سوريتنا | العدد الرابع والتسعون | 7 تموز 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫�أطفال �سوريون يف لبنان يعر�ضون م�سرحية جلمع‬ ‫�أموال للأطفال الالجئني‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫وماراتون يف الإمارات لدعم الأطفال ال�سوريني الالجئني‬ ‫قدم أطفال س��وريون يقيمون ف��ي مخيم لالجئين‬ ‫في بيروت عرضاً مس��رحيًا يوم الثالثاء (‪ 2‬تموز‪ /‬يوليو)‬ ‫لجمع أموال من أجل األطفال في المخيم‪.‬‬ ‫حيث قدم األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ست‬ ‫س��نوات و‪ 15‬س��نة عرضًا بعنوان (مالئكة الربيع) بهدف‬ ‫جمع أموال من أجل األطفال بمخيم شاتيال لالجئين‪.‬‬ ‫وذك��رت ديانا الرفاعي مخرجة المس��رحية أن عائد‬ ‫العرض سيخصص لتطوير روضة لألطفال بالمخيم‪.‬‬ ‫وكانت فترة اإلعداد لعرض المسرحية فرصة إلبعاد‬ ‫أذهان األطفال المش��اركين فيها عما واجهوه منذ خرجوا‬ ‫من سوريا هربا من أعمال العنف المستمرة هناك‪.‬‬ ‫وقال��ت ديان��ا الرفاعي إنها س��عت إلى إثب��ات قدرة‬ ‫األطف��ال الالجئين عل��ى تحقيق ما يتطلع��ون إليه رغم‬ ‫الظروف الصعبة التي يعيشون فيها‪.‬‬ ‫وأضاف��ت "أنا لس��ت مخرجة وال أعمل في المس��رح‬ ‫أبداً‪ .‬درس��ت العلوم السياسية‪ ،‬وما نفعله اليوم لم يكن‬ ‫هدفه بالنسبة لي أن أجرب العمل في المسرح وإنما كي‬ ‫أثبت لألطفال أنهم يملكون المواهب ولديهم الطموحات‬ ‫التي يستطيعون تحقيقها‪ .‬أردت أن أؤكد لهم أن حقيقة‬ ‫كونه��م الجئين ال تعني أبداً ع��دم قدرتهم على تحقيق‬ ‫أحالمهم‪ .‬وفي نفس الوقت أردت أن نطور الروضة التي‬ ‫نتواجد اآلن فيها والتي تدعى "روضة أملنا" في شاتيال‪".‬‬ ‫وتش��ير بيانات األمم المتحدة إل��ى أن ما يزيد على‬ ‫ملي��ون و‪ 700‬ألف س��وري فروا م��ن بلدهم من��ذ بداية‬ ‫الصراع وإلى أن لبنان يس��تضيف أكثر من نصف مليون‬ ‫الجئ سوري‪.‬‬ ‫وقالت طفلة سورية شاركت في العرض المسرحي‬ ‫تدعى نغم ‘أنا من سوريا‪ ..‬من إدلب‪ ..‬من معرة النعمان‪.‬‬ ‫باشتاق لستي ولعمي ولعمتي‪’.‬‬ ‫وبلغ زمن العرض ‪ 35‬دقيقة بمس��رح مترو المدينة‬ ‫ف��ي بيروت وتخلل��ه غناء وقصائد‪ ،‬وتن��اول قصة عالقة‬ ‫بي��ن ملك قوي وأطف��ال صغار حي��ث دارت القصة حول‬ ‫حديقة عامة تمثل المتنفس الوحيد لألطفال‪ ،‬قرر مختار‬ ‫الضيع��ة إقفاله��ا‪ .‬وتمث��ل ه��ذه القصة مح��اكاة للحرب‬ ‫الس��ورية وتأثيرها على األطفال‪« :‬الحديقة العامّة هي‬ ‫س��وريا» تق��ول الرفاعي‪ .‬وت�لا عرض المس��رحية بازار‬ ‫ومعرض ألعمال أنجزها األطفال‪ ،‬س��عى المنظمون من‬ ‫خالل عائداتها إلى تأمي��ن الدعم الالزم لروضة «أملنا»‪،‬‬

‫وبعض حاجات األطفال األساس��ية مثل الكتب والطعام‪،‬‬ ‫ودع��م عائالته��م إذا أمكن‪ ،‬على أمل أن تس��تكمل هذه‬ ‫المبادرة الفردية طريقها في أشكال أخرى‪.‬‬ ‫ومن جهة أخ��رى انطلق منذ أيام ف��ي مدينة الذيد‬ ‫في اإلمارات ماراثون نادي الذيد الرياضي الثقافي لدعم‬ ‫أطفال الجئي سوريا بمشاركة كبيرة من مختلف األعمار‬ ‫السنية ‪.‬‬ ‫وعبر المش��اركون ف��ي الماراثون ال��ذي انطلق من‬ ‫أمام شعبية الخواطر مع شارع مستشفى الذيد ولمسافة‬ ‫‪ 2‬كيلومتر عن امتنانهم للحملة والمبادرة اإلنسانية التي‬ ‫أطلقته��ا الش��يخة جواهر بنت محمد القاس��مي رئيس��ة‬ ‫المجل��س األعلى لش��ؤون األس��رة تح��ت ش��عار "القلب‬ ‫الكبي��ر لألطف��ال الالجئين الس��وريين" به��دف التوعية‬ ‫بمعان��اة الالجئين الس��وريين‪ .‬وأكد المش��اركون الذين‬ ‫وصل عددهم إلى ‪ 350‬مش��اركاً وارتدوا قمصانًا ش��عار‬ ‫"القل��ب الكبير" للحملة أن مش��اركتهم جاءت تعبيراً عن‬ ‫هذا الشعور اإلنساني النبيل للحملة‪.‬‬

‫وق��ال خليف��ة عبداهلل ب��ن هويدن رئي��س مجلس‬ ‫إدارة ن��ادي الذي��د الثقاف��ي الرياض��ي إن تنظي��م ه��ذا‬ ‫الماراثون بنادي الذيد يؤكد المبادئ السامية التي ينادي‬ ‫بها اإلس�لام منوها بتوجيهات الشيخة جواهر بنت محمد‬ ‫القاس��مي بضرورة مؤازرة األطفال الالجئين السوريين‬ ‫ومنحهم األمل بحياة أفضل ومستقبل آمن‪.‬‬ ‫م��ن جانب��ه أثنى حس��ن ش��اهين ممث��ل مفوضية‬ ‫الالجئي��ن على نج��اح التظاه��رة الرياضية بن��ادي الذيد‬ ‫معرب��اً ع��ن امتنان��ه لكاف��ة الجه��ود التي بذل��ت إلنجاح‬ ‫الحملة ‪.‬‬ ‫وق��ام خليف��ة بن هوي��دن يرافق��ه راش��د المحيان‬ ‫رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة في المنطقة الوسطى‬ ‫وس��الم محم��د ب��ن هوي��دن عض��و المجل��س الوطني‬ ‫االتح��ادي نائب رئيس مجلس إدارة ن��ادي الذيد بتكريم‬ ‫مفوضية الالجئين ممثلة في حس��ام ش��اهين إلى جانب‬ ‫تكريم الفائزين في الفئات الثالث والتي ش��ملت الرجال‬ ‫واألطفال والشباب‪.‬‬

‫تقرير للأمم املتحدة‪ :‬و�ضع الغذاء يف �سوريا �سيتدهور العام القادم‬ ‫قال��ت األمم المتحدة يوم الجمع��ة إن أربعة ماليين‬ ‫س��وري أي خمس الس��كان ال يس��تطيعون إنتاج أو شراء‬ ‫م��ا يكفي من الغ��ذاء الحتياجاته��م وإن الوضع يمكن أن‬ ‫يتده��ور الع��ام القادم إذا اس��تمر الصراع ال��ذي بدأ منذ‬ ‫عامين في سوريا‪.‬‬ ‫وذك��رت المنظمة الدولية إن المزارعين الس��وريين‬ ‫ال يج��دون الب��ذور واألس��مدة الت��ي يحتاجونه��ا لزراعة‬ ‫المحصول التالي‪.‬‬ ‫وعقب زيارة لسوريا بين أيار‪/‬مايو وحزيران‪/‬يونيو‬ ‫قالت منظمة األغذية والزراع��ة لألمم المتحدة وبرنامج‬ ‫األغذي��ة العالمي في تقرير إن اإلنتاج المحلي على مدى‬ ‫األش��هر االثن��ي عش��ر القادمة س��ينخفض بش��دة على‬ ‫األرجح‪.‬‬ ‫وقدرت المنظمتان أن سوريا س��تحتاج إلى استيراد‬ ‫‪ 1.5‬مليون طن من القمح في موسم ‪.2014-2013‬‬ ‫وقالت المنظمتان "الفرصة ضئيلة لضمان إال تفقد‬

‫األسر المتضررة من األزمة مواردها الحيوية من الطعام‬ ‫والدخل‪".‬‬ ‫وبعد عامين من الصراع في سوريا الذي قتل خالله‬ ‫أكث��ر م��ن ‪ 90‬ألفًا تصاعد نق��ص الغذاء نظ��راً لعمليات‬ ‫الن��زوح الجماع��ي للس��كان وتعط��ل اإلنت��اج الزراع��ي‬ ‫والبطالة والعقوبات االقتصادية وارتفاع أس��عار الطعام‬ ‫والوقود‪.‬‬ ‫وطل��ب برنامج األغذية العالم��ي ‪ 41.7‬مليون دوالر‬ ‫لتقدي��م العون لنح��و ‪ 768‬ألفًا لكنه ل��م يتلق حتى اآلن‬ ‫سوى ‪ 3.3‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وذك��رت المنظمتان أن ه��ذا المبلغ يج��ب أن يتوفر‬ ‫قبل آب‪/‬أغس��طس لتوفير األس��مدة والبذور للمزارعين‬ ‫حت��ى يتمكنوا م��ن زرع محاصيل تش��رين األول‪/‬أكتوبر‬ ‫وإال ل��ن يتمكن��وا م��ن جن��ي أي محص��ول للقم��ح قب��ل‬ ‫منتصف عام ‪.2015‬‬ ‫وجاء ف��ي التقرير أيضًا أن الصراع أثر بش��دة على‬

‫الثروة الحيوانية وأن إنتاج الدواجن انخفض بنسبة تزيد‬ ‫عل��ى ‪ 50‬ف��ي المئة مقارن��ة بعام ‪ 2011‬كم��ا انخفضت‬ ‫أيضاً أعداد رؤوس األغنام والماشية‪.‬‬ ‫وذكرت المنظمتان أن إنتاج القمح انخفض إلى ‪2.4‬‬ ‫ملي��ون ط��ن أي أقل بنس��بة ‪ 40‬في المئة من متوس��ط‬ ‫المحصول الس��نوي قبل الصراع الذي كان يتجاوز أربعة‬ ‫ماليين طن‪.‬‬ ‫وق��ال برنام��ج األغذية العالمي الش��هر الماضي إن‬ ‫األسر السورية تلجأ بشكل متزايد للتسول طلبًا للطعام‬ ‫نتيجة لنقص الغذاء وارتفاع أسعاره‪.‬‬ ‫وحذرت المنظمتان أيضًا من مخاطر انتقال أمراض‬ ‫الماشية واألغنام إلى الدول المجاورة وقالتا إن الفالحين‬ ‫يحتاجون إلى أمصال لمنع ذلك من الحدوث‪.‬‬ ‫وال تشمل العقوبات التجارية التي تفرضها الواليات‬ ‫المتحدة واالتحاد األوروبي على الرئيس الس��وري بشار‬ ‫األسد المواد الغذائية‪.‬‬


‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬

‫املنظمات والهيئات واملراكز املوقعة‪:‬‬ ‫أسبوعية‬

‫• المنظم��ة الكردية للدفاع عن حقوق اإلنس��ان والحريات‬ ‫العامة في سوريا (‪)DAD‬‬ ‫• لج��ان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق اإلنس��ان‬ ‫في سوريا (ل‪ .‬د‪ .‬ح)‪.‬‬ ‫• المنظمة الوطنية لحقوق اإلنسان في سوريا‬ ‫• اللجنة الكردية لحقوق اإلنسان في سوريا (الراصد)‬ ‫• المنظمة العربية لحقوق اإلنسان في سوريا‬ ‫• منظمة حقوق اإلنسان في سوريا – ماف‬ ‫• منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سوريا ‪ -‬روانكة‬ ‫• المركز السوري للعدالة االنتقالية وتمكين الديمقراطية‬ ‫• المركز الكردي السوري للتوثيق‬ ‫• مركز الجمهورية للدراسات وحقوق اإلنسان‬ ‫• المركز السوري للديمقراطية وحقوق التنمية‬ ‫• التجمع الوطني لحقوق المرأة والطفل ‪ /‬سوريا‬ ‫• المرك��ز الس��وري للدف��اع ع��ن الحق��وق االقتصادي��ة‬ ‫واالجتماعية‬ ‫• التنسيقية الوطنية للدفاع عن المفقودين في سوريا‬

‫• المركز السوري الستقالل القضاء‬ ‫• رابطة الحقوقيين الس��وريين من اج��ل العدالة االنتقالية‬ ‫وسيادة القانون‬ ‫• المركز الوطني لدراسات التسامح ومناهضة العنف في سوريا‬ ‫• الرابطة السورية للحرية واإلنصاف‬ ‫• المركز السوري لحقوق اإلنسان‬ ‫• المركز السوري لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب‬ ‫• المنظمة السورية للدفاع عن المختفين قسريا‬ ‫• المركز السوري للتربية على حقوق اإلنسان‬ ‫• مركز أوغاريت للتدريب وحقوق اإلنسان‬ ‫• المركز الكردي لحقوق اإلنسان ومناهضة التمييز‬ ‫• مركز ايبال لدراس��ات العدالة االنتقالية والديمقراطية في‬ ‫سوريا‬ ‫• الرابطة السورية للحرية واإلنصاف‬ ‫• المركز السوري للمجتمع المدني ودراسات حقوق اإلنسان‬ ‫• التحالف السوري لمناهضة عقوبة اإلعدام (‪)SCODP‬‬ ‫• المنبر السوري للمنظمات غير الحكومية (‪)SPNGO‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫دعا "االئتالف الوطن��ي" المعارض‪ ،‬يوم الجمعة‪ ،‬منظمات‬ ‫حقوق اإلنس��ان لالطالع فوراً على أوضاع سجناء سجن دمشق‬ ‫المرك��زي بع��د أنباء عن "اعتداء على س��جينات أعلن��وا إضرابًا‬ ‫مفتوحًا منذ أيام"‪.‬‬ ‫وأوضح االئتالف في بيان نش��ره على موقعه االلكتروني‪،‬‬ ‫أن "أنباء شبه مؤكدة تسربت من سجن دمشق المركزي بعدرا‬ ‫تفي��د بقي��ام عناصر المخاب��رات الجوية بالدخول إلى الس��جن‬ ‫واالعتداء جس��دياً على المعتقالت بعد إعالنهن إضرابًا مفتوحًا‬ ‫عن الطعام قبل ‪ 3‬أي��ام في محاولة منهن للتذكير بأوضاعهن‬ ‫والتعجيل في تحويلهن إلى المحاكم"‪.‬‬ ‫وأضاف أنه "بع��د أن حذر االئتالف الوطني من أن رد فعل‬ ‫النظ��ام عل��ى هذا اإلضراب س��تكون ش��ديدة وهمجي��ة‪ ،‬فإنه‬ ‫يدعو إلى ضرورة قيام منظمات حقوق اإلنس��ان بالتحرك فوراً‬ ‫إلى س��جن دمش��ق المركزي واالطالع على أوضاع الس��جينات‬ ‫والس��جناء فيه‪ ،‬وفي بقية س��جون ومعتقالت النظام والتحقق‬ ‫من الظروف التي يعانون منها"‪.‬‬ ‫وكانت الش��بكة الس��ورية لحقوق اإلنس��ان ق��د أفادت إن‬ ‫الس��يدات الموجودات في قسم اإليداع بس��جن عدرا المركزي‬ ‫ف��ي العاصمة دمش��ق قد قررن‪ ،‬يوم االثني��ن األول من تموز‪/‬‬ ‫يولي��و‪ ،‬الب��دء بإضراب جماع��ي مفتوح عن الطع��ام كنوع من‬ ‫االحتج��اج الس��لمي عل��ى إيداعهن لفت��رات طويلة في قس��م‬ ‫اإلي��داع بالس��جن المذك��ور بانتظ��ار اس��تدعائهن للمحاك��م‬ ‫المختصة‪.‬‬ ‫وق��د بعث��ت الس��جينات لرئيس النياب��ة العام��ة بمحكمة‬ ‫اإلره��اب رس��الة تفيد بضرورة الب��تّ في أمره��ن‪ ،‬خاصة أن‬ ‫أوضاع بعضهن حرجة‪ ،‬فبينه��ن مريضات وحوامل في ظروف‬ ‫صحية سيئة للغاية‪.‬‬ ‫ودع��ا االئت�لاف ف��ي بيان��ه "المجتم��ع الدول��ي للضغ��ط‬ ‫بكاف��ة الوس��ائل إلط�لاق س��راح معتق�لات ومعتقل��ي الرأي‬ ‫والسياس��يين الذين يتعل��ق مصيرهم بقيام البش��رية جمعاء‬ ‫بواجبه��ا تجاههم"‪ ،‬مش��يراً إل��ى أن "اس��تمرار الصمت الدولي‬ ‫على ممارس��ات نظ��ام القمع س��يظل وصمة ع��ار على جبين‬ ‫اإلنسانية"‪.‬‬ ‫وتتهم دول وأطياف معارضة السلطات األمنية في سوريا‬ ‫بممارسة "التعذيب" وعدم مراعاة حقوق اإلنسان في السجون‬ ‫والمعتق�لات‪ ،‬وس��ط تقارير تفي��د بوجود عش��رات اآلالف في‬ ‫المعتق�لات والس��جون الس��ورية نتيجة األح��داث‪ ،‬فيما اتهمت‬ ‫منظمات إنس��انية ودولية طرفي النزاع بارتكاب "جرائم حرب"‬ ‫خالل األحداث الجارية في حين حملت الس��لطات "المس��ؤولية‬ ‫األكبر"‪.‬‬ ‫ودعت الشبكة السورية لحقوق اإلنسان الحكومة السورية‬ ‫والنائ��ب الع��ام لالس��تجابة إلى طل��ب الس��جينات‪ ،‬و"نحملهما‬ ‫مسؤولية أي أذى يصيبهن"‪.‬‬ ‫كم��ا دع��ت منظم��ة الصلي��ب األحم��ر الدولي��ة لتحمّ��ل‬ ‫مس��ؤولياتها بمراقبة الس��جون والقيام بزيارة فورية وعاجلة‬ ‫لس��جن عدرا لالطالع على س��ير األحداث هناك وتأمين رعاية‬ ‫طبية فورية للس��جينات في حال تس��بب له��ن اإلضراب بأدنى‬ ‫أذى جسدي‪.‬‬

‫إنن��ا ف��ي الهيئات المدني��ة والحقوقية المعنية بالدفاع عن حقوق اإلنس��ان في س��وريا‪ ،‬نعلن‬ ‫تضامننا الكامل مع المعتقالت الس��وريات في قس��م اإليداع بسجن عدرا‪ ،‬في إضرابهن المفتوح‬ ‫ع��ن الطعام ال��ذي بدؤوه بتاري��خ ‪ 2013\7\1‬احتجاجاً عل��ى اإليداع غير القانون��ي ّ‬ ‫بحقهن لمدّة‬ ‫تج��اوزت الح��دّ القانوني ومع مطالبهن المش��روعة بإيجاد ٍّ‬ ‫ح��ل لحالهنّ وأن يتم النظر س��ريعًا‬ ‫بوضعهن‪ ،‬وذلك عبر الرسالة التي قمن بتوجيهها لمحكمة اإلرهاب‪ ،‬وأوضحن فيها إلى أن العديد‬ ‫منهن قد تجاوزت مدة إيداعهن ‪ 4‬أشهر إلى ‪6‬أشهر‪ ،‬وأن الكثير من النزيالت ال يمكنهن التواصل‬ ‫مع أهلهن واالطمئنان عليهم‪ ،‬حيث تتخذ إدارة الس��جن إجراءات تمنعهن من االتصال مع ذويهن‬ ‫الذين ال يمكنهم القيام بالزيارة بسبب الوضع األمني لطريق السجن‪ .‬ولفتت الرسالة إلى أنه تم‬ ‫إرس��ال أكثر من كتاب إل��ى رئيس النيابة العامة في محكمة قضايا اإلره��اب‪ ،‬ولكن لم يتم الرد‬ ‫عليه��ن‪ .‬أما إدارة الس��جن فردّت ب��أن ال عالقة لها بذلك وأن المس��ؤول الوحيد عن هذه األوضاع‬ ‫هي النيابة العامة‪ .‬كما نبّهت الرس��الة إلى أن الكثير من بين السجينات كبيرات السن والمرضى‬ ‫والحوامل واألمهات وطالبات الجامعة والموظفات‪ ،‬وأن أعداد النزيالت يزداد يوماً بعد يوم‪،‬وأكدن‬ ‫أن إضرابهن الس��لمي عن الطعام سيس��تمر حتى النظر بوضعهن واإلس��راع باس��تدعائهن إلى‬ ‫المحاكم المختصة‪.‬‬ ‫إننا في الهيئات المدنية والحقوقية المعنية بالدفاع عن حقوق اإلنس��ان في س��وريا‪ ،‬إذ ندين‬ ‫ونس��تنكر بش��دة استمرار االعتقال التعس��في بحق معتقالت الرأي الس��وريات في قسم اإليداع‬ ‫بس��جن عدرا‪ ،‬فإننا نطالب الحكومة الس��ورية باإلفراج الفوري عنهن وبدون أي قيد أو شرط ‪ ،‬ما‬ ‫ً‬ ‫الس��رعة لمحاكمة تتوفر فيها معايير‬ ‫لم توجه إليهن تهم جنائية معترف بها ويقدمن على وجه‬ ‫المحاكمة العادلة وكذلك ضمان أن تكون إجراءات المحاكمة تلك منس��جمة مع المعايير والمبادئ‬ ‫المعتمدة لدى هيئات األمم المتحدة بما فيها المبادئ األساسية بشأن استقالل السلطة القضائية‬ ‫الصادرة عام ‪ ،1985‬والمبادئ التوجيهية بش��أن دور أعض��اء النيابة العامة والصادرة في ‪،1990‬‬ ‫وبما يتفق مع توصيات اللجنة المعنية بحقوق اإلنس��ان بدورتها الرابعة والثمانين‪ ،‬تموز ‪،2005‬‬ ‫والمتعلقة بالضمانات القانونية األساس��ية للمحتجزين الفقرة (‪ )9‬التي تؤكد على ضرورة اتخاذ‬ ‫تدابي��ر فعالة لضمان أن يمنح المحتجز جميع الضمانات القانونية األساس��ية منذ بداية احتجازه‪،‬‬ ‫بما في ذلك الحق في الوصول الفوري إلى محام وفحص طبي مس��تقل‪ ،‬إعالم ذويه‪ ،‬وأن يكون‬ ‫على علم بحقوقه في وقت االحتجاز‪ ،‬بما في ذلك حول التهم الموجهة إليهم‪ ،‬والمثول أمام قاض‬ ‫في غضون فترة زمنية وفقًا للمعايير الدولية‪.‬‬ ‫وإننا نطالب الحكومة الس��ورية باإلفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي السلميين ومناصري‬ ‫الديمقراطية في المعتقالت الس��ورية والتوقف عن ممارس��ة سياس��ة االعتقال التعس��في بحق‬ ‫المعارضين السياسيين السلميين ونشطاء المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫دمشق ‪ 1‬تموز ‪2013‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫"االئتالف" يدعو منظمات‬ ‫�أوجـاع وطـن‬ ‫حقوق الإن�سان االطالع‬ ‫على �أو�ضاع �سجناء �سجن‬ ‫بيان م�شرتك‬ ‫دم�شق املركزي بعد �أنباء من �أجل الت�ضامن مع معتقالت الر�أي‬ ‫عن "اعتداء على �سجينات‬ ‫ال�سوريات ب�سجن عدرا ومن �أجل‬ ‫�أعلنوا �إ�ضرابا مفتوحا"‬ ‫الإفراج عنهن‬

‫‪3‬‬


‫العراق مينع دخول الجئني �سوريني �إىل �أرا�ضيه‬ ‫ويبدي ا�ستعداده لدعم �أطفال �سوريا‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫دعت منظم��ة (هيومن رايتس ووتش) المدافعة‬ ‫ع��ن حق��وق اإلنس��ان ي��وم االثني��ن تركي��ا والعراق‬ ‫واألردن إلى التوقف عن إعادة الجئين إلى سوريا‪.‬‬ ‫وقال��ت المنظم��ة ف��ي بي��ان إن "ح��رس الحدود‬ ‫العراق��ي واألردني والتركي يمنع عش��رات اآلالف من‬ ‫األش��خاص الذي��ن يحاولون الف��رار من س��وريا" من‬ ‫دخول أراضي هذه الدول الثالث‪ ،‬مش��ير ًة إلى "إغالق‬ ‫العديد من المعابر الحدودية تماماً‪ ،‬أو الس��ماح ألعداد‬ ‫محدودة فقط من السوريين بالعبور"‪.‬‬ ‫وذكر البيان أن الس��لطات في حكومة كردس��تان‬ ‫الع��راق "تعترف بأنها أغلقت حدودها مع س��وريا في‬ ‫أيار وبأن بعض الس��وريين المحتاجين إلى مس��اعدة‬ ‫إنس��انية عاجلة هم فقط من سمح لهم بالعبور منذ‬ ‫منتص��ف حزي��ران"‪ .‬وأضافت المنظمة أن الس��لطات‬ ‫العراقي��ة المركزية "فرضت قيوداً ش��ديدة على عدد‬ ‫الس��وريين المس��موح لهم بالدخول من��ذ آب ‪،2012‬‬ ‫كما توقف تواف��د الجئين جدد تقريبًا في أواخر آذار"‪،‬‬ ‫بحسب ما نقلت عنها فرانس برس‪.‬‬ ‫وفي س��ياق متصل أع��اد األردن مئ��ات العائالت‬ ‫الفلس��طينية النازحة من مخيم اليرموك في دمشق‬ ‫يوم االثنين‪ ،‬وفق ما ذكر مصدر حدودي‪.‬‬ ‫وق��ال المصدر إنه تم إع��ادة المئات من العائالت‬

‫الفلس��طينية القادمة من مخيم اليرموك لوجود قرار‬ ‫سابق بذلك‪.‬‬ ‫وبي��ن المصدر أن��ه ال يجد نية إلدخ��ال الالجئين‬ ‫الفلس��طينيين من س��وريا إلى المملك��ة‪ ،‬حيث تقوم‬ ‫األجه��زة المعنية عب��ر المناف��ذ غير الش��رعية اتخاذ‬ ‫إجراءات مش��ددة بش��أن التدقي��ق في الوثائ��ق التي‬ ‫بحوزة الالجئين القادمين من سوريا‪.‬‬ ‫وأش��ار إلى أنه ولدى التدقيق في بعض الوثائق‬ ‫تبين أن هناك من يحمل منهم وثائق فلسطينية وأنه‬ ‫وتم إعادتهم إلى س��وريا نظرا لعدم وجود أي قرار أو‬ ‫تعليمات بالسماح بدخولهم إلى األراضي األردنية في‬ ‫الفترة الحالية‪.‬‬ ‫من جهت��ه بحث نائب رئي��س الجمهورية خضير‬ ‫الخزاع��ي م��ع ممثل��ة األمين الع��ام لألم��م المتحدة‬ ‫لش��ؤون األطفال والنزاع المسلح ليلى زروقي‪ ،‬ونائب‬ ‫ممث��ل األم��م المتحدة ف��ي الع��راق جورج بوس��تن‪،‬‬ ‫وممث��ل منظمة اليونس��يف الدكت��ور مارزي��و بابيل‬ ‫وعدد من المس��ؤولين ف��ي األمم المتح��دة‪ ،‬تداعيات‬ ‫العن��ف على األطف��ال وكيفية حمايته��م في مناطق‬ ‫النزاع المسلح‬ ‫وأك��د الخزاعي في بي��ان صحفي عل��ى "موقف‬ ‫العراق الداعي إلى وقف العنف‪ ،‬ورفض تسليح أي من‬

‫طرفي النزاع في س��وريا س��واء المعارضة أو النظام‪،‬‬ ‫ألن ذلك يؤيد إلى مزيد من الضحايا واأليتام"‪ ،‬مشدداً‬ ‫على "بذل الجهود إليقاف طاحونة الموت في سوريا"‪.‬‬ ‫وطال��ب الخزاع��ي المجتم��ع الدول��ي بـ"تحم��ل‬ ‫مسؤولياته تجاه األوضاع في سوريا"‪ ،‬مبديًا "استعداد‬ ‫العراق للعمل المش��ترك مع األم��م المتحدة من أجل‬ ‫دعم أطفال س��وريا وتوفير المناخات المناس��بة لهم‬ ‫من جميع النواحي وخاصة الصحية والتعليمية"‪.‬‬ ‫ولف��ت إل��ى أن "العراق م��ر بتجرب��ة مماثلة لما‬ ‫يحدث في س��وريا نتجت عنها أعداد كبيرة من األيتام‬ ‫واألرامل"‪ ،‬مش��يراً إلى أن "رئاس��ة الجمهورية قدمت‬ ‫مشروعاً لرعاية ش��ريحة األطفال واألرامل من خالل‬ ‫تخصيص رواتب شهرية ورعاية صحية وتعليمية"‪.‬‬ ‫م��ن جانبها‪ ،‬أك��دت ممثل��ة األمين الع��ام لألمم‬ ‫المتحدة لشؤون األطفال والنزاع المسلح ليلى زروقي‬ ‫"تطاب��ق وجهات نظ��ر األمم المتحدة م��ع العراق في‬ ‫ض��رورة ح��ل األزم��ة الس��ورية س��لمياً"‪ ،‬معربة عن‬ ‫خش��يتها من "استغالل أطفال سوريا من قبل الجهات‬ ‫المتنازعة وإشراكهم في الصراع الدائر هناك"‪.‬‬ ‫وأش��ار البيان إلى أن الجانبي��ن اتفقا على تنفيذ‬ ‫العدي��د من البرام��ج المش��تركة بين الع��راق وبعثة‬ ‫يونامي لإلسهام في حماية األطفال‪.‬‬

‫حا�صرها النظام منذ ‪� 8‬أ�شهر و�آالف العائالت عالقة هناك دون طعام ودواء‬

‫�سكان املع�ضمية ي�ستغيثون‪ :‬منوت حتت احل�صار‬ ‫دمشق‪ -‬جفرا بهاء | العربية‬ ‫ربم��ا تكون معاناة أبوجمال‪ ،‬من معضمية الش��ام‬ ‫بريف دمش��ق‪ ،‬تش��به معاناة الس��وريين عامة وسكان‬ ‫المعضمي��ة خاص��ة‪ ،‬ولك��ن ومع تك��رار تل��ك المعاناة‬ ‫وتكرار أخبار الفقدان والقتل والموت اليزال يبدو فقدان‬ ‫أبوجمال لولديه في اقتحام النظام السوري للمعضمية‬ ‫لي��س خبراً صحافي��اً كغيره م��ن األخب��ار‪ ،‬خصوصاً إن‬ ‫عرفن��ا أن عُمر ابنه الكبير ‪ 23‬عاماً‪ ،‬واألصغر ‪ 17‬عاماً‪،‬‬ ‫فقد كليهما ذبحًا على أيدي الشبيحة‪.‬‬ ‫ويبدو أن أبوجمال لم يُطِق صبراً فلحق بولديه‬ ‫بقذيف��ة أصاب��ت منزل��ه‪ ،‬ويق��ول (س) أح��د جي��ران‬ ‫أبوجمال‪" :‬لم يمت عندما تهدّم المنزل عليه‪ ،‬وحاول‬ ‫البع��ض إخراجه من تحت الدم��ار‪ ،‬إال أن قذيفة أخرى‬ ‫س��قطت عل��ى منزله فم��ات ه��و ومَ��نْ كان يحاول‬ ‫المساعدة في إنقاذه"‪ ،‬ويضيف "مات وارتاح"‪.‬‬ ‫الت��زال الكهرباء غائبة تمام��ًا منذ ‪ 225‬يوماً عن‬ ‫مدين��ة المعضمية ف��ي ريف دمش��ق‪ ،‬والخبز والمواد‬ ‫الغذائي��ة مفقودة تقريباً للي��وم ‪ ،183‬واليزال المئات‬ ‫م��ن العائالت في المعضمية ال تجد ما يُش��بع جوعها‬ ‫وج��وع أبنائه��ا‪ ،‬بع��د الحص��ار الش��ديد ال��ذي فرضه‬ ‫النظام السوري على المدينة الثائرة‪.‬‬ ‫من��ذ نح��و ‪ 8‬أش��هر حاص��ر النظ��ام مدين��ة‬ ‫المعضمية‪ ،‬وقام بقطع الكهرباء والمياه والمش��تقات‬ ‫البترولي��ة واالتصاالت بش��كل كام��ل‪ ،‬وأطلق الناس‬ ‫نداءات استغاثة مستمرة ألن الموت بات يسيطر على‬ ‫المدين��ة‪ ،‬ومن لم يمت من القصف مات من الجوع‪ ،‬أو‬ ‫مات من انعدام وجود الدواء‪.‬‬ ‫وبحس��ب أح��د س��كان المعضمي��ة (س) ف��إن ما‬ ‫يزي��د عل��ى ‪ 6000‬طفل وام��رأة‪ ،‬باإلضافة ألكثر من‬

‫ماسَ��ة اآلن الس��تكمال المعالجة‬ ‫‪ 850‬جريحًا‪ ،‬بحاجة ّ‬ ‫الطبي��ة‪ ،‬ويؤك��د (س) أن ما يزيد عل��ى عدة آالف من‬ ‫العائالت اآلن عالقة في المدينة‪.‬‬ ‫ويقول ناش��ط من المعضمية لـ"العربية نت" إن‬ ‫القصف العني��ف ال يتوقف أبداً عن المدينة‪ ،‬خصوصًا‬ ‫أن المدين��ة قريب��ة من س��جن المزة العس��كري ومن‬ ‫تالل مطلة على المدينة تحتلها الفرقة الرابعة‪.‬‬ ‫ونش��رت تنس��يقية المعضمية نداء استغاثة من‬ ‫الس��كان يقول‪ " :‬ﺍﻷ‌ﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﺜﻜﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﻭﺍﻟﺠﺮﺣﻰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻮﻋﺎﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﺩﻳﻦ ل��ن يس��امحوا مَنْ خذلهم‪،‬‬ ‫ﻧﺤﻨﺎ إخوتك��م‪ ،‬ونم��وت م��ن الج��وع ونق��ص ال��دواء‬

‫والمحروق��ات والكهرباء‪ ..‬ال يوج��د في ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻄبي‬ ‫أي م��واد طبية‪ ،‬أوالدنا في الجيش الحر يموتون على‬ ‫أط��راف ﺩﺍﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﻀﻤﻴﺔ‪ ..‬وص��ل ع��دد الجرحى إلى‬ ‫‪ 1000‬جريح"‪.‬‬ ‫ومن يرى المعضمية الي��وم يفهم ماذا يعني أن‬ ‫تتش��ح بالس��واد كاألم الثكل��ى‪ ،‬ويدرك م��ا معنى أن‬ ‫يخنقها النظام الس��وري بإش��اعة الخوف والرعب في‬ ‫شوارعها بالقصف‪ ،‬وأن يحرمها من الطعام والشراب‬ ‫والكهرباء‪ ،‬حزن وغضب س��كانها ينبعث من أفئدتهم‬ ‫ليلتحموا بمدينتهم أكثر وأكثر‪.‬‬ ‫صفحات األخبار‪ :‬إعداد فريق سوريتنا من مصادر مواقع‬ ‫ومحطات أخبار ووكاالت أنباء محلية وعالمية‬


‫القابون‪ ..‬ماذا عن املدنيني؟‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫إل��ى الغوطة أو إلى برزة‪ ،‬يظ��ن عالء أن خياره األخير‬ ‫س��يكون حمل الس�لاح والمقاتلة إل��ى جانب الجيش‬ ‫الح��ر حتى الرمق األخير‪ .‬ويح��اول العثور على مخرج‬ ‫آم��ن لوالدته وأخته قب��ل ف��وات األوان وإغالق جميع‬ ‫المخارج الممكنة من الحي‪.‬‬ ‫يخبرن��ا أبو وائل وه��و أحد نشط��اء اإلغاثة في‬ ‫الحي ب��أن هناك مئ��ات العائالت ال ت��زال داخل الحي‬ ‫وترف��ض الخروج من��ه‪ ،‬معظمها ال يمل��ك مكاناً آخر‬ ‫يلج��أ إلي��ه‪ ،‬والجميع فق��د األمل بأي ش��يء ويفضل‬ ‫انتظار مصي��ره القادم في منزله متجنب��اً ذل النزوح‬ ‫واللج��وء إلى مكان آخر أي��اً يكن‪ .‬ويضيف أبو وائل إن‬ ‫قدوم شهر رمضان بعد عدة أيام سيحمل آالمًا جديدة‬ ‫لألهالي في ظل أوضاع اقتصادية متردية ودمار لحق‬ ‫بمعظم المنازل ناهيك عن صعوبة تأمين العديد من‬ ‫الم��واد الغذائية بس��بب تخ��وف الكثير م��ن المدنيين‬ ‫من الخروج من الح��ي واعتمادهم فقط على المحال‬ ‫داخله والتي أغلق معظمها اليوم إما بس��بب الدمار أو‬

‫بسبب النزوح‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفس��ه يعم��ل الكثير م��ن النشطاء‬ ‫على تأمين ما أمكن من مس��تلزمات وإعانات ألهالي‬ ‫القاب��ون‪" .‬إن خلي��ت خرب��ت" يقول أبو وائل‪ ،‬س��عيداً‬ ‫بتعاض��د العدي��د م��ن ش��باب دمش��ق وش��اباتها مع‬ ‫مأس��اة الح��ي‪ ،‬رغ��م المخاط��ر األمني��ة والصعوبات‬ ‫التي يتعرضون لها في الكثير من األحيان في س��بيل‬ ‫إيصال بعض المواد أو إدخالها إلى الحي‪.‬‬ ‫رغم تفاؤلهم بنصر طال انتظاره‪ ،‬تضيق فسحة‬ ‫األمل يومًا بعد يوم بالنس��بة ألهالي حي القابون‪ .‬ما‬ ‫عاد في األرض متسع لهم‪ ،‬فقد كان حيهم من أواخر‬ ‫األحياء الثائرة "اآلمنة" في دمشق‪ ،‬واليوم‪ ،‬مع تدمير‬ ‫ج��زء كبير من��ه‪ ،‬واقتراب الجيش م��ن اقتحامه‪ ،‬يبدو‬ ‫الموت أس��هل الخيارات الممكنة‪ .‬موت س��رق حياة ما‬ ‫يزي��د عن األربعين ش��هيداً – معظمهم من المدنيين‬ ‫ منذ بدء الحملة العس��كرية األخي��رة‪ ،‬وال تزال آلته‬‫تحصد األرواح يومياً دون رحمة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬

‫تستيقظ أم أمجد باكراً كل صباح كي تراقب أية‬ ‫حركة غريبة أو مشبوهة قريبًا من منزلها الذي يبعد‬ ‫حوالي مئتي متر عن طريق دمشق ‪ -‬حمص الدولي‪.‬‬ ‫فمنذ بدء معركة القابون في التاسع عشر من الشهر‬ ‫الماض��ي‪ ،‬وم��ن ث��م اس��تيالء الجي��ش النظامي هذا‬ ‫األس��بوع على أجزاء واس��عة من المنطقة الصناعية‬ ‫للح��ي والتي تق��ع على الط��رف الثاني م��ن الطريق‬ ‫الدول��ي‪ ،‬يعيش من تبقى م��ن المدنيين في القابون‬ ‫هاجس اقتحام الحي من قب��ل الجيش وقوات األمن‪،‬‬ ‫مما س��يعني مج��زرة مؤكدة ل��ن ينجو منه��ا كبير أو‬ ‫صغير‪.‬‬ ‫تق��ول أم أمج��د‪" :‬أي��ن س��أذهب أن��ا وعائلت��ي‬ ‫الصغي��رة؟ ال مكان لنا في هذه األرض س��وى منزلنا‪.‬‬ ‫رغم القصف الشديد في األسبوعين األخيرين إال أننا‬ ‫تعايشنا مع فكرة الموت الذي قد يصيب أحدنا في أية‬ ‫لحظة‪ .‬أما اقتحام الحي واستيالء الجيش عليه فهو ما‬ ‫يؤرقن��ي‪ .‬ال أجد إلى النوم س��بي ً‬ ‫ال وأنا أتوقع دخولهم‬ ‫علينا بين لحظة وأخرى‪ .‬أتس��اءل يا ترى هل سيأتون‬ ‫م��ن هذا الطريق أم ذاك؟ هل س��يقتلونا على الفور؟‬ ‫هل س��يعذبون أحداً من أفراد عائلتي أمام عيني؟ أما‬ ‫الرحي��ل فهو ليس خي��اراً مطروحًا حتى هذه اللحظة‪.‬‬ ‫س��نبقى ما بقي أفراد الجيش الح��ر وباقي المدنيين‬ ‫هنا‪ ،‬ونحن نضع أملنا في اهلل أو ًال وفي أبطال الجيش‬ ‫الحر ثانيًا من أجل حمايتنا‪ ،‬ونعلم بأنهم لن يخذلونا‪،‬‬ ‫وإن اضطروا لالنس��حاب فال بد أن نفعل ذلك معاً"‪ .‬ال‬ ‫تب��دو أم أمجد مقتنعة تمامًا بآخ��ر حملة قالتها‪ ،‬لكن‬ ‫ال يبدو أيضًا أنها تملك الكثير من الخيارات األخرى‪.‬‬ ‫أما عالء‪ ،‬وهو عس��كري منشق منذ حوالي ستة‬ ‫أش��هر ويعيش في الحي مزوا ًال بع��ض أعمال البناء‪،‬‬ ‫فيس��اوره القلق حيال مصي��ر والدت��ه وأخته‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد اس��تشهاد والده وتحمله كامل مسؤولية عائلته‪.‬‬ ‫يعلم عالء علم اليقين أن مغادرة القابون اليوم ش��به‬ ‫مس��تحيلة بالنس��بة ل��ه إذ أنه ال يمل��ك هوية تمكنه‬ ‫م��ن التنقل داخل دمشق‪ ،‬ومع ش��به اس��تحالة الهرب‬

‫سعاد يوسف‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪5‬‬


‫قراءة يف امل�شهد ال�سيا�سي ال�سوري‬ ‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫البحث عن لغة غري لغة الر�صا�ص‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫ف��ي اللحظ��ة الت��ي ك��ان فيه��ا‬ ‫الجي��ش المص��ري يق��ف م��ع ش��عبه‪،‬‬ ‫مدفعية جيشنا الثقيلة تقصف القابون‬ ‫والغوط��ة الشرقي��ة وحم��ص وباق��ي‬ ‫مناط��ق س��وريا منذ الصب��اح إلى هذه‬ ‫اللحظة‪.‬‬ ‫محم��د مع��اذ مراس��ل ش��بكة‬ ‫"أورينت" اإلخبارية في ذمة اهلل‪.‬‬ ‫الدوالر في األسواق السورية جاوز‬ ‫"‪ "220‬ليرة‪.‬‬ ‫ع��داد الشه��داء والجرح��ى‬ ‫والمشردي��ن والجوع��ى يله��ث ليصل‬ ‫الحاج��ز أو الخ��ط األحم��ر ال��ذي م��ن‬ ‫الممك��ن إذا م��ا تج��اوزه أن ته��ب أمم‬ ‫األرض لنجدتنا‪.‬‬ ‫المعارض��ة السياس��ية تجتمع في‬ ‫اسطنبول‪.‬‬ ‫رأس النظ��ام يمطرن��ا في حديثه‬ ‫األخير لصحيفة الثورة ‪ ،‬تعريفاً للثورة‬ ‫والوطن معتبراً أن الثورة هي االنقالب‬ ‫العس��كري الذي قام به وال��ده ورفاقه‬ ‫م��ن البعثيي��ن ‪ ،‬وغير ذلك ه��و إرهاب‬ ‫أو عمال��ة‪" :‬أي ث��ورة حقيقية هي ثورة‬ ‫داخلية صرف��ة وال عالقة له��ا بالخارج‬ ‫من قريب وال م��ن بعيد" ‪" ،‬ذكرى ثورة‬ ‫الثامن م��ن آذار التي تحدثنا عنها وعما‬ ‫قدمته إلى س��ورية على م��دى عقود‪..‬‬ ‫وألن ه��ذه الذك��رى اآلن تم��ر في ظل‬ ‫ثورة حقيقية‪ ..‬ولكن ليست الثورة التي‬ ‫تحدث��وا عنه��ا وإنما هي ث��ورة الشعب‬ ‫والجيش ض��د اإلرهابيي��ن‪ ..‬هذه هي‬ ‫الثورة الحقيقية"‪.‬‬ ‫كما يحمل السوريين واتكاليتهم ‪،‬‬ ‫مغبة فشل سياس��اته االقتصادية التي‬ ‫أنتج��ت مجتمعًا يغدق فق��راً حين قال‪:‬‬ ‫"علين��ا أن نذه��ب إلى الحل األساس��ي‬ ‫وهو الوضع األمني‪ .‬فإذاً الحل قبل كل‬ ‫ش��يء‪ ..‬وما يجب أن نعرفه جميعًا‪ ..‬أن‬ ‫معاناتن��ا االقتصادية لن تنتهي قبل أن‬ ‫ننهي الحالة األمني��ة‪ .‬لذلك بما أن هذا‬ ‫الموض��وع أصاب الجميع‪ ..‬بغض النظر‬ ‫ع��ن انتماءاتهم السياس��ية‪ ..‬حتى من‬ ‫ك��ان يقف مع الث��ورة المزعومة أصابه‬ ‫الفقر اآلن وبدأ يعي بأنه خس��ر‪ ..‬وهذا‬ ‫شيء مؤسف أن ينتظر حتى يصل إلى‬ ‫مرحل��ة الفقر ك��ي يفكر‪ ..‬طبع��ًا هذا‬ ‫موجود في ب��ؤر مح��دودة‪ ..‬ولكن اآلن‬ ‫علينا أن نتكاتف جميعاً لضرب اإلرهاب‬ ‫ك��ي يعود االقتصاد كما ك��ان‪ .‬يجب أن‬ ‫نبحث عن تجار األزمة ونتعامل معهم‪.‬‬ ‫يجب أن يتع��اون المجتمع والدولة اآلن‪.‬‬ ‫يجب أن نبتعد عن فكرة االتكالية‪.‬‬ ‫نحن لدينا مشكلة منتشرة‪ ..‬نحن‬ ‫اتكالي��ون‪ ..‬كل واحد يتكل على اآلخر‪..‬‬ ‫هذه مشكلة‪ ..‬موجودة في مجتمعنا‪.‬‬ ‫ذات الش��يء بالنس��بة للدول��ة‬

‫والمجتم��ع‪ ..‬إذا ل��م يتكاتف المس��ؤول‬ ‫مع المس��ؤول‪ ..‬والمواطن مع المواطن‬ ‫والمس��ؤول م��ع المواط��ن‪ ..‬س��تزداد‬ ‫المعان��اة‪ .‬ف��إذاً يج��ب أن نكاف��ح تج��ار‬ ‫األزم��ة‪ .‬يجب أن نبتك��ر أفكاراً جديدة‪..‬‬ ‫كلنا نسهم بهذه األفكار‪ .‬كيف نتعامل‬ ‫مع ه��ذه الظروف الصعبة التي فرضت‬ ‫نفسها‪ ..‬ما الحلول األفضل من الناحية‬ ‫االقتصادي��ة‪ ..‬يج��ب أن نب��ادر كلن��ا‬ ‫الستنباط األفكار"‪.‬‬ ‫مدين��ة حم��ص تمح��ى معالمه��ا‬ ‫وتحرق صكوك ملكية أبناءها ‪ ،‬وس��ط‬ ‫تواط��ؤ دول��ي سيس��جله التاري��خ في‬ ‫ٍ‬ ‫ح��ق أم��م األرض التي ترك��ت الشعب‬ ‫الس��وري وحي��داً ‪ ،‬واكتف��ت بالشج��ب‬ ‫واإلدان��ة ‪ ،‬فدعت لندن وواش��نطن إلى‬ ‫وق��ف الهجوم عل��ى حمص والس��ماح‬ ‫للمنظمات اإلنس��انية بالوص��ول إليها‪،‬‬ ‫وشددت الواليات المتحدة على «وجوب‬ ‫انس��حاب ح��زب اهلل والميليشي��ات‬ ‫اإليراني��ة األخ��رى م��ن س��ورية عل��ى‬ ‫الفور»‪ ،‬فيما اعتب��ر «االئتالف الوطني‬ ‫السوري» المعارض قيام قوات النظام‬ ‫بح��رق «مبنى الس��جل العق��اري» في‬ ‫س��ياق مح��اوالت «تغيي��ر الطبيع��ة‬ ‫السكانية» للمدينة‪.‬‬ ‫وقال مجلس التعاون الخليجي في‬ ‫بيان إن دوله «تتابع بقلق بالغ تطورات‬ ‫األح��داث في س��ورية والحص��ار الجائر‬ ‫الذي تفرضه قوات النظام السوري على‬ ‫مدينة حم��ص تمهيداً القتحامها بدعم‬ ‫ومساندة عسكرية من ميليشيات حزب‬ ‫اهلل اللبنان��ي تحت لواء الحرس الثوري‬ ‫اإليران��ي»‪ .‬وأضافت‪« :‬ف��ي ظل إصرار‬ ‫النظام الس��وري على عمليات التطهير‬ ‫االثن��ي والطائف��ي كم��ا ح��دث مؤخراً‬ ‫ف��ي ريف حمص واس��تخدامه الس�لاح‬ ‫الكيم��اوي ض��د الشعب الس��وري‪ ،‬فإن‬ ‫اس��تمرار الحصار الخان��ق على حمص‬ ‫هو عمل ضد اإلنس��انية ينذر بارتكاب‬ ‫النظام الس��وري مج��زرة مروعة بحق‬ ‫أهالي حمص وريفها»‪ .‬وطالب مجلس‬ ‫األم��ن بـ «الحيلولة دون ارتكاب النظام‬ ‫وحلفائ��ه مج��ازر وحشي��ة ض��د أهالي‬ ‫المدينة وريفها»‪.‬‬ ‫وقال وزي��ر الخارجي��ة البريطاني‬ ‫وليام هيغ في بيان‪« :‬أدعو نظام األسد‬ ‫إلى وقف الهجوم الوحشي على حمص‬ ‫والسماح لقوافل المساعدات اإلنسانية‬ ‫بالدخول إلى س��ورية‪ .‬يجب ان يتوقف‬ ‫العنف وأن يحاس��ب المسؤولون عنه»‪.‬‬ ‫وكانت وزارة الخارجية األميركية قالت‬ ‫في بي��ان س��ابق ان واش��نطن «تدعو‬ ‫أعض��اء المجتم��ع الدولي كاف��ة إلى أن‬ ‫يوضح��وا له��ذا النظ��ام ض��رورة وقف‬ ‫هجماته والسماح على الفور للمنظمات‬ ‫اإلنس��انية»‪ .‬وقال البيان‪« :‬إن الواليات‬

‫المتح��دة تقف بقوة إل��ى جانب الشعب‬ ‫الس��وري في قتاله من اجل الحرية في‬ ‫وجه الهجمات المتواصلة لنظام األس��د‬ ‫واستخدامه السالح الكيماوي‪ ،‬وسنزيد‬ ‫مس��اعداتنا إل��ى المعارض��ة المدني��ة‬ ‫بعدما زدناها إلى المجلس العس��كري‬ ‫األعل��ى لتعزي��ز فاعليت��ه على األرض‬ ‫(‪ )..‬ونتعه��د مواصلة دع��م المعارضة‬ ‫الس��ورية والمجلس العسكري األعلى‬ ‫لتغيي��ر مي��زان الق��وى عل��ى األرض‬ ‫والتوصل إل��ى حل سياس��ي تفاوضي‬ ‫ينهي الن��زاع الس��وري‪ .‬إن بيان جنيف‬ ‫ين��ص عل��ى تشكيل حكوم��ة انتقالية‬ ‫تمتلك الصالحيات التنفيذية كافة على‬ ‫أس��اس توافقي‪ .‬وبما أن المعارضة لن‬ ‫تقبل أبداً ببقاء األسد‪ ،‬فلن يكون له اي‬ ‫دور في المرحلة االنتقالية»‪.‬‬ ‫وأوض��ح مدير «المرصد الس��وري‬ ‫لحقوق اإلنس��ان» رامي عب��د الرحمن‬ ‫لوكال��ة «فران��س ب��رس» إن القصف‬ ‫العني��ف تواص��ل على األحي��اء الواقعة‬ ‫تحت سيطرة الكتائب المقاتلة وأبرزها‬ ‫الخالدية وأحياء حمص القديمة‪ ،‬مؤكداً‬ ‫أن «الق��وات النظامي��ة ل��م تحق��ق أي‬ ‫تق��دم عل��ى األرض‪ ،‬ول��م تتمكن من‬ ‫اس��تعادة أي منطقة جديدة»‪ ،‬الفتًا إلى‬ ‫أن «‪ 32‬عنص��راً من الق��وات النظامية‬ ‫وجيش الدف��اع الوطن��ي (الموالي لها)‬ ‫قُتلوا خالل يومين»‪ .‬وتابع عبد الرحمن‬ ‫أن «ح��زب اهلل» اللبنان��ي «يشارك في‬ ‫المعارك عل��ى جبهة الخالدي��ة‪ ،‬ويتخذ‬ ‫م��ن حي الزه��راء (ذي الغالبية العلوية‬ ‫في حمص) قاعدة خلفية له»‪.‬‬ ‫تبقى أعين السوريين على مؤتمر‬ ‫جني��ف ‪ ، 2‬ال��ذي ب��ات يؤجل للس��ماح‬ ‫للنظ��ام بمالحقة الوهم ‪ ،‬وهم كس��ر‬ ‫إرادة السوريين وإخضاعهم ً‬ ‫ثانية ‪ ،‬ومع‬ ‫ه��ذا المشهد المظلم يبدو الحديث عن‬ ‫مؤتمر قريب ضرب��اً من التفاؤل ‪ ،‬لكن‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫متأنية للمشه��د تفيد بأن القرار‬ ‫قراءة‬ ‫بعق��د المؤتمر ق��د اتخذ ‪ ،‬وما اس��تعار‬ ‫األرض واحتراقه��ا إال تقوي�� ٌة ل�لأوراق‬ ‫عل��ى الطاول��ة ‪ ،‬واألس��د وبالرغم من‬ ‫تصريحات��ه اإلعالمية بات مقتنعًا أن ال‬ ‫مكان له في س��وريا المستقبل ‪ ،‬ولعل‬ ‫ً‬ ‫مقولة في علم التاريخ‬ ‫جنيف ‪ 2‬سيؤكد‬ ‫مفادها أن "مج��رد وقوع اجتماع ما في‬ ‫حد ذات��ه محققٌ لهدفه" ‪ ،‬وهي مقول ٌة‬ ‫ليس��ت بجدي��دة ف��ي العص��ر الحديث‬ ‫‪ ،‬وف��ي الواق��ع فإنه��ا تع��ود لمنتصف‬ ‫الخمس��ينات م��ن الق��رن العشري��ن ‪،‬‬ ‫وق��د أض��اف التاري��خ مصداقيت��ه إلى‬ ‫تل��ك المقول��ة مرتي��ن عل��ى األق��ل ‪،‬‬ ‫المرة األولى كانت في مناس��بة مؤتمر‬ ‫"باندون��غ" في اندونيس��يا عام ‪، 1955‬‬ ‫وه��و المؤتم��ر الذي تجمع��ت فيه دول‬ ‫آسيا وإفريقيا المستقلة ‪ ،‬ومعها حركات‬

‫التحري��ر الوطني في القارتين ‪ ،‬وهدف‬ ‫المؤتم��ر إنه��اء الحقب��ة االس��تعمارية‬ ‫وتخليص الشعوب من سيطرة استبدت‬ ‫باألوطان والناس والموارد طيلة قرون‬ ‫‪ ،‬وهنا كان مجرد اجتماع المؤتمر دعوة‬ ‫ال تحت��اج إلى ق��رارات ‪ ،‬ونداؤها أنه قد‬ ‫ح��ان الوق��ت للنهوض ‪ ،‬وك��ان الصدى‬ ‫األول "لباندونغ" هو موقعة الس��ويس‬ ‫‪ ،‬وفيه��ا فإن مصر لم تكن في مقاومة‬ ‫الع��دوان وحده��ا ‪ ،‬وإنم��ا ك��ان خ��ط‬ ‫المواجه��ة ممتداً من "داكار" الس��نغال‬ ‫إلى "دك��ا" بنغالدي��ش ووراءهما حتى‬ ‫"كاراكاس"‪ ،‬وهكذا ك��ان مجرد انعقاد‬ ‫مؤتمر باندونغ هو جدول األعمال وهو‬ ‫إعالن القرارات في نفس الوقت‪.‬‬ ‫الم��رة الثاني��ة كانت في مناس��بة‬ ‫القم��ة الدولية في جيني��ف عام ‪1955‬‬ ‫وق��د ش��ارك في��ه األربعة الكب��ار حين‬ ‫تخوف��وا م��ن أن تتحول الح��رب الباردة‬ ‫بينه��م إل��ى ح��رب س��اخنة ‪ ،‬والتق��ى‬ ‫ف��ي جني��ف رؤس��اء الوالي��ات المتحدة‬ ‫"آيزنهاور" وبريطاني��ا "آيدن" واالتحاد‬ ‫الس��وفيتي "بولجاني��ن وخروتش��وف‬ ‫"وفرنس��ا" إدغ��ار ف��ور"‪ ،‬ول��م تك��ن‬ ‫ق��رارات المؤتمر المعلنة ه��ي النتيجة‬ ‫األه��م ‪ ،‬لكن األهم كان ما أطلق عليه‬ ‫"روح جني��ف" فق��د كان��ت ه��ذه الروح‬ ‫بمثاب��ة أمل تعلقت ب��ه احتماالت وفاق‬ ‫دول��ي يضب��ط الح��رب الب��اردة كي ال‬ ‫ترتف��ع حرارته��ا بشكل يصع��ب عزله‬ ‫ع��ن األس��لحة النووي��ة الت��ي يمتلكها‬ ‫المجتمعون ‪ ،‬وهك��ذا فإن مجرد انعقاد‬ ‫الدولي��ة الرباعي��ة س��نة ‪ 1955‬واألمل‬ ‫الذي أشاعته "روح جنيف" كانا أهم من‬ ‫ج��دول أعم��ال يعتمده المؤتم��ر ‪ ،‬ومن‬ ‫إعالن قرارات تصدر عنه"‪.‬‬ ‫مع اختالف الظروف واألطراف بات‬ ‫واضح��ًا أن جنيف على األبواب فالروس‬ ‫واألمريك��ان اتفق��وا ‪ ،‬والالعب��ون‬ ‫اإلقليمي��ون يلهثون لتحقيق مكاس��ب‬ ‫على األرض ‪ ،‬هنا تتجه األعين للملكة‬ ‫العربية الس��عودية الالعب القوي الذي‬ ‫خرج ع��ن صمت��ه مؤخراً‪ ،‬ه��و الالعب‬ ‫نفس��ه ال��ذي دعم نظ��ام األس��د األب‬ ‫ف��ي األع��وام "‪، 1991 ، 1976 ، 1974‬‬ ‫واالب��ن في ع��ام ‪ 2004‬فالمملكة التي‬ ‫تربطها مع س��وريا بوابة الحج تاريخيًا‬ ‫‪ ،‬عالق��ة عضوية رغم اختالف األنظمة‬ ‫‪ ،‬ارتضت بحلف مع األس��د حليف إيران‬ ‫الذي خلق توازناً تطلبه‪ ،‬أما اليوم حين‬ ‫لتاب��ع إليران يدين‬ ‫تحول األس��د االبن‬ ‫ٍ‬ ‫بوج��وده للخمين��ي ال��ذي يش��ن حربًا‬ ‫غي��ر معلنة على العال��م العربي ‪ ،‬قلب‬ ‫المعادلة التي استمرت أربعين عامًا‪.‬‬ ‫فق��د أك��دت صحيف��ة "الب�لاد" أن‬ ‫المملك��ة طالب��ت بوضوح ت��ام ال لبس‬ ‫في��ه وال غم��وض بق��رار دول��ي يمن��ع‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تزويد النظام السوري بالسالح‪ ،‬ويؤكد‬ ‫ع��دم مشروعية هذا النظ��ام وبالتالي‬ ‫ال ينبغ��ي أن يك��ون ل��ه مك��ان في أية‬ ‫تس��وية س��واء في مؤتمر جني��ف ‪ 2‬أو‬ ‫ف��ي أي مكان آخر‪ ،‬وقال��ت‪ ،‬إن المملكة‬ ‫ال تتدخل في ش��ئون ال��دول األخرى إال‬ ‫أن من واجبها مساعدة الشعب السوري‬ ‫الشقي��ق للدفاع عن نفس��ه لما لها من‬ ‫مصالح مشتركة مع��ه خاصة في وجه‬ ‫ما يتع��رض له م��ن غ��زو خارجي إلى‬ ‫جانب م��ا يحظى به االئت�لاف الوطني‬ ‫الس��وري من اعت��راف المجتمع الدولي‬ ‫بوصفه الممثل الوحيد للشعب السوري‬ ‫بجميع مكوناته وأطيافه السياسية‪.‬‬ ‫كم��ا بين��ت صحيف��ة "الري��اض"‪،‬‬ ‫أن المملك��ة تنته��ج مواق��ف واضح��ة‬ ‫وصريح��ة ف��ي سياس��اتها الخارجي��ة‪،‬‬ ‫وتنتصر للحق واإلنسان وقد ظهر ذلك‬ ‫بوضوح ف��ي تصريحات األمير س��عود‬ ‫الفيصل وزي��ر الخارجية ف��ي مؤتمره‬ ‫الصحفي األخير‪.‬‬ ‫وقال��ت الصحيف��ة‪ ،‬إن��ه إذا ك��ان‬ ‫وزير الخارجية ق��د عبر في تصريحاته‬ ‫ع��ن األل��م لم��ا يتع��رض ل��ه الشع��ب‬ ‫الس��وري الشقي��ق م��ن إب��ادة جماعية‬ ‫بجب��روت اآلل��ة العس��كرية للنظ��ام‬ ‫المس��تبد وميليشيا حزب اهلل والحرس‬ ‫الث��وري اإليراني‪ ،‬فإنها تنبع من ثوابت‬ ‫السياس��ة الس��عودية في االنحياز إلى‬ ‫اإلنس��ان وكرامت��ه وقيمت��ه وحقه في‬ ‫العيش الكريم والحياة الحرة‪.‬‬ ‫وأكدت في خت��ام تعليقها على أن‬ ‫ما يجري في س��وريا ما ه��و إال احتالل‬ ‫بكل معانيه وتداعياته البشعة‪.‬‬ ‫أما صحيف��ة "الوطن" م��ن جهتها‬ ‫فقال��ت إن��ه ل��م يك��ن مس��تغربًا أن‬

‫يخ��رج إعالم نظام األس��د ع��ن طوره‬ ‫بع��د التصريح��ات التي أدل��ى بها وزير‬ ‫الخارجية األمير سعود الفيصل‪ ،‬والتي‬ ‫ع��د فيها س��ورية أرض��ا محتل��ة‪ ،‬فهذا‬ ‫اإلعالم اس��تمرأ الك��ذب لدرجة أنه بات‬ ‫يكذب ويصدق كذبته‪.‬‬ ‫وأضافت أنه باألم��س‪ ،‬جند نظام‬ ‫األس��د إعالمه البائس وبوقه المثقوب‬ ‫عمران الزعبي لكيل الشتائم للمملكة‬ ‫ووزي��ر خارجيتها ف��ي محاولة يائس��ة‬ ‫لتشويه مواقف المملكة المشرفة تجاه‬ ‫القضاي��ا العربي��ة ‪ ،‬وذك��رت الصحيفة‬ ‫نظام األس��د الفاقد للشرعية بالخطاب‬ ‫التاريخي لخ��ادم الحرمي��ن الشريفين‬ ‫قب��ل عامي��ن‪ ،‬وال��ذي دعا فيه األس��د‬ ‫لتنفي��ذ إصالح��ات ال تغلفه��ا الوع��ود‪،‬‬ ‫وك��ان ناصحًا ل��ه في ذل��ك الوقت من‬ ‫منطلق خشيت��ه على س��وريا العروبة‬ ‫واإلس�لام‪ .‬وقال��ت لع��ل بش��ار األس��د‬ ‫يتذك��ر جي��دًا االتصاالت الثالث��ة التي‬ ‫أجراه��ا الملك مع��ه في ه��ذا الصدد‪،‬‬ ‫ولك��ن كان��ت النتيج��ة أن ال حي��اة لمن‬ ‫تنادي‪.‬‬ ‫واختتم��ت بالق��ول إن إعالم نظام‬ ‫األس��د‪ ،‬اختص��ر األزم��ة عل��ى األرض‬ ‫بما أسماه "الس�لاح والمال" السعودي‪،‬‬ ‫ونس��ي أن جيش��ه وطائرات��ه ودباباته‬ ‫وصواريخ��ه قتل��ت ما ال يزي��د على ‪93‬‬ ‫ألف نس��مة‪ ،‬وش��ردت الماليين‪ .‬كما أن‬ ‫اإلع�لام األس��دي يفاخ��ر بانتصارات��ه‬ ‫على األرض‪ ،‬وينسى أن جيشه المدجج‬ ‫باألس��لحة والعت��اد‪ ،‬ل��م يطل��ق طلقة‬ ‫واح��دة عل��ى الع��دو الصهيون��ي الذي‬ ‫يحت��ل "الجوالن"‪ ،‬وال يج��رؤ أن يصوب‬ ‫تج��اه األرض المحتل��ة ول��و مسدسً��ا‬ ‫مائيًا‪.‬‬

‫فيما س��خرت صحيفة "عكاظ" من‬ ‫ب��وق النظام الس��وري المفل��س الذي‬ ‫خرج أمس متشدقًا ليعبر عن حالة من‬ ‫التيه ببذاءة غير سياس��ية‪ ،‬على موقف‬ ‫المملك��ة وتصريح��ات وزي��ر الخارجية‬ ‫س��عود الفيصل حول األزمة السورية‪،‬‬ ‫متناس��يًا أن المملك��ة تاريخيً��ا كان��ت‬ ‫وال ت��زال جوهر الحل ف��ي أي خالف أو‬ ‫مشكلة عربية‪.‬‬ ‫وقال��ت إن��ه ف��ي ك��ل م��رة يثبت‬ ‫النظ��ام الس��وري أنه مفلس سياس��يًا‬ ‫وعسكريًا وإعالميًا وأخالقيًا وشرعيًا‪،‬‬ ‫فلم يعد النظام الس��وري ق��ادرًا على‬ ‫التكيف مع تطورات األزمة التي أغرقته‬ ‫في تفاصيله��ا السياس��ية واألخالقية‪،‬‬ ‫ل��ذا يخرج في كل مرة وزير من وزرائه‬ ‫لي��وزع االتهام��ات ت��ارة‪ ،‬وت��ارة أخرى‬ ‫يوزع اإلس��اءات‪ ،‬مستهترًا حتى بالقيم‬ ‫السياس��ية واألعراف الدولية والكياسة‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫واختتمت قائلة‪ :‬ربما ال يعلم بوق‬ ‫النظ��ام الس��وري بمحدودي��ة إدراك��ه‬ ‫التاريخ��ي‪ ،‬أن المملك��ة أول م��ن دع��ا‬ ‫إلى تحكي��م العقل في س��وريا لتجنب‬ ‫الدم��ار والفتنة‪ ،‬كم��ا أن المملكة كانت‬ ‫وال ت��زال داعمة للقضية الفلس��طينية‬ ‫ونصرة الشع��ب الفلس��طيني والعمل‬ ‫على اكتسابه حقوقه الشرعية‪ ،‬وليس‬ ‫بمس��تغرب أن تك��ون داعم��ة للشع��ب‬ ‫السوري لنيل حقوقه‪.‬‬ ‫مع االنسحاب األمريكي من العراق‬ ‫طبق من ذهب ‪،‬‬ ‫وتس��ليمه إليران على ٍ‬ ‫بات��ت س��وريا الحص��ن األخي��ر للحرب‬ ‫السنية الشيعية التي أعلنها اإليرانيون‬ ‫صراحة ‪ ،‬من هنا تكتسب سوريا أهمية‬ ‫كبيرة لدول الخليج‪ ،‬وتم التعامل معها‬

‫على أنه��ا منطقة التناف��س الحقيقي‬ ‫بين النفوذ اإليراني والنفوذ الخليجي‪،‬‬ ‫السيما السعودي‪.‬‬ ‫اس��تنادا ألحد السياس��يين السنة‬ ‫في البحرين‪" ،‬س��يتحدد بصورة كبيرة‬ ‫كيفي��ة تعام��ل النظام م��ع المعارضة‬ ‫الشيعية‪ ،‬وحجم التن��ازالت التي يمكن‬ ‫أن يقدمه��ا له��م‪ ،‬بم��ا س��ينتهي إلي��ه‬ ‫الوض��ع ف��ي س��وريا‪ ،‬حيث إن إس��قاط‬ ‫نظ��ام األس��د س��يكون بمثاب��ة الضوء‬ ‫األخض��ر للنظ��ام البحرين��ي للقض��اء‬ ‫على المعارضة‪ ،‬بينما سيعنى استمرار‬ ‫س��يطرة العلويين على الحكم ضرورة‬ ‫تقدي��م تنازالت للمعارض��ة الشيعية"‪،‬‬ ‫ويمكن الحديث عن التأثيرات ذاتها في‬ ‫حالة السعودية‪.‬‬ ‫الس��عودية إح��دى ال��دول العربية‬ ‫الس��ت األكب��ر حجم��ًا واألكث��ر تأثي��راً‪،‬‬ ‫وهي اآلن الدولة الكبي��رة الوحيدة في‬ ‫المشرق العربي التي تتمتع باس��تقرار‬ ‫سياسي نس��بي‪ ،‬ورخاء مالي قوي في‬ ‫محيط مضط��رب اجتماعياً وسياس��ياً‪،‬‬ ‫كم��ا أن الس��عودية هي أكب��ر اقتصاد‬ ‫ف��ي الشرق األوس��ط‪ ،‬وتنتم��ي لنادي‬ ‫الـ‪ 20‬دولة األكب��ر اقتصاداً في العالم‪،‬‬ ‫وقبل ذلك وبعده تنتمي السعودية إلى‬ ‫الجزي��رة العربية برمزيته��ا التاريخية‬ ‫الكبيرة كأول موئ��ل للعروبة‪ ،‬ومهبط‬ ‫للرس��الة اإلس�لامية بك��ل حجمه��ا‬ ‫وخطورته��ا وجالله��ا التاريخ��ي‪ ،‬ه��ي‬ ‫الفاع��ل األكب��ر ف��ي المراح��ل األخيرة‬ ‫من الثورة الس��ورية ‪ ،‬الس��عودية هي‬ ‫من يمتلك دعم الجيش الحر عس��كريًا‬ ‫واس��تخباراتياً ‪ ،‬وه��ي المتض��رر األول‬ ‫انتصار لن يأتي لألسد‪..‬‬ ‫من‬ ‫ٍ‬

‫‪7‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫م�صر و�سوريا‪ ..‬م�صري واحد وتعدد التنكيل‬ ‫�أزمة اال�سالميني �أم القوى الأخرى؟‬ ‫الياس س الياس‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬

‫كن��ت قب��ل أي��ام أح��دق بص��ورة‬ ‫ألديب فلسطين غس��ان كنفاني نشرتها‬ ‫صديق��ة عل��ى صفحته��ا‪ ،‬يجل��س ف��ي‬ ‫الصورة كنفاني في مكتب جدرانه مليئة‬ ‫بالملصق��ات والص��ور‪ ..‬الص��ور المعلقة‬ ‫خلفه وعل��ى يمينه لم تت��رك فيتنام وال‬ ‫جياب وال ما يدل على مرحلة كان اإلنسان‬ ‫الفلس��طيني فيها يعتبر كل قضايا األمم‬ ‫قضيت��ه‪ ..‬بش��كل أو بآخر كان��ت مرحلة‬ ‫نضال يعيش فيها اإلنس��ان في مشرقنا‬ ‫العربي حالة اس��تكمال تحرره وهو يتابع‬ ‫قضايا تحرر ش��عوب أخ��رى‪ ..‬علقت على‬ ‫تل��ك الص��ورة بتس��اؤل‪ :‬ويقول��ون لك‬ ‫لماذا نقف م��ع الثورات العربية؟ فكيف ال‬ ‫ونحن في هذا المشرق ثقافتنا اإلنسانية‬ ‫نهلت من هؤالء الذين س��بقوا عصرهم‬ ‫وهم يحثوننا على ق��رع الخزانات قبل أن‬ ‫يحكم دولنا أبوات الخي��زران ومثقفيهم‬ ‫مقس��مين البالد فيم��ا بينهم كعصابات‬ ‫المافيا حين تقس��م قطاعات سيطرتها‪..‬‬ ‫ها نح��ن الي��وم ن��رى المش��هد واضحا‬ ‫وجدران الخزان��ات العربية بعضها يقرع‬ ‫بضجيج يصل ص��داه إلى أبع��د نقطة‪..‬‬ ‫في مسيرة سيس��تحيل على مافيا الحكم‬ ‫مهما كان لونه��ا "التقدمي" و"الرجعي"‪،‬‬ ‫وفق تصني��ف مرحلة النص��ب واالحتيال‬ ‫الفكري المافيوزي‪ ،‬أن تعيد زمن اإلنسان‬ ‫العربي إلى ذلك ال��ذي يجعل منه يموت‬ ‫اختناق��ا دون أن يص��رخ حت��ى‪ ..‬فحال��ة‬ ‫الم��وت المجاني الصامت لتس��ود أبدية‬ ‫العالق��ة بي��ن الحاك��م والمحك��وم على‬ ‫عالقة العبد بالس��يد‪ ..‬زمن العبودية هو‬ ‫الذي يحطمه اإلنسان العربي الثائر‪..‬‬

‫م�صر واالنقالب‪..‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫على تل��ك الخلفي��ة انشغل البعض‬ ‫الس��وري والفلس��طيني بما جرى ويجري‬ ‫ف��ي مص��ر‪ ،‬رغ��م االنشغ��ال الداخل��ي‬ ‫الس��وري ف��ي مواجه��ة فاش��ية تتشكل‬ ‫بخلي��ط عجي��ب بي��ن ادع��اءات "قومية"‬ ‫وطائفي��ة تعززه��ا وقاح��ة المشارك��ة‬ ‫االيراني��ة وح��زب اهلل والتواب��ع العراقية‬ ‫الطائفية في غياب واضح لمثقفي ونخب‬ ‫وجماع��ات ترعرعت في كنف ذات الثقافة‬ ‫الت��ي عاش��ها غس��ان كنفان��ي ومحم��د‬ ‫الماغوط وس��عد اهلل ونوس ونزار قباني‬ ‫ومحمود درويش والجواه��ري والبياتي‪..‬‬ ‫واالنشغال الفلس��طيني بحالة االنقسام‬ ‫المزمنة واحتالل يسير ياستيطانه لمسح‬ ‫قرى كاملة في النقب‪..‬‬ ‫ليس��ت المشاع��ر وحدها ه��ي التي‬ ‫حددت الموق��ف واالنشغال بما يجري في‬ ‫ش��وارع مص��ر‪ ،‬وقد اعتب��ر ثوار س��وريا‬ ‫ث��ورة ‪ 25‬يناير بداي��ة ثورتهم‪ ،‬بل لعبت‬ ‫الخلفي��ات الثقافي��ة وااليديولوجي��ة دورا‬ ‫ف��ي التحكم بق��راءة ما يح��دث في مصر‬

‫وانعكاس��اته عل��ى ك��ل الحال��ة الثوري��ة‬ ‫العربي��ة‪ ..‬حتى هذا الفاش��ي القاتل في‬ ‫س��وريا رأى م��ا يج��ري " نهاية اإلس�لام‬ ‫السياس��ي"‪ ..‬بل ذهب بع��ض أتباعه إلى‬ ‫مس��توى مشفق من ق��راءة تق��ول‪ :‬هذا‬ ‫ما يج��ري لمن يتحدى األس��د‪ ..‬هذا طبعا‬ ‫رغ��م معرفتن��ا ب��أن الموق��ف المص��ري‬ ‫الحازم من بشار جاء مؤخرا بعد مجموعة‬ ‫مواق��ف خاطئ��ة بم��ا فيه��ا الموق��ف من‬ ‫اي��ران واعتباره��ا جزءا من الح��ل‪ ..‬لكن‪،‬‬ ‫هؤالء الذين نهلوا من بشار ثقافة الحذاء‬ ‫العس��كري فوق االدمغة وت��رداد ببغائي‬ ‫ال واع��ي يجعله��م ف��ي اللوح��ة كحالة ال‬ ‫تع��رف أين تكون س��وى ما يخت��ار لها ما‬ ‫يس��مى إعالم أس��دي يعتبرونه األصدق‬ ‫وبعضهم لم يعد يعرف على مدى عامين‬ ‫س��وى زنزانة للعقل تسمى "الدنيا وسما‬ ‫واالخبارية"‪ ..‬ظنا منهم بأن عدم مشاهدة‬ ‫الحقيق��ة يجعلها غير موجودة وإن وجدت‬ ‫فبنسخة تتماشى وزنزانة العقل زما يتبع‬ ‫من ضمير وأخالق ومعايير‪..‬‬ ‫تم شطب " الموضة والصرعة" التي‬ ‫كرره��ا ديكتاتور دمشق حين اعتبر ثورة‬ ‫‪ 25‬يناي��ر وك��ل الث��ورات العربي��ة مجرد‬ ‫"مؤام��رة" ف��راح اتباع��ه بع��د أن صفقوا‬ ‫بداية للثورات يرددون خلفه ذات الموقف‬ ‫الذي التق��ى مع مواقف نخ��ب عربية في‬ ‫عال��م الصحاف��ة واألدب فاكتشفن��ا بأننا‬ ‫تماما أم��ام مشهد أب��و الخي��زران مثقفا‬ ‫وكاتب��ا ومحلال يمارس القتل والتحريض‬ ‫علي��ه وعهر البكاء عل��ى مقتل مصريين‬ ‫وإصاب��ة أت��راك بالم��اء ورذاذ الفلف��ل‪..‬‬ ‫وهو يدوس على جثث الس��وريين وركام‬ ‫مدنه��م التي تدمرها طائ��رات وصواريخ‬ ‫"المؤام��رة الكوني��ة" وترم��ي بجث��ث‬ ‫المعتقلين إلى أهاليهم بعد التوقيع على‬ ‫وثيق��ة طبية أو اعت��راف ب��أن العصابات‬ ‫المس��لحة هي م��ن قتلته��م‪ ..‬على هذه‬ ‫األرضية من التربي��ة المنفصمة تحددت‬ ‫دوم��ا مواق��ف هؤالء م��ن جرائ��م تجري‬ ‫بالق��رب منهم بينما ه��م ينخرطون فيها‬ ‫حت��ى اذنيه��م يذرف��ون دم��وع تماس��يح‬ ‫على اآلخرين غير متناس��ين شعارا يحدد‬ ‫ثقافته��م الحقيقية‪ :‬ش��بيحة لألبد الجل‬ ‫عيونك يا أسد‪..‬‬ ‫احتف��ت شاش��ات األس��د وتوابع��ه‬ ‫اللبناني��ة مناصفة مع االيرانية والعراقية‬ ‫بالمشهد المصري في الساحات والميادين‬ ‫مقدري��ن ش��جاعة الشع��ب المص��ري‬ ‫وتجمعات��ه‪ ،‬بينم��ا ه��م ل��م يتجاهل��وا‬ ‫تجمعات ومظاهرات الس��وريين السلمية‬ ‫من الجامع العمري بدرعا بداية إلى مئات‬ ‫اآلالف ف��ي س��احة الس��اعة ف��ي حمص‬ ‫ابري��ل ‪ 2011‬وج��رف جث��ث الن��اس بعد‬ ‫حفل��ة القتل عند الفجر وس��احة العاصي‬ ‫في حماة وشوارع دير الزور وإطالق النار‬

‫المباش��ر عل��ى أي تجمع س��وري ولو كان‬ ‫تجمع��ا جنائزي��ا كما حدث ف��ي المزة في‬ ‫فبراي��ر ‪ ..2012‬ب��ل راح ه��ؤالء يجرمون‬ ‫الجماهير الس��ورية تحت بند التآمر على‬ ‫قائ��د األمة ببضع��ة ليرات س��ورية‪ ..‬بل‬ ‫حتى أثن��اء االحتفاء بالثالثي��ن من يونيو‬ ‫كانت دمشق نفسها تقصف جنوبا وشرقا‬ ‫وغرب��ا بشتى صنوف األس��لحة والحواجز‬ ‫تس��حب من تشاء من شباب س��وريا نحو‬ ‫ثقافة الس��حل والنحر في مسالخ أسدية‬ ‫في جمهورية الشبيحة واقطاعياتها التي‬ ‫تملك سجونها الخاصة وتتصرف بهمجية‬ ‫ال ت��رى لالنس��ان قيمة في س��وريا بينما‬ ‫الخبر العاجل " مقتل ‪ 3‬مصريين"‪..‬‬ ‫في المقلب اآلخر‪..‬‬ ‫ومن منطلق ايديولوجي مزمن عند‬ ‫بعض بقايا يس��ار مريض وقومي مزيف‬ ‫وعلماني مشوه لمفهوم العلمانية صفق‬ ‫هؤالء لالنقالب العس��كري الذي ش��هدته‬ ‫القاه��رة بواجهة ديكوري��ة لشيخ األزهر‬ ‫ورأس الكنيسة القبطية‪ ..‬رغم أن هؤالء‪،‬‬ ‫ومنه��م م��ن يؤيد الث��وؤة الس��ورية‪ ،‬لم‬ ‫يعترفوا بأن ارادة الجماهير المصرية لم‬ ‫تنتج سوى انقالب سمي "حركة تصحيح"‬ ‫بع��د أن التقى هؤالء مع نخب كانت طيلة‬ ‫عام تخبرنا عن " أخونة الدولة المصرية"‬ ‫بينم��ا الواقع كشف لنا ب��أن هذه لم تكن‬ ‫س��وى كذبة كبرى لم تنق��ذ حتى قيادات‬ ‫اخواني��ة م��ن االعتقال‪ ..‬ولم ن��رى جهازا‬ ‫واح��دا من أجه��زة " دولة االخ��وان" ينقذ‬ ‫رئيسا منتخبا بشكل ديمقراطي‪..‬‬ ‫ربم��ا صُ��دم البع��ض منه��م حين‬ ‫اكتش��ف ب��أن الدقائ��ق التالي��ة إلع�لان‬ ‫االنقالب العسكري أظهر الوجه الحقيقي‬ ‫لالنقالبيي��ن باغ�لاق محط��ات ووق��ف‬ ‫طباعة صحيف��ة لحزب ش��رعي واعتقال‬ ‫صحفيي��ن وساس��ة وقادة أح��زاب واقامة‬ ‫محاك��م تفتيش س��ريعة بتهم س��خيفة‬ ‫ك��ان حبيب العادل��ي يُبرأ منه��ا مع غيره‬ ‫م��ن القتل��ة والمجرمي��ن‪ ..‬س��رعان م��ا‬ ‫انكش��ف أنن��ا أمام تنس��يق بين��ي عربي‬ ‫كتنس��يق المافي��ا وراح البعض ينس��اق‬ ‫وراء كذب��ة أن الديمقراطي��ة س��وف تبدأ‬ ‫اآلن وكل ما كان قائم منذ ثورة ‪ 25‬يناير‬ ‫لم يك��ن فيه ش��يء م��ن الديمقراطية‪..‬‬ ‫ب��ل اكتشفن��ا بأننا أم��ام نخ��ب ال تعرف‬ ‫م��ن ثقافة الديمقراطية س��وى ما يعرفه‬ ‫المس��تشرقون عن مجتمعاتن��ا‪ ..‬فانبرى‬ ‫هؤالء يبررون االعتقاالت وتكميم األفواه‬ ‫بما يذكرنا بثقافة األنظمة الديكتاتورية‬ ‫العربية التي مارست كل الموبقات باسم‬ ‫" خطورة المرحلة والمنعطف الخطير"‪..‬‬ ‫م��ا عالقة كل ذلك بس��وريا وغيرها‬ ‫من دول الثورات العربية؟‬ ‫األمر بس��يط ج��دا بتعبي��ر الرئيس‬

‫التونس��ي المنصف المرزوق��ي الذي كان‬ ‫م��ن بين قلة ممن أدرك��وا خطورة تدخل‬ ‫العس��كر في الحي��اة السياس��ية وتحديد‬ ‫مصي��ر الث��ورات بحيث تصب��ح المرجعية‬ ‫العس��كرية هي المظلة ألية حياة مدنية‬ ‫ديمقراطي��ة كم��ا عاش��ت تركي��ا ودول‬ ‫الم��وز في اميركا الالتينية في فترات من‬ ‫تاريخها‪ ..‬األمر بسيط جدا رغم كل الجهد‬ ‫الذي ق��ام به مؤيدو االنقالب العس��كري‬ ‫الذي��ن اتفق��وا م��ع ديكتات��ور س��وريا‬ ‫ف��ي وص��ف األم��ر بأن��ه نهاية لإلس�لام‬ ‫السياس��ي‪ ..‬إذن‪ ،‬هو انق�لاب على مبادئ‬ ‫الث��ورة وعل��ى الديمقراطي��ة وترس��يخ‬ ‫لفرض حال��ة اجتث��اث تيار ل��ه جماهيره‬ ‫الت��ي ال يمك��ن انكاره��ا‪ ..‬ب��دا المشه��د‬ ‫هزلي��ا بح��ق حين قدم انقالب السيس��ي‬ ‫االس�لاميين كمدافعين عن الديمقراطية‬ ‫وع��ن ش��رعية االنتخاب��ات مهم��ا كان��ت‬ ‫النس��بة المئوي��ة كمقدمة لنج��اح ثقافة‬ ‫التداول السلمي والديمقراطي‪..‬‬ ‫م��ن منا ل��م يدافع عن حرية باس��م‬ ‫يوس��ف؟ لك��ن المشه��د االقصائ��ي الذي‬ ‫حاول��ت بعض األق�لام تجميل��ه وتجزئة‬ ‫مفه��وم الحري��ة ومنه��ا أق�لام س��ورية‬ ‫ثوري��ة ال يبش��ر بخير‪ ..‬ف��ي تونس كان‬ ‫الشهيد ش��كري بلعيد مناضل في سبيل‬ ‫حق��وق البش��ر غي��ر آب��ه بمعتقداته��م‪،‬‬ ‫والذي��ن حزن��وا على اس��تشهاد ش��كري‬ ‫بلعيد سرعان ما تناسوا الرسالة السامية‬ ‫لمسألة عدم التمييز في مطلب الحرية‪..‬‬ ‫المشكل��ة الت��ي ال يري��د أن يعت��رف‬ ‫به��ا تيار قائم في مصر وس��وريا وبعض‬ ‫البل��دان العربي��ة األخ��رى ه��ي أزمته��م‬ ‫م��ع أنفس��هم وبرامجه��م وقدراتهم بين‬ ‫الجماهير كبدائ��ل عما يطلقون عليه في‬ ‫حالة الفشل االنتخابي " هيمنة االخوان"‪..‬‬ ‫والقصة ليس��ت االخ��وان وال مرس��ي بل‬ ‫قصة اجهاض أو قل محاولة اجهاض بقوة‬ ‫العس��كر واقناع الغرب ب��أن الديمقراطية‬ ‫لن تجلب سوى االسالميين‪ ..‬فمشكلة من‬ ‫أن اس�لاميين وصلوا إلى برلمان ورئاسة‬ ‫منتخبين من الشعب؟‬ ‫تل��ك الق��وى تعان��ي أزم��ة حقيقية‬ ‫وبدل مراجعة أزمتها واخفاقاتها وعوض‬ ‫العم��ل بي��ن صف��وف الجماهي��ر ب��دون‬ ‫تكريس ثقافة االقص��اء واالجتثاث راحت‬ ‫في مصر وبدعم واض��ح من دول عربية‬ ‫ووس��ائل إعالم معينة تمارس ما شهدته‬ ‫تشيل��ي وفنزوي�لا والبرتغ��ال‪ ..‬انقالبات‬ ‫بع��د ش��يطنة م��ن ج��اءت ب��ه صنادي��ق‬ ‫االنتخاب��ات‪ ..‬صحي��ح ب��أن الديمقراطية‬ ‫ليس��ت فقط صناديق‪ ،‬لك��ن كيف يمكن‬ ‫اش��اعة ثقاف��ة االخت�لاف والديمقراطية‬ ‫إذا كان الفشل االنتخابي يبرر االستقواء‬ ‫بالعس��كر وتح��ت كذب��ة أن العس��كر‬ ‫محايديي��ن أو حم��اة للديمقراطي��ة‪..‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫أسبوعية‬

‫لي�س دفاعا عن االخوان‪..‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫• بل دفاع عن تجربة يجب أن تتجذر‬ ‫وتس��ود فيها ثقاف��ة الديمقراطي��ة التي‬ ‫م��ا قامت الثورات إال ألجله��ا كعنوان لكل‬ ‫الحريات وإال فس��نصبح أم��ام فهم بشار‬ ‫لمهنة الطب واداء القسم ثم قتل االطباء‬ ‫والممرضين والجرحى والتنكيل بهم في‬ ‫مشاف��ي عس��كرية وباش��راف طبي مخز‬ ‫وع��ار‪ ..‬بحي��ث تصي��ر الحري��ات انتقائية‬ ‫واقصائي��ة بحج��ة أن البع��ض وبحك��م‬ ‫مس��بق واس��تخفاف ب��ارادة الشعوب لن‬ ‫تتداول على السلطة‪..‬‬ ‫• صحي��ح ب��أن الكهرب��اء والغ��از‬ ‫والبنزي��ن س��لع توف��رت ف��ور االنق�لاب‬ ‫عل��ى مرس��ي‪ ،‬لكن م��ن األصح الس��ؤال‬ ‫ع��ن كيفي��ة تشكي��ل األزم��ة للمواط��ن‬ ‫المص��ري طيلة ع��ام وبدقائ��ق معدودة‬ ‫حلت األزمات‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬

‫وبالتجرب��ة نع��رف ب��أن المؤسس��ات‬ ‫العس��كرية العربية من سوريا إلى اليمن‬ ‫ثم ليبي��ا والجزائر وحت��ى مصر كأنظمة‬ ‫جمهوري��ة ه��ي مؤسس��ات ف��ي خدم��ة‬ ‫الحاك��م ال��ذي تصنعه وف��ي أول تصادم‬ ‫بين هذه المؤسس��ات والقوى المعارضة‬ ‫تكش��ر العس��كرية العربي��ة ع��ن أنيابها‬ ‫وهو ما جرى في ليبيا واليمن جزئيا وفي‬ ‫س��وريا كمؤسس��ة مس��تلبة تق��وم على‬ ‫عقيدة الوالء االلوهي للحاكم مهما كانت‬ ‫أوام��ره وهو الذي ي��وزع رجال��ه وعائلته‬ ‫عل��ى المفاص��ل االساس��ية ف��ي الجيش‬ ‫الذي س��يكون مصيره في سوريا كمصير‬ ‫بش��ار والنظ��ام التحل��ل والذوب��ان مهما‬ ‫ح��اول البعض تقديم ج��رع انقاذ‪ ،‬وحتى‬ ‫البدي��ل العس��كري كالجي��ش الح��ر م��ن‬ ‫غير المقب��ول وال بأية حال��ة من الحاالت‬ ‫أن يك��ون صاح��ب الدور المق��رر أو يلعب‬ ‫دورا سياس��يا‪ ..‬بل هي مؤسس��ات أثبتت‬ ‫التجرب��ة بأنها لم تكن قادرة في يوم من‬ ‫االي��ام الدفاع ع��ن األوطان ب��ل الحكام‪..‬‬ ‫وربما الحالة السورية هي األكثر وضوحا‬ ‫بين الح��االت العربية التي كانت تس��مى‬ ‫دول طوق ودول تقدمية‪..‬‬

‫• ما يراد هو افشال الثورات العربية‬ ‫لمصلح��ة مافي��ا الحك��م ومصالحه��ا‬ ‫المتبادل��ة‪ ،‬وإال فليشرح لن��ا الملتقون مع‬ ‫خطاب بشار عن ماهي��ة النظام االيراني‬ ‫والعراقي وعن حزب اهلل هل هي اس�لام‬ ‫سياسي ماركسي مثال؟‬ ‫• الدف��ع بالق��وى السياس��ية ذات‬ ‫التوجه االسالمي بعيدا عن ثقافة التداول‬ ‫الديمقراطي أمر لي��س بجيد للمجتمعات‬ ‫العربية التي تبحث ع��ن تقرير مصيرها‬ ‫بنفس��ها بدل تح��ول البعض إل��ى العنف‬ ‫بعد أن يجد نفس��ه ممنوعا مما مس��موح‬ ‫لآلخري��ن بم��ا يجلب��ه م��ن تط��رف بدت‬ ‫مالمحه في س��يناء وكأن المطلوب اشعار‬ ‫تل��ك القوى بأنه لن يس��مح له��ا بالحكم‬ ‫ول��و أدى األمر إل��ى اعادة انت��اج التجربة‬ ‫الجزائرية‪..‬‬ ‫• إذا ك��ان االخ��وان المس��لمين‬ ‫ف��ي مص��ر ارتكب��وا الكثير م��ن األخطاء‬ ‫المعروف��ة للجمي��ع فم��اذا ع��ن الق��وى‬ ‫األخ��رى؟ وخصوص��ا حي��ن س��محت تلك‬ ‫الق��وى لفلول مب��ارك بأن تصي��ر وكأنها‬ ‫ه��ي صانعة الثورة المصرية‪ ..‬هذا أمر ال‬ ‫يمكن انكار حدوثه بأخطاء وخطايا وقعت‬ ‫به��ا جبه��ة االنقاذ الت��ي ص��ارت تتحدث‬ ‫كأحزاب الجبه��ة الوطني��ة التقدمية عند‬ ‫نظامي األسد االب واالبن‪..‬‬ ‫• أن يتخ��ذ االتح��اد االفريقي موقفا‬ ‫معارض��ا لالنقالب العس��كري في الوقت‬ ‫ال��ذي هنأت فيه دول عربي��ة االنقالبيين‬ ‫بع��د اق��ل من س��اعة عل��ى االع�لان أمر‬ ‫يس��تدعي حق��ا التوقف عن��ده وخصوصا‬ ‫الع��ادة النظ��ر بك��ل منظوم��ة الجامعة‬ ‫العربي��ة‪ ،‬ه��ذه المؤسس��ة التي رأس��ها‬ ‫س��ابقا عمرو موس��ى المؤيد فجأة لثورة‬ ‫يناي��ر وأصب��ح رم��زا م��ن رم��وز الق��وى‬ ‫االنقاذي��ة‪ ،‬لما أظهرته من تخلف حقيقي‬ ‫ومخج��ل في التاريخ العربي الحديث أمام‬ ‫أية أزمة‪ ..‬وهي تعبير عن ذلك التضامن‬ ‫المافيوي البيني بين تلك الدول األعضاء‬ ‫فيها وميوع��ة مواقف امينه��ا العام الذي‬ ‫لوال ثورة يناير لبقي يعيش على هامش‬ ‫الحياة السياسية المصرية والعربية‪.‬‬

‫• بع��ض القوى اليس��ارية والقومية‬ ‫العربية فشلت فشال ذريعا أمام منافس��ة‬ ‫االس�لاميين‪ ،‬الذي��ن تجده��م يختلف��ون‬ ‫فيم��ا بينهم حول بع��ض المواقف‪ ،‬بينما‬ ‫ذلك البعض من اليس��ار والقوميين وقف‬ ‫موقف��ا مشينا من الث��ورات العربية حين‬ ‫وصل األمر إلى سوريا‪ ..‬وكنا أمام مشهد‬ ‫مخ��زي في التنافس دفاع��ا عن قاتل في‬ ‫دمشق باس��م الممانع��ة المفضوحة في‬ ‫القصي��ر وحم��ص وبقي��ة م��دن س��وريا‬ ‫والصم��ت عل��ى القص��ف الصهيون��ي‬ ‫الروتين��ي دون رد‪ ..‬وه��ذه المواق��ف‬ ‫المخزية بالتأكيد فواتيرها س��تصرف في‬ ‫صناديق االنتخابات ونتائجها لم تكن ولن‬ ‫تك��ون مبش��رة طالما أنها ق��وى تختطف‬ ‫تس��مية اليس��ار والقومي��ة والعلماني��ة‬ ‫فتش��وه الجوه��ر‪ ..‬وتعط��ي االنطب��اع‬ ‫للضحي��ة بأنه��ا تتنافس ف��ي الدفاع عن‬ ‫قاتلها والتحالف معه‪..‬‬ ‫• م��ن يناض��ل ويكاف��ح م��ن أج��ل‬ ‫تحرر المجتمعات العربية واش��اعة ثقافة‬ ‫المواطن��ة والديمقراطي��ة ال يم��ارس‬ ‫االقص��اء وال يم��ارس التشبي��ح فرح��ا‬ ‫بانقالب عسكري كما يفرح شبيحة بشار‬ ‫بعد كل انتصار في مذبحة بحق المدنيين‬ ‫بحجة االنتصار على االرهابيين‪ ..‬فالقوى‬ ‫المتن��ورة مهمتها التنوير وليس ش��يطنة‬ ‫من تختل��ف معه ولو كان ه��ذا المُختلف‬ ‫مع��ه ما ي��زال يحبو بع��د مراجعات كبرى‬ ‫نح��و الديمقراطية ولتشتغل بين صفوف‬ ‫الجماهي��ر لتكس��ب ببرام��ج واضح��ة ال‬ ‫ش��عبوية وتملقي��ة كالت��ي نشهده��ا ويا‬ ‫لألس��ف حتى في الثورات الت��ي لم تنجز‬ ‫أهدافها بعد‪.‬‬ ‫أن ثقافة تقديس الحذاء العس��كري‬ ‫باعتباره المنق��ذ هي ثقافة بالية تحررت‬ ‫منه��ا حت��ى تل��ك الشع��وب التي عاش��ت‬ ‫لعق��ود ف��ي ظ��ل انظم��ة اش��اعت فيها‬ ‫العس��كرة في كافة المجاالت الحيوية في‬ ‫الدول��ة البوليس��ية‪ ..‬والكثير م��ن المآخذ‬ ‫عل��ى م��ن يح��اول باس��م ارادة الشعوب‬ ‫أن يجم��ل االنث�لاب العس��كري في مصر‬ ‫وبمحاججة س��مجة ال عالقة له��ا بالواقع‪:‬‬

‫لو ق��ام الجيش الس��وري باالنقالب على‬ ‫بش��ار وازاحه ألم يكن األم��ر ليرضيكم؟‬ ‫يس��أل أحد المدعين دعم الثورة السورية‬ ‫وهو يعرف الف��رق بين ما ندافع عنه من‬ ‫مبادئ لها عالقة بنتائج انتخابات ودستور‬ ‫واس��تفتاءات وقواني��ن م��ا بع��د الث��ورة‬ ‫وبين نظام فاش��ي ال يقيم وزنا باألصل‬ ‫لإلنس��ان وال يعتبر البلد س��وى اقطاعية‬ ‫يتقاس��مها اليوم مع قوى خارجية كايران‬ ‫وميليشي��ات مرتزق��ة م��ن ك��ل ح��دب‬ ‫وصوب‪..‬‬ ‫من ط��ان يهتف ضد حكم العس��كر‬ ‫بالتأكي��د لن تمر عليه هذه األالعيب التي‬ ‫تك��اد تصل بالقضاء الفاس��د إلى تجريم‬ ‫ثورة ‪ 25‬يناير‪ ،‬نعم قضاء فاس��د وإعالم‬ ‫فاس��د في خدمة المافيا سواء في سوريا‬ ‫ام مص��ر هو ذات��ه الذي انتف��ض القالة‬ ‫نائ��ب عام من بقايا حكم مبارك بينما لم‬ ‫تث��ره اقالة رئيس منتخب وش��رعي مهما‬ ‫اختلفن��ا م��ع خلفيته الفكري��ة‪ ..‬وليتيخل‬ ‫بعض ثوار سوريا أنس الشامي والمفتي‬ ‫حس��ون بع��د انج��از اه��داف ثورتهم أن‬ ‫هذي��ن الشخصين يقف��ان جنبا إلى جنب‬ ‫م��ع عبد العزي��ز الخير وفائ��ق المير على‬ ‫س��بيل المثال ال الحصر ويدع��ون بأنهم‬ ‫كان��وا مع الث��ورة دائم��ا مثلم��ا يمكن أن‬ ‫يفعله��ا المدعو فراس الشهابي الذي دعا‬ ‫إلى جعل مدن في ش��مال س��وريا مزارع‬ ‫بطاطا في عصر الفاشية‪..‬‬ ‫الطغم العس��كرية مهم��ا ارتدت من‬ ‫ثي��اب مدني��ة وديك��ورات ديني��ة وأل��وان‬ ‫زاهي��ة ه��ي ف��ي األول واألخي��ر ليس��ت‬ ‫س��وى تعبير ع��ن أزم��ة الق��وى المدنية‬ ‫والديمقراطي��ة وضعفه��ا وانانيته��ا‬ ‫وع��دم ادراكه��ا لمفهوم التحال��ف االهم‬ ‫بي��ن الق��وى الثوري��ة ولي��س البحث عن‬ ‫شخصيات مخلصة كما يفعلون في مصر‬ ‫بي��ن حمدين صباح��ي والبرادعي وعمرو‬ ‫موس��ى‪ ..‬كلها مساحيق ال فائدة منها في‬ ‫زمن قررت في��ه الشعوب ق��رع الخزانات‬ ‫بل تحطيم جدرانه��ا واقالة نهائية لعقل‬ ‫العبودي��ة واخراجه من زنازين وضع فيها‬ ‫عقودا من المحيط إلى الخليج‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫بني جي�شني‪ ...‬بني وطنني‬ ‫خالد كنفاني‬ ‫المشهد األول‬ ‫يتجمع ماليي��ن المناصرين لجماعة‬ ‫اإلخوان المس��لمين ف��ي مصر في جمعة‬ ‫"ال للعن��ف"‪ ،‬ويب��دأ الخطب��اء والفقه��اء‬ ‫بت��داول المايكروف��ون وإطالق ش��عارات‬ ‫"م��ن يتع��رض للرئيس مرس��ي بالكالم‬ ‫س��نتعرض ل��ه بال��دم"‪ ،‬وأن المعارضين‬ ‫لمرس��ي خارجون على القان��ون والشرع‬ ‫وكاف��رون ومنافق��ون‪" .‬ال للعن��ف" فهمه‬ ‫هؤالء وفق رؤيته��م المتعصبة القاصرة‬ ‫والخاضعة لعالقة الشيخ‪-‬المريد ال عالقة‬ ‫الوطن‪-‬المواطن‪.‬‬ ‫المشهد الثاني‬ ‫أكث��ر م��ن ثالثي��ن ملي��ون مواطن‬ ‫يحتلون الشوارع في م��دن مصر وقراها‬ ‫رافضين حكم اإلخوان ومطالبين بتنحي‬ ‫الرئيس محمد مرس��ي‪ ،‬ل��م يدعو لقتال‬ ‫وال لح��رب‪ ،‬وإنم��ا لرف��ض نظ��ام دين��ي‬ ‫متحيز بدأ ياستعداء الناس على بعضهم‬ ‫بعضًا‪.‬‬ ‫المشهد الثالث‬ ‫يخرج الرئيس محمد مرسي بخطاب‬ ‫عجي��ب غري��ب خ��ارج الس��ياق الزمن��ي‬ ‫لألحداث‪ ،‬يهدد ويتوع��د بشكل مضحك‪،‬‬ ‫بينم��ا ال يملك م��ن مفاتيح القوة س��وى‬ ‫ش��عبية متعصبة عمياء تتبع الشيخ حتى‬ ‫ولو سار إلى الجحيم‪.‬‬ ‫المشهد الرابع‬ ‫يتواص��ل تدف��ق المعارضي��ن و"المريدين" إلى‬ ‫الش��وارع في تحذي��ر من مواجهة محتملة إذا اس��تمر‬ ‫االحتقان السياسي والتدهور االجتماعي‪.‬‬ ‫المشهد الخامس‬ ‫الجي��ش المص��ري يمه��ل الق��وى السياس��ية‬ ‫والثورية ‪ 48‬ساعة للتواصل إلى توافق سياسي دون‬ ‫تحديد الخطة البديلة‪.‬‬ ‫المشهد السادس‬ ‫تواص��ل االحتق��ان والتهدي��دات والمزايدات من‬ ‫قب��ل جماعة اإلخوان بفرض المزيد من الرقابة وقمع‬ ‫الحريات‪.‬‬ ‫المشهد السابع‬ ‫الجيش يعزل الرئيس ويعطل الدس��تور و"ينقذ‬ ‫البلد"‪.‬‬ ‫المشهد األخير‬ ‫احتف��االت عارم��ة ومواطن��ون يحمل��ون ضباط‬ ‫الشرطة والجيش على األكتاف‪.‬‬ ‫لفت نظري المشهد األخير بقوة‪ .‬ترى متى كانت‬ ‫آخر مرة حمل فيها مواطن سوري جندياً أو ضابطًا في‬ ‫الجيش أو الشرطة على كتفه؟‬ ‫من سيعود إلى زمن الستينات والخمسينات أقول‬ ‫أن م��ن حملوا على األكت��اف كانوا إما رؤس��اء أو قادة‬ ‫على قلتهم ومحدوديته��م‪ .‬ولكن بقيت صورة األمن‬ ‫والجيش على الدوام صورة الطاغية الظالم المستغل‬ ‫والمتجبر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أحزنن��ي المشه��د كثي��را عل��ى وطني بق��در ما‬ ‫جعلن��ي أش��عر بفخ��ر المصريين بجيشه��م وأمنهم‪.‬‬ ‫وإذا كنا لن ندخل في مس��ألة االنقالب على الشرعية‬ ‫الدس��تورية أو مس��ألة تدخ��ل العس��كر ف��ي الحي��اة‬

‫السياس��ية وه��و ما يعي��د ذكري��ات الخمس��ينات في‬ ‫الوطن العرب��ي‪ ،‬إال أن مواطناً يحمل ضابط ش��رطة‬ ‫عل��ى كتف��ه يقوم بذل��ك بكل عفوية وص��دق‪ ،‬ففي‬ ‫الربي��ع العربي ال مجال للنفاق أو المجامالت‪ ،‬ولم تعد‬ ‫الن��اس تتحمل التملق أو التزل��ف‪ ،‬ولماذا تفعل طالما‬ ‫تتحق��ق كل مطالبها بقوة الجم��وع التي يحركها قلب‬ ‫واحد وضمير واحد؟‬ ‫في مصر بقي الوط��ن وطناً والجيش جيشاً‪ ،‬لم‬ ‫يخرج علين��ا من يريد تغيير العل��م المصري والعودة‬ ‫إلى عل��م الملكية بدعوى أن العل��م الحالي من وضع‬ ‫الضباط األحرار‪ ،‬ولم يخرج من ينادي بتسليح الناس‬ ‫علن��ًا لتدمي��ر الوط��ن وتدمي��ر البيوت عل��ى رؤوس‬ ‫أصحابه��ا‪ ،‬ولم يخرج علينا من يريد تقس��يم الوطن‬ ‫إلى أقالي��م ومناطق مس��تقلة ومتباع��دة‪ .‬في مصر‬ ‫تث��ور المشكالت واألزمات هنا وهن��اك ولكن ال يوجد‬ ‫م��ن يناقش ف��ي جدلي��ة وحدة مص��ر ش��عباً وأرضًا‬ ‫واألهم انتماء‪.‬‬ ‫على كل مصري أن يفخر اليوم أن الجيش انحاز‬ ‫للشعب ف��ي ثورة ‪ 25‬يناي��ر وحمى البل��د ومقدراتها‬ ‫وأدار ش��ؤون الب�لاد ف��ي المرحل��ة االنتقالي��ة بك��ل‬ ‫كف��اءة رغم تعقد المشكالت وت��أزم المجتمع‪ .‬يعيش‬ ‫المصري��ون اليوم حالة من الزه��و الوطني والكبرياء‬ ‫القومي اس��تحقوها ع��ن جدارة بعد أن ن��زل أحوالي‬ ‫ثالث��ون مليون إنس��ان إل��ى الش��وارع دون أن تحدث‬ ‫س��وى بع��ض اإلصابات أو الخس��ائر البشري��ة‪ ،‬ولئن‬ ‫كان��ت لكل روح مكانتها التي ال تعوض‪ ،‬إال أن نس��بة‬ ‫الخسائر إلى عدد األشخاص تكاد ال تذكر‪.‬‬ ‫أين سوريا وأين السوريون وأين "حماة الديار"؟‬ ‫ح��اول الس��وريون أن ينفخوا بقاي��ا روح وطنية‬ ‫ف��ي ه��ذا الجي��ش الميت عندم��ا خصصوا ل��ه جمعة‬ ‫خاصة أيام كان��ت الثورة ثورة أس��موها "جمعة حماة‬ ‫الدي��ار"‪ ،‬وحملوا بعض أغصان الزيتون والياس��مين‪،‬‬ ‫كذبوا الكذب��ة وحلموا بتصديقها‪ .‬فجاءهم الرصاص‬

‫واالعتق��ال والتنكي��ل وتبي��ن أن حم��اة الدي��ار ه��م‬ ‫ناهبوه��ا ومدمروها‪ ،‬وتبين أنهم ال يس��تحقون حتى‬ ‫لقب بشر‪ ،‬فهل هذا جيش وجيش مصر جيش؟‬ ‫نق��ول هذا الكالم رغ��م أن النظام الس��ابق في‬ ‫مصر ك��ان نظام��ًا عس��كرياً‪ ،‬فحس��ني مب��ارك كان‬ ‫ضابط��ًا وكان الجي��ش كله طوع بنان��ه‪ ،‬ولكن عندما‬ ‫حان��ت اللحظ��ة التاريخية ق��رر الجي��ش الوقوف إلى‬ ‫جان��ب الوطن والمواطني��ن وبرهن للجمي��ع على أن‬ ‫الديكتات��ور ال يع��دو أن يكون ش��خصاً ضعيف��ًا تافهًا‬ ‫عندما يتم تجريده من أسباب القوة‪.‬‬ ‫يح��ز ف��ي نفوس��نا أن يك��ون ه��ذا حال س��وريا‬ ‫والس��وريين‪ ،‬تحترق قلوبنا ونحن نرى وطننا يحترق‬ ‫بأيدي أبنائه وتس��عى دول كبرى إلقامة مؤتمر سالم‬ ‫بينهم‪ .‬هذا قدرنا وهو من صنع أيدينا وبخيارنا‪ ،‬وكل‬ ‫من يهدم بيتاً أو يقتل سوريًا مجرم يستحق اإلعدام‪،‬‬ ‫وخائن ال يستحق سوى الرمي بالرصاص‪.‬‬ ‫يشع��ر كل مص��ري الي��وم بالفخ��ر بانتمائه لهذا‬ ‫الوطن بينما يطأطئ الس��وريون رؤوس��هم خج ًال مما‬ ‫هم فيه‪ ،‬فقد وصلوا إلى مرحلة من االحتقار والمهانة‬ ‫حت��ى ضاقت بهم األرض ونبذتهم بل��دان الدنيا مثلما‬ ‫نبذه��م وطنه��م‪ ،‬وتحولت الصورة النمطية للس��وري‬ ‫إلى صورة المتس��ول الالجئ اليتيم الهارب والمتشرد‪،‬‬ ‫ك��ل ذلك بفضل "الدعم اإلعالمي" الهائل من الجزيرة‬ ‫والعربي��ة وبفض��ل "السياس��ة اإلعالمي��ة الالمع��ة"‬ ‫للمعارضة الس��ورية التي كبرت كروش رموزها بعدما‬ ‫اعتادوا على أطايب الطعام التركي والكبسة الخليجية‪،‬‬ ‫وبعدما اس��تكانوا للفنادق والمنتجعات بينما يتسولون‬ ‫صباحاً حاملين صور أطفالنا ونسائنا ليجمعوا الماليين‬ ‫التي ال يدري ولن يدري أحد أين مصيرها‪.‬‬ ‫عاش��ت مصر وعاش ش��عبها‪ ،‬والدع��اء موصول‬ ‫إلى سوريا وش��عبها بالعودة للحياة‪ ،‬فقد ماتت قلوبنا‬ ‫ومات��ت أرواحن��ا حتى ض��اق بنا باط��ن األرض بعدما‬ ‫ضاق بنا ظهرها‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬

‫ف��ي جميع أنح��اء العالم‪ ،‬يت��م تجني��د آالف الفتيان‬ ‫والفتي��ات في الق��وات المس��لحة الحكومي��ة والجماعات‬ ‫المتم��ردة للعمل كمقاتلي��ن وطهاة وحمالين وس��عاة أو‬ ‫أعمال أخرى‪ .‬كما يتم تجنيد الفتيات ألغراض جنس��ية أو‬ ‫للزواج القسري‪ .‬ويتم تجنيد العديد منهم قسراً‪ ،‬رغم أن‬ ‫البعض ينضمون نتيجة لضغوط اقتصادية أو اجتماعية‬ ‫أو أمني��ة‪ .‬وت��ؤدي ظروف الن��زوح والفقر إل��ى أن يصبح‬ ‫األطفال أكثر عرضة للتجنيد‪.‬‬ ‫ووفقًا لتقرير األمم المتحدة عن أثر النزاع المس��لح‬ ‫على األطفال «دراس��ة ماش��يل‪ ،»1996 ،‬ف��إن األطفال‬ ‫المرتبط��ون بالق��وات المس��لحة أو الجماعات المس��لحة‬ ‫يتعرض��ون لعن��ف هائ��ل – ويضطرون غالب��ًا لمشاهدة‬ ‫وارتك��اب أعمال العنف ويتعرضون لإليذاء أو االس��تغالل‬ ‫أو اإلصاب��ة أو حت��ى القت��ل‪ .‬ويحرمهم ه��ذا الوضع من‬ ‫حقوقه��م‪ ،‬ويصاحب��ه غالب��اً عواقب جس��دية ونفس��ية‬ ‫قاسية‪.‬‬ ‫وقد أدرجت األمم المتحدة ‪ 52‬طرفًا في الئحة العار‬ ‫السنوية للذين يجندون ويستخدمون األطفال في أعمال‬ ‫القتال ولمن يقومون بقتل وتشويه واس��تغالل األطفال‬ ‫جنس��يا واالعتداء على المدارس والمس��تشفيات بما في‬ ‫ذلك أربعة أطراف جديدة في السودان واليمن وسوريا‪.‬‬ ‫وقال��ت الممثل��ة الخاص��ة لألمي��ن الع��ام المعني��ة‬ ‫باألطفال في الصراعات المسلحة‪ ،‬راديكا كوماراسوامي‪،‬‬ ‫«أن ع��ام ‪ 2011‬يوضح صورة مختلط��ة‪ .‬فبينما اندلعت‬ ‫أزم��ات جديدة أث��رت تأثيراً كبيراً عل��ى األطفال‪ ،‬كما هو‬ ‫الحال في س��وريا وليبيا‪ ،‬انته��ت االنتهاكات ضد األطفال‬ ‫في بقاع أخرى من العالم»‪.‬‬ ‫كما قالت الممثل��ة الخاصة أن أطفاال صغارا تتراوح‬ ‫أعماره��م ما بي��ن ‪ 8‬و‪ 13‬عاما أخذوا م��ن منزلهم عنوة‬ ‫واس��تخدموا ك��دروع بشرية وت��م وضعهم أم��ام نوافذ‬ ‫الحاف�لات الت��ي تقل العس��كريين‪ .‬وتعرض��ت المدارس‬ ‫للغارات واستخدمت كقواعد عسكرية ومراكز اعتقال‪.‬‬ ‫ووفق��ًا التفاقي��ات جني��ف األرب��ع لع��ام ‪1949‬‬ ‫وبروتوكواله��ا اإلضافي��ان لع��ام ‪ 1977‬حماي��ة خاص��ة‬ ‫لصالح األطفال خالل النزاعات المسلحة‪ .‬وفي الحقيقة‪،‬‬ ‫نؤك��د أن األطف��ال يحظ��ون بشكلين م��ن الحماية التي‬ ‫يكفله��ا لهم القان��ون الدولي اإلنس��اني‪ :‬الحماية العامة‬ ‫الت��ي يتمتع��ون به��ا بصفته��م مدنيي��ن أو أش��خاصا ال‬ ‫يشارك��ون ف��ي أعم��ال عدائي��ة أو كفوا ع��ن المشاركة‬

‫فيه��ا‪ ،‬والحماي��ة الخاصة الت��ي يتمتعون به��ا بصفتهم‬ ‫أطف��اال‪ .‬وهن��اك أكثر م��ن ‪ 25‬مادة ف��ي اتفاقيات جنيف‬ ‫وبروتوكوليه��ا اإلضافيين تشير إل��ى األطفال على وجه‬ ‫الخص��وص‪ .‬وتشمل القواعد المتعلق��ة بعقوبة اإلعدام‬ ‫وتوفي��ر الغ��ذاء والرعاية الصحية والتعلي��م في مناطق‬ ‫الن��زاع‪ ،‬واالحتج��از‪ ،‬وانفص��ال األطف��ال ع��ن عائالتهم‬ ‫ومشاركتهم ف��ي العملي��ات العدائية‪ .‬وتس��ري الحقوق‬ ‫المكفول��ة ف��ي اتفاقية حق��وق الطفل المص��دق عليها‬ ‫عالميا تقريبا‪ ،‬في النزاعات المسلحة أيضًا‪.‬‬ ‫وف��ي ‪ 2013 / 6 / 24‬أق��ر مجل��س الوزراء الس��وري‬ ‫مش��روع قان��ون بإضاف��ة مادتي��ن إل��ى قان��ون العقوبات‬ ‫الصادر بالمرس��وم التشريعي رق��م‪ 148‬لعام ‪ 1949‬لجهة‬ ‫إشراك األطفال في األعمال القتالية تقضي بإنزال عقوبة‬ ‫األش��غال الشاق��ة المؤقت��ة من عش��ر إلى عشرين س��نة‬ ‫والغرامة من مليون إلى ثالثة ماليين ليرة سورية لكل من‬ ‫جند طفال دون سن الثامنة عشرة من عمره بقصد إشراكه‬ ‫في عمليات قتالية أو غيرها من األعمال المتصلة بها‪.‬‬ ‫وتش��دد العقوبة إلى األش��غال الشاق��ة المؤبدة إذا‬ ‫نج��م عن الفعل إحداث عاهة دائم��ة بالطفل أو االعتداء‬ ‫الجنس��ي عليه أو إعطاؤه مواد مخدرة أو أيا من المؤثرات‬ ‫العقلية فيم��ا تكون العقوبة اإلع��دام إذا أدى الجرم إلى‬ ‫وفاة الطفل‪.‬‬ ‫وفيما يلي نص القانون‪:‬‬ ‫القانون رقم (‪)11‬‬ ‫رئيس الجمهورية‬ ‫بن��اء على أحكام الدس��تور‪ .‬وعلى م��ا أقره مجلس‬ ‫الشع��ب في جلس��ته المنعق��دة بتاري��خ ‪1434 - 8 - 16‬‬ ‫هجري الموافق ‪ 2013 - 6 - 24‬ميالدي‪.‬‬ ‫يصدر ما يلي‪:‬‬ ‫المادة (‪)1‬‬ ‫تض��اف م��ادة برق��م ‪ 488‬مك��رر إل��ى المرس��وم‬ ‫التشريع��ي رق��م ‪ 148‬الص��ادر بتاري��خ ‪1949 - 6 - 22‬‬ ‫المتضمن قانون العقوبات على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫‪ - 7‬إشراك األطفال في األعمال القتالية‬ ‫‪ - 1‬ك��ل م��ن جن��د طف�لا دون س��ن الثامن��ة عشرة‬ ‫م��ن عمره بقصد إش��راكه ف��ي عمليات قتالي��ة أو غيرها‬ ‫م��ن األعمال المتصلة به��ا كحمل األس��لحة أو المعدات أو‬

‫الذخي��رة أو نقله��ا أو زراعة المتفجرات أو االس��تخدام في‬ ‫نقاط التفتيش أو المراقبة أو االستطالع أو تشتيت االنتباه‬ ‫أو استخدامه كدرع بشري أو في مساعدة الجناة وخدمتهم‬ ‫بأي ش��كل من األش��كال أو غير ذلك م��ن األعمال القتالية‬ ‫يعاقب باألش��غال الشاقة المؤقتة م��ن عشر إلى عشرين‬ ‫سنة والغرامة من مليون إلى ثالثة ماليين ليرة سورية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تشدد العقوبة المشار إليها في الفقرة السابقة‬ ‫إلى األش��غال الشاقة المؤبدة إذا نج��م عن الفعل إحداث‬ ‫عاهة دائمة بالطفل أو االعتداء الجنسي عليه أو إعطاؤه‬ ‫مواد مخ��درة أو أيا من المؤثرات العقلية وتكون العقوبة‬ ‫اإلعدام إذا أدى الجرم إلى وفاة الطفل‪.‬‬ ‫أما المادة ‪ 488‬ال��واردة في متن القانون والمتعلقة‬ ‫بإهمال واجبات األسرة فتنص على‪:‬‬ ‫‪ - 1‬م��ن قض��ي عليه بحكم اكتس��ب ق��وة القضية‬ ‫المقضي��ة ب��أن يؤدي إل��ى زوجه أو زوجة س��ابقة أو إلى‬ ‫أصول��ه وفروعه أو إلى أي ش��خص يجب علي��ه إعالته أو‬ ‫تربيته األقس��اط المعين��ة فبقي ش��هرين ال يؤديها في‬ ‫المحكمة عوقب بالحبس مع التشغيل من شهر إلى ستة‬ ‫أشهر وبغرامة توازي مقدار ما وجب عليه أداؤه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أن الحك��م الصادر عن محكمة أجنبية والمقترن‬ ‫بصيغة تنفيذية في س��ورية يكون بحكم القرار الصادر‬ ‫عن القاضي السوري لتطبيق الفقرة السابقة‪.‬‬ ‫المادة (‪)2‬‬ ‫تع��دل المادة ‪ 489‬من قانون العقوبات لتصبح على‬ ‫النحو اآلتي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬م��ن أكره غير زوج��ه بالعن��ف أو بالتهديد على‬ ‫الجماع عوقب باألشغال الشاقة المؤبدة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وتكون العقوبة اإلعدام إذا‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬لم يتم المعتدى عليه الخامسة عشرة من العمر‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬وقع الجرم تحت تهديد السالح‪.‬‬ ‫وكانت المادة ‪ 489‬قبل التعديل تنص على ما يلي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬م��ن أكره غير زوج��ه بالعن��ف أو بالتهديد على‬ ‫الجم��اع عوق��ب باألش��غال الشاق��ة خمس س��نوات على‬ ‫األقل‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وال تنق��ص العقوبة عن س��بع س��نوات إذا كان‬ ‫المعتدى عليه لم يتم الخامسة عشرة من عمره‪.‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫القانون رقم ‪ 11‬حول جتنيد الأطفال يف‬ ‫الأعمال القتالية‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪11‬‬


‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫�أحمد مريود ‪1926 - 1886‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ولد هو أحمد بن موسى بن حيدر‬ ‫مري��ود‪ ،‬في قري��ة جباتا الخشب‪ ،‬من‬ ‫قرى القنيط��رة في هضب��ة الجوالن‬ ‫في سوريا سنة ‪1886‬م‪ ،‬وينتمي إلى‬ ‫قبيل��ة المهي��دات التي كان��ت تقبض‬ ‫على إمارة وزعامة البلقاء في األردن‪،‬‬ ‫وتع��ود الج��ذور التاريخي��ة لقبيل��ة‬ ‫المهي��دات إل��ى قبيلة بني س�لام من‬ ‫نسل العدنانية‪.‬‬ ‫تلق��ى دروس��ه االبتدائي��ة ف��ي‬ ‫المدرسة الرشدية في القنيطرة وأتم‬ ‫تعليمه اإلع��دادي والثانوي في مدينة‬ ‫دمشق ف��ي مكتب عنب��ر‪ ،‬وكان على‬ ‫قدر كبير من الثقاف��ة والوعي‪ ،‬وكان‬ ‫يص��در جريدة ف��ي القنيط��رة أطلق‬ ‫عليها اسم "الجوالن"‪،‬‬ ‫انتس��ب في بواكير شبابه لحزب‬ ‫جمعي��ة العربي��ة الفت��اة‪ ،‬ولع��ب دوراً‬ ‫كبي��راً في تجنيد العدي��د من الفارين‬ ‫م��ن الجي��ش الترك��ي م��ن الضب��اط‬ ‫والجن��ود الع��رب ف��ي جي��ش الث��ورة‬ ‫العربية التي أعلنها الشريف الحسين‬ ‫ب��ن عل��ي‪ ،‬و لم��ا منع��ت الحكوم��ة‬ ‫العثماني��ة تصدير الحب��وب " الحنطة‬ ‫وأش��باهها " م��ن والي��ة س��ورية إلى‬ ‫لبن��ان‪ ،‬مم��ا أدى إل��ى انتش��ار الجوع‬ ‫هن��اك‪ ،‬ك��ان أحم��د مري��ود يحمل ما‬ ‫استطاع من القمح على خيله ويمضي‬ ‫به خلسة إلى القرى اللبنانية القريبة‬ ‫من��ه‪ ،‬فيبيع��ه بس��عر الكلف��ة‪ ،‬وبهذا‬ ‫أنق��د عائ�لات كثي��رة كان��ت معرضة‬ ‫للموت جوعًا‪.‬‬ ‫قُب��ض على مريود وأودع س��جن‬ ‫عالي��ة ف��ي لبنان بس��بب مس��اعدته‬ ‫على الفرار للكثير م��ن الرجال الذين‬ ‫كانت مشانق جمال باش��ا تنتظرهم‪،‬‬ ‫وبقي مسجونًا إلى حين انتهاء الحرب‬ ‫العالمية األولى بقليل‪.‬‬ ‫بعد دخ��ول الجي��ش العربي إلى‬ ‫دمش��ق وانتهاء الحكم العثماني‪ ،‬كان‬ ‫أحمد مريود ش��خصية وطنية قيادية‬ ‫في العهد الفيصلي‪ ،‬وعضواً بارزاً في‬ ‫المؤتمر الس��وري الذي أعلن استقالل‬ ‫سورية الطبيعية‪ .‬وعندما ترامت أنباء‬ ‫تقسيم األراضي العربية بين الحلفاء‪،‬‬ ‫ترك أحمد مريود دمشق وقرر أن يهب‬ ‫الج��والن بقيادته إل��ى المقاومة‪ ،‬فقد‬ ‫كان يتمتع بنفوذ كبير لتنظيم وسائل‬ ‫الدفاع في تل��ك المنطقة مع رفاق له‬ ‫مخلصين وأوفي��اء‪ ،‬فأعلن الثورة في‬ ‫تشرين أول س��نة ‪ 1919‬ضد المحتل‬ ‫الفرنسي‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1920‬وبعد إع�لان فيصل‬ ‫ملك��ًا عل��ى س��وريا ‪ ,‬وإن��ذار غ��ورو‬ ‫للحكوم��ة العربية رفض أحمد مريود‬ ‫اإلنذار باسم الشعب السوري بصفته‬ ‫عضواً في المؤتمر السوري‪ ،‬وانسحب‬ ‫المجاه��د أحم��د مري��ود ورجال��ه إلى‬

‫ش��رقي األردن ليشغل ع��دة مناصب‬ ‫وزاري��ة ف��ي الحكوم��ات األربع��ة‬ ‫األول��ى في عهد االم��ارة ‪ ،‬ولم تمنعه‬ ‫مشاركت��ه ف��ي الحكومة م��ن متابعة‬ ‫جهاده ض��د الفرنس��يين فشارك في‬ ‫التخطي��ط الغتي��ال الجن��رال غ��ورو‬ ‫قائ��د جيوش االحتالل الفرنس��ي في‬ ‫س��وريا ‪ ،‬وقام المحتلون الفرنس��يون‬ ‫بتوجي��ه االتهام رس��مياً ألحمد مريود‬ ‫بالمشارك��ة ف��ي التخطي��ط لعملي��ة‬ ‫اغتيال الجنرال غورو وطالبوا حكومة‬ ‫االمارة بتسليمهم أحمد مريود ‪ ،‬ولكن‬ ‫الحكومة التي كان مريود أحد وزرائها‬ ‫رفض��ت طل��ب الفرنس��يين وب��رَّرت‬ ‫رفضه��ا بأنه��ا تعتبر ما ق��ام به أحمد‬ ‫مريود ورفاقه عمال سياس��يًا مشروعًا‬ ‫‪ ،‬ولك��ن الفرنس��يين وبالتواط��ؤ م��ع‬ ‫حلفائه��م االنجلي��ز الذي��ن كان��وا‬ ‫يتحكم��ون بش��ؤون األردن بموج��ب‬ ‫ص��ك االنتداب مارس��وا ضغوطاً على‬ ‫رئيس الحكومة علي رضا الركابي‬ ‫إلجبار المجاهد أحمد مريود الذي‬ ‫كان عضواً بارزاً في حزب االس��تقالل‬ ‫المنبث��ق ع��ن الجمعي��ات الوطني��ة‪،‬‬ ‫وال��ذي تأس��س ع��ام ‪ ،1919‬وك��ان‬ ‫ي��رى أن الوض��ع الخاص في ش��رقي‬ ‫األردن س��يكون عظيم الفائدة ألحرار‬ ‫س��وريا‪ ،‬وذل��ك برس��م إس��تراتيجية‬ ‫سياس��ية قومية بإع��ادة تنظيم حزب‬ ‫االس��تقالل‪ ، ،‬ويذكر الوزير الس��ابق‬ ‫الشي��خ إبراهيم القطـَّـ��ان في كتابه‬ ‫(المذكرات والرح�لات للشيخ إبراهيم‬ ‫القطـَّـان) أن حكومة الرئيس الركابي‬ ‫أجب��رت مريود عل��ى مغادرة ش��رقي‬ ‫األردن فلج��أ الى الحجاز ومنها وبدعم‬ ‫م��ن أهله��ا ب��دأت مرحلة جدي��دة من‬ ‫النضال والكفاح المس��لح ضد المحتل‬ ‫الفرنسي‪.‬‬ ‫حيث‪ ،‬اس��تقبله ورفاقه الشريف‬ ‫حس��ين بن علي ودعاه��م ليحلوا في‬ ‫ضيافت��ه‪ ،‬ولم يمض عل��ى وجودهم‬ ‫ثالث��ة أس��ابيع إل��ى وق��وع الهج��وم‬ ‫الس��عودي عل��ى الطائ��ف ف��ي ع��ام‬ ‫‪ ،1924‬فأس��رع الكثي��رون يبارح��ون‬ ‫مكة إلى ج��دة‪ ،‬وظل أحمد مريود في‬ ‫مكة م��ع الشريف حس��ين حت��ى قرر‬ ‫الشري��ف حس��ين مغادرته��ا‪ ،‬فتوجه‬ ‫مري��ود إل��ى الع��راق بناء عل��ى دعوة‬ ‫رفاقه في حزب االستقالل‪ ،‬واتخذ من‬ ‫خانقين دار إقامة له‪.‬‬ ‫ف��ي الع��راق ب��دأ أحم��د مري��ود‬ ‫نشاطات��ه السياس��ية واإلعالمي��ة‪،‬‬ ‫والتف حوله مجموعة من المجاهدين‬ ‫والمفكري��ن العرب‪ .‬وعندم��ا اندلعت‬ ‫الث��ورة الس��ورية س��نة ‪ ،1925‬ق��رر‬ ‫أحمد مريود العودة إلى أرض الوطن‪،‬‬ ‫فغ��ادر العراق عب��ر البادي��ة األردنية‬ ‫باتجاه جب��ل العرب‪ ،‬فلم��ا وصل كان‬ ‫ف��ي اس��تقباله المجاه��د س��لطان‬

‫األطرش القائد العام للثورة السورية‬ ‫وع��دد م��ن الزعم��اء الث��وار‪ .‬فشارك‬ ‫مري��ود ف��ي الث��ورة ‪ ,‬وب��دأ باالتصال‬ ‫بمعظم القوى والشخصيات الوطنية‪،‬‬ ‫فعن طري��ق ش��كري القوتلي اتصل‬ ‫بأط��راف الكتلة الوطنية‪ ،‬وعن طريق‬ ‫الدكتور عبد الرحمن الشهبندر رئيس‬ ‫ح��زب الشعب اتص��ل بشخصيات هذا‬ ‫الح��زب‪ ،‬كم��ا اتص��ل بالشخصي��ات‬ ‫الوطنية المستقلة‪ ،‬وكانت جميع هذه‬ ‫األطراف ترى في��ه الشخص المؤهل‬ ‫لقي��ادة العم��ل الكفاح��ي‪ ،‬وكان��ت‬ ‫اتص��االت ولق��اءات واجتماع��ات أحمد‬ ‫مريود تتم في س��رية تامة‪ ،‬وقد تمت‬ ‫جميعها بنجاح‪ ،‬كما ت��م انتقال الثوار‬ ‫م��ن دمشق إلى منطقة الغوطة أيضًا‬ ‫بنجاح‪.‬‬ ‫تمك��ن مريود خ�لال رحلته من‬ ‫جم��ع م��ا يزي��د عل��ى ‪ 1200‬مجاه��د‬ ‫انتقلوا مع��ه إلى جبات��ا الخشب على‬ ‫دفع��ات ليص��ل ع��دد المجاهدين إلى‬ ‫‪ 4780‬مجاه��داً قب��ل معرك��ة جبات��ا‬ ‫الخش��ب‪ ،‬األم��ر ال��ذي أث��ار غض��ب‬ ‫سلطات االحتالل الفرنسي‪ ،‬وعلى إثر‬ ‫ذلك ش��نت القوات الفرنس��ية هجومًا‬ ‫كبي��راً على جبات��ا الخشب تس��اندها‬ ‫الطائ��رات‪ ،‬واس��تمرت المعرك��ة من‬ ‫س��اعات الصباح حتى م��ا بعد العصر‬ ‫اس��تشهد فيها أحمد مري��ود بيته فـي‬ ‫جبات��ا الخشب في ‪ 30‬أي��ار‪ ،1926‬مع‬ ‫عدد م��ن الث��وار وابنه البكر حس��ين‬

‫ال��ذي ك��ان أصغ��ر المجاهدي��ن‪ ،‬ل��م‬ ‫يتجاوز عمره الـ‪ 16‬سنة‪.‬‬ ‫ولما انس��حبت القوات الفرنسية‬ ‫م��ن المعرك��ة أخ��ذت معه��ا جثم��ان‬ ‫الشهيد أحم��د مري��ود ومجموعة من‬ ‫رفاق��ه الشه��داء إل��ى دمش��ق‪ ،‬حيث‬ ‫عرض��ت جثثه��م ف��ي س��احة المرجة‬ ‫(ساحة الشهداء) على سبيل التشفي‪،‬‬ ‫وترك��ت الجثث تحت أش��عة الشمس‪،‬‬ ‫فلما خشي س��كان دمش��ق أن يصيب‬ ‫الجث��ث التعفن ول��م تكن الس��لطات‬ ‫ق��د س��محت بس��حبها‪ ،‬ه��رع أهال��ي‬ ‫دمشق وجمعوا الزهور ونثروها على‬ ‫جثث الشهداء‪ .‬ولم��ا تقرر نقل الجثث‬ ‫إل��ى المداف��ن‪ ،‬رف��ض أه��ل دمشق‬ ‫وق��ادة األحي��اء الشعبي��ة ب��أن يقوم‬ ‫آل مري��ود بنق��ل جثم��ان الشهيد إلى‬ ‫جباتا الخش��ب‪ ،‬وأصروا على دفنه في‬ ‫احتفال ديني وطني شعبي في مقبرة‬ ‫(قبر عاتكة) إحدى المقابر الدمشقية‬ ‫العريق��ة‪ ،‬وأُقي��م ل��ه ولرفاق��ه مأتم‬ ‫شعبي كبير‪.‬‬ ‫اس��تشهد أحمد مري��ود عن عمر‬ ‫يناهز األربعين عاماً وتقديراً ألعماله‬ ‫البطولي��ة س��مي أحد ش��وارع دمشق‬ ‫باس��مه إضاف��ة إل��ى إط�لاق اس��مه‬ ‫عل��ى ثانوي��ة جباتا الخش��ب‪ ،‬كما تم‬ ‫إزاح��ة الس��تار عن النص��ب التذكاري‬ ‫الذي يحمل اس��مه ويتوس��ط الشارع‬ ‫الرئيسي في بلدة جباتا الخشب‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫فربّى وعبّد الشعب بمفاهيم التطرف والشرك والكذب‬ ‫والجهل‪ .‬وتس��لط على الملك فجعله ملكا عاماً وس��رقه‪.‬‬ ‫وأفس��د فى الحرث والنس��ل وأش��اع الفحش��اء والمنكر "‬ ‫الفوضى والعشوائية والجهل " فى كل أمر وشيء‪.‬‬ ‫وبسبب طول فترة تس ّلط هذا الفريق وجرائمه ثار‬ ‫المربون المعبدون وأس��قطوا س��لطته‪ .‬وبعد أن س��قط‬ ‫وس��قط معه الخوف منه‪ .‬برز من بي��ن صفوف الثائرين‬ ‫المعبدي��ن بمفاهيم��ه ف��رق مختلف��ة تطال��ب جميعه��ا‬ ‫بالديموقراطي��ة وبوس��ائلها االنتخابي��ة‪ .‬وكان��ت الغلبة‬ ‫لفري��ق منها يظنّ أنّه الناط��ق والممثل للدِّين والشرع‬ ‫عن��د اهلل‪ .‬وبظنّ��ه وجهله بما وصّى وش��رع اهلل‪ .‬يطلب‬ ‫دس��تورا منكرا يفرّق وال يؤ ّلف كدس��تور مَن ثار عليه‪.‬‬ ‫وبما يطلب��ه يُكره جميع فئات الشعب ويفرّق بينهم وال‬ ‫يؤ ّل��ف ويوحّ��د كما وصّى اهلل‪ .‬وترى الي��وم هذه الفرق‬ ‫فى مصر تتشاجر على الدستور والحكم والسلطة‪.‬‬ ‫أن ه��ذا المفهوم الغربي ه��و ترجمة لما‬ ‫" اعمل��وا َ‬ ‫ف��ى البي��ان الموحى م��ن ق��ول للكافرين “لك��م دينُكم‬ ‫دين”‪ .‬ف�لا النبي يحكم الكافري��ن بدينه (قانونه)‪.‬‬ ‫ولىَ ِ‬ ‫وال الكاف��رون يحكمون النب��ي بدينهم‪ .‬والس��كيوالرزم‬ ‫ه��و المفه��وم لدي��ن (دس��تور أو قانون أو نظ��ام) يؤ ّلف‬ ‫ي��ش مؤمني��ن ومس��لمين ويه��ود‬ ‫ويتوسّ��ط بي��ن َق ِر ِ‬ ‫ُرَيش)‪ .‬فتنشأ‬ ‫ق‬ ‫(إي�لاف‬ ‫مس��تقيم‬ ‫وكافرين على صراط‬ ‫ٍ‬ ‫أمّة وس��ط بينهم (حكومة اتحاد فيدرالي) من المالكين‬ ‫العالمي��ن الصالحين الطيبين‪ .‬تأم��ر بالمعروق (المعلوم‬ ‫عل��م يقين) وتنهى ع��ن المنكر (غير المع��روف)‪ .‬تؤلِّف‬ ‫بين الناس وتطعمهم من جوع وتأمنهم من خوف‪.‬‬ ‫فتوقف��وا ع��ن التشاجر والتثريب أيُّه��ا المصريون‪.‬‬ ‫وتن��ادوا إل��ى ص�لاة الجمع��ة للحوار ف��ى عه��د وميثاق‬ ‫تأتلفون به وال تتفرقون بس��بب طغوى ش��رعة ومنهاج‬ ‫أحدك��م‪ .‬وبم��ا يؤلِّ��ف بينكم تق��وم أمّة وس��ط تحكم‬ ‫ويق��وم بميثاقكم الدين في بالدكم‪ .‬وبه يقوم الس�لام‬ ‫واألم��ن بين أه��ل البالد ويُطعَمون م��ن جوع ويؤمنون‬ ‫من خوف‪.‬‬ ‫في الختام قد ال نوافق على تفس��يرات حس��ن للغة‬ ‫نظ��ر أو نظرية نطرحها‬ ‫والن��ص القانوني إال أنها وجهة ٍ‬ ‫تحت عنوان أننا مدينون لكل الفكر والتراث اإلنساني ‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كتابن��ا الي��وم " دي��ن الحكوم��ة"‪ ،‬لمؤلف��ه س��مير‬ ‫إبراهيم خليل حسن‪ ،‬قراء ٌة جديدة لمفاهيم قديمة قدم‬ ‫البشرية " دستور‪ ،‬نظام‪ ،‬قانون "‪ .‬ويرى المؤلف أنه من‬ ‫الدِقَّ��ة‪ ،‬األخذ بكلمة دِين ليُع��اد إليها المعنى المقصود‬ ‫به��ا‪ " :‬العقد‪ ،‬العه��د‪ ،‬الميثاق " ‪ ،‬باعتبار" دس��تور" كلمة‬ ‫فارس��ية‪ .‬وتعن��ي الدفتر الذي تكت��ب فيه أس��ماء الجند‬ ‫ومرتباته��م‪ ..‬وكلم��ة "نظ��ام" أوردية باكس��تانية‪ ،‬تدل‬ ‫على الخيط ينظ��م فيه اللؤلؤ وغيره‪ .‬كما تعني الترتيب‬ ‫واالتس��اق والطريق��ة‪ .‬وأم��ا كلم��ة " قان��ون "‪ ،‬وه��ي‬ ‫التينية‪ ،‬فتدل على ش��ريعة كنيس��ية‪ ..‬لينف��ذ منها إلى‬ ‫كلمة "ديمقراطية" في لسان اليونان‪ .‬وهي اسم لحُكم‬ ‫ٍ‬ ‫يقوم بتصويت الشعب‪ ،‬وبهذه الوس��يلة يتس��اوى صوت‬ ‫المؤمني��ن من الشع��ب‪ .‬ويشير المؤلف أن��ه بالبحث عن‬ ‫مفهوم الديمقراطية في لس��ان اليون��ان‪ ،‬نتبين حقيقة‬ ‫أن لس��ان فط��رة " ش��ام الكنعان��ي " ه��و ذل��ك األصل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وه��و ِّ‬ ‫المؤثر الرئيس في نشأة ه��ذا المفهوم وغيره من‬ ‫المفاهيم في لس��ان اليون��ان‪ .‬وكان هذا التأثير بس��بب‬ ‫هج��رة "قدموس" من مدينة صور إل��ى اليونان‪ .‬ويشرح‬ ‫أن قدم��وس َّ‬ ‫علم‬ ‫المؤل��ف أن��ه تبيِّن أس��اطير اليون��ان َّ‬ ‫اليونانيي��ن األبجدي��ة والكتاب��ة وصناع��ة الحدي��د وبناء‬ ‫الحصون‪ ،‬وبقي أثره من بعده‪.‬‬ ‫يحدثن��ا حس��ن ع��ن الدين بوصف��ه قانون��ًا يحكم‬ ‫المجتم��ع ‪ " :‬وّالدِّي��ن عن��د اللهّ هو ش��رع مع��روف ق ِّيم‬ ‫لحكمه االتحادي بسالم في ملكه‪ .‬له المثل األعلى‪ .‬وهو‬ ‫ما وعظ الناس بمثله‪ .‬وأرس��ل لهم الرسل ليضربوا لهم‬ ‫المثل على قي��ام الدين والحكم بمثل م��ا عنده‪ .‬لكنّهم‬ ‫م��ا زال��وا ال يفهم��ون موعظته‪ .‬ول��م يفهموا م��ا ضربه‬ ‫الرُّسل من مثل‪ .‬وما زالوا يظنّون ويتفرّقون فى الدين‬ ‫ويتقاتل��ون‪ .‬فدي��ن الحكومة هو دس��تورها كم��ا يقول‬ ‫المؤ ّل��ف‪ .‬ولكلمة «دين » مفهوم أي عق��د بين فريقين‪.‬‬ ‫بدَين‬ ‫ومن��ه عقد اجتماعي بين الشع��ب‪ ،‬وهو دائن يبيع ٍ‬ ‫سلطة الحكم واألمر بشرع معروف فى العقد‪ ،‬وبين شار‬ ‫ه��و حكومة مَدينة تقوم لتس��دّد دَينها بما تأمر بشرع‬ ‫المعروف فى العقد‪.‬‬ ‫أن القري��ة في كتاب‬ ‫يش��دد المؤلف‪ ،‬بعده��ا‪ ،‬على َّ‬ ‫اهلل‪ ،‬ه��ي اس��م لحكومة تق��وم في واد لي��س فيه أهل‬ ‫يس��كنونه‪ .‬أو فيه ع��رب "بدو"‪ ..‬فتقيم ف��ي ذلك الوادي‬ ‫بيت��ًا لها‪ ،‬وتضع فيه ش��رعًا معروفًا م��ن الدين تدعو به‬ ‫الن��اس ليهاج��روا إليه��ا‪ ،‬وتعم��ل لتقريهم في��ه وتؤ ِّلف‬ ‫بينهم‪.‬‬ ‫كما يرج��ع المفهوم إلى األصل القرآني قائ ًال ‪ :‬أوّل‬ ‫هذه المفاهيم كلمة “دين”‪ .‬وثانيها كلمة “مس��لم”‪ .‬وقد‬ ‫كتبت عنها كثيرا‪ .‬فالمسلم لونان كما يبيّن قول اهلل‪:‬‬ ‫يَبغُ��ون وَ َلهُ أَس�� َلمَ مَن فِى‬ ‫دِي��ن اهلل‬ ‫َ‬ ‫“أَ َفغَي��رَ ِ‬ ‫السماوات واألرض َطوعًا َ‬ ‫يُرجَعُون” ‪83‬‬ ‫وَكرهًا وَإِ َليهِ‬ ‫َ‬ ‫ءال عمران‪.‬‬ ‫فاس��م “مس��لم” هو ِّ‬ ‫لكل البشر من دون اس��تثناء‪.‬‬ ‫وم��ن بع��د النفخ في��ه م��ن روح اهلل‪ .‬صار منه “مس��لم‬ ‫َطوع��ا” كن��وح وإبراهيم‪ .‬و”مس��لم َكرهً��ا” كقوم نوح‬ ‫وق��وم إبراهي��م‪ .‬وه��ذا التفريق بين المس��لمين بدأ مع‬ ‫آدم وزوج��ه‪ .‬وتابع م��ع بنيه وما زال وس��يبقى إلى قيام‬ ‫الس��اعة‪ .‬والفريقان يؤمنان باهلل‪ .‬المسلم َطوعًا يؤمن‬ ‫ب��اهلل بما ينظر ويعل��م ويحنف إلى أم��ام وال يلتفت إلى‬ ‫خلف‪ .‬وال يشرك بما يؤمن به جمع قومه‪:‬‬ ‫َّ��ة َقا ِنتً��ا ِلّهَّ‬ ‫ل حَ ِن ً‬ ‫كان أُم ً‬ ‫يفا و َلم يَكُ‬ ‫“إِ َّن إبراهي��م َ‬ ‫مِنَ المشركين” ‪ 120‬النحل‪.‬‬

‫والمس��لم َكرهً��ا يؤم��ن ب��اهلل وه��و يلتف��ت إلى‬ ‫آبائ��ه‪ .‬وال يحن��ف عمّا قالوه عن اإليم��ان ويشركهم فى‬ ‫مسئوليته عن إيمانه‪:‬‬ ‫ون”‬ ‫“وَمَ��ا يُؤمِنُ أَك َثرُهُم باهلل إِلاَّ وَهُم مُش ِر ُك َ‬ ‫‪ 106‬يوسف‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫“وَإِ َذا قِي��ل لهُ��مُ اتبعوا مَ��آ أن��زَل اهلل قالوا بَل‬ ‫نَتَّ ِب��عُ مَ��آ أَ َ‬ ‫��ان آباؤهم َال‬ ‫لفينَ��ا عَ َلي��هِ آباءنا أَوَ َل��و َك َ‬ ‫يَهتَدُون” ‪ 170‬البقرة‪.‬‬ ‫ون شَيئًا وَ َال‬ ‫َ‬ ‫يَعقِ ُل َ‬ ‫ّ‬ ‫فكل قوم وشعب وقبيل وطآئفة فريقان‪ .‬الكثيرون‬ ‫ه��م المس��لمون َكرهًا ويشرك��ون في إيمانه��م اآلباء‪.‬‬ ‫والقليل��ون هم المس��لمون َطوعا ال يشرك��ون اآلباء في‬ ‫إيمانهم كنوح وإبراهيم‪.‬‬ ‫أما ع��ن األح��زاب السياس��ة التقليدية فه��ي برأيه‬ ‫تفس��د ف��ى المجتمع الصال��ح وتفرّق��ه وتمزّق��ه فرقا‬ ‫وطوائف متعادية‪ .‬وما يس��عى إليه السياسي يقوم على‬ ‫مفهوم قول "ميكافيلى" الشهير‪" :‬الغاية تبرر الوسيلة"‪.‬‬ ‫وبه��ذا المفه��وم يعمل السياس��ي ِّ‬ ‫بك��ل وس��يلة يض ّلل‬ ‫أه��ل أي مجتمع عن س��بيل الهداية إلى الس�لام والعمل‬ ‫الصال��ح‪ .‬وبضاللهم يبلغ متاعًا ومجداً ش��خصيّا‪ .‬الناس‬ ‫ف��ي أي مجتم��ع يحتاجون إلى الحكمة وإل��ى الحكيم‪ .‬وال‬ ‫يحتاجون إلى السياس��ة وال إلى السياس��ي‪ .‬والحكيم هو‬ ‫مَن يعم��ل بالهداية بما وصَّى اهلل وش��رعه للمؤمنين‪.‬‬ ‫في��رى دينًا للحكومة وال يرى لها دس��تورا وال نظاما‪ .‬وما‬ ‫يريه من الدِّين شرعا معروفا ‪ .Constitution‬يكتبه فى‬ ‫صحيفة عه��دًا وميثاقًا يع��رّف للحكومة س��بيل قيامها‬ ‫وأمره��ا وحكمها وتوبتها عن س�� ِّيئاتها وأخطائها‪ .‬ويودع‬ ‫ذل��ك الشرع فى "تابوت" وس��ط بيت الحك��م‪ .‬وله تَدين‬ ‫الحكومة فيما تحكم وتأمر وتقضى وتنهى وتتوب‪ .‬ليس‬ ‫فى العهد مفاهيم ألىّ طآئف��ة عن الدِّين‪ .‬وال مفاهيم‬ ‫ألىّ ق��وم‪ .‬وال مفاهيم ألىّ طبق��ة‪ .‬وال مكان فى البيت‬ ‫للمشركي��ن (أحزاب االش��تراكية والقومي��ة والطائفية)‪.‬‬ ‫وال مكان فيه وال فى المس��جد (مجلس ال��وزراء) للجنود‬ ‫والجاهلي��ن بس��بيل الطعام من جوع وس��بيل األمن من‬ ‫خوف‪.‬‬ ‫ويلف��ت مؤلف الكتاب إلى أن موقف المس��لمين من‬ ‫جمي��ع مفاهيم الحكم الصالح‪ ،‬محك��وم بما يظنون من‬ ‫دلي��ل ومفهوم لكلمة "دين" ولغيرها في القرآن الكريم‪.‬‬ ‫أن الشريعة اإلس�لامية هي ش��رع الدين عند اهلل‪.‬‬ ‫ويجد َّ‬ ‫وبذا فإنه ترفع اليوم أحزابها‪ ،‬ش��عار (اإلسالم هو الحل)‪،‬‬ ‫ظانة أنَّه بهذه الشريعة تحل صعوبات وضيق العيش ‪.‬‬ ‫أن أصحابه‬ ‫وي��رى المؤل��ف أنه يبيِّن ه��ذا الشع��ار َّ‬ ‫يجهل��ون بالدي��ن وش��رعه عن��د اهلل‪ .‬وبشعاره��م هذا‬ ‫يناقض��ون ص��واب المحت��وى الحقيق��ي الس��ليم للدين‬ ‫اإلس�لامي‪ .‬وك��ذا ينك��رون ما ل��دى الن��اس‪ ،‬بأطرافهم‬ ‫وأطوارهم المختلفة من علم بالدين وش��رع‪ ،‬ويفرقون‬ ‫بينهم‪.‬‬ ‫أما لم��اذا ابتعدت ش��عوبنا عن القان��ون أو القانون‬ ‫اإللهي بحسب الكاتب ‪:‬‬ ‫"حك��م فى بع��ض بالدن��ا العربية فريق عس��كري‬ ‫زع��م العلماني��ة واالش��تراكية وانقلب عل��ى الحكومات‬ ‫التي كانت قائمة بشرع (دس��تور) يغلب عليه لس��ان لغو‬ ‫ومفاهيمه‪ .‬ثمّ زعم هذا الفريق بقومية عربية ال وجود‬ ‫لها إال فى رأسه الفارغ‪ .‬وتسلط على الناس بما كتب من‬ ‫شرع منكر (دستور)‪ .‬أكره به جميع أطراف وفئات الناس‪.‬‬ ‫وتس��لط عل��ى المعارف وأب��دل وزارتها ب��وزارة التربية‪.‬‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫�سمري �إبراهيم خليل ح�سن‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ديــن احلكــــومة‬

‫‪13‬‬


‫من ذاكرة العتمة ‪. .‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫الأحد ‪1 / 20‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬

‫نتمن��ى أن تك��ون الح��رب غي��ر‬ ‫خاطف��ة‪ .‬خب��راء الح��رب الغربي��ون‬ ‫يقولون إنها خاطفة‪ .‬ونتمنى أن يكون‬ ‫النظام العراقي صاحب مشروع‪ .‬تقول‬ ‫القيادتان السياسيتان في قطري مصر‬ ‫وس��ورية أن قائد الع��راق يم ّثل‪ .‬يؤكد‬ ‫العراق م��ن إذاعته أن الح��رب ومنطق‬ ‫القوة هم��ا األداة الوحيدة القتالع دولة‬ ‫االغتصاب وإسقاط أنظمة العمالة‪.‬‬ ‫نتائج هذه الحرب إما أن يبدأ العرب‬ ‫بالظهور من أج��ل توحيد صفوفهم أو‬ ‫أن تسود أمريكا وإسرائيل‪.‬‬ ‫وضعن��ا النفس��ي ف��ي المهج��ع‬ ‫متوت��ر‪ ..‬صم��ود الع��راق يهمن��ا فه��و‬ ‫صم��ود لألم��ة‪ ..‬يهمن��ا توس��يع رقعة‬ ‫الحرب‪ ،‬وإن دخلت إيران فالمس��تجدات‬ ‫كثي��رة‪ ..‬ولك��ن الثق��ة بحاك��م العراق‬ ‫قليلة‪.‬‬ ‫ننتظ��ر المزيد من الصورايخ على‬ ‫إسرائيل‪ .‬هذا الصباح سقط منها على‬ ‫ت��ل أبي��ب‪ ،‬وعلى القس��م اليهودي من‬ ‫القدس‪ ،‬فهللنا وارتفعت معنوياتنا‪.‬‬ ‫موق��ف ه��ذا النظ��ام يقت��رب من‬ ‫مواقف أبناء كامب – ديفيد‪.‬‬ ‫أن األم��ل باإلفراج ي��زداد لدى كل‬ ‫السجناء‪.‬‬ ‫اس��تمرار الحرب‪ ،‬توس��يع رقعتها‪،‬‬ ‫دخول إسرائيل‪ ،‬صدق النظام العراقي‬ ‫فيما يقول‪ ،‬كل ذلك س��يكون سبباً في‬ ‫اليقظة لدى ش��عبنا‪ ،‬وعندئذٍ ال بد من‬ ‫سقوط األنظمة المتحالفة مع أمريكا‪.‬‬

‫االثنني ‪1 / 21‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫س��معنا م��ن اإلذاع��ات أن رئي��س‬ ‫اإلتح��اد العالم��ي للصحاف��ة طلب من‬ ‫رئي��س اتح��اد الصحافيين الس��وريين‬ ‫صابر فلح��وط اإلفراج عن الصحافيين‬ ‫المعتقلين في الس��جون السورية منذ‬ ‫س��نوات وتح��ت وط��أة ظ��روف صعبة‬ ‫وسيئة‪.‬‬ ‫رد فلح��وط بالقول‪ :‬أن ليس لديه‬ ‫أدنى علم بوجود صحافيين معتقلين‪،‬‬ ‫وإن النظام الحاكم في س��ورية يحترم‬ ‫ال��رأي اآلخ��ر! وال يعتق��ل أح��داً لرأي��ه‬ ‫السياسي؟!‬ ‫أنه ك��ذب وق��ح‪ ،‬وصري��ح‪ ..‬هكذا‬ ‫االس��تبداد يعلم الناس الكذب والنفاق‬ ‫والزلف��ى‪ .‬هن��اك آالف المعتقلي��ن‬ ‫يقبعون في الس��جون السورية بسبب‬ ‫رأيهم السياس��ي‪ ،‬منهم من فُقد ومات‬ ‫تحت التعذي��ب‪ ،‬ومنهم من ينتظر لقاء‬ ‫ربه‪ ،‬وهم بال زي��ارات‪ ،‬ودون محاكمة‪،‬‬

‫ودون أدنى معرفة من قبل أهلهم أين‬ ‫هم‪.‬‬ ‫وقع��ت الصواري��خ العراقي��ة على‬ ‫المنامة‪ ،‬والري��اض‪ ،‬والظهران‪ ..‬طالب‬ ‫غورباتش��وف بغ��داد باالنس��حاب م��ن‬ ‫الكويت فوراً‪.‬‬ ‫ردت بغداد عليه متس��ائلة‪ - :‬لماذا‬ ‫المناشدة ال تكون إلى بوش؟‬ ‫الواض��ح أن "إعادة البن��اء" بقيادة‬ ‫غورباتش��وف تعن��ي الوق��وف م��ع‬ ‫إس��رائيل وتس��هيل الهج��رة والتحالف‬ ‫م��ع الصهيوني��ة‪ ،‬وتفتي��ت االتح��اد‬ ‫السوفييتي والتخلي عن العالم الثالث‪.‬‬ ‫أن الشعب الس��وفياتي قدم التضحيات‬ ‫الكبرى من أجل مع��ارك التحرير‪ ،‬وهو‬ ‫لن يس��كت ع��ن هذا الموق��ف البازاري‬ ‫في حرب الخليج‪.‬‬

‫الثالثاء ‪1 / 22‬‬ ‫ما يسمى بالمنظمات الشعبية في‬ ‫بلدي هي عكس تسميتها‪ .‬هي ال تمت‬ ‫إلى م��ن تمثلهم بصلة‪ .‬ه��ي معادية‪،‬‬ ‫ومنافقة‪ ..‬هك��ذا اعتادت‪ ،‬وهذا اإلفراغ‬ ‫له��ا م��ن مضمونه��ا يعود إل��ى صدور‬ ‫القانون (‪ )91‬تاريخ ‪ 1959 / 4 / 5‬الذي‬ ‫حل مح��ل قانون العمل رقم ‪ 279‬لعام‬ ‫‪ ،1946‬والغياً إياه والذي‪:‬‬ ‫ ألغى حق اإلضراب‪.‬‬‫ ح��رم عل��ى النقابات االش��تغال‬‫بالمس��ائل السياس��ية‪ ،‬وتخوي��ل وزير‬ ‫العمل حل النقابة‪.‬‬ ‫وما ينطبق عل��ى النقابات ينطبق‬ ‫على اتحاد الصحفيين‪ ،‬واتحاد الكتاب‪.‬‬ ‫أن (‪ )43‬كاتبًا تابعين التحاد الكتاب‬ ‫العرب في سورية أصدروا بيانًا يعلنون‬ ‫فيه وقوفهم ض��د اإلمبريالية وأمريكا‬ ‫وإسرائيل‪ ،‬وأنهم مع الشعـب العراقـي‬ ‫وصموده‪ ،‬ومن هؤالء الكتاب سعد اهلل‬ ‫ونوس وممدوح عدوان وهاني الراهب‪،‬‬ ‫وبو علي ياسين وميشيل كيلو‪.‬‬ ‫رد رئي��س االتح��اد عل��ى بيانهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وس��فه‬ ‫وكأن��ه لس��ان ح��ال الدول��ة‪،‬‬ ‫بيانه��م‪ ..‬هك��ذا ه��ي المنظم��ات‬ ‫الشعبي��ة‪ ..‬تعي��ش حال��ة م��ن البؤس‬ ‫والركون‪.‬‬

‫الأربعاء ‪1 / 23‬‬ ‫أب��واب المهج��ع في كافة الس��جن‬ ‫مغلق��ة‪ .‬منذ اغتيال أبي إياد‪ ،‬وبس��بب‬ ‫الحرب‪ .‬البارحة لي ً‬ ‫ال طاف ضابط الصف‬ ‫المناوب‪ .‬دقق وهو يمشي في الممر مع‬ ‫عس��اكره مفتشاً عن األسالك الدقيقة‬

‫التي تساعد أجهزة الراديو على التقاط‬ ‫اإلذاعات البعيدة‪ ،‬والتي تنخل البث من‬ ‫التشوي��ش‪ .‬عثر على بع��ض من هذه‬ ‫األس�لاك وقطعه��ا بالبانس��اء‪ ..‬اإلدارة‬ ‫قلق��ة‪ ،‬وكذل��ك الحراس‪ ،‬وه��ذا القلق‬ ‫ينعك��س على وجود عس��اكر الدوريات‬ ‫التي تطوف ممرات المهاجع‪.‬‬ ‫عددن��ا ف��ي المهجع س��بعة عشر‬ ‫نزي� ً‬ ‫لا‪ ..‬ين��ام ك��ل واحد على مس��احة‬ ‫عرضه��ا يبل��غ قراب��ة المت��ر‪ .‬أن��ا أكبر‬ ‫الجمي��ع عم��راً (موالي��دي ‪/ 12 / 18‬‬ ‫‪ )1935‬لقد دخلت منذ ش��هر السادس��ة‬ ‫والخمسين‪ ..‬أصغرنا من مواليد ‪.1961‬‬ ‫بينن��ا دكتـ��وران أحدهما ف��ي الزراعة‬ ‫م��ن قرية (مزار قطري��ة) في محافظة‬ ‫الالذقي��ة وهو منذر خ��دام والثاني في‬ ‫االقتص��اد الدولي من قري��ة (تبنه) في‬ ‫ح��وران وه��و س��امي صع��وب الخريج‬ ‫األول من بلغاري��ا‪ ،‬والخريج الثاني من‬ ‫جامعة موسكو‪ .‬وهناك مهندسا بترول‬ ‫األول ه��و س��لطي الحوش م��ن (إزرع)‬ ‫والثان��ي محم��ود عامر من (شمس��ين)‬ ‫التابع��ة لحم��ص‪ ،‬وكالهم��ا تخرج من‬ ‫باكو عاصمة أزربيجان‪.‬‬ ‫وهناك ثالثة مدرس��ين من بينهم‬ ‫عب��د الق��ادر اس��تنبولي من الس��لمية‬ ‫اختص��اص (ر‪ .‬ف‪ .‬ك) والم��درس‬ ‫اختصاص أدب عرب��ي هو عبد الكريم‬ ‫الشيحاوي من الس��لمية‪ .‬ويوجد طبيب‬ ‫يحم��ل ثالث م��واد من الس��نة األخيرة‬ ‫هو إس��ماعيل اس��تنبولي ش��قيق عبد‬ ‫القادر‪ ،‬وهناك أربعة معلمين للمرحلة‬ ‫االبتدائي��ة بينه��م محم��د الحموي من‬ ‫الس��لمية‪ ،‬وهن��اك موظف��ان‪ ،‬وعام��ل‬ ‫ميكانيك‪ ،‬ونجار خريج معهد إعدادي‪.‬‬ ‫ه��ذه العينة منها م��ن اعتقل منذ‬ ‫ش��باط ‪ ،1980‬ومنه��ا م��ن اعتقل في‬ ‫أيلول عام ‪ 1981‬وهناك دفعة اعتقلت‬ ‫في نيس��ان ‪ ،1982‬وأخ��رى في صيف‬ ‫عام ‪.1983‬‬

‫انضب��اط‪ ،‬وآخ��ر دلي��ل‪ ،‬وآخ��ر ينف��خ‬ ‫الدواليب ويلبطه��ا ليعرف أنها جاهزة‪..‬‬ ‫وك��ان دوم��ًا ه��ذا التوزيع يتناس��ب مع‬ ‫الشخ��ص‪ ..‬لتتلبس��ه المهم��ة وأطرف‬ ‫الن��زالء الذي��ن يرفض��ون الركوب في‬ ‫الب��اص‪ ،‬ويجادل��ون‪ ،‬ويدَّع��ون أنه��م‬ ‫األعق��ل واألمت��ن‪ ،‬واألكث��ر جدية‪ ،‬وأن‬ ‫التن��در بالب��اص‪ ،‬وإرك��اب الن��زالء فيه‬ ‫ش��يء ال يلي��ق بالس��جين السياس��ي‬ ‫الذي��ن يعتق��دون أنه الذي يج��ب أن ال‬ ‫تحط قيمته بهذا الم��زاح‪ ،‬وهذا اللغو!!‬ ‫ومث��ل ه��ؤالء كن��ت أجادله��م مازح��ًا‬ ‫بضرورة اإلقرار بركوب الباص‪ ..‬ألنهم‬ ‫كم��ا يقولون‪ ،‬وبعصبية‪ ،‬أنهم ال يمكن‬ ‫أن يركبوا‪ ،‬وكذل��ك يرفضون المهمات‬ ‫المنوطة بهم‪ .‬م��ن كوى المهاجع نهاراً‬ ‫أو لي� ً‬ ‫لا ك��ان الس��ؤال إليَّ ع��ن مصير‬ ‫الب��اص في ه��ذه الح��رب‪ ،‬وف��ي حالة‬ ‫إغالق المهاجع‪ ،‬وهل ما زال نايف العبد‬ ‫(م��درس فلس��فة وم��ن قرية طيس��يا‬ ‫الواقع��ة جنوب��ي بُصرى الش��ام قرب‬ ‫الحدود األردنية) يرفض نفخ الدواليب‬ ‫ولبطه��ا " المدعو نايف كان يحتج على‬ ‫هذه المهمة ألنها كما يفهم من لهجته‬ ‫ال تليق بمدرس وسجين سياسي"‪.‬‬ ‫من مهجع��ه‪ ،‬وعبر الكوة يرد على‬ ‫السائلين‪ ،‬وبنبرة حادة‪:‬‬ ‫ رج��اء‪ ..‬لي��س من م��زاح بيني‪،‬‬‫وبينك‬ ‫أرد عليه‪ ،‬والمهاجع القريبة تسمع‪:‬‬ ‫ مهمت��ك من األعم��ال الشاقة يا‬‫ناي��ف‪ ..‬مثل عم��ال المناج��م‪ ..‬أنا أقدر‬ ‫لك ذلك‪ .‬وفي آخر الشهر سوف أعطيك‬ ‫تعويض طبيعة عمل‪.‬‬ ‫ويمتل��ئ المم��ر ضحك��اً‪ ..‬هك��ذا‬ ‫نح��اول بالم��زاح‪ ،‬واخت��راع األوه��ام‪،‬‬ ‫وتشخيصه��ا نطرد التوت��ر عنا وكذلك‬ ‫ونه��بُ وجودنا طاقة‬ ‫نح��ارب الضيق‪ِ ..‬‬ ‫من التحمل‪.‬‬

‫اخلمي�س ‪1 / 24‬‬

‫اجلمعة ‪1 / 25‬‬

‫إغ�لاق ب��اب المهج��ع‪ ،‬وحدي��ث‬ ‫الح��رب‪ .‬بعثا ضيقاً ف��ي النفوس‪ .‬كنت‬ ‫قب��ل ه��ذه الم��دة ق��د اخترع��ت باصًا‬ ‫وهمي��اً لنق��ل الرك��اب المس��تعجلين‪،‬‬ ‫والذي��ن ل��م يع��د لديه��م صب��ر على‬ ‫التحم��ل‪ .‬وتط��ور مفهوم الب��اص إلى‬ ‫أبع��اد أخ��رى‪ ..‬وصار الرك��اب يطالبون‬ ‫بوس��ائل الراحة كي يكون��وا في عداد‬ ‫ركاب��ه‪ ..‬يطالب��ون بصال��ون حالق��ة‪،‬‬ ‫بمنافع‪ ..‬ببائع ش��كلس‪ ،‬وراح ش��خص‬ ‫يوزع االختصاص��ات على النزالء الذين‬ ‫هم بين لحظة وأخرى سينطلقون في‬ ‫هذا الباص‪ .‬هذا س��ائق‪ .‬وذلك مراقب‬

‫انشط��ر اإلع�لام العرب��ي إل��ى‬ ‫مع��ارض للع��راق‪ ،‬ومؤي��د لموقفه��ا‪.‬‬ ‫وكذلك اإلس�لام الرس��مي ال��ذي اعتاد‬ ‫ذلك منذ زيارة الس��ادات للقدس‪ .‬أفتى‬ ‫قسم منه بالصلح مع إسرائيل‪ ،‬وأفتى‬ ‫قس��م ضد إس��رائيل وضد االستسالم‬ ‫لها وها هي المسألة تتكرر مع العراق‪.‬‬ ‫ه��ل محاولة الع��راق الحالية التي‬ ‫يق��ول النظام أنه��ا لمواجه��ة الهيمنة‬ ‫والس��يطرة م��ن قب��ل األمريك��ان‬ ‫وإس��رائيل‪ .‬تقترب م��ن محاولة محمد‬ ‫علي أو عبد الناصر؟‬


‫زليخة سالم‬

‫(ح�سني العودات‪ ..‬كلما متتنت وقويت وا�ستقرت‬ ‫مرجعية املواطنة كلما تراجعت املرجعية الطائفية)‬

‫وحول موضوع الطائفية وأصولها ودور النظام في إثارتها قال‬ ‫الباحث والكاتب الس��وري حسين العودات لسوريتنا‪ :‬أن الطائفية أو‬ ‫األصول الطائفية والمرجعيات الثانوية في أي مجتمع تقوى عندما‬ ‫تتراجع المرجعية األساس��ية التي هي مرجعية المعتقد‪ ،‬معلوم أن‬ ‫للدول��ة الحديثة معايير على رأس��ها مرجعي��ة المواطنة كمرجعية‬ ‫وحي��دة وبالتالي االعت��راف بالمواط��ن كفرد ح��ر‪ ،‬المواطن الفرد‬ ‫الحر هو جوهر المجتمع وجوهر الدولة وهو البنية األساس��ية لكل‬ ‫ه��ذا التشكيل‪ ،‬إضافة إل��ى أن من معايير الدول��ة الحديثة الحرية‬ ‫والمساواة والعدالة وتكافؤ الفرص والديمقراطية وحقوق اإلنسان‬ ‫وفصل السلطات‪.‬‬ ‫المشكلة أن البلدان العربية حتى هذه الساعة لم تتحول دولها‬ ‫إل��ى دول حديثة ما زلنا نعيش إلى حد ما في مرحلة ما قبل الدولة‬ ‫مع الف��ارق بين بلد عربي وآخر‪ ،‬ما قب��ل الدولة تضعف المرجعية‬ ‫األساس��ية التي هي مرجعية المواطنة لتب��رز بالضرورة بد ًال عنها‬ ‫المرجعيات الثانوية والمرجعيات الطائفية واألثنية واألقليمية وكل‬ ‫م��ا يشبه ذلك‪ ،‬ألنه عندما تذهب أو تضعف مرجعية المواطنة البد‬ ‫للمواط��ن من أن يبحث عن مرجعية م��ا يحتمي بها تحفظ حقوقه‬ ‫وواجباته ما دامت المواطنة أو مفهومها أومرجعيتها ضعيفة فيعود‬ ‫إل��ى طائفته أو إل��ى أثنيته أو إلى منطقت��ه الجغرافية التي تحمي‬ ‫حقوقه وتحميه من أي مصاعب ممكن أن يواجهها كفرد ومواطن‪.‬‬ ‫إذا المس��ألة الطائفي��ة تق��وى أو تضعف عل��ى عكس حال أو‬ ‫مس��يرة المواطن��ة أو مرجعيته��ا‪ ،‬فكلما تمتنت وقويت واس��تقرت‬ ‫مرجعي��ة المواطنة كلما تراجعت ه��ذه المرجعية الطائفية‪ ،‬وليس‬ ‫بالض��رورة أن يك��ون أتباع هذه المرجعي��ات الطائفية مؤمنين بها‬ ‫أو بهذا المذهب‪ ،‬هذه مس��ألة اجتماعية سياسية اقتصادية وليست‬ ‫دينية‪ ،‬قد نجد ملحد ولكنه يلتصق بمرجعية طائفية أو أثنية ألنها‬ ‫تحميه م��ع أنه أممي وغير متعصب قومي��ًا‪ ،‬إذا لها طابع اقتصادي‬ ‫اجتماعي سياسي في أي مجتمع هذا هو األساس‪.‬‬ ‫ف��ي البل��دان العربية كانت المس��ألة الطائفي��ة مطروحة دائمًا‬ ‫ولي��س لألقليات فيه��ا نفس الحقوق‪ ..‬الديانات مثل المس��يحيين لم‬ ‫يكن لهم يوماً نفس حقوق المس��لمين واألقليات المذهبية كذلك لم‬ ‫يكن لها نفس الحقوق فكانت ضمن قرون طويلة منذ أن قامت الدولة‬ ‫العربية حتى اليوم أما أثنيات تعيش منغلقة على نفسها وتحاول قدر‬ ‫اإلمكان أن تدافع عن نفس��ها ألنها التعطى كامل حقوقها كطائفة أو‬ ‫كمجموعة وك��ان عليهم أحيانا واجبات تفرض عليهم مثل الرس��وم‬ ‫اإلضافي��ة‪ ..‬وال يس��مح له��ا بالكثي��ر من األحي��ان أن تم��ارس قانون‬

‫أسبوعية‬

‫ه��ي الفتنة إذا هك��ذا أرادها النظ��ام والمجتم��ع الدولي منذ‬ ‫أول صرخ��ة أطلقه��ا الشع��ب الس��وري مطالبا بالحري��ة وببعض‬ ‫اإلصالح��ات‪ ،‬األول ألن��ه أدرك أن ه��ذا التوصيف ه��و الحل الوحيد‬ ‫ال��ذي يطيل ف��ي عمره ويمن��ع المجتمع الدولي م��ن التدخل ويجر‬ ‫الشعب إلى االقتتال في حرب أهلية تس��تمر س��نوات ليستمر معها‬ ‫وجوده ولو على أطالل دولة‪ ،‬والثاني ومنهم األمم المتحدة وبعض‬ ‫ال��دول الغربية والدول الداعمة للنظام أعلنت أن الحرب الدائرة في‬ ‫س��ورية هي ح��رب أهلية لكي يبرروا تخاذله��م عن نصرة الشعب‬ ‫الس��وري وعدم تدخلهم إلنقاذه وألنهم يريدون أن تدمر س��ورية‬ ‫بأيدي أبنائها خدمة لمصالحهم وحفاظًا على أمن إسرائيل‪.‬‬ ‫ورغ��م كل محاوالت النظام والمجتم��ع الدولي لتحويل الثورة‬ ‫إل��ى حرب طائفي��ة إال أن وعي الشعب الس��وري العظيم حال دون‬ ‫ذلك باس��تثناء بعض الح��االت هنا وهناك وهي مب��ررة في أغلبها‬ ‫ألن من يتعرض للتعذيب واإلهانة ويقتل أوالده وتغتصب نس��ائه‬ ‫أمام عينيه لن يتحكم أحد في الدنيا بردود فعله تجاه القاتل فنحن‬ ‫بالنهاية بشر وردود أفعالنا متباينة‪.‬‬ ‫وف��ي بداية الث��ورة وقب��ل أن يطالب المتظاهرون بإس��قاط‬ ‫النظام خرجت علينا بثينة شعبان المستشارة السياسية واإلعالمية‬ ‫ف��ي رئاس��ة الجمهورية في ‪ 26‬من ش��هر آذار أي بعد أس��بوع من‬ ‫ان��دالع الث��ورة في مدين��ة درعا لتق��ول أنه من الواض��ح أن هناك‬ ‫مش��روع فتن��ة للني��ل من س��ورية عبر اس��تهداف نم��وذج العيش‬ ‫المشت��رك ال��ذي تتمي��ز به‪ ،‬أن ح��ق التظاه��ر الس��لمي مضمون‬ ‫ومكفول ألي مواطن في سورية ولكن ما يجري هو محاولة إشعال‬ ‫فتنة واستهداف لألمن واالستقرار وحياة المواطنين‪ ..‬وهذه العبارة‬ ‫الت��ي كررتها مرارا في عدد من التصريحات والمؤتمرات الصحفية‬ ‫الالحقة أرادت أن ترس��خها في ذهن أي متلقي بأنها فتنة طائفية‬ ‫وليس��ت مظاهرات س��لمية طالبت في البداية بالقليل من الحقوق‬ ‫المغتصبة‪.‬‬ ‫بش��ار األس��د وف��ي أول خط��اب له ف��ي ‪1‬نيس��ان ‪ 2011‬قال‬ ‫واصفًا المتظاهرين أنهم قاموا بالخلط بين ثالثة عناصر‪ ..‬الفتنة‬ ‫واإلص�لاح والحاجات اليومية‪ ،‬معظم الشعب الس��وري لديه حاجات‬ ‫ل��م تلب وكنا نختلف ونتناقش وننتقد ألنن��ا لم نلب حاجات الكثير‬ ‫م��ن المواطني��ن ولكن الفتنة دخل��ت على الموض��وع وبدأت تقود‬ ‫العاملي��ن اآلخري��ن وتتغطى بهما ولذلك كان من الس��هل التغرير‬ ‫بالكثير من األش��خاص الذين خرجوا في البداية عن حسن نية‪ ..‬ال‬ ‫نس��تطيع أن نقول‪ ..‬كل من خرج متآمر‪ ..‬هذا الكالم غير صحيح‪..‬‬ ‫نريد أن نكون واقعيين وواضحين‪.‬‬ ‫وأض��اف‪ :‬ب��دؤوا أوال بالتحريض‪ ..‬بدأ التحريض قبل أس��ابيع‬ ‫طويلة من االضطرابات في سورية‪ ..‬بدؤوا التحريض بالفضائيات‬ ‫وباالنترن��ت ولم يحققوا ش��يئًا وانتقل��وا بعدها خ�لال الفتنة إلى‬ ‫موضوع التزوير‪ ..‬زوروا المعلوم��ات زوروا الصوت والصورة زوروا‬ ‫كل ش��يء‪ ..‬أخ��ذوا المح��ور اآلخر وه��و المحور الطائف��ي‪ ..‬اعتمد‬ ‫على التحريض وعلى رس��ائل ترس��ل بالهواتف المحمولة رسائل‬ ‫قصيرة تق��ول لطائفة انتبهوا الطائفة األخرى س��تهجم ويقولون‬ ‫للطائفة الثانية أن الطائفة األولى ستهجم ولكي يعززوا مصداقية‬ ‫هذا الشيء أرس��لوا أش��خاصا ملثمين يدقون األبواب على حارتين‬ ‫متجاورتين من طائفتين ال أقول مختلفتين بل ش��قيقتين ليقولوا‬ ‫لألولى الطائفة الثانية أصبحت بالشارع انتبهوا انزلوا إلى الشارع‪..‬‬ ‫وتمكن��وا من إن��زال الناس إلى الش��ارع وقاموا به��ذا العمل ولكن‬ ‫تمكن��ا من خالل لقاء الفعاليات من درء الفتنة‪ ..‬فتدخلوا بالس�لاح‬ ‫وب��دؤوا بقتل األش��خاص عشوائيا لكي يكون هن��اك دم وتصعب‬ ‫المعادلة هذه الوسائل األمر الذي كرره في خطاباته الالحقة‪.‬‬ ‫م��ا قاله األس��د حول تحري��ض الطوائ��ف عل��ى بعضها كان‬ ‫حقيق��ة حصل��ت في العديد م��ن المناطق وخاص��ة المتجاورة بين‬ ‫المعارض��ة والمواالة إال أن ما أغفله أو زوره أن النظام هو من قام‬ ‫بهذه األفعال المشينة والتي كشفها المواطنون في هذه المناطق‪،‬‬ ‫هم اعتمدوا عل��ى الكذب والتزوير تالعبوا وكذبوا وزوروا الحقائق‬ ‫وما زالوا‪.‬‬ ‫س��ورية الت��ي يتعايش فيه��ا من��ذ آالف الس��نين العديد من‬ ‫الطوائ��ف والمذاهب واألثني��ات ويشكلون لوحة فسيفس��اء رائعة‬ ‫بتنوعها وجمالها ورفعت في مرحلة االس��تقالل األول ش��عار الدين‬

‫هلل والوطن للجميع بعد أن أجمع الس��وريون على رئاس��ة سلطان‬ ‫باش��ا األطرش وهو من طائفة الموحدين الدروز على قيادة الثورة‬ ‫السورية‪ ،‬وتقلد قبل االستقالل وبعده شخصيات مسيحية مناصب‬ ‫عالي��ة وف��ارس الخ��وري مثاال حي��ث كان رئيس��ًا للوزراء ورئيس��ًا‬ ‫للمجلس النيابي في بلد أغلبيته من الطائفة السنية‪.‬‬ ‫ل��م يخلوا تاريخ س��ورية من بعض النزاع��ات الطائفية حيث‬ ‫أس��قطت قبل االس��تقالل مخطط االس��تعمار الفرنس��ي لتقسيم‬ ‫س��ورية وأقاموا دولتهم الواحدة وبعد االس��تقالل ش��هدت حالتين‬ ‫األول��ى عندم��ا أس��تخدم أدي��ب الشيشكلي الس�لاح ض��د طائفة‬ ‫الموحدي��ن ال��دروز وكانت أح��د أهم األس��باب لقيام الث��ورة عليه‬ ‫وتخليه عن الس��لطة والثانية عندما ثار نزاع بين السنة والعلويين‬ ‫في عهد األسد األب الذي أس��تخدم القوة المفرطة وأرتكب مجزرة‬ ‫حم��اه الت��ي ذهب ضحيته��ا أكثر م��ن أربعين أل��ف ومازالت ذكرى‬ ‫مؤلمة لجميع السوريين‪.‬‬ ‫وتتباي��ن آراء المواطنين اآلن بين متخ��وف من تحويل الثورة‬ ‫إل��ى صراع طائفي نتيجة اس��تمرار النظام في انتهاج الحل األمني‬ ‫العس��كري اإلجرامي ضد الشعب واس��تهداف الطائفة السنية أكثر‬ ‫م��ن غيرها والتجييش الطائفي المس��تمر منذ بداي��ة الثورة وبين‬ ‫واث��ق من أن الشعب الس��وري أعظ��م وأكثر وعيًا م��ن أن يجر إلى‬ ‫ح��رب طائفي��ة التخ��دم ف��ي النهاي��ة س��وى النظ��ام وأن تاريخه‬ ‫وحضارته وتعايشه سيتغلب على محاوالت تهديد كيانه الموحد‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫م��اذا أقرأ ف��ي هذه األي��ام؟‪ ..‬منذ‬ ‫أي��ام أع��دت ق��راءة "بي��ت الموت��ى"‪،‬‬ ‫حملوها من البيت أثن��اء الزيارة ومعها‬ ‫رواي��ة "المقام��ر"‪ .‬رحل��ت بح��زن إلى‬ ‫ضفاف نهر "إيرتش"‪.‬‬ ‫هناك نقاط مشتركة بين س��جننا‬ ‫ال��ذي امتد حتى اآلن بين ‪ 8‬و‪ 9‬س��نوات‬ ‫و‪ 11‬عامًا‪ ،‬وبين سجن دوستوفسكي‪..‬‬ ‫الس��جن واحد في كل أنحاء العالم‪ .‬كما‬ ‫هو الموت‪.‬‬ ‫كما أنهيت كتابًا جامعياً عن تاريخ‬ ‫الفلسفة العربية للدكتور غسان عبود‪،‬‬ ‫وهو أس��تاذ جامعي يدرّس في جامعة‬ ‫دمش��ق‪ ،‬وكان قب��ل ذلك ي��درّس في‬ ‫جامع��ة م��ن جامع��ات سويس��را له أخ‬ ‫اسمه إبراهيم س��جين معنا منذ أوائل‬ ‫أي��ار ع��ام ‪ .1982‬وإبراهي��م ه��ذا من‬ ‫مواليد ‪ ،1937‬سُ��رّح عام الـ ‪ 70‬أو ‪71‬‬ ‫من الجيش وكان برتب��ة رائد‪ .‬وعندما‬ ‫اعتق��ل كان يشغل ف��ي الدفاع المدني‬ ‫رئيسًا لفرع دمشق‪.‬‬ ‫الليل��ة الماضي��ة ح��دث هج��وم‬ ‫صاروخ��ي للم��رة الخامس��ة عل��ى‬ ‫إس��رائيل‪ ،‬وقد وقع��ت الصواريخ فوق‬ ‫ت��ل أبيب وحيفا‪ .‬كما ح��دث هجوم آخر‬ ‫في الس��اعة العاش��رة من صباح اليوم‬ ‫على الظهران والرياض‪.‬‬

‫هل كانت نار ًا حتت الرماد �أم �أفتعلها النظام‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫ال�سبت ‪1 / 26‬‬

‫الطائفية يف �سوريا‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬

‫عندم��ا ح��اول محم��د علي باش��ا‬ ‫ل��م تك��ن أمريك��ا ق��د أطل��ت برأس��ها‬ ‫لتتدخ��ل ف��ي الص��راع العالم��ي‪ ،‬ولم‬ ‫تك��ن إس��رائيل موج��ودة‪ .‬ورغ��م ذلك‬ ‫اتحدت أوربا برمتها‪ ،‬ودمرت أس��طوله‪،‬‬ ‫ومنع��ت س��قوط بني عثم��ان‪ .‬ودحرت‬ ‫مش��روع توحي��د أو نواة توحي��د العرب‬ ‫من السودان إلى قلقيلية إلى الدرعية‪.‬‬ ‫وعندم��ا أراد عب��د الناصر أن يطل‬ ‫برأس��ه مرفوع��ًا ض��د هيمن��ة أورب��ا‪،‬‬ ‫وغطرس��ة إس��رائيل‪ .‬ح��اول تحيي��د‬ ‫أمريك��ا‪ ،‬واالس��تعانة بها أحيان��اً‪ ..‬لقد‬ ‫كانت مع��ه لط��رد االس��تعمار القديم‬ ‫ولتك��ون ه��ي وإس��رائيل البدي��ل‬ ‫للمشروع التحرري‪ ،‬لذا تم قصمُ ظهر‬ ‫المش��روع لصالح المشروع المضاد في‬ ‫حرب ‪ 5‬حزيران‪.‬‬ ‫محاولة العراق مسلوقة‪ ،‬وثغرتها‬ ‫احت�لال الكوي��ت الدول��ة الرس��مية‪.‬‬ ‫ومواجه��ة أمريك��ا الت��ي قض��ت عل��ى‬ ‫روس��يا وألحقته��ا به��ا راكع��ة جائعة‪..‬‬ ‫فه��ل محاول��ة الع��راق تدخ��ل ف��ي‬ ‫المشروع النهضوي؟‪ ..‬أم أنها تدمره؟‪..‬‬ ‫هذا هو المحير‪.‬‬ ‫نس��مع إلى خطباء الجوامع‪ :‬عمان‬ ‫تدين اإلس�لام العمي��ل‪ .‬القاهرة تكفر‬ ‫صدام حسين ومن يقف في صفه‪.‬‬ ‫لق��د هدف الرس��ول من اإلس�لام‬ ‫إل��ى تحرير العرب من الهيمنة األجنبية‬ ‫المتمثلة بال��روم والفرس‪ ،‬واألحباش‪،‬‬ ‫وتخليصه��م م��ن القبلي��ة واإلحتراب‪،‬‬ ‫وكذلك تحقيق العدل واإلنصاف‪.‬‬ ‫ط��وال الليل��ة الماضي��ة‪ ،‬والثل��ج‬ ‫ين��دف‪ .‬أملن��ا أن يس��قط النظ��ام هنا‪.‬‬ ‫عندئذٍ سيتم إخالء السبيل‪.‬‬ ‫ه��ذا يتوق��ف عل��ى إطال��ة م��دة‬ ‫الحرب‪ ،‬ودخول إسرائيل المعركة‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫األح��وال الشخصية الخاص بها ب��ل عليهم أن يطبقوا قانون‬ ‫معين عام‪ .‬ولكن هذه المعاملة كانت تزيد أو تنقص حس��ب‬ ‫المرحلة التي تواجهها األمة‪ ،‬فعندما تواجه األمة غزو خارجي‬ ‫تتوح��د ك��ل الطوائ��ف األقلية واألغلبي��ة‪ ،‬مثال ف��ي الحروب‬ ‫الصليبية‪ ..‬الصليبيون في كل أدبياتهم كتبوا ضد مس��يحيي‬ ‫الش��رق بأن هؤالء أس��وأ بكثير من المس��لمين ألنهم وقفوا‬ ‫مع أهلهم من العرب والمس��لمين فعندما دخلوا أنطاكيا أول‬ ‫من خرج منها البطريرك األرثوذكس��ي وعندما دخلوا القدس‬ ‫أول من خرج منها البطريرك األرثوذكسي وعندما عاد صالح‬ ‫الدين إل��ى القدس أول من دخلها البطريرك األرثوذكس��ي‪..‬‬ ‫واألرثوذكس كانوا األكثرية الس��احقة ف��ي المشرق العربي‬ ‫الن ه��ؤالء يتعاونون ويدافعون عن البل��د‪ ..‬إذا عندما يداهم‬ ‫األم��ة خطراً كبيراً تتوحد كل ه��ذه الطوائف وعندما ال يكون‬ ‫هن��اك خطر تبدأ األقليات تشكو من ظلم تواجهه أو من عدم‬ ‫مساواة أو تضييق أو ما شابه ذلك‪ ،‬هذا كان دائما ولكن ليس‬ ‫إل��ى درجة التحارب‪ ،‬إلى حد ما ك��ان هنا وهناك أحيانا بعض‬ ‫األمور ولكنها التأخذ طابعا عاما شامال في جميع أنحاء البالد‪.‬‬ ‫العثماني��ون كان��وا يميزون ض��د األقلي��ات الطائفية‬ ‫ولكنه��م مع الضغ��وط الغربية وحاج��ة الدول��ة العثمانية‬ ‫للتط��ور والتحدي��ث أص��دروا قانوني��ن قانون ع��ام ‪1837‬‬ ‫اسمه خط شريف كولخانة وقانون عام ‪ 1859‬اسمه قانون‬ ‫هماي��ون أو خط ش��ريف هماي��ون أعطوا مي��زات هم من‬ ‫س��موها مي��زات ولكنهم في الواقع أعط��وا بعض الحقوق‬ ‫للمسيحيين ثم بقي الصراع حتى القرن التاسع عشر‪.‬‬ ‫بع��د ذه��اب الدول��ة العثمانية ف��ي الق��رن العشرين‬ ‫توح��دت كل الطوائف والديانات مع بع��ض في بالد الشام‬ ‫مث�لا وقاوموا الفرنس��يين مع��اً وأقام��وا دوله��م المحلية‬ ‫وأش��ياء كثيرة جداً‪ ،‬تالقت هذه الطوائف ولم تواجه صراعا‬ ‫أبداً واس��تفادت م��ن التجربة الس��ابقة وش��عرت األكثرية‬ ‫المسلمة الس��نية بضرورة إعطاء األقليات حقوقها فعملت‬ ‫جزئي��اً على ه��ذا الموضوع ولكنها ل��م تعطها كل الحقوق‬ ‫وبقيت عدم المساواة حتى هذه الساعة‪.‬‬ ‫م��ا نس��ميه اآلن طائفية ه��و ليس تعص��ب مذهبي‬ ‫ألن ف��ي كل الطوائ��ف كبيرة أو صغيرة هن��اك متعصبين‬ ‫مذهبي��ا وهناك ارتباطه��م الديني قليل وهن��اك ملحدين‬ ‫أيضاً عالقتهم ببعض ل��م تكن أبداً عالقة دينية أو عالقة‬ ‫مذهبي��ة أو عالقة تحدد ف��ي ضوء الدي��ن أو المذهب إنما‬ ‫تحدد في ضوء العالقة االجتماعية فعندنا في سورية مثال‬ ‫عندما تولى الس��لطة الرئيس حافظ األس��د اعتمد اعتماداً‬ ‫كبي��راً على الطائف��ة العلوية ليس ألنه��م علويون أو ألن‬ ‫لهم مذهب معين بل ألنه يعرفهم ويثق بهم أكثر‪ ،‬وهكذا‬ ‫بدأت سلس��لة كك��رة الثلج تكبر كلما يأت��ي أحد يأتي بآخر‬ ‫وكلما يأتي اآلخر يأت��ي بالثالث والرابع حتى تولوا مناصب‬ ‫هام��ة وأصبح��وا طبق��ة جدي��دة غنية إل��ى حد م��ا وتولوا‬ ‫مناص��ب هامة في البل��د وأصبح لهم امتي��ازات خاصة في‬ ‫األمن والجيش وهكذا‪.‬‬ ‫لذلك ما دامت المواطنة ليست هي المرجعية األساس‬ ‫ف��ي الدولة والدولة ليس��ت دولة هي ما قب��ل الدولة أصبح‬ ‫هناك تعصب طائفي بسبب عدم المساواة وتكافؤالفرص‬ ‫والعدال��ة والديمقراطية وبالتالي انفتح الباب على كل آثام‬ ‫االمتياز وآثام النهب والسلب والظلم والعسف‪.‬‬ ‫الناس أينم��ا ذهبوا على األم��ن والجيش والصفقات‬ ‫وحتى المعيشة اليومية يجدون أن من يس��تولي عليها من‬ ‫الطائف��ة العلوية فأخذوا يقول��ون أن الحكم طائفي وكأن‬ ‫الطائف��ة العلوية تريد أن ّ‬ ‫تطيف س��ورية‪ ..‬هي لس��بب ما‬ ‫أعطي��ت امتيازات للحفاظ عليها هذا ك��ل ما في األمر هذا‬ ‫أوله وهذا آخ��ره وبالتالي هي قضية اجتماعية وسياس��ية‬ ‫إطالقا وليست قضية مذهبية‪.‬‬ ‫أعتقد مس��ألة األحق��اد الطائفية والك��ره الطائفي أو‬ ‫الع��داء الطائفي ليس عميقا حت��ى اآلن في ثقافة الشعب‬ ‫الس��وري لم يدخل إلى عمق هذه الثقافة وأتصور أنه في‬ ‫أول فرصة مناس��بة س��تزول كل هذه المعايي��ر الطائفية‬ ‫وسيعود الناس إلى طبيعتهم متسامحين يعرفون بعضهم‬ ‫يحب��ون بعضهم كما كان��وا تاريخيًا‪ ،‬ولك��ن اآلن نظرا في‬ ‫ه��ذا الوضع أصبحوا يلقون كل س��يئات النظ��ام وكل آثام‬ ‫ه��ذا النظام على الطائف��ة العلوية فمن قت��ل أخوه قتلوه‬ ‫العلوية ومن دمر وسرق بيته دمره وسرقه العلويون ومن‬ ‫ل��م ينجح في البعثة الدراس��ية ومن لم يذهب إلى الجيش‬ ‫كذلك وهذا شكل نوعا ما من أنواع ال أقول حقد وإنما نوع‬ ‫من أنواع التعصب وهذا سيزول في أول فرصة تساوي بين‬ ‫الناس عندما يشعرون بمس��اواة يرافقها العدل والتس��امح‬ ‫والديمقراطية والتحابب والمواطنة قبل هذا وبعده‪.‬‬

‫(�أنور البني‪� :‬أن تاريخ �سوريا �شاهد‬ ‫�أزيل على العي�ش املت�سامح ولن يغري هذا‬ ‫التاريخ عابر �سبيل)‬

‫من جانبه المحامي أنور البني رئيس المركز الس��وري‬ ‫للدراسات واألبحاث القانونية قال‪ :‬لم تعرف سوريا بتاريخها‬ ‫أح��داث أو نع��رات طائفي��ة يمك��ن أن تذك��ر‪ ،‬وتاري��خ هذه‬ ‫المنطق��ة يشهد أن��ه كان هناك لي��س "تعايش��ا" بل عيشا‬ ‫فري��دا بي��ن ك��ل مكون��ات المجتمع الس��وري ال��ذي يحتوى‬ ‫موزاييكاً قوميا ودينيًا وطائفيًا ال نجد مثيال له بالمجتمعات‪.‬‬ ‫ولكن نظ��ام البعث وخاص��ة منذ ‪ 1970‬تاري��خ انتقال‬ ‫الس��لطة لحاف��ظ األس��د ب��دأ بتحري��ك الوض��ع الطائف��ي‬ ‫واس��تغالل ه��ذا الموزاييك الفري��د بالمجتمع لب��ذر الفرقة‬ ‫ورك��ز على م��ا يس��مى األقليات فميّ��ز المنتمي��ن لطائفته‬ ‫بالوظائ��ف والجيش ومنحهم س��لطة مخالف��ة القانون علنا‬ ‫وتحت مسميات كثيرة‪ ،‬وركز المناصب الحساسة والمفاصل‬ ‫األساس��ية للدولة وخاصة األمن والجيش في يدهم‪ ،‬وحارب‬ ‫األكراد بشكل كبير واعتمد على جزء منهم أدخله في لعبته‬ ‫السياسية اإلقليمية‪ ،‬وكذلك فعل بالمسيحيين والدروز‪.‬‬ ‫وفي الثمانينيات حارب األغلبية الس��نيّة حرب ش��عواء‬ ‫ورس��خ ممارس��اته بتميي��ز طائفت��ه وبممارس��اته أسّ��س‬ ‫للشعور بالغبن الطائفي‪.‬‬ ‫أن ما يقال عن نار طائفية تحت الرماد هي وليدة فترة‬ ‫قصيرة ونتيجة ممارسات واضحة قام بها النظام وأعتقد أنها‬ ‫س��تنطفئ بعد س��قوط النظام وال أعتقد أنها نار تاريخية ال‬ ‫تنطفئ وال تعود جذورها أبداً ألكثر من ألف وأربعمئة س��نة‬ ‫تاريخ الخالف الس��ني الشيع��ي‪ .‬ولعل أكبر دليل أن المجتمع‬ ‫الس��وري لم يفكر أن يناقش أبداً مسألة وجود حافظ األسد‬ ‫في السلطة على أنه علوي بل لم يكن هناك مانع مجتمعي‬ ‫من ذلك وكانت معارضته حتى من قبل اإلخوان المس��لمين‬ ‫وفي فت��رة الثمانينيات كانت تركز على كونه ديكتاتور أكثر‬ ‫من مسألة طائفته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أن ما يجري في سوريا ال يندرج أبدا تحت مسمى حرب‬ ‫طائفي��ة وإن أخذت في بعض األحيان والمناطق هذا الشكل‬ ‫وذل��ك بس��بب ممارس��ات النظ��ام واعتماده عل��ى التجييش‬ ‫الطائف��ي وإبراز هذا العامل بوضوح وش��دة في حربه على‬ ‫الشعب واس��تخدام هذا العامل من قب��ل النظام ليبرر حربه‬ ‫عل��ى الشع��ب ويكس��ب تأييد األقليات حس��ب وجه��ة نظره‬ ‫ب��ل حاول أن يكس��ب بذل��ك تأييد الغرب‪ .‬ولك��ن ومع إصرار‬ ‫المعارضة والناش��طين عل��ى األرض أن حربهم ضد النظام‬ ‫هي ح��رب ضد الديكتاتوري��ة فإن إيقاظ ه��ذا الوحش لدى‬ ‫البعض انعكس س��لباً على النظام نفسه حيث وضع نفسه‬ ‫ف��ي خانة الطائفية وفقد الشع��ار القومي الذي كان يتلظى‬ ‫به أمام ش��عبه وأمام العالم وانكشف على الغطاء الطائفي‬ ‫فقط مما أدى إلى رد فعل عكس��ي عما يتمناه أو يسعى إليه‬ ‫فانحس��ر عن��ه " المقاومون القوميون العرب واليس��اريون "‬ ‫وأصب��ح موقعه أمام ش��عبه والعالم أنه يداف��ع عن مشروع‬ ‫طائفي فقط‪.‬‬

‫أن احتجاج البعض من الغرب أو العالم بأن هناك حرب‬ ‫طائفي��ة في س��وريا هو مجرد حج��ة لتبرير ع��دم تدخلهم‬ ‫بالبداي��ة وإن من المتوقع أن تكون حجة للتدخل الس��ريع إذا‬ ‫استمر التجييش على هذا المنوال السريع‪.‬‬ ‫أن الحراك الشعبي في سوريا كان ومازال نضال شعب‬ ‫بكل مكوناته القومي��ة والدينية والطائفية ضد ديكتاتورية‬ ‫ولن يحرف هذا المس��ار اندفاعات هن��ا أو هناك يتم التركيز‬ ‫عليه��ا إعالمي��ا بقوة إلخاف��ة العال��م أو الشعب نفس��ه من‬ ‫التغيير‪.‬‬ ‫وق��ال‪ :‬أن تاري��خ س��وريا ش��اهد أزل��ي عل��ى العيش‬ ‫المتسامح ولن يغير هذا التاريخ عابر سبيل‪.‬‬

‫(�أم جعفر‪ :‬النظام زرع يف نفو�س �أبناء‬ ‫طائفتي �أن زواله يعني زوالهم)‬

‫أم جعف��ر‪ ..‬موظفة ف��ي إحدى المؤسس��ات الحكومية‬ ‫وطلبت عدم ذكر اس��مها ألن عقوبة أبن��اء الطائفة الكريمة‬ ‫من المعارضين مضاعفة عن غيرهم من الطوائف األخرى‪..‬‬ ‫قالت‪ :‬كنت أتخوف دائمًا من بذور الفتنة التي يزرعها النظام‬ ‫داخ��ل مؤسس��ات الدولة من خ�لال التفريق بي��ن العاملين‬ ‫ومنح المزايا المادية والمناصب ألبناء الطائفة على حس��اب‬ ‫غيرهم م��ن العاملين األكف��أ واألجدر‪ ،‬وحاول��ت لفت انتباه‬ ‫المدي��ر ف��ي إحدى الم��رات إل��ى أن مث��ل هذه الممارس��ات‬ ‫س��تزيد الحقد عل��ى الطائفة العلوية إال أنه ل��م يعلق‪ ،‬ولم‬ ‫يغير ممارس��اته ألنها كانت سياس��ة عام��ة متبعة في جميع‬ ‫المؤسسات والوزارات‪.‬‬ ‫كنا ومازلنا ش��عب واحد وبعد زوال النظام الذي يحاول‬ ‫ج��ر الشعب إل��ى االقتتال فيما بينه بع��د أن زرع في نفوس‬ ‫أبناء طائفت��ي أن زواله يعني زوالهم وإبادتهم متناس��يًا أن‬ ‫س��ورية عمره��ا أالف الس��نوات تعاي��ش المجتمع الس��وري‬ ‫خاللها بمختلف طوائفه ومذاهبه وأثنياته‪.‬‬ ‫واختتم��ت أم جعف��ر بالق��ول‪ :‬أكثر ما أحزنن��ي أن أعز‬ ‫أصدقائي ورغم معرفتهم التامة بأخالقياتي‪ ،‬إال أنهم ومنذ‬ ‫بداية الثورة كانوا يتحفظون خالل أحاديثهم معي ألنني من‬ ‫الطائفة الكريمة‪ ،‬كن��ت أتمنى أن ال نصل إلى هذا الحد من‬ ‫تخوي��ن بعضنا‪ ،‬ومع هذا أجد دائم��ًا لهم العذر الكافي نظراً‬ ‫لفضاعة البطش الذي ينتهجه النظام ضد أبنائه‪.‬‬ ‫ونحن نقول أن محاوالت النظام إلى تغيير مسار الثورة‬ ‫وبعد س��نتين وأربعة أشهر باءت بالفشل ألننا وببساطة لم‬ ‫ن��ر أي منطقة من مناطق الطائف��ة العلوية تتعرض للذبح‬ ‫والقت��ل والتهجير كما حص��ل في بعض المناطق الس��نية‪،‬‬ ‫باستثناء بعض الحاالت الفردية من هنا وهناك وهي ليست‬ ‫إال ردود أفعال على التصرفات الوحشية التي نالت منهم‪.‬‬ ‫كلن��ا نراهن على وعي الشعب الس��وري بأنه لن ينجر‬ ‫إلى صراع طائفي يدوم س��نوات ويدم��ر ما تبقى من وطننا‬ ‫الذي يدفع أبنائنا أرواحهم ودمائهم لتحقيق أهداف ثورتهم‬ ‫العظيمة وس��يتجاوز الجراح واآلالم واالنتقال لبناء س��ورية‬ ‫الحري��ة وطن لكل الس��وريين لتك��ون بلد الحري��ة والعدالة‬ ‫والديمقراطية والقانون‪.‬‬


‫جئتك‪..‬‬ ‫بعد أن عبرت بحارًا من األلم الشّهيّ‬ ‫اً‬ ‫وجبال من األمل القلق‬ ‫بقدمين حافيتين متش ّققتين‬ ‫وكنزةٍ ّ‬ ‫ملطخةٍ بالوحل والملح‬ ‫ووجهٍ ملي ٍء بالنّمش األسود‬ ‫وشعر مبعثر‬ ‫ٍ‬ ‫وغاية طموحي‬ ‫أن تمنحني إذنًا استثنائيًّا‬ ‫كي أن ّقب في عينيك‬ ‫عن ياسمينةٍ متمرّدة‬ ‫هربت من حديقة القصر‬ ‫إلى أز ّقة العشوائيّات‬

‫جئتك‪..‬‬ ‫بقدمين حافيتين متش ّققتين‬ ‫وكنزةٍ ّ‬ ‫ملطخةٍ بالوحل والملح‬ ‫ووجهٍ ملي ٍء بالنّمش األسود‬ ‫وشعر مبعثر‬ ‫ٍ‬ ‫وغاية طموحي‬ ‫أن تمنحني‬ ‫إذنًا استثنائيًا‬ ‫كي أن ّقب في عينيك‬ ‫عن خاتم زفاف جدّتي‬ ‫باعه جدّي‬ ‫كي يشتري بندقيّ ًة‬ ‫عن بندقيّة جدّي‬ ‫سرقها المستعمر‬ ‫بعد سقوط قريتنا‬ ‫عن حجارةٍ غاضبة‬ ‫يلقيها أطفال قلنديا وبرزة‬ ‫على دبّابة الجيش‬ ‫ملتح من القابون‬ ‫ٍّ‬ ‫ي‬ ‫عن دوشكا إلرهاب‬ ‫ٍ‬ ‫يقاتل‬ ‫ويحمي المظاهرات‬ ‫ويسعف الجرحى‬

‫جئتك‪..‬‬ ‫أوراق ثبوتيّة‬ ‫دون ٍ‬ ‫ّ‬ ‫لحسن حظي‬ ‫كان المجنّد على الحاجز‬ ‫جائعًا ووسنان‬ ‫أتيت هنا‪..‬‬ ‫بقدمين حافيتين متش ّققتين‬ ‫وكنزةٍ ّ‬ ‫ملطخةٍ بالوحل والملح‬ ‫مثخن بالنّمش األسود‬ ‫ووجهٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وشعر مبعثر‬ ‫ٍ‬ ‫لن أحتاج إذنًا من أحد‬

‫كي أن ّقب في عينيك‬ ‫عن ثورةٍ ّ‬ ‫رثةٍ دمويّة‬ ‫أشعلها الفقراء‬ ‫ونفر منها اليساريّون‬ ‫وتس ّلقها تجّار الدّين والسّياسة والحروب‬ ‫عن حرّيّةٍ‬ ‫جذريّةٍ مطلقة‬ ‫تخشاها النّخب‬ ‫ويحاربها برجوازيّو دمشق‬ ‫ويناضل ألجلها المهمّشون‬ ‫والمسحوقون‬ ‫ّ‬ ‫ومعذبو األرض‬ ‫الذي��ن ال يتناول��ون ّ‬ ‫الطعام بالشّ��وكة‬ ‫ّ‬ ‫والسّكين‬ ‫عن عدالةٍ ثوريّة‬ ‫ال تطأ الفنادق‬ ‫وال تحضر مؤتمرات المصالحة الوطنيّة‬ ‫ودروس القانون الدّوليّ‬ ‫عن عدالةٍ ثوريّة‬ ‫يجهلها المث ّقفون‬ ‫وتعرفها أمّهات الشّهداء‬ ‫والمعتقالت المضربات عن ّ‬ ‫الطعام‬ ‫وأطفال المخيّمات‬ ‫جئتك‪. .‬‬ ‫بقلب مترهّل‬ ‫ٍ‬ ‫وصوتٍ مبحوح‬ ‫وعينين مكفهرّتين‬ ‫كي أن ّقب في عينيك‬ ‫عن وطني‪..‬‬ ‫عن شامي‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬

‫جئتك‪..‬‬ ‫بقدمين حافيتين متش ّققتين‬ ‫وكنزةٍ ّ‬ ‫ملطخةٍ بالملح والوحل‬ ‫ووجهٍ ملي ٍء بالنّمش األسود‬ ‫وشعر مبعثر‬ ‫ٍ‬ ‫أتيت هنا‪..‬‬ ‫وغاية طموحي‬ ‫أن تمنحني إذنًا استثنائيًّا‬ ‫كي أن ّقب في عينيك‬ ‫قزح صغير‬ ‫عن قوس ٍ‬ ‫وحلم طفوليٍّ عتيق‬ ‫ٍ‬ ‫عن نجمةٍ نزقةٍ مشاكسة‬ ‫وقمر إباحيٍّ بذيء‬ ‫ٍ‬ ‫عن سوناتا عزفتها إلهة سرمديّة الحزن‬ ‫وقصيدةٍ يتيمةٍ بال عنوان‬ ‫ّ‬ ‫خطتها أنامل الخريف‬ ‫على عجل‬

‫عصفور معتقل‬ ‫عن‬ ‫ٍ‬ ‫ال يملك صفح ًة على "فيس بوك"‬ ‫وال حسابًا وآالف المتابعين على "تويتر"‬ ‫عن فراشةٍ شهيدة‬ ‫سقطت على مذبح النّور‬ ‫ال يعرفها ثوّار العالم االفتراضيّ‬ ‫ولم تسمع بها‬ ‫مؤسّسات المجتمع المدنيّ‬

‫ويحترف سرقة بعض السّاعات ّ‬ ‫كل شهر‬ ‫ليقبّل حبيبته‬ ‫ويحتسي معها الرّيّان‬ ‫ويضاجعها خلس ًة‬ ‫عن أشالء مآذن دوما‬ ‫ما زالت تكبّر وتغنّي‬ ‫وتقضّ مضجع ّ‬ ‫الطاغية‬ ‫عن أهازيج جوبر‬ ‫عن ورود داريّا‬ ‫عن زغاريد نساء حرستا‬ ‫وعرق مجاهدي الميدان‬ ‫عن ثائرةٍ‬ ‫من أسرةٍ محافظة‬ ‫اعتادت مواعدة عشيقتها في قاسيون‬ ‫قبل أن يختطفها‬ ‫ضابط المخابرات‬ ‫وتتّهمها‬ ‫محكمة اإلرهاب‬ ‫بوهن نفسيّة األمّة ‬

‫بدور حسن‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫فـي عينيك‪..‬‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪17‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫هاال حممد‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫سيحتاج الشعب الس��وري لسنوات من الجمر لترميم‬ ‫الجرح الذي س��بّبهُ تخ ّلي الجيش الس��وري الوطني‬ ‫عنه‪ ..‬كضلع من ضلوع كرامته‪.‬‬ ‫الجيش الحرّ‪ ..‬حاول‪ ..‬بإمكاناته الفقيرة كإمكاناتنا‪..‬‬ ‫موطني موطني‪ ..‬هل أراك‪..‬‬

‫الشهيد أمجد السيوفي‬

‫دل�شاد عثمان‬

‫ش��ي مرة رئيس عربي يحسس شعبو إنو هو شعب‬ ‫عندو عقل‪ ،‬مو دائمًا "شباب ناس بتلعب بعقلها "‪..‬‬

‫مي�س �صالح‬

‫وأن��ت ال��ذي تعاني من متالزم��ة الغربة‪ ،‬قب��ل النوم‬ ‫تص��اب بنوبة حني��ن‪ ،‬فتتص��دع ذاكرتك‪ ..‬وال ش��يء‬ ‫لديك سوى أن تنتعل قلبك‪ ..‬فتبتلع الليل تحت لحافك‬ ‫محاوال إجهاض محاوالتك للبكاء والصراخ‪ ..‬فيصطدم‬ ‫الص��دى بالج��دران ويس��قط قرب��ك جريح��ا ووحيدا‬ ‫مثلك‪ ..‬فتبتلعه هو أيضًا‪ ..‬وتدخل بغيبوبة النوم‪..‬‬

‫�آية الأتا�سي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬

‫ح��ق في الم��رأة ف��ي الزينه لي��س تفصي��ل‪ ..‬هو ال‬ ‫يختلف عن حقها في ارت��داء الحجاب وإخفاء زينتها‪..‬‬ ‫للم��رأة الحق في أن تكون أنثى وأم ومواطنه وعامله‬ ‫ورب بي��ت وسياس��ية وفنان��ه‪ ..‬للمرأة الح��ق في أن‬ ‫تكون ه��ي كما تشاء ال كما يش��اء ولي أمرها ورجل‬ ‫الدي��ن وهيئ��ة التشريع‪ ..‬نريد أن نكون نس��اء حرات‬ ‫في سورية حرة‪ ..‬الثورة أنثى‪..‬‬

‫م�صطفى علو�ش‬

‫بن��ات س��وريا بالعموم جمي�لات بدون حاج��ة للتبرج‬ ‫والزين��ة‪ ..‬لكن��ي أطال��ب أعض��اء الهيئ��ات الشرعية‬ ‫بتحسين مظهرهم قليال!‪..‬‬

‫روال الركبي‬

‫اس��تيقظت على صوت البائع الجوال‪ :‬فاصوليا عيشة‬ ‫خان��م‪ ،‬خاين يا طرخ��ون‪ ،‬حموي ي��ا مشمش!‪ ..‬طب‬ ‫مني��ن؟؟ الغوطة عم تنضرب وحم��اة صعب الوصول‬ ‫إليها‪ ،‬نزلت فضوال ألس��أله‪ ،‬عل��ى عربة هذيلة صف‬ ‫جرزات الجرجير‪ ،‬بطاط��ا وبعض الحشائش األخرى‪:‬‬ ‫وي��ن الطرخ��ون والمشمش ي��ا عم؟نظ��ر إلى عيني‬ ‫وقال‪ :‬ماعندي‪ ،‬عمنادي عليهم مشان ماننسا!‪..‬‬

‫دارا العبد اهلل‬

‫(تهنئ��ة)‪ ..‬واجبن��ا كس��وريين أن نب��ارك للشع��ب‬ ‫الس��عودي‪ ،‬أحم��د الجربا رئيس��ًا لالئت�لاف‪ ،‬وأعزَّي‬ ‫الشعب القطري بسبب خسارة مم ّثليه‪ ،‬وأقول له بأن‬ ‫الرهان على جورج صبرا خاسر‪.‬‬

‫حممد القيم‬

‫يا ترى ثورتنا إذا طولت بتصير فولكلور؟؟‪..‬‬

‫حنان �شقري‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫عن��دي أمل كتير كبير لتكون بلدي أحلى وإني عمر بلدي بإيدي‪ ..‬وتكون‬ ‫بدون فس��اد وبدون رش��وة وبدون محس��وبيات‪ ..‬نكون كلياتنا متس��اوين‬ ‫بالحقوق والواجبات‪ ..‬ومانكون عبيد فيها‬

‫الجوع وبعض السياس��يين وغاز الساريين سيقضوا‬ ‫على ما تبقى من السوريين‪.‬‬

‫�أمين مو�سى‬

‫غياث ماغوط‬ ‫تقول ريم‪ ..‬صرلنا يومين بال ش��ي‪ ..‬باقي نص خسة‬ ‫بالبراد ومافي خضرة وربطة الخبز ب ‪ 700‬ليرة والبلد‬ ‫مسكرة ما حدا بيطلع وال حدا بيفوت‪ ..‬ما في كهربا وال‬ ‫نت واالتصاالت بتجي شي ساعة باليوم‪ ..‬تضحك ريم‬ ‫قليال ثم تسألني‪ ..‬شو صار معون باستنبول؟‪..‬‬

‫�أنور عمران‬

‫ل��م نكن نع��رف الحربَ جي��داً‪ ..‬فم��ن الن��اد ِر‪ ،‬نحنُ‬ ‫المشغولي��نَ بخالف��اتِ األنبي��ا ِء‪ ،‬أن َ‬ ‫نقت��ل بعضنا‪..‬‬ ‫واآلن‪ ..‬بينم��ا نتلص��صُ م��ن طلاّ ق��اتِ المتاريس‪..‬‬ ‫صار بوس��عنا أن نكتب المراثي‪ ،‬وأن نحفر قبراً الئقًا‬ ‫لألغاني العاطفية‪..‬‬

‫حممد �صالح عويد‬

‫يب��دو أن إيران لم تفل��ح بعد للوص��ول إلنتاج قنبلة‬ ‫نووية‪ ..‬وإال ل ُكنا رأينا اختبارها األول بحمص‪..‬‬

‫عماد حورية‬

‫الن��ت ضعيف جداً ف��ي طرطوس‪ ..‬بس��بب الكيماوي‬ ‫ي ّل��ي عم يقصف��وه اإلرهابيين في حم��ص‪ ..‬الحكي‬ ‫من حدا بطرطوس‪..‬‬

‫�أماين امللحم‬

‫لماذا ال يفس��ر اإلخ��وان ما حصل لمرس��ي بالقضاء‬ ‫والقدر ويع��ودوا لبيوتهم؟! هل هم معترضون على‬ ‫قضاء اهلل وقدره؟!‪..‬‬

‫�سنحاريب العلي‬

‫ف��ي واح��د محبكج��ي بعرفوا‪ ..‬ه��وي مع اس��تخدام‬ ‫الكيم��اوي ض��د المتظاهري��ن‪ ..‬ونبات��ي‪ ..‬بنف��س‬ ‫الوقت‪ ..‬إي واهلل!‪..‬‬

‫م�ضر خري بيك‬

‫الرهاب الديني حالة أش��د خطرا وتعقيدا من اإلرهاب‬ ‫الديني‪..‬‬

‫�أحمد غالية‬

‫في واحد حكمته سفرة مفاجئة ع باريس‪ ..‬ما عرف بأي‬ ‫أوتيل بدو يحجز‪ ..‬فقرر ينضم لالئتالف كحل سريع‪..‬‬

‫لبنى مرعي‬

‫س��يذكر التاريخ أن آالف المظاهرات ضد حكم األسد‬ ‫في سوريا لم تحدث بها حادثة تحرش واحدة‪..‬‬

‫''صار طار رئيس��ين بمصر‪ ..‬ومطار منغ لسا محاصر‬ ‫عنا'‪..‬‬

‫�سامح �سمري‬

‫النهارده البورصة كسبت ‪ 20‬مليار جنيه‪ ،‬لو كل شهر‬ ‫شيلنا لنا رئيس��ين تالتة‪ ،‬خالل سنة بالكتير هنسدد‬ ‫ديوننا ونسلف أمريكا واليابان ونبتدي نسلف أمريكا‬ ‫واليابان وصندوق النقد نفسه‪..‬‬

‫فادي الع�ساف‬

‫في مصر ‪ 85‬مليون‪ 20 ..‬ش��هيد تقريبا تمن إسقاط‬ ‫األخ��وان‪ ..‬في س��ورية ‪ 23‬مليون‪ 100 ..‬ألف ش��هيد‬ ‫تحسُّ��باً من وصول اإلخوان للس��لطة‪ ..‬قنطار وقاية‬ ‫خيرٌ من درهم عالج‪..‬‬

‫فادي ح�سني‬

‫"م��ن أطلق الرصاصة األولى على الصدور العارية التي‬ ‫طالبت بالحرية وبيدها أغصان الزيتون‪ ،‬هو المس��وؤل‬ ‫األول واألخير عن كل الرصاصات التي تلتها وعن كل ما‬ ‫يحدث في البلد‪ ،‬حتى لو استخدم الثوار القنبلة النووية‬ ‫ستبقى تلك الرصاصة األولى هي الفتيل لهذه القنبلة‪،‬‬ ‫وك��ل من يظن خ�لاف ذلك ويحاول تحمي��ل األمور الي‬ ‫طرف آخر هو ساذج ومتعامي عن الحقيقة"‪..‬‬

‫�أمين احلم�صي‬

‫عاجل‪ :‬مبارك يقود المس��اجين في مظاهرة ضخمة‬ ‫شعارها‪ :‬ال ألخونة ُطرة!‪..‬‬

‫حممود ال�شامي‬

‫هل تس��تطيع أن تجد سوري واحد لم يحلل ويناقش‬ ‫ويتوقع ويدخل في تفاصيل الحالة المصرية؟‪ ..‬ليش‬ ‫يا حزرك؟‪ ..‬ألنو الحالة السورية غير ربك ما بحلها‪..‬‬

‫جود ماهر‬

‫منقول ع��ن مصادر أمنية‪ ..‬على مدار ‪ 80‬س��نة عبد‬ ‫الناصر السادات وحسني مبارك رغم كل قوتن وقوة‬ ‫المخاب��رات م��ا ق��دروا يس��قطو اإلخوان اجا مرس��ي‬ ‫أسقطهم بسنة وحده!!‪..‬‬

‫ماركو �أيوبي‬

‫األول‪ :‬أنا ابي عميد بالمخابرات!‬ ‫التاني‪ :‬أنا أبي معارض كبير باالئتالف!‬ ‫التالت‪ :‬أنا أبي شهيد من ورا جحشنة أبوك وأبوه!‬

‫ي��زف �إليكم ح��ي القاب��ون الدم�شق��ي نب�أ‬ ‫ا�ست�شهاد ال�شاب البط��ل النا�شط الإعالمي‬ ‫ومرا�سل قن��اة �أورينت ني��وز ال�شاب فداء‬ ‫البعلي (حممد معاذ) بعد معاناة دامت �أكرث‬ ‫من �شهر ب�سبب �إ�صابته ب�شظية قذيفة هاون‬ ‫�أطلقها نظ��ام احلقد الأ�سدي على احلي‪..‬‬

‫�أحزاب‪ ..‬على �شكل مذبحة!‬ ‫األح��زاب الدينيّ��ة ك ّله��ا‪ ،‬المس��يحيّة منه��ا‬ ‫واليهوديّة واإلس�لاميّة‪ ،‬الش��يعيّة أو السّنيّة‬ ‫(و تالياً األنظمة التي تأسّس��ت بنا ًء على سُلطة‬ ‫ح��زب أو جماع��ة دينيّ��ة)‪ ،‬ك ّله��ا أح��زاب يمين‬ ‫ليبيراليّة فاش��يّة‪ ،‬بقيت ف��ي حالة عداء وعُزلة‬ ‫عن مجتمعها‪ ،‬كما مع محيطها‪ ..‬يؤ ّكد ذلك ك ّله‬ ‫تاريخ وجودها ومآالتها‪ ..‬خطابها وممارس��اتها‬ ‫العنصرية ك ّلها‪ ،‬والبنيّة الذهنيّة «القروسطية»‬ ‫الت��ي تقوم عليه��ا‪ ،‬وتصدر عنه��ا ؛ ولم تتقدّم‬ ‫المجتمع��ات البش��ريّة قبلن��ا‪ ،‬إال عندما حيّدت‬ ‫رج��ال الدين عن ممارس��ة السياس��ة بوصفهم‬ ‫رجال دي��ن‪ ،‬وانتهج��ت «العلمانيّة» والمس��ار‬ ‫الحداثي‪ ،‬حيث الدين «حريّة ش��خصيّة»‪ ،‬وحق‬ ‫أساس��ي م��ن حقوق اإلنس��ان دونم��ا إقصاء أو‬ ‫تمييز ؛ واالقتصاد «المُنتِج» الصناعي والزراعي‬ ‫الحديث قبله‪ ..‬واألمثلة هُنا كثيرة واضحة‪.‬‬ ‫صحي��ح أن أح��زاب اليمي��ن ذات المرجعيّ��ة‬ ‫الدينيّ��ة‪ ،‬موجودة وتعمل وتنشَ��ط بحريّة في‬ ‫ال��دول الديمقراطيّة الحديثة‪ ،‬وتش��ارك أحياناً‬ ‫ف��ي تش��كيل الحكوم��ات‪ ،‬مثلم��ا يص��ل بعض‬ ‫أعضائها إلى «البارلمانات» والمجالس ؛ لكنّها‬ ‫ك ّله��ا أح��زاب «مدنيّ��ة»‪ ،‬ال تدع��و إل��ى فرض‬ ‫الدين على أفراد المجتم��ع بالقوّة المادّيّة‪ ،‬أو‬ ‫بوسائل الترهيب المعنوي كالتهديد أو التخوين‬ ‫أو التكفي��ر ؛ مثلما ال توجد لها أذرع عس��كريّة‬ ‫مس�� ّلحة «ميليش��يات» تأتمر بأمرها‪ ،‬بعيداً عن‬ ‫سيطرة الحكومات المركزيّة‪ ،‬وتحت أيّ عنوان!‬ ‫التاري��خ صراع مصال��ح «مادّيّة» ف��ي جوهره‪،‬‬ ‫وإن ارت��دَت تل��ك الصراعات أردي��ة «الثقافة»‬ ‫زوراً ؛ والزمن ال يعود إلى الوراء إال على ش��كل‪..‬‬ ‫مذبحة‪.‬‬ ‫أنس العربي‬ ‫فاقوا الصبايا ع تعب‪..‬‬ ‫ناموا الصبايا ع الطوى‪..‬‬ ‫ونحنا عم نعدّ الوقت‪..‬‬ ‫وهنّ عم يزيدوا‪ ..‬غوى‬ ‫يا حامالت الجوع تاج الغار‪..‬‬ ‫يا آخدات الوطن‪ ..‬ع فرحتو مشوار‪..‬‬ ‫بيضيع صوتي بالحال لما بناديكن‬ ‫وشو طعمة الشعر‪ ..‬األغاني كلها‬ ‫لوال أساميكن؟‬ ‫شدّوا الصبر ع رواحكن شدوا‬ ‫بكرا بتجي عشتار‪:‬‬ ‫بإيدا تطعميكن‪..‬‬ ‫فاقوا الصبايا بالحبس‬ ‫ط ّلت من عيونن شمس‬ ‫صوتن علي فوق السما‬ ‫وسجان من وحل االلحقد مخلوق‬ ‫يا دوب‪ ..‬عم يحكي همس‪..‬‬ ‫صباي��ا بلدي المضربات ع��ن الطعام‪ ..‬وحدهن‬ ‫جبهة كاملة مفتوحة ضد المحتل‪.‬‬ ‫فادي جومر‬


‫حكايا المسافر ‪. .‬‬

‫ث��م توقف الدهر وتوقف الك��ون عن الدوران حي��ن التفتت تلك‬ ‫الفت��اة الصغيرة إلى المس��افر وحين رأى عينيه��ا الالمعتين واللتان‬ ‫تبدوان كاألجرام الس��ماوية‪ .‬أو ربما لم يتوق��ف الدهر آنذاك بل إن‬ ‫اآللهة كانت قد أبطلته ولم يعد له وجود‪.‬‬ ‫فهي لم تكن تدرك أنها خلقت فتاة خالبة كتلك‪ ،‬تنثر اإلنس��انية‬

‫في كل األزمان‪ ،‬ولم تكن لتجعل تلك البرهة تزول‪ .‬بعد ذلك احتشد‬ ‫البش��ر وكان المس��افر من بينهم ضمن وقفات وجلسات مستديرة‪،‬‬ ‫وامتزج��ت اآللهة معهم وأصبحوا الكون اآلخ��ر الذي يدور حول ذات‬ ‫األعين الالمعة‪.‬‬ ‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬ ‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو | دقق النصوص‪ :‬ميمونة العمار‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬

‫مدر�ســــة الكبـــار‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫كاريكاتير العدد بعنوان‪ :‬سفاح عالمي | الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪19‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫حمص القديمة | مقبرة الشهداء | عدسة شاب حمصي‬

‫يف احلنني‬ ‫�إىل‬ ‫غريب‬ ‫نبراس شحيد‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 7 | )94‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫يف حد�س الأغاين‪ :‬حن ٌ‬ ‫ني �إىل جمهول‬

‫تُفتت��ح التظاه��رة بأغني��ة حمصية ليغوص الحش��د‬ ‫شيئاً فش��يئاً في إرهاق الوجد‪ .‬تتكرر الالزمة‪ ،‬يهتف الجمع‪،‬‬ ‫يص ّف��ق‪ ،‬يغنّي‪ ،‬وت��ردّد الحناج��ر كلماتٍ جريح��ة‪" :‬حا ِنن‬ ‫للحرية حا ِن��ن‪ ." ..‬للوهلة األولى‪ ،‬تبدو كلمات األغنية هذه‬ ‫عادي ًة بديهي��ة‪ ،‬لكنها تتجلى حين نتأمله��ا فريد ًة غريبة‪.‬‬ ‫تكمن غراب��ة األغنية في المفارقة األخّ��اذة‪ :‬لم نذق طعم‬ ‫الحرية ف��ي ماضينا‪ ،‬لكنن��ا نحنّ إلى الحري��ة هذه ونرغب‬ ‫ٌ‬ ‫فص��ل من فص��ول تاريخنا‪ ،‬وعنه‬ ‫ف��ي الع��ودة إليها كأنها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ماض نعرفه‪ ،‬تقول‬ ‫نحو‬ ‫ا‬ ‫جارف‬ ‫ا‬ ‫ش��عور‬ ‫اغتربنا! ليس الحنين‬ ‫ٍ‬ ‫األغنية‪ ،‬فالحنين يتفتق من أصوات المتظاهرين المبحوحة‬ ‫ح��ا ًال جانحاً نحو المجه��ول‪" :‬حا ِنن للحري��ة حا ِنن"! يتجلى‬ ‫حال نجهلها‪،‬‬ ‫الحنين ف��ي األغنية هذه انجذاباً غامض��اً إلى ٍ‬ ‫لي ّذك��ر بعضنا‪ ،‬خصوصاً من أرهقهم الحب في زمن الثورة‪،‬‬ ‫بأغني��ة رحبانية قديمة‪" :‬أنا عن��دي حنين ما بعرف لمين!"‪.‬‬ ‫يستولي هذا الحنين علينا‪ ،‬تقول األغنية‪ ،‬ليخطفنا من بين‬ ‫الس��اهرين معنا في رحلةٍ بعيدة نأمل في نهايتها التعرُّف‬ ‫إلى هوية من نَحِنُّ إليه‪ ،‬لكننا نفش��ل‪" :‬بيصير يمشّيني‪،‬‬ ‫لبعيد يودّيني‪ ،‬تأعرف لمين وما بعرف لمين"‪.‬‬ ‫يدفعنا الحنين إلى ما ال نعرفه‪ ،‬تقول األغنيات‪ .‬يشدّنا‬ ‫شخص غريب التقيناه هنيهاتٍ مقتضبة‪ ،‬وبعدها رحل‬ ‫إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ليخ ّل��ف وراءه ه��و ًة ال قاع له��ا‪ .‬ننام‪ ،‬نس��تيقظ‪ ،‬نحلم به‪،‬‬ ‫تحاصرن��ا ذكراه‪ ،‬تزورنا ف��ي لحظةٍ اعتقدن��ا فيها عابثين‬ ‫أننا نس��يناه‪ .‬لقد رحل! ربما استش��هد‪ ،‬ال نع��رف! ربما نزح‬ ‫مع موس��يقاه وس��حره الغامض‪ .‬لكننا نس��تمر في الحنين‬ ‫إلي��ه‪ ،‬وإلى حري��ةٍ لم نعرفها إال من بعيد‪ .‬نفقد كل ش��يء‬ ‫من أجله��ا‪ ،‬ماضينا‪ ،‬حياتن��ا‪ ،‬أصدقاءن��ا‪ .‬قمصاننا ممزقة‪،‬‬ ‫لكننا نشتهيها أنثى ثائرة‪ ،‬أو نشتهيه غجرياً مشعث الشعر‪.‬‬ ‫يمتصنا الحنين في لذة الرغبة ليجرفنا إلى مجهول‪ .‬هذا ما‬ ‫تقوله األغنيات!‬

‫يف "�أمل العودة"‪ :‬حن ٌ‬ ‫ني �إىل معلوم‬

‫حنين األغنيات هذه ش��وقٌ إلى مجه��ول‪ ،‬أما الحنين‬ ‫الذي تعوّدنا عليه فحنينٌ إلى معلوم! يختلف الحنين الذي‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫تنش��ده األغنية عن شائع الحنين‪ ،‬فحنيننا السائد أقرب إلى‬ ‫الكآبة؛ نوعٌ من االنحباس في مرارة ذكريات نعرفها جيداً‪.‬‬ ‫يتجرّع الكثير من السوريين اليوم شيئاً من ألم هذا الحنين‬ ‫إلى معلوم؛ تتك ّثف عواطفه��م‪ ،‬خصوصاً حين ينزحون عن‬ ‫حبيب أو حبيبة‪ .‬تجتاحهم رغب ٌة عميق ٌة‬ ‫بيتٍ‪ ،‬عن ٍ‬ ‫أرض‪ ،‬عن ٍ‬ ‫في العودة إلى ما كان‪ ،‬في الوقت الذي يعلمون فيه أن رحلة‬ ‫حنينهم لن تنتهي مع انتهاء نزوحهم‪ ،‬فالعودة المنش��ودة‬ ‫مستحيلة! ال يقتصر وجع الحنين هنا على األلم الحارق الذي‬ ‫ماض نعرفه ونرغب في العودة إليه‪ ،‬بل يمتدّ‬ ‫يش��دّنا إلى ٍ‬ ‫األلم ليش��مل حالنا بعد العودة‪ ،‬فال��دار صارت ركاماً بعدما‬ ‫دمّرته��ا الطائرة‪ ،‬واألحبة‪ ،‬أكثرهم‪ ،‬دُفن��وا في مكانٍ ما‪،‬‬ ‫ودائرة الحقد انفسحت‪ .‬هذا ما يقوله الواقع األسود!‬ ‫تعبّ��ر كلمة "نوس��تالجيا" ع��ن طبيعة ه��ذه العودة‬ ‫المؤلمة التي ينشدها الحنين‪ .‬هي كلمة مر ّكبة من لفظين‬ ‫يونانيين‪" :‬نوس��توس" العودة‪ ،‬و"ألج��وس" األلم‪ .‬الحنين‬ ‫هنا هو "ألم العودة"‪ ،‬واأللم هذا‪ ،‬مزدوج الطبيعة ألنه يبقى‬ ‫غير محدد زمانياً‪ .‬هو أو ًال ألمٌ يسبق العودة أو يرافقها؛ ٌ‬ ‫حال‬ ‫من التمزق تس��تولي على اإلنس��ان حين يرغب في العودة‬ ‫حال م��ا‪ .‬لكنه ثانياً ألمٌ يتلو العودة؛ أنه ألم اإلنس��ان‬ ‫إل��ى ٍ‬ ‫حي��ن يع��ي أن الواقع ال��ذي إليه يعود يختل��ف عما يتمنى!‬ ‫ماض ابتعد‬ ‫هك��ذا‪ ،‬يتجلى الحنين من جهةٍ أولى عالق ًة مع ٍ‬ ‫فآلمن��ي‪ ،‬فدفعني الحق��اً إلى العودة إلي��ه‪ .‬لكنه يظهر من‬ ‫جه��ة ثانية كألم جدي��دٍ يعقب عودتنا إلى م��ا نحنّ إليه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وكأن العودة التي انتظرناها طوي ًال س��تبقى عاجز ًة أمام داء‬ ‫الحنين‪ .‬هكذا يرس��م االلتباس الزمان��ي الذي ّ‬ ‫تخطه كلمة‬ ‫"نوس��تالجيا"‪ ،‬طبيعة األلم المزدوج��ة التي تجتاحنا‪ :‬حنيننا‬ ‫ماض معلوم يدفعنا إلى العودة إليه‬ ‫ليس محض عالقة مع ٍ‬ ‫مجدداً‪ ،‬بل هو أيضاً تَصدُّعُ هذا الماضي حين يفش��ل في‬ ‫إخماد النار التي تكوينا‪ ،‬ولذا يمتد الحنين!‬

‫يف دفاتر املجانني‪ :‬خواطر على جدار‬

‫الحنين الذي يجتاحن��ا اليوم مزيج من حنينين‪ :‬حنينٌ‬ ‫إل��ى معلوم نعرف أنه رحل وانقضى‪ ،‬ونعرف أن العودة إليه‬ ‫مستحيلة؛ وحنينٌ إلى مجهول غامض رأيناه يوماً من بعيد‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)65595‬‬ ‫ادلب‪7469 :‬‬ ‫الحسكة‪454 :‬‬ ‫الرقة‪774 :‬‬ ‫السويداء‪47 :‬‬ ‫القنيطرة‪292 :‬‬ ‫الالذقية‪793 :‬‬

‫حلب‪10491 :‬‬ ‫حماه‪4730 :‬‬ ‫حمص‪10491 :‬‬ ‫درعا‪5656 :‬‬ ‫دمشق‪4908 :‬‬ ‫دير الزور‪4150 :‬‬ ‫ريف دمشق‪14815 :‬‬ ‫طرطوس‪286 :‬‬

‫ليصي��ر الموت أمامه رخيص��اً‪" :‬إذا كان ثمن الحرية الكفن‬ ‫فه��و معي" (خاطرة على جدار في مس��اكن هنانو)‪ .‬الحنين‬ ‫األول ماض��ويٌّ كئيب يقلب وجودنا تقهقراً ونزوحاً إلى جنة‬ ‫ش��خص‬ ‫حال أو‬ ‫ل��م تعد موج��ودة‪ .‬أما الثان��ي فحنينٌ إلى ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يحم��ل من س��حر الغرابة ما يتيح له إعادة تش��كيل ماضينا‬ ‫من جديد‪ .‬ليس الماضي هنا معلوماً نودّ تكراره كما كان‪،‬‬ ‫ب��ل يحمل في جوفه مجهو ًال س��احراً تصير معه العودة إلى‬ ‫مجهول‬ ‫الماضي رحل ًة إلى الالمتوقع‪ .‬لذا تتجلى العودة إلى‬ ‫ٍ‬ ‫مس��تقبل ما‪،‬‬ ‫سَ��حَرَنا في يوم مضى‪ ،‬أش��به بالرحلة إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فالمس��تقبل في الضرورة مجهول‪" :‬حا ِن��ن للحرية حا ِنن!"‪.‬‬ ‫نبحث في الحنين إلى المجهول عن أش��ياء‪ ،‬عن حاالتٍ‪ ،‬عن‬ ‫أشخاص غرباء نحنّ إليهم‪ ،‬وأحياناً نختلقهم لنحنّ إليهم‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫فنح��ن مولع��ون بجم��ال المغام��رة! أنه حنينٌ إلى ش��غف‬ ‫واقع أس��ود‪ ،‬ال بل إلى‬ ‫لحظ��ةٍ فريدةٍ تدفعنا إلى اللعب مع ٍ‬ ‫الرهان على حياتنا‪ .‬أنه حنينٌ إلى حدس حفنة من الشابات‬ ‫والش��بّان هتفوا لحريةٍ لم يتس��نَّ لهم أن يعيشوها قبل‬ ‫أطفال م��ن درعا ّ‬ ‫خطوا على‬ ‫أن يُقتَل��وا؛ حنينٌ إلى حدس‬ ‫ٍ‬ ‫الحيطان عباراتٍ يجهلون معناه��ا‪ ،‬ربما‪ .‬حيطانهم "دفاتر‬ ‫مجانين" يقول البع��ض‪ ،‬لكننا نحنُّ إلى جنونهم‪ ،‬إلى تلك‬ ‫الحرية التي لم نختبرها إال قلي ًال!‬ ‫في تحدٍّ س��افر لواقعنا الحاضر‪ّ ،‬‬ ‫خطت فتا ٌة ما‪ ،‬مسّها‬ ‫ٌ‬ ‫جنون ما‪ ،‬هذا الحنين الدرعاوي المجهول على أحد الجدران‪:‬‬ ‫"ستعود ثورتنا كما بدأت‪ ،‬وكما كان عزاؤنا بها حين خذلنا‬ ‫العالم‪ ،‬طاه��ر ًة كأغطية الصالة وصادق�� ًة كدموع الثكالى‬ ‫واألرام��ل!"‪ .‬و ّقع��ت الفت��اة بالل��ون األحمر‪" :‬اتح��اد طلبة‬ ‫س��وريا األحرار"‪ .‬إنها عودة إلى البداي��ة‪ ،‬إلى تلك الصرخة‬ ‫األول��ى التي دفعت بالكثيرين إل��ى المغامرة بحياتهم من‬ ‫أجل ش��غفٍ ما اس��تولى عليهم ذات يوم‪ .‬تتناسل الجنازات‬ ‫هنا وهناك‪ ،‬في الوقت الذي يرس��م فيه شابٌ ما‪ ،‬لوح ًة ما‪،‬‬ ‫لش��خص غريب التق��اه يوماً قبل أن‬ ‫عل��ى حائطٍ ما‪ ،‬هدي ًة‬ ‫ٍ‬ ‫يرحل‪ ،‬وإليه يحنُّ‪ .‬ينهي الش��اب لوحته ّ‬ ‫ليخط على الجدار‬ ‫دعا ًء جديداً لم نعتد عليه في المس��اجد والكنائس‪" :‬اللهمّ‬ ‫أرسِل إلينا مجانين!"‪.‬‬ ‫نشر أيضًا في جريدة النهار اللبنانية ‪2013 / 7 / 6‬‬ ‫‪ 4869‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2168‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 4461‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 15431‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 50164‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 7 / 6‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.