ة صديقة‪ ،‬بعب��ارات ال‬ ‫عالقة لها بأدبيات الدبلوماسية وهي أقرب إلى أدبيات‬ ‫األعراس‪ .‬وهي تتشاور لتوسيع تمثيلها‪ .‬وهي تتحاور‬ ‫لتختل��ف عل��ى برنامجها غي��ر الموجود‪ .‬وه��ي تناور‬ ‫وتتحالف وتفك التحالف وتتهم‪.‬‬ ‫والش��عب الس��وري‪ ،‬رغم األلم والدم واالنتظار‪،‬‬ ‫يستعيد أغنية ربما تقول مقدمتها‪ :‬يا حرية يا بعيدة‪،‬‬ ‫تع��ي لعن��د الصبي‪ ،‬كذبي ش��وي وتعي‪ ،‬ت��ا يضحك‬ ‫الصبي‪..‬‬

‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬

‫االفتقار �إىل ال�سيا�سية‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪11‬‬


‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫�أجيال و�أجيال‬ ‫عندما بلغ جدي س��ن الرش��د اتهم��ه الجميع بأنه‬ ‫من جيل النكبة‪..‬‬ ‫وعندم��ا دخل أبي الجامع��ة اتهمه جدي بأنه من‬ ‫جيل النكسة‪..‬‬ ‫ولما جاء دوري نعتوني بأني من جيل العولمة‪..‬‬ ‫أما من جاء بعدنا فقد أطلقنا عليهم جيل الثورة‪..‬‬ ‫وانطل��ق الربيع العرب��ي متحديًا أش��واك "فهم"‬ ‫زين العابدين و"قطار" علي عبد اهلل صالح و"جرذان"‬ ‫القذاف��ي و"جمال" (جم��ع جمل) مب��ارك‪ ،‬ولكنه وقف‬ ‫حائراً أمام "جراثيم" األس��د و"خوارج" حمد بن عيسى‬ ‫آل خليفة‪.‬‬ ‫وانطل��ق جيل الث��ورة في تونس واليم��ن وليبيا‬ ‫ومصر يعم��ل وينتخ��ب ويتظاهر ويبني م��ن جديد‪،‬‬ ‫بينم��ا تح��ول جيل الث��ورة في س��وريا إل��ى جيل من‬ ‫المش��ردين والبائس��ين والمهمش��ين والالجئي��ن‬ ‫والمعوقي��ن والتائهي��ن‪ ،‬وتح��ول جي��ل الث��ورة ف��ي‬ ‫البحري��ن إل��ى "صناع الم��وت" (بتعبير قن��اة العربية)‬ ‫الذين يزرع��ون أواني المطبخ وزجاجات المش��روبات‬ ‫الغازية كعبوات ناسفة قادرة على تدمير جسر بطول‬ ‫عشرة كيلومترات‪.‬‬ ‫جيل الثورة السوري يجوب العالم باحثاً عن ملجأ‬ ‫أو لقمة عي��ش‪ ،‬يجتمع "أصدقاؤه" في أفخم الصاالت‬ ‫"دعم��ًا" له ثم يس��دون أبواب س��فاراتهم في وجهه‪،‬‬ ‫ويعق��د ائت�لاف ثورته عش��رات االجتماعات ويس��افر‬ ‫أعضاؤه عشرات الرحالت متسولين باسمه ثم ال يناله‬ ‫من "الطيب نصيب" وال يسمع استغاثته أحد‪.‬‬ ‫جيل الثورة الس��وري يتك��دس اليوم في معلبات‬ ‫وصناديق م��ن الصفي��ح و"كرفانات" تم��ت مباركتها‬ ‫من ملوك اإلنس��انية‪ ،‬بينما يرسل الملوك مشايخهم‬ ‫ورعاياهم ليتزوجوا الس��وريات بمائة دينار في أسوء‬ ‫سوق نخاسة "شرعية" في العصر الحديث‪.‬‬ ‫جيل الثورة الس��وري يعيش اليوم بال مس��تقبل‬ ‫وال حاض��ر بع��د أن فق��د ماضي��ه أيض��ًا‪ ،‬تتقاذف��ه‬ ‫الخطابات الرنانة والتصريحات الهادرة وبيانات "األيام‬ ‫المعدودة" حت��ى آمن أخيراً أن يوماً عن��د أوباما كألف‬ ‫سنة مما تعدون وأن يومًا عند أردوغان كدهر كامل‪.‬‬ ‫جيل الثورة السوري يحيا اليوم بال هوية‪ ،‬فال أحد‬ ‫يعترف به وال بش��هادته وال بأمالك��ه وال حتى بأوراق‬ ‫ميالده‪ ،‬فبالنس��بة ألصدقاء س��وريا ال وجود للسوري‬ ‫أص ً‬ ‫ال‪ ،‬فجواز سفره أصبح تهمة متنقلة ووصمة عار ال‬ ‫فكاك منها بينما ش��هادته الجامعية وتحصيله العالي‬ ‫هما مج��رد أواق يمك��ن تزويرها وحتى اس��تخراجها‬ ‫جديدة ببضعة مئات من الدوالرات‪.‬‬ ‫جي��ل الثورة الس��وري يعيش مراحل من س��بقه‬ ‫م��ن أجيال باتجاه معكوس‪ ،‬فم��ن الثورة إلى العولمة‬ ‫إلى النكسة إلى النكبة‪ ،‬في أسوء سلسلة زمنية مرت‬ ‫على وطن على اإلطالق‪.‬‬ ‫ب��دأ الجيل ثورته بأغصان زيتون وبضعة الفتات‬ ‫ومكب��رات ص��وت وكثي��ر م��ن الش��عارات المس��المة‬ ‫البريئ��ة‪ ،‬ل��م يك��ن يطم��ع بحيوان��ات أكث��ر ألفة من‬ ‫"جم��ال" (جمع جمل) مبارك وال بآلي��ات أقل وطأة من‬ ‫"قط��ار" علي صال��ح‪ ،‬كان يقب��ل بمثيل ذل��ك تماماً‪،‬‬ ‫ولكن��ه أخط��أ التقدير تمام��ًا‪ ،‬وتعامل م��ع الفيل في‬ ‫متجر الخ��زف كما يعامل ذباب��ة‪ .‬وانفجر الغضب في‬ ‫كل مكان‪.‬‬ ‫دخلت العولم��ة على خط ثورت��ه‪ ،‬فمن مبادرات‬ ‫ومراقبي��ن وخطابات صداحة ووف��ود عربية وأجنبية‪،‬‬ ‫إل��ى دع��وات مفاجئة ومش��بوهة للتس��ليح على كال‬ ‫الجانبين متراف��ق مع تجييش إعالمي عالمي منقطع‬ ‫النظير‪ .‬وهنا سقط جيل الثورة في الفخ ورفع السالح‬

‫الذي أصاب كبد الثورة في مقتل‪.‬‬ ‫وبدأت النكس��ة مع دخول المجاهدين والمقاتلين‬ ‫والمارقي��ن والمجرمي��ن والمناضلي��ن عل��ى خط��وط‬ ‫الثورة‪ ،‬فتراجع جيل الثورة خطوات أخرى بعد أن داست‬ ‫أق��دام المحاربين م��ن الطرفين على راياته الس��لمية‬ ‫باس��تخدام ذات الحج��ة‪" :‬الدف��اع ع��ن المواطنين من‬ ‫اإلرهابيي��ن"‪ .‬ف��كان أن انتكس��ت الثورة وب��دأ اإلعالم‬ ‫العالمي والعربي يتجه إلى تس��مية األمور بمسمياتها‬ ‫الحقيقية‪" :‬األزمة الس��ورية" إلى "الحرب في س��وريا"‬ ‫ثم "الصراع في س��وريا"‪ .‬كانت النكس��ة قاس��ية هذه‬ ‫الم��رة‪ ،‬فق��د ع��اش جي��ل الث��ورة عل��ى وق��ع لحظات‬ ‫االنكس��ار واالنتصار في الث��ورات العربية األخرى ولم‬ ‫يطمع بأكثر من ذلك ولم يحلم بأكثر من ذلك‪ .‬استكثر‬ ‫عليه الجميع بذور حلم كان قد بدأ بالتشكل واستكثروا‬ ‫عليه لحظة نش��وة يعيش��ها بإس��قاط واح��د من أعتى‬ ‫األنظمة وأشدها ظالمية في العصر الحديث‪.‬‬ ‫وهك��ذا س��ار األم��ر باتج��اه النكب��ة بع��د أن بدأ‬ ‫النظام به��دم البيوت عل��ى رؤوس أصحابها وبعد أن‬ ‫بدأت جموع المقاتلين تعلن عبر السكايب بدء معارك‬ ‫التحري��ر المجي��دة التي كان��ت تنتهي ب��ذات النهاية‪:‬‬ ‫تدمي��ر المدين��ة "المح��ررة" وتهجي��ر أهله��ا وهروب‬ ‫المقاتلي��ن م��ع النس��اء واألطف��ال‪ ،‬ثم االنتق��ال إلى‬ ‫"تحرير" مدينة أخ��رى في دوامة عنفية جعلت الناس‬ ‫بين طرفي كماشة‪ :‬الطائرات في السماء والمقاتلون‬ ‫على األرض‪ ،‬حتى باطن األرض ضاق بهم فتم نبش‬ ‫قبورهم وجرفتها الجرافات التي ال ترحم حيًا وال ميتًا‪.‬‬ ‫يعي��ش جيل الثورة اليوم نكب��ة قومية حقيقية‪،‬‬ ‫فأعداد المهاجرين والمهجرين والالجئين والمشردين‬ ‫بلغت ما يفوق الماليين الس��تة يتوزعون على أربعة‬ ‫بل��دان رئيس��ية باإلضافة إلى بع��ض البلدان األخرى‬ ‫التي "أنعمت" على أقارب المقيمين بتأش��يرات دخول‬ ‫مؤقتة‪.‬‬ ‫يعاني جيل الثورة الي��وم من األمراض الفتاكة‪،‬‬ ‫ليس��ت الصحية فق��ط وإنم��ا االجتماعي��ة والثقافية‬ ‫والفكري��ة‪ .‬ي��زداد يوم��ًا بع��د ي��وم ع��دد المصابين‬ ‫بانفص��ام الش��خصية كم��ا ت��زداد ح��االت االنتح��ار‬

‫خالد كنفاني‬

‫وجرائ��م الش��رف وخاصة ف��ي مخيم��ات اللجوء حيث‬ ‫تنع��دم القي��م اإلنس��انية مع م��رور الزم��ن ويقتتل‬ ‫الناس ألتفه األس��باب‪ .‬كم��ا تزداد حاالت االس��تغالل‬ ‫والنص��ب واالحتي��ال وخصوص��ًا فيما يتعل��ق بتوزيع‬ ‫المس��اعدات حيث يغلب الطابع العش��ائري والطائفي‬ ‫على اإلنس��اني‪ .‬بات موضوع التبرع��ات ودفع الفدية‬ ‫وجمع المس��اعدات مصدر رزق لكثير من الس��وريين‬ ‫وغيرهم ممن يستغلون الحالة اإلنسانية المأساوية‪.‬‬ ‫مئ��ات الماليين يت��م جمعها وال أحد يعل��م مصيرها‪،‬‬ ‫وال يظهر لنا القائم��ون عليها إال مجموعة من الصور‬ ‫لصناديق معلبة ومغلفة في مكان ما ال يكشفون عنه‬ ‫بداعي "الحماية األمنية" رغم ادعائهم بأن كافة هذه‬ ‫المناطق باتت محررة‪.‬‬ ‫أن جيل الثورة الس��وري س��يكون الش��معة التي‬ ‫تحت��رق لتني��ر درب اآلخري��ن‪ ،‬أما م��ن ترونهم اليوم‬ ‫يتنعمون على حس��اب الثورة فهؤالء ليس��وا من جيل‬ ‫الث��ورة وإنما عوالق عليه‪ ،‬فمن يحترق اليوم ال يمكن‬ ‫أن يعي��ش ف��ي فن��دق فخم وال أن يس��افر عش��رات‬ ‫المرات خالل ش��هر واحد‪ .‬من لم يعش على تراب هذا‬ ‫الوط��ن ويأتي بالطائرة ليتول��ى حكمه ليس بالقطع‬ ‫من جي��ل الثورة‪ ،‬وإنما هو انتهازي مارق ال يس��تحق‬ ‫سوى وظيفة إدارية في أرشيف إحدى المؤسسات‪.‬‬ ‫أن م��ن يعب��ث اليوم بمصي��ر هذا الوط��ن أو ما‬ ‫س��يتبقى من��ه إنما يعب��ث بأجي��ال أخ��رى قادمة لن‬ ‫ت��رى النور إذا ما اس��تمر الحال على م��ا هو عليه‪ .‬فال‬ ‫اإلخوان يريدون خيراً وال العلمانيون يعلمون أص ً‬ ‫ال ما‬ ‫يريدون‪ ،‬أما الس��لفيون فيهمهم فقط منع المرأة من‬ ‫الحياة وحلق الش��ارب‪ ،‬وبين كل هؤالء تدور الطوائف‬ ‫واألقلي��ات واألكثريات األخرى باحث��ة عن بقايا هوية‬ ‫وبصيص أمل‪.‬‬ ‫مت��ى الخالص؟ الجواب لدى الجي��ل القادم‪ ،‬جيل‬ ‫البناء‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪ :‬يقول الشاعر‪:‬‬ ‫أع����ل����ل ال���ن���ف���س ب�����اآلم�����ال أرق���ب���ه���ا‬ ‫م���ا أض��ي��ق ال��ع��ي��ش ل����وال ف��س��ح��ة األم���ل‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫�سمري �أمني‪:‬‬

‫ول��د س��مير أمين في مص��ر العام‬ ‫‪ 1931‬ألب مص��ري وأم فرنس��ية‪،‬‬ ‫وكالهم��ا كان يعم��ل طبيب��ًا‪ ،‬قض��ى‬ ‫طفولته في مدينة بورسعيد الساحلية‪،‬‬ ‫وحصل على شهادة الثانوية عام ‪1947‬‬ ‫من مدرسة فرنس��ية‪ ،‬غادر بعدها إلى‬ ‫باريس ليكمل دراس��ته‪ ،‬فحصل العام‬ ‫‪ 1952‬على دبلوم في العلوم السياسية‬ ‫قب��ل أن يأخ��ذ ش��هادة التخ��رج ف��ي‬ ‫اإلحصاء ‪ 1956‬واالقتصاد ‪ 1957‬ويعود‬ ‫إلى مص��ر حام ًال ش��هادة الدكتوراه في‬ ‫االقتصاد من السوربون‪.‬‬ ‫انتس��ب أو ًال إل��ى الحزب الش��يوعي‬ ‫الفرنس��ي‪ ،‬وكان مقرب��اً إل��ى الحلق��ات‬ ‫الماوي��ة ف��ي الحرك��ة الش��يوعية‪ ،‬عم��ل‬ ‫مستش��اراً اقتصادياً في مالي وجمهورية‬ ‫الكونغ��و ومدغش��قر وغيره��ا‪ ،‬وعم��ل‬ ‫مدي��راً لمعهد األم��م المتح��دة للتخطيط‬ ‫االقتصادي بداكار‪ ،‬وش��ارك في تأس��يس‬ ‫المجل��س اإلفريق��ي لتنمي��ة البح��وث‬ ‫االجتماعي��ة واالقتصادي��ة (كوديس��ريا)‬ ‫ومنتدى العالم الثالث والذي يترأسه حاليا‪.‬‬ ‫قدَّم أمين على مدار سنوات عمله‬ ‫الطويل��ة ق��راءات متعددة ف��ي العالقة‬ ‫بي��ن المركز واألطراف‪ ،‬والتبيعة لبلدان‬ ‫الثال��وث الرأس��مال المس��يطرة عل��ى‬ ‫خي��رات العالم‪ ،‬وه��س عن��ده "أمريكا‬ ‫وأوروب��ا والياب��ان"‪ ،‬ومحاول��ة لتجدي��د‬ ‫ق��راءة المادية التاريخية وأنماط اإلنتاج‬ ‫وخاصة في محاولته شرح نمط اإلنتاج‬ ‫الخراج��ي ـ قب��ل الرأس��مالي ـ متجاوزاً‬ ‫التحلي�لات الماركس��ية الس��ائدة ع��ن‬ ‫نمط��ي اإلنت��اج العب��ودي واالقطاعي‪،‬‬ ‫ومن أه��م كتبه‪ :‬التطور ال�لا متكافئ‪،‬‬ ‫األم��ة العربي��ة ‘القومي��ة وص��راع‬ ‫الطبق��ات‪ ،‬الطبق��ة واألمة ف��ي التاريخ‬ ‫وفى المرحل��ة االمبريالية‪ ،‬حوار الدولة‬ ‫والدين (باالش��تراك مع برهان غليون‪،‬‬ ‫في نقد الخطاب العربي الراهن‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تق��وم هيمن��ة الوالي��ات المتح��دة‬ ‫االن ف��ى المنطق��ة العربي��ة والش��رق‬ ‫األوس��ط‪ ،‬وبالتع��اون م��ع حلفائه��ا فى‬ ‫الخلي��ج وإس��رائيل‪ ،‬عل��ى إجه��اض‬ ‫ث��ورة مصر‪ .‬ذل��ك أن الث��ورة المصرية‬ ‫الت��ي تفجرت عل��ى يد ش��بابها وبعض‬ ‫قواه��ا االجتماعية ف��ى يناير ‪ ،2011‬قد‬ ‫مهدت السبيل الس��تعادة شرف الوطن‪،‬‬ ‫وتكري��س اس��تقالله عل��ى الصعي��د‬ ‫الدولى‪ ،‬وقوته على المستوى اإلقليمي‪،‬‬ ‫بل ويتطل��ع جيل الثورة ف��ى مصر إلى‬ ‫انج��از إصالحات اجتماعي��ة ودفع عملية‬ ‫مقرطة المجتمع‪ .‬وفى المواجهة تسعى‬ ‫جبهة الثورة المضادة إلى فرض النمط‬ ‫"الخليجي" ألسلمة الس��لطة والمجتمع‪،‬‬ ‫وه��و نم��ط مع��ادى للديمقراطي��ة‪،‬‬ ‫وللفكر النقدي‪ ،‬ويشكل وسيلة لضمان‬ ‫استمرار عجز مصر عن أن تصير قادرة‬ ‫على مواجهة تحديات العصر على جميع‬ ‫المس��تويات‪ ،‬بما فيها قدرتها الدفاعية‪.‬‬ ‫لك��ن ذلك يح��دث فى ظ��ل تفاقم أزمة‬ ‫الرأس��مالية االحتكارية‪ ،‬لتبقى منطقة‬ ‫الجن��وب ه��ي منطق��ة العواص��ف‪ ،‬كما‬ ‫تثب��ت ذل��ك االنتفاضات التي اس��قطت‬ ‫ديكتاتوري��ات معروف��ة فى بلدان آس��يا‬ ‫وإفريقي��ا وإن كانت خطواتها المبش��رة‬ ‫وقع��ت ف��ى أمري��كا الجنوبية‪ .‬ه��ذا ما‬ ‫يبحثه االس��تاذ "س��مير أمي��ن" متطلعًا‬ ‫للتع��رف عل��ى ش��روط تج��ذر الحركات‬ ‫الديمقراطي��ة الجماهيرية التي تبش��ر‬ ‫بها أحداث العالم العربي األخيرة ممتدة‬ ‫من تونس ومصر على وجه الخصوص‪.‬‬ ‫جمع سمير أمين عدداً من دراساته‬ ‫التي سبق نش��رها باللغتين الفرنسية‬ ‫واإلنجليزي��ة‪ .‬وه��ي دراس��ات تتن��اول‬ ‫أوج��ه األزم��ة الجاري��ة ف��ي المنظومة‬ ‫الرأسمالية العالمية‪ .‬والقاسم المشترك‬ ‫لهذه الدراس��ات ‪ -‬كما يشير سمير أمين‬ ‫ف��ي المقدمة ‪ -‬هو أنه��ا تنظر إلى هذه‬ ‫األزم��ة م��ن رؤي��ة "الجن��وب" ‪ -‬تخ��وم‬ ‫النظام العالمي ‪ -‬وأنها تسعى إلى طرح‬ ‫عناص��ر البديل المطل��وب من أجل دفع‬ ‫مصالح شعوب ودول هذا الجنوب‪.‬‬ ‫وتتبع تلك الدراسات منهجاً سياسياً‬ ‫يعطي األولوية التخاذ الجنوب مبادرات‬ ‫مستقلة عن االتجاهات السائدة عالمياً‪،‬‬ ‫وبالتالي التخلي ع��ن أوهام البحث عن‬ ‫"تواف��ق عل��ى صعيد عالم��ي"‪ .‬والقول‬ ‫بأن القضي��ة عالمي��ة‪ ،‬وبالتالي فالحل‬ ‫يجب أن يكون عالمي��ًا‪ ،‬هو ‪ -‬كما يقول‬ ‫س��مير أمي��ن ‪ -‬ق��ول فاس��د وخ��ادع‪،‬‬ ‫فاإلجاب��ة الفعال��ة عل��ى التح��دي تم��ر‬ ‫بمرحل��ة ضروري��ة لتفكي��ك العولم��ة‬ ‫القائمة‪ ،‬تس��بق مرحلة الحقة محتملة‬ ‫إلعادة بن��اء "عولمة أخرى"‪ ،‬قائمة على‬ ‫أسس جديدة‪.‬‬ ‫يص��ف أمي��ن وتح��ت الب��اب األول‬ ‫بعنوان " ثورة مصر وما بعدها " الثورة‬ ‫بالحركة قائ�ل ًا‪“ :‬فما حدث هو أكثر من‬ ‫مجرد انتفاض��ة‪ ،‬أو فورة يع��ود بعدها‬

‫المجتم��ع إل��ى م��ا كان علي��ه قبلها‪ ،‬أي‬ ‫أكثر من حركة احتجاج‪ ،‬لكنه أيضاً أقل‬ ‫م��ن ثورة‪ .‬بمعن��ى أن تل��ك الحركة لم‬ ‫يكن لها أهداف واضحة يتجاوز اإلطاحة‬ ‫بمب��ارك”‪ .‬لم يكن أحد في مصر ليقبل‬ ‫وص��ف ما ح��دث ف��ي ‪ 25‬يناي��ر ‪2011‬‬ ‫بالحرك��ة أو االنتفاض��ة‪ ،‬كان الش��عور‬ ‫المهيمن على الشارع المصري بأطيافه‬ ‫المختلف��ة المؤي��دة للثورة أنه��ا امتداد‬ ‫لث��ورة تموز‪ 1952 ،‬ب��ل ذهبت األحالم‬ ‫بالبع��ض لتتخط��ى م��ا حققت��ه ه��ذه‬ ‫األخيرة‪ ،‬وهو يستخدم مصطلح “ثورة”‬ ‫في الدراسة من باب التجاوز‪.‬‬ ‫ينطل��ق أمين وف��ي تحليله لمآالت‬ ‫الثورة المصرية من فكرة أن االستعمار‬ ‫الرأس��مالي يض��ع مص��ر وثورتها بين‬ ‫خياريْ��ن ال ثال��ث لهم��ا‪ ،‬إم��ا العلمانية‬ ‫الفاس��دة غير الديمقراطية أو الفاشية‬ ‫الديني��ة‪ ،‬ربم��ا لضمان الس��يطرة على‬ ‫قلب األمة العربية الذي أثبت أنه ال يزال‬ ‫نابض��ًا بث��ورة ‪ 25‬يناي��ر‪ ،‬هن��ا يصمِّم‬ ‫على أن الرأسمالية العالمية تحت قيادة‬ ‫أوبام��ا وحليفته اس��رائيل رأت ضرورة‬ ‫االستعجال في الفترة االنتقالية بغرض‬ ‫‘أس��لمة’ السياس��ة والمجتمع واإلغراق‬ ‫في التأويل الوهابي المُتجمد الس��لفي‬ ‫لإلسالم‪ ،‬على أساس أن ممارسة نظام‬ ‫مبارك منعت ظه��ور صوت غير أصوات‬ ‫اإلس�لاميين ف��ي المس��اجد ‘إنم��ا ه��و‬ ‫ضمان عجز المجتمع عن مواجهة فعَّالة‬ ‫لتحدي العصر‪ ،‬وهذا في نهاية المطاف‬ ‫ه��دف الوالي��ات المتح��دة واس��رائيل‪:‬‬ ‫إجهاض ثورة مصر ونهضتها’‪..‬‬ ‫فخط��ة أوبام��ا إجه��اض الث��ورة‬ ‫المصري��ة’ كان��ت تتضم��ن مرحل��ة‬ ‫انتقالي��ة قصي��رة يبقى نظ��ام الحكم‬ ‫خاللها في أي��دي الطبقة الحاكمة ذاتها‬ ‫في مص��ر‪ ،‬بعد الحفاظ على الدس��تور‬ ‫الحال��ي بتعدي�لات تافه��ة‪ ،‬وانتخاب��ات‬ ‫س��ريعة عاجل��ة تضم��ن مس��اهمة‬ ‫اإلخوان في البرلمان واستمرار النظام‪،‬‬ ‫يقول س��مير أمي��ن في كتاب��ه صفحة‬ ‫‪‘ 32‬توجد اآلن وثيقة أمريكية نُش��رت‬ ‫مؤخراً تؤكد أن هذه هي بالفعل الخطة‬ ‫األمريكية’‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وق��د نُف��ذت المرحل��ة األول��ى‬ ‫م��ن الخطة فع�ل ًا ف��ي الواق��ع‪ ،‬بإجراء‬ ‫اس��تفتاء على الدس��تور ‪ 19‬مارس من‬ ‫الع��ام الج��اري‪ ،‬أي بع��د أق��ل م��ن ‪38‬‬ ‫يوم��اً فقط م��ن تنحي مب��ارك‪ .‬ويقول‬ ‫أمين‪" :‬من المش��كوك فيه قدرة جماعة‬ ‫اإلخ��وان المس��لمين أن يتحول��وا إل��ى‬ ‫منظم��ة ديموقراطية‪ ،‬فالتنظيم قائمة‬ ‫عل��ى مبدأ طاع��ة المرش��د‪ ،‬دون وجود‬ ‫ديموقراطي��ة للنقاش‪ ،‬مش��يرا إلى أن‬ ‫الس��فارة البريطاني��ة س��اندت اإلخوان‬ ‫ع��ام ‪ 1927‬لمن��ع تس��ييس الجماهي��ر‬ ‫الش��عبية‪ ،‬مؤكدا على أنه��ا لعبت دائما‬ ‫دورا مضادا للمد الثوري فى مصر‪ ،‬وفى‬ ‫ضرب الحركة الثورية منذ العش��رينات‪،‬‬

‫عندما ساندت ديكتاتورية صدقي باشا‬ ‫ضد الوفد"‪.‬‬ ‫ويشير أمين‪ ،‬إلى أن هذا المخطط‬ ‫يه��دف لتعزيز س��لطة الكتل��ة الرجعية‬ ‫المكون��ة م��ن تحال��ف البورجوازي��ة‬ ‫التابع��ة وأغني��اء الفالحي��ن وقي��ادة‬ ‫اإلس�لام السياس��ي‪ ،‬مؤك��دا عل��ى أن‬ ‫ه��ذه الكتل��ة الرجعية المصري��ة تكره‬ ‫الديموقراطية وتخشاها‪ ،‬مدركة تماما‬ ‫أن الديموقراطي��ة الصحيحة فى مصر‬ ‫الب��د وأن تتح��ول إلى حرك��ة اجتماعية‬ ‫تقدمي��ة ومعادية لالس��تعمار‪ ،‬وهو ما‬ ‫تخش��اه الوالي��ات المتح��دة األمريكي��ة‬ ‫والتكتل الرجعى المصري‪.‬‬ ‫ي��رى أمي��ن أن ق��وى «الرجعي��ة»‬ ‫تراه��ن عل��ى أن تك��ون االنتخاب��ات‬ ‫المقبلة في مصر «مقبرة الثورة»‪ .‬وهذا‬ ‫التحالف تقوده قوى اإلس�لام السياسي‬ ‫«اإلس�لاموية» كم��ا يصفهم م��ع بقايا‬ ‫النظ��ام القدي��م‪ ،‬لمصلح��ة أمي��ركا‬ ‫وإس��رائيل والس��عودية‪ .‬و«الس��تمرار‬ ‫الث��ورة‪ ،‬يج��ب تأس��يس برلم��ان م��واز‬ ‫للبرلم��ان المقبل‪ ،‬يضم القوى الوطنية‬ ‫الس��اعية إل��ى أن تصب��ح مص��ر دول��ة‬ ‫مدني��ة‪ ،‬ويمثل ق��وة ضغط ومحاس��بة‬ ‫للبرلم��ان المنتخ��ب‪ .‬وه��و األم��ر الذي‬ ‫يجعل جذوة الثورة مشتعلة دومًا»‪.‬‬ ‫ه��ذا ع��ن مص��ر‪ ،‬لك��ن م��اذا عن‬ ‫ال��دول العربي��ة األخ��رى الت��ي انفج��ر‬ ‫فيها ب��ركان الثورات؟ يق��ول‪« :‬الغليان‬ ‫موج��ود في كل ال��دول العربية»‪ ،‬لكنه‬ ‫يتوق��ع أن يتخذ الحراك السياس��ي في‬ ‫المغ��رب والجزائر أش��كا ًال أخرى بخالف‬ ‫«ألن النظامي��ن أدركا‬ ‫مص��ر وتون��س‪ّ ،‬‬ ‫ما لم يدركه نظام األس��د بأن اإلصالح‬ ‫أفضل من المواجه��ة‪ .‬قد تحدث بعض‬ ‫االنتفاض��ات هنا وهناك وس��تقود إلى‬ ‫اإلص�لاح‪ .‬أم��ا في س��وريا‪ ،‬فقد خس��ر‬ ‫النظ��ام ش��رعيته‪ .‬لق��د واج��ه األس��د‬ ‫التده��ور بمزيد من العنف البوليس��ي‪،‬‬ ‫لك��ن لألس��ف‪ ،‬فالمعارض��ة الس��ورية‬ ‫ليس لديها برنامج‪ .‬مطلبها الوحيد هو‬ ‫رحيل بش��ار األسد‪ ،‬وأي حركة من دون‬ ‫مطالب ستعطي شرعية كبيرة لإلخوان‬ ‫المسلمين»‪.‬‬ ‫أم��ا الوضع في ليبيا‪ ،‬فأكثر تعقيداً‬ ‫«ليبيا مج��رد منطق��ة جغرافية‪ ،‬تربط‬ ‫المش��رق العربي بالمغرب العربي‪ .‬لذا‬ ‫اإلقليمية في ليبيا قوية جداً‪ .‬والقذافي‬ ‫بهل��وان ينتقل من أقصى اليس��ار إلى‬ ‫اليمي��ن في يوم واح��د‪ .‬ويكفي أن نقرأ‬ ‫«الكت��اب األخض��ر» لنكتش��ف الكارث��ة‬ ‫الت��ي كان يعيش��ها الليبيّ��ون»‪ .‬ي��رى‬ ‫أمي��ن أن ما ح��دث في ليبي��ا يرقى إلى‬ ‫مس��توى المؤام��رة الغربي��ة‪ ،‬عكس ما‬ ‫ج��رى في تونس ومص��ر‪« :‬الحركة في‬ ‫ليبي��ا لم تبدأ بتظاهرات‪ ،‬بل بأس��لحة‪.‬‬ ‫وف��وراً‪ ،‬تدخّل الناتو‪ .‬وه��و األمر الذي‬ ‫يطرح عالمات اس��تفهام»‪ .‬حسب أمين‪،‬‬ ‫هن��اك ث�لاث رغب��ات لالس��تعمار ف��ي‬

‫ليبيا‪« :‬تأمين حصوله��م على البترول‪،‬‬ ‫ورغبة أميركا في إنشاء قيادة عسكرية‬ ‫أميركي��ة لقارة أفريقيا‪ ،‬كما أن فرنس��ا‬ ‫تس��عى إل��ى الحص��ول عل��ى المي��اه‬ ‫الجوفي��ة الليبي��ة»‪ ،‬لكنّن��ا ل��م نتحدث‬ ‫ع��ن الخلي��ج؟ يجيب‪« :‬حدث��ت ثورة في‬ ‫البحرين وقمعت ولم يتحدث أحد عنها‪،‬‬ ‫رغم أن الس��عودية دعم��ت بقوة الناتو‬ ‫في ليبيا!»‪.‬‬ ‫ويختتم س��مير أمين مقدمة كتابه‬ ‫بالق��ول أن ث��ورة مصر هي ح��ادث دال‬ ‫على أن أزمة الرأسمالية ال تقتصر على‬ ‫أبعادها االقتصادية‪ ،‬بل أدت ‪ -‬كما كان‬ ‫منتظرا ‪ -‬إلى أزمة اإلدارة السياسية في‬ ‫بل��دان الجنوب بصفة خاص��ة‪ ،‬فتأكدت‬ ‫صح��ة المقول��ة أن تخ��وم المنظوم��ة‬ ‫الرأسمالية العالمية تتكون من سلسلة‬ ‫من "الحلق��ات الضيق��ة"‪ ،‬وبالتالي فإن‬ ‫الجنوب يمثل "منطقة العواصف"‪.‬‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫�سمري �أمني‪:‬‬ ‫ثورة م�صر وعالقتها بالأزمة العاملية‬

‫‪13‬‬


‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫يح��ل ن��زار قبان��ي ضيف��ًا كريمًا‬ ‫عل��ى س��وريتنا‪ ..‬نزار قبان��ي أكبر من‬ ‫المقدمات‪..‬‬ ‫ولد نزار بن توفيق قباني في حي‬ ‫مئذنة الش��حم في دمشق عام ‪،1923‬‬ ‫آلل القباني "آقبيق" األسرة الدمشقية‬ ‫العريق��ة الت��ي يعود نس��بها إلى أكرم‬ ‫بك آقبي��ق الذي كان ياوَر "مستش��ار"‬ ‫السلطان س��ليمان القانوني‪ .‬ومن أبرز‬ ‫أجدادهم في دمش��ق شادي بك آقبيق‬ ‫الذي بنى المدرسة الش��ابكلية للعلوم‬ ‫الديني��ة مع جامعها الكبير‪ ،‬وأوقف لهما‬ ‫أوق��افَ حي َ‬ ‫القنَ��وات بأجمعه��ا؛ ُل ّ‬ ‫قِب‬ ‫ه��ذا الرجل ف��ي عه��ده بالقبَّاني ألنه‬ ‫كان يـمل��ك قبّ��ان باب الجابية نس��بة‬ ‫إلى القبابـي��ن التي كانت بذلك التاريخ‬ ‫مل��كًا لفريق م��ن العائالت في كل حي‬ ‫من أحياء دمش��ق‪ ،‬والده توفيق قباني‬ ‫الوجيه المع��روف والمناضل في الثورة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وقد ج��اء في كت��اب "دفاتر‬ ‫شامية عتيقة" لألستاذ أحمد ايبش عن‬ ‫أصول األسرة مايلي‪:‬‬ ‫"الكني��ة‪ :‬آقبيق تركي��ة ومعناها‪:‬‬ ‫"ذو الشوارب البيض"‪ .‬أُطلقتْ على جدّ‬ ‫العائلة في القرن الخامس عش��ر‪ ،‬وهو‬ ‫متصوّف مش��هور ف��ي مدينة بورصة‬ ‫في تركيا‪ ..‬كان من مريديه الس��لطان‬ ‫العثماني محمد الفاتح نفس��ه‪ .‬ويروى‬ ‫أن الش��يخ آقبيق دَاده‪ ،‬كما كان يدعى‬ ‫الس��لطان المذكور‬ ‫بالتركي��ة‪ ،‬بَشّ��رَ‬ ‫َ‬ ‫بفت��ح القس��طنطينية ليل��ة ‪ 29‬أي��ار‬ ‫‪ 1453‬م‪ ،‬فت��مّ له ذلك الفتح العظيم‪،‬‬ ‫وعاد الس��لطان فقبّل يد الش��يخ‪ .‬هذا‬ ‫وقد هاجر فرع من العائلة إلى دمش��ق‬ ‫ف��ي القرن ‪ 18‬الميالدي‪ ،‬وبقي بها إلى‬ ‫اليوم"‪.‬‬ ‫يق��ول ن��زار قبان��ي ع��ن نش��أته‬ ‫"ولدت في دمش��ق في آذار ‪ 1923‬بيت‬ ‫وس��يع‪ ،‬كثير الماء والزه��ر‪ ،‬من منازل‬ ‫دمشق القديمة‪ ،‬والدي توفيق القباني‪،‬‬ ‫تاجر وجيه في حي��ه‪ ،‬عمل في الحركة‬ ‫الوطنية ووهب حيات��ه وماله لها‪ .‬تميز‬ ‫أب��ي بحساس��ية ن��ادرة وبحبه للش��عر‬ ‫ولكل م��ا هو جميل‪ .‬ورث الحس الفني‬ ‫المره��ف ب��دوره ع��ن عمه أب��ي خليل‬ ‫القبان��ي الش��اعر والمؤل��ف والملح��ن‬ ‫والممث��ل وب��اذر أول بذرة ف��ي نهضة‬ ‫المس��رح المص��ري‪ .‬امت��ازت طفولتي‬ ‫بحب عجيب لالكتشاف وتفكيك األشياء‬ ‫ورده��ا إلى أجزائها ومطاردة األش��كال‬ ‫الن��ادرة وتحطيم الجميل م��ن األلعاب‬ ‫بحث��ا عن المجهول األجم��ل‪ .‬عنيت في‬ ‫بداية حياتي بالرس��م‪ .‬فمن الخامس��ة‬ ‫إل��ى الثاني��ة عش��رة من عم��ري كنت‬ ‫أعيش في بحر من األلوان‪ .‬أرسم على‬ ‫األرض وعل��ى الجدران وألط��خ كل ما‬ ‫تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة‪.‬‬ ‫ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن‬ ‫مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن‬ ‫هذه الهواية"‪.‬‬ ‫وقال أيض��اً ”هل تعرف��ون معنى‬ ‫أن يس��كن اإلنس��ان في قارورة عطر؟‬ ‫بيتُن��ا كان تل��ك الق��ارورة”‪ .‬هك��ذا‬ ‫وصفَ لنا نزار قباني داره الدمش��قية‪،‬‬ ‫وأضاف الش��اعر الكبير‪” :‬الذين سكنوا‬

‫مع زوجته بلقيس الراوي‬

‫‪14‬‬

‫نــزار قبــاين ‪1998 - 1923‬‬

‫دمشق‪ ،‬وتغلغلوا في حاراتها وزواريبها‬ ‫الضيق��ة‪ ،‬يعرف��ون كي��ف تفت��حُ لهم‬ ‫الجنّة ذراعيها من حيث ال ينتظرون"‪.‬‬ ‫"ال أس��تطيع أن اكتب عن دمشق‪،‬‬ ‫دون أن يع��رش الياس��مين عل��ي‬ ‫أصابع��ي‪ ..‬أن��ا محصول دمش��قي مئة‬ ‫بالمئة‪ ..‬ال أستطيع إال أن أكون شاميا‪..‬‬ ‫أنا الدمشقي‪ ،‬لو شرحتم جسدي لسال‬ ‫منه‪ ،‬عناقيد‪ ،‬وتفاح‪ ..‬وددت لو زرعوني‬ ‫في��ك مئذنة‪ ،‬أو علقون��ي علي األبواب‬ ‫قندي�لا‪ ..‬كتب اهلل أن تكوني دمش��قاً‪،‬‬ ‫بك يبدأ وينتهي التكوين"‪.‬‬ ‫كما يص��ف دارت��ه قائ�ل ً‬ ‫ا‪” :‬بوّابة‬ ‫صغي��ر ٌة م��ن الخش��ب تنفت��ح‪ ،‬ويب��دأ‬ ‫اإلس��را ُء عل��ى األخض��ر‪ ،‬واألحم��ر‪،‬‬ ‫والليلك��يّ‪ ،‬وتب��د ُء س��مفونيّة الضوء‬ ‫ّ‬ ‫والظ��ل والرخ��ام”‪” .‬ش��جر ُة النارن��ج‬ ‫ُ‬ ‫والدالي��ة حام��ل‪،‬‬ ‫تحتض��ن ثماره��ا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫قم��ر أبيضَ‬ ‫والياس��مينة ول��دتْ ألفَ ٍ‬ ‫وع ّلقته��م عل��ى قضب��ان النواف��ذ‪.‬‬ ‫وأس��رابُ الس��نونو ال تصط��اف إال‬ ‫عندن��ا”‪" .‬البرك��ة الوس��طى تمأل فمها‬ ‫بالم��اء‪ ..‬وتنفخ��ه‪ ،‬وتس��تمرُّ اللعب��ة‬ ‫المائية لي ً‬ ‫ال ونه��اراً‪ ،‬ال النوافيرُ تتعب‪..‬‬ ‫وال ما ُء دمشق ينتهي"‪.‬‬ ‫كان والده حريص��ًا على أن يتع ّلم‬ ‫ول��ده الثقافتي��ن العربية والفرنس��ية‬ ‫بعيداً عن المدارس التي كانت س��ائدة‬ ‫ف��ي دمش��ق والت��ي تهت��م بإح��دى‬ ‫الثقافتي��ن‪ ،‬ولذل��ك أدخل��ه الكلي��ة‬ ‫العلمي��ة الوطنية التي كانت تجمع بين‬ ‫الثقافتي��ن العربية والفرنس��ية‪ ،‬وفيها‬ ‫التقى أس��تاذه خليل مردم بك "ش��اعر‬ ‫دمش��ق" وأس��تاذ اآلداب في مدرس��ته‬ ‫ال��ذي ربطه بالش��عر ودفع��ه إليه‪ ،‬ثم‬ ‫ألتحق بمدرسة التجهيز القسم األدبي‪،‬‬ ‫ثم القسم الفلسفي‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1938‬انتح��رت أخت��ه ألم��ه‬ ‫"وص��ال" ألنها ل��م تس��تطع أن تتزوج‬ ‫بمن تح��بّ‪ ،‬فكان هذا الح��دث المؤلم‬ ‫دافع��اً قويّاً ف��ي اتجاه ش��عره الغزلي‬ ‫إلى قضية أساس��ية هي تحرير المرأة‪.‬‬

‫وعندم��ا س��ؤل الحق��ًا إذا كان يعتب��ر‬ ‫نفس��ة ثائراً‪ ،‬أجاب الش��اعر‪" :‬أن الحب‬ ‫ف��ي العال��م العربي س��جين وأن��ا أريد‬ ‫تحري��ره‪ ،‬اري��د تحرير الحس والجس��د‬ ‫العربي بشعري‪ ،‬أن العالقة بين الرجل‬ ‫والمرأة في مجتمعنا غير سليمة"‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1939‬كان ن��زار ف��ي رحل��ة‬ ‫بحريّ��ة مع المدرس��ة إل��ى روما‪ ،‬حين‬ ‫كت��ب أول أبيات��ه الش��عريّة متغ��ز ًال‬ ‫باألمواج واألس��ماك التي تس��بح فيها‪،‬‬ ‫وله من العم��ر حينها ‪ 16‬عامًا‪ ،‬ويعتبر‬ ‫تاري��خ ‪ 15‬آب ‪ 1939‬تاريخًا لميالد نزار‬ ‫الشعري‪ ،‬كما يقول متابعوه‪ .‬وفي عام‬ ‫‪ 1941‬التح��ق نزار بكلي��ة الحقوق في‬ ‫جامعة دمش��ق‪ ،‬ونش��ر خالل دراس��ته‬ ‫الحق��وق أولى دواوينه الش��عريّة وهو‬ ‫دي��وان "قال��ت لي الس��مراء" وق��د قام‬ ‫بطبع��ه عل��ى نفقت��ه الخاص��ة‪ ،‬وق��د‬ ‫أث��ار موض��وع ديوان��ه األول‪ ،‬جد ًال في‬ ‫األوساط التعليمية في الجامعة‪.‬‬ ‫ولعل أعنف الهجمات التي تعرض‬ ‫لها ن��زار بعد ص��دور ديوانه الش��عري‬ ‫األول "قال��ت ل��ي الس��مراء" م��ن قبل‬ ‫مجلة الرس��الة المصرية حين تعرضت‬ ‫بقلم الشيخ الشاعر وابن دمشق "علي‬ ‫الطنطاوي" لهجوم علي نزار وديوانه‪..‬‬ ‫حيث قال‪" :‬طبع في دمش��ق كتاب‬ ‫صغير زاه��ي الغالف‪ ،‬ناعم��ه‪ ،‬ملفوف‬ ‫بال��ورق الش��فاف ال��ذي تلف ب��ه علب‬ ‫الش��كوالتة في األعراس‪ ،‬معقود عليه‬ ‫ش��ريط أحمر كالذي أوجب الفرنسيون‬ ‫أول العهد باحتاللهم الشام وضعه في‬ ‫خص��ور بعضهن ليعرفن به‪ ،‬فيه كالم‬ ‫مطبوع علي صفة الش��عر‪ ،‬فيه أشطار‬ ‫طوله��ا واحد إذا قس��تها بالس��نتمترات‬ ‫يش��تمل عل��ي وص��ف م��ا يك��ون بين‬ ‫الفاس��ق والق��ارح والبغي المتمرس��ة‬ ‫الوقحة وصف��ًا واقعياً ال خيال فيه‪ ،‬ألن‬ ‫صاحب��ه ليس باألديب الواس��ع الخيال‪،‬‬ ‫ب��ل هو مدلل غني‪ ،‬عزي��ز علي أبويه‪،‬‬ ‫وهو طالب في مدرس��ة‪ ،‬وقد قرأ كتابه‬ ‫الط�لاب ف��ي مدارس��هم والطالب��ات‪..‬‬

‫وف��ي الكتاب مع ذل��ك تجديد في بحور‬ ‫الع��روض يختلط فيه البحر البس��يط‪،‬‬ ‫والبح��ر األبي��ض المتوس��ط‪ ،‬وتجديد‬ ‫ف��ي قواعد النح��و ألن الناس ق��د ملوا‬ ‫رف��ع الفاعل ونص��ب المفعول ومضي‬ ‫عليه��م ثالثة االف س��نة وهم يقيمون‬ ‫عليه فلم يكن بد من هذا التجديد"‪.‬‬ ‫تخ��رج نزار من كلي��ة الحقوق في‬ ‫جامعة دمش��ق ع��ام ‪ ،1944‬ثم التحق‬ ‫ب��وزارة الخارجي��ة الس��ورية‪ ،‬وانتق��ل‬ ‫ف��ي الع��ام ذاته إل��ى القاه��رة موظفًا‬ ‫دبلوماس��يًا ف��ي الس��فارة الس��ورية‪.‬‬ ‫وكان عم��ره آن��ذاك ‪ 22‬عام��ًا‪ ،‬وكان��ت‬ ‫القاه��رة ف��ي ذروة نضجه��ا الثقاف��ي‬ ‫والصحافي واالذاعي‪ ،‬وكان نزار يحمل‬ ‫ف��ي جعبت��ه ديوان ش��عر جديد اس��مه‬ ‫خ��ارج ع��ن المأل��وف في عال��م الكتاب‬ ‫وه��و "طفولة نه��د"‪ .‬وكان��ت صياغته‬ ‫الش��عرية غي��ر مألوفة أيض��اً في ذلك‬ ‫الزمان‪ ،‬ق��دم نزار الدي��وان لثالثة من‬ ‫نجوم الفك��ر والصحاف��ة والنقد‪ ،‬هم‪:‬‬ ‫توفي��ق الحكي��م‪ ،‬وكام��ل الش��ناوي‪،‬‬ ‫وأنور المعداوي‪ ،‬الذي تحمس للش��اعر‬ ‫الش��اب‪ ،‬فكتب مقاال نقديا عن الديوان‬ ‫وحمله إلى أحمد حس��ن الزيات‪ ،‬صاحب‬ ‫مجلة "الرس��الة" المصري��ة‪ .‬ولما كانت‬ ‫"الرس��الة" كجلة محافظة‪ ،‬نشر الزيات‬ ‫نق��د المعداوي‪ ،‬لكن بعد أن غير عنوان‬ ‫الدي��وان من "طفولة نهد" إلى "طفولة‬ ‫نه��ر"‪ ،‬فق��ال ن��زار تعليق��ا عل��ى هذا‪:‬‬ ‫"وبذلك أرضى (حس��ن الزيات) صديقه‬ ‫الناق��د أن��ور المع��داوي وأرض��ى قراء‬ ‫الرس��الة المحافظين‪ ،‬الذي��ن تخيفهم‬ ‫كلم��ة النه��د وتزلزل وقاره��م‪ ،‬ولكنه‬ ‫ذبح اسم كتابي الجميل من الوريد إلى‬ ‫الوريد‪.‬‬ ‫إال أن الجدل الذي أثاره نزار والنقد‬ ‫العني��ف الذي وجه إلي��ه كان لمصلحته‬ ‫حي��ث أقبل الن��اس عل��ى قراءته بنهم‬ ‫وش��هدت القاهرة ميالد ش��اعر انطلق‬ ‫ف��ي بيئة تحفل بطه حس��ين‪ ،‬وعباس‬ ‫محم��ود العقاد‪ ،‬وعبد الق��ادر المازني‪،‬‬


‫مع الموسيقار محمد عبد الوهاب‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫الصور نسخ أصلية من أرشيف األستاذ رشيد بردويل‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫أن تشربوا كأساً على قب ِر الشهيدة‬ ‫وقصيدتي اغتيلت‬ ‫ْ‬ ‫األرض‬ ‫وهَل من أُمَّةٍ في‬ ‫ِ‬ ‫ إال نحنُ ‪ُ -‬‬‫تغتال القصيدة؟‬ ‫ع��ام ‪1967‬حدثت انعطافة جذرية‬ ‫ف��ي ش��عر ن��زار‪ ،‬وتح��ول من ش��اعر‬ ‫المش��اعر النس��ائية والجس��د األنثوي‬ ‫إلى ش��اعر سياس��ي‪ ،‬فقال في نكس��ة‬ ‫حزيران ‪ ،1967‬قصي��دة ذائعة الصيت‬ ‫"هوام��ش على دفت��ر النكس��ة"‪ ،‬لكن‬ ‫الش��اعر الكبير صالح جودت‪ ،‬شن عليه‬ ‫هجوم��ا بال��غ العنف‪ .‬ل��م يقتصر على‬ ‫الوق��وف ضد قصي��دة نزار‪ ،‬ب��ل طالب‬ ‫بمن��ع ب��ث أعمال��ه ف��ي مص��ر‪ .‬ويقال‬ ‫أن س��بب تل��ك الحمل��ة هو نج��اح نزار‬ ‫المتميز في مصر‪ ،‬في مجال الغناء بعد‬ ‫طه��ور أغانيه المش��هورة مثل "أيظن"‬ ‫و"ماذا أقول له ونجح��ت الحملة وصدر‬ ‫ق��رار بمن��ع أغاني ن��زار وأش��عاره من‬ ‫خ�لال التلفزي��ون المصري‪ ،‬ب��ل ومنع‬ ‫اس��مه نهائياً‪ ،‬وصدر في الكتمان قرار‬ ‫بمنع��ه من دخ��ول مص��ر‪ .‬وكانت تلك‬ ‫الق��رارت بالنس��بة اليه أش��به بإصدار‬ ‫حكم االع��دام‪ .‬لكن نزار بادر وأرس��ل‬ ‫إلى الرئي��س الراحل جمال عبد الناصر‬ ‫رسالة‪ ،‬هذا جزء منها‪:‬‬ ‫س��يادة الرئيس‪ ،‬ف��ي هذه األيام‬ ‫الت��ي أصبح��ت أعصابن��ا فيه��ا رم��ادا‬ ‫وطوقتنا األح��زان من كل مكان‪ ،‬يكتب‬ ‫اليك ش��اعر عربي‪ ،‬يتعرض اليوم من‬ ‫قبل السلطات الرسمية في الجمهورية‬ ‫العربية المتحدة لنوع من الظلم ال مثيل‬ ‫ل��ه في تاريخ الظلم‪ .‬وتفاصيل القصة‬ ‫انني نشرت في أعقاب النكسة قصيدة‬ ‫عنوانها "هوامش على دفتر النكسة"‪،‬‬ ‫أودعتها خالصة ألمي وتمزقي‪ ،‬وكشف‬ ‫فيها عن مناطق الوجع في جس��د أمتي‬ ‫العربي��ة‪ ،‬القتناعي بأن م��ا انتهينا اليه‬ ‫ال يعال��ج بالت��واري واله��روب‪ ،‬وانم��ا‬ ‫بالمواجه��ة الكاملة لعيوبنا وس��يئاتنا‪.‬‬ ‫واذا كان��ت صرخت��ي ح��ادة وجارح��ة‪،‬‬ ‫وأن��ا أعترف س��لفا بأنها كذل��ك‪ ،‬فألن‬ ‫الصرخ��ة تك��ون ف��ي حج��م الطعن��ة‪،‬‬ ‫وألن النزي��ف بمس��احة الج��رح‪ .‬وم��ن‬ ‫من��ا ياس��يادة الرئيس لم يص��رخ بعد‬ ‫‪ 5‬حزي��ران؟ من منا لم يخدش الس��ماء‬ ‫بأظافره؟ من منا لم يكره نفسه وثيابه‬ ‫وظله على األرض؟ أن قصيدتي كانت‬ ‫محاولة لتقييم أنفسنا كما نحن‪..‬‬ ‫وخت��م رس��الته بقوله‪" :‬ياس��يادة‬ ‫الرئي��س‪ ،‬ال أري��د أن أص��دق أن مثلك‬

‫يعاق��ب النازف على نزيف��ه‪ ،‬والمجروح‬ ‫على جراحه ويس��مح باضطهاد ش��اعر‬ ‫عربي يريد أن يكون ش��ريفا وشجاعا‪،‬‬ ‫في ظ��ل مواجهة نفس��ه وأمته‪ ،‬فدفع‬ ‫ثمن صدقه وشجاعته‬ ‫ياس��يادة الرئي��س‪ ،‬ال أص��دق أن‬ ‫يحدث هذا في عصرك!‬ ‫وكان تاريخ الرس��الة ‪ 30‬تش��رين‬ ‫األول سنة ‪ ،1967‬ونجحت هذه الرسالة‬ ‫في انقاذ نزار قباني من "االعالم" بعد‬ ‫أن أوصلها الكاتب أحمد بهاء الدين إلى‬ ‫الرئي��س عب��د الناصر‪ .‬وع��ادت اغانيه‬ ‫تردد ف��ي االذاع��ة والتلفزي��ون‪ ،‬وعن‬ ‫ه��ذا يقول نزار‪ " :‬كس��رت الحاجز بين‬ ‫السلطة واألدب‪.‬‬ ‫إال أن الحاج��ز لم يكس��ر مع حكام‬ ‫دمشق في الستينات وما بعدها‪ ،‬لذلك‬ ‫اختار ن��زار الحياة في لن��دن بعيداً عن‬ ‫معشوقته دمشق‪.‬‬ ‫على مدى ‪ 40‬عاماً كان المطربون‬ ‫الكب��ار‪ ،‬أه��م المطربي��ن الع��رب‬ ‫يتس��ابقون للحص��ول عل��ى قصائ��د‬ ‫ن��زار قباني‪ .‬هذه القائم��ة كاملة طبقًا‬ ‫للترتيب التاريخي‪:‬‬ ‫أم كلثوم‪ :‬غنت له أغنيتين‪ :‬أصبح‬ ‫عندي اآلن بندقية‪ ،‬رسالة عاجلة إليك‪..‬‬ ‫من ألحان عبد الوهاب‪.‬‬ ‫عبد الحليم حاف��ظ أغنيتين أيضًا‬ ‫هما‪ :‬رس��الة من تح��ت الم��اء‪ ،‬وقارئة‬ ‫الفنجان من ألحان محمد الموجي‪.‬‬ ‫نج��اة الصغيرة‪ 4 :‬أغان أيضًا‪ ،‬ماذا‬ ‫أق��ول له‪ ،‬كم أهواك‪ ،‬أس��ألك الرحيال‪..‬‬ ‫والقصائد األربع لحنها عبد الوهاب‪.‬‬ ‫فاي��زة أحمد‪ :‬قصي��دة واحدة هي‪:‬‬ ‫رس��الة م��ن ام��رأة " من ألح��ان محمد‬ ‫سلطان‪.‬‬ ‫في��روز‪ :‬غن��ت ل��ه " وش��اية " ال‬ ‫تس��ألوني ما اس��مه حبيبي " من ألحان‬ ‫عاصي رحباني‪.‬‬ ‫ماج��دة الروم��ي‪ 5 :‬قصائ��د هي‪:‬‬ ‫بيروت س��ت الدني��ا من ألح��ان وتوزيع‬ ‫الموس��يقار المص��ري الكبي��ر د‪ .‬جمال‬ ‫س�لامة ثم كلم��ات من ألح��ان وتوزيع‬ ‫الموس��يقار اللبنان��ي الكبي��ر احس��ان‬ ‫المن��ذر ثم مع جريدة من ألحان وتوزيع‬ ‫الموس��يقار المص��ري الكبي��ر د‪ .‬جمال‬ ‫س�لامة ثم طوق الياس��مين من ألحان‬ ‫الفن��ان العراقي الكبير كاظم الس��اهر‬ ‫وتوزيع كاظم الس��اهر باالش��تراك مع‬

‫المايس��ترو المص��ري الكبي��ر د‪ .‬خال��د‬ ‫فؤاد وأخيرا ولي��س آخرا أحبك جدا من‬ ‫ألح��ان الفنان اللبنان��ي الصاعد مروان‬ ‫خوري وتوزيع الموزع الكبير جان ماري‬ ‫رياشي‬ ‫كاظ��م الس��اهر‪ :‬الكثي��ر م��ن‬ ‫القصائ��د‪ " :‬إن��ي خيّرت��ك فاخت��اري‪،‬‬ ‫زيديني عش��قًا‪ ،‬ع ّلمني حبك‪ ،‬مدرسة‬ ‫الح��ب ‪ -‬يومي��ات رجل مه��زوم ‪ -‬قولي‬ ‫أحب��ك ‪ -‬أكرهها ‪ -‬أش��هد ‪ -‬المس��تبدة‬ ‫ ‪ ..‬وكله��ا م��ن الح��ان كاظم الس��اهر‬‫ ويعتب��ر كاظ��م الس��اهر م��ن أروع‬‫الفناني��ن اللذي��ن قدم��وا أش��عار نزار‬ ‫قباني في شكل غنائي ممتاز‬ ‫أصال��ة‪ :‬غنت له قصيدة " اغضب "‬ ‫التي لحنها حلمي بكر‪.‬‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ 1990‬ص��در ق��رار‬ ‫م��ن وزارة التعلي��م المصري��ة بح��ذف‬ ‫قصيدت��ه " عن��د الج��دار " م��ن مناهج‬ ‫الدراس��ة بالص��ف األول اإلع��دادي لما‬ ‫تتضمن��ه من معاني غي��ر الئقة‪ ..‬وقد‬ ‫أث��ار القرار ضجة ف��ي حينها واعترض‬ ‫عليه كثير من الش��عراء في مقدمتهم‬ ‫محمد إبراهيم أبو سنة‪..‬‬ ‫في ع��ام ‪ 1997‬كان قباني يعاني‬ ‫من ت��ردي في وضع��ه الصح��ي وبعد‬ ‫عدة اش��هر توف��اه اهلل في ‪ 30‬نيس��ان‬ ‫‪ 1998‬ع��ن عم��ر يناه��ز ‪ 75‬عامًا في‬ ‫لندن‪ .‬بس��بب أزمة قلبي��ة‪ .‬في وصيته‬ ‫والت��ي كان ق��د كتبها عندم��ا كان في‬ ‫المشفى في لندن اوصى بأن يتم دفنه‬ ‫في دمش��ق التي وصفها ف��ي وصيته‪:‬‬ ‫«أنا وردتكم الش��امية يا أهل الش��ام‪..‬‬ ‫فم��ن وجدني منكم فليضعني في أول‬ ‫مزهرية‪ ..‬أنا شاعركم المجنون يا أهل‬ ‫الش��ام‪ ..‬فمن رآني منكم فليلتقط لي‬ ‫صورة تذكارية‪ ..‬أنا قمركم المش��رد يا‬ ‫أهل الش��ام‪ ..‬فمن رآني منكم فليتبرع‬ ‫ل��ي بف��راش وبطانية ص��وف‪ ..‬ألنني‬ ‫لم أن��م منذ ق��رون «‪ ..‬به��ذه الكلمات‬ ‫اختزل ن��زار وصيته وه��و على فراش‬ ‫الموت في لندن‪ ،‬فقد اعتبر أن دمش��ق‬ ‫هي الرحم الذي علمه الش��عر واالبداع‬ ‫واهداه أبجدية الياسمين‬ ‫وت��م دفنه في دمش��ق بعد أربعة‬ ‫أي��ام حيث دف��ن في ب��اب الصغير بعد‬ ‫جن��ازة حاش��دة ش��اركت به��ا مختل��ف‬ ‫أطي��اف المجتم��ع الس��وري إل��ى جانب‬ ‫فنانين ومثقفين سوريين وعرب‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫وعب��د العزيز البش��ري‪ ،‬وأحم��د أمين‪،‬‬ ‫وبش��ر فارس‪ ،‬ودريني خش��بة‪ ،‬وأحمد‬ ‫حس��ن الزي��ات‪ ،‬ومصطف��ى ص��ادق‬ ‫الرافع��ي‪ ،‬ومحمود حس��ن اس��ماعيل‪،‬‬ ‫وبي��رم التونس��ي‪ ،‬وابراهي��م ناج��ي‪،‬‬ ‫ونجي��ب محفوظ‪ ،‬ويحيى حقي‪ ،‬وعزيز‬ ‫أباظة‪.‬‬ ‫أتق��ن ن��زار قبان��ي ـ إضاف��ة إلى‬ ‫اللغ��ة العربي��ة ـ اللغة الفرنس��ية في‬ ‫س��وريا وفي أثن��اء عمله ف��ي باريس‪،‬‬ ‫كما أتقن اللغة اإلنجليزية التي تعلمها‬ ‫في موطنها في أثناء عمله في السفارة‬ ‫الس��ورية في لن��دن "‪،"1955 - 1952‬‬ ‫وتعلم اللغة اإلسبانية في واستمر في‬ ‫الخارجية الس��ورية أكث��ر من ‪ 20‬عاما‪،‬‬ ‫حتى اس��تقال منها عام ‪ ،1966‬وأسس‬ ‫داراً للنش��ر باسمه في بيروت‪ ،‬متفرغا‬ ‫بذلك لقراره الوحيد‪ ،‬وهو الشعر‬ ‫ت��زوج ن��زار مرتين كان��ت األولى‬ ‫م��ن الس��يدة زه��رة آقبي��ق في س��نة‬ ‫‪ ،1946‬وأنج��ب منه��ا هدب��اء وتوفيق‪،‬‬ ‫الذي توفي عن سبعة عشر عاماً ونعاه‬ ‫أمير دمش��قي‪،‬‬ ‫نزار بإحدى روائعه عن ٍ‬ ‫ولك��نّ هذا ال��زواج أخف��ق؛ وفي عقد‬ ‫الخمس��ينات ارتب��ط ن��زار بعالق��ة‪،‬‬ ‫بحفيدة رئيس الوزراء السوري األسبق‬ ‫"ف��ارس الخوري"‪ ،‬كولي��ت خوري‪ ،‬ابنه‬ ‫س��هيل خ��وري‪ ،‬النائ��ب األس��بق ف��ي‬ ‫المجلس النيابي السوري‪ .‬وبعد زواجها‬ ‫بأرس��تقراطي اس��باني ف��ارع الط��ول‬ ‫ووس��يم المالمح‪ ،‬أنجبت من��ه طفلتها‬ ‫الوحيدة‪ ،‬سجلت كوليت تفاصيل عالقة‬ ‫الحب العاصف التي جمعتها بنزار‪ .‬وفي‬ ‫روايتها األولى الشهيرة "أيام معه"‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1969‬ت��زوج م��ن الس��يدة‬ ‫بلقيس ال��راوي "عراقية "‪ ،‬يحكى نزار‬ ‫عن بداي��ة قصته مع زوجت��ه وحبيبته‬ ‫الت��ي كتب لها أجمل قصائ��ده‪ ..‬قائال "‬ ‫بلقي��س ه��ي كنز عظيم عث��رت عليه‬ ‫مصادف��ة‪ ،‬حي��ث كن��ت أق��دم أمس��ية‬ ‫ش��عرية ف��ي بغ��داد ع��ام ‪1962‬م‪..‬‬ ‫قصتن��ا ككل قصص الح��ب في المدن‬ ‫العربي��ة جوبه��ت ب(ال) كبي��رة ج��داَ‪..‬‬ ‫كان االعت��راض األقوى عل��ى تاريخي‬ ‫الش��عري‪ ،‬وكانت مجموعات��ي الغزلية‬ ‫وثائق أش��هرها أهل بلقي��س ضدي"‪.‬‬ ‫وأنج��ب منه��ا عم��ر وزينب‪ ،‬وف��ي عام‬ ‫‪ 1981‬قتلت بلقي��س في حادث انفجار‬ ‫دم��ر الس��فارة العراقي��ة ف��ي بيروت‪،‬‬ ‫وصم��ت نزار لصي��ح وقد ج��ن جنونه‪:‬‬ ‫"س��أقول في التحقيق‪ ..‬اني قد عرفت‬ ‫القاتلين‪..‬‬ ‫بلقيس‪ ..‬يا فرسي الجميلة‪ .‬انني من كل‬ ‫تاريخي خجول‬ ‫هذي بالد يقتلون بها الخيول‪..‬‬ ‫سأقول في التحقيق‪:‬‬ ‫كيف أميرتي اغتصبت‪..‬‬ ‫وكيف تقاسموا الشعر الذي يجري كأنهار‬ ‫الذهب‬ ‫سأقول كيف استنزفوا دمها‪..‬‬ ‫وكي��ف اس��تملكوا فمها‪ ..‬فم��ا تركوا به‬ ‫ورداً‬ ‫وال تركوا به عنباً‪..‬‬ ‫هل موت بلقيس‪ ..‬هو النصر الوحيد في‬ ‫تاريخ كل العرب؟"‬ ‫ورثا نزار بلقيس الراوي فى قصيدة كبيرة‬ ‫قال فى مطلعها‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫شُكرَاً َل ُكمْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫شُكرَا لكمْ‬ ‫ُ‬ ‫بوسْعِكم‬ ‫فحبيبتي ُقتِ َلتْ وصارَ‬

‫‪15‬‬


‫من ذاكرة العتمة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫الثالثاء ‪1 / 15‬‬

‫اضطرب السجن وكأن إضراباً وشيك الحدوث‪ ،‬في‬ ‫العاش��رة والنصف هز الص��راخ والدبي��ك جنباته وبعد‬ ‫لحظات ج��اء الح��راس يأمروننا بدخ��ول المهاجع فوراً‪.‬‬ ‫في الطوابق العليا يوجد جناح للفلسطينيين يتألف من‬ ‫تس��عة مهاجع هبوا يداً واحدة وصوتاً واحداً يتظاهرون‬ ‫ويكبِّرون‪ ،‬وينادون بسقوط النظام السوري‪ .‬لقد نقلت‬ ‫كل األخبار العالمية حادثة الكمندوس اإلس��رائيلي في‬ ‫تونس‪ ،‬واغتيال القادة الفلسطينيين الثالثة‪ - :‬أبو إياد‪،‬‬ ‫وأبو الهول‪ ،‬وأبو محمد‪.‬‬ ‫جاء العسكر أمام جناحنا حاملين السالح مهددين‪،‬‬ ‫عندئ��ذ ثرنا وهجن��ا وبدأن��ا بالصراخ ورف��ع القبضات‪،‬‬ ‫وعندما دخل العس��كر إلغالق المهاجع حدثت المشادات‬ ‫وج��اء الرائد محي الدين مس��اعد مدير الس��جن‪ ،‬طلب‬ ‫ش��اويش الجناح وكان هذا الشاويش رائداً في الجيش‬ ‫خ��دم ف��ي س�لاح الصوراي��خ‪ ،‬وه��و م��ن حلب‪ .‬س��أل‬ ‫الشاويش مساعد مدير السجن‪:‬‬ ‫لماذا حرس��ك يدخل مسلحًا إلى المهاجع؟‪ ..‬السالح‬ ‫والذخي��رة الحية مدخرة لفلس��طين والجوالن وليس��ت‬ ‫للسجناء العزل‪.‬‬ ‫وفي هذه اللحظة جاء مدير الس��جن وسمع الحوار‬ ‫ورأى الهياج‪ ،‬وكان االضطراب يعم الطوابق‪ .‬كان مدير‬ ‫الس��جن أصفر الل��ون‪ .‬كنا نس��مع الهتاف��ات والزغاريد‬ ‫قادمة من األعلى‪ ،‬في الممر تراجع العس��اكر‪ ،‬وتقدمنا‪.‬‬ ‫ثم تقدموا‪ ،‬وتراجعنا‪ ..‬ودخل مدير الس��جن ومساعده‪،‬‬ ‫وباللي��ن والرج��اء ت��م إغ�لاق المهاجع وب��دأ الدق على‬ ‫الصفي��ح وتح��ول الس��جن العتيد الجاثم عل��ى تلة إلى‬ ‫قلعة احتجاج‪.‬‬ ‫يا أاهلل‪ ..‬كم هذا النظام متورط‪ ،‬وعفن‪ ،‬ومضاد‪.‬‬

‫الأربعاء ‪1 / 16‬‬

‫أب��واب المهاج��ع مغلقة‪ .‬اس��تدعى مدير الس��جن‬ ‫ش��اويش الجن��اح‪ .‬ه��دد بإن��زال عناص��ر الش��غب إلى‬ ‫الزنازين‪ .‬رد الش��اويش بأن حمل السالح أو التهديد به‬ ‫ممن��وع منعًا بات��ًا‪ .‬قال المدير أنه سيس��تمر في إغالق‬ ‫المهاجع‪ .‬بل – إذا لزم األمر – سيقطع التيار الكهربائي‪.‬‬ ‫إننا نترقب وننتظ��ر‪ .‬صباح هذا اليوم ينتهي إنذار‬ ‫أمريكا للعراق والجميع هنا على رأيين رأي يؤيد الحرب‬ ‫وب�لا تراجع ض��د الرجعي��ة واألمبريالي��ة‪ ،‬والصهيونية‬ ‫والقاع��دة المتقدم��ة اس��رائيل‪ ،‬ورأي يؤك��د أن الحرب‬ ‫مغام��رة وهي غي��ر مضمون��ة‪ ،‬وربما يتم بواس��طتها‬ ‫تدمي��ر الع��راق وتدمي��ر التطل��ع العربي نح��و الوحدة‬ ‫وتكون تمهيداً الستس�لام عربي إلس��رائيل وألمريكا‪،‬‬ ‫وتت��م الس��يطرة التام��ة على النف��ط العرب��ي وإحكام‬ ‫القبضة على العرب‪ .‬أن الرأيين ليسا مع المواجهة‪ ،‬ألن‬ ‫هذه المواجهة اآلن وفجأة وبدون إعداد وال تمهيد تصب‬ ‫في مصلحة األمريكان وإسرائيل‪.‬‬ ‫هناك شك صارخ بصدام حسين‪ ،‬الكل يجمع على‬ ‫رعونته وعلى فرديته وعلى بطشه الداخلي‪ ،‬وغموض‬ ‫أهدافه‪.‬‬ ‫التقاري��ر اإلعالمي��ة تضخ��م م��ن ق��وة الع��راق‪،‬‬ ‫وه��ذا تمهي��د لضربه وتحطيم��ه‪ .‬لقد راكم��ت الهزائم‬ ‫أمام اس��رائيل واإلنحناء الذليل أم��ام األنظمة القامعة‬ ‫والعميل��ة في الالوع��ي العربي ت��واك ًال‪ ،‬وذ ًال‪ ،‬وتخاذ ًال‪.‬‬ ‫وال نث��ق بأنفس��نا‪ ،‬وال بحكامن��ا‪ ،‬وال يمك��ن أم��ام هذا‬ ‫البغاء السياس��ي أن يكون أحد جاداً في مالقاة أمريكا أو‬ ‫إس��رائيل فهذه العنتريات الفجائية ال تبشر بخير‪ .‬األمر‬

‫بحاج��ة إلعداد مديد والتذرع بالصم��ت والكتمان وعدم‬ ‫التبجج‪ .‬إننا نترقب بدء المواجهة بين لحظة وأخرى‪.‬‬

‫اخلمي�س ‪1 / 17‬‬

‫نم��ت العاش��رة‪ .‬قل��ت‪ :‬إذا ب��دأت ح��رب الخلي��ج‬ ‫أيقظوني‪.‬‬ ‫كانت قد بثت وكاالت األنباء مناشدات البابا واألمين‬ ‫الع��ام لألم��م المتح��دة‪ .‬في الس��اعة الثالث��ة والنصف‬ ‫أيقظن��ي ج��اري م‪ .‬ع وه��و ش��اب م��ن قري��ة الهنادي‬ ‫محافظ��ة الالذقية موالي��ده ‪ .1961‬عندم��ا اعتقل كان‬ ‫في الواحد والعش��رين‪ ،‬قال‪ ،‬وه��و يهزني‪ :‬انهض أيها‬ ‫الختي��ار لقد ب��دأت الحرب‪ ،‬بدأت منذ س��اعتين‪ .‬وعندما‬ ‫نهض��ت جاء بإبريق المياه الس��اخنة ونق��ع نبات المتة‪،‬‬ ‫وأشعل سيجارة له وأخرى لي "أنا ال أدخن‪ .‬لكنني أُ ّ‬ ‫نفخْ‬ ‫بي��ن ي��وم وآخر‪ " .‬البقي��ة من نزالء المهجع في س��بات‬ ‫عميق‪" ،‬عددنا في المهجع سبعة عشر"‪.‬‬ ‫اإلذاع��ات التي كنا نس��معها ف��ي مذياعنا الصغير‬ ‫المتواضع هي‪ :‬إذاعات إس��رائيل ومصر وسورية‪ .‬إذاعة‬ ‫العدو وكالعادة تبث س��مومها‪ ،‬وشماتتها‪ ،‬أما األخريتان‬ ‫فتتكمان بنبرة مرتفعة عن بدء تحرير الكويت‪.‬‬ ‫ل��و أن اعت��داء العراق عل��ى الكويت عول��ج عربياً‪،‬‬ ‫وتق��رر التحرير عربي��اً لكان األمر عادي��ًا ويدل على أن‬ ‫الع��رب من خ�لال جامعته��م لديه��م اإلرادة‪ ،‬والقوات‪،‬‬ ‫واألم��وال أن يردع��وا المعتدي على الش��رعية الدولية‪،‬‬ ‫وي��ردوا كي��د كل طام��ع ومغامر‪ .‬ولكن األم��ر غير ذلك‬ ‫وهذا هو المشين في األمر‪ .‬هناك غزو عراقي للكويت‪،‬‬ ‫هذا صحيح‪ ،‬ومخجل‪ ،‬ولكن هناك غزو أمريكي حقيقي‬ ‫لجزيرة العرب باسم تحرير الكويت‪ .‬إذا هناك غزو أدنى‬ ‫عربي الهوي��ة‪ .‬كان س��ببًا للغزو األكب��ر الدولي تقوده‬ ‫األمبريالية األمريكية لتش��ديد القبض��ة على األنظمة‬ ‫العربية‪ ،‬وللسيطرة على النفط والخليج‪ .‬هذا يدل على‬ ‫ضعف وتفت��ت األنظمة الحاكمة العربي��ة‪ ،‬وأنها جميعًا‬ ‫ترق��ص على أنغام الج��از‪ ،‬وأن أمن الوط��ن العربي ال‬ ‫يهمه��ا‪ .‬يهمها االس��تمرار في الحكم القامع كس�لاالت‬ ‫ملكي��ة‪ ،‬ودكتاتوري��ات ش��به مؤب��دة على حس��اب أمن‬ ‫الوطن‪ ،‬وأمن المواطن‪.‬‬

‫اجلمعة ‪1 / 18‬‬

‫إس��رائيل تُضرَب بالصورايخ العراقية وقد وصل‬ ‫المدى إلى تل أبيب وحيفا وصحراء النقب‪.‬‬ ‫اس��تيقظنا جميعًا الس��اعة السادسة‪ ،‬ولم نكن قد‬ ‫نمن��ا قبل الثاني��ة‪ .‬هنأنا بعضن��ا‪ ،‬وبتنا ننتظ��ر موقفًا‬ ‫وطنياً من سورية ومصر المتحالفتين مع قوات التحالف‬ ‫بقيادة أمريكا‪ .‬تصورنا أن إس��رائيل س��تهاجم األردن‪،‬‬ ‫وتنطل��ق لمواجه��ة الع��راق وعندئ��ذٍ م��اذا يك��ون من‬ ‫سورية أو مصر؟‬ ‫أن ض��رب إس��رائيل ل��ه مدلول سياس��ي‪ ،‬وس��يحدث‬ ‫مفعو ًال نفس��يًا في الش��ارع العربي كما يؤلب هذا الشارع‬ ‫ضد مصر وس��ورية والس��عودية‪ .‬مما يضع��ف التحالف مع‬ ‫أمري��كا‪ ،‬وخاصة إذا تدخلت إس��رائيل‪ ،‬وجرى اس��تفزازها‬ ‫الس��ؤال المل��ح‪ :‬هل تدع أمري��كا هذا العزف الس��ونفوني‬ ‫المحك��م يفلت من زمامها؟‪ ..‬أن ه��ذه الدولة التي أصبحت‬ ‫أعظ��م دولة وأقوى دول��ة واألثرى في العال��م‪ ،‬وهي دولة‬ ‫مؤسسات عمالقة‪ ،‬ومحسوبة الخطوات من قبل آالف فرقاء‬ ‫العمل والدراس��ات‪ .‬هل تس��مح لعقلية مغامرة وفردية أن‬ ‫تُخَرْ ِبط حجرة من رقعة الشطرنج؟ أشك في ذلك‪.‬‬ ‫هل تتحول الحرب من حرب أمم متحدة ضد العراق‬ ‫إلى ح��رب أمريكي��ة صهيونية ض��د العرب؟‪ ..‬وتخس��ر‬

‫أمري��كا الع��رب والش��ارع العرب��ي‪ ،‬وتصب��ح األنظم��ة‬ ‫مهددة؟‪ ..‬عمّ الفرح جميع مهاجع الجناح‪.‬‬ ‫فتح��وا أب��واب المهاج��ع‪ .‬لكنه��م كانوا ق��د رفعوا‬ ‫ج��داراً بين الجناحين‪ ..‬وتركوا ك��وة – من خاللها تجري‬ ‫األحادي��ث بين ن��زالء الجناحين‪ .‬وفح��وى األحاديث‪ :‬أن‬ ‫الحرب ستتس��ع رقعتها‪ ..‬هذا كان تصور الجميع‪ ،‬وهي‬ ‫مرحلة من مراحل الصراع العربي اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫أن الغ��رب وأمريكا لم يصنعا ش��يئًا منذ تأس��يس‬ ‫الدولة العبرية بش��أن انتهاكات األخي��رة لقرارات األمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬وهدف المستعمرين حماية إسرائيل‪ ،‬وتدعيم‬ ‫تفوقها العس��كري والذري‪ ،‬واالقتص��ادي‪ ..‬فإذا تدخلت‬ ‫أو دخلت إس��رائيل هذه الح��رب زال التمويه عن الحكام‬ ‫العرب‪ ،‬وانكشف الغرب الدجّال‪.‬‬ ‫إننا نب��دي تخوفنا على العراق م��ن هذه المغامرة‬ ‫الكبرى‪ .‬إننا كذلك نكبر الوقفة – اللهم إذا كانت صادقة‬ ‫– ضد أمريكا والرجعية السعودية وإسرائيل‪.‬‬ ‫وه��ذه الصوراي��خ الت��ي تس��قط عل��ى ت��ل أبيب‬ ‫أنهض��ت قامة المواط��ن في العواص��م العربية‪ ،‬والتي‬ ‫أذلتها الحقبة الس��عودية بالرش��اوى ألج��ل المزيد من‬ ‫إهراق الدم الفلسطيني واللبناني في الحرب األهلية‪.‬‬ ‫هل تحمل بالد الرافدين مشروعًا عربياً تحررياً؟‪..‬‬ ‫ل��وال قي��ام الح��رب اإليراني��ة الت��ي خدمت الس��عودية‬ ‫وأمري��كا وإس��رائيل لقلت نعم‪ ..‬لكن قي��ام تلك الحرب‬ ‫من قبل نفس المسؤول العراقي تجعلني أشك‪.‬‬

‫ال�سبت ‪1 / 19‬‬

‫الذه��ول من الحرب وتطورها يهيمن علينا جميعًا‪.‬‬ ‫وزاد ذهولنا وبهجتنا ونحن نتناول اإلفطار نقل اإلذاعات‬ ‫لوقوع الصواريخ على تل أبيب والقدس اليهودية‪.‬‬ ‫اس��تأنف مدير الس��جن إغ�لاق المهاج��ع‪ ،‬وقال أن‬ ‫العقوبة مستمرة‪.‬‬ ‫من الممكن أن تتطور هذه الحرب‪ ..‬وصول صواريخ‬ ‫العراق إلى عمق األراضي في الدولة االس��تيطانية أمر‬ ‫َ‬ ‫تَتحَوّل الحرب إلى حرب برية‬ ‫بالغ األهمية‪ ،‬نتصور أن‬ ‫ال تحقق لقوات التحالف نصراً سريعًا‪.‬‬ ‫ف��إذا ط��ال أم��د الح��رب‪ ،‬وإذا دخل��ت إس��رائيل‬ ‫المَعْمَع��ة ف��إن ه��ذه الح��رب تصب��ح حرب��اً وطني��ة‪،‬‬ ‫وعندئذٍ س��يضغط الش��ارع في كل من سورية ومصر‬ ‫ويه��دد نظامي الحك��م‪ .‬مِنَ الممك��ن أن يدخل الحرب‬ ‫إل��ى جانب العراق؟‪ ..‬المرش��ح الذي ن��راه أه ًال هو دولة‬ ‫إيران‪ ..‬هذا من الدول اإلسالمية‪ ،‬أمّا من الدول العربية‬ ‫اليمن‪ ،‬وكذلك الجزائر‪ .‬هذا يتوقف على دخول إسرائيل‬ ‫الحرب‪.‬‬ ‫ه��ل العراق صادق عندما يقول أن تحرير الجزيرة‬ ‫العربي��ة ه��و الهدف‪ ،‬ولي��س فقط الكوي��ت‪ .‬تظاهرات‬ ‫الش��ارع العرب��ي والش��ارع اإلس�لامي يج��ب أن تدف��ع‬ ‫العراق للتقدم نحو الصحراء السعودية‪ ..‬هل بدأ تثوير‬ ‫المنطق��ة؟‪ ..‬كل ذل��ك يتوق��ف على إطالة أم��د الحرب‪،‬‬ ‫وعل��ى ص��دق وصم��ود الع��راق‪ .‬أن مش��روع مواجه��ة‬ ‫أمري��كا وإس��رائيل ه��و مش��روع نهضوي وكبي��ر‪ .‬أنه‬ ‫ّ‬ ‫يذك��ر بمواجهة محمد علي للغ��رب‪ ،‬وللدولة العثمانية‪.‬‬ ‫اإلنس��ان العرب��ي يعي��ش حال��ة الصدمة‪ .‬لقد س��لبته‬ ‫األنظمة بداهته‪ ،‬وسلبته الصهيونية شجاعته‪ ،‬وسلبته‬ ‫أمري��كا القدرة على الوقوف‪ .‬هذه الحرب إذا طال أمدها‬ ‫وتخلى النظام العراقي عن زوغانه‪ ،‬ودخلتها إس��رائيل‬ ‫س��توقظ الش��ارع‪ ،‬وتوقظ الضمير‪ ،‬وس��تودي بالحقبة‬ ‫السعودية‪.‬‬


‫ال ترتكوا الثورة وحيدة‬

‫زليخة سالم‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫أحس��اس رائع أن نرى المول��ود الذي ننتظر يرى‬ ‫الن��ور بعد مخ��اض عس��ير‪ ..‬نعيش الخ��وف والحزن‬ ‫واألل��م والف��رح بانتظار الق��ادم إلينا‪ ،‬الث��ورة طفلنا‬ ‫الذي يرس��م حياتنا ويعيد إحيائها من جديد‪ ،‬ويخس��ر‬ ‫كثي��راً كل من لم يش��هد والدتها ويعي��ش تفاصيلها‬ ‫وتفاعالتها بأفراحها وإبداعاتها ووجعها‪.‬‬ ‫الفرق كبير بي��ن أن نعيش حالة الوالدة نتفاعل‬ ‫معه��ا‪ ،‬وبين وأن نتابعها من خارج الحدود عبر األخبار‬ ‫والص��ور كمتفرجي��ن‪ ،‬ننفع��ل نتابع ولكن المس��افة‬ ‫تقطع العالق��ة الحميمية واالرتباط الوثيق الذي يكبر‬ ‫تدريجياً من خالل الرعاية واالهتمام‪.‬‬ ‫االنخ��راط بالتفاصيل اليومية للثورة ومش��اركة‬ ‫الن��اس همومه��م ووجعه��م‪ ،‬ومش��اهدة األطف��ال‬ ‫المشردون في الساحات والشوارع متعبون‪ ،‬خائفون‪،‬‬ ‫صابرون‪ ،‬يتحدون أعتى نظام مجرم عبر التاريخ‪ ،‬في‬ ‫عيونهم بريق أمل وإشعاع يؤكد لنا أن الحياة والحرية‬ ‫تستحق أن ندفع ثمنها غاليًا‪.‬‬ ‫العي��ش لحظات الخوف م��ن رصاصة قناص‪ ،‬أو‬ ‫من قذيفة تسقط على المنزل‪ ،‬أو من صاروخ تطلقه‬ ‫طائرة تحوم فوق رؤوس��نا‪ ،‬أو من حريق ش��ب نتيجة‬ ‫انفج��ار وممك��ن أن يصلك بأي لحظ��ة‪ ،‬عيش حاالت‬ ‫الخ��وف الكثيرة والمتنوع��ة من القت��ل أو المرض أو‬ ‫المداهمة واالعتقال للحظ��ات‪ ،‬يزيلها خروج عدد من‬ ‫الش��باب والثوار في مظاهرة تتح��دى كل أنواع القمع‬ ‫والحص��ار وترفع معنوي��ات الناس وتزيده��م إصراراً‬ ‫على اس��تمرار الث��ورة حت��ى تحقيق النص��ر واقتالع‬ ‫نظام الفساد من جذوره‪.‬‬ ‫تن��ازل المواط��ن كل يوم عن عدد م��ن حاجياته‬ ‫األساس��ية لعدم قدرته على ش��رائها ف��ي ظل حرب‬ ‫األس��عار القذرة التي يديرها ع��دد من الحيتان وتجار‬ ‫الحروب‪ ،‬واالس��تعاضة بما يمكن أن يوفر قوت اليوم‪،‬‬ ‫لم يثن الكثير من الس��وريين ع��ن المضي قدماً في‬ ‫ثورتهم ولم يدفعهم إلى اللجوء إلى الخارج‪.‬‬ ‫قلوبك��م مع الس��وريين في الداخ��ل ولكنكم لن‬ ‫تش��عروا بش��عور أب يبك��ي ألن��ه ال يس��تطيع تأمين‬

‫طع��ام ألطفال��ه أو أم كانت معززة مكرم��ة في بيتها‬ ‫تخدم اآلن في البيوت (العمل ش��رف مهما كان نوعه)‬ ‫لتأمين طعام ألطفالها‪ ،‬وأمه��ات تتحمل عناء يصعب‬ ‫على الجبال تحمله‪ ،‬وأطفال تجوب الش��وارع في هذا‬ ‫الحر الش��ديد لبيع المحارم أو البس��كويت لمس��اعدة‬ ‫عائالته��م ببع��ض اللي��رات‪ ..‬الكالم يط��ول والخوف‬ ‫والوجع يكبر واألمثلة أكثر من أن تعد أو تحصى‪.‬‬ ‫كل مش��اعر الخوف تذهب إلى غير رجعة عندما‬ ‫نقف مع أهلن��ا الذين نزحوا م��ن بيوتهم‪ ،‬نقدم لهم‬ ‫الدع��م والمعون��ة‪ ،‬ولو بالحدود الدني��ا إلنقاذهم من‬ ‫العوز والحاجة‪ ،‬نش��عرهم أننا معهم نتقاسم اللقمة‬ ‫لنحي��ا مع��اً‪ ،‬التع��اون والتعاضد ش��عور عظي��م يزيد‬ ‫المانح إنس��انية والممنوح ش��عور باألمان وبأنه ليس‬ ‫وحيداً في وطنه‪.‬‬ ‫أرى ش��باب بعم��ر ال��ورد يجازف��ون بحياته��م‬ ‫لتأس��يس ن��ادي أو مدرس��ة لألطف��ال ف��ي المناطق‬ ‫الس��اخنة لحمايته��م من اللع��ب بالش��ارع وتعليمهم‬ ‫ودعمه��م نفس��يًا‪ ،‬أش��عر أن س��ورية بخي��ر بأبنائها‬ ‫وش��بابها وأن الثورة ستنتصر ال محالة بهؤالء الشباب‬ ‫حامل��ي رايته��ا‪ ،‬يني��رون الطري��ق إلى دول��ة الحرية‬ ‫والعدالة والقانون والمواطنة‪.‬‬ ‫عندم��ا نعي��ش كل هذه المش��اعر ف��ي الداخل‬ ‫نش��عر أننا نسهم بش��كل أو بآخر في تسهيل الوالدة‬ ‫وتس��ريعها ولك��ن الحمل كبي��ر‪ ،‬ونحتاج إل��ى توحيد‬ ‫جهود ش��بابنا وثوارن��ا‪ ،‬ألن الصراع��ات التي تفرعت‬ ‫هنا وهناك ش��تت الجهود‪ ،‬ومح��اوالت إجهاض الثورة‬ ‫م��ن النظام وال��دول المؤي��دة له وحتى م��ن أصدقاء‬ ‫س��ورية الذين أثبتت األيام أنهم ال يقلوا عدا ًء للثورة‬ ‫ع��ن النظ��ام‪ ،‬بعثرت جه��ود الجيش الحر(م��ن الذين‬ ‫ال ينتم��ون ألجن��دات خارجي��ة) بي��ن حماي��ة األهالي‬ ‫والم��دن وبين التصدي لعمالء النظ��ام الذين انضموا‬ ‫إلى صفوفه وش��كلوا عصابات وكتائب للقتل والنهب‬ ‫والسرقة لتشويه الثورة‪.‬‬ ‫م��ن يعيش في الخارج ال تربطه بالثورة المولود‬ ‫س��وى روابط الدم كم��ا يقال‪ ،‬ربما الش��وق والحنين‬

‫والح��زن واأللم على ما يحصل ألهله ووطنه‪ ،‬وكل ما‬ ‫يقدم��ه ال يرقى إلى ما يقدمه أي فرد في الداخل من‬ ‫تضحية وخوف ووجع‪.‬‬ ‫لن أنس��ى م��ا رواه لي زميل لنا أعتق��ل أكثر من‬ ‫عش��رين عاماً من معاناة وألم جراء صعوبة التواصل‬ ‫مع زوجته وأوالده الذين تركهم أطفا ًال وخرج ليجدهم‬ ‫شبابًا ومنهم من تزوج وأنجب وعاش حياته دون وجود‬ ‫األب ال��ذي أصبح بالنس��بة لهم مجرد أب باالس��م كما‬ ‫قال‪ ،‬لن أنس��ى دموع��ه وهو يتكلم ع��ن الغربة التي‬ ‫يعيش��ها داخ��ل األس��رة وش��عوره بأنه دخي�لا عليهم‬ ‫وأنه��م يتقبلون��ه بينه��م بحكم الواج��ب‪ ،‬ألن الطفل‬ ‫ال��ذي يكب��ر وحده ويؤس��س حيات��ه دون رعاية أبوية‬ ‫تُفقد الصلة الطبيعية بينهم��ا وتصبح العالقة مجرد‬ ‫بروتوك��والت عائلي��ة أو مجتمعية أي بحك��م الواجب‪،‬‬ ‫وهذا ينسحب على عالقة معارضة الخارج بالثورة‪.‬‬ ‫أنا ال ألوم هنا من خرج وال أطعن في مصداقيته‬ ‫فل��كل منا ق��درة عل��ى االحتم��ال ولكنن��ي أتمنى أن‬ ‫يح��اول الباقي��ن االحتم��ال والبقاء ألن الث��ورة تحتاج‬ ‫إل��ى رعاي��ة عملي��ة وفعلية عل��ى األرض وليس عبر‬ ‫األثير‪ ،‬ولكي ال نخلي الس��احة للمتطرفين والمرتزقة‬ ‫لقيادة دفة الثورة وتوجيهها باالتجاه الخطأ‪ ،‬أنا ال ألوم‬ ‫م��ن خرج مجب��راً أو مضطراً وال ألوم من ال يس��تطيع‬ ‫الدخ��ول‪ ،‬ولكني أعتب على من كان بإمكانه البقاء أو‬ ‫يس��تطيع الع��ودة دون تهديد لحيات��ه ولم يفعل‪ ،‬ألن‬ ‫الثورة بحاجة إلى أبنائها‪ ،‬كل أبنائها‪ ،‬وإذا خرج الجميع‬ ‫من س��يبقى بالداخل‪ ،‬وهل ستنتصر الثورة بالتنظير‬ ‫والبيانات من الخارج‪.‬‬ ‫وعل��ى س��يرة الخ��ارج م��اذا فعل��ت المعارض��ة‬ ‫الخارجي��ة غي��ر المؤتم��رات والبيان��ات والج��والت‬ ‫المكوكي��ة التي لم تحرك س��اكناً‪ ،‬وحتى الثوار الذين‬ ‫خرجوا لرفد االئتالف والمجلس بدم ش��اب من الداخل‬ ‫ومحاول��ة توحيد صفوف المعارض��ة‪ ،‬أصبح لبعضهم‬ ‫أجندات��ه وتبعيته‪ ،‬وفش��لوا في إح��داث أي تغيير ألن‬ ‫اللعبة ف��ي الخارج أكبر من قدرتهم على الفعل وألن‬ ‫الكلمة الفصل لثوار الداخل الحقيقيين‪.‬‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫الثورة بحاجة �إىل رعاية �أبنائها ودعمهم‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪17‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫ُهنا ِد َم�شق‬ ‫سيامند حسين‬ ‫(يوميات ومشاهدات) ‪ 28‬حزيران ‪2013‬‬

‫طفولة‬ ‫�أخرى يف‬ ‫احلريق‬

‫عش��رة رج��ال فق��ط كان��وا يمش��ون معهما‪.‬‬ ‫بأنفاس‬ ‫بين الحي��ن واآلخر يتهامس اثن��ان منهم‬ ‫ٍ‬ ‫مش��دوهةٍ ومنهكةٍ حبس��تها ُ‬ ‫ليلة أمس واجترّها‬ ‫القل��قُ ف��ي الرئ��ات م��راراً‪ .‬األبُ متوجّ��سٌ من‬ ‫شيء مّا قد يقع قبل بزوغ الشمس‪ ،‬فتكبر شيخة‬ ‫الصغي��رة يوم��اً جديداً‪ ،‬وتكتش��ف م��ا أرادَ أولئك‬ ‫الغربا ُء‪ ،‬الذين تمادوا كثيراً‪ ،‬إخفا َءه عنها‪.‬‬ ‫والزيزان دورها وتختبئ اتقا ًء‬ ‫تُنهي الخنافسُ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫جوقة من الدِّيَك��ة البعيدة‬ ‫م��ن المناقير النهم��ة‪،‬‬ ‫تُعل��ن بدء الحف��ل الصباحيّ اليوم��يّ‪ .‬بضرباتٍ‬ ‫ثقيلة من جناحَيها القويَّين تطيرُ البومة البيضاء‬ ‫ً‬ ‫صامتة من أعل��ى الصنوبرة العتيقة المتوس��طةِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫مغلق��ة وراءها ب��ابَ حُجرةِ‬ ‫وترحل‬ ‫فن��ا َء البي��ت‪،‬‬ ‫الليل األخير‪.‬‬ ‫ «ي��ا أب��ي‪ ،‬إلى أين نح��ن ذاهب��ون في هذا‬‫الفج��ر؟ ولم��اذا لم ت��أتِ أم��يّ معنا؟» ‪ -‬همس��ت‬ ‫الطفلة‪.‬‬ ‫ «ال تجزعي يا ابنتي‪ ،‬كل شيء سيكون على‬‫ما يرام»‪.‬‬ ‫ «لك��ن المكان ضيقٌ هنا‪ .‬ه��ل بقي الكثير‬‫ٌ‬ ‫خائفة‪– .‬قال��ت الطفلة‬ ‫حت��ى نصل ي��ا أبي؟ إن��يّ‬ ‫بصوت بات مسموع ًا اآلن ‪ -‬لماذا ال نركض يا أبي‪..‬‬ ‫أشعرُ باالختناق»‪.‬‬ ‫طعن صوتها الطفول��يّ ضوء الفجر الرماديّ‬ ‫في األعين الهامدة‪ ،‬ثمّ انغرزت موجاته عميق ًا في‬

‫الجدران الطينيّة المُعانقة لشوارع البلدة األليفة‪،‬‬ ‫حي��ن راحت نظ��رات الرجال ترس��و بحس��رةٍ على‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫قطنية‬ ‫أقمش��ة‬ ‫نواف��ذ مُوص��دةٍ تحجبُ ما خلفها‬ ‫ُ‬ ‫العتمة في الغُرف‪ .‬كانوا يتجنّبون‬ ‫رقيق��ة ك ّث َفتهَا‬ ‫بصبر‬ ‫أن تتالق��ى نظراته��م التي صُقل��ت لتوّها‬ ‫ٍ‬ ‫خج��ول‪ .‬كان��وا أيضاً يخش��ون أن ت��ذرفَ عيونهم‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫دمع��ة لم ُ‬ ‫المتش��ققة منذ س��نوات‬ ‫تَذ ْقها الخدودُ‬ ‫طويلة‪ ،‬فتفضح أمرهم‪.‬‬ ‫تالش��ى أثرُ الصوت مع انزالق أُولى ش��عاعات‬ ‫الحزن الكبير الذي اس��تودعه‬ ‫الصباح‪ ،‬بعد أن فجّر‬ ‫َ‬ ‫الليل في القلوب‪ .‬على حبال الغس��يل المُتقوّسة‬ ‫ّ‬ ‫المنقط��ة بالدماء التي‬ ‫عُ ّلقتْ الوس��ائد البيض��اء‬ ‫نزفت من آذان النائمين‪ .‬ذاك الصوت العميق الذي‬ ‫لم يتوّقف عن الت��ردّد داخلها‪ ،‬كان يقرعُ ويقرعُ‬ ‫ُ‬ ‫يحاول تحطيم الباب في بحثه‬ ‫بإلحاح‪ ،‬كعابر سبيل‬ ‫ٍ‬ ‫المجنون عن مأوىً من عاصفة مطريّة قويّة‪.‬‬ ‫بع��د س��اعات قليل��ة‪ ،‬كان��ت ش��يخة وحي��دةً‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مس��تلقية تنظرُ إلى غيوم الصيف العابرة‪ ،‬وتَعدّ‬ ‫ملل‪ ،‬بين حين وآخر‪ ،‬زرزوراً يحلقّ نش��يطًا أو‬ ‫من ٍ‬ ‫دُورياً يالحقُ فراش��ة‪ ،‬أو نحل��ة جائعة ّ‬ ‫تحط على‬ ‫إح��دى األزهار الت��ي وضعها أحدهم عن��د قدميها‬ ‫الحافيتي��ن‪ ،‬بينما أخذتْها غف��و ٌة قصير ٌة في وقت‬ ‫مّا من هذا الصباح‪.‬‬ ‫(إلى روح الطفلة شيخة من عامودا‪ ،‬وإلى أرواح‬ ‫جميع األطفال الشهداء)‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫يقضي المرس��وم المذك��ور بزيادة‬ ‫الروات��ب واألج��ور الش��هرية المقطوعة‬ ‫للعاملي��ن المدنيي��ن والعس��كريين‬ ‫ف��ي ال��وزارات واإلدارات والمؤسس��ات‬ ‫العامة وش��ركات ومنش��آت القطاع العام‬ ‫والبلدي��ات ووح��دات اإلدارة المحلي��ة‬ ‫والعمل الش��عبي والش��ركات والمنش��آت‬ ‫المصادرة والمدارس الخاصة المس��تولى‬ ‫عليه��ا اس��تيال ًء نهائي��ًا وم��ا ف��ي حكمها‬ ‫وسائر جهات القطاع العام وكذلك القطاع‬ ‫المش��ترك الذي ال تقل مس��اهمة الدولة‬ ‫في��ه عن ‪ 75‬بالمئة م��ن رأس مالها وفق‬ ‫اآلتي‪..‬‬ ‫أ ‪ 40 -‬بالمئ��ة عل��ى ‪ 10000‬لي��رة‬ ‫س��ورية األول��ى م��ن الرات��ب أو األج��ر‬ ‫الشهري المقطوع‪.‬‬ ‫ب ‪ 20 -‬بالمئ��ة عل��ى ‪ 10000‬لي��رة‬ ‫س��ورية الثاني��ة م��ن الرات��ب أو األج��ر‬ ‫الشهري المقطوع‪.‬‬ ‫ج ‪ 10 -‬بالمئ��ة عل��ى ‪ 10000‬لي��رة‬ ‫س��ورية الثالث��ة م��ن الرات��ب أو األج��ر‬ ‫الشهري المقطوع‪.‬‬ ‫د ‪ 5 -‬بالمئ��ة عل��ى م��ا يزي��د ع��ن‬ ‫‪ 10000‬ليرة س��ورية الثالثة من الراتب أو‬ ‫األجر الشهري المقطوع‪.‬‬ ‫وتش��مل الزي��ادة المذك��ورة‬ ‫المشاهرين والمياومين والدائمون منهم‬ ‫والمؤقتون سواء كانوا وكالء أم عرضيين‬ ‫أم موس��ميين أم متعاقدي��ن بعق��ود‬ ‫اس��تخدام أم معينين بج��داول تنقيط أو‬ ‫بموجب صكوك إداري��ة وكذلك العاملون‬ ‫على أساس الدوام الجزئي أو على أساس‬ ‫اإلنتاج أو األجر الثاب��ت والمتحول وذلك ‪/‬‬ ‫كله ‪ /‬بمراعاة مايلي‪..‬‬ ‫‪ - 1‬تسري الزيادة المحددة في المادة‬ ‫األولى من هذا المرسوم التشريعي حكما‬ ‫عل��ى المتعاقدين من العرب الس��وريين‬ ‫وم��ن في حكمهم فيم��ا إذا كان الراتب أو‬ ‫األجر الشهري المتعاقد عليه ال يزيد على‬ ‫األجر الشهري الذي عين فيه أمثالهم من‬ ‫حملة نف��س الش��هادة أو المؤهل بصفة‬ ‫دائمة ل��دى الجهة العام��ة المتعاقد معها‬ ‫وذل��ك بمراع��اة الم��دة المنقضي��ة على‬ ‫تخرجهم أو حصولهم على المؤهل‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تحس��ب الزي��ادة المح��ددة ف��ي‬ ‫المادة األولى من هذا المرسوم التشريعي‬ ‫للوكالء والمؤقتين على أس��اس الراتب أو‬ ‫األجر المقطوع الذي يس��تحقونه بتاريخ‬ ‫نف��اذ هذا المرس��وم التش��ريعي بصرف‬ ‫النظر عن مدة استخدامهم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬يصدر وزي��ر العمل باالتفاق مع‬ ‫وزي��ر المالية قرارات تح��دد فيها طريقة‬ ‫احتس��اب الزيادات عل��ى أج��ور العاملين‬ ‫المياومي��ن وبالتنقي��ط وعل��ى أس��اس‬ ‫ال��دوام الجزئ��ي واإلنتاج أو األج��ر الثابت‬ ‫والمتحول بم��ا يتفق والزي��ادات المقررة‬ ‫ف��ي ه��ذا المرس��وم التش��ريعي وتعتبر‬ ‫الق��رارات الص��ادرة به��ذا الش��أن ناف��ذة‬ ‫المفع��ول اعتب��ارا م��ن تاريخ نف��اذ هذا‬ ‫المرسوم التشريعي‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬يجري اس��تخدام العاملين على‬

‫مختل��ف أنواعه��م ف��ي الروات��ب واألجور‬ ‫الناجمة ع��ن الزيادة المق��ررة في المادة‬ ‫األولى من هذا المرسوم التشريعي‪.‬‬ ‫كما ي��زاد الحد األدن��ى العام لألجور‬ ‫والح��د األدن��ى ألج��ور المه��ن لعم��ال‬ ‫القط��اع الخ��اص والتعاوني والمش��ترك‬ ‫غير المش��مول بأحكام القانون األساسي‬ ‫للعاملي��ن بالدول��ة رق��م ‪ / 50 /‬لع��ام ‪/‬‬ ‫‪ / 2004‬ليصبح مبلغ��ا وقدره ‪/ 13670 /‬‬ ‫ليرة سورية شهريا‪.‬‬ ‫و تعدل بقرارات من وزير المالية‪..‬‬ ‫‪ - 1‬ج��داول األج��ور الملحق��ة‬ ‫بالقانون األساس��ي للعاملي��ن في الدولة‬ ‫والتعدي�لات الطارئ��ة عليه��ا بموج��ب‬ ‫الصك��وك التش��ريعية الناف��ذة وذلك بما‬ ‫يتف��ق والزيادة المقررة في المادة األولى‬ ‫من ه��ذا المرس��وم التش��ريعي وله جبر‬ ‫الكس��ور وتدوير األرقام في حدود خمس‬ ‫ليرات سورية إلى األعلى‪.‬‬ ‫‪ - 2‬جداول الروات��ب واألجور النافذة‬ ‫بش��أن فئ��ات العاملي��ن المس��تثناة م��ن‬ ‫أح��كام القان��ون األساس��ي للعاملين في‬ ‫الدولة بموجب المادة ‪ / 159 /‬من القانون‬ ‫المذك��ور بم��ا يتف��ق والزي��ادة المق��ررة‬ ‫ف��ي الم��ادة األول��ى من ه��ذا المرس��وم‬ ‫التش��ريعي ول��ه جب��ر الكس��ور وتدوي��ر‬ ‫األرقام في ح��دود خمس ليرات س��ورية‬ ‫إلى األعلى‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الروات��ب األساس��ية واألصلي��ة‬ ‫لحس��اب المعاش��ات التقاعدي��ة المقابل��ة‬ ‫للروات��ب واألج��ور المقطوع��ة بم��ا يتف��ق‬ ‫والزي��ادة المق��ررة ف��ي الم��ادة األول��ى من‬ ‫هذا المرس��وم التش��ريعي عل��ى أن ال تزيد‬ ‫اإلضافة الطارئة بمقتضى هذا التعديل عن‬ ‫الزي��ادة المحددة في المادة األولى المذكورة‬ ‫وله جبر الكس��ور وتدوي��ر األرقام في حدود‬ ‫خمس ليرات سورية إلى األعلى‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬تجب��ر بص��ورة حكمي��ة كس��ور‬ ‫اللي��رة الناجم��ة ع��ن تطبي��ق الزي��ادة‬ ‫المح��ددة ف��ي الم��ادة األول��ى م��ن ه��ذا‬ ‫المرسوم التشريعي إلى الليرة‪.‬‬ ‫و تصرف النفقة الناجمة عن تطبيق‬ ‫هذا المرسوم التشريعي وفقا لما يلي‪..‬‬ ‫أ ‪ -‬م��ن وف��ورات مختل��ف أقس��ام‬ ‫وف��روع الموازن��ة العامة للس��نة المالية‬ ‫‪ 2013‬بالنسبة للعاملين الذين يتقاضون‬ ‫رواتبهم وأجورهم من هذه الموازنة‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬م��ن وف��ورات مختلف حس��ابات‬ ‫الموازنات التقديرية لعام ‪ 2013‬بالنسبة‬ ‫ل��كل جه��ة م��ن جه��ات القط��اع الع��ام‬ ‫االقتص��ادي وش��ركات اإلنش��اءات العامة‬ ‫الذين يتقاض��ون رواتبهم وأجورهم من‬ ‫موازنة أي من الجهات المذكورة‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬من وفورات مختلف أبواب وبنود‬ ‫الموازنات الس��نوية لعام ‪ 2013‬بالنسبة‬ ‫لكل جهة من الجه��ات العامة األخرى في‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫و تبق��ى كافة التعويضات الممنوحة‬ ‫وفق القوانين واألنظمة النافذة محسوبة‬ ‫عل��ى األج��ور الناف��ذة قب��ل ص��دور هذا‬ ‫المرسوم التشريعي‪.‬‬

‫كم��ا ص��در المرس��وم التش��ريعي‬ ‫رق��م ‪ / 39 /‬للع��ام ‪ 2013‬ال��ذي يقض��ي‬ ‫بمن��ح أصح��اب المعاش��ات التقاعدية من‬ ‫العس��كريين والمدنيين المشمولين بأي‬ ‫من قواني��ن وأنظم��ة التقاع��د والتأمين‬ ‫والمعاش��ات والتأمين��ات االجتماعي��ة‬ ‫النافذة بمن فيهم الخاضعون للمرس��وم‬ ‫التشريعي رقم ‪ 48‬لعام ‪ 1972‬والقانون‬ ‫رقم ‪ 43‬لعام ‪ 1980‬زيادة وفق اآلتي‪..‬‬ ‫‪ 25 - 1‬بالمئ��ة عل��ى ‪ 10000‬لي��رة‬ ‫سورية األولى من المعاش التقاعدي‪.‬‬ ‫‪ 20 - 2‬بالمئ��ة عل��ى ‪ 10000‬لي��رة‬ ‫سورية الثانية من المعاش التقاعدي‪.‬‬ ‫‪ 10 - 3‬بالمئ��ة عل��ى م��ا يزي��د عن‬ ‫‪ 10000‬ليرة س��ورية الثانية من المعاش‬ ‫التقاعدي‪.‬‬ ‫ يس��تفيد م��ن الزي��ادة المذك��ورة‬‫ف��ي الفق��رة ‪ /‬أ ‪ /‬الس��ابقة أس��ر أصحاب‬ ‫المعاش��ات وتوزع على المستحقين وفق‬ ‫األنصبة المحددة في القوانين واألنظمة‬ ‫الخاضعين لها‪.‬‬ ‫وال يج��وز أن يقل المعاش التقاعدي‬ ‫ألي م��ن العاملين ف��ي الجه��ات المحددة‬ ‫ف��ي الم��ادة األول��ى من ه��ذا المرس��وم‬

‫التش��ريعي عن��د إحالت��ه عل��ى المع��اش‬ ‫بعد نفاذ هذا المرس��وم التش��ريعي عن‬ ‫المع��اش ال��ذي كان سيس��تحقه فيما لو‬ ‫أحيل عل��ى المع��اش في اليوم الس��ابق‬ ‫لتاري��خ نف��اذ هذا المرس��وم التش��ريعي‬ ‫مضاف��ا إليه الزي��ادة المقررة ف��ي المادة‬ ‫األولى السابقة‪.‬‬ ‫كم��ا ينبغ��ي إال يزي��د المع��اش‬ ‫التقاع��دي ال��ذي يتقاض��اه أصح��اب‬ ‫المعاشات التقاعدية ممن عملوا في غير‬ ‫الجه��ات العامة عن أعلى معاش يتقاضاه‬ ‫أصحاب المعاشات التقاعدية للذين كانوا‬ ‫عاملين في الدولة‪.‬‬ ‫تصرف النفق��ة الناجمة عن تطبيق‬ ‫هذا المرس��وم التش��ريعي م��ن وفورات‬ ‫س��ائر أقس��ام وف��روع الموازن��ة العام��ة‬ ‫للدولة لعام ‪ 2013‬بالنس��بة للمتقاعدين‬ ‫وأصح��اب المعاش��ات التقاعدي��ة الذي��ن‬ ‫يتقاضون معاشاتهم من الموازنة العامة‬ ‫للدولة‪ .‬أما بالنس��بة لبقي��ة المتقاعدين‬ ‫وأصح��اب المعاش��ات التقاعدية فتصرف‬ ‫النفقة الناجمة عن تطبيق هذا المرسوم‬ ‫التشريعي من وفورات سائر أبواب وبنود‬ ‫أو حس��ابات موازنة الجهة العامة المعنية‬ ‫لعام ‪.2013‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫املر�سوم رقم ‪ 38‬القا�ضي بزيادة الرواتب‬ ‫والأجور ال�شهرية‬

‫‪19‬‬


‫تحقيق ‪. .‬‬

‫التعليم البديل يف الرقة املحررة‬ ‫جتربة ملهمة وحتديات هائلة تواجه‬ ‫الطالب والهيئة التدري�سية‬ ‫يارا نصير‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫مع تحرر كامل محافظة الرقة من سيطرة النظام‬ ‫الس��وري بداية آذار الفائت‪ ،‬تواج��ه العملية التعليمية‬ ‫اليوم مجموعة من التحديات الهائلة تبدأ وال تنتهي مع‬ ‫انقطاع الطالب عن الدراسة قبل نهاية العام الدراسي‬ ‫وحرمان ط�لاب الش��هادتين اإلعدادي��ة والثانوية من‬ ‫تقدي��م امتحان��ات رس��مية مقبولة ومعت��رف بها من‬ ‫قب��ل وزارة التربي��ة ضمن المحافظ��ة‪ ،‬إضافة لتضرر‬ ‫عدد كبير من المدارس في المحافظة بفعل القصف‪،‬‬ ‫وأيضاً بسبب استيالء كتائب المعارضة المسلحة على‬ ‫عدد من المدارس أيضًا‪.‬‬ ‫ه��ذه التحدي��ات جميعه��ا دفع��ت بمجموعة من‬ ‫األس��اتذة ضمن مدين��ة الرق��ة لخلق مب��ادرة "اتحاد‬ ‫المعلمي��ن األح��رار"‪ ،‬وعن ه��ذه التجرب��ة يقول عبد‬ ‫الباس��ط‪ ،‬وه��و م��درس رياضي��ات وأح��د مؤسس��ي‬ ‫االتح��اد‪" :‬اجتمع��ت مجموع��ة م��ن ‪ 30‬مدرس��ًا بع��د‬ ‫خمسة أيام من تحرير مدينة الرقة لتشكيل مؤسسة‬ ‫رديفة لمديرية التربي��ة في المدينة‪ .‬الهدف من هذه‬ ‫المؤسس��ة هو معالجة مشاكل التعليم التي تواجهها‬ ‫المدين��ة بس��بب توق��ف العملي��ة التعليمي��ة وتخلي‬ ‫المؤسسة التربوية الرس��مية عن الطالب بعد تحرير‬ ‫الرقة ومن هذا االجتماع نشأ اتحاد المعلمين األحرار"‪.‬‬ ‫يش��رح عبد الباسط الظروف التي دعت لتأسيس‬ ‫ه��ذه المبادرة‪ ،‬فبع��د التحرير تعرض��ت مدينة الرقة‬ ‫لموج��ة قصف غير مس��بوقة م��ن طي��ران ومدفعية‬ ‫النظ��ام أدت لن��زوح عدد كبي��ر من أهال��ي الرقة إلى‬ ‫خ��ارج المدين��ة‪ ،‬معظم النازحي��ن كانوا من النس��اء‬ ‫واألطفال مما تس��بب بانقط��اع التالميذ ع��ن الدوام‬ ‫المدرس��ي‪ .‬ومع عودة النازحين إل��ى الرقة بعد انتهاء‬ ‫موج��ة القصف ب��دأ أعضاء االتح��اد بدع��وة األهالي‬ ‫إلرس��ال األوالد للم��دارس م��ن جدي��د وبحس��ب عبد‬ ‫الباس��ط فإن العديد منهم رفض ذلك بس��بب الخوف‬ ‫من اس��تهداف النظام للتجمعات والمدارس من جديد‬ ‫كما حدث ف��ي محافظات أخرى وهذا ما ش��كل تحديًا‬ ‫إضافي��ًا أم��ام المدرس��ين إليج��اد حلول الس��تقطاب‬ ‫التالميذ وضمان عودتهم للمدارس بشكل آمن‪.‬‬ ‫كانت أولوية االتحاد بعد تش��كله انجاز امتحانات‬ ‫الش��هادتين اإلعدادي��ة والثانوي��ة خصوص��ًا بع��د أن‬ ‫ألغ��ت وزارة التربي��ة االمتحانات ف��ي محافظة الرقة‬ ‫وطلب��ت من الط�لاب التوجه إل��ى المحافظات األخرى‬ ‫لتقدي��م االمتح��ان "ل��م يك��ن م��ن الس��هل للطالب‬ ‫تقدي��م امتحاناته��م ف��ي محافظات أخ��رى" كما قال‬ ‫عب��د الباس��ط‪ ،‬إذ أن الس��فر كان يس��تلزم إمكان��ات‬ ‫مادية لم تك��ن متوفرة لمعظم الطالب إضافة لخوف‬ ‫الط�لاب من االعتقال على الحواج��ز كونهم من أبناء‬ ‫محافظ��ة الرقة‪ ،‬وهذا بحد ذاته تهم��ة كافية للنظام‬ ‫ال��ذي أصبح يصن��ف أبناء المحافظ��ة كإرهابيين بعد‬ ‫التحري��ر‪ .‬وبحس��ب المدرس��ين ضم��ن االتح��اد‪ ،‬فإن‬ ‫االتح��اد انت��دب مدي��ر تربي��ة المحافظة إلى دمش��ق‬ ‫للتوص��ل إلى تفاهم مع الوزارة حول اس��تمرار س��ير‬ ‫العملية التعليمية وتقدي��م االمتحانات‪ ،‬إال أن الوزارة‬ ‫رفضت التعاون بش��كل كامل بحجة وجود "مسلحين‬

‫إرهابيين" يسيطرون على المحافظة‪" .‬تخلت الوزارة‬ ‫ع��ن الطالب جميعهم وعن األس��اتذة أيضًا"‪ ،‬كما قال‬ ‫المدرس س��مير‪" ،‬وبالتالي كانت هن��اك حاجة إليجاد‬ ‫حل إسعافي وس��ريع لكي ال تضيع السنة على طالب‬ ‫الشهادات"‪.‬‬ ‫اجتم��ع مجل��س إدارة االتح��اد إليجاد حل س��ريع‬ ‫لمشكلة االمتحانات واتخذ قراراً بالمضي في إجراءات‬ ‫االمتحانات حتى بدون تنس��يق مع الوزارة حيث تقرر‬ ‫ب��دء عملي��ة التس��جيل ف��ي ‪ 5 / 19‬وب��دء امتحان��ات‬ ‫الش��هادة الثانوية ب ‪ 6 / 9‬وبحس��ب مدرس��ي االتحاد‬ ‫فقد تقدم للتس��جيل حوالي س��تة آالف طالب توزعوا‬ ‫على ‪ 24‬مركزاً في مدينة الرقة وريفها‪.‬‬ ‫تط��وع إلنجاز االمتحانات م��ا يقارب ‪ 300‬مدرس‬ ‫ومدرسة ضمن المحافظة إضافة لعدد من المتطوعين‬ ‫الش��باب من التجمع��ات المدنية الش��بابية في مدينة‬ ‫الرقة كتجمع جنى وتجمع ش��باب الرقة الحر وش��باب‬ ‫ألجل الوطن من ضمن آخرين‪ ،‬قاموا باإلش��راف على‬ ‫تهيئة المدارس وتنظيم الطالب ومراقبة االمتحانات‪.‬‬ ‫"لم يكن لدينا تمويل النجاز المش��روع فصرفنا عليه‬ ‫م��ن جيوبن��ا الخاصة" يق��ول عبد الباس��ط‪ ،‬حيث تم‬ ‫تنظيف المدارس ودهانه��ا وتجهيزها وتأمين الوقود‬ ‫للسيارات وبدل نقل للمدرسين المشاركين‪.‬‬ ‫وضعت األسئلة بإش��راف لجان تخصصية ضمت‬ ‫أكاديمي��ًا واحداً عل��ى األقل ضمن كل لجن��ة‪ ،‬ويعتبر‬ ‫عب��د اهلل وهو مدرس لغة عربي��ة عمل ضمن اللجان‬ ‫أن مس��توى األس��ئلة كان جي��داً وطريق��ة العم��ل‬ ‫احترافي��ة "أخذنا بعين االعتبار الظروف الصعبة التي‬ ‫تع��رض لها الط�لاب من قصف ون��زوح وانقطاع عن‬ ‫الدراسة إال أن األسئلة عموماً كانت بمستوى جيد جداً‬ ‫وال تق��ل أهمية عن تلك التي تضعها مديرية التربية‬ ‫كل عام"‪.‬‬ ‫يصف المدرس بس��ام س��ير االمتحانات ونجاحها‬

‫"بالمعجزة"‪ ،‬إذ أن المدارس تعرضت لقصف شديد في‬ ‫اليوم الثالث لالمتحانات‪" .‬ل��م يصب أحد من التالميذ‬ ‫لحس��ن الحظ واتخذن��ا ق��راراً بنقل االمتحان��ات إلى‬ ‫أٌالقبية حرصًا على السالمة وتابعنا االمتحانات بنجاح‬ ‫بعدم��ا اضطررنا للتوق��ف لبضعة أي��ام‪ ،‬كانت الهمة‬ ‫عالي��ة وكان الجمي��ع طالب��ًا ومدرس��ين ومتطوعين‬ ‫مصرين على إنجاح التجربة وقد نجحت"‪.‬‬ ‫ف��ي مق��ر االتح��اد ف��ي مدين��ة الرق��ة يعم��ل‬ ‫المدرسون كخلية نحل دؤوبة النجاز تصحيح األوراق‬ ‫بالسرعة الممكنة‪ ،‬ويشتكون بالطبع من قلة الموارد‬ ‫وقلة المتطوعين‪ ،‬إذ لم يتعاون جميع المدرس��ين في‬ ‫المدين��ة مع االتحاد إما بس��بب خوفهم م��ن عقوبات‬ ‫النظام أو بس��بب ع��دم رغبة البع��ض بالعمل مجانًا‪.‬‬ ‫ويلوم المدرس��ون العاملون في االتح��اد تخاذل بقية‬ ‫المدرس��ين‪" ،‬م��ا نواجهه الي��وم خطير جداً بالنس��بة‬ ‫للط�لاب"‪ .‬تق��ول هن��د وه��ي مدرس��ة متطوعة مع‬ ‫االتحاد "أن لم نعمل بأقصى جهدنا إلنجاز االمتحانات‬ ‫والتحضير للس��نة الدراس��ية القادمة فأن مس��تقبل‬ ‫أبناء المحافظة التعليمي سيكون في خطر"‪.‬‬ ‫أعل��ن االتح��اد من��ذ بضع��ة أي��ام عن فت��ح باب‬ ‫التسجيل المتحانات الشهادة الثانوية والتي من المقرر‬ ‫إجراؤه��ا في ‪ 8 / 15‬القادم‪ ،‬ويعرب عبد الباس��ط عن‬ ‫تفاؤل��ه في إج��راء االمتحان��ات بنجاح كالذي ش��هدته‬ ‫امتحانات الشهادة اإلعدادية‪ ،‬حيث أنه تم االتفاق على‬ ‫تقديم هذه االمتحانات بالتنس��يق م��ع مكتب التربية‬ ‫في االئت�لاف الوطني وأيضًا بالتنس��يق م��ع تجمعات‬ ‫المدرس��ين في المناطق المحررة األخرى كريف إدلب‬ ‫وريف الالذقية‪" ،‬قمنا بحذف بعض الفقرات من الكتب‬ ‫المقررة المتحانات الثانوية إضافة لحذف مادة التربية‬ ‫القومي��ة وقد تم تنس��يق الح��ذف مع بقي��ة المناطق‬ ‫المحررة وسنعمل على أن تكون األسئلة موحدة أيضًا‬ ‫لجميع الطالب في هذه المناطق"‪.‬‬


‫تحقيق ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫يشعر المدرسون العاملون ضمن االتحاد بالخطر‬ ‫بس��بب عدم وجود اعت��راف دولي بالش��هادة الثانوية‬ ‫الصادرة في الرقة‪ ،‬وبحس��ب عبد الباسط فإن االتحاد‬ ‫تواصل بش��كل مباش��ر مع منظمة اليونسكو لدعوة‬ ‫مراقبين بهدف الحصول على اعتراف رسمي بالشهادة‬ ‫الثانوي��ة وأيض��اً لتنس��يق كامل العملية التدريس��ية‬ ‫بحي��ث تكون مقبولة لدى الم��دارس والجامعات خارج‬ ‫سوريا‪ .‬ردت اليونس��كو بوضع مجموعة من الشروط‬ ‫منها االعتراف من قبل عدة دول بالعملية التدريس��ية‬ ‫والشهادات المعطاة حتى يمكن تثبيتها بشكل رسمي‬ ‫ف��ي المناطق المحررة‪" .‬حققنا بعض الش��روط التي‬ ‫طلبته��ا اليونس��كو إال أن بقية الش��روط هي خارجة‬ ‫ع��ن إرادتنا وتس��توجب دعم دول أخ��رى وأيضاً دعم‬ ‫االئتالف الوطني إلعطائها الشرعية المطلوبة"‪.‬‬ ‫يح��اول المجلس التأسيس��ي لالتح��اد البحث عن‬ ‫حلول للمعوقات التي تواجهه بش��كل مستمر‪ ،‬ويقول‬ ‫عبد الباس��ط في هذا الصدد "حاولنا بش��كل مستقل‬ ‫تأمي��ن دورات تكميلية لبقية الصفوف غير االنتقالية‬ ‫للط�لاب ال��ذي انقطع��وا عن الدراس��ة في الش��هور‬ ‫األخي��رة باالعتم��اد عل��ى متطوعين من الناش��طين‬ ‫المدنيي��ن ومن ط�لاب الجامع��ات وافتتحنا ‪ 4‬مدارس‬ ‫به��ذا الخص��وص إال أن ه��ذا ال يكفي"‪ ،‬ويش��عر عبد‬ ‫الباس��ط بالقلق بس��بب اقتراب موعد العام الدراسي‬ ‫الق��ادم دون حل��ول واضحة تلوح في األف��ق "ال يزال‬ ‫هناك الكثير لنس��تكمله فنحن بحاج��ة إلعادة افتتاح‬ ‫المدارس التجاري��ة والصناعية والفنية أيضاً وبحاجة‬ ‫لمزي��د من التنس��يق م��ع الكلي��ات الموج��ودة ضمن‬ ‫المحافظ��ة لضمان انتس��اب الطالب إليه��ا كحل أخير‬ ‫في ح��ال لم يتم االعت��راف بالش��هادة الثانوية هنا"‪.‬‬ ‫وكان االتح��اد قد أوضح أن تنس��يقاً يج��ري مع الهيئة‬ ‫التدريسية في كليات المحافظة بهدف ضمان تسجيل‬ ‫الط�لاب الناجحين في امتحان��ات الثانوية العامة فيها‬ ‫لعام ‪ 2014 / 2013‬س��واء الكليات الحكومية (جامعة‬ ‫الف��رات) أو الكلي��ات الخاص��ة (جامع��ة االتح��اد) دون‬ ‫التوصل لحلول نهائية ومؤكدة بعد‪.‬‬ ‫أما عن دعم االئتالف الوطني لمشروع المعلمين‬ ‫األحرار فيقول األستاذ خليل وهو مدرس لغة إنكليزية‬ ‫يعم��ل م��ع االتح��اد أن الدع��م ال ي��زال ضعيف��ًا وهو‬ ‫عب��ارة عن وعود ال أكثر‪ .‬إذ ش��ارك خليل في وفد من‬ ‫المدرس��ين توجه الس��طنبول واجتمع بمكتب التربية‬ ‫المعي��ن ضم��ن االئتالف‪ ،‬وهن��اك طرح��ت التحديات‬ ‫الت��ي تواجه عم��ل االتح��اد وأهمها تحصي��ل اعتراف‬ ‫دولي واعتراف اليونس��كو بالشهادات ضمن المناطق‬ ‫المحررة سواء الشهادة الثانوية أو حتى الجامعية‪" .‬ما‬ ‫حصلنا عليه من الس��يد بدر جاموس مسؤول المكتب‬ ‫هو وع��ود ش��فهية بمتابعة الموضوع والتنس��يق مع‬ ‫الحكوم��ة التركي��ة وم��ع اليونس��كو ومازلن��ا ننتظر‬ ‫المزي��د من الخط��وات العملي��ة بهذا الص��دد والوقت‬ ‫لي��س لصالحنا"‪ ،‬يقول األس��تاذ خلي��ل نافيًا أن يكون‬ ‫االتحاد قد تلقى أي دعم مادي من االئتالف سواء عبر‬ ‫مكت��ب التربية أو عبر ممثل محافظ��ة الرقة المعين‪.‬‬ ‫"س��نقوم بزيارة أخرى خ�لال األي��ام القادمة لمكتب‬ ‫التربي��ة لمتابعة الموض��وع رغم أن المكت��ب لم يبد‬ ‫اهتمام��اً حقيقياً بالجهود المبذول��ة ضمن المحافظة‬ ‫حتى هذه اللحظة ولم يرس��ل مراقبين لالمتحانات أو‬ ‫يرسل مندوبين لزيارة االتحاد في الرقة"‪.‬‬ ‫عل��ى الرغم من أهمي��ة الجهود المبذولة بش��كل‬ ‫تطوع��ي في الرقة ضم��ن االتحاد لحماي��ة الطالب من‬ ‫االنقط��اع ع��ن الدراس��ة وتيس��ير العملي��ة التعليمي��ة‬ ‫وتنظي��م امتحان��ات الش��هادات‪ ،‬إال أن تحدي��ات كبي��رة‬ ‫الزالت تواجه عمله أهمها عدم وجود تبنى حقيقي لهذه‬ ‫الجه��ود وضع��ف التنظيم م��ع بقية المناط��ق المحررة‬ ‫وقل��ة الموارد وس��وء حال��ة البني��ة التحتي��ة للمدارس‬ ‫وغياب الوس��ائل التعليمية المطلوب��ة‪ .‬وفي حين يبدو‬ ‫م��ن المجح��ف مطالبة االتح��اد بتجاوز ه��ذه المعوقات‬ ‫والتغل��ب على التحديات منفرداً‪ ،‬تبقى اإلجابات برس��م‬ ‫مكتب التربية في االئتالف الوطني خالل الفترة القادمة‬ ‫وخطته في تنظيم التعليم في الناطق المحررة‪.‬‬ ‫قمن��ا بتوجي��ه مجموع��ة من األس��ئلة ح��ول هذا‬ ‫الموضوع إلى السيد بدر جاموس مسؤول مكتب التربية‬ ‫في االئتالف الوطني وسننشر اإلجابات فور ورودها‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫منري �شحود‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫الحدي��ث ال��ذي يتك��رر عن الش��عب الس��وري ودوره‬ ‫السياس��ي الحاسم‪ ،‬سواء على لس��ان جماعة النظام‬ ‫أو بع��ض المعارضين‪ ،‬يدفع للتس��اؤل فيما إذا كانوا‬ ‫يقصدون ش��عباً من لحم ودم‪ ،‬أو مجرد بيرق لهؤالء‬ ‫أو أولئك‪ .‬أح��د المعارضين الذي الي��كاد يتنفس من‬ ‫ف��رط حماس��ه ق��ال منذ قلي��ل عل��ى قن��اة العربية‪:‬‬ ‫"الشعب الس��وري هو من يقرر الذهاب إلى جنيف أم‬ ‫ال!" فكرة االس��تبداد تبدأ أو ًال من احتكار إرادة الشعب‬ ‫والكالم باسمه‪.‬‬

‫عا�صم البا�شا‬

‫ومن قال أن الش��اعر بمنأى عن الحماقة والفساد؟!‪..‬‬ ‫(بمناسبة تصريحات أدونيس(‪.‬‬

‫معد ح�سن‬

‫الشعب السوري ما بيموت‪ ..‬إال إذا قتل بعضو‪..‬‬

‫مازن غربية‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫قابل��ت ف��ي غربت��ي كل الس��وريين‪ ..‬الس��وريّ‬ ‫"اإلخونج��يّ " ال��ذي ه��رب م��ن س��وريا بالثمانينات‬ ‫خوف��اً م��ن إعدام��ه اس��تناداً للقانون ‪ .49‬الس��وريّ‬ ‫"الش��يوعيّ" الذي نُفيَ من البلد بعد اعتقال مرير‪،‬‬ ‫النتمائ��ه "لرابط��ة العم��ل"‪ .‬الس��وريّ "القومجيّ"‬ ‫المع��ارض لعفلق وحافظ األس��د واله��ارب خوفًا من‬ ‫البطش به‪ .‬الس��وريّ " الكرديّ" الذي اضطهد نظام‬ ‫البعث أبس��ط حقوقه‪ ،‬فخرج بحثًا ع��ن "إخراج قيد"‪.‬‬ ‫عيش وحياةٍ‬ ‫الس��وريّ "المعتّر" الاله��ث وراء لقمةِ ٍ‬ ‫كريمةٍ في زمهرير الغربة‪ .‬السوريّ "الحالم" الهارب‬ ‫م��ن خدمةٍ عس��كريّةٍ تحرق س��نين ش��بابه‪ .‬ك ّلهم‬ ‫معارض��ون‪َ ،‬‬ ‫ول��كل منه��م طريقته ف��ي المعارضة‪،‬‬ ‫منهم الم��زاود المنافق‪ ،‬ومنه��م المنفصل الورديّ‪،‬‬ ‫ومنه��م المتش��اؤم الس��ودايّ‪ ،‬ومنه��م الناش��ط‬ ‫المتفان��ي‪ ،‬ومنه��م الصامت الداع��يّ ومنهم ومنهم‬ ‫ومنه��م‪ّ ..‬‬ ‫وكل منه��م يعمل على طريقته‪ ،‬وحس��ب‬ ‫معارف��ه وخبرات��ه‪ ،‬ونش��اطاته وأموال��ه ومقدّراته‬ ‫ووقت��ه‪ .‬لكنّ��ي‪ ،‬لم الت��ق بعد‪ ،‬ب��أي مؤيّ��دٍ أحمق‪،‬‬ ‫ذو مش��روع وطن��يّ أو مب��ادرة ش��بابيّة وطنيّ��ة أو‬ ‫حملةٍ اغاثيّة أو نش��اطٍ توع��وي لالجئين والنازحين‬ ‫والمهجّرين والفقراء‪ ..‬لم ألق بعد‪ ،‬س��وريًّا "أسديّاً"‬ ‫يحم��ل مش��روعاً "س��وريّاً"‪ .‬وجب التذك��ر‪ ،‬ألن كتب‬ ‫التاريخ تسجّل‪..‬‬

‫رميا �سويدان‬

‫الثورة ليس��ت ذلك الحدث الذي يت��م تقاذفه كالكرة‪،‬‬ ‫فتارة يُض��رب بها الحائ��ط‪ ،‬وتارة أخ��رى تقذف إلى‬ ‫الس��ماء لترتطم األرض بها‪ .‬الثورة‪ ،‬هي إنس��انيتنا‬ ‫المسلوبة وقهرنا الدفين‪ .‬الثورة‪ ،‬هي تلك التفاصيل‬ ‫الحياتي��ة الصغي��رة‪ ،‬الت��ي نعب��ر فيها ع��ن تمردنا‪،‬‬ ‫وبف��رح‪ .‬الث��ورة‪ ،‬ه��ي انتصاراتن��ا الطفولي��ة الت��ي‬ ‫نسجلها آخر النهار‪ .‬من ال يؤمن بذاته لن يكون قادراً‬ ‫على اإليمان بالثورة‪ ..‬أو أي ثورة‪.‬‬

‫فادي جومر‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫يازمن يا قاس��ي يا زمن يا قاس��ي‪ ..‬أخ��دت أبو فرات‬ ‫وتركت ابن األتاسي‪..‬‬

‫عن��دي أمل كتير كبير لتكون بلدي أحلى وإني عمر بلدي بإيدي‪ ..‬وتكون‬ ‫بدون فس��اد وبدون رش��وة وبدون محس��وبيات‪ ..‬نكون كلياتنا متس��اوين‬ ‫بالحقوق والواجبات‪ ..‬ومانكون عبيد فيها‬

‫الشهيد أمجد السيوفي‬ ‫�سنحاريب العلي‬ ‫أخ��ي المحبكج��ي‪ :‬النت باإلم��ارات‪ ،‬أحس��ن من النت‬ ‫بس��وريا‪ ،‬هي ما خصا «بالمؤامرة» واهلل‪ ..‬حتى سآل‬ ‫قائد المسيرة‪ ..‬بيخبرك!‬

‫عروة الأحمد‬ ‫ذاتَ ي��وم‪ ..‬عقد الغجر مؤتمراً في أوروبا خرجوا منه‬ ‫ٍ‬ ‫بق��رار سياس��يّ قدّموه إل��ى هيئة األم��م المتحدة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫مف��اده أنّه��م ال يري��دون وطنا لهم‪ .‬وم��ن وقتها لم‬ ‫وَجَع مرّتين‪.‬‬ ‫يُ ْل ِ‬ ‫دَغ الغجريُّ من ٍ‬

‫ميادة اخلليل‬

‫يمكن مكتوب للمدن الس��ورية ع��دد من المظاهرات‬ ‫حت��ى تصير ح��رة‪ ،‬وعلى ما يب��دو الرق��ة الزم تأدي‬ ‫الع��دد كامل بغ��ض النظر ض��د مي��ن‪ .‬الحرية بدها‬ ‫تطلع بالضو ما بدها نقاب‪.‬‬

‫جهاد �أ�سعد حممد‬ ‫المس��تقبل بالنس��بة لنا‪ ،‬هو اللحظة الت��ي تلي أو ال‬ ‫تلي القذيفة التالية‪..‬‬

‫مين�س ماما‬ ‫مفكرة إني بحبه��ا وبجمالها طابس‪ ،‬مو عرفانة إني‬ ‫مطالعها جمبي ألنفد من الحاجز‪.‬‬

‫دل�شاد عثمان‬ ‫في صفحة كردي��ة عالفيس بوك أعلن��ت انتصارها‬ ‫بأنها قام��ت بحظر جميع العرب م��ن على الصفحة‪..‬‬ ‫مالحظة جاء بيانهم باللغة العربية!!‬

‫فادي عزام‬ ‫أري��د خس��ارة ناصعة أيه��ا الصديق‪ ،‬خس��ارة كاملة‬ ‫س��احقة غير قابل��ة لتس��وية‪ ..‬ما نفعل��ه أننا نفرط‬ ‫بخس��ائرنا‪ ..‬ونحوله��ا لهزائ��م‪ ..‬أريد خس��ارة كفعل‬ ‫الحب أس��تعد ألخس��ر به��ا حياتي‪ .‬وأع��اود الموت مع‬ ‫كل رش��قة لذة‪ ،‬خسارة يصحو بها القلب من أشنيات‬ ‫س�لامه‪ ،‬ويتحرر بها العقل م��ن كل مكبلته وينفض‬ ‫عنه مكب��ات نفايته‪ .‬ويطلب القلب المزيد من جوالت‬ ‫الحياة‪ .‬أريد أن تخسر الثورة السورية أيضًا‪ ،‬أن تخسر‬ ‫بشدة‪ ،‬وتخس��ر حتى النخاع‪ ،‬تخسر كل أوهامها‪ .‬كل‬ ‫الحصيل��ة المخزية م��ن اللغو في قاموس��يها‪ .‬فبأس‬ ‫التتوي��ج ذلك المبني على الحظ أو تجارة الدم‪ .‬فحين‬ ‫نتعلم أن نخسر وال ننهزم قد ننتصر‪..‬‬

‫عبد اهلل عبد الوهاب‬ ‫الفق��راء ال تعنيهم " الث��ورات "‪ ..‬ألنهم ف��ي نهايتها‬ ‫وعند اقتسام الغنائم؛ يكونون قد تحولوا إلى رماد‬

‫حممد ال�شعار‬

‫بدنا رئيس مقطوع من شجرة‪ ،‬وما بيجيب أوالد‪.‬‬

‫�سمان ميكائيل‬

‫الجيش اللبناني ثالث أقوى جيش في لبنان‬

‫ماهر �شرف الدين‬

‫بعد س��قوط النظ��ام‪ ،‬علينا أن نس�� ّلم مفاتيح مبنى‬ ‫جريدة "تشرين" إلى أعضاء "االئتالف"‪ ،‬و"المجلس"‪،‬‬ ‫للعمل فيه مشان ما يتغيّر عليهن الجو‪.‬‬

‫�إبراهيم �شاهني‬

‫ طمن��ا دكت��ور كيف القل��ب بعد العملي��ة؟ الطبيب‪:‬‬‫الحمدهلل متل الليرة‪ ..‬المرأة تكش��ف رأسها وتصرخ‪:‬‬ ‫متل الليرة!؟ ولييييي راح الزلمة‪.‬‬

‫توت �شامي‬

‫أعت��ذر من الم��ارد الس��اكن فيكم على ج��دران هذا‬ ‫الم��كان‪ ،‬ولكن��ي تعبت‪ ..‬أختلس الحني��ن منكم حين‬ ‫تنش��غلون‪ ،‬بش��عاراتكم وف��ي وقت الظهي��رة وبعد‬ ‫العشاء المتأخر‪ ،‬وحين تنامون‪ .‬نعم‪ ..‬أشتاق للمكان‪،‬‬ ‫وأن��ا في��ه (وأنا هن��ا)! ويكفين��ي بأني (هن��ا)‪ ،‬وأنتم‬ ‫هن��اك‪ ،‬عل��ى صفحاتك��م تغ��ردون مواوي��ل الهوى‬ ‫والتح��دي‪ ..‬وتنتص��رون!‪ ..‬ال تلومون��ي أصدقائ��ي‪،‬‬ ‫فبعضنا جائع يلوك دمًا‪ ،‬وقطعة خبز‪ ..‬وانتظار‪.‬‬

‫�إميان جان�سيز‬

‫يااهلل اإلنس��ان شو ضعيف ومس��كين‪ ..‬كتير سمعت‬ ‫قصص عن ناس هربو من الموت‪ ..‬حسب اعتقادن‪..‬‬ ‫طلعو رايحين برجليهم لعندو‪ ..‬ش��ب من الدير شاف‬ ‫ألوان الموت باالعتقال‪ ..‬مات أمس بالس��ودان بحادث‬ ‫س��يارة‪ ..‬شب من باباعمرو‪ ..‬التجأ للريحانية‪ ..‬انحرق‬ ‫بالتفجي��ر الل��ي ص��ار بمحط��ة البنزي��ن‪ ..‬عيلة من‬ ‫باباعم��رو كم��ان بالكام��ل راحت بالقص��ف بالرقة‪..‬‬ ‫عطريق الزعتري‪ ..‬أديش راح ش��هدا‪ ..‬ومبارح وحدة‬ ‫من ش��هيدات الك��رك راحت تودع بناته��ا اللي جابين‬ ‫عالكوي��ت‪ ..‬لس��بب م��ا أجلو الس��فر‪ ..‬واستش��هدو‪..‬‬ ‫يااهلل!! الموت أقرب من أرنبة أنفنا‪ ..‬ولنفس السبب‪..‬‬ ‫م��االزم نخاف منو‪ ..‬ألن��و لما بدو يجي‪ ..‬مافي ش��ي‬ ‫بيمنع��و‪ ..‬وهيك بيتحول اإلنس��ان ب��س‪ ..‬من كائن‬ ‫ضعيف‪ ..‬لقوة جبارة‪..‬‬

‫ال�سيدة كهرباء املوقورة‬ ‫تحية عربية وبعد!‬ ‫الب��د م��ن عق��د مؤتمر صحف��ي والب��د لنا من‬ ‫تحضي��ر كلمة»عرمرمية»نلقيه��ا عل��ى الحفل‬ ‫الكري��م‪ .‬فقد ش��رفت الس��يدة األول��ى وجاءتنا‬ ‫الكهرباء الموق��رة إلى بيتنا النزوحي المتواضع‪،‬‬ ‫نهرع نرك��ض جميعنا محاولي��ن تجميل البيت‪،‬‬ ‫عله يليق بها وتتكرم علينا بالبقاء دقيقة أطول‪..‬‬ ‫الكهرب��اء وقصصه��ا بات��ت خب��ز الس��وريين‬ ‫النازحين‪ ،‬وس��كان البالد األصلين والفضائيين‬ ‫البيض والحمر والخضر والسود‪.‬‬ ‫الكهرب��اء‪ ..‬الموض��وع األول واألخي��ر ف��ي‬ ‫الس��احة»الفنية»‪ ،‬فه��ي بات��ت خاطف��ة األضواء‬ ‫س��ارقة العناوين العريضة في الجرائد‪ ،‬والمجالت‬ ‫فعنونت النازح ويعيد (الكهرباء الغرام ب ‪)$ 1000‬‬ ‫وعنون��ت مجل��ة خض��را بالن��ار (ال كهرب��اء بعد‬ ‫اليوم!!!)‬ ‫أما صحيفة الموت القادم من((الشوب))فعنونت‪:‬‬ ‫(الكهرباء‪ ..‬كلمة سينسى معناها المواطنون!)‬ ‫والجميع ينس��ى أن يعنون المواطن المس��حوق‬ ‫تحت لهيب الحر والموت‪..‬‬ ‫أما أنا (الكائن الس��وري الذي يتحول إلى أشكال‬ ‫عدة مع ارتفاع درجة الحرارة حد الهذيان)فتتغير‬ ‫خواص��ي الفيزيائية والكيميائي��ة‪ ،‬وأخضع لعدد‬ ‫غير منت��هٍ من االش��تقاقات والنهايات‪ ،‬ألخلص‬ ‫ختاماً طريح البالط المتلظي أيضاً!!‬ ‫هن��ا‪ ..‬أتمنى ل��و أني كائ��ن قادرعلى الس��بات‬ ‫الصيف��ي مث ًال‪ ..‬أو أن��ي كأي آل��ة كهربائية في‬ ‫البي��ت‪ ،‬انطفئ مع انقط��اع التيار الكهربائي فال‬ ‫أشعر بشيء بعدها حتى تعود الحياة إلى عروقي‬ ‫بعودة الكهرباء‪.‬‬ ‫ليل��ة أم��س لم اس��تطع النوم إال بعد توس��دي‬ ‫لخيبت��ي وترك ق��ارورة من الم��اء المتجمد فوق‬ ‫قلبي الملتهب الستيقظ على صوت قطع الجليد‬ ‫التي سرعان ما بدات بالذوبان‪..‬‬ ‫هنا اس��تحضرني قول لش��خص حكي��م‪( :‬العالم‬ ‫وصلو ع القمر واحنا ش��كون؟!! لس��انا بش��علت‬ ‫الكهربا وطفت الكهربا!!!)‬ ‫وال يس��عنا أن نق��ول إال ي��ارب تجيرن��ا م��ن نار‬ ‫جهنم!)‪.‬‬ ‫سها عزام الفياض‬ ‫دير الزور ‪2013 / 6 / 28‬‬ ‫عندما نقول دمشق وسكانها‪ ،‬يبدو األمر للوهلة‬ ‫األولى متجانس��اً‪ ،‬أن��اس يعيش��ون تحت وطأة‬ ‫قصف واعتقال وترهيب‪ ،‬اليوم تعرفت إلى الوجه‬ ‫اآلخ��ر لدمش��ق‪ ،‬وجه غ��اب عنا نتيج��ة الحضور‬ ‫القاس��ي ألش��كال القمع المحيطة بنا‪ ،‬خطر لي‬ ‫أن أم��ارس العي��ش العادي‪ ،‬مس��بح‪ ،‬مطعم وما‬ ‫ش��ابه‪ ،‬المفاج��أة الصادم��ة‪ :‬وال م��كان فاضي‬ ‫في أي مس��بح داخل دمش��ق‪ ،‬األماك��ن مكتظة‬ ‫بوجوه غريبة‪ ،‬أجساد برونزية‪ ،‬موسيقى تصدح‪،‬‬ ‫وأراكي��ل تحرق األخض��ر واليابس‪ ،‬ليل��ة التينو‬ ‫ورقص وشباب يفرغوا طاقات مهدورة سلفاً‪ ،‬أما‬ ‫األماكن التي تشبهنا فهي مغلقة أو في طريقها‬ ‫لذلك!‪ ..‬كلفة دخول مس��بح في دمشق وسطياً‪:‬‬ ‫‪ 1500‬ل‪ .‬س‪ ،‬متوس��ط الدخل لحاملي شهادة‬ ‫جامعي��ة ه��و ‪ 15000‬ل‪ .‬س!!‪ ..‬هن��اك طبق��ة‬ ‫جدي��دة‪ ،‬كما في كل الح��روب والنزاعات‪ ،‬اغتنت‬ ‫وتعيش بنع��م الحرب‪ ،‬ياخوف��ي أن تتحول تلك‬ ‫الشريحة لعامل مؤثر في مسار الثورة!‬ ‫روال الركبي‬


‫حكايا المسافر ‪. .‬‬

‫ثم توقف الدهر وتوقف الكون عن الدوران‬ ‫حين التفتت تلك الفتاة الصغيرة إلى المس��افر‬ ‫وحي��ن رأى عينيه��ا الالمعتين واللت��ان تبدوان‬ ‫كاألجرام الس��ماوية‪ .‬أو ربما لم يتوقف الدهر‬ ‫آن��ذاك بل إن اآللهة كانت ق��د أبطلته ولم يعد‬ ‫ل��ه وجود‪ .‬فهي لم تكن ت��درك أنها خلقت فتاة‬

‫خالبة كتلك‪ ،‬تنثر اإلنس��انية في كل األزمان‪،‬‬ ‫ول��م تكن لتجعل تلك البره��ة تزول‪ .‬بعد ذلك‬ ‫احتشد البش��ر وكان المسافر من بينهم ضمن‬ ‫وقف��ات وجلس��ات مس��تديرة‪ ،‬وامتزجت اآللهة‬ ‫معه��م وأصبحوا الكون اآلخر ال��ذي يدور حول‬ ‫ذات األعين الالمعة‪.‬‬

‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬ ‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو‬ ‫دقق النصوص‪ :‬ميمونة العمار‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬

‫الكــــون الآخـــــر‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫كاريكاتير العدد | الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪23‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫حيّ القرابيص | حمص المحتلة والمحاصرة‬

‫�أنا مدينتي ال متوت‬ ‫أحمد كمال‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 30 | )93‬حزيران ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫ُ‬ ‫المدينة محترقة‬ ‫باألسودِ عُجنت‬ ‫ُ‬ ‫رائحة الموت لن تتكرر‬

‫ُ‬ ‫الشيطان مبتسمٌ كما لن نتصوّر‬ ‫يش��اهدُ المدين��ة‪ ..‬مقب��ر ًة ل��م يبقَ فيه��ا مالم‬ ‫يتكسّر‬ ‫بحُضن الشارع منهاراً‬ ‫يغفو البيت‬ ‫ِ‬ ‫المآذن والكنائس لم أُميّز ايهما يبكي الثاني أكثر‬ ‫في األزقةِ دما ٌء وأشال ٌء وقمامة‬ ‫أرض‬ ‫ربّاهُ‪ ..‬ربّاه‪ ..‬ما أطهرها من ٍ‬ ‫ُ‬ ‫تس��يل م��ن حجارته��ا م��ن ارصفتها من‬ ‫الدم��ا ُء‬ ‫الجدارن‬ ‫ألعاب االطفال ومن الس��يارات م��ن األغطية‬ ‫م��ن‬ ‫ِ‬ ‫والوسادات‪..‬‬ ‫من عتباتِ المساجد من النوافذِ والشرفات‬ ‫الحدائق جُثمان األشجار‪ ..‬وبقايا دمار‬ ‫وفي‬ ‫ِ‬ ‫دفاتري محروقة‪ ..‬مدرس��تي محروق��ة‪ ..‬رصيفي‪..‬‬ ‫شارعي‪ ..‬عامود اإلنارة‬ ‫خطهُ ٌ‬ ‫طفل على الج��دار "يوجد قناص" أيضاً‬ ‫حبرٌ ّ‬ ‫محروق‬ ‫ُ‬ ‫بعي��ن واحدة وث�لاث جروح‪ ..‬و كس��ور‬ ‫أرى قط��ة‬ ‫ٍ‬ ‫العديدُ منها‬ ‫أيضاً فار َقت الحياة‬ ‫ً‬ ‫الجوع‬ ‫وس��ربُ حمام مخنوقا م��ات؟؟ ال ال ربما من‬ ‫ِ‬ ‫مات‬ ‫أقفُ في حضرةِ مسجدِ الوليد معتزاً‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫ُ‬ ‫وأسقط من جديد‬ ‫لبرهة‬ ‫عنيدٌ عتيد‬ ‫واضحٌ من الكمّ الهائل من قذائفِ النار والحديد‬ ‫َ‬ ‫سقط المسجدُ مقتو ًال‪ ..‬ع ّله يولدُ من جديد‬ ‫طريق؟!! أيُّ طريق ٌ‬ ‫جبال ووديان‪ ..‬جذوعٌ وسيقان‬

‫طري��قٌ عب��دّه الطاغ��ي بعجين��ة من الس��قوف‬ ‫والدماء‪ ..‬من الجدران‬ ‫هنا كانتْ تنبتُ زهرة وندعوها المجنونة‪ ..‬ال أراها‬ ‫أقتلوها أيضاً؟‬ ‫َ‬ ‫المكان ال الزمان‬ ‫ساعتان‪ ..‬وأقصدُ‬ ‫ساع ٌة قديمة‬ ‫اقتربت‪ ..‬اقتربت‪ ..‬اقتربت‬ ‫اآلن تذكرتْ‪ ..‬مكانها اآلن قد أجتزتْ‬ ‫أعرفُ الخطوات إليها وبعدها‬ ‫وكيفَ ال‪ ..‬كم دقّ قلبي بجانبها‬ ‫كم دقّ قلبي مع د ّقات عقاربها‬ ‫توقف قلبي‪ ..‬أم قتلوا الساعة أيضاً‬ ‫قتلوها‪ ..‬ودفنوها حتى!!!‬ ‫ُ‬ ‫سالس��ل‬ ‫وااا عجبي!!!!أكرموه��ا بدفنها؟ ال دفتنها‬ ‫الطغيان‬ ‫ساع ٌة جديدة‬ ‫لم أقوَ على البحثِ عن بقاياها‪..‬‬ ‫فأنا لن أجدَ في بقاياها إال بقايانا‬ ‫مررتُ بسوقنا المسقوف‪..‬‬ ‫أرضهُ محروقة وسقفهُ السماء‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)64990‬‬ ‫ادلب‪7425 :‬‬ ‫الحسكة‪438 :‬‬ ‫الرقة‪761 :‬‬ ‫السويداء‪47 :‬‬ ‫القنيطرة‪291 :‬‬ ‫الالذقية‪791 :‬‬

‫حلب‪10298 :‬‬ ‫حماه‪4696 :‬‬ ‫حمص‪10295 :‬‬ ‫درعا‪5626 :‬‬ ‫دمشق‪4868 :‬‬ ‫دير الزور‪4122 :‬‬ ‫ريف دمشق‪14673 :‬‬ ‫طرطوس‪286 :‬‬

‫على مش��ارفِ قلعتن��ا‪ ..‬قلعتنا المخيف��ة‪ ..‬ممهدة‬ ‫أبواب‪..‬‬ ‫أعبرُ بسبع‬ ‫ٍ‬ ‫ال وربي ْ‬ ‫بل أعبرُ مِنْ فوقِها‬ ‫وحين خروجي من المدينة‪ ..‬أيّ مدينة‬ ‫وقفتُ على أطاللِها‬ ‫وجه��ي أصفر وجهُ��كَ اصفر وجه��هُ اصفر وهي‬ ‫تبكي وتِلك تدعو وأُخرى تكفرُ وتتذمر‬ ‫يؤلمني تباكينا‪ ..‬أوتبكون؟!!ما الفائدة؟‬ ‫فق��دْ َ‬ ‫َ‬ ‫نيران‬ ‫بك��تْ الس��ما ُء قبلن��ا‪ ..‬ول��م تخم��دْ‬ ‫المدينة؟‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫بالشيب وبالدموع‬ ‫مثقل‬ ‫ويقول‬ ‫ِ‬ ‫يبدو تآكله من البكاء والركوع‬ ‫نبكي ياولدي لنسقي األرض‬ ‫وتنبتُ أشجارٌ‬ ‫ثمارُها ما ذرُفت ألجلِه الدُموع‬ ‫حارَ الجواب ونطقتُ بحروفي‪ ..‬حروفي المُدببة‬ ‫يا جــدّي‪ ..‬ياجدّي‬ ‫قتلوا المدينة‬ ‫قتلوها بغي ِر رجوع‬ ‫تجيبُني المدينة‬ ‫يا أحمد‬ ‫أنا ال أموت‬ ‫إال بموتكم‬ ‫ما قتلوني ياولدي‪ْ ..‬‬ ‫بل قتلوك‬ ‫قتلوك‬ ‫‪ 4820‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2141‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 4427‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 15172‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 49818‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 6 / 29‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.