بغداد القرن الحادي والعشرين - المدينة التاريخية . Baghdad 21st Century - The Historical City

Page 1


‫سقوط المدينة‬ ‫انهيار الدولة العباسية‬ ‫المسار الزمني لتاريخ المدينة‬ ‫حصار وغزوات‬ ‫مشاهدات الرحالة‬ ‫رحلة تافرنييه‬ ‫رحلة كارستن نيبور‬ ‫رحالت فيلكس جونز‬ ‫القرن التاسع عشر‬ ‫الهيكل الحضري‬ ‫سور المدينة‬ ‫بغداد والنهر‬ ‫شبكة الطرق‬ ‫النسيج الحضري‬ ‫المدينة في القرن العشرين‬ ‫بغداد عام ‪2017‬‬ ‫مائة عام من التطور‬ ‫اندثار المدينة القديمة‬ ‫تغير البنية الحضرية في القرن العشرين‬ ‫الربع االول من القرن‬ ‫الربع الثاني من القرن‬ ‫الربع الثالث من القرن‬ ‫الربع االخير‬ ‫سياسات التطوير في القرن العشرين‬ ‫مسار التطور‬ ‫تحديث المدينة‬ ‫المعضلة االساسية‬ ‫الموروث العمراني‬ ‫شارع الرشيد مثال‬ ‫حروب ونزاعات‬ ‫التمزق المتنامي‬

‫‪50‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪127‬‬

‫‪128‬‬

‫المدينة في مستهل القرن الحادي والعشرين‬ ‫احساس المكان‬ ‫موقع المدينة التاريخية‬ ‫قلب المدينة‬ ‫نظرة على المنطقة‬ ‫مجتمع المدينة‬

‫‪130‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪138‬‬

‫الحالة الحضرية‬ ‫استعماالت االرض‬ ‫الوضع العمراني‬ ‫النقل والمرور‬ ‫البنى التحتية‬ ‫الهيكل الحضري‬ ‫ضفة النهر‬ ‫السدة الترابية‬ ‫بانوراما الواجهة النهرية‬ ‫المشهد الحضري‬ ‫االنحسار المتصاعد‬ ‫شارع الرشيد‬ ‫اختالل الوظائف الحضرية‬ ‫الوضع العمراني‬ ‫الطرز المعمارية‬ ‫حالة الشارع‬ ‫بانوراما جدار الشارع‬ ‫العناصر المعمارية‬ ‫المشهد الحضري‬ ‫تعريق الحداثة‬ ‫الساحات والمناطق المفتوحة‬ ‫ميادين المنطقة‬ ‫ساحة الباب الشرقي‬ ‫ساحة السنك‬ ‫ساحة حافظ القاضي‬ ‫ساحة جامع مرجان‬ ‫ساحة الرصافي‬ ‫ساحة الميدان‬ ‫باحة وزارة الدفاع‬ ‫المشهد الحضري‬ ‫امكانات مهدورة‬ ‫االسواق التجارية‬ ‫المحرك االقتصادي للمدينة‬ ‫اسواق الجملة‬ ‫حال االسواق العمرانية‬ ‫مسح االسواق‬ ‫المشهد الحضري‬ ‫اكتظاظ وفوضى‬ ‫االحياء واالزقة‬ ‫مسارات تاريخية‬ ‫حالة المباني التراثية‬ ‫المناطق السكنية القديمة‬ ‫استعماالت المباني التراثية‬

‫‪142‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪148‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪184‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪221‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪228‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪234‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪238‬‬ ‫‪239‬‬ ‫‪240‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪245‬‬ ‫‪246‬‬ ‫‪258‬‬ ‫‪259‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪264‬‬ ‫‪266‬‬ ‫‪268‬‬


‫مقدمة بقلم د خالد السلطاني‬ ‫تقديم‬ ‫تقديم بقلم المؤلف‬

‫‪10‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪2‬‬

‫ما قبل النشوء‬ ‫بغداد والعالم القديم‬ ‫حضارات متعاقبة‬ ‫الموقع واصل االسم‬ ‫اختيار موقع المدينة‬

‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬

‫النشوء‬ ‫تخطيط المدينة‬ ‫المدينة المدورة‬ ‫اسوار المدينة‬ ‫مسجد المنصور‬ ‫الطاقات‬

‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22‬‬

‫تطور المدينة‬ ‫صعود المدينة المدورة‬ ‫توسع المدينة‬ ‫وصف المدينة‬ ‫مدينة العلوم‬ ‫مدينة اآلداب‬ ‫مدينة الفنون‬ ‫عمارة المدينة‬

‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪40‬‬

‫تدهور المدينة‬ ‫نكبات المدينة‬ ‫بزوغ الرصافة‬ ‫مشاهدات ابن جبير‬

‫‪44‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪48‬‬


‫االستراتيجية السادسة‬ ‫البنى التحتية‬ ‫الخدمات‬ ‫المرور والمواصالت‬ ‫خالصة االستراتيجية السادسة‬ ‫االستراتيجية السابعة‬ ‫اعادة الذاكرة المدينية‬ ‫منهجية اعادة الذاكرة‬ ‫التراث العمراني‬ ‫الذاكرة المرتبطة‬ ‫مخطط مواقع الذاكرة المرتبطة‬ ‫التراث غير المادي‬ ‫خالصة االستراتيجية السابعة‬ ‫اعتبارات تخطيطية وتصميمية‬ ‫بغداد ‪ 21‬االطار الشامل‬ ‫المخطط الشامل لالحياء‬ ‫حصيلة المخطط الشامل‬ ‫الصورة النهائية‬ ‫النتائج المتوقعة‬ ‫الخالصة‬ ‫من اجل المستقبل‬ ‫الماضي يعود الى المستقبل‬

‫‪442‬‬ ‫‪444‬‬ ‫‪448‬‬ ‫‪456‬‬ ‫‪458‬‬ ‫‪460‬‬ ‫‪462‬‬ ‫‪482‬‬ ‫‪498‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪506‬‬ ‫‪508‬‬ ‫‪510‬‬

‫‪516‬‬ ‫‪517‬‬

‫‪520‬‬ ‫عدم استكمال المشاريع‬ ‫اخفاق السياسات المتبعة‬ ‫عدم كفاية التخصيصات‬ ‫تفتت العائديات العقارية‬ ‫انواع االمالك في المنطقة‬

‫‪520‬‬ ‫‪522‬‬ ‫‪522‬‬ ‫‪524‬‬ ‫‪526‬‬

‫تذليل التحديات‬ ‫توفير السيولة الالزمة للتنفيذ‬ ‫التجارب العالمية‬ ‫توطين التجارب الحضرية‬

‫‪544‬‬ ‫‪546‬‬ ‫‪547‬‬

‫‪548‬‬

‫‪512‬‬ ‫‪514‬‬

‫‪518‬‬

‫مقدمة‬ ‫مراجعة التحديات‬

‫المستلزمات والخطوات التنفيذية‬ ‫االطار التشريعي‬ ‫الشراكة ما بين القطاع العام والخاص‬ ‫المؤسسة العقارية للتطوير‬ ‫االعتبارات االدارية‬ ‫استراتيجيات التنفيذ‬ ‫مراحل التنفيذ‬ ‫حصيلة التنفيذ‬ ‫سلبيات وايجابيات‬ ‫من اجل التحقيق‬ ‫المدينة التاريخية‬

‫‪531‬‬ ‫‪532‬‬ ‫‪534‬‬ ‫‪536‬‬ ‫‪537‬‬ ‫‪540‬‬ ‫‪542‬‬

‫‪528‬‬ ‫‪529‬‬ ‫‪530‬‬

‫بغداد اليوم‬ ‫كلمة اخيرة‬

‫‪550‬‬ ‫‪552‬‬


‫المباني الدينية‬ ‫المباني االخرى‬ ‫المشهد الحضري لالحياء‬ ‫المشهد الحضري للمباني‬ ‫الحالة الحضرية للمدينة التاريخية‬ ‫المشهد الحضري العام‬ ‫فشل المركز‬

‫‪270‬‬ ‫‪274‬‬ ‫‪276‬‬ ‫‪277‬‬ ‫‪278‬‬ ‫‪280‬‬ ‫‪281‬‬

‫رؤية الحفاظ‬ ‫اشكالية االحياء الحضري‬ ‫اهداف التنمية المستدامة‬ ‫التعامل مع المناطق الحضرية‬ ‫االطار الشامل للتطوير‬ ‫مركز عصري عريق‬

‫‪336‬‬

‫‪282‬‬

‫مقدمة‬ ‫المدينة والمركز‬ ‫استرداد المركزية المفقودة‬

‫‪284‬‬ ‫‪289‬‬

‫المنهجية‬ ‫خطوات تحديد الرؤية‬ ‫تحديد مواطن الضعف‬ ‫اسواق الجملة‬ ‫االصالح والتمهيد‬ ‫بناء المستقبل‬ ‫المقومات الحضرية‬ ‫القيم‬ ‫القاعدة الحضرية‬ ‫مبادئ الرؤية‬ ‫المبادئ التوجيهية‬ ‫اعادة تجسيد التاريخ‬

‫‪286‬‬ ‫‪287‬‬ ‫‪289‬‬ ‫‪294‬‬ ‫‪296‬‬ ‫‪298‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪306‬‬ ‫‪308‬‬ ‫‪309‬‬

‫بغداد ‪21‬‬ ‫االهداف‬ ‫هيكلية الرؤية‬ ‫الرؤية ثالثية االبعاد‬ ‫اعادة التشكيل المكاني‬ ‫اعادة التوازن الوظيفي‬ ‫اعادة الذاكرة المدينية‬ ‫رؤية البنى التحتية‬ ‫الرؤية المرورية‬

‫‪310‬‬ ‫‪312‬‬ ‫‪314‬‬ ‫‪316‬‬ ‫‪318‬‬ ‫‪320‬‬ ‫‪324‬‬ ‫‪326‬‬

‫‪328‬‬ ‫‪330‬‬ ‫‪331‬‬ ‫‪332‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪335‬‬

‫مقدمة‬ ‫استراتيجيات التحول واالحياء‬ ‫السياسات التخطيطية العامة‬ ‫االستراتيجية االولى‬ ‫عودة النهر الى المدينة‬ ‫مخطط هيكلية ممشى النهر‬ ‫مخطط هيكلية الشرفة‬ ‫خالصة االستراتيجية االولى‬ ‫االستراتيجية الثانية‬ ‫ميادين لقاء وفرح‬ ‫مخطط منظومة الميادين‬ ‫خالصة االستراتيجية الثانية‬ ‫االستراتيجية الثالثة‬ ‫السفر عبر سيمفونية حضرية‬ ‫مخطط هيكلية احياء الشارع‬ ‫خالصة االستراتيجية الثالثة‬ ‫االستراتيجية الرابعة‬ ‫تجربة تسوق مميزة‬ ‫مخطط هيكلية االسواق‬ ‫خالصة االستراتيجية الرابعة‬ ‫االستراتيجية الخامسة‬ ‫قرى خضراء وسط المدينة‬ ‫المسارات التاريخية‬ ‫احياء النسيج العمراني‬ ‫مخطط احياء المسارات واالحياء‬ ‫خالصة االستراتيجية الخامسة‬

‫‪338‬‬ ‫‪340‬‬ ‫‪341‬‬ ‫‪342‬‬ ‫‪356‬‬ ‫‪358‬‬ ‫‪360‬‬ ‫‪362‬‬ ‫‪372‬‬ ‫‪374‬‬ ‫‪376‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪402‬‬ ‫‪404‬‬ ‫‪418‬‬ ‫‪420‬‬ ‫‪422‬‬ ‫‪424‬‬ ‫‪434‬‬ ‫‪438‬‬ ‫‪440‬‬


‫بقلم المؤلف‬ ‫تحتل بغداد مكانة متميزة في ذاكرة العالم ‪ ،‬فهي الحاضرة التي نهلت منها االمم اسباب الرقي والعلم‬ ‫عندما كان الظالم مخيما على معظم انحاء المعمورة‪ .‬ومنذ تاسيسها الى يومنا هذا كتب عنها الكثير وتركت‬ ‫بغداد الكثير مما يستحق ان يقال عنه‪.‬‬ ‫يمثل مركز بغداد التاريخي مستودعا ً آثاريا ً ‪ ،‬وصورة لبعض موروثات معمارية تعود إلى أواخر عهود‬ ‫الخالفة العباسية ‪ ،‬وال تزال المنطقة تحمل عبق المدينة القديمة بعمارتها ومورفولوجيتها البنيوية واإلجتماعية‬ ‫والبيئية والمناخية‪.‬‬ ‫غير ان رصافة بغداد في اواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين شهدت تغيرا ً مضطردا"‬ ‫حين إبتدأت معاول الهدم تدق النسيج المتجانس للمدينة تحت شعار العصرية والتحديث فتهاوت أجزاء من نسيج‬ ‫بغداد الرصافة التاريخي وإندثرت أجزاء أخرى ‪ ،‬وسرعان ما شق ذلك النسيج الشارع الجديد الذي كان بمثابة‬ ‫جرح كبيرفي جسد الرصافة من بابها الشرقي (باب كلواذي) في الجنوب وحتى باب المعظم (باب السلطان)‬ ‫الى الشمال‪ ،‬وبما يشبه ضربة سيف مكتسحا ً األسواق والمسارات والعديد من المباني ذات القيمة التراثية‪.‬‬ ‫وكان ذلك مؤشرا ً وبداية لميالد فكر مستورد جديد تحت مسمى التحديث والتقليد األعمى لنمط عمراني‬ ‫وتخطيطي غربي فرضته حقائق شيوع إستعمال السيارة كواسطة للتنقل في المدن الغربية وقد كانت هذه العملية‬ ‫مقدمة لإلبادة الجماعية للموروث العمراني التاريخي لبغداد ‪.‬‬ ‫ومضت عقود من الزمن حتى إلتأم نزف الجرح وإكتسبت جنبات هذا الشريان حلة عمرانية جديدة ‪،‬‬ ‫بعض مفرداتها هجين والبعض اآلخر يحمل نكهة محلية في العمران‪ ،‬ليصبح شارع الرشيد فيما بعد معلما ً‬ ‫عمرانيا ً يحتضن في جنباته العديد من األنشطة التجارية والمراكز الثقافية والدينية ومواقع للقاءات األدباء‬ ‫والشعراء والمثقفين ‪ ،‬التـي بقيت آثارها صامدة أمام بربرية الهدم ودعوة التجديد ‪ ،‬حيث حظي ذلك البعض‬ ‫بالرعاية والصيانة فيما فعلت أصابع التقادم وآثار التعرية في العديد اآلخر من هذا اإلرث العمراني‪ ،‬كما إلتهمت‬ ‫البعض اآلخر شراهة األنشطة التجارية بأسوأ صورها ‪.‬‬ ‫وال يزال التغيير يشتد‪ ،‬ويظهر تأثيره يوما ً بعد يوم ‪ ،‬لترتفع رايات الحداثة تارة واالبتذال المعماري تارة‬ ‫اخرى فوق سطوح ما تبقى من إرث عمراني مهدد باالندثار والتغيير‪ ،‬فقد تناقص عدد المباني التراثية خالل‬ ‫ال عقود الثالثة االخيرة الى اقل من النصف ‪ .‬إن هذا الواقع المر يدفعنا إلى ضرورة لفت االنظار واإلنتباه إلى‬ ‫وقف حالة التردي واإلنهيار لهذا الصرح العمراني ‪ ،‬الذي كان النواة التـي نبتت وتطورت حولها وبفضلها‬ ‫بغداد المعاصرة ‪.‬‬


‫هذه الحالة تذكرنا بقول الشاعر أوس بن حجر (‪620- 530‬م) ‪:‬‬ ‫ورثنا المجد عن آباء صدق‬ ‫اذ الحسب الرفيع توارثته‬

‫أسأنا في جوارهم الصنيعا‬ ‫بناة السوء اوشك ان يضيعا‬

‫وحيث ان المجتمع هو العنصر االساس في صنع الحضارة والترقي ‪ ،‬فان توعية الجيل الحالي والنشئ‬ ‫القادم في فهم ماضي مدينتهم وحاضرها واشراكهم في صنع مستقبلها واحيائها يعد الحجر االساس فيها‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك فان هذا الكتاب موجه الى أهل المدينة الذين عاشوا ماضيها ويعيشون حاضرها ‪ ،‬كما‬ ‫يشاطرهم قلقهم بما آلت اليه اوضاع المدينة ‪ ،‬ويجيب على اسئلتهم حول مستقبلها وهويتها الوطنية ومركزها‬ ‫بين نظيراتها من مدن المنطقة والعالم بعد ان كانت يوما ما ‪ ....‬حاضرة العالم‪.‬‬

‫يقدم هذا الكتاب في فصله االول عرضا موجزا لتاريخ المدينة وتراثها ومراحل تطورها منذ نشاتها عام‬ ‫‪ 145‬هجري والموافق لعام ‪ 762‬الميالدي وحتى عصرنا الحاضر ‪ ،‬وما ألم بها من تدمير على مر العصور‬ ‫مسلطا الضوء على السلبيات التي رافقت هذا التحول وعلى الخصوص خالل القرن العشرين ‪ ،‬تلك التطورات‬ ‫التي قضت على المدينة القديمة ومزقت نسيجها الحضري ‪.‬‬ ‫يستعرض الفصل الثاني بصورة تفصيلية الوضع الحالي لمركز بغداد التاريخي ‪ ،‬ويحدد االسباب التي‬ ‫ادت الى التدهور الذي اصابه وتاثيراتها‪ .‬كما يجد القارئ في الفصل الثالث منه رؤية مستقبلية شاملة المكانيات‬ ‫اعادة الحياة لمركز المدينة ‪ ،‬ويرسم الخطوط العامة لنقل المنطقة من حالتها الحاضرة الى منطقة مستدامة ‪،‬‬ ‫وتحديد مبادئ هذه الرؤية بعد تحليل موضوعي السباب التدهور الحضري لها ‪ ،‬وتحديد طرق العالج‬ ‫واالصالح‪.‬‬ ‫اما الفصل الرابع والذي يشكل الجزء االهم من هذا الكتاب فانه يرسم خارطة طريق العادة بعث مركز‬ ‫بغداد التاريخي والحفاظ على ما تبقى من تراثها الحضاري والمعماري ‪ ،‬من خالل مقترحات تخطيطية تكفل‬ ‫احياء واستدامة المركز عن طريق مفاهيم اعادة التشكيل والتوازن والذاكرة الحضرية ‪ ،‬والتي تشكل بمجموعها‬ ‫العمود الفقري العادة تنشيط مركز المدينة التاريخي‪ .‬ان اية رؤية او خطة ال تعد قابلة للتنفيذ من دون استكمال‬ ‫مستلزمات التنفيذ المختلفة ‪ ،‬وعلى االخص الموارد المالية وتامين الموازنات الالزمة لها ‪ ،‬وهذا ما يناقشه‬ ‫الفصل الخامس من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫روعي في سرد ما احتوته فصول الكتاب الخمسة تبسيط النظريات التخطيطية الى اقصى حد ممكن‬ ‫لعرض وتوضيح االفكار بشكل سلس بعيدا عن المصطلحات الفنية والتخطيطية ‪.‬‬


‫نقوش اجرية جلدار املدرسة‬ ‫الرشابية يف بغداد (القرص‬ ‫العبايس ) اال ي كمام بناهها‬ ‫س نة ‪1230‬م‬

‫مسكوكة ذهبية‬ ‫تعود اىل عهد‬ ‫اخلليفة العبايس ابو‬ ‫جعفر املنصور‬

‫شهدت مدينة السالم‪ ،‬بغداد‪ ،‬منذ نشأتها على الجانب الغربي لنهر دجلة المعروف بالكرخ تغييرات‬ ‫كثيرة ومتعددة‪ ،‬بعضها كان نتيجة عوامل سياسية واالخر نتيجة لعوامل الطبيعة وتاثيراتها‪ ،‬ومن المهم‬ ‫التعرف على هذه التغييرات وفهم طبيعتها عبر تاريخ المدينة الطويل‪.‬‬ ‫ان الغرض من مراجعة تاريخ المدينة ونشاتها وتطورها ليس الغور في تفاصيل تاريخية بل من‬ ‫مسكوكة ذهبية تعود اىل‬ ‫عهد اخلليفة العبايس ابو‬ ‫اجل التعرف على اسس نشوئها واتجاهات تطورها وعلى االخص خالل القرن العشرين الميالدي‬ ‫جعفر املنصور‬ ‫الذي شهدت فيه بغداد نهضة عمرانية كبيرة اثرت على مشهدها ونسيجها الحضري التقليدي الذي‬ ‫استغرق تشكيله قرونا طويلة‪.‬‬

‫‪3‬‬


2


9


‫هذه الدالئل تدل على ان بغداد‬ ‫وموقعها المميز يرتقي الى عهود قديمة‪،‬‬ ‫بالنظر الهميتها الطبيعية واالستراتيجية‪،‬‬ ‫فهي تقع في قلب وادي الرافدين وفي اكثر‬ ‫نقطة يتقارب فيها نهرا دجلة والفرات من‬ ‫بعضهما البعض عالوة على وجودها على‬ ‫طريق الحرير التجاري ‪.‬‬

‫هنر دجةل‬ ‫خارطة مسار هنر دجةل كام‬ ‫اردت يف كتاب غرائب الفنون‬ ‫املح العيون ‪ ،‬احد الكتب‬ ‫الفريدة لماتب ل يزال امسه‬ ‫جمهول‬

‫اما في المصادر العربية فان اقدم‬ ‫اشارة الى بغداد جاءت عن سوق كبير‬ ‫يسمى (سوق بغداد) يجتمع فيه التجار في‬ ‫رأس كل سنة االمر الذي جعل الموقع‬ ‫مركزا تجاريا ذا شهرة عالمية يومذاك ‪،‬‬ ‫ويقع هذا السوق الى الجنوب من نهر‬ ‫الصراة وهو احد االنهار التي تجري في‬ ‫الضفة الغربية من نهر دجلة ‪.‬‬ ‫وقد جاء ذكر (سوق بغداد) واشتهر‬ ‫بالفوز الذي ناله العرب في سنة ‪ 13‬للهجرة‬ ‫(‪ 634‬م) عندما اغار عليه الجيش‬ ‫االسالمي خالل تقدمه في العراق بقيادة‬ ‫المثنى بن حارثة الشيباني ‪ .‬هذا السوق‬ ‫الذي دمر بعد ذلك الهجوم تشير بعض‬ ‫الدراسات الحديثة الى ان موقعه هو في‬ ‫منطقة عقرقوف‪.‬‬ ‫وتبين الخارطة على الصفحة المقابلة‬ ‫والتي وضعها د‪ .‬احمد سوسة تصورا‬ ‫واضحا لمنطقة بغداد وما كانت تضمه من‬ ‫قرى وبساتين واديرة في اواخر العهد‬ ‫الساساني‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫فهرس الاسامء القدمية‬ ‫الواردة يف اخلارطة‬ ‫نظم هذا الفهرس حسب احلراف الهجائية عىل شلك دلي يسه معه تعيني‬ ‫مواقعلك من الاسامء القدمية الواردة يف هذه اخلارطة ابلنس بة اىل املربعات‬ ‫ال ي تقع فهيا‪ .‬اقد قسمت اخلارطة اىل عدد من املربعات اارشت علهيا‬ ‫اخلطوط لطولية ابلحرف من(أ اىل ل ) ارمقت اخلطوط العرضية ابلعداد من‬ ‫(‪ ) 8-1‬اجيد القاريء ازاء لك امس مدرج يف هذا الفهرس املربع اذلي يقع فيه‬ ‫ذكل الامس ابلنسببة اىل خطوط الطول االعرض‪.‬‬ ‫خذ مثال قرت برااث‪ ،‬فتجد اماهما احلرف (ي ) االعدد (‪ ) 6‬اي (ي‪ ) 6‬اهذا‬ ‫معناه ان قرية برااث تقع يف املوقع اذلي يتقاطع فيه احلرف الطويل (ي ) مع‬ ‫العدد العريض (‪) 6‬‬ ‫االسم‬

‫املوقع‬

‫االسم‬

‫املوقع‬

‫بركة على النهراملتشعب من نهرالفرات‬

‫ط‪7‬‬

‫فروع نهردجيل‬

‫ك‪1‬‬

‫تل حرمل‬

‫ب‪6‬‬

‫فروع نهررفيل‬

‫ز‪5‬‬

‫تلمحمد‬

‫أ‪7‬‬

‫قرية براثا‬

‫ي‪6‬‬

‫تلول حاجي عبد كلواذي‬

‫هـ ‪7‬‬

‫قرية بناورا‬

‫ط‪5‬‬

‫تلول خشم الدورة‬

‫ح‪9‬‬

‫قرية الخطابية‬

‫ي‪4‬‬

‫جسرقصرسابور‬

‫و‪4‬‬

‫قرية سال‬

‫ط‪5‬‬

‫ديردرثا‬

‫ط‪1‬‬

‫نهرالصراة الصغرى‬

‫ك‪5‬‬

‫ديربستان الخس‬

‫ي‪3‬‬

‫قرية سوق بغداد‬

‫و‪5‬‬

‫ديردرمالس‬

‫ح‪1‬‬

‫قرية سونايا‬

‫ح‪4‬‬

‫ديرالزندورد‬

‫هـ ‪5‬‬

‫قرية شرقانية‬

‫ي‪3‬‬

‫ديركليلشوع‬

‫ح‪5‬‬

‫قرية الكرخ‬

‫ط‪5‬‬

‫ديراملديان‬

‫ح‪5‬‬

‫قرية ورثاال‬

‫ح‪5‬‬

‫رحا البطريق‬

‫ي‪5‬‬

‫قرية سابور‬

‫و‪4‬‬

‫رستاق االفروطر‬

‫هـ ‪4‬‬

‫قطفتا‬

‫ز‪5‬‬

‫رستاق الفروسيج‬

‫ط‪5‬‬

‫قطيعة املخرم‬

‫ز‪3‬‬

‫سوق الثالثاء‬

‫و‪4‬‬

‫قنطرة الصراة‬

‫ي‪5‬‬

‫طسوج قطربل‬

‫ي‪3‬‬

‫مزرعة املباركة‬

‫ط‪2‬‬

‫طسوج بادوريا‬

‫ي‪6‬‬

‫مقابراملجوس‬

‫ح‪2‬‬

‫طسوج كلواذي‬

‫ج‪6‬‬

‫منطقة الزندورد‬

‫هـ ‪5‬‬

‫طسوج نهربوق‬

‫هـ ‪3‬‬

‫النهراملتشعب من الفرات‬

‫ي‪7‬‬

‫نهرالرفيل‬

‫ط‪5‬‬

‫نهرالزندورد‬

‫د‪5‬‬

‫فرع نهربين‬

‫د‪4‬‬

‫نهرالصراة العظمى‬

‫ط‪5‬‬

‫فروع نهرالخالص‬

‫ك‪2‬‬

‫نهركرخايا‬

‫ح‪5‬‬


‫السور االعظم الخارجي‬

‫الفصيل الخارجي‬

‫السور الصغيرالخارجي‬

‫املسناة‬

‫الخندق‬ ‫السور الداخلي‬ ‫الفصيل الداخلي‬

‫ابراج السور االعظم‬

‫باب املدينة‬

‫الطاقات الكبرى‬

‫نهركرخايا‬

‫‪19‬‬


‫قصرباب‬ ‫الذهب‬ ‫مساحته ‪160,000‬‬ ‫ذراع مربع‬

‫قرص اذلهب‬ ‫يؤكد املؤرخون ‪ ،‬أن قرص اذلهب‬ ‫(قرص القبة اخلرضاء ) يف املدينة‬ ‫املدارة بغداد‪ ،‬اهو قرص اخلليفة‬ ‫املنصور نفسه‪ ،‬اكن احت قلب أا‬ ‫مركز املدينة ‪ .‬اهو مربع‬ ‫الشلك‪،‬اطول ضلعه ‪ 400‬ذراع اقد‬ ‫ش يد ابجلص االطابوق ‪ ،‬ابدت غرفة‬ ‫نوم اخلليفة تط عىل رااق كرفع‬ ‫سقفه أمعدة‪ ،‬ليرشف عىل حصن‬ ‫القرص‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫مسجد املنصور‬ ‫مساحته ‪4000‬‬ ‫ذراع مربع‬


‫ارتدى الخليفة المالبس السوداء في المواكب وكانت تشتمل‪ :‬القباء‬ ‫المفتوح عند الرقبة ويظهر القفطان بلون زاه وله أكمام ضيقة‪ .‬أو يرتدي‬ ‫القباء بلون بنفسجي ويصل إلى الركبة وكان يلبس حراما مرصعا ويرتدي‬ ‫عباءة سوداء ويلبس قلنسوة طويلة مزينة بجوهرة غالية‪ .‬وقد كان الخليفة‬ ‫المقتدر يخرج من داره في أكمل ملبس وفي موكب وعليه قفطان ديباج‬ ‫وعمامة سوداء وعلى كتفيه وصدره وظهره البردة النبوية‪.‬‬ ‫وفي ما يخص مالس النساء‪ ،‬فقد لبست المرأة في العصر العباسي‬ ‫المالءة وقد كانت فضفاضة وأيضا القميص وكان مشقوقا عند الرقبة ‪ ،‬كما‬ ‫كانت ترتدي فوق القميص رداءا قصيرا‪ .‬وعند الخروج من بيتها كانت‬ ‫ترتدي المالءة الطويلة التي تغطي جسمها وتربط رأسها بمنديل يربط حول‬ ‫الرقبة‪.‬‬ ‫وقد كان النساء يزين رؤوسهن بحلية مسطحة مذهبة ويلففن حولها‬ ‫عصبة منظمة باللؤلؤ والزمرد‪ .‬أما االغنياء منهن فقد اتخذن البرنس غطاء‬ ‫للرأس وكان مرصعا بالجواهر‪ ،‬ومحلى بسلسلة ذهبية مطعمة باألحجار‬ ‫الكريمة‪ .‬وكان من المعتاد عند النساء كتابة األشعار الرقيقة مطرزة على‬ ‫القماش واألكمام والعصائب والمناديل والوسائد وكذلك النعال‪ .‬وقد كان‬ ‫للسيدة زبيدة (زوجة الرشيد) أثر كبير في تطور الزي وتغيير مالبس‬ ‫السيدات‪.‬‬

‫الراببة‬ ‫أصل أةل الكامن اخرتعها‬ ‫العالمة ابو نرص الفارايب (ت‬ ‫‪950‬م)‬

‫اخلطوط العربية والاشعار‬ ‫اس تعملت كعنرص زخريف عىل الامقشة واملالبس‬

‫‪39‬‬


‫االزياء في بغداد‬ ‫ازداد بذخ المسلمين في العصر العباسي إلى حد التأنق‪ ،‬فاستخدموا أنواعا متعددة‬ ‫من المنسوجات منها الحرير والكتان والصوف‪.‬وغيرها‪ .‬وقد تأثرت المالبس في ذلك‬ ‫العصر إلى حد كبير بالمالبس الفارسية وذلك نظرا للنفوذ الفارسي في الدولة العباسية‪.‬‬ ‫وقد كان الخلفاء العباسيون في مصر يواظبون على إتباع تقاليد بغداد في لبس السواد‬ ‫وهو الذي ظل يميز مالبسهم ويتخذ شعارا ألتباعهم‪.‬‬ ‫وقد لبس الخلفاء العباسيون القالنس الطوال وهي أغطية رأس سوداء طويلة‬ ‫مخروطية الشكل‪ .‬وقد كانت المالبس محالة بالذهب وتخلع على الناس من قبل الخليفة‪.‬‬ ‫اشتملت مالبس الرجال في العصر العباسي على‪ :‬سروال فضفاض‪ ،‬قميص‪،‬‬ ‫دراعة‪ ،‬قفطان‪ ،‬قباء‪ ،‬قلنسوة‪ .‬وهذه كانت مالبس الطبقة الراقية‪ ،‬وكانت مالبس عامة‬ ‫الشعب تتكون من‪ :‬االزار والقميص والدراعة والحزام‪ .‬كما كانوا يلبسون األحذية‬ ‫والنعال‪ ،‬وكان اغنياؤهم من الجنسين يلبسون الجوارب المصنوعة من الحرير أو‬ ‫الصوف اوالجلد‪.‬‬

‫اعراس واحتفاالت بين العباس يف بغداد‬ ‫اس تعد اخلليفة املهدي يف حمرم من س نة‬ ‫‪ 165‬للهجرة املوافق لس نة ‪ 781‬امليالدي‬ ‫حلفةل عرس الامري هارون بن املهدي‬ ‫(هارون الرش يد) عند زواجه من زبيدة بنت‬ ‫جعفر قبل توليه اخلالفة كام مل يس تعد احد‬ ‫من العباس يني قبهل فاس تحرض الاالت‬ ‫والانية والفرش واملتاع والقامش والطيب‬ ‫واجلوهر واخلدم والوصائف واعد لزبيدة درعا‬ ‫من اللؤلؤ "ويه ش به القميص" يفوق حد‬ ‫الوصف وحرش الناس من الافاق وفرق من‬ ‫الاموال يف ذكل العرس ما مل يتصور ان‬ ‫بيوت الاموال خترجه‪.‬‬ ‫اكنت اواين اذلهب متال درامه واواين الفضة‬ ‫متال داننري ويدفع ذكل لوجوه الناس اىل غري‬ ‫ذكل من نواجف املسك وقطع العنرب وخلع‬ ‫الويش‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫من مقامات احلريري‬ ‫امراة تعمل عىل احلياكة‬ ‫يف بغداد‬


51


‫‪.‬‬

‫في ‪ 10‬شباط عام ‪ 1258‬دخل المغول‬ ‫بقيادة هوالكو بغداد بعد حصار دام ‪ 12‬يوما‪ .‬ان‬ ‫عملية النهب والتدمير الجزئي الذي تعرضت له‬ ‫المدينة من قبل المغول انهت الخالفة العباسية‬ ‫وجعلت بغداد مدينة ضئيلة الشأن غير مميزة‪،‬‬ ‫حيث امتازت الفترة من (‪1338 -1258‬م)‬ ‫بالنزاعات المحلية والطائفية الدينية‪.‬‬

‫هوالكو خان‬ ‫‪ 1265 – 1217‬م‬ ‫حامك مغويل احتل معظم بالد‬ ‫جنوب غرب آس يا بعد آن قتل‬ ‫املاليني من آهلها‪ ،‬وتوسع جيشه‬ ‫كثريا ابجلزء اجلنويب الغريب‬ ‫ل إالمرباطورية املنغولية‪ ،‬مؤس ًسا‬ ‫سالةل اخلاانت بفارس‪ ،‬وتوالت‬ ‫السالالت بعد ذكل اإىل آن‬ ‫انهتت اإىل اإيران احلديثة‪ .‬وحتت‬ ‫قيادة هوالكو‪ ،‬اجتاح املنغوليون‬ ‫بغداد عامصة اخلالفة العباس ية‪،‬‬ ‫كام حتول املؤرخون من الكتابة‬ ‫العربية للفارسية يف عهده‪.‬‬

‫احلصار املغويل لبغداد‪ :‬رمس يبني‬ ‫احداث وجمرايت احلصار املغويل‬ ‫للمدينة ورضهبا ابملنجنيق ودفاع‬ ‫اهلها عهنا‬

‫‪50‬‬

‫وكان السلطان المغولي تكودار خان‬ ‫(‪1284-1282‬م) قد اعتنق الدين االسالمي‬ ‫واصبح يعرف بالسلطان احمد الذي قتل بعد‬ ‫عامين من قبل السلطان ارغون بن اباقان وتبعه‬ ‫السلطان غازان بن ارغون (‪1303-1295‬م)‬ ‫الذي سمى نفسه "محمود ارغون" من بعده في‬ ‫اعالن اسالمهم تباعا‪.‬‬ ‫قام المغول بعد اعتناقهم االسالم باصالح‬ ‫بعض االضرار التـي سببوها وبناء عدة جوامع‬ ‫جديدة وبنايات مهمة اخرى‪ ،‬وشمل ذالك اعادة‬ ‫بناء جامع القصر وجامع الخلفاء في سنة‬ ‫(‪1279‬م)‪ .‬وجامع القصر من منشآت الخليفة‬ ‫العباسي علي المكتفي باهلل خالل حكمه والتي ال‬ ‫تزال مئذنته قائمة الى يومنا هذا وتعرف بمنارة‬ ‫سوق الغزل‪.‬‬ ‫وقد استمر الحكم المغولي لبغداد منذ‬ ‫سقوطها حتى العام ‪1340‬م باحتالل الجالئريين‬ ‫لها ‪ ،‬اال ان تيمورلنك اعاد احتالل المغول اليها‬ ‫مرة ثانية حتى عام ‪1411‬م حيث انتهى حكم‬ ‫المغول لبغداد بعد ان استولت عليها قبيلة القرة‬ ‫قوينلو (الخروف االسود) عام ‪1411‬م‪.‬‬


‫جانب الرصافة‬ ‫جانب الكرخ‬ ‫سوق‬ ‫سور املدينة‬ ‫بساتني ومقابر‬ ‫طرق ومسارات‬ ‫رشايع‬ ‫حمالت سكنية مأأهوةل‬ ‫منطقة الاسواق‬ ‫منطقة ادارية حكومية‬ ‫جوامع‬ ‫مزارات‬ ‫مباين اترخيية‬ ‫جزء املدينة يف الكرخ‬

‫الهيكل الحضري للمدينة‬ ‫اواخر القرن التاسع عشر‬

‫خمطط يبني الهيلك احلرضي ملدينة‬ ‫بغداد يف بداية القرن العرشين‬ ‫مبنية عىل خمطط اعده الس يد رش يد‬ ‫اخلوجة عام ‪1908‬م‬

‫تشكلت البنية الحضرية التقليدية للمدينة القديمة‬ ‫في اواخر القرن التاسع عشر من العناصر‬ ‫الرئيسة التالية‪:‬‬ ‫‪ ‬سور المدينة‬ ‫‪ ‬نهر دجلة‬ ‫‪ ‬شبكة الطرق والمسارات‬ ‫‪ ‬النسيج العمراني الذي ينقسم بدوره‬ ‫بموجب وظائفه الى‪:‬‬ ‫‪ ‬اسواق‬ ‫‪ ‬مناطق سكنية‬ ‫‪ ‬المؤسسات الدينية واالدارية‬ ‫والثقافية‬ ‫‪ ‬مناطق صناعية‬ ‫منظر رمسه احد الرحاةل ‪‬الغربيني للضفة‬ ‫البساتين والمزارع‬ ‫الشاملية لهنر دجةل خارج‪‬اسوار بغداد‬ ‫المقابر والمناطق الخالية‬

‫‪63‬‬


‫كانت منطقة الرصافة الواقعة على الضفة الشرقية لنهردجلة على شكل مستطيل‬ ‫غيرمنتظم محاط باالسوار من اربع جهات‪ ،‬بضمنها جهة نهر دجلة الذي يعتبر العصب‬ ‫الرئيسي للمدينة والعمود الفقري لها‪ ،‬ومنه واليه كانت تصل المسارات الرئيسية في المدينة‪.‬‬ ‫وتشكل المناطق الخضراء والخالية ضمن سور بغداد ما يعادل نصف المساحة االجمالية‬ ‫للمدينة في جانب الرصافة‪.‬‬ ‫واذ يقع الجزء االكبر من المدينة في الرصافة فان الجزء االخر من المدينة يقع على‬ ‫ضفة النهر الغربية والتـي تسمى بالكرخ ويربط الكرخ بالرصافة جسر يسمى جسر الكطعة‪.‬‬

‫خارطة الس يد رش يد اخلوجة‬ ‫عام ‪1908‬‬ ‫تبني العنارص الاساس ية‬ ‫املؤثرة واملقررة للتشكيل‬ ‫اللكي للمدينة القدمية يف بداية‬ ‫القرن العرشين‬

‫‪62‬‬


‫مبىن القشةل‬ ‫جامع احليدرخانة‬

‫شارع الامككخانة‬

‫املدرسة العسكرية‬

‫جامع الوزير‬

‫شارع‬ ‫الامني‬

‫يشكل النسيج الحضري للمدينة القديمة ‪،‬‬ ‫الذي يتكون من االسواق والمناطق السكنية‬ ‫والمعالم الدينية والثقافية للمدينة اضافة الى‬ ‫مباني السلطة االدارية‪ ،‬معظم مساحة المدينة‬ ‫القديمة ‪.‬‬ ‫وتتشكل البنية العمرانية من مبان‬ ‫متراصة منفردة ومشكلة بشكل عفوي‪ ،‬ويظهر‬ ‫ذلك بصورة واضحة عند النظر الى المدينة من‬ ‫الجو‪ ،‬اذ تكاد تخلو شوارع المدينة وازقتها من‬ ‫الخطوط المستقيمة والزوايا الهندسية‪ ،‬وتتمدد‬ ‫في انسيابية عفوية طبيعية خطتها احتياجات‬ ‫المدينة وسكانها عبر قرون من الزمن ‪.‬‬ ‫اما المناطق المفتوحة داخل السور‪،‬‬ ‫والتي تتوزع ما بين المزارع والبساتين‬ ‫والمقابر‪ ،‬فقد كانت تشكل حسب خارطة فيلكس‬ ‫جونز ما يقارب نصف المساحة االجمالية‬ ‫للمدينة القديمة في الرصافة والكائنة ضمن‬ ‫حدود السور‪ ،‬وتتركز في الجزأين الشرقي‬ ‫والجنوبي الذي يتميز خاصة بغزارة وجود‬ ‫البساتين والمناطق الخضراء في المنطقة ما بين‬ ‫السنك وباب كلواذى (الباب الشرقي) ‪ .‬اما في‬ ‫الجزء الواقع في الطرف الشمالي الغربي‬ ‫فتتكون المناطق المفتوحة على االغلب من‬ ‫المقابر وبعض الخرائب واالطالل‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫جامع الامحدية‬

‫حمةل جديد حسن ابشا‬

‫سوق الهرج‬

‫دار الوايل‬

‫حامم الباشا‬

‫عدد نفوس الرصافة مبوجب فيلكس‬ ‫جونز (س نة ‪1853‬م)‬ ‫قدر فيلكس جونز عدد ساكن املدينة‬ ‫املسورة حبدود ‪ 60,000‬خشص موزعني‬ ‫عىل ‪ 15،000‬عائةل‬

‫‪z‬‬

‫تعداد ساكن بغداد س نة ‪1890‬م‬ ‫اكن عدد النفوس التـي تضمها الحياء‬ ‫الواقعة داخل أسوار بغداد من اجلانبني‬ ‫هو ‪ 149,941‬نسمة (اي ان عدد‬ ‫الساكن تزايد اىل اكرث من الضعف‬ ‫خالل اربعة عقود) موزعني كام ييل ‪:‬‬ ‫‪ ‬املسلمني ‪ 134,459 :‬خشص‬ ‫‪ ‬الهيود ‪ 13,182 :‬خشص‬ ‫‪ ‬املس يحيني ‪ 2,300 :‬خشص‬

‫صورة جوية لبغداد الرصافة بداية القرن العرشين‬ ‫تبني النس يج احلرضي املتشابك للمدينة‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫جامع الرساي‬


‫امتازت محالت مدينة بغداد بخصوصية هذه المناطق التي صنفت‬ ‫على اسس اقتصادية او اجتماعية او طبيعية ‪ ،‬وتعود تسميات محالت بغداد‬ ‫إما الى اسم عشيرة أو جامع أو معبد أو مرقد أو سوق أو جماعة ينتمون‬ ‫الى منطقة أو صنف من أصحاب األعمال أو علم خاص أو الى طبيعة‬ ‫األرض نفسها‪.‬‬

‫لوحة يف احد حمالت مدينة بغداد القدمية‬

‫‪76‬‬


‫‪4‬‬

‫الرصافة‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫‪.10‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫‪.13‬‬ ‫‪.14‬‬ ‫‪.15‬‬ ‫‪.16‬‬ ‫‪.17‬‬ ‫‪.18‬‬ ‫‪.19‬‬ ‫‪.20‬‬ ‫‪.21‬‬ ‫‪.22‬‬ ‫‪.23‬‬ ‫‪.24‬‬ ‫‪.25‬‬ ‫‪.26‬‬ ‫‪.27‬‬ ‫‪.28‬‬ ‫‪.29‬‬ ‫‪.30‬‬ ‫‪.31‬‬ ‫‪.32‬‬ ‫‪.33‬‬ ‫‪.34‬‬ ‫‪.35‬‬

‫امليدان‬ ‫مقر ادلين‬ ‫البارودية‬ ‫كسل‬ ‫خان الالوند‬ ‫العزة‬ ‫القرة تبة‬ ‫القرغول‬ ‫حامم املاحل‬ ‫الس يد البداي‬ ‫عطوفية‬ ‫جديد حسن ابشا‬ ‫احليدرخانة‬ ‫مقرب عيل‬ ‫الست هدية‬ ‫املهدية‬ ‫حرون الويالت‬ ‫قرة شعبسان‬ ‫عرصات قرة شعبان‬ ‫العاقولية‬ ‫مكنجو‬ ‫البو شعبان‬ ‫كهرين‬ ‫ابب الاغا‬ ‫حتت التكية‬ ‫فوز الصبخ‬ ‫الطاطران‬ ‫راس القرية‬ ‫ادلهانة‬ ‫سوق الغزل‬ ‫التوراة‬ ‫صهبان‬ ‫فرج هللا‬ ‫س بع اباكر‬ ‫القاطرخانة‬

‫‪.36‬‬ ‫‪.37‬‬ ‫‪.38‬‬ ‫‪.39‬‬ ‫‪.40‬‬ ‫‪.41‬‬ ‫‪.42‬‬ ‫‪.43‬‬ ‫‪.44‬‬ ‫‪.45‬‬ ‫‪.46‬‬ ‫‪.47‬‬

‫صبابيغ الآل‬ ‫القشل‬ ‫بين سعيد‬ ‫هيتاويني‬ ‫كوالت‬ ‫املربعة‬ ‫احلاج فتحي‬ ‫ش يخ رساج ادلين‬ ‫راس الساقية‬ ‫الس نك‬ ‫ابب الش يخ ويح الاكراد‬ ‫قهوة شكر ويح الارمن‬ ‫والاشوريني‬

‫‪19‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪47‬‬

‫‪.48‬‬ ‫‪.49‬‬ ‫‪.50‬‬ ‫‪.51‬‬ ‫‪.52‬‬ ‫‪.53‬‬ ‫‪.54‬‬ ‫‪.55‬‬ ‫‪.56‬‬ ‫‪.57‬‬ ‫‪.58‬‬ ‫‪.59‬‬ ‫‪.60‬‬ ‫‪.61‬‬ ‫‪.62‬‬ ‫‪.63‬‬ ‫‪.64‬‬ ‫‪.65‬‬ ‫‪.66‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪26 32‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪9 15‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪7 8‬‬ ‫‪30 29 36‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪13 20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪5‬‬

‫‪44‬‬

‫‪45‬‬

‫‪43‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪41‬‬

‫خارطة احلدود الادارية‬ ‫حملالت بغداد كام اكنت‬ ‫عام ‪1919‬م‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪64 66‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪60 63‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪56‬‬

‫الكرخ‬

‫اجلعيفر‬ ‫التاكرتة‬ ‫الش يخ عيل‬ ‫سوق حامدة‬ ‫ست نفيسة‬ ‫خرض الياس‬ ‫املشاهدة‬ ‫جامع عطا‬ ‫سوق اجلديد‬ ‫الفحامة‬ ‫ش يخ صندل‬ ‫ش يخ بشار‬ ‫الفالحات‬ ‫سوق العجمي‬ ‫دنك‬ ‫ادلوريني‬ ‫الس يف‬ ‫عالوي احلةل‬ ‫الشواكة‬

‫‪33‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪46‬‬

‫‪6‬‬

‫‪53‬‬

‫المحالت البغدادية‬ ‫بلغ عدد المحالت ضمن حدود المدينة المسورة بجانبيها بموجب خارطة‬ ‫(فيلكس جونز ) التـي وضعت سنة ‪1854‬م ما مجموعه ‪ 88‬محلة ‪ ،‬يقع منها ( ‪63‬‬ ‫) محلة في الرصافة و ( ‪ ) 25‬محلة في الكرخ ‪.‬وكانت محلة الدنكجية من اكبر‬ ‫محالت بغداد من حيث المساحة وعدد الدور والمرافق العامة‪ .‬وقد ظهرت على‬ ‫الخرائط القديمة كأكبر محلة في بغداد‪ .‬اذ كانت تضم جزءا ً من كل من محالت‬ ‫الميدان وجديد حسن باشا وباب االغا والعاقولية وامام طه والدشتي والصفافير‬ ‫والموله خانة‪ .‬اما خارطة محالت بغداد التـي اعدت في العام ‪1919‬م فتشير الى ‪66‬‬ ‫محلة يقع ‪ 47‬منها في الرصافة‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫كيفية تغير الهيكل الحضري للمدينة القديمة وتقطيع البنية الحضرية لها‬ ‫خالل سبعة عقود من خالل شق الطرق الحديثة عبر نسيجها الحضري‬ ‫المتشابك‬ ‫المدينة القديمة والطرق الحديثة‬ ‫لقد جرى انشاء المدينة في جانب‬ ‫الرصافة بصورة شبه عفوية حيث طورت‬ ‫المدينة نفسها خالل عصور مختلفة على‬ ‫اساس خاليا مكانية لتشكل النسيج‬ ‫الحضري للمدينة الذي كانت االسواق‬ ‫تشكل فيه العصب الرئيسي‪ ،‬كما كانت فيها‬ ‫للمزارات والمواقع الدينية اهمية خاصة ‪.‬‬ ‫وعلى مدى قرون توسعت المدينة حسب‬ ‫الحاجة وغالبا من دون خطط تنظم‬ ‫اتجاهات هذا التوسع ‪.‬واندمجت مناطق‬ ‫السكن والبنايات الخاصة والمنفردة مع‬ ‫الهيكل الحضري مهيئة مجموعة من‬ ‫االستعماالت المختلطة ضمن مقياس بيئي‬ ‫صغير ‪.‬‬

‫‪1910‬‬

‫ان القطع الشرياني العميق الذي‬ ‫سببه شق الطرق الحديثة ادى الى تقطيع‬ ‫اوصال النسيج العمراني للمدينة القديمة‬ ‫واختالل وظائفها الحضرية وفقدانها‬ ‫لهيبتها وطابعها التاريخي والتراثي ‪.‬‬ ‫وقد كان شق شارع الرشيد في‬ ‫مستهل القرن الماضي يمثل اول معاول‬ ‫الهدم للنظام الحضري للمدينة القديمة‪،‬‬ ‫والتـي استمرت طوال النصف االول من‬ ‫القرن العشرين بالشكل الذي انهى معالم‬ ‫البنية الحضرية للمدينة القديمة‪.‬‬

‫‪1980‬‬ ‫‪97‬‬


‫صورة جوية ملدينة بغداد‬ ‫يف عرشينات القرن‬ ‫املايض تبني جانبهيا‬ ‫الرصافة والكرخ‬

‫‪96‬‬


‫ﻣﻮﻗﻒ ﺳ�ﯿﺎرات اﻟﺮﺻﺎ‬

‫ﻣ�ﺎ ين‬ ‫جتارﯾﺔ‬

‫ارتفاع‬

‫التاثري السليب الكبري اذلي احدثه انشاء مبىن موقف س يارات الرصايف عىل منظر خط السامء يف املنطقة التارخيية والتناقض الكبري ما بني الطابع العمراين للمدينة القدمية وموقف س يارات الرصايف‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬

‫‪3‬‬

‫‪6‬‬

‫موقف س يارات الرصايف‬ ‫‪ .1‬املنطقة قبل انشاء املوقف‬ ‫‪ .2‬املنطقة بعد انشاء املوقف‬ ‫‪ .3‬موقع املوقف وجحمه ابلنس بة‬ ‫اىل النس يج احلرضي احمليط‬ ‫به وتقطيعه ملسارات‬ ‫الاسواق‬

‫جرس وموقف س يارات الس نك‬ ‫‪ .4‬املنطقة قبل التحديث‬ ‫‪ .5‬املنطقة بعد التحديث‬ ‫‪ .6‬موقع املوقف وعدم اس تقامته‬ ‫مع اي من املعطيات احلرضية‬ ‫احمليطة‬

‫‪111‬‬


‫مواقف السيارات متعددة الطوابق‬ ‫بلغت حصة شارع الرشيد من‬ ‫مشاريع التحديث ثالثة مباني خصصت‬ ‫كمواقف للسيارات‪ ،‬وكانت سمتها‬ ‫المشتركة هي سوء اختيار الموقع وعدم‬ ‫مالءمتها للمعطيات الحضرية للمنطقة‪.‬‬ ‫كما تمت في نفس الفترة اقامة جسرين‬ ‫احدهما في السنك واالخر في باب‬ ‫المعظم‪.‬‬

‫جامع‬ ‫الاصفية‬

‫ارتفاع‬ ‫طابقني‬

‫مواقف الس يارات متعددة الطوابق‬ ‫لقد اكن لسوء اختيار مواقع وتصاممي‬ ‫مواقف الس يارات التـي انشئت يف‬ ‫مثانينيات القرن العرشين اثر كبري عىل‬ ‫املشهد احلرضي ملدينة بغداد القدمية‪.‬‬ ‫فعىل الرمغ من اعتبار هذه املشاريع‬ ‫متثل تطويرا حقيقيا للمدينة من خالل‬ ‫توفري خدمات املواقف متععدة‬ ‫الطوابق من اجل حتواء الزمخ الكبري‬ ‫للس يارات يف شارع الرش يد يف حيهنا‬ ‫الا اهنا لالسف اصبحت عالمة‬ ‫سلبية يف املنطقة نتيجة سوء اختيار‬ ‫مواقعها وعدم تالمئها مع واقع املنطقة‬ ‫وطابعها احلرضي من هجة ومع قمية‬ ‫الارض املقامة علهيا من هجة اخرى‬

‫موقف سيارات الرصافي‬ ‫كان اختيار موقع موقف الرصافي بالقرب من المدرسة‬ ‫المستنصرية اختيارا بالغ السوء ‪ ،‬اذ اثر وجوده على المشهد‬ ‫الحضري التاريخي لمنطقة االسواق وافقد مآذن الجوامع‬ ‫التاريخية في المنطقة شموخها ‪ ،‬واضحت المدرسة‬ ‫المستنصرية منزوية في ظل هذا المبنى الضخم الذي ناهز‬ ‫طوله المئة وخمسون مترا وتجاوز ارتفاعه اكثر من ثالثة‬ ‫اضعاف ارتفاع مبنى المدرسة المستنصرية مما ادى الى‬ ‫تشويه خط سماء منطقة الرصافة التاريخية ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫جسر وموقف سيارات السنك‬ ‫كما مثل تنفيذ جسر السنك ضربة قاصمة الى المشهد‬ ‫الحضري لمنطقة السنك خصوصا وشارع الرشيد عموما‪،‬‬ ‫حيث قطع الجسر الشارع بطريقة تفتقر الى ابسط قواعد‬ ‫التصميم الحضري واجهز على اي قيم جمالية او حضرية‬ ‫فيها ‪ .‬واكتمل المشهد المؤلم باقامة مبنى موقف سيارات‬ ‫السنك الذي اضاف الى هذه التراجيديا الحضرية فصال اخر‬ ‫قضى على امكانات التطوير واالستثمار في هذه المنطقة‬ ‫المفصلية الهامة من المدينة ‪.‬‬

‫‪110‬‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫املدرسة‬ ‫املستنرصية‬


‫ة‬

‫قبل عام ‪1946‬م ‪ :‬املدرسة‬ ‫املرجانية قبل ان هتدم‬ ‫خمطط تقرييب للمدرسة وواهجة‬ ‫شارع الرش يد‬

‫‪1930‬‬ ‫س تينات القرن املايض ‪ :‬بعد هدهما‬ ‫واعادة بناهئا بتصاممي جديدة‬ ‫خمطط تقرييب للمدرسة وواهجة‬ ‫شارع الرش يد‬

‫‪1960‬‬

‫تسعينات القرن املايض ‪ :‬واهجة‬ ‫املدرسة عىل شارع الرش يد حيث‬ ‫مت تغيري شلك القبة الوسطية‬ ‫واعادة اكساء اجلامع والقبب‬ ‫ابلطابوق وتغيري شلك اجلدار‬ ‫اخلاريج‬

‫‪1980‬‬

‫‪117‬‬


‫تعرضت معظم المعالم التاريخية وعلى االخص منها الجوامع والمدارس الدينية الى عمليات اطلق‬ ‫عليها اسم "الترميم والصيانة" اال انها اضرت بالمعالم التاريخية لهذه الشواخص وافقدتها قيمتها التاريخية‬ ‫والعمرانية‪ .‬وتمثل المدرسة المرجانية احد االمثلة الواضحة لعمليات الترميم الخاطئة وما يمكن ان‬ ‫تتعرض له االثار والمباني التراثية من تخريب يفقدها قيمتها االثرية والتاريخية‪.‬‬ ‫ففي سنة ‪ 1946‬م تعرض هذا المبنى الذي كان جزءا من المدرسة المرجانية والمشيد من قبل أمين‬ ‫الدين مرجان سنة ‪758‬هـ (‪1356‬م) الى الهدم حيث اقتطع جزء كبير منها واضيف الى شارع الرشيد‬ ‫بدعوى الحفاظ على استقامة الشارع وتعريضه ولم يتبق من اصل المدرسة اال بابها االثري القديم‬ ‫ومئذنتها‪ .‬وشيد على ما تبقى من المساحة مسجد جامع جديد حيث بنيت ثالث قباب جديدة بدال من القبة‬ ‫التـي كانت تعلو المسجد القديم وكانت على طراز معماري نادر المثال في القباب االسالمية‪.‬اال انه ‪،‬‬ ‫مجددا ‪ ،‬تمت عملية تجديد اخرى بعد عقود من ذلك تعرضت فيها القباب‬ ‫والواجهات لتغيير معالمها مرة اخرى‪.‬‬

‫املدرسة املرجانية‬ ‫خمطط املدرسة الرجانية‬ ‫قبل هدمه اذلي شلك‬ ‫خسارة كبرية تلحق بتارخي‬ ‫املدينة‬

‫وبهذا فقدت بغداد احدى مدارسها وجوامعها الذي‬ ‫ظل شامخا قرابة الستة قرون ونصف‪ ،‬بعد ان افرغ‬ ‫من قيمته التاريخية والمعمارية والتـي لم يبق‬ ‫منها غير المئذنة وطاق المدخل ‪ .‬ويكاد يكون‬ ‫جامع مرجان مثاال لهذه العمليات التـي‬ ‫كانت وال تزال تنفذ تحت مسميات مختلفة‪،‬‬ ‫منها الصيانة او التجديد او التوسعة او‬ ‫حتى الترميم‪ ،‬والتـي طالت المباني‬ ‫التاريخية في مدينة بغداد القديمة‪.‬‬ ‫وطال التغيير مساجد تعود الى‬ ‫قرون مضت مثل جامع سيد سلطان‬ ‫علي وجامع االزبك وجامعي‬ ‫االصفية والوزير وغيرها من‬ ‫الشواخص التاريخية‪.‬‬

‫القبة الاصلية الفريدة‬ ‫للمدرسة املرجانية قبل هدهما‬

‫‪116‬‬


‫شارع الرشيد‬ ‫هذا الشارع الذي جرى شقه على النمط الغربي عبر‬ ‫خطوط مشاة رئيسية ومسارات تاريخية تمتد من ضفة‬ ‫النهر باتجاهات مختلفة‪ ،‬حيث تم فرضه على النسيج‬ ‫العمراني للمدينة من دون االخذ في االعتبار البنية‬ ‫الحضرية التقليدية واالختالفات ما بينها وما بين المدن‬ ‫الغربية وطبيعتها‪ ،‬االمر الذي ادى الى قطع امتدادات البنيه‬ ‫الحضريه التي تشكلت عبر التاريخ ‪ .‬كما اصبح دور نهر‬ ‫دجلة هامشيا بعد ان كان العصب الرئيس للمدينة وانعزلت‬ ‫الشواخص الهامة مثل القصر العباسي والمدرسة‬ ‫المستنصرية وغيرها من جهة كما تقطعت امتدادات‬ ‫االسواق والمسارات التاريخية من جهة اخرى ‪.‬‬ ‫بعد عدة عقود‪ ،‬غدا هذا الشارع المعلم الرئيس في‬ ‫المدينة التاريخية والعصب االساسي لها ومركزها التجاري‬ ‫والمالي‪.‬‬

‫‪1917‬‬

‫‪1927‬‬

‫‪1937‬‬

‫احليدرخانة خالل تسعني عاما‬ ‫توحض الصور اليت التقطت يف اوقات‬ ‫خمتلفة تطور الشارع خالل تسعني عاما‬ ‫من القرن العرشين حيث تبني التطور‬ ‫املتسارع خالل مدة مل تتجاوز العرشين‬ ‫عاما (‪ )1937-1917‬ومن مث تلته مرحةل‬ ‫من امجلود خالل الس بعني عاما الالحقة‬ ‫(‪)2007-1937‬‬

‫‪2007‬‬

‫ش‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ش‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ى‬ ‫ش‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ى‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫غ‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ي ‪125‬‬ ‫ع‬ ‫ب‬


‫تبين اللقطات الموضحة ادناه التطور الذي شهده شارع الرشيد في مناطق مختلفة‬ ‫واوقات مختلفة خالل القرن العشرين‪.‬‬

‫شق الطرق عرب املدينة القدمية‬ ‫كام حدث يف معظم املدن التارخيية يف‬ ‫العامل فقد ادى بناء نظام الطرق الرسيعه‬ ‫عرب البنية التقليديه للرصافة اىل تعطيل‬ ‫ش بكة املشاة الرئيسة من خالل فرض‬ ‫اجتاهات جديدة وخلق نقاط جديدة‬ ‫للفعاليات التجارية والتـي ادت ابلتايل‬ ‫اىل تغيري تدرجيي ملنطقة وسط بغداد‬ ‫واىل تدهور يف وضع الاسواق‬ ‫التقليدية‪.‬‬

‫‪124‬‬


‫تفاصيل بنائية ابالجر يف‬ ‫احد املباين الرتاثية يف‬ ‫رصافة بغداد‬

‫لوحة دالةل عىل‬ ‫جدار متداعي يف‬ ‫يح الرش يد‬

‫بعد االحداث والتغييرات التي مرت بها المدينة خالل القرن العشرين‪ ،‬بات مركز المدينة على‬ ‫شكله الحاضر اليوم مشتتا ذا بنية ضعيفة يحمل كما ال يحصى من المشاكل والعلل الحضرية‪ ،‬اذ‬ ‫يمكن الي زائر لمركز بغداد التاريخي اليوم مالحظة التدهور الذي حل في قلب المدينة‪.‬‬ ‫لحسن الحظ فان ما تبقى من هيكل المدينة القديمة ال يزال يحمل الكثير من المعطيات االيجابية‬ ‫والمباني التراثية‪ ،‬التي ال يزال الكثير منها شامخا في انتظار من ينقذه مما يواجهه اليوم من مخاطر‬ ‫االندثار ويعيد الى المدينة زهوها وكبرياءها‪.‬‬

‫‪129‬‬


128


‫منطقة وسط املدينة القدمية املطل عىل هنر دجةل‬ ‫(ما بني جرس ابب املعظم وجرس امجلهورية)‬

‫جرس الس نك‬ ‫شارع الرش يد‬ ‫ساحة حافظ القايض‬

‫هنر دجةل ‪:‬‬ ‫طول ضفة هنر دجةل‪ 3.152 :‬كيلومرتا‬ ‫عرض الهنر يرتاوح ما بني ‪ 143‬و‪ 347‬مرتا‬ ‫جرس الاحرار‬

‫شارع الرش يد ‪:‬‬ ‫طول الشارع‪ 3.178 :‬كيلومرتا‬ ‫عرض الشارع‪ :‬ما بني ‪ 9.80‬و ‪ 14.20‬مرتا‬ ‫عدد املباين‪ 313 :‬مبىن اضافة اىل ‪ 17‬قطعة غري مش يدة‬ ‫عدد الامعدة‪ 1,204 :‬معودا‬

‫امه الشوارع املتفرعة ‪:‬‬ ‫شارع املتنيب ‪ ،‬شارع املستنرص (الهنر) ‪ ،‬شارع البولنجية ‪ ،‬شارع الرساي‬ ‫شارع الامني ‪ ،‬شارع الوثبة ‪ ،‬شارع س يد سلطان عيل‬ ‫الساحات العامة ‪:‬‬ ‫عدد الساحات الرئيس ية‪ 5 :‬ساحات‬ ‫ساحة التحرير ‪ ،‬ساحة الس نك ‪ ،‬ساحة حافظ القايض ‪ ،‬ساحة الرصايف ‪ ،‬ساحة‬ ‫امليدان‬ ‫عدد الساحات الثانوية‪ 3 :‬ساحات‬ ‫الاسواق ‪:‬‬ ‫امه الاسواق ‪ :‬الشورجة ‪ ،‬سوق الصفارين ‪ ،‬سوق الرساي ‪ ،‬عكد (عقد)‬ ‫النصارى ‪ ،‬عكد اجلام ‪ ،‬شارع املتنيب‬ ‫الازقة ادلاخلية ‪:‬‬ ‫عرض الازقة ما بني ‪ 2.40‬و ‪ 6.400‬مرتا‬

‫منظور شامل للمنطقة‬ ‫منظور للمنطقة من مبىن مطل عىل ساحة‬ ‫حافظ القايض يظهر جرس الاحرار‪ ،‬كام‬ ‫يظهر شارع الرش يد ابجتاهني‪ ،‬الشامل(عىل‬ ‫الميني) واجلنوب(عىل اليسار)‪.‬‬

‫‪135‬‬


‫كان مركز بغداد التاريخي ‪ ،‬وحتى سبعينات القرن العشرين‪ ،‬محورا اساسيا لمدينة بغداد‪،‬‬ ‫حيث مثل شارع الرشيد مركزا تجاريا باسواقه ومتاجره ودور العرض السينمائي فيه‪،‬‬ ‫ومركزا سياحيا حضاريا بمعالمه التاريخية ودور العبادة‪ ،‬فيه وكان قبلة للزوار‬ ‫والسياح من انحاء العالم نظرا لما لبغداد من شهرة كعاصمة من العواصم‬ ‫التاريخية العربية واالسالمية العريقة‪.‬‬ ‫اال ان توسع المدينة المضطرد وما واجهته البالد منذ‬ ‫ثمانينات القرن الماضي من اضطرابات وحروب‬ ‫ادى الى انحسار هذا الدور وتراجعه تبعا‬ ‫لضعف الخطط التنموية وتراجع‬ ‫النشاط السياحي واالنفاق‬ ‫الحكومي ودخل الفرد‪ .‬في‬ ‫الوقت نفسه هيمنت اسواق‬ ‫الجملة وتضخمت على حساب‬ ‫االسواق االخرى التي فقدت‬ ‫زخمها واضحى شارع الرشيد‬ ‫نفسه امتدادا السـواق الجملة وخلت‬ ‫المكاتب والمساكـن من اصحابها اذ‬ ‫سخرتها الجملة لخدمتها فامست مخازن‬ ‫لبضائعها وورشا صناعية تقدم لها‬ ‫متطلباتها اليومية‪.‬‬ ‫توزعت مهمة المركز وتبعثرت على‬ ‫المراكز المحلية للضواحي ‪ ،‬وفقد مركز بغداد اهميتـه‬ ‫وبريقه القديم يوم كان مركزا نابضا بالحياة للمدينة‬ ‫وتحـول الى اسواق ومخــازن لبضائع الجمــلة وخدماتها‬ ‫وعاشت المدينة عقودا من الزمن دون مركز يؤدي دوره‬ ‫الحضاري الفاعل تبعا لمتطلبات التطور‪ .‬كان ذلك احد االسباب‬ ‫المؤدية الى ضعـف وحدة المدينة الكبرى وانكماشها في العقد‬ ‫االول من القرن الحادي والعشـرين وتحولها الى ضواحي متعددة‬ ‫االعراق والمذاهب والطوائف من دون مركز يوحدها ويصهرها ضمن‬ ‫بوتقة وجودهم وانتماءهم لمدينتهم العريقة‪.‬‬

‫‪134‬‬

‫مبىن غرفة التجارة‬

‫شارع املستنرص (الهنر)‬

‫شارع الرش يد‬

‫بناية اللنج‬


141


‫تعرب اللقطات عىل هذه الصفحة عن احلياة‬ ‫اليومية للمنطقة وساكهنا والعاملني فهيا وتوحض‬ ‫طبيعة مراتدي املنطقة وقاطنهيا اذلين‬ ‫يتكونون يف اغلهبم من الرشاحئ التالية‪:‬‬ ‫احصاب احلرف والاعامل ‪:‬‬ ‫وتشمل هذه الرشحية احصاب احلرف مثل‬ ‫الصاغة والرساجني والصفارين وغريمه ممن‬ ‫يعملون يف الاسواق واحصاب الاعامل اكلتجار‬ ‫واحصاب املصاحل العاملني يف املنطقة وداخل‬ ‫الاسواق‪.‬‬ ‫املتسوقني ‪:‬‬ ‫الغالبية العظمى من مراتدي املنطقة وزوارها‬ ‫اليوميني مه املتبضعني اذلين يقصدون املنطقة‬ ‫لرشاء البضائع والتسوق اضافة اىل سائقي‬ ‫التاكيس واملركبات العابرة للمنطقة اذلين‬ ‫يعتربون الاقل تواجدا يف املنطقة‪.‬‬ ‫العامل والكس بة ‪:‬‬ ‫وتشمل هذه الرشحية املواطنني اذلين يعملون‬ ‫يف املنطقة عامل التحميل والنقل وغريمه‪ .‬كام‬ ‫تشمل مقديم اخلدمات مثل الباعة اجلائلني‬ ‫وابئعي الاطعمة وغريمه‪.‬‬ ‫ساكن املنطقة ‪:‬‬ ‫هذه الرشحية يه رشحية املواطنني اذلين‬ ‫يتخذون املنطقة سكنا هلم سواء يف البيوت‬ ‫او الشقق السكنية يف الاحياء املتفرقة وتاكد‬ ‫تكون هذه الرشحية يه الاضعف والاقل‬ ‫عددا‪.‬‬

‫‪140‬‬


‫خمطط توزيع الطابع املمعامري للمباين القامئة يف املنطقة‬ ‫‪ %55‬من املباين ال حتتوي عىل اي طابع معامري ممزي‬

‫خمطط توزيع احلاةل الانشائية للمباين القامئة يف املنطقة‬ ‫‪ %37‬من املباين يف حاةل رديئة او ماهرئة‬

‫طابع ممتزي ‪ /‬اترخيية‬ ‫عامرة تقليدية (قبل ‪1920‬م)‬ ‫عامرة (فرتة ‪ 1920‬و‪1930‬م)‬ ‫عامرة (فرتة ‪ 1030‬و‪1940‬م)‬ ‫فرتة احلداثة‬ ‫ال حتتوي عىل طابع‬ ‫ارض خالية‬ ‫غري مشمول‬

‫الطابع املعامري للمباين القامئة‬

‫حتت الانشاء‬ ‫جيد‬ ‫مقبول‬ ‫رديء‬ ‫همرتئ‬ ‫خرائب‬ ‫ارض خالية‬ ‫غري مشمول‬

‫احلاةل الانشائية للمباين القامئة‬

‫طابق واحد‬ ‫طابقان‬ ‫ثالثة طوابق‬ ‫اربعة طوابق‬ ‫مخسة اىل تسعة طوابق‬ ‫اكرث من عرشة طوابق‬ ‫ارض خالية‬

‫خمطط توزيع احلاةل الانشائية للمباين القامئة يف املنطقة‬ ‫‪ %65‬من املباين يه ابرتفاع طابق اىل طابقني‬

‫ارتفاعات املباين القامئة‬

‫اخملططات والبياانت مبنية عىل مسوحات قام هبا املكتب املعامري عام‬ ‫‪ 2010‬لصاحل امانة بغداد ومت حتديهثا عام ‪2012‬‬

‫اخملطط مبين عىل مسوحات قام هبا املكتب املعامري عام‬ ‫‪ 2010‬لصاحل امانة بغداد ومت حتديهثا عام ‪2012‬‬ ‫‪145‬‬


‫تشير المسوحات التي اجريت على المنطقة المحاذية لنهر دجلة الى تردي الوضع‬ ‫العمراني لالبنية من الناحية االنشائية والمعمارية‪ ،‬عالوة على التفاوت الكبير في‬ ‫ارتفاعات المباني فيها‪.‬‬ ‫هذه المؤشرات تدل على تدهور الوضع العمراني والمشهد الحضري للمنطقة‬ ‫بصورة عامة وشاملة‪.‬‬

‫التدهور داخل النس يج‬ ‫احلرضي‬ ‫التدهور العمراين (غري‬ ‫املنظور) يرتكز يف الاحياء‬ ‫السكنية داخل النس يج‬ ‫احلرضي‬

‫خط السامء يف املنطقة‪ :‬عشوائية واضطراب يف‬ ‫ارتفاعات املباين‬ ‫‪144‬‬


153


‫فوض ى املولدات‬ ‫واالسالك تسبب‬ ‫حرائق متكررة‬ ‫وتلوثا بصريا‬

‫اهنيار اخلدمات‬ ‫تعاين املنطقة من تراجع‬ ‫شامل للبىن التحتية وانعدام‬ ‫اخلدمات سواء البيئية او‬ ‫الصحية مهنا‬

‫تلوث بيئي لعدم‬ ‫وجود نظام مجاري‬ ‫داخل االحياء‬ ‫واالزقة‬

‫االفتقار الى‬ ‫اي بنى‬ ‫تحتية او‬ ‫اضاءة‬ ‫لالزقة‬

‫افتقار املباني‬ ‫داخل االحياء الى‬ ‫البنى التحتية‬ ‫والخدمات‬

‫تلوث بيئي ناجم عن‬ ‫ضعف نظام جمع‬ ‫القمامة و إنعدام‬ ‫كفاءته‬

‫‪152‬‬


157


‫من المهم التعرف على الوضع‬ ‫الحاضر للمدينة من خالل التجول مجددا‬ ‫في عناصرها الحضرية الخمسة المهيمنة‬ ‫على الحياة في هذا الجزء من المدينة بعد‬ ‫ان شهدنا ما مرت به في القرن الماضي‬ ‫وما شهدته من تغيرات في عصرنا‬ ‫الحاضر‪.‬‬ ‫هذه العناصر الخمسة‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ضفة نهر دجلة‬ ‫شارع الرشيد‬ ‫الساحات العامة‬ ‫االسواق‬ ‫االحياء واالزقة‬

‫الصفحات القادمة ستعرض لنا‬ ‫شريطا مصورا يوجز وضع هذا الجزء من‬ ‫المدينة القديمة وما آلت اليه اليوم من‬ ‫تدهور شمل كافة مفاصلها العمرانية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية والبيئية‪.‬‬

‫‪156‬‬

‫ذ‬


‫مناطق حرضية مش يدة‬ ‫السدة الرتابية‬ ‫تراكامت رملية‬ ‫هنر دجةل‬

‫جرس الاحرار‬

‫بيت ساسون‬ ‫حسقيل‬

‫القطاع الثاني يبدأ من جسر السنك حتى جسر االحرار ‪ ،‬تعرضت هذه المنطقة التي‬ ‫تحتوي على نسيج عمراني متشابك الى الهدم في ثمانينات القرن الماضي وال يزال ما‬ ‫يقرب من خمس هذه المنطقة خاليا ويستعمل إليواء السيارات في مواقف غير رسمية‪.‬‬

‫جامع سيد‬ ‫سلطان علي‬

‫في الطرف الجنوبي تتواجد ثالث مباني تراثية هي القنصلية البريطانية ودار المقيمية‬ ‫البريطانية ودار النقيب ‪ .‬يتراصف عدد من البيوتات القديمة على طرف الساحة‬ ‫الخالية التي تنتهي بباحة مسجد السيد سلطان علي التي تقطع المسار النهري بشكل ال‬ ‫يتناسب وغرض السدة الترابية ‪.‬‬ ‫ما بين مسجد سيد سلطان علي وجسر الشهداء مناطق شبه خالية تستعمل إليواء‬ ‫السيارات‪.‬‬

‫‪167‬‬


‫جرس الس نك‬

‫ما قبل السدة الرتابية‬ ‫رشيعة س يد سلطان عيل‬ ‫مركز رئييس للتنقل عرب الهنر‬

‫السدة الرتابية‬ ‫املقميية الربيطانية‬ ‫بيت النقيب‬ ‫حمطة تصفية مياه‬

‫‪166‬‬


‫منظر لضفة النهر من على جسر الشهداء يظهر القطاع ما بين‬ ‫جسري االحرار و الشهداء على اليمين والقطاع ما بين جسري‬ ‫الشهداء وباب المعظم على اليسار‬ ‫يضم هذا القطاع اهم الشواخص االثرية والمعمارية لمدينة بغداد‬ ‫والتي تطل مباشرة على نهر دجلة واهمها المدرسة المستنصرية‬ ‫والقشلة والقصر العباسي اضافة الى جامع االصفية وجامع الوزير‬ ‫ودار الوالي‬ ‫كما تحتل مباني وزارة الدفاع الجزء االخير منه في موقع القلعة‬ ‫القديمة‪.‬‬

‫جرس الشهداء‬

‫ساحة الرصايف‬

‫جامع الوزير‬

‫احملمكة الرشعية‬ ‫(املدرسة العسكرية)‬ ‫مرىس زوارق‬ ‫املتنيب‬

‫‪173‬‬


‫الواهجة الهنرية جلرس الكطعة‬ ‫تغري املشهد احلرضي للمنطقة‬ ‫بشلك جذري‬

‫بناية ادلفرتدار‬

‫جامع االصفية‬

‫السدة الرتابية‬

‫املدرسة املستنرصية‬

‫جرس الاحرار‬

‫‪172‬‬


181


‫يعد شارع الرشيد العصب الرئيسي التجاري لبغداد‬ ‫منذ العام ‪ 1918‬حيث ازدهر الشارع ليصبح شارع‬ ‫االعمال االول في بغداد‪ ،‬بعد ان احتل دور نهر دجلة‬ ‫كمحور نقل في المدينة‪ ،‬وبقيت مكانته كذلك حتى اليوم‪.‬‬ ‫يمتد شارع الرشيد على محور مواز لنهر دجلة‬ ‫يربط شمال المدينة القديمة بجنوبها والتي حددت ببوابتين‬ ‫قديمتين في سور المدينة القديمة‪ ،‬وهما باب المعظم‬ ‫شماال والباب الشرقي جنوبا‪ ،‬واللتان ازيلتا في ازمنة‬ ‫سابقة‪ .‬يتميز الشارع بأروقته المعمدة التي تمتد على‬ ‫طول الشارع وكذلك ببناياته ذات الطابقين وهو ما ساعد‬ ‫على ضمان حاسة من التناغم والتوازن المعماري‪،‬‬ ‫باالضافة الى توفير مناطق مظللة للمشاة ضمن المباني‬ ‫على جانبيه الشرقي والغربي في المدينة‪.‬‬ ‫وبسبب وجود مباني قديمة ترجع الى ما قبل شق‬ ‫الشارع‪ ،‬عالوة على ما تلى شق الشارع من عمليات‬ ‫تحديث وبناء طوال القرن العشرين‪ ،‬فان الشارع يبدو‬ ‫وكانه ساحة عرض ومتحف لالنماط المعمارية المختلفة‪،‬‬ ‫يعرض بانوراما لتطور وتنوع العمارة البغدادية خالل‬ ‫اكثر من قرن‪.‬‬ ‫وباستثناء بعض المباني التي اقيمت حديثا فإن‬ ‫اغلب التصاميم الحديثة اهملت الخاصية الموحدة للشارع‬ ‫من خالل عشرات المباني العالية التي تفتقر الى التكامل‬ ‫مع المباني التراثية المنتشرة على طوله‪ .‬وهذا ما احدث‬ ‫خلال في المشهد الحضري وفتت التناسق البصري لجدار‬ ‫الشارع‪.‬‬

‫‪180‬‬

‫فوىض حرضية شامةل وتغري‬ ‫يف طابع ووظيفة الشارع‬ ‫بسبب التواجد املكثف‬ ‫الوسوا المجةل‬


‫يعاني شارع الرشيد اليوم من اشكاليات عديدة تتعلق‬ ‫بوظائفه الحضرية وتاثيراتها واخرى تتعلق بالمشهد‬ ‫الحضري المميز له‪.‬‬

‫كان للعديد من الظروف والعوامل التي صاحبها عدم‬ ‫وجود دراسة شاملة لمستقبل المنطقة عموما وشارع الرشيد‬ ‫خصوصا‪ ،‬االثر الكبير في تدهور البنية الوظيفية للشارع‬ ‫واختالل توازنها‪.‬‬ ‫ففي الوقت الذي كان فيه الشارع ممرا رئيسيا في‬ ‫المدينة يحمل في جانبيه مختلف الفعاليات الثقافية والترفيهية‬ ‫والتسويقية واالدارية‪ ،‬عالوة على دوره الحاضر في‬ ‫المناسبات االجتماعية والدينية والسياسية‪ ،‬فانه اليوم يكاد‬ ‫يخلو من معظمها فقد تحول الى ساحة تابعة السواق الجملة‬ ‫واالدوات االحتياطية وزيوت السيارات ‪ .‬اضحى شارعا شبه‬ ‫مقفر اال من تجار الجملة والعربات التي توصل البضائع من‬ ‫والى اسواق الجملة‪ ،‬وعلى االخص في منطقة باب االغا‬ ‫حيث يقع سوق الشورجة وعكد النصارى وعكد الجام‪.‬‬ ‫ادى هذا الوضع ‪ ،‬بسبب محدودية عرض الشارع الى‬ ‫اختناقات مرورية تسببت بها ايضا اسواق الجملة بالنظر‬ ‫لحاجتها الى نقاط لتحميل البضائع ووقوف الشاحنات ال‬ ‫تتحمل المنطقة وجودها‪ ،‬فاصبحت عملية نقلها تتم عن طريق‬ ‫عربات خشبية اليصالها الى نقاط تجمع السيارات في ساحة‬ ‫الرصافي شماال وساحة حافظ القاضي جنوبا‪ .‬وبالتالي‬ ‫اصبحت هذه المنطقة غير قابلة لدخول السيارات وامتدادا‬ ‫طبيعيا السواق الجملة‪.‬‬ ‫يالحظ اختالل التوازن الطبيعي للشارع في وظائفه‬ ‫الشكلية من طرفه في باب المعظم وحتى طرفه الجنوبي في‬ ‫باب الشرقي‪ ،‬حيث تغيرت البنية الوظيفية له‪ ،‬وفقد الشارع‬ ‫االنسيابية في الوظائف‪ ،‬حيث تركزت الفعاليات في وسطه‬ ‫المار قرب اسواق الجملة وضعف تركيزها كلما ابتعدنا‬ ‫عنها باتجاه الشمال والجنوب‪.‬‬ ‫وهكذا تحول شارع الرشيد المتنوع الفعاليات والنابض‬ ‫بالحركة خالل عقود قليلة وبالتدريج من شارع لخدمة سكان‬ ‫المدينة ومرتاديه بمختلف احتياجاتهم ومشاربهم الى شارع‬ ‫يقوم بخدمة اسواق الجملة مما ادى الى فقدانه لحيويته‬ ‫كعصب مركزي للمدينة‪.‬‬ ‫‪183‬‬


‫مباين غري مكمتةل ويف حاةل وسيئة‬ ‫واوسوا وبضائع عشوائية يف‬ ‫ووسط املدينة وقلب الشارع منذ‬ ‫عقود‬

‫‪182‬‬


‫‪-‬‬

‫يكاد يخلو شارع الرشيد تماما من عناصر‬ ‫التنسيق الحضري‪ ،‬والمتعلقة بخدمات المشاة في‬ ‫المناطق الحضرية‪ ،‬مثل المصاطب والمظالت‬ ‫والمرافق وغيرها من الخدمات االساسية‪ .‬كما انه‬ ‫يفتقر الى التنظيمات الخاصة بتنسيق االعالنات‬ ‫وعالمات الداللة التي نراها تنتشر بفوضوية‬ ‫مطلقة من دون اي تنظيم يذكر‪ ،‬االمر الذي يفقد‬ ‫الشارع طابعه وخصوصيته‪.‬‬ ‫من ناحية اخرى يخلو الشارع من العناصر‬ ‫التجميلية الحضرية مثل النصب والنافورات‬ ‫والمؤثرات البصرية والضوئية ذات الداللة على‬ ‫الرغم من ضخامة الموروث الحضاري والثقافي‬ ‫للشارع والمنطقة المحيطة به والتي لو اخذت في‬ ‫االعتبار لكان لكل زاوية من الشارع نصبا او‬ ‫شاخصا يحكي تاريخ المدينة‪.‬‬ ‫المعايير البيئية‬

‫استعمال مختلط‬ ‫سكني مختلط‬ ‫صناعي مختلط‬ ‫استعمال صناعي‬ ‫مرافق عامة‬ ‫استعمال ديني‬ ‫استعمال ترفيهي‬ ‫مواقف سيارات‬ ‫فضاء مفتوح‬ ‫مباني غير مشغولة‬ ‫ارض فارغة‬

‫‪1%‬‬ ‫‪7% 2%‬‬

‫‪3%‬‬

‫‪1%‬‬ ‫‪1% 5%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪4%‬‬

‫‪75%‬‬

‫‪0%‬‬

‫تشكل مشكلة النفايات التي تفرزها اسواق‬ ‫الجملة وضعف وتهاوي البنى التحتية للشارع احد‬ ‫المشاكل المهمة التي يعاني منها الشارع‪ ،‬الذي‬ ‫يخلو من المناطق الخضراء فيما عدا المنطقة‬ ‫الشمالية والمحصورة ما بين باب المعظم وساحة‬ ‫الميدان والخاصة بوزارة الدفاع‪ ،‬والتي يحظر‬ ‫على المارة التمتع بها وبالتالي فان المناطق‬ ‫المفتوحة هي عبارة عن مسارات للسيارات تزيد‬ ‫من تعرض الشارع للتلوث البيئي‪.‬‬

‫احصاءات‬ ‫‪4% 2%‬‬ ‫امالك خاصة‬ ‫امالك عامة‬ ‫امالك موقوفة‬ ‫ارض فارغة‬

‫‪79%‬‬

‫‪15%‬‬

‫اوس تعامالت الارض ‪ :‬كشف املسح املوقعي ان هناك ‪ %75‬من لك البناايت (اجملموع‬ ‫‪ )348‬يه ذات اوس تعامل خمتلط و ان املباين ذات الاوس تعامل غري املتلط تشلك ما‬ ‫نسبته ‪ %14‬فقط‪.‬‬ ‫امللكيات العقارية‪ :‬يتضح ان اغلب امللكيات العقارية تعود للقلطاع اخلاص يف حني‬ ‫يعود اقل من مخس الامالك يف شارع الرش يد الىى ادلوةل وهيئات الاوقاف املتلفة‬

‫‪187‬‬


‫شارع الرش يد‬ ‫منلطقة ابب الاغا‪:‬‬ ‫تعبري عن الفوىض‬ ‫اليت يعانهيا الشارع‬ ‫العريق بش ىت‬ ‫صورها‬ ‫`‬

‫‪186‬‬


‫سوق الشورجة‬

‫منطقة االسواق التاريخية‬

‫اﻻﺳواق التجارية الرئيسية‬

‫ساحة الميدان‬

‫ساحة الرصافي‬

‫باب المعظم‬

‫جديد حسن باشا‬

‫نشاطات ثقافية ‪ /‬تراثية‬

‫وزارة الدفاع‬

‫ادارات حكومية‬

‫جدار الشارع‪ :‬تتذبذب ارتفالات املباين لى طول شارع الرش يد من طابق واحد اىل اكرث من اثين عرش طابقا مما يتسبب يف تشوه املشهد احلرضي للشارع واختالل واهجة جدار الشارع‪.‬‬ ‫الا ان غالبية املباين يف الشارع واليت تشلك اكرث بقليل من النصف مكونة من املباين اليت ال تزيد عن طابقني ‪.‬‬ ‫‪193‬‬


‫ساحة حافظ القاضي‬

‫ساحة السنك‬

‫السنك‬

‫نشاطات ترفيهية‬

‫نشاطات تجارية‬

‫ينقسم الشارع فيزيائيا وشكليا الى خمسة مقاطع رئيسية‪ ،‬وهذه المقاطع لم تنشأ‬ ‫عن طريق التخطيط‪ ،‬وانما كانت بدرجة كبيرة بسبب انشاء الجسور في القرن‬ ‫العشرين‪ ،‬والتي تسببت في تقسيم شارع الرشيد بهذه الصورة في نقاط التقاطع‪ ،‬حيث‬ ‫يتحول الشارع الى ساحة كما في ساحة الرصافي وساحة حافظ القاضي وساحة‬ ‫السنك‪ .‬كما ان هذه القطاعات تميزت بمرور الزمن من خالل استعماالت االرض‬ ‫والتي حددتها الوظائف للنشاطات والفعاليات والعناصر الحضرية االساسية‪ .‬كما‬ ‫تتداخل هذه الفعاليات والنشاطات ببعضها وعلى االخص في نقاط التماس محدثة‬ ‫مناطق ذات فعاليات مختلطة‪.‬‬

‫‪192‬‬

‫شارع النهر‬

‫جيد‬ ‫مقبول‬ ‫ردئ‬ ‫متهرئ‬ ‫ارض فارغة‬

‫طابق واحد‬ ‫طابقين‬ ‫ثالث طوابق‬ ‫اربعة طوابق‬ ‫خمسة الى تسعة طوابق‬

‫‪2%‬‬

‫‪32%‬‬

‫‪11%‬‬ ‫‪16%‬‬

‫‪39%‬‬

‫‪8% 3% 2%‬‬

‫‪20%‬‬ ‫‪35%‬‬

‫‪25%‬‬

‫‪7%‬‬


‫يتمركز في بداية هذا القطاع مبنيين ضخمين هما موقف سيارات السنك‬ ‫ومبنى االتااالت بدالة السنك)‬ ‫ففي هذه الجهة الشرقية) من الشارع يغلب طابع الحداثة على المباني‬ ‫وتتباين ارتفاعاتها ما بين الطابق واالثني عشر طابقا‪ ،‬وفيما عدا ذلك‬ ‫وعلى االخص في الجزء الغربي من الشارع فان الطابع التقليدي‬ ‫يكون هو الغالب ‪.‬‬ ‫يشكل جامع السيد سلطان علي موقعا دينيا هاما وفاصال في هذا‬ ‫القطاع‪.‬‬

‫سيامن الزوراء‬ ‫شارع س يد سلطان‬ ‫عيل‬ ‫سيامن الوطين‬

‫ساحة حافظ‬ ‫القايض‬

‫سيامن عالء ادلين‬

‫جامع س يد سلطان عيل‬

‫مبىن اوروزدي‬ ‫ابك‬

‫‪197‬‬


‫من ساحة الس نك وحىت‬ ‫ساحة حافظ القايض‬

‫مبىن االتصاالت‬

‫جرس الس نك‬

‫موقف س يارات‬ ‫الس نك‬

‫مبىن القنصلية‬ ‫الربيطانية‬

‫‪196‬‬


‫يوجد على جانبي شارع الرشيد ‪ 1124‬عمودا يغلب على جذعها الشكل االسطواني‬ ‫وبقطر يتراوح ما بين ‪ 38‬و ‪ 55‬سم‪.‬‬ ‫اما التيجان التي تزين االعمدة فيمكن تمييز ثالثة انواع منها‪ ،‬وهي الدوري وااليوني‬ ‫والكورينثي‪ ،‬والتي تشكل حوالي النصف في حين يشكل النصف الباقي اشكاال متميزة ال‬ ‫تنتمي الى اي من االشكال التقليدية المعروفة‪.‬‬

‫‪209‬‬


‫الطابع املمزي‬ ‫تشلك الامعدة الطابع الرئييس ل شارع‬ ‫الا اهنا تتعرض اىل التآلك والت ف‬ ‫اضافة اىل ما جيري ع هيا من مع يات‬ ‫هدم من حني اىل اخر الامر اذلي‬ ‫هيدد طابع الشارع بسبب بناء مباين‬ ‫من غري امعدة وخاصة خالل فرتة‬ ‫الس تينات والس بعينات من القرن‬ ‫املايض‪.‬‬

‫دوري‬ ‫ايوني‬

‫‪16%‬‬ ‫‪49%‬‬

‫‪15%‬‬

‫كورنثي‬ ‫اخرى‬

‫‪20%‬‬

‫‪208‬‬


‫تعد ساحة الباب الشرقي المدخل الرئيسي لمنطقة بغداد القديمة من جهتي‬ ‫الجنوب والجنوب الشرقي‪ ،‬على امتداد شارع الرشيد من جهة الجنوب‬ ‫وشارع ابو نواس وحدائقه الترفيهية المطلة على نهر دجلة‪.‬‬ ‫كما ترتبط المنطقة عن طريق ساحة التحرير بشارع الخلفاء وشارع‬ ‫السعدون من جهة وجسر الجمهورية من جهة اخرى‪ ،‬إضافة لنفق التحرير‬ ‫الذي يصلها بحديقة االمة‬ ‫يطل نصب الحريه الشهير الذي يتصدر واجهة حديقة االمة على ساحة‬ ‫التحرير المطلة على نهر دجلة مع وجود صف من األبنية يتراوح عرضها‬ ‫ما بين ‪ 30‬و ‪ 35‬مترا تحجب الساحة عن النظر‪.‬‬

‫شارع الرش يد‬

‫‪225‬‬


‫هناية شارع الرش يد ابجتاه‬ ‫شارع ابو نواس‬

‫مبىن وموقف س يارات‬ ‫املطعم الرتيك‬

‫نصب احلرية‬

‫حديقة الامة‬

‫ساحة التحرير‬

‫االبعاد‪:‬‬ ‫الطول‪ 170 :‬م‬ ‫العرض‪ 45 :‬م‬ ‫المساحة التقريبية‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 7,650‬م‬

‫‪224‬‬


241


‫المحرك االقتصادي للمدينة القديمة‬ ‫تشكل االسواق العصب االقتصادي الرئيسي‬ ‫للمدينة القديمة وتعد جزءا مهما في هيكل المدينة‬ ‫الحضري‪ ،‬فهي ال تؤدي مهمة حضرية تتعلق‬ ‫بالحياة اليومية للناس فحسب وانما تشكل واجهة‬ ‫وحاضنة للفعاليات ااالجتماعية المتعددة‪.‬‬ ‫تعد االسواق الواقعة في مركز المدينة‬ ‫فريدة من ناحية النوعية والمقياس عند النظر اليها‬ ‫من النواحي التجارية والشكلية والمعمارية‬ ‫والهيكلية‪ ،‬اذ تتنوع اختصاصاتها في انواع من‬ ‫االعمال والتجارة المتبادلة‪ .‬وهذه االسواق هي‬ ‫مركز لتجارة الجملة وموزعة حسب حقول‬ ‫االختصاص‪ ،‬باالضافة الى كونها مركزا لتجارة‬ ‫المفرد في أحيان اخرى‪ .‬وتتداخل هذه‬ ‫االختصاصات ببعضها في اماكن كثيرة‪ ،‬عالوة‬ ‫على تواجد بعض قطاعات االنتاج الذي يجهز‬ ‫مجموعة واسعة من المواد الى االسواق المحلية ‪.‬‬

‫اسواق اترخيية‬ ‫شلكت الاسواق يف‬ ‫مركز بغداد التارخيي‬ ‫مواقعها وختصصاهتا‬ ‫خالل قرون مضت‬ ‫خلدمة املدينة وساكهنا‬ ‫واصبحت جزءا اساس يا‬ ‫من البنية احلرضية لها‪.‬‬

‫تشكل االسواق الخاصة بالحرف التقليدية‬ ‫والواقعة الى الغرب منها أسواقا عريقة مثل سوق‬ ‫السراجين وسوق الصفارين‪ ،‬اال انها ضعفت‬ ‫وتعاني من استمرار التالشي وسيطرة االسواق‬ ‫االخرى عليها االمر الذي سيؤدي في حال‬ ‫استمراره الى فقدان هذه الحرف واالسواق‬ ‫القديمة‪.‬‬ ‫شارع المستنصر (النهر) احد اقدم وأطول‬ ‫االسواق في هذا الجزء من المدينة اال انه تعرض‬ ‫للكثير من التحديث والتجاوزات وفقد طابعه‬ ‫التراثي‪.‬‬ ‫يعد‬ ‫شارع المتنبي احد االسواق الهامة التي تباع‬ ‫فيها انواع الكتب المستعملة والحديثة‪ .‬تعرض هذا‬ ‫الشارع الى عملية ارهابية واعيد بناؤه اال ان‬ ‫عملية ترميمه لم ترق الى طموحات الحفاظ على‬ ‫سوق الصفارين‬ ‫مواصفاته‪.‬‬

‫‪240‬‬

‫احد الاسواق احلرفية‬ ‫التارخيية ذات الشهرة‬ ‫يف املدينة‬


249

4

3

2

7

6

5

11

10

9


‫تدهور احلاةل احلرضية لالسواق‬ ‫التارخيية‬ ‫تعرضت الاسواق التارخيية يف‬ ‫املنطقة لعدد من التحوالت‬ ‫ابلنظر لنقص وهترؤ البىن التحتية‬ ‫واخلدمات مما ادى اىل تراجع‬ ‫اداهئا الاقتصاد ابالضافة اىل‬ ‫تناقص ادلور احلريف الفوللكور‬ ‫فهيا وجهرة احصاب احلرف‬ ‫والصناعات اليدوية لصاحل ابعة‬ ‫الامقشة وامجلةل‬

‫ان اغلب مجموعات االسواق الواسعة والقديمة ذات القيمة‬ ‫التاريخية متواجدة في المنطقة المركزية من المدينة القديمة‪ ،‬في‬ ‫المنطقة المعروفة بمنطقة سوق باب االغا والتي يشقها شارع‬ ‫الرشيد‪ ،‬اذ ان هناك ثمانية عشر مجمعا لالسواق بأحجام‬ ‫ومميزات مختلفة ومتصلة بعضها ببعض مكونة مجمع سوق‬ ‫كبير تضم الخانات التاريخية التي تشغل حيزا مهما من االسواق‬ ‫والتي تولت مهام التخزين‪.‬‬ ‫ان االسواق التاريخية المغطاة والمعقودة بالطابوق ذات‬ ‫قيمة معمارية مميزة‪ ،‬اال انها تعاني من االهمال وعدم الصيانة‪،‬‬ ‫كان من نتيجة ذلك انهيار سقوفها وظهور عالمات االنهيار‬ ‫والتداعي على بعضها االخر‪ .‬ولالسف فقد جرى ابدال السقوف‬ ‫التقليدية المتضررة لعدة اسواق كانت معقودة بالطابوق بسقوف‬ ‫من نوع ردئ يتكون من صفائح حديدية او صفائح من البالستك‬ ‫مثبتة على اعمدة حديدية األمر الذي افقدها قيمتها التاريخية‬ ‫وتاثيرها المعماري‪.‬‬ ‫عمليات تحديث‬

‫‪ .1‬سوق الوقف‬ ‫‪ .2‬سوق الرصافني‬ ‫‪ .3‬سوق الرساجني‬ ‫‪ .4‬سوق اجلايف‬ ‫‪ .5‬سوق الربيسم‬ ‫‪ .6‬سوق الكببجية‬ ‫‪ .7‬سوق الاسكةجية‬ ‫‪ .8‬سوق اجلوخةجية‬ ‫‪ .9‬سوق العريض‬ ‫‪ .10‬سوق دانيال‬ ‫‪ .11‬سوق الصاغة‬

‫‪248‬‬

‫من ناحية اخرى تعرضت عدة اسواق تاريخية لعمليات‬ ‫تغيير جذري تحت مسمى التجديد والحفاظ‪ ،‬اال ان هذه العمليات‬ ‫اضرت بهذه االسواق اضرارا كبيرا من الناحية المعمارية‬ ‫والوظيفية‪ .‬فقد تم تعديل الواجهات على جانبي طريق السوق‬ ‫بواجهات حديثة‪ ،‬عن طريق اقامة جدار جديد من الطابوق قلل‬ ‫من عرض الطريق الوسطي الضيق اساسا وغير الشكل‬ ‫التاريخي وطابعه المميز‪ .‬وبنظرة سريعة يمكننا ان نالحظ الفرق‬ ‫ما بين سوق السراي وما آل اليه اليوم وما بين سوق السراجين‬ ‫المجاور الذي نجا ولحسن الحظ من تلك العملية وبقي محتفظا‬ ‫برونقه التاريخي على الرغم من انعدام صيانته واهماله‪.‬‬ ‫تواجه العديد من االسواق التاريخية األخرى المتداعية‬ ‫ومنها سوق الوقف العديد من المشاكل التي تتمثل في كونها آيلة‬ ‫للسقوط او من مخاطر التجديد وعرضها لالستثمار من دون‬ ‫مخطط شامل او ضوابط للحفاظ عليها‪ ،‬االمر الذي يجعلها في‬ ‫دائرة الخطر في مواجهة االندثار الذي يهدد وجودها‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪8‬‬


‫‪2009 1984‬‬ ‫خمطط يبني نتاجئ املسح العمراين للمنطقة لعام ‪2010-2009‬م (عن املكتب املعامري‪-‬بغداد)‬ ‫‪261‬‬


‫المسارات التاريخية المارة خالل المنطقة‬ ‫يمر من خالل المنطقة عدد من المسارات التاريخية داخل‬ ‫بغداد القديمة والتي كانت تربط الشرايع بابواب المدينة ومراقدها‬ ‫مرورا باالسواق‪.‬‬ ‫فيما عدا ما اتت عليه عمليات شق الطرق‬ ‫واقامة الجسور في النصف االول من القرن‬ ‫العشرين‪ ،‬وما آلت اليه عمليات التحديث في النصف‬ ‫الثاني‪ ،‬فان النسيج الحضري لمركز بغداد التاريخي‬ ‫ال يزال يتشكل من نسيج حضري متماسك في معظمه‬ ‫وذو بنية متشابكة ذات محتوى ثقافي وتاريخي كبير‪.‬‬

‫المسارات الرئيسية الخمسة التي تمر من خالل المنطقة تربط‬ ‫الشواخص التاريخية باالسواق كما تربط المنطقة بالجزء المحاذي لها‬ ‫من جهة الشرق عبر شارع الرشيد وشارع الخلفاء وصوال الى سوق‬ ‫الغزل والدهانة والمناطق االخرى‪.‬‬

‫تعاني هذه األحياء من االهمال وانعدام‬ ‫الخدمات‪ ،‬وقد هجرها اهلها وتهدم بعض مبانيها‬ ‫وتصدع البعض االخر‪ ،‬وتعاني في احسن االحوال‬ ‫من سوء االستخدام‪ .‬وعلى الرغم من وجود مباني‬ ‫حديثة دخيلة ضمن هذا النسيج فان طابع االزقة‬ ‫البغدادية ال يزال هو الغالب في اغلب هذه المناطق‬ ‫حتى اليوم‪.‬‬ ‫ان هذه المناطق المهجورة والمقفرة اليوم‬ ‫تحتوي على خزين تراثي ال يقدر بثمن تتعرض‬ ‫لخطر االندثار السريع‪ .‬فعلى سبيل المثال تحتوي هذه‬ ‫المنطقة المحصورة ما بين شارع الرشيد ونهر دجلة‬ ‫(والتي يبلغ عدد مبانيها ‪ 1374‬مبنى) على ‪211‬‬ ‫مبنى ذي قيمة تاريخية وتراثية عالية اليوم‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي كان هذا العدد يتجاوز ‪ 560‬مبنى قبل‬ ‫ثالثة عقود‪ ،‬اي ان عدد المباني التي فقدت خالل هذه‬ ‫الفترة اكثر من ‪ %62‬من المباني المسجلة في ذلك‬ ‫التاريخ‪.‬‬ ‫هذا النزيف المستمر يدق ناقوس الخطر وينبه‬ ‫الى المصير المحدق بالمنطقة‪ ،‬الذي قد يحملها الى‬ ‫نقطة الالعودة بعد فقدانها لخزينها العمراني وضياع‬ ‫هويتها‪.‬‬

‫‪260‬‬

‫خمطط يوحض املسارات التارخيية يف املنطقة احملاذية لهنر دجةل‬ ‫وامتداداهتايف ابيق املناطق احملاذية لها‬ ‫‪ .1‬مسار الباب الوسطاين –امليدان‪ -‬رشيعة البقجة‬ ‫‪ .2‬مسار امليدان – املستنرص – رشيعة الس يد سلطان عيل‬ ‫‪ .3‬مسار الباب الوسطاين – منطقة الاسواق – رشيعة املصبغة‬ ‫‪ .4‬مسار ابب الطلسم – الس نك – رشيعة الس يد سلطان عيل‬ ‫‪ .5‬مسار اجليالين – امليدان – ابب املعظم‬

‫اعىل اليسار‪ :‬احد الازقة‬ ‫املهمةل يف منطقة جديد‬ ‫حسن ابشا قرب امليدان‬ ‫اسفل اليسار‪ :‬خمطط يبني‬ ‫مدى فقدان املباين الرتاثية‬ ‫يف املنطقة‬ ‫النس يج العمراين الاصيل‬ ‫مباين حديثة‬ ‫مباين تراثية فقدت‬


‫تشير المسوحات التي اجريت على المنطقة المحاذية لنهر دجلة الى وجود عدد‬ ‫محدود من المباني التراثية والتاريخية في المنطقة يبلغ مجموعه ‪ 211‬مبنى منها‬ ‫‪ 47‬مبنى تاريخيا" متميزا" والباقي هو عبارة عن مباني ذات قيمة تراثية‪.‬‬

‫خيية م‬ ‫متزيةمتزية‬ ‫اتراتر‬ ‫خيية م‬ ‫ق‬ ‫ذات ق‬ ‫اثيةراثية‬ ‫ذاتمية ترمية ت‬ ‫ال الحتوي ق‬ ‫اثيةراثية‬ ‫حتويمية قترمية ت‬

‫ذو قمية لكية‬ ‫ذو قمية جزئية‬ ‫حيتوي عنارص معامرية‬ ‫ال حتوي قمية تراثية‬

‫يؤرخ حقبة زمنية‬ ‫معينة‬ ‫يؤرخ خشصية معينة‬ ‫يؤرخ اس تعامل معني‬

‫املباين ذات القمية الرتاثية‬

‫القمية الرتاثية للمباين‬

‫نوع القمية الرتاثية للمبىن‬

‫اخملططات والبياانت مبنية عىل مسوحات قام هبا املكتب املعامري عام ‪2010‬‬ ‫لصاحل امانة بغداد ومت حتديهثا عام ‪2012‬‬

‫‪265‬‬


‫انداثر تدرجيي‬ ‫تناقصت اعداد املباين الرتاثية‬ ‫املسجةل خالل ربع قرن يف‬ ‫منطقة مركز بغداد التارخيي‬ ‫من ما مجموعه ‪ 520‬مبىن يف‬ ‫عام ‪1984‬م اىل ‪ 254‬مبىن‬ ‫يف عام ‪2009‬م مما يعين زوال‬ ‫اكرث من نصف هذه املباين مما‬ ‫يثري القلق حول اماكن زوال‬ ‫هذا املوروث الفريد خالل‬ ‫العقود املقبةل‪.‬‬

‫‪264‬‬


271


‫يوجد اليوم حوالي (‪ )60‬جامعا" قديما" في مدينة بغداد واغلبية هذه المساجد المسجلة‬ ‫تعود الى العهد العثماني تعرض هذه المساجد مزيجا ً هجينا ً للتأثيرات العباسية‬ ‫والفارسية والعثمانية‪ .‬وقد تعرضت هذه المساجد الى تغييرات كبيرة نتيجة اعمال‬ ‫الصيانة المتعاقبة عليها فبعضها اعيد بناؤه واآلخر تم هدم اجزاء منه والبعض‬ ‫اآلخر تعرض لتعديالت طفيفة‪ .‬اال ان القاسم المشترك ما بينها هو انعدام‬ ‫اساليب الترميم والحفاظ على الموروث العمراني لهذه المساجد التاريخية‬ ‫التي يعود بعضها الى ‪ 800‬عام مضى او اكثر‪.‬‬ ‫كانت معظم الجوامع في بغداد تحتوي على السقاية او سبيلخانه‪ ،‬وهي نافوره منصوبة كوقف ديني من قبل‬ ‫اشخاص‪ ،‬ولسوء الحظ التوجد اي منها في بغداد في الوقت الحاضر‪ .‬النافورات التي كانت مفتوحة في فناء‬ ‫الجوامع جرى االستغناء عنها او اسيء استعمالها بالمقابل‪ ،‬فان المصلين يستعملون الحنفية الحديثة للوضوء‬ ‫والغسل‪ ،‬والن اغلب الجوامع محاطة بالمحالت او البيوت‪ ،‬فانها تفتقد الى المظهر الخارجي‪.‬‬ ‫هناك القليل من الجوامع التي لها واجهة مصممة بقصد‪ ،‬وهناك عدة جوامع صغيرة اليمكن التفريق بينها‬ ‫وبين البيوت االعتيادية من الخارج‪ ،‬العالقه الخارجية التي تدل على المسجد هي غالبا ما تكون مدخال صغيرا‪.‬‬ ‫ان االماكن الدينية االخرى التي تعود الى الجامع ولكنها تتميز من حيث الشكل‬ ‫الهندسي هي المدرسة والتكية والحسينية ‪ ،‬والمدرسة هي لتعليم علوم القران‪ .‬اما‬ ‫التكية او الخانكة فقد كانت مرتبطه بالدين او" الطريقة" التي كانت تقام‬ ‫بشكل منتظم للمصلين مع "الذكر"‪ ،‬اما الحسينية فتقام فيها مجالس العزاء‬ ‫الحسيني‪.‬‬

‫جامع احليدرخانة‬ ‫احد اجلوامع القليةل اليت‬ ‫احتفظت هبيئهتا من دون‬ ‫تغيري جذري (فامي عدا واهجة‬ ‫اجلامع املطةل عىل شارع‬ ‫الرش يد)‬

‫‪270‬‬


‫‪0‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪14‬‬

‫‪15‬‬

‫‪16‬‬

‫‪17‬‬

‫‪18‬‬

‫جوامع ومساجد‬ ‫كنائس ومعابد‬ ‫مراقد ومزارات‬ ‫تكيات‬ ‫مدارس دينية‬ ‫املنطقة احملاذية دلجةل‬ ‫املنطقة رشق شارع الرش يد‬

‫اجلوامع واملساجد وس نة البناء‬ ‫‪ .1‬جامع س يد سلطان عيل (‪ 1590‬م)‬ ‫‪ .2‬جامع نعامن الباجةيج(‪ 1820‬م)‬ ‫‪ .3‬جامع اخلاصيك(‪ 1683‬م)‬ ‫‪ .4‬جامع امني الباجةيج(‪ 1822‬م)‬ ‫‪ .5‬جامع العادلية الكبري(‪ 1755‬م)‬ ‫‪ .6‬جامع مرجان ‪ 1356‬م)‬ ‫‪ .7‬جامع اخلفافني ‪ 1193‬م)‬ ‫‪ .8‬جامع القبالنية(‪ 1677‬م)‬ ‫‪ .9‬جامع الاصفية(‪ 1826‬م)‬

‫‪.10‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫‪.13‬‬ ‫‪.14‬‬ ‫‪.15‬‬ ‫‪.16‬‬ ‫‪.17‬‬ ‫‪.18‬‬ ‫‪.19‬‬

‫الكنائس واملعابد‬ ‫جامع الوزير(‪ 1660‬م)‬ ‫‪ .19‬كنيسة الالتني‬ ‫م)‬ ‫‪1929‬‬ ‫جامع عامثن افندي(‬ ‫‪ .20‬كنيسة اللكدان‬ ‫جامع احليدرخان‬ ‫‪ .21‬وكنيسة الرساين‬ ‫ة(‪ 1827‬م)‬ ‫‪ .22‬خان كريكور (كنيس هيودي)‬ ‫جامع الرساي(‪ 1704‬م)‬ ‫املراقد واملزارات‬ ‫جامع السلامينية او "جامع النعامنية" (‪ 1650‬م) ‪ .23‬مزار السفري الاول عامثن بن سعيد السمري‪ ،‬تويف (‪ 1827‬م)‬ ‫جامع الامحدية(‪ 1796‬م)‬ ‫‪ .24‬مزار السفري الثالث احلسني بن روح النوخبيت‪ ،‬تويف (‪ 1827‬م)‬ ‫جامع املرادية(‪ 1570‬م)‬ ‫‪ .25‬مزار السفري ابو احلسن عيل بن محمد السمري‪ ،‬تويف (‪ 1827‬م)‬ ‫جامع ادلفاع‬ ‫‪ .26‬مرقد الش يخ امحد بن حنبل‪ ،‬تويف (‪ 855‬م)‬ ‫جامع الاوزبك(‪ 1682‬م)‬

‫‪.27‬‬ ‫‪.28‬‬ ‫‪.29‬‬ ‫‪.30‬‬

‫مرقد الش يخ امحد بن حنبل‪،‬‬ ‫تويف (‪ 855‬م)‬ ‫مرقد الس يد البدوي‪،‬‬ ‫مرقد العالمة ابن اجلوزي‪،‬‬ ‫تويف (‪ 1116‬م)‬ ‫مرقد ومزار (غري معروف)‬

‫‪273‬‬


‫‪1‬‬

‫كما يتواجد عدد غير محدود‬ ‫من المزارات غير المعرفة‬ ‫والمهملة التابعة لعدد من‬ ‫االديان منها البهائية‪.‬‬ ‫كما ينبغي مالحظة تواجد عدد‬ ‫آخر من الجوامع والكنائس‬ ‫والمراقد والحسينيات في‬ ‫محيط المنطقة وعلى االخص‬ ‫في الجزء الشرقي من شارع‬ ‫الرشيد والمحصور بينه وبين‬ ‫شارع الخلفاء‬

‫‪3‬‬

‫‪10‬‬

‫‪11‬‬

‫‪12‬‬

‫‪13‬‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪22‬‬

‫‪23‬‬

‫‪27‬‬

‫‪272‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫جرد المباني الدينية‬ ‫يتواجد في المنطقة ثالثون‬ ‫معلما دينيا رئيسيا‪ ،‬اغلبها‬ ‫جوامع تاريخية يعود تاريخ‬ ‫انشائها الى قرون مضت‪ .‬كما‬ ‫توجد ثالث كنائس قديمة‬ ‫وكنيس يهودي واحد اضافة‬ ‫الى عدد آخر من المراقد‬ ‫والمزارات االخرى وتكية‬ ‫واحدة‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪24‬‬

‫‪28‬‬

‫‪25‬‬

‫‪29‬‬

‫‪26‬‬

‫‪30‬‬


‫مبىن القشةل‬ ‫الصاالت ادلاخلية‬ ‫يف الطابق الاول‬ ‫من املبىن‬

‫الاسطرالب‬ ‫احد اجنازات لبيت‬ ‫احلمكة يف بغداد‬ ‫خالل حمك بين‬ ‫العباس‬

‫ان ما يعانيه مركز مدينة بغداد القديمة في الرصافة من المشاكل اليوم لم يكن وليد‬ ‫الحاضر بل هي نتيجة حتمية لتراكمات دامت الكرر من قرن قادته الى ما هو فيه من‬ ‫فوضى وتدهور‪.‬‬ ‫ما هو مستقبل هذه المنطقة التي كانتحتى زمن قريب مركزا حضاريا والى زمن‬ ‫قريب منطقة متعددة الفعاليات زاخرة بالحركة والحياة وكيف يمكن اعادة الحياة الى‬ ‫شرايينها بقلب جديد يواكب القرن الحادي والعشرين مع الحفاظ على كنوزها في الوقت‬ ‫نفسه ؟‬

‫‪283‬‬


282


‫ما هي مواطن الضعف التي تسبب الفوضى وتعيق‬ ‫تطور المنطقة والتي يجب معالجتها من اجل تمهيد الطريق‬ ‫إلحيائها من جديد؟‬ ‫مواطن الضعف هذه تتلخص في التالي‪:‬‬ ‫‪ ‬وجود اسواق الجملة‬ ‫يشكل وجود اسواق الجملة وما تفرزه وتسببه هذه‬ ‫االسواق اضافة الى االنتشار الكريف لباعة الرصيف‬ ‫والمتجاوزين من اهم التحديات التي قد تواجه هذه الرؤية‪.‬‬ ‫‪ ‬انهيار البنى التحتية‬ ‫ان انهيار البنى التحتية وعدم توفر الخدمات وتقادمها‬ ‫يشكل تهديدا حقيقيا للبيئة في المنطقة ومعوقا رئيسيا‬ ‫المكانيات االسترمار في المنطقة‪.‬‬ ‫‪ ‬محدودية النظام لمروري‬ ‫محدودية شوارع المنطقة ونسيجها العمراني‬ ‫التاريخي وتقاطعها مع شارع الرشيد ال تسمح بمرور مريح‬ ‫للمركبات او توفير مواقف للسيارات باالعداد الكافية لخدمة‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫‪ ‬وجود السدة الترابية‬ ‫تعاني الواجهة النهرية التي ابعدت المدينة عن النهر‬ ‫من االهمال وعدم وجود خدمات وبنى تحتية فيها تمكن من‬ ‫الوصول اليها‬ ‫‪ ‬عدم امكانية التوسع المستقبلي‬

‫س يتيح هذا التحليل اذلي سيبحث هذا الفصل يف جزئيه عنارص القوة‬ ‫ومواطن الضعف حتديد الاهداف بناء عىل القمي واملبادئ ومن مث حتديد‬ ‫الس ياسات احلرضية مبوجهبا‪.‬‬ ‫اما الفرص والتحدايت فسيمت حبهثا يف‬ ‫الفصل السادس املتعلق ابلتحقيق‪.‬‬

‫كون المنطقة تاريخية ذات نسيج حضري كريف‬ ‫ومتشابك يلغي امكانيات التوسع المستقبلي وتلبية‬ ‫االحتياجات الحضرية لها‪.‬‬ ‫‪ ‬استعماالت االرض غير المناسبة‬ ‫افرزت التطورات المتالحقة للقرن العشرين‬ ‫استعماالت أرض وفعاليات غير مناسبة في عدة مواقع ال‬ ‫تتالءم مع الوظيفة الحضرية والبيئة المحيطة بها‪.‬‬

‫‪287‬‬


‫الفرص والتحدايت‬ ‫ابلتاكيد فان الرؤية لبناء املس تقبل‬ ‫س تواجه كام" غري اعتياداي" من‬ ‫نقاط الضعف‬

‫تتمرل الخطوة االولى العادة نهضة واحياء مركز المدينة في التعرف على المسببات االمباشرة‬ ‫وغير المباشرة للتدهور الحضري الذي يعانيه اليوم وتحليلها‪ ،‬وصوال الى ايجاد الحلول الالزمة الزالة‬ ‫هذه االسباب‪ ،‬تمهيدا لوضع رؤية شاملة لتطويره باالعتماد على مكامن القوة الداخلية والفرص‬ ‫الخارجية الكامنة‪ ،‬بعد ان نتمكن من تذليل التحديات الخارجية التي يمكن ان تواجه هذه الرؤية‪.‬‬ ‫الخطوة الرانية في إطار هذه الرؤية ترسم تصورا لكيفية نمو وتطور مركز المدينة التاريخي‬ ‫باالجابة على بعض االسئلة‪:‬‬ ‫‪ ‬ما هي القيم األساسية للمدينة والمجتمع والتي ينبغي ان يعكسها مركز المدينة ؟‬ ‫‪ ‬كيف يمكن ان تترجم تلك القيم إلى اهداف لتشكل رؤية عامة للمستقبل ؟‬ ‫‪ ‬كيف ينبغي ان تبدو البيئة المادية لمركز المدينة وتتشكل ؟‬ ‫‪ ‬وما هي الفعاليات التي تجعل منه مكانا جذابا ويوفر حياة سعيدة وصحية ومنتجة‬ ‫لمواطنيه؟‬ ‫‪ ‬كيف يمكن ذلك وما هي الوسائل لتحقيق هذه الرؤية؟‬ ‫ستتبنى الرؤية أفكارا وخطوات على شكل توصيات محددة بالنسبة للسياسات والمشاريع‬ ‫والبرامج الالزمة لتحقيق الرؤية المنشودة وتحديد اهدافها‪ ،‬استنادا الى مجموعة من القيم التي تعبر عن‬ ‫طبيعة وتاريخ المدينة ورغبات المجتمع التي تشكل خصائص مركز المدينة األكرر جوهرية‪.‬‬

‫من خالل هذه الرؤية ستتوضح كيفية تصور المستقبل ونمط التنمية العمرانية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية لمركز المدينة وكيفية استدامته ضمن إطار مخطط يوضح األهداف ويضع هيكل الخطة‪،‬‬ ‫بما في ذلك التحوالت المطلوبة واالستراتيجيات ومجاالت التركيز التي من شأنها إحداث تطورات‬ ‫ملموسة وتغييرات اساسية في السنوات المقبلة‪.‬‬ ‫الخطوة االولى‬ ‫التحليل الرباعي‬ ‫عملية التحليل الرباعي يمكن ان تساعد في التعرف على اسباب الفشل وتحديد طرق إنجاح عملية‬ ‫احياء المنطقة الحضرية‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪286‬‬

‫القوة ‪ :‬عنارص القوة احلرضية اليت متزيها‬ ‫الضعف ‪ :‬نقاط الضعف يف البنية احلرضية للمنطقة‬ ‫الفرص ‪ :‬ومتثل الفرص اخلارجية اليت تساعد يف النجاح‬ ‫الهتديدات ‪ :‬العقبات اخلارجية هتدد وتعرقل النجاح‬


‫تعد اسواق الجملة احد اهم الفعاليات االقتصادية‬ ‫للمدينة اذ تقدم هذه الفعالية خدماتها لعموم العراق عامة‬ ‫وللمدينة نفسها بصورة خاصة‪.‬‬ ‫هذه االسواق التاريخية التي نشأت وتطورت‬ ‫خالل قرون لتخدم مدينة تعدادها ال يتجاوز ال ‪200‬‬ ‫الف نسمة اال ان نفس هذه االسواق اليوم تخدم مدينة‬ ‫يزيد سكانها على ال ‪ 7.6‬مليون نسمة حسب تقديرات‬ ‫عام ‪ ،2013‬اي بما يجاوز الرمانية والرالثين ضعفا من‬ ‫ناحية السكان‪ .‬اما من ناحية المساحة فقد قاربت على‬ ‫المائة ضعف‪.‬‬ ‫ان الوجود القسري لهذه االسواق في قلب المدينة‬ ‫واحتياجها الدائم للتوسع تبعا لتوسع المدينة وزيادة‬ ‫سكانها المضطرد وحاجتها الى الخدمات االخرى من‬ ‫خزن وتحميل ضمن مساحة محدودة‪ ،‬يتسبب في تفسخ‬ ‫شامل للنظام الحضري للمنطقة‪ ،‬ويشكل ضغطا ال‬ ‫يحتمل على البنى التحتية المتقادمة وعلى االمكانيات‬ ‫المحدودة للنظام المروري فيها‪ ،‬ويقود المنطقة باسرها‬ ‫باتجاه التدهور الحضري ‪.‬‬ ‫ان هذه االسواق التي ال يمكن االستغناء عنها قد‬ ‫توسعت الى حد االختناق ولم يعد تواجدها المكرف في‬ ‫مركز المدينة مالئما لها وال للمدينة نفسها‪ ،‬لعدم تواجد‬ ‫الخدمات الضرورية وال طرق المواصالت الالزمة‬ ‫لمرل هذه الفعاليات‪ ،‬وبات من الضروري اقامة مراكز‬ ‫عصرية حديرة تلبي احتياجات التجار والمتسوقين‬ ‫وتتالءم مع مستلزمات العصر الحديث‪.‬‬

‫توسعت املدينة خالل قرن من الزمان اىل اضعاف اضعافها‪ ،‬فبعد ان اكن‬ ‫قطرها ال يتجاوز ‪ 2‬كيلومرت اصبح اليوم يتجاوز ‪ 36‬كيلومرتا‬ ‫الا ان خدماهتا وبناها التحتية‬ ‫مل تواكب هذا التوسع الهائل‬

‫‪289‬‬


‫يعترب حتديد مواطن الضعف اخلطوة الاوىل‬ ‫لمتهيد الارضية الالزمة لنجاح اي رؤية‬ ‫او خطة وذكل من خالل تشخيص‬ ‫اماكن اخللل ودراسة اتثرياهتا عىل‬ ‫البنية احلرضية والعمل عىل‬ ‫اجياد العالج املناسب‬ ‫للك مهنا‬

‫‪288‬‬


‫ان التأثير االكبر لعملية التوسع‪ ،‬والتي استمرت خالل‬ ‫النصف الراني من القرن العشرين وتفاقمت بعد حالة اإلنفالت‬ ‫القانوني والرقابي بعد عام‪ 2003 ،‬يتجلى في تدهور النظام‬ ‫الحضري للمنطقة‪ ،‬عبر اختالل توازن الفعاليات وتغير استعماالت‬ ‫االرض والمباني فيها وبروز العديد من المشاكل الناتجة عن ذلك‬ ‫الخلل‪ .‬ويعد تغير طبيعة واستعمال المباني المختلط ضمن شارع‬ ‫الرشيد احد النماذج الواضحة لهذا التدهور‪.‬‬ ‫يكمن التأثير التالي في تسببه في فقدان الموروث التراثي‬ ‫والمعماري في المنطقة‪ ،‬من خالل احتالل المناطق والمباني‬ ‫وتسخيرها لخدمة االسواق عن طريق استعمالها كمخازن وورش‪،‬‬ ‫او عن طريق ازالتها واعادة بنائها الغراض تجارية ومن ثم‬ ‫تشوهها‪ ،‬وتغيير بنية المنطقة وطابعها الحضري‪ .‬ويشكل تغير‬ ‫طبيعة الخانات ووظيفتها احد االمرلة الكريرة لهذه التاثيرات‬ ‫الكارثية‪ ،‬التي ادت وال زالت الى فقدان الكرير من المباني التراثية‬ ‫في المنطقة‪.‬‬ ‫تتأثر البنى التحتية المتقادمة بشتى أنواعها بشكل حاد من‬ ‫تضاعف فعاليات السوق وعدم قدرتها على مواكبة ذلك التوسع‪،‬‬ ‫وبالتالي تتكرر الحرائق وتطفح المجاري وتفيض مياه االمطار‬ ‫وتتفاقم االشكاالت التي تنتج عن الضغط على منظومة البنى التحتية‬ ‫المحدودة‪ ،‬والتي صممت الستعماالت اخرى وبطاقات ال تتالءم مع‬ ‫التوسع الهائل في الطلب على تلك الخدمات‪.‬‬

‫مشألك معيقة مزمنة‬ ‫ان ما يعانيه مركز مدينة بغداد التارخيية اليوم انجت عن‬ ‫الافتقار اىل رؤية ختطيطية شامةل‪ ،‬حيث مل جتر أي‬ ‫دراسات اقتصادية وحرضية معمقة خالل العقود املاضية‬ ‫وعىل الاخص ملنطقة اأسواق وابذلات أسواق امجلةل من‬ ‫اجل التعرف عىل احتياجاهتا واحتياجات املدينة سواء مهنا‬ ‫اأنية او املس تقبلية ولتشخيص مواطن اخللل واجياد احللول‬ ‫الالزمة ملشألكها املزمنة‬

‫اما االضطراب الكبير في نظام النقل والمواصالت فيتعدى‬ ‫حدود المنطقة‪ ،‬ويؤدي الى اختناقات مرورية تبدو واضحة للعيان‬ ‫فانعدام امكانية إستخدام وسائط التحميل االلية والشاحنات ضمن‬ ‫حدود المنطقة الضيقة واالستعاضة عنها بوسائل نقل البضائع‬ ‫اليدوية او التي تجرها الحيوانات تؤدي إلى حالة من الفوضى‬ ‫والتداخل بين حركة المشاة والعجالت وإرتباك شديد في الحركة‬ ‫ضمن الشوارع واألزقة واألسواق التي وجدت لخدمة حركة السابلة‬ ‫والسكان‪.‬‬ ‫كل هذه العوامل اضافة الى غيرها من العوامل الرانوية التي‬ ‫نتجت عنها ادت الى تسارع التطور السلبي للمنطقة ووصولها الى‬ ‫حالة الفشل التي تعاني منها اليوم‪.‬‬

‫‪293‬‬


‫توسع اسواق امجلةل يسبب عودة‬ ‫عقارب ساعة التطور اىل الوراء‬ ‫مم‬ ‫مشلكة التحميل والتزنيل‬ ‫لبضائع اسواق امجلةل‬ ‫احدى املشألك احلرضية اليت‬ ‫تنجم عن وجود اسواق امجلةل‬ ‫اليت تتطلب فعالياهتا حتميل‬ ‫وتزنيل البضائع مما يفرض‬ ‫وجود وانتشار العدد الكبري‬ ‫من العرابت اليدوية‬ ‫والعرابت اليت جترها‬ ‫احليواانت يف املنطقة لهذا‬ ‫الغرض وعىل الاخص يف‬ ‫شارع الرش يد مما يفامق املشألك‬ ‫املرورية ويعرقل احياء‬ ‫املنطقة‪.‬‬

‫ان توسع اسواق امجلةل يف‬ ‫املنطقة يقودها اىل الوراء‪،‬‬ ‫مسببا تدهور النظام احلرضي‬ ‫وابلتايل هترؤ البىن التحتية‬ ‫وفقداان مس مترا للموروث الرتايث‬ ‫من هجة‪ ،‬ومسببا فوىض مرورية‬ ‫واضطرااب" يف حركة النقل من‬ ‫هجة اخرى‪.‬‬

‫ان السبب الرئيسي للتطور السلبي المؤدي الى تدهور البيئة والنظام الحضري هو‬ ‫توسع اسواق الجملة الذي يحرك ويقود القطاعات االخرى الى التدهور والتهرؤ‬ ‫في ظل غياب رؤية تخطيطية شاملة‪.‬‬

‫‪292‬‬


‫ضفة نهر دجلة‬ ‫تشكل الشريان الرئيسي لمدينة بغداد اذ يحوي على‬ ‫الكرير من االمكانيات التي لم يتم استغاللها والتي‬ ‫هي مصدر االثراء االول لعملية اإلحياء‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫الساحات والمناطق المفتوحة‬ ‫تقدم المناطق المفتوحة في المنطقة امكانات كبرى‬ ‫من اجل ربط المنطقة من جهة وتحسين الحياة‬ ‫االجتماعية والبيئية من جهة اخرى‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫شار ع الرشيد‬ ‫عدا كونه ممرا رابطا فان شارع الرشيد يتميز‬ ‫بعمارته الفريدة ورواقاته المعمدة وما يحمله من‬ ‫عبق التراث مما يشكل عنصرا ذو امكانيات هائلة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫منظومة االسواق‬ ‫ان تواجد مجموعة كبيرة ومتنوعة من االسواق في‬ ‫مركز المدينة احد اعمدة االستدامة االقتصادية‬ ‫للمنطقة واحد الفعاليات التي تعتمد عليها الرؤية‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫الموروث العمراني والثقافي‬ ‫ان الشواخص االثرية والمعمارية والمواقع الدينية‬ ‫المرتبطة بالمسارات التاريخية وتاريخ المدينة‬ ‫وذاكرتها الغنية تجعلها مقصدا سياحيا عالميا‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪299‬‬


‫عنارص القوة‬ ‫كثرية يه العنارص املشجعة ذات‬ ‫القوة يف مركز املدينة واليت مل تمت‬ ‫الاس تفادة من خصائصها وممزياهتا يف‬ ‫تطوير مركز املدينة و تشلك أساسا‬ ‫قواي ميكن الاعامتد عليه لبناء‬ ‫مس تقبل حيوي لها‬

‫اهم المقومات الحضرية في المدينة القديمة هو وجود عناصر قوية ال تزال متماسكة‬ ‫وبقاء معظم النسيج الحضري القديم وهيكل المدينة الذي يضم بين جنباته وعلى اطرافه خمسة‬ ‫عناصر ايجابية المتمرلة بضفة نهر دجلة‪ ،‬الساحات‪ ،‬المناطق المفتوحة‪ ،‬شارع الرشيد‪،‬‬ ‫ومنظومة االسواق‪ ،‬باإلضافة الى الموروث العمراني والرقافي الرري كلها‪ ،‬يمكن ان تشكل‬ ‫االساس القوي العادة بناء المركز التاريخي اذا احسن استخدامها وتفعيل ايجابيات كل منها من‬ ‫اجل تحفيز المنطقة‪.‬‬ ‫ويحمل كل من هذه العناصر العديد من المقومات الحضرية التي يمكن استرمارها من‬ ‫اجل إ حياء المنطقة‪ ،‬والتي يمكن عن طريقها نقل المنطقة نقلة نوعية كي تكون منطقة حيوية‬ ‫فاعلة ضمن خطة شاملة الحياءها‪ ،‬وربط تلك العناصر بعضها بالبعض االخر‪ ،‬وتعزيز‬ ‫مكامن القوة التي يحملها كل منها‪.‬‬ ‫هذه المقومات تتلخص في التالي‪:‬‬ ‫شهرة المدينة‬ ‫بالنظر لشهرة المدينة بوصفها أحدى المراكز التاريخية التي أثرت في الحضارة اإلنسانية‬ ‫بإسهاماتها في مختلف المجاالت‪ .‬هذا المركز سيكون محورا للرقافة والفنون والترفيه والعبادة‬ ‫اضافة الى كونه مركزا تجاريا مهما‪ ،‬االمر الذي يجعله مقصدا سياحيا عالميا مهما‬ ‫فرص العمل‬ ‫بالنظر لموقعه كمركز تجاري مهم‪ ،‬فانه يقوم بتوفير العديد من فرص العمل التي تجذب‬ ‫ويحافظ على استمرارية سوق العمالة ويسهم في توجيه ابداعات الشباب وطاقاتهم الى مركز‬ ‫المدينة حيث يعمل ويعيش الناس اللذين يحفزهم االبتكار والتفكير بطريقة خالقة من اجل بناء‬ ‫المستقبل‬ ‫فعاليات منسجمة ومتناغمة‬ ‫مع ضعف التوازن ما بين القطاعات المختلفة في مركز المدينة اال ان الترابط ما بينها‬ ‫ممكن حيث ترتبط المراكز الرقافية باألسواق وترتبط هذه األخيرة بخدمات الفرد ومواقع الترفيه‬ ‫نظام حضري متنوع‬ ‫تتضمن المنطقة العديد من العناصر الحضرية التي تتنوع ما بين الحدائق والساحات‬ ‫والميادين والشوارع المتكاملة التي تربط ما بين ضفة النهر وباقي العناصر الحضرية والتي‬ ‫يمكن ان تجعل منه مركزا تاريخيا منسجما مترابطا ومستداما‬

‫‪298‬‬


‫ان عملية إحياء مركز مدينة بغداد التاريخي ستعتمد‬ ‫على ثالثة مفاهيم رئيسية ألساليب التطوير الحضري‬ ‫وهي الحفاظ والتجديد واالستدامة والتي تتداخل‬ ‫الواحدة باألخرى من اجل ضمان التوازن والفعالية‬ ‫للمركز التاريخي‪:‬‬

‫فالحفاظ يعنى بالنسيج التاريخي والتراث‬ ‫العمراني‪ ،‬والتجديد يشمل تحديث البنى التحتية‪ ،‬اما‬ ‫التحفيز فيعني تنشيط المنطقة وضمان استدامتها‬ ‫واستعادة توازن فعالياتها بمختلف انواعها ‪.‬‬ ‫ال يعني الحفاظ على المباني التراثية والتاريخية‬ ‫تجميد مبنى في الزمن او خلق متحف جامد او ربط‬ ‫أيدي اصحاب األمالك بحيث ال يمكنهم التصرف‬ ‫واسترمار هذه الممتلكات بل على العكس فان الهدف‬ ‫هو استدامة المباني اقتصاديا وبيئيا ودمجها‬ ‫بالمنظومة الحضرية بعد صيانتها واإلبقاء على شكلها‬ ‫األصلي وعناصرها المعمارية عن طريق اعادة‬ ‫االستخدام المناسب ما أمكن‪.‬‬

‫اما التجديد فيعني تجديد البنى التحتية والخدمات‬ ‫واعادة تاهيلها بالشكل والمستوى الذي يضمن اداء‬ ‫الخدمات وشبكات الحركة والنقل‪ ،‬كما تشمل ايضا‬ ‫المعالجات الداخلية للمباني لتوفير الراحة واالمان‬ ‫لشاغليها‪.‬‬

‫على الرغم من ان مدينة بغداد القديمة تزخر بالكثير من‬ ‫األحداث والشواخص ذات القيمة المعمارية والثقافية‬ ‫والتاريخية التي ال يمكن ان تفقد بريقها‪ ،‬اال انه يالحظ‬ ‫غياب هذه الشواهد اليوم عن المشهد الحضري للمدينة‬ ‫والذي يجب ان ال يستمر كونه يشكل جزءا هاما من‬ ‫ذاكرة المدينة ويعزز هويتها الحضرية‪.‬‬ ‫إن إعادة إحياء مركز المدينة التاريخي ينبغي ان يبنى‬ ‫على مبدأ اعادة ما يمكن إعادته من شواخص أتت عليها‬ ‫موجات التحديث او اإلهمال من خالل اعادة تشكيل‬ ‫الرموز التاريخية للمدينة وربطها من جديد عن طريق‬ ‫اعادة الذاكرة والكشف ما أمكن عن جذور المدينة‬ ‫القديمة وامجادها من ناحية‪ ،‬وإعادة تشكيل وربط‬ ‫النسيج العمراني للمدينة من ناحية اخرى‪ ،‬ستشكل تحديا‬ ‫من اجل إحياء المدينة وإنقاذها من ما آلت إليه قبل ان‬ ‫يحل الحاضر محل الماضي‪.‬‬ ‫فالذاكرة القريبة ال تزال تحتفظ بذكرى باب الشرقي وباب‬ ‫المعظم وطوب ابو خزامة وال تزال تتغنى بنهر دجلة‬ ‫وشرائعه والبهجة التي كان عليها شارع الرشيد والكثير‬ ‫من الذكريات الجميلة التي ال تمحى‪.‬‬ ‫إعادة تشكيل تاريخ بغداد اليوم ستؤدي الى رسم صورة‬ ‫مركز بغداد المستقبل ابالشكل لذي يليق بالمدينة‬ ‫واصحابها ويحيي ذكرى تاريخها المجيد‪.‬‬

‫االستدامة تعني خلق بيئة صحية وحيوية واقتصاد‬ ‫متين حيث يعيش الناس برفاهية وامان من خالل‬ ‫تفضيل االنسان على اآللة وزيادة المناطق الخضراء‬ ‫وتفعيل سياسات االستدامة البيئية‪.‬‬

‫‪309‬‬


‫أ‬

‫ان المبادئ التي ستؤسس عليها سياسات عملية اإلحياء تتركز على خمسة‬ ‫محاور اساسية تتمرل في جعل منطقة مركز بغداد القديمة منطقة نموذجية‬ ‫صالحة للقرن الحادي والعشرين وتتماشى مع مفاهيم اعالن االلفية االتي اقرتها‬ ‫االمم المتحدة عالوة على متطلبات إحياء المنطقة التاريخية نفسها‪.‬‬

‫اأولوية للرتاث‬ ‫وابلتأكيد وابلنظر للوضع احلايل‬ ‫للمباين الرتاثية فسيشلك احلفاظ‬ ‫عىل املباين الرتاثية املتبقية أولوية‬ ‫قصوى من خالل س ياسات‬ ‫احلفاظ اليت سرتكز عىل انقاذ‬ ‫املباين املهرتئة وصيانة املباين‬ ‫الاخرى ومن مث حتديد‬ ‫اس تعامالهتا مضن خطة متاكمةل من‬ ‫اجل دجمها يف املنظومة احلرضية‬ ‫وضامن اس تدامهتا‬

‫هذه المبادئ ستؤدي الى نقلة نوعية للمنطقة التي تعاني من سيطرة‬ ‫المركبات والتلوث ومشاكل التحديث واالندثار عالوة على افتقارها الى‬ ‫االستدامة من خالل تفضيل االنسان على اآللة وزيادة المناطق الخضراء وتفعيل‬ ‫سياسات االستدامة البيئية‪.‬‬ ‫كما ستشكلل سياسات الحفاظ واعادة الذاكرة صمام االمان لمنع اندثار‬ ‫البيئة الحضرية والتراث الرقافي والعمراني للمنطقة‪.‬‬

‫املبادئ التوجهيية‬ ‫املبادئئ التوجهيية امخلسة للرؤية تضع خدمة الانسان واحملافظة عىل البيئة واحلفاظ من‬ ‫اولوايهتا الاسرتاتيجية‬

‫‪308‬‬


‫‪2‬‬

‫مركز‬ ‫‪)21‬‬ ‫(بغداد‬ ‫حضاري تاريخي ويضم شواخص‬ ‫وجوامع ومراقد ومزارات بعضها‬ ‫يعود إلى العصر العباسي‪ ،‬وكما يضم‬ ‫نسيجا حضريا متشابكا ضاربا في القدم‬ ‫مما يجعلها مركزا حضاريا عالميا‪.‬‬ ‫سيتم ابراز هذه المعالم باعتبارها‬ ‫رمزا من رموز المدينة‪ ،‬مما سيعكس‬ ‫الجانب الحضاري للمدينة واسهاماتها‬ ‫في الحضارة اإلنسانية‪ ،‬ويعمل على‬ ‫رفع مستوى الوعي الحضاري‬ ‫للمجتمع المدني وانتمائه للمدينة‪.‬‬ ‫وتعد هذه المنطقة جزءا من‬ ‫التراث العالمي‪ ،‬وستعمل سياسات‬ ‫الحفاظ على المنطقة وضمان استدامتها‬ ‫وصيانة تراثها الحضري بكافة انواعه‬ ‫المادي وغير المادي لضمان ديمومتها‬ ‫ونقلها من جيل إلى جيل‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫(بغداد ‪ )21‬يعد المحرك الرئيسي‬ ‫القتصاد المدينة والذي يقوم بخلق‬ ‫وتوفير فرص عمل جديدة في مختلف‬ ‫المجاالت‪.‬‬ ‫إن الفرص التي سيوفرها في‬ ‫المجاالت السياحية والثقافية والترفيهية‬ ‫والتسويقية ‪ ،‬ضمن بنى تحتيه ممتازة‬ ‫وبيئة نظيفة مستقرة وإدارة جيدة‪،‬‬ ‫ستجذب العديد من المستثمرين‬ ‫واألعمال‬ ‫المصالح‬ ‫واصحاب‬ ‫وأصحاب المهن والحرف والبنوك‬ ‫والمؤسسات الفندقية والترفيهية‬ ‫لالستثمار والعمل في المنطقة‪،‬‬ ‫وسيساهم ارتفاع قيمة العقارات فيها‬ ‫في إسناد األسواق المالية وزيادة‬ ‫االستثمار العقاري في مركز المدينة‪.‬‬ ‫يوفر (بغداد ‪ )21‬االماكن لتوسع‬ ‫المناطق الحرفية والتجارية الستيعاب‬ ‫االمكانات‬ ‫الطاقات الشابة ذات‬ ‫االبداعية‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫سيأخذ (بغداد ‪ )21‬مكانته ايضا‬ ‫كمركز ومقصد للفنون والثقافة‪ ،‬حيث‬ ‫سيكون المكان الرئيسي لتجمع الفنانين‬ ‫واقامة المعارض الفنية والمسرحية‪،‬‬ ‫وستضم المنطقة العديد من المراكز‬ ‫الفنية والمتاحف‪.‬‬ ‫ستتوفر في المنطقة تسهيالت‬ ‫وخدمات تدعم ما يقدمه مركز المدينة‬ ‫من فعاليات وفنية في المسارح ودور‬ ‫العرض المختلفة التي سيتم احياؤها من‬ ‫جديد تدعمها انواع الفعاليات التسويقية‬ ‫والترفيهية المناسبة‪.‬‬ ‫في (بغداد‪ )21‬تحيط باالسواق‬ ‫التاريخية وتتخللها الفعاليات الثقافية‬ ‫المختلفة طوال العام حيث تتوسع هذه‬ ‫القاعدة لتقدم العديد من الخيارات‬ ‫المتنوعة للمقيمين والزوار‪.‬‬

‫‪311‬‬


‫‪1‬‬

‫‪21‬‬

‫تصلح االهداف الثمانية التالية ألن‬ ‫تكون األساس لتوضيح "الشكل‬ ‫المستقبلي لمركز المدينة التاريخي"‬ ‫الذي سيطلق عليه ابتداء من هذا‬ ‫الفصل (بغداد ‪ )21‬حيث سيتم تفصيل‬ ‫مفاهيم التطوير وكذلك تحديد‬ ‫السياسات التي ينبغي اتباعها من اجل‬ ‫تحقيق هذه الرؤية‪.‬‬ ‫هذه األهداف تم وضعها بناء على‬ ‫المبادئ التوجيهية ومجموعة القيم‬ ‫التي تم وضعها بناء على اجتهادات‬ ‫المؤلف ومعرفته بالمدينة وتمنياته‬ ‫لمستقبلها والذي ال اظن انه يختلف‬ ‫بمجمله عن تمنيات وطموح المواطن‬ ‫البغدادي ‪.‬‬ ‫توضح هذه األهداف كيف سيبدو شكل‬ ‫وعمل (بغداد ‪:)21‬‬

‫‪310‬‬

‫(بغداد ‪ )21‬تكوين حضري‬ ‫جذاب مريح ومستدام يسهل التنقل‬ ‫والتجول فيه عن طريق وسائل النقل‬ ‫المختلفة ويضم فعاليات حيوية‬ ‫ومتنوعة‪.‬‬ ‫يوفر (بغداد ‪ )21‬السكن‬ ‫والعمل والخدمات للناس على‬ ‫وأعمالهم‬ ‫مشاربهم‬ ‫مختلف‬ ‫ومستوياتهم المادية والثقافية في‬ ‫منطقة تضم عالوة على المراكز‬ ‫التجارية والثقافية والحدائق‪ ،‬السكن‬ ‫والمرافق الخدمية االخرى‪.‬‬ ‫المحالت السكنية والحرفية التي‬ ‫تم احياؤها تمثل الطابع العمراني‬ ‫والحضري البغدادي وهي قريبة من‬ ‫نقاط المواصالت واألسواق ومراكز‬ ‫العمل وتم تزويدها بأفضل البنى‬ ‫التحتية والخدمات المستدامة‪ ،‬كما‬ ‫سيضمن وجود المناطق السكنية‬ ‫حيوية المنطقة طوال اليوم‪.‬‬


‫العناصر احملركة‬

‫يتمحور التكامل الشكلي المورفولوجي للمنطقة حول العالقة ما بين شارع الرشيد المناطق‬ ‫البينية بين هذين العنصرين الرئيسيين وما يحيط بهما من نسيج حضري ففي الوقت الذي حل‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه شارع الرشيد كبديل لنهر دجلة خالل قرن من الزمن فان تبادل المصالح والعالقة الوثيقة‬ ‫بين العنصرين الرئيسيين في مركز بغداد التاريخي المعاصر يحتم الترابط الوثيق بينهما‬ ‫كما سيشكل ربط الساحات والمناطق الرئيسية المرتبطة بشارع الرشيد ونهر دجلة الشكل‬ ‫الجديد المترابط لمركز المدينة ويعزز المسارات القديمة من اجل إعادة وتثبيت شخصية‬ ‫المكان‬

‫ضفة نهر دجلة‬ ‫الساحات والمناطق المفتوحة‬ ‫شارع الرشيد ‪ ،‬االسواق‬ ‫المحالت السكنية واالزقة‬

‫العناصر احملركة‬

‫تمثل اإلمكانيات التي يختزنها مركز المدينة القديم خزينا قيما من الفعاليات والوظائف التي‬ ‫يمكن استغاللها لتحفيز المركز والتي ينبغي تحقيق التوازن الحضري المطلوب من خالل‬ ‫إعادة توزيعها‬ ‫بما يتناسب وما تتطلبه تلك الفعاليات من مساحات وخدمات آخذين في االعتبار اندماجها‬ ‫مع الفعاليات االخرى من خالل مواقعها التاريخية وارتباطها بذاكرة المدينة التاريخية‬ ‫اذ تمثل هذه الفعاليات القوى الديناميكية والتكاملية التي تؤمن استدامة المنطقة اقتصاديا‬

‫ال يمكن تطوير وتحديث مركز مدينة بغداد من دون ان يكون تاريخها حاضرا في كل زاوية‬ ‫من زواياها ‪ ،‬اذ ان عبق التاريخ وأحداثه وشخوصه وشواخصه لمدينة مثل بغداد تشكل‬ ‫محورا ً أساسيا إلعادة إحياء مركزها الموغل في القدم‬ ‫فعالوة على عملية الحفاظ االساسية فان تجسيد تراث المدينة العريق وإعادة ذاكرتها القريبة‬ ‫والبعيدة ستشكل حافزا لتعزيز شخصية المدينة وشكلها الجديد القديم كما ستشكل إعادة تجسيد‬ ‫تاريخ المدينة احد العناصر المهمة في توحيد سكان المدينة ومدعاة لفخرهم واعتزاز هم‬ ‫بتراثهم وتاريخهم‬

‫التاريخ ‪ ،‬التجارة ‪ ،‬الثقافة‬ ‫العبادة ‪ ،‬السياحة ‪ ،‬الصناعة‬ ‫التسوق ‪ ،‬التعليم ‪ ،‬السكن ‪،‬‬ ‫الترفيه‬

‫الماضي ‪ ،‬التاريخ‬ ‫التراث ‪ ،‬ذاكرة المدينة‬ ‫المستقبل‬ ‫االستدامة‬

‫‪315‬‬


‫‪21‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫يعنى المنطق المورفولوجي (الشكلي)‬ ‫بالعناصر الثابتة من النسيج الحضري‬ ‫والتي تكون الهيكل االساسي لتكوين‬ ‫المدينة وما ينتج عنها من ترابط‬ ‫عضوي ناتج من تاثيرات وظيفية‬ ‫تشكل شكل المدينة وكيفية عملها‬ ‫وسبل الحركة فيها‬

‫المدينة هي مركز للحياة اليومية‬ ‫وتبادل البضاعة والخدمات للمناطق‬ ‫المحيطة‪ .‬ان الهيكل الوظيفي‬ ‫والمكاني محدد من خالل قرارات‬ ‫التصميم للمدينة اضافة الى‬ ‫خصوصية التجارة المحلية‬ ‫وديناميكيتها المستمرة‬

‫ان التأثيرات المحددة لتطوير المنطقة تتكون من ثالثة‬ ‫محاور رئيسية هي‪:‬‬ ‫التإثيرات المورفولوجية (المكانية) والتأثيرات‬ ‫الوظيفية والبعد التاريخي ‪ ،‬والتي تشكل بمجمل‬ ‫تفاعالتها وترابط عناصرها ‪ ،‬القوى المؤثرة على‬ ‫المنطقة وتطورها‬ ‫وتعتمد تصورات إعادة اإلحياء على التكامل ما بين‬ ‫هذه العناصر الثالثة‬

‫‪314‬‬

‫يعد الزمن حالة الوصل بين الفكر‬ ‫والواقع‪ ،‬بين الحاضر والماضي ‪،‬‬ ‫وبين الحاضر والمستقبل‪ .‬ان ادراك‬ ‫المكان المرتبط باحداث الماضي‬ ‫سيشكل في المستقبل صورة الحاضر‬ ‫وتشكل الذاكرة همزة الوصل ما بين‬ ‫الماضي والحاضر والمستقبل‬


‫التدهور العمراين للمباين‬ ‫الرتاثية‬

‫ان التاثريات اخملتلفة للتطور العمراين‬ ‫احلديث و تغري الاحتياجات الانسانية‬ ‫اليوم تقتيض العمل عىل توفري الاساليب‬ ‫املناس بة اليقاف التجاوزات ومعاجلة‬ ‫التلف الناجت عن تدين الوعى ابمهية و‬ ‫ماكنة تكل املناطق الرتاثية‬

‫‪329‬‬


‫‪21‬‬

‫ان الحفاظ هو احد عناصر الرؤية‬ ‫االستراتيجية الشاملة إلحياء مركز المدينة‬ ‫القديم‪.‬‬ ‫ومن المهم معرفة اسباب تهرؤ المناطق‬ ‫التراثية واندثارها لنتمكن من ايجاد الوسائل‬ ‫الكفيلة بترميم هذه المناطق وحمايتها‪ ،‬اذ ان‬ ‫مجرد ترميم االجزاء التالفة مهما يكن واسعا‬ ‫و متكامال فهو غير كاف اال من خالل اتخاذ‬ ‫االجراءات لمعالجة االسباب المؤدية الى‬ ‫تهرؤ هذه المناطق لضمان استدامتها‬ ‫وحمايتها‪.‬‬ ‫فعالوة على ما سببه تواجد اسواق‬ ‫الجملة من اضرار طالت المناطق والمباني‬ ‫في هذه المنطقة ‪ ،‬تضافرت عوامل التطور‬ ‫العمراني بعد الطفرة االقتصادية في القرن‬ ‫الماضي وعوامل االهمال والزمن على مجمل‬ ‫اوضاع هذه المباني التراثية في المدينة القديمة‬ ‫في ظل ضعف الشعور بقيمة التراث‬ ‫الحضاري عموما والمعماري خصوصا‬ ‫لدى االنسان المعاصر ‪ ،‬وقد فاقم هذه‬ ‫االوضاع في العقود االخيرة انعدام الرقابة‬ ‫وضعف التشريعات واالنظمة التي تحمي‬ ‫الموروث العمراني والتي ان وجدت فانها‬ ‫تفتقد الى االدوات الالزمة لتطبيقها فكثرت‬ ‫التجاوزات وفقدنا الكثير من المباني ذات‬ ‫القيمة المعمارية والتراثية الفريدة الى االبد‪.‬‬ ‫وقد عزز هذا التدهور تعدد الملكيات‬ ‫العقارية للمبنى الواحد واختالف المرجعيات‬ ‫والجهات المسؤولة عن الحفاظ على هذا‬ ‫االرث الثمين‪.‬‬ ‫‪328‬‬


‫نقوش اجرية ملخدل‬ ‫املخدرسة الرشابية (القرص‬ ‫العبايس)‬

‫نقوش عىل الآجر‬ ‫يف بوابة املخدل‬ ‫ملبىن القرص العبايس‬

‫ان عملية إحياء مركز تاريخي بثقل مدينة بغداد القديمة والحفاظ عليه تمثل تحديا كبيرا‬ ‫ومهمة تاريخية وعلى الخصوص بعد ما عانته المدينة وإرثها الحضاري الذي ال يزال مهددا‬ ‫وهي مسؤولية تتحملها االجيال التي ورثت وعاشت مأساة المدينة‪.‬‬ ‫ينبغي ان يكون تحديث المدينة القديمة فرصة لتاكيد ماضي المدينة الحافل باالحداث والغني‬ ‫بالشواخص ونقلها لالجيال القادمة ‪ ،‬وهي مناسبة لتعزيز الشعور باالنتماء والهوية الوطنية‪،‬‬ ‫وفرصة العادة تجميع فسيفساء المدينة الذي اثقلته الحروب والنزاعات طوال العقود الماضية‪.‬‬

‫‪337‬‬


15.4. Transportation Front Cover

336


‫العناصرالحضرية‬

‫القيم والمبادئ التوجيهية‬

‫خ‬

‫بنى تحتية مستدامة‬

‫نظام مروري آمن‬

‫تصاميم حضرية جذابة‬

‫‪339‬‬


‫بغخداد جمخددا‬

‫وعلى الرغم من كون هذه االفكار مبنية على دراسات وتحليل ورؤية‬ ‫تخطيطية‪ ،‬اال انها عمل فكري قد تختلف الرؤى واالراء فيه من شخص الى‬ ‫آخر ومن مهندس الى مخطط‪ ،‬ومن مختص الى مواطن‪ .‬اال ان هذه االفكار‬ ‫ينبغي ان تناقش وتؤخد على انها بداية‪ ،‬الهدف منها بعث االمل في امكانية‬ ‫إحياء المدينة القديمة و توضيح امكانية نقلها نقلة نوعية من منطقة فاشلة الى‬ ‫منطقة حيوية مستدامة وخطوة على طريق مستقبل واعد‪.‬‬

‫المنهجية‬ ‫يبين المخطط على الصفحة المقابلة المنهجية المتبعة في عملية ترجمة‬ ‫وتحويل الرؤى الى افكار تخطيطية عبر استراتيجيات متعددة تشكل في‬ ‫مجموعها الخطة الشاملة إلحياء المنطقة‪.‬‬ ‫تعتمد هذه المنهجية على معطيات الفصل السابق الذي تم فيه تحديد‬ ‫الغايات بناء على القيم والمبادئ والتوجيهية للرؤية المستقبلية واهدافها‪ ،‬اوالتي‬ ‫تشكل القاعدة االساسية التي استخلصت منها السياسات الشاملة التي حددت في‬ ‫الفصل الثالث من هذا الكتاب‪ ،‬حيث يتم تطبيقها على العناصر الحضرية‬ ‫للمنطقة من اجل الوصول الى استراتيجيات التحول الحضري الثالثية االبعاد‬ ‫‪ ،‬المكانية والوظيفية والزمنية‪.‬‬ ‫المخطط الهيكلي للتطوير سيكون المخرج والنتاج الرئيسي للعملية‬ ‫والذي ينبغي ان ترافقه عمليات تهيئة القاعدة الحضرية والتي تجعل المخطط‬ ‫الهيكلي ممكن التنفيذ‪.‬‬ ‫ماهية وتفاصيل استراتيجيات عملية اإلحياء الحضري السبع سيجري‬ ‫تفصيلها وبيان كيفية تأثيرها على عملية اإلحياء ومدى ترابطها الواحدة‬ ‫باالخرى‪ .‬كما سيتم ايضا تسليط الضوء على معطيات العملية التخطيطية‬ ‫والتحوالت الحضرية الرئيسية التي ستنتج عنها‪.‬‬

‫‪338‬‬

‫من الرؤية وحتى المخطط الشامل‬

‫ان اليوم اذلي س تعود فيه‬ ‫بغخداد ومركزها القخدمي اىل‬ ‫القمة من جخديخد ليس ببعيخد‬ ‫ان تضافرت اجلهود‪ ،‬كام‬ ‫وان مسؤولية احياهئا تقع‬ ‫علينا حنن‪ ،‬ابناء هذه‬ ‫املخدينة‪.‬‬

‫تمثل االفكار والمقترحات التي يتضمنها هذا الجزء من الكتاب‬ ‫تصورات شخصية للمؤلف لمستقبل المدينة القديمة وتطورها‪ ،‬في ترجمة‬ ‫للرؤية المستقبلية التي تم سردها في الفصل الثالث من هذا الكتاب ‪ ،‬وهي نابعة‬ ‫من قناعاته الشخصية ومبنية على خبرته المهنية النابعة من تجربته العملية‬ ‫والحياتية‪ ،‬ومن حبه لمدينته ورغبته في ان تكون االفضل من بين مدن العالم‪،‬‬ ‫ليس من دون سبب‪ ،‬وانما النها كانت االفضل وانها كانت منبعا للعلم والجمال‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫اعادة إحياء ضفة النهر لتعود محورا‬ ‫ومركزا متميزا للترفيه واللقاء كجزء‬ ‫من عملية إحياء مركز المدينة‬ ‫القديمة‬

‫‪ ‬العمل على تثبيت مستوى النهر داخل المدينة‬ ‫‪ ‬اعادة تخطيط الواجهة النهرية بالشكل الذي يضمن استغاللها االمثل‬ ‫‪ ‬خلق نظام لممرات المشاة على الواجهة النهرية بمستويات متعددة‬ ‫‪ ‬استحداث ساحات وفعاليات جديدة وتعزيز نظام النقل النهري‬

‫‪ ‬استحداث مساحات استثمارية جديدة على طول الضفة النهرية‬ ‫‪ ‬خلق بؤر ومراكز جديدة في المناطق الخالية والهشة‬ ‫‪ ‬تعزيز مناطق التقاء مسارات المشاة ببعضها وبمراكز النقل النهري‬ ‫‪ ‬تقوية اتصال الضفة النهرية بالعناصر الحضرية االخرى‬

‫‪ ‬اعادة الحياة الى شرايع النهركعنصر اساسي في الحياة البغدادية‬ ‫‪ ‬تعزيز ربط الشواخص التاريخية بضفة النهر وابرازها‬ ‫‪ ‬تشجيع واعادة استخدام وسائل النقل وخاصة "القفة" في الحياة النهرية‬ ‫‪ ‬االحتفاء بتاريخ بغداد ورجاالتها عن طريق التجسيد الفني والمهرجانات‬

‫‪343‬‬


‫ان الماء نفسه هو أعظم األصول في أي واجهة نهرية وينبغي أن‬ ‫يصبح محورا للفعاليات واألنشطة‪ .‬لقد كان نهر دجلة وال يزال العصب‬ ‫الرئيسي لمدينة بغداد ومصدر حياتها والهام سكانها وزوارها‪ ،‬حيث يقدم‬ ‫هذا النهر وواجهته الفريدة امكانيات كبرى لم يتم استغاللها بل اسيئ‬ ‫استغاللها في كثير من الحاالت‪.‬‬

‫وبدال من استغالل تلك الواجهة الفريدة من اجل تحسين مشهد‬ ‫وخدمات المدينة وابراز جماليتها فقد ابتعد النهر عن المدينة والناس‬ ‫عوضا عن ذلك طوال العقود الخمسة الماضية ‪.‬‬ ‫اعادة النهر الى المدينة فيزياويا ونفسيا واحياؤه من جديد‬ ‫وضمان اندماجه مجددا مع العناصر الحضرية للمدينة هو من اولويات‬ ‫اعادة إحياء المدينة التاريخية واهم اجزائها‪.‬‬ ‫لقد آن االوان ليعود النهر الى احضان المدينة وان تعود العالقة‬ ‫الحميمة ما بين النهر واالنسان‪.‬‬

‫‪342‬‬


‫حيث يلتقي مسار الشرفة بمسار‬ ‫ممشى النهر في ساحة تحيط بالمدرسة‬ ‫المستنصرية وتضم شريعة للنقل النهري‬ ‫وساحة للتجمع واالستمتاع بالمعلم التاريخي‬ ‫والفعاليات المجاورة له‪.‬‬

‫الواقعة على محور ساحة الطوب‬ ‫والقريبة من القصر العباسي ستكون محطة‬ ‫رئيسية للنقل النهري ومدخال للمنطقة التي‬ ‫تضم اهم الشواخص التاريخية لمدينة بغداد‬ ‫القديمة‪ ،‬والتي يخترقها ممشى النهر العائم‬ ‫في طريقه الى فنار بغداد‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬ ‫حيقق‬ ‫حيقق جزئيا‬ ‫ال حيقق‬

‫‪361‬‬


‫ان الواجهة النهرية هي عنصر‬ ‫مهم ومقصد عام فريد الي‬ ‫مدينة وينبغي التاكيد عليه‬ ‫وتعزيزه لتحديد شكل المدينة‬ ‫المستقبلي‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫الشكل الجديد للضفة النهرية‬ ‫تمثل االستخدام االمثل لضفة النهر في خلق اساليب جديدة‬ ‫انتجت بالتالي استخدامات مبتكرة تخدم نمط التنمية المطلوب في‬ ‫المنطقة حيث‪ ،‬زادت من خيارات المشاة وعززت من ربط مناطق‬ ‫الضفة النهرية بعضها بالبعض ووثقت عالقتها بالعناصر الحضرية‬ ‫االخرى في المنطقة‪ .‬ادى ذلك بدوره الى تقوية مواقع الوصول‬ ‫والمقاصد وتطوير بؤر الحركة بصورة عامة عن طريق استحداث‬ ‫محطات النقل النهري والشرايع الممتدة على طول ضفة النهر حيث‬ ‫ترتبط بالفضاءات العامة بالمسارات وطرق المشاة االخرى‪.‬‬ ‫استحداث بؤر ومناطق جديدة باستخدامات مشوقة‬ ‫واسهم خلق المسارات الجديدة في استحداث مساحات‬ ‫استثمارية مهمة في منطقة ذات جذب تتميز بامكانياتها الترفيهية‬ ‫العالية حيث استحدثت مناطق خضراء تعاني المنطقة من نقص حاد‬ ‫منها‪.‬في االماكن المناسبة ‪ ،‬واستحدثت مراكز ترفيهية وثقافية متعددة‬ ‫لالحتفاء بالنهر وبالشواخص المطلة عليه من اجل تعزيز وربط‬ ‫وتوسيع المناطق المتماثلة الفعالية والطابع لخدمة انماط التنمية‬ ‫المستحدثة‪.‬‬

‫‪360‬‬


‫‪2‬‬

‫انشاء منظومة مترابطة من الساحات‬ ‫والميادين تكون بمثابة مراكز‬ ‫للتفاعل االجتماعي واالقتصادي‬ ‫واستثمارها من اجل خدمة المشاة‬

‫‪ ‬ربط الفضاءات المفتوحة في المنطقة بعضها ببعض‬ ‫‪ ‬اعادة استعمال الفضاءات المفتوحة واستثمارها لصالح المشاة‬ ‫‪ ‬زيادة المناطق الخضراءضمن الفضاءات المفتوحة‬ ‫‪ ‬تزويد الساحات والميادين بخدمات وتسهيالت المشاة‬

‫‪ ‬خلق فضاءات جديدة في المناطق الهشة والضعيفة‬ ‫‪ ‬تعزيز الفعاليات الحضرية في المناطق المحيطة بالفضاءات المفتوحة‬ ‫‪ ‬تحفيز الفضاءات المفتوحة واستغاللها االستغالل االمثل‬ ‫‪ ‬استثمار الساحات والميادين في التحفيز االقتصادي للمنطقة‬

‫‪ ‬ربط الساحات والميادين بمفردات المنطقة التاريخية والحضارية‬ ‫‪ ‬تعزيز الهوية التاريخية للفضاءات الحضرية المفتوحة‬ ‫‪ ‬االحتفاء بتاريخ المدينة عن طريق اقامة الفعاليات واالحتفاالت الدورية‬ ‫‪ ‬ابراز االبعاد التاريخية والجمالية من خالل المؤثرات البصرية والفنية‬

‫‪363‬‬


‫يضم مركز بغداد التاريخي الكثير من االمكانيات ضمن هذا‬ ‫المفهوم‪ .‬فمن خالل الجاذبية الخاصة للمواقع المحيطة بالشواخص االثرية‬ ‫والتراثية المطلة على نهر دجلة ‪ ،‬والتي يمكن ان تطعم بمزيج من الفعاليات‬ ‫المختلفة بحيث تتحول الى بيئة مميزة مشوقة للمشاة تجعلها جذب ذات‬ ‫فضاءات حضرية فعالة تنشط المنطقة وتعيد إحيائها‪.‬‬ ‫يمثل مركز مدينة بغداد موطنا مشتركا لمجتمع مختلط تعددي‬ ‫ومتجانس‪ .‬هذا المركز الذي يشكل عالما مصغرا للعراق المتعدد الثقافات‬ ‫واالطياف يفترض التركيز على عودته مجددا ليكون مكان اللقاء الطبيعي‬ ‫لمجتمع المدينة المتعدد وزوارها من خالل توفير ساحات اجتماعية تتضمن‬ ‫نظاما واسعا من الفعاليات المشوقة ‪ ،‬كالثقافة والتسلية والتسوق والسياحة‬ ‫تجذب الناس اليها وتمكنهم من التمتع بالمكان واللقاء واالختالط والتعرف‪.‬‬ ‫سيؤدي الوصول لهذا الهدف الى قيام مركز المدينة التاريخي‬ ‫بتأدية دور رئيسي وحاسم في بناء الهوية الوطنية وتعزيز الشعور‬ ‫باالنتماء المديني‪.‬‬

‫‪362‬‬


‫‪.‬‬

‫ممر رابط بين‬ ‫الساحة وساحة‬ ‫السينما‬ ‫مسقفات تضم‬ ‫مقاهي‬ ‫الرصيف‬ ‫نصب الباب‬ ‫الشرقي‬

‫جامع مرجان‬ ‫مدخل‬ ‫سوق‬ ‫الشورجة‬

‫ممر رابط‬ ‫بسوق عكد‬ ‫النصارى‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫جامع‬ ‫االحمدية‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫شارع‬ ‫السمؤال‬

‫مدرجات‬ ‫تحيط‬ ‫بالجامع‬

‫ساحة القصر‬ ‫العباسي‬

‫‪.‬‬

‫القلعة‬

‫طوب ابو ‪.‬‬ ‫خزامة على‬ ‫قاعدة دوارة‬ ‫‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫منطقة‬ ‫خضراء‬ ‫رابطة‬ ‫‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫تحيط بجامع مرجان وتمهد لمدخل‬ ‫سوق الشورجة وتصله باالسواق‬ ‫االخرى‬

‫‪1‬‬ ‫مدخل المنطقة من طرفها الجنوبي‬ ‫والشرقي ويصلها بالمناطق الترفيهية‬ ‫في ابو نواس وحديقة االمة‬

‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬

‫‪8‬‬ ‫هي ساحة الميدان القديمة وتحيط‬ ‫بطوب ابو خزامة تضم منطقة‬ ‫المقاهي القديمة‬

‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫الساحات المطلة على‬ ‫شارع الرشيد‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫‪.9‬‬

‫ساحة الباب الشرقي‬ ‫ساحة السنك‬ ‫ساحة حافظ القاضي‬ ‫ساحة مجمع (التاج)‬ ‫ساحة مرجان‬ ‫ساحة الرصافي‬ ‫ساحة الميدان‬ ‫ساحة الطوب‬ ‫باحة القلعة‬

‫‪9‬‬

‫‪369‬‬


‫تتصل هذه الميادين المتتابعة‪ ،‬والتي كانت تستخدم من قبل السيارات‪ ،‬عن طريق شارع الرشيد‬ ‫الذي يعتبر ميدانا شريطيا الهميته ضمن المحيط الحضري‪.‬‬ ‫فنون وثقافة‬ ‫تبدأ هذه الميادين من جهة الجنوب بميدان الباب الشرقي‪ ،‬الذي يربط شارع الرشيد بساحة‬ ‫االمة وشارع السعدون من جهة وشارع ابو نؤاس من جهة اخرى‪ ،‬عالوة على اتصاله المباشر بشريعة‬ ‫القولة ونهر دجلة‪.‬ويتصدر المشهد الحضري لهذا الميدان المتسع تجسيد الباب الشرقي الذي سيعاد بناؤه‬ ‫بشكل رمزي ليشير الى موقعه التقريبي وعملية هدمه‪.‬‬

‫املباين املطةل عىل امليادين‬ ‫ان احياء امليادين وتطعميها‬ ‫ابلنصب واملؤثرات الفنية‬ ‫والضوئية واملسطحات املائية‬ ‫والنوافري س يحيي ابلتايل املباين‬ ‫احمليطة هبذه الساحات وامليادين‬ ‫حيث تزدهر فهيا املقايه‬ ‫والاكفيرتايت اليت يفضل اقامهتا‬ ‫يف الادوار العليا وعىل اسطح‬ ‫تكل املباين ملا متتاز به من‬ ‫اطالةل علهيا‬

‫تتميز هذه المنطقة من الباب الشرقي وحتى جامع سيد سلطان علي بنكهتها الفنية الثقافية حيث‬ ‫تتصل بمجمع السينمات وساحات ومناطق اخرى سياتي تفصيلها الحقا يتركز فيها المشهد الفني الثقافي‪،‬‬ ‫ويمكن ان تكون مركزا يؤمه الفنانين وتقام فيه المعارض العديدة لمختلف انواع الفنون‪.‬‬ ‫تجارة وتسوق‬ ‫ساحة حافظ القاضي هي الرابط ما بين المناطق الثقافية في السنك وما بين المنطقة التجارية‬ ‫في رأس القرية‪ .‬مساحتها الصغيرة ال تتيح الكثير من الفعاليات اال ان اقامة "سوق رأس القرية" الذي‬ ‫يطل على هذه الساحة سيجعل من الساحة احد المقاصد الرئيسية في المنطقة‪.‬‬ ‫تشكل ساحة الشورجة وجامع مرجان مركز المنطقة التجارية التي تنفتح على سوق الشورجة‬ ‫وتتوسطها المنارة التاريخية للمدرسة المرجانية‪.‬مكونة محال لالستراحة واللقاء ومفصال للتنقل ما بين‬ ‫االسواق المختلفة في هذه المنطقة التجارية المهمة‪.‬‬ ‫ثقافة وتاريخ‬ ‫تعد ساحة الرصافي الرابط ما بين المنطقة التجارية والجزء التاريخي من المدينة والذي يضم‬ ‫فعاليات ثقافية مهمة مثل شارع المتنبي والمنطقة المحيطة به‪ .‬تطل الساحة ايضا على سوق الثالثاء‬ ‫المستحدث في المنطقة والذي يقع ما بين هذه الساحة وسوق السراي‪.‬‬ ‫تضم المنطقة ما بين ساحة الرصافي والباب المعظم عددا من الساحات المهمة مرورا بساحة‬ ‫الميدان‪ ،‬التي ستضم مركزا رئيسيا للنقل العام من المنطقة الى انحاء المدينة وبالعكس‪ ،‬وساحة طوب‬ ‫ابو خزامة المطلة على القلعة‪ ،‬وساحة الثقافة المالصقة للمكتبة الوطنية‪ .‬هذه الساحات المترابطة جميعا‬ ‫تشكل احد عناصر المنطقة التاريخية السياحية وترتبط بالساحات االخرى في المنطقة وعلى ضفة‬ ‫النهر‪.‬‬ ‫ساحة طوب ابو خزامة (ساحة الميدان القديمة) ستضم منطقة المقاهي البغدادية التي كانت‬ ‫تحيط بالقلعة التي يعاد تجسيدها من جديد لتقف شامخة كما كانت قبل قرن مضى‪.‬‬

‫‪368‬‬


‫‪3‬‬

‫اعادة إحياء شارع الرشيد ليعود مركزا‬ ‫ترفيهيا وثقافيا عامرا وسوقا لتجارة‬ ‫المفرد ويحلو التجول فيه كجزء من عملية‬ ‫إحياء مركز المدينة التاريخي‬

‫‪ ‬ازالة التشوهات والتجاوزات المسيئة للطابع العمراني‬ ‫‪ ‬تعزيز عمليات الترميم والحفاظ على المباني المطلة على الشارع‬ ‫‪ ‬استكمال الهيئة العمرانية لجدار الشارع وتعزيز الطابع المعماري‬ ‫‪ ‬تقنين حركة المرور وتوفير الخدمات والتسهيالت الضرورية للمشاة‬

‫‪ ‬تعزيز تجارة المفرد والخدمات على طول الشارع‬ ‫‪ ‬تطوير الشارع كممر ترانزيت (ترانزيت مول)‬ ‫‪ ‬تكثيف التنمية الحضرية في اطراف الشارع الجنوبية والشمالية‬ ‫‪ ‬استغالل المحاور الحركية للشارع في تحفيز اقتصاديات المنطقة‬

‫‪ ‬تعزيز الطابع التاريخي للشارع في كافة مفردات التطوير‬ ‫‪ ‬ابراز الشواخص المعمارية التاريخية المطلة على الشارع‬ ‫‪ ‬اعادة إحياء وتجسيد الرموز التراثية المتعلقة بتاريخ واحداث الشارع‬ ‫‪ ‬االحتفاء بتاريخ الشارع عن طريق التجسيد الفني والمهرجانات الدورية‬

‫‪377‬‬


‫اهم محاور الحركة في المركز التاريخي للمدينة هو محور‬ ‫شارع الرشيد‪ ،‬والذي عالوة على كونه احد المعالم الرئيسية‬ ‫للعاصمة فانه يمثل المحور الرئيسي الذي يربط المنطقة ببعض‬ ‫البعض ويربطها مع باقي مناطق مدينة بغداد الكبرى من جهة‬ ‫اخرى‪.‬‬ ‫ان اعادة إحياء المنطقة يجب ان تركز على اعادة الشارع‬ ‫الى عهده كأهم شوارع المدينة‪ ،‬شارعا زاخرا بالفعاليات‬ ‫المتنوعة التي تشكل نموذجا للحياة البغدادية وبشكل عصري ‪،‬‬ ‫مع الحفاظ على الشارع وما يحمله من تاريخ المدينة وما يمتاز‬ ‫به من تنوع عمراني متناغم ليشكل سيمفونية معمارية فريدة‪،‬‬ ‫األمر الذي يجعله وبجدارة متحفا جداريا لتاريخ العمارة البغدادية‬ ‫في القرن العشرين‪.‬‬

‫‪376‬‬


‫ذ‬

‫ا‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫ﺳﯿﺸﮭﺪ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ‬ ‫ل‬ ‫اﻻﺳﻮاقىﻋﻤﻠﯿﺎت ﺻﯿﺎﻧﺔ‬ ‫وﺗﺠﺪﯾﺪ ﻟﺒﻨﺎھﺎ اﻟﺘﺤﺘﯿﺔ‬ ‫وﺗﺴﻘﯿﻔﮭﺎمﻣﺠﺪدا ﻟﺘﺘﻼءم ﻣﻊ‬ ‫ح‬ ‫اﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﺼﺮﯾﺔ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ﻟﻼﺳﻮاق‪.‬‬

‫ﺳﻮق اﻟﺜﻼﺛﺎء اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ ﯾﻌﻮد‬ ‫اﻟﻰ اﻟﺤﯿﺎة ﻣﺠﺪدا ﻟﯿﺮﻓﺪ‬ ‫اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻌﺒﻖ اﻟﺘﺎرﯾﺦ وﺗﻨﻮع‬ ‫اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ وﻟﯿﻮﻓﺮ ﺧﯿﺎرات‬ ‫ﺟﺪﯾﺪة وﻓﺮﺻﺎ واﻋﺪة ﻟﻠﻌﻤﻞ‬ ‫واﻟﺘﺠﺎرة‪.‬‬

‫س‬ ‫ا‬ ‫ح‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬ ‫ﳛﻘﻖ‬ ‫ﳛﻘﻖ ﺟﺰﺋﯿﺎ‬ ‫ﻻ ﳛﻘﻖ‬

‫‪421‬‬


‫تحفيز وتنظيم االسواق سيسهم‬ ‫في تعزيز موقع المنطقة كمحرك‬ ‫اقتصادي رئيسي للمدينة‬ ‫وسيسهم في تاكيد طابع المنطقة‬ ‫التاريخي والسياحي‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫إحياء االسواق القديمة والحرف التقليدية‬ ‫إن إحياء االسواق القديمة وتعزيز مكانة المتبقي‬ ‫منها سيحقق هدفين مهمين‪ ،‬اولهما منع اندثار هذه االسواق‬ ‫عمرانيا كاحد العناصر الحضرية التاريخية للمدينة القديمة‪،‬‬ ‫ويتمثل الهدف الثاني في منع اندثار الحرف الفولكلورية‬ ‫والمهن التي اشتهرت بها هذه االسواق‪ ،‬ليشكل تحقيق هذين‬ ‫الهدفين احد الوسائل المهمة لتنشيط منطقة االسواق‬ ‫وتحفيزها لتكون مقصدا تجاريا وسياحيا مستداما‪.‬‬ ‫استحداث اسواق جديدة ذات طبيعة مشوقة‬ ‫يعمل استحداث اسواق جديدة في مواقع معينة على‬ ‫توفير مساحات استثمارية جديدة من خالل استغالل‬ ‫الطوابق العليا واالزقة الخلفية كمناطق ذات فاعلية كجزء‬ ‫من خطة تطوير هذه االسواق‪ ،‬عالوة على ما سيشكله ذلك‬ ‫من تحفيز وتعزيز القتصاديات تلك المناطق من خالل‬ ‫جاذبية تلك االسواق المستحدثة‪.‬‬

‫‪420‬‬


‫احد المناطق السكنية التي يتم تجديدها يوترميمها ستحافظ على‬ ‫المنطقة يمكن‬ ‫المنطقة‬ ‫النسيج العمراني وطابع‬ ‫حيوية يتم‬ ‫وتعزز التي‬ ‫التراثيالسكنية‬ ‫مناطق‬ ‫احدى ال‬ ‫شرق شارع‬ ‫االخرى‬ ‫تجديدهاحياء‬ ‫ان تكون نموذجا إل‬ ‫النسيج‬ ‫السكنيةعلى‬ ‫المناطقستحافظ‬ ‫وترميمها‬ ‫الرشيد‪.‬‬ ‫العمراني وطابع المنطقة التراثي وتعزز‬ ‫حيوية المنطقة يمكن ان تكون نموذجا‬ ‫إلحياء المناطق السكنية االخرى شرق‬ ‫شارع الرشيد‪.‬‬

‫سيكون تطوير الشوارع الجانبية‬ ‫الممتدة من شارع الرشيد باتجاه الغرب مثل‬ ‫شارع حسان بن ثابت مخصصا للمشاة‬ ‫وامتدادا لشارع الرشيد معززا بخدمات‬ ‫المشاة واحتياجاتهم‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬ ‫حيقق‬ ‫حيقق جزئيا‬ ‫ل حيقق‬

‫‪441‬‬


‫إحياء االزقة واإلحياء السكنية‬ ‫في المنطقة سيسهم في جعل‬ ‫المنطقة ذات حيوية وفعالية‬ ‫دائمة وسيعزز الربط ما بين‬ ‫عناصرها الحضرية‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫إحياء االسواق القديمة وحرفها‬ ‫ان إحياء االسواق القديمة وتعزيز مكانة المتبقي منها سيحقق‬ ‫جديدة‬ ‫المسارات‬ ‫العناصر‬ ‫مساراتكاحد‬ ‫وخلق عمرانيا‬ ‫القديمةاالسواق‬ ‫اندثار هذه‬ ‫إحياءاولهما منع‬ ‫هدفين مهمين‬ ‫الحضرية التاريخية للمدينة القديمة ويتمثل الهدف الثاني في منع اندثار‬ ‫تحقيق‪،‬‬ ‫التاريخية‬ ‫المسارات‬ ‫الحرف ان‬ ‫للمدينةليشكل‬ ‫القديمة االسواق‬ ‫اشتهرت بها هذه‬ ‫إحياء التي‬ ‫اعادة والمهن‬ ‫الفولكلورية‬ ‫وتحفيزها‪،‬‬ ‫الحضرية ببعض‬ ‫وعناصرها‬ ‫المنطقة‬ ‫التي‬ ‫منطقة االسواق‬ ‫المهمة لتنشيط‬ ‫تربطالوسائل‬ ‫كانتن احد‬ ‫هذين الهدفي‬ ‫المنطقةمستداما‪.‬‬ ‫انعاشوسياحيا‬ ‫مقصدا تجاريا‬ ‫لتكون‬ ‫وتحفيزها من جهة‪ ،‬كما سيؤدي‬ ‫سيؤدي الى‬

‫االخرى المهمة الى‬ ‫استحداث جديدة‬ ‫تشكيل مسارات‬ ‫العناصر مشوقة‬ ‫تربط ذات طبيعة‬ ‫اسواق جديدة‬ ‫خلق مسالك وطرق جديدة للمشاة ذات جاذبية وتزيد من‬ ‫وسيعمل استحداث اسواق جديدة في مواقع معينة على توفير‬ ‫خياراتهم في التمتع بالمنطقة من جهة اخرى‪.‬‬ ‫مساحات استثمارية جديدة من خالل استغالل الطوابق العليا واالزقة‬ ‫عالوة‬ ‫ذاتاالسواق‬ ‫السكنية هذه‬ ‫خطة تطوير‬ ‫كجزء من‬ ‫فاعلية‬ ‫الخلفية كمناطق ذات‬ ‫الجاذبية‬ ‫المناطق‬ ‫إحياء‬ ‫استحداث و‬ ‫ما سيشكله ذلك من تحفيز وتعزيز القتصاديات تلك المناطق من خالل‬ ‫المستحدثة‪.‬‬ ‫االسواق‬ ‫إحياء اإلحياء السكنية والمناطق‬ ‫سيكون‬ ‫جاذبية تلككما‬

‫التخصصية للحرف التقليدية وتزويدها بالخدمات والبنى‬ ‫التحتية احد الوسائل المهمة في ضمان حيوية المنطقة‬ ‫وفعاليتها الدائمة‪.‬‬

‫‪440‬‬


‫‪6‬‬

‫سيؤدي تزويد المنطقة بنظام نقل كفوء وآمن‬ ‫وبنى تحتية متطورة والعمل على رقي‬ ‫مشهدها الحضري الى زيادة جاذبيتها‬ ‫االستثمارية‬

‫حركة االمشاة‬ ‫فرصحركة‬ ‫تحسينفرص‬ ‫وتحسين‬ ‫التاريخية‬ ‫المدينة‬ ‫المركبات الى‬ ‫‪‬دخول‬ ‫‪ ‬تقنين‬ ‫لمشاة‬ ‫التاريخية و‬ ‫المدينة‬ ‫المركبات الى‬ ‫تقنين دخول‬ ‫الضفةالنهرية‬ ‫الضفة‬ ‫الشرايع‬ ‫تشجيع النقل‬ ‫‪‬‬ ‫النهرية‬ ‫طولطول‬ ‫علىعلى‬ ‫الشرايع‬ ‫واقامةواقامة‬ ‫النهريالنهري‬ ‫تشجيع النقل‬ ‫‪‬‬ ‫المشاة‬ ‫المركبات‬ ‫بمرور‬ ‫الخاصة‬ ‫التقاطعات‬ ‫معالجة معالجة‬ ‫‪‬‬ ‫طرقالمشاة‬ ‫وتداخلهامعمعطرق‬ ‫وتداخلها‬ ‫المركبات‬ ‫بمرور‬ ‫الخاصة‬ ‫التقاطعات‬ ‫‪‬‬ ‫بالمنطقة‬ ‫وربطها‬ ‫والنقلالمدينة‬ ‫العام في‬ ‫شبكةوالنقل‬ ‫الطرق‬ ‫فيشبكة‬ ‫تطوير‬ ‫‪ ‬دعم‪ ‬دعم‬ ‫وربطها بالمنطقة‬ ‫المدينة‬ ‫العام في‬ ‫الطرق‬ ‫تطوير‬ ‫االستمرار‬ ‫والزوار‬ ‫والعاملين‬ ‫السكان‬ ‫متطلبات‬ ‫لتلبي‬ ‫السيارات‬ ‫مواقف‬ ‫توفير‬ ‫‪‬مواقف السيارات لتلبي متطلبات السكان والعاملين والزوار‬ ‫‪ ‬توفير‬

‫‪ ‬خلق مراكز متعددة الفعاليات في المناطق الهشة‬ ‫االستيعابية‬ ‫كفاءتها‬ ‫المنطقة ورفع‬ ‫التحتية‬ ‫‪ ‬البنى‬ ‫‪ ‬تحديث‬ ‫المتعلقة بالتراث وتشجيعها‬ ‫للمنتوجات‬ ‫في حرفية‬ ‫مراكز‬ ‫استحداث‬ ‫لضمانالبديلة‬ ‫االمثل الطاقة‬ ‫استعمال‬ ‫التراثيةوتشجيع‬ ‫الكهربائية‬ ‫الطاقة‬ ‫االعتماد على‬ ‫‪ ‬تقنين‬ ‫استدامتها‬ ‫االستخدام‬ ‫للمباني‬ ‫استخدام‬ ‫‪ ‬اعادة‬ ‫الذكية‬ ‫واستعمال النظم‬ ‫التدوير‬ ‫مخططات اعادة‬ ‫على اساليب‬ ‫ذات االستعمال المتعدد‬ ‫السكنية او‬ ‫في المباني‬ ‫االستثمار‬ ‫االعتماددعم‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬استحداث انظمة خاصة للتخلص من النفايات‬ ‫بالخدماتالقديمة‬ ‫ورفدها المحالت‬ ‫البغدادية في‬ ‫المجتمعية‬ ‫الحياة‬ ‫‪ ‬احياء‬ ‫الفعاليات‬ ‫متناغمة‬ ‫مجموعات‬ ‫‪ ‬تطوير‬ ‫المنطقة‬ ‫تاريخ‬ ‫وتعزيز‬ ‫العمرانية‬ ‫بالشواخص‬ ‫القديمة‬ ‫المسارات‬ ‫ربط‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬استخدام مواد عالية الجودة وتصاميم راقية مستلهمة من التراث الحضري‬ ‫التراثية كالربل‬ ‫البصريالنقل‬ ‫ستعمال وسائل‬ ‫‪ ‬‬ ‫المؤثرات الفنية والضوئية‬ ‫واستعمال‬ ‫مراعاة العنصر‬ ‫واالزقة‬ ‫الشارع المحالت‬ ‫الدورية لتحفيز‬ ‫العناصراالحتفاالت‬ ‫‪ ‬اقامة‬ ‫ولوحات الداللة‬ ‫المعمارية وجدار‬ ‫‪ ‬تنظيم‬

‫‪443‬‬


‫عانت المنطقة التاريخية من عدم كفاءة البنى التحتية وتهرؤها‬ ‫عقودا طويلة ولم تنفع خاللها عمليات الترقيع واالصالحات الشكلية في‬ ‫توفير المستلزمات المتنامية من الخدمات في هذه المنطقة‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫تطورت فيه اساليب تقديم هذه الخدمات والبنى التحتية في العالم‪.‬‬ ‫لقد آن االوان للبدء في توفير نظم نقل آمنة وكفوءة‪ ،‬وبنى تحتية‬ ‫وخدمات للمنطقة بشكل جديد يلبي متطلباتها االساسية والمستقبلية من‬ ‫جهة‪ ،‬ويحاكي التقدم التكنولوجي في اساليب تقديم هذه الخدمات‬ ‫ومراعاتها للجوانب البيئية من جهة اخرى‪.‬‬

‫‪442‬‬


‫موقع نفق الشهداء‬ ‫تقاطع شارع الرش يد مع شارع الامني‬ ‫مير من حتت ساحة الرصايف‬ ‫ويربط جرس الشهداء بشارع اخللفاء‬

‫موقع نفق الاحرار‬ ‫تقاطعشارع الرش يد مع شارع الوثبة‬ ‫مير من حتت ساحة حافظ القايض‬ ‫ويربط جرس الاحرار بشارع اخللفاء‬

‫بموجب المقترح فان هذا الحل يتمثل في استحداث انفاق‬ ‫للسيارات عند نهاية جسري الشهداء واالحرار لتصل مباشرة ما‬ ‫بين كل من هذين الجسرين وشارع الخلفاء لضمان عدم تقاطع‬ ‫السيارات مع المشاة في هذه التقاطعات التي تمتاز بكثافة عالية‬ ‫للسير سواء للمشاة او للسيارات من ناحية والعطاء االولوية في‬ ‫استعمال الفضاءات المفتوحة للمشاة مما سيوفر فضاءا حضريا‬ ‫هاما للمشاة في هذه التقاطعات‪ ،‬كما سيؤمن ذلك ايضا ابعاد‬ ‫الضوضاء والتلوث الناجم عن السيارات وابقاء المنطقة خضراء‬ ‫خالية من التلوث‪.‬‬ ‫سيسهم انشاء النفق المقترح لجسر الشهداء في توفير‬ ‫مساحات اضافية ستساعد في اعادة احياء سوق الثالثاء وربطه‬ ‫باالسواق المجاورة والى توسيع الرقعة الحضرية المخصصة‬ ‫للمشاة في مركز المدينة ‪.‬‬

‫‪,‬‬

‫‪.‬‬ ‫مدخل نفق س يارات‬ ‫نفق س يارات‬ ‫خط نقل هنري اىل ضفة الكرخ‬ ‫جرس س يارات‬ ‫جرس مشاة‬ ‫خط نقل عام‬ ‫مواقف س يارات‬ ‫حمطة مرتو‬ ‫خط نقل عام اثنوي‬ ‫حمطة مرتو‬ ‫خط نقل عام فرع‬ ‫ممر مشاة‬ ‫خط مرور مقيد للمركبات‬ ‫حمطة نزول وصعود راكب‬ ‫خط شارع رئييس للس يارات‬ ‫مرور مركبات مرخصة‬ ‫حمطة نقل هنري عىل الضفة الاخرى‬ ‫حمطة نقل هنري‬ ‫خط نقل هنري‬

‫‪449‬‬


‫تفترض الرؤية ان يكون مركز بغداد التاريخي منطقة خالية من حركة السيارات وجنة للمشاة‪ ،‬حيث تخدم‬ ‫هذه المنطقة بواسطة سلسلة من مواقف السيارات في المناطق المجاورة وتحت الميادين الرئيسية وكذلك‬ ‫بواسطة منافذ النقل العام البري والنهري‪.‬‬

‫النقل واجملمتع‬ ‫علينا أأن نتذكر أأن النقل هو‬ ‫رحةل‪ ،‬والس يارة يه واسطة‬ ‫الرحةل‬ ‫الا ان تعزيز اجملمتع وخدمة‬ ‫الانسان يه الهدف‪.‬‬

‫ان هذا التأكيد على بيئة صديقة لالنسان‪ ،‬حيث ياخذ المشاة االولوية‪ ،‬سيشمل المسارات التاريخية‬ ‫واالسواق‪ ،‬مما يكرس مجمل منطقة مركز بغداد التاريخي لخدمة السابلة والمشاة‪.‬‬ ‫المشاة اوال‬ ‫سيعتمد النظام المروري استنادا الى المقترح على توفير المداخل المناسبة للمشاة والنقل العام اضافة الى‬ ‫مداخل مواقف السيارات ومداخل خدمات الطوارئ والخدمات‪ .‬كما ان المحاور االربعة التي ستؤمن النظام‬ ‫المروري بموجب الرؤية مبنية على توفير نظام نقل عام آمن وكفوء اوال ومن ثم توفير مواقف للسيارات بعدد‬ ‫كاف ثانيا‪ ،‬والعمل على االستفادة من وجود النهر بتوفير نظام للنقل النهري ثالثا‪ ،‬اما المحور الرابع فيتعلق‬ ‫بتوفير مسارات مشاة آمنة ومريحة‪ .‬كما ان توفير خدمات المشاة الضرورية والمماشي المظللة وخدمات ذوي‬ ‫االحتياجات الخاصة ستشكل احدى وسائل تعزيز النظام المروري الجديد عالوة على توفير وسائط النقل‬ ‫الخضراء التي تعتمد على الطاقة البديلة او الذاتية‪.‬‬ ‫محددات النظام المروري‬ ‫وبالنظر لمحدودية عرض الشارع الرئيسي للمنطقة (شارع‬ ‫الرشيد) وعدم امكان استيعاب مرور السيارات سواء العابرة او‬ ‫المتجهة اليه من ناحية‪ ،‬وافساح المجال لخدمة المشاة في المنطقة من‬ ‫ناحية اخرى‪ ،‬يتضمن المقترح تقنين دخول السيارات الى المنطقة‬ ‫بحيث يتم دخول السيارات المرخصة فقط اضافة الى تحديد اوقات‬ ‫خاصة خارج اوقات الذروة لسيارات الخدمة و البضائع‪.‬‬ ‫معالجة التقاطعات‬ ‫ان االهتمام بالمشاة يمتد الى ضرورة عالج الطرق التي تخترق‬ ‫المنطقة وتتقاطع مع خطوط سير المشاة في عدة اماكن من اجل تقليل‬ ‫تاثيرها الفيزيائي وتحسين اتصالها بمنظومة الطرق لمدينة بغداد‪.‬‬ ‫ان حركة السيارات المتعامدة التي تقطع شارع الرشيد من‬ ‫خالل هذه الجسور المتمثلة في جسري الشهداء واالحرار هي جزء‬ ‫اساسي من منظومة النقل في مدينة بغداد بموجب مخطط المرور‬ ‫العام‪ ،‬في حين ان حركة المرور في شارع الرشيد هي حركة محلية‪،‬‬ ‫وقد وجد ان افضل الحلول هو عبور هذه الطرق من دون تقاطعها‬ ‫مع نظام المشاة الكثيف المتوقع في شارع لرشيد لضمان االنسيابية‬ ‫والسالمة ومن دون دخولها المباشر الى المنطقة‪.‬‬

‫‪448‬‬


‫‪7‬‬

‫تعزيز وتجسيد تاريخ المدينة يعد بمثابة‬ ‫الروح التي تبعث الحياة في جسد‬ ‫المدينة القديمة العمراني وتحفز‬ ‫فعالياتها الحضرية المختلفة‬

‫‪ ‬اعادة تجسيد الشواخص العمرانية المندثرة‬ ‫‪ ‬ازالة العوائق البصريةعن الشواخص المعمارية الرئيسية‬ ‫‪ ‬تعزيز الرموز و المباني التراثية المرتبطة بالذاكرة وابرازها‬ ‫‪ ‬الحفاظ على المباني والشواخص التراثية وضمان استدامتها‬

‫‪ ‬توظيف الذاكرة المدينية في تحفيز المناطق الهشة‬ ‫‪ ‬اعادة استخدام المباني التراثية االستخدام المناسب‬ ‫‪ ‬تعزيز المباني ذات الطابع التاريخي‬ ‫‪ ‬تشجيع ودعم الصناعات والحرف المتعلقة بالتراث‬

‫‪ ‬استعمال المؤثرات الفنية والضوئية في تجسيد احداث المنطقة‬ ‫‪ ‬اقامة المهرجانات واالحتفاالت الدورية لالحتفاء بتاريخ المدينة‬ ‫‪ ‬التوعية المجتمعية باهمية التراث الحضري والحفاظ عليه‬ ‫‪ ‬توظيف الذاكرة في تعميق الشخصية ادبغدادية والشعور باالنتماء‬

‫‪459‬‬


‫ال يعد التراث البغدادي في مجمله نتاجا بسيطا واحدا وال يعود‬ ‫لعصر محدد أو بقعة واحدة أو جماعة معينة‪ ،‬وإنماهو مركب ثقافي‬ ‫معقد فيه الكثير من ما ترسب من الزمن والحياة والسلوك على مر‬ ‫العصور ‪ ،‬يتميز بوحدة أساسية مستمرة تستمد جوهرها من عمق‬ ‫تاريخ المدينة الزاخر باالحداث‪.‬‬ ‫تتوافر امكانيات إعادة تشكيل التاريخ وصنع مناطق حضرية‬ ‫جذابة ذات عمق تاريخي تتواجد في كل ركن من اركان المدينة القديمة‪،‬‬ ‫التي تزخر باحداث وشخوص وشواخص تاريخية وطبيعية يمكن‬ ‫استغاللها من اجل اعادة مركز المدينة القديم الى مركزيته وتعريف‬ ‫اهل المدينة وزوارها بتاريخ المدينة القديمة وتراثها الخالد‪.‬‬

‫‪458‬‬


‫اعادة ترميم المدرسة الشرابية‬ ‫المسماة بالقصر العباسي والمدرسة‬ ‫المستنصرية بعد ان كانتا في حالة‬ ‫سيئة في بداية القرن العشرين تؤكد‬ ‫امكانية اعادة تشكيل الذاكرة‬ ‫وتجسيدها عبر اعادة إحياء رموز‬ ‫المدينة الشاخصة في االذهان ضمن‬ ‫سياسة عامة ترمي الى الحفاظ على‬ ‫التراث العمراني سواء ما اندثر منه‬ ‫او ما هو معرض لالندثار‪.‬‬

‫‪461‬‬


‫يمثل التراث الذاكرة الحية للفرد وللمجتمع‪ ،‬ويمثل بالتالي هويته التي تميزه عن غيره من‬ ‫الشعوب‪ .‬كما أن التراث بقيمه الثقافية واالجتماعية يكون مصدرا تربويا وعلميا وفنيا وثقافيا‬ ‫واجتماعيا للمجتمع ‪ ،‬اذ أن تراكم الخبرات يكون الحضارة وتراكم المعلومات يكون الذاكرة‪ ،‬وهذه‬ ‫الذاكرة بدورها هي التي تمكننا من فهم العالم حيث تربط بين الخبرة الراهنة والمعارف السابقة‪.‬‬

‫الرتاث العمراين‬ ‫يعد الرتاث العمراين امه عنارص‬ ‫اذلاكرة املدينية ابلنظر ملا حتويه‬ ‫من فنون العامرة والرايزة‬ ‫اببعادها الثالثة وما متثهل من‬ ‫عادات وتقاليد يف زمن حمدد‪.‬‬

‫وللذاكرة كما للتراث الثقافي عالقة طردية مع اإلبداع لدى األفراد والمجتمعات‪ ،‬حيث أن‬ ‫لكل شعب موروثاته الخاصة به‪ ،‬والتي توارثها شفهيا أو عمليا على شكل فنون نتجت عن التفاعل‬ ‫ما بين األفراد والجماعة والبيئة المحيطة خالل األزمان الماضية‪ ،‬وبمرور الزمن تحولت إلى نتاج‬ ‫جماعي يختزن خبرات األفراد والجماعات ‪ ،‬ويشكل جدارا متينا لحفظ هويتها وتميزها وعنصرا‬ ‫مهما في استمراريتها ووحدتها‪.‬‬ ‫التراث على نوعين ‪ :‬االول التراث المادي ويتكون من التراث الثابت (العمراني) والتراث‬ ‫المنقول اضافة الى الموروثات الحرفية والثاني هو التراث غير المادي ويتكون من التراث الفكري‬ ‫والتراث االجتماعي‪.‬‬

‫تتشلك ذاكرة املدينة من مزجي من اذلاكرتني املادية وغري املادية‪ :‬املباين والشواخص وما يتعلق هبا من‬ ‫احداث وخشوص وفعاليات واحداث مرتبطة بذات املاكن‬

‫‪460‬‬


‫ماكتب بيت احلمكة‬ ‫(املدرسة العلية)‬ ‫القرص العبايس‬

‫مباين وزارة‬ ‫ادلفاع‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫سور وزارة‬ ‫ادلفاع‬ ‫ماكتب بيت‬ ‫احلمكة‬

‫القرص العبايس‬ ‫‪.‬‬

‫مباين وزارة ادلفاع‬ ‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫موقع القرص‬ ‫(ادلائرة ابللون‬ ‫الامحر) حمارص‬ ‫مببانب غري هممة‬ ‫(مؤرشة ابللون‬ ‫الاصفر)‬

‫صعوبة الوصول‬ ‫اىل املعمل‬ ‫التارخيي ‪0‬معمل‬ ‫ابالزرق)املهم‬ ‫أو رؤيته‬

‫ازدحم موقع القصر العباسي ايضا بالمباني‬ ‫التي احاطت به من كل جانب الى حد اال ختناق‪ ،‬بحيث‬ ‫ال يمكن للمرء ان يالحظ وجوده في هذه البقعة‬ ‫التاريخية‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫املمر اجلانيب‬ ‫املؤدي اىل‬ ‫بوابة القرص‬ ‫العبايس‬

‫اذ ان سور ومباني وزارة الدفاع‪ ،‬التي بنيت في‬ ‫ستينات وسبعينات القرن الماضي‪ ،‬تحيط به من الشمال‬ ‫والشرق كما يلتصق به مبنى اقيم في ثالثينات القرن‬ ‫الماضي واستخدم عدة استخدامات منها جلسات محكمة‬ ‫الشعب في عام ‪1959‬م‪.‬‬ ‫هذه المباني على الرغم من طابعها المعماري‬ ‫فان قيمتها ال تتناسب مع اهمية القصر العباسي وقلعة‬ ‫بغداد التي سيتم اعادة تجسيدها‪ ،‬وينبغي ان يتم التفكير‬ ‫في ازالة هذه المباني من اجل افساح المجال البراز‬ ‫القصر العباسي وسور القلعة وعودة الذاكرة لهذه‬ ‫المنطقة السياحية‪ ،‬حيث يتكامل المشهد الحضري لها‬ ‫وتصبح ذات جدوى عظيمة‪ ،‬بعد ان تتصل الساحة‬ ‫المقابلة للقصر العباسي بساحة الطوب (ساحة الميدان‬ ‫القديمة) لتصبح مدخال للمنطقة ومكانا للقاء والتجمع‬ ‫السياحي والترفيهي‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫املدخل اىل‬ ‫موقع القرص‬ ‫العبايس‬ ‫‪.‬‬ ‫ساحة ومداخل‬

‫‪467‬‬


‫ئ‬

‫سيساعد فتح مماشي النهر على الوصول الى هذا الشاخص الفريد والمحاصر من جانبيه‬ ‫بمباني وزارة الدفاع‪ .‬والسور المحيط بها من جهة ومن مبنى بيت الحكمة من الجهة االخرى‪.‬‬ ‫ان العمل على انفتاح الموقع وابرازه بالشكل الصحيح كمعلم اساسي من معالم مدينة‬ ‫بغداد التاريخية والسياحية وإعادة الهيبة له ينبغي ان تعد من اولويات العمل على إحياء المنطقة‬ ‫وتنشيطها سياحيا‪.‬‬

‫الحئة الرتاث العاملي‬ ‫تعد ازاةل التجاوزات عىل‬ ‫املباين التارخيية احدى‬ ‫املتطلبات الاساس ية‬ ‫لاليكوموس واليونسكو‬ ‫من اجل ادراج املناطق‬ ‫يف الحئة الرتاث العاملي‬ ‫واحد وسائل تدعمي‬ ‫وتعزيز احلركة الس ياحية‪.‬‬

‫القرص العبايس‬ ‫احد الامثةل‬ ‫النادرة العامل‬ ‫الرايزة يف عامرة‬ ‫العرص العبايس‬ ‫بعض‬ ‫البغداديني‬ ‫جيهلون وجوده‬

‫‪466‬‬


‫‪73‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪84‬‬

‫دربونة العاقولية‬ ‫م رقد الامام طه‬ ‫مكتب املال عارف‬ ‫رشكة عزرا مري حاكك‬ ‫خان س يد حيي املوصيل‬ ‫احلاج اكظم احلالق‬ ‫حمل صودا وس يفون‬ ‫سوق اجلوخة جية‬ ‫خان دةل‬ ‫خان مرجان‬ ‫خان عيل صائب اخلضريي‬ ‫دربونة المنةل‬

‫‪85‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪96‬‬

‫دربونة اخلاصيك‬ ‫حمل توماس مرياين‬ ‫اندي الارمن‬ ‫حامم حيدر‬ ‫مبىن رشكة اللينج‬ ‫مكتبة مكيزني‬ ‫حمل ابريويت للخياطة‬ ‫تكية البدوي‬ ‫م رقد الس يد البدوي‬ ‫املصورين ارشاك وعبوش‬ ‫مقهى امحد فتاح‬ ‫دربونة ادلش يت‬

‫‪97‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪108‬‬

‫حامم بنجة عيل‬ ‫حمةل حتت التكية‬ ‫بنجة عيل‬ ‫مدخل سوق الشورجة‬ ‫جامع مرجان‬ ‫رشكة عيل هندي‬ ‫حمةل راس القرية‬ ‫حمل اخلياط الهندي‬ ‫شارع العباخانة‬ ‫فندق مود‬ ‫حمالت اوروزدي ابك‬ ‫فندق ميرتوبول‬

‫‪109‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪117‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪120‬‬

‫جامع س يد سلطان عيل ‪ 121‬حمالت حسو اخوان‬ ‫‪122‬‬ ‫الباب الرشيق‬ ‫سوق الارمن‬ ‫بيت رسكيس يان‬ ‫املقميية الربيطانية‬ ‫م رقد ابن اجلوزي‬ ‫بيت النقيب‬ ‫كهوة هويب‬ ‫بيت مناحمي دانيال‬ ‫القنصلية الربيطانية‬ ‫بيت اخلضريي‬ ‫سيامن الرش يد‬ ‫املكتبة الاجنلزيية‬

‫‪499‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬

‫موجود حاليا‬ ‫غري موجود حاليا‬

‫‪498‬‬

‫سيامن اخليام‬ ‫سيامن روكيس‬ ‫سيامن الزوراء‬ ‫سيامن عالء ادلين‬ ‫سيامن الوطين‬ ‫سيامن سنرتال‬ ‫سيامن امحلراء‬ ‫سيامن روايل‬ ‫سيامن العراق‬ ‫فندق الوطين‬ ‫فندق اتيكرس ابالس‬ ‫فندق مسري آميس‬

‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬

‫فندق اجلواهري‬ ‫فندق الهالل‬ ‫مطعم رشيف وحداد‬ ‫مطعم ابيض وبيض‬ ‫زماوي ام الكبة‬ ‫كعك السيد‬ ‫مطعم الباشا‬ ‫مطعم الهريسة والاكيه‬ ‫مقهى املربعة‬ ‫املقهى الربازييل‬ ‫كهوة زاند‬ ‫كهوة الشط‬

‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬

‫مقهى اخلفافني‬ ‫كهوة فتاح‬ ‫كهوة احلاج خليفة القييس‬ ‫كهوة اسامعيل اخلشايل‬ ‫كهوة الشابندر‬ ‫كهوة حسن جعمي‬ ‫رشبت حاج زابةل‬ ‫مقهى الزهاوي‬ ‫مقهى ام لكثوم‬ ‫كهوة آصف آغا‬ ‫مقهى احملةل‬ ‫مقهى القراءخانة‬

‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪48‬‬

‫كهوة عزاوي‬ ‫كهوة بكر‬ ‫كهوة وهب‬ ‫ابب املعظم‬ ‫سور القلعة‬ ‫املدرسة املأمونية‬ ‫طوب ابو خزامة‬ ‫كهوة خليفة‬ ‫حديقة امليدان‬ ‫سوق الهرج‬ ‫بيت عبد احللمي الهفيت‬ ‫حامم الباشا‬

‫‪49‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬

‫احلاج خريو احلليب‬ ‫مدرسة شامش‬ ‫مطعم مشس‬ ‫كهوة الربملان‬ ‫شارع الامككخانة‬ ‫حمل اسطواانت حوريش‬ ‫ام هجاد ام اخلزب‬ ‫حمل عباس الصندوق‬ ‫حامم كجو‬ ‫حمةل الصخر‬ ‫خان اجلنب‬ ‫مقهى الوقف‬

‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪72‬‬

‫التكية الطالبانية‬ ‫خان علو‬ ‫حمةل راس الكنيسة‬ ‫جامع املرادية‬ ‫خان املرادية‬ ‫حمةل الصابوجنية‬ ‫دربونة اللكجية‬ ‫مطعم العامصة‬ ‫م رقد امحد بن حنبل‬ ‫جامع احليدرخانة‬ ‫دربونة اخلشاالت‬ ‫سوق ابب الاغا‬


‫إحياء مقاهي باب المعظم سيجعل‬ ‫من هذه المنطقة شبه المقفرة اليوم مقصدا‬ ‫سياحيا وثقافيا كبيرا نتيجة اتصالها‬ ‫بالمكتبة الوطنية وباحة القلعة وسيعزز‬ ‫اقتصادياتها وينقلها الى مديات جديدة‪.‬‬

‫اعادة تجسيد سور القلعة والباب‬ ‫المعظم في المدخل الشمالي للمدينة القديمة‬ ‫يعزز مكانة المدينة ويعيد لها بابها وقلعتها‬ ‫التي فقدتها خالل حمالت التحديث في‬ ‫القرن العشرين‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬ ‫حيقق‬ ‫حيقق جزئيا‬ ‫ل حيقق‬

‫‪507‬‬


‫لم يعد الحفاظ على‬ ‫التراث قاصرا على الجوانب‬ ‫االنشائية والتخطيطية ولكنه‬ ‫المظاهر‬ ‫إحياء‬ ‫يشمل‬ ‫االجتماعية والثقافية التي‬ ‫افرزت ذلك التراث العمراني‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫ذاكرة المدينة تتجسد من جديد‬ ‫إحياء التراث العمراني والحضري للمدينة عامل مهم‬ ‫في تطوير وتنمية المدينة التاريخية‪ ،‬فهو باالضافة الى كونه‬ ‫عمال ثقافيا وحضاريا‪ ،‬فان له مردودات اقتصادية واجتماعية‬ ‫كبيرة وان عملية احيائه تمثل باب الذاكرة لألمة وتهدف الى ربط‬ ‫الماضي بالحاضر والمستقبل بوصفه حلقة من حلقات التواصل‬ ‫الحضاري‪.‬‬ ‫فعاليات واحتفاء على مدار السنة‬ ‫يشكل القاء الضوء على التراث الحضري للمدينة‬ ‫وإبرازه عامال مهما في تحفيز المنطقة وزيادة جاذبيتها السياحية‬ ‫االمر الذي يؤدي الى استمرار حيويتها وفعاليتها االقتصادية‬ ‫لتصبح مقصدا رئيسيا لسكان المدينة وزوارها طوال ايام السنة‬ ‫من خالل المناسبات الدورية والمهرجانات واالحتفاالت‬ ‫المتنوعة‪.‬‬

‫‪506‬‬


‫مباني الواجهة النهرية‬ ‫مباني اخرى في المنطقة‬ ‫مباني اثرية وتراثية‬ ‫مباني دينية‬ ‫منطقة حضرية‬ ‫ممرات مشاة (الشرفة)‬ ‫منطقة خضراء‬ ‫ممرات مشاة‬ ‫‪.‬‬

‫اخملطط اعاله ميثل حصيةل الاسرتاتيجيات الس بعة ويقرأ مع‬ ‫اخملططات الهيلكية لالسرتاتيجيات الس بعة‬ ‫‪511‬‬


‫‪21‬‬ ‫(المنطقة المحاذية لنهر دجلة)‬

‫‪510‬‬

‫النتيجة النهائية لتنفيذ االستراتيجيات التحويلية السبعة هي‬ ‫المخطط الهيكلي الشامل الذي ينتج عن تطوير العناصر‬ ‫الحضرية وربطها وتحفيزها للوصول الى إحياء المنطقة‬ ‫التاريخية المركزية المحاذية لنهر دجلة كمرحلة اولى‬ ‫إلحياء المدينة التاريخية بكاملها‪.‬‬

‫صورة جوية‬ ‫للمنطقة‬


‫‪3,000,000‬‬

‫‪2‬‬

‫إحياء ما يقارب ‪ 3‬مليون متر مربع من المساحات‬ ‫المشيدة ضمن المنطقة‬

‫‪800,000‬‬

‫‪2‬‬

‫تطوير وتحديث شامل لمساحة تقرب من ‪ 80‬هيكتارا من‬ ‫مركز مدينة بغداد القديم‬

‫‪120,000‬‬

‫‪2‬‬

‫اضافة ما يقارب ‪ 120‬الف متر مربع من المساحات‬ ‫الترفيهية الجديدة على ضفة النهر‬

‫‪3,000‬‬

‫اعادة صياغة ما يقارب ‪ 3‬كيلومتر من الواجهة النهرية‬ ‫وتحويلها الى مساحات استثمارية‬

‫‪2,800‬‬

‫إحياء ما طوله ‪ 2.800‬متر من االزقة والمسارات في‬ ‫المنطقة‬

‫‪2,778‬‬

‫صيانة وترميم ‪ 389‬مبنى في شارع الرشيد وصيانة‬ ‫وإحياء ‪ 1389‬مبنى آخر في المنطقة‬

‫‪242‬‬

‫ترميم ‪ 242‬مبنى ذو قيمة معمارية وتراثية واعادة‬ ‫استخدامها لضمان استدامتها‬

‫‪30‬‬

‫اعادة صياغة واستحداث وربط ما مجموعه ‪ 30‬ساحة‬ ‫وميدان ومركز للقاء واالحتفاء والنقل‬

‫‪17‬‬

‫صيانة وإحياء ‪ 17‬سوقا تاريخيا واعادة الطابع الحرفي‬ ‫التاريخي للسوق‬

‫‪515‬‬


‫‪21‬‬

‫”‬ ‫لن يقترص احياء املنطقة عىل احلفاظ‬ ‫عىل تراهثا العمراين بل يتعداه اىل‬ ‫تطوير اقتصادايت املنطقة وجممتعها‬ ‫عالوة عىل ما س يحدثه ذكل من دفعة‬ ‫اقتصادية للمدينة وما ينتج عن ذكل‬ ‫من توفري للآالف من فرص العمل‬ ‫والاستامثر الواعدة لالجيال الشابة وما‬ ‫ذلكل من انعاكسات اجيابية عىل‬ ‫مس تقبل املدينة‬

‫”‬

‫اعادة الحياة الى مركز مدينة بغداد التاريخية‬ ‫كرمز حي وقلب نابض لكل العراقيين‬ ‫الحفاظ على المواقع األثرية والتاريخية والتراثية‬ ‫واعادة استخدامها بالفعاليات المناسبة‬ ‫تنشيط المركز بفعاليات متعددة كالتسوق‬ ‫واالسترخاء واللقاء واالحتفال والعبادة‬ ‫اعادة استكشاف المدينة التاريخية عن طريق إحياء‬ ‫ذاكرة المدينة‬ ‫اعادة توازن المنطقة من خالل تحفيز المناطق‬ ‫الهشة والضعيفة فيها‬

‫النتائج التي يمكن ان‬ ‫تجنيها المدينة والمجتمع من‬ ‫تنفيذ الخطة الشاملة لإلحياء‪،‬‬ ‫والتي تم عرض مقترحها في‬ ‫هذا الفصل‪ ،‬ستحدث نقلة نوعية‬ ‫إلحياء مساحات شاسعة‬ ‫وتطويرها لتشكل مركزا حيا‬ ‫لمدينة بغداد من خالل تحقيق‬ ‫للرؤية‬ ‫المعلنة‬ ‫االهداف‬ ‫التخطيطية‪.‬‬

‫‪514‬‬

‫تطوير منطقة ضفة النهر لتكون متنفسا ألهالي‬ ‫ومرتادي المنطقة‬ ‫تخصيص المنطقة للمشاة وتوفير الخدمات العصرية‬ ‫الضرورية لهم‬ ‫استعادة نشاط ورشاقة وذوق‬ ‫وسط المدينة‬ ‫تأسيس بنى تحتية للمنطقة وفق‬ ‫آحدث االساليب‬


‫تفاصيل لواهجة احد‬ ‫الاباي يف شارع الرش يد‬

‫احد الاواي اخلزفية‬ ‫الصنوعة يف بغداد‬ ‫واليت ترجع اىل‬ ‫العرص العابايس‬

‫من حق كل انسان ان يحلم ولكن من حق المدينة ان يتحول الحلم الى حقيقة وواقع يعيشه ويتمتع‬ ‫به سكانها وزوارها على حد سواء‪ .‬ومن حق بغداد ان تعود لتكون االفضل في كل شئ‪.‬‬ ‫في الواقع الذي نعيشه اليوم‪ ،‬فان اي رؤية ال يمكن تحقيقها ونقلها من مجرد امنيات على الورق‬ ‫الى حقيقة واقعة اال من خالل تأمين كافة مستلزمات التنفيذ‪ ،‬واهمها بالطبع تامين الموارد الالزمة‬ ‫للتنفيذ السليم‪.‬‬

‫‪519‬‬


518


‫مشاريع منجزة عىل الورق‬ ‫تعددت الشاريع اليت‬ ‫اعدت لدينة بغداد منذ‬ ‫س ابعينات القرن الايض ومل‬ ‫تس تطع اجلهات العنية‬ ‫تنفيذها بعد ان مت‬ ‫اس متالك اراضهيا وبقيت‬ ‫خالية حىت اليوم‪.‬‬ ‫اخملطط يف الوسط يابني‬ ‫الناطق الس متلكة منذ‬ ‫س ابعينات القرن الايض ومل‬ ‫يمت تطويرها معلمة ابالصفر‬ ‫اعىل اليسار‪ :‬مرشوع‬ ‫تطوير الرصافة‬ ‫اسفل اليسار‪ :‬مرشوع‬ ‫تطوير الكرخ‬ ‫الصور الاخرى تتعلق‬ ‫مبشاريع اخرى اس تمكلت‬ ‫دراساهتا ومل تنفذ مكرشوع‬ ‫تطوير ابو نواس والابتاويني‬ ‫واليدان ومناطق اخرى‬ ‫من الدينة‪.‬‬

‫‪521‬‬


‫قد يبدو للبعض ان ما مر في الفصل السابق ال يعدو ان يكون حلما غير قابل للتحقيق ومخططا‬ ‫طوبائيا لتصور بغداد المستقبل‪ .‬ولكن هل يمكن تحويل هذا الحلم الى حقيقة ؟‬

‫قصور الرؤية التخطيطية‬ ‫يف العقود امخلسة الاضية‬ ‫مل تنفذ مشاريع لتطوير‬ ‫بغداد ابلعىن التخطيطي‬ ‫وعىل الاخص يف مركزها‬ ‫التارخيي‬

‫على الصعيد االنساني ‪ ،‬علمتنا‬ ‫الحياة ان تحقيق االحالم يمكن من خالل‬ ‫الثقة بالقدرات وتحديد مواطن الضعف‪،‬‬ ‫ومن ثم تحديد االهداف واستغالل‬ ‫االمكانيات المتاحة ‪ .‬اما على الصعيد‬ ‫التخطيطي فان نفس هذه الخطوات‬ ‫تنطبق على امكانية تحقيق الرؤى‬ ‫الموضوعة للمدينة بمفردات مختلفة ‪.‬‬

‫اال انه وقبل الخوض في مستلزمات تحويل الرؤى الى واقع على االرض‪ ،‬ينبغي معرفة ماهية‬ ‫التحديات والتعرف على مشاكل التجارب السابقة التي واجهتها مشاريع التطوير في المدينة ‪.‬‬ ‫واقع مشاريع التطوير خالل القرن الماضي‬ ‫من االهمية بمكان التاكيد على عدم إمكانية تطوير مركز المدينة التاريخي من دون خطة شاملة‬ ‫متكاملة تتضمن كافة المحاور‪ .‬ومن هنا فان الحرص على انجاح مشاريع التطوير واإلحياء في المستقبل‬ ‫يحتم مراجعة سريعة لواقع مشاريع التطوير في مدينة بغداد في العقود الماضية من اجل التعرف على‬ ‫االشكاالت والعراقيل التي واجهتها هذه المشاريع واسباب فشلها‪.‬‬ ‫وبصورة عامة فان الحاجة الى كسب الرأي العام أدت الى اعتماد سياسات آنية ركزت على‬ ‫المحتوى التجميلي المحدود من دون االعتماد على خطط تنمية نوعية بمديات مختلفة من اجل النهوض‬ ‫بالمنطقة ‪ ،‬حيث ان السياسات المتبعة من قبل الجهات التنفيذية او التخطيطية على حد سواء دأبت على‬ ‫انفاق االموال من اجل اجراء عمليات تجميل ترقيعية‪ ،‬ال تمثل عملية تطوير حقيقية في الواقع‪ ،‬ولم تؤد‬ ‫اال الى نتائج عكسية كانت لها تاثيرات كارثية على هوية المدينة ونسيجها العمراني وتكاملها‬ ‫المورفولوجي والوظيفي‪.‬‬ ‫عدم استكمال المشاريع‬ ‫ان احد المشاكل التي تعاني منها مدينة بغداد عموما ومركزها بشكل خاص تكمن في عدم استكمال‬ ‫الخطط التنموية لتطوير المدينة‪ .‬ويتجلى هذا المثال في مشروع تطوير الكرخ اذ قامت الدولة بانشاء‬ ‫المباني التابعة لها في المخطط‪ ،‬بينما تخفي هذه المباني الحديثة مباني المواطنين الخربة التي تركت‬ ‫مهملة منذ عقود من الزمن ببنى تحتية متهالكة‪ .‬وينطبق هذا النموذج على مناطق متعددة من مركز بغداد‬ ‫مثل شارع الخلفاء وساحة الميدان وغيرها‪ .‬هذا التشابه بين هذه االمثلة يجعل المرء يتساءل عن مغزى‬ ‫واسباب توقف هذه المشاريع وعدم استكمالها وعلى االخص بعد مضي عدة عقود على المباشرة بها‪.‬‬

‫‪520‬‬


‫بعد ان مت شق شارع‬ ‫اخللفاء يف الرصافة وشارع‬ ‫حيفا يف الكرخ يف‬ ‫مخسينات وس ابعينات القرن‬ ‫الايض عىل التوايل ‪ ،‬سببا‬ ‫كسابقهام شارع الرش يد‬ ‫الكثري من ادلمار للنس يج‬ ‫احلرضي التارخيي للمنطقة‪.‬‬ ‫ورمغ ذكل مل تكمتل منذ‬ ‫ذكل الوقت صورة الشوارع‬ ‫اجلديدة وما ختفيه من‬ ‫خرائب خلفها‪.‬‬

‫شارع اخللفاء‬ ‫الرصافة‬

‫شارع حيفا‬ ‫الكرخ‬

‫بصورة عامة فان تدهور الوضع العمراني‬ ‫العام وخاصة في مركز المدينة التاريخي ادى الى‬ ‫اعتماد سياسات آنية ركزت على المحتوى التجميلي‬ ‫المحدود من دون االعتماد على خطط تنمية نوعية‬ ‫بمديات مختلفة من اجل النهوض بالمنطقة ‪ ،‬وذلك‬ ‫لحاجة الجهات التنفيذية الى كسب الرأي العام‬ ‫وتخفيف الضغوط الشعبية‪.‬‬ ‫دأبت السياسات المتبعة من قبل الجهات‬ ‫التنفيذية او التخطيطية على حد سواء على انفاق‬ ‫االموال من اجل اجراء عمليات تجميل ترقيعية‬ ‫ليست لها اي قيمة حقيقية في الواقع ولم تؤد اال الى‬ ‫نتائج عكسية كانت لها تاثيرات كارثية على هوية‬ ‫المدينة ونسيجها العمراني وتكاملها المورفولوجي‬ ‫والوظيفي‪.‬‬

‫ال ميكن تطوير النطقة‬ ‫عن طريق اعادة طالء‬ ‫الاباي وامنا ينبغي ان‬ ‫يكون ذكل مضن‬ ‫خمطط شامل‬

‫‪523‬‬


‫اخفاق السياسات المتبعة‬

‫دأبت االدارات المتعاقبة خالل القرن الماضي على اتباع سياسات تنفيذية لم تؤت ثمارها ضمن‬ ‫النموذجين التاليين‪:‬‬ ‫النموذج التقليدي‪ :‬ان النموذج التقليدي المتبع في تطوير مناطق محددة يتمثل في اتباع طريقة‬ ‫"االستمالك" اي الشراء االجباري لألمالك من قبل الدولة بموجب قانون االستمالك رقم ‪ 12‬لسنة ‪1981‬‬ ‫األمر الذي يمكنها من تطوير هذه المناطق بصورة شاملة‪.‬‬ ‫نموذج التطور الطبيعي‪ :‬ويتمثل الحل االخر في العمل على اساس التطوير التدريجي والمقنن بموجب‬ ‫الملكيات العائدة للدولة‪ ،‬وانتظار قيام اصحاب العقارات بتطوير عقاراتهم في المنطقة بموجب امكانياتهم‬ ‫وتوجهاتهم التي يمكن ان ال تتناسب والمخطط الشامل للتطوير‪.‬‬

‫قصور النظرة التخطيطية‬ ‫مل تمتكن الادارات السابقة‬ ‫سواء مهنا الركزية ام احمللية من‬ ‫تطوير النطقة تطويرا شامال‬ ‫بل اكتفت بابعض الشاريع‬ ‫الصورية والرتقيعية التفرقة‬

‫اال انه في حالة وحجم واتساع مركز بغداد التاريخي فان ايا من هذه البدائل ال يبدو قابال للتطبيق ‪.‬‬ ‫فالمبالغ الهائلة التي تستلزمها اي عملية استمالك لألراضي واألمالك وعلى االخص في مركز بغداد تجعل‬ ‫مجرد البدء في عملية التطوير عملية شبه مستحيلة تثقل كاهل الميزانية العامة للدولة في حالة اللجوء الى‬ ‫النموذج التقليدي‪.‬‬ ‫اما في حالة نموذج التطور الطبيعي فان اللجوء الى هذا الخيار سيؤدي الى اقامة جزر من المباني‬ ‫المحدثة العائدة للدولة ضمن بحر من المباني الخربة العائدة للقطاع الخاص‪ ،‬األمر الذي سيؤدي الى تخريب‬ ‫البنى التحتية واضمحاللها انتظارا إلعمار المنطقة برمتها الذي يمكن ان يتأخر لعقود من الزمن تبعا لظروف‬ ‫اصحاب المباني من القطاع الخاص‪.‬‬ ‫عدم كفاية التخصيصات الحكومية‬

‫ان السبب الرئيسي في فشل وتوقف مشاريع التطوير يعود الى عدم كفاية التخصيصات الحكومية‬ ‫للمشروع‪ ،‬اذ يتوقف المشروع بعد انجاز جزء يسير منه بالنظر لنفاد الموارد الالزمة الكماله‪ .‬حيث يتحول‬ ‫الى مشروع مجتزأ لبناء بعض المباني او تجديد بعض االسواق بشكل ال يخدم اهداف التطوير الشامل‪ .‬السبب‬ ‫اآلخر يكمن في غياب السياسات التخطيطية ضمن مخطط شامل للتطوير‪ ،‬حيث يتم االكتفاء بالشكليات ويتم‬ ‫تطوير المناطق المطلة على الشوارع الرئيسية فقط وتهمل المناطق الداخلية التي تشكل جوهر البنية الحضرية‪.‬‬ ‫مشكلة االستمالكات‬ ‫السبب االخر هو االصطدام بمشكلة االستمالكات‪ .‬فاالستمالك من قبل الدولة يعني (نزع الملكية ألجل‬ ‫المنفعة العامة مقابل تعويض عادل) وهو ما يواجه عمليات التطوير اذ تزيد هذه المشكلة من تفاقم العجز‬ ‫المالي للمشروع بالنظر لما تتطلبه من مبالغ باهضة قبل البدء بالمشروع مما يسبب توقفه‪.‬‬ ‫ويبدو واضحا ان مشكلة عدم كفاية التخصيصات الحكومية للمشاريع هي احدى اهم المعوقات التي‬ ‫تجهض خطط التطوير لما تشكله من اعباء اضافية على الدولة ولتعارضها مع اولويات التنمية في بلد يحتاج‬ ‫الى استثمارات هائلة في شتى المجاالت‪.‬‬

‫‪522‬‬


‫عالوة على المساجد المنتشرة في المنطقة فان االوقاف‬ ‫"السنية" تملك الكثير من األمالك الموقوفة وخاصة منها‬ ‫الخانات والعديد من المواقع التجارية داخل االسواق التاريخية‪.‬‬ ‫وتشاركها االوقاف الشيعية والمسيحية التي تعود ملكية األماكن‬ ‫الدينية والمزارات التابعة لها‪.‬جامع مرجان مثال ؟‬ ‫ان التشابك المعقد للملكيات وتعدد جهات اتخاذ القرار‬ ‫تعدان من اهم العوائق التي تواجه اية عملية للحفاظ على‬ ‫الموروث العمراني وصيانته‪ .‬فمن جهة يعيق تشابك الملكيات‬ ‫سهولة اتخاذ القرارات المتعلقة بهذه االمالك واستمرار اهمالها‪،‬‬ ‫ومن جهة ثانية يشكل تعدد المرجعيات والجهات وعدم وجود‬ ‫جهة او مرجعية تتولى السيطرة على نوعية اعمال الترميم‬ ‫والصيانة في هذه المباني في كثير من االحيان الى فقدان القيمة‬ ‫التاريخية والتراثية لهذه المباني بشكل غير مقصود‪.‬‬

‫قطاع ب‬

‫قطاع ج‬

‫قطاع د‬

‫امالك يمكن استثمارها‬ ‫امالك ينبغي الحفاظ عليها‬ ‫امالك ذات اهمية تراثية‬ ‫فضاءات عامة‬

‫قطاع هـ‬

‫قطاع و‬

‫‪525‬‬


‫تفتت وتعدد الملكيات والعائديات العقارية‬ ‫يشكل تشابك وتعدد الملكيات والعائديات العقارية في المنطقة القديمة احد القضايا‬ ‫الرئيسية التي تواجه عملية التطوير والحفاظ في مدينة بغداد عموما وفي مركز المدينة القديم‬ ‫بشكل خاص‪.‬‬ ‫فغالبا ما يكون هنالك العشرات بل المئات من الورثة المالكين لمبنى واحد وبالتالي فانه‬ ‫من شبه المستحيل ان يجمع هؤالء المالكين لالتفاق واالنفاق على مبنى متهريء وعلى االخص‬ ‫فان اغلب هؤالء قد يكونون غير متواجدين في البالد اصال او انهم غير مهتمين بصرف اي‬ ‫جهد مادي ا و معنوي من اجل استثمار هذه المباني لعدم جدواها االقتصادية كونها في مناطق‬ ‫متهرئة ومهجورة او يكونون ببساطة غير قادرين على تحمل نفقات التطوير والصيانة‪.‬‬ ‫المباني المملوكة للقطاع العام‬ ‫كما ان وجود الكثير من المباني المستملكة من قبل دوائر حكومية ووزارات او تابعة‬ ‫للمديرية العامة لعقارات الدولة التابعة لوزارة المالية حيث تعاني هذه االمالك من ضعف‬ ‫االدارة والبيروقراطية وعدم وجود تخصيصات للصيانة مما يعرضها للتلف واالندثار‪.‬‬

‫وثيقة بيع عقار يف‬ ‫بغداد تعود اىل‬ ‫العام ‪1865‬م‬

‫قطاع أ‬

‫رمس بياي لعائدية اللكيات‬ ‫العقارية يف مركز بغداد‬ ‫التارخيي‬

‫‪524‬‬


‫لقد اظهرت عمليات التطوير لمراكز المدن في اماكن اخرى من العالم بان االطار المؤسساتي الذي يشكل لتنفيذ‬ ‫هذه االعمال يوازي في اهميته اهمية مفاهيم التخطيط وآليات التحفيز والتطوير ذاتها‪ ،‬وبالتالي فان االطار المؤسساتي‬ ‫وتوفير االموال الالزمة للتطوير يكاد يكون اهم االدوات التي يمكن ان تجعل من المخطط حقيقة واقعة وتنقل االفكار‬ ‫والمخططات من كونها مجرد امنيات الى واقع ايجابي يعيشه ويتفاعل معه مواطنو المدينة‪.‬‬ ‫من المهم العمل على معرفة النماذج الحضرية المشابهة في العالم من ناحية التمويل والحجم مما يمكننا من‬ ‫معرفة الطرق واالساليب التي اتبعت في تمويل وانجاز هذه المشاريع العمالقة بنجاح يشهد له‪.‬‬

‫مشروع ال ديفنس‪ /‬باريس ‪La Défense, Paris‬‬ ‫رعت الحكومة الفرنسية انشاء هذا في ضواحي العاصمة باريس وقد غطى المشروع‬ ‫حوالي ‪ 161‬هكتارا وتم تنفيذه على مراحل وبدعم من الحكومة الفرنسية وبلدية باريس‪.‬‬

‫مشروع كناري وورف‪ /‬لندن (‪)Canary Wharf , London‬‬ ‫هذا المشروع المقام وسط مدينة لندن على مساحة ‪ 39‬هكتارا واقيم على منطقة تضم‬ ‫منصات تحميل وميناء قديم ‪ .‬المشروع مول وانشئ من قبل القطاع الخاص‬

‫مشروع تطوير وسط بيروت التجاري (السوليدير) (‪)Solidere, Beirut‬‬ ‫اقيم على انقاض مركز المدينة بعد انتهاء الحرب االهلية اللبنانية وغطى مساحة ‪118‬‬ ‫هكتار من االرض‪ .‬ولم تتحمل الحكومة اللبنانية اية اعباء مالية النجاز المشروع‬

‫‪529‬‬


‫حيث ان البالد اليوم في امس الحاجة للسيولة من اجل توفير الخدمات والبنى التحتية والسكن‬ ‫العادة االعمار الشامل ‪ ،‬ليس في بغداد فحسب وانما في عموم العراق وفي المناطق التي تضررت‬ ‫بسبب الحرب على االرهاب ‪ ،‬فان كل هذه االسباب تجعل من هذه الخيارات خيارات غير ممكنة من‬ ‫الناحية العملية ‪.‬‬ ‫وبالتالي ينبغي والحالة هذه ولصعوبة توفير المبالغ الالزمة لعملية االستمالك والتطوير من ناحية‬ ‫ولصعوبة امكان تطبيق عملية التطوير من خالل المؤسسات العامة الحالية او خارطة الملكيات العقارية‬ ‫الحالية من ناحية اخرى االمر الذي يحتم البحث عن حلول بديلة لتنفيذ المشروع عن طريق العمل على‬ ‫التوفيق ما بين المصالح العامة والخاصة واالستفادة من التجارب العالمية االخرى في هذا المجال‪.‬‬

‫‪528‬‬


‫ان تعزيز امكانية تنفيذ المشروع من اجل ان يصبح حقيقة واقعة ملموسة في المدينة يتطلب تأمين الهيكلية الكاملة‬ ‫للمشروع بكافة مفاصله التشريعية والمالية واالدارية والفنية والمجتمعية من اجل ضمان نجاح المشروع واستدامته‬ ‫عالوة على العمل على تهيئة البيئة الحضرية للتنفيذ‪.‬‬

‫الفاصل‬

‫التحدايت‬

‫حرضية‬

‫ترشيعية‬

‫مالية‬

‫ادارية‬

‫فنية‬

‫جممتعية‬

‫اسواق‬ ‫امجلةل‬

‫قصور‬ ‫القوانني‬

‫عدم كفاية‬ ‫التخصيصات‬

‫ضعف اجلهاز‬ ‫الاداري‬

‫قةل الكفاءات‬ ‫الفنية‬

‫اخنفاض‬ ‫الوعي‬

‫العاجلة‬

‫اسرتاتيجية العالج‬

‫اخلطوات‬

‫تدريب‬ ‫الهيلك‬ ‫الاداري‬ ‫للتنفيذ‬

‫اعداد الاهجزة‬ ‫الفنية الالزمة‬

‫رفع الوعي‬ ‫امجلاهريي‬

‫اعداد دراسات مراكز‬ ‫اسواق امجلةل‬

‫قانون احملمية الرتاثية‬

‫انشاء الؤسسة العقارية‬ ‫من القطاعني العام‬ ‫واخلاص‬

‫تشكيل اللجنة العليا‬ ‫لتنفيذ اخلطة‬

‫هتيئة الكوادر الفنية‬ ‫الالزمة للتنفيذ‬

‫ارشاك اجملمتع ورفع‬ ‫الوعي امجلاهريي‬

‫انشاء مراكز اسواق‬ ‫امجلةل اجلديدة‬

‫تعديالت قانون‬ ‫الاس متالك‬

‫اصدار الاسهم الحصاب‬ ‫الامالك‬

‫هتيئة الكوادر الادارية‬ ‫الكفوءة‬

‫قانون الؤسسة العقارية‬

‫طرح الاسهم التابقية‬ ‫لالكتتاب العام‬

‫اعداد مراكز‬ ‫اسواق امجلةل‬

‫ترشيع القوانني‬ ‫التعلقة‬ ‫ابلتنفيذ‬

‫انشاء الؤسسة‬ ‫العقارية‬

‫‪531‬‬


‫ان اكثر السيناريوهات العالمية قربا لمشهد مركز بغداد التاريخي اليوم من الناحية الشكلية والموضوعية هو‬ ‫نموذج مشروع اعمار وسط بيروت التجاري‪ .‬فالنموذج الفرنسي ممول من قبل الحكومة الفرنسية اوال ومن ثم فهو ال‬ ‫يغطي منطقة منكوبة وال مركزا مدنيا في حاجة الى تطوير‪ .‬اما النموذج االنجليزي فهو ايضا نموذج حديث ال يعنى‬ ‫بمركز تراثي للمدينة كما انه ممول بالكامل من قبل القطاع الخاص ‪.‬‬ ‫ان اهمية التمويل الذاتي للمشروع هي من اولويات تنفيذ الخطة بالنظر لمحدودية التمويل الحكومي والمخاطر‬ ‫التي تحيط به من الناحية االقتصادية اوال‪ ،‬ومن ناحية الملكيات العقارية ثانيا‪ .‬ومن هنا فان النموذج اللبناني هو االقرب‬ ‫لتلبية احتياجات المشروع من ناحية آلية التمويل وعلى االخص الطريقة التي تم فيها انجاز المشروع من دون ان تتكلف‬ ‫الدولة اية مبالغ نتيجة لذلك ومدى الفائدة التي نتجت عن تنفيذ المشروع بهذه الطريقة سواء القتصاديات الدولة والمدينة‬ ‫او للتجار واصحاب االمالك والمصالح والمواطنين‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من االنتقادات التي وجهت الى مشروع السوليدير‪ ،‬فان هذا المشروع قدد ادى الى إعمار مركز‬ ‫المدينة المحطم بسبب الحرب االهلية من دون ان تتكلف الدولة شيئا‪ .‬اما االنتقادات فقد انحصرت في ثالث نقاط‪ :‬االولى‬ ‫تتحدث عن عدم مراعاة التراث العمراني للمدينة والثانية تنتقد اخراج الطبقة المتوسطة والفقيرة من مركز المدينة واالخيرة‬ ‫تنتقد التخطيط القسري لمركز المدينة وعدم اعطاء الحرية للتطور التلقائي لها‪.‬‬ ‫قد تكون هذه االعتراضات صحيحة نسبيا اال ان ما يهمنا هنا هو ان االيجابيات التي قدمها المشروع تطغى على‬ ‫السلبيات التي قد تكون مستحيلة التحقيق في النموذج اللبناني بالنظر للظروف التي احاطت بالمشروع واستحالة تمويله‬ ‫من قبل الدولة‪ .‬كما ان توطين مثل هذه التجربة يفترض اللجوء الى استعمال ايجابياتها والمتمثلة بطريقة التمويل الذاتي‬ ‫عالوة على الحلول التي وفرتها في القضاء على مشكلة تعدد الملكيات وهما اهم االشكاالت التي قد تواجه تنفيذ المشروع‬ ‫‪.‬‬ ‫سيتيح تاسيس المؤسسة العقارية حلوال ناجعة لمشكلة تشعب وتعدد الملكيات حيث سيمنح كل صاحب حصة في‬ ‫العقار اسهما بمقدار حصته في الوقت الذي تتحول فيه حقوق التصرف الى المؤسسة‬ ‫كما سيقدم تاسيس المؤسسة الحل الناجح لمشكلة تعدد المرجعيات العقارية‪ :‬اذ ستكون المؤسسة هي المرجعية‬ ‫الرئيسية التي ستدير مشروع التطوير وتكون مسؤولة عن المباني الواقعة ضمن مركز بغداد التاريخي‪ ،‬وذلك بالتنسيق‬ ‫مع اللجنة العليا لمشروع إحياء مركز مدينة بغداد التاريخي والمؤسسات المالكة‬

‫‪530‬‬


‫الفوائد التي يمكن ان تجنيها المدينة والمجتمع‬

‫خلق االالف من فرص العمل المباشرة‬ ‫واضعافها من الفرص غير المباشرة‬

‫يتم تنفيذ كامل المشروع وبناه التحتية من‬ ‫دون ان تتكلف الدولة شيئا‬

‫ارتفاع قيمة عقارات المنطقة اضافة الى‬ ‫حصول اصحابها على عوائد سنوية‬

‫ستشكل اعادة إحياء المركز مصدر توحيد‬ ‫واعتزاز وفخر ورمز لالمل والتجديد‬

‫جذب االهتمام المباشر والسريع لكبار‬ ‫المستثمرين العالميين الجادين‬

‫سيقود المشروع قطاعات اقتصادية مهمة مثل‬ ‫السياحة والتطوير العقاري‬

‫االرتفاع االيجابي والفوري للتغطية االعالمية‬ ‫إلحياء المنطقة على المستوى العالمي‬

‫المشروع محفز رئيسي نشيط للحركة‬ ‫االقتصادية في المدينة والدولة‬

‫طرح اسهم المؤسسة العقارية دعم لسوق‬ ‫االسهم وخطوة لتنمية القطاع الخاص‬

‫يشكل حافزا لتحسين نوعية الحياة وتوفير‬ ‫الخدمات للمواطنين‬

‫سيشكل محفزا رئيسيا لتطوير وتنشيط‬ ‫الحركة االقتصادية في المدينة والدولة‬

‫مركز للتعايش واالحتفال بالتاريخ والتراث‬ ‫البغدادي والثقافة االجتماعية‬

‫حافز لتنشيط المشاريع الصغيرة و للخلق‬ ‫واالبداع لالجيال الجديدة‬

‫تركة حضارية هامة الي جهة تنفيذية او‬ ‫مؤسسة تقوم بقيادة المشروع‬

‫احد المشاريع الكبرى في جدول اعمال اي‬ ‫جهاز تنفيذي‬

‫االرتقاء بالوعي الحضري والمعماري لدى‬ ‫المواطنين واالرتقاء بالذوق العام‬

‫‪545‬‬


‫االضرار التي يمكن ان تنجم عن اهمال مركز المدينة‬

‫استمرار فشل مركز المدينة في تادية‬ ‫دوره كمركز للتعايش االجتماعي‬ ‫تردي اوضاع المنطقة وتفاقم مشكلة‬ ‫اسواق الجملة‬ ‫تدهور الوضع االقتصادي‬ ‫لمركز المدينة‬

‫يمثل وجود مخطط تطوير‬ ‫لمركز مدينة بغداد مع آليات‬ ‫تنفيذه فرصة العادة الحياة‬ ‫الى مركز مدينة بغداد القديم‬

‫تآكل وانهيار البنى التحتية‬ ‫للمنطقة‬

‫فقدان الموروث العمراني الفريد للمدينة‬ ‫عموما وشارع الرشيد خصوصا‬ ‫فقدان الهوية التاريخية والحضارية‬ ‫للمدينة‬ ‫تفاقم المشاكل المرورية في المنطقة وتاثيرها‬ ‫على منظومة الطرق في المدينة‬ ‫تدهور البيئة الحضرية نتيجة التلوث‬ ‫وانعدام السيطرة‬

‫‪544‬‬


‫تفاصيل قبة ادلخل يف‬ ‫بيت اخلضريي يف الس نك‬

‫احد الاواين اخلزفية‬ ‫املصنوعة يف بغداد‬ ‫واليت ترجع اىل‬ ‫العرص العبايس‬

‫قد تكون مدينة بغداد التاريخية قد فقدت الكثير من مقوماتها التخطيطية والمعمارية‬ ‫المميزة نتيجة الجهل بقيمتها مرة وبسبب التجاهل مرات اخرى‪ ،‬اال انها ما تزال تمتلك‬ ‫نسيجا حضريا مميزا وعددا كبيرا من المباني األثرية والتراثية الفريدة التي تنتشر في‬ ‫شوارعها وازقتها ‪.‬‬ ‫هذه المدينة القديمة بمركزها الذي يقع في قلب بغداد الكبرى اليوم لم تمت وانما‬ ‫دخلت في سبات ستصحو منه قريبا لتكون احد المقاصد الرئيسية الممتعة التي تزهو بعبق‬ ‫التاريخ بنكهة عصرية بهيجة‪.‬‬

‫‪549‬‬



‫متى تستعيد بغداد مكانتها الضائعة وتجدد حضارتها الرائعة في جميع نواحي‬ ‫التمدن في الهندسة و والعلوم والفنون واالداب فابناؤها اليوم هم احفاد اولئك الذين‬ ‫اعلوا حضارتها واعموا تجارتها وجعلوها زاهرة زاهية في مختلف االوجه الحياة‬ ‫المدنية والشؤون الحضارية‬ ‫وقد انشد الشاعر جميل صدقي الزهاوي ‪:‬‬ ‫كانت محطا للعلوم واهلها‬ ‫اليوم هي بيت العلوم باسرها‬ ‫أيام مد األمن وارف ظله‬ ‫أيام بغداد تضيئ جميلة‬ ‫أيعاد ما قد مر من عمرانها‬

‫وقرارة للمجد وااليجاد‬ ‫مدفونة بمقابر االجداد‬ ‫فيها‪ ،‬كانت جنة المرتاد‬ ‫فتلوح مثل الكوكب الوتاد‬ ‫أم ذلك العمران غير معاد ؟‬

‫واليوم نرجو لبغداد ان تحيا من جديد ‪ ،‬واألحياء ال يأتي بالتمنيات ‪ ،‬فالتمنيات‬ ‫ال تحيي مدينة وال تصنع حضارة بل ان ما يفعل ذلك هو التخطيط السليم وهمة‬ ‫واصرار ابنائها وحكمة مسؤوليها‪ .‬ان بغداد اليوم بحاجة الى االعتماد على الخطط‬ ‫والعمل الجاد ‪ ،‬الى االعتماد على الخبرات المخلصة والفكر المبدع ‪ ،‬كما هي بحاجة‬ ‫لالستفادة من تجارب االخرين من اجل أالرتقاء بالمدينة والحفاظ على ثروتها‬ ‫الحضارية ودفعها باتجاه المستقبل‪.‬‬ ‫قلب المدينة ومركزها التاريخي اليوم في انتظار ولهفة لوقفة صادقة من‬ ‫اهلها وقرارات شجاعة من القائمين عليها النهاء المعاناة التي طالت واشتدت‬ ‫وطأتها واالخذ بيدها الى بر االمان والعبور بموروث االجداد الى عصر االحفاد‪.‬‬ ‫فهل سياتي قريبا اليوم الذي تتحقق فيك االماني ونشهد احالمنا وقد اصبحت‬ ‫واقعا ؟ هذا ما نتمناه لك ايتها العزيزة على كل قلب ‪...‬‬

‫‪553‬‬


‫ارجو ان يشكل ما تم عرضه في هذا الكتاب نواة لخدمة مدينتا العزيزة‪،‬‬ ‫وعلى وجه الخصوص مركزها التاريخي ‪ ،‬اذ اننا اليوم لسنا بحاجة الى الحفاظ‬ ‫على تراث المدينة المهدد فحسب وانما النقاذه وايقاف تدهوره واندثاره عن طريق‬ ‫احياء المدينة القديمة واستغالل ديناميكيتها في تحفيز اقتصاديات المنطقة‬ ‫واستدامتها‪.‬‬ ‫ان القلق من المخاطر التي تهدد التراث المعماري نتيجة االعتداءات اليومية‬ ‫عليه نابع من الخوف مما سيؤدي اليه ذلك من طمس للهوية التاريخية للمدينة‬ ‫وتدهور نسيجها العمراني ومشهدها الحضري ‪ ،‬لذا فاننا اليوم في امس الحاجة‬ ‫الى تكثيف الجهود الحياء مركز بغداد التاريخي والعمل على كل ما من شأنه ازالة‬ ‫المخاطر عنه وترميمه والمحافظة عليه وتوظيفه بشكل امثل ‪.‬‬ ‫وعلى عاتقنا جميعا ‪ ،‬نحن أهل بغداد وسكانها اليوم ‪ ،‬تقع مسؤولية المحافظة‬ ‫على ما تبقى من تراث حضري للمدينة القديمة وحمايتها من اجل ان نحفظ لمدينتنا‬ ‫هويتها التي نفخر بها وان نحافظ على ما تبقى من ارثها الحضاري لالجيال القادمة‪.‬‬ ‫ان‪ ،‬احياء مركز بغداد التاريخي ذو اهمية كبرى ليس لمدينة بغداد فحسب‬ ‫بل للعراق وللمنطقة ككل‪ ، .‬ذلك الن نهوض مركزها مرة اخرى واعادة تأهيله‬ ‫وتخطيطه والحفاظ على موروث المدينة العمراني والثقافي والمعماري سيعطى‬ ‫رسالة واضحة ومحددة عن وجه العراق الجديد وتطلعاته المستقبلية وسيكون‬ ‫درسا ً تخطيطيا ومعماريا غاية في األهمية وحدثا مهنيا وثقافيا جديرا بالدراسة‬ ‫والتأمل من قبل الجميع‪ :‬مهنيين وغير مهنيين‪ .‬فالمنطقة المعنية ليست حيا عاديا‬ ‫وانما منطقة تاريخية موغلة في القدم ‪ ،‬ومن هنا تنبع الخصوصية واألهمية‬ ‫القصوى الحيائها من جديد‪.‬‬ ‫ليس كثيرا ان تمتلك بغداد مشروعا طموحا يعيد لمركزها ومنطقته الغنية‬ ‫بشواهد الموروث العمراني ألقها السابق‪ ،‬ويتطلع الن يكون مركز بغداد القديمة‬ ‫اهم واجمل منطقة حضرية في العاصمة العراقية يتعايش فيها الموروث الحضاري‬ ‫مع متطلبات الحداثة‪.‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.