سوريتنا | العدد الثامن والتسعون | 4 آب 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫خماوف من تدهور �أو�ضاع الجئي �سوريا‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫أعرب��ت منظم��ات دولي��ة وإنس��انية ع��ن قلقها‬ ‫البالغ تجاه فش��ل االستجابة الدولية في مواكبة حجم‬ ‫أزم��ة الالجئين الس��وريين‪ ،‬في ظل وج��ود أكثر من‬ ‫‪ 1.4‬مليون الجئ يعيش��ون في خي��ام‪ ،‬أو أماكن إيواء‬ ‫مؤقتة‪ ،‬أو أماكن سكن مكتظة وباهظة اإليجار‪.‬‬ ‫وكش��فت كوليت فيرون‪ ،‬مدير االستجابة لألزمة‬ ‫الس��ورية ف��ي منظم��ة "أوكس��فام"‪ ،‬تل��ك األوضاع‬ ‫بقولها‪" :‬يعيش الالجئون في مراكز تسوق‪ ،‬أو مرائب‬ ‫خالي��ة‪ ،‬أو خيام مؤقتة في مناطق مهجورة‪ ،‬يتقوتون‬ ‫على أقل م��ن الكفاف أن وج��دوه‪ ،‬ويتهاوى الكثيرون‬ ‫منهم"‪.‬‬ ‫وتابعت‪" :‬مع غياب أي حل للنزاع في المس��تقبل‬ ‫المنظ��ور‪ ،‬لن تزداد المش��كلة إال س��وءاً‪ .‬لقد وصفت‬ ‫األم��م المتحدة تلك األزم��ة بأنها أضخم أزمة الجئين‬ ‫منذ أح��داث التطهير العرقي في رواندا س��نة ‪،1994‬‬ ‫وهو م��ا يدفعن��ا للحرص عل��ى وصول المس��اعدات‬ ‫لالجئين حيثما وجدوا"‪.‬‬ ‫وطالب��ت وكاالت اإلغاثة من ال��دول المانحة بذل‬ ‫قص��ارى جهدها لتوفير المال ال�لازم لالرتفاع بحجم‬ ‫ً‬ ‫خاص��ة ف��ي األردن ولبن��ان‪،‬‬ ‫االس��تجابة اإلنس��انية‪،‬‬ ‫اللذين يستضيفان أكثر من مليون الجئ معًا‪ .‬مشيرة‬ ‫إلى ض��رورة دعم المجتمع��ات والحكومات المضيفة‪،‬‬ ‫حي��ث تتعرض الخدمات األساس��ية إل��ى ضغط هائل‬ ‫جراء تزايد االستخدام‪.‬‬ ‫ف��ي الوق��ت نفس��ه أصبح نح��و س��بعة ماليين‬ ‫س��وري‪ ،‬ثلث ع��دد الس��كان‪ ،‬داخل س��وريا في حاجة‬ ‫ماسة للمساعدات‪.‬‬ ‫وف��ي حزي��ران ‪ /‬يوني��و الماض��ي‪ ،‬أطلقت األمم‬ ‫المتحدة أضخم نداء إنس��اني في تاريخها‪ ،‬تطلب فيه‬

‫توفير ‪ 5‬مليارات دوالر لمساعدة الالجئين‪ ،‬ولكنها لم‬ ‫تتلق سوى ‪ 36‬في المائة من المبلغ المطلوب‪.‬‬ ‫وأوضحت منظمة "أوكسفام" أنه‪ ،‬ونظراً لألعداد‬ ‫الهائل��ة التي تفر من الن��زاع‪ ،‬أصبح الالجئون يلهثون‬ ‫وراء أي م��أوى أي��اً كان‪ ،‬حي��ث يص��ل كثي��رون منهم‬ ‫وليس معهم س��وى ما يرتدون م��ن مالبس‪ ،‬وافتقار‬ ‫ش��ديد ألي مس��اعدة في الحصول عل��ى طعام ومياه‬ ‫شرب آمنة وسقف يظلهم‪.‬‬ ‫وأش��ارت المنظمة إلى تده��ور األوضاع الصحية‬ ‫بي��ن الالجئين‪ ،‬فمن يعانون م��ن إصابات قد تتدهور‬ ‫حالتهم بش��دة نتيجة االفتقار للخدم��ات الطبية‪ ،‬كما‬ ‫أن المجموع��ات الضعيف��ة مثل المس��نين والمعاقين‬ ‫والمصابي��ن بأم��راض مزمن��ة‪ ،‬ي��كادون ال يحصلون‬ ‫على الخدمات الصحية األساسية‪.‬‬ ‫وف��ي لبن��ان‪ ،‬حي��ث يُمن��ع الالجئون م��ن العمل‬ ‫ف��ي العديد م��ن المهن‪ ،‬ال تتوفر لهؤالء س��وى أعمال‬ ‫ضعيف��ة األج��ر في معظ��م األحي��ان‪ ،‬لي��س للعامل‬ ‫فيها من أمان س��وى القلي��ل أن وجد‪ .‬ورغم أن بعض‬ ‫الوكاالت‪ ،‬مثل "كير الدولية" و"أوكسفام"‪ ،‬تقدم دعمًا‬ ‫نقديًا لمساعدة الالجئين على دفع إيجارات المساكن‪،‬‬ ‫فإن هذا الدعم ليس بالحل الطويل األجل‪.‬‬ ‫وحس��ب منظم��ة "وول��رد فيجن"‪ ،‬فق��د ارتفعت‬ ‫اإليجارات في بعض مناطق لبنان‪ ،‬بنس��بة تصل إلى‬ ‫‪ 200‬ف��ي المائة في غضون س��تة أش��هر فقط‪ ،‬وهو‬ ‫ارتفاع لم تواكبه زيادة في فرص العمل أو األجور‪.‬‬

‫ا�ستجابة دولية �ضعيفة‪:‬‬ ‫وعن أوضاع الالجئين‪ ،‬يقول هيو فنتون‪ ،‬المدير‬ ‫اإلقليم��ي لمجل��س الالجئي��ن الدنماركي في ش��مال‬

‫إفريقيا والش��رق األوس��ط‪" :‬ترك السوريون بالدهم‬ ‫دون أي مت��اع‪ ،‬ليحاول��وا ب��دء حي��اة جدي��دة‪ ،‬ولكنهم‬ ‫ينطلق��ون من الصفر‪ ،‬وف��ي ظل ارتفاع أس��عار كل‬ ‫ش��يء‪ .‬وقع الكثيرون منهم فريس��ة لديون متزايدة‪،‬‬ ‫لمجرد البقاء على قيد الحياة‪.‬‬ ‫وي��ردف‪" :‬لقد فش��لت االس��تجابة الدولية‪ ،‬حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬ف��ي الوف��اء باالحتياج��ات األساس��ية لغالبي��ة‬ ‫الالجئي��ن‪ ،‬مما عرضهم للمزيد م��ن العنت والمعاناة‪.‬‬ ‫يجب أن تبذل الدول المانحة كل ما في وس��عها لزيادة‬ ‫التمويل‪ ،‬حتى تس��تطيع وكاالت المساعدات أن تتسع‬ ‫بجهودها اإلغاثية"‪.‬‬ ‫وتابع‪" :‬في ظل تزايد أعداد الالجئين‪ ،‬وما يواكبه‬ ‫م��ن تزايد االحتياج��ات‪ ،‬يتعين عل��ى المجتمع الدولي‬ ‫بذل المزيد من الجهد لس��د فجوة التمويل التي تحول‬ ‫بينن��ا وبين مس��اعدة المزيد م��ن المحتاجي��ن‪ ،‬إذ أن‬ ‫الفشل على هذا الصعيد قد يكون كارثيا"‪.‬‬ ‫وأعرب��ت الوكاالت كذلك ع��ن مخاوفها المتزايدة‬ ‫م��ن تأثي��ر الظروف المعيش��ية الس��يئة عل��ى صحة‬ ‫الالجئي��ن‪ .‬فحت��ى م��ن يعي��ش منه��م ف��ي أماك��ن‬ ‫مستأجرة‪ ،‬ال يحصل الكثيرون بينهم على مياه شرب‬ ‫نقي��ة‪ ،‬أو يتمت��ع بمراحيض أو حمام��ات خاصة‪ ،‬ومن‬ ‫يعيش��ون في خي��ام ليس له��م إال نفاذ مح��دود إلى‬ ‫مراف��ق الصرف الصحي‪ ،‬ما يزيد من مخاطر اإلصابة‬ ‫ً‬ ‫خاصة في ظل درجات ح��رارة تصل إلى‬ ‫باألم��راض‪،‬‬ ‫‪ 40‬درجة مئوية‪.‬‬ ‫وفي األردن‪ ،‬يعيش أكثر من ربع أس��ر الالجئين‬ ‫ف��ي منطقة المفرق‪ ،‬دونما أي نف��اذ للمياه‪ ،‬في حين‬ ‫يعيش بعض األطفال في مجتمعات خيام في البلقاء‬ ‫الغربية وال يستطيعون االستحمام سوى مرة كل ‪10‬‬ ‫أيام‪.‬‬


‫«�أوت�شا» يحذر من تعر�ض‬ ‫�أطفال �سوريا لل�ضياع‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أعلنت مصادر فلسطينية عن استشهاد ‪ 5‬الجئين فلسطينيين في سوريا‪،‬‬ ‫إثر االشتباكات الدائرة في مدنها ومخيمتها‪.‬‬ ‫وأكد تقرير لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا استشهاد الشاب‬ ‫أيمن خرطبيل إثر س��قوط قذيفة على منطق��ة جمرايا (البحوث العلمية) يوم‬ ‫‪ ،2013 / 7 / 31‬والطفلة ألمى الدسوقي والتي تبلغ من العمر سنتين ونصف‬ ‫الس��نة حيث لقيت مصرعها إثر اش��تباكات في منطقة قدس��يا‪ ،‬والشاب جاسر‬ ‫موسى فلسطيني الجنس��ية إثر القصف بصواريخ الغراد على مدينة المليحة‬ ‫بريف دمشق‪ ،‬والطفل أنس خالد محمد من سكان مخيم اليرموك إثر إصابته‬ ‫بشظايا قذيفة‪ ،‬ووس��يم عبد الحفيظ من أبناء مخيم اليرموك نتيجة إصابته‬ ‫بشظايا قذيفة سقطت على مخيم اليرموك‪.‬‬ ‫وأضاف تقرير المجموعة أن حريق اندالع في منزل بس��احة الريجة جراء‬ ‫تعرض مخيم اليرموك لقصف ليلي وسقوط عدة قذائف على مناطق متفرقة‬ ‫منه‪ ،‬تزامن ذلك مع اش��تباكات متقطعة أول مخيم اليرموك وش��ارع الثالثين‬ ‫بي��ن مجموعات الجي��ش الحر والجيش النظامي‪ ،‬أما في س��اعات الصباح فقد‬ ‫ش��هد المخيم حالة من الهدوء النسبي‪ ،‬ترافق ذلك مع استمرار إغالق الجيش‬ ‫النظام��ي للحاج��ز التابع له أول اليرم��وك والذي يمنع بموجب��ه دخول وخروج‬ ‫األهالي منه وإليه منذ أكثر من أسبوعين‪.‬‬ ‫وأش��ار تقرير المجموعة إلى أن هناك العدي��د من الجرحى داخل المخيم‬ ‫مهددون بالموت بس��بب نقص األدوية والحصار المفروض على المخيم‪ ،‬هذا‬ ‫إضافة إلى استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن جميع أرجاء المخيم منذ عدة‬ ‫أشهر وانقطاع خطوط شبكة االتصاالت األرضية والخلوية وخدمة االنترنت‪.‬‬ ‫وأك��د التقري��ر تعرض مخيم الس��بينة لقص��ف ليلي وس��قوط عدد من‬ ‫القذائ��ف اس��تهدفت حارة القديرية وش��ارع الجامع‪ ،‬أس��فرت ع��ن إصابة أحد‬ ‫أبن��اء المخيم بجروح طفيفة‪ ،‬وكذلك تع��رض مخيم درعا لقصف ليلي عنيف‬ ‫وسقوط عدد من القذائف اقتصرت أضرارها على الماديات فقط‪.‬‬ ‫ولفت التقرير إلى اعتقال الشاب عبد الرحمن محمود صبحية على مدخل‬ ‫مخي��م العائدين بحمص أثناء عودته من عمله يوم ‪ ،2013 / 7 / 31‬والش��اب‬ ‫في العقد الثالث من عمره‪ ،‬وهو من أهالي قرية ترشيحا‪.‬‬

‫قال تقرير موس��ع نش��رته صحيفة «القدس العرب��ي»‪ ،‬أن كثيرين من الالجئين‬ ‫الفلس��طينيين الذي��ن ف��روا م��ن س��وريا إلى لبن��ان مه��ددون بالترحيل م��ن جديد‬ ‫وإبعادهم عن لبنان‪ ،‬بعد أن وصلتهم إخطارات بهذا الخصوص من الجهات الرسمية‬ ‫في لبنان‪.‬‬ ‫وبحس��ب الصحيفة فقد نصت البالغات الرسمية على عبارة‪« :‬لقد تجاوزتم المهلة‬ ‫المح��ددة التي أُعطيت لكم‪ ،‬وعليك��م اآلن تجديد اإلقامات في لبن��ان‪ ،‬وأنتم مجبرون‬ ‫على دفع ‪ 200‬دوالر أمريكي لكل فرد أو مغادرة لبنان والعودة إليه من جديد‪ ،‬أو أنكم‬ ‫س��تواجهون الترحي��ل من حيث أتيتم»‪ .‬ودفعت هذه البالغ��ات بعض الالجئين إلى حد‬ ‫التس��ول لجمع المبالغ المذكورة‪ ،‬الس��يما وأنهم فروا من سوريا مخلفين وراءهم كل‬ ‫ممتلكاتهم‪ .‬كما أن التهديد بمجرد االتجاه لس��وريا ومن ثم العودة للبنان ينطوي على‬ ‫رحلة عذاب شديدة ومريرة ألسر الالجئين الفلسطينيين‪ ،‬عدا عن كونها مكلفة ماديًا‪.‬‬ ‫إذ س��يكون على الالجئ تأمين تكاليف السفر لسوريا وتكاليف استئجار منزل ألوالده‪،‬‬ ‫ناهيك عن المخاطرة بعدم الحصول مجدداً على تصريح من الجهات األمنية اللبنانية‪.‬‬ ‫في المقابل كش��ف التقرير‪ ،‬نق ً‬ ‫ال عن الدكتور عصام عدوان رئيس دائرة ش��ؤون‬ ‫الالجئين في حركة حماس قوله‪« :‬أن الالجئين الفلس��طينيين الفارين من س��ورية‬ ‫للبنان يتعرضون لمضايقات من الس��لطات اللبنانية‪ ،‬ويعيش��ون في معاناة إنسانية‬ ‫كبيرة»‪ ،‬مطالبًا الحكومة اللبنانية بالتعامل مع الالجئين الفلس��طينيين الفارين من‬ ‫سورية نحو لبنان كحالة إنسانية وليس كحالة سياسية‪.‬‬ ‫وأشار عدوان‪ ،‬وفق تقرير «القدس العربي» إلى وجود بعض الوزراء في الحكومة‬ ‫اللبنانية ممن «يطالبون بتحديد إقامة الالجئين الفلس��طينيين الفارين من سورية‬ ‫للبنان بـ ‪ 80‬يومًا والبعض يطالب بإخراجهم فوراً وإغالق حدود لبنان أمامهم‪ ،‬وهذا‬ ‫عم��ل غير إنس��اني‪ ،‬ويجب بحث الموضوع من الزاوية اإلنس��انية وليس من الزاوية‬ ‫السياسية»‪.‬‬ ‫وكان��ت وكالة األمم المتح��دة إلغاثة وتش��غيل الالجئين الفلس��طينيين (أونروا)‬ ‫توقع��ت في حزيران ‪ /‬يونيو الماضي حدوث تدفق كبير لالجئين الفلس��طينيين من‬ ‫سورية إلى لبنان‪ ،‬متوقعة أن يصل عددهم إلى ثمانين ألفًا‪.‬‬ ‫وقالت في تقرير نش��ر على موقعها اإللكتروني أن لبنان ش��هد منذ كانون األول ‪/‬‬ ‫ديس��مبر الماضي تزايداً سريعًا في عدد الالجئين الفلسطينيين الفارين من سورية‪،‬‬ ‫مضيفة أن أعدادهم قد ترتفع بشكل مطرد من ‪ 56‬ألفًا إلى ثمانين ألفًا العام الحالي‪.‬‬ ‫من جهة أخرى منحت الحكومة اللبنانية مهلة زمنية لالجئين السوريين في لبنان‬ ‫لتس��وية أوضاعه��م قبل إغ�لاق محالهم التجاري��ة غير المرخص��ة‪ ،‬إضافة إلى دفع‬ ‫الضرائب‪.‬‬ ‫وكانت وزارة الشؤون االجتماعية اللبنانية أعلنت عن قرار الدولة بتنظيم اللجوء‪،‬‬ ‫كما دعت الدول العربية إلى تقاسم األعباء مع لبنان‪.‬‬ ‫في بلدة بر الياس وحدها افتتح الس��وريون الالجئ��ون أكثر من ‪ 120‬مح ً‬ ‫ال تجاريًا‬ ‫بطرق غي��ر قانونية‪ ،‬ما زاد األعباء االقتصادية عل��ى اللبنانيين الذين يطالبون بأن‬ ‫يعاملوا سواسية مع السوريين أق ُّله في موضوع دفع الضرائب‪ .‬لذلك أعطت الحكومة‬ ‫المستقيلة مهلة زمنية للسوريين لتسويةِ أوضاعِهم قبل أن تقومَ بإغالق المحال‬ ‫غير المرخّص لها بعد منتصفِ شهر أغسطس‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يعملون‬ ‫المحال تعودُ لهم‪ ،‬وأكدوا أنهم‬ ‫أمام الكاميرا أنكر معظمُ الس��وريين أن‬ ‫َ‬ ‫فيها فقط‪ .‬أما خلفَ الكاميرا فتحدّث السوريون عن ظروفٍ أجبرتهم على منافسةِ‬ ‫اللبنانيين في عِقر أسواقِهم‪.‬‬ ‫مواطن سوري رفض إظهار وجهه قال‪« :‬ما في مساعدات مجبورين نشتغل نحنا‬ ‫منطالب بمدة على األقل ‪ 3‬أشهر لنتأكد إذا المحل مشي أو أل إذا مشي منرخصه وإذا‬ ‫ما مشي منسكره»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الحكومة اللبنانية بتنفيذِ إجراءاتٍ أمنية إضافية على الحدود مع س��وريا‬ ‫وب��دأت‬ ‫للتدقيق في هُويّاتِ القادمين‪.‬‬ ‫وزير الش��ؤون االجتماعية في حكومة تصري��ف األعمال وائل أبو فاعور يقول أن‬ ‫ه��ذه اإلجراءات هي من مصلح��ة النازحين‪ ،‬خاصة وأن بعض الس��وريين الذين لم‬ ‫تعتبرهم األمم المتحدة الجئين بحس��ب معاييرها يدخلون فقط ألخذ المس��اعدات‪،‬‬ ‫وبعدها يعودون إلى سوريا وهذا ظلم للنازحين‪.‬‬ ‫الحكومة اللبنانية تؤكد أن اإلجراءاتِ الجديدة هدفُها تنظيمُ األوضاع االقتصادية‬ ‫للتضييق عليهم كما يشتكي البعض‪.‬‬ ‫واالجتماعية للنازحين وليس‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫والدولة اللبنانية أصبحت بين أزمتين‪:‬‬ ‫معاناة السوريين انعكست على اللبنانيين‪،‬‬ ‫أزمة الالجئين اإلنسانية وأزمة المواطنين االقتصادية‪.‬‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫�شهداء بتوا�صل ق�صف‬ ‫خميمات الالجئني‬ ‫الفل�سطينيني يف �سوريا‬

‫ال�سلطات اللبنانية تعتزم ترحيل الالجئني‬ ‫الفل�سطينيني‪ ..‬وحتدد مهلة زمنية‬ ‫لل�سوريني لت�سوية �أو�ضاعهم‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬

‫حذر مكتب األمم المتحدة لتنس��يق الش��ؤون اإلنس��انية للشرق األوسط‬ ‫وش��مال أفريقيا ‪ /‬أوتشا ‪ /‬من تعرض األطفال السوريين لخطر الضياع‪ ،‬حيث‬ ‫أن ‪ 6500‬عل��ى األقل من ‪ 93‬ألف ش��خص قتلوا بي��ن آذار ‪ /‬مارس ‪ 2011‬إلى‬ ‫نيسان ‪ /‬أبريل ‪ 2013‬كانوا من األطفال بينهم ‪ 1700‬طفل تقل أعمارهم عن‬ ‫‪ 10‬سنوات طبقًا لتقديرات المفوضية السامية لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وأوضح تقرير لمكتب «أوتش��ا» بالقاهرة أن األطفال يتعرضون لإلصابة‬ ‫واالعتق��ال والتعذي��ب وأجبروا على مش��اهدة أوارتكاب أعمال وحش��ية فض ً‬ ‫ال‬ ‫ع��ن تجني��د العديد منهم كمقاتلين مس��لحين طبق��اً لتقارير لجن��ة التحقيق‬ ‫الدولية المس��تقلة في س��وريا التي أفادت بمقتل ‪ 86‬م��ن المقاتلين األطفال‬ ‫ف��ي العمليات العدائية منذ آذار ‪ /‬مارس ‪ 2011‬مش��يراً إلى أن فرص األطفال‬ ‫في التعليم تتعرض لصعوبات شديدة في ضوء تهدم نحو ‪ 16.5‬في المئة من‬ ‫إجمالي ‪ 22‬ألف مدرسة أو استخدمت إليواء النازحين داخليًا‪.‬‬ ‫وبي��ن التقرير أن منظمة الصحة العالمية بالش��راكة مع ‪ 36‬منظمة غير‬ ‫حكومية محلية وفرت خدمات الرعاية الصحية األولية واإلمدادات الطبية لنحو‬ ‫‪200‬ر‪ 55‬أل��ف ش��خص في حلب ودمش��ق وحمص والحس��كة والالذقية بينما‬ ‫تم تس��ليم المس��تلزمات الطبية إلى حوالي ‪350‬ر‪ 214‬ألف شخص في نفس‬ ‫المحافظات‪.‬‬ ‫وأش��ار التقرير إلى أن نحو ‪ 1.8‬مليون ش��خص فروا إلى البلدان المجاورة‬ ‫بالمنطقة وقد تصاعد الرقم إلى ‪ 600‬ش��خص في المتوسط في اليوم خالل‬ ‫عام ‪ 2013‬طبقا لمفوض األمم المتحدة الس��امي لشئون الالجئين الذي قال‪:‬‬ ‫«أن هذا الرقم لم يسبق له مثيل منذ اإلبادة الجماعية في رواندا منذ ما يقرب‬ ‫من ‪ 20‬عامًا»‪.‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫طحني غوطة دم�شق‪ ..‬ودما�ؤها‬

‫تقرير‪ :‬سعاد يوسف‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫يقول الكثير من س��كان غوطة دمشق الشرقية‬ ‫أن خب��ر حص��ار الغوط��ة ب��ات خب��راً عادي��ًا‪ ،‬ومم ً‬ ‫ال‬ ‫بالنسبة لكثيرين‪ .‬نسي معظم سكان دمشق وحتى‬ ‫المعارض��ون منهم أن أه��ل الغوطة ال يملكون مادة‬ ‫الخبز وهي بالنس��بة لمحدودي الدخل (وهم غالبية‬ ‫س��كان الغوطة) مادة أساس��ية ال غنى عنها‪ .‬ال وجود‬ ‫لمادة الطحي��ن‪ ،‬النظام يمنع إدخالها بش��كل قاطع‪،‬‬ ‫ورواي��ات تحكى ع��ن احتكار ل��واء اإلس�لام لكميات‬ ‫كبي��رة من الطحين يق��وم بتوزيعها عل��ى عناصره‬ ‫والمقربي��ن منه فقط‪ .‬أيًا كان الس��بب‪ ،‬فإن ما يهم‬ ‫أه��ل الغوطة هو أن مخصصات كل فرد في الش��هر‬ ‫األخير كانت رغيف خبز واحد كل أسبوع‪.‬‬ ‫في منتصف الش��هر الماض��ي حاولت مجموعة‬ ‫من أفراد الجيش الحر كس��ر الحص��ار وإدخال كمية‬ ‫م��ن الطحين والغذاء للغوطة‪ ،‬ف��كان في انتظارهم‬ ‫كمين من النظ��ام في منطقة الم��رج‪ ،‬راحوا جميعًا‬ ‫ضحيته‪ .‬لم تكش��ف مالبس��ات هذا الكمين بش��كل‬ ‫واض��ح‪ ،‬ففيم��ا تحدث بعض النش��طاء ع��ن خيانات‬ ‫واختراق��ات ف��ي صفوف الجي��ش الحر‪ ،‬أك��د آخرون‬ ‫اس��تعمال النظام أجهزة مراقب��ة وكاميرات متطورة‬ ‫جداً زودته بها روسيا‪.‬‬ ‫وف��ي يوم االثنين الماضي التاس��ع والعش��رين‬ ‫من ش��هر تموز أعلن عدد من ألوية وكتائب الجيش‬ ‫الح��ر ع��ن تحري��ر مطاح��ن ف��ي الغوطة الش��رقية‬ ‫تق��ع على طريق مطار دمش��ق الدول��ي وذلك "بعد‬ ‫مع��ارك دام��ت عدة س��اعات‪ ،‬كما تم اغتن��ام العديد‬ ‫من األس��لحة النوعية والرشاش��ات وقتل العديد من‬ ‫جنود األس��د وعناصر لواء أبو فضل العباس" حسب‬ ‫ما أفادت مص��ادر على مواقع التواص��ل االجتماعي‪.‬‬ ‫وتكم��ن أهمية المطاحن في موقعها االس��تراتيجي‬ ‫وكذلك ف��ي احتوائها على أطنان م��ن مادة الطحين‬ ‫والتي حرمت منها الغوطة ألشهر خلت‪.‬‬ ‫وعل��ى الف��ور ه��رع اآلالف من س��كان الغوطة‬ ‫للحصول عل��ى الطحين أم ً‬ ‫ال ف��ي تمكنهم من صنع‬ ‫الخب��ز لعائالتهم‪ ،‬فكانت صواري��خ النظام وقذائفه‬ ‫ف��ي اس��تقبالهم‪" .‬ت��م اس��تهداف المنطقة بس��تة‬ ‫صواريخ أرض أرض بالتزامن مع قصفها بالمدفعية‬ ‫الثقيلة وراجمات الصواريخ من مطار دمشق الدولي‬ ‫وفوج حفير‪ ،‬ما أدى إلى س��قوط ش��هداء وعش��رات‬ ‫الجرح��ى واحتراق الطاب��ق األول بمن فيه من أناس‬ ‫وطحي��ن‪ ،‬باإلضافة الحت��راق العديد من الس��يارات‬ ‫المتواج��دة بالمنطق��ة" يق��ول أحد الناش��طين‪" :‬تم‬ ‫توثي��ق أكثر م��ن ثالثين ش��هيداً حصيل��ة المجزرة‬ ‫إال أن العدد مرش��ح لالرتفاع إلى حوالي مئة ش��هيد‬ ‫يتعذر توثيقهم جميعًا بس��بب صعوبة الوصول إلى‬ ‫الجثث أو تحول الكثير منهم إلى أشالء نتيجة الدمار‬ ‫الرهيب الذي أحدثته صواريخ أرض أرض"‪.‬‬ ‫ف��ي األي��ام التالي��ة دارت مع��ارك طاحن��ة في‬ ‫محاولة م��ن قوات النظام اس��تعادة الس��يطرة على‬ ‫المطاحن ووردت أنباء عن نجاحه في ذلك وانسحاب‬ ‫كتائ��ب الجيش الح��ر إال أن المجلس العس��كري في‬ ‫ريف دمش��ق أصدر بيان��اً نفى فيه خبر االنس��حاب‪،‬‬ ‫جاء فيه‪" :‬ننفي بش��كل قاطع ما توارد عن س��يطرة‬ ‫النظام عل��ى المطاحن وحص��اره للمجاهدين وذلك‬ ‫بع��د التواص��ل م��ع ع��دة جهات م��ن ألوي��ة متعددة‬ ‫موج��ودة على جبهة المطاحن وأكدوا أنهم ال يزالون‬ ‫يسيطرون على المطاحن بشكل كامل وإن المعارك‬ ‫هن��اك مس��تمرة"‪ .‬لكن م��ن جهة أخ��رى أعلنت عدة‬ ‫صفحات على موقع التواصل االجتماعي الفيس��بوك‬ ‫منها المكت��ب الحقوق��ي الموحد للغوطة الش��رقية‬ ‫صح��ة الخبر المذكور وذلك في تقرير جاء فيه‪" :‬في‬ ‫‪ 1‬آب اس��تعادت قوات األس��د الس��يطرة على منطقة‬ ‫المطاح��ن وبداخله��ا أكثر من ‪ 50‬ش��خصًا لم يعرف‬

‫بع��د م��اذا حل به��م‪ .‬وإنن��ا ف��ي المكت��ب الحقوقي‬ ‫الموحد نتخ��وف من وقوع مجزرة به��م وقيام قوات‬ ‫األس��د بتصفيتهم ميدانيًا ونطالب جميع المنظمات‬ ‫الحقوقي��ة والمعنية للتدخل للح��ول دون وقوع هذه‬ ‫الكارثة‪" .‬‬ ‫يتنب��أ الكثيرون بق��درة الغوطة الش��رقية على‬ ‫الصمود س��نة أخرى بع��د كميات الطحي��ن التي تم‬ ‫الحص��ول عليه��ا‪ ،‬فمش��كلة الخبز كانت م��ن أخطر‬ ‫المش��اكل التي واجهت الس��كان هناك‪ ،‬والنظام لم‬ ‫يف��رض حصاراً عل��ى مادة الطحين ع��ن عبث‪ ،‬فهو‬ ‫عل��ى علم تام بأهمية هذه الم��ادة‪ ،‬وكانت تلك آخر‬ ‫محاوالت��ه لكس��ر إرادة الحاضن��ة الش��عبية للجيش‬ ‫الحر‪ .‬ورغم المجازر‪ ،‬عمت الفرحة س��ائر مدن وقرى‬ ‫الغوط��ة بوصول مادة الطحين والتي ربما س��يطلق‬ ‫عليه��ا الس��كان اس��م "الذه��ب األبي��ض"‪ .‬تقول أم‬ ‫وائل وهي من س��كان قرية زبدي��ن‪" :‬عندما تناهت‬ ‫إلى س��معي "زالغيط" النس��اء و"زمامير" الس��يارات‬ ‫تب��ادر إلى ذهن��ي أن النظام قد س��قط ال محالة‪ ،‬إال‬ ‫أنها كانت فرحة الن��اس بوصول الطحين‪ ،‬وترقبهم‬ ‫لرائحة أول أرغفة خبز سوف يتم إنتاجها"‪.‬‬ ‫في ‪ 1‬آب نش��ر مركز توثيق االنتهاكات في سوريا‬ ‫تقريراً حول مجزرة معركة المطاحن إضافة إلى أس��ماء‬ ‫الش��هداء الذين ت��م توثيقهم‪ .‬وهذه ش��هادة العيان‬ ‫التي وردت في التقرير‪:‬‬ ‫قام مركز توثيق االنتهاكات في سوريا باجراء لقاء‬ ‫مع أحد ش��هود العيان؛ وهو الناش��ط‪ :‬مجد الديك من‬ ‫س��كان الغوطة الشرقية والذي شهد بأم عينه المجزرة‬ ‫التي قامت بها قوات النظام‪ ،‬وفيما يلي الشهادة التي‬ ‫أدلى بها‪:‬‬ ‫بتاريخ ‪ 2013 / 7 / 29‬حوالي الس��اعة الخامس��ة‬ ‫والنصف مساء كنّا في منطقة المطاحن للمساعدة في‬ ‫نقل الطحين للمدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة‬

‫منذ أش��هر‪ ،‬حي��ث تمكن الجي��ش الحر م��ن الوصول‬ ‫للمطاحن وبدأت محاوالت نقل الطحين بينما المعارك‬ ‫التزال مستمرة‪.‬‬ ‫كان هن��اك طريق خلفي هو طريق س��كة القطار‪،‬‬ ‫وهو طريق صغير التمرّ منه أكثر من "س��يارة صغيرة"‬ ‫س��وزوكي صغي��رة وكان هن��اك ‪ 17‬س��يارة معظمها‬ ‫"س��وزوكي" لمدنيي��ن قد وصل��ت‪ ،‬كل س��يارة منهم‬ ‫تحمل ما بين شخصين إلى ثالثة أشخاص‪ ،‬أمام الباب‬ ‫الرئيس��ي للمطاحن يقومون بنق��ل الطحين‪ .‬حيث لم‬ ‫يك��ن باالمكان ضبط األمور ومنع المدنيين من دخول‬ ‫المنطقة بس��بب حاجته��م الش��ديدة للطحين الذين‬ ‫حرموا منه أش��هراً طويلة‪ ،‬وفجأة ب��دأت قوات النظام‬ ‫عل��ى بعد مئات األمتار فقط‪ ،‬بفتح رشاش��ات الش��يلكا‬ ‫على الباب الرئيس��ي‪ ،‬حيث كنتُ موجوداً عند الس��كة‬ ‫وشاهدت بأم عيني كيف احترقت جميع السيارات وكان‬ ‫عددها ‪ 17‬س��يارة صغيرة‪ ،‬واستش��هد وتفحم وأصيب‬ ‫جمي��ع المدنيي��ن الذين كان��وا هناك ويق��در عددهم‬ ‫بأكثر من خمسين ش��خصاً ويتعذر حتى اللحظة إخراج‬ ‫الش��هداء والمصابي��ن ومعرف��ة هوياتهم بس��بب أن‬ ‫المنطق��ة التزال مرصودة من قب��ل قوات النظام‪ ،‬كما‬ ‫شاهدت أيضاً شاب من سقبا وقد أصابته قذيفة وقطع‬ ‫رأسه أمامنا‪.‬‬ ‫م��ع العلم أن أح��دا اليمكنه حت��ى اللحظة إحصاء‬ ‫عدد الشهداء والمصابين الك ّلي داخل وحول المطاحن‬ ‫سواء من المدنيين أو الجيش الحر‪ .‬فمن يصاب يجري‬ ‫وضع��ه على جن��ب أحيانا ف��وق الطحي��ن‪ ،‬بانتظار أن‬ ‫تتمكن س��يارة صغيرة من الدخول والخروج بالطحين‬ ‫والمصابين والش��هداء على الس��واء‪ ،‬وال تزال أش�لاء‬ ‫الشهداء على األرض حتى اللحظة‪.‬‬ ‫يق��ال أن نحو خمس��ة بالمئة فقط م��ن الطحين‬ ‫وإن‬ ‫جرى إخراجه س��واء م��ن قبل الث��وار أو المدنيين‪ّ ،‬‬ ‫ج��ز ًءا كبيراً م��ن حمولة الثوار أثناء نقله��ا إلى الغوطة‬ ‫تمّ ّ‬ ‫أخذها من قبل المدنيي��ن الذين وقفوا بالطرقات‬ ‫لطلب الطحين من الثوار‪.‬‬


‫(اخلري يجمعنا)‬

‫تقرير‪ :‬ربا أبو العال‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫وقعت وحدة تنس��يق الدعم في اجتماع مع المانحين بتاريخ ‪ 15‬نيسان ‪،2013‬‬ ‫اتفاقي��ة مع الحكومة األميركية لتزويدها بمع��دات بقيمة ‪ ،/$ 10.000.000/‬فقط‬ ‫عشرة مليون دوالر «‪.‬‬ ‫تنص االتفاقية على توزيع في أربع مناطق في ش��مال س��وريا‪ ،‬وذلك لس��هولة‬ ‫الوص��ول والتوثي��ق والمراقبة‪ ،‬حي��ث تم التعاون م��ع «وحدة المجال��س المحلية‪-‬‬ ‫‪ »LACU‬لوضع خطة للتوزيع بنا ًء على االحتياجات القصوى للمناطق‪ ،‬وسيتم التوزيع‬ ‫الحقاً من خالل المجالس المحلية لكل منطقة‪.‬‬ ‫تشمل المعدات التي سيتم إرسالها‪ :‬شاحنات تخدم احتياجات متنوعة‪ ،‬مولدات‬ ‫من اس��تطاعات مختلفة‪ ،‬سيارات إس��عاف‪ ،‬خزانات مياه مطاطية‪ ،‬وتشكل أجزاء من‬

‫للتواصل مع وحدة تنسيق الدعم‪ ،‬يمكنكم‬ ‫المراسلة على البريد اإللكتروني‬ ‫‪info@acu - sy. org‬‬

‫مش��اريع كانت س��بق تقديمها للوحدة من قبل المجالس المحلية لطلب الدعم‪ ،‬في‬ ‫مجاالت الدف��اع المدني‪ ،‬إدارة النفايات الصلبة والصحة‪ ،‬حيث قامت وحدة تنس��يق‬ ‫الدعم على ربط هذه المش��اريع بالمعدات المرسلة حسب ما أفادنا السيد أنور بنود‬ ‫المدير التنفيذي بالوحدة‪.‬‬ ‫ومن المعدات التي وصلت حتى اآلن‪ /5/ :‬مولدات اس��تطاعة ‪ : 33KVA‬حيث‬ ‫ت��م توزيعها في ري��ف حلب‪ :‬دارة عزة‪ ،‬إعزاز‪ ،‬طريق الب��اب‪ ،‬وحريتان ‪ /20/‬خزان ماء‬ ‫مطاطي لتخديم المخيمات‬ ‫ومن المتوقع وصول باقي المعدات خالل الشهرين القادمين‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫متابع��ة لتقريرن��ا في الع��دد الماض��ي عن حملة‬ ‫(الخي��ر يجمعن��ا) التي تق��وم بها وحدة تنس��يق الدعم‬ ‫وم��ن األس��بوع الماض��ي‪ ،‬ب��دأت الوح��دة اآلن بتنفيذ‬ ‫المرحلة الثانية‪ .‬فقد تم توس��يع شبكة عدد الجمعيات‬ ‫اإلغاثية التي تعمل على األرض لتشمل أكثر من إحدى‬ ‫وعش��رين جهة محلية‪ ،‬وطرأ زيادة على عدد المناطق‬ ‫المغطاة من قبل الحملة‪.‬‬ ‫إثنتا عش��ر منظمة غي��ر حكومية محلي��ة جديدة‬ ‫قامت بالتوقيع على مذكرات تفاهم وهي‪:‬‬ ‫جمعي��ة الف��رات الخيري��ة‪ ،‬مجل��س ث��وار ص�لاح‬ ‫الدي��ن‪ ،‬جمعية األب��رار‪ ،‬اتحاد الس��وريين في المهجر‪،‬‬ ‫هيئة معرة النعمان اإلغاثية‪ ،‬جمعية الفرقان الخيرية‪،‬‬ ‫اإلدارة المدنية ف��ي مخيم اليمضية في ريف الالذقية‪،‬‬ ‫المكت��ب اإلغاثي الموحد في دير الزور بمش��اركة اكثر‬ ‫من خمس��ة جمعي��ات إغاثي��ة‪ ،‬جمعية الب��ر والخدمات‬ ‫اإلجتماعي��ة في الرق��ة‪ ،‬المكتب اإلغاثي ف��ي الطبقة‪،‬‬ ‫رابطة معضمية الش��ام اإلغاثية والمكتب اإلغاثي في‬ ‫المجلس المحلي لمدينة الكسوة في ريف دمشق‪.‬‬ ‫ومن خ�لال حديثنا مع مجموعة م��ن كوادر وحدة‬ ‫الدع��م العاملة على األرض‪ ،‬تم الحديث عن اس��تمرار‬ ‫آلي��ات عمل الحملة كما ه��ي ولكن بديناميكية أفضل‪،‬‬ ‫استدراكًا لكل خلل أو نقص‪ ،‬والذي يتلخص بـ‪:‬‬ ‫ تقديم س��لل غذائية ومس��اعدات مادية بحسب‬‫قدرة كل منظمة والنطاق الجغرافي الذي تغطيه‪.‬‬ ‫ توزي��ع الس��لل الغذائي��ة والمس��اعدات المادية‬‫ضم��ن النط��اق الجغراف��ي المحدد‪ ،‬وااللت��زام بخطط‬ ‫التوزيع التي تم التوافق عليها‪.‬‬ ‫ يح��ق لكل منظمة مش��اركة توزيع جزء آخر من‬‫المساعات خارج إطار الحملة‪ ،‬شريطة االلتزام بخطط‬ ‫توزيع الحملة لتفادي التكرار أو اإلهمال‪.‬‬ ‫وضمن المرحل��ة الثانية من الحملة قدمت الوحدة‬ ‫لكل من المنظمات المشاركة ما يلي‪:‬‬ ‫ جمعي��ة الفرات الخيرية‪ 800 :‬س��لة غذائية‪ ،‬تم‬‫توزيعها في ريف حلب (منبج وريفها والخفسة‬ ‫ جمعية الرعاية اإلنس��انية ‪ /‬س��وريا‪ 900 :‬س��لة‬‫غذائي��ة‪ ،‬تم توزيعها في ريف حل��ب (أتارب ‪ -‬ترمانين‬ ‫ دارة عزة)‪.‬‬‫ مجلس ثوار صالح الدين‪ 300 :‬سلة غذائية‪ ،‬تم‬‫توزيعها في مدينة حلب (صالح الدين)‪.‬‬ ‫ مؤسسة مسرات‪ 600 :‬سلة غذائية‪ ،‬تم توزيعها‬‫في مدينة حلب (الهلك ‪ -‬قاضي عس��كر ‪ -‬الصالحين)‪،‬‬ ‫وقد تم التنس��يق مع المؤسس��ة لتقديم وجبات عينية‬ ‫للمرضى في مشفى ابن خلدون لألمراض العقلية في‬ ‫منطقة هنانو في حلب‪.‬‬ ‫‪ -‬جمعية األبرار‪ 900 :‬س��لة غذائي��ة‪ ،‬تم توزيعها‬

‫ف��ي مدين��ة حل��ب (األنص��اري ‪ -‬القاطرجي ‪ -‬الش��يخ‬ ‫مقصود ‪ -‬الزبدية ‪ -‬العامرية)‪.‬‬ ‫ جمعي��ة بهار لإلغاث��ة للمرة الثانية‪ 400 :‬س��لة‬‫غذائية‪ ،‬تم توزيعها في ريف حلب (عفرين)‪.‬‬ ‫ مكت��ب كوباني لإلغاثة‪ 150 :‬س��لة غذائية‪ ،‬تم‬‫توزيعه��ا في ريف حل��ب (عين العرب) م��ن أصل ‪600‬‬ ‫سلة مقررة بسبب بعض المشاكل التقنية‪.‬‬ ‫ اتحاد السوريين في المهجر‪ 1075 :‬سلة غذائي‪،‬‬‫تم توزيعها في الريف الش��رقي إلدلب (قلعة ابو سمرة‬ ‫ قلعة المخرم ‪ -‬دوما ‪ -‬الحازم ‪ -‬عرفا ‪ -‬ربدة ‪ -‬شطيب‬‫ قلعة علي ‪ -‬الهوجة والفان الشمالي)‪.‬‬‫ مؤسس��ة م��رام لإلغاث��ة‪ 1000 :‬س��لة غذائبة‪،‬‬‫تم توزيعها في ريف إدلب (احس��م ‪ -‬س��بماس ‪ -‬معرة‬ ‫مصرين ‪ -‬الطلحية بنش والشيخ أحمد)‬ ‫ هيئ��ة اإلغاث��ة ف��ي مع��رة النعمان‪ 425 :‬س��لة‬‫غذائية‪ ،‬تم توزيعها في ريف ادلب (كفرنبل)‪.‬‬ ‫ جمعية الفرقان لإلغاثة‪ 500 :‬س��لة غذائية‪ ،‬تم‬‫توزيعه��ا في ريف إدلب (قرى بزابور ونهلة ومنطيف ‪-‬‬ ‫كفر زيبا ‪ -‬كفرالتا – الرامي)‪.‬‬ ‫ منظمة وطن ‪ /‬مؤسسة س��وريا الخيرية (خير)‪:‬‬‫‪ 2000‬س��لة غذائية‪ ،‬تم توزيعها في ريف حماة (عسان‬ ‫ كرناز ‪ -‬عقيربات ‪ -‬صوران ‪ -‬الحمرا ‪ -‬قلعة المضيق‬‫ سهل الغاب)‪.‬‬‫ فلوكا الحرية‪ 2500 :‬سلة غذائية‪ ،‬تم توزيعهم‬‫في ري��ف الالذقي��ة (قرى جب��ل التركمان وق��رى جبل‬ ‫األكراد)‪.‬‬

‫ إدارة مخي��م اليمضية‪ 500 :‬س��لة ليتم توزيعها‬‫في ريف الالذقية (اليمضية)‪.‬‬ ‫ عطاء لإلغاثة والتنمية‪ 1000 :‬س��لة غذائية‪ ،‬تم‬‫توزيعها في دير الزور (ريف البوكمال وريف الميادين)‪.‬‬ ‫ المكت��ب اإلغاث��ي الموحد في دي��ر الزور‪1500 :‬‬‫س��لة غذائي��ة‪ ،‬ت��م توزيعها في دي��ر ال��زور (الجزرات‬ ‫وبع��ض احياء المدين��ة) عن طريق الجمعي��ات (نماء ‪-‬‬ ‫احس��ان ‪ -‬فرات ‪ -‬رواف��د ‪ -‬ديرنا ‪ -‬الهيئة العليا لإلغاثة‬ ‫والدعم الطبي)‪.‬‬ ‫ جمعي��ة البر والخدم��ات االجتماعية‪ 900 :‬س��لة‬‫غذائية‪ ،‬تم توزيعها في الرقة (المدينة)‪.‬‬ ‫ المكتب اإلغاثي في الطبقة‪ 900 :‬س��لة غذائية‪،‬‬‫تم توزيعها في الرقة (مدينة الطبقة)‪.‬‬ ‫علماً أنه وكجزء من خطة عمل الحملة‪ ،‬تقوم عدد‬ ‫م��ن الجمعيات بالتبرع بس��لل غذائي��ة لصالح الحملة‪،‬‬ ‫بحيث تتم إضافتها إلى خطة التوزيع لضمان أكبر قدر‬ ‫ممك��ن من التنس��يق‪ .‬حتى تاريخه تقدم��ت الجمعيات‬ ‫التالية بسبب غذائية كما يلي‪ :‬منظمة وطن‪ /‬مؤسسة‬ ‫س��وريا الخيرية (خي��ر)‪ :‬تقدمت بـ‪ 1000‬س��لة غذائية‬ ‫منظم��ة عطاء لإلغاثة والتنمية‪ :‬تقدمت بـ‪ 1000‬س��لة‬ ‫غذائي��ة جمعية األب��رار‪ :‬تقدمت بـ‪ 1000‬س��لة غذائية‬ ‫جمعية بهار لإلغاثة بـ‪ 1000‬سلة غذائية‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫حملــة وحــدة تن�ســيق الدعــم الإغــاثية‬

‫‪5‬‬


‫م�صر‪ ،‬تون�س‪ ،‬ليبيا‪ ،‬اليمن‬

‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫هل �أزهر ربيع املر�أة العربية؟‬ ‫ياسر مرزوق‬ ‫نادرة هي تلك الحاالت التي تشبه‬ ‫حال األمة العربية في صراعها الطويل‬ ‫والحض��اري الدائم م��ع التحديات التي‬ ‫تفرض عليه��ا‪ ..‬وأندر م��ن ذلك وجود‬ ‫حالة خرجت فيها أم��ة أخرى‪ ،‬غير هذه‬ ‫األمة‪ ،‬م��ن مثل صراعها ه��ذا مع تلك‬ ‫التحدي��ات دون أن تفن��ى أو تمس��خ‬ ‫هويتها الحضاري��ة وتنطمس معالمها‬ ‫القومي��ة فتصبح امت��داداً هامش��ياً أو‬ ‫ذيلي��ًا ألعدائه��ا الذي��ن فرض��وا عليها‬ ‫ما فرضو م��ن تحديات‪ ،‬ويب��دو االنجاز‬ ‫األهم هو اإلنسان العربي واستمراره‪،‬‬ ‫ال��ذي يجعل ع��ودة هذه الحض��ارة إلى‬ ‫الساحة الدولية واالنسانية‪ ،‬مرة أخرى‬ ‫أمراً ممكنًا‪ ،‬لتسهم بعطائها الحضاري‬ ‫المتمي��ز ف��ي تجديد حضارة اإلنس��ان‬ ‫وتطويره��ا‪ ،‬رغ��م الكاه��ل العرب��ي‬ ‫المثق��ل بمواري��ث التخل��ف والقصور‪،‬‬ ‫ورغ��م التحدي��ات التي فرضته��ا على‬ ‫الع��رب صراعات العصر الذي نعيش��ه‪،‬‬ ‫أن تل��ك التحدي��ات والصور المؤس��ية‬ ‫والمأس��اوية الت��ي صنعته��ا وتصنعها‬ ‫بواقعن��ا الراه��ن ليس��ت جدي��دة على‬ ‫ه��ذه األمة‪ ،‬فلها معه��ا تاريخ‪ ،‬ولها في‬ ‫تراثها ت��راث‪ ،‬ومع ذل��ك‪ ،‬وبالرغم منه‬ ‫صنع��ت ه��ذه األمة ما صنع��ت وتحدت‬ ‫من تح��دت‪ ..‬وظلت قائمة ومس��تمرة‪،‬‬ ‫بل وحية‪..‬‬ ‫ولع��ل الربي��ع العرب��ي بم��ا حمله‬ ‫وس��وف يحمل��ه تأكي��دٌ عل��ى حيوي��ة‬ ‫ه��ذه األمة التي تعبر اليوم إلى العصر‬ ‫العالمي الجديد للش��عوب الحية والحرة‬ ‫والق��ادرة عل��ى اإلمس��اك بمصائرها‪،‬‬ ‫ال تترك��ه للقياص��رة والس�لاطين أو‬ ‫الطغ��اة‪ ،‬االنس��ان العرب��ي العابر إلى‬ ‫العصر الجديد يعبر إليه بقيم إنسانية‬ ‫ٍ‬ ‫رج ً‬ ‫ال وامرأة‪ ،‬ولع��ل الباعث على كتابة‬ ‫ملفنا اليوم كان فكرة أن الربيع العربي‬ ‫نق��ل المس��اواة بي��ن الرج��ل والم��رأة‬ ‫ورغ��م جدلي��ة المصطل��ح إل��ى مقام‬ ‫تحصي��ل الحاصل‪ ،‬من خ�لال الصورة‪،‬‬ ‫حي��ث يصع��ب أن نتجاه��ل حقيق��ة‬ ‫حض��ور المرأة ف��ي الميادين بما يفوق‬ ‫مج��ال آخر‪ ،‬فالثورات‬ ‫حضورها في أي‬ ‫ٍ‬ ‫تقوم إلبع��اد فكرة الس��لطة‪ ،‬وتقديم‬ ‫الفردي��ة والحقوق المق��ر بها لمن هم‬ ‫أضعف وأصغر سنًا‪.‬‬ ‫ول��م يك��ن الربي��ع العرب��ي ربيع‬ ‫الم��رأة العربية ب��ل كان وال يزال ربيع‬ ‫االنس��ان العرب��ي‪ ،‬وقد تنجح ش��عوبنا‬ ‫ف��ي تحقي��ق م��ا افترضت��ه "روزالي��ن‬ ‫كوارد" في كتابها "البقرات المقدسات‪:‬‬ ‫ه��ل التزال النس��وية صالح��ة لأللفية‬ ‫الجدي��دة" حي��ث ت��رى أن الفرضي��ة‬ ‫األساس��ية للنس��وية ح��ول عالق��ات‬ ‫الس��لطة بين الرجال والنس��اء لم تعد‬

‫تعني ش��يئًا‪ ،‬وفي رأيها فإن النس��وية‬ ‫حقق��ت غرضها وأدركت م��ن النجاحات‬ ‫أكث��ر مما تنب��ه إلي��ه أنصاره��ا‪ .‬وبات‬ ‫النض��ال البش��ري متجه��اً نح��و إق��رار‬ ‫حقوق االنسان للجنس البشري أجمع‪.‬‬ ‫وق��د يكون ما س��بق ذك��ره ضرباً‬ ‫من التفاؤل قياس��اً ألن الم��رأة العربية‬ ‫تس��اوت م��ع الرج��ل ف��ي النض��ال‬ ‫واالضطه��اد والتش��ريد عل��ى أي��دي‬ ‫النظام العرب��ي البائد‪ ،‬لكن المحك هو‬ ‫أن تتس��اوى معه في التمتع بمكتسبات‬ ‫الربي��ع العربي‪ ،‬فقد كانت المرأة صنواً‬ ‫للرج��ل ف��ي النض��ال العرب��ي بدايات‬ ‫الق��رن الماضي‪ ،‬لكنها ل��م تكن صنوه‬ ‫في الحقوق والمكتس��بات التي حققها‬ ‫االس��تقالل‪ .‬ول��م يحف��ظ التاريخ هذه‬ ‫النضاالت وتساقطت بفعل الزمن ولم‬ ‫يكتب الرجال تاريخ النس��اء بل سطروا‬ ‫انتصاراته��م وتجاهل��وا حراك النس��اء‬ ‫ونضالهن‪.‬‬ ‫ق��ال أحد الكت��اب الفلس��طينيين‪،‬‬ ‫في أح��د أحاديثه‪ ،‬س��اخراً‪ ،‬أن "الجيش‬ ‫وأجهزة األمن اإلسرائيلية هي أول من‬ ‫يعامل الفتيات والشباب الفلسطينيين‬ ‫على قدم المس��اواة من حي��ث التنكيل‬ ‫به��م‪ ،‬فالفتي��ات عرض��ة للس��جن‬ ‫والتعذي��ب بل والقتل أيضًا‪ ،‬كالش��باب‬ ‫تماما"‪.‬‬ ‫ع��ن وداد س��كاكيني وم��ن كتابها‬ ‫"إنصاف المرأة" أنقل‪ :‬أن أروع المظاهر‬ ‫الوطني��ة م��ا ب��رزت فيه��ا الم��رأة‬ ‫ً‬ ‫متعلم��ة وأمي��ة‪ ،‬تتق��دم‬ ‫الس��ورية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خطيب��ة تثي��ر‬ ‫الحش��د المرص��وص‬ ‫ً‬ ‫طالبة غضبى‬ ‫الحماسة والكبرياء‪ ،‬أو‬ ‫يخفق في قلبها ح��ي الوطن ويعرب‬ ‫نداؤه��ا وس��يماؤها عن ه��ذا الحب‪،‬‬ ‫ففي جمي��ع الح��ركات القومية كانت‬ ‫السوريات نسوة وفتيات‪ ،‬يقفن وقفة‬ ‫اللبؤات األبيات في وجوه المستبدين‪،‬‬ ‫فما الحت لهن س��انحة إال بادرن فيها‬ ‫إلى إرسال االحتجاج تلو االحتجاج إلى‬ ‫الهيئات الدولي��ة والحكومات المحلية‬ ‫معرباتٍ عن شعور األمة في نقمتها‬ ‫وثورتها عل سياسة غاصبة غاشمة‪..‬‬ ‫ف��ي تلك األيام الش��داد وعلى الرغم‬ ‫م��ن كل تعن��ت وإح��راج ل��م تتهي��ب‬ ‫المرأة الس��ورية سجنًا أو سالحاً‪ ،‬ولم‬ ‫تخش��ى رصاصاً‪ ،‬فقد تلقته بيدها أو‬ ‫بصدرها دفاع��ًا عن ولده��ا وأهلها‪،‬‬ ‫ول��م تنه��زم ف��ي صدم��ة ملم��ة‪ ،‬أو‬ ‫هجم��ة قاحم��ة ب��ل ضرب��ت األمثال‬ ‫للرجال عن البسالة والفداء‪..‬‬ ‫ول��م يك��ن أش��جع م��ن أولئ��ك‬ ‫النس��وة المتحجب��ات الالت��ي ك��ن‬ ‫ينطلق��ن م��ن األحي��اء القديم��ة في‬

‫دمش��ق‪ ،‬وقد انقطع الدرب فما يجس��ر‬ ‫جن��د المحت��ل أن يم��ر أو يتس��لل إليه‬ ‫خش��ية الحج��ارة التي كان يرش��ق بها‬ ‫صداً لعدوانه وطغيانه"‪.‬‬ ‫اليوم تس��اوت الم��رأة والرجل في‬ ‫الص��ورة ولع��ل مش��هد مي��دان رابعة‬ ‫العدوي��ة بع��د ع��زل مرس��ي المل��ون‬ ‫بشقائق الرجال ألكبر دليل على ضلوع‬ ‫المرأة العربية في التغيير ألي ثقافةٍ أو‬ ‫فصيل انتمت‪ ،‬ملفنا اليوم إضاء ٌة على‬ ‫ٍ‬ ‫واق��ع المرأة في ظ��ل الربي��ع العربي‪،‬‬ ‫آخذي��ن بعين االعتب��ار أن التغيير على‬ ‫مس��توى الوع��ي الجمع��ي والنس��ق‬ ‫القيم��ي هو األكثر ً‬ ‫بطأ ورس��وخًا‪ ،‬فقد‬ ‫س��أل "ماوتس��ي تونغ" عن أث��ر الثورة‬ ‫الفرنس��ية عل��ى المجتم��ع األوروب��ي‬ ‫فأجاب أن��ه من المبكر الحديث عن هذا‬ ‫خطاب أرس��له أول رئيس‬ ‫األثر‪ ،‬وف��ي‬ ‫ٍ‬ ‫مؤس��س للواليات المتح��دة األمريكية‬ ‫"جورج واش��نطن" لسفيره في باريس‬ ‫"بيل جونس��ون" أيام الثورة الفرنسية‬ ‫التي حدثت بعد الثورة األمريكية بعدة‬ ‫س��نوات ق��ال‪ :‬الث��ورة الفرنس��ية التي‬ ‫لديك��م أكبر جداً من الت��ي كانت لدينا‪،‬‬ ‫فنح��ن كن��ا نع��رف م��ن أين نب��دأ ألن‬ ‫ماكن أمامنا ه��و طرد القوى األوروبية‬ ‫القديم��ة م��ن الق��ارة األمريكي��ة لكي‬ ‫نس��تطيع أن ننش��ئ عالمًا جدي��داً‪ ،‬أما‬ ‫هؤالء الذين عن��دك فمن أين يبدأون‪..‬‬ ‫نقطة البداية أين‪..‬‬ ‫وم��ن خالل ق��راءةٍ مبدئي��ة لواقع‬

‫الم��رأة في ظل الربي��ع العربي نالحظ‬ ‫ً‬ ‫خاص��ة ف��ي مي��دان‬ ‫تقهق��راً واضح��ًا‬ ‫التش��ريع‪ ،‬حت��ى أن رئيس��ة "المجلس‬ ‫القوم��ي للم��رأة" ف��ي مصر الس��فيرة‬ ‫ميرفت تالوي ترى أن ما يحدث "ش��يء‬ ‫ل��م نعهده أو نراه على م��دى األربعين‬ ‫س��نة األخيرة" تقول‪" :‬أن ما يحدث في‬ ‫ش��أن تعلي��م الم��رأة وصحته��ا‪ ،‬وهما‬ ‫م��ن بديهي��ات الحق��وق‪ ،‬وراء الخي��ال‬ ‫فعلى س��بيل المث��ال ال الحصر‪ ،‬هناك‬ ‫منشور رسمي صادر عن وزارة الصحة‬ ‫المصري��ة يطالب بإزال��ة صفحات في‬ ‫منه��ج العل��وم تتناول وس��ائل تنظيم‬ ‫األس��رة‪ ،‬ناهيك بع��ودة انتش��ار ختان‬ ‫الفتيات وزواج الفتيات الصغيرات"‪.‬‬ ‫أم��ا الروائي��ة اللبناني��ة جمان��ة‬ ‫حداد‪ ،‬التي تتابع الثورات التي تعيش��ها‬ ‫منطقتها من��ذ عام كامل‪ ،‬فتقول‪" :‬في‬ ‫الواقع ثورة النس��اء‪ ،‬ب��دأت للتو‪ ..‬فبعد‬ ‫أن تظاه��رن وكافحن من أجل الحرية‪،‬‬ ‫نالحظ أن النساء هن الغائب األكبر في‬ ‫ه��ذه الورش��ة السياس��ية الجديدة‪ .‬لم‬ ‫نعد نراهن أو نسمع آالمهن"‪.‬‬ ‫بحال‬ ‫يعن��ي‬ ‫لك��ن ه��ذا التراجع ال‬ ‫ٍ‬ ‫من األح��وال ب��أن الديكتاتوريات كانت‬ ‫ق��د أنصف��ت الم��رأة فالتغيي��ر يج��ب‬ ‫أن ينطل��ق م��ن القاع��دة ليص��ل إل��ى‬ ‫التشريع‪ ،‬أما الحالة التونسية أو الليبية‬ ‫بش��كل أقل فقد فرض التغيير لصالح‬ ‫ٍ‬ ‫الم��رأة م��ن أعل��ى اله��رم دون مراعاة‬ ‫الدين والع��رف والتقالي��د وحتمية بناء‬

‫نساء باباعمر | جانكيمان عمر‬


‫تون�س‪:‬‬

‫ليبيا‪:‬‬ ‫ش��اركت الليبيات بقوة في الصراع‬ ‫الذي انتهى باإلطاح��ة بنظام القذافي‪،‬‬ ‫فف��ي ‪ 15‬ش��باط الع��ام ‪ ،2011‬تجمعت‬ ‫أمه��ات وأخ��وات وأرامل الرج��ال الذين‬ ‫قتل��وا ف��ي الع��ام ‪ 1996‬في س��جن أبو‬ ‫س��ليم بطرابل��س أمام محكم��ة العدل‬ ‫ف��ي بنغ��ازي لالحتج��اج عل��ى اعتق��ال‬ ‫محاميه��م‪ .‬وق��د أدان��ت تل��ك النس��اء‬ ‫الس��لطات لتقاعس��ها في التحقيق في‬ ‫الوفيات وفي فس��اد نظام القذافي على‬ ‫نط��اق أوس��ع‪ .‬وق��د قوبل��ت التظاهرة‬ ‫بالقم��ع البوليس��ي العنيف‪ .‬ف��ي األيام‬ ‫التالي��ة‪ ،‬اندلعت احتجاجات حاش��دة في‬ ‫ع��دة مدن ليبية‪ ،‬بما في ذلك طرابلس‪،‬‬ ‫منادية بنهاية حكم الزعيم الليبي معمر‬ ‫القذافي الذي استمر نحو ‪ 42‬عامًا‪.‬‬ ‫فف��ي ظ��ل نظ��ام القذاف��ي كان‬ ‫تمثي��ل الم��رأة ف��ي مجل��س ال��وزراء‪،‬‬ ‫واللجن��ة الش��عبية العام��ة منخفض��ًا‬ ‫للغاية‪ .‬طوال فت��رة حكم القذافي‪ ،‬لم‬ ‫تش��غل مناصب وزارية س��وى ‪ 4‬نساء؛‬

‫في الحكومة األخيرة في عهد علي‬ ‫عب��د اهلل صالح المؤلفة من ‪ 35‬عضواً‪،‬‬ ‫كان ثم��ة وزيرت��ان هما وزي��رة حقوق‬ ‫اإلنس��ان ووزيرة الش��ئون االجتماعية‬ ‫والعمل‪ .‬ولم يكن هناك س��وى سفيرة‬ ‫واحدة من أصل ‪ 57‬منصباً‪ .‬أما حكومة‬ ‫الوح��دة الوطنية التي عينت في كانون‬ ‫األول ‪ 2011‬بع��د اس��تقالة صالح‪ ،‬فقد‬ ‫ضمت ثالث نس��اء هن حورية مشهور‪،‬‬ ‫وزيرة حقوق اإلنس��ان‪ ،‬وأم��ة الرزاق‪،‬‬ ‫وزي��رة الش��ئون االجتماعي��ة وجوهرة‬ ‫حم��ود وزي��رة الش��ئون الحكومية‪ .‬في‬ ‫مجل��س الن��واب وخ�لال االنتخاب��ات‬ ‫التش��ريعية للعام ‪ ،2003‬كان ثمة ‪11‬‬ ‫ام��رأة ممثلة من أصل ‪ 1396‬مرش��حة‬ ‫ول��م تنتخب س��وى ام��رأة واح��دة في‬ ‫البرلم��ان الذي يضم ‪ 301‬مقعد‪ ،‬أي ‪.0‬‬ ‫‪ 3‬في المئة من أعضاء هذا المجلس‪.‬‬ ‫أما مجلس الش��ورى‪ :‬تم إنش��اؤه‬ ‫العام ‪ .2001‬ويعي��ن أعضاؤه من قبل‬ ‫الحكومة‪ .‬وتحتل النس��اء مقعدين من‬ ‫أصل ‪ ،111‬أي ‪ 8 .1‬في المئة‪.‬‬ ‫ف��ي الختام ينج��ز الع��رب التغيير‬ ‫السياس��ي رغ��م التحدي��ات لكن يبقى‬ ‫انجاز التغير االجتماعي التحدي األكبر‪،‬‬ ‫ه��و النض��ال الحقيق��ي للمجتمع��ات‬ ‫العربية بش��كل عام والنساء العربيات‬ ‫بش��كل خ��اص‪ ،‬أما لم��اذا ل��م نتطرق‬ ‫للمرأة السورية في ملفنا اليوم فنبحث‬ ‫ع��ن الج��واب في لوح��ة "أم الش��هيد"‪،‬‬ ‫للكبي��ر يوس��ف عبدلكي تل��ك الثكلى‬ ‫التي تحدق بنا بصرامة واتهام وأس��ى‪،‬‬ ‫فيم��ا يحتش��د الج��دار خلفه��ا بص��ور‬ ‫الغائبين‪.‬‬ ‫تحي��ة للمرأة الس��ورية وليوس��ف‬ ‫عبدلكي في سجنهما‪..‬‬ ‫مالحظ��ة‪ :‬االحصائي��ات نق�ل ًا ع��ن‬ ‫جريدة الوسط البحرينية‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫بع��د س��قوط ب��ن عل��ي تراج��ع‬ ‫تمثيل المرأة التونس��ية فحصدت ثالث‬ ‫مناصب‪ .‬في الحكومة المعينة في شهر‬ ‫كانون األول ع��ام ‪ 2011‬والمؤلفة من‬ ‫‪ 41‬عضواً‪ ،‬وزارة البيئة ووزارة ش��ؤون‬ ‫المرأة واألس��رة وكاتبة الدولة المعنية‬ ‫باإلسكان لدى وزارة التجهيز‪.‬‬ ‫ف��ي مجل��س الن��واب وأعق��اب‬ ‫االنتخاب��ات ف��ي ‪ 2009‬ت��م انتخاب ‪59‬‬ ‫ام��رأة من أص��ل ‪ 214‬مقع��داً‪ ،‬أي ‪.27‬‬ ‫‪ 6‬ف��ي المئ��ة من الن��واب‪ .‬أم��ا مجلس‬ ‫المستش��ارين فتمثل��ه ‪ 17‬ام��رأة م��ن‬ ‫أص��ل ‪ 112‬مستش��اراً‪ ،‬أي ‪ 2 .15‬ف��ي‬ ‫المئ��ة‪ ،‬وبع��د س��قوط بن عل��ي وفي‬ ‫المجلس التأسيس��ي وخ�لال انتخابات‬ ‫تش��رين األول ‪ 2011‬ت��م انتخ��اب ‪59‬‬ ‫ام��رأة من أص��ل ‪ 217‬مقعداً‪ ،‬أي ‪2 .27‬‬ ‫في المئة‪.‬‬ ‫والي��وم تعان��ي التونس��يات‬ ‫انتق��اص لحقوقه��ن م��ن جان��ب‬ ‫م��ن‬ ‫ٍ‬ ‫الليبراليي��ن واإلس�لاميين‪ ،‬فقد طالب‬ ‫ح��زب "االنفت��اح والوف��اء" التونس��ي‪،‬‬ ‫بإق��رار قان��ون ف��ي الدس��تور يعط��ي‬ ‫كل تونس��ي الح��ق ف��ي اتخ��اذ جارية‬ ‫إل��ى جانب زوجته‪ ،‬والتمت��ع "بما ملكت‬

‫اليمن‪:‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أت��ى ف��ي بي��ان مس��يـرة نس��ــاء‬ ‫مــ��ع الثــ��ورة في الثامن م��ن آذار عام‬ ‫‪" :2012‬نعلن نحن النس��اء المصريات‪،‬‬ ‫باعتبارن��ا ش��ريكات ف��ي الوط��ن‬ ‫وش��ريكات في الث��ورة‪ ،‬أننا س��نواصل‬ ‫مس��يرة النض��ال م��ن أج��ل حقوقن��ا‬ ‫ف��ي ظ��ل مب��ادئ المس��اواة والعي��ش‬ ‫والحرية والعدالة االجتماعية والكرامة‬ ‫االنس��انية‪ ،‬وس��نعمل على اس��تكمال‬ ‫مطال��ب الث��ورة ف��ي دول��ة مدني��ة‬ ‫ديمقراطي��ة‪ .‬ونتق��دم هن��ا حام�لات‬ ‫صوت المي��دان إلى نوابن��ا في مجلس‬ ‫الشعب وإلى شركائنا في الوطن لنؤكد‬ ‫على تمس��كنا بحقوقنا التي انتزعناها‬ ‫عبر عق��ود طويل��ة‪ ،‬ونطال��ب بحماية‬ ‫حقوق النس��اء وحقوق الطفل وحقوق‬ ‫اإلنس��ان في وطننا‪ ،‬بما يضمن كرامة‬ ‫المواطن��ات والمواطني��ن‪ ،‬والمس��اواة‬ ‫وعدم التمييز وتكافؤ الفرص للجميع"‪.‬‬ ‫فخ�لال حك��م الرئي��س الس��ابق‬ ‫حس��ني مبارك في بداية ‪ ،2011‬كانت‬ ‫هناك ‪ 3‬وزيرات يرأس��ن وزارة التعاون‬ ‫الدول��ي‪ ،‬ووزارة الهجرة‪ ،‬ووزارة الدولة‬ ‫لشئون األسرة والس��كان‪ .‬وبعد مبارك‬ ‫ع��ام ‪ ،2012‬وم��ن مجم��وع ‪ 31‬وزارة‪،‬‬ ‫حصل��ت المصري��ات عل��ى وزارت��ي‬ ‫التع��اون الدول��ي والتضامن والش��ئون‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫كم��ا أق��ر مجل��س الش��عب خالل‬ ‫حكم مب��ارك في الع��ام ‪ ،2009‬قانونًا‬ ‫يخص��ص ‪ 64‬مقع��داً للم��رأة من ‪518‬‬ ‫مقع��داً‪ .‬ف��ي انتخاب��ات الع��ام ‪،2010‬‬ ‫ترش��حت ‪ 380‬س��يدة لالنتخاب��ات‪،‬‬ ‫وت��م انتخ��اب ‪ 62‬ليش��غلن المقاع��د‬ ‫المخصصة وتم تعيين واحدة من قبل‬ ‫الرئي��س‪ ،‬وهو ما يمث��ل ‪ 12‬في المئة‪.‬‬ ‫وبع��د مبارك وف��ي أي��ار ‪ ،2011‬أصدر‬ ‫المجل��س العس��كري مرس��وماً يلغ��ي‬ ‫حصة الـ ‪ 64‬مقعداً للنساء المرشحات‪.‬‬ ‫وقد حصلت النس��اء على ‪ 9‬مقاعد‬

‫فقط في مجلس الش��عب الذي يشمل‬ ‫‪ 508‬مقع��د وت��م تعيين س��يدتين من‬ ‫قبل المجلس العسكري‪ ،‬وهو ما يمثل‬ ‫‪ ،% 2‬أم��ا مجلس الش��ورى فأثناء حكم‬ ‫مبارك ف��ي العام ‪ ،2007‬ترش��حت ‪10‬‬ ‫س��يدات لالنتخاب��ات م��ن أص��ل ‪609‬‬ ‫مرش��ح‪ ،‬حيث تم انتخ��اب واحدة فقط‪،‬‬ ‫وت��م تعيي��ن ‪ 9‬م��ن قب��ل الرئيس في‬ ‫مجل��س الش��ورى ال��ذي يش��مل ‪264‬‬ ‫عضواً وهو ما يمثل ‪ 4‬في المئة‪.‬‬ ‫وخال حكم اإلخوان تراجعت نس��ب‬ ‫بش��كل الف��ت حتى أن‬ ‫تمثي��ل النس��اء‬ ‫ٍ‬ ‫طاق��م مستش��اري الرئي��س مرس��ي‬ ‫اقتصر التمثيل النس��ائي على س��يدةٍ‬ ‫وحيدة‪.‬‬

‫يمين��ه"‪ ،‬وف��ي المقاب��ل ال زال��ت إدارة‬ ‫بعض الجامعات تطب��ق القوانين التي‬ ‫تمن��ع المحجب��ات م��ن دخ��ول قاع��ات‬ ‫االمتحان��ات تطبيقا لما كان س��ائدا في‬ ‫زمن زين العابدين بن على‪.‬‬ ‫وقد اقترح حزب النهضة االسالمي‬ ‫أن يتم اعتبار قانون األحوال الشخصية‬ ‫قانونًا أساسياً ال يمكن الغاؤه أو تعديله‬ ‫إال بأغلبي��ة ثلثي المجلس التش��ريعي‬ ‫حت��ي يصب��ح م��ن الصع��ب المس��اس‬ ‫به��ذا القان��ون ال��ذي يعط��ي الم��رأة‬ ‫التونس��ية حقوق��ا ال مثيل له��ا في اي‬ ‫دول��ة عربية ويحظ��ر تع��دد الزوجات‪،‬‬ ‫غير أن المناقشات االخيرة في الجمعية‬ ‫التأسيس��ية بش��أن احتم��ال أن ين��ص‬ ‫الدس��تور عل��ى الش��ريعة االس�لامية‬ ‫كمصدر للتش��ريع تثير قلق المنظمات‬ ‫النس��ائية واالح��زاب الليبرالي��ة الت��ي‬ ‫تخشي تراجعا في حقوق المرأة‪.‬‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫م�صر‪:‬‬

‫أم الش��هيد | يوسف عبدلكي‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬

‫الوعي بالتزامن مع النص التش��ريعي‪.‬‬ ‫فم��ا نراه م��ن منج��زاتٍ حققتها الدول‬ ‫المتقدم��ة لم تكن إال حصيلة نضاالتٍ‬ ‫طويلة ولم تأت بقرار سياسي فمنذ ما‬ ‫يقرب من مئة وخمس��ين س��نة خرجت‬ ‫آالف النساء لالحتجاج في شوارع مدينة‬ ‫نيوي��ورك على الظ��روف المهينة التي‬ ‫ك��ن يجبرن على العمل فيها‪ ،‬ورغم أن‬ ‫الش��رطة تدخلت لتفريق المتظاهرات‬ ‫إال أن ه��ؤالء النس��وة نجح��ن في دفع‬ ‫المس��ئولين إل��ى مناقش��ة مش��اكل‬ ‫الم��رأة العاملة ومحاول��ة ايجاد الحلول‬ ‫المناسبة لها‪.‬‬ ‫وقد تكرر ذلك من عامالت النسيج‬ ‫بعد ذلك بخمس��ين عام��ا للتظاهر من‬ ‫جديد في ش��وارع مدينة نيويورك وقد‬ ‫حملن قطعا م��ن الخبز اليابس وباقات‬ ‫من الورود في خطوة رمزية لها دالالت‬ ‫خاصة واخت��رن لتلك التظاهرة ش��عار‬ ‫"خب��ز وورود"‪ ..‬وطالب��ن بتخفي��ض‬ ‫س��اعات العمل ووقف تشغيل األطفال‪،‬‬ ‫وقد ش��كلت مُظاهرات الخب��ز والورود‬ ‫بداية لحركة نس��وية متحمسة تطالب‬ ‫بالمس��اواة واإلنص��اف رفعن ش��عارات‬ ‫تطال��ب بالحق��وق السياس��ية وعل��ى‬ ‫رأسها الحق في االنتخاب‪ ،‬ثم امتد ذلك‬ ‫إلى الدول األوربية‪.‬‬

‫وذل��ك ف��ي وزارات الثقاف��ة واإلع�لام‬ ‫والش��ئون االجتماعية والمرأة‪ .‬وعندما‬ ‫س��قط النظام‪ ،‬ل��م يكن هناك س��وى‬ ‫ام��رأة واح��دة عل��ى رأس وزارة‪ :‬وزارة‬ ‫األسرة والمرأة والطفولة‪.‬‬ ‫وبع��د عه��د القذاف��ي وفي ش��هر‬ ‫نوفمب��ر ‪ /‬تش��رين الثان��ي م��ن العام‬ ‫‪ ،2011‬أعل��ن المجل��س الوطن��ي‬ ‫االنتقال��ي تش��كيل حكوم��ة جدي��دة‪،‬‬ ‫متضمنة امرأتين من أصل ‪ 22‬منصبًا‪:‬‬ ‫يتكون م��ن ‪ 22‬وزيراً‪ .‬وم��ع ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫تم تعيين وزيرتين فقط‪ .‬وهما فاطمة‬ ‫حم��روش وزي��رة للصح��ة‪ ،‬ومبروك��ة‬ ‫الش��ريف وزيرة للش��ئون االجتماعية‪.‬‬ ‫ف��ي ظ��ل نظ��ام القذاف��ي حصلت ‪36‬‬ ‫امرأة عل��ى مقاعد في مؤتمر الش��عب‬ ‫العام م��ن خالل االنتخاب��ات البرلمانية‬ ‫وهو ما يمثل ‪ 7 .7‬في المئة‪.‬‬ ‫م��ا بع��د عه��د القذاف��ي‪ ،‬اعتم��د‬ ‫المجل��س الوطن��ي االنتقال��ي قانون��ًا‬ ‫انتخابي��ًا جدي��داً‪ ،‬وذل��ك اس��تعداداً‬ ‫لالنتخابات المق��رر عقدها في يونيو ‪/‬‬ ‫حزيران‪ .‬وضعت المسودة األولية حصة‬ ‫قدره��ا ‪ 10‬في المئة لتمثيل المرأة في‬ ‫الجمعية الدس��تورية‪ ،‬باس��تثناء إذا لم‬ ‫يكن هناك عدد كافٍ من المرش��حات»‪.‬‬ ‫كم��ا ن��ادى القائ��د "مصطف��ى عب��د‬ ‫الجليل" بالدعوة لتع��دد الزوجات‪ ،‬دون‬ ‫أي أس��باب مقنعة ودون قيود أو شروط‬ ‫كما جاء في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫فا�شية الأ�سد ت�ؤ�س�س ملجتمع يعاين فيه ال�صغار‬ ‫والكبار من ا�ضطرابات نف�سية ‪PTSD‬‬ ‫الياس س الياس‬ ‫ل��م يكن منظر س��فاح س��وريا وهو‬ ‫في داريا ليثير كل االشمئزاز الذي يشعر‬ ‫ب��ه اإلنس��ان كرؤيت��ه مث ًال لقات��ل كبول‬ ‫ب��وت‪ ،‬وبع��د قت��ل الماليين يس��تعرض‬ ‫قوات��ه والصحفيين‪ ،‬ويخبرهم عن طيبة‬ ‫قلب��ه ومحبته لكمبودي��ا!‪ ..‬لوال أننا ندرك‬ ‫بأن خل��ف تلك الصورة لي��س فقط دمار‬ ‫ف��ي البني��ة التحتي��ة لس��وريا‪ ،‬ومج��ازر‬ ‫ارتكبت باسم هذا السفاح بشعارات ليس‬ ‫من السهل على الس��وريين نسيانها‪ ،‬وال‬ ‫خِداعه��م بش��عارات بديل��ة‪ ،‬كصدم��ة‬ ‫محاف��ظ حم��ص المزعومة عما ش��اهده‬ ‫" من تدمي��ر اإلرهابيين لح��ي الخالدية"‬ ‫وبرفقته ما يسمى " وزير مصالحة"‪( ..‬أي‬ ‫تحميل الناس مس��ؤولية ما حل بهم من‬ ‫كوارث)‪..‬‬ ‫كان هتل��ر يداع��ب أم��ام الكاميرات‬ ‫كلبه ويمسح على رؤوس بضعة أطفال‪،‬‬ ‫بينما كانت درس��دن تدم��ر ويموت مئات‬ ‫آالف األلمان‪ ،‬ويجن��د األطفال للدفاع عن‬ ‫جن��ون العظم��ة عن��د الفوه��رر‪ ،‬وتحدث‬ ‫رؤس��اء أميركيون عن " شجاعة" الجندي‬ ‫ف��ي فيتن��ام وه��و يح��رق الفيتناميي��ن‬ ‫بقنابل النابالم‪ ..‬قبل أن يعود ليكتش��ف‬ ‫بأنه ضحية ما اقترفت��ه أياديه من عنف‪،‬‬ ‫وعنف ساس��ته وقادته العسكريين‪ ..‬لكن‬ ‫كم هي الندوب التي س��ببها الجنوح نحو‬ ‫العن��ف بحق م��ن مارس��ه وم��ن مورس‬ ‫بحقه؟‬ ‫في السياسة ثمة ارتكابات لحماقات‬ ‫كبي��رة‪ ،‬وخ��داع وأكاذي��ب يدف��ع الن��اس‬ ‫ثمنه��ا‪ ،‬حت��ى ه��ؤالء الذي��ن يص��ل بهم‬ ‫المس��توى للتجمع ح��ول محافظ الالذقية‬ ‫لالحتفال بما س��موه " عم��ل فني"‪ ،‬وهو‬ ‫عبارة عن حذاء عس��كري ضخم وبجانبه‬ ‫رصاص��ة ضخم��ة‪ ..‬فالذي��ن صفق��وا‬ ‫للبس��طار العسكري يصعب عليهم قراءة‬ ‫ما تختزنه أجس��ادهم وأجس��اد أطفالهم‬ ‫وم��ن يقابله��م ف��ي الط��رف اآلخ��ر من‬ ‫ش��عب وأطف��ال وش��باب‪ ،‬رأى بعضه��م‬ ‫ذباحيهم وس��يافيهم ب��كل معنى الكلمة‬ ‫م��ن الحولة إل��ى آخ��ر مج��زرة‪ ،‬وارتكاب‬ ‫مقزز عل��ى حواجز بش��ار وعصاباته في‬ ‫دمش��ق وغيره��ا‪ ،‬تحت ش��عار " ش��بيحة‬ ‫لألب��د لعيون��ك يا أس��د" يصب��ح المحلل‬ ‫السياس��ي مس��اهمًا كم��ا ف��ي حال��ة‬ ‫الس��باهي على الجزيرة ‪ /‬الحلقة األخيرة‬ ‫من االتجاه المعاكس وقد فلت لسانه في‬ ‫قلب الحقائ��ق وإعالن االنتماء للش��بيحة‬ ‫وبتفاخ��ر ‪( /‬فقط كمثل وليس حصراً هو‬ ‫وحده) على النم��وذج الذي تخلقه ماكينة‬ ‫تفريخ العنف كثقافة فموية ناطقة بكل‬ ‫أنواع التفاخر بمثل هذا العنف‪ ،‬دون حتى‬ ‫أدن��ى إحس��اس بمس��ؤولية ال أخالقي��ة‪،‬‬ ‫وال حتى وطنية س��وى بما يخ��دم الحذاء‬ ‫العس��كري وفكرة " الس��يد والعبد"‪ ،‬التي‬ ‫مارس��ها م��ا يس��مى محافظ حل��ب بحق‬ ‫مجن��د رف��ض دخول الس�لاح إل��ى قاعة‬ ‫احتف��االت بما يس��مى " عي��د الجيش"!‪..‬‬ ‫فخرج هو بنفس��ه ليمارس العنف رفس��ًا‬ ‫ٍ‬ ‫لفظي‬ ‫وضرب��ًا وتلقين��اً للجن��دي بعن��فٍ‬ ‫درس��ًا ع��ن " األس��ياد والعبي��د"‪ ..‬أم��ام‬ ‫الجميع!!‬

‫ال�ضحايا لي�سوا الكبار‬ ‫فح�سب‪..‬‬

‫حي��ن أردت الكتاب��ة عم��ا يجري في‬ ‫س��وريا‪ ،‬وق��رأت التوح��ش ال��ذي وص��ل‬ ‫إلي��ه ه��ؤالء الذي��ن يطلق عليه��م اليوم‬ ‫" جي��ش الدف��اع الوطني"‪ ،‬وهم ش��بيحة‬ ‫األس��د حت��ى وص��ل األم��ر إلى ح��د نهب‬ ‫بيوت مؤيدين لبش��ار إث��ر انفجار مخازن‬ ‫الذخيرة في حمص‪ ،‬وترك بعض العوائل‬ ‫الموالية لبيوته��ا وعودتها لتجدها فارغة‬ ‫منهوبة‪ ،‬توقفت أمام ما ال يفكر به هؤالء‬ ‫المؤي��دون اليوم تحت ضغ��ط الحدث‪ ،‬إال‬ ‫من يس��توعب حج��م الكارثة الت��ي تقاد‬ ‫إليها سوريا من أجل شخص معتوه محاط‬ ‫بمجموعة معاتي��ه من عصابات ال يعنيها‬ ‫من الوطنية والمواطنة والسياس��ة سوى‬ ‫معادلة آنية‪ :‬الس��يد والعبيد‪ .‬على فكرة‪،‬‬ ‫وس��ائل الدعاية األس��دية تعد واحدة من‬ ‫أكثر الوس��ائل ‪ -‬بعد المصري��ة والنازية‬ ‫والس��وفياتية س��ابقاً ‪ -‬تمجي��داً للعن��ف‬ ‫حت��ى ف��ي تغييب��ه ونفي��ه‪ ،‬واالس��تمرار‬ ‫في حالة إنكار س��يكون ثمنه��ا كبيرعلى‬ ‫مجتم��ع يجري تفكيكه‪ ،‬كلم��ا َّ‬ ‫ظل هؤالء‬ ‫المصفق��ون للح��ذاء العس��كري غي��ر‬ ‫مدركين إل��ى أين تقوده��م حتى لغتهم‬ ‫بالتخاط��ب بينيا‪ .‬ومع م��ن يفترض أنهم‬ ‫مواطنون سوريون‪ ..‬س��واء هؤالء الذين‬ ‫هجروا من بيوتهم داخلياً أو خارجيًا‪.‬‬ ‫دعون��ا نأخ��ذ مث� ً‬ ‫لا حادث��ة‬ ‫ ‬‫توقي��ف حاجز ش��بيحة ف��ي الطريق إلى‬ ‫دمش��ق لعائلة منكوب��ة‪ ،‬األطفال‪ ،‬الذين‬ ‫اضط��ر أهاليه��م للتنق��ل بين مدرس��ة‬ ‫وملج��أ وحديق��ة وح��ي وآخر‪ ،‬هرب��ًا من‬ ‫عنف صواريخ وطائرات بش��ار‪ ،‬يصبحون‬ ‫شهود على ممارس��ات ال تمحى بسهولة‪،‬‬ ‫ولو جندت أس��ماء األخرس كل ش��بيحتها‬ ‫" اللطف��اء" ليظه��روا عب��ر القن��وات‬ ‫الدعائي��ة‪ ،‬وزياراته��ا ونش��ر صورها في‬ ‫مواق��ع أميركي��ة على أنها "س��يدة يهمها‬ ‫األطفال"‪..‬‬ ‫الحاجز يقف عليه وباختيار مقصود‬ ‫"ضحايا" مس��لحون (لم��اذا ضحايا؟ ألنهم‬ ‫نت��اج ثقاف��ة الس��يد والعب��د ومس��ح تام‬ ‫للش��خصية) وهؤالء هم من الذين أصدر‬ ‫بش��ار "العفو تل��و العف��و" ليطلقهم من‬ ‫الس��جون الجنائي��ة‪ ،‬ومس��اومة بعضهم‬ ‫من الذي��ن جلبهم من جغرافيا بعيدة عن‬ ‫دمشق‪ .‬الطفل الذي تراكمت في ذاكرته‬ ‫ص��ور العنف قبل الحاجز ي��رى أمه وأبيه‬ ‫وأخت��ه وأخيه وأحد أقارب��ه ربما يتعرض‬ ‫لكافة أش��كال العن��ف (م��ن اللفظي إلى‬ ‫الجس��دي)‪ ،‬واإلهان��ات المقص��ودةـ ف��ي‬ ‫جع��ل خط الم��رور عل��ى الحاج��ز طوي ًال‬ ‫ومرهق��ًا ألناس أرهقه��م باألصل تدمير‬ ‫كل ما يملكون‪..‬‬ ‫الطف��ل ف��ي العادة ينظر إل��ى أبيه‪،‬‬ ‫أو أم��ه‪ ،‬أو أخيه‪ ،‬األكبر كحام ومالذ آمن‪..‬‬ ‫هن��ا ال نتح��دث عن قص��ص ال تجري بل‬ ‫ع��ن وقائ��ع عنفي��ة تتراكم م��ن فقدان‬ ‫كل ش��يء في بيته اآلمن‪ ،‬ثم االس��تماع‬ ‫إل��ى أكاذيب دعائية تحت مس��مى "إعالم‬ ‫وطني"ع��ن ب��راءة الفاعل ال��ذي يقصف‬

‫بش��تى أنواع الس�لاح‪ ،‬ويرتك��ب المذابح‬ ‫وهو ‪ -‬أي الطفل ‪ /‬الطفلة ‪ -‬ش��هود عيان‬ ‫على الفاع��ل‪ ،‬فيتباكى هؤالء المدججون‬ ‫بالس�لاح وه��م يمارس��ون كل الموبقات‬ ‫معتقدين بأنهم يمارسون ما هو طبيعي‬ ‫في دورة الوالء لــ" سيد الوطن" وقادتهم‬ ‫الذي��ن ال يقل��ون إجراماً ع��ن حتى هؤالء‬ ‫الغزاة المس��توردون من كل البلدان على‬ ‫أسس مذهبية‪ ،‬بحجج تتهم المنكل بهم‬ ‫بأنه��م س��بب عن��ف ممارس ض��د هؤالء‬ ‫وأهاليه��م‪ ..‬لنتخيل ما يرس��خ في ذاكرة‬ ‫ه��ؤالء األطفال م��ن ص��ور عنفية وهم‬ ‫ي��رون من ي��دوس عل��ى رقب��ة حماتهم‬ ‫م��ن أهاليه��م‪ ،‬وأحيانَا تصفية جس��دية‬ ‫بدم ب��ارد واغتصاب يغطي��ه "عرف" بين‬ ‫هؤالء من القمة إلى القاعدة‪ ،‬كون هؤالء‬ ‫ال يس��تحقون الحياة وبالتالي هم مش��اع‬ ‫ومباح فعل أي شيء بهم‪..‬‬

‫اجل�سد ال ين�سى‬ ‫قد يظن بش��ار وعصاباته بأن األمر‬ ‫يمكن أن ينس��ى‪ ،‬وتبين بعد ثالثة عقود‬ ‫بأن الجسد في حماة لم ينسى مشاهدات‬ ‫األطفال لمذبحة تعرض��ت لها مدينتهم‪،‬‬ ‫وإن كان ج��رى تجمي��ل المدين��ة ف��وق‬ ‫جماج��م الذي��ن ت��م دفنهم تح��ت البنية‬ ‫التحتي��ة الجديد‪ ..‬وبالرغ��م من أن رفعت‬ ‫األس��د طليق��َا بفع��ل توازن��ات مافيوية‬ ‫مالية في الغرب‪ ،‬فلم ولن يستطيع بشار‬ ‫بتمثيليات مارس��ها مورثه سابقًا بالصالة‬ ‫في هذا المسجد أو ذاك أن يمسح ما علق‬

‫من صدم��ات تراكمت حت��ى أنتجت ما لم‬ ‫يفهمه س��وى من يعرف الحالة الس��ورية‬ ‫ف��ي ث��ورة ب��دأت س��لمية وصب��ر الناس‬ ‫كثي��رًا حت��ى ف��اض تراكم العن��ف حم ًال‬ ‫للس�لاح‪ ،‬ألنهم لم يواجهوا أبداً منظومة‬ ‫عصابات أدركت معنى المؤثرات النفسية‬ ‫باتخ��اذ العن��ف (ب��كل وس��ائله) س��بي ًال‬ ‫إلخض��اع الن��اس‪ .‬حتى قص��ص التقنين‬ ‫وقط��ع الكهرباء‪ ،‬وغياب س��لع معينة من‬ ‫األسواق‪ ،‬سبق الثورة السورية كنوع من‬ ‫ممارسة " السادة والعبيد"‪..‬‬

‫ا�ضطراب ما بعد ال�ضغوط ال�صدمية‬ ‫‪Post Traumatic Stress‬‬ ‫‪Disorder – PTSD‬‬ ‫علماء النفس (في سوريا وخارجها)‬ ‫يدركون ما يجري في المجتمع السوري‪،‬‬ ‫وإن كان��ت عصاب��ات الحكم غي��ر آبهة‬ ‫بالحقائ��ق الت��ي تخلقه��ا أدوات العنف‬ ‫التي مورست على مدى عقود‪ ،‬وظهرت‬ ‫بشكل جلي في خالل العامين األخيرين‬ ‫من عمر ثورة السوريين‪.‬‬ ‫كان��ت إح��دى عالم��ات النف��س‬ ‫الس��وريات تقي��م حلق��ات في دمش��ق‬ ‫لتبي��ان التأثي��رات النفس��ية لتخوي��ف‬ ‫النظ��ام "للطوائ��ف" م��ن بعضها‪ ،‬على‬ ‫ما أذكر أن اس��مها رفي��دة‪ ،‬وهو أمر لم‬ ‫يرق في عام ‪ 2011‬للعصابة فاعتقلتها‬ ‫في مطار دمش��ق!! أي أن هذه العصابة‬ ‫ل��م ترغ��ب س��وى بتفاقم الوض��ع بين‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫ادعى بأنها بحاج��ة إلعادة تأهيل‪ .‬وفي‬ ‫الحقيقة ما يمارس��ه بشار كفاشي هو‬ ‫ما مارس��ه أي فاش��ي أو نازي من هتلر‬ ‫إلى ب��ول ب��وت‪ ،‬التخلص م��ن هؤالء‪..‬‬ ‫وم��ن ينس��ى ش��عار " س��وريا أنح��ف‪..‬‬ ‫س��وريا أحلى"؟ أي قتل الناس وتحويل‬ ‫حياتهم إلى جحيم ليس��ت مس��ألة غير‬ ‫مدروس��ة‪ ،‬ومس��تفاد منها من مدارس‬ ‫متع��ددة حول العالم‪ ..‬ف��ي الوقت عينه‬ ‫وف��ي دار األوب��را يق��ف الفاش��ي بين "‬ ‫نخبت��ه" وإذ به��ا تختم كل اله��راء الذي‬ ‫أت��ى عليه بهت��اف‪ :‬ش��بيحة لألبد ألجل‬ ‫عيونك يا أسد‪.‬‬ ‫لنس��تثني نواة العصاب��ة الحاكمة‬ ‫بشكل عائلي ومافيوزي‪ ..‬وهؤالء الذين‬ ‫يعانون م��ن عتهٍ حقيقي من ش��بيحة‬ ‫الس��احل الذين يع��رف أمراضهم ليس‬ ‫أهل الس��احل فحس��ب‪ ،‬ب��ل قصصهم‬ ‫منتش��رة بين الس��وريين من��ذ ما قبل‬ ‫الث��ورة‪ ،‬وإن كان��ت أالعي��ب باس��ل ثم‬ ‫بشار لتسويق نفسيهما من قبل أبيهما‬ ‫الذي ال يزال يحكم م��ن قبره كـ"القائد‬ ‫الخال��د"‪ .‬ولننظر لما يعانيه الس��وريون‬ ‫جميع��اً ‪ -‬موال��ون وثوار ‪ -‬وسنكتش��ف‬ ‫ب��أن ال أح��د م��ن ه��ؤالء ‪ -‬كمجموعات‬ ‫وأف��راد ضم��ن تل��ك المجموع��ات ‪ -‬لم‬ ‫تصبه أعراض ما بعد الصدمة‪ ،‬قس��وة‬ ‫اللغ��ة الت��ي تتوع��د وتتفاخ��ر باالبادة‬ ‫والتطهير‪ ،‬وبالكيم��اوي ألحياء حمص‪،‬‬ ‫ودك دمش��ق‪ ،‬وأحي��اء فيها‪ ،‬م��ع إظهار‬ ‫فرح وس��عادة ل��دك طائ��رات وصواريخ‬ ‫الفاش��ية العس��كرية ألحي��اء ثائ��رة‪ ،‬ال‬ ‫يعبر س��وى عن أزمة نفس��ية حقيقية‬ ‫يعيش��ها ه��ؤالء‪ ،‬الذين صدق��وا كذبة‬ ‫أطلقها بش��ار بنفس��ه (طبعًا ليس من‬ ‫عقله‪ ،‬بل بمجموعة معاتيه يسمونهم‬ ‫مستشارين ومحللين) بعد ‪ 12‬يومًا من‬ ‫ان��دالع الثورة في خطابه الش��هير الذي‬ ‫قال فيه أحد أعضاء ما يس��مى "مجلس‬ ‫الش��عب"‪ :‬أن��ت قلي��ل علي��ك أن تحكم‬ ‫العالم العربي!!!‬

‫حين كنا نسأل القناص في بداية‬ ‫الثورة عما يقوله ألطفاله وزوجته بعد‬ ‫أن يك��ون ق��د فجر أدمغ��ة متظاهرين‬ ‫س��لميين في دوما‪ ،‬وحرستا‪ ،‬وعربين‪،‬‬ ‫والقاب��ون‪ ،‬ودرعا‪ ،‬وكل المدن والقرى‪،‬‬ ‫فلم يكن س��ؤا َال عما يقوله حرفيَا؛ بل‬ ‫عن انعكاسات حالته على هؤالء‪.‬‬ ‫وحي��ن نتحدث ع��ن األطفال وهم‬ ‫مع الماليين من الس��وريين المهجرين‬ ‫داخلي��َا‪ ،‬وخارجيَا‪ ،‬بفعل تدمير قراهم‪،‬‬ ‫ومدنه��م‪ ،‬فلم يكن األمر مجرد س��ؤال‬ ‫عن الخس��ائر المادية المباشرة لهؤالء؛‬ ‫بل عما س��يظهر مس��تقب َال م��ن حاجة‬ ‫كبيرة إلعادة تأهيل هؤالء‪ ،‬في مجتمع‬ ‫المواطنة الذي يدمره بشار عن قصد‪..‬‬ ‫الس��ؤال ه��و ع��ن كل ه��ذا الذي‬ ‫ش��هدته س��وريا فقط لكي يبقى حكم‬ ‫العائل��ة والمافي��ا قائم��َا كم��ا يقولون‬ ‫"لألب��د" أو " األس��د أو ال أح��د"‪ .‬ول��م‬ ‫تترك وس��يلة لتخويف السوريين ممن‬ ‫يطلق��ون عليه��م " أقليات" م��ن بقية‬ ‫الس��وريين (رغ��م أن الث��ورة انطلقت‬ ‫بمش��اركة الجمي��ع) بن��اء عل��ى فع��ل‬ ‫تاريخ��ي امت��د لعق��ود ليس��تخدم في‬ ‫اللحظة المناسبة‪..‬‬ ‫األطفال هم أكثر من يستشعر ما‬ ‫يدور حولهم من انعكاسات نفسية على‬ ‫الكبار‪ ،‬وردود أفعال تلك الفئة العمرية‬ ‫بي��ن الطفولة والبلوغ تكون في أغلبها‬ ‫مش��تركات حين س��ماع ص��وت قذيفة‬ ‫وانفجار‪ ،‬وسقوط جرحى وقتلى‪ ،‬تحفر‬ ‫نفسها كصدمات بردود أفعال طبيعية‬ ‫جداَ على أحداث غير طبيعية باألساس‪.‬‬ ‫فاالنتق��ال من حال��ة الطمأنينة بوجود‬ ‫كب��ار وأقارب‪ ،‬إلى حال��ة اختفاء هؤالء‪،‬‬ ‫ومس��ح حي كامل بالصواري��خ‪ ،‬ورؤية‬ ‫وس��ماع ص��وت الطائرة الت��ي تقصف‪،‬‬ ‫ال تجع��ل عن��د الطف��ل حاج��ة لتلقين‬ ‫عن الفاعل‪ ..‬حدث هذا في فلس��طين‪،‬‬ ‫فلم يك��ن الطفل الفلس��طيني بحاجة‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫مكونات الش��عب الس��وري‪ ،‬والتضخيم‬ ‫م��ن " خط��ر الث��ورة الس��ورية" عل��ى‬ ‫"األقلي��ات" وعم��وم الش��عب‪ .‬وفي هذا‬ ‫الس��ياق كانت تنظم ما س��مي حينها "‬ ‫مسيرات عفوية" تستند إلى هيستيريا‬ ‫التخويف بطلب المزي��د من العنف ضد‬ ‫مناطق بعينها في دمشق وكل سوريا‪..‬‬ ‫س��اهم ما يس��مى " إعالم" في س��وريا‬ ‫بتعزيز ما بدأت به عن محافظ الالذقية‬ ‫وهو يقف أمام " بوط عس��كري ضخم"‬ ‫كعمل فني!‬ ‫أن اضط��راب م��ا بع��د الصدم��ة‬ ‫ال��ذي يطل��ق علي��ه اختص��اراً ‪PTSD‬‬ ‫لي��س بأم��ر يصي��ب فئ��ة دون فئ��ة‪،‬‬ ‫أي أن ه��ؤالء الذي��ن كان��وا يُس��يرون‬ ‫م��ن مؤسس��اتهم ووض��ع " البطاق��ة‬ ‫الش��خصية" (الهوي��ة) رهنَا الس��تالمها‬ ‫حين االنتهاء من حفالت الوالء لــ" س��يد‬ ‫الوط��ن"‪ ،‬ف��ي س��احتي الس��بع بحرات‬ ‫واألمويي��ن‪ ،‬والرق��ص والدبك��ة‪ ،‬بينما‬ ‫آخ��رون يدفن��ون ضحاياه��م بالق��رب‬ ‫م��ن الس��احتين‪ ،‬ال يعن��ي ب��أن ه��ؤالء‬ ‫المجبرون وغي��ر المجبرون حينها واآلن‬ ‫ال عالق��ة لهم بتل��ك االضطرابات التي‬ ‫تصي��ب الجميع ف��ي الحالة الس��ورية‪..‬‬ ‫حت��ى تل��ك الطبق��ة التي تظ��ن بأن ما‬ ‫يج��ري ف��ي س��وريا أو عل��ى بع��د عدة‬ ‫ش��وارع منها في دمشق ال يعنيها! ومن‬ ‫هنا فالفئ��ات التي تعيش تحت القصف‬ ‫والعن��ف اليوم��ي ق��د ال تظه��ر عليه��ا‬ ‫تل��ك األعراض بش��كلها العني��ف‪ ،‬قبل‬ ‫أن تح��ط " الح��رب" أوزاره��ا‪ ..‬عنده��ا‬ ‫س��يكون هن��اك كارثة حقيقية تش��مل‬ ‫جميع األجيال‪ ،‬بالطبع المؤثرات الحالية‬ ‫ق��د تبدو جلي��ة في بع��ض أوجهها عند‬ ‫الناس؛ لكن الدفاعات الذاتية لإلنس��ان‬ ‫ه��ي تل��ك التي تعم��ل بكام��ل طاقتها‬ ‫للبقاء على قيد الحياة‪ ،‬أي غريزة البقاء‬ ‫هي التي تتحكم‪.‬‬ ‫ال ب��د م��ن االعت��راف ب��أن بش��ار‬ ‫اس��تعان ب��كل أن��واع العن��ف إلخض��اع‬ ‫المجتم��ع والثورة‪ ،‬وهو بنفس��ه تحدث‬ ‫ذات ي��وم ع��ن أن��ه ال يمك��ن أن يكون‬

‫رئيس��ًا ل��كل الس��وريين‪ ،‬وتح��دث عن الأعرا�ض امل�شرتكة‪ ..‬و�إن كان‬ ‫الفئة العمرية لألطفال والش��بيبة التي الثمن �أكرب يف مع�سكر الثورة‪..‬‬

‫لم��ن يلقنه ش��يئاً ع��ن اإلس��رائيليين‬ ‫وهو الذي يشاهد حينها جنود االحتالل‬ ‫يمارس��ون بع��ض م��ا يمارس��ه جنود‬ ‫وشبيحة بش��ار‪ ..‬فهل كان مث ً‬ ‫ال أطفال‬ ‫الحول��ة بحاج��ة ألحد أن يلقنهم ش��يئًا‬ ‫وقد نجا بعضهم من المذبحة‪ ،‬وشاهد‬ ‫أمه وأبيه وأخواته يذبحون بس��كاكين‬ ‫وس��واطير؟ وبالرغ��م م��ن كل الجه��د‬ ‫ال��ذي حاول��ه بش��ار وعصابات��ه حت��ى‬ ‫يومن��ا ه��ذا بالق��اء المس��ؤولية على "‬ ‫اإلرهابيين والعصابات المس��لحة" فلم‬ ‫يك��ن ه��ؤالء األطفال بحاج��ة للتفكير‬ ‫كثي��راً وهم ي��رون أهاليه��م يهرعون‬ ‫بعيداً ع��ن البرامي��ل المتفج��رة‪ ،‬التي‬ ‫تس��قطها طائرات هيلوكبت��ر يعرفون‬ ‫أنها س��ورية‪ ،‬وعس��كرية تابعة لألسد‬ ‫وليس إلرهابيين‪ .‬هل يخلق هذا حالة‬ ‫غضب عند األطفال كما عند الكبار؟‬ ‫م��ا يخلقه األمر أكث��ر من غضب‪..‬‬ ‫أنه يخلق فاجعة ضياع الثقة بما يسمى‬ ‫" دول��ة"‪ ،‬أدوا التحي��ة ف��ي مدارس��هم‬ ‫لعلمه��ا ورددوا نش��يدها الوطن��ي‪ ،‬مع‬ ‫ضياع هيبة ما يسمى دولة حين تصير‬ ‫المواجه��ة م��ع قتل��ة يرت��دون اللباس‬ ‫العس��كري‪ ،‬وآخ��رون بلب��اس مدن��ي‪،‬‬ ‫يحض��رون ليحرق��وا بيوته��م وكتبهم‬ ‫المدرسية وألعابهم البسيطة‪..‬‬ ‫كثي��راً ما تالحظ ب��أن الخوف عند‬ ‫األطف��ال أكان عل��ى الحاج��ز أو تح��ت‬ ‫القص��ف يهرع��ون لاللتص��اق بالكبار‪،‬‬ ‫فلنتخي��ل مث� ً‬ ‫لا م��ا ج��رى ف��ي البيضا‬ ‫وبانياس وحواجز اإلذالل والعار ‪ -‬حيث‬ ‫يج��ري م��ا ال يمكن ذك��ره اآلن! ‪ -‬بحق‬ ‫هؤالء الكبار أكانوا آباء وأمهات‪ ،‬وأخوة‬ ‫أو أق��ارب وجي��ران‪ ..‬ه��ؤالء األطف��ال‬ ‫الذي��ن كان يص��رخ باس��م قاتله��م‬ ‫شبيحة المسيرات العفوية‪ :‬أبو حافظ‪..‬‬ ‫وش��بيحة لعيون��ك‪ ..‬ل��ن تمح��ى ال من‬ ‫جسدهم‪ ،‬وال من ذاكرة الجسد‪ ،‬كل ما‬ ‫خزن من معايشة يومية‪ .‬هل تتذكرون‬ ‫عي��ون تل��ك الطفلة بعد مذبح��ة داريا‬ ‫حين سألتها ميشلين عازار عمن تكون‬ ‫تلك المرأة المقتولة؟ ثم كيف س��حبها‬

‫‪9‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫القتل��ة حاملي��ن إياه��ا بعي��داً والرعب‬ ‫واضح في عينيها؟‬

‫بع�ض �أكرث الأعرا�ض �شيوعا‪:‬‬ ‫ ذكري��ات عنيف��ة مترافق��ة م��ع‬‫كوابيس‪ ،‬إذ أن ما س��معه وما ش��اهده‬ ‫األطف��ال الس��وريون (حت��ى وهم في‬ ‫معس��كرات اللج��وء) يتح��ول إلى صور‬ ‫ف��ي أدمغته��م‪ ،‬وتس��تمر تل��ك الصور‬ ‫ف��ي عقوله��م وجس��دهم‪ ..‬الكوابيس‬ ‫واألح�لام المزعجة ‪ -‬كم��ا عند الكبار ‪-‬‬ ‫هي عملية اس��ترجاع (ف�لاش باك) قد‬ ‫تحصل حتى ف��ي حالة اليقظة‪ ،‬لمجرد‬ ‫س��ماع صوت أو حديث أو رؤية مش��هد‬ ‫يذكرهم بما عايش��وه‪ ،‬العقل في حالة‬ ‫النوم يحاول أن يخ��رج الصور المؤلمة‬ ‫خ��ارج الجس��د‪ ،‬لك��ن الصم��ت وع��دم‬ ‫الحديث ال يفيد‪ ،‬بل تبقى الحالة تتكر‪،‬‬ ‫بدون رعاية وانتباه وتفهم‪..‬‬ ‫ تش��وش الن��وم يعتب��ر أح��د‬‫األع��راض المش��تركة بي��ن الكب��ار‬ ‫والصغار‪ ،‬فمعايشة الصدمات بالتأكيد‬ ‫تخلق حالة خوف (أمر طبيعي كرد فعل‬ ‫على أمور غير طبيعية) الجسد يصعب‬ ‫علي��ه االس��ترخاء ليس��تطيع الطفل أو‬ ‫الكبير النوم‪ ،‬وأحيان��ًا مخافة أن يتكرر‬ ‫ما حدث لهم قب ً‬ ‫ال‪..‬‬ ‫ غض��ب وعدواني��ة تص��در ع��ن‬‫األطف��ال (وحت��ى الكب��ار‪ ،‬لك��ن الكبار‬ ‫ق��ادرون عل��ى التفس��ير) بس��هولة‪،‬‬ ‫وألس��باب بس��يطة في نظرن��ا ولكنها‬ ‫حال��ة ممك��ن أن تتط��ور إل��ى نوب��ات‬ ‫انفعالي��ة مع ال��ذاتً واآلخري��نً وحتى‬ ‫ألحب الن��اس إلى األطف��ال كالوالدين‬ ‫واألخوة‪..‬‬ ‫ الشعور بالذنب وتحميل النفس‬‫مس��ؤولية ما جرى‪ ،‬كتنقل العائلة من‬ ‫مكان إل��ى آخر والهروب م��ن القصف‪،‬‬ ‫فه��م يط��ورون الش��عور بالذنب حين‬ ‫يسمعون الكبار يقولون بأنهم يهربون‬ ‫من أج��ل أطفالهم‪ ،‬ه��ذه حقيقة لكن‬

‫الطفل أحياناً ال يس��تطيع التمييز‪ ،‬فإذا‬ ‫تم اعتق��ال أبيه‪ ،‬أو أحد أف��راد عائلته‪،‬‬ ‫أو تعرضه��م ل�لاذالل والمهان��ة عل��ى‬ ‫الحواجز‪ ،‬فالطفل ق��د يعتقد بأن األمر‬ ‫يتم بسببه أو بسبب شيء قاله‪..‬‬ ‫ يصعب عل��ى األطف��ال الحديث‬‫عما عايش��وه من فظائع‪ ،‬آخذين بعين‬ ‫االعتب��ار فقدانه��م الثق��ة بمحيطهم‪،‬‬ ‫ال��ذي اعتبروه قد خذلهم ولم يس��تطع‬ ‫حمايته��م‪ ،‬وهم يعتق��دون بأنه بعدم‬ ‫الحدي��ث إنما يحم��ون أنفس��هم‪ ،‬وهو‬ ‫أمر طبيع��ي إذا ما فكرنا بتطوير آليات‬ ‫الدفاع عن الذات عند األطفال بالكتمان‬ ‫والصمت‪ ،‬وع��دم الرغبة بالفالش باك‬ ‫ال��ذي يضعه��م م��رة إثر مرة ف��ي ذات‬ ‫دائرة الرعب التي عانوا منها‪..‬‬ ‫ يعان��ي ه��ؤالء األطف��ال (كم��ا‬‫يعان��ي البالغ) من مش��كلة في الذاكرة‬ ‫والتركي��ز‪ ،‬كنتيج��ة لتل��ك الصدم��ات‬ ‫يصب��ح م��ن الس��هل أن ينس��ى هؤالء‬ ‫الكثير من األش��ياء ولو قيلت لهم عديد‬ ‫الم��رات‪ ،‬ه��ذا إضافة إل��ى صعوبة في‬ ‫التركي��ز في مس��تويات مختلفة ومنها‬ ‫حتى الدراس��ة أو ما قرأه أو ما يس��تمع‬ ‫إليه‪..‬‬ ‫ ردود األفعال الجس��دية عند من‬‫عان��ى لفترة طويلة تظهر على ش��كل‬ ‫الشكوى من الصداع وآالم في الكتفين‬ ‫والرقبة والظهر والعديد من الشكاوى‪،‬‬ ‫كالغثي��ان والش��عور باالختن��اق‪ ،‬وق��د‬ ‫تكون تلك ليس��ت س��وى ح��االت تدور‬ ‫في حلقة مفرغة نفس��ية ‪ -‬جس��دية‪،‬‬ ‫عند المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب‬ ‫تعرف هذه الحالة بش��كل واسع وكبير‬ ‫بارتباط النفسي بالجسدي‪..‬‬ ‫ حال��ة االكتئ��اب والضغ��وط‬‫النفس��ية وتعكر المزاج‪ ،‬هي مشتركة‬ ‫بين الكبار والصغار‪ ..‬وكثير من هؤالء‬ ‫يندم��ون ويحزنون على ردود أفعالهم‪،‬‬ ‫وتغيب عنهم حتى االبتسامة والضحكة‬ ‫مهما كان األمر مضحكًا ويفقد البعض‬

‫منهم كما الكبار ش��هيتهم للطعام كما‬ ‫عند الكبار‪ ،‬الذين يفقدون حتى الرغبة‬ ‫ف��ي معاش��رة الش��ريك ‪ /‬الش��ريكة‪،‬‬ ‫وتظ��ل الحواس متقدة تج��اه ما يمكن‬ ‫أن يح��دث تالي��ًا‪ ..‬أي أن الح��واس دائمًا‬ ‫ف��ي حالة إنذار وترقب‪ .‬والحالة األخيرة‬ ‫تس��تمر بش��كل أكب��ر وأوض��ح بعد أن‬ ‫تنته��ي المخاط��ر وتتوق��ف الح��رب أو‬ ‫يطلق سراحه‪..‬‬ ‫ في ح��االت معينة يصبح الطفل‬‫الكبي��ر يتصرف وكأنه م��ا يزال رضيعًا‬ ‫أو في س��ن أصغر من س��نه الحقيقي‪،‬‬ ‫أمر طبيعي أن نشاهد حاالت تبول في‬ ‫الف��راش أثناء الن��وم‪ ،‬ومنهم من يقلد‬ ‫الصغ��ار ج��داً بالحديث وم��ص االصبع‬ ‫كبحث عن االطمئنان‪..‬‬ ‫ األطف��ال الصغ��ار الذي��ن ل��م‬‫يصل��وا بع��د س��ن الدراس��ة يلعب��ون‬ ‫ألعاب��ًا مرتبطة بم��ا أدى إلى الصدمات‬ ‫عندهم وه��م بذلك يحاولون بش��كل‬ ‫ال إرادي مس��اعدة أنفسهم للخروج من‬ ‫الصدمة وه��ي تبقى مح��اوالت تحتاج‬ ‫لمن يرعاها‪..‬‬ ‫خالص��ة ما ذكرناه آنفاً بأن بش��ار‬ ‫وعصابت��ه الفاش��ية يح��ول س��وريا‬ ‫والسوريين إلى أكثر المجتمعات معاناة‬ ‫بمعاناة أطفالهم‪ ،‬داخل وخارج سوريا‪،‬‬ ‫وهؤالء الش��بيحة ومن في حكمهم إذا‬ ‫اعتق��دوا بأنهم في منأى عم��ا ذكرناه‬ ‫فسيكتشفون متأخرين جداً عن الثورة‬ ‫م��دى اس��تفحال األم��ر ف��ي صفوفهم‬ ‫وصف��وف أطفاله��م‪ .‬هم يظن��ون بأن‬ ‫التدمي��ر والمج��ازر يمك��ن أن تخض��ع‬ ‫ش��عبًا‪ ،‬وتترك عائلة تلعب بهم وتتاجر‬ ‫بدمهم لمصالحها الخاصة س��يمنحهم‬ ‫أكثر مما حصلوا عليه‪ ،‬من نهب وسرقة‬ ‫في الم��دن الت��ي اجتاحوه��ا‪ .‬لكن في‬ ‫الحقيقة سوف يواجهون معضلة كبرى‬ ‫م��ع ذاك��رة جمعي��ة للس��وريين جميعًا‬ ‫مم��ن تعرض��وا لكل ه��ذه الوحش��ية‪.‬‬ ‫وإذا كان��ت فك��رة اإلب��ادة والتطهي��ر‬

‫تس��تهوي البع��ض‪ ،‬فليتذكر ب��أن هذا‬ ‫ش��عب كامل ال يمكن ولو دعمت إيران‬ ‫وح��زب "المقاوم��ة الش��يعي" لصاحبه‬ ‫حس��ن نصر اهلل الذي يحاول بكل قوة‬ ‫أن يش��تغل وفق خطة اي��ران بتطييف‬ ‫المجتمع الس��وري فل��ن يتمكن هؤالء‬ ‫من تغطي��ة التاريخ والفع��ل الحقيقي‬ ‫هو لألجيال القادمة التي ش��اهدت بأم‬ ‫عينها كما ش��اهدت أمم أخرى الفاشية‬ ‫تمر في أراضيها‪..‬‬ ‫ش��خصيا أن��ا ش��به متأك��د ب��أن‬ ‫الس��وريين الذي��ن ث��اروا عل��ى كل‬ ‫خزعبالت المق��دس في عوائل المافيا‪،‬‬ ‫ق��ادرون على اإلب��داع وتخطي الجراح؛‬ ‫لكن تبق��ى ورطة مجتمعات الش��بيحة‬ ‫ورط��ة كبرى‪ ،‬ال أعرف كيف س��تتمكن‬ ‫تلك المجتمعات من إعادة تأهيل عقول‬ ‫مس��حت ولعب بها باس��م بش��ار‪ ،‬الذي‬ ‫كما ذكرت س��ابقًا ال يهمه كثيراً هؤالء‬ ‫الذين يقدمه��م قرابين بق��اء مافياته‬ ‫مس��يطرة‪ ،‬وإلقاء الفتات لهم كالكالب‬ ‫المطيعة‪ ،‬بزيارة ديكوري��ة إلى داريا‪..‬‬ ‫وضع سوريا لن يبقى كما هو رغم كل‬ ‫األوهام التي تعشعش في رأس الولي‬ ‫الفقي��ه‪ ،‬ال��ذي بالتأكي��د ال يس��تهويه‬ ‫كأس الع��رق وربم��ا يس��تهوي جماعة‬ ‫حس��ن نصر اهلل أن يعلن بوضوح غير‬ ‫مسبوق أنه يمثل علي بن ابي طالب‪..‬‬ ‫لكن أين؟ في سوريا؟‬ ‫مظفر الن��واب قال كالمًا عن علي‬ ‫ل��و يعيه ه��ؤالء لفهموا بأنهم ليس��وا‬ ‫س��وى ألعوب��ة المرض واله��وس الذي‬ ‫يعيشه مشغلو بشار‪ ،‬الذي ما أن تحين‬ ‫لحظ��ة الحقيقة حتى يركلون��ه بعيداً‪،‬‬ ‫ويبق��ى معاتي��ه مجتمع��ات التش��بيح‬ ‫وحده��ا من س��تحتاج لكل أطب��اء علم‬ ‫النفس للتخلص من العقد التي زرعها‬ ‫فيهم غس��ل الدماغ ع��ن ثورة تتربص‬ ‫بهم لـتأكلهم كما كذب بش��ار وأبواقه‬ ‫منذ اليوم األول‪ ..‬إسألوا آل الخير وهم‬ ‫يدلونكم على آل األسد‪..‬‬


‫�أمريكا وا�ستعادة الدميقراطية‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫"إال ترى يا أوباما ماذا يحصل بنا؟"‬ ‫"ألم يشاهد كيري أطفال سوريا المشردين؟"‬ ‫"أين كلينتون مما يجري في سوريا؟"‬ ‫"الجنرال ديمبسي يناقش خطط التدخل العسكري‬ ‫في سوريا"‬ ‫"الكونغ��رس األمريك��ي يق��ر بإرس��ال بع��ض‬ ‫المساعدات العسكرية للمعارضة السورية"‬ ‫هذه كانت بع��ض الصيحات الخائب��ة والتصريحات‬ ‫الناري��ة الت��ي يتاجر به��ا س��فهاء المعارض��ة واالئتالف‬ ‫الوطن��ي عل��ى شاش��ات القن��وات لق��اء ش��يكات بمبالغ‬ ‫س��خيفة يصرفونها على بذالتهم الرسمية وسفرياتهم‬ ‫التي ال تنتهي‪.‬‬ ‫إلى من ال يزال��ون متعلقين بثوب هيالري كلينتون‬ ‫ويتعلقون اليوم ببنطال جون كيري أو حذاء ديك تشيني‬ ‫إليك��م األجوب��ة عل��ى أس��ئلتكم الفارغ��ة وتصريح��ات‬ ‫المسؤولين األمريكيين التي اعتقدتم فيها الخالص‪.‬‬ ‫ال أيها الس��ادة‪ ،‬أوباما يرى كل ما يحدث في س��وريا‬ ‫أكثر من أي سوري على األرض‪ ،‬ولكن الفارق هو العين‬ ‫التي ت��رى وماذا تري��د أن ترى‪ .‬ألم تفهم��وا بعد؟ "ال لم‬ ‫نفه��م‪ ،‬أي��ن أنت ي��ا أوبام��ا؟"‪ ،‬أوبام��ا في زي��ارة لكوريا‬ ‫الجنوبي��ة لدعمه��ا ض��د تحديات الج��ارة الش��مالية‪ .‬إنها‬ ‫قم��ة االهتم��ام بالش��أن الس��وري‪ ،‬ولكننا ل��م ننس أن‬ ‫أوبام��ا قال يومًا‪" :‬أن أيام األس��د مع��دودة"‪ .‬وال زلنا نعد‬ ‫من��ذ ذاك الي��وم‪ ،‬وجماع��ة االئتالف يعدون األي��ام مثلما‬ ‫يعدون سفرياتهم ومؤتمراتهم‪ ،‬والقاسم المشترك بين‬ ‫العددين أنهما ال نهائيان!‬ ‫الجواب الثاني‪ :‬هذه المرة رأى كيري بالفعل أطفال‬ ‫سوريا‪ ،‬فقد تكرم سيادته بالتعطف بزيارة أطفال مخيم‬ ‫الزعتري لمدة نصف س��اعة كاملة من وقته الثمين ليرى‬ ‫أطفال س��وريا الذين يتسولون مياه الشرب ويتم بيعهم‬ ‫لمن يش��تري بينما تنتهك أعراض الس��وريات على المأل‬ ‫ويتم تزويجهم لمن يش��تهي بأبخ��س األثمان‪ .‬نعم أيها‬ ‫الس��ادة‪ ،‬جون كيري بالذات رأى على أرض الواقع بعضًا‬ ‫مم��ا يحدث ألطفال س��وريا في مخي��م الجحيم الذي أعد‬ ‫إلكرام وفادته��م‪ ،‬والدليل على تأث��ره كان إعالن توفير‬ ‫مس��اعدات بقيمة خمسة عش��ر مليون دوالر سيتسلمها‬ ‫بالطب��ع اثن��ان م��ن كب��ار الس��ارقين‪ :‬ممثل��و الحكومة‬ ‫األردني��ة وممثلو االئتالف الوطن��ي‪ ،‬وما يتبقى بعد ذلك‬ ‫يذه��ب لألطف��ال الذين رآه��م كيري‪ .‬ه��ل كان الجواب‬ ‫شافيًا أم أنكم ال تريدون أن تروا إال ما تريدون رؤيته؟‬ ‫بالنس��بة لكلينت��ون‪ ،‬فق��د رأت ما يكف��ي وأصيبت‬ ‫بصدم��ات عصبية ودماغية دفعته��ا لترك منصبها‪ ،‬ومن‬ ‫يريد أن يقابلها فعنوانها موجود ومعروف والوصول إليها‬ ‫أس��هل بالتأكيد م��ن الوصول إلى أصغ��ر عضو تافه في‬ ‫االئت�لاف الوطني ممن انتفخت أوداجه��م مثلما انتفخت‬ ‫كروشهم وباتوا لثقل حركتهم ال يراهم أحد‪.‬‬ ‫بالفع��ل ناق��ش الجنرال ديمبس��ي خط��ط التدخل‬ ‫العس��كري ف��ي س��وريا‪ ،‬ولكن م��ا الجديد؟ فه��و ال يزال‬ ‫يناقش ذلك لسنوات‪ ،‬ليس هو فقط بل وكل من سبقه‪،‬‬ ‫كنا دائماً نسمع عن خطط تدخل واجتياح ومناطق عازلة‬ ‫تبي��ن الحقاً أنها تصريحات لصب الزيت على النار وإبقاء‬ ‫ج��ذوة الح��رب األهلية مس��تمرة واإليح��اء للجمي��ع بأن‬ ‫الدعم والخالص قادمين ولكن األهداف كانت أوضح من‬ ‫الش��مس لم��ن أراد التبصر‪ ،‬أما م��ن أراد مواصلة تجارة‬ ‫الس�لاح وتجارة المؤتمرات والفنادق فهو ال يريد التبصر‬ ‫وال الفه��م‪ ،‬فهم��ا يعني��ان توق��ف ضخ األم��وال من هنا‬ ‫وهن��اك ويعنيان ضياع فرصة تاريخي��ة لمن كان ال يجد‬ ‫ثمن علبة سجائره إال باالقتراض ممن حوله‪.‬‬ ‫أم��ا الكونغ��رس األمريك��ي ف�لا داع��ي للخ��وض‬ ‫بمقررات��ه الت��ي ال تنته��ي والت��ي أصبحنا نفه��م تمامًا‬ ‫م��دى جديتها أو هزليته��ا من أمرين‪ :‬صياغ��ة المقررات‬ ‫وتنفيذها على األرض‪ .‬وللمقارنة‪ ،‬فبين قرار الكونغرس‬

‫دعم المعارضة الليبية وبدء هجمات الناتو يومان فقط‪،‬‬ ‫بينم��ا دام األمر مع الكونغرس أش��هراً بين المس��اعدات‬ ‫العسكرية "غير القاتلة" وبين المساعدة العسكرية على‬ ‫األرض‪ ،‬ولكن من ال يريد أن يرى يفضل العمى‪.‬‬ ‫تتهاوى اليوم كل أحالم اإلخوان المسلمين ومن لف‬ ‫لفهم على طول البالد وعرضه��ا في العالم العربي بعد‬ ‫الحدث الجلل الذي قام به الجيش المصري إلنقاذ الوطن‬ ‫وتخليصه من حكم المرش��د‪ ،‬ونحن هنا ال نهلل بالتأكيد‬ ‫لحكم العس��كر الذي دمر حياتن��ا على مدى أكثر من ألف‬ ‫ع��ام‪ ،‬ولكننا نحيل إلى التصريح��ات الغربية واألمريكية‬ ‫بهذا الخصوص لنكش��ف للجميع زي��ف الدعم األمريكي‬ ‫الموع��ود وحتى ال يتنطع من يدعي أن أمريكا هي داعم‬ ‫حقوق اإلنس��ان في العالم وكأنن��ا مجموعة من البهائم‬ ‫تساق إلى الحظيرة دون فهم أو وعي‪.‬‬ ‫يصرح جون كيري (هو ذاته من رأى أطفال سوريا‪،‬‬ ‫وهو ذاته من يس��تنجد به ناش��طو المعارضة األشاوس)‬ ‫ب��أن الجي��ش المص��ري ن��زل إل��ى الش��وارع الس��تعادة‬ ‫الديمقراطي��ة ال لالس��تيالء على الس��لطة‪ ،‬وهو تعريف‬ ‫غاي��ة ف��ي الوقاحة لما ج��رى فع ًال في مص��ر‪ ،‬وكما قلنا‬ ‫س��ابقًا‪ ،‬فإنن��ا وبالرغم من رفضنا القاط��ع لحكم الدين‬ ‫فإننا بالتأكيد نرفض حل المس��ائل بالطرق العس��كرية‬ ‫التي طالما عارضناها وال نزال‪ .‬أن النفاق األمريكي غير‬ ‫المحدود يجعلنا ندرك تمامًا ال��درك الذي تريده الواليات‬ ‫المتح��دة لبلدانن��ا بينم��ا نحن ال ن��زال نتعلق بالش��عرة‬ ‫الخطأ‪ .‬أن التاريخ يعيد نفس��ه‪ ،‬ففي ع��ام ‪ 1990‬عندما‬ ‫ف��ازت الجبه��ة اإلس�لامية لإلنقاذ ف��ي الجزائ��ر بأغلبية‬ ‫المقاع��د ف��ي المجل��س النيابي وق��رر الجي��ش النزول‬ ‫للش��ارع‪ ،‬كان أول تصريح لدعاة الديمقراطية في الغرب‬ ‫ه��و أن "الجيش نزل إلى الش��ارع لحماية الديمقراطية"‪.‬‬ ‫فم��ا الذي اختل��ف إذا؟ وهل اعتقد اإلخوان أن ابتس��امات‬ ‫هيالري كلينتون كانت تحمل لهم العسل؟ أم أنهم نسوا‬ ‫سم أمريكا؟‬ ‫أم��ا تركيا التي تركت مع قطر وحيدة تعوي وتولول‬ ‫عل��ى ضي��اع محمد مرس��ي ليس حب��ًا في لحيت��ه الكثة‬ ‫وال نظاراته الس��ميكة وال لغته العربية المتكس��رة (كما‬ ‫االنكليزية)‪ ،‬وإنما خوفًا من اس��تيقاظ الروح العس��كرية‬ ‫التركية الت��ي خمدت نارها مؤقتاً بع��د الدعم األمريكي‬ ‫واإلسرائيلي الكبير ألردوغان وإعطائه اإلشارة الخضراء‬ ‫لالستمرار في مس��يرته التنموية والسياسية دون إزعاج‬ ‫م��ن خصوم��ه السياس��يين والعس��كريين‪ .‬ول��م ين��س‬ ‫أش��اوس االئتالف أن أردوغ��ان كان (وال ي��زال) يعد أيام‬

‫األس��د إلى يومنا هذا‪ ،‬ويبدو واضحًا أن عداد األيام ليس‬ ‫متس��اويًا عند حكام الدول المعنية بالمصيبة الس��ورية‪،‬‬ ‫ولك��ن المؤك��د أن كل ه��ذه الع��دادات ذات نفس طويل‬ ‫وأعطاله��ا كثيرة وتخط��ئ في العد‪ ،‬وغالب��ًا ما تعود إلى‬ ‫البداية عند أول عطل‪.‬‬ ‫تعلق الس��وريون بكل قش��ة اعتبروه��ا إنقاذاً لهم‬ ‫م��ن وح��ل النظام‪ ،‬ولك��ن أن أن يتبين له��م أن كل هذه‬ ‫القش��ات واهنة مكس��ورة ولن تقصم ظه��ر ذبابة‪ ،‬في‬ ‫كل مرة تبدأ المعارضة المس��لحة بالضعف كانت تأتيهم‬ ‫بضعة عش��رات من أس��لحة يدوية يطلقون منها بضعة‬ ‫رصاص��ات ليس��تجلبوا عبرها مئ��ات الصواري��خ التي ال‬ ‫تبق��ي وال تترك س��وى الخراب والتش��رد والدم��ار وآالف‬ ‫اليتامى واألرامل والجوعى والمصابين‪.‬‬ ‫تعلق العراقي��ون بأذيال أمريكا حلمًا بالديمقراطية‬ ‫فدخلت عليه��م إيران والقاعدة وجيش المهدي وس��قط‬ ‫الوطن في طائفية وحرب أهلية طاحنة ال تزال مستمرة‬ ‫حتى الي��وم‪ ،‬وتعل��ق البوس��نيون بأمريكا فت��م تركهم‬ ‫يذبح��ون لثالث س��نوات كامل��ة قبل أن يص��ل األمر إلى‬ ‫تقس��يم البل��د بأكمل��ه إلى كيان��ات مبنية على أس��اس‬ ‫عرقي وطائفي‪ ،‬وهكذا فعل��ى من ال يزال واهماً بوحدة‬ ‫وطن اس��مه سوريا فعليه أن يس��تفيق فالوطن لم يكن‬ ‫يوم��اً واحداً وفيه م��ن المتناقضات واألحق��اد والكراهية‬ ‫أضعاف ما كان في يوغوس�لافيا السابقة‪ ،‬ولن ينجو من‬ ‫ن��ار هذه الح��رب إال من هاجر إلى وط��ن بديل أو احتمى‬ ‫بجماع��ة ما‪ ،‬أما الوطن فلم يعد يعني س��وى مرحلة في‬ ‫التاري��خ جمعت بضعة ش��عوب متنافرة في س��جن كبير‬ ‫تح��ت حذاء عس��كري واح��د‪ ،‬فم��ا كان واحداً ه��و الظلم‬ ‫فق��ط‪ ،‬أما م��ا عدا ذلك فقد كان الس��وريون "تحس��بهم‬ ‫جميعًا وقلوبهم شتى"‪.‬‬ ‫ال عزاء لالئتالف‪ ،‬ونرجو من س��يادة الرئيس القائد‬ ‫الجربا التوقف قلي ًال عن سفرياته التي ال تنتهي وااللتفات‬ ‫قلي ًال إلى عشرات آالف األيتام والمشردين على األقل في‬ ‫ش��هر الخير‪ ،‬ال أن يكون هذا الش��هر خي��راً على االئتالف‬ ‫من كثرة األموال والمعونات والش��يكات المنهالة من كل‬ ‫حدب وص��وب‪ ،‬وإنما اذكروا ش��يئاً من الخير للس��وريين‬ ‫الذين تدعون تمثيلهم والدفاع عنهم‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪ :‬يقول المتنبي‪:‬‬ ‫وم��ا انتف��اع أخ��ي الدني��ا بناظ��ره‬ ‫إذا اس��توت عن��ده األن��وار والظل��م‬

‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬

‫خالد كنفاني‬

‫‪11‬‬


‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫�إىل الأب باولو داليليو‬ ‫لينا أحمد عطفة‬ ‫لك أن ترسم بحبر الجنّة طريق اإلخاء عالنية‪..‬‬ ‫و لنا أن ترش��ح أحالمنا بالخمرة المقدسة وأن يتوهّج‬ ‫كالم اهلل في أرواحنا المذبوحة‪..‬‬ ‫الي��وم عندم��ا س��معتك‪ :‬الصمت في س��وريا خير من‬ ‫الكالم في المنفى‪ ..‬ورأيت أبي يبكي تأثراً‪..‬‬ ‫عندم��ا رأيت كيف بلدنا ينضح م��ن صوتك من يديك‬ ‫وأنت ترفعهما في الدير صالة‪..‬‬ ‫و الدير حجارة مشبوقة بذاكرة مفعمة باأللم‪..‬‬ ‫رأيت بالدنا طعينة بنصل الطاغية‪..‬‬ ‫رأيت أصفادنا تلمع في صولجان الطاغية‪..‬‬ ‫رأيت جراحنا راعفة شامخة كالمشكاة والزيتون والماء‬ ‫واللون‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ورأيت في دموع أبي وفي صوتك بالدنا تحطم أغاللها‬ ‫وتخرج من السجن إلى الحرية‪..‬‬ ‫رأيت س��ورية ممتلئة بالحياة تنفض عن نفس��ها رماد‬ ‫المذابح وتكتمل في انعتاقها كالفجر‪..‬‬ ‫رأيت سوريا حرّة‪ ..‬حرّة‪ ..‬حرّة‪..‬‬


‫جاد الرمالوي‬ ‫بالتعاون مع مجموعة اكتشف سوريا‬

‫القطعة أضيفت من قبل االنتربول إلى قائمة المسروقات األثرية من سوريا‬ ‫في نشرة من عام ال ‪ 2011‬من غير ذكر مصدر الصورة أو أية معلومات أخرى‪.‬‬ ‫هذا ويشير تقرير اليونسكو إلى أن مصدر القطعة هي من محافظة حماة‬ ‫من غير ذكر أية معلومات أخرى‪..‬‬ ‫مكان السرقة‪ :‬محافظة حماه األبعاد‪ :‬مجهول‪..‬‬ ‫فيما يلي قراءة مصغرة قمنا بها عن لوح الموزاييك المس��روق من سوريا‬ ‫واللذي أبلغ عنه في نشرة االنتربول السابقة في ال ‪.2011‬‬ ‫الشخصية األنثوية في منتصف المشهد هي أبامي‪..‬‬ ‫‪ απαMα‬أو ‪ApAMa = Apama‬‬ ‫هي زوجة س��لوقس اللذي س��مى المدينة (أفاميا) باسمها عام ‪ 300‬قبل‬ ‫الميالد ولعلها الصورة الوحيدة اللتي نعرفها عنها‪.‬‬ ‫أفاميا المدينة كانت العاصمة العسكرية للملكة السلوقية‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬

‫االنس��ان هو منبع كل الحضارات الس��ابقة والالحق��ة ومع علمنا أن هناك‬ ‫الكثي��ر ممن ال يرى في اآلثار إال بعض الحجارة واألش��ياء القديمة المتحطمة‬ ‫وتش��كل بعض التيارات التي ترى فيها ع��دوا مبين هلل عز وجل وخصما يجب‬ ‫ازالته كما أزيلت األصنام من حول الكعبة ونحن طبعاً ال نجادل بأولوية حماية‬ ‫البش��ر قبل الحجر مهم��ا كانت قيمته المادي��ة أو المعنوية‪ ،‬إال أن الخس��ائر‬ ‫الكبيرة الناجمة عن س��رقة اآلثار وتهريبها إلى خ��ارج البلد ال يمكن حصرها‬ ‫ويكف��ي أن نتخيل حجم األموال المنفقة في ه��ذه التجارة حتى نعلم أهميتها‬ ‫ومقدار خسائرنا في هذا المجال‪.‬‬ ‫الكل في سوريا بال أي استثناء علم أو شاهد أو سمع عن سرقة اآلثار التي‬ ‫مارسها وما زال يمارسها النظام الحاكم في سوريا حيث استغل الفوضى التي‬ ‫أحدثها هو بتبرير سرقة وخروج مجموعة من القطع األثرية الهامة‪.‬‬ ‫مجموعة اكتش��ف س��وريا ما تح��اول القيام ب��ه هو توثيق له��ذه القطع‬ ‫ومحاول��ة متابعتها م��ا أمكن مع القاء بعض الضوء عليه��ا لمن يهتم ألمرها‬ ‫وألمر س��وريا‪ ،‬ش��اكرين الجهد والتع��اون الكبير المبذول من اس��رة جريدة‬ ‫سوريتنا على هذا الموضوع بكل حب والصدق الذي عهدناه فيهم‪.‬‬ ‫س��تقرئون الحقا أهم المعلومات التي اعتقدنا انها مفيدة للس��ادة القراء‬ ‫وتخدم هدف التوثيق والمتابعة‪:‬‬

‫تفصي��ل رائع م��ن لوح موزايي��ك يصور مش��هد اجتم��اع لمجموعة من‬ ‫الوجه��اء ‪ -‬األش��خاص ف��ي حديقة قرب من��زل في وس��ط الحق��ول (الفترة‬ ‫الرومانية) «تخمينا»‪..‬‬

‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫كنوز التاريخ ال�سوري‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪13‬‬


‫�شــاكر احلنبــلي ‪1958 - 1876‬‬ ‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ولد شاكر الحنبلي في دمشق عام‬ ‫‪ ،1876‬آلل الحنبل��ي األس��رة الديني��ة‬ ‫العريقة‪.‬‬ ‫يذك��ر الم��ؤرخ مصطف��ى م��راد‬ ‫الدب��اغ ف��ي الج��زء الثاني من القس��م‬ ‫الثاني من كتابه "بالدنا فلس��طين" أن‬ ‫حمولة الس��يوف " آل سيف" تشكل مع‬ ‫حمولة "لحفاة" أكبر حمولتين في بلدة‬ ‫برقة في منطقة نابلس‪ ،‬وينقل الدباغ‬ ‫عن آل سيف قولهم إنهم ينحدرون من‬ ‫اليم��ن التي ارتحل��وا منها إل��ى البلقاء‬ ‫في ش��رقي األردن‪ ،‬ثم نزحوا منها إلى‬ ‫برق��ة القريبة من نابلس بفلس��طين‬ ‫واس��تقروا فيها‪ ،‬ويذكر أن للسيوف "آل‬ ‫س��يف" امتدادات في ذناب��ه وطولكرم‬ ‫وعرع��رة والبروة والمجيدل وترش��يحا‬ ‫وكفركن��ا‪ ،‬ويش��ير إل��ى أن آل الحنبلي‬ ‫في دمش��ق ه��م امتداد للس��يوف في‬ ‫برق��ة‪ ،‬حي��ث كان أح��د أبنائها الش��يخ‬ ‫مصطفى بن س��ليمان بن س��لمان بن‬ ‫محمد مزهر البرقاوي نسبة إلى برقة‪،‬‬ ‫قد نزل في دمشق ألخذ العلم الشرعي‬ ‫ع��ن علمائها‪ ،‬وأصبح فيم��ا بعد قاضيا‬ ‫للحنابل��ة في دمش��ق في ع��ام ‪1230‬‬ ‫هجرية فعرف أعقابه في دمش��ق بآل‬ ‫الحنبلي‪.‬‬ ‫ويذكر كتاب "قاموس العشائر في‬ ‫األردن وفلس��طين" لمؤلفه الباحث حنا‬ ‫عماري أن آل سيف "السيوف" ينحدرون‬ ‫م��ن آل س��يف ف��ي طرابل��س الش��ام‬ ‫وأنهم ينحدرون من ذرية سيف بن ذي‬ ‫ي��زن الحميري ف��ي اليمن الت��ي قدموا‬ ‫منه��ا إل��ى برق��ة القريبة م��ن نابلس‬ ‫بفلس��طين واس��توطنوا فيها‪ ،‬وارتحل‬ ‫قس��م منه��م "آل داود" إل��ى ذناب��ه‬ ‫وطولكرم والبروة والمجيدل وترش��يحا‬ ‫وكفركنا‪ ،‬وعرفوا فيها بآل سيفا‪ ،‬ونزل‬ ‫آل عيسى وآل موسى في شوفة وكفر‬ ‫اللب��د‪ ،‬وعرف��وا فيها باس��م البرقاوي‪،‬‬ ‫ولهم أق��ارب في دمش��ق يعرفون بآل‬ ‫الحنبلي وهم أعقاب الش��يخ مصطفى‬ ‫بن سليمان بن محمد مزهر البرقاوي‪.‬‬ ‫ويعزِّز المؤرِّخ إحس��ان النمر في‬ ‫كتاب��ه "تاريخ جب��ل نابل��س والبلقاء"‬ ‫م��ا س��بق ذك��ره ع��ن القراب��ة بين آل‬ ‫الحنبل��ي ف��ي دمش��ق وبين الس��يوف‬ ‫"آل سيف" في فلس��طين‪ ،‬ويذكر أنهم‬ ‫جعافرة هاشميون‪ ،‬ولكن لم يحدد ألي‬ ‫م��ن الجعفري��ن ينتس��بون‪ ،‬للصحابي‬ ‫الجليل جعفر بن أب��ي طالب "الطيار"‪،‬‬ ‫أم لجعفر الصادق‪.‬‬ ‫تلقى علومه في مدرس��ة التجهيز‬ ‫بدمش��ق‪ ،‬وأكمل دراسته في المدرسة‬ ‫الملكية بالقس��طنطينية‪ ،‬حتى حصل‬ ‫على ش��هادة في القانون عام ‪1896‬م‪.‬‬ ‫أصدر جريدة «الحضارة» في األس��تانة‬ ‫م��ع عبدالحميد الزه��راوي‪ ،‬ثم عاد إلى‬ ‫دمش��ق وعمل بالمحاماة سنة ‪1916‬م‪،‬‬ ‫ثم عم��ل متصرفًا في مدينتي عكا ثم‬ ‫حم��اة‪ ،‬ثم عين رئيسً��ا لدي��وان حاكم‬ ‫دمشق‪ ،‬ثم متصرفًا في مركز دمشق‪،‬‬ ‫كما كان وزيراً في الوزارة المؤقتة‬

‫الت��ي ش��كلها األمي��ر س��عيد الجزائري‬ ‫ع��ام ‪ 1918‬م قبل دخول األمير فيصل‬ ‫دمش��ق‪ ،‬ثم انتخب عض��وًا بالمجلس‬ ‫التمثيل��ي إب��ان االحت�لال الفرنس��ي‪،‬‬ ‫كل م��ن فيض��ي األتاس��ي‪ ،‬وبديع‬ ‫م��ع ٍ‬ ‫المؤيد العظم‪ ،‬ث��م وزيراً للمعارف في‬ ‫حكومتي الداماد أحمد نامي عام ‪1926‬‬ ‫م‪ ،‬ث��م وزي��راً للعدلية ف��ي الوزارتين‬ ‫اللتي��ن تش��كلتا عام ‪ 1930‬م برئاس��ة‬ ‫ت��اج الدين الحس��ني‪ ،‬وكان من أعضاء‬ ‫هيئ��ة التدريس في مدرس��ة الحقوق‬ ‫بدمشق‪،‬‬ ‫يحدثن��ا خالد العظم عن س��ماحة‬ ‫نفس أستاذه في معهد الحقوق "شاكر‬ ‫الحنبلي" وفي الجزء األول من مذكراته‬ ‫قائ� ً‬ ‫لا‪" :‬كن��ا ال نحب س��ماع محاضرات‬ ‫لس��بب ليس‬ ‫الحنبل��ي‬ ‫ش��اكر‬ ‫األس��تاذ‬ ‫ٍ‬ ‫له أية صل��ة بطول باعه ف��ي الحقوق‬ ‫اإلداري��ة الت��ي كان يدرس��ها‪ ،‬فكنا إذا‬ ‫ش��اهدنا قامت��ه الطويل��ة قادم��ة إلى‬ ‫المدرس��ة‪ ،‬لجأنا إلى غرف��ةٍ وراء الباب‬ ‫الرئيس��ي وأحنينا ظهورنا حتى ال يرانا‬ ‫األس��تاذ وهو ٌ‬ ‫داخل إل��ى الصف‪ ،‬وحدث‬ ‫ذات م��رة أن دخ��ل األس��تاذ عل��ى غير‬ ‫انتظ��ار إلى الغرفة الت��ي كنا مختبئين‬ ‫فيه��ا‪ ،‬فرآنا على ه��ذه الح��ال وعاتبنا‬ ‫قائ� ً‬ ‫لا‪ :‬هذا إذا س��بب ع��دم حضوركم‬ ‫محاضرات��ي‪ ،‬أف�لا تعجبك��م‪ ،‬فخجلن��ا‬ ‫من��ه أيما خجل الس��يما أن��ه كان رقيق‬ ‫المعش��ر‪ ،‬فاعتذرنا منه وتابعنا حضور‬ ‫محاضراته كلها منذ ذلك اليوم‪.‬‬ ‫بعد انقالب الزعيم صدر مرس��وم‬ ‫بتألي��ف لجن��ة لوض��ع الدس��تور وكان‬ ‫م��ن أعضائها ش��اكر الحنبلي وأس��عد‬ ‫الكوران��ي وصب��ري العس��لي ولي��ون‬ ‫زمريا‪.‬‬ ‫نش��ط ف��ي الدف��اع ع��ن حق��وق‬ ‫س��ورية والقضي��ة الفلس��طينية‪.‬‬ ‫وتدريجي��ًا أعت��زل الحي��اة السياس��ية‬ ‫وتف��رغ للكتابة حت��ى توف��اه اهلل عام‬ ‫‪ ،1958‬ودفن في دمشق‪.‬‬

‫من م�ؤلفاته‪:‬‬ ‫ قان��ون الج��زاء الجدي��د ‪- 1909 -‬‬‫ترجمة‪.‬‬ ‫ تلخيص التاريخ العثماني المصور‬‫ ‪ - 1913‬ترجمة‪.‬‬‫ الحقوق اإلدارية ‪.1928 -‬‬‫ موج��ز أحكام األراض��ي واألموال‬‫غير المنقولة ‪.1928 -‬‬ ‫ ف��ي أح��كام األوق��اف بمش��اركة‬‫األستاذ محمود نحاس ‪.1929 -‬‬ ‫ الذي��ول الجدي��دة والمواد المعدلة‬‫م��ن قان��ون الج��زاء الجدي��د ‪- 1929 -‬‬ ‫ترجمة‪.‬‬ ‫ أصول اإلدارة اإلسالمية ‪.1936 -‬‬‫ قرار أصول المحاكمات الشرعية ‪-‬‬‫‪ - 1936‬ترجمة‪.‬‬ ‫ أصول الفقه اإلسالمي وهو كتاب‬‫جامعي ‪.1948 -‬‬

‫رئي��س الوزراء أحم��د نامي في صورة رس��مية مع حكومته‬ ‫في عام ‪ .1927‬وزير الداخلية األيوبي‪ ،‬ووزير المالية حمدي‬ ‫نص��ر‪ ،‬وزي��ر التعليم ش��اكر الحنبل��ي‪ ،‬وزير العدل يوس��ف‬ ‫الحكيم‪ ،‬وزير الزراعة نصوح البخاري‪.‬‬

‫الإنتاج ال�شعري‪:‬‬ ‫ ل��ه قصي��دة وردت ضم��ن كتاب‪:‬‬‫«فارس الخوري وأيام ال تنسى»‪.‬‬ ‫ما توفر من ش��عره قصيدة وحيدة‪،‬‬ ‫وه��ي معارض��ة نظمه��ا عل��ى قصيدة‬ ‫للش��اعر ف��ارس الخ��وري ف��ي وص��ف‬ ‫مس��بحة انفرط عقدها وتناثرت‪ ،‬وكان‬ ‫أن تعرض المترجم لنفس الموقف بعد‬ ‫ذلك بسنوات‪ ،‬فنظم على وزنها مذكرًا‬ ‫صديقه الخوري ومداعبًا له‪ ،‬والقصيدة‬ ‫فيه��ا طاب��ع طراف��ة وظ��رف‪ ،‬فهي من‬ ‫شعر الملح والطرائف‪ ،‬يغلب عليها طابع‬ ‫الس��رد‪ ،‬وتمتاز بدقة التفاصيل وبعض‬ ‫الصور الطريفة‪:‬‬ ‫شيخ الشباب‬ ‫فـي مـجلس األشـيـاخ‬ ‫أصغـيـنـا إلى شـيـخ الشبــابْ‬ ‫أعـنـي «أبـا الـحسن» الـمـجـاهِدِ‬ ‫ذا الـحديث الـمستطـــاب‬ ‫بجهـاده ونضاله وثبـاته َقهَر الصعــاب‬ ‫مِن جهـره بـالـحقِّ قــد ذاق الـتشرُّد‬ ‫والعذاب فهـو الـوفـيُّ لصحـبه‬ ‫وهـو األبُّي عـن الكِذاب فكالمُه‬ ‫وبـيـانُه حـلـوٌ يسـيل له اللعاب‬ ‫وحديثه مهـمـا تكرْر‬ ‫واستطـال حـال وطاب‬ ‫فـــاحذر يراعته ْ‬ ‫فإن‬ ‫لـحدِّهـا ظفرًا ونـاب‬ ‫خ َلبَ العقـول بنطقه‬ ‫حتى الجـمـادُ له استجـاب‬ ‫يـا سبْحتـي قـد هـزَّهـا‬ ‫وجـدًا فـمزَّقتِ اإلهـاب‬ ‫وتبعثرت حـبَّاتهـا‬ ‫وتـنـاثرت مـثل الـحَبـاب‬ ‫فـمضى يلـم شـتـاتهــا‬ ‫ويَعـدُّ مـنهـا مـا أصـاب‬ ‫فإذا بـواحدةٍ تغيب‬ ‫وتختفـي وسط الرحاب‬

‫وكأنمـا تبـغـي قـرًى‬ ‫حتى تـوارت فـي الـحجاب‬ ‫فـي بـيـت فـارسنـا الجلـيـل‬ ‫الـمـجتبى بـيـن الصحـاب‬ ‫أحسنْ قـراهـا يا جَوَا د‬ ‫ِ‬ ‫وردَّهـا بعـد الغـياب‬ ‫ال زال بـيـتك عـامـرًا‬ ‫وشـيـوخ صحـبك فـي شباب‬ ‫بآذار نعـيـش‬ ‫كـنـا ٍ‬ ‫ولـيـتـنـا فـي شهـــر آب‬ ‫فـال ُقرُّ آذانـا وخلنا أنه " كانون" آب‬ ‫والـيـوم كـان األربعاء‬ ‫وفـي الخمـيس أتى الجواب‬ ‫بإيـاب حـبتـنـا اللعوب‬ ‫مـصـون ًة مـن ِّ‬ ‫كل عاب‬ ‫فشكرت مقـريـهـا المحبب‬ ‫صاحب الن َُّكتِ العِذاب‬ ‫بحـرٌ إذا يـمَّمتَ ساحله‬ ‫حِ َلهُ دهشـتَ مـن العباب‬ ‫فخرُ العـروبة ال جدال‬ ‫وسـي ُفهـا يـوم الحراب‬ ‫كـم َّ‬ ‫سل فـي وجه العدو‬ ‫فجـاء بـالعجَب العُجاب‬ ‫فـي الـمـجلس الـدولـيِّ شاد‬ ‫لقـومه مـجـدًا يهاب‬ ‫مـا صـال فـي ميدانه‬ ‫إال وكان له الغِالب‬ ‫دم َغ الـيـهــود بحجةٍ‬ ‫تعـنـو لقـوَّتهـا الرقــاب‬ ‫يـا قـومَ صهيون اللئام‬ ‫لقـد دنـا يـوم الحساب‬ ‫ستـرون عـند الـملـتقى‬ ‫مـا تفعـل األسد الغضاب‬ ‫سنردُّ ح ًقا بالقنا‬ ‫مـن بـيـن أنـيـاب الذئاب‬ ‫ِّ‬ ‫حققْ إلهـي نصرنا‬


‫مشاركات سوريتنا ‪. .‬‬

‫****‬

‫هدوء مرة أخرى‪..‬‬ ‫صوت قوي جدا يتبعه صفير قوي وبعدها صوت ارتطام جسم بعيد‪..‬‬ ‫مدفعية من عنا‪ ..‬ما بتخوّف!‪..‬‬ ‫صمت وس��ؤال‪ :‬في الجانب اآلخر مكان س��قوط القذيفة الصادرة من مكاننا هل يعيش��ون‬ ‫نف��س الحال��ة لكن بزمن متعاك��س؟ راحتنا خوفه��م والعكس صحي��ح أم أن غوغاء الحرب‬ ‫تفرض االنتقام كنوع من انواع العدل المفقود؟‪..‬‬

‫غابريييل انطون كبة‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫في العودة إلى المنزل‪..‬‬ ‫سبقنا احدهم بخطوات معدودة حافظ بعدها على وتيرة خطواته‪..‬‬ ‫مسافة ثابتة ال تتقلص وال تزداد‪..‬‬ ‫أصيح به‪ :‬تعال ليش مستعجل؟ إذا بدنا نموت منموت كلنا مع بعض‪..‬‬ ‫يؤك��د الذي بجانب��ي‪ :‬مع الوقت مافي لعب‪ ،‬ممكن تكون بس��رعتك عم توصل قبلنا لمكان‬ ‫سقوط القذيفة‪ ،‬التبطيء بكتير حاالت بكون انفع!‪..‬‬ ‫تستمر المسافة القائمة بيننا‪..‬‬ ‫يمجد احدنا اللحظة الحكيمة‪ :‬هيك احسن‪ ،‬عألقل منضمن حدا يقدر يأسعف التاني‪..‬‬

‫أسبوعية‬

‫****‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬

‫جالسون في مكاننا نسمع صوتا تص ّفق له األبواب‪..‬‬ ‫خير يا شباب!‬ ‫شكلها نزلت قريبة!‬ ‫نستمر بما كنا نقوم به‪ ،‬خمس دقائق فحسب ويعود الصوت من جديد‪..‬‬ ‫هي أبعد‪ ..‬يجمع الحضور على الرأي نفسه ويتابعون نفخ دخان االركيلة بهدوء‪..‬‬ ‫دقائق من الصمت يكسرها صوت اصطدام جسم حديدي بآخر يتبعه صوت انكسار للزجاج‪..‬‬ ‫بعدوا عن الشبابيك يا شباب هي اكيد بالحارة!‪..‬‬ ‫يصرخ أحدهم بينما اآلخر يردد كلمة واحدة‪ :‬سيارتي! سيارتي!‪..‬‬ ‫يخرج راكضاً ليطمئن على سيارته‪..‬‬ ‫يعود مسروراً‪ :‬سليمة ما صارلها شي بعيدة عنها‪..‬‬

‫‪15‬‬


‫�ســــالمة كيلـــة‪:‬‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫الثورة ال�سورية واقعها �صريورتها و�آفاقها‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫ضيفن��ا الي��وم "س�لامة كيل��ة"‬ ‫غن��يٌ ع��ن التعري��ف‪ ،‬نم��وذجٌ للوح��دة‬ ‫الفلس��طينية الس��ورية ف��ي مواجه��ة‬ ‫الطغيان‪ ،‬سالمة كيلة المؤمن بأن تحرير‬ ‫فلس��طين آتٍ ال محالة كنتيج��ةٍ لتحرير‬ ‫الش��عوب العربي��ة م��ن ني��ر االس��تبداد‪،‬‬ ‫يقول الكاتب‪" ،‬أنا باألساس أعتبر نفسي‬ ‫مناض ًال معنيًا بأن يج��ري تغييراً حقيقياً‪،‬‬ ‫لك��ن المناض��ل يج��ب أن يمل��ك الوع��ي‬ ‫الكاف��ي للواق��ع واالس��تراتيجيات الت��ي‬ ‫تس��مح بتغيير الواق��ع‪ ،‬وهذا م��ا جعلني‬ ‫أسعى إلى تطوير قدراتي النظرية‪ ،‬لذلك‬ ‫كان ميلي هو ميل مثقف عضوي"‪.‬‬ ‫"الكت��اب يبح��ث ف��ي الظ��روف‬ ‫الموضوعي��ة‪ ،‬االقتصادي��ة واالجتماعية‪،‬‬ ‫والسياس��ية‪ ،‬التي أدت إل��ى اندالع الثورة‬ ‫الس��ورية"‪ .‬ويضيف "كما يتطرق الكتاب‬ ‫إل��ى صي��رورة الث��ورة والمش��كالت التي‬ ‫اعترضتها‪ ،‬وكذلك ال��رؤى التي يمكن أن‬ ‫تسهم في تجاوز هذه المشكالت"‪.‬‬ ‫الكت��اب يح��اول رصد التح��والت في‬ ‫س��ورية خالل العق��د األخير‪ ،‬عب��ر تناول‬ ‫الج��ذور الت��ي أسس��ت لتش��كل نظ��ام‬ ‫استبدادي ش��امل فرض توريث السلطة‬ ‫م��ن األب إل��ى االب��ن‪ ،‬بم��وازاة التح��ول‬ ‫االقتص��ادي ال��ذي كان يح��دث خالل تلك‬ ‫الفت��رة‪ ،‬وال��ذي كان يس��ارع نحو فرض‬ ‫ليبرالي��ة محتك��رة م��ن قبل فئ��ة عائلية‬ ‫متسلطة كان االس��تبداد هو الستار الذي‬ ‫س��مح لها بنهب "القطاع العام" ومراكمة‬ ‫ثروة هائلة كانت تعمل على تحويلها إلى‬ ‫نش��اط اقتصادي خ��اص‪ .‬وثالثاً مالحظة‬ ‫الظ��روف اإلقليمي��ة الت��ي كان��ت تج��ري‬ ‫التح��والت الداخلي��ة خالله��ا‪ ،‬والتي كانت‬ ‫تتس��م بهجمة إمبريالي��ة أمريكية كانت‬ ‫تري��د تغيير وض��ع المنطق��ة ككل‪ ،‬قبل‬ ‫وبعد احتالل الع��راق خصوصاً‪ ،‬لمصلحة‬ ‫تفكي��ك يخلخل ال��دول ويؤسس��ها على‬ ‫أساس طوائفي لكي تبقى هزيلة‪.‬‬ ‫يق��ول كيل��ة‪ :‬ربم��ا كان األهم هنا‬ ‫هو ما ش��مله العن��وان الفرع��ي للكتاب‪،‬‬ ‫أي "س��ورية ف��ي صيرورة الث��ورة"‪ ،‬رغم‬ ‫أنني كنت قبل انفج��ار الثورة قد وضعت‬ ‫العن��وان الفرع��ي عل��ى الش��كل التالي‪:‬‬ ‫"س��ورية في صي��رورة االنح��دار"‪ ،‬وكنت‬ ‫أقصد االنحدار نحو الثورة‪.‬‬ ‫أم��ا ع��ن الج��ذور االقتصادي��ة‬ ‫للث��ورة فيتح��دث كيلة عن عم��ق الجذور‬ ‫االستبدادية للسلطة‪ .‬وتخليها عن دورها‬ ‫االقتص��ادي ال��ذي أدى للبطال��ة والفق��ر‬ ‫والتهمي��ش كمحركاتٍ للثورة الس��ورية‪،‬‬ ‫ف��إذا كان التحوّل االقتص��ادي يؤدي إلى‬ ‫الث��ورة‪ ،‬وقد أدى فع ًال إلى ذلك‪ ،‬فإن تأخر‬ ‫انتصار اللبرلة إلى س��نة ‪ ،2007‬قد أوجد‬ ‫مش��كالت ظهرت في مس��ار الثورة ذاتها‪.‬‬ ‫فالثورة توس��عت ببطء ولزم األمر س��نة‬ ‫كاملة كي تش��مل كل س��ورية‪ .‬وإذا كان‬ ‫العنف أحد عناصر ذلك‪ ،‬فإن تأخر اللبرلة‬ ‫واالنهي��ار المتأخ��ر للوض��ع المعيش��ي‬ ‫الكبي��ر‪ ،‬كان عنص��راً مهم��اً ف��ي ذل��ك‪.‬‬ ‫وأيض��َا ف��إن تحلي��ل الطابع االس��تبدادي‬ ‫ربما يؤشّ��ر إلى الطابع الدموي الوحشي‬

‫لممارسة السلطة ضد الثورة‪.‬‬ ‫أما ع��ن أزم��ة المعارضة الس��ورية‬ ‫والبدي��ل للنظ��ام يق��ول كيلة‪" :‬ه��ذا ما‬ ‫س��يصل بن��ا إل��ى نخبوية ال تث��ق بقدرة‬ ‫الش��عب عل��ى االنتص��ار‪ ،‬له��ذا م��ا زلن��ا‬ ‫في بداي��ة مرحلة من مح��اوالت التنظير‬ ‫للثورة‪ ،‬وفهمها‪ ،‬من أجل تقديم تصورات‬ ‫عملي��ة لكيفية تطورها وتنظيمها ووضع‬ ‫استراتيجية النتصارها"‪.‬‬ ‫ع��ن صي��رورة الث��ورة وإرهاصاتها‬ ‫يق��ول "كيل��ة"‪ :‬المس��ألة األول��ى هي أن‬ ‫الش��باب ال��ذي تفاعل مع ث��ورات تونس‬ ‫ومص��ر وليبي��ا واليم��ن والبحري��ن عانى‬ ‫طوي ًال من التهميش وانس��داد األفق‪ ،‬كما‬ ‫من االس��تبداد الطويل الذي كان يمس��خ‬ ‫الشخص‪ ،‬ويؤسس الغتراب عميق‪ .‬وهو‬ ‫الذي ب��دأ الدف��ع لتحريك الش��ارع وصنع‬ ‫ثورة‪ .‬وه��و يري��د الحري��ة بالتأكيد لكي‬ ‫يعبّر عن مطامح��ه‪ .‬والفئات االجتماعية‬ ‫الت��ي تحرك��ت أرادت تحقي��ق مطال��ب‬ ‫واضح��ة‪ ،‬وهذا األمر يس��تدعي مالحظة‬ ‫ّ‬ ‫تش��كل على‬ ‫الوض��ع االقتص��ادي ال��ذي‬ ‫األقل في العقد األخير‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ف��إذا كان االس��تبداد مس��تمرا من��ذ‬ ‫عق��ود‪ ،‬ولق��د ولد ه��ؤالء الش��باب خالل‬ ‫سطوته‪ ،‬فسدّ أمامهم أفق العمل وحرية‬ ‫التعبير‪ ،‬ومسخهم وفق الصورة النمطية‬ ‫التي فرضها‪ ،‬ف��إن التحوّالت االقتصادية‬ ‫الت��ي تحقق��ت خالل العق��د األخير جعلت‬ ‫كتل��ة كبيرة من الش��عب في وضع صعب‬ ‫ج��داً‪ .‬هذا ما كانت تظه��ره األرقام‪ ،‬حتى‬ ‫الرسمية منها‪ ،‬وهو وضع "مثالي" لنشوب‬ ‫الثورة‪ .‬وهو وضع مشابه في كل األحوال‬ ‫للوض��ع ف��ي مص��ر أو تون��س أو اليم��ن‬ ‫أو ليبي��ا‪ ،‬حي��ث تتمركز الث��روة بيد أقلية‬ ‫عائلية حاكمة‪ ،‬وتعيش كتلة هائلة تحت‬ ‫خ��ط الفقر‪ .‬وحي��ث يقل العم��ل ويتزايد‬ ‫عدد العاطلين عن العمل‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬كان��ت التح��وّالت االقتصادي��ة‬ ‫التي جرت في ظل س��لطة بش��ار األسد‪،‬‬ ‫ولمصلح��ة آل مخل��وف خصوصًا‪ ،‬تفضي‬ ‫إل��ى انهيار الوضع االقتص��ادي لقطاعات‬ ‫كبي��رة م��ن الفئ��ات الوس��طى والعم��ال‬ ‫والفالحي��ن‪ ،‬وانهي��ار الوض��ع المعيش��ي‬ ‫له��ا‪ .‬وه��و الوضع ال��ذي جع��ل احتمالية‬ ‫الثورة كبيرة ل��كل من كان يدرس الواقع‬ ‫االقتصادي الذي يتشكل‪.‬‬ ‫بالتالي ف��إن البديهية األولى تتمثل‬ ‫في أن الش��عب ثار ألنه لم يعد يس��تطيع‬ ‫العيش‪ ،‬وال يس��تطيع التعبير عن أزماته‪.‬‬ ‫وه��ي بديهي��ة ألن كل تحلي��ل اقتصادي‬ ‫يوصل إليه��ا دون لبس‪ ،‬لكن النخب فوق‬ ‫االقتص��اد ألنه��ا تتعلق بالسياس��ة‪ ،‬التي‬ ‫تعني العالقات بين الدول‪.‬‬ ‫المس��ألة األخ��رى ه��ي أن معرف��ة‬ ‫الس��لطة بهذا الوضع‪ ،‬وتلمسها احتمالية‬ ‫انع��كاس م��ا ج��رى ف��ي تون��س ومصر‬ ‫والبحري��ن واليم��ن وليبي��ا على س��وريا‬ ‫فرض عليها وضع إس��تراتيجية متكاملة‬ ‫أساس��ها "الحسم العس��كري"‪ ،‬واستخدام‬ ‫أقصى العنف لمنع الشعب من "االنفالت"‬

‫في ث��ورة عارمة‪ .‬ه��ذا "االنف�لات" الذي‬ ‫ظهر في عديد من المدن قبل اس��تخدام‬ ‫العن��ف "حم��اة مث ًال" أو بع��ده‪ .‬لقد عرفت‬ ‫الس��لطة ب��أن أي تحرّك ش��عبي س��وف‬ ‫يفض��ي إلى انفج��ار كبير يس��يطر على‬ ‫الشوارع‪.‬‬ ‫انطالق��ًا م��ن ذل��ك اتخ��ذت الث��ورة‬ ‫الشكل الذي وصلنا إليه‪ .‬فرغم أن الشعب‬ ‫ظل متمسكاً بالسلمية ستة أشهر "وهذا‬ ‫م��ا اعت��رف به بش��ار األس��د ونائب��ه" لم‬ ‫يستطع إال أن ينتقل إلى استخدام السالح‬ ‫بع��د تصاع��د عنف الس��لطة واس��تخدام‬ ‫الجيش للسيطرة على المدن‪ ،‬وزيادة دور‬ ‫الشبيحة واألمن‪ ،‬وزيادة القتل‪.‬‬ ‫وه��و األمر ال��ذي ف��رض أن تصبح‬ ‫الثورة ثورة مس��لحة‪ .‬بمعنى أن استخدام‬ ‫الس�لاح لم يكن نتاج "مي��ل طفولي" بل‬ ‫جاء نتيجة عنف دموي وحش��ي مارس��ته‬ ‫الس��لطة ومازال��ت‪ .‬وسنش��هد ف��ي كل‬ ‫الث��ورات ف��ي البلدان العربي��ة هذا الميل‬ ‫حي��ن يتصاع��د عن��ف الس��لطة‪ ،‬ويظهر‬ ‫الدف��اع المس��تميت م��ن قب��ل الطبق��ة‬ ‫المس��يطرة لك��ي تحافظ على س��لطتها‬ ‫وتضمن مصالحها‪.‬‬ ‫لك��ن م��ن الواض��ح أن ه��ذا الوضع‬ ‫كم��ا هو اآلن هو ف��ي تناقض مع الثورة‪،‬‬ ‫ويصبّ في خدمة السلطة‪ .‬البعض يريد‬ ‫استمرار الس��لطة ويدافع عنها‪ .‬والبعض‬ ‫يريد استمرار الصراع لكي تضعف سوريا‬ ‫البل��د وتنه��ار‪ .‬والبع��ض يري��د التن��ازع‬ ‫للحص��ول عل��ى مصال��ح‪ .‬وكل ه��ؤالء‬ ‫يقفون ضد الثورة‪ ،‬ألنها ثورة أو ًال‪ ،‬وألنها‬ ‫تناقض ما يريدون ثانيًا‪.‬‬ ‫بع��د عامي��ن م��ن الث��ورة‪ ،‬ال بد من‬ ‫تلخي��ص أنها نتاج وض��ع داخلي نتج عن‬ ‫سيطرة فئة نهبت واستبدت طيلة عقود‪،‬‬ ‫ومن ضمن ذلك تدمير الفعل السياس��ي‬ ‫والثقافة بش��كل عام‪ .‬بع��د عامين‪ ،‬يجب‬ ‫أن تس��قط كل الفذل��كات‪ ،‬وكل األوهام‬ ‫التي تنطلق من فهم سطحي جداً لمعنى‬ ‫اإلمبريالية وتتجاهل أنها بنية اقتصادية‬ ‫تتمثل في س��يطرة اللبرلة في األطراف‪،‬‬ ‫وفي تحك��م فئة مافياوية في الس��لطة‪،‬‬ ‫تنهب المجتمع وتصدّر المال إلى الخارج‪.‬‬ ‫وأن ح��راك الش��عب هو األس��اس في أي‬ ‫نظ��ر حقيقي وليس النظ��م مهما كانت‪.‬‬ ‫وم��ن ثم ف��إن العال��م يتحوّل ول��م تعد‬ ‫التحلي�لات الس��ابقة صحيح��ة اآلن‪ ،‬ب��ل‬ ‫أصبحت من الماضي‪.‬‬

‫�سالمة كيلة‬

‫م��ن موالي��د مدين��ة بيرزي��ت ف��ي‬ ‫فلس��طين س��نة ‪ .1955‬بكالوريوس في‬ ‫العلوم السياس��ية من جامعة بغداد سنة‬ ‫‪ .1979‬عم��ل في المقاومة الفلس��طينية‬ ‫ثم ف��ي اليس��ار العربي‪ ،‬والزال ينش��ط‬ ‫من أجل العمل الماركسي العربي‪ .‬سجن‬ ‫ثمانية س��نوات في الس��جون الس��ورية‪.‬‬ ‫كتب ف��ي العديد من الصح��ف والمجالت‬ ‫العربي��ة مثل الطري��ق اللبناني��ة والنهج‬ ‫ودراسات عربية والوحدة‪ .‬أصدر عددا من‬

‫الكتب منها‪:‬‬ ‫‪ .1‬نقد الحزب ط‪2‬‬ ‫‪ .2‬الثورة ومشكالت التنظيم (صدر باسم‬ ‫سعيد المغربي)‬ ‫‪ .3‬نقد التجربة التنظيمية الراهنة (صدر‬ ‫باسم سعيد المغربي)‬ ‫‪ .4‬حول األيديولوجيا والتنظيم‬ ‫‪ .5‬التراث والمستقبل‬ ‫‪ .6‬العرب ومسألة األمة‬ ‫‪ .7‬نقد الماركسية الرائجة‬ ‫‪ .8‬إش��كالية الحرك��ة القومي��ة العربية ‪-‬‬ ‫محاولة توضيح‬ ‫‪ .9‬اإلمبريالية ونهب العالم‬ ‫‪ - 10‬مقدم��ة ع��ن ملكي��ة األرض ف��ي‬ ‫اإلسالم‬ ‫‪ - 11‬فوض��ى األف��كار‪ ..‬الماركس��ية‬ ‫واختيارات التطوّر‬ ‫‪ - 12‬المادية والمثالية في الماركس��ية ‪-‬‬ ‫مناقشة لفكر ملتبس‬ ‫‪ - 13‬االشتراكية أو البربرية‬ ‫‪ - 14‬أطروح��ات م��ن اج��ل ماركس��ية‬ ‫مناضلة‬ ‫‪ - 15‬عصر اإلمبراطورية الجديدة‬ ‫‪ - 16‬التط��وّر المحتج��ز‪ :‬الماركس��ية‬ ‫واختي��ارات التط��وّر االقتص��ادي‬ ‫االجتماعي‬ ‫‪ - 17‬مش��كالت الماركس��ية ف��ي الوطن‬ ‫العربي‬ ‫‪ - 18‬العولم��ة الراهن��ة‪ :‬آليات إعادة إنتاج‬ ‫النمط الرأسمالي‬ ‫‪ - 19‬األبع��اد المس��تقبلية‪ .‬المش��روع‬ ‫الصهيوني والمسألة الفلسطينية‬ ‫‪ - 20‬من هيغل إلى ماركس‪ :‬موضوعات‬ ‫حول الجدل‬ ‫‪ - 21‬إشكالية الحركة القومية العربية‬


‫عن املعتقل‪ ..‬مواطن مع وقف التنفيذ‬

‫شام داود‬

‫«خاطفي الصحفيين في س��وريا مجرمين وليسوا‬ ‫ثوار»‪..‬‬ ‫هذه الفتة رفعها إعالميون سوريون في المناطق‬ ‫المحررة مؤخراً للمطالبة بالكشف عن مصير زمالءهم‬ ‫وبعض الصحفيين الغربيين المختفين أيضاً في شمال‬ ‫سوريا المحرر‪.‬‬ ‫واذ يقبع رواد الحرية في الس��جون الس��ورية منذ‬ ‫أكثر من عامين كيحيي الشربجي وإسالم دباس وأنس‬ ‫الش��غري ومحمد ع��رب وغيره��م دون أي انف��راج في‬ ‫وضعه��م أو تحويلهم للمحاكمة أو توجيه أي تهم لهم‪.‬‬ ‫ووس��ط العجز عن المطالبة بكف أيدي األجهزة األمنية‬ ‫عن المعتقلين واإلفراج عنه��م دون نصر فعلي للثورة‬ ‫عل��ى األرض يبق��ى أن يضع المواطن الس��وري نصب‬ ‫عينيه أن ال يس��مح بتك��رار التجربة الس��ورية ويطالب‬ ‫بدوره بتسليم المعتقالت في المناطق المحررة لجهات‬ ‫مدني��ة حقوقي��ة تعم��ل على تطبي��ق القان��ون وتمنع‬ ‫االنتهاكات بح��ق أي معتقل اعتقاال تعس��فيا دون تهم‬ ‫واضحة‪.‬‬ ‫كل ماس��بق ه��ي تس��اؤالت برس��م المواطن��ة‬ ‫المعتقلة‪ .‬كي ال تبقى الس��جون الس��ورية مكان مالزم‬ ‫للموت الس��وري‪ ،‬علينا أن نقول كف��ى لالعتقاالت‪ .‬كي‬ ‫ال تتح��ول الحري��ة المنش��ودة إلى س��جون م��رة أخرى‬ ‫لللسوريين علينا أن نقول كفى لالعتقاالت‪.‬‬

‫التعــــذيب فـــي القانـــــون ال�ســــوري‬ ‫ينصّ الدستور الس��وري في مادته ‪ 28‬على أنه «ال يجوز تعذيب أحد‬ ‫جسدياً أو معنوياً أو معاملته معاملة مهينة ويحدد القانون عقاب من يفعل‬ ‫ذلك»‪ .‬وه��ذا ما أدرجته الم��ادة ‪ 391‬من قانون العقوبات الس��وري التي‬ ‫ّ‬ ‫تُحظ��ر التعذيب وتعاقب مرتكب��ي هذه الجريمة‪ .‬كم��ا صادقت الحكومة‬ ‫الس��ورية على اتفاقية مناهض��ة التعذيب وغيره من ض��روب المعاملة أو‬ ‫العقوبة القاس��ية أو الالإنس��انية أو المهينة ع��ام ‪ ،2004‬وبذلك تعهدت‬ ‫باحترام مضمون هذه االتفاقية وتطبيق بنودها‪.‬‬

‫ويُقصد بالتعذيب بحسب ما أوردته المادة األولى من هذه االتفاقية‬ ‫«أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب ش��ديد‪ ،‬جس��ديا كان أم عقليا‪ ،‬يلحق عمدا‬ ‫بش��خص ما بقصد الحصول من هذا الش��خص‪ ،‬أو من شخص ثالث‪ ،‬على‬ ‫معلوم��ات أو على اعت��راف‪ ،‬أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يش��تبه في أنه‬ ‫ارتكبه‪ ،‬هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو إرغامه هو أو أي شخص ثالث ‪ -‬أو‬ ‫عندما يلحق مثل هذا األلم أو العذاب ألي س��بب من األس��باب يقوم على‬ ‫التمييز أيا كان نوعه‪ ،‬أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف‬ ‫رسمي أو أي شخص آخر يتصرف بصفته الرسمية»‪.‬‬

‫حقوق وحريات ‪. .‬‬

‫بني معرت�ضتني‬

‫أسبوعية‬

‫كتب االس��تاذ المحامي ميشيل شماس عضو لجان‬ ‫الدف��اع عن المعتقلين الس��وريين لدى س��جون النظام‬ ‫على صفحته منذ أيام‬ ‫«م��ن ليس معنا فهو ضدنا‪ .‬ه��ذه المقولة تنطبق‬ ‫على النظ��ام والمعارضة على حد س��واء فالمعارضين‬ ‫للنظ��ام يتعرض��ون للمضايق��ات واإلعتق��االت وحت��ى‬ ‫القت��ل‪ ،‬وكذل��ك المعارضي��ن للمعارض��ة والس��يما‬ ‫المعارضين للمجموعات المسلحة المتطرفة يتعرضون‬ ‫أيضاً للخطف والقتل والترويع‪.‬‬ ‫فهن��اك معتقلي��ن ل��دى لنظ��ام ومخطوفين لدى‬ ‫المجموعات المس��لحة المتطرفة‪ .‬وبات على المطالبين‬ ‫بالحرية والكرامة‪ ،‬النضال ضد النظام االس��تبدادي من‬ ‫جهة وض��د المتطرفين الذين أس��اؤوا كثي��راً لنضاالت‬ ‫الش��عب الس��وري بجره إل��ى ات��ون االقتت��ال الطائفي‬ ‫والتطرف الديني»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫في حين يبدو مثل هذا الكالم بعيدا عن التصديق‬ ‫ف��ي مناط��ق قدمت من دم��اء أبناءها الكثي��ر في ثورة‬ ‫قام��ت منذ البداي��ة ضد االعتق��االت ومن��ع التعبير عن‬ ‫حرية الرأي‪ .‬إال أن واقع الس��جون في المناطق المحررة‬ ‫والقائمين عليها من كتائ��ب تابعة للجيش الحر وغيره‬ ‫واالعتقاالت في حق النشطاء والصحفيين واإلعالميين‬ ‫المتكررة في تلك المناطق يدفع بنا مرة أخرى إلى إعادة‬ ‫نش��ر مفاهيم تتعلق بالحريات وح��ق إيصال المعلومة‬ ‫للمتلق��ي كما ه��ي وتأمين الصحفيي��ن ووصولهم إلى‬ ‫مناطق النزاع وتغطيتها بكامل الحيادية‪.‬‬ ‫ه��ذه الجه��ات الت��ي تعتق��ل بدورها تح��ت غطاء‬ ‫الس�لاح دون قانون أو ميثاق يلزمه��ا باحترام الحريات‬ ‫وع��دم التعدي على حقوق المواط��ن بالحرية والعيش‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬

‫املعتقل يف �سوريا «املحررة»‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تتض��ارب األرق��ام الموثق��ة الي��وم ح��ول ع��دد‬ ‫المعتقلين في السجون السورية بين معتقل ومخطوف‬ ‫ومخت��ف وال يكاد يمر يوم دون صفحات وبيانات جديدة‬ ‫للمطالب��ة بحري��ة فالن أو غي��ره‪ ،‬تتراوح تل��ك األرقام‬ ‫بش��كل غير محدد بين ع��دة آالف إلى رق��م غير محدد‬ ‫في وقت أدى فيه الوضع الداخلي في س��وريا إلى نزوح‬ ‫العديدن واختفاء البعض وانقطاع وسائل التواصل من‬ ‫هاتف أو انترنت عن بعض المناطق تجعل من الصعب‬ ‫على الكثيرين تحديد أماكن أقاربهم أو وضعهم‪.‬‬ ‫وعل��ى نف��س الصعيد عن��د اعتقال أي س��وري ال‬ ‫يستطيع التواصل أو إبالغ ذويه باعتقاله أو الجهة التي‬ ‫اعتقلته عدا عن بعض المحظوظين ممن يتوافر شهود‬ ‫على اعتقالهم أو تسنح لهم الفرصة باستعمال الهاتف‬ ‫قبل نقلهم إلى فروع األمن المختلفة‪.‬‬ ‫وال يمك��ن لذويهم الس��ؤال عنهم أو االستفس��ار‬ ‫باإلضاف��ة إل��ى إن��كار الجه��ات األمني��ة العتقاله��م أو‬ ‫االعت��راف بم��كان تواجده��م في خرق واضح ألبس��ط‬ ‫حقوقهم المدنية‪.‬‬ ‫في موضوع المعتقل الس��وري المجرد من أبسط‬ ‫حقوق��ه الكثير مم��ا يمكن أن ي��روى ويفن��د وفي أدب‬ ‫الس��جون الس��ورية الكثير من الش��هادات الت��ي تجعلنا‬ ‫ن��درك الخطر الذي يتعرضون له من��ذ لحظة اعتقالهم‬ ‫ولغاية خروجهم من الفرع المعتقلين فيه‪.‬‬ ‫ب��رز الكثير من المعطيات بخصوص االعتقال منذ‬ ‫بداية الثورة الس��ورية حول كيفية المطالبة بالمعتقل‬ ‫وم��ا ينبغ��ي عل��ى النش��طاء فعله ف��ي ح��ال االعتقال‬ ‫التعس��في الممارس بحق اصدقاءهم وما ينبغي نشره‬ ‫وم��ا ال ينبغي‪ ،‬كم��ا أن المنظمات تص��در بيانات دورية‬ ‫بخصوص معتقلي الرأي وخصوصاً عندما يتعلق األمر‬ ‫بشخصية سياسية أو ثقافية معروفة‪.‬‬ ‫كم��ا أن المحامي��ن العاملي��ن ف��ي لج��ان الدفاع عن‬ ‫المعتقلي��ن تصلهم يومياً استفس��ارات عن أهمية نش��ر‬ ‫قوائ��م وأس��ماء المعتقلي��ن والمعتق�لات ف��ي الس��جون‬ ‫والمطالبة بهم‪ ،‬وكيف ينبغ��ي ألقرباء المعتقل التصرف‬ ‫ومع اس��تمرار االعتقال التعس��في دون أي تغيير ملموس‬ ‫في طرق تعامل جهات األمن الس��وري مع المعتقل أو مع‬ ‫ذوي��ه‪ ،‬يمكن لنا أن نجزم حقيق��ة أن البيانات والصفحات‬ ‫ال تعني النظام الس��وري بشيء فهو مستمر باالنتهاكات‬ ‫على جميع األصعدة ولعل أكبر دليل على عدم اكتراثه بما‬ ‫يجري على الساحة الشعبية أو مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫من مطالبة بالنشطاء أو غيرهم كاعتقال شخصيات مثل‬ ‫عبد العزيز الخير ويوسف عبدلكي وغيرهم الذين تتوالى‬ ‫المنظم��ات والجهات الدولية على المطالبة بالكش��ف عن‬ ‫مصيرهم وإطالق سراحهم مع إنكار تام من قبل أي جهة‬ ‫رسمية حول وضعهم أو مكان وجودهم‪.‬‬ ‫يض��اف إلى ذلك موضوع المعتق��ل الذي ال يطالب‬ ‫ب��ه أحد وال تعلم جهات التوثي��ق بوجوده نتيجة لتخوف‬ ‫األه��ل وتردده��م ويلعب الوع��ي االجتماع��ي والحالة‬ ‫األس��رية دوراً مباش��راً ف��ي ذلك اذ تكاد األس��ر بأغلبها‬ ‫ال تتحدث علنًا عن نس��اء معتق�لات خوفًا من الفضيحة‬ ‫على حد تعبيرهم‪.‬‬

‫تش��كو المنظمات منذ أكثر م��ن عامين من أهالي‬ ‫المعتقلي��ن وتخوفه��م وهو تخوف مش��روع من نش��ر‬ ‫معلوم��ات ع��ن اعتق��ال االب��ن أو االبن��ه ألس��باب عدة‬ ‫بعضها مشروع وذلك خوفًا من مالحقة األهل أنفسهم‬ ‫أو باقي أفراد العائلة أو نش��ر معلومات ما يمكن لها أن‬ ‫تسيء للمعتقل نفسه وتزيد في عملية تعذيبه النتزاع‬ ‫االعترافات منه‪.‬‬ ‫وهن��ا ينبغي لن��ا أن نتوقف حول حق��وق المعتقل‬ ‫بح��د ذات��ه كمواطن خ��رج في س��بيل ث��ورة الحرية أو‬ ‫غيره��ا أو مج��رد عامل ف��ي مجال االغاث��ة أو كمتواجد‬ ‫بطري��ق الصدفة في مجموعة تعمل للثورة‪ ،‬اذ نمارس‬ ‫حق الوصاية علي��ه دون أدنى تردد وننتزع منه حقوقه‬ ‫كمواطن سوري مرة ثانية‪.‬‬ ‫ونش��ير أيضاً إلى أن العدي��د من أهالي المعتقلين‬ ‫يقع ضحية للمتس��لقين أو المحامين الفاس��دين الذين‬ ‫يدع��ون قدرته��م عل��ى إيص��ال معلومات ح��ول مكان‬ ‫وج��ود المعتقل ويعدون بالتس��ريع في إطالق س��راحه‬ ‫ويتقاضون لقاء ذلك مبالغ خيالية ليكتش��ف األهل بعد‬ ‫خروج ابنهم أو قريبهم من المتقل أن خروجه تم بسبب‬ ‫صفقة أو بمجرود حل��ول دوره أو تحويله للمحاكمة وال‬ ‫عالقة لذلك بوساطة أو رشوى من أي كان‪.‬‬

‫الكريم‪ ،‬وتنتهج سياس��ة الخطف الممنهج حيث يختفي‬ ‫المعتقل��ون وال تع��رف الجهة الت��ي اعتقلتهم وال مكان‬ ‫احتجازه��م‪ ،‬أكثر ه��ؤالء المعتقلين هم من النش��طاء‬ ‫اإلعالميي��ن والصحفيي��ن كفريق أورين��ت مؤخرا الذي‬ ‫اختط��ف من تل أبيض وفراس الح��اج صالح في الرقة‬ ‫وغيرهم‪..‬‬ ‫طوال أع��وام حكم البع��ث وحكم آل األس��د وعبر‬ ‫عقود اس��تخدم النظام الس��وري االعتق��ال ليس فقط‬ ‫لتغيي��ب معارضيه بل وس��يلة فاعلة لترهيب الش��عب‬ ‫الس��وري ومنعه من المطالبة بأبس��ط حقوقه وحقوق‬ ‫المعتقلين أنفسهم وبقيت قضية المعتقل قبل الثورة‬ ‫السورية قضية تناقش في الكواليس بعيداً عن األعين‬ ‫دون مطالب��ات صريح��ة أو علني��ة به��م في خ��رق آخر‬ ‫لحقوق مواطنة مغيبة منذ عقود‪ .‬تعود هذه التصرفات‬ ‫اليوم لتطفو على الساحة‬ ‫طالم��ا بقيت هذه الس��جون بواقعها قائمة س��واء‬ ‫في مناطق النظام أو على ش��اكلة سجون قمع الحريات‬ ‫ف��ي المناطق المحررة فإن الش��عب الس��وري س��تبقى‬ ‫مواطنته مواطنة منقوصة وستبقى الثورة الزمة على‬ ‫مثل هذه التعديات كي ال نعيد إنتاج سجون األسد تحت‬ ‫مسمى آخر‪.‬‬ ‫لم يع��د الصم��ت ينفع بعد الي��وم‪ ،‬ال نري��د وطنًا‬ ‫نس��جن فيه لقول كلمة‪ ،‬بل وطنًا يتس��ع لكل الكلمات‪.‬‬ ‫« آخر ما طالب به المدون الس��وري حس��ين غرير على‬ ‫مدونته قبل اعتقاله المستمر منذ عام ونصف»‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫ق��راءة يف �صفح��ات الذاكرة‬ ‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫لقاء مع معتقل �سيا�سي �سابق (‪)3‬‬

‫همام يوسف‬ ‫كتبت التقريرالمطلوب بأنني أعرف الش��خصين‬ ‫المذكوري��ن وذكرت أنني ال أعرف عنوانيهما الحاليين‬ ‫فنحن لم نلتق لس��نوات‪ ،‬وقم��ت بتزويدهم بعنواني‬ ‫س��كن أهلهما ال��ذي أعرف��ه؛ وهكذا… وبع��د أن مر‬ ‫عل��ي يومين أو ثالثة مع عناصر األمن المس��جونين‪،‬‬ ‫جاءني الس��جان في ليل أحد األيام وفتح مزالج الباب‬ ‫الحديدي قائال‪ :‬هيا بس��رعة… إجلب أمتعتك وكل ما‬ ‫جئ��ت به واخ��رج… قلت له‪ :‬هل أخل��ع الحذاء؟ فأجاب‬ ‫بالنف��ي… واعترتني فرحة اجتاحتن��ي كموجة دافئة‬ ‫محدثا نفس��ي‪“ :‬أخي��را انتهى الكاب��وس… هاقد تم‬ ‫التحق��ق من األمور وأنن��ي منقطع عن الحزب لقناعة‬ ‫آمنت بها منذ س��نوات عش��ر خلت‪ ،‬لقد أدركوا أنه من‬ ‫العبث محاس��بة ش��خص آخر مختلف تمام��ا عن ذلك‬ ‫الشاب الصغير‪ ،‬فالعقاب الرجعي األثر أمر يكاد يكون‬ ‫نكت��ه ف��ي حد ذات��ه… وهنا س��ألت الس��جان أن كان‬ ‫بإمكان��ي مصافحة زم�لاء الزنزانة مودعا‪ ،‬فابتس��م‬ ‫بامتعاض‪ :‬ال مانع… هيا أس��رع” ففعلت ذلك وحملت‬ ‫معطفي الشتوي وسرت أمامه (وهو إجراء أمني منعا‬ ‫الحتمال تعرض الس��جانين العت��داء) متجها نحو باب‬ ‫مبن��ى الزنازين الثقي��ل‪ ،‬وتوقفت هن��اك منتظرا أن‬ ‫يفت��ح على حريتي الحبيبة‪ ،‬فما كان منه إال أن أش��ار‬ ‫إل��ي قائ�لا‪ :‬إلى أي��ن…؟ تابع مس��يرك تاب��ع… قف‬ ‫أمام ذلك الباب‪ ،‬مش��يرا إل��ى باب حديدي عريض إلى‬ ‫يس��اري‪ ،‬وقفت هن��اك ريثما يفتح الب��اب على ظالم‬ ‫غطى أش��باح أجساد بش��رية تصطف بمحاذاة الجدار‬ ‫وظهوره��ا بمواجهتنا… كنت على درجة من الذهول‬ ‫والخيب��ة س��مرتني في مكاني ما حدا ب��ه أن يدفعني‬ ‫إلى الداخل مغلقا الباب ورائي بصوت المزالج الكريه‪،‬‬ ‫بع��د أن خط��وت خطوة واحدة إلى األم��ام مما جعلني‬ ‫ف��ي وس��ط الغرف��ة تمام��ا‪ .‬ب��دأت الهامات البش��رية‬ ‫تس��تدير ببطأ موجهة أنظارها إل��ي واقتربت الوجوه‬ ‫نحو وجهي بعيون يملؤها الفضول والعطش‪.‬‬ ‫كان��ت تلك زنزان��ة “جماعي��ة” تح��وي ‪ 21‬نزي ً‬ ‫ال‬ ‫يتقاس��مون مس��احة تتج��اوز األمت��ار الس��تة بقليل‬ ‫فأبعاده��ا كان��ت (‪ 220X320‬س��م) تفت��رش أرضها‬ ‫البطاني��ات المهترئ��ة‪ ،‬وينيره��ا ض��وء أصف��ر للمبة‬ ‫زجاجي��ة معلقة عل الجدار قرب الس��قف… ذلك كان‬ ‫منزلي لشهور ثالثة‪.‬‬ ‫يم��ر الوقت بتس��ارعات مختلفة ب��ل ومتناقضة‬ ‫احيان��ا‪ ،‬إذ يطي��ر الوقت بس��رعة البرق بعد الس��اعة‬ ‫الثامنة أو التاسعة مساءاً وهكذا إلى بزوغ الصباح‪ .‬ثم‬ ‫يتباطأ بش��دة مميتة منذ االس��تيقاظ حوالي السابعة‬ ‫والنصف صباحا ‪ -‬موعد بدأ الدوام الرسمي وممارسة‬ ‫الضباط والعس��اكر مهامهم الرسمية الوظيفية بجلد‬ ‫المواطنين المعتقلين أو تعذيبهم والتحقيق معهم ‪-‬‬ ‫إل��ى أن ينتصف النهار ويهل وقت الغ��داء في االثانية‬ ‫عش��رة والنصف أو الواحدة؛ خالل ه��ذه الفترة تكون‬ ‫أعص��اب المعتقلين في الزنازين م��ن التوتر والتحفز‬ ‫والهل��ع بحي��ث يمكن أن تتقصف كما ل��و أنها أغصان‬ ‫شجرة جافة‪.‬‬ ‫ويزي��د من القه��ر المعدن��ي المصم��ت للثواني‬ ‫المتعم��دة البط��أ‪ ،‬تل��ك الصرخ��ات المترع��ة باألل��م‬ ‫والرع��ب التي يطلقها المس��اكين الج��دد الذين كانوا‬ ‫يصلون على فترات‪ ،‬أثناء اجتيازهم جحيم االعترافات‬ ‫األولى‪ ،‬في مواجهة الدوالب أو وس��ائل وحشية أخرى‬ ‫ل��كل حس��ب عتبة ألم��ه قب��ل القبول بس��طوة األلم‬ ‫الخبيثة على األبدان واألرواح‪.‬‬ ‫وم��ا أن يب��دأ توزي��ع طع��ام الغ��داء حت��ى تأخذ‬ ‫النف��وس باله��دوء ألن التحقي��ق وم��ا يالزم��ه م��ن‬

‫تعذي��ب وإهانات يتوقف كي يتمكن الجميع من تناول‬ ‫طعامهم! أي حوالي الساعات الثالث أو األربع‪.‬‬ ‫كان الغ��داء يعد (في الغالب) في مطابخ القطعة‬ ‫العس��كرية التابعة للمخابرات الجوية في مطار المزة‬ ‫العس��كري حيث كان فرع التحقي��ق والمداهمة أيضًا‪.‬‬ ‫ول��م تكن الكمي��ات كافي��ة لجميع المعتقلي��ن وغالبا‬ ‫م��ا كانت الس��رقات تؤدي إل��ى إنقاص كمي��ات الخبز‬ ‫م��ن ثالثة أرغفة إلى رغيفين فق��ط للفرد‪ ،‬وينطبق‬ ‫األمر ذاته على الزيتون والحالوة ومربى المش��مش‪،‬‬ ‫وأذكر على س��بيل المثال كيف كان��ت حصة ‪ 20‬رجال‬ ‫من الحالوة المخصصة لطعام اإلفطار (كانت حصص‬ ‫اإلفط��ار توزع في الليلة األس��بق) ال تكاد تبلغ قبضة‬ ‫اليد في أحد األيام‪ ،‬أما الزيتون فكان نصيب المعتقل‬ ‫منا يت��راوح مابين حبت��ي زيتون إلى س��بع حبات في‬ ‫أفضل األح��وال‪ ،‬وكثيرا ما كنا نأكل قش��ور البرتقال‬ ‫ونتقاس��مها لش��دة الجوع عندما ينوبن��ا بعض حبات‬ ‫البرتقال أو الـيوسف أفندي (ماندارين‪) .‬‬ ‫بع��د الغداء‪ ،‬أي ف��ي فترة النوبة المس��ائية‪ ،‬إلى‬ ‫مابعد التاس��عة بقليل يع��ود الوقت لتباط��ؤه القاتل‬ ‫المعتاد بسبب عودة عجلة التحقيق الروتينية للدوران‬ ‫من جدي��د‪ ،‬أي التعذيب والصراخ والضرب والش��تائم‬ ‫واالستغاثات المفتته لألعصاب‬ ‫إضاف��ة إلى هذه العجل��ة الجهنمية التي تقرض‬ ‫المش��اعر واألحاس��يس وتتالع��ب بس�لامة العق��ول‬ ‫وتوازنها بس��بب تكرارها اليوم��ي الحتمي‪ ،‬من توتر‬ ‫إل��ى راحة فش��د عصبي إلى اس��ترخاء يلي��ه ضغط‪،‬‬ ‫خ��وف وهلع يليه لحظات من الفرج تليها س��اعات من‬ ‫الرع��ب والتحف��ز ثم الن��وم القلق كالس��ردين (ليس‬ ‫مجازا ب��ل واقعا حرفي��ا) إلى االس��تيقاظ على صوت‬ ‫الس��جان الذي يفتح الباب بقوة مصدرا صوتا إرهابيا‬ ‫ممقوتا ومناديا على اس��م مس��كين من الخراف التي‬ ‫غل��ب على أمره��ا؛ إضافة ل��كل ذلك كن��ا نعاني من‬ ‫معضالت ثالث في فرع التحقيق‪:‬‬ ‫مش��كلة الن��وم وانتش��ار القمل والج��رب (نظرا‬ ‫للتكدس وحقيقة بقائنا بال اس��تحمام لفترة خمس��ة‬ ‫أسابيع على األقل)‬ ‫الخروج للتغ��وط أو التبول (نتيج��ة للعدد الكبير‬ ‫م��ن المعتقلي��ن ووج��ود فق��ط أربعة كبائ��ن تغوط‬ ‫للجميع)‬ ‫قل��ة الطع��ام ونوعيت��ه الس��يئة (العدي��د م��ن‬ ‫المعتقلين فقدوا من ‪ 20 – 10‬كغ من وزنهم)‬ ‫ورغ��م انتقال��ي مع اثني��ن آخرين م��ن الزنزانة‬ ‫الجماعية (بناءا على طلبنا) بعد حوالي الثالثة أش��هر‬ ‫من العيش فيها إلى زنزانة إفرادية‪ ،‬إال أن المش��اكل‬ ‫اس��تمرت كما هي‪ ،‬فق��د انضممنا إل��ى نزيل موجود‬ ‫قبلنا في الزنزانة واس��تمرت إضافة معتقلين آخرين‬ ‫إل��ى أن وصلنا في إحدى الفترات إلى س��بع أش��خاص‬ ‫في مكان مخصص الثنين باألكثر! وكنا ننتظر اليوم‬ ‫الذي يتم نقلنا فيه إلى سجن رسمي كصيدنايا‪ ،‬وهو‬ ‫ما حدث فعال في صباح ‪.2000 / 5 / 29‬‬ ‫مرحل��ة صيدناي��ا تختل��ف جذري��ا ع��ن مرحل��ة‬ ‫التحقيق من حيث سعة المكان كمية الطعام والنظافة‬ ‫الشخصية‪ ،‬باإلضافة إلى أمر مهم جدا هو انتهاء الشد‬ ‫النفسي الناتج عن كل ما كانت تثيره حفالت التعذيب‬ ‫من رعب وقلق وجوديين‪ ،‬إال أنني أس��تثني منها فترة‬ ‫األس��بوعين األولي��ن حي��ث ش��هدنا فيه��ا فيضانا من‬ ‫الش��تائم المقذع��ة واإلهان��ات الجس��دية والمعنوية‬ ‫والضرب العنيف المباشر من صفعات وركالت ولكمات‬

‫(بقيت لمدة ش��هرين ال أستطيع االستلقاء على جانبي‬ ‫األيم��ن بع��د أن لكمني المدع��و “فاط��ر” على أضالع‬ ‫صدري التي أظنها كسرت في تلك الحادثة‪ ) .‬سبب ذلك‬ ‫أن إدارة السجن استقبلتنا على أننا عمالء وجواسيس‬ ‫للع��دو الصهيون��ي وأننا منتمون إل��ى جماعة اإلخوان‬ ‫المس��لمين!! ولم يتم إعالمهم بحقيقة أمرنا وأننا كنا‬ ‫بنس��بة ‪ 60% - 50‬م��ن الجامعيين وحت��ى من حاملي‬ ‫ش��هادات عليا ف��ي الجراحة والهندس��ات والصيدلة…‬ ‫الخ‪ ،‬وكنا نمتنع عن إخبار عناصر الش��رطة العسكرية‬ ‫بذلك تجنبا لزيادة اإلهانات والقهر عندما يعلمون أننا‬ ‫تجاوزنا البكالوريا بنجاح!!‬ ‫تغي��ر هذا الوضع بعد ق��دوم اللجنة األمنية التي‬ ‫قابل��ت عدة أفراد رش��حوا لذلك‪ ،‬حي��ث أعلموا أعضاء‬ ‫اللجنة أننا (حوالي الـ ‪ )300 - 250‬موقوفون على ذمة‬ ‫حزب التحرير الذي ال عالقة له باإلخوان المسلمين أو‬ ‫أعمال عنف مس��لحة أو غير ذلك (لم يتم العثور على‬ ‫قطعة سالح واحدة لدى أي من المعتقلين الذين قارب‬ ‫عدده��م ال��ـ ‪ 450‬توزع��ت أماكن احتجازه��م ما بين‬ ‫فروع التحقي��ق والمنطقة وإدارة المخابرات الجوية‪) .‬‬ ‫بعد ه��ذا اللقاء تحول وضعنا من موقوفين على ذمة‬ ‫التحقيق إلى سجناء رسميين! فقط بقرار من اللجنة‬ ‫ولي��س نتيج��ة محاكمة! وهك��ذا منحن��ا كل ما يمنح‬ ‫للسجين الرسمي ورفعت عنا المعاملة المتوحشة بعد‬ ‫حوالي األس��ابيع الثالثة‪ .‬هذا كان يعني فتح المهاجع‬ ‫العشرة التي يتألف منها الجناح (– أ ‪ -‬يسار‪ ،‬الطابق ‪)3‬‬ ‫على بعضها طيلة النهار‪ ،‬الحصول على المش��تريات‬ ‫وفترات التشميس في الباحة وقراءة الجرائد الرسمية‬ ‫وبعض الكتب المتوفرة‪) .‬‬

‫املحكمة‬

‫تم��ت جدولة أس��مائنا للمثول أم��ام محكمة أمن‬ ‫الدول��ة على دفعات وقد كانت المحاكمات تس��ير على‬ ‫نظ��ام ‪ 3‬مراح��ل التحقيق‪ ،‬توجيه االتهام‪ ،‬ثم جلس��ة‬ ‫النط��ق بالحك��م‪ .‬ت��م ع��رض الجميع عل��ى المحكمة‬ ‫بالنسبة للمرحلة األولى‪ ،‬وتمت متابعة المرحلة الثانية‬ ‫م��ع أع��داد قليلة ولك��ن لم تكتم��ل بالنس��بة للجميع‬ ‫بسبب صدور عفو بشار األسد الشهير بتاريخ ‪11 / 16‬‬ ‫‪ ،2000 /‬وال��ذي عفا بموجبه عمن ق��د تجاوزوا فترات‬ ‫أحكامهم المفترضة! (إذ كان من المنتظر الحكم على‬ ‫كل من تش��به حاله حالي ‪ -‬أي الغير حزبيين ‪ -‬بس��تة‬ ‫أشهر بتهمة كتمان المعلومات!) وهكذا أطلق سراحي‬ ‫بعد مرور العام تقريبا على اعتقالي‪.‬‬ ‫ه��ذه الفترة أتاحت لي اختب��ار جميع المفاهيم‬ ‫التي كن��ت أحملها كمس��لم “ال عنف��ي” والتي‬ ‫كنت أعيش��ها وأطورها بناءا على ما اكتس��بته‬ ‫من المفكر جودت سعيد ومالك بن نبي بشكل‬ ‫أساس��ي وفكر المقاومة المدنية بش��كل عام‪،‬‬ ‫وكان من نتيجة ممارستي لحياتي وسلوكياتي‬ ‫بناءا على هذه القناعات أنني تركت السجن وقد‬ ‫اكتس��بت م��ن األصدق��اء والمتعاطفين العدد‬ ‫الكثير رغم إدراكهم بش��كل واض��ح ال يخالطه‬ ‫شك أنني مختلف عنهم‪.‬‬

‫االحتكاك مع بقية املعتقلني‬

‫مم��ا لف��ت انتباه��ي م��ن خ�لال احتكاك��ي م��ع‬ ‫معتقلي حزب التحرير ‪ -‬الراهنين حينئذ ‪ -‬أن السوية‬ ‫الثقافية الحزبية وس��وية المحاكمات العقلية العلمية‬ ‫والمحاججات المنطقية قد انخفضت بش��كل ملحوظ‬


‫رسالة سجين | عمل للفنان وسام الجزائري‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬

‫كان يمكن لتيارات اإلس�لام السياسي الحالية‬ ‫أن تجد نفسها على المحك أن أتيح لها الوجود‬ ‫والح��راك إلى جانب مجم��وع التي��ارات األخرى‬ ‫العلماني��ة الليبرالية اليس��ارية …‪ .‬الخ‪ ،‬إال أن‬ ‫القم��ع والمنع واإلقصاء س��يؤديان في النهاية‬ ‫إلى تفجر عش��وائي مدمر س��يأخذ معه األخضر‬ ‫واليابس‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫الش��يء المهم الذي ال يجب أن يتم تناسيه هو‬ ‫وجود براعم تيار إس�لامي تنوي��ري متحرر قادر‬ ‫على التواصل مع األطراف جميعها‪ ،‬اإلس�لامية‬ ‫وغي��ر اإلس�لامية الت��ي تنش��ط في الس��احة‬ ‫الس��ورية والعربية بشكل أوسع‪ ،‬تيار يعتقد أن‬ ‫«م��ا ينفع الناس يمكث ف��ي األرض‪ ،‬وأما الزبد‬ ‫فيذهب جف��اءا» كقاعدة تحكم جميع مش��اريع‬ ‫النهضة واإلص�لاح أو التغيير‪ ،‬تي��ار يعتقد أن‬ ‫«الع��دل» و«النفعي��ة» هي المقدس��ة وليس‬ ‫األشخاص الكلمات أو الحروف بحد ذاتها‪ .‬هؤالء‬ ‫كانوا بعض الذين التقيت بهم هناك‪.‬‬

‫| | كيف اختلف همّام ما بعد االعتقال عنه‬ ‫ما قبل االعتقال؟ وكيف تقيم تلك التجربة‬ ‫بمجملها بعد هذه السنوات على مرورها؟‬ ‫| ال أظن أن هن��اك تغيرا كبيرا حصل لي إال من‬ ‫باب تقديري للحياة بأبس��ط جوانبها وتفاصيلها التي‬ ‫غالبا ما نمر عليها كما لوأنها أمرا اعتياديا‪ .‬أن مراقبة‬ ‫السماء لحظة غروب الش��مس أمر لن يشعر اإلنسان‬ ‫بجمال��ه مالم يح��رم منه أو ي��راه من خ�لال قضبان‬ ‫األس��ر‪ ،‬وتصبح قدرتنا على التغ��وط أو التبول لحظة‬ ‫حاجتنا له أمر غير مفروغ منه كما نعتقد‪.‬‬ ‫م��ا يجب أن نعرف��ه عن الس��جين والمعزول في‬ ‫زنزان��ة إفرادي��ة على وجه الخصوص ه��و أنه يموت‬ ‫في الي��وم الواحد بع��دد المرات الت��ي يوقظه الوعي‬ ‫المفاجئ بها على حقيقة قبوعه ما بين أربعة جدران‬ ‫صماء ل��م وال ولن تتغير مهما ط��ال زمان بقائه بين‬ ‫جوانحها‪.‬‬ ‫وال أدري ف��ي الحقيقة أين يمكن أن أضع تجربة‬ ‫إعتقال��ي الماضية على وجه الدقة‪ ،‬لكن ما أعرفه هو‬ ‫أن اإلنس��ان مس��تعد ألن يدفع ثمن أف��كاره وقناعاته‬ ‫التي يحمله��ا مهما بلغت هذه األثمان‪ ،‬ويس��توي في‬ ‫هذا المنتمين إلى التي��ارات جميعها على اختالفها بل‬ ‫تناقضه��ا أحيان��ا‪ .‬إال أن االطمئنان ال��ذي يحمله “الال‬ ‫عنف��ي” في داخله أمر ال يق��در بثمن‪ .‬أن قدرتنا على‬ ‫كس��ب ثقة من نختلف معه بنا وبمصداقيتنا هي أحد‬ ‫أه��م المقاييس لنج��اح الحراك المدني ال��ذي نعتقد‬ ‫بصحة توجهه‪.‬‬ ‫تجرب��ة االعتق��ال والس��جن ل��م تكن خي��ارا بل‬ ‫قض��اءا م��ن اهلل‪ ،‬وأنا أن ل��م أس��تطع إدراك تتالياتها‬ ‫أو ما س��ينبني عليها مس��تقبال فهذا ل��م يمنعني من‬ ‫عيش��ها بالش��كل الذي ارتضيته لنفس��ي‪ ،‬إال أنني ال‬ ‫أرغب بتكرارها ثانية وهذا أمر فطري مفروغ منه‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫عم��ا كنت عرفته قبل تس��عة أع��وام‪ ،‬وقد عزوت هذا‬ ‫إل��ى حقيقة اعتقال عدد ال بأس به من أعضاء الحزب‬ ‫المهمين في بداية التسعينات وانسحاب عدد ملحوظ‬ ‫من الدارس��ين في ذلك الوقت‪ ،‬مما دفع الحزب حينئذ‬ ‫إل��ى انتقاء قي��ادات بديلة بش��كل إس��عافي لم يتوخ‬ ‫الحرص على س��وية ثقافية أو علمي��ة عالية كما هو‬ ‫المأل��وف ع��ادة‪ ،‬مم��ا أدى إل��ى تحويل نش��اط الحزب‬ ‫بش��كل أكثر مما مضى إل��ى زيادة االنتش��ار األفقي‬ ‫بتس��ارع كبير عاد بأثر س��لبي على س��وية التحصيل‬ ‫والبن��اء الثقاف��ي الف��ردي‪ ،‬أي ب��كالم آخ��ر أن الحزب‬ ‫عمل بشكل واضح على زيادة أعداد الموالين له على‬ ‫حس��اب إعداد نخبة قيادية راس��خة‪ ،‬األم��ر الذي كان‬ ‫موجودا دائم��ا ضمن النهج العملي للح��زب إال أنه لم‬ ‫يسبق له أن كان على الشكل المرضي الذي خبرته‪.‬‬ ‫وأيض��ا ق��د يع��ود تقييم��ي الس��ابق للس��وية‬ ‫المتواضع��ة ألعض��اء ح��زب التحري��ر والية س��ورية‬ ‫إلى حقيقة اس��تمراري باالحتكاك أكث��ر وأكثر بعالم‬ ‫الفكر ووجهات النظر والتحاليل المختلفة للخلل الذي‬ ‫يعاني منه العالم اإلسالمي‪ ،‬واالنفتاح الفكري الكبير‬ ‫على جميع الطروحات المتواجدة على الس��احة والتي‬ ‫تنوع��ت مابين اإلس�لامي وال�لا إس�لامي والليبرالي‬ ‫والمحافظ والعلماني…‪ .‬الخ‪.‬‬ ‫نتيجة لكل ما س��بق فق��د كان االحتكاك مع الحزب‬ ‫يتراوح مابين النقاش الفك��ري للجذور المفهومية التي‬ ‫بن��ى عليها الحزب هيكله الفكري‪ ،‬وما بين المش��احنات‬ ‫الكالمي��ة والمواق��ف المتصلب��ة العدائي��ة الت��ي تولدت‬ ‫نتيج��ة تصنيفي م��ع مجموعة من األش��خاص على أننا‬ ‫نش��كل خط��را فكري��ا ويجب نبذن��ا! إال أن ه��ذه الفترة‬ ‫أتاح��ت ل��ي اختبار جمي��ع المفاهي��م التي كن��ت أحملها‬ ‫كمس��لم “ال عنفي” والتي كنت أعيش��ها وأطورها بناءا‬ ‫على ما اكتس��بته م��ن المفكر جودت س��عيد ومالك بن‬ ‫نبي بشكل أساسي وفكر المقاومة المدنية بشكل عام‪،‬‬ ‫وكان م��ن نتيجة ممارس��تي لحياتي وس��لوكياتي بناءا‬ ‫على ه��ذه القناعات أنني تركت الس��جن وقد اكتس��بت‬ ‫من األصدق��اء والمتعاطفين العدد الكثير رغم إدراكهم‬ ‫بشكل واضح ال يخالطه شك أنني مختلف عنهم‪.‬‬

‫وللمفارق��ة بعضه��م أيض��ًا كان م��ن «التي��ارات‬ ‫العلمانية» الذين كنت أستطيع وأستمتع بالحوار معهم‬ ‫عل��ى عكس معظم من كانوا حولي من المنتمين إلى‬ ‫التيارات اإلسالمية التي تحجرت على تقديسها لقادتها‬ ‫أو مش��ايخها بش��كل أعمى ومن��زه عن النق��د الذاتي‬ ‫الض��روري ألي حرك��ة تتوخ��ى البقاء والتط��ور‪ ،‬بمن‬ ‫فيه��م حزب التحرير الذي قدس النبهاني لش��خصه ال‬ ‫إلبداعه وقدرته على االجتهاد‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫| | إذا قررت االنتساب لحزب سياسي اآلن‪،‬‬ ‫فهل سيكون حزب ديني؟ ولماذا؟ وكيف تنظر‬ ‫اآلن إلى تجربة اإلسالم السياسي؟‬ ‫| أن كان هن��اك م��ن حزب أرتض��ي االنتماء إليه‬ ‫فسيكون حزبا قريبا من نموذج حزب العدالة والتنمية‬ ‫الترك��ي‪ .‬أن طبيعة إيماني باإلس�لام كفلس��فة حياة‬ ‫وك��ون ال تخل��ق تضارب��ا أو تناقض��ا ما بي��ن اإللهي‬ ‫والموضوعي وهما بالنس��بة لي وجهان لعملة واحدة‪.‬‬ ‫أن اإليم��ان باهلل بالنس��بة لي يعن��ي اإليمان بالحرية‬ ‫كشرط الزم غير كافي للتنمية والعطاء والعدالة‪.‬‬ ‫م��ا يصنف الي��وم على أنه إس�لام سياس��ي هو‬ ‫تعبير موضوعي عن فكر وثقافة موجودان موضوعيا‬ ‫ويج��ب االعتراف بهم��ا‪ ،‬وكان يمكن لتيارات اإلس�لام‬ ‫السياس��ي الحالي��ة أن تج��د نفس��ها عل��ى المحك أن‬ ‫أتيح له��ا الوجود والحراك إلى جان��ب مجموع التيارات‬ ‫األخ��رى العلمانية الليبرالية اليس��ارية …‪ .‬الخ‪ ،‬إال أن‬ ‫القمع والمنع واإلقصاء سيؤديان في النهاية إلى تفجر‬ ‫عش��وائي مدمر س��يأخذ معه األخضر واليابس‪ .‬ومن‬ ‫غير ش��ك أن تصلب بعض تيارات اإلس�لام السياسي‬ ‫ف��ي رفضها للعملي��ة الديموقراطية م��ن حيث المبدأ‬ ‫كح��زب التحرير على س��بيل المث��ال ال الحصر‪ ،‬تخلق‬ ‫لنفس��ها كابح��ا ذاتيا س��يزيد م��ن احتقانه��ا الداخلي‬ ‫وبالتالي يزيد من تشنجها وتمسكها الشديد بمواقفها‬ ‫اإلقصائية المتطرفة لآلخر المختلف‪.‬‬ ‫ويتضاع��ف القلق من كوارث تفكك بل اصطراع‬ ‫تناقض��ات مجتمعي��ه داخلي��ة؛ أن تالق��ت تطلع��ات‬ ‫الشريحة األكبر من شرائح المجتمع السوري‪ ،‬وأقصد‬ ‫بها الطائفة السنية تحديدا‪ ،‬للحرية والعدالة والتنمية‬ ‫والرخ��اء‪ ،‬مع الوعود المعس��ولة الت��ي تبثها اتجاهات‬ ‫سياس��ية تنتمي إلى الخلفية الدينية المشتركة ذاتها‬ ‫دون أس��س موضوعي��ة منطقي��ة قابل��ة للتحقي��ق‪،‬‬ ‫وخصوصا في أجواء القمع والقهر وكم األفواه واآلمال‬ ‫وانع��دام فرص التعبير عن الذات في جو من الحريات‬ ‫األساسية العامة‪ .‬هذا اللقاء ما بين إحباطات مكبوته‬ ‫وبين تشدد وتشنج إتجاهات إسالم سياسي إقصائية‬ ‫هو األمر المخيف والمحذور‪ .‬والوضع السياسي القائم‬ ‫م��ن أبعد ما يكون ع��ن تقديم حل ناج��ع أن لم نقل‬ ‫أنه يسهم بشكل مثابر على تكريس هذا التأزم ومن‬ ‫ثم التهديد بتفجيره بغباء سياس��ي يتناس��ى أن قوة‬ ‫االنفجار ستطيح بالجميع بمن فيهم من سيحرر عتلة‬ ‫التفجير‪.‬‬ ‫لي��س ك��ون األح��زاب ديني��ة أو ال ديني��ة ه��و‬ ‫المش��كلة‪ ،‬الخط��ر يكم��ن ف��ي الثقاف��ة اإلقصائي��ة‬ ‫الش��مولية التي تعاني منها المذاهب أو االتجاهات أو‬ ‫الجماعات والطوائف والحركات وحتى العلمانية منها‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫الــوداع الأخيــر‬ ‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫الكل كانوا متجمعين عم يودعوه‪..‬‬ ‫نادوا على ابنه‪ ..‬تعال شوف أبوك‪..‬‬ ‫دخ��ل محمد‪ ..‬غرفة كبي��رة مليانة رجال‪ ..‬ما عاد في‬ ‫مالم��ح للغرفة غير وجوه الن��اس‪ ..‬وتكبيرات هالرجال‪..‬‬ ‫وواح��د عم يروح وواحد عم يج��ي وكلهم عم يقرب من‬ ‫الشهيد يسلم عليه‪..‬‬ ‫قرب محمد شوي‪..‬‬ ‫بعيون��و العس��لية‪ ..‬وبس��ميتو المطفية‪ ..‬ش��عراته‬ ‫المنكوش��ين‪ ..‬وتياب��ه الل��ي آث��ار اللعب بالرم��ل عليهم‬ ‫واضح‪..‬‬ ‫قرب معه سنينه األربعة‪ ..‬وحاجز خجل ما تعلم كيف‬ ‫يكسرو من الغربا‪ ..‬بعيد عن أبوه وقف‪ ..‬طلعّ‪..‬‬ ‫مس��ك بإي��د خال��ه الل��ي كان واق��ف جنبه‪ ..‬ش��دها‬ ‫وعيونه على خاله وهو عم يناديه‪ :‬خالو‪ ..‬خالو‪..‬‬ ‫ليش بابا نايم بالنص؟‬ ‫نزل الخال لعندو ط ّلع بالوجه البريء‪ ..‬من بين دموعو‬ ‫حاول يبتسم ويقله‪ :‬حبيبي بابا مانو نايم بابا استشهد‬ ‫ شو يعني استشهد؟‬‫رد الخال وهو عم يمسح دموعه‪:‬‬ ‫ يعن��ي راح عل��ى الجنة‪ ..‬تعال نس��لم عليه قبل ال‬‫يروح‪..‬‬ ‫ق��رّب الخ��ال س�� ّلم عل��ى الش��هيد‪ ..‬ومدوعه غطت‬ ‫وجهه‪..‬‬ ‫قرب محمد‪..‬‬ ‫طلع بأبوه‪ ..‬وبكل هدوء صار يقول‬ ‫بابا‪ ..‬قوم بابا‪..‬‬ ‫بابا‪ ..‬فيق بابا‪..‬‬ ‫بابا‪ ..‬عنا ضيوف ما بصير تضل نايم بابا‪..‬‬ ‫بابا‪ ..‬أمانة تقوم بابا‪..‬‬ ‫بابا‪ ..‬اهلل يخليلك ترد علي‪..‬‬ ‫طيب ال تقوم‪ ..‬بس قول كلمة بابا‪..‬‬

‫بابا فتح عيونك بابا‪..‬‬ ‫كتي��ر حاول يفيق أب��وه‪ ..‬ما حدا ق��در يمنعه‪ ..‬غص‬ ‫الكل بالكلمة‪ ..‬واللي ما بكي بكاه الولد بحكيه‬ ‫ق��رب الخ��ال م��ن الولدح��اول ينهي هالمش��هد قله‪:‬‬ ‫حبيبي يال س ّلم على بابا وضمّه‪ ..‬ألنو بدو يروح‬ ‫ كيف بدو يروح وهو نايم؟‬‫ نحن راح نشيلو‪..‬‬‫ طيب ايمت راح يرجع؟‬‫ حبيبي‪ ..‬وضمّه وأخدو لعند أمه‪..‬‬‫بالجن��ب التان��ي من البي��ت كان بيت عزا النس��وان‪..‬‬ ‫كله��م مجموعين‪ ..‬وناس غربا كتي��ر‪ ..‬مصاحف موزّعة‬ ‫على الناس‪ ..‬ومسابح باإليدين‪ ..‬وهمهمات‪..‬‬ ‫قرب الولد من أمه‪ ..‬ماما ليش عم تبكي؟‬ ‫ حبيبي راسي عم يوجعني‪..‬‬‫بب��راءة رد‪ ..‬والكل راس��ون عم يوجع��ون لهيك عم‬ ‫يبكو؟‬ ‫ضل الولد عم يتأم��ل الوجوه‪ ..‬على غير العادة قعد‬ ‫بزاوية الغرفة بدون ما يحاكي حدا‪..‬‬ ‫ما حدا منتبه عليه‪ ..‬وهو مو مستوعب الصدمة‪..‬‬ ‫بالليل بعد ما فضي البيت اجا الخال لقى محمد على‬ ‫قعدتو‪..‬‬ ‫قعد جنبو‪ ..‬س��ند راس��و على الجدار وغمض عيونو‬ ‫المورمين‪ ..‬لسا قادرين يبكوا كل ما تزكر‪..‬‬ ‫على إيديه آثار رمل وغبرا‪..‬‬ ‫سأل محمد خالو‪ :‬وديتو بابا؟‬ ‫الخال برد وهو عم يداري دموعه‪ :‬اي وديناه‪..‬‬ ‫بح��ط إيده على كت��ف محمد وبيحك��ي بقلبه بإيدي‬ ‫هي وديته‪ ..‬وأمنت عليه‪..‬‬ ‫طيب ايمت راح يرجع؟‬ ‫بيسمح بإيدو على ش��عر محمد وبقلو حبيبي بابا ما‬ ‫راح يرجع نحن أن شاء اهلل بنروح لعندو‪..‬‬

‫لبابة الهواري‬

‫محمد برد بس انا بدي بابا‪..‬‬ ‫ ش��وف راح نتفق على ش��غلة‪ ..‬لما بدك بابا بتطلع‬‫بالسما وبتحكي معو وهو راح يسمعك‪..‬‬ ‫ابتس��م محمد وكأن��و لقى الحل‪ ..‬ون��ام على حضن‬ ‫خالو‪..‬‬ ‫أي��ام مرت والكل يش��وف محم��د بيطلع فج��أة على‬ ‫أرض هالدي��ار وبض��ل لحاله‪ ..‬وبس يس��ألوه وين كنت‬ ‫بقلون كنت عم حاكي بابا‪..‬‬ ‫م��رة اجا الخال من الش��غل لقى محمد قاعد عند باب‬ ‫البيت‪..‬‬ ‫وجنبو كيس غراض‪..‬‬ ‫قبل ما يوصل الخال على الباب‪ ..‬حمل محمد غراضو‬ ‫وركض لعند خالو‪..‬‬ ‫مسك بإيدو‪ :‬خالو خالو‪..‬‬ ‫ عيون خالو شو بدك‪..‬‬‫ وديني لعند بابا‪..‬‬‫المفاجأة سكتت الخال وبطل يعرف يرد‪..‬‬ ‫ خالو مو انت قلتلي بابا راح على الجنة؟‪..‬‬‫ اي‪..‬‬‫ ودين��ي لعندو‪ ..‬انتو أخدتوه بتعرفو الطريق انا ما‬‫بعرفو‪ ..‬ليك أخدت غراضي وبدي روح لعندو‪..‬‬ ‫ حبيب��ي م��و قلتلك لم��ا ب��دك بابا بتطلع بالس��ما‬‫وبتحاكيه‪..‬‬ ‫ حاكيت��و كتي��ر م��ا ع��م ي��رد‪ ..‬ب��دي روح لعندو‪..‬‬‫اشتقتلو‪..‬‬ ‫بيحتار الخال ش��و يرد‪ ..‬بقله‪ :‬أن��ا وديت أبوك صح‪..‬‬ ‫بس نسيت الطريق‪..‬‬ ‫بيترك محمد خاله وبيرجع على البيت بخيبة كبيرة‪..‬‬ ‫ومن يومها لهأل وكل ما ش��اف حدا بيسألو بتعرف طريق‬ ‫الجنة؟ وديني عليه‪..‬‬


‫قانون البطاقة ال�شخ�صية رقم ‪ 3‬لعام ‪2003‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫وش��بيحته وانتهاك��ه ل��كل الحري��ات‬ ‫والتقاليد واألديان بدون اتخاذ إجراءات‬ ‫لتوقفه عند حده"‪.‬‬ ‫فيم��ا يل��ي مت��ن قان��ون البطاقة‬ ‫الشخصية‪:‬‬ ‫الم��ادة (‪ :)1‬عل��ى كل مواط��ن‬ ‫عربي س��وري من الذك��ور واإلناث أتم‬ ‫الرابع��ة عش��رة من عم��ره أن يحصل‬ ‫على بطاقة شخصية من أمانة السجل‬ ‫المدن��ي المدون فيها قيده خالل س��نة‬ ‫واحدة من اتمامه السن المذكور‪.‬‬ ‫المادة (‪ :)2‬يح��دد نموذج البطاقة‬ ‫الش��خصية واس��تمارتها واس��تبدال‬ ‫نموذجها بقرار من وزير الداخلية‪.‬‬ ‫الم��ادة (‪ :)3‬يعتب��ر ول��ي الح��دث‬ ‫مس��ؤوال ع��ن الحصول عل��ى البطاقة‬ ‫الش��خصية للحدث ألول م��رة أو بديل‬ ‫عنها أو اس��تبدال نموذجها وفق أحكام‬ ‫هذا القانون ما دام حدثا‬ ‫الم��ادة (‪ :)4‬يج��ري التعريف على‬ ‫طالب البطاقة الشخصية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ــ من قب��ل الولي إذا كان طالب‬ ‫البطاقة حدثا‪.‬‬ ‫‪ 2‬ــ من قب��ل معرفين اثنين ممن‬ ‫أتم��وا الثامن��ة عش��رة م��ن عمره��م‬ ‫ويحمل��ون بطاقات ش��خصية س��ارية‬ ‫المفع��ول لم��ن يطلب الحص��ول على‬ ‫بطاق��ة ش��خصية ألول م��رة أو بدي��ل‬ ‫عنها بسبب فقدانها أو تلفها‪.‬‬ ‫الم��ادة (‪ :)5‬تعتب��ر البطاق��ة‬ ‫الش��خصية الس��ارية المفع��ول دلي� ً‬ ‫لا‬ ‫قانوني��ًا إلثبات ش��خصية صاحبها منذ‬ ‫حصول��ه عليه��ا ويتعين علي��ه حملها‬ ‫باس��تمرار وإبرازه��ا إل��ى الس��لطات‬ ‫العامة عند الطلب‪.‬‬ ‫الم��ادة (‪ :)6‬تح��دد م��دة س��ريان‬ ‫البطاقة الش��خصية بعش��رة س��نوات‬ ‫من تاريخ صدوره��ا وعلى صاحبها أن‬ ‫يتقدم بطلب تبديلها خالل مدة ال تقل‬ ‫ع��ن ثالثي��ن يوم��ا وال تزيد عن س��تة‬

‫أش��هر قبل انتهاء مدتها ويجوز تمديد‬ ‫سريان البطاقة لظروف وأسباب قاهرة‬ ‫بموجب قرار من وزير الداخلية‪.‬‬ ‫الم��ادة (‪ :)7‬إذا ط��رأ تصحي��ح أو‬ ‫تعديل في السجل المدني على أي من‬ ‫البيانات الواردة في البطاقة الشخصية‬ ‫أو تعرضت البطاق��ة للتلف أو الفقدان‬ ‫يتعين على صاحبه��ا أن يتقدم بطلب‬ ‫الحصول على بديل عنها خالل ثالثين‬ ‫يوم��ا من تاري��خ حص��ول التصحيح أو‬ ‫التعديل أو التلف أو الفقدان‪.‬‬ ‫الم��ادة (‪ :)8‬يح��دد رس��م البطاقة‬ ‫الش��خصية بخمس��ين لي��رة س��ورية‬ ‫ويس��توفى هذا الرس��م بإلصاق طابع‬ ‫مالي بقيمته على استمارة البطاقة‪.‬‬ ‫المادة (‪ :)9‬يس��توفي ضعف رسم‬ ‫البطاقة عند من��ح صاحبها بديال عنها‬ ‫بسبب فقدانها أو تلفها‪.‬‬ ‫المادة (‪ :)10‬يس��توفى مبلغ قدره‬ ‫‪ 200‬ليرة س��ورية على ش��كل الصاق‬ ‫طابع مالي من كل‪:‬‬ ‫أ ـ��ـ م��ن ال يتق��دم بطل��ب تبديل‬ ‫بطاقته الش��خصية قب��ل ثالثين يومًا‬ ‫م��ن انتهاء مدته��ا القانوني��ة أو خالل‬ ‫ثالثي��ن يوما م��ن تلفه��ا أو فقدانها أو‬ ‫إجراء تصحيح أو تعديل في بياناتها‪.‬‬ ‫ب ـ��ـ ولي الح��دث ال��ذي ال يتقدم‬ ‫بطلب الحصول على بطاقة ش��خصية‬ ‫للحدث خالل المهلة المحددة لذلك في‬ ‫المادتي��ن األول��ى والس��ابعة من هذا‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫ج ـ��ـ م��ن ال يتقدم بطل��ب تبديل‬ ‫بطاقت��ه الش��خصية عن��د اس��تبدال‬ ‫نموذجه��ا خالل المهل��ة المحددة لذلك‬ ‫ضمن فت��رة اإلصدار الع��ام للبطاقات‬ ‫الشخصية‪.‬‬ ‫المادة (‪:)11‬‬ ‫أ ــ��ـ يعاق��ب بالغرامة م��ن ‪1000‬‬ ‫إلى ‪ 5000‬ليرة س��ورية من اس��تعمل‬ ‫بطاقت��ه الش��خصية قب��ل تبديلها في‬

‫ح��ال إج��راء تصحي��ح أو تعدي��ل على‬ ‫بياناتها‪.‬‬ ‫ب ــ يعاقب بالحبس من ش��هرين‬ ‫إلى ستة أش��هر أو بالغرامة من ‪1000‬‬ ‫إلى ‪ 5000‬ليرة س��ورية من اس��تعمل‬ ‫بطاقته الش��خصية بعد ادعائه فقدها‬ ‫وحصوله على بديل عنها‪.‬‬ ‫الم��ادة (‪ :)12‬يعاق��ب بالعقوب��ات‬ ‫المنصوص عنه��ا في قانون العقوبات‬ ‫العام‪:‬‬ ‫أ ـ��ـ م��ن اس��تعمل البطاق��ة‬ ‫الش��خصية للغي��ر أو مك��ن الغي��ر من‬ ‫استعمال بطاقته بشكل غير مشروع‪.‬‬ ‫ب ــ من قام بالتعريف المنصوص‬ ‫عليه ف��ي الم��ادة ‪ 4‬من ه��ذا القانون‬ ‫على وجه يخالف الحقيقة‪.‬‬ ‫ج ـ��ـ م��ن حص��ل عل��ى بطاق��ة‬ ‫ش��خصية اس��تنادا لتعري��ف مخال��ف‬ ‫للحقيقة‪.‬‬ ‫المادة (‪ :)13‬يجوز بقرار من وزير‬ ‫الداخلية عند اس��تبدال نموذج البطاقة‬ ‫الش��خصية خالل فترة اإلص��دار العام‬ ‫للبطاقات الش��خصية تكليف العاملين‬ ‫الذي��ن يقوم��ون بهذا العمل بس��اعات‬ ‫عم��ل إضافي��ة تزيد عن عدد س��اعات‬ ‫العم��ل الرس��مية المق��ررة أص��وال‬ ‫ومنحهم لقاء س��اعات العمل اإلضافية‬ ‫الفعلي��ة تعويضا ال يتجاوز مقداره ‪40‬‬ ‫بالمئ��ة من األج��ر الش��هري المقطوع‬ ‫وبم��ا ال يزيد على ‪ 1500‬ليرة س��ورية‬ ‫شهريا‪.‬‬ ‫الم��ادة (‪ :)14‬ينته��ي العم��ل‬ ‫بالبطاقات الشخصية الحالية الصادرة‬ ‫بمقتضى المرس��وم التش��ريعي رقم‬ ‫‪ 11‬تاري��خ ‪ 1981 / 5 / 14‬الت��ي ل��م‬ ‫يتم اس��تبدالها بمقتضى هذا القانون‬ ‫اعتب��اراً م��ن الي��وم ال��ذي يل��ي تاريخ‬ ‫انتهاء فت��رة اإلصدار الع��ام للبطاقات‬ ‫الشخصية التي يحددها وزير الداخلية‬ ‫بقرار منه‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ف��ي زاويتن��ا الي��وم نع��رض‬ ‫لقان��ون البطاق��ة الش��خصية الجديد‬ ‫التي تعب��ر وفق��ًا لمتنه دلي� ً‬ ‫لا قانونيًا‬ ‫إلثبات ش��خصية صاحبها منذ حصوله‬ ‫عليه��ا ويتعين عليه حملها باس��تمرار‬ ‫وإبرازه��ا إل��ى الس��لطات العامة عند‬ ‫الطل��ب‪ .‬ومج��رد إب��راز الهوي��ة عل��ى‬ ‫الحواج��ز يقتضي التعري��ف وينحصر‬ ‫دور العنص��ر األمن��ي ف��ي مطابق��ة‬ ‫الص��ورة مع حام��ل الهوية بعي��داً عن‬ ‫التح��رش واإلزع��اج ال��ذي ب��ات زاد‬ ‫الس��وريين اليومي‪ ،‬وقد أشارت اللجنة‬ ‫السورية لحقوق اإلنسان إلى "عشرات‬ ‫التقاري��ر التي تش��ير إل��ى أن التوقيف‬ ‫اإلجب��اري أم��ام الحواج��ز المدعم��ة‬ ‫بالدباب��ات واألس��لحة الثقيل��ة يعن��ي‬ ‫إهان��ة المواطني��ن واعتق��ال بعضهم‬ ‫ومصادرة س��ياراتهم وسرقة نقودهم‬ ‫والمقتنيات الثمينة‪ ،‬ومعاكس��ة النساء‬ ‫وإهانته��ن‪ ،‬وف��ي كثي��ر م��ن األحيان‬ ‫تنتهي بإط�لاق الن��ار وخصوصًا على‬ ‫أولئ��ك الذين يتجرؤون وي��ردون على‬ ‫اإلهانات الموجهة إليهم"‪.‬‬ ‫وأضاف��ت اللجن��ة‪" :‬عن��د التدقيق‬ ‫على الهويات يكفي أن ينتمي المواطن‬ ‫إل��ى األماك��ن المنتفضة ض��د النظام‬ ‫وحم��ص تحدي��داً لتوج��ه إلي��ه التهم‬ ‫وليه��ان ولين��ال بأق��ذع الش��تائم من‬ ‫عناصر األمن والمخابرات والش��بيحة‪،‬‬ ‫واألم��ر ينس��حب عل��ى المناط��ق‬ ‫المش��تعلة األخ��رى مثل درع��ا وحماة‬ ‫ودير الزور وريف دمشق وإدلب"‪.‬‬ ‫وأوضح��ت اللجن��ة أن "عناص��ر‬ ‫األمن والشبيحة الذين يستهلون ركاب‬ ‫الس��يارة بكلم��ات الش��تائم المنافي��ة‬ ‫لألخ�لاق العام��ة واآلداب والحش��مة‬ ‫يطلب��ون منهم أن يطأطئوا رؤوس��هم‬ ‫وال ينظروا إلى عناص��ر دورية الحاجز‬ ‫وإال كان��ت العقوبة صفع��ة في الوجه‬ ‫أو قد تنتهي إلى رصاصة في الرأس"‪.‬‬ ‫وأك��دت اللجن��ة أن "الم��رور‬ ‫وخصوص��ًا بالس��يارات مخاطرة كبيرة‬ ‫في ش��وارع العاصمة السورية والمدن‬ ‫واألماك��ن الت��ي يس��يطر عليه��ا أمن‬ ‫النظ��ام وش��بيحته الذي��ن ال يلتزمون‬ ‫بنظام وال قانون وال دس��تور وال أدب‪..‬‬ ‫لك��ن التح��رك الليلي يصب��ح مخاطرة‬ ‫كب��رى قد يفقد المواط��ن فيها حياته‪،‬‬ ‫وخصوص��ًا أن كان ألمر ط��ارئ كنقل‬ ‫مري��ض أو مص��اب إلى مستش��فى أو‬ ‫للبحث عن قريب مفقود"‪.‬‬ ‫وقال��ت اللجن��ة الس��ورية لحقوق‬ ‫اإلنس��ان ف��ي بي��ان له��ا‪" :‬ونح��ن‬ ‫نع��رض للعال��م ص��ورة موج��زة لم��ا‬ ‫يعاني��ه المواطنون الس��وريون وحتى‬ ‫الصامتون منه��م أو الموالون للنظام؛‬ ‫نعجب من الصمت المطبق الذي انتابه‬ ‫وانتاب األمم المتحدة ومنظماتها التي‬ ‫تدافع عن الحري��ات العامة وتدافع عن‬ ‫حرية البش��ر في التنقل داخل مدنهم‬ ‫وبلداتهم وداخل البالد وخارجها والتي‬ ‫تنص عليها المواثي��ق الدولية وينص‬ ‫عليه��ا الدس��تور الس��وري‪ ،‬نعجب من‬ ‫صمتهم على جرائم النظام الس��وري‬

‫‪21‬‬


‫و�سام احلموي‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫عل��ى بروفاي��ل المواطن الس��وري بتالق��ي صور كل‬ ‫العالم إال صورتو‪..‬‬

‫ف�ضيل اخلطيب‬

‫بع��ض الغ��رب يؤلم��ه ضميره عل��ى ضياع (ش��رعية)‬ ‫مرس��ي‪ ،‬وكان ه��ذا البع��ض يعترف بش��رعية مبارك‬ ‫وتوري��ث المج��رم البهيم��ي الس��وري!‪ ..‬بدك��ن هيئة‬ ‫شرعية تعملكن شوية من شرعيتها!‪..‬‬

‫هاين عبا�س‬

‫ومش��تاق في ه��ذه اللحظة بالذات لقع��دة في غرفتي‬ ‫على الس��طح بالمخيم ووس��ام عباس حام��ل هالعود‬ ‫وعم بيدق ويغني‪ ..‬بغيبتك نزل الشتي‪ ..‬قومي طلعي‬ ‫عالب��ال‪( ..‬وطبعاً ما كان ف��ي وال وحدة لتطلع ال عالبال‬ ‫وال عالس��طح‪ ..‬ألن حارتنا كانت أكثر حارة ذكورية في‬ ‫العالم‪ ..‬فش وال بنت)‪..‬‬

‫جمال جمال‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬

‫الس��ادة اعضاء االئتالف‪ ..‬إس��مو قاعدين ال ش��غلة وال‬ ‫عمل��ة‪ ،‬ش��و رأيكم تش��تغلون على موض��وع الضغط‬ ‫عل��ى الجامع��ة العربي��ة وال��دول الت��ي اعترف��ت بكم‬ ‫للس��ماح لس��فاراتكم العتيدة بتجديد وتمديد جوازات‬ ‫س��فر الرعية؟؟ ت��را قيمة تجديد الج��واز صارت ‪1315‬‬ ‫دره��م‪ ،‬إعمل��وا ش��وي دس��كاونت راح تالق��ون حتى‬ ‫الش��بيحة يجددون جوازاتهم عندك��م‪ ..‬تخيلوا المبالغ‬ ‫التي ستجنوها‪..‬‬

‫عدنان باكريا‬

‫ليس��ت المصيبة أن ينظر ك ًال منا للمشكلة من زاويته‬ ‫الخاصة‪ ..‬بل المصيبة أن يعتقد بكلية رؤيته وامتالكه‬ ‫للح��ل المثال��ي‪ ..‬واألس��وء أن يدعّ��م منطق��ه بكالم‬ ‫دين��ي‪ ..‬فيصبح من يخالفه علماني كافر بالدين واهلل‬ ‫والرسول‪.‬‬

‫علي ديوب‬

‫لطالم��ا كنت أبرّئ الناس‪ ،‬ألنهم مش��غولون بمس��ائل‬ ‫غير السياسة‪ ،‬وأقصر لومي علی قيادة المعارضة التي‬ ‫تنطحت لمهمةٍ‪ ،‬فلم تحسن القيام بها ‪ -‬حتی بالمعنی‬ ‫المهني‪ ،‬بل استمرأت منافعها‪ ،‬فطنشت حتی عن شرف‬ ‫االعتراف بالفش��ل‪ ،‬وتقديم االس��تقالة‪ ،‬لوضع الملفات‬ ‫بيد جيل ش��اب من الداخل‪ ،‬يمك��ن أن يكون منتخبا من‬ ‫الناس الذين يحمون الثورة من السقوط‪.‬‬

‫هاال حممد‬

‫النظام المجرم أودى بس��وريا إلى الجحيم في صفقة‪،‬‬ ‫كي يبقى ولن يبقى‪ ..‬سترحل جحافل الطائفية خلفه‪.‬‬ ‫ستبقى سوريا والشعب السوري العظيم‪.‬‬

‫شكل آخر من أشكال االحتالل المتعددة‪ ،‬عندما تُسيّس األديان وتتحول ألدوات سطو‬ ‫على مس��تقبل البشر وحاضرهم‪ ،‬ووس��يلة للهيمنة على حياتهم وحكم مصائرهم‪ ،‬وعندما‬ ‫تُصوّر أي محاولة لمعارضة هذا التسييس البخس على أنها كفر ال يرد إال بحد السيف!‪..‬‬ ‫تتضاع��ف الخطورة عندما يطفوا أصحاب هذا النهج االحتاللي على س��طح الثورات بعد‬ ‫أن أفس��دوا ما أمكن من مبادئ الثورة المناهضة في أساسها لفرضية حكمهم وتسلطهم‬ ‫وانتهجوا لهم نهجاً بات معروفاً جيداً مفاده (نحن أو ال أحد‪ ،‬نحن أو نحرق البلد)‪..‬‬

‫‪‎‬محمود محمود‪‎‬‬

‫ق�صي ال�شويكة‬ ‫حافظ األس��د ووريثه ليس��ا أكثر من ذل��ك الرمز الذي‬ ‫احتفلوا بافتتاح نصب له البارحة‪ ،‬بوط منتن ورصاصة‬ ‫قاتلة‪ .‬عقود مضنية من تاريخ سوريّا تتلخص بذلك‪.‬‬

‫عروة الأحمد‬

‫السّ��نديان المتج��ذّرُ في‬ ‫من قلبي س�لامٌ للك��ورد‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫األرض والتاريخ‪ ..‬نع��م‪ ..‬فهناكَ للكرديّ غيرُ‬ ‫أص��ول ِ‬ ‫الريح‪.‬‬

‫ف�ضيل اخلطيب‬

‫لألسد عش��ر عورات‪ ،‬يس��تر الروس ومالليهم واحدة‪،‬‬ ‫وأمراء جبهة النصرة ودولة العراق والش��ام اإلسالمية‬ ‫وأقربائهم يسترون الباقية!‪..‬‬

‫فادي زيدان‬

‫أس��تغرب م��ن كل عب��دة الحذاء العس��كري‪ ..‬أليس��ت‬ ‫الخوذة أول��ى بالتقديس ألنها تحم��ي الدماغ ال أصابع‬ ‫القدمين‪..‬‬

‫�سيما حبيب‬

‫بالل��ك هالطیرة ی��ا حمامة‪ ..‬قصف عدمّر وإش��تباکات‬ ‫بالهامة!‪ - ..‬أبو الخلیل القباني‪2013 ،‬‬

‫وائل قي�س‬

‫بس بدي أفهم مين هالعرصا اللي ضحك على س��يف‬ ‫الدين سبيعي وقلو إنو هو أحسن من هيتشكوك!‪..‬‬

‫غيث الزعيم‬

‫يللي عمل من البوط العس��كري مزهرية ممكن يعمل‬ ‫من كرسي الحمام زبدية شوربة‪..‬‬

‫مثنى مهدي‬

‫حت��ى بزيارتو لداريا‪ .‬م��ا لبس البدل��ة!‪( ..‬البدلة بدها‬ ‫غسيل)‪..‬‬ ‫وما يغسلها!‪( ..‬الجيش الباسل سرق الغسّالة)‪..‬‬

‫عمر فليحان‬ ‫وف��اة عبد القادر قدورة‪ ..‬ما بق��ي غير عبد اهلل االحمر‬ ‫ينافس الصبوحة عاللقب‪..‬‬

‫منال �إ�سماعيل‬ ‫بمناسبة عيد الجيش‪ ..‬تحيّة للمدنيّين العزّل‪.‬‬

‫ر�ضوان الغر�سي‬ ‫كل ي��وم في س��وريا‪ ..‬للصائ��م فرحت��ان‪ ،‬فرح ٌة حين‬ ‫يفطر وفرح ٌة حين يالقي ربهُ‪.‬‬

‫ليلى العودات‬ ‫وبموت ش��ارون يتراجع حافظ األسد لمرتبة تاني أسوأ‬ ‫مجرم ميت ويتصدر بشار األس��د القائمة بموقع أسوأ‬ ‫مجرم حي على اإلطالق‪..‬‬

‫عبود �سعيد‬ ‫ـ شو عملت للثورة انت؟‬ ‫ـ أنا!!!! روح ش��وف عالفيس��بوك ش��و عمل��ت ما خليت‬ ‫بيان ما وقعت علي��ه مظاهرات إلكترونية كل يوم كل‬ ‫ي��وم أطلع‪ ،‬اهلل وكيلك إيدي على اإلنتر وكل ما تنش��أ‬ ‫صفحة لش��هيد أضغط اليك وعيوني مفتحين عش��رة‬ ‫على عش��رة على صفحة يارا صب��ري انتظرها كل ما‬ ‫قالت‪ :‬فالن حر‪ ..‬أكتبلها تعليق‪ :‬حر فحر فحر‪..‬‬

‫منهل باري�ش‬ ‫بالصدفة‪ ،‬وانا عم قلب بالتلفزيون طلع بوجهي ماهر‬ ‫صليبي بمسلسل أعتقد اسمه والدة من الخاصرة‪ .‬كان‬ ‫ماس��ك القبضة وعم يحكي مع العملي��ات‪ ..‬حدا يقول‬ ‫لهدا المخرج الحمار يعلم ممثليه إنو في زر اس��مه ‪ptt‬‬ ‫الزم ينكبس حتى يقدر الضابط يحكي مع العمليات‪.‬‬

‫ع�ساف الع�ساف‬ ‫تمني��ت أن يكون ه��ذا البوط من الكيك او الش��وكوال‪،‬‬ ‫حت��ى إذا ماج��اع عابده أكله وأس��كت ب��ه جوعه‪ ..‬أهل‬ ‫الجاهلية‪ ..‬بيفهموا‪..‬‬

‫يف حقيقة الطائف ّية‬ ‫نقطة نظام‬ ‫الطائفيّ��ة في منطقتنا العربيّة قضيّة « سياس��يّة‬ ‫«بامتياز‪ ،‬وليس��ت خياراً « ش��عبيّاً « أب��داً ؛ دُفعتْ‬ ‫وتُد َفع األموال الطائلة من أجل تغذيتها‪ ،‬ونش�� ِرها‪،‬‬ ‫وتجذيره��ا في عقول البس��طاء من الن��اس ؛ ليتمّ‬ ‫اس��تثمار نتائجه��ا الكارثيّة الحقاً‪ ،‬في المس��تويين‬ ‫السياسي (التوسّعي االستعماري)‪ ،‬واالقتصادي‪.‬‬ ‫ال أح��د يصب��ح طائفيّاً هكذا فجأة‪ ،‬ولمج��رّد أنه فقد‬ ‫عزي��زاً أو صديق��اً ؛ فردّ الفعل « الغريزي « لإلنس��ان‬ ‫في مث��ل هكذا ح��االت‪ ،‬ه��و أن يف ّك��ر باالنتقام من‬ ‫القات��ل ذاته‪ ،‬ولكنّ��ه ال يف ّكر باالنتق��ام من الجماعة‬ ‫الدينيّ��ة أو الطائفيّ��ة الت��ي ينتم��ي إليه��ا الجاني‬ ‫(القاتل) ؛ إال إذا قال له ش��خص آخر ه��ذا‪ ..‬الطائفيّة‬ ‫ذهنيّ��ة ونمط من الثقافة (العنيفة ال ّالإنس��انيّة في‬ ‫جوهره��ا) يُربّ��ى عليه��ا الطفل‪ ،‬وتُغ��رس في عقله‬ ‫غرس��اً‪ ،‬حتى تصبح جزءاً من شخصيّة ووعيه وجدانه‬ ‫أيضاً‪ ،‬وهذا األمر ال يتمّ ما لم تتو ّفر له « مؤسّس��ات‬ ‫« ترع��اه وتموّله وتقوم علي��ه (تبني له الدور‪ ،‬وتطبع‬ ‫ل��ه الكتب والمنش��ورات‪ ،‬وترعى تلك ال��دّور‪ّ ،‬‬ ‫وتنظم‬ ‫رحالت الحجيج إليها‪ ،‬وطقوس « العبادة «فيها‪ ..‬الخ) ؛‬ ‫ظاهرها ديني‪ ،‬وباطنها مصلحي سياسي واقتصادي‪..‬‬ ‫هذه هي الحقيقة‪ ،‬وكاذب م��ن يدّعي خالف ذلك‪..‬‬ ‫كاذب ويعلم أنه كاذب‪.‬‬ ‫أنس العربي‬ ‫أصدقائي األعزّاء‪ ..‬جئت اليوم إلى مدينة الرقة وأنا‬ ‫أش��عر بالس��عادة لس��ببين‪ ،‬أولهما أنني على أرض‬ ‫س��وريا الوطن وفي مدينة محررة‪ ،‬والس��بب الثاني‬ ‫اإلس��تقبال الرائع من قبل هذه المدين��ة الجميلة‪..‬‬ ‫عشتُ أمس��ية رمضانية من أحلى ما يكون والناس‬ ‫في الش��وارع بحريّة ووئام‪ ،‬إنها صورة للوطن الذي‬ ‫نريده لكل السوريين‪..‬‬ ‫طبعاً ال يوجد شيئ كامل‪ ،‬لكن اإلنطالق جيد‪ ..‬أدعو‬ ‫لي بالتوفيق من أجل المهمة التي جئت من أجلها‪..‬‬ ‫أن الثورة ليست تو ّقعات بل إلتزام!‪ ..‬السالم عليكم‬ ‫وشهر رمضان كريم علينا أجمعين‪.‬‬ ‫‪Paolo Dall'Oglio‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصريح الظواهري‪ ..‬بأنه س��يقوم بشن هجوم على‬ ‫جميع المواقع األميركية‪!!..‬‬ ‫و غالبية الس��وريين من يملكون الرؤية االس��تراتيجية‬ ‫والق��درة على التحليلي السياس��ي يعرف��ون تماما قبل‬ ‫وبع��د تصريح كلينت��ون بأنهم هم «األمي��ركان « من‬ ‫قاموا بإنش��اء الفاعدة لضرب السوفييت من خاللها‪ ..‬و‬ ‫صَدروها للدول ولكل دولة حسب ضرورتها المرحلية‪..‬‬ ‫الظواهري اليتحرك إال بما يخدم أميركا‪ ..‬كتصريحه‬ ‫في بداية الثورة بأنه يدعم الثوار في سوريا لترسيخ‬ ‫ب��أن الثورة اس�لامية ويجب على القاع��دة دعمها‪..‬‬ ‫وبن��اء علي��ه أرس��لوا لن��ا جبه��ة النص��رة والهيئة‬ ‫الشرعية وكتائب بالد الشام والعراق وطالبان وأحرار‬ ‫الشام‪ ..‬ومجموعة من الضباط «القادة» المشكوك‬ ‫بوالءاته��م المش��بوهة والمدان��ة وبمارس��اتهم‪..‬‬ ‫وعنفهم‪ ..‬وقسوتهم‪..‬‬ ‫ه��ل الزال هن��اك م��ن يش��كك ب��والءات القاع��دة‬ ‫وأجنداتها األميركية؟؟!!‬ ‫ه��ل من الزال هن��اك من يصدق ه��ذه التصريحات‬ ‫الجوفاء والتي التنطلي إال على‬ ‫الس��ذج والبس��طاء من الجماهير» الذكية والعارفة‬ ‫ببواطن األمور»‪..‬؟؟!!!‬ ‫عزة البحرة‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬ ‫حرستا | دوار الثانوية‬


‫حكايا المسافر ‪. .‬‬

‫ق��ال للمس��افر الذي التقى به عن��د الجدار هناك‪ :‬س��أصمت ولن أنطق‬ ‫بحرف حتى يصغي الكبار لصغارهم‪ .‬فأصبح خفقان قلب المس��افر سريعًا‬ ‫م��ن ش��دة خوفه مما ع��زم عليه ذاك الصب��ي‪ ،‬ثم أضحى صوت��ه في أغلب‬ ‫أرجاء البالد للكبار مسموعًا وفي صدورهم ينبض يأسًا‪ .‬وبعد مضي بضعة‬ ‫أزم��ان ع��اد المس��افر إليه وعند نف��س الجدار وج��ده واقفاً وم��ا زال الفتى‬ ‫صغيراً‪ .‬فاقترب منه وقال‪ :‬أرجوك اعدل عن صمتك وتكلم لمرة أخيرة‪ ،‬فلم‬ ‫نعد لهذا اليأس وذاك الصوت نحتمل صبراً‪ ،‬أرجوك بأن تعلمنا اإلصغاء لكم‬

‫حتى نجد لخالصنا سبي ً‬ ‫ال‪ .‬لكن الصبي اكتفى بالنظر إلى عينيه وبحزن وألم‬ ‫شديدين‪ ،‬فأدرك المسافر بتلك النظرات بأن اإلصغاء ال يُدرس وبأنه فطرة‬ ‫اإلنس��ان‪ .‬بعد ذلك خط خطاه نحو قلبه حين كان طف ً‬ ‫ال‪ ،‬فهناك س��يجد من‬ ‫القيم ما يجعل من الناس أحراراً وتمسي بهم األرض جنانًا‪.‬‬ ‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬ ‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو‬ ‫دقق النصوص‪ :‬سيما نصّار‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬

‫الطـــــيب‬ ‫مـــــر�آة ِ‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫كاريكاتير العدد | الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪23‬‬


‫الإعالم م�س�ؤولية ولي�ست منابر ت�شهري‬ ‫نريدها �صحافة حرة ال �صحافة �صفراء‬

‫رصيف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 4 | )98‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫اإلع�لام هو اإلب�لاغ‪ ،‬ونق��ل الحقائق‪،‬‬ ‫والمعلوم��ات الدقيق��ة والموثقة‪ ،‬ونش��رها‬ ‫لل��رأي الع��ام‪ ،‬وتقنيات اإلع�لام اإللكتروني‬ ‫المتسارعة والمتالحقة تفرض واقعاً جديداً‪،‬‬ ‫سيفرض بدوره ترسيخ مفاهيم واستراتيجية‬ ‫اإلعالم الح��ر والمتوازن والواعي واألهم من‬ ‫ه��ذا كل��ه اإلع�لام المس��ؤول‪ ،‬ألن الحرية‬ ‫مس��ؤولية بكل ما للكلمة م��ن معنى‪ ،‬وألن‬ ‫اإلعالم كان وما زال ه��و األداة األهم لصنع‬ ‫التغيير اإليجابي وتكريس الحريات السياسية‬ ‫والثقافية واالجتماعية والمجتمعية والفكرية‬ ‫وحتى التعليمية‪.‬‬ ‫وفي ظل تزايد وس��ائل اإلعالم وخاصة‬ ‫االلكتروني��ة منه��ا‪ ،‬أصب��ح م��ن الس��هولة‬ ‫واليس��ر الحصول عل��ى المعلوم��ة الدقيقة‬ ‫والصحيحة‪ ،‬والتمييز بين الوسيلة الموجهة‬ ‫بمال سياس��ي أو تجاري أو ش��خصي‪ ،‬وبين‬ ‫الوسيلة الوطنية الشفافة‪ ،‬ومآل الوسيلتين‬ ‫إلى الفرز حيث س��تتصاعد وس��ائل إعالمية‬ ‫وتس��قط أخرى‪ ،‬وفي الوقت القريب العاجل‬ ‫لن يكون ألي إعالم موجه أي تأثير ومستقبله الزوال‪.‬‬ ‫وله��ذا يتحمل إع�لام الثورة مس��ؤولية مضاعفة في‬ ‫تكري��س مفاهي��م وأه��داف الث��ورة التي دفع الس��وريون‬ ‫حياتهم ثمن��اً لتحقيقها‪ ،‬ولنش��ر ثقاف��ة ومفاهيم جديدة‬ ‫تس��هم ف��ي بن��اء س��ورية الحري��ة والعدال��ة والمواطنة‬ ‫والقان��ون‪ ،‬والعمل وفق اس��تراتيجية إعالمي��ة مبنية على‬ ‫أساس��يات وقواعد العمل الصحفي ودوره البناء في تشكيل‬ ‫الثقافة المجتمعية والسياسية‪.‬‬ ‫الث��ورة أف��رزت إعالمييه��ا وكتابه��ا م��ن محرري��ن‬ ‫وصحفيي��ن ميدانيي��ن ومصوري��ن مميزين نقل��وا صورة‬ ‫مواجه��ة النظ��ام الدموية للثورة التي اس��تمرت س��لمية‬ ‫ألكثر من س��ت أش��هر‪ ،‬خاطروا بحياتهم م��ن قلب الحدث‬ ‫إلظهار االستبداد بأش��كاله المختلفة‪ ،‬ولنقل ما تعرض له‬ ‫الس��وريون من قتل وذبح وتهجير وحرق وتنكيل ومالحقة‬ ‫وتدمي��ر همجي للحجر والبش��ر والتراث واآلث��ار‪ ،‬ولدحض‬ ‫ما تبثه وس��ائل إعالم النظام من فبرك��ة وتضليل وتزوير‬ ‫للحقائق‪.‬‬ ‫وتأس��س عدداً كبيراً من وسائل إعالم الثورة المرئية‬ ‫والمق��روءة والمس��موعة‪ ،‬لتنقل��ب على الواق��ع اإلعالمي‬ ‫التبعي الذي كان مكرس��اً لخدمة السلطة وتلميع صورتها‬ ‫وقل��ب الحقائ��ق وتجمي��ل األخط��اء‪ ،‬وب��رز كأداة ثوري��ة‬ ‫ومجتمعية لنقل أخبار الثورة وتداعياتها وتش��خيص الواقع‬ ‫بإيجابيات��ه وس��لبياته‪ ،‬وطرح س��يل م��ن األف��كار القابلة‬ ‫للمناقشة حول مستقبل سورية‪.‬‬ ‫جزء من إعالم الثورة اتبع نهجاً وإستراتيجية إعالمية‬ ‫دون تخطيط لذلك‪ ،‬وإنما حاكى المفاهيم والقيم اإلعالمية‬ ‫األكاديمية والعملية بش��كل تراكمي وأثبت وجوده بقوة‪،‬‬ ‫وج��زءاً آخر دأب على بث الفتن��ة الطائفية والتحريض على‬ ‫االنتق��ام من اآلخ��ر واإلفتاء بم��ا ال يقبله عق��ل أو دين أو‬ ‫أخ�لاق وخاصة في بع��ض الفضائيات التي انتش��رت بين‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫ليل��ة وضحاها تح��ت مس��ميات مختلفة والتي يب��دو أنها‬ ‫أنش��ئت لهذا الغ��رض‪ ،‬والت��ي تصب في نهاي��ة المطاف‬ ‫ف��ي مصلحة النظام‪ ،‬ومنها من يش��تري بعض المتنفذين‬ ‫من الكتائب المتش��ددة الموالية للنظام وتحريضها لمنع‬ ‫بعض الوس��ائل اإلعالمية التي أثبتت وجودها على األرض‬ ‫بمهنيته��ا‪ ،‬وعلى مالحق��ة الناش��طين واإلعالميين ممن‬ ‫ينقل��ون األخبار م��ن قلب الح��دث مجازفين ف��ي حياتهم‬ ‫لتحقيق أهداف الثورة‪ ،‬ومنها من تحول إلى صحافة صفراء‬ ‫تبث السم في الدسم وتتناول مواضيع عدة بهدف اإلساءة‬ ‫إلى أش��خاص معينة دون وثائ��ق أو إثباتات وهذا ما يهدد‬ ‫ف��ي تفتيت الجهود وزرع الش��ك والريبة في أي عمل يقوم‬ ‫به السوريون‪ ،‬وهؤالء ال يقلون سوءاً عن الكتائب الدخيلة‬ ‫أو العميل��ة للنظام التي تحاول ب��كل جهودها القضاء على‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫كس��ر بعض إعالم الثورة المحرمات التي كانت تكبل‬ ‫اإلع�لام التقليدي‪ ،‬واس��تطاع تقديم األف��كار والطروحات‬ ‫المختلف��ة للتغيي��ر والتطوي��ر وفق صيغ تش��اركية‪ ،‬وقدم‬ ‫ص��ور نقدي��ة مختلفة لبع��ض اآللي��ات والتصرف��ات التي‬ ‫مارس��ها الثوار‪ ،‬ولذا البد من دعم الوسائل اإلعالمية التي‬ ‫اس��تطاعت أن تكون من بداية الثورة كاشفة وشفافة في‬ ‫نقل األخبار بتفاصيلها‪ ،‬وتحدثت عن األخطاء التي يرتكبها‬ ‫الث��وار قبل أن تتح��دث عن جرائ��م وقذارة النظ��ام‪ ،‬ألننا‬ ‫نريده��ا ثورة نظيف��ة نقية وطاهرة وناج��زة بأيدي أبنائنا‬ ‫الشرفاء‪.‬‬ ‫علينا اآلن أن نلتزم بالقواعد اإلعالمية التي تس��اهم‬ ‫في تس��ليط الضوء على األخطاء التي ترتكب باسم الثورة‬ ‫وتصحيحه��ا والحؤول دون تكرارها لم��ا لها من ضرر على‬ ‫مس��ار الثورة‪ ،‬واالبتعاد عن التش��هير والشخصنة ألنه في‬ ‫النهاي��ة ما يهمن��ا هو الفعل ونتائجه وال يهمنا الش��خص‬ ‫وعائلت��ه‪ ،‬فتراك��م األخط��اء اإلعالمية يعكس ص��ورة غير‬ ‫حقيقي��ة عن الثورة والث��وار داخلياً وخارجي��اً‪ ،‬وعدم توزيع‬ ‫االتهام��ات المجاني��ة دون دليل موثق يلص��ق على نفس‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)68409‬‬ ‫دمشق‪5188 :‬‬ ‫ريف دمشق‪15462 :‬‬ ‫حمص‪10650 :‬‬ ‫درعا‪5962 :‬‬ ‫إدلب‪7855 :‬‬ ‫حلب‪10976 :‬‬

‫دير الزور‪4259 :‬‬ ‫الرقة‪826 :‬‬ ‫السويداء‪48 :‬‬ ‫حماة‪4864 :‬‬ ‫الالذقية‪803 :‬‬ ‫طرطوس‪306 :‬‬ ‫الحسكة‪487 :‬‬ ‫القنيطرة‪333 :‬‬

‫زليخة سالم‬

‫الصفحة التي ينش��ر فيها أي موضوع‪ ،‬فنحن‬ ‫نري��د صحافة الثورة صحافة وقائع وليس��ت‬ ‫صحافة فضائح‪.‬‬ ‫وم��ن المالح��ظ أن البع��ض أنش��أ‬ ‫صفحات ومواقع الكتروني��ة للترويج لبعض‬ ‫الش��خصيات وكأننا في حمل��ة انتخابية قبل‬ ‫أن يسقط النظام‪ ،‬ترى فيها استنساخ لثقافة‬ ‫التروي��ج وتلميع صور النظ��ام‪ ،‬في مرحلة ال‬ ‫يمكن لشخص كائناً من كان أن يبرز إال من‬ ‫خالل عمله وبما قدمه للثورة‪ ،‬وهذه األفعال‬ ‫تبدو جلية للعيان وال تحتاج إلى ترويج‪.‬‬ ‫اإلعالم الذي ش��هد تغيراً وتحو ًال جذرياً‬ ‫بعد الربيع العربي‪ ،‬أصبح سالحاً أشد فتكاً من‬ ‫الرصاص إذا اس��تخدم بطريقة خطأ‪ ،‬وخاصةً‬ ‫إذا كان رهينة للمال السياس��ي‪ ،‬أو التجاري أو‬ ‫االبتزازي‪ ،‬ومما نراه ونعيشه فالرصاصة تقتل‬ ‫ش��خص واحد وينتهي الموضوع‪ ،‬أما الكلمة‬ ‫فهي أثير ينتقل من شخص إلى شخص ومن‬ ‫جي��ل إلى جيل ونح��ن في هذا الزم��ن مازلنا‬ ‫نكرر ونردد أف��كار وكلمات الكثير من عظماء وعلماء وكتاب‬ ‫وش��عراء العصور الحجرية‪ ،‬وفي عصرنا هذا الذي تنتشر فيه‬ ‫الكلمة كالنار في الهش��يم في ثوان��ي معدودة على المواقع‬ ‫االلكترونية ووس��ائل اإلعالم المرئية والمس��موعة‪ ،‬تصبح‬ ‫المسؤولية أكبر في اختيارها‪.‬‬ ‫من يؤسس في هذا الوقت الذي نعيش فيه ازدواجية‬ ‫االحتالل األس��دي‪ ،‬وقيام الثورة‪ ،‬والعمل في هذه الظروف‬ ‫الصعب��ة والقاتل��ة‪ ،‬م��ن الحصول عل��ى المعلوم��ات‪ ،‬إلى‬ ‫المالحقات األمنية للصحفيين والتضييق عليهم‪ ،‬وانقطاع‬ ‫الكهرباء واالنترنيت‪ ،‬لمش��روع يعم��ل وفق جوهر القواعد‬ ‫اإلعالمي��ة واالس��تقاللية وحرية الرأي المس��ؤولة‪ ،‬ونش��ر‬ ‫ثقافة الحوار الواعي وخلق منابر له‪ ،‬بمشاركة جميع شرائح‬ ‫المجتمع‪ ،‬س��يتمكن من اس��تقطاب القراء والمش��اهدين‪،‬‬ ‫ومن المس��اهمة في عملية التغيير االجتماعي‪ ،‬ومن اثبات‬ ‫وج��وده بق��وة في س��وريتنا الح��رة‪ ،‬ومن أمته��ن التجارة‬ ‫اإلعالمية وغاياتها الس��لبية كثيرة فلن يكون له وجود في‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫الثورة الس��ورية العظيمة هي ثورة على كل أش��كال‬ ‫القم��ع واالس��تبداد والتقيي��د واإلجحاف‪ .‬واإلع�لام جزء ال‬ ‫يتج��زأ من منظومة القمع التي كانت س��ائدة‪ ،‬وربما كانت‬ ‫األش��د‪ ،‬حيث كان اإلعالم وموظفيه مرهونين بالمحددات‬ ‫والهوام��ش التي يحددها النظ��ام أو باألحرى األمن‪ ،‬حتى‬ ‫تحول تدريجياً إلى إعالن يمجد ويخلد القائد‬ ‫األوح��د وعصابته‪ ،‬ويتحفن��ا يومياً بإنج��ازات وهمية‬ ‫وبطوالت لس��لطة وحكومة الدمى‪ ،‬ولس��ارقي البلد‪ ،‬ولذا‬ ‫يلزمه ثورة لحل ارتباطه بأي سلطة قادمة‪.‬‬ ‫الطريق أمامنا طويلة ورحبة لتأسيس إعالم حر ونزيه‬ ‫ومستقل والتخلص من تأثير الحكومات أو رأس المال‪ ،‬وأن‬ ‫نكون ج��زءاً من المجتم��ع المدني‪ ،‬ونعمل عل��ى تغييرات‬ ‫جذرية ف��ي بنية اإلع�لام‪ ،‬ونأخذ دورنا الحقيقي كس��لطة‬ ‫رابعة‪.‬‬ ‫‪ 5106‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2295‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 4707‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 16494‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 51915‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 8 / 3‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.