إبداعات صغيرة

Page 1

‫إبداعات صغيرة‬

‫‪1‬‬


‫‪2‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫إبداعات صغيرة‬

‫الطبعة األولى‬ ‫‪1444‬هـ ‪2023 -‬م‬

‫المملكة األردنية الهاشمية‬ ‫رقم اإليداع لدى دائرة المكتبة الوطنية‬ ‫(‪)2022/7/3515‬‬ ‫‪813.9282‬‬ ‫إبداعات صغيرة‪ ،‬هدى خالد نعيم زهران‪ ...‬و(أخرون)‪ _.‬عمان‪:‬‬ ‫دار المأمون للنشر والتوزيع‪2023 ،‬‬ ‫(‪ )64‬ص‬ ‫ر‪.‬إ‪.)2022/7/3515( :‬‬ ‫الواصفات‪/ :‬القصص العربية ‪/‬أدب األطفال ‪/‬األدب العربي‪/‬‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫❖‬

‫‪3‬‬

‫يعّب هذا املصنف‬ ‫يتحمل املؤلف كامل املسؤولية القانونية عن حمتوى مصنفه وال ر‬ ‫عن رأي دائرة املكتبة الوطنية أو أي جهة حكومية أخرى‪.‬‬

‫ردمك ‪978-9957-77-609-1‬‬ ‫حقوق الطبع محفوظة‬

‫‪ISBN‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة‪ :‬ال يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو‬ ‫تخزينه في نطاق استعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من األشكال‪ ،‬دون إذن‬ ‫خطي مسبق‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫إبداعات صغيرة‬ ‫مجموعة القصص الفائزة في‬ ‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬ ‫الدورة األولى‬ ‫كتّاب الصغار‬ ‫جمموعة من ال ُ‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪5‬‬


‫‪6‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫مقدمة‬ ‫منظمة نقطة ضوء للتعليم‪ ،‬هي منظمة‬ ‫غير حكومية وغير ربحية تعمل في قطاع‬ ‫التعليم في األردن‪ ،‬تم تأسيسها كشركة‬ ‫فردية ذات مسؤولية محدودة ال تهدف إلى‬ ‫الربح‪ ،‬منطلقة من رؤية مفادها مجتمع‬ ‫أردني متعلم قادر على التعلم الفعال‬ ‫والمستدام على المدى الطويل‪.‬‬ ‫وفي سبيل تحقبق رسالتها في نشر‬ ‫التعليم والتعلم في المجتمع األردني بمختلف‬ ‫مستوياته االجتماعية وفئاته العمرية فقد‬ ‫استهدفت المنظمة ثالث فئات رئيسية‪:‬‬ ‫ذوي اإلعاقة (البصرية‪ ،‬السمعية‪ ،‬الحركية)‬ ‫والطالب والطالبات في المراحل الدراسية‬ ‫المختلفة‪ ،‬واألميات واألميين أمية هجائية‬ ‫وتقنية‪.‬‬ ‫وإعماالً لرؤيتها ورسالتها التعليمية؛‬ ‫فقد أطلقت منظمة نقطة ضوء للتعليم‬ ‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة للعام ‪ 2022‬في‬ ‫اليوم العالمي لكتاب الطفل والذي يصادف‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪7‬‬

‫في ‪ 2‬نيسان من كل عام إيمانا ً منها‬ ‫بضرورة تشجيع الكتابة واإلبداع عند‬ ‫الفئات العمرية الصغيرة واكتشاف‬ ‫مواهبهم‪ ،‬وإثراء خيالهم‪ ،‬وتلبية احتياجاتهم‬ ‫الذهنية والنفسية في هذه المرحلة العمرية‪،‬‬ ‫كما هدفت إلى تحفيزهم على حب القراءة‬ ‫واالطالع والرغبة في تثقيف أنفسهم وإثراء‬ ‫مخزونهم اللغوي في اللغة العربية وتعميق‬ ‫محبتهم للغتهم األم بما تحمله من مضمون‬ ‫ثقافي وحضاري‪.‬‬ ‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهةً أخرى فقد‬ ‫سعت المنظمة إلى تعزيز قدرات األطفال‬ ‫على التعبير عن آرائهم وأفكارهم بشكل‬ ‫مستقل‪ ،‬وإثراء خيال األطفال وتلبية‬ ‫احتياجاتهم الذهنية والنفسية في هذه المرحلة‬ ‫العمرية‪ ،‬وتشجيعهم على التنافس اإليجابي‬ ‫من خالل كتابة القصص الهادفة‪ ،‬عالوة ً‬ ‫على اإلسهام بشكل مميز وفعال في دعم‬ ‫المسيرة الثقافية للطفولة في األردن‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫وقد استهدفت دورة عام ‪2022‬‬ ‫األطفال ذكورا ً وإناثا ً في المملكة األردنية‬ ‫العمرية‬ ‫الفئة‬ ‫من‬ ‫الهاشمية‬ ‫‪ 12 -9‬سنة إلتاحة الفرصة لهؤالء األطفال‬ ‫على اإلبداع والتميز في هذه السن المبكرة‪.‬‬ ‫وتم تشكيل مجلس أمناء يشرف على‬ ‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة من ذوي الخبرة‬ ‫والكفاية في موضوع الجائزة يتكون من‬ ‫الذوات التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬معالي األستاذ الدكتور صالح محمد‬ ‫جرار‪ -‬أستاذ األدب األندلسي ‪ /‬الجامعة‬ ‫األردنية ‪ -‬وزير الثقافة السابق‪.‬‬ ‫‪ .2‬معالي الدكتورة النا محمد خير مامكغ ‪-‬‬ ‫أستاذة األدب العربي المساعد ‪ /‬جامعة‬ ‫البتراء ‪ -‬وزيرة الثقافة السابقة‪.‬‬ ‫‪ .3‬األستاذ الدكتور ربحي مصطفى عليان ‪-‬‬ ‫أستاذ علم المكتبات ‪ /‬الجامعة األردنية ‪-‬‬ ‫رئيس جمعية المكتبات السابق‪.‬‬ ‫‪ .4‬سعادة السيد ظاهر أحمد عمرو ‪ -‬رجل‬ ‫أعمال ‪ -‬مؤسس لحزب الحياة األردني‬ ‫وأمينه العام السابق‪.‬‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪9‬‬

‫‪ .5‬األستاذة غدير سعيد حدادين ‪ -‬شاعرة‬ ‫وفنانة تشكيلية وإعالمية ‪ -‬رئيسة‬ ‫جمعية ّلونها باألمل لألطفال‪.‬‬ ‫وقد تم اختيار موضوع الحواجز‬ ‫والعوائق التي تحد من الحصول على الحق‬ ‫في التعليم والتعلم ليكون موضوعا ً لها‬ ‫لتسليط الضوء على هذه الحواجز التي تعيق‬ ‫عددا ً كبيرا ً من أفراد المجتمع من الحصول‬ ‫على حقهم في التعليم وتعريف األطفال بها‬ ‫وتكريس أهمية التعليم لديهم؛ حيث تقوم‬ ‫فكرة المسابقة على مشاركة الطفل‪/‬ة بقصة‬ ‫قصيرة مكتوبة باللغة العربية الفصحى تعبر‬ ‫عن العوائق والحواجز التي يواجهها األفراد‬ ‫في المجتمع سواء أكانت حواجز بيئية تحد‬ ‫من إمكانية وصول األشخاص ذوي اإلعاقة‬ ‫إلى المدارس أو اقتصادية تمنع األشخاص‬ ‫الذين يعانون من ظروف مادية قاسية من‬ ‫التعليم‪ ،‬أو اجتماعية كالفتيات اللواتي‬ ‫تمنعهن األعراف والتقاليد من ممارسة هذا‬ ‫الحق‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من العوائق‬ ‫األخرى‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫كما تم تشكيل لجنة تحكيم تتولى تقييم‬ ‫األعمال المشاركة من ذوي االختصاص‬ ‫في أدب األطفال واللغة العربية من الذوات‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬األستاذ األديب منير حسني الهور‪-‬‬ ‫متخصص في أدب األطفال‪.‬‬ ‫‪ .2‬األستاذ األديب والشاعر محمد جمال‬ ‫عايش عمرو ‪ -‬حائز على جائزة الدولة‬ ‫التقديرية في أدب األطفال‪.‬‬ ‫‪ .3‬األستاذة الدكتورة صبحة أحمد محمد‬ ‫علقم ‪ -‬أستاذة األدب والنقد الحديث‪.‬‬ ‫وقد بلغ عدد األعمال القصصية‬ ‫المشاركة التي انطبقت عليها الشروط‬ ‫الواجب توافرها للتقدم للمسابقة ‪68‬‬ ‫مشاركة من مختلف المدارس الحكومية‬ ‫والخاصة في العاصمة والمحافظات‪ ،‬منها‬ ‫‪ 14‬عمالً للطالب المبدعين بنسبة ‪%21‬‬ ‫من المشاركات‪ ،‬و‪ 54‬عمالً للطالبات‬ ‫المبدعات وبنسبة ‪ %79‬منها‪.‬‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪11‬‬

‫أما األعمال الفائزة فقد بلغت ‪ 7‬أعمال‬ ‫قصصية متميزة وفقا ً لقرار لجنة تحكيم‬ ‫المسابقة الموقرة‪ ،‬وها نحن نقدم لكم هذه‬ ‫اإلبداعات ‪.......‬‬ ‫اإلبداعات الصغيرة‬ ‫المديرة التنفيذية لمنظمة نقطة ضوء للتعليم‬ ‫الدكتورة فيروز سامي عمرو‬

‫‪2022 -7- 10‬‬


‫‪12‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪13‬‬

‫جستن واختراعه العجيب‬ ‫هدى خالد نعيم زهران‬ ‫كان الرابع من كانون الثاني لعام‬ ‫‪ ،١٩١١‬وكان هنالك قرية صغيرة ريفية‬ ‫يعمل بها فالّحون و‪ 3‬عاملين‪ ،‬لم يكن بها‬ ‫مدرسة أو حتى مكان للتعليم‪ ،‬فالّذي يريد‬ ‫أن يعلم أبناءه فليرسلهم إلى المدرسة في‬ ‫مدين ٍة ما‪ ،‬وبال ّ‬ ‫طبع أهل القرية ليسوا‬ ‫مستعدين بأن يرسلوا أبناءهم إلى المدارس‬ ‫فبقوا في القرية ولم يهتموا لذلك‪ .‬من بين‬ ‫هذه المنازل كان يقع منزل صغير في وسط‬ ‫القرية يعيش فيه والدان مع طفلهما الصغير‬ ‫"جستن مارك" الّذي يبلغ من العمر ثمانية‬ ‫أعوام‪ ،‬شخص ذكي جدا ً‪ ،‬محب وبارع‬ ‫بالرسم‪ ،‬خطاط في الكتابة‪ ،‬سري ٌع بالحساب‪،‬‬ ‫ّ‬


‫‪14‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫وهو الوحيد المختلف عن باقي أطفال‬ ‫القرية‪ ،‬والداه كانا مستعدين دائما ً لكي‬ ‫يرساله إلى المدرسة‪ ،‬لكن العارض الوحيد‬ ‫الّذي منعهم هو مرض جستن المسمى‬ ‫بمرض (التوحد)‪.‬‬ ‫لم يكن يأتي إلى منزلهم أحد سوى‬ ‫الدكتور "ماكسيل"؛ ألنّهم يخافون أن يفعل‬ ‫لهم شيئا ً ما بسبب الحاالت المفاجئة التي‬ ‫كانت تأتيه‪ ،‬يتكلم مع نفسه‪ ،‬ويتصرف‬ ‫تصرفات غريبة‪ ،‬لم يسبق أنّه خرج من‬ ‫المنزل ّإال إذا كان يريد الذهاب للطبيعة‬ ‫ّ‬ ‫يجن من التفكير‪،‬‬ ‫ليجلس وحده‪ ،‬ويكاد أن‬ ‫بم يفكر «هذا عقله»‪ ،‬ولم يسبق‬ ‫لكن ال نعلم َ‬ ‫أنّه ح ّدث أحدا ً غير النبات والجماد‬ ‫والدكتور ماكسيل‪ ،‬ونادرا ً ما يتكلم مع‬ ‫والديه‪ ،‬والوحيد الّذي كان يأتي إلى منزلهم‬ ‫هو الدكتور ماكسيل الّذي خصصه والدا‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪15‬‬

‫جستن البنهم‪ ،‬وهو يعرف ّ‬ ‫أن جستن طفل‬ ‫عجيب‪ ،‬فكان الوحيد الّذي يعلم ماذا يريد أن‬ ‫يفعل جستن‪.‬‬ ‫ففي يوم من األيام كان جستن في‬ ‫غرفته يرسم مخلوقات غريبة على دفتره‬ ‫الّذي سماه بـ(الدفتر)‪ ،‬حينئ ٍذ كان الدكتور‬ ‫يتكلّم مع والدي جستن فقال لهما‪ :‬أنا من‬ ‫رأيي أن ترسال جستن للمدرسة؛ ألن طفالً‬ ‫كهذا ال يجب أن يبقى بالمنزل‪ .‬قال األب‪:‬‬ ‫صة بالمتوحدين؟‬ ‫ولكن هل هناك مدرسة خا ّ‬ ‫قال الدكتور‪ :‬ال أعرف‪ ،‬هذه اآلن مهمتكما‬ ‫لتبحثا له عن تلك المدرسة‪ ،‬واآلن تصبحان‬ ‫على خير‪.‬‬ ‫في اليوم التالي ذهب والدا جستن‬ ‫ليبحثا عن تلك المدرسة‪ ،‬ولم يبق مدينة ّإال‬ ‫وقد ذهبا إليها‪ ،‬ولكن لم يجدا المدرسة‬ ‫المطلوبة فاضطروا إلى إرساله لمدرسة‬


‫‪16‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫طبيعية في مدينة باسكال‪.‬‬ ‫ذهب جستن وكان أول يوم بالمدرسة‪،‬‬ ‫جلس في المقعد األول في صفه‪ ،‬عندما علم‬ ‫الطالب أنه متوحد لم يقترب منه أحد‪،‬‬ ‫وكان الطالب األول على صفه يغار منه؛‬ ‫ألنه في كل حصة يدهشهم بذكائه‪ ،‬وكان‬ ‫أستاذ العلوم يحب جستن كثيرا ً لعبقريته‬ ‫التي تكاد أن تتغلب على األستاذ‪ ،‬ففي وقت‬ ‫االستراحة ذهب الطالب إلى الحديقة ونسي‬ ‫جستن دفتره فرآه األستاذ فهم لتفحصه‪،‬‬ ‫تعجب للرسومات التي رآها فهي روبوتات‬ ‫ومخلوقات غريبة‪ ،‬األستاذ تحمس لرؤية‬ ‫جستن ليحدّثه عن هذه المخلوقات‪ ،‬لكن‬ ‫المشكلة ّ‬ ‫أن المدير استدعاه بسرعة‪ ،‬ذهب‬ ‫األستاذ إلى مكتب المدير فقال له المدير‪:‬‬ ‫سنتحدّث مع وال َدي ذلك المتوحد لكي يأخذه‬ ‫اآلن من المدرسة‪ .‬صاح األستاذ‪ :‬لماذا؟ قال‬ ‫المدير‪ :‬لقد أتته حاالت كاد أن يضرب‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪17‬‬

‫الطالب‪ ،‬وهذا الولد ال يصلح بأن يكون في‬ ‫صة أنّه ريفي‪ .‬قال األستاذ‪:‬‬ ‫مدرسة‪ ،‬وخا ّ‬ ‫لكن جستن لم يفعل شيئا ً من الّذي قلته‪.‬‬ ‫فقاطعه المدير‪ :‬وبالمناسبة أنا ال أناقشك‪ ،‬أنا‬ ‫آمرك هيا نفّذ‪ .‬كان يعلم األستاذ ّ‬ ‫أن جستن لم‬ ‫يفعل شيئا ً من الّذي قاله المدير‪ ،‬كان‬ ‫الطالب يستهزئون به‪ ،‬ويبقى هو جالسا ً‬ ‫دون أي تعبير‪ ،‬لكن ليس باليد حيلة‪،‬‬ ‫فالطالب األول على صفه هو ابن أخ‬ ‫المدير‪.‬‬ ‫رجع جستن إلى القرية‪ ،‬ولم يذهب‬ ‫للمدرسة بعدها‪ ،‬وبدأ بتصميم روبوت‪.‬‬ ‫في يوم من األيام أتى إلى منزلهم‬ ‫األستاذ وتفاجأ والداه وحدّث والدي جستن‬ ‫وقال لهما أن يتعاونا ليساعداه على صنع‬ ‫الروبوت دون أن يعلم‪ ،‬وافق الوالدان‬ ‫وانتهى الروبوت‪ ،‬وكان هنالك فعالية به‬


‫‪18‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫لكي يتكلم مع جستن وضعها األستاذ‬ ‫فاشتهر جستن مع روبوته‪ ،‬وقد حصل على‬ ‫شهادات عدّة ورحل إلى دولة أخرى ليكمل‬ ‫دراسته وتعافى جستن من مرضه وأصبح‬ ‫عالما ً شهيرا ً‪ ،‬وقد ساعد الكثير من الطالب‬ ‫من صعوبة التعلّم سواء كان متعرضا ً‬ ‫للتنمر أو من ذوي االحتياجات الخاصة‪،‬‬ ‫وذلك كان بفضل والديه والدكتور ماكسيل‬ ‫وأستاذه في مادة العلوم‪.‬‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪19‬‬


‫‪20‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫ُمبدع ولكن‪...‬‬

‫رانيا فنطول حمد العون‬ ‫هذه الحياة تحتاج إلى أن نكون أكثر‬ ‫صرارا وتحديًا‪ ،‬نعم علينا أن نتخطى كل‬ ‫إ‬ ‫ً‬ ‫العثرات‪ ،‬وأن نصنع من وقوعنا نهوضا ً‪،‬‬ ‫نقوم ونقاوم ونكمل المسير‪ ،‬لم نخلق عبثًا‪،‬‬ ‫خلق هللا لنا فيه حكمة سبحانهُ‪ ،‬زرع فينا ثقة‬ ‫وحبّا ً كبيرا ً للتحدي‪ ،‬ونحن هكذا يجب أن‬ ‫طالب‬ ‫نكون ال يوقفنا شيء‪ ،‬هذا هو محمد‬ ‫ٌ‬ ‫في الصف الثالث اإلعدادي أي الصف‬ ‫التاسع‪ ،‬مجتهد ومبدع وإبداعهُ ليس لهُ‬ ‫حدود‪ ،‬نرى فيه إصرارا ً‪ ،‬محمد مثله مثل‬ ‫أقرانه من الطلبة‪ ،‬لكنه مقعد على كرسي‪،‬‬ ‫ابتالهُ هللا بأنه ال يستطيع المشي والتحرك‪،‬‬ ‫لكن هللا ال يبتلي عبدًا إال ألنهُ يحبهُ‪ ،‬محمد‬ ‫متميز في دراسته‪ ،‬وكل المعلمين يحبونه‬ ‫ويحبون إبداعه وإصراره الدائم على أن‬ ‫يكون من أوائل الصف‪ ،‬لم يقتصر صغيرنا‬ ‫محمد على أن يتميز فقط في دراسته‪ ،‬بل‬ ‫كان يُحب أن يرى نفسه في أماكن أخرى‪،‬‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪21‬‬

‫فهو يرى نفسه في مجال البرمجة مبدعا ً‬ ‫وله قدرته على البرمجة وخاصةً برمجة‬ ‫الروبوت‪ ،‬في يوم أتت المعلمة وطلبت من‬ ‫مربية الصف سؤال الطلبة من يريد أن‬ ‫يشارك في مسابقة للبرمجة‪ ،‬فقال محمد‪:‬‬ ‫أستاذة‪ ،‬أنا أقوم بالبرمجة والتصميم‪ ،‬وأنا‬ ‫قدراتي جيدة فيها‪.‬‬ ‫حسنًا يا محمد لكنك يا صغيري في‬ ‫مثل هذه المسابقات تحتاج لجهد كبير‬ ‫وحركة سريعة‪.‬‬ ‫رد عليها‪:‬‬ ‫أستاذة‪ ،‬إعاقتي هذه الجسدية ليس لها‬ ‫دخل في شخصي كمحمد فأنا ُخلقت هكذا‬ ‫راض كل الرضا بابتالء هللا‪ ،‬لكن ً‬ ‫فعال‬ ‫وأنا‬ ‫ٍ‬ ‫أنا مبدع في هذا المجال‪ ،‬أعطيني فرصة‬ ‫وسأثبت لك جدارتي‪.‬‬ ‫قالت المعلمة بنبرة استغراب‪:‬‬ ‫حسنًا‪ ،‬حسنًا يا محمد سأجعلك تشارك‬ ‫لنرى جدارتك التي تقول عنها‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫ها هو يوم المسابقة محمد وأستاذة‬ ‫العلوم المسؤولة معًا في مقر المسابقة‪ ،‬بدأ‬ ‫التوقيت‪ ،‬وبدأ الكل ببرمجة الروبوت‪،‬‬ ‫محمد أنهى خالل دقائق‪ ،‬والطلبة‬ ‫المجاورون له ينظرون إليه بصدمة‪.‬‬ ‫أتى لمحمد أحد طلبة الصف يُدعا رائد‬ ‫نت أكبر‬ ‫يقول له‪ :‬أيها المقعد على كرسي أ َ‬ ‫ما تقوم به هو أن تحرك يدك وتريد أن‬ ‫تشارك وتظن نفسك سوف تفوز‪ ،‬في‬ ‫أحالمك أن تنجح يا ُمقعد‪.‬‬ ‫محمد ينظر له بغضب؛ ألن رائدا ً قد‬ ‫كثيرا‪.‬‬ ‫استفز محمدا ً ً‬ ‫لكن هناك وحدة ومحبة بين أبناء‬ ‫وأفراد الصف‪ ،‬كلهم يحترمون ويحبون‬ ‫محمدا ً حتى وإن كان مختلفًا‪.‬‬ ‫ها هو يوم المسابقة‪ ،‬حماس ترقب‬ ‫خوف‪...‬‬ ‫أتى المسؤولون الثالثة يرتدون باجات‬ ‫مكتوب عليها أسماؤهم‪ ،‬وأحدهم يرتدي‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪23‬‬

‫نظارة طبية‪ ،‬تحدثوا مع محمد‪ ،‬وشرح لهم‬ ‫عن الروبوت الخاص به‪ ،‬أعجبهم‪ ،‬ينظرون‬ ‫لبعضهم البعض‪ ،‬ونظراتهم تشعرك بأن‬ ‫محمدا ً أبلى بال ًء حسنًا‪ ،‬أكملوا خطهم‬ ‫ومسيرهم وأنهوا تفقد الروبوتات‪ ،‬الكل من‬ ‫مختلف الجنسيات متواجدون يشجعون‬ ‫كثيرا‪ ،‬وهو شعر‬ ‫محمدا ً ويفخرون به‬ ‫ً‬ ‫بالطمأنينة عندما رأى هذا الكم من الحب‬ ‫واالحترام والوحدة المجتمعية بين الجميع‬ ‫ألجله‪ ،‬محمد جالس في غرفته على‬ ‫كرسيه‪ ،‬أتت إليه والدته تقول له بني أنت‬ ‫أفضل محمد في العالم مبارك مبارك لقد‬ ‫حصدت المركز األول في مسابقة البرمجة‪،‬‬ ‫محمد بدأ بالبكاء‪ ،‬دموع الفرحة‪ ،‬ثاني يوم‬ ‫أتت المعلمة التي قالت له بأن المسابقة‬ ‫تحتاج حركة وما إلى ذلك‪ ،‬هذه المعلمة قد‬ ‫قللت من قدرات محمد فقط ألنه ُمقعد‬ ‫وقامت بتكريمه بشهادة ُ‬ ‫شكر من اإلدارة‬ ‫والمدرسة‪.‬‬ ‫نتعلم من هذه القصة كم أن اإلنسان من‬


‫‪24‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫المستحيل أن يمنعه شئ من تحقيق ُحلمه‬ ‫والوصول ألهدافه‪ ...‬كم هو رائع وحدة‬ ‫المجتمع ومحبتهم حقًا شئ عظيم‪ ،‬اكملوا‬ ‫انجزوا ال يؤثر فيكم أيًا كان‪ ،‬أنتم مبدعون‬ ‫ورائعون‪.‬‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪25‬‬

‫قصة نجاح‬ ‫ندى عمر عبد الرحيم خدرج‬

‫هل تخيلتم يوما ً الحياة سوداء؟ ال ألوان‬ ‫لها؟ ال ترون أحباءكم أصدقاءكم وأهلكم‬ ‫بها؟‪ ،‬ليلى فتاة في الثالثة عشرة من عمرها‪،‬‬ ‫هي فتاة لطيفة مهذبة لكنها كفيفة‪.‬‬ ‫عاشت ليلى ثماني سنوات دون أن‬ ‫تتلقى فرصة تعليم مناسبة‪ ،‬م ّما جعلها‬ ‫عاجزة ً عن القراءة والكتابة واكتساب‬ ‫المعلومات‪ ،‬ولكنها عندما بلغت التاسعة‬ ‫شعر أهلها بأنها تتمتع بذكاءٍ خارق‪ ،‬ففي‬ ‫تلك الفترة كانت ليلى تسأل وتستفسر عن‬ ‫كل ما تسمعه وتشعر به‪ ،‬فقرر والداها أن‬ ‫يبذال كل جهدهما إلدخالها المدرسة رغم‬ ‫وضعهما المادي السيئ‪ ،‬بعد أكثر من‬ ‫رفض قُبلت ليلى في إحدى المدارس‪،‬‬ ‫فرحت ليلى لهذا كثيراً!‬


‫‪26‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫في يومها األول تشوقت ليلي كثيرا ً‪،‬‬ ‫تجهزت وارتدت نظارتها السوداء‪ ،‬ثم‬ ‫انطلقت إلى المدرسة مع أهلها‪ ،‬وصلت‬ ‫ليلى إلى المدرسة في ذلك اليوم الرائع‪ ،‬وقد‬ ‫رحبت بها معلمتها وزمالؤها‪ ،‬شعرت ليلى‬ ‫باالرتياح‪ ،‬وبدأت معلمتها تعلمها األحرف‬ ‫على الكتاب المخصص لها‪.‬‬ ‫ولكن سرعان ما بدأت تسمع الهمسات‬ ‫التي تردد اسمها مستغربة‪ِ :‬ل َم ترتدي تلك‬ ‫الفتاة نظارة شمسية ونحن بالداخل؟ ما هذا‬ ‫الكتاب الغريب الذي تشرحه المعلمة؟ لم‬ ‫تبا ِل ليلى‪ ،‬وأكملت استماعها لشرح‬ ‫المعلمة‪.‬‬ ‫في االستراحة جلست ليلى وحدها‪،‬‬ ‫وقد كان جميع الطلبة ينظرون إليها‬ ‫باستغراب‪ ،‬ذهبت ثالث صديقات لسؤالها‬ ‫عن النظارة والكتاب الغريب‪.‬‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪27‬‬

‫فقالت إحداهن‪ :‬مرحبا ً ليلى أنا‬ ‫زميلتك في الصف وكنت أريد أن‬ ‫عن نظارتك وكتابك‪ ،‬لماذا ترتدين‬ ‫شمسية طوال الوقت؟ ولماذا يبدو‬ ‫مختلفا ً قليالً عن كتبنا؟ فقد رأيت‬ ‫كثيرة ً عليه‪....‬‬ ‫فردت ليلى فرحة‪ :‬مرحبا ً سلمى! بشأن‬ ‫ت تعلمين‪ ،‬ولكن‬ ‫هذه النظارة ال أعلم إن كن ِ‬ ‫أنا كفيفه‪ ،‬لذا أرتدي هذه النظارة‪ ،‬وبشأن‬ ‫ذلك الكتاب أنا أحس النقاط التي عليه ألن‬ ‫تلك النقاط تعني لي األحرف‪....‬‬ ‫قالت سلمى‪ :‬حقاً؟! لم أكن أعلم ذلك‬ ‫صديقتك يا ليلى!‬ ‫من قبل‪ ،‬يسعدني أن أكون‬ ‫ِ‬ ‫فرحت ليلى كثيرا ً وقالت‪ :‬شكرا ً جزيالً‬ ‫ت أول صديق ٍة لي!‬ ‫لك يا سلمى فأن ِ‬ ‫غضبت صديقتا سلمى فقررتا أن‬ ‫تنزعا نظارة ليلى‪.‬‬

‫سلمى‬ ‫أسألك‬ ‫نظارة‬ ‫كتابك‬ ‫نقاطا ً‬


‫‪28‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫عندما نزعتا النظارة صرخت ليلى‬ ‫وهي مذعورة فغطت عينيها وقالت‪:‬‬ ‫من فعل هذا؟!؟! غضبت سلمى من‬ ‫تصرف صديقتيها وأخذت النظارة منهن‬ ‫وأعطتها لليلى‪ ،‬شكرت ليلى سلمى‪ ،‬وعندما‬ ‫انتهت االستراحة رافقت سلمى صديقتها‬ ‫ليلى إلى الصف‪.‬‬ ‫ولكن عندما وصلتا سمعت ليلى جميع‬ ‫زمالئها يضحكون على كتبها ويقولون‪:‬‬ ‫انظروا ! ليلى تدرس النقاط!‬ ‫شعرت سلمى باإلحباط والحزن ِلما‬ ‫سم َعت فلم تكن تقدر أن تتحكم بما يقوله‬ ‫اآلخرون‪ .‬عندما انتهى يومها الدراسي‬ ‫األول كان أهلها ينتظرونها في الخارج‪.‬‬ ‫عندما رآها والدها محبطة سألها‪ :‬ما‬ ‫لم تبدين حزينة؟‬ ‫بك يا ليلى َ‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪29‬‬

‫أجابته ليلى بحزن‪ :‬جميعهم يضحكون‬ ‫علي وعلى كتبي ونظارتي‪....‬‬ ‫قالت أمها‪ :‬ال تبالي للمتنمرين يا ابنتي‪،‬‬ ‫وال تدعيهم يعيقونك‪ ،‬ركزي على دراستك‬ ‫يهمك‪.‬‬ ‫وما‬ ‫ِ‬ ‫قالت ليلى‪ :‬حسنا ً يا أمي سأحاول‪.‬‬ ‫عندما وصلت ليلى للمنزل بدأت‬ ‫تحاول قراءة الدروس التي درستها اليوم‪...‬‬ ‫مرت أربع سنوات وليلى بهذا الحال‪،‬‬ ‫ولكنها تعلمت من تجاربها وقد أصبحت‬ ‫األولى على صفها أيضاً!‬ ‫لقد تلقّت ليلى دعما ً كبيرا ً من عائلتها‬ ‫وصديقتها المخلصة سلمى‪ ،‬وبهذا اجتهدت‬ ‫وقد تخطت كل العوائق التي واجهتها‪،‬‬ ‫وصارت ليلى المثال األول لطالبات صفها‬ ‫جميعا ً‪ ،‬لم يعد أحد يتنمر عليها أو يضايقها‬ ‫بل العكس‪.‬‬


‫‪30‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫ولهذا يا أصدقائي يجب أن نجتهد دائما ً‬ ‫ونتحلّى بالصبر مهما كانت قدراتنا‬ ‫وإمكانيّاتنا لنصبح مثاالً للناس جميعا ً‪ ،‬وقبل‬ ‫كل هذا طبعا ً ندعوا هللا تعالى أن يوفقنا في‬ ‫جميع أمورنا‪.....‬‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪31‬‬


‫‪32‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫أقدام تشق الطريق‬ ‫راما هايل يحيى القطاونة‬ ‫الصباح الباكر‪،‬‬ ‫استيقظتُ هذا اليوم في‬ ‫ٍ‬ ‫سا للذهاب إلى المدرسة ألرى‬ ‫كنتُ متحم ً‬ ‫طالب بمثل عمري‬ ‫صديقي عدنان‪ ،‬عدنان‬ ‫ٌ‬ ‫في الصف الرابع‪ ،‬يحبهُ جميع الطالب‪،‬‬ ‫أحب عندما يبدأ بإلقاء نكاته المضحكة‪ ،‬أو‬ ‫عندما يبدأ بتمثيل دور المعلم‪ ،‬لكن عدنان‬ ‫طالب كسول تقوم المعلمة بتوبيخ ِه دائما ً؛‬ ‫ألنهُ ال يقوم بواجباته المدرسية‪.‬‬ ‫جرس المدرسة‪ ،‬واصطف الطلبة‬ ‫ر ّن‬ ‫ُ‬ ‫في الساحة للطابور المدرسي‪ ،‬وبعدها دخلنا‬ ‫أر صديقي عدنان‬ ‫إلى المدرس ِة بانتظام‪ ،‬لم َ‬ ‫ربما ال يزال نائ ًما‪ ،‬أحضرت المعلمةُ دفتر‬ ‫الحضور والغياب‪ ،‬وبدأت بتسجي ِل أسماء‬ ‫ِ‬ ‫الطلبة الغائبين‪ ....‬فجأة ً دخل عدنان إلى‬ ‫الصف‪ ،‬نظرت المعلمةُ لهُ وقالت‪ :‬هيا يا‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪33‬‬

‫مقعدك لنبدأ حصتنا‬ ‫عدنان اجلس في‬ ‫َ‬ ‫الدراسية‪ ،‬تفاجأت بأن المعلمة لم تقم بتوبيخ‬ ‫عدنان ألنهُ تأخر عكس بعض الطلبة‪ ،‬على‬ ‫أية حال كنتُ سعيدًا ألجله‪ ،‬بعد أن انتهت‬ ‫الحصة سألتُ عدنان عن سبب تأخره فقال‪:‬‬ ‫منزلي بعي ٌد عن المدرسة‪ ،‬وأبي ال يمتلك‬ ‫سيارة‪ ،‬لذا علي أن أمشي مسافة طويلة‬ ‫كثيرا بما قالهُ عدنان‬ ‫للقدوم إلى هنا‪ ،‬لم أهتم‬ ‫ً‬ ‫فقد كنتُ أشاه ُد دفترهُ الجميل‪ ،‬عدنان يحب‬ ‫اللغة العربية ودائ ًما ما يقوم بترتيب دفتر ِه‪،‬‬ ‫وعندما تبدأ الحصة تكون كل حواس ِه‬ ‫منشغلةً بالدرس رغم أنهُ ال يقوم بحل‬ ‫واجباته المدرسية‪.‬‬ ‫يوم طويل‪ ،‬بدلتُ‬ ‫عدتُ إلى المنزل بعد ٍ‬ ‫مالبسي وتناولتُ الغداء مع عائلتي‪ ،‬ثم‬ ‫ب مع أصدقائي لعبتي المفضلة‬ ‫خرجتُ أللع َ‬ ‫كرة القدم‪ ،‬بعدها ذهبتُ ألمي لتساعدني في‬ ‫ت‬ ‫دراستي‪ ،‬لم تكن هنالك‬ ‫الكثير من الواجبا ِ‬ ‫ُ‬


‫‪34‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫أذهب معهُ الى السوق‪....‬‬ ‫لذا اقتر َح أبي أن‬ ‫َ‬ ‫بشراء لوازم المنزل‪،‬‬ ‫خطوة ً خطوة بدأنا‬ ‫ِ‬ ‫بعض من الخضراوات‬ ‫وقد حان شرا ُء‬ ‫ٍ‬ ‫والفواكه‪ ،‬فتوقف أبي بجانب أحد أرصف ِة‬ ‫ُ‬ ‫حيث يتجمع العديد من البائعين‬ ‫الشوارع‬ ‫ضا من محاصيلهم‪ ،‬وهنالك‬ ‫لكي يبيعوا بع ً‬ ‫ُ‬ ‫حيث كان يقف خلف‬ ‫رأيتُ صديقي عدنان‬ ‫مجموع ٍة من البضائع‪ ،‬سألته عما يفعله قال‪:‬‬ ‫يوم آتي إلى هنا لكي أساع َد أبي في‬ ‫كل ٍ‬ ‫عمله‪ ،‬فأنا أحب بيع الخضراوات والفواكه‬ ‫التي نزرعها‪ ،‬اشترى أبي ما نحتاجه‪ ،‬ومن‬ ‫ثم ودعتُ صديقي عدنان‪.‬‬ ‫خطر في بالي أن عدنان ليس مثلما‬ ‫َ‬ ‫اعتقدت‪ ،‬إنهُ ليس مجرد طالب كسول فهو‬ ‫يمتلكُ الرغبة بالتعلم لكن أوضاعهُ الماديه‬ ‫ال تسمح لهُ بتلقي التعليم بشكل صحيح‪ ،‬فلو‬ ‫كان أبوه يمتلك سيارة لما تأخر عن‬ ‫المدرسة ولو كان يقضي وقته كما أقضيه‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪35‬‬

‫أنا لربما سيكون طالبًا مجته ًدا‪ ،‬في اليوم‬ ‫التالي تأخرعدنان في الذهاب إلى المدرسة‬ ‫مرة ً أخرى‪ ،‬وفي غيابه اقترحت المعلمة أن‬ ‫نقوم بشراء حقيبة جديدة له هدية لعيد‬ ‫ميالده فوافق الجميع على ذلك‪ ،‬كنتُ متأكدًا‬ ‫أنهُ سيفرح بها وبالفعل كان سعيدًا‪.‬‬


‫‪36‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪37‬‬

‫أملا بألم‬ ‫لين غسان محمد المصري‬

‫صديقتي المفضلة أمل‪ ،‬أتعجب من‬ ‫مستوى التفاؤل الذي تحيط نفسها به‪ ،‬رغم‬ ‫الظروف الصعبة التي تالحقها هي‬ ‫وعائلتها‪ ،‬هي صديقتي المفضلة في‬ ‫المدرسة‪ ،‬طيبة القلب‪ ،‬قوية اإلرادة‪ ،‬واسعة‬ ‫العقل واإلدراك‪ ،‬وكأنها أحاطت بكل العلوم‬ ‫التي نعرفها‪.‬‬ ‫صدمتني بحق عندما قالت لي إنها لن‬ ‫تعود للمدرسة مجددا ً‪ ،‬لم أفهم في البداية‬ ‫حتى وضحت األمر لي قائلة‪ :‬المدرسة‬ ‫تحتاج لمصاريف ال تستطيع عائلتي‬ ‫تأمينها‪ ،‬كما أن عائلتي تعد ذهاب الفتيات‬ ‫مثلي للمدرسة أمرا ً معيبا ً‪ ،‬اختلطت‬


‫‪38‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫المشاعر لدي‪ ،‬شيء من الغضب والحزن‬ ‫والصدمة والرفض‪ ،‬حتى التبس علي األمر‬ ‫وفقدت الشعور‪.‬‬ ‫حاولت بال جدوى ثني عائلتها عن هذا‬ ‫القرار البعيد كل البعد عن الصواب‪ ،‬ولكن‬ ‫عائلتها كانت تعتبرني مجرد مشاكسة‬ ‫أخرى وصديقة سوء ألمل‪.‬‬ ‫لم تعد أمل للمدرسة منذ ذلك اليوم‪ ،‬ال‬ ‫زلت انتظر قدومها منذ سنة ونصف‪،‬‬ ‫وكأنها تركتني وحيدة بين كل تلك الجموع‬ ‫وغادرت بصمت تام‪.‬‬ ‫كم وددت لو أنني عائلتها لتركتها‬ ‫تذهب للمدرسة‪ ،‬لو كان الفقر شخصا ً‬ ‫ألبرحته ضربا ً‪ ،‬مع أنني ال أحب العنف‪،‬‬ ‫ولو كانت التقاليد التي تنص على عدم‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪39‬‬

‫ذهاب الفتيات للمدرسة شعورا ً لكنت قد‬ ‫حطمته‪.‬‬ ‫في نظر المجتمع أمل مسكينة‪ ،‬كما أن‬ ‫تلك النظرة مشوبة بالشفقة‪ ،‬وأكره ذلك‪،‬‬ ‫أكرهه كثيرا ً‪ ،‬ال أدري إن شعرت عائلة‬ ‫أمل بمصابي‪ ،‬ولكنني متأكدة بأنها ستشعر‬ ‫بهالة من ذنب إن علمت‪.‬‬ ‫كلما فكرت في اسم أمل أتعجب من‬ ‫عدم التوافق بينها وبين واقعها‪ ،‬والجميل‬ ‫أنها تغير الواقع لينسجم مع ما تريده‪.‬‬ ‫في الحقيقة خسرها المجتمع‪ ،‬فقد‬ ‫عبرت العديد من المعلمات عن ذكائها‬ ‫وتوقد ذهنها‪ ،‬كما أنها تملك مهارة عالية في‬ ‫كتابة الشعر‪ ،‬فكم من مرة قرأت لي ما‬ ‫تكتبه‪ ،‬وفي كل مرة تطرب أذني لما أسمع‪.‬‬


‫‪40‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫بئس األمر الفقر‪ ،‬يحول اإلنسان من‬ ‫شخص مرح إلى كتلة من الحزن‪ ،‬ولكنني‬ ‫أثق في أمل وفي أمثال أمل‪ ،‬أثق في‬ ‫المجتمع وفي قدرته على التغيير اإليجابي‪،‬‬ ‫مجتمعنا سينصف أمل‪ ،‬ويغير العالم‬ ‫لألفضل سأنتظر حتى أراها تعود معي‬ ‫للمدرسة‪ ،‬نذهب معا ً ونضحك طوال‬ ‫الطريق‪ ،‬عزيزتي أمل ابقي أمل‪.‬‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪41‬‬


‫‪42‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫أفكار ذهبية!‬ ‫عيسى محمد مجلي سكر‬ ‫وسام‪ ،‬طفل رائع‪ ،‬يحب عمل الخير‪،‬‬ ‫ويحب مساعدة اآلخرين‪ ،‬وفي أحد األيام‬ ‫كان يفكر كيف يمكنه أن يقوم بعمل يضيف‬ ‫إليه الكثير‪ ،‬عمل مميز يجعله قادرا ً على‬ ‫إضافة شيء جديد في حياته‪ ،‬فهو يشعر أنه‬ ‫قد كبر‪ ،‬وعليه أن يشعر ببعض المسؤولية‬ ‫اتجاه وطنه واتجاه المجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬ ‫ضا‬ ‫في المدرسة كان حديث المعلم أي ً‬ ‫في هذا اليوم يدور حول أهمية مساعدة‬ ‫اآلخرين الذين يحتاجون للمساعدة‪ ،‬فهم‬ ‫حولنا‪ ،‬لكن يجب البحث عنهم‪ ،‬والتعرف‬ ‫على احتياجاتهم لمعرفة كيف يمكن‬ ‫مساعدتهم‪ ،‬وقد ضرب المعلم الكثير من‬ ‫أصحاب‬ ‫األطفال‬ ‫ومنها‬ ‫األمثال‪،‬‬ ‫االحتياجات الخاصة‪ ،‬واألطفال الذين تعاني‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪43‬‬

‫أسرهم من ظروف مالية صعبة‪ ،‬وربما‬ ‫بعض األطفال الذين يفتقرون للكثير من‬ ‫حقوقهم مثل‪ :‬حقهم في العيش الكريم‬ ‫والتعليم واللعب‪.‬‬ ‫صديقنا وسام يعرف الكثير عن حقوق‬ ‫كثيرا فيما سبق‪ ،‬لكنه‬ ‫األطفال‪ ،‬فقد قرأ عنها‬ ‫ً‬ ‫كان في حيرة من أمره كيف ومن أين يبدأ؟‬ ‫فأخذ يفكر وهو يقول في نفسه‪:‬‬ ‫ أنا طفل صغير‪ ،‬ال أملك الكثير من‬‫الخيارات‪ ،‬لكني لن أستسلم‪.‬‬ ‫كان وسام تربطه عالقة قوية جدا‬ ‫بجده‪ ،‬فقرر أن يستعين به‪ ،‬وفي صباح‬ ‫اليوم التالي ذهب وسام برفقة العائلة إلى‬ ‫بيت جده‪ ،‬وكانت العائلة تقضي عطلة نهاية‬ ‫األسبوع في بيت الجد والجدة‪ ،‬وكان الجميع‬ ‫يشعرون بالكثير من الفرح والبهجة‪،‬‬


‫‪44‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫صا وسام الذي كان يطرح الكثير‬ ‫وخصو ً‬ ‫من األسئلة على جده في كل زيارة‪.‬‬ ‫تناول الجميع طعام الغداء‪ ،‬وجلس‬ ‫وسام حزينا ً وهو يفكر‪ ،‬فسأله الجد‪:‬‬ ‫ ما بك يا حفيدي الصغير؟ تبدو‬‫حزينًا!‬ ‫ هذا صحيح يا جدي‪.‬‬‫ خيرا ً يا وسام‪ ،‬حدثني ما الذي يشغل‬‫بالك؟‬ ‫ في الحقيقة يا جدي لقد حدثنا المعلم‬‫باألمس عن أهمية وضرورة مساعدة‬ ‫اآلخرين‪ ،‬لكني كما تعرف ال أملك المال‬ ‫فأنا طفل صغير‪.‬‬ ‫ ضحك الجد بصوته العالي وقال‪ :‬يا‬‫صغيري‪ ،‬هل المشكلة في حصولك على‬ ‫المال فقط حتى تقوم بعمل جيد يحقق الفرح‬ ‫والبهجة في نفوس اآلخرين؟‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪45‬‬

‫ال يا جدي‪ ،‬فقد عرض علي والدي أن‬ ‫يعطيني بعض المال حتى أفعل ذلك‪ ،‬لكني‬ ‫أريد أن أعتمد على نفسي‪.‬‬ ‫ لقد كبرت يا صغيري الرائع‪،‬‬‫وأصبحت تفكر كيف تعتمد على نفسك‪،‬‬ ‫وهذه خطوة جيدة‪.‬‬ ‫ لكني حزين يا جدي‪ ،‬فأنا كما قلت‬‫لك ال أملك إال بعض الدنانير التي جمعتها‬ ‫في حصالتي‪ ،‬وهي لن تكفي حتى أحقق ما‬ ‫أريد‪.‬‬ ‫ ربما أنك ال تملك المال الكثير يا‬‫وسام‪ ،‬لكني على ثقة من أنك تملك ما هو‬ ‫أهم من المال بكثير‪.‬‬ ‫في المساء عاد وسام إلى بيته وهو‬ ‫يفكر‪ :‬ما هو الشيء الذي يملكه وهو أهم‬ ‫من المال بكثير! ثم جلس على حافة‬


‫‪46‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫سريره‪ ،‬وأخذ يسير يمينًا وشماالً وهو يفكر‬ ‫ويفكر‪ ،‬ثم قال بصوت عال‪:‬‬ ‫ نعم إنها األفكار! أنا أملك األفكار‪،‬‬‫يجب أن تكون أفكاري ذهبية قادرة على‬ ‫تحقيق أهدافي‪.‬‬ ‫نظر وسام حوله‪ ،‬فوجد الكثير من‬ ‫الدمى واأللعاب القديمة التي لم يعد‬ ‫يستخدمها‪ ،‬وهي ما تزال في حالة جيدة‪،‬‬ ‫فجمع كل تلك الدمى واأللعاب‪ ،‬وعمل على‬ ‫ترتيبها وتقسيمها إلى مجموعات‪ ،‬بعد أن‬ ‫ساعده الجميع على عمل الصيانة الالزمة‬ ‫لبعضها‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫ هذه هي الفكرة األولى‪ ،‬وعلي أن‬‫أجد الفكرة الثانية التي سوف تحقق لي‬ ‫هدفي‪.‬‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪47‬‬

‫في المساء‪ ،‬وبينما كان الجميع‬ ‫يجلسون على الطاولة لتناول طعام العشاء‪،‬‬ ‫قال األب‪:‬‬ ‫ غدا ً هو أول أيام العيد‪ ،‬كل عام وأنتم‬‫بخير‪.‬‬ ‫صرخ وسام قائالً‪:‬‬ ‫ نعم إنه العيد‪ ،‬أنا لدي فكرة رائعة‬‫نقوم بها في أول أيام العيد يا أبي‪.‬‬ ‫ فكرة رائعة!‬‫ نعم يا أبي‪.‬‬‫وبينما كان الجميع ينظرون إلى وسام‬ ‫بدهشة واهتمام كبير‪ ،‬تابع وسام حديثه‬ ‫قائالً‪:‬‬ ‫ لقد عملنا جميعًا على جمع الكثير من‬‫الدمي واأللعاب التي لم نعد نحتاجها‪ ،‬وقد‬ ‫خطرت لي فكرة رائعة‪.‬‬


‫‪48‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫كثيرا لسماع أفكارك‬ ‫ نحن متشوقون‬‫ً‬ ‫يا وسام‪ ،‬أخبرنا بماذا تفكر؟‬ ‫ أفكر أن نقوم غ ًدا بعمل زيارة إلى‬‫أحد المراكز التي تقدم الرعاية لألطفال‬ ‫المحتاجين‪.‬‬ ‫ تقصد أن نشاركهم الفرحة بالعيد‪،‬‬‫ونقدم لهم الدمي واأللعاب كهدايا يا وسام‪.‬‬ ‫ أفكر أبعد من ذلك يا أبي؟‬‫ هذا رائع! وماذا لديك بعد من أفكار‬‫يا وسام؟‬ ‫ لدي الكثير من الدمى المسرحية‪.‬‬‫فقال الجميع بصوت عال‪ :‬دمى‬ ‫مسرحية!‬ ‫ نعم دمى مسرحية‪ ،‬كنت أحتفظ بها‬‫بعد كل عرض مسرحي كنت أشارك به في‬ ‫المدرسة‪ ،‬أنا من صنعها يا أبي‪.‬‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪49‬‬

‫ أنا على ثقة كبيرة من ذلك‪ ،‬لكن‬‫اشرح لنا األمر أكثر‪.‬‬ ‫ سوف أقدم غ ًدا لمجموعة األطفال‬‫في مركز اإليواء عرضا ً مسرحيا ً رائعا ً‬ ‫أستخدم فيه الدمى‪.‬‬ ‫في صباح يوم العيد‪ ،‬استيقظ وسام‬ ‫باكرا‪ ،‬وأخذ يقوم بالتدريبات الالزمة حتى‬ ‫ً‬ ‫يتأكد من أنه سوف يقدم عرضه المسرحي‬ ‫بشكل جيد‪ ،‬لكن سرعان ما سمع صوت‬ ‫عا ليجد جده قد‬ ‫جرس الباب‪ ،‬فركض مسر ً‬ ‫كبيرا‬ ‫قدم إليهم يحمل بيده صندوقًا أحمر‬ ‫ً‬ ‫وهو يقول‪:‬‬ ‫كل عام وأنت بخير يا حفيدي الرائع‪.‬‬ ‫ يبدو أني عرفت بماذا تفكر يا وسام‪.‬‬‫ هههه‪ ..‬هي فكرة ذهبية يا أبي‪.‬‬‫‪ -‬يا لها من فكرة رائعة!‬


‫‪50‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫ نعم يا أبي‪ ،‬وبعد العرض سوف أقدم‬‫تلك الدمى كهدايا لألطفال‪.‬‬ ‫ كم أنا فخور بك يا صغيري‪!.‬‬‫ وأنت بألف خير يا جدي‪ ،‬لكن ما هذا‬‫الذي تحمله بيدك؟‬ ‫ إنه صندوق كبير يا وسام‪.‬‬‫ وماذا سوف نضع فيه يا جدي؟‬‫ههههه أفكارك الذهبية يا وسام‪.‬‬ ‫ضحك وسام بصوت عا ٍل وهو يظهر‬ ‫بالفرح والبهجة‪ ،‬وبدأ يرتب الدمى واأللعاب‬ ‫في داخل الصندوق الكبير ويقول‪:‬‬ ‫ما أجمل صناعة األفكار!‪.‬‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪51‬‬


‫‪52‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫متى أحصل على حقي‬ ‫نور محمد عامر العطاونة‬ ‫رزان‪ ،‬فتاة صغيرة تحب المدرسة‬ ‫والتعلم‪ ،‬ذهبت مع أمها في أحد األيام‬ ‫لزيارة الطبيب في المدينة‪ ،‬وكونها تسكن‬ ‫في قرية صغيرة بدت عليها مالمح الدهشة‬ ‫واالستغراب عند دخول الحافلة إلى المدينة‪،‬‬ ‫فلفت انتباهها مبنى ضخم وكبير يعج‬ ‫بالشباب والشابات ويحملون في أيديهم كتبًا‬ ‫منوعة‪.‬‬ ‫سألت أمها بصوت خافت‪ :‬ما هذه‬ ‫الجلبة الكبيرة يا أمي؟‬ ‫قالت أمها‪ :‬هذه جامعة يا رزان‪.‬‬ ‫فردت رزان بسرعة‪ :‬جامعة!! إنها‬ ‫جميلة جدا ً‪ ،‬كم أتشوق لبلوغها وإكمال‬ ‫تعليمي فيها ألتمكن من تحقيق أحالمي‪.‬‬ ‫األم‪ :‬وما هي أحالمك يا رزان؟‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪53‬‬

‫رزان‪ :‬أوالً أريد أن أصبح طبيبة‪،‬‬ ‫وأساعد أهل قريتي‪ ،‬ولكنه حلم مستحيل يا‬ ‫أمي؛ ألن قريتنا بعيدة ومدارسها دون‬ ‫المستوى الذي يصل إليه هؤالء الطلبة‪.‬‬ ‫ردت األم‪ :‬مهالً يا ابنتي‪ ،‬لماذا تقولين‬ ‫ذلك؟‬ ‫ت أني مقعدة‬ ‫رزان‪ :‬أمي‪ ،‬هل نسي ِ‬ ‫وأعاني من مشاكل صحية في قدمي؟‬ ‫ت معاناتي اليومية في‬ ‫هل شاهد ِ‬ ‫وصولي إلى غرفة الصف في مدرستي؟‬ ‫ت الطريق المتهالكة الذي‬ ‫هل شاهد ِ‬ ‫أصل منه إلى مدرستي؟‬ ‫أنس‪ ،‬ولكن‬ ‫األم‪ :‬كال يا رزان‪ ،‬لم‬ ‫َ‬ ‫يجب علينا المثابرة والتحمل والتحدي‬ ‫واجتياز هذه العوائق والوصول لتحقيق‬ ‫أحالمنا وأهدافنا‪.‬‬ ‫رزان‪ :‬ولكن يا أمي‪ ،‬هل أستطيع فعالً‬


‫‪54‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫الدخول إلى الجامعة وأنا على كرسي‬ ‫متحرك؟ وكيف أستطيع فعل ذلك؟ فأنا فتاة‬ ‫والفتاة في مجتمعنا يا أمي ال تأخذ حقها في‬ ‫التعلم مثل الشباب‪ ،‬فوالدي سيعارض‬ ‫مغادرتي وإخوتي‪ ،‬وال تنسي حالتنا المادية‬ ‫التي يمر بها والدي‪.‬‬ ‫األم‪ :‬كل هذه الحواجز يا رزان‬ ‫بإمكانك تخطيها وتحقيق أحالمك‪.‬‬ ‫أعدك يا أمي بأن أعمل على‬ ‫رزان‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫بدأت األفكار تجول في مخيلة رزان‬ ‫كيف تتغلب على العوائق التي ستواجهها‬ ‫وكيف ستحقق حلمها‪.‬‬ ‫وبعد عودتها من المدرسة ذهبت رزان‬ ‫ّ‬ ‫لتخبرهن بما شاهدت‬ ‫إلى صديقاتها متلهفة‬ ‫والعزيمة واإلصرار بادية على وجهها‪.‬‬ ‫فقالت لصديقاتها عن الجامعة وحلمها‬ ‫في الوصول إليها وأنه يجب أن نتعاون‬


‫إبداعات صغيرة‬

‫‪55‬‬

‫ونثابر من أجل الحصول على غايتنا‪.‬‬ ‫فقررت هي وصديقاتها وضع خطة‬ ‫عمل ودراسة كاملة لوضع المدرسة‬ ‫والتعاون في عمل يوم من كل أسبوع‬ ‫لخدمة المجتمع‪ ،‬فقررنَ تسهيل الطريق من‬ ‫بيت رزان إلى المدرسة حتى يسهل عليها‬ ‫الوصول إلى المدرسة بكرسيها المتحرك‬ ‫دون عوائق‪ ،‬وطالء غرفة الصف بألوان‬ ‫جميلة‪.‬‬ ‫وبعد االنتهاء من هذه األعمال بدت‬ ‫آثار الفرح والعزيمة واإلصرار على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫آمالهن المجتمعية‬ ‫وجوههن‪ ،‬وقررنَ توسيع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لحثهن على‬ ‫قريتهن‬ ‫بدعوة كل الفتيات في‬ ‫ّ‬ ‫وحصولهن على هذا الحق المقدس‪.‬‬ ‫التعليم‬ ‫كبرت رزان‪ ،‬واجتازت المرحلة‬ ‫الثانوية بتفوق‪ ،‬رغم ما واجهته من‬ ‫صعوبات‪ ،‬ولكنها تغلبت عليها رغم‬ ‫إعاقتها‪ ،‬وأكملت تعليمها‪ ،‬ودخلت الجامعة‬


‫‪56‬‬

‫مسابقة الكاتب‪/‬ة الصغير‪/‬ة ‪2022‬‬

‫وهي فرحة جدا ً‪ ،‬وحتى والدها كان من‬ ‫أكثر الناس وقوفا ً إلى جانبها‪ ،‬حتى يرى‬ ‫فيها تلك الطبيبة المثابرة‪ ،‬واجتازت رزان‬ ‫دراستها الجامعية بتفوق‪ ،‬وتخصصت في‬ ‫عالج األطفال رغم إعاقتها التي تغلبت‬ ‫عليها ولم تجعلها عائقًا أمام مستقبلها‬ ‫وأحالمها‪ ،‬وقامت بعمل عيادة في قريتها‬ ‫حتى تخدمهم وتساعد أهلها الذين ساعدوها‬ ‫على اجتياز الصعاب‪.‬‬ ‫وأصبحت رزان مثاالً في التحدي‬ ‫ومقاومة الصعاب‪.‬‬ ‫*******‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.