سوريتنا | العدد السادس والتسعون | 21 تموز 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫جونكريييلتقيالجئني�سورينيمبخيمالزعرتي‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫زار وزي��ر الخارجية األميرك��ي جون كيري مخيم‬ ‫الزعت��ري الذي يأوي أكثر من ‪ 150‬ألف الجئ س��وري‬ ‫شمال األردن لالطالع عن قرب على مأساتهم‪.‬‬ ‫وحلقت طائرة مروحية أقلت كيري من العاصمة‬ ‫عم��ان يوم الخمي��س فوق المخيم‪ ،‬في جولة ش��اهد‬ ‫خالله��ا آالف الخيام والبي��وت المتنقلة ف��ي الصحراء‬ ‫على بعد نحو ‪ 20‬كمل من الحدود السورية‪.‬‬ ‫وقال كيري إن زيارته للمخيم أطلعته على حجم‬ ‫المعان��اة اإلنس��انية‪ ،‬معتب��راً أن ح��واره م��ع عدد من‬ ‫الالجئين والمسؤولين في المخيم "ال يمكن نسيانه"‪.‬‬ ‫وقد التقى الوزير األميركي بس��تة الجئين داخل‬ ‫المخي��م وهم رج�لان وأربع نس��اء لم��دة ‪ 40‬دقيقة‪.‬‬ ‫وعبر الالجئون عن غضبه��م مطالبين كيري بفرض‬ ‫منطقة حظر جوي ومناطق آمنة في سوريا‪.‬‬ ‫وتس��اءلت الجئة لم تكشف اسمها "أين المجتمع‬ ‫الدولي؟ ماذا تنتظرون؟ نأمل أال تعود إلى بالدك قبل‬ ‫أن تج��د ح ً‬ ‫ال ألزمتن��ا"‪ ،‬وأضافت "عل��ى األقل افرضوا‬ ‫حظراً جوياً"‪.‬‬ ‫مـن جهته‪ ،‬أج��اب كيري أن "العديد مـن الخيارات‬ ‫هي قيد البحث‪ .‬كنت اتمنى لو أن األمر بهذه البساطة‪.‬‬ ‫نحن نقـوم بشيء جديد"‪.‬‬ ‫وأض��اف‪" :‬هن��اك بح��ث لف��رض مناط��ق آمن��ة‬ ‫وخيارات أخ��رى‪ ،‬لكن األمر ليس بس��يطًا‪ .‬لقد خضنا‬ ‫حربي��ن خالل أقل م��ن ‪ 12‬عامًا‪ .‬نحاول مس��اعدتكم‬ ‫بمختل��ف الط��رق‪ ،‬بم��ا ف��ي ذل��ك مس��اعدة مقاتلي‬ ‫المعارض��ة ف��ي الحصول على أس��لحة‪ .‬هن��اك بحث‬ ‫لف��رض مناطق آمنة وخيارات أخ��رى لكن األمر ليس‬ ‫بهذه البس��اطة"‪ .‬فردت المـرأة ذاتها‪" :‬أنتم تحترمون‬ ‫إس��رائيل أال تفعلون المثل ألطفال س��وريا؟" معتبرة‬ ‫أن "الوالي��ات المتح��دة كق��وة عظمى تس��تطيع قلب‬ ‫المعادل��ة في س��وريا خالل نصف س��اعة من عودتك‬ ‫الى واشنطن"‪.‬‬ ‫وتح��دث كيري‪ ،‬خالل الزيارة ع��ن صعوبة إقامة‬ ‫منطق��ة عازلة عل��ى الحدود األردنية ‪ -‬الس��ورية في‬ ‫الوق��ت الحاضر‪ .‬وقال‪" :‬إن إقامة هذه المنطقة صعبة‬ ‫ف��ي الوقت الحاضر ألنها تحتاج إلى قرار باإلجماع من‬ ‫مجلس األمن"‪ .‬وأكد أن الواليات المتحدة مستمرة في‬ ‫دع��م األردن لمس��اعدته على تخط��ي أزمة الالجئين‬ ‫التي أثرت على موارده‪.‬‬ ‫وأض��اف أن زيارت��ه للمخيم أطلعت��ه على حجم‬ ‫المعاناة اإلنس��انية‪ ،‬وأن حواره م��ع عدد من الالجئين‬

‫الس��وريين في المخي��م"ال يمكن نس��يانه"‪ .‬ورأى أن‬ ‫"قصصهم رهيبة‪ ،‬حياتهم صعبة للغاية"‪.‬‬ ‫وتعتب��ر الوالي��ات المتح��دة أكب��ر دول��ة مانح��ة‬ ‫للمس��اعدات لالجئي��ن‪ ،‬وق��د تبرعت بأكث��ر من ‪815‬‬ ‫ملي��ون دوالر م��ن المس��اعدات اإلنس��انية لمنظمات‬ ‫األم��م المتح��دة الس��اعية للتخفي��ف م��ن المعان��اة‬ ‫اإلنس��انية‪ .‬ودعا الالجئون المجتمع الدولي كذلك إلى‬ ‫وقف إمدادات األس��لحة اإليرانية وتدفق مقاتلي حزب‬ ‫اهلل اللبناني على سوريا‪ ،‬على حد قولهم‪.‬‬ ‫وقدم مسؤولو المخيم إيجازاً لكيري حول أوضاع‬ ‫المخي��م الذي أقي��م قبل نحو عام وال��ذي تبلغ تكلفة‬ ‫الخدم��ات المقدم��ة لالجئين في��ه نحو ملي��ون دوالر‬ ‫يوميًا‪ .‬وقال كيليان كلينش��مدت مدير مخيم الزعتري‬ ‫للمفوضية العليا في األمم المتحدة لشؤون الالجئين‬ ‫إن أوضاع الالجئين الس��وريين تزداد س��وءاً‪ ،‬مش��يراً‬ ‫إل��ى أن "الصراع وصل إلى مرحلة غير مس��بوقة من‬ ‫العنف"‪.‬‬ ‫ويب��دو المخيم من الجو دون أش��جار تقي بظلها‬ ‫م��ن أش��عة الش��مس الحارقة صيف��ًا‪ ،‬إال أن��ه يحوي‬ ‫مالعب كرة قدم ومالعب لألطفال إلش��غال قرابة ‪60‬‬ ‫ألف طفل‪ .‬ويضم المخيم ‪ 3‬مستش��فيات ومدرستين‬ ‫التحق بهما ‪ 10‬آالف طالب للدراس��ة فيما يتجاوز عدد‬ ‫من يحتاجون لالنخراط ف��ي المدارس لتلقي التعليم‬

‫في المخيم ‪ 30‬ألفًا‪.‬‬ ‫وق��د ح��ذرت الحكوم��ة األردني��ة مم��ا س��متها‬ ‫التداعيات الجس��يمة ألزمة الالجئين الس��وريين التي‬ ‫قالت إنه��ا وصلت إل��ى مرحلة تهديد األم��ن الوطني‬ ‫األردني‪ ،‬حيث يعبر مئات الس��وريين يوميا الش��ريط‬ ‫الح��دودي الذي يزيد طوله عن ‪ 370‬كلم بش��كل غير‬ ‫شرعي‪ ،‬هربا من القتال الدائر في سوريا‪.‬‬ ‫وتق��ول عمان إنها اس��تقبلت أكثر م��ن ‪ 550‬ألف‬ ‫الجئ س��وري منذ بدء األزمة في الجارة الشمالية في‬ ‫آذار‪/‬مارس ‪ ،2011‬فيما تتحدث منظمة األمم المتحدة‬ ‫للطفول��ة «يونيس��يف» ع��ن نح��و ‪ 600‬أل��ف الجئ‪.‬‬ ‫وتس��بب تدفق ه��ذا الع��دد الكبير م��ن الالجئين إلى‬ ‫المملكة إلى اس��تنزاف الموارد الش��حيحة مثل المياه‬ ‫والطاقة‪ .‬وتوقع وزير الخارجية األردني في أيار‪/‬مايو‬ ‫أن عدد الالجئين الس��وريين قد يش��كل ما نسبته ‪40‬‬ ‫ف��ي المائة من س��كان المملكة بحل��ول منتصف عام‬ ‫‪ 2014‬ما لم تنته األزمة في بلدهم‪.‬‬ ‫يش��ار إل��ى أن كيري ال��ذي وصل إل��ى عمان في‬ ‫س��ياق مواصل��ة المس��اعي األميركي��ة الرامي��ة إلى‬ ‫إقناع اإلسرائيليين والس��لطة الفلسطينية باستئناف‬ ‫محادث��ات الس�لام‪ ،‬هو أرف��ع مس��ؤول أميركي يزور‬ ‫مخي��م الزعتري من��ذ افتتاحه ف��ي تموز‪/‬يوليو العام‬ ‫الماضي‪.‬‬

‫ح��رب �سوريا تع ّر�ض تعلي��م ‪ 2.5‬مليون طفل للخطر‬ ‫قال��ت منظم��ة (أنق��ذوا االطف��ال) الخيري��ة يوم‬ ‫الجمع��ة أن أكثر من ‪ 5‬مدارس س��وريا دم��رت أو باتت‬ ‫غير صالحة لالس��تخدام في الصراع المستمر منذ أكثر‬ ‫م��ن عامي��ن وهو م��ا يهدد تعلي��م ‪ 2.5‬ملي��ون طفل‪.‬‬ ‫وقالت المنظمة أن الحرب االهلية في س��وريا ساهمت‬ ‫في زيادة ع��دد الحوادث العنيفة التي تؤثر على تعليم‬ ‫االطف��ال بش��كل حاد خ�لال العام الماض��ي في جميع‬ ‫أنح��اء العال��م‪ .‬وأضاف��ت أن أكثر م��ن ‪ % 70‬من ‪3600‬‬ ‫حادث م��ن هذه الحوادث عام ‪ 2012‬وقعت في س��وريا‬ ‫حيث تعرضت مبان مدرسية للقصف وتعرض معلمون‬ ‫للهجوم وجرى تجنيد أطفال في جماعات مسلحة‪.‬‬ ‫وقال��ت المنظم��ة إنه��ا كثف��ت مراقبتها بس��بب‬ ‫تفاق��م األزمة في س��وريا ومخ��اوف بش��أن امكانية‬ ‫حص��ول الفتيات عل��ى التعليم في أج��زاء من جنوب‬ ‫آس��يا وأفريقيا جن��وب الصح��راء الكب��رى‪ .‬ويتضمن‬ ‫التقرير بحث��ًا جديداً لمنظمة األم��م المتحدة للتربية‬ ‫والعل��م والثقاف��ة (يونس��كو) يظه��ر أن ‪ 48.5‬مليون‬

‫طفل يعيش��ون في مناطق الصراع ف��ي جميع أنحاء‬ ‫العالم خارج المدرس��ة وأن أكثر من نصفهم في سن‬ ‫المدرس��ة االبتدائية‪ .‬وقالت منظمة (أنقذوا االطفال)‬ ‫أن م��ا يقدر بنحو ‪ 3900‬مدرس��ة دم��رت أو باتت غير‬ ‫صالحة لالس��تخدام في س��وريا بحلول ش��هر كانون‬ ‫الثاني ‪ /‬يناي��ر ‪ .2013‬وقالت المنظمة "لكن تقديرات‬ ‫أحدث في نيس��ان ‪ /‬أبري��ل تظهر زيادة س��ريعة جداً‬ ‫في هذا العدد إذ أصبح ‪ % 22‬من ‪ 22‬ألف مدرس��ة في‬ ‫البالد غير صالحة لالستخدام"‪.‬‬ ‫وأضاف��ت "تع��رض تأثي��رات الن��زاع تعليم ‪2.5‬‬ ‫ملي��ون طف��ل ف��ي س��ن المدرس��ة للخط��ر"‪ .‬وقالت‬ ‫جاسمين ويتبريد الرئيسة التنفيذية لمنظمة (أنقذوا‬ ‫االطفال) في بيان مرفق م��ع التقرير "يجب أن يكون‬ ‫الفص��ل الدراس��ي مكان��ًا للس�لامة واألم��ن ولي��س‬ ‫لس��احات قت��ال يعان��ي فيها األطف��ال أكث��ر الجرائم‬ ‫ترويعًا‪ .‬يدف��ع األطفال الذين يتم اس��تهدافهم بهذه‬ ‫الطريقة الثمن حتى نهاية حياتهم"‪.‬‬

‫ودع��ا التقرير إلى انفاق المزيد من المس��اعدات‬ ‫اإلنس��انية عل��ى التعلي��م وق��ال أن قط��اع التعلي��م‬ ‫الس��وري طلب ‪ 45‬ملي��ون دوالر في كان��ون الثاني ‪/‬‬ ‫يناير من خطة االس��تجابة اإلنس��انية لألمم المتحدة‬ ‫في سوريا لكن لم يتلق سوى ‪ 9‬ماليين دوالر بحلول‬ ‫حزي��ران ‪ /‬يوني��و‪ .‬وظلت مس��تويات تموي��ل التعليم‬ ‫ف��ي وكاالت الط��وارئ اإلنس��انية "منخفضة بصورة‬ ‫كبيرة"‪ .‬وق��ال التقرير أن التعليم انخفض إلى ‪% 1.4‬‬ ‫من التمويل االنساني الشامل العام الماضي من ‪% 2‬‬ ‫ف��ي عام ‪ 2011‬أي أقل من اله��دف العالمي البالغ ‪% 4‬‬ ‫وتحدد عام ‪.2010‬‬ ‫وحث التقرير قادة العالم على حماية التعليم من‬ ‫خالل زي��ادة التمويل وتجريم الهجم��ات على التعليم‬ ‫وحظر استخدام المدارس من قبل أية جماعة مسلحة‬ ‫والعمل مع المدارس والمنظمات من أجل اتخاذ تدابير‬ ‫للحف��اظ على الم��دارس كمراكز للتعلم الس��يما في‬ ‫أوقات النزاع‪.‬‬


‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫نش��رت صفحة «أحفاد الكواكب��ي» على موق��ع التواصل االجماعي «فيس��بوك» نق ً‬ ‫ال عن‬ ‫معتقل سابق ضمن سجون خالد سراج الملقب «خالد حياني» أحداثًا وتفاصيل مروعة يخضع‬ ‫لها المساجين في سجون الشخص المذكور ومايجري من انتهاكات وإساءات في المعتقل‪.‬‬ ‫وقال��ت الصفحة في تقرير مطول نش��رته اليوم أن «لواء ش��هداء بدر المعروف بس��معته‬ ‫الس��يئة والذي يديره خالد حياني يس��تقر في مقره الموجود في منطقة حريتان‪ ،‬وهذا المقر‬ ‫يحوي على معتقل اليفرِّقه عن معتقالت فروع أمن النظام غير أنه في المناطق المحررة»‪.‬‬ ‫وتابعت الصفحة نقال عن أحد المس��اجين المحررين «الغرفة بأبعاد ‪ 6×4‬أمتار واضح أنه‬ ‫تم إعدام ش��خصين فيها على األقل ألن الس��قف والحوائط مغطاة ببق��ع وآثار الدم‪ ،‬وتحوي‬ ‫ه��ذه الغرف��ة في األحوال العادي��ة ‪ 35‬معتقل ووصلت مرات ل‪ 90‬معتق��ل‪ ،‬أغلب تهم هؤالء‬ ‫المعتقلي��ن هي الش��يء‪ .‬تم اعتقالهم إما من حاجز الس��فينة المعروف أن��ه من حواجز خالد‬ ‫حيان��ي ف��ي المنطقة والموجود على طريق الكاس��تيلو الذي يتوجه من الريف الش��مالي إلى‬ ‫داخل أحياء حلب المحررة‪ ،‬أو من األحياء التي دخلها لواء شهداء بدر للسرقة بحجة التحرير»‪.‬‬ ‫وتاب��ع «االعتقال يتم بصورة تعس��فية حي��ث أن عناصر الحاجز يفعل��ون مايحلو لهم في‬ ‫إيقاف هذه الس��يارة وتلك وأخذ خوّة أو أتاوة منهم أو مصادرة بعض بضائعهم‪ ،‬أما بالنسبة‬ ‫لس��يئي الحظ فيتم أخذهم إل��ى المقر حيث يتم إدخالهم إلى المعتق��ل بدون حتى أن تنظر‬ ‫إليهم محكمة مختصة أو قاضي أو أي جهة قانونية‪ ،‬ممكن أن يتم إدخالهم إلى المعتقل ألن‬ ‫لمبة س��يارتهم معطلة أو لنقص ورقة في األوراق أو بال س��بب عل��ى اإلطالق‪ .‬دخل أحدهم‬ ‫المعتقل بالسبب إطالقًا ولم يعلم أحد ماهي تهمته وخرج بعد ثالثة شهور ونصف بدون أن‬ ‫يعرف لماذا خرج أيضًا»‪.‬‬ ‫وأضاف أن «أكثر من معتقل س��رب أنه تم اعتقال بعض الش��بيحة في هذا المعتقل ولكن‬ ‫تم اإلفراج عنهم في أيام معدودة!»‪.‬‬ ‫وداخل المعتقل‪ ،‬يقول الس��جين الس��ابق بحس��ب التقرير‪ ،‬يوجد جميع أنواع التعذيب من‬ ‫«البلنكو» والتي هي حلقة في السقف مربوطة بجنزير حديد‪ ،‬تتم كلبشة المعتقل من يديه‬ ‫خلف ظهره ويعلق خطاف الجنزير في الكلبش��ة ويرفع المعتقل إلى السقف ويديه إلى الوراء‬ ‫بحي��ث يمك��ن أن تؤدي أحيانًا إلى خلع كتفيه‪ ،‬ثم يتكاتل علي��ه عناصر خالد حياني وينهالون‬ ‫بالضرب عليه بالعصي الحديدية أو األكبال أو السالس��ل المعدنية أوبأي شيء يتوفر لديهم‪،‬‬ ‫ويحصل هذا كله في فسحة أمام باب المعتقل على مرأى ومسمع جميع المعتقلين اآلخرين‪.‬‬ ‫باإلضاف��ة لطريقة التعذيب بالدوالب المعروفة واس��تخدام الكهرباء أينما كان في جس��م‬ ‫المعتقل مباش��رة من مقبس الكهرباء يرافق هذا كله س��يل من الس��باب والش��تائم والكفر‬ ‫برب ودين الش��خص تحت التعذيب وال يوجد منهجية ف��ي التعذيب وإنما متى ما يحلو لهم أو‬ ‫متى ماشعروا بالملل فإنهم يخرجون أحدهم ليتسلون به‪ ..‬إهانة مستمرة لجميع المعتقلين‬ ‫وهم أغلبهم من البس��طاء إما س��ائقي سيارات ش��احنة أو بائعي خضروات أو مص ّلحين‪ .‬وإن‬ ‫وجد أي ش��خص مسيحي أو كردي فالسخرية تزداد وتصبح إهانات جارحة مباشرة في الدين‬ ‫أو القومية‪.‬‬ ‫وبيّ��ن الش��اهد بأن «لواء ش��هداء بدر غير مس��ؤول عن إطع��ام المعتقلين أب��داً‪ ،‬وممكن‬ ‫أن يؤم��ن لهم بعض الدخان فقط ويقوم المعتقلين اللذين يتم إخراجهم كس��خرة بس��رقة‬ ‫الطع��ام من المطبخ المالصق لغرفة اإلعتقال وإدخاله إليها ويتم األكل في الخفاء ألن وجود‬ ‫رغي��ف خبز بين ي��دي المعتقل يعد جريم��ة‪ ،‬أحيانًا يمر يومين في المعتق��ل بدون دخول أي‬ ‫رغيف خبز أو لقمة طعام»‪.‬‬ ‫وأض��اف «غير مس��موح ألحد أن يقوم بأي اتصال لتأمين م��ا ينقصه في حال كان النقص‬ ‫في األوراق‪ ،‬واليمكنه أن يتصل بأهله ليعلمهم بمكان وجوده تمامًا كما يحدث في المعتقالت‬ ‫التابعة للنظام»‪.‬‬ ‫وختم الش��اهد حديثه بالقول « لدى دخول خالد حياني المقر فإن المقر بالكامل يس��تنفر‬ ‫ويقف الجميع إس��تعداداً‪ ،‬واليمكن ألحد أن يتفوه بكلمة على خالد حياني مهما كانت صغيرة‬ ‫وإال فعقوبته اليعلمها إال اهلل تماماً كما بشار األسد في فروعه»‪ ..‬ال فتا إلى أن «أحد األشخاص‬ ‫المرعبين في هذا المقر هو أخو خالد حياني واس��مه يوسف‪ ،‬وهو شاب عمره ‪ 17‬عام بمجرد‬ ‫أن يدخل المقر بجعبته وسالحه ترى جميع العناصر تحيطه وتداهنه‪ ،‬كثير من األحيان يمكن‬ ‫أن يخطر له أن يفتح باب المعتقل ليدير عينيه في المعتقلين وينهال بالصفع على وجه هذا‬ ‫أو إهانة ذاك أو ركل من يجلس أمامه على األرض»‪.‬‬ ‫تجدر االش��ارة إلى أن مقر لواء ش��هداء بدر هو مقر «للشبيحة والمجرمين» اللذين يعيثوا‬ ‫فس��اداً في األرض‪ ،‬بحس��ب ماجاء في التقرير‪ ،‬وطالب النشطاء على فيسبوك بإغالقه فوراً‪،‬‬ ‫مش��يرين إلى أن استمراره جريمة يشارك بها جميع كتائب قالجيش الحر والمحاكم الشرعية‬ ‫اللذي��ن يقف��ون صامتي��ن وال يقوموا بإغالق ه��ذا المقر وتحوي��ل المجرم خال��د حياني إلى‬ ‫القضاء‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫اختتم��ت الممثلة الخاصة ألمين عام األمم المتحدة لش��ؤون‬ ‫األطفال والنزاع المسلح السيدة ليلى زروي زيارة لسوريا واألردن‬ ‫والع��راق وتركي��ا ولبنان أتاحت لها فرصة ألن ترى مباش��رة تأثير‬ ‫الصراع الس��وري على األطفال الذين يعيش��ون فى س��وريا وفي‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫ونقل بيان وزعه المكتب اإلعالمي لألمم المتحدة بالقاهرة‪،‬‬ ‫عن زروقي قولها فى ختام الزيارة‪ ،‬إن "كل ش��خص تحدثت إليه‪،‬‬ ‫سواء داخل سوريا أو خارجها‪ ،‬أطلعني على قصص شخصية حول‬ ‫تأثير الصراع على األطفال وأس��رهم‪ .‬قابلت آب��ا ًء وأمهات فقدوا‬ ‫أطفاله��م ف��ي التفجيرات‪ ،‬وأطفا ًال ش��اهدوا أخوانه��م وأخواتهم‬ ‫يقتلون أمام أعينهم‪ ،‬وأطفاال يتماثلون للشفاء من جروح شديدة‬ ‫لدرجة إنني تساءلت كيف تمكنوا من النجاة"‪.‬‬ ‫وأض��اف البي��ان أن زروق��ي قابلت مس��ؤولين ف��ي الحكومة‬ ‫الس��ورية وأج��رت اتص��االت م��ع أعضاء م��ن جماع��ات معارضة‪،‬‬ ‫وحث��ت جميع األطراف عل��ى اتخاذ تدابير عاجل��ة لحماية األطفال‬ ‫والمدنيين‪ .‬وأوضحت أن "على جميع األطراف التوقف عن القصف‬ ‫واس��تخدام األس��لحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالس��كان‪،‬‬ ‫وكذلك عن الهجمات اإلرهابية"‪.‬‬ ‫والتق��ت الممثلة الخاصة في ريف دمش��ق األطفال والنس��اء‬ ‫الذي��ن ش��ردوا عدة م��رات وعلى مدى ع��دة أش��هر والذين يعتمد‬ ‫بقاؤه��م أحي��ا ًء عل��ى المس��اعدات اإلنس��انية الت��ى يتلقونه��ا‪.‬‬ ‫وقال��ت "يج��ب أن تضمن جميع األطراف التس��ليم اآلم��ن والنزيه‬ ‫للمس��اعدات اإلنس��انية – التى توجد حاجة ماسة جداً إليها‪ .‬ويجب‬ ‫عدم أخذ المدنيين رهائن من قبل األطراف المتحاربة"‪.‬‬ ‫وكان مكتب زروقي أكد في منتصف حزيران‪/‬يونيو الماضي‬ ‫تلقي��ه تقارير ت��م التحقق منها‪ ،‬ب��أن أطفا ًال س��وريين "قتلوا أو‬ ‫أصيبوا في عمليات قصف عش��وائية‪ ،‬أو أصيبوا برصاص قناص‬ ‫أو استخدموا دروعًا بش��رية أو سقطوا ضحايا تكتيكات ترهيبية"‬ ‫خالل النزاع‪.‬‬ ‫وصرح األمين العام لألمم المتحدة‪ ،‬بان كي مون‪ ،‬في تقرير‬ ‫بش��أن الدول التي تس��تغل األطفال في الح��روب أن النزاع الدائر‬ ‫منذ ‪ 26‬ش��هراً في سوريا يلقي بعبء "غير مقبول وغير محتمل"‬ ‫على األطفال الذين قتل منهم اآلالف حتى اآلن‪.‬‬ ‫وحش��دت األمم المتحدة دعمًا كبيراً من قبل المانحين ولكن‬ ‫االحتياج��ات ال ت��زال تتج��اوز الم��وارد المتوفرة‪ .‬وتدع��و الممثلة‬ ‫الخاصة المجتمع الدولي إلى االستمرار فى مساعدة أطفال سوريا‬ ‫وأسرهم‪.‬‬ ‫ولفت��ت األم��م المتح��دة إل��ى أنه يج��ب حماي��ة األطفال من‬ ‫التجني��د‪ ،‬حي��ث اعتمدت الحكومة الس��ورية مؤخ��راً قانونًا يحظر‬ ‫تجنيد واستخدام األطفال دون سن ‪ .18‬وشجعت زروقي السلطات‬ ‫على فرض القانون بطريقة عادلة ومنصفة لحماية األطفال‪.‬‬ ‫وشددت زروقي على أن "التعليم هو واحدة من أكثر الوسائل‬ ‫فعالية لبناء مجتمع ش��امل للجميع ومفتوح"‪ .‬وقالت‪" :‬ال يمكن أن‬ ‫نسمح للجيل القادم من السوريين أن يكون أمياً"‪.‬‬

‫انتهاكات ج�سيمة حلقوق االن�سان‬ ‫داخل معتقالت «خالد حياين» بحلب‬ ‫واتهامات له باالفراج عن ال�شبيحة‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫الأمم املتحدة‬ ‫وتداعيات الأزمة يف‬ ‫�سوريا على الأطفال‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫املنظمة الدولية للهجرة‪ 6.8 :‬مليون �سورى مازالوا‬ ‫بحاجة اىل امل�ساعدات االن�سانية‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫أعلنت جييل سيفينيير المتحدثة باسم المنظمة‬ ‫الدولي��ة للهجرة ف��ي جنيف ي��وم الجمع��ة أن حوالى‬ ‫‪ 6.8‬ملي��ون ش��خص في س��وريا مازال��وا بحاجة إلى‬ ‫المس��اعدات االنس��انية بينهم ما يقارب ‪ 4.25‬مليون‬ ‫من النازحين داخليًا ‪.‬‬ ‫وأضاف��ت المتحدثة أن��ه ومع اش��تداد القتال في‬ ‫س��وريا فإن آليات التكيف في المجتم��ع وبما في ذلك‬ ‫الموارد أصبحت غاية فى الصعوبة بعد أن اس��تنفذت‬ ‫تلك الموارد تقريباً فق��د أضافت أن المنظمة الدولية‬ ‫ومن��ذ آب‪/‬أغس��طس م��ن الع��ام الماض��ي ‪ 2012‬قد‬ ‫قدمت المس��اعدات من المواد اإلغاثي��ة غير الغذائية‬ ‫إلى حوالي ‪ 260‬ألف من الس��وريين المشردين داخليًا‬ ‫في حوالى ‪ 11‬محافظة وحذرت س��يفينيير في الوقت‬ ‫ذاته من أن إمكانيات الوصول إلى األسر الضعيفة في‬ ‫سوريا تتدهور بش��كل كبير وبما أدى إلى نقص حاد‬ ‫فى الغذاء والمياه واإلمدادات الطبية ‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى وفي حين شددت المتحدثة على‬ ‫أن المنظمة الدولية تعمل بالشراكة مع منظمات غير‬ ‫حكومية محلية في سوريا لضمان وصول المساعدات‬ ‫إلى المجتمعات المتض��ررة فى المناطق التي التملك‬ ‫المنظم��ات الدولية القدرة للوص��ول إليها فإنها أكدت‬ ‫أن المنظم��ة قام��ت هذا األس��بوع بتوزيع مس��اعدات‬ ‫إنس��انية غي��ر غذائية عل��ى حوالي ‪ 9300‬مس��تفيد‬ ‫ف��ي كل م��ن حلب وحمص ف��ي الوقت الذى تس��تمر‬ ‫ف��ي جهودها إلع��ادة تأهي��ل المباني العام��ة لتكون‬ ‫م��أوى مؤقت للنازحين الذين ال يجدون مأوى‪ .‬ونوهت‬ ‫المتحدث��ة في هذا الخصوص إلى أنه تم إعداد ثالثة‬ ‫مالج��ئ لحوالى ‪ 1850‬ش��خص ويجري حالي��ًا تقييم‬ ‫وإعادة تأهيل ‪ 80‬مكاناً آخر ‪.‬‬ ‫وأش��ارت إلى أنه وإضافة إلى الجهود لمس��اعدة‬ ‫النازحين في س��وريا ف��إن المنظمة الدولي��ة للهجرة‬

‫مس��تمرة أيضًا ف��ي جهودها الخاص��ة بإعادة توطين‬ ‫الالجئين العراقيين بش��كل رئيس��ي من س��وريا إلى‬ ‫بل��دان ثالثة وحيث تم بالفعل إعادة توطين ‪ 13‬ألفًا و‬ ‫‪ 875‬الجئًا عراقيًا فى بلد ثالث ومن المتوقع أن يغادر‬ ‫س��وريا ‪ 489‬الجئ��اً عراقيًا آخر قبل نهاية أغس��طس‬ ‫الق��ادم إلى بل��د ثالث أيضًا‪ .‬ولفت��ت المتحدثة إلى أن‬ ‫المنظم��ة قامت أيضًا بإرجاع بعض المهاجرين الذين‬ ‫تقطعت بهم الس��بل حيث أعيد حوالى ‪ 3625‬مهاجراً‬ ‫إلى بالدهم األصلية ‪.‬‬

‫المنظمة الدولية للهج��رة والتى كانت قد وجهت‬ ‫ن��داء لمجتمع المانحين للحصول على مبلغ يصل الى‬ ‫‪ 94‬مليون دوالر لالستجابة لألزمة اإلنسانية السورية‬ ‫لفتت المتحدثة باس��مها إل��ى أن المنظمة تلقت حتى‬ ‫اآلن ‪6‬ر‪ 18‬ملي��ون دوالر لالس��تجابة لحاالت الطوارئ‬ ‫واألنشطة المنقذة للحياة فى سوريا‪.‬‬ ‫كما تلقت المنظمة ‪ 9.7‬مليون دوالر ألنش��طتها‬ ‫فى مس��اعدة الس��وريين ف��ى األردن ولبن��ان وتركيا‬ ‫والعراق ومصر‪.‬‬

‫توحد‬ ‫من قلب اجلامع الأموي "خ�سى اجلوع"‪ ..‬حملة ّ‬ ‫الدم�شقيني وتوزع ‪ 1200‬وجبة �صائم يومي ًا‬ ‫"اجتمعن��ا ‪ 20‬متطوع��ًا‪ ..‬وزعنا المه��ام بيننا‪..‬‬ ‫عال لن نفش��ل‪ ,‬ب��دأ أول يوم والخوف‬ ‫قلن��ا بصوت ٍ‬ ‫بعيوننا‪ ..‬بكينا وارتفعت معنوياتنا كثيراً في اليوم‬ ‫الثاني حين وصلت المساعدات"‪.‬‬ ‫هك��ذا يص��ف أح��د ش��باب مجموعة "س��اعد"‪،‬‬ ‫لحظات انطالق حملة "خس��ى الج��وع" التي نظمها‬ ‫‪ 20‬متطوع��ًا‪ ،‬إليص��ال وجب��ات إفط��ار للعوائ��ل‬ ‫المحتاج��ة‪ ،‬والحمل��ة التي انطلقت من قلب س��احة‬ ‫الجام��ع األموي وص��ل ع��دد وجباته��ا اليومية إلى‬ ‫‪ 1200‬وجبة صائم‪.‬‬ ‫على صفح��ة "مجموعة ساعد‪..‬خس��ى الجوع"‬ ‫ي��دوّن ش��باب المب��ادرة مش��اعرهم والصعوب��ات‬ ‫الت��ي تواجههم في كل ي��وم‪ ،‬وإذا كانوا قد أضافوا‬ ‫مؤخ��راً أرقاماً جديدة للتواصل معهم بس��بب كثرة‬ ‫االتصاالت‪ ،‬فإنهم ف��ي األيام األولى للمبادرة كانوا‬ ‫قلقي��ن أال يتمكنوا من متابعة العمل آلخر الش��هر‬ ‫عال‬ ‫الكريم لكن وحس��ب قولهم‪ :‬الذي قال بصوت ٍ‬ ‫"خسى الجوع"‪،‬كان "قد كلمته"‪.‬‬ ‫وتحكي إحدى المش��اركات عن طبيعة الحملة‪:‬‬ ‫نرف��ض المس��اعدات المادي��ة‪ ،‬و نس��تقبل فق��ط‬ ‫م��واد غذائية نوجهها للجهة التي س��تقوم بطبخها‬

‫ونش��رف مع��اً عل��ى إعداده��ا‪ ،‬و توزيعها‪،‬بحس��ب‬ ‫قوائم تصل من مخاتير الحارات الش��امية وأعيانها‬ ‫وسكانها‪.‬‬ ‫ويض��ع ش��باب الحمل��ة‪ ،‬الوجب��ة ف��ي كي��س‬ ‫بطريقة الئقة‪ ،‬ألنه ‪-‬وفق أحد المش��اركين‪ -‬وصل‬ ‫س��عر علبة التغلي��ف الواحدة في دمش��ق إلى ‪400‬‬ ‫ليرة سورية‪ ،‬أي مايقارب سعر الوجبة‪.‬‬ ‫تط��وع مطع��م "الل��و" الدمش��قي‪ ،‬بمطبخ��ه‬ ‫وبمش��اركة موظفيه بالحملة‪ ،‬وم��ا زاد من اإلنتاج‪،‬‬ ‫كث��رة الش��باب الراغبين بالمس��اعدة‪ ،‬كم��ا انضم‬ ‫للحمل��ة عدد من المطاعم والمقاه��ي‪ ،‬منها كافيه‬ ‫حنين وفروج أبو علي‪.‬‬ ‫ويؤكد شباب "ساعد" أن المبادرة حفزت الشارع‬ ‫الدمش��قي عل��ى التكات��ف والتكاف��ل‪ ،‬فف��ي حي��ن‬ ‫ش��ارك بعض تجار الحريقة وغيره��ا بمبالغ مالية‪،‬‬ ‫أرس��ل تجار س��وق الهال الخضار المطلوبة‪ ،‬وأبدوا‬ ‫اس��تعدادهم لتزوي��د الحملة بجميع أن��واع الخضار‬ ‫لمدة شهر‪ ،‬وآخر القصص التي نشرها أحد القيّمين‬ ‫على الحملة‪ ،‬هي تعاطف سائق التكسي معه عندما‬ ‫علم من مكالمة هاتفية أجراها الش��اب في السيارة‬ ‫طبيعة عمله‪ ،‬فرفض الس��ائق أخ��ذ أجرته‪ ،‬وانتظر‬

‫الش��اب ريثما ينهي اجتماعه في المزة‪ ،‬قائ ً‬ ‫ال‪ :‬اليوم‬ ‫هو تبرع مني لحملة "خسى الجوع"‪.‬‬ ‫وبع��د انطالق الحمل��ة بأيام‪ ،‬اشتهرت"خس��ى‬ ‫الجوع" ووص��ل صداها إلى لبن��ان واألردن ومصر‪،‬‬ ‫فبدأ الش��باب الس��وري الموج��ود هن��اك‪ ،‬بمحاولة‬ ‫تنظيم شيء مشابه‪.‬‬ ‫وبينما قرّبت "خس��ى الجوع" بين الس��وريين‬ ‫عل��ى اخت�لاف مش��اربهم وانتماءاته��م‪ ،‬خاصة أن‬ ‫األمن حتى اللحظة لم يتعرض للحملة‪ ،‬فإنها زادت‬ ‫م��ن غرب��ة الس��وريين المهجرّين‪ ،‬وبحس��ب لؤي‬ ‫المقيم حالياً في اس��طنبول‪ ،‬ف��إن حمالت المجتمع‬ ‫المدن��ي التي تُنظم في س��وريا‪ ،‬تزيد من ش��عور‬ ‫المغت��رب بالعجز‪ ،‬عن المس��اعدة خاصة خالل أيام‬ ‫شهر رمضان التي لها طقوس خاصة‪.‬‬ ‫وألن ص��ور حملة "خس��ى الج��وع" على "فيس‬ ‫بوك" تُبكي إلهام وأصدقاءها المغتربين‪ ،‬تواصلت‬ ‫مع ش��باب "س��اعد"‪ ،‬وس��ألت إله��ام المجموعة عن‬ ‫كيفية مش��اركة المغترب بالحملة‪ ،‬وكان الجواب أنه‬ ‫يمكن للمغترب إرسال مبلغ إلى صديق أو قريب يثق‬ ‫به‪ ،‬ويتواصل المستلم معهم ليوجهوه بدورهم‪.‬‬ ‫صفحات األخبار‪ :‬إعداد فريق سوريتنا من مصادر مواقع‬ ‫ومحطات أخبار ووكاالت أنباء محلية وعالمية‬


‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬

‫قال��ت هيومن رايتس ووتش الي��وم‪ ،‬أنه ينبغي‬ ‫لمصر الس��ماح ألؤلئك الفارين من س��وريا بالوصول‬ ‫الكام��ل إل��ى وكالة األمم المتح��دة لالجئين لكي يتم‬ ‫دراس��ة طلباتهم باللجوء بش��كل صحي��ح‪ ،‬ويجب أن‬ ‫تسمح أيضًا للسوريين المس��جلين فعال لدى الوكالة‬ ‫األممية بإعادة دخول الب�لاد بعد قضائهم فترات في‬ ‫الخارج‪.‬‬ ‫دون س��ابق إنذار‪ ،‬غيرت الحكومة المصرية‪ ،‬في‬ ‫‪ 8‬يوليو ‪ /‬تموز‪ ،‬سياستها بالنسبة لدخولها السوريين‬ ‫القادمين إل��ى مصر من خ�لال مطالبتهم بالحصول‬ ‫على تأشيرة وتصريح أمني قبل وصولهم إلى البالد‪.‬‬ ‫وفقا لتقارير وسائل اإلعالم‪ ،‬رفضت مصر في اليوم‬ ‫نفسه دخول ‪ 276‬ش��خصا قدموا من سوريا‪ ،‬بما في‬ ‫ذل��ك طائرة عل��ى متنها مواطنون س��وريون‪ ،‬والذين‬ ‫ت��م نقلهم ج��وا إلى مدين��ة الالذقية الس��ورية‪ .‬وقد‬ ‫تركت السياس��ة الجديدة أيضًا العديد من الس��وريين‬ ‫عالقين في مطار اإلس��كندرية الدول��ي‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫ثالثة أش��خاص على األقل مس��جلين فع�لا كطالبي‬ ‫لجوء لدى المفوضية الس��امية لألمم المتحدة لشؤون‬ ‫الالجئي��ن في مص��ر‪ ،‬والذي��ن يقولون أن الس��لطات‬ ‫تعتزم إعادتهم إلى البلدان التي قدموا منها‪.‬‬ ‫ق��ال ندي��م ح��وري‪ ،‬نائب مدير قس��م الش��رق‬ ‫األوس��ط في هيوم��ن رايت��س ووتش‪" :‬ربم��ا كانت‬ ‫مصر تمر بأوقات عصيبة‪ ،‬لكن يجب عليها أن ال تعيد‬ ‫أي ش��خص‪ ،‬بم��ا في ذلك الس��وريين‪ ،‬إل��ى مكان ما‬ ‫يهدد حياته��م أو حريتهم‪ .‬في الوقت الذي يمكن فيه‬ ‫للحكوم��ة المصرية أن تش��ترط م��ن الرعايا األجانب‬ ‫الحصول على تأشيرات قبل وصولهم إلى مصر‪ ،‬فإنه‬ ‫يجب عليها حمايتهم بشكل سليم‪ .‬ينبغى على مصر‬ ‫أن تس��تمر في الس��ماح له��ؤالء الفارين من س��وريا‬ ‫بتقديم طلبات اللجوء لدى المفوضية السامية لألمم‬ ‫المتحدة لشؤون الالجئين وتلقي الحماية"‪.‬‬ ‫حت��ى اآلن‪ ،‬ف��إن المفوضي��ة الس��امية لألم��م‬ ‫المتح��دة لش��ؤون الالجئي��ن في مصر قد س��جلت‪ ،‬أو‬

‫هي في طور تسجيل‪ ،‬حوالي ‪ 90000‬طالب لجوء من‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫أك��دت وزارة الخارجية المصري��ة على صفحتها‬ ‫الرس��مية على الفيسبوك أن سياسة تأشيرات جديدة‬ ‫قد ت��م تنفيذها‪ ،‬لكنها قالت أن الق��رار مؤقت‪ ،‬وذلك‬ ‫نتيج��ة لالضطراب��ات الحالية في الب�لاد‪ .‬وفقا لرواية‬ ‫وس��يلة إعالمية واحدة‪ ،‬قال مسؤولو المطار أيضًا أن‬ ‫الش��رط الجديد جاء في أعقاب تقارير بأن السوريين‬ ‫في مصر يدعمون اإلخوان المس��لمين‪ ،‬وأن بعضهم‬ ‫ش��ارك ف��ي احتجاج��ات عنيف��ة بع��د إبع��اد الرئيس‬ ‫السابق محمد مرسي عن السلطة‪.‬‬ ‫بموجب القانون الدولي لالجئين الدولي والقانون‬ ‫الدولي لحقوق اإلنس��ان‪ ،‬ال يمكن للحكومة المصرية‬ ‫أن تعيد أي شخص إلى مكان يهدد حياته أو حريته‪ ،‬أو‬ ‫يتعرض فيها لخطر المعاملة الالإنس��انية أو المهينة‬ ‫أو التعذيب‪ .‬قبل ترحيل أي شخص إلى سوريا‪ ،‬ينبغي‬ ‫بالتالي على مصر ضمان وصول جميع طالبي اللجوء‬ ‫من س��وريا إلى المفوضية الس��امية لألم��م المتحدة‬ ‫لش��ؤون الالجئين التي‪ ،‬وفقا التفاق ‪ 1954‬مع مصر‪،‬‬ ‫تجري إجراءات تحديد وضع الالجئ في البالد‪.‬‬ ‫ينبغ��ي عل��ى مص��ر أيض��ًا ضم��ان ح��ق جمي��ع‬ ‫الس��وريين المس��جلين فعال كطالبي لجوء في مصر‬ ‫في التحرك بحرية داخ��ل وخارج البالد‪ .‬قالت هيومن‬ ‫رايتس ووتش أن رفض عودة مثل هؤالء الناس إلى‬ ‫مصر بعد الس��فر إلى الخارج س��وف يعرضهم لخطر‬ ‫أن يعلقوا في وضع مجهول‪ ،‬أن لم يسمح لهم أي بلد‬ ‫بالدخول‪.‬‬ ‫ق��ال اثن��ان من الس��وريين ل��ـ هيوم��ن رايتس‬ ‫ووتش إنهم��ا عالقان في مطار اإلس��كندرية الدولي‬ ‫منذ ‪ 8‬يوليو ‪ /‬تموز‪ ،‬على الرغم من كونهما مسجلين‬ ‫كطالبي لجوء لدى المفوضية السامية لألمم المتحدة‬ ‫لش��ؤون الالجئين في مصر‪ .‬وأوضحت س��يدة تحدثت‬ ‫إل��ى هيوم��ن رايت��س ووتش أنه��ا كان��ت تقيم في‬ ‫مصر مع عائلتها منذ ما يقرب من س��تة أشهر‪ ،‬ولكن‬

‫كان عليها الس��فر مؤخرا مع والدته��ا لتجديد جوازات‬ ‫س��فرهما في عم��ان‪ ،‬ب��األردن‪ .‬بعد تجدي��د جوازات‬ ‫س��فرهما‪ ،‬عادتا إلى مص��ر من عم��ان‪ .‬ولكن عندما‬ ‫وصلت��ا إل��ى المطار في اإلس��كندرية ي��وم ‪ 8‬يوليو ‪/‬‬ ‫تم��وز‪ ،‬أبلغهما مس��ؤول بالمطار بأنهم لن يس��محوا‬ ‫لهم��ا بدخول البالد بس��بب قواعد التأش��يرة الجديدة‬ ‫ عل��ى الرغم من حقيقة أنهما مس��جلتين كطالبتي‬‫لجوء‪.‬‬ ‫باإلضاف��ة إلى خوفها من االنفصال عن أس��رتها‪،‬‬ ‫بما ف��ي ذلك بناتها الثالث وزوجه��ا الذين يقيمون في‬ ‫اإلس��كندرية‪ ،‬قالت الس��يدة لـ هيوم��ن رايتس ووتش‬ ‫إنها تشعر بالقلق حول صحة والدتها‪ .‬وقالت أن والدتها‬ ‫تعان��ي من مرض الس��كري‪ ،‬وإن الدواء ال��ذي تحتاجه‬ ‫لتدبي��ر حالته��ا ينفد منها‪ .‬وفقا لالبن��ة‪ ،‬طلبت والدتها‬ ‫رؤي��ة طبيب في المط��ار‪ ،‬وبينما تم توفي��ر واحد لها‪،‬‬ ‫فإنه لم يكن قادرا على إعطائها الدواء الذي تحتاجه‪.‬‬ ‫بموج��ب القان��ون الدولي لحقوق اإلنس��ان‪ ،‬فإن‬ ‫مص��ر ملزم��ة بحماية الح��ق في الصح��ة لجميع من‬ ‫يتواج��د على أراضيها‪ ،‬بما ف��ي ذلك ضمان‪ ،‬الحصول‬ ‫على األدوية األساسية كالتزام أساسي أدنى‪.‬‬ ‫تعرض رجل سوري‪ ،‬قال أيضًا لـ هيومن رايتس‬ ‫ووت��ش أن��ه مس��جل كطالب لج��وء ل��دى المفوضية‬ ‫الس��امية لألمم المتحدة لش��ؤون الالجئين في مصر‪،‬‬ ‫تعرض لالحتجاز في مطار اإلسكندرية‪ .‬وقال أنه جاء‬ ‫إلى مصر من المملكة العربية الس��عودية‪ ،‬حيث كان‬ ‫يعم��ل‪ ،‬لرؤية أفراد عائلته الذي��ن يقيمون في مصر‬ ‫خ�لال األش��هر الس��بعة الماضية‪ .‬وقال أن مس��ؤولي‬ ‫المطار أبلغوه أنهم لن يس��محوا له بالدخول بس��بب‬ ‫قواعد التأش��يرة الجديدة‪ ،‬وأنه س��يعاد إل��ى المملكة‬ ‫العربية السعودية‪.‬‬ ‫قال ندي��م حوري‪" :‬بينما تمر مصر بفترة صعبة‬ ‫للغاي��ة‪ ،‬ال ينبغي لها ببس��اطة ترك الس��وريين بهذه‬ ‫الطريق��ة‪ ،‬خاص��ة أولئ��ك الذي��ن فروا م��ن مثل هذا‬ ‫الصراع المدمر في بلدهم"‪.‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫هيومان رايت�س ووت�ش‪ :‬على م�صر عدم �إعادة‬ ‫طالبي اللجوء �إىل �سوريا‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪5‬‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫�أربعـــون عامــ ًا‬ ‫ف�ساد الدولة �أم‪ ..‬دولة الف�ساد‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫م��ع بداي��ات ع��ام ‪ 2011‬وصل��ت‬ ‫األم��ور مداها‪ ،‬وصلت ح��د االنفجار‪ ،‬كمية‬ ‫التناقض��ات الت��ي كان��ت موج��ودة‪ ،‬كمية‬ ‫اختالفن��ا عن الزمن الموجود‪ ،‬كمية اآلمال‬ ‫المكبوتة‪ ،‬كمية المش��كالت‪ ،‬كمية الفساد‬ ‫ال��ذي حدث‪ ،‬وهن��اك فارق باس��تمرار بين‬ ‫فس��اد يج��يء إل��ى دول��ة ودولة تؤس��س‬ ‫لفس��اد‪ ،‬دولة تس��تخدم القانون ليشرعن‬ ‫الفساد ويقننه‪.‬‬ ‫واليوم وفي العام الثالث للثورة يدفع‬ ‫الس��وريون وحده��م معارضي��ن وموالين‬ ‫وصامتي��ن فات��ورة الفس��اد الذي تأس��س‬ ‫طوال أربعين عامًا‪ ،‬الفساد القادر على أن‬ ‫يس��تنزف أكبر جزء من الموارد أنه الفساد‬ ‫المقنن موضوع ملفنا اليوم‪ ،‬الفساد الذي‬ ‫خلق أوضاعاً قديم��ة متغلغلة بهذا العمق‬ ‫مهمة ألصحابها إلى هذا المدى‪ ،‬لن يرحل‬ ‫مع رحيل النظام بل س��يتراجع ويتمترس‬ ‫ليع��ود لالنقض��اض بم��ا يس��مى الث��ورة‬ ‫المضادة‪.‬‬

‫الف�ساد‪:‬‬

‫التعريف العالمي للفساد هو محاولة‬ ‫ش��خص وض��ع مصالح��ه الخاص��ة ف��وق‬ ‫المصلح��ة العام��ة أو المث��ل العام��ة التي‬ ‫تعه��د بخدمته��ا عل��ى نحو غير مش��روع‪،‬‬ ‫ويأت��ي على أش��كال ش��تى‪ .‬فهو يش��مل‬ ‫س��وء اس��تخدام أدوات السياس��ات العامة‬ ‫وتنفيذ القواني��ن والعقود‪ ،‬وقد يكون في‬ ‫القط��اع الخاص أو القط��اع العام‪ .‬وتتعدد‬ ‫مظاهر وصور الفس��اد في س��ورية‪ ،‬فقد‬ ‫يمارس��ه ف��رد أو جماعة أو مؤسس��ة‪ .‬وقد‬ ‫يه��دف لتحقي��ق منفعة مادية أو مكس��ب‬ ‫سياس��ي أو اجتماعي‪ .‬وقد يكون الفس��اد‬ ‫فردي��ًا يمارس��ه الف��رد بمبادرة ش��خصية‬ ‫ودون تنس��يق م��ع أف��راد أو جه��ات أخرى‪،‬‬ ‫وق��د تمارس��ه مجموع��ة بش��كل منظ��م‬ ‫ومنسق‪ ،‬ويشكل ذلك أخطر أنواع الفساد‬ ‫فهو يتغلغل ف��ي بنيان المجتمع سياس��يًا‬ ‫واقتصاديًا واجتماعيًا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الفس��اد ظاه��رة خطي��رة ج��دا تنال‬ ‫م��ن القيم وتؤث��ر تأثيراً بالغ��ًا على البنى‬ ‫االقتصادية واالجتماعي��ة والثقافية وهذه‬ ‫الظاه��رة قديم��ة ق��دم الحكوم��ات حي��ث‬ ‫يقول فيها أحد حكماء الهنود القدامى " أن‬ ‫اإلنس��ان ال يس��تطيع أن يقول بكل تأكيد‬ ‫عندم��ا يرى س��مكة في الماء م��ا إذا كانت‬ ‫تلك السمكة تش��رب من الماء أو ال تشرب‬ ‫منه��ا فإن��ه كذل��ك يك��ون م��ن الصعوبة‬ ‫معرف��ة م��ا إذا كان موظ��ف م��ا يتعاط��ى‬ ‫أو ال يتعاط��ى رش��وة أثن��اء قيام��ه بعمله‬ ‫الوطن��ي "‪ .‬ومفه��وم الفس��اد ال يقتص��ر‬ ‫على االبتزاز والرشوة واالنحراف بالسلطة‬ ‫وسوء اإلدارة بل على العكس هو المرض‬ ‫الفتاك الذي يقض��ي على القيم واألخالق‬ ‫وال��ذي يحت��اج إصالحه إلى عق��ود طويلة‬ ‫م��ن الزم��ن إضافة إل��ى األبعاد الس��لبية‬ ‫له��ذه الظاه��رة عل��ى البن��ى االقتصادية‬ ‫والسياسية واإلدارية والنفسية والثقافية‪.‬‬ ‫م��ن هنا نجد ممكن خطورة هذه الظاهرة‬ ‫والت��ي يمك��ن لن��ا أن نعرفه��ا ف��ي مجال‬ ‫الخدمة الوظيفية " بأنها إس��اءة استخدام‬

‫السلطة من أجل تحقيق مكاسب شخصية‬ ‫للموظ��ف بالذات أو ألحد أتباعه‪ ،‬وذلك عن‬ ‫طريق ممارس��ات غير مشروعة تتعارض‬ ‫مع القوانين واألنظمة والمعايير األخالقية‬ ‫الس��امية أو تلت��ف عليها" وله��ذه الظاهرة‬ ‫أشكال وصور متعددة‬

‫بناء دولة الف�ساد‪:‬‬

‫م��ع اس��تالم البع��ث للس��لطة ع��ام‬ ‫‪ 1963‬كان ال��دوالر األمريك��ي يس��اوي ‪6‬‬ ‫ليرة سورية واليوم بعد خمسين عامًا من‬ ‫اس��تنزاف الموارد وغياب الرقابة والتنمية‬ ‫الحقيقية ب��ات الدوالر يس��اوي ‪ 250‬ليرة‬ ‫سورية وهو رقم مرشح للزيادة يوميًا‪.‬‬ ‫يص��ف باتري��ك س��يل ف��ي كتاب��ه‬ ‫"األس��د‪ :‬الص��راع على الش��رق األوس��ط‬ ‫" إرهاص��ات الفس��اد ف��ي س��وريا قائ ًال‪" :‬‬ ‫ف��ي معظم الح��االت كان أولئ��ك األغنياء‬ ‫من أصول وخلفي��ات فالحية أو برجوازية‬ ‫صغي��رة مم��ن بن��وا م��ع األس��د الدول��ة‬ ‫البعثي��ة‪ ،‬ولكنهم تخلوا من��ذ زمن طويل‬ ‫ع��ن أي تظاه��ر بالمث��ل االش��تراكية‪،‬‬ ‫وكان أف��راد ه��ذه المجموع��ة منتس��بين‬ ‫إل��ى المرات��ب العلي��ا في الجي��ش‪ ،‬وقوى‬ ‫األمن‪ ،‬وق��وى األمن والح��زب والحكومة‪،‬‬ ‫وبإمكانهم الوصول إل��ى واردات وخزائن‬ ‫الدولة بطرق مش��روعة أو غير مشروعة‪،‬‬ ‫فكان��وا يمتازون بقدرتهم على ش��راء ما‬ ‫يري��دون والتصرف كما يش��اؤون دون أن‬ ‫يحسبوا حس��اباً للرأي العام‪ ،‬وال لتعليمات‬ ‫الدول��ة‪ ،‬وط��وال س��نوات قام��ت ه��ذه‬ ‫المجموع��ة بحل��ب الميزاني��ات‪ ،‬وحصلت‬ ‫على حصص من المش��روعات الحكومية‬ ‫وش��غلت أبناءها في العمل الحر‪ ،‬وعقدت‬ ‫صفق��ات فيه��ا نس��ب مئوي��ة م��ن وكالء‬ ‫المجهزي��ن األجان��ب‪ ،‬ونصب��ت صنائعه��ا‬ ‫في ش��ركات القطاع الع��ام‪ ،‬وضاربت في‬ ‫س��وق العقارات واألراضي‪ ،‬وخلقت أرباحًا‬ ‫وكون��ت مزيداً من الث��روات وكانت بعض‬ ‫ه��ذه الصفقات ضمن القان��ون‪ ،‬وبعضها‬ ‫اآلخ��ر خارج��ًا علي��ه‪ ،‬وكان��ت فعالياته��م‬ ‫ونش��اطاتهم غي��ر مقي��دة أب��داً وكان��ت‬ ‫ش��بكة التعامل التي أقاموها بين الرعاية‬ ‫والعم��والت وتب��ادل المنافع م��ن االمتداد‬ ‫األخطبوط��ي بحيث تح��دث بعض الناس‬ ‫عن " المجمع التجاري العس��كري "‪ ،‬وحتى‬ ‫ع��ن طبقة حاكم��ة جديدة ع��دد أعضائها‬ ‫عدة آالف "‪.‬‬ ‫سمح األس��د لهذه الطبقة الطفيلية‬ ‫التي أورثه��ا البنه بالتم��دد والتغول على‬ ‫مق��درات الش��عب‪ ،‬ليزي��د من س��يطرته‬ ‫عليهم من جهة ومكافأ ًة على والئهم من‬ ‫جه��ةٍ أخرى‪ ،‬لتظهر طبقة جديدة متمولة‬ ‫من بين رجاالت األس��د تزي��ح البرجوازية‬ ‫الوطنية القائمة قبل حكم البعث‪.‬‬ ‫وم��ن نافلة القول الحديث عن تحول‬ ‫الفئة المذكورة إلى فئة محافظة تدعوها‬ ‫غريزته��ا إل��ى لج��م الطاق��ات الش��عبية‬ ‫والس��يطرة عليه��ا ب��د ًال م��ن تجميعه��ا‬ ‫وحشدها‪.‬‬ ‫كم��ا يخبرن��ا الدكت��ور بش��ير زي��ن‬ ‫العابدي��ن‪ .‬في كتابه الفس��اد في س��وريا‬

‫عن مراحل التأسيس لفساد الدولة‪:‬‬ ‫األول��ى " ‪ :"1970 - 1963‬وفيها تم‬ ‫تبن��ي سياس��ات التأميم وض��رب القطاع‬ ‫الخ��اص‪ .‬كما ت��م فيه��ا تقلي��ص ملكية‬ ‫األراضي الخاصة من ‪ 800‬إلى ‪ 150‬دونمًا‬ ‫من األراضي المروية‪ ،‬وبحلول سنة ‪1966‬‬ ‫وضعت السلطة يدها على أغلب المنشآت‬ ‫الصناعي��ة‪ ،‬وعمل��ت على اس��تبعاد رأس‬ ‫الم��ال الخاص ع��ن الصناع��ة‪ ،‬وكان من‬ ‫ش��أن ه��ذه السياس��ة أن أدّت إل��ى ضرب‬ ‫القط��اع الزراع��ي حيث هبطت المس��احة‬ ‫المروية من ‪ 533‬ألف هكتار س��نة ‪1965‬‬ ‫إلى ‪ 450‬ألف هكتار سنة ‪.1970‬‬ ‫الثاني��ة "‪ :"1986 - 1971‬وه��ي‬ ‫مرحل��ة بن��اء س��لطة ش��مولية ذات طابع‬ ‫رأس��مالي عل��ى انق��اض السياس��ة‬ ‫االشتراكية السابقة‪ ،‬وبدأت هذه المرحلة‬ ‫بانقالب حافظ أسد في تشرين األول من‬ ‫اكتوبر س��نة ‪ 1970‬وهو ما اصطلح على‬ ‫تس��ميته "الحرك��ة التصحيحي��ة"‪ ،‬وقامت‬ ‫فلس��فتها على إنشاء س��لطة قوية بعيدة‬ ‫ع��ن الش��عب حت��ى تتمك��ن م��ن تغييره‬ ‫تدريجياً م��ن النمط اإلقطاعي البرجوازي‬ ‫إلى النم��وذج االش��تراكي‪ ،‬وق��ام النظام‬ ‫بفتح صفوف الدولة على مصراعيها أمام‬ ‫الفائ��ض البش��ري المتدفق م��ن األرياف‬ ‫وذلك بتوس��ع أجهزة القمع إلى أوسع مدى‬ ‫ممك��ن ممّ��ا نتج عن��ه تحول ج��ذري في‬ ‫التركيبة االجتماعية للشعب السوري‪.‬‬ ‫وتمكنت الدولة م��ن امتصاص أكثر‬ ‫م��ن ‪ 000 .200 .1‬ش��خص بحلول س��نة‬ ‫‪ 1979‬في كوادر الحزب ومؤسسات القمع‬ ‫وف��رق الجيش‪ ،‬لتش��ق المجتم��ع بطبقة‬ ‫طفيلي��ة جدي��دة تتحك��م ف��ي سياس��ات‬ ‫واقتصاديات القطر‪ ،‬وأدت هذه السياس��ة‬ ‫إلى ضرب القطاع الزراعي حيث انخفضت‬ ‫أج��ور المزارعي��ن بنس��بة ‪ ،19%‬ممّا دفع‬ ‫بالغالبي��ة من أبن��اء الجبل إل��ى االلتحاق‬ ‫بصف��وف الجي��ش والمخاب��رات بحثًا عن‬ ‫المكانة والكسب السريع‪.‬‬ ‫وف��ي المقاب��ل انحط��ت مكان��ة‬ ‫المثقفي��ن م��ن األطب��اء والمهندس��ين‬ ‫وأساتذة الجامعات‪ ،‬وأصبحت رواتبهم في‬ ‫أسفل سلم الدخول‪.‬‬ ‫والملمح اآلخ��ر في هذه المرحلة هو‬ ‫رأس��مالية السلطة واش��تراكية المجتمع‪،‬‬ ‫وكان��ت الباحث��ة الفرنس��ية اليزابي��ث‬ ‫لونغوني��س أول م��ن الح��ظ االزدواجي��ة‬ ‫ف��ي التطبي��ق االش��تراكي والرأس��مالي‬ ‫بين المجتمع والس��لطة‪ ،‬حيث يتم تجيير‬ ‫القط��اع الع��ام لصال��ح القائمي��ن علي��ه‪،‬‬ ‫ويتم تحويل االنتاج عن مس��اره الصحيح‬ ‫إل��ى العم�لاء في القط��اع الع��ام الخاص‬ ‫ليس��وقوه بأس��عار الس��وق الح��رة‪ ،‬ونتج‬ ‫عن ذلك تدهور القط��اع العام الحكومي‪،‬‬ ‫ونش��وء اقتص��اد "ش��به خ��اص" مرتبط‬ ‫بضباط الجيش وكبار المسؤولين‪.‬‬ ‫الثالثة " ‪ :" 2000 - 1987‬وقد شهدت‬ ‫نتائ��ج التخبط االقتصادي ال��ذي انعكس‬ ‫بص��ورة جلي��ة ف��ي انهي��ار قيم��ة الليرة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وتوقف مش��اريع التنمية وغير‬ ‫ذلك وقد انخفضت قيم��ة الليرة من ‪ 6‬ل‪.‬‬

‫س‪ .‬إل��ى ‪ 50‬ل‪ .‬س‪ .‬لل��دوالر‪ ،‬وارتفع��ت‬ ‫أس��عار الم��واد الغذائي��ة واألساس��ية‪،‬‬ ‫واختف��ت الكثي��ر م��ن الم��واد الضرورية‬ ‫واألدوي��ة‪ ،‬وص��ارت الس��لطة عاج��زة عن‬ ‫توفي��ر العمالت الصعبة لالس��تيراد‪ ،‬وفي‬ ‫المقابل كانت عصابات التهريب تنش��ط‪،‬‬ ‫وي��زداد ف��رض الضرائ��ب وإلت��اوات على‬ ‫المواطنين"‪..‬‬ ‫ً‬ ‫وإمعان��ا منه في تقنين الفس��اد قام‬ ‫األس��د بتجري��م نق��د رئي��س الجمهورية‬ ‫بأي��ة صورة‪ ،‬كم��ا عملت وس��ائل اإلعالم‬ ‫عل��ى تأليه الرئيس وجعله فوق مس��توى‬ ‫النقد والش��بهات‪ ،‬وقد س��اعد هذا الوضع‬ ‫الرئي��س ف��ي أن يحك��م حكم��اً مطلق��ًا‬ ‫دون رقي��ب أو محاس��بة‪ ،‬فهو يهيمن على‬ ‫االنفاق العسكري الذي يستهلك ‪ 60%‬من‬ ‫الميزاني��ة الس��نوية دون أن تخض��ع هذه‬ ‫النفق��ات لرقابة الحكوم��ة‪ ،‬الجيش الذي‬ ‫تضخ��م حتى بات المؤسس��ة التي صارت‬ ‫تمارس السيطرة على الشؤون السياسية‬ ‫واالقتصادي��ة وتف��رض سياس��اتها على‬ ‫الحكوم��ات ب��د ًال م��ن أن تخضع له��ا‪ .‬وال‬ ‫يخف��ى حياة الب��ذخ والثراء التي يعيش��ها‬ ‫الضب��اط‪ ،‬واس��تغالل مناصبه��م‪ ،‬وابتزاز‬ ‫المواطني��ن األم��ر ال��ذي ح��وّل ه��ذه‬ ‫المؤسسة إلى جهاز ضخم يمتص خيرات‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫كما أن مبيعات حقول النفط في دير‬ ‫ال��زور التي ت��در أرباحًا س��نوية بقيمة ‪3‬‬ ‫مليارات تتبع رئيس الجمهورية وال تدخل‬ ‫ضم��ن الميزاني��ة الس��نوية‪ ،‬اض��ف لذلك‬ ‫أن إي��رادات النظام الس��وري ف��ي عمليات‬ ‫بي��ع المخ��درات اللبنانية كان��ت تزيد عن‬ ‫مليار دوالر س��نويًا حس��ب تقدي��ر وكالة‬ ‫مكافحة المخ��درات األمريكية طوال فترة‬ ‫الثمانينات‪.‬‬ ‫وص��ورة الب��ذخ التي تمثله��ا قصور‬ ‫حاف��ظ أس��د وتماثيل��ه وممتلكاته توضح‬ ‫صورة الفس��اد الذي يمثله رأس السلطة‪،‬‬ ‫ف��إن تكلفة قصره الذي ت��م إنجازه أواخر‬ ‫سنة ‪ 1990‬تزيد عن ‪ 30‬مليار ليرة‪.‬‬ ‫وبالرغم من وجود س��لطة تشريعية‬ ‫وتنفيذي��ة ظاهري��ة ف��ي س��وريا يمثلها‬ ‫مجل��س ال��وزراء ومجلس الش��عب‪ ،‬إال أن‬ ‫الدالئل تش��ير إلى وجود س��لطة حقيقية‬ ‫هي الحاك��م الفعلي للبالد يمثلها الجيش‬ ‫وحزب البعث والمخابرات‪.‬‬ ‫ولعل أيقونة الفس��اد في عهد األسد‬ ‫األب كان أخ��وه " رفعت األس��د " ونكتفي‬ ‫بم��ا أورده مصطف��ى ط�لاس ف��ي كتابه‬ ‫" ثالثة أش��هر هزت س��وريا" وق��د أصدره‬ ‫وه��و ال ي��زال على راس عمل��ه في أواخر‬ ‫الثمانين��ات يق��ول م��ا مف��اده‪ :‬كانت تتم‬ ‫عملية تحويل مبلغ ش��هري لحساب رفعت‬ ‫وم��ن مع��ه " مئات الضباط م��ع عائالتهم‬ ‫" مبل��غ خم��س وعش��رين ملي��ون دوالر‬ ‫وبش��كل ش��هري‪ ،‬وف��ي حقب��ة ل��م يكن‬ ‫هناك اي مبلغ من العملة الصعبة‪ ..‬ويتابع‬ ‫ط�لاس‪ :‬فاتص��ل الرئيس حافظ األس��د‬ ‫بمعمر القذافي وش��رح ل��ه الوضع‪ ..‬فقام‬ ‫القذافي بتحويل مبلغ ‪ 450‬مليون دوالر‪..‬‬ ‫وتم حل المشكلة‪..‬‬


‫الأ�سد وتركة الف�ساد‪:‬‬

‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫الدولة‪ .‬حيث تش��ير التقديرات االقتصادية‬ ‫والحقوقي��ة المس��تقلة إل��ي أن الفس��اد‬ ‫تغلغل في معظم مؤسسات ودوائر الدولة‬ ‫من الجمارك والش��رطة وقطاعات رخص‬ ‫البناء والتهرب الضريبي وصوال إلى س��لك‬ ‫القضاء‪.‬‬ ‫ويأخ��ذ الفس��اد في س��ورية بش��كل‬ ‫ع��ام ص��ورا مختلفة م��ن أكثرها ش��يوعا‬ ‫التالع��ب في المش��تريات وأعمال المخازن‬ ‫والمهم��ات‪ ،‬والمبالغ��ة في أوج��ه اإلنفاق‬ ‫الحكومي وتمرير االتفاقيات والعقود لقاء‬ ‫عموالت خاصة مجزي��ة يقبضها القائمون‬ ‫عل��ى تنفيذها كما تش��مل صور الفس��اد‬ ‫تلق��ي الرش��اوي بغ��رض غ��ض الط��رف‬ ‫عن تجاوز القوانين‪ ،‬والتالعب في إرس��اء‬ ‫المناقصات والمزايدات الحكومية على من‬ ‫يعطي أكثر‪ ،‬واس��تخدام الوظيفة العامة –‬ ‫تهديدا وابت��زازا– لجني ما يمكن تحصيله‬ ‫م��ن عطاي��ا أو إت��اوات مالي��ة م��ن رج��ال‬ ‫األعمال وأصحاب رؤوس األموال والمتاجر‪.‬‬ ‫وقد كش��ف موق��ع "ويكيليكس" عن‬ ‫وثيقة س��رية خاصة بالس��فارة األميركية‬ ‫في سوريا عن اعتماد الرئيس بشار األسد‬ ‫عل��ى أربعة رجال في إدارة أصوله وأمواله‬ ‫في الداخل والخارج‪ ،‬وهم زهير س��حلول‪،‬‬ ‫نبي��ل الكزب��ري‪ ،‬محم��د مخل��وف‪ ،‬وف��واز‬ ‫األخرس‪.‬‬ ‫فق��د كش��فت برقي��ة س��رية خاصة‬ ‫بالس��فارة األميركي��ة ف��ي س��وريا حملت‬ ‫عنوان‪" :‬مهاجمة أموال بشار األسد" أسماء‬ ‫األش��خاص األربع��ة الذين يعتم��د عليهم‬ ‫الرئي��س الس��وري ف��ي تحري��ك أموال��ه‬ ‫وتحقيق مكاس��به غير المشروعة‪ .‬وتشير‬ ‫البرقية إل��ى أن زهير س��حلول‪ ،‬الذي يعد‬ ‫أه��م رج��ل في س��وق الصرافة الس��وداء‬ ‫ف��ي س��وريا‪ ،‬منحت��ه الحكوم��ة مكتباً في‬ ‫"مصرف سوريا المركزي" ليدير منه أزمة‬ ‫هبوط اللي��رة عام ‪ .2005‬وخالل أس��ابيع‬ ‫اس��ترد س��حلول ‪ 20%‬مما خس��رته الليرة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬وحقق أرباحًا طائلة له ولرجال‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫وتؤك��د الوثيق��ة أن س��حلول يتولى‬ ‫تحريك أم��وال الرئيس األس��د‪ ،‬لما يتمتع‬ ‫به من عالق��ات خاصة تخول��ه تحويل ‪10‬‬ ‫ماليي��ن دوالر ألي مكان ف��ي العالم خالل‬ ‫‪ 24‬س��اعة‪ .‬أما محمد مخل��وف‪ ،‬والد رامي‬ ‫وخ��ال بش��ار األس��د‪ ،‬فوصفت��ه البرقي��ة‬ ‫بالعقل المدبر للفس��اد‪ .‬وكشفت عن منح‬ ‫نجل��ه رامي أول ترخيص لش��ركة هواتف‬ ‫متحرك��ة في الب�لاد المعروفة بـ" س��يريا‬ ‫تيل"‪.‬‬ ‫ويع��رف نبي��ل الكزبري ال��ذي يلعب‬ ‫دوره لصالح أسرة مخلوف بـ"ملك الورق"‪.‬‬ ‫ورغ��م أن قاع��دة أعمال��ه في فيين��ا‪ ،‬فقد‬ ‫ط��ور الكزب��ري روابطه م��ع رامي ومحمد‬ ‫مخلوف‪ ،‬إل��ى أن أصبح رجل رامي مخلوف‬ ‫األول في "شام القابضة"‪ ،‬التي استقطبت‬ ‫‪ 70‬م��ن كب��ار المتمولين الس��وريين‪ .‬إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬يس��تغل الكزب��ري‪ ،‬الذي لع��ب دوراً‬ ‫في تش��جيع ساسة أوروبيين على التقارب‬ ‫مع بشار‪ ،‬ش��بكة اتصاالته بدوائر األعمال‬ ‫والبن��وك لنق��ل أص��ول تابعة لألس��د إلى‬ ‫الخارج‪.‬‬

‫وف��ي نف��س الس��ياق‪ ،‬تؤك��د وثيقة‬ ‫"ويكيليكس" أن فواز األخرس‪ ،‬والد زوجة‬ ‫بش��ار‪ ،‬نش��ط على نحو متزايد في قطاع‬ ‫العمال في س��وريا‪ ،‬مس��تغ ًال موقع صهره‬ ‫بش��ار األس��د‪ .‬وعززت عملي��ة تتبع حركة‬ ‫حس��ابات األخ��رس المصرفي��ة وتحريكه‬ ‫أم��وا ًال ضخم��ة‪ ،‬الش��كوك ف��ي دوره ف��ي‬ ‫إخفاء أموال تابعة للرئيس السوري‪.‬‬ ‫لجانب م��ن جوانب‬ ‫م��ع اس��تعراضنا‬ ‫ٍ‬ ‫الفس��اد في س��وريا‪ ،‬نذكر خطاب الرئيس‬ ‫المخل��وع حس��ني مبارك ع��ام ‪ 2000‬حين‬ ‫لخ��ص األزم��ة االقتصادي��ة ف��ي مص��ر‬ ‫بإص��رار المصريين على اإلنجاب وش��رب‬ ‫السكر مع الشاي متجاه ًال فساده وبطانته‬ ‫قائ ًال‪:‬‬ ‫"الواح��د يك��ون دخل��ه ‪ 100‬جني��ه‪..‬‬ ‫عمال يخلف‪ ،‬بقى عنده ‪ ،14 ،12 ،10‬واحد‬ ‫حنعيشهم إزاي"‪.‬‬ ‫"يعني أجيب القرش��ين اللي أخذتهم‬ ‫أروح حاططهم عليك‪ ،‬حاتخلصهم في مرة‬ ‫واحدة وتقعد بقى إيه ذي الشطار قاعدين‬ ‫تشربوا شاي وسكر عا لمصاطب"‪..‬‬ ‫"‪ 3‬ملي��ون دوالر بيكل��ف الس��كر‬ ‫الحكومة شهرياً"‪.‬‬ ‫وه��ا ه��و التاري��خ يعي��د نفس��ه‪،‬‬ ‫فف��ي لحظ��ة الحقيق��ة يتجاه��ل األس��د‬ ‫االب��ن الملي��ارات المنهوب��ة ف��ي س��وريا‪،‬‬ ‫واآلث��ار المس��روقة والنفط ال��ذي رصدت‬ ‫عائداته لملذات األس��رة ويحما الس��وريين‬ ‫واتكاليتهم س��بب الفش��ل االقتصادي في‬ ‫حديثه األخير لصحيفة الثورة‪.‬‬ ‫ف��ي الخت��ام وتأكيداً على س��رطانية‬ ‫الفس��اد أنقل لكم مق��ا ًال أورده موقع أخبر‬ ‫حمص التابع للنظام‪:‬‬ ‫ق��ام الس��يد محافظ حم��ص في ‪25‬‬ ‫‪ 2013 / 2 /‬بزي��ارة مفاجئ��ة إل��ى مصفاة‬ ‫حم��ص ومرك��ز توزي��ع تعبئ��ة الغ��از في‬ ‫المصفاة ومكتب الفي��ول وكانت المفاجأة‬ ‫والطامة الكب��رى " الفيول يذهب لمناطق‬ ‫المسلحين "‪.‬‬ ‫فقد اطلع المحاف��ظ على آلية العمل‬ ‫ف��ي مركز تعبئ��ة الغ��از وكان الوضع جيد‬ ‫وأثنى المحاف��ظ على جه��ود العمال‪ ،‬كما‬ ‫اس��تمع إل��ى المعوق��ات الت��ي تواجهه��م‬ ‫وطلباتهم‪ ،‬ومن الالفت ذكره بانه بس��بب‬ ‫التوجيه��ات الس��ابقة بتوزيع الغ��از بدون‬ ‫معتمدي��ن (توزي��ع مباش��ر) ت��م تحقي��ق‬ ‫توفير بنس��بة كبي��رة "‪ 30000‬اس��طوانة‬ ‫غاز " شهريًا‬ ‫أما بالنس��بة لمكتب الفي��ول وهو ما‬ ‫تم الكشف عن فساده الكبير‪..‬‬ ‫دخل الس��يد المحافظ في الساعة ‪.1‬‬ ‫‪ 30‬ولم يجد أي موظف وبعد االطالع على‬ ‫دفت��ر الدوام تبي��ن بأن جمي��ع الموظفين‬ ‫موقعي��ن بالحض��ور وه��م يجلس��ون‬ ‫بمنازلهم هذا أو ًال‪.‬‬ ‫ثاني��اً‪ :‬عن��د التدقي��ق بالمس��مى‬ ‫الوظيف��ي لرؤس��اء الدوائ��ر تبي��ن أنه تم‬ ‫تسليم مدراء من شهادات بكالوريا وتاسع‬ ‫ومعاهد بينما لدى المدير ‪ 7‬مهندسين في‬ ‫االختصاصات المختلفة لم يتم االس��تفادة‬ ‫من خبراتهم‬

‫ثالثًا‪ :‬وه��و األخطر واألهم‪ ..‬التوجيه‬ ‫بخص��وص توزي��ع م��ادة الفي��ول م��ن‬ ‫المحاف��ظ كان بإعط��اء األولي��ة لمحطات‬ ‫الطاق��ة والفائض منها إل��ى القطاع العام‬ ‫والفائ��ض منه��ا للقط��اع الخ��اص ولكن‬ ‫بع��د الحصول عل��ى موافقة مس��بقة من‬ ‫وزارة االدارة المحلي��ة والصناعة وموافقة‬ ‫المحاف��ظ لضب��ط الفس��اد بخص��وص‬ ‫القط��اع الخ��اص وعندما طل��ب المحافظ‬ ‫الس��جالت الخاصة بتوزيع الفيول للقطاع‬ ‫الخاص تبين اآلتي‪:‬‬ ‫يقوم المدي��ر بتوزيع الفيول بكميات‬ ‫هائلة للكس��وة والش��يخ نجار واللير مون‬ ‫وخان العس��ل والمدين��ة الصناعية التي ال‬ ‫تحوي سوى المسلحين‪.‬‬ ‫ووردت لشبكة أخبار حمص معلومات‬ ‫موثقة بشأن ذلك بالكميات والتواريخ‪:‬‬ ‫في تاري��خ ‪ 2013 / 1 / 8‬تم إرس��ال‬ ‫كمية ‪ 35‬طن لكل من‪:‬‬ ‫ش��ركة الوي��س أبن��اء عم ف��ي جبل‬ ‫سمعان ‪ -‬تماري (حلب)‬ ‫الش��ركة العربية لصناع��ة المنتجات‬ ‫الورقي��ة المس��اهمة ف��ي خان العس��ل ‪-‬‬ ‫مفرق جبسة (حلب)‬ ‫ش��ركة طرابيش��ي وب��رزة وس��يفي‬ ‫وش��ركة س��برال لس��حب االلمني��وم ف��ي‬ ‫الكسوة ‪ -‬خيارة دنون (ريف دمشق)‬ ‫ش��ركة صف��وح الس��يروان وإخ��وان‬ ‫المركزية للتغليف في الكس��وة الش��رقية‬ ‫(ريف دمشق)‬ ‫ش��ركة فاي��ز م��روان الش��يخ قويدر‬ ‫للكونسروة في حموريه (ريف دمشق)‬ ‫شركة عمر وبشار قلعجي في الشيخ‬ ‫نجار ‪ -‬شارع الزهور (حلب)‬ ‫ش��ركة محم��ود واحم��د نبه��ان ف��ي‬ ‫الشيخ نجار ‪ -‬المدينة الصناعية (حلب)‬ ‫ش��ركة فري��ز الس��مان الصب��اغ في‬ ‫السيدة زينب (حلب) (‪ 15‬طن)‬ ‫ش��ركة يوس��ف عم��ر فط��اش ف��ي‬ ‫الراموسة (حلب) (‪15‬طن)‬ ‫وت��م إرس��ال بتاري��خ ‪2013 / 1 / 23‬‬ ‫(‪35‬طن) إلى ش��ركة نضال وغسان الدخل‬ ‫اهلل في نوى ‪ -‬مفرق الطيرة (درعا)‬ ‫وت��م إرس��ال بتاري��خ ‪2013 / 8 / 29‬‬ ‫(‪ 15‬طن) إلى شركة عبد الناصر وهبي بن‬ ‫وهب��ة في دوما ‪ -‬ع��درا ‪ -‬مفرق تل قردي‬ ‫(ريف دمشق) فتخيل يا رعاك اهلل‪..‬‬ ‫وعند س��ؤال المحافظ لمدير المركز‬ ‫توفيق الجاعور "ليش عم تبعتلون فيول"‪،‬‬ ‫فأج��اب الجاع��ور‪" :‬ما إجاني كت��اب بيقول‬ ‫م��ا ابع��ت‪ ." .‬ق��ال المحاف��ظ‪" :‬إذا بتس��أل‬ ‫الراع��ي ع��ن ه��ذه المناط��ق والش��ركات‬ ‫بيقل��ك متوقف��ة ع��ن العم��ل ومناط��ق‬ ‫تواجد للمس��لحين"‪ ،‬فأجاب الجاع��ور‪" :‬أنا‬ ‫ما دخلني"‪.‬‬ ‫وعلي��ه ق��ام المحاف��ظ بإعط��اء‬ ‫توجيهات��ه بفت��ح تحقيق موس��ع وليطال‬ ‫م��ن يط��ال ألنه م��ن المؤكد بأنها ش��بكة‬ ‫فس��اد مرتبطة حتى بمدراء عامين وتجار‬ ‫بدمشق‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫مع وراثة األسد االبن لمملكة الفساد‬ ‫بق��ي األخي��ر وفي��اً إلرث وال��ده‪ ،‬فانته��ج‬ ‫سياس��ة عملت على مراكم��ة الغضب ألن‬ ‫االقتص��اد الليبرالي والتفكي��ك التدريجي‬ ‫للقط��اع الع��ام المتره��ل والمتضخ��م‪،‬‬ ‫وه��و م��ا ب��دأ العمل ب��ه ل��م تتواف��ر له‪،‬‬ ‫بس��بب االنس��داد واالحتكار السياس��يين‪،‬‬ ‫قن��وات تنظيمي��ة تس��توعب المتضررين‬ ‫الكثيرين م��ن عمال القطاع العام‪ ،‬وتصب‬ ‫اعتراضاتهم سلميًا‪.‬‬ ‫وقد يتس��اءل البعض كيف يس��تقيم‬ ‫التحس��ن ف��ي مي��زان المدفوع��ات ال��ذي‬ ‫تزعمه الحكومة بين الحين واآلخر‪ ،‬وثبات‬ ‫قيم��ة الليرة الس��ورية‪ ،‬وانخفاض نس��بة‬ ‫العجز ف��ي الموازنة الحكومية‪ ،‬وانخفاض‬ ‫مع��دل التضخ��م ف��ي الس��نوات األخيرة‪،‬‬ ‫م��ع م��ا ن��راه وتحس��ه الغالبي��ة العظمى‬ ‫من الس��وريين من اش��تداد قس��وة الحياة‬ ‫اليومية وزيادة أعباء المعيش��ة وانخفاض‬ ‫الدخل الحقيقي‪ ،‬أي حجم السلع والخدمات‬ ‫التي يحصلون عليها من دخلهم النقدي‪.‬‬ ‫ليس هناك في الواقع أي تناقض بين‬ ‫ه��ذا وذاك‪ ،‬وإن كان��ت الدعاي��ة الحكومية‬ ‫تح��اول بالطب��ع اإليهام بأن التحس��ن في‬ ‫ه��ذا المي��زان أو ذاك ال ب��د أن يعني أيضًا‬ ‫تحس��نًا ف��ي أح��وال الن��اس‪ ،‬والحكوم��ة‬ ‫مصرة على أن تصم آذاننا بأرقام ال يفهم‬ ‫المواط��ن العادي مغزاها الحقيقي‪ ،‬وتأمل‬ ‫الحكومة من ترديدها أن يتصور الناس أن‬ ‫حالهم ف��ي الحقيقة أفضل مما يعتقدون‪،‬‬ ‫أو أن األمور على وش��ك أن تتحس��ن‪ ،‬دون‬ ‫أن يكوم هذا أو ذاك صحيحاً بالمرة‪.‬‬ ‫يذكر " جالل أمين " في كتابه " وصف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مطابقة لواقع االقتصاد زمن‬ ‫"حال��ة‬ ‫مصر‬ ‫األس��د االبن‪ " :‬ارتفاع في الناتج القومي‪،‬‬ ‫تحس��ن مي��زان المدفوع��ات أو انخف��اض‬ ‫معدل التضخم‪ ،‬بالنس��بة لش��خص ليس‬ ‫لديه��م مص��در لل��رزق أص ًال ألن��ه يعاني‬ ‫م��ن البطالة‪ ،‬ما ج��دوى اإلعالن عن حفلة‬ ‫زاخ��رة بمختل��ف أن��واع الطعام والش��راب‬ ‫والرق��ص والغناء إذا كن��ت ال أحمل بطاقة‬ ‫دعوة تس��مح لي بالدخول أص ًال‪ ،‬إذن فكل‬ ‫أرقام النظام عن زيادة الناتج وزيادة النقد‬ ‫األجنب��ي ال تعني ش��يئاً للمتبطلين الذين‬ ‫تزيد نس��بتهم عام��ًا بعد ع��ام‪ ،‬فهم غير‬ ‫مدعوين أص ًال لالشتراك في الوليمة‪.‬‬ ‫وعل��ى طري��ق الهاوية‪ ،‬حلت س��وريا‬ ‫في المرتبة ‪ 69‬عالمياً و‪ 9‬عربياً وبمؤش��ر‬ ‫فس��اد بلغ ‪ 4 .3‬ع��ام ‪ ،2003‬وتراجعت في‬ ‫العام ‪ 2004‬أربعة درجات عالمياً محافظة‬ ‫على نفس المؤشر‪ ،‬وتراجعت ثالث مراتب‬ ‫أخرى ف��ي العام ‪ 2005‬لتصل إلى المرتبة‬ ‫‪ 76‬عالميا‪.‬‬ ‫و ش��هد العام ‪ 2006‬تراجع كبير حيث‬ ‫حلت س��وريا ف��ي المرتب��ة ‪ 97‬عالمياً و‪13‬‬ ‫عربي��اً وبمؤش��ر فس��اد ‪ .9 .3‬أم��ا التراجع‬ ‫األكبر ف��كان في الع��ام ‪ 2007‬إذ تراجعت‬ ‫س��وريا دفعة واح��دة ‪ 45‬مرتبة وحلت في‬ ‫المرتب��ة ‪ 142‬عالمي��ا و‪ 15‬عربي��ا‪ ،‬وزاد‬ ‫التراجع في العام ‪ 2008‬لتصبح سوريا في‬ ‫المرتبة ‪.147‬‬ ‫ف��ي ه��ذا الوق��ت كان نائ��ب رئيس‬ ‫الحكوم��ة للش��ؤون االقتصادي��ة عبداهلل‬ ‫ال��دردري يص��رح ب��أن‪ " :‬س��يصل النات��ج‬ ‫المحل��ي الس��وري للف��رد الواح��د بحل��ول‬ ‫عام ‪ 2015‬إلى ضع��ف مجموع ناتج الفرد‬ ‫األردن��ي واللبناني‪ ،‬وس��يقترب من الناتج‬ ‫اإلس��رائيلي ويك��ون بالتال��ي‪ ،‬االقتص��اد‬ ‫األقوى في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬بحيث‬ ‫تكون حصة الفرد س��نويا ‪ 3000‬دوالر من‬ ‫الناتج المحلي"‪!..‬‬ ‫وقد عكست تقارير منظمة الشفافية‬ ‫العالمية األخير انتش��ار الفساد على نطاق‬ ‫واس��ع ف��ي س��وريا وتحول��ه من مش��كلة‬ ‫س��طحية إلى مشكلة مزمنة يهدد اقتصاد‬

‫‪7‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫من الدولة الإ�سالمية �إىل مقاي�ضة النفط‬ ‫الثورة ال�سورية يف مواجهة ذاتية عاجلة‬ ‫الياس س الياس‬ ‫ما عاش��ته وتعيشه الثورة الس��ورية يحتاج لحماية‬ ‫الجمي��ع‪ ،‬الجمي��ع مم��ن يؤمن��ون به��ا وبحرية الش��عب‬ ‫الس��ورية‪ ..‬لم يعد األمر مقتصرا على مواجهة آلة القتل‬ ‫والتدمي��ر الت��ي ينتهجه��ا حاكم فاش��ي لم يت��رك منها‬ ‫ش��يئًا وال فرصة إال وحاول‪ ..‬صحي��ح بأنه لم يتوقف عن‬ ‫أوهام��ه بما أش��اعه بين مؤيدي��ه عن "االنتص��ار" على‬ ‫الثورة وبالتالي الش��عب الثائر كل الوق��ت الذي ظن فيه‬ ‫ب��أن "القص��ة انتهت" تثبت ل��ه األيام بأنه يواجه ش��عب‬ ‫مختلف عما أش��اع منذ البداية‪ ..‬وبقي هذا الفاشي يتهم‬ ‫"المؤامرة الكونية" و"العصابات" ألكثر من سنتين‪..‬‬ ‫األمر يتجاوز ما نراه من توحش آلة القتل المباشرة‬ ‫وغير المباش��رة باألكاذيب والحرب النفس��ية والدعائية‪..‬‬ ‫بل بات يتجاوز ما كنا نطلق عليه أخطاء الثورة‪..‬‬ ‫ليس فقط التشويه‪..‬‬

‫ق�ضية حممد �ضرار جمو‪..‬‬

‫ليس الوحيد من بين مالبس��ات كثيرة تكشف كيف‬ ‫يفك��ر نظ��ام عصابات فاش��ي في اس��تغالل دم��اء حتى‬ ‫مؤيدي��ه لتش��ويه الث��ورة الس��ورية‪ ،‬وال حاج��ة للتذكير‬ ‫بالجوق��ة الجاه��زة من بيروت حتى دمش��ق التي خرجت‬ ‫بنس��ق واحد يكش��ف الطبيعة الجاهزة إعالميا وسياسيا‬ ‫وبالتراف��ق م��ع القص��ف والتدمي��ر‪ ..‬الثورة تع��رف منذ‬ ‫البداي��ة بأنه��ا تتعرض ل��كل أن��واع التش��ويه والحصار‬ ‫بالك��ذب الذي ف��اق كل أنواع التحريض بالقتل‪ ..‬س��قط‬ ‫أبواق بش��ار في فخ مقت��ل جمو بمؤام��رة عائلية ولكن‬ ‫س��بق الكش��ف عن االصطفاف والفرز الذي تحدثنا عنه‬ ‫سابقا في مواجهة الثورة بكثير من األكاذيب‪ ،‬وهو ليس‬ ‫باألمر الس��يئ في مسار الثورة الس��ورية إذا ما أخذنا ما‬ ‫جرى ف��ي الثورة المصري��ة بعين االعتبار‪ ..‬ولم يس��لم‬ ‫من الف��خ رئيس دولة لبن��ان في بيانه وه��و وغيره من‬ ‫الساس��ة واإلعالم يمارسون الحول السياسي وهم يرون‬ ‫ميليش��ياتهم تنتقل وبش��كل منتظ��م برعاية حزب اهلل‬ ‫وتحت راية زينب والحس��ين لقتل الشعب السوري فبانت‬ ‫هشاش��ة الكي��ان اللبناني بفعل الثورة الس��ورية‪ ..‬وبان‬ ‫دور اإلع�لام اللبنان��ي الموالي للفاش��ية في االش��تغال‬ ‫كممسحة في بالط هذه الفاشية المتوسعة‪ ..‬أشرت إلى‬ ‫جم��و‪ ،‬ليس ألنن��ي ال أعرف الدور القذر ال��ذي لعبه وهو‬ ‫وكل األبواق في التحريض على قتل الناس واسترخاص‬ ‫حيواته��م وتدمي��ر مدنهم واته��ام الناس أنفس��هم بما‬ ‫فيها البيضا وبانياس بقتل نفس��ها بمذابح ثم تمجيد ما‬ ‫يس��مى الجي��ش الوطني الذي ال وجود ل��ه إال في مخيلة‬ ‫مريضة‪ ..‬ب��ل ألن قصة ضرار جمو تع��ري كل األكاذيب‬ ‫التي سيقت في السياق التشويهي‪..‬‬ ‫معاناة الثورة السورية لم ولن تكون فقط مع اآلخر‬ ‫الذي حس��م أم��ره منذ زمن باس��تخدام مدعوم ومفهوم‬ ‫بمعرف��ة ال��دور الوظيفي لبني��ة العصاب��ة الحاكمة منذ‬ ‫اس��تيالء األب على الس��لطة‪ ..‬وأيضا للفرجة التي تجعل‬ ‫"اإلمبريالية والصهيونية" أكثر راحة وهي ترى ما يسمى‬ ‫جيش وطني يدمر سوريا من أقصاها إلى أقصاها لتخرج‬ ‫تماما م��ن معادلة المس��تقبل في المنطق��ة وهذا أيضًا‬ ‫مبن��ي على وهم كبير س��يثبت الس��وريون والس��وريات‬ ‫عمال ال قوال أنه رهان خاسر على المدى المتوسط‪..‬‬ ‫يعرف إعالم األسد ومن ينهل منه األكاذيب الكبيرة‬ ‫ع��ن دور "الخ��ارج في الث��ورة الس��ورية" تس��ليحا على‬ ‫األق��ل‪ ..‬هذا إذا ل��م نتحدث عن الفرق بي��ن دعم يتلقاه‬ ‫بش��ار وعصاباته من عصابات طهران وبغداد والضاحية‬ ‫الجنوبي��ة وربم��ا عواصم عربي��ة ستكش��فها األيام كما‬ ‫كش��فتها الث��ورة المصرية‪ ..‬وبالرغم م��ن هذه المعرفة‬ ‫فهم غير آبهين بشيئين‪:‬‬ ‫تق��زم "المش��روع القوم��ي" (وهي كذب��ة امتطتها‬

‫عصابة حكم العائلة) إلى "دويلة أس��دية" على الس��احل‬ ‫مع تطهير طائفي ف��ي حمص‪ ..‬وهذه الفتة في صناعة‬ ‫الفاش��ية وتوس��ع فك��ر طائفي ف��ي المجال الس��وري‪..‬‬ ‫عل��ى ه��ذا المس��توى ال يهتم ه��ؤالء المؤي��دون لتقزم‬ ‫المش��روع بش��رب نخب واحتفال "االنتصار في القصير"‬ ‫وبع��ض أحياء حمص‪ ..‬وال هم ف��ي وارد قراءة ما يجري‬ ‫من تدمير للمدن الس��ورية األخ��رى بصواريخ وطائرات‪،‬‬ ‫يحتفل��ون من ناحية بضرباتها وم��ن ناحية أخرى يذهب‬ ‫زم�لاء المغ��دور جمو م��ن لبنانيين وس��وريين إلى نفي‬ ‫ه��ذا التدمي��ر‪ ..‬ويحف��ز حس��ن نص��ر اهلل بأكاذيبه منذ‬ ‫يناير ‪ 2012‬عن " ما في ش��ي بحمص" البيئة التي يقود‬ ‫أبناءه��ا نحو "واجب جهادي" ال طائل منه حين حذرنا بأن‬ ‫الطرف المقابل س��يعتبر نفس��ه مهددا كأمة فيستدعي‬ ‫نصر اهلل كل شياطين الطائفية مع بشار‪.‬‬ ‫أيضاً فيما يتعلق بتقزم مش��روع الوريث للشعارات‬ ‫القومي��ة العربي��ة إلى " دول��ة علوية" (وف��ي الحقيقة ال‬ ‫يمك��ن بدون ق��وة القهر وفرض ذات األس��اليب أن يقبل‬ ‫العلويين ه��ذه الس��خافة) وعليه اقتضى األم��ر اعتقال‬ ‫مثقفين سوريين علويين وغيرهم ممن يشكلون عائقا‬ ‫أمام هذا التقزم‪ ..‬لكن المش��كلة الحقيقية هي ما يجري‬ ‫في حمص والتخطي��ط بالتغيير الديموغرافي بكذبة أن‬ ‫الس��احل فيه مهجرون من حمص والداخل الس��وري بما‬ ‫يعن��ي أننا واهمون‪ ..‬وف��ي الحقيقة م��ن يعيش الوهم‬ ‫هو الذي ال يجيب على حقيقة الس��بب وراء تهجير هؤالء‬ ‫إلى الس��احل‪ ..‬كي��ف يمك��ن أن تتوهم عصاب��ة المافيا‬ ‫بأن العلويين الس��وريين س��يقبلون بكيان مس��خ يشبه‬ ‫ال يختلف عن الكي��ان الذي يدعي ممانعته له‪..‬؟ بل كيف‬ ‫هي النتيجة على النسيج الوطني السوري حين يفاوض‬ ‫بش��ار وعصاباته أحزابا كردية لتقاس��م كعكعة س��وريا‬ ‫وهو يسوق أتباعه كالقطيع بحجة أن "المؤامرة الكونية"‬ ‫تستهدفه وتستهدف وحدة ودور سوريا؟‬ ‫هؤالء الغير آبهين بما ذكرناه لن يهمهم كثيرا رؤية‬ ‫ماليين الس��وريين مهجري��ن خارج وداخ��ل وطنهم‪ ،‬قد‬ ‫يهمهم س��عر صرف الدوالر والتالعب بقوت البش��ر أكثر‬ ‫مما يهمهم تصديق ما كانت الثورة تحذر منه حين كانت‬ ‫بس��لميتها بتوجهات عصابات الحكم نحو تقسيم سوريا‬ ‫ورهنها إيرانيا وروسيا وأية قوى تقدم الدعم له حتى لو‬ ‫كانت على ش��اكلة حزب الدعوة وجيش المختار والمهدي‬ ‫وحزب اهلل وفتاوى قم وساسة طهران‪ ..‬هذه ليست قوى‬ ‫علماني��ة وال ه��ي عربية بالمعن��ى القومي ال��ذي ادعاه‬ ‫تاريخيا نظام العصابات الحاكمة‪..‬‬

‫الثورة يف مواجهة ذاتها‪ ..‬مرة �أخرى‬

‫ال يمك��ن أن نقرأ ما يجري بعيدا عن فهم اجتماعي‬ ‫وسياس��ي ب��أن الثورة ه��ي الحال��ة البديلة ع��ن النظام‬ ‫المافي��وزي الحاك��م‪ ،‬والثورة التي ال تض��ع إصبعها على‬ ‫األخطاء لتصححها وتجدد مس��اراتها بإب��داع أهل الثورة‬ ‫تصبح ثورة تعيش م��أزق ما اجتمع عليه كثيرون لتصل‬ ‫إلي��ه‪ ..‬أقول ه��ذا الكالم لي��س ألكرر نفس��ي وال غيري‬ ‫حين اعتبرنا الثورة الس��ورية هي ثورة على الذات وعلى‬ ‫العقل الذي تم تركيبه وف��ق نمطية تربية بعثية (ليس‬ ‫بالضرورة أن تكون حزبية بما هو متعارف عليه) عاش��ت‬ ‫على تلقين التخوين وأحادي��ة التفكير ورفض االختالف‬ ‫أو الخروج عما هو مرس��وم‪ ..‬الش��يطنة لحقت حتى أكثر‬ ‫خدام ه��ذا النظام حين خرجوا تاركين إياه‪ ،‬فلم يس��لم‬ ‫ه��ؤالء من تهم العمالة للصهيوني��ة واالمبريالية وقبلها‬ ‫الرجعي��ة وقبلها "إخونجية"‪ ..‬لم تس��لم حتى زوجة عبد‬ ‫الحليم خ��دام من األمر بالعبث بطريق��ة بدائية همجية‬ ‫بمالبس��ها ورميها م��ن ش��رفة المنزل كأح��د الطقوس‬ ‫التي كش��فت الثورة الس��ورية عنها بعد سنوات من تلك‬ ‫الحادثة‪..‬‬

‫نمطي��ة م��ا ف��ي عالق��ة الن��اس ببعضها ل��م تكن‬ ‫اعتباطي��ة أب��داً ب��ل مخططة ومنس��قة باس��تخدام كل‬ ‫أس��اليب وإبداع��ات مص��درة م��ن عن��د الرف��اق البلغ��ار‬ ‫والرومانيي��ن والس��وفييت م��ع خلط��ة م��ن دول القم��ع‬ ‫العربية‪ ،‬تبدأ بإيهام الناس باس��تحالة خداع "القائد الفذ"‬ ‫وم��ن يفعلها ليتخلص من ديكتاتوريته عقابه بعيدا عن‬ ‫السجن والنفي واإلخفاء يجري اعتباره " متآمرا وخائنا"‪..‬‬ ‫وم��ن قصة صغي��رة قد تحدث أينما كان ف��ي هذا العالم‬ ‫كانت سوريا تعيش تضخم القصص ولو همسا‪..‬‬ ‫هل البديل يجب أن يكون هكذا؟‬ ‫ال أوه��ام عن��دي وعن��د غيري مم��ن يع��رف الثورة‬ ‫الس��ورية وعمقها الذي فش��ل أس��اتذة الدعاي��ة وعلوم‬ ‫النف��س العاملين عند بش��ار ف��ي إدراكهم ذل��ك العمق‬ ‫بأنها ث��ورة منتصرة في النهاية ف��ي إزاحة ليس رأس ‪/‬‬ ‫عراب العصابة‪ ،‬بل كل التركيبة‪ ..‬ومهما بدت المخاضات‬ ‫صعب��ة ومؤلمة فال مفر م��ن مواجهة ثقافة تبني بعض‬ ‫الث��ورة ل��ذات أس��اليب وخطابات نظام عصاب��ات لم يعد‬ ‫الشعب يطيق وجوده وال القدرة على التعايش معه مهما‬ ‫امت��د وقت الث��ورة (حتى في أوس��اط من بق��ي مخدوعا‬ ‫تجري مراجعات كثيرة في مواقف هؤالء وهم س��وريون‬ ‫يرون إلى أين يقود س��فاح بلده��م ومجتمعهم)‪ ..‬فقط‬ ‫الناظر لقصة التعاطي مع قتل ضرار جمو واعتقال خيرة‬ ‫مثقفي وفنانين تش��كيليين وصحفيين وكتاب سوريين‬ ‫ومالحقة كل من يقدم ولو عمل إغاثي بسيط سيكتشف‬ ‫الوج��ه الحقيقي لهذا النظام العائل��ي المدعي العلمانية‬ ‫م��ن جهة والمتحال��ف مع أقذر ما أنتج��ه العقل الطائفي‬ ‫والغزو األميركي للعراق‪..‬‬ ‫ف��ي مقاب��ل كل البديهي��ات الت��ي ص��ارت معروفة‬ ‫ومكش��وفة عن بنية وطبيعة هذه الفاشية تحت مسمى‬ ‫دول��ة الش��بيحة والتوحش البش��ع والجش��ع لالنتهازيين‬ ‫طحال��ب االقتص��اد الذي��ن يعتاش��ون على دم��ار ودماء‬ ‫الش��عب الس��وري‪ ،‬تبرز ثقافة مش��وهة تري��د لمخاض‬ ‫الثورة السورية أن يكون مولودها بقدر التشوه التاريخي‬ ‫الذي عمل عليه حكم العائلة بكل متناقضات الش��عارات‬ ‫المعادية من جهة لإلس�لام السياس��ي بينما هي غارقة‬ ‫من��ذ أكث��ر من ‪ 30‬عاما ف��ي تحالفات مع إس�لام طائفي‬ ‫وانته��ازي وتفاخر ببناء معاهد تحفي��ظ القرآن وتفريخ‬ ‫مجموع��ات التط��رف ف��ي أقبيت��ه وإرس��الها إل��ى المدن‬ ‫والعراق ولبنان‪..‬‬ ‫يسير البعض فيمن يحسب على الثورة وكأنه ينفذ‬ ‫بالضب��ط ما ج��رى التخطيط له منذ الي��وم األول للثورة‬ ‫بس��لميتها التي ل��م يعد من مج��ال اآلن لتع��داد أكاذيب‬ ‫إعالم األسد لتشويهها بروايات سخيفة ذكرناها أكثر من‬ ‫مرة وبات يقرف من تذكرها حتى مؤيدي األسد ونظرية‬ ‫المؤامرة الكونية‪..‬‬ ‫الث��ورة الس��ورية الت��ي اتهم��ت‪ ،‬وهي تص��دح منذ‬ ‫البداي��ة بالحري��ة لكل الس��وريين‪ ،‬بأنها ثورة إس�لامية‬ ‫وتط��رف ب��دأت مؤخ��را تتص��رف وف��ق االتهام��ات التي‬ ‫ل��م تك��ن اعتباطي��ة من نظ��ام أمن��ي خبير م��ع حلفاءه‬ ‫ف��ي تفري��خ ه��ذا التط��رف‪ ..‬هن��ا ال نتهم بالعم��وم بل‬ ‫بالتخصيص‪ ..‬ممارس��ات ال عالقة له��ا بحرية الناس وال‬ ‫حقها الطبيعي (واإللهي أن ش��ئتم) باختيار نظام حكمها‬ ‫بش��كل ال تفرض فيه أنماط معينة من قبل فئة تحتكر‬ ‫كالبع��ث وأجهزته األمنية كيف يجب أن يفكر اإلنس��ان‪..‬‬ ‫ول��و كان األمر منافس��ة في الس��ياقات الطبيعية لبرامج‬ ‫سياس��ية لمرحلة ما بع��د انجاز الث��ورة ألهدافها لفهمنا‬ ‫األمر في نطاقه المحدد‪..‬‬ ‫التكفير ببيانات وممارس��ات من قبل مجموعات قد‬ ‫ال ت��درك الطبيعة الخاصة لثورة الس��وريين وخلفياتهم‬ ‫التاريخية والثقافية توحي وكأن ما يس��مى " دولة الشام‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫�س�ؤال �أخري‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫إال ينتبه هؤالء جميعا بأن معس��كر بشار (العائلي)‬ ‫والداعمي��ن اإلقليميي��ن والدوليي��ن بمن فيه��م لوبيات‬ ‫إس��رائيل متحدة وتعمل بدون ضجيج ليس��تكمل بش��ار‬ ‫مهمته التي يراها كل طرف حسب مصالحه ومخططاته؟‬ ‫كي��ف ولماذا ال يس��تطيع الثوار عل��ى األرض إيقاف‬ ‫عبثية استالب البعض للثورة؟ هل بسبب الوالءات والمال‬ ‫السياس��ي؟ وكي��ف ال يحق للثوار بعدما أف��رزت الثورة ما‬ ‫أف��رزت أن يعلنوا عن " القي��ادة الوطنية الموحدة" وبدون‬ ‫إقص��اء نق��ول لك��ن عل��ى األق��ل ألج��ل معالج��ة الكثير‬ ‫الكثي��ر من التجاوزات العمالتية والسياس��ية‪ ..‬ومن ش��اء‬ ‫عنده��ا أن يح��رد فليح��رد فس��وريا وثورته��ا وتضحيات‬ ‫ومعاناة البش��ر ومش��اريع التقس��يم أكبر م��ن اكس من‬ ‫الن��اس وأكبر من مجموعة أبو ف�لان‪ ..‬بغير هذا التصرف‬ ‫س��نجد أن االنتص��ارات التي يحققها الث��وار على األرض‬ ‫تبق��ى منقوص��ة بغياب التنس��يق اإلعالمي والسياس��ي‬ ‫والدبلوماس��ي‪ ..‬وم��ن يريد ف��رض دولت��ه فليذهب إلى‬ ‫العراق وقاس��م س��ليماني ويحاول هناك‪ ..‬س��وريا ليست‬ ‫بحاجة لصحوات وليس��ت بحاجة لم��ن يعرفها كيف تكون‬ ‫حري��ة التعبي��ر وال��رأي في زم��ن الث��ورة‪ ..‬وال حتى متى‬ ‫يفط��ر أو يصوم‪ ..‬وليس��ت بحاجة ألوصياء ج��دد بدل آل‬ ‫األسد وشاليش ومخلوف وبقية العصابات‪ ..‬سوريا بحاجة‬ ‫لتكات��ف جه��ود الث��وار لي��س إال‪ ..‬التعويل عل��ى الخارج‬ ‫ودعمه ب��ات من الواضح بأنه مجرد أالعيب يلعبها الجميع‬ ‫ليس إلبقاء بشار بل بانتظار انجاز مهمة تدمير المجتمع‬ ‫السوري وعندها سترون كيف يتم ركله ليعتبروا أنفسهم‬ ‫وليس الش��عب السوري أصحاب الفضل في التخلص من‬ ‫أعتى نظام فاشي مر على العالم الثالث‪..‬‬ ‫* الفقرة األخيرة المتضمنة الس��ؤال هي برسم الثوار‬ ‫األحرار على األرض ومن يشعر في الخارج بأنه جزء منهم‪..‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫والعراق اإلس�لامية" تطبق ما طبقته م��ن كارثة جلبتها‬ ‫لج��زء من العراقيي��ن‪ ..‬فمن هو هذا الذي يعتبر نفس��ه‬ ‫"أميرا" يس��مى نفس��ه البغدادي ليجيء بتمويل مشبوه‬ ‫ويف��رض على الس��وريين ما عجز أص�لا عن فرضه في‬ ‫العراق وبأوامر من طهران وتبني تفجيرات في ذلك البلد‬ ‫أصابت من يدع��ي البغدادي أنه حريص على مصالحهم‬ ‫بكوارث قضت على مفكريهم ورجال دينهم حتى بحجج‬ ‫تشبه حجج بشار بالتخوين والعمالة‪..‬‬ ‫األمر ال��ذي يعرفه ه��ؤالء بأن الثورة الس��ورية لم‬ ‫تح��ارب االس��تبداد‪ ،‬كم��ا أرادت اآللة الدعائية لبش��ار أن‬ ‫توحي منذ البداية‪ ،‬ألنه علوي‪ ..‬بل ألنه استبداد ونقطة‪.‬‬ ‫أما استبدال اس��تبداد يتلبس العلمانية باستبداد يتلبس‬ ‫ويحتكر الدين فهي ليس��ت حالة ثورية بل محاولة إلنقاذ‬ ‫نظ��ام العصابة في دمش��ق وإطال��ة معاناة الس��وريين‬ ‫باحتكار الس�لاح وتخزينه بل وتوجيهه إلى الجيش الحر‬ ‫وفرض مقايضات مش��بوهة مع نظام يقتل ويدمر حياة‬ ‫السوريين‪ ..‬السيطرة على مناطق النفط واالنشغال بها‬ ‫مقايضة وإصدار فتاوى تبيح نهب ثروات الشعب السوري‬ ‫ال عالق��ة ل��ه بنصرة الش��عب الس��وري‪ ..‬فق��ط للتذكير‬ ‫والمقارنة‪ :‬لم يحضر جماعة نصر اهلل وميليشيات إيران‬ ‫العراقية لالنش��غال بما ينشغل به جماعة البغدادي الذي‬ ‫يتبع أساليب منفرة في األصل وال تختلف من حيث جوهر‬ ‫رفض التدخل الفج كغزو حزب اهلل واإليرانيين لسوريا‪..‬‬ ‫م��ن يراقب اإلع�لام الغربي واآللة الدعائية لبش��ار‬ ‫وتوابع��ه واإلع�لام الصهيوني المدافع عن وجود بش��ار‬ ‫ريثم��ا ينتهي من تدمير ما تبقى من س��وريا وس�لاحها‪،‬‬ ‫ال بد أنه سيكتش��ف ه��ذا التركيز عل��ى " جبهة النصرة"‬ ‫ث��م " الدول��ة اإلس�لامية" وبالتالي تغيي��ب الجيش الحر‬ ‫والس��وريين ش��عبا وثورا وهذا ليس فق��ط خلل أو خطأ‬ ‫بل خطيئة مش��بوهة ومقصودة تساهم فيها ممارسات‬ ‫عصابات وقطع طرق ونهب ال تختلف كثيرا عن جمهورية‬ ‫الشبيحة التي يتزعمها بشار ومحيطه‪..‬‬ ‫هنا نح��ن نتحدث ع��ن مناطق بعينها في الش��مال‬ ‫وف��ي ش��رق س��وريا‪ ..‬بل حت��ى وص��ل األمر إل��ى ريف‬ ‫الالذقي��ة حيث تم اغتيال احد قي��ادات الجيش الحر تحت‬ ‫تهمة " العمالة" على أيدي مجموعة تنتمي بعد انشقاقها‬ ‫عن النصرة إلى ما يس��مى " الدولة اإلس�لامية"‪ ..‬ومهما‬ ‫بدا أي حادث مجرد ممارس��ة فردية فإن الشعب السوري‬ ‫الذي قدم كل هذه التضحيات سيش��عر بالخيبة والخيانة‬ ‫لتضحياته حين يقدم هؤالء خدمة لكل وس��ائل اإلعالم‬ ‫الت��ي ال تركز على معاناتهم بق��در ما تركز على تطرف‬ ‫هؤالء ببيانات ركيكة ع��ن حبس من يفطر في رمضان‬ ‫وكأن الث��ورة الس��ورية قامت ألن الن��اس ال تريد أن ترى‬ ‫من يفطر‪ ..‬ثم إش��اعة أن البغدادي سيعلن بعد رمضان‬ ‫عن الدولة اإلس�لامية ف��ي المناطق الت��ي يتغلغل فيها‬ ‫وبش��كل يثير الريبة في العالقة بين مثلث هذا البغدادي‬ ‫وطهران وأجهزة بشار‪..‬‬ ‫وما ينطب��ق على تلك الممارس��ات المضرة بالثورة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬مع إدراكنا ب��أن الغرب وروس��يا وغيرهم من‬ ‫العرب تركوا األمور في سوريا حتى وصلت إلى ما وصلت‬ ‫إلي��ه ليق��وم الن��اس بطلب العي��ش في ظل االس��تبداد‬ ‫تفضي�لا وخوف��ا من اآلتي الذي يس��اهم ه��ؤالء بقصد‬ ‫وب��دون قصد في ترويجه‪ ..‬ينطبق أيض��اً على تكتيكات‬ ‫لهاث بع��ض األحزاب الكردية للتفاهم مع نظام فاش��ي‬ ‫من أجل حكم ذاتي يعرف هؤالء بأن صدام منحه لقيادات‬ ‫كردي��ة ف��ي الع��راق في س��بعينيات‬ ‫الق��رن الماض��ي وبالرغ��م م��ن ذلك‬ ‫أثبتت األيام بأن سياس��ة االستبداد ال‬ ‫هدف لها سوى تشتيت الجهود وتحييد‬ ‫الن��اس ع��ن التوحد بوجه المس��تبد‪..‬‬ ‫ليس لمصطف��ى البرزان��ي وال غيره‬ ‫الحق في ممارسة ما يمارسه اإليراني‬ ‫وحزب اهلل بالتدخل الفج في ش��ؤون‬ ‫سوريين خرجوا في ثورتهم من أجل‬ ‫حريته��م الجمعية وليس الفئوية كما‬ ‫روج لها بش��ار في كل خطاباته وهم‬ ‫مع األس��ف باس��تالب حق الس��وريين‬ ‫والش��باب الك��رد إنما يس��اهمون في‬ ‫مش��روع تش��تيت الجه��ود‪ ..‬سياس��ة‬ ‫ل��ي ذراع الثورة التي تمارس��ها أحزاب‬ ‫كردي��ة متحالف��ة تاريخيا مع س��لطة‬ ‫البعث لن تجلب الكثير للشعب الكردي‬ ‫في س��وريا بل ستكرس عمليا ما يتم‬

‫السعي إليه لتقسيم قوى الثورة وسوريا كلها‪..‬‬ ‫م��ا تقوم ب��ه بعض ما يس��مى " الهيئات الش��رعية"‬ ‫م��ن اس��تدعاءات واعتق��االت وتعذيب بحق النش��طاء هو‬ ‫عمل تكاملي مع نظام االس��تبداد‪ ،‬وقد يعتبر البعض بأن‬ ‫ه��ذه تهمة بدون أس��انيد وتعميمية‪ ..‬لكن م��ا يجب قوله‬ ‫هن��ا بأنه ليس هن��اك ترف في الثورة ال م��ن حيث الوقت‬ ‫وال الجه��د وإطال��ة معان��اة الن��اس والتبش��ير بمث��ل هذه‬ ‫األفع��ال الخسيس��ة المرتكبة من قبل البعض يش��ير إلى‬ ‫خل��ل كبير وفراغ أكب��ر تركته كوادر المعارضة الس��ورية‬ ‫التقليدية التي تركت للعس��كر إدارة ش��ؤون بعض المدن‬ ‫وهي منشغلة بالمحاصصة وتقاسم الوالءات والمناصب‪..‬‬ ‫لك��ن كل هذا ال يعفي أيضاً األلف مرة التي س��معها حتى‬ ‫اإلنس��ان الع��ادي م��ن خبراء عس��كريين وهم يناش��دون‬ ‫الجي��ش الحر والثوار بالتوحد والتنس��يق الفعال بدل ترك‬ ‫بعضه��م للجبه��ات والتمخت��ر بي��ن األزق��ة بينم��ا جبهات‬ ‫تح��ت القصف ومح��اوالت االجتياح توجه الن��داء اثر النداء‬ ‫لهؤالء الذي��ن جعلتهم الثورة يحملون الس�لاح ويتبوءون‬ ‫المناص��ب‪ ..‬والث��ورة لم تندلع من أج��ل أن يكون لكل من‬ ‫هب ودب مجموعته االستعراضية وجلب الرواتب والتمويل‬ ‫وألجل تصوير إطالق صاروخ‪ ..‬وال من أجل تصوير ما يتم‬ ‫منحه للمهجرين الذين فقدوا كل شيء مع عبارات سخيفة‬ ‫فيها شكر للجماعة الفالنية واألمير الفالني‪..‬‬ ‫التصدي لهذه التشويهات المتراكمة ال يتم باعتقال‬ ‫إعالم��ي وال ناش��ط مدن��ي بتهمة س��مجة ال تختلف عن‬ ‫تهمة بش��ار ألي س��وري بأنه " يوهن م��ن عزيمة األمة‬ ‫ويبث ش��ائعات مغرض��ة"‪ ..‬وال يت��م التص��دي لها بترك‬ ‫التش��كيالت المعارضة التي تقول بأنه لديها مؤسس��ات‬ ‫كفيلة بتس��يير ش��ؤون دولة ما بعد األسد لألرض بدون‬ ‫قضاء مدني يش��ارك فيه القضاة الشرفاء الذين ال يجب‬ ‫أن تحرث األرض منهم فيصير مكانهم اسطنبول وعمان‬ ‫والخلي��ج‪ ..‬وهو م��ا ينطبق على كل من انش��ق مدنيا أو‬ ‫عس��كريا ليفهم بأن الثورة هي على األرض الس��ورية‪..‬‬ ‫وهم ليس��وا مجرد الجئين كالن��اس العاديين‪ ،‬بل منهم‬ ‫وأقولها من تجربة ماثلة أمامنا في مصر س��وف تجدهم‬ ‫أول من يقفز على ظهر الثورة ويعتبر نفس��ه محركا لها‬ ‫وقائدها بالسر‪..‬‬ ‫حت��ى ل��و أطلنا في ه��ذا الموض��وع فاألم��ر خطير‬ ‫ويش��كل كارثة في عدم التصدي له بعيدا عن الحسابات‬ ‫الفئوية الضيقة واالنسياق وراء طائفية ترد على قذارات‬ ‫الطائفي��ة التي تواج��ه الثورة‪ ..‬وعليه ف��إذا كان البعض‬ ‫يعتب��ر بأننا في هذا الملف نش��خص الخلل بدون اقتراح‬ ‫الحلول‪ ،‬فاألمر بس��يط جدا والحلول هي من صنع الثورة‬ ‫والث��وار‪ ..‬م��ن خرج في الرق��ة وبس��تان القصر يتصدى‬ ‫لتلك الممارس��ات المش��ينة هم الش��عب‪ ..‬ومن يتند في‬ ‫حلوله على آراء الشعب هو الذي تكون حلوله ناجعة‪..‬‬ ‫أن إعادة الثورة لتقييم مس��اراتها وإعادة س��وريتها‬ ‫إليها (دون ذلك الفكر وتلك الممارسة التي قرأت المجتمع‬ ‫الس��وري مجتمعا جاهليا يجب أس��لمته بطرق البغدادي‬ ‫والقاع��دة وتنفي��ر الن��اس) هي م��ن الحل��ول التي يجب‬ ‫وبسرعة وبدون هذا الشطط في إقامة لجان تشبه لجان‬ ‫البع��ث‪ ..‬فالكل يعرف حج��م وعدد ه��ؤالء الذين تحدثنا‬ ‫ويتح��دث عنهم الناس‪ ،‬وهؤالء ال يحق لهم وال بأية حالة‬ ‫من األحوال أن يس��لبوا الش��عب الس��وري ثورت��ه وال أن‬ ‫يفرض��وا عليه نمط معين ال من اللب��اس وال من القتال‬ ‫والنض��ال‪ ..‬هؤالء القلة أن تركوا يتصرفون كما يفعلون‬

‫الي��وم مع الناس العاديي��ن ومع الجيش الح��ر فإنهم مع‬ ‫الوقت سيدخلون الثورة في اقتتال داخلي هي بغنى عنه‬ ‫طالما أنها لم تنجز مهمتها كاملة‪..‬‬ ‫لألس��ف نقولها ب��أن بع��ض النخ��ب التقليدية في‬ ‫المعارض��ة (يس��ارا ويمين��ا وعلمانية وديني��ة) تتصرف‬ ‫وكأنه��ا ال تث��ق بالش��عب الس��وري وقدراته عل��ى قراءة‬ ‫واقع��ه وواقعهم‪ ..‬هذا ما وقعت ب��ه الثورة المصرية وال‬ ‫يج��ب أن يخرج على العربية وغيرها م��ن القنوات أمثال‬ ‫هؤالء "المعارضين" ليمارسوا الفوقية وكل عقد القيادة‬ ‫والثقافة على ش��عبهم الذي أثبت بأنه أكثر وعيا وإدراكا‬ ‫بالطبيع��ة الفاش��ية لهذا النظام‪ ..‬حت��ى لو قضى بعض‬ ‫ه��ؤالء المعارضون بعض الوقت في س��جون العصابات‬ ‫األسدية‪ ..‬ش��خصيا ال أنتقد وجود معارضين في الخارج‪،‬‬ ‫لكن حين تت��رك الثورة ويمنع عليها إف��راز قيادة وطنية‬ ‫موح��دة ليس فق��ط لقيادة العمل عل��ى األرض بل لكي‬ ‫تحفز هؤالء الذين ينظرون على خيرة الش��باب المناضل‬ ‫على األرض من على شاشات الفضائيات‪..‬‬ ‫ربما تكون هذه هي المرة الثالثة‪ ،‬ولن اكرر األسماء‪،‬‬ ‫التي أقترح فيها على الثوار في الداخل أن يش��كلوا قيادة‬ ‫موحدة تفرز مجموعة محددة من المعارضين في الخارج‬ ‫ليكون��وا جزءا منها ب��دل هذا الهرج والم��رج الذي يحدث‬ ‫وثم من لم تعجبه النتائج أو الوالءات يخرج على العربية‬ ‫ليعلن االنشقاق والخروج من هذا التشكيل أو ذاك وتبدأ‬ ‫عملية الطعن بالمعارضة والثورة‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫حتجيمالثورةوتقزميال�سوريني‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫خالد كنفاني‬ ‫إنها بالفعل لحظة الحقيقة الغائبة‪.‬‬ ‫بدأت ف��ي مصر الثورة الثانية وأول ما‬ ‫رافقها كان االنقالب على الس��وريين وكل‬ ‫ما يتعلق بهم‪ ،‬وبدأ اإلعالم بالتجييش ضد‬ ‫الس��وريين وضد وجودهم إلى درجة نشر‬ ‫أخبار عن الزواج بسوريات بخمسين جنيهًا‬ ‫فقط!‬ ‫دعونا ال ننجر كثيراً إلى كل التجييش‬ ‫اإلعالم��ي م��ن كل األط��راف‪ ،‬فتجربتنا مع‬ ‫اإلعالم على طول مسار الثورة كانت سيئة‬ ‫جداً س��واء من قبل اإلعالم الموالي للنظام‬ ‫(التلفزي��ون الرس��مي‪ ،‬قناة الدنيا‪ ،‬روس��يا‬ ‫الي��وم‪ ،‬المنار وغيره��ا) أو من قبل اإلعالم‬ ‫الذي يدعي دعم الثورة (الجزيرة‪ ،‬العربية‪،‬‬ ‫وغيرهم��ا) وال زال واضح��ًا أن كل اإلع�لام‬ ‫بكافة اتجاهاته ليس حيادياً وال مهنيًا على‬ ‫اإلطالق‪ .‬وها هو اإلع�لام يعود للعب على‬ ‫وتر مش��اعر الن��اس الغاضب��ة مما يحصل‬ ‫في مص��ر فلم تج��د أفضل م��ن الطريقة‬ ‫الش��ائعة والس��هلة‪ :‬إلق��اء الل��وم وتحميل‬ ‫المسؤولية "لآلخر"‪.‬‬ ‫لنأخ��ذ فرص��ة هن��ا ونع��ود بالزم��ن قلي� ً‬ ‫لا للوراء‬ ‫وتحدي��داً إل��ى الع��ام ‪ 2003‬ل��دى غزو الع��راق من قبل‬ ‫الواليات المتحدة حيث بدأ تدفق الالجئين العراقيين إلى‬ ‫س��وريا حتى بل��غ تعدادهم أكثر من ثالث��ة ماليين‪ .‬لن‬ ‫نخوض هن��ا في ما يحلو لكثير من الس��وريين بإضفاء‬ ‫الطوباوي��ة والتضحي��ة وك��رم الضياف��ة عل��ى مس��ألة‬ ‫اس��تضافة العراقيين‪ ،‬ذلك أن ال��كل يذكر كيف ارتفعت‬ ‫أجور المنازل بشكل جنوني وكذلك أسعار العقارات ولم‬ ‫يكن مرد ذلك وجود العراقيين وإنما جشع السوريين‪ .‬ال‬ ‫يريد أحد أن يذكر اليوم كم ش��اع الكالم عن فساد البلد‬ ‫بسبب العراقيين والعراقيات وكم شاع الكالم عن خراب‬ ‫البلد بس��بب وجود العراقيين وكأن البلد قبل عام ‪2003‬‬ ‫كان ممتازاً والشعب في بحبوحة‪.‬‬ ‫ه��ل الزمن يرد لن��ا الدين اليوم؟ عل��ى كل منا أن‬ ‫يسأل نفسه عما يحدث‪.‬‬ ‫أم��ا الموضوع اآلخ��ر فيتعلق بانخراط الس��وريين‬ ‫ف��ي األحداث السياس��ية في مصر‪ ،‬وال أري��د من أحد أن‬ ‫يقنعن��ي ب��أن كثيراً من الس��وريين كان��وا بعيدين عما‬ ‫يح��دث هن��اك‪ .‬فق��د تأث��ر الكثي��ر منه��م بالتصريحات‬ ‫النارية الخلبية للرئيس المخلوع محمد مرسي وأثارتهم‬ ‫مش��اهد حمله لعلم الثورة والمهرجانات الخطابية التي‬ ‫كان فيها مشايخ الظالم يشتمون الشيعة وغيرهم على‬ ‫مس��مع من رئيس "كل المصريين" الذي يدعي السعي‬ ‫للحفاظ على "وحدة" س��وريا‪ .‬تأثر كثير من الس��وريين‬ ‫بذل��ك وارت��أى بعضه��م أن خلع مرس��ي قد ي��ؤدي إلى‬ ‫زعزع��ة أوضاعهم ف��ي مصر علم��ًا أن الس��وريين في‬ ‫مصر منذ أكثر من مائتي س��نة ولم يتأثر أي منهم بكل‬ ‫الظروف السياسية الحالكة التي مرت على البلدين حتى‬ ‫في أيام المقاطعة العربية لمصر‪.‬‬ ‫نتيج��ة لذل��ك فق��د اندفع بع��ض الس��وريين إلى‬ ‫الدف��اع ع��ن مق��رات اإلخ��وان المس��لمين ناهي��ك عن‬ ‫انخ��راط بعضه��م في بع��ض أعمال العنف أم��ام قيادة‬ ‫الح��رس الجمهوري‪ .‬ومن الطبيع��ي أن يثير ذلك غضب‬ ‫المصريين وخاصة من الموالين للتحرك األخير للجيش‬ ‫في خلع الرئيس مرس��ي‪ ،‬ونرجو أن ال نسمع المزيد من‬ ‫التنظيرات عن نظرية مؤامرة ضد السوريين‪ ،‬ألن مصر‬ ‫لم تتعرض ألي س��وري على ط��ول مراحل العالقة بين‬ ‫البلدي��ن والش��عبين لعقود طويلة‪ .‬ول��م يكن من مبرر‬ ‫لالنقالب عليهم لو لم يكن لبعضهم القليل دور س��يء‬ ‫في األحداث الجارية في البالد‪.‬‬

‫ويبدو أن تغيراً كبيراً وس��ريعًا يم��ر على المنطقة‬ ‫من جدي��د‪ ،‬فالهزيم��ة النك��راء التي تعرض��ت لها قطر‬ ‫وتركيا في مصر بعد خلع محمد مرس��ي‪ ،‬بينما انتش��ت‬ ‫الس��عودية واإلم��ارات بهزيم��ة اإلخ��وان المس��لمين‬ ‫بطريقة وقح��ة وفجة إلى درجة قيام الملك الس��عودي‬ ‫بتهنئ��ة الرئي��س االنتقالي الجديد ف��ي مصر حتى قبل‬ ‫أدائ��ه اليمي��ن‪ ،‬وتحويل ملي��ارات الدوالرات إل��ى البنك‬ ‫المرك��زي المص��ري في الي��وم التالي مباش��رة‪ .‬وهكذا‬ ‫يتم فهم موقف أردوغ��ان الحاد ضد الحكومة المصرية‬ ‫الجدي��دة‪ ،‬فهو ال يريد أن تنتقل ع��دوى مصر إلى بالده‬ ‫وخاصة أن عالقته بالجيش التركي ليست على ما يرام‪.‬‬ ‫وال تب��دو التغي��رات الحاصلة والتي س��تحصل في‬ ‫المنطقة مبش��رة بالخير بالنس��بة للسوريين‪ .‬فما حدث‬ ‫في مصر يمكن بكل بساطة أن يحدث في تركيا وخاصة‬ ‫في ظ��ل تذمر الكثي��ر من األتراك من سياس��ة حكومة‬ ‫بلدهم في التعاطي مع المسألة السورية وكذلك بعض‬ ‫األحداث األمنية والتي بدا أن وراءها س��وريون مقيمون‬ ‫في تركيا‪ .‬كما أن وضع الالجئين الس��وريين في األردن‬ ‫ولبنان غني ع��ن التعريف وهو وضع قابل لالنفجار في‬ ‫أية لحظة وخاصة في ظل االحتقان السياسي والطائفي‬ ‫في لبنان وكذلك في ظل األوضاع االقتصادية المتردية‬ ‫في األردن‪.‬‬ ‫يت��م تحجيم الث��ورة أكث��ر وأكثر كلما خ��رج علينا‬ ‫سياس��ي جديد يدعي تمثي��ل "جميع الس��وريين"‪ .‬بكل‬ ‫بس��اطة وصفاقة يعت��ذر الس��يد الرئي��س القائد أحمد‬ ‫الجربا عن زيارة مخيمات الالجئين الس��وريين في تركيا‬ ‫برفقة داوود أوغلو بسبب "انشغاالته الكثيرة"‪ .‬كلما خرج‬ ‫علين��ا زعيم جدي��د عرفنا كم أن الوطنيي��ن الحقيقيين‬ ‫والمثقفين الحقيقيين قد تم اس��تبعادهم من المش��هد‬ ‫السياس��ي والوطن��ي الس��وري لصال��ح مجموع��ة م��ن‬ ‫الوصوليي��ن واالنتهازيين وأصحاب الس��وابق‪ ،‬وأصبحت‬ ‫ورقة دخول أي هيئة س��ورية أمران اثنان‪ :‬دعم خليجي‬ ‫أو بضعة أش��هر في أحد سجون عدرا أو صيدنايا‪ .‬ونحن‬ ‫ال نريد التقليل من تضحيات أي إنس��ان‪ ،‬ولكن أن يخرج‬ ‫علين��ا تاج��ر أدوات صحي��ة ويصبح أميناً عام��ًا لالئتالف‬ ‫الوطني ألن��ه مدعوم س��عودياً وإخوانياً فه��ذا أمر يثير‬ ‫االشمئزاز‪.‬‬ ‫في مقابلة مع قناة الجزيرة‪ ،‬يتشدق المراقب العام‬ ‫لإلخوان المس��لمين بعدم وج��ود أي فصيل محارب تابع‬ ‫لإلخ��وان عل��ى األرض في س��وريا‪ ،‬وكأن م��ن يرفعون‬ ‫الرايات الس��ود في كافة جبهات القتال السورية وخاصة‬

‫ف��ي حلب وإدل��ب قدموا من المريخ‪ .‬يتش��دق "فضيلته"‬ ‫بأن ه��دف اإلخوان ه��و إقام��ة "دولة مدني��ة بمرجعية‬ ‫إسالمية"! ونترك لطالب المرحلة اإلعدادية تفسير هذه‬ ‫الجمل��ة المركب��ة بكل إتق��ان والتي ال يع��رف تركيبتها‬ ‫س��وى فالس��فة اإلخوان الذين تعرض��وا لهزيمة منكرة‬ ‫في مصر بعدما ثبت أن والءهم كان للجماعة ال للوطن‪،‬‬ ‫بينما يتش��دقون بتعيير الش��يعة بوالئهم للولي الفقيه‬ ‫وبينما يقوم "رئيس كل المصريين" بتقبيل يد المرشد‬ ‫العام للجماعة ويقبل شتائم الشيعة والمسيحيين وهو‬ ‫يبتسم ببالهة‪.‬‬ ‫إن م��ن قام بتحجي��م الثورة وتس��ليحها وأودى بها‬ ‫ف��ي مهال��ك الح��رب األهلي��ة وتدمي��ر الوط��ن هو من‬ ‫يقوم اليوم بتقزيم السوريين وتشريدهم واحتقارهم‬ ‫ومهانته��م‪ .‬ه��و ذاته م��ن يتس��ول الماليين باس��مهم‬ ‫ث��م يرمي لهم الفتات ويتهم نس��اءهم ف��ي أعراضهم‬ ‫وش��رفهم وي��ذل رجاله��م وييت��م أطفالهم‪ .‬ولألس��ف‬ ‫الشديد فإن من يعاونهم في كل ذلك نفر من السوريين‬ ‫أنفس��هم الذين تل��ذذوا بالخنوع له��ذا وذاك وطاب لهم‬ ‫المقام في الفن��ادق والمنتجعات وخافوا على مراكزهم‬ ‫وسفرياتهم وحساباتهم في البنوك وال ننسى أن كثيراً‬ ‫منهم يحملون جنس��يات أجنبية وال يعبؤون إن انتصرت‬ ‫الث��ورة أم هزمت‪ ،‬فتقاعدهم في بل��دان المهجر جاهز‬ ‫وعائالته��م ف��ي أم��ان ولديه��م م��ا يكفي م��ن الوقت‬ ‫ليجمعوا المزيد والمزيد من األموال وحضور المزيد من‬ ‫المؤتمرات والندوات الصحفية واألضواء والشهرة‪.‬‬ ‫إن م��ن يحجم��ون الث��ورة ويقزم��ون الس��وريين‬ ‫ه��م الس��وريون أنفس��هم‪ ،‬وأفضل ما في ه��ذه الثورة‬ ‫ه��و قيامها بتنظيف س��وريا م��ن أوس��اخها التي علقت‬ ‫على جلدها عق��وداً طويلة وهذا ال يعن��ي أزالم النظام‬ ‫وحس��ب بل وأزالم الث��ورة ومتس��لقيها والمنتفعين بها‬ ‫والمتاجرين بها ومن باعوها لقطر وتركيا والس��عودية‬ ‫وفرنسا‪.‬‬ ‫بع��د الثورة س��يبدأ عه��د التنظيف وبع��د التنظيف‬ ‫س��يبدأ البناء من جديد‪ ،‬ولكن يكون للقاذورات في بلدنا‬ ‫م��كان‪ .‬نعدك��م جميعًا‪ ،‬م��ن االئتالف الوطن��ي إلى لواء‬ ‫مجانين الش��مال‪ .‬لي��س لكم مكان بي��ن األنقياء‪ ،‬ليس‬ ‫لكم مكان في سوريا الغد‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪ :‬يقول المتنبي‬ ‫ك���م ت��ط��ل��ب��ون ل��ن��ا ع��ي��ب��اً ف��ي��ع��ج��زك��م‬ ‫وي����ك����ره اهلل م����ا ت����أت����ون وال����ك����رم‬


‫بالنس��بة لهم‪ ،‬أم مارس��وا "ازدواجيّة" ما بين خطاب‬ ‫ل��م يتجاوز أكث��ر من ش��عارات وتعهّدات "ش��فهيّة"‬ ‫أطلقوها "لضرورات" مرحليّة أو انتخابيّة‪ ،‬وممارسة‬ ‫على األرض ناقض��ت كل تعهّداتهم "الديمقراطيّة"‬ ‫تل��ك‪ ،‬وفق م��ا أثبتت��ه تجربتهم واقعيّ��ًا في كل من‬ ‫أفغانس��تان‪ ،‬والس��ودان‪ ،‬ومصر‪ ،‬وتون��س‪ ،‬والعراق‪،‬‬ ‫ولبنان‪..‬‬ ‫و لم��اذا أاس��تماتت جماعات اإلس�لام السياس��ي‬ ‫الس��وريّة‪ ،‬ف��ي القفز عل��ى الثورة‪ ،‬وفرض نفس��ها‬ ‫سياسيّاً وميدانيًّا بقوّة المال السياسي‪ ،‬كما بالدّعم‬ ‫السياسي واإلعالمي "الخارجي" مُبكراً‪ ،‬وقبل انتظار‬ ‫سقوط النظام حتّى؟!‪..‬‬ ‫ألنّه��ا تعرف جيداً أن أيّ��ة انتخابات ديمقراطيّة‬ ‫حقيقيّة س��تجري في س��وريا بعد س��قوط السّلطة‬ ‫الحاكمة فيها؛ هي ل��ن توصلها إلى الحُكم بحال من‬ ‫س��كانه إال قلي ً‬ ‫األح��وال؛ ف��ي بلد نصف ّ‬ ‫ال ليس��وا من‬ ‫المس��لمين "السُّ��نّة"؛ ناهيك عن نس��بة ال يُستهان‬ ‫بها من أبناء الطائفة "السُّنّيّة" ذاتها‪ ،‬هُم مدنيّون‬ ‫وعلمانيّ��ون ل��ن يوافق��وا عل��ى قي��ام دول��ة دينيّة‬ ‫"قروسطيّة" فيها!‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظ��م‪،‬‬ ‫الميدان��يّ ال يُغن��ي ع��ن السياس��ي‬ ‫باعتقادي‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬

‫ال أفه��م كثي��راً لم��اذا ي��زدري الس��وريّون ف��ي‬ ‫الداخل‪ ،‬الفكر والسياسة واألحزاب لغاية اليوم‪ ،‬ورغم‬ ‫مرور أكثر من عامين على بداية ثورتهم؛ ويعتقدون‬ ‫أن الث��ورة هي عمل "ميدان��ي" فقط‪ ،‬ودونما ّ‬ ‫خطة أو‬ ‫رؤيا واضحة للحاضر وللمس��تقبل غالبًا؛ وهذا الفهم‬ ‫ال ينطب��ق عل��ى أفراد الش��عب من البس��طاء وعامّة‬ ‫الن��اس‪ ،‬بل عل��ى النّخب والش��باب الثوري الناش��ط‬ ‫أيض��اً؛ ومعظ��م التّجمّعات الثوريّ��ة المؤ ّلفة منهم‪،‬‬ ‫والتي نش��أت في الداخل الس��وري خالل الثورة‪ ،‬هي‬ ‫ذات طبيع��ة "ميدانيّة" لم تنجح ف��ي التحوّل للعمل‬ ‫ّ‬ ‫المنظم إلى جانب نشاطها الميداني لغاية‬ ‫السياس��ي‬ ‫اليوم؛ ال بس��بب الضغط األمني وحسب‪ ،‬بل لقناعات‬ ‫راس��خة ف��ي أذهانه��م ت��زدري السياس��ة‪ ،‬وال تعتبر‬ ‫العم��ل الميداني‪ ،‬هو يجري أص ً‬ ‫ال من أجل اس��تثماره‬ ‫لصالح مشروع سياسي!!‪..‬‬ ‫ال ث��ورة دون فك��ر يوجّهه��ا‪ ،‬وهذا م��ا حدث في‬ ‫تاريخ ثورات العالم ش��رقًا وغربًا؛ فالعالقة بين الفكر‬ ‫والواق��ع عالق��ة جدليّ��ة‪ ،‬والتغيّي��ر أو "الث��ورة" هي‬ ‫تحليل مش��كالت الواقع "الذي وصلت درجة التناقض‬ ‫في��ه ذروة لم يع��د باإلمكان تجاوز عقدته��ا " علميّاً‪،‬‬ ‫وإيج��اد حلول واقعيّة لها‪ ،‬من المنظور العلمي ذاته‪..‬‬ ‫مثلم��ا ال ديمقراطيّة ف��ي الدولة الحديث��ة‪ ،‬من دون‬ ‫عمل سياسي ّ‬ ‫منظم‪ ،‬أي " أحزاب "!‪..‬‬

‫نش��طاء وثوّار ال يحمل��ون مش��روعًا أو تصوّراً‬ ‫واضح��اً لم��ا يريدون��ه من الث��ورة‪ ،‬أكثر من إس��قاط‬ ‫النظ��ام؛ بعضه��م ال يق��رأ وال يتابع نش��رات األخبار‬ ‫حتّى؛ بالرغم من كونه "أكاديمي" أحيانًا!!‪..‬‬ ‫نش��طاء وثوّار مدنيّون أساس��اً‪ ،‬لكنّهم تماهوا‬ ‫م��ع واقع الح��ال؛ وقبلوا ب��ه كأمر مف��روغ من جدوى‬ ‫نقاش��ه؛ يرون في هيمنة جماعات اإلسالم السياسي‬ ‫على المشهد الس��وري المُعا ِرض سياسيًّا وميدانيّاً‪،‬‬ ‫قضا ًء وق��دراً ال قُدرة لهم على تغييره؛ بل لقد انبرى‬ ‫البع��ض منهم للدفاع عن ّ‬ ‫أحقيّ��ة تلك الجماعات في‬ ‫القيادة باس��م "الديمقراطيّة"؛ مع أن النظام السوري‬ ‫لم يس��قط بعد‪ ،‬وال جرت انتخابات حُرّة ونزيهة في‬ ‫س��وريا‪ ،‬تُظه��ر مدى حجم ش��عبيّة ه��ذه الجماعات‬ ‫فعليّاً‪ ،‬وعلى األرض!!‪..‬‬ ‫أنت��م (كمدنيّين) تقبلون بهذه الجماعات باس��م‬ ‫الديمقراطيّة‪ ،‬ولكنّ ه��ل ق ِب َلت هذه الجماعات بكم‬ ‫لغاية اليوم ّ‬ ‫حقاً؟!‪..‬‬ ‫هل تعترف هي بالديمقراطيّة أو بالحداثة ك ّلها‪،‬‬ ‫أم تعتبرُها بضاعة مستوردة‪ ،‬من الغرب النصرانيّ‬ ‫أو العلمانيّ "الكافر" مثلكم‪ ،‬كما يرون؟!‪..‬‬ ‫الديمقراطيّة تعني القبول باآلخَر المختلف‪ ،‬من‬ ‫قبَل كل أطراف العمليّة السياس��يّة؛ فهل حدث هذا‬

‫أنس العربي‬

‫رأي ‪. .‬‬

‫ال�سـوريّون‪ ..‬وال�ســيا�سة‬ ‫وجهــــة نظـر‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪11‬‬


‫من ذاكرة العتمة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫اليوم الأول ‪2 / 1‬‬

‫اليوم الثالث ‪1 / 3‬‬

‫ها هو تاس��ع ش��باط يمر علينا في هذا السجن البعيد‪،‬‬ ‫الراكد‪ ،‬نتسلى بمتابعة حرب الخليج‪ .‬األمل ضئيل في نظام‬ ‫صدام حس��ين‪ .‬لقد خاض الحرب مع إيران لصالح األمريكان‬ ‫والس��عودية‪ ،‬فاآلن يخ��وض حرباً مدم��رة‪ ،‬وحمقاء ويعتدي‬ ‫على اس��تقالل بلد عربي مج��اور وعضو في األمم المتحدة‪،‬‬ ‫أن أمري��كا س��تزداد ق��وة ف��ي الخلي��ج‪ .‬ه��ذا رأي البع��ض‪،‬‬ ‫والبعض رأيه عكس ذلك وقد عبر أحدهم عن ذلك قائ ًال‪:‬‬ ‫منذ وحدة الثمانية والخمسين والصراع الخفي‪ ،‬والعلني‬ ‫م��ع الغ��رب وأمريكا وإس��رائيل‪ ،‬وت��كال الضرب��ات القاصمة‬ ‫لحركة التحرر العربية من أجل إس��كاتها وتفتيتها وتشظيها‪،‬‬ ‫ومن��ذ هزيمة ‪ / 5 /‬حزيران برزت أمريكا عدوة لحركة التحرر‬ ‫ومؤيدة علنًا إلسرائيل كما بدأت المرحلة النفطية ضد التطلع‬ ‫الوطن��ي العربي‪ .‬أفرزت الحرب األهلية‪ ،‬اللبنانية‪ ،‬كما مهدت‬ ‫لوق��وع الحرب العراقية – اإليرانية‪ ،‬كما تم تفويـض النظـام‬ ‫السوري كي يقضي على الحركة الوطنية اللبنانية وتحالفها‬ ‫مع " فتح " وتحويل القذافي إلى المس��تنقع التشادي‪ ،‬وتأجيج‬ ‫وض��ع حرك��ة جن��وب الس��ودان‪ ،‬والخالف��ات الحدودي��ة بين‬ ‫اليمني��ن وإض��رام الن��ار األيديولوجي��ة بين اليم��ن الجنوبي‬ ‫المدقع واليمن الشمالي المضطرب اقتصاديًا وقبليًا‪ .‬هذا يتم‬ ‫تحت مظلة كامب ديفيد والس��ادات وأم��وال النفط والرعاية‬ ‫األمريكية‪ ،‬وطرد الس��وفييت من المنطقة‪ ،‬اآلن يأتي النظام‬ ‫العراقي الثوري يحسم الموضوع‪.‬‬ ‫تصدي له آخر‪ :‬قف عند ذلك وال تكن متحمساً‪ ،‬ومع كل‬ ‫ما تقوله إذاعة بغداد‪ ،‬النظام العراقي توأم للنظام الس��وري‬ ‫الديكتاتوري‪ .‬جاء ع��ام ‪ 1978‬بمباركة أمريكا‪ ،‬وخاض حربه‬ ‫م��ع النظ��ام اإليران��ي‪( ،‬الذي أغل��ق فوراً س��فارة إس��رائيل‬ ‫مستبد ًال ذلك بسفارة لمنظمة التحرير) تلبية لمصالح أمريكا‬ ‫وشجعت ذلك الس��عودية وكل دول التعاون الخليجي وقدمت‬ ‫المبال��غ الهائل��ة‪ ،‬وقدمت أمريكا جزءاً كبيراً م��ن التكنولوجيا‬ ‫ومواد الدمار الشامل هي وأوربا‪ ،‬فصدام حسين البلطجي ال‬ ‫يمكن أن يكون ثورياً وضد أمريكا والسعودية لقد انقلب اآلن‬ ‫على حلفاء األمس وال بد أن يدفع ثمن حماقته‪.‬‬ ‫عالئم الب��رد والقهر عنوان عريض لما عليه نفوس��نا‬ ‫في هذا السجن‪.‬‬

‫يس��تمر البرد الش��ديد‪ ،‬نجلس في الزوايا بعضنا يقرأ‬ ‫وبعضن��ا يلعب ال��ورق وبعضنا يلعب الش��طرنج‪ ،‬ونتتبع أي‬ ‫خبر ترس��له اإلذاعات‪ .‬مؤكدة أن هذه الحرب ستعزز الوجود‬ ‫األمريكي‪.‬‬ ‫في الس��جن تزداد الحساس��ية ويحتل أي أمر حيزاً أكبر‬ ‫من حجم��ه‪ ،‬لذا تجدنا ننفعل ونتج��ادل‪ ،‬ونراقب عن طريق‬ ‫التنصت أصوات المهاجع األخرى‪.‬‬ ‫بدأنا نخـرج لمدة نصف ساعـة إلى الممر للتنفـس‪ ،‬وقد‬ ‫سألني طبيب جناحنا الرفيق (ن) خريج االتحاد السوفيتي أن‬ ‫أطلب من إدارة السجن الخروج أكثر نتيجة التقدم في العمر‪.‬‬ ‫وفع ًال خرجت لمدة ساعتين‪ ،‬ووقفت أكلم المهاجع من الكوى‬ ‫عن (الباص) وهو اختراع خيالي‪.‬‬ ‫كنت أطمئن كل ش��خص ترتفع درجة حرارته الصعود‬ ‫إلى ه��ذا الباص الخيالي وأن يجلس في المكان الذي أختاره‬ ‫له‪ ،‬وسوف يشعر باألمان ويصل إلى بيته‪ ،‬لكن األكثرية في‬ ‫هذه األيام ال تريد حديث الباص بل حديث الحرب‪.‬‬ ‫ه��ذه الحرب الت��ي تحمس لها البع��ض واعتبرها حربًا‬ ‫موجهة ضد األمبريالية وضد الرجعية الخليجية والس��عودية‬ ‫واعتبرها بأنها لن تكتفي بالكويت بل ستغزو أرض الجزيرة‬ ‫العربي��ة وربم��ا تص��ل اليم��ن!!‪ .‬والبعض اعتبرها وس��يلة‬ ‫لزيادة النفوذ األمريكي‪.‬‬

‫اليوم الثاين ‪2 / 2‬‬ ‫موجة ش��ديدة من الب��رد حيث ي��زداد هذا الب��رد وقعًا‬ ‫على الس��جين الجالس دوم��ًا وراء األب��واب المقفلة‪ .‬واألمر‬ ‫األخص عندما يطفئون التيار وتعم الظلمة فال نسمع سوى‬ ‫وق��ع الريح في الخارج‪ ،‬وإن غف��ا البعض فاألحالم تراودهم‬ ‫وق��د روى أحده��م أن��ه رأى ابنته وق��د تركها ابنة س��نتين‪،‬‬ ‫وه��ي تق��ول له‪ :‬أب��ي‪ ،‬أنا اآلن ف��ي الصف الثال��ث‪ ،‬أتذكرك‬ ‫مث��ل الحلم أذكر أنك كنت تحملن��ي‪ ،‬أذكر صوتك‪ ،‬أبي متى‬ ‫ترجع؟‪ .‬إال يكفي س��بع س��نوات! يفصل بيني وبينها الضباب‬ ‫والمطر والبرد القارس‪ .‬ثم يظهر وجه زوجتي أس��ألها‪ :‬كيف‬ ‫تعيش��ين؟‪ ..‬فتجيب‪ :‬أعمل في معمل تابع للمحافظة‪ .‬دبرت‬ ‫هذا العمل بعد سنتين من اعتقالك‪.‬‬ ‫أحيانًا يستمر الحلم في اليقظة‪ .‬السجين عندما يكمل‬ ‫الثمان��ي س��نوات وال يزال أفق الس��جن مم��دوداً على مداه‪،‬‬ ‫يختل��ط لديه الن��وم باليقظة وال يس��تطيع التفرقه بينهما‪،‬‬ ‫يتداخالن مثل أواخر النهار مع أوائل الليل‪.‬‬ ‫بعضهم مصرٌّ على أن هذه الحرب التي يش��نها صدام‬ ‫عل��ى الخلي��ج هي حرب ش��ريفة وثوري��ة‪ ،‬وأحي��ت فينا أم ًال‬ ‫باندحار الكابوس اإلس��تعماري – الرجع��ي‪ .‬إنك ترانا نزحف‬ ‫كالجرادين نحو األخبار‪ .‬نسمع أكبر كمية منها‪.‬‬ ‫أتأمل في تصرفات هذا النظام الذي سجن اآلالف ودمر‬ ‫مدنًا فوق رؤوس س��كانها‪ ،‬وخاض غمار تصفيات بش��رية‪،‬‬ ‫أنه يخوض معركة تقدمية ضد الرجعية‪.‬‬

‫اليوم الرابع ‪2 / 4‬‬ ‫كذل��ك خرجت اليوم كي أتمش��ى ف��ي الممر‪ ،‬وقد بدت‬ ‫رؤية الش��مس وحباله��ا الذهبية حلماً بعي��د التحقيق‪ ،‬ومن‬ ‫عم��ق ه��ذا الحرم��ان وهذه الس��نوات الك��ؤود وم��ن لمعان‬ ‫الش��يب الذي احتل إطار الرأس األصلع ترد وترقص ذكريات‬ ‫طفولت��ي وه��ي تتدحرج عل��ى البيادر الش��رقية في بلدتي‬ ‫الس��لمية المحاذية والمجاورة للصحراء‪ ،‬كأن هذه الذكريات‬ ‫هي األروع في هذه الحياة‪ ..‬كنت أخرج أللعب جوار الطاحونة‬ ‫حافي��ًا‪ ،‬والبيادر أمام��ي واألراضي الزراعي��ة على مد البصر‬ ‫والحمائم الطائرة حلقات أمش��ي وأقف أمام باب كوخ لمربي‬ ‫رفوف من الحمام لقبه "سينو"‪ .‬أركض حول الكوخ وأستمتع‬ ‫بصفيره وتلويحه برقعة الحمام والتي ينعتونها بالراية‪.‬‬ ‫أس��أل جادا بيني وبين نفس��ي أيمك��ن أن يكون هناك‬ ‫نور في هذا العالم؟‪ ..‬ثم أس��أل س��ؤال ش��ك‪ :‬هل هناك إله‬ ‫في هذا العالم؟‪ ..‬وأسأل كذلك‪ :‬لو كان هناك إله ال يمكن أن‬ ‫يكون هناك ظلم بهذا الحجم وبهذا العمق‪.‬‬ ‫أن حكام��ًا م��ن فصيلة الوحوش يس��تبدون بش��عوبهم‬ ‫ويدوس��ون باألقدام على الحق ومع ذلك يستمرون‪ :‬ماذا يعني‬ ‫ذل��ك؟‪ ..‬يعن��ي غي��اب اهلل!!! وإال كيف يكون موج��وداً في وقت‬ ‫واحد مع هؤالء الطغاة‪ .‬أن وجوده يلغي الظلم ويلغي الطغيان‪.‬‬ ‫أن ح��كام وطنـ��ي العربـ��ي كان��وا دوم��اً إلغ��اء للحق‬ ‫وحضوراً للبطش‪ .‬ولذا ال يمكن أن يكون اإلله قد حضر يومًا‬ ‫مع وجود هؤالء الخلفاء الظلمة والس�لاطين القتلة‪ ،‬وحكام‬ ‫الطوائف الحاليين الذين تبدو الوحوش الكاسرة أرحم منهم‬ ‫بكثير‪ .‬إنّهم إلغاء لإلنسان وللحق والعدل‪.‬‬

‫اليوم اخلام�س ‪2 / 5‬‬ ‫كل خمس��ة عش��ر يومًا أخرج للخدمة المهجعية‪ ،‬وهذه‬ ‫الخدم��ة تتمثل ف��ي الطبخ والتنظيف والجل��ي‪ ،‬وأخدم لمدة‬ ‫يومين يرافقني في هذه الخدمة المدعو بشير سليمان فمن‬ ‫هو بشير س��ليمان هذا؟‪ ..‬أنه من بالد حوران وبلدته تدعى‬ ‫ازرع‪ ،‬معتق��ل من��ذ خري��ف ع��ام ‪ 1981‬وهو مته��م بقراءة‬ ‫منش��ور وع��دم التبليغ عن��ه‪ .‬الجه��ات األمني��ة اعتقلته من‬ ‫المدرس��ة وهو أمين س��ر االبتدائية وه��و اآلن في األربعين‬ ‫م��ن عم��ره‪ .‬عازب ول��ه أخ رباه عل��ى يديه‪ ،‬وعندم��ا اعتقل‬

‫كان ه��ذا األخ في الصف العاش��ر أخذ الثانوي��ة بعد عامين‪،‬‬ ‫ومضى إلى اس��بانيا لدراسة الطب‪ ،‬وعندما أصبح في السنة‬ ‫األخي��رة ‪ -‬وكان قد تزوج من إس��بانية من غرناطة درس��ت‬ ‫في كلية التجارة‪ ،‬وأنهت دراستها بعد عامين من زواجه هذا‬ ‫واس��تقراره ‪ -‬مات في حادث صدام دراجته العادية مع سيارة‬ ‫وخ ّلف وراءه ابنة ال تزال في عامها األول‪.‬‬ ‫وبعد أشهر سمع بش��ير بالحادث واعترته أزمة نفسية‬ ‫وعصبي��ة ال مثي��ل لهما‪ ،‬الش��اب المتوف��ى أو ًال ف��ي ريعان‬ ‫الش��باب‪ ،‬ثانياً كان للتو قد أنهى دراس��ته‪ ،‬ثالثاً هو في بالد‬ ‫بعي��دة‪ ،‬رابعًا له ابنة ال تتجاوز العام وزوجته ش��ابه تخرجت‬ ‫من كلية التجارة‪ ،‬وهي غرناطية تموت في العرب والعروبة‪.‬‬ ‫وق��د رأيت صورتها فأثر جمالها في أعماقي‪ .‬إنها ذات عينين‬ ‫سوداويين وذات شعر فاحم‪ ،‬وجهها أسمر مشبع بالصفاء‪.‬‬ ‫أن نس��يت لن أنس��ى صديق��ي ورفيق��ي وزميلي في‬ ‫الخدمة بشير وهو يبكي وينشج‪ .‬كان هذا الشقيق قد أرسل‬ ‫إليه في آخر رس��الة أنه سيس��تقبله في إسبانيا فور خروجه‬ ‫واإلفراج عنه‪ .‬كما كان يحكي لي عن أختيه اللتين لم تتزوجا‬ ‫حتى اآلن حزنًا عليه‪ ،‬إحداهما من مواليد ‪ 1958‬واألخرى من‬ ‫موالي��د ‪ .1960‬وقد زارتا في إس��بانيا إم��رأة أخيهما األرملة‬ ‫وابنته��ا‪ ،‬وأحضرت��ا أكوام��اً من الص��ور عن قص��ر الحمراء‬ ‫والمعالم العربية‪.‬‬ ‫أخ��دم مع بش��ير مدة يومي��ن يتكلم أثناءه��ا عن إزرع‬ ‫وعن والده الش��يخ وعن ح��وران أيام زمان وعن والدته وعن‬ ‫أخيه اآلخرالذي ع��اد من الكويت وهو يعمل حاليًا في لبنان‪،‬‬ ‫وعن ش��قيقاته وعن هذا النظام‪ ،‬الذي قطع النس��ل والزرع‬ ‫وعن معاناته في هذا السجن الرهيب‪.‬‬

‫اليوم ال�ساد�س ‪2 / 6‬‬ ‫هذا اليوم وجه الملك حس��ين مل��ك األردن خطابًا إلى‬ ‫األم��ة العربية من إذاعة عم��ان يحث على الوقوف إلى جانب‬ ‫الع��راق‪ .‬انقس��م المهجع كالعادة إل��ى موقفين‪ :‬موقف يرى‬ ‫بأن مملك��ة األردن آخر من يحق ل��ه أن يتكلم عن الثورة أو‬ ‫الوطنية‪ .‬فمنشأ هذه المملكة أساسًا قام بقرار من تشرشل‬ ‫وزير المس��تعمرات آنئذ‪ ،‬أو وزير الخارجية ومس��اعدة مالية‬ ‫للجد عبد اهلل بن الش��ريف حسين لمنعه من إثارة المشاكل‬ ‫بس��ورية دعم��اً ألخيه فيصل ضد فرنس��ا‪ ،‬ولك��ي يكون له‬ ‫دور ف��ي الكعكة البريطانية‪ ،‬ومن يخون والده يخون وطنه‪،‬‬ ‫فالمل��ك طالل كان وطنيًا وعروبياً‪ ،‬ولكنه كان متهوراً أطلق‬ ‫النار على قائد الجي��ش األردني "كلوب" اإلنكليزي‪ ،‬فما كان‬ ‫م��ن اإلنكلي��ز إال خلع المل��ك وإيداعه في مص��ح عقلي في‬ ‫تركيا هذا مصير الملوك إذا أرادوا أن يكونوا وطنيين وأرادوا‬ ‫دحر الوصاي��ة‪ .‬ويؤكد هذا الرأي على أن الثورة العربية األم‬ ‫التي قامت ضد الس��لطنة العثمانية اإلس�لامية متعاونة مع‬ ‫الغرب المس��يحي هي باألس��اس ثورة ملغوم��ة غير وطنية‬ ‫لكونه��ا اعتم��دت عل��ى الب��دو أو ًال وعل��ى الم��ال اإلنكليزي‬ ‫وخبرة اإلنكليز العس��كرية والجاسوسية (لورنس) ولذا فإن‬ ‫جيوش اللنبي كانت رأس حرب��ة للصهيونية ولطعن العرب‬ ‫وثورتهم‪.‬‬ ‫وي��رى فريق آخ��ر أن الملك اس��تيقظ وطنيًا وهو يقف‬ ‫مع صدام ضد السعودية وضد دول الخليج‪ .‬آخر يقول بهدوء‬ ‫ورويه‪ :‬أن خطاب الملك حس��ين لتشجيع صدام كي يتمادى‪،‬‬ ‫وتمادي��ه يش��جع أمري��كا عل��ى التدخ��ل ويخل��ق المب��ررات‬ ‫لتدخلها‪.‬‬ ‫أك��د الملك ف��ي خطابه على ض��رورة مواجهة الهيمنة‬ ‫األمريكي��ة‪ ،‬كم��ا هاجم ال��دول الغنية التي هي الس��بب في‬ ‫نش��ر الفق��ر في العالم‪ ،‬كم��ا أدان عرب أمري��كا المتعاونين‬ ‫مع إس��رائيل وعرب النفط الذين يمولون هذه الحرب وضنوا‬ ‫عل��ى فلس��طين واألردن بالدين��ار والدرهم‪ .‬ودعا الش��ارع‬ ‫العربي أن يق��ف وراء العراق ألن العراق يخوض حرب الحق‬ ‫والعدل ضد التجبر والباطل!!‬


‫زليخة سالم‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ال يخف��ى على أي زائ��ر إلى محافظة الس��ويداء‬ ‫مح��اوالت النظام المس��مومة لزرع الفتن��ة بين أبناء‬ ‫الوطن الواحد من خالل ممارس��ات ش��بيحته وزعرانه‬ ‫المنتش��رين على الحواج��ز وفي الطرق��ات‪ ،‬وعناصر‬ ‫أمن��ه الذين تحولوا بقدرة قادر إلى باعة متجولين‪ ،‬أو‬ ‫ثابتين ف��ي أكثر األماكن ازدحام��ًا‪ ،‬يراقبون تحركات‬ ‫الن��اس م��ن خل��ف عرباته��م‪ ،‬تكش��فهم حركاته��م‬ ‫المش��بوهة وألفاظه��م النابي��ة الت��ي يطلقونه��ا‬ ‫الستفزاز األهالي وضيوف المحافظة‪.‬‬ ‫واألخط��ر م��ا ذكرت��ه مص��ادر س��ورية أن رأس‬ ‫النظ��ام بدأ حملة تش��ويه ديموغرافي��ة في محافظة‬ ‫الس��ويداء ذات الغالبية من طائف��ة الموحدين الدروز‬ ‫حيث فتح مؤخراً باب التجنيس لنحو ‪ 40‬ألف ش��خص‬ ‫معظمهم من التابعين لح��زب اهلل في لبنان والعراق‬ ‫الذي��ن يقاتل��ون إل��ى جانب ق��وات األس��د فض ً‬ ‫ال عن‬ ‫مدنيين من نفس الطائفة)‬ ‫وذكرت المص��ادر أن الحملة ستس��توعب أغلبية‬ ‫المقيمي��ن من تلك التابعيات في محافظة الس��ويداء‬ ‫جنوبي س��ورية على الحدود مع إسرائيل موضحة أن‬ ‫األش��خاص الذين سيحصلون على الجنسية السورية‬ ‫س��تكون أس��ماء عائالتهم (نس��ب العائلة) من أسماء‬ ‫العائالت الدرزية المعروفة واألصلية سكان المنطقة‬ ‫ومحيطها وأن الس��لطات باشرت فعلياً بالمشروع منذ‬ ‫حوالي أسبوع‪.‬‬ ‫ونح��ن نحمّل رج��ال الدين وخاص��ة المعروفين‬ ‫بمواالتهم للنظام المسؤولية الكاملة عن هذا الفعل‬ ‫المشين والذي سيلطخ عائالت السويداء بالعار قرون‬ ‫قادمة‪ ،‬ألن القتلة من حزب اهلل يقتلون بأسماء أبنائنا‬ ‫وشبابنا‪ ،‬وعلى شباب الحراك التحرك فوراً لوقف مثل‬ ‫هذا العمل الش��ائن ووقف مش��روع االحتالل الشيعي‬ ‫والفتنة الطائفية التي يريد إشعالها هذا المجرم الذي‬ ‫دمر البلد خدمة لمش��روع أسياده الفرس‪ ،‬مهما كانت‬ ‫النتائ��ج وإدراك خط��ورة ه��ذا على مس��تقبل الجبل‬ ‫وتاريخه‪.‬‬ ‫وإذا ص��ح م��ا أش��يع ح��ول إلق��اء القب��ض على‬ ‫مجموع��ة م��ن عناصر ح��زب اهلل ف��ي محافظة درعا‬ ‫يحملون هويات بأسماء ش��باب من السويداء‪ ،‬إلظهار‬ ‫أن أبن��اء المحافظ��ة ه��م م��ن يقاتل��ون أبن��اء درعا‪،‬‬ ‫وتلطي��خ أياديه��م بدم��اء أهله��م وجيرانه��م‪ ،‬وهي‬ ‫محاول��ة جديدة لبث الفتنة بي��ن المحافظتين بعد أن‬ ‫باءت محاوالته الس��ابقة بالفشل‪ ،‬وبهذا الفعل يكمل‬ ‫رأس النظام ما بدأه والده المجرم من تشويه لسمعة‬ ‫الشرفاء من أبناء محافظة السويداء‪،‬‬ ‫وفي نفس الس��ياق وبتوجيه م��ن النظام اعتقلت‬ ‫جبه��ة النص��رة عش��رين ش��خصًا م��ن أبناء الس��ويداء‬ ‫وجرمان��ا منذ أش��هر وترف��ض المفاوضة عل��ى إطالق‬ ‫س��راحهم بع��د أن كان��ت طلب��ت م��ن أهاليه��م فدي��ة‬ ‫بالماليين‪ ،‬فق��ط ألنهم من طائف��ة الموحدين الدروز‪،‬‬ ‫وبي��ن الفترة واألخرى تص��در بيانات وفت��اوى تهدد بها‬ ‫أه��ل الجب��ل في محاول��ة إلث��ارة الفتن��ة الطائفية بين‬ ‫الجارتين درعا والسويداء والتي أستخدم النظام من أجل‬ ‫إشعالها كل األساليب بأدواته القذرة أمثال جبهة النصرة‬ ‫صنيعته بامتياز والبدو والشبيحة من المحافظتين‪.‬‬ ‫ومن مش��اهداتي في الس��ويداء رأيت االستفزاز‬ ‫المتعمد الذي يمارس��ه عناصر النظ��ام على الحواجز‬ ‫م��ن خ�لال طل��ب هوي��ات المحجب��ات فق��ط إلث��ارة‬

‫ضغينتهن على نس��اء المحافظة وفي إش��ارة ضمنية‬ ‫للتفريق بينهما‪ ،‬واألسئلة المكررة والسمجة لضيوف‬ ‫المحافظ��ة‪ ،‬وخاصة م��ن أبناء المناط��ق الثائرة‪ ،‬ماذا‬ ‫تعم��ل؟ ولماذا تأت��ي إلى الس��ويداء؟ متجاهلين أنهم‬ ‫دمروا بيوت هذه المناطق فوق رؤوس أصحابها‪ ،‬وأن‬ ‫الناس تهرب إلى المناطق األكثر أمناً من غيرها‪.‬‬ ‫إضاف��ة إل��ى تعم��د عناص��ر الحواجز اس��تدعاء‬ ‫ضيوف المحافظة من الحافالت على المأل للتحقق من‬ ‫شخصياتهم ولإلجابة على أس��ئلة زعيمهم المتواجد‬ ‫في كابين��ة قريبة‪ ،‬في محاولة مكش��وفة إلزعاجهم‬ ‫وإش��عارهم بأنه��م مراقب��ون‪ ،‬كم��ا يتعم��د العناصر‬ ‫مناداة ابن الس��ويداء وبصوت ع��ال‪ ،‬أهلين ابن العم‬ ‫أو عب��ارات فيها تمييز ل��ه عن غيره إلفه��ام الغير أن‬ ‫هذا الش��خص موالي‪ ،‬وإثارة الفتنة بينهما‪ ،‬رغم كل‬ ‫الحق��د والكره الذي يحملونه ألبناء الس��ويداء‪ ،‬والذي‬ ‫يظه��ر جلياً من خ�لال تهديداتهم وكلماته��م النابية‬ ‫للمعتقلين وتطاولهم على رموز المحافظة‪.‬‬ ‫ضاب��ط عل��ى الحاجز يق��ول ألح��د الضيوف من‬ ‫أهلنا الذي��ن هُجروا إلى المحافظة لم��اذا تذهب إلى‬ ‫الس��ويداء اذهب إلى إسرائيل أفضل لك‪ ،‬هذا الضيف‬ ‫أدرك ما يفعله النظام وما يريد فعله بعد أن احتضنته‬ ‫المحافظة وعائلته وكرمته كابن لها‪.‬‬ ‫مح��اوالت باعة العربات المنتش��رة في الش��وارع‬ ‫وغالبتهم العظمى من عناصر األمن استفزاز ضيوف‬ ‫المحافظة بعبارات الكفر والشتائم‪ ،‬إلثارة الفتنة بين‬ ‫الضيوف وأبناء المحافظة‪.‬‬ ‫ه��ؤالء المغيب��ون م��ن الش��بيحة والنبيح��ة‬ ‫والمجرمي��ن‪ ،‬الذي��ن ت��م‬ ‫إخراجه��م م��ن الس��جون‬ ‫وتحويله��م إل��ى بلطجي��ة‬ ‫ف��ي ش��وارع المحافظة‪ ،‬ال‬ ‫يع��ون أنهم يس��يئون إلى‬ ‫محافظته��م‪ ،‬وتاريخه��ا‬ ‫المشرف‪ ،‬خدمة لنظام لم‬ ‫يش��هد التاري��خ أكث��ر منه‬ ‫عه��راً وإجراماً ووحش��ية‪..‬‬ ‫ال يعون أنهم يسيئون إلى‬ ‫أهله��م وأقاربه��م‪ ،‬وإل��ى‬ ‫مس��تقبل أوالده��م‪ ،‬حتى‬ ‫نفذ صبر الناس من هؤالء‬ ‫البلطجي��ة ما أدى إلى قيام‬ ‫أحد أبن��اء المحافظة بقتل‬ ‫أحده��م في وض��ح النهار‬ ‫وأمام مرأى من كل المارة‬ ‫ألنه ضاق ذرعاً بتصرفاته‬ ‫الخرق��اء وتش��بيحه عل��ى‬ ‫الن��اس ومضايقت��ه له��م‬ ‫وتهديدهم بالس�لاح الذي‬ ‫زوده به النظام‪.‬‬ ‫وف��ي ن��وع آخ��ر م��ن‬ ‫إث��ارة الفتن��ة ق��ال أح��د‬ ‫المعتقلي��ن‪ :‬أدخلوني إلى‬ ‫المهج��ع بع��د أن أذاقون��ي‬ ‫كل أن��واع التعذي��ب‬ ‫والشتائم القذرة‪ ،‬ودفعني‬ ‫الس��جان بي��ن المعتقلين‬

‫وه��و يصي��ح بصوت عال��ي دي��روا بالكم علي��ه هذا‬ ‫درزي هذا تاج رأس��كم وإياكم أن تزعجوه‪ ،‬خجلت من‬ ‫نفس��ي أمامهم وحاولت التبرير إال أن أحدهم بادرني‬ ‫بالق��ول هي الحركات نعرفها جيداً وأنت لس��ت األول‪،‬‬ ‫هم يريدون أن يشعرونا أنك عميل لهم رغم كل آثار‬ ‫التعذي��ب على وجهك وجس��دك‪ ،‬غباؤهم يفضحهم‪،‬‬ ‫وربما يريدون التخلص منك بأيدينا‪.‬‬ ‫فرز ما بين خمس��ين إلى س��تين ألف��اً من األمن‬ ‫إل��ى محافظ��ة تع��داد س��كانها اليزيد ع��ن ‪ 400‬ألف‬ ‫نس��مة‪ ،‬يعني أن النظام يحاصر المحافظة ويعتقلها‬ ‫ويخصص عنصر لكل س��ت أو س��بع أش��خاص‪ ،‬وهو‬ ‫تف��وق نوع��ي يج��ب أن يس��جل بموس��وعة غينيس‬ ‫لألرقام القياس��ية ألن هذه المحافظة المهمش��ة في‬ ‫جمي��ع المجاالت‪ ،‬وانع��دام الخدم��ات بأنواعه��ا فيها‪،‬‬ ‫تتف��وق بأعداد عناصر األمن الذين يخنقون الس��كان‬ ‫ويحصون عليهم أنفاسهم‪.‬‬ ‫وفي المقابل بعض من ضيوف المحافظة يعلن‬ ‫ضيق��ه عل��ى الم�لأ ألن اهلل كتب علي��ه أن يقيم بين‬ ‫الكف��ار‪ ،‬ال أظن أح��داً يطعن في من يس��تضيفه في‬ ‫منزله إال إذا كان قاصداً إثارة الفتنة ومدسوس��اً لفعل‬ ‫ذل��ك‪ ،‬ألن أغلبية ضيوفنا يع��ون تمامًا أهداف النظام‬ ‫من هذه الممارسات‪.‬‬ ‫أحزنن��ي أحد الش��باب عندما قال ل��ي‪ :‬نحن أبناء‬ ‫الس��ويداء مكروهين من هون ومن ه��ون‪ ،‬ويبدو أن‬ ‫هذا إحس��اس عدد ليس بقليل من شباب الجبل وهذا‬ ‫أسبابه كثيرة ليس مجال بحثها اآلن‪..‬‬ ‫هذا غيض من فيض وللحديث بقية‪..‬‬

‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫ال�سويداء املعتقلة‬ ‫حتري�ض طائفي وتغيري دميقرايف‬

‫‪13‬‬


‫ال�شيخ طاهر اجلزائري ‪1919 - 1852‬‬ ‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ول��د الش��يخ طاه��ر الجزائ��ري في دمش��ق عام‬ ‫‪ ،1852‬وال��ده الش��يخ صال��ح ب��ن أحمد ب��ن موهوب‬ ‫السمعوني الجزائري الذي هاجر من بني وغليس في‬ ‫منطقة القبائ��ل في الجزائر إلى س��وريا من الجزائر‬ ‫هرب��اً من ظلم وبطش االس��تعمار الفرنس��ي س��نة‬ ‫‪1846‬م‪ ،‬ف��ي الهجرة الجزائرية األول��ى والتي ضمت‬ ‫‪ 500‬أس��رة‪ ،‬ويتصل نسب األسرة باإلمام الحسن بن‬ ‫عل��ي بن أب��ي طالب رض��ي اهلل عنهم��ا‪ .‬وفيها تولى‬ ‫قضاء المالكية‪.‬‬ ‫كان��ت بداية تعل��م الش��يخ طاهر على ي��د أبيه‬ ‫الش��يخ صالح‪ ،‬ف��درس عليه علوم الش��ريعة واللغة‪،‬‬ ‫وكان والده من علماء الجزائر فهو فقيه اش��تهر بعلم‬ ‫الفل��ك وعلم الميقات وله رس��الة في هذا العلم‪ ،‬كما‬ ‫له معرفة وميل إلى علوم الطبيعة والرياضيات‪ ،‬وكان‬ ‫‏مفت��ي المالكية في دمش��ق ألن معظ��م المهاجرين‬ ‫الجزائريين كانوا على المذه��ب المالكي‪ ،‬وكان يعيد‬ ‫درس صحيح البخاري للش��يخ أحمد مس��لم الكزبري‬ ‫ف��ي الجامع األم��وي‪ ،‬وهذه مكانة علمي��ة رفيعة عند‬ ‫علماء دمشق‪.‬‬ ‫ثم دخل المدرس��ة الرشيدية االبتدائية‪ ،‬وبعدها‬ ‫التح��ق بالمدرس��ة الجقمقية اإلعدادي��ة‪ ،‬ودرس عند‬ ‫الش��يخ عبد الرحمن البوسنوي‪ ،‬والذي كان له أثر بالغ‬ ‫في ش��خصية طاهر الجزائ��ري‪ ،‬فأخذ عن��ه العربية‪،‬‬ ‫والفارسية‪ ،‬والتركية‪ ،‬وتبحر في العلوم الشرعية‪.‬‬ ‫ث��م درس عل��ى الش��يخ عب��د الغن��ي الغنيم��ي‬ ‫الميدان��ي حتى توف��ي عام ‪1881‬م‪ ،‬وال��ذي كان يعد‬ ‫عال��م عصره فض� ً‬ ‫لا عن اتصاف��ه بالتق��وى والورع‪،‬‬ ‫وال��ذي حرره م��ن التعصب المذهب��ي‪ ،‬ووجهه للتقيد‬ ‫بالدليل الشرعي وفتح عقله للنظر والبحث واالجتهاد‪.‬‬ ‫وبس��بب هذه التربية والمنهجي��ة العلمية أصبح‬ ‫همّ طاهر الجزائري وهو في المرحلة االبتدائية شراء‬ ‫الكت��ب والمخطوط��ات ومطالعتها‪ ،‬حت��ى أصبح لديه‬ ‫مكتب��ة ضخمة تزخر بنفائس الكت��ب والمخطوطات‪،‬‬ ‫مم��ا ظهر أثره عليه فيما بعد بس��عة اطالعه وتبحره‬ ‫ف��ي فن��ون العل��م وس��عيه ال��دؤوب إلنش��اء مكتبات‬ ‫عامة تجمع ش��تات الكتب والمخطوطات وحث األغنياء‬ ‫والدولة على طبع الكتب وتوزيعها‪.‬‬ ‫عم��ل بالتعاون مع الش��يخ عالء الدِّي��ن عابدين‬ ‫وبهاء بك س��كرتير والي دمشق بتأس��يس "الجمعية‬ ‫الخيري��ة اإلس�لامية"‪ ،‬وقد تمكن��ت الجمعية من فتح‬ ‫ثمان��ي مدارس للذكور ومدرس��تين لإلناث بتش��جيع‬ ‫ودع��م الوال��ي المصل��ح مدح��ت باش��ا‪ ،‬ث��م تحولت‬ ‫الجمعية الخيرية ‪1879‬م إلى ديوان المعارف‪ ،‬وأصبح‬ ‫الش��يخ طاهر مفتش��ًا عاماً على المدارس االبتدائية‪،‬‬ ‫مما ساعده على التعرف على أوضاع بالد الشام كلها‪،‬‬ ‫وأت��اح له نق��ل أف��كاره وتوجيهاته لغالب المدرس��ين‬ ‫وإرش��اداته لهم بطرق التدريس الصحيحة‪ ،‬ومن هنا‬ ‫يأتي اتساع نطاق تأثير الشيخ طاهر في هذا الجيل‪.‬‬ ‫كما أ ّل��ف كت��ب التدري��س للصف��وف االبتدائية‬ ‫ف��ي جميع الف��روع‪ ،‬منه��ا‪" :‬مدخل ّ‬ ‫الط�لاب إلى علم‬ ‫الحس��اب"‪ ،‬و"رس��الة ف��ي النّح��و"‪ ،‬و"مني��ة األذكياء‬ ‫في قص��ص األنبياء"‪ ،‬و"الفوائد الجس��ام في معرفة‬ ‫خواص األجسام"‪ ،‬و"إرشاد األلباء إلى تعليم ألف باء"‪،‬‬ ‫وغيرها كثير‪ .‬وعمل عل��ى افتتاح كثير من المدارس‬ ‫اإلبتدائية‪ ،‬حيث تم افتتاح تس��ع م��دارس في مدينة‬ ‫دمشق منها اثنتين لإلناث‪ .‬فجعله الوالي مفتشًا عامًا‬ ‫للمعارف في والية س��وريا‪ .‬فكان يعم��ل على توعية‬ ‫الناس‪ ،‬ونش��ر العل��م ومحارب��ة الخراف��ة‪ ،‬واالعتزاز‬ ‫بالعروبة واإلسالم‪.‬‬ ‫وف��ي س��نة ‪1898‬م‪ ،‬عُيّ��ن مفتش��اً عل��ى دور‬ ‫الكت��ب العام��ة‪ ،‬وظل في وظيفته تلك أربع س��نوات‪،‬‬

‫ولكن��ه أثار حفيظ��ة األمن بس��بب نش��اطه وأفكاره‬ ‫التي كان يس��عى لبثه��ا في عقول طالب��ه ومريديه‪،‬‬ ‫حيث أنشأ ً‬ ‫حلقة أدبية تألفت من جماع هؤالء الشيوخ‬ ‫المفكرين والشباب النابهين أكبر حلقة أدبية ثقافية‪،‬‬ ‫كان��ت تدع��و إلى تعل��م العلوم العصرية‪ ،‬ومدارس��ة‬ ‫تاريخ العرب‪ ،‬وتراثه��م العلمي‪ ،‬وآداب اللغة العربية‪،‬‬ ‫والتمسك بمحاس��ن األخالق الدينية‪ ،‬واألخذ بالصالح‬ ‫من المدنية الغربية‪.‬‬ ‫وكان��ت هذه الحلق��ة تجتمع في كل أس��بوع من‬ ‫بعد ص�لاة الجمع��ة في من��زل رفيق العظ��م‪ .‬وكان‬ ‫مجلس هذه الحلقة يستعرض كل ما يهم المفكرين‬ ‫استعراضه عن الحركة العلمية والفكرية والسياسية‬ ‫خالل األسبوع‪ ،‬وكان الشيخ طاهر هو الذي يوجههم‪،‬‬ ‫ويصحح لهم‪ ،‬ويوقظهم لما خفي عليهم من أس��باب‬ ‫اإلصابة بالرأي‪.‬‬ ‫س��ميت هذه الحلقة بحلقة دمش��ق الكبرى‪ ،‬وقد‬ ‫راح الش��يخ طاه��ر ورجال حلقت��ه ين��ددون بالحكام‬ ‫واس��تبدادهم‪ ،‬وينتقدون س��وء اإلدارة‪ ،‬ويدعون إلى‬ ‫الحري��ة والعدل والنظام‪ ،‬فاتهم��وا بالخيانة الوطنية‪،‬‬ ‫والعم��ل عل��ى فص��ل س��وريا ع��ن بقي��ة الس��لطنة‬ ‫العثماني��ة‪ .‬وبالمقاب��ل فق��د قام��ت الحكوم��ة بإلغاء‬ ‫منص��ب الش��يخ طاه��ر الحكوم��ي‪ ،‬وعرقل��ت أعمال‬ ‫الجمعي��ة‪ ،‬والحق��ت أعضاءها‪ ،‬الذين وج��دوا تضييقًا‬ ‫كبيراً‪ ،‬وقامت الس��لطات بتفتي��ش منازلهم‪ ،‬فاضطر‬ ‫بعضهم للهرب وكان على رأسهم الشيخ طاهر‪.‬‬ ‫ال��ذي ق��رر الهج��رة إل��ى مص��ر‪ ،‬فوصلها س��نة‬ ‫‪1325‬ه��ـ ‪1907 /‬م‪ ،‬وس��كن في بي��ت صغير واجتنب‬ ‫الناس إال بعض العلماء الذين اتصلوا به بغية اإلفادة‬ ‫من علمه‪.‬‬ ‫أولع الش��يخ طاهر باقتناء المخطوطات‪ ،‬وحافظ‬ ‫عليه��ا إلى أن ألجأته الظروف إلى بيع بعضها لإلنفاق‬ ‫على نفس��ه‪ ،‬رافضًا مبادرات قام بها بعض أصدقائه‬ ‫وطالب��ه لمس��اعدته‪ ،‬منعت��ه م��ن ذلك عزة نفس��ه‪،‬‬ ‫وعفته‪.‬‬ ‫يذك��ر مح��ب الدي��ن الخطي��ب وهو أح��د تالميذ‬ ‫الشيخ طاهر‪ ،‬أنه حاول مساعدة الشّيخ طاهر عندما‬ ‫ألجأت الحاجة هذا الشّيخ إلى بيع مخطوطاته ليعيش‬ ‫بثمنها‪ ،‬فتوسّ��ط له مع بعض معارفه لدى الخديوي‬ ‫إلج��راء راتب للشّ��يخ من الخزين��ة الخاصّة‪ ،‬فرفض‬ ‫هذا بإباء‪ .‬وقال السّ��يّد محب الدّين مع ّلقًا على هذه‬ ‫الحادث��ة‪" :‬فظهر لي أنّن��ي ال أزال أجهل تلك النّفس‬ ‫الكبي��رة‪ ،‬رغم معرفتي بصاحبه��ا منذ طفولتي‪ ،‬فقد‬

‫غضب الشّيخ طاهر من هذه الحادثة غضبًا لم أعهده‬ ‫فيه من قبل"‪.‬‬ ‫أمض��ى أيامه ف��ي القاهرة في التألي��ف والبحث‬ ‫العلم��ي‪ .‬وكان لـ��ه مراس�لات مع المستش��رقين من‬ ‫مختلف الجنسيات‪ ،‬وشارك في تحرير بعض الصحف‪.‬‬ ‫ظل في القاهرة إلى س��نة ‪1918‬م‪ ،‬حيث قرر العودة‬ ‫إلى دمش��ق بعد قيام الدول��ة العربية‪ ،‬ولكن المرض‬ ‫أخرّه‪ ،‬فعاد إلى دمش��ق س��نة ‪1919‬م‪ ،‬وعُيّن مديراً‬ ‫ل��دار الكت��ب الظاهري��ة الت��ي أسس��ها‪ ،‬وعض��واً في‬ ‫المجمع العلمي العربي بدمش��ق‪ .‬توفاه اهلل في العام‬ ‫نفسه فشيعته دمشق ودفن فيها‪.‬‬ ‫وق��د وصفه مح��ب الدي��ن الخطيب بأن��ه‪" :‬كان‬ ‫يعرف مواطن الداء في الدول��ة العثمانية‪ ،‬وفي األمة‬ ‫التي أوقعها س��وء الحظ تحت س��لطانها‪ ،‬فكان بسبب‬ ‫ذلك يقدّر صعوبة موقفه‪ ،‬وما يمكن أن يتهدد حياته‬ ‫من خطر لو جاهر بكل ما يعرف‪ ،‬لذلك نصّب نفس��ه‬ ‫ميزانًا للحق"‪.‬‬ ‫يق��ول مح��ب الدين الخطي��ب‪" :‬من هذا الشّ��يخ‬ ‫الحكي��م عرف��ت عروبتي وإس�لامي‪ ،‬من��ه عرفت أن‬ ‫المع��دن الصّدئ اآلن ا ّل��ذي برأ اللهّ من��ه في الدّهر‬ ‫األوّل أص��ول العروب��ة‪ ،‬ثمّ تخيّرها ظئراً لإلس�لام‪،‬‬ ‫إنّما هو مع��دن كريم‪ ،‬لم يب��رأ اللهّ أمّة في األرض‬ ‫تدانيه في أصالته"‪.‬‬ ‫يق��ول محم��د كرد عل��ي‪ " :‬اتس��ع صدر الش��يخ‬ ‫لجماع علوم المدنية الحديثة إال الموس��يقى والتمثيل‬ ‫فل��م يك��ن ل��ه ح��ظ فيهم��ا‪ ..،‬وسياس��ة الش��يخ في‬ ‫التعليم محصورة في تلقف المسلمين أصول دينهم‪،‬‬ ‫واالحتفاظ بمقدس��اتهم وعاداتهم الطيبة وأخالقهم‬ ‫القديمة القويم��ة‪ ،‬وأن يفتحوا قلوبه��م لعامة علوم‬ ‫األوائ��ل واألواخ��ر‪ ،‬من فلس��فة وطبيع��ي واجتماعي‬ ‫على اختالف ضروبها"‬ ‫كان للشيخ طاهر عالقات صداقة مع كل األطياف‬ ‫والطبقات من سياسيين واجتماعيين وأصحاب الكلمة‬ ‫وطلبة عل��م‪ ،‬ويس��تغرب البعض كما اس��تغربتُ أنا‬ ‫ عندم��ا يس��مع أن م��ن بي��ن صداقاته المستش��رق‬‫المجري الجنسية اليهودي الديانة الشهير جولدتسيهر‬ ‫صاحب كتاب العقيدة والشريعة‪ ،‬ومرجل يوث وبراون‬ ‫اإلنجليزيي��ن‪ ،‬وكاي��ر مونكان��و الفرنس��ي‪ ،‬وجويدي‬


‫ال�ضــحية واجلـــالد‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫عندما تضع الجالد بكفةِ ميزان فكرك‪..‬‬ ‫وتساوي بها ً‬ ‫كفة أخرى بها الضحي ٌة مع جالديها‪..‬‬ ‫فأنت لست إال جالدٌ ثالث‪..‬‬ ‫ثمة ج�لادٌ دأبَ ِّ‬ ‫َ‬ ‫لكل هذا واس��تطاع تحقي��ق انصاراته‬ ‫عليك‪ ،‬بالرغم من كافة الضحايا الملتصقة به‪..‬‬ ‫على هذه األرض‪ ،‬ثمة ‪ 23‬مليون جالد‪..‬‬ ‫م��ا أن يصل أحدهم للحكم حتى يتحول ‪999 ،999 ،22‬‬ ‫منهم لضحايا‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫قص��ة ضحيةٍ تبن��ي مملكة قيمه��ا وأخالقها على‬ ‫ه��ي‬ ‫ضحيةٍ أخرى‬ ‫الثورة هي اإلنسان واإلنسان هو فكرٌ متجدد‬ ‫الثورة ليست أبداً‪ ،‬فكرة‪..‬‬ ‫ال يموت اإلنسان كي تحيى الفكرة بل تموت الفكرة كي‬ ‫يحيا اإلنسان‪..‬‬ ‫فكر ٌة تميت من حققها‪ ،‬فكر ٌة ال تستحق الحياة‬ ‫اإلنسان يبقى دائما يحيى‪،‬‬ ‫يبقى ليميت الفكرة ويحيي الفكر‪..‬‬ ‫عندما يتوقف الفك��ر بلحظةٍ ما لينحاز إلحدى الضحايا‪،‬‬ ‫يتحول لفكرة عمياء تقاتل في سبيل اعتقادها الشرس‪،‬‬ ‫عن اعتقادها بأنها فقط ه��ي الضحية بالرغم من أنها‬ ‫تحوَّلت ألكبر الجلاّ دين‪..‬‬ ‫الفكر هو "المتحول‪ " ،‬المتغير المتمرد الثورة‪..‬‬ ‫الفكرة هي اسقاط الفكر على لحظةٍ من الماضي دون‬ ‫أيِّ أكتراثٍ بالحاضر المتبدل‪..‬‬ ‫الفكرة هي الثابت والجامد‪ ،‬هي التقوقع والتطرف‪.‬‬ ‫الثورة هي اإلنسان‪ ..‬وعندما يسقط في سبيلها اإلنسان‬ ‫فإنها تفشل وستفشل دائما حتى يعيش اإلنسان يوماً بها‪..‬‬ ‫ش��خص بح��دّ ذاته‪،‬‬ ‫الثورة ليس��ت موقف��ًا عدائياً تجاه‬ ‫ٍ‬

‫وليست نضا ًال في سبيل أيِّ فكرة‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫تطور في فكر اإلنسان تدفعه بكل جرأةٍ‬ ‫لحظة‬ ‫بل هي‬ ‫ٍ‬ ‫لوقوفه بوجهه ‪ -‬أي بوجه ذاته ‪-‬‬ ‫الث��ورة ال تُخْل��ق أب��داً وال تولد‪ ،‬بل تش��به أزلية الكون‬ ‫بقدم وجودها‬ ‫والثورة التي تبدأ‪ ،‬ثور ٌة ستنتهي حتماً‪..‬‬ ‫الثور ُة تتجرد من الحدود وليس لها ضوابط‪..‬‬ ‫الح��رب والثورة وجه��ان تلعب بهما الظ��روف وتصبحان‬ ‫أحيانًا وجانِ لعملة الموت‪..‬‬ ‫أخالق المنتصر هي من تبقى دائماً‪..‬‬ ‫هذا المنتصر أيًّا كان‪ ،‬هو من سيكتب كتب التاريخ بعد‬ ‫ذلك‪..‬‬ ‫و سيرغم اآلخرين تسميتها انتصار‪..‬‬ ‫ه��و لم يثر على نفس��ه أب��داً‪ ،‬بل حارب بع��ض أجزائه‬ ‫َّ‬ ‫وحطمها وجلس على ركامها يتنف��س غبارصراخها ويصيح‬ ‫"ال أحداً إال أنا"‬ ‫حق أبداً وليست كذلك على الباطل‪،‬‬ ‫الثورة ليس��ت على ٍ‬ ‫في الوقت الذي تحطمت فيه ثنائية المفاهيم تلك‪..‬‬ ‫الثورة ليست "طرفين" بل طرفٌ واحد‪ ،‬وعد ُة ضحايا‪..‬‬ ‫الث��ورة هي تحط��م اإلزدواجيات " معي ض��دي‪ ،‬أنا هو‪،‬‬ ‫نحن هم‪" ،‬‬ ‫ً‬ ‫الثورة‪ ،‬عندما تختلف دوما مع كل من يحيط بك‪..‬‬ ‫صواب دائما‪..‬‬ ‫الثورة هي أن تعلم أنك لست على‬ ‫ٍ‬ ‫و إال رحِّب بك بين الجالدين‪..‬‬ ‫يعيش اإلنسان وتسقط الفكرة‪..‬‬ ‫وتحيا اإلرادة الحرة‪..‬‬ ‫ولتسقط أخالقُ عبيد البشر مع جالديهم‪..‬‬

‫مشاركات سوريتنا ‪. .‬‬

‫محمد بدره ‪ -‬دوما‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫اإليطال��ي‪ ،‬يبي��ن تلميذه األس��تاذ كرد‬ ‫علي أثر هذه العالقة قائلاً ‪ " :‬وكثيرًا ما‬ ‫كانت صالته بعلماء المش��رقيات باعثة‬ ‫على تخفي��ف حمالتهم على اإلس�لام‬ ‫ولو قليلاً ‪ ،‬وهذا ما كان يهتم له"‪.‬‬ ‫أم��ا تلمي��ذه اآلخ��ر محمد س��عيد‬ ‫الباني فيقول عنه‪ّ :‬‬ ‫"قل من يدانيه من‬ ‫معاصريه بإحاطته وسعة اطالعه‪ ،‬جمع‬ ‫بين المعقول والمنقول‪ ،‬ومزج القديم‬ ‫بالحديث‪ ،‬أخذ م��ن كل علم لبابه ونبذ‬ ‫لفاظته‪ ..‬فهو دائ��رة المعارف‪ ،‬ومفتاح‬ ‫العل��وم وكش��اف مصطلح��ات الفنون‬ ‫وقاموس األعالم"‪.‬‬ ‫يقول الشيخ علي الطنطاوي‪" :‬كان‬ ‫التعليم في دمش��ق‪ :‬الكتاتيب للصغار‪،‬‬ ‫وحلقات المساجد للكبار‪ ،‬فكان – طاهر‬ ‫الجزائ��ري ‪ -‬م��ن أكب��ر العاملي��ن على‬ ‫افتتاح المدارس العصرية"‪.‬‬ ‫جاء عنه في األعالم للزركلي‬ ‫طاهر بن صال��ح (أو محمد صالح)‬ ‫اب��ن أحم��د ب��ن موه��ب‪ ،‬الس��معوني‬ ‫الجزائ��ري‪ ،‬ثم الدمش��قيّ‪ :‬بحاثة من‬ ‫أكابر العلماء باللغة واألدب في عصره‪.‬‬ ‫أصل��ه م��ن الجزائ��ر‪ ،‬ومول��ده‬ ‫ووفاته في دمش��ق‪ .‬كان كلف��ا باقتناء‬ ‫المخطوط��ات والبح��ث عنه��ا‪ ،‬فس��اعد‬ ‫عل��ى إنش��اء (دار الكت��ب الظاهري��ة)‬ ‫في دمش��ق‪ ،‬وجمع فيها م��ا تفرق في‬ ‫الخزائ��ن العامة‪ ،‬وس��اعد على إنش��اء‬ ‫(المكتبة الخالدية) في القدس‪ .‬وانتقل‬ ‫إلى القاهرة سنة ‪ 1325‬هـ ثم عاد إلى‬ ‫دمشق سنة ‪ 1338‬هـ فكان من أعضاء‬ ‫المجمع العلمي العربيّ‪ ،‬وس��مي مديرا‬ ‫لدار الكتب الظاهرية‪.‬‬ ‫وتوف��ي بع��د ثالث��ة أش��هر‪ .‬كان‬ ‫يحس��ن أكثر اللغات الشرقية كالعبرية‬ ‫والس��ريانية والحبش��ية والزواوي��ة‬ ‫والتركية والفارسية‪ .‬وله نحو عشرين‬ ‫مصنف��ا‪ ،‬منه��ا (الجواه��ر الكالمي��ة‬ ‫ف��ي العقائ��د اإلس�لامية ‪ -‬ط) و(بديع‬ ‫التلخيص ‪ -‬ط) في البديع‪ ،‬و(مد الراحة‬ ‫ ط) في المس��احة‪ ،‬و(الفوائد الجسام‬‫ف��ي معرف��ة خ��واص األجس��ام ‪ -‬ط)‬ ‫وكت��اب في (الحس��اب ‪ -‬ط) و(تس��هيل‬ ‫المج��از إلى فن المعم��ى واأللغاز ‪ -‬ط)‬ ‫و(التبي��ان لبع��ض المباح��ث المتعلقة‬ ‫بالقرآن ‪ -‬ط) و(شرح خطب ابن نباتة ‪-‬‬ ‫ط) و(تمهيد العروض إلى فن العروض‬ ‫ ط) و(توجي��ه النظ��ر إل��ى عل��م األثر‬‫ ط) و(التقري��ب إل��ى أص��ول التعريب‬‫ ط) و(تفس��ير الق��رآن ‪ -‬خ) في أربعة‬‫مجل��دات‪ ،‬و(اإللم��ام ‪ -‬خ) ف��ي الس��يرة‬ ‫النبويّ��ة‪ .‬وم��ن أج��ل آث��اره (التذك��رة‬ ‫الظاهري��ة ‪ -‬خ) وه��ي مجموعة كبيرة‬ ‫في موضوعات مختلف��ة‪ .‬وفي الخزانة‬ ‫الظاهري��ة بدمش��ق ‪ 28‬دفت��را بخطه‬ ‫منه��ا ما ه��و تراجم ومذك��رات وفوائد‬ ‫تاريخية وأس��ماء مخطوطات مما رآه أو‬ ‫قرأ عنه‪ ،‬أتى عل��ى ذكرها خالد الريان‬ ‫ف��ي فه��رس مخطوط��ات دار الكت��ب‬ ‫الظاهري��ة‪ ،‬التاري��خ وملحقاته ‪248 :2‬‬ ‫ ‪ 275‬وللش��يخ محم��د س��عيد البان��ي‬‫الدمشقيّ‪ ،‬كتاب سماه (تنوير البصائر‬ ‫بس��يرة الش��يخ طاهر ‪ -‬ط) فصل فيه‬ ‫تاري��خ حياته وأفاض ف��ي الكالم على‬ ‫أخالق��ه ومزاي��اه وللدكت��ور عدن��ان‬ ‫الخطيب (كتاب الش��يخ طاهر الجزائري‬ ‫رائ��د النهضة العلمية في بالد الش��ام‪،‬‬ ‫وأعالم من خريجي مدرسته ‪ -‬ط)‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫د‪ .‬برهان غليون‪:‬‬

‫امل�س�ألة الطائف ّية وم�شكلة الأق ّليات‬ ‫ياسر مرزوق‬ ‫كتابن��ا اليوم ص��در أوّل مرّة‪ ،‬ع��ن دار ّ‬ ‫الطليعة‬ ‫في بيروت س��نة ‪ ،1979‬واليوم وبعد إعادة نشره في‬ ‫طبعت��ه الثالثة مزوّداً بمقدّم��ة جديدة كتبها المؤ ّلف‬ ‫خصّيصً��ا لهذه ّ‬ ‫الطبعة‪ .‬تب��دو قراءته ً‬ ‫حاجة لإلضاءة‬ ‫على المس��ألة الطائفية التي كثر الحديث عنها تزامنًا‬ ‫مع مد الربيع العربي الذي اجتاح المنطقة بأسرها‪.‬‬ ‫والفك��رة األساس��ية في هذا الكت��اب هي فصل‬ ‫المس��ألة الطائفيّ��ة عن المس��ألة الدينيّ��ة‪ ،‬وربطها‬ ‫بالعالق��ات االجتماعيّة والسياس��يّة وال س��يّما ببنية‬ ‫السّلطة‪ ،‬ونقض المقولة الشّائعة عن أن التعدديّة‬ ‫المذهبيّ��ة واألثنيّ��ة ه��ي إح��دى عل��ل المجتمع��ات‬ ‫العربيّة‪ ،‬بدلاً م��ن أن يكون هذا التعدّد ثروة روحيّة‬ ‫وفكريّة‪.‬‬ ‫فالتعددي��ة الدينية ليس��ت الس��بب ف��ي إضعاف‬ ‫الدولة القومية وإنما غي��اب الطابع الوطني والقومي‬ ‫الحقيق��ي له��ذه الدولة‪ .‬وهو الس��بب الرئيس��ي في‬ ‫تثبي��ت التماي��زات الطائفية والعش��ائرية وأحياناً في‬ ‫إع��ادة إحيائه��ا وف��ي االس��تثمار الرمزي والسياس��ي‬ ‫االجتماع��ي المبال��غ في��ه وتحويل��ه إل��ى أدوات وأطر‬ ‫للص��راع االجتماعي والسياس��ي‪ ،‬أي إل��ى دول داخل‬ ‫الدول��ة وعصبيات خاصة تناف��س العصبية القانونية‬ ‫العامة التي تجسدها الدول األمة‪ .‬فغياب الدولة األمة‬ ‫يعن��ي غياب دولة المواطنة التي تعني قبل أي ش��يء‬ ‫آخ��ر ضم��ان الحي��اة الكريم��ة للجمي��ع‪ ،‬والحرية لكل‬ ‫فرد‪ ،‬والمس��اواة الفعلي��ة أمام القانون‪ ،‬والمش��اركة‬ ‫العملي��ة ف��ي الق��رار‪ .‬غياب مث��ل هذه الش��روط عن‬ ‫الس��لطة العمومي��ة يجع��ل الدول��ة الحديث��ة‪ ،‬بم��ا‬ ‫توف��ره لها الحض��ارة الصناعية والتقنية من وس��ائل‬ ‫اس��تثنائية للمراقبة والضبط والتحك��م بحياة الناس‬ ‫ومس��تقبلهم‪ ،‬مهددة كل لحظة ف��ي أن تصبح إطاراً‬ ‫لتكوي��ن طائفة أو عصبية ديكتاتوري��ة قائمة بذاتها‬ ‫في مواجهة المجتمع وس��بباً ف��ي دفع المجتمعات إلى‬ ‫بناء دول عصبية مماثلة ومضادة لها تقف في وجهها‬ ‫وتس��عى إلى تأمين الحد األدنى م��ن الحماية واألمان‬ ‫والتعاون والتكافل بين أبنائها‪.‬‬ ‫كما يتن��اول الكات��ب مس��ألة "الفتن��ة النّائمة"‪،‬‬ ‫وكي��ف اس��تخدمتها النّظ��م السياس��يّة العربيّ��ة‪،‬‬ ‫واس��تغ ّلتها إل��ى أبعد حدّ‪ ،‬ف��ي ف��رض دكتاتوريّتها‬ ‫وحرمان الشّعوب العربيّة من الحريّات السياسيّة‪.‬‬ ‫وي��رى غلي��ون أن الس��بب الرئيس��ي للمش��كلة‬ ‫َ‬ ‫المواطنَة المتس��اوية‪ ،‬أو‬ ‫الطائفيةه��و غي��اب دول��ة‬ ‫الدّولة ‪ -‬األمّة التي تتجاوز الرّوابط األهليّة الدينيّة‬ ‫واألثنيّ��ة‪ ،‬إلى رابط��ة الوطنيّة‪ .‬وفي س��بيل برهان‬ ‫النّتائ��ج الت��ي توصّ��ل إليها تن��اول الكات��ب مفهوم‬ ‫األق ّلي��ة واألغلبيّ��ة فأوض��ح الف��ارق بي��ن األغلبيّة‬ ‫االجتماعيّ��ة واألغلبيّة السياس��يّة‪ ،‬ث��مّ تطرّق إلى‬ ‫مش��اريع توزيع السّ��لطة‪ ،‬وعقد مقارن��ة وافية بين‬ ‫التّحدي��ث في أوروب��ا والتّحدي��ث في الشّ��رق‪ ،‬ثمّ‬ ‫تحوّل إلى مفهوم "النّزاع الطائفيّ"‪.‬‬ ‫يط��رح الدكتور غليون تس��اؤ ًال في طيات الكتاب‬ ‫مفاده‪ ،‬هل صحيح أن الطائفية هي التعبير السياسي‬ ‫ع��ن المجتم��ع العصب��وي‪ ،‬المجتمع ال��ذي يعاني من‬ ‫نق��ص االندم��اج الذاتي واالنصه��ار بي��ن الجماعات‬ ‫المختلفة التي تعيش في اطاره؟ وهل الطائفية وليد‬

‫غير ش��رعي للدهرية‪ ،‬أي لالنفصال الطبيعي‬ ‫للدي��ن ع��ن الدولة؟ ل��و كان��ت الدول��ة دينية‬ ‫وليس��ت علمانية‪ ،‬هل كانت مش��كلة االقليات‬ ‫ق��د حُلت من الناحي��ة المبدئية؟ وأخيرا ال آخر‪:‬‬ ‫هل هناك فعال حل عملي لمشكلة االقليات؟‪..‬‬ ‫ويجيب عن التساؤل بمايلي‪:‬‬ ‫" الطائفية ليس��ت الدين وال التدين‪ ..‬إنما‬ ‫هي بعك��س ذلك تماماً اخضاع الدين لمصالح‬ ‫السياسة الدنيا‪ ..‬سياسة حب البقاء والمصلحة‬ ‫الذاتية والتطور على حساب الجماعات االخرى‬ ‫أن وجود أمة متجانس��ة كلي��ا مكونة من‬ ‫عرق واحد ومن ثقافة واحدة ودين واحد ليس‬ ‫إال فك��رة م��ن اخت��راع االيدولوجي��ة القومي��ة‬ ‫للقرن التاس��ع عش��ر االورب��ي‪ ..‬ووظيفة هذه‬ ‫الفكرة هي تعميق الروابط الهش��ة غالباً بين‬ ‫الجماع��ات المتميزة التي تق��وم عليها دولة أو‬ ‫س��لطة ملكي��ة أو جمهوري��ة واحدة وش��ديدة‬ ‫المركزي��ة‪ ..‬وهذه الفكرة تتناقض مع الواقعة‬ ‫القومي��ة ذاته��ا‪ ..‬اذ ل��و كان ه��ذا التجان��س‬ ‫مكتس��باً من البدء لم��ا كان عند الدولة الحاجة‬ ‫لهذه االيدولوجية القومية الموحدة‬ ‫"ال تنش��أ مش��كلة االقلي��ة اذن إال عندم��ا‬ ‫تكون هناك مش��كلة اغلبي��ة‪ ..‬أي عندما تعجز‬ ‫طبقة اجتماعية واسعة عن تحقيق مواطنيتها‬ ‫ف��ي الدولة وتفش��ل ف��ي تغيير ه��ذه الدولة‬ ‫فتنكف��ئ إلى حل مش��كلتها ليس على صعيد‬ ‫المجتمع السياس��ي لكن على صعيد المجتمع المدني‬ ‫اي ف��ي اطار الس��لطة الت��ي تملكه��ا والواقع��ة غير‬ ‫الرسمية‬ ‫أن التماي��ز الثقافي والديني ه��و احد المعطيات‬ ‫االجتماعية والتاريخية التي ال يمكن إال أن تحتوى من‬ ‫قبل الصراع السياسي إال إذا اعتبرنا أن افراد الجماعة‬ ‫بم��ا فيهم االكث��ر ثقافة وتهذيبا يمك��ن أن يتصرفوا‬ ‫على الساحة السياسية كمالئكة او كرسل منزهين‪..‬‬ ‫وهذه ليست دائما الحالة السائدة كما نعلم‪..‬‬ ‫و تقل اهمية االس��تعمال السياسي للدين بقدر‬ ‫م��ا تزداد الوس��ائل السياس��ية للتعبير ع��ن المصالح‬ ‫االجتماعية فعالية وحيوية‪..‬‬ ‫ال تبدأ المش��كلة الحقيقية ف��ي نظرنا إال عندما‬ ‫تتحول إلى مش��كلة اجتماعية ال تمس كيان وس��لوك‬ ‫الجماع��ات االقلي��ة ولكنه��ا تم��س اوال االغلبي��ة‪ ..‬اي‬ ‫باختص��ار عندم��ا تتحول الجماع��ة القومي��ة الكبرى‬ ‫االغلبية إلى طائفة وتنحو إلى الس��لوك كطائفة بعد‬ ‫أن كانت تس��لك تجاه ذاتها واعضائها وتجاه الجماعات‬ ‫االخرى كأمة او كأساس لالمة‬ ‫"بس��بب النض��االت العني��دة ف��ي س��بيل الحرية‬ ‫والمس��اواة والعدال��ة اخ��ذت العلماني��ة ش��رعيتها‬ ‫كموجه فلس��في للدولة ولالم��ة‪ ..‬لكنها عندما تصبح‬ ‫اضفاء للش��رعية على االستبداد والظلم والالمساواة‬ ‫واالنع��زال تتح��ول إلى س��لطة تق��ارب الع��داء لالمة‬ ‫واالس��تفزاز للجماعة‪ ..‬ومع ذلك وكما أنه ليس هناك‬ ‫مخرج علماني لي��س هناك مخرج ديني وليس هناك‬ ‫مخ��رج عقلي‪ ..‬بق��در ما يزداد الطاب��ع الدهري لالمة‬

‫ي��زداد الطاب��ع الطائف��ي لالم��ة والس��لطة والملوك‬ ‫والس�لاطين االكث��ر دهري��ة ف��ي حقيقة نفوس��هم‬ ‫وف��ي ممارس��اتهم ه��م االكثر ميال لالستس�لام في‬ ‫السياس��ة لأله��واء الطائفي��ة‪ ..‬فالمثالي��ة وروحه��ا‬ ‫الدينية المطرودة كروح ش��ريرة م��ن الدولة‪ ..‬ال تلجأ‬ ‫إلى الش��عب إال ك��ي تع��د تحولها المقب��ل وتقمصها‬ ‫الش��يطاني م��ن قب��ل الس��لطة‪ ..‬وهكذا تج��د االمة‬ ‫المش��دودة بين دول��ة المتفوقين وحق��ارة الهابطين‬ ‫وحدته��ا التاريخي��ة المحتاج��ة دائم��ا إل��ى تأكيد في‬ ‫الحروب الطائفية والنزاعات المحلية"‪.‬‬ ‫" اصبح��ت فك��رة الحرية والتحرر الي��وم مصدرا‬ ‫للقي��م المش��روعة والمله��م‪ ..‬وكل ص��راع اجتماعي‬ ‫او قوم��ي ال ب��د أن يب��رر نفس��ه بفك��رة الحري��ة او‬ ‫الديمقراطي��ة وله��ذا ظه��رت اف��كار الديمقراطي��ة‬ ‫االجتماعي��ة وتلك لليبرالي��ة واخرى مح��دودة وثالثة‬ ‫مشروطة ورابعة سلطوية في التشيلي‪ ..‬هذا مصير‬ ‫كل عقي��دة ثوري��ة تب��دأ نقدي��ة ومناهض��ة وتصبح‬ ‫وس��يلة وحجة لتغطية المصال��ح االجتماعية الجزئية‬ ‫المتعارض��ة بالضرورة‪ ..‬هيمن��ة قيم الحرية في هذا‬ ‫العص��ر ال تمن��ع أن��ه س��يظل العصر الذي ش��هد وما‬ ‫زال اقس��ى انواع القمع واالس��تعباد االستعماري منه‬ ‫والداخلي "‪.‬‬ ‫بره��ان غليون‪( :‬ولد ف��ي ‪ 11‬فبراير ‪ ،)1945‬ولد‬ ‫ف��ي مدينة حمص ألس��رة عربية س��نية‪ ،‬ه��و مفكر‬ ‫س��وري وأس��تاذ علم االجتماع السياسي ومدير مركز‬ ‫دراس��ات الش��رق المعاص��ر ف��ي جامعة الس��وربون‬ ‫بالعاصم��ة الفرنس��ية باريس‪ .‬خريج جامعة دمش��ق‬ ‫بالفلس��فة وعل��م االجتماع‏‪،‬‏ دكتور دول��ة في العلوم‬ ‫االجتماعية واإلنسانية من جامعة السوربون‏‬


‫قانون �إزالة ال�شيوع يف القانون ال�سوري‬ ‫قد يملك العقار مجموعة من األش��خاص ويكون‬ ‫لكل منهم أس��هم مش��اعة تعادل بالنسبة لكل منهم‬ ‫مس��احة معينة وفق بيان المساحة المقرون مع بيان‬ ‫القيد العقاري ويريد أحدهم أو بعضهم أن يخرج من‬ ‫حالة الش��يوع وهذا حق له فيلجأ إل��ى الدعوى وتأخذ‬ ‫الدعوى في هذه الحالة أحد شكلين‪:‬‏‬

‫الق�سمة الر�ضائية‪:‬‏‬

‫الق�سمة الق�ضائية‪:‬‏‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫وه��ي تق��ع بي��ن أطرافه��ا بطل��ب م��ن أحدهم‬ ‫بوصف��ه مال��كًا عل��ى الش��يوع م��ع اآلخري��ن فيقيم‬ ‫الدع��وى ضدهم طالبًا إزالة الش��يوع وتجنيب حصته‬ ‫بم��ا يع��ادل أس��همه من مس��احة في عقار مس��تقل‬ ‫ع��ن باق��ي المالكين على الش��يوع‪ ،‬لذل��ك وطالما أن‬ ‫المالكين على الش��يوع هنا في العقار المراد تقسيمه‬ ‫ال يوج��د بينهم اتفاق رضائي على القس��مة واإلفراز‬ ‫ف�لا من��اص والحال ه��ذه من إقام��ة الدع��وى بإلزام‬ ‫المالكين بقس��مة وإفراز تقررهما المحكمة بمعرفة‬ ‫خبير وتلزم بها الجميع وهنا يقع االختصاص لمحكمة‬ ‫الصل��ح المدني��ة حص��راً‪ ،‬ويعتب��ر ه��ذا االختصاص‬ ‫اختصاصًا نوعيًا مقرراً لمحكمة الصلح‏‪.‬‬ ‫أصدرت الجمهورية العربية السورية قانون إزالة‬ ‫الش��يوع برقم ‪ / 21 /‬تاري��خ ‪ 1986 / 8 / 3‬معمو ًال به‬ ‫من تاري��خ صدوره ومصدراً بالمادة األولى منه وعلى‬ ‫خ�لاف أح��كام الم��ادة ‪ / 790 /‬م��ن القان��ون المدني‬ ‫الصادر بالمرسوم التشريعي رقم ‪ / 84 /‬لعام ‪1949‬‬ ‫وتعديالته وفي ما يلي متن القانون‪:‬‏‬ ‫المادة ‪1‬‬ ‫ً‬ ‫آ ـ خالف��ا ألح��كام الم��ادة ‪ / 790 /‬م��ن القان��ون‬ ‫المدن��ي الصادر بالمرس��وم التش��ريعي رق��م ‪/ 84 /‬‬ ‫لع��ام ‪ 1949‬وتعديالته‪ ،‬إذا اختلف الورثة أو الش��ركاء‬ ‫على الشيوع في اقتس��ام العقارات أو أجزاء العقارات‬ ‫الش��ائعة بس��بب اإلرث أو التمل��ك والمس��جلة ف��ي‬ ‫الس��جالت العقارية أو دفاتر التمليك باس��م المؤرث‪،‬‬ ‫أو الش��ركاء في الملكية‪ ،‬فتتم إزالة الشيوع من قبل‬ ‫لجن��ة أو أكثر تش��كل في كل محافظ��ة وتؤلف بقرار‬ ‫من وزير العدل على الشكل التالي‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ قاض يسميه وزير العدل ـ رئيسًا‬ ‫‪ 2‬ـ عام��ل من الفئة األولى م��ن المديرية العامة‬ ‫للمصال��ح العقارية يس��ميه وزير الزراع��ة واإلصالح‬ ‫الزراعي ـ عضواً‬ ‫‪ 3‬ـ ممث��ل ع��ن االتح��اد العام للفالحين يس��ميه‬ ‫رئيس االتحاد العام للفالحين ـ عضواً‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬

‫فه��ي تحصل ما ل��و كان المالكون على الش��يوع‬ ‫متفقين رضائيًا فيما بينهم على قسمة العقار المشاع‬ ‫وف��ي هذه الحال��ة يعرض عل��ى المحكم��ة المختصة‬ ‫اس��تدعاء الدع��وى مربوط��اً إلي��ه بي��ان قي��د العق��ار‬ ‫وموافق��ة البلدية على التقس��يم وفق مصور مصدق‬ ‫عليه من البلدية ومن هنا ينظر إلى االختصاص على‬ ‫أن��ه اختصاص قيمي ف��إذا حددنا قيم��ة العقار المراد‬ ‫بالتقسيم بمبلغ ضمن حدود العشرة آالف ليرة سورية‬ ‫فالدع��وى تكون به��ذه الحالة من اختص��اص محكمة‬ ‫الصل��ح المدنية وه��و اختصاص قيم��ي ال نوعي‪ ،‬أما‬ ‫إذا حددنا قيمة عين العقار بمبلغ يفوق العش��رة آالف‬ ‫ليرة س��ورية فإنه يتعين علينا أن نق��دم الدعوى إلى‬ ‫محكمة البداية التي تصب��ح مختصة قيمياً للنظر في‬ ‫هذه الدعوى وال يفوتنا أن نطلب وضع إش��ارة الدعوى‬ ‫على العقار المراد تقس��يمه ألن هذه الدعوى من نوع‬ ‫الدع��اوى العيني��ة العقاري��ة وتحتاج قانون��اً إلى وضع‬ ‫إشارة الدعوى على صحيفة قيد العقار‏‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ عامل يس��ميه المحافظ من حملة اإلجازة في‬ ‫الحقوق من العاملين في المحافظة ـ عضواً‬ ‫وتخت��ص هذه اللجنة أيضًا بالنظر في االدعاءات‬ ‫المتقابل��ة بالملكي��ة المث��ارة أثن��اء رؤي��ة الدع��وى‬ ‫والمتعلق��ة بذات العقارات محل الن��زاع وتعقد اللجنة‬ ‫جلساتها في مركز المحافظة أو في أي مكان آخر في‬ ‫المحافظة تراه اللجنة مناسبًا‪.‬‬ ‫ب ـ يس��تثنى م��ن أح��كام الفق��رة ‪ /‬آ ‪ /‬من هذه‬ ‫المادة العق��ارات أو أجزاء العق��ارات المبينة والواقعة‬ ‫ضم��ن المخطط التنظيم��ي العام للوح��دات اإلدارية‬ ‫والبلديات‪.‬‬ ‫جـ تك��ون ق��رارات اللجن��ة باألكثري��ة وفي حال‬ ‫التساوي يرجح الجانب الذي منه الرئيس‪.‬‬ ‫المادة ‪2‬‬ ‫ً‬ ‫آ ـ ترتب��ط اللجن��ة إداري��ا بالمديري��ة العام��ة‬ ‫للمصال��ح العقارية وي��ؤدي أعضاؤه��ا اليمين التالية‬ ‫أمام رئيس اللجنة‪:‬‬ ‫" أقس��م باهلل العظيم أن أق��وم بمهمتي بأمانة‬ ‫وصدق وأن ال أفشي أسرار المذاكرات‪" .‬‬ ‫ب ـ للجن��ة أن تس��تعين بخب��رات العاملي��ن ف��ي‬ ‫المديري��ة العام��ة للمصال��ح العقاري��ة وفروعها في‬ ‫المحافظ��ات وكذل��ك بخبرات العاملين ف��ي مديريات‬ ‫الزراع��ة واإلص�لاح الزراعي ف��ي المحافظ��ات وذلك‬ ‫بطل��ب موجه إلى المديري��ة المختصة في المحافظة‬ ‫والتي يتوجب عليها إجابة الطلب‪.‬‬ ‫المادة ‪3‬‬ ‫ً‬ ‫تقادم دعوى إزالة الش��يوع وفق��ا ألحكام المادة‬ ‫األولى من هذا القانون باس��تدعاء يق��دم إلى اللجنة‬ ‫م��ن قبل واح��د أو أكثر م��ن الورثة أو الش��ركاء على‬ ‫الشيوع‪ ،‬يبين فيه محل إقامة بقية الورثة أو الشركاء‬ ‫ف��ي ح��ال معرفته ل��ه‪ ،‬مرفقًا ب��ه وثيق��ة حصر إرث‬ ‫صادرة عن الجهة المختصة وبيان قيد عقاري‪.‬‬ ‫المادة ‪4‬‬ ‫يت��م تبلي��غ الورث��ة أو الش��ركاء عل��ى الش��يوع‬ ‫لحض��ور جلس��ات اللجن��ة في مح��ل إقامته��م‪ ،‬وفي‬ ‫حال جهال��ة محل اإلقامة‪ ،‬فيت��م التبليغ باإلعالن في‬ ‫صحيف��ة محلي��ة أن وجدت وف��ي حال ع��دم وجودها‬ ‫في إحدى صح��ف العاصمة وتقع نفقات اإلعالن على‬ ‫عاتق المديرية العامة للمصالح العقارية‪.‬‬ ‫المادة ‪5‬‬ ‫آ ـ تتمت��ع اللجن��ة ـ في س��بيل الفص��ل بالنزاع ـ‬ ‫بجميع الصالحيات التي تتمتع بها المحكمة المختصة‬ ‫أص ً‬ ‫ال للنظر في هذا النزاع‪.‬‬ ‫ب ـ تح��دد مه��ل المس��افة للتبليغ خ��ارج القطر‬ ‫ضمن المدة المبينة في قانون أصول المحاكمات على‬ ‫أن ال تتج��اوز الثالثي��ن يومًا وال موج��ب لالخطار في‬ ‫هذه الحالة‪.‬‬ ‫جـ تعفى قرارات اللجنة من الرس��وم والتأمينات‬ ‫القضائية ويعفى استدعاء الدعوى وأوراق التبليغ من‬ ‫جميع الرسوم‪.‬‬ ‫المادة ‪6‬‬ ‫تقوم اللجنة بتبليغ صورة عن اس��تدعاء الدعوى‬ ‫إل��ى مديرية الس��جل العقاري لوضع إش��ارة الدعوى‬ ‫على صحيفة العقار أو الحصة موضوع الطلب‪.‬‬ ‫المادة ‪7‬‬ ‫على اللجن��ة أن تبت بالطلب وأن تقوم بقس��مة‬ ‫العقار أو العقارات أو الحصة موضوع القضية الواحدة‬ ‫وأن تب��ت باالدعاءات بالملكية خ�لال مدة ال تزيد عن‬ ‫سنة واحدة من تاريخ تسجيل الطلب لديها‪.‬‬

‫المادة ‪8‬‬ ‫آ ـ تكون قرارات اللجنة قابلة للطعن أمام محكمة‬ ‫استئناف المحافظة وفق الميعاد واألصول المتبعة في‬ ‫اس��تئناف قرارات قاضي األمور المس��تعجلة وتفصل‬ ‫محكمة االس��تئناف في غرفة المذاكرة بالطعن بقرار‬ ‫مبرم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ب ـ يبق��ى للمتضرر الذي لم يك��ن طرفا بالنزاع‬ ‫أمام اللجنة أن يداعي مس��بب الضرر بالتعويض عن‬ ‫الضرر الذي أصابه أمام القضاء العادي‪.‬‬ ‫المادة ‪9‬‬ ‫تنتقل جميع الحق��وق وااللتزامات المترتبة على‬ ‫العقارات أو الحصص الخاضع��ة ألحكام هذا القانون‬ ‫إلى العقارات الجديدة الناتجة عن عملية القسمة‪.‬‬ ‫المادة ‪10‬‬ ‫آ ـ تنف��ذ القرارات واألحكام المبرمة في الس��جل‬ ‫العق��اري أو دفات��ر التملي��ك بكت��اب يوجه��ه رئي��س‬ ‫اللجنة أو رئيس محكمة االس��تئناف إلى أمانة السجل‬ ‫العقاري ذات العالقة مرفقًا بصورة عن القرار الصادر‬ ‫بهذا الشأن ومخططات القسمة‪.‬‬ ‫ب ـ ال تخض��ع المخطط��ات الناتج��ة عن قس��مة‬ ‫العق��ارات بموجب أح��كام هذا القان��ون لتصديق أية‬ ‫جهة كانت‪.‬‬ ‫المادة ‪11‬‬ ‫أ ـ خالف��ًا لألح��كام القانوني��ة النافذة وال س��يما‬ ‫أح��كام المرس��وم التش��ريعي رق��م ‪ / 101 /‬تاريخ ‪2‬‬ ‫‪ 1952 / 2 /‬وتعديالت��ه‪ ،‬يت��م تنفيذ الق��رار القاضي‬ ‫بالقس��مة لدى الدوائر العقارية قبل اس��تيفاء رس��م‬ ‫االنتقال على التركات المترتب على الورثة وفي هذه‬ ‫الحال��ة تس��جل على صحائ��ف العق��ارات الناتجة عن‬ ‫القسمة إش��ارة ((تأمين جبري)) لصالح خزينة الدولة‬ ‫لقاء حقوق وديون الدولة‪ ،‬ويتم إعالم الدوائر المالية‬ ‫المختصة بواقعة التسجيل‪.‬‬ ‫ب ـ تطب��ق األحكام الواردة في الفقرة الس��ابقة‬ ‫على معامالت تسجيل االنتقال واالختصاص الجارية‬ ‫إزالة للشيوع بشكل رضائي بين الورثة‪.‬‬ ‫المادة ‪12‬‬ ‫يمنح رئي��س وأعض��اء اللجنة والعامل��ون لديها‬ ‫والخب��راء الوارد ذكرهم في الفق��رة ‪ /‬ب ‪ /‬من المادة‬ ‫‪ / 2 /‬م��ن هذا القانون‪ ،‬وكذل��ك العاملون على تنفيذ‬ ‫الق��رارات المنصوص عليها في المادة ‪ / 10 /‬من هذا‬ ‫القان��ون تعويضات يح��دد مقدارها بق��رار تنظيمي‬ ‫م��ن وزير الزراع��ة واإلص�لاح الزراع��ي باالتفاق مع‬ ‫وزي��ر المالية بنا ًء على اقت��راح المدير العام للمصالح‬ ‫العقاري��ة‪ ،‬وذل��ك ضم��ن ح��دود القواني��ن واألنظمة‬ ‫النافذة‪.‬‬ ‫المادة ‪13‬‬ ‫تصرف النفق��ات والتعويضات المنصوص عليها‬ ‫في المادة الس��ابقة م��ن االعتم��ادات المرصدة لهذه‬ ‫الغاية في موازنة المديرية العامة للمصالح العقارية‬ ‫ويقع على عاتقها تأمين وسائط النقل ألعمال اللجان‬ ‫والكشوف الجارية في معرض تنفيذ أعمالها‪.‬‬ ‫المادة ‪14‬‬ ‫تح��ال إلى اللجنة جميع الدعاوى المش��مولة بهذا‬ ‫القان��ون والمقامة أمام المحاك��م والتي لم يبت فيها‬ ‫بحكم مبرم‪.‬‬ ‫المادة ‪15‬‬ ‫م��ع االحتف��اظ بأح��كام قانون تنظي��م العالقات‬ ‫الزراعية رقم ‪ / 134 /‬تاريخ ‪1958 / 9 / 4‬م وتعديالته‬ ‫تلغى جميع األحكام المخالفة لهذا القانون‪.‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪17‬‬


‫ق��راءة يف �صفح��ات الذاكرة‬ ‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫لقاء مع معتقل �سيا�سي �سابق (‪)1‬‬

‫همام يوسف‬ ‫قليل��ة ه��ي القص��ص الواقعي��ة التي نس��معها أو‬ ‫نطالعها حول ناش��طين س��وريين س��بق له��م أن خبروا‬ ‫تجرب��ة االعتق��ال السياس��ي المترت��ب عل��ى انتمائه��م‬ ‫لتيارات إس�لام سياسي محظورة كما هي الحال بالنسبة‬ ‫لحزب التحري��ر‪ .‬ورغم أن من نلتقيه اليوم يرفض وضع‬ ‫تجربت��ه الفكرية والثقافية الحراكية وتأطيرها وتلوينها‬ ‫بل��ون أح��ادي (حزب التحري��ر) خصوصا عندم��ا نعلم أن‬ ‫فت��رة احتكاك��ه م��ع الح��زب المذك��ور تعد م��ن الخبرات‬ ‫القديم��ة والمنتهي��ة عملي��ا بالنس��بة له؛ إال أن تس��ليط‬ ‫ضوء النقد على تجربة كتلك بس��لبياتها وإيجابياتها هو‬ ‫أم��ر نحتاج��ه لمعرفة المزي��د عن آليات وأنم��اط ثقافية‬ ‫واجتماعية وما رافقها من ظروف موضوعية خارجية أدت‬ ‫وربما ما تزال حتى الس��اعة إلى ازدياد أعداد المنخرطين‬ ‫أو المس��تطلعين لاللتح��اق بصف��وف تي��ارات اإلس�لام‬ ‫السياس��ي المتنوعة والمتفاوتة‪ ،‬والت��ي يتنامى تأثيرها‬ ‫وتواجده��ا بش��كل محس��وس ف��ي أوس��اط المجتمعات‬ ‫العربي��ة المتدين��ة‪ ،‬وخصوص��ا بعد أن وصل��ت خطابات‬ ‫وشعارات بقية التيارات إلى حالة من العطالة أن لم نقل‬ ‫العق��م بل وحت��ى في بعض الحاالت إل��ى الخيانة التامة‬ ‫لنفس المب��ادئ التي بنت خطابها وأرضيتها الجماهيرية‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫همّ��ام يوس��ف ه��و صاحب القص��ة التي س��نتابع‬ ‫بع��ض تفاصيلها هنا‪ ،‬وال يخالطنا الش��ك أن ما طرحناه‬ ‫من أس��ئلة ليس الغرض منه اختزاله إلى أبعاد محدودة‬ ‫تفرضها طبيعة األس��ئلة‪ ،‬بقدر ما هي بوابة للولوج إلى‬ ‫“ك��ون” هذا الفرد وتقاطعات عالمه م��ع العالم الخارجي‬ ‫بل مع عوالم جميع الذين أحاطوا به وما زالوا‪.‬‬ ‫ولد همّام ألس��رة متدينة قارئة متعلمة‪ ،‬ونشأ في‬ ‫مدينة دمش��ق وتعلم في مدارس��ها وعاش في أجوائها‪،‬‬ ‫أنه��ى دراس��ته الجامعية ف��ي كلية الهندس��ة المعمارية‬ ‫في جامعة دمش��ق في أوائل التس��عينيات‪ .‬وكان اعتقال‬ ‫والده في أوائ��ل الثمانينيات هو المرة األولى التي يختبر‬ ‫بها تجربة االعتقال السياس��ي‪ ،‬ومن ثم جاء اعتقاله هو‬ ‫نفس��ه ف��ي نهاي��ة ع��ام ‪ 1999‬ليضعه ف��ي خضم هذه‬ ‫التجرب��ة‪ .‬يؤمن همّام بمبدأ الالعنف والتغيير الس��لمي‬ ‫على الصعيد االجتماعي ‪ /‬السياس��ي‪ ،‬ويؤمن ويدعو إلى‬ ‫“إيج��اد اآلخر” فضال ع��ن القبول به‪ ،‬وما يزال يتمس��ك‬ ‫بجذوره اإلس�لامية وكتابه المقدس “القرآن الكريم” بل‬ ‫يعتبر هذه الجذور أساس��ا راس��خا يكرس العدل والسلم‬ ‫والتنمي��ة‪ ،‬بل بوابة واس��عة لحرية اإلنس��ان في مختلف‬ ‫أوجهها‪.‬‬ ‫لهمّام مدونة على الش��بكة العالمية يودع فيها من‬ ‫أن آلخر ما يعبر عن بعض ما يعتلج في صدره أو ما يراه‬ ‫ضروريا لتكريس ثقافة االنفتاح والقبول باآلخر‪ ،‬إضافة‬ ‫إل��ى بعض رؤاه ف��ي ما يجري م��ن حوله على الس��احة‬ ‫السياسية واالجتماعية‪.‬‬ ‫ألسباب مختلفة وخياراته الخاصة يعيش همّام في‬ ‫براغ‪ ،‬ويتابع من بعد ما يجري في وطنه س��وريا ويحاول‬ ‫البق��اء عل��ى تواصل م��ع ما يج��ري هن��اك تعويضا عن‬ ‫رغب��ة دفينة بالعودة ال تبارح أفئدة جميع المغتربين عن‬ ‫أوطانهم‪ .‬إليكم هذا اللقاء‪.‬‬ ‫ف��ي الوقت ال��ذي كان فيه النظ��ام البعثي‬ ‫القمع��ي ف��ي س��ورية يحاول غس��ل أدمغة‬ ‫الناشئة‪ ،‬وطمس أي معلم من معالم التمرد‬ ‫والمقاوم��ة والحركي��ة السياس��ية المنبنية‬ ‫على أس��س دينية إس�لامية بش��كل خاص‪،‬‬ ‫كان��ت جهود جمي��ع الذين تش��بثوا بالبقاء‬ ‫وانحن��وا أمام س��يل البروباغان��دا الجارف ‪-‬‬ ‫ال��ذي أطلقته أجه��زة اإلره��اب المخابراتية‬

‫والحزبي��ة البعثي��ة والطائفية األس��روية ‪-‬‬ ‫تنصب في تربية العش��رات م��ن اآلالف من‬ ‫اليتام��ى والثكالى والمس��اكين‪ ،‬ورعايتهم‬ ‫وتنش��ئتهم ضمن أجواء جماعية وأنش��طة‬ ‫مش��تركة دون أن يكون لها طابع سياس��ي‬ ‫معلن أو واض��ح رغم أنها كانت حبلى بفكرة‬ ‫العمل الجماعي المنظم طوال الوقت‪.‬‬ ‫| | من كان همّام قبيل تفكيره في‬ ‫الدخول إلى الحزب أو انجذابه إليه؟ عمرك‪،‬‬ ‫اهتماماتك‪ ،‬خلفيتك الفكرية‪ ،‬وضعك‬ ‫العائلي واالقتصادي‪.‬‬ ‫| كنت في الثامنة عش��رة حينها في بداية دراستي‬ ‫الجامعي��ة‪ ،‬وكان التفكي��ر ف��ي التغيير أو فعل ش��يء ما‬ ‫للوقوف في وجه الظلم والبؤس موجود دائما في ذهني‬ ‫ومن��ذ الصغ��ر حقيق��ة‪ ،‬فبس��بب المفاهيم التي نش��أت‬ ‫عليه��ا… أن المس��لم يج��ب أن يهتم بأمور المس��لمين‬ ‫ويس��عى لنهضتهم ونصرتهم‪ ،‬وألن والدي س��ابقا كان‬ ‫من الناش��طين إس�لاميي التوج��ه المعروفين‪ ،‬وبس��بب‬ ‫تأثي��ره الكبير على من حوله‪ ،‬حيث اس��تطاع أن يس��خر‬ ‫قدرت��ه األدبي��ة ككات��ب إضافة إل��ى معرفت��ه التاريخية‬ ‫كمؤرخ والعمالنية الموضوعية كناشط‪ ،‬في غرس أفكار‬ ‫التمرد على الظلم والقهر في من حوله‪ ،‬وباألولى أبناءه‪.‬‬ ‫ورغ��م أن��ه اعتقل إلى غير رجعة ‪ -‬الش��يء المألوف عن‬ ‫معتقل��ي الثمانينات في س��ورية‪ ،‬رغم أن��ه لم يكن من‬ ‫اإلخوان المسلمين بالمناسبة ‪ -‬عندما كنت في العاشرة‪،‬‬ ‫إال أن تأثي��ره كان ق��د نقش في الحج��ر كما يقال‪ ،‬وربما‬ ‫جاء اعتقاله ليكرس التمرد لدى أبناءه ولدى جميع الذين‬ ‫عرف��وه وأحب��وه‪ .‬وقد قيض اهلل ط��وال الوقت من يهتم‬ ‫بي كناشيء ويعمل ‪ -‬حسب فهمه واستطاعته ‪ -‬على أن‬ ‫أس��تمر في العيش والنمو بناءا على األسس والمفاهيم‬ ‫الت��ي أراد والدي أن أنش��أ عليها‪ ،‬كحس��ن الخلق‪ ،‬التدين‬ ‫وااللتزام‪ ،‬والشعور بالمسؤولية تجاه الآلخرين واالنهمام‬ ‫بما يصيبهم‪.‬‬ ‫كن��ت قارئ��ا نهم��ا ط��وال الوق��ت‪ ،‬بحك��م نش��أتي‬ ‫ف��ي من��زل تكس��و جدران��ه الكت��ب المتنوع��ة المذاهب‬ ‫واالتجاه��ات والمحاور‪ ،‬وبحكم ك��ون والديّ كالهما من‬ ‫المثقفي��ن المتعلمي��ن القارئين‪ ،‬وأذكر هنا على س��بيل‬ ‫الطرف��ة أنن��ي ولغيرتي م��ن أختي التي كان��ت قد قرأت‬ ‫“البؤس��اء” للكات��ب فكتور هوغ��و ولما تتج��اوز الحادية‬ ‫عش��رة‪ ،‬أنني عم��دت إلى قراءتها في ذل��ك الوقت وكنت‬ ‫أيض��اً لم أتجاوز العاش��رة‪ .‬أن هذا اإلقبال الش��ديد على‬ ‫القراءة بحكم النشأة والتشجيع‪ ،‬فتح أبوابا كثيرة للتأمل‬ ‫والتفكير واإلطالع‪ ،‬وكان تعدد وتنوع االتجاهات الفكرية‬ ‫المتوف��رة في مكتبة والدي الخاصة كافيا لعدم احتياجي‬ ‫في األوقات العصيبة للمخاطرة بجلب كتب مثل‪“ :‬معالم‬ ‫في الطريق” لسيد قطب‪ ،‬أو كتاب “كيف هدمت الخالفة”‬ ‫أحد كتب حزب التحرير المعتمدة‪ ،‬أو سلسلة كتب “لينيننا”‬ ‫الش��يوعية‪ ،‬أو روايات تولس��توي الرائعة…الخ‪ .‬كل ذلك‬ ‫كان ف��ي متن��اول يدي وش��كل عامال مهما في اس��تمرار‬ ‫ش��علة التطلع لعالم مختلف عما أقاس��يه ويقاسيه أهل‬ ‫بل��دي م��ن قمع وإره��اب وتنكيل لم يفرق بي��ن المذنب‬ ‫والب��ريء‪ ،‬ب��ل أحيانا بي��ن المؤمن وغي��ر المؤمن طالما‬ ‫اشتركا في قول “ال” للظلم واإلرهاب واإلجرام‪.‬‬ ‫وفي الوق��ت الذي كان فيه النظ��ام البعثي القمعي‬ ‫في س��ورية يحاول غس��ل أدمغ��ة الناش��ئة‪ ،‬وطمس أي‬ ‫معل��م من معالم التم��رد والمقاوم��ة والحركية المنبنية‬ ‫على أس��س دينية إس�لامية بش��كل خاص‪ ،‬وأي أساس‬ ‫عقائ��دي مختل��ف أو مخال��ف ألهوائه ويهدد اس��تقراره؛‬

‫كان��ت جهود جمي��ع الذين تش��بثوا بالبق��اء وانحنوا أمام‬ ‫س��يل البروباغاندا الجارف الذي أطلقت��ه أجهزة اإلرهاب‬ ‫المخابراتي��ة والحزبي��ة البعثي��ة والطائفي��ة األس��روية؛‬ ‫كان��ت جهودهم تنص��ب في تربية العش��رات من اآلالف‬ ‫من اليتامى والثكالى والمس��اكين‪ ،‬ورعايتهم وتنشئتهم‬ ‫ضم��ن أجواء جماعية وأنش��طة مش��تركة دون أن يكون‬ ‫لها طابع سياس��ي معلن أو واضح رغ��م أنها كانت حبلى‬ ‫بفكرة العمل الجماعي المنظم طوال الوقت‪.‬‬ ‫وهك��ذا… وضم��ن الس��ياق المذكور ال��ذي يحتمل‬ ‫اإلث��راء بالكثير من التفاصيل الت��ي ال مجال لذكرها في‬ ‫ه��ذه العجالة‪ ،‬من الطبيعي وم��ن المفروغ منه أن تكون‬ ‫فكرة االنتماء إلى عمل تكتلي منظم ينسجم مع الجذور‬ ‫الثقافية‪ ،‬الدينية والحراكية‪ ،‬أمرا واردا من حيث النتيجة‪.‬‬ ‫…وهكذا كان بالنسبة لي‪.‬‬ ‫| | كيف بدأ انجذابك إلى الحزب من الناحية‬ ‫العملية؟ أصدقاء؟ صدفة؟ وسائل أخرى؟‬ ‫وفي أي عام كان ذلك؟‬ ‫| كان ذل��ك م��ا بي��ن ‪ 1988‬و‪ ،1989‬حي��ث ط��رح‬ ‫عل��ي صديق ل��ي يكبرن��ي س��نا‪ ،‬االنخراط في دراس��ة‬ ‫ثقافة ومفاهيم وكتب حزب التحرير بش��كل رس��مي مع‬ ‫أحد األش��خاص المنتمي��ن تنظيميا بش��كل فعلي لحزب‬ ‫التحري��ر‪ ،‬وكنا قبلها نتدارس أحد كت��ب الحزب (أنا وهذا‬ ‫الصديق) على أس��اس اجتهاد ش��خصي من��ه‪ ،‬حيث كان‬ ‫هو على صلة بالحزب عن طريق عالقة ش��خصية وغير‬ ‫تنظيمية أيضًا‪.‬‬ ‫من الناحية النفس��ية فال ش��ك أن الش��عور‬ ‫باالنتم��اء إل��ى كيان أكب��ر وتلبي��ة الحاجة‬ ‫الغرائزية للتواج��د ضمن مجموعة متناغمة‬ ‫ومتعاون��ة من األفراد يؤطرها نس��ق فكري‬ ‫واحد؛ هو الدافع النفس��ي وراء االنجذاب إلى‬ ‫فكرة االنخراط في حزب معين‪.‬‬ ‫| | كيف بدأ انجذابك إلى الحزب من الناحية‬ ‫العقلية والنفسية؟ أو باألحرى‪ ،‬كيف ترى‬ ‫هذا االنجذاب بعد مرور هذه السنوات؟‬ ‫بدافع القناعة؟ الخلفيةالدينية؟ الوضع‬ ‫السياسي؟ أو أية أسباب أخرى؟‬ ‫| كان االط�لاع عل��ى فك��ر الح��زب ومفاهيم��ه‬ ‫ع��ن طريق الصدي��ق ال��ذي ذكرته س��ابقا ه��و البوابة‬ ‫الرئيس��ية لالهتم��ام‪ ،‬وكان لما يتمتع به ه��ذا الصديق‬ ‫من ق��وة في الحجة وس��عة اإلط�لاع وجاذبي��ة كارزمية‬ ‫أيض��اً دافعا إضافيًا‪ .‬أم��ا الناحية العقلي��ة (الفكرية) فإن‬ ‫األفكار التأسيس��ية للحزب ما هي إال استمرار للبناء على‬ ‫المعتق��دات والمفاهيم التي يحملها أي فرد ذو نش��أة أو‬ ‫خلفية ثقافية إس�لامية… األمر الذي ينطبق على جميع‬ ‫المس��لمين ابتداءا‪ ،‬أما من الناحية النفس��ية فال شك أن‬ ‫الشعور باالنتماء إلى كيان أكبر وتلبية الحاجة الغرائزية‬ ‫للتواج��د ضمن مجموعة متناغم��ة ومتعاونة من األفراد‬ ‫يؤطرها نس��ق فك��ري واحد؛ ه��و الدافع النفس��ي وراء‬ ‫االنجذاب إلى فكرة االنخ��راط في حزب معين‪ ،‬وال أغفل‬ ‫عامل القطيع في ذلك أيضًا‪.‬‬ ‫وأود أن أذكر هنا هو أن عملية التسويق لهذا الحزب‬ ‫كانت ذات أثر كبير في التشجيع على االنضمام له‪ ،‬حيث‬ ‫ص��وّر لي الوضع عل��ى أن األمر هو مس��ألة وقت فقط‪،‬‬ ‫وم��ا أن يطلق البي��ان رقم “‪ 1″‬م��ن اإلذاع��ة مابين ليلة‬ ‫ووضحاه��ا‪ ،‬معلن��ا نجاح الح��زب في االنقالب ومس��تهال‬ ‫بداية دولة الخالفة االس�لامية التي طال انتظارها‪ ،‬فإن‬ ‫الح��زب على أتم الجهوزية لذلك‪ ،‬بل لديه كادر مس��تعد‬


‫رسالة سجين | عمل للفنان وسام الجزائري‬

‫أسبوعية‬

‫ال يخف��ي حزب التحرير رفضه لوجود األحزاب‬ ‫العلمانية ضمن جس��د “الدولة اإلس�لامية”‬

‫كنت أحاول بث هذه األفكار فيمن حولي من‬ ‫األصدقاء والمعارف‪ ،‬دون التصريح بمصدرها‬ ‫إال لم��ن كنت واثقا من رجاحتهم وأمانتهم‪،‬‬ ‫وهؤالء كنت أحاول جذبهم لالنخراط بشكل‬ ‫عملي في دراس��ة كتب الحزب ومنهاجه كما‬ ‫كن��ت أفعل أن��ا نفس��ي ‪ -‬على مب��دأ “أحب‬ ‫ألخيك ما تحب لنفسك‪” .‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫| | لماذا هذا الحزب دون غيره؟‬ ‫| ألس��باب مهم��ة منه��ا أن احتم��ال االنخ��راط في‬ ‫تنظيم غير إس�لامي أو غير مبني على أس��س إسالمية‬ ‫ه��و أمر غي��ر وارد بطبيع��ة الحال والنش��أة‪ ،‬وهذا يخرج‬ ‫من الحس��بان جميع التوجهات العلمانية‪ ،‬االش��تراكية أو‬ ‫الش��يوعية‪ ،‬ألنها ترفض التدين (رغم أنها عقائدية في‬ ‫كثي��ر من األحي��ان) من حي��ث مبادئه��ا ومنطلقاتها؛ مما‬ ‫يبقي ف��ي المعادلة الح��ركات ذات التوجهات اإلس�لامية‬ ‫الثوري��ة الراديكالي��ة‪ ،‬االجتماعي��ة التربوي��ة والحركي��ة‬ ‫السياسية؛ وللحقيقة فقد كان لي اطالع على االتجاهات‬ ‫الثالثة اآلنفة الذكر وق��د أفادتني أدبياتهم وطروحاتهم‬ ‫النظري��ة بمق��دار كبير وربما دفعتني أيض��اً (رغم أن ما‬ ‫أقوله قد يثير االستغراب) الس��تطالع فكر حزب التحرير‬ ‫وتلمس مكامن الق��وة فيه‪ .‬وأنا أعتقد بناءا على خبرتي‬ ‫الس��ابقة مع حزب التحرير أن البنية الفكرية والسياسية‬ ‫الحزبية استطاعت أن تثبت قوتها وقدرتها‪ ،‬وفي مواضع‬ ‫متنوعة مرونتها وقدرتها العالية على االجتهاد المنفتح‪،‬‬ ‫بل ربما تفوّقها لدى حزب التحرير من الناحية السياسية‬ ‫عل��ى بقية الحركات األخرى‪ ،‬وأس��تطيع الق��ول أن حزب‬ ‫التحرير من الناحية الهيكلية كحزب سياسي ومن الناحية‬ ‫العملية كصاحب مش��روع تغيير سياس��ي واجتماعي‪ ،‬له‬ ‫كيان واض��ح ومتبلور يمكن التعام��ل معه ووضعه تحت‬ ‫المجهر ودراس��ته على عكس أقوى المنافس��ين له (من‬ ‫وجهة نظري) جماعة اإلخوان المسلمين‪ .‬فلحزب التحرير‬ ‫جميع مقومات أي حزب سياسي ذو مشروع واضح بأجندة‬ ‫واضح��ة‪ ،‬وبمش��روع واض��ح مبن��ي على أس��س نظرية‬ ‫موج��ودة في كتب الحزب القديم��ة والحديثة أو المتبناة‪،‬‬ ‫بغض النظر على موافقتي أو عدمها على هذه األس��س‬ ‫النظري��ة أو تل��ك‪ ،‬أو هذه المفاهيم التأسيس��ية أو تلك‪.‬‬ ‫وأود إال يفه��م م��ن كالم��ي التقليل من ش��أن جهة على‬ ‫حساب جهة أخرى‪.‬‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫ح��زب التحرير من الناحي��ة الهيكلية كحزب‬ ‫سياس��ي وم��ن الناحي��ة العملي��ة كصاحب‬ ‫مشروع تغيير سياس��ي واجتماعي‪ ،‬له كيان‬ ‫واضح ومتبل��ور يمكن التعامل معه ووضعه‬ ‫تحت المجهر ودراسته‪.‬‬

‫| | كيف كنت تنظر لألحزاب العلمانية (التي‬ ‫كان معظم كوادرها في السجن) في ذلك‬ ‫الوقت؟ هل تسنى لك أي احتكاك معها؟‬ ‫| بدابة س��أبني عل��ى أن المقص��ود بالعلمانية هو‬ ‫المفه��وم الممتد م��ن الفصل مابين الدي��ن والحياة إلى‬ ‫إن��كار الدين بالدرج��ة القصوى‪ .‬على أق��ل تقدير كانت‬ ‫األحزاب العلمانية –االش��تراكية والش��يوعية ‪ -‬مرفوضة‬ ‫أن لم أقل محاربة من األوس��اط واالتجاهات اإلس�لامية‪.‬‬ ‫وأذك��ر هن��ا اس��تغرابا كان موج��ودا (وربما ه��و موجود‬ ‫اآلن لدى الكثيرين) أن ه��ذه األحزاب تخاطب وتحاول أن‬ ‫تفرض على مجتمعات دينية خطابًا ومش��روعا سياس��يا‬ ‫غريب��ا عنها بل هو أقرب إلى عملية زراعة كبد بقرة في‬ ‫جسد قطة‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى القناعة الش��خصية تل��ك آنذاك‪ ،‬فإن‬ ‫م��ا طرحه فكر ح��زب التحرير حول المبدأين الرأس��مالي‬ ‫والش��يوعي (ضمنا االش��تراكي) هو وصف لمدى اختالف‬ ‫وفش��ل وخطأ مقاربات هذين االتجاهين ألسئلة العقدة‬ ‫الكب��رى‪ :‬م��ن أي��ن؟ ولم��اذا؟ وإل��ى أي��ن؟ أو التس��اؤالت‬ ‫اإلنسانية عن اإلنسان‪ ،‬الكون والحياة؛ على عكس الدين‬ ‫اإلس�لامي الذي (بناءا على طرح الحزب) استطاع اإلجابة‬ ‫عل��ى تلك األس��ئلة بش��كل يرضي وي��روي عطش هذه‬ ‫التساؤالت بشكل فطري‪.‬‬ ‫أيض��ًا يضاف إلى ذلك مس��ألة االرتباطات الخارجية‬ ‫لتل��ك األحزاب بحكم نش��أة الفكر العلمان��ي ككل‪ ،‬حيث‬ ‫اس��تخدم الحزب هذه االرتباطات لتقويض شرعية هذه‬ ‫األحزاب وبالتالي إقصاءها من التواجد في س��احة العمل‬ ‫اإلجتماع��ي السياس��ي بش��كل ج��ذري ف��ي أدبياته‪ ،‬وال‬ ‫يخفي ح��زب التحرير رفض��ه لوجود األح��زاب العلمانية‬ ‫ضم��ن جس��د “الدولة اإلس�لامية” حال تحققه��ا‪ ،‬فاآلخر‬ ‫بالنس��بة ل��ه هو اآلخ��ر المنبن��ي على األس��اس الديني‬ ‫اإلسالمي فقط‪.‬‬ ‫وم��ن المفي��د ذك��ره هنا أنن��ي لم يس��بق لي قبل‬ ‫معرفت��ي للحزب أو أثناءه��ا أن التقيت بمن يحمل أفكارا‬ ‫علماني��ة ف��ي إط��ار جهود تنظيمي��ة أو من يدع��و إليها‪،‬‬ ‫فأس��تطيع الق��ول أنه لم يتس��ن ل��ي االحت��كاك بأحزاب‬ ‫علمانية مطلقا‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬

‫لمباشرة مهامه من الوزراء في جميع األصعدة في اليوم‬ ‫ذاته‪.‬‬ ‫وأظ��ن أن جمي��ع الدوافع التي ذكرتِه��ا كان لها دور‬ ‫بدرج��ة معين��ة‪ ،‬وتكاتفت كل هذه الدواف��ع لتوصل إلى‬ ‫النتيج��ة النهائي��ة وهي ق��راري بمباش��رة االحتكاك مع‬ ‫الح��زب ك��ـ “دارس” بداية‪ ،‬وم��ن ثم احتمال االس��تمرار‬ ‫كحزب��ي أن ع��رض األم��ر علي والق��ى قبوال ل��دي حال‬ ‫حصوله‪ ،‬وهو مالم يتم‪.‬‬

‫حال تحققها‪ ،‬فاآلخر بالنس��بة ل��ه هو اآلخر‬ ‫المنبن��ي على األس��اس الديني اإلس�لامي‬ ‫فقط‪.‬‬

‫| | هل من الممكن تزويدي بوصف مكثف‬ ‫لتجربتك في الحزب؟ ما ذا كان دورك‪ ،‬كيف‬ ‫كنت تنظر إلى ذلك؟ إلى أي مدى وجدت‬ ‫نفسك والتقت قناعاتك مع فكر هذا الحزب؟‬ ‫| ت��كاد تجربت��ي في الح��زب تقتصر عل��ى القراءة‬ ‫ومطالع��ة األنب��اء وتحليله��ا باإلضاف��ة إل��ى الدراس��ة‬ ‫المنتظم��ة لكت��ب الح��زب ضم��ن الحلقة المع��دة لذلك‪،‬‬ ‫وكن��ت قارئا نهم��ا فما أن يصلني كتاب م��ن كتب الحزب‬ ‫(التي كنا نشتريها بمبالغ معقولة) حتى أبادر إلى قراءته‬ ‫ملتهم��ا إي��اه في أي��ام مع��دودة‪ ،‬وكذلك األمر بالنس��بة‬ ‫لمجل��ة عنوانه��ا “الوعي” كان��ت تصدر غالبا ف��ي لبنان‬ ‫بجهود “الش��باب” (كما كنا أحيانا نطلق على أعضاء حزب‬ ‫التحرير) اللبنانيين‪ ،‬معظم هذه المطبوعات كانت تصلنا‬ ‫منسوخة على الناسخة الضوئية‪.‬‬ ‫إضاف��ة إلى ما س��بق ونتيجة لحماس��تي الش��ديدة‬ ‫للح��زب وأفكاره التي كانت تتمتع بترابط منطقي وحجة‬ ‫بليغ��ة قويين‪ ،‬كنت أحاول بث ه��ذه األفكار فيمن حولي‬ ‫من األصدق��اء والمع��ارف‪ ،‬دون التصري��ح بمصدرها إال‬ ‫لمن كن��ت واثقا م��ن رجاحتهم وأمانته��م‪ ،‬وهؤالء كنت‬ ‫أحاول جذبهم لالنخراط بش��كل عملي في دراس��ة كتب‬ ‫الح��زب ومنهاجه كم��ا كنت أفعل أنا نفس��ي ‪ -‬على مبدأ‬ ‫“أحب ألخيك ما تحب لنفسك‪” .‬‬ ‫ل��م يكن هن��اك أنش��طة تربوية خاصة يق��وم بها‬ ‫الح��زب‪ ،‬وهو يرفض فكرة الرعاي��ة الفردية وبناء الفرد‬ ‫األخالقي والنفسي بجهد يقوم عليه الحزب‪ ،‬ويفضل أن‬ ‫يقوم الفرد نفسه بهذا الجهد بشكل ذاتي لتزكية نفسه‪،‬‬ ‫وهكذا فقد كان االحتكاك مع الحزب هو من خالل حلقات‬ ‫الدراسة تلك ومناقشة أفكار الحزب ومنهاجه (الذي يركز‬ ‫بش��كل أكبر على تنمية الوعي والوالء السياس��ي لهدف‬ ‫اس��تئناف الحياة اإلس�لامية ف��ي مجتمع تحكم��ه الدولة‬ ‫اإلسالمية‪ )،‬باإلضافة إلى متابعة األحداث الجارية عالميا‬ ‫وتأثيراتها المحلية‪.‬‬ ‫الشك أن هذا التركيز على الحس السياسي والقدرة‬ ‫على االستقراء السياسي قد أفادت في تنمية هذا الجانب‬ ‫عند كل المنتمين أو الحاملين لفكر الحزب‪ ،‬إال أن هذا لم‬ ‫يلب بش��كل كاف رغبة العديد مم��ن عرفتهم خالل تلك‬ ‫الفترة بإش��باع الحاج��ة إلى الروحانيات واألنش��طة التي‬ ‫تغذي النفس بالطاقة الالزمة‪.‬‬ ‫أن��ا بحك��م وضعي ك��ـ “دارس” لم أك��ن مكلفا بأي‬ ‫نش��اط خارج عن الدراس��ة بح��د ذاتها‪ ،‬فل��م أكن أحمل‬ ‫المنش��ورات السياس��ية أوالبيانات لتوزيعه��ا‪ .‬وكما قلت‬ ‫س��ابقا أن��ا لم أك��ن أعتب��ر حزبي��ا بالمعن��ى التنظيمي‪،‬‬ ‫وهك��ذا فلم يكن م��ن حق الحزب أن يطل��ب مني القيام‬ ‫بأي نش��اط‪ ،‬أما حقيقة حملي ألفكار الحزب والدعوة لها‬ ‫ومناقشتها ونشرها بين من كنت أثق بهم من األصدقاء‬ ‫أو األقارب فكان بمحض اختياري وحريتي الشخصية‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪20‬‬


‫احلرية‪ ..‬وحواجز فكي الكما�شة‬

‫"قب��ل الثورة الس��ورية اعتاد الس��وريون على قراءة‬ ‫القص��ص ع��ن حواجز التفتي��ش في القدس وم��ا حوالها‬ ‫وبين الضفة الغربية ومناطق االحتالل اإلسرائيلي ورؤية‬ ‫م��ا يحصل للفلس��طينين من إذالل يومي‪ ،‬في فلس��طين‬ ‫محتل؟ هل يمكن أن ندعو حواجز الجبش الحر باالحتالل؟‬ ‫ربم��ا ذلك إجحاف بطريقة مبالغ بها لكنها تدعونا للتفكير‬

‫يف اتفاقي��ة جني��ف اخلا�ص��ة مبعاملة املدني�ين يف مناط��ق النزاع‬

‫قال تعالى (وال تعتدوا إن اهلل ال يحب المعتدين) [البقرة‪]190 :‬‬

‫املادة ‪32‬‬

‫تحظ��ر صراح��ة جميع التدابير التي من ش��أنها أن تس��بب معاناة بدنية أو إبادة لألش��خاص‬ ‫المحميين الموجودين تحت سلطتها‪ .‬وال يقتصر هذا الحظر علي القتل والتعذيب والعقوبات البدنية‬ ‫والتش��ويه والتجارب الطبية العلمية التي ال تقتضيها المعالجة الطبية للش��خص المحمي وحس��ب‪،‬‬

‫ولكنه يشمل أيضا أي أعمال وحشية أخري‪ ،‬سواء قام بها وكالء مدنيون أو وكالء عسكريون‪.‬‬

‫املادة ‪33‬‬

‫ال يج��وز معاقبة أي ش��خص محمي عن مخالف��ة لم يقترفها هو ش��خصيا‪ .‬تحظر‬ ‫العقوبات الجماعية وبالمثل جميع تدابير التهديد أو اإلرهاب‪.‬‬ ‫السلب محظور‪ .‬تحظر تدابير االقتصاص من األشخاص المحميين وممتلكاتهم‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬

‫بني معرت�ضتني‬

‫أسبوعية‬

‫في فيديو تناقلته وس��ائل التواصل االجتماعية على‬ ‫المعبر ذاته مهاجر من المجاهدين يبدو للوهلة األولى أنه‬ ‫تونسي من لهجته العربية يقوم بمصادرة جهاز تلفزيون‬ ‫من رجل استعمله لتهريب بعض أكياس البندورة والمؤونة‬ ‫في أول أيام ش��هر رمضان ويظهر في��ه أيضًا صوت امرأة‬ ‫ف��ي الخلفية ترجو المقاتل أن يس��مح له��ا بتمرير بعض‬ ‫الطع��ام وعدم رميه‪ .‬هذا المش��هد في محاكاة موجعة لما‬ ‫يتعرض له س��كان األرياف حول دمشق وعلى حاجز معبر‬ ‫اليرم��وك يوميًا حيث يتحكم جن��ود النظام بالغذاء الداخل‬ ‫إل��ى المخيم ومنع إخ��راج أو أدخال أي مقتنيات ش��خصية‬ ‫مهم��ا قلت قيمتها‪ .‬هذا المش��هد الذي ح��ول حادثة يومية‬ ‫محكية على لس��ان س��كان المناطق الخاضعة للنظام إلى‬ ‫تس��جيل مص��ور‪ ..‬يعكس تح��ول بعض المس��لحين إلى‬ ‫شبيه للنظام ومستبد تحت عنوان آخر‪.‬‬ ‫ف��ي البداية ينبغي علينا أن نس��أل‪ :‬ب��أي حق؟ بأي‬ ‫حق ينته��ك مقاتل ح��ق المدنيين في إطع��ام عوائلهم‬ ‫وخصوصًا ف��ي ظل الفائقة والغالء الفاحش الذي يجتاح‬ ‫س��وريا من أقصاها إل��ى أقصاها وتع��ذر الحصول على‬ ‫أدني متطلبات العيش؟ كيف يمكن لمجموعة على حاجز‬ ‫وجد لحماية المدنيي��ن من اجتياح ما واختراقات من قبل‬ ‫النظ��ام أن يعامله��م بطرق مخزية كما اعت��اد المرتزقة‬ ‫معاملتهم على حواجز النظام‪.‬‬ ‫أين الهيئات المدنية من تلك االختراقات وما السبيل‬ ‫إلى تعيين ش��رطة مدني��ة تقوم بإدارة المعبر وتس��يير‬ ‫شؤون المدنيين اللذين تتربص بهم رصاصات القناص‬ ‫على الطرف اآلخر؟‬

‫البعض منا لم يتخيل للحظة أن يعيش الحالة نفسها في‬ ‫سوريا في قريته البعيدة أو مدينته في إذالل غير مسبوق‬ ‫من قبل من كان رفيق الثورة قبل بضعة أيام"‪.‬‬ ‫ف��ي الوقت الذي تحولت فيه المناطق الفلس��طينية‬ ‫داخل إس��رائيل إلى كانتونات معزولة عن بعضها بسبب‬ ‫حواج��ز التفتي��ش وصعوبة التنقل عبرها للفلس��طيني‬ ‫المحتل��ة أرضه منذ س��تين عامًا‪ ،‬يدخل الس��وريون عام‬ ‫الثورة الثالث في تضييق أمني مزدوج بين فكي كماش��ة‬ ‫من حواجز تفرض نفسها بقوة السالح‪.‬‬ ‫في زيارتي األخيرة لبرلين اصطحبني بعض األصدقاء‬ ‫لزي��ارة نقطة تفتيش على جزء م��ن بقايا جدار برلين الذي‬ ‫بق��ي ألعوام عدي��دة يفصل ألمانيا إل��ى دولتين حتى إزالته‬ ‫في الثمانينات‪ .‬هذه النقطة التي تحولت إلى معلم سياحي‪.‬‬ ‫يزورها الكثيري��ن مثلي الباحثين عن بقايا ومخلفات الحرب‬ ‫التي اكتسحت الدولة األلمانية وحولتها إلى أشالء دولة‪.‬‬ ‫نقطة التفتيش المس��ماة بنقطة تفتيش ش��ارلي‬ ‫ش��اهد على الحرب الباردة التي س��ادت تلك األعوام في‬ ‫ألماني��ا‪ ،‬ه��ذا المعبر الذي كان��ت تظلله أب��راج المراقبة‬ ‫واألسالك الش��ائكة التي زالت بأكملها بقي اليوم وحده‪،‬‬ ‫ليذكر الم��ارة بما كان وكي يتعلم األطف��ال لدى زيارته‬ ‫بما ال يجب أن يكون مستقب ًال‪.‬‬ ‫ح��ق العيش الكري��م‪ ،‬حق الحياة بكرام��ة دون حواجز‬ ‫ومعاب��ر تفتيش وانتهاكات‪ ،‬هو ما خرج الس��وريون ألجله‪،‬‬ ‫لنضع جانبًا أسباب وجود تلك المعابر في المناطق المحررة‪،‬‬ ‫لضرورته��ا أو ع��دم ضرورته��ا‪ ،‬ألحقي��ة المظاه��رات التي‬ ‫خرج��ت للمطالبة بإيقاف االنتهاكات الممارس��ة لدى العبور‬ ‫منه��ا‪ ،‬كي ال تتح��ول أحيائنا الت��ي تحررت بدماء الش��هداء‬ ‫ودموع األرامل إلى معتقالت أكبر من معتقالت النظام‪،‬‬ ‫هذه الحواج��ز التي وجدت لحماية الح��دود‪ ،‬لحماية‬ ‫الممتلكات‪ ،‬لحماية المدنيين‪ ،‬ولتس��هيل مرورهم ولمنع‬ ‫المتاجرة بلقمة عيشهم‪ ..‬عليها تكون نعمة ال نقمة‪.‬‬ ‫ف��ي انتظ��ار زوال الحواج��ز‪ ،‬بض��ع أف��كار برس��م‬ ‫الثورة‪ ..‬برسم التغيير‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫يعان��ي الس��وريون منذ ب��دء الثورة الس��ورية قبل‬ ‫عامي��ن وني��ف من ظاه��رة لم يعت��د عليها جيل ش��باب‬ ‫الث��ورة‪ .‬هي ظاهرة انتش��ار حواج��ز التفتيش للتضييق‬ ‫عل��ى النش��طاء وحصر حرياته��م‪ .‬وفي بع��ض األحيان‬ ‫لمجرد إبراز وجود عس��كري لفرض قوته وإبرازها وفي‬ ‫ح��االت أخ��رى لطمأن��ة مؤيديه وإش��عار بع��ض الفئات‬ ‫الشعبية بأهميته في حفظ استقرار منطقة من سواها‪.‬‬ ‫ه��ذه الحواجز نفس��ها أصبحت الي��وم مصدر رعب‬ ‫حقيقي للمدنيين في العاصمة وغيرها وس��ببا لالختفاء‬ ‫أو الم��وت أحيانًا‪ ،‬لفترة مضت كان��ت حواجز التفتيش أو‬ ‫المعابر العس��كرية من منطقة إلى سواها وعلى مداخل‬ ‫الم��دن حكراً عل��ى النظام الس��وري وش��بيحته وبعض‬ ‫اللجان الشعبية التي تطوعت من تلقاء نفسها خوفًا من‬ ‫هجوم محتمل على مناطقها أوقراها‪.‬‬ ‫لكن هذه المعادلة تغيرت بش��كل كامل منذ عسكرة‬ ‫الث��ورة الس��ورية وب��دء س��يطرة الجي��ش الح��ر وبعض‬ ‫المسلحين وتحرير المناطق ووجوب حمايتها‪ .‬بدأت حواجز‬ ‫الجي��ش الحر بالظهور كضرورة لمن��ع االختراقات ودخول‬ ‫النظام إلى مناطق فرضت المعارضة سيطرتها عليها‪.‬‬ ‫وإذ تتح��دث الكثير من ش��هادات العيان عن اختالف‬ ‫ج��ذري في تعامل حواجز الجي��ش الحر مع المواطن بين‬ ‫مناط��ق النظ��ام ومناط��ق س��يطرة المعارضة‪ .‬بش��كل‬ ‫يرق��ى لمبادئ الثورة الس��ورية وتطلعاتها وكرفض من‬ ‫العناصر نفسها لمظاهر استبدادية مرتبطة بالنظام‪.‬‬ ‫هذه التعامل األمثل من خفض للسالح لدى الصعود‬ ‫إل��ى باص��ات الس��فر‪ ،‬إل��ى خدم��ة المدنيي��ن ومس��اعدة‬ ‫الكثيرين منهن للوصول إلى قراهم وعدم التشكيك بهم‬ ‫أو مهاجمته��م هي من أكثر مقوم��ات الدعم الذي حصلت‬ ‫علي��ه مجموعات الجيش الحر في بداية تأسيس��ها وعام ًال‬ ‫أساس��ياً في تش��كيل الحاضنة الش��عبية المناس��بة التي‬ ‫فتحت لهم بيوتها وأذرعها تحت شعارات الحرية والتغيير‪.‬‬ ‫هذه الحوادث وغيرها ولدينا من األمثلة الكثير تكاد‬ ‫تصبح اليوم في طي النس��يان أمام االنتهاكات المتعددة‬ ‫والس��يطرة تح��ت قوة الس�لاح عل��ى حواج��ز التفتيش‬ ‫باس��م الجيش الحر التي تحولت من نق��اط حماية ومنع‬ ‫اخت��راق محتم��ل للنظ��ام إلى وس��يلة تضيي��ق مضافة‬ ‫على المدنيين والعوائل الت��ي اختارت البقاء في مناطق‬ ‫المعارضة ولم تنزح‪.‬‬ ‫تتحدث الش��هادات اليوم عن التجاوزات التي ترتكب‬ ‫من قبل حملة السالح‪ .‬عن أتاوات ورسوم يجبر الكثيرين‬ ‫عل��ى دفعها للدخ��ول إل��ى المنطق��ة الفالني��ة أو عبور‬ ‫الطري��ق الفالن��ي‪ .‬يتح��دث البعض ع��ن اذالل من قبل‬ ‫بعض ه��ذه العناصر للمدنيين على ه��ذه الحواجز التي‬ ‫وجدت لحمايتهم منذ البداية‪.‬‬ ‫تتن��وع االنته��اكات التي ترتكب على ه��ذه الحواجز‬ ‫باس��م الث��ورة الس��ورية م��ن مص��ادرة الممتل��كات إلى‬ ‫الترهي��ب إل��ى االعتق��ال على الهوي��ة الطائفي��ة‪ .‬ولعل‬ ‫أبرز الح��وادث التي تصدرت المش��هد اإلعالم��ي الثوري‬ ‫منذ أس��بوعين عل��ى معبر كراج الحجز ف��ي مدينة حلب‬ ‫بين المحرر والخاضع لس��يطرة النظام‪ .‬هذا الحاجز الذي‬ ‫يس��ميه أهل مدين��ة حلب بحاج��ز الموت يس��يطر عليه‬ ‫قناصون من جهة النظام وكتائب الجيش الحر من الجهة‬ ‫األخ��رى حيث يتعرض المدنيون يوميًا في عبورهم نحو‬ ‫أش��غالهم لكافة صن��وف التعامل في الكثي��ر منها خرق‬ ‫ألبسط حقوقهم اليومية‪.‬‬

‫شام داود‬

‫حقوق وحريات ‪. .‬‬

‫معرب كراج احلجز مثا ًال‬

‫‪21‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫علي ديوب‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫أم��ا النظام‪ ،‬فق��د بنى من عظام الن��اس ومخاوفهم‬ ‫وجهلهم أس��واراً خلف أس��وار خلف أس��وار‪ ،‬تكفل له‬ ‫البقاء طوي ًال طي ًال!‪..‬‬

‫‪�‎‬أكاد اجلبل‪‎‬‬

‫وم��ن أعمال القائ��د الخال��د لمدينة دمش��ق‪ ..‬إغراق‬ ‫ش��وارعها بالكولبات والعسكر‪ ..‬واعتبار المدينة بكل‬ ‫تاريخه��ا وما تحمله في جوفها وعلى ظهرها‪ ..‬منجزاً‬ ‫من منجزات الحركة التصحيحية المباركة‪..‬‬

‫جمال �صبح‬

‫من وقت ما اتجهت المسلس�لات الس��ورية نحو لبنان‬ ‫بسبب الظروف الراهنة‪ ،‬أصبح مشهد تقليم األظافر‬ ‫ومنكرته��ا ومس��ح الكريم��ات عل��ى الرجلي��ن‪ ،‬جزءا‬ ‫اليتجزأ من الدراما السورية!‪..‬‬

‫عمر قندقجي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬

‫لن أصدق‪ ..‬أبداً‪ ..‬لن أصدقْ‪ .‬إياكم أن تحاولوا إقناعي؟؟‪..‬‬ ‫لن تستطيعون أبداً‪( ..‬أبداً)‪ ..‬بعد أن شاهدت حجم الدمار‬ ‫الهائ��ل الذي خلف��ه البرمي��ل المتفجر ال��ذي القي على‬ ‫الجئي مدرس��ة األندلس في حمص في المدرسة وعلى‬ ‫األبنيه المجاورة‪ .‬ستة قتلى‪ ،‬ستون جريحًا‪ ،‬إعادة تهجير‬ ‫أكثر من خمسين عائلة كانت تقطن المدرسة في الحي‬ ‫اآلم��ن الهادئ البعيد عن المس��لحين وعن كل مش��كلة‬ ‫أو أزم��ة إال أزمة الج��وع والتهجير والحص��ار‪ .‬لن أصدق‬ ‫بأن الطي��ار الذي رم��ى البرميل من س��وريا‪ .‬لن أصدق‬ ‫أن��ه م��ن أي دولة على وج��ه األرض‪ .‬وال م��ن أي كوكب‬ ‫س��ماوي مأهول‪ .‬هو ش��ي ٌء لم نكتشفه بعد واإلنسانية‬ ‫لم تتوصل لفك رموزه وجملته الجينية‪ .‬هو شي ًء ليس‬ ‫كاألشياء‪ ..‬شي ُء يجب أن نشطبه من حياتنا بأي ثمن‪.‬‬

‫فادي الع�ساف‬

‫‏يوس��ف عبدلك��ي‬‬‬‬‪ ..‬في معرك��ة الفح��م والرصاص‪،‬‬ ‫الفحمُ وأنت‪ ،‬الكفَّة الراجحة‪.‬‬

‫با�سل حافظ‬

‫ال وج��ود لش��يء اس��مه مناط��ق محررة في س��وريا‬ ‫الي��وم‪ .‬هنال��ك مناط��ق خاضع��ة لعس��كر االحتالل‬ ‫األسدي ومناطق خارجة عن سيطرته‪ .‬وهذه األخيرة‬ ‫تعب��ث به��ا وبأهله��ا صنوف م��ن عصابات التش��ليح‬ ‫والنه��ب مضاف��اً اليه��ا ميليش��يات تمارس الفاش��ية‬ ‫الدينية بأكثر صورها رجعي ًة وتخلفًا‪.‬‬

‫متام هنيدي‬

‫للجل��ي كمان في قواع��د‪ ،‬يعن��ي الزم تب ّلش ّ‬ ‫باألقل‬ ‫وسخًا وزناخةً‪ ،‬وهيك لتوصل لألوسخ‪ ،‬إلنو إذا عملت‬ ‫العك��س بتفرق‪ ،‬األكثر وس��اخة بيل��وّت الباقيين إذا‬ ‫بلش��ت فيه‪ .‬يبدولي هي وحدة من مش��اكل الثورة‪..‬‬ ‫الوسخ سقسق ّ‬ ‫عالكل‪.‬‬

‫خالد احلافظ‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫مع��دات وقاي��ة م��ن الكيم��اوي للجي��ش الح��ر م��ن‬ ‫بريطانيا‪ ..‬طيب والشعب؟؟‪..‬‬

‫ومَن ال زال يس��أل‪ :‬ش��و الحري��ة يلي بدكم ياها؟ لي��س هناك جدوى‬ ‫من ش��رحها له‪ ..‬واضح أنه ال يمكنه معرفة ش��عور الحرية وال يمت لهكذا‬ ‫مفه��وم بصلة حُكم��اً‪ ،‬وبالتالي هو بغنىً عنها ويعتبره��ا عبئاً عليه‪ ،‬بل‬ ‫ويخاف من أن «تُصيبه»‪.‬‬

‫لمى الخاير‬

‫حممد اخلالد‬ ‫هي بلدنا ورح نخوزقك بأكبر س��احة فيها‪ ..‬اضرب ع‬ ‫كيفك نحنا باقيين يا كلب‪..‬‬

‫‪‎‬منهل باري�ش‪‎‬‬

‫براميل‪ ،‬عنقودي‪ ،‬صواريخ‪ ،‬قذايف‪ ،‬أحمض ماعندك‬ ‫طبخو!‪ ..‬سوف نبقى هنا‪..‬‬

‫عا�صم البا�شا‬

‫أن يكس��ب البع��ض (رزقه��م) تحت عناوين إنس��انية‬ ‫وش��عارات رائع��ة‪ ،‬كما هي حال م��دراء (غرين بيس)‬ ‫و(أطب��اء ب�لا ح��دود) و(حق��وق اإلنس��ان) و‪ ..‬و(ف��ي‬ ‫الثمانين��ات كان مس��ؤول غري��ن بي��س في إس��بانيا‬ ‫يتقاض��ى راتب الوزير!) أمر مت��داول ومعروف‪ .‬أما أن‬ ‫تتلقّى راتبًا ألنك (ثائر) عن بعد‪ ،‬فهذه قمة الحقارة!‪..‬‬

‫كنان عزوز‬

‫إذا كان النظام من فُصة‪ ..‬فالمعارضة من خرا‪..‬‬

‫فرح �شام‬

‫أحل��ى ش��ي جماع��ة (واهلل ع جثت��ي ما بتم��رق دولة‬ ‫العراق والش��ام)‪ ،‬بحياة ربّك‪ ،‬طي��ب نزيل بجثتك ع‬ ‫االرض‪ ،‬وتم��دد قبالن‪ ،‬إذا بيمرقوا ع جثتك أو ال‪ ..‬لك‬ ‫بدونو حكي العواطف المش��لخة‪ ،‬هي الدولة ش��كلها‬ ‫رح تم��رق عل��ى جثث مية ألف ش��هيد‪ ،‬ونحن��ا بعدنا‬ ‫منحكي عن جثثنا االفتراضية!‬

‫با�سم �صباغ‬

‫رأيت الشام اليوم تزحف باتجاه المجاعة‪ ..‬تزحف لكن‬ ‫بس��رعة شديدة‪ ..‬تقاسموا ما تبقى لكم من حب أيها‬ ‫السوريون‪..‬‬

‫م�صطفى علو�ش‬

‫عندما تس��معون ش��خصًا يبلغ به االمتعاض مما يجري‬ ‫ح��داً يقول معه‪ :‬إنها لم تعد ثورت��ي! فاعلموا يقينا أنها‬ ‫لم تكن ثورته من األس��اس‪ .‬ال يتخلى اإلنسان عن ولده‬ ‫مهما فشل أو انحرف أو ضاع‪ ..‬اللهم إذا كان ولده حقاً!‪..‬‬

‫رمي احلاج‬

‫من فترة صبية قاعدة بالمحرر‪ ..‬هيي من عيلة سبور‪،‬‬ ‫س��ألتها ماميتك عم تتحجب هنيك؟‪ ..‬قالتلي إيه بس‬ ‫غباء‪ ..‬قلتلها ليه‪ ،‬قالتلي ألن نحنا عم نخلين يركبونا‬ ‫بكل بس��اطة‪ ..‬متل ما عملنا مع النظام من زماااااان‪..‬‬ ‫الصبية عمرها ‪ 12‬سنة‪ ..‬اشتقتلك يا بنت‪..‬‬

‫رميا �سويدان‬ ‫مازل��ت مص��رّة أنه لن يأتي على س��وريا أس��وء من‬ ‫حكم األس��د‪ .‬أن صح خبر عبد العزيز الخير فستكون‬ ‫الضربة الثانية بعد مشعل تمّو‪ .‬الرحمة على األحياء‬ ‫منّا قبل األموات‪ ..‬والحرية للمعتقلين‪.‬‬

‫ماجد كيايل‬

‫المشكلة في أصدقاء الفيسبوك أنه كل واحد يريدك‬ ‫أن تك��ون ه��و‪ ..‬أي أن تكتب ما يريده ه��و‪ ..‬أي أن ال‬ ‫تكون أنت ذاتك‪ ..‬وأن ال تكتب ما تريده أنت‪..‬‬

‫عمر قدور‬

‫تذكي��ر لمن يص��رّون على وصف (ناش��ط س��لمي)‬ ‫بقص��د التمييز بي��ن المعتقلين بحس��ب انتماءاتهم‬ ‫السياس��ية‪ :‬الس��وريون جميعاً كانوا يريدون التغيير‬ ‫س��لمياً‪ ..‬والكثي��رون منهم لم يكن لديه��م مانع إنو‬ ‫يحلوها بالحب‪.‬‬

‫�سومر �أحمد‬

‫مصدر مس��ؤول ف��ي وزارة االعالم الس��ورية‪ :‬مش��اهد‬ ‫إطالق النار على المتظاهرين التي ظهرت في مسلسل‬ ‫(الوالدة من الخاصرة) مفبركة ومصورة في لبنان‪.‬‬

‫زياد ماجد‬

‫إذا ص��حّ ما تس��رّب م��ن التحقيقات‪ ،‬تكون الس��يدة‬ ‫جمّو قد قدّمت للسيدة األسد نموذجاً يُحتذى به‪..‬‬

‫يحيى مراد‬

‫ﻻ أحد يعلو فوق القابون‪.‬‬

‫فادي زيدان‬

‫الزعتري صار تالت أكبر مدينة باألردن‪ ..‬والسوريين‬ ‫صاروا أكبر طايفة بلبنان‪ ..‬شدوا الهمة يا شباب سنة‬ ‫تالتة ومنسيطر عالمنطقة‪..‬‬

‫‪‎‬هديل مرعي‪‎‬‬

‫المس��تحيل ه��و أن يحقق ه��ذا النظام النصر ويس��ترجع‬ ‫س��وريا ويحكمن��ا‪ ..‬واليقي��ن الوحي��د هو أن ه��ذه الثورة‬ ‫المجيدة رغم ظرفها الحالي الصعب ستتجاوزه وستنتصر‪.‬‬

‫خلود زغري‬

‫أثقل ما مرّ على الثورة‪ ..‬بوستات عشاق الفيسبوك‪..‬‬

‫س��ألني أحدهم هل س��وريا غنية؟‪ ..‬وهل اكتش��اف‬ ‫‪ 14‬حق��ل غاز ف��ي مياه س��وريا اإلقليمي��ة هو أكبر‬ ‫ثرواته��ا؟؟‪ ..‬نظرت له باس��تغراب وقلت له إحس��ب‬ ‫عندك يا أخي ثروات س��وريا‪ ..‬ولن أتكلم عن الثروة‬ ‫النفطية الهائلة المكتش��فة حديث��اً وهو على فكرة‬ ‫تمت��د من بحر س��وريا لبحر غ��زة‪ ..‬وقد اس��تثمرت‬ ‫إسرائيل الغاز وفتحت أول حقل هذه السنة‪ ..‬ولبنان‬ ‫خ�لال ش��هور س��يبدأ الحف��ر‪ ..‬س��أتكلم فقط عن‬ ‫الث��روات الكبرى الحقيقية‪ ..‬فأرج��وا أن تحضر أوراقاً‬ ‫كثيرة وتكتب‪:‬‬ ‫• نف��ط وغاز أرض��ي وبحري متوفر في الش��رق وفي‬ ‫الوسط وفي الساحل السوري‪..‬‬ ‫• العائ��دات من مرور أنابي��ب النفط‪ ..‬فلو مر النفط‬ ‫الخليج��ي والعراق��ي وااليراني عبر انابي��ب لموانئ‬ ‫س��وريا في البحر المتوس��ط لوفروا ملي��ارات ثمن‬ ‫النقل الحالي عبر البحار البعيدة‪..‬‬ ‫• العائ��دات من الصناع��ات البتروكيماوية ومصافي‬ ‫النفط التي تحتاجها دول الجوار‪..‬‬ ‫• عائدات التج��ارة المتعددة والصناعات النس��يجية‬ ‫وغيره��ا ومثال بس��يط حلب لوحده��ا فيها ‪ 75‬الف‬ ‫منشأة صناعية‪..‬‬ ‫• السياحة نظراً للحضارات المتعددة ومئات المواقع‬ ‫األثرية فيها‪..‬‬ ‫• تج��ارة الترانزيت فس��ورية تربط تركي��ا والعالم‪..‬‬ ‫بالعالم العربي وهي أيضاً تربط الخليج باوربا‪..‬‬ ‫• والث��روة الطبيعي��ة م��ن غاب��ات وأراض��ي زراعية‬ ‫وخمس أنهار وسدود صغيرة وكبيرة‪..‬‬ ‫• ث��روة حيوانية من أج��ود األنواع واكتف��اء غذائي‬ ‫كامل وتصدير لكل المزروعات للخليج‪..‬‬ ‫• ساحل بحري كبير وثالث موانئ بحرية تجارية‪..‬‬ ‫وتص��ور يا أخي م��ع كل الس��رقات والنهب س��وريا‬ ‫ل��م يكن عندها دي��ون خارجية‪ ..‬ولع��ل أكبر ثروات‬ ‫س��وريا الغي��ر معروفة أنه��ا تملك عش��رين مليون‬ ‫مغترب سوري منتش��رين في دول العالم المتقدم‪..‬‬ ‫ويملكون أكب��ر الخبرات العلمي��ة والفنية وعندهم‬ ‫أرص��دة بمئات المليارات‪ ..‬فتص��ور لو رجع نصفهم‬ ‫فقط لس��ورية؟؟‪ ..‬أما ش��عب الس��وري فهو يحترف‬ ‫التج��ارة من��ذ آالف الس��نين ويمل��ك نس��بة تعليم‬ ‫كبيرة‪..‬‬ ‫سوريا يا أيها الناس من أغنى دول العالم وخصوصاً‬ ‫بالنس��بة لعدد س��كانها المنخفض نس��بياً‪ ..‬سوريا‬ ‫يا س��ادتي من أجمل دول العال��م فقط حرروها من‬ ‫المجرمي��ن ومن الحرمي��ة واتركوها فت��رة لتعيش‬ ‫وستجدونها جنة العرب‪..‬‬ ‫‪‎‬أسامة الخراط‪‎‬‬ ‫بالمشرمحي السوري‪ ..‬الفصيح فقط‪:‬‬ ‫دِماغ‬ ‫ب‬ ‫الذينَ‬ ‫منذ عامين‪ ..‬يستهدف شبّيح ُة األسد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحش‪ ..‬نَقِيضَهَم‪ :‬قنص��اً وباالعتقال وبالتعذيب‬ ‫ٍ‬ ‫حتى الموت‪ .‬عدوُّهُم الحقيقيّ‪ُّ :‬‬ ‫كل س��وري حُرٍّ‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫عَقل حُرٍّ وديموقراطي وال طائفي‪.‬‬ ‫ِب ٍ‬ ‫من��ذ عامين‪ ..‬نجحوا بالترهيب في تهجير نقيضِهم‬ ‫أيض��اً‪ ..‬نجحوا‪ ..‬في إخالء الس��احة تدريجي��اً لِمَن‬ ‫يُش ِبهُهُم‪ :‬عُنفاً‪ ..‬وإقصا ًء‪ ..‬وطائفيّة‪.‬‬ ‫أم��ا هكذا َ‬ ‫فعل االس��رائيليون أيضاً؛ حين انس��حبوا‬ ‫من جن��وب لبنان ليترك��وه لح��زب اهلل فقط؛ ومن‬ ‫غزّ َة‪ ..‬ليتركوها لِحَمَاس؛ وانسحب االمريكان من‬ ‫أفغانس��تان والعراق ليتركوها ألمراء الحرب ولملوك‬ ‫دويالت الطوائف واإلثنيّات؟!!‪.‬‬ ‫قبل أن يُزاودَ عليّ أحدٌ‪ ..‬أو يُخَوّنني أحد؛ أرجوه‬ ‫إذا ل��م يَ ُك��ن من ش��بّيحة أيّ ط��رفٍ َذ َكرتُهُ؛ أن‬ ‫يُعي��دَ ق��راء َة هذا الكاب��وس الذي يعتق��د بأنه لم‬ ‫يَعِشهُ ولم يَرَه‪..‬‬ ‫نجم السمان‬


‫حكايا المسافر ‪. .‬‬

‫ق��ال للمس��افر ال��ذي التقى ب��ه عند الج��دار هناك‪ :‬س��أصمت‬ ‫ول��ن أنطق بحرف حتى يصغي الكب��ار لصغارهم‪ .‬فأصبح خفقان‬ ‫قلب المس��افر س��ريع ًا من ش��دة خوفه مما عزم عليه ذاك الصبي‪،‬‬ ‫ث��م أضحى صوت��ه في أغلب أرج��اء الب�لاد للكبار مس��موع ًا وفي‬ ‫صدورهم ينبض يأساً‪ .‬وبعد مضي بضعة أزمان عاد المسافر إليه‬ ‫وعن��د نفس الجدار وجده واقف ًا وما زال الفتى صغيراً‪ .‬فاقترب منه‬ ‫وق��ال‪ :‬أرجوك اعدل عن صمتك وتكلم لم��رة أخيرة‪ ،‬فلم نعد لهذا‬

‫اليأس وذاك الصوت نحتمل صبراً‪ ،‬أرجوك بأن تعلمنا اإلصغاء لكم‬ ‫حتى نجد لخالصنا س��بي ً‬ ‫ال‪ .‬لكن الصبي اكتف��ى بالنظر إلى عينيه‬ ‫وبحزن وألم شديدين‪ ،‬فأدرك المسافر بتلك النظرات بأن اإلصغاء‬ ‫ال يُدرس وبأنه فطرة اإلنسان‪ .‬بعد ذلك خط خطاه نحو قلبه حين‬ ‫لا‪ ،‬فهناك س��يجد من القيم م��ا يجعل من الن��اس أحراراً‬ ‫كان طف� ً‬ ‫وتمسي بهم األرض جنان ًا‪.‬‬ ‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬ ‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو | دقق النصوص‪ :‬ميمونة العمار‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬

‫الرحيــــل �إلـــى املهـــــد‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫كاريكاتير العدد بعنوان الكرسي الرئاسي الجديد | الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪23‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )96‬تموز ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫مداعبة على ج�سد حبيب‬ ‫تزلزل عر�ش الديكتاتور‬ ‫نبراس شحيّد‬ ‫لهو‬ ‫ه��ذه الس��طور ه��ي مح��ض ٍ‬ ‫يسخر من جبروت ديكتاتور‪ .‬إنها تفتتح‬ ‫ً‬ ‫باحث��ة عن حن��انٍ ما‪ .‬ل��ذا نراها‬ ‫ذاته��ا‬ ‫تتس��كع في ش��وارع ثائرة حيث يطفح‬ ‫حبٌّ غريب‪ ،‬لتضيع بعد برهة في اغواء‬ ‫مداعب��ة الجس��د‪ .‬كمس��ار س��نونو بدأ‬ ‫رحلته قاصداً الهرب من الش��تاء‪ ،‬تبتدئ‬ ‫هذه الس��طور مشوارها بحثاً عن شي ٍء‬ ‫ما لتنح��رف فجأ ًة في فتنة االس��تطراد‬ ‫فال تصل إلى نهاية‪.‬‬

‫حني يفلت احلنان يف حلظة ال‬ ‫ننتظرها‪ ،‬يتلعثم املجرم‪ ،‬وتعرتينا‬ ‫ٌ‬ ‫�شهوة جاحمة يف العناق‬ ‫"نح��ن ال نعل��م إن كان ه��ذا الرج��ل الش��هم‬ ‫يأت��ي لزوجت��ه‪" ،‬تاج رأس��ه"‪ ،‬بال��ورود الحم��ر وأنواع‬ ‫الش��وكوالتة الغالية في عيد الحب‪ .‬أو كيف كان يعبِّر‬ ‫عن عواطفه لـ"ابنة عمه" في بيتهما الصغير‪ ،‬فهموم‬ ‫العي��ش في بالد ي��داس أهله��ا بجزمات الجن��د ربما‬ ‫حالت طوي ً‬ ‫ال دون إبداء المش��اعر الصادقة والعميقة"؛‬ ‫مش��اعر "بلغت في لحظ��ة الحقيقة من َ‬ ‫األ َث��رَة حدّاً‬ ‫دفع صاحبَه��ا للتضحية بحياته لئ�لا تضام زوجته او‬ ‫ّ‬ ‫تُ��ذل" (حس��ام عيتان��ي‪" ،‬فالنتاين الس��وري"‪ ،‬الحياة‬ ‫‪" .)2013/2/15‬ب��اهلل عليكم‪ ،‬دعون��ي أودع أوالدي"‪،‬‬ ‫ً‬ ‫شبّيحة كانوا يس��حلونه عارياً في أحد‬ ‫يس��أل الرجل‬ ‫شوارع حلب‪" .‬أتسمح لنا باغتصاب زوجتك لنأخذك إلى‬ ‫أطفالك؟"‪ .‬يس��ألون الرجل بخسّ��ة‪ ،‬فيجيب متأرجحًا‬ ‫بي��ن الحياة والموت‪" :‬زوجتي هي روحي‪ ...‬ابنة عمي‪،‬‬ ‫وتاج رأس��ي!"‪ .‬أمام هذه الكلمات التي تقلب معادالت‬ ‫الفحولة كله��ا‪ ،‬يتلعثم المجرم��ون للحظةٍ تفلت من‬ ‫شناعة هذا الفيديو‪ ،‬ليس��تعيدوا وحشيتهم‪ .‬يتابعون‬ ‫ضرب الرجل بجزماتهم العسكرية‪ ،‬ثم يطلقون عليه‬ ‫النار‪ .‬جث ٌة على األرض ممدّدة‪ ،‬وفي مالمحها المتعبة‬ ‫شغفٌ غريب! هل أخبر الجيران زوجته كيف مات حبًّا؟‬ ‫هل شاهدت المرأة هذا الفيديو الذي يفيض حنانًا لها‬ ‫حين تغ��رق في الغي��اب؟ هل جاءت لتداع��ب وجنتَي‬ ‫حبيبه��ا الذي كان يخجل م��ن أن يداعبها حفاظاً على‬ ‫تقاليد عتيقة؟ ال نعرف‪ .‬لكننا نعلم جيداً حين نشاهد‬ ‫ً‬ ‫هذا الفيديو‪ ،‬أن ً‬ ‫مرعبة تتفجّر فينا‪ ،‬تجرفنا إلى‬ ‫رغبة‬ ‫مداعبة وجه مَن نحبّ قبل أن يفوت األوان!‬

‫تولد "الأنا" من رحم املداعبة ج�سد ًا جمي ًال‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ف�سحة للحنان‬

‫ٌ‬ ‫رغبة اس��تثنائية في جس��د اآلخر تجتاحنا وسط‬ ‫الدمار‪ .‬تتعانق األجس��اد بين األنق��اض حنانًا‪ ،‬عنفاً‪،‬‬ ‫ببعض بحثًا عن أمانٍ ما‪ ،‬في الوقت‬ ‫يتشبّث بعضها‬ ‫ٍ‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫الذي تكتف��ي فيه المداعبة باللم��س! تمرّ اليد على‬ ‫كتف الصديق أو االبن أو العش��يق‪ ،‬على وجهه‪ ،‬على‬ ‫صدره‪ ،‬على جسده‪ .‬ال تمس��ك اليد شيئًا‪ ،‬بل تستمر‬ ‫ف��ي العب��ور مقا ِو ً‬ ‫م��ة الرغب��ة ف��ي التوق��ف‪ .‬تعترف‬ ‫المداعب��ة بجمال المصادف��ة حين تكتف��ي بالمرور‪.‬‬ ‫إنه��ا تحتفل بحري��ة اللحظة الهارب��ة‪ ،‬وتفرح بأثرها‬ ‫الس��طحي العاب��ر حين يتغلغ��ل في المس��ام لينخر‬ ‫عميقاً في "الروح"‪ .‬الجس��د المداعَب يرتعش بك ّليته‬ ‫م��ن حنان المداعبة‪ ،‬يش��عر بوج��وده‪ ،‬تطفو "الروح"‬ ‫عل��ى الجل��د‪ ،‬تتك ّث��ف في��ه‪ ،‬في وح��دةٍ غريب��ة بين‬ ‫"الجسدي" و"النفسي"‪ ،‬لتصير "األنا" جسداً!‬ ‫تضيع المداعبة في مس��احات جس��د اآلخر‪ ،‬في‬ ‫أناه‪ ،‬لتع��ود فتولد من جديد بعد اس��تراحةٍ قصيرة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يمن��ة ويس��رة‪ ،‬ت��دور بحث��ًا ع��ن‬ ‫تتس��كع األصاب��ع‬ ‫الالشيء‪ .‬تعبث بخصالت شعر متناثرة هنا أو هناك‪،‬‬ ‫فتتجلى حا ًال من التيه العميق تس��ير بال هدف‪ .‬تشبه‬ ‫المداعب��ة االس��تطراد اللغ��وي حين يقطع تماس��ك‬ ‫خط��اب ما‪ ،‬ليطي��ل اللهو في تفاصي��ل ال أهمية لها‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫"ح��ال م��ن الهرب‬ ‫فيتجن��ب الوص��ول إل��ى النهاي��ة؛‬ ‫المس��تمر من الموت" (إيتالو كالفينو عن االس��تطراد‬ ‫اللغوي)‪ .‬المداعبة اس��تطرادٌ‪ ،‬لكن في لغة الجس��د‪،‬‬ ‫ولهوه��ا يتجذّر ف��ي جمالية هذا الفرار م��ن النهاية‪،‬‬ ‫ليمت��د العب��ث حين يصي��ر الجس��د ً‬ ‫لغة تب��دع ذاتها‪.‬‬ ‫على اختالف الفعل الجنس��ي الذي يس��ير إلى حتفه‪،‬‬ ‫إل��ى انطفاء الرغب��ة‪ ،‬تتمرد المداعب��ة على الخاتمة‪،‬‬ ‫لتتس��كع في الجس��د من دون غاية أو نهاية‪ ،‬فتخلق‬ ‫مكان للتيه م��ن دون وجهة؛‬ ‫مكان��ًا وزمان��ًا جديدين‪ٌ :‬‬ ‫ٌ‬ ‫وزمان للهو يعترف بالعبور من دون‬ ‫فس��حة للحنان‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫أن يصل إلى خاتمة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يقطع الديكتاتور أبداننا بأحقاده‪ ،‬يكسر عظامنا‬ ‫ف��ي معتقالت��ه‪ ،‬فيجعل م��ن الموت ش��هوة‪ ،‬أو ً‬ ‫رغبة‬ ‫في ط�لاق "الروحي" عن آالم الجس��د‪ .‬يجلد الواعظ‬ ‫والخطيب أجس��ادنا‪ ،‬يغرّباننا عنها في دونية قديمة‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)66739‬‬ ‫دمشق‪5048 :‬‬ ‫ريف دمشق‪15117 :‬‬ ‫حمص‪10462 :‬‬ ‫درعا‪5780 :‬‬ ‫إدلب‪7628 :‬‬ ‫حلب‪10651 :‬‬

‫دير الزور‪4197 :‬‬ ‫الرقة‪787 :‬‬ ‫السويداء‪47 :‬‬ ‫حماة‪4778 :‬‬ ‫الالذقية‪796 :‬‬ ‫طرطوس‪287 :‬‬ ‫الحسكة‪287 :‬‬ ‫القنيطرة‪302 :‬‬

‫أم��ام "روحي" يبقى بعي��داً عنا‪ .‬أم��ا المداعبة فتبدع‬ ‫جسداً ليس إال "أنا"‪ ،‬تجبله من حنان وطين‪ ،‬تلملمنا‪،‬‬ ‫وتوحدنا‪.‬‬

‫يتالثم الع�شيقان يف ال�ساحات فيتحرر اجل�سد من‬ ‫قب�ضة ال�سلطان‬ ‫ف��ي تون��س‪ ،‬ردّت مجموع��ة م��ن الناش��طات‬ ‫والناش��طين على القمع الدين��ي واألخالقي الممارس‬ ‫عليه��ا بتكريس يوم الثاني عش��ر من تش��رين األول‬ ‫م��ن العام الماض��ي يوماً وطنياً لتب��ادل القبل! تقاوم‬ ‫ُ‬ ‫المجموع��ة القمعَ بقبلة‪ ،‬ردّاً على اعتقال عاش��قين‬ ‫كان��ا يتالثمان برفق ف��ي أحد أحياء العاصمة! ش��ارع‬ ‫الحم��را في بيروت أيض��ًا‪ ،‬اجتاحته موج�� ٌة فريدة من‬ ‫الحن��ان الع��ام الماض��ي‪ ،‬حي��ن أخ��ذت مجموع�� ٌة من‬ ‫بش��كل مجاني ردّاً‬ ‫الش��بان والش��ابات تعانق المارة‬ ‫ٍ‬ ‫على األحقاد الطائفية التي باتت تقيّد لغة أجس��ادنا‪:‬‬ ‫حنان الجس��د الحق��دَ الذي‬ ‫"غم��رة بب�لاش!" يق��اوم ُ‬ ‫تزرع��ه األنظمة فين��ا‪ ،‬أطائفية كان��ت‪ ،‬أم مخابراتية‬ ‫أم عس��كرية‪ .‬ش��وارع الموت في س��وريا تشهد يوميًا‬ ‫ش��غفًا حنونًا حين تتعانق األجس��اد في تظاهرة‪ ،‬في‬ ‫معرك��ة أو جنازة‪ ،‬حين تقبّ��ل أمٌّ قدمَي ابنها العائد‬ ‫على االكتاف فوق خشبة‪ ،‬أو حين يداعب طفل صغيرٌ‬ ‫وجه أبيه ممرِّراً شفتيه على تجاعيده الباردة‪.‬‬

‫عندما ال تختم اخلامتة �شيئ ًا يطول الطرب‬

‫لي��س ه��ذا المقال مق��ا ًال‪ ،‬ولي��س هو مش��هداً‬ ‫إيروتيكي��ًا‪ ،‬ب��ل ٌ‬ ‫حال من فلس��فة اللع��ب! إنه محض‬ ‫مداعبة عابرة تقدمّ ذاتها طريقة حبّ‪ ،‬ال بل طريقة‬ ‫وج��ود‪ .‬إنه رغب�� ٌة ثائرة ف��ي حنانٍ ما يقاوم تس�� ّلط‬ ‫"المطلق" السياس��ي والديني واألخالقي علينا‪ ،‬فيلهو‬ ‫برفق على صفحة ورقي��ة ليخيف ديكتاتوراً في زمن‬ ‫الموت‪.‬‬ ‫نشر أيضًا في جريدة النهار ‪2013 / 7 / 20‬‬ ‫‪ 4953‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2201‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 4552‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 15878‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 50861‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 7 / 20‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.