1
الترب الوطني السوري وحماية المجلس الوطني وثيقة وحدة ا
ورقة مقدمة من االئتالف الوطني في سورية إلى مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في إسطنبول في 7107/3/72
في اللحظات االستثنائية التي يمر بها السوريون اليوم ،من المؤكد أ ن الحدث يتحرك بقوة مجتمع كامل ،يحمل إحباط ستة عقود ،ويصنع آالف األحداث كل يوم ،ليضع السوريين أمام حالة استثنائية لتكون ضربا من الخيال،
لن يدع العالم هذه اللحظات تفر من ذاكرته حتى ينسج لها األدب والفن أثوابا من البطولة والمأساة تستحضرها األجيال حيث يشاء لها القدر أن تبقى.
إن عمل بهذا االستغراق واالنشغال بسرعته الجنونية وطبيعة صراعاته ،ومن يقف منتظ ار نهاياته وغنائمه ،يحتاج إلى حضور عاجل للعمل في قلب الحدث العام للثورة ،ليلم آالمه ،ويسبر نتائجه ،ويشرح متطلباته ،مستعيدا برجاء توازنا بين الجهد الميداني والجهد االستراتيجي للحدث ،فيما يمكن أن يكون منطلقا من قيم الثورة ،منزوعا قدر ما
يمكن من الشد اإليديولوجي ،لصالح دعم وحدة التراب السوري ودفع التحديات والمتطلبات لمشروع الدولة ليكونا
صعيدا مجديا لللتقاء والعمل ،الستشراف رؤية تجمع قوى متعددة من الحراك على مشروع وطني لحماية الثورة من مخاطر العنف الطائفي واالنزالق إلى تفكيك الدولة ،فقد تبين أن الثورة في سوريا لم تكن تواجه النظام وحيدا
بل محو ار خشنا مواليا له ،وقفت الثورة أمامه بكل جدارة غير آبهة بالفيتو المتكرر في مجلس األمن ،والذي منح
الحماية إلزهاق المزيد من دماء السوريين وأرواحهم.
إن واقع الحال يضع السوريين أمام تحديات تتحرك وتتغير المعطيات فيها باستمرار ،كانت تشير وبجلء ،إلى أن النظام يعمل كمن اليخاف من عقابيل بربريته ووحشيته على نحو غامض ،وال يمكن تفسيره سوى باستعداد
حلفائه ،في إلقاء وزر ما جنى من جرائم على قوة محوره الداعم ،والذي يمكن أن يتقدم خطوة باتجاه حماية مناطق
معينة ،يمكن أن ينسحب إليها النظام مع القاعدة الشعبية المؤيدة له ،ليقتطع جزءا من التراب السوري ،وليكرس تفتيت الدولة ووحدة البلد ،وليضع السوريين بحق أمام استحقاق الحرب الوطنية إلعادة وحدة التراب السوري .
إن المجلس الوطني السوري كان بحق حلما ،لم يكن ألم والدته سوى مس من ألم الثورة ،حضنته الثورة ووصلته، وكان لها أثمن من ممثليه ،وكان الحفاظ عليه واجبا وطنيا بقدر الثورة ومنجزاتها ،بيد أن فك ار جمعيا بدأ يتململ من داخل المجلس وخارجه ،بأن كل ما أنجز لم يعد وصيفا لألهوال القادمة ،والتحديات المطلوبة ،والق اررات
المصيرية ،التي تتطلب إجماعا وطنيا كامل ،لكل القوى المنضوية تحت سقف أهداف الثورة ،في الصورة الحقيقية