Souriatna issue 99

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫الأردن ي�ستقبل الجئني �سوريني جدد‬ ‫و�آخرون يغادرون الأنبار �إىل �سوريا‬ ‫أعل��ن مدي��ر إدارة ش��ؤون مخيم��ات الالجئي��ن‬ ‫الس��وريين باألردن العميد الدكت��ور وضاح الحمود أن‬ ‫‪ 603‬الجئين س��وريين دخلوا األراضى األردنية منهم‬ ‫‪ 540‬الجئ��ًا عبر مختل��ف المراكز الحدودي��ة للمملكة‬ ‫بشكل رس��مي و‪ 63‬آخرين اجتازوا السياج الحدودس‬ ‫بين البلدين‪.‬‬ ‫وقال الحمود في تصريح صحفي يوم الخميس‪،‬‬ ‫أن ‪ 385‬الجئاً سوريًا تم السماح لهم بالعودة الطوعية‬ ‫لبالدهم‪ ،‬فيما غادر عبر الحدود الرسمية ‪ 226‬سوريًا‬ ‫آخرين‪ ،‬مش��يراً إل��ى أن الحاصلين عل��ى طلب اللجوء‬ ‫في المفوضي��ة العليا لألمم المتح��دة لالجئين يصل‬ ‫عددهم قرابة ‪ 509‬آالف و‪ 142‬الجئًا سوريًا‪.‬‬ ‫من جهته أعلن قائد قوات حرس الحدود األردنية‬ ‫العمي��د حس��ين الزي��ود ف��ي تصري��ح صحف��ي يوم‬ ‫األربع��اء أن قوات حرس الح��دود األردنية عملت على‬ ‫اس��تقبال الالجئين الس��وريين في مراكز االس��تقبال‬ ‫األولية ومن ثم نقلهم إلى مراكز اإليواء المختلفة‪.‬‬ ‫كما ق��ال العقي��د زاهر أبو ش��هاب مدي��ر مخيم‬ ‫"الزعتري" لالجئين السوريين بمحافظة المفرق (‪75‬‬ ‫كم ش��مال ش��رقى عمان) أن هناك ألف الجئ سوري‬ ‫مس��جلين ضمن كشوفات الراغبين بالعودة الطوعية‬ ‫إل��ى بالده��م‪ ،‬الفتًا إل��ى أنه يت��م تس��جيل وتجميع‬ ‫طالبي العودة الطوعية كل أربعة أيام‪.‬‬ ‫وأفاد بأن الس��لطات المختصة سمحت لنحو ‪412‬‬ ‫الجئاً س��ورياً بالع��ودة لبالدهم بع��د أن قاموا بتعبئة‬ ‫"نم��اذج الع��ودة الطوعي��ة" المتبع��ة ف��ي مث��ل هذه‬ ‫الح��االت‪ ،‬وتأمي��ن وس��ائل النقل الالزم��ة إليصالهم‬ ‫إل��ى إحدى نقاط الحدود مش��يراً إلى أنه تم منح ‪229‬‬ ‫الجئاً كفاالت لمغادرة المخيم وفقاً لألنظمة المتبعة‪.‬‬ ‫ولفت إلى أن هناك عمليات تعزيز يجري تنفيذها اآلن‬ ‫للس��اتر التراب��ي ح��ول مخيم"الزعتري"بهدف ضبط‬ ‫عمليات األمن وتوقيف عمليات التهريب في المخيم‪.‬‬ ‫وبدوره‪ ،‬قال مصدر حدودى أردني‪ ،‬أن ‪ 7‬الجئين‬ ‫س��وريين أصيبوا قبي��ل اجتيازهم الس��ياج الحدودى‬ ‫بين األردن وسوريا بأعيرة نارية وشظايا في مختلف‬ ‫أنحاء الجسم وتم نقلهم إلى المستشفيات الحكومية‬ ‫في المفرق والرمثا لتلقي العالج‪.‬‬ ‫ويش��ير األردن إل��ى أنه يس��تضيف حوالي ‪560‬‬ ‫ألف الجئ س��وري على أراضيه منذ اندالع األزمة فى‬ ‫سوريا منتصف شهر آذار ‪ /‬مارس ‪.2011‬‬

‫من جهة أخرى كشفت وزارة الهجرة والمهجرين‬ ‫العراقية عودة ‪ 7859‬الجئاً سورياً من مخيمات القائم‬ ‫ف��ي محافظ��ة األنبار إل��ى بلده��م‪ ،‬مؤك��دة أن عدد‬ ‫الس��وريين في إقليم كردس��تان وصل إل��ى ‪ 160‬أف‬ ‫الجئ‪.‬‬ ‫وقال مصدر مسؤول في قسم الالجئين بالوزارة‬ ‫فض��ل عدم ذكر اس��مه "أن آخر إحصائي��ة عن أعداد‬ ‫الالجئين السوريين أعدتها الوزارة بينت أن المتبقين‬ ‫‪ 2141‬الجئ��ًا فقط بعد أن كانوا عش��رة آالف موزعين‬ ‫ف��ي مخيمين في القائم يضم كل واحد منها خمس��ة‬ ‫آالف الج��ئ س��وري‪ .‬مبين��ًا أن مايق��ارب ثالث��ة آالف‬ ‫مواط��ن س��وري متواجدين في مناط��ق األنبار ليس‬ ‫كالجئي��ن ألنه��م خرجوا م��ن المخيم��ات بكفالة من‬ ‫عش��ائر المحافظة الت��ي تربطها به��م عالقات قرابة‬ ‫عائلي��ة‪ ،‬فيم��ا دخل آخ��رون بأوراقهم الرس��مية ولم‬ ‫يسجلوا كالجئين‪.‬‬ ‫وأوض��ح المص��در أن س��بب ع��ودة ‪ 7859‬الجئ��اً‬ ‫س��وريًا لب�لاده يعود إلى ش��عورهم بأنه��م مقيدون‬ ‫داخ��ل المخي��م نتيجة ع��دم الس��ماح له��م بالحركة‬ ‫والخ��روج منه‪ ،‬فض� ً‬ ‫لا عن تحس��ن األوض��اع األمنية‬ ‫في مناطقهم‪ ،‬فيم��ا خرج البعض منهم من مخيمات‬ ‫القائم بهدف البحث عن مكان لجوء افضل‪ ،‬حيث بدأوا‬

‫يتجهون إلى إقليم كردس��تان واألردن وتركيا حس��ب‬ ‫قول المصدر‪.‬‬ ‫وبي��ن أن أعداد الس��ورين المتواجدين في إقليم‬ ‫كردستان كبير جداً‪ ،‬حيث تؤكد المصادر الرسمية في‬ ‫اإلقليم أن ‪ 160‬ألف س��وري متواجدون في محافظات‬ ‫اإلقليم الثالث منه��م الجئون وآخرون دخلوا بطريقة‬ ‫شرعية‪.‬‬ ‫وأك��د أنه تم تخصي��ص مبالغ كبيرة لمس��اعدة‬ ‫الس��وريين في إقليم كردس��تان س��يما مخيم دوميز‬ ‫بدهوك‪ ،‬لك��ن المحافظ رفض توزيعها بش��كل منح‬ ‫وطال��ب بتقديمها كخدم��ات للمحافظة من أجل زيادة‬ ‫قدرته��ا على اس��تيعاب أع��داد النازحين الس��وريين‪،‬‬ ‫وهذا م��ا وافقت عليه��ا وزارة الهجرة وس��تفذه خالل‬ ‫الفترة المقبلة‪.‬‬ ‫وأش��ار إل��ى أن الوزارة مازالت مس��تمرة بتقديم‬ ‫الخدمات لالجئين في القائم‪ ،‬والمتمثلة بثالث وجبات‬ ‫غ��ذاء وخدمات صحي��ة‪ ،‬كما قامت بتوزي��ع منح مالية‬ ‫له��م لمرتين األولى كانت ‪ 400‬أل��ف دينار لكل عائلة‬ ‫و‪ 150‬أل��ف دينار للف��رد‪ ،‬والثانية تضمن��ت ‪ 300‬ألف‬ ‫دينار لكل عائلة و‪ 100‬ألف دينار للفرد‪.‬‬

‫هيومن رايت�س ووت�ش تندد مبنع فل�سطينيي �سوريا من دخول لبنان‬ ‫ن��ددت منظمة مراقبة حق��وق اإلنس��ان األميركية‬ ‫"هيومن رايتس ووتش" يوم الخميس برفض السلطات‬ ‫اللبنانية الس��ماح لمعظ��م الفلس��طينيين الهاربين من‬ ‫سوريا من دخول لبنان‪.‬‬ ‫وقالت المنظم��ة‪ ،‬ومقرها نيويورك‪ ،‬ف��ي بيان‪ ،‬أن‬ ‫الحكومة اللبنانية بدأت في الس��ادس من آب ‪ /‬أغسطس‬ ‫الج��اري بمن��ع الفلس��طينيين القادمين من س��وريا من‬ ‫دخول البالد‪.‬‬ ‫واعتبرت أن منع طالبي اللجوء من دخول البالد يعد‬ ‫"انتهاكاً اللتزامات لبنان الدولية"‪ ،‬وأش��ارت المنظمة إلى‬ ‫أن أسراً بالكامل‪ ،‬أطفا ًال ومسنين ومرضى‪ ،‬عالقون على‬ ‫الحدود‪.‬‬ ‫وطالبت ووت��ش الحكوم��ة اللبنانية بس��رعة إلغاء‬

‫قرارها بمنع دخول الفلس��طينيين القادمين من سوريا‪،‬‬ ‫مضيف��ة أن لبن��ان يرف��ض دخ��ول ه��ؤالء دون مراعاة‬ ‫للمخاطر التي تتهددهم‪.‬‬ ‫وذكرت المنظمة بأن لبن��ان ملزم‪ ،‬بموجب القانون‬ ‫الدولي‪ ،‬باحترام مبدأ عدم ترحيل األشخاص إلى بلدهم‬ ‫إذا كانت حياتهم أو حريتهم مهددة فيه‪.‬‬ ‫ويقيم نحو خمس��مائة ألف فلس��طيني في سوريا‪،‬‬ ‫وخاصة ف��ي مخيم اليرم��وك جنوب دمش��ق‪ ،‬إال أن هذا‬ ‫المخيم لم يس��لم من المعارك التي تجتاح سوريا والتي‬ ‫جعلته غير قابل للسكن‪.‬‬ ‫ونقل��ت وكال��ة الصحاف��ة الفرنس��ية ع��ن مص��در‬ ‫أمن��ي لبنان��ي قوله "كنا حت��ى اآلن البلد األكث��ر انفتاحًا‬ ‫فيم��ا يتعلق بالالجئين من س��وريا"‪ .‬وأضاف "نتعامل مع‬

‫القضية الفلس��طينية م��ن منطلق إنس��اني" لكن لبنان‬ ‫"ليس أرض لجوء"‪.‬‬ ‫وأع��رب المس��ؤول األمني اللبناني عن األس��ف ألن‬ ‫بلده الذي يمنح حتى اآلن تأش��يرة لمدة سبعة أيام قابلة‬ ‫للتجدي��د لالجئي��ن الفلس��طينيين "ل��م يتل��ق حتى اآلن‬ ‫المس��اعدة التي وع��د بها المجتمع الدول��ي لمواجهة هذا‬ ‫التدفق" لالجئين‪.‬‬ ‫واس��تناداً إلى األمم المتحدة فإن ‪ 675‬ألف ش��خص‬ ‫فروا من سوريا إلى لبنان منذ بداية اندالع النزاع بسوريا‬ ‫في آذار ‪ /‬مارس ‪ 2011‬بينهم نحو ستين ألف فلسطيني‪.‬‬ ‫ون��ددت ع��دة منظم��ات إنس��انية واألم��م المتحدة‬ ‫بنق��ص الوس��ائل المادية الالزمة لمس��اعدة الدول التي‬ ‫تواجه تدفقًا لالجئين‪.‬‬


‫«�أوت�شا» يحذر من تعر�ض �أطفال‬ ‫�سوريا لل�ضياع‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أك��دت المتحدثة اإلقليمية في منظمة "اليونيس��ف" جولييت توم��ا وجود ‪ 241‬ألف طفل‬ ‫س��وري الجئ في المملكة األردنية‪ ،‬مشيرة إلى أن هذا العدد من األطفال يشكل أكثرية على‬ ‫الالجئين السوريين البالغين بما يفوق نصف عددهم‪.‬‬ ‫وقال��ت أن هن��اك ‪ 60‬ألف��ًا م��ن هؤالء األطفال يعيش��ون ف��ي مخيم الزعت��ري لالجئين‬ ‫السوريين في محافظة المفرق‪.‬‬ ‫وأضاف��ت أن أكب��ر التحديات التي تواجه المنظم��ة في عملها تتعل��ق بالجانب التمويلي‪،‬‬ ‫نظ��راً لم��ا يمكن للتمويل من تحقيق تنفيذ برامج المنظمة‪ ،‬مبين��ة أن المنظمة تواجه تحديًا‬ ‫يتمثل باالحتياجات اإلنس��انية التي تزداد بشكل يومي‪ ،‬خصوصا لفئة األطفال وما تمثله من‬ ‫احتياجات تعليمية وتغذوية ونفسية وحياتية يومية‪.‬‬ ‫وأوضحت توما أن منظمة اليونيس��ف طلبت من الدول المانحة تموي ًال بقيمة ‪ 150‬مليون‬ ‫دوالر لتمكينها من تنفيذ برامجها الالزمة لرعاية وتلبية احتياجات الالجئين في األردن‪ ،‬الفتة‬ ‫إلى أن اليونيسف حصلت على ‪ 85‬مليون دوالر منها‪.‬‬ ‫وأش��ارت توما إلى أن وضع اليونيس��ف المالي في المملكة ب��ات مريحًا أكثر من ذي قبل‪،‬‬ ‫منوهة إلى أن العجز في تمويل المنظمة يبلغ ‪.% 44‬‬ ‫واعتب��رت أن المنظم��ة ق��ادرة بما لديها من التموي��ل الحالي على تنفي��ذ برامجها خدمة‬ ‫لالجئين السوريين في األردن‪.‬‬

‫كش��ف تقرير داخلي لألمم المتحدة أن كثيراً من الس��وريين الذين فروا‬ ‫من ديارهم يس��عون لله��رب من مخيمات الالجئين الت��ي تديرها المنظمة‬ ‫الدولية حيث تفتقر النس��اء لألمان ويجند صبي��ة للقتال في الصراع الدائر‬ ‫ببلدهم‪.‬‬ ‫وتحاول مفوضية األمم المتحدة العليا لش��ؤون الالجئين مواكبة األزمة‬ ‫اإلنسانية الضخمة مع لجوء ‪ 1.9‬مليون سوري إلى الخارج السيما في لبنان‬ ‫واألردن وتركيا ومنطقة كردستان في شمال العراق‪.‬‬ ‫ويعت��رف التقري��ر الص��ادر بعن��وان «م��ن الغلي��ان البطيء إل��ى نقطة‬ ‫االنهيار» كتقييم ذاتي لعمل المفوضية في س��وريا بأنه كان بوس��ع األمم‬ ‫المتح��دة القيام بما هو أفضل وبأن هناك حاجة «الس��تراتيجية أكثر متانة‬ ‫وتماسكًا»‪.‬‬ ‫وذك��ر التقرير أن ش��بكات الجريمة المنظمة تعمل ف��ي مخيم الزعتري‬ ‫ب��األردن أكبر مخيم��ات الالجئين والذي يأوي ما يص��ل إلى ‪ 130‬ألف الجئ‪.‬‬ ‫والمخي��م «ينع��دم في��ه القانون من ن��واح عدي��دة» وموارده «إما تس��رق‬ ‫باستمرار أو تخرب»‪.‬‬ ‫وق��ال التقرير أن االس��تعدادات الخاصة باقامة مخي��م جديد بحاجة إلى‬ ‫تعل��م الدروس مم��ا حدث في مخيم الزعتري بما في ذلك «ضمان س�لامة‬ ‫النساء والفتيات»‪.‬‬ ‫وأض��اف أنه يمك��ن لالجئي��ن أن يقيموا خ��ارج المخي��م إذا توفرت لهم‬ ‫«كفالة» مواطن أردني لكن كثيراً من الالجئين يدفعون ما يصل إلى ‪500‬‬ ‫دوالر لوسطاء للخروج‪.‬‬ ‫وفي منطقة كردس��تان بشمال العراق يعاني مخيم دوميز من االزدحام‬ ‫وتدني مستويات المعيشة لدرجة «غير مقبولة» في كثير من أنحائه‪.‬‬ ‫وق��ال التقري��ر «ال توج��د حاليًا اس��تراتيجية متف��ق عليه��ا للتعامل مع‬ ‫الالجئي��ن الموجودي��ن حاليًا في ش��مال الع��راق أو من يفدون مس��تقب ً‬ ‫ال»‬ ‫مضيفًا أن مفوضية األمم المتحدة العليا لش��ؤون الالجئين والمنظمات غير‬ ‫الحكومي��ة لها «وجهات نظر متعارضة» بش��أن العمل لمس��اعدة الالجئين‬ ‫المقيمين خارج المخيمات‪.‬‬ ‫وأض��اف أنه على الرغم من اعتزام المفوضية ش��ن حملة على الجريمة‬ ‫ف��ي مخيم الزعتري من خالل إج��راءات منها تعزيز دور الش��رطة األردنية‬ ‫فإنه يمكن توقع حدوث «معارضة للخطة ربما تكون ذات طبيعة عنيفة»‪.‬‬ ‫وتابع أنه «نظراً لألوضاع القاس��ية في مخيم الزعتري إلى جانب ارتفاع‬ ‫مع��دالت الجريمة به فمن غير المفاجئ االس��تماع لالجئي��ن يتحدثون عن‬ ‫رغبتهم في الهروب»‪.‬‬ ‫وتاب��ع التقرير أن ذلك يعني بش��كل متزايد العودة إلى س��وريا مضيفاً‬ ‫أن هناك ضرورة لمراقبة العائدين للتأكد من عدم عودتهم رغما عنهم‪.‬‬ ‫وأردف يق��ول أن أح��د المخ��اوف هو «تجني��د جماعات مس��لحة لالجئين‬ ‫بينهم أفراد قصر» دون مزيد من التوضيح‪.‬‬ ‫وقال مس��ؤول في األمم المتحدة لرويترز أن هناك شكوكًا في أن صبية‬ ‫في الخامس��ة عش��ر أو السادسة عش��ر من العمر عادة ما يؤخذون ليقاتلوا‬ ‫برفق��ة عم أو خال أو أخ أكبر أو قريب آخر‪ .‬وأضاف المس��ؤول «إنها جريمة‬ ‫حرب»‪.‬‬ ‫وأردف المس��ؤول الذي اش��ترط عدم ذكر اسمه يقول أن تجنيد األطفال‬ ‫لم يكن يمثل مش��كلة كبيرة قبل اآلن ألن قوات المعارضة لم تكن تمتلك‬ ‫أسلحة أو ذخيرة كافية‪.‬‬ ‫لكن رف��ع حظر إم��داد جماعات المعارضة بالس�لاح يعن��ي أن الجانبين‬ ‫سيحتاجان لمزيد من الجنود‪.‬‬ ‫وأضاف التقرير أن الكثير من األطفال السوريين ال يدرسون في مدارس‬ ‫ب��األردن أو لبنان لكن مس��ؤول األم��م المتحدة قال أن هن��اك أدلة على أن‬ ‫كثيرين منهم يلتحقون بمدارس دينية‪.‬‬ ‫وتابع المس��ؤول يقول أن هناك دالئل أيضًا على توجه جديد حيث يعبر‬ ‫قصر س��واء من أوروبا أو ش��مال افريقيا من تونس للجزائ��ر «الحدود إلى‬ ‫سوريا فيما يبدو للجهاد»‪.‬‬ ‫وقال أن س��ورية ستش��هد على األرجح تكرارا لما يسمى أطفال «طيور‬ ‫الجنة» الذين دربتهم القاعدة لتنفيذ تفجيرات انتحارية في العراق‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫‪� 241‬ألف طفل �سوري الجئ يف الأردن‬

‫تقرير يك�شف ا�ستغالل الجئني �سوريني‬ ‫يف اجلرمية املنظمة وجتنيد �أطفال‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬

‫أرسلت منسقة اإلغاثة في االمم المتحدة فاليري آموس إلى مجلس األمن قائمة بالطرق‬ ‫التي يمكن من خاللها تسهيل توزيع المساعدات في سوريا منها نقل المساعدات عبر الحدود‬ ‫ووقف القتال ألسباب إنسانية والتحذير المسبق من الهجمات العسكرية‪.‬‬ ‫وفي وثيقة س��رية وزعت على أعضاء مجلس األمن الخمس��ة عش��ر يوم األربعاء حددت‬ ‫آم��وس ‪ 30‬إجراء محتم ًال ‘يمكن اتخاذها للتعامل مع التحديات اإلنس��انية الحالية في س��وريا‬ ‫والدول المجاورة’ ويمكن أن تكون أساسًا لقرار تصدره األمم المتحدة‪.‬‬ ‫وقال��ت أموس فى الوثيقة أنه ينبغ��ى أن تعلن الحكومة والمعارضة عن التزامها بحماية‬ ‫المدنيي��ن وأولئ��ك الذين لم يعودوا مش��اركين في األعم��ال العدائية‪ ،‬بما ف��ي ذلك المرضى‬ ‫والجرحى والمعتقلين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأضافت أن على جميع األطراف االلتزام علنا بتجنب إقامة مواقع عس��كرية فى المناطق‬ ‫اآلهلة بالس��كان‪ ،‬وتقديم إخطار مس��بق بالهجمات العس��كرية لضمان المرور اآلمن لقوافل‬ ‫المس��اعدات اإلنس��انية على الطرق المح��ددة بما فيها الخط��وط األمامية وتعيي��ن "توقفات‬ ‫إنسانية" لتوفير المساعدات إلى المناطق األكثر تضرراً‪.‬‬ ‫ويبحث مجلس األمن التابع لألمم المتحدة منذ ش��هور قراراً بشأن المساعدات في سوريا‬ ‫لك��ن نظ��راً ألن بعض القضاي��ا ومنها عبور الحدود يمك��ن أن تثير خالفا بين روس��يا والدول‬ ‫الغربية قال دبلوماس��يون أن هذه المعركة ستتأخر على األرجح إلى ما بعد عقد مؤتمر سالم‬ ‫مقترح بشأن سوريا في جنيف‪.‬‬ ‫لك��ن محاوالت تنظيم قمة (جنيف ‪ )2‬إلحياء حل سياس��ي تم االتفاق عليه في حزيران ‪/‬‬ ‫يونيو عام ‪ 2012‬في المدينة السويسرية تبدو بال جدوى حتى اآلن وال يرجح دبلوماسيون في‬ ‫األمم المتحدة أن تعقد في وقت قريب‪.‬‬ ‫وكتبت آموس تقول أنه مع وجود ‘حاجة ملحة لعملية سياس��ية حقيقية لتفادي مزيد من‬ ‫تدهور الوضع اإلنس��اني في س��وريا والدول المجاورة’ فإن هناك بعض اإلجراءات التي يمكن‬ ‫اتخاذها في نفس الوقت‪.‬‬ ‫ومنها‪:‬‬ ‫ـ الت��زام األط��راف باإلب�لاغ عن أي هجمات عس��كرية قبل فترة كافية م��ن وقوعها حتى‬ ‫يمك��ن إج�لاء المدنيين أو توفير ممر آم��ن لهم خاصة الجرحى والمرض��ى الذين يبحثون عن‬ ‫مساعدة طبية في مناطق أكثر أمنًا‪.‬‬ ‫ـ االتفاق على أساليب لوقف المعارك ألغراض إنسانية للسماح بمرور قوافل المساعدات‬ ‫اإلنس��انية إلى المناطق األكثر تضرراً وتقديم المساعدات إلى من يحتاجونها وإجالء المرضى‬ ‫والجرحى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ـ تقديم المس��اعدات عبر الحدود وفقا لما تقتضيه العملية مع الوضع في االعتبار العمل‬ ‫الذي أنجز بالفعل داخل سوريا‪.‬‬ ‫وتقدر األمم المتحدة عدد القتلى منذ بداية األزمة في س��وريا منذ أكثر من عامين بمئة‬ ‫أل��ف قتي��ل على األقل‪ .‬وأجب��رت الحرب ‪ 1.9‬مليون س��وري على الفرار أغلبه��م لجأ إلى لبنان‬ ‫واالردن وتركيا والمناطق الكردية في شمال العراق كما قدرت عدد النازحين في الداخل بأكثر‬ ‫من ‪ 4.2‬مليون شخص‪.‬‬ ‫ووصف دبلوماس��ي طلب عدم الكش��ف عن هويته اإلجراءات التي اقترحتها آموس التي‬ ‫ترأس مكتب األمم المتحدة لتنسيق الشؤون اإلنسانية بأنها ‘طموحة للغاية’‪.‬‬ ‫وق��ال ‘الغ��رض من هذا في األس��اس هو تحري��ك المجلس ليتعامل م��ع القضية‪ .‬لكني‬ ‫أعتقد أن س��قف التوقع��ات مرتفع للغاية في هذه الوثيقة‪ .‬وأكثرها طموحًا مس��ألة الس��ماح‬ ‫بعبور الحدود‪ .‬وهل تنتظر حقًا من الحكومة السورية أن تعلن عن هجماتها؟’‪.‬‬ ‫وكان��ت آم��وس قد أعلنت الش��هر الماض��ى عن حاجة م��ا ال يقل عن ‪ 6.8‬مليون س��وري‬ ‫إلى مس��اعدات إنسانية طارئة‪ ،‬واتهمت الحكومة الس��ورية والمعارضة باإلخفاق في االلتزام‬ ‫بحماية المدنيين‪.‬‬

‫�أوجـاع وطـن‬

‫‪3‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫هيومان رايت�س ووت�ش‪ :‬النظام ال�سوري‬ ‫ي�ستخدم �صواريخ بال�ستية �ضد املدنيني‬ ‫قال��ت هيوم��ن رايت��س ووت��ش ي��وم االثني��ن أن‬ ‫الصواري��خ الباليس��تية الت��ي يطلقها الجيش الس��وري‬ ‫تس��قط على مناطق مأهولة فتس��بب وفي��ات المدنيين‬ ‫بأعداد كبيرة‪ .‬تس��ببت أحدث الهجم��ات التي حققت فيها‬ ‫هيومن رايتس ووتش‪ ،‬في محافظة حلب يوم ‪ 26‬يوليو‬ ‫‪ /‬تم��وز ‪ ،2013‬في مقتل ما ال يقل عن ‪ 33‬مدنياً‪ ،‬بينهم‬ ‫‪ 17‬طف ًال‪.‬‬ ‫حقق��ت هيومن رايت��س ووتش في تس��ع هجمات‬ ‫يب��دو أنه��ا كان��ت بالصواريخ الباليس��تية عل��ى مناطق‬ ‫مأهولة‪ ،‬قتلت ‪ 215‬ش��خصًا على األقل وصفهم السكان‬ ‫المحلي��ون بأنه��م مدني��ون‪ ،‬وبينه��م ‪ 100‬طف��ل‪ ،‬بين‬ ‫فبراي��ر ‪ /‬ش��باط ويوليو ‪ /‬تم��وز‪ .‬لم تكن هن��اك أهداف‬ ‫عس��كرية ظاهرة في محيط س��بع من الهجمات التس��ع‬ ‫التي حقق��ت فيها هيومن رايتس ووت��ش‪ .‬وفي حالتين‬ ‫كان��ت هن��اك أه��داف عس��كرية قريبة يمك��ن أن تكون‬ ‫األهداف المقص��ودة للقوات الحكومية‪ ،‬لكنها لم تتضرر‬ ‫في أية هجمة من االثنتين‪.‬‬ ‫قال أوليه س��ولفانغ‪ ،‬باحث أول بقسم الطوارئ في‬ ‫هيومن رايتس ووتش‪" :‬ال يمكنك التمييز بين المدنيين‬ ‫والمقاتلين حينما تطلق الصواريخ الباليستية التي يمتد‬ ‫تأثيره��ا على مس��احة واس��عة ف��ي المناطق الس��كنية‬ ‫المأهولة‪ .‬حتى لو كان هناك مقاتلون في المنطقة فإنك‬ ‫ال تس��تطيع اس��تهدافهم بدقة‪ ،‬واألثر الناجم في بعض‬ ‫تلك الحاالت كان مدمراً للمدنيين المحليين"‪.‬‬ ‫عن��د االس��تخدام ف��ي المناط��ق المأهول��ة ف��إن‬ ‫الصواريخ الباليس��تية ذات الحم��والت الكبيرة من المواد‬ ‫عالي��ة االنفجاري��ة يك��ون له��ا أث��ر مدمر على مس��احة‬ ‫واس��عة‪ ،‬ولن يتس��نى‪ ،‬عند اس��تخدامها على هذا النحو‪،‬‬ ‫التميي��ز الكافي بين المدنيين والمقاتلين؛ مما يؤدي إلى‬ ‫استحالة تجنب الخسائر المدنية في كافة الحاالت تقريبًا‪.‬‬ ‫وعلى القادة العس��كريين‪ ،‬كسياس��ة متبع��ة‪ ،‬إال يأمروا‬ ‫باستخدام الصواريخ الباليس��تية في المناطق المأهولة‬ ‫بالمدنيين‪ ،‬بحسب هيومن رايتس ووتش‪.‬‬ ‫يصع��ب التوص��ل إل��ى اس��تنتاجات نهائية بش��أن‬ ‫مش��روعية كل هجم��ة فردي��ة دون معرف��ة الدواف��ع أو‬ ‫المعلومات المتاحة للطرف المهاجم‪ ،‬لكن الهجمات التسع‬ ‫الت��ي حققت فيها هيومن رايتس ووتش س��ببت أضراراً‬ ‫مدنية جسيمة بغير ميزة عسكرية ظاهرة‪.‬‬ ‫االستخدام المتكرر لهذه األسلحة عالية االنفجارية‪،‬‬ ‫ذات التأثي��ر الممت��د على رقع واس��عة م��ن األرض‪ ،‬في‬ ‫مناط��ق مأهول��ة بالمدنيي��ن‪ ،‬يوحي بقوة ب��أن الجيش‬ ‫تعمد اس��تخدام أس��اليب حربية عاجزة ع��ن التمييز بين‬ ‫المدنيي��ن والمقاتلي��ن‪ ،‬ف��ي مخالف��ة جس��يمة للقانون‬ ‫الدولي اإلنساني‪.‬‬ ‫رغم أن استخدام الصواريخ الباليستية غير محظور‬ ‫ف��ي الن��زاع المس��لح‪ ،‬إال أن اس��تخدامها يخض��ع ألحكام‬ ‫قوانين الحرب‪ .‬والطرف المقاتل ملزم باستخدام وسائل‬ ‫وأس��اليب قادرة على التمييز بين المدنيين والمحاربين‪،‬‬ ‫وينبغي للهجمة إال تس��بب أضراراً غير متناس��بة لألرواح‬ ‫واألعي��ان المدني��ة‪ ،‬كما يجب عل��ى الطرف المس��تخدم‬ ‫لتلك األسلحة أن يتخذ كافة االحتياطات الممكنة لتقليل‬ ‫األضرار المدنية‪.‬‬ ‫بحس��ب الشبكة الس��ورية لحقوق اإلنس��ان‪ ،‬وهي‬ ‫مجموع��ة حقوقية س��ورية‪ ،‬اس��تخدمت الحكوم��ة ما ال‬ ‫يقل ع��ن ‪ 131‬ص��اروخ أرض ‪ -‬أرض طويل المدى بين‬ ‫ديس��مبر ‪ /‬كان��ون األول ‪ 2012‬ومطل��ع يولي��و ‪ /‬تم��وز‬ ‫‪ .2013‬وتسببت ‪ 20‬من هذه الهجمات‪ ،‬التي استخدم في‬ ‫بعضها عدة صواريخ‪ ،‬في مقتل ما يقرب من ‪ 260‬مدنياً‪،‬‬ ‫كما قال��ت المجموعة‪ .‬لم تتحقق هيومن رايتس ووتش‬ ‫من هذه الهجمات على نحو مستقل‪.‬‬ ‫ويب��دو أن الكثير من هذه الصواري��خ قد أطلق من‬ ‫قبل الل��واء رقم ‪ ،155‬المتمركز ف��ي القطيفة بمنطقة‬

‫القلمون في ريف دمشق‪ .‬قام نشطاء يسكنون المناطق‬ ‫القريب��ة بتصوي��ر انط�لاق الصواريخ من قاع��دة اللواء‬ ‫ونش��روا تقاري��ر ع��ن إطالقه��ا عل��ى مواق��ع التواصل‬ ‫االجتماعي‪ .‬قالت الش��بكة الس��ورية لحقوق اإلنسان أن‬ ‫أكثر من ‪ 35‬من عملي��ات اإلطالق الـ‪ 131‬التي أفادت بها‬ ‫تمت على يد هذا اللواء‪.‬‬ ‫م��ع س��قوط الكثي��ر م��ن الصواي��خ ف��وق حق��ول‬ ‫مكش��وفة أو غي��ر ذل��ك م��ن المناط��ق غي��ر المأهولة‪،‬‬ ‫فل��م تحدث ض��رراً يذكر‪ ،‬إال أن العديد منها س��قط على‬ ‫مناط��ق كثيف��ة الس��كان فتس��ببت ف��ي قت��ل مدنيين‪،‬‬ ‫بحس��ب هيومن رايتس ووت��ش‪ .‬حققت هيومن رايتس‬ ‫ووتش في الهجمات التالي��ة بإجراء المقابالت مع ضحايا‬ ‫وشهود‪ ،‬ومراجعة صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو على‬ ‫يوتي��وب‪ ،‬وغير ذلك م��ن المعلومات المنش��ورة‪ ،‬وزيارة‬ ‫المواقع في سبع حاالت‪:‬‬ ‫‪ .‬ف��ي ‪ 26‬يولي��و ‪ /‬تموز س��قط صاروخ عل��ى بلدة‬ ‫ب��اب النيرب ف��ي محافظة حلب فقتل م��ا ال يقل عن ‪33‬‬ ‫شخصا‪ ،‬بينهم ‪ 17‬طف ًال‪.‬‬ ‫‪ .‬ف��ي ‪ 2‬يونيو ‪ /‬حزيران س��قط ص��اروخ على بلدة‬ ‫كفر حمرة‪ ،‬شمالي مدينة حلب مباشرة‪ ،‬فقتل ما ال يقل‬ ‫عن ‪ 29‬شخصاً‪ ،‬بينهم ‪ 8‬أطفال على األقل‪.‬‬ ‫‪ .‬في ‪ 24‬أبريل ‪ /‬نيس��ان سقط صاروخ على مدينة‬ ‫الرق��ة فس��وى ‪ 4‬منازل ب��األرض وقتل ش��خصين على‬ ‫األقل‪.‬‬ ‫‪ .‬ف��ي ‪ 29‬م��ارس ‪ /‬آذار س��قط ص��اروخ عل��ى بلدة‬ ‫حريتان في ش��مال حلب فقتل ما ال يقل عن ‪ 8‬أشخاص‪،‬‬ ‫بينهم طفالن‪.‬‬ ‫‪ .‬ف��ي ‪ 25‬م��ارس ‪ /‬آذار س��قط ص��اروخ عل��ى بلدة‬ ‫معدان بمحافظة الرقة فدمر ستة منازل وقتل ما ال يقل‬ ‫عن ‪ 4‬أشخاص‪ ،‬بينهم ‪ 3‬أطفال‪.‬‬ ‫‪ .‬في ‪ 22‬فبراير ‪ /‬ش��باط س��قط ص��اروخ على حي‬ ‫طري��ق الب��اب في حلب فقتل ما ال يقل عن ‪ 13‬ش��خصاً‪،‬‬ ‫بينهم ‪ 8‬أطفال‪.‬‬ ‫‪ .‬في ‪ 22‬فبراير ‪ /‬ش��باط س��قط ص��اروخ على حي‬ ‫األرض الحمرا في حلب فقتل ما ال يقل عن ‪ 78‬ش��خصاً‪،‬‬ ‫بينهم ‪ 38‬طف ًال‪.‬‬ ‫‪ .‬في ‪ 18‬فبراير ‪ /‬ش��باط س��قط ص��اروخ على حي‬ ‫جب��ل بدرو ف��ي حلب فقتل م��ا ال يقل عن ‪ 47‬ش��خصاً‪،‬‬ ‫بينهم ‪ 23‬طف ًال‪.‬‬

‫‪ .‬في ‪ 18‬فبراير ‪ /‬ش��باط س��قط ص��اورخ على بلدة‬ ‫تل رفعت في شمال حلب‪ ،‬فقتل فتاة واحدة على األقل‪.‬‬ ‫قال س��كان ل��ـ هيوم��ن رايت��س ووت��ش أن جميع‬ ‫المقتولي��ن في هذه الهجمات التس��ع كان��وا مدنيين‪ .‬لم‬ ‫تتمك��ن هيوم��ن رايتس ووتش من التحق��ق من جانبها‬ ‫من هذا الزعم‪ ،‬لكن وجود أعداد كبيرة من األطفال بين‬ ‫الضحاي��ا‪ ،‬ومقت��ل عائالت بأس��رها في بع��ض الحاالت‪،‬‬ ‫وعج��ز هيوم��ن رايت��س ووتش ع��ن إيجاد أي��ة أهداف‬ ‫عس��كرية يمكن التعرف عليها في محيط الهجمات أثناء‬ ‫تحقيقاته��ا عل��ى األرض‪ ،‬وإن��كار جمي��ع الش��هود بقوة‬ ‫لوجود أية أهداف عس��كرية في محيط الهجمة في سبع‬ ‫من الحاالت التس��ع‪ ،‬تش��ير كله��ا إلى أن الخس��ائر كانت‬ ‫مدنية في معظمها أن لم تكن كلها‪.‬‬ ‫تقوم س��وريا بتخزي��ن عدة أن��واع م��ن الصواريخ‬ ‫الباليستية‪ ،‬وهذا بحسب المطبوعة المرجعية "ميليتاري‬ ‫باالنس [التوازن العسكري] ‪ "2011‬التي ينشرها المعهد‬ ‫الدولي للدراس��ات االستراتيجية‪ .‬وتش��مل تلك صواريخ‬ ‫سكود‪ ،‬وصواريخ سكود المعدلة "إس إس ‪ 21 -‬توتشكا"‬ ‫و"لونا ‪ -‬إم"‪.‬‬ ‫أنكرأحد مس��ؤولي الحكومة الس��ورية ف��ي فبراير‬ ‫‪ /‬ش��باط اس��تخدام الس��لطات لصواري��خ س��كود ض��د‬ ‫المعارض��ة‪ .‬إال أن زي��ارات هيوم��ن رايت��س ووتش إلى‬ ‫مواقع س��بع من الهجم��ات تدل على اس��تخدام صواريخ‬ ‫باليس��تية‪ ،‬بن��اء على نط��اق الدمار وأقوال ش��هود تفيد‬ ‫بعدم وجود طائرات في السماء وقت ارتطام الصواريخ‪.‬‬ ‫وتظه��ر في العدي��د من مقاطع الفيديو المنش��ورة‬ ‫عل��ى يوتيوب‪ ،‬والت��ي يقول الن��ص المصاح��ب لها إنها‬ ‫ص��ورت بي��ن ديس��مبر ‪ /‬كان��ون األول ‪ 2012‬ويولي��و ‪/‬‬ ‫تم��وز ‪ ،2013‬تظه��ر ق��وات عس��كرية س��ورية تطل��ق‬ ‫صواريخ باليس��تية تعرفت هيومن رايتس ووتش بينها‬ ‫على صواريخ من طرز س��كود المعدل��ة‪" ،‬إس إس ‪21 -‬‬ ‫توتشكا" و"لونا ‪ -‬إم"‪.‬‬ ‫ق��ال أوليه س��ولفانغ‪" :‬في المدن والبل��دات الواقعة‬ ‫بمناط��ق تح��ت س��يطرة المعارضة ف��ي أرجاء الش��مال‬ ‫الس��وري‪ ،‬يعج��ز المدني��ون ع��ن الف��رار من م��دى تلك‬ ‫األسلحة المدمرة"‪.‬‬ ‫للمزيد من التفاصيل عن هذه الهجمات في الرابط‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫‪www.hrw.org/ar/news/201305/08/‬‬

‫شارع سينما فؤاد | دير الزور‬


‫الوضع اإلنس��اني في س��وريا والدول المج��اورة’ فإن‬ ‫هناك بعض اإلجراءات التي يمكن اتخاذها في نفس‬ ‫الوقت‪.‬‬ ‫ومنها‪:‬‬ ‫ـ الت��زام األط��راف باإلب�لاغ ع��ن أي هجم��ات‬ ‫عس��كرية قبل فت��رة كافية من وقوعه��ا حتى يمكن‬ ‫إجالء المدنيين أو توفير ممر آمن لهم خاصة الجرحى‬ ‫والمرض��ى الذي��ن يبحثون ع��ن مس��اعدة طبية في‬ ‫مناطق أكثر أمنًا‪.‬‬ ‫ـ االتفاق على أس��اليب لوق��ف المعارك ألغراض‬ ‫إنسانية للس��ماح بمرور قوافل المساعدات اإلنسانية‬ ‫إل��ى المناطق األكثر تضرراً وتقديم المس��اعدات إلى‬ ‫من يحتاجونها وإجالء المرضى والجرحى‪.‬‬ ‫ـ تقدي��م المس��اعدات عب��ر الح��دود وفق��ًا لم��ا‬ ‫تقتضي��ه العملية مع الوضع ف��ي االعتبار العمل الذي‬ ‫أنجز بالفعل داخل سوريا‪.‬‬ ‫وتق��در األم��م المتحدة ع��دد القتلى من��ذ بداية‬

‫األزمة في سوريا منذ أكثر من عامين بمئة ألف قتيل‬ ‫عل��ى األقل‪ .‬وأجب��رت الحرب ‪ 1.9‬مليون س��وري على‬ ‫الفرار أغلبهم لجأ إلى لبنان واالردن وتركيا والمناطق‬ ‫الكردية في ش��مال العراق كما ق��درت عدد النازحين‬ ‫في الداخل بأكثر من ‪ 4.2‬مليون شخص‪.‬‬ ‫ووصف دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته‬ ‫اإلج��راءات الت��ي اقترحتها آموس الت��ي ترأس مكتب‬ ‫األم��م المتح��دة لتنس��يق الش��ؤون اإلنس��انية بأنها‬ ‫‘طموحة للغاية’‪.‬‬ ‫وقال ‘الغرض من هذا في األس��اس هو تحريك‬ ‫المجلس ليتعامل مع القضية‪ .‬لكني أعتقد أن س��قف‬ ‫التوقع��ات مرتف��ع للغاية في هذه الوثيق��ة‪ .‬وأكثرها‬ ‫طموحاً مس��ألة الس��ماح بعبور الح��دود‪ .‬وهل تنتظر‬ ‫حقًا من الحكومة السورية أن تعلن عن هجماتها؟’‪.‬‬ ‫وكان��ت آم��وس ق��د أعلن��ت الش��هر الماض��ى‬ ‫ع��ن حاج��ة م��ا ال يق��ل ع��ن ‪ 6.8‬مليون س��وري إلى‬ ‫مساعدات إنسانية طارئة‪ ،‬واتهمت الحكومة السورية‬ ‫والمعارضة باإلخفاق في االلتزام بحماية المدنيين‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫كشفت صحيفة "هآرتس" أن "منظمات إنسانية يهودية تنوي‬ ‫أن تُفعِ��ل للمرة األولى برنامج مس��اعدة الالجئين من الحرب في‬ ‫سوريا"‪.‬‬ ‫وأوضحت "هآرتس" أن "أعضاء هذا البرنامج يعتزمون العمل‬ ‫بش��كل رئيس��ي مع أطفال الالجئين على أن تبدأ خطة العمل من‬ ‫مخيم الزعتري ش��مال األردن والذي وصل اليه في السنة الماضية‬ ‫قرابة ‪ 150‬ألف الجئ"‪.‬‬ ‫برنامج المساعدة ستنفذه ‪ ١٤‬منظمة يهودية أبرزها منظمة‬ ‫"غوينت"‪ ،‬وعلى الرغم من أن المنظمة المذكورة لم تعلق بش��كل‬ ‫رسمي على هذا الموضوع‪ ،‬إال أن مسؤولين في نيويورك والقدس‬ ‫أك��دوا أنهم ينوون فع� ً‬ ‫لا أن يخصصوا في األس��ابيع القادمة مبالغ‬ ‫مالية للمنظمات التي تعمل مع الالجئين من سوريا‪.‬‬ ‫ائتالف المنظمات اليهودية األربعة عش��ر التي يعمل معظمها‬ ‫ف��ي الواليات المتحدة تآلف��ت فيما بينها في األش��هر االخيرة بغية‬ ‫العمل لمس��اعدة متضرري الحرب المس��تمرة منذ أكثر من عامين‬ ‫(حسب تعبير الصحفية)‪.‬‬

‫أعل��ن عضو المجلس الوطني الس��وري والمكت��ب اإلعالمي لالئتالف المعارض محمد س��رميني‬ ‫لـ»الش��رق األوسط»‪ ،‬أن «النظام السوري سينش��ئ مخيمات لالجئين السوريين في منطقة الصبورة‬ ‫بدمش��ق»‪ ،‬مشيرا إلى أن نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل «زار لبنان لثالثة أيام‪ ،‬حيث التقى‬ ‫وزير الخارجية عدنان منصور‪ ،‬وبحث معه إعادة قسم من الجئي لبنان إلى سوريا»‪.‬‬ ‫وأضاف س��رميني أن «النظام سينش��ئ مخيمات الالجئين هذه ليس��كن فيها كل النازحين الذين‬ ‫سيهجّرهم من مناطق المعارضة داخل سوريا‪ ،‬ومن يستطيع إقناعهم من الجئي لبنان»‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أن «الالجئين هم في الغالب ضد النظام الذي يسعى من هذه الخطوة إلى كسب ودهم»‪.‬‬ ‫وحذر س��رميني من أن هذه الخطوة «س��تجعل النظام قادرا على ضب��ط النازحين أمنيا وبالتالي‬ ‫تحقيق الغاية األساس‪ ،‬وهي ضمان تصويتهم إلى جانب النظام في االنتخابات الرئاسية عام ‪.»2014‬‬ ‫م��ن ناحيته‪ ،‬أكد أحد القادة الميدانيين في الجيش الحر‪ ،‬الذي يعرف طبيعة المنطقة لـ»الش��رق‬ ‫األوس��ط»‪ ،‬أن «فكرة إقامة مخيمات كهذه ليس��ت مس��تبعدة أبداً»‪ ،‬مش��ددا عل��ى أن «اختيار منطقة‬ ‫الصبورة ال يبدو عبثا من قبل النظام»‪.‬‬ ‫وأوض��ح الضابط الميداني أنه «ينتش��ر في هذه المنطقة جيش الفرق��ة الرابعة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫مس��اكن ضباط الفرقة الرابعة وتتمركز فيها إحدى قطع الفرقة العاش��رة»‪ ،‬واصفا هذه المخيمات أن‬ ‫وجدت بأنها «ستكون سجون اعتقال كبيرة‪ ،‬ويتحول الالجئون فيها إلى رهائن لدى النظام»‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ه�آرت�س للمرة االوىل‪ :‬منظمات‬ ‫يهودية �س ُتف ّعل برامج مل�ساعدة‬ ‫الالجئني ال�سوريني يف الأردن‬

‫نظام الأ�سد يحاول ا�ستعادة ق�سم من‬ ‫النازحني �إىل خميمات يف حميط دم�شق‬ ‫ليك�سب �صوتهم يف انتخابات ‪2014‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬

‫أرسلت منسقة اإلغاثة في االمم المتحدة فاليري‬ ‫آم��وس إلى مجلس األمن قائم��ة بالطرق التي يمكن‬ ‫من خاللها تسهيل توزيع المساعدات في سوريا منها‬ ‫نقل المس��اعدات عب��ر الحدود ووقف القتال ألس��باب‬ ‫إنسانية والتحذير المسبق من الهجمات العسكرية‪.‬‬ ‫وف��ي وثيقة س��رية وزعت على أعض��اء مجلس‬ ‫األمن الخمس��ة عش��ر يوم األربعاء حددت آموس ‪30‬‬ ‫إجراء محتم� ً‬ ‫لا ‘يمكن اتخاذها للتعام��ل مع التحديات‬ ‫اإلنسانية الحالية في سوريا والدول المجاورة’ ويمكن‬ ‫أن تكون أساسًا لقرار تصدره األمم المتحدة‪.‬‬ ‫وقال��ت أموس ف��ى الوثيقة أنه ينبغ��ى أن تعلن‬ ‫الحكوم��ة والمعارضة عن التزامه��ا بحماية المدنيين‬ ‫وأولئ��ك الذي��ن لم يع��ودوا مش��اركين ف��ي األعمال‬ ‫العدائية‪ ،‬بما في ذلك المرضى والجرحى والمعتقلين‪.‬‬ ‫وأضاف��ت أن على جمي��ع األطراف االلت��زام علنًا‬ ‫بتجن��ب إقامة مواقع عس��كرية ف��ى المناطق اآلهلة‬ ‫بالسكان‪ ،‬وتقديم إخطار مسبق بالهجمات العسكرية‬ ‫لضمان المرور اآلمن لقوافل المس��اعدات اإلنس��انية‬ ‫عل��ى الط��رق المح��ددة بما فيه��ا الخط��وط األمامية‬ ‫وتعيي��ن "توقفات إنس��انية" لتوفير المس��اعدات إلى‬ ‫المناطق األكثر تضرراً‪.‬‬ ‫ويبح��ث مجلس األمن التاب��ع لألمم المتحدة منذ‬ ‫ش��هور قراراً بشأن المس��اعدات في سوريا لكن نظراً‬ ‫ألن بع��ض القضايا ومنها عبور الحدود يمكن أن تثير‬ ‫خالفا بين روسيا والدول الغربية قال دبلوماسيون أن‬ ‫هذه المعركة س��تتأخر على األرجح إل��ى ما بعد عقد‬ ‫مؤتمر سالم مقترح بشأن سوريا في جنيف‪.‬‬ ‫لكن محاوالت تنظيم قم��ة (جنيف ‪ )2‬إلحياء حل‬ ‫سياس��ي تم االتف��اق عليه في حزي��ران ‪ /‬يونيو عام‬ ‫‪ 2012‬في المدينة السويس��رية تبدو بال جدوى حتى‬ ‫اآلن وال يرج��ح دبلوماس��يون ف��ي األم��م المتحدة أن‬ ‫تعقد في وقت قريب‪.‬‬ ‫وكتبت آم��وس تقول أنه مع وج��ود ‘حاجة ملحة‬ ‫لعملية سياس��ية حقيقي��ة لتفادي مزي��د من تدهور‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫الأمم املتحدة تطرح �أفكار ًا لت�سهيل‬ ‫و�صول امل�ساعدات �إىل �سوريا‬

‫‪5‬‬


‫الرقــة املحــررة‪..‬‬ ‫تحقيق ‪. .‬‬

‫ا�شتباكات بني الكتائب امل�سلحة واحتجاجات �شعبية متعاظمة‬ ‫وفتاة تعت�صم وحيدة �أمام مقر دولة العراق وال�شام‬ ‫مدينة الرقة‪ :‬فؤاد الرفاعي‬ ‫حتى لحظة نشر هذه المقال‪ ،‬تعيش مدينة الرقة حالة من غليان شعبي يهدد‬ ‫بانفجار كارثي مجهول النتائج‪ ،‬ففي حين لم تتوقف االشتباكات بين عدد من الكتائب‬ ‫المعارضة المسلحة خالل األيام الماضية ضمن األحياء السكنية‪ ،‬تشهد المدينة موجة‬ ‫غير مسبوقة من االحتجاجات الشعبية ضد هذه الكتائب وانتهاكاتها الفاضحة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫منذ تحريرها على أيدي مقاتلي الجيش الحر في‬ ‫آذار الماضي‪ ،‬تشهد مدينة الرقة صراعًا متناميًا على‬ ‫الس��لطة وعلى موارد المدينة االقتصادية بين كتائب‬ ‫المعارضة المس��لحة س��واء الكتائ��ب التابعة للجيش‬ ‫الح��ر أو تلك الت��ي تع��رف بالكتائب اإلس�لامية‪ .‬كما‬ ‫تش��هد مواجهات مس��تمرة بين الناش��طين المدنيين‬ ‫وأهال��ي المدينة وبين عدد من هذه الكتائب ألس��باب‬ ‫عديدة أهمها االنتهاكات الممارسة بحق المدنيين من‬ ‫اعتقال وخطف وتعدي على الممتلكات‪.‬‬ ‫ب��دأت الخالفات بي��ن الكتائب المقاتل��ة تتضح مع‬ ‫انش��قاق أبو س��عد الحضرمي‪ ،‬أمير جبهة النصرة عن‬ ‫دولة العراق والش��ام اإلس�لامية في شهر تموزالفائت‪،‬‬ ‫وانس��حابه إل��ى خارج المدين��ة مع عدد م��ن المعاونين‬ ‫والمجاهدين‪ .‬علل ناش��طون هذا االنسحاب أن أبا سعد‬ ‫لم يك��ن راضيًا عن االنته��اكات التي تمارس��ها قيادات‬ ‫أخرى ضم��ن الجبهة (ه��ذه القيادات تحول��ت الحقًا لما‬ ‫يعرف بدول��ة العراق والش��ام اإلس�لامية) بحق كتائب‬ ‫أخرى وبح��ق المدنيين أيض��ًا إضافة لمحاولتها بس��ط‬ ‫س��لطتها على المدينة ادارياً واقتصادياً‪ .‬جاء االنشقاق‬ ‫بي��ن قيادات النصرة والدولة في المدينة عش��ية موجة‬ ‫م��ن االعتصامات أمام مقر الجبه��ة على خلفية اعتقال‬ ‫ع��دد من ق��ادة كتائ��ب الف��اروق إضاف��ة لمقاتلين من‬ ‫فصائ��ل أخ��رى ومدنيي��ن ونش��طاء‪ ،‬نف��ذ االعتص��ام‬ ‫مجموعة من أمهات المعتقلين مع ناشطين من المدينة‬ ‫واستمر لعدة أيام وأسفرعن االفراج عن عدد منهم‪.‬‬ ‫جاءت هذه االعتصام��ات أمام مقر الجبهة ضمن‬ ‫سلس��لة مظاه��رات قام��ت احتجاج��اً عل��ى انتهاكات‬ ‫فصائ��ل مس��لحة عدي��دة كان م��ن ضمنه��ا الهيئ��ة‬ ‫الش��رعية ف��ي المدين��ة‪ ،‬بع��د اعتق��ال‬ ‫ع��دد م��ن الناش��طين كف��راس ومحم��د‬ ‫الناي��ف ورم��ال نوفل وآخرين‪ .‬وبحس��ب‬ ‫ناش��طين ش��اركوا في االعتصامات فإن‬ ‫هذه الح��ركات االحتجاجية س��اهمت في‬ ‫االفراج عن معتقلين وفي ضبط عمليات‬ ‫االعتقال التعسفية إلى حد ما لدى الهيئة‬ ‫الشرعية وكتائب أخرى‪.‬‬ ‫إال أن االعتق��االت ل��م تنت��ه تمام��اً‪،‬‬ ‫إذ تابع��ت الدول��ة اإلس�لامية م��ن جهتها‬ ‫اعتقالها لناش��طين كان آخرهم إبراهيم‬ ‫الغ��ازي‪ ،‬والذي س��بقه إل��ى المعتقل كل‬ ‫من عبد اهلل الخليل وأحمد وفراس الحاج‬ ‫صالح ووائل الحمدو كما يشتبه باعتقالها‬ ‫ل�لأب باولو داليليو‪ .‬إضافة لعدد كبير من‬ ‫المدنيين والعسكريين قد يصل عددهم‬ ‫لأللف بحس��ب تقديرات أهال��ي المدينة‪.‬‬ ‫ول��م تعل��ن الدولة ع��ن مس��ؤوليتها عن‬ ‫خطف واعتق��ال أي أحد حتى اللحظة كما‬ ‫لم تص��در أي مذكرات اعتق��ال أوتوضح‬ ‫موجبات��ه وإنما اعتم��دت طريقة الخطف‬ ‫ومن ثم إنكار وجود المخطوفين لديها‪.‬‬

‫ترافق��ت عملي��ات الخطف واالعتق��ال بمزيد من‬ ‫االعتصامات على باب الدولة احتجاجاً على االنتهاكات‪،‬‬ ‫كان آخره��ا التظاه��رة الكبرى التي قادها ناش��طون‬ ‫بتاري��خ ‪ 19‬تم��وز الفائ��ت‪ ،‬والتي حدث فيه��ا احتكاك‬ ‫عنيف مع مجموعة من مؤيدي الدولة اإلسالمية الذين‬ ‫قاموا بقذف المتظاهري��ن بالحجارة والزجاج وإطالق‬ ‫النار في الهواء وحصل فيها مش��ادات وتصعيدات أدت‬ ‫إلى إصدار بيان من بعض الناش��طين يتعهدون فيها‬ ‫بوقف االحتجاجات في مقابل منع االعتقال إال بمذكرة‬ ‫توقيف رسمية صادرة عن الهيئة الشرعية‪.‬‬ ‫ل��م يوقع جمي��ع الناش��طين عل��ى ه��ذا البيان‪،‬‬ ‫واس��تمر قسم منهم في االحتجاج وتم إطالق مبادرة‬ ‫اعتص��ام دائم��ة أمام حديقة الرش��يد يومياً الس��اعة‬ ‫العاشرة مساء لالحتجاج على االعتقال والخطف‪.‬‬

‫�صراعات بني الكتائب وا�شتباكات �ضمن‬ ‫�أحياء املدينة‬ ‫خ�لال الش��هور األخي��رة اس��تمرت الخالف��ات‬ ‫والصراع��ات بي��ن الكتائب تتكش��ف م��ع الوقت‪ ،‬وفي‬ ‫حي��ن كانت الخالفات تحل داخلي��ًا بين القادة وبوجود‬ ‫وس��طاء‪ ،‬بدأت الحقُا تأخذ ش��كل مواجهات عسكرية‬ ‫أواعتق��االت بين قيادات وعناصر الكتائب منها اعتقال‬ ‫الدول��ة اإلس�لامية لقائد لواء أمناء الرق��ة "أبو طيف"‬ ‫وق��ادة آخرين من الجيش الحر والمجلس العس��كري‪،‬‬ ‫إضاف��ة العتق��االت متبادلة بي��ن ل��واء الناصر صالح‬ ‫الدين وحركة أحرار الش��ام اإلس�لامية وخالفات بين‬ ‫لواء ثوار الرقة مع حركة أحرار الشام أيضًا من ضمن‬ ‫العديد‪.‬‬

‫آخرهذه الصراعات اتخذ ش��كل اشتباكات عنيفة‬ ‫عل��ى م��دى األي��ام األخيرة بين ل��واء أحفاد الرس��ول‬ ‫والدولة اإلس�لامية‪ .‬بدأت االش��تباكات بحسب روايات‬ ‫بع��ض الناش��طين وأهال��ي المدينة بع��د أن تجاوزت‬ ‫س��يارة مس��رعة تابعة للدول��ة حاجزاً ألحرار الش��ام‬ ‫دون أن تتوق��ف‪ ،‬مم��ا أدى لعملية إط�لاق نار وحدوث‬ ‫اش��تباكات في األي��ام التالية‪ .‬من ناحي��ة أخرى أفادت‬ ‫مص��ادر مطلع��ة ف��ي الرق��ة أن أص��ل الخ�لاف ه��و‬ ‫مجموعة من صواريخ الكونكورس التي يمتلكها لواء‬ ‫األحف��اد إضافة ألس��لحة ثقيل��ة أخرى تح��اول الدولة‬ ‫االس��تيالء عليها دون جدوى‪ ،‬األم��ر الذي قاد إلى هذا‬ ‫التصعيد‪.‬‬ ‫مع اقتراب العيد‪ ،‬بدأت االش��تباكات تتخذ موقعها‬ ‫ضمن األحياء الس��كنية في المدينة‪ ،‬مما تس��بب في‬ ‫ح��دوث حالة ذعر عامة بي��ن األهالي‪ ،‬حيث دعت دولة‬ ‫العراق والش��ام عش��ية عيد الفطر السكان القاطنين‬ ‫في المنطقة الواقعة بين مؤسستي الكهرباء والمياه‬ ‫إلى إخالء منازلهم بحجة أن المنطقة معرضة لتكون‬ ‫مس��رحًا لص��راع عنيف بي��ن الفصيلي��ن المتقاتلين‪،‬‬ ‫كم��ا ت��م نش��ر ع��دد م��ن القناصي��ن عل��ى أس��طح‬ ‫المبان��ي وازدادت أع��داد الحواج��ز العس��كرية ضمن‬ ‫المدين��ة وزودت بأس��لحة ثقيلة‪ .‬وبدأت تس��مع خالل‬ ‫اللي��ل والنهار اصوات اش��تباكات في ش��وارع المدينة‬ ‫اس��تخدمت فيه��ا أس��لحة خفيفة ومتوس��طة تنوعت‬ ‫بين البنادق والرشاش��ات ووصلت الستخدام الدوشكا‬ ‫في الحارات الس��كنية‪ .‬وقد س��جل س��قوط ما ال يقل‬ ‫عن س��بعة أش��خاص بين مدنيين وعسكريين خالل‬ ‫االشتباكات‪.‬‬ ‫وفي حي��ن اس��تمرت الوس��اطات لعقدهدنة بين‬


‫الكتائب املقاتلة يف حمافظة الرقة‪:‬‬

‫أسبوعية‬

‫ الفرق��ة ‪ :11‬وه��ي اتح��اد مجموعة م��ن األلوية‬‫وتتبع للجيش الحر‬ ‫‪ .1‬لواء ثوار الرقة‬ ‫‪ .2‬لواء أمناء الرقة‬ ‫‪ .3‬لواء المنتصر باهلل‬ ‫‪ .4‬لواء الناصر صالح الدين‬ ‫ جبهة الوحدة والتحرير‬‫ حركة أحرار الشام‬‫ لواء أحفاد الرسول‬‫ كتيبة حذيفة بن اليمان‬‫ لواء رايات النصر‬‫ لواء أويس القرني‬‫ كتيبة أحرار الطبقة‬‫ لواء التوحيد‬‫ جبهة األصالة والتنمية‬‫ جبهة التوحيد‬‫ جبهة النصرة‬‫‪ -‬دولةالعراق والشام اإلسالمية‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫لعل ما تفعله س��عاد نوفل منذ أسبوعين وحتى‬ ‫اللحظ��ة دون توقف‪ ،‬يعد االحتجاج الس��لمي األش��جع‬ ‫من��ذ ب��دء حمل��ة االحتجاج��ات ض��د الدول��ة بحس��ب‬ ‫ناشطين في المدينة‪.‬‬ ‫تقف س��عاد عل��ى باب مقر دولة العراق والش��ام‬ ‫األس�لامية (قص��ر المحافظ��ة س��ابقًا) من��ذ حوال��ي‬ ‫األس��بوعين بمفردها وه��ي تحمل الفت��ة احتجاجية‬ ‫ض��د الخط��ف واالعتقاالت العش��وائية ف��ي المدينة‪.‬‬ ‫وه��ي إذ رفضت التوقي��ع على بيان النش��طاء الذين‬ ‫يتعه��دون بإيق��اف الحركات االحتجاجي��ة في المدينة‬ ‫أصرت على متابعة النض��ال ضد انتهاكات الدولة ولو‬ ‫لوحدها‪ .‬تقول س��عاد في هذا الص��دد "لقد ثرنا على‬ ‫النظام ألننا باألساس نحتج على القمع وعلى انتهاك‬ ‫الحق��وق ودفعنا في س��بيل ذلك أثمان��ًا غالية فلماذا‬ ‫يتوجب علينا أن نتوقف اآلن؟"‪.‬‬ ‫اس��تمرت س��عاد بالنزول يوميُا بع��د اإلفطار لمدة‬ ‫س��اعتين تحم��ل في كل يوم الفتة جدي��دة وتقف على‬ ‫باب المقر‪ ،‬بعد األسبوع األول لم يعد اعتصامها يقتصر‬ ‫عل��ى الوقوف على الب��اب‪ ،‬فبدأت بالتجول في ش��وارع‬ ‫المدين��ة الرئيس��ية ألنها كانت مهتم��ة بإيصال صوتها‬ ‫للن��اس أيض��ًا "على الن��اس أن يدركوا كي��ف اختطفت‬ ‫ثورتنا منا وكيف يمكننا أن نعمل على استعادتها"‪.‬‬ ‫كتب��ت س��عاد العديد م��ن الالفتات ومنها "س��قط‬ ‫القن��اع‪ ..‬نح��ن الث��ورة فم��ن أنت��م؟"‪" ،‬ال لالعتق��ال‪ ،‬ال‬ ‫للخطف‪ ،‬ال للسرقة باسم الدين"‪ .‬إذ أنها ترفض أن تتم‬ ‫مصادرة حريات الناس وأن يتعرضوا للسرقة ولالنتهاك‬ ‫باسم اإلس�لام‪ ،‬فالرس��ول الكريم بحس��ب قولها كات‬ ‫يعود جاره اليه��ودي ليطمئن على صحته "أين هم من‬ ‫أخالق الرسول الكريم؟ هل هذا هو اإلسالم؟"‪.‬‬ ‫وع��ن المواجه��ات الت��ي تعرض��ت له��ا م��ع‬ ‫عناصرالدولة تقول بأنهم اتهموها بأنها غير مسلمة‬ ‫ألنها برأيهم ترفض مش��روع الدولة اإلس�لامية على‬

‫تحقيق ‪. .‬‬

‫نا�شطة �شجاعة تعت�صم وحدها يومي ًا امام‬ ‫مقر دولة العراق وال�شام‬

‫الرغ��م من أنها فت��اة محجبة وملتزم��ة "رب العالمين‬ ‫هو من يح��دد المؤمن من الكافر ولي��س الدولة‪ ،‬من‬ ‫أعطاهم هذا الحق؟"‪ .‬كما تعرضت لتهديد مباش��رمن‬ ‫قبل أحد ملثمي الدولة ال��ذي اقترب منها وهمس لها‬ ‫"أشتهي أن أضع رصاصة في رأسك" فأجابته "اكشف‬ ‫ع��ن لثام��ك وواجهني‪ ،‬أن��ا أواجهك بوجهي واس��مي‬ ‫الصري��ح"‪ .‬ملث��م آخ��ر بصق عليه��ا فقالت ل��ه "اخلع‬ ‫لثامك ألرد عليك"‪.‬‬ ‫ترى س��عاد أن الدولة امتنع��ت عن اعتقالها حتى‬ ‫اللحظة ألنهم يخشون من المجتمع في حال تعرضهم‬ ‫المباش��ر للنساء‪ ،‬ولذلك تس��تغل هذا الخوف لمتابعة‬ ‫اعتصامه��ا حت��ى النهاي��ة‪ .‬والعدي��د من الناش��طين‬ ‫يؤيدون عملها لكنهم ال يجرؤون على االنضمام إليها‪،‬‬ ‫فسمعة الدولة سيئة في مجال الحريات والحقوق‪ ،‬وال‬ ‫أحد يريد أن يتم اختطافه‪.‬‬ ‫م��ن خ�لال اعتصامها أم��ام مقر الدولة تس��نى‬ ‫لسعاد مقابلة عدد من أهالي المعتقلين والمختطفين‬ ‫الذين يداومون على المقر بحثًا عن أبنائهم‪ ،‬وبحسب‬ ‫قولها فإن العديد من حاالت االختطاف أو التوقيف هي‬ ‫تعس��فية بالكامل‪ ،‬إحدى األمهات التي قابلتها س��عاد‬ ‫أت��ت تبحث عن ابنها الذي خطفت��ه الدولة وهو مجرد‬ ‫بائع بس��طة فقي��ر في الس��وق وأب لثماني��ة اطفال‬ ‫"األهالي يعانون من إنكار الدولة للخطف أو االعتقال‬ ‫رغم أن الجميع يعلم أن الموقوفين موجودون لديها"‪،‬‬ ‫العديد من األهالي الذين قابلتهم أيضًا لديهم أطفال‬ ‫بعمر ال‪ 12‬أو ‪ 13‬س��نة موقوفون ل��دى الدولة بتهمة‬ ‫االفطار في رمضان مث ً‬ ‫ال وال بيانات واضحة عن أعداد‬ ‫المعتقلي��ن أو حت��ى عن ظ��روف اإلعتق��ال‪ ،‬الصمت‬ ‫الت��ام أو االن��كار هو ما يواجه به األه��ل المذعورون‪.‬‬ ‫"لماذا االنكار؟" تقول سعاد‪" ،‬لقد ثرنا من اجل حريتنا‬ ‫وكرامتنا‪ ،‬أين الكرامة؟"‪.‬‬

‫ت��رى س��عاد أن دور الدول��ة وغيره��ا م��ن الكتائب‬ ‫المس��لحة المقاتلة يجب أن ينص��ب على تحرير المدينة‬ ‫وحماية المدنيين‪ ،‬ال اس��تغاللهم للحصول على مكاسب‬ ‫اقتصادية وس��لطوية في المدين��ة المحررة‪ ،‬إذ أن الرقة‬ ‫تتع��رض يومي��ًا لقصف الطي��ران من قب��ل النظام كما‬ ‫تعان��ي م��ن وجودالفرق��ة ‪ 17‬واللواء ‪ 93‬التاب��ع للنظام‬ ‫إضافة إل��ى مطار الطبقة الذي لم يح��رر بعد‪ ،‬كل ذلك‬ ‫والدولة وغيرها منش��غلون ببس��ط الس��لطة وتقاس��م‬ ‫الغنائم مع أنهم يستطيعون بقليل من التنظيم واإلرادة‬ ‫الحس��نة وحس��ن النواي��ا أن يح��رروا المدين��ة بالكامل‬ ‫"لو اجتمع��وا مع بعضه��م وألقوا الحج��ارة على الفرقة‬ ‫لتحررت‪ ،‬لكنهم مشغولون بالفساد وقمع الناس"‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬

‫الطرفي��ن المتنازعين يتوقف فيها اس��تخدام الس�لاح‬ ‫ضم��ن ح��دود المدين��ة‪ ،‬قام��ت ليل��ة الجمع��ة الفائت‬ ‫مظاهرة حاشدة قدرت بحوالي األلف شخص من سكان‬ ‫مناط��ق االش��تباكات‪ ،‬طالب��ت فيه��ا الكتائ��ب بمغادرة‬ ‫المنطق��ة‪ .‬وبالفعل ت��م بعدها رصد انس��حاب واضح‬ ‫للقوات العسكرية وللحواجز وتوقف مؤقت للقتال‪ .‬في‬ ‫حين رجح ناش��طون أن الهدنة مؤقتة وأن االقتتال البد‬ ‫أن يعود على اعتبار أن أسبابه لم تحل بعد‪.‬‬ ‫ف��ي ليلة البارحة‪ ،‬الس��بت ‪ 10‬آب‪ ،‬ش��هد وس��ط‬ ‫المدين��ة مواجه��ة عس��كرية جدي��دة بي��ن حرك��ة‬ ‫أح��رار الش��ام ومجموعة م��ن ضمن الحركة تس��عى‬ ‫لالنش��قاق‪ ،‬وحي��ث أن المجموع��ة المنش��قة والت��ي‬ ‫يق��در عددها بحوالي ال ‪ 150‬ش��خصًا تس��يطر على‬ ‫فرن المدينة الرئيس��ي‪ ،‬حدث هجوم على مقر الفرن‬ ‫ومحاولة العتقال المنشقين وأخذ المهاجمون بإطالق‬ ‫النار بش��كل عش��وائي على المتجمعين أمام الفرن‪،‬‬ ‫مما اس��تدعى تجمع األهالي لمحاولة فض االشتباك‪.‬‬ ‫إال أن المهاجمي��ن م��ن األح��رار قام��وا باعتق��ال عدد‬ ‫م��ن المدنيين‪ ،‬وبحس��ب ش��هودعيان قامت س��يارات‬ ‫تابعة لألحرار بدهس ثالثة مدنيين بش��كل مقصود‬ ‫أفيدعن حالة أحدهم بأنها خطيرة‪.‬‬ ‫تال هذا اإلشتباك خروج مظاهرة ليلة هتفت ضد‬ ‫الحركة وض��د االنتهاكات وطالبت الكتائب المس��لحة‬ ‫بع��دم التع��رض للمدنيي��ن والحف��اظ عل��ى حرم��ة‬ ‫المدينة‪ ،‬انسحب على أثرها المهاجمون بعد أن قاموا‬ ‫بمجموعة من االعتقاالت‪.‬‬ ‫وف��ي حين دع��ا ناش��طون لعصي��ان مدني عام‬ ‫احتجاج��ًا عل��ى انته��اكات الكتائ��ب بح��ق المدنيي��ن‬ ‫واس��تخدام الس�لاح ضم��ن المدين��ة‪ ،‬توق��ع آخ��رون‬ ‫أن يس��تمر االقتت��ال ف��ي المدينة بس��بب الرغبة في‬ ‫ف��رض الس��لطة والس��يطرة والصراع عل��ى األرض‬ ‫والمكتس��بات المادي��ة خاص��ة في ظل غياب س��لطة‬ ‫تفرض شرعيتها الملزمة لجميع األطراف المتنازعة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫النظام هارب ًا �إىل الوهم‬ ‫وال�شعب ال�سوري يف طريق احلرية‬ ‫ياسر مرزوق‬ ‫الزم��ان ليل��ة الق��در المبارك��ة‪،‬‬ ‫رمض��ان ‪ ،2013‬الم��كان القاع��ة‬ ‫الدمش��قية ف��ي وس��ط العاصم��ة‬ ‫دمش��ق‪ ،‬أط��ل علين��ا رأس النظ��ام‬ ‫محاطاً بجوقةٍ م��ن المؤيدين ليلقي‬ ‫ً‬ ‫كلم��ة عل��ى خلفي��ة االنتص��ارات‬ ‫التكتيكي��ة الت��ي أحرزها ف��ي بداية‬ ‫الش��هر‪ ،‬والت��ي م��ا لب��ث أن فقده��ا‬ ‫بمفهوم الكر والفر‪ ،‬وكالعادة انتظرنا‬ ‫أن يخ��رج القائ��د األعل��ى للجي��ش‬ ‫والقوات المسلحة والممسك ظاهريًا‬ ‫بخطاب‬ ‫أو فعلي��ًا بالقرار في س��وريا‬ ‫ٍ‬ ‫واقعي يرضي مؤيدي��ه بالحد األدنى‬ ‫بعيداً عن اإلنش��اء ال��ذي اعتدناه‪ ،‬إال‬ ‫أنه وماإن أنهى الخطاب حتى تذكرت‪،‬‬ ‫القص��ة المش��هورة التي ت��روى عن‬ ‫الجن��رال األلمان��ي الش��هير "هلموت‬ ‫ف��ون مولتيك��ه" الذي كان الس��لطان‬ ‫العثمان��ي ق��د اس��تقدمه لي��درب‬ ‫جيوش��ه عام ‪ ،1914‬وفي أثناء إحدى‬ ‫المناورات ش��اهد "فون مولتيكه" أحد‬ ‫الضب��اط األت��راك يق��وم بتصرف��ات‬ ‫غريبة‪ ،‬وتقدم منه يس��أله‪" :‬من أين‬ ‫تريد أن تحصل على وسامك ياسيدي‬ ‫الضاب��ط‪ ،‬م��ن قوم��ك عل��ى ه��ذه‬ ‫الناحية‪ ،‬أم م��ن أعدائك على الناحية‬ ‫األخرى"‪.‬‬ ‫ها هي اليوم س��وريا وبعد عقدٍ‬ ‫ونيف من حكم األس��د االبن س��ويت‬ ‫باألرض وفي ش��عبها ثور ٌة لن تنطفأ‬ ‫بينم��ا رأس النظ��ام يالح��ق الوهم‪،‬‬ ‫بشار األسد الذي جرى اختياره كوريث‬ ‫خيار الغفلة أو حتى "الحادثة" وخاصة‬ ‫لجهة س��يرته الشخصية التي تركزت‬ ‫على ط��ب العي��ون وليس السياس��ة‬ ‫والعم��ل السياس��ي أت��ى وصوله إلى‬ ‫الس��لطة في الوقت ال��ذي وقفت فيه‬ ‫س��وريا عند مفترق طرق أن لم نقل‬ ‫طريق مس��دود مقابل سلس��لة‬ ‫عند‬ ‫ٍ‬ ‫م��ن التحديات بعضه��ا وجودية‪ ،‬على‬ ‫صعيد السياسة الداخلية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادي��ة‪ ،‬وبطبيع��ة األم��ر فقد‬ ‫وض��ع ه��ذا الواق��ع عالمة اس��تفهام‬ ‫على قدرة نظام البعث الذي اس��تولى‬ ‫على السلطة في الثامن من آذار عام‬ ‫‪ 1963‬ف��ي االس��تمرار والبق��اء على‬ ‫صيغت��ه الراهن��ة‪ ،‬وكذلك ف��ي الحد‬ ‫األدنى على قدرة الس�لالة األس��دية‬ ‫الت��ي حكمت الدولة على مدى العقود‬ ‫الماضية في االستمرار بالحكم‪.‬‬ ‫ف��ي الس��ادس والعش��رين م��ن‬ ‫حزي��ران ع��ام ‪ 2000‬عق��د مجل��س‬ ‫الش��عب اجتماعاً له ص��ادق فيه على‬ ‫ترشيح األسد للرئاسة‪ ،‬أما االستفتاء‬ ‫الش��عبي فقد ج��رى في العاش��ر من‬ ‫تموز ووفق المعطيات الرس��مية فقد‬ ‫ش��ارك فيه ‪ 623 ،931 ،8‬مصوتاً من‬

‫أص��ل ‪ 054 ،442 ،9‬م��ن أصحاب حق‬ ‫التصوي��ت وقد ف��از بتأيي��د ‪،718 ،8‬‬ ‫‪ 689‬م��ن أصوات المقترعين بنس��بة‬ ‫‪ 29 ،97‬حينه��ا خ��رج علين��ا أتباع��ه‬ ‫ب��أن حصوله على النس��بة المذكورة‬ ‫أي أق��ل م��ن ‪ٌ 99%‬‬ ‫دليل عل��ى الخيار‬ ‫الديمقراطي في سوريا‪.‬‬ ‫يومه��ا س��اد االعتقاد ب��أن أعباء‬ ‫المنص��ب ووق��ر المس��ئولية كان��ت‬ ‫كفيل��ة ب��أن تق��وي كل العناص��ر‬ ‫االيجابي��ة ف��ي ش��خصية الرئي��س‬ ‫الجديد‪ ،‬وس��وف تس��اعده في التغلب‬ ‫عل��ى جوان��ب الضعف فيه��ا‪ .‬وراهن‬ ‫البع��ض عل��ى نم��وذج الرئي��س‬ ‫األمريك��ي "ه��اري تروم��ان" ال��ذي‬ ‫خلف "فرانكلي��ن روزفلت" في مقعد‬ ‫الرئاسة االمريكية قرب نهاية الحرب‬ ‫العالمي��ة الثانية‪ ،‬فقد بدا ترومان في‬ ‫ذلك الوق��ت وبعد روزفلت ش��خصية‬ ‫باهتة ومجهولة ال تس��تطيع أن تقود‬ ‫الصراع االنس��اني الكبي��ر في الحرب‬ ‫العالمية الثانية إلى نهايته المطلوبة‬ ‫والمحققة‪ ،‬لكن تروم��ان أمام تحدي‬ ‫التجرب��ة العملية نم��ا ونضج وأصبح‬ ‫م��ن أب��رز الرؤس��اء االمريكيي��ن في‬ ‫العصر الحديث‪.‬‬ ‫الي��وم وبعد ما حدث في س��وريا‬ ‫وله��ا ب��دا واضحاً أن األس��د االبن من‬ ‫أنص��ار الق��ول المأث��ور ع��ن لويس‬ ‫الراب��ع عش��ر "أن��ا الدول��ة"‪ ،‬ولقد بدا‬ ‫ذلك اعتقاده فع ً‬ ‫ال فأصبح يتحدث عن‬ ‫جيش��ي وشعبي‪ ،‬وش��عب تحت عباءة‬ ‫وشعب خارجها وهو في هذا‬ ‫الدستور‬ ‫ٍ‬ ‫كل��ه لم يكن يس��تطيع أن يرى أن أي‬ ‫رئي��س دولة كان يمكن له أن يتحدث‬ ‫باس��م ش��عبه إذا كان بالفع��ل يعبر‬ ‫فيم��ا يقول عن مصالحه المش��روعة‬ ‫وع��ن طموحات��ه‪ ،‬فإذا ل��م يكن ذلك‬ ‫م��ا ح��دث فع ً‬ ‫ال فإن��ه يفق��د حقه من‬ ‫التحدث باسمه‪.‬‬ ‫يقول الباحث يحيى حس��ب اهلل‪:‬‬ ‫"‪ ..‬ولم��ا كان الديكتات��ور وظيف��ة‬ ‫دس��تورية يمارس��ها م��ن يخت��اره‬ ‫الش��عب إليها ممارسة مؤقتة لحماية‬ ‫الدولة باس��م الس�لامة العام��ة‪ ،‬وأن‬ ‫الديكتاتوري��ة ذات األص��ل الروماني‬ ‫ت��دل عل��ى حال��ة سياس��ية معين��ة‪،‬‬ ‫تصب��ح فيه��ا جمي��ع الس��لطات بي��د‬ ‫شخص واحد‪ ،‬يمارس حسب مشيئته‬ ‫كما ورد في الموس��وعة السياس��ية‪،‬‬ ‫من هنا نجد أن هذه الشخصية تنفرد‬ ‫عن س��واها من الشخصيات البشرية‬ ‫في الس��لوك ونمط الحي��اة وطريقة‬ ‫التعبي��ر ع��ن نفس��ها‪ ،‬وف��ي نظرتها‬ ‫إلى نفس��ها وإلى العالم المحيط بها‪،‬‬ ‫ومن ش��أنها أن تلحق األذى بالجنس‬

‫البش��ري‪ ،‬وتغي��ر معال��م األش��ياء‬ ‫والطبيعة والتاريخ وتزييف الحقائق"‪.‬‬ ‫في كلمته األخيرة اختزل األس��د‬ ‫روائع األدب العالمي وجعلنا نس��ترجع‬ ‫عب��ارة وردت ف��ي الج��زء الثان��ي من‬ ‫رواية بوليس��يس‪ ،‬لجيمس جويس‪،‬‬ ‫تق��ول فيها إح��دى الش��خصيات‪" :‬دع‬ ‫ً‬ ‫ومقولة لكر‬ ‫وطني يموت في سبيلي"‬ ‫وموي��ل ـ جالد إنجلترا وقائد حروبها ـ‬ ‫جاء فيها‪" :‬أعرف أن تسعة من عشرة‬ ‫يكرهونني‪ ،‬ولكن الش��خص العاشر‬ ‫ً‬ ‫ومقول��ة‬ ‫والوحي��د بي��ده الس�لاح"‪،‬‬ ‫كاليج��وال اإلمبراط��ور الرومان��ي‪:‬‬ ‫"عندم��ا ال أقتل اش��عر بالوحدة‪ ،‬إنني‬ ‫ال أك��ون بخي��ر إال بي��ن ضحاي��اي"‪.‬‬ ‫واعتراف نيرون‪ ،‬الذي قام بحرق روما‬ ‫وهو الش��اعر الموسيقي والديكتاتور‬ ‫في الوقت نفس��ه‪" :‬أعرف أن الشعب‬ ‫يكرهن��ي‪ ،‬ولكن يكف��ي أنه يرهبني‬ ‫ويخاف مني"‪.‬‬ ‫أم��ا الدكت��ور محمد عبد الس��تار‬ ‫الس��يد وزير األوق��اف والدكتور أحمد‬ ‫ب��در الدي��ن حس��ون المفت��ي الع��ام‬ ‫للجمهوري��ة وفضيل��ة الش��يخ محمد‬ ‫فت��ح اهلل القاض��ي مفت��ي حم��ص‬ ‫وفضيل��ة الش��يخ مصطف��ى عب��اس‬ ‫خطي��ب مس��جد المدف��ن ف��ي حم��اة‬ ‫وفضيل��ة الش��يخ محم��د دالل إم��ام‬ ‫مس��جد التوحيد ف��ي ادل��ب وفضيلة‬ ‫الشيخ عبد اهلل الصالح خطيب مسجد‬ ‫البصراوي في الرقة وفضيلة الش��يخ‬ ‫موس��ى العزب��ة امام مس��جد بصرى‬ ‫الش��ام الذين ألقوا كلمات أكدوا فيها‬ ‫ارتياحهم لحزمة المراسيم والقوانين‬ ‫التي أصدرها الرئيس األسد في إطار‬ ‫برنامجه لتحويل س��ورية إلى نموذج‬ ‫يحتذى به في المنطقة وبما ينعكس‬ ‫ارتياحا ورخاء على الش��عب السوري‪،‬‬ ‫فتذكرن��ا معه��م مس��رحية "الحفل��ة‬ ‫التنكري��ة"‪ ،‬للكاتب االيطال��ي ألبرتو‬ ‫مورافي��ا (‪ 1907‬ـ ‪ )1990‬وبطله��ا‬ ‫الديكتات��ور "تيروزو" وال��ذي تصوره‬ ‫نفس��ه األوح��د واألمث��ل حت��ى ف��ي‬ ‫العالق��ات العاطفية‪ ،‬متناس��يا عاهته‬ ‫الت��ي تحرم��ه ف��ي األق��ل من س��مة‬ ‫الكمال والجم��ال‪ ،‬وقد زيّن له أتباعه‬ ‫وزبانيته ما كان يرغب به‪ ،‬محتفظين‬ ‫بمراكزه��م وكراس��يهم وثرواته��م‪.‬‬ ‫هن��ا ش��خصية ديكتاتوري��ة ت��رى‬ ‫نفس��ها األنموذج األمثل المتفرد في‬ ‫كل ش��يء‪ ،‬في حين ه��و في حقيقة‬ ‫األمر األنموذج األكثر رداءة وتس��لطًا‬ ‫وقس��وة حتى على مس��توى العاطفة‬ ‫والجمال واأللفة مع اآلخرين‪.‬‬ ‫س��يرحل األس��د ويترك لخليفته‬ ‫إرثاً ي��كاد يكون مس��تحي ً‬ ‫ال‪ ،‬وبالطبع‬

‫فهن��اك بع��ض األخط��اء يمك��ن‬ ‫تصحيحها بس��رعة‪ ،‬فإع��ادة اإلعمار‬ ‫تبدأ بقرار سياس��ي‪ ،‬والسجناء يمكن‬ ‫إطالق سراحهم‪ ،‬والقوانين يمكن أن‬ ‫يعود لها بع��ض احترامها‪ ،‬والفس��اد‬ ‫يمك��ن كش��فه وتس��ليط األض��واء‬ ‫عليه والمزاج الع��ام يمكن أن يتغير‪،‬‬ ‫والتوت��رات يمك��ن أن تخ��ف حدته��ا‪،‬‬ ‫واآلم��ال يمكن أن تعود إليها اليقظة‪،‬‬ ‫ولكن القضايا األساس��ية االقتصادية‬ ‫والسياس��ية واالجتماعية والسياسية‬ ‫تبقى بحجمه��ا الضخم عقبات هائلة‬ ‫أمام سوريا المس��تقبل‪ ،‬ولعل أهمها‬ ‫التشوه الذي حدث في المجتمع نتيجة‬ ‫الهجمات المتعمدة على نس��ق القيم‬ ‫الس��ائدة‪ ،‬والش��حن الطائف��ي ال��ذي‬ ‫يمارسه النظام يوميًا‪.‬‬ ‫ملفنا الي��وم ق��راء ٌة لكلمة رأس‬ ‫النظ��ام الت��ي بدأه��ا متدث��راً بعباءة‬ ‫الدين والتدين حين قال‪" :‬نلتقي اليوم‬ ‫ليس من أج��ل االحتفال فال الظروف‬ ‫تسمح باالحتفال وقد دخل الحزن إلى‬ ‫كل بي��ت ومنزل وألن االلم واالس��ى‬ ‫دخل كل س��احات الوطن وليس شهر‬ ‫رمض��ان ش��هر لالحتفال ب��ل للعبادة‬ ‫لتطه��ر النف��س م��ن الش��وائب التي‬ ‫تراكم��ت على م��دار العام هو ش��هر‬ ‫للتربية وترميم االخالق الحميدة وما‬ ‫ت��آكل منها ولنح��اول أن نس��تعيد ما‬ ‫فقدناه وهو ش��هر لتكريس انسانية‬ ‫االنسان نش��عر فيه بالجائع والمعذب‬ ‫والمحت��اج وكل صاح��ب معان��اة ف��ي‬ ‫س��وريا ش��هر للرحم��ة والمغف��رة‬ ‫والتواصل والتضحية والفداء وش��هر‬ ‫للجهاد بالمعنى الصحيح جهاد العمل‬ ‫والبناء والمحبة"‪.‬‬ ‫وتماش��يًا م��ع م��ا يروج��ه إعالم‬ ‫النظام ع��ن اقتراب الحس��م حتى أن‬ ‫بعض المحللين االيرانيين أكد انتهاء‬ ‫العمليات العس��كرية مع نهاية ش��هر‬ ‫رمض��ان المب��ارك‪ ،‬كان ف��ي أذه��ان‬ ‫الموالي��ن وال��ذي توج��ه الكلمة لهم‬ ‫تحديدٌ مهلة زمنية أو إجراءاتٍ فعالة‬ ‫تثب��ت والئهم إال أن األس��د أطال ولم‬ ‫يقل شيئًا‪:‬‬ ‫"س��أتحدث بصراح��ة مطلق��ة‬ ‫بعيدة عن كل المجامالت ألن الحديث‬ ‫اآلن ليس كالحديث قبل س��نوات ألن‬ ‫الكثيرون كانوا مخدوعين بما يجري‪..‬‬ ‫علين��ا أن نرى األم��ور بعينين لتكون‬ ‫الرؤي��ة ثالثي��ة األبعاد س��أنطلق من‬ ‫التس��اؤالت الت��ي تطرح في الش��ارع‬ ‫ولكن أعتق��د أننا نس��تطيع تلخيص‬ ‫كل االس��ئلة بس��ؤال وحي��د يختصر‬ ‫كل ش��يء وه��و متى تنته��ي األزمة‬ ‫نحن ال نس��تطيع تحدي��د متى تنتهي‬


‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫االزمة ألن التسلل المنطقي يجب أن‬ ‫ينطلق من أنه من ينهي األزمة وهي‬ ‫م��ن ينهيها نح��ن الس��وريون بأيدنا‬ ‫صحي��ح أن العوام��ل الخارجية خطرة‬ ‫ولكن دور الخارج دور مساعد ومعقد‬ ‫وليس اساس��ي اما أن يعطل أو يؤخر‬ ‫إنه��اء االزم��ة ويعتمد عل��ى الثغرات‬ ‫الموجودة داخل مجتمعنا"‪.‬‬ ‫تناس��ى األس��د كل الجرائ��م‬ ‫المرتكب��ة بحق الس��وريين‪ ،‬ولخص‬ ‫بصراع على السلطة بين‬ ‫شعب‬ ‫ثورة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫نظام ومعارضة حين قال في س��وريا‬ ‫ٍ‬ ‫لدين��ا معارضة وطنية زجت نفس��ها‬ ‫في العمل الساسي منذ االيام االولى‬ ‫وموجودة معنا االن‪ ،‬متجاه ً‬ ‫ال أن الكم‬ ‫ألكب��ر م��ن المعارضي��ن الوطنيي��ن‬ ‫بحس��ب تعري��ف النظ��ام ي��رزح في‬ ‫الس��جن‪ ،‬أما المعارضة غير الوطنية‬ ‫فه��ي س��اقطة ش��عبيًا واخالقي��اً وال‬ ‫يعول عليها في دور للحل في سوريا‪.‬‬ ‫أم��ا ع��ن األزم��ة االقتصادي��ة‬ ‫الخانق��ة والت��ي تصفها المؤسس��ات‬ ‫الدولي��ة بالكارثة فهي تحل بأس��ابيع‬ ‫بعد استعادة األسد للسلطة‪" :‬المعاناة‬ ‫االقتصادي��ة التي نعان��ي منها جميعًا‬ ‫مرتبط��ة بالوضع االمن��ي وال حل لها‬ ‫إال بضرب االرهاب الذي ال يتم إال في‬ ‫الحرب الشعبية أي الجيش مع الشعب‬ ‫وإذا تمكن��ا م��ن تفعيلها في الش��كل‬ ‫المناس��ب س��نتمكن ف��ي االس��ابيع‬ ‫القادمة من إنهاء االزمة‪.‬‬ ‫ولم ينسى األس��د خطاب حليفه‬ ‫نص��ر اهلل في ي��وم القدس حين قال‬ ‫األخي��ر‪« :‬ه��ذه اللغة ب��دأت تكبر مع‬ ‫األح��داث ف��ي س��وريا‪ ،‬بغي��ة إخ��راج‬ ‫الش��يعة من معادلة الص��راع العربي‬ ‫اإلس��رائيلي وأن تخ��رج إي��ران م��ن‬

‫المعادلة»‪ ،‬مضيفًا‪« :‬نحن شيعة علي‬ ‫ب��ن أبي طالب في العال��م لن نتخلى‬ ‫ع��ن فلس��طين وال ع��ن ش��عبها وال‬ ‫عن مقدس��اتها‪ ،‬فقولوا عن��ا رافضة‬ ‫وإرهابيي��ن‪ ،‬ومجرمي��ن‪ ،‬قول��وا م��ا‬ ‫ش��ئتم واقتلونا تحت كل حجر ومدر‪،‬‬ ‫وفي كل جبهة وعلى باب كل حسينية‬ ‫ومس��جد‪ ،‬فنحن ش��يعة علي بن ابي‬ ‫طال��ب ل��ن نت��رك فلس��طين»‪ .‬فأتت‬ ‫تصريحاته رجع الصدى لما قاله نصر‬ ‫اهلل‪" :‬أولئ��ك ه��م من دق االس��فين‬ ‫بين المس��لم والمسلم وبين المسلم‬ ‫والمس��يحي عب��ر طروح��ات طائفية‬ ‫فتان��ة بغيضة في الوقت التي حرمت‬ ‫كل االدي��ان الس��ماوية الفتن��ة بي��ن‬ ‫الناس هذا الفكر هو من نقل الصراع‬ ‫م��ن عرب��ي اس��رائيلي إل��ى عرب��ي‬ ‫عرب��ي يضربون الجوش العربية كما‬ ‫يفعلون في سوريا ومصر ويتعاونون‬ ‫م��ع الجي��ش االس��رائيلي واالميركي‬ ‫فه��ؤالء االس�لاميون الج��دد الذي��ن‬ ‫يس��عون لتكري��س االس�لام لخدمة‬ ‫اميركا واس��رائيل واالصح أن نسميه‬ ‫الجاهليون الجدد"‪.‬‬ ‫بالتزام��ن م��ع تصريحات األس��د‬ ‫الت��ي ينعي فيها العروب��ة التي تتآمر‬ ‫ً‬ ‫مختزلة بنظامه ونظام‬ ‫على س��وريا‬ ‫أبيه وتس��تجلب المقاتلين والمرتزقة‬ ‫ل��دك معقل الممانعة أص��در القانون‬ ‫رق��م ‪ 55‬ال��ذي يرخ��ص ويش��رع‬ ‫اس��تجالب المرتزق��ة لصال��ح نظامه‬ ‫والتي قسمتها المادة الرابعة منه إلى‬ ‫ثالث فئات‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬الفئة االولى‪ :‬من ‪ 801‬حارس‬ ‫فما فوق‪.‬‏‬ ‫ب ‪ -‬الفئ��ة الثاني��ة‪ :‬م��ن ‪501‬‬ ‫حارس حتى ‪ 800‬حارس‪.‬‏‬

‫ج ‪ -‬الفئ��ة الثالث��ة‪ :‬م��ن ‪300‬‬ ‫حارس حتى ‪ 500‬حارس‪.‬‏‬ ‫كما جاء في المادة الخامس��ة من‬ ‫المرسوم المذكور مايلي‪:‬‬ ‫يبي��ن صاح��ب الش��ركة ف��ي‬ ‫طلبه حاجتها من االس��لحة والذخيرة‬ ‫واالجهزة والمع��دات واالليات وتحديد‬ ‫انواعها وعددها ومجاالت اس��تخدامها‬ ‫وفي حال الموافقة على الطلب يحال‬ ‫إلى الجهات المعنية لتأمين المطلوب‬ ‫ومنح التراخيص الالزمة اصوال‪.‬‏‬ ‫يح��دد الوزي��ر بق��رار االس��لحة‬ ‫المس��موح باس��تخدامها في الشركة‬ ‫وتنحص��ر ف��ي المسدس��ات والبنادق‬ ‫االلية ويج��وز للوزي��ر الموافقة على‬ ‫تحدي��د ان��واع أخرى من االس��لحة إذا‬ ‫كان��ت طبيع��ة المهم��ة الموكلة إلى‬ ‫الشركة تقتضي ذلك‪.‬‏‬ ‫إذا دع��ت الحاج��ة إل��ى اس��تيراد‬ ‫اس��لحة وذخي��رة واجه��زة ومع��دات‬ ‫وآلي��ات تتق��دم الش��ركة بطل��ب إلى‬ ‫الوزي��ر بالم��واد الم��راد اس��تيرادها‬ ‫وفي حال الموافق��ة على الطلب يتم‬ ‫توفير المطلوب بالتنسيق مع الجهات‬ ‫المعنية وفقا للقوانين واالنظمة‪.‬‏‬ ‫ولعل األخطر في هذا المرس��وم‬ ‫ه��و الم��ادة ‪ 11‬التي نص��ت على أنه‬ ‫يج��وز للح��ارس س��لطة ضب��ط أي‬ ‫شخص يحاول االعتداء على االماكن‬ ‫واالش��خاص واالم��وال المش��مولة‬ ‫بالحراس��ة والحماي��ة وعلي��ه أن يبلغ‬ ‫في الح��ال أقرب وحدة ش��رطية‪.‬‏ مع‬ ‫االلتزام بقواعد استخدام القوة بالحد‬ ‫المس��موح ب��ه قانونا وفق��ا للقواعد‬ ‫العامة المتعلقة بالدفاع المشروع‪.‬‏‬ ‫عندم��ا يجد نظ��امٌ م��ن النظم‬

‫الحاكم��ة نفس��ه أم��ام أزم��ة م��ع‬ ‫جماهيره ال تكفيه لمواجهتها وسائله‬ ‫السياسية العادية‪ ،‬وال تكفيه وسائل‬ ‫القمع البوليس��ي التي تملكها الدولة‬ ‫وال تكفيه وسائل القمع المعنوي الذي‬ ‫يمك��ن أن تصنع��ه وس��ائل إعالم��ه‪،‬‬ ‫فيج��د نفس��ه مضط��راً الس��تدعاء‬ ‫الجيش لمس��ك زمام األمور‪ ،‬فمعنى‬ ‫ذلك أن شرعية هذا النظام قد أصيبت‬ ‫بشرخ كبير على األقل‪ ،‬ومع‬ ‫بكسر أو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫س��قوط أول الضحايا يفقد ش��رعيته‬ ‫تمامًا‪ ،‬جاء األس��د إلى السلطة وعالم‬ ‫السياسة مكل ً‬ ‫ال باألمل وسيخرج منها‬ ‫كما خرج هنري الرابع بطل مسرحية‬ ‫شكس��بير ال��ذي ق��ال‪ :‬لق��د غامرت‪..‬‬ ‫كأنن��ي واحدٌ م��ن الصبي��ة الالهين‬ ‫عل��ى قم��م الم��وج‪ ..‬مثله��م أح��اول‬ ‫منتف��خ بالهواء‪ ..‬صيفًا‬ ‫كيس‬ ‫تطويع ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫بحر من‬ ‫في‬ ‫طويلة‪..‬‬ ‫ا‬ ‫أيام‬ ‫بع��د صيف‬ ‫ٍ‬ ‫المجد‪ ..‬لكن البحر كان عميقًا‪ ..‬عميقًا‬ ‫جداً‪ ..‬أعمق مما أستطيع اللهو فيه"‪.‬‬ ‫ف��ي الخت��ام األس��د ف��ي طريق‬ ‫الوهم والش��عب الس��وري في طريق‬ ‫الحري��ة‪ ،‬والحدي��ث اليوم ع��ن مابعد‬ ‫س��قوط النظ��ام‪ ،‬حيث أننا س��نحتاج‬ ‫إلعادة إطعام وإكس��اء وتعليم هؤالء‬ ‫الرجال والنس��اء واألطفال المهجرين‬ ‫والنازحي��ن‪ ،‬وإتاح��ة ف��رص العم��ل‬ ‫الش��ريف له��م‪ ،‬وس��نبذل جه��وداً‬ ‫ضخمة تقتضي كل التماسك والعقل‬ ‫التاريخي لألمة‪ ،‬والمشاكل المنتظرة‬ ‫الب��د أن تجد حلو ًال حقيقي��ة لها‪ ،‬وإذا‬ ‫كان هناك دليل حقيقي ومعلم كفوء‬ ‫لهذه المهام‪ ،‬ف��إن الجغرافيا والتاريخ‬ ‫هم��ا وحدهم��ا ه��ذا الدلي��ل وه��ذا‬ ‫المعلم‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫املخيم‪ ..‬الثورة‪..‬‬

‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫من تل الزعرت �إىل الريموك �سالم‪� ..‬سالم!‬ ‫الياس س الياس‬ ‫اليرم��وك ل��م يك��ن يوم��ا مج��رد‬ ‫"مخي��م"‪ ..‬ولم يكن فقط ملج��أ‪ ..‬أنه أكبر‬ ‫حتى من خزان غسان كنفاني‪ ..‬لكنه خزان‬ ‫مفت��وح ال تقرع جدرانه فحس��ب‪ ..‬بل يهز‬ ‫ج��دران الم��دن ودكاكي��ن "دكات النضال"‬ ‫وهي تتراخى عن عوراتهم‪..‬‬ ‫ذه��ب محم��ود دروي��ش كت��ب عن��ه‬ ‫الكثيرون ف��ي ذكراه‪ ..‬وقفت عند قبره في‬ ‫القمة متأمال‪ ..‬وظه��ري لقصر الثقافة في‬ ‫رام اهلل حي��ث حضرت كطفل يغمره الفرح‬ ‫الثالث��ي جب��ران وه��م يعي��دون دروي��ش‬ ‫بأنامل تسحرك‪ ..‬تذكرت الشام التي كانت‬ ‫تس��ترق لحظات م��ن الديكتات��ور فتعيش‬ ‫ليلة مس��تثناة من الحياة على وقع الش��عر‬ ‫والمسرح تذكرت كيف كان مخيم اليرموك‪،‬‬ ‫ليس كمخيم فلس��طيني ب��ل "كبلد" تمتد‬ ‫فيه البالد من إدلب إلى الس��احل الس��وري‬ ‫والجلي��ل الفلس��طيني‪ ..‬خلي��ط جعل منه‬ ‫أحيانا يضيق ويتسع‪ ..‬يتمرد دائما!‬

‫املخيم املتمرد ً‬ ‫دائما‪..‬‬

‫ع��ادت ب��ي الذاك��رة‪ ،‬لي��س حنين��ا‬ ‫فحسب‪ ،‬إلى س��وريا الشعب‪ ،‬س��وريا التي‬ ‫لم تس��ألني فيها رغ��م لهجت��ي المختلفة‬ ‫بائع��ة الجبن ع��ن الجغرافيا وال الجنس��ية‬ ‫ف��ي أحلك ظ��روف كانت تمر فيها س��وريا‬ ‫بفع��ل عقلي��ة مافي��ا البع��ث االقتصادي��ة‬ ‫والسياس��ية والثقافي��ة‪ ..‬هي س��وريا التي‬ ‫فتح��ت دائم��ا ذراعيها بش��عبها للناس من‬ ‫أين جاؤوا‪ ..‬كذب كل أبواق األس��د من األب‬ ‫إل��ى الولد حين مننوا ومازالوا بأن "س��وريا‬ ‫األسد" هي من جعلت معاملة الفلسطيني‬ ‫أس��وة بالس��وريين‪ ..‬فحت��ى ف��ي دروس‬ ‫التاريخ التزوير يُجير لتثبيت أنه ال س��وريا‬ ‫وال تاري��خ له��ا وال ذاك��رة إال من��ذ "الحركة‬ ‫التصحيحي��ة" (االنق�لاب األس��دي)‪ ..‬لن��دع‬ ‫للحظة الفلسطيني ‪ -‬السوري جانبا‪ ..‬فماذا‬ ‫اقترف كم��ال جنبالط ليقت��ل؟ حتى يومنا‬ ‫هذا ما ي��زال البعض يكذب على نفس��ه‪..‬‬ ‫يه��رب م��ن عش��رات األس��ئلة المتعلق��ة‬ ‫ليس جنبالط فحس��ب من استحق اإلجابة‬ ‫على فعل االغتيال تح��ت يافطة "المواقف‬ ‫القومي��ة"‪ ..‬حتى في موريتاني��ا هناك من‬ ‫يصدق األكاذيب األسدية بدون تمحيص‪..‬‬ ‫فك��م كات��ب وش��اعر وسياس��ي وفدائ��ي‬ ‫عادي تم قتله باس��م تلك المواقف؟ الثورة‬ ‫بالتأكي��د ث��ورة س��وريا‪ ،‬كتبت ع��ن الثورة‬ ‫السورية كإنس��ان وأحيانا كعربي من هذا‬ ‫النطاق الجغرافي الممتد من شمال سوريا‬ ‫إلى لبنان والجليل فالعقب��ة والبصرة‪ ..‬لم‬ ‫أكت��ب كثي��را مخصصًا في "س��وريتنا" عن‬ ‫معاناة فلس��طينيي سوريا تخصيصا‪ ..‬كان‬ ‫م��ن المفت��رض قبل أس��ابيع أن أنجز ملفا‬ ‫ع��ن دور "النظام الس��وري" في اس��تغالل‬ ‫القضي��ة الفلس��طينية‪ ..‬تأج��ل الملف ألن‬ ‫الحدث أسرع من كل سهم!‬ ‫لست واهما بأن كثيرون يعرفون من‬ ‫كان ي��دك مخيم تل الزعت��ر في مثل هذه‬ ‫الت��ي كان جي��ش األس��د وبتحال��ف مع من‬ ‫يعتبرهم اليوم أعداء في لبنان يستكملون‬ ‫مسح المخيم الفلسطيني من شرق بيروت‬

‫ع��ن الوج��ود ف��ي ع��ام ‪ ١٩٧٦‬وبمبارك��ة‬ ‫هنري كيسنجر‪ ..‬حين تنظر اليوم لمجريات‬ ‫التدمير الممتدة في كل بقعة سورية ثائرة‬ ‫تتذكر" بطوالت البواس��ل األسديين" وهم‬ ‫يدك��ون ت��ل الزعتر بع��د حصاره ب��كل ما‬ ‫ملكوه من أس��لحة ثقيلة وم��ا اقترفوه من‬ ‫مذابح بحق الخارجي��ن من المخيم‪ ..‬وصل‬ ‫األمر بأن كان س��كان الزعت��ر يمرون فوق‬ ‫جث��ث أحبتهم وم��ن يرى قريب��ا يتأوه على‬ ‫استش��هاده كان يجري إعدام��ه ‪ /‬إعدامها‪..‬‬ ‫زوجات وأمهات مررن بجثث أحبتهم ومنعوا‬ ‫من ذرف دمعة أو التعرف عليهم‪ ..‬منذ عام‬ ‫‪ ١٩٧٦‬ع��رف المخي��م الطبيع��ة الفاش��ية‬ ‫والوظيفية لنظام لم يعرف من األس��اليب‬ ‫سوى القتل والتفجير واالغتيال والتهجير‪..‬‬ ‫لم تكن بطوالت بل خس��ة باسم "المواقف‬ ‫القومية" وتقسيم "رجعية وتقدمية" جرى‬ ‫دك مخيمي نهر الب��ارد والبداوي ومطاردة‬ ‫ياس��ر عرف��ات بعد اعتب��اره "ش��خصا غير‬ ‫مرغوب فيه في سوريا األسد"‪..‬‬ ‫مخي��م اليرم��وك اليوم يعي��ش حالة‬ ‫قد ال تك��ون حالة مخيم ت��ل الزعتر‪ ..‬لكن‬ ‫بالتأكي��د ال تختلف كثيرا ع��ن حالة حصار‬ ‫المخيم��ات ودكه��ا ب��كل أن��واع األس��لحة‬ ‫من بي��روت حت��ى الجنوب بحج��ة مطاردة‬ ‫"العرفاتيي��ن"‪ ..‬تس��مية لم تس��تثني منها‬ ‫حرك��ة أم��ل وبظهره��ا عصاب��ات حاف��ظ‬ ‫وبط��والت مصطف��ى ط�لاس بحق��د ل��م‬ ‫يش��هد مثله "الرجعيون" أي فلسطيني من‬ ‫هذه التس��مية‪ ..‬بل وال حتى يساري لبناني‬ ‫وقف بوج��ه حصار صبرا وش��اتيال بزعامة‬ ‫م��ن أصبح الحق��ا "رئيس مجل��س النواب"‬ ‫نبي��ه ب��ري كتاجر حرب مثل بقي��ة لوردات‬ ‫الحرب في لبنان‪..‬‬ ‫ق��رأت الي��وم الس��بت الخب��ر التال��ي‪:‬‬ ‫استش��هاد الرائ��د هش��ام قب�لاوي وه��و‬ ‫مس��ؤول ف��ي حرك��ة فت��ح ف��ي أقبي��ة‬ ‫المخابرات الس��ورية بعد أشهر من اعتقاله‬ ‫نتيجة عمله في المجال االغاثي"!‪.‬‬ ‫فع��ادت الذاك��رة إل��ى تاري��خ كان��ت‬ ‫س��جون حاف��ظ ورج��ال أمن��ه تلتق��ط‬ ‫الفلس��طيني واللبنان��ي حامل��ة إي��اه إل��ى‬ ‫السجون في سوريا ليختفي أثره وبعضهم‬ ‫ما يزال حت��ى يومنا غير مع��روف المصير‬ ‫مثل عش��رات اآلالف من الس��وريين‪ ..‬فعن‬ ‫أية جرائم نتحدث؟‬ ‫حين يصب��ح لمخيم اليرم��وك حاجزا‬ ‫يق��ف علي��ه حث��االت م��ا أنتجت��ه ثقاف��ة‬ ‫أس��دية فاش��ية تمن��ع ذرة طحي��ن ورغيف‬ ‫خبز وتقطع الكهرباء عن��ه غير آبهة بحياة‬ ‫الناس والمرضى واألطفال فأنت أمام حالة‬ ‫ال يمكن��ك أن ته��رب م��ن مقارن��ة مخجلة‬ ‫أحيانا بين ممارس��ات إس��رائيلية احتاللية‬ ‫لم تص��ل في تدنيه��ا األخالق��ي إلى هذه‬ ‫المس��تويات‪ ..‬ول��م تج��رؤ كثي��را عل��ى ما‬ ‫تجرأ عليه طاغية الش��ام على شعبه وعلى‬ ‫الفلسطينيين المتهمين ضمنا بذات الوقت‬ ‫ال��ذي ما ي��زال مسلس��ل المتاجرة باس��م‬ ‫فلس��طين عنوانا رئيس��ا ألبواق س��وريين‬ ‫وفلسطينيين ولبنانيين‪..‬‬

‫نعم‪ ،‬صحي��ح بأن المخي��م كان دائما‬ ‫عنوان��ا للتمرد‪ ..‬لكن التمرد على ماذا؟ كان‬ ‫حافظ ومس��ؤولي مخابرات��ه يضعون في‬ ‫رؤوس العناص��ر (كما بثوا ثقافة الكراهية‬ ‫والتوج��س من المخيم‪ ،‬ال��ذي لم يكن فيه‬ ‫فق��ط فلس��طينيون أب��داً‪ ) ..‬المخيم الذي‬ ‫لم يكن موجودا قبل نكبة فلس��طين صار‬ ‫أش��به بمدينة يعبر عن نس��يج فلس��طين‬ ‫ومدنها وقراها وسوريا بكل تالوينها حتى‬ ‫الفكري��ة‪ ..‬م��ا كان المخي��م َ‬ ‫ملجأ فحس��ب‬ ‫ب��ل حي��اة صاخبة وف��ي صخبه��ا اختلطت‬ ‫السياس��ة والثقاف��ة والفن��ون والن��دوات‬ ‫والمظاهرات‪ ..‬ليس سوقا تجارية فحسب‪،‬‬ ‫بل مصنع مواقف تختلف الناس فيما بينها‬ ‫وتنتهي الندوات بتصفي��ق للطيب تيزيني‬ ‫وفتحي الشقاقي في مركز غسان كنفاني‬ ‫الثقافي‪ ..‬بالطبع عسس النظام متواجدون‬ ‫دوم��ا‪ ..‬كان يحدث هذا قبل الثورة وقبل أن‬ ‫يرث بش��ار حك��م أبيه الذي يحكم س��وريا‬ ‫م��ن القب��ر بمعية الول��ي الفقي��ه‪ ..‬بعض‬ ‫أصدقائي الفلس��طينيين والسوريين أبناء‬ ‫هذا المخيم األكب��ر في تاريخ النكبة كانوا‬ ‫ينقلون لي كيف كان يجري بشكل منهجي‬ ‫تصوير المخيم عند س��وريين آخرين بأنه‬ ‫"تجمع زعران" ب��ل البعض كان يظن بأنه‬ ‫مخيم يحتوي على خيم وغنم‪..‬‬ ‫في سنة من سنوات حافظ خرج مخيم‬ ‫اليرموك أكثر من م��رة يتظاهر في ذكرى‬ ‫من ذكريات فلس��طين‪ ..‬كيوم األرض وتل‬ ‫الزعتر‪ ..‬مبكرا كان بعض الشباب والصبايا‬ ‫(في ثمانينات القرن الماضي) اكتشفوا بأن‬ ‫الدباب��ات التي دخلت اليرم��وك مطوقا في‬ ‫ع��ام إبادة مخيم تل الزعتر لن يمنع حافظ‬ ‫أس��د عن ارتكاب مذابح بحق المتظاهرين‬ ‫الذي��ن كانوا يصل��ون عند مدخ��ل المخيم‬ ‫فحسب‪ ..‬ومع ذلك االكتش��اف كان بالفعل‬ ‫يرسل حافظ كل ما لديه من وسائل القمع‬ ‫بمعاونة داخلية مم��ن الصاعقة والبعثيين‬ ‫المس��لحين حتى ف��ي الم��دارس ليطاردوا‬ ‫بالرصاص متظاهرون يهتفون لفلسطين‬ ‫وض��د االحت�لال وضد م��ن اقت��رف جرائم‬ ‫بح��ق تل الزعتر‪ ..‬كان��ت الطلقات ال تفرق‬ ‫بين ش��اب وام��رأة وطفل استش��هد وجرح‬ ‫العش��رات ف��ي مخي��م لم يع��رف الخضوع‬ ‫حت��ى لقيادة كانت تمي��ع المواقف ذات يوم‬ ‫في "مدرس��ة المنصورة" بشارع المدارس‬ ‫فراحت الهتافات تص��دح ضد تلك القيادات‬ ‫الفلس��طينية الت��ي كان��ت اعتل��ت الطابق‬ ‫األول والجماهير في باحة المدرسة‪ ..‬فمن‬ ‫جاء لينقذ تل��ك القيادات من هتافات وربما‬ ‫حجارة شباب المخيم؟‬ ‫قوات األس��د‪ ..‬ارتكب��ت مذبحة وهي‬ ‫تطلق الرصاص لتفريق "المتمردين" قبل‬ ‫أن نسمع ببندر والمؤامرة الكونية وقبل أن‬ ‫يعود حس��ن نصر اهلل من إي��ران والعراق‬ ‫بس��نوات‪ ..‬ه��ذا مخي��م اليرم��وك‪ ،‬ومع��ه‬ ‫بقية المخيمات‪ ،‬خزان قرع أصحابه جدران‬ ‫المدينة والمدن‪ ..‬ذهب شبابه شهداء وهم‬ ‫يدافعون عن لبنان ومخيمات الفلسطينيين‬ ‫والثورة الفلسطينية حينها‪ ..‬حتى في أيامنا‬ ‫هذه لم تسلم مقبرتي الشهداء من قذائف‬

‫ابن الفاش��ي فاتبع أس��لوب أبيه مع الزعتر‬ ‫ثم صبرا وش��اتيال وب��رج البراجن��ة وعين‬ ‫الحلوة بأياديه وأي��ادي حركة أمل وتوابعه‬ ‫البعثي��ة على الس��احة الفلس��طينية‪ ..‬في‬ ‫الليلة التي تم اعتبار ياسر عرفات شخص‬ ‫غي��ر مرغوب فيه وبعد س��ماع الناس بالنبأ‬ ‫(ه��ذا كان بعد أق��ل من عام عل��ى اجتياح‬ ‫إسرائيل للبنان وخروج المنظمة عبر البحر‬ ‫من��ه) في موقف ب��دا في��ه التكامل واضحا‬ ‫بي��ن الموقفين‪ ،‬خرج المخي��م متمردا في‬ ‫المس��اء واس��تحضر حاف��ظ قوات��ه وليس‬ ‫لديها سوى إطالق النار رشا ونصب دوشكا‬ ‫ف��ي زاوية ش��ارع صف��د لتحص��د الناس‪..‬‬ ‫غري��ب أن يج��ري اعتب��ار "القائ��د الع��ام‬ ‫لقوات الثورة الفلسطينية ورئيس منظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية" شخص غير مرغوب‬ ‫فيه (ولو اختلف الفلس��طينيون فيما بينهم‬ ‫عل��ى الش��هيد أب��و عم��ار) في ظ��ل نظام‬ ‫ما ي��زال حتى يومن��ا هذا يكرر اس��طوانة‬ ‫"فلس��طين قضيتن��ا المركزي��ة"‪ ..‬وب��ذات‬ ‫الوق��ت مطلوب من الناس أن تصمت وهي‬ ‫ترى كيف يجري ش��ق الصف الفلس��طيني‬ ‫بعقلية مخابراتي��ة يتقنها نظام العصابات‬ ‫تاريخي��ا‪ ..‬حتى س��وريا الناظ��ر إلى مهزلة‬ ‫تقسيم المعارضة ورفع الحواجز بين أبناء‬ ‫المجتم��ع الس��وري يدرك بأنه كان يش��هد‬ ‫تكون مافيا حكم وليس حكم دولة‪..‬‬

‫املخيم اليوم‪..‬‬

‫ال حاج��ة اآلن للتذكي��ر بلعب��ة ق��ذرة‬ ‫لعبه��ا نظ��ام المافي��ا لإليق��اع بي��ن الحجر‬ ‫األس��ود والفلس��طينيين‪ ..‬لك��ن م��ا ه��ي‬ ‫الجريم��ة الت��ي اقترفه��ا مخيم��ي اليرموك‬ ‫وفلسطين بما فيهما منطقة التضامن ليتم‬ ‫تدميرهما وحصارهما وقصفهما مع الحجر‬ ‫األسود وتهجير س��كان تلك المناطق؟! هل‬ ‫تتذكرون تصريح المقدس��ي الناطق حينها‬ ‫باسم وزارة خارجية بشار عن "قلة األدب"؟!‬ ‫القصة مختزلة في العق��ل الباطني لنظام‬ ‫مافيا اعتبر فلس��طين دوم��ا البقرة الحلوب‬ ‫لتسويق نفسه "قوميا ووطنيا"‪ ..‬لكن‪ ،‬حين‬ ‫كان المخيم مالذا للمهجرين الفلسطينيين‬ ‫والس��وريين م��ن مناط��ق كان��ت مدفعي��ة‬ ‫وصواري��خ بش��ار تدكها (وحت��ى يومنا هذا‬ ‫يشكك البعض بما يرونه من قصف ينطلق‬ ‫م��ن الثكنات المحيطة ومن جبل قاس��يون)‬ ‫وحي��ن رفض المخي��م أن يدخل ف��ي لعبة‬ ‫أحمد جبريل لتش��كيل لجان شعبية وتوزيع‬ ‫س�لاح بدأها بحجة س��خيفة تسمى "الدفاع‬ ‫ع��ن المخي��م" كمقدم��ة ل��زج المخيم في‬ ‫صدام مع محيطه الس��وري الثائر "استحق"‬ ‫ه��ذا المخي��م "القلي��ل األدب" وهو يش��يع‬ ‫‪ ١١‬ش��هيدا قتله��م رصاص أمن بش��ار أن‬ ‫هت��ف للثورة الس��ورية كل التنكيل الذي ال‬ ‫يمكن لعقل بش��ري تصوره أسوة بإخوتهم‬ ‫الس��وريين‪ ..‬قصف مخي��م اليرموك بالميغ‬ ‫وإصاب��ة مس��جد ومدارس تض��م مهجرين‬ ‫في تاريخ ‪ ١٦‬ديس��مبر ‪ ٢٠١٢‬ثم إش��اعة‬ ‫جبري��ل بأنه س��يتم اجتياح المخي��م إذا لم‬ ‫يغادر الناس في اليوم التالي جعلت القصة‬ ‫واضحة جدا‪..‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫هنيئ��ا للقتل��ة وللممانع��ة كل ه��ذا‬ ‫الس��قوط‪ ..‬وهنيئ��ا لمخي��م اليرم��وك‬ ‫ش��موخه رغم ش��وائبه‪ ..‬والع��ار كل العار‬ ‫عل��ى من دس رأس��ه فوق أوراق��ه ليخترع‬ ‫أع��ذار تدمير حي��اة مئات آالف الس��وريين‬ ‫والفلس��طينيين‪ ..‬وليغرق في عارهم من‬ ‫يري��دون أن يخبرونن��ا اليوم بأن��ه يتوجب‬ ‫علينا "الحياد" ألن مقدس��ات سايكس بيكو‬ ‫تعن��ي أن الحجر األس��ود ومخي��م اليرموك‬ ‫يحدهم��ا ح��دود ممن��وع االقت��راب منه��ا‪..‬‬ ‫كم��ا ف��ي كل قطع��ة س��ورية فعله��ا هذا‬ ‫الفاش��ي وحثاالته‪ ..‬كتب أحدهم متسائال‪:‬‬ ‫ما هو بالفعل دور الفصائل الفلس��طينية‬ ‫وقياداتها المزمنة أمام جرائم ترتكب بحق‬ ‫الفلس��طينيين والس��وريين؟! نحن نس��أل‬ ‫مع��ه ع��ن موق��ف منظم��ة التحري��ر التي‬ ‫م��ا ت��زال تحمل صف��ة "الممثل الش��رعي‬ ‫والوحيد"‪ ،‬جرائم الح��رب المرتكبة ال ينأى‬ ‫بنفس��ه عنها إال كل فاقد ضمير وأخالق أو‬ ‫يعتاش على الشعارات الخشبية المناقضة‬ ‫تمام��ا لفعل القتل واالغتص��اب والخطف‪..‬‬ ‫كل األس��ماء معروف��ة‪ ..‬حت��ى الصحفيين‬ ‫اللذي��ن يعم�لان في مجلة الحري��ة التابعة‬ ‫للجبه��ة الديمقراطية وت��م اعتقالهما في‬ ‫دمش��ق القديم��ة ل��م يس��تحقا ول��و بيان‬ ‫إدان��ة ال من تنظيمهم وال من اتحاد الكتاب‬ ‫والصحفيي��ن الفلس��طينيين‪ ..‬فماذا يعني‬ ‫هذا غير جبن الحس��ابات وه��م يحدثونك‬ ‫عن البوصلة؟!‬ ‫س�لام علي��ك أيه��ا المخي��م‪ ..‬س�لام‬ ‫عل��ى الش��هداء واألس��رى والمختطفي��ن‬ ‫والمطاردين‪ ..‬س�لام عليك وعلى محيطك‬ ‫م��ن المي��دان إل��ى ببي�لا ويل��دا‪ ..‬والحجر‬ ‫األس��ود‪ ..‬س�لام على س��بينة وخان الشيح‬ ‫على الني��رب وحن��درات والعائدين والرمل‬ ‫وكل مخيم ضم بي��ن أضالعه التمرد الذي‬ ‫خ��رج م��ن عق��ل ناج��ي العلي ف��ي وقفة‬ ‫حنظلة تدين كل العروش والكروش!‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬

‫خال�صة الكالم عن املخيم‪..‬‬

‫أسبوعية‬

‫"زعامات" اس��تهبلت العقول برضى الناس‬ ‫وهي تنظر عليهم بأن كل التضحيات هي‬ ‫ألج��ل فلس��طين وإذ بها بدون اس��تثناءات‬ ‫تصير دكاكين يستدعيها أسخف فرع أمني‬ ‫فتدخ��ل بس��ياراتها الفاره��ة ليلتق��ي بها‬ ‫مس��ؤول فرع أمني ليخبرهم عن الطريقة‬ ‫والمطل��وب‪ ..‬ومن عاش ف��ي كنف المخيم‬ ‫ولم يكن وفيا ألهله ولو بكلمة ال يس��تحق‬ ‫(من��ي عل��ى األق��ل) وال ذرة غب��ار احترام‬ ‫صادرة عن حذاء الطفل الش��هيد ابن خالد‬ ‫الذي ال يجد مخرجا لشظاياه‪..‬‬ ‫م��ن ع��اد إل��ى فلس��طين ول��م يجد‬ ‫في مئات آالف أبناء فلس��طين س��وى رقما‬ ‫يتح��دث باس��مه ويتمن��ن عليه بمب��ادرات‬ ‫وزي��ارات وف��ود إل��ى فيص��ل مق��داد كان‬ ‫واجب��ه على األق��ل كلمة نص��ري حجاج ال‬ ‫كلمة رش��اد أبو ش��اور وال حسن البطل وال‬ ‫كل الكتب��ة الذين يزيدون جرعة تس��ميم‬ ‫الخناج��ر‪ ..‬في الظهر‪ ..‬وف��ي ظلمات الليل‬ ‫حتى فيما يسمى عيد فطر‪ ..‬الحصوة التي‬ ‫تضعها أجهزة عل��ي مملوك في فم هؤالء‬ ‫من أب��وات الخيزران كارث��ة حقيقية وهي‬ ‫تستهزئ من قيمة اإلنسان ودمه وغيابه‪..‬‬ ‫مؤلم ومفجع أن تس��مع الناس تبكي ليلتها‬ ‫الرمضاني��ة األخي��رة‪ ..‬مؤل��م ومفج��ع أن‬ ‫يق��ول لك ه��ؤالء‪ :‬كنا صبيح��ة العيد نزور‬ ‫مقابر الشهداء فنسلم على أرواح أحبابنا‪..‬‬ ‫مؤل��م ومفجع أن يموت جي��ل نكبتنا خارج‬ ‫المخيم بفعل الميغ وتدمير البيوت فتموت‬ ‫الحكاية قهرا وكمدا لثمانيني كان يش��رب‬ ‫زي��ت الزيتون صباح��ا وذاكرته لم تش��بها‬ ‫ش��ائبة م��ا ش��اب ذاك��رة الخيزرن��ات وهم‬ ‫يصدرون بين فترة وأخرى بيان‪..‬‬ ‫• مطل��وب من��ك أن تقل��ع ع��ن‬ ‫إنس��انيتك‪ ..‬عم��اذا نتح��دث؟! ع��ن أن‬ ‫الصهاين��ة ف��ي دير ياس��ين وكفر قاس��م‬ ‫ضم��ن اللعبة الت��ي ذكرتها ذبح��وا بضعة‬ ‫عش��رات؟! م��اذا يجري إذا في س��وريا التي‬ ‫يري��دون لنا أن نصمت عل��ى مذابحها التي‬ ‫فاقت مذابح من يدعون أنهم ممانعون لها‬ ‫‪ /‬إس��رائيل ‪ /‬وهي ليست من ترسل الغراد‬ ‫والصواريخ المطورة إيرانيا لتدك المخيم‪..‬‬ ‫وه��ي لي��س لديه��ا مخابرات جوي��ة تقوم‬

‫صبيحة العيد بتوقيف فلس��طينيين هربوا‬ ‫تحت وابل القص��ف وتدمير بيوتهم ألنهم‬ ‫ينتمون إلى عائلة معينة‪ ..‬ش��باب يذهبون‬ ‫في تغريبتهم عن المخيم ليش��تروا فالفل‬ ‫لصغار يش��تهون فالفل المخيم فتعتقلهم‬ ‫"المخاب��رات الجوي��ة" بن��اءا عل��ى الكني��ة‬ ‫واالشتباه بالفلسطيني أن يكون كائنا قادر‬ ‫على النجاة م��ن تركيبة الموت المجهزة له‬ ‫من الثكنات وبقذائف يشارك فيها أشاوس‬ ‫أحم��د جبري��ل كم��ا عادت��ه ف��ي بندقي��ة‬ ‫مأجورة‪ ..‬إس��رائيل اعتقلت ش��رطتها أبناء‬ ‫أخ ورفي��ق لي م��ن الناصرة‪ ..‬ول��م تعتقل‬ ‫األب والع��م وكل العائلة بناءا على الكنية‪..‬‬ ‫على اسم العائلة‪ ..‬ينزل في دمشق صديق‬ ‫ليس��أل مع رجلي��ن آخري��ن يحملون نفس‬ ‫اس��م العائل��ة‪ ..‬ع��ن أي عار نتح��دث؟! عن‬ ‫ع��ار الصمت ال��ذي بقينا في��ه حفاظا على‬ ‫عروبتن��ا؟! أم ع��ن عار المقارن��ة بين فعل‬ ‫صهيون��ي احتاللي لم يصل في وحش��يته‬ ‫لما وص��ل إليه مدعي ممانعة متحول مثله‬ ‫مثل حس��ن نصر اهلل إل��ى زعيم عصابات‬ ‫إرهابية تمارس كل قذارات التاريخ وتقبح‬ ‫كل الحكايات باسم فلسطين‪،‬‬ ‫هذه الفاشية المستشرية في سوريا‬ ‫ال تطال السوريين فحسب‪ ..‬بل تطال الكل‬ ‫ب��دون اس��تثناء‪ ..‬االس��تثناء ال��ذي ال يجب‬ ‫الصم��ت عليه وأنا أطلع م��ن أفواه المعاناة‬ ‫اليومي��ة ه��و أن يق��ال م��رة ولألب��د لهذه‬ ‫الفاشية ولهؤالء الفاشيين‪ :‬اخرسوا جميعا‬ ‫عن حشر اسم فلسطين في كل خطاباتكم‬ ‫التبريري��ة لمزي��د م��ن القت��ل والتدمير‪..‬‬ ‫فليخ��رس حتى ال��ذي يف��اوض نيابة عن‬ ‫الالجئين وحقهم وهو يصمت عن حرقهم‬ ‫وسحب خيرة من فيهم إما إلى تحت األرض‬ ‫أو مغيبي��ن قس��را ألنه��م فلس��طينيون‪..‬‬ ‫فليخرس كل هؤالء المس��تخدمين ش��عار‬ ‫فلس��طين غط��اءا ومثله��م م��ن يم��ارس‬ ‫موبق��ات زعرن��ة ثورية بالنه��ب وتضييق‬ ‫الحي��اة على الناس لتنته��ي حكاية المخيم‬ ‫الالج��ئ المذكر الجميع بأن ه��ذه التغريبة‬ ‫الجديدة أبداً ال تش��به التغريبة األولى حين‬ ‫التق��ت قرى وعوائل وحموالت فلس��طينية‬ ‫لتشكل حاراتها وتجمعاتها بينما اآلن حتى‬

‫يقهرني مروان دراج حين ال يستطيع وضع‬ ‫وردة عل��ى قبر أمه ف��ي المخيم فيختار أن‬ ‫يضعها على قبر أي أم قريب من المخيم‪..‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫• تغريب��ة أخرى‪ ..‬ها نحن اليوم‪ ،‬نرى‬ ‫تغريب��ة فلس��طينية يرتكبه��ا ه��ذه المرة‬ ‫"نظام الممانعة" مع حزب "السيد"‪..‬‬ ‫يقصفون��ك ويحرقون��ك بواب��ل من‬ ‫صواري��خ "صديقتن��ا" روس��يا‪ ..‬وتطوي��ر‬ ‫"الحلفاء في إيران"‪ ..‬يلعنون سماء المخيم‬ ‫الفلس��طيني ث��م كالتماس��يح يقل��دون‬ ‫ش��يمون بيري��ز‪ ..‬صديقهم العزي��ز ربما‪..‬‬ ‫بالق��ول‪ :‬نحن ال نس��تهدف الفلس��طينيين‬ ‫إنم��ا "اإلرهابيي��ن"‪ ..‬م��ن بي��ن األنق��اض‬ ‫وتحت النار المش��تعلة جثث ألطفال ونساء‬ ‫تلمل��م عل��ى عج��ل‪ ..‬م��ن اخت��رق صدره‬ ‫ورأس��ه ش��ظايا وف��وق أن القص��ف أفقده‬ ‫ابنه الصغير يقولون لي‪ :‬لم تنجح محاولة‬ ‫إخراجه خارج المخيم ليس��تخرج الش��ظايا‬ ‫م��ن رأس��ه وصدره‪ ..‬ش��ظايا تزح��ف قرب‬ ‫القلب والدم��اغ‪ ..‬هذا في مخي��م اليرموك‬ ‫ولي��س في مخيم البري��ج وال مخيم جباليا‬ ‫والشاطئ‪ ..‬وال حتى مخيم نهر البارد الذي‬ ‫دمر بفتح اإلسالم في لعبة قذرة معروفة‪..‬‬ ‫أحمد جبري��ل صاحب التاري��خ الطويل في‬ ‫الش��عارات عن "تحرير األرض واإلنس��ان"‬ ‫أس��قط على مخيمي نهر الب��ارد والبداوي‬ ‫في ش��مال لبنان بالتعاون مع قوات األس��د‬ ‫األب كل أن��واع الصواريخ‪ ..‬مخيم اليرموك‬ ‫يطح��ن فيه الناس البرغ��ل واألرز أن وجدا‬ ‫ليصنع الناس رغيفهم بعد أن صار للمخيم‬ ‫حاجز من الحثاالت‪ ..‬إس��رائيل لم تفعلها‪..‬‬ ‫أن تح��رق به��ذه الهمجي��ة وتج��وع الناس‬ ‫وتتفاخ��ر بتحويل ليل المخي��م نهارا تحت‬ ‫حرائق الصواريخ‪ ..‬مش��روعنا الفلسطيني‬ ‫ال��ذي ينهار بمس��مى "ممانع��ة ومقاومة"‬ ‫فت��ح كوة في الس��ماء أن يق��ول لك جندي‬ ‫إس��رائيلي‪ :‬خبيب��ي إحن��ا ما منعم��ل مثل‬ ‫األس��د وكف عل��ى جنب‪ ..‬وأن��ت تتذمر من‬ ‫ممارسات مجنداته على الحواجز‪ ..‬أعرف أن‬ ‫القصة أوسع‪..‬‬ ‫لك��ن ل��و ش��ققت الي��وم ع��ن ص��در‬ ‫مخيمج��ي من مخيمات س��وريا وقل مخيم‬ ‫اليرم��وك ال��ذي يحاص��ر م��ن كل جهات��ه‬ ‫حرقا من الخ��ارج وزعرنة ونهبا ووجعا من‬ ‫داخله بممارس��ات قذرة تش��به ممارس��ات‬ ‫المتناقضين معه كما يفعل "بواسل األسد‬ ‫وجبري��ل" وهم��ا يدعي��ان تناقضهم��ا م��ع‬ ‫"المؤسس��ة الصهيوني��ة" فذاك سيكش��ف‬ ‫لك عن أش��ياء لن يفهم معانيها المعجونة‬ ‫بالدم والدموع والفقدان لألثر وتحت التراب‬ ‫أنفس تتنفس عش��ق فلس��طين التي لم‬ ‫يتس��نى لكثيرين منهم أن يروها ويعيشوا‬ ‫فيه��ا مثلما فعل��ت أنا حين أعدت اكتش��اف‬ ‫ذات��ي‪ ..‬التي هدأت انفعاالتها‪ ..‬صارت أكثر‬ ‫فهما لما جرى وأنت تتذمر فيسمعك الناس‬ ‫ثم يبتس��مون‪ ..‬يه��دؤون م��ن مخيلة عن‬ ‫ش��جر الغردق‪ ..‬وأنت تكفر باألكاذيب التي‬ ‫كنت تقتات عليها دون أن تدري‪..‬‬ ‫هؤالء ش��باب من جي��ل غي��ر جيلنا‪..‬‬ ‫فلتتحملوا نزي��ف دماغي وأنا الذي يبكيني‬ ‫بحرقة كيف صارت منظماتنا الفلسطينية‬ ‫منظم��ات إغاث��ة ومنظم��ات بيان��ات وفي‬ ‫فلس��طين منظمات غير حكومية مشغولة‬ ‫بم��ا يس��مى التش��بيك والمش��اريع وكأن‬ ‫ال��ذي يحرق ف��ي مخيمات س��وريا وهؤالء‬ ‫المهج��رون ف��ي ع��درا حي��ث كان عرف��ات‬ ‫يلقي التحية العس��كرية على شبل صغير‬ ‫يت��درب‪ ..‬ووجهته ص��ارت الغربة األخرى ال‬ ‫فلس��طين التي وعدوا كلهم بأن تحريرها‬ ‫مهمتهم‪ ..‬شباب يُقتل بدم بارد ألنه يغيث‬ ‫أهله‪ ..‬يعل��م حرفا لطفل فقد مدرس��ته‪..‬‬ ‫وش��باب ضاق��ت الحلق��ة عليه��م فإم��ا أن‬ ‫يتناوله��م قناص ‪ /‬مش��يا عل��ى األقدام أو‬ ‫في حافلة ‪ /‬أو يتم إعدامهم أو تستدعيهم‬ ‫م��ا تس��مى "الهيئ��ات الش��رعية!" النتيجة‬ ‫المبس��طة ف��ي كل هذا الق��ول عن مخيم‬ ‫اليرم��وك ال��ذي عاش��ت في كن��ف مكاتبه‬

‫‪11‬‬


‫�أمريكا وا�ستعادة الدميقراطية‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫خالد كنفاني‬

‫س��نبدأ اليوم وعلى عكس العادة باألخبار المفرحة‬ ‫والمبهجة علنا نجد في هذا الظالم بعض النور‪.‬‬ ‫الخبر األول‪ :‬هو اس��تهداف موكب بش��ار األسد وهو‬ ‫متوج��ه ألداء صالة العيد في أحد مس��اجد دمش��ق‪ ،‬وهو‬ ‫مؤش��ر خطير على اقت��راب المعارضة بش��كل كبير من‬ ‫الدائرة الضيقة حول األسد‪ ،‬وبغض النظر عن التحليالت‬ ‫العس��كرية الخالبة للمحللين العسكريين أشباه صفوت‬ ‫الزي��ات ال��ذي يتباهى باس��تخدام الشاش��ات الذكية في‬ ‫تحليالت��ه عن بلد ال يعني له ش��يئًا‪ ،‬نق��ول بغض النظر‬ ‫ع��ن كل ذلك فإن الرعب الذي يمك��ن أن تثيره مثل هذه‬ ‫الهجمات كفيل بإنذار األس��د ومن حول��ه بأن الخناق بدأ‬ ‫يضي��ق عليه��م وأن الم��رة القادمة قد تك��ون أكثر قربًا‬ ‫وأكثر دقة وقد ال ينجو األسد منها‪.‬‬ ‫الخبر الثاني‪ :‬هو أداء الس��يد الرئي��س أحمد الجربا‬ ‫لصالة العيد في أحد مس��اجد درع��ا ليقوم بعدها بتفقد‬ ‫أحوال الن��اس وتوزيع االبتس��امات عليهم ث��م المغادرة‬ ‫محفوفاً بما اس��تقبل به من حف��اوة وترحيب‪ .‬ال أحد في‬ ‫درع��ا أو غيره��ا يعلم من ه��و الجربا وكي��ف وصل إلى‬ ‫الرئاس��ة وم��ن واله ه��ذا المنص��ب وتمثيل الس��وريين‬ ‫واإلطاللة عليهم على طريقة الس��يد الرئيس وممارسة‬ ‫ذات الطقوس التي يمارسها األسد‪.‬‬ ‫الفارق بي��ن الخبرين لي��س كبيراً وأوجه التش��ابه‬ ‫كثيرة‪.‬‬ ‫االثنان يزوران مناطق ال يعرفونها وال يريدون حتى‬ ‫معرفتها‪ ،‬والزيارات تتم للبروتوكول والعرض اإلعالمي‬ ‫والتعالي على الناس بدون أية فائدة تعود عليهم س��وى‬ ‫رؤي��ة القائ��د المله��م والتنع��م برؤي��ة وجهه المش��رق‬ ‫الباسم‪.‬‬ ‫االثنان يأتيان على عجل وينظران حولهما كثيراً في‬ ‫توجس وترقب ويتنفس��ان الصعداء بمج��رد مغادرتهما‬ ‫المكان خوفاً ممن حولهما‪.‬‬ ‫كال الرجلي��ن ال يعيش بي��ن الناس‪ ،‬األول في قصر‬ ‫عل��ى جبل ع��ال واآلخر في المط��ارات! األول لم يزر بيتًا‬ ‫واحداً في كل س��وريا واآلخر لم ير بيتاً واحداً في أي من‬ ‫مناطقه "المحررة"‪.‬‬ ‫السؤال الدائم والذي يبقى بال جواب‪ ،‬لماذا ال يعيش‬ ‫أعضاء االئتالف وق��ادة التحرير في المناطق المحررة إذا‬ ‫كانت محررة فع� ً‬ ‫لا؟ هل واجب المعارض الذي يدعي أنه‬ ‫أتى لتصحيح المس��ار والتغيير أن يزور ويتفقد ثم يغادر‬ ‫إلى حياته الطبيعية وكأن شيئًا لم يكن؟‬ ‫س��ئمنا أيها الس��ادة من تداول األخبار التي تتمحور‬ ‫حول القائد وحركاته وس��كناته‪ ،‬س��ئمنا من االبتسامات‬ ‫الصف��راء البلهاء التي يوزعها القائ��د على من حوله من‬ ‫أمن وشبيحة تحولوا اليوم إلى ألوية وكتائب ومعجبين‪.‬‬ ‫لم تعد تعنينا ابتس��امات القائد الملهم وال تجلياته‪،‬‬ ‫فإم��ا أن يفعل أو يرحل‪ .‬ما حصل في مصر كان رس��الة‬ ‫ل��كل األنظمة العربية الجديدة‪ ،‬لم تكن قد مضت س��نة‬ ‫واح��دة عل��ى حكم مرس��ي حتى ض��اق الن��اس ذرعاً به‬ ‫وبجماعت��ه وبدأ الهتاف بس��قوط المرش��د بع��د أن كان‬ ‫الهتاف بسقوط العسكر‪ .‬وعلى الجربا وأمثاله أن يفهموا‬ ‫ذل��ك جيداً إن أرادوا ألنفس��هم دوراً في حياة الس��وريين‬ ‫وإن أرادهم السوريون أص ًال‪.‬‬ ‫تحول��ت س��وريا إلى جحيم مس��عور م��ن الكراهية‬ ‫والعن��ف والغضب والحقد‪ ،‬ولم يع��د مكان لالعتدال فيها‬ ‫م��ن أي ط��رف‪ ،‬فإم��ا نك��ون أو ال نكون‪ ،‬وإم��ا أن تكونوا‬ ‫كم��ا نري��د أو لن تكون��وا‪ .‬س��عار أعمى يح��رق األخضر‬ ‫واليابس تدخ��ل فيه عناصر غريب��ة تتحكم في مصائر‬ ‫الناس والوطن‪ ،‬أناس بلفات رأس غريبة ولكنات عجيبة‬ ‫تفرض أحكاماً صارمة على شعب جاهز لتلقي أية أفكار‬ ‫وابتالعها وتبنيها وفرضها على اآلخرين‪.‬‬ ‫ثال��ث عيد بع��د الث��ورة وال زال الجمي��ع يتحدث عن‬

‫انتص��ارات عل��ى الجمي��ع‪ ،‬يحط��م أنصار األس��د كل ما‬ ‫يق��ع ف��ي طريقهم م��ن بش��ر وش��جر وحج��ر‪ ،‬بينما ال‬ ‫يعب��أ معارضوه ب��أرواح مئات آالف البش��ر أو ممتلكاتهم‬ ‫ويعتبرونه��ا حق��ًا مكتس��بًا "للث��ورة" منهي��ن معاركهم‬ ‫بانس��حابات تكتيكي��ة قضت على ما تبق��ى من أمل في‬ ‫حي��اة‪ .‬نف��س المنط��ق االنته��ازي الذي يس��تبيح أمالك‬ ‫الناس بدعوى التحرير‪ ،‬وهكذا يعيد ثوار اليوم ما قام به‬ ‫"ث��وار" األمس عندما قرروا تأمي��م الممتلكات واألراضي‬ ‫لصال��ح الش��عب ولدع��م الصم��ود والتصدي‪ .‬ت��م نهب‬ ‫المليارات بدعوى الحشد لتحرير األراضي المحتلة‪ ،‬ويتم‬ ‫اليوم نهب المليارات بدعوى الخالص من الطغيان‪.‬‬ ‫ال يخ��رج الس��وريون م��ن مط��ب إال وس��قطوا في‬ ‫آخر‪ ،‬ويخرجون ش��يئًا فش��يئًا من جحي��م طاغية ليقعوا‬ ‫ف��ي جحيم طغيان آخ��ر‪ .‬ترتفع الرايات الس��ود في أكثر‬ ‫من منطقة سورية ويس��تولي "المجاهدون" على الثورة‬ ‫ومكتس��باتها ويفرض��ون أحكامه��م الجاهلي��ة عل��ى ما‬ ‫يبس��طون س��يطرتهم عليه من تحريم ومنع وقمع‪ .‬هي‬ ‫العقلي��ة اإلقصائي��ة الديكتاتورية نفس��ها وم��ا نحتاجه‬ ‫اليوم يتجاوز الديمقراطية والحريات إنه اإلنس��انية التي‬ ‫فقدناه��ا من��ذ أكثر من ألف ع��ام وال ن��زال‪ ،‬وبناؤها لن‬ ‫يكون براجمات الصواريخ وال األسلحة النوعية‪.‬‬ ‫غ��اب المثقف��ون والمفك��رون ع��ن س��احة الث��ورة‬ ‫السورية وخلت الساحة لحملة البنادق وعميان التعصب‪،‬‬ ‫ولهذا نستش��عر الخطر على الوطن والمواطن من ثورة‬ ‫تجوزت ف��ي همجيته��ا وعنفها أحداث الثورة الفرنس��ية‬ ‫الت��ي لم تخل س��احتها م��ن المفكري��ن واألدب��اء الذين‬ ‫تحولوا فيم��ا بعد إلى الحصن الذي حم��ى الثورة بعد أن‬ ‫ب��دأت همجيته��ا ورعاعها بالتراج��ع‪ .‬أما في س��وريا فال‬ ‫وجود تقريباً ألي مفكر أو مثقف بارز‪ ،‬فحتى المعارضون‬ ‫الذين كتبوا عش��رات المقاالت ونش��روا عش��رات الكتب‬ ‫فيم��ا مض��ى تراجع��وا الي��وم لصال��ح العن��ف الدم��وي‬ ‫واإلقص��اء الطائفي والحقد الش��رس ال��ذي تقوم بعض‬ ‫القن��وات وال��دول بدعمه وتوجيهه وف��ق خطط مجهولة‬ ‫التوجه واألهداف‪.‬‬ ‫يترافق ه��ذا العيد مع تقارير لوكالة االس��تخبارات‬ ‫المركزية األمريكية عن تزايد أع��داد األجانب المقاتلين‬ ‫في س��وريا وتس��رب اآلالف عبر تركيا الحليف األساس��ي‬ ‫للوالي��ات المتحدة في حلف ش��مال األطلس��ي‪ .‬وقد يرى‬ ‫بعض الس��ذج في المعارضة الس��ورية أن هذا قد يكون‬ ‫مبرراً لتدخل أمريكي في س��وريا إال أننا نرى أننا تعودنا‬

‫عل��ى أن مثل هذه التقارير تكون س�لاحًا ذا حدين‪ :‬فمن‬ ‫جه��ة الكل يعلم أن األجانب المتس��ربين إلى س��وريا لم‬ ‫يتسربوا بعيداً عن عيون االس��تخبارات األمريكية‪ ،‬ولئن‬ ‫كان ف��ي ذلك مدعاة للتدخل فإنه لن يكون التدخل الذي‬ ‫يطمح فيه الس��وريون للخالص‪ ،‬فقد رأوا درب الخالص‬ ‫العراق��ي ونتائج��ه الكارثية‪ .‬ومن جهة أخ��رى‪ ،‬فإن مثل‬ ‫ه��ذه التقارير قد تفيد على العك��س في توجيه األنظار‬ ‫بعي��داً ع��ن المعارض��ة وتأكي��د وبالتال��ي تأكي��د وجهة‬ ‫النظ��ر الروس��ية عن ض��رورة دعم النظ��ام للوقوف في‬ ‫وجه األصوليين‪ .‬وليس��ت صدف��ة أن يتزامن كل ذلك مع‬ ‫نقاش��ات داخل الكونغرس اإلس��رائيلي عن التخوف من‬ ‫تعاظم دور حزب اهلل في جنوب لبنان وكذلك من تعاظم‬ ‫دور األجان��ب ف��ي الحرب الس��ورية والتخ��وف من تحول‬ ‫سوريا إلى مركز "للجهاد العالمي"‪.‬‬ ‫كل المؤشرات باتت تتجه نحو التقسيم الذي لم يعد‬ ‫منه بد إلبقاء من تبقى من الس��وريين على قيد الحياة‪،‬‬ ‫وإال فإنه��م س��يواصلون عملية الفناء الذات��ي الالنهائية‬ ‫إلى أن يختفي آخر س��وري من على وجه األرض‪ .‬عندها‬ ‫سيندم كثيراً من أطلق أول رصاصة في وجه سوري ألن‬ ‫المحرقة لن تميز أحداً‪.‬‬ ‫خ��ادم الحرمين الش��ريفين الذي تح��ول إلى صنم‬ ‫يتقن ش��رب القهوة وصبغ شاربه باألس��ود "حزين" جداً‬ ‫لم��ا يحصل في أمة يدعي هو زعامتها الدينية والروحية‬ ‫بينما يقوم بتمزيقها نفسيًا وإنسانياً وفكرياً عبر قنواته‬ ‫المليئة بالسم وعبر مشايخه العميان الذي ينثرون الحقد‬ ‫والطائفي��ة عب��ر دول "أمت��ه" ليمزقوها وينش��روا الدم‬ ‫والكراهية‪ ،‬ثم يأتون بعدها ليتهموا "مخالفيهم" بعبادة‬ ‫الول��ي الفقيه ونش��ر الطائفي��ة‪ .‬إن النار التي يش��علها‬ ‫الطرفان س��تحرقهما أو ًال ولن تنجو الس��عودية وال إيران‬ ‫من الجحيم الذي يزيدون في أواره يومًا بعد يوم‪.‬‬ ‫فق��دت األعياد كل معانيها حيث يقضي ما يزيد عن‬ ‫ستة ماليين سوري عيدهم في الخيام والغرف المصنعة‬ ‫"الممنوحة" من خادم الحرمين وصدقات المحس��نين في‬ ‫الخليج‪ .‬وبينما لم يتبرع عضو واحد في االئتالف العربي‬ ‫االش��تراكي (في مقابل البعث) بزيارة مخيمات الالجئين‬ ‫السوريين فإنهم يواصلون فرض إرادتهم في الحياة وال‬ ‫ينوون االستسالم لليأس‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪ ،‬يقول الشاعر‪:‬‬ ‫ع���ي���د ب����أي����ة ح������ال ع������دت ي�����ا ع��ي��د‬ ‫ل����م����ا م����ض����ى أم ف����ي����ك ت���ج���دي���د‬


‫رأي ‪. .‬‬

‫محمد ويس مسلم‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬

‫ل��و أردن��ا أن ننظر إلى االنحراف��ات التي باتت تمي��ل إليها الثورة‬ ‫الس��ورية من الس��لمية إلى عس��كرة اليوم بفضل األس��اطير الخرافية‬ ‫الديني��ة (و هنا نقصد الميالن ال العس��كرة) التي بات ينخر بها العقول‬ ‫السورية وخاصة السنيّة العربية منها يمكن الوصول إلى قول أدونيس‬ ‫"الثورات ال تخرج من الجوامع بل من الجامعات"‪..‬‬ ‫ربم��ا في البداية ل��م نكن نعلم أبعاد ه��ذه الطريقة التظاهراتية‬ ‫حي��ث كن��ا نحن نبحث ع��ن أقرب فرصة تجم��ع‪ .‬ولكن ل��م نكن نعلم‬ ‫بأن المتأس��لمين سيستغلون هذا الس��بيل البريء في سبيل تجارتهم‬ ‫العصرية مثلما اس��تغلوا اإلس�لام المعتدل الذي عرفت به س��وريا عبر‬ ‫التاريخ‪ .‬فحلب مثال ومنذ العصور اإلسالمية كانت تعرف بـ "أم الطرب"‬ ‫وخاص��ة بكونها من إحدى العواصم اإلقتصادية في الش��رق األوس��ط‬ ‫فمن الصعوبة القصوى حكمها بالتطرف‪ .‬أما الس��احل فالتفتح الشعبي‬ ‫على التطورات األساس��ية في المجتمع��ات الغربية يجعل من المنطقة‬ ‫أصعب المناطق التي قد ينتشر فيها التطرف‪.‬‬ ‫العاصمة دمش��ق والحال��ة اإلزدحامية لألع��راق والطوائف واآللية‬ ‫التفكيرية القريبة للتطور العالمي مضافاً إليها حركة الس��ياحة الكبيرة‬ ‫والت��ي م��ن المؤكد بأنها س��تزداد بأع��داد ضخمة إثر نهاي��ة الحرب‬ ‫الش��عبية البعثي��ة تقت��ل ف��رص المتعصبين ف��ي الحك��م‪ .‬والمنطقة‬ ‫الش��مالية الشرقية والش��مالية الوسطى المس��كونة من قبل الشعب‬ ‫الكردي وتوافر النسب الكبيرة من األرمن والسريان والطوائف السورية‬ ‫العديدة األخرى ومثلها المنطقة الجنوبية المسكونة من قبل الطائفة‬ ‫الدرزية هي أقرب المناطق إلى الفكر المدني منه إلى المتدين‪.‬‬ ‫تبق��ى الفرص��ة الوحي��دة للجماع��ات المتأس��لمة ه��ي المنطقة‬ ‫الوس��طى والت��ي من المحتمل حصول تحسس��ات ديني��ة مدنية فيها‬ ‫حي��ث أن التقبل الش��عبي يتكثف يوم بعد يوم إث��ر القصف المتواصل‬ ‫للعقول البش��رية ب��أن المدني��ة هو مفه��وم إلغاء الدي��ن واضطهاد‬ ‫الش��ريعة اإلس�لامية وخاصة المنطقة القريبة من إدلب حيث يس��مي‬ ‫اإلس�لاميون مدينة بنش بقندهار سوريا تحسباً بأن األمر قد يصل إلى‬ ‫ح��د "الدويالتية"‪ .‬ما يثير االش��مئزاز أكثر من فرص��ة النجاح هذه هي‬ ‫حالة عدم الوعي السياسي الشديدة‪.‬‬ ‫وكبرهان للموضوع فأنا واثق بأن هناك نسبة تتجاوز الـ‪ 30‬بالمئة‬ ‫من المجتمع قد يدون لك مالحظات وتصحيحات لورقة أن كتبت عليها‬ ‫صفح��ة من القرآن الكريم بخط اليد وقدمتها على أنها نثر أو ش��عر أو‬ ‫موضوع تعبيري حول الدين‪.‬‬ ‫انطالقاً من هذه الجملة المبسطة أرى بأن األسود ال يليق بـسوريا‬ ‫المس��تقبل ولكن يجب تكثيف الجهود لبن��اء العقلية الواعية الصحيحة‬ ‫لعامة الشعب‪.‬‬

‫الأ�سود ال‬ ‫يليق ب�سوريا‬ ‫امل�ستقبل‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪13‬‬


‫اندساسية‪....‬‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫‪2013‬‬ ‫آب‪2013//‬‬ ‫‪//11‬آب‬ ‫(‪4 || )98‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪)99‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫اليوم الثاين ع�شر ‪2 / 12‬‬ ‫وق��ع صاروخان أحدهم��ا على تل أبي��ب عاصمة‬ ‫إس��رائيل والثاني على الظهران في المملكة العربية‬ ‫الس��عودية‪ .‬خرجت من الباب عندم��ا أخرجوا مواعين‬ ‫الم��اء‪ ،‬كانت الس��اعة الس��ابعة‪ ..‬ف��ي الزاوية أنهض‬ ‫ببع��ض التماري��ن الرياضي��ة‪ ،‬الش��مس تدخ��ل من‬ ‫الشبابيك والصفاء يحتل صفحة السماء‪.‬‬ ‫ل��و تع��رف ابنتي ريما الت��ي بلغ��ت اآلن الثمانية‬ ‫عش��رة‪ ،‬كم أنا مش��تاق لرؤية الش��مس والسير أمام‬ ‫بيتنا برفقتها‪ ،‬أنظر من الش��باك وأنا أرتقي صندوقًا‬ ‫من الخش��ب‪ ..‬أرى الس��فوح والس��هول وراء األس��وار‬ ‫والمح��ارس‪ ،‬رأيت القم��م البعيدة للهضاب‪ ..‬نس��يت‬ ‫كي��ف يمش��ي الناس ث��م أن��زل‪ ،‬وأس��تأنف التمارين‬ ‫الرياضي��ة‪ .‬مفاصل��ي تتح��رك ببطء ال ت��زال همتي‬ ‫نش��يطة وقدرتي عل��ى القراءة واإلس��تيعاب مقبولة‬ ‫بالنس��بة لعم��ري‪ .‬أن الكثي��ر ضرب��وا ف��ي س��معهم‬ ‫وكذلك في بصرهم‪.‬‬ ‫دخل��ت المعتق��ل وعين��ي اليس��رى (‪ 10‬من ‪)10‬‬ ‫اآلن أصبح��ت (‪ 8‬م��ن ‪ )10‬أما اليمنى فه��ي كما كانت‬ ‫(‪ 4‬من ‪ )10‬بسبب الكسل الوظيفي الذي رافقني منذ‬ ‫طفولت��ي‪ .‬أم��ي ‪ -‬رحمها اهلل – تقول خالل الس��نوات‬ ‫الث�لاث األول��ى لم يظهر ش��يء على عين��يَّ‪ ،‬ثم بدأ‬ ‫بعد ذلك يظهر على اليمنى فقد أضيف على الكس��ل‬ ‫الوظيف��ي انس��دال في الجفن‪ ،‬وهو م��ن جراء رميي‬ ‫في الظل وتحت الس��قف لكي ال يراني أحد‪ .‬خوفاً من‬ ‫"العين"‪ .‬رحم اهلل أمي‪ ،‬ماتت منذ ثالث س��نوات وهي‬ ‫تردد اسمي‪.‬‬

‫اليوم الثالث ع�شر ‪2 / 13‬‬ ‫أش��ارت الس��اعة إل��ى العاش��رة لي� ً‬ ‫لا‪ ،‬يوجد في‬ ‫المهج��ع عنصران نائمان أما الخمس��ة عش��ر الباقون‬ ‫فمس��تيقظون‪ ،‬هن��اك حلق��ة م��ن ثالث��ة يتحدثون‪،‬‬ ‫وهن��اك حلقة م��ن أربعة يراقبون لعب��ة الورق‪ ،‬وهنا‬ ‫اثنان يمش��يان في ممر المهج��ع أما الباقي فيقرؤون‪.‬‬ ‫من عادتي أنام باكراً وأستيقظ باكراً‪ .‬وهكذا ال أدري‬ ‫متى رأي��ت هذا الحلم أبعد منتصف الليل أم قبله!‪ .‬ال‬ ‫أعلم‪ .‬رأيت نفسي في أزقة البلدة "السلمية" والوقت‬ ‫بين الغياب وبين انتش��ار الظلمة وكأنني أقصد مكانًا‬ ‫معيناً‪ ،‬وصلت المكان الذي يبنى وهو كوخ من الخشب‬ ‫م��ا زال جزءاً منه غير ت��ام والذي يعمل هو المهندس‬ ‫الزراع��ي أكرم زعير‪ ،‬وهو س��جين بيننا أراه بين يوم‬ ‫وآخ��ر‪ .‬يمتاز أك��رم بالمرح وهو من عائلة متوس��طة‬ ‫الح��ال يعمل قس��م منها أعم��ا ًال ميكانيكية ويقتنون‬ ‫الحف��ارات المائي��ة‪ ،‬ويعمل قس��م منها ف��ي الزراعة‬ ‫وبعد تخرج��ه تم تعيينه باتح��اد الفالحين ‪ -‬الرابطة‬ ‫ف��ي بلدة الس��لمية التي ينتمي إليه��ا وعقد خطوبته‬ ‫على معلمة من آل الحموي ثم جاء إلى الس��جن‪ ،‬هذه‬ ‫الخطيب��ة ال تزال تنتظره وتزوره منذ ثماني س��نوات‬ ‫ونصف‪.‬‬ ‫رأي��ت في الحلم بناء الكش��ك وفي خارجه قامت‬ ‫الع��وارض الخش��بية التي تش��به معرش��ات الدوالي‬ ‫وأكرم يشتغل عليها مقرفصًا بحجمه الوسط‪ .‬ناديت‬ ‫عليه رغم الظلمة فجاوبني‪ .‬التفت رأيت جواري طستًا‬ ‫ممتلئًا ما ًء وإذ بأكرم يلقي نفس��ه من أعلى العارضة‬

‫ويأت��ي مقرفصًا‪ ،‬قلت ل��ه‪ :‬لقد ألقيت‬ ‫نفس��ك إلى األرض وجئ��ت كما تريد‬ ‫كرياض��ي بيني وبين الطس��ت‪ .‬لماذا‬ ‫هكذا تصرفت؟‪ ..‬قال ضاحكًا‪ :‬حِدْتُ‬ ‫عن الماء وحاذرت إيذاءك‪ ،‬في الصباح‬ ‫رأيته وحكيت له الحلم وضحكنا‪.‬‬

‫اليوم الرابع ع�شر ‪2 / 14‬‬ ‫قصفت أمريكا‪ .‬ملج��أ العامرية‪..‬‬ ‫وهك��ذا يكذب ادعاءه��ا بأنها ال يمكن‬ ‫أن تتع��رض للس��كان‪ .‬وجَّ��ه اإلعالم‬ ‫العراقي ضربة إلى اإلعالم األمريكي‬ ‫واألورب��ي‪ .‬ي��رى البع��ض أن الع��راق‬ ‫يخوض معركة شرسة ويرى البعض‬ ‫أن احتالل الكويت من أجل المزيد من‬ ‫الهيمن��ة والس��يطرة األمريكية‪ .‬يرى‬ ‫البعض كذلك أن توسيع المعركة إلى‬ ‫السعودية والخليج سوف يكون لصالح‬ ‫العراق‪ ،‬ولكن محدوديتها في الكويت‬ ‫فق��ط س��وف تك��ون لصال��ح أمري��كا‬ ‫وحلفائها‪ .‬ومهما يكن فالنظام العراقي على المستوى‬ ‫الداخلي فكك البالد وفرض عليها إرهابًا قل مثيله في‬ ‫العالم‪ ،‬فهو ضرب األكراد وضرب الشيعة وعادى إيران‬ ‫وليس بينه وبين نظام األسد أي عالقة‪.‬‬ ‫أن النظامي��ن البعثيي��ن يحقدان عل��ى بعضهما‬ ‫جداً هم��ا ديكتاتوري��ان‪ ،‬وإرهابي��ان‪ ،‬ومجرمان بحق‬ ‫ش��عبهما‪ .‬وم��ن يق��ول أن نظام ص��دام في��ه مروءة‬ ‫العروب��ي هو غب��ي وغي��ر متعمق في أص��ل النظام‬ ‫كالهما اس��تولى على الحك��م وقتل رفاق��ه وقيادات‬ ‫حزب��ه واس��تفرد بالحك��م‪ ،‬وكالهما ص��ادر التنفس‬ ‫وكالهما له مصالح مع أمريكا والسعودية‪ .‬لكن األسد‬ ‫ثعلب حقيقي أما صدام فهو ثور هائج‪ .‬البعض يعتبر‬ ‫صدام حس��ين قمة في الوطنية والثورية وأنه مرسل‬ ‫لتوحي��د العرب‪ ،‬وتحري��ر النفط‪ ،‬وط��رد األجنبي من‬ ‫أرض العرب‪ ،‬والبعض يؤكد على يقظة الضمير لدى‬ ‫الملك حس��ين‪ .‬أن الس��جين يخضع لضغوط ش��تى‪..‬‬ ‫األخبار تفعل فعلها فينا‪ ..‬حياتنا رتيبة وحزينة دومًا‪.‬‬

‫اليوم اخلام�س ع�شر ‪2 / 15‬‬ ‫أذاع راديو بغداد نص بيان هو مبادرة سالم بعد‬ ‫مضي ش��هر عل��ى المعارك الدائرة وق��د طرحت هذه‬ ‫المبادرة‪:‬‬ ‫‪ )1‬انسحاب إسرائيل من كافة األراضي المحتلة‪.‬‬ ‫‪ )2‬انسحاب النظام السوري من لبنان‪.‬‬ ‫‪ )3‬انس��حاب متزام��ن للق��وات العراقي��ة وقوات‬ ‫الحلفاء‪.‬‬ ‫وقد رفضت هذه المبادرة فوراً من قبل واشنطن‬ ‫ولن��دن وباري��ز وت��م الترحيب به��ا من قب��ل طهران‬ ‫وموس��كو‪ .‬أن الحلفاء ال يريدون من أحد أن يشاركهم‬ ‫في القرار‪ .‬يريدون السيطرة وتسويق النفط‪ ،‬وسلب‬ ‫الخلي��ج اإلرادة ف��وق م��ا هو مس��لوب‪ ..‬الس��ؤال اآلن‬ ‫والذي يطرح نفسه هو‪ :‬هل يستطيع صدام الصمود‬ ‫لكي يفرض شروطه؟‬ ‫ص��دام حس��ين ف��ي انقالب��ه على ح��زب البعث‬

‫عمل للفنان وسام الحناوي‬

‫واس��تالمه الحكم لم يكن سوى مغامر‪ ،‬ويؤمن بالدم‬ ‫واإلره��اب ول��ذا وج��د األمري��كان بمغامرات��ه وعناده‬ ‫فس��حة واس��عة لتحقيق أحالمهم وقد نفخ إعالمهم‬ ‫في قوته وخطره على الديمقراطية‪.‬‬ ‫أق��رأ ف��ي كتاب ه��اوزر وقد وصلت إل��ى القرون‬ ‫الوسطى‪ .‬المركزية األوربية في جل تسلسلها الفني‬ ‫واالجتماع��ي واألدبي والفلس��في ال تأت��ي على ذكر‬ ‫الحضارة العربية‪ ،‬وكأنها خارج التسلسل الحضاري‪.‬‬ ‫الج��و الع��ام القائ��م ف��ي المهج��ع ناق��م عل��ى‬ ‫األوربيي��ن واألمريكيي��ن‪ ،‬ألنه��م ال يري��دون تطبيق‬ ‫ق��رارات األم��م المتحدة على إس��رائيل‪ ،‬وقد س��معنا‬ ‫"نافون" يتكلم من إذاعة لندن أن دولته ش��رعية وأن‬ ‫إسرائيل ملتزمة بالقانون الدولي‪.‬‬

‫اليوم ال�ساد�س ع�شر ‪2 / 16‬‬ ‫بعد إعالن البيان من إذاعة بغداد البارحة أطلقت‬ ‫الق��وات العراقية في بداية ه��ذا النهار صواريخ على‬ ‫مدن جبيل والظهران والرياض في العربية السعودية‬ ‫وصواري��خ ف��ي الليل��ة الماضي��ة عل��ى إس��رائيل‪.‬‬ ‫واس��تمعنا إل��ى حديث الجن��رال أركان ح��رب متقاعد‬ ‫س��عد الدين الش��اذلي الذي أش��اد بالصمود العراقي‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬وبسالمة قواته البرية وبخوف الحلفاء من‬ ‫شن الهجوم البري‪ ،‬وتش��جيعـه على خوض المعركة‬ ‫البري��ة‪ .‬وقدر البعض ‪ -‬وهذا ي��دل على رغبة خاصة‬ ‫أكث��ر منه رأي��ًا ‪ -‬أن خ��وض العراق للمعرك��ة البرية‬ ‫يقرب النظام الس��وري من الس��قوط‪ .‬وآخرون يرون‬ ‫أن العراق س��يندحر وأنه لم يعد للمعركة عدتها وأنه‬ ‫باألس��اس نظام ف��ردي فاش��ل‪ ،‬وثمة م��ن يقول أن‬ ‫لألسد دور في التخريب الوطني‪.‬‬ ‫أن اآلراء والمناقشات والحوارات تتداخل في عالم‬ ‫السجن‪ .‬يقول بعضهم إذا ما ظفر العراق على أعدائه‬ ‫في المع��ارك البرية القادمة س��يؤدي ذلك إلى تغيير‬ ‫خارطة تشرشل وسيكون مستقبل أمريكا وإسرائيل‬ ‫على كف عفريت‪ ،‬رد عليه شخص كنا نعتقد أنه نائم‬ ‫من تحت البطانية‪ :‬يا صاحبي الحلم غير الواقع والذي‬ ‫يده في النار غير الذي يشرب العصير‪.‬‬


‫زليخة سالم‬

‫‪2013‬‬ ‫آب‪2013//‬‬ ‫‪//11‬آب‬ ‫(‪4 || )98‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪)99‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫الش��عب يريد إسقاط النظام كانت الكلمة السحرية‬ ‫التي هزت الس��وريين وأيقظتهم من سباتهم لتخرج من‬ ‫داخله��م م��ا كان مكبوت��ًا أكثر من نصف ق��رن‪ ،‬تلقفتها‬ ‫شبكة االنترنيت على ش��كل مقاالت ومدونات وبوستات‬ ‫وتعليقات‪ ،‬وردود على كل هذا‪.‬‬ ‫حرب إعالمية الكترونية تدور رحاها بين المعارضين‬ ‫والمؤيدي��ن على ش��بكة االنترنيت موازي��ة للحرب على‬ ‫األرض‪ ،‬ول��كل منها س�لاحه وأدوات��ه وتنظيماته‪ ،‬وكما‬ ‫اس��تخدم النظام كتائب النصرة وأخواتها واستقدم دولة‬ ‫العراق والشام والقاعدة التي كان يستخدمها لتفجيراته‬ ‫ف��ي العراق ولبنان‪ ،‬إلجهاض الثورة‪ ،‬كذلك فعل جيش��ه‬ ‫االلكتروني من خالل الدخول إلى صفحات الثورة والثوار‬ ‫ل��دس س��مومهم فيه��ا ومحاول��ة إغالقه��ا لمن��ع صوت‬ ‫الحقيقة كما إعالمهم السلطوي‪.‬‬ ‫وال تقتص��ر الحرب االلكترونية بين معارض ومؤيد‬ ‫ب��ل تتعداها لتصبح بين مع��ارض ومعارض حيث تعمل‬ ‫بعض الصحف على إغالق صحف أخرى من خالل ش��راء‬ ‫ذم��م بعض الكتائ��ب في المناطق المح��ررة لمنع توزيع‬ ‫صح��ف أخ��رى الق��ت رواج��ًا بع��د أن أثبت��ت مصداقيتها‬ ‫والتزامه��ا بنقل أخب��ار الثورة ومجرياته��ا وعرض جميع‬ ‫اآلراء وتس��ليط الضوء على أخطاء الث��ورة والثوار ولكن‬ ‫دون تشهير باألش��خاص‪ ،‬وبعض وسائل اإلعالم اتبعت‬ ‫نه��ج الس��خرية م��ن أي عمل تق��وم ب��ه المعارضة دون‬ ‫تقديم البديل أو الحل‪ ،‬أو التشهير بأشخاص بعينها دون‬ ‫تقديم أي دليل على انتهاكات هذا الشخص أو ذاك على‬ ‫الرغم من أن مس��احات الرأي تتس��ع للجميع‪ ،‬ونحن نريد‬ ‫إعالم��ا ملتزما بالقواعد الصحفية واألخالقية‪ ،‬والكش��ف‬ ‫ع��ن األخطاء لتالفيها وليس للتش��هير بفاعليها كصحف‬ ‫الفضائح‪.‬‬ ‫اإلع�لام االلكترون��ي يعك��س ل��كل مراق��ب جدية‬ ‫البعض لتحقيق أهداف الثورة‪ ،‬واإلصرار على االستمرار‬ ‫حت��ى النصر‪ ،‬وت��ردد البعض اآلخر بي��ن مؤيد ومتخوف‬ ‫م��ن الكتائ��ب المتش��ددة متناس��ين أو متجاهلين أن كل‬ ‫م��ا تفعله هذه األخيرة والت��ي تصب في مصلحة النظام‬ ‫بالمطل��ق‪ ،‬األمر الذي يؤكد تبعيتها ل��ه‪ ،‬والتخويف منها‬ ‫ه��و ج��زء من حي��ل النظ��ام لردع الن��اس ع��ن االلتحاق‬ ‫بالثورة‪ ،‬وتأييد البعض بشكل مطلق للنظام‪.‬‬ ‫الثورة اإلعالمية طالت ش��ظاياها كل مناحي الحياة‬ ‫بأش��كال مختلفة‪ ،‬خرج المارد من قمقمه ليس��طر سي ًال‬ ‫م��ن اآلراء واألف��كار المتناقض��ة والمتوافق��ة والمترددة‬ ‫والمتطرف��ة والمعتدل��ة‪ ،‬ه��ذا طبيعي في فت��رة الثورة‬ ‫األولى لتفريغ القمع والصمت الذي عشناه سنوات طويلة‬ ‫إال أن االس��تمرار في هذا ال يؤسس إلعالم حر ومسؤول‬ ‫نحتاجه اآلن أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬ونحن نرى سوريتنا‬ ‫س��احة صراع وتصفية حس��ابات لدول العالم بواس��طة‬ ‫الغرباء والكتائب المتش��ددة والجهاديي��ن الذين يعملون‬ ‫كما النظام على تدمير كل شيء في وطننا‪.‬‬ ‫ش��بكة االنترني��ت الت��ي تض��م وس��ائل اإلع�لام‬ ‫اإللكترونية ومواقع لوس��ائل اإلع�لام المرئية والمقروءة‬ ‫والمس��موعة ووس��ائل التواصل االجتماعي كان لها الدور‬ ‫األبرز في نقل أخبار الث��ورة وتوثيق االنتهاكات والجرائم‬ ‫التي ارتكبها ويرتكبها النظام بحق المدنيين‪ ،‬وعلى الرغم‬ ‫مما ش��ابها م��ن أخطاء إال أنها أثبتت وجودها واس��تطاعت‬ ‫دحض مزاعم النظام وكذبه بالصور والبراهين والمتابعة‬ ‫الحثيثة إلعالمه المضلل وكشف أالعيبه‪.‬‬ ‫تح��ول اإلع�لام اإللكترون��ي إل��ى وس��يلة اتص��ال‬ ‫لنق��ل المعلومات واألخبار والتحلي�لات بأنواعها باللحظة‬ ‫والثاني��ة للحدث يحمل إيجابيات س��رعة نق��ل المعلومة‬ ‫واألف��كار البن��اءة‪ ،‬وس��لبيات جم��ة إذا كان��ت المعلومات‬

‫مش��وهة أو مغلوط��ة أو تحريضي��ة أو لغرض سياس��ي‬ ‫أو تجاري أو ش��خصي‪ ،‬أو تلقف أي خبر ونش��ره بس��رعة‬ ‫دون إدراك خلفياته كما حصل معنا جميعًا حين س��ارعنا‬ ‫للتهليل والفرح بتحرير الرقة ألننا جميعًا بحاجة النتصار‬ ‫م��ا في غم��رة األلم والحزن الذي نعيش��ه ول��م ندرك أو‬ ‫نحلل كيف تحررت بهذه الس��رعة ومن الذي حررها ومن‬ ‫ال��ذي يديرها لنكتش��ف الحق��اً أن النظام انس��حب منها‬ ‫ليس��لمها إلى الكتائب العميلة له وطغاة غرباء يتنازعون‬ ‫على الغنائم على أرضنا‪.‬‬ ‫واآلن يكررإعالم الثورة الترحيب بمعركة الس��احل‬ ‫دون أن يجيب على عش��رات األس��ئلة التي تطرح نفسها‬ ‫م��ن يقاتل ف��ي المعركة؟ إذا كانت دولة العراق والش��ام‬ ‫وأتباعه��ا ه��ذا يعن��ي أن النظ��ام ه��و م��ن يق��وم بهذه‬ ‫العملية‪ ،‬بعد وضوح دورها‪ ،‬إما إلخافة أهل الس��احل من‬ ‫أبناء طائفته لزيادة تمس��كه به بعد تململهم من ازدياد‬ ‫أع��داد القتل��ى منهم أو لتخوي��ف الطائفة الس��نية التي‬ ‫تقط��ن في المنطق��ة ودفعها للرحيل عنه��ا أو لتحصين‬ ‫المنطقة من كافة جوانبها استعدادا الستقبال الطاغية‪،‬‬ ‫وعلين��ا انتظ��ار إعالن الجي��ش الحر ع��ن العملية ودوره‬ ‫فيها‪ ..‬لكي النقع بالفخ مجدداً‪.‬‬ ‫وم��ع كل م��ا يحمله اإلع�لام اإللكتروني م��ن تأثير‬ ‫ايجاب��ي إال أن��ه ال يعك��س ال��رأي الع��ام المطل��وب ألنه‬ ‫ال يص��ل إل��ى كافة ش��رائح المجتم��ع في س��ورية كون‬ ‫االنترنيت ما زالت مح��دوداة ومحصوراة بفئة معينة من‬ ‫الش��باب وخاص��ة في ظل ظ��روف االنقط��اع المتواصل‬ ‫والمتكرر للكهرباء في أغلب المناطق وانقطاع االنترنيت‬ ‫المتعم��د من قب��ل النظ��ام أغل��ب األحي��ان وخاصة في‬ ‫المناطق الساخنة‪ ،‬إضافة إلى ارتفاع أسعاره وعدم قدرة‬ ‫الجميع على امتالكه‪.‬‬ ‫وللتذكير فإن إنشاء أولى المطابع في الوطن العربي‬ ‫كان في س��ورية ولبنان عام ‪ 1730‬وفي الخمس��ينات كان‬ ‫في سورية مئات المطبوعات التي اختصرت في عهد البعث‬ ‫والتصحي��ح إلى ثالث صحف نس��خة طب��ق األصل ومحطة‬ ‫تلفزيونية مهمتهما الوحيدة تمجيد الثورة ثم القائد الخالد‬ ‫وانجازاته الوهمية‪ ،‬واختصر المش��هد الس��وري بش��خص‬ ‫واحد وإعالم مخصص لتحس��ين صورته وتزييف انجازاته‬ ‫وإصالحات��ه‪ ،‬وتح��ول اإلعالمي��ون إلى مداحين الس��لطان‬ ‫والبالط والبحث عن المنس��يين والمجهولين ممن أش��اروا‬ ‫أو أش��ادوا بالس��لطان ومقاومته وإبرازهم على الوس��ائل‬ ‫اإلعالمية حتى ل��و كانوا من تورا بورا‪ ،‬واس��تحضار أبواق‬ ‫فارغ��ة مم��ن دفع ثمنه��م مس��بقاً إلتحافنا يومي��ًا بنفس‬

‫الخطاب الخشبي الذي عفا عنه الزمن‪.‬‬ ‫إعالم ح��وّل الهزيمة إلى انتص��ارات والتخاذل إلى‬ ‫صمود وتصدي وبيع األراضي العربية والمتاجرة بقضية‬ ‫العرب المركزية (فلسطين) إلى مقاومة وعدم الرد على‬ ‫االعتداءات اإلسرائيلية المتكررة على األراضي السورية‬ ‫إل��ى ممانع��ة‪ ،‬إعالم ش��وه الحقائق ونش��ر األمية‪ ،‬وزور‬ ‫التاريخ‪ ،‬ومنع االنتشار الثقافي والوعي وغيب المفكرين‬ ‫والعلم��اء‪ ،‬وهج��ر الك��وادر الصحفية والعلمي��ة والطبية‬ ‫والثقافية‪ ،‬ليبقي ش��لة من الفاس��دين دم��روا كل البنى‬ ‫الفكرية والثقافية في البلد‪.‬‬ ‫خمس��ون عام��ًا م��ن التغيي��ب والتجهي��ل والتعتيم‬ ‫ونشر ثقافة الفساد واإلفساد واالستكانة والذل وتغييب‬ ‫الضمير واإلنس��انية وتكريس ثقافة اللهم نفس��ي التي‬ ‫نراها جلية في مواقف البعض من الثورة‪.‬‬ ‫اإلع�لام أو باألح��رى اإلع�لان (ألن��ه لم يك��ن لدينا‬ ‫إعالم خ�لال حقبة التصحي��ح) الذي س��يطر على عقول‬ ‫السوريين أخذ طريقه إلى التغيير مع انتشار الفضائيات‬ ‫التلفزيوني��ة وتهاف��ت الن��اس عل��ى تركي��ب الصح��ون‬ ‫الالقطة التي أصبحت عالمة فارقة ألس��طح الس��وريين‬ ‫كدليل على رغبة الناس بالهروب من إعالم السلطة إلى‬ ‫إعالم مفتوح آلراء مختلفة إلى أن انتش��ر االنترنيت في‬ ‫التس��عينات بشكل محدود وأصبح األداة اإلعالمية األهم‬ ‫بعد الفضائيات طبعاً ألنها ما زالت األوس��ع انتشاراً نظراً‬ ‫النخف��اض كلفتها بالمقارن��ة مع كلف��ة االنترنيت التي‬ ‫عمد النظام إلى رفع تكلفتها للحد من انتش��ارها إضافة‬ ‫إلى محاوالت حجب المواقع المعارضة أو غير الموالية له‪.‬‬ ‫لعب��ت الصحاف��ة من��ذ عه��د االحت�لال العثمان��ي‬ ‫دورا هاما في نش��ر ثقاف��ة التحرر ومقاومة االس��تعمار‬ ‫ومكافح��ة الجهل والفق��ر واالمية والع��ادات والمفاهيم‬ ‫التي رسخها االحتالل لضمان استمراره‪ ،‬وتصدر المشهد‬ ‫اإلعالمي صحفيون وطنيون حملوا هم الوطن وتحريره‬ ‫عل��ى أكتافهم وحارب��وا بأقالمهم س��لطات االس��تبداد‪،‬‬ ‫وعملوا على نش��ر الثقافة في مجاالت الحياة السياس��ية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية والثقافية‪.‬‬ ‫واآلن يأت��ي دور إعالمي��ي الث��ورة الوطنيي��ن للعب‬ ‫الدور نفس��ه ف��ي جمي��ع وس��ائل اإلع�لام التقليدية أو‬ ‫اإللكترونية لنش��ر ثقاف��ة التحرر من االحتالل األس��دي‬ ‫ومكافحة الفتنة الطائفية الت��ي حاول النظام جرنا إليها‬ ‫من��ذ اليوم األول الثورة ونجح إلى ح��د ما‪ ،‬والتركيز على‬ ‫نب��ذ الطائفي��ة وعل��ى أهمية وح��دة الش��عب وتعاضده‬ ‫وتعاونه بكل مكوناته لتحقيق أهداف الثورة‪.‬‬

‫سوريتنا ‪. .‬‬ ‫اندساسية‬ ‫مشاركات‬ ‫دندنات‬

‫الإعالم الإلكرتوين‬ ‫ف�ســحة لإعـــالم حــر وب ّنــاء‬

‫‪15‬‬


‫حممد ح�سنني هيكل‪:‬‬

‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫العربــي التائــه «نهايــات طـــرق»‬

‫ياسر مرزوق‬

‫يحل محمد حس��نين هي��كل ضيفًا‬ ‫للم��رة الثانية عل��ى صفح��ات جريدتنا‪،‬‬ ‫وتك��رار اس��تعراض أعم��ال هي��كل في‬ ‫صفح��ة ق��راءة في كت��اب لي��س باألمر‬ ‫المس��تغرب‪ ،‬فهيكل بال ش��ك أهم كاتب‬ ‫سياس��ي في تاريخ الع��رب الحديث‪ .‬كما‬ ‫أن هناك من يرى بأنه يس��اعد مساعدة‬ ‫قيم��ة في إع��ادة إحياء الع��رب من خالل‬ ‫قراءت��ه العميقة لما ح��دث وهو ما يجب‬ ‫أن يرشد صناع القرار اليوم‪ .‬وهو القائل‬ ‫"س�لامك مرتبط بمعرف��ة اآلخرين انك‬ ‫قادر على المواجهة"‪ .‬وبغض النظر عما‬ ‫قيل ويقال عن هيكل سيظل أهم كاتب‬ ‫ف��ي تاريخ الع��رب المعاص��ر‪ .‬لقد قرأت‬ ‫معظم كتبه وس��حرني أسلوبه وال أدري‬ ‫م��ن يأتي بكلماته‪ ،‬فهي��كل يكاد الكاتب‬ ‫السياس��ي الوحي��د الذي يكتب بأس��لوب‬ ‫أدب��ي ممت��ع‪ ،‬دون اإلخ�لال بالموضوع‪،‬‬ ‫كأنك تق��رأ رواية لكات��ب عالمي ولكنها‬ ‫واقعي��ة‪ ،‬يس��تخدم هيكل جم� ً‬ ‫لا رائعة‬ ‫تش��د القارئ وتالمس مش��اعره‪ ،‬كاتبٌ‬ ‫خبيرٌ بخفايا النفس البشرية‪ ،‬معلوماته‬ ‫دقيق��ة للغاية وأس��لوبه بس��يط س��هل‬ ‫عل��ى أي قارئ فهمه‪ ،‬وهو ش��اهد عيان‬ ‫ومعاصر ل��كل األحداث الكب��رى‪ ،‬يتكلم‬ ‫من قل��ب األحداث‪ ،‬علم م��ن أعالم هذه‬ ‫األم��ة‪ ،‬وق��د ترجمت كتبه إل��ى ‪ 32‬لغة‪،‬‬ ‫م��ا يعني أنه أوس��ع انتش��ارا م��ن جميع‬ ‫مهاجميه فهو نجم ثقافي ومؤلف جدلي‬ ‫يثير االهتم��ام حينما يكتب أو يصمت أو‬ ‫يتحدث‪.‬‬ ‫وكتابن��ا الي��وم العرب��ي التائ��ه‬ ‫يفتتح��ه هيكل بمقال��ةٍ بعن��وان "قمة‬ ‫عم��ان القادم��ة" مس��تعرضًا للمش��هد‬ ‫العربي قبيل مؤتم��ر القمة العربية في‬ ‫عمان ع��ام ‪ ،2001‬وله��ذا المقال أهمي ٌة‬ ‫كبرى بعد أن ودعن��ا قمة بغداد المخيبة‬ ‫لآلمال عام ‪ 2012‬الستقراء انجاز العرب‬ ‫على صعيد العمل المش��ترك بعد عش��ر‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫ويق��دم هيكل لكتاب��ه بما يلي‪ :‬مع‬ ‫بداية هذا القرن الجديد – القرن الحادي‬ ‫والعشرين – فإنه يبدو أن العربي أصبح‬ ‫ه��و التائه وهو ص��دى بالمقلوب لتعبير‬ ‫ش��اع قب��ل ذل��ك قرون��ًا ع��ن "اليهودي‬ ‫التائ��ه"‪ .‬وفي قرن س��بق – وه��و القرن‬ ‫العش��رون – فإن ذلك "اليه��ودي التائه"‬ ‫وج��د لنفس��ه مكان��ا ح��ط في��ه رحل��ه‪،‬‬ ‫وحص��ن موقع��ه – وف��ي نف��س الوقت‬ ‫فإن "العربي" اختلط��ت عليه األمور…‪.‬‬ ‫وب��دا وكأن��ه ضي��ع عالم��ه وفي��ه تراثه‬ ‫ومس��تقبله… ث��م أنه ارتح��ل بحاضره‬ ‫تائه بين الحقيقة والوهم‪ .‬وبين الرؤية‬ ‫والسراب… وبين الحلم والعجز‪ .‬وهكذا‬ ‫بدأ القرن الحادي والعش��رون واليهودي‬ ‫الذي كان "تائهاً" متحصنا في المش��روع‬ ‫الصهيون��ي عل��ى أرض فلس��طين في‬ ‫حي��ن أن العربي ال��ذي كان راس��خا في‬ ‫الطبيعة والتاريخ أصبح هو الش��ارد في‬ ‫التي��ه‪ :‬قد يعرف من أين‪ !..‬لكنه ال يعرف‬ ‫إلى أين …‬

‫هذه فصول مما كتب محمد حسنين‬ ‫هيكل س��نة ‪ ،2001‬وهي سنة طلع على‬ ‫الدنيا فيها قرن جديد‪ ،‬ومن المفارقات أن‬ ‫البداية فيما كتب��ه هيكل كان حديثًا عن‬ ‫مؤتم��ر القمة العربي ف��ي عمان ‪ -‬آذار ‪/‬‬ ‫م��ارس ‪ ،2000‬وكان عنوان��ه‪" :‬نهاي��ات‬ ‫طرق"‪ .‬ثم أن ه��ذه الفصول تأتي اليوم‬ ‫على شكل كتاب‪ ،‬تصل إلى قارئها واألمة‬ ‫ق��د تطلعت إلى مؤتمر القمة العربي في‬ ‫بي��روت‪ ،‬آذار ‪ /‬م��ارس ‪ ،2002‬والظاه��ر‬ ‫ولس��وء الحظ ومع تس��ارع األحداث على‬ ‫األراض��ي الفلس��طينية‪ ،‬أن الطرق تبدو‬ ‫عن��د نهايته��ا وكأنه��ا وصلت إل��ى تيه ال‬ ‫يظهر عليه أفق‪.‬‬ ‫ومع بداية هذا القرن الجديد‪ ،‬القرن‬ ‫الحادي والعش��رين ومع نوايا إس��رائيل‬ ‫العدوانية المدعمة من الواليات المتحدة‬ ‫األميركية فإن��ه يبدو أن "العربي" أصبح‬ ‫هو "التائه"‪ ،‬وهو صدى بالمقلوب لتعبير‬ ‫ش��اع قب��ل ذل��ك قرون��ًا ع��ن "اليهودي‬ ‫التائ��ه"‪ .‬وف��ي قرن س��بق‪ ،‬وه��و القرن‬ ‫العش��رون‪ ،‬فإن ذلك اليهودي التائه وجد‬ ‫لنفس��ه مكاناً ّ‬ ‫حط فيه رحل��ه‪ ،‬وحصّن‬ ‫موقعه‪ ،‬وفي نفس الوقت فإن "العربي"‬ ‫اختلطت عليه األم��ور‪ ،‬وبدا وكأنه ضيّع‬ ‫عالم��ه وفي��ه تراثه ومس��تقبله‪ ،‬ثم أنه‬ ‫ارتح��ل بحاض��ره وتائه��ًا بي��ن الحقيقة‬ ‫والوه��م‪ ،‬وبين الرؤية والس��راب‪ ،‬وبين‬ ‫الحلم والعجز‪.‬‬ ‫وهكذا بدأ القرن الحادي والعشرون‬ ‫واليه��ودي ال��ذي كان "تائه��اً" متحصن��ًا‬ ‫ف��ي المش��روع الصهيون��ي عل��ى أرض‬ ‫فلس��طين‪ ،‬ف��ي حي��ن أن العرب��ي الذي‬ ‫كان راس��خًا في الطبيعة والتاريخ أصبح‬ ‫هو الش��ارد في التيه‪ :‬قد يعرف من أين؟‬ ‫لكنه ال يعرف إلى أين؟! كان هذا هاجس‬ ‫محمد حس��نين هي��كل عند إع��ادة هذه‬ ‫الفصول لوضعها بين دفتي هذا الكتاب‪.‬‬ ‫آراء وتوجس��ات هي��كل هذه تطرح‬ ‫تس��اؤ ًال‪ :‬ه��ل كان هي��كل مس��رفًا في‬ ‫قلق��ه اتجاه مصير العربي وحاله! أم أنه‬ ‫وعلى ضوء اس��تقراء متزامن مع اجتياح‬ ‫ش��ارون لفلس��طين‪ ،‬واألبعد أنه اجتياح‬ ‫وامتهان لألمة العربي��ة‪ ،‬على ضوء هذا‬ ‫االس��تقراء‪ ،‬هل ج��اءت هواجس هيكل‬ ‫تح��دّث بالواقع وعنه‪ .‬هذا ما ستكش��ف‬ ‫عن��ه التحليالت السياس��ية ح��ول وقائع‬ ‫وأح��داث عايش��ها هي��كل ودارت حوله��ا‬ ‫مقاالته عند كالمه في السياسة‪.‬‬ ‫ف��ي الفص��ل الثاني وتح��ت عنوان‬ ‫"وقفة م��ع الصديق األمريك��ي" يتحدث‬ ‫هي��كل عن التقلي��د المس��تحدث ورحلة‬ ‫الح��ج التي يق��وم بها الق��ادة العرب إلى‬ ‫أمريكا س��نويًا م��ع حلول بش��ائر الربيع‬ ‫للتشاور مع الصديق األمريكي‪ ،‬في عام‬ ‫مفصلي انتص��ر فيه اليمي��ن المتطرف‬ ‫في أمريكا وإسرائيل‪.‬‬ ‫"التاري��خ ال يعي��د نفس��ه‪ ،‬لك��ن‬ ‫الحقائ��ق المتش��ابهة تخل��ق أحيان��ًا‬ ‫ضرورات متقاربة"‪.‬‬

‫وكعادت��ه وبرش��اقة ينتق��ل وتحت‬ ‫وأخواته��ا"‬ ‫عنوان"الفرنكوفوني��ة‪..‬‬ ‫ألطم��اع فرنس��ا ومش��روع ديغ��ول‬ ‫الفرنكفون��ي "الص��وت الفرنس��ي"‬ ‫واس��تعادة اإلمبراطوري��ة الضائع��ة‪،‬‬ ‫ببح��ث متف��رد وبعناوين فرعي��ة "رجل‬ ‫باريس القوي في السبعينات"‪ ،‬مغامرات‬ ‫ن��ادي الس��فاري ف��ي أفريقي��ا‪ ،‬القم��ة‬ ‫الفرنكوفونية في بيروت‪.‬‬ ‫"نع��م لفرنس��ا م��ن قل��ب أوروبا‪،‬‬ ‫صاحب��ة التاري��خ وش��ريكة الحض��ارة‪،‬‬ ‫للفك��ر الفرنس��ي والثقافة الفرنس��ية‪،‬‬ ‫ونعم لفرنس��ا جواراً ش��مال المتوسط‪..‬‬ ‫لكن فرنس��ا التي تقص��د التعويض عن‬ ‫اإلمبراطورية مسألة أخرى"‪.‬‬ ‫"المؤام��رة والسياس��ة والجريم��ة‬ ‫"قص��ص يرويه��ا هيكل ع��ن العواصم‬ ‫الغربي��ة واألثري��اء الع��رب‪ ،‬المخابرات‪،‬‬ ‫الجريمة مش��اهد ووقائ��ع القصة مثيرة‬ ‫للخيال‪ ،‬لك��ن الخيال الملتبس بالحقيقة‬ ‫أو الحقيقة الملتبسة بالخيال أكثر إثارة‪..‬‬ ‫"أي��ام وليال في لن��دن" حوارات مع‬ ‫صناع القرار والشخصيات المثيرة للجدل‬ ‫ف��ي عاصمة الضب��اب "معد م��ع الهموم‬ ‫العربية في قلب العاصم��ة البريطانية‪،‬‬ ‫الماريش��ال"مونتغمري" ه��ل كان أم لم‬ ‫يكن "يط��رح هي��كل الس��ؤال الذي مأل‬

‫الدني��ا ضجيج��ًا ح��ول الهوية الجنس��ية‬ ‫لبط��ل انكلت��را ه��ل كان مثلي��اً‪ ،‬وه��و‬ ‫موضوعٌ شائك لم يتم التطرق إليه في‬ ‫الصحافة العربية من قبل‪.‬‬ ‫"السياس��ة بي��ن الحل��م واإلرادة"‬ ‫يعرض هي��كل لكتاب "س��نوات الظالم"‬ ‫لجوليان جاكس��ون‪ ،‬ع��ن تجربة التعاون‬ ‫واالئت�لاف أو التحال��ف بي��ن أط��راف‬ ‫تتف��اوت بينه��ا عوامل الق��وة والضعف‬ ‫بما يميل بالموازي��ن "نظريًا" إلى ناحية‬ ‫األقوي��اء‪ ،‬إال إذا أدرك الضعفاء أن ما هو‬ ‫"نظري" له جانب آخ��ر "عملي"‪ ،‬وتجربة‬ ‫"ش��ارل ديغول" وحكومة فرنس��ا الحرة‬ ‫واالس��تعانة بالخ��ارج‪ ،‬دون التفري��ط‬ ‫بحقوق الداخل‪.‬‬ ‫رد ديغ��ول‪" :‬أن فرنس��ا الح��رة ال‬ ‫تعض صديق��ًا لكنها ال تمان��ع أن يفهم‬ ‫من يهمهم األمر أن فرنس��ا ما زال لديها‬ ‫أسنان"‬ ‫ينهي هي��كل كالمه في السياس��ة‬ ‫طاوي��اً صفحات كتاب "فرنس��ا‪ :‬س��نوات‬ ‫الظ�لام"‪ ،‬متفكراً في ش��أن ه��ذا البحر‬ ‫األبيض الذي تحلق��ت الحضارات حوله‪،‬‬ ‫وارتك��ز التاري��خ ف��ي س��طوره‪ ،‬وكتبت‬ ‫اإلنس��انية واقفة أمامه بعضًا من أشهر‬ ‫الصفحات في قصتها‪ ،‬تلك األرفع قيمة‪،‬‬ ‫وتلك األدنى تواضعًا‪.‬‬


‫فزلكة سورية ‪. .‬‬

‫اجل�سر املعلق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬

‫ليس مجرّد بناء‬ ‫ال يمكنك أن تبني بداية صرح‪ .‬ثم تترك لألشجار والنهر والشمس والطيور أن تُكمل ذلك‪.‬‬ ‫أراد الفرنسيون أن يبنوا جسراً فأراد االله أن يكون روحاً‬ ‫كروح ابن دير الزور‪.‬‬ ‫وليس كل من يقول عن نفسه‪ " :‬ديري " يعرف ذلك‪.‬‬ ‫ذلك النزق العجيب‪ .‬وتلك النرجسية الغريبة‪ .‬التي ما أن تُدركها حتى تتغير كل قوانين الطبيعة في ردة فعلك تجاهها‬ ‫ستحبها وترغبها‪ .‬ستقترب منها‪ .‬ولم تزدك إال تكبّراً وعدم اكتراث‪.‬‬ ‫تلك هي روح دير الزور‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كان الجسر يراقبها مبتسما‪ .‬راعيا مُرخيا ظالل حباله إذ تدور حوله الشمس منادية‪ .‬فال يعبئ إال بأطفاله حين يقفزون‬ ‫ويضحك مع كل قصيدةٍ من ‪ 3‬كلمات للحبيبة‪ .‬عند كل قفزة‬ ‫ليس مجرد شهيد‬ ‫في تطويف شموع الخضر‪ .‬رغبة في تحدي القدر‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫سبيل أخيرٌ ليائس‪ .‬فينذر مع شموعه لموالنا الخضر‪ .‬وقد يعلم بأن ال مولى أساساً‬ ‫لكن الشمع يمضي مع السنسول‪ .‬متجهاً نحو مشرق الشمس‪ .‬ع ّله يخرج حقيقة مع شروقها في اليوم التالي‪.‬‬ ‫اليوم‪ .‬تطفو أكبر الشموع‪ .‬وتُترَك أغلى النذور‪.‬‬ ‫أقرئ السالم للشهداء أيها الحبيب‪.‬‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫مثنى مهدي‬

‫لن يسعكَ البُكاء‪ .‬لن نستطيع أن تبكي‪ .‬ألنك ميت‪.‬‬ ‫كيف تكون على قيد حياة وقد فقدت الروح‪.‬؟‬ ‫أربعة أبراج وحبال واصلة‪ .‬ما بين سما ٍء يكاد االله يُطبق بها على األرض‪ .‬غير ًة من هذا المكان‬ ‫ليس مجرّد حجر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لحن يُعزف ألجله‬ ‫أو‬ ‫تُكتب‪.‬‬ ‫لقصيدةٍ‬ ‫يأبه‬ ‫ال‬ ‫به!‪.‬‬ ‫مباالتهم‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫الناس‬ ‫الهتمام‬ ‫يعبأ‬ ‫ال‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫نزق‬ ‫كيف يكون الحجر‬ ‫ٍ‬ ‫ليس مجرّد جسر‬ ‫ليس طريقاً واص ً‬ ‫ال بين مكانين مفترقين‪.‬‬ ‫وملجئ للمقهورين‪ .‬يستمع‪ .‬بل يُنصت لتعب السنين‪..‬‬ ‫للمحرومين‪.‬‬ ‫أنه منبرٌ‬ ‫ٌ‬ ‫لصيادٍ يعلم أن ال سمك ينتظر‪ .‬لكن المهم‪ .‬أن هذا المكان هو الوحيد الذي سيُتصِت ويواسي‪.‬‬ ‫ليس مجرّد ذكرى‪.‬‬ ‫أقسم أن كل الثورات خرجت مع قفزات الشباب من أعلى الجسر المع ّلق‪.‬‬ ‫كان االله يُشتَم‪ .‬كان الطاغية يُشتَم‪ .‬كان الفقر والوهم والحزن واأللم‪.‬‬ ‫معتقل يح ّلق من نافذة زنزانة‪ .‬بعيداً عن عيون السيّاف‬ ‫كلها تُشتَم مع كل قفزةِ إلى حضن الفرات‪ .‬كحلمٌ‬ ‫ٍ‬

‫‪17‬‬


‫حقوق وحريات ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫ثقافة االحتجاج‬

‫بني اال�ستفزاز وحق التعبري عن الر�أي‬ ‫شام داود‬ ‫ب��دأت الث��ورة في س��وريا س��لمية ف��ي غالبيتها‬ ‫وبش��كل ب��دأ يتجل��ى واضحًا ف��ي المظاه��رات التي‬ ‫تس��ارعت لتعم أغلب المدن الس��ورية خ�لال زمن ال‬ ‫يتعدى الس��تة أش��هر‪ ،‬هذه المدة التي تعتبر قياسية‬ ‫فعلي��اً ف��ي دول��ة تعتب��ر فيها أقلُّ إش��ارة اس��تفهام‬ ‫موجهة للنظام دليل اتهام ومبرر للتغييب واالعتقال‪.‬‬ ‫ه��ذه التظاه��رة الس��ورية العارمة كان��ت كافية في‬ ‫نظ��ر الكثيرين لتعلن الوالدة الس��ورية وكس��ر جدار‬ ‫الخوف المس��تمر وإعادة الصوت لمن فقده على مدى‬ ‫أربع��ون عاماً من القمع وحكم االس��تبداد‪ .‬على مدى‬ ‫عامان ونصف تظاهر الشعب السوري بشكل مستمر‬ ‫ووص��ل عدد نقاط التظاهر في جمعة "أطفال الحولة‬ ‫مش��اعل النصر" إلى أكثر من تس��عمائة نقطة وأكثر‬ ‫من مليونين ونصف متظاهر على امتداد سوريا‪ ،‬عدا‬ ‫ع��ن التظاهرات في المهجر والبلدان العربية من قبل‬ ‫السوريين أنفسهم‪.‬‬ ‫في الوقت الذي على فيه صوت الس�لاح ليطغى‬ ‫عل��ى ص��وت التظاه��ر والهتاف��ات المنادي��ة بمطالب‬ ‫الش��عب الس��وري إال أن وس��ائل التواصل االجتماعي‬ ‫واالنترن��ت والمواقع االخبارية ال تزال تضج بالالفتات‬ ‫والمظاه��رات كل يوم جمعة وفي مناس��بات متعددة‪،‬‬ ‫وال س��يما ف��ي المناط��ق الت��ي خرج��ت عن س��يطرة‬ ‫النظام في الش��مال وفي درعا وفي حمص نفس��ها‪،‬‬ ‫ه��ذا الحراك عل��ى قلته إال أنه يش��ق طريق��ه اليوم‬ ‫بش��كل ثابت ومتواصل بالتوازي مع الحراك المس��لح‬ ‫وأحيانًا معانداً له ومنتفضًا عليه في أحيان أخرى‪.‬‬ ‫ه��ذه الصورة التي تبدو موغل��ة في المثالية في‬ ‫مشهدها العام بسبب المروجين لها دون التطرق إلى‬ ‫ظروفه��ا أو اش��كالياتها‪ .‬حالما نقترب م��ن التفاصيل‬ ‫اليومية لحياة الس��وريين يغرق المش��هد بالتعقيدات‬ ‫ف��ي ظ��ل بق��اء س��يطرة النظ��ام االس��تبدادي على‬ ‫المفاص��ل األمني��ة للعاصم��ة والمنطق��ة الوس��طى‬ ‫وغيره��ا‪ ،‬باالضاف��ة إلى العديد من األصوات النش��از‬ ‫ضمن الثورة نفسها التي ال تتوقف عن وصف منظمي‬ ‫التظاه��ر أو الداعين إليه بالس��ذج أو بالحالمين‪ ،‬منذ‬ ‫بداية الدعوات للعسكرة وحمل السالح ولغاية اليوم‪،‬‬ ‫بعض هذه األصوات تعتمد أيضاً بش��كل مباشر على‬ ‫حملة السالح لقمع هذه التظاهرات ومنعها‪.‬‬ ‫وف��ي الوق��ت ال��ذي يح��اول الكثي��رون وص��ف‬ ‫م��ا يحص��ل باالس��تفزاز وأن رد المس��لحين عل��ى‬ ‫المتظاهرين هو بسبب انتهاك المتظاهر واستفزازه‬ ‫للمس��لح‪ ،‬ينبغي لنا أن نس��أل كيف يمك��ن لمتظاهر‬

‫س��لمي بالفتته أن يقلق راحة المس��لح ويجعله يهدد‬ ‫بإط�لاق الن��ار أو يعتقل��ه ب��كل بس��اطة‪ ،‬ال ش��ك أن‬ ‫للتظاه��ر أوجه��ه الس��لبية وعنفية أحيان��ا من إقالق‬ ‫راح��ة وفوض��ى وتخريب ممتل��كات وم��ا يرافقه من‬ ‫ممارس��ات نتيجة غياب األط��ر والقوانين التي تحدده‬ ‫وتحمي��ه‪ ،‬إال أن الحالة الس��ورية الي��وم تفرض على‬ ‫الكثيرين منا متابعة الحراك بكافة أش��كاله الس��لمية‬ ‫واالغاثي��ة والتنظيمي��ة وغيره��ا‪ .‬لف��رض القي��ادات‬ ‫والمؤسس��ات المدني��ة عل��ى األرض وتحكي��م صوت‬ ‫العقل على صوت السالح‪.‬‬ ‫بعد أن قام النظام السوري باستهالك العديد من‬ ‫نش��طاء الحراك الثوري وعمل على تصفية الكثيرين‬ ‫منهم واعتقالهم وكذلك دفعهم للمغادرة حفاظًا على‬ ‫حياتهم وحي��اة المقربين منهم‪ ،‬تب��دو مطالبة اليوم‬ ‫م��ن بقي في ظ��روف مضني��ة للعيش باس��تمرارية‬ ‫التظاهر ترفًا يمكن االستغناء عنه‪ .‬ال يكفي اليوم أن‬ ‫نقول ال لمثل هذه الممارس��ات أو مواجهتها بالصوت‬ ‫وح��ده‪ .‬ب��ل عل��ى الكثي��ر م��ن الس��وريين أن يعو أن‬ ‫االنتق��ال إلى حراك ثوري منظ��م وموجه هو ضرورة‬ ‫حياتية لترسيخ مكتسبات الثورة السورية‪ ،‬وأن ال حياة‬ ‫كريم��ة لمواطن في دولة ال يحت��رم فيها حق التعبير‬ ‫عن الرأي‪.‬‬ ‫أن التململ الشعبي الذي قاد لقيامة ثورة عارمة‬

‫من��ذ عامين ال ب��د أنه لن يق��ف موق��ف المتفرج من‬ ‫انتهاكات تعيد النظام االس��تبدادي إلى الواجهة‪ ،‬هذه‬ ‫الثورة الت��ي أعطت الحق لهذه الهيئات اليوم بالتواجد‬ ‫عل��ى األرض ال ب��د لها من االس��تمرار كي ال تس��مح‬ ‫بتحول هذه الهيئات لقمع آخر‬ ‫كتب��ت خول��ة دنيا عل��ى صفحته��ا عل��ى مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي مؤخراً " نحن اليوم بحاجة ماسة‬ ‫لتحميل الس�لاح عقي��دة الثورة وهدف الث��ورة‪ ،‬وهذا‬ ‫يجب أن يتم العمل عليه بش��كل جماعي‪ ،‬ويجب أن ال‬ ‫ننسى أن الس�لاح بدون عقيدة وهدف هو ما سيؤدي‬ ‫إل��ى حرب أهلي��ة لن يكون النظام س��وى طرف فيها‪،‬‬ ‫وباقي االطراف هي من المعارضة نفسها‪ .‬علينا أن ال‬ ‫ننسى أن العمل المدني والسلمي هو الذي سيؤسس‬ ‫لسورية التي قامت الثورة من أجلها‪ ،‬وهو ما يعني أن‬ ‫كل أصحاب الخبرة والكفاءات يجب أن يتولوا الجوانب‬ ‫العملية والمباش��رة للحياة اليومية للناس‪ ،‬وليس من‬ ‫يحمل السالح ويريد أن يحصل على جميع االمتيازات‬ ‫بقوة السالح‪.‬‬ ‫عل��ى حامل��ي الس�لاح ع��دم نس��يان أن العم��ل‬ ‫المدني والسلمي هو ما أعطاهم القوة التي يتمتعون‬ ‫بها اليوم وهو ما أعطاهم الثقة بعدالة سالحهم وإلاّ‬ ‫تحولوا إلى خارجين عن القانون‪.‬‬

‫التظاهر حق ولي�س مكرمة‬

‫تن��ص أغلب القوانين الوضعي��ة في الكثير من‬ ‫الدول على أن التظاهر ح��ق تكفله الدولة لمواطنيها‬ ‫وعلى الجهة المس��ؤولة تأمين الم��كان المطلوب من‬ ‫قبل منظمي التظاهر وحمايتها ومنع مثيري الش��غب‬ ‫والعنف من التأثير عليها‪.‬‬ ‫ف��ي الوقت الذي تدافع فيها الكثير من المنظمات‬ ‫الحقوقي��ة عن هذا الحق‪ ،‬عملت س��لطات االس��تبداد‬ ‫دوم��اً عل��ى من��ع ه��ذا الحق ع��ن المواط��ن وحصره‬ ‫بتصاري��ح أو موافقات أمنية تج��رد التظاهر بحد ذاته‬ ‫من حقوقه وتميز بين طالبيه‪.‬‬ ‫في الحالة الس��ورية‪ ،‬وفي المناطق المحررة‪ ،‬أن‬ ‫غي��اب الحكومة المنتخب��ة وانعدام التمثيل الش��عبي‬ ‫وتحيز الجهة المسؤولة برمتها والعمل كطرف متعنت‬ ‫ومتس��لط ال يعترف باآلخر هو سبب مباشر للغة غير‬ ‫المنضبطة لعناصر الكتائب الحاملة للسالح‪.‬‬


‫جدوى التظاهر يف احلرب‬

‫‪1982 - 1888‬‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬

‫أي��ام‪ ،‬فاستقبله الوطنيون بالحفاوة وتجمهر حوله‬ ‫الناس وأقاموا له حفلة ً تحولت إلى مهرجان‪ ،‬وأعلن‬ ‫حب للحرية واالستقالل‪،‬‬ ‫الناس ما في نفوسهم من ٍ‬ ‫فلم ترق للفرنسيين هذه المجاهرة‪ ،‬فقبضوا على‬ ‫كل من الدكتور عبد الرحمن الشهبندر وسعيد حيدر‬ ‫ومنير شيخ األرض وحسن الحكيم وغيرهم‪ ،‬وعلى إثر‬ ‫هذه االعتقاالت قامت طالبات دار المعلمات بتظاهرة‬ ‫كبيرة‪ ..‬وهي أول تظاهرة نسائية في سوريا‪ ،‬وحكم‬ ‫على الحكيم بالسجن عشر سنوات في جزيرة أرواد‬ ‫قضى منها تسعة عشر شهراً‪ .‬وبعد اإلفراج عنه تولى‬ ‫أمانة حزب الشعب‪ ،‬واشترك بالثورة السورية "‪- 1925‬‬ ‫‪ "1927‬فحكم عليه باإلعدام‪ ،‬ففر إلى األردن‪ ،‬ورحل‬ ‫إلى مصر وفلسطين حيث عين مديراً للمصرف العربي‬ ‫في يافا‪ ،‬وغادر إلى بغداد فساهم بتأسيس المصرف‬ ‫الزراعي الصناعي فيها‪.‬‬ ‫عام ‪ 1937‬عاد إلى دمشق‪ ،‬وعين مديراً عامًا‬ ‫لألوقاف اإلسالمية‪ ،‬وتولى بعد سنتين وزارة المعارف‬ ‫في حكومة "نصوحي البخاري" ثم المديرية العامة‬ ‫للمصرف الزراعي حتى كلف برئاسة ال��وزراء عام‬ ‫‪ .1941‬وف��از بتمثيل دمشق عضواً في الجمعية‬ ‫التأسيسية عام ‪ ،1949‬فعضواً في المجلس النيابي‬ ‫بعد أن تحولت الجمعية إلى برلمان‪ .‬عين بعدئذ وزيراً‬ ‫للدولة في حكومة الرئيس "ناظم القدسي" عام ‪1950‬‬ ‫فرئيسًا للوزراء ثانية عام ‪ 1951‬في وزارة ائتالفية‬ ‫دامت أشهراً قليلة تسلم فيها إلى جانب الرئاسة حقيبة‬ ‫المالية‪.‬‬ ‫جمعته بالزعيم الشهبندر عالقة وطيدة‪ ،‬عن‬ ‫كتابه "عبد الرحمن الشهبندر حياته وجهاده" ننقل‪:‬‬ ‫"في الحق كان الزعيم الخالد أخي بالروح‪ ،‬وزعيمي‬ ‫في العمل الوطني‪ ،‬وإمامي الذي كنت أقتدي به في‬ ‫أداء األمانة وتبليغ الرسالة‪ ،‬فقد صحبته عشرين عامًا‬ ‫وقفت خاللها على سيره وسيرته وحتى على سريرته"‪.‬‬ ‫بعد تكليفه بتشكيل الحكومة االئتالفية‬ ‫وسقوطها عام ‪ 1951‬اعتزل العمل السياسي وتفرغ‬ ‫للكتابة فترك للمكتبة العربية مؤلفات عديدة‪ ،‬كتاب‬ ‫«الوثائق التاريخية المتعلقة بالقضية السورية»‪،‬‬ ‫«مذكراتي»‪« ،‬عبد الرحمن الشهبندر حياته وجهاده»‪،‬‬ ‫«من هنا وهناك»‪ .‬ونشر مقاالت وكلمات وخطبًا في‬ ‫المجالت‪ ،‬وله «مذكرات حسن الحكيم» من جزأين‪.‬‬ ‫وتوفي بدمشق في‪ 30‬آذار ‪1982‬م‪ ،‬ودفن فيها‪.‬‬ ‫سماه الشيخ علي الطنطاوي «حسن الحكيم‬ ‫القوي األمين»‪.‬‬

‫أسبوعية‬

‫ول���د ح��س��ن ب��ن ع��ب��د ال���رزاق‬ ‫الحكيم في دمشق عام ‪ 1888‬آلل‬ ‫الحكيم األسرة واسعة النفوذ والثراء‬ ‫في حي الميدان‪ ،‬تلقى علومه في‬ ‫م��دارس دمشق وتخرج من معاهد‬ ‫األستانة‪ ،‬وعين مديراً للشعبة الثانية‬ ‫لمكتب اللوازم العسكرية العثماني‪.‬‬ ‫منح الوسام المجيدي الرابع‪ ،‬وميدالية‬ ‫الحرب من الحكومة العثمانية‪ .‬وفي‬ ‫عهد الحكومة العربية زمن الملك‬ ‫فيصل عين مفتشًا للمالية‪ ،‬فمديراً‬ ‫للبرق والبريد‪ .‬وانتسب في أثناء‬ ‫ذلك إلى حزب العهد وكان من أعضاء‬ ‫مجلس إدارته‪.‬‬ ‫ولما دخل الفرنسيون دمشق‬ ‫تمت محاكمته في دي��وان الحرب‬ ‫العرفي بتهمة تأخيره للبرقية التي بعثت بها حكومة‬ ‫الملك فيصل إلى الجنرال غورو بقبول إنذاره المشهور‬ ‫عن الدكتور "محي الدين السفرجالني" ومن‬ ‫كتابه "فاجعة ميسلون" الصفحة ‪ / 229 /‬ننقل "بعد‬ ‫أن دخل الفرنسيون دمشق‪ ،‬وبعد أن تألفت الوزارة‬ ‫الدروبية‪ ،‬أدانت هذه الوزارة مدير البرق والبريد العام‬ ‫السيد حسن الحكيم بجريمة الحيلولة دون إرسال‬ ‫برقية عن سابق إص��رار وتصميم‪ ،‬وفي المحاكمة‬ ‫أثبت هذا الرجل الشريف والموظف النزيه‪ ،‬الذي كان‬ ‫مثال العفة والهمة والمروءة طول حياته في الوظيفة‬ ‫وغيرها‪ ،‬استقالته قبل ورود البرقية إلى مكتب البرق‬ ‫بساعتين ونصف‪ ،‬وكانت استقالته احتجاجًا على‬ ‫ال��وزارة‪ ،‬لنقضها ما عاهدت األم��ة عليه على رأيه‪،‬‬ ‫فأثبت بذلك وباعتبارات أخرى نفسه العالية‪ ،‬وترفعه‬ ‫عن اإلسفاف إلى هذه المواطن الضعيفة في الوظيفة‪،‬‬ ‫فأعلنت اإلدارة العرفية براءته‪."..‬‬ ‫يقول الحكيم في مذكراته الصفحة ‪ / 24 /‬الجزء‬ ‫األول "ما أن تيقنت من قبول الحكومة بشروط اإلنذار‬ ‫وم��ن ص��دور األم��ر بتسريح الجيش وسحب القوات‬ ‫ورأيت بعيني الرئيس الجليل هاشم األتاسي رئيس‬ ‫الوزراء ويوسف بيك العظمة وزير الحربية يقصدان‬ ‫صباح ‪ / 20 /‬تموز ‪ 1920‬مقر المؤتمر السوري في‬ ‫بناية العابد لتالوة المرسوم الملكي بتعطيل أعمال‬ ‫المؤتمر وشاهدت هياج األهلين ضد الحكومة حتى‬ ‫صعد ال��دم ل��رأس��ي‪ ..‬فقدمت تحت تأثير االنفعال‬ ‫النفسي استقالتي من المديرية العامة للبريد والبرق‬ ‫إلى وزارة المالية التي كنا مرتبطين بها والتي كان‬ ‫وزيرها آنئذ األستاذ العالمة فارس بيك الخوري"‪.‬‬ ‫وعن خالد بيك العظم ومن مذكراته الجزء األول‬ ‫ماض طيب وسمعة‬ ‫صفحة ‪ / 194 /‬ننقل "كان للحكيم ٍ‬ ‫ناصعة‪ ،‬أنه من جماعة الشهبندر المناوئين للكتلة‬ ‫الوطنية" ومن الجزء الثاني الصفحة ‪ / 278 /‬ننقل‬ ‫علمًا أن العظم لم يكن على وفاق سياسي مع الحكيم‬ ‫"كان الحكيم رج ًال محبوبًا في حي الميدان بدمشق‪،‬‬ ‫خصال حميدة‬ ‫كان لطيف المعشر قريبًا من الناس‪ ،‬ذا‬ ‫ٍ‬ ‫ال ريب فيها"‪.‬‬ ‫ظهرت ب��راءة الحكيم فرحل إلى مصر ثم إلى‬ ‫شرقي األردن عندما عهد إليه بمنصب مستشار‬ ‫المالية (وزير) عام ‪ .1921‬وعاد في العام التالي إلى‬ ‫دمشق‪ ،‬وفي ‪ 22‬نيسان عام ‪1922‬عاد المستر"كراين"‬ ‫رئيس لجنة االستفتاء األمريكية إلى دمشق لعدة‬

‫تصدر عن شباب سوري حر‬

‫كانت لتظاه��رات الس�لام التي نظمته��ا االتحادات‬ ‫المدني��ة في أمريكا أواخر الس��تينات وأوائل الس��بعينات‬ ‫دور رئي��س في التعجيل في إنهاء حرب فيتنام‪ .‬في وقت‬ ‫كانت الح��ركات االحتجاحية يمكن لها أن تش��ل مفاصل‬ ‫دولة مثل أمريكا‪ ،‬إال أن هذه التظاهرات نفس��ها لم تقم‬ ‫بدور فع��ال في منع ح��رب بوش على العراق لعش��رين‬ ‫عام��ًا خلت وهذا دلي��ل عن تأثر الش��عوب بالدعاية التي‬ ‫روج��ت له��ا اإلدارة األميركية وانقس��امها ح��ول ضرورة‬ ‫الح��رب بدع��وى الح��رب عل��ى اإلره��اب‪ .‬ه��ذه الدعاية‬ ‫التي أثرت بش��كل مباش��ر عل��ى التظاه��رات وحدت من‬ ‫فعاليته��ا‪ ،‬ولع��ل أبرز مثال عل��ى هذا تأث��ر المظاهرات‬ ‫اليوم في سوريا عدديًا بالدعايات المضادة لعدم الجدوى‬ ‫واالس��تفزاز باإلضاف��ة لدعوات التحريم وحمل الس�لاح‬ ‫بد ًال عن التظاهر في تجاوز مباش��ر لدور الكلمة والعمل‬ ‫المدني في بناء سوريا والمواطن‪.‬‬ ‫في المش��هد العربي الوليد‪ ،‬أهم مارس��خته ثورات‬ ‫الربيع العرب��ي من عادات ل��دى المواطنين على اختالف‬ ‫جنس��ياتهم هي قدرة الش��عب على المطالب��ة بحقوقه‬ ‫والحص��ول عليه��ا ع��ن طري��ق الش��ارع وإن كانت هذه‬ ‫الث��ورات الي��وم تم��ر بمخ��اض التغيي��ر الحقيق��ي على‬ ‫األرض إال أنه��ا تظه��ر بش��كل مباش��ر أن التغيي��ر ه��و‬ ‫عملي��ة متراكمة وطويلة األمد وليس��ت مجرد تظاهر أو‬ ‫احتجاجه��ذا التغيي��ر الذي لم يك��ن ليبدأ فعلي��ًا أو يُدفع‬ ‫باتجاهه لوال الحراك الشعبي منذ البداية‪.‬‬ ‫ال يمك��ن لنا الي��وم أن ننكر أن انتفاضة الس��وريون‬ ‫كانت مفاجأة لكثير من الس��وريين أنفسهم قبل غيرهم‪،‬‬ ‫إال أن ه��ذا التحول في المس��ار الس��وري هو مكس��ب من‬ ‫مكاس��ب ثورتنا لذلك ال ينبغي أن يوقف عملنا على نش��ر‬ ‫ثقافة التحريض والتذكير بشكل دائم بحقوق المواطن‪،‬‬ ‫ك��ي ال نجعل من العنف مرة أخرى مبرراً لخنوع وخوف قد‬ ‫يس��تمر عقوداً طويلة‪ ،‬لكي تتوق��ف االنتهاكات المختلفة‬ ‫التي ترتكب اليوم على كثير من األصعدة برسم الفوضى‪.‬‬ ‫ف��ي المناط��ق المح��ررة يمك��ن لنا أن نص��ف هذه‬ ‫التظاه��رات بالمعارض��ة اإليجابي��ة الت��ي ال تهدف لقلب‬ ‫النظام الناش��يء هناك بل تس��اهم في تحسينه وبناءه‬ ‫بش��كل صحيح وإصالح مكامن الخلل فيه‪ .‬ولذلك فعليها‬ ‫أن تقوم بدورها وعلى من بقي من النش��طاء وغيرهم‬ ‫من العائدين أن يضعوا نصب أعينهم‪ ،‬إحياء العمل على‬ ‫ترس��يخ القانون الذي يحمي المواطن وحقه في التعبير‬ ‫عن رأيه في الدرجة األولى‪.‬‬ ‫أن اس��تمرار غي��اب دور التجمع��ات الحقوقي��ة‬ ‫ومؤسس��ات المجتم��ع المدن��ي عن المش��اركة في صنع‬ ‫القرار في س��وريا "المحررة" بالكاد سيعمل على انجرار‬ ‫الس��وريين مجدداً إلى حرب مهلكة ستدفع أجياال بأكملها‬ ‫ثمن��ا باهظا لها وس��تعيد إنتاج نظام تقي��د فيه الحريات‬ ‫مقابل الحفاظ على األمن الداخلي‪.‬‬ ‫مالحظات برس��م المظاه��رات المنهك��ة‪ ،‬كي نعيد‬ ‫للعرس السوري األشمل وجه الحرية‪.‬‬

‫ح�سن احلكيم‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫تواجه ه��ذه المجموعات حمَ َلة الالفت��ات بالترهيب‬ ‫وبالرص��اص أحيان��ًا وبمنع التجول في بع��ض األماكن‪،‬‬ ‫كم��ا تعمل على فرض أجن��دات مموليها وداعميها‪ .‬وهذا‬ ‫ينطب��ق حت��ى عل��ى المؤسس��ات االدارية الناش��ئة في‬ ‫المناطق المحررة من مجال��س محلية وإدارات تابعة لها‬ ‫وعاملة تحت لواءها أو غيرها‪.‬‬ ‫لم ينتظر الشعب السوري من النظام موافقة أمنية‬ ‫أو قانوناً يرخص للتظاهر كي يخرج ممن الجوامع رافعًا‬ ‫صوت الحرية واهلل عالياً‪ ،‬عفوية الثورة الس��ورية تكمن‬ ‫في حق الشعب أن يكون صوته حاضراً وأن تدير شؤونه‬ ‫س��لطة منتخبة تعن��ى بالدرجة األولى بحقوقه وعيش��ه‬ ‫الكريم قبل أن تسطر وطنيات ال تغنى وال تسمن‪.‬‬ ‫اليوم ترتفع هذه األصوات النشاز في محاولة لخنق‬ ‫الصوت مرة ثانية تحت غطاء ديني‪ ،‬واستبدادي وظرفي‬ ‫برس��م الحرب الدائرة ضد النظام‪ ،‬أن اس��تعمال الش��دة‬ ‫م��ع المتظاهرين الذين هم أبناء ه��ذا الوطن ولهم فيه‬ ‫مالآلخرين‪ ،‬ف��ي أي موقع كانوا‪ ،‬فإنم��ا يدل على ضعف‬ ‫إداري وعجز‪ ،‬وقصور في الفهم واإلدراك‪ .‬ألن التظاهرة‬ ‫أن كانت س��لمية فهي متممة للثورة وومحركة في عجلة‬ ‫بناء الوطن الذي نريد ألنها تحمل همًا شعبيًا تحاول لفت‬ ‫النظر إليه يجب الترحيب به ودراس��ته‪ .‬ال قمعه وتغييبه‬ ‫والتسفيه من ضرورته واالستخفاف به‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪20‬‬

‫حواجز الذعر‬ ‫جوليا شحادة‬ ‫تختنق شوارع مدينة دمشق في كل يوم أكثر فأكثر‪ ،‬فرغم اغتراب العديد‬ ‫م��ن المواطنين الس��وريين إال أن الطرقات القليلة ‪ -‬الت��ي ما زالت قابلة ألن‬ ‫يس��لكها المواط��ن ‪ -‬ما زالت تزدح��م بمن بقي منهم‪ ،‬حيث تعيش ش��وارع‬ ‫المدن الس��ورية حقيقة اغترابها الخاص‪ ،‬فغالبية الشوارع الرئيسية والفرعية‬ ‫هجرت الخارطة الطرقية للمدينة‪.‬‬ ‫ف��ي كل يوم يت��م إغالق ش��وارع جديدة بش��كل كامل وتنص��ب حواجز‬ ‫جديدة في الش��وارع التي ما زالت س��الكة‪ ،‬حيث يس��بب بعض هذه الحواجز‬ ‫أزمات مرورية خانقة كمان يحدث كل يوم منذ أش��هر في ساحة الميسات في‬ ‫دمشق بس��بب حاجزي الجس��ر األبيض ووزارة األوقاف‪ ،‬وكحاجز إبن النفيس‬ ‫(في دمش��ق أيضاً) الذي ظهر فج��أة صبيحة أحد األيام ليس��بب ازدحاماً عند‬ ‫التقاطع المؤدي للمشفى استمر لساعات‪.‬‬ ‫وال يس��تبعد احتم��ال إال تعدو فكرة خل��ق هذا االزدح��ام كونها محاولة‬ ‫الس��تخدام المواطنين كدروع بش��رية في ظ��ل الخوف الدائ��م من مهاجمة‬ ‫األف��رع األمنية والمراكز التي يس��تخدمها النظام لنص��ب مدافعه (والتي قد‬ ‫تكون عبارة عن ملعب أو مش��فى أو مدرسة) حيث يتم نصب الحواجز بالقرب‬ ‫منها‪.‬‬ ‫كما أصبح المرور في بعض الش��وارع مس��تحي ً‬ ‫ال بس��بب وجود القناصين‬ ‫أو احتماالت االش��تباكات الدائمة بين جي��ش النظام والجيش الحر‪ ،‬كالطريق‬ ‫الم��ؤدي إلى س��جن عدرا‪ ،‬حيث يش��كو أهال��ي وأصدق��اء المعتقلين من أن‬ ‫إمكاني��ة الوصول للزيارة تغدو أصعب يوماً بعد يوم‪ ،‬وربما تصبح مس��تحيلة‬ ‫في يوم قريب‪.‬‬ ‫لمحاولة تجنب األزمة استعاض بعض المواطنين عن سياراتهم بالدراجات‬ ‫الهوائية (قبل أن يتم منع اس��تخدامها تحت طائلة الغرامة والحجز)‪ ،‬في وقت‬ ‫تب��دو في��ه وزارة المواصالت ومديري��ات المرور غير مهتمة باتخ��اذ أي إجراء‬ ‫لتجنب الوضع الكارثي‪ ،‬حيث يشكل مشهد أفراد شرطة المرور وهم يتبادلون‬ ‫الحديث أو يجلس��ون في الظل غير مكترثين بما يحصل أقوى المظاهر الدالة‬ ‫عل��ى الغياب الكامل للدولة‪ ،‬وغالباً م��ا يتطوع بعض المواطنين للعمل مكان‬ ‫شرطي المرور محاولين تنظيم السير ما لم يقم بتنظيمه العناصر المسلحون‪.‬‬ ‫يقول أبو محمود (وهو إس��م افتراضي لسائق سيارة أجرة ركبت معه منذ‬ ‫أيام)‪" :‬نحن (يقصد سائقي التكس��ي) أكثر من يمكنه مالحظة تقدم الجيش‬ ‫الحر وبالتالي تراجع الجيش النظامي‪ ،‬كلما خس��رنا ش��ارعاً جديداً من مساحة‬ ‫تحركنا فهذا يعني أن مساحة الذعر قد أصبحت أكبر‪ ،‬وهذا يحدث يومياً"‪.‬‬ ‫مش��يراً إلى نهاية الش��ارع الذي كنا نعبره‪" :‬س��ابقاً كنت أصل إلى نهاية‬ ‫الش��ارع بكل حرية‪ ،‬اليوم ال أس��مح لنفس��ي بتج��اوز هذه النقط��ة فالقناص‬ ‫بالمرصاد"‪ ،‬يقول جملته هذا ويقف معتذراً ألنزل من الس��يارة وأتابع طريقي‬ ‫ً‬ ‫سالكة حارات فرعية لم أكن أعرف بوجودها قب ً‬ ‫ال كي ال أقع‬ ‫س��يراً على األقدام‬ ‫تحت مرمى أنظار ونيران حقد القناص‪.‬‬


‫املر�سوم الت�شريعي رقم ‪ 54‬للعام ‪2013‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬

‫أصدر رأس النظام المرس��وم التش��ريعي رقم ‪54‬‬ ‫لمنع التعامل بغير الليرة السورية كوسيلة للمدفوعات أو‬ ‫ألي نوع من أنواع التداول التجاري أو التسديدات النقدية‬ ‫وس��واء كان ذلك بالقط��ع األجنبي أو بالمع��ادن الثمينة‪.‬‬ ‫وهو مرس��وم مختلف عن المرسوم الذي كان مطبقاً في‬ ‫ثمانين��ات الق��رن الماضي والذي كان يج��رم حتى حيازة‬ ‫النقد األجنبي‪.‬‬ ‫وقد ج��اء القان��ون بحس��ب حاكم مصرف س��ورية‬ ‫المركزي بهدف " منع دولرة االقتصاد " والحد من ظاهرة‬ ‫تسعير السلع والخدمات وتس��ديد التعامالت المالية بين‬ ‫المواطني��ن بال��دوالر‪ .‬حيث ج��رم بموجب الم��ادة األولى‬ ‫منه كل تس��ديد للمدفوعات بغي��ر العملة الوطنية مهما‬ ‫كان س��بب االلتزام بتس��ديد هذه المدفوعات مدنياً كان‬ ‫أم تجارياً كما أنه لحظ تجريم التعامل بالمعادن الثمينة‬ ‫كبدي��ل عن الليرة الس��ورية والتوجه نح��و هذه المعادن‬ ‫كسلعة معادلة تحل محل العملة الوطنية‪.‬‬ ‫كم��ا لح��ظ أيض��ًا تجري��م ح��االت ع��رض الس��لع‬ ‫والخدم��ات بالقطع األجنب��ي أو مقابل المع��ادن الثمينة‬ ‫حت��ى لو لم يت��م ضبط المخالف أثناء القيام بتس��ديد أو‬ ‫قبض المدفوعات فع�لا موضحا أن مجرد القيام بعرض‬ ‫السلع والخدمات مسعرة بالقطع األجنبي يعد قرينة على‬ ‫التعامل بغي��ر العملة الوطنية ودلي�لا على تجاهل هذه‬ ‫العملة التي تشكل قوة إبراء إلزامية وفق قانون مصرف‬ ‫س��ورية المرك��زي ونظام النقد األساس��ي رقم ‪ 23‬لعام‬ ‫‪ 2002‬وتعديالته‪.‬‬ ‫كما تضمن في مادته الثانية فرض عقوبة الحبس‬ ‫من ستة أش��هر إلى ثالث سنوات على من يرتكب أيا من‬ ‫األفع��ال التي تم تجريمها في الم��ادة األولى منه إذا كان‬ ‫المبلغ المتعامل به ال يتجاوز خمس��ة آالف دوالر أمريكي‬ ‫أو م��ا يعادل��ه م��ن العمالت األخ��رى أو المع��ادن الثمينة‬ ‫وفرض الغرامة المالية بما يع��ادل مثلي المبلغ موضوع‬ ‫المخالفة على إال تقل عن مئة ألف ليرة سورية أو الحكم‬

‫بإحدى هاتين العقوبتين كما تم تشديد العقوبة لتصبح‬ ‫األش��غال الش��اقة المؤقتة من ثالث إلى عشر سنوات إذا‬ ‫تج��اوز المبل��غ المتعامل ب��ه خمس��ة آالف دوالر أمريكي‬ ‫والغرامة المالية بما يع��ادل مثلي قيمة المبلغ المتعامل‬ ‫ب��ه على إال تق��ل الغرامة ع��ن مليون ليرة س��ورية إلى‬ ‫جان��ب ذلك تم ف��رض عقوبة إضافي��ة تتمثل بمصادرة‬ ‫المبال��غ المتعام��ل بها والس��لع المعروضة بغي��ر العملة‬ ‫الوطنية بهدف تحقيق اإليالم المالي إضافة إلى العقوبة‬ ‫المانعة من الحرية كما منح المرسوم المصرف المركزي‬ ‫صفة االدعاء الشخصي في هذه الجرائم‪.‬‬ ‫كم��ا من��ح المرس��وم المص��رف المرك��زي إمكانية‬ ‫تشكيل ضابطة عدلية متخصصة تؤدي اليمين القانونية‬ ‫أم��ام محكم��ة البداية المدني��ة ل��دى كل محافظة وذلك‬ ‫لضب��ط الجرائم التي وردت في��ه إذ أن الجرائم المتعلقة‬ ‫بالقطع األجنب��ي تتطلب خبرات فنية متخصصة للتعامل‬ ‫معها وبالتالي إيكال مهمة ضبطها لجهة فنية متخصصة‪.‬‬ ‫وفيما يلي نص المرسوم‪..‬‬ ‫المرسوم التشريعي رقم ‪/ 54 /‬‬ ‫رئيس الجمهورية‬ ‫بناء على أحكام الدستور‬ ‫يرسم مايلي‬ ‫المادة (‪)1‬‬ ‫أ ‪ -‬مع مراعاة أنظمة القطع النافذة يمنع التعامل بغير‬ ‫الليرة الس��ورية كوس��يلة للمدفوعات أو ألي نوع من أنواع‬ ‫الت��داول التجاري أو التس��ديدات النقدية وس��واء كان ذلك‬ ‫بالقطع األجنبي أم بالمعادن الثمينة‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬ال يجوز بغير موافقة مجلس الوزراء عرض الس��لع‬ ‫والمنتجات والخدمات وغيره��ا من التعامالت التجارية بغير‬ ‫الليرة السورية‪.‬‬ ‫المادة (‪)2‬‬

‫م��ع مراع��اة العقوبات األش��د المنص��وص عليها في‬ ‫القوانين النافذة‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬كل م��ن يخال��ف أح��كام الم��ادة الس��ابقة يعاقب‬ ‫بالحبس من س��تة أشهر إلى ثالث سنوات والغرامة المالية‬ ‫بم��ا يعادل مثلى قيمة المدفوعات أو المبلغ المتعامل به أو‬ ‫المس��دد أو الخدمات أو الس��لع المعروضة على إال تقل عن‬ ‫مئة ألف ليرة سورية أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬وتك��ون العقوبة األش��غال الش��اقة المؤقتة من‬ ‫ثالث إلى عش��ر س��نوات والغرامة المالية بم��ا يعادل مثلى‬ ‫قيمة المدفوعات أو المبلغ المتعامل به أو المس��دد على إال‬ ‫تقل عن مليون ليرة س��ورية إذا كان المبلغ المتعامل به أو‬ ‫المس��دد خمسة آالف دوالر فأكثر أو ما يعادله من العمالت‬ ‫األجنبية األخرى أو المعادن الثمينة‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬ف��ي جميع األحوال يقضى بمص��ادرة المدفوعات‬ ‫أو المبالغ المتعام��ل بها أو المعادن الثمينة لصالح مصرف‬ ‫سورية المركزي‪.‬‬ ‫المادة (‪)3‬‬ ‫أ ‪ -‬تحدث لدى مصرف سورية المركزي ضابطة عدلية‬ ‫متخصصة مهمتها تنفيذ أحكام هذا المرس��وم التشريعي‬ ‫ي��ؤدي أعضاؤها اليمين اآلتية أم��ام رئيس محكمة البداية‬ ‫المدنية األولى فى كل محافظة‪:‬‬ ‫"أقسم باهلل العظيم أن أقوم بمهمتي بصدق وأمانة"‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬تك��ون الضب��وط المنظم��ة م��ن قب��ل عناص��ر‬ ‫الضابطة العدلية المش��ار إليها فى الفقرة السابقة صحيحة‬ ‫ما لم يثبت عكسها‪.‬‬ ‫المادة (‪)4‬‬ ‫ينشر هذا المرسوم التشريعي في الجريدة الرسمية‪.‬‬ ‫دمشق في ‪1434 - 9 - 26‬هـ ‪2013 - 8 - 4 /‬م‬ ‫رئيس الجمهورية‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫منع التعامل بغري اللرية ال�سورية كو�سيلة للمدفوعات �أو لأي نوع من �أنواع التداول‬ ‫التجاري �أو الت�سديدات النقدية و�سواء كان ذلك بالقطع الأجنبي �أو باملعادن الثمينة‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪21‬‬


‫خالد حاج بكري‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫ي��ارا صب��ري لم تمث��ل ف��ي دراماي��ات رمض��ان لهذا‬ ‫الع��ام‪ ..‬يارا صبري كانت مش��غولة بدمعة المكلومين‬ ‫والمفجوعي��ن عل��ى أحبابه��م خلف أهداب الش��مس‪..‬‬ ‫كان��ت تنتظر الض��وء والف��راش ونج��وم الحرية على‬ ‫أب��واب المعتق�لات‪ ..‬فننننننن��ن‪ ..‬ألف تحي��ة لناطورة‬ ‫المفاتيح وفراشة الثورة السورية‪ ..‬يارا صبري!‬

‫ميخائيل �سعد‬

‫أخش��ى ما أخشاه أن يقوم المفتي حسون بتحرير األب‬ ‫باولو‪..‬‬

‫عمار معال‬

‫ عم بقولو األب باولو اختفى بالرقّة!‪..‬‬‫‪ -‬أي عادي‪ ،‬المسيح مشي ع المي بزمانتو‪.‬‬

‫با�سل حافظ‬

‫ل��م تخت��ر الطبيع��ة الكاكي ليك��ون لون��ًا للغائط عن‬ ‫عبث‪..‬‬

‫�إينا�س جمال الدين‬

‫ل��و الفيس بوك بيعمر وطن‪ ..‬كنا كلنا هلئ عايش��ين‬ ‫بالمزرعة السعيدة‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬

‫‪‎‬جنم �س ّمان‪‎‬‬

‫قال الطاغية ‪ /‬األب‪ ..‬حافظ األس��د ف��ي أحد خطاباته‪:‬‬ ‫الجوالن‪ ..‬تقع وس��ط س��وريا‪ ،‬فردّ الحماصن��ة‪ ..‬للتوّ‬ ‫بنكت��ةٍ‪ :‬وحِم��صُ‪ ..‬تق��ع جن��وب س��وريا!!‪ .‬واليومَ‪..‬‬ ‫السوريون من األلم‪ :‬حِمصُ أيضاً‪ ..‬جوالنُنَا‬ ‫يضحكُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫المُحتَل‪.‬‬

‫‪�‎‬أكاد اجلبل‪‎‬‬

‫وأش��رف الموت‪ ..‬أن تموت‪ ..‬دون أن تراودك الخيانة‪ ..‬وال‬ ‫تحدثك نفسك بتقديم استقالتك في منتصف الطريق‪..‬‬ ‫وال تقول لزوجتك‪ ..‬لقد تعبت‪ ..‬وعلى أن أستريح‪..‬‬

‫فادي زيدان‬

‫أن أسوء ما قد يصيب الشاعر هو أن يموت قبل فراس‬ ‫إبراهيم‪..‬‬

‫فرا�س غ�صون‬

‫يييييه‪ ،‬وقّعن��ا على بيان الحليب‪ ..‬وما حدا وقّعلنا على‬ ‫بيان المتة‪..‬‬

‫مثنى مهدي‬

‫ُك ّلن��ا أمل بصبايا البلد‪ ..‬وح��دة منهن ّ‬ ‫تطبق أمير دولة‬ ‫العراق والشام‪ ،‬وتزبطلو حياتو وحياتنا‪..‬‬

‫جرب الهندي‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫أم��ي تخبز كع��كًا فلس��طينياً للعيد على نار الحس��رة‪،‬‬ ‫وتدعو لألب باولو بالسالمة‪..‬‬

‫شكل آخر من أشكال االحتالل المتعددة‪ ،‬عندما تُسيّس األديان وتتحول ألدوات سطو‬ ‫على مس��تقبل البشر وحاضرهم‪ ،‬ووس��يلة للهيمنة على حياتهم وحكم مصائرهم‪ ،‬وعندما‬ ‫تُصوّر أي محاولة لمعارضة هذا التسييس البخس على أنها كفر ال يرد إال بحد السيف!‪..‬‬ ‫تتضاع��ف الخطورة عندما يطفوا أصحاب هذا النهج االحتاللي على س��طح الثورات بعد‬ ‫أن أفس��دوا ما أمكن من مبادئ الثورة المناهضة في أساسها لفرضية حكمهم وتسلطهم‬ ‫وانتهجوا لهم نهجاً بات معروفاً جيداً مفاده (نحن أو ال أحد‪ ،‬نحن أو نحرق البلد)‪..‬‬

‫‪‎‬محمود محمود‪‎‬‬

‫ح�سن حلاف‬ ‫األخ�لاق ال تعن��ي البت��ة أن صاحبه��ا ال يخط��ئ ف��ي‬ ‫تقديرات��ه‪ ..‬وإنم��ا هي تعني أو ًال وأساس��اً أنه ال ينحاز‬ ‫مهم��ا كانت األثمان إلى جان��ب الطغيان‪ ،‬أو بعبارة أدق‬ ‫الحاكم القاتل‪.‬‬

‫�أحمد �أبازيد‬

‫ال يحقّ لك لومُ العلمانيين على تصوير حلمك في تطبيق‬ ‫الش��رع أنه مشروع لقطع األيدي واألعناق‪ ،‬أن لم تكن أنت‬ ‫أص ًال تفهم من الشرع أو تصف مشروعك بغير ذلك‪.‬‬

‫كنان خوجة‬

‫ليش بيقولوا عنه الحقد (الدفين)؟‪ ..‬مع أنه أكتر ش��ي‬ ‫مقنبز فوق سطح األرض بسوريا هاأليام!‪..‬‬

‫هادي حممد‬

‫عفكرة مبينه الصالة تسجيل‪ ..‬ألن بنطلونو نشفان‪..‬‬

‫طارق ال�شام‬

‫لو كان عنا رقم ثيادتو كنا شفنا إيمتى آخر ظهور‪..‬‬

‫يا�سني �سويحات‬

‫مش��هد طفل رقاوي طالع من الستة الصبح بثياب العيد بدون‬ ‫ما يش��يل االتيكيتات عنها لهو أه��م وأغلى لي من أي "دولة"‪،‬‬ ‫سابقة أو الحقة‪ ،‬قامت أو تقوم أو ستقوم على هذي األرض‪..‬‬

‫ماجد ق�صوات‬

‫اليوم الطيارات عم تمر أكتر من المكاري‪..‬‬

‫غياث املاغوط‬

‫خيو إخترعنا األبجدية وندمنا‪ ..‬حدا إلو عنا ش��ي‪ ..‬بدنا‬ ‫ندبح بعض‪.‬‬

‫يزن ال�صفدي‬

‫مام��ا ايمتا رح يرجع بابا؟‪ ..‬حبيبي بابا ما رح يرجع نحنا‬ ‫رح نطلع لعنده‪..‬‬

‫رحاب عازار‬

‫دع��وة إل��ى أي مكتئ��ب حابب ينتح��ر‪ ..‬بتج��ي ع جرمانا‪،‬‬ ‫ومنضل منتمشى أنا وياك بهالطريق حتى يصير تفجير‬ ‫فين��ا‪ ..‬ريثما يزب��ط المخطط ناكل بوظ��ة وفالفل‪ ..‬وإذا‬ ‫تعبنا منقعد بساحة السيوف أو غيرها‪ ..‬هونيك أضمن‪..‬‬

‫عدنان طرابل�سي‬

‫جهلنا يقتلنا‬

‫تفاع��ل المعارضين مع ضابط الجيش الس��وري الذي‬ ‫نط��ق بلغ��ة العقل اليش��به بأي ش��كل من األش��كال‬ ‫تفاعل المؤيدين مع ش��خص مشابه من الجيش الحر‪،‬‬ ‫يبقى االختالف الرئيس��ي هو االختالف األخالقي وكل‬ ‫ما عدا ذلك تفاصيل غير مهمة‪..‬‬

‫‪ 15‬طف�ل ًا يولد يومياً في مخيم الزعتري الذي‬ ‫يعاني في��ه أهلنا من الحر والب��رد والطوفان‬ ‫حس��ب الفصول‪ ،‬والتش��رد والجوع‪ ،‬وانعدام‬ ‫الخدم��ات األساس��ية‪ ،‬أي جهل نعان��ي منه‪،‬‬ ‫ونحن نجني على أنفسنا بزيادة عدد الالجئين‬ ‫وعدد المحرومين‪.‬‬ ‫كي��ف ألب وأم تعان��ي كل ه��ذه الويالت أن‬ ‫ينجبا طف�ل ًا آخر‪ ،‬وهما ال يس��تطيعان تأمين‬ ‫الحدود الدنيا من متطلباته‪ ،‬أم أنهما يؤمنان‬ ‫بمقولة أن الولد س��تأتي رزقت��ه معه‪ ،‬صحيح‬ ‫جهلنا يقتلنا‪ ،‬ويزيد من مأساتنا‪.‬‬

‫�سنحاريب العلي‬

‫االئتالف رح ينضم لهيئة التنس��يق‪ ..‬وهيئة التنسيق رح‬ ‫تنض��م لتيار بن��اء الدول��ة‪ ..‬وتيار بناء الدول��ة رح ينضم‬ ‫لعلي حيدر‪ ..‬وعلي حيدر رح ينشق عن النظام‪ ..‬والنظام‬ ‫رح يصير معارضة‪ ..‬طولو بالكن‪ ..‬بس كم يوم!‪..‬‬

‫نربا�س احللبي‬

‫ﺣﺎﻥ ﺍﻵﻥ ﻣﻭﻋﺪ ﺃﺫﺍﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻣﺎ (ﺗﺒﻘﻰ)‬ ‫ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ‪..‬‬

‫الفا �سلو‬

‫م��دري ليش الفن��ان والمثقف والم��دري إيش العظيم‬ ‫الزم نشك��رو ع موقف��و الل��ي م��ع الث��ورة‪ ..‬أم��ا بي��اع‬ ‫البسطة والناس المعتّرة فطبيعي تكون مع الثورة‪.‬‬

‫�سمري الدخيل‬

‫الوطن الذي ليس فيه حمص‪ ..‬أسبوعه أبتر‪ ..‬ال أربعاء‬ ‫له‪..!..‬‬

‫خولة دنيا‬

‫س��قوط مطار من��غ المرة تلو األخ��رى‪ ،‬يذكرني بقول‬ ‫لغوركي‪ :‬ترك الندخين س��هل جداً‪ ،‬أن��ا لوحدي تركته‬ ‫أكثر من ‪ 20‬مرة لحد اآلن!!‪..‬‬

‫ماجد كيايل‬

‫لزم��ن طوي��ل عشن��ا س��ردية مفاده��ا أن الوج��ع والتش��رد‬ ‫والحرم��ان س��مة للفلس��طينيين‪ ..‬بعدها عرفن��ا أن الكورد‬ ‫اليقل��ون في ذلك ثم عشنا ه��ذا الواقع المؤلم مع اللبنانيين‬ ‫ثم العراقيين‪ ..‬لكن وجع الس��وريين فاق الجميع فمأس��اتهم‬ ‫ال مثيل لها فكيف إذا تعلق األمر بالفلسطينيين السوريين‪..‬‬

‫م�صطفى علو�ش‬

‫في ه��ذا الوط��ن‪ ..‬من الم��دارس ما يكف��ي لألطفال‬ ‫ومن الس��جون م��ا يكفي للصوص‪ ..‬وم��ن الحدائق ما‬ ‫يكفي للعشاق‪ ..‬ومن المشانق ما يكفي للقتلة‪ ..‬لكنَّ‬ ‫المشكلة أن ال أحد فيه‪ ..‬في مكانه!‪..‬‬

‫زليخة سالم‬ ‫أح��اول أن أفه��م الواقع وما يحص��ل دون أن‬ ‫أتورط بالبكاء أو رمي التهم جذافاً‪ ،‬أو تفصيل‬ ‫أماكن جاه��زة للمالئكة والش��ياطين‪ :‬هناك‬ ‫حرب شئنا أم أبينا‪ ،‬وبحياتها ما كان في حرب‬ ‫نظيف��ة‪ .‬الحراك المدن��ي ت��رك مواقعه‪ ،‬وال‬ ‫أعرف كيف يمكن أن يرجعها‪.‬‬ ‫النظام جر الناس والبلد لألسوأ‪ ،‬ولسه األسوأ‬ ‫م��ن هيك ما أج��ى بس جاي أكيد‪ .‬فسياس��ة‬ ‫األرض المحروق��ة ال تحمي أرضك من وصول‬ ‫النيران إليها‪.‬‬ ‫مطالب��ة الكتائب ب��أن تكون متل قبل س��نة‬ ‫ونص��ف فك��رة غي��ر قابل��ة للتطبي��ق بظ��ل‬ ‫الش��رذمة وال��والءات‪ ،‬وع��دم الق��درة عل��ى‬ ‫التوحيد وإيجاد التمويل للجيش الحر‪ .‬كجيش‬ ‫حر وليس كتائب‪ .‬ومجموعات مس��لحة تابعة‪،‬‬ ‫أو لديها مشاريع خاصة تريد تطبيقها‪.‬‬ ‫مطالبة هؤالء الش��باب المقاتلين بأن يكونوا‬ ‫أفضل ما يمكن‪ ،‬يعني أن نكون بينهم وليس‬ ‫متفرجين من بعيد فحسب‪.‬‬ ‫مع مالحظ��ة أن ال أحد وقف مع جيش النظام‬ ‫او جي��ش الش��بيحة‪ ،‬ليطالبه��م ب��أن يكونو‬ ‫أفضل ما يمكن‪ ،‬واقصد من المواالة أو التيار‬ ‫الثالث‪ ،‬وحتى الصامتون‪.‬‬ ‫إحتم��االت عملي��ات انتق��ام واس��عة في حال‬ ‫تب��ادل المواقع‪ ،‬قائم جداً وال أحد يس��تبعده‪،‬‬ ‫إال في األحالم‪.‬‬ ‫إمكاني��ات أن تكون عملي��ات انتقام محدودة‬ ‫ممكن��ة في حال أخ��ذ الح��راك المدني دوره‬ ‫من جدي��د‪ ،‬وهذا يتطلب ع��ودة جدية فاعلة‬ ‫ومؤثرة للجمي��ع وللعمل في كاف��ة المناطق‬ ‫التابعة للمعارضة او التابعة للنظام‪.‬‬ ‫خولة دنيا‬ ‫نح��ن أوالد الثورة المدللون‪ ،‬نحن من يجلس‬ ‫في منزله‪ ،‬يس��تقبل أصدق��اءه‪ ،‬يحاور أعداءه‪،‬‬ ‫يذه��ب إلى عمل��ه‪ ،‬ويمارس طق��وس حياته‬ ‫األعتيادي��ة بتحف��ظ‪ ،‬نتش��دق بآرائن��ا عل��ى‬ ‫صفحات التواص��ل وغيرها‪ ،‬بحصل أن نالحق‬ ‫أو نعتق��ل‪ ،‬لكنها مالحقة تجميلية‪ ،‬ال تش��به‬ ‫ما يتع��رض ل��ه الث��وار‪ ،‬محمي��ون بخلفيات‬ ‫أجتماعي��ة أوتاريخي��ة‪ ،‬نحن م��ن بقي وعاند‪،‬‬ ‫لكننا آخر فرسان الزمن المنقرض‪ ،‬وأكبر رموز‬ ‫إنكس��ار جيل فش��ل بقيادة مجتمعه وتحقيق‬ ‫حلم الحرية!‪.‬‬ ‫روال ركبي‬


‫حكايا المسافر ‪. .‬‬

‫“الص��دق يُ��زرع في كل مك��ان تشاء لتنعم ب��ه كما تش��اء”‪ .‬لم يفقه‬ ‫المسافر ما تحدث به ذاك الفتى الصغير الضاحك‪ ،‬فجعل يراقبه عله يدرك‬ ‫منه ش��يئًا‪ .‬وهناك وجده وق��د اقتطف من قلبه زهرة وأت��ى أرضاً ال تشرق‬ ‫الشمس عليها وزرعها فيها‪ ،‬ثم نمت وعلت حتى عانقت الس��ماء وس��طعت‬

‫بنور لتصبح شمسًا مشرقة ال تغيب عنها‪ .‬ثم غدا المسافر إلى أرض مظلمة‬ ‫عرفها في ترحاله راجيًا الفالح في تطبيق ما تعلمه من الفتى البهيج‪.‬‬ ‫سوريا ‪ /‬ريف حلب ‪2012 /‬‬ ‫نصوص وتصوير‪ :‬باسل حسو‬ ‫دقق النصوص‪ :‬ميمونة العمار‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬

‫النــــــور‬

‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫كاريكاتير العدد | الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪23‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 11 | )99‬آب ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫ُهنا ِد َم�شق‬ ‫سيامند حسين‬ ‫(يوميات ومشاهدات) ‪ 9‬آب ‪2013‬‬

‫(تلك العائلة يف بريوت)‬ ‫ال أع��رف ما الذي تقوّض في أعماقي ذلك المس��اء‬ ‫عندما اتصل بي صديقي الذي نزلتُ عنده في ش ّقة كان‬ ‫يس��تأجرها مع خس��مة آخرين في حيّ يقع في ضواحي‬ ‫العاصم��ة‪ .‬ل��م يخبرن��ي بفاجع��ة وال بمصيب��ة جديدة‬ ‫وقع��ت –وإن حصل ذلك لما أثرّ ف��يّ‪ .‬صرنا أصلب من‬ ‫حج��ارة هذا الرصيف‪ّ .-‬‬ ‫كل ما قاله لي‪ ،‬أنّه ش��اهد للتوّ‬ ‫تل��ك العائلة الصغي��رة في نفس الم��كان الذي وصفته‬ ‫له‪ ،‬في الش��ارع ذاته‪ .‬ظللتُ جالساً في المقهى أرشُفُ‬ ‫من كأس الش��اي البارد‪ ،‬أرقب انسحاب الضوء إلى مدنٍ‬ ‫أخرى تتناثرت بعيدة إل��ى الغرب‪ ،‬وراء األفق المُحتجَب‬ ‫وبإنكس��ار‬ ‫بأبنيةٍ ارتفعت ُقبالة المقهى على بعد أمتار‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫راح يُغش��ي بصري بمس��اعدة ستارةٍ س��ميكة َ‬ ‫حاكتها‬ ‫العتمة المتراكمة في الخارج بإبرة الليل‪.‬‬ ‫الم��رأ ُة الش��ابّة بفس��تانها الفالح��يّ المُر ّق��ش‬ ‫بالزه��ور‪ ،‬ومنديلها الرقيق الذي انزلق قلي ًال كاش��فاً عن‬ ‫ش��عرها البُن��يّ المُلبّد‪ ،‬مس��تلقية إزاء الج��دار الفاصل‬ ‫بي��ن مَتجرَيْن في أحد ش��وارع حيّ األش��رفية؛ طفالها‬ ‫َ‬ ‫مس��تيقظين يل ّفهم��ا العراء‪ ،‬يجلس��ان‬ ‫الصغي��ران كان��ا‬ ‫بقربها عل��ى الرصي��ف‪ ،‬صامتَين وكأنهم��ا يرجُوان أن‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫تس��تغرق أمّهما ف��ي نومها بُرهة أطول قلي� ً‬ ‫لا‪ ،‬قبل أن‬ ‫يش��تعل الش��ارع َ‬ ‫بطر َقاتِ أحذي��ة الناس‪ ،‬وزعي��ق أرتال‬ ‫س��ياراتٍ فقدَ س��ائقوها صبرهم في الدقيقة األولى إثر‬ ‫خروجه��م من بيوتهم‪ .‬كان��ت "مايا" البنت ذات الس��تة‬ ‫أع��وام‪ ،‬تض��ع يده��ا الصغيرة عل��ى خاص��رة أمها وهي‬ ‫تنظر إليّ عندما اس��توقف أخوها "كريم"‪ ،‬الذي يصغرها‬ ‫بعام‪ ،‬أحدَ المارّة يس��أ ُله شيئاً لم أستطع تفسيره‪ ،‬بينما‬ ‫ٍ‬ ‫كن��ت أق��فُ وراء الرجل أنتظ��ر دوري‪ .‬ال ب��دّ أن كثيرين‬ ‫استوقفتهم الش��فق ُة المُنبعثة من أجساد الغرباء الثالثة‬ ‫كالبخ��ار الرقيق في مطلع الصباح‪ ،‬العطفُ الناعسُ الذي‬ ‫كان يش��دّه وجهَا الطفلين من أس��رّة األرواح‪ .‬خطوتُ‬ ‫حائر‪،‬‬ ‫نحوهما بعد أن انصرف الرجل معتذراً ربّما ونصف ٍ‬ ‫وجلس��ت الفرفصاء على مقربة منهما‪ .‬لم أُ ْ‬ ‫طِل المكوث‪،‬‬ ‫وعُدت من الطريق التي سلكتها ُ‬ ‫أبحث عن مخرج مّا‪.‬‬ ‫ترن‬ ‫طوال الطريق في الس��فر كانت كلماتُ الطفلين ّ‬ ‫خلف صدغ��يَّ وكأنهّا صادرة من جوف أجراس نحاس��يّة‬ ‫رقيقةِ الجدران‪ ،‬عذب ًة وبعيد ًة‪ ،‬لكن دونما تو ّقف‪ .‬ذكرا لي‪،‬‬ ‫تتكئ على عمريهما الغضّين‪ ،‬اس��م قريتهم في‬ ‫في براءة ُ‬ ‫ريف حمص‪ ،‬واس��م أبيهما‪ ،‬وأس��ماء أعمامهما وأخوالهما‬ ‫وأصدقائهما‪ .‬كنت أس��ألهما مالحقاً خيوطاً مُجتزأة‪ ،‬ع ّلني‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)69160‬‬ ‫دمشق‪5234 :‬‬ ‫ريف دمشق‪15631 :‬‬ ‫حمص‪10712 :‬‬ ‫درعا‪6042 :‬‬ ‫إدلب‪7968 :‬‬ ‫حلب‪11068 :‬‬

‫دير الزور‪4328 :‬‬ ‫الرقة‪846 :‬‬ ‫السويداء‪48 :‬‬ ‫حماة‪4889 :‬‬ ‫الالذقية‪847 :‬‬ ‫طرطوس‪307 :‬‬ ‫الحسكة‪492 :‬‬ ‫القنيطرة‪343 :‬‬

‫أحصل على إجابة تُفي��د في تصيّد عنوانٍ ما‪ ،‬رقم هاتفٍ‬ ‫م��ا‪ .‬كان ذل��ك دون جدوى‪ ،‬فحت��ى األم التي اس��تيقظتْ‬ ‫وس��ألتُها‪ ،‬لم تُضفْ جديداً يُس��اعدني‪ .‬ل��م تكن تحمل‬ ‫معها أيّ شيء على اإلطالق‪ ،‬سوى طف َليْها‪ .‬ال تحفظ رقماً‬ ‫وال تع��رف أح��داً في بيروت أو في المخيم��ات‪ .‬حين عُدتُ‬ ‫بعد س��اعة لم يكونوا هناك‪ .‬لقد اختف��وا من كامل الحيّ‬ ‫أثر كانوا سيتركونه! قصع ُة األلمنيوم‬ ‫ولم يتركوا أثراً‪ .‬أيُّ ٍ‬ ‫ً‬ ‫الصغي��رة التي رمى فيه��ا بعضُ المارّة نق��ودا قليلة؛ لو‬ ‫تركوه��ا لما نفعت بش��يء حتم��اً‪ .‬كان رحي ُله��م المفاجئ‬ ‫َ‬ ‫القبض��ة التي اعتصرتْ قلبي الالهث تحت الحرّ والرطوبة‬ ‫ّ‬ ‫الثقيلة‪ .‬جازفتُ بآخ ِر ما تبقى من حزن في داخلي‪ ،‬وظننتُ‬ ‫أن الدّرك اللبنانيّ أبعدَهم من الحيّ المرموق قسراً؛ لم‬ ‫أكره بيروت ليلتها‪ ،‬لكنّي غادرتها‪ .‬ما كان بوسعي التفكير‬ ‫أكث��ر‪ .‬بعد ذل��ك االتصال الوارد من لبنان‪ ،‬كان أقس��ى ما‬ ‫اس��تطعت تخيّل��ه ه��و أن تك��ون األمّ ق��د تنصّلت من‬ ‫ش��فقتي الفائضة‪ ،‬جُرحٌ مفتوح للداخل وليس للهواء كما‬ ‫بخجل تُعادله معِداتٌ خاوية وال‬ ‫ينبغي‪ ،‬كك ّفها الممدودة ٍ‬ ‫تمحوه‪ .‬حاولتُ أن أراها بعينين قادمتين من وراء الحدود‪،‬‬ ‫م��ن الجه ُة الت��ي كانت تحيا فيه��ا قب��ل أن ُ‬ ‫تركلها قدمُ‬ ‫شارع ال يشبه‪ ،‬أبداً‪ ،‬شارع بيتها‪.‬‬ ‫الحرب إلى فكيّ ٍ‬ ‫‪ 5170‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 2331‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 4765‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 16832‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 52328‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 8 / 10‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.