قيمة المشكلة هي ...فرصة ثمينة ابتداء من كم من مشكلة تواجهنا في اليوم الواحد ً المنزل و الطريق و العمل و غيرها من األمور الحياتية اليومية ،نستطيع القول أنها كثيرة جداً لدرجة عدم عدها أو حتى تذكرها .بعض المشاكل إستطاعتنا ّ الصغيرة و المتوسطة من الممكن مواجهتها أحيان ًا بدون معالجتها أو مراقبتها عن قرب لحلها أو لحل اآلثار المترتبة عليها .ما أريد الوقوف بتفكر عنده هنا هو المشاكل الكبيرة التي ممكن أن تمر علينا بشكل قليل في حياتنا والتي تصبح ذكرى ال نستطيع مسحها من ذاكرتنا. المشكلة بشكل عام هي الصعوبات التي تواجهنا عند حدوث تغيير أو إنتقال من مرحلة الي أخرى ،فالمشكلة توقف هذا التغيير أو تأخر وقته الزمني أو تؤثر علي إما أن ّ كفاءته و نوعه .كثير من الناس ينظر إلى المشكلة على أنها عقبة في الطريق و سوف تسد هذا الطريق ألنه مليء بالعقبات المتتالية ،بينما يعتبرها البعض اآلخر عوائق مؤقتة من الممكن محاولة تخطيها إذا تسهلت جميع األمور المتعلقة بها ،أما الفئة القليلة من الناس فتنظر لها على اعتبار أنها فرص ثمينة وأن هذه المشاكل هي أساس للتعلم و تراكم الخبرات خالل الحياة المهنية وتبدأ بتحدي هذه المشاكل لتصنع الفرص. كما هو معروف بأن الحاجة هي أم االختراع ،و الضعف سبب للقوة ،ومن هنا نقول أيض ًا أن المشكلة هي سبب للفرصة وذلك عندما نتعامل مع المشكلة بمهارة و ذكاء و تحدي و بالطرق العلمية المعروفة وذلك إليجاد الحلول التي من خاللها ممكن تغير كيان الفرد أو الشركة أو المجتمع .و بالتالي نقول أن المشكلة هي في الواقع فرصة ثمينة و إذا لم ننجح في إستغاللها بالشكل الكامل و المباشر فإننا نستفيد من مميزاتها الغير مباشرة و التي تحدد معالمنا الشخصية و تبرز جوانبها ،و من المميزات و الفوائد الغير مباشرة للمشكلة : التفكير خارج االطار أو خارج الصندوق ،وذلك بالبحث على حلول أخرى بديلة للمشكلة.
تكوين عالقات شخصية جديدة و التعرف بعمق على بعض شخصيات. التعرف علي قدراتنا الفكرية و اكتشاف طاقاتنا العملية. العمل على البحث عن معلومات و طرق عمل جديدة بشكل مستمر. التحمل و الصبر على ضغوطات و تحديات الحياة. تع ّلم كيفية اتخاذ القرارات و خاصة الجريئة منها. إذا كانت المشكلة مشتركة مع أطراف أخرى فإنها تعزز العمل الجماعي و خلق روح الفريق الواحد.
اليعلم أنها منحة في ثوب محنة و هو اليحتسب ،و العكس صحيح .و يقول عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه: ما من مصيبة تصيبني إال رأيت خاللها ثالث فوائد قد أنعم اهلل علي بها :األولى :أن هذه المصيبة لم تكن في ديني فإن المصيبة إن كانت في الدين كانت بلية عظمى ربما يخسر اإلنسان بها نفسه دنيا وآخرة ،الثانية :أن هذه المصيبة لم تكن أكبر منها فما من مصيبة إال ولها أكبر منها ،و الثالثة :أن اهلل رزقني الصبر عليها فإن الصبر واالحتساب هما صمام األمن الذي يخفف اهلل به هذه المصيبة عند وقوعها.
وكما أن المشاكل الخاصة بنا تخلق فرص ًا ثمينه بشكل مباشر و غير مباشر ،فإن مشاكل الغير أيضا أو المشاكل الخارجية قد يمكن إستغاللها لخلق فرص لنا أيضا ،أي أن «مصائب قوم عند قوم فوائد” كما قال المتنبي .و يوجد أمثلة كثيرة استفاد منها الغير في تحقيق فرص ناجحة من مشاكل خارجية ،نذكر هنا هذه القصة البسيطة التي حدثت بعد اعتداءات 11سبتمبر في الواليات المتحدة األمريكية ،فقد حظرت معظم المؤساسات السفر علي موظفيها ،وشهدت التنقالت بدافع العمل تراجع ًا ملموس ًا وأدى الخوف من الطائرة إلى عودة االهتمام بـ”مؤتمر الفيديو” .فاغتنم موقع ياهوو اإللكتروني هذه الفرصة فأطلق خدمة مؤتمرات الفيديو عبر اإلنترنت. و أفاد ناطق بإسم الموقع أن مصرف “دويتشه بنك” سيكون أول زبائنها آن ذاك ،وكان المصرف قد ألغى مؤتمراً كان مقرر عقده في و الية أريزونا إثر االعتداءات. و أخيراً ،نحن ال نعلم قيمة أي مشكلة تصادفنا إال إذا أحسنا التعامل معها بشكل إيجابي و إحترافي و بدون يأس أو قنوط بل بالصبر و الدعاء كما يوجهنا ديننا في سى أ َ ْن {و َع َ هذا الصدد .يقول اهلل تعالي في كتابه َ سى أ َ ْن ت ُ ِح ُّبوا َ تَ ْك َر ُهوا َ ش ْي ًئا َو ُه َو ش ْي ًئا َو ُه َو َخ ْير ٌ لَ ُك ْم َو َع َ َ م َوأ َ ْنتُ ْم لَا تَ ْع َل ُمونَ } (البقرة،)216 : شرٌّ لَ ُك ْم َوال َّل ُه يَ ْع َل ُ فاإلنسان قد يقع له شيء من المشاكل و األقدار و المصائب التي ال يطيقها فيصاب بالحزن أو الجزع و هو
المراجع
كتاب ( تحويل المشكالت الي فرص) الكاتب محمد شلبي موقع االلكتروني www://almoslim.net د.عمر بن عبد اهلل المقبل -تاريخ 21/4/1430هـ “حول المشكالت إلى فرص” للدكتور علي الحمادي مقال ّ
علي سعيد المريسل حاصل على درجة الماجستير من ،OKCUالواليات المتحدة االمريكية مدير الموارد البشرية و االدارة لدي القاضي للتجارة و الصناعة – الدمام الجيل الثالث من عائلة المجدوعي المالكة لمجموعة المجدوعي