سوريتنا | العدد الخامس والتسعون | 14 تموز 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫بريطانيا ّ‬ ‫قدمت ‪ 50‬مليون ا�سرتليني‬ ‫لالجئني ال�سوريني‬ ‫أعلن��ت وزي��رة التنمي��ة الدولي��ة ف��ي الحكوم��ة‬ ‫البريطانية جس��تين غريننغ‪ ،‬خالل جولة لها قبل أيام‬ ‫عل��ى الالجئين الس��وريين ف��ي البقاع االوس��ط‪ ،‬عن‬ ‫تقديم مساعدة إضافية من حكومة بالدها قدرها ‪50‬‬ ‫مليون جنيه استرليني مخصصة للسوريين في لبنان‬ ‫ولدع��م المجتمعات اللبنانية المضيف��ة لهم‪ .‬ويندرج‬ ‫المبل��غ ضمن حزمة مالية جدي��دة قيمتها ‪ 175‬مليون‬ ‫جنيه أعلنها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون‬ ‫خالل قمة مجموعة الثماني الش��هر الماضي‪ .‬وبذلك‪،‬‬ ‫ترتفع المس��اعدات اإلجمالية المس��اعدة المقدمة من‬ ‫المملك��ة المتحدة إلى الالجئين الس��وريين في لبنان‬ ‫إلى ‪ 69‬مليون جنيه اس��ترليني‪ ،‬إذ سبق لها أن قدمت‬ ‫‪ 19.4‬مليون جنيه‪.‬‬ ‫وزارت الوزي��رة البريطانية تجمعاً س��كنيًا ترعاه‬ ‫"منظم��ة أنق��ذوا األطف��ال" الدولية‪ ،‬ومرك��زاً لتوزيع‬ ‫قس��ائم الم��واد الغذائي��ة تدي��ره "مؤسس��ة الرؤي��ة‬ ‫العالمي��ة" تحت مظل��ة "برنامج الغ��ذاء العالمي" في‬ ‫نادي ناصر ببر الياس‪ .‬وهي ركزت على دعم المجتمع‬ ‫الدولي للبن��ان في مواجهة تنامي أعداد الالجئين في‬ ‫مجتمعات��ه المحلي��ة‪ ،‬علمًا أن��ه من المتوق��ع أن يبلغ‬ ‫عدده��م مليون الجئ نهاية الس��نة الجارية‪ ،‬وأهمية‬ ‫حماية النس��اء واألطفال الذين يشكلون ‪ 70‬في المئة‬ ‫من الالجئين‪ ،‬من االستغالل واالبتزاز والعنف‪.‬‬ ‫وقال��ت‪" :‬يمك��ن أن نرى م��ع بداية رمض��ان‪ ،‬أن‬ ‫األزمة الس��ورية ليس��ت فقط أزمة للشعب السوري‪،‬‬ ‫وق��د رأين��ا الماليي��ن منه��م ينزح��ون داخل س��وريا‬ ‫وخارجها‪ ،‬بل هي أيضًا أزمة للمنطقة بأجمعها‪ .‬نعرف‬ ‫أن الش��عب اللبناني أظهر كرمًا كبي��راً تجاه نحو ‪600‬‬ ‫ألف س��وري والعدي��د منهم تس��تضيفهم المجتمعات‬ ‫المحلي��ة‪ .‬ونعرف أن الرقم س��يصل إل��ى نحو مليون‬ ‫الج��ئ نهاية الس��نة‪ ،‬وه��ذا يعني أنه س��يكون هناك‬ ‫الجئ س��وري واحد في مقاب��ل كل ‪ 4‬لبنانيين‪ ،‬وهذه‬ ‫نسبة كبيرة جداً‪" .‬‬ ‫وأعلن��ت مس��اعدة إضافية من حكوم��ة المملكة‬ ‫المتحدة بقيمة ‪ 50‬مليون جنيه اس��ترليني‪ .‬وش��ددت‬ ‫عل��ى التطلع إل��ى كيفية العمل مع النس��اء واألطفال‬ ‫"ألن نح��و ‪ 75‬في المئة من الالجئين هم من النس��اء‬ ‫واألطفال"‪.‬‬ ‫والحظت أن الناس يعيش��ون في ظروف بدائية‪،‬‬

‫"فخدم��ات المي��اه والمنتفع��ات‬ ‫الصحي��ة والنظاف��ة مح��دودة‬ ‫وكذل��ك الوقاية‪ .‬نح��اول أن نؤمن‬ ‫أساس��يات الحياة اليومي��ة‪ .‬هناك‬ ‫المزي��د للقي��ام ب��ه‪ ،‬لي��س فقط‬ ‫لالجئي��ن ب��ل أيض��اً للمجتمع��ات‬ ‫المضيف��ة‪ ،‬والتح��دي اآلخ��ر ه��و‬ ‫كي��ف س��يمكننا التكيف م��ع عدد‬ ‫أكبر في األش��هر المقبل��ة"‪ .‬وعن‬ ‫موق��ف الحكوم��ة البريطانية من‬ ‫إقام��ة مخيم��ات‪ ،‬قال��ت‪" :‬ن��درك‬ ‫الضغ��ط الكبي��ر لالجئي��ن عل��ى‬ ‫المجتمعات المضيفة ونود أن نرى‬ ‫س��بي ً‬ ‫ال لتكيف أفضل م��ع األعداد‪.‬‬ ‫هناك نحو ‪ 1400‬تجمع لخيم غير‬ ‫رس��مية في لبنان‪ .‬وثم��ة تحد مع‬ ‫تنام��ي ه��ذه األزمة‪ ،‬لجه��ة إدارة‬ ‫الوضع في شكل أكثر فاعلية"‪.‬‬ ‫وأعربت "عن تفهم بريطانيا‬ ‫للحاج��ة إل��ى م��وارد إل��ى جان��ب‬ ‫التنظي��م واإلدارة معلن��ة زي��ادة‬ ‫المس��اعدات‪ " .‬وعن سياسة لبنان‬ ‫الرس��مي حي��ال الالجئي��ن‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫"كان الشعب كريماً ونتوقع مليون‬ ‫الجئ ج��راء األزمة نهاية الس��نة‪،‬‬ ‫وهذا يضع ضغط��ًا كبيراً على لبنان‪ .‬الذي نقدر دوره‬ ‫في ه��ذه األزمة‪ ،‬لكننا واعون أيض��اً لواقع أنه يحتاج‬ ‫إلى دع��م ذي مغزى‪ .‬نضغ��ط لينضم إلين��ا المجتمع‬ ‫الدولي العريض‪ ،‬كي يحصل بلد كلبنان‪ ،‬على الدعم‬ ‫الذي يحتاج اليه"‪.‬‬ ‫وكان رئيس الحكومة المس��تقيل نجيب ميقاتي‬ ‫اس��تقبل غرينن��غ في الس��رايا ف��ي حضور الس��فير‬ ‫البريطاني طوم فليتشر‪ .‬ووصفت الوزيرة البريطانية‬ ‫االجتم��اع "بالبنّ��اء ج��داً وتحدثنا ع��ن التحديات التي‬ ‫تواجه لبنان وهو أحد البلدان التي تس��تضيف العديد‬ ‫من النازحين"‪.‬‬ ‫وزارت الحق��اً وزي��ر الش��ؤون االجتماعي��ة وائل‬ ‫أب��و فاعور ال��ذي طرح عل��ى غريننغ "تقاس��م أعداد‬ ‫النازحين مع بعض ال��دول العربية أو الغربية"‪ ،‬مثنيًا‬

‫عل��ى "المب��ادرة األلماني��ة باس��تضافة ‪ 5‬آالف ن��ازح‬ ‫سوري من لبنان"‪.‬‬ ‫والحق��اً وزعت الس��فارة البريطاني��ة في بيروت‬ ‫بيان��ًا نقلت فيه ع��ن غريننغ تعجبه��ا "ألن واحدة من‬ ‫بين كل عش��ر الجئات قد عانت من العنف"‪ .‬وأكدت أن‬ ‫"نس��بة مئوية من الدعم الجديد ستستخدم لمبادرات‬ ‫طويل��ة األج��ل يمك��ن أن تنطوي على دع��م تكاليف‬ ‫البن��ى التحتي��ة والخدمات على مس��توى البلديات من‬ ‫خالل وكاالت إنسانية شريكة‪ ،‬على أن توضع اللمسات‬ ‫األخيرة على مخصصات إنفاق الدعم خالل األس��ابيع‬ ‫المقبل��ة"‪ .‬ورافقها في جولتها ممثل��ة األمم المتحدة‬ ‫لالجئين نينيت كيلي‪ ،‬ومديرة منظمة أنقذوا الطفولة‬ ‫في لبنان‪ ،‬س��ونيا زمباكي��دس‪ ،‬وممثل برنامج الغذاء‬ ‫العالم��ي في لبنان لي��ن ميلر‪ ،‬والمدير الع��ام للرؤية‬ ‫العالمية أنيتا ديلهاس ‪ -‬فان ديجيك‪.‬‬

‫غالبية اللبنانيني م�ستا�ؤون من وجود الالجئني ال�سوريني‬ ‫يعبر غالبية اللبنانيين عن اس��تيائهم تجاه أكثر‬ ‫م��ن نصف ملي��ون الجىء س��وري ف��ي لبن��ان‪ ،‬وفق‬ ‫اس��تطالع نش��رته مؤسس��ة "فاف��و" النروجي��ة يوم‬ ‫الخميس‪.‬‬ ‫ومن أصل ‪ 900‬شخص شملهم االستطالع‪ ،‬قال‬ ‫‪ % 54‬أن على لبنان الذي يعد أربعة ماليين نس��مة أن‬ ‫يغلق حدوده في وجه الالجئين السوريين الذين يقدر‬ ‫عددهم بنحو ‪ 600‬الف‪.‬‬ ‫وقال نحو ‪ % 90‬إنهم يفضلون عدم ترك الحدود‬ ‫مفتوحة بال أي قيود أمام السوريين في حين أن لبنان‬ ‫هو البل��د الوحيد المجاور الذي ل��م يفرض مثل هذه‬ ‫القيود‪.‬‬ ‫وقال المس��تطلعون إنهم ال يثقون بالس��وريين‬ ‫في حين قال ‪ % 39‬إنهم ال يأمنون لهم‪ ،‬في البلد الذي‬

‫عرف الوصاية السورية لنحو ‪ 30‬عامًا‪.‬‬ ‫وأف��اد التقري��ر ال��ذي أجري ف��ي أي��ار ‪ /‬مايو أن‬ ‫االس��تياء ملم��وس أكثر عل��ى المس��توى االقتصادي‬ ‫واالجتماع��ي‪ .‬إذ ق��ال ‪ % 82‬م��ن المس��تطلعين أن‬ ‫الالجئي��ن يحلون مح��ل اللبنانيين في س��وق العمل‪،‬‬ ‫فيم��ا قال ثالثة أرباعهم أن األزمة الس��ورية أدت إلى‬ ‫خفض األجور‪.‬‬ ‫واعتب��ر ‪ % 66‬أن الالجئي��ن يس��تهلكون مصادر‬ ‫الماء والكهرباء‪.‬‬ ‫وعل��ى الصعي��د االجتماعي‪ ،‬ق��ال ‪ % 61‬أن وجود‬ ‫جيران س��وريين قربهم "يزعجه��م" وقال ‪ % 67‬إنهم‬ ‫ليسوا مستعدين لتقاسم الطعام معهم‪.‬‬ ‫وق��ال ‪ % 80‬إنهم يعارضون زواج فرد في العائلة‬

‫من سوري أو س��ورية‪ ،‬وأبدى ‪ % 53‬انزعاجهم لفكرة‬ ‫وجود أطفال سوريين في مدرسة أوالدهم‪.‬‬ ‫كم��ا ق��ال نص��ف المس��تطلعين أن الالجئي��ن‬ ‫الس��وريين "يمثل��ون خط��راً عل��ى األم��ن الوطن��ي‬ ‫واالستقرار"‪.‬‬ ‫وم��ع وج��ود ‪ 12‬مخيم��ًا لالجئين الفلس��طينيين‬ ‫في لبنان‪ ،‬قال ‪ % 70‬من المس��تطلعين إنهم يؤيدون‬ ‫انشاء مخيمات لالجئين السوريين كما هي الحال في‬ ‫تركيا واالردن‪.‬‬ ‫ورغ��م االس��تياء الذي تعب��ر عنه ه��ذه االرقام‪،‬‬ ‫يستقبل العديد من اللبنانيين الالجئين السوريين في‬ ‫بيوتهم كما تتولى جمعيات كثيرة تقديم المساعدات‬ ‫اليهم‪ ،‬وهو ما يش��يد به مسؤولون دوليون ومنظمات‬ ‫دولية‪.‬‬


‫االئتالف الوطني» يتهم النظام‬ ‫بتجيند «طالب مدار�س» وا�ستخدام‬ ‫قواته لأطفال كـ«دروع ب�شرية»‬

‫�أطفال بال عائالت‬

‫�آثار نف�سية بالغة‬ ‫ورك��ز التقرير ف��ي جانب مهم منه على األمراض النفس��ية الت��ي يعانيها األطفال‬ ‫الس��وريون والناجمة ع��ن األحداث في بالدهم‪ ،‬حيث يعانون م��ن آثار بالغة ناتجة عن‬ ‫الحزن واالكتئاب والخوف والتوتر والغضب والترقب‪.‬‬ ‫ونوه التقرير إلى الجو العام في مخيم الزعتري الذي قال إنه يشهد توترا وانتهاكات‬ ‫متع��ددة «حيث تجري عمليات الس��رقة والتخريب ووجود عصابات‪ ،‬باإلضافة لتفش��ي‬ ‫األمراض»‪ ،‬كما كش��ف أن ‪ % 5.6‬من أطفال الالجئين و‪ % 6‬من النساء في سن االنجاب‬ ‫في الزعتري يعانون من سوء التغذية‪.‬‬ ‫وأوصى التقرير بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة خاصة ما يتعلق بحماية األطفال في‬ ‫المخيم من العنف الجنسي‪ ،‬وخوف األطفال من التحرش الجنسي‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫وتحدث التقرير عن وجود ‪ 237‬طف ًال يعيشون في المخيم دون أسرهم التي افترقوا‬ ‫عنها وقدموا لألردن من دونها‪ ،‬من هؤالء ‪ 20‬طفلة‪.‬‬ ‫كم��ا تح��دث ع��ن وج��ود ‪ 213‬طفال ذك��راً و‪ 110‬طف�لات انفصل��وا ع��ن عائالتهم‬ ‫ويعيش��ون في المخيم بحسب آخر إحصاءات المفوضية العليا لشؤون الالجئين التابعة‬ ‫لألمم المتحدة في نهاية مارس‪/‬آذار ‪.2013‬‬ ‫ويرص��د التقرير أبرز المش��كالت الت��ي يعانيها األطفال في المخي��م والمتمثلة في‬ ‫العنف األس��ري وتحديد ورعاية األطفال الذين افترقوا عن عائالتهم‪ ،‬واستبعاد بعض‬ ‫األسر التي تعيل نساء من الخدمات‪ ،‬ومشكالت األطفال والنساء ذوي اإلعاقة‪.‬‬ ‫التقري��ر لفت إلى تفاقم مش��كلة عمال��ة األطفال في المخيم‪ ،‬وه��و ما يحول دون‬ ‫التحاقه��م بالمدارس‪ ،‬كما تحدث ع��ن أن بعض األطفال «ينضم��ون لعصابات» داخل‬ ‫المخيم‪.‬‬ ‫وركز التقرير على مش��كلة التعليم بالنس��بة لألطفال الالجئي��ن‪ ،‬وقال إنه وغم أن‬ ‫وزارة التربية األردنية وبالتعاون مع اليونيس��يف أتاحت التعليم في الصفوف األساسية‬ ‫باس��تثناء الصف األخير من الثانوية بسعة تبلغ ‪ 5000‬طالب‪ ،‬فإن ‪ % 76‬من اإلناث و‪80‬‬ ‫‪ %‬من الذكور ممن تتراوح أعمارهم بين ‪ 6‬و‪ 18‬عاما ال يلتحقون بالمدارس‪.‬‬ ‫وعن أسباب هذا التدني في اإلقبال على التعليم‪ ،‬قال التقرير إن األهالي برروا ذلك‬ ‫بتردي األحوال‪ ،‬وانتظار أمل العودة للبالد‪ ،‬في حين يبرر األطفال سبب عدم التحاقهم‬ ‫بالمدارس بالعنف بين الطالب ومنه العنف الجنس��ي وانعدام األمن‪ ،‬إضافة اللتحاقهم‬ ‫بالعمل الذي يسد رمق عائالتهم‪.‬‬ ‫كم��ا رصد أس��بابًا أخرى منها بُعد المدارس بالنس��بة للفتيات‪ ،‬وس��وء التغذية لدى‬ ‫الطالب‪ ،‬وازدحام الفصول الدراس��ية‪ ،‬وضعف الخبرات العملية بالنس��بة للمعلمين في‬ ‫المخيم‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫على ضوء الش��موع يفترش��ون األرض لتناول وجبة اإلفط��ار المتواضعة المكونة‬ ‫من الش��وربة والس��لطة ويخنة البرغل وفتة اللبن‪ ،‬ال وجود ألطباق فاخرة من الدجاج أو‬ ‫السمك أو اللحوم أو الحلويات على مائدة إفطار هذه العائلة السورية الالجئة‪.‬‬ ‫هذا ه��و الحال في جميع مراكز إيواء الالجئين الس��وريين أو أماكن تواجدهم في‬ ‫لبنان‪ ،‬إذ بالكاد يتمكن والد هذه العائلة المؤلفة من ثمانية أطفال وزوجة من توفير ما‬ ‫يكفي لشراء الخبز والخضار واألرز واللبن والبرغل والتمر‪.‬‬ ‫ه��ذه العائلة هي األكبر ف��ي مجمع مؤقت إليواء الالجئين الس��وريين في منطقة‬ ‫األوزاعي جنوبي بيروت‪ ،‬يضم ما يزيد عن ‪ 750‬شخصا‪.‬‬ ‫الوالد وليد س��لوم من حماة لجأ إلى لبنان برفقة عائلته قبل ‪ 6‬أش��هر‪ ،‬ووجد غرفة‬ ‫صغيرة له وألفراد أس��رته في هذا المجمع بعد أن حرم أطفاله من الدراس��ة وتش��تتت‬ ‫عائلته بين لبنان وتركيا وسوريا‪.‬‬ ‫وقال س��لوم لـس��كاي نيوز عربية‪« :‬أهلي بتركيا والقس��م اآلخر داخل س��وريا ونحن‬ ‫نعيش في حالة فقر مدقع في لبنان وال نشعر أن رمضان هو نفسه الذي اعتدناه كل عام»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬ال نش��عر بحلول رمضان ألن كل ش��يء تغي��ر منذ أن نزحن��ا إلى لبنان‬ ‫وافترق��ت العائلة‪ ،‬وال��دي كان ال يجلس على طاولة الفطور من دون وجود أوالدي واآلن‬ ‫كل واحد منا مشتت في بلد مختلف‪ ،‬كيف لنا أن نشعر برمضان»‪.‬‬ ‫وكان يعمل س��لوم في تربية المواشي وزراعة التبغ في سوريا ويعيش في منزل‬ ‫مؤل��ف من ‪ 8‬غرف‪ ،‬بينما ين��ام اآلن مع زوجته وأطفاله الثمانية في غرفة واحدة ال تزيد‬ ‫مساحتها عن عشرة أمتار مربعة‪.‬‬ ‫ورغم أن مياه الشرب متوفرة‪ ،‬إال أن التيار الكهربائي ينقطع ألكثر من ‪ 12‬ساعة يوميا‪.‬‬ ‫يت��وق ولي��د اآلن أكثر من أي وقت مضى للع��ودة إلى دياره واس��تعادة مهنته ولم‬ ‫ش��مل عائلت��ه‪ ،‬وهو يدرك جي��دا أن األمر غير ممكن في الوقت الراه��ن لكنه يتمنى أن‬ ‫يمضي رمضان المقبل في سوريا محاطا بكامل أفراد أسرته‪.‬‬

‫تمثل حالة الطفل السوري منجد (‪ 14‬عاماً) واحدة من آالف حاالت األطفال السوريين‬ ‫الذي��ن انخرطوا في س��وق العمل األردن��ي بعد هربهم مع عائالتهم من مدن س��وريا‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫الطف��ل ال��ذي يعمل في محل لبيع الخضار قال إنه درس حتى الصف الس��ادس في‬ ‫وطنه س��وريا‪ ،‬وبع��د اللجوء ل�لأردن قبل عامين مكث ألش��هر يتنقل م��ع العائلة بين‬ ‫المفرق والزرقاء وأخيرا استقر في منطقة الحسين الشعبية وسط عمان‪.‬‬ ‫ال يعب��أ منجد كثي��راً بانقطاعه عن الدراس��ة‪ ،‬ويتحدث بطالقة ع��ن أهمية التحاقه‬ ‫بالعمل لمس��اعدة والده وش��قيقه اللذين قال إنهما يعمالن في أشغال مختلفة لتأمين‬ ‫أجرة المنزل ومتطلبات الحياة التي يصفها بالغالية جداً في األردن‪.‬‬ ‫وبات مش��هد األطفال والمراهقين الس��وريين الذين ينتش��رون في أس��واق العمل‬ ‫المختلف��ة ف��ي األردن مألوفًا‪ ،‬خاص��ة وأن غالبيته��م يعمل بأجور أقل م��ن نظرائهم‬ ‫األردنيي��ن عوض��ًا ع��ن عدم تمتعه��م بحقوقهم األساس��ية م��ن التأمي��ن االجتماعي‬ ‫والصحي في أغلب الحاالت‪.‬‬ ‫وكش��ف أح��دث تقرير صدر الش��هر الماضي عن منظم��ة األمم المتح��دة للطفولة‬ ‫(يونيس��يف) أن ‪ % 53‬م��ن الالجئين الس��وريين في األردن‪ ،‬المق��در عددهم بأكثر من‬ ‫‪ 470‬ألفًا‪ ،‬من األطفال‪.‬‬ ‫وتح��دث التقرير عن أن ربع هؤالء الالجئين من المراهقين والش��بان الذين تتراوح‬ ‫أعمارهم بين ‪ 15‬و‪ 24‬عامًا‪ ،‬وهو ما يكش��ف ع��ن عمق األزمة التي تواجهها أجيال من‬ ‫السوريين خلفتها الحرب المستعرة في بالدهم‪.‬‬ ‫التقرير ركز باألس��اس عل��ى حياة األطفال في مخيم الزعتري لالجئين الس��وريين‬ ‫الذي يقيم فيه ‪ 120‬ألفًا من السوريين‪ ،‬بحسب ما أورد التقرير‪ ،‬ولفت إلى أن المشكالت‬ ‫خارج المخيم بالنسبة لالجئين قريبة إلى حد كبير مما يعانيه الالجئون داخل المخيم‪.‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫�سكاي نيوز‪ :‬الج�ؤوا �سوريا‪..‬‬ ‫رم�ضان مل ي�أت بعد!‬

‫‪ % 53‬من الجئي �سوريا‬ ‫بالأردن �أطفال‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬

‫اته��م «االئت�لاف الوطن��ي» المعارض‪ ،‬ف��ي بيان له ي��وم الخمي��س‪ ،‬النظام‬ ‫الس��وري باللجوء إل��ى «تجنيد طالب م��دارس في بعض المناطق عبر ما يس��مى‬ ‫باللجان الش��عبية وجيش الدف��اع الوطني»‪ ،‬موضحا أنه يوج��د «حاالت موثقة من‬ ‫اعتق��ال األطفال بدل اآلباء‪ ،‬واس��تخدامهم كدروع بش��رية أمام ق��وات النظام في‬ ‫عمليات التوغل في القرى»‪.‬‬ ‫وتتبادل الس��لطات ومس��لحين معارضي��ن االتهامات في اس��تخدام المدنيين‬ ‫ومعظمهم من األطفال والنس��اء كدروع بش��رية في المواجهات التي تدور بينهم‪،‬‬ ‫إضافة إلى اتهام السلطات لمقاتلي المعارضة بتجنيد أطفال وإشراكهم في القتال‬ ‫الدائر في البالد‪.‬‬ ‫وكان أمي��ن ع��ام األمم المتحدة بأن كي مون أوضح في تقرير له الش��هر الماضي‬ ‫أن آالف األطف��ال في س��وريا قتلوا ف��ي العنف‪ ،‬كما تعرض آخرون إلى عنف جنس��ي أو‬ ‫التعذي��ب بطرق مش��ابهة للبالغي��ن للحصول على معلومات أو اعت��راف من جانب قوات‬ ‫الدول��ة‪ ،‬وهم ف��ي معظمهم أعض��اء في أجه��زة مخاب��رات الدولة‪ ،‬والقوات المس��لحة‬ ‫السورية‪ ،‬مضيفا أن جماعات المعارضة المسلحة‪ ،‬بمن فيهم الجيش الحر‪ ،‬متهمة أيضًا‬ ‫باس��تخدام أطفال‪ ،‬تتراوح أعمارهم بين ‪ 15‬إلى ‪ 17‬عاماً في القتال‪ ،‬وفي القيام بأدوار‬ ‫لمساندة المقاتلين‪ ،‬مثل نقل األغذية والمياه وتعبئة خراطيش الذخائر‪.‬‬ ‫ولف��ت االئتالف إلى أنه وهيئ��ة أركان «الجيش الحر» يؤكدان على «التزامهما‬ ‫الكامل بميثاق جني��ف وبكافة المعاهدات والمواثيق الدولية الخاصة بزمن الحرب‪،‬‬ ‫م��ع العمل على فرضها تحت طائلة المس��اءلة والمحاس��بة أمام القضاء الس��وري‬ ‫العادل القادم ال محالة»‪.‬‬ ‫وتاب��ع االئتالف أن «الثورة الس��ورية إنما اندلعت دفاعًا ع��ن صبية صغار في‬ ‫مدينة درعا‪ ،‬وأن حملة النظام ضد السوريين أودت بحياة ما يزيد على ‪ 1730‬طف ًال‬ ‫تقل أعمارهم عن ‪ 10‬سنوات»‪ ،‬مندداً «باستخدام األطفال في العمليات العسكرية‪،‬‬ ‫وأي استخدام لهم كدروع بشرية‪ ،‬وأي تهاون في المحافظة على سالمتهم»‪.‬‬ ‫وكانت منظمة «أنقذوا األطفال» التي تعنى بشؤون األطفال ذكرت في تقرير‬ ‫قدم إلى مجلس األمن‪ ،‬في ش��هر نيسان الماضي‪ ،‬أن أطفاال يستخدمون كـ»دروع‬ ‫بش��رية» في المواجهات بين طرفي النزاع في سوريا‪ ،‬مناشدة أعضاء المجلس أن‬ ‫يفعلوا المزيد من أجل أطفال س��وريا‪ ،‬ومش��يرة أن «مليوني طفل س��وري تقريبا‬ ‫بحاجة للمساعدة بسبب الحرب الدائرة هناك»‪.‬‬ ‫وأعلن��ت منظم��ة األمم المتحدة للطفولة (يونس��يف)‪ ،‬في ش��هر أذار‪ ،‬أن ‪2.5‬‬ ‫مليون طفل س��وري داخل وخارج س��وريا يحتاجون لمساعدة‪ ،‬بينما لم يتم تمويل‬ ‫‪ % 80‬من البرامج التي تحتاجها المنظمة لتأمين هذه المساعدة‪.‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫الإ�سالم ال�سيا�سي‬ ‫بني حتمية ال�صعود‪ ..‬وال�سقوط‬ ‫ياسر مرزوق‬ ‫ٌ‬ ‫جيل ش��اب هاله ما جرى لوطنه وما وقع للش��رعية‬ ‫في��ه‪ ،‬وما ه��و مترت��ب عل��ى الش��رعية وتابع له��ا مثل‬ ‫الس��لطة والحكم‪ ،‬والقانون وتطبيقه بما يحقق مطالب‬ ‫العقد االجتماعي بين قوى الشعب‪.‬‬ ‫يبدو ه��ذا التعري��ف األق��رب لحقيقة الم��د الثوري‬ ‫المفاج��ئ الذي اجت��اح المنطقة العربية أو ما س��مي في‬ ‫مابع��د «بالربيع العربي» م��ع اإلقرار بغراب��ة أن يتفاجأ‬ ‫متاب��عٌ أو قارئ بما حدث‪ ،‬ألن الش��واهد كانت هناك منذ‬ ‫زم��ن طويل‪ ،‬بعد أن انس��دت كافة الط��رق أمام النظام‬ ‫ٍ‬ ‫العربي الحاكم‪ ،‬ولم يقدم لش��عوبه سوى الخرافة التي‬ ‫س��ميت « اس��تقراراً « والتي تمت مقايضتها بكل شيء‪،‬‬ ‫ف��ي حين أن « االس��تقرار» معناه الحقيقي االتس��اق مع‬ ‫مبادئ الحرية والعدل وكرامة اإلنسان‪.‬‬ ‫وق��د يب��دو للوهلة األول��ى أن الحركات اإلس�لامية‬ ‫ه��ي الفائ��ز األكبر في الث��ورات العربية‪ .‬فقد أس��قطت‬ ‫ه��ذه الث��ورات تل��ك األنظم��ة الدكتاتورية الت��ي أقصت‬ ‫وهمش��ت وحجبت الشرعية عن الحركات الدينية‪ ،‬خاصة‬ ‫اإلس�لامية‪ .‬إال أنه��ا ف��ي الوق��ت عينه وضع��ت الحركات‬ ‫اإلس�لامية أم��ام تحدياتٍ واس��تحقاقات‪ ،‬لعل أبس��طها‬ ‫اإلق��رار بالديمقراطي��ة واالس��تماع لمطال��ب الش��ارع‬ ‫فالث��ورات كما تمنح فرصًا‪ ،‬فإنها تف��رض قيوداً وقواعد‬ ‫جديدة ملزمة لكافة األطراف‪ ،‬حتي تكتمل أهداف الثورة‪.‬‬ ‫ومم��ا ال ش��ك في��ه أن الفك��ر السياس��ي ه��و فكر‬ ‫المفاج��آت غي��ر المتناهي��ة‪ ،‬وذل��ك ألنه فك��ر المصالح‬ ‫المختلفة في خضم الممارس��ة السياسية‪ .‬البعيدة أحيانًا‬ ‫عن القانون واألخالق وحتى المنطق‪.‬‬ ‫ملفن��ا الي��وم لإلض��اءة عل��ى مصطل��ح اإلس�لام‬ ‫السياس��ي وحتمية الصعود أو الس��قوط‪ ،‬تزامنًا مع وقع‬ ‫الث��ورة المصرية الثانية‪ ،‬فق��د بات لزام��اً وبالتزامن مع‬ ‫المتغي��رات الت��ي يفرضه��ا الربيع العربي على ش��عوبنا‬ ‫اإلق��رار باس��تحالة اس��تخدام اإلس�لام لصال��ح النظام‪،‬‬ ‫واستحالة اس��تبعاد اإلس�لام من دائرة التأثير السياسي‬ ‫واالجتماع��ي ف��ي العالمي��ن العرب��ي واإلس�لامي‪ ،‬لق��د‬ ‫حاول��ت الدول��ة التركي��ة القي��ام بذل��ك ط��وال أكثر من‬ ‫خمس��ين عاماً‪ ،‬وها ه��ي أذعنت عن مضض الس��تتباب‬ ‫ش��كل من أشكال اإلسالم السياس��ي‪ ،‬ال يبدو القبول به‬ ‫ٍ‬ ‫مستقراً حتى اليوم‪ ،‬واعتبرت دول مثل السعودية ومصر‬ ‫وباكس��تان‪ ،‬أنه يمكن استيعاب المنازع اإلسالمية ضمن‬ ‫مؤسس��ةٍ رسمية‪ ،‬تحقق للنظام س��يطر ًة على المجتمع‬ ‫الع��ام‪ ،‬إال أن التجربة باءت بالفش��ل‪ ،‬فق��د خرجت ٌ‬ ‫أجيال‬ ‫كامل��ة م��ن الش��بان اإلحيائيي��ن والس��لفيين الجدد من‬ ‫تحت عباءة المؤسس��ة الديني��ة التقليدية‪ .‬الرافضين لها‬ ‫رفضهم لألنظمة التي ترعاها‪.‬‬ ‫وق��د راه��ن الكثي��ر م��ن الباحثي��ن األكاديميي��ن‬ ‫والدارس��ين االس��تراتيجيين في العقد األخي��ر على التنبؤ‬ ‫بنهاي��ةٍ قريب��ة للح��ركات اإلس�لامية‪ ،‬م��ن منطل��ق أن‬ ‫ح��ركات اإلس�لام السياس��ي لم تحق��ق نجاح��اً يذكر بعد‬ ‫الثورة اإليرانية عام ‪ ،1978‬بل أن الظاهر والبارز الفش��ل‬ ‫المتكرر في الوصول إلى السلطة بالقوة من مثل التجارب‬ ‫المأس��اوية في أفغانس��تان والجزائر‪ ،‬بل وفي الس��ودان‪،‬‬ ‫فف��ي أفغانس��تان تصارع��وا عل��ى الس��لطة بع��د خروج‬ ‫ال��روس‪ ،‬وال��ذي انتهى باس��تيالء طالبان وإس��قاطها من‬ ‫ً‬ ‫الحق��ا أما في الجزائر ف��إن نجاحاتهم األولية‬ ‫األمريكيين‬ ‫عائدة إلى إخفاق السلطة الجزائرية‪ ،‬وتفاقم الصراع بين‬ ‫أجنحته��ا المختلف��ة‪ ،‬والح��ركات الثورية الت��ي قامت على‬ ‫أنق��اض جبهة اإلنقاذ ال تمل��ك برنامجًا أو رؤية بديلة‪ ،‬بل‬ ‫اعتمدت الرعب واإلرهاب أس��لوبًا للكفاح‪ ،‬أما في السودان‬ ‫ف��إن الدكتور حس��ن الترابي الذي بقي حزب��ه حزب أقلية‬ ‫منذ السبعينات‪ ،‬وبقي متسلقاً على أكتاف العسكر‪.‬‬

‫الصعود اإلس�لامي في ذاته يعود في األس��اس إلى‬ ‫خلو الساحة السياسية من البدائل نتيجة ضرب الحركات‬ ‫السياسية القومية واليسارية من جانب األنظمة‪ ،‬وتفاقم‬ ‫أمل في الخالص‪،‬‬ ‫األزمات االجتماعية واالقتصادية بدون ٍ‬ ‫وتجدر اإلش��ارة إلى أن نجاح الثورة االسالمية في ايران‪،‬‬ ‫ال يع��ود الفض��ل في��ه لحرك��ة م��ن ح��ركات ما يس��مى‬ ‫بالصحوة اإلس�لامية‪ ،‬بل للمؤسس��ة الديني��ة التقليدية‬ ‫في إيران التي قادت الجماهير المهمشة والمتضررة من‬ ‫التحديث ومن فساد حكم الشاه‪.‬‬ ‫وقوة الحركات اإلسالمية متأتية من تقصير أنظمة‬ ‫الحكم في نش��ر وممارس��ة قيم الحري��ة والديمقراطية‬ ‫وحقوق اإلنس��ان‪ ،‬وكذلك فإن نجاحاتها المحدودة ناجمة‬ ‫ع��ن كونه��ا الفري��ق الرئيس��ي ال��ذي يص��ارع األنظمة‬ ‫االس��تبدادية ضعيف��ة المش��روعية‪ ،‬أما فش��لها النهائي‬ ‫فعائ��د إلى أن األولوي��ة لديها ما كانت اس��تعادة التجربة‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬بل القول بتطبيق الش��ريعة‪ ،‬وهو بدوره‬ ‫شعار احتجاجي قد يصلح برنامجًا للوصول إلى السلطة‪،‬‬ ‫إال أن��ه ال يمك��ن هذه الحركات من االس��تمرار في س��دة‬ ‫الحكم‪.‬‬

‫اال�سالم ال�سيا�سي‪:‬‬ ‫يعتب��ر مصطل��ح اإلس�لام السياس��ي م��ن أكث��ر‬ ‫المصطلحات جدلية في علم السياس��ة الحديث‪ ،‬وتتراوح‬ ‫العالقة معه بين اتجاهٍ نافٍ لوجوده يتزعمه فريق واسعٌ‬ ‫من اإلسالميين وحتى المس��لمين‪ ،‬وينطلق أصحاب هذا‬ ‫االتجاه م��ن أن العبارة خاطئة وغير دقيقة ألنها تقس��م‬ ‫المس��لمين إلى قسمين قسم يشتغل بالسياسة‪ ،‬وقسم‬ ‫يش��تغل بالعبادة وال يشتغل بالسياسة‪ ،‬وفي هذا القول‬ ‫تجزئة غير دقيقة لمفهوم اإلسالم الذي يؤمن به الجميع‬ ‫فاإلس�لام دين ودولة‪ ،‬ومن أراد السنة واالتباع فعليه أن‬ ‫يأخذ باإلسالم في مفهومه الشامل‪.‬‬ ‫حتى أن الدكتور يوس��ف القرضاوي يح��اول جاهداً‬ ‫تأويل النص الديني للتأكيد على أن السياسة ورد ذكرها‬

‫في القرآن الكريم وأن السياس��ة هي تطبيق ش��رع اهلل‬ ‫في عباده‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫إذا عرفنا مفهوم كلمة « السياسة « لغة واصطالحاً‪،‬‬ ‫فينبغي أن نبحث عنها في تراثنا اإلس�لامي‪ ،‬وفي فقهنا‬ ‫وفكرنا اإلسالمي‪ ،‬وفي مصادرنا اإلسالمية‪.‬‬ ‫هل نجدها في القرآن الكريم‪ ،‬وفي السنة النبوية‪،‬‬ ‫وفي فق��ه المذاهب المتبوعة‪ ،‬أو غي��ره من الفقه الحر؟‬ ‫وهل نجدها عند غير الفقهاء من المتكلمين والمتصوفة‬ ‫والحكماء والفالسفة‪..‬‬ ‫وكي��ف تح��دث ه��ؤالء وأولئك ع��ن السياس��ة؟ وما‬ ‫الموقف الش��رعي المس��تمد من الكتاب والسنة من هذا‬ ‫كله‪..‬‬ ‫كلم��ة « السياس��ة « لم ترد في الق��رآن الكريم‪ ،‬ال‬ ‫ف��ي مكيّه‪ ،‬وال ف��ي مدنيّه‪ ،‬وال أي لفظة مش��تقة منها‬ ‫وصف��ا أو فع�لا‪ .‬ومن ق��رأ « المعجم المفه��رس أللفاظ‬ ‫الق��رآن الكريم» يتبين له هذا‪ .‬ولهذا لم يذكرها الراغب‬ ‫في «مفردات��ه»‪ .‬وال «معجم ألفاظ القرآن» الذي أصدره‬ ‫مجم��ع اللغة العربي��ة‪ .‬وقد يتخذ بعضهم م��ن هذا دلي ًال‬ ‫عل��ى أن الق��رآن ‪ -‬أو اإلس�لام ‪ -‬ال يعني بالسياس��ة وال‬ ‫يلتفت إليها‪.‬‬ ‫وال ريب أن هذا الق��ول ضرب من المغالطة‪ ،‬فقد ال‬ ‫يوجد لفظ ما في القرآن الكريم‪ ،‬ولكن معناه ومضمونه‬ ‫مبث��وث في القرآن‪ .‬أض��رب مثال لذلك بكلم��ة «العقيدة‬ ‫« فه��ي ال توج��د في القرآن‪ ،‬ومع ه��ذا مضمون العقيدة‬ ‫موج��ود ف��ي القرآن كل��ه‪ ،‬م��ن اإليمان ب��اهلل ومالئكته‬ ‫وكتب��ه ورس��له واليوم اآلخر‪ ،‬ب��ل العقيدة ه��ي المحور‬ ‫األول الذي تدور عليه آيات القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ومث��ل ذل��ك كلم��ة « الفضيلة « فه��ي ال توجد في‬ ‫ّ‬ ‫بالحث‬ ‫الق��رآن‪ ،‬ولكن القرآن ممل��وء من أوله إل��ى آخره‬ ‫على الفضيلة‪ ،‬واجتناب الرذيلة‪.‬‬ ‫فالقرآن وإن لم يجئ بلفظ (السياسة) جاء بما يدل‬ ‫عليه��ا‪ ،‬وينبئ عنها‪ ،‬مثل‪ :‬كلمة (الملك) الذي يعني حكم‬ ‫الناس وأمرهم ونهيهم وقيادتهم في أمورهم‪.‬‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫روج��ت األنظم��ة السياس��ية الحاكم��ة ف��ي العالم‬ ‫العرب��ي‪ ،‬لش��رعيتها باعتبارها‪ ،‬تلع��ب دور الحاجز الذي‬ ‫يمنع زحف اإلسالم السياسي على مختلف مواقع السلطة‬ ‫ومراف��ق التحكم في توجيه مجتمعاته��ا‪ ،‬على اعتبار أن‬ ‫في هذا الخطاب الموج��ه أص ًال للواليات المتحدة وأوروبا‬ ‫بوليص��ة تأمين مدى الحي��اة ألنظمة ما فتئت تفقد على‬ ‫مر الس��نين‪ ،‬وتراكم خدماتها لسياس��ات واستراتيجيات‬ ‫األجنب��ي‪ ،‬مصداقيته��ا أم��ام ش��عوبها مم��ا أضع��ف من‬ ‫مواقعها وسلطاتها الحقيقية‪.‬‬ ‫وعلى مدى عقود من الزمن تم اس��تعمال اإلسالم‬ ‫السياس��ي كفزاعة من أجل تبرير االستبداد‪ .‬على اعتبار‬ ‫كان منطق أن الش��عب العربي غير جاهز للديمقراطية‪،‬‬ ‫وأن أي انتخابات نزيهة ستأتي باإلخوان الذين إذا وصلوا‬

‫كان إسهام الحركات اإلسالمية في الثورات العربية‪،‬‬ ‫خج��و ًال مقارنة بالوضع التنظيم��ي والحركي لها‪ .‬وكانت‬ ‫مش��اركتها ع��ن طريق كوادره��ا التي لم تنزل الش��ارع‬ ‫بداف��ع تنظيمي بل كفردٍ من أف��راد الوطن‪ ،‬وربما يعزو‬ ‫ٍ‬ ‫البع��ض الحض��ور الضعي��ف لإلس�لاميين ف��ي الثورات‬ ‫العربي��ة إل��ي تاري��خ قياداته��ا ف��ي مهادنة الس��لطات‪،‬‬ ‫والحص��ول على مكتس��باتٍ محدودة‪ ،‬بعي��داً عن مطالب‬ ‫الحري��ات والعدالة وتكافؤ الفرص‪ ،‬ومم��ا يذكره الباحث‬ ‫المصري عبد الرحيم علي ف��ي كتابه عن تاريخ الحركة‬ ‫ه��و عالقة اإلخوان بالش��يوعيين حيث طلب حس��ن البنا‬ ‫ال��ذي اغتيل ع��ام ‪ 1949‬من الس��فارة األميركية تكوين‬ ‫مكت��ب مش��ترك بي��ن اإلخ��وان واألميركيي��ن لمكافحة‬ ‫الش��يوعية عل��ى أن يكون معظم أعضائ��ه من اإلخوان‪،‬‬ ‫وتتولى أميركا إدارة المكتب ودفع مرتبات أعضاء اإلخوان‬ ‫في��ه‪ ،‬باإلضافة لعالقات اإلخوان المتين��ة في الباطن مع‬ ‫القصر الملكي وحاشيته‪ .‬وعالقته مع نظام مبارك‪..‬‬ ‫هذا باإلضافة إلى أن الحركات اإلس�لامية قد دفعت‬ ‫أكبر األثمان ف��ي مواجهتها المتكررة مع النظام العربي‪،‬‬ ‫بنوع من‬ ‫ف��ي حين تم التعامل مع تيارات معارضة أخرى ٍ‬ ‫اللي��ن‪ ،‬كما حدث في الجزائ��ر أوائل التس��عينيات‪ .‬أوفي‬ ‫مص��ر « الص��دام التاريخي بي��ن عبد الناص��ر واإلخوان‪،‬‬ ‫فض�لا ع��ن المواجهة المس��تمرة بين مب��ارك والجماعة‬ ‫طيل��ة العقدين األخيرين»‪ ،‬وس��وريا « أح��داث حماة عام‬ ‫‪ ،»1982‬وتون��س «أحداث باب س��ويقة عام ‪ ،»1990‬مما‬ ‫دفعها إلى إسقاط الخيار الثوري من حساباتها‪ ،‬واالعتماد‬ ‫علي المنهج التدريجي كخيار وحيد لإلصالح‪.‬‬ ‫ف��ي الختام بعي��داً عن جدل المصطلح��ات والخالف‬ ‫األكاديمي‪ ،‬قال خبير االسالم الفرنسي أوليفييه روي أن‬ ‫االنقسام السياسي الرئيس��ي الذي يواجهه االسالميون‬ ‫المنتخب��ون هو في الغالب ليس بش��أن الدي��ن‪ .‬واضاف‬ ‫«انظر للنس��اء المحجبات اللواتي تظاهرن ضد مرس��ي‪.‬‬ ‫انه��ن لس��ن ض��د الش��ريعة‪ .‬انه��ن ض��د ع��دم الكفاءة‬ ‫والمحسوبية»‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬

‫الأنظمة احلاكمة واحلركات الإ�سالمية‪:‬‬

‫دور احلركات اال�سالمية يف الربيع‬ ‫العربي‪:‬‬

‫أسبوعية‬

‫يعتب��ر مصطل��ح اإلس�لام األصول��ي م��ن أول‬ ‫المصطلحات التي تم اس��تعمالها لوصف ما يسمى اليوم‬ ‫«اإلسالم السياسي» حيث عقد في سبتمبر عام ‪1994‬م‬ ‫مؤتمر عالمي في واش��نطن في الواليات المتحدة باسم‬ ‫« خط��ر اإلس�لام األصولي على ش��مال أفريقي��ا» وكان‬ ‫المؤتم��ر عن الس��ودان وم��ا وصف��ه المؤتم��ر بمحاولة‬ ‫إيران نش��ر «الثورة اإلس�لامية» إلى أفريقيا عن طريق‬ ‫الس��ودان بعد ذلك تدريجيًا وفي التسعينيات وفي خضم‬ ‫األح��داث الداخلية في الجزائر بعد إس��قاط جبهة اإلنقاذ‬ ‫واندالع أعمال عنف مس��لح تم اس��تبدال هذا المصطلح‬ ‫بمصطلح «اإلسالميون المتطرفون» واستقرت التسمية‬ ‫بعد أحداث ‪ 11‬أيلول ‪ 2001‬على « اإلسالم السياسي «‪.‬‬ ‫ويعتقد الكثير من المحللين السياس��يين الغربيين‬ ‫أن نشوء ظاهرة اإلس�لام السياسي يرجع إلى المستوى‬ ‫االقتصادي المتدني لمعظم الدول في العالم اإلس�لامي‬ ‫حي��ث بدأت منذ األربعينيات بعض الحركات االش��تراكية‬ ‫في بعض الدول اإلس�لامية تحت تأثير الفكر الش��يوعي‬ ‫كمحاولة لرفع المس��توى االقتصادي واالجتماعي لألفراد‬ ‫ولك��ن انهيار االتحاد الس��وفياتي خلف فراغ��ًا فكرياً في‬ ‫مج��ال محاولة اإلص�لاح االقتص��ادي واالجتماعي‪ ،‬ويرى‬ ‫المحلل��ون أنه من هن��ا انطلقت األفكار الت��ي ادعت بأن‬ ‫تفس��ير التخل��ف والت��ردي ف��ي المس��توى االقتص��ادي‬ ‫واالجتماعي يع��ود إلى «ابتعاد المس��لمين عن التطبيق‬ ‫الصحيح لنصوص الشريعة اإلسالمية وتأثر حكوماتهم‬ ‫بالسياس��ة الغربي��ة‪ ،‬كم��ا كان للقضي��ة الفلس��طينية‬ ‫والصراع العربي ‪ -‬الصهيوني واحتالل إس��رائيل للضفة‬ ‫الغربية وقطاع غزة‪ ،‬في فترة الثورة اإلسالمية في إيران‬ ‫وح��رب الخليج الثانية‪ ،‬كان أهم الدور الكبير الذي مهدت‬ ‫الس��احة لنش��وء فك��رة أن السياس��ة الغربي��ة «مجحفة‬ ‫وغير عادلة تجاه المس��لمين وتس��تخدم مفه��وم الكيل‬ ‫بمكيالين»‪.‬‬

‫إلى الحكم فلن يستطيع أحد إزاحتهم‪ ،‬ألنهم يستعملون‬ ‫سالح الدين الذى سيظل مؤثرا دائما فى أذهان الشعوب‪.‬‬ ‫فى الثورة المصرية الثانية أو في عملية اس��تكمال‬ ‫الثورة انتهت فزاعة اإلس�لاميين نهائيًا وس��قطت أوهام‬ ‫المس��تبد‪ .‬قال جون اس��بوزيتو اس��تاذ االديان والشؤون‬ ‫الدولي��ة ف��ي جامع��ة ج��ورج تاون ف��ي واش��نطن أن رد‬ ‫فعل االخوان المس��لمين على االنتقاد يكشف نماذج من‬ ‫ماضيهم الس��ري‪ .‬واضاف «الحكم الجي��د يحتاج لإلقدام‬ ‫عل��ى مخاط��رات والتواصل م��ع الناس الذي��ن ال يمكنك‬ ‫السيطرة عليهم لكنهم لم يمكنهم عمل ذلك‪« .‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ج��اء ذلك ف��ي القرآن بصيغ وأس��اليب‬ ‫ش��تّى‪ ،‬بعضها مدح‪ ،‬وبعضه��ا ذم‪ .‬فهناك‬ ‫المل��ك العادل‪ ،‬وهناك الملك الظالم‪ ،‬الملك‬ ‫الشوري‪ ،‬والملك المستبد‪.‬‬ ‫ذكر القرآن ف��ي الملك الممدوح‪( :‬فقد‬ ‫آتين��ا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم‬ ‫ملكًا عظيمًا) [النساء‪.]54 :‬‬ ‫وذك��ر م��ن آل إبراهيم‪ :‬يوس��ف الذي‬ ‫ناجى ربه فقال‪( :‬ربّ قد آتيتني من الملك)‬ ‫[يوس��ف‪ ،]101 :‬وإنما قال م��ن الملك‪ ،‬ألنه‬ ‫لم يك��ن مس��تقال بالحكم‪ ،‬ب��ل كان فوقه‬ ‫مل��ك‪ ،‬هو الذي ق��ال له‪( :‬إنّك الي��وم لدينا‬ ‫مكينٌ أمينٌ) [يوسف‪.]54 :‬‬ ‫وكذلك س��ليمان الذي آت��اه اهلل ملكا ال‬ ‫ينبغي ألحد من بعده‪.‬‬ ‫وممّن ذك��ره القرآن‪ :‬ملكة س��بأ التي‬ ‫قام ملكها على الش��ورى ال على االس��تبداد‬ ‫ً‬ ‫قاطع��ة أم��راً حتّ��ى تش��هدون)‬ ‫(م��ا كن��ت‬ ‫[النمل‪.]32 :‬‬ ‫وف��ي مقاب��ل ه��ذا ذم الق��رآن الملك‬ ‫الظالم والمتجبر‪ ،‬المس��لط على خلق اهلل‪،‬‬ ‫مث��ل‪ :‬ملك النمرود‪ ،‬الذي حاجّ إبراهيم في‬ ‫ربه أن آتاه اهلل الملك‪.‬‬ ‫ومث��ل‪ :‬مل��ك فرع��ون ال��ذي (عال في‬ ‫األرض وجع��ل أهله��ا ش��يعًا يس��تضعف‬ ‫ً‬ ‫طائف��ة مّنهم يذبّ��ح أبناءهم ويس��تحيي‬ ‫نس��اءهم أنه كان من المفس��دين) [القصص‪ .]4 :‬فهذا‬ ‫كله حديث عن السياس��ة والسياس��يين تح��ت كلمة غير‬ ‫(السياسة)‪.‬‬ ‫ومثل ذلك‪ :‬كلم��ة (التمكين) كما ف��ي قوله تعالى‪:‬‬ ‫(وكذلك ّ‬ ‫مكنّا ليوسف في األرض يتبوّأ منها حيث يشاء)‬ ‫[يوس��ف‪ ،]56 :‬وقوله عن بني إسرائيل‪( :‬ونريد أن نمنّ‬ ‫عل��ى ا ّلذي��ن اس��تضعفوا ف��ي األرض ونجعله��م ً‬ ‫أئمّة‬ ‫ونجعلهم الوارثين) [القصص‪ ،]5 :‬وقوله تعالى‪( :‬ا ّلذين‬ ‫أن ّ‬ ‫مكنّاه��م ف��ي األرض أقام��وا الصّالة وآت��وا الزّكاة‬ ‫وأم��روا بالمعروف ونهوا عن المنك��ر هّ‬ ‫ولل عاقبة األمور)‬ ‫[الحج‪.]41 :‬‬ ‫ومث��ل ذلك‪ :‬كلمة (االس��تخالف)‪ ،‬وما يش��تق منها‪،‬‬ ‫مث��ل قوله تعالى‪( :‬وع��د هّ‬ ‫الل ا ّلذين آمن��وا منكم وعملوا‬ ‫ّ‬ ‫الصّالحات ليستخلفنّهم في األرض كما استخلف الذين‬ ‫ّ‬ ‫وليمكن��نّ لهم دينه��م ا ّل��ذي ارتضى لهم‬ ‫م��ن قبله��م‬ ‫وليبدّلنّهم من بعد خوفهم أمنًا يعبدونني ال يش��ركون‬ ‫بي ش��يئًا وم��ن كفر بعد ذل��ك فأولئك هم الفاس��قون)‬ ‫[النور‪ .]55 :‬وقوله تعالى‪( :‬قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا‬ ‫وم��ن بعد ما جئتنا قال عس��ى ربّك��م أن يهلك عدوّكم‬ ‫ويستخلفكم في األرض فينظر كيف تعملون) [ألعراف‪:‬‬ ‫‪.]129‬‬ ‫كم��ا يؤك��د االتج��اه القائ��ل بنفي وج��ود مصطلح‬ ‫اإلسالم السياس��ي عند االسالميين روبرت سبينسر أحد‬ ‫أش��هر المحللين األمريكيين في ش��ؤون اإلسالم أنه «ال‬ ‫يوج��د فرق بين اإلس�لام واإلس�لام السياس��ي وأنه من‬ ‫الغي��ر المنطقي الفصل بينهما فاإلس�لام بنظره يحمل‬ ‫في مبادئه أهدافاً سياس��ية» وقال سبينسر ما نصه «أن‬ ‫اإلس�لام ليس مجرد دين للمس��لمين وانم��ا هو طريقة‬ ‫وأس��لوب للحياة وفيه تعليمات وأوامر من أبسط األفعال‬ ‫كاألكل والش��رب إلى األمور الروحية األكث��ر تعقيداً كما‬ ‫يقول»‬ ‫كما يقول حس��ين حقاني س��فير باكستان السابق‬ ‫لدى الواليات المتحدة «التيار االسالمي كان دائمًا عاطفة‬ ‫اكث��ر منه ايديولوجية سياس��ية متماس��كة‪ « .‬وأضاف أن‬ ‫«التيار اإلس�لامي من األس��اس ليس شام ًال للجميع لكن‬ ‫عليهم األن أن يشملوا اآلخرين‪« .‬‬ ‫أم��ا االتج��اه اآلخر فيتعامل مع اإلس�لام السياس��ي‬ ‫كمصطلح سياسي وإعالمي وأكاديمي استخدم لتوصيف‬ ‫حركات تغيير سياس��ية تؤمن باإلسالم باعتباره «نظاما‬ ‫سياس��يا للحكم»‪ .‬ويمكن تعريفه كمجموعة من األفكار‬ ‫واألهداف السياسية النابعة من الشريعة اإلسالمية التي‬ ‫يس��تخدمها مجموع��ة «المس��لمين األصوليي��ن» الذين‬ ‫يؤمنون بأن اإلس�لام «ليس عبارة عن ديانة فقط وإنما‬ ‫عبارة عن نظام سياسي واجتماعي وقانوني واقتصادي‬ ‫يصلح لبناء مؤسسات دولة»‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫الثورة ال�سورية‪ :‬نقد ذاتي �أم جلد للذات؟!‬ ‫من اجلي�ش احلر �إىل املت�أ�سلمني‬ ‫واملعار�ضة ال�سيا�سية‪..‬‬ ‫الياس س الياس‬

‫مقدمة‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫لي��س س��وريَّاً ذاك ال��ذي س��ألني‪ :‬ما‬ ‫معن��ى أن تقدم دول خليجية معينة مليارات‬ ‫ال��دوالرات لمصر‪ ،‬فور االنقالب الذي قام به‬ ‫عب��د الفتاح السيس��ي على رئي��س منتخب‬ ‫ديمقراطيا؟!‬ ‫بغ��ض النظر ع��ن الج��واب وخلفياته‪،‬‬ ‫ف��إن صم��ت بع��ض" الليبرال��ي والعلماني‬ ‫واليس��اري" عل��ى تدفق تل��ك المليارات من‬ ‫دول كان رم��وز تل��ك الحرك��ة المش��اركة‬ ‫في ديك��ور االنق�لاب ينتقدونه��ا‪ ،‬ثم فجأة‬ ‫نقف أم��ام " حالل وحرام" مخ��ز في خطاب‬ ‫النخ��ب السياس��ية المصري��ة‪ ،‬الت��ي ل��م‬ ‫تذه��ب حت��ى نح��و إدان��ة لفظي��ة لفظاعة‬ ‫ه��ذه العنصري��ة‪ ،‬الت��ي واجه��ت الس��وري‬ ‫والفلس��طيني في مصر‪ ،‬وبتعميم دال على‬ ‫أزم��ة العقل " النهضوي" عن��د قوى بعينها‪،‬‬ ‫فهم��ت االخت�لاف وف��ق ثقاف��ة مترس��خة‬ ‫ف��ي نق��ض وج��ود آخري��ن‪ ،‬أو عل��ى األقل‬ ‫تحميلهم بش��كل مق��رف وبنس��ق إعالمي‬ ‫ل��م يُعبر عن��ه حتى في تش��ريعات وقوننة‬ ‫أوروبي��ة متش��ددة أقدم��ت عليه��ا حكومات‬ ‫يمي��ن متط��رف‪ ..‬ال‪ ،‬وعلينا االعت��راف بأنه‬ ‫بعض " القوميين" ومن يس��مون أنفس��هم‬ ‫" قوى ديمقراطي��ة وليبرالية" تجاوزوا حتى‬ ‫التعمي��م الصهيون��ي في تصريح��ات عتاة‬ ‫التط��رف الع��رب الفلس��طينيين مس��ؤولية‬ ‫مأزومية مش��روعهم‪ ..‬وبالتال��ي الحل دومًا‬ ‫بالنف��ي واالبعاد والتجيي��ش اإلعالمي الذي‬ ‫لق��ي أخالقياً بضعة أص��وات تقول لعوباديا‬ ‫يوس��ف‪ :‬توق��ف ع��ن ه��راءك وعنصريتك‬ ‫الديني��ة‪ ..‬المخ��زي ف��ي المش��هد المصري‬ ‫أن يُق��ال ل��ك ال تتدخل في ش��ؤونهم حتى‬ ‫لفظي��ًا! ممن��وع مث� ً‬ ‫لا االحتج��اج عل��ى فتح‬ ‫س��فارة النظ��ام ف��ي القاه��رة‪ ،‬واألنكى أن‬ ‫معاذ الخطيب يكتب عل��ى صفحته بأنه هو‬ ‫من طالب بفتح القسم القنصلي‪ ..‬ثم بدأت‬ ‫تتوات��ر قصة ع��ودة النظام إلى مؤسس��ات‬ ‫جامعة الدول العربية!‬ ‫م��ا فهمن��اه‪ ،‬عل��ى األق��ل م��ن تل��ك‬ ‫األط��راف " الثائرة" اليوم ضد ثورة ‪ 25‬يناير‬ ‫بأنه��ا ترتبط ارتباطًا وثيق��ًا بحالة نهضوية‬ ‫عربي��ة ال ارت��داد إل��ى عص��ور كان بع��ض‬ ‫رموزها يتباكون على خلع مبارك‪..‬‬ ‫األم��ر يج��ده البع��ض معق��داً‪ ..‬لكن��ه‬ ‫أس��هل م��ن الجمل��ة النمطي��ة الغربية عن‬ ‫القضايا العربية وباألخص قضية فلسطين‬ ‫كمهرب من المواجهة‪ :‬األمر معقد!‬

‫التمويل ً‬ ‫خنقا‪..‬‬

‫م��ا قلته عن تدفق الملي��ارات‪ ،‬المعلنة‬ ‫َ‬ ‫ملج��أ لألموال‬ ‫على فك��رة من دول ص��ارت‬ ‫العربي��ة المهربة‪ ،‬ولش��خصيات تدير المال‬ ‫المافي��وزي م��ن دول الربي��ع العربي يطرح‬ ‫سؤالين‪:‬‬ ‫ لم��اذا ل��م تُوف��ر للث��ورة الس��ورية‬‫ولش��عبها الذي بات أكثر م��ن نصفه مهجراً‬

‫ويعاني األمرين‪ ،‬مع بحث دائم عن البوصلة‬ ‫األميركي��ة‪ ،‬بعض تلك األم��وال التي يمكن‬ ‫أن تقلب المعادلة منذ أش��هر مع حديث شبه‬ ‫يومي عن دعم الثورة السورية؟!‬ ‫تقف��ز أمام��ي ص��ورة وزي��ر خارجي��ة‬ ‫االمارات في باريس‪ ،‬وهو يلعب دور الثوري‬ ‫بسؤاله‪ :‬أين السيد كوفي عنان!‬ ‫ربما يتذك��ر بعضنا في زحمة األحداث‬ ‫أن يس��أل الي��وم‪ :‬م��ا ه��ي مهم��ة األخضر‬ ‫اإلبراهيمي الحقيقية غير الخروج علينا كل‬ ‫بضعة أشهر إلثبات أنه ما يزال مبعوثًا!‬ ‫ اليم��ن ال��ذي يج��اور تل��ك الرقع��ة‬‫الجغرافي��ة في الخليج‪ ،‬م��ع تنفيذه مبادرة "‬ ‫خليجية" وب��روز العمل والحدي��ث الحثيثين‬ ‫إليران ف��ي التدخل بش��ؤونه الداخلية‪ ،‬ألم‬ ‫يس��تحق دعمًا عب��ر الق��روض والمنح وهو‬ ‫البل��د ال��ذي يعتب��ر الحديقة الخلفي��ة لتلك‬ ‫ال��دول الت��ي تتالعب بمصالحه��ا إيران دون‬ ‫خجل أو تردد أو سرية؟!‬ ‫في س��وريا أيها الس��ادة كما في اليمن‬ ‫أناس يعيش��ون عل��ى حاف��ة المجاعة بكل‬ ‫م��ا تعني��ه الكلم��ة م��ن معنى‪ ،‬أت��ركك من‬ ‫مش��اريع تهوي��د القدس ونه��ب االرض في‬ ‫النق��ب‪ ،‬فنحن نع��رف من هي ال��دول التي‬ ‫تساعد بمشاريع وإن كانت غير كافية لغياب‬ ‫تنس��يق عربي وخليجي حقيقيين في األمر‬ ‫وربما تعود الفلس��طيني على " يا وحدنا" إال‬ ‫من دولة أو اثنتين لست في وارد الدفاع عن‬ ‫دورهما في تقديم بعض الدعم الذي يغفل‬ ‫عنه حتى محمود عباس اياه‪..‬‬ ‫وإذا كانت الحجج في ترك اليمن يغرق‬ ‫ف��ي تفاصي��ل ظن��ًا م��ن البعض ب��أن ذلك‬ ‫سيفش��ل ثورته��م‪ ،‬التي تتعث��ر مخاضاتها‬ ‫تخل غير‬ ‫بفعل الكثير من العوامل بما فيها ٍ‬ ‫مبرر ع��ن تقديم الدعم أو حت��ى القروض‬ ‫العربي��ة (وكأن ه��ؤالء الع��رب ال يق��رأون‬ ‫تقاري��ر األم��م المتح��دة عن وض��ع اليمن)‬ ‫وترك مشكله بين ش��مال وجنوب وحوثيين‬ ‫وقاعدة‪ ،‬وتدخ��ل إيراني س��افر وواضح حد‬ ‫إرس��ال الحوثيين اس��تغال ًال لظروفهم نحو‬ ‫مقاتلة السوريين الثائرين‪..‬‬ ‫فماذا عن سوريا؟!‬ ‫بعي��داً ع��ن االنش��اء‪ ،‬م��ا أعرف��ه بأن‬ ‫الحماسة للثورة السورية وهي تواجه محوراً‬ ‫وصل به األمر حد المجاهرة بمش��روع غزو‬ ‫وتطهير عرقي وطائفي‪ ،‬ال تكفيها القصائد‬ ‫وال المب��ادرات الفردي��ة وال إط�لاق مب��ادرة‬ ‫ش��عبية لجم��ع " التبرعات"‪ ،‬بينما الس��وري‬ ‫والس��ورية يتس��اءلون ع��ن تل��ك األم��وال‬ ‫الت��ي تحول��ت إل��ى اس��تعراض تلفزيون��ي‬ ‫ف��ي كرفان��ات‪ ،‬وخي��م وس��لل غذائي��ة في‬ ‫معسكرات اللجوء المخزية في األردن‪..‬‬ ‫يج��ادل البع��ض ب��أن الدع��م العربي‬ ‫للش��عب الس��وري‪ ،‬ال��ذي يتع��رض منذ ‪28‬‬ ‫ش��هراً لمذبح��ة واضح��ة وض��وح عروب��ة‬ ‫بعضنا‪ ،‬يجري " سراً"!‬ ‫حتى لو س��لمت بالس��رية‪ ،‬ماذا يلمس‬

‫اإلنسان السوري حتى في المناطق الخارجة‬ ‫عن س��يطرة نظام فاشي يس��تهدف الناس‬ ‫بلقم��ة العي��ش واهمًا بأن ذلك س��يعيدهم‬ ‫إل��ى نظري��ة معروف��ة بش��دة الغب��اء عن��د‬ ‫األنظم��ة الش��مولية والديكتاتورية‪ :‬انظروا‬ ‫إلى البدائل وتمسكوا بنا!‬ ‫سأش��ير هن��ا لمالحظ��ة تخت��زل كل‬ ‫االرتب��اك ‪ -‬غير آب��ه بالدع��وات التي وجهت‬ ‫لي ولغيري بالصمت عن الش��أن المصري ‪-‬‬ ‫فمن��ذ أن اختلفت (أق��ول اختلفت بدون ذلك‬ ‫الفج��ور ف��ي ثقاف��ة االختالف الت��ي ظهرت‬ ‫عندالبعض‪ ،‬الذي وصل به األمر حد التهديد‬ ‫الشخصي الس��خيف والمقاطعة لما أكتبه)‪،‬‬ ‫م��ع حت��ى بعض األصدق��اء عل��ى تقييم ما‬ ‫كان يحض��ر ل��ه ف��ي ‪ 28‬يوني��و‪ ،‬وقراءت��ي‬ ‫بأن��ه يج��ري التحضي��ر النق�لاب ي��وم ‪30‬‬ ‫يونيو‪ ،‬استغال ًال لحركة الشارع المحتج على‬ ‫سياس��ات مرسي‪ ،‬وهو حق ش��رعي للناس‬ ‫لكن مضح��ك ه��ؤالء الذين يقارن��ون بين‬ ‫تجربة نيكسون وديغول مع تجربة مرسي‪..‬‬ ‫هذا االس��تغالل الرخيص لم تش��هده مصر‬ ‫فحس��ب‪ ،‬بل دول كثيرة حول العالم‪ ،‬والتي‬ ‫أُري��د له��ا أن تُجهض تجرب��ة تعميم ثقافة‬ ‫الديمقراطي��ة‪ ،‬والت��داول الس��لمي عل��ى‬ ‫الس��لطة بانتخابات بعد ترسيخ تلك الثقافة‬ ‫الت��ي تأخ��ذ وقتًا قب��ل أن تنض��ج‪ ..‬للتذكير‬ ‫فقط‪ :‬ليس��ت منطقتنا العربية هي الوحيدة‬ ‫ف��ي العال��م الت��ي ش��هدت دوراً للدي��ن في‬ ‫مراحل التحوالت‪ ..‬فمن أميركا الالتينية حيث‬ ‫لعب بعض القساوسة والكنائس دوراً ثوريًا‬ ‫ضد الطغم العس��كرية‪ ،‬إلى آس��يا وأفريقيا‬ ‫لعب الدين دوراً وس��يطًا بين مرحلتين؛ لكن‬ ‫البعض في عالمن��ا العربي ليس رغبة منه‬ ‫إلبعاد خطر ما أس��موه " أخونة الدولة" التي‬ ‫تبي��ن أنه��ا خرافة ل��م تنقذ م��ن المالحقة‬ ‫واالعتقال وإغ�لاق القن��وات وتلفيق التهم‬ ‫بقضاء فاس��د‪ ،‬وإعالم لم يتغير منه ش��يئًا‪.‬‬ ‫أي م��ن هؤالء الذين نظ��روا لنظرية تحالف‬ ‫اإلخوان والجيش وأخونة مؤسس��ات الدولة!‬ ‫ب��ل لخلط مقصود من��ه الق��ول للجماهير‪:‬‬ ‫ال تث��وروا وال تغي��روا ألن البدائ��ل لن تكون‬ ‫ثقافة الديمقراطي��ة والدولة المدنية‪ ،‬دولة‬ ‫المواطن��ة‪ ،‬بل دولة المرش��د على الطريقة‬ ‫اإليراني��ة؛ التي يعتبرها حت��ى بعض كتاب‬ ‫األعمدة " قمة التحضر الديمقراطي برعاية‬ ‫الولي الفقيه"!‬ ‫المالحظ��ة التالية تكش��ف أي نوع من‬ ‫الفكر السياس��ي عند هؤالء‪ ،‬اذ اعتبر بشار‬ ‫األس��د بأن االنقالب أمر جيد ونصر له‪ ..‬ولن‬ ‫أخوض هنا بالتعليقات المقززة التي ساهم‬ ‫به��ا اإلع�لام الس��وري‪ ،‬واللبنان��ي المؤي��د‬ ‫لطاغية دمش��ق‪ ،‬باعتبار الح��دث المصري "‬ ‫لعنة الهية!" ألن مرسي تطاول على " سيده‬ ‫بشار"‪..‬‬ ‫هذا األمر حقيقة ليس بجديد‪ ،‬فبش��ار‬ ‫ال��ذي احتفى بس��قوط مبارك ع��اد وانقلب‬ ‫وذرف مؤي��دوه الدم��وع عل��ى نظ��ام كامب‬ ‫دافي��د‪ ..‬وف��ي إحدى خطب��ه اعتب��ر الثورات‬ ‫العربي��ة صرعة وموضة يقلده��ا البعض‪..‬‬

‫ثم‪ ،‬ليس بغباء بل بديماغوجية مكش��وفة‪،‬‬ ‫راح بش��ار وأعوان��ه يدافع��ون عم��ا يج��ري‬ ‫وجرى من��ذ ‪ 30‬يوني��و الماض��ي باعتباره "‬ ‫تصحيح لث��ورة ‪ 25‬يناير"! نع��م ذات الثورة‬ ‫التي اعتبروها مؤامرة مثل مؤامرة تونس‪..‬‬ ‫المشكلة ليست فقط في صمت القوى‬ ‫المدني��ة والديمقراطي��ة والليبرالي��ة عل��ى‬ ‫التمويل‪ ،‬والس��يولة القادمة من دول وجدت‬ ‫ب��أن خصومتها مع جماع��ة اإلخوان تبرر لها‬ ‫التدخل في الش��أن المصري‪ ،‬وبما أن الفكر‬ ‫االنقالبي البعثي يعش��ق مف��ردة " الحركة‬ ‫التصحيحي��ة" فق��د التق��ت األض��داد عل��ى‬ ‫تأيي��د وأد التجرب��ة الديمقراطية المصرية‪،‬‬ ‫كمقدم��ة لض��رب الربي��ع العرب��ي‪ ،‬وثقافة‬ ‫االختالف الديمقراطي بالنفي الكلي لوجود‬ ‫اآلخر‪ ،‬كمقولة‪ :‬انتهى اإلس�لام السياسي‪..‬‬ ‫مقولة س��اذجة تعبر عن رغب��ات ال أكثر وال‬ ‫أقل‪ ..‬وال تس��مح المس��احة هنا لشرح لماذا‬ ‫هو وهم ليس إال‪..‬‬ ‫ليس بعجيب إذا أن التقى زبانية بشار‬ ‫في محاولة نس��ف التجربة الديمقراطية مع‬ ‫من كانوا يهتف��ون باألمس القريب ضدهم‬ ‫بش��عارات تحق��ر م��ن العروبة من وس��ط "‬ ‫قل��ب العروبة النابض"! ال يحتاج األمر لعناء‬ ‫البحث‪ ،‬خذ تجربة المراقبين العرب وهتاف‪:‬‬ ‫ال عرب وال عربان فلتحيا إيران‪ ..‬وخذ حفالت‬ ‫ال��ردح عل��ى القن��وات الرس��مية واللبنانية‪،‬‬ ‫وذل��ك المش��هد المق��رف الذي يحم��ل فيه‬ ‫" دكت��ور جامع��ي" عظ��ام حم��ار مع��ه إلى‬ ‫االستديو ليدلل على نظرية أن " العرب هذه‬ ‫أصوله��م" وإن كان التلميح لدول��ة بعينها‪..‬‬ ‫ف��ي عاصم��ة عربي��ة وفي س��احة تس��مى‬ ‫س��احة األمويين حدث ه��ذا األمر‪ ..‬ومن هنا‬ ‫بدأن��ا نلمس تماش��ي الخطاب الفاش��ي مع‬ ‫الممارسات الفاش��ية‪ .‬لقد ذهب " حزب اهلل"‬ ‫ومعه المرش��د اإليراني ل��ه وخطبة الجمعة‬ ‫الماضي��ة بلس��ان أحمد خاتمي‪ ،‬إل��ى اعتبار‬ ‫ما جرى في مصر " عقاب إلهي"‪ ،‬فاكتش��فنا‬ ‫ديماغوجي��ة وهزال الفك��ر الذي يحمله هذا‬ ‫المعس��كر الديني‪ ،‬الذي اعتب��ر بداية الربيع‬ ‫العربي " ربيع إس�لامي أو صحوة إسالمية"‪،‬‬ ‫قبل أن تصير مؤامرة " االس��تكبار العالمي"‬ ‫ألن مشروعهم بات في خطر باندالع الثورة‬ ‫السورية‪..‬‬ ‫بل المذهل في هذا ه��و التقاء ثقافة‬ ‫االقصاء مع ثقافة ما يس��مى " دولة العراق‬ ‫والشام اإلسالمية"!‬ ‫أش��ك بأن الفكر القوم��ي العربي في‬ ‫مص��ر‪ ،‬والناصريي��ن تحديداً ف��ي تحالفهم‬ ‫م��ع البرادعي (صديق ش��ارون وبن اليعازر)‬ ‫ي��درك مبك��راً الورط��ة التي وضعه��م فيها‬ ‫االنقالبي��ون وه��م ينهجون سياس��ة حصر‬ ‫مصر (وبالتالي الثورات العربية) في تمويل‬ ‫خليج��ي معي��ن‪ ،‬عل��ى أمل خ��داع الش��ارع‬ ‫المص��ري والعرب��ي‪ ،‬ب��أن الث��ورات " تجلب‬ ‫ل��ه المصائ��ب" الت��ي تبين أنه��ا مصطنعة‪،‬‬ ‫مثلم��ا ه��ي أزم��ة الغ��از والبنزي��ن والخبز‪،‬‬ ‫ليكفر االنسان بالتغييرات وكأنها محصورة‬


‫فق��ط في تلك وليس ف��ي الحرية والكرامة‬ ‫الت��ي برأت بالتزوير‪ ،‬حتى قتلة خالد س��عيد‬ ‫والمتظاهري��ن والق��ت على م��ن تم قتلهم‬ ‫أم��ام نادي الحرس الجمهوري بالمس��ؤولية‬ ‫عن مقتلهم‪ ..‬بذات الطرق التي يس��تخدمها‬ ‫عسكر العرب أينما كانوا‪..‬‬

‫دولة " العراق وال�شام اال�سالمية"‬ ‫وهم الدولة الوهمية!‪..‬‬

‫أسبوعية‬

‫كان لجبه��ة النص��رة ظهوره��ا ف��ي‬ ‫الع��ام الماض��ي‪ ،‬ولي��س م��ع بداي��ة الثورة‬ ‫الش��عبية ف��ي س��وريا وس��لميتها الت��ي لم‬ ‫ينكره��ا ال بش��ار وال حت��ى المط��رود م��ن‬ ‫البعث نائبه فاروق الشرع‪ ،‬وكما جرت العادة‬ ‫ف��ي الذرائعي��ة الغربية راح الغ��رب والعرب‬ ‫يضخم��ون وينفخ��ون ف��ي بوق بش��ار عن‬ ‫جبه��ة النصرة وكأن أح��د ال يواجه من أهل‬ ‫س��وريا نظام فاش��ي غير هذه الجيهة التي‬ ‫تثير ألف عالمة اس��تفهام ظهوراً وممارسة‬ ‫وتش��ظي‪ ..‬ثم فجأة نحن أمام ما يس��مى "‬ ‫دولة الع��راق والش��ام االس�لامية"‪ ..‬الدولة‬ ‫الوه��م والتي ال قائمة له��ا في األصل حتى‬ ‫في العراق س��وى على الورق‪ ..‬وحين نسأل‬ ‫س��ؤا ًال ع��ن أي��ن كان أبناء أس��امة بن الدن‬ ‫يقيم��ون م��ع أب��و غي��ث وأيم��ن الظواهري‬ ‫وبقي��ة قي��ادات القاعدة؟ ومن أطلق س��راح‬ ‫أبو مصعب السوري؟ فإن سؤالنا ليس مجرد‬ ‫اتهام إليران وأجهزة االس��تخبارات السورية‬ ‫التي كانت بارعة في ارس��ال الهدايا للشعب‬ ‫العراق��ي بالتع��اون م��ع قاس��م س��ليماني‬ ‫وممارس��ة القذارات االرهابية مع مجموعات‬ ‫عراقي��ة محلي��ة تتب��ع مباش��رة ميليش��يا‬ ‫المالك��ي وميليش��يات الدري�لات والخط��ف‬ ‫والتعذي��ب حتى الم��وت واالغتي��االت بفرق‬ ‫م��وت منظمة‪ ،‬وان بدا األم��ر وكأن المالكي‬ ‫كان يشكو بشار لألمم المتحدة‪..‬‬ ‫ه��ذه الدول��ة الوهم بات��ت تلعب لعبة‬ ‫قذرة في س��وريا يتحمل مس��ؤوليتها الغرب‬ ‫والعرب‪ ،‬مسؤولية ترك الجيش الحر والقوى‬ ‫الديمقراطية تواجه نظامًا فاش��ياً بتحالفات‬ ‫إقليمي��ة وتغطي��ة روس��ية إيراني��ة معلنة‪،‬‬ ‫وليس��ت بالس��ر‪ ،‬مقابل كالم فارغ من دول‬ ‫ادعت أنها مع حرية الش��عب السوري‪ ،‬بينما‬ ‫ف��ي الحقيق��ة لم يك��ن هناك س��وى وعود‬ ‫متأخ��رة‪ ،‬ومع كل خط��وة متأخرة كانت تلك‬ ‫الق��وى بمن فيها ظه��ور علني لما يس��مى‬ ‫دول��ة الع��راق اإلس�لامية‪ ،‬م��ع اس��تجالب‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬

‫ل��م يعد س��راً‪ ،‬ب��ل يجاهر أصحاب��ه‪ ،‬بأنهم‬ ‫يش��اركون في حرب بش��ار وعصاباته على‬ ‫الش��عب الس��وري الثائ��ر‪ ،‬هل ه��و محور "‬ ‫عروب��ي وعلماني متمركس" مث� ً‬ ‫لا؟! أم هو‬ ‫غير اإلس�لام السياس��ي الذي ورط نفس��ه‬ ‫بش��ار كما الع��ادة‪ ،‬حين وصف م��ا جرى في‬ ‫مص��ر انتصار له وبأن ما نش��هده هو نهاية‬ ‫" اإلس�لام السياس��ي"‪ ..‬قبل أن يطرح علينا‬ ‫بفذلك��ة من فذل��كات التهافت م��ا عناه في‬ ‫مقابلته مع صحيفة " البعث"!‬

‫مناصري��ن لها بالمئات من ع��دة دول وتحت‬ ‫مرأى وس��مع القوى الغربية والعربية يطرح‬ ‫ألف سؤال عما يدار ويراد للثورة السورية‪..‬‬ ‫حي��ن كان ث��وار س��وريا يحتاج��ون‬ ‫للس�لاح‪ ،‬كان إع�لام بش��ار ومن ي��دور في‬ ‫فلك��ه‪ ،‬يصور األم��ور منذ الي��وم األول بأن‬ ‫ه��ؤالء الث��وار يمتلك��ون " أس��لحة فتاكة"‪،‬‬ ‫وحين كان يُستفس��ر من ضي��وف الجزيرة‬ ‫التابعي��ن لبش��ار عما يقصطون��ه بالفتاكة‬ ‫كان��ت اإلجابات مدعاة للس��خرية‪ ،‬كالحديث‬ ‫عن ق��واذف ب��ي‪ ٧‬أو م��ا يس��مى اربيجي‪..‬‬ ‫وفي الواق��ع ظل الغرب يتردد بحجة " جبهة‬ ‫النصرة" ووح��دة المعارضة الس��ورية رغم‬ ‫أن��ه لم يق��دم حت��ى يومن��ا هذا أي س�لاح‬ ‫للثورة الس��ورية‪ ،‬وليس أص� ً‬ ‫لا مطلوب من‬ ‫الس��ويد أو ألماني��ا أن تقدم م��ا تصنعه من‬ ‫أس��لحة غربية بل كان المطلوب رفع الفيتو‬ ‫األميركي الغربي عن بيع أو مد بعض الدول‬ ‫العربية للثوار السوريين بالسالح وخصوصًا‬ ‫المخ��زن ف��ي مخ��ازن تركي��ة اش��تراها‬ ‫الس��وريون الثائرون بأموالهم مع ما قدمته‬ ‫دولة أو دولتان‪..‬‬ ‫حي��ن نتح��دث عن نق��د ذات��ي للثورة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬فنح��ن ال نتح��دث عن جل��د كما‬ ‫يفع��ل أدعي��اء الث��ورة الذين يرفع��ون ذات‬ ‫ش��عارات " القوى االنقالبي��ة في مصر" من‬ ‫ليبراليي��ن وعلمانيي��ن و" ديمقراطيي��ن"‬ ‫يتلطون خلف قوة العسكر االنقالبية‪..‬‬ ‫نع��م الثورة الت��ي تمارس نق��داً ذاتيًا‬ ‫هي ثورة حيوية ق��ادرة على أن تمثل بدي ًال‬ ‫لنظام متآكل بفاش��ية تنه��ش ما تبقى من‬ ‫جس��ده الذي ينف��خ فيه من مرتزق��ة لبنان‬ ‫والعراق وايران‪..‬‬ ‫ النهب والس��رقة واالنشغال بالنفط‬‫وتقاس��م " جلد ال��دب" من قب��ل مجموعات‬ ‫في ش��مال وش��رق س��وريا‪ ،‬وف��ي ضواحي‬ ‫العاصم��ة الس��ورية م��ن قب��ل مجموع��ات‬ ‫تدع��ي أنه��ا " كتائ��ب" تتب��ع الجي��ش الحر‪،‬‬ ‫هي ممارس��ات كان وم��ا يزال م��ن الواجب‬ ‫التص��دي لها وبح��زم وق��وة ألن األمر ليس‬ ‫في��ه ترف وقت وال صمت يزي��د من المعاناة‬ ‫وفق��دان المصداقي��ة‪ ،‬وم��ا جرى ف��ي حلب‬ ‫وريف إدلب والالذقية‪ ،‬ه��و ما جرى التركيز‬ ‫علي��ه فأض��اع الصم��ت عل��ى ه��ؤالء كل‬ ‫اإليجابي��ات التي تحققها الثورة والثوار على‬ ‫األرض‪ ..‬ويلتقي الكذب اإلعالمي الرس��مي‬ ‫م��ع تلك الممارس��ات التي يغذيه��ا بأجهزته‬ ‫االس��تخباراتية‪ ،‬واالختراق��ات ونس��ب أقذر‬ ‫الممارس��ات للجي��ش الحر‪ ،‬الفق��اده توازنه‬ ‫ومصداقيته وحاضنته الشعبية‪..‬‬ ‫‪ -‬ليس��ت اسطنبول هي ساحة الثورة‪،‬‬

‫بل س��وريا ه��ي الم��كان الذي تج��ري على‬ ‫أرضه��ا الث��ورة‪ ،‬نق��ول ه��ذا ال��كالم ونحن‬ ‫نعرف بأن الفراغ الذي يش��كله غياب هؤالء‬ ‫(ساسة وعسكر) عن الساحة وخصوصًا في‬ ‫المناطق المحررة‪ ،‬وإدارة شؤونها يجعل من‬ ‫المتأسلمين أمثال ما يس��مى " دولة العراق‬ ‫والش��ام" وب��دون كثير من ضجيج األس��ئلة‬ ‫ع��ن تمويله��ا وتموي��ل غيره��ا‪ ،‬ه��ي التي‬ ‫تتص��در المش��هد‪ ..‬خذوا الرقة على س��بيل‬ ‫المثال‪ ،‬كيف تترك محافظة محررة بالكامل‬ ‫لتكون المكان الذي يشغله هؤالء وهيئاتهم‬ ‫بد ًال ع��ن الوطنيي��ن الس��وريين القاطرين‬ ‫على تس��يير بلدان وليس بلد واحد بكفاءات‬ ‫نعرفها عنه��م معرفة جي��دة‪ ..‬فلماذا تترك‬ ‫المناط��ق لينش��غل الجيش الحر ف��ي أمور‬ ‫ليست من اختصاصه وال مهامه باألصل‪..‬‬ ‫ المعارضة السورية (من اليمين إلى‬‫الليبراليين واليس��اريين والقوميين‪ ..‬واآلن‬ ‫العش��ائريين) تنشغل في محاصصات بينما‬ ‫الث��ورة لم تنج��ز بعد مهمتها ف��ي التخلص‬ ‫من النظام الذي بات يلعب على االنقسامات‬ ‫ذاهب��ا نحو أحزاب ذيلي��ة كردية لمقايضتها‬ ‫ببضعة حقوق واجب على الثورة والمعارضة‬ ‫أن تضمنه��ا كم��ا تضم��ن لكل الس��وريين‬ ‫حقوقه��م التي قاموا ألجله��ا‪ ..‬للمرة الثالثة‬ ‫ربم��ا أكتب ش��خصيا عن قص��ة المعارضة‬ ‫الس��ورية على النح��و اآلت��ي‪ :‬إذا كانت تلك‬ ‫المعارض��ة السياس��ية غي��ر ق��ادرة عل��ى‬ ‫التواف��ق على أه��داف حددتها الث��ورة على‬ ‫األرض وه��ي تم��ارس الغياب والنرجس��ية‬ ‫والحس��ابات الضيقة‪ ،‬وبعيدة كل البعد عما‬ ‫يج��ري على األرض فمن األنجح للثوار ومن‬ ‫أجل مصلح��ة الثورة‪ ،‬والش��عب الذي يواجه‬ ‫آلة القتل والتجويع ومحاوالت شق الصفوف‪،‬‬ ‫أن تق��وم الثورة (س��واءاً رضي ف�لان أم لم‬ ‫ترض��ى تكتالت عالن التي تش��كلت مؤخراً)‬ ‫بتس��مية هيئة محددة باألس��ماء والتسمية‬ ‫والمواصفات لتكون ممث ًال ثوريًا للثورة بدل‬ ‫إضاعة الوقت بين هذا وذاك‪ ،‬في المبارزات‬ ‫الت��ي تجري على كل م��ن الجزيرة والعربية‬ ‫وجريدة الشرق األوس��ط‪ .‬أن شراء الوالءات‬ ‫والتمويل المشروط أمر في غاية الخطورة‪،‬‬ ‫والحدي��ث ع��ن معس��كر قطري وس��عودي‬ ‫يج��ب االنتهاء منه بقرار ث��وري من الداخل‪،‬‬ ‫ولي��س انتظار أن تكس��ر الحلق��ة المفرغة‬ ‫الت��ي انضم إليها ميش��يل كيل��و وغيره في‬ ‫مؤتم��رات ال ينت��ج عنها س��وى كالم غير ذا‬ ‫ج��دوى للث��ورة‪ .‬والمطل��وب للم��رة الثالث��ة‬ ‫أكرره��ا لحرصي وألمي على كل التضحيات‬ ‫أن تتجاوز الثورة في الداخل مسألة التمثيل‬ ‫السياس��ي‪ ،‬بتس��مية ممثل��ي الث��ورة مهما‬ ‫كانت مواقف هؤالء في الخارج‪ ..‬المستنكف‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫قد يس��أل الق��ارئ‪ :‬وما دخ��ل كل هذا‬ ‫بسوريا وثورتها؟!‬ ‫عل��ى افت��راض أن األم��ور الجاري��ة ال‬ ‫عالقة له��ا ببعضها البعض فم��ا الداعي إذا‬ ‫إل��ى كل ه��ذه االج��راءات بحق الس��وريين‬ ‫(والفلسطينيين السوريين) في مصر؟!‬ ‫ل��دى األنظم��ة الديكتاتوري��ة العربية‬ ‫وصف��ة جاه��زة لكل ح��دث وتفس��يره على‬ ‫أن��ه " مؤامرة"! أي أن حلق��ة دبكة تعني أن‬ ‫الجماهي��ر الت��ي خرجت دفاعاً عن ش��رعية‬ ‫مرسي ليست سوى مؤامرة‪ ،‬واعتقال سوري‬ ‫ينس��حب عل��ى كل الس��وريين ويعرضه��م‬ ‫جميعاً بش��كل عنصري إلى " مشبوهين" و"‬ ‫متهمين ضمنًا"‪ ..‬ينس��حب األمر على إغالق‬ ‫معب��ر رفح‪ ،‬رغم أن س��يناء تش��هد تاريخيًا‬ ‫انفالت��اً وخروجًا تدريجياً عن س��لطة الدولة‬ ‫المركزية منذ ما قبل كامب دافيد وكرس��ته‬ ‫تل��ك االتفاقي��ة‪ .‬ولي��س التحري��ض الوقح‬ ‫على السوريين في مصر سوى كالتحريض‬ ‫الذي تعرض له الفلسطيني في سوريا‪ ،‬مع‬ ‫أي عرب��ي تم توقيفه مصادفة في الش��ارع‬ ‫(بع��ض التونس��يين المقيمين في س��وريا‬ ‫ومنضويين في فصائل يس��ار فلسطيني ال‬ ‫يخرجون من بيوتهم اليوم في سوريا رغم‬ ‫إنهم يقيمون فيها منذ عقود)‪..‬‬ ‫إذا عدنا إلى مس��ألة التمويل‪ ،‬فحس��ب‬ ‫طاغية الش��ام‪ ،‬ف��إن دول الخلي��ج مع الكون‬ ‫كل��ه تآمرت علي��ه‪ ..‬وأكرر الق��ول‪ :‬لم يكن‬ ‫للكون عالقة بما جرى في درعا‪ ..‬ولم يتآمر‬ ‫الك��ون مع عاط��ف نجيب العتق��ال األطفال‬ ‫الذين نفى ش��بيحة " لألبد لعيونك يا أس��د"‬ ‫وجوده��م رغم ش��هادة يوس��ف أب��و رومية‬ ‫وذه��اب رس��تم غزال��ة للوس��اطة وإطالق‬ ‫س��راح ه��ؤالء األطف��ال‪ ،‬الذي��ن أش��علت‬ ‫قضيتهم الثورة السورية‪ .‬إذا‪ ،‬المؤامرة على‬ ‫بش��ار هي خليط خليجي ‪ -‬تركي ‪ -‬أميركي‬ ‫غربي وصهيوني وكوني‪..‬‬ ‫المذهل في نقاشات فلول مبارك أنهم‬ ‫وكم��ا ج��رت العادة م��ع بقاي��ا القذافي وبن‬ ‫علي وعبد اهلل صالح هو سؤالهم السخيف‪:‬‬ ‫أي فكر تحمل ما تسمى الثورات‪!..‬‬ ‫فالمعت��اد عل��ى الجلوس ف��ي حضرة‬ ‫الفذلك��ة والتنظي��ر وإظه��ار اإلعج��اب بكل‬ ‫ح��رف ينط��ق ب��ه ه��ؤالء الديكتاتوري��ون‪،‬‬ ‫يصيبك بالدوران وأنت ترى هتافات يرددها‬ ‫هؤالء وراء صبي مثل الذي يسمونه " أحمد‬ ‫سبايدر" هاتفين وراءه " شبيحة لألبد ألجل‬ ‫عيونك يا أس��د"‪ .‬عدا عن الفكر الذي يقدمه‬ ‫مش��غل أموال المافيا رامي مخلوف‪ ،‬والذين‬ ‫صاروا اآلن أعض��اء قيادة قطرية في البعث‬ ‫الس��وري‪ ،‬ترفيع��اً لخدماتهم وإس��هامتهم‬ ‫الفكري��ة العظيم��ة في س��وريا‪ ،‬التش��بيح‪،‬‬ ‫والنهب‪ ،‬وتجارة باألعضاء البش��رية‪ ،‬بعد أن‬ ‫وجد بش��ار بأن األعضاء السابقين " قصروا‬ ‫في مهامهم" فأقالهم جميعًا واعتبر نفسه "‬ ‫إلهاً" ومعصوماً‪..‬‬ ‫م��ن م��ول ح��رب بش��ار عل��ى ش��عبه‬ ‫طيلة ‪ 28‬ش��هرا؟! وإلى أي��ن ذهبت األموال‬ ‫المنهوبة من سوريا؟! من الذي يرسل لبشار‬ ‫أح��دث أجه��زة تعقب الناش��طين وس��يارات‬ ‫الدفع الرباعي‪ ،‬ويس��تقبل في دولته سراق‬ ‫وحرامي��ة ومجرمين يجدون مالذات آمنة مع‬ ‫أموالهم؟!‬ ‫بعي��داً عن العقل الطائفي والمذهبي‪،‬‬ ‫والتفس��يرات القائم��ة علي��ه‪ ،‬يمك��ن طرح‬ ‫الس��ؤال السياس��ي‪ :‬هذا المحور (من والية‬ ‫الفقيه في إيران إلى األحزاب الدينية كحزب‬ ‫الدع��وة ولواء أبو الفضل وح��زب اهلل) الذي‬

‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫التمويل و�سوريا‪..‬‬

‫‪7‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫والمس��تقيل والحردان والحاسد‪ ،‬إذا لم يكن‬ ‫هو المش��ار إليه بالعبقري والمخلص‪ ..‬هذه‬ ‫مس��ألة ب��ات من الض��روري وبش��كل جدي‬ ‫أن يس��توعبها حت��ى الذين ينظ��رون بعين‬ ‫الشك والريبة إلى شباب الثورة الذين اثبتوا‬ ‫أنهم األكث��ر إقدامًا وتضحي ًة ب��دون التبجح‬ ‫والتحجج بسنوات اعتقال‪ ،‬وال تمنين الناس‬ ‫بأنه��م قب��ل أن يول��د ه��ذا الش��باب الرائع‬ ‫كانوا يقارعون حافظ األس��د‪ .‬والس��ؤال هو‬ ‫عن النتيجة ال المقدم��ات‪ ،‬فلم يفجر هؤالء‬ ‫التقليديون ممن يدعون أنهم على حق‪ ،‬من‬ ‫حس��ن عبد العظي��م ونزو ًال وطلوع��اً‪ ،‬ومن‬ ‫قدري جميل إلى ورثة الحزب الشيوعي ومن‬ ‫فاتح جاموس إلى لؤي حسين‪ ،‬ومن ميشيل‬ ‫كيل��و إل��ى مع��اذ الخطي��ب والجرب��ا‪ ،‬وكل‬ ‫هالمئة معارض الذين لم يس��تطيعوا حتى‬ ‫التوافق على إدارة تنفيذية‪ ،‬وال حكومة تدير‬ ‫المناط��ق المحررة‪ ،‬وتمث��ل مصالح وأهداف‬ ‫الث��ورة سياس��ياً وديبلوماس��ياً‪ ،‬وتش��كيل‬ ‫لوبي��ات إعالمي��ة‪ ،‬وضغط حقيقيي��ن‪ ،‬بد ًال‬ ‫عنه إرباكات وإش��اعات عن فن��ادق ‪ ٥‬نجوم‬ ‫وروات��ب خيالي��ة‪ ،‬يظ��ن أصحابه��ا أنه��م ال‬ ‫يحتاج��ون للرد عليها‪ ،‬بينما ش��خصيا أعرف‬ ‫ش��باب يضحون في الث��ورة بال��كاد يجدون‬ ‫كسرة خبز مع الشاي ويستمرون بصمت‪.‬‬ ‫قل��ت ه��ذا ال��كالم س��ابقًا وب��دون أن‬ ‫أعتب��ره تدخ� ً‬ ‫لا فالث��ورة الس��ورية ثورت��ي‬ ‫وقضيت��ي‪ ،‬ولس��ت أكت��ب هذاال��كالم على‬ ‫طريق��ة جلد الذات؛ بل أوجه��ه كنداء للثوار‬ ‫عل��ى األرض‪ ،‬ب��أن ال يراهنوا عل��ى هؤالء‬ ‫الذين تغمرهم النرجس��ية‪ ،‬والمحس��وبيات‬ ‫الفردية والجماعية‪..‬‬ ‫ مثل��ي مثل أي س��وري ثائر‪ ،‬ال أفهم‬‫كيف يتم االس��تخفاف بعقد مؤتمر صحفي‬ ‫يومي وبطريقة مهنية‪ ،‬ال تش��وبها مسائل‬ ‫الهرج والمرج وتقنيات بدائية‪ .‬كيف ال يعقد‬ ‫مؤتمرات صحفية توض��ح‪ ،‬وتكون ضاغطة‬ ‫عل��ىه وكاش��فة لدور ال��دول والق��وى التي‬ ‫تح��اول إعاقة تق��دم الث��ورة إلجبارها على‬ ‫حض��ور مؤتمر جني��ف ‪ ،2‬بينما الوقائع على‬ ‫األرض تجاوزت كل هذا الهراء‪ ،‬حتى بأفعال‬ ‫بشار ومضيه في مشروعه التقسيمي‪ .‬ولو‬ ‫نظرن��ا إل��ى حمص وم��ا تتعرض ل��ه لكان‬ ‫هؤالء القائمين على المعارضة في الخارج‪،‬‬ ‫لو تلمسوا فع ًال خطورة ما يجري؛ استنفروا‬ ‫يومياً وليس بيان تحذير‪ ،‬والنوم في العسل‬ ‫بعد ذل��ك‪ .‬ومن يريد أن يفه��م الكالم على‬ ‫أنه جلد وتجني فليفهمه‪ ،‬كما يش��اء فاألمر‬ ‫لم يعد يحتمل‪ ،‬ونحن نعرف ما يحاك للثورة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬م��ن قراءة م��ا يجري ف��ي مصر‬ ‫وغيرها بحق السوريين‪..‬‬ ‫ ال يخج��ل وال يخف��ي حلف��اء بش��ار‬‫م��ن طهران إلى بي��روت‪ ،‬بق��ول كل ما من‬ ‫ش��أنه تدعيم موقف الطاغية‪ ..‬فماذا يفعل‬ ‫هؤالء المتحدثون باس��م الث��ورة بعيداَ عن‬ ‫اللغ��ة الطائفية؟! لماذا ال تفتح الخطوط مع‬ ‫األحزاب والق��وى العربية والغربي��ة؟ ولماذا‬ ‫ال يج��ري إقام��ة عالقة مع مثقفي الش��يعة‬ ‫الذي��ن يرفض��ون رفض��اً قاطع��ًا تصرفات‬ ‫وجرائ��م نص��ر اهلل في س��وريا‪ ..‬مثلما هي‬ ‫الش��خصيات والق��وى العلوية والمس��يحية‪،‬‬ ‫التي ش��وه بش��ار وعصاباته موقفها بجعل‬ ‫الص��ورة وكأنها هك��ذا‪ :‬العلويون مجرمون‪،‬‬ ‫ويفتتح��ون أس��واق الس��نة لس��رقاتهم‬ ‫ونهبهم‪ ..‬نع��م‪ ،‬هذا األمر موجود وال يمكن‬ ‫إنكاره‪ ،‬ولكن يمكن على األقل لهؤالء الذين‬ ‫يتحرك��ون ببع��ض الحري��ة في الخ��ارج أن‬ ‫يك��ون له��م دوراً مؤثراَ‪ ،‬بدل االنش��غال بما‬ ‫تنشغل به ما تسمى جبهة اإلنقاذ في مصر‬ ‫منذ عام‪ ،‬حتى ب��ات األمر خليط من الفلول‬ ‫والبلطجي��ة‪ ،‬وس��رقة مش��روع ق��وى جبهة‬ ‫اإلنق��اذ‪ ،‬التي ال ج��رأة لديها الي��وم لتعترف‬ ‫بأنه تم سرقة مشروعها الثوري‪..‬‬ ‫تخيل��وا معي أنس الش��امي الذي جمد‬ ‫عضويت��ه في ما يس��مى مجلس الش��عب‪،‬‬ ‫يصبح ممث ًال للثورة السورية‪ ..‬وهذه ليست‬ ‫مزح��ة فق��د وجدنا ف��ي االئتالف م��ن كان‬

‫ينظر للبعث أصبح يق��دم اليوم أكثر ثورية‬ ‫من فائق المير‪..‬‬ ‫ وعل��ى ذكر فائق المير ‪ -‬الذي صدقاً‬‫ال أعرفه ش��خصيا بقدر معرفت��ي بمواقفه‬ ‫ وياس��ين الح��اج صال��ح‪ ،‬وري��اض الترك‪،‬‬‫واألس��ير عبد العزيز الخير‪ ،‬ورفاقه ‪ -‬الذين‬ ‫لم تعد هيئة التنس��يق تقي��م ولو اعتصام‬ ‫لإلف��راج عنه��م ‪ -‬وف��ؤاد حمي��رة‪ ،‬ورزان‬ ‫غزاوي‪ ،‬وزيتونة وخولة دنيا‪ ،‬وحسن قالش‪،‬‬ ‫والعش��رات ب��ل المئ��ات م��ن الش��خصيات‬ ‫المفك��رة‪ ،‬والفاعل��ة عل��ى األرض ف��ي كل‬ ‫المجاالت‪ ،‬والتي لديها ش��بكات من العالقات‬ ‫في كل مناطق سوريا‪ ،‬ولم تغادر أكثر تلك‬ ‫الش��خصيات البل��د‪ ،‬وتتحمل حت��ى العيش‬ ‫بالتخف��ي‪ ،‬لماذا ال يت��م اإلش��ارة إليها؟! بل‬ ‫وأش��عر وكأن هناك من يعمل على تهميش‬ ‫كل صاح��ب فك��ر ف��ي الث��ورة الس��ورية‬ ‫لمصلح��ة أن يس��ود خط��اب " دول��ة العراق‬ ‫والش��ام االسالمية"‪ ،‬وما يسمى " المعارضة‬ ‫الوطنية"‪ ،‬تحت س��قف بش��ار‪ ،‬التي روضت‬ ‫ودجنت وصار بعضها يدعو إلقامة المشانق‬ ‫وإعدام المعارضين‪..‬‬ ‫حين أذكر تلك الشخصيات والمئات من‬ ‫أمثالها على األرض‪( ،‬سوريون وفلسطينيون‬ ‫س��وريون منه��م معتقل��ون‪ ،‬ومنه��م أحرار‬ ‫يعملون في أقس��ى الظ��روف‪ ،‬وعلى تماس‬ ‫حت��ى م��ع الكتائب المس��لحة‪ ،‬كفائ��ق المير‬ ‫الذي يجوب على الجبهات) فإني أتساءل كيف‬ ‫يسمح لش��خصية ال تملك من اللغة حتى ما‬ ‫يؤهلها للس��ؤال عن " أي��ن هو فكر ومفكرو‬ ‫الثورة" كش��ريف ش��حادة؟! فلم��اذا ال يمتلك‬ ‫ه��ؤالء الذين تراهم عل��ى المنابر اإلعالمية‬ ‫بأن��ا منتفخة حد اإلنفجار أن يذكروا رفاقهم‬ ‫وإخوتهم المناضلون على االرض؟!‬ ‫ق��د يعتب��ر البع��ض ب��أن ال��رد عل��ى‬ ‫س��خافات وتفاه��ات ن��زار ني��وف مضيع��ة‬ ‫للوق��ت‪ ،‬لكنهم لو فكروا بعمق تأثيرات هذا‬ ‫المعتوه على القراء البس��طاء من العلويين‬ ‫وغي��ر العلويي��ن‪ ،‬كمقولت��ه ب��أن مص��ادره‬ ‫الخاص��ة (وه��ي خاص��ة دائم��ا م��ن جميل‬ ‫الحسن وبهجت سليمان وفرع اإلشاعات في‬ ‫المخابرات السورية) تقول بأن ياسين الحاج‬ ‫صالح " مختبئ في الس��فارة الفالنية وبيت‬ ‫الس��فير الفالن��ي"‪ ..‬رغ��م أن الح��اج صالح‬ ‫قبل أيام كان في جولة بالغوطة الشرقية‪..‬‬ ‫مثلما أيضاً أشاع موت رياض الترك‪ ،‬وقد رد‬ ‫عليها مشكوراً فائق المير‪ .‬لكن االستخفاف‬ ‫ببروباغن��دا األس��د وقنوات��ه م��ن الميادين‬ ‫إل��ى المن��ار‪ ،‬والقن��وات األس��دية والمواقع‬ ‫المش��بوهة‪ ،‬يجب أن يجري دراس��ة اإلقالع‬ ‫عن هذا االس��تخفاف‪ ،‬ألنه أثب��ت قدرة على‬ ‫الفرز واالصطفاف وراء هذا الفاشي بدعاية‬ ‫كاذبة وممارس��ة كل موبقات األكاذيب التي‬ ‫تصل حد الفجور‪..‬‬ ‫خذوا مث� ً‬ ‫لا اجتماع ح��زب البعث وطرد‬ ‫أعضاء القيادة القطرية‪ ،‬واالتيان بالشبيحة‬

‫والعصاب��ات‪ ،‬م��ن أمث��ال عمار الس��اعاتي‪..‬‬ ‫فلماذا ال يثار أمر هذا الحزب؟ وأكاذيب بشار‬ ‫عن تعديل الدس��تور‪ ،‬وفضح المادة الثامنة‪،‬‬ ‫الت��ي يبدو أنها مس��تمرة بفعالية‪ ،‬رغم كل‬ ‫التزوي��ر ال��ذي يمارس��ه أب��واق بش��ار على‬ ‫االع�لام عن تعديل الدس��تور‪ ،‬وع��ن المادة‬ ‫الثامنة‪ ،‬واالتيان بمن كان يقول عن نفس��ه‬ ‫أن��ه مس��تقل‪ ..‬ثم مس��ألة فاروق الش��رع‪،‬‬ ‫أليس م��ن الخطأ اس��تعداء كل بعثي فقط‬ ‫ألنه بعثي رغ��م معرفة الجمي��ع بأن البعث‬ ‫ليس س��وى جزمة يرتديها بش��ار واجهزته‬ ‫الفاشية بربكات عنق عصرية‪..‬‬ ‫ ت��م قص��ف الالذقي��ة بالطائ��رات‬‫الصهيونية وهي على فكرة طائرات تصول‬ ‫وتجول في س��ماء س��وريا‪ ،‬رغم كل أكاذيب‬ ‫ولي��د المعل��م وعم��ران الزعب��ي‪ ،‬ع��ن الرد‬ ‫الفوري‪ ..‬بينما إع�لام الثورة (ممن يملكون‬ ‫األدوات ف��ي المعارضة المقيمة في الخارج)‬ ‫ونتيجة غي��اب ما كنا نطالب ب��ه من مؤتمر‬ ‫صحف��ي يوج��ز الحال��ة الس��ورية‪ ،‬ويجب��ر‬ ‫وس��ائل اإلعالم على التعاط��ي الجاد مع ما‬ ‫يج��ري‪ ،‬كان وم��ا ي��زال من األولوي��ات للرد‬ ‫على فبركات وأكاذيب بشار‪ ،‬كقصة الطفل‬ ‫الدي��ري ال��ذي اته��م الث��وار بأنه��م ذبحوه‬ ‫ألنه ش��يعي‪ ،‬فتبين بأنه ح��ي يرزق وأنقذه‬ ‫الجيش الحر بعد قصف طائرات األس��د‪ ..‬خذ‬ ‫مث َال المتاجرة بالقضية الفلسطينية‪ ،‬وبذات‬ ‫الوق��ت التدمي��ر ال��ذي يتع��رض ل��ه مخيم‬ ‫اليرموك‪ ،‬والحاجز المقام هناك لمنع ادخال‬ ‫حتى الخبز مع ممارس��ات قذرة على المعبر‬ ‫يخجل الصهاينة من ممارستها‪..‬‬ ‫ الكتائب التابع��ة للجيش الحر يوجه‬‫له��ا نقد حتى من الش��عب الثائ��ر كما جرى‬ ‫ف��ي مظاه��رات ي��وم الجمع��ة‪ ،‬فم��ن غير‬ ‫المفهوم ومن المربك والمحبط أن ال ينصت‬ ‫ه��ؤالء إلى مطالبته��م بالتوحد والتنس��يق‬ ‫الكام��ل‪ ،‬ب��دل االرتجالية واالس��تفراد بهم‬ ‫وبمناطقه��م‪ ،‬وإذا كان الجي��ش الحر متفق‬ ‫على الهدف بإس��قاط النظام‪ ،‬وليس اللعب‬ ‫السياس��ي بتغطية مش��اركة ط��رف ما في‬ ‫مؤتمر تفاوض قد يمتد سنوات تحت عنوان‬ ‫الوص��ول إل��ى ت��وازن عل��ى االرض‪ ،‬فبات‬ ‫لزام��َا عل��ى الجي��ش الحر أن يف��رض على‬ ‫كتائب��ه وبقية الكتائب االنصي��اع إلى قيادة‬ ‫مركزي��ة موحدة‪ ،‬وغرف��ة عمليات مهنية‪ ،‬ال‬ ‫يكون فيه��ا لالرتجال والتجري��ب والفوضى‬ ‫مكانَا‪ .‬فكيف يرى هؤالء استراتيجية إيرانية‬ ‫تتحكم بعمليات بش��ار وحزب اهلل ومرتزقة‬ ‫الكائفيي��ن من الع��راق‪ ،‬ويغيب عن الجيش‬ ‫الحر أيض��اً بفع��ل التمويل والمحس��وبيات‬ ‫استراتيجية التوحد‪.‬‬ ‫أن خط��ورة ع��دم تنقي��ة الش��وائب‬ ‫وسحب البساط من تحت كتائب تقيم حواجز‬ ‫وتحاص��ر وتنه��ب بي��وت الن��اس‪ ،‬وتمارس‬ ‫نف��س ممارس��ات عصاب��ات الش��بيحة ألمر‬ ‫مؤسف أن اس��تمر‪ ،‬وس��يكون أيضًا متحم َال‬

‫لمس��ؤولية المزي��د م��ن التف��كك وهيمن��ة‬ ‫عناص��ر التطرف‪ ،‬وما يس��مى " دولة العراق‬ ‫االس�لامية"‪ .‬فكيف يسمح لهؤالء أن يدخلوا‬ ‫الث��ورة في صراع��ات مع مكونات أساس��ية‬ ‫ف��ي المجتمع الس��وري كاألك��راد وغيرهم‪،‬‬ ‫وإص��دار فتاوى وتش��ريعات ف��ي دولة مثل‬ ‫س��وريا‪ ،‬كمعاقبة المفك��ر في رمضان على‬ ‫س��بيل المث��ال‪ ،‬وغيره��ا من الفت��اوى التي‬ ‫تري��د م��ن الن��اس كم��ا ف��ي تون��س إجراء‬ ‫مقارنات تبدع بها األنظمة الفاشية والطغاة‬ ‫لدف��ع الناس نح��و " الندم" على إس��قاطهم‬ ‫والتخلص منهم‪.‬‬ ‫ش��خصيَا قرأت مئات الن��داءات للجيش‬ ‫الحر للتوحد وفرض صرامة عس��كرية على‬ ‫كتائبه‪ ،‬التي تدعي العمل تحت سقفه بعيداَ‬ ‫ع��ن أوهام انتظار الدعم‪ ،‬يمكن على األقل‬ ‫ذكر ما تقوم به بعض من يدعون االنتساب‬ ‫إلى الجيش الحر في مناطق محيط دمشق‪،‬‬ ‫من نهب وتشليح وإهانات وتهديد وترهيب‪،‬‬ ‫(خذ الحجر األس��ود ومخي��م اليرموك مثلين‬ ‫عل��ى ه��ذه الممارس��ات) وخ��ذ أيض��اً بقية‬ ‫المناطق‪ ،‬ومالحقة الصحفيين والناش��طين‬ ‫اإلعالميين اعتقاال ومضايقة‪ ،‬واس��تدعاءات‬ ‫تشبه اس��تدعاءات فرع فلس��طين والجوية‬ ‫واألمن السياسي‪..‬‬ ‫حي��ن نش��ير إل��ى ه��ذه المالحظ��ات‬ ‫النقدية فألنن��ا نعرف بأن تلك الممارس��ات‬ ‫لألس��ف تغط��ي عل��ى بط��والت وإق��دام‬ ‫وتضحي��ات الجيش الح��ر الحقيقي��ة‪ ،‬ولهذا‬ ‫التص��دي لهؤالء هو ألج��ل أن ال تعم صورة‬ ‫سلبية وتضيع الصورة الحقيقية‪..‬‬ ‫األم��ر عين��ه ينطب��ق على ما يس��مى‬ ‫المعارضة السياس��ية المنشغلة أكثر فأكثر‬ ‫ببوصل��ة دول‪ ،‬والتموي��ل وكل وجماعت��ه‪..‬‬ ‫وب��ات الوق��ت ملحاً لك��ي تتوق��ف مثل هذه‬ ‫المهازل التي يدفع الس��وريون دمائهم ثمنا‬ ‫يومي��اً للخ�لاص من الفاش��ية‪ ،‬بينما هؤالء‬ ‫منش��غلون كل بتخندق��ه خل��ف مش��روعه‬ ‫االيديولوج��ي والدين��ي وأحيان��ًا الطائف��ي‬ ‫واألثني والقومي‪..‬‬ ‫الث��ورة ماضي��ة مهما كان��ت األخطاء‪،‬‬ ‫والنظام الفاش��ي ال يمكن��ه أن يعيد عقارب‬ ‫الس��اعة إلى الوراء‪ ،‬رغم أن��ه يوهم أتباعه‬ ‫بأنه سينتصر على الحجارة‪ ،‬وركام المنازل‬ ‫والم��دن وجث��ث األطف��ال‪ ،‬وما نقدنا س��وى‬ ‫ألن يك��ون مض��ي الث��ورة ب��دون كل ه��ذه‬ ‫األخط��اء وأحيانا االنكس��ارات‪ ،‬التي ال لزوم‬ ‫لها بممارسات ال تمت أص َال ألخالقيات الثورة‬ ‫بصلة وال لسوريا الحرة والمستقبل بصلة‪..‬‬ ‫وخصوص��اً مح��اوالت عبثي��ة م��ن البع��ض‬ ‫وقبل إس��قاط النظام فرض نوع معين من‬ ‫الحي��اة واالختيارات على الس��ورييين‪ ،‬وهم‬ ‫الذين خرجوا يهتفون للحرية‪ ..‬حريتهم هم‬ ‫وليس حرية أن يختار عنهم أي كان في هذا‬ ‫العالم حت��ى لو لبس لباس��ًا أفغانياً أو حتى‬ ‫بيكيني‪!..‬‬


‫أنس العربي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬

‫المعارض الس��وري "كم��ال اللبونان��ي"‪ ،‬وخالل‬ ‫اللقاء ال��ذي أجرته معه قناة (أورين��ت)‪ ،‬يتهجّم على‬ ‫ش��باب الث��ورة الس��وريّة (ث��وّار الداخ��ل)‪ ،‬ويح��اول‬ ‫تبخيسهم‪ ،‬والتقليل من دورهم بالقول‪:‬‬ ‫"الثورة الس��وريّة ش��ارك فيها الش��عب السوري‬ ‫ك ّل��ه"؛ وهذا كالم حقّ يُراد ب��ه باطل؛ تردّده النخبة‬ ‫المعارضة خارج س��وريا‪ ،‬ممّن لم يشاركوا على نحو‬ ‫مباشر وميداني في الثورة السورية‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫يتهكم��ون علينا‪ ،‬ويصفون ما نقول��ه بـ "الكالم‬ ‫النظ��ري"‪ ،‬محاولي��ن االس��تقواء علين��ا‪ ،‬بالتموي��ل‬ ‫والدع��م الخارج��ي‪ ،‬ال��ذي ّ‬ ‫يتلقونه من هن��ا وهناك؛‬ ‫ومس��تغ ّلين أيض��ًا األوض��اع األمنيّة الصعب��ة‪ ،‬التي‬ ‫نرزح تح��ت وطأتها في الداخل الس��وري حيث العنف‬ ‫غير المس��بوق‪ ،‬والتضيي��ق األمن��ي‪ ،‬والفاقة وضيق‬ ‫ذات الي��د؛ والت��ي حال��ت دون ظه��ور ال ّث��وار الش��باب‬ ‫الميدانيي��ن الحقيقيّي��ن‪ ،‬الذين أش��علوا فتيل الثورة‬ ‫في س��وريا‪ ،‬به��دي ثورة الربيع العرب��ي الذي بدا في‬ ‫ّ‬ ‫كل من تونس‪ ،‬ومصر؛ فليبيا واليمن وس��وريا‪ ..‬الخ‪،‬‬ ‫مطل��ع ‪2011‬؛ ونظموا وق��ادوا ورص��دوا االحتجاجات‬ ‫والتظاه��رات األولى‪ ،‬في دمش��ق‪ ،‬ودرع��ا‪ ،‬وحمص‪،‬‬ ‫ودي��ر ال��زور‪ ،‬والسّ��لميّة‪ ،‬وداريّ��ا‪ ،‬وباني��اس‪ ..‬الخ؛‬ ‫ّ‬ ‫وتلقوا الضربات الوحش��يّة األولى التي سدّدتها لهم‬ ‫قوّات أمن النظام‪ ،‬قت ً‬ ‫ال‪ ،‬واعتقا ًال‪ ،‬وتهديداً‪ ،‬ومالحقة؛‬ ‫لكنّهم قوبلوا باالزدراء وبالتهميش‪ ،‬أو باالس��تخدام‬ ‫"المصلح��ي" "الديك��وري" الضيّ��ق ل��ه ف��ي أفض��ل‬ ‫األحوال‪ ،‬وعلى يد "ديناصورات" المعارضة الس��وريّة‬

‫م��ن "التاريخيّين" أيضاً‪ ،‬تهميش��ًا‪ ،‬وإقص��ا ًء‪ ،‬وحتّى‬ ‫محاربة‪ ،‬لمن يرفض الخضوع لسياس��اتهم البائس��ة‬ ‫الفاش��لة‪ ،‬ومنطقهم األجوف المري��ض؛ وال ّ‬ ‫أدل على‬ ‫ذل��ك‪ ،‬م��ا آل إليه حال س��وريا والس��وريّين‪ ،‬في ّ‬ ‫ظل‬ ‫"معارضتهم" الرّشيدة!!‪..‬‬ ‫فعل��ت هذه "الديناص��ورات" كل هذا بن��ا وأكثر‪،‬‬ ‫ف��ي محاوالته��م فرض أنفس��هم و"قروس��طيّتهم"‬ ‫ومصلحيّته��م‪ ،‬وأجنداته��م ومش��اريعهم الخارجيّة‬ ‫ك ّلها‪ ،‬على الشعب السوري وثورته الشعبيّة العظيمة‬ ‫ك ّلها؛ لكن‪..‬‬ ‫ليس بع��د ثورة الربيع العرب��ي‪ ..‬ليس بعد هذه‬ ‫اللحظة الحاس��مة من تاريخ أمّتنا‪ ..‬ليس بعد اآلن (يا‬ ‫ش��يخ كمال) صبرا‪ ..‬ش��قفة‪ ..‬طيفور‪ ..‬زهير سالم‪..‬‬ ‫وإن لك��م ف��ي "إخوانجيّ��ة" مص��ر‪ ،‬و"صهاينة"‬ ‫ال��خ؛ ّ‬ ‫مب��ارك وزي��ن العابدين وعلي صال��ح ك ّلهم وقبلهم‪،‬‬ ‫العبرة والمثل‪ ..‬ف��ي مصر وتونس واليمن وليبيا‪ ،‬لم‬ ‫يحدث مثل هذا األمر‪ ،‬فقد عُرف أولئك الثوّار الشباب‬ ‫بأس��مائهم الحقيقيّة وبوجوههم؛ م��ن أمثال ّ‬ ‫توكل‬ ‫كرم��ان‪ ،‬ووائ��ل غنيم‪ ،‬ون��وّارة نجم‪ ،‬وس��الي توما‪،‬‬ ‫وأحمد دومة‪ ..‬الخ؛ الخت�لاف الظروف؛ وطبيعة النخب‬ ‫السياسيّة والفكريّة‪ ،‬األكبر س��نًّا وتجربة و"أخالقاً"‬ ‫وتكوّن��ًا (فيم��ا يب��دو) فحظي ه��ؤالء الش��باب‪ّ ،‬‬ ‫بكل‬ ‫التقدير واالحترام؛ وههُ��م اليوم يتبوّؤون المناصب‬ ‫ف��ي المجال��س والحكوم��ات والمؤسّس��ات‪ ،‬ف��ي كل‬ ‫دول الربيع التي س��بقتنا‪ ،‬هُم الذين لم يصمدوا في‬ ‫الش��وارع‪ ،‬سوى بضعة أش��هر أو أقل من ذلك حتّى‪،‬‬

‫ولم يتعرّضوا لربع ما القيناهُ نحن من أهوال!‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫س��جل‬ ‫صحي��ح أن لبعض ه��ؤالء "التاريخيّين"‬ ‫نضالي ال أحد يس��تطيع إن��كاره‪ ،‬هُنا ولكن هل خرج‬ ‫الش��باب الس��وري في ث��ورة ربيعه‪ ،‬كي يُس��دّد من‬ ‫دم��ه وأمنه وجوعه وصموده على مدى عامين وأكثر؛‬ ‫فاتورة من ناضلوا وفش��لوا في تحقيق ما خرجوا من‬ ‫أجله قبل عقود؟!!‬ ‫أخيراً‪ ..‬وحيًّا أو ميّتاً آنذاك‪ ،‬أقول‪:‬‬ ‫الش��باب الثوري السوري‪ ،‬وهو من نهضت الثورة‬ ‫على أكتاف صموده وتضحياته وتوسّعتْ؛ وتاليًا‪ ..‬هو‬ ‫لن يقبل بسياس��ات " الوصاية " والتهميش واإلقصاء‬ ‫عن دائرة الفعل والقرار (أبداً)‪.‬‬ ‫الش��باب الثوري الس��وري‪ ،‬هو من أطلق ش��رارة‬ ‫ربيع��ه‪ ،‬وهو األق��در على قيادة ه��ذا الربيع‪ ،‬وتوجيه‬ ‫أش��رعة مراكب��ه‪ ،‬ف��ي االتج��اه الوطن��ي المدن��ي‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬واالجتماع��ي الصحيح؛ وعليه اليوم أن‬ ‫يتص��دّى ل��دوره‪ ،‬وألداء مهمّاته "السياس��يّة" أيضًا؛‬ ‫ّ‬ ‫وبكل شجاعة وثقة بالنّفس‪..‬‬ ‫و أُضيف لمن ال يعلم‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫يُشكل الش��باب (أي من هُم دون سن ‪ 30‬عامًا)‬ ‫ف��ي س��وريا والعال��م العرب��ي‪ ،‬م��ا نس��بته ‪ 70%‬من‬ ‫فإن تهمي��ش هذه الفئة‪ ،‬هي‬ ‫أف��راد المجتمع؛ وتالياً‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫تهميش للشعب بأس��ره‪ ..‬وابقوا خلوا " التاريخيّين "‬ ‫ال ّلي عندنا يب ّلوا " َق َطر "‪ ،‬ويشربوا ميّة " مُرسي "!‪..‬‬

‫رأي ‪. .‬‬

‫ال�شباب‪ّ ..‬‬ ‫الثورة ال�سورية بني ّ‬ ‫وال�ش ّياب‬ ‫ماء َق َطر‪ ..‬وغ�سيل ُمر�سي!‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪9‬‬


‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫خــــذالن الثـــــورة‬ ‫خالد كنفاني‬ ‫من خذل الثورة؟‬ ‫قط��ر؟ تركي��ا؟ الس��عودية؟ الوالي��ات المتح��دة؟‬ ‫فرنسا؟‬ ‫أول من خذلها كان الس��وريون أنفس��هم‪ ،‬سواء‬ ‫أعجبكم هذا الكالم أم ال‪.‬‬ ‫خذلها الس��وريون عندما اس��تجابوا لمن دفعهم‬ ‫لحمل السالح في ثورة سلمية نقية كانت بذرة لعمل‬ ‫وطني كبير‪.‬‬ ‫خذله��ا من ادع��وا أنه��م رموزها ثم ط��اب لهم‬ ‫المقام في فنادق اسطنبول والدوحة وباريس‪.‬‬ ‫خذلها م��ن يقضي خمس��ة أيام لينتخب رئيس��ًا‬ ‫لهيئ��ة متخلف��ة ظالمي��ة ولدت ميتة س��موها اس��مًا‬ ‫سخيفاً سطحياً هو "االئتالف الوطني"‪.‬‬ ‫خذلها من بات يتس��ول في عواصم العالم باسم‬ ‫الس��وريين لينفق األموال يمينًا وش��ما ًال دون حسيب‬ ‫وال رقيب‪.‬‬ ‫خذله��ا م��ن زادت أوزانه��م وتدل��ت كروش��هم‬ ‫واحمرت أوداجهم من كث��رة الوالئم وتخمة الرفاهية‬ ‫بينما يصيحون على الشاش��ات طلب��ًا للغوث لحمص‬ ‫مثلما أغاثوا قبلها الرس��تن والقصير ومخيم اليرموك‬ ‫وعشرات القرى والمدن‪.‬‬ ‫خذله��ا من يقوم اليوم بالنه��ب المنظم لمعامل‬ ‫الس��وريين ومحالهم ومنازلهم بينم��ا يدعون الدفاع‬ ‫عن الناس وعن الحريات‪.‬‬ ‫خذله��ا م��ن يبي��ع الي��وم البضائ��ع والم��واد‬ ‫االس��تهالكية والضروري��ة بعش��رات أضعاف الس��عر‬ ‫متحجج��ًا بال��دوالر‪ ،‬وكأن س��وريا كانت عل��ى الدوام‬ ‫تتعيش على الدوالر‪.‬‬ ‫خذلها م��ن يدعون أنه��م ممثلوه��ا ويتصرفون‬ ‫كأنهم ضيوف على البلد‪.‬‬ ‫"زار السيد الرئيس أحمد الجربا إحدى قرى إدلب‬ ‫وزار س��يادته مقر قي��ادة األركان واطلع على الخطط‬ ‫العس��كرية وس��ير العمل وغ��ادر مصحوب��ًا بمثل ما‬ ‫استقبل به من حفاوة وترحاب"‪ .‬ال تبدو صياغة الخبر‬ ‫غريبة عما اعتدناه من إعالم البعث‪ ،‬فالرئيس يحضر‬ ‫ويغادر ويكفي أن نرى طلعته البهية لنحس بكراماته‬ ‫وال فارق إن فعل ما يعد به أو لم يفعل‪.‬‬ ‫لم يشبع االئتالف من تكرار نفس الكلمات وذات‬ ‫الجمل ف��ي كل بيان من بياناته الممجوجة والمقيتة‪،‬‬ ‫وال ينس��ى أن يختمها بذات العب��ارات التي تعيدنا إلى‬ ‫طريقة اختتام البالغات الحزبية واألوامر اإلدارية في‬ ‫الدوائر الحكومية البالية‪.‬‬ ‫ه��ذه الث��ورة تحولت إل��ى ميدان حرب يش��ترك‬ ‫في��ه الجميع ضد الجمي��ع‪ ،‬خذلها أصدقاؤه��ا وثوارها‬ ‫قبل أعدائها‪ ،‬ومن راهن على تثوير الصامتين خس��ر‬ ‫الرهان وتح��ول الصامتون إما إل��ى هاربين والجئين‬ ‫ومتش��ردين وإما إل��ى مؤيدين للنظ��ام وعناصر في‬ ‫قوات "دفاعه الوطني"‪.‬‬ ‫لم يبق أح��د إال وخذل الثورة وخذل الس��وريين‪.‬‬ ‫تتنطع دول الخليج بمواقف نارية وإعالم متوقد ينفث‬ ‫الن��ار في الجحيم الس��وري بينما تقف ذات الدول ضد‬ ‫السوريين في دخولهم وخروجهم وحلهم وترحالهم‪.‬‬ ‫يت��م تدمير البلد بش��كل ممنه��ج ومرتب بحيث‬ ‫ال يبق��ى بل��د‪ ،‬والتدمير ال يط��ال الحجر وحس��ب بل‬ ‫طال البش��ر أيضاً‪ ،‬فخرب��ت نفوس الن��اس وانحطت‬ ‫قيمهم واتسخت تربيتهم وفقد المجتمع كل مكوناته‬ ‫البش��رية واالجتماعية وكل مقوم��ات وجوده القائمة‬ ‫عل��ى تعاون البش��ر وتكاتفهم وتقاس��م األدوار فيما‬

‫بينهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يوم��ا بعد ي��وم‪ ،‬تتراجع أخبار س��وريا وما تبقى‬ ‫م��ن ثورته��ا إلى مؤخرة نش��رات األخب��ار حيث تحول‬ ‫الموت إلى مسألة يومية اعتيادية تمر على السامعين‬ ‫والقارئي��ن كم��ا تمر النس��مات بي��ن أوراق الش��جر‪،‬‬ ‫وتتحول أعداد القتلى إلى وسيلة لإلحصاء يستخدمها‬ ‫تجار الح��روب لضخ المزيد من األم��وال في جيوبهم‬ ‫عبر استجداء المانحين والمتصدقين‪.‬‬ ‫إن خ��ذالن الث��ورة ب��دأ من��ذ اللحظ��ة التي صاح‬ ‫به��ا أردوغ��ان بأنه "ل��ن يس��كت على ما يج��ري في‬ ‫س��وريا"‪ ،‬ومنذ اللحظة التي أعلن فيها أن "أيام األسد‬ ‫مع��دودة" دون أن يخبرنا عن مج��ال هذا التعداد وهو‬ ‫عل��ى ما يبدو لم يك��ن يعلم أن اللغ��ة العربية تعتبر‬ ‫المع��دود مفتوح المج��ال طالما يمك��ن إحصاؤه وهو‬ ‫ما قد يجع��ل األيام المعدودة قرونًا أو س��نين قادمة‪.‬‬ ‫بدأ خذالن الثورة عندما "تظاه��رت" الجامعة العربية‬ ‫بط��رح مبادرة كانت عب��ارة عن تمثيلي��ة هزلية كان‬ ‫الجميع يعلم مس��بقًا أنها ل��ن تنجح ألن من طرحوها‬ ‫كانوا قد أرسلوا مس��بقًا السالح والعتاد للمتظاهرين‬ ‫بينما كانوا يدعون أنهم بصدد مبادرة إلنهاء المسألة‬ ‫على غرار المبادرة اليمنية‪ ،‬ولكن الفارق الذي تعامت‬ ‫عن��ه قناة العربية هو أن المب��ادرة اليمنية لم يترافق‬ ‫معها أي تس��ليح للمتظاهرين رغ��م أن الجميع يعلم‬ ‫أنه ال يخلو بيت يمني من س�لاح أبيض أو أس��ود‪ ،‬إال‬ ‫أن اإلرادة الخليجية والدولية في إنهاء المس��ألة محليًا‬ ‫استطاعت التغلب على كل الصعاب وتم احتواء الثورة‬ ‫وإجراء النقل السلمي للسلطة‪.‬‬ ‫وهكذا ال يزال أردوغان يصيح ويرفض السكوت‬ ‫رغ��م مرور قراب��ة الثالثة أعوام عل��ى بداية األحداث‬ ‫في س��وريا‪ ،‬وال ي��زال أوباما يعد أيام األس��د وهو عد‬ ‫تصاع��دي على م��ا يبدو‪ ،‬بينم��ا أدار العرب ظهورهم‬ ‫للس��وريين فيما عدا بعض الخي��ام والكرفانات التي‬ ‫يرس��لها "خلفاء وأم��راء" الق��رن الحادي والعش��رين‬ ‫ليكرسوا حالة اللجوء والتشرد بد ًال من المساهمة في‬ ‫حل المسألة‪.‬‬

‫خذلت الثورة أبناءها وتش��رد وهاجر ما يزيد عن‬ ‫خمس��ة ماليين سوري يعيشون على الحد األدنى من‬ ‫كل ش��يء‪ ،‬غذائهم وإقامتهم وكرامتهم وأعراضهم‪،‬‬ ‫يأتيهم "أبطال" ثورتهم في زيارات دورية في األعياد‬ ‫والمناس��بات ليوزع��وا على أطفالهم م��ا رماه أطفال‬ ‫الخلي��ج وأوروبا في القمامة واعدي��ن الناس بالحرية‬ ‫والخالص القريب‪.‬‬ ‫إن الخ��ذالن كلمة قليلة لما نش��عر به من إحباط‬ ‫بع��د وص��ول األمور في س��وريا إلى الهاوي��ة بينما ال‬ ‫تزال كرة الثلج تتزايد حجماً ولم يبق أمام الس��وريين‬ ‫س��وى البحث عن مالجئ وأوطان بديلة بينما يتعيش‬ ‫أعضاء االئت�لاف والمنظمات والتنس��يقيات والكتائب‬ ‫واأللوية على مئ��ات آالف الدوالرات التي تأتيهم ممن‬ ‫يرس��مون أجنداتهم الخاصة وبينما يوغل النظام في‬ ‫قتل وتدمير البلد بشكل منهجي على طريقة القاتل‬ ‫المتسلس��ل الذي ينقل الموت بين ضحاياه واحداً تلو‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫إن المفارق��ة المؤلم��ة تكم��ن ف��ي أن أصدق��اء‬ ‫النظ��ام برهنوا عل��ى أنهم أصدقاؤه بح��ق‪ ،‬بينما لم‬ ‫يق��م أصدقاء الش��عب الس��وري س��وى ببي��ع الكالم‬ ‫والخطاب��ات الرنان��ة‪ ،‬وفيم��ا اجتم��ع ممثل��و أث��ر من‬ ‫مائة وثالثي��ن دولة في أول اجتماع ألصدقاء س��وريا‬ ‫انخفض العدد إلى ثالثة عشر ممث ً‬ ‫ال في آخر اجتماع‪.‬‬ ‫يموت كل ش��يء وتبقى األوط��ان‪ ،‬ولكن الوطن‬ ‫الي��وم ص��ار عش��رات األوط��ان المتباع��دة الت��ي لم‬ ‫يوحدها يوماً س��وى الحديد والنار‪ ،‬وسيتش��كل تاريخ‬ ‫جديد لهذه البقعة م��ن األرض جذوره من دم ومداده‬ ‫من سواد‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪ :‬يقول الشاعر سليمان العيسى‬ ‫ن����م����وت ل���ت���زه���ر‪ ،‬األج�����ي�����ال ف��ي��ن��ـ��ا‬ ‫وي���خ���ص���ب ف����ي م���راب���ع���ن���ا ال���ج���م���ال‏‬


‫تعديل املر�سوم الت�شريعي ‪ 33‬لعام ‪2005‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫األشخاص الطبيعيين‪.‬‬ ‫ومم��ا يؤكد تس��ييس التعدي��ل إضافة‬ ‫ممث��ل ع��ن وزارة الداخلية ال��ذراع األقوى‬ ‫للس��لطة التنفيذي��ة ف��ي لجن��ة تقتضي‬ ‫طبيعة الح��ال أن تكون قضائي��ةٍ بامتياز‬ ‫دون اإلش��ارة إل��ى مهني��ة العض��و التاب��ع‬ ‫للوزارة أو تحصيله القانوني‪.‬‬ ‫تع��دل الفق��رة " أ " من الم��ادة الثامنة‬ ‫من المرس��وم التش��ريعي ‪ 33‬لعام ‪2005‬‬ ‫المع��دل بالمرس��وم التش��ريعي رقم ‪27‬‬ ‫لع��ام ‪ 2011‬على النحو اآلت��ي‪" :‬أ ‪ -‬يكون‬ ‫للهيئة لجنة إدارة تتألف على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫ حاكم مصرف سورية المركزي رئيسا‬‫وين��وب عن��ه النائ��ب االول لحاكم مصرف‬ ‫سورية المركزي حال غيابه‪.‬‬ ‫ معاون وزير المالية عضواً‬‫ ق��اض يعينه مجل��س القضاء األعلى‬‫عضواً‬ ‫ المدي��ر المش��رف عل��ى مفوضي��ة‬‫الحكومة لدى المصارف عضواً‪.‬‬ ‫ ممثل ع��ن وزارة الداخلية من مرتبة‬‫مدير على األقل عضواً‪.‬‬ ‫ ممث��ل عن وزارة الخارجية من مرتبة‬‫مدير على األقل عضواً‪.‬‬ ‫ خبي��ر بالش��ؤون القانوني��ة والمالية‬‫والمصرفية عضواً‪.‬‬ ‫وكان مت��ن المادة قب��ل التعديل ينص‬ ‫على ما يلي‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬يك��ون للهيئة لجنة إدارة تتألف على‬ ‫النحو اآلتي‪:‬‬ ‫• حاكم مصرف سورية المركزي رئيسًا‬ ‫وين��وب عن��ه النائ��ب األول لحاكم مصرف‬ ‫سورية المركزي حال غيابه‪.‬‬ ‫• النائب الثاني لحاكم مصرف س��ورية‬ ‫المركزي المشرف على مفوضية الحكومة‬ ‫لدى المص��ارف عضواً‪ ،‬وين��وب عنه مدير‬ ‫مفوضي��ة الحكومة ل��دى المص��ارف حال‬ ‫غيابه‪.‬‬ ‫• قاض يعينه مجلس القضاء األعلى أو‬ ‫من ينتدبه حال غيابه عضواً‪.‬‬ ‫• معاون وزير المالية عضواً‬ ‫• رئيس هيئة االوراق واألسواق المالية‬ ‫السورية عضواً‪.‬‬ ‫• خبي��ر بالش��ؤون القانوني��ة والمالية‬ ‫والمصرفية عضواً‬ ‫ب ‪ -‬يس��مى رئيس وأعضاء لجنة إدارة‬ ‫الهيئة بقرار من رئيس مجلس الوزراء‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬يمثل الهيئة أمام القضاء رئيسها‪.‬‬ ‫كما تعدل الفقرة "ج‪ :‬من المادة العاشرة‬ ‫من المرسوم التشريعي رقم ‪ 33‬لعام ‪2005‬‬ ‫المعدل بالمرسوم التشريعي رقم ‪ 27‬لعام‬ ‫‪ 2011‬وفق��ا لم��ا يل��ي‪" :‬ج ‪ -‬تحال االس��ماء‬ ‫والكيان��ات المح��ددة وفقا لق��راري مجلس‬ ‫األم��ن رقم��ي ‪ 1267‬و‪ 1373‬والقرارات ذات‬ ‫الصل��ة عب��ر وزارة الخارجي��ة والمغتربي��ن‬ ‫م��ن وإلى الجهات المعني��ة التخاذ اإلجراءات‬ ‫الخاصة بتجميد امواله��م واصولهم وتحدد‬ ‫الي��ة ذل��ك وفق��ا لق��رار خاص يص��در عن‬ ‫رئي��س مجلس ال��وزراء وذلك بما ينس��جم‬ ‫مع أحكام القوانين والمعاهدات واالتفاقيات‬ ‫الدولية النافذة في سورية"‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تع��دل الفق��رة "ج " من الم��ادة االولى‬ ‫من المرس��وم التش��ريعي ‪ 33‬لعام ‪2005‬‬ ‫المع��دل بالمرس��وم التش��ريعي رقم ‪27‬‬ ‫لع��ام ‪ 2011‬عل��ى النحو اآلت��ي‪" :‬األموال‬ ‫غير المشروعة‪ :‬هي األموال المتحصلة او‬ ‫الناتجة بش��كل مباش��ر أو غير مباشر عن‬ ‫ارتكاب إحدى الجرائم الواردة أدناه س��واء‬ ‫وقعت هذه الجرائم في أراضي الجمهورية‬ ‫العربية السورية أم خارجها‪.‬‬ ‫‪ .1‬زراع��ة أو تصني��ع أو تهريب أو نقل‬ ‫المخ��درات أو المؤث��رات العقلية أو االتجار‬ ‫غير المشروع بها‪.‬‬ ‫‪ .2‬األفع��ال الت��ي ترتكبه��ا جمعي��ات‬ ‫االش��رار المنص��وص عليه��ا ف��ي قان��ون‬ ‫العقوب��ات وجميع الجرائ��م المعتبرة دوليا‬ ‫جرائم منظمة‪.‬‬ ‫‪ .3‬جرائ��م اإلره��اب وتموي��ل اإلرهاب‬ ‫المنص��وص عليها ف��ي القواني��ن النافذة‬ ‫وف��ي المعاه��دات واالتفاقي��ات الدولي��ة‬ ‫واالقليمية النافذة في سورية‪.‬‬ ‫‪ .4‬تهري��ب األس��لحة الناري��ة وأجزائها‬ ‫والذخائ��ر والمتفجرات أو صنعها أو االتجار‬ ‫بها بصورة غير مشروعة‪.‬‬ ‫‪ .5‬نق��ل المهاجري��ن بص��ورة غي��ر‬ ‫مشروعة والقرصنة والخطف‪.‬‬ ‫‪ .6‬عملي��ات الدعارة المنظم��ة واالتجار‬ ‫باألشخاص واالتجار باألعضاء البشرية‪.‬‬ ‫‪ .7‬سرقة المواد النووية أو الكيميائية أو‬ ‫الجرثومية أو السامة أو تهريبها او االتجار‬ ‫غير المشروع بها‪.‬‬ ‫‪ .8‬س��رقة واخت�لاس األم��وال العام��ة‬ ‫أو الخاص��ة أو االس��تيالء عليه��ا بط��رق‬ ‫الس��طو أو الس��لب أو بوس��ائل احتيالية أو‬ ‫تحويلها غير المش��روع عن طريق النظم‬ ‫الحاسوبية‪.‬‬ ‫‪ .9‬تزوير العملة أو وسائل الدفع األخرى‬ ‫أو االس��ناد العامة أو األوراق ذات القيمة او‬ ‫الوثائق والصكوك الرسمية‪.‬‬ ‫‪ .10‬سرقة اآلثار أو الممتلكات الثقافية‬ ‫أو االتجار غير المشروع بها‪.‬‬ ‫‪ .11‬جرائم الرشوة واالبتزاز‪.‬‬ ‫‪ .12‬جرائم التهريب‪.‬‬ ‫‪ .13‬اس��تخدام العالم��ات التجاري��ة‬ ‫المس��جلة من قبل غي��ر اصحابها أو تزوير‬ ‫حقوق الملكية الفكرية‪.‬‬ ‫‪ .14‬جرائ��م االحت��كار والتالع��ب ف��ي‬ ‫األسواق‪.‬‬ ‫‪ .15‬جرائم البيئة‪.‬‬ ‫‪ .16‬القت��ل أو إح��داث عاه��ات بدني��ة‬ ‫دائمة‪.‬‬ ‫‪ .17‬االتجار في السلع المسروقة‪.‬‬ ‫‪ .18‬االتج��ار غير المش��روع في الس��لع‬ ‫والقط��ع االجنبي ويعد االتجار في الس��لع‬ ‫غير مشروع عندما يكون مخالفا للقوانين‬ ‫او االنظم��ة الناف��ذة الت��ي تقي��د او تمن��ع‬ ‫االتجار بهذه السلع‪.‬‬ ‫‪ .19‬جرائم التهرب الضريبي‪.‬‬ ‫وكان متن المادة في المرسوم السابق‬ ‫ينص على‪:‬‬ ‫ج ‪ -‬األم��وال غي��ر المش��روعة‪ :‬ه��ي‬

‫األموال المتحصل��ة أو الناتجة عن ارتكاب‬ ‫إح��دى الجرائ��م اآلتي��ة س��واء وقعت هذه‬ ‫الجرائم ف��ي أراضي الجمهوري��ة العربية‬ ‫السورية أو في خارجها‪:‬‬ ‫• زراع��ة أو تصني��ع أو تهري��ب أو نقل‬ ‫المخ��درات أو المؤث��رات العقلية أو االتجار‬ ‫غير المشروع بها‪.‬‬ ‫• األفعال التي ترتكبها جمعيات األشرار‬ ‫المنص��وص عليه��ا ف��ي المادتي��ن ‪325‬‬ ‫و‪ 326‬من قانون العقوبات وجميع الجرائم‬ ‫المعتبرة دوليا جرائم منظمة‪.‬‬ ‫• جرائم اإلرهاب المنصوص عليها في‬ ‫المادتي��ن ‪ 304‬و‪ 305‬من قانون العقوبات‬ ‫وف��ي االتفاقي��ات الدولي��ة واإلقليمي��ة‬ ‫والثنائية التي تكون سورية طرفا فيها‪.‬‬ ‫• تهري��ب األس��لحة الناري��ة وأجزائه��ا‬ ‫والذخائ��ر والمتفجرات أو صنعها أو االتجار‬ ‫بها بصورة غير مشروعة‪.‬‬ ‫• نقل المهاجرين بصورة غير مشروعة‬ ‫والقرصنة والخطف‪.‬‬ ‫• عملي��ات الدع��ارة المنظم��ة واالتجار‬ ‫باألش��خاص واألطف��ال واالتج��ار غي��ر‬ ‫المشروع باألعضاء البشرية‪.‬‬ ‫• س��رقة المواد النووية أو الكيميائية أو‬ ‫الجرثومية أو السامة أو تهريبها أو االتجار‬ ‫غير المشروع بها‪.‬‬ ‫• س��رقة واخت�لاس األم��وال العام��ة‬ ‫أو الخاص��ة أو االس��تيالء عليه��ا بط��رق‬ ‫الس��طو أو الس��لب أو بوس��ائل احتيالية أو‬ ‫تحويلها غير المش��روع عن طريق النظم‬ ‫الحاسوبية‪.‬‬ ‫• تزوير العملة أو وس��ائل الدفع األخرى‬ ‫أو األس��ناد العامة أو االوراق ذات القيمة أو‬ ‫الوثائق والصكوك الرسمية‪.‬‬ ‫• س��رقة اآلثار أو الممتلكات الثقافية أو‬ ‫االتجار غير المشروع بها‪.‬‬ ‫• جرائم الرشوة واالبتزاز‪.‬‬ ‫• جرائم التهريب‪.‬‬ ‫• استخدام العالمات التجارية المسجلة‬ ‫م��ن قب��ل غير أصحابه��ا أو تزوي��ر حقوق‬ ‫الملكية الفكرية‪.‬‬ ‫وفي ق��راءة س��ريعة للتعدي��ل نجد أن‬ ‫المش��رع أضاف لألم��وال غير المش��روعة‬ ‫" األم��وال الناتج��ة ع��ن جرائ��م االحتكار‬ ‫والتالع��ب ف��ي األس��واق‪ .‬جرائ��م البيئة‪.‬‬ ‫القت��ل أو إح��داث عاه��ات بدني��ة دائم��ة‪.‬‬ ‫االتج��ار ف��ي الس��لع المس��روقة‪ .‬االتج��ار‬ ‫غير المشروع في الس��لع والقطع االجنبي‬ ‫ويعد االتجار في السلع غير مشروع عندما‬ ‫يك��ون مخالفا للقوانين او االنظمة النافذة‬ ‫الت��ي تقي��د او تمن��ع االتجار بهذه الس��لع‪.‬‬ ‫جرائم التهرب الضريبي "‪.‬‬ ‫و التعدي��ل هنا أتى غامض��اً وفضفاضًا‬ ‫البد أن المش��رع قصد منه توس��يع مروحة‬ ‫العقوب��ات المالية للمعارضة المس��لحة أو‬ ‫داعميه��ا‪ ،‬إذ تبدو عملية الربط بين االتجار‬ ‫بالسلع المسروقة وعمليات غسيل األموال‬ ‫مث ًال بعيداً عن التعريف القانوني لغس��يل‬ ‫ً‬ ‫خاصة إذا أضفنا أن المرسوم عينه‬ ‫األموال‬ ‫ين��ص في المادة ‪ 14‬على عقوبة الس��جن‬ ‫ومصادرة األموال مما يكرر عمليات السطو‬ ‫واالس��تمالك الت��ي مارس��ها النظ��ام بحق‬

‫معارضيه في الثمانينات بغطاء قانوني‪.‬‬ ‫المادة ‪14‬‬ ‫أ ‪ -‬يعاقب باالعتق��ال المؤقت من ثالث‬ ‫سنوات إلى س��ت س��نوات وبغرامة تعادل‬ ‫قيمة األموال المضبوطة أو بغرامة تعادل‬ ‫قيمته��ا في حال تعذر ضبطه��ا على أن ال‬ ‫تق��ل عن مليون ليرة س��ورية كل من قام‬ ‫أو تدخل أو اش��ترك بعمليات غس��ل أموال‬ ‫غير مش��روعة ناجمة عن إح��دى الجرائم‬ ‫المذك��ورة في المادة ‪ 1‬من هذا المرس��وم‬ ‫التش��ريعي وه��و يعل��م أنه��ا ناجم��ة عن‬ ‫أعم��ال غير مش��روعة م��ا لم يق��ع الفعل‬ ‫تح��ت طائل��ة عقوب��ة اش��د وتش��دد هذه‬ ‫العقوب��ة وفق��ًا ألح��كام الم��ادة ‪ 247‬من‬ ‫قان��ون العقوب��ات الع��ام إذا ارتكب الجرم‬ ‫في إطار عصابة إجرامية منظمة ويعاقب‬ ‫أيض��ًا وفق مس��ابق م��ن ق��ام أو تدخل أو‬ ‫اشترك بعمليات تمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬يعاق��ب عل��ى الش��روع ف��ي جريم��ة‬ ‫غسل األموال غير المشروعة وجريمة تمويل‬ ‫اإلره��اب كم��ا يعاق��ب الش��ريك والمتدخ��ل‬ ‫والمحرض والمخبئ بعقوبة الفاعل األصلي‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬تعتب��ر العقوبة في البن��د (أ) أعاله‬ ‫جنائية الوصف‪.‬‬ ‫المادة ‪15‬‬ ‫أ ‪ -‬تقضي المحكمة المختصة بمصادرة‬ ‫األموال الناجمة عن جرائم غس��ل األموال‬ ‫وتموي��ل اإلرهاب المش��ار إليهم��ا بالمادة‬ ‫السابقة أو المحصلة بنتيجتها‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬إذا حول��ت األم��وال أو بدل��ت إل��ى‬ ‫أم��وال من ن��وع أخر فان األموال بش��كلها‬ ‫البدي��ل تخض��ع أيض��ًا للمص��ادرة وإذا‬ ‫اختلطت األم��وال غير المش��روعة بأموال‬ ‫أخ��رى مش��روعة فإنها تخض��ع للمصادرة‬ ‫في ح��دود القيم��ة المقدرة لألم��وال غير‬ ‫المش��روعة دون اإلخالل بح��ق الهيئة في‬ ‫تجميدها ريثما يتم التحقيق بشأنها‬ ‫ج ‪ -‬تخض��ع للتجمي��د والمص��ادرة‬ ‫اإلي��رادات والمس��تحقات المس��تمدة م��ن‬ ‫األموال غير المش��روعة أو األموال البديلة‬ ‫الت��ي حول��ت إليها وكذل��ك األم��وال التي‬ ‫اختلط��ت به��ا األم��وال غي��ر المش��روعة‬ ‫بالقدر نفس��ه الذي تخضع له األموال غير‬ ‫المشروعة للتجميد والمصادرة‪.‬‬ ‫د ‪ -‬يجوز للسلطات القضائية السورية‬ ‫أن تأمر بتنفيذ األح��كام الجنائية النهائية‬ ‫الصادرة ع��ن الجهات القضائي��ة األجنبية‬ ‫المختصة بمصادرة األموال المتحصلة من‬ ‫جرائم غس��ل األموال وعائداته��ا وجرائم‬ ‫تمويل اإلرهاب وف��ق القواعد واإلجراءات‬ ‫التي تحددها القوانين واألنظمة السورية‬ ‫الناف��ذة واالتفاقيات الدولي��ة أو اإلقليمية‬ ‫أو الثنائي��ة التي تكون س��ورية طرفاً فيها‬ ‫أو مب��دأ المعاملة بالمثل كم��ا يجوز إبرام‬ ‫اتفاقيات ثنائية أو متعددة األطراف تنظم‬ ‫التص��رف في حصيل��ة األم��وال المحكوم‬ ‫نهائي��ا بمصادرته��ا ف��ي جرائ��م غس��ل‬ ‫األم��وال أو تموي��ل اإلره��اب م��ن جه��ات‬ ‫قضائية س��ورية أو أجنبية تتضمن قواعد‬ ‫توزيع تلك الحصيلة بين أطراف االتفاقية‬ ‫وفقا لألحكام التي تنص عليها‪.‬‬ ‫ه��ـ ‪ -‬تنطبق أح��كام هذه الم��ادة على‬ ‫األش��خاص االعتباريين كم��ا تنطبق على‬

‫ياسر مرزوق‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫حول جرائم غ�سيل الأموال‬

‫‪11‬‬


‫الأمري م�صطفى ال�شهابي ‪1968 - 1893‬‬ ‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ولد األمير مصطفى بن األمير محمد س��عيد بن‬ ‫األمير جَهْجَاه بن األمير حس��ين الشهابي‪ ،‬في قرية‬ ‫حاصبيا مقر بني شهاب في وادي التيم في سفح جبل‬ ‫حرمون بلبنان‪ ،‬عام ‪ 1893‬وكان بنو ش��هاب قد دخلوا‬ ‫الش��ام في الفتح اإلس�لامي بقي��ادة أب��ي عبيدة بن‬ ‫الجراح‪ ،‬وعُرفوا بمُزاولتهم األدب والسياسة‪.‬‬ ‫نش��أ األمير في بلدة حاصبيا‪ ،‬وبها تلقى تعليمًا‬ ‫ابتدائيًّا‪ ،‬ثم انتقل إلى مدرس��ة المطران في بعلبك‪،‬‬ ‫ثم مدرس��ة المَوارنة في زحلة‪ ،‬ثم التحق بالمدرسة‬ ‫البطريركي��ة الكاثوليكي��ة؛ حي��ث تلقى دروسً��ا في‬ ‫العربية والفرنس��ية ومبادئ العل��وم العصرية‪ ،‬وفي‬ ‫س��نة ‪ 1907‬س��افر مع ش��قيقه عارف الش��هابي إلى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فرنس��ية‪،‬‬ ‫إعدادية‬ ‫مدرس��ة‬ ‫األس��تانة‪ ،‬وفيه��ا دخ��ل‬ ‫ودرس ف��ي أثن��اء تلك الفت��رة اللغة العربي��ة وآدابها‬ ‫وتاري��خ العرب واإلس�لام على يد أخي��ه األمير عارف‪،‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1910‬عاد الش��قيقان إلى دمشق‪ ،‬فالتحق‬ ‫مصطفى بالمدرس��ة الس��لطانية الثانوية لمدة سنة‬ ‫" مكت��ب عنب��ر "‪ ،‬أُرس��ل بعده��ا إلى فرنس��ا فحصل‬ ‫فيها على ش��هادة الدروس االبتدائي��ة العليا للزراعة‪،‬‬ ‫ثم دخل مدرس��ة غريغنون لمتابع��ة تعليمه العالي‪،‬‬ ‫وحصل منها سنة ‪ 1914‬على شهادة مهندس زراعي‪.‬‬ ‫عاد إلى األستانة مع بداية الحرب العالمية األولى‪،‬‬ ‫فدخل المدرس��ة الحربية ثم تخرج منها ليش��غل عدة‬ ‫وظائف عس��كرية‪ ،‬وم��ع نهاية الح��رب ودخول الملك‬ ‫فيصل دمش��ق‪ ،‬تقلد األمير الش��هابي مديرية مدير‬ ‫الزراع��ة والخ��راج حتى عام ‪ 1923‬ث��م مديراً ألمالك‬ ‫الدولة حتى ع��ام ‪ ،1934‬ثم مديراً لالقتصاد الوطني‬ ‫عام ‪.1935‬‬ ‫ع��ام ‪ 1936‬تول��ى الش��هابي وزارة المعارف في‬ ‫حكوم��ة الرئيس عطا األيوبي‪ ،‬وعندم��ا تقلد الوزارة‬ ‫بع��ث إليه األديب والش��اعر الدكتور زكي المحاس��ني‬ ‫هذين البيتين‪:‬‬ ‫م��ا عجبنا لما غ��دوت وزي��راً فلقد كنت في ع�لاك أميراً‬ ‫يا "شهاباً" على البيان تال ًال أسطع اليوم في "المعارف" نوراً‬ ‫كان األمير أحد أعضاء الوفد الس��وري المفا ِوض‬ ‫لوضع معاهدة بين س��ورية وفرنسة‪ ،‬ومحافظاً لحلب‬ ‫ع��ام ‪ ،1937‬وفي عام ‪ 1939‬تول��ى وزارة المالية في‬ ‫حكومة س��عيد األلش��ي‪ ،‬ثم وزارة المالية واالقتصاد‬ ‫الوطني واإلعاشة والتموين في حكومة عطا األيوبي‬ ‫الثانية‪ ،‬ثم محافظًا لالذقية عام ‪ ،1943‬واألمين العام‬ ‫لرئاس��ة مجلس ال��وزراء ع��ام ‪ ،1945‬ومحافظ حلب‬ ‫للم��رة الثانية بي��ن عام��ي ‪ ،1947 – 1946‬ومحافظ‬ ‫الالذقي��ة للم��رة الثانية بي��ن عام��ي ‪،1949 – 1948‬‬ ‫ووزيراً للع��دل عام ‪ ،1949‬ووزير س��ورية المفوَّض‬ ‫في مصر بين عامي ‪ ،1954 - 1951‬وكان أول س��فير‬ ‫لسورية في مصر‪.‬‬ ‫انتخب األمير مصطفى الشهابي في العام ‪1926‬‬ ‫عضواً عام� ً‬ ‫لا في المجم��ع العلمي العربي بدمش��ق‪.‬‬ ‫وانتخب في العام ‪ 1948‬عضواً مراس� ً‬ ‫لا لمجمع اللغة‬ ‫العربية في مصر‪ .‬وانتخب غير مرة عضوا في مجلس‬ ‫المع��ارف األعل��ى في س��ورية‪ ،‬وف��ي مجل��س إدارة‬ ‫المتاحف واآلثار‪ ،‬وفي جمعيات علمية وأدبية مختلفة‪.‬‬ ‫وعي��ن عضوا ف��ي المجل��س األعلى لرعاي��ة الفنون‬ ‫واآلداب والعل��وم االجتماعي��ة في القاهرة ودمش��ق‪،‬‬ ‫كذلك مثل جامعة الدول العربية ثالث مرات في حلقة‬ ‫الدراس��ات االجتماعية‪ .‬وفي ‪ 14‬ش��باط ‪ 1956‬انتخبه‬ ‫المجمع العلمي العربي بدمشق نائبًا لرئيس المجمع‪.‬‬ ‫وفي ‪ 15‬تش��رين األول ‪ 1959‬انتخب باإلجماع رئيسًا‬ ‫للمجمع خلفاً لرئيسه المرحوم خليل مردم بك‪ .‬فكان‬ ‫بذلك الرئيس الثالث للمجمع‪ ،‬بعد مؤسس��ه ورئيسه‪،‬‬ ‫األول المرحوم محمد كرد علي‪ ،‬ورئيسه الثاني شاعر‬ ‫الش��ام خليل مردم بك‪ .‬وظل رئيس��ًا ل��ه حتى رحيله‬

‫في العام ‪.1968‬‬ ‫كان األمي��ر مصطفى الش��هابي من‬ ‫أكثر الرجال ثقافة‪ ،‬ومن أغزرهم اطالعا‬ ‫عل��ى العل��وم الحديث��ة والقديم��ة‪ ،‬ومن‬ ‫أكثرهم خبرة في شؤون الحكم والدولة‪.‬‬ ‫وه��و مطب��وع عل��ى ح��ب األدب بش��تى‬ ‫ألوان��ه‪ ..‬قرأ كت��ب األدب العربي القديم‪،‬‬ ‫ق��راءة درس وفهم‪ ،‬وتابع مس��يرة األدب‬ ‫الحديث منذ أوائل هذا القرن‪ .‬واطلع على‬ ‫آثار كبار األدباء الفرنس��يين‪ ،‬وتثقف بما‬ ‫حوت��ه من أف��كار وآراء مختلفة األش��كال‬ ‫واالتجاه��ات‪ .‬ومن هنا اس��تطاع أن يجمع‬ ‫بي��ن الثقافتين العربي��ة والغربية‪ .‬وحين‬ ‫بدأ يكتب‪ ،‬ظهر إنش��اؤه عالي األس��لوب‪،‬‬ ‫واعتبر من كتاب العصر المرموقين‪ .‬غير‬ ‫أن تعلق��ه بالعلم خاص��ة‪ ،‬جعله في عداد‬ ‫العلماء‪ ،‬ول��م يصنف بين األدباء‪ .‬على أن‬ ‫ش��اعر القطرين خليل مطران أصر على‬ ‫تسميته ب "العالم األديب"‪.‬‬ ‫إلى جان��ب هذه المناص��ب واألعمال‬ ‫اإلدارية والرس��مية الش��اقة‪ ،‬التي شغلها‬ ‫األمي��ر الش��هابي‪ ،‬اس��تطاع أن ي��درس‬ ‫ويحقق ويؤلف عددا من الكتب والمعاجم‬ ‫ف��ي علوم الزراعة تعتب��ر دون ريب‪ ،‬أهم‬ ‫مرج��ع ألرب��اب الزراع��ة‪ .‬كذل��ك يعتب��ر‬ ‫معجم��ه الزراع��ي أه��م مرج��ع‪ ،‬يرج��ع إل��ى ألفاظه‬ ‫األساتذة والمدرسون‪ .‬وأهم كتبه التي تركها هي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬كت��اب الزراع��ة العملية الحديث��ة‪ .‬ويقع في ‪506‬‬ ‫صفحات‪.‬‬ ‫‪ - 2‬األشجار واألنجم المثمرة – ويقع في ‪ 450‬صفحة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬كتاب البقول – طبع بدمشق في العام ‪1927‬‬ ‫‪ - 4‬كت��اب الدواج��ن ‪ 232‬صفحة‪ .‬ويبح��ث في تربية‬ ‫الخيل والبقر والضأن وغيرها‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الدفاتر الزراعية – طبع بدمشق عام ‪1923‬‬ ‫‪ - 6‬معج��م األلف��اظ الزراعية – وهو معجم فرنس��ي‬ ‫– عربي أللفاظ العل��وم الزراعية الحديثة‪ ،‬ويقع‬ ‫في ‪ 700‬صفحة‪.‬‬ ‫‪ - 7‬المصطلح��ات العلمي��ة ف��ي اللغ��ة العربي��ة ف��ي‬ ‫القديم والحديث ‪ 259 -‬صفحات‪.‬‬ ‫‪ - 8‬كت��اب االس��تعمار – يبح��ث تاريخ االس��تعمار في‬ ‫األرض (جزآن)‪.‬‬ ‫‪ - 9‬القومية العربية وتاريخها – ‪ 360‬صفحة‪.‬‬ ‫‪ - 10‬معجم المصطلحات الحراجية – عربي ‪ -‬فرنسي‬ ‫ إنكليزي‬‫‪ - 11‬أخط��اء ش��ائعة ف��ي ألف��اظ العل��وم الزراعي��ة‬ ‫والنباتية‪.‬‬ ‫‪ - 12‬الشذرات – وهو مختارات من محاضراته ‪.1966‬‬ ‫وهناك كتب أخرى شارك بوضعها أو نظر فيها‪.‬‬ ‫لألمي��ر الش��هابي إل��ى جان��ب أعمال��ه العلمية‪،‬‬ ‫ومحاضرات��ه‪ ،‬ونش��اطاته المختلفة‪ ،‬بعض الش��عر‪،‬‬ ‫ولكن��ه قلي��ل‪ .‬وهو لم يعرف كش��اعر‪ ،‬ألن��ه لم يول‬ ‫الش��عر ش��يئًا م��ن اهتمام��ه‪ .‬غي��ر أن��ه ق��ال بعض‬ ‫الشعر في مناس��بات قليلة‪ ،‬ونشر بعضه أيضًا‪ .‬نشر‬ ‫قصيدتين في مجلة "الهالل"‪ ،‬األولى بعنوان "حنين"‪،‬‬ ‫والثانية بعنوان "وداع القاهرة"‪ .‬كذلك نشر في مجلة‬ ‫المجم��ع العلمي العربي محاضرة بعن��وان “رحلة إلى‬ ‫دي��ر الزور والجزي��رة "ختمها بأبي��ات رقيقة في وداع‬ ‫تل��ك الرب��وع‪ .‬وله كذل��ك مجموع��ة م��ن الرباعيات‪،‬‬ ‫ل��م ينش��ر منها ش��يئاً‪ ،‬وهي تتن��اول أمورا فلس��فية‬ ‫واجتماعية وسياسية‪.‬‬

‫غر ينعم بالمال والغنى‪،‬‬ ‫وق��ارن بين حياة جاهل ِ‬ ‫وعالم فطن يكاد يمزقه الجوع فقال‪:‬‬ ‫غر ينغم في الثراء وعالم فطن‪ ،‬يجالد في س��بيل القوت‬ ‫أش��رعة اهلل المهيمن هذه أم هذه مش��روعة الطاغوت!‬ ‫وم��ن المس��اجالت بينه وبي��ن بعض الش��عراء‪،‬‬ ‫أن ش��اعر الع��رب بدوي الجب��ل دعي ذات ي��وم إللقاء‬ ‫قصيدة في حفل تأبين الزعيم الخالد إبراهيم هنانو‬ ‫الت��ي أقيمت في حلب‪ .‬فس��افر بدوي الجبل إلى حلب‪،‬‬ ‫ولكن��ه نس��ي أن يصح��ب قصيدته مع��ه‪ .‬فهتف إلى‬ ‫صديق��ه الش��هابي‪ ،‬وكان محافظ��ا لجب��ل العلويين‪،‬‬ ‫راجيا أن يس��عفه بالقصيدة‪ ،‬فلبى الطلب‪ ،‬وأرس��لها‬ ‫إلي��ه‪ ،‬وكتب على حاش��يتها بيتين م��ن وزن القصيدة‬ ‫وقافيتها وهما‪:‬‬ ‫أيا شاعر العرب الذي سار شعره يدوي فال يثنيه بر وال بحر‬ ‫تذكر بثغر الالذقية صاحبا إذا دب فيه اليأس انعشه الذكر‬ ‫فأجابه بدوي الجبل بأبيات رائعة مطلعها‪:‬‬ ‫أمير الندى واألريحية والعلى أحب من النعمى شمائلك الغر‬ ‫بيانكالعطرالجنانوسحرهاوطبعكالالشهدالمصفىوالالخمر‬ ‫وذات يوم زار األمير مصطفى المجلس النيابي‪.‬‬ ‫فلم��ا رآه "بدوي الجبل"‪ ،‬وكان واحدا من النواب‪ ،‬نظم‬ ‫البيتي��ن التاليي��ن مداعب��ا‪ ،‬وبع��ث بهما إلي��ه مع أحد‬ ‫السعاة‪:‬‬ ‫م��ا قول موالنا األمير بمجلس جمع الغباء طريفه وتليده‬ ‫وبسادة لوال السنون وحكمها كانوا بقانون الرقيق عبيده‬ ‫فأجابه األمير مصطفى على الفور بقوله‪:‬‬ ‫اهلل يعلم أن شاعر شامنا يبدي من الرأي الحكيم مديده‬ ‫هذي"النوائب"لوتركنوشأنهاهدمتقديمبنائناوجديده‬ ‫عاش األمي��ر هاجس الحفاظ على اللغة العربية‬ ‫هاجسَ��ا اللغةِ العربي��ة والوطن‬ ‫وتطويره��ا‪ ،‬وظ��ل ِ‬ ‫العرب��ي يَش��غالنه حتى واف��اه األج��ل ِّ‬ ‫متأث��رًا بداء‬ ‫السكري في ‪ 14‬أيار عام ‪ 1968‬ودفن في مقبرة جبل‬ ‫قاس��يون بدمش��ق‪ ،‬وكان قد أوص��ى أن يُكتَب على‬ ‫قبره‪:‬‬ ‫أمُّ اللغ��ات قضي��تُ العم��رَ أَخدُمُه��ا‬ ‫ُ‬ ‫الش��فيعة ف��ي ُغف��رانِ َّ‬ ‫زالتِ��ي‬ ‫فه��ي‬


‫الكرامة‪..‬رحلةفىالربيعالعربي‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫للث��ورة‪ ،‬أسس��ها الناش��ط الش��اب في‬ ‫مجال االتصاالت وائل غنيم‪.‬‬ ‫وم��ن تون��س‪ ،‬وم��روراً بمص��ر‪،‬‬ ‫يرصد ويس��ت الثورة الليبي��ة عقب أن‬ ‫انتش��رت روح التمرد في ليبيا‪ .‬ويوضح‬ ‫أن محامياً هو فتحي تربل‪ ،‬دعا إلى يوم‬ ‫الغضب في الس��ابع عش��ر من فبراير‪،‬‬ ‫مطالبًا حقوق اإلنس��ان‪ ،‬بالتحقيق في‬ ‫مذبحة «أبو س��ليم»‪ ،‬الت��ي وقعت منذ‬ ‫‪ 15‬عامًا‪ .‬إذ أشيع موت المئات‪ .‬فاعتقل‬ ‫فتحي بعد ه��ذه الدع��وة‪ ،‬وحين حاول‬ ‫أقاربه المطالب��ة باإلفراج عنه‪ ،‬أطلقت‬ ‫الني��ران عليهم جميعاً‪ .‬فق��ام الليبيون‬ ‫في الجانب الش��رقي من ليبيا كله ضد‬ ‫قوات العقيد معمر القذافي‪ ،‬الذي حكم‬ ‫ليبيا لمدة ‪ 41‬عامًا!‬ ‫ويتتب��ع ويس��ت مالم��ح الربي��ع‬ ‫العرب��ي ف��ي س��وريا‪ ،‬مبينًا أن��ه بدأت‬ ‫الواقع��ة بع��د القبض عل��ى مجموعة‬ ‫م��ن ط�لاب الم��دارس‪ ،‬وق��ت أن كانوا‬ ‫يرس��مون ش��عارات على جدران مدينة‬ ‫درعا الجنوبية‪..‬‬

‫ويجي��ب الكت��اب عل��ى ع��دد م��ن‬ ‫األسئلة منها‪ :‬هل سينقض اإلسالميون‬ ‫ف��ي ش��مال أفريقيا على الس��لطة في‬ ‫المرحل��ة القادم��ة؟‪ ،‬لم��اذا ق��رر الناتو‬ ‫قصف ليبي��ا ولم يقصف س��وريا؟ هل‬ ‫النفط هو السبب؟ هل كان الفيسبوك‬ ‫وراء إزاحة ديكتاتوريات العالم العربي؟‬ ‫ومن ه��ؤالء الناس المتواج��دون حاليًا‬ ‫في الشوارع؟‪.‬‬ ‫عمل جوني وس��ت بوكالة رويترز‬ ‫في مص��ر وأمض��ى عقدا م��ن الزمان‬ ‫بمصر والش��رق األوسط‪ ،‬أمضى ثالثة‬ ‫أعوام بأفغانس��تان وأس��س شبكة من‬ ‫محط��ات الرادي��و هن��اك‪ ،‬يعم��ل اآلن‬ ‫باألمم المتحدة في الش��رق األوس��ط‪،‬‬ ‫بعودت��ه إل��ى الب�لاد التي ع��اش فيها‬ ‫لس��نين م��ن قب��ل‪ ،‬متنق�لا بالحافالت‬ ‫وس��يارات األجرة عبر الشوارع الخلفية‬ ‫والم��دن الصغيرة‪ ،‬وجالس��ا في البيوت‬ ‫والمقاه��ي‪ ،‬والمكات��ب وصالون��ات‬ ‫ً‬ ‫مالحظا ما يجرى من نقاشات‪.‬‬ ‫الحالقة‪،‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫يتحدث الكاتب ع��ن مفاجأة الربيع‬ ‫العربي التي أدهش��ت العال��م‪ ،‬ويجيب‬ ‫عن األسئلة التي تجول بخاطرنا جميعا‬ ‫اآلن‪ ،‬وه��ي كيف لهذه الث��ورات التي ال‬ ‫يوج��د له��ا ق��ادة‪ ،‬أن تنه��ض؟‪ ،‬ولماذا‬ ‫حدثت‪ ،‬ولماذا حدثت اآلن؟‪.‬‬ ‫والكات��ب جون��ي ويس��ت يح��اول‬ ‫أن يجي��ب على تلك األس��ئلة المتعلقة‬ ‫بالث��ورات العربي��ة‪ ،‬مس��تندا لخبرت��ه‬ ‫الواس��عة فى منطقة الشرق األوسط‪،‬‬ ‫حيث يع��ود إلى البالد الت��ي عاش فيها‬ ‫لس��نين من قبل‪ ،‬متنقال عبر الشوارع‬ ‫الخلفية والمدن الصغيرة‪ ،‬وجالس��ا في‬ ‫البيوت والمقاهي‪ ،‬والمكاتب وصالونات‬ ‫الحالقة‪ ،‬مالحظا ما يجري من نقاشات‬ ‫ومش��تركا فيها‪ .‬ويتح��دث المؤلف إلى‬ ‫أناس في أماكن لم يطئها اإلعالم‪ ،‬عبر‬ ‫ليبي��ا وتون��س ومصر‪ ،‬ويرس��م لوحة‬ ‫فائقة الجمال وممتلئة بالتفاصيل عن‬ ‫ش��خصيات مذهلة من الربي��ع العربي‬ ‫ورؤيتهم لمستقبلهم‪.‬‬ ‫ويتح��دث المؤل��ف إلى أن��اس فى‬ ‫أماكن ل��م يطأه��ا اإلعالم‪ ،‬عب��ر ليبيا‬ ‫وتون��س ومصر‪ ،‬ويرس��م لوحة فائقة‬ ‫الجم��ال وممتلئ��ة بالتفاصي��ل ع��ن‬ ‫ش��خصيات مذهلة من الربي��ع العربي‬ ‫ورؤيتهم لمستقبلهم‪.‬‬ ‫يص��ف الناق��د دريك ب��راور كتاب‬ ‫ويست بأنه مزيج بين الرحلة المصورة‬ ‫والربورت��اج الصحفي‪ ،‬واعتب��ره أيضًا‬ ‫ق��راءة متفائل��ة للث��ورات العربي��ة‪،‬‬ ‫فق��د ب��دأ كتاب��ه بالمواطن التونس��ي‬ ‫محم��د بوعزيزي‪ ،‬البائ��ع الذى صفعته‬ ‫الش��رطية على وجه فم��ا كان به إال أن‬ ‫أش��غل النار بنفس��ه ومن ثم انطلقت‬ ‫الثورة التونس��ية‪ ،‬ثم انتقل إلى الثورة‬ ‫المصري��ة متحدث��ًا ع��ن صفح��ة "كلنا‬ ‫خالد س��عيد"‪ ،‬ومش��يراً إلى وائل غنيم‬ ‫الناش��ط السياس��ي والمدير التنفيذي‬ ‫لشركة جوجل الذى أنشأ الصفحة على‬ ‫موقع التواصل االجتماعي الفيس��بوك‪،‬‬ ‫حيث لعبت دوراً هاماً فى حش��د الناس‬ ‫إلى التظاهر يوم ‪ 25‬يناير‪ ،‬واالستمرار‬ ‫ف��ى التظاه��ر إل��ى أن ت��م اإلطاح��ة‬ ‫بمبارك فى ‪ 18‬يومًا‪.‬‬ ‫وأش��ار الناقد ب��راور إلى أن تركيز‬ ‫الكات��ب جون��ي ويس��ت عل��ى مفهوم‬ ‫"الكرام��ة" يقصد به كرامة المواطنين‬ ‫الذين خرج��وا فى جميع أنح��اء الوطن‬ ‫العرب��ي يطالبون به��ا‪ ،‬مثلما حدث فى‬ ‫تون��س واليم��ن والبحري��ن‪ ،‬رافضين‬ ‫الفقر والك��ذب وحالة الطوارئ العاجزة‬ ‫الت��ي يعيش��ونها‪ ،‬معتبراً ذل��ك بمثابة‬ ‫"المولوتوف الخفي" للثورات فى جميع‬ ‫أنح��اء الوط��ن العرب��ي‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫إهانة المواطن وصفعه على وجهه من‬ ‫قِب��ل رجال الش��رطة لمج��رد أنه يريد‬ ‫إهانت��ه‪ ،‬إضاف��ة إل��ى البطال��ة والبنية‬ ‫التحتية الضعيفة‪ ،‬والفساد المستشري‬ ‫فى كل مكان مم��ا دفع المواطنين إلى‬ ‫االنفجار‪.‬‬ ‫وف��ى الس��ياق ذاته‪ ،‬قام ويس��ت‬ ‫بفض��ح تدخ��ل الناتو فى ليبي��ا واصفا‬ ‫ذلك بأن��ه حرب أخرى م��ن أجل النفط‬ ‫الليب��ي؛ وهو نفس الس��بب الذى جعل‬ ‫القذافي يق��اوم الثوار إل��ى اآلن‪ ،‬على‬ ‫خالف زين العابدين فى تونس ومبارك‬ ‫فى مصر‪ ،‬وقال براور أن معرفة ويست‬ ‫بالثقافة العربي��ة واللغة العربية جعل‬ ‫م��ن كتابه كاش��فًا ألح��داث كثيرة غير‬ ‫متداول��ة‪ ،‬وأعط��ى لكلم��ة "الكرام��ة"‬ ‫معن��ى أدل م��ن المتع��ارف عليه‪ ،‬على‬ ‫خالف بقية الصحفيي��ن األجانب الذين‬ ‫يفتقرون إل��ى معرفة اللغ��ة والثقافة‬ ‫ومزاج الشارع العربي‪.‬‬ ‫يُمهد ويس��ت لكتاب��ه بتعبير قاله‬ ‫أحد ثوار سيدي بوزيد في تونس‪ ،‬وهو‬ ‫أنيس الش��عيبي‪ ،‬حين قال‪« :‬إنها ثورة‬ ‫الكرامة!»‪ .‬ويقسّ��مَ ويست كتابه إلى‬ ‫أب��واب ثالثة‪ ،‬األول يرص��د فيه لمحات‬ ‫من الربيع العربي في تونس‪ .‬ويتحدث‬ ‫ف��ي الثان��ي ع��ن مصر‪ .‬ث��م يخصص‬ ‫الثالث للثورة في ليبيا‪ .‬يعرض المؤلف‪،‬‬ ‫من خالل كل ب��اب‪ ،‬ظروف قيام الثورة‬ ‫وانضمام الن��اس إليها‪ .‬وك��ذا العوامل‬ ‫المؤث��رة ف��ي تحري��ك ه��ذه الجم��وع‪،‬‬ ‫التي جمعها ه��دف واحد‪ ،‬وهتاف واحد‪:‬‬ ‫«الشعب يريد إس��قاط النظام»‪ ،‬وذلك‬ ‫حتى سقطت تلك األنظمة بالفعل‪.‬‬ ‫يس��تهل ويس��ت مقدم��ة كتاب��ه‪،‬‬ ‫بواقع��ة ح��ادث ح��رق بوعزي��زي ف��ي‬ ‫تون��س‪ ،‬نفس��ه‪ ،‬ف��ي صباح ي��وم ‪17‬‬ ‫ديس��مبر من الع��ام ‪ .2010‬كما يرصد‬ ‫ش��هادات ع��ن الواقع��ة‪ ،‬من��ذ االعتداء‬ ‫عليه‪ .‬حتى أش��عل النيران في نفسه‪..‬‬ ‫وم��ن أبوعزي��زي‪ ،‬ينتق��ل ويس��ت إلى‬ ‫الحدي��ث ع��ن الوج��ه المقاب��ل له في‬ ‫الث��ورة المصري��ة‪ ،‬وه��و خالد س��عيد‪،‬‬ ‫ال��ذي حرّك مقتل��ه في اإلس��كندرية‪،‬‬ ‫جم��وع المصريين ضد قوات الش��رطة‬ ‫بشكل عام‪.،‬‬ ‫وم��ن ثم أس��هم في الدع��وة إلى‬ ‫تظاه��رات عارمة ض��د وزارة الداخلية‬ ‫في عيد الش��رطة يوم ‪ 25‬يناير‪ .‬وهي‬ ‫التظاهرات التي نجحت في ما بعد‪ ،‬في‬ ‫أن تتح��ول إلى ثورة ش��عبية أس��قطت‬ ‫نظام الرئيس السابق حسني مبارك‪..‬‬ ‫وذل��ك م��روراً بتأس��يس صفح��ة عبر‬ ‫اإلنترن��ت‪ ،‬تدعى‪« :‬كلنا خالد س��عيد»‪.‬‬ ‫كان له��ا الفض��ل ف��ي تجميع الش��باب‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬

‫جونــي وي�ســت‪:‬‬

‫‪13‬‬


‫من ذاكرة العتمة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫الأحد ‪1 / 27‬‬

‫الح��زن‪ ،‬واألس��ى يعصف��ان بن��ا‪ ..‬ح��رب الخليج‬ ‫حرّك��ت ال��دورة الدموية‪ .‬نأمل بإخالء الس��بيل‪ ..‬منذ‬ ‫عام ‪ .1982‬نيسان‪ ..‬حدثت العديد من األحداث‪.‬‬ ‫ ح��رب صيف ‪ 1982‬في لبن��ان‪ ،‬واجتياح بيروت‬‫من قبل إسرائيل وخروج الفلسطينيين إلى تونس‪.‬‬ ‫ وف��اة بريجني��ف وش��يرلينكو‪ ،‬وأندروب��وف‪،‬‬‫وانهي��ار االتح��اد الس��وفيتي‪ ،‬والتصاف��ح أو التصالح‬ ‫وإنهاء الحرب الباردة بين األمريكان والروس‪.‬‬ ‫ إع��دام شاوشيس��كو وزوجت��ه ف��ي ‪ 25‬كانون‬‫األول عام ‪.1989‬‬ ‫ تق��ارب س��ريع‪ ،‬وب�لا خج��ل بي��ن الكرملي��ن‬‫والصهيونية وإسرائيل‪.‬‬ ‫ونحن هنا وراء الجدران‪ .‬ويبدو النظام غير مهتم‬ ‫إطالقًا باالعتقال السياسي‪.‬‬ ‫ف��ي الصوم��ال دخ��ل المتم��ردون العاصم��ة‬ ‫مقاديشو‪ ،‬وهرب زياد بري إلى جنوب البالد "تقديري‬ ‫س��يندم الرومان عل��ى تشاوشيس��كو‪ ،‬والصوماليون‬ ‫على زياد بري"‪.‬‬

‫االثنني ‪1 / 28‬‬

‫جاء أحد عناصر مهجعنا من الزيارة‪ .‬قال‪ :‬الزيارة‬ ‫بائسة‪ ،‬وهناك تشديد‪.‬‬ ‫التعليمات تتلخص‪:‬‬ ‫‪ )1‬عدم ذكر أسماء أثناء الزيارة‪.‬‬ ‫‪ )2‬عدم التكلم بأمر ما عام‪ ،‬وفيه معاناة‪.‬‬ ‫‪ )3‬الحوار فقط عن الصحة والعافية‪.‬‬ ‫‪ )4‬م��دة الزيارة تقلصت من نصف س��اعة إلى ‪7‬‬ ‫دقائق‪.‬‬ ‫‪ )5‬المُ��زار ممن��وع أن يمس��ك بقضب��ان الحديد‬ ‫ويجب أن يكون بعيداً عنها نصف متر‪.‬‬ ‫‪ )6‬الزيارة على شبكتين‪.‬‬ ‫وقال أن العس��اكر يتحرك��ون كثي��راً‪ ،‬وينبهون‪،‬‬ ‫وهناك توتر واضح يغلف وجوههم‪.‬‬ ‫الوضع الصحي في المهجع‪:‬‬ ‫ هن��اك واحد قلع أس��نانه برمته��ا رغم أنه من‬‫مواليد ‪.1949‬‬ ‫ هن��اك من يالزمه طنين دائ��م في أذنيه‪ ..‬بدأ‬‫خفيفًا منذ عامين وازداد اآلن‪.‬‬ ‫ هناك من أصابه طرش بإحدى أذنيه‪ ،‬وتَسرّعْ‬‫في دقات قلبه‪.‬‬ ‫ هن��اك م��ن يعاني من الحساس��ية الزائدة في‬‫أنفه‪ ،‬وت��زداد هذه الحساس��ية مع روائ��ح معينة‪ .‬مع‬ ‫ضيق تنفس‪.‬‬ ‫ هن��اك بع��ض ح��االت الرجف��ان‪ ،‬والخ��در في‬‫أصابع اليدين أو الرجلين‪.‬‬ ‫أم��ا ع��ن الحاالت النفس��ية ف��ي المهج��ع‪ ،‬أو في‬ ‫الجن��اح‪ ،‬فالجمي��ع ‪2‬يعاني منها‪ .‬والح��االت الظاهرة‪..‬‬ ‫سأحاول وصفها‪:‬‬

‫ أحده��م طل��ب اإلقام��ة ف��ي مهج��ع لوح��ده‬‫اس��تعداداً الس��تقبال زوجته‪ ،‬كما يعتق��د‪ ،‬وكما وعده‬ ‫مدير السجن؟؟!!‬ ‫ س��جين آخ��ر ال يري��د أن يتكل��م مع أح��د‪ ،‬وال‬‫يمشي مع أحد‪.‬‬ ‫ هن��اك أكثر من اثني��ن يدخلون ويخرجون من‬‫دورات المياه لغسل يديهما ورجليهما‪ ،‬وكلما خرجوا ال‬ ‫بد أن يعودوا اعتقاداً بأن غس ً‬ ‫ال ما لم يحدث!!‪.‬‬ ‫ هناك أكثر من اثنين يعيش��ون حاالت عصابية‬‫ش��ديدة التوتر‪ ،‬خاصة لي ً‬ ‫ال‪ ..‬مما يدفع طبيب الس��جن‬ ‫للحضور وزرقهم بإبر مخدرة‪ ،‬ومنومة‪.‬‬ ‫ هن��اك حاالت كثي��رة من االكتئ��اب‪ ،‬والصمت‪،‬‬‫واإلطراق‪.‬‬ ‫ وهناك مع الحالة النفس��انية "الشقيقة" تشبه‬‫نوباتها الموت الكاذب‪.‬‬ ‫نس��ينا جميع��اً كيف يك��ون الصب��اح‪ ،‬وكيف هو‬ ‫المس��اء‪ ..‬نس��ينا ض��وء القم��ر‪ ،‬ونس��ينا كي��ف ه��ي‬ ‫الطبيعة وعرسها في شهر نيسان‪.‬‬ ‫هل أن س��جننا الطويل األمد ضروري للمش��روع‬ ‫األمريك��ي الصهيون��ي‪ ،‬وه��ل ه��ذا المش��روع يدفع‬ ‫الحقب��ة الس��عودية إلى األم��ام‪ ..‬أم أن ح��رب الخليج‬ ‫س��تضع خاتمته��ا أو اتحاده��ا المصي��ري م��ع الحقبة‬ ‫األمريكية!؟‬

‫الثالثاء ‪1 / 29‬‬

‫ي��ا له من حلم‪ ..‬كأنن��ي أرى هذا النظام يتهاوى‪.‬‬ ‫يسقط‪ .‬يداس باألقدام السجين يتوق‪ .‬يتمنى‪ .‬يطلب‬ ‫سقوط سجانه‪ ،‬وانهياره‪.‬‬ ‫لقد عاش هذا النظام حتى اآلن أكثر من عشرين‬ ‫عامًا على تناقضات المعسكرين واستطاع بغطاء من‬ ‫الخارج‪ ،‬وهو – على األغلب ‪ -‬غطاء أمريكي‪ ،‬أن يكمل‬ ‫ض��رب وتصفية ال��رأي اآلخر الذي ب��دأ – بال مبالغة ‪-‬‬ ‫منذ الثامن من آذار‪ ،‬أو منذ سحق حركة المد الناصري‬ ‫في تموز عام ‪.1963‬‬ ‫لقد تضخ��م جهازا األمن‪ ،‬والح��رس الجمهوري‪،‬‬ ‫وت��م إضعاف ق��درات الجيش‪ ،‬وتقلي��ص دوره خاصة‬ ‫بعد تش��رين ‪ ،1973‬وإحكام المراقبة عليه‪ ،‬وتوس��يع‬ ‫جه��از األمن العس��كري ليط��ال الجي��ش‪ ،‬والمواطن‬ ‫المـدن��ي خاص��ة بعد انتفاض��ات حماه وحلب وجس��ر‬ ‫الشغور بين عامي ‪ 1982 – 1981‬في عز الشتاء‪.‬‬ ‫الس��جون ملئ��ى بالق��وى الوطنية‪ ،‬والش��عبية‪،‬‬ ‫وعناصرها باآلالف يمكثون منذ عشرات السنين‪ ،‬هل‬ ‫نظام الحكم في العراق يكون المنقذ؟‪ ..‬إال توجد بينه‬ ‫وبين هذا النظام قواسم مشتركة؟‪..‬‬ ‫أن الحد األدنى لمواجهة أمريكا هو اتحاد أو وحدة‬ ‫بالد الش��ام مع بالد الرافدي��ن؟‪ ..‬ورغم ذلك إذا صدق‬ ‫نظ��ام الحك��م ف��ي الع��راق‪ ،‬وانتقل إلى ح��رب برية‬ ‫جادة فإن الموازين س��تنقلب ليس لصالح إس��رائيل‪،‬‬ ‫وال لصالح أمريكا‪ ،‬وس��تراجع ال��دول العربية الموالية‬ ‫ألمريكا موقفها‪ .‬ننظر إلى حرب الخليج بعيون تائقة‬ ‫وآملة‪ .‬اعتقالنا سيستمر إذا استمر هذا النظام‪.‬‬

‫الأربعاء ‪1 / 30‬‬

‫مهجع الخدمة يبقى مفتوح الباب‪ .‬عناصره توزع‬ ‫طع��ام اإلفط��ار‪ ،‬والغداء والعش��اء وينظف��ون الممر‬ ‫بالمعجون‪ ،‬والمسّاحات‪.‬‬ ‫ه��ذا اليوم خدم��ة مهجعنا‪ .‬قيِّض ل��ي الخروج‪.‬‬ ‫وقف��ت على أطب��اق البيض‪ ،‬ونظرت من الش��بابيك‪.‬‬ ‫رأي��ت الثل��ج يحتل الرواب��ي‪ ،‬والجبال‪ ،‬كم��ا رأيت في‬ ‫األف��ق البعي��د مالمح جبل الش��يخ‪ ،‬وش��بح سلس��لة‬ ‫لبن��ان الش��رقية وحاولت مالحق��ة آثار الطي��ور‪ ..‬إنها‬ ‫مختبئ��ة تح��ت الصخور‪ ،‬والطي��ه ف��ي وكناتها خوف‬ ‫الري��ح‪ ،‬والثل��ج‪ ،‬والزمهري��ر‪ .‬رأي��ت قواف��ل الزائرين‬ ‫يمش��ون بين الحراس‪ ..‬مغادرين المحرس الثاني إلى‬ ‫صحن الس��جن الخارجي‪ ..‬إنهم مث��ل جموع النازحين‬ ‫والضائعين أمام هجوم إسرائيلي‪.‬‬ ‫فصيل م��ن رابطة العم��ل الش��يوعي‪ ،‬وفصيل‬ ‫من��ا‪ ،‬من البعث الديموقراطي‪ ،‬ينظر إلى حرب الخليج‬ ‫نظرة بعيدة عن الحماس‪ ،‬ملخصها‪:‬‬ ‫ أن النظ��ام العراق��ي ديكتات��وري مثل النظام‬‫السوري وغادر ّ‬ ‫وبطاش‪ ،‬ومثل هذا النظام ال يقدر أن‬ ‫يحمل مشروعًا وطنيًا‪.‬‬ ‫ المواجهة مع أمريكا‪ ،‬وإسرائيل بحاجة لتنسيق‬‫م��ن أجل تحييد األنظمة المجبرة أن تكون مع أمريكا‪،‬‬ ‫وكس��ب األقطار المؤيدة وإقامة مش��روع اتحاد معها‬ ‫في السياسة الخارجية‪ ،‬وقيادة الجيوش‪.‬‬ ‫ احتالل الكويت ليس هو الس��بيل إلى مواجهة‬‫أمريكا أو إسرائيل‪.‬‬ ‫ ه��ذه الح��رب مؤام��رة يريد أن يُلبس��ها نظام‬‫بغداد لبوس المشروع العربي التحرري‪.‬‬ ‫م��ن الطبيعي وجود آراء متضارب��ة‪ ،‬وهذه اآلراء‬ ‫المتباين��ة هي الت��ي تعبر عن الحقيق��ة ألن الحقيقة‬ ‫ليس��ت بالرأي الواح��د‪ ..‬الوصول إليه��ا ال يتم إال عبر‬ ‫المتناقضات‪.‬‬

‫اخلمي�س ‪1 / 31‬‬

‫إغ�لاق أب��واب المهاج��ع زاد م��ن ثقل الس��جن‪..‬‬ ‫حُرمنا من التنفس في‬ ‫صارت مدة الزيارات أقص��ر‪ِ ..‬‬ ‫الساحة تحت قبة السماء‪.‬‬ ‫قال أحد المتحمس��ين للحرب‪ ،‬وكان الحوار حاراً‪:‬‬ ‫عظمة هذه الحرب أنها س��تودي بالحكومات المتباكية‬ ‫على التضامن العربي والعائش��ة عل��ى فتات الموائد‬ ‫السعودية‪.‬‬ ‫رد آخ��ر يعاكس هذا الرأي‪ :‬صدام حس��ين ليس‬ ‫بس��ماركًا‪ .‬أن األخير لم يهدد النمس��ا كي يزحف إلى‬ ‫فرنس��ا بل جعلها حيادي��ة‪ ..‬رغم وحدة اللغ��ة‪ .‬وعبّأ‬ ‫األلمان جيش��ًا وش��عبًا الس��تعادة األلزاس‪ ،‬واللورين‪.‬‬ ‫وصـ��دام ليس غاريبالدي‪ ..‬فهذا الزعيم الش��عبي لم‬ ‫ي��ر عيبًا أن يتفق مع الملك عم��ا نويل‪ ،‬والوزير األول‬ ‫كافور من أجل وح��دة إيطاليا بعد معاناة من التجزئة‬ ‫دامت مئات الس��نين‪ ،‬وكانت الس��بب لطمع الغزاة في‬ ‫األرض اإليطالي��ة‪ ،‬وكانت الس��بب لالقتت��ال الداخلي‬ ‫الذي يوضحه ميكيافللي في كتابه األشهر "األمير "‪.‬‬


‫من قتل يو�سف اجلادر (�أبو الفرات)‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫الغ��رب التي تدع��ي حماية حقوق اإلنس��ان بأنها لن‬ ‫تس��لح الجيش الحر خوف��ًا من وصول األس��لحة إلى‬ ‫األي��دي الخطأ‪ ،‬والمقص��ود هذه الكتائب المتش��ددة‬ ‫التي تمولها هي نفسها بطريق مباشر وغير مباشر‪،‬‬ ‫وتب��ارك عمله��ا ف��ي حماي��ة النظ��ام‪ ،‬وس��اعدتهما‬ ‫بذل��ك بعض القنوات العربية وخاص��ة الجزيرة التي‬ ‫كان��ت ترك��ز في الصور الت��ي تبثها عل��ى المقاتلين‬ ‫الجهاديي��ن وإظهاره��م عل��ى أنه��م قي��ادة الث��ورة‬ ‫ومحققي انتصاراتها‪.‬‬ ‫إذا كان��ت ه��ذه الكتائ��ب جهادي��ة وتداف��ع ع��ن‬ ‫اإلس�لام فعليا فلماذا يفجر عناصره��ا الذين تدربوا‬ ‫ف��ي المعس��كرات اإليراني��ة األس��واق الش��عبية في‬ ‫العراق؟ ولماذا ال تتوجه جهودهم الجهادية إلى ضرب‬ ‫معس��كرات االحت�لال األميركي أو ش��ركات االحتالل‬ ‫اإلس��رائيلي واإليراني التي تنتش��ر في أنحاء العراق‬ ‫تحت مس��ميات مختلفة ومعروفة للجمي��ع؟ ولماذا ال‬ ‫تذهب ه��ذه الكتائب اإلس�لامية والجهادي��ة لتحرير‬ ‫فلسطين من االحتالل اإلسرائيلي وإنقاذ القدس من‬ ‫التهوي��د؟ أين كان��ت هذه الكتائب عندم��ا دمرت غزة‬ ‫وحوصرت‪ ،‬وقتل أطفالها ونساءها وشيوخها ودمرت‬ ‫منازلهم؟‬ ‫والس��ؤال األهم لماذا ال تتواجد هذه الكتائب إال‬ ‫في المناطق التي تس��تهدفها أميركا؟ لتعطي الغطاء‬ ‫ال�لازم للع��دوان بحج��ة مكافح��ة اإلره��اب؟ ولم��اذا‬ ‫تستثني هذه الجماعات نفس��ها إسرائيل وإيران من‬ ‫إرهابها؟ هل ألنها الدول الممولة لعملياتها اإلجرامية‬ ‫ف��ي ال��دول العربي��ة واإلس�لامية الت��ي تس��تهدف‬ ‫زعزعته��ا وبث الفتنة فيها؟ ثم م��ن أين لها كل هذه‬ ‫األموال التي حاولت ش��راء الن��اس فيها بداية قبل أن‬ ‫تنكشف أوراقها أمام الجميع‪.‬‬ ‫ف��ي كل قواني��ن العالم يتم البح��ث عن صاحب‬ ‫المصلح��ة ف��ي أي جريم��ة تُرتكب ومن المس��تفيد‬ ‫ف��ي بداي��ة أي تحقي��ق‪ ،‬وف��ي حالتن��ا‪ ،‬المس��تفيد‬ ‫الوحي��د وصاح��ب المصلحة من أفعال ه��ذه الكتائب‬ ‫ه��و النظام‪ ،‬ه��و المس��تفيد من قت��ل أب��و الفرات‪،‬‬ ‫وأب��و بصير وغيرهم‪ ،‬ومن اس��تهداف الش��رفاء من‬

‫أعضاء المجلس العس��كري للجيش الحر‪ ،‬اس��تهداف‬ ‫الناش��طين في المناطق الثائرة وتعذيبهم وجلدهم‬ ‫ومالحقتهم‪ ،‬التضييق على النس��اء‪ ،‬وإصدار الفتاوى‬ ‫الغريبة عن تفكير وحياة المجتمع الس��وري‪ ،‬تشكيل‬ ‫هيئات شرعية ال ش��رعية لها إال بعرّفهم‪ ،‬استهداف‬ ‫المتظاهرين في عدد من المناطق وكسر علم الثورة‬ ‫ورمزها‪ ،‬احتكار األس��لحة ومنعه��ا عن الجيش الحر‪،‬‬ ‫تحيي��د المجال��س المحلي��ة المنتخب��ة ف��ي المناطق‬ ‫المح��ررة‪ ،‬كل هذه األفعال تدل على أن هذه الكتائب‬ ‫أذرع للنظ��ام بم��ا ال ي��دع مج��ا ًال للش��ك‪ ،‬ولتظه��ر‬ ‫للس��وريين وخاصة للمشككين منهم والرماديين أن‬ ‫التطرف هو البدي��ل عن هذا النظام ولتخويفهم من‬ ‫االنخراط بالثورة‪.‬‬ ‫ولألس��ف من س��اعد عل��ى تثبيت ه��ذه الكتائب‬ ‫عل��ى األرض‪ ،‬وتقديم خدمة بذلك للمجتمع الدولي‪،‬‬ ‫ه��ي قي��ادة االئت�لاف والمجلس الوطن��ي التي تبنت‬ ‫ه��ذه المجموع��ات علناً‪ ،‬لم يكفهم��ا أنهما لم يقدما‬ ‫ش��يئًا للثورة بل ساهما بضربها من خالل إصرارهما‬ ‫على أن هذه الكتائب جزء من الثورة‪.‬‬ ‫تك��ررت الدع��وات لتوحيد صف��وف الجيش الحر‬ ‫منذ بداية عس��كرة الث��ورة وإبعاد العناص��ر الغريبة‬ ‫والدخيل��ة على س��وريتنا وعل��ى مجتمعن��ا‪ ،‬إال أن ما‬ ‫حصل أن ه��ذه الكتائب هي التي حيدت الجيش الحر‬ ‫بع��د أن أصبحت كل قياداته في الخ��ارج‪ ،‬وعاثت في‬ ‫البل��د إجرام��ا ال يقل عن إج��رام النظ��ام الذي قامت‬ ‫الثورة القتالعه من ج��ذوره‪ ،‬ونكلت باألهالي‪ ،‬واآلن‬ ‫ب��دأت بتصفية قي��ادات الجيش الحر ظن��ًا منها ومن‬ ‫النظام أن ذلك س��يخمد الثورة‪ ،‬متناس��ين أن الشعب‬ ‫ه��و م��ن ق��ام بالث��ورة ولي��س الجي��ش أو الكتائب‬ ‫الدخيل��ة‪ ،‬وأن��ه ال يمكن هزيمة ش��عب إذا ثار خاصة‬ ‫إذا كان الشعب السوري العظيم الذي أصبح أسطورة‬ ‫في صموده وإصراره على استكمال أهداف ثورته‪.‬‬ ‫لن تنتص��ر ثورتن��ا إال بوحدة الثوار الس��لميين‬ ‫والش��رفاء من الجيش الحر‪ ،‬وإخ��راج كل الغرباء عن‬ ‫سوريتنا‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫س��ؤال طرح��ه المئ��ات من الناش��طين س��ابقاً‪،‬‬ ‫وعاد اآلن إلى الواجهة من جديد‪ ،‬بعد استش��هاد قائد‬ ‫لواء العز بن عبد الس�لام التاب��ع للجيش الحر (كمال‬ ‫حمام��ي أب��و بصير) على يد ما يس��مي نفس��ه أمير‬ ‫دولة العراق والش��ام‪ ،‬التابع لتنظيم القاعدة بش��كل‬ ‫متعمد‪ ،‬وه��دد بقتل كل قيادة المجلس العس��كري‪،‬‬ ‫وتمن��ح ث��وار الرق��ة مهل��ة لتس��ليم أس��لحتهم وإال‬ ‫سيكونون هدفاً لهم‪.‬‬ ‫عملية االغتيال هذه ل��م تكن األولى ولن تكون‬ ‫األخي��رة‪ ،‬ف��كل األح��داث كانت تش��ير إل��ى أن جبهة‬ ‫النصرة الذراع األش��د فتكًا للنظام األس��دي‪ ،‬هي من‬ ‫قامت باغتيال الشهيد يوس��ف الجادر أبو الفرات بعد‬ ‫س��اعات م��ن تصريحه المعت��دل العميق ال��ذي يعبر‬ ‫عما بداخل أغلبية الس��وريين‪ ،‬ألنه بذلك ينزع صفة‬ ‫الطائفي��ة التي يح��اول النظام إلصاقه��ا بالثورة منذ‬ ‫بدايته��ا‪ ،‬باإلضاف��ة إلى اغتيال وتصفي��ة العديد من‬ ‫قي��ادات الجي��ش الحر ف��ي كل من دير ال��زور وإدلب‬ ‫والرقة وحلب ودرعا وأخيراً في الساحل‪.‬‬ ‫وبنظ��رة س��ريعة إل��ى دور ه��ذه الكتائ��ب‬ ‫والتنظيم��ات‪ ،‬ن��رى أنها دخل��ت إلى س��ورية لنصرة‬ ‫النظام األس��دي القاتل بعد أن كان��ت أذرعه في كل‬ ‫م��ن لبن��ان والع��راق تنف��ذ التفجي��رات واالغتياالت‬ ‫المطلوب��ة لزعزعة األمن فيهما ولتس��هيل تس��ليم‬ ‫البلدين بالكامل إليران الفارسية‪.‬‬ ‫ال نراه��م إال ف��ي المناط��ق المح��ررة (بع��د أن‬ ‫يحرره��ا الجي��ش الح��ر) يعيث��ون فيها فس��اداً ونهبًا‬ ‫وس��لبًا‪ ..‬س��رقوا النف��ط وباع��وه للنظ��ام‪ ،‬وأفرغوا‬ ‫الصوام��ع م��ن القم��ح وباعوه إل��ى ال��دول المجاورة‬ ‫بأبخس األثم��ان‪ ،‬ليتركوا الس��وريين جياعًا‪ ،‬أفرغوا‬ ‫المناط��ق المحررة من اآلثارات وهربوها إلى الخارج‪،‬‬ ‫احتك��روا األس��لحة المس��تولى عليه��ا م��ن النظ��ام‬ ‫ومنعوه��ا عن الجي��ش الحر الذي اضطر لالنس��حاب‬ ‫من عدد من المناطق بسبب نفاذ األسلحة‪.‬‬ ‫يكف��رون ويخونون من يخالفهم الرأي‪ ،‬يعملون‬ ‫بكل جهودهم لش��ق صف الجيش الحر‪ ،‬ال يعترفون‬ ‫بالثورة‪ ،‬يكسرون علمها‪ ،‬ويرفعون راياتهم السوداء‬ ‫مثل وجوههم لفرض س��يطرتهم ومنع تقدم الثوار‬ ‫ف��ي أي م��ن المجاالت‪ ،‬عين��وا منهم هيئات ش��رعية‬ ‫مارست كل أنواع المالحقة والتعذيب على الناشطين‬ ‫واإلعالميي��ن‪ ،‬تقوم بعمليات خطف وابتزاز لألهالي‪،‬‬ ‫ومحاكمات استبدادية تحت اس��م اإلسالم‪ ،‬واإلسالم‬ ‫منهم براء‪ ،‬يحاصرون حلب ويجوعونها تنفيذاً ألوامر‬ ‫النظ��ام‪ ،‬هؤالء أدوات قاتلة‪ ،‬دم��ى متحركة مدفوعة‬ ‫الثمن‪ ،‬مغيبة العقل والدين‪.‬‬ ‫أي��ن كانت هذه الكتائب عندما س��قطت القصير‬ ‫وتلكل��خ وأين هي اآلن من ح��رب اإلبادة على حمص‬ ‫وعلى دمشق وريفها‪ ،‬أم أن هذه العمليات ليست من‬ ‫اختصاصها ولديها عمل أهم تقاسم الغنائم وإصدار‬ ‫الفت��اوى حول لباس النس��اء‪ ،‬ولماذا تحت��ل المناطق‬ ‫الت��ي يحررها الجيش الحر‪ ،‬هل ه��ي محاولة إلعادة‬ ‫انتاج النظام بإيديولوجية مختلفة‪.‬‬ ‫ه��ذه الكتائ��ب صنيعة الغ��رب (أمي��ركا تحديداً)‬ ‫وإي��ران‪ ،‬وأدوات ف��ي أي��دي النظ��ام ال��ذي أفرج عن‬ ‫قياداته��ا لتس��ليمها زم��ام األم��ور لض��رب الث��ورة‪،‬‬ ‫ووجوده��ا في س��ورية هدف��ه األول واألخي��ر حماية‬ ‫النظام العميل األهم له��ذه الدول في المنطقة‪ ،‬وما‬ ‫زال��ت ذاكرتنا يقظة كيف كان��ت تصريحات بن الدن‬ ‫والظواه��ري تخدم المصال��ح األميركي��ة‪ ،‬وتبرر لها‬ ‫إجرامه��ا وعدوانها في ع��دد من المناط��ق ومازالت‪،‬‬ ‫األم��ر ال��ذي نراه اآلن ف��ي وطننا ال��ذي تكالبت عليه‬ ‫الذئ��اب م��ن كل حدب وص��وب‪ ،‬من خالل ت��ذرع دول‬

‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫زليخة سالم‬

‫‪15‬‬


‫معركة الأمعاء اخلاوية‪ ..‬من دم�شق �إىل كاليفورنيا‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫�إ�ضراب الن�ساء عن الطعام يف �سجن عدرا‬ ‫النص األصلي باإلنكليزية بقلم بدور حسن‬ ‫الترجمة إلى العربية شام داود‬ ‫في األول من تموز قامت مجموعة من السجينات‬ ‫السياسيات ف��ي سجن ع��درا المركزي ق��رب دمشق‬ ‫باإلعالن عن إضراب مفتوح عن الطعام‪ ،‬وفي رسالة‬ ‫وجهت للقاضي العام لمحكمة اإلرهاب قالت السجينات‬ ‫أن إضرابهن مستمر حتى يتمّ تنفيذ مطالبهن وإحالتهن‬ ‫إلى محاكمة عادلة‪.‬‬ ‫الغالبية من المحتجزات كبيرات في السن وحوامل‪.‬‬ ‫موظفات وطالبات جامعة يقبعن في السجن منذ شهور‬ ‫طويلة دون توجيه أي تهمة أو محاكمة لهن دون عناية‬ ‫طبية وقد منع عنهن أي اتصال بعوائلهن أو أحد األقارب‪.‬‬ ‫بين المعتقالت طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات‬ ‫اعتقلت مع والدتها‪.‬‬ ‫ال يوجد معلومات دقيقة عن عدد المضربات وال‬ ‫عن ما يتعرضن له‪ ،‬اذ أن النظام السوري يمنع دخول‬ ‫أي وسيلة إعالمية أو حقوقية للتواصل مع السجناء‬ ‫السياسيين‪ .‬بعض التقارير تحدثت عن اقتحام نفذ من‬ ‫قبل حراس السجن لمهاجمة المضربات عن الطعام دون‬ ‫إمكانية للتحقق من هذه التقارير من مصدر مستقل‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك فقد أعلن نشطاء سوريّون‬ ‫يوم الخامس عشر من تموز يوما عالميا للتضامن مع‬ ‫اضراب معتقالت سجن عدرا المركزي كما بدأت عدة‬ ‫نساء في عواصم عالمية اضرابا عن الطعام‪.‬‬ ‫بغض النظر ع��ن ع��دد المضربات يعتبر هذا‬ ‫االضراب بحدد ذاته عمال شجاعا ومشاركة فاعلة في‬ ‫العصيان المدني من قبل نساء معتقالت لتسليط الضوء‬ ‫على الظروف المروعة التي يواجهها السجناء السياسيون‬ ‫السوريون بشكل عام والمعتقالت بشكل خاص‪.‬‬ ‫وعلى صعيد آخر فإن اإلضراب عن الطعام في عدرا‬ ‫يؤكد على أن نعوات الحداد على "موت" النضال السلمي‬ ‫السوري سابق ألوانها ومضللة‪.‬‬ ‫ويعكس ب���دوره أن ال��ن��ض��ال الالعنفي ال��ذي‬ ‫ب��دأه السوريّون منذ ثالثين شهراً ال ي��زال مستمراً‪.‬‬ ‫المظاهرات الحماسية الالعنفية ضد نظام األسد التي‬ ‫ال تزال مستمرة كل يوم جمعة برغم القصف والدمار‪،‬‬ ‫المبادرات الشعبية في المناطق المحررة ضد الجماعات‬ ‫المتطرفة وإص���رار ال��س��وريّ��ون على فضح وكشف‬ ‫الجرائم واالنتهاكات التي يرتكبها الثوار أنفسهم‪ ،‬هذه‬ ‫كلها شواهد على التحدي والتفوق االخالقي للثورة‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫سجينات عدرا كما النساء اللواتي نظمن اعتصاما‬ ‫أمام مقر دولة العراق والشام واالسالمية في الرقة‬ ‫للمطالبة بإطالق سراح أقاربهم‪ .‬يثبتن مرة أخرى أن‬ ‫المرأة ال تزال في قلب النضال الثوري على الرغم من‬ ‫قمع النظام الوحشي والعسكرة وأسلمة االنتفاضة‪.‬‬

‫�إ�ضراب �سجون كاليفورنيا عن الطعام‬ ‫في الثامن من تموز ‪ 2013‬حوالي ثالثين ألف‬ ‫سجين في كاليفورنيا رفضوا تناول الطعام وألفين‬ ‫وثالثمئة سجين رفضوا الحضور إلى العمل أو دروس‬ ‫السجن في ما يمكن وصفه بأنه أكبر إضراب عن الطعام‬ ‫في تاريخ الوالية‪.‬‬ ‫وبحسب لوس انجلس تايمز فإن سجناء أكثر من‬ ‫ثلثي سجون الوالية والسجون الخاصة األربعة انضمت‬ ‫أيضاً إلى إضراب الطعام المفتوح الذي دخل في يومه‬ ‫الرابع‪ .‬نٌظم االحتجاج من قبل مجموعة من السجناء‬ ‫المعتقلين في انفراديات سجن بيليكان ذي الحماية‬ ‫األمنية المشددة‪ .‬يطالب اإلضراب بوقف سياسة العزل‬

‫ألجل غير مسمى ألفراد يشتبه أنّهم أعضاء عصابة‪.‬‬ ‫يوجد اليوم حوالي اثني عشر ألف معتقل‪ ،‬أي ما‬ ‫يعادل سبعة بالمائة من سجناء كاليفورنيا معتقلون‬ ‫ضمن ظروف سيئة طويلة األمد في منفردات داخل‬ ‫وحدات أمنية‪ .‬هذه الوحدات صغيرة ومعتمة ودون نوافذ‬ ‫اصبحت لبعض السجناء بمناسبة منازل طويلة األمد‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى طلب انهاء العزل االنفرادي لمدة طويلة‬ ‫يطالب مضربو سجون كاليفورنيا بإنهاء العقوبات‬ ‫الجماعية وبدء دورات دراسية بشكل أفضل من الموجود‬ ‫حاليا وتوفير وجبات مناسبة ومغذية يومية وبرامج اعادة‬ ‫تأهيل جديدة‪.‬‬ ‫ليست ه��ذه المرة األول��ى التي يلجأ بها سجناء‬ ‫والية كاليفورنيا إلى االض��راب عن الطعام كاحتجاج‬ ‫ضد الظروف المهينة والالإنسانية التي يتعرضون لها‪.‬‬ ‫في شهر اكتوبر ‪ 2011‬آالف منهم أضرب عن الطعام‬ ‫وبالرغم من أن االحتجاج لفت انتباه وسائل االعالم‬ ‫بشكل واس��ع واث��ار عاصفة من االن��ت��ق��ادات لظروف‬ ‫السجون الصعبة إال أن تغييرات حقيقية لم تجر بما يلزم‬ ‫بالرغم من الوعود المقدمة من إدارة االصالح والتأهيل‬ ‫لمراجعة شاملة لسياساتها في وحدات العزل االنفرادي‬ ‫األمنية‪.‬‬ ‫المدافعون عن هذه السياسة يدّعون أن السجناء‬ ‫"يستحقون" هذا النوع من المعاملة الشتراكهم أو‬ ‫مشاركتهم في عصابات السجون‪ .‬ومع ذلك يمكن ألي‬ ‫سجين أن يتهم أنه عضو في عصابة لمجرد تحدثه مع‬ ‫أحد أعضاء هذه العصابة أو حيازته لكتب تحتوي على‬ ‫ايديولوجيات يسارية متطرفة أو لمجرد وشم‪.‬‬ ‫السياسة المتبعة للتعرّف عليهم والتي يطالب‬ ‫السجناء بإصالحها تعتمد على معلومات سرية وأدلة‬ ‫ظرفية‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك فإن تمديد فترات العزل االنفرادي‬ ‫والتعذيب الشديد هو انتهاك المادة الثامنة من دستور‬ ‫الواليات المتحدة التي تحظر على الحكومة الفدرالية من‬ ‫فرض عقوبات قاسية وغير إنسانية على األفراد‪.‬‬ ‫للسجناء المعزولين وجوه‪ ،‬أصوات‪ ،‬أسماء‪ ،‬وقصص‬ ‫موجعة غالبًا ما تتناقلها وسائل اإلعالم بطريقة مهينة‬ ‫مجردة من المشاعر اإلنسانية‪.‬‬ ‫مايكل دورو ‪ 59‬عامًا تم عزله في منفردة لمدة‬ ‫خمس وعشرون عامُا بعد أن تم التعرف عليه كعضو‬ ‫في جماعة حرب العصابات السوداء‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الوقت بقي في الوحدة‬ ‫االنفرادية بسبب كتاباته لصحف‬ ‫قوميّة عن "حقوق السود" شُخّص‬ ‫لدى مايكل اكتئاب حاد نتيجة ظروف‬ ‫العزل الطويلة األمد‪.‬‬ ‫يقول مايكل " في مرحلة ما‬ ‫تعلم أن العزلة قد أث��رت عليك‪،‬‬ ‫ربما بشكل دائ���م‪ ،‬وه��و ينطوي‬ ‫على عوامل مختلفة السيما العزلة‬ ‫نفسها‪ .‬على مر السنين رأيتم أناسا‬ ‫تنفجر‪ ،‬بشرا يقطعن أنفسهم في‬ ‫محاولة لالنتحار‪ ،‬بعضهم يأكل‬ ‫نفاياته نفسها ويلطخ جسمه بها‬ ‫وأحيانا يرمونها عليك‪ .‬أشخاص ال‬ ‫يكتفون بالتحدث ألنفسهم بصوت‬ ‫���ال ب��ل ي��ص��رخ��ون ويشتمون‬ ‫ع� ٍِ‬ ‫أنفسهم‪ .‬كيف يمكن لك أن ال تتأثر‬ ‫بهذا الجنون المحيط بك؟ "‬

‫في الواقع تسع وثالثون بالمائة من محاوالت‬ ‫االنتحار في سجون كاليفورنيا هي بين السجناء‬ ‫المعزولين في هذه الوحدات األمنية‬ ‫اليوم عشرات اآلالف من األسرى يتضورون جوعُا‬ ‫بالنيابة عن نزالء هذه الوحدات لوضع حد لهذا الظلم‬ ‫المستمر وكي يقولوا‪ :‬كفى!‬

‫�إ�ضراب معتقلي غوانتانامو عن الطعام‬ ‫لن تنظم مظاهرات ضد سجنهم الدائم‪ ،‬لن يتم‬ ‫إنشاء صفحات فيسبوك‪ ،‬ولن يتم إطالق نداءات ألطالق‬ ‫سراحهم‪ ،‬أسماءهم لن تتصدر العناوين المؤثرة على‬ ‫تويتر وحكوماتهم بحد ذاتها لن تضغط على الواليات‬ ‫المتحدة كي تطلق سراحهم‪.‬‬ ‫معتقلو غوانتانامو لن يتلقوا أي من رسائل‬ ‫التضامن المنهمرة من أنحاء العالم ليس ألن قضيتهم‬ ‫ليست عادلة أو غير مستحقة‪ .‬لكن لمجرد أن العالم ال‬ ‫يتوقف عن النظر اليهم ك "ارهابيو الذقون والبشرة‬ ‫الداكنة‪ :‬اضراب الطعام الذي نفذوه في معسكر الجيش‬ ‫س��يء الصيت في كوبا في ب��داي��ات شباط الماضي‬ ‫كاحتجاج على اقتحام زنزاناتهم من قبل عناصر الجيش‬ ‫االميركي وم��ص��ادرة متعلقاتهم الشخصية وإهانة‬ ‫القرآن‪.‬‬ ‫إال أن السبب األساسي لإلضراب وجذوره القديمة‬ ‫هو استمرار اعتقالهم دون محاكمة كما أن هذا السبب‬ ‫قد ترسخ بسبب فشل وعود الرئيس االميركي بالوفاء‬ ‫بوعوده بإغالق غوانتانامو‪.‬‬ ‫يوجد حاليُا ‪ 166‬محتجزاَ في غوانتانامو‪ 86 ،‬منهم‬ ‫ما زال��وا رهن االعتقال رغم تبرئتهم وأوام��ر اإلفراج‬ ‫عنهم‪ ،‬بعضهم معتقل بدون محاكمة منذ اكثر من عقد‬ ‫من الزمن‪.‬‬ ‫أكثر من مائة من المعتقلين انضم إلى اإلضراب‬ ‫عن الطعام بينهم ‪ 45‬معتقال يجبرون على تناول‬ ‫الطعام في الوحدة الطبية‪ .‬وذلك كفعل يمكن له أن يعد‬ ‫ضربُا من صنوف التعذيب‪.‬‬ ‫وفي بادرة تضامنية مع معتقلي غوانتامو وفي‬ ‫محاولة لتسليط الضوء على قسوة إطعام المضرب‬ ‫عن الطعام بشكل قسري‪ .‬قام مغني الراب األمريكي‬ ‫والممثل ياسين ب��اي بالتعرض ل�لإج��راءات اليومية‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫�أنا �إن�سان ول�ست جواز �سفر‬ ‫في رسالة شديدة اللهجة نشرتها النيويورك تايمز‬ ‫وجه المعتقل اليمني سمير ناجي مقبل المعتقل في‬ ‫غوانتانامو دون محاكمة منذ ‪ 11‬عاماً ونصف يقول فيها‪:‬‬ ‫"أنا إنسان ولست جواز سفر‪ ،‬أنا استحق أن أعامل على‬ ‫هذا األساس‪ .‬أنا ال أريد أن أموت هنا‪ .‬لكن حتى يقوم‬ ‫الرئيس األميركي واليمني بفعل شيء ما‪ .‬هذا ما سوف‬ ‫سيحصل يومَا ما"‪.‬‬ ‫سمير الذي بدأ إضرابه عن الطعام منذ العاشر من‬ ‫شباط الماضي أيضاً خضع إلجراءات االطعام القسري‬ ‫الشديدة‪ ،‬يلخص المطلب األساسي لجميع معتقلي‬ ‫غوانتانامو " أنا سوف اوافق على كل ما يتطلبه األمر‬ ‫كي أكون حرا‪ ،‬أبلغ من العمر اآلن خمس وثالثون عاماً‪،‬‬ ‫وكل ما أري��ده هو رؤي��ة عائلتي مجدداُ وأن أب��داً في‬ ‫تشكيل عائلة خاصة بي"‬ ‫بينما يرسل الرئيس أوباما تهانيه بشهر رمضان‬ ‫المبارك للمسلمين يستعد ‪ 166‬مسلم لقضاء رمضان‬ ‫آخر في السجن العسكري وهم يتضورون جوعاً ألحل‬ ‫حريتهم ويتم إطعامهم بالقوة في انتهاك فاضح‬ ‫لمواثيق مهنة الطب ودستور الواليات المتحدة‪.‬‬

‫تعدد ال�سجانون والق�ضية واحدة‬ ‫ه��ؤالء األف��راد الشجعان الذين يقاومون الظلم‬ ‫بمعدة خاوية‪ ،‬كان اليوناني األناركي كوستاس ساكاس‬ ‫المعتقل من قبل السلطات اليونانية دون محاكمة لمدة‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬

‫لإلطعام القسري التي يخضع لها األربعون على أساس‬ ‫يومي‪.‬‬ ‫المعتقل الجزائري أحمد بلعاشة المسجون منذ‬ ‫‪11‬عامُا بالرغم من تبرئته منذ ست سنوات أخبر البي‬ ‫بي سي عبر محاميه عن األلم والمحنة التي يتسبب بها‬ ‫هذا اإلجراء " في بعض األحيان يجبرونني على وضع‬ ‫أنبوب للطعام وتنهمر الدموع في نفس الوقت على‬ ‫خدي‪ .‬كانوا يستخدمون لهذه الغاية فتحة أنفي اليسرى‬ ‫لكنها توقفت عن العمل‪ :‬بلعاشة قال في تصريح للبي‬ ‫بي سي أن اإلطعام االجباري غالبا ما يسبب للسجناء‬ ‫التقيء لكنهم مجبرين على إخفاءه حتى ال يقوموا‬ ‫بمحاولة اطعامهم مرة أخرى‬

‫سراحه بعد ‪ 66‬يومًا من االضراب عن الطعام‪ .‬وهناء‬ ‫شلبي التي انتزعت حريتها من فكي االحتالل بعد ‪43‬‬ ‫يوماً من االضراب عن الطعام‪.‬‬ ‫هذا اإلضراب الجماعي عن الطعام حقق الكثير من‬ ‫المكتسبات كإنهاء السجون االنفرادية ألكثر السجناء‬ ‫السياسيين وجزئيا السماح بالزيارات للسجناء من قطاع‬ ‫غزة المحاصر‪ .‬اإلضرابات الفردية لم تتوقف منذ ذلك‬ ‫الحين لكن أغلبها فشل في خلق حركات تأييد شعبية‬ ‫من االحتجاجات في الشارع وبالتالي لم تكن فعالة‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن اسرائيل اليوم لن ترضخ لمطالب‬ ‫المضربين عن الطعام من األردنيين أو المعتقلين‬ ‫اإلداريين من الفلسطينيين دون ضغط شعبي وسياسي‪.‬‬

‫‪ 31‬شهراً قد بدأ اضرابًا عن الطعام منذ الرابع من‬ ‫حزيران الجاري‪،‬‬ ‫الطالب االي��ران��ي الناشط وسجين ال��رأي آراش‬ ‫صاديغي قد بدأ اضرابا عن الطعام في األول من حزيران‬ ‫الماضي ليحتج على وحشية المعاملة التي تعرض لها‬ ‫على أيدي حراس سجن أيفين‪.‬‬ ‫ه��ؤالء األف��راد والمجموعات التي تقاوم أنظمة‬ ‫السجون القمعية المعقدة كل منها ألسباب مختلفة‪،‬‬ ‫لديهم طلبات مختلفة‪ ،‬حريتهم محتجزة في سجون‬ ‫متناثرة ألسباب مختلفة‪.‬‬ ‫هؤالء جميعُا يشتركون في مطلب واحد وأساسي‬ ‫إال وهو رفض الذل والتجريد من الكرامة التي يتعرضون‬ ‫لهم‪ ،‬هم من خلفيات مختلفة ومتنوعة ما يجمعها أنها‬ ‫مضطهدة‪ .‬هم المحتلون‪ .‬المهمشين من الملونين‪،‬‬ ‫المعارضين‪ ،‬النساء المحتجزات في العالم أجمع‪ .‬من‬ ‫بيليكان‪ ،‬غوانتانامو‪ ،‬من إيفين وعدرا‪ ..‬من كل زنزانة‬ ‫مظلمة في السجون‪ .‬هؤالء هم مقاتلو الحرية‪ ..‬وإنهم‬ ‫لمنتصرون‪.‬‬

‫فل�سطني املحتلة‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫نفذ خمس سجناء فلسطينيين أردنيين إضرابُا‬ ‫عن الطعام في سجون االحتالل االسرائيلي ألكثر من‬ ‫‪ 70‬يومُا‪ .‬محمد الرماوي‪ ،‬عبداهلل البرغوثي‪ .‬عالء حماد‪،‬‬ ‫منير مرعي‪ .‬وحمزة عثمان احتجاجاً على حرمانهم من‬ ‫زيارات السجن‪ .‬و‬ ‫على الرغم من مظاهرات تضامن صغيرة مع‬ ‫السجناء في فلسطين المحتلة واألردن إال أن قضيتهم‬ ‫قد تم تجاهلها إلى حد كبير من قبل العموم كما تخلى‬ ‫عنهم النظام األردن��ي‪ .‬فقد فرقت الشرطة األردنية‬ ‫بعنف مظاهرة من قبل أهالي االسرى‪.‬‬ ‫االض��راب��ات الجماعية ع��ن الطعام استخدمت‬ ‫بشكل واسع كوسيلة قوية لالحتجاج من قبل األسرى‬ ‫الفلسطينيين في سجون االحتالل االسرائيلي وذلك منذ‬ ‫عالم ‪ 1969‬كإضراب سجن الرملة‪ .‬وبفضل التضحيات‬ ‫والصمود من المضربين عن الطعام ف��إن االس��رى‬ ‫استطاعوا كسب بعض التحسينات في ظروف السجن‬ ‫المروعة آنذاك‪.‬‬ ‫آخر اضراب شامل عن الطعام في سجون االحتالل‬ ‫االسرائيلي نفذ في نيسان ‪ 2012‬تبعه إضرابات فردية‬ ‫ناجحة لمعتقلين إداريين كخضر عدنان الذي اطلق‬

‫‪17‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫كابو�س ال�صباح‬ ‫لبابة الهواري‬ ‫ً‬ ‫فزع��ة اس��تيقظت‪ ..‬اس��تعذت‬ ‫باهلل من الشيطان وأنا أتفقد المكان‬ ‫حولي‬ ‫ال أزال هنا‪ ..‬الحمد هلل‬ ‫ابتسمت على جملتي األخيرة‪ ..‬أ‬ ‫أحمد اهلل على نعمة السجن؟!!‬ ‫تأملت شقوق السقف وأنا أحاول‬ ‫االسترخاء في فراشي العفن‪..‬‬ ‫كان الوق��ت ال ي��زال مبك��راً‪..‬‬ ‫الجمي��ع نائم��ون‪ ..‬باس��تثناء الحاجة‬ ‫فتحي��ة‪ ..‬جالس��ة في زاوي��ة الملجأ‪..‬‬ ‫ش��حوب عل��ى وجهه��ا يحك��ي قصة‬ ‫معرك��ة أمع��اء خاوي��ة نخوضها منذ‬ ‫أي��ام‪ ..‬وبقاي��ا س��واد تح��ت عينيه��ا‬ ‫الواس��عتين‪ ..‬وخمس��ون عاماً تركت‬ ‫على وجهها تجعيدات بحجم همهنّ‪..‬‬ ‫بدا وجهها متعبًا‪ ..‬كانت تتمتم بأدعية‬ ‫كعادتها وتقلب أصابعه��ا كأنها تعدُ‬ ‫شيئاً ما‪ ..‬التفت إليها وابتسمت نصف‬ ‫ابتس��امة ش��احبة كتحي��ة الصباح‪..‬‬ ‫ردت بابتسامة وإيماءة من رأسها‪..‬‬ ‫أح��بُّ النظ��ر إليها‪ ،‬ف��ي وجهها‬ ‫المستدير نور يريح القلب والنفس‪..‬‬ ‫هي كأم لنا تحتضن أرواحنا المتعبة‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫تربت على أكتافنا الصغيرة‪ ..‬وتدعوا‬ ‫لنا بقلبها األبيض‬ ‫حاول��ت الع��ودة للن��وم فل��م‬ ‫اس��تطع‪ ..‬بقايا الكاب��وس تطاردني‬ ‫وتخنق النفس المتبقي في الزنزانة‬ ‫الضيقة‪ ،‬تحسست بطني الفارغ‪ ،‬آخر‬ ‫م��رة دخل إلي��ه الطعام قبل خمس��ة‬ ‫أيام‪ ..‬هنَّ عدد أيام معركتنا!‬ ‫أترى س��تنتصر األمع��اء الخاوية‬ ‫على بطش السجان!‬ ‫ل��م أك��ن أش��عر بالج��وع لك��ن‬ ‫الوه��نَ ق��د ه��دَّ جس��دي الهزيل‪..‬‬ ‫تقلبت في فراش��ي محاولة استعداة‬ ‫النوم‪ ..‬ال فائدة!‬ ‫بتثاق��ل حاول��ت القي��ام‪ ..‬كان‬ ‫ال��دوار يجعلني أرى األش��ياء تتأرجح‬ ‫بجن��ون‪ ،‬بقيت جالس��ة ف��ي محاولة‬ ‫إليق��اف نوب��ة ال��دوار الصباحي��ة‪..‬‬ ‫بع��د قليل زحف��ت إلى زاوي��ة الملجأ‬ ‫حيث تجلس الحاجة فتحية‪ ..‬جلس��ت‬ ‫بجانبها‪ ،‬وأسندت رأسي على كتفها‪،‬‬ ‫تمتم��ت‪ :‬كاب��وس! رأيته��م يدخلون‬ ‫علين��ا كمجاني��ن ويضربوننا بكل ما‬ ‫أوتوا من قوة‪..‬‬ ‫وضع��ت أصابعه��ا الحنونة على‬ ‫فمي وهمس��ت‪ :‬قولي أعوذ باهلل من‬ ‫الشيطان الرجيم‪ .‬استعذت في سري‬ ‫وبقيت بجانبها‬ ‫سألتني بصوت حنون‪ :‬جائعة؟‬ ‫رددت على سؤالها بابتسامة‬ ‫اخرجت من جيبيها كيسًا صغيراً‬ ‫ب��ه ذرات بيضاء‪ ..‬وضع��ت في كفي‬ ‫بعض��ًا منه��ا وأكمل��ت بهم��س‪ :‬هذا‬ ‫بع��ض المل��ح‪ ،‬س��يبعد ال��دوار قلي ً‬ ‫ال‬

‫عنكِ‪..‬‬ ‫وضع��ت ذرات المل��ح ف��ي فمي‬ ‫وتناول��ت كأس م��ا ٍء كان بجان��ب‬ ‫الحائط‪..‬‬ ‫عبث��ًا أح��اول طرد األف��كار التي‬ ‫تأتين��ي‪ ..‬بقي��ت أردد بع��ض اآليات‬ ‫محاولة زرع اليقين في قلبي‪..‬‬ ‫كانت الحاجة فتحية تمسح على‬ ‫رأس��ي وكتف��ي وه��ي تهم��س اهلل‬ ‫يحميكِ‬ ‫عل��ى أص��وات جلب��ة وصي��اح‬ ‫وتهديد اس��تيقظت كان باب الزنزانة‬ ‫يُفت��ح بلحظته��ا‪ ..‬أع��داد كبيرة من‬ ‫الش��بيحة تدفقوا إلى الزنزانة ظننت‬ ‫أنن��ي أحلم لوهل��ة‪ ،‬التحمت بالحاجة‬ ‫فتحي��ة وأنا أردد االس��تعاذة‪ ،‬لم أكن‬ ‫بحاج��ة لوق��ت كبي��رة ألدرك أن م��ا‬ ‫يح��دث لي��س حلم��اً فاللطم��ة الت��ي‬ ‫ش��عرت بها على وجهي كانت كفيلة‬ ‫لتجعلني أستوعب أن ما يحدث واقع‪..‬‬ ‫ض��رب وصي��اح‪ ..‬ركل باألي��دي‬ ‫واألرجل‪ ،‬صياح وضحكات‪ ..‬وعبارات‬ ‫تهديد مختلفة تنه��ال على الجميع‪..‬‬ ‫كان هذا حالنا في تلك الدقائق‪..‬‬ ‫ل��م أكن أرى ش��يئًا كنت أغمض‬ ‫عين��ي وأن��ا أش��عر بالوج��ع ف��ي كل‬ ‫جسدي من الضربات والركات‬ ‫كن��ت أس��مع أن��ات المعتق�لات‬ ‫وصرخ��ات الرعب والخ��وف من بينها‬ ‫كانت تتسرب ضحكات الشبيحة بلؤم‬ ‫وحقد وكلمات " إضراب يا‪..‬‬ ‫واهلل لنخليكم تعرفوا شو يعني‬ ‫إضراب"‬

‫ش��دني أحده��م بق��وة م��ن‬ ‫مالبس��ي‪ ..‬فتحت عين��ي ألرى وجهه‬ ‫النت��ن تل��ك اللحظ��ة كان يضربن��ي‬ ‫على وجهي وهو يقول" مفكرين راح‬ ‫تنتصروا بإضرابكم " لحظتها تسرب‬ ‫كل الخوف والرعب مني‪ ..‬نظرت إليه‬ ‫بتح��دٍ وقلت‪ " :‬اي راح ننتصر" صمت‬ ‫لثوانٍ وتوقف عن الضرب‪ ..‬اس��تدار‬ ‫إل��ى أصحابه وقال" تعالوا ش��افوا آل‬ ‫راح تنتص��ر‪ ..‬خلين��ا نورجيه��ا كي��ف‬ ‫النص��ر" رماني عل��ى األرض وبدأت‬ ‫الضربات تنهال علي من كل صوب‪..‬‬ ‫أغمض��ت عيني وان��ا أنادي ي��ا اهلل‪..‬‬ ‫تتقاذفن��ا األرج��ل واأليدي‪ ..‬تنس��ى‬ ‫حتى كيف يكون األلم‪ ..‬وتنس��ى كل‬ ‫شيء‬ ‫ال تجي��د حت��ى الص��راخ‪ ..‬أصبح‬ ‫كل ش��يء أبيضًا بعد ضربة سددها‬ ‫أحدهم على رأسي‪..‬‬ ‫بصعوب��ة أح��اول فت��ح عيني‪..‬‬ ‫ظ�لام يغط��ي كل ش��يء وخي��ط‬ ‫ن��ور رفيع يتس��رب من زاوي��ة الباب‬ ‫األيم��ن‪ ..‬ببط��ئ حرك��ت رأس��ي‬ ‫الس��تيعاب المكان‪ ..‬ال أح��د بجانبي‪..‬‬ ‫س��حبت جس��دي المت��ورم والتحمت‬ ‫بأح��د الج��دران‪ ..‬الم��كان أضيق من‬ ‫أن يحوي أنفاس��ي‪ ..‬الس��قف القريب‬ ‫يطبق على ص��دري‪ ..‬رايح��ة العفن‬ ‫تقضي على باقيا الحياة‪ ..‬آثار الدماء‬ ‫لم��ن مرَّ م��ن هن��ا يحك��ي قصص‬ ‫رعب‪ ..‬أدركت أنني في المنفردة‬ ‫بدأت أتذكر ما حدث‪..‬‬ ‫كابوس الصباح‬ ‫حبات الملح‬

‫باب الزنزانة‬ ‫أعدادهم وهم يتدفقون‬ ‫الضرب‬ ‫الصراخ‬ ‫األنين‬ ‫التهديد‬ ‫الوعيد‬ ‫ث��م وجهه النت��ن‪ ..‬تذك��رت كل‬ ‫شيء‪..‬‬ ‫تحسس��ت وجه��ي المت��ورم‪..‬‬ ‫لزوج��ة الدم على ي��دي‪ ..‬قدمي التي‬ ‫ال أش��عر به��ا‪ ،‬كن��ت أح��اول إحص��اء‬ ‫الخس��ائر بابتس��امة هزيل��ة تذكرت‬ ‫عب��ارة أم��ي " خس��ائرنا ال ش��يء‪..‬‬ ‫خسائر العدو فادحة"‬ ‫لم أخسر شيء‪ ..‬ال تزال أعضائي‬ ‫كاملة‪ ،‬ال أزال بيدين وقدمين ووجهة‬ ‫مكتمل المالمح‪..‬‬ ‫من م��كان قريب مني س��معت "‬ ‫اهلل أكبر عليك��م" كان صوت الحاجة‬ ‫فتحية‪ ..‬ثم أتاها الرد " بتس��كتي وال‬ ‫بنجي بنكمل عليكِ"‬ ‫أدرك��ت العقوب��ة الجماعية التي‬ ‫وقعن��ا به��ا‪ ..‬جميعن��ا ف��ي منفردات‬ ‫عقوبة على اإلضراب‪..‬‬ ‫لحظتها ورغم كل األلم ش��عرت‬ ‫غريب‪..‬‬ ‫بنصر من طعم‬ ‫ٍ‬ ‫نص��ر يجعلك تس��تحقر س��جان‬ ‫يخاف من إضراب‬ ‫تحسس��ت بطن��ي الفارغ��ة‪..‬‬ ‫تمتمت " بها سننتصر"‬


‫مــن ال�شـــام و�إل ّيـــها‬

‫إحدى مظاهرات دمشق (قدسيا)‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫الطرقيّ��ة الت��ي يس��تعملها "الث��وار" والت��ي تربط‬ ‫طرق��ات األردن وتركي��ا ولبنان والع��راق مع بعضها‬ ‫والتي تصل دمش��ق‪ .‬انتظرنا ما يقارب الش��هر‪ ،‬كل‬ ‫يوم نه��مّ بالرحيل لكن االش��تباكات وأرتال النظام‬ ‫العسكريّة الضخمة حال دون ذلك‪.‬‬ ‫أخي��راً ق��رر "أب��و مصع��ب" قائ��د المجموع��ة‬ ‫العس��كريّة التي س��ترافقنا إلى ريف حمص السير‬ ‫"عل��ى بركة اهلل"‪" .‬إن ش��اء اهلل اليوم حنفتح طريق‬ ‫جدي��د" قالها أبو مصعب على عجل وركب س��يارته‪.‬‬ ‫كان��ت قافلتنا مؤلفة من س��يارتين جيب فيها بعض‬ ‫ق��ادة الكتائب‪ ،‬ال أع��رف وجهتهم بالتحديد‪ ،‬س��يارة‬ ‫بيك آب فيها ش��خصان من الواضح أنّهم من يعرف‬ ‫طرق��ات الصح��راء جي��داً‪ ،‬دراج��ة ناريّ��ة يقوده��ا‬ ‫مستكش��ف الطري��ق‪ ،‬ش��احنة نق��ل كبي��رة فيها ما‬ ‫يقارب الخمسين مسلحًا‪ ،‬سيارة بيك آب رُكِب عليها‬ ‫رشاش دوش��كا للحماية‪ ،‬ش��احنتنا الملئية باألدوية‬ ‫التي س��تصل إلى حم��ص القديمة المحاص��رة وأنا‬ ‫وأح��د قادة الفيلق األول‪ ،‬وأح��د مرافقي عبد الرزاق‬ ‫طالس‪ ،‬كما قال لي‪ ،‬جلسنا فوق األدوية في الخلف‪.‬‬ ‫الطري��ق بي��ن البلدتي��ن ف��ي الحال��ة العاديّة‬ ‫يستغرق ساعة ونصف أو ساعتين على أبعد تقدير‪،‬‬ ‫لكن��ه اس��تهلك معن��ا ما يقارب تس��ع س��اعات ليلية‬ ‫طويلة‪ .‬الطريق صحراوي‪ ،‬نمشي فوق الرمال التي‬ ‫تتطاير من حولنا‪ ،‬تغطينا وتغطي س��ياراتنا‪ ،‬وتبدو‬ ‫للناظر كعاصفة رمليّة‪ .‬البرد قارس جداً‪ ،‬إلى درجة‬ ‫ع��دم قدرتنا على تحري��ك أطرافنا الس��فليّة‪ .‬يمنع‬ ‫التدخين أو استعمال أي وسيلة من وسائل االتصال‪،‬‬ ‫ألن دباب��ات النظام‬ ‫كم��ا يمن��ع تش��غيل أيّ ض��وء‪ّ ،‬‬ ‫ستقصف أي ضوء تراه وباألخص إن كان متحركًا‪.‬‬ ‫تس��ير س��ياراتُنا صاخبة في البادية الس��وريّة‬ ‫(أو الصح��راء كم��ا يس��ميها أهالي تل��ك المناطق)‪،‬‬ ‫على يمي��ن أحد ألويّة الجيش ونبعد عنها بمس��افة‬ ‫تق��در بع��دد م��ن الكيلومت��رات‪ ،‬نس��بة األدرينالين‬ ‫ف��ي دمنا مرتفعة ج��داً‪ ،‬مترافقة مع الب��رد القارس‬ ‫المتغلغل ف��ي عظامنا‪ .‬ليلة أمس استش��هد ثالثين‬ ‫رج� ً‬ ‫لا عند محاولته��م اجتياز طري��ق قريب من هنا‪.‬‬ ‫نراقب بعضنا خائفين‪ ،‬ال نتحدث إال فيما ندر‪ ،‬أضواء‬ ‫السيارات مطفأة‪ .‬ال نور نرى من خالله إال نور القمر‬

‫المكتمل في تلك الليلة‪ ،‬ال نستطيع أن نرى إال لمئات‬ ‫األمتار باس��تثناء األض��واء المنبعثة من قطع النظام‬ ‫العسكريّة البعيدة‪.‬‬ ‫وصلن��ا إلى إح��دى قرى ريف حم��ص الجنوبي‪،‬‬ ‫الصب��ح ق��د طل��ع علين��ا‪ ،‬تفرقن��ا ع��ن المجموع��ة‬ ‫العس��كريّة‪ ،‬بعد أن أرس��لنا أبو مصع��ب إلى منزل‬ ‫أحد األش��خاص الذين يعرفهم‪ ،‬بقيت هناك ليلتين‪.‬‬ ‫قابلت الكثير من قادة الكتائب والجنود والمنش��قين‪،‬‬ ‫مم��ن لديهم اتجاه��ات مختلف��ة ومناط��ق مختلفة‬ ‫يذهبون إليّها‪ .‬اجتمعوا في ذلك المنزل الذي يملكه‬ ‫ش��خص يعمل في دعم الثورة والثوار من خالل فتح‬ ‫الطرقات واسستكشافها‪ ،‬دون مقابل مادي‪.‬‬ ‫أرسلوني مع مجموعة أخرى بعد ثالثة أيام إلى‬ ‫إح��دى البلدات في جب��ال القلمون‪ .‬ه��ذه المجموعة‬ ‫ه��ي ُ‬ ‫األخ��رى مهمته��ا نقل األش��خاص واألس��لحة‬ ‫بي��ن المناطق دون مقاب��ل‪ .‬عبرنا الطري��ق الوعرة‬ ‫بين الجب��ال دون إضاءة وفي البرد القارس‪ ،‬مش��ينا‬ ‫مس��افة أربعة س��اعات‪ ،‬وصلنا بعده��ا إلى مقصدنا‬ ‫في القلمون‪.‬‬ ‫ف��ي الطري��ق وبالقرب م��ن موق��ع تمركز أحد‬ ‫كتائ��ب النظ��ام‪ ،‬ظهر لنا أربع مس��لحين في الظالم‬ ‫يتقدم��ون صوبنا‪ ،‬ظننا في البداية أنّه كمين نصبه‬ ‫جيش النظام‪ ،‬لكن وبعد أن حاصر الرجال المسلحون‬ ‫الذي��ن كنت ارافقه��م هؤالء الرج��ال‪ ،‬اتضح بأنّهم‬ ‫منش��قين عن تلك الكتيبة القريبة‪ ،‬وال يعرفون إلى‬ ‫أين يتجهون‪ .‬رافقونا في وجهتنا على أن يرسلونهم‬ ‫إل��ى حيث يريدون بعد تس��ليمهم إلى أحد المجالس‬ ‫العسكرية التابعة للجيش الحر في المنطقة‪.‬‬ ‫وصلن��ا إلى القلم��ون في منتص��ف الليل‪ ،‬اتجه‬ ‫ّ‬ ‫كل فرد إلى المكان الذي يريد‪ ،‬تمّ إرس��الي مع أحد‬ ‫المهربي��ن ممن يتع��اون مع مجموع��ات من الجيش‬ ‫الحر‪ .‬عبرن��ا الجبال الفاصلة بين لبنان وس��وريا مع‬ ‫س��يارة تحمل عب��وات مختلف��ة األحجام واألش��كال‬ ‫تحت��وي على مادة الم��ازوت‪ .‬جلس��ت فوقها‪ ،‬وخالل‬ ‫س��اعة واحدة من الزمن عبرنا فيه��ا الجبال الوعرة‪،‬‬ ‫وصلنا إلى إحدى القرى اللبنانية‪.‬‬ ‫* مدوّن سوري‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫"هالدعس��ة خط��رة"‪" ،‬ال تش��غل وال‬ ‫ض��و وال حت��ى س��يجارة"‪" ،‬دي��ر بالك من‬ ‫الكش��افات"‪ ...‬وغيره��ا الكثي��ر من الجمل‬ ‫الت��ي اعتاد هؤالء الش��بان قولها‪ّ ،‬‬ ‫كل ليلة‬ ‫تقريب��ًا‪ ،‬حي��ن يقطعون الطري��ق الجبلي‬ ‫بي��ن قريتي��ن‪ ،‬إحداهما لبنانيّ��ة ُ‬ ‫واألخرى‬ ‫سوريّة‪ .‬ينقلون معهم بعض الصحفيين‬ ‫أو الناش��طين‪ ،‬وبع��ض األدويّ��ة الالزمة‬ ‫للعالج أحياناً وبع��ض الذخيرة لمجموعات‬ ‫مقاتلة مع الجيش الحر‪.‬‬ ‫تب��دأ الرحل��ة م��ن إح��دى الق��رى‬ ‫اللبناني��ة الحدوديّ��ة المج��اورة للش��ريط‬ ‫الح��دودي الس��وري‪ ،‬نتف��ق عل��ى الس��عر‬ ‫مع أح��د المهربين الذين رش��حهم لنا أحد‬ ‫األش��خاص ممن نثق بهم "نسبيّاً"‪ ،‬وحين‬ ‫يهبط الظالم‪ ،‬يوصلنا "الرأس المدبر" إلى‬ ‫قريّة أُخ��رى نجهلها وننتظ��ر بالقرب من‬ ‫الجبل‪ ،‬اإلشارة‪.‬‬ ‫ننطلق حوالي الس��اعة العاشرة ليال‪ً،‬‬ ‫معن��ا ش��خصٌ لحمايتن��ا وثالث��ة آخ��رون‬ ‫يحمل��ون ما يش��به األكياس الكبي��رة جداً‬ ‫ف��وق ظهوره��م‪ ،‬ملئي��ة بالذخي��رة‪ٌّ .‬‬ ‫كل‬ ‫منهم يحم��ل بارودته الخاص��ة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى بع��ض القناب��ل اليدوية‪ ،‬تحس��بًا ألي طارئ قد‬ ‫يواجهنا‪.‬‬ ‫نمش��ي عبر الجبال‪ ،‬أش��عر بأنّن��ي الوحيد من‬ ‫يعاني الب��رد القارس في تلك المرتفعات‪ ،‬تعوّدهم‬ ‫عل��ى ذل��ك ربم��ا ق��د س��اعدهم‪ ،‬وربم��ا ثيابهم أو‬ ‫أحذيتهم‪ ،‬وربما سندويش��ات العس��ل والمربى التي‬ ‫يأكلونه��ا حين يس��تريحون م��ن المش��ي خلف أحد‬ ‫الحجارة الضخمة تساعدهم على الدفء‪" .‬السكريات‬ ‫بتدّف��ي أس��تاذ" ه��ذا م��ا قاله ل��ي أحده��م بصوت‬ ‫منخفض جداً‪.‬‬ ‫هؤالء مهربون‪ ،‬يتقاضون أجوراً لقاء نقلهم ما‬ ‫ينقل��ون من بضائ��ع أو أفراد‪ ،‬تختلف التس��عيرة من‬ ‫ش��خص إلى آخ��ر‪ ،‬ومن مادة إلى أُخ��رى‪ ،‬وال يجرون‬ ‫معامالتهم إال بالدوالر األمريكي‪.‬‬ ‫وصلن��ا إلى الطرف الس��وري‪ ،‬اس��تقبلنا بعض‬ ‫الرج��ال المس��لحين‪ ،‬وأدخلونا إلى أحد البيوت ش��به‬ ‫المهج��ورة‪ ،‬لم يس��ألنا أح��دٌ منهم أيّ س��ؤال‪ ،‬ولم‬ ‫يوجّه أيٌّ منهم أيّ حدي��ث لنا‪ .‬انتقلنا إلى بيت أحد‬ ‫األصدقاء ممن نعرف‪ ،‬حتى صباح اليوم التالي‪.‬‬ ‫انتقلن��ا بإحدى الس��يارات الخاص��ة إلى النقطة‬ ‫الحدودي��ة المعروفة بجديدة ياب��وس‪ ،‬وهو الطريق‬ ‫الرئيس بين دمش��ق وبيروت‪ .‬استقلينا "مخاطرين"‬ ‫وس��ائل النق��ل العامة‪ .‬توقفن��ا عند ثمان��ي حواجز‬ ‫للجي��ش النظام��ي قب��ل وصولن��ا إل��ى منطق��ة‬ ‫السومريّة على أطراف العاصمة الغربيّة‪ ،‬يفتشون‬ ‫السيارات ويدققون في الهويّات‪ ،‬يبحثون عن أناس‬ ‫من مناط��ق محددة‪ ،‬ال أش��خاص معينين وال قوائم‬ ‫مطلوبين معهم‪ .‬إن كان عنوان سكنك على هويتك‬ ‫"السوريّة" هو دمش��ق تعبر بسالم غالباً‪ ،‬وإن كنت‬ ‫م��ن مناط��ق كداري��ا أو حمص‪ ،‬فس��تخضع لبعض‬ ‫األس��ئلة في معظم األحيان‪ ،‬قد تنتهي باإلعتقال أو‬ ‫اإلفراج‪.‬‬ ‫طري��قُ الع��ودة إل��ى لبن��ان كان مختلف��ًا كليًا‪.‬‬ ‫الغوط��ة محاص��رة كلياً‪ ،‬والعودة إلى دمش��ق ش��به‬ ‫مس��تحيلة‪ ،‬النظ��ام حاص��ر مدين��ة العتيب��ة وب��دأ‬ ‫بقصفه��ا‪ ،‬ث��م س��يطر عل��ى الطريق الواص��ل إلى‬ ‫الغوطة القادم من حمص‪ ،‬كما س��يطر على العقدة‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫دلير يوسف*‬

‫‪19‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫الكل قادر على املوت‪ ،‬ولكن لي�س‬ ‫الكل قادر على احلياة‬

‫ريما سويدان‬

‫"خليلييييي��ي‪ ..‬هاداالص��وت يلي صرخت��و بعد ما‬ ‫ش��فت محمد خليل��ي متصاوب باألرض وال��دم مغطيه‪،‬‬ ‫صرخ��ت ها الص��وت وركدت‪ ..‬كنت عم ق��ول إذا خليلي‬ ‫اتصاوب معناة مصطفى أكيد مانو بخير‪ .‬لهأل بيتهمني‬ ‫خليلي كيف إني ندلة وتركتو‪ ..‬هاهاهاهاهاهاهاها"‪..‬‬

‫المكان‪ :‬حلب‪ ،‬بستان القصر‬ ‫الزمان‪ :‬الجمعة ‪ 16‬تشرين الثاني ‪2012‬‬ ‫الحدث‪ :‬مظاهرة‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫| مها‪ ،‬أنتِ ومصطفى كنتم قد قررتم السفر‬ ‫وترك البلد فما الذي جعلكم تذهبون إلى‬ ‫المظاهرة؟‬ ‫| | ل��م يك��ن الس��فر ق��رار مصطفى‪ ،‬ه��و أراد‬ ‫الس��فر نزو ًالعند رغبتي‪ .‬أنا الت��ي كنت ملحاحة على‬ ‫مغ��ادرة البل��د كون��ه تملكن��ي ش��عور قبل ش��هرين‬ ‫بأننيسأخسره‪ .‬أردت االحتفاظ به ألطول فترة ممكنة‬ ‫وكن��ت أفعل المس��تحيل ألبعده عن الش��ارع‪ .‬كانمن‬ ‫المفترض في ذلك اليوم أن ننهي فقط حملة نظافة‬ ‫شوارع بستان القصر وفتح أبواب المدرسة للتسجيل‬ ‫وأن نعودإلى المنزل‪ .‬ولكنه يوم الجمعة والثوار سوف‬ ‫يتظاهرون فمن الطبيعي لنا أن نحضر المظاهرة‪.‬‬ ‫| ما الذي حدث؟‬ ‫| | هَ��اون‪ ،‬ف��ي البداي��ة لم أس��توعب ما حدث‪،‬‬ ‫أصبح كلش��يء فجأة حقيقياً لدرجة أننا أُصبنا‪ .‬اعتدنا‬ ‫على المظاهرات والقفز من شارع إلى آخروكان أخطر‬ ‫ما يمك��ن أن يحدث ألحدنا هو االعتق��ال‪ ،‬نُعتقل ثم‬ ‫نخ��رج‪ .‬الجثث ف��ي كل م��كان تقريباً‪ ،‬محم��د خليلي‬ ‫مصاب باألرض‪ ،‬وأنا كالمجنونة أبحث عن مصطفى‪،‬‬ ‫أنه الموت‪.‬‬ ‫| ألم تفكري بالموت من قبل؟‬ ‫| | ال‪ ،‬كان دائم��اً حدث بعيد بالنس��بة‬ ‫ل��ي‪ .‬بكي��ت الش��هداءكثيراً‪ ،‬وتورمت عيناي‬ ‫عند استش��هاد غياث مطر‪ ،‬لكن��ه كان دائمًا‬ ‫بعيداً‪ .‬اعتق��دت أنه باعتقاألخ��ي واختطاف‬ ‫أخت��ي ومنزل أهل��ي الذي هُدم ق��د عقدنا‬ ‫صفق��ة مع الم��وت وه��ذا ه��و نصيبنا من‬ ‫الخسائر‪.‬‬ ‫| هل كرهت الثورة؟‬ ‫| | اس��تعنت ب��كل م��ا أس��عفتني إياه‬ ‫ذاكرتي من ش��تائموأطلقتها عل��ى الثورة‪،‬‬ ‫نعم كرهته��ا‪ .‬ليس ألنها أخ��ذت مصطفى‬ ‫مني بل ألنها خَرِّبت‪.‬‬ ‫| وكيف كانت؟‬ ‫| | كان��ت جميل��ة‪ .‬لم أك��ن ألتخيل أن‬ ‫العال��م يح��وي هذاالك��م من الوحش��ية‪ ،‬يا‬ ‫لسذاجتي‪.‬‬ ‫| ألم تسمعي بما كان يحدث بالسجون‬ ‫السورية قباللثورة‪ ،‬ألم يخبرك أحد عن‬ ‫أحداث حماة‪ ،‬ألم تسمعي قصص الموت‬ ‫القادمة من حمص؟‬ ‫| | الء‪ ،‬نعم‪ ..‬كانت قصص‪ ،‬أس��معها‬ ‫وأتابع معايشة ثورتي‪.‬‬

‫| هنالك مقولة تتردد دائماً "دم الشهيد مو‬ ‫نسيانينو"‪ ..‬هل يُنسى دم الشهيد مها؟‬ ‫| | يُنسى ويُنسى ويُنسى‪ ..‬يُنسى مئة مرة‪.‬‬ ‫كان��ت كلم��ا دخل��ت علينا لتلق��ي التحي��ة أراقب‬ ‫تلكاالبتس��امة المرتس��مة على وجهها‪ .‬تمرين يوغا‪،‬‬ ‫هو ليس فق��ط لتمرين عضالت الوج��ه‪ ،‬أنه لتمرين‬ ‫الروح على الحياة‪.‬‬ ‫| كيف يمكن لنا االستمرار بالحياة بعد هكذا‬ ‫فجيعة؟‬ ‫| | األل��م‪ .‬فك��رت باالنتح��ار بأكثر من مناس��بة‬ ‫ولكنم��ن كثرة ما تألمت لم أرد لغيري أن يش��عر بهذا‬ ‫األل��م‪ .‬تربطن��ي بأم��ي وأختي عالقة قوي��ة‪ ،‬لم أكن‬ ‫ألس��مح بأن يمروا بهكذا تجربة مؤلمة‪ .‬أيضًا عالقتي‬ ‫بالحياة‪ ،‬أنا شخص يُحب الحياة ويعلم كيف يعيشها‪،‬‬ ‫هذا ما كان يقوله لي مصطفى‪.‬‬ ‫إنه��ا مه��ا‪ ،‬أخ��ت حس��ين غري��ر "ه��ل س��معتِ‬ ‫قصته��ا؟"‪ ..‬ال‪ .‬هكذا كان ال��كل مُصراً على تعريفها‪.‬‬ ‫حقيق��ة ل��م يعنيني ه��ذا التعري��ف كثي��راً فقدكنت‬ ‫مشغولة بمالحقة ذلك الشرود الطارئ الحاضر‪.‬‬ ‫| تشردين كثيراً مها‪ ،‬أين تذهبين؟‬ ‫| | إل��ى مصطفى‪ ،‬أالحق طرف ذكرى أتمس��ك‬ ‫بها كخيط البالون‪ ،‬فأفقد اإلحساس بالمكان ويصبح‬ ‫جس��دي خفيفًا‪ ،‬وأُح ّلق‪ .‬فيأتيني ذلك الس��ؤال مَن أنا‬ ‫وماالذي أفعله هنا؟ لق��د خُنت ناس الثورة لقد خُنت‬ ‫مصطفى‪.‬‬ ‫| كشخص مؤمن أين تضعك هذه التجربة‬ ‫من الوجوديات؟‬ ‫| | ب��دأت بالتش��كيك قب��ل وف��اة مصطف��ى‪ .‬ال‬ ‫يمكن أن يشهد اهلل كل هذا الموت ويبقى صامتاً‪ ،‬أَلم‬ ‫تصله صرخات الس��وريين التي هزت الفضاء؟ وموتنا‬

‫المُعلن ألم يخترق تلك السموات السبع؟ عدت وآمنت‬ ‫ب��ه بع��د وفات��ة‪ ،‬كل م��ا أراده مصطفى ق��د تحقق‪.‬‬ ‫ل��م يخذلن��ي‪ ،‬ولم يخذل ذات��ه‪ .‬لم يخن الث��ورة التي‬ ‫طالما آم��ن بها وعمل ألجلها‪ .‬قب��ل يومين من وفاته‬ ‫رأى والدته وبالصدفةالبحتة‪ ،‬ق��رار زواجنا المفاجئ‪،‬‬ ‫وبالتالي استشهاده وأنا زوجة له‪.‬‬ ‫| منذ شهرين تقريباً ورغم كل الحزن‬ ‫واأللم الذيما زلت تكابدينه ذهبت إلى حلب‬ ‫وتظاهرتِ‪ ،‬لماذا؟‬ ‫| | أردت مواجه��ة خوف��ي‪ ،‬كن��ت أرج��ف عندما‬ ‫دخل��ت حلب معالعلم أن إحساس��ًا براحة الضمير كان‬ ‫يعترين��ي‪ .‬ل��م أس��تطع النوم تل��ك الليل��ة‪ ،‬كالطفلة‬ ‫كنتمنكمش��ة عل��ى ذاتي حي��ث ص��وت القصف يمأل‬ ‫الف��راغ‪ .‬فك��رة واح��دة كان��ت مس��يطرة ع ّل��ي‪ ،‬أني‬ ‫غداًس��أموت بالمظاه��رة‪ .‬أراقبه��م في الصب��اح وأنا‬ ‫أش��رب قهوتي كيف يلوّنون المناطيد‪ ،‬فألتقط واحداً‬ ‫وأبدأ بتلوين��ه ليعود ذلك الحم��اس ينبض من جديد‬ ‫في عروقي‪ ،‬فأقرر الذهابإلى المظاهرة‪.‬‬ ‫| ألم تقولي أنك كرهتِ الثورة؟ (تبكي مها‬ ‫وتُخبأ وجهها بيديها)‪..‬‬ ‫| | ال أس��تطيع أن أكرهه��ا‪ .‬أجمل لحظات عمري‬ ‫عش��تهابالثورة‪ ،‬هي م��ن صنعتني‪ .‬الث��ورة جلعتني‬ ‫أحب جزء كبير من الناس‪ ،‬الثورة جعلتني أحب سوريا‪.‬‬ ‫"نعم أنا قادرة على الحب مرة أخرى‪ ،‬فمصطفى‬ ‫ل��م يكن فقط حبيب أو صديق‪ .‬هو جزء مني‪ ،‬بوفاته‬ ‫فق��دت هذا الجزء ليحيا مقابله ج��زءه بداخلي‪ .‬نحزن‬ ‫نحن عند فقدان عزيز أو قريب ولكن هو ليس نفس‬ ‫الحزن عند فقدان مَن أثربنا‪ ..‬مصطفى آمن بيّ"‪..‬‬ ‫مالحظ��ة‪ :‬لوال تل��ك المقدرة على اإلبتس��ام طوال‬ ‫الوقت لمّا فكرت بإجراء هذه المقابلة‪.‬‬


‫شام داود‬

‫‪ - 1‬يعامل جميع األش��خاص الذين يتعرضون ألي‬ ‫ش��كل من أشكال االحتجاز أو الس��جن معاملة إنسانية‬ ‫وباحترام لكرامة الشخص اإلنساني األصلية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التمتع بالحقوق المتعارف عليها في المواثيق‬ ‫دولية وال يج��وز التذرع بأن الدولة تعت��رف بها بدرجة‬ ‫أقل‪.‬‬ ‫وم��ن تل��ك الحق��وق‪ :‬ح��ق التظلم من ممارس��ة‬ ‫الس��لطة لصالحيات غير مخول لها قانونا وحق التبليغ‬ ‫بس��بب القاء القبض وح��ق اإلدالء باألق��وال في أقرب‬

‫وقت والدفاع واالستعانة بالمحامي والحق في الحصول‬ ‫عل��ى المعلومات وأس��باب االحتجاز بس��رعة والحق في‬ ‫الحصول عل��ى المعلومات عن حقوقه وبتفس��ير لهذه‬ ‫الحقوق وكيفية اس��تعمالها والحق ف��ي الحصول على‬ ‫مترج��م لمعرفة ه��ذه الحقوق بلغة الش��خص المعني‬ ‫والحق ف��ي االتصال بالعالم الخارج��ي والحق في تبليغ‬ ‫األس��رة بالمكان الذي نقلت إدارة السجن المعتقل إليه‬ ‫وحق األجنبي باالتصال بالقنصلية والمنظمات الدولية‬ ‫والحق في أن تتولى الدولة باالتصال بنفس��ها بالنسبة‬

‫األح��داث والحق في المحامي وتوفير جميع تس��هيالت‬ ‫االتص��ال وح��ق المراس��لة وزي��ارة األس��رة والحق في‬ ‫أن يك��ون قريبا من األس��رة وفق القواع��د النموذجية‬ ‫لمعامل��ة المس��جونين والحق في احت��رام حقوقه دون‬ ‫تمييز والحق في احترام المعتق��دات الدينية والمبادئ‬ ‫األخالقية للفئة التي ينتس��ب إليها السجين والحق في‬ ‫أن يس��جل في س��جل مضبوط والحق في الفصل بين‬ ‫فئات الرجال والنس��اء واألحداث والمحبوسين احتياطيا‬ ‫والمحكومين‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬

‫م��ن اتفاقي��ة جنيف ح��ول معامل��ة املعتقل�ين ‪1955‬‬

‫أسبوعية‬

‫إلى المحاكمة بس��بب احتجازهن التعسفي‬ ‫الطوي��ل األم��د دون توجيه أي ته��م تذكر‬ ‫لهن‪.‬‬ ‫وبغ��ض النظ��ر عن ظروف الس��جون‬ ‫الس��ورية القاس��ية م��ن األس��اس وأل��وف‬ ‫القص��ص عن حوادث التعذي��ب التي وثقت‬ ‫من��ذ الثمانين��ات ولغاي��ة اليوم م��ا يوصف‬ ‫الرعب األس��ود م��ن بالف��روع األمنية التي‬ ‫تحوي كم��ُا م��ن االنتهاكات تجع��ل النظام‬ ‫السوري بكامل مكوناته مدان حتى النهاية‪.‬‬ ‫تسارعت الوسائل اإلعالمية إلى نشر‬ ‫بي��ان اإلضراب وأعلن��ت التجمعات تضامنها‬ ‫م��ع المعتق�لات وبل��غ ببع��ض المجموعات‬ ‫من النشطاء أن أعلنوا بدورهم اضرابًا عن‬ ‫الطعام تضامنُا مع الس��جينات وعصيانهن‬ ‫الالعنفي للحصول على أبسط حقوقهن‪.‬‬ ‫إلى هنا وكل ما س��بق عرضه هو من‬ ‫أبس��ط أدبيات حق��وق اإلنس��ان والتعاضد‬ ‫المدني والقانوني أيضًا‪ .‬وبعد أن اس��تطاع‬ ‫البع��ض التأكد من أن اضراب��ا عن الطعام‬ ‫ق��د بدأ فع ًال في س��جن ع��درا دون إمكانية‬ ‫للتحق��ق من ع��دد المضرب��ات والمدة التي‬ ‫استمر بها فقد منعت إدارة السجن الزيارات‬ ‫الصعب��ة أساس��ا بس��بب خط��ورة الطريق‬ ‫بي��ن العاصمة وس��جن عدرا ه��ذا الطريق‬ ‫المع��رض للقص��ف ومح��اوالت الخط��ف‬ ‫والترهيب‪.‬‬ ‫ومع اس��تمرار التعتيم على السجينات‬ ‫تس��ارعت مق��االت ال��رأي وس��طرت بيانات‬ ‫التضام��ن وب��دأت الصح��ف تخ��ط عبارات‬ ‫وت��روي القص��ص بن��اءاً عل��ى مص��ادر‬ ‫غي��ر مح��ددة أو أس��ماء مس��تعارة تعرض‬ ‫السجينات لتعذيب ما أو تهديد أو حتى إيذاء‬ ‫ومنع عن الدواء وما شابه‪ ..‬ليتسارع الجميع‬

‫إلى نقلها وتلقفها ف��ي محاولة لجذب نظر‬ ‫اإلعالم العالمي ومنظمات حقوق اإلنس��ان‬ ‫لقضية الس��جينات‪ .‬رغم أن قوانين اإلعالم‬ ‫الحر تحفظ للوسيلة اإلعالمية حق التحفظ‬ ‫عل��ى مصادرها إال أن��ه في حال س��جينات‬ ‫ع��درا بال��ذات تع��ددت الرواي��ات وتع��ددت‬ ‫المصادر دونما ش��هادة موثق��ة واحدة علمًا‬ ‫أن س��جن ع��درا المركزي ليس فرع��اً أمنيا‬ ‫اذ أن الس��جناء الموجودي��ن في��ه معروفين‬ ‫ويمكن طلب زيارتهم بشكل دوري‪.‬‬ ‫هنا أود أن اطرح سؤالين‪:‬‬ ‫أولهم��ا ه��ل فع�لا ينبغ��ي أن تكون‬ ‫االنتهاكات كثيرة وعنيف��ة وقصصية حتى‬ ‫تس��ترعي انتب��اه منظمات حقوق اإلنس��ان‬ ‫العالمي��ة ووس��ائل اإلع�لام؟ وجميعنا على‬ ‫عل��م أن مج��رد وج��ود الس��جينات في هذا‬ ‫الم��كان ه��و انته��اك لحقوقه��ن األولي��ة؟‬ ‫مس��او لحق��وق الجماعة‬ ‫أوليس حق الفرد‬ ‫ٍ‬ ‫في القانون الدولي؟‬ ‫وأيض��ُا كي��ف يمكن لوس��يلة إعالمية‬ ‫أن تدّعي المصداقية وتنش��ر األكاذيب في‬ ‫خرق لمسؤولياتها تجاه المتلقي أو ًال وتجاه‬ ‫أهالي وأس��ر المعتقلين ثاني��ًا دون تقديم‬ ‫إيضاح��ات أو أس��س للش��هادات التي تقدم‬ ‫لها على أس��اس "مصدر مطلع" دون تبرير‬ ‫أو نف��ي أو حتى اعتذار في ح��ال ثبات خطأ‬ ‫المعلومة؟‬ ‫يقال في سوريا عند اإلشارة لموضوع‬ ‫غي��ر ذي أهمي��ة "حكي جراي��د" داللة على‬ ‫عدم صحته أو بش��كل أدق ع��دم تأثيره أو‬ ‫ضرورته‪ .‬هذه العب��ارة تكاد تكون حقيقية‬ ‫وواقعية قبل ثورات الربيع العربي في ظل‬ ‫تسلط وسائل اإلعالم التابعة والممولة من‬ ‫حكومات تروج لسياساتها التي في غالبيتها‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫وس��ط الك��م الهائ��ل م��ن انتش��ار‬ ‫الوس��ائط المعرفية واإلعالمي��ة منذ نهاية‬ ‫الخمس��ينيات وحت��ى الي��وم نش��أ مفه��وم‬ ‫المصداقية االعالمي��ة كردة فعل على هذا‬ ‫االنتش��ار وس��ط المنافس��ة بين الوسائط‬ ‫الكثي��رة ومحاولة ف��رض آراءها لجذب عدد‬ ‫كبير من متابعيها‪.‬‬ ‫المصداقي��ة اإلعالمية ه��ي مجموعة‬ ‫م��ن المؤش��رات ف��ي التقري��ر أو الخب��ر‬ ‫الصحفي تح��دد صدق المضمون من كذبه‬ ‫وه��ي أيض��اً مس��ؤولية الصحاف��ة والتزام‬ ‫الصحف��ي أو اإلعالم��ي بالعم��ل لصال��ح‬ ‫الحقيقة وليس لصالح الجريدة أو الحكومة‬ ‫أو الممول‪.‬‬ ‫ه��ي أيضًا ح��ق من حق��وق القارئ أو‬ ‫المتلق��ي لتقديم الخبر أو الحقيقة له‪ ،‬دون‬ ‫تدخالت أو حكم مس��بق كي نفسح المجال‬ ‫أمام��ه لق��راءة أش��مل وكي يق��وم بتحليل‬ ‫خاص به باإلضافة إلى أنها أيضًا مصداقية‬ ‫تتوج��ه بالمس��ؤولية أم��ام صن��اع الق��رار‬ ‫والمش��تغلين بالرأي العام لالطالع على ما‬ ‫يج��ري وعك��س الحقائق ضم��ن قراراتهم‬ ‫أيضًا‪.‬‬ ‫تتن��وع األبح��اث والتعاري��ف ح��ول‬ ‫المصداقية اإلعالمية وال ش��ك أن صفحات‬ ‫دوريتنا ال تتس��ع لمناقشة أزمة المصداقية‬ ‫في كافة عناصرها وتحليلها كما ينبغي‪.‬‬ ‫ف��ي خض��م الث��ورة الس��ورية وبروز‬ ‫وس��ائل اإلع�لام البدي��ل وتكنولوجي��ا‬ ‫االتص��االت التي كس��رت احت��كار األنظمة‬ ‫والبروباغن��دا المرتبط��ة به��ا للمعلوم��ة‬ ‫والص��ورة‪ ،‬وف��ي وس��ط االنتش��ار الهائ��ل‬ ‫لوس��ائط االع�لام البدي��ل ع��ادت أزم��ة‬ ‫المصداقية لتتص��در الواجهة بعد أن عرّت‬ ‫هذه الوس��ائط في المرحلة الس��ابقة زيف‬ ‫اإلع�لام الحكوم��ي وأظهرت بش��كل جلي‬ ‫وواضح تبعيته ال بل ومش��اركته أحياناً في‬ ‫القم��ع الممنه��ج والبعيد تمامًا عن أبس��ط‬ ‫أدبيات المهنة‪.‬‬ ‫الي��وم وفي الوق��ت الذي تتق��دم فيه‬ ‫وسائط الثورة االعالمية في عالم االحتراف‬ ‫والدق��ة بثب��ات مضط��رد وتتداخ��ل أيض��ًا‬ ‫التبعي��ات والتموي��ل في أس��س عمل هذه‬ ‫الوس��ائط‪ ،‬ال بد لنا من طرح عدة تساؤالت‬ ‫ولهذا أود أن انوه لحادثة أخذت حيزاُ ال بأس‬ ‫به من الرأي العام السوري مؤخراً‪.‬‬ ‫شهد األس��بوعين المنصرمين تغطية‬ ‫إعالمي��ة متواضع��ة لواقع��ة إض��راب عدد‬ ‫من الس��جينات في س��جن عدرا القريب من‬ ‫دمش��ق بناءاً على بيانموجه للقاضي العام‬ ‫لمحكم��ة اإلرهاب قيل أن المضربات نجحن‬ ‫بتس��ريبه إل��ى خارج الس��جن ع��ن طريق‬ ‫وس��طاء‪ ،‬تطالبن في هذا البيان بتحويلهن‬

‫سياسات اس��تبدادية قمعية لكن أين الثورة‬ ‫في هذه المعادلة وما الذي تغير؟‬ ‫هل ستبقى وس��ائل اإلعالم السورية‬ ‫مجرد "حكي جرايد"‬ ‫لس��نا اليوم في صدد مناقشة حقيقة‬ ‫االضراب من زيف��ه‪ ..‬الذي نعرفه كصحافة‬ ‫أن اضراب��ًا ق��د ب��دأ ف��ي س��جن ع��درا‪ .‬ما‬ ‫نعرف��ه كأف��راد ونش��طاء وإعالميي��ن أن‬ ‫هنالك معتقالت كثر في السجون السورية‬ ‫حريته��ن محتج��زة ومس��لوبة ف��ي أس��وأ‬ ‫السجون في العالم على اإلطالق‪.‬‬ ‫أن ال نم��ارس التش��ويه والس��بق‬ ‫الصحفي باس��م المعتقالت هو من أبس��ط‬ ‫ما ندي��ن لهن اليوم به‪ .‬هذه المعتقلة التي‬ ‫تدفع الي��وم ثمن تحديها للنظ��ام ووقوفها‬ ‫في وجه الظلم والفساد‪ ،‬بعضهن محجوزة‬ ‫حريته دون أن تعارض لمجرد تشابه اسماء‬ ‫أو ضغ��ط على زوج أو أخ أو مجرد انتقام أو‬ ‫تقرير مخابراتي من حاقد‪.‬‬ ‫ف��ي الس��جون الس��ورية يوجد نس��اء‬ ‫يعذب��ن وتغتص��ب كرامته��ن وتغتص��ب‬ ‫أجس��ادهن ويم��ارس بحقه��ن أس��وأ أنواع‬ ‫االنته��اكات والكثي��رات يخرجن بنفس��يات‬ ‫محطمة تحتاج الواحدة منهن سنوات طوال‬ ‫كي ترمم‪.‬‬ ‫غي��ر المطل��وب الي��وم م��ن الصحفي‬ ‫المراعاة والتلون على حس��اب الحقيقة‪ .‬من‬ ‫المؤكد أن��ه من حق المعتق�لات أن نغطي‬ ‫اضرابه��ن وأن نكش��ف ع��ن االنته��اكات‬ ‫إذا مورس��ت وم��ا أكثره��ا‪ .‬لك��ن المتاج��رة‬ ‫بقضيته��م تجعلن��ا مرة أخ��رى في مصاف‬ ‫"حكي جرايد"‬ ‫تلفيق األحداث ك��ي نلفت االنتباه هو‬ ‫مؤش��ر واض��ح على ع��دم قناعتن��ا بعدالة‬ ‫القضي��ة المطروحة باإلضافة إلى أنه عمل‬ ‫غي��ر مهني وتهاون من الصحفي بالتقصي‬ ‫والتأكد من الشهادات التي يقدم لها‪.‬‬ ‫إذا كان إع�لام الث��ورة الس��ورية هو‬ ‫مرآته��ا وصورته��ا ل��دى المتلق��ي والعالم‬ ‫فعل��ى عاتقه تقع مس��ؤولية نقل الحقيقة‬ ‫وإزال��ة الغش��اوة عنه��ا‪ ،‬فض��ح االخط��اء‬ ‫واالنتهاكات وعدم التعتيم عليها هي أقرب‬ ‫والطرق وأسرعها إلزالتها‪.‬‬ ‫أن الت��زام الحياد والتحق��ق من الخبر‬ ‫ومصادره هي مسؤولية‪ .‬هي حق للمعتقل‬ ‫في عصيانه وصموده وهي واجب للصحافة‬ ‫على طريق الحرية هي طريقنا اليوم على‬ ‫خطوات التغيير المنشود‪ .‬ال بأس للصحافة‬ ‫من الكبوات أثناء الوالدة إنما هي تس��اؤالت‬ ‫برسم الحرية‪.‬‬ ‫معتقالتن��ا في الس��جون الس��ورية‪..‬‬ ‫لكن الحرية ولسوريا سالم‪.‬‬

‫حقوق وحريات ‪. .‬‬

‫احلرية وامل�صداقية الإعالمية‬

‫‪21‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫�إميان جان�سيز‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫م��ن مب��ارح للي��وم‪ ..‬أبي وأم��ي عم يعدولي أس��ماء‬ ‫الش��هدا من حارتنا‪ ..‬وأمي مصرة تشرح التفاصيل‪..‬‬ ‫كل واح��د كيف م��ات دبح وال قن��ص وال قصف‪ ..‬في‬ ‫أسماء كتير‪ ..‬وقصص كتير‪ ..‬طلع ما بيعرفها الفيس‬ ‫بوك‪..‬‬

‫الشهيد أمجد السيوفي‬

‫�أن�س عبد اهلل‬

‫أجم��ل عب��ارة قريتا عن��د بياع م��ن بياعي��ن الدخان‬ ‫بالش��ام‪ :‬الرج��اء ع��دم التصفي��ر عند معرفة س��عر‬ ‫الدخان الجديد‪..‬‬

‫نغم احلرة‬

‫منذ صغري أفزع من القطط وال أقربها‪ ..‬هل سأحبها‬ ‫بعدما غدت طعاما للجياع الصامدين في حمص؟‪..‬‬

‫علي الرحبي‬

‫تذكرت الرس��ول العظي��م حين تفقّد قتل��ى معركة‬ ‫أح��د‪ ،‬ووج��د بينه��م عم��ه حم��زة‪ ،‬أرتفع��ت أصوات‬ ‫الباكي��ن على غيره من الش��هداء بينمت جثمان عمه‬ ‫الممث��ل به ال يجد من يبكي��ه‪ ،‬فانحدرت الدموع على‬ ‫وجنتي الرسول وهو يردد كلمته الحزينة الباكية (أما‬ ‫حمزة فال بواكي له)‪ .‬وش��هداء سوريا ليسوا أرقام يا‬ ‫بشر العالم‪ ..‬لكن ال بواكي لهم‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫عن��دي أمل كتير كبير لتكون بلدي أحلى وإني عمر بلدي بإيدي‪ ..‬وتكون‬ ‫بدون فس��اد وبدون رش��وة وبدون محس��وبيات‪ ..‬نكون كلياتنا متس��اوين‬ ‫بالحقوق والواجبات‪ ..‬ومانكون عبيد فيها‬

‫�ضرار �سلطان‬

‫مو تش��وفيني س��هران لهل��ق وتروح��ي تفرطي من‬ ‫الضح��ك وتنطي مت��ل المجنونه وتفك��ري عم فكر‬ ‫فيكي وحي��اة الفاصولية بزيت ال��ي تغديناها مبارح‬ ‫س��هران من قرص البرغ��ش ومن صوت الدوش��كا‪،‬‬ ‫اهلل يفجعو بعينو إلي عم يضرب فيها ش��و إبن حرام‬ ‫متل أبوكي‪.‬‬

‫�أن�س حمدون‬

‫في واحد حمصي‪ ..‬واحد بس ما بقي غيره‪ ..‬ولس��اته‬ ‫عم يهتف "حرية"‪..‬‬

‫فادي �سعد‬

‫ندى �صبح‬ ‫من��ذ صغري أخاف م��ن القطط وال أقربها‪ ..‬س��أحبها‬ ‫بعد ما غدت طعاماً للجياع الصامدين في حمص‪!..‬‬

‫عدنان اخلانكان‬

‫ويستفتونك في أكل لحم القطط‪..‬‬ ‫الم��كان‪ :‬حم��ص القديم��ة‪ ..‬الزمان‪ :‬رمضان الس��نة‬ ‫الثالثة للثورة‪ ،‬الموافق للسنة الثانية حصار‪..‬‬

‫معت�صم �أبو ال�شامات‬

‫عزيزي مجاهد دولة اإلسالم في العراق وبالد الشام‬ ‫(داعش)‪ ..‬هل تعلم أن استش��هادك في فلسطين أو‬ ‫الصوم��ال أو افغانس��تان أو ببلدك (عل��ى اعتبار أننو‬ ‫كل األنظمة كافرة) س��يوصلك لنف��س الحورية في‬ ‫الجنة‪ ..‬ممكن تفرئنا بريحة طيبة!!‪..‬‬

‫حممود ال�شرع‬

‫كان ال ب��د ل��كل هذا القي��ح‪ ،‬أن يطفو على الس��طح‬ ‫ويظه��ر للعل��ن ذات ي��وم‪ ..‬الفقر‪ ،‬اإلهم��ال‪ ،‬الجهل‪،‬‬ ‫والتجهيل‪ ،‬تش��ويه الوعي‪ ..‬ال نريد واجهات تجميلية‬ ‫لمجتمعاتن��ا م��رة أخرى‪ ..‬ولمن ال يعرف��ه جيداً‪ ..‬هذا‬ ‫مجتمعنا السوري بأبهى وأسوء حاالته‪.‬‬

‫منار �أولو‬

‫دولة العراق والشام بدها فيزا وال شنغن؟؟‪..‬‬

‫عمر فليحان‬

‫شعبٌ يقتلع جدران س��جنه بأسنانه‪ ..‬وفي القارات‪..‬‬ ‫متفرجون أنذال‪..‬‬

‫معارضتنا متل المحش��ش الي راح لعند أبوه وقلو أنا‬ ‫ذكي ج��داً‪ ،‬قلو كيف عرفت؟ قلو ركب��ت قطع اللوغو‬ ‫بس��نة ونص مع إنو مكت��وب عليها من س��نتين إلى‬ ‫اربع سنين‪..‬‬

‫نح��ن ل��ن نن��سَ أن الجي��ش الح��ر كان حصيل��ة‬ ‫انش��قاقات وبداعي حماي��ة الناس ف��ي المظاهرات‪.‬‬ ‫ه��ل يتذكر البع��ض منه ذلك؟ حماي��ة الناس وليس‬ ‫قمع الناس واإلثراء على حسابهم‪.‬‬

‫متالزمة وجودية‪ ..‬يش��كل النظام من جهة والكتائب‬ ‫الجهادية وهيئاتها الشرعية من جهة ثانية واالئتالف‬ ‫ومجلس��ه م��ن جهة ثالث��ة مثلث متس��اوي األضالع‪..‬‬ ‫اسقاط أحد أضالعه سيسقط اآلخرين بالتأكيد‪..‬‬

‫خولة دنيا‬

‫ب�سام عويل‬

‫مازن غربية‬ ‫س��ؤال فقهي‪ ،‬ه�لأ اللي بيموت طقي��ق من ورا اللي‬ ‫عم يصير يعتبر شهيد؟‪..‬‬

‫يا�سر طر�شة‬ ‫ص��دق إلي قال‪ ..‬هالبلد متل الحمام‪ ..‬إلي برا مزنوق‬ ‫م��ا مص��دق إيمت يف��وت‪ ..‬وإل��ي جوا مخن��وق وبدو‬ ‫يطلع‪..‬‬

‫خالد خليفة‬ ‫أقص��ر طري��ق للطائفي��ة والتقس��يم والقطرية أن‬ ‫يحكمن��ا قوميون‪ ..‬وأقصر طري��ق لإللحاد أن يحكمنا‬ ‫إسالميون‪.‬‬

‫زياد فاروق‬ ‫يعن��ي هالش��عب الس��وري المش��حر نط��ر رمض��ان‬ ‫مناطرة حتى يش��فله ش��ي مسلس��ل ينس��يه همه‪،‬‬ ‫ق��ام طلع��ت كل المسلس�لات ع��ن أح��داث س��وريا‬ ‫والقصف والقنص والتفجير‪ ..‬ع ش��وي بشوفو حالن‬ ‫بالمسلس��ل وهني عم يتفرجو عل المسلسل‪ ،‬كنوع‬ ‫من نقل الواقع مباشرة‪ ..‬وقريضة‪..‬‬

‫فادي النظامي‬ ‫كل م��ا ش��فت ش��ركائي بالوطن بيخط��ر عبالي بيع‬ ‫حصتي‪ ..‬بثمن بخس طبعاً‪..‬‬

‫فيليب حموي‬ ‫دايم��ًا بيس��ألوني قب��ل عي��د الفص��ح إن��و عي��دك‬ ‫عالش��رقي وال عالغربي؟ وبمناس��بة رمضان الس��نة‬ ‫عند السورين‪ :‬أنت عيدك عالحر وال عالنظامي؟!‪..‬‬

‫�ضرار عبد اهلل‬ ‫جواز الس��فر ال�لازم لدخول دول��ة "العراق والش��ام‬ ‫اإلس�لاميَّة" يجب أن يكون حصراً مصنوعاً من ورق‬ ‫البُردي‪.‬‬

‫ف��ي القابون اليوم س��قط إثنا عش��ر صاروخ أرض‬ ‫أرض‪ ..‬وأكثر من ست وثالثون راجمة كانت تدكها‬ ‫بصواريخها‪ ..‬وعشرات قذائف المدفعية الثقيلة‪..‬‬ ‫في القاب��ون اليوم جرح��ى وقتل��ى ككل يوم‪..‬‬ ‫في القاب��ون يمنعون الناس م��ن الخروج‪ ،‬وفي‬ ‫القاب��ون صرخ��ات النس��اء اختلط��ت بصرخات‬ ‫األطفال‪ ،‬وفي القابون مآذن يذكر فيها اسم اهلل‬ ‫سقطت موجوعة فالحجر هنا أيضاً قد توجع‪.‬‬ ‫ف��ي القابون أيض��اً‪ ،‬قاتل الرجل والش��يخ والمرأة‬ ‫والشاب‪ ،‬وفي القابون أيضاً صمدوا صمود األنواء‪.‬‬ ‫حاول أن يدخلها االيراني‪ ،‬والهيراتي‪ ،‬ومس��وخ الثارات‬ ‫ف��ي لبنان والع��راق‪ ،‬لكنه��ا القاب��ون‪ ،‬وكعادتها تبتلع‬ ‫الغزاة‪ ،‬ففيها الرجولة والبس��الة واالس��طورة السورية‪.‬‬ ‫في القابون كل شيئ مدمر‪ ،‬جرب الفسفوري والكيماوي‬ ‫وكل ما حرم في الحروب‪ ،‬لكنها ظلت صامدة‪.‬‬ ‫مررت على أتس��تراد دمش��ق حم��ص المحاذي‬ ‫للقاب��ون كان أيضاً في��ه العديد م��ن الدبابات‬ ‫والجن��د‪ ،‬وفي��ه العديد من جث��ث الجند وحطام‬ ‫الدبابات‪ ،‬وتس��األت كالكثيري��ن ترى من يقاتل‬ ‫في القابون‪ .‬المجد للثورة‪..‬‬ ‫هشام عقل ابو جوالن‬ ‫ع��م أحل��م يجي ي��وم ونش��وف بش��ار األس��د‬ ‫على رأس جيش��و وش��بيحتو واقفي��ن عند دوار‬ ‫الليرم��ون‪ ..‬ويج��ي س��ليم إدريس عل��ى رأس‬ ‫الجيش الحر والتنظيمات اإلس�لامية من إعزاز‪..‬‬ ‫ويلتقو مع بع��ض عند مطار من��غ‪ ..‬ويطلع عبد‬ ‫الق��ادر الصالح ويصي��ح فيهم هل م��ن مبارز‪..‬‬ ‫يق��وم بش��ار يأش��ر لعل��ي ممل��وك ليطلعلو‪..‬‬ ‫ويتقدموا التنين ويتبارزوا لس��اعات تحت أشعة‬ ‫الش��مس‪ ..‬وبعد مب��ارزة طويل��ة وبين ضربات‬ ‫س��يف عبد القادر القوية بيتفشكل علي مملوك‬ ‫ويوق��ع ع��األرض‪ ..‬ف بيهجم عليه عب��د القادر‬ ‫وبيبعجل��و بطنو بالس��يف وبصي��ح اهلل وأكبر‪..‬‬ ‫وتعم الفرحة والنش��وة في قل��وب الجيش الحر‬ ‫وبيهجم عل��ى جيش الكفار‪ ..‬وبضل��و بيتقاتلوا‬ ‫حتى غياب الش��مس‪ ..‬حي��ث يعلن الطرفان عن‬ ‫وق��ف القتال للراح��ة ومعالج��ة الجرحى على أن‬ ‫يكملو المعركة مع فجر اليوم التالي‪..‬‬ ‫مالحظة‪ :‬الماليين منا يتمنون أن نعود إلى هذا‬ ‫الس��يناريو في أيام الجاهلية‪ ..‬أي��ام كانت أكبر‬ ‫مصيبة هي إنو يغدر في��ك واحد واطي ويقتلك‬ ‫حصانك يلي عم تحارب من فوقو!‬ ‫شيرو مسلم‬ ‫كنت أتجنب آذان الفجر‪ ..‬أغطي رأس��ي أحاول أال‬ ‫أسمع أس��ماء الموتى بعده‪ ..‬كنت أخاف الموت‬ ‫فق��ط!‪ ..‬الظه��ر والعص��ر كان��ا يمران وس��ط‬ ‫الضجي��ج‪ ..‬المغرب أحببته‪ ..‬جميل‪ ..‬وقت حياة‪..‬‬ ‫كان العش��اء يقبض ص��دري‪ ..‬فالعتمة مجهول‬ ‫يرهقن��ي‪ ..‬تغي��ر الزم��ن وآذان كاف��ة األوق��ات‬ ‫ترنيمة حزينة تغني حمص‪ ..‬يبكيني اآلذان‪..‬‬ ‫فاطمة العمر‬ ‫ناشطون يتظاهرون في حلب أمام بعض كتائب‬ ‫الجي��ش الحر لفكّ الحصار عن القس��م الذي ما‬ ‫زال تحت سيطرة النظام والسماح لألهالي هناك‬ ‫بادخال ما يش��اؤون‪ ..‬لو تظاه��ر المؤيدون مرة‬ ‫واحدة أمام حص��ار الجيش النظام��ي وتجويعه‬ ‫لعشرات المدن‪ ..‬لكنّا بالف خير‪ ..‬مازالت الثورة‬ ‫متفوّق��ة أخالقياً ب��كل معنى الكلم��ة‪ ..‬وما زال‬ ‫الثوّار الحقيقي��ون يثبتون أن س��وريا أوّ ًال ّ‬ ‫وأن‬ ‫الشمس ستشرق رغم أنف الظالم‪ ..‬وهنا األمل‪..‬‬ ‫إبراهيم األصيل‬


‫حكايا المسافر ‪. .‬‬

‫ثم تبس��م المسافر حين أش��ار إليه ذاك الطفل الواقف على الطرف‬ ‫اآلخر من الطريق بإشارة ترمز للنصر‪ ،‬ولما ضحك الطفل ولمعت عيناه‬ ‫ً‬ ‫بهجة وسروراً‪ .‬بعد ذلك‬ ‫فاضت روح المسافر بعذوبة خالبة وانغمر قلبه‬

‫تحول الطفل عندليبًا فاتناً وحلق في السماء متوجه ًا نحو الشمال حام ً‬ ‫ال‬ ‫الشفاء لرجل سقيم آخر يقبع في مكان ما هناك‪.‬‬ ‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬ ‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو‬ ‫دقق النصوص‪ :‬ميمونة العمار‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬

‫عنـــدليب ال�شــــفاء‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫كاريكاتير العدد | الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪23‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬

‫ُهنا ِد َم�شق‬ ‫سيامند حسين‬ ‫(يوميات ومشاهدات) ‪ 12‬تموز ‪2013‬‬

‫زيارة �إىل حلب‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 14 | )95‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫‪-1‬‬‫م��ن مدينة تل أبيض انطلقنا ظه��راً باتجاه حلب في‬ ‫شاحنة حمّلتنا مع صناديق البندورة والخيار وأكوام البطيخ‪.‬‬ ‫أوقفتن��ا حواجز عدي��دة‪ ،‬ودون تدقيق عبرنا س��ريعاً‪ ،‬كانوا‬ ‫جنوداً طيبين‪ ،‬شعرنا بإنهاكهم تحت الشمس الحارقة وقد‬ ‫أحنت البنادق أكتافهم‪ ،‬فيم��ا بدا أن طاقتهم كانت تتبخّر‬ ‫تدريجياً وه��م ينتظرون حلول وقت المغ��رب بفارغ الصبر‪.‬‬ ‫عندما ابتعدنا مس��افة خمس��ين متراً أو أكثر قلي ًال‪ ،‬س��معنا‬ ‫بجذل‪ ،‬وكأنن��ا أدركنا طابوراً‬ ‫بوق الش��احنة األجش يُنغّم ٍ‬ ‫من سيارات تُرافق عُرساً‪ ،‬فوقفنا مط ّلين برؤوسنا كأطفال‬ ‫فضوليين‪ ،‬راغبين في اكتشاف سبب هذا المرح الذي داهم‬ ‫الس��ائق‪ .‬لوّحنا لواحدٍ م��ن الجنود كان عائداً مش��ياً على‬ ‫األقدام‪ ،‬رأيناه يرمي س��يجارته وقد كان يُخفيها في باطن‬ ‫قبضة يده‪ ،‬كمراهق يُدخّن س��راً خشية أن يصادفه والده‬ ‫فينهره‪ .‬بابتس��امة انفلتت م��ن تحت ش��اربيه‪ ،‬رفع ذراعه‬ ‫مُحيّياً‪ ،‬فرمى له المرافق‪ ،‬الجالس في المقصورة األمامية‪،‬‬ ‫بحبت��ي بن��دورة لحظ��ة صرنا عل��ى مقربة من��ه وقد خ ّفف‬ ‫الس��ائق الس��رعة وأوش��ك على التوقف‪ .‬التقطهما الشاب‬ ‫مس��تغرباً‪ ،‬ثم صِحنا به من الخلف بعد أن أصبحنا ش��هوداً‬ ‫عل��ى الواقعة العفوية‪« :‬طيب ٌة بالملح‪ ،‬هل لديكم ملح؟‪.»...‬‬ ‫ازداد تسارع الشاحنة بينما تابع الرجل سيره باتجاه الحاجز‪،‬‬ ‫واس��تطعنا رؤيته وهو يتناقل حبتي البندورة في الهواء بيد‬ ‫واح��دة رامياً إياهما على التتاب��ع بمهارة‪ ،‬كالعب الخ ّفة في‬ ‫الس��يرك‪ .‬لم يكن األمر جس��يماً إذن كما هُيّأ لنا‪ .‬جلس��نا‪،‬‬ ‫وقبضن��ا بدورنا‪ ،‬أيض��اً‪ ،‬على حبات بن��دورة‪ ،‬ورحنا نعضّها‬ ‫ملح‪ ،‬مُس��ندين ظهورن��ا إلى حدي��د صندوق‬ ‫بنه��م‪ ،‬ب�لا ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الشاحنة المُسخّن برويّةٍ على حرّ الصيف منذ الصباح‪.‬‬

‫‪-2‬‬‫وصلنا حلب قبيل الغروب وأنزلنا الس��ائق على مشارف‬ ‫المدين��ة‪ ،‬لتُق ّلنا س��يارة صغيرة إلى بس��تان القصر‪ .‬كانت‬ ‫زيارتنا األولى‪ .‬نصبنا الكاميرا في الشارع الفرعي حيث تركنا‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫السائق الثاني‪ ،‬وسجّلنا بضع دقائق كمشاهد عامّة‪ .‬كانت‬ ‫أص��داء التراتيل تهبط عذبة من مئذنتين بقيتا وحيدتين‪،‬‬ ‫فيم��ا يبدو‪ ،‬على قيد الحي��اة في المنطقة الت��ي كنّا فيها‪.‬‬ ‫مُتمتّعين بإحساس��نا بحريّة غير مشروطة على بقعة من‬ ‫حل��ب‪ ،‬تجوّلنا في الح��يّ دون أن نبتعد كثي��راً في انتظار‬ ‫وصول الش��خص الذي كلمناه بالهاتف قب��ل قليل‪ .‬حيويّة‬ ‫الناس في الش��وارع بدت حميميّة‪ ،‬واألطف��ال يعدُون هنا‬ ‫وهن��اك‪ ،‬غير مبالي��ن بأص��وات القذائف الت��ي تنفجر بين‬ ‫حين وآخر في مكان ما‪ ،‬قريب أو بعيد‪ .‬لمس��نا افقتار الهواء‬ ‫للروائ��ح الزكيّ��ة التي تُمهّ��د عاد ًة لإلفط��ار في رمضان‪،‬‬ ‫ش��بابيك المنازل مفتوحة لكن الرائحة كانت خجولة‪ ،‬ما أن‬ ‫تجتازها حتى يلتهمها الهواء على الفور‪ .‬بين حين وآخر كنا‬ ‫نلمح رأس أحدهم ّ‬ ‫يُطل من شباكٍ أو شرفةٍ‪ ،‬ينظرُ لبرهة‬ ‫نحو األس��فل ثم يختفي داخ ًال‪ ،‬كم��ن ال يرى جديداً ُ‬ ‫يحدث‪،‬‬ ‫فيضجر سريعاً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أمضين��ا مس��ا ًء هادئا بصحب��ة أصدقاء وق��د اجتمعنا‬ ‫في إحدى الشُ��قق الت��ي هجرها أهلها بع��د أن طالتها يدُ‬ ‫الغارات م��ن األعلى‪ ،‬كي��د عمالق مُخ��رّب‪ ،‬فهدمت أجزاء‬ ‫منه��ا ّ‬ ‫وحطمت زجاج نوافذه��ا‪ .‬في وقت متأخ��ر من الليل‬ ‫حض��ر أربعة رجال مس��لحين واقتادونا بهدوء إلى مبنىً لم‬ ‫يك��ن بعيداً ثم أنزلونا إلى قب��و مُعتم‪ .‬لم نعرف لماذا‪ ،‬لقد‬ ‫طلبوا منا مرافقتهم فحسب‪ .‬في الغرفة المتآكلة‪ ،‬المشبعة‬ ‫بالروائ��ح الكريهة‪ ،‬حيث اختفت ش��روط النظافة وأصبحت‬ ‫األرضية والج��دران مالعب للصراصير والحش��رات الغريبة‪،‬‬ ‫اكتشفنا وجود أحد ناشطي المدينة معنا‪ ،‬كانوا قد احتجزوه‬ ‫س��ابقاً‪ .‬ظننّا أنفس��نا في س��جون النظام‪ ،‬واختل��ط علينا‬ ‫األمر‪ .‬ارتبكنا وشعرنا بالخديعة‪ ،‬أو ربما كان مجرّد شعورنا‬ ‫باإلحباط‪ .‬تبادلنا مع الش��اب بعض الجم��ل المقتضبة‪ ،‬ثم‬ ‫صمتنا طوي ًال حتى نمن��ا‪ .‬أُفرج عنّا‪ ،‬دون تحقيق‪ ،‬في صباح‬ ‫اليوم التالي بع��د أن ّ‬ ‫غطوا عيوننا‪ .‬أعطونا مهلة ثالثة أيام‬ ‫لنُراج��ع فيها أنفس��نا ونتخلى ع��ن فكرة الدول��ة المدنية‬ ‫التعددي��ة! كان��ت تُهمتنا عامّة وبدت لنا غي��ر جديّة‪ ،‬بل‬ ‫أكث��ر من ذل��ك‪ :‬بدت لنا محض تس��لية رديئ��ة‪ ،‬نكتة غير‬ ‫مُستس��اغة‪ .‬بعد ذل��ك‪ ،‬مضت األيام الث�لاث ونحن بالكاد‬ ‫نكفّ عن التفكير بذلك المُصوّر الش��اب الذي لم نستطع‬ ‫أن نرى وجهه في تلك العتمة‪ ،‬وتركناه وحيداً‪.‬‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)66099‬‬ ‫ادلب‪7521 :‬‬ ‫الحسكة‪461 :‬‬ ‫الرقة‪776 :‬‬ ‫السويداء‪47 :‬‬ ‫القنيطرة‪297 :‬‬ ‫الالذقية‪795 :‬‬

‫حلب‪10568 :‬‬ ‫حماه‪4759 :‬‬ ‫حمص‪10389 :‬‬ ‫درعا‪10389 :‬‬ ‫دمشق‪5691 :‬‬ ‫دير الزور‪4983 :‬‬ ‫ريف دمشق‪14966 :‬‬ ‫طرطوس‪286 :‬‬

‫منا�ضل من حم�ص‬ ‫اس��تفاق العم رياض باكراً على صخب اقتحم أذنيه كان‬ ‫مصدره زقزقات متواترة لمجموعة من العصافير خلف النافذة‪،‬‬ ‫يرافق��ه ص��وت االرتطام الحُل��و ألجنحتها القصي��رة بالزجاج‬ ‫المتّس��خ‪ ،‬والت��ي كان��ت ظاللها الس��ريعة تبدو كفراش��اتٍ‬ ‫رمادي��ة كبيرة تنتظ��ر خلف الباب لتدخ��ل‪ .‬يتذكر كيف وصل‬ ‫إل��ى هنا ليلة أمس‪ ،‬إال أنه لم يس��توعب لم��اذا كان يرقد في‬ ‫سرير حديدي مُضعضع وجدَهُ ينبسط بمنحىً ُقطري تقريباً‬ ‫ٍ‬ ‫وكأن أحداً قام‬ ‫وس��ط غرفة مرتفعة السقف بدت كبئر مض ّلع‪ّ ،‬‬ ‫بج��رّه ليخرجه عبر الباب ذي الدرفتين العريضتين لكنه تركه‬ ‫فجأة وهرب من شيء ما أخافه‪ .‬غرفة آوته ليلة أمس‪ ،‬نافذتها‬ ‫الوحيدة من خشب مهترئ‪ ،‬كبيرة وعالية‪ ،‬فيها طاولة صغيرة‬ ‫عليها تلفاز غ��ارق كاألرضية بالغبار‪ ،‬أداره‪ ،‬فعلتْ خشخش��ته‬ ‫دون أن تظهر الصورة‪ ،‬فأغلقه‪ .‬فتح النافذة فقفزت العصافير‬ ‫مبتعدة ّ‬ ‫وحطت على أس�لاك الكهرباء المش��دودة‪ ،‬المفتقدة‬ ‫ُ‬ ‫أس��نان مشطٍ خشن يُس��رّح نسم ًة لفجر‬ ‫للتيار الكهربائي‪،‬‬ ‫ناع��س أو يس��تضيف بأم��انٍ مخلبين طريين ل��دوريٍّ قصد‬ ‫االس��تراحة بعد طيران طويل‪ .‬أغلق كيس العدس الذي كان‬ ‫يحمل��ه معه أينما ذهب‪ ،‬رفعه إلى الش��مس المُتس�� ّللة بين‬ ‫خزان��يّ مياه على الس��طح المقابل ونظر إلي��ه ملياً‪ ،‬يفحصه‬ ‫بعي��ن واحدة‪ .‬كان يس��تطيع تخمي��ن الجوع في ن��زق طيور‬ ‫الحرب المس��كينة‪ ،‬طيورٌ كالبش��ر الناجين تترك ريش��ة من‬ ‫جس��دها لقم ًة للهلع أينم��ا انتفضت‪ .‬لكنه تع ّل��م كيف يحدّ‬ ‫م��ن رقة قلبه مُذ خرج من زنزانته قبل تفجّر البركان ببضعة‬ ‫أعوام‪ ،‬ليقط��ن مدينته‪ ،‬حمص‪ .‬ها هو اليوم بات يتن ّقل فيه‪،‬‬ ‫أنف��اق من عزلةٍ وخ��وف حفرها الجنودُ‬ ‫وه��ي محاصرة‪ ،‬عبر‬ ‫ٍ‬ ‫األعدا ُء بحرابهم المُدمّاة‪ .‬طوال تلك الس��نوات كان يس��قي‬ ‫مُخيّلته‪ ،‬المهجورة في بحر الس��اعات المتثاقلة‪ ،‬من الظلمة‬ ‫التي كان يدّخرها في قعر عينيه الكسولتين كل يوم‪.‬‬ ‫انتع��ل حذائه المطاطي الس��ميك وخرج إلى الش��ارع‬ ‫يصمّ السمع عن ضجيج الحرب‪ ،‬يبحث من جديد عن عائلة‬ ‫يُقايضها المحبة بحفنة عدس‪ ،‬يزيدها على ما عنده خشية‬ ‫أن تنقص��ه الحبات األخيرة التي يكمل بها ّ‬ ‫كل مس��اء كلم ًة‬ ‫وهو يصُ ّفها حب ًة حب ًة‪ ،‬فوق الغطاء األبيض للس��رير‪ ،‬شارداً‬ ‫كلفافته التي تحترق بين إصبعيه بهدوء‪.‬‬ ‫‪ 4905‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪2178‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 4484‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 15682‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 50417‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 7 / 13‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.