العدد التاسع - مجلة ثروات

Page 1

‫تر�سل هذه الق�سيمة �إلى‬

‫جملة ثروات‬ ‫مكتب ‪ ،11‬الطابق ال�ساد�س‪ ،‬برج الرثيا ‪2‬‬ ‫مدينة دبي للإعالم‬ ‫�صندوق بريد ‪500717‬‬ ‫دبي‪ ،‬الإمارات العربية املتحدة‬ ‫هاتف‪+ 971 4 428 0773 :‬‬

‫‪info@tharawat-magazine.com‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫اشترك في‬

‫مجلة ثروات اآلن!‬

‫المجلة العربية للشركات العائلية‬ ‫العنوان ‬ ‫ ‬ ‫الإ�سم الأول ‬ ‫ ‬ ‫الإ�سم ‬ ‫ ‬ ‫ الربيد الإلكرتوين ‬ ‫العنوان ‬ ‫ ‬ ‫ �صندوق الربيد ‬ ‫الهاتف‬ ‫ ‬

‫املدينة ‬

‫الدولة ‬

‫نعم‪� ،‬أريد �أن �أ�شرتك مبجلة ثروات‬

‫المجلــة العربيـة للشركـات العائليـة‬ ‫العدد التاسع يناير ‪ -‬مارس ‪2011‬‬

‫�سنة �إ�شرتاك‬ ‫�سنتان �إ�شرتاك‬

‫‪ 08‬من �شركة عائلية‬ ‫الى �شركة عائلية‬

‫دراسة حالة رائد أعمال في شركة عائلية‬ ‫وطرح حلول من رواد شركات عائلية‬

‫‪ 38‬مقابلة مع معايل‬ ‫حممد الزبري‬

‫حياته كوالد و رجل حكومة و عاشق للفن و‬ ‫رئيس واحدة من أبرز الشركات العائلية العمانية‬

‫‪ 22‬درا�شة براي�س و وترهاو�س‬ ‫كوبرز‬

‫تعرض دراسة برايس ووترهاوس كوبرز الثانية‬ ‫للشركات العائلية العالمية توجّهات جديدة‪.‬‬

‫‪ 32‬ال�شركات العائلية‬ ‫اخلليجية‬

‫االستراتيجيات الواجب اتباعها الكتساب المزيد‬ ‫من الفعالية والمرونة والتنافسية‪.‬‬

‫مهتم بالن�شرة الإخرباية‬ ‫نعم‬ ‫ال‬

‫هل يكون االكتتاب‬ ‫في البورصة‬

‫مقاالت خا�شة‬

‫أحد الخيارات المطروحة أمام الشركات العائلية؟‬

‫علمت عن جملة ثروات من خالل‬

‫�صديق‬ ‫املوقع الإلكرتوين‬ ‫�إعاللن‬

‫‪1/1/11 9:52 AM‬‬

‫‪COVER arabic.indd 1‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫استعراض موقع الكتروني استعراضات‬

‫ومضة‪ ...‬في روح ريادة األعمال‬

‫‪Wamda.com‬‬ ‫لقد زاد الميل نحو ريادة األعمال عوض ًا عن الوظائف‬ ‫االعتيادية فقط خالل األعوام القليلة الماضية مما‬ ‫خيب أمل البعض منا في األسماء الكبيرة الرائدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و تزداد يوم ًا بعد يوم أعداد الشباب الذين يقتحمون‬ ‫المجهول نحو هذا العالم المثير للجدل و هو عالم‬ ‫ريادة األعمال‪ Wamda.com .‬هو موقع الكتروني‬ ‫لرواد األعمال الذين‬ ‫ترسخ ليصبح منبر ّ‬ ‫تطور و ّ‬ ‫ّ‬ ‫حققوا أحالمهم بالفعل أو الذين بدأوا لتوهم بشق‬ ‫هذا الطريق‪.‬‬ ‫باختصار‪ ،‬يعتبر هذا الموقع ساحة للتواصل و‬ ‫التفاعل و التعلم بين رواد األعمال و المبتكرين‬ ‫و أصحاب الخبرة في منطقة الشرق األوسط‬ ‫وشمال أفريقيا وجنوب آسيا‪ .‬الموقع هو مبادرة‬ ‫أقامتها أبراج كابيتال وشركة ريادة لتطوير‬ ‫المشاريع (‪ )RED‬من أجل تسهيل ريادة األعمال‬ ‫في المنطقة‪ .‬ويرتبط هذا الموقع بمؤتمر‬ ‫ومضة السنوي الذي يقام تحت اسم “االحتفال‬ ‫بالريادة”‪ ،‬وكان نجاح المؤتمر في دورته الثانية‬ ‫في عام ‪ 2010‬أكثر من باهر‪ .‬يستهدف الموقع‬

‫المتنوعة‬ ‫يتركز الموقع على مشاركات أعضائه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫من أبرز خدما ت الموقع الملتقى اإلرشادي الذي‬

‫بصفة خاصة رواد األعمال المبتدئين من أجل‬

‫بين أسئلة تنتظر االجابات الى قصص نجاح أو‬

‫يتيح لرواد األعمال المبتدئين التعرف و التواصل مع‬

‫تنمية وإدامة شركاتهم‪ ،‬كما يستهدف كذلك‬

‫فقط مشاركات حيال مواضيع معينة تختص‬

‫مرشدين ناجحين متخصصين لمساعدتهم في‬

‫قادة األعمال و ذوي الخبرة ممن يمكن أن تقدم‬

‫بريادة األعمال و االبتكار‪ .‬يمكن االشتراك في‬

‫تطوير و استدامة أعمالهم‪ .‬فال يكون على المبتدأ‬

‫نصائحهم وأفكارهم الدعم للشركات الصغيرة‬

‫الموقع إما عن طريق البريد االلكتروني أو عن‬

‫إال البحث في قاعدة بيانات المرشدين العريضة‬

‫والمتوسطة‪.‬‬

‫طريق مواقع التواصل اإلجتماعي «تويتر» و‬

‫و اختيار المجال الذي يركز عليه المشروع ومجال‬

‫«فيسبوك»‪ .‬و تعتبر جميع المشاركات مفتوحة‬ ‫يعكس تصميم الموقع العصري محتوى‬

‫االهتمام واالحتياجات والموقع و من ثم التواصل‪.‬‬

‫أمام الجميع‪ .‬يضم الموقع أيض ًا مكتبة واسعة‬

‫الموقع النابض و المتجدد دائم ًا حيث يضيء‬

‫من الملفات المرئية والصوتية والمقروءة التي‬

‫بخالف وجود العديد من المشاركات أو «التويتات»‬

‫شعار الموقع بلون مشع على خلفية سوداء‬

‫تغطي رحلة ريادة األعمال في كافة مراحلها‬

‫المتنوعة في الموقع و التي ال يمت بعضها‬

‫اللون و تتوزّع األخبار و المشاركات و المقاالت في‬

‫ابتداء بالفكرة األولى وصو ً‬ ‫ال إلى تنفيذها على‬ ‫ً‬

‫لموضوع ريادة األعمال بِصلة و التي من الممكن‬

‫تصفح‬ ‫منتصف الصفحة‪ ،‬مما يجعل من السهل‬ ‫ّ‬

‫شكل مشاريع رائدة ومستدامة‪ .‬كما يضم‬

‫أن تفقد الموقع حقيقة هويته االحترافية و اتجاهه‪,‬‬

‫التعرف على‬ ‫الموقع و الصفحات التابعة له و‬ ‫ّ‬

‫الموقع مجموعة مختارة من األخبار والبيانات‬

‫إال أن الموقع بشكل عام يستحق التصفح حيث أنه‬

‫محتوياته‪.‬‬

‫اإلعالمية االجتماعية‪.‬‬

‫محطة بارزة في عالم ريادة األعمال النابض‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪71‬‬


‫استعراضات استعراض كتاب‬

‫ماكس رودنبك‬

‫القاهرة ‪ -‬املدينة املنت�صرة‬ ‫كل من وطأت قدماه القاهرة يعرف عن المدينة‬ ‫صخب ضجيجها وضخامة حجمها وكثافة سكانها‪.‬‬ ‫وكل من عاش بالقاهرة يمكنه إخبارك أن االنبهار لن‬ ‫يجدي نفع ًا في الصراع اليومي مع هذه المدينة‬ ‫العريقة الرائعة‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬يُعد تأليف كتاب عن هذا المكان الذي‬ ‫تشكل على مدار ‪ 8000‬عام من التاريخ اإلنساني‬ ‫ومحاولة رسم مدى تعقيد مجموع إنجازاته‬ ‫العلمية والثقافية والدينية والسياسية‪ ،‬تحدي ًا ال‬ ‫يقبل عليه سوى القليلون‪.‬‬ ‫حاول الصحفي ماكس رودنبك‪ ،‬والذي أمضى‬ ‫معظم حياته في القاهرة‪ ،‬القيام بالمستحيل من‬ ‫خالل حكايته ‪-‬وهذا هو الوصف المناسب لكتابه‪-‬‬ ‫التي صدرت بعنوان «القاهرة‪ :‬المدينة المنتصرة»‪.‬‬ ‫نُشر الكتاب للمرة األولى في عام ‪ ،1998‬إال أن‬ ‫طرحت‬ ‫النسخة الجديدة ذات الغالف الورقي والتي ُ‬

‫ماكس رودنبك‬

‫من المستحيل عدم النظر إلى‬ ‫القاهرة بأعين مختلفة بعد‬ ‫قراءة هذا الكتاب‪ ،‬فقد يشعر‬ ‫المرء بالرغبة في التجول‬ ‫في الشوارع والتحديق في‬ ‫النواصي للعثور على أجزاء من‬ ‫القصص القديمة التي قد تكون‬ ‫موجودة هنا وهناك‬

‫مؤخراً تمنحنا فرصة إعادة تجديد معرفتنا بالمؤلف‬

‫ماكس رودنبك هو صحافي ومراسل في مجلة‬ ‫اإليكونومست‪ ،‬أمضى معظم حياته في القاهرة‪.‬‬ ‫شر هذا الكتاب للمرة األولى في عام ‪1998‬‬ ‫نُ ِ‬

‫رودنبك اعتمد أسلوب ًا يغلب عليه الطابع العلمي‬

‫السريع بين الوقائع والقصص‪ ،‬يأسر الكتاب خيال‬

‫وعالمي ًا كأحد منابع الحضارة القديمة والحديثة‪.‬‬

‫والغربي لوصف القاهرة «أم الدنيا»‪ .‬لكن المؤلف‬

‫القراء ويجعل من الصعب مقاومة الرغبة في‬

‫يفاجئ قراءه بأن اللغة المستخدمة عاطفية‬

‫تصور هذه القصور الفرعونية المترفة أو شوارع‬

‫من المستحيل عدم النظر إلى القاهرة بأعين‬

‫يتضح فيها عشقه للمدينة‪ ،‬وفي الوقت ذاته‬

‫القرون الوسطى الصاخبة‪ .‬ومع االقتراب من‬

‫مختلفة بعد قراءة هذا الكتاب‪ .‬قد يشعر المرء‬

‫تتميز بقدر كبير من التدبر واالستبصار‪.‬‬

‫نهاية الكتاب حيث يبدأ في إلقاء الضوء على‬

‫بالرغبة في التجول في الشوارع والتحديق في‬

‫وكتابه‪.‬‬ ‫كأحد مراسلي اإليكونومست‪ ،‬قد يظن المرء أن‬

‫‪70‬‬

‫القرن العشرين‪ ،‬يصبح رودنبك أكثر رصانة وجدية‬

‫النواصي ‪-‬التي ربما كان يتجنبها في السابق‪-‬‬

‫يصحبنا رودنبك في جولة مبهرة عبر التاريخ‬

‫في سرده للوقائع‪ .‬لعل هذا يرجع إلى صعوبة‬

‫للعثور على أجزاء من القصص القديمة التي قد‬

‫لتناول البدايات األولى لهذه األرض التي حباها اهلل‬

‫تناول المصاعب والمتاعب اليومية عند معايشتها‬

‫تكون موجودة هنا وهناك‪ .‬وفي الوقت ذاته‪،‬‬

‫بطبيعة خالبة مروراً بمراحل ازدهار وأفول األسر‬

‫للوهلة األولى بدون التأثر بها‪ .‬وأي ًا كان السبب‪،‬‬

‫ستواصل المدينة ما نجحت في تحقيقه على مدار‬

‫الفرعونية الحاكمة ‪ ،‬ثم ما تلى ذلك من صراعات‬

‫فإن آراء ونظرة المؤلف للحياة القاهرية بثقافتها‬

‫العصور الماضية‪ ،‬أال وهو االستمرار في البقاء‪،‬‬

‫القوى االستعمارية المتعددة الحتاللها‪ .‬بانتقاله‬

‫وتاريخها وسياستها توضح تأثيرها الهائل إقليمي ًا‬

‫ومع ذلك لن تبقى كما كانت أبداً‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫حقائق وأرقام استعراضات‬

‫ما هي �سمات القيادة العليا؟‬

‫العدل‬

‫التفاني‬

‫االنفتاح‬

‫القدرة على‬ ‫التأثير‬

‫التواضع‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫االبتكار‬

‫التركيز على‬ ‫االستدامة‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫شمولية‬ ‫التفكير‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫االستقامة‬

‫‪12‬‬

‫‪12‬‬

‫‪28 26 26‬‬

‫‪52 35 30‬‬

‫‪60‬‬

‫ما هي جماالت اهتمام القيادة العليا يف ال�سنوات اخلم�سة القادمة؟‬

‫‪51‬‬

‫‪54‬‬

‫‪55‬‬

‫‪57‬‬

‫تغيير نموذج‬ ‫اإليرادات ‪%51‬‬

‫تغيير نموذج‬ ‫الصناعة أو مجال‬ ‫العمل ‪%54‬‬

‫إدارة المخاطر ‪%55‬‬

‫تغيير نموذج‬ ‫المؤسسة ‪%57‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫‪76‬‬

‫‪%‬‬

‫‪81‬‬

‫‪%‬‬

‫نفاذ البصيرة و اإلدراك المهارات االجتماعية‬ ‫‪%81‬‬ ‫‪%76‬‬

‫‪88‬‬

‫االقتراب أكثرمن‬ ‫العميل ‪%88‬‬

‫وبالتايل‪ ،‬كيف ميكن اال�ستفادة من التعقيد؟‬ ‫إيجازًا للقول‪ ،‬إن األفكار التي تم تجميعها من خالل المقابالت التي أجرتها أي بي أم مع ‪ 1541‬قائداً تدعو المدراء التنفيذيين وفرق عملهم القيام بما يلي‪:‬‬ ‫تجسيد القيادة المبتكرة‬

‫إعادة صياغة العالقات بالعمالء‬

‫تأسيس البراعة التشغيلية‬

‫• تقبل الغموض‬

‫• احترام العمالء قبل كل شيء‬

‫• التبسيط كلما أمكن‬

‫• المخاطرة بتغييرالنماذج الموروثـة للشركة‬

‫• استخدام وسائل التواصل ثنائية االتجاه للبقاء‬

‫• التعامل مع التعقيدات المنهجية‬

‫«المجربة واألكيدة»‬ ‫• تخطي أساليب القيادة‬ ‫ّ‬

‫على خط واحد مع العمالء‬ ‫• االستفادة من الثورة المعلوماتية‬

‫• تعزيز طريقة تفكير قائمة على التحلي بالسرعة‬ ‫والمرونة‬ ‫• االستفادة من المحلية الرتقاء سلم العالمية‬

‫لتنزيل الدراسة بالكامل‪ ،‬يمكنك زيارة الموقع ‪www.ibm.com/services/us/ceo/ceostudy2010‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪69‬‬


‫استعراضات حقائق وأرقام‬

‫اال�ستفادة من التعقيد‬ ‫في محاولة الستيعاب المشهد المتغير لقيادة‬

‫بالغة على مدار العقد الماضي‪:‬‬

‫جميع أنحاء العالم على أن التحدي األكبر يكمن‬

‫األمريكي للكمبيوتر و االستشارات والتكنولوجيا‪-‬‬

‫تغير المناخ العالمي‬ ‫•‬ ‫ّ‬ ‫• المشكالت الجيوسياسية المتعلقة بمصادر‬

‫في التعامل مع تعقيدات سريعة اإليقاع‪.‬‬

‫الشركات‪ ،‬أجرت شركة أي بي إم ‪-‬العمالق‬ ‫دراسة على نطاق واسع شارك فيها ‪ 1500‬مدير‬ ‫تنفيذي من ‪ 60‬دولة و‪ 33‬صناعة مختلفة‪.‬‬

‫الطاقة والمياه‬

‫كان الهدف من الدراسة هو استيعاب ما إذا كان‬

‫• الضعف في إمداد سالسل الغذاء والدواء‬ ‫والمواهب‬

‫في عام ‪ ،2004‬بدأت شركة أي بي إم في نشر‬

‫هناك تغيير وماهية هذا التغيير في تعامل‬ ‫المدراء التنفيذين مع عدم االستقرار والتحوالت‬

‫• المخاطر التي تحيق باألمن العالمي‬

‫دراسة مرتين سنوي ًا تتعلق بالمدراء التنفيذيين‪.‬‬

‫عدة ‪ ،‬بينما و في‬ ‫التي حدثت على مستويات ّ‬ ‫الوقت ذاته يستمرون في اغتنام الفرص الجديدة‬

‫في هذا العام‪ ،‬أرادت الشركة معرفة الكيفية‬

‫وبالتالي‪ ،‬ما هو التحدي الجديد لقادة القرن الحادي‬

‫التي يتعامل بها القادة مع العوامل المتعددة‬

‫والعشرون؟‬

‫التي تؤثر على القيادة والتي اكتسبت أهمية‬

‫يبدو أن هناك إجماع بين المدراء التنفيذيين في‬

‫وإدارة التناغم والتماسك الداخلي‪.‬‬

‫الدرا�سة‬ ‫في الفترة من سبتمبر ‪ 2009‬إلى يناير ‪ ،2010‬أجرت أي بي أم مقابالت مع ‪ 1541‬من المدراء التنفيذيين والمدراء العامين وقادة كبار لقطاعات عامة يمثلون‬ ‫مؤسسات مختلفة الحجم في ‪ 60‬دولة و‪ 33‬صناعة مختلفة‪.‬‬

‫‪1541‬‬

‫مدير تنفيذي‬

‫‪60‬‬

‫دولة‬

‫‪33‬‬

‫مجال صناعي‬

‫‪68‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪%60‬‬ ‫من المدراء التنفيذيين‬

‫يعتقدون أن المناخ االقتصادي‬ ‫الجديد أكثر تعقيداً‪.‬‬

‫بخالف بعض االستثناءات‬ ‫القليلة‪ ،‬يتوقع المدراء‬ ‫التنفيذيون استمرار االضطراب‬ ‫بشكل أو بآخر‪ .‬ويتفقون على‬ ‫أن المناخ االقتصادي الجديد‬ ‫هو أكثر تقلب ًا وتسوده مظاهر‬ ‫االضطراب‪ ،‬وتتزايد درجة تعقيده‬ ‫وتباينه من حيث التركيب أكثر‬ ‫بكثير من أي وقت مضى‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫عمليات االتصال الخاصة باالكتتاب مقاالت خاصة‬

‫ما يهم يف النهاية هو �أن التح�ضريات لالكتتاب ت�صل بال�شركة �إلى �أف�ضل‬ ‫حالة ممكنة لها بحيث ميكن تعريف جمتمع اال�ستثمار و�أ�صحاب امل�صلحة‬ ‫الآخرين مبواطن القوة يف هذه ال�شركة‪.‬‬

‫منا�سبة بوا�سطة الإدارة العليا‪ .‬يجب تو�ضيح الكيفية التي �سوف ت�ستفيد‬ ‫بها ال�شركة من عملية االكتتاب وما هي ال�شروط التي مت تنفيذها من �أجل‬ ‫م�شاركة املوظفني‪.‬‬

‫لكن بغ�ض النظر عن جودة التح�ضري‪ ،‬قد تظل معظم ال�شركات العائلية‬ ‫متخوفة ب�ش�أن �أ�سئلة امل�ستثمرين‪� .‬إجما ًال‪� ،‬سوف يرتكز اهتمام امل�ستثمر‬ ‫على ثالثة جوانب رئي�سية ينبغي �أن ت�شكل �أ�سا�س ا�سرتاتيجية االت�صال‬ ‫بالن�سبة لتح�ضريات ال�شركات العائلية من �أجل االكتتاب �أال و هي جودة‬ ‫فريق الإدارة‪ ،‬والأداء املايل ال�سابق‪ ،‬وا�سرتاتيجية منو ال�شركة‪.‬‬

‫تعديل طريقة التفكري‪ :‬بطريقة �أو �أخرى‪ ،‬يجب على �إدارة ال�شركة‬ ‫ك�شركة عامة �سواء كانت مدرجة �أم ال تعديل طريقة تفكريها‪ .‬تطبيق‬ ‫نظم حوكمة منا�سبة ووجود �آلية منتظمة للتقارير بالإ�ضافة �إلى االلتزام‬ ‫بالت�شريعات واملعايري �سيكون �أثرها يف جميع الأحوال �إيجابي ًا على �أداء‬ ‫�أي م�ؤ�س�سة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من املهم الت�أكيد على �أن تعديل طريقة التفكري‬ ‫�شرط ًا �أ�سا�سي ًا لنجاح عملية التحول �إلى �شركة عامة‪ .‬يجب على ال�شركات‬ ‫غري امل�ستعدة لاللتزام كلية بال�شفافية والك�شف عن املعلومات ال�سعي نحو‬ ‫م�صدر بديل لعملية االكتتاب من �أجل جمع ر�أ�س املال‪.‬‬ ‫م�ست�شارون خارجيون‪ :‬من املنطقي اال�ستعانة ب�أف�ضل خربة متوافرة‬ ‫ل�ضمان ح�صول ال�شركة والعائلة على ا�ست�شارات ون�صائح رفيعة امل�ستوى‬

‫الحد من األضرار‬

‫ال ُين�صح برفع م�ستوى �أي �شركة بدون الت�أكد من توافر و�سائل الدفاع‬ ‫الكافية حلماية �سمعتها‪ .‬يف حالة عمليات االكتتاب‪ ،‬يعني هذا �إجراء‬ ‫مراجعة كاملة للمخاطر والت�أكد من تطبيق ا�سرتاتيجيات للحد من �أثرها‬ ‫املحتمل على �سمعة ال�شركة‪ .‬يبد�أ هذا بالت�أكد من االحتفاظ ب�سرية كافة‬ ‫خطط �إدراج ال�شركة وتطبيق ا�سرتاتيجية للتعامل مع �أية ت�سريبات‪.‬‬ ‫التوصيات‬

‫ي�ستغرق اكت�ساب والتمتع بال�سمعة الطيبة الكثري من الوقت‪ ،‬و تعتربعملية‬ ‫االكتتاب حلظة حا�سمة بالن�سبة ل�سمعة ال�شركة والعائلة التي متتلكها‪� .‬إن‬ ‫�إجناز عملية االت�صال على النحو ال�سليم يتطلب توافر الوقت واخلربات‬ ‫املالئمة للتح�ضري‪ .‬ب�صفة عامة‪ ،‬ميكن تقدمي التو�صيات التالية لل�شركات‬ ‫العائلية وغري العائلية من �أجل �إدارة عملية االت�صال بكفاءة �أثناء عملية‬ ‫االكتتاب وفيما بعد ك�شركة عامة مدرجة بالبور�صة‪:‬‬ ‫اال�ستعانة بذوي اخلربة‪ :‬تقوم الكثري من ال�شركات برتقية �أحد‬ ‫الأ�شخا�ص املوجودين بالفعل يف ال�شركة �إلى من�صب �إدارة عمليات‬ ‫التوا�صل‪ .‬فمن املح ّبذ الت�أ ّكد من �أن يكون امل�س�ؤول عن �إدارة �ش�ؤون عالقات‬ ‫امل�ستثمرين �شخ�ص ًا متخ�ص�ص ًا يف االت�صاالت لديه خربة �سابقة يف �إدارة‬ ‫التزامات الك�شف املايل‪.‬‬ ‫االلتزام‪ :‬على ال�شركات العامة توقع ذلك العبء الدائم بالتعر�ض‬ ‫للتدقيق وامل�ساءلة بوا�سطة ال�سوق‪ .‬لذلك ُيو�صى بتعيني م�س�ؤول عن‬ ‫االلتزام برفع تقارير �إلى جمل�س الإدارة مبا�شرة على �أن يتمتع بال�سلطة‬ ‫املالئمة ل�ضمان االلتزام التام بالت�شريعات والنظم املطبقة بالن�سبة‬ ‫لل�شركات امل�ساهمة العامة‪.‬‬ ‫االت�صال اخلارجي والداخلي‪ :‬من ال�ضروري الإ�سراع قدر الإمكان‬ ‫بالت�صرف والتوا�صل ك�شركة م�ساهمة عامة‪ .‬بالإ�ضافة �إلى تعزيز‬ ‫االت�صال ب�أ�صحاب امل�صلحة اخلارجيني‪ ،‬فمن املهم كذلك �إدراك �أن‬ ‫عملية االكتتاب قد تكون م�صدر قلق للموظفني �إذا مل يتم �شرحها بطريقة‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫قد تشعر الشركات بالحرج في البداية عند‬ ‫الكشف عن أرقامها ألول مرة واإلعالن عن‬ ‫أسبابها إلجراء تعديالت إدارية‪ ،‬ألن هذه األمور‬ ‫عادة تظل قاصرة على العائلة في حالة كونها‬ ‫شركات غير مدرجة‬

‫فيما يتعلق باملوارد املالية وااللتزامات القانونية وامل�ساءلة واالت�صاالت‬ ‫واحلوكمة حيث �أن عملية االكتتاب هي مبثابة و�ضع ال�شركة حتت املجهر‪.‬‬ ‫ال تعترب عمليات االكتتاب الو�سيلة الوحيدة املتاحة لل�شركات العائلية من‬ ‫�أجل جمع ر�أ�س مال ي�ستخدم للنمو امل�ستقبلي‪� .‬إن املعايري املطلوبة من‬ ‫ال�شركات لإدراج �أ�سهمها مفيدة لتطوير ال�شركة على املدى البعيد‪ .‬و‬ ‫تعترب �إدارة عمليات ات�صال ال�شركة ب�أ�صحاب امل�صلحة جزء ًا �أ�سا�سي ًا من‬ ‫ا�سرتاتيجية ال�شركة بالن�سبة جلميع �أن�شطتها و�أعمالها‪ ،‬وخا�صة بالن�سبة‬ ‫لأي �شركة تدر�س القيام بعملية اكتتاب‪.‬‬ ‫المؤلفان‬ ‫روبرت يونغ‪ ،‬شريك‪ ،‬مكتب برونزويك دبي‪ ،‬اإلمارات‬ ‫‪ryoung@BrunswickGroup.com‬‬ ‫أليكس باليك ميلتون‪ ،‬شريك‪ ،‬مكتب برونزويك دبي‪ ،‬اإلمارات‬ ‫‪ablakemilton@brunswickgroup.com‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪67‬‬


‫مقاالت خاصة عمليات االتصال الخاصة باالكتتاب‬

‫‪66‬‬

‫ف�سوف يكون التحليل مهم ًا للتعامل مع املخاوف الداخلية املحتملة‪.‬‬

‫اال�ستثمار الذي يت�سم باملو�ضوعية واملعني دائم ًا مبعرفة ما �إذا كانت‬ ‫ال�شركة العائلية تتم �إدارتها جيد ًا وما �إذا كانت �ستدر �أرباح ًا ا�ستثمارية‬ ‫جمزية‪� .‬إنها حلظة حا�سمة بالن�سبة لكثري من العائالت وت�ؤكد على احلاجة‬ ‫واملف�صل ل�ضمان‬ ‫�إلى تخ�صي�ص الكثري من الوقت من �أجل التح�ضري املت�أين‬ ‫ّ‬ ‫جناح العملية وحماية �سمعة العائلة وتطوير الأعمال‪.‬‬

‫قد ت�شعر ال�شركات باحلرج يف البداية عند الك�شف عن �أرقامها لأول مرة‬ ‫والإعالن عن �أ�سبابها لإجراء تعديالت �إدارية‪ ،‬لأن هذه الأمور عادة تظل‬ ‫قا�صرة على العائلة يف حالة كونها �شركات غري مدرجة‪.‬‬

‫�إن عملية الطرح العام الأويل لي�ست اخليار الوحيد جلمع ر�أ�س املال وقد‬ ‫ال تكون منا�سبة جلميع العائالت‪ .‬لذلك من ال�ضروري �إجراء حتليل �شامل‬ ‫جلميع خيارات التمويل املتاحة ووجود ا�ستيعاب وفهم وا�ضح لل�سبب الذي‬ ‫قد يجعل من الطرح العام الأويل احلل الأمثل‪ .‬و�أي ًا كان اخليار ّ‬ ‫املف�ضل‬

‫يجب النظر �إلى الطرح العام الأويل من منطلق كونه و�سيلة لتحقيق غاية‪.‬‬ ‫�إن الأمر يتعلق بتطوير ال�شركة وال�سعي لتحقيق تطلعات وطموحات منوها‬ ‫على املدى البعيد‪ .‬عادة ما يعني هذا بالن�سبة لل�شركات العائلية املرور‬ ‫مبرحلة و�ضع قواعد لعملية اتخاذ القرارات و�أنظمة للتحكم يف تنفيذها‪.‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫عمليات االتصال الخاصة باالكتتاب مقاالت خاصة‬

‫الدائمة والتي ت�شمل الإف�صاح عن م�ستوى �أدائها وتغيريات �إدارتها‬ ‫وبيانات ن�شاطها و�أعمالها‪.‬‬ ‫تتيح عملية الطرح العام الأويل لل�شركات امل�ضي قدم ًا �إلى املرحلة التالية من‬ ‫خطة تطويرها‪ ،‬وحتمل العملية يف طياتها �شرط �إجراء جتهيزات �ضخمة‬ ‫وااللتزام بت�شريعات ونظم قد تغري �أ�سلوب �إدارة ال�شركة جذري ًا‪ .‬وتكون هذه‬ ‫التعديالت �ضرورية على املدى الق�صري من �أجل جمع ال�شركة لر�أ�س املال‬ ‫املطلوب‪� ،‬أما على املدى الطويل‪ ،‬ف ُيعد الطرح العام الأويل عملية انتقالية‬ ‫تدفع ال�شركات �إلى االلتزام ب�أعلى املعايري اخلا�صة بالإجراءات والأ�ساليب‬ ‫الإدارية مبا فيها �أ�ساليب االت�صال التي حتقق يف النهاية حت�سن ًا يف الأداء‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫عمليات االتصال الخاصة باالكتتاب في الشركات العائلية‬

‫يظن البع�ض �أن �شركة العائلة م�س�ألة تخ�ص �أفراد العائلة فح�سب‪ .‬ف�إن واقع‬ ‫ت�شابك وتداخل ثروة العائلة مع �شركتها ي�ؤدي �إلى ا�ستماتة العائالت يف حماية‬ ‫خ�صو�صية العائلة وكذلك �شركتها من العامل اخلارجي �شديد الف�ضول‪.‬‬ ‫كان النجاح حليف الكثري من ال�شركات العائلية يف التحول �إلى �شركات‬ ‫م�ساهمة عامة بل و�صل الأمر �إلى وجود من يزعم ب�أنها كانت �أكرث جناح ًا‬ ‫من �شركات غري عائلية‪ .‬قامت جميع هذه ال�شركات مبهمة �شاقة لتغيري‬ ‫طريقة تفكريها من �شركات خا�صة �إلى �شركات تتميز بال�شفافية تخ�ضع‬ ‫للم�ساءلة العامة‪ .‬حتتاج العائلة �إلى حت�ضري نف�سها للتعامل مع جمتمع‬ ‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪65‬‬


‫مقاالت خاصة عمليات االتصال الخاصة باالكتتاب‬

‫يظن البعض أن شركة العائلة مسألة تخص‬ ‫أفراد العائلة فحسب‪ .‬فإن واقع تشابك وتداخل‬ ‫ثروة العائلة مع شركتها يؤدي إلى استماتة‬ ‫العائالت في حماية خصوصية العائلة وكذلك‬ ‫شركتها من العالم الخارجي شديد الفضول‬

‫�إدارتها‪ ،‬ف�إن التح�ضري لعملية اكتتاب قد يت�ضمن حتو ًال كبري ًا ال تراجع‬ ‫فيه فيما يخ�ص مفاهيم �إدارة ال�شركة كما يطرح �أ�سئلة ح�سا�سة حول‬ ‫عدة نقاط مثل احتفاظ العائلة باحل�صة الكربى ملوا�صلة ال�سيطرة على‬ ‫ال�شركة‪ ،‬ودورها يف عملية �صنع القرار بالإ�ضافة �إلى و�ضع خطة للخالفة‬ ‫وااللتزام مب�ستويات مرتفعة من ال�شفافية واحلوكمة وكيفية �إدارة عملية‬ ‫االت�صال مع �أ�صحاب امل�صلحة‪ .‬وي�ؤدي البدء يف هذه التجهيزات ب�شكل‬ ‫مبكر �إلى حتقيق الفوائد املرجوة لل�شركة ويزيد من فر�ص ا�ستمرارها بعد‬ ‫اكتمال عملية االكتتاب‪.‬‬ ‫ما هي عمليات االتصال الخاصة باالكتتاب؟‬

‫يندرج االت�صال املطلوب لدعم �أي عملية اكتتاب حتت ثالث فئات بارزة‬ ‫هي �أو ًال تعريف العامة بطبيعة عمل ال�شركة ومتيزها‪ ،‬ثاني ُا تو�ضيح تفا�صيل‬ ‫عملية االكتتاب‪ ،‬و�أخري ًا �إدارة االت�صال حول الإف�صاحات املالية الإلزامية‬ ‫بعد �إدراج ال�شركة بالبور�صة‪.‬‬ ‫قبل حوايل �ستة �أ�شهر من االكتتاب وبينما تعد ال�شركة التجهيزات للتحول‬ ‫�إلى �شركة م�ساهمة عامة‪ ،‬يجب عليها البدء بتطوير خطوط االت�صال‬ ‫ب�أ�صحاب امل�صلحة مبا يف ذلك جمتمع الإ�ستثمار وتعميق عالقتها معهم‬ ‫عرب تعريفهم ب�أن�شطتها التجارية و�أع�ضاء فريق �إدارتها وتطلعاتها‬ ‫التنموية‪ .‬وخالل هذه الفرتة يجب �أن حتر�ص ال�شركة على عدم ذكر‬ ‫نيتها لإدراج �أ�سهمها و�إبقاء جميع خطوات التخطيط يف طي الكتمان‪،‬‬ ‫وذلك لالحتفاظ بخيار الرتاجع عن �إمتام الإكتتاب �أو ت�أخري موعده دون‬ ‫الإ�ضرار ب�سمعتها‪.‬‬ ‫ويعتمد التوقيت الذي يجب على ال�شركة فيه ت�صعيد ن�شاطاتها يف االت�صال‬ ‫قبل االكتتاب على طبيعة ال�شركة ومدى �شهرة �أن�شطتها و�أعمالها و�سمعتها‬ ‫يف الوقت الراهن‪ .‬فعلى �سبيل املثال حتتاج �شركة بيع بالتجزئة ذات عالمة‬ ‫جتارية راقية ومعروفة ب�شكل عام �إلى وقت �أقل من �شركة تقنية متخ�ص�صة‬ ‫تُعد غري معروفة لأغلبية جمتمع اال�ستثمار‪.‬‬ ‫تعد نقطة الال عودة يف عملية االكتتاب عندما تعلن ال�شركة لل�سوق ر�سمي ًا‬ ‫عن نيتها لتعومي �أ�سهمها‪� ،‬إذ يلحق الرتاجع عن عملية الطرح العام الأويل‬ ‫‪64‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫بعد الإعالن الر�سمي عن النية �أ�ضرار ًا بالغة ب�سمعة ال�شركة‪ ،‬وهذا هو‬ ‫ال�سبب الرئي�سي يف �ضرورة االحتفاظ بال�سرية التامة حول التح�ضري لعملية‬ ‫الطرح العام الأويل �إلى �أن يتم الإعالن عن نية التعومي‪ .‬ويع ّد الإعالن عن‬ ‫نية تعومي الأ�سهم الأول يف �سل�سلة من الإعالنات الر�سمية التي ت�شرح‬ ‫تفا�صيل عملية االكتتاب للم�ستثمرين املحتملني‪ ،‬كما ي�شكل بداية مرحلة‬ ‫تطبيق الت�شريعات والنظم الر�سمية ب�ش�أن ما ميكن وما ال ميكن لل�شركة‬ ‫الإف�صاح عنه عالنية‪ .‬هذا وت�ستمر عمليات االت�صال الر�سمية اخلا�صة‬ ‫بعملية الإكتتاب �إلى �أن يبد�أ التداول على الأ�سهم يف ال�سوق‪.‬‬ ‫ومنذ حلظة �إدراج �أ�سهم ال�شركة وبدء التداول عليها‪ ،‬تُلزم ال�شركة‬ ‫بتنفيذ متطلبات الهيئة التنظيمية يف ال�سوق اخلا�صة بالإف�صاحات‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫عمليات االتصال الخاصة باالكتتاب مقاالت خاصة‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪63‬‬


‫مقاالت خاصة عمليات االتصال الخاصة باالكتتاب‬

‫ال توجد وسيلة تمويل تتطلب من الشركات القيام بتعديالت جذرية مثل تلك التي تفرضها عملية اإلكتتاب العام األولي‪ .‬إن طرح أسهم‬ ‫الشركات لالكتتاب يعني أن هذه الشركات قررت طواعية التواجد في دائرة الضوء والتعرض للتدقيق والمراجعة من قبل األسواق‬ ‫المالية مقابل دعم المستثمرين لها‪ .‬ومن أجل تلبية توقعات مجموعة جديدة تمام ًا من أصحاب المصلحة‪ ،‬تحتاج الشركات إلى توضيح‬ ‫قوة أدائها المالي ومدى مالءمة فريق إداراتها وخططه المستقبلية لتطوير الشركة وزيادة نموها‪ .‬كما تتطلب العملية كذلك من‬ ‫يوضح‬ ‫فرق إدارة الشركات مساءلة أنفسهم باستمرار عن الدوافع التي ستجعل المستثمرون يختارون االستثمار في شركاتهم‪ّ .‬‬ ‫روبرت يونغ وأليكس باليك ميلتون‪ ،‬الشريكين في مؤسسة برونزويك العالمية لالتصال المالي والمؤسسي‪ ،‬العناصرالمهمة‬ ‫في استراتيجية االتصال الخاصة بعملية االكتتاب والتغيرات التي تمر بها الشركات قبل وأثناء وبعد هذه العملية‪.‬‬

‫عمليات االتصال الخاصة باالكتتاب‬

‫تصحيح‬ ‫المفاهيم‬

‫تعد عملية �إدراج �أ�سهم �أي �شركة يف �سوق الأوراق املالية �إحدى الو�سائل‬ ‫جلمع ر�أ�س املال وغالب ًا ما تُ�ستخدم لتمويل تو�سعات وزيادة حجم الأن�شطة‬ ‫التجارية‪ .‬لكن تبعات التحول �إلى �شركة م�ساهمة عامة لها �أثر جذري على‬ ‫كيفية �إدارة ال�شركة حيث يح�صل امل�ستثمرون من امل�ؤ�س�سات والأفراد ‪ -‬يف‬ ‫مقابل ا�ستثماراتهم يف ر�أ�س املال ‪ -‬على حق املتابعة عن قرب لأداء ال�شركة‬ ‫وكل العوامل التي ت�ؤثر عليه‪ .‬وبذلك‪� ،‬سوف يتوجب على �إدارة ال�شركة‬ ‫وللمرة الأولى يف تاريخها‪� -‬أن تكون عر�ضة للم�ساءلة من قبل م�ستثمريها‬‫ومن قبل ال�سوق‪ ،‬وااللتزام متام ًا ويف جميع الأوقات بالت�شريعات والنظم‬ ‫التف�صيلية املو�ضوعة حلماية حقوق امل�ستثمرين فيما يتعلق بال�شفافية‬ ‫والإف�صاح عن املعلومات من قبل ال�شركة‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫من املعتاد �أن جتري ال�شركات التي تخطط لإدراج �أ�سهمها فح�ص ًا �شام ًال‬ ‫م�ستق ُال لو�ضع ال�شركة للوقوف على �أية تغريات تنظيمية وت�شغيلية قد تكون‬ ‫الزمة لتجهيزها ملرحلة دخول �سوق الأوراق املالية ك�شركة مدرجة وذلك‬ ‫حوايل ‪� 24-18‬شهر ًا قبل التاريخ املزمع لإدراج �أ�سهمها‪� ،‬إذ قد ت�ستغرق‬ ‫عمليات تعديل بنية جمل�س الإدارة واتخاذ �أ�س�س جديدة للمحا�سبة‬ ‫وتعزيز احلوكمة امل�ؤ�س�سية بع�ض الوقت لتطبيقها يف ال�شركة‪ .‬عالوة على‬ ‫هذا �سوف يتوجب على ال�شركة اعتماد �أ�سلوب ات�صال يت�سم بال�شفافية‬ ‫واالنتظام ملراعاة حاجة امل�ستثمرين‪ ،‬والذين ميثلون جمموعة جديدة‬ ‫من ال�شركاء التجاريني لأجل طويل‪ ،‬ومن �أجل اكت�ساب ثقتهم ودعمهم‪.‬‬ ‫ونظر ًا لأن معظم ال�شركات العائلية تت�سم باخل�صو�صية ال�شديدة يف طريقة‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫تداعيات عملية الطرح العام األولي مقاالت خاصة‬

‫�إلى ا�ضطرار العائالت �إلى امل�شاركة يف الت�صرف و�إدارة �ش�ؤون �شركاتها‪.‬‬ ‫ينبغي ا�ستيعاب تداعيات هذه احلقيقة على النحو ال�صحيح وقبول العائلة‬ ‫ككل بهذه احلقيقة‪.‬‬ ‫الف�صل بني العام واخلا�ص‬ ‫�إحدى اال�سرتاتيجيات اجليدة خلف�ض بع�ض اجلوانب ال�سلبية لطرح‬ ‫�أ�سهم ال�شركات لالكتتاب قد تتمثل يف �إدراج جزء من ال�شركة بالبور�صة‬ ‫واالحتفاظ بالباقي كملكية خا�صة‪ .‬وقد يكون هذا �أ�سهل عندما يكون‬ ‫هناك عدد من ال�شركات بنف�س املجموعة‪ ،‬لكن حتى يف حالة وجود �شركة‬ ‫واحدة فقد ميكن �إجراء عمليات ف�صل منا�سبة‪ .‬على �سبيل املثال‪ ،‬ميكن‬ ‫�إدراج جانب املنتج‪/‬اخلدمة من ال�شركة بالبور�صة‪ ،‬بينما يظل جانب‬ ‫العقارات من ال�شركة ملكية خا�صة‪.‬‬ ‫حت�ضري العائلة الأو�سع‬ ‫تنظيم اجتماعات ولقاءات يقوم فيها حاملي الأ�سهم و�أفراد العائلة‬ ‫مبناق�شة �إيجابيات و�سلبيات طرح الأ�سهم لالكتتاب بحيث ميكنهم التعبري‬ ‫عن �آرائهم و�شعورهم باالحباط‪ .‬وكلما زاد عدد �أفراد العائلة امل�شاركني‬ ‫يف و «املالكني» للقرار النهائي‪ ،‬زادت احتمالية قبولهم به ودعمه‪.‬‬ ‫التعاون مع اخلرباء‬ ‫يعترب بع�ض خرباء ال�شركات العائلية على دراية جيدة مبا متر به العائالت‬ ‫عند بيعها �شركاتها �أو طرحها لالكتتاب‪ .‬ابحث عن ه�ؤالء اخلرباء ووجه‬ ‫لهم دعوة للح�ضور والتحدث يف �أحد اللقاءات العائلية ‪،‬فما لديهم من‬ ‫معرفة ور�ؤى قد ي�ساعد كثري ًا يف تهيئة العائلة لعملية طرح �شركتها‬ ‫لالكتتاب يف البور�صة‪.‬‬ ‫بعد عملية الطرح العام الأويل‪ .‬وغالب ًا ما يكون هذا من خالل عدم الإملام‬ ‫بامل�شكالت املحتملة‪ .‬وفيما يلي بع�ض الأمور الأ�سا�سية التي ميكن وينبغي‬ ‫على العائالت القيام بها‪:‬‬ ‫اإلجراءات الالزمة لتخفيف حدة األثر السلبي المحتمل‬ ‫لعمليات الطرح العام األولي‬

‫ن�شر الوعي‬ ‫�إن من الأهمية مبكان �أن تت�أكد العائالت �أن جميع �أفرادها على دراية‬ ‫بالتبعات الإيجابية وال�سلبية لعملية طرح �أ�سهم ال�شركة لالكتتاب‪ .‬تُظهر‬ ‫التجربة �أن الوعي مبفرده قد يقلل بدرجة كبرية من م�شاعر االحباط‬ ‫وامل�شكالت الأخرى التي قد تواجهها العائالت بعد عملية طرح عام �أويل‪.‬‬

‫ا�ستيعاب خ�سارة حرية الت�صرف واال�ستعداد لها‬ ‫بغ�ض النظر عن حجم الن�سبة املئوية املطروحة للعامة‪ ،‬ف�سوف ي�ؤدي هذا‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫قد تتمتع عملية الطرح العام الأويل بالعديد من املزايا لل�شركات العائلية‪،‬‬ ‫لكنها قد جتلب يف نف�س الوقت الكثري من م�شاعر االحباط وتعار�ض‬ ‫امل�صالح واال�سرتاتيجيات املت�ضاربة‪ .‬كلما ّ‬ ‫حت�ضرت العائالت للأثر‬ ‫العاطفي لعملية الطرح العام الأويل‪ ،‬زاد ا�ستعداد �أفرادها لال�ستيعاب‬ ‫وبالتايل زاد ا�ستعدادهم للتعامل مع �أي جوانب �سلبية مبو�ضوعية‬ ‫و�أ�صبحوا �أكرث قدرة على اتخاذ القرار ب�ش�أن ما �إذا كان طرح �أ�سهم‬ ‫ال�شركة لالكتتاب هو اخليار الأن�سب لهم ول�شركتهم‪ .‬و�إذا ما متكنت‬ ‫العائالت من حتقيق هذا‪ ،‬ف�سوف تزيد من فر�صها يف اال�ستفادة الكاملة‬ ‫من املزايا التي قد تنتج عن طرح �أ�سهم �شركاتها لالكتتاب‬ ‫المؤلف‬ ‫د‪ /‬دينيس كينيون رورفينيز‬ ‫رئيس قطاع الشركات العائلية العالمية واألعمال الخيرية‪ ،‬مصرف كوتس‬ ‫التابع لمجموعة مصرف اسكتلندا الملكي‪ ،‬سويسرا‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪61‬‬


‫مقاالت خاصة تداعيات عملية الطرح العام األولي‬

‫الواحد بالن�سبة للأ�سواق املالية‪ .‬مل حترز ا�سرتاتيجية التنوع النجاح الأمر‬ ‫الذي �أجربالعائلة على �إعادة �شراء كافة احل�ص�ص والأ�سهم ال�ستعادة حرية‬ ‫الت�صرف يف عام ‪ ،1985‬ما جعلها ت�شرتي الأ�سهم ب�سعر ‪ 50‬دوالر لل�سهم‬ ‫(امل�صدر‪ :‬جملة نيويورك تاميز)ال�سعر الذي كان مرتفع ًا‪ ،‬لكنه ثمن كانت‬ ‫العائلة على ا�ستعداد لدفعه من �أجل ا�ستعادة حرية الت�صرف وحرية و�ضع‬ ‫اال�سرتاتيجية‪ ،‬وهذا لوجود خطورة حتيط مبا كان ميثل �أهمية و قيمة كبرية‬ ‫لهم‪ .‬وقد �صوتت العائلة على عدم طرح �أ�سهم ال�شركة لالكتتاب جمدد ًا‪ .‬ويف‬ ‫عام ‪ 1986‬تخلت ال�شركة عن عملياتها و�أن�شطتها املتنوعة (امل�صدر‪ :‬موقع‬ ‫�شركة هوفرز للأبحاث)‪.‬‬ ‫وال تقت�صر هذه الفئة على �شركة ليفي �شرتاو�س فح�سب‪،‬فهناك يف �أوروبا‬ ‫الغربية و�أمريكا ال�شمالية عدد كبري من ال�شركات العائلية التي طرحت‬ ‫�أ�سهمها لالكتتاب يف الت�سعينيات ثم عادت لت�صبح ملكية خا�صة يف �أواخر‬ ‫الت�سعينيات و�أوائل العقد الأول من القرن احلايل‪ ،‬حيث تقوم العائالت‬ ‫�صاحبة احل�صة الأكرب عادة ب�إعادة �شراء الأ�سهم ب�سعر مرتفع جد ًا‪.‬‬ ‫يف اخلليج‪ ،‬مل تنحدر الأو�ضاع بالقدر الذي يدفع العائالت �إلى ا�ستعادة‬ ‫�شركاتها كملكية خا�صة مرة �أخرى‪ ،‬ولكن هناك خيبة �أمل و�شعور باالحباط‬ ‫يعم الكثريين‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫إحدى االستراتيجيات الجيدة لخفض بعض‬ ‫الجوانب السلبية لطرح أسهم الشركات‬ ‫لالكتتاب قد تتمثل في إدراج جزء من الشركة‬ ‫بالبورصة واالحتفاظ بالباقي كملكية خاصة‬

‫وبالرغم من الآثار ال�سلبية املحتملة‪ ،‬فعلى العائالت التفكري يف طرح �أ�سهم‬ ‫�شركاتها لالكتتاب ك�إحدى الأدوات املالية القيمة املحتملة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فمن‬ ‫�أجل زيادة الآثار الإيجابية عليهم توقع الآثار ال�سلبية واال�ستعداد لها‪ .‬قبل‬ ‫بدء عملية طرح عام �أويل‪ ،‬على العائالت قيا�س وحتليل املزايا والتكاليف‬ ‫املرتبطة بطرح �أ�سهم �شركاتها لالكتتاب‪ ،‬وال تقوم بعملية الطرح العام‬ ‫الأويل �إال �إذا كان التحليل �إيجابي ًا‪ .‬عالوة على هذا‪ ،‬يجب على العائالت‬ ‫عدم التن�صل من م�سئولياتها؛ ويجب عليها �إدراك �أن بو�سعها بل ويفرت�ض‬ ‫�أن يكون لديها روح املبادرة فيما يتعلق بالتح�ضري لعملية االكتتاب‪ .‬عادة‬ ‫ما تغمر احلما�سة العائالت عند حت�ضري ال�شركة لأول عملية اكتتاب على‬ ‫�أ�سهمها‪ ،‬وتغفل يف معظم الأحيان �أن تهيئ �أفرادها ملا ينتظرهم من وقائع‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫تداعيات عملية الطرح العام األولي مقاالت خاصة‬

‫تٌطرح لالكتتاب ولكن حقيقة �أن بع�ض الأ�سهم ‪-‬حتى و�إن كان جز ًءا �صغ ًريا‬ ‫للغاية‪ -‬ت�صبح متاحة يف ال�سوق لالكتتاب‪ .‬وهذه احلقيقة املجردة تعني �أن‬ ‫العائلة ال تنفرد بت�سيري �أمور ال�شركة و�أن هناك �أطراف غري معروفة من‬ ‫خارج العائلة يحق لهم االعرتا�ض وابداء �آرائهم‪ .‬وهذه حقيقة ال ميكن‬ ‫جتاهلها وال تدرك جميع العائالت امكانية حدوث ذلك‪ ،‬ولي�س بو�سع جميع‬ ‫العائالت التوافق مع هذا الو�ضع‪.‬‬ ‫�أطراف معادية غري مروغب فيها‬ ‫يف �أوائل �شهر نوفمرب ‪ ،2010‬واجهت هريميز ال�شركة الفرن�سية العائلية‬ ‫املتخ�ص�صة يف بيع املنتجات الراقية والثمينة �صدمة نتيجة اكت�شافها �أن‬ ‫�شركة ‪ ،LVMH‬والتي تعد من �أبرز مناف�سيها‪ ،‬قد ا�ستحوذت على ‪%17‬‬ ‫من �أ�سهمها‪ .‬وكان رد فعل العائلة �سري ًعا حيث طلبت عالنية وعرب و�سائل‬ ‫الإعالم من ال�سيد �أرنولت الرتاجع عما اعتربته ت�صرف عدائي (امل�صدر‪:‬‬ ‫وكالة رويرتز للأنباء‪ 3 ،‬نوفمرب ‪ .)2010‬واحلقيقة �أنه مبجرد طرح الأ�سهم‬ ‫لالكتتاب‪ ،‬فلن يكون للعائلة ر�أي يذكر حيال من ي�شرتي �أو ال ي�شرتي �أ�سهمها‪.‬‬ ‫�ضرورة الإعالن عن الأو�ضاع الداخلية‪ :‬تزايد الطلب من �أجل‬ ‫ال�شفافية واملعلومات‬ ‫املزيد من التك�شف واملزيد من البريوقراطية (الناجتة عن التوافق‬ ‫مع النظم والت�شريعات) هي النتائج املبا�شرة لأي عملية اكتتاب‪ .‬فعلى‬ ‫العائالت �أن تكون م�ستعدة لهذا‪ .‬يجب ن�شر التقارير ال�سنوية وربع ال�سنوية‪،‬‬ ‫وهو ما قد ي�ؤدي �إلى تعيني موظفني جدد وتغيري نظام تكنولوجيا املعلومات‬ ‫للتمكن من جتميع البيانات الالزمة لإعداد التقارير‪ .‬فقد تكون زيادة‬ ‫التكلفة م�شكلة‪� ،‬إال �أن ما يقلق معظم العائالت �أكرث من التكلفة بعد عملية‬ ‫الطرح الأويل هو خ�سارة اخل�صو�صية و �أن �أي حملل مايل ميكنه �إبداء ر�أيه‬ ‫حول كيفية �إدارة ال�شركة و�أدائها‪.‬‬ ‫�ضياع الهوية‬ ‫يرجع �سبب جناح ال�شركات العائلية املتميزة �إلى القيم الرا�سخة التي تربط‬ ‫ال�شركة بالعائلة التي متلكها واالهتمام اال�سرتاتيجي باملدى البعيد الذي‬ ‫توليه العائالت ل�شركاتها‪ ،‬ما تهتم به معظم ال�شركات العائلية ال يرتكز‬ ‫على مقدار ما �سوف حتققه يف ال�سنوات الثالثة القادمة‪ ،‬و�إمنا يعتمد على‬ ‫مدى جناح ال�شركة خالل فرتة ع�شرين �سنة قادمة عندما يتولى اجليل‬ ‫القادم دفة القيادة‪� .‬إن الأ�سواق املالية منظمة وموجهة يف الأ�سا�س وفق‬ ‫ر�ؤى ق�صرية املدى و�أرباح وعوائد �سنوية‪ .‬و من املحتمل �أال تتوافق الأهداف‬ ‫ق�صرية املدى للمالكني اجلدد كلية مع الأهداف طويلة املدى للمالكني من‬ ‫العائلة‪ ،‬وهذا ما قد ي�ضطر العائالت �إلى مراجعة امل�سار اال�سرتاتيجي‬ ‫ل�شركاتها‪ .‬و�إذا مل يتم التعامل مع التوقعات بعناية وحذر من البداية‪ ،‬فقد‬ ‫ي�ؤدي التعار�ض بني الأهداف ق�صرية املدى والأهداف طويلة املدى �إلى‬ ‫خالفات عادة ما تظهر كمفاج�أة غري �سارة‪ ،‬وعلى الأخ�ص للعائالت التي‬ ‫اختارت طرح �أ�سهم ال�شركة لالكتتاب كو�سيلة حلل النزاعات العائلية‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫إن األسواق المالية منظمة وموجهة في‬ ‫األساس وفق رؤى قصيرة المدى وأرباح‬ ‫وعوائد سنوية‪ .‬و من المحتمل أال تتوافق‬ ‫األهداف قصيرة المدى للمالكين الجدد كليةً‬ ‫مع األهداف طويلة المدى للمالكين من العائلة‬

‫وقد يكت�شفوا عندئذ �أن كل ما فعلوه هو جمرد ا�ستبدال جمموعة من‬ ‫ال�صراعات ب�أخرى‪.‬‬ ‫حت ّول حمتمل يف اال�سرتاتيجية والر�ؤية‬ ‫عانت �شركة ليفي �شرتاو�س‪ ،‬وهي �شركة عائلية من الواليات املتحدة يديرها‬ ‫اجليل ال�ساد�س‪ ،‬من جتربة مريرة منذ ب�ضعة �سنوات‪ .‬قامت العائلة يف عام‬ ‫‪ 1971‬بعملية طرح وبيع �أ�سهمها لالكتتاب‪ .‬عندئذ حتولت �سيا�سة ال�شركة‬ ‫العائلية من االعتماد على ا�سرتاتيجية �شديدة الرتكيز ‪-‬منتج واحد رئي�سي‪-‬‬ ‫�إلى تقدمي جمموعة من املنتجات املتنوعة‪ ،‬نظر ًا ملدى خطورة �سيا�سات املنتج‬ ‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪59‬‬


‫مقاالت خاصة تداعيات عملية الطرح العام األولي‬

‫تداعيات عملية الطرح األولي‬

‫األثر اإليجابي‬

‫‪2‬‬

‫تقليم شجرة العائلة‬

‫‪3‬‬

‫رأس مال جديد لتمويل‬ ‫نمو الشركة‬

‫‪4‬‬

‫التقييم‬

‫‪5‬‬

‫زيادة وتحسين أداء‬ ‫الشركة‬

‫‪+‬‬ ‫تداعيات عملية الطرح األولي وما‬ ‫يتوجب على العائالت معرفته قبل‬ ‫طرح أسهم شركاتها لالكتتاب‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫توفير سيولة‬ ‫للمالكين‬

‫األثر السلبي‬

‫زيادة وحت�سني �أداء ال�شركة‬ ‫�أظهرت معظم الدرا�سات التي �أجريت حول �أداء ال�شركات العائلية‬ ‫عاملي ًا مت ّيز ال�شركات العائلية املدرجة بالبور�صة بارتفاع وجودة �أدائها‬ ‫و�أنها عادة ما تكون �أف�ضل يف �أدائها على املدى البعيد من ال�شركات غري‬ ‫العائلية املدرجة‪ .‬وقد خرجت درا�سة �أجريت يف فرن�سا على مدى ع�شر‬ ‫�سنوات ب�أن ال�شركات العائلية املدرجة بالبور�صة �أظهرت �أدا ًء �أعلى من‬ ‫ال�شركات الأخرى املدرجة يف كل �سنة خالل فرتة ال�سنوات الع�شر‪ .‬وقد‬ ‫�أو�ضحت درا�سة �سابقة يف اململكة املتحدة �أن ال�شركات العائلية املدرجة‬ ‫بالبور�صة تتفوق يف �أدائها على ال�شركات العائلية اخلا�صة‪ .‬وب�صفة عامة‪،‬‬ ‫ت�شري التوجهات �إلى �أن توفري وزيادة ر�أ�س املال ‪�-‬سواء للم�ستثمرين من‬ ‫ال�شركات اخلا�صة �أو ال�شركات امل�ساهمة العامة‪ -‬يعزز �أداء ال�شركات‪.‬‬ ‫ويبدو �أن الوجود حتت منظار العامة ُيظهر �أف�ضل ما لدى املم�سكني‬ ‫بدفة الأمور يف ال�شركات‪ .‬فمن املرجح �أن يتحقق االن�ضباط �إذا �أدرك‬ ‫املوظفون �أنهم حتت مراقبة قوى خارجية مثل املحللني وحاملي الأ�سهم‬ ‫من خارج العائلة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى فتح باب االن�ضمام ملجل�س �إدارة ال�شركة‬ ‫�أمام ذوي اخلربة والكفاءات من خارج العائلة والذين مبقدورهم الو�صول‬ ‫�إلى قمة امل�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪1‬‬

‫خسارة حق التصرف‬ ‫المطلق‬

‫‪2‬‬

‫أطراف معادية غير‬ ‫مروغب فيها‬

‫‪3‬‬

‫ضرورة اإلعالن عن‬ ‫األوضاع الداخلية‬

‫‪4‬‬

‫ضياع الهوية‬

‫‪5‬‬

‫تحول محتمل في‬ ‫ّ‬ ‫االستراتيجية والرؤية‬

‫اإلجراءات الالزمة لتخفيف حدة األثر‬ ‫السلبي المحتمل لعمليات الطرح‬ ‫العام األولي‬

‫‪1‬‬

‫نشر الوعي‬

‫‪2‬‬

‫استيعاب خسارة حرية‬ ‫التصرف واالستعداد لها‬

‫‪3‬‬

‫الفصل بين العام‬ ‫والخاص‬

‫‪4‬‬

‫تحضير العائلة‬ ‫األوسع‬

‫‪5‬‬

‫التعاون مع الخبراء‬

‫�سوف ي�ؤكد الو�سطاء وامل�ست�شارون املاليون على مزايا طرح �أ�سهم ال�شركات‬ ‫لالكتتاب؛ مزايا من قبيل تلك التي مت ذكرها �أعاله‪� .‬إال �إنهم قد يكونوا �أقل‬ ‫قدرة على تو�ضيح الثمن الباهظ لإدراج �أ�سهم ال�شركة بالبور�صة‪ ،‬وقد يرجع‬ ‫ال�سبب يف هذا �إلى قلة درايتهم بها �أو لأن وظيفتهم تق�ضي بت�شجيع �إجراء‬ ‫عمليات الطرح العام الأويل‪� ،‬أو لل�سببني مع ًا‪ .‬فهم على دراية كبرية باملزايا‬ ‫املالية والتجارية اخلال�صة التي قد تنتج عن عملية �إدراج �أ�سهم ال�شركة‪ ،‬لكن‬ ‫عادة ما ينق�صهم الإملام باجلانب ال�شخ�صي والعائلي من املعادلة‪ .‬ي�ستعر�ض‬ ‫اجلزء املتبقي من املقال اجلوانب ال�سلبية لعملية الطرح العام الأويل‪.‬‬ ‫األثر السلبي‬

‫خ�سارة حق الت�صرف املطلق‬ ‫عادة ما تكون خ�سارة حق الت�صرف املطلق يف �شركاتها هي ال�صدمة‬ ‫الكربى ملعظم العائالت‪ .‬يف ُعمان‪ ،‬يقت�ضي القانون حالي ًا طرح ‪ %40‬على‬ ‫الأقل من �أ�سهم ال�شركة يف عملية الطرح العام الأويل‪ .‬وتعمل الهيئة العامة‬ ‫ل�سوق املال ووزارة التجارة العمانية على تعديل القانون خلف�ض هذه الن�سبة‬ ‫�إلى ‪ %25‬يف حالة ال�شركات العائلية‪( .‬امل�صدر‪� :‬صحيفة تاميز �أوف عمان‪،‬‬ ‫عدد الأول من نوفمرب ‪ .)2010‬وبينما قد ي�شجع هذا املزيد من ال�شركات‬ ‫على �إدراج �أ�سهمها بالبور�صة‪ ،‬ففي الواقع �أن املهم هنا لي�س الن�سبة التي‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫تداعيات عملية الطرح العام األولي مقاالت خاصة‬

‫اآلن ومع استعادة األسواق المالية للثقة تدريجي ًا بعد األزمة المالية األخيرة‪ ،‬أصبح الحديث عن عمليات الطرح العام األولي من جديد‬ ‫موضع اهتمام في دوائر األعمال حيث يمكن رؤية هذا في آسيا وأوروبا وبالتأكيد في الشرق األوسط‪ .‬عادة ما يُنظر إلى عملية طرح‬ ‫أسهم الشركات لالكتتاب في البورصة كدليل واضح على النجاح في عالم األعمال‪ ،‬إال أن هذه الخطوة قد تكون أقرب إلى كونها نجاح‬ ‫مشوب بتنازالت بالنسبة للشركات المالكة‪ ،‬والتي قد تكتشف الحق ًا مراراة الدواء الذي اختارته‪ .‬في هذا المقال‪ ،‬الدكتورة دينيس‬ ‫كينيون روفينيز رئيس قطاع الشركات العائلية العالمية واألعمال اإلنسانية في مصرف كوتس التابع لمجموعة مصرف اسكتلندا‬ ‫الملكي بسويسرا تسلط الضوء على ايجابيات و سلبيات عملية طرح أسهم الشركات العائلية لالكتتاب العام‪.‬‬

‫وا�ضح على النجاح يف عامل الأعمال‪� ،‬إال �أن هذه اخلطوة قد تكون �أقرب �إلى‬ ‫كونها جناح م�شوب بتنازالت بالن�سبة لل�شركات املالكة‪ ،‬والتي قد تكت�شف‬ ‫الحق ًا مراراة الدواء الذي اختارته‪ .‬يف هذا املقال‪ ،‬الدكتورة ديني�س كينيون‬ ‫روفينيز رئي�س قطاع ال�شركات العائلية العاملية والأعمال الإن�سانية يف‬ ‫م�صرف كوت�س التابع ملجموعة م�صرف ا�سكتلندا امللكي ب�سوي�سرا ت�سلط‬ ‫ال�ضوء على ايجابيات و �سلبيات عملية طرح �أ�سهم ال�شركات العائلية‬ ‫لالكتتاب العام‪.‬‬ ‫�أ�صيبت م�ؤخر ًا بع�ض العائالت التي طرحت �أ�سهم �شركاتها لالكتتاب يف‬ ‫ال�سعودية والإمارات و بع�ض دول اخلليج الأخرى بخيبة �أمل جراء النتائج‪،‬‬ ‫و�أحيان ًا قد جندها تتمنى لو �أنها مل تقدم على هذه اخلطوة بالرغم من‬ ‫املزايا املالية العائدة على �شركاتها‪ ,‬ف�إن عمليات الطرح العام الأويل تقدم‬ ‫مزيج ًا من الإيجابيات وال�سلبيات للعائالت �أ�صحاب ال�شركات وقد ي�سهم‬ ‫الإملام باجلانبني وح�سن التعامل مع التوقعات يف م�ساعدة العائالت على‬ ‫خو�ض جتربة ناجحة عند طرح �أ�سهم �شركاتها للإكتتاب‪.‬‬ ‫وقبل اخلو�ض يف امل�شكالت املحتملة ‪ ،‬فمن الأف�ضل االطالع على الإيجابيات‬ ‫لأنها قد تكون مفيدة بالن�سبة للعائلة وال�شركة على حد �سواء‪.‬‬

‫التناغم واالن�سجام بني �أفراد العائلة عر�ضة للخطر‪ ،‬فمن املمكن اال�ستفادة‬ ‫من ال�سيولة النقديةاجلديدة ل�شراء ح�ص�ص بع�ض حاملي الأ�سهم من‬ ‫العائلة �أو �أحد فروع العائلة‪ ،‬وبالتايل يتم تب�سيط هيكل امللكية وت�سريع‬ ‫عملية اتخاذ القرارات‪ .‬وبينما قد تبدو عملية «التقليم» هذه للبع�ض داللة‬ ‫على الف�شل‪ ،‬فعادة ما تت�ضح مدى �أهميتها ل�سالمة ال�شركة والعائلة على‬ ‫املدى البعيد �إذا ما مت التعامل معها بح�سا�سية‪.‬‬ ‫ر�أ�س مال جديد لتمويل منو ال�شركة‬ ‫عادة ما تعترب عملية توفري املزيد من ر�أ�س املال لل�شركة لأ�سباب تتعلق‬ ‫بالنمو �أو التطوير �أو االندماج عامل �أ�سا�سي يف اتخاذ القرار ب�ش�أن طرح‬

‫عمليات الطرح العام األولي تقدم مزيج ًا من‬ ‫اإليجابيات والسلبيات للعائالت أصحاب الشركات‬ ‫وقد يسهم اإللمام بالجانبين وحسن التعامل‬ ‫مع التوقعات في مساعدة العائالت على خوض‬ ‫تجربة ناجحة عند طرح أسهم شركاتها لإلكتتاب‬

‫األثر اإليجابي‬

‫توفري �سيولة للمالكني‬ ‫قد تكون ال�سيولة النقدية الناجتة عن عمليات الطرح العام الأويل مبثابة‬ ‫مك�سب مايل كبري غري منتظر للمالكني‪ ،‬مما يتيح لبع�ضهم �شراء منزل‪،‬‬ ‫�أو متكني البع�ض من ا�ستثمار العوائد يف م�شروع جتاري جديد‪� ،‬أو جمرد‬ ‫توفري اال�ستقالل املايل عن العائلة لبع�ض �أفرادها‪ .‬قد يخفف هذا العديد‬ ‫من ال�ضغوط العائلية يف كثري من احلاالت حيث يدرك �أفراد العائلة �أن‬ ‫مبقدورهم اخلروج من هذه العملية يف �أي وقت من خالل بيع �أ�سهمهم‪،‬‬ ‫�أو حتى احل�صول على املزيد من الأ�سهم يف �أي وقت من خالل البور�صة‪.‬‬ ‫تقليم �شجرة العائلة‬ ‫عندما ي�صبح عدد حاملي الأ�سهم من العائلة كبري ‪-‬وذلك يف حميط‬ ‫العائالت الكبرية‪ -‬لدرجة ت�صعب عملية التعامل معهم �أو عندما ي�صبح‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫الأ�سهم لالكتتاب‪ ،‬وقد يكون هذا بالت�أكيد الو�ضع بالن�سبة لل�شركات‬ ‫العائلية‪ .‬ميكن لر�أ�س املال هذا توفري فر�صة هائلة للنمو وعمليات التطوير‬ ‫اجلديدة وال�ستدامة ال�شركة على املدى البعيد‪.‬‬ ‫التقييم‬ ‫تكون �إحدى مزايا �إدراج الأ�سهم يف البور�صة هي توفري قيمة �سوقية‬ ‫للأ�سهم وا�ضحة وغري قابلة للجدال‪ ،‬وبالتايل يتج ّنب �أفراد العائلة الكثري‬ ‫من اخلالفات العائلية حول ت�سعري الأ�سهم عند �شراء ح�صة �أحد حامليها‪،‬‬ ‫كما ميكن �أن يكون احلال عندما يرغب بقية املالكون يف ال�شراء ب�سعر �أقل‬ ‫بينما يرغب الأفراد املغادرون البيع ب�سعر �أعلى‪ ،‬وبالتايل يتم تفادي �أي‬ ‫ت�ضارب وا�ضح يف امل�صالح‪.‬‬ ‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪57‬‬


‫مقاالت خاصة تداعيات عملية الطرح العام األولي‬

‫تداعيات‬

‫عملية الطرح العام األولي‬ ‫ما يتوجب على العائالت معرفته قبل طرح أسهم شركاتها لالكتتاب‬

‫‪56‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫قصص شركات عائلية مقاالت خاصة‬

‫‪2010‬‬

‫‪10‬‬

‫مليار دوالر أمريكي‬

‫طرحت ساتيري القابضة أسهمها‬ ‫لالكتتاب‬

‫احتفظت بها مجموعة ‪ RGE‬على شكل‬ ‫أصول‬

‫‪1.9‬‬

‫مليار دوالر أمريكي‬

‫‪430‬‬

‫مليون دوالر أمريكي‬

‫هي ثروة سوكانتو تانوتو والتي تجعل‬ ‫منه واحد من أغنى أغنياء اندونيسيا‬

‫تم جمعها عن طريق عملية الطرح العام‬ ‫االولي‬

‫عام‬

‫بدأ سوكانتو تانوتو حياته المهنية في عمر‬ ‫السابعة عشر بعد أن ترك الدراسة لمساعدة‬ ‫أسرته‪ ،‬ويعتبر حالي ًا واحد من أكثر اإلندونيسيين‬ ‫ثراء بثروة تصل إلى ‪ 1,9‬مليار دوالر‬ ‫ً‬

‫ساتيري القابضة المحدودة‬ ‫ارتفع عدد عمليات االكتتاب يف �آ�سيا وب�صفة خا�صة يف ال�صني خالل عام‬ ‫‪ ،2010‬وهو ما جاء خمالف ًا للمناخ احلذر يف بقية �أنحاء العامل‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫فهذه ق�صة رائد �أعمال �إندوني�سي ا�ستطاع الو�صول �إلى القمة بالرغم من‬ ‫الظروف غري املواتية‪ ،‬ومما يبدو فقد جنح يف �إر�ساء املعطيات لنموذج‬ ‫�أعمال �سوف ي�ستمر على املدى الطويل‪.‬‬ ‫بد�أ �سوكانتو تانوتو حياته املهنية يف عمر ال�سابعة ع�شر بعد �أن ترك الدرا�سة‬ ‫مل�ساعدة �أ�سرته‪ ،‬ويعترب حالي ًا واحد من �أكرث الإندوني�سيني ثرا ًء برثوة ت�صل‬ ‫�إلى ‪ 1,9‬مليار دوالر‪� .‬أ�س�س �سوكانتو �شركة �ساتريي القاب�ضة املحدودة‬ ‫والتي تعمل ب�صفة �أ�سا�سية يف جمال زراعة �أ�شجار الأوكالبتو�س وتنتج نوع ًا‬ ‫معين ًا من ال�سليلوز يف الربازيل‪ ،‬وتدير مع�صرة لألياف ال�سليلوز يف مقاطعة‬ ‫جياجنك�سي ال�صينية كما تو ّرد املواد للعمالء املهتمني باملن�سوجات وغريها‬ ‫من ال�صناعات الأخرى (ال�سليلوز مركب ع�ضوي ُي�ستخرج من النباتات‬ ‫اخل�ضراء‪ ،‬والذي ُي�ستخدم كمادة خام ‪-‬تتحلل بيولوجي ًا‪ -‬يف منتجات‬ ‫مثل املن�سوجات ومواد التجميل ّ‬ ‫ومر�شحات ال�سجائر)‪ .‬وقد �أعاد �سوكانتو‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫ت�سمية جمموعة �شركاته لت�صبح الآن رويال جولدن �إيجل (‪ ،)RGE‬ومتتلك‬ ‫املجموعة �أ�صول تزيد قيمتها على ‪ 10‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫وبعد �إجراءات حت�ضري دقيقة‪ ،‬جمعت جمموعة �ساتريي القاب�ضة املحدودة‬ ‫‪ 430‬مليون دوالر من عملية طرح عام �أويل لأ�سهمها يف هوجن كوجن يف‬ ‫�شهر دي�سمرب ‪ .2010‬وطبق ًا مل�ؤ�شر داو جونز‪ ،‬فقد قامت �ساتريي بت�سعري‬ ‫�أ�سهمها باحلد الأدنى لنطاق ال�سعر الإ�سرت�شادي بقيمة ‪ 6,6‬دوالر هوجن‬ ‫كوجن لل�سهم‪.‬‬ ‫وت�سري �أخبار ب�أن �ساتريي �سوف ت�ستخدم الأموال التي جمعتها من عملية‬ ‫االكتتاب يف تو�سعة من�ش�آت ال�شركة يف باهيا بالربازيل و�إقامة م�صنع جديد‬ ‫لإنتاج �ألياف الفي�سكوز يف مقاطعة فوجيان ال�صينية‪.‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪55‬‬


‫مقاالت خاصة قصص شركات عائلية‬

‫‪2010‬‬

‫‪600‬‬

‫قامت اكسيوم بالغاء عملية الطرح‬ ‫العام االولي‬

‫في دول الخليج والهند والمملكة‬ ‫المتحدة تجعل من قصة نجاح اكسيوم‬ ‫تقبلها‬ ‫قصة يسهل ّ‬

‫عام‬

‫بالرغم من الطلب الكبير من مستثمرين عالميين‬ ‫رفيعي المستوى في أوروبا والواليات‬ ‫المتحدة على أسهم الشركة‪ ،‬إال أن أكسيوم‬ ‫تلكيوم ألغت االكتتاب على أسهمها في‬ ‫بورصة ناسداك دبي في ديسمبر ‪2010‬‬

‫محل‬

‫‪53‬‬

‫‪382‬‬

‫عدد االسهم التي تملكها شركة عائلة‬ ‫فيصل البناي‬

‫كان من المفترض أن تجمع من عملية‬ ‫طرح أسهم اكسيوم لالكتتاب‬

‫بالمئة‬

‫مليون دوالر أمريكي‬

‫أكسيوم تليكوم‬ ‫�أك�سيوم تليكوم �شركة بيع بالتجزئة وتوزيع للهواتف املحمولة و�شريك‬ ‫ا�سرتاتيجي ملز ّودي خدمات االت�صاالت يف الإمارات وال�سعودية‪ .‬عالوة‬ ‫على هذا‪ ،‬تدخل ال�شركة يف �شراكات مع �شركات ات�صاالت يف الهند وجنوب‬ ‫�أفريقيا‪ .‬ت�أ�س�ست �أك�سيوم تليكوم يف عام ‪ 1997‬على يد في�صل البناي‬ ‫والذي متلك عائلته حالي ًا ‪ 53‬باملئة من ال�شركة بالإ�ضافة الى امتالكها‬ ‫ملجموعة البناي التي تتكون من جمموعة �شركات عائلية مت ت�أ�سي�سها يف‬ ‫عام ‪ 1960‬يف مدينة دبي‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 2010‬مت الإعالن عن ن ّية �أكي�سوم تليكوم جلمع ‪ 382‬مليون دوالر‬ ‫يف �أول عملية طرح �أويل لبيع الأ�سهم يف الإمارات منذ ‪ .2008‬لدى‬ ‫�أك�سيوم تليكوم �أكرث من ‪ 600‬متجر منت�شر يف دول اخلليج والهند واململكة‬ ‫املتحدة‪ ،‬ومتثل بذلك واحدة من �أكرث ق�ص�ص النجاح �إقناع ًا وقبو ًال لدى‬ ‫امل�ستثمرين يف جميع �أنحاء العامل‪ .‬كان من املفرت�ض �أن يتم طرح الأ�سهم‬ ‫للم�ؤ�س�سات اال�ستثمارية فقط ولي�س للم�ستثمرين من الأفراد‪ .‬ومتتلك دبي‬ ‫القاب�ضة –وهي جمموعة �شركات رائدة يف دبي‪ -‬ح�صة توازي ‪ 40‬باملئة‬ ‫‪54‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫من ال�شركة وكانت هي الأخرى تطمح يف جمع ‪ 110‬مليون دوالر من عملية‬ ‫االكتتاب هذه‪.‬‬ ‫وبالرغم من الطلب الكبري من م�ستثمرين عامليني رفيعي امل�ستوى يف �أوروبا‬ ‫والواليات املتحدة على �أ�سهم ال�شركة‪� ،‬إال �أن �أك�سيوم تلكيوم �ألغت االكتتاب‬ ‫على �أ�سهمها يف بور�صة نا�سداك دبي يف دي�سمرب ‪ .2010‬جاء ذلك القرار‬ ‫ال�صعب نتيجة ملخاوف ال�شركة حيال ظروف ال�سوق وال�سيولة‪ .‬يف الوقت‬ ‫احلا�ضر‪ ،‬ال تزال تعتقد ال�شركة �أنها ت�صلح ك�شركة مدرجة يف البور�صة‬ ‫و�أنها �سوف تعيد تقييم خياراتها م�ستقب ًال‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫قصص شركات عائلية مقاالت خاصة‬

‫‪2008‬‬

‫‪270.7‬‬

‫مليون دوالر أمريكي‬

‫‪ 2008‬طرحت داماس أسهم شركتها‬ ‫لالكتتاب في سوق دبي المالي‬

‫تم جمعها عند طرح أسهم داماس‬ ‫لالكتتاب‬

‫‪10‬‬

‫‪365‬‬

‫عام‬

‫في عام ‪ ،2008‬وبهدف تمويل خططها‬ ‫التوسعية‪ ،‬طرحت مجموعة داماس‬ ‫أسهمها لالكتتاب وجمعت ‪ 270,6‬مليون‬ ‫دوالر (‪ 993,94‬مليون درهم إماراتي) مما‬ ‫جعل قيمة الشركة تصل إلى ‪ 968,6‬مليون‬ ‫دوالر (‪ 3,56‬مليار درهم إماراتي)‬

‫سنوات‬

‫مليون درهم إماراتي‬

‫حرمان االخوين عبداهلل من عضوية‬ ‫مجلس إدارة أي شركة تابعة لمركز دبي‬ ‫المالي العالمي‬

‫زُعِ َم سحبها من الشركة بدون علم‬ ‫مجلس االدارة‬

‫دار داماس للمجوهرات‬ ‫تزاول عائلة عبد اهلل مهنة �صياغة وجتارة املجوهرات منذ زمن بعيد‪،‬‬ ‫حيث كان حممد توفيق عبد اهلل يقوم بت�صميم وت�صنيع امل�شغوالت الذهبية‬ ‫لتجار التجزئة يف �سوريا منذ �أوائل العقد الأول من القرن املا�ضي‪.‬‬ ‫ومع هذا‪ ،‬فقد مت ت�أ�سي�س دار داما�س لبيع املجوهرات وال�ساعات بالتجزئة‬ ‫كعالمة جتارية يف �أواخر ال�سبعينيات من القرن املا�ضي على يد طاهر عبد‬ ‫اهلل و�أبنائه الثالثة توفيق ومتجيد وتوحيد‪.‬‬ ‫يف الوقت احلايل‪ ،‬تعمل املجموعة ‪-‬التي تتخد من مدينة دبي بالإمارات‬ ‫مق ًرا لها‪ -‬من خالل ‪ 424‬متجر ًا تقريب ًا يف ‪ 14‬دولة‪ .‬وتنت�شر �شبكة منافذ‬ ‫بيع منتجاتها بالتجزئة يف ال�شرق الأو�سط وجنوب �آ�سيا و�أوروبا و�أمريكا‬ ‫ال�شمالية‪.‬‬ ‫يف عام ‪ ،2008‬وبهدف متويل خططها التو�سعية‪ ،‬طرحت جمموعة داما�س‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫�أ�سهمها لالكتتاب وجمعت ‪ 270,6‬مليون دوالر (‪ 993,94‬مليون درهم‬ ‫�إماراتي) مما جعل قيمة ال�شركة ت�صل �إلى ‪ 968,6‬مليون دوالر (‪3,56‬‬ ‫مليار درهم �إماراتي)‪ .‬مع ذلك‪ ،‬وبالرغم من عملية االكتتاب الناجحة‪،‬‬ ‫وقع تغري م�ؤ�سف للأحداث وانقلب احلال‪ ،‬فقد ظهرت مزاعم تفيد‬ ‫بقيام اثنني من �أخوة عبد اهلل ب�سحب مبالغ مالية حل�سابهما ال�شخ�صي‬ ‫من داما�س بدون الك�شف عن الأ�سباب ملجل�س الإدارة‪ .‬وت�شري تقديرات‬ ‫ب�أن املبالغ امل�سحوبة و�صلت �إلى ‪ 365‬مليون درهم �إماراتي (‪ 99,4‬مليون‬ ‫دوالر) بالإ�ضافة �إلى قيمة طنني من الذهب تقريب ًا‪� .‬أدت الف�ضيحة �إلى‬ ‫حرمان �أخوة عبد اهلل بوا�سطة �سلطة دبي للخدمات املالية من االن�ضمام‬ ‫�إلى جمل�س �إدارة �أي �شركة تابعة ملركز دبي املايل العاملي خالل ال�سنوات‬ ‫الع�شرة املقبلة مع تغرميهما مبلغ �إجمايل و�صل �إلى ‪ 3‬مليون دوالر‪ .‬ت�سبب‬ ‫عدم التزام الأخوين بقواعد احلوكمة امل�ؤ�س�سية بحدوث �أزمة �ضخمة‪،‬‬ ‫وكان لزام ًا على جمموعة داما�س العمل جاهدة ال�ستعادة ثقة حملة �أ�سهمها‬ ‫وما زالت ت�سعى �إلى حتقيق ذلك الهدف �إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪53‬‬


‫مقاالت خاصة قصص شركات عائلية‬

‫‪2009‬‬

‫‪900‬‬

‫مليون دوالر أمريكي‬

‫أعلنت حياة عن نيتها في طرح أسهمها‬ ‫لالكتتاب العام‬

‫المبلغ الذي تم دفعه لشابين من عائلة‬ ‫بريتزكركتسوية‬

‫عام‬

‫تفاجئ البعض عندما أعلنت «مجموعة حياة»‬ ‫في عام ‪ 2009‬عن نيتها طرح أسهمها‬ ‫لالكتتاب‪ ،‬حيث أنها لم تكن سنة جيدة لصناعة‬ ‫الفنادق على مستوى العالم‬

‫‪1.09‬‬

‫‪10‬‬

‫مليار دوالر أمريكي‬

‫أضعاف‬

‫تم جمعها من تلك العملية مما جعلها‬ ‫واحدة من أكبر عمليات الطرح العام‬ ‫األولي في تلك السنة في سوق‬ ‫نيويورك لألسهم‬

‫عدد األصوات المتاحة لحاملي األسهم‬ ‫العادية مكفولة إلفراد العائلة‬ ‫المتالكهم أسهم خاصة من الفئة ‪B‬‬

‫فنادق حياة‬ ‫�شركة «فنادق حياة» هي �سل�سلة فنادق م�شهورة عاملي ًا متتلكها عائلة‬ ‫بريتزكر و التي تتخذ من مدينة �شيكاغو مقر ًا لها‪ .‬ترجع بداية �شركة‬ ‫«منتجعات وفنادق حياة» �إلى �أكرث من ‪ 50‬عام م�ضت عندما قامت ال�شركة‬ ‫يف عام ‪ 1957‬بافتتاح �أولى فنادقها ال�صغرية املُعدّة كا�سرتاحات لل�سائقني‬ ‫يف مطار لو�س �أجنلو�س الدويل‪ .‬يف الوقت احلايل‪ ،‬متتلك ال�شركة �أكرث من‬ ‫‪ 365‬فندق ًا ومنتجع ًا يف �أكرث من ‪ 45‬دولة‪.‬‬ ‫تفاجئ البع�ض عندما �أعلنت حياة يف عام ‪ 2009‬عن نيتها طرح �أ�سهمها‬ ‫لالكتتاب‪ ،‬حيث �أنها مل تكن �سنة جيدة ل�صناعة الفنادق على م�ستوى العامل‪،‬‬ ‫ورغم ذلك متيزت حياة عن مناف�سيها باالحتفاظ مب�ستوى ديون منخف�ض‬ ‫وبالتايل اجتازت الأزمة ب�سالم‪ .‬وقد كان النجاح حليفها يف هذه اخلطوة‪،‬‬ ‫حيث جمعت �شركة «فنادق حياة» ‪-‬يف اليوم الأول‪ 1,09 -‬مليار دوالر‪ ،‬مما‬ ‫جعلها واحدة من �أكرب عمليات االكتتاب يف ذالك العام يف بور�صة نيويورك‪.‬‬

‫مدار عقد من الزمان والذي ن�شب يف ‪ 2001‬بعد قرار تق�سيم امرباطورية‬ ‫العائلة‪ .‬ن�شب نزاع مدوي على املرياث بعدما قا�ضى وريثني �شابني الأو�صياء‬ ‫عليهما بدعوى عدم عدالة توزيع الرثوة واال�ستيالء ‪-‬ح�سب زعمهما‪ -‬على‬ ‫مليار دوالر من �صندوق االئتمان اخلا�ص بكل منهما عندما كانا �أطفا ًال‪.‬‬ ‫و�صلت الق�ضية يف نهاية املطاف �إلى �ساحات املحاكم وح�صل الوريثان على‬ ‫ت�سوية بقيمة ‪ 900‬مليون دوالر‪ .‬بد�أت ال�شركة يف �إحداث نوع من التوازن بني‬ ‫عمليات تو�سعتها وتغطية حقوق �أفراد العائلة‪ ،‬ومن هنا �أ�صبح من الوا�ضح‬ ‫�ضرورة بيع ح�ص�ص من ال�شركة‪.‬‬ ‫حتى وبعد االكتتاب‪ ،‬ال تزال عائلة بريتزكر تتحكم بال�شركة من خالل‬ ‫امتالك �أفراد العائلة لأ�سهم خا�صة من الفئة ‪ B‬والتي تكفل لهم ‪� 10‬أ�ضعاف‬ ‫عدد الأ�صوات املتاحة حلاملي الأ�سهم العادية‪.‬‬

‫يعزي بع�ض املحللون توقيت عملية االكتتاب �إلى ال�صراع العائلي امل�ستمر على‬ ‫‪52‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫قصص شركات عائلية مقاالت خاصة‬

‫‪1993‬‬

‫‪5‬‬

‫طرحت الشركة أسهمها لالكتتاب وذلك‬ ‫أثناء تولي الجيل السادس للعائلة‬ ‫الملكية‪.‬‬

‫كان سعر السهم األولي عند عملية‬ ‫اإلكتتاب في عام ‪1993‬‬

‫عام‬

‫في عام ‪ ،1837‬قام تيري هيرميس بتأسيس‬ ‫دار أزياء راقية في العاصمة الفرنسية باريس‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين أصبحت «هيرميس إنترناشونال»‬ ‫واحدة من أشهر العالمات التجارية في العالم‬

‫يورو‬

‫‪78‬‬

‫‪14.7‬‬ ‫بالمئة‬

‫من ملكية الشركة تمت استعادتها من‬ ‫قبل العائلة‬

‫معدل النمو السنوي في الربح‬ ‫ّ‬ ‫الصافي منذ عملية الطرح العام‬

‫بالمئة‬

‫دار األزياء هيرميس‬ ‫يف عام ‪ ،1837‬قام تريي هريمي�س بت�أ�سي�س دار �أزياء راقية يف العا�صمة‬ ‫الفرن�سية باري�س‪ .‬ومنذ ذلك احلني �أ�صبحت «هريمي�س �إنرتنا�شونال»‬ ‫واحدة من �أ�شهر العالمات التجارية يف العامل‪ .‬وخالل تويل اجليل‬ ‫ال�ساد�س من العائلة م�س�ؤولية الإدارة‪ ،‬مت طرح �أ�سهم ال�شركة لالكتتاب يف‬ ‫عام ‪ 1993‬ب�سعر ‪ 5‬يورو لل�سهم ومبوجبه احتفظت العائلة بن�سبة ‪ %78‬من‬ ‫امللكية‪ .‬ومنذ عملية االكتتاب وهريمي�س حتقق منو ًا �سنوي ًا يف �صايف الأرباح‬ ‫بن�سبة ‪.%14,7‬‬ ‫ويف تبدّل �أخري للأحداث‪ ،‬تناقلت ال�صحافة ا�سم هريمي�س نتيجة ل�صدامها‬ ‫الأخري مع �شركة «مويت هيني�سي لوي�س فيتون» ‪ LVMH‬على خلفية مزاعم‬ ‫مبحاولة الأخرية اال�ستحواذ عليها‪ .‬يف الواقع بد�أت �شركة ‪ LVMH‬حملة‬ ‫�شراء م�ستعرة لأ�سهم هريمي�س‪ ،‬ويف عام ‪ 2010‬و�صلت ال�شركة �إلى امتالك‬ ‫‪ %17,1‬من �أ�سهم هريمي�س املدرجة بالبور�صة‪ .‬وبالطبع مل ي�سهم هذا يف‬ ‫حت�سني العالقات مع عائلة هريمي�س التي �شعرت �أن تراثها املمتد عرب‬ ‫�ستة �أجيال يف حاجة �إلى احلماية من تزايد هيمنة ‪ .LVMH‬فاجتمع ‪70‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫فرد ًا من عائلة هريمي�س لو�ضع خطة‪ .‬و نتج عن اجتماعهم هذا و�ضع‬ ‫خمطط ًا بت�أ�سي�س �شركة قاب�ضة بحيث يتم و�ضع معظم �أ�سهم �أفراد العائلة‬ ‫يف كيان واحد يبلغ يف جمموعه �أكرث من ‪ %50‬من �أ�سهم هريمي�س‪ .‬لقد‬ ‫كان تنفيذ هذا املخطط كفي ًال بالق�ضاء على �أي و�سائل �أو خيارات لدى‬ ‫‪� LVMH‬أو حتى �أي جهة �أخرى لال�ستحواذ على هريمي�س‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬فلن‬ ‫يقت�صر �أثر هذه اخلطوة على حماية امللكية فح�سب و�إمنا �سيع ّر�ض العائلة‬ ‫للنقد من قبل امل�ساهمني الفرادى الآخرين الذين ا�شرتوا الأ�سهم يف ظل‬ ‫اعتقادهم ب�أنه لن يكون هناك كيان واحد يحتفظ ب�أغلبية الأ�سهم‪ .‬تطالب‬ ‫الآن �شركة هريمي�س الهيئة الفرن�سية ملراقبة الأ�سواق املالية بفتح حتقيق‬ ‫ب�ش�أن حماولة اال�ستحواذ املفاجئة واخلفية هذه بوا�سطة ‪.LVMH‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪51‬‬


‫مقاالت خاصة قصص شركات عائلية‬

‫قصص شركات عائلية‬

‫طرحت أسهمها‬ ‫لالكتتاب‬ ‫شهدت أسواق األسهم والسندات في السنتين األخيرتين تراجع ًا كبيراً‪ ،‬ومن ثم تنامى حذر العديد من المستثمرين ‪-‬مع‬ ‫توافر ما يبرر هذا الحذر‪ -‬بما يتعلق بالوثوق في الشركات المدرجة بالبورصة‪ .‬وبدأت الشركات الخاصة في االبتعاد عن عمليات‬ ‫االكتتاب كوسيلة خارجية للتمويل‪ ،‬واهتزت الثقة عموم ًا في أسواق رأس المال‪ .‬ظهرت مؤخراً بوادر عودة للثقة المفقودة‬ ‫في األسواق المالية حيث تفكر الكثير من الشركات في طرح أسهمها لالكتتاب مرة أخرى ويبدي المستثمرون إشارات‬ ‫ومؤشرات بالتعافي البطيء من صدمة ما بعد األزمة‪.‬‬

‫يف جمموعة ق�ص�صنا عن عمليات االكتتاب‪ ،‬اخرتنا خم�س �شركات عائلية‬ ‫ور ّواد �أعمال م�شهورين عاملي ًا ثم قمنا بت�سليط ال�ضوء على عملية التحول‬ ‫�إلى �شركات م�ساهمة عامة مدرجة بالبور�صة �أو ال�شركات التي �صرفت‬ ‫النظر عن هذا اخليار لأ�سباب عدّة‪ .‬تو�ضح كل حالة جانب ًا خمتلف ًا من‬ ‫جوانب عملية االكتتاب وتعر�ض �أ�سباب متباينة للتحول �إلى �شركة عامة‬ ‫�أو حماولة جتنب تداعيات معينة مرتبطة بعملية االكتتاب‪ .‬كان لكل �شركة‬ ‫جتربتها اخلا�صة مع العملية‪ ،‬بع�ضها �إيجابي وبع�ضها الآخر �سلبي‪ .‬يف‬ ‫بع�ض احلاالت‪ ،‬مل تبد�أ املتاعب �إال بعد �إدراج ال�شركة بالبور�صة‪ ،‬كظهور‬ ‫حماوالت ا�ستحواذ على ال�شركة –مث ًال‪ -‬بوا�سطة مناف�سني مبا�شرين من‬ ‫خالل عملية �شراء مفرطة لأ�سهمها‪ .‬وبع�ض العائالت الأخرى تراجعت‬ ‫‪50‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫عن خطتها املبدئية باالكتتاب يف اللحظة الأخرية نظر ًا لظروف ال�سوق‬ ‫ال�صعبة‪ .‬وهناك مثال �آخر لعملية طرح �أويل لبيع الأ�سهم جاءت نتيجة‬ ‫ل�صراع عائلي �أدى �إلى ظهور مطالب بجمع ر�ؤو�س الأموال من �أجل تق�سيم‬ ‫الرثوة‪ .‬ويف حاالت �أخرى عديدة‪� ،‬سلكت ال�شركات م�سار �إدراج �أ�سهمها يف‬ ‫�أ�سواق الأ�سهم كو�سيلة مبا�شرة لتو�سعة من�ش�أتها و�إ�ضافة م�صانع جديدة‬ ‫�إلى �أن�شطتها الت�شغيلية القائمة بالفعل‪.‬‬ ‫و�أ ًيا كان ال�سبب وراء االكتتاب‪ ،‬فبو�سعنا من خالل هذه الق�ص�ص اخلم�سة‬ ‫ر�ؤية �أنه عند اختيار ال�شركات طرح �أ�سهمها لالكتتاب‪ ،‬فمن الواجب عليها‬ ‫�أن تكون م�ستعدة ومتيقظة على الدوام‪ ،‬و�أن تتوقع ما ال ميكن توقعه‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫مقاالت خاصة‬

‫‪50‬‬

‫ق�ص�ص عمليات الطرح العام‬ ‫الأويل‬ ‫خمسة من الشركات العائلية‬ ‫ورواد األعمال المشهورين عالمي ًا‬ ‫الذين سلكوا درب التحول إلى‬ ‫شركات مساهمة عامة‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫تداعيات عمليات الطرح‬ ‫العام الأويل‬ ‫اإليجابيات والسلبيات لطرح أسهم‬ ‫الشركات العائلية لالكتتاب‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫عمليات االت�صال اخلا�صة‬ ‫باالكتتاب‬ ‫العناصر المهمة في استراتيجية‬ ‫االتصال الخاصة بعملية االكتتاب‬ ‫والتغيرات التي تمر بها الشركات قبل‬ ‫ّ‬ ‫وأثناء وبعد هذه العملية‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪49‬‬


‫سلسلة خاصة تداعيات عملية الطرح العام األولي‬

‫هل يكون االكتتاب‬ ‫في البورصة‬

‫أحد الخيارات المطروحة أمام الشركات العائلية؟‬ ‫أقل ما يمكن قوله عن االكتتاب في البورصة بالنسبة للشركات العائلية إنه خطوة مثيرة للجدل‪.‬‬ ‫يتحمس الكثيرون لفكرة اإلعالن عن معلومات الشركة للعامة واالضطرار إلى الدفاع عن‬ ‫فال‬ ‫ّ‬ ‫يهمهم إالّ الربح ‪ ،‬ومع ذلك يُعاد النظر إلى االكتتاب في البورصة‬ ‫ال‬ ‫مستثمرين‬ ‫أمام‬ ‫قرارتهم‬ ‫ّ‬ ‫التحول من شركة خاصة إلى شركة مساهمة‬ ‫فعالة للحصول على التمويل الخارجي‪ .‬إن‬ ‫كوسيلة ّ‬ ‫ّ‬ ‫عامة خطوة صعبة بالنسبة ألي شركة حيث تتطلب مراجعة شاملة لنظم الحوكمة وأنظمة‬ ‫إعداد التقارير والبيانات ومدى التوافق مع النظم والتشريعات‪ .‬بالرغم من أن هذه التغييرات هي‬ ‫صحية حيث تضمن عمل الشركة على نحو شفاف ومسؤول‪ ،‬إالّ أن ذلك ال يمنع من وجود‬ ‫بال شك‬ ‫ّ‬ ‫مخاطر وعيوب مرتبطة بعملية االكتتاب‪ ،‬وقد برهنت بعض األمثلة على وجود هذه العيوب في‬ ‫الماضي‪ .‬في المقاالت الخاصة بهذا العدد‪ ،‬سنقوم بالتركيز على العوامل المرتبطة بعملية‬ ‫االكتتاب مع توجيه عناية خاصة ألثرها على إدارة وسمعة الشركة العائلية‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫معالي محمد الزبير مقابلــة‬

‫مكتب مؤسسة‬ ‫الزبير‪ ،‬سلطنة عمان‬

‫�سبقت افتتاح املتحف‪ .‬وقد القى هذا املتحف ت�شجيع ًا من‬ ‫لدن �صاحب اجلاللة ال�سلطان قابو�س املعظم والذي تف�ضل‬ ‫ب�إهدائه مدفعني عمانيني يفخر املتحف بعر�ضهما فيه‪ .‬ويتكون‬ ‫املتحف الآن من ثالثة مباين ي�ستطيع الزائرين له من الإطالع‬ ‫فيها على الرتاث والتاريخ العماين املجيد يف خالل �ساعة �إلى‬ ‫�ساعتني‪ .‬واحلمد هلل قد قام املتحف ب�إدارته اجليدة وجودة‬ ‫معرو�ضاته مبا كنت �أرجوه له ويعك�س هذا عدد الزوار الذي‬ ‫يزيد على �أربعني �ألف َا كل عام‪ .‬ويقوم املتحف �أي�ض َا بالعديد من‬ ‫الأن�شطة الثقافية واملعار�ض الفنية‪.‬‬ ‫وهناك الآن حتت الإن�شاء املبنى الرابع الذي �سي�سمى «بيت‬ ‫النه�ضة» لأنه �سوف يخ�ص�ص لعر�ض الفنون الت�شكيلية لل�شباب‬ ‫العماين والذي تطورت �أعماله خالل الثالثني �سنة املا�ضية‬ ‫تطورا مذهال يف كافة �أفرع الفنون الت�شكيلية‪ .‬كما �سيحوي‬ ‫املبنى م�سرحا حتى ميكننا ا�ست�ضافة �شباب من ثقافات متعددة‬ ‫ليعر�ضوا فنونهم املو�سيقية والفنية خا�صة العرو�ض التي‬ ‫تقدمها جمموعات �صغرية من ال�شباب ليكونوا حافزا لل�شباب‬ ‫العماين يف الإنخراط يف هذه الفنون‪.‬‬

‫قدراتهم‪ ،‬كما ن�أمل �أن نقيم يف امل�ستقبل القريب م�سابقة دولية‬ ‫للت�صوير ال�ضوئي‪ .‬ومن جملة الأن�شطة �أي�ضا مل�ؤ�س�سة بيت الزبري‬ ‫�إن�شاء دار للن�شر حتت �إ�سم «باز للن�شر» قامت بن�شر عدة كتب‬ ‫ثمانية منها يل احدها يف الإقت�صاد والتاريخ العماين وال�سبعة‬ ‫الأخرى كتب م�صورة عن عمان القت جناح َا كبري َا وا�ستطاعت‬ ‫بحمد اهلل �إظهار عمان وجمال طبيعتها جلميع قرائها‪ .‬كما تقوم‬ ‫دار الن�شر بت�شجيع ن�شر �إنتاج ال�شباب العماين‪.‬‬ ‫من جانب �آخر ف�إن م�ؤ�س�سة الزبري يهمها جد ًا ت�شجيع الكفاءات‬ ‫وال�شباب العماين للإلتحاق بها ولدينا برنامج يق�ضي كل مرة‬ ‫باختيار ‪ 16‬خريج وخريجة عمانية من كافة التخ�ص�صات‬ ‫والعمل من خالل برنامج تدريبي مكثف لكي ي�صبحوا خالل‬ ‫�سنتني �أو ثالث يف �سلك الإدارة املتو�سطة مبا ميكنهم بعد ذلك‬ ‫ب�أن ي�صبحوا مدراء للأق�سام وال�شركات بامل�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫�أود �أن �أ�ضيف كلمة اخرية و هي �أن ال�شركات العائلية يف منطقة‬ ‫اخلليج قد وهبها اهلل حكومات ت�ساعدها وت�ساندها‪ .‬ونحن هنا‬ ‫يف عمان وجدنا كل العون من �صاحب اجلاللة ال�سلطان قابو�س‬ ‫املعظم الذي خلقت �سيا�ساته وعمله على تطوير البالد فر�صا مل‬ ‫تتح لأجيالنا من قبل‪.‬‬

‫ولدى م�ؤ�س�سة بيت الزبري �أن�شطة اجتماعية �أخرى مل�ساعدة‬ ‫بع�ض الطلبة للدرا�سة اجلامعية والدبلوم‬ ‫بالإ�ضافة �إلى الأعمال اخلريية‪ .‬كما �إننا‬ ‫نقيم م�سابقة �سنوية يف الت�صوير ال�ضوئي‬ ‫لطلبة املدار�س حتى ال�صف الثاين ع�شر‬ ‫كتب‬ ‫بحيث يتم اختيار �أف�ضل مائة م�صور‬ ‫«باز للنشر» قامت بنشر عدة كتب ثمانية‬ ‫لدخول دورة تدريبية للت�صوير ثم‬ ‫منها لمحمد الزبير‬ ‫يح�صلون على هدايا وحمفزات لتطوير‬

‫‪8‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫وي�سرين �أن اختتم هذه املقابلة بتقدمي‬ ‫ال�شكر لك ومما ال �شك فيه �أن جملة ثروات‬ ‫متثل نافذة يطل منها القارئ على �أفكار‬ ‫و�آراء العديد من ال�شخ�صيات خا�صة يف‬ ‫جمال ال�شركات العائلية التي متثل دعامة‬ ‫القطاع اخلا�ص يف منطقتنا‬ ‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪47‬‬


‫مقابلــة معالي محمد الزبير‬

‫�إلى دول �أخرى واحل�صول على وكالة جتارية هناك‪.‬‬

‫هذا �صحيح ولكن قد ينربي �شخ�ص ما ويقول �أن هذا مناف‬ ‫للحقيقة فهناك الكثري من ال�شركات العمانية والأجنبية يف ا�سواق‬ ‫تلك الدول ‪ ،‬ولكن تلك ال�شركات ال متلك وكاالت‪ .‬الوكاالت املهمة‬ ‫والوكاالت الكبرية او �أي وكالة يجب �أن تكون مملوكة ملواطن من‬ ‫نف�س تلك الدولة �أو متثلها �شركة حملية بن�سبة ‪ .%100‬وبعبارة‬ ‫�أخرى هناك وكاالت �سيارات والكرتونيات ومعدات وغريها من‬ ‫�أنواع الب�ضائع ميلكها ح�صري ًا يف عمان رجال �أعمال من اخلليج‬ ‫بينما ال ي�ستطيع الوكالء العمانيني ت�صدير ب�ضائع وكاالتهم‬ ‫�إلى هذه الدول‪ .‬لقد �أثارت القرارات احلكومية ب�إلغاء قانون‬ ‫الوكاالت التجارية وفتح ال�سوق �أمام املناف�سه العامة عدم ر�ضا‬ ‫التجار العمانيني لأن ذلك �سي�ؤثرعلى جتارتهم ويفتح �سوقهم‬ ‫بينما الأ�سواق الأخرى مغلقة عليهم‪ .‬وكان التجار العمانيون‬ ‫يرون �أنه من املنطقي والعدل �أن تطبق دول اخلليج نظام ًا واحد ًا‪.‬‬ ‫ولكن الآن ا�ستطاع رجال الأعمال والتجار العمانيون �أن يكيفوا‬ ‫�أو�ضاعهم وعملوا على �أن تكون عالقاتهم التجارية مع امل�صدرين‬ ‫هي التي تقوم مقام القوانني املحلية‪.‬‬ ‫ومع �أن هذا الأمر مل يعد بتلك الأهمية �إال �أن حماية الوكالء‬ ‫يف بع�ض دول اخلليج ميثل عائق ًا نحو ا�ستكمال اجراءات‬ ‫تكوين اجلدار اجلمركي املوحد لدول اخلليج وحتولها �إلى‬ ‫كتله اقت�صادية واحدة‪ .‬وعلى العموم ف�إن فتح ال�سوق العماين‬ ‫للمناف�سة قد �أفاد ال�صناعة العمانية كثري ًا �إذ �أدى ذلك �إلى قيام‬ ‫ال�شركات العمانية بتطوير �إنتاجها �إلى م�ستوى عايل من حيث‬ ‫اجلودة وال�سعر وجنح كثري منها يف ذلك ومثال على ذلك‪:‬عندما‬ ‫كنت �أ�شغل من�صب وزير التجارة وال�صناعة و�صدر عنذئذ قانون‬ ‫حماية ال�صناعات الوليدة‪ .‬وكنت عندها قد بد�أت �صناعة الأثاث‬ ‫اخل�شبي‪ ،‬ولكنني قمت با�ستثناء �صناعة الأثاث من احلماية‪،‬‬ ‫حتى ال يقال �أنني ا�صدرت هذا القانون من �أجل حماية ال�صناعة‬ ‫اخلا�صة بي‪ .‬يف الأيام الأولى كان تركيزنا يف املقام الأول على‬ ‫ال�سوق املحلية‪ ،‬لكن فيما بعد كان جاء الكثريمن الأثاث امل�ستورد‬ ‫الأرخ�ص والأجود ف�أ�صبح �أمامنا خيارين �إما �إغالق امل�صنع‬ ‫�أو �إيجاد �سبل �إنتاج حديثة تخف�ض التكلفة �إلى مثيالتها من‬ ‫امل�ستورد وهكذا ا�ستطعنا �أن ننتج �أثاث ًا يف الثمانينات يتفوق على‬ ‫الأثاث الذي كنا ننتجه يف ال�سبعينات وبتكلفة �أقل‪.‬‬ ‫هذه املناف�سة جعلتنا �أي�ضا نغري ا�سرتاتيجيتنا من �إنتاج متنوع‬ ‫للمنازل واملكاتب والق�صور والفنادق �إلى التخ�ص�ص يف جمال‬ ‫الفنادق حتى ي�صل الإنتاج �إلى م�ستوى الإنتاج الإقت�صادي‬ ‫وهكذا حتولت �صناعتنا هذه من حملية �إلى عاملية ت�صل �إلى‬ ‫‪46‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫�أوروبا وامريكا وحيث ي�صل �إنتاجنا امل�صدر يف بع�ض ال�سنوات‬ ‫�إلى �أكرث من ‪ %95‬من انتاج امل�صنع‪ .‬ونحن ي�سعدنا �أن العديد‬ ‫من الفنادق الفاخرة يف كثري من بالد العامل قد مت ت�أثيثها من‬ ‫م�صنعنا يف �سلطنة عمان‪.‬‬ ‫نفهم من كالم معاليك �أن املناف�سة كانت �أحد �أ�سباب تقدم‬ ‫�شركتك وحتويلها �إلى �شركة عاملية‪� .‬ألي�س كذلك؟‬

‫هذا �صحيح‪ .‬قر�أت م�ؤخر ًاعن ال�شركات ال�صناعية املتعرثة و‬ ‫الأراء املتعددة لكيفية اعادتها �إلى الإنتاج الإقت�صادي‪ ،‬ويف هذا‬ ‫املجال �أود �أن �أذكر �أن عدد ًا كبري ًا من ال�صناعات ال�صغرية‬ ‫واملتو�سطة يف منطقة اخلليج تعتمد على �آالت انتاج م�ستوردة‬ ‫ح�سب موا�صفات �أعدها ا�ست�شاريون �أجانب‪ ،‬وعندما تقام هذه‬ ‫ال�صناعات تتمتع باحلماية املحلية ومبرورالوقت تكون �أ�سعار‬ ‫تكلفة انتاجها غري واقعية لي�س ذلك فح�سب بل �إن ال�صناعات‬ ‫املماثلة لها يف البالد الأخرى تتجدد وتتطور ويكون انتاجها يف‬ ‫اخلارج �أف�ضل و�أرخ�ص وبالتايل عند انتهاء احلماية املحلية‬ ‫ال ت�ستطيع هذه ال�صناعات الإ�ستمرار يف الإنتاج وتنتهي‪ .‬ومن‬

‫الحقيقة أود توسيع مشاركة مؤسسة الزبير في‬ ‫األعمال اإلجتماعية والخيرية‬

‫هنا ف�إن �أي �صناعة يجب �أن تقوم على ا�س�س مدرو�سة منها �أن‬ ‫يكون لدى امل�صنع القدرة على تطوير �إنتاجه وحت�سينه ب�صورة‬ ‫م�ستمرة �أو �أن يكون مرتبط ًا مع �شريك ا�سرتاتيجي يهيء له‬ ‫الإدارة املنا�سبة والتطوير امل�ستمر‪.‬‬ ‫ماهي الأ�شياء التي مازلت تتمنى �أن حتققها م�ؤ�س�سة الزبري‬ ‫م�ستقبالَ؟‬

‫احلقيقة �أود تو�سيع م�شاركة م�ؤ�س�سة الزبري يف الأعمال‬ ‫الإجتماعية واخلريية يف ال�سابق فقد �أن�ش�أنا م�ؤ�س�سة «بيت‬ ‫الزبري» لتكون الذراع الذي يتولى هذه الأعمال‪� .‬إنه من‬ ‫�سعادتنا وفخرنا �أن افتتحنا عام ‪1998‬م «بيت الزبري» وهو‬ ‫منزلنا الأ�صلي والذي بناه الوالد قبل حوايل ‪� 96‬سنة‪ .‬بعد‬ ‫�أن انتقلت �إلى منزيل اجلديد �أتتني الفكرة ب�أن �أحول املنزل‬ ‫القدمي �إلى متحف للرتاث العماين ومن ح�سن احلظ ف�إننا كنا‬ ‫منتلك عددا كبري ًا من التحف العمانية الأ�صلية التي ورثناها‬ ‫من العائلة �أو جمعتها �أنا �شخ�صي ًا طيلة الثالثني �سنة التي‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫معالي محمد الزبير مقابلــة‬

‫منها‪ .‬وكذلك يجب عليك القراءة واملالحظة والبحث‪ ،‬لأن ال‬ ‫�شيء ي�أتي �سه َال ويغري جهد‪ .‬ويجب عليك �أن تكون واقعي َا‪ ،‬وال‬ ‫تعتقد �أن ما يحدث بعيد َا لن ي�ؤثر عليك‪ ،‬وقد ر�أينا هذا يف الأزمة‬ ‫االقت�صادية الأخريه حيث ظن الكثريون �أن هذه االزمة بعيدة‬ ‫عنهم و�إنهم �سوف لن يت�أثروا بها ولكنهم مل يكونوا على حق‪.‬‬ ‫مرت العديد من العائالت مبرحلة احلاجة �إلى اتخاذ قرار‬ ‫ب�ش�أن الو�سيلة اخلارجية التي �سوف تتبعها للتمويل‪ .‬وقد‬ ‫ا�شارت العديد من الأ�صوات على ال�شركات العائلية باالكتتاب‬ ‫العام وبع�ض هذه ال�شركات قام بهذه اخلطوة بنجاح‪ .‬يف ر�أي‬ ‫معاليك‪ ،‬متى �أو يف �أي مرحلة ميكن لل�شركة العائلية التفكري‬ ‫يف االكتتاب العام كجزء من ا�سرتاتيجية منوها؟‬

‫�أعتقد �أن هذه امل�س�ألة مهمة للغاية‪ .‬هذا يعتمد على نوع التحكم‬ ‫الذي �سيظل املالك الأ�سا�سيني لل�شركة حمتفظني به عند طرح‬

‫تواجه الشركات العائلية التي ال تتبع نظام حوكمة‬ ‫مشاكل متوالية وقد تكون خطيرة‬

‫�أ�سهمها للإكتتاب العام‪ .‬كما �أن هناك عددا من الأمور يجب‬ ‫ت�سويتها مثل التعامل مع �شركات املجموعة ب�صفة مبا�شرة حيث‬ ‫ال يجيز قانون ال�شركات امل�ساهمة التعامل املبا�شر مع ال�شركات‬ ‫الأخرى يف املجموعة دون �أن يكون ذلك من خالل عر�ض �أ�سعار‬ ‫من �شركات �أخرى‪.‬‬ ‫�إننا نطبق يف جمموعتنا نظام حوكمة مياثل يف كثري من بنوده‬ ‫ذلك املطبق على ال�شركات امل�ساهمة العامة ولذلك فنحن‬ ‫م�ستعدين �إذا �سويت بع�ض الأمور �أن نفكر بجدية يف هذا الأمر‬ ‫بتحويل معظم �شركاتنا �إلى �شركات م�ساهمة‪.‬‬

‫ال�شركة حتى يحافظوا عليها ويحر�صوا على جناحها‪ .‬لكن‬ ‫هناك كما ذكرت بع�ض الأمور التي يجب �أن توجد لها احللول‬ ‫املنا�سبة‪ .‬وانا على يقني �أنه خالل فرتة وجيزة �سيكون عدد َا من‬ ‫ال�شركات العائلية يف طريقها للإكتتاب العام‪.‬‬ ‫ولذلك‪� ،‬أنا �أقول �إنه يف حالة ال�شركات التي متتلك العديد‬ ‫من ال�شركات الفرعية‪ ،‬ميكنها �أن تبد�أ ب�شركتني او ثالث من‬ ‫�شركاتها لتطرحها للإكتتاب العام‪ ،‬كما حدث يف بع�ض بلدان‬ ‫اخلليج مع الإبقاء على ال�شركة الأم كما هي يف الوقت الراهن‪.‬‬ ‫تنتمي معاليك �إلى اجليل القدمي من عائالت التجار التي‬ ‫كانت تعمل مبنطقة اخلليج‪ ،‬لكن اخلم�سني �سنةاملا�ضية‬ ‫غريت معامل وطبيعة احلياة على الكرة الأر�ضية كلية من‬ ‫خالل العوملة‪ .‬هل ت�شعر �أن ال�شركات العائلية يف اخلليج‬ ‫قد تغريت كثريا عما كانت عليه عندما بد�أت ت�شق طريقك‬ ‫يف احلياة املهنية؟‬

‫لقد �أدت ال�سيا�سات الإقت�صادية للحكومة العمانية على حفز‬ ‫ال�شركات العمانية لتعمل يف جو من التناف�س املفتوح مبا يتطلبه‬ ‫الدخول يف العوملة‪ .‬لقد دخلت عمان ع�ضو َا يف منظمة التجارة‬ ‫العاملية ودخلت يف اتفاقيات دولية مثل الإتفاقية مع الواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية والتي حتتم فتح ال�سوق للمناف�سة‪ .‬ومن‬ ‫ناحية منطقة اخلليج ف�إن ال�سلطنة قد طبقت كل البنود املتفق‬ ‫عليها من الإتفاقية الإقت�صادية املوحدة لدول اخلليج العربية‬ ‫بل وذهبنا يف عمان �إلى �أبعد من ذلك عندما �ألغي قبل عقد‬ ‫من الزمان قانون الوكاالت التجارية وحماية الوكيل‪ .‬و�أ�صبح‬ ‫مبقدور �أي تاجر �أو �شخ�ص من اخلليج �أو من �أي بقعة يف العامل‬ ‫متلك وكالة جتارية بال�سلطنة‪ .‬وهناك فعال �شركات خليجية‬ ‫كثرية متلك وكاالت ح�صرية يف ال�سلطنة بينما حترم دولها‬ ‫متلك العمانيني لوكاالت فيها‪ .‬ومع �أن هذا الأمر �أ�ضر بالوكالء‬ ‫العمانيني عند حدوثه فقد ا�ستطاعت ال�شركات العمانية �أن‬ ‫تتكيف مع الأو�ضاع اجلديدة وتعمل بدون حماية ولكننا نرجو ان‬ ‫حتذوا الدول اخلليجية الأخرى حذو عمان بفتح �أ�سواقها �أمام‬ ‫التجار ورجال الأعمال العمانيني �أ�سوة مبا حدث يف ال�سلطنة‪.‬‬

‫ال�شك �أنه يف الآونة الأخرية قامت اجلهات احلكومية املخت�صة‬ ‫يف ال�سلطنة بتغيري عدد من القواعد الرئي�سة لطرح الأ�سهم‬ ‫للإكتتاب العام ومنها تخفي�ض ن�سبة املطروح للإكتتاب حتى‬ ‫يكون للم�ساهمني الأ�صليني ا�ستمرار َا‬ ‫لإدارة �شركتهم بالطريقة التي �أو�صلتها‬ ‫�إلى هذا النجاح‪ .‬و�أنا �أ�ؤمن ان �أية‬ ‫�شركة يف هذا اجلزء من العامل يجب �أن‬ ‫حفيدًا‬ ‫يكون فيها م�ساهم �أو جمموعة �صغرية‬ ‫من امل�ساهمني لديهم اغلبية يف ملكية‬ ‫لدى محمد الزبير اآلن عشرين حفيدًا‬

‫‪20‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫تعترب عمان �أول بلد فتحت �أ�سواقها‬ ‫للمناف�سة‪ .‬وهذا ما يعني بالن�سبة لكم‬ ‫ك�شركة عائلية عمانية ا�ضطراركم‬ ‫�إلى �إقامة ديناميكية تناف�سية‬ ‫مبكراً‪� ،‬ألي�س كذلك؟ لكن �أنتم يف‬ ‫نف�س الوقت ال ي�سمح لكم بالذهاب‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪45‬‬


‫مقابلــة معالي محمد الزبير‬

‫اخلارج‪ ،‬كنت �أقول لهم �سوف �أمنحكم ثالثة ا�شهر لتمروا على‬ ‫ال�شركات‪ ،‬وبعد الثالثة �أ�شهر حت�ضرون وتبلغونني �إذا كنتم‬ ‫تريدون العمل معنا �أم ال‪ .‬و�إذا �أردمت العمل معنا‪ ،‬نحتاج �إلى‬ ‫معرفة �أين �ستعملون‪ ،‬وما الذي ميكنكم القيام به‪ .‬و�أنت تعرف‬ ‫ان لدي �سبعة �أوالد احدهم ال يعمل يف امل�ؤ�س�سة وهو �إبني الثاين‬ ‫الزبري‪ .‬لقد �آمنت دائما ب�أهمية التعليم‪ ،‬و�أذكر عندما �سافر‬ ‫�إبني هاين وكان حينها �أ�صغر الأوالد الثالثة الأوائل امل�سافرين‬ ‫للخارج �إذ كان عمره �ست �سنوات‪ ،‬كان ذلك م�ؤمل ًا وعندما عدنا‬ ‫�إلى البيت بعد ا�ستقالله الطائرة ظللت �أبكي لأن هاين �صغري‬ ‫جدا لل�سفر مبفرده ولكن ا�صرارنا على �ضرورة حتليهم بالعلم‬ ‫والقدرة على احلياة يف اي مكان كان دافع ًا لكبت العواطف‪.‬‬ ‫منذ مدة‪ ،‬بد�أنا من خالل خطوات مدرو�سة لنقل الإدارة �إلى‬ ‫اجليل اجلديد وقد مت هذا بنجاح‪ .‬ولذلك ف�إنني ال امار�س �أي‬ ‫مهام �إدارية يف امل�ؤ�س�سة‪ .‬ولكن كما ذكرت �أنت كيف �سيتم هذا‬ ‫عند دخول اجليل الثالث؟ احلمد هلل لدي الآن ع�شرين حفيد َا‬ ‫خ�ص�صنا لهم برناجما مل�ساعدة �آبائهم مادي ًا لتعليمهم‪ ،‬وبعد‬ ‫ذلك تكون مهمتنا قد انتهت‪ ،‬وتكون مهمة الآباء �إعداد �أبنائهم‪،‬‬ ‫ومهمة الأحفاد االجتهاد والربهنة على جودة ما تعلموه ومالئمة‬ ‫قدراتهم للأعمال‪ .‬وبعد ذلك �إذا عاد احدهم وكانت لديه‬ ‫م�ؤهالت تتم�شى واحتياجات امل�ؤ�س�سة ولدية الرغبة للعمل بها‬ ‫ف�أهال و�سه ًال‪.‬‬ ‫يجب �أن يكون هناك حافز لل�شخ�ص وذلك بانه �إن اجتهد‬ ‫وا�ستطاع احل�صول على م�ؤهالت جيدة وتدريب عال ف�إنه‬ ‫�سيكون يف و�ضع ي�ؤهله للإلتحاق بامل�ؤ�س�سة ولن يكون التحاقه‬ ‫لأن �أباه ميتلك ح�صة فيها فهناك خط فا�صل بني امللكية والعمل‬ ‫يف امل�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫التغيريات الأخرية التي طر�أت على عامل الأعمال‬ ‫وال�ساحة الإقت�صادية مثلت حتدي ًا لكربى و�أجنح‬ ‫ال�شركات‪ ،‬ماذا ميكن لل�شركات العائلية باملنطقة التعلّم من‬ ‫هذه التحديات ومن الأزمة الأخرية؟‬

‫�أوال‪ ،‬هناك �شيء كنت �أود ذكره لك �سابق َا‪ ،‬قد ت�س�ألني ملاذا‬ ‫لديكم ‪� 60‬شركة تعمل يف جماالت خمتلفة؟ احلقيقة ان هذا‬ ‫التنوع �ضروري هنا يف اخلليج وخا�صة هنا يف عمان حيث يكون‬ ‫االقت�صاد مع ّر�ض للتذبذب كل �أربع �أو خم�س �سنوات‪ .‬لقد‬ ‫مررنا مبراحل ركود اقت�صادي‪� ،‬أغلبه م�ستورد‪ ،‬يف ال�سبعينات‬ ‫ثم الثمانينات وبالتحديد ‪ 1986‬ثم ‪ 1992‬ثم ‪ 1996‬وهكذا‪،‬‬ ‫وعندما تبد�أ الأمور يف الرتاجع‪ ،‬ف�أول قطاع �سوف يت�أثر بال�سلب‬ ‫‪44‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫يكون ال�سيارات‪ ،‬ثم الت�شييد ومواد البناء‪ ،‬وهكذا دواليك و�صو َال‬ ‫�إلى الأثاث ملاذا لأن كل هذه املنازل واملباين التي �سوف ت�ستغرق‬ ‫ثالث �سنوات يف بنائها �سوف حتتاج �إلى الأثاث يف النهاية‪.‬‬ ‫لذلك كانت فكرتي هي �إن�شاء ان�شطة جتارية لتغطية جميع هذه‬ ‫املراحل وتكوين دورات اقت�صادية خمتلفه بحيث يكون لدينا‬ ‫دائما خط بياين م�ستقيم‪ ،‬وبالطبع ن�أمل �أن يكون �صاعد َا‪� .‬إن‬ ‫االقت�صادات ال�صغرية ن�سبي ًا حتتاج �إلى مثل هذه املعادلة ورمبا‬ ‫لو كنا يف دولة �أخرى كنت �س�أعمل يف ن�شاطني �أو ثالثه فقط لأن‬ ‫ال�سوق �أكرب والدورة �أكرب وهكذا‪ .‬وبالتايل فر�ؤيتي هي النظر‬ ‫�إلى الإقت�صاد الذي تعمل فيه وحجمه ومدى تاثره بالإقت�صادات‬ ‫الأخرى وبالتايل يجب عليك �إقامة جمموعة من الأن�شطة بحيث‬ ‫تدعم بع�ضها الآخر‪.‬‬

‫محمد الزبير‪ ،‬وزير‬ ‫التجارة والصناعة‪،‬‬ ‫‪ 1974‬م‬

‫�أي انك تعتقد �أن واحد ًا من الدرو�س التي على اجلميع‬ ‫تعلمها من الأزمة‪ :‬فهم ال�سوق الذي تعمل فيه ومعرفة‬ ‫حجمك والأهم من ذلك فهم الدورة وموائمة �أن�شطتك مع‬ ‫هذه العوامل؟‬

‫بالت�أكيد‪ ،‬يجب عليك التال�ؤم مع حجم االقت�صاد ومواجهة‬ ‫امل�شكالت التي تن�ش�أ باخلارج بالن�سبة للأ�سواق التي ت�ستورد‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫معالي محمد الزبير مقابلــة‬

‫وقوفًا من اليسار‬ ‫لليمين‪ :‬زياد محمد‬ ‫الزبير ‪ ،‬حسام‬ ‫محمد الزبير‪ ،‬الزبير‬ ‫محمد الزبير‪ ،‬خالد‬ ‫محمد الزبير‪ ،‬هاني‬ ‫محمد الزبير‪ .‬جلوسًا‬ ‫من اليسار لليمين‪:‬‬ ‫راشد محمد الزبير‪،‬‬ ‫سهيلة محمد الزبير‬ ‫و محمد الزبير‪.‬‬

‫لقد قمت بتا�سي�س نظام حوكمة لكل من العائلة وال�شركة‪.‬‬ ‫من وجهة نظرك كيف ي�سهم هذا النظام يف جناح ال�شركة‬ ‫واحلفاظ عليها؟‬

‫�إنه من الأمور الأ�سا�سية �أن يكون لكل �شركة �أو م�ؤ�س�سة مهما‬ ‫كانت نظام يبني امل�س�ؤوليات والواجبات وال�ضوابط الأخرى‬ ‫الواجب توفرها‪ .‬وتواجه ال�شركات العائلية التي ال تتبع هذا‬ ‫الن�سق من الإدارة م�شاكل متوالية وقد تكون خطرية‪ .‬انا �أعرف‬ ‫�شركات عائلية يقوم هذا الأخ �أو هذا الإبن ب�سحب مبالغ من‬ ‫ال�شركة ويتبع ذلك عدم مقدرة ال�شركة حتى على دفع مرتبات‬ ‫موظفيها‪ .‬لقد �سمعت على �سبيل املثال‪� ،‬أن �إحدى ال�شركات‬ ‫العائلية الكربى يف منطقة اخلليج عانت يف الثمانينيات من‬ ‫م�شكلة نق�ص �سيولة توقفت عندها عن دفع رواتب املوظفني‬ ‫وحقوق البنوك واملوردين وقد ا�ستعانوا بخبري مايل ا�ستطاع‬ ‫�إقناع البنوك بتقدمي قر�ض كبري للم�ساعدة يف �إعادة ال�شركة‬ ‫�إلى و�ضع مايل مالئم‪ ،‬لكن ما حدث �أن �إثنان من الإخوة الثالثة‬ ‫ا�ستولوا على املبلغ الذي قدمته البنوك ل�شراء طائرة لكل منهما‬ ‫ا�سو ًة بالطائرة التي ميكلها �أخوهم الذي يدير ال�شركة‪.‬‬ ‫وعلى العك�س من ذلك فكل م�ساهم من الأ�سرة يف م�ؤ�س�ستنا له‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫خم�ص�صاته املعروفة التي ال يتعداها وهذا التزام ثابت ي�سري‬ ‫على اجلميع حتى علي انا‪ .‬ويف هذا ال�سياق ميكنني �أن �أذكر �أنه‬ ‫يف �أحد الأيام‪ ،‬منذ مدة‪ ،‬كنت امر ب�سيارتي قريبا من حمطة‬ ‫الوقود التي متلكها امل�ؤ�س�سة عندما اكت�شفت �أن الوقود يف‬ ‫ال�سيارة قارب على النفاذ فدخلت املحطة وعند �شحنها بالوقود‬ ‫اكت�شفت �أن حمفظتي التي بها النقوذ لي�ست يف ال�سيارة فما‬ ‫كان مني �إال �أن ات�صلت باملنزل وطلبت �إر�سال نقودا لكي �أدفعها‬ ‫�إذ مل يكن با�ستطاعتي �أن �أقول لعامل املحطة �أن ي�سجلوا ذلك‬ ‫على ح�سابي‪.‬‬ ‫كيف ت�ستعد �شركة الزبري للجيل القادم من العائلة‬ ‫�سواء ان�ضم �أو مل ين�ضم �إلى ال�شركة؟‬ ‫لأكون �صريحا معك‪ ،‬بعد زواجي دعوت اهلل �أن يرزقني بثالثة‬ ‫�أوالد فا�ستجاب يل اهلل ورزقني باملولد الأول �إبني ر�شاد وكنا‬ ‫بعد ذلك نريد بنت‪ ،‬ومل يرزقنا ببنت يف اخلم�س مرات التالية‬ ‫ثم رزقنا بعد ذلك بالبنت يف املرة ال�سابعة‪ .‬وبدا يل عند ذلك‬ ‫�أن هذا عدد كبري ولكن عندما بد�أت الأعمال التجارية وتو�سعت‬ ‫�أعمايل قلت يف نف�سي حمد ًا هلل على ما �أعطاين و�أنا بحاجة‬ ‫لهم الآن‪ .‬ولكن عندما بد�أ الأوالد يف العودة من الدرا�سة من‬ ‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪43‬‬


‫مقابلــة معالي محمد الزبير‬

‫من حتدث عن خ�سائر كبرية يف احد قطاعات �أعمالنا نتيجة‬ ‫الأزمة املالية العاملية الأخرية‪ .‬فلقد بادرنا ب�إ�شعار البنوك ذات‬ ‫العالقة وموردينا لتلك الب�ضائع وقدمنا لهم �صورة وا�ضحة‬ ‫للو�ضع مع خطة عمل للخروج من ذلك وقد تلقينا منهم كل‬ ‫الدعم وامل�ساندة الذي �أعاد الأمر �إلى �سابقه‪.‬‬

‫رسالة رسمية‬ ‫بخصوص انشاء‬ ‫مصنع الثلج‪.‬‬

‫وعندما فكرت يف التنحي عن رئا�سة امل�ؤ�س�سة وتويل الأوالد‬ ‫م�س�ؤولية ذلك ‪ ،‬قمت ب�صحبة الأوالد بزيارة ر�ؤ�ساء البنوك‬ ‫الرئي�سة التي نتعامل معها و�شرحت لهم خطوات انتقال‬ ‫امل�س�ؤولية �إلى اجليل الثاين و التي كانت قد بد�أت تدريجي ًا قبل‬ ‫عدة �سنوات‪ ،‬وت�أتي الآن املرحلة الأهم بانتقال امل�س�ؤولية فعلي َا‬ ‫�إلى هذا اجليل‪ .‬وقد كان رد الفعل �إيجابيا للغاية لأن ذلك مت‬ ‫بطريقة خمططة ومتدرجة‪.‬‬ ‫�أنت تعمل مع جميع �أوالدك تارك َا لهم مرياث رائع �ساهموا‬ ‫هم اي�ضا يف بنائه‪ .‬ولكن هل تغريت ر�ؤيتك لل�شركة عندما‬ ‫انخرط الأوالد يف العمل بها ؟‬

‫ن�شاط �أنظر �إلى �أن يكون نظيف َا وال ي�ؤثر على �سمعة العائلة‪� .‬إن‬ ‫فل�سفتي يف اعمايل التجارية هي �أال تكون جما َال جلمع الأموال‬ ‫و�إمنا �أن تكون لديك �أعما َال وجتارة جيدة لت�ستطيع احل�صول منها‬ ‫على عائد جمزي ومعقول تتمكن معه من العي�ش مب�ستوى جيد و‬ ‫ان يكون لديك �أ�سرة و�أوالد تربيهم وتهيء لهم التعليم املنا�سب‬ ‫و�أن ت�شارك بعد ذلك يف خدمة املجتمع وت�ساهم يف بنائه لأن‬ ‫املجتمع هو الذي مكنك و�أعطاك كل هذا فلذلك يجب �أن تعيد‬ ‫لدي �أن �أكون رجل الأعمال‬ ‫جزء منه على الأقل اليه‪ .‬لي�س املهم ّ‬ ‫رقم واحد �أو رقم ع�شرة و�إمنا �أن �أ�شعر بالر�ضا على ما حققته‬ ‫وعلى ما وفقني اهلل على �إجنازه و�أنا فعال را�ضي وفخور بذلك‪.‬‬

‫حقيقة ميكنني بكل توا�ضع �أن اعترب نف�سي ملم َا بكثري من‬ ‫الأمور الع�صرية وحري�ص َا على الإطالع على جديدها خا�صة‬ ‫يف جمال الإت�صاالت واحلوا�سيب و�إدارة الأعمال ولكن مع ذلك‬ ‫�أقول ان ال�شخ�ص الذي تعدى ال�سبعني من �سنوات عمره‪ ،‬مهما‬ ‫كان اطالعه‪ ،‬تختلف توجهاته عن ال�شباب يف عمر الثالثني �أو‬ ‫الأربعني يف كثري من الأمور‪ .‬ومما ال�شك فيه �أن اولئك الذين‬ ‫يف مثل �سني تكون لديهم اخلربة واملعرفة ولكنهم تعودوا على‬ ‫�أ�سلوب عمل معني وهذا ميكن �أن يكون عائق ًا لتطور امل�ؤ�س�سة‬ ‫يف هذا الزمن املتطور‪ .‬ولو نظرنا �إلى ال�شركات العمالقة‬ ‫يف العامل اليوم نرى �أن م�ؤ�س�سيها وا�صحابها كلهم من جيل‬ ‫ال�شباب‪ .‬وحتى ميكن مل�ؤ�س�ستنا �أن ت�ساير الواقع يجب �أن‬ ‫يديرها ال�شباب �أي�ض َا‪.‬‬

‫لقد اكت�سب اوالدي اخلربة الكافية يف �شركاتنا ملدة طويلة ‪ ،‬فهم‬ ‫لقد حددت ل�شركاتنا عند قيامها ب�أعمالها خط ال تخرج عنه‪ ،‬بد�أوا يف العودة تباع ًا بعد الدرا�سة العليا يف اخلارج قبل �أكرث‬ ‫من ع�شرين �سنة‪ .‬ففي بداية عودة كل‬ ‫فهي ال ت�شارك يف �أي �صفقة �أو عطاء‬ ‫منهم عمل يف خمتلف ال�شركات كمتدرب‬ ‫�إذا ا�ست�شعرنا �أن هناك ما ال ن�ستطيع‬ ‫ثم عمل يف �أق�سام تتفق مع م�ؤهالته‬ ‫الوفاء به �أو �أن هناك ما ال يتفق مع‬ ‫�ش�أنه �ش�أن �أي موظف �آخر‪ .‬وتدرجوا بعد‬ ‫�أ�سلوب عملنا الوا�ضح وال�صريح‪ .‬وهذا‬ ‫ميالدي‬ ‫ذلك يف �سلم الوظائف �إلى �أن و�صلوا‬ ‫بحمد اهلل ر�سخ ثقة النا�س وثقة املوردين‬ ‫والبنوك بنا‪ .‬ومن خالل �أ�سلوبنا ال�شفاف كان الزبير بن علي عضواَ مؤسس َا وفاع َال الآن لقيادة امل�ؤ�س�سة‪ .‬و�أنا على ثقة ب�أنهم‬ ‫نتحدث مع �شركائنا التجاريني والبنوك في تأسيس شركتي توليد الكهرباء �سوف ي�أخذون امل�ؤ�س�سة �إلى م�ستوى �أعلى‬ ‫وإنتاج الثلج عام ‪1911‬م‬ ‫ومتطور ب�إ�ستمرار‪.‬‬ ‫�إذا ا�ستجد ما يلزم لذلك‪ .‬وقد كنا �أول‬

‫‪1911‬‬

‫‪42‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫معالي محمد الزبير مقابلــة‬

‫من ناحية اخرى كانت �أعمال م�ؤ�س�ستنا تتطور با�ستمرار‬ ‫وعن طريق اخلربة وازدياد ر�أ�س املال �أ�صبحنا نقوم ب�أعمال‬ ‫�أكربو�أكرث تعقيد َا وقد كنت �أعيد تقييم كافة �أعمالنا كل �سنتني‬ ‫�أو ثالث ومن ثم نقوم ب�أعمال جديدة ونتخلى عن �أعمال �أخرى‬ ‫نرى �أنها ال تنا�سب تطور امل�ؤ�س�سة من ناحية ومن ناحية اخرى �أن‬ ‫بع�ض هذه الأعمال ت�صبح من غري املنا�سب القيام بها ويف�ضل �أن‬ ‫يقوم بها رجال �أعمال نا�شئني‪ .‬ولو نظرت �إلى الأعمال التجارية‬ ‫التي كنا نقوم بها عند البداية مثل العدد والأ�صباغ وحمطات بيع‬ ‫الوقود �سوف لن ترى �أي ًا منها �ضمن �أعمالنا احلالية‪.‬‬

‫رسالة من صاحب‬ ‫الجاللة فيصل بن‬ ‫تركي الى علي بن‬ ‫جمعة بخصوص‬ ‫حوالة مالية‪.‬‬

‫تتمتع عائلة الزبري ب�سمعة طيبة وطويلة وثقة العميل يف‬ ‫عمان واخلارج‪ .‬ما هي عوامل النجاح الأ�سا�سية للإحتفاظ‬ ‫بهذه ال�سمعة عرب الأجيال املختلفة؟‬

‫جنب َا �إلى جنب مع م�شروعاتنا الأخرى الأكرث �إحلاح َا‪ .‬ومع‬ ‫ذلك وعندما جاء يف التوجيه غري املبا�شر من �صاحب اجلاللة‬ ‫ال�سلطان قابو�س املعظم ب�أن جاللته يرى �أن ت�ؤ�س�س �شركة‬ ‫خا�صة للموا�صالت توفر خطوط َا برية بني املدن الرئي�سية‬ ‫بالتدرج كان البد من الإ�ستجابة لهذه الرغبة‪ .‬ولقد عملت على‬ ‫تنفيذ ذلك وفق َا لدرا�سة �أنواع احلافالت التي ميكن لها العمل‬ ‫على الطرقات يف عمان يف ذلك الوقت والتي مل يكن �أغلبها‬ ‫معبد ًا ف�أهتدينا �إلى ا�سترياد حافالت امريكية ت�سمى «حافالت‬ ‫املدار�س» وذلك لب�ساطتها وقدرتها على العمل يف مثل هذه‬ ‫الظروف‪ .‬بد�أنا العمل لت�أ�سي�س �إدارة ال�شركة ومرافقها وقد‬ ‫قدمت لنا الدولة الأر�ض التي حتتاج �إليها �أعمال ال�شركة‪.‬‬ ‫كانت �أعمال ال�شركة حتقق خ�سائر فم�صاريف ت�شغيلها كان‬ ‫�أكرب بكثري من دخلها وكانت الدولة تطلع على ح�ساباتها وتقدم‬ ‫ت�سهيالت لنا ال�ستمرار عمل ال�شركة‪ .‬وقد حققت ال�شركة بدء‬ ‫�أول موا�صالت عامة يف البالد‪ .‬وبعد ع�شر �سنوات من ت�شغيلها‬ ‫حتولت ال�شركة بالكامل مللكية احلكومة‪.‬‬ ‫كانت احلافالت التي ا�ستوردناها من �شركة كراي�سلر وتكونت‬ ‫بالتايل بيننا عالقة حتولت فيما بعد �إلى �أن نقوم با�سترياد‬ ‫�سيارات كراي�سلر الأمريكية وبعدها �سيارات ميت�سوبي�شي‬ ‫اليابانية والتي كانت �شركة كراي�سلر �أحد كبار امل�ساهمني فيها‬ ‫وتقوم بت�سويق �إنتاجها خارج اليابان‪ .‬كانت هذه بداية ا�شتغالنا‬ ‫يف جمال جتارة ال�سيارات وقد تطورت بعد ذلك لت�شمل ماركات‬ ‫عاملية �أخرى‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫يف البداية نحمد اهلل �سبحانه وتعالى �أننا ح�صلنا على مرياث‬ ‫عريق و�سمعة طيبة من �آبائنا و�أجدادنا‪ .‬وكثري َا ما كان يطرح‬ ‫�س�ؤال عن طبيعة �أعمال العائلة ‪ .‬لقد كان جدي علي بن جمعة‬ ‫على �سبيل املثال من �أهم رجاالت البالد الذين يتعاملون‬ ‫بالتجارة‪ ،‬ول�ست �أعني بالتجارة �أن يكون له حمالت لبيع‬ ‫املنتجات وامل�ستوردات �أو ما �شابه ذلك‪ ،‬و�إمنا التجارة مبفهوم‬ ‫�أنه كان ي�سافر �إلى �شرق �أفريقيا والهند لعقد �صفقات جتارية‬ ‫كما �أن عالقته الوطيدة بالعائلة املالكة يف كل من عمان‬ ‫وزجنبار جعلت منه مزود ًا رئي�سيا الحتياجاتها‪ ،‬كما كان همزة‬ ‫الو�صل يف حتويل املبالغ النقدية بني البلدين �إ�ضافة لكونه‬ ‫م�ست�شار َا لكال ال�سلطانني يف ذلك الوقت‪ :‬ال�سلطان تركي يف‬ ‫عمان وال�سلطان برغ�ش يف زجنبار‪� .‬أما والدي الزبري بن علي‬ ‫فقد تقل�صت �أعماله التجارية �إلى الأجتار بالعمالت وكان‬ ‫دخله الرئي�سي من ح�صيلة �أمواله اخل�ضراء يف داخل عمان‬ ‫وعوائد �أمالكه العقارية وذلك بحكم ارتباطه الوثيق بخدمة‬ ‫كل من ال�سلطان في�صل وال�سلطان تيمور وبعدهما ال�سلطان‬ ‫�سعيد‪ .‬لقد بد�أ حياته العملية كاتب َا ببالط ال�سلطان في�صل ثم‬ ‫�أ�صبح الكاتب الأول ومرافق َا لويل العهد �آنذاك ال�سيد تيمور بن‬ ‫في�صل‪ .‬وعندما تولى ال�سلطان تيمور احلكم �أ�صبح �أحد �أهم‬ ‫رجال احلكومة ووزير ًا للعدل ثم ع�ضو يف جمل�س الوزراء املكون‬ ‫من خم�سة اع�ضاء‪ .‬وكان والدي الزبري �أحد �أهم �أعيان البالد‬ ‫وكان جمل�سه ي�أمه ِعلية القوم و�أدبا�ؤهم‪ .‬ولقد كان والدي �أي�ض َا‬ ‫ع�ضو َا م�ؤ�س�س َا وفاع َال يف �أول �شركتني عامتني �أ�س�ستا يف البالد‬ ‫وهي �شركتا توليد الكهرباء و�إنتاج الثلج عام ‪1911‬م‪.‬‬ ‫هذا التاريخ مبا يحمله من �سمعة طيبة وخدمة للوطن حدد يل‬ ‫وبال�شك �أ�سلوب عملي التجاري وحدوده �إذ كنت عند بدء �أي‬ ‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪41‬‬


‫مقابلــة معالي محمد الزبير‬

‫الإقت�صادية يف البالد فتكونت البنوك الوطنية والتي كانت‬ ‫يف بداية عهدها بامل�شاركة مع بنوك اجنبية وتكونت �شركات‬ ‫للت�أمني و�شركات لتوريد وطحن الغالل والفنادق و�شركة لإدارة‬ ‫املوانئ و�أخرى خلدمات املطار و�شركات للمقاوالت وغري ذلك‪.‬‬ ‫لقد كان التحدي الأكرب �أمام هذه املجموعة من رجال‬ ‫الأعمال هو توفري ر�أ�س املال الكايف للم�ساهمة يف ت�أ�سي�س‬ ‫هذه امل�شروعات مع ما تتطلبه �شركاتنا التجارية يف �أن�شطتها‬ ‫املعتادة من متويل و�سيولة‪ .‬كان هناك العديد من التجار الكبار‬ ‫يف البالد ولكن �أعمالهم كانت ترتكز يف الإ�سترياد والبيع للمواد‬ ‫الغذائية واملالب�س وغريها من متطلبات ال�سوق املحلية املعتادة‪،‬‬ ‫ومل يكن لدى ه�ؤالء التجار اخلربة �أو الرغبة يف ذلك الوقت يف‬ ‫الدخول يف هذا النوع من الأعمال التجارية اجلديدة عليهم‪.‬‬ ‫يعني هذا �أنه كان لديكم دورين‪ ،‬واحد لأعمالك اخلا�صة‬ ‫والآخر مهم جد ًا وهو الدور الوطني‪� ،‬ألي�س كذلك؟‬

‫ال�شك يف ذلك وكانت جمموعة رجال الأعمال اجلدد ال تتعدى‬ ‫الع�شرة يف البداية‪ .‬كان البع�ض يقول ملاذا نرى نف�س الأ�سماء‬ ‫تتكرر يف تكوين امل�شروعات اجلديدة وكان اجلواب �أن هذه‬ ‫الأ�سماء هي التي با�ستطاعتها القيام بذلك‪ .‬ولقد كنا نرحب‬ ‫بان�ضمام كبار رجال �أعمال �آخرين �إلينا لكن مل يكن ذلك‬ ‫�سه َال‪ ،‬فتحول التاجر التقليدي �إلى رجل اعمال ي�ساهم يف‬ ‫عدد كبري من امل�شروعات ويق�ضي جزء َا كبري َا من وقته لعمل‬ ‫هذه ال�شركات احلديثة التي �سوف تتطلب �سنوات عدة ليكون‬ ‫مبقدورها توزيع عائد على الإ�ستثمار فيها‪ ،‬غري حمبذ‪.‬‬ ‫مل يكن ذلك فقط و�إمنا كان علينا‪ ،‬نحن املجموعة‪� ،‬أن نكون �أول‬ ‫غرفة للتجارة وال�صناعة يف عمان و�أن نكون �أع�ضاء يف العديد‬ ‫‪40‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫بالطبع كان الجميع يؤدي واجبه في العمل حسب‬ ‫جهده ليساعد في بناء الوطن ولقد لقينا كل تشجيع‬ ‫ومساعدة من الحكومة وعلى راسها صاحب الجاللة‬ ‫السلطان قابوس المعظم‬

‫من اللجان التي تعاون احلكومة يف جماالت عديدة مثل جلنة‬ ‫ح�سم املنازعات التجارية وغريها‪ .‬و�أنا �شخ�صي َا ت�شرفت ب�أن‬ ‫ر�أ�ست اللجنة الت�أ�سي�سية لغرفة التجارة وال�صناعة و �أخذ مني‬ ‫ذلك ومن زمالئي جهد َا كبري َا حتى ت�أ�س�ست الغرفة واكتملت‬ ‫قوانينها ‪ ،‬وت�شرفت �أي�ض َا ب�أن �أ�صبحت �أول رئي�س لها ‪.‬كما بد�أت‬ ‫الغرفة عملها يف بداية ت�أ�سي�سها من مكاتب خ�ص�صتها لها يف‬ ‫مبنى م�ؤ�س�ستي‪.‬‬

‫مبنى شركة الزبير‬ ‫للسيارات‬

‫بالطبع كان اجلميع ي�ؤدي واجبه يف العمل ح�سب جهده لي�ساعد‬ ‫يف بناء الوطن ولقد لقينا كل ت�شجيع وم�ساعدة من احلكومة‬ ‫وعلى را�سها �صاحب اجلاللة ال�سلطان قابو�س املعظم‪ .‬ومن‬ ‫منطلق �س�ؤالك الأول عن التخطيط والإ�سرتاتيجية �أود �أن‬ ‫�أ�ضرب مث َال واحد َا من �أن الظروف يف الواقع حتكم يف كثري من‬ ‫الأحيان �أن تغري خططك التجارية‪ .‬من �ضمن �أعمال �شركاتنا‬ ‫العائلية هناك م�ؤ�س�سة الزبري لل�سيارات وهي واحدة من �أكرب‬ ‫�أعمالنا التجارية يف احلا�ضر‪ .‬مل يكن قطاع جتارة ال�سيارات‬ ‫�ضمن خططنا التجارية يف ذلك الوقت وذلك لأن العمل يف‬ ‫ذلك القطاع جديد �إذ لي�س هناك طرق معبدة يف البالد‬ ‫�أنذاك بالإ�ضافة �إلى �أن جتارة ال�سيارات �آنذاك وخدماتها‬ ‫حتتاج �إلى ا�ستثمارات كبرية مل يكن مبقدور ال�شركة توفريها‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫معالي محمد الزبير مقابلــة‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪39‬‬


‫مقابلــة معالي محمد الزبير‬

‫لقاء مع معالي‬

‫محمد الزبير‬ ‫مؤسسة الزبير‪ ،‬سلطنة عمان‬

‫يعتبر معالي محمد الزبير مستشار شؤون التخطيط االقتصادي لجاللة السلطان في سلطنة ُعمان أيقونة‬ ‫السلطنة لما يزيد على أربعة عقود حيث ساهم و ال يزال في نهضة القطاع الخاص الى جانب‬ ‫تطور ّ‬ ‫في مسيرة ّ‬ ‫يتحدث معالي محمد الزبير في هذه المقابلة الحصرية لمجلة ثروات عن مشواره‬ ‫دوره الكبير في الحكومة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تطور السلطنة اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافياً‪ .‬و يأخذنا في رحلة عبر التاريخ‬ ‫المميزفي المساهمة في بناء و ّ‬ ‫ليحدثنا عن محمد الزبير األب و رجل الحكومة و عاشق الفن و رئيس واحدة من أبرز الشركات العائلية العُمانية‪.‬‬

‫�أريد �س�ؤال معاليك يف البداية ماذا كانت ر�ؤيتك يف عند‬ ‫ت�أ�سي�سك لهذه ال�شركة العائلية‪ .‬؟‬

‫لقد بد�أت �أعمايل التجارية يف عام ‪1967‬م وبالتحديد يف �شهر‬ ‫�أكتوبر وقد تزامن ذلك مع بدء ت�صدير النفط العماين‪ .‬كنت‬ ‫قبلها �أعمل يف �شركة تنمية نفط عمان والتي تعرف اخت�صار ًا‬ ‫بـ ‪ PDO‬والتي التحقت بها بعد عودتي من درا�ستي يف اخلارج‬ ‫عام ‪1962‬م‪ .‬وقد كانت ا�ستقالتي من هذه ال�شركة املرموقة �أمر‬ ‫ف�ضل على �أي عمل �آخر‬ ‫م�ستغرب‪ ،‬فالعمل يف تلك ال�شركة كان ُي ّ‬ ‫يف البالد يف ذلك الوقت خا�صة و�أين كنت واحد من عمانيني‬ ‫قالئل يعملون يف ال�ش�ؤون الإدارية واملالية لل�شركة ‪ ،‬حتى �أن‬ ‫زوجتي تفاج�أت عندما �أخربتها بعزمي على ترك ال�شركة‬ ‫وعزمي على بدء عمل جتاري وحاولت هي وبع�ض �أفراد العائلة‬ ‫والأ�صدقاء �أن يثنوين عن ذلك ولكنني كنت قد عقدت العزم‬ ‫على �أبد�أ نوع َا �آخر من العمل احلر والذي �أ�ستطيع فيه �أن �أثبت‬ ‫قدرتي على العمل والنجاح فيه‪.‬‬ ‫لي�س هناك �شك ب�أن الإن�سان يجب �أن يكون له هدف ي�سعي‬ ‫لتحقيقه ولكن ذلك يجب �أن يراعي الظروف والواقع‪ .‬رمبا كنت‬ ‫�أتوق �إلى �أن تكون �أعمايل التجارية يف قطاع حمدد ‪� ،‬إال �أنني‬ ‫بعد �أن در�ست ال�سوق ر�أيت ان الب�ضائع واملعدات التي تتطلبها‬ ‫‪38‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫�شركة تنمية نفط عمان هي اف�ضل ما ميكن �أن �أبد�أ به‪ .‬وهي‬ ‫اللوازم التي حتتاجها ال�شركة يف �أعمالها اليومية مثل العدد‬ ‫اليدوية والكهربائية والأ�صباغ وغريها‪.‬‬ ‫و�أود ان �أ�ضيف �أنه خالل الأربعني عام َا التي تلت تكوين‬ ‫م�ؤ�س�ستي تنوعت �أعمايل وتغريت‪ ،‬بع�ضها عن �سابق تخطيط‬ ‫وبع�ضها الآخر جاء ب�سبب فر�ص �سانحة‪ .‬ففي الإقت�صاديات‬ ‫ال�صغرية املتطورة ب�سرعة من نقطة بداية ب�سيطة تتحكم‬ ‫الظروف والواقع يف نوع الأعمال �أكرث من التخطيط امل�سبق‬ ‫ولكن مع ذلك يجب �أن يكون لدى رجل الأعمال �إطار وا�ضح‬ ‫لتطوير �أعماله‪.‬‬ ‫لقد بد�أ حكم جاللة ال�سلطان قابو�س يف عام ‪1970‬م وبد�أت معه‬ ‫نه�ضة �شاملة يف جميع املجاالت وبد�أ �إنفتاح عمان على اخلارج‬ ‫و�أتت امل�شاريع وتنوعت جماالتها بدء ًا بالطرق واملوانئ واملدار�س‬ ‫وامل�ست�شفيات �إلى �آخر متطلبات التنمية‪ .‬واحلقيقة �أن هذا‬ ‫الإنفتاح والتطور الكبري جاء والقطاع اخلا�ص العماين �صغري‬ ‫و�ضعيف وكان هناك عدد حمدود من رجال الأعمال املبتدئني‬ ‫الذين قاموا بعمل كبري يف تلك احلقبة ‪ ،‬ولكنهم كانوا يفتقرون‬ ‫لر�أ�س املال املنا�سب ومع ذلك ا�ستطاعوا القيام بعمل كبري جتاه‬ ‫تكوين عدد من امل�شاريع التي تعترب الهياكل الأ�سا�سية للتنمية‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫الشركات العائلية الخليجية مقاالت‬

‫لتعدد �أ�صحاب امل�صلحة وتق�صري يف العمليات ويف ال�شفافية‪.‬‬

‫الشكل ‪ :5‬أفضل الممارسات في إدارة المشتريات‬

‫استراتيجيات‬ ‫طويلة المدى‬

‫ ‬

‫تحسين‬ ‫مواصفات المنتج‬

‫تحسين‬ ‫عملية‬ ‫المؤسسة‬

‫ ‬ ‫تركيز الحجم‬

‫التوريد‬ ‫االستراتيجي‬

‫إعادة هيكلة‬ ‫العالقات‬

‫ممارسات تقليدية‬ ‫ ‬

‫أفضل المما‬ ‫رسا‬ ‫ت ‬

‫ ‬

‫استراتيجيات‬ ‫قصيرة المدى‬

‫أفضل سعر‬

‫التوريد‬ ‫الشامل‬

‫المصدر‪ :‬شركة إيه تي كيرني‬

‫تقوم عملية إعادة تخطيط الشركة على التركيز على‬ ‫تحسين التكاليف والسرعة والجودة في العمليات‬ ‫األساسية قد يؤدي إلى التغلب على التعقيدات‬ ‫التنظيمية ويزيد من انسيابية العمليات‬

‫احل�صول على �أف�ضل �سعر على م�ستوى امل�ؤ�س�سة ككل‪ ،‬والتوريد‬ ‫ال�شامل‪ .‬تت�ضمن ا�سرتاتيجيات املدى الطويل مراجعة موا�صفات‬ ‫املنتجات‪ ،‬ون�شر التح�سينات امل�شرتكة على العمليات‪ ،‬و�إعادة‬ ‫هيكلة العالقات مع املو ّردين الرئي�سيني (انظر ال�شكل ‪.)5‬‬ ‫حل�صد املزايا الكاملة لإدارة امل�شرتيات‪ ،‬على ال�شركات �أن حتدد‬ ‫امل�ستوى املنا�سب للمركزية‪ ،‬وممار�سات امل�شرتيات املنظمة‪،‬‬ ‫وطريقة من�ضبطة ومن�سقة لكل فئة‪.‬‬ ‫تقوم عملية �إعادة تخطيط ال�شركة على الرتكيز على حت�سني‬ ‫التكاليف وال�سرعة واجلودة يف العمليات الأ�سا�سية قد ي�ؤدي �إلى‬ ‫التغلب على التعقيدات التنظيمية ويزيد من ان�سيابية العمليات‪.‬‬ ‫غالب ًا ما ي�ؤدي النمو ال�سريع لل�شركات العائلية �إلى تعقيدات نتيجة‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫�أف�ضل و�سيلة لتو�ضيح �أهمية �إدارة عمليات ال�شركات هي تناول‬ ‫منوذج من �صناعة الت�شييد والبناء‪ ،‬حيث ُيعتقد �أنه بدون‬ ‫العمليات ال�سليمة لإدارة امل�شروعات �سيتطلب كل م�شروع يف‬ ‫هذا القطاع الكثري والكثري من العمليات والنفقات‪ ،‬وهو ما‬ ‫ي�ؤدي �إلى عدم حتقيق الأرباح امل�ستهدفة �أو حتقيق خ�سائر‪.‬‬ ‫من املمكن ب�صفة عامة حت�سني هوام�ش �أرباح الت�شغيل يف‬ ‫امل�شروعات ‪-‬بن�سبة ‪� 2‬إلى ‪ 3‬باملئة‪ -‬بوا�سطة �إعادة تخطيط‬ ‫العمليات‪ ،‬وم�شاركة �أف�ضل املمار�سات بني جميع �إدارات‬ ‫امل�ؤ�س�سة‪ ،‬وو�ضع معيار موحد لإعداد وتقدمي التقارير‪،‬‬ ‫وتو�ضيح م�ؤ�شرات الأداء الرئي�سية‪.‬‬ ‫االرتقاء إلى المستوى التالي‬

‫مع تبدل وقائع وحقائق ال�سوق وانتهاء ع�صر وفرة ر�ؤو�س‬ ‫الأموال وبدء عهد االقت�صاد يف تقدمي ال�سيولة‪ ،‬فقد حان‬ ‫الوقت الآن لكي ت�صبح ال�شركات فعالة ومرنة‪ .‬وبالرغم من‬ ‫ديناميكيات التغيري هذه‪ ،‬ف�إن املكانة اال�سرتاتيجية لل�شركات‬ ‫وخربتها بالأ�سواق الإقليمية لن تندثر يف ليلة و�ضحاها‪.‬‬ ‫للإبقاء على م�ستويات الربحية والنمو ال�سابق و�إعادة �إنعا�ش‬ ‫ال�شركة‪ُ ،‬ين�صح بعدم جتاهل قوى ال�سوق النا�شئة‪.‬‬ ‫�إن وجود القيادة القوية �شرط لتحقيق مركزية الإدارة‪ ،‬والتعامل‬ ‫مع م�شكالت احلوكمة واخلالفة‪ ،‬و�إعادة التفكري يف جمموعة‬ ‫منتجات‪/‬خدمات ال�شركة‪ ،‬و�إعادة الرتكيز على الكفاءات‬ ‫الأ�سا�سية‪ .‬بالرغم من �أن معظم ال�شركات العائلية يف دول جمل�س‬ ‫التعاون بد�أت بالفعل يف التعامل مع هذه اجلوانب‪ ،‬فمن ال�ضرورة‬ ‫مبكان دمج هذه املباردات مع �إدارة قوية للتكاليف الت�شغيلية والأداء‬ ‫امل�ؤ�س�سي‪ .‬فبالإمكان تنظيم �ش�ؤون �أعمالك وح�صد الكثري من‬ ‫الفوائد واملزايا التناف�سية ل�ضمان حتقيق منو على املدى الطويل‪.‬‬ ‫�سوف تخرج ال�شركات التي حت�صل على �أف�ضلية ا�سرتاتيجية نتيجة‬ ‫لوجودها يف مناخ الأعمال احلايل من دوامة التباط�ؤ والرتاجع‬ ‫االقت�صادي �أقوى مما كانت عليه قب ًال ومن املرجح كذلك �أن‬ ‫ت�صبح م�ؤ�س�سات رائدة و لها مكانتها يف ال�سوق‪.‬‬ ‫المؤلفون‬ ‫سيريل جاربوي‪ ،‬مدير في فرع أيه تي كيرني بالشرق األوسط‬ ‫‪cyril.garbois@atkearney.com‬‬

‫أوليفر الروش‪ ،‬مدير في فرع أيه تي كيرني بالشرق األوسط‬ ‫‪olivier.laroche@atkearney.com‬‬

‫موكوند باهاتنجر‪ ،‬استشاري في فرع أيه تي كيرني بالشرق األوسط‬ ‫‪mukund.bhatnagar@atkearney.com‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪37‬‬


‫مقاالت الشركات العائلية الخليجية‬

‫فر�ص تطوير امل�ؤ�س�سة لت�صبح �أكرث فعالية‪ .‬وقد يت�ضمن هذا‬ ‫�إ�سناد العمليات �إلى اخلارج ‪ ،‬وتقليل م�ستويات الإدارة‪ ،‬ودمج‬ ‫الإدارات‪.‬‬

‫الشكل ‪ :4‬تحسين العمليات ونظام التكلفة قد يضاعف األرباح اإلجمالية‬ ‫رسم توضيحي‬

‫‪5-7%‬‬

‫ �إ�سناد العمليات الت�شغيلية �إلى دول منخف�ضة الأجور مثل‬ ‫الهند و�سريالنكا وفيتنام قد يخف�ض نفقات الأجور بن�سبة‬ ‫ترتاوح من ‪� 25‬إلى ‪ 50‬باملئة مقارنة بالتكاليف يف دول جمل�س‬ ‫التعاون اخلليجي‪ .‬وحل�صد املزايا يجب اختيار املهام بعناية‬ ‫قبل �إر�سالها �إلى جهات خارجية‪ .‬فتعترب مهام ال�ش�ؤون الإدارية‬ ‫العامة مثل احل�سابات وك�شوف الرواتب و�إدخال البيانات‬ ‫وحتى الوظائف التقنية التي ال تتطلب التعامل مع العمالء‬ ‫منا�سبة لهذا الغر�ض‪ .‬يتطلب التنفيذ تخطيط ًا �شام ًال‪ ،‬ولهذا‬ ‫ُيو�صى بالبدء مب�شروع جتريبي «لالختبار والتعلم»‪.‬‬ ‫ تقليل م�ستويات الإدارة للتغلب على وجود طبقة عري�ضة‬ ‫مت�ضخمة من الإدارة املتو�سطة التي ت�ضم موظفني ال ميتلكون‬ ‫بال�ضرورة مهارات �إدارية‪� .‬سي�ؤدي هذا �إلى انخفا�ض عدد‬ ‫املوظفني لكل مدير ويتطلب التمييز بني الأدوار الإدارية وغري‬ ‫الإدارية‪ ،‬ودمج امل�س�ؤوليات‪ ،‬وم�شاركة املوارد‪.‬‬

‫‪3-4%‬‬

‫�إدارة امل�شرتيات قد تخف�ض �إجمايل تكاليف امل�شرتيات بن�سبة‬ ‫‪� 5‬إلى ‪ 10‬باملئة بدون تقليل اجلودة �أو قدرات الت�سليم‪ .‬يف كثري‬ ‫من ال�شركات‪ ،‬تتحكم امل�شرتيات يف �أكرث من ‪ 50‬باملئة من‬ ‫التكاليف‪ .‬ولذا فالتو�صل �إلى �أوجه التوفري يف تكلفة الب�ضائع‬ ‫املباعة لوحدها ‪-‬عادة ما تكون �أعلى فئات التكلفة بال�شركات‪-‬‬ ‫قد ي�ؤدي �إلى حت�سن كبري يف �صايف الأرباح‪.‬‬ ‫�إن حتديد نقطة مركزية لتنظيم امل�شرتيات عادة ما يكون‬ ‫اخلطوة الأولى جتاه حت�سني الفعالية‪ ،‬لكنها تتطلب درا�سة‬ ‫مت�أنية‪ .‬على �سبيل املثال‪ ،‬تُعد عملية دمج الفئات امل�شرتكة‬ ‫خا�صة للم�شرتيات غري املبا�شرة والإدارية‪ -‬ممار�سة جيدة‪،‬‬‫�أما بالن�سبة لتوحيد عمليات �شراء التقنيات �أو الأ�صناف‬ ‫‪36‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫الموظفون و العمال‬

‫‪30‬‬

‫‪3-4%‬‬ ‫إدارة القدرة‬ ‫التشغيلية‬ ‫واإلنتاجية‬

‫نفقات و مصروفات‬ ‫التشغيل العامة‬ ‫و اإلدارة‬

‫إعادة تخطيط‬ ‫عمليات الشركة‬ ‫هامش ربح‬

‫مضاعف‬

‫‪11-20%‬‬ ‫‪6-10%‬‬ ‫‪5-10%‬‬ ‫هامش الربح‬

‫ دمج الإدارات للم�ساعدة يف زيادة ان�سيابية عمليات‬ ‫الت�شغيل‪� .‬سوف يحقق وجود �إدارة مركزية للمالية ‪-‬على‬

‫�سبيل املثال‪� -‬أق�صى ا�ستفادة من خم�ص�صات ر�أ�س املال‪،‬‬ ‫بينما �سوف يح�سن وجود �إدارة مركزية للموارد الب�شرية‬ ‫من تناغم وان�سيابية �إدارة الأداء‪ .‬وقد ي�ؤدي دمج الإدارات‬ ‫املتعاملة مع العمالء مثل الت�سويق واملبيعات �إلى حتقيق‬ ‫مكا�سب كبرية باملثل‪ ،‬وحت�سني �إدارة العمالء ويف الوقت ذاته‬ ‫زيادة الإيرادات من خالل عمليات البيع ملنتجات �إ�ضافية‪.‬‬

‫مؤسسة‬ ‫فعالة‬

‫‪20‬‬

‫‪4-8%‬‬ ‫تحسين‬ ‫المشتريات‬

‫‪6-10%‬‬

‫عناصر التوفير‬ ‫المحتملة‬

‫‪50‬‬

‫الموارد المباشرة‬

‫هيكل نفقات‬ ‫التشغيل المعتادة‬

‫األثر المناظر على األرباح جراء خفض النفقات بنسبة ‪%10-6‬‬ ‫سوف يتطلب زيادة اإليرادات بنسبة ‪%40-30‬‬

‫المصدر‪ :‬شركة إيه تي كيرني‬

‫املتخ�ص�صة ذات الأهمية اال�سرتاتيجية‪ ،‬يتطلب ذلك درا�سة‬ ‫كل حالة على حدة‪.‬‬ ‫ميكن حتقيق ال�شفافية يف نفقات امل�شرتيات من خالل تطبيق‬ ‫معلومات الإدارة‪ ،‬وهو ما يتيح متابعة الإنفاق ح�سب الفئة‬ ‫واملو ّرد‪ ،‬ويطور طريقة عر�ض موحدة للمجموعة ككل‪ .‬مع وجود‬ ‫ال�شفافية واملتابعة‪� ،‬سي�صبح من املمكن �إدخال العديد من‬ ‫ا�سرتاتيجيات التوريد‪.‬‬ ‫تتوافر �أ�ساليب حت�سني �أداء امل�شرتيات ميكن تطبيقها على‬ ‫مدى الق�صري وا�سرتاتيجيات �أخرى للمدى الطويل‪ .‬تت�ضمن‬ ‫الأ�ساليب التقليدية للمدى الق�صري تركيز الكميات‪ ،‬ومفاو�ضات‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫الشركات العائلية الخليجية مقاالت‬

‫الشكل ‪ :3‬تقييم مجموعة أنشطة األعمال لتحديد أعلى األصول قيمة‬

‫‪15‬‬

‫‪%‬‬

‫عوامل إيجاد القيمة‬ ‫من الشركات‬

‫عوامل التعقيد‬

‫‪60‬‬

‫هامش الربح في متوسط ‪ 3‬سنوات(‪)%‬‬

‫‪%‬‬

‫من الشركات‬

‫عوامل هدم‬ ‫القيمة‬

‫رسم توضيحي‬

‫‪25‬‬

‫‪%‬‬

‫من الشركات‬

‫المساهمة‬ ‫في اإليرادات‬

‫(مليون درهم إماراتي)‬

‫االستثمار والنمو‬ ‫تحفيز التميز التشغيلي‬

‫إعادة الهيكلة‬ ‫تقييم خيار اإلنهاء‬

‫إنهاء الشركة‬ ‫تحديد المشترين المحتملين‬

‫المصدر‪ :‬شركة إيه تي كيرني‬

‫يتطلب هذا متابعة �أ�صول مثل نقاط البيع بالن�سبة لتجار‬ ‫التجزئة‪ ،‬والفروع بالن�سبة للبنوك‪ ،‬ومركبات النقل بالن�سبة‬ ‫ل�شركات ال�شحن والنقل‪ .‬بالن�سبة ل�شركات ال�شحن‪ ،‬عادة‬ ‫ما ي�شتمل اختيار حجم العمالة املنا�سب على دمج �أ�ساطيل‬ ‫املركبات ومن�ش�آت ال�صيانة واملخازن‪.‬‬

‫إن الشركات العائلية الخليجية في وضعية تتيح لها‬ ‫جني مكاسب على المدى القصير وإنشاء قيمة‬ ‫على المدى الطويل من خالل تحسين إدارة التكاليف‬ ‫واألداء التشغيلي‬

‫ اختيار احلجم املنا�سب للعمالة‪ .‬غالب ًا ما تنخف�ض �إنتاجية‬ ‫املوظفني �أثناء فرتات التباط�ؤ االقت�صادي �إال �إذا مت اتخاذ‬ ‫�إجراءات ت�صحيحية‪ .‬وعاد ًة ماتخ�سر ال�شركات التي تخفق‬ ‫يف عملية تعديل ن�سب عمالتها‪ .‬ويف الوقت ذاته‪ ،‬يجب الت�أكد‬ ‫من �أن خف�ض العمالة ال ي�ؤثر على الأداء م�ستقبال �أو على‬ ‫معنويات املوظفني‪ .‬وعادة ما ُنو�صي ب�إجراء عمليات خف�ض‬ ‫ا�سرتاتيجية للعمالة من خالل ا�ستخدام �آليات متابعة‬ ‫م�ستمرة للإنتاجية‪ ،‬على �أن ت�ضمن الو�سيلة امل�ستخدمة‬ ‫ا�ستمرار التح�سينات بدون حاالت الثورة التي تنتج عادة عن‬ ‫عمليات خف�ض العمالة القا�سية‪.‬‬ ‫ �إعادة التوازن بني ر�أ�س املال والعمالة‪ .‬قد يتطلب حتقيق‬ ‫التوازن املنا�سب يف ر�أ�س املال والعمالة �أمتتة بع�ض العمليات‬

‫الأ�سا�سية‪ .‬يف جمال ال�صريفة مث ًال‪ ،‬قد ت�سهم �أمتتة عمليات‬ ‫مكاتب الدعم اخللفية يف خف�ض التكاليف وحت�سني جودة‬ ‫وم�ستوى خدمة العمالء‪� .‬أما يف جمال الت�شييد والبناء‪،‬‬ ‫قد تزيد عمليات االبتكار التقنية و�إدخال التح�سينات على‬ ‫العمليات ن�سبة الربحية ومتنح ال�شركات الرائدة ميزة‬ ‫تناف�سية م�ستدامة‪ .‬وبينما تتطلب �أمتتة الإنتاج املزيد من‬ ‫اال�ستثمارات �سلف ًا يف املعدات وتدريب املوظفني‪ ،‬ف�إن �أوجه‬ ‫التوفري على املدى املتو�سط والطويل قد تكون هائلة‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫ت�شتمل عملية تطوير امل�ؤ�س�سات الفعالة على مراجعة جميع‬ ‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪35‬‬


‫مقاالت الشركات العائلية الخليجية‬

‫فينتج عنها خ�سائر ولها �أثر �سلبي على �إجمايل ربحية املجموعة‪.‬‬ ‫ي�شري البحث الذي �أجرته �أيه تي كريين �إلى �أنه يف املتو�سط تكون‬ ‫ربع الأن�شطة التجارية بداخل ال�شركات املتنوعة يف جماالت‬ ‫عملها هي عوامل لهدم القيمة‪.‬‬

‫الشكل ‪ :2‬المبادئ الثالثة للفعالية التنظيمية‬

‫إرساء نظام حوكمة فعال‬ ‫وتخطيط الخالفة‬

‫إعادة االهتمام بمجموعة‬ ‫منتجات‪/‬خدمات الشركة‬ ‫اكتساب المزيد من الفعالية‬ ‫والتنافسية من خالل إدارة‬ ‫التكاليف واألداء التشغيلي‬

‫الشركة «س»‬ ‫القسم‬ ‫«س»‬

‫القسم‬ ‫«ص»‬

‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬

‫القسم‬ ‫«ع»‬

‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬

‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬

‫المصدر‪ :‬شركة إيه تي كيرني‬

‫إن عملية التقييم الشاملة تغوص أكثر في أعماق‬ ‫المؤسسة وتق ّيم جميع القطاعات والمناطق‬ ‫الجغرافية التي تعمل بها الشركة وفي الوقت ذاته‬ ‫تأخذ في االعتبار األهمية االستراتيجية والمستقبل‬ ‫المتوقع للشركة على المدى الطويل‬ ‫نطاق مقبول‪ .‬يجب تزويد الإدارة العليا بو�سيلة لقيا�س الأثر‬ ‫املايل جلميع القرارات بغ�ض النظر عن الظروف االقت�صادية‪.‬‬ ‫‪.2‬إعادة التركيز على مجموعة منتجات‪/‬خدمات‬ ‫الشركة‬

‫عانت الكثري من ال�شركات من نق�ص التمويل خالل فرتات‬ ‫الرتاجع والتباط�ؤ االقت�صادي‪ .‬تعتربمرحلة التباط�ؤ تلك مرحلة‬ ‫ممتازة للرتكيز على الأن�شطة الأ�سا�سية وما يرتتب على ذلك‬ ‫من تخ�صي�ص لر�أ�س املال واهتمام بالإدارة‪ .‬و تكون اخلطوة‬ ‫الأولى فيها هي حتديد الأن�شطة الأ�سا�سية بوا�سطة تقييم ربحية‬ ‫�إدارات ال�شركة وال�شركات التابعة من �أجل حتديد عوامل �إيجاد‬ ‫القيمة‪ ،‬وعوامل التعقيد وعوامل هدم القيمة (انظر ال�شكل ‪.)3‬‬ ‫عوامل �إيجاد القيمة هي تلك الإدارات �أو ال�شركات التابعة التي‬ ‫تُدر اجلزء الأكرب من الأرباح على املجموعة‪� .‬أما عوامل التعقيد‬ ‫فهي الإدارات �أو ال�شركات التابعة ال�صغرية �أو غري الأ�سا�سية‬ ‫التي ت�سهم بح�صة �ضئيلة يف الأرباح لكنها ت�ضيف تعقيدات‬ ‫تنظيمية وت�ستهلك وقت الإدارة‪ .‬بالن�سبة لعوامل هدم القيمة‬ ‫‪34‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫�إن عملية التقييم ال�شاملة تغو�ص �أكرث يف �أعماق امل�ؤ�س�سة وتق ّيم‬ ‫جميع القطاعات واملناطق اجلغرافية التي تعمل بها ال�شركة‬ ‫ويف الوقت ذاته ت�أخذ يف االعتبار الأهمية اال�سرتاتيجية‬ ‫وامل�ستقبل املتوقع لل�شركة على املدى الطويل‪ .‬وهذه فر�صة‬ ‫لتحديد الأن�شطة الأ�سا�سية بو�ضوح والتخل�ص من كافة‬ ‫الأن�شطة غري اال�سرتاتيجية منخف�ضة الأداء و�صغرية احلجم‬ ‫ذات امل�ساهمة املحدودة �أواملعدومة يف الربحية وذات توقعات‬ ‫بنمو متوا�ضع م�ستقب ًال‪.‬‬ ‫‪ .3‬اكتساب المزيد من الفعالية والمرونة‬ ‫والتنافسية‬

‫�إن ال�شركات العائلية اخلليجية يف و�ضعية تتيح لها جني مكا�سب‬ ‫على املدى الق�صري و�إن�شاء قيمة على املدى الطويل من خالل‬ ‫حت�سني �إدارة التكاليف والأداء الت�شغيلي‪ ،‬وبدون معاي�شة‬ ‫ال�ضغوط الربع �سنوية لن�سب الأرباح التي يجب �أن تعاين منها‬ ‫ال�شركات امل�ساهمة العامة‪ .‬وبالرغم من هذا‪ ،‬ونظر ًا لأن ن�سب‬ ‫النمو التي تزيد على ‪ %9‬التي حققتها ال�شركات قبل مرحلة‬ ‫التباط�ؤ االقت�صادي مل تقدم احلافز الكايف خلف�ض النفقات‪،‬‬ ‫فمازال على ال�شركات العائلية �إدراك �أن اكت�ساب املزيد‬ ‫من الفعالية واملرونة �ضرورة ال غنى عنها لتحقيق التناف�سية‬ ‫على املدى الطويل‪ .‬ففي املناخ احلايل ميكن للمبادرات التي‬ ‫ت�ستهدف م�ضاعفة الربحية واال�ستدامة زيادة القيمة لل�شركات‬ ‫العائلية‪ .‬ويف الواقع‪ ،‬ميكن خلف�ض التكاليف بن�سبة من ‪� 6‬إلى‬ ‫‪ 10‬باملئة م�ضاعفة هوام�ش الربح (انظر ال�شكل ‪ .)4‬يوازي‬ ‫هذا الأثر على �صايف الأرباح تقريب ًا ما ت�ساويه زيادة الإيرادات‬ ‫بن�سبة من ‪� 30‬إلى ‪ 40‬باملئة‪.‬‬ ‫هناك ا�سرتاتيجيات جمربة لإن�شاء �شركات �أكرث فعالية‬ ‫ومرونة وتناف�سية‪ ،‬وت�شري �إدارة القدرة �إلى �ضبط م�ستوى‬ ‫ومزيج العمالة و�أ�صول ر�أ�س املال للتوافق مع بيئة �أعمال متغرية‪.‬‬ ‫ت�شتمل عملية ال�ضبط على التايل‪:‬‬ ‫ اختيار احلجم املنا�سب لقاعدة الأ�صول‪ .‬يتطلب �ضبط‬ ‫قاعدة الأ�صول متابعة مقايي�س الإنتاجية الرئي�سية للت�أكد من‬ ‫احل�صول على اال�ستفادة الق�صوى من الأ�صول الثابتة ‪-‬عادة‬ ‫من خالل الدمج‪ -‬بدون التنازل عن حتقيق العائدات‪ .‬وقد‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫الشركات العائلية الخليجية مقاالت‬

‫متثل ال�شركات العائلية ثالثة �أرباع اقت�صاد القطاع اخلا�ص‬ ‫بدول جمل�س التعاون اخلليجي وتعترب معظم هذه ال�شركات يف‬ ‫بداياتها وتت�سم بالتنوع الكبري‪ ،‬و�أكرث من ن�صف هذه ال�شركات‬ ‫تعمل يف التجارة واخلدمات املالية والعقارات والت�شييد والبناء‪.‬‬ ‫�أ�سهمت �شبكات العالقات التجارية وال�سيا�سية القوية باملنطقة‬ ‫بالإ�ضافة �إلى الروابط التاريخية مع الأ�سواق الأفريقية‬ ‫والآ�سيوية عالية النمو يف و�ضع �أ�سا�س للنمو ال�سريع لل�شركات‬ ‫العائلية اخلليجية‪ .‬وقد �أ�سهمت العديد من العوامل يف جناح‬ ‫ال�شركات العائلية بدول جمل�س التعاون اخلليجي على مدار‬ ‫العقود املا�ضية (انظر ال�شكل ‪)1‬‬ ‫�ساعدت جميع العوامل املو�ضحة ال�شركات العائلية اخلليجية‬ ‫على حتقيق منو مثمر على مدار العقود ال�سابقة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫ك�شف الرتاجع االقت�صادي الأخري عن الكثري من نقاط ال�ضعف‬ ‫اال�سرتاتيجية والت�شغيلية يف هذه ال�شركات‪ .‬ا�ستجابت بع�ض‬ ‫هذه ال�شركات �سريع ًا لتلك الظروف من خالل حت�سني نظام‬ ‫احلوكمة و�إدارة جمموعة �أن�شطتها التجارية وزيادة الفعالية‬ ‫الت�شغيلية ويف الوقت ذاته خف�ض التكاليف‪ .‬تقدم هذه املقالة‬ ‫طريقة ا�سرتاتيجية خم�ص�صة لتنا�سب ال�شركات العائلية‪،‬‬ ‫بحيث تو�ضح مبزيد من التفا�صيل اجلوانب الرئي�سية الثالثة‬ ‫للفعالية التنظيمية‪( .‬ال�شكل ‪)2‬‬ ‫‪ .1‬إرساء نظام حوكمة فعال وتخطيط محكم‬ ‫للخالفة‬

‫على امل�ستوى الإقليمي‪ ،‬و�صلت ال�شركات العائلية الكربى مرحلة‬ ‫من الن�ضج ت�ستلزم التحول من االعتماد على قائد ذو �شخ�صية‬ ‫�ساحرة �إلى اتباع قواعد حوكمة �أكرث تنظيم ًا‪ .‬تتم �إدارة معظم‬ ‫ال�شركات العائلية حالي ًا بوا�سطة اجليل الثاين من �أفراد العائلة‪،‬‬ ‫و يقوم اجليل الثالث على �إدارة �أكرث من ‪ 20‬باملئة من هذه‬ ‫ال�شركات‪� .‬إن مرونة نظام احلوكمة �ضرورة ال غنى عنها ويجب‬ ‫على هذا النظام مراعاة االهتمامات املتنوعة لأفراد العائلة عرب‬ ‫الأجيال املختلفة‪ .‬عالوة على هذا‪ ،‬يتطلب الأمر نهج ًا حمدد ًا‬ ‫جيد ًا لتخطيط اخلالفة من �أجل تلبية احتياجات ومطالب كل‬ ‫�أفراد العائلة على حدة‪ .‬وميكن حتقيق هذا من خالل �سل�سلة من‬ ‫الأ�ساليب املرتبطة ببع�ضها‪:‬‬ ‫ تب�سيط هيكل امل�ؤ�س�سة بوا�سطة الق�ضاء على جميع عالقات‬ ‫�إعداد وتقدمي التقارير املثبطة للإنتاجية‪ .‬يواجه بع�ض املدراء‬ ‫التنفيذيون باملنطقة �ضرورة التعامل مع �أكرث من ‪ 30‬تقرير‬ ‫مبا�شر‪ ،‬وعادة ما ت�ستمر امل�شكلة مرور ًا بجميع امل�ستويات‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫الشكل ‪ :1‬عوامل النجاح السابقة للشركات العائلية الخليجية‬ ‫‪ 1‬تمتلك العديد من‬ ‫الشركات العائلية‬ ‫الخليجية قادة ممتازين‬ ‫تمكنوا من التنافس‬ ‫في بيئة أعمال متغيرة‬ ‫باستمرار‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫روح ريادة أعمال قوية‬ ‫وقيادة متميزة‬

‫ثقافة مؤسسية‬ ‫متميزة‬

‫‪3‬‬

‫عالقات سياسية‬ ‫وتجارية راسخة‬

‫عوامل النجاح‬ ‫السابقة‬ ‫للشركات العائلية‬ ‫الخليجية‬

‫إمكانية الوصول إلى‬ ‫الكثير من السيولة‬ ‫واأليدى العاملة‬ ‫الرخيصة‬

‫‪6‬‬

‫معرفة وثيقة‬ ‫باألسواق اإلقليمية‬ ‫والعالمية عالية‬ ‫النمو‬

‫منافسة ضئيلة نسبي ًا‬ ‫من الشركات العالمية‬

‫‪ 3‬قليل من االقتصادات‬ ‫تحظى بإمكانية مثل هذا‬ ‫الوصول السريع إلى كل‬ ‫من رأس المال واأليدى‬ ‫العاملة كما هو الحال‬ ‫في دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫‪ 4‬واجهت الشركات العائلية الخليجية منافسة‬ ‫محدودة من الشركات العالمية الكبرى من خالل‬ ‫القيود الفعالة على دخول األسواق مثل التشريعات‬ ‫والقوانين اإلقليمية التي تستلزم أن يكون أغلبية‬ ‫حملة األسهم من المحليين باالضافة الى الظروف‬ ‫السياسية المحلية المعقدة‪.‬‬

‫‪ 2‬كونت الشركات الخليجية‬ ‫عالقات محكَ مة وطويلة‬ ‫المدى مع القوى العاملة‬ ‫على مدار العقود السابقة‪،‬‬ ‫فاستمر هؤالء الموظفين‬ ‫في المقابل على والئهم‬ ‫لشركاتهم‪.‬‬

‫‪ 5‬منحت العالقات‬ ‫التجارية التاريخية ميزة‬ ‫تنافسية للشركات‬ ‫الخليجية في بعض‬ ‫أسرع االقتصادات نمواً‬ ‫بالعالم‪.‬‬

‫‪ 6‬قامت الشركات‬ ‫العائلية الخليجية على‬ ‫روابط عائلية قوية ‪-‬بما‬ ‫في ذلك عالقات مع‬ ‫األسر الحاكمة والشركات‬ ‫األخرى المنتشرة بدول‬ ‫مجلس التعاون الخليجي‬ ‫والشرق األوسط وأفريقيا‬ ‫وآسيا‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬شركة إيه تي كيرني‬

‫ الإ�ستعانة مبواهب �إدارية متخ�ص�صة من اخلارج يف حالة‬ ‫عدم وجود اخت�صا�صات منا�سبة يف داخل العائلة‪ .‬وميكن‬ ‫حتقيق هذا من خالل و�ضع نظام حمدد جيد ًا لإدارة الأداء‬ ‫واملكاف�أت مع �ضرورة حتري العدل وامل�ساواة عند تطبيقه‬ ‫على املوظفني من داخل العائلة وخارجها طاملا �أن �أدوارهم‬ ‫ومهامهم الوظيفية مت�شابهة‪.‬‬ ‫ تعيني احلدود الفا�صلة بني اهتمامات ال�شركة واالهتمامات‬ ‫ال�شخ�صية لأفراد العائلة‪.‬‬ ‫ �إن�شاء نظام �شامل ملعلومات الإدارة (مزود ب�إمكانية �إدارة‬ ‫املخاطر)‪ ،‬والذي �سي�ضمن بقاء خماطر ومتغريات الأداء يف‬ ‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪33‬‬


‫مقاالت الشركات العائلية الخليجية‬

‫الشركات العائلية الخليجية‪:‬‬

‫طرق لتنظيم أمور األعمال‬ ‫ينبغي على الشركات العائلية في منطقة مجلس التعاون الخليجي التفكير في تنظيم أمور أعمالها‪ .‬كشف المناخ‬ ‫الحالي لألعمال عن تحديات استراتيجية وتشغيلية في الشركات العائلية‪ .‬ومن أجل زيادة ربحيتها‪ ،‬فربما قد حان الوقت‬ ‫إلرساء نظام حوكمة قوي وخطة للخالفة‪ ،‬باإلضافة إلى التركيز على القدرات األساسية إلنشاء القيمة باإلضافة‬ ‫إلى تحسين إدارة التكاليف واألداء التشغيلي‪ .‬يشرح سيريل جاربوي وأوليفر الروش وموكوند باهاتنجر‪ ،‬من مكتب‬ ‫شركة إيه تي كيرني في الشرق األوسط االستراتيجيات والطرق التي ينبغي على الشركات العائلية اتباعها‬ ‫الكتساب المزيد من الفعالية والمرونة والتنافسية‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫ملتزمون لحياة أفضل‬ ‫ألمنيوم‬ ‫أساسات‬ ‫خرسانة‬ ‫منتجات اسمنتية‬ ‫رخام‬


‫مقاالت المجلس‬

‫منرب ًا لت�سهيل و ت�سريع التوا�صل بني �صناع القرار و�أتاح‬ ‫لهم الو�صول �إلى الإجماع مبزيد من ال�سهولة‪.‬‬

‫الديوانية في الكويت‬ ‫تتعارف الكويت على ت�سمية جمل�سها بالديوانية‪ .‬ال ميكن‬ ‫التقليل من الدور الكبري الذي لعبته الديوانية يف تطور‬ ‫الكويت على مدار ‪ 250‬عام م�ضت‪ ،‬حيث كانت الديوانية‬

‫هناك العديد من �أنواع الديوانيات التي انبثقت عن‬ ‫النموذج الأ�صلي وتختلف يف وظيفتها و �شكلها بني جمال�س‬ ‫عامة �أو خا�صة �أو عائلية فقط‪ .‬كانت الديوانيات العائلية‬ ‫هي النموذج الأ�صلي حيث كانت العائالت تبني ملحق ًا‬ ‫خارجي ًا مبنازلها الرئي�سية ال�ست�ضافة ال�ضيوف وعقد‬ ‫املناق�شات املهمة‪ .‬ومثلما هو احلال بالن�سبة للمجل�س‪،‬‬ ‫ي�أخذ ترتيب اجللو�س يف الديوانية �شكل احلرف «‪»u‬‬ ‫ويجل�س كبار العائلة و�أهم ال�ضيوف يف و�سط القاعة ‪.‬‬

‫إن المجلس وسيلة أساسية في احتواء وضم شباب العائلة إلى الشركة‪،‬‬ ‫بحيث يصبح انضمامهم إلى الشركة احتمالية كبيرة من خالل إتاحة فرصة‬ ‫تفاعلهم مع كبار العائلة‬

‫الشركة العائلية والمجلس‬ ‫د�أبت ال�شركات العائلية على ا�ستخدام املجال�س ك�ساحات‬ ‫مهمة للتفاعل والتوا�صل وخا�صة يف دول اخلليج حيث متثل‬ ‫املجال�س جزء ًا مهم ًا من احلياة االجتماعية‪.‬‬ ‫تتغلغل ال�شركات العائلية يف بيئتها االجتماعية وترتبط بها‬ ‫ارتباط ًا وثيق ًا‪ ،‬ولهذا ي�صبح من ال�ضروري لهذه ال�شركات‬ ‫معرفة جمتمعها والتفاعل مع املتعاملني معها‪ .‬ميكن‬

‫للعائالت من خالل املجال�س العامة معرفة ر�أي و نظرة‬ ‫العمالء الى ال�شركة واحل�صول على ر�ؤية ثاقبة ملخاوف‬ ‫املجتمع ويف الوقت ذاته الإعالن عن قيم العائلة وال�شركة‪.‬‬ ‫و من ناحية الأخرى‪ ،‬تعد املجال�س منتديات مهمة للعائلة‬ ‫ذاتها وميكن ت�سخريها كاجتماعات للعائلة حيث جتري‬ ‫املناق�شات حول احلالة العامة لل�شركة �أو احلوكمة �أو‬ ‫ال�ش�ؤون العائلية‪� .‬إن وجود مثل هذا النوع من االجتماعات‬ ‫غري الر�سمية قد ي�ش ّكل قيمة كبرية‪ ،‬لأنها �سوف تتيح جلميع‬ ‫�أفراد العائلة التعبري عن �آرائهم مما قد ي�شجع على االبتكار‬ ‫والتجديد من خالل تبادل الأفكار‪.‬‬

‫يف النهاية‪� ،‬إن املجل�س و�سيلة �أ�سا�سية يف احتواء و�ضم �شباب العائلة �إلى ال�شركة‪ ،‬بحيث ي�صبح ان�ضمامهم �إلى ال�شركة‬ ‫احتمالية كبرية من خالل �إتاحة فر�صة تفاعلهم مع كبار العائلة‪ ،‬واال�ستماع �إلى ق�ص�صهم حول العائلة وحول الطريقة‬ ‫التي مت بها ت�أ�سي�س ال�شركة وكذلك جذبهم للم�شاركة يف املناق�شات واحلوارات املتعلقة بال�شركة بينما ما زالوا ن�شء‬ ‫�صغري‪� .‬سوف ي�شعر �شباب العائلة تلقائي ًا باالنتماء �إلى هذا الكيان و بذلك و�سوف ت�صبح العائلة وال�شركة جزء ًا اليتجز�أ‬ ‫من هويتهم‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫المجلس مقاالت‬

‫المجالس في دول مجلس التعاون الخليجي‬ ‫يف دول جمل�س التعاون اخلليجي التي تُعد مهد املجال�س يف يومنا هذا‪ ،‬ميثل هذا التقليد‬ ‫العريق �أهمية كربى جلماعات اجتماعية خمتلفة‪ .‬يف معظم الأحيان ت�شري الكلمة �إلى‬ ‫االجتماعات العائلية والودية‪ ،‬ورغم ذلك فمن املعروف �أن الكلمة متثل �أهمية كبرية‬ ‫لل�شركات‪ ،‬فالعديد من الأمور املتنوعة التي جتري مناق�شتها يف املجال�س هي موا�ضيع‬ ‫دقيقة ومهمة للغاية مما دفع ببع�ض �أ�شهر رجال �أعمال املنطقة القيام ب�إر�ساء تقليد‬ ‫االجتماعات لتعزيز احلوار بني املواطنني وجمتمع الأعمال ب�صفة خا�صة‪.‬‬ ‫تختلف وظيفة املجل�س من م�ضيف �إلى �آخر ومن دولة لأخرى‪ ،‬فبع�ض املجال�س اجتماعية‬ ‫يف املقام الأول‪ ،‬والبع�ض الآخر عبارة عن منابر للتوا�صل والتعارف وقد حتمل يف‬ ‫جنباتها فر�ص ًا عظيمة للتفاعل وتبادل املعلومات‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫في دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي التي تُعد مهد‬ ‫المجالس في يومنا هذا‪،‬‬ ‫يمثل هذا التقليد العريق‬ ‫أهمية كبرى لجماعات‬ ‫اجتماعية مختلفة‪ .‬في‬ ‫معظم األحيان تشير‬ ‫الكلمة إلى االجتماعات‬ ‫العائلية والودية‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪29‬‬


‫مقاالت المجلس‬

‫المجلس‪ ..‬في قلب‬ ‫الشركات العائلية‬ ‫تزيّنه الوسائد الكثيرة ويغطي أرضيته السجاد ويعبق برائحة القهوة وشذى العود‪ ،‬إنه المجلس‬ ‫الذي يعد جزءاً ال ينفصل عن حياة الناس في الشرق األوسط‪ .‬تتشارك العديد من عائالت المنطقة‬ ‫طبـق فكرة المجلس‬ ‫بمفهوم المجلس الذي هوعبارة عن مساحة مخصصة للجلوس والتجمع‪ .‬قد ت ُ ّ‬ ‫بطرق مختلفة وتأخذ مناحي متباينة‪ ،‬ومع ذلك يظل المجلس في جوهره قيمة تلعب فيها الجذور‬ ‫األصيلة مهام ًا أساسية مثل تعزيز احساس الجماعة‪ ،‬وتوفير ساحة للفرص والتفاعل‪ ،‬وتخصيص مكان‬ ‫للتكافل االجتماعي وتكوين الصداقات بين زائريه‪ .‬استخدمت الشركات العائلية المجلس ككيان‬ ‫استراتيجي منذ أمد بعيد من أجل تعزيز روابط العائلة والتواصل مع المجتمع عبر قنوات مفتوحة‪.‬‬ ‫مساء داخل قاعة أو ملحق خاص والذي عادة ما يكون منفص ً‬ ‫ال عن بقية منزل المضيف‬ ‫ينعقد المجلس‬ ‫ً‬

‫األصل والوظيفة‬ ‫يرجع �أ�صل كلمة «جمل�س» �إلى الفعل «جل�س»‪ ،‬وعند النظر يف معناها جند �أن‬ ‫الكلمة ت�شري �إلى مكان للجلو�س يف املقام الأول‪ .‬ميكن �أن ي�ؤم املجل�س فرد �أو‬ ‫عائلة �أو جمموعة ذات اهتمامات م�شرتكة‪ ،‬ويرجع مفهوم املجل�س �إلى عهد النبي‬ ‫حممد �صلى اهلل عليه و�سلم و�صحابته‪ .‬كان النبي �صلي اهلل عليه و�سلم ي�ست�شري‬ ‫وبانتظام دائرة من الأ�صدقاء والنا�صحني‪ ،‬ويف القرون التي تلت عهد النبي �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم‪ ،‬ومع انت�شار �أثر الثقافة العربية يف جميع �أرجاء املعمورة‪� ،‬أ�صبحت‬ ‫املجال�س �أحد التقاليد املتعارف عليها يف العامل الإ�سالمي والتي غالب ًا ما حتل حمل‬ ‫�أمناط �أخرى من االجتماعات‪ .‬كما دخل املفهوم عامل ال�سيا�سة �أي�ض ًا‪ ،‬مما �أدى‬ ‫�إلى ا�ستخدام كلمة «جمل�س» حالي ًا للإ�شارة �إلى «الربملانات» يف العديد من الدول‬ ‫العربية والإ�سالمية‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫توجهات الشركات العائلية العالمية مقاالت‬

‫للكثريين نتيجة مبا�شرة لنق�ص النظم والت�شريعات‪.‬‬ ‫يربز هنا حتول �آخر ملحوظ يت�ضح يف الرغبة العامة لدى ‪%50‬‬ ‫من ال�شركات العائلية يف �إقامة عالقات وطيدة مع امل�ؤ�س�سات‬ ‫الأكادميية من �أجل مزيد من التطوير للمنتجات بينما جتتهد‬ ‫‪ %37‬فقط من ال�شركات يف البحث عن �إمكانية و�صول �أف�ضل‬ ‫�إلى �أ�سواق ر�أ�س املال‪.‬‬

‫تعليق‬

‫�أ�صبحت امل�س�ؤولية االجتماعية لل�شركات اجتاه ًا عاملي ًا بالإ�ضافة‬ ‫الى كونها تلقى قبو ًال لدى ال�شركات العائلية �أي�ض ًا‪� :‬أكرث من ‪%75‬‬ ‫من جميع اال�ستجابات �أكدت على الأثر الإيجابي للم�س�ؤولية‬ ‫االجتماعية على �شركاتهم‪ .‬وهناك ‪ %48‬من ال�شركات �أحدثت‬ ‫تعديالت وتغيريات لت�أدية م�س�ؤوليتها االجتماعية و‪ %49‬من‬ ‫ال�شركات تنوي القيام بهذا يف امل�ستقبل القريب‪.‬‬

‫أمين ناصر ‪ ،‬الشريك المسؤول عن قطاع الخدمات االستشارية‬ ‫للشركات العائلية بالشرق األوسط في شركة برايس ووترهاوس كوبرز‬

‫يعلق أمين ناصر‪ ،‬الشريك المسؤول عن قطاع الخدمات‬ ‫االستشارية للشركات العائلية بالشرق األوسط في شركة‬

‫ليس من المفاجئ نشوب نزاعات وصراعات جراء االتوترات‬ ‫التي عاشتها الشركات خالل السنتين الماضيتين‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬تشير دراسة برايس ووترهاوس كوبرز‬ ‫للشركات العائلية إلى أن ‪ %50‬من االستجابات أرجعت‬ ‫سبب الخالفات بين أفرادها الى اإلختالف حول مستقبل‬ ‫الشركة و‪ %40‬كانت حول أداء أفراد العائلة‪.‬‬

‫برايس ووترهاوس كوبرز قائ ً‬ ‫ال‪« :‬تمثل الشركات العائلية‬ ‫حجراألساس الذي تقوم عليه االقتصادات في الشرق األوسط‬ ‫وتعد هذه الشركات حديثة العهد نسبي ًا»‪.‬‬ ‫ويضيف قائ ً‬ ‫ال‪« :‬يقوم على إدارة معظم الشركات العائلية‬ ‫في هذه المنطقة أفراد من الجيل األول والثاني‪ .‬وبالرغم‬ ‫من أن العائالت التي تحظى بتخطيط مناسب للخالفة ونظم‬ ‫حوكمة جيدة تمتاز بحيوية أكبر و قدرة على اإلستمرار أكثر‬ ‫من العائالت األخرى‪ ،‬فما زال عدد كبير من الشركات العائلية‬ ‫يعتمد على االتفاقات التي تعقد بالطريقة التقليدية عبر‬ ‫وعود شفهية بين أفراد العائلة بد ًال من االتفاقات الرسمية‬

‫تنظر ال�شركات العائلية فيما يبدو �إلى امل�س�ؤولية االجتماعية‬ ‫لل�شركات كو�سيلة لإر�ساء �سمعة طيبة وطريقة لتميزها بالإ�ضافة‬ ‫�إلى زيادة الفعالية وت�أ�سي�س منتجات وخدمات جديدة‪.‬‬

‫المكتوبة‪ .‬لم تتحول العائالت في الشرق األوسط إلى‬ ‫اتباع كلـّي للثقافة المؤسسية العالمية المعاصرة كنهج‬ ‫تسيرعليه‪ .‬يبدو األمر على وجه الخصوص كما لو كان هناك‬ ‫عدم رغبة في التخلي عن التحكم بمجلس اإلدارة وااللتزام‬

‫في النهاية‪...‬‬

‫بالمتطلبات الصارمة للشفافية والحوكمة المؤسسية‪.‬‬

‫بينما كان للتباطوء االقت�صادي بالت�أكيد �آثاره الوا�ضحة‬ ‫وتباين االختالفات بني الأ�سواق النا�ضجة والنا�شئة يف بع�ض‬ ‫الأحيان‪� ،‬إال �أن هناك �أمر ًا واحد ًا ظل كما هو بدون تغيري‪ :‬يعترب‬ ‫امل�شاركون يف الدرا�سة �أن �شركاتهم تتمتع باملرونة و�أن ال�سبب‬ ‫يف ذلك يرجع �إلى حقيقة �أنها �شركات عائلية (ال�شكل ‪.)9‬‬

‫بصفة عامة‪ ،‬تعتبرالشركات العائلية في الشرق األوسط أقل‬ ‫عرضة للتأثر بالتراجع االقتصادي نظراً لنجاح معظمها ‪-‬عبر‬ ‫مدة من الزمن‪ -‬في جمع احتياطيات كبيرة باإلضافة إلى‬ ‫حذرها في استراتيجيات أعمالها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬دأبت المؤسسات‬ ‫المالية في الشرق األوسط مؤخراً على المطالبة بالمزيد من‬

‫المؤلفان‬ ‫جاك ليسير‪ ،‬مالك المشروع‪ ،‬دراسة برايس ووترهاوس كوبرز‬ ‫للشركات العائلية‬ ‫نوربرت وينكل جون‪ ،‬عضو بفريق قيادة الشبكة في برايس‬ ‫ووترهاوس كوبرز‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫الشفافية والمزيد من النظم المنهجية لإلدارة والملكية‬

‫يمكن تنزيل الدراسة‬ ‫بالكامل من الموقع‬ ‫‪www.pwc.com‬‬

‫وبناء على ذلك‪ ،‬فمن‬ ‫فيما يتعلق بالشركات العائلية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المرجح أن نشهد انخفاض ًا في «اإلقراض بضمان السمعة»‬ ‫من قبل المؤسسات المالية»‪.‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪27‬‬


‫مقاالت توجهات الشركات العائلية العالمية‬

‫الشكل ‪ :6‬من المرجح للشركات الموجودة‬ ‫باألسواق الناشئة التركيز على أهمية اإلجراءات‬ ‫المتعددة لالحتفاظ بالموظفين المهمين‬ ‫األسوال الناضجة‬

‫الشكل ‪ :7‬عدم االتفاق حول االستراتيجية المستقبلية أكثر األسباب شيوع ًا وراء الصراعات‬

‫‪34%‬‬

‫‪10%‬‬

‫مناقشات حول االستراتيجية المستقبلية‬ ‫للشركة‬

‫‪56%‬‬

‫األسواق الناشئة‬

‫‪9%‬‬

‫‪85%‬‬ ‫‪73%‬‬ ‫‪50%‬‬

‫‪62% 68%‬‬ ‫‪57%‬‬ ‫‪70%‬‬

‫‪54%‬‬

‫‪55%‬‬ ‫‪68%‬‬

‫التدرج الوظيفي‬

‫مرتبات جيدة‬

‫الموازنة بين العمل والحياة‬

‫فرص عمل محفزة‬

‫‪27%‬‬

‫‪64%‬‬

‫‪23% 8%‬‬

‫‪69%‬‬

‫‪24% 7%‬‬

‫‪69%‬‬

‫قرارات حول من يحق أو ال يحق له العمل‬ ‫بالشركة‬ ‫الدور الذي يجب أو ال يجب على «األصهرة»‬

‫‪20% 6%‬‬

‫‪74%‬‬

‫‪20% 6%‬‬

‫‪74%‬‬

‫تحديد مستويات المقابل المالي ألفراد‬ ‫العائلة العاملين بالشركة‬

‫‪20% 6%‬‬

‫‪74%‬‬

‫قرارات حول إعادة استثمار األرباح في‬ ‫الشركة مقابل توزيع أرباح األسهم‬

‫‪0‬‬ ‫الكثير من التوتر‬

‫الشكل ‪ :8‬اتفاقيات حملة األسهم‪ ،‬ومجلس العائلة‪ ،‬والتحكيم هي أكثر‬ ‫اإلجراءات شيوع ًا لحل النزاعات‬ ‫اتفاقيات حملة األسهم‬ ‫مجلس العائلة‬ ‫التحكيم بواسطة طرف ثالث‬ ‫دستور العائلة‬ ‫ترتيبات الوفاة وعدم األهلية‬ ‫اشتراطات الدخول إلى والخروج من الشركة‬ ‫تقييمات األداء‬ ‫مجلس خارجي‬ ‫اجتماعات‬ ‫إجراءات أخرى‬ ‫رفض اإلجابة‪/‬ال يعرف‬

‫‪4%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪11%‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪28%‬‬ ‫‪27%‬‬ ‫‪31%‬‬ ‫‪30%‬‬

‫عدم استشارة أفراد العائلة العاملين‬ ‫بالشركة للعائلة الكبيرة في األمور المهمة‬

‫لعبه في الشركة‬

‫أساليب اإلدارة الجيدة‬

‫‪52%‬‬ ‫‪44%‬‬ ‫‪37%‬‬ ‫‪32%‬‬ ‫‪27%‬‬ ‫‪24%‬‬ ‫‪22%‬‬ ‫‬‫‬‫‪13%‬‬ ‫‪-‬‬

‫أداء أفراد العائلة العاملين بالشركة‬

‫‪2010‬‬ ‫‪2007‬‬

‫بدون توتر‬

‫بعض التوتر‬

‫الشكل ‪ :9‬يعتقد معظم المسئولين التنفيذيين أن كونهم‬ ‫جزءاً من شركة عائلية ساعدهم على التأقلم مع التراجع‬ ‫االقتصادي‬

‫‪34%‬‬

‫أوافق بشدة‬

‫‪33%‬‬

‫أوافق‬

‫‪20%‬‬

‫ال أوافق وال اعترض‬

‫‪7%‬‬

‫اعترض‬

‫‪4%‬‬

‫اعترض بشدة‬

‫‪2%‬‬

‫ال يعرف‬

‫المصدر‪ :‬دراسة برايس ووترهاوس كوبرز للشركات العائلية ‪2011/2010‬‬

‫‪26‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫توجهات الشركات العائلية العالمية مقاالت‬

‫الشكل ‪ :1‬ظروف السوق والمنافسة والتغيرات في السياسات الحكومية هي أكبر‬ ‫المخاوف الخارجية‬

‫الشكل ‪ :2‬معظم الشركات لم تغير نماذج أعمالها‬

‫‪ %68‬ظروف السوق‬ ‫‪ %26‬المنافسة‬ ‫‪ %25‬السياسات الحكومية‪ ،‬النظم‪ ،‬التشريعات‪ ،‬أو اإلنفاق العام‬ ‫‪ %16‬أمور متعلقة بمعدالت صرف العمالت‬ ‫‪ %10‬الصادرات أو مشكالت في األسواق األجنبية‬ ‫‪ %8‬معدالت الفائدة‬ ‫‪ %8‬نظام الضرائب القومي أو العالمي على األموال‬ ‫‪ %3‬مشكالت البنية التحتية‬ ‫‪ %2‬عدم االستقرار السياسي أو اإلرهاب‬ ‫‪ %5‬مشكالت أخرى‬ ‫‪ %2‬ال شيء‬ ‫‪ %5‬رفض اإلجابة‪/‬ال يعرف‬

‫نعم‪ ،‬قمنا بإحداث‬ ‫تغييرات كبيرة‬

‫‪ %14‬نعم‬

‫نعم‪ ،‬قمنا بإحداث‬ ‫تغييرات طفيفة‬

‫‪%26‬‬

‫ال‪ ،‬لم نقم‬ ‫بإجراء ‪ %59‬ال‬ ‫أي تغييرات‬ ‫رفض اإلجابة‬ ‫‪/‬ال يعرف‬

‫الجدول رقم ‪ :1‬تختلف أولويات االستثمار للناس كذلك‬

‫األسواق الناشئة‬

‫‪81%‬‬

‫الموارد البشرية‪/‬التدريب‬

‫‪64%‬‬

‫‪66%‬‬

‫أنشطة المبيعات‬

‫‪61%‬‬

‫ال نتوقع أي‬ ‫تغييرات‬

‫‪67%‬‬

‫التسويق‬

‫‪56%‬‬

‫‪16%‬‬

‫‪8%‬‬

‫نعم ‪ -‬في خالل‬ ‫أكثر من ‪ 5‬سنوات‬

‫‪7‬‬

‫‪6‬‬

‫نعم خالل‪ 3‬إلى ‪5‬‬ ‫سنوات‬

‫‪5‬‬

‫نعم‪ ،‬نتوقع‬ ‫تغييرات كبيرة‬ ‫نعم‪ ،‬نتوقع‬ ‫تغييرات طفيفة‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪11%‬‬

‫نعم خالل سنة‬ ‫إلى سنتين‬

‫‪2‬‬

‫نعم‬

‫‪1‬‬ ‫السنوات‬

‫‪60%‬‬ ‫ال‬

‫‪5%‬‬ ‫ال يعرف‬

‫‪%1‬‬

‫الشكل ‪ : 3‬ال يخطط معظم المسئولين التنفيذيين‬ ‫لتغيير نماذج أعمالهم في المستقبل القريب‬

‫األسواق الناضجة‬

‫الشكل ‪ :4‬من المتوقع ألكثر من ربع الشركات انتقال‬ ‫دفة األمور إلى الجيل التالي خالل السنوات القادمة‬

‫نعم‬

‫ال يعرف‬

‫‪ %13‬نعم‬ ‫‪%30‬‬

‫نعم‬

‫‪ %56‬ال‬ ‫‪%1‬‬

‫الشكل ‪ :5‬معظم الذين يعتقدون أن دفة األمور سوف تنتقل إلى الجيل القادم في‬ ‫شركاتهم على مدار السنوات الخمسة القادمة يتوقعون أن تظل الشركة ملك للعائلة‬ ‫انتقال دفة األمور إلى الجيل القادم من العائلة ‪53%‬‬ ‫البيع لشركة أخرى ‪21%‬‬ ‫البيع لمستثمر خاص ‪20%‬‬ ‫البيع لفريق اإلدارة ‪15%‬‬ ‫طرح سندات مالية‪/‬الطرح العام األولي ‪8%‬‬ ‫احتماالت أخرى ‪13%‬‬ ‫رفض اإلجابة‪/‬ال يعرف ‪2%‬‬

‫ال‬

‫المصدر‪ :‬دراسة برايس ووترهاوس كوبرز للشركات العائلية ‪2011/2010‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪25‬‬


‫مقاالت توجهات الشركات العائلية العالمية‬

‫�أكرث من ن�صف ال�شركات امل�شاركة يف الدرا�سة مل ت�ضع �إلى الآن‬ ‫نظام مالئم للخالفة‪.‬‬ ‫�إن اخلالفة �أمر و�شيك احلدوث‪ ،‬ففي ‪ %27‬و‪ %36‬من ال�شركات‬ ‫العائلية يف الأ�سواق النا�ضجة والنا�شئة على الرتتيب �سوف يتم‬ ‫ترك دفة القيادة يف �أيدي اجليل القادم يف خالل ال�سنوات‬ ‫اخلم�سة القادمة فقط‪ .‬يتوقع �أكرث من ن�صف هذه ال�شركات �أن‬ ‫تظل ال�شركة ملك ًا للعائلة (ال�شكل ‪ 5‬و‪.)4‬‬ ‫ب�صفة عامة‪ ،‬تو�ضح الدرا�سة �أنه كلما تقدم العمر بال�شركة‬ ‫العائلية‪ ،‬زادت التوقعات ب�إحتمالية بقاء ملكية العائلة لل�شركة‬ ‫عرب الأجيال املختلفة املتالحقة‪.‬‬

‫ال يمكن التعامل مع الخالفة بنجاح من خالل التخطيط‬ ‫المناسب فحسب‪ ،‬لكن ينبغي اإلعالن عن هذه‬ ‫الخطط بأسلوب مناسب وبوسائل كافية‪.‬‬

‫عموم ًا‪� ،‬سوف تواجه ال�شركات العائلية �صعوبة بالفعل �إذا‬ ‫وقعت تغريات مفاجئة يف امللكية نظر ًا لأن ‪ %65‬منها تفتقرالى‬ ‫�إجراءات ُيعمل بها بحيث تتيح لها �شراء ح�ص�ص حاملي‬ ‫الأ�سهم من املتوفني �أو فاقدي الأهلية‪ .‬عالوة على هذا‪ ،‬ف�إن‬ ‫‪ %50‬من هذه ال�شركات لن تتمكن من �شراء ح�ص�ص �أفراد‬ ‫العائلة يف حالة ما �إذا �أرادو اخلروج من ال�شركة‪.‬‬ ‫حتدي اخلالفة ال ي�ؤكده غياب الأنظمة املعمول بها فح�سب‪،‬‬ ‫ولكن كذلك الفجوة بني الو�ضع احلايل وتوقعات اجليل القادم‬ ‫فيما يتعلق باملوازنة بني العمل واحلياة ال�شخ�صية‪ .‬يتم�سك‬ ‫اجليل القادم ب�أهمية و�ضرورة �أن يكون هناك وقت فراغ‪ .‬تعتمد‬ ‫كيفية اجتذاب ثم االحتفاظ باملوظفني ب�صفة عامة على عوامل‬ ‫كثرية مثل املرتبات‪ ،‬واملوازنة بني العمل واحلياة ال�شخ�صية‪،‬‬ ‫والفر�ص الوظيفية‪ ،‬و�أ�ساليب القيادة‪/‬الإدارة‪ ،‬والتدرج‬ ‫الوظيفي (ال�شكل ‪.)6‬‬ ‫ومرة �أخرى هناك اختالف وا�ضح بني �أولويات ال�شركات‬ ‫العائلية يف الأ�سواق النا�شئة والنا�ضجة‪.‬‬ ‫ال ميكن التعامل مع اخلالفة بنجاح من خالل التخطيط‬ ‫املنا�سب فح�سب‪ ،‬لكن ينبغي الإعالن عن هذه اخلطط ب�أ�سلوب‬ ‫‪24‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫منا�سب وبو�سائل كافية‪� .‬إن طريقة تعامل العائلة مع م�س�ألة‬ ‫التوا�صل بني �أفرادها والنزاعات املحتملة ت�صبح عامال رئي�سي ًا‬ ‫للنجاح يف مثل هذه املواقف‪.‬‬ ‫التعامل مع النزاعات‪...‬‬

‫لي�س من املفاجئ ن�شوب نزاعات و�صراعات جراء االتوترات‬ ‫التي عا�شتها ال�شركات خالل ال�سنتني املا�ضيتني‪ .‬يف الواقع‪،‬‬ ‫ت�شري درا�سة براي�س ووترهاو�س كوبرز لل�شركات العائلية‬ ‫�إلى �أن ‪ %50‬من اال�ستجابات �أرجعت �سبب اخلالفات بني‬ ‫�أفرادها الى الإختالف حول م�ستقبل ال�شركة و‪ %40‬كانت‬ ‫حول �أداء �أفراد العائلة‪ .‬قد تغذي هذه النزاعات احلقيقة‬ ‫التي ت�شري �إلى �أن �أكرث من ‪ %60‬من ال�شركات ما زالت تعني‬ ‫�أفراد العائلة بدون تدريب‪ .‬وقد زاد هذا الرقم من ‪ %43‬كما‬ ‫ورد يف درا�سة ‪( 2007‬ال�شكل ‪.)7‬‬ ‫يف ‪ ،2007‬و بينما �صوتت اال�ستجابات ملجل�س العائلة كو�سيلتهم‬ ‫املف�ضلة للتعامل مع ال�صراعات‪ ،‬تر�سم �إجابات هذا العام‬ ‫�صورة خمتلفة حيث �أ�صبحت اتفاقيات حاملي الأ�سهم الآن‬ ‫الو�سيلة املف�ضلة لتجنب وحل ال�صراعات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تظل‬ ‫النقطة احلا�سمة �أن �أقل من ‪ %33‬من ال�شركات العائلية لديها‬ ‫�إجراءات منا�سبة معمول بها حلل ال�صراعات والنزاعات‪ .‬مما‬ ‫ال �شك فيه �أن هذا قد ميثل خماطرة حقيقية لل�شركات العائلية‬ ‫(ال�شكل ‪.)8‬‬ ‫ما زالت اخليارات الأخرى مثل التحكيم بوا�سطة طرف ثالث‬ ‫قليلة اال�ستخدام ويف حال مت ا�ستخدامها فغالب ًا ما يكون هذا‬ ‫يف الأ�سواق النا�ضجة‪ .‬ما زالت االقت�صادات النا�شئة متم�سكة‬ ‫بو�سائل �أخرى‪� .‬إن الرتدد حيال اال�ستعانة بتحكيم طرف ثالث‬ ‫حتم ًا ينبع من الغرائز الوقائية املت�أ�صلة يف ال�شركات العائلية‬ ‫عندما يتعلق الأمر بال�صراعات والنزاعات‪ .‬هناك وعي كبري‬ ‫ب�أهمية ال�سمعة الطيبة يف ال�شركات العائلية ولعل هذا يربر‬ ‫�سبب تف�ضيل و�سائل مثل جمل�س العائلة واتفاقيات حملة‬ ‫الأ�سهم‪ .‬كما يت�ضح الوعي ب�أهمية ال�سمعة كذلك يف التوجه‬ ‫املتزايد نحو تهيئة �أو�ضاع ال�شركات وفق الت�شريعات والنظم‬ ‫وامل�شاركة الفعالة يف تنمية امل�س�ؤولية االجتماعية لل�شركات‪.‬‬ ‫التشريعات والمسؤولية االجتماعية للشركات‪...‬‬

‫حتولت جودة البيئات الت�شريعية والتنظيمية �إلى قمة �أولويات‬ ‫ال�شركات العائلية مقارنة بكونها جمرد اعتبار ثانوي يف ‪.2007‬‬ ‫وميكن �إرجاع هذا التحول ‪-‬مثل غريه من التحوالت الأخرى‪-‬‬ ‫�إلى الأحداث الأخرية‪ ،‬لأن الأزمة املالية كانت بالن�سبة‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫توجهات الشركات العائلية العالمية مقاالت‬

‫دراسة برايس ووترهاوس كوبرز ‪ -‬إطار العمل‬

‫العينة‬

‫‪1606‬‬ ‫من مالكي وتنفيذيي الشركات العائلية‬

‫الدول‬ ‫أستراليا‪ ،‬جزر الباهاما‪ ،‬البحرين‪ ،‬باربادوس‪ ،‬بلجيكا‪،‬‬ ‫البرازيل‪ ،‬كندا‪ ،‬قبرص‪ ،‬الدنمارك‪ ،‬مصر‪ ،‬فنلندا‪،‬‬ ‫فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬إيرلندا‪ ،‬ايطاليا‪ ،‬الكويت‪ ،‬جامايكا‪،‬‬ ‫اليابان‪ ،‬األردن‪ ،‬مالطة‪ ،‬هولندا‪ ،‬النرويج‪ُ ،‬عمان‪،‬‬ ‫روسيا‪ ،‬السعودية‪ ،‬جنوب أفريقيا‪ ،‬اسبانيا‪،‬‬ ‫السويد‪ ،‬سويسرا‪ ،‬سوريا‪ ،‬ترينداد وتوباجو‪،‬‬ ‫تركيا‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬المملكة المتحدة‪ ،‬الواليات‬ ‫المتحدة‪.‬‬

‫القطاعات الصناعية‬ ‫السلع اإلستهالكية‪ ،‬البيع بالتجزئة‪/‬البيع بالجملة‪ ،‬الهندسة المدنية واإلنشائية‪ ،‬التصنيع‪،‬‬ ‫السيارات‪ ،‬النقل والتوزيع‪ ،‬الكيماويات‪ ،‬الحراجة (أنشطة الغابات)‪ ،‬الورق والتعبئة‪ ،‬الضيافة والترفيه‪،‬‬ ‫الخدمات المالية‪ ،‬الزراعة‪ ،‬العقارات‪ ،‬خدمات األعمال‪ ،‬وغيرها من القطاعات األخرى‪.‬‬

‫و ال�شعورباخلوف –فيما يبدو‪� -‬إلى احلد الذي يبث يف نفو�س‬ ‫امل�س�ؤولني التنفيذيني �شعور ًا ب�ضرورة الت�صرف ويدفعهم �إلى‬ ‫�إجراء التغيريات‪ ،‬بل حتى الغالبية العظمى منهم ال تنوي القيام‬ ‫ب�أي �شيء من هذا القبيل يف امل�ستقبل القريب‪ ،‬فقد بلغت ن�سبة‬ ‫من �أجروا تعديالت كبرية على مناذج �أعمالهم ‪ %14‬فقط خالل‬ ‫الأ�شهر الإثنا ع�شر املا�ضية‪( .‬ال�شكل ‪ 2‬و‪.)3‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فهذه لي�ست حقيقة ميكن تعميمها‪ ،‬فوفق ًا لنتائج‬ ‫الدرا�سة‪ ،‬كانت ال�شركات العائلية يف االقت�صادات النا�شئة‬ ‫�أكرث حر�ص ًا على التغيري والتعديل من مثيالتها يف االقت�صادات‬ ‫النا�ضجة‪.‬‬ ‫بينما ت�سود الأجواء م�شاعر القلق وتتباين م�ستويات مرونة‬ ‫و �سرعة التغيري‪� ،‬أوحت معظم اال�ستجابات بالثقة يف القدرة‬ ‫على ا�ستغالل الفر�ص اجلديدة واال�ستفادة منها‪ .‬وهكذا‪ ،‬فقد‬ ‫مت حتقيق ‪-‬خا�صة يف الأ�سواق النا�شئة‪ -‬منو كبري يف معظم‬ ‫ال�شركات بالرغم من ت�أكيد ‪ %86‬منها على �أنها �شهدت تراجع ًا‬ ‫يف ن�سب الطلب‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫وفيما يتعلق ب�أولويات اال�ستثمار امل�ستقبلي مل�س�ؤويل ومالك‬ ‫ال�شركات‪ ،‬وجدنا اختالف ًا �آخر مميز بني الأ�سواق النا�شئة‬ ‫والنا�ضجة (اجلدول ‪.)1‬‬ ‫من الوا�ضح �أن ال�شركات العائلية يف الأ�سواق النا�شئة تعطي‬ ‫الأولوية لال�ستثمار يف املوارد الب�شرية والتدريب‪ .‬ميكن تربير‬ ‫جزء من هذا االختالف �إلى النمو ال�شامل الذي �شهدته هذه‬ ‫االقت�صادات م�ؤخر ًا‪ .‬فتفوق ن�سبة الأعمال واملهام عدد املوظفني‬ ‫ذوي املهارات والكفاءات لتويل هذه املهام‪ .‬وقد �أدى هذا �إلى‬ ‫تكثيف البحث عن موظفني مهرة بالإ�ضافة �إلى زيادة احلاجة‬ ‫�إلى حت�سني الأداء احلايل لل�شركة من خالل تدريب املوظفني يف‬ ‫االقت�صادات النا�شئة‪ .‬من الوا�ضح �أن هذه ال�شركات العائلية‬ ‫تدرك احلاجة �إلى ت�أ�سي�س املعرفة داخل وخارج �شركاتهم‪.‬‬ ‫الخالفة‪...‬‬

‫كانت عملية اخلالفة وما تزال �أكرث امل�شكالت ا�ستمرارية‬ ‫بالإ�ضافة الى كونها �أكرث الأ�سباب �شيوع ًا يف ف�شل ال�شركات‬ ‫العائلية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وبالرغم من هذه احلقيقة الرا�سخة‪ ،‬ف�إن‬ ‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪23‬‬


‫مقاالت توجهات الشركات العائلية العالمية‬

‫تغيرات على العديد من األمور في السنوات األخيرة الماضية؛ وبالرغم من ذلك‪ ،‬ظلت هيمنة الشركات العائلية من حيث عددها‬ ‫طرأت ّ‬ ‫وكذلك أثرها االقتصادي حقيقة ثابتة في اقتصادات مختلفة في جميع أرجاء العالم‪ .‬أجرت شركة برايس ووترهاوس كوبرز ثاني‬ ‫دراسة للشركات العائلية العالمية تحت اسم “‪ .”Kin in the game‬تعد هذه الدراسة وبإجمالي استجابات يزيد على ‪ 1600‬من‬ ‫يميز دراسة هذا‬ ‫شركات عائلية في ‪ 35‬دولة‪ ،‬واحدةً من أكبر المشروعات البحثية المخصصة للشركات العائلية في ‪ .2010‬إن أبرز ما ّ‬ ‫العام –بال شك‪ -‬االختالفات التي أظهرتها الشركات العائلية مقارنة بالدراسة السابقة في ‪ .2007‬في الواقع‪ ،‬يمكن الوقوف على‬ ‫العديد من التغيرات الواضحة في األولويات ونهج األعمال‪ ،‬وتوثّق الدراسة هذه حقيقة أن العالم قد مر بأزمة اقتصادية غيرت طريقة‬ ‫تفكيرنا و ستظل عالقة باألذهان لفترة ليست بالقصيرة‪.‬‬

‫توجهات الشركات العائلية العالمية‬

‫دراسة برايس ووترهاوس كوبرز‬ ‫للشركات العائلية‬ ‫بصفة عامة‪...‬‬ ‫�أكرث ما يلفت االنتباه يف درا�سة ال�شركات العائلية التي �أجرتها‬ ‫براي�س ووترهاو�س كوبرز يف ‪ 2010‬هو االختالفات التي تعر�ضها‬ ‫مقارنة بالدرا�سة الأولى يف ‪� :2007‬إجما ًال‪ ،‬ال يوجد �أدنى �شك‬ ‫�أن الأزمة االقت�صادية العاملية تركت �أثرها والذي �إن مل يكن‬ ‫وا�ضح ًا على �أداء ال�شركات العائلية‪ ،‬فعلى الأقل ّ‬ ‫يت�ضح �أثرها‬ ‫على الر�ؤية امل�ستقبلية لهذه ال�شركات‪.‬‬ ‫بينما كان الباعث الأكرب لقلق ال�شركات العائلية العاملية يف‬ ‫‪ 2007‬هو زيادة املناف�سة يف قطاعاتهم‪ ،‬ف�إن الرتكيز هذا العام‬ ‫يكمن يف ظروف ال�سوق غري امل�ستقرة‪ .‬وال ُيعد هذا مفاج�أة يف‬ ‫ظل الأزمة املالية‪ ،‬ولكن الأرقام تو�ضح خوف ًا حقيقي ًا؛ ي�شعر ‪%64‬‬ ‫بالقلق حيال ظروف ال�سوق‪ ،‬وهذه الن�سبة تزيد على �ضعف ن�سبة‬ ‫القلقني ب�ش�أن ال�سيا�سات احلكومية واملناف�سة (انظر ال�شكل ‪.)1‬‬ ‫قد يعتقد املرء �أن الأحداث الأخرية دفعت امل�س�ؤولني ومالكي‬ ‫ال�شركات �إلى �إعطاء الأولوية لعمليات تقييم اال�سرتاتيجية‬ ‫ونتائجها‪ .‬ومن املثري للده�شة يف الأمر عدم و�صول ال�صدمة‬ ‫‪22‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫مقاالت‬

‫مقاالت‬ ‫‪22‬‬ ‫وجهات ال�شركات العائلية‬ ‫ّ‬ ‫العاملية‪ :‬درا�سة براي�س‬ ‫ووترهاو�س كوبرز‬ ‫لل�شركات العائلية‪:‬‬ ‫تعرض دراسة برايس ووترهاوس‬ ‫كوبرز الثانية للشركات العائلية‬ ‫توجهات جديدة‪.‬‬ ‫العالمية ّ‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫‪28‬‬ ‫املجل�س‪ ..‬يف قلب ال�شركات‬ ‫العائلية‬ ‫أصل و تاريخ ووظائف المجالس في‬ ‫الشرق األوسط‬

‫‪32‬‬ ‫ال�شركات العائلية‬ ‫اخلليجية‪ :‬طرق لتنظيم‬ ‫�أمور الأعمال‬ ‫االستراتيجيات والطرق التي ينبغي‬ ‫على الشركات العائلية اتباعها‬ ‫الكتساب المزيد من الفعالية‬ ‫والمرونة والتنافسية‪.‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪21‬‬


New markets...New alliances...Crossing borders ...

PLeAse mARk youR AgendA.

9-10 APRIL 2011 Muscat, Oman

If you wish to pre-book your seat, please contact

conference@tharawat.org


‫شركة معوض العائلية لمحــة‬

‫هل كان هناك نقد لربط ا�سم معو�ض بنجوم هوليوود بعد الرتكيز‬ ‫على العائالت امللكية ح�صري ًا من قبل؟‬

‫ال على الإطالق‪ُ .‬ينظر �إلى جنوم هوليوود اليوم على �أنهم ملوك و�أمراء‬ ‫ع�صرنا هذا‪ ،‬ومل ي�صلنا �سوى �آراء �إيجابية منذ �أن بد�أ النجوم يف ارتداء‬ ‫جموهرات معو�ض‪ .‬مل يقت�صر الأمر على ارتداء وتف�ضيل جنوم ال�شا�شة‬ ‫مثل �أجنلينا جويل ونيكول كيدمان ملجوهراتنا فح�سب‪ ،‬بل كنا �سعداء احلظ‬ ‫كذلك بامل�شاركة يف �إطالق خطوط من ت�صميم جنمات مثل هايدي كلوم‪.‬‬ ‫كيف بد�أت فكرة التعاون مع فيكتوريا �سيكريت وهل �أدى هذا �إلى‬ ‫تو�سعة الآفاق اال�سرتاتيجية للمجموعة؟‬

‫بد�أت عالقتنا بالعالمة التجارية فيكتوريا �سيكريت يف عام ‪ .2000‬ومنذ‬ ‫ذلك احلني‪ ،‬تتزين �أ�شهر عار�ضات الأزياء يف العامل مبجوهرات معو�ض‬ ‫يف عر�ض الأزياء ال�سنوي الذي تقيمه فيكتوريا �سيكريت‪ .‬على �سبيل املثال‪،‬‬ ‫يف �شهر نوفمرب املا�ضي وخالل عر�ض الأزياء املقام مبدينة لو�س �أجنلو�س‪،‬‬ ‫حت ّلت العار�ضات مبجوهرات �شركة معو�ض من جمموعة «‪Masterpiece‬‬ ‫‪.»Collection‬‬

‫حوار مع باسكال معوض‬ ‫من وجهة نظرك ما هي ال�سمات واخل�صائ�ص العائلية التي ا�ستمرت‬ ‫عرب الأجيال املتعاقبة والتي ما زلتم حري�صني عليها بالن�سبة‬ ‫لطريقة �أداء العائلة للأعمال حالي ًا؟‬

‫�أوال وقبل كل �شيء‪ ،‬نحن لدينا �شغف كبري باملجوهرات اجلميلة والأحجار‬ ‫الكرمية‪� .‬إن هذا ال�شغف بالإ�ضافة �إلى القدرات الت�صنيعية والإبداعية التي‬ ‫ا�ستمر توارثها عن الآباء والأجداد عرب ‪� 120‬سنة من وجودنا‪ ،‬مكننا من‬ ‫ابتكار قطع متميزة عالية اجلودة حازت على مكانة كبرية يف قلوب النا�س‬ ‫يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫هل االنتقال من �أوروبا �إلى الواليات املتحدة �ساهم يف تغيري‬ ‫ديناميكيات النمو ملجموعة معو�ض؟‬

‫�أتاح لنا التو�سع يف الواليات املتحدة �إمكانية الو�صول �إلى عمالء جدد وزيادة‬ ‫مبيعاتنا وامل�شاركة يف �أن�شطة ت�سويقية ا�سرتاتيجية‪ .‬لقد كان والدنا روبري‬ ‫معو�ض هو من قام بتو�سعة ال�شركة عاملي ًا و�أر�سى لها ح�ضور ًا يف �أمريكا‬ ‫ال�شمالية‪ .‬يف عام ‪ ،2006‬قمت بنقل مكاتبنا من نيويورك �إلى لو�س �أجنلو�س‬ ‫لتعزيز ارتباطاتنا بعمالئنا من م�شاهري هوليوود‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬على مدار �ست �سنوات و منذ عام ‪ ،2000‬يتم تكليف‬ ‫�شركة معو�ض بت�صميم وابتكار وت�صنيع قطعة فريدة مر�صعة باملجوهرات‬ ‫ت�صل قيمتها �إلى ماليني الدوالرات‪ .‬وقد دخلت �إحدى هذه القطع مو�سوعة‬ ‫جيني�س العاملية للأرقام القيا�سية ب�صفتها الأغلى على م�ستوى العامل بقيمة‬ ‫ت�صل �إلى ‪ 11‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫بعد التواجد يف دبي‪ ،‬هل هناك املزيد من خطط التو�سع يف ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�آ�سيا؟‬

‫نعم‪ ،‬فافتتاح متجر معو�ض يف دبي مول هو جمرد البداية بالن�سبة لنا‪� .‬إن‬ ‫هدفنا هو حتقيق املزيد من االنت�شار للعالمة التجارية يف اخلليج وزيادة‬ ‫توزيعنا يف منطقة ال�شرق الأو�سط بالكامل‪ .‬على مدار ال�سنوات اخلم�س‬ ‫القادمة‪� ،‬ستحظى املنطقة بن�صف املتاجر اجلديدة التي نخطط الفتتاحها‪.‬‬ ‫يف ‪� ،2011‬سوف نفتتح ثالثة متاجر جديدة يف بريوت‪ ،‬و�سوف نقوم بعمليات‬ ‫جتديد ملنافذ بيعنا يف الريا�ض وجدة‪ ،‬هذا و باال�ضافة الى �أننا ندر�س حالي ًا‬ ‫امكانية التواجد يف �أحد املواقع يف �أبو ظبي وقد نفتتح متجر ًا ثاني ًا يف دبي ‪،‬‬ ‫كما ن�سعى كذلك �إلى التو�سع يف الأ�سواق الأ�سيوية والأوروبية‪.‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪19‬‬


‫لمحــة شركة معوض العائلية‬

‫حوار مع فريد معوض‬ ‫من وجهة نظرك ك�أحد املنتمني �إلى اجليل الرابع لعائلتك‪� ،‬أين تكمن‬ ‫�أكرب التحديات والفر�ص يف موا�صلة تراث العائلة؟‬

‫�أوال وقبل كل �شيء دعني �أقول �إن تويل قيادة �شركة العائلة ميثل �شرف‬ ‫عظيم ويف الوقت ذاته م�س�ؤولية كبرية‪ ،‬و خ�صو�ص ًا �أن معو�ض كمجموعة‬ ‫لها �سمعة م�شرفة ويدعمها ‪ 120‬عام ًا من النجاح والتميز‪ .‬التحدي الذي‬ ‫نواجهه الآن هو موا�صلة رحلة العالمة التجارية ور�سم خط �سري �إلى‬ ‫امل�ستقبل ويف نف�س الوقت موا�صلة ما بد�أه �أجدادنا و اال�ستمرار فيه‪� ،.‬أي �أن‬ ‫الأمر يتعلق باال�ستيعاب الدقيق ملا�ضينا والتو�صل �إلى الكيفية الأمثل لكتابة‬ ‫تاريخ ال�شركة يف رحلتها �إلى امل�ستقبل‪ .‬الأمر كله متعلق بااللتزام مببادئنا‬ ‫الأ�سا�سية من اخال�ص وحما�س وابتكار واهتمام حقيقي بالعمالء بداخل‬ ‫الو�سط الفعلي وامل�ستقبلي لوجودنا‪ .‬ولتنفيذ ا�سرتاتيجيتنا �سنحتاج �إلى‬ ‫�إحاطة �أنف�سنا مبوظفني على درجة كبرية من املوهبة والكفاءة‪.‬‬ ‫ما الذي ت�ضيفه �سينريجيا وان �إلى تراث جمموعة معو�ض؟ هل هناك‬ ‫تعاون بني املجموعتني؟‬

‫�سينريجيا وان جمموعة �شركات متنوعة قمت بت�أ�سي�سها بنف�سي من العدم‬ ‫قبل تويل م�سئولية �إدارة جمموعة معو�ض‪ .‬حتت مظلة «جلوبال فران�شيايز‬ ‫�أركيتيكت�س» ‪-‬على �سبيل املثال‪ -‬قمنا ب�إن�شاء ‪ 9‬عالمات جتارية خلدمات املواد‬ ‫الغذائية تعمل من خالل ‪ 22‬منفذ بيع يف ‪ 10‬دول‪� .‬إن همي و �شغلي ال�شاغل‬ ‫هو حتديد الفر�ص وو�ضع اال�سرتاتيجيات وتوجيه املوارد نحو التنفيذ‪ .‬ولهذا‬ ‫ال�سبب �أعترب نف�سي رائد �أعمال م�ستمر‪ .‬حالي ًا �أنا م�س�ؤول باال�شرتاك مع �أخي‬ ‫با�سكال عن الإ�شراف على �صناعة املجوهرات‪ ،‬و�أنا �أدعم �شركة العائلة بكل‬ ‫ما �أوتيت من خربة و قدرات بالإ�ضافة الى جزء من فريق الإدارة لدي ‪ .‬يف‬ ‫الواقع �أعترب نف�سي حمظوظ حل�صويل على اخلربة التي اكت�سبتها عرب �إقامة‬ ‫�شركات و�أن�شطة متنوعة وو�ضع هذه اخلربة يف خدمة �شركة العائلة‪.‬‬ ‫من هم املناف�سني ملجلتي «�إن �ستور» و»�إن ديزاين»؟ وهل هناك خطط‬ ‫ملزيد من املطبوعات ذات نف�س الطبيعة م�ستقب ًال؟‬

‫�سوف نحتفل يف العام القادم بالذكرى ال�سنوية العا�شرة ملجلة «�إن �ستور» ‪.‬‬ ‫مل �أكن �أتوقع على الإطالق �أن ن�صل �إلى مكانة بارزة يف قطاع الن�شر املتعلق‬ ‫بتجارة املجوهرات يف الواليات املتحدة‪ .‬عندما بد�أنا �إ�صدار جملتنا كنا‬ ‫نتناف�س مع خم�س مطبوعات �أخرى يرجع تاريخ ثالث منها �إلى ما يزيد على‬ ‫‪ 100‬عام‪ .‬من خالل تركيزنا على تقدمي ا�ست�شارات ون�صائح �إدارية ملالكي‬ ‫متاجر املجوهرات متكنا من ت�شكيل �سوق راقية خا�صة بنا وهو ما �أدى �إلى‬ ‫توطيد عالقة القراء مبجلتنا ووالئهم ال�شديد لها‪ .‬ومع تغري طبيعة و�سائل‬ ‫‪18‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫الإعالم وحدوث الأزمة االقت�صادية يف ال�سنوات الثالثة املا�ضية ‪� ،‬أ�صبح‬ ‫جميع مناف�سينا خارج املجال هذا فيما عدا واحد‪ .‬و �أ�صبحنا نت�صدرحالي ًا‬ ‫ال�سوق من حيث �إجمايل عدد ال�صفحات‪ .‬مل يكن هذا النجاح ممكن ًا لو مل‬ ‫�أكن حمظوظ ًا بالعمل مع بع�ض �أكرث املوظفني كفاءة وموهبة يف جمالنا‪.‬‬ ‫ما هي اخلطط ال�شاملة للمجموعة وهل هناك جيل �آخر من العائلة‬ ‫ي�ستعد لالن�ضمام �إلى �شركة العائلة؟‬

‫تت�ضمن خططنا امل�ستقبلية جعل العالمة التجارية متوفرة وي�سهل احل�صول‬ ‫عليها ويف نف�س الوقت حمافظة على تفردها كعالمة يتطلع �إليها اجلميع‪.‬‬ ‫ونخطط لتحقيق هذا الهدف من خالل تقدمي ما ن�سميه جمموعات البوتيك‬ ‫‪ ،‬وهي عبارة عن جموهرات ب�أ�سعار �أقل ن�ستخدم يف �صناعتها �أحجار‬ ‫كرمية عالية اجلودة لكن ب�أحجام �أ�صغر مع م�ستوى عايل من احلرفية ال‬ ‫نتنازل عنه يف منتجاتنا‪.‬‬ ‫�إن الأفراد املتوقع ان�ضمامهم للمجموعة م�ستقب ًال ما زالوا يف مرحلة‬ ‫الإعداد والتهيئة‪� .‬أنا عن نف�سي لدي ثالث �أوالد ما زالوا باملراحل الدرا�سية‬ ‫و�سوف نرى ما �إذا كانوا �سوف ين�ضمون يوم ًا ما �إلى �شركة العائلة‪ .‬من‬ ‫امل�ؤكد �أننا نرى يف احلفاظ على خ�صو�صية ال�شركة والإبقاء عليها يف �أيدى‬ ‫�أفراد العائلة ميزة يجب عدم التفريط بها ‪ ،‬فهذا ي�سمح لنا بالرتكيز على‬ ‫عمالئنا بدون �أي �ضغوط خارجية من حملة الأ�سهم واملحللني‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫شركة معوض العائلية لمحــة‬

‫بخلفياتهما ومزاياهما ال�شخ�صية املختلفة يف ال�شركة‪ .‬فقد التحق فريد‬ ‫معو�ض باملعهد الأمريكي للمجوهرات وبعدها عمل يف �شركة العائلة‬ ‫من ‪� 1991‬إلى ‪ 1993‬ليقوم الحق ًا با�ستكمال درا�سته يف كلية هارفارد‬ ‫للأعمال‪ .‬وفريد الذي ي�سمي نف�سه رائد �أعمال م�ستمر ويحمل ال�صفات‬ ‫العائلية الأ�صيلة‪� ،‬سعى هو �أي�ض ًا �إلى احل�صول على ا�ستثماراته اخلا�صة‬ ‫من خالل �إن�شاء �سينريجيا وان‪ ،‬وهي عبارة عن جمموعة �شركات تعمل‬ ‫يف ما يزيد على ‪ 12‬دولة ويف العديد من ال�صناعات املختلفة‪ .‬و�أي ًا كانت‬ ‫الوجهة التي تقوده �إليها ا�ستثماراته‪ ،‬فهو ميتلك دائم ًا دور بارز يف �شركة‬ ‫العائلة‪ ،‬فقد �أ�س�س جملتني متخ�ص�صتني يف بيع املجوهرات بالتجزئة‬ ‫�إن �ستور و �إن ديزاين وقد �أقام كذلك معر�ض ًا جتاري ًا متخ�ص�ص ًا رفيع‬ ‫امل�ستوى حتت ا�سم معر�ض �سمارت للمجوهرات‪.‬‬ ‫�أما با�سكال معو�ض‪ ،‬فمن خالل ابتكاراته املتميزة جنح يف اجتذاب‬ ‫�شريحة جديدة متام ًا من الزبائن �إلى ال�شركة‪ .‬فقد �ساعده �إكمال‬ ‫درا�سته مبدينة لو�س �أجنلو�س على �إقامة �شبكة من العالقات املتميزة يف‬ ‫ال�ساحل الغربي‪ .‬وقد ا�ستمر بالدرا�سة حتى ح�صل على �شهادة من املعهد‬ ‫الأمريكي للمجوهرات مثل �أخيه‪ ،‬ثم وا�صل م�سريته العلمية لي�ضيف الى‬ ‫ذلك �شهادة املاج�ستري يف �إدارة الأعمال فيما بعد‪ .‬انتقل با�سكال يف عام‬ ‫‪� 1999‬إلى مدينة نيويورك ل�شغل من�صبه يف �شركة العائلة‪ .‬يف عام ‪،2006‬‬ ‫جنحت عالقاته ومعارفه يف اجتذابه مرة �أخرى �إلى ال�ساحل الغربي‬ ‫وبالتايل نقل مكاتب ال�شركة �إلى لو�س �أجنلو�س يف خطوة ا�سرتاتيجية‬ ‫حا�سمة‪ .‬وبهذا‪ ،‬جنح با�سكال يف �إمكانية الو�صول �إلى جنوم هوليوود‬ ‫والذين ميكن ت�سميتهم ملوك و�أمراء الع�صر اجلديد‪� .‬إن التعاون مع �أ�شهر‬ ‫النجوم والعار�ضات (مثل هايدي كلوم‪ ،‬ونيكول ريت�شي‪ ،‬وكيم كرد�شيان‪،‬‬ ‫وجي�سيكا �سمب�سون) الالتي ي�صممن جموهرات حتمل �أ�سمائهن حتت‬ ‫مظلة معو�ض‪ ،‬منح ال�شركة العائلية ميزة فريدة يف ال�صناعة كما كان‬ ‫احلال عند تعاونها مع العالمة التجارية فيكتوريا �سيكريت‪.‬‬ ‫وبينما يوجه هذا اجليل من عائلة معو�ض دفته جتاه �أرا�ضي جديدة‬ ‫كما فعل �أ�سالفهم‪ ،‬ورمبا يكون هناك جيل جديد من العائلة ي�ستعد‬

‫وبينما يوجه هذا الجيل من عائلة معوض‬ ‫دفته تجاه أراضي جديدة كما فعل أسالفهم‪،‬‬ ‫وربما يكون هناك جيل جديد من العائلة يستعد‬ ‫لالنضمام إليهم‪ ،‬فإن صناعة المجوهرات تظل‬ ‫في موضع القلب من هذه الشركة العائلية‬

‫لالن�ضمام �إليهم‪ ،‬ف�إن �صناعة املجوهرات تظل يف مو�ضع القلب من‬ ‫هذه ال�شركة العائلية ون�أمل �أن ت�ستمر يف الإ�ضافة �إلى تاريخها من‬ ‫الت�ألق والربيق‪.‬‬

‫‪1972 1950 1890‬‬ ‫بعد عودته إلى بيروت بدأ‬ ‫داوود معوض ورشته الخاصة‬ ‫حيث ركز على إصالح الساعات‬ ‫والمجوهرات كما أشبع‬ ‫ولعه بصناعة ساعات تتسم‬ ‫بالتعقيد تحت طلب عمالء‬ ‫أثرياء‪.‬‬

‫سافر فايز معوض إلى‬ ‫السعودية وهي الخطوة‬ ‫التي تعتبر حاسمة في قصة‬ ‫نجاح الشركة‪ .‬كان فايز وقتئذ‬ ‫الصائغ الوحيد للمجوهرات‬ ‫رفيعة المستوى بالمملكة‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫بدأ روبير معوض في الجمع‬ ‫بين صناعة المجوهرات‬ ‫وصناعة الساعات السويسرية‬ ‫التقليدية العريقة تحت اسمه‬ ‫واسم مدينة جنيف لتكوين‬ ‫العالمة التجارية روبيرجيه‬

‫‪2001‬‬ ‫أقامت عائلة معوض أكبر‬ ‫معرض لأللماس في العالم‬ ‫في متحف التاريخ الطبيعي‬ ‫في العاصمة الفرنسية‬ ‫باريس‪.‬‬

‫‪2010‬‬ ‫تم اإلعالن عن تسليم روبير‬ ‫معوض زمام أمور شركة‬ ‫العائلة البنيه فريد وباسكال‬ ‫وبالتالي اإلعالن رسمي ًا عن‬ ‫تولي الجيل الرابع مسؤولية‬ ‫قيادة مجموعة معوض في‬ ‫سعيها إلى الكمال‪.‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪17‬‬


‫لمحــة شركة معوض العائلية‬

‫(اليسار واليمين) فريد وباسكال معوض‪ ،‬مع والديهم‪ ،‬روبرت و ليلىمعوض في االفتتاح الرسمي لصالة معوض في دبي مول‬

‫من القرن املا�ضي من معر�ض املجوهرات الأ�صلي مبدينة جدة �إلى مدينة‬ ‫جنيف ال�سوي�سر�سة لإقامة املقر الرئي�سي لل�شركة‪.‬‬ ‫يف عام ‪ ،1972‬بد�أ روبري يف اجلمع بني �صناعة املجوهرات و�صناعة‬ ‫ال�ساعات ال�سوي�سرية التقليدية العريقة حتت ا�سمه وا�سم مدينة جنيف‬

‫في شهر نوفمبر ‪ ،2010‬تم اإلعالن عن تسليم‬ ‫روبير معوض زمام أمور شركة العائلة‬ ‫البنيه فريد وباسكال وبالتالي اإلعالن رسمي ًا‬ ‫عن تولي الجيل الرابع مسؤولية قيادة‬ ‫مجموعة معوض في سعيها إلى الكمال‬

‫‪16‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫لتكوين العالمة التجارية روبريجيه‪ .‬يف الوقت ذاته‪ ،‬دخل روبري عامل‬ ‫مزادات املجوهرات وحقق �أرقام ًا قيا�سية لأ�سعار الأملا�س‪ .‬ويف عام ‪،2001‬‬ ‫�أقامت عائلة معو�ض �أكرب معر�ض للأملا�س يف العامل يف متحف التاريخ‬ ‫الطبيعي يف العا�صمة الفرن�سية باري�س‪� .‬أدت تطلعات روبري با�ستك�شاف‬ ‫�أن�شطة و�أ�سواق جديدة �إلى تو�سع ال�شركة وات�ساع �شهرتها يف �أوروبا و�آ�سيا‬ ‫و�أمريكا ال�شمالية‪ .‬و�أثناء توليه ملن�صب الرئي�س التنفيذي‪� ،‬أب�صرت النور‬ ‫جمموعة من امل�ؤ�س�سات املختلفة مثل جمموعة روبري معو�ض للتطوير‬ ‫العقاري ومتحف روبري معو�ض اخلا�ص يف العا�صمة اللبنانية بريوت‪ .‬وقد‬ ‫ح�صل روبري على جائزة «�إجنازات امل�سرية املهنية» من املعهد الأمريكي‬ ‫للمجوهرات‪.‬‬ ‫يف �شهر نوفمرب ‪ ،2010‬مت الإعالن عن ت�سليم روبري معو�ض زمام �أمور‬ ‫�شركة العائلة البنيه فريد وبا�سكال وبالتايل الإعالن ر�سمي ًا عن تويل‬ ‫اجليل الرابع م�س�ؤولية قيادة جمموعة معو�ض يف �سعيها �إلى الكمال‪.‬‬ ‫عمل كل من فريد وبا�سكال مع �أبيهما لأكرث من ع�شر �سنوات وقد �ساهما‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫شركة معوض العائلية لمحــة‬

‫ومل ي�ستغرق الأمر كثري ًا حتى بد�أ اجليل الثاين من عائلة معو�ض يف‬ ‫االن�ضمام �إلى �شركة العائلة‪ .‬ترعرع فايز معو�ض ابن داوود عا�شق ًا لتجارة‬ ‫املجوهرات كما كان �أبيه‪ ،‬ومن هنا كان تعلمه للمهنة وان�ضمامه لل�شركة‪.‬‬ ‫�أدخل االبن الأفكار املبتكرة وجمعها مع ع�شقه ل�صناعة املجوهرات‬ ‫وال�ساعات الذي ورثه عن �أبيه‪ .‬فبد�أ بتزيني ال�ساعات باملجوهرات لإر�ضاء‬ ‫العمالء الأثرياء لل�شركة العائلية‪ .‬ومثلما كان احلال مع �أبيه‪� ،‬سرعان ما‬ ‫�شعر فايز �أن وطنه الأم �أ�صبح �أ�صغر من حجم طموحه فرحل متجه ًا �إلى‬ ‫�أر�ض مليئة مبزيد من التحديات‪ .‬يف عام ‪� ،1950‬سافر فايز �إلى ال�سعودية‬ ‫وهي اخلطوة التي تعترب حا�سمة يف ق�صة جناح ال�شركة‪ .‬كان فايز وقتئذ‬ ‫ال�صائغ الوحيد للمجوهرات رفيعة امل�ستوى باململكة وا�شتهر ا�سمه لدى‬ ‫العائلة املالكة و�صفوة املجتمع من خالل ا�سترياده ل�ساعات من بياجيه‪،‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫بوم �آند مري�سييه‪ ،‬لوجنني‪ ،‬باتك فيليب‪ ،‬رولك�س هذا �إلى جانب �إنتاجه‬ ‫اخلا�ص منالقطع الفريدة واملتميزة‪.‬‬ ‫تنطبق احلكمة القائلة «االبن �سر �أبيه» كذلك على اجليل الثالث من عائلة‬ ‫معو�ض‪ ،‬ف�سرعان ما بد�أ روبري ابن فايز يف التطلع والتوق �إلى مدى الروعة‬ ‫التي �أظهرها والده يف �صنعتهم‪ .‬وبعد اختيار درا�سة الطب يف باري�س يف‬ ‫البداية‪ ،‬مت ا�ستدعاء روبري للرجوع �إلى ال�سعودية من قبل �شركة العائلة و‬ ‫الذي ات�ضح الحق ًا �أنها خطوة م�صريية لل�شركة‪ ،‬حيث �أظهر روبري م�ستوى‬ ‫فريد من املهارة واملوهبة فيما يتعلق باملهنة و�سرعان ما تر�أ�س ال�شركة‪.‬‬ ‫ومثلما هو احلال مع الأجيال ال�سابقة من رجال عائلة معو�ض‪� ،‬شعر روبري‬ ‫باحلاجة �إلى ا�ستك�شاف �أر�ض جديدة‪ .‬فانتقل روبري يف �أوائل ال�سبعينيات‬ ‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪15‬‬


‫لمحــة شركة معوض العائلية‬

‫إن مراحل الخالفة الناحجة من اآلباء إلى األبناء ظاهرة مدهشة ال يمكن إغفالها في عالم الشركات العائلية‪ .‬ومن الطبيعي أن يبرز‬ ‫تاريخ عائلة معوض في ظل وجود الجيل الرابع متولي ًا دفة االمور اآلن‪ .‬فقد جذبت عملية الخالفة األخيرة االهتمام العالمي عندما‬ ‫تولى فريد وباسكال معوض مهام إدارة الشركة خلفا لوالدهما في عام ‪ 2010‬حيث دخلت الشركة العائلية عهداً جديداً كما كان‬ ‫الحال مع دخول كل جيل جديد في شركة العائلة على مدار تاريخها الذي يزيد على المائة عام‪.‬‬

‫لمحة عن شركة عائلية‪:‬‬

‫شركة معوض اللبنانية‬

‫تاريخ من التألق والبريق‬

‫مل يكن داوود معو�ض �سوى �شاب �صغري عندما �شق طريقه �إلى العامل‬ ‫اجلديد يف �سفينة �شراعية لنقل الركاب يف عام ‪ 1860‬تارك ًا خلفه وطنه‬ ‫لبنان‪ .‬كان احللم بالذهاب �إلى �أر�ض الفر�ص يداعب خميلة الكثريين‬ ‫غريه‪ ،‬ومع ذلك عندما و�صل داوود �إلى الواليات املتحدة‪� ،‬شعر ب�أنه‬ ‫م�ضطر �إلى امل�ضي قدم ًا �إلى مكان �أبعد‪ .‬ومل يعرث على ما كان يبحث‬ ‫عنه �إال عندما وط�أت قدماه �أر�ض املك�سيك‪ ،‬فبد�أ التدرب على �إ�صالح‬ ‫ال�ساعات و�صياغة املجوهرات ثم برع يف حرفته اجلديدة مما كان يعني‬ ‫و�ضع حجر الأ�سا�س ملا �أ�صبح فيما بعد �شركة معو�ض العائلية‪ .‬وبعد‬ ‫مرور ‪ 30‬عام ًا‪ ،‬رجع داوود �إلى لبنان يف عام ‪ 1890‬وبد�أ ور�شته اخلا�صة‬ ‫يف بريوت حيث ركز على �إ�صالح ال�ساعات واملجوهرات كما �أ�شبع ولعه‬ ‫ب�صناعة �ساعات تت�سم بالتعقيد حتت طلب عمالء �أثرياء‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫من شركة عائلية إلى شركة عائلية قضية للنقاش‬

‫الحل الثالث‬ ‫أحد أفراد الجيل الثالث في شركة عائلية مصرية‬

‫مثلما هو احلال غالب ًا يف ال�شركات العائلية‪ ،‬يتوجب على ‪ HbN‬النظر �إلى‬ ‫امل�س�ألة من جانبني‪ :‬اجلانب الأول والأهم نظرة الأب الذي يتمنى ر�ؤية ابنه‬ ‫�سعيد ًا وناجح ًا يف عمله‪� .‬أما اجلانب الثاين‪ ،‬فهو نظرة �صاحب ال�شركة‬ ‫الذي يبحث عن �أف�ضل املواهب و الإمكانيات ل�ضمان منو �أعماله‪.‬‬ ‫ب�صفته الأبوية‪ ،‬يجب على ‪ HbN‬يف نهاية فرتة ال�شهور التدريبية الت�سعة‬ ‫بدء حوار مع ابنه الطالعه على ر�ؤيته مل�ستقبل ال�شركة‪ .‬كما يجب عليه‬ ‫كذلك ت�شجيع ‪ YbH‬لإبداء انطباعاته عن جتربته يف ال�شركة و�أحالمه يف‬ ‫امل�ستقبل‪.‬‬ ‫قد يت�ضح من املناق�شة �أن ‪ YbH‬مهتم للغاية باالن�ضمام لل�شركة لكنه ِّ‬ ‫يف�ضل‬ ‫الرتكيز على اجلانب التقني يف الوقت الراهن‪ ،‬لكن من الوارد كذلك �أن‬ ‫االبن يفكر فعلي ًا يف فتح �شركته اخلا�صة‪.‬‬ ‫يف جميع الأحوال‪� ،‬سيتمكن ‪ HbN‬من خالل هذه املناق�شة احل�صول على‬ ‫فكرة �أو�ضح ملا ميكن �أن ينتظره من ابنه ور�ؤيته مل�ستقبله على املدى القريب‪.‬‬ ‫ومن الناحية الأخرى وب�صفته رجل �أعمال‪ ،‬يجب على ‪ HbN‬الت�أكد من‬ ‫مو�ضوعيته يف حتديد املواهب يف العائلة وقدرات و�إمكانيات كل فرد مبا‬ ‫ي�ؤهله لي�صبح �أحد القادة م�ستقب ًال‪ .‬يف حالة ما �إذا كان ‪ YbH‬يرغب يف‬ ‫اال�ستمرار ب�شركة العائلة‪ ،‬فقد يقرتح ‪ HbN‬عليه بدء ن�شاط جديد �ضمن‬ ‫ال�شركة و �إن كان هذا الن�شاط مركز ًا تقني ًا �صغري ًا‪-‬على �سبيل املثال‪ -‬لدعم‬ ‫الأق�سام املختلفة بامل�ؤ�س�سة لزيادة الفعالية من خالل التقنيات احلديثة‪.‬‬ ‫ويف حالة ما �إذا كان ابنه جاد ًا ب�ش�أن فتح �شركته اخلا�صة‪ ،‬فب�إمكان‬ ‫‪ HbN‬ت�صور عدة �سيناريوهات‪ .‬كرجل �أعمال‪ ،‬ينبغي على ‪� HbN‬س�ؤال‬ ‫ابنه �إذا ماكان لديه فكرة وا�ضحة ل�شركته اخلا�صة �أم �أن الأمر ما زال‬ ‫ت�صور ًا مبدئي ًا ال �أكرث‪� .‬إذا كان لدى ‪ YbH‬ر�ؤية وا�ضحة ل�شركة جديدة‪،‬‬ ‫فرمبا ين�صحه والده حول كيفية البدء بامل�شروع وقد ي�أتي هذا من خالل‬ ‫تعريفه ببع�ض املتخ�ص�صني ممن ميكنهم مناق�شة الفكرة واختبار �إمكانية‬ ‫جناحها‪ .‬ومن املمكن �أي�ض ًا ت�شجيع ‪ YbH‬على تقدمي خطة �شركته للعائلة‪،‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫مما قد يتيح لهم فر�صة التفكري يف م�ساعدته بر�أ�س املال لبدء ت�أ�سي�س‬ ‫�شركته �أو حتى اقرتاح و�ضع منوذج امل�شروع حتت مظلة �شركة العائلة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ففي حالة ما �إذا كانت فكرة ‪ YbH‬غري وا�ضحة‪ ،‬فمن الواجب‬ ‫على ‪ HbN‬ك�أب ورجل �أعمال ت�شجيع ابنه على العمل لفرتة من الوقت يف‬ ‫�شركة للتقنية والتكنولوجيا خارج �شركة العائلة‪� .‬سوف تتيح له هذه اخلطوة‬ ‫التعلم واالحتكاك ببيئة خمتلفة‪ ،‬وهو ما قد ي�ساعد على ر�سم مالمح فكرته‬ ‫وتزويده باخلربة العملية من خالل التفاعل مع املخت�صني‪.‬‬ ‫وبغ�ض النظر عن القرار الذي �سيتم اتخاذه‪ ،‬فمن ال�ضرورة مبكان تو�ضيح‬ ‫هذا الأمر للأفراد الآخرين من �شباب العائلة‪ .‬يف حالة ما �إذا قرر ‪YbH‬‬ ‫تطوير مبادرته بافتتاح �شركة خا�صة به‪ ،‬فعلى ‪ HbN‬توقع احتمالية تقدم‬ ‫بقية �أفراد العائلة باقرتاحاتهم و�أفكارهم لإن�شاء �شركات خا�صة بهم‪ .‬قد‬ ‫تكون هذه فر�صة رائعة ل�شركة العائلة و يجب ا�ستغاللها لتجديد وحتفيز‬ ‫روح ريادة الأعمال بداخل ال�شركة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ينبغي على ‪ HbN‬اكت�شاف‬ ‫و�سيلة لتنظيم هذه املبادرات يف نظام خم�ص�ص لتجميع �أفكار ومبادرات‬ ‫ريادة الأعمال من قبل �أفراد العائلة ل�صالح �شركة العائلة‪.‬‬ ‫يف بيئة الأعمال �شديدة التناف�سية حالي ًا‪ ،‬من ال�ضروري االحتفاظ باملواهب‬ ‫وحتفيزها نظر ًا لكونها العن�صر املحرك لنمو �أي �شركة مبا يف ذلك‬ ‫ال�شركات العائلية‪.‬‬

‫ينبغي على ‪ HbN‬اكتشاف وسيلة لتنظيم‬ ‫هذه المبادرات في نظام مخصص لتجميع‬ ‫أفكار ومبادرات ريادة األعمال من قبل أفراد‬ ‫العائلة لصالح شركة العائلة‪.‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪13‬‬


‫قضية للنقاش من شركة عائلية إلى شركة عائلية‬

‫الحل الثاني‬ ‫عمرو الخضرة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة ماجو القابضة المتحدة‪,‬‬ ‫ماليزيا‬

‫�إن التحديات التي يواجهها ‪ HbN‬م�ألوفة للغاية يف ال�شركات العائلية‬ ‫والأعمال العائلية املحلية ال�صغرية بل وكذلك مع �أكرب التجار‪ .‬هذه لي�ست‬ ‫م�شكلة قا�صرة على ‪.HbN‬‬ ‫�أوال‪ ،‬هناك بع�ض النقاط الرئي�سية التي �أرغب يف ذكرها والإ�شارة �إليها يف‬ ‫درا�سة احلالة هذه‪:‬‬ ‫من الطبيعي �أن يح�ضر ‪ HbN‬جمل�س ي�ضم نظرائه من فئات عمرية‬ ‫م�شابهة‪ ،‬فمن ال�شائع الرتابط مع النظراء يف منطقة اخلليج و ذلك‬ ‫لإنتمائهم لنف�س اخللفيات الأ�سرية والعادات و التقاليد‪ .‬ومن النادر وجود‬ ‫فرد دخيل على مثل هذه املجال�س‪.‬‬ ‫«�شعر ‪ HbN‬بكثري من التعاطف مع هذه ال�شابة » لكن ملاذا؟ هل هو تعاطف‬ ‫من �أجل امل�أزق الذي متر به؟ هل هو تعاطف لأن م�صريها يقع يف �أيدى‬ ‫�شخ�ص �آخر؟ هل هو تعاطف لإمكانية ف�شلها والتعلم من �أخطائها؟‬ ‫رمبا ت�سبب النمو يف �شركة ‪ HbN‬العائلية على مدار ال�سنوات الع�شرين‬ ‫املا�ضية يف وقوع �إغفال ب�سيط لتخطيط اخلالفة وتفعيل د�ستور للعائلة‪،‬‬ ‫بالرغم من التهيئة والتدريب التي حتظى بها الأجيال اجلديدة‪.‬‬ ‫يربز جناح ‪ HbN‬الكبري يف دمج و �إ�شراك �أفراد العائلة يف قطاعات‬ ‫خمتلفة من جمموعة العائلة و�شعوره امل�ستحق بالفخر بقدراتهم؛ لكن هل‬ ‫هو �شعور بالفخر لإجنازاته الفردية بالن�سبة للعائلة؟ ومع ذلك‪ ،‬كل هذا‬ ‫يبدو معتمد ًا على �أ�سلوب العمل امل�ستمر لل�شركة‪ ،‬وال يبدو مت�ضمن ًا لتو�سع‬ ‫�أفقي يف قطاعات ال�سوق املختلفة‪� ،‬أو حتى �إدخال �أعمال و�أن�شطة م�ستقلة‬ ‫حمتملة من بنات �أفكار الأجيال اجلديدة‪.‬‬ ‫من املفهوم �أن هناك عادات و تقاليد معينة ُينتظر من �أفراد العائلة‬ ‫االلتزام بها‪ .‬فقد يفر�ض املجتمع هذه العادات والتقاليد �أو حتى ممكن �أن‬ ‫تكون جزء ًا من د�ستور غري مكتوب للعائلة‪ .‬على �سبيل املثال‪ ،‬هل ينبغي على‬ ‫‪ YbH‬مغادرة �شركة العائلة نتيجة لنق�ص الدعم �أو معار�ضته عند حماولة‬ ‫‪12‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫حتقيق �أحالمه‪ ،‬بالت�أكيد �سوف ي�صل اخلرب �إلى م�سامع املجتمع اخلارجي‬ ‫و�سوف يجري تداوله ومناق�شته بالرغم من حماولة العائلة كتمانه‪ .‬هل‬ ‫ينبيغي على ‪ YbH‬التخلي عن حتقيق �أحالمه ك�صاحب �شركة جديدة‬ ‫خا�صة به‪ ،‬من امل�ؤكد �أن يغذي هذا ال�شائعات والقيل والقال وراء املوقف‪،‬‬ ‫بل وقد يكون له بالغ الأثر على بع�ض الروابط والعالقات بداخل العائلة‪.‬‬ ‫�إن هناك احتماالت خمتلفة لكيفية التعامل مع هذه املواقف‪ .‬ميكن ملجموعة‬ ‫العائلة دعم جهود ‪ YbH‬لت�أ�سي�س وحدة �أو ن�شاط جديد ل�شركة العائلة من‬ ‫خالل موارد املجموعة‪ ،‬وبالتايل امل�ساهمة يف جناح ‪ YbH‬وا�ستقالليته على‬ ‫�شكل �شركة تابعة للمجموعة‪� .‬سوف ي�ضرب هذا مثا ًال على التفوق والروح‬ ‫االبتكارية لدى �أفراد العائلة يف تنمية وتو�سعة املجموعة‪ ،‬و�سوف مينحهم‬ ‫�شعور ًا بالتميز والتفرد من خالل العمل لتحقيق النفع الأكرب للجميع‪ .‬و‬ ‫�سوف يتيح هذا جلميع الأفراد التواجد حتت مظلة العائلة وجتنب خطر‬ ‫االنعزال وعدم تعري�ض ا�ستمرارية العائلة للخطر‪ .‬قد يكون ال�سماح‬ ‫مبغادرة ‪ YbH‬ال�شركة واختياره درب ًا �أخرى خماطرة كبرية‪ ،‬لكن على‬ ‫اجلميع االطمئنان و اليقني بوجود �أفراد من العائلة الآن وم�ستقب ًال لديهم‬ ‫الرغبة وبالت�أكيد امل�ؤهالت للعمل ب�شركة العائلة و�أنهم �سوف يتمتعون‬ ‫بخربة وحنكة ‪HbN‬‬

‫إن هناك احتماالت مختلفة لكيفية التعامل‬ ‫مع هذه المواقف‪ .‬يمكن لمجموعة العائلة‬ ‫دعم جهود ‪ YbH‬لتأسيس وحدة أو نشاط‬ ‫جديد لشركة العائلة من خالل موارد‬ ‫المجموعة‪ ،‬وبالتالي المساهمة في نجاح‬ ‫‪ YbH‬واستقالليته على شكل شركة تابعة‬ ‫للمجموعة‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫من شركة عائلية إلى شركة عائلية قضية للنقاش‬

‫الحل األول‬ ‫صالح الوزان‪ ،‬العضو المنتدب‪ ،‬نفائس القابضة ( ش‪.‬م‪.‬ك‪.‬م)‪ ،‬الكويت‬

‫يف ر�أيي ال�شخ�صي‪ ،‬ال يواجه ‪ HbN‬م�شكالت عديدة بقدر قلقه احلايل‪.‬‬ ‫�إن وجود رائد �أعمال �شاب يف العائلة ال يهدد بال�ضرورة ا�ستمرارية �شركة‬ ‫العائلة وما يحدث الحق ًا يعتمد كلي ًا على كيفية التعامل مع املوقف‪.‬‬ ‫�أنا �شخ�صي ًا �أعتقد �أنه من الأف�ضل التعاطي مع مثل هذه املواقف من‬ ‫منظور جتاري بد ًال من التعامل معها كق�ضية عائلية‪ .‬ومن منظور جتاري‬ ‫ميكنني طرح الأفكار التالية‪ :‬ال يوجد ما مينع �أن يكون لدى �أحدهم نزعة‬ ‫ريادية ورغبة يف �إقامة وتطوير ر�ؤيته‪ ،‬ومع ذلك ال �أعتقد �أن على �شركة‬ ‫العائلة امل�شاركة يف الدعم املايل الفعلي ملثل هذه امل�شروعات ويجب‬ ‫الف�صل الوا�ضح بني امل�شروع اجلديد و بني الأن�شطة القائمة للعائلة‪ .‬فمن‬ ‫يقوم مبغادرة ال�شركة ‪�-‬سواء كان فرد ًا منها �أو جم ّرد موظف عادي‪-‬‬ ‫يف�صل نف�سه بالكامل عن ن�شاطاتها وعن ا�سرتاتيجيتها‪ .‬و ال ي�سعنا يف‬ ‫حال خروج �أفراد العائلة من ال�شركة لتجربة حظهم و بدء م�شاريعهم‬ ‫اخلا�صة �إال �أن ن�أمل ب�أن يحافظ ه�ؤالء على القيم و الأخالقيات املوروثة‬ ‫من العائلة‪ ،‬بالإ�ضافة الى ا�ستيعابهم الكامل مل�س�ؤولياتهم باعتبارهم‬ ‫يحملون ا�سم العائلة‪.‬‬ ‫�سيعمل هذا يف الوقت ذاته على تهدئة خماوف ‪ HbN‬حيال ما قد يحدث‬ ‫�إذا ف�شل رائد الأعمال ال�شاب؛ �أنا عن نف�سي �أعتقد �أن املجتمع املايل‬

‫ذكي مبا يف الكفاية للتمييز بني ا�سم �شركة عائلية عريقة و�شخ�ص بد�أ‬ ‫�شركته لتوه ثم مل يحالفه احلظ نتيجة خلط�أ ارتكبه �أو لظروف خارجية‪.‬‬ ‫بهذه الطريقة‪ ،‬حتى �إذا ف�شلت ال�شركة اجلديدة نتيجة لغياب احل�س‬ ‫اجليد ملمار�سة الأعمال �أو حتى لعدم الأمانة‪ ،‬ف�سوف تكون ن�سبة املخاطر‬ ‫حمدودة بالن�سبة ل�شركة العائلة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فم�صدر القلق الذي يوجد ما يربره هو �أن ال�سماح لأحد �أفراد‬ ‫العائلة باالبتكار وبدء ن�شاط خا�ص به قد يكون له ت�أثري ًا معدي ًا على‬ ‫جميع الأفراد الآخرين بنف�س اجليل‪ .‬لهذا ال�سبب �أنا �أعتقد �أنه يجب‬ ‫�أال يكون هناك م�شاريع ريادة �أعمال فعلية من جانب �شركة العائلة لكي‬ ‫ال تعطي االنطباع ب�أن �شركة العائلة هي �أداة متويلية جلميع اخلطط‬ ‫الريادية جليل ال�شباب‪ ،‬فالهدف النهائي هو جذب �أكرب عدد ممكن من‬ ‫�أفراد العائلة للبقاء يف ال�شركة‪� .‬إال �أن العمل عمل وال يجب منع رواد‬ ‫الأعمال ال�شباب من �إقامة م�شاريعهم اخلا�صة‪.‬‬ ‫ولهذا‪� ،‬أعتقد �أن على ‪ HbN‬التحدث مع ابنه ومعرفة ما الذي يطمح‬ ‫بتحقيقه ثم �إعطائه ن�صيحة �أبوية ودعم ًا �شخ�صي ًا بينما يف الوقت ذاته‬ ‫يحتفظ مب�شروع ابنه منف�ص ًال عن �شركة العائلة‪.‬‬

‫ال يوجد ما يمنع أن يكون لدى أحدهم نزعة ريادية ورغبة في إقامة وتطوير رؤيته‪،‬‬ ‫ومع ذلك ال أعتقد أن على شركة العائلة المشاركة في الدعم المالي الفعلي لمثل‬ ‫هذه المشروعات‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪11‬‬


‫قضية للنقاش من شركة عائلية إلى شركة عائلية‬

‫�أ�شقاء و�شقيقات من اجليل الثاين والذي تولى �إدارة ال�شركة على مدار‬ ‫ع�شرين �سنة‪ .‬وكان ال�سبب الرئي�سي النتخاب ‪ HbN‬بوا�سطة جمل�س العائلة‬ ‫هو جناحه يف �إدارة الذراع التجاري ل�شركة العائلة‪ .‬فقد متكن من تغيري‬ ‫بنية وهيكل جمموعة الأن�شطة بحيث ميكن احلد من التعر�ض للمخاطرة‪.‬‬ ‫وقد مت �إجناز هذا من خالل �سل�سلة من امل�شروعات امل�شرتكة مع �شركات‬ ‫�شحن �أوروبية و�آ�سيوية‪ ،‬وهو ما �أتاح ل�شركة العائلة التحول �سريع ًا من‬ ‫�شركة �إقليمية �إلى �شركة عاملية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فلعل �أعظم اجنازات ‪HbN‬‬ ‫هو جناحه يف ا�شراك و دمج �سبعة �أفراد من اجليل الرابع بالعائلة يف‬ ‫قطاعات خمتلفة من �شركة العائلة‪ .‬كان ه�ؤالء الأفراد يف ر�أيه واحد من‬ ‫�أثمن �أ�صول امل�ؤ�س�سة قيمة وقد �شعر بفخر كبري عندما ر�آهم يتناف�سون يف‬ ‫ال�سوق ويوفون بالوعود التي قطعوها لعمالئهم رفيعي امل�ستوى‪ .‬لقد اعترب‬ ‫‪ HbN‬ه�ؤالء الأ�شخا�ص جزء ًا من اال�سرتاتيجية الهادفة �إلى اال�ستدامة‪.‬‬

‫لعل أعظم إنجازات ‪ HbN‬هو كيفية نجاحه في‬ ‫اشراك و دمج سبعة أفراد من الجيل الرابع‬ ‫بالعائلة في قطاعات مختلفة من شركة العائلة‬ ‫واعتباره لهؤالء األشخاص جزءاً من االستراتيجية‬ ‫الهادفة إلى االستدامة‬

‫�أثناء طفولته و�شبابه كان ‪ HbN‬على قناعة دائم ًا ب�أنه �سي�صبح جزء ًا من‬ ‫�شركة العائلة‪ ،‬ولذا اختار درا�سة التجارة الدولية لتحقيق حلمه بنقل �شركة‬ ‫عائلته �إلى امل�ستوى العاملي‪.‬‬ ‫وب�سبب �شغف ‪ HbN‬ب�شركة العائلة‪ ،‬طلب منه والده و�أعمامه امل�شاركة يف‬ ‫مفاو�ضات �شديدة التعقيد يف �سن مبكرة‪ .‬وقد حر�ص على تعليم �أطفاله‬ ‫�أي�ض ًابهدف �أن يقوموا يوم ًا ما بحمل لواء العائلة واحلفاظ على تراثها‪ .‬وقد‬ ‫كانت �آماله معقودة ب�صفة خا�صة على �أكرب �أبنائه ‪.YbH‬‬ ‫كان ‪ YbH‬يف هذه الفرتة ملتحق ًا بربنامج متهيدي لدخول �شركة العائلة‬ ‫بعد �إكمال درا�ساته يف علوم الكمبيوتر‪ .‬تهدف فرتة التدريب املمتدة‬ ‫لت�سعة �أ�شهر الى تعريف جيل ال�شباب على القطاعات والأق�سام املختلفة‬ ‫باملجموعة‪ .‬و يق�ضي ال�شباب معظم وقت التدريب يف امل�ستوى الت�شغيلي‪.‬‬ ‫ويجري تقييم كفاءاتهم وت�صرفاتهم من خالل نظام متخ�ص�ص‪ .‬كان‬ ‫‪ YbH‬يف نهاية فرتة تدريبه قد جنح يف جذب انتباه املوظفني و�أفراد‬ ‫العائلة العاملني باملجموعة‪ .‬وال�س�ؤال هو هل �سيكون لديه نف�س احلما�س‬ ‫‪10‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫كما كان لدى والده؟‬ ‫كان والده يراقب من بعيد ويالحظ �أن ‪ YbH‬لديه ولع بكل �أعمال و�أن�شطة‬ ‫املجموعة القائمة على التكنولوجيا‪ .‬كان ‪ YbH‬يتحدث دائم ًا عن �أحدث‬ ‫التطورات يف تكنولوجيا املعلومات �أكرث من حديثه عن ال�شركة نف�سها‪ .‬لقد‬ ‫كان مير باملوظفني ويعر�ض عليهم معدات تقنية جديدة ويو�ضح لهم كيف‬ ‫قد ت�ساعدهم على �أداء �أعمالهم اليومية‪ .‬وهو ما جعله معرو ًفا للغاية بني‬ ‫موظفي العمليات الت�شغيلية بال�شركة‪.‬‬ ‫وبينما كانت العائلة بكاملها �شديدة االعتزاز ب�إجنازات ‪ ،YbH‬كان ‪HbN‬‬

‫قلق ًا ب�ش�أن عدم الرتكيز يف طريقة و�أ�سلوب ابنه‪ .‬حيث مل يكن يحبذ‬ ‫االقت�صار على م�شروع واحد �أو خدمة عميل واحد‪ .‬كان كل ما يريده هو‬ ‫امل�شاركة يف �أن�شطة ذات طبيعة تقنية وبالتايل كان ينتابه �شعور بال�ضجر‬ ‫من مهامه اليومية العادية‪� .‬أدرك ‪� HbN‬أن يف يوم ما �سي�أتي ابنه ‪� YbH‬إلى‬ ‫مكتبه لإعالمه بحلمه يف افتتاح �شركة خا�صة به‪.‬‬

‫كان ‪ HbN‬مازال يفكر يف ال�شابة ال�صغرية التي رغبت يف ترك �شركة‬ ‫العائلة لبدء �شركة الأثاث اخلا�صة بها‪ ،‬ويف نف�س الوقت فكر فيما قد يكون‬ ‫رد فعله �إذا ما طلب ‪ YbH‬مغادرة �شركة العائلة‪.‬‬ ‫كان بو�سع ‪ HbN‬ر�ؤية العديد من الأبعاد الداخلية واخلارجية لقرار مثل‬ ‫هذا و�شعر ب�أن عليه اال�ستعداد جيد ًا من �أجل منح ابنه فر�صة عادلة‬ ‫وكذلك ل�ضمان ا�ستمرارية �شركة العائلة‪.‬‬ ‫كان �أهم حتدي داخلي هو كيفية الت�ص ّرف مع ‪� YbH‬إذا ما رغب يف التحول‬ ‫�إلى رائد �أعمال بدون �أن تخ�سره العائلة‪ .‬بالإ�ضافة الى التفكري يف عدم‬ ‫ت�أثري قرار ‪ YbH‬على �شباب و�شابات العائلة الذين اختاروا العمل يف �شركة‬ ‫العائلة‪ .‬كان ‪ HbN‬يفكرملي ًا كذلك ب�أوالده من �أ�شقاء ‪ YbH‬و�شقيقتهم‬ ‫الذين �أبدوا اهتمام ًا باالن�ضمام �إلى �شركة العائلة مبجرد تخرجهم‪ .‬هل‬ ‫�سي�ؤدي خروج ‪� YbH‬إلى الت�أثري عليهم وجعلهم �أقل ح�سم ًا ب�ش�أن م�ستقبلهم‬ ‫يف �شركة العائلة؟‬ ‫وقد تكون التحديات اخلارجية كبرية � ً‬ ‫أي�ضا‪ ،‬و قد ي�ستفيد ‪ YbH‬من �سمعة‬ ‫العائلة وعالقاتها وعالماتها التجارية‪� .‬إن جميع تلك الظروف مميزات‪� ،‬إال‬ ‫�أنها قد تتحول �إلى معوقات بالن�سبة لإبنه ‪ .YbH‬هل �سي�أخذ موظفي ‪YbH‬‬ ‫وعمالئه املحتملني على حممل اجلد كرائد �أعمال‪� ،‬أم �أنهم �سيفرت�ضون �أنه‬ ‫جمرد امتداد خارجي ل�شركة عائلته؟‬ ‫كيف يتمكن ‪ HbN‬من م�ساعدة ابنه ‪ YbH‬ويف نف�س الوقت و�ضع الأ�سا�س‬ ‫مل�ساعدة رواد الأعمال القادمني م�ستقب ًال من داخل العائلة بدون تعري�ض‬ ‫ا�ستمرارية العائلة للخطر؟‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫من شركة عائلية إلى شركة عائلية قضية للنقاش‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪9‬‬


‫قضية للنقاش من شركة عائلية إلى شركة عائلية‬

‫دراسة‬ ‫حالة‬

‫في هذا العدد تتناول زاوية «من شركة عائلية إلى شركة عائلية» وضع ‪ HbN‬وهو‬ ‫المجدد بالجيل الثالث في شركة عائلية تعمل في مجال الشحن والذي‬ ‫القيادي‬ ‫ّ‬ ‫يتصدى للرغبة الواضحة لدى أكبر أبنائه تجاه ريادة األعمال‪ .‬وهو يخشى اليوم الذي‬ ‫يأتي فيه ابنه لإلعالن عن رغبته في ترك شركة العائلة للسعي وراء أحالمه ويتساءل‬ ‫كيف ينبغي له التصرف عندما تحين هذه اللحظة‪ .‬في قسم الحلول‪ ،‬سيقدم قادة‬ ‫الشركات العائلية اقتراحاتهم بشأن الكيفية األمثل التي ينبغي على ‪ HbN‬اتباعها‬ ‫للتعامل مع معضلته الراهنة‪.‬‬

‫من شركة عائلية إلى شركة عائلية‪:‬‬

‫رواد أعمال بالفطرة‬ ‫جرى العرف يف اخلليج على �أن تعقد كل عائلة جمل�سها يف �أيام حمددة‬ ‫من الأ�سبوع‪ .‬ويف تلك الأم�سية حتديد ًا‪ ،‬قام ‪ ،HbN‬الذي ينتمي �إلى اجليل‬ ‫الثالث ل�شركة عائلية �ضخمة تعمل يف الأ�سا�س مبجال ال�شحن‪ ،‬بح�ضور‬ ‫العديد من اجتماعات لعائالت جتمعه بها معرفة وطيدة‪.‬‬ ‫ويف �آخر جمل�س ح�ضره يف تلك الأم�سية‪� ،‬شهد ‪ HbN‬نقا�ش ًا حاد ًا بني اثنني‬ ‫من قادة �شركة عائلية كان كالهما من نف�س جيل ‪ HbN‬مما جعله يحر�ص‬ ‫على متابعة حديثهما‪ .‬وكان من الوا�ضح �أن ابنة �أحد الرجلني رغبت يف ترك‬ ‫�شركة العائلة التقليدية والتي تعمل يف جتارة ال�سلع والب�ضائع منذ ثالثة‬ ‫�أجيال بينما ترغب هي يف ت�أ�سي�س �شركة �صغرية لت�صميم و�إنتاج الأثاث‪.‬‬ ‫وقد جتادل الرجالن حول ما �إذا كان ينبغي القبول مبثل هذه التوجهات‬ ‫يف ريادة الأعمال لدى جيل ال�شباب بل و ما �إذا كان يجب ت�شجيعها �أم ال‪.‬‬ ‫مل ي�شارك ‪� HbN‬إال يف نذر ب�سيط من املناق�شة ومل ي�ساند �أي من الطرفني‪،‬‬ ‫وكان بداخله الكثري من التعاطف مع هذه ال�شابة التي حتلم ب�إن�شاء العالمة‬ ‫التجارية اخلا�صة بها لإنتاج الأثاث يوم ًا ما‪ .‬ومثل �أي فكرة ريادية‪ ،‬فقد‬ ‫كانت عبارة عن حلم ميكن �أن ي�صبح جناح ًا هائ ًال �أو ف�ش ًال ذريع ًا ‪ .‬كيف‬ ‫�سيكون ت�صرفها يف حال ما �إذا ف�شلت؟ و�إذا ما جنحت يف اقناع عائلتها‬ ‫وتركتها بالفعل تبد�أ يف ت�أ�سي�س ال�شركة‪ ،‬فهل ميكن للعائلة التعامل مع ف�شل‬ ‫الأبنة ب�صدر رحب؟ وحتى �إذا تفهمت العائلة الف�شل‪ ،‬هل �سيكون جمتمع‬ ‫‪8‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫الأعمال على درجة مماثلة من التفهم؟ هل �سيمكنها البدء من جديد؟‬ ‫كان ‪ HbN‬يفكر يف جميع هذه الأ�سئلة عند مغادرته املجل�س‪ .‬يف الواقع‪ ،‬لقد‬ ‫كان هو �أي�ض ًا يبحث عن �إجابة حلالة معينة ذات طبيعة م�شابهة يف عائلته‪.‬‬ ‫ظل ‪ HbN‬جزء ًا من �شركة عائلية منت وتطورت ب�سرعة كبرية للغاية على‬ ‫مدار الع�شرين �سنة املا�ضية يف الوقت الذي �أ�صبحت فيه العديد من املوانئ‬ ‫باملنطقة وجهات عاملية‪ .‬ا�ستثمرت حكومات املنطقة يف البنية التحتية‬ ‫للموانئ بكثافة و�شجعت امل�ستثمرين وال�شركات اخلا�صة على اال�ستفادة‬ ‫من هذه املرافق اجلديدة‪ .‬ونظر ًا ل�سيا�سات اال�ستثمار �شديدة االنفتاح‬ ‫وكفاءة عمليات اجلمارك‪� ،‬أ�صبحت هذه املوانئ جمموعات تناف�سية جتذب‬ ‫�إليها ال�شركات من جميع �أنحاء العامل للمجيء و�إن�شاء مكاتبها الإقليمية‬ ‫وت�أ�سي�س م�شروعات م�شرتكة مع �شركات حملية‪.‬‬ ‫وفرت هذه التغريات ل�شركة عائلة ‪� HbN‬إمكانية التحول من جمرد تلبية‬ ‫الطلب يف وجهات �إقليمية �إلى �شركة عاملية بارزة مع وجود مكاتب لتمثيلها‬ ‫وحتالفات لها يف �أوروبا و�آ�سيا‪.‬‬ ‫�أ�صبح ‪ HbN‬الرئي�س التنفيذي ل�شركة العائلة منذ ع�شر �سنوات م�ضت عند‬ ‫عاما حيث تولى امل�س�ؤولية خل ًفا لعمه‪ ،‬وهو �أحد �أربعة‬ ‫بلوغه �سن اخلم�سني ً‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


www.tharawat-magazine.com


‫كلمة الناشر‬

‫عزيزي القارئ‪،‬‬ ‫في نهاية ‪ 2010‬التي كانت بال شك سنة طويلة وباألحرى عصيبة على‬ ‫المستوى االقتصادي‪ ،‬شعرنا كقائمين على مجلة ثروات بضرورة إدخال تعديالت‬ ‫على مظهر المجلة لتجديدها‪ .‬ونرجو أن يكون التصميم الجديد والمطور سبب ًا‬ ‫إضافي ًا ‪-‬إلى جانب المحتوى الرائع لهذا العدد‪ -‬في بقائك مالزم ًا لصفحاتنا‪.‬‬ ‫يتوسط عدد الشتاء من مجلتنا المقابلة الرائعة التي كان لنا شرف الحصول‬ ‫عليها مع معالي محمد الزبير مؤسس مجموعة الزبير في سلطنة عمان‪.‬‬ ‫توضح مسيرة حياته المثيرة لإلعجاب على المستوى الشخصي والمهني‬ ‫الظروف والمتغيرات التي مرت بها المنطقة خالل نصف قرن مضى ‪ ،‬باإلضافة‬ ‫الى دور و مكانة شركة عائلية تشتمل اليوم على أكثر من ‪ 60‬شركة‪.‬‬ ‫ونظراً ألن ‪ 2010‬كان عام التقارير واألرقام المفزعة‪ ،‬فقد فكرنا إنه سيكون من‬ ‫المناسب االستعانة بمصداقية واحد من أكثر األبحاث ارتباط ًا بالشركات العائلية‪.‬‬ ‫فقد أصدرت برايس ووترهاوس كوبرز الدراسة الثانية للشركات العائلية والتي‬ ‫تطرح من خاللها مجموعة من التوجهات الجديدة المثيرة لالهتمام فيما يتعلق‬ ‫بأولويات قادة الشركات العائلية‪ .‬وهناك تقرير آخر تم إصداره عن الشركات‬ ‫العائلية بواسطة مؤلفان من “إيه تي كيرني”‪ ،‬ويشدد هذا التقرير بقوة على‬ ‫ضرورة استثمار الشركات العائلية الخليجية المزيد من الجهود في تنظيمها‬ ‫ألمورأعمالها إذا كانت ترغب في مواجهة الظروف االقتصادية المتغيرة واغتنام‬ ‫فرص األعمال الناشئة‪.‬‬

‫د‪ .‬هشام العجمي‬ ‫المؤسس والرئيس التنفيذي‪ ،‬منتدى ثروات للشركات‬ ‫العائلية ومجلة ثروات اإلمارات وسويسرا‪.‬‬

‫ومع نهاية عام ‪ 2010‬وما خلفه من رتابة في نفوسنا‪ ،‬اخترنا إلقاء الضوء على‬ ‫عمليات الطرح العام األولي كوسيلة لجمع رأس المال للشركات العائلية‪ .‬ازداد‬ ‫اإلقبال في الفترة األخيرة على اختيار عمليات االكتتاب مرة أخرى كأكثر الخيارات‬ ‫استخدام ًا للحصول على تمويل خارجي وشعرنا بأهمية اكتشاف التأثير المحتمل‬ ‫لهذا التوجه على الشركات العائلية‪ .‬وبعد البدء بتقديم قصص قصيرة عن‬ ‫شركات عائلية قامت باكتتاب أسهمها بالبورصة ثم حالفها أو جانبها النجاح في‬ ‫خطوتها هذه‪ ،‬قمنا بعرض رؤية متوازنة لمزايا وعيوب االكتتاب ألسهم الشركات‬ ‫العائلية بالبورصة‪ ،‬باإلضافة إلى إرشادات متعمقة فيما يتعلق باستراتيجيات‬ ‫االتصال واالفصاح عن المعلومات التي يجب أن تصاحب هذه العملية‪.‬‬ ‫من خالل المقاالت التي يتفضل كاتبونا بالمساهمة بها‪ ،‬يصبح من الواضح دائم ًا‬ ‫ضرورة نسيان الماضي بكل ما يحمله والمضي قدم ًا نحو تبني أساليب جديدة‬ ‫ألداء األعمال‪ .‬لكن بالرغم من مواجهة الشركات العائلية لخيارات سريعة التغير‬ ‫للتغلب على عالم أسرع في تغيره وتقلبه‪ ،‬فإن الرسالة األساسية للعام‬ ‫الجديد هي استكشاف المستقبل بقدر متكافئ من التفاؤل والحذر والتطلع‬ ‫إلى ‪ 2011‬و ‪ 1432‬كسنوات مليئة باالزدهار والنجاحات‬

‫‪6‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬



‫المحتويات‬

‫العدد التاسع | يناير ‪ -‬مارس ‪2011‬‬

‫‪56‬‬

‫‪62‬‬

‫مقاالت خاصة‬ ‫هل يكون االكتتاب يف البور�صة �أحد اخليارات املطروحة �أمام‬ ‫ال�شركات العائلية‬ ‫‪ 50‬ق�ص�ص عمليات الطرح العام الأويل‬

‫خمسة من الشركات العائلية ورواد األعمال المشهورين عالمي ًا الذين سلكوا درب التحول إلى شركات‬ ‫مساهمة عامة‪.‬‬

‫‪ 56‬تداعيات عمليات الطرح العام الأويل‬ ‫اإليجابيات والسلبيات لطرح أسهم الشركات العائلية لإلكتتاب‪.‬‬

‫‪ 62‬عمليات االت�صال اخلا�صة بالإكتتاب‬ ‫والتغيرات التي تمر بها الشركات‬ ‫العناصر المهمة في استراتيجية االتصال الخاصة بعملية اإلكتتاب‬ ‫ّ‬ ‫قبل وأثناء وبعد هذه العملية‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫العدد التاسع | يناير ‪ -‬مارس ‪ 2011‬المحتويات‬

‫‪28‬‬

‫‪32‬‬

‫‪14‬‬

‫مقاالت‬ ‫ توجهات ال�شركات العائلية العاملية‪ :‬درا�سة براي�س ووترهاو�س كوبرز لل�شركات‬ ‫‪ّ 22‬‬ ‫العائلية‪:‬‬ ‫توجهات جديدة‪.‬‬ ‫تعرض دراسة برايس ووترهاوس كوبرز الثانية للشركات العائلية العالمية ّ‬

‫‪ 28‬املجل�س‪ ..‬يف قلب ال�شركات العائلية‬

‫أصل و تاريخ ووظائف المجالس في الشرق األوسط‬

‫‪ 32‬ال�شركات العائلية اخلليجية‪ :‬طرق لتنظيم �أمور الأعمال‬

‫االستراتيجيات والطرق التي ينبغي على الشركات العائلية اتباعها الكتساب المزيد من الفعالية والمرونة‬ ‫والتنافسية‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪3‬‬


‫المحتويات‬

‫العدد التاسع | يناير ‪ -‬مارس ‪2011‬‬

‫‪38‬‬

‫المشاركون‬ ‫أليكس باليك ميلتون‬

‫شريك‪ ،‬مكتب برونزويك دبي‪ ،‬اإلمارات‬

‫أوليفر الروش‬

‫مدير في فرع أيه تي كيرني الشرق األوسط‬

‫معوض‬ ‫باسكال‬ ‫ّ‬

‫معوض ‪ ،‬لبنان‬ ‫الرئيس التنفيذي المشارك شركة‬ ‫ّ‬

‫برايس ووترهاوس كوبرز‬

‫مكتب الشرق األوسط‪ ،‬اإلمارات‬

‫د‪ /‬دينيس كينيون رورفينيز‬

‫رئيس قطاع الشركات العائلية العالمية واألعمال الخيرية‪،‬‬ ‫مصرف كوتس التابع لمجموعة مصرف اسكتلندا الملكي‬ ‫سويسرا‬

‫د‪ /‬هشام العجمي‬

‫المؤسس و الرئيس التنفيذي منتدى ثروات للشركات العائلية‬ ‫ومجلة ثروات اإلمارات و سويسرا‬

‫روبرت يونغ‬

‫شريك‪ ،‬مكتب برونزويك دبي‪ ،‬اإلمارات‬

‫سعادة محمد الزبير‬

‫مجموعة الزبير‪ ،‬سلطنة ُعمان‬

‫سيريل جاربوي‬

‫مدير في فرع أيه تي كيرني الشرق األوسط‬

‫صالح الوزان‬

‫العضو المنتدب شركة نفائس القابضة الكويت‬

‫عمرو الخضرة‬

‫العضو المنتدب والرئيس التنفيذي‪ ،‬ماجو القابضة المتحدة‬ ‫ماليزيا‬

‫عيسى الغرير‬

‫نائب رئيس مجلس إدارة الغرير لإلستثمار (ذ‪.‬م‪.‬م) و رئيس‬ ‫مجلس إدارة الغرير لألغذية اإلمارات‬

‫معوض‬ ‫فريد‬ ‫ّ‬

‫معوض ‪ ،‬لبنان‬ ‫الرئيس التنفيذي المشارك شركة‬ ‫ّ‬

‫موكوند باهاتنجر‬

‫استشاري في فرع أيه تي كيرني الشرق األوسط‬

‫‪2‬‬

‫مجلة ثروات العدد التاسع‬

‫أقسام ثابتة‬ ‫‪ 08‬من �شركة عائلية الى �شركة عائلية‬ ‫دراسة حالة رائد أعمال في شركة عائلية‬

‫‪ 14‬نبذة عن �شركة عائلية‪� :‬شركة مع ّو�ض اللبنانية‬ ‫أربعة أجيال في إبداع المجوهرات و صناعة تاريخ العائلة‬

‫‪ 38‬مقابلة مع معايل حممد الزبري‬

‫حياة محمد الزبير الوالد و رجل الحكومة و عاشق الفن و رئيس واحدة‬ ‫من أبرز الشركات العائلية العمانية‬

‫‪ 68‬ا�ستعرا�ضات‬

‫حقائق و أرقام‪ ،‬كتب ومواقع الكترونية‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫مجلة ثروات‬

‫المجلــة العربيـة للشركـات العائليـة‬

‫المجلة العربية للشركات العائلية‬

‫العدد التاسع يناير ‪ -‬مارس ‪2011‬‬

‫‪ 08‬من �شركة عائلية‬ ‫الى �شركة عائلية‬

‫دراسة حالة رائد أعمال في شركة عائلية‬ ‫وطرح حلول من رواد شركات عائلية‬

‫‪ 38‬مقابلة مع معايل‬ ‫حممد الزبري‬

‫حياته كوالد و رجل حكومة و عاشق للفن و‬ ‫رئيس واحدة من أبرز الشركات العائلية العمانية‬

‫‪ 22‬درا�شة براي�س و وترهاو�س‬ ‫كوبرز‬

‫تعرض دراسة برايس ووترهاوس كوبرز الثانية‬ ‫للشركات العائلية العالمية توجّهات جديدة‪.‬‬

‫‪ 32‬ال�شركات العائلية‬ ‫اخلليجية‬

‫االستراتيجيات الواجب اتباعها الكتساب المزيد‬ ‫من الفعالية والمرونة والتنافسية‪.‬‬

‫الناشر والمؤسس‬ ‫دكتور هشام العجمي‬

‫هل يكون االكتتاب‬ ‫في البورصة‬ ‫مقاالت خا�شة‬

‫مديرة ورئيسة التحرير‬ ‫راميا العجمي‬

‫أحد الخيارات المطروحة أمام الشركات العائلية؟‬

‫‪editor@tharwat-magazine.com‬‬

‫محررة اللغة العربية‬ ‫وفاء فرهود‬ ‫‪wafa@tharwat-magazine.com‬‬ ‫‪1/1/11 9:52 AM‬‬

‫مساعدة رئيسة التحرير‬ ‫فريدة العجمي‬ ‫المدير الفني‬ ‫محمد عماد خرفان‬ ‫‪emad@tharwat-magazine.com‬‬

‫شركة الترجمة‬ ‫شركة ترجمة للتعريب المحدودة‪ ،‬دبي ‪-‬‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫شركة الطباعة‬ ‫الغرير للطباعة‪ ،‬دبي ‪ -‬اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة‬

‫شكر وتقدير‬ ‫نتوجه بخالص الشكر إلى كل من‬ ‫المؤلفين على عملهم وإبداعهم‬ ‫المعلنين على مساهمتهم السخية‬ ‫ القراء على تعليقاتهم على اإلصدارات السابقة‬ ‫واهتمامهم المتواصل بمجلة ثروات‪.‬‬ ‫ شركة براون بوك للنشر وأسرة بن شبيب على‬ ‫دعمهم السخي والمتواصل‪.‬‬ ‫منشأة الغرير للطباعة على عملهم الرائع‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫‪COVER arabic.indd 1‬‬

‫العدد التاسع | يناير ‪ -‬مارس ‪2011‬‬ ‫تماما أي استخدام آخر‪ ،‬بما في ذلك على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬نشر أو‬ ‫يحظر‬ ‫ً‬ ‫نسخ أو تعديل أو توزيع أو بث أو إعادة نشر أو عرض أو صياغة أعمال مشتقة‬ ‫أو تقديم المحتوى أو أي استخدام آخر للمحتوى في األغراض التجارية بدون‬ ‫موافقة خطية صريحة من شركة ثروات للنشر ذات المسئولية المحدودة‬ ‫بالمنطقة الحرة‪.‬‬ ‫إذا كنت ترغب في استخدام المحتوى أو التصميمات الفنية الموجودة في‬ ‫مجلة ثروات‪ ،‬فيرجى إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى‬ ‫‪info@tharawat-magazine.com‬‬ ‫للحصول على تصريح‪.‬‬ ‫لإلعالن في مجلة ثروات‪ ،‬يرجى مراسلتنا عبر البريد اإللكتروني على العنوان‪:‬‬ ‫‪advertising@tharawat-magazine.com‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬ ‫‪3714-2077-ISSN‬‬ ‫تتم طباعة مجلة ثروات على ورق معاد تدويره وخالي من الخشب‪.‬‬

‫بيان إخالء المسؤولية‬ ‫ت ُنشر مجلة ثروات أربع مرات في العام بواسطة مؤسسة ثروات للنشر ذات المسئولية المحدودة‬ ‫والموجودة بالمنطقة الحرة‪ ،‬وهي شركة مسجلة في مدينة دبي لإلعالم‪ .‬يحظر تمامً ا النسخ بدون‬ ‫تصريح‪ .‬تعتبر كافة محتويات هذه المجلة‪ ،‬بما في ذلك على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬كافة النصوص‬ ‫واألشكال المرسومة والصور والبيانات (والتي سنطلق عليها «المحتوى») مملوكة لشركة ثروات‬ ‫للنشر وجهات توفير المحتوى لها أو الحاصلين على تراخيص منها‪ ،‬وهي مادة محمية بقوانين دولة‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة وقوانين حقوق النشر والنسخ الدولية‪ .‬وبالنسبة لتجميع كافة محتويات‬ ‫هذه المجلة‪ ،‬بما فيها على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬جمع وترتيب وتنظيم وتنسيق المحتوى‪ ،‬فيعد‬ ‫ملكية خاصة لشركة ثروات للنشر ومحمي بقوانين دولة اإلمارات العربية المتحدة وقوانين حقوق‬ ‫النشر والنسخ الدولية‪ .‬ويمكن اعتبار محتوى هذه المجلة كمصدر لتجميع المعلومات‪.‬‬ ‫شركة ثروات للنشر ذات المسئولية المحدودة بالمنطقة الحرة ال تتحمل المسؤولية عن أي مواد‬ ‫متطفلة غير مرغوب فيها‪.‬‬

‫العدد التاسع مجلة ثروات‬

‫‪1‬‬


Between 1970 and 2010 the number of schools in Oman increased from 3 to 1050 ...

40 Celebrating

the

year

reign of His Majesty

Sultan Qaboos Improving the lives of Omanis every day

A Gulf Family Business since 1866 www.wjtowell.com



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.