ال���ع���دد رق����م � - 11أي����ل����ول 2016 -
فـ�صـلــيـة فـكريـة ثـقافيـة تـعنى ب�شــ�ؤون امل�شــرق
هذا الشعر ثورة !
عدد خاص عن الكتابة الجديدة في المشرق
عدد خاص
الع��دد رقم � - 11أيل��ول 2016 -
فـ�ص��ـلــيـة فـكريـ��ة ثـقافيـ��ة تـعنى ب�ش��ــ�ؤون امل�ش��ــرق
هذا الشعر ثورة!
عدد خاص عن الكتابة الجديدة في المشرق
املحتويات من ذاكرة حتوالت
"حتوالت" �أو ال�س�ؤال ال�شعري املقبل
املحور الفل�سطيني
3
االفتتاحية هذا ال�شعر.......ثورة! زيد قطريب
7
�إبداع ونقد املحور العراقي (جمموعة �أدباء و�شعراء من العراق) املحور ال�سوري (جمموعة �أدباء و�شعراء من �سوريا)
11
51
(جمموعة �أدباء و�شعراء من فل�سطني)
93
املحور اللبناين (جمموعة �أدباء و�شعراء من لبنان)
115
املحور الأردين (جمموعة �أدباء و�شعراء من الأردن)
153
حتوالت م�رشقية
ف�صلية ،فكرية ،ثقافية ،تعنى ب�ش�ؤون امل�شرق واملنطقة ال�شام :زيد قطريب ،مناهل ال�سهوي لبنان :نعيم تلحوق� ،سرجون فايز كرم هيئة التحرير العامة
فاتن املر عاطف عطية ح�سن حماده ن�صري ال�صايغ
هيئة حترير هذا العدد
العراق :مازن املعموري ،كاظم خنجر ،فل�سطني� :أني�س غنيمة علي ذرب الأردن� :إ�سالم �سمحان
�سعاده م�صطفى �أر�شيد �سليمان بختي �سركي�س �أبو زيد
�سكرتري التحرير التنفيذي :هنادي �شموط املدير امل�س�ؤول� :سركي�س �أبو زيد الربيد الإلكرتوينabouzeid@gmail.com : ت�صدر مبوجب قرار رقم 82تاريخ 1981/7/6 �صادر عن وزارة االعالم يف لبنان هاتف)00961-1( 751541 : �صندوق بريد 113-7179 :بريوت -لبنان. �شارع احلمرا ،بناية ر�سامني ،الطابق الثالث .
الربيد الإلكرتوين: املوقع الإلكرتوينwww.tahawolat.net :
info@tahawolat.net
الإخراج الفنيzaid mahdi : توزيع :النا�رشون
بريوت -امل�شرفية� ،سنرت ف�ضل اهلل -طابق 4
هاتف وفاك�س: خلوي)00961-3( 975033 :
)00961-1( 277007 - 277088
ت�صدر بالتعاون مع م�ؤ�س�سة �سعاده للثقافة
بناية ر�سامني� ،شارع احلمرا ،ر�أ�س بريوت، �صندوق بريد 113-5557 :بريوت -لبنان. هاتف)00961-1( 753363 : فاك�س)00961-1( 753364 : الربيد الإلكرتوينsaadehcf@idm.net.lb : املوقع الإلكرتوينwww.saadehcf.org : اال�شرتاك ال�سنوي -لبنان
للأفراد 50 :دوالراً �أمريكياً للم�ؤ�س�سات 100 :دوالر �أمريكي اال�شرتاك ال�سنوي -خارج لبنان للأفراد 100 :دوالر �أمريكي للم�ؤ�س�سات 200 :دوالر �أمريكي
املواد املن�شورة تعرب عن ر�أي كاتبها
من ذاكرة حتوالت
«حتوالت» �أو ال�س�ؤال ال�شعري املقبل ال�شعر والإبداع من اهتمامات "حتوالت" منذ انطالقتها .وهنا نعيد ن�شر افتتاحية العدد الأول �صيف ،1983وهو ر�ؤية مازالت راهنية وتنب�ض جتدد ًا رغم الزمن العربي الرديء.
جملة �شعرية يف الزمن امليت؟ زمن احلروب والهزائم واالنتكا�سات واخليبات ال�سيا�سية واالجتماعية والثقافية؟ جملة �شعرية يف الزمن الالثقايف؟ يف الزمن الال�شعري؟ �إنها لنب�ض هام�ش �ضيقٍ حمدود ال يت�سع ٍ املفارقة املده�شة .املفارقة الأخرى التي ُتولد على ٍ واحد �أو لعني مفتوحة واحدة �أو لكلمة واحدة .املفارقة املده�شة ت�أخذ �شكل املغامرة امل�ضاعفة. مغامرة ال�س�ؤال املنبثق على م�سافة تكتظ بالأجوبة .بالأجوبة التي ت�صوغ زمنها النهائي املغلق .مغامرة ال�س�ؤال امللعون ليبقى �س�ؤا ًال ملعوناً� .س�ؤا ًال �شعرياً و�إن�سانياً مع َّلقاً على خارطة ال تنتهي من طقو�س القيلولة واالرتدادات واال�ست�سالمات الأبدية .حلظة م�ضادة حتا�صرها ذاكرات معدنية .لكنها تبقى ،اللحظة امل�ضادة ،من قطرة تنزف رقيقة على اخلزائن املعدنية .خزائن الرمل� .س�ؤال من بني الأ�سئلة ،ال�س�ؤال ال�شعري� .س�ؤال من كل الأ�سئلة .لكنه ُيلقى كما تلقى الده�شة ،رمبا ،بال عتاد �أو حممول ثقيل منها ،ورمبا، �أي�ضاً بال م�شروع ثقايف (�أو �سيا�سي �شامل) ،ك�أمنا يبقى نقا�ؤه ك�س�ؤال نقي ومط ّهر ،ورمبا بال نظام متما�سك (�أيديولوجي �أو دوغماتي �أو غيبي) ،فال يح�صره غري ف�ضائه ال�شا�سع، غري ف�ضائه اجل�سدي الناب�ض. وهل هنا يكمن اخلطر؟ �أن ت�أتي "حتوالت" بال "ر�ؤيا" م�سبقة� ،أو بال بنية "ثقافية" �أو فكرية �أو ذهنية ت�ضبط �أفقها وتوجهاتها ،ل ُتطل الن�صو�ص ال�شعرية عارية عارية �إال من حلظاتها اخلا�صة؟ وهل هنا يكمن اخلطر كذلك� ،أن تنك�سر هذه الن�صو�ص على تاريخيتها
�أو على مفاهيمها "الأولية" التي تدعو �إىل توجيه تياراتها حتى التقنني؟ وماذا نقول عن كل ال�شعارات واملفاهيم والنظريات التي �سبقت ن�صو�صنا ال�شعرية وغري ال�شعرية، فوقعت هي يف غربة و�أوقعت الن�صو�ص يف غربة �أعمق و�أ�شد .وما الذي بقي من جممل ما اقترُ ح �أو ُفر�ض على امتداد املراحل ال�سابقة ،وما كانت النتائج يف امل�ستويات املختلفة: ال�شعرية والأدبية وال�سيا�سية ،بعد كل هذه احلروب؟ بل ماذا بقي من كل ما ارتفع بعد كل هذه احلروب؟ بل ماذا بقي من كل تلك امل�شاريع "الثقافية" التي تهاوت عند �أول هزة حقيقية و�سقطت عند �أول احتكاك بالواقع؟ وهل ن�سمح لأنف�سنا بالقول �إن ا�ستعجال طرح امل�شاريع واملفاهيم امل�سقطة على الواقع الثقايف� ،أوقعها بنوع من االقتالع �أدى �إىل هذا الت�شتت اخلطري الذي ن�شهده يف جمتمعنا؟ و�أوقعها بنوع من "التعايل" عجل يف جميء الهزمية الكربى؟ لن نقول �إننا بتنا يف نقطة ال�صفر .ولكن يحق لنا �أن َّ ن�س�أل :من �أين ي�أتي ال�س�ؤال الثقايف الإبداعي وال�سيا�سي واالجتماعي؟ من �ضمن الن�ص� ،أو من خارجه؟ من �ضمن املفهوم املجرد (التجريبي اخلال�ص)� ،أم من �ضمن املعي�ش؟ ما هو الثابت وما هو املتحول يف املفاهيم؟ بل من ُيحدد "الثابت" ومن يحدد "املتحول"؟ احلزب؟ الطائفة؟ الأيديولوجيا؟ الع�شرية؟ الدين؟ �أو لي�ست كل هذه التحديدات �أنواعاً ق�سرية تخ�ضع �أو ًال و�أخرياً ل�سلطة تاريخية ولتقلبات خارجية ومعينة؟ وكيف ال يقع املثقف يف "ال�سلطة" ،حني يهج�س يف هذا النوع من امل�صادر للتاريخ ولظواهره الثقافية والإبداعية؟ وهل ينبغي �أن نقع حيث وقع �سوانا حني �أراد �إك�ساب تاريخية مفهومية جاهزة للن�ص ،ف�أوقع الن�ص يف ال تاريخية تعي�سة .وهل ينبغي �أن نفرز اللحظات الإبداعية عن مدلولها الداخلي والكلي ،بفر�ض ت�أويالت طائفية �أو �سيا�سية �أو �أيديولوجية ،لتقع هذه اللحظات يف الت�أويل الأحادي واجلزئي؟ وهل ينبغي �أن نقع يف �أيديولوجيا تختار ن�صو�صها ق�سرياً ،يف حني حتتاج هذه الأيديولوجيا (كمعطيات �سابقة)، ملن يتحقق من فاعليتها و�أ�صالتها (مبا هي افرتا�ض يرتبط بواقع معني)؟ �أو لي�س هذا هو اخلط�أ الأ�سا�سي :افرتا�ض �أوال ّيات �صاحلة لكل زمان ومكان .ولكل تعبري وظاهرة ونوع، �أو افرتا�ض جمموعة �أوال ّيات ع�شوائية يلهث وراءها ال�ساعون �إىل دوغماتية ما ويتقلبون يف متنافراتها ومتناكراتها با�سم "التجاوز" �أو "التخطي" �أو حتى القلق؟ وهنا �أي�ضاً
يحق لنا �أن ن�س�أل :من يلحق الآخر :الن�ص �أم الأيديولوجيا؟ (نطرح مثل هذه الأفكار اجلاهزة با�سم رف�ض اجلاهز) .وهنا بالتحديد الفخ املن�صوب :ال�صوت الواحد .النربة الواحدة .ويف النهاية املوت الواحد. على هذا الأ�سا�س ت�أتي "حتوالت" ل ُتبقي الأ�سئلة مفتوحة على احتماالتها الالنهائية، وعلى جمهولها الدائم وم�ستقبلها القادم .على هذا الأ�سا�س ترى �إىل طليعية غري ُمقننة وغري ُم�س َّيجة بذاكرة دوغماتية �أو مدر�سية ،وغري مم�صو�صة و ُميب�سة يف قنوات ثابتة وحمدودة �سلفاً ،ت�ستمد حيويتها من اختباريات متعددة حتى التناق�ض ،هذه االختباريات التي جتعل من ديناميتها اجلماعية ك�سراً ل�سلطة ال�صوت الثقايف الواحد وحماولة لتجديد مالمح ما ي�ضيء يف املوروث ال�شعري العربي القدمي واحلديث يف لقاء، �أبهى ما فيه �أنه �سر �إىل االفرتاق. افرتاق دائمان يف حركة تت�سع �إىل ال�شعري يف ف�ضائه ال�شا�سع ،ويف جتاربه الأكرث حميمية واختالفاً :من بناء الق�صيدة املغلقة �إىل ال�شعر املتحرر �إىل الن�ص املفتوح �إىل االغتذاء من "الكتابة" املتداخلة يف ن�صية تاريخية تتجاوز الأنواع .كما تقرتح نف�سها جما ًال ملجمل النربات ال�شعرية احلية التي تعرب عنها الأنفا�س ال�شابة واجلديدة والرا�سخة يف لبنان ويف العامل العربي" .حتوالت" ،يف ما ال تدعيه �أي يف ما تتجنبه من �شعارات و�إ�سقاطات و�شروط اعت�سافيةُ ،ت ْق ُبل بن�صو�ص حتمل مفاتيحها "النقدية" وغري النقدية معها .حتملها فيها .يف داخلها .و"حتوالت" يف ذلك مل "ت�صن ْع" ن�صو�صها ،بل ت�صنع ن�صو�صها. وهي مل ت�سبق ن�صو�صها ،كما مل ت�سبقها ن�صو�صها ،و�إمنا جتيء ن�صو�صها معها ،من دون ذاكرة ف�ضفا�ضة �أو �شعارات �أو ادعاءات �أو جلبة �أ�صداء" .حتوالت" ت�صدر لتبقى دائماً ُمقبلة .لتبقى دائماً ناق�صة .قلقة .ال ت�سعى �إىل تكري�س � ٍ أحد وال تريد �أن ي�سعى �أحد �إىل تكري�سها .وال حتلم ب�أي زمن اجتماعي �أو فولكلوري ُيدخلها قيلولة "املتكلمني"، وال يف نهاية املكر�سني ،كما �أنها ترف�ض �أن تتحول "�سلطة" ما �أو موقعاً ثقافياً مغلقاً� ،أو حتزباً �أو تع�صباً� .إنها املجال املفتوح على ال�ضمري ال�شعري العربي وغري العربي املختلف. وعلى احل�سا�سيات ال�شعرية العربية املتفتحة واملتجددة والهاج�سة ب�شعر يكون من بني
الإ�شارات الأوىل التي تدل على متلمل �إن�ساين ووجودي و�إبداعي لبناين وعربي. و"حتوالت" ت�صدر يف بريوت ،لت�صل �إىل حيث يجب �أن ت�صل ،وي�صل �إليها من يجب �أن ي�صل �إليها ،حتلم بعبور الأر�ض املفتوحة على كل املدن والد�ساكر العربية ،لتحقق حلمها ال�شعري اخلا�ص .حلمها امل�ستقل .حلمها الطالع كنبتة خ�ضراء من بني �أنقا�ض الهزائم واحلروب. افتتاحية "حتوالت" -العدد الأول� -صيف 1983
االفتتاحية
هذا ال�شعر ..ثورة! زيد قطريب اقتفاء �أثر الإبداع ال�شعري يف امل�شرق العربي ،رمبا يكون خطوة نادرة يف مراحل االفتئات والت�شظي ،فهذه القطع املتناثرة من �سايك�س بيكو ،مازالت قادرة على حماكاة احللم و�إعادة تدويره ب�شكل جديد وقابل للتحقق .و�إذا كان من ال�صعب �أن ن�صنع �شيئاً على �صعيد اجلغرافيا والإن�سان الذي �سميناه زمناً طوي ًال باملجتمع ،ف�إن �أ�ضعف اخلذالن اليوم �أن نفعل �شيئاً على �صعيد الكتابة اجلديدة التي تت�شكل يف الأفق جراء احلرب وقيامة الأ�سئلة امل�ؤجلة تاريخياً من كل حدب و�صوب .هو ما ي�سمونه امل�شرق العربي ،ومرات �أخرى ال�شرق الأو�سط� ،أو القطعة النيئة من اجل�سد امليت واملثخن بالطعنات والأديان واجلهل .القطعة ّ تال�ش �سوف ت�ص ُري بعد انق�ضاء املقطعة التي ال يعرف �أحد �إىل �أي ٍ املعارك بكامل طائفيتها و�أقاليمها ورقعات �شطرجنها العاملية. الن�ص ال�شعري اليوم ،يعيد �شحذ �أدواته ويب�شر بانعطافات كبرية يف الأفق ،هي لي�ست انعطافات تتعلق بطارئية العناوين التي فر�ضتها �سادية القتال على جبهات الر�صا�ص واللغة و�سفك ال�صور ،بل هي عملية هدم كبرية جتري بثقة يف الظل دون قرارات م�سبقة مهن �صناعة الكتابة ،عمليات ن�سف من طرابي�ش اللغة والعروبة و�شيوخ الدين والكار يف ِ هائلة يرتكبها اللوغو�س ال�سوري الذي ظل لأمد بعيد م�ستقراً يف البحريات الآ�سنة التي فر�ضت كتابة �سوريا ملوية العنق بالتاء املربوطة مع �أن الإطالق يف الألف العالية هو �أهم ميزات الآرامية �أو ال�سريانية� .إنها الأيديولوجيا البائدة التي عقدت حلفاً تاريخياً مع رجال الدين و�أ�صحاب الذهنية املا�ضوية ،عندما قرر اجلميع الدفاع عن خامتة اللغة وخامتة التفكري وخامتة الر�ساالت ال�سماوية� ،أولئك �أن�صار اخلامتات بكل �أنواع لن يبطلوا ن�سف املقدمة املنطوية على احتماالت انقالب امل�شهد ،منذ املرحلة التي �أبيدت فيها ن�صو�ص ال�شعراء ال�سوريني يف مراحل ما قبل امليالد� ،إىل اللحظة التي �س ّوق النقاد فيها
وهماً يقول �إن امرء القي�س وطرفة بن العبد �أو ال�شنفرى هم الأجداد ال�شرعيون لأبناء دجلة والفرات و�ساحل املتو�سط� ..إنها �سوريا املنتهكة على �صعيد ن�صو�صها الإبداعية من كل اجلبهات واجلهات واملعادين لأي جتديد يف الن�ص! .فاللغة التي حمت اخلامتات التي حتدثنا عنها ،دعمت ب�شكل حثيث الطغاة عرب ا�ستخدام املعجم نف�سه ودعم اللغة نف�سها ،وكان طبيعياً �أن تتورط تلك املو�سيقا ال�صحراوية القادمة من �شبهة اجلزيرة العربية ،بت�سويق كل �أنواع الت�صحر التي ت�ؤجل انتعا�ش اللوغو�س ال�سوري الذي كان يف كل مرحلة يتعر�ض لإبادة تعيده للنوم .ملاذا مل تتورط �إال تلك اللغة املمو�سقة على وقع �أقدام الناقة يف دعم الرداءة واال�ستبداد الديني وال�سيا�سي؟ .هو احللف التاريخي الذي قد عقد بني هذه الأطراف منذ �أكرث من �ألف و�أربعمئة عام ومازال العمل ببنوده م�ستمراً حتى اليوم!. نب�شّ ر اليوم بحركات حترر جديدة على �صعيد الكتابة ال�سورية و�إعادة �صياغة اخللق املوازي� ،سواء عرب تدمري املعجم و�إعادة ت�أ�سي�سه ب�شكل خمتلف وجديد� ،أم عرب اقرتاف كل �أنواع اجلر�أة يف الأفكار وال�صور ون�شر تراكيب الكالم على نوا�صي ال�شوارع التي مازالت تردد العبارات نف�سها منذ �أربعة ع�شر قرناً وتع�شق بالطريقة نف�سها وتلقي التحية بذات اجلملة امل�ستهلكة للأ�سف!. مرات كثرية كنت �أفكر مثل حممد املاغوط ،ملاذا كان ال�سياب يخطف �أثناء م�شيته يف ال�شارع ويحتاج �أن ي�سنده �أو يثبته �أحد! .تلك النكتة التي �ساقها �صديقه املاغوط عندما قال �إنه دخل االجتاه الي�ساري ب�سبب هذه احلالة الغريبة من االنعطاف غري املربر!. تبدو على عالقة كبرية مع ق�صيدته مطر التي كتبها منت�صف القرن املا�ضي باعتبارها انعطافاً حتررياً من انعطافات ال�سياب ال�شهرية ،فهو �سليل حركات �شعرية حتررية ن�ش�أت �سابقاً قادها املعري واملتنبي و�أبو نوا�س وغريهم كثري ،لكن اجها�ض الثورة كان يتم يف كل مرحلة عرب احللف الذي �أ�شرنا �إليه و�ضم دائماً الن�ص الغيبي ورجاالته ،والن�ص اال�ستبدادي يف اعتماده نوعاً معيناً من اللغة احلليفة ،واملعجم الذي كان الأداة التي كر�ست �سطوة هذه الأطراف حتى اليوم!. ما نحن ب�صدده اليوم ،هو اقتفاء �أثر الإبداع يف امل�شرق العربي ككل ،فالوا�ضح �أن
انقالبات جذرية على �صعيد الن�ص ال�شعري يف الطريق ،وال يرتبط هذا باحلرب من ناحية جدة املوا�ضيع املتناولة ،بل من جهة اجلدل التي �سببته هذه احلرب عندما ف ّيقت كل الأمرا�ض والأ�سئلة واالحتماالت ..لقد �أ�صبح االجرتاء على املقد�سات �أمراً الن�صي والب�شري هو من ُيطبق على الرقاب بال�سكاكني م�شروعاً مادام هذا املقد�س ّ ويقطع الر�ؤو�س بال�سيف نف�سه الذي ا�ستله كي يجرب النا�س على نوع معني من الذهنية والثقافة والكتابة ..ما ن�شهده اليوم هو تبا�شري حركات حترر هائلة تتمحور يف ال�شام والعراق ولبنان وفل�سطني والأردن بن�سب خمتلفة بني تلك املناطق ور�ؤى مغايرة ح�سب اخل�صو�صية املحلية التي ن�ش�أت جراء احلدود الكيانية التي مل تلغها �إال التنظيمات املتطرفة التكفريية يف حني ك ّر�سها ما ن�سميه بالأيديولوجيات وم�ؤ�س�ساتها العلمانية وال�سيا�سية املختلفة ..هذه الن�صو�ص التي يكتبها اليوم �شعراء �شا�ؤوا تخطي عقدة اخلوف من هدم املعبد على ر�ؤو�س اجلميع ،لأن الواقع �أثبت عدم وجود معبد �إال من اخلرافات املفرو�ضة باخلناجر واخليانات امل�ستوردة من وراء �صحراء النفوذ عندما �ساد مفهوم القبائل على بال ٍد كامل ٍة �صاغت �أول �شريعة للب�شرية يف التاريخ ،واكت�شفت �أول �أبجدية وكتبت �أول ق�صيدة �شعر. ما يظهر يف الن�صو�ص التي ي�ضمها هذا العدد من "حتوالت م�شرقية" ،هو كل ما حتدثنا عنه هنا ،من حيث الأ�ساليب والأفكار واملقاربات املختلفة وامليل نحو االحتماالت، جتارب عراقية �شاءت الذهاب �إىل �أماكن املوت من �أجل قراءة ال�شعر وت�أليفه بدءا من مقابر ال�سيارات املفخخة �إىل حقول الألغام وثالجات املوتى ،يف حني �شاء �شعراء من ال�شام القول بن�سف كبري للمعجم العربي والعودة طوعياً �إىل ت�أ�سي�س معجم جديد ت�شرتك فيه الآرامية وال�سريانية مع عربية اليوم من �أجل �إطالق �إمكانية التطور اللغوي والذهني من قمقمها املحكم الإغالق لأن اللغة احلالية متورطة باالتفاقية التي �أ�شرنا �إليها مع الن�ص الغيبي والن�ص اال�ستبدادي يف وقت واحد ..يف فل�سطني والأردن مقاربات خمتلفة الحتماالت الن�ص ،مثلما هو الأمر يف بريوت التي �أ�س�ست جمموعة �شهرياد وقوامها �شعراء يقرتفون تلك االجرتاءات بكثري من اجلر�أة واالختالف التي حت�ضر يف هذا العدد �أي�ضاً.. �إذا اعتربنا ق�صيدة ال�سياب ونازك املالئكة املخت�صة مبا يعرف بق�صيدة التفعيلة واحلروف
على البيت الواحد ،هي حركة حترر هامة يف تاريخ الكتابة ال�سورية والعربية ،ف�إن الأب ال�شرعي لق�صيدة النرث حممد املاغوط كان �صاحب الثورة الثانية �أو حركة التحرر الثانية عرب بلورة وت�أ�سي�س ق�صيدة النرث التي قطعت ب�شكل نهائي مع �أقدام البعري ومو�سيقا حادي العي�س ..تلك الق�صائد التي كتبها املاغوط تبدو �شبيهة جداً مبا كتبه ال�شاعر ال�سوري الهيلين�ستي ميلياغرو�س قبل امليالد مبئتي �سنة تقريباً ،ورغم �أن املاغوط مل يقر�أ ميلياغرو�س على الأرجح لأن ترجمته قد متت منذ فرتة قريبة� ،إال �أن ما �سميناه باللوغو�س ال�سوري هو ما حترك ب�شكل فطري كي يكتب املاغوط بهذه العفوية التي دفعت �صاحبها لالعرتاف ب�أنه مل يقر�أ جتارب ال�شعر العاملي واملرتجم وال يعرف معظم رواد احلداثة يف الغرب وال�شرق على حد �سواء! .هي القدرية نف�سها التي تعود للتحرك اليوم يف ن�صو�ص �شعراء ال�شام والعراق ولبنان وبقية اجل�سد ال�سوري املنهك بالطعنات كي تطلق حركات حترر جديدة ورمبا تكون �أكرث م�ضاء من ال�سابق ،لأن اخلربات قد �شق ع�صا الطاعة ب�شكل نهائي ثقافة "خط الرمل" الذي تراكمت مبا يكفي من �أجل ّ مل ي�شاهده �ساطع احل�صري يف �صحراء النفوذ ،فاملنظرون العرب والعروبيون ،غ ّلبوا يف كل مرة عامل االنفعال والدبكة وال�شوبا�ش على العقل وانفتاح الذهنية و�ضرورة ترك الأجيال تبحث عن معاجمها ولغاتها وتبني حركات حتررها من هذا اال�ستبداد الذهني الهائل!. يف الر�سم والبحث التاريخي ،هناك حمطات حداثوية ال تقل �ش�أنا عم يجري على �صعيد الن�ص ،تلك الأ�صابع التي نحتت متثال امللكة زنوبيا ،قادرة اليوم على �صياغة فرادة التلوين ال�سوري والنحت يف �صخور ال�صوان والبازلت مالمح الذائقة اجلديدة ..هي النظرة اجلديدة للحياة والكون والفن التي ت�سببت مبقتل كل من نادى بها يف مراحل �سابقة ،تعود اليوم عرب العامل الثقايف لتنع�ش االجتاهات الأخرى ّ امل�سكرة على الذهنية عن �سابق ق�صد وت�صميم من قبل كل �أنواع املا�ضويني.. من يدري ،رمبا نحاول �أن ن�ش ّرع بوابات االحتماالت ،ورمبا �ضقنا ذرعاً بكل هذا الهراء املفرو�ض تاريخياً بكامل رداءته الق�سرية على عقولنا التي تبد�أ اليوم بك�سر الطوق!.
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
الطلوع و�سط انهيار اليقينيات
�أجيال الثمانينيات والت�سعينيات والألفية الثالثة؟ عبا�س عبد جا�سم -ناقد وروائي من العراق
والت�صدعات الناجمة عنها ،طلعت �أجيال مقموعة مقهورة ،تك ّونت و�سط انهيار اليقينيات، ّ بال �أب ّوة �شعرية يف ع�صر تكري�س اخلراب والت�ضخم والبطالة والكفاف االقت�صادي ،وقد �صاغ قانون ت�أثري هذه اللحظة ّ الت�شكالت ال�شخ�صية واملعرفية لها يف الوعي و�أ�ساليب الكتابة. وقد امتازت هذه اللحظة يف �أنها حلظة ت�صادم �سياقي بني ق�صيدة النرث التي حتولت من هام�ش �إىل مركز ،وهي تتجه نحو تقوي�ض �آخر ماتبقى من نظام الوزن ،وق�صيدة التفعيلة التي ت�شغل قلب املركز ،وهي حتتفظ بوحدة التفعيلة بو�صفها �آخر بنية حتمي ال�سياج العرو�ضي من االنهيار املتدرج ( ). و�إن كان كتاب �سوزان برنار الدليل النظري لق�صيدة النرث التي كتبها جيل الر ّواد ،ف�إنه مل فقد يعد مرجعية معيارية لق�صيدة النرث التي كتبتها �أجيال ما بعد مرحلة الر ّواد ،لي�س لأنه َ مفعول مركزيته املعيارية فقط ،و�إمنا لأن وعي هذه الأجيال ّ ت�شكل ب�صيغ جديدة مغايرة له. مل تلج�أ هذه الأجيال �إىل كتابة ق�صيدة النرث بو�صفها �أحد �أهم �أ�شكال التعوي�ض عن (ركود ال�شعر احلر وانح�سار وهج ر ّواده)( ) فقط ،و�إمنا بو�صفها �أي�ضاً �أحد �أهم �أ�شكال التم ّرد على نق�ص الواقع وف�ساده ب�صيغة التعوي�ض عن ا�ستحالة حت ّرر الن�سق االجتماعي من الإرث ال�سيا�سي لتاريخ اال�ستبداد العربي. و�سط �إنهيار هذه اليقينيات� ،أخذت هذه الأجيال حترث يف مناطق الاليقني ،وذلك باملراهنة على (الأبدي) بقوة (اليومي)( ) حتى ذهبت هذه الأجيال �إىل (تفكيك القدا�سة املعطاة لق�صيدة الر�ؤيا التي جتد يف اللغة بنيتها ال�شكلية)( ) ل ُتعنى بامل�سكوت عنه واملهمل واملن�سي والعر�ضي والهام�شي والراهن واملعي�ش والعادي واملغفول عنه. وهناك َمن يالحظ من داخل هذه الأجيال (�إن اخلروج من ال�شعرية بد�أ بانتهاك الوعي جت�سدات اال�شياء املتعايل والإعالء من تفتيت املركز والك�شف عن � ألعابه املحتملة يف ّ () ال�صغرية خارج �سطوة املنظور والنزعة الإن�سانية برمتها) . 1
2
3
4
5
13
وهناك َمن يعتقد من هذه الأجيال بوجود �أزمة ذهنية (لدى جيل يائ�س مقموع ومقطوع اجلذور)( ) وينطلق من فر�ضية وجود بع�ض ال�سمات امل�شرتكة لهذا اجليل �أو ذاك (منها �سيطرة الأنا ،وال�صراع الداخلي فيها ،والفردانية البعيدة عن الأدجلة ،والقلق والإح�سا�س بالغربة داخل �أوطانها التي ُتطرد منها)( ) ،بل وهناك �أزمة فعلية (لي�ست يف الأدوات بل يف احلراك ال�سيا�سي واالجتماعي وماينتجه من حراك ثقايف م�أزوم)( ). نالحظ ثمة �سمات م�شرتكة جتمع بني هذه الأجيال يف العراق وم�صر ولبنان واملغرب العربي( ) و�إن اختلفت من حيث النيات والتوجهات يف الكتابة ،فجيل ال�سبعينيات كان يتحرك حتت هيمنة الأب ّوة ال�ستينية يف العراق ،و�إن مت ّرد البع�ض منه على الأب ّوة املهزومة يف م�صر ،ومل يخرج هذا اجليل عن ال�سياق الآيديولوجي من حيث املو�ضوع �إ ّال با�ستحياء وب�صيغ مراوغة ،ولكنه �سعى تدريج ّياً �إىل التح ّرر من ال�صيغ ال�شعرية التي �أملتها ال�ضرورات الوزنية ،ومن ثم انتقل تدريج ّياً �أي�ضاً من وحدة الق�صيدة �إىل وحدة اجلملة ال�شعرية ،غري �أن غالبية هذا اجليل ترعرع يف احلا�ضنة امل�ؤ�س�ساتية ،و�إن مت ّرد البع�ض عليها ،لكنه حقق حيازة جديدة بامتالك الق�صيدة اليومية �أو ق�صيدة التفا�صيل. وينفرد جيل الثمانينيات -بو�صفه �أكرث الأجيال التي طحنتها احلرب والت�ضخم االقت�صادي� ،إنه جيل بال �أب ّوة �شعرية ،ولد وهو يحمل بذرة التم ّرد يف داخله ،وبذا كان (جيل �شتات بامتياز)( ) وقد اجته مع غياب الأب ّوة والتح ّلل من االلتزام الآيديولوجي نحو (كتابة حرة التقيدها ت�أثريات ،والتخ�ضع للإكراه الأيديولوجي ،وال لغريها من ال�شروط التي كانت نوعاً من االلتزام الأخالقي عند جيل ال�ستينيات وال�سبعينيات)( ). وقد ا�شتغل بع�ض �شعراء هذا اجليل على الدوال احلافة يف مناكدة ال�سلطة امل�ؤ�س�ساتية، كاملحذوف واملحذوف بالتكرار والتطري�س والفراغ املنقوط. وعلى الرغم من �أن جيل الت�سعينيات امتداد جليل الثمانينيات من حيث غياب الأب ّوة وعدم االلتزام الآيديولوجي ،فقد طلع و�سط احل�صار والفو�ضى يف بالدنا ،والعوملة والت�شظي يف العامل ،وكانت (الفو�ضى جزء من حركة التغيري ،لكنها حركة مبعرثة ال اجتاه معيناً لها)( ). وقد ا�ستعار جيل الت�سعينيات ال�صعلكة وال�سخرية والتهكم من جهة ،وا�ستثمر الرموز امليثولوجية ب�صيغ مبا�شرة (غيابة يو�سف /طفوف كربالء� /أهل الكهف /امل�سكوت عنه) من جهة �أخرى ،حتى (�صار هاج�س ال�شكل (عنده) �أو التحزب له �أكرب من هاج�س ال�شعرية)( ). وعلى الرغم من �أن ك ّتاب الت�سعينيات الي�شبهون بع�ضهم البع�ض ،ف�إن ما جتمعهم العزلة الفردانية ب�أو�صافها ال�شخ�صية ،والتمركز حول الذات ،ويختزل هذا اجليل تفكري اجليل الذي 6
7
8
9
10
11
12
13
14
املرتدة �إىل ذاتها ،والقائمة بذاتها ،مثلما ذهبت �إىل �سبقه واجليل الذي �أعقبه بفكرة الكتابة ّ ذلك ال�شاعرة الكويتية �سعدية املفرح على نحو مفارق من التفكري بالقول : (الكتابة عن الق�ضايا الكربى �أ�صبحت �شيئاً م�ضحكاً كاركاتريياً منف� ً صال عن واقعنا ،حيث ال توجد لدينا ق�ضايا كربى حتى نكتب عنها ،وبالتايل ف�إن ق�ضايانا ال�صغرى يجب �أن تتح ّول �إىل ق�ضايا كربى)( ). تلك هي واحدة من �إ�شكاليات الوعي املتم ّرد لهذا اجليل ،وهو يتحرك بح�سا�سية م�ضادة لكل ما ميت ب�صلة �إىل الهوية ،ولكن �أهو جيل بال هوية �أم جيل بال ق�ضية؟ ومن بني ك ّتاب جيل الت�سعينيات من كان �أكرث مت ّرداً وفو�ضى يف انتهاك املح ّرم وخرق املقد�س (كما �سنالحظ ذلك يف �سياق �آخر). لهذا كان االنتماء �إىل الكتابة بد ًال من الهوية من العالمات الفارقة جليل الت�سعينيات وخا�صة على م�ستوى االن�شغال بالدوال والبحث عن جماليات جديدة لق�صيدة النرث ،فقد ظهرت �أواخر الثمانينيات جماعة تنتمي �إىل الت�سعينيات ،لكنها �أكرث نزوعاً نحو التفكك والالترابط والالمعنى ،حيث اجتهت نحو ا�ستثمار �أ�سلوب (البوب) وثقافة (الروك) وفن (الفيديو كليب) وفن (املونتاج ال�سينمائي) يف نرثنة احلياة اليومية باملعنى (املبتذل) للكلمة، وذلك با�ستخدام جمالية ال�صورة بد ًال من جمالية اللغة( ). كما ظهرت جمموعة من ال�شعراء الفل�سطينيني ُ�سم ّيت بـ(�ضيوف النار الدائمون) عام ) (1999يقول عنهم عز الدين املنا�صرة: "�إن ه�ؤالء ال�شباب اختاروا ال�سائد العربي ،على موا�صلة تطوير احلداثة ال�شعرية الفل�سطينية لكن اخلطر يف هذا اخليار هو ا�ستبدال �سائد فل�سطيني ب�سائد عربي دون �إن يعرتف ال�سائدبهم -فرعاً جديداً)( ) غري �أن هذه املجموعة لي�ست (نتاج ثقافة ال�سالم) فقط ،و�إمنا هي نتاج مرحلة جديدة من التخ ّلي عن االلتزام ال�سيا�سي والآيديولوجي بـ(ثقافة املقاومة). � أ ّما جيل الألفية الثالثة ،فقد تزامن ظهوره مع (الفو�ضى اخلالقة) التي رافقت ن�شر الدميقراطية بالقوة الع�سكرية امل�سلحة يف �أفغان�ستان والعراق وباك�ستان ،ولأنها فو�ضى ت�صدعات عميقة يف البنى التحتانية التي تع ّر�ضت �إىل احلرب غري بناءة ،فقد �أف�ضت �إىل ّ والتفكك واالحتالل. مت�صدعة لهذا ولد جيل الألفية من رحم الفو�ضى غري اخلالقة ،وقد خرج منها بذات ّ وحوا�س م�ش ّو�شة مرتبكة� ،إنه جيل فو�ضوي قلق ،متوتر ،راف�ض من دون طرح �أي بديل ،وبذا 14
15
16
17
15
ي�سعى �إىل حتويل الق�صيدة �إىل كتابة -المركز لها والنهاية ،كتابة بال قيا�س وال قانون ،وذلك �إيذاناً مبرحلة جديدة من االنتقال �إىل ما بعد ق�صيدة النرث ( ). ومن نزعات هذه الكتابة ،رد الفعل العبثي يف الت�صوف ،وذلك بتجريده من املتعايل و�إنزاله �إىل �أر�ض الواقع( ). ويلخ�ص الناقد امل�صري حممد توفري كتابة ق�صيدة النرث اليوم بق�صيدة كتبها حممد �آدم عن حقيقة الكائن وعزلته: � أ�سري يف �شوارع العتمة و�أنا �أحدق بعيني املمتلئتني بعناكب الفراغ و�أتوقف �أمام جنمة �ضالة ،و�أقول ( ) تلك �أ�شالئي املنب�سطة لقد كانت حركة التح ّول و�سرعة التغيري تفوق درجة ا�ستيعاب هذه الأجيال ،كما كانت الروا�سب التحتانية للواقع العربي تفوق قدرتها على االحتمال ،و�إ ّال كيف كان مبقدور الأجيال الطالعة و�سط اخلراب وانهيار اليقينيات -مواجهة العوملة وحاالت الت�شظي العربية مهم�شة؟ بنزعة �إن�سانية ّ �إذاً هذه الأجيال كانت بحاجة �إىل نزعة جديدة من الرف�ض ال�سلبي للواقع والتم ّرد عليه، وهذا ما جعل الوعي بالتم ّرد عند بع�ض كتاب الثمانينيات والت�سعينيات ،وخا�صة عند جيل الألفية الثالثة -يرتد نحو الذات بال �صفات ،ويرتد نحو الواقع بال دالالت ،ويرتد نحو الكتابة بال م�ستندات ،حتى خرجت ق�صيدة النرث ن�سبياً من جن�س الق�صيدة ،فانزلقت نحو تف�ض �إىل نظام بعد. فو�ضى مل ِ 18
19
20
�إحاالت و�إ�شارات
من ال�صعب علينا �أن نتعامل ح�صرياً مع �أ�سماء الأجيال التي ظهرت يف الثمانينيات والت�سعينيات ،و�إىل حد ما يف الألفية الثالثة ،وذلك ل�سببني : �أولهما :كرثة الأ�سماء التي الميكن ح�صرها يف هذا املجال . ثانيهما :انتقال �أغلب �شعراء التفعيلة �إىل كتابة ق�صيدة النرث خالل الثمانينيات والت�سعينياتوالألفية الثالثة. 16
ابداع ونقد
احلوا�شي
( )1ملزيد من التف�صيل ينظر كتابنا :رماد العنقاء– �شعراء اللحظة احلرجة من الهام�ش �إىل املركز /من�شورات الغ�سق للطباعة /بابل /ط / 2001 /1الف�صل الأول (�شعراء اللحظة احلرجة ..وحتوالت الكتابة ال�شعرية اجلديدة). ( )2حممد اجلزائري /الرتكيب الغرائبي يف ق�صيدة النرث /جريدة الزمان العراقية /ع ()1506 يف .2003 /5 /17 (� )3سلمان داود حممد /االقت�صا�ص من ال�ضحايا /جريدة الأديب الثقافية العراقية /ع ( )127يف /12متوز.2006 / (� )4صالح دياب /جيل ال�سبعينيات هو الأ�سا�س /موقع كيكا /انرتنت. ( )5حممد �سمريعبد ال�سالم /طفرة اخلروج /التجاوز والتجديد يف ق�صيدة النرث املعا�صرة/ انرتنت. (� )6أزمة ال�شعر العربي من منظور ال�شعراء ال�شباب /ملف من �إعداد وتقدمي عبد الوهاب ع ّزاوي /جملة الآداب البريوتية /ع (.2008 )7،9 (� )7أزمة ال�شعر العربي من منظور ال�شعراء ال�شباب /مرجع� سابق. (� )8أزمة ال�شعر العربي من منظور ال�شعراء ال�شباب /مرجع� سابق. ( )9البد من الإ�شارة �إىل �أن ق�صيدة النرث يف املغرب (هذا ال�شكل اجلديد -مل يتبلور �إ ّال مع �أواخر ال�سبعينيات ،على الرغم من املحاوالت املحدودة التي ظهرت من قبل). ينظر:عبداهلل �شريف /يف �شعرية ق�صيدة النرث /من�شورات احتاد كتاب املغرب /ط2003/ 1 � /ص /28 /الهام�ش. (� )10صالح �أبو �سريف /مايمُ عن يف اخلفاء /موقع العلم الثقايف يف � /14أبريل.2009 / (� )11صالح �أبو �سريف /مايمُ عن يف اخلفاء /مرجع �سابق. ( )12رعد فا�ضل /ال�شاعر ..وفو�ضى املكان /حداثة الثقافة وحداثة الفو�ضى /جريدة الأديب الثقافية العراقية /ع ( )4يف .2004 /1 /7 ( )13ملف �أزمة ال�شعر ال�سوري اجلديد /جيل الت�سعينيات /جملة الآداب البريوتية /ع (.2008 )9 – 7 17
( )14حوار مع ال�شاعرة الكويتية �سعدية املفرح /حاورتها :مرمي جمعة فرح /موقع بيان الثقافة ع ( )69يف / 5مايو.2001 / ( )15يو�سف بزي /ق�صيدة النرث والفنون الب�صرية /ورقة مقدمة �إىل م�ؤمتر ق�صيدة النرث العربية /بريوت– .2006 ينظر �أي�ضاً :ن�ص الورقة من�شوراً يف ملحق نوافذ /جريدة امل�ستقبل اللبنانية يف � / 21أيار/ .2006وت�ضم هذه اجلماعة :يو�سف بزي /فادي �أبو خليل /ا�سكندرحب�ش� /شبيب الأمني/ يحيى جابر� /شارل �شهوان. أعدها غ�سان زقطان/ ( )16ينظر�( :ضيوف النار الدائمون) خمتارات �شعرية لك ّتاب �شبابّ � / من�شوات بيت �شعر /رام اهلل ،فل�سطني.1999 / ( )17ملزيد من التف�صيل ينظر :عز الدين املنا�صرة� /إ�شكاليات ق�صيدة النرث /مرجع �سابق/ �ص 174ومايليها. (� )18أحمد عبد الزهرة الكعبي /تو�ضيح /نرث الق�صيدة /منوذج (فخاخ) جريدة ال�صباح/ ثقافة يف /15ني�سان.2009 / (� )19أ�سعد اجلبوري /يف جمموعته (املالك ال�شهواين). ( )20م�شهد ق�صيدة النرث امل�صرية – /2من �إعداد وتقدمي :حممد احلمام�صي /انرتنت يف .2008 /5/ 6
18
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
حني يكون القاتل �شاعراً!.. مازن املعموري
يف كل مرة �أتكلم فيها عن املجتمع الذي نعي�ش معه تظهر لنا ظاهرة (القتل) دالة حمورية، حيث ال تبدو الكلمة (قتلة) �صادمة �إال يف حدود ثقافتنا امل�ستعارة من الغرب ،حني نتحدث عن �سمات اجتماعية وفردية ت�صبح كلمة (قتلة) �سمة اجتماعية لها تاريخ طويل ملت�صقة بنا نحن "العرب"! .التلذذ بالقتل ي�ستدعي �شهوة احليازة على �سمة البطولة الذكورية حد الهو�س ،كقيمة اعتبارية لوجود البطل اليوتوبي ،حيث يكون كل �شيء مباحاً له دون غريه، و�أنا هنا ال �أحتدث عني كبطل ،بل كقاتل هاوٍ ،يرى من حوله قتلة م�أجورين يف و�سط ظالمي، لكنني ك�شاعر �أريد �أن �أعي�ش �صفة القتلة� ،أ�ستخدم اللغة للتوا�صل مع ال�صور الكثرية التي تواجهني باعتباري قات ًال حمرتفاً ذا مغزى جمازي ال يقبل االنف�صال عن كينونته القدمية لقتل املختلف الآخر ،بكل تفا�صيله االجتما�سيا�سية ،ومنه �إىل الت�آلف مع �أفراد جتمعها الع�صبية الفكرية للتمثيل امل�شعرن لكلمة (قتل -قتلة). القتل ظاهرة ن�ستفيد منها براغماتياً للح�صول على حجاب �آخر للوقوف �أمام تيار قوي ومدمر من العدمية املح�ض يف املجتمع العراقي ،ومنا نحن بالتحديد (ميلي�شيا الثقافة) لنكون يف �صورة واحدة من�سجمني مع املجموع الكلي للهوية ،حيث ال�شعر مل يعد مكاناً ليوتوبيات م�ستهلكة ونائمة على حجارة املخيلة الوهمية التي ا�ستعارتها احلداثة العربية من الغرب بطريقة م�شوهة ،لتعميم فكرة القانون الإن�ساين وحقوق الإن�سان وغريها ،فالعامل هنا ت�سوقه القوة التي تقتل كل �شيء. 1
الداعم الوحيد الذي ن�ستمد منه �شرعية القتل هو التاريخ ،كل رموزنا التاريخية قتلة من -1ميلي�شيا الثقافة :جمموعة �شعراء عراقيني ك�سروا امل�ألوف عرب الذهاب بال�شعر �إىل �أماكن املوت احلا�ضر يومياً يف العراق ،فقر�ؤوا الق�صائد يف حقول الألغام ومقابر ال�سيارات املفخخة وامل�شايف والطائرات احلربية ،وذلك انطالقاً من �ضرورة التماهي مع الواقع للو�صول �إىل ن�ص �صادق و�صادم بعيداً عن �أقنعة املنابر. 19
الطراز الرفيع ،ميثلون باجلثث وميت�صون دماء الآخرين ،يف ج ّو من القدا�سة الدينية التي حتكم وجودنا ال�شرقي املتدين متاماً دون ا�ستثناء ،حتى بالن�سبة ملن �ألحْ دوا ،ففي كل مرحلة من حركة ال�صراع جند حتوالت القتلة ذات بعد فكري و�أيديولوجي يربر قتل الآخر. القتلة هم الأيديولوجيون ..كل قاتل يحمل كتابه معه لي�ؤكد �أن ما فعله �صحيح ومقد�س، وه�ؤالء لي�سوا غريبني عن املجتمع ،بل هم خال�صاته امل�ستمرة ،وعلينا �أن نرى بو�ضوح ر�ضا النا�س عن القتلة وان�ضمامهم لهم وموافقتهم على القتل �أياً كان الفعل والظاهرة �أو ال�صورة املنتقاة لفعل القتل ،لأن املجتمع كله بب�ساطة م�ؤدلج دينياً لقبول ظاهرة القتل والإبادة اجلماعية وا�ستباحة الآخر. القتلة هم العائلة والنا�س الذين يعي�شون يف احلي واجلريان واملدينة والريف وعمال البناء و�أ�صحاب املحالت و�صو ًال �إىل �أعلى الهرم يف ال�سلطة والأحزاب وغريها� ،سيعتقد البع�ض �أنني �أتهم كل النا�س وهذا خط�أ ،لكن الواقع العملي ي�ؤكد �أن اجلميع يقف �شاهداً على كل �شيء ويتن�صلون من م�س�ؤولية القتل ،لكننا يف النهاية نبقى قتلة ..ال ب�أ�س �إنها احلقيقة وعلينا �أن نتقبلها ،وهذا يعني �أننا (ميلي�شيا الثقافة) ميكن �أن نكون قتلة بروح �شعراء!. من هنا� ،أ�ستطيع �أن �أدخل �إىل حافة الأدب ،يف حماولة لقتل تقاليد رومان�سية ا�ستلمناها من رواد احلداثة العربية على يد ال�سياب ونازك املالئكة وغريهم ،هذا الإرث الكبري من اخلطاب املغ ِّيب (بك�سر الياء وت�شديدها) للواقع كما يحدث ،بل �إنه خطاب م�ؤدلج ينتمي لأحزاب و�سمت املرحلة كلها ،و�أق�صد منت�صف القرن املا�ضي وحتى ،2003وكل ذلك الزمن من التغييب املقنن واملق�صود على امل�ستوى الدويل والإقليمي و�ضع الأدب والأدباء والتاريخ الأدبي على املحك مع ال�س�ؤال الأخالقي ل�شخ�صيات طاملا كانت رموزاً ت�ستحق التقدير ،حتى مطلع و�سائل الإنرتنت وامليديا ال�سريعة والتوا�صل االجتماعي االفرتا�ضي وبروز حتوالت كربى �أحدثتها مرحلة ال�صراع اجلديد يف العراق و�سوريا واليمن كمناطق ا�سرتاتيجية لل�صدام املبا�شر بني القوى العاملية ،فما هو موقف ال�شاعر العربي الرومان�سي الآن؟. ال �أق�صد التجريح ،لكن البد من قول احلقيقة ،طاملا �أننا يف جحيم واحد ،وال مكان للمجامالت الأيديولوجية بعد اليوم ،فقد ك�شف املجتمع وح�شيته ب�شكل مفرط ،لدرجة �أننا ال ن�ستوعب امل�شاهد �أو الف�ضائح التي �أعتربها ثقافية �أكرث منها �أخالقية ،فبعد � 100سنة من احلداثة العربية نرى جنوداً ي�أكلون جثة �أحدهم وي�ضعون ر�أ�سه قرب مائدة الأكل ،وغريها من 20
ابداع ونقد
�آالف امل�شاهد الواقعية التي ال حتدث حتى يف �أفالم الرعب والفنتازيا� ،أنا ال �أ�ؤمن بامل�ؤامرة اخلارجية طاملا �أننا منلك اال�ستعداد الكايف ل�صناعة الكوارث الإن�سانية ،وعليه ف�إن م�س�ؤولية التعامل مع الأدب �أ�صبحت �أكرث تعقيداً يف ظل تزاحمات ومالب�سات الواقع� ،إذ ال جمال لالنتماء ال�سيا�سي �سوى الإبداع بكل �أ�شكاله ،يف �ضوء حركة التجربة املعا�شة كما هي، لدرجة �أن الن�ص قد يتحول �إىل وثيقة ت�أريخية و�شاهد على الع�صر. عند ذلك وجدنا �أنف�سنا يف جتربة (ميلي�شيا الثقافة) نعمل على تبيان احلدث من �أجل الك�شف عن هوياتنا املبطنة بالأقنعة ،وك�أننا منار�س فعل التماهي والتوا�صل مع موجوداتنا اليومية دون مكياج �أو تلوين قبائحنا ،نحن ال ن�ستعري مفاهيم غربية مثل (الإن�سانية) لنغطي وح�شيتنا احلقيقية ،لأننا بب�ساطة ن�شبه ما نراه �إىل حد اللعنة ،هكذا هو وجهنا احلقيقي وهكذا هي ن�صو�صنا ال�شعرية.
21
كاظم خنجر
1ـ �آيدن خليل املرعي
لي ًال ويف ال�ساحة التي تقابل امل�شفى ُي�ضيء بو�سرتك مب�صابيحه الع�شرين حتته يلعب الأطفال كرة القدم ابنك يلعب معهم يكرب كل يوم حتت بو�سرتك!. ***
ُيلقبه الأطفال (ابن البو�سرت) وبالرغم �أنه اليفهم بال�شعر كتب على بو�سرتك: "رئتي �صغرية يا �أبي بحجم �إ�صبع لهذا �أختنق عندما �أ�شري �إليك" ***
�أكلتها الأ�سماك جثتك 22
كلنا ندري بذلك - 2عمال امل�سطر
قبل �ساعات من الآن علقوا على ال�صبات الكونكريتية التي حتيط دائرة البلدية 26بو�سرت لعمال بناء ماتوا يف انفجار 2008 /1 /11 ***
ال ميكن حلو�ض الدم �أن نخت�صره بـ()26 يقفون كمقربة ملونة على دائرة البلدية ***
�أفهم ذلك �أن �أغلبهم كان ال ميلك بطاقة تعريفية و�أن �أغلب عوائلهم مل تطالب مبا تبقى منهم لأنهم ال ميلكون �أجور الدفن نعم �أفهم ذلك وما �أفهمه �أكرث
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�أر�شيف للأ�صدقاء املوتى
ابداع ونقد
�أن الفقراء عندما نقتلهم يذهبون دون بهرج ٍة يعملون على خدمتنا حتى وهم موتى ُمعلقون على دائرة البلدية �- 3أو�س حقي خليل
ملاذا �أنت ُمتعجل يا كاظم بالكتاب ِة عنه؟قبل يومني فقط �سحبوا جثته العارية واملُنتفخة من قاطع بيجي حتى �إنه مل ُيدفن بعد ومل ي�ضعوا له بو�سرت ***
على الغداء قالت �أمي �إنه كان بال ر�أ�س عرفوه من و�شم ا�سمك على ذراعه الأمين يجب �أن تذهب �إىل العزاء ياكاظم وتن�سى �شجاراتكما املُزمنة!. ***
ثقيلة ظهرية الثالثاء 2016 /3 /8
ٍ معقوف يف الفم وهي تدخل كم�سما ٍر ***
�أنت بال ر�أ�س يا �أو�س هذه املرة كيف �س�أكتب عن وجهك يف البو�سرت؟
وجهك املقو�س جداً مثل دمعة نازلة!. ***
اال�ستعمارواجل�سد و�أدوات العقاب... كتب احلبيب كاظم خنجر: " ُمنذ فرتة �أ�شاهد �أفالماً عن اجلنود الأمريكان تتحدث عن حربهم مع العراق �أتعاطف معهم وهم يتك�سرون �إىل قطع كبرية من اخلوف يف امل�صحات النف�سية ومراكز �أعداد املُحاربني القُدامى واملحاكم الع�سكرية ***
�أتذكرهم كيف قتلوا "عدي فوزي" ابن عمتي قتلوه بطريقة نظيفة حتى �إننا ن�سيناه". ***
ماء النهر الذي يرمون فيه اجلثث ُت�صفيه دائرة املاء �صباحاً 23
لن�شربه نحن يف امل�ساء، مرة �شممت رائحة �أخي فيه يف الواليات البعيدة عن الأنهار يحرقون اجلثث لت�شم �أخاك ب�سهولة. ***
انفجار اليوم ممُ ّل كما يف كل مرة �إرهابي ُيفجر نف�سه ب�سيارة ُمفخخة يف �سوق �شعبي ممُ ّل انتظار احل�صيلة وتوقعها ممُ ّلة ُجثث الأطفال املُفتتة ممُ ّل �سحب الن�ساء من دموعهن �إىل
كاظم خنجر – مواليد بابل – .1990 م�ؤلفاته: نزهة بحزام نا�سف – .201624
البيوت ممُ ّلة حمالت التربع بالدم موت ممُ ّل جداً كمن ميوت على فرا�شه!. ***
الرايات املرفوعة ُ يف �شوارعكم و�شوارعنا على ج�سوركم وج�سورنا على عيونكم املك�سورة وعيوننا املك�سورة على قتالكم وقتالنا الرايات كراهيتنا التي ُترفرف ُ الرايات� :سكاك ُني من قما�ش.
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
علي ذرب
�أ�صابع الآلهة البي�ضاء
يف نهاية يدي� ..أ�صابعكم يف بداية �صحن الطعام� ..أ�صابعكم من ي�سحب اخليوط البي�ضاء من املنازل.. �أ�صابعكم من ن�ضعه نحن و�أبوابنا على قلوبنا.. �أ�صابعكم من يفرز حلمنا يف انقالب ال�صورة.. �أ�صابعكم من يزرعني يف منت�صف الغرفة� ..أ�صابعكم من ي�ضغط علينا عرب ال�شا�شة ويت�أمل.. �أ�صابعكم من يدعكنا كثرياً مب�ساحيق الغ�سيل.. �أ�صابعكم من يعلق �أع�ضاءنا التنا�سلية على �أفالم البورنو� ..أ�صابعكم من ننظف به �أ�سناننا الفجة� ..أ�صابعكم من ن�س ّور به �أفواهنا من �أجل ال�صراخ.. �أ�صابعكم
من مي�سح وجوهنا عن املرايا من ي�ضعنا حتت الطاوالت من ي�سحقنا يف �أعماق منف�ضة من يرمينا يف ن�صف كوب من املاء الديفء لنذوب من يتفقدنا يف �أيدي الآخرين ك�أننا �أ�صابعهم الغائبة فقط �أ�صابعكم. املدينة يف بيتنا! املدينة ب�أكملها تدخل �إىل بيتنا ي�صعد �أبي على كتفي وكذلك �أمي على كتفيه �أختي الكبرية حتت �أقدام �أختي ال�صغرية ن�شكل عموداً ب�شرياً و�سط العميان و�أ�صحاب ال�سيقان املقطوعة 25
والذراع الواحد الكثري من الن�ساء تخلع �أ�سنانها الرخوة وتدفنها يف عيون ال�صغار �أحدهم يقطع ثدي �أخته لي�شرب به املاء �آخرون يت�سلقون اجلدران ليدخلوا يف ثقوب بعيدة عن الأنظار فتاة متدد �أباها �صاحب التجاعيد الكثرية على طاولة الطعام مترر املكواة عليه مراراً لتعيد له �شبابه طفل ي�شعر بال�ضجر يريد �أن يبتلع ال�شارع ي�سحل �أمه الثقيلة من �إ�صبعها ي�ستطيل الإ�صبع لكن يده تنك�سر يف منت�صف الطريق كلبة �سوداء تلد على التلفزيون في�سيلون �صغارها على وجه املذيعة القتلة يف غرفتي يذبحون ثالثة �أخوة 26
ويعلقون الر�ؤو�س يف عنق �أخيهم الرابع تالل من الأحذية واملالب�س الداخلية تالل من البيوت وال�سيارات كل هذا ونحن منت�صبون بعد ذلك جارتنا ت�شرب �أهلي من �إ�صبع قدمي الكبري واحداً تلو الآخر!. ***
هذا اجل�سم منذ �أيام يرتك حلمه ب�سهولة على �أمي على الأ�صدقاء على مقاعد البا�صات يف �صحون الطعام على امل�صاطب يف احلدائق العامة على كل �شيء �أترك مني قطعاً �صغرية �أم�شي يف ال�شوارع بعني واحدة الأخرى �سقطت يف جمرى كان مزيجاً من الدماء واملياه الآ�سنة الظهر مك�شوف للغبار ولل�سخرية ذراعي اليمنى مغطاة بالذباب
ابداع ونقد
�سرتي تتدىل بني قدمي �أتعرث بها كحبل حفر يف الر�أ�س يف ال�ساقني غياب للأ�صابع ال �أحد ي�أكل امل�سافة التي تف�صلني عن اجلميع اجلميع الذي يربي رغبته الوحيدة كحيوان لي�سحق فمي يف البيت الي�سمح يل بتدوير ذاكرتي عن الأ�صابع الغائبة حول قب�ضات الأبواب حول الك�ؤو�س حول ذراع الثالجة الذي ي�شعرين بال�سالم الي�سمح يل �سوى االلتفاف حويل �سوى الوقوف يف منت�صف الغرفة حيث املروحة حفرة تدور يف ال�سقف مل تقع نهاية قمي�صي يف �أيديهم مثل كل مرة مي�سكونني بها ال�صغار هذه املرة فا�ضت كفوفهم بلحمي املحمل بالظالل
�أحترك الآن ببطئ و�أ�ضغط على العامل بكراهيتي �أ�شاهد التلفاز� ،أطالب بالطعام �أقف �أمام املر�آة� ،أتذكر �أن يل �أعداء و�أبت�سم �أتكوم بني بقع الدم و�أكوام اللحم الكثرية الأم تقف �أمامي ك�سكينة يف رقبة متزق ثوبها �إىل خرق وتربطها بعظامي.. ***
باخلوف وطول قامتي باحلديث عن الأ�شياء اململة والعادات ال�صغرية مبقب�ض الثالجة والطفل الذي يفتت كفيه فوق ر�أ�س �أمه بارتفاع الطائرات احلربية وقاع بطني بالورقة البي�ضاء املليئة بال�صدف بثوب جاراتنا واملروحة الك�سولة بجوار بابي امل�شبعة بالثقوب وف�شلي ب�إ�صبعني من يدي و�إ�صبعني من قدم �صديقي بن�سائي الطائفيات بال�سكاكني وغياب الأفواه حتت ال�شم�س 27
بندمي على احليوان الذي �أ�سحبه من داخلي و�أرميه يف حاوية النفايات قبل دخويل �إىل املنزل بحذائي اجلديد واملواعيد امل�ؤجلة مع �أ�شخا�ص متخيلني بكل هذا �أت�صفح بدم بارد ت�صاوير من قمت بقتلهم بينما �أ�سماءهم ت�صفف الثقوب على ج�سدي كما يفعل النمل مع اجلثث الثقيلة.. ***
اليوم �أنا �أطول من �أبي و�أق�صر منه حظاً مع الن�ساء �أملك فماً جمي ًال يرقد عليه �شارب خفيف بينما فمه يتكوم على نابني اليطعنان بقوة لقيمات الطعام الي�ستطيع الدخول مثلي علي ذرب – مواليد بابل – .1989 م�ؤلفاته: فراغ نا�صع البيا�ض .2015 -28
�إىل املطاعم واملقاهي اجليدة و�سجائره رديئة يح�صل عليها من مروجي الدعايات ميلك الآن ( )2000دينار ورقتان نقديتان ميتتان يف جيبه �سيارته الـ( )opel kadetمنذ العام 2006
تعطله عن العامل تتوقف يف ال�شوارع ب�شكل مفاجئ تعر�ضه لل�سخرية وال�شتيمة �أبي يرتاجع والزوائد اللحمية على رقبته ،على طرف عينه ،على كفه تتقدم يف النمو كل هذا لي�س لأن �ساقه اليمنى متورمة لأن عنا�صر من ميلي�شيا (ج ،م) ه�شموها بالبنادق ذات ليلة ولي�س لأن �ساقه الي�سرى تخبئ ر�صا�صة من �إحدى حروب هذه البالد.
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
مازن املعموري
حلم منثور
ْمل ْ يرتك يل االنفجا ُر الأخ ُري يف مدين ِة الثورة علي اللحم ،فقد ُ تقطيع ِ كنت أ�عتقدُ �إنّ الـ(�سيفور) �أك ُرث هدوءاً يف ِ الكث َري من ِ حلم املا ّر ِة ،و�صا َر ّ ِ البنايات املجاور ِة �أو ما تبقى منها ت�س ّلقُ ِ ٍ مكبوت حت ّو َل �إىل حلم �صراخ للح�صول على ٍ ***
كيلوات من ِ ِ ٍ ال�ستبدال ع�شر ِة ترك�ض الأ ّم والتدري كمي َة الهوا ِء الكافي ِة وزن طف ِلها املع ّلقِ ب�أعلى عمود الكهرباء� ،سوى �إن رك�ضها يتجه �إىل الأعلى مقا�س الغيمة ري�ش الطيو ِر املتناث ِر يف الهوا ِء ،ميكنها �أن تط ّر َز ثوباً جديداً على ِ بع�ض ِ مع ِ ***
متتد �إىل عتب ِة الدار الدم الأخطبوطية ُّ بحري ُة ِ والبيت يتدىل من النافذة مفتوحُ .. ُ الباب ٌ ***
واليومئ ل ٍ أحد بعينه غريب ال�سخا ُم ٌ ُ يحت�ضن الأكوا َم املعدنيةَّ ، ِ مورثات املحروقني وكل ُ ِ �سيارات اخل�ضر هياكل ال�سخا ُم ي�سلقُ جثثاً ْمل ت�أك ْلها النا ُر ،ويعلقُها على ِ ال�سخا ُم لي�س لوناًْ ،بل فماً يبتل ُع ّ كل �شيء 29
التمن) �أنا الوحيدُ الذي ر�آه يف ّر ُ�ش �أ�سنان ُه على عمار ِة (علي �أبو ّ ***
جرا ٌر كثري ٌة يثقلها االرتعا�ش من اخلوف ِ رجح على ِ ِ حواف ِ الق�صاب التي ر�أي ُتها تط ُري التعرف الرقاب ،لكن بقر َة زجاج ُ النوافذ يت�أ ُ َ فراح يهت ُّز هلع ًا ألنها منذ يومني ِ بدون ٍ يطفئ بقيت معلق ًة هناك ،أ�ما ع�شب ُ ُ الق�صاب َ الهبوطْ ، حرار َة ال ِ أ�سالك الكهربائية. ا�شرتك ال ُ َ خيوط م�شدود ٍة برذا ِذ حلمها ،وهي تعلم �إن ال َ بر�سم ٍ أطفال أطفال ،هذه املرة لربطهاِ ، ال�شارع ِ مالب�س و�أجنح ٍة بي�ض. الينزلون �إىل ِ بدون َ ***
يخرج � ٌ أطفال ك ٌرث من ِ ركام البنايات ُ حتت ِ َ وقطع غيار �شا�شات التلفا ِز وجوهاً مم�سوخ ًة تقلب ُ ُ كبدائل ِ العالمات يف ِ ٍ ِ مقاعد أجد �أ ّياً من تلك ميكن ا�ستخدا ُمها كعالمات حلياتنا املعا�صرة /ولكن مل � ْ ُ الدرا�سة مل ْ أحد �إننا جمر ُد قتل ٍة و�سفاحي جثث يقل يل � ٌ مل ْ معلب �صنعناه ،لنرب َر وح�شيتنا يقل � ٌ أحد �إن الدين خرا ٌء ٌ ونلطخ به وج َه العامل. ***
كدليل على �شيع ّيتها باب البيتٍ ، ت�ض ُع زوجتي راي ًة خ�ضرا َء على ر� ِأ�س ِ كدليل على علمانيتي و�أنا �أبدو حليقَ الوج ِه مبالب�س �شبابيةٍ ، يحلقُ ال�سني �شاربه ُ ويطيل حليته وكذلك ال�شيعي كالهما يلب�سان الأ�سود ُ ويقتل بع�ضهما الآخر 30
ابداع ونقد
لنتنتهي احلرب العالمات تتجدد وت�ستم ُّر يف كتاب ِة كراهي ِة البيا�ض ُّ جميل �أبي�ض كل �شي ٍء ٍ ُّ قبيح �أ�سود وكل ٍ الر�سم متعمداً على ّ �صرت �أل ّون الأ�شياء بدءاً بال ِ كل �شي ٍء �أبي�ض ُ أثاث ،و�أحياناً � ُ أ�سكب �ألوانَ ِ �أو �أ�سود ؤكد يل �إنها غريب ٌة عني مت�سحها بقطع ٍة بي�ضاء �أو �سوداء لت� َ لك ّنها مراراً ُ ُ و�سوف � َ وتقول يلَ � : إنك ٌ رجل ملونٌ َ .. ذات يوم. أغ�سلك َ ***
كنت قد ر�سم ُتها �سابقاً علقت على ِ احلائط لوح ًة قدميةً ،هي بورتريه �شخ�صيُ ، ُ � ُ بقيت المع ًة يف أحمل بني ّ يدي �سمك ًة زرقاء ،يف فمها بقع ُة ٍدم �صغري ٍة من �أث ِر ال�سنار ِة التي ْ ال�صورة ال�سمك ُة تنظ ُر �إ ّيل ،بخلفي ٍة مليئ ٍة ب� ِ أ�سمال املا�ضي ٌّ بقيت المع ًة يف ال�صورة كل م ّنا عالقٌ ب�سنارت ِه التي ْ احلرب هي للمطبخ ..و�أنا ملا تبقى من زوجتي يف ِ مازن املعموري مواليد 1970-دكتوراه فل�سفة فن /2015جامعة بابل. م�ؤلفاته: كتاب املوتى – .1998 حب مطلق – .2011 كائنات �سرية – .201431
حممد كرمي
ُ املنزل محُ َا�صر الكراج محُ َا�صر ُ
أنت �ضدنا �إن مل تكن معنا؛ ف� َ يا هذا ،اقط ْع ر�أ�سه �آه َدْ ....م!......
ال�شارع محُ َا�صر ُ التاريخُ محُ َا�صر الكني�سة محُ َا�صرة امل�سجد محُ َا�صر ُ ُ اجلبل محُ َا�صر ال�سما ُء محُ َا�صرة ال ُ أر�ض محُ َا�صرة ال�سيارة محُ َا�صرة الكافترييا محُ َا�صرة ُ الفندق محُ َا�صر ت�سلم ا�سلمْ / ْ �إ ّما � /أو 32
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
حُم رِ ا�صون
ُمك ّفرون
ُمه ّجرون
ولن تر�ضى َ عنك اليهو َد وال الن�صارى حتى تقتلع م ّلتهم ن!............ �سبحون ُم ّ
كبرّ ْ ب�سملْ حوقلْ ْ حمدل قبل �أن تقط َع ر�أ�سه. كف َ ّاك ت�ضغط
***
ابداع ونقد
� َ أ�صابعك ت�شتبك َ رجالك تق ّل�صت َ ت�ضرب الأر�ض جثتك ُ َ عيناك يف الباب �أت�شعر �أحداً يراقبك...؟ اللعنة ملاذا تفعلها.....؟! ***
الر�شّ ُ ا�ش هو الذي يتك ّلم الر�شّ ا�ش هو الذي يقول الر�شّ ا�ش هو الذي يفعل �أنا� /أنت جم ّرد واقف َني يف الطابور!........ ***
ب�شرط ٍ ٍ واحد فقط �أنا �أطيعكم، للم�سجد ،للملهى ،للمذبح، ملركز ال�شرطة ،الحتاد الأدباء،
لع�صبة الأمم ،للكراج ،لبنزين اخلانة حلي ال�صناعي ،للمحكمة، للخليفة، للبيت الأبي�ض، ملقر احلزب ،لل�سوق، ل�ساحة �إعدامات والية نينوى للإذاعة ،ل�ساحة التظاهرات، لل�سينما ،لدورة املياه، للمقهى ،لأملانيا، للقد�س ،لأفغان�ستان، ل�شارع (�أبو النخلة) للج ّزار ،للوزارة، ملبنى املحافظة، ل�ساحة احلرب، لأمهاتكم ،لآبائكم ،لآلهتكم، �أنا �أطيعكم َ �شرط تركي حياً!....
33
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
حتت الأنقا�ض!
عبا�س ح�سني
ِ ج�سمك داخل الأنقا�ض كامل
يف البداية مل ِ نبك عليك �أنا وزوجتي العاقر
والذي يظهر ِ منك (يد) �صغرية فقط
فال نعرف �شيئاً عن الأطفال
كانت مثل عالمة التعجب يف نهاية �صخرتني كونكريتني
وال عن عالقتهم بال�صخور الكونكريتية!..
هكذا �شاهدناكِ يف حلقة على قناة العربية بعنوان (الثورة ال�سورية ..حلب)!! ***
يبدو من خالل الزراق الذي يلف يدكِ ب� ِأنك خمنوقة من الداخل! ويرتاوح عمركِ بني � 5إىل � 6سنوات ***
�أحد �شهود العيان قال �إنه ال يعرف �إىل �أي طفل تعود هذه اليد فجميع الأطفال الذين كانوا يلعبون، هم معك يف الداخل *** 34
لكننا �سوف لن ن�سمح البن جارنا باللعب قرب بيتنا بعد الآن �أو قرب �أي �شيء يحتوي على �إ�سمنت وحديد.. ***
من العراق ن�شاهدك بقلوب كاملة الدمع.. ***
نعرف ب� ِأنك ال ت�ستطيعني بيدك هذه �أن مت�سحي الغبار لريى العامل دموع اهلل على � ِ أ�صابعك.. كما �أنك ال تنوين ّمد يدك للدعاء فللآن ممدودة الأطفال كالأدعية ال�صغرية على جانبي
ابداع ونقد
(�سيطرة الآثار) ومل يحن �صعودها..
كان ج�سدك ثقي ًال كفراغ يف جملة بعيدة. لكن �أيدينا ا ّلتي حملتك، فراغ وددنا ملأهّ ،
�أطف� ُأت التلفاز
كلمات خاطئة
وقلت لزوجتي :انظري للأمل الذي ي�سببه الأطفال
وبع�ض نزيف عابر وما �إىل ذلك
***.
لكنها مل جتب �سمعت البكاء يخرج من بطنها. بعد قليل ُ ***
ذاك اليوم كان االبن م�ستعج ًال، فلم ت�ستطع �أمه ّ ر�ش املاء خلفه هذا اليوم رغم ا�ستعجال االبن، متكنت الأم من ر�ش دموعها خلف تابوته.. ***
عك�س ما كنت تعتقد........ ب�شرتك ت�آلفت مع اخل�شب ،ح ّتى �إنّ بع�ضنا مل مي ّيزك ج ّيداً داخل ال ّتابوت، لك ّننا جميعاً �شعرنا بثقل دموعك على �أكتافنا ***
***
من �سنني و�أ ّمك جتل�س باتجّ اه �صورتك املع ّلقة على احلائط جتل�س بخر�س ومتوت بطالقة ***
يقول �أخوك م�شرياً �إىل �صورتك املع ّلقة! ال�صور، �إنّ من عادة املوتى ا ّلذين يف ّ ينظرون لنا طوي ًال، ب�شدة.... يف ال ّنهاية يرف�ضوننا ّ فلماذا مل ترف�ض �أ ّمك ّ ال�سنني؟ كل تلك ّ ***
يقول �أخوك �أي�ضاً عندما ا ّت�صلوا ليخربونا ب�أ ّنهم الآن �سيطلقون ال ّنار على ج�سد �أخينا. ّ كذبناهم ب�صدق ...لأنّ هذا ما نفعله �أمام الأ ّم الدم ا ّلذي �صار يخرج ح ّتى �إ ّننا م�سحنا ّ ال�صورة بوداعة.. من ّ 35
***
وحدك تعلم �أنّ العط�ش هو طعم املاء، ّ ينق بقرب ج�سدك مثل �سيظل دمك ّ �ضفدع امللفت �أن الدفّان مل ي�س�أل عن رغبتك ُ بالدفن ّ ومل ت�سكت �أ ّمك عن اخلر�س� ،أنا الوحيد ا ّلذي ي�س�ألك الآن. ملاذا �أنت م ّيت؟ ***
ح ّتى ال�شّ يخ امللقّن مل ين�صفك ،فقد ذكر ب�أ ّنك فارقتنا دون وداع رغم �أ ّنك على عمق مرتين داخل الأر�ض ال غري فهل �أنّ الـ(مرتين) بحاجة لتوديع؟ ***
بعد دفنك ا�ستلمنا و� ً صال من املقربة ،فيه ثالث ُة حقول
36
الدفن و�أمامها مبل ٌغ � ...1أجرة ّ � ...2أجرة لكم ّية من الترّ اب و�أمامها مبلغ وال �أجرة �أمام ج�سدك! كان احلقل الثّالث خالياً متاماً!. ***
كان معلمنا اجلديد الذي �أنهى �شرحه عن فوائد القدم �أعاد املو�ضوع بطلب منك وملا �س�ألك عن ال�سبب تك�سر وجهك �أمامه مثل زجاج �أزرق ُكنا نعرف ال�سبب وبقينا �صامتني ***
وال مرة م�شيت معنا كنت دائماً تقول (�إين م�صاب ب�شلل الأطفال) متى تفهم ب�أنك يف 27من عمرك و�أنك مل تعد طف ًال!.
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
م�صطفى عبود
ب�ؤ�س!
� ُ أعرف ما معنى �أن يكونَ ال�شخ�ص بائ�ساً يا �صديقي ُ َ مالب�سك الثمين َة �أن تبي َع ملحالت الرهانِ ِ كما تبي ُع َ املت�سخ! روحك لهذا الهوا ِء ِ َ يتملكك الب� ُؤ�س �أن كما ُ هو�س الدقائقِ �شع َر امر�أة يتملك ُ عان�س.. ٍ �أن تخو�ض �صراعاً مع ذاتك دون �أن تخد�ش هواء املكان �أو تعكر عطر يا�سمينة يف اجلوار �أو ت�ؤنب �ضمري اجلدران لأنها �سادية يف ال�صمت رغم لوحات اجلوع عليها رغم طنني امليل يف �ساعاتها دون �أن يعطيك �سبباً للعي�ش �أو جواباً لكل هذا الت�أخر يف الو�صول!.
يا �صديقي نحن املتكررون عبثاً ال نزرع التفاح يف ب�ساتيننا لئال نهبط �أكرث من ذلك هذ ِه احليا ُة ُ حم�ض م�صادف ٍة باجلوع! ُو ْ لدت عن �سه ِو �أب كان ي�شع ُر ِ ال تعتقد �أن احلنطة التي ال ت�صري خبزاً حنطة تالفة هي احل�سرة التي ك�سرت ظهر احلنطة هي �أغنيات امل�سافر يف دمه دون و�صول هي قبعات الغيم املثقوبة فوق �أعمار الفقراء هي �أدراج العفن يف �صدر العامل َ خفي َ كل �أ�شيائك احلقيقي ِة عليك �أن ُت َ وتن�سى َ كل ما �شاهد َت ُه من خاللِ ُ�سر ِة �أُمك.. �صرخ ُة � َ أخيك 37
يطلب َ منك عد َم املجي ِء لهذا املكانِ وهو ُ العبثي ِّ خيان ُة � َ أبيك يبت�سم المر�أ ٍة يف ال�سوقِ وهو ُ برامج التلفا ِز ُ ل َ إعطائك غذاء جمففاً رخي�صاً يا �صديقي للفرح ال مكانَ ِ عندما ُي َ خريف ال�سري ِر حدثك ُ ربيع ُي ُ طل من النافذ ِة! عن ٍ َ عليك �أن حتزنَ مبا يكفي آخرين باحليا ِة! ل ُتقن َع ال َ ؤو�س ِ النبيذ الفارغ ِة إ�سم ك� ِ وب� ِ الرب انتظر �شيئاً ُي ُ فرح َ ْ وك� َ ق�سي�س أنك ٌ َ الرب ِ البعيد ترك ال�صال َة و� َ أنا�شيد ِ َ فرن�سي م�شهورٍ! ليعمل ناد ًال يف ٍ مطعم ٍ يا �صديقي أيت امر�أ ًة قبيحة ت�صبغُ روحها ر� ُ م�صطفى عبود مواليد الب�صرة – .1993 م�ؤلفاته: خمطوطة �شعرية بعنوان "لو �أنها �أجنبت �سلحفاة"..38
يوم �أن يغازلها �أحد حتلم ِ كل ٍ لأنها ُ أيت طف ًال يكر ُه احللويات الأجنبية ر� ُ لي�س لكون ِه عربياً َ بلْ لأنه ال ُ كيف ي�سرق يعرف َ الف�ضي ينزع حذاء ُه ر� ُ أيت ح�صاناً ُ ّ ليعو َد ولو كذباً �إىل طفولت ِه ر�أيت فقرياً يهم�س لذاته املري�ضة بالوحدة: هل �سرنى الرب قريباً لنعتذر عن خطيئة الأب؟ لي�س َ هنالك َ مت�س ٌع للحقيق ِة يف العامل ُ الكل ُي ُ حاول �سرق َة الهوا ِء ل�ست غريباً كالع�صافريِ! أنت َ � َ َ نظارتك �ض ْع �ساحل برتقا ِيل النكه ِة على ٍ الرمل وا�صن ْع �أُحجي ًة من ِ ...وارحلْ ! دع العا َمل ُ يلتقط �صوراً خليب ٍة �أُخرى!.
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
علي حممود خ�ضي
الر�سم ُم ّ در�س ّ
()1 الر�سم الذي ُ م�س مر�سم ُه من �صوبني. كان ينق�ص ُه جناحان لي�ص َري َم َلكاً؛ ُم ُ در�س ِ تدخل ال�شّ ُ ِ بقبعات خو�ص. فت�صعد خرفانٌ و�أطفال قزح ومئ للع�صاف ِري ُ كان ُي ُ ُ فت�شرب من كفهُ ،يق ّو ُ�س َ َ و�سنابل تطل ُع حيوانات تف ُّر من يديه، بال�سبور ِة �إىل الغُدران. ال�سبورةُ . ٌ يذهب ّ ي�أتي بال ّنه ِر �إىل ّ متى ي�شاء .تخ�ض ُّر يف عينيه غابات ،تنهم ُر يف ر�أ�سه �شالالتَ ، وحول �سريره يتقاف ُز �أطفال. ()2 يف احل�صارُ ،ي�صبح الر�سم مهن ًة للنجاة �أو للوهم على �سواء ..ففي �أيامٍ َ النا�س فيها نوى جعل ُ يعي�ش ر�سام الثانو ّية؟ هكذا التمر طحيناً ،وتخيلوا اخل ّباز حلماً �أحم َر كانوا ي�س�ألون :كيف ُ تداول البع�ض �أخباراً بني احلقيقة واخلرافة عن ر�سمِ ه لزوجته �أرغف ًة على احلائط و�سحبها إقناع كارتونات ال�سكائر لت�صري �أغطية وحماوالته �إِنقاذ ُ�صفر َة وجوه طالبه بخف ِة �ساحر ،و� ِ يفتح بها كل باب ويعرب منها ملروج اخلال�ص. بالفر�شاة؟ كانت الألوان �شفرة ُ ()3 للمد ّر�س ،ف�ض ّيني ،ك�شَ ع َر ُه بر�سم ر�س مي�ضي بلمحة، الد ِ ِ وقت ّ ُ بينما كانَ ُ جناحني ُ ان�شغلت ِ امل ُـر�سلِ .. ومنح ِه �أوراقاً متلأ �أر�ضية ال�صف وتط ُري من �شبابيكه �إىل مياه النهر ،حتلق مع وترف على حقول اجلت والبطيخ� ،أعلى من ال�سوق النوار�س ،حتط على �أغ�صان الأ�شجار ّ امل�سقوف و�ضجة الباعة� ،أوراقاً ت�سقط يف غابات ال َغ َرب وفوهات التنانري الطينية� .أوراقاً �أكرث 39
لر�سم خب ٍز كث ٍري وقناين حليب و�أدوية. من �صور الرئي�س يف كتاب (الوطنية)� ..أوراقاً تكفيه ِ لكن اجلر�س كان يرنُ دائماً قبل �أن �أكمل ر�سمتي. ()4 "�أبداً ال تفلت الفر�شاة �أَ ُّيها الولد".
علي حممود خ�ضري مواليد الب�صرة ،1983 -الب�صرة. م�ؤلفاته: احلامل ي�ستيقظ :بريوت .2010 - احلياة بالنيابة :بريوت – .2013 �سليل الغيمة :الب�صرة – .2015 ترجمت بع�ض �أ�شعاره �إىل الإنكليزية والفرن�سية والفار�سية.40
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
علي �أ�صالن
موت 21
الكل ي�شعر بالقلق من حويل حتى جث ُة هذا الليل القلق �إ�صابة ك�أي حب.. ال �شيء يريد الركود حتى �صوت "قحطان العطار" كيف يعرف اال�ستقرار وهو يغني "يا في�ض" ا�ضحك قلي ًال ..هكذا قال رفيقُه التيه ال �أتعجب من حوارهما ف�أنا قلق و�أ�ضحك ملا يدور يف ر�أ�س الهواء و�أنا �أقر�أ ر�سائل عتاب املوتى
من الأر�ض احلرام وابِت�سامات الأطفال اليتامى �إىل ذويهم كل ما يدور يف ر�أ�سه: موت موت.. الآن مت ّر الأح�ضانُ املحرومة �أمامي جرا ُر ماء ترميها �أمهات ُ فر�ش مكياج عرائ�س حمرومات فج�أة تمُ �سح امل�شاهد ب�سرب طيور الليل!.
41
خا�ص حتوالت اال�شتغال على احتماالت الن�ص ال�شعري تت�صدر امل�شهد .يف ال�شام والعراق ولبنان ،هناك جتريب جريء يقوده �شباب يحاولون اخرتاق املعجم وتقنيات الكتابة القدمية عرب طقو�س ٌ تنم عن حجم ال�ضيق الذي يع�صف بالق�صائد وهي ومفاهيم تبدو غريبة للوهلة الأوىل ،لكنها ُّ حتاول التح ّرر ممن ُيفرت�ض �أنهم ح ّرروا الن�صو�ص �سابقاً مثل ال�سياب و�أدوني�س واملاغوط .هذه الطقو�س والأفكار تظهر غري م�ألوفة من الناحية الفكرية �أي�ضاً ،لكنها تطرح وجهات نظر حتميها م�شروعية البحث والتجريب على �أمل حدوث انفجا ٍر ما يف الق�صيدة املنتظرة التي ال يعرف �شكلها �أحد! .يف هذا الف�ضاء ي�أتي ت�أ�سي�س جمموعة "ميلي�شيا الثقافة" يف بغداد و�صدور كتابها الأول حام ًال عنوان "ال�شعر يف حقول الألغام" ،منا�سب ًة للحديث عن احتماالت الن�ص ال�شعري يف هذه املرحلة ،حيث ا�ستيقظت جميع الأ�سئلة الفكرية والأدبية وكل ما يت�صل بالتنوير. ميلي�شيا الثقافة ،جمموعة �شعراء ا�شتهروا منذ مدة بالعمل على تكري�س التماهي بني الن�ص ال�شعري و�أ�شكال املوت ال�سائدة يف البلد ،من خالل طقو�س د�أب �أولئك ال�شعراء على تنفيذها عندما ذهبوا بالق�صائد �إىل حقول الألغام فقر�ؤوا ال�شعر �أمام احتماالت اخلطر ،ثم فعلوها ثانية عندما كتبوا الن�صو�ص يف مقابر ال�سيارات املفخخة التي ت�ضم خردة املوت وبقايا الدماء النا�شفة على ال�صاج ال�ساخن ..ذهبوا �أي�ضاً �إىل امل�شرحة وثالجات اجلثث يف م�شايف ال�ضحايا املجهولنيّ ..متددوا على الأ�س ّرة بني �أكيا�س ال�سريوم ثم انهمكوا بالت�أمل ومار�سوا ما �سموه "التماهي مع املوت" .تلك كانت ردات فعل على وجود ال�شعراء يف �أبراج عاجية حتولوا فيها �إىل نخب معزولة عما يجري على الأر�ض ،هكذا ي�شرحون جتربتهم عندما و�صلوا �أخرياً �إىل قراءة ال�شعر وكتابته يف الطائرات احلربية واحل ّوامات التي حتمل احتماالت خمتلفة امللفت يف كل هذا� ،أن املوت مبفهومه العادي ظهر متعدد الأ�ساليب للموت هي الأخرى!ُ . والأدوات وميلك الكثريمن �أدوات الفتك والدمار ،بينما الق�صيدة تبحث عن تقنيات جديدة 42
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
حني جتري الن�صو�ص باحثة عن ذاتها!
ابداع ونقد
خارج ال�سياق! .املوت متكن من املجاهرة ب�أهدافه ثم تفنن يف الو�صول �إليها ،بينما الق�صائد بقيت مرتددة ت�شحذ �أدواتها وال تقرتف ما ُيفرت�ض �أن ترتكبه منذ عدة �سنوات من احلرب الدائرة يف املنطقة!. يقول ال�شاعر العراقي الدكتور مازن املعموري ،وهو ع ّراب "ميلي�شيا الثقافة" يف بغداد� ،إننا جميعاً م�شرتكون يف �صناعة ال�ش ّر ،بل نحن نح ّوله �إىل مربرات يومية عندما نحمل �سيوفنا لنقتل حتت �شتى الذرائع ..ي�ضيف" :كل مظاهر ال�شر مثل ال�سرقة والإهانة واالغت�صاب واالحتيال على الآخرين �أ�صبحت مقبولة ب�شكل �أو �آخر.".. يع ّول املعموري على ال�شعر من �أجل �إ�شهار الف�ضيحة وتعريتها وحماولة التعبري عنها بجر�أة دون تردد ،لكن ذلك لن يتم دون التماهي مع املوت الذي يجري كما يعتقد .حني يظهر كل �شيء ملطخاً بالدم ،البد للق�صيدة من هدم املعبد و�إعادة الر�شد للعقول والأج�ساد امل�صابة بالزهامير .يف هذه العملية من الذهاب الطوعي �إىل حقول املوت و�أدواته الكثرية ،ميكن للق�صيدة �أن تنهمك يف حل لغز ما يجري عرب التماهي معه وحماولة تفكيكه من الداخل، والهدف دائماً ٌ �شكل جديد يف الكتابة ال�شعرية ال يبدو م�صاباً بالف�صام ،يقول املعموري: "ال�شعر ،بر�أينا ،هو الفن القادر على ف�ضح الإبادة التي نتعر�ض لها يف هذا املوقع من العامل املظلم بكل تفا�صيله امل�ؤملة ،وقد تهي�أت لنا �سبل الو�صول �إىل الطائرات احلربية للت�صوير ،فلم نرتك الفر�صة تفوتنا ،ولكن دون �أن ن�صور املكان العام لأن ما يهمنا هو الطائرة كج�سد و�آلة للقتل والتدمري ،الطائرة هنا هي املكان الذي ن�ستطيع به �أن نقدم بدي ًال ا�ستعارياً للموت يف عر�ض �شعري جديد ينتقل فيه اخلطاب من الكتابة �إىل الفعل ،مبا �أن التوا�صل االفرتا�ضي ممكن الت�أثري والت�أثر ب�شكل �سريع ومده�ش ،ل�سبب جوهري يكمن يف �أن و�سائل االت�صال حولت العامل �إىل �صورة ،ونحن �أكرث الكائنات ت�أثراً بال�صورة والفيلم وغريها ،وهكذا يكون على الآخر املتلقي �أن ميتد معنا لي�صبح جزءاً من اللعبة الثقافية ومترير اخلطاب �ضد احلرب واملوت �إىل كل �أنحاء العامل". جمموعة "ميلي�شيا الثقافة" العراقية ت�ضم ال�شعراء "مازن املعموري ،كاظم خنجر ،علي ذرب ،حممد كرمي" ،وقد �سبق للمجموعة �أن ذهبت �إىل معظم حقول املوت احلقيقية يف بغداد و�ضواحيها ليحط بها الرحال م�ؤخراً يف طائرات الهليوكوبرت التي تقدم مقرتحاً خمتلفاً للموت هي الأخرى .اللقطة هنا �أن يكتب ال�شاعر ما تقوله الأر�ض بالذهاب �شخ�صياً �إليها: �أر�ض املعركة� ..أ�سواق اجلثث ..م�شايف املجهولني .ذلك �أن عجزاً كبرياً يطبق اخلناق اليوم على الن�ص ال�شعري ب�سبب عزلته عما يجري �أو عدم متكنه من اخرتاع معجم جديد يتطابق 43
مع الهول الذي ن�شاهده ب�أم العني!. يقول املعموري" :احلا�ضر جتاوز كثرياً من مدركاتنا القدمية ،من جهة عالقتنا باملكان الذي نعي�شه ،فما قدمناه من فعاليات �سابقة ي�ضع ال�شاعر العراقي والعربي �أمام م�ساءلة من نوع خا�ص ،لأننا مطالبون بابتكار �أ�شكال جديدة للتعبري والقول و�إثراء الأر�ض التي بد�أت باليبا�س ،ولهذا ف�إننا نقرتح �أن نكت�شف �أنف�سنا يف �ضوء واقعنا العياين كما هو دون تزييف، ون�ضع �أنف�سنا �أمام ت�سا�ؤل خطري ،هل نحن فع ًال �أ�صحاب ح�ضارة �إن�سانية علمت الب�شرية كل �شيء؟". يف العودة �إىل الت�سا�ؤل الرئي�سي حول ّ تركز �إ�شكالية الن�ص ال�شعري يف التقنيات والأ�ساليب �أم الأفكار واملفاهيم؟ ،تبدو الإجابة مرتبطة جداً مباهية الن�صو�ص التي كتبها �شعراء "امليلي�شيا الثقافية" يف ذهابهم �إىل حلبات املوت املختلفة ،بدءاً من مدافن ال�سيارات املفخخة �إىل حقول الألغام وثالجات اجلثث يف امل�شايف ،و�صو ًال �إىل الطائرات احلربية التي كانت �آخر ميدان للفجيعة ،يف هذا امليدان كتب ال�شعراء ن�صو�صاً ثم قر�ؤوها حتت مدافع الأبات�شي ومراوحها ،ثم جل�سوا خلف املقود كي يكت�شفوا من�سوب املوت وهو يظهر على رادارات املقتولني .يف تلك الن�صو�ص ،نقر�أ مو�ضوع التماهي مع املوت ،ورمبا التناف�س معه يف ت�صوير الفجيعة والهول، �سنتبارى يف تقطيع الأو�صالُ ، تقول الق�صائد وهي تغرز ال�سكاكني يف جبهة املعجم وحتاول البحث عن مفردات ت�صفع القارئ ب�شكل قوي! .يقول كاظم خنجر يف ق�صيدته التي كتبها وقر�أها يف الطائرة احلربية: "ب�أ�صابع مقطوعة نح�صي ندوبنا ب�أ�صابع مقطوعة نرفع الإ�سمنت واحلديد عن املوتى ب�أ�صابع مقطوعة نقطع الطريق ب�أ�صابع مقطوعة نقطع الأ�صابع ب�أ�صابع مقطوعة من�سح الر�صا�ص عن �صدورنا نحن القتلة ال�صغار نحد ال�سكاكني ون�ضع اخلطط 44
ابداع ونقد
ونتابع ال�ضحايا لأننا قتلة �صغار غالباً ما نلب�س القفازات ندفن الأدلة نطعن يف اخلا�صرة نتظاهر ب�أننا جنيد احل�ساب فنحن قتلة �صغار ننام على الرتاب ون�أكل بالأيدي ونغطي �أطفالنا عند النوم نحن القتلة ال�صغار". الن�صو�ص التي متت كتابتها يف الطائرات احلربية ،تبدو وك�أنها تتناف�س يف ت�صوير املوت يف �شناعاته الكربى� ،إىل درجة يبدو فيها املعجم وك�أنه ملطخ بالدم ،فمن جهة املفردات وال�صور ،باتت الق�صيدة حقول موت م�سفوحة حتاول �ضرب الرقم العايل يف "ريخرت" اجلثث وال�ضحايا واملقتولني� ..إىل ما هنالك من �ألفاظ تتبارى يف ك�شف اجلراح وتعري�ضها لل�شم�س.. يقول مازن املعموري�" :إننا ن�شهد اليوم تهجيناً يف ثقافة املنطقة ،ب�سبب التداخل التقني بني التوا�صل االفرتا�ضي وتقنيات الأ�سلحة احلديثة التي انتقلت من ا�ستخدام ال�سيف �إىل الإلكرتونيات" .يف �ضوء هذه الر�ؤيا ،كانت ق�صيدة حممد كرمي حتت عنوان (REMOTE )CONTROLالتي تبدو كمحادثة بني �أطراف ميتهنون املوت ب�أ�شكال خمتلفة ،لكنه هنا �أدخل الألفاظ الأجنبية يف �إ�شارة رمبا �إىل القتلة الغرباء وهم يحولون امل�شهد �إىل لعبة "�أتاري" ،يقول كرمي: R: Kill him again
:Eهراء ،اجلنة لنا وحدنا 45
:Mنعم �سيدي :Oعراقيونَ بال �شهاد ِة وفاة :Tتباً للقطة التي تقلب احلاوية ّ كل �صباح ُ � :E إدخال �س ّيار ٍة مفخخ ٍة وال �إدخال عبوة وي�سكي أنت ت�ؤدي كلمة اخلمي�س :Cحاول ّ التحدث ب�شي ٍء من الطائفية و� َ :Oف�سادي هو ف�سادك يقد ُم �أ�صابع الديناميت على ر�أ�س الأركيلة :Nيف مقهى رائد املجرم النادل ّ الدجاج �إعالنٌ لتنظيم داع�ش". ذبح ُ :T ِ يف ق�صيدة مازن املعموري التي كتبها �أي�ضاً يف الطائرة احلربية وقر�أها هناك ،يظهر اال�ستقرار يف الن�ص مع مورثات الكتابة ال�شعرية القدمية ،لكن املعموري يجيد اال�شتغال على ال�صورة والبانوراما العامة للن�ص الذي مل يقطع جذوره �إمنا حاول �أن يخ�ضع الواقع �إليه ،فال�س�ؤال الكبري يف هذا التجريب يتعلق �أ�سا�ساً مباهية ال�شعر ودوره مثلما هو متعلق �أي�ضاً ب�شكله و�أ�ساليبه ،هي امل�شكلة يف املعنى �أو تقدمي املعنى؟ يكتب املعموري: "ال ترحلي بعيداً �أيتها الطائرة الأوالد مازالوا يلعبون يف �ساحة املدر�سة ال ترمي قنابلك على البيوت الزوجات يتقدمن يف ال�سن �سريعاً عندما ي�سمعن �صفري الأجنحة والبطون التي حتمل �أجنة احلرب تتحول �إىل �أ�سالك �شائكة ال ترحلي بعيداً ف�إن زجاج واجهتك مت�سخ بالدم انتظري قلي ًال ريثما � ّ أحل وثاق ال�صواريخ من بطنك امللتهبة ب�شغف النار 46
ابداع ونقد
هناك ثقب يف اخلزان رمبا يكون حلمة مقطوعة من فم طفل انتظري قلي ًال ريثما �أم�سح بالدة الطيار وهو يكن�س مالب�س احلرب ويرحل �إىل بيته يف �آخر ال�شارع ال حتملي ال�شر الذي فينا فاحلديد �سوف يحرتق بينما تظلني يف �ساحة النفايات جمرد خردة تبكني على زهو املا�ضي ال�شر فكرتي فال تربحي �صوتك القدمي لأن املراوح بال قلب واملحركات فكرة اجلن�س املعلق بلذة املوت دعي الرطوبة تتغلغل يف �أ�سالك عقلك و�سوف تعي�شني لذة الك�سل". وحتمل تبعاته �إىل مباريات يف مكا�شفة الهول� ،أم هي منازالت ٍّ ٌ حتد يف التجر�ؤ على املوت ّ احلدود الق�صوى ،ق�صائد تبدو وك�أنها خارجة للت ّو من طزاجة اجلراح ،وهي عملية ق�صدية كما �أ�سلفنا� ،أراد منها ال�شعراء تقدمي ما ي�سميه املعموري" :امل�شاهد ال�سادية للذة متزيق اجل�سد والتلذذ بالعدم" ..يقول علي ذرب يف ق�صيدته: فارغ. "بو�سعكم الآن تقطي َع �أ�صابعي فوقَ �إطار ٍ 47
ٍ بنداءات حتبونها. بو�سعكم ح�شوي بو�سعكم �أن تقلبوين على ر�أ�سي ك�صفيح ٍة ليخرج مني ما تبقى من معنى َ بو�سعكم �أي�ضاً �سحب ُ�صرتي �إىل بالوع ٍة �أو النفخُ يف حلم ،قدمي عالقة فيه لأنني � ُ أخاف منكم. ُ قاتل الدخول �إىل ِفم ٍ يحتاج َ منك �أن تكون ك�أنثى حتى و�إن كانت ُم�شعرة ُ �أن تت�أكد �أنه لن يجدك عكازاً حني ُي�صاب ُلعابه بالعمى َ خيطني �ساقيك �شكل �أال تتخذا ِ م�سد بقايا اللحم العالق بني �أ�سنانه ل ُت ّ وقبل ذلك عليك �أن ت�شرتي لأخيك ال�صغري ُم�سد�ساً بال�ستيكياً ولأبيك ّنظارة �شم�سي ًة �أكرب من وجه ِه و�أن تر�سم عيناً على ورق ٍة وترتكها على �سريرِك كي حتدقَ يف َ غيابك. ِ لفتوحات ُهدن ٍة، املر�آ ُة التي تعر�ضت أ�سباب مفروز ٍة بعناي ٍة كانت قد وقعت يف هيئتي ل ٍ ت�ض ُع الآن يف فمي �إ�شارة االلتبا�س وتدفعني النتهاكِ �أقلية الت�سا�ؤل الناعم. ب�أغلبي ِة العنا ِد ِ 48
ابداع ونقد
بتهدم احلناج ِر على ال�سطوح وجوه مغ�سولة ِ ِ �ضم خماوفه ي�ستطي ُع ُ اجل�سم َ يتوج خزان ًة اللعنات من ٍ حني تتدفقُ ُ ثقب ُ لكنه يفر ُز التما�س ُه فوقَ ٍ طاوالت مقلوب ٍة حيث العيونُ هناك ٌ خيوط يت�سلقها ُ أكل الأفكار. النمل ل ِ كانت النهاي ُة ُ غ�سيل ود ٌم قليل حبل ٍ على حذا ِء زائرنا بينما كان عالياً ُ �ضحك املارقني". ن�ستطيع اليوم احلديث عن ا�شتغاالت حثيثة على �صعيد الن�ص ال�شعري ترتكز يف ال�شام والعراق ولبنان ب�شكل �أ�سا�سي ،رمبا لأن الأحداث اخلطرية جتري يف هذه الدائرة� ،أو لأن هذه املنطقة كانت �أ�سا�ساً معق ًال لتطوير الق�صائد واخرتاعات احلداثات الأوىل ،لكن ما ال يختلف عليه �أحد هو ال�ضرورات التطويرية للق�صيدة �إىل حد العمل على ن�سف املعجم من �أ�سا�سه من �أجل كتابة ن�ص خارج الإطار والكادر الذي �صار مر�سوماً �سلفاً! .التمايزات بني جغرافيا ال�شعراء وخ�صو�صيات التجارب خلقت نوعاً من االختالف يف اكت�شاف احللول ،ومثلما قال ال�شعراء العراقيون املعروفون مبيلي�شيا الثقافة ،ب�ضرورة الذهاب �إىل املواجهات احلتمية مع املوت ومنازلته يف اخرتاع التعابري وال�صور ،ف�إن �آخرين ا�شتغلوا على املفهوم و�أ�سلوبية التعبري كفكرة قبل �أن تكون تقنيات يف الكتابة ..كل هذا ي�ضع الن�ص ال�شعري �أمام احتماالت كثرية تختزلها مقولة �إن ن�ص التفعيلة �صار قدمياً ،ون�ص النرث �صادر قدمياً ،ونحن الآن �أمام احتماالت تقرتف كل �شيء ..حتى ت�صل!.
49
3
ط- بناية ر�سامني- �شارع احلمرا- بريوت- لبنان
tel: 00961 -1 - 751 541 E-mail: info@darabaad.com website: www.darabaad.com
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
زيد قطريب
موت اللغة!1
منذ ثالث �سنوات ،عندما انعقد اللقاء الأول من "ثالثاء �شعر" ،كان ال�س�ؤال كبرياً حول م�آالت الن�ص ال�شعري لغة و�أ�سلوباً .ماهو الن�ص الذي نريد؟ وما هي احتماالت �إجنازه على م�ساحات املعجم احلايل؟ .كيف ميكن �أال تت�شابه الق�صائد وتقع يف �أفخاخ احلظر واالتهام "النقدي" والتكفريي؟ .يف الوقت نف�سه كيف ميكن �أن تنجو الن�صو�ص من التغريب وتقليد الرتجمات العاملية التي راحت ت�ستلب اخل�صو�صيات املحلية؟. للأ�سف ،اللغة العربية �أ�صبحت �ضيق ًة على الفكر وال�شعور ،والبد بالتايل من تغيريها وتعديلها ون�سفها بع�ض الأماكن! .تلك العملية البد �أن تتم بكثري من املكا�شفة واجلر�أة و�سيادة العقل، بغ�ض النظر عن عنا�صر ال�شرطة الكثريين الذين ي�ستنفرون من �أجل حماية هذه اللغة التي حتولت �إىل �صنم غري قادر على احلركة والإجناز. حتطيم املعجم �أ�صبح �ضرورة للكتابة الإبداعية يف كل �أنواع الفنون املت�صلة باللغة ولي�س على �صعيد ال�شعر فح�سب .و�إذا ما حتدثنا عن الفل�سفة ،ف�إن الفكر مل يعد ب�إمكانه القيام مبهام الإ�صالح الفكري ومناق�شة الق�ضايا بحرية كاملة باللغة نف�سها التي �ساهمت يف تكري�س ال�سطوات الكثرية على العقل وتقييده ،فاللغة العربية اليوم جزء من كتيبة الع�س�س التي مي�سك �أفرادها الهراوات ويقفون على باب االنفعاالت والتفكري من �أجل �أال مير من البوابة �أي �أ�سلوب جديد �أو فكرة خمتلفة! .الن�ص اجلديد يحتاج عق ًال جديداً وروحاً جديدة وهذا ال ميكن �أن يتم مبعزل عن معجم جديد. لقد و�ضع الن�ص الغيبي خامتة للغة منعت تطورها مثلما و�ضع خامتة للر�ساالت ال�سماوية، ولي�س بالإمكان اليوم حدوث تطورات جوهرية يف الفنون الكتابية �إال عرب ن�سف املعجم ُ - 1قرئت هذه املقالة النقدية يف لقاء ثالثاء �شعر بدم�شق ،مبنا�سبة الذكرى ال�سنوية الثالثة لت�أ�سي�س اللقاء ،ثم �أعقبها قراءات لن�صو�ص ت�شكل منوذجاً تطبيقياً لهذه الر�ؤيا. 53
اللغوي و�إعادة تركيبه و�إغنائه ..هذا التطوير والرفد ميكن �أن يتم بالعودة �إىل اللغات الأم التي تطورت العربية منها وهي ال�سريانية والآرامية والأوغاريتية وغريها ،فما نقوله عن الن�سف والتغيري والإ�ضافات مرتبط بالعودة �إىل اجلذور من �أجل التقاط الأنفا�س وامتالك �أ�سباب التطور التي �ألغاها الن�ص الديني والحقاً الن�ص اال�ستبدادي ،وحماولة االنطالق باحتماالت جديدة يحملها املعجم اجلديد ..ال نقول �إن الأمر �سيتم عرب التغريب وا�سترياد الألفاظ الإنكليزية �أو الفرن�سية �أو حتى ا�ستخدام الكلمات العامية ومزجها بالف�صحى عندما قال البع�ض بلغة ثالثة .بل �إن العودة �إىل اللحظة التي �سبقت ّ ت�شكل اللغة احلالية غري القادرة على التطور ،ميكن �أن يعيد فتح اخليارات �أمام املعجم من �أجل متابعة النمو الطبيعي الذي ُقطع منذ � 1400سنة تقريباً ،لرنجع �إىل قاعدة تطور اللغات تاريخياً مثلما حدث يف الأكادية والبابلية والآ�شورية و�صو ًال �إىل �أبجدية �أوغاريت. تاريخياً ،يعترب التطور يف اللغات �أمراً طبيعياً يرتبط بتطور املجتمعات ،وكما �أ�سلفنا ف�إن اللغات القدمية يف �سورية الطبيعية قد خ�ضعت لهذا القانون وبالتايل مت اكت�شاف �أول �أبجدية يف التاريخ ..امل�شكلة �أن هذه العملية توقفت الحقاً ب�سبب �سطوة الن�ص الغيبي الذي ح�سم بقطع الطريق على التطور اللغوي ،ك�أنه بنى جداراً قوياً يف وجه اللغة من �أجل �أال تنق�ض عليه م�ستقب ًال عرب الإبداع والفكر الفل�سفي ،لذلك البد من العودة خطوة �إىل الوراء من �أجل امتالك �أ�سباب هذا التطور قبل �أكرث من � 1400سنة من اليوم� ،أي قبل دخول الغزوات الإ�سالمية �إىل منطقتنا وقيام الن�ص الديني بال�سيطرة على اللغة و�إنتاج لغة ع�صية على التطور ،ومتواطئة مع هذا الن�ص بل �إنها �إحدى �أدواته يف ال�سيطرة!. يف الفل�سفة والفكر ال�سيا�سي والإ�صالح الثقايف واالجتماعي ،مل يعد التطور ممكناً دون ن�سف املعجم اللغوي الذي تواط�أ يف جتميده الن�ص الغيبي ي�سانده يف ذلك كل عوامل التخلف الثقايف واالجتماعي واالقت�صادي ..ويكفي هنا �أن ّ نذكر مبا فعله �شك�سبري باللغة الإنكليزية عندما �أ�ضاف �إليها الكثري من املفردات والتعابري وامل�صطلحات التي �أغنتها ،فهناك ثالثة �آالف كلمة وعبارة جديدة وردت للمرة الأوىل يف �أعمال �شك�سبري وم�سرحية هرني اخلام�س مما ميكن �أن ي�شار �إليه يف هذا ال�صدد ..ال�شك �أن تطوير اللغة يقع على عاتق املبدعني ب�شكل �أ�سا�سي ولي�س من م�س�ؤولية النحويني فقط. �أحاول هنا تقدمي مالمح مل�شروع بحثي نقدي كبري �سي�صدر يف كتاب قريباً ،وترتكز الر�ؤيا على �إمكانية تطوير ن�ص يعود �إىل الوراء قلي ًال من الناحية اللغوية كي يحيي اللغات القدمية 54
ابداع ونقد
ومنها ال�سريانية والآرامية والأوغاريتية ،فيجلب معجماً كام ًال �إىل العربية التي نتحدث بها الآن لي�صبح هذا املعجم م�صدراً للكتابة ،والأمر �سيتم على خطوات وبالرتاكم من قبل كثري من الكتاب وامل�ؤلفني ،فن�صل �إىل مزيج يجمع اللغات القدمية مع عربية اليوم ،ميكن ت�سميته باملعجم اجلديد الذي يفلت من براثن الن�ص الغيبي الثابت وغري القادر على التطور� ،أي نح�صل على (معجم متحرك مقابل ن�ص غيبي ثابت ال ميكنه اللحاق به) ،بحيث يكون من �أهم ميزات هذا املعجم اللغوي اجلديد :التبدل والتغري واال�ستزادة من خزان اللغات الأ ّم القدمية التي تعترب من �أمهات اللغة التي نتحدث بها الآن ..ال�شك �أن تبديل املعجم وتطويره على هذا النحو و�إن كان الأمر �سيتم على مراحل� ،سريبك الن�ص الغيبي الذي ي�ستخدم اللغة من �أجل ال�سيطرة على الذهنية واملخيلة ،ما يعني �إتاحة الفر�صة �أمام اللغة وال�شعور والفكر من �أجل التطور ومواكبة الثقافات العاملية� ..إن امل�شكلة يف �أحد �أوجهها اخلطرية لغوية ب�سبب موت املعجم وحتوله �إىل جثة هامدة ،ومهمة املبدعني اليوم هي �شق ع�صا الطاعة على كل الثقافات ال�صحراوية التي مت�سك �أهم الأ�سلحة بيديها وهي اللغة!. �سيقول البع�ض �إن اجلهل باللغات القدمية �سيكون عائقاً �أمام تطوير من هذا النوع .لكن وجود املراجع بالإ�ضافة �إىل دورات اللغات القدمية يف معهد اللغات بجامعة دم�شق ،ميكن �أن يتيح ملن يرغب اال�ستزادة واالطالع على �آفاق لغوية جديدة �أعتقد �أنه �سيفتح الآفاق املختلفة �أمام الن�ص ال�شعري على نحو خا�ص لأنه حمور اهتمامنا العايل .يف الوقت نف�سه ف�إن ما نفعله عرب هذه اخلطوة لي�س �إال اخلطوة الأوىل التي تعلن انطالق عملية تغيري املعجم وهي عملية طويلة وم�ضنية ومليئة باملطبات والإ�شكاليات النقدية ورمبا االتهامات التي ال مفر من ا�ستيعابها �إذا �أردنا حتمل عبء تغي ٍري بهذا احلجم!. نعم ،مازلنا ومنذ �أمد بعيد ،نكتب غري ما نلفظ ،وال جنر�ؤ �أن جنهر مبا ن�شعر �أو نفكر ..وال�سبب يف جزء كبري منه يرتبط باللغة التي البد �أن تتحطم الآن!.
55
زيد قطريب
ُ الرجال ب�سرطان احلرب ميوت
ميوت الرجال ب�سرطان احلرب
يقبلون ن�ساءهم ثم ي�سقطون
يف م�ستنقعات الدود
يف هوة "الكيوو" اخلالد
التي ال تظهر يف ال�صور ال�شعاعية
الرثيا ،حبات "�شومريو" فوق �صدر احلبيب يقول الأمري �صاحب العينني اخل�ضراوين وهو يتال�شى يف جمد "الهوم�سو" املناطيد خذينا �أيتها ُ ُّ الرث �سنطل على العامل َّ من �أعايل قلوب الر�أفة! .....
56
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�رسطان احلرب
"ال�شالدو" جمهولة اال�سم تنتظر طوي ًال ،يف برادات م�شفى املجتهد ال�شاحنات قبل �أن ت�شفق عليها ُ املتجه ُة �إىل املقابر اجلماعية �شالدو :جثة ***
ال �أعرف كم "�أبنو"
الكيبو :الأمل
�سوف �أرمي يف بحرياتك ال�ساكنه
�شومريو� :أملا�س
و�أجل�س كي �أراقب الدوائر
الهوم�سو :ملحمة
وهي تر�سم جمموعات "الليبو" املده�شة
***
فوق وجه املاء!.
ابداع ونقد
�أبنو :حجر �صغري
زيوا �أنات� :سيدة النور
ليبو� :أمواج
***
***
لي�س هناك من ندوب فوق هذا اخلراب
ذائقتي مك ّونة ب�شكل رديء
اجلثث مل�سا ٌء وموتنا ناعم دون قفازات
ف�أنا مل �أمتكن من ّمد كابالت الأفكار
�أ�شعر ب�شيخوخة احلرب
يف مدينة تقرع طبول احلرب كل حلظة
�سنقلع مثل طائرة عمالقة
رمبا كنت عمود كهرباء
مرتدين قم�صاناً حديدية كي ال ت�صاب قلوبنا بالنزف
وهو كان يف الأ�صل �شجرة �أرادوا �أن يقطعوها من غابات الثورة عندما قرر اجلميع التحول �إىل حطابني � ..أنا من رائحة �أجدادك القدماء هناك نق�ش على قلبي ي�ؤكد ذلك �إنه تاتو من �أيام �أغونو طبعته امر�أة على روحي �أنت ..زيوا �أنات العالي ْه.. �س�أقبلك على فمك كي �أ�سحب من قلبك عفريت ال�شعر ذلك الفانو�س الذي مت�سحينه بحب كلما �ضاقت الدنيا
***
�أكت�شف الآن القارة ال�سورية العجوز تلك القطعة النيئة من �سايك�س بيكو مازالت ت�صدر القتلى ومتتلئ بالدمامل والأ�سنان املحطمة �س�أذهب �إىل مانهاتن لأ�ضع وردة على قرب والت ويتمان خلف د�شم الكونكريت وعيون املقاتلني ينب حبي الأعزل يا والت مثل راية مغمو�سة بالدم!. ***
�أغونو :حملمة 57
(جايو�سيليبي)!..
الفاطمية
ثالث �شعرات �سودا َء ومائله ُ
�إنها "روحروحي" تفتح �أذرعها الآن فوق موتك اجلاف
هي كل ما تبقّى من ج�سدك يف هذه احلرب!.
..يا رفيقه..
�شعرات حزين ٍة ٍ ٍ ونهد مقطوع ثالث ُ
جايو�سيليبيِ : �سرقت قلبي
هي تركتي من كل هذا اخلراب!.
�آبيلوتو :حزن
"�آبيلوتو" قلبي ل ِ أجلك �أيتها الطفلة
روحروحي :دوائر املاء
زيد قطريب -مواليد 1968
م�ؤلفاته: �صدر له كتاب "باركن�سون" �شعر2012 -�أنطولوجيا �شعرية �سورية مرتجمة للغة الأملانيةـ ترجمة الدكتور �سرجون كرم 201658
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�سامر حممد ا�سماعيل
مقربة ال�سيارات
ال�سيارات التي جابت �شوارع امل�شرتي
تهادت عند �إ�شارة املرور الأخري
�أعطت للحديد �أبواباً ونوافذ
تداعت بج�سمها امليا�س
ال�سيارات ذاتها التي دهمت �أطفا ًال يف املدار
املن�صف على �أحجار ّ
كان زجاجها املطحون يف حادث الأم�س ينق ُِّب عن قتاله ك�أن عيونها املنزوعة مازالت ترى الطريق �إلينا تنخِّ ل �أحجاره ومنحنياته
ثم مالت خائرة القوى نحو عمود املريخ البارد ***
هناك ..وعلى وقع الأغنية: "ال�سيارات اجلميلة تذهب باكراً �إىل املقربة �أما القطارات البخارية
ال�سيارات امليتة..
فح�سبها بنوك العدم"..
ي�ضن عليها ب�أغنيات ها هي الآن بال ٍ قلب ّ الإذاعة
نبت �شجرة الع�صف امل�أكول ُت ُ
الإذاعة التي �سمع ْتها وهي تنحرف ي�ساراً
وتع ّر�ش ال�شاحنات ال�ضخمة على �أكتاف �سائقيها
ثم تهوي يف باطن اجلرف
هناك ..تبلغ الأر�ض دورتها
ال�سيارات التي �أ�ضاعت خطوط الأفعى
ُّ وحتك ال�سفين ُة ظهرها من ملح البحار 59
الذائبة
كذلك املطاط الذي كان يجاهر
متنكب ًة �أ�سطولها الورقي
مب�شيئت ِه الدورانية
مقتول ًة ب�صدمة العبث الأبله
تتف�سخ الآن �أع�ضا�ؤه املرنة
هناكُ ..تنهي دود ُة ال�صد�أ عملها البطيء �أن اتركوين �أريكم عظام احلديد رئتيه املت�صالبتني �ألغازه املت�أك�سدة وجوعه �إىل �أوك�سجني اخلراب.. �صغ �إىل دودة ال�صد�أ تن�سج ُعريها �أَ ِ ُ وتدخل يف حديقة املعادن كملك ٍة من كربون منقّى ك�سنبل ٍة ُحبلى باليورانيوم ُ ُ تدخل دود ُة ال�صد�أ �شرنقتها الفُ�ضلى لتلقي ال�سالم على مالريا ال�شكل
ع�ضالت ُه املفتولة التي كان يغوي بها الإ�سفلت هاهو ذا ينتمي ملقربته الكربى مقربة الأ�شكال احللزونية حتى منتهاها.. جحافل الأمم املطرودة من رحمة ال�سر الأول.. �سبائك الن�ساء املدثّرات بالب ّلور الأعمى وخوذة الدجل الأمهق كلها تنتمي ملحياه جمدوعة الأنف الحظ �أي�ضاً رهافة امللح املتو ّرم من �أع�ضائها الغرغرينا املتحجر يف مقاعدها جزالة الدمع ّ املنبو�شة املتك�سرة مراياها ّ
60
هنا يذبل الفوالذ ال�شهري
رعونتها املذل َلة
كطاوو�س ُيذ َب ُح فيلوي رقبته ٍ
وكتلها املخ�ص ّية ال�شاحبة
بري�شة الكتابة..
مزالقها البا�سقة املفروطة
ابداع ونقد
كرمان ٍة يدوية الحظ ..الحظ� ..أفواهها العط�شى
من ُر الإعالنات املحنط يف علبة ال�سرعة جلام الفهد املوثوق �إىل زيت املحرك"
�أزهارها املزروعة يف الإ�سمنت وقلبها املمحوق املفطور على هيكلها التائه
مقربة ال�سيارات جماعية لدرجة � َ أنك لن تعرف حقاً
�شرايينها امله ّتكة
�أقدامها من �أيديها
قطعانها املنحورة ب�أ�ضالعها الناتئة هب �أنها ت�سمعنا الآن واقرتب من �أح�ضانها املخ ّنثة �أ ّرخ عليها َ متائمك ب�شفرة ال�صبي العابث حتنن و�ألقِ عليها �سالم الطاغية
لن َ تدرك يف هذي اجلثث احلديدية �سوى رائحة الأمطار احلام�ضة وبع�ض من �شوارد الذرات ال�شاردة ٍ
�أجل ..اقرتب من �شغاف �أحزانها القدمية
ها �أي�ضاً �أمثل ٌة على يناعتها
َ أح�شائك �أ�سماء من حتبهم ود ّون مبلح �
معا�صمها املقطوعة يف �أحزمة �أمانها
هنا مت ُر َ بك قوافل الدمع طرب ل�سعالها املخنوق فال َت ْ وال ت ِلن لنوازعها ال�سخ ّية
و�أظافرها املقلوعة من �أدمة كوابحها اخلائرة ال ميكن �أن تطل من �أغ�صانها املت�شابكة �إال على � ٍ أكتاف تعلوها �أقدام
�أفرغ َ النحا�سي على حرا�شف بدنها ماءك ّ
فروج �أو خ�صور بر�ؤو�س لها �أ�شكال ٍ منهوبة
"�أرقامها املل�صقة على م�ؤخرتها العامرة
تلكم مقربة ال�سيارات النهائية
َ مناذجك البليغة: هنا اكتب امل�صدف بجماجم �صندوق رحالتها ّ اخلفافي�ش
متحف احلداثة املنقوعة بالكربيت ال�صورة الأوىل لرحم الدبابة اخلرافية 61
الدبابة التي ابتلعت �صوتنا ثم ده�ستنا بجنازير ُق ّدت من خاليا �سياراتنا
نحن امل�صطفّني �أمام �سبطانتها الإلكرتونية كي نطعمها �أخ�شاب �ضلوعنا النيئة..
�سامر حممد ا�سماعيل مواليد دم�شق – .1977 م�ؤلفاته: �صدر له "مت� ّسول ال�ضوء" -من�شورات دم�شق عا�صمة للثقافة العربية. "�أطل�س لأ�سمائكِ احل�سنى" -دار التكوين -دم�شق. "الكتابة �ضد الربو�شور" كتاب نقدي م�سرحي -دار بدايات – جبلة – �سوريا.62
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�أمري عدنان م�صطفى
الأحياء يكتبون بح ٍ رب �رسي
ال �أكتب لأتلم�س �أ�صابع النا�س، بل لأ�شعر �أن الرئة يف ج�سدي حية!. �سوري كي يحيا! املوت مهنة ّ قر�أت البارحة� :إن املوت ي�ساعد يف انت�شار البدانة!. �أظنه الدم املو�شوم باملقربة من كاثر اخلبز العفن يف نوتات البيانو فانهدم الوقت يف �إ�صبع العازف ال داعي للحب يف جيوب �أمك. ماذا عن البدانة؟ �أعرف �أنها بح�صة يف فمك.الكتابة من �أجل وقت مهم�ش ،تهز �سواد ال�ضوء يف غرفتي �أكتب من �أجل �أن �أعانق الأك�سجني هل �أنا حي؟
ا�صطياد الطعم!
�أحف ُر ِ ا�سمك على طعام ال�سمك يف حو�ض املطبخ. �أمت ّرنُ على ا�صطيادك املاء العكر يهاجر � ِ إليك ليعود �إىل ر�شده عطب يف ال�سماء �أزو ُر معامل ال�شارعٌ ، جث ٌة يف حلق الر�صيف � ِ أدجمك مع احلرب لأنظف حمى النرث �أقلد ويتمان يف ج ّز ر�ؤو�س اال�ستعارات �أين ت�شحذين نهدك؟ �س�أدعو القتلة �إىل تدجني �سالحهم ب�صوره املجازر حتتاج �إىل حليب مق�شر من ال�سكاكني
63
البت يف �أمر البحر يجب ُ
ال�صباح �شيوعي! ُ نزق ،ال ي�ضع البارفان وحليت ُه كثة كمعطف ممتلئ بفقدكِ . ال�صباح ال يقر�أ املاغوط �إنه يكره ق�صيدة النرث ومو�سيقا اجلاز ال�صباح جاهل! امل�ساء من �أي غيم ٍة ي�سقط؟
�أمري عدنان م�صطفى -مواليد .1991 م�ؤلفاته: الطابق الأخري لي�س �شاغراًـ �شعر64
ّميد ل�سانه ويزرع ع�شباً �أ�سود ماذا �ست�ستفيد �أيها امل�ساء؟ هل تريد �أن ترق�ص معي؟ و�أتدىل يف بح ٍر بال �أقدام �أ�سري كغيومك َ تفاح يتدحرج من � ُ أ�ستند �إىل ٍ فم احليتان!.
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
معاذ ودعة
�أح�صل على ما �أريد!
عند نهاية كل يوم، �أح�صل على ما �أريد!. �أحيا �أو �أموت �أو �أ�صرخ بوجه العامل العاهر �أ�سكت و�أتلقى املزيد من الوحدة �أفرح و�أحزن.. �أ�ضحك و�أرمي كل ما لدي من ابت�سامات على جدران غرفتي الباردة مثل �أيد ي�ضربها الهواء �أو �أبكي فتحتفظ و�سادتي بال�صخرة ال�صغرية التي تتفتت يف ج�سدي.. ب�صدر قا�س وكتفني باردين كثالجة موتى يتلقفني �سريري الذي ال يت�سع لعناق وقبلة
الفتاة التي �أحبها يختبئ �سرب طيور على كتفها الدافئ وجهها باقة من احلب وج�سدها حقل غيوم جتيد ترتيب القبل كما جتيد ترتيب �أغرا�ضها هي تعلم �أن كلمة �أو قبلة تكفي لقتل وحدتي.. اقرتبي ال تخايف �أ�سمع �صوتك بو�ضوح �أكرث و�أنت تتمتمني بع�ض الأغاين ال�ضجة متلأ املكان تلك املاكينات تخنق �أحلانك املف�ضلة حني تكونني بعيدة �أعود لأمار�س عزلتي و�أنتظر.!.. 65
قلبانا حجرا �ص ّوان وقلبك الرطب عاطل عن �صنع ال�شرارات ك�سنجاب خب�أتني ل�شتاء فقري ن�سيت �أين دفنتني روحي بلوطة من�سية �أثمرت يف غيابك �أغ�صاناً و�أقالماً. حلقات عمري ال حت�صى غابات البلوط خلفك تزدهر �شجرها ثار على ن�سيانك غابات البلوط خلفك ت�شتعل وال �شجرة فيها �ست�ؤويك.
66
قلب تيفال �أفرك وجنتي قلبي كفانو�س راحتاي ورق زجاج اجلني الرمادي و�أنت ّ تخرج ر�أ�سك من الأبهر ُ حف الروا�سب �أتابع َّ �أنت يف اخلارج أمل�س نظيف قلب � ُ �أغم�سه يف جرار الزيت الأربعني ينزلق كحبات الرمل بني الأ�صابع لي�س لأمهر الل�صو�ص �أن مي�سكه �أ�سد ال�شرايني بفلينة اجلني الرمادي م�شرد ُّ رمبا ي�ست�أجر قلباً �أ�صغر �أو قنينة!.
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�ستيفاين دالل
�شتاء �أخ�رض
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
معاذ زمريق
�أبكي لكي ال ت�شعر الغيوم بالوحدة!
�أو ُّد لو ت�سنح يل الفر�صة قبل �أن �أب�صق على ِ كتف هذه احلياة وقبل كل �شيء �أن �أقول للبحر تابع ..تابع عما قريب �ستنالني ّ وللعا�صفة تعايل ن�شرب نخب �أمواجه الطائ�شة للحرب ا�ستمري ا�ستمري �أيتها امللعونة مل يعد ي�أبه ِ بك �أحد للأزهار موتي ِ بغيظك لقد اعتادوا بيع اجلثث امللونة للحدائق اهربي ..اهربي لقد اعتقلوا الفرا�شات للع�صافري اخر�سوا �أيها احلمقى لقد حرقوا الأ�شجار لأطفال املالجئ ال تزعجوا الآلهة
ابكوا ب�صوت منخف�ض للم�سافات ات�سعي كما ت�شائني يبق يل �سوى املنايف مل َ أنت كاذب لزوربا � َ ما من � ٍ أحد ي�ستطيع �أن يتقي�أ الوطن ال�سرتجون وفالدميري جودو ..لن ي�أتي يا رفاق للكوابي�س للأنبياء العبوا خارج الر�ؤو�س للعزلة هل � ِأنت �سعيد ٌة بهذه الق�صائد؟! للموت اقرتب �أيها اجلبان للخوف �أيها الأبله ماذا تظن؟ �أنا �أبكي لكي ال ت�شعر الغيوم بالوحدة! �أو ُّد لو �أقول للحب يا رجل.. قلت � َ أنك ح�صانٌ مقطوع ابت�سم حني ُ الر�أ�س كنت �أمزح �أنا ولدك الط ّيع 67
َمل رميتني خارج م�سرحك كقبلة معطوبة؟! وبعد �أن �أطبع دموعي التي ت�شبه دخان القطارات على جبني العامل �أو ُّد لو �أهم�س يف جوفه
يلتفت مييناً وي�ساراً يا �صديقي �أنا الذي ُ ثم ينظر جيداً قبل �أن يعرب �شوارعك املاكرة فلماذا تده�سني االنك�سارات كحبات اجلوز؟!.
معاذ زمريق – مواليد دم�شق .1991 م�ؤلفاته: كتاب "كري�ستال طائ�ش" مع جمموعة من ثالثاء �شعر -دم�شق .2013 68
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�أحمد �سبيناتي
حماولة ٍ حب المر� ٍأة من العدم
�أحاول �أحاول �أن � ِ أحبك حتت ر�صا�ص الإرهاب �أن �أقتحم قلبك دون موعد م�سبق ودون بعثات دبلوما�سية. �أحاول الت�شبث فيك مثلما يت�شبث قرد بغ�صن �شجرة �أو مثلما يت�شبث قمر يف �سماء �أحاول الإبحار يف رمل عينيك حايف القدمني والت�أرجح على الأهداب الذهبية ّ وفك جدائل من �شع ٍر غجري طويل كيف ميكنني النجاة من خ�صرك ال�سادي؟ كيف �أجتنب االحرتاق بجمر حلمات حتيلني رماداً �شاعراً -طف ًال؟
�أحاول �أن �أحبك فوق �أي اعتبار ودون �أي فيتو دون �أي قواعد �أو د�ساتري ف�أنا �أكره احلب مكب ًال ب�سال�سل الأنظمة و�أكرهك حينما تربطني احلب بالعمر وال�شكل واالجتاه ال�سيا�سي مابني م�ؤيد ومعار�ض و�أحبك عندما تفتحني للحب ذراعيك ليتحرر ويتح�ضر � ُ أحاول �إنقاذ نرج�سيتي من وباء التوا�ضع اكت�شاف رموز اجل�سد الأنثوي َ وحتليل نظريات فرويد مابني اجلزء ال�سفلي واجلزء العلوي 69
�أحاول التوحد يف الهواء والتحول �إىل غيمة ثم �إىل قطرة ثم �إىل بركة �أفكر �أن �أفي�ض على العامل ف�أبتلع كل اخلارجني عن احلب
وكل العا�شقني الفا�شلني �أحاول رمي ذكرياتي يف جعبة ال�شيطان ثم �أ�ضع ر�أ�سي على �صدر املوت لكي �أن�سى ّ عل الن�سيان ي�شفيني!
�أحمد �سبيناتي -مواليد .1992 م�ؤلفاته: كتاب (كري�ستال طائ�ش) مع جمموعة من ثالثاء �شعر.2013 -70
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�أحمد ودعة
كر�سي ب�ساق مك�سورة! ّ
�أعطوين غرفة �صغرية وكر�سياً ب�ساق مك�سورة لأعطيه �ساقي و�أكتب لكم عن احلب!.. �أعطوين حبيبة ال جتيد فك �أزرار الليل لأعطيها ُقبلتي و�أكتب لكم عن الوحدة!.. بباب مفتوح �أعطوين قف�صاً ٍ لأ�صفعه و�أكتب لكم عن احلر َّية!.. �أعطوين خامت خطبة ل�شاب وجد على ال�شاطئ لأحفر له قرباً و�أكتب لكم عن النجاة!.. ال �أريد غرفة وكر�سياً معطوباً ولن �أكتب لكم عن احلب
وعن احلبيبة التي ال جتيد ترتيب ال�سرير لن �أكتب عن احلرية التي تكذب طوال الوقت وال عن البحر �آكل حلوم الب�شر، �أعطوين بنادقكم وحبال امل�شانق أراجيح لأجعل منها � َ و�أكتب لكم عن الفرح �أعطوين �شتائمكم، لكماتكم و�أ�صواتكم العالية �أعطوين ر�صا�صاتكم لأملأها بالرتاب والورود و�أكتب لكم عن احلياة!..
�أحمد ودعة -مواليد .1990 م�ؤلفاته: كتاب "كري�ستال طائ�ش" مع جمموعة من �شعراء ثالثاء �شعر -دم�شق .2013 71
ينبت على راحتيها �شب �أنْ َ كا َد ال ّع ُ �أنظ ُر �إىل �أ�صابع يدها اخلاوية وحر�ص على بطاق ٍة � اّإل من قطع ٍة نقد ّية ٍ �شخ�ص ّية خُ ّيل يل � ّْأن جمال�س العزا ِء َ �سبق و�ش ّي َد ْت يف قع ِر نحيبِها ْقد َ القاحل عيناي على ثغرِها ِ وقعت َ �إىل �أنْ ْ ُ يتمزق من تخم ِة ال�شّ قا ِء ورمبا عط�شاً للقبلة ال � ُ فاح العايل أملك ذاك ال ّت َ أحمل ح ّتى ر� َأ�س تلك ّ ل َ الطفل ِة فاح املط ّرز �سياج ال ّت ِ امللقى على ِ ِ بقذارات املدينة و�شتائم املا ّرة ِ يف ِ عيد مولدي ال � ُ أملك َ جمال الفقرا ِء ياحبيبي كا َد َ راحتي وجهك �أنْ َ ينبت على ّ 72
أ�صابع يدي اخلاوية �أنظ ُر �إىل � ِ � اّإل من ٍ �شغف متهو ٍر ومزاج ّي ٍة حمقاء � اّإل من ِ �صوت فريوز وكون�شرتو الكمنجة أحالم غاز ّية � اّإل منك � اّإل من حفنة � ٍ مثلث بريمودا جائع يف مدينتنا ُ وقت لنا لن� َ الده�شة أخذ ق�سطاً من ّ فال َ فقدت فعاليتها ُ الطائرات الورق ّي ُة ْ يع ُرب ال ُ أطفال مثقل َني باخلفّة ترتديهم بقايا املعادنِ املك�سورة فف بحر ّية اليبتل ُع بريمودا � اّإل من خُ َ القذيفة وزجهم يف ُ�سرر ُ يحب احت�سا َء الأطفالِ ّ الوردي الربتقال ّ ليت�ساقط الع�ص ُري بغزارة احلب بغزارة ُ املدنُ بغزارة الأ�صدقا ُء بغزارة
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
مرح �إ�سماعيل
ال �أملك التفاح العايل
ابداع ونقد
�صديق �إىل ِ مثلث بريمودا �آخر أر�شدين ٌ � َ فف بحر ّية الق�صيد ِة اليبتل ُع � اّإل من خُ َ احلديثة يف ِ عيد مولدي ياحبيبي أمللم �أ�صابعي � ُ �أطويها َ عليك على �أحالمي أخاف عليكم من ال ّر�صا�ص ّ � ُ الطائ�ش � ُ أخاف اختياركم م�صادف ًة كقراب َني لإل ِه الثّورة املُحدث دونَ �إل ِه املح ّبة الواحد! وتفتح َ تلك العجو ُز �أ�صابعها ُ ُ تفر�ش تربتها للأفقِ للغربا ِء
للأطفالِ للطعام ِ للجنو ِد تبع ُرث ال�شّ قاء للآلهة للر�سل ِ ال�سماو ّي ِة ِ للكتب ّ ِ مللك ِ املوت بعيداً عن َم ِ لك املدينة يف عيد مولدي ال � ُ أملك �شجاع َة الفقراء ياحبيبي مت الإر�سال من الهاتف املحمول
73
أبحث عن قلبي يف مقربة جماع ّية � ُ �أدفن ّ كل الأ�صابع املك�س ّوة بالوبر، �شواهد من قمح خلفي.. و�أترك َ كيف �أجد قلبي قبل عودة القتلة؟ لوال �صوتي الذي ي�شبه الريح، لكانوا اكت�شفوا عويلي على �شعبي ولكانوا غرزوا �أنفي يف قلب �شيخ.. لوال �أن �صوتي يبدو حقيقياً يفت�ش يف مقربة حني ُ عن قطعة حلم، عظمة، عني مازال لها ماي�شبه احلياة.. �أو ٍ � َ أحببتك مرتني مرة قبل احلرب، أ�ضعت قلبي يف املقربة ومرة حني � ُ اجلماع ّية.. يف ّ كل مرة كان يبدو �أننا �سرنحل، 74
غريبني، كع�شبة تتغذى قرب جثة، كجذع �شجرة متعفن ت�سكنه احل�شرات، كنا ّ كل �شيء ك ّنا احلرب يف جماعنا، والغربة يف �شهقاتنا ك ّنا وا�ضحني كعني ه ٍّر قبيحني كدقيقة �صمت على روح اهلل بتولني كحرا�س الهياكل وجن�سني ك�أرواح ال�شياطني ك ّنا جديرين ّ بكل الأمم دفعة واحدة، بكل الأكاذيب، الأحالم، الهاويات، واملجاعات.. ماكان م�ؤملاً �أننا ك ّنا حقيقيني، كتوءم،
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
مناهل ال�سهوي
جماعية" " مقرب ٌة ّ
ابداع ونقد
كحقل كرز،
برجاً مقد�ساً،
كبذرة نقية،
وح�شرجة مقاتل �أخري.. ح ّباً يبدو لوهلة ك�صوت الريح
كيف �أنتهي من جمزرة تركت ح ّباً خلفها! ح ّباً يبدو ندبة
تبحث عن قلبها يف مقربة جماعية...
مناهل ال�سهوي -مواليد .1991 م�ؤلفاتها: �صدر لها كتاب م�شرتك مع ال�شاعر �أحمد كرحوت عن لقاء ثالثاء �شعر بعنوان (قاع النهر لي�س رطباً) -دم�شق 2015ـ دار �سرجون للن�شر والثقافة والفنون. 75
عبد الرحمن جنمة �إ ّنها الثّالثة � اّإل ربع ..ظهراً �أ ّمي حت ّرك الأ�شياء بنزقِ �شديد دون �أن تعري �أي انتبا ِه لعرقِ املالئكة الذي ميلأ وجهها �إ ّنها الأمومة القاتلة التي جتعلها تتق ّبل ّ كل �شيء ِ ب�صمت خميف.. �سني حياته �أبي ..ير ّتب ّ كعلب �سجائر فارغة فوق بع�ضها البع�ض ّثم ب�إ�صبع واحدة يكت�شف كيف ي�سقط هرم العمر كالهما ال يكرتث كالهما ي�سقط يف ال ّنهاية كجثّة هامدة يف عني الآخر... �إ ّنه احلب الذي يقطر كعرق املالئكة طوال خم�سني عاماً 76
رغم مك ّعبات الثّلج املبعرثة يف كل مكان ال�سرير يف الثّالجة ...على ّ على ّ الطاولة ....يف علب �سجائر �أبي حتت جلد �أ ّمي ويف قلبها �إ ّنها الثّالثة � اّإل ربع ظهراً �أنتظر من يدفن ِني َثم �أعدل عن الأمر حني � ّأفكر بال�شّ م�س التي تغلي يف املقربة ّثم �أتخ ّي ُل وج َهك يف البانيو ليلة البارحة وجهك الذي يقطر منه عرق املالئكة ْومكعبات الثّلج التي ّ تغطي ج�سده �إ ّنه احلب
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�إنها الثالثة �إال ربع!
ابداع ونقد
يف الثّالثة � اّإل ربع ..ظهراً ***
على القاتل الذي �سيقطع ر�أ�سي يوماً ما بكامل جربوته ويع ّلقه من رقبتي �أن يعرف ج ّيداً اّ كفل ٍح عتيق كيف ينظر �إىل ابنه العنقود َ ال�سماء وهو ين�ضح وحيداً هناك حتت ّ �سي�شق �صدري كج ّزا ٍر على القاتل الذي ّ مبتدئ ولعاب غزير ي�سيل من عينيه �أن يعرف ج ّيداً ك�صانع ٍ نبيذ ماهر تتخم ُر رئتاي كيف ّ حتت �شم�س ال ّرب َ ي�شرب ليد َرك للم ّرة الأوىل ما معنى �أن َ �أن َ حتمل دماً دافئاً يف ِ ج�سدك على القاتل الذي �سيقلب جثّتي -يف نهاية الأمر -على ن�ص ِلها يف�سح مكاناً يف مقربته اجلماع ّية جلثّة كي َ �أخرى عليه �أن يعرف ج ّيداً ٍ كعازف حمرتف كيف ُيرفَع الغطاء عن مفاتيح بيانو
"غراند" قبل العزف.. ولأنّ القاتل ال ميكن �أن يكونَ يوماً ما فالحاً عتيقاً �أو �صانع ٍ نبيذ ماهراً �أو عازف بيانو حمرتفاً عليه ..عليه �أن يرتكني وحيداً �أ�شتم القتلة ك ّلما �سعلت احلرب و�أن مي�ضي هو الآخر ..بعيداً ير ّبي دمه البارد ثلج كذئاب ٍ تعوي با�ستمرار.... ***
ح َني مت ّر احلرب من �أ�سفل ال ّنافذة ترك�ض �أ ّمي �إىل حبل الغ�سيل تلم وجوهنا و�أيدينا و�أعناقنا املع ّلقة ّ خوفاً من �شظايا مطر احلرب ّ الطائ�ش �أ ّما �أبي ..يرمي لها علبة �سجائر ع ّلها تن�سى قلي ًال ال�صغري �أخي ّ يفتح باب البيت ..ويخرج �إليها 77
بحذاء جديد خلف وجوه �أ�صدقائه ال ّزرقاء مي�شي َ وهو ينده لهم "انتظروين" �أ ّما �أنا... خلف الباب �أجل�س بخوف َ �أتع ّرق كقمي�ص رطب ما زال يف ح�ضن �أ ّمي
78
ال�سالمل و�أنا �أ�سمع �صوت �أقدامها على ّ ويدها التي تقرتب كي تدقّ الباب.. ّ كل ليلة ..مت ّر احلرب من �أ�سفل ال ّنافذة وترتكنا وحيدين.. ن�ضم ما تبقّى م ّنا على قيد احلياة ّ بذع ٍر �شديد
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
هذا القرب كبري جداً
�أحمد كرحوت
هذا القرب الكبري جداً بحجم وطن بد�أ ي�ضيق يا �أماه كل �شيء حويل يدعو للموت �أخرِجوين من هنا ع ِّلقوين مبر�ساة �أية �سفينة �إن �شئتم لكن ال ترموا الرتاب الرمادي �إىل عيني وهي مفتوحة، اع�صبوها ببع�ض الورق املهرتئ!. ***
�أحب الألوان جداً بقدر كرهي للبحر �أحب اخل�شب بقدر كرهي للتوابيت خذوين من يدي ف�أنا طفل حديث الوالدة احلرب خلقتني بطريقة �أخرى طفل يخاف البالونات ويرق�ص ل�صوت امل�سد�سات وال�صواريخ �أنا جمموعة ميكروبات مرتا�صة ب�شكل
ح�شرة �ضخمة جداً ***
فقط لو �أن اهلل خريين قبل اخللق والتكوين الخرتت �أن �أكون �شجرة وارفة الظالل ي�ستظل املهاجرون بظلي يف غابات �أوروبا �أو لكنت لوح زجاج مطلي بالق�صدير معلق فوق الغيوم لريى النا�س كم ر ّباً ي�سكن ال�سماء وكم ر ّباً م�سفوك دمه على الأر�ض!. ***
يل رغبة ب�أن �أرك�ض بعيداً و�أ�صرخ عالياً حتى تخرج احلبال الواهنة من حنجرتي �أن �أ�ضع املحيط يف رئتي ع ّلني �أنقذ بقايا اجلثث النائمة �أن �أخرج من اخلرائط املر�سومة بالدماء 79
يل رغبة �أن �أبتاع كل ما بقي من ورود يف �سالل الباعة املتجولني �أوزعها بالت�ساوي على �أ�صدقاء مل يبق من ذكرهم �سوى �أ�سمائهم �أن �ألتقط �صورة �سيلفي �أخرية مع جميع �أ�صدقائي االفرتا�ضيني قبل �أن �أنفجر وتخرج الأ�سماك من فمي عيني الفارغتني وحماجر ّ
�أن �أحمل حديقة على ظهري مبقاعدها وطيورها اجلائعة و�أ�شجارها الياب�سة �أن �أرق�ص فوق حبل دقيق معلق بغيمة ماطرة و�أظل �أرق�ص حتى بعد �أن تبرت الو ّالدة حبلي ال�سري...
�أحمد كرحوت ،مواليد دم�شق – .1990 م�ؤلفاته: �صدر له كتاب (قاع النهر لي�س رطباً) باال�شرتاك مع مناهل ال�سهوي�ضمن �سل�سلة ثالثاء �شعر 2014دم�شق. 80
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
جوزف حداد
ترجمة حالة نادرة
يا حبيبتي احللوة ال تطلبي مني �أن �أكون المعاً كالنجوم و�أنا املنفي ك�أيقون ٍة من التاتو عند �أعلى م�ؤخرة ح�سناء!. ال تقويل :كن رزيناً كال�سا�سة واحلكام لأنني فو�ضوي ك�أعقاب ال�سجائر من ال�صعب فع ًال �أن �أكون لطيفاً كموظفي اال�ستقبال ُ ف�أنا نَزقٌ مثل رجال الأمن فال تطلبي مني �أن �أكون م�سلياً ك�أبطال الكوميديا
لأنني رمبا جمرد دائرة فارهة على خط متا�س.. �أو فوه ًة ملدفع طويل خمت�ص بقتل احلب!. ّ ال تتعحبي �إن امتنعت عن تقبيلك لأنني �أخجل من �أن تالم�سي اخل�شونة القابعة يف وجهي كالإ�سفلت وال �إن قلت لك �إنني بجوارك �أ�شعر ك�أين منطاد �ضخم يده�ش اجلميع ومبجرد ابتعادك عني لعدة �أمتار �أ�صبح كي�ساً من النايلون الأ�سود
لأنني مملّ ك�إ�شارات املرور!.
ي�سبح يف ال�سماء وال يده�ش �إال احلمقى
وال ت�س�أليني من �أنت يف هذه احلرب؟
وال ت�ستخفي �إن حدثتك مطو ًال عن 81
االنتحار
�أرجوك �أن ت�صفعي العا َ مل بجر�أة
لأنني �أزحف �إليه ببطء
�سوف نلتقي عند املجزره!.
كما يزحف عرق اجلبني نحو الهاوية!.
جوزف حداد مواليد دم�شق .1993 م�ؤلفاته: �صدر له �ضمن �سل�سلة ثالثاء �شعر كتاب "كري�ستال طائ�ش" عام 2013مع �أربعة �شعراء. 82
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
الفنان الت�شكيلي نبيل ال�سمان يف مكا�شفات حول احلركة الت�شكيلية ال�سورية:
اللوحة منا�سبة للتثاقف بني الإجناز واملتلقي
خا�ص -حتوالت م�شرقية
هو من القالئل الذين متكنوا من �صياغة خ�صو�صية نادرة يف اللوحة والتجربة الفنية ككل، تلك اخل�صو�صية التي ميكن ت�سميتها بالفرادة ،رمبا ال تعود فقط �إىل الر�ؤى الإبداعية وكيفية ال�سمان يل ّونها كلما ر�سم خلقه للعامل املوازي ،بل �أي�ضاً �إىل الأفكار الفل�سفية التي يكاد ّ احللم ال�سوري ب�أ�ساطريه ومقارباته الذهنية الأوىل تاريخياً للفن واحلياة والكون� ،أ�سلوبية اخت�ص بها الفنان عندما عاد ليكت�شف تلك اجلب ّلة املعجونة منذ �أن ر�سم �إن�سان هذه الأر�ض ّ الأول على جدران الكهوف �إىل اللحظة التي نحت فيها امللكة زنوبيا على الأوابد ال�شاهقة.. ينابيع كثرية ميتح منها نبيل ال�سمان ،فهو �صاحب م�شروع وا�ضح املعامل واملرتكزات ميكنه �أن يحكيه قبل �أن ير�سمه �أو قبل �أن تداهمه الألوان يف مر�سمه النائي والهادئ يف قبو على �أطراف حي التجارة بدم�شق ..جتربة ت�ستحق النظر ملا فيها من احتماالت و�آراء مغايرة للعفوية �أو االنفعالية التي ت�سم عادة �أعمال الفنانني ..هنا حوار لتحوالت م�شرقية مع ال�سمان يف مكا�شفات حول الفن وا�ستيقاظ الأ�سئلة الإبداعية فيما يجري من حرب:
83
كيف يبدو الت�شكيل عند ال�سوريني ،وهم �أول من اكت�شف الأعمال الفنية الأوىل تاريخياً ،على م�ستوى ما فعله الأجداد يف �أعمال �شهرية مثل ع�شتار وجلجام�ش وغريهم؟
■ يف مقاربة تاريخية لتطور العقل الب�شري يف امل�شرق (الرافدين -بالد ال�شام) بداي ًة باال�ستقرار ،مروراً بثقافة البيت الأول ..التدجني ..املحراث ..الأبجدية والنظم الريا�ضية والفلك� ،إىل �أن ن�صل �إىل الق�صة الأوىل للخلق (الإينوما �إيلي�ش) بن�سخها املتعددة من �سومري وبابلي ،حيث ك ّرت �سبحة الق�ص�ص الأ�سطورية مع اخرتاع الآلهة الأنثى :ع�شتار- متوز� ،إنانا -دموزي ،وتف�سري اخل�صب على �أنه دورة احلياة يف املوت وجتدد احلياة� ،إنها ق�صة طويلة لتطور العقل الب�شري الذي ظل عرب ال�سنني يف�سر ويربر وجود الإن�سان امل�ؤقت ورحيله الفاجعي يف ق�صة جلجام�ش (الربع �إله) وبحثه عن ع�شبة اخللود. ترافقت كل هذه الق�ص�ص مع وجود الأثر الذي ي�ضيء على خارطة التطور للإن�سان ،ومن ثم انتقال تلك املنجزات لأماكن �أخرى وظهورها ب�أ�شكال �أخرى.. �إن فهم ما جرى بحاجة �إىل رو ّية ،وتظل امل�س�ألة حتمل بعداً يتعلق بالهوية ،ما جرى عرب ذلك الت�سل�سل ،وذلك لي�س باملعنى املا�ضوي (ال�شوفيني)� ،إمنا ل�صالح توا�ضع العقل الب�شري حتى ن�صل ما انقطع من التطور ..الآرامية ووريثتها ال�سريانية مبعنى تطور اللغة وا�شتقاقاتها.. واجهة ق�صر ع�شتار بالآجر املزجج وامللون ..عمارة ،زيقورات ب�شكل هرمي ملعبد يقرتب من ال�سماء ،حدائق بابل املعلقة ،الأختام الأ�سطوانية ك�أقدم ختم يقدم هوية وم�س�ؤولية الإن�سان عن وثيقة حمفورة على لوح طيني ،م�شاهد ال�صيد ،م�شاهد تقدمي القرابني ،املو�سيقا والآالت الإيقاعية� ،إىل القيثارة و�أ�شكالها املتعددة ووجود الفرق املو�سيقية الدينية والدنيوية �أي ال�شعبية ،الأ�سطورة وتف�سري الوجود ملحمياً. ي�ستفزك اليوم حتطيم و�سرقة املنجز احل�ضاري ،وذلك مبعنى حمو الذاكرة اجلمعية التي تعطي ومتيز �أي �شعب ،وباملعنى العوملي حتويل املجتمعات �إىل جمتمعات ح�شرات و�أرقام دون هوية �أو مرجعية. نظرياً ،كيف ميكن �أن نواكب احلداثة ويف الوقت نف�سه ال ننقطع عن اجلذور� ،أو ال نقلد الآخر بالأحرى. هل ا�ستطاع الفنان ال�سوري حتقيق هذه املعادلة؟
■ عمر الفن الت�شكيلي يف �سورية مئة عام �أو �أكرث ،ومل مير بالت�سل�سل الذي مرت به الفنون 84
ابداع ونقد
كمدار�س فنية يف �أوروبا. وهذا ال يقلل من اجلهود الفكرية واحلرفية التي قدمها ه�ؤالء الفنانون ،ففي �أوروبا كانت البداية من الكني�سة والأيقونة ،وكان فن البالط �أي الأمراء والنبالء ،وكل ذلك كان مرافقاً ملراحل ا�ستعمارية مار�ستها �شعوب تلك املناطق. وكان للفن دور ت�سجيلي ،فال نن�سى (دافيد) ولوحاته التي وثقت حلمالت نابليون يف �أماكن متعددة (رو�سيا ،م�صر ،ح�صار عكا). �أما يف امل�شرق فهناك (فال�شات) ت�ستوقفنا كمرجعية .مثل تدمر ،تلك املدينة الواحة التي ت�ألقت عمار ًة ونحتاً ولوحات "فري�سك" اجلدارية امللونة والف�سيف�ساء ..عوامل حملية لها خ�صو�صيتها التي �أعطت بع�ض اخل�صائ�ص فيما بعد ال�ستلهام الهاالت خلف الآلهة التدمرية للأيقونة البيزنطية حيث عممت فيما بعد. ن�صل �إىل فنون امل�شرق يف الفرتة الإ�سالمية التي ميزتها العمارة بدءاً من الأمويني ومنوذجهم ال�شامي يف الأندل�س� ،إىل الزخرفة واخلط. امل�سجد الأموي والنموذج ال�صارخ حول تطوره من معبد حدد الآرامي �إىل جوبيتري ،ثم كني�سة يوحنا املعمدان و�صو ًال �إىل امل�سجد الأموي ولوحات الف�سيف�ساء للج ّنة املوعودة على
جدرانه ،وغياب الت�شخي�ص� ،إال من منمنمات الوا�سطي التي ا�ستلهمت من الفن التدمري والأيقونة البيزنطية ،و�ألغت املنظور كنقلة باجتاه احلداثة. نعم ،غاب الت�شخي�ص� ،أو غ ّيب ،وحورب الفن الحقاً يف الزمن العثماين الكئيب (حرق م�سرح �أبي خليل القباين) دخلنا نفق املحرمات ب�صرياً ،بينما بقي الأدب كوعاء ثقايف 85
م�ستمر ،وطغيان املعنى الإ�سالمي العروبي ثقافياً غ ّيب تراثاً مهماً من �أدب �سرياين ومو�سيقا ور�سم.. مل ي�ستطع الفنان ال�سوري يف ظل تلك املعطيات �أن يبقي جتربة الفن يف ن�سق واحد من�سجم، فهناك يف بداية القرن املا�ضي مقاربة للواقع والبيئة كنتاج ،ثم بد�أ ي�ستلهم املدار�س الغربية، فظهر فنانون انطباعيون مثل مي�شيل كر�شة "وتالميذه". مل يظهر يف الت�شكيل تيار ي�شبك مع املا�ضي ويحتفي ب�أ�ساطري ع�شتار كما ظهر يف ال�شعر (جملة �شعر) �أدوني�س واخلال وغريهم ..ولكن بقيت حماوالت للإطاللة على ما �س ّوق كمنجز ح�ضاري باملعنى العروبي (معركة حطني وغريها). حت�ضر الأ�سطورة ب�شكل كبري يف �أعمالك ،وحتاول �أن ت�ستح�ضرها ب�شكل ع�صري مربوط مع الذهنية احلا�ضرة ..هل مرد ذلك �إىل الفكرة النقدية والفل�سفية التي حتملها� ،أم �أن ذلك يت�صل مبقيا�س جمايل قبل كل �شيء؟
■ �إنها اللوحة ..منا�سبة للتثاقف بني الإجناز واملتلقي� ..أعمل ومنذ �أعوام على م�شروع عنوانه العري�ض "يف البدء كان الوطن". وذلك من اللحظة التي �شاهدنا جميعاً دخول القوات الأمريكية �إىل بغداد و�سرقة الآثار التي ت�ضيء على حقبة زمنية من تاريخ بدايات كل حق وخري وجمال للب�شرية. ا�ستفزين ذلك امل�شهد مع ما �أحمله من �إرث معريف لق�صة الإن�سان يف (الهالل اخل�صيب- �سوراقيا) ،غري �أين مل �أقم بذلك ب�شكل ق�صدي� ،أي �إن هم �إجناز اللوحة الفنية مل يكن يذهب للوحة الوثيقة ،بل �إن ما �أقوم به هو لوحة حتمل عبق امليثولوجيا ولكن بتقنية معا�صرة، ومن املمكن �أن ن�شاهد يف العمل الواحد عدة �أزمنة ،فامل�شاعر الإن�سانية مل تتغري درامياً بدليل ا�ستمرار عر�ض م�سرحيات �شك�سبري حتى يومنا هذا. �إنه الإن�سان العقل ،ومربرات وجوده وا�ستمراره حمم ًال بكل تلك اجلينات املرتاكمة من فهم واحرتام ونبل ،رغم �أن احلداثة يف الفن وما بعد احلداثة و�صلت �إىل �أماكن �أكرث جتريداً. بهذا املعنى �أ�شعر �أن هناك ما يجب البوح به قبل حرق املراحل و�صو ًال للكوين واملطلق يف االنعتاق من املا�ضي ،وقتل الآباء ،وم�شروعية �إلغاء املرجعيات للولوج حلداثة ما بعد احلداثة. دخلت املعدات التقنية والرقمية وبرامج الكومبيوتر يف �صناعة اللوحة ،حتى �إن البع�ض قال �إن معنى الر�سم قد اختلف جذرياً ..هل من املمكن �أن نتخيل فناناً �شهرياً 86
ابداع ونقد
ال يتقن اخلطوط والت�شريح؟
■ �إن لغة الع�صر الذي نحيى فيه قد تغريت (العامل قرية �صغرية) ،ولكن ال تزال ال�سمة الغالبة عليه لغة الت�سطيح الثقايف وتعميم الذائقة (العوملية) يف الأدب والفن واملو�سيقا، وحتى يف الطعام (الوجبات ال�سريعة) ،نعم نحن مع التكثيف واالختزال والذهاب للحداثة، �إال �أن التمايز يف الثقافات يعطي معنى للتنوع ،مبعنى تعدد النكهات واجلماليات لذلك املنجز ،كما �أنه يعود اليوم للح�ضور فن املحرتف الذي ميثله فن (البوب �أرت) بحرفية عالية وواقعية �شديدة يف مقاربة الواقع. عاد فن احلفر ليت�صدر امل�شهد ،هناك عودة �شديدة احل�سا�سية ،رغم هذا العامل الرقمي امللتب�س هناك حنني للزمن اجلميل برغم كل التطور. �أما فيما يتعلق باحلداثة يف تطوير الأ�شكال فلدينا منوذج بارز يف تاريخ الفن( ،بيكا�سو) الذي ترك لنا �إرثاً طوي ًال ال يزال لليوم مثار جدل غري حم�سوم ،وقبل �أن ي�صل �إىل ما و�صل �إليه فقد عمل على العديد من الر�سوم الواقعية قبل �أن يذهب لذلك التحوير ب�صياغاته املده�شة ومنظوره الأكرث غرابة. يقول بع�ض النقاد �إن اعتماد التجريد كان مبثابة هروب من الأ�سئلة الكربى وبحث عن خيارات تعطي خ�صو�صية للفنان يف اللوحة� ،أمل ي�شكل التجريد �ستاراً للمواهب املحدودة قبل عقود؟
■ �أعتقد �أنه كان بحثاً م�شروعاً عن دراما ب�صرية تخرج اللوحة من الأدب باجتاه املو�سيقا، وطبعاً مبفردات خا�صة بتلك التجربة ...هناك جتارب يف التجريد مرت يف تاريخ الفن ال ميكن املرور عليها دون وقفة ت�أمل ،وخ�صو�صاً عمن كتب ّ ونظر وقدم ن�صاً مرافقاً لعمله الفني مثل "كاندي�سكي وبللوك وبولوكليه". �إن التجريد ابن معطى وبيئة �أفرزته يف �سياق التطور (الثورة ال�صناعية)� ،إال �أن الكثري من املجردين كان لهم �أ�سلوبهم اخلا�ص واملميز ،فاللوحة الفنية بقدر ما حتمل من �أ�صالة مبدعها و�إخال�صه لعمله بقدر ما ي�صل �إىل النتائج التي يقر�أها املخت�ص قبل املتلقي. قبل عقود م�ضت تكررت �أ�سماء حمددة يف ال�شعر واملو�سيقا والغناء والر�سم ،هل ميكن القول �إن غياب الأ�سماء الكبرية يف الفنون من �سمات هذه املرحلة؟ وملاذا؟
■ �إنه لي�س غياباً بل هو عامل اال�ستثمار! �أو مباذا �سيتم اال�ستثمار؟ بالثقافة� ..أم ب�سعر برميل 87
النفط� ..أم بفورة الت�سلح و�إيجاد ب�ؤر توتر دائمة ون�شر عوملة الرعب عرب و�سائل االت�صال.. من ميول الإرهاب يعرف عن ق�صدية �شديدة �أن البحث عن الآثار و�سرقتها �سي�أخذنا لزمن ال ي�شبه �إال قطعاناً غرائزية متناحرة. غاب موقف املثقف (املتلب�س) ليظهر زمن اال�صطفافات وزمن ما قبل تكون املجتمع املعريف وظهور الإن�سان -املجتمع ،العلماين والنه�ضوي ،غاب دور النخب الثقافية التي تنتج حركة نقد تقدم املبدعني الأ�صيلني وجتاربهم ..ارتفع �صوت القبح قت ًال وبنقل مبا�شر يجعل اجلميع يلهث م�ؤج ًال الأ�سئلة الوجودية التي تربر القادم من الزمن. هل ميكن مواكبة اجلماليات العاملية يف ثقافات ال�شعوب املختلفة عرب القطع مع املا�ضي �أم بالتوا�صل والربط معه؟
■ ال ميكن جتاوز املنتج الإن�ساين (كل الفنون �-أدباً ومو�سيقا -عمارة ونحت ،ر�سم وحتى الفنون الرتكيبية) دون االطالع وتذوق الأ�صيل من ذلك املنتج ،ولكن ب�سياق املجتمع والبيئة التي �أفرزت ذلك املعطى ،والت�شبيك مبعنى االطالع هو املهم مع ما يرافقه من ن�صو�ص نقدية وغري ذلك لفهم وتذوق ما يقدم ..ويبقى ال�س�ؤال الأزيل :هل نت�أثر ونعيد �إنتاج ذلك املعطى؟ �أم نبحث عن مفردات جديدة ليكون لنا نحن امل�شرقيني نكهتنا وزمننا ،حيث نلملم ما بقي من انت�صار لذواتنا وحقيقتنا وخ�صو�صيتنا يف امل�ساهمة برفد املعطى الإن�ساين الذي ي�شبهنا ،ولالطالع بدور عرف عن �أبناء منطقتنا عرب الع�صور؟ يح�ضر امل�شهد ال�سوري يف جميع �أعمالك برموزه التاريخية و�أوابده الأثرية وحتى �أفكاره الفل�سفية ،نظرته للعامل ..ملاذا كل هذا االلت�صاق باحللم ال�سوري..؟
■ �أعتقد �أن املعطى التاريخي للمثقف الذي يحمل م�شروعاً هو املحر�ض ملا �سوف يتم تقدميه ...نعم نحن �سوريون ..نحمل على كاهلنا �آالف ال�سنني من التطور حلقيقة الوجود� ..أن يتم التعبري عن كل تلك املعارف ب�صرياً لولوج عامل احلداثة �أمر م�شروع� ،أما عن التمظهرات لرموز وردت ويتم تداولها يف جمموعة كبرية من �أعمايل الفنية فهي ت�شكل قراءة جديدة للمعطى املعريف ..والأهم عدم حتولها لأعمال متحفية باملعنى التوثيقي ،ففي كل عمل جديد احرتاق جديد ووالدة جديدة ،يقودك احلد�س يف اال�ستلهام والت�أليف� ..إنه �إعادة خللق.. كون م�شتهى ..يفاجئك قبل �أن يفاجئ املتلقي� ..إنها عوامل موازية لواقع ملتب�س ..لكابو�س يرهق عاملك وي�ستفزك لتربير الغد ال�سوداوي ..عامل يكثف رع�شة حمتملة لزمن �أقل �إيالماً و�إيغا ًال بالقتل املجاين والعبثي لأنا�س تعرفهم� ..أو كنت تعتقد ذلك. 88
ابداع ونقد
نعم يا �صديقي� ،أنا ابن النطفة الأوىل لهذه الأر�ض (الهالل اخل�صيب� -سوريانا) ..ابن �أول حبة حنطة زرعت يف رحم الآلهة الأم (الأر�ض) ..ابن هذه اجلغرافيا التي كانت تعطي �سمناً وع�س ًال وفكراً قدمه �أبنا�ؤها برحابة �إىل الب�شرية جمعاء. كل هذه الأفكار و�أكرث تظهر يف �أعمايل ..نظرة �إىل الكون والفن ..دراما لونية ..انت�صار م�ؤقت يحمل حلماً بغد �أقل ي�أ�ساً. لنتخيل �أن الفنانني هم من يقررون هند�سة املدن و�ألوان ال�شرفات ،و�أ�شكال الأر�صفة وال�شبابيك ،ماذا كان �سيحدث؟
■ حدث ذلك ذات �صدفة مع مبدعني �أمثال (غاودي) ..وعباقرة مدر�سة (الباو هاو�س) و�آخرين ممن ن�شروا الثقافة الب�صرية حني �أعطيت الفر�صة لهم ،وهناك مدن مل تدمرها احلروب ف�أ�صبحت (املدينة املتحف) ،مثلما هناك مدن �سادها التلوث الب�صري يف ظل جمتمعات ا�ستهالكية غزاها االقت�صاد الليربايل الذي ال يهتم �إال مب�ضاعفة الكتلة النقدية وا�ستغالل الفقراء وزيادة فقرهم ليتحولوا �إىل قطعان تلهث وراء لقمة العي�ش بدل التمتع بال�سيمفونية التا�سعة للعبقري "بيتهوفن". لن يعود الألق للحياة �إال بعودة النخب الثقافية وبجميع االخت�صا�صات لالطالع بدورها و�إتاحة الفر�صة ملمار�سة حرية الر�أي يف ال�ش�ؤون الثقافية وقبلها ال�سيا�سية ..غياب املثقف عن كامل امل�شهد احلياتي هو ما �أو�صلنا �إىل هذا الب�ؤ�س من الرتاجع احل�ضاري ،والإن�ساين والروحي. قال البع�ض باحتمال موت الفنون ب�سبب انقالب مفهوم احلياة املعا�صرة و�أ�سلوب عي�ش الإن�سان ..هل ميكن تخيل الب�شرية بال فنون؟
■ حمزن جمرد التفكري بفكرة �شيطانية كهذه ،م�ؤكد �أن عزلة الإن�سان قد زادت مع التطور "التكنولوجي" ..وحماولة الت�سطيح لكل احل�ضارات والثقافات والإقالل من �أهمية الفهم مل�ستقبل ينتظر الإن�سانية ..كما �أن حماولة ت�صدير ثقافة من لون واحد من خالل املعلومات التي يتم تداولها يف العامل االفرتا�ضي ال تربر الي�أ�س يف �أن العقل الب�شري لن يحاول �إيجاد ال�سبل لت�صحيح تلك املعطيات التي حتاول �سوقه �إىل اخلواء الروحي ..و�سرقة �أحالم الأجيال القادمة بزمن �أكرث عدالة و�أقل وح�شية. ن�ص مت�أخر:
�أج�ساد ووجوه ن�سيت ظاللها ..يف م�شهدية طق�سية لأ�ساطري اخل�صب (ع�شتار ومتوز)( ،غلغام�ش 89
وع�شبة اخللود) ..حدث درامي ي�شبه ف�ضا ًء م�سرحياً ..تزاحمت فيه الكائنات التي تبادلت الأدوار مع الإن�سان العقل (زيو�س الذي �صار ثوراً ليخطف �أوروبا) ..قطط ..وديكة وغزالن كلها �شهود على الزمن� ..صمت وتكثيف �شديد ي�شبه ق�صائد الهايكو ..لي�س الف�صل �شتا ًء وال �صيفاً ..دورة احلياة لإن�سان امل�شرق الذي �ضيع ظله يف زحمة اخليارات ،فبات يت�شبث ببع�ض ذكرياته منت�شياً ..حماو ًال الولوج لزمن احلداثة ..حام ًال خال�صه الفردي عبئاً ثقي ًال.. مل ت�شفع له كل الإجنازات عرب ت�سل�سل الع�صور والأزمنة. ف�ضاءات من لون ومو�سيقى و�إيقاع الأحمر يرافق الأ�سود فا�ضحاً عري الأبي�ض ..خجل بنف�سجي يحمل روحانية لأيقونة بيزنطية ..ودراوي�ش ال�صوفية ت�سخر من كل اجلمال امل�صطنع الذي خلفته ح�ضارة الإ�سمنت لت�ض ّيع �آخر نب�ض من �أ�صالة كان من املمكن �أن تربر حلظة من توا�ضع العقل الب�شري. فرح البداهة يعادل حلظة الده�شة لكل ما هو طفل ،للك�شف الأول ..للن�شوة الأوىل.. يف زمن املوت العبثي ..نحاول مللمة بقايا �أرواحنا ..يا موت� ..أيها القدر الفاجعي حت�صد ال�شهداء ..وتو�شح الأمهات بالأ�سود. أ�شتم رائحة الأر�ض �ساعة �سقوط املطر. يا رماداً واجهته بكل �ألوان الطيف ..مل �أعد � ّ رطوبة ت�شبه العتم ..برد دخل كل البيوت ..الفرح لي�س مهنتي ولكن بع�ض الوهم كان �أقدر على �أن يخلق عاملاً موازياً ..و�ألواناً لكرنفال موعود ليربر الغد املنتظر.
90
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
تفا�صيل
معاذ اللحام
الق�صيدة طعن ٌة يف الفراغ و� ِأنت متتلك َني َّ كل هذا الدم �صو ُتها ُ ن�صل الزمن انزالق اللغ ِة على ِ ***
الكلب اجلائع ،الق�صيد ُة حلم ِ ُ نو ٌم َ م�صطنع حل ٌم ُ يحتال النوم عيني كلب نو ٌم ي�سه ُر يف ْ ***
الق�صيد ُة تنف ُّ�س الوردة �سمك ٌة يف اليد ملعان احللم ِة على �أ�سنان احللم
تولد ومتوت الق�صيد ُة ُ وتولد ومتوت ُ تولد ومتوت ثم ُ حتى ابي�ضا�ض املعنى يف ت�ألقِ الفراغ الق�صيد ُة تربطني ِ بك ب َني ِ عينيك والزيتون بني ِ �شفتك ال�سفلى ول�سان البحر الق�صيد ُة �آتي ٌة من تن ّبه احللم الذئب بالقمر من عالق ِة ِ ِ من عالق ِة القمر بفي�ضانِ حو�ضك ِ حلمتك من عالق ِة هالة بدموع القدي�سني
معاذ اللحام ـ مواليد درعا .1973 م�ؤلفاته: �صدر له (واحتفلت �أخرياً بجرحك) – �شعر – .2007 (على م�سافة قبلة) – �شعر – .2010(�ستانل�س �ستيل) � -شعر – .2011 (�أزهار الإ�سفلت) -م�سرحية – .2014 له مقاالت من�شورة يف ال�صحف املحلية والعربية. نال جائزة احتفالية دم�شق عا�صمة الثقافة العربية عن كتاب (من �أطلق النار �أو ًال) .200891
دار نل�سن
هاتف 01/739196: الربيد الإلكرتوين darnelson@hotmail.com:
3
ط- بناية ر�سامني- �شارع احلمرا- بريوت- لبنان
tel: 00961 -1 - 751 541 E-mail: info@darabaad.com website: www.darabaad.com
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
هل �أنا� ..أنا؟
�أني�س غنيمة
ب�سبب ٍ ِ النظر ،قر� ُأت كتاباً عن �ضعف يف ْ الر�ؤية، ِ كتبت� -سيلَ - وب�سبب ٍ ملل جارفُ ، ق�صائد مل �أكن �أدري �أين �شاعر-با�سمي فلم �أرد ّمرة نادوين َ با�سم ال�شاعرِ، ثم نادوين ِ فالتفت ورائي للمنادي، ُ كان ظلي ي�ص ّلي كي � َ أقول :نعم ،هل �أنا.. �أنا؟ ***
علي ُ ل�ست ُم�صراً َّ �شاعر ُ ل�ست مت�أكداً من كلمة ْ تبدو م�شوهة �أكرث مما هي حمروقة فح�سب. �أكرهها و�أنبذها �أحياناً و�أف�ضلُّ لو �أكون عاملَ م�صن ْع
العم ِال �أك ّن�س بقايا �شَ عر ّ الذين يكتبون ِ �شعراً م�صطن ْع. ***
�أيها ال�شعراء..
من يدري قد نكونُ ن�شيداً م�ضى ومهما �سطح ٍ عال، ك ّنا على ٍ موطئ قدم.. نحن �أبعد من ِ من يدري لع ّلنا ل�سنا �سوى �صورتنا التي انطف�أت يف املاء حتى قبل �أن ننظر! ***
95
نحو ال �شيء..
أعبد ورد ًة � ُ و� ّأقد�س عيني البال�ستيك أعجب �أحداً ال � ُ و -ل�ست حمط �إعجاب كل قطا ٍر مي�ضي �أ�ص ّفق له بيدين من فوالذ مرتاحاً على ّ �سكة ال تقود ل�شيء. ***
ٍ بكعب ٍ عال
أتقن امل�شي ،ال �أتقن الرق�ص ال � ُ ال �أتقن رف َع ر�أ�سي عالياً وكره حذائي ابن ا�سكا ٍيف قدمي انا ُ كان يعملُ يف ِ ر�صف الطرق بكعب ٍ كي مت َُّر ٍ عال �أيها العامل. �إخوتي يف الغرق
البحار ُة الذين ع ِلقوا يف ٍ مركب بعيد ّ �أني�س غنيمة مواليد غزة – .1992 م�ؤلفاته: له ديوان �شعر – ق�صائد نرث حتت الطبع.96
بجيوبهم ّ امللطخ ِة بالفقر و�أنوفهم الطويلة التي ال ِ تنك�سر.. مبرا�س م�سننة بقلوبهم املثقوبة ٍ البحار ُة الذين ا�صطدموا للت ّو ّ ب�صخر ٍة بي�ضا َء لها �أ�سنانٌ كما �أ�سنان حبيبتي، ِ أ�ضمهم ..ه�ؤالء الذين كم �أو ّد لو � ّ �أ�صبحوا �إخوتي يف الغرق. غرفتي
من ٍ خ�شب ال ي�صلح للدفن بنى ميتون غرفتي حما�صر على الدوام �إنني ٌ أفلح ب�سقايتها. بالقبور التي ال � ُ
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
خوف
جمعة الرفاعي
لأنهم يخافون الأبواب يرتكون نوافذهم م�شرعة للريح والعا�صفة وال�ضباب الذي ي�أتي ب�سعالهم مع الفجر يدقون يدقون لكن الأبواب مقفلة بال هدف �سوى خوفهم على العتبات، �أن تدو�سها �أقدام بر�ؤو�س مقنعة و�أن مير الليل هكذا ك�أي �سواد بال معنى وفرا�شات ابتالء
�أبحث عن حكمتي يف جذوع الأ�شجار �أمت�سك مبا �سوف يرحل بعد قليل، لأنه لن يتكرر �أقب�ض على عنق ال�سياج لتخرج الطيور من جوفه
ثم �أر�سم متثا ًال �آخر الليل من رمل وح�صى قائ ًال: هذا �سهل التحطيم �أمتدد حتت طيور ال�سياج التي حلقت بعيداً فوق امر�أة امر�أة تغ�سل ثيابها مب�سحوق من �شهور قا�سية و�أردد قبل انبالج الفجر �س�أبتليك �أيها النهار البطيء بالرنج�س والف�ضة وال�شياطني رغبة
بي رغبة الآن �أن �أقف حيث تقفني �أ�شرك �أقدامي مبكان وقوفك حيث �أنت الآن بال�ضبط فن�صري جذعاً واحداً ل�شجرة ال تخطر على بال حطاب وال يقدم �أغ�صانها قرباناً لنار املوائد 97
�شجرة ت�صعد الأر�ض يف عروقها
وتثمر �أ�س َّرة مبالءات مق�شَّ بة.
جمعة الرفاعي مواليد رام اهلل – .1978 م�ؤلفاته: �ألف داخل املعتقل عدة خمطوطات ن�شر منها: ديوان (�سجينيو�س ) -ال�صادر عن مركز �أوغاريت للثقافة والن�شر -عام .2010 خارج املوعد (�سردية) -عام 2015عن دار اجلندي للن�شر والتوزيع98
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
طارق حجاج
م�ســرح و�ســع املجانني قلبــي ٌ
ارتـــحــــــال طعم �أ�صابع قلقي �إىل �أبي الذي �أُ ُ لع�صافري قلبه و�أعده يف كل مرة ب�أن هذا �سيكون ع�شاءه الأخري . . . كنت �أ�سخر مني كان الي�أ�س ي�سيل مثل النمل والأمل عظمة بي�ضاء تلب�س ف�ستاناً �أحمر �أمام كلب ال�سنوات متر كحلم يف �أ�شد حلظات حلمي فرحة �أ�صحو على �صوت جارتي: "اهلل ياخدكوا ويريحني منكو" ال�سنوات متر مثل �آخر يوم ل�سجني.
�أعلم �أن الهزمية زوجة �أبينا و�أعلم :الهزمية �أن نعرتف جدي الذي نق�ش على جدار قلبه: " بالدنا راجعالنا" مل ي�ستقبل �ضيفاً واحداً بعدها �صار منعز ًال وعندما �أراد �أن يحرق الباب ،حرق البيت كله جدتي التي كانت تطرز �شرا�شف ب�ألوان العلم ب�أ�صابع من قمح وخيوط من ال�سعف. ماتت قبل �أن تطرز �شر�شفاً البنتها التي �أجنبتني و�أنا املوقع �أدناه جئت غريباً مل �أ�سمع غري �صوتي ملا بكيت و�صدر �أمي �أ�سمعني �صداه 99
كنت الغريب فجاءين �صوت من اليمني هم�ساً يو�شو�شني ويرفعني �إىل ربي ف�آخذ فطرة احلزن و�صك ال�شعر والب�ؤ�س و�سقطت على اجلبال مل تخ ّني الأر�ض يوماً طائ�ش لكنني ٌ �أداعب ال�صخر حتى �أجرحه وي�سيل دمه على يدي وهذه الأر�ض عن دمانا متيل مل �أعرف غري البحر ماء ومل يخ ّني البحر يوماً ومل تخ ّني ر�سائلي التي ت�صطاد املوج لكن �إله البحر كان �أقرب من حبيبتي التي تنتظر على ال�شاطئ الآخر والآلهة تبتلي من حتب ر�أيت الغيم ي�سقي البحر ال فرق بني غيمة وموجة قلت: االثنتان دموع املالئكة وكلما عط�شت �أحدب ل�ساين لل�سماء 100
لكنها تكون م�شغولة بغ�سل �أخطاء الآخرين. فما �أخذت من احلياة �إال لوعة قي�س �صوت �أُمـي� ،أجمــل امر�أة ُتغ ّني "ما فـي حــدا" ون�صائح �أبي. توجع يا بني ،الوجع ت�أ�شرية الرب لأنبيائه تف�سخ كف جدار ليلد وردة يتيمة يتبناها عا�شق وتذبل على و�سادة مراهقة �صرختان يف الظالم يا ولدي ويد متتد نحو الر�ؤى ال تقل ما احلزن قل :ماذا �أنا �إذا ارحتت فاقلق القلق ممر طويل ي�سرق �أ�صابعك وال تنفعك فيه ر�ؤاك ف�أغم�ض عينيك لرتى �أين �أنت وترى اجتاهك حتدث بحد�ســك وتقو�س للمطر كي ي�ستقر النور يف قلبك ال تقل ما اهلل قل :ماذا �أنا كن وحيداً
ابداع ونقد
حت�س�س حوا�سك �إياك �أن تفقدها يف ممرات القلق امدح قوام الريح ليتخذك خليالً ،ال ت�صحب غريه فال يرميك وال يخد�شك ،بل يكون ح�صانك ال تقل ما الوطن قل :هذا �أنا من قربك يف �سريرك عارياً ،ق ّلم �أظفار حلمك دائماً وال ِّ تغط �أذنيك ال ِّ تغط �أذنيك كي ت�سمع الليل يف �آخره كيف يناجي النهار �أن انتظر �أريد �صورة تذكارية ال �أكرث انتظر لأراك مرة وتع ّلم احلب ال ِّ تغط �أذنيك كي ت�سمع الكون يئن فتقول� :أنا بخري وتنام وخذ ملح دمع �أمك ف�أنت وحدك يف بالدك كتبت ن�صائحك يا �أبي وخب�أتها يف �صندوق الذكريات ال�سنوات متر متر متر
و�أنا �أ�سخر مني �أ�سخر مني وملا فتحت ال�صندوق كانت عمياء فلم تعرفني وما �أجدت قراءتها �أعدين يا �أبي علي لوحي لأحفظه �أعدين و�أعد َّ �أعدين �إىل فناء الدار �إىل حجر �أمي الأو�سع من هذه الدنيا و�سفالتها �أعدين �ألعب يف حارتي يجرحني الرمل وقيدين بغيمة �أعدين �صغرياً َتغ�سلني �أمي بقبلة و�أنام على فخذها قبل ال َع�شاء بهزتني �أتعبنـي احلـزن بي من احلـزن ا�شـتهاء الرمل خلطا العابـرين بي من احلزن ما ُي ِن�سني بع�ض حزنـي بي رجاء الوردة لل�شم�س: �أحرقي روحي� ،أذيبي نداي لأكتمل ما اكتمايل �إال يف �أن �أكون ذكرى تعبت يا �أبي م�ســرح و�ســع املجانني و�ضـاق قلبــي ٌ على نف�ســه �إ�ســفنجة قلبــي ال �صــوت النك�ســاره 101
102
تعبت و�أتعبتني اال�ســتعارة
�س�أخبئها يف نور عيني هذه املرة
�أريد �أن �أكون �أنا ال الق�صيدة
�أعدين �إين ف�شلت
علي و�صاياك �أعدين يا �أبي و�أعد ّ
و�صرت �شاعراً
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
ن�شبهُ قطع اللبان اجلافة
فخري رطروط
الب�شرية مع�سكر قتلة حاذر �أن متر بالقرب من ال�سياج هناك تكرث الر�صا�صات الطائ�شة وا�ﻷ لغام والتهم.
�صفارات ا�ﻹ نذار تطلق منت�صف النهار لتذكري املواطنني بوجبة الغداء تغلق املع�سكرات وحتول حلدائق حيوان جتمع النجوم من على �أكتافاجلرناالت وتو�ضع يف املتحف تفكك املدافع وتباع كخردة حتول الدبابات والعربات الع�سكرية �إىلو�سائل نقل للعامة تطلى الطائرات الع�سكرية باللون الوردي جتمع ا�ﻷ �سلحة الفردية وتو�ضع يف حفرةو�سط املدينة وي�صب عليها ا�ﻹ �سمنت توزع الفرق املو�سيقية احلربية علىاملطاعم واحلدائق العامة يهدم متثال اجلندي املجهول ويلقىحطامه يف البحر اخلوذات تزرع بالورود وي�صنع منها مباول ي�سجن �شعراء املجهود احلربي ويجردونمن امتيازاتهم.
ال �أحد تعرف على جثة العامل يف امل�شرحة.
***
***
***
يف منت�صف العمر ن�شبه قطع اللبان اجلافة امللت�صقة حتت الطاوالت ي�أتي �أحدهم فيمد يده ويبد�أ بلوكنا مرة �أخرى. ***
�إذا كانت فكرتنا عن �أنف�سنا �ضحلة ف�إن فكرتنا عن اخلالق �ستكون �أقل �ضحالة. ***
103
فج�أة يف طريق مزدحم ن�سي ا�سمه و�إىل �أين هو ذاهب ومن �أين جاء و�أين هو ا�ﻵ ن و�شعر بلذة مبهمة. ***
�س�ألت القلب عن احلب فا�سو ّد لونه �س�ألت الروح عن اجل�سد فا�سو ّد لونه �س�ألت الكائن احلي عن املوت فا�سو ّد لونه �س�ألت امل�ؤمن عن ربه فا�سو ّد لونه �س�ألت ا�ﻷ �شجار عن اخلريف فا�سو ّد لونها �س�ألت ذبابة عن عمرها فا�سو ّد لونها �س�ألت ال�سجني عن احلرية فا�سو ّد لونه �س�ألت اجلنة عن اجلحيم فا�سو ّد لونها 104
فابي�ض. �س�ألت اللون ا�ﻷ �سود عن �سره ّ ***
�سريتي الذاتية تكرب و�أنا �أتقل�ص �أنا مذعور. ***
و�سط تهوميات دخانية �أحد ما مي�سك بك ويهزك ي�س�ألك من �أنت؟ و�أنت حقاً ال تعرف. ***
خياط يخيط اجلثث بخيوط من نار يقول يل: ال ت�ستطيع �إثبات �شيء ها �أنا �أطبق على ا�ﻷ بدية. ***
يف املطبخ �سمعهم يتحدثون عن امليت ب�سرور: لقد �أخاطوا فمه يف امل�شرحة قبل دفنه لن ي�ستطيع �أن يقول كلمة واحدة نحن ب�أمان. ***
�إنه طق�س متوح�ش مل �أفهم هذا التقليد نزع قلوب الب�شر ورميها يف قدور تغلي
ابداع ونقد
لتدوي روائح فا�ضحة ثم يطلب منا و�صف امل�شهد ثم يدلق ما يف القدور على وجوهنا. ***
تطاردين ممحاة هائلة لذلك ي�ضيع �أغلب ما �أكتبه. ***
�آليات ال�صمود يف هذا العامل: ال �أحد فوجئ بوجوده يف هذا العاملوال بقدره ،هناك عقود وعليها تواقيعنا. يف عامل قدمي مت اطالعنا على اخلرائطهززنا ر�ؤو�سنا باملوافقة دون �أن نحفظها. ب ْع للأطفال قماقم فيها عفاريت.ع�ش حتت رحمة رغباتك. ْ املوت ي�أتي من الداخل ،فال تخف مناخلارج. ***
هذه احلياة بروباغندا �إلهية لوجود �آخر يو�شك �أن ينخلق. ***
اجلرنال يعتقد �أن ال�سماء ب�أكملها على كتفيه ال�شاعر يعتقد �أنه �ساهم يف خلق هذا الكون الفيل�سوف يعتقد �أنه الوحيد الذي فهم
خطة الكون الر�سام يعتقد �أنه من �أعطى العامل �ألوانه الفاقعة امل�شرد يعتقد �أنه ملك العامل املر�أة تعتقد �أن العامل مر�آتها الرجل يتخيل �أن الكون �سريره اجلائع يتخيل العامل على �شكل رغيف الزرافة تعتقد �أن عنقها حمور ا�ﻷ ر�ض وال�سماء ا�ﻷ �سد يح�س ب�أن العامل ينام حتت فروته القط يتخيل اجلنة على �شكل م�سلخ �أخذتني احلياة بغتة كمن فاج�أه زلزال وهو يتغوط مل �أ�ستطع ت�شكيل فكرة عن هذا العامل. ***
حمركات العامل معطلة حتاول مالئكة ب�أفرهوالت زرقاء ت�صليحها �أعطيهم مفكات ومفاتيح وكتب �إر�شادات. ***
ال�ساعات التي من�ضيها مع الرب هدنتنا الوحيدة يف هذا الكون. ***
ال �سرو يحر�س مقابرنا 105
�أعي�ش يف مدينة ال تهتم مبقابرها وهذا �سبب ٍ كاف للرحيل. ***
ذهبنا �إىل العامل بال حماية يتم ا�صطيادنا بطريقة منظمة يجففوننا ويعلقوننا على �أبواب املدن طعاماً للغرباء ولعابري ال�سبيل. ***
جئت العامل ومل �أجده على مقا�سي ومبا �أنني ال �أ�ستطيع العودة وال �أجد ما �أفعله �صرت �شاعراً. ***
ت�صلني ر�سالة مكررة تقول: فح�صن �سفينتك الطوفان قادم ّ �إذا �أردت النجاة معنا ف�أر�سل ر�سالة
،smsللحجز قبل انتهاء املقاعد تكلفة الر�سالة 0.25 :دوالر. ***
�سقف العامل ه�ش تتقافز فوقه ثريان من �صخور ال�شعر يحتاج �ﻷ كرث من حياة و�ﻷ كرث من �سقف. كل الزوايا �صحيحة وت�صلح للنظر �إىل هذا العامل با�ستثناء الزاوية التي تقف فيها. ***
�أن �أنوجد يعني �أنني بد�أت نهاية م�شروع بد�أ منذ اخللق هذا �سبب ٍ كاف للقلق.
فخري رطروط مواليد الزرقاء – .1972 م�ؤلفاته: "جنة املرتزقة " � -صادر يف القاهرة دار ر�ؤيا. " �صنع يف اجلحيم" � -صادر يف بريوت دار الغاوون. " 400فيل �أزرق" � -صادر يف القاهرة دار الأدهم. "جنة املرتزقة " -مرتجم للأ�سبانية �صدر يف كو�ستاريكا. "طبول الرب " � -صدر يف االكوادور مرتجم لال�سبانية. ترجمت بع�ض الق�صائد للرومانية وااليطالية.106
***
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
حممد ال�شيخ يو�سف
مرة ثانية
مبلل على باب القيام ِة، �سوف ن ِق ُف ٍ غري مكرتثني �أو منده�شني� ،أو معجبني بالذي حدث أر�ض �شا�سع ٍة وخاوية عند زاوي ٍة جانبية ، نتقد ُم �إىل � ٍ ٍ بجن�سيات متعددة ،ومن �أماكن خمتلفة ،وبهيئات وت�شوهات متباينة ، وبت�شابهات وا�شتباهات غري متعمدة يف الهوية نقف بارتخا ٍء معتا ٍد يف تكهن الرغبات ُ ال نرك ُز �أب�صارنا على جن ٍة �أو نار ونقول: يا اهلل ،هل نبقى هنا قلي ًال؟ ُ مي�سك طفل �صغري �صورة العائلة جمتمع ًة على باب خيم ٍة خلفهم �صورة لذات العائلة جمتمعة فيما ي�شبه البيت ،ال يرفعها عالياً؛ فقط يتدىل من ِيد �أبيه؛ وتتدىل ال�صورة من يده، وكالهما يتدليان من طرف �سجالت وكالة الغوث. تخرج �أُ ٌم قمي�صاً �أزرق غ�سلت ُه من الدم لئال تخد�ش امل�شهد بتفا�صيل مكررة ، ُ البنها ذاك القمي�ص ،-ال ترفعه عالياً ،تبقيه مرمياً على كتفها ،حت�سباً من تكرار التفا�صيل. ونقول :يا اهلل ،هل نبقى هنا؟ أحد ما لثامه ،لنكت�شف �أننا نعرفه� ،أو عرفناه ،واحرتاماً للبندقية �سوف ننده�ش ،ال يرف ُع � ٌ نطيل التحديق لأكرث من ثوانٍ ثم نكمل امل�شهد 107
نغ�ض الب�صر عن فتاة ُ متيل على ِ فيما بعد ُ غريب ، كتف ٍ رمبا تعبت من االنتظار ،-نقولُ ونفرت�ض �أن الغريب حبيبها الذي مل يعد من املعركة ، مل يعد من الغاب ِة �أو من خلف اجلبل. ونقول :يا اهلل ،هل نبقى هنا؟ �أم نعو ُد �إىل املخيم ،وهناك نتم�شى وحدنا عرا ًة من عدونا بال انت�صا ٍر �أو هزائم ثم يا اهلل �أنت تقول لنا موعد قيامتنا بعد �أن ي�أخذ كل منا حقه يف احلزن كام ًال ،يف املوت كام ًال ،حقه يف �أن يذكر ا�سمه رباعياً يف الدكاكني وجل�سات ال�شاي و�صحف ال�صباح وموائد الإفطار الب�سيطة ،وحقه من الذاكرة واجلدران ،بعد �أن ننجو جميعاً من هذا املخيم. نريد �أن منوت ملرة واحدة بطريقة عادية وطن ٍ ب�سيط يف ٍ أر�ض عادية و� ٍ منوت مل ًال من تفا�صيل يومية طواعي ًة يف الروتني بعد م�سا ٍء عائلي معتاد. ملرة واحدة يا اهلل ثم نبقى حيث تختار �أن نبقى بعد هذا املخيم.
108
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
مها عواودة
�أبت�سم كلما دا�س �أحدهم قلبي!
�س�أبت�سم كلما دا�س �أحدهم فوق قلبي م�سرعاً ل�شراء خبز الفطور �أو �شاي امل�ساء �س�أن�صت لدمدمات الأوالد الهاربني من البيوت والأمهات املهروالت للعمل و�ستدغدغ مكان�س العمال �صدري و�أ�ضحك �س�أ�ضحك طوي ًال �س�أموت مرة �أخرى من ال�ضحك ***
كل ما يف الأمر �أنني ق�ضيت معظم ما كان من عمري يف انتظار �أن يبد�أ ال�شعرة البي�ضاء التي اكت�شفتها �صباحاً يف ر�أ�سي
هي ذاتها ال�شعرة التي ت�أرجحت فوقها طوي ًال �أتدرب على الدور تارة وتارة على كتابة الن�ص كل الأغنيات التي حفظتها كتذكار للبداية �أو النهاية كل الأيادي التي ق�ص�صتها من عابرين كومبار�سات يف ظل احلكاية والده�شة التي ا�ستجديت اجلنون ليعرينها جمازاً �صاحلاً لطرد الذباب عن لوحة الإعالنات واجلنون واجلنون كل ذلك مل ي�شفع يل ل�شراء تذكرة وحيدة تذكرة �سخيفة 109
تتيح يل حجز مقعد يف �صفوف املتفرجني كل ما يف الأمر �أنني ال زلت �أت�أرجح على �شعرة بي�ضاء
110
نبتت فج�أة يف مفرق ليلي بانتظار �أن يبد�أ عمري �أتل�ص�ص خل�سة عليه من فجوة �أحدثتها يف ال�سقف
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
هال ال�شروف
�أنا املر�أة الفاجعة
�أنا املر�أة الفاجعة قتلت �أبنا َءها �إذ �أجنبت ُهم. �أنا الأ ُّم التي ْ املخا�ض �أنا �أُ ُّم ُهم حني جاء ُ هم الناع�سة و�أ ُّم عيو ِن ُ �شموا حليبي حني ُّ علي بال قلقٍ من جفاف العروقْ . وناموا َّ �أنا �أ ُّم ُهم حني نام املكانُ ح�س �أمي البعيدة: و�أ�شعلني ُّ غداً لن تخايف من الوحدة الغارقة معنى �سوى حني ي�صري الكالم بال �أي ً �أن ُينا َدى ِ عليك بلفظ املحبة، براح الأيادي ال�صغرية �سوى �أن تكوين َ و�أر�ض البكاء ال�صغري. ني وحو�ش احلكايا �إىل غرفة ت�صحب َ غداً َ النوم ِ َ �شبابيك لي َل ِتهِ م يف حني يدقُّ ال�سها ُد ال ِأ�س َّرة، ِ احل�صان فرا�ش َة �ضوء، لذيل ني ِ غداً تربِط َ
غداً ترك�ضني وراء ال�ضفادع يف ِّ كل عنيٍ ، غداً لن متوتي كثرياً لأن الأمومة معجون ٌة بدماء احلياة. �أنا املر�أة القاب�ضة على جمرة الأر�ض. امل�سرتيح �سقطت عن اجلبل ُ ِ رت عظمي وك�س ُ َّ أيت �سواد احلروب يخ ّيم فوق حني ر� ُ الطريق القدمي. رت �أمي تذكّ ُ وكيف �أتاح لها عمرها �أن تراين عرو�ساً بثوب البيا�ض، وكيف تخ ّل ْت عن احلظ يف حذوة اخليل: ِ و�ضعت لها عنقها يف �ستنفع� ،إن ما ُ اجلدار، 111
�أنا يا ابنتي نام حظي على طرف البئر، �إين �أراه. �أنا املر�أة الواقفة على درج املوت يف زحمة املوت. ال �شيء يوقف هذا اجلنون، وال �شيء ي�س ِن ُدين يف الرت ّنح، ال بئر ُي�س ِق ُطني يف يديه، وال ماء يغ�سلني من ذنوبي. رت �أمي تذكَّ ُ حروب وكيف احتمينا على ِحجرها يف ٍ بعيدة، �ستفتح باب اعتقدت ب�أن النجاة حتى ُ ُ احلياة لنا الآن، اعتقدت ب�أين �س�أختا ُر لون وحتى ُ الزنابق يف عر�س ابني. �أنا املر�أة الراجفة أو�سع ح�ضني ليحمل �أبناء قلبي معاً. � ّ �أنا �أ ُّمهم حني جاء امل�ساء وحاوط ُت ُهم حتت ظل اجلدار الأخري، علي �أنا �أ ُّمهم حني خافوا َّ ومل يفهموا حكمة القنبلة، علي: �أنا �أ ُّمهم حني نادوا َّ 112
منوت هنا، يا �أ َّمنا لن َ يا �أ َّمنا دثّرينا ب�صوت الأغاين وكوين يد اهلل يف املعركة، يا �أ َّمنا �أعريي يدينا جناح ال�سنونو لن�صعد فوق اجلدار الذي �سوف ي�سقط. �أنا �أ ُّمهم ا�ستطعت حني خافوا كثرياً ،وحني ُ الغناء لأن�سى ال َق َتلة، �أنا �أ ُّمهم حني ماتوا معاً: يا �أ َّمنا ال تخايف علينا وال تنظري �صوب �أ�شالئنا يف املكان، يا �أ َّمنا ال متوتي على جرحنا يف الغروب، لنا �أخو ٌة �آخرون لكي تلديهِ م، لنا ق ُربنا كي تغ�سليه مباء البنف�سج. �أنا �أ ُّمهم علي، حني ْ �سالت دماء املالك َّ و�أ ُّم العيون التي نامت الآن رغم ال�ضجيج. ْ �أنا الفاقة ،العاقر� ،أخت الذكورة ال رحم يل. يداي ر� ُ أيت �صنيعي وما َّقدمت ُه َ
ابداع ونقد
حتدقُ بي، أنانيتي يف الظالل ّ ر�أيت � َّ مل �أ�ستمع لهواج�س قلبي: ال حت َبلي! هذي احلياة ُ ت�سيل دماً وتقتل �أبنا َءها يف الظالم،
ال تلدي مو َتهم لتعي�شي. �أنا املر�أة الفاجعة �أنا الأم التي قتلت �أبنا َءها �إذ �أجنبت ُهم!
هال ال�شروف -مواليد .1978 م�ؤلفاتها: املجموعة ال�شعرية الأوىل – "�س�أتبع غيما" -دار الآداب . املجموعة ال�شعرية الثانية – "مل �أقطع النهر " -دار الأهلية.113
لبنان -بريوت � -شارع احلمرا -بناية ر�سامني -ط
3
�ص.ب 113 - 7179 :بريوت -لبنان
ا�سم الكتاب
ا�سم الكاتب
tel: 00961 -1 - 751 541 E-mail: info@darabaad.com website: www.darabaad.com
تهجري املوارنة اىل اجلزائر عروبة يو�سف بك كرم عوملتان الفو�ضى واملقاومة الفل�سطينيون يف لبنان االن�سان اوال الهوية وال�صراع رحيل يف ج�سد الف�ساد امل�ؤدلج ال�صناعة يف طرابل�س التحية االخرية لبنان يف ذاكرة العراق القدمي علم االجتماع ال�سيا�سي �أحالم املاء ناق�صات عقل و دين التطبيع ي�سري يف دمك اوف الين حي التنك بابل والتوراة ال�سيا�سة تطور املعنى وتنوع املقرتبات حب بطعم القهوة امل�سرح العاري التنمية يف الهالل اخل�صيب ال�سقف 90يوما يف ال�سعودية جهاد النكاح مناي يف مواجهة الطائفية لأين مل �أكن مار مارون واملوارنة �شعر الفداء واالنبعاث حرب التحرير القومية
�سركي�س �أبو زيد �سركي�س �أبو زيد �سركي�س �أبو زيد �شوكت �أ�شتي وغازي خلف �سركي�س �أبو زيد زهري فيا�ض زاهر العري�ضي د .قي�س جرج�س منري خملوف من�صور عازار الأب �سهيل قا�شا �شوكت �أ�شتي �سوريا بدور الطويلة يحيى جابر د .عادل �سمارة زاهر العري�ضي اكرام الداعوق الأب �سهيل قا�شا �شوكت �أ�شتي جومانة معالوي عبيدة االبراهيم زهري فيا�ض ريا�ض بيد�س �أ�سماء وهبة د.عادل �سمارة فايز غازي �سركي�س �أبو زيد ن�سرين كمال �سركي�س �أبو زيد زيتوين ل�ؤي ف�ؤاد ّ انعام رعد
ال�سرية احلرب على �آ�سيا العوملة وال�سيادة الفي�سبوك وت�شكيل العالقات االجتماعية
من�صور عازار علوان �أمني الدين علوان �أمني الدين وفاء كاظم حطيط
خيمة غزة
ن�ضال حمد
الت�صنيف
تاريخ بيبلوغرافيا فكر �سيا�سي فكر �سيا�سي فكر �سيا�سي فكر �سيا�سي �أدب فكر �سيا�سي اقت�صاد مذكرات تاريخ علم اجتماع �أدب فكر �سيا�سي فكر �سيا�سي �شعر �أدب دين فكر �سيا�سي �أدب �شعر اقت�صاد �أدب مذكرات فكر �سيا�سي �شعر فكر �شعر تاريخ �أدب فكر �سيا�سي رواية مذكرات فكر �سيا�سي فكر �سيا�سي اجتماع
كتب �صدرت حديثاً:
من �أجل ٍغد واعد -داود خرياهلل اورا�سيا والغرب -د .جمال واكيم �أمل بردان – ملحم احلايك مواد للبناء – فهد البا�شا فرا�شة التوت -لونا الق�صري ق�صائد افرتا�ضية � -أمني الذيب. كانت ال�ضيعة ب�ألف خري – غازي اخلوري وال ينتهي اللعب � -إكرام الداعوق ما مل يكتب عن داع�ش � -أحمد �صالح عثمان -خليل القا�ضي منرب حتوالت – من�صور عازار قامات �أنثوية -لوي�س احلايك الأ�شجار العلفية واال�سرتاتيجية يف بالدنا -ف�ؤاد �سروجي و�أحمد �سرحان- The Oak Tree A word of wisdom from the plant kingdom - Fuad Srouj
كتب حتت الطبع يو�سف بك كرم (�سرية بطل) � -سركي�س �أبو زيد درو�س يف العقيدة � -إنعام رعد التوراة تثبت ان فل�سطني ار�ض عربية -دعاء ال�شريف يف �شواطئ الريح والغبار -د .ل�ؤي زيتوين -امل�سيحية امل�شرقية املعنى والر�سالة � -سركي�س ابو زيد
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�سنا الب ّنا
ر�سالة �إىل موالنا
ُ تتحامل على براءتي ك�أنني خ�شبة بال�شمو�س، يا من �أهديتني هذا ال�صباح ،قلباً مجُ نحاً راف ًال ِ يت �أن يتداعى ،بي �سف ٌر �أ�ستب�ش ُر به قابلية الهذيانْ ، اخلال�ص ،بي ِخ�شي ُة �أنثى وخف ٌر ٌ ه�ش �أ َب ُ ْ ْ � ُ كل مداري كثبانٌ و�صل�صال، كيف باب من�سكي ،م�سكون ٌة ب�أ�شجانْ َ ، َ أترقرق على ِ ت�سللت؟ ُّ ري�ش النعا ْمَ . لعلك احلب ال�شحيح املن�سوب لبني �آدم... يحر�س �صومعتي بنعمٍ من ِ و�إل ٌه ُ لعوب �شهي ٌة لها من الغواي ِة قفرانٌ وطحالب ُ ُ ل�ست حوا َء املعهود َة يف والئمِ ال ِأ�س َّرة �سمعت �أنها ٌ تفتق ُر �إىل فاحت ِة ال�ضو ِء ُيغ�شيها الظالم� .أنا َ ال�شواطئ تلك التي حمت �أناها يف الذوبانْ ،تلك ُ الليل ُ املد وبراها الطوفانْ .بريئ ٌة عند ِ ال�شم�س لتمحو تغ�سل بقايا ِ ال�صخري ُة �صفعها ُّ حواف ِ َ ال�شوك �أن ي�ص َري دالية واحلان ُة ت�ست�سقي َ الغبا ْر .موطني ُ حمافل م�صل َني ي�ستخريونَ النادل �أن املن�سي على وج ِه ي�سكب اخلم َر يف اخلوابي التعبة� .إن عانق َتني َتذ َكر �أن جدائلي ُ َ تلف القم َر َ البح ِر و�أن �شبا َكها �ضحلة ال ُ ُبل، تفك �ضحكتي من مهادها� ،شفتي قف ٌري �شَ ِغ ٌف ال يتلو غ َري الق ِ وال�صيد يف �أعماقي ُ �سبيل االنتحا ْر. فاحذر �أن تغو َر يف مداي� ،شا�س ٌع بحري ُ �سنا البنا: مواليد اخلريبة /املنت الأعلى - 1ع�ضو احتاد ال ُك ّتاب اللبناين. - 2ع�ضو يف منتدى �شهريارد الثقايف /فرع املنت. م�ؤلفاتها: � - 1آدم وتاء الغوية – .2011 - 2ر�سائل �إىل موالنا – .2016 117
عب الليل خ ّب� ُأت ّ كل �أوهامي يف ّ �ساورين قلق اجلمود فاغت�سلت بدمعي ح ّتى العبق ُ ر ّدين �إىل جنوين فال�شم�س عادت من �شفق ر ّدين �إىل غياهب الطفولة �أ�شنق فوقها بقايا حزن ..بقايا انهزام يا ظ ّلي املتك ّلم يف �صمتي عمدين بكحلك ح ّتى القيامة ّ عمدين بريق الألق ّ �أخربين عن ٍ �سيف ال يذبل عن جوع اليا�سمني
عن وعد ما مات الديك �أخربين ح ّتى �صياح ّ وال ُتنكرين ثالث م ّرات جمعني يف حميط روحك �صدى ال ّروح ّ �إذا انبثق يا �أ ّيها امل�صطفى احلائر يا ب ّر البحار ال ّتائهة خذين �إىل احللم �أعطني وطناً من زئبق �أعطني كتفاً ال ينهار �أعطني وجهاً من نور ونار
د .نادين طربيه ّ احل�شا�ش مواليد البو�شرية .1984 ع�ضو يف منتدى �شهريارد الثقايف.م�ؤلفاتها: - 1ديوان هم�سات – .2007 - 2التنا�ص وقراءة الن�ص الغائب يف �شعر خليل حاوي.2014 - 118
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
د .نادين طربيه احل�شّ ا�ش
عب الليل ّ
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�أدهم الدم�شقي
نباح
أقرب الكالب امل�شردة �إىل قلبي ما � َ عيو ُنها مرايا َتل َم ُع يف ال�ضو ِء وتعدو باجتاه الليل َيغم ُر الليل وجهي ف�أم�شي. أفهم كيف �أيتها الكالب الوحيدة كخيبتي َع ّلميني كيف �أُ�ضْ َرب ف�أن�سى و�أُ َذ ّلَ ،ع َّلني � ُ يعي�ش �أهلي. ُ أمار�س اجلن�س بال حب .ع َّلني �أفهم كيف �أيتها الكالب الوحيدة كقلبي َع ّلميني كيف � ُ كالب ال َّن ْ�س ُل. َت َ لف اهلل جنزيراً كيف �أَ ُ �أيتها الوحيدة كروحي َع ّلميني َ نب�ش عظام املقابر لأعي�ش .كيف َي ُّ أنام ذَلي ًال على الأبواب والعتبات� ،أه ُز على عنقي وم�سبحةً ،لأعي�ش .ع ّلميني كيف � ُ ال�شوارع ،و�أَ ْد ُل ُق �شَ هوتي يف العراء، أرج �صوتي للغريب� ،أطارد ِق َط َط َّ ذَيلي لأهل البيتُّ � ، لأعي�ش. أكتم نباحي و�أ�ص ّلي كي �أعي�ش.. ع ِّلميني كيف � ُ ما �أقرب الكالب امل�شردة �إىل قلبي عيو ُنها مرايا 119
تلم ُع يف ال�ضو ِء وتعدو باجتاه الليل يغم ُر الليل وجهي ف�أم�شي �أيتها الوحيدة كغربتي ومترديُ ،ج ّري نباحي واغربي ،فاملدينة َرمت لنا عظا َم �أهلها ونامت
�أدهم الدّم�شقي :مواليد �صوفر .1990 م�ؤلفاته: له ثالثة من�شورات �أدبية �شعرية" مل َي ِل ْد َذ َكراً لمَ ْ َي ِل ْد �أُنثى" �صادر عن دار الآداب ،2014وكتاب بال عنوان �صادر عن دار نل�سن ،2011وكتاب" لو �أين اهلل" �صادر عن دار درغام .2009 �إعداد وتقدمي كتاب "درا�سات عن ال�شاعر خليل حاوي" �أجنزها طالبه يف كلية الرتبية ُترجمت بع�ض ق�صائده �إىل الأملانية والأرمنية والفرن�سية والإنكليزية حائز على ك�أ�س لبنان وامليدالية الذهبية مع امتياز عن فئة ال�شعر يف برنامج ا�ستوديوالفن ( .)2010وامليدالية الذهبية يف م�سابقة الق�صة الق�صرية التي ّ نظمتها وزارة الثقافة اللبنانية (.)2008 م� ِّؤ�س�س اللقاء الثقايف يف �ضهور ال�شوير وم�ؤ�س�س ( )Merhata Cine Clubلعر�ضونقا�ش �أفالم ق�صرية ملخرجني �شباب. ع�ضو الهيئة الإدارية للحركة الثقافية يف لبنان120
من الغباء �أن تطلق النار على ظلك، عندما ميكنك �أن تدفعه �إىل االنتحار.. مث ًال اجمع �أمامك كومة من الأرز، ادع �إىل الوليمة منال ق�صيدة �سابقة، و�ضع داخل كل ح ّبة متفجرة، ّ وغن مقطعاً ّ من �أوبرا الوجع.. ج ّرب تخ�ش العواقب، وال َ لن تكون �أ ّول �شاعر تقطع �أ�صابعه وينبت مكانها
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
ع�ساف با�سكال ّ
من الغباء
حلوى ***
�أربعون يوماً مل �أخربك كم جميلة � ِأنت... �أربعون يوماً والعامل يتفتت بني يدي مدخن... كرئة ّ �أنا الذي �صنعت من احلب كي�س مالكمة، �أمت ّرن عليه يف النهار، وم�سا ًء يغلبني غيابك... أتوعد ال�شعر باالنتقام، � ّ و�أنام كطبق بارد... ***
121
تعجبني املر�أة املتوح�شة،
تقذف احلجارة ،ودموعها ، و�ضحكاتها على زجاح نوافذ منزيل، تخلع الباب اخلارجي، ت�شطب ا�سمي عن اجلر�س، ت�ستبدله بلقب كذاب، تدور على جرياين، �شقة �شقة، تخربهم �أنني �أفل�ست، مل �أعد �أملك �شيئاً، وحيلتي الي�سري من ال�شعر، ال يكفي لإطعام ع�صفور، �أو �إخافة ر�صا�صة من مطاط، �أو ا�ستدراج فرا�شة م�صابة بعمى الألوان، وب�أنني ممثل فا�شل، واملرة القادمة التي �أعتلي فيها م�سرحاً، �ستكون لأكن�س الأر�ضية، �أم�سح الغبار،
122
�أعيد ترتيب الكرا�سي، وجمهوري الوحيد املكتمل احل�ضور خيباتي الالمتناهية... ت�سمم نبتتي الوحيدة، ّ تنفث يف �أوراقها �أ�سماء ع�شيقاتي، وت�شاهدها تذبل من الغرية، تت�سلل �إىل خمدعي يف الليل، حت�شو �أحذيتي بامل�سامري، وال�ضفادع ،واحلفر، ت�سرق فردة من كل زوج جوارب، مت�سح �شفتيها بياقات قم�صاين، وكحل عينيها بربطات العنق، ترتك ع�شرة �أظافر يف ظهري، وخلفها رائحتها ال ّربية، تعجبني املر�أة ف ّتاكة، ال تقبل بكلمة ال �إجابة على �أ�سئلة �أحالمها، ال تتوانى عن مقاتلة ظلها، لت�ستقطب انتباهي، تلم�س جمالها �أ�سارع �إىل ّ
ابداع ونقد
يف العتمة و�أتعرث ب�أفخاخ نظراتها... كل هذا الدمار، عاملي املقلوب، احلرائق، النريان ال�صديقة والعدوة، مهما كان م�صدرها، غرورها من جهة �أم طفولتها، كله �أيتها امل�شاك�سة،
تقدرين عليه و�أكرث، ومبجهود �أقل، فقط لو تتوقفني للحظة عن العراك، تطبقني ِ فمك امل�صيدة، تغم�ضني ِ عينيك، وتدعينني � ِ أقبلك...
ع�ساف :كاتب و�شاعر من لبنان ،مواليد بريوت ،1970م ّثل لبنان يف املهرجان با�سكال ّ ال�شعري "�أ�صوات من حو�ض املتو�سط" ،2013يف لوديف -فرن�سا م�ؤلفاته �أوبرا الوجع� ،شعر ،دار نل�سن 2012 وجوه و�أقنعة ،ق�ص�ص ق�صرية ،دار نل�سن 2014أحب امر�أة واحدة� ،...شعر ،دار نل�سن 2015 � ّ و�أكره ك ّل الن�ساء� ،شعر ،دار نل�سن 2016123
لن تكفيني ...امر�أة واحدة ف�شعري طفل دائم اجلوع حلرب الأنوثة وحوا�سي تتنا�سل ب�سرعة ال�ضوء لتقات الأنفا�س احلارة وجنوين يفي�ض خارج �ضفتي ج�سدي ليعلن ن�شوة االرتطام ونرياين ترق�ص على ايقاع الريح امللعونة لتغري الوقت بدفء الرع�شات لن تكفيني امر�أة واحدة لن تكفيني اممممممممممممممر�أة واحدة لذا عليك �أن تكوين كل الن�سااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااء �أاو ت�سا�ؤل �أر ّو�ض ظلك على الرق�ص يف ح�ضرة احلوا�س ونطفئ �شم�سنا لنهرع �إىل �سرير ي�شبهنا 124
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�أدوني�س اخلطيب
طمع
نت�أوه �أحالماً عابرة للحظات ونهوي �إىل قعر الدفء نتلو فعل ....القدا�سة ....هكذا �أتبلل بك حني اجلنون .. و�أجف يف ح�ضرة �شفتيك ...حني الت�سا�ؤل ... حبذا لو حتديثني برائحتك ...دون ت�سا�ؤل لو تلونني جلدي ب�أنينك الأنثوي ...دون ت�سا�ؤل ...هنا على ر�صيف الهذيان وحدنا ..يف ليل وثني حالك �أ�س�أل ..كم رجل مر على �ضفافك؟ الت�سا�ؤل يحق لل�شعراء فقط اعذري� ...شياطيني �أو
ابداع ونقد
ظل �أنثى
مدمن على ِ ظلك �أترنح من �شدة ال�شوق ف�أغادر جلدي نحوك .. �أرمتي بقوة على ما تبقى من نارنا .. .... �أين قنديل حربك؟ هل الظل ُيقتل بطلقة �ضوء؟ �أو ثمة خرافة كاحلب متار�س فينا اللهو على ر�صيف القمر ونحن ن�ضحك دمعاً؟ .... �أ�سئلة �ساذجة ت�شبهني ...ت�شبهنا .. وال�شعر ،هذا املر�ض اللعني
ينخر يف ذاكرتي .. فت�سقط الأجوبة خارج ج�سمك ف�أ�سرع اللتقاطها ..و�أهوي منهكاً .... تعايل .. ال اذهبي .. �س�أ�ستح�ضرك برائحتي برباكني النب�ض بن�شوة الأمكنة ..تعايل ...ال اذهبي و�أر�سلي يل ظلك .. مدمن �أنا على ِ ظلك �أترنح من �شدة ...نا
�أدوني�س اخلطيب :مواليد الهرمل 1972 م�ؤلفاته: ف�ضائح احلرب 1999 الورق لي�س �أعمى 2001 عم برتكب كلمة (حمكي لبناين) 2003 حلم بال تياب (م�شهديات �شعرية مم�سرحة -ت�أليف و�إخراج وتدريب رق�ص) 2005 على حافة امر�أة ( 50خاطرة �شعرية) ديوان �إلكرتوين مت توقيعه على الفاي�سبوك تكلمفيه ال�شعراء والنقاد ال�سادة (نعيم تلحوق -حبيب يون�س -رودي رحمة -جمال فيا�ض- نادين الأ�سعد -ن�سرين الأ�شقر برباري) ترجمه �إىل الفرن�سية ال�شاعرة جانيت قا�صوف وال�شاعر ديديه فافر. 125
عندما � ِ أحببتك يا امر�أة كانَ ح ُّب ِك �أقوى من عاداتنا طموحي �أك ُرب من �آهاتي وعند لهفتي تنك�س ُر الأغالل َ ...كانَ يف ِ عينيك بح ٌر من الأنغام ي�شدين ُّ و�شع ُركِ يا�سمينة ..متط ُر فوق �أحالمي علي الدفء والن�شوة نهداكِ ي�سكبانِ َّ قمح ق�صيدتي وكانت يداكِ تخبزانِ َ وخ�ص ُركِ يداعب �أفكاري ُ املرتع�ش ُ فلم يكن لدي قدر ٌة على اختزالك ومل يكن ِ لديك قدر ٌة على احتمايل! عندما � ِ أحببتك يا امر�أة.. عرفت � ِأنك مل حتتملي عناقي �أك َرث من ُ دقيق ٍة فت�شتعلني.. �شفتي �أك َرث من دقيق ٍة وال نبيذ ّ 126
فتتع ّرين.. أبجديتك حرفاً حرفاً ِ فككت �أزرا َر � ُ ِ وغ�سلتك بغريتي � ِ ألب�ستك حري َر لغتي ِ و�سامرتك �إىل �آخ ِر الوجع.. ِ تكوينك ..كما �أحب أعيد ع ّلني � ُ لدي قدر ٌة على اختزالك فلم يكن ّ ومل يكن ِ لديك قدر ٌة على احتمايل! عندما � ِ أحببتك يا امر�أة.. م�سحت عن ذاكرتي غبا َر الوقت ُ ألغيت عقدي مع الزمن و� ُ احللم �أُرجوحة البال و�صا َر ُ و�أزه َر الربي ُع يف فرا�شي ورداً تف ّت َح كال�شهوة ف ّتتني ح ّب ِك قطعاً من املوزاييك وحدكِ تعيدين تركيبها وحدكِ تر�سم َني َ اخليال!
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�أ�سعد بدوي املكاري
حتت مظلّتي قمرٌ َ
ابداع ونقد
ق ّبلتني ِ وتركت �ضو�ضا ًء على فمي..
ِ اختزالك لدي قدر ٌة على فلم يكن ّ
وقمراً ي�سه ُر حتت مظ ّلتي
ومل يكن ِ لديك قدر ٌة على احتمايل!!
�أ�سعد بدوي املكاري ،مواليد �إهدن .1962 /9 /18 م�ؤلفاته : الثلج الدافئ 1987 �إىل �أن ينطفئ الوقت 2011 لن �أقي َم حفل ًة لل�صيف 2012 عينيك ّ يتم�شى الليل 2014 يف ِ �شامات احلروف 2016 م�ؤلف عن قرية اجلويخات ال�سورية مل ي�صدر بعد مقاالت �سيا�سية واجتماعية وثقافية عديدة 127
مل�ؤوا حنجرتي ُتراباً ثم قالوا :تك ّلمي. مت ُزوراً �أَذو ُد به عن ُح ُلمي ُ ال�ص َ اعتنقت ّ امللح َ فا�ض نهراً بني �أ�صابعي... َّ لكن َ ثقوب املا ِء ريح َّ الد ْم ِع ِم ْن ِ �أفل َت ْت ُ �صاحت ِمل َء ُحرقتي: َّثم ْ كفى ...كفى... ين فَحيحاً، مل�ؤوا �أذ ّ زال �صو ُت َك ُ وما َ كجرح طليقٍ ، ينهال ٍ تمَ اماً َك َم�سامري قدمي ٍة َت ْن ُق ُر قلبي دونَ �أنْ َت ْنغرِز، متاماً كما الآن...
احلنني ُ وحدها �آثا ُر �صد�أِ ِ ناتئ يف الذاكر ِة وجرح ٌ ٌ �شاهد ٌة على ا�شْ تعالِ ال�شّ وقِ يف َدمي... مل�ؤوا قلبي رماداً، وموا�سم احل ْل ِم ت� َّأخ َر ْت، ُ للغيم ٍ بيد مقطوع ٍة، وما ُ زلت �أل ِّو ُح ِ املثقوب ُبحف َن ِة �صمت ٍ... �أ ْف ُر ُك قلبي َ �أُ ُ زيل عنه َّ التفا�صيل الزائدة، كل ِ �أم�ضغُ وجعاً قدمياً ..ودمعتني، ثم �أحت�سي ك� َأ�س ِع ْ�شقٍ �أخرية..
�إيفون نايف ال�ضيعة ،مواليد �أنفة /الكورة /لبنان ال�شمايل � 10أيار .1967 م�ؤلفاته: ديوان "رجل بطعم الرتاب"�( -سي�صدر قريباً)128
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�إيفون ّ ال�ضيعة
أ�س ِع ْ�ش ٍق �أخرية ك� ُ
مل يعد ما ي�ستحق �أي ثورة �أج ّر ثيابي ك�أيام ثقيلة �أنام على كنبة مت�سخة �ألب�س جوربني يف يدي مل يعد ما ي�ستحق �أي ثورة طلقت زوجي بعت �أوالدي قتلت خادمتي ا�ستقلت من وظيفتي جدتي ماتت ومل �أذهب �إىل جنازتها و�أبي رف�ض ت�أجيل اجلنازة هو �أي�ضاً مل يعرف �أن مل يعد ما ي�ستحق الثورة
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
با�سكال �صوما
بعد قليل
ر�شفت ك�أ�سني ات�صلت بحبيب �سابق قلت �أن تباً لك و�أقفلت اخلط �شربت ك�أ�سني �آخرين رميت �سريري من ال�شرفة كان رجل ي�صرخ "ال ترتكيني" ر�أيت حتت �إبطه امر�أة ت�صلي هي �أي�ضاً مل تعلم �أن مل يعد ما ي�ستحق �أي ثورة قلت للقا�ضي �إنني قتلت نف�سي لكنه رف�ض �أن يحاكمني وحده كان يعلم �أن ال ثورة بعد اليوم م ّر غيفارا يف مدينتي وانتحر...
با�سكال �صوما: با�سكال �صوما من مواليد رياق -ق�ضاء زحلة عام ،1991 م�ؤلفاتها: �صدر لها ديوانا �شعر: "تفا�صيل" و "فا�صلة". عملت يف �أكرث من �صحيفة لبنانية وعربية وهي تكتب حالياً يف "جريدة ال�سفري" اللبنانية.129
ُي ّ عذبنا احلرير... ندم ال�شتاء يف بيتنا �صورنا الف�ض ّية.. يلف �صوتك.. البخار حني ّ ج�سو ُر الأرياف حني ته ّز البكاء.. يعذبني احلنني الندي يعذبني الكر�سي ّ يف ق�صائد االنتظار ُت ِّ عذبني يدي حني تعلوها الر�سائل وجع املو�سيقى حني �أرتف ُع من ِ كجرح ُمغاير ٍ تعذبني ري�شتك حني حت ّز �ألواين،... مدينتك حني تطفح بال�صقور ّ تعذبني الأ�شجار وهي تنادي طيور الذهول 130
تعذبني ابت�سامتي وهي تر ِّدد ا�سمك ك�أنك مل تغادر �أدراج امل�ساء ُيعذبني ّ كل هذا ال�شجن يف ال ِعناق ***
()2 ّ كل هذه الغابات يف الق�صائد وال �صنوبرة واحدة ُتوقظ عطر امل�سافر كل هذه الأفرا�س يف العني مل تمُ ّوه خوف الليل وال قطفت يل حنجرتك
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
جميلة عبد ال ّر�ضا
كلّ هذا ال�شجن يف العناق
ابداع ونقد
�أي جنمة
كف املطر ومل ُت�سقط عينك ّ
كل هذه القناديل على كتفي
انهماراً فوق �إيقاعاتي..
جميلة عبد الر�ضا :مواليد منطقة العامرية -ق�ضاء �صور. ع�ضو يف احتاد الك ّتاب اللبنانيني. م�ؤلفاتها: ُن�شر لها العديد من الن�صو�ص يف املجالت العربية واملحلية �صدر لها ديوان "� ُأجدل نهراً كي ال �أغرق" .2013 - "�سبع مرايا ل�سماء واحدة" .2014 -131
فتى ميد يده �إىل حلم احلار�س يبت�سم للعذراء وي�سرق �صندوق الكني�سة حتى �إذا غدا بائعاً للفحم خاف الوحدة وربطات العنق جل�س كفيه على ركبتيه فارداً �أ�صابعه �شيء واحد تغري يف اجلزيرة وجوه �ساكنيها
132
مرت به جمجمتها ال�ساخرة رافعة حاجب املجون الأي�سر يكاد يق�سم �إنه يعرفها ومعطرة برائحة الفناء م�ستا ًء من ثوبها الأحمر ال تدافعوا عني كمجنون قالها يوم وجدوا خ�صلة من �شعرها يف كي�س للفحم
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
ربيع الأتات
العاهرة وال�سفاح
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
زهرة مر ّوه
زلزال
الل�ص الذي انتزع هاتفي من بني يدي لي ًال� ،سرق �أي�ضاً عنواين يف احلب. من يومها �أمكث يف عزلتي ،يف منزل �أبوابه م�شرعة على الالحب ،على تلك ال�ضو�ضاء الفارغة، على �صرير الأبواب امل�ؤمل ،على الربد الذي يق�شر �أحالمي. �أ�شتاق لغفوة ناعمة ،حتررين من �شبابيك خملعة. كنت �أعرف مالحمه جيداً هذا الل�ص .لطاملا �شو�ش علي رحالتي ،وكل مرة �أالحقه� ،أعانق �سواداً... الل�ص هو احلافة التي دوماً ت�سرقني و�أهوي منها �إىل املجهول ،هو �أ�سناين املر�صعة باخلوف .ليته كان حنوناً ،وانتزع مني خويف ،و�أعطاين بدله باقة ورود .ليته �صفعني وهزين وحررين من هذا الرخام. اىل �أين تف�ضي العزلة؟ �إىل كائن �آخر يعي�ش يف العزلة ومن�ضي معاً يف مركب واحد؟ �أ�شتاق �إىل حوت يبتلع توج�سي وج�سدي و�أناملي ال�صغرية .ي�أخذين معه �إىل جلة الأعماق .حوت يجربين على اال�ستيقاظ باكراً وعلى ا�صطياد الأ�سماك ال�صغرية كل يوم. عندها �أحترر من �ضفائري املرتددة .من قالب احللوى الذي ي�أكل من جلدي ،ويجربين على �أن �أح�صي �سنواتي على �شموعه املنطفئة� .أحترر من ب�سمة ماكرة �أقدمها خدعة للغرباء ،ومن عطر �أر�شه على ج�سدي ،اعتقاداً مني �أنه ّ ينكه �أيامي� .أعود منلة �صغرية كل همها حماية معقلها من زلزال قوي يزورها كل ثالث �سنوات. زهرة مر ّوه: �شاعرة لبنانية من مواليد �صيدا .تعمل يف ال�صحافة الثقافية وتكتب يف جرائد مثل ال�سفري والنهار واحلياة .حا�صلة على ماجي�ستري من اجلامعة الي�سوعية .ترجمت ق�صائد ل�شعراء كبار من الفرن�سية �إىل العربية. م�ؤلفاتها: �صدر لها ثالث جمموعات �شعرية" :جنة جاهزة" والإقامة يف التمهيد" و"احلياة على دفعات". 133
�أجل�س مثل ّ كل رجل ي�شرب القهو َة على دائري ر�صيف ن�صف ّ اقتلع ن�صفه الآخر ورماه ملغول يقتاتون منه قبل �أن يبد�أ البحر ت�أت�أة النهاية. �أنتظر اليوم الأ ّول بعد الطوفان... لأم ّزق روزنامة �صفرا َء ع ّلقها كهالن على حائط يعدهما بعودة من غادروهما، و�أقول لهما �إنّ الزمان انتهى. �صليبي فوق راحتي مثل �ساح ٍر ّ رافعاً ّ ب ّلورة ال�سماء م�شدوهاً مبنظر يوم ُتك ّن�س فيه الأديان �إىل مزبلة غ ّرها ر ُّبها بها �أ ّنها يوم القيامة. أ�صدق النعم َة �أنّ عد ّوي كان عد ّو ال � ّ نف�سه... جديد غداً يبد�أ زمن ٌ ال زواحف من ال�صحراء وال من ينكح جيفة 134
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�سرجون كرم
العهد اجلديد
�أو يتز ّوج قبيلةً... ي�شق جدو ًال. وال من ي�شفي �ضريراً �أو ّ عبث كان لو �أنّ هذا التاريخ تابع زحفه، ٌ جلندب ويقفز ٌ يرم قفّازيه ٍ عبث كان لو مل ِ �إىل �إطار ال بداي َة فيه وال نهاية. طوبى يل نبياً و�إلهاً طوبى يل �أ ّما و�أباً طوبى يل رج ًال وطف ًال و�شيئاً ي�سرياً من املوت والأمل واحلزن وال�سالم.
ابداع ونقد
�سرجون كرم :مواليد الأ�شرفية .1975 م�ؤلفاته: "تقا�سيم �شاذة على مزاهر عبد القادر اجليالين". "يف انتظار موردخاي". "هذا �أنا" .الرتجمات: تراجيديا املن�صور للأديب الأملاين هايرن�ش هاينه� /أملاين عربي./ يغ ّني بوحاً لنعيم تلحوق بالتعاون مع نعيم تلحوق. �أجمع يف �صدفة لهنيبعل كرم بالتعاون مع �سيب�ستيان هاينه. وطن للتهجئة � /أنطولوجيا لبنانية ملجموعة �شهرياد بالتعاون مع �سيب�ستيان هاينه. بورتريه للموت � /أنطولوجيا �سورية ملجموعة ثالثاء �شعر بالتعاون مع �سيب�ستيان هاينه. ج�سدي الآخر ل�شربل داغر بالتعاون مع �سيب�ستيان هاينه. ه ّبت رياح رفعت نقابي للكاتبة املغرب ّية ب�شرى عبد املومني بالتعاون مع كورنيليا ت�سريات.135
لو ين�ساين ا�سمي يف يوم ،يبيعني .تزحف العائلة تزحف ،الأقارب ينهالون من الأظفار، ل�ست على والأ�صحاب ي�سافرون الآن .مقطوع من �شجرة ال تعرفها �أوراقها ،لونها ال لونُ . يقني مبا �أقول و�أقول .و�إذا جاءت الكلمات و�س�ألتني �س�أكون م�شغو ًال � ّ أخطط لأ�صطاد جب ًال أحدد �أق ّرر �أختار �إىل ما ال وعلي �أن � ّ يف ّ ال�سهل ،ال وقت عندي ال�شّ غل فوق �أذين وال �شغلّ ، وعلي �أن �أدرك �أي بداية ل ّأي �شيء ،خيط� ،أ ّول اخلرب �آخره ،وال �أ ّول نهاية وال خيار وال نهايةّ ، وعلي �أن �أختارّ . وال�ساعة يف ال ّنهر وال ّنهر كل هذا يف ح�ضرة الوقت ّ وال �آخر �إ ّال احلياة هذه ّ يف البحر .لك ّن ِك � ِأنت وحدكِ ال �أعرف كيف مت ّرين حت�ضرين يف الباب وال ّنافذة وعني الأفق. ليكن يل ح�سب ِ ال�ساعات �إىل ما ال نهاية وال نهاية وال بداية. ْ قولك ،وليكن رمل يف ّ فوزي بطر�س ميّني ،مواليد زغرتا � -شمال لبنان .1967 م�ؤلفاته يف انتظار االنفجار الآتي .)2016( - متارين على تبديد الوقت .)2013( - كال�سيك .)2011( ت�ضع كر�سياً� أمام الباب وتنتظر لت�أتي الطريق .)2010( - �ألف وتاء طويلة .)2008( - كالب العزلة.)2007( - تو ّقفوا �أريد �أن �أنزل .)2004( - حياة بدون فلرت .)1996( -أر�ضي .)1994( - امل�ستلقي على طابقه ال ّ ُترجمت مناذج من ق�صائده �إىل الإ�سبان ّية �ضمن كتاب�" أنطولوجيا عن ال�شعر اللبناين"لل�شاعرة جمانة حدّاد ،و�إىل الفرن�س ّية �ضمن كتاب�" أ�صوات لبنان ّية راهنة" لل�شاعرة الراحلة� صباح اخل ّراط زوين . 136
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
فوزي ّميني
ال�صالة ما ي�شبه ّ
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
بي ٍد �أكتب، َ ٍ ب نحو الر� ِ أ�س ر�صا�صة بيد �أ�ص ّو ُ
فيوليت �أبو اجللد
()1 تقر�أ على املجنون �آيتك، تلم�س ل�صاً جيوبه معب�أة بالذهب واخلوف ترث بيتاً فيه �شبح وريح. تكون ن�سيجاً بني يدي خياطة عمياء، ت�صري عينيها رغم �إبر تغر�س يف القلب. حتب كما لو �أنك املجنون والل�ص والبيت واخلياطة العمياء. تعي�ش و�أنت ال�شبح والريح، هكذا يقر�أ عليك ال�شعر �آيته.
()3 ُي�شاع �أن �آنية ال�ضوء انك�سرت بني يديك قبل �أن ّ تت�شكل يا َ اهلل، �أن احلب هو الدليل على خطئك الأزيل هذا، �أن ال�شعر حماولة يائ�سة لرتميم الكون من بعدك. ي�شاع �أن ال عالقة لك بحزين الآن، لكنك نادم وط ّيب.
()2 ي�سقط من فوق، من نافذة املطلق �إىل ال�شارع العام،
()4 ب َي ٍد �أكتب، ٍ بيد �أ�ص ّو ُب نحو الر� ِأ�س ر�صا�صة.
احلب حديث اجلال�سني يف املقهى املقابل، وي غريب، عن َد ّ عن قتي َلني وجرحى.
137
حني يدنو الغنا ُء من النافذة الرق�ص ح َمماً يف الأر�ض، ي�صري ُ وعوي ًال يف قدمينْ منتحرتني؛
الطائرات الورق ّي ُة حني ت�صنع هذه ُ �سماءها، حني �أُفلت اخليط ، كي ال �أعود.
فيوليت �أبو اجللد �شاعرة لبنان ّية من زحلة تعي�ش يف جونية ،مواليد .1974 م�ؤلفاتها: الن�ص� ...أوان اجل�سد� ،أرافق املجانني �إىل �صدر لها :بنف�سج �أخري� ،ص ّياد النوم� ،أوان ّ عقولهم. 138
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
عبق الوالدة
الرا اّملك
�أنا وال ّليل منهمكان
جنم ٌة يخفت �ضو�ؤها
نر ّتب تفا�صيل قبلة..
ترا�سلني
نن�سج ثوباً جديداً
و�أنت هناك
من رائحة رحمي
تدخلني بابتهال..
�س�أح ّرر بك عبق الوالدة حب َل ْت َ بك الفكرة..
تكذب ال�شّ بابيك
م�ضت ت�سعة ع�صو ٍر ْ هادئ دائري ٌ و�أ ٌمل ٌّ ي�صنع ق�صيدتي �أجنب ُت َك لأولد منك..
متى �أقفلناها زمني املفتاح ٌ حر�ص ٌّ ال�س ّر ّ خد ٌاع يعبد ّ قفلي بني َ يديك ٌ منب�سط �سرو ٌر ال يحتاج مفتاحاً..
جديد ُوجِ َد اخللف مكانٌ ٌ ال � ّ أحدق به أنفك � ّ
يف غال ج�سدي
و�أخاف �أن ي�سبقني..
ت�ستدير لغتك..
مات املكان َ
�س�أحيى بال �أرقام
الوعد يديك.. حني ر�أى ُ
لن �أن�ضبِط ح ّتى 139
�أُم�سك باحلقيقة... �س�أقلع عن �إدمان الثّبات و�أ�شرب نبيذك..
�سيثمل من حركتنا عمق الوعي..
الرا ملاّ ك :مواليدعام 1991 حارة جندل -ال�شوف حائزة على �شهادة درا�سات عليا يف اللغة العربية و�آدابها. م�ؤلفاتها :لها جمموعة من املقاالت والن�صو�ص ال�شعرية والنرثية املن�شورة يف ال�صحف اللبنانية ون�صو�ص مرتجمة �إىل الإنكليز ّية يف الـ ""world poetry yearbook 2014 ال�صادر يف ال�صني عن "The International Poetry Translation and Research "Centre- IPTRC 140
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
حار�سةُ الظِّ ل
ليندا ّن�صار
�شبح روح ُ
�أمام املر�آة الكئيبة
من نيون �أزرق
يطعنون �سحرها
�أ�سفل الكنبة اجللدية
ي�صفقون للغار
يت�س ّلل ليال
لن ت�صدقهم الع ّرافات بعد اليوم
من �أنقا�ض �صور
�س�أهيم فيك يا �شبحي
تتعرى منها �أج�سا ٌد
�أين مر�آتي؟
ف ّتتها النور
هل ت�شقّق بزواياها زوابع ع�شق
وحدها مرايا نر�سي�س
يحرتق بي
تراودها عن نف�سها
ثغري با�سم
تق�ص �صفحات املاء ّ
وال �أحد يبارك خطيئة الر�ؤيا
من ذاكرة الع�شب
ليحكم علينا م ًعا
ّ خط اال�ستواء نائم
ب�أن نحمل �شجرة العري
خط ّالقدر م�ستيقظ
�إىل الأر�ض
ّ الكل متهم الآن
هل �أعرف؟ 141
هل تعرفني؟ تقول حار�سة ّ ظل نر�سي�س و�أنا �أر ّتل معها يف ماء البئر
"�أن�شودة املطر" مطر..
ن�صار :مواليد منطقة املزرعة – بريوت 1981- -حائزة على �إجازة يف ال ّلغة العربية ليندا ّ و�آدابها. م�ؤلفاتها: �صدر لها ثالثة دواوين �شعر ّية: اعرتافات جمنونة – .2011 �إيقاعات متم ّردة . 2012 -– طيف بال ظ ّل .2015 - وثالث ق�ص�ص للأطفال عن دار �أ�صالة هي: تكنولوجيا ولكن – �أ ّمي �صاحبة الكراج – مت� ّسول ولكن. كما �صدر لها كتاب �أغانٍ للأطفال CD +عن دار العلم للماليني. حائزة على جائزة جنان اخلليل لل�شعراء العرب ال�شباب عن ديوان "لأين يف عزلة" .2016 ع�ضو يف احتاد الكتاب اللبنانيني. كاتبة يف الإعالم الثقايف.142
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
رىل اجلردي
نرحل عن ال�شمال
�أُ ُ كمل �صو َت َك قبل �أنْ ت�ستدي َر الأم�سية �أو َ تنتقل �إ�سبانيا �إىل احلقيبة �أَ َتز ّيا بع�شقٍ ُمهني اخلراب يه�س فوق ِ فالبو ُم ُّ ِّ الذي �صا َر �صدري تفخ ُر مبو ِت َك أنت َ و� َ الذي منَا وا�ستطال الآنَ تبقى عالياً كام ًال جمي ًال. ميَ�شي البيانو �أمامي من ال�شمال بعد �أن َط َر َد قيثار َة الأندل�س ُ يرك ُ�ض مع امر�أ ٍة رجل بال َمو َّد ٍة �أو ٍ حن �إىل الأرجنتني. ُي َ�س ِّل ُم الأ�صاب َع وال َّل َ ت�سرتيح الأندل�س ُ من �صي ِفها املُ ِ حت�ضر
زند �إ�سبانيا وتت� ُأبط َ يزرع على ِ املحمل ُ ُ الكامل �إجني ًال بِك ُر َك ويف ال�شمالِ م َو ِّل َد ٌة احلنيف رق�صها َ تو ِّد ُع َ �أَ ِع ُد �أطفا َل َك الأربع َة ب�أُمومتي الليلكي العنب وبال ٍد لي ِلها من ِ ِّ الثوب �إىل ا َجل ِ �سد � ُّ أ�شد َ ع�صباً وعلى ال�شِّ فاه ِم َ أجزع َتطم ِئ ُّن � َ أنت يف َ�سفر َِك و� ُ �شم�س ُق ُرطبة �أُل ِّو ُح ِل ِ كي ال ُ تذك َر َك ب�سوء �أو مت َُّد َ لك �أغال َلها. غداً تدور حويل �أزق ٌة �شاخمة �ضرب ُمتتالٍ من ال ّتانغو ُ ورديف ٍ 143
يف ُك ٍّل من َبني ِن َك مدين ٌة ُتق ِف ُل و�شاع ٌر يت�س َّو ُل يف ِ مراك�ش. تقف ُز �إيزابيال من الثلوج حتتفي باجلنوب، ملح ُه احلار ِّ تهدئ َ و َت َتم َّرى مبا ِئه
ُت ِ زرك ُ�ش ردا َء ال َّز ِ فاف وتع ِّلقُ الع َر َب مل ّياً على م�شانقِ الأبجدية ُ اخلطوط الالتينية تنت�صب لها ُ ال�سري ِر على ِ خ�شب ّ و َي�ؤُ ُّم فرديناند ليل َة ال ُعر�س.
رىل اجلرديَ :د َر�ست علم الإن�سان يف اجلامعة الأمريكية يف بريوت و�أنهت درا�سة الدكتوراه يف التاريخ الإ�سالمي والأدب العربي املعا�صر يف جامعة يال يف �أمريكا �سنة .1998تعمل ك�أ�ستاذة للتاريخ الإ�سالمي يف جامعة ماكغيل يف مونرتيال منذ �سنة .2004 م�ؤلفاتها: �صدر ديوانها الأول" ،غالف القلب" من بريوت ،دار نل�سن� ،سنة .2013 وديوانها الثاين" ،كليلى �أو كاملدن اخلم�س" من دار الفارابي� ،سنة .2015 ُن�شرت لها ق�صائد عديدة يف جرائد وجمالت متف ّرقة باللغات العربية والإنكليزية والفرن�سية منهاال�سفري ،اجلديد ،جدل ّية ،الآداب ،الأدب العربي ،والكتابة. ّ ن�شرت مقاالت �أدبية عديدة حول ال�شعر والرواية املعا�صرة �إىل جانب كتابيها ومقاالتها املتفرقةحول التاريخ الإ�سالمي ال�شيعي واملجتمع اللبناين. �شاركت رىل يف عد ٍد من الن�شاطات ال�شعرية والأدبية يف مونرتيال ونيويورك وبريوت. ترج َمتْ لها مي�شال هارمتن� ،أ�ستاذة الأدب العربي يف جامعة ماكغيل ،عدداً من ق�صائدها �إىلالإنكليزية .و َترجمتْ لها �أي�ضاً ال�شاعرة اللبنانية الفرانكوفونية ،نادين لطيف عدداً �آخر من ق�صائدها �إىل الفرن�سية. لها ق�صائد مرتجمة �إىل الإنكليزية يف فيلم "البكاء على بابل" لل�شاعر واملخرج العراقي وحيدَّ مط�شر �سنة .2015 ح�صلت على عدّة منح علمية وجوائز منها جائزة "رتبة �شرف لأف�ضل �أطروحة دكتوراه" و"التفوقاملبكر يف الإجناز الثقايف".
144
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
الإجنيل الثالث ع�رش
هنيبعل كرم
ال طائ َر فوق البحر... هوى وج ُه ا ِهلل رماداً على ق ّب ٍة ...ي�سرت عور َتها! ال � َأفق للجحيم، ك ّلنا مائتون بني كفّي امر�أ ٍة ُت ِ ر�ض ُعنا لت�سخ َر من جوعنا، حمارب تخ ّب ُئ ج ّث َة �آخ ِر ٍ رحم ثقيل يف ٍ حني ليكون للقيام ِة نهاي ٌة بعد ٍ وتخرجه َ كتب � ِ وائي يف ق�ص�ص يف ٍ أرهقت ال ّر َّ الأنبياء! على �صخر ٍة مربوطة �إىل جمجمة ال�سماء: جل�س ُ يلطم ِ بالغيم وج َه ّ َ "علي اللعن ُة �إىل � ِأبد اّ اللعنني َّ فعلت ما فعلت، ح َني ُ
�إىل الترّ اب يعود ال مرجوماً وال م�صلوباً، جلدها،... قرفت َ بل مومياء ْ خلف ٍّ ظل �أطف�أ عينيه َ حني غاب ُ حائط ِ البيت وما خ ّب�أه ال ُ أطفال يف ورقِ العيد، �آخ ُر َمن ر�آهم قال عنهم: قاحت براء ُتها، كانت وجو ُههم ْ ينتظرون لع ّلهم يفهمون �أحجي َة ال ّتي�س واخلروف! احلليب يف �أحداقهم تر ّب َع بائ ُع ِ ي�شكو َ رعب ال�سيناريو املتنقّل يف اهللَ ... جيب ِ �ساعي الربيد!
كتبت ما كتبت"!... وحني ُ 145
هنيبعل كرم: مواليد فيع -ق�ضاء الكورة ،عام .1975حائز على ماج�ستري يف الدرا�سات امل�سيح ّية- الإ�سالم ّية ،ودبلوم درا�سات عليا يف الفل�سفة. م�ؤلفاته: �صدرت له : رواية بعنوان "فِ�صام".مرتجم للأملان ّية� ،إ�ضافة �إىل وديوانا �شعر" :حا�ضر يف الغياب" و"�أجم ُع يف َ�صدَفة"-َ �أعمال �أخرى حتت ّ الطبع. 146
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
نغم ن�صار
ال حلم قبل عينيك
على مدخل مدينة الذاكرة على �أ�ضلع اجل�سر املمتد من القلب �إىل الوريد تزدحم ح�شود الأ�شواق �أنت تقف على بوابة اجلرح تتقم�ص لهفة الغيم تتحر�ش بج�سد البكاء ترتديني ..تخلع علي احلب �أرى وجهك على مرايا ال�سماء �أ�شهد �أن ال حلم قبل عينيك �أ�شهد �أن ال �أحالم بعد عينيك م�شاعر متمردة تغزو رئتي تعتقل �أطراف �أنفا�سي ينمو حبك على �ضفاف قلبي ت�سقي دمائي �أ�شجار الربتقال تتكحل بالعبري �أحداق اجللنار ت�صلي لأجلك �شفاه نب�ضي
يت�سع خافقي يكرب حد االنفجار �أخاف عليك منك ومني �أغار من كل حلم راودك عا�شت فيه امر�أة �سواي �أيها اخلارج عن املنطق �أيها الغايف حتت �أجفاين �أيها الع�صي على الن�سيان �أيها الفرح العابر للأحزان �أطفال البدايات ولدت يف عينيك وكل النهايات متوت على �شفتيك من مي�شط روحي من ب�صمات حبك وينتزعك من عمود �أحالمي الفقري �أيها املولود من رحم الأ�سطورة لت�ؤرخ يف كتاب احلب ق�صتنا �أيها الآتي على �صهوة املحال �أحبك �أحبك 147
"�إنف�صام"
ذكريات �سعيدة.. ٌ كابو�س اليوم.. ُ ت�شيزوفرينيا عاطفية! ***
"�صقيع"
خارجه.. باب ِ القلب َ وابق َ �أغ ِلق َ �أخ�شى اتهامي بالإجرام.. �إذا قت َلك ما ا�ستوط َن ُه ِمن �صقيع! ***
"نور"
ال خوف يقب ُع حتت �أظافري.. فتات نورٍ.. هو فقط ُ أقطف املدى.. انتزع ُته ..بينما كنت � ُ و�أملأ ب ِه جِ را َر االنتظار.. كي ال ت�شيخ.. *** 148
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
ياقوتة الأحمد (دند�شي)
"ر�ؤى"
"عفن"
قت َلها.. طقو�س الوفاء.. ولزو َم ِ دف َنها بداخ ِله.. ُم ّذاك.. �صا َر ك ّلما تعثرّ َ ب ِِ�شب ِه حبيبة.. احتاج مقداراً �أك َرب ِمن عط ِر الرجولة.. َ عفن دما ِئها.. َك ْيما ُيخ ِف َي َ املُ ِ ختلط ب�أو ِر َد ِته! ***
"عزف"
يتك�س ُر بداخلي.. �شي ٌء ما �أ�شع ُر به ّ �شيء بال ا�سم� ..أو �شكل.. بفعل الك�سر.. غري �أن �أطرافَه امل�س ّننة ِ ُ العزف ..فوق دف ِ ّات الوجع.. توا�صل َ زيد ال�شرخُ بني �أ�شال ِء النف�س.. ف َي ُ
ابداع ونقد
وتتطاي ُر ..بحثاً عن ُر ِ �شدها.. روح.. ما بني �إغما�ض ِة ٍ والتفات ِتها! ***
"ده�شة"
لمَ ِل ْم ده�ش َت َك.. ينا�سب جنوين! و� ِأع َّد لنا َ طبق ُعم ٍر ُ ِ ر�شحت من ِظ ِّل َك.. عج ٍب لمَ ِلم ْ عالمات َت ُّ اجلبني ر�ؤيةً.. واح ِفر على ِ بغراب ِة امل�ستحيالت!
ياقوتة الأحمد (دند�شي) :مواليد ق�ضاء عكار �شمال لبنان عام .1983 م�ؤلفاتها: �صدر لها :كتاب ُ"�شبه ُة ُحب" -ن�صو�ص للت�ضليل ،وهو عبارة عن جمموعة ن�صو�ص يف ال�شعر والنرث ت�سرد ق�صة مرتابطة. ُن�شرت لها مقاالت عدة �أدبية و�سيا�سية ور�أي واجتماعية على مواقع �إلكرتونية متنوعة. نا�شطة ثقافية وع�ضو رئي�س يف ملتقى �شهرياد الثقايف ،الذي يعنى بتنظيم الليايلالثقافية على امتداد املناطق اللبنانية ،بني �شعر ور�سم ومو�سيقى و�سينما .كما �أحيت العديد من الأم�سيات الثقافية ،ك�شاعرة �ضيفة �أو كتقدمي �إعالمي. 149
�أن تت�سمر خلف هذه ال�شا�شة احلقرية وتفكر ماذا �ستكتب هذا قمة الغباء �أن تفك �شيفرة كل هذه الوجوه امللتب�سة هذا فعل انتحار �أن تقر�أ الغام�ض بني الكلمات �سوف تتعب من احلقيقة رمبا ...ول�ست مت�أكداً من �شيء لكنني ت�صاحلت مع اجلمال كما القبح وت�صاحلت مع الغياب ...ول�ست مت�أكداً من �شيء وت�صاحلت مع اخلوف واملجهول ومع عينيك املثريتني... و�أكتب ق�صتي مع احلياة ...كي ال �أموت وحيداً هل �أنت فع ًال حبيبتي ...ال �أدري! لكننا بالأم�س كنا نغني وكانت �أج�سادنا تتالحم وتتناغم مع �ضوء خافت 150
وكثري من الن�شوة... كنا نبحث عن ال�ضائع منا ....وكنا �أكرث من ح�ضورنا ك�أنني �أبوح لك تعايل يا حبيبتي نرحل من هذه املدينة نرحل كاجلبناء والل�صو�ص تعايل قبل �أن يحطموا �أج�سادنا وتت�آكلنا النفايات واجلرذان تعايل ن�ست�سلم للهروب ونبني على مداخل املدينة هياكل لنا �أقوا�ساً للهزمية تعايل ن�شرب ك�ؤو�س اخليبات حتى الثمالة ومنوت كما نريد... االنتحار اجلميل ال�صاخب بال�شغف
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
زاهر العري�ضي
متثال مذبوح
ابداع ونقد
املمتلئ باحلب واحلرية... االنتحار ال�شجاع بكل جر�أة وبكل �إميان تعايل نغلق �أبواب املدينة على الأموات ونرق�ص خارج الأ�سوار ونرى احلرائق البعيدة ونبني مدينة يف هذا ال�سراب
خلف البحر... �أنا ال �أخ�شى ق�صائدي املنهزمة ولغتي املجروحة ،و�أفكاري املبعرثة وتخيالتي الفا�شلة، كل ما �أخ�شاه �أن �أكون متثا ًال مذبوحاً
زاهر العري�ضي :مواليد بي�صور -لبنان عام 1982 م�ؤلفاته: رحيل يف ج�سد� -شعر - 2008 -دار �أبعاد م�أدبة ربيع ال�شعراء -كتاب م�شرتك ملجموعة �شعراء �ضمن فعليات بريوت عا�صمة عامليةللكتاب2009 - - Offlineن�ص افرتا�ضي 2010- -دار �أبعاد � أنا الغريب هناك "ن�ص جتريبي" 2014-دار الفارابي" وطن للتهجئة" ..ق�صائد مرتجمة للأملانية -كتاب م�شرتك ملجموعة كتاب151
ن�ض ُع وروداً �صغرية تدل الأطفال على وجودنا رمبا ينتبهون �أنهم ي�شبهوننا ويف ر�أ�سهم ق�صة �أخرى �أجد حجارة رتبتها الطرقات هناك حجر يلعب معنا كل الوقت ال تلوميننا �أيتها ال�شجرة التي ربطت عيني بها �أنت انتحرت و�أنا �أخربتك �أين �س�أحب مرتني مثل من يقفز مرتني يف الهواء. تغريد عبدالعال: مواليد 1984لبنان م�ؤلفاتها: يف متام ال�ساعة اخلائفة �شرفة مائلة تكتب ال�شعر واملقالة الثقافية152
هواج�س
و�ضعت �أ�شيائي يف هواء قليل ثم ارتفعت كالبحر اىل يدي وتركتني �أ�ستعد مل�ضغ هواج�سي قبل �أن تغادر. ***
حركاتنا املت�شابهة، كانت مو�سيقى تطردنا اىل البيت الآلة التي تعمل الآن، تفكك الر�سالة، �أجل�س يف الأع�شا�ش الفارغة، البيا�ض وحده ، من يقر�ؤها جيداً.
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
تغريد عبد العال
حجارة رتبتها الطرقات
دار نل�سن
هاتف 01/739196: الربيد الإلكرتوين darnelson@hotmail.com:
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�إ�سالم �سمحان
ع�رشة �أبواب لق�صيدة دم�شقية
باب �رشقي 1
مثل مواكب الأمراء مل نرها لكن حتدثنا عنها كثرياً.
�إنه ال�صباح عني الليل التي ابي�ضت من احلزن.
باب ال�صغري
2
�أهج�س باخلراب �صدري ميدان الرماية ودمي �شراب.
�أ�صلي للج�سد امل�سكوب مثل �إبريق الفخار.. �أ�صلي للوطن املذبوح من بردى حتى عكار. 3
ملحنا ال�سعادة؛ كانت جملجلة بكامل �أبهتها وعظيمة ب�سرعتها
II 4
5
�أدندن �أغنية رائجة، و�ألهو بت�أثيث خميلتي: حديقة خلفية وبيت دم�شقي بجدران قليلة و�ستائر خفيفة وجارة تغلي القهوة 155
على نار قلبها؛ و�أ�شربها.
الأحداث والوقوع يف احلب وما �سوف ي�أتي.
كنت �أقبلهم يف النظرة الأخرية يا ملرارة املوت يف فمي.
IV
6
III
باب توما 7
دم�شقية العينني ذابلتان مثل نع�س الظهرية. 8
�أيتها الريح احلمقاء تلك الثقوب لي�ست لناي؛ وهذا ال�صوت اجلميل �صراخي.. �أيتها الريح �أنا خزانة النار وتلك الثقوب جراحي. 9
احلرب ت�ؤرخُ ذاكرتي: 156
باب الن�رص 10
�أيها العامل ل�سانك �أطول من قارب وهذا املاء دمي. 11
القلب خملوع ِ �أ�س ُري َ مزقتني اخليب ُة وقد �صا َر �صدري كث َري ال�شقوق تنمو فيها ورو ُد الأملْ ت�شرب من دمي. التي ُ 12
ال�صباح لي�س خرياً.. ال�صباح بداية وجع جديد.
ابداع ونقد
V
باب الفرج 13
حتدق يف املر�آة؛ تلك الأ�شكال املتداخلة يف بع�ضها البع�ض وجوهك املتعددة، دمعك اخلائن يف النظرة البلهاء. 14
كان الدم يلفظ كالمه الأخري ويطفح من "التلفزيون" مثل ثور �إ�سباين. 15
َمروا مثل امللح يف اجلرح ك�ضمري اجلالد كو�شم يف
عني ال�شم�س �إىل الأبد. VI
باب اجلابية 16
�ستائرها حني يحركها الهواء؛ بلد. �أملح ْ 17
يطعنون دمي و�أح�ضنهم يف ال�سر كي ال يتجرعوا طعم الندم. 18
�سيمفونية لينينغراد.. الرتخاء اجلثث يف العربات وتهدئة روع املقاتل: قالت لودميال، وراحت ت�صطاد اجلنود بابت�سامة عري�ضة وهي تبكي. VII
157
باب الفرادي�س 19
�أيها القدير خذ بيد احلرب ف�إنها لوال م�شيئتك ما كانت. 20
�أر�ش على املوت �ضحكتك و�أغ�سل ال�سماء ب�صوتك. 21
�ألتهم املنحدر مثل كرة الثلج حتت القمر ، و�أحو�ش الأمنيات يف �سلة املهمالت كي ال يلتفت �أحد �إليها. VIII
باب ال�سالم 158
22
�أعي�ش ك�أنني لغة و�أنت �أبلغ ما فيها. 23
ع�شنا يف حارة �شامية بيوتها متال�صقة وحني ت�شتد حرارة بيت جرياننا مير�ض بيتنا. 24
كل الذين �أحبوك يف ال�صمت كانوا �أنا.. �..أنا كل الذين اختاروك لينالوا مني. IX
باب كي�سان
ابداع ونقد
25
متر ذكراك
ها �أنا مثل �شجرة اخلروب العظيمة عند ال�سفح البعيد �أيفء على �أوراقي املت�ساقطة.
كالكحلة
26
�أبت�سم كل يوم للمر�آة كي يت�سنى يل �أن �أ�ضبط �ضحكتي كما حتب اخليبة. 27
يف العني الوا�سعة العمياء. 29
الرياع ي�ضيء من حويل؛ �أنا امل�سجى حتت �أ�شجار ال ت�ؤتي ثماراً وتزدهي باخل�ضرة فقط.. كل ما يحيط بي
�إنهن �أقمار الق�صيدة.. نون الن�سوة وتاء الت�أنيث ودم�شق.
املحنط.
X
30
باب اجلنيق
دمعتي كرمية؛
28
جميل و�صامت ويزهو كالطاوو�س
قما�شة القلب ال جتف. 159
حممد حممود الب�شتاوي
الدروب البعيد ِة يف ِ ِ امل�سافات كثلج على جم ِر تذوب خُ طانا ٍ �شوقاً الغياب حلظةً ..حلظ ًة نذوب يف ك� ِأ�س ِ ُ ِ فين�سحب حمطات االنتظا ِر نغيب يف ُ ُ الذكريات ال ُعم ُر من رما ِد ْ الدروب البعيد ِة كقطع ِة ونذوب �سو ّياً يف ِ ُ احلنني �إىل �إطا ِر ال�صور ِة؛ ُ�س َّك ٍر يف ميا ِه ِ ال�صور ُة اليوم فرديةٌ؛ ٍّلكل منا �صورته
الدروب البعيد ِة يف ِ نتعرب�ش دالي َة احلكاي ِة ونلهو بها ٍّ كقط ُ يطار ُد ذيل ُه نتوارى خلف �أ�صابعنا َك ِ�ص ْب َي ٍة يلعبون بظاللهم. الدروب البعيد ِة يف ِ
ال�شتات؛ ِّ ِ لكل منا ال�صور ُة جماعية يفُ الغروب تفا�صيل رحلت ِه يف ْ
عب/ حم ال َّت ِ نتكاث ُر يف َر ِ نتناق�ص َح َّب ًة َح َّب ًة يف ِ جوف املنفى ُ ُ نت�ضاءل يف املر�آ ِة،
الدروب البعيد ِة يف ِ
عما تبقى لنا من ِ القلب؛ ُ جهات ِ نفت�ش َّ عن ك�سر ِة خُ ْبزٍ/
نذوي يف ِ طرقات التي ِه..
يفء �شجر ٍة/
ونن�أى يف املكانِ املكبل باحلدو ِد ِ
ٍ طائرات/ �سماء بال
كرمل يف راح ٍة مل�سا ْء نلملم َ بع�ض َب ْع ِ�ضنا ٍ ُ
� ٌ أر�ض بال مقاب َر/
160
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
ِ ِ القلب جهات ما تبقى لنا من
ابداع ونقد
مقاب َر لي�ست جماعية/ حدائق معمور ٌة بال�ضحك/ للجلو�س/ مقاعد �صاحل ٌة ِ َ �شوارع َّ مكتظة بامل�شا ِة/ تنظم ال�س َري.. �إ�شار ُة مرو ٍر ُ ب�ساتني مزدان ٌة بالورو ِد/ تراب /كرو ٌمَ /م ٍ مدار�س /مبانٍ / �شاف/ َ دكاكني، حب الدخان. و�شم�س ال حتجبها ُ�س ُ الدروب البعيد ِة يف ِ البو�صل ُة معطلةٌ.. الوقت ُ خارج ْ الوقت َ ُ اخلرائط ممحي ٌة والعيون مغلق ٌة على املذبحة؛ احلرب.. �أيتها ُ خذي ب�سات َني ال ُعم ِر واتركي لنا قلي ًال من الور ِد؛ فثم َة م�ساف ُة دف ٍء ملا تبقى من �صغا ِر العائل ْة
�رصاخ
ال�سيا�سي ي�صرخُ على ال�شا�ش ِة مبتهجاً ُّ بانت�صارات ِه الع�سكري ي�صرخُ مزداناً بقتال ْه ُّ اجلندي ي�صرخُ تنفيذاً للأوام ِر ُّ املذي ُع ي�صرخُ على اجلمهو ْر �صرخت احلرب اجلمهو ُر ٌ ْ �صامت ..لأن َ احلرب مل ت�صرخ ..لأنها � ُ أول �صرخ ٍة ُ للموت ْ �صمت
اجلثث ال�صامت ُة حتولت �إىل لوح ٍة ُ تفي�ض ُ ِ بال�صرخات؛ ُ حدث الطفل ي�صرخُ �أملاً دون �أن يدري ما ْ الأ ُم ت�صرخُ �أملاً على طفلها، الزوج ي�صرخُ على حال ِه: ُ �ضاع ُّ كل �شي ٍء يف غم�ض ٍة َ لقد َ ما تبقى
و�سط املجزر ِة 161
تغمغم مبا تبقى لها من روح نَف ٌْ�س ُ ال�صمت؛ ت�صرخُ حلظ ًة ثم ي�سو ُد ُ ال�صمت �آخ ُر �آثا ِر املجزر ْة.. ُ �صورة
الدبابات و�سوتها ال�شوارع هر�ستها ُ ُ أر�ض تراباً؛ بال ِ عاري ٌة من ال ِ إ�سفلت بال �أر�صفةْ.
نتناق�ص فرداً ،فرداً؛ ُ
هرولة
أم�س كانت �صور ًة جماع َّي ًة بال ِ
ال�شوارع.. ُ
اليوم..
هرولت فوقَ � ِ �صيف أكتاف ال َّر ْ
�صارت �إىل الذكرى ال�شوار ُع عاريةٌ من الإ�سفلت
رب يف البال ِد التي ارحتلت يف َح ِ احلروب.. ِ قطعة قطعةً ،ثم َة بقيةٌ ،ل�شوارع خالية من املا َّر ِة.. أحد بها �إال ه َّرة �ض َّلت طريقها ف�أردتها ال � َ الر�صا�ص ُة يف املزبل ْة ***
الريح؛ ُ ال�شوارع ت�صرخُ فيها ُ الطني يف الأذن ْني فهي هادئ ٌة متاماً لوال �أن ُني ِ 162
***
ال�شوار ُِع تتع َّرى من ا ُخلطا، ظيف؛ فيا ل�شارِعنا ال َّن ْ ِ املمرات �سوى �أوراقِ اخلريف ال �شي َء يف ْ ال �شي َء يعبرُ ُ املا�ضي �سوى عيونِ موتانا اجل�سد القتيلْ تثقب َ ُ ال �شي َء ل�شي ٍء �سوانا ورد ٌة و�سك ٌني �شريف. وعربيد ْ ٌ
�إب��������������������������������������داع ون���������ق���������د
�سورية و�إله ال�شم�س
عبد الوهاب �أبو �صالح*
حيزاً من تفكريه ،ف�أ�شعتها� ،شروقها ،غروبها وحركتها ّفكر الإن�سان بال�شم�س ومنحها ّ الظاهرية جعلته ي�ؤول ت�أويالت نه�ضت مبعتقد ديني جعل منها حموراً دينياً يف حياته، فهي املتعالية ،وال�سامية االرتفاع ،واملبهمة والغام�ضة .تبعث �ضوءها الذهبي متلألئاً ّبراقاً ،فيبعث احلياة بكلّ �شيء يالم�سه .وقد حار الإن�سان بها ،فكانت منذ �آالف ال�سنني ّ فقد�سها وو�ضع لها رموزاً تن�سجم مع ميتافيزيقيته. حمط تفكريه وت�أويالتهّ ، و�إنه ملن غري املعروف متاماً متى ح ّلت عبادة ال�شم�س حمل عبادة القمر ،فربمّ ا حدث ذلك حينما ح ّلت الزراعة حمل ال�صيد� ،أي خالل الع�صر احلجري احلديث ،فعبد النا�س حي ،ف�سادت فكرة ال�شم�س العظيمة لأنها مبثابة الوالد الذي نفخ احلياة يف كلّ �شيء ّ عبادة ال�شم�س -وفق الأ�ساطري -بعد �أن ا�ستطاعت امليثولوجيا ال�شم�سية بناء نف�سها على الأ�س�س ال�سابقة للميثولوجيا القمرية ،و�أخذ الآلهة ال�شم�سيون يتبنون خ�صائ�ص و�صالحيات الأم القمرية وابنها ،كما حت ّولت بع�ض الآلهة القمرية �إىل �شم�سية .ومبا �أنّ العالقة بني الأ�شياء املقد�سة واملجتمع عالقة رمزية ،ولي�ست عالقة طبيعية فطرية ومبا �أ ّنه من دون الرموز تكون امل�شاعر الدينية عر�ضة للزوال ،و�أنّ احلياة االجتماعية بكلّ مظاهرها ،ويف كلّ حلظة من حلظات تاريخها حتتاج �إىل هذه الرمزية الوا�سعة العري�ضة حتى ت�ستمر يف الوجود ،فكان ال ّبد من وجود املقد�س ورمزه يف ذهنية الإن�سان، أهم فتعددت تلك املقد�سات ،وتعددت تلك الرموز ،وكانت ال�شم�س ورموز عبادتها من � ّ تلك املقد�سات عبادة. ()1
()2
()3
* -عبد الوهاب �أبو �صالح -مواليد 1975ـ دكتوراه يف الفنون والآثار ـ �صدر له كتاب �شعري بعنوان (فل�سفات)، ،2015كتاب عن "تاريخ �أفاميا" ،ن�شر العديد من الأبحاث التاريخية يف املجالت املتخ�ص�صة ومو�سوعة الآثار ال�سورية. 163
وكانت �سوريا القدمية من املناطق التي ت�ضم مواقع عديدة د ّلت مكت�شفاتها على تقدي�س وعبادة ال�شم�س ،وترميز تلك العبادة لت�أخذ �أ�شكا ًال ورموزاً خمتلفة ،ومن �أهم رموز �إله عدا رمزين لإله ال�شم�س ،فالن�سر رمز الرتفاع الروح مثل ال�شم�س الن�سر والأ�سد اللذان ّ ال�شم�س ،وقد ارتبط مذْ ّمت التعرف عليه مع فكرة الن�شاط ومع الرعد والنار ،وهذه الرمزية ممتدة من ال�شرق الأق�صى وحتى �شمال �أوروبا ،والن�سر يف ال�سماء يعادل الأ�سد على الأر�ض فلذلك �ص ّور �أحياناً بر�أ�س �أ�سد و�أمدجود( )Imdugudالن�سر بر�أ�س �أ�سد يربط بني الأر�ضية وال�سماوية ،وا�ستمر ربط الأ�سد بال�شم�س حتى الع�صر اليوناين واتخذ �إله ال�شم�س لديهم ا�سم �أبولون ،والذي يعني من �أعماق الأ�سد ويعرب هذا املعنى عن عالقة بني ال�شم�س والربج اخلام�س� ،أي برج الأ�سد .كما دخلت الأعداد يف ق�ضية الرتميز ،فارتبط العدد 12بال�شم�س من حيث هو تركيب للمبد�أ الدائري ،فهناك اثنتا ع�شرة �إ�شارة للربوج الفلكية ،واثنا ع�شر ر ّباً كبرياً يف امليثولوجيا القدمية ،واثنا ع�شر �شهراً، املقد�س ،واثنتا ع�شرة �ساعة يف اليوم ،واثنا ع�شر �شعاعاً لعجلة واثنا ع�شر ملكاً يف الكتاب ّ العربة ال�شم�سية .وقد وردت م�ؤ�شرات على عبادة ال�شم�س من بع�ض املواقع ال�سورية خالل ع�صور ما قبل التاريخ ،ففي موقع �شاتال هيوك يف الأنا�ضول ،الذي يعود للألف ال�سابع قبل امليالد،عرث على لوحات جدارية يف املعبد البيتي من �ضمنها مناقري لن�سور، ون�سور تن�شر جناحيها على �أنا�س �صغار يحنون �أج�سامهم ور�ؤو�سهم مفقودة� .إنّ وجود الن�سور يف ذلك املعبد ،ووجود �أنا�س يحنون ر�ؤو�سهم �أمامها دليل على مكانة مقد�سة للن�سر ،كما ظهرت رموز �أخرى لعبادة ال�شم�س يف بالد الرافدين ،ذات البعد احل�ضاري املتقارب مع �سوريا القدمية ،ففي موقع ح�سونة ظهر رمز ال�صليب امل�شابه �شك ًال لل�صليب املالطي بحدود الألف اخلام�س قبل امليالدّ ،ثم يف ثقافة �سامراء ،ويف ثقافة حلف (موقع العربجية) ،و�إنّ �سبب متثيل �إله ال�شم�س بال�صليب يرجع لكون ال�شم�س تر�سم خالل طلوعها ومغيبها نقاطاً �أربعاً على الأر�ض تتمثل بال�صليب .وكذلك يف موقع جمدة ن�صر، فقد حت ّولت الدائرة �إىل وردة الأقحوان ،وظهر ذلك الرمز خالل الألف الرابع قبل امليالد ممث ًال لرمزية عبادة ال�شم�س .ويف �أوروك �أخذ جلجام�ش يت�شاور مع �شيوخ �أوروك ليح�صل على ر�ضا �إله ال�شم�س (�شم�ش) حامي امل�سافرين ك ّلهم ،وذلك ليبد�أ رحلته هو �ضم �شر يف البالد .ويف �سومر ّ و�أنكيدو وليقطعا �شجر الأرز ،ويق�ضيا على كل ما هو ّ ح�ض �أخته �إنانا على الزواج جمل�س الثالوث الإلهي نانا :القمر ،و�أوتو :ال�شم�س ،الذي ّ ()4
()5
()6
()7
()8
()9
()10
164
ابداع ونقد
من الراعي دموزي ،الذي ا�ستجار ب�أوتو ليم�سخه �أفعى عندما اختلف مع �إنانا . ()12
()11
بعدة �أ�سماء ،منها �أوتو ،Utuببار ،Babbarك�شر وقد ُعرِف �إله ال�شم�س عند ال�سومريني ّ ،Gis-sirزمله ُ ،Zalmeبزر ،Buzerمات Matو�أمنا ،Amnaومن املمكن �أن يكون اال�سم الأخري �أ�صل الإله امل�صري �آمون مثلما يعتقد �أن �أوتو هو م�صدر �إله ال�شم�س امل�صري �أتون ،ومن الرموز الهند�سية لإله ال�شم�س يف بالد �سومر ال�صليب ،الزائد ( )+عالمة بار ( ) ،الدائرة ،ال�صليب والدائرة �سوية ،ال�سارية وفوقها قر�ص � ،أ ّما �أهم الرموز احليوانية :الأ�سد ذو الر�أ�س الآدمي ،الأ�سد ،الن�سر ،ال�صقر ،والرجل العقرب الذي يظهر �أمام قارب الإله ال�شم�س على الأختام الأ�سطوانية .ومع ا�ضمحالل يعد الأهم يف الديانتني البابلية الدور ال�سومري تنتقل العبادة من �أوتو �إىل �شم�ش الذي ّ والآ�شورية ،فمن �شم�ش يت�سلم حمورابي ت�شريعاته الإلهية . ()13
()15()14
()16
()17
()18
ومن اجلدير بالذكر �أ ّنه مت اكت�شاف ن�سر منحوت على حجر بازلتي يف موقع اجلرف الأحمر ،يعود �إىل الع�صر احلجري احلديث ،ومن املثري لال�ستغراب �أنّ ري�ش جناحي ال ّن�سر املكت�شف عددها �- 12ستة يف كل جناح -والعدد 12مرتبط مع ال�شم�س .ومبا �أنّ رمزية الن�سر مرتبطة مع ال�شم�س ،فهل ميكن تقدمي فر�ضية �أن يكون الن�سر املكت�شف يف اجلرف الأحمر هو �أحد الرموز الأقدم لعبادة ال�شم�س.؟ �إله ال�شم�س خالل ع�صري الربونز واحلديد :عرث يف املعبد - Dيف �إيبال -والذي يعودللألف الثالث قبل امليالد على زخرفة يف مدخله تتمثل بلوحات بازلتية منحوتة ومزينة ب�أ�شكال الأ�سود ،وظهر الإن�سان الثور الذي ميثل �شم�ش ،والذي ظهر ما ي�شابهه على �أحد الأختام الأ�سطوانية التي عرث عليها يف �أور خالل ع�صر فجر ال�سالالت الباكر الثاين 2600 - 2800ق.م. ()19
()20
فقد انق�سم اخلتم �إىل م�شهدين ،امل�شهد الأول يظهر فيه ثور ال�سماء والذي حترق �أنفا�سه احلبوب� .أ ّما امل�شهد الثاين (حتت امل�شهد الأول) ف ُي�شاهد ثوران كلّ واحد منهما يرعى باجتاه ،وعلى ر�أ�س �أحدهما يقف ن�سر مرفرفاً فوق ر�أ�سه بجناحيه . ()21
�أما على ال�ساحل ال�سوري ،فقد عبد �إله ال�شم�س يف� :أوغاريت و�صور ،ففي �أوغاريت كان قر�ص ال�شم�س رمز الإله �إيل ،و�أ�سطورة حورون تد ّلل على عبادة ال�شم�س فيها، ()22
165
حيث كان الطائر ال�صغري الق�صري الذنب املائل �إىل اخل�ضرة ،والذي ارتبط بال�شم�س ي�سمى ( ُحر) .وقد ارتبط هذا الإله بـ"ر�شف" والإله �شلمان �أو �شاليم والإلهة عناة، وكذلك يف �أ�سطورة �شب�ش ، Sapashفقد مثلت �شب�ش عبادة ال�شم�س .ويف �صور يربز ملقارت الذي كان له معبد مهم فيها ...وكان عيده يجري يف كانون الثاين من كل عام ،وي�سمى بعث ملقارت ،حيث تن�صب حمرقة كبرية يو�ضع عليها متثال الإله وحده �أو ممتطياً ح�صان البحرّ ،ثم يقوم الكهنة بحركات متثل قتال ملقارت مع التنني تيفون وتو�ضع طيور الإله امليت ملقارت ،فيقوم و�سط النار و ُيبعثّ ،مما ي�ستدعي بدء طقو�س الفرح، حيث متثل طيور ال�سلوى ترميزاً للطيور ال�شم�سية التي تتحول �إىل ما ي�شبه ال�سبب يف عودة ملقارت �إىل احلياة وك�أ ّنها قب�س �شم�سي �أعاد احلياة �إليه(� ،)24أ ّما الفينيقيون فكان �سماها اليونان فيما بعد ر�شف من �أهم �آلهتهم ،وت�أويله ال�صاعقة� ،أي النار ال�سماوية التي ّ �أبولو وثاو�س . ()23
()25
وعد �إله ال�شم�س عند الآ�شوريني �إلهاً كونياً ،حيث عرث على ن�ص يف مكتبة امللك ّ الآ�شوري �آ�شور بانيبال يف نينوى 632 - 668ق.م .وهو عبارة عن �صالة لإله ال�شم�س البابلي �شم�ش باعتباره قوة كونية �شمولية و�إلهاً للقانون والنظام والعدالة ، و�سمي (�أدد والرعد ّ �أ ّما عند الآراميني فقد ُع ّد الإله حدد �أعظم �إله لهم ،فهو �إله الزوابع ّ �أو �أدو) ،ومن �أهم معابده معبد هريابولي�س (منبج) ،وامتزجت عبادته فيما بعد بعبادة ال�شم�س ،وزخرف ر�أ�سه عند ذلك بالأ�شعة كما يف بعلبك .و ذكر �إله ال�شم�س با�سم �شم�ش يف ن�ص زاكري ملك حماة املكت�شف يف تل �أف�س ،وظهرت منحوتة الأ�سد برمزيتها ال�شم�سية يف العديد من املواقع الأثرية ومنها معابد تل طعينات وعني دارة ويف مدينتي حلف وحماة . ()26
()27
()28
()29
()30
�إله ال�شم�س خالل الع�صور الكال�سيكية :لقد �سجل التاريخ بعد �ألف وخم�سمئة �سنة من وفاة �أخناتون حماولة جديدة جلعل �إله ال�شم�س �إلهاً �أوحد للكون ،وذلك باال�ستناد �إىل �أقوى �سلطة زمنية يف ذلك الع�صر �أال وهي �سلطة رومة ممثلة ب�إمرباطورها ،فكان من �أهم مراكز عبادة �إله ال�شم�س؛ هيكل �إيالجابال Elagabalيف حم�ص ،و�إيالجابال تعني يف ال�سريانية �إيل (اهلل) ،وجابال تلة �أو جبل ،ويوجد تف�سري �آخر هو الإله اخلالق . ومعنى �إيالجابال تعك�س ارتباط �إله ال�شم�س بالن�سر وبالقمم ،فالن�سر ال يرت�ضي العي�ش ()31
()32
166
ابداع ونقد
�إال يف القمم �شاخماً ،وكذلك �إله ال�شم�س فهو يف املكان ال ُعلوي .وكاهن املعبد الأعظم، �أي معبد �إيالجابال هو �سم�سي �سريامو�س الذي كان يحكم حم�ص عند دخول بومبي ثم تعاظمت قوة ومعبد الإله ال�شم�س �أيام الكاهن جوليو�س با�سانيو�س Julius �سوريةّ ، Bassniusوالد كلّ من جوليا دومنا وجوليا مي�سا .وقد ُج�سد الإله يف معبد حم�ص بحجر من ال�صخر الأ�سود (النيزكي) ا�صطحبه معه الإمرباطور �إيالجابال �إىل روما .ذلك الإمرباطور الذي ورث لقب الكاهن الأعظم يف معبد حم�ص ،و�أن�ش�أ معبداً خا�صاً ّميزه على �سائر الأ�شكال املقد�سة ،وبنى قربه مذبحاً ،وكان ميار�س الطقو�س على الطريقة ال�سورية ،ويتبعه يف ذلك جميع رجال الدولةّ ،ثم �أن�ش�أ معبداً �آخر يف �ضواحي روما، وجعل احلجر الأ�سود ينتقل بني املعبدين على عربة اّ حملة بالذهب والأحجار الكرمية يف احتفال ر�سمي ،وكان من نتيجة تلك العبادة وتلك ال�شعائر �أن قام القادة الرومان بالت�آمر على الإمرباطور وقتله هو و�أمه جوليا �سوميا وكثرياً من رجال حا�شيته ال�سورية ،و�ألقوا وهدموا املعبد و�أعيد احلجر �إىل �سوريا بعد �أن �أ�صبح بجثتيهما يف نهر التيرب عام 222مّ ، ا�سكندر �سفريو�س �إمرباطوراً .ويف َب ْعلبك (هليوبول�س) وهو اال�سم الإغريقي الذي يعني (مدينة ال�شم�س) كان ال�سلوقيون قد فر�ضوا الإله بعل حني جعلوه معاد ًال للإله ال�شم�س ،وكان �إله ال�شم�س له املرتبة الأوىل خالل الع�صور القدمية ولك ّنه مل ي�ستطع �أن يحافظ على املرتبة الأوىل بني الآلهة يف بعلبك خالل الع�صر الروماين ،فجوبيرت هو من حتلى بدور ال�صدارة بني الآلهة ،وتقل�ص دور �إله ال�شم�س ،لي�صبح �شبيه الر�سول الإلهي "مركور" الذي اتخذ دور الر�سول للإله جوبيرت . ()33
()34
()35
()36
()37
()39
()38
ويف تدمر ُعرف �إله ال�شم�س با�سم ملك بل وات�صف بهالته امل�شعة ،وي�ؤكد مكانته عند خرب �أورليان بع�ض �أجزائه ، التدمريني معبده الذي احتوى زخارف �شم�سية وقد ّ كما عرث على العديد من التماثيل والن�صب التي متثل ملك بل (الإله ال�شم�س) ومنها متثال ارتفاعه �31سم حمفوظ يف متحف الكابيتول يف روما ،وقد د ّون عليه باخلط الآرامي واليوناين ما ملخ�صه �أنّ مقي بن مال و�سعدو بن تيما �صنعا التمثال وقدماه قرباناً لأجل الإله �شم�ش . ()40
()41
ويف دورا �أوربو�س -ف�إنّ منحوتة ميرثا التي تظهر يف دائرة الأبراج املق�سومة يف الو�سط بالإكليل امل�شع لتمثال الإله ال�شم�س ،حيث تبد�أ �إ�شارات دائرة الأبراج بربج احلمل ()42
167
يف �أق�صى الي�سار ،وتنتهي بربج احلوت يف �أق�صى اليمني .وبا�ستثناء برج ال�سرطان وبرج القو�س ،ف�إنّ الوجوه ك ّلها مع �إ�شارات الأبراج تكون باجتاه الي�سار ،فوق ظهر احلمل، ويظهر قر�ص ال�شم�س فوق الثور ،بينما يظهر جنم على ر�أ�س اجلوزاء ،وفوق الأ�سد يظهر قر�ص ال�شم�س �أي�ضاً ويف لوحة الإله "غاد" املنحوتة البارثية املقدمة للإله ،والتي ر�سمت على اجلدار بالقرب من قد�س الأقدا�س يف معبد الإله نف�سه ،متثل الإله غاد على يقدم القربان �إىل طائر الن�سر رمز �إله ال�شم�س يف �سوريا ،والن�سر واقف على �أ ّنه كاهن ّ مذبح ،يعلو ر�أ�سه تاج� ،أما الرجل الذي يقدم للكاهن القرابني فهو بارثي املالمح . ()43
()44
ويف �أفاميا عرث على متثال ن�صفي للإله هليو�س 45نفذ بتقنية النحت النافر و�أبعاده � 60×80سم .تربز من �أعلى الكتفني هالة حتيط بر�أ�سه ،وقد نحت عليها حزم من الأ�شعة تنطلق يف كلّ االجتاهات ،وي�ؤرخ التمثال على القرن الثالث امليالدي . ()46
ويف دم�شق خالل الع�صر الروماين� ،سك نقد برونزي يحمل ر�أ�س �إله ال�شم�س هليو�س على �أحد وجهيه . ()47
ت�أثريات عبادة �إله ال�شم�س ال�سوري :كانت �سوريا خالل ع�صور متعاقبة ملتقىللح�ضارات ،فت�أثر ال�سوريون بال�شعوب التي احتكوا بها كما �أثروا بتلك ال�شعوب ،فكانت عبادة ال�شم�س هي �أحد النقاط الدينية واحل�ضارية وامليثولوجية التي �أثر ال�سوريون بغريهم من خاللها .فقد ن�شر التجار ال�سوريون عبادة �إله ال�شم�س ،وظلت تنمو حتى كم روما الإمرباطور �إيالجابال .وقد ت�أثر امل�صريون بعبادات ال�سوريني ومنها عبادة َح َ ال�شم�س فق�صة �آالم �أوزيري�س الذي ّقطع ج�سمه ،وو�ضع حتت �شجرة الأثل يف جبيل، والتي قد تكون عبادته بر ّمتها م�أخوذة من ال�ساحل ال�سوري . ()48
()49
()50
كما �أدخل الإله حورون وهو الإله الرئي�س يف "يبنة" �إىل معابد م�صر �أيام �أمنحوتب الثاين ،كما يظهر ا�سم الإله يف ا�سم م�ؤ�س�س ال�ساللة التا�سعة ع�شرة 1350ق.م وهو حورحمب .كما ميكن اال�ستدالل على عبادة ع�شتاروت يف منت�صف القرن الثالث ع�شر قبل امليالد ،وذلك من ا�سم �أحد �أبناء رم�سي�س الثاين والذي كان مريي ا�سرتوت �أي حمبوب ع�شتاروت ،وفيما يخ�ص ت�أثرهم بعبادة ال�شم�س ،فتظهر من خالل طائر الفينيق وت�سميته جلية تك�شف ن�شكونيته ن�سب ًة و�أ� ً صال يف �أ�ساطريهم ،فهريودوت ()51
()52
()53
()54
()55
168
ابداع ونقد
وعده من العجائب ،فالطائر ال ي�أتي �إىل م�صر � اّإل ّمرة كلّ خم�سمئة �شاهد ر�سوماً ت�ص ّورهّ ، �سنة ،ح�سب رواية �أهل هيليوبولي�س ليموت فيها ،وهو طائر له ري�ش بع�ضه �أحمر اللون وبع�ضه ذهبي .وهو قريب ال�شبه من الن�سر وقد كان ا�سمه امل�صري (بنو )Bnuو (وبن )Wbnمبعنى �أ�شرق �أو برق ،ومن هنا جاءت ال�صلة بني ا�سم الطائر واحلجر الهرمي املقد�س ( ْبن ْبن) الذي رمز به امل�صريون �إىل التل العتيق الذي برز من النون� ،أي املاء الأزيل فهذا الطائر يلألئ فيملأ الكون نوراً ،وي�ستمر الربط بينه وبني احلجر املدبب ثم بينه وبني العمود الذي �سمي �إيونو بحيث يجعل امل�صريون من كلّ ذلك رمزاً لظهور �إله الكون العتيق �آتوم ،وكذلك امل�سالّت فهي رمز لل�شم�س ،كان امل�صريون يد ّببون قممها مثل حجر ( ْبن ْبن) ّثم يك�سونها ب�صفائح من خملوط الذهب والف�ضة حتى �إذا �أ�شرقت ال�شم�س �أ�صابت �أ�شعتها ّقمة امل�س ّلة فت�شع نوراً يف كلّ الأنحاء .وطائر الفينيق الذي يتحول �إىل ن�سر هو رمز حور�س �إله ال�شم�س الأقوى يف م�صر .وحور�س يج�سد ال�سماء وعيناه جرماها الكبريان ،ال�شم�س والقمر .ويف معبد ال�شم�س يف الكرنك يقف �إله ال�شم�س على حجر (ب ِْن ب ِْن) وهو �أقد�س �شيء يف املعبد .وتتجلى عقيدة �أخناتون ب�إله يج�سده قر�ص ال�شم�س �أتون . ()56
()57
()58
()59
()60
()61
�سيد املجمع وكان الإغريق من ال�شعوب التي ت�أثرت بعبادة ال�سوريني لإله ال�شم�س ّ الإلهي الكنعاين هو الإله �إيل الذي �شبهه الإغريق بـ"كرونو�س" ،وهو الإله زيو�س، ومقره حقول �آيل يف الغرب ،ويظهر كقر�ص ال�شم�س . وي�صور يف �صورة الثور �أو العجلّ ، ويبدو �أنّ هليو�س تطابق مع �أبولون بدءاً من القرن اخلام�س ق.م .ومن قدرته و َعظمته تف�سح كل الآلهة ال�سماوية له املكان كما تف�سح احلا�شية مللك حاكم ،وقد ُ�ص ِّور يف الأعمال الفنية ك�شاب يقود عربة حربية ب�أربعة �أح�صنة ،وب�أ�شعة �شم�سية حول ر�أ�سه وانت�شرت معابده يف كورينتو�س و�أرغو�س � .أ ّما املركز الرئي�س لعبادته ،فهو يف جزيرة . رودو�س ()62
()63
()64
()65
()66
()68( )67
لقد �شكل اجلانب الروحي والعقائدي م�س�ألة مهمة يف حياة ال�سوريني وال�شعوب التي امتزجت معها .ف�سوريا التي �أنتجت واحتوت �ضمن جغرافيتها الكثري من العقائد والديانات ،وك ّونت منوذجاً فكرياً وح�ضارياً وثقافياً قلّ نظريه ،برهنت من خالل عبادة ال�شم�س وقدمها و�أ�صالتها يف �سوريا دلي ًال على وعي الإن�سان ال�سوري ب�أهمية ال�شم�س 169
التي �ص ّور لها يف كلّ ع�صر من الع�صور رموزاً ا�ستخدمها يف عبادتها ،فر�سخت تلك العبادة خالل ع�صور متعاقبة ،وقد �أثر ال�سوريون مبن حولهم وت�أثروا بهم ون�شروا تلك وقربوها �إىل �أذهان الآخرين ،فبلغت تلك العبادة �أوجها ،وبلغ العبادة حيثما و�صل جتارهم ّ ذلك الت�أثري مبلغه يف روما عندما حكمها الإمرباطور ال�سوري �إيالجابال.
170
ابداع ونقد
احلوا�شي:
- 1ديورانت ،ويل ،ق�صة احل�ضارة ،ج ،1ترجمة :زكي جنيب حممود ،اال�سكندرية � ،2002ص.199 - 2ال�سواح ،فرا�س ،لغز ع�شتار ،دم�شق � ،1996ص.81 - 3وايلد� ،أو�سكار ،الرمز والأ�سطورة والبناء االجتماعي ،عامل الفكر ،مج ،16العدد،2-28 ،3 الكويت � ،1985ص.15 4 - Cirlot, J.E., A dictionary of symbols, Transleted from theSpanish by Jack Sage, 2° edition, London 1971, p92-93. 5- Cirlot, J., E., Ibid, p16.
- 6بنوا ،لوك� ،إ�شارات رموز و�أ�ساطري ،ترجمة :فايز كم نق�ش ،بريوت � ،2001ص.54،70 - 7كوفان ،جاك ،الألوهية والزراعة ثورة الرموز يف الع�صر النيوليتي ،ترجمة :مو�سى ديب خوري، دم�شق � ،1999ص.57 - 8املاجدي ،خزعل ،متون �سومر ،عمان � ،1998ص.119 - 118 - 9جلجام�ش )Gilgamesh( :خام�س ملوك �أورك ح�سب قائمة امللوك ال�سومريني �سافر مع �صديقه �أنكيدو بحثاً عن نبتة اخللود. - 10كرمير� ،صموئيل ،من �ألواح �سومر ،ترجمة :طه باقر ،القاهرة � ،1957ص .308 - 11ال�شواف ،قا�سم ،ديوان الأ�ساطري �سومر و�آكاد و�آ�شور ،الكتاب الأول ،بريوت � ،1996ص.107 � - 12إلياد ،مر�سيا ،تاريخ املعتقدات والأفكار الدينية ،ج ،1ترجمة :عبد الهادي عبا�س ،دم�شق � ،1986ص.89 � - 13آمون� :إله ال�شم�س والريح واخل�صوبة و�أحد الآلهة الرئي�سيني يف امليثولوجيا امل�صرية القدمية ، ومعنى ا�سمه اخلفي. � - 14آتون :هو الإله الذي �أعلن عنه امللك �إخناتون واعترب ال�شم�س الإله املوحد الذي ال �شريك له ونور �آتون يفيد جميع الأجنا�س ،وميثل �آتون يف �شكل قر�ص ال�شم�س ،ب�أ�شعتها. - 15املاجدي ،خزعل ،املرجع ال�سابق� ،ص.117 171
- 16املاجدي ،خزعل ،املرجع ال�سابق� ،ص.118 - 17املاجدي ،خزعل ،املرجع ال�سابق� ،ص.120 - 18ال�سواح ،فرا�س ،لغز ع�شتار ،مرجع �سابق� ،ص.81 19- Matthiae, Paolo- Pinnock, Frances- Matthiae, Gabriella, Ebla, Milano1995, p329.
� - 20أور :موقع �أثري ملدينة �سومرية بتل املقري جنوب العراق .وكانت عا�صمة لل�سومريني عام 2100ق.م. - 21لويد� ،ستني ،فن ال�شرق الأدنى القدمي ،ترجمة :حممد دروي�ش ،بغداد .90
� ،1988ص89-
- 22احلكيم� ،صالح ،احلياة الدينية يف املجتمع الأوغاريتي يف الألف الثاين قبل امليالد ،دم�شق � ،2010ص.142 - 23احلكيم� ،صالح ،املرجع ال�سابق� ،ص.196-197 - 24احلكيم� ،صالح ،املرجع ال�سابق� ،ص .261 260- - 25الدب�س ،يو�سف ،تاريخ �سورية الدنيوي والديني ،ج ،1بريوت � ،1994ص.336 � - 26آ�شور بانيبال�/آ�شور -باين -ابلي (تويف يف 627ق.م ).وهو �آخر ملك للإمرباطورية الآ�شورية. - 27ال�سواح ،فرا�س ،مدخل �إىل ن�صو�ص ال�شرق القدمي ،دم�شق � ،2006ص.340 - 28زاكري :ملك حماة �أوائل القرن الثامن قبل امليالد ،عرث على ن�صب له يف تل "�آف�س" بالقرب من �إدلب. - 29حتي ،فيليب ،تاريخ �سورية ولبنان وفل�سطني ،ج ،1ط ،2ترجمة :جورج حداد -عبد الكرمي رافق ،بريوت .189 ،187 ،1957 � - 30أبو ع�ساف ،علي ،عني دارة (( ))1املعبد ،دم�شق � ،1991ص.96 - 31ال�سواح ،فرا�س ،دين الإن�سان ،ط ،4دم�شق � ،2002ص.97 - 32تورتون ،جودفري� ،أمريات �سوريات حكمن روما ،ترجمة :خالد �أ�سعد عي�سى� -أحمد �سبانو، 172
ابداع ونقد
ط ،2دم�شق � ،2000ص.31-32 - 33تورتون ،جودفري ،املرجع ال�سابق� ،ص.21 - 34اال�سكندر �سيفريو�س :توىل عر�ش الإمرباطورية الرومانية -222 235بعد �أن �أ�ضاف �إىل ا�سمه لقب �سيفريو�س ت�أكيداً لعودة العر�ش �إىل الأ�سرة ال�سيفريية. � - 35صائب� ،سعد ،دور �سوريا يف بناء احل�ضارة الإن�سانية عرب التاريخ القدمي ،دم�شق � ،1994ص .65 - 36حتي ،فيليب ،املرجع ال�سابق.343 ، - 37جوبيرت :يوبيرت Iupiter :هو ملك الآلهة الرومانية و�إله ال�سماء والربق يف امليثولوجيا الرومانية. مناظرا للإله الإغريقي زيو�س. يعد ً - 38مركور :الإله احلامي للتجار والتجارة عند قدماء الرومان. - 39التهامي ،فرانت�س� ،إله ال�شم�س احلم�صي ،ترجمة� :إيرينا داوود ،دم�شق � ،1990ص.40 - 40روبرت ،وود� ،آثار تدمر ،ترجمة� :إبراهيم �أ�سعد ،حم�ص � ،1993ص.76 � - 41صقر ،علي �أحمد ،النقو�ش التدمرية القدمية ،ج ،1دم�شق � ،2009ص.131 - 42ميرثا :الإله الذي عبدته ال�شعوب الهندية والفار�سية وخالل الع�صر الروماين �أ�صبحت �شعبية ميرثا متزايدة بني اجلنود الرومان حوايل 100م وقد ان�ضم �إىل عبادة ميرثا الإمرباطور الروماين كومودو�س (.)Commodus 43 - Rostovtzeff, M.,I., and others, E. D.E.,thePreliminary, Report of the Seventh Eighth 1933-1935, London, 1939, p95. 44 - Rostovtzeff, M., I., Dura-Europos and its Art, Oxford, 1938, p187.
- 45هليو�س� :إله ال�شم�س عند اليونان وهو ال ي�شيخ �أبداً ،وقد اقرتن ا�سمه مبدينة بعلبك التي �أطلق عليها ا�سم "� "HELIOPOLISأي مدينة ال�شم�س. � - 46أبو �صالح ،عبد الوهاب ،النحت والف�سيف�ساء يف �أفاميا خالل الع�صرين الروماين والبيزنطي، ر�سالة ماج�ستري ،اجلامعة اللبنانية ،كلية الآداب والعلوم الإن�سانية ،بريوت � ،2012ص.60 173
- 47كيوان ،خالد� ،إنتاج امل�سكوكات وتداولها يف دم�شق وريفها بالفرتة الرومانية ،دم�شق ،2010 �ص.317 - 48ديورانت ،ويل ،ق�صة احل�ضارة ،ج ،1ترجمة :زكي جنيب حممود ،اال�سكندرية ،2002 �ص.3595 � - 49أوزيري�س� ،إله م�صري كبري ،زوج �إيزي�س و�أبو حور�س و�أخو �ست .ملك املوتى ومبد�أ اخلري واملحبة على عك�س �أخوه �ست الذي قتله. - 50حتي ،فيليب ،املرجع ال�سابق� ،ص.146 - 51يبنة :قرية يف فل�سطني ،تبعد 15كم جنوب غربي مدينة الرملة. � - 52أمنحوتب الثاين :الفرعون ال�سابع يف الأ�سرة الثامنة ع�شرة ،وهو ابن امللك حتومت�س الثالث من زوجته امللكة مرييرتع حت�شب�سوت ،وقد �شارك والده يف احلكم ،ويعتقد �أ ّنه حكم يف الفرتة من � 1427إىل 1401ق.م. - 53ع�شتاروت �أو ع�شرتوت(� :)Astarteإلهة اخل�صب لدى الفينيقيني والكنعانيني ،وهي �أ�صل عقيدة �إيزي�س لدى قدماء امل�صريني ،ويطلق عليها البابليون ع�شتار ،وتانيت لدى القرطاجيني. يعد الفرعون الأكرث - 54رم�سي�س الثاين :الفرعون الثالث من حكام الأ�سرة التا�سعة ع�شرةّ ، �شهرة والأقوى طوال عهد الإمرباطورية امل�صرية� ،سماه خلفائه واحلكام الالحقون له باجلد الأعظم. - 55هريودوت :وهريودوت�س Herodotus : ،كان م�ؤرخاً �إغريقياً عا�ش يف القرن اخلام�س قبل امليالد ( 484ق.م -حوايل 425ق.م. - 56هريودوت ،تاريخ هريودوت ،ترجمة :عبد الهادي املالح� ،أبو ظبي .166 ،2001 � - 57صقر خفاجة ،حممد ،هريودوت يتحدث عن م�صر ،القاهرة � ،1966ص.178 - 58احلكيم� ،صالح ،مرجع �سابق� ،ص.166 - 59ال�سواح ،فرا�س ،مدخل �إىل ن�صو�ص ال�شرق القدمي ،مرجع �سابق� ،ص.312 - 60داوود� ،أحمد ،تاريخ �سوريا احل�ضاري القدمي ،ط ،3دم�شق� ،2004ص.156 - 61ال�سواح ،فرا�س ،مدخل �إىل ن�صو�ص ال�شرق القدمي ،مرجع �سابق� ،ص.333 174
ابداع ونقد
- 62ع�صفور ،حممد �أبو املحا�سن ،املدن الفينيقية ،بريوت� ،1981ص.140 - 63بودفينيك ،م ،.ن -كوكان ،م� ،.أ -رابينوفيت�ش،م ،.ب� -سيلت�سكي ،ب ،.معجم الآلهة والأ�ساطري ،ترجمة� :ألك�سندر ك�شي�شيان ،حلب � ،2011ص.323 - 64داوود� ،أحمد ،املرجع �سابق� ،ص.179 - 65كورينتو�س :تقع يف بالد اليونان ،كانت من املدن امل�شهورة ويوجد �إىل جنوبها مرتفع �شاهق علوه 2000قدم �سمي �أكمة كورنثو�س. � - 66آرغو�س :مدينة يونانية تقع يف جنوب البالد �ضمن مقاطعة �أرغوليذا ،التابعة ملنطقة البيلوبونيز الإدارية. - 67رودو�س :جزيرة تقع يف اليونان يف منت�صف امل�سافة بني جزر اليونان الرئي�سة وقرب�ص. - 68بودفينيك ،م ،.ن -كوكان ،م� ،.أ -رابينوفيت�ش ،م ،.ب� -سيلت�سكي ،ب ،.مرجع �سابق، �ص.23
175
دار نل�سن
هاتف 01/739196: الربيد الإلكرتوين darnelson@hotmail.com:
ابداع ونقد
177
لبنان 5000لرية | الأردن 2 :دينار | �سوريا 100 :لرية | م�صر 10 :جنيه | تون�س 1.5 :دينار | املغرب 20 :درهم | م�سقط 1 :ريال ال�سعودية 10 :ريال | البحرين 1.5 :دينار | الكويت 1.5 :دينار | قطر 10 :ريال | الإمارات 10 :درهم
العدد �أيلول
2016