al-ghad_newspaper_11

Page 1

‫العدد الحادي عشر‬ ‫‪ 10‬آذار ‪2012‬‬

‫من ساحة الشهداء في‬ ‫طرابلس الحرة‬ ‫سنعود‬ ‫فرعون وبشار والنهاية‬ ‫المشتركة‬ ‫عندما يتكلم الكبار‬ ‫قراءة قانونية في مشروع‬ ‫الدس تور السوري الجديد‬ ‫اإلمارات‬ ‫أصدقاء أم أوصياء‬ ‫ملخص البيان المشترك حول‬ ‫اعتقال أسرة العميد الجوي‬ ‫الركن فايز عَمرو‬

‫من ساحة الشهداء في طرابلس الحرة‬

‫لقد دمعت عيوين فرحة‪ ،‬وارتجف فؤادي من عظمة تدبري الباري جل يف عاله‪( :‬تؤيت امللك من تشاء‬ ‫ ‬ ‫وتنزع امللك ممن تشاء)‪ ،‬تذكرتُ خطاب القذايف ملا أطل عليهم من سور القلعة‪ ،‬وهو يقول‪( :‬أنا العزة‪ ،‬أنا‬ ‫الكرامة واملجد‪ ،‬حولوا ليبيا نار جمر حمرة‪ ،‬سلحوا القبائل غنوا وارقصوا‪ ،)...‬ثم أخذه الله أخذ عزيز مقتدر‪،‬‬ ‫وها أنا ذا يف ساحة طرابلس‪ ،‬الساحة الخرضاء‪ ،‬أتنفس هواء الحرية العليل‪ ،‬وال أصدق نفيس‪ ،‬فسألت بصوت‬ ‫مرتفع ملن معي‪( :‬هل أنا يف الساحة الخرضاء؟) فرد عيل أحد الثوار األحرار من الليبيني غاضباً‪( :‬هذه ساحة‬ ‫الشهداء‪ ،‬مل تعد الساحة الخرضاء متاع القدايف) فاعتذرتُ منه بأنني ال أصدق عيني أنها تغريت!‬ ‫فلك الحمد يا ربنا ما أعظمك‪ ،‬ما أقدرك‪ ،‬ما أعدلك‪ ..‬سبحانك‪ ..‬تؤيت امللك من تشاء وتنزع امللك ممن‬ ‫ ‬ ‫تشاء‪.‬‬ ‫اعتقد القذايف أنه خالد مخلد وأن شعبه جرذان ورصاصري فأهلكه الله ومكن لعباده ( ونريد أن‬ ‫ ‬ ‫منن عىل الذين استضعفوا يف األرض ونجعلهم أمئة ونجعلهم الوارثني‪ ،‬ومنكن لهم يف األرض‪ ،‬ونري فرعون‬ ‫وهامان وجنودهام منهم ما كانوا يحذرون)‪ ‬فهلك هو‪ ،‬والنار التي هدد بها عادت عليه فأحرقته يف الدنيا‬ ‫قبل اآلخرة‪ ،‬خرج من مجاري الرصف زاحفاً عىل أربع‪ ،‬فصار عربة لكل معترب‪ ،‬لكن الطغاة أغبياء بامتياز‪ ،‬ال‬ ‫يفهمون إال بعد فوات األوان وذهاب القطار‪ .‬‬ ‫أريد أن أرسل‬ ‫ ‬ ‫رسالة‪ ‬إىل بشار‪ ،‬نعم‬ ‫رسالة إىل بشار‪ ،‬أقول‬ ‫فيها وعىل اإلعالم الليبي‬ ‫وأمام املتظاهرين ‪:‬‬ ‫أقول لك يا بشار تذكر‬ ‫قول صديق أبيك‬ ‫املقبور وصديقك الهالك‬ ‫القذايف‪ ،‬أقول لك ارحل‬ ‫قبل أن تسحب عىل‬ ‫وجهك‪ ،‬والله إين ألرى‬ ‫مرصعك كام رأينا‬ ‫مرصع القذايف الطاغية‪،‬‬ ‫فلست أكرث منه‬ ‫ارحل‬ ‫َ‬ ‫قوة وعتادا ً‪ ،‬ارحل وأرِح‬ ‫بلدك ومواطنيك من‬ ‫عواقب الدمار‪ ،‬يا بشار أنت راحل راحل شئت أم أبيت‪ ،‬فانج بنفسك قبل فوات األوان‪..‬‬ ‫ثم تراجعت عن نصيحتي‪ :‬ال‪ ..‬ال‪ ..‬ال ترحل نريدك أن تبقى ونحن سنأتيك حتى نشفي صدور املنكوبني منك‪،‬‬ ‫ونأخذ منك حق األطفال‪ ،‬ونربد صدور األمهات واأليتام واألرامل‪ ،‬فلو بيد الشعب الحياة واملوت ساعتها‬ ‫النتقموا منك بكل قتيل ألف مرة‪ .‬ال‪ ،‬ال نريدك أن تنجو أنت وزبانيتك‪ ،‬نريدها عربة لكل معترب كام القذايف‪،‬‬ ‫نريدك عربة لكل من يفكر أن يقتل شعبه وأن يقنص براءة الطفولة‪ ..‬كيف تنام‪ ،‬كيف تأكل وأنت تأمر بقنص‬ ‫األطفال‪ ،‬ال أجد لك كلامت أصفك بها إال قوله تعاىل‪( :‬وخاب كل جبار عنيد‪ ،‬من ورائه جهنم ويُسقى من‬ ‫ماء صديد‪ ،‬يتجرعه وال يكاد يسيغه‪ ،‬ويأتيه املوت من كل مكان وما هو مبيت‪ ،‬ومن ورائه عذاب غليظ)‪.‬‬ ‫هذه رسالتي لك ونريد أن تصري إىل هذه النهاية بعدل الله وحكمه‪ ،‬وحتى تستحق هذا العذاب‬ ‫ ‬ ‫العظيم البد أن يكون جرمك بعظم هذه املنزلة‪ ،‬وليتخذ الله منا شهداء أحبهم ورفع مكانتهم بغري عمل‬ ‫عملوه فأنالهم الله الشهادة وليكونوا منارات تيضء دروب الحياة لنا‪ .‬‬ ‫نعم أنا يف ساحة الشهداء مل آت سائحاً‪ ،‬وإمنا حرضت هنا بدعوة من أحرار ليبيا ومجلسها االنتقايل‬ ‫ ‬ ‫وحكومتها الكرمية لنوقفهم عىل حجم مأساة الشعب السوري‪ ،‬فأكرموا وفادتنا غاية اإلكرام‪ ،‬وما أن عرضنا‬ ‫‪ ..‬يتبع يف الصفحة «‪»4‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.
al-ghad_newspaper_11 by Syrian NM - Issuu