Tharawat magazine Volume 10 - Arabic

Page 1

‫استعراض موقع الكتروني استعراضات‬

‫أداة من أجل اإلستدامة‬

‫‪Carboun.com‬‬ ‫يعتبر الكربون عنصراً حيوي ًا في حياتنا‪ ،‬فهو عنصر‬ ‫مكون للطاقة و في نفس الوقت هو‬ ‫طبيعي‬ ‫ّ‬ ‫يشهده‬ ‫تغير المناخ الذي‬ ‫ُ‬ ‫السبب الرئيسي وراء ّ‬ ‫البديهي أن يطلق‬ ‫العالم اآلن‪ .‬من هنا كان من‬ ‫ّ‬ ‫هذا الموقع على نفسه ‪www.carboun.com‬‬ ‫‪ Carboun.com‬هو مبادرة من شأنها تعزيز‬ ‫مفهوم االستدامة و المحافظة على البيئة في‬ ‫الشرق األوسط باالضافة الى التوعية بأهمية‬ ‫اختيار التصاميم التي تقلّل من التأثير البيئي‪ .‬كما‬ ‫يدعو الموقع أيض ًا للمحافظة على مصادر الطاقة‬ ‫الطبيعية و البيئات المحلية‪.‬‬ ‫يتألّف هذا الموقع من مشاركات و إسهامات من‬ ‫المتطوعين الذين يتشاركون بنفس الهدف‪ ،‬و هو‬ ‫منظمة ‪( Global Alliance‬و هي‬ ‫عضو في‬ ‫ّ‬ ‫منظمة غير ربحية للعالقات العامة و االتصال‬ ‫اإلداري مقرها المملكة المتحدة)‪.‬‬ ‫غني بالمصادر‬ ‫‪ Carboun.com‬هو موقع‬ ‫ّ‬ ‫مختصة بالطاقة‬ ‫تتنوع بين مقاالت‬ ‫العلمية التي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتصاميم الصديقة للبيئة الى لوائح بأسماء أهم‬ ‫المتخصصة بتلك المواضيع‪ .‬و‬ ‫الكتب و الدوريات‬ ‫ّ‬ ‫هو ساحة تفاعلية للمساهمة و للنقاش و التعليق‬ ‫على أهم القضايا البيئية و التنموية في المنطقة‪.‬‬ ‫يسهل على المتصفح لهذا الموقع الحصول على‬ ‫التزود باالحصائيات لمصادر‬ ‫المعلومات البيئية و‬ ‫ّ‬

‫‪ Carboun.com‬هو مبادرة من‬ ‫شأنها تعزيز مفهوم االستدامة‬ ‫و المحافظة على البيئة في‬ ‫الشرق األوسط باالضافة الى‬ ‫التوعية بأهمية اختيار التصاميم‬ ‫التي تق ّلل من التأثير البيئي‬

‫المتعلقة بها أو الواردة فيها فتقوم بدور محرك‬ ‫يقدم ‪ carboun.com‬أيض ًا‬ ‫بحث داخلي للمقاالت‪ّ .‬‬ ‫خدمة مميزة لزواره باإلعالن عن أهم األحداث و‬ ‫المؤتمرات و المسابقات المتعلقة بالبيئة في‬ ‫مختلف بلدان الوطن العربي‪.‬‬ ‫الغني هو عدم توفر أي‬ ‫ال ّنقد الوحيد لهذا الموقع‬ ‫ّ‬ ‫مقاالت باللغة العربية والذي يحرم المتصفحين من‬ ‫غير المتحدثين باالنجليزية من الكثير من المعلومات‬

‫الطاقة المتنوعة في معظم البالد العربية‪ .‬و‬

‫يقدمها لمتصفحيه‪.‬‬ ‫الوافرة التي ّ‬

‫يمكن لألشخاص المهتمين المشاركة في النقاش‬ ‫عن طريق زيارة موقع الفيسبوك و التعليق على ما‬

‫العديد من األخبار البيئية و مقاالت عن االستدامة‬

‫يطرح من مواضيع و مقاالت هناك‪.‬‬

‫من بلدان الشرق األوسط‪ .‬تعرض تحت كل خبر‬

‫‪ Carboun.com‬هو منبر و مصدر للمعلومات‬

‫مجموعة من الكلمات الرئيسية الواردة في النص‬

‫المتعلقة بالتوعية البيئية و أبحاث و مشاريع‬

‫و التي و بالضغط عليها تقودك لجميع المقاالت‬

‫االستدامة في الشرق األوسط‪.‬‬

‫يميز هذا الموقع فئة األخبار التي تعرض‬ ‫إن أهم ما ّ‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪77‬‬


‫حقائق وأرقام استعراضات‬

‫ما عدد املوؤلفات العلمية التي ن�سرها العامل العربي؟‬

‫قام التقرير بتحليل عدد المؤلفات العلمية لكل مليون نسمة بالعالم العربي في العامين ‪ 2002‬و‪:2008‬‬

‫‪157,1‬‬

‫‪140,9‬‬

‫‪191,9‬‬ ‫‪222,5‬‬

‫‪196,2‬‬

‫‪147,2‬‬

‫‪152,2‬‬

‫‪126,4‬‬

‫‪2,4‬‬ ‫‪6,0‬‬

‫‪5,8‬‬ ‫‪9,6‬‬ ‫‪101,4‬‬

‫‪80,0‬‬

‫‪76,4‬‬

‫‪95,4‬‬ ‫‪113,1‬‬

‫‪91,1‬‬

‫‪68,7‬‬

‫‪63,2‬‬

‫‪35,2‬‬ ‫‪48,6‬‬

‫‪61,6‬‬ ‫‪70,8‬‬

‫قطر‬

‫مصر‬

‫تونس‬

‫المغرب‬

‫الجزائر‬

‫‪7,5‬‬ ‫‪15,9‬‬

‫البحرين‬

‫‪37,5‬‬

‫لبنان‬ ‫األردن‬

‫الكويت‬

‫‪15,4‬‬

‫العراق‬

‫‪36,3‬‬ ‫‪36,9‬‬

‫سوريا‬

‫ليبيا‬

‫‪5,1‬‬ ‫‪4,0‬‬

‫اإلمارات‬ ‫عمان‬ ‫السعودية‬

‫‪1,6‬‬ ‫‪2,4‬‬

‫‪2,5‬‬ ‫‪3,5‬‬

‫‪1,3‬‬ ‫‪2,4‬‬

‫اليمن‬

‫موريتانيا‬

‫السودان‬ ‫المؤلفات العلمية لكل مليون نسمة‬

‫جيبوتي‬

‫‪1.8‬‬ ‫‪4,7‬‬

‫‪100%‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2002‬‬

‫جزر القمر‬

‫اخلطوات القادمة‬

‫مما ال شك فيه أن األزمة المالية األخيرة زادت الوضع‬ ‫سوءاً على الصعيد العالمي‪ ،‬إال أن الدول العربية‬

‫م�ساهمة القطاع اخلا�ص‬

‫مع ذلك‪ ،‬وبالرغم من كل هذه الجهود لتحسين‬

‫ما زالت تسعى إلى تحسين الوضع على المستوى‬

‫الوضع الحالي‪ ،‬فهناك ندرة في االبتكارات نظراً‬

‫الحكومي من خالل استراتيجيات جديدة للعلوم‬

‫لغياب الروابط بين القطاعين العام والخاص في‬

‫والتقنية‪ .‬على الصعيد القومي‪ ،‬يتم إطالق مبادرات‬

‫تونس ‪36‬‬

‫مجال البحث والتطوير‪.‬‬

‫عربية وإقليمية لتحديد مجاالت البحث ذات األولوية‪،‬‬

‫قطر‪،‬‬ ‫اإلمارات ‪42‬‬

‫يعتبر إنفاق القطاع الخاص على البحث والتطوير‬

‫على سبيل المثال تبنت السعودية بالفعل خطة‬

‫حالي ًا في حدوده الدنيا‪ ،‬ووجدت اليونسكو أنه‬

‫وطبقت‬ ‫قومية للعلوم والتقنية في ‪ 2003‬و‪،2006‬‬ ‫ّ‬ ‫قطر خطة خمسية لزيادة اإلنفاق المحلي اإلجمالي‬ ‫على البحث والتطوير إلى ‪( %2,8‬بعد أن كان ‪.)%0,33‬‬ ‫تتعامل كل من البحرين والمغرب وقطر والسعودية‬ ‫وتونس واإلمارات ومؤخراً األردن ومصر مع هذه القضية‬ ‫من خالل إقامة مدن للعلوم والتقنية‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫األردن ‪96‬‬ ‫مصر ‪99‬‬ ‫سوريا ‪108‬‬ ‫البحرين ‪119‬‬

‫من بين ‪ 131‬دولة شملتها الدراسة احتلت تونس‬ ‫المركز ‪ 36‬فيما يتعلق بإنفاق الشركات الخاصة‬ ‫على البحث والتطوير‪ .‬واحتلت كل من قطر واإلمارات‬ ‫المركز ‪ ، 42‬األردن المركز ‪ ، 96‬مصر المركز ‪، 99‬‬ ‫سوريا المركز ‪ ، 108‬البحرين المركز ‪.119‬‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪75‬‬


‫استعراضات حقائق وأرقام‬

‫تقرير اليونسكو عن العلوم لعام ‪2010‬‬

‫العلوم يف العامل العربي‬ ‫العالم العربي الذي كان يوم ًا ما مهد‬

‫وأغلب اإلحصاءات بالتقرير هي عن الفترة التي‬

‫التجديد واالبتكار العلمي‪ ،‬يجد نفسه اآلن في‬

‫سبقت األزمة المالية وتغطي عدة جوانب‬

‫ذيل القائمة بالنسبة للبحث والتطوير وفق ًا‬

‫ذات صلة بالموضوع‪ ،‬مثل إجمالي استثمارات‬

‫المقدمة أو األبحاث العلمية‬ ‫براءات االختراع‬ ‫ّ‬ ‫المنشورة‪.‬‬

‫لما ورد في تقرير اليونسكو عن العلوم لعام‬

‫الدول في البحث والتطوير ونسبته من‬

‫المؤشر الرئيسي في التقرير هو اإلنفاق‬

‫‪.2010‬‬

‫ناتجها المحلي اإلجمالي‪ ،‬وسياسات التقنية‬

‫المحلي اإلجمالي على البحث والتطوير‪،‬‬

‫والعلوم‪ ،‬وعدد الباحثين وأنظمة دعمهم‪،‬‬

‫والذي يتم احتسابه كجزء من الناتج المحلي‬

‫وكذلك ناتج البحث والتطوير مثل عدد‬

‫اإلجمالي‪.‬‬

‫يتناول التقرير الفترة من ‪ 2005‬إلى ‪،2010‬‬

‫املوؤ�سرات الرئي�سية للناجت املحلي الإجمايل وتعداد ال�سكان والإنفاق املحلي الإجمايل على البحث والتطوير يف‬ ‫العامل يف ‪ 2002‬و‪2007‬‬

‫‪2,3‬‬

‫‪%‬‬

‫‪2002‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪0,2‬‬

‫‪%‬‬

‫اإلنفاق المحلي اإلجمالي على البحث‬ ‫والتطوير كنسبة مئوية من الناتج‬ ‫المحلي اإلجمالي‬

‫‪%0,2‬‬

‫كافة الدول العربية‬ ‫‪2 386,8‬‬

‫‪1 557,9‬‬

‫‪0,2‬‬

‫‪%‬‬

‫‪1‬‬

‫‪%‬‬

‫‪%0,2‬‬

‫الدول األقل نمواً‬ ‫‪926,4‬‬

‫‪567,1‬‬

‫‪%0,8‬‬

‫الدول النامية‬ ‫‪26 810,1‬‬

‫‪%2,2‬‬

‫‪1,7‬‬

‫‪%‬‬

‫‪16 364,4‬‬

‫الدول المتقدمة‬ ‫‪38 557,1‬‬

‫‪%1,7‬‬

‫العالم‬

‫‪29 341,1‬‬

‫‪66 293,7‬‬

‫‪46 272,6‬‬

‫الناتج المحلي اإلجمالي (مليار دوالر على أساس تعادل القوة الشرائية)‬

‫جمالت البحث الرئي�سية املهمة للعامل العربي‬

‫سجلت الدول العربية نسبة منخفضة لإلنفاق‬

‫وجد التقرير أن المجاالت الرئيسية التي تركز عليها األبحاث العربية هي‪:‬‬

‫المحلي اإلجمالي على البحث والتطوير من الناتج‬ ‫المحلي اإلجمالي على مدار العقود األربعة‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫وتراوحت النسبة من ‪ 0,1‬إلى ‪ %1.0‬من الناتج‬ ‫المحلي اإلجمالي‪ ،‬بينما تنفق الدول الرائدة‬ ‫أكاديمي ًا أكثر من ‪ %2,5‬من ناتجها المحلي‬

‫األمن المائي‬

‫‪74‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫األمن الطاقي‬

‫تقنية النانو‬

‫اإلجمالي على البحث والتطوير‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫تحديات الشركات الصغيرة والمتوسطة في الخليج الشركات الصغيرة والمتوسطة‬

‫الشكل ‪ :3‬تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في اإلمارات واإلتحاد األوروبي‬

‫‪٪70‬‬

‫‪٪70-50‬‬

‫قبول‬

‫رفض‬

‫اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪2008‬‬ ‫يُعد الحصول على التمويل واحدة من المشكالت‬ ‫العامة الشهيرة‪.‬وفق ًا لدراسة أجرتها شركة دان‬ ‫وبرادستريت‪ ،‬فقد رفضت البنوك في اإلمارات في‬ ‫عام ‪ 2008‬حوالي ‪ 50‬إلى ‪ %70‬من طلبات الحصول‬ ‫على قروض من الشركات الصغيرة والمتوسطة نظراً‬ ‫الرتفاع المخاطرة وإلخفاق المتقدمين في تلبية شروط‬ ‫الحصول على قرض‪ .‬لم تتمكن ‪ %55‬من الشركات‬ ‫الصغيرة والمتوسطة من الحصول على القرض الذي‬ ‫كانت تحتاجه‬

‫‪85‬‬ ‫بالمائة‬

‫نسبة إسهام الشركات‬ ‫الصغيرة والمتوسطة‬ ‫التي بها ‪ 250‬موظف ًا‬ ‫في زيادة فرص العمل‬ ‫في أوروبا‬

‫اإلتحاد األوروبي‬ ‫‪2009‬‬ ‫في االتحاد األوروبي وبالرغم من األزمة‬ ‫االقتصادية األخيرة‪ ،‬فإن أكثر من ‪ %70‬من‬ ‫الشركات حصلت على كل أو جزء من القرض‬ ‫البنكي الذي طلبته‪ ،‬بينما رُفض قطعي ًا حوالي‬ ‫‪ %15‬وهذا وفق ًا لدراسة موسعة شملت‬ ‫االتحاد األوروبي في ‪.2009‬‬

‫ترك �ل�سركة‪ ،‬مما يزيد من تاأزم موقف �ملو�رد �لب�سرية‬ ‫بال�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة‪.‬‬ ‫وجود هياكل و�أنظمة غري ثابتة ب�سركة منخف�سة �لربحية‬ ‫يعني عادة �أنه لي�س هناك �لكثري لت�سليمه للجيل �لقادم‪.‬‬ ‫توفر �لرو�بط �لعائلية �لثقة‪ ،‬لكن عند �لعتقاد �أنها قد حتل‬ ‫حمل �أنظمة �حلوكمة �لر�سمية‪ ،‬فعادة ما تكون �لنتيجة تدهور‬ ‫�ل�سركة مبجرد تغري ظروف �لعائلة‪ .‬متو�سط عمر �ل�سركات‬ ‫�ل�سغرية و�ملتو�سطة يف �ل�سعودية هو ‪� 7‬سنو�ت‪ ،‬ما يعك�س‬ ‫بدوره �نخفا�س معدل ��ستمر�رية هذه �ل�سركات‪ُ .‬يو�سى‬ ‫باإجر�ء �إ�سالحات �حلوكمة يف �ل�سركات �خلليجية �ل�سغرية‬ ‫و�ملتو�سطة‪ ،‬لي�س فقط لتحويلها �إلى �سركات ذ�ت �إنتاجية �أعلى‬ ‫للقيمة �مل�سافة‪ ،‬و�إمنا للحفاظ على ثروة �لعائلة كذلك‪.‬‬ ‫الحاجة إلى قيمة مضافة أعلى‬

‫ل يكمن �لتحدي بالن�سبة لقطاعات �ل�سركات �ل�سغرية‬ ‫و�ملتو�سطة مبنطقة �خلليج يف �لنمو �لكمي �لكلي‪ ،‬و�لذي حتقق‬ ‫من خالل عملية �جللب �مل�ستمر للعمالة �لأجنبية‪ ،‬مما كان‬ ‫له عائد �سئيل ن�سب ًيا على �ملدى �لبعيد بالن�سبة للمو�طنني‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫و�إمنا يكون �لتحدي هو �لنمو �لنوعي للتحول �إلى قطاعات‬ ‫تقنية و�إد�رية �أكرث تعقيد ً� وتطور ً� تتيح تنوع �ملنتجات‪ ،‬و�لأجور‬ ‫و�لأرباح �لكبرية �لتي تكفي حاجة �ملوظفني من �ملو�طنني‪.‬‬ ‫ولتحقيق هذ� �لهدف‪ ،‬يجب �لتغلب على �لنموذج �حلايل‬ ‫لل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة و�لذي يقوم على توفري كافة‬ ‫�ل�سركات لنف�س �خلدمات و�ملنتجات منخف�سة �لربحية‪.‬‬ ‫يجب �أن ينبع هذ� �لتغيري من د�خل �ل�سركات‪ ،‬لكن باإمكان‬ ‫�حلكومات �مل�ساعدة على بع�س �لأ�سعدة‪ ،‬ومنها مث ًال‪:‬‬ ‫�ل�ستعانة بالهيئات �لوطنية �لر�ئدة لتن�سيق وتقييم‬ ‫�سيا�سات دعم �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة وجمع‬ ‫�ملعلومات �ملتاحة ودجمها ثم توفريها للعامة‪.‬‬ ‫�قت�سار تركيز �سيا�سات �لدعم على �لقطاعات �لفرعية‬ ‫ذ�ت �لقيمة �مل�سافة �لأعلى و�لتي ميكنها توفري فر�س‬ ‫توظيف للمو�طنني‪.‬‬ ‫توجيه بر�مج دعم �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة �إلى‬ ‫توفري بيئة تتيح منو هذه �ل�سركات بد ًل من �لعتماد على‬ ‫�لقرو�س �ملدعمة وخدمات دعم �لأعمال �ملجانية‪.‬‬ ‫تعزيز �لأنظمة �لتعاونية بني �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة‬ ‫يف �لت�سويق و�مل�سرتيات وم�ساركة �لبنية �لتحتية وخدمات‬ ‫�لأعمال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قيا�س �أد�ء بر�مج �لدعم �ملوجودة حاليا من خالل �لتجارب‬ ‫�ملر�قبة ثم ن�سر �لنتائج‪.‬‬ ‫�إقامة منافذ خم�س�سة لدعم �ل�سركات �ل�سغرية‬ ‫و�ملتو�سطة يف �لهيئات �حلكومية‪.‬‬ ‫يف ظل �لظروف �ملنا�سبة‪ ،‬ميكن لل�سركات �لعائلية �خلليجية‬ ‫�ل�سغرية �أن ت�سبح �ملحفز �لأ�سا�سي لتوفري فر�س �لعمل‬ ‫للمو�طنني و�لتنوع على �إطار كبري و�سامل‪ .‬يف �أوروبا‪� ،‬أ�سهمت‬ ‫�ل�سركات �لتي بها ‪ 250‬موظف يف زيادة فر�س �لعمل بن�سبة‬ ‫‪ %85‬من ‪� 2002‬إلى ‪ .2007‬من �ل�سرورة مبكان وجود �سيا�سة‬ ‫م�ستنرية لل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة للتغلب على �لتحديات‬ ‫�لجتماعية و�لقت�سادية �لتي �سوف يو�جهها‬ ‫�ل�سباب و�لعاطلون عن �لعمل بدول جمل�س‬ ‫�لتعاون �خلليجي يف �ل�سنو�ت �لقادمة‪.‬‬ ‫المؤلف‬ ‫دكتور ستيفن هيرتوج‪ ،‬محاضر في كلية لندن‬ ‫لالقتصاد والمدير األكاديمي للمعهد الدولي‬ ‫للشركات العائلية‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪73‬‬


‫الشركات الصغيرة والمتوسطة تحديات الشركات الصغيرة والمتوسطة في الخليج‬

‫الشكل ‪ :2‬أهم عائق أمام تطور الشركات الصغيرة والمتوسطة وفق ًا لدراسة غرفة الرياض للتجارة والصناعة‬

‫‪٪70‬‬ ‫‪٪65‬‬

‫‪٪59‬‬

‫‪٪60‬‬ ‫‪٪50‬‬

‫‪٪53‬‬ ‫‪٪44‬‬

‫‪٪40‬‬

‫‪٪41‬‬ ‫‪٪33‬‬

‫‪٪32‬‬

‫‪٪30‬‬ ‫‪٪20‬‬ ‫‪٪10‬‬ ‫‪٪0‬‬

‫البيروقراطية‬

‫التمويل‬

‫التسويق‬

‫أمور متع ّلقة‬ ‫بالقوى العاملة‬

‫أمور تقنية‬

‫أمور ادارية‬

‫أمور متع ّلقة‬ ‫باألعمال‬

‫المصدر‪ :‬غرفة الرياض للتجارة والصناعة‬

‫�أخذت �حلكومات على عاتقها مهمة تطوير �ل�سركات �ل�سغرية‬ ‫و�ملتو�سطة‪ ،‬فقد ظهر �لعديد من بر�مج �لدعم خالل �لعقد‬ ‫�ملا�سي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ل تز�ل هذه �لرب�مج متباعدة وغري مرت�بطة‬ ‫ودر��سات �ملتابعة وعمليات �لتقييم �ملنهجي لنتائج �ل�سيا�سات‬ ‫نادرة وقليلة‪ .‬كان من �ملمكن ظهور �لنماذج �ملبتكرة خلدمات‬ ‫�لأعمال وخدمات �حل�سانة �ملطورة يف بع�س �ملوؤ�س�سات �لإقليمية‬ ‫مبظهر �أف�سل �إذ� ما مت �إعد�د مثل هذه �لتقارير‪.‬‬ ‫ميكن للمرء �نتقاد فكرة �أن �لكثري من �لرب�مج ما ز�ل يوفر‬ ‫�لدعم �ملايل �ملبا�سر لتمويل م�سروعات �سو�ء كانت قابلة‬ ‫للتطبيق �أو ل بدون تفرقة بينها‪ ،‬كما �أن بع�سها يقدم خدمات‬ ‫�سيكون من �لأ�سهل توفريها من خالل �سركات خدمات �لأعمال‬ ‫�خلا�سة‪.‬‬ ‫الشركات الصغيرة والمتوسطة كشركات عائلية‬

‫تعترب تقريب ًا كافة �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة يف دول‬ ‫جمل�س �لتعاون �خلليجي هي �سركات عائلية ‪ ،‬وبالتايل ت�سبح‬

‫‪72‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫يُوصى بإجراء إصالحات الحوكمة في الشركات‬ ‫الخليجية الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ليس فقط لتحويلها‬ ‫إلى شركات ذات إنتاجية أعلى للقيمة المضافة‪،‬‬ ‫وإنما للحفاظ على ثروة العائلة كذلك‪.‬‬ ‫حتديات �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة حتديات لل�سركات‬ ‫�لعائلية �أي�س ًا‪ .‬ويكون �لعك�س �سحيح‪ ،‬حيث تو�جه �ل�سركات‬ ‫�ل�سغرية و�ملتو�سطة �مل�سكالت �ملعتادة يف �ل�سركات �لعائلية‬ ‫من قبيل �لتفريق بني �مللكية و�لإد�رة و�إعد�د خطط �خلالفة‬ ‫وف�سل �لعائلة عن �ل�سركة من ناحية �لأمور �ملالية وغريها‬ ‫�لكثري‪.‬‬ ‫قد ت�س ّعب هيمنة �لعائلة من عملية �جتذ�ب �ملدر�ء �ملوؤهلني‬ ‫من خارجها‪ ،‬كما �أن تركيز �ل�سطات يف �لعديد من �ل�سركات‬ ‫�لعائلية قد يدفع كذلك �أفر�د �لعائلة من ذوي �ملو�هب �إلى‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫الشركات الصغيرة والمتوسطة‬

‫حتتاجه‪ .‬وعلى �لنقي�س يف �لحتاد �لأوروبي وبالرغم من �لأزمة‬ ‫�لقت�سادية �لأخرية‪ ،‬فاإن �أكرث من ‪ %70‬من �ل�سركات ح�سلت‬ ‫على كل �أو جزء من �لقر�س �لبنكي �لذي طلبته‪ ،‬بينما ُرف�س‬ ‫قطعي ًا حو�يل ‪ %15‬وهذ� وفق ًا لدر��سة مو�سعة �سملت �لحتاد‬ ‫�لأوروبي يف ‪.2009‬‬ ‫يعترب�أحد �لأ�سباب �لتي قد جتعل �لبنوك �ملحلية تتجنب‬ ‫�إقر��س �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة هو �ملجهود �لإد�ري‬ ‫�لكبري ن�سبي ًا عند �لتعامل معها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يف كثري من‬ ‫�لأحيان يتم رف�س طلبات �لقرو�س ملربر�ت قوية‪ :‬ك�سعف‬ ‫و بد�ئية �ملهار�ت �ملحا�سبية للكثري من مدر�ء �ل�سركات‬ ‫�ل�سغرية و�ملتو�سطة ؛ وغالب ًا ما يكون هناك نق�س يف خطط‬ ‫�لأعمال ودر��سات �جلدوى‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فاإن �إجر�ء�ت‬ ‫تنفيذ وحت�سيل �ل�سمانات يف �ملحاكم �ملحلية تكون بطيئة يف‬ ‫بع�س �لأحيان‪.‬‬ ‫تفوي�س �ملدر�ء �لو�فدين للقيام بالعمليات �لت�سغيلية �ليومية‬ ‫خا�سة يف دول �خلليج �لأ�سغر و�لأوفر يف �ملو�رد �ملالية‪-‬‬‫يوؤدي �إلى �حلد من �لبتكار و�كت�ساب �ملهار�ت لدى �أ�سحاب‬ ‫�ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة‪ .‬فطاملا �أن هناك �إمكانية‬ ‫حتقيق تدفق منتظم للدخل من خالل �أن�سطة قليلة �لربحية‬ ‫ومبجهود قليل من جانب �ملالك‪� ،‬سيظل �لنفور من �لبتكار‬ ‫وجتنب �ملخاطرة �سائد ً� يف �ل�سركات �ل�سغرية‪.‬‬

‫تعد البيانات الخاصة بإسهام الشركات الخليجية‬ ‫ّ‬ ‫الصغيرة والمتوسطة في االقتصاد الوطني قليلة‬ ‫ومحدودة للغاية‬

‫و�ملتو�سطة يف �خلليج مع تلك �ملوجودة يف �لدول �ملتقدمة‬ ‫و�لدول �لنامية ب�سفة عامة‪ ،‬بينما هناك �أمور �أخرى تقت�سر‬ ‫على منطقة �خلليج دون �سو�ها‪.‬‬ ‫ُيعد �حل�سول على �لتمويل و�حدة من �مل�سكالت �لعامة‬ ‫�ل�سهرية‪ .‬وفق ًا لدر��سة �أجرتها �سركة د�ن وبر�د�سرتيت‪ ،‬فقد‬ ‫رف�ست �لبنوك يف �لإمار�ت يف عام ‪ 2008‬حو�يل ‪� 50‬إلى ‪%70‬‬ ‫من طلبات �حل�سول على قرو�س من �ل�سركات �ل�سغرية‬ ‫و�ملتو�سطة نظر ً� لرتفاع �ملخاطرة ولإخفاق �ملتقدمني يف تلبية‬ ‫�صروط �حل�صول على قر�ص‪ .‬مل تتمكن ‪ %55‬من �ل�سركات‬ ‫�ل�سغرية و�ملتو�سطة من �حل�سول على �لقر�س �لذي كانت‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫كما �أن منط �لأعمال يف �خلليج مييل �إلى �لفردية بو�سوح‪،‬‬ ‫حيث يندر �لتعاون فيما بني �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة‬ ‫فيما يتعلق بامل�سرتيات و�سال�سل �لتوريد و�لت�سويق‪ .‬و قد يعني‬ ‫نق�س تخطيط �لأعمال وهو�م�س �لربح �ملنخف�سة كذلك‬ ‫حمدودية �لو�سول �إلى �لعمالة �ملاهرة‪ .‬تعر�س �ل�سركات‬ ‫�ل�سغرية و�ملتو�سطة غال ًبا �أجو ًر� منخف�سة على موظفيها مع‬ ‫غياب خمططات للتطور �ملهني �أو �لتوقعات على �ملدى �لبعيد‪.‬‬ ‫كما ت�ستمر �إد�رة �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة يف بذل �لكثري‬ ‫من �جلهد يف �لتعامل مع �لبريوقر�طيات �ملحلية فبينما‬ ‫�أ�سبحت بيئة �ل�ستثمار �أي�سر لكبار �مل�ستثمرين يف جمل�س‬ ‫�لتعاون �خلليجي‪ ،‬ما ز�لت يف �أغلب �لأحيان مرهقة لل�سركات‬ ‫�لأ�سغر حجم ًا‪ ،‬وهذ� ما يزيد من �سعوبة �لتنبوؤ بالأعمال‬ ‫تو�سح‬ ‫وبالتايل يق ّو�س فر�س �ل�ستثمار على �ملدى �لبعيد‪ّ .‬‬ ‫در��سة �أجرتها غرفة �لريا�س �لتجارية �أن �لبريوقر�طية‬ ‫هي �أهم عائق �أمام تطور �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة يف‬ ‫�ل�سعودية‪:‬‬ ‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪71‬‬


‫الشركات الصغيرة والمتوسطة تحديات الشركات الصغيرة والمتوسطة في الخليج‬

‫ً‬ ‫قيمة‬ ‫الشكل ‪ :1‬تقييم مجموعة أنشطة األعمال لتحديد أعلى األصول‬

‫أوروبا‬

‫‪ ٪11.6‬التصنيع‬ ‫‪ ٪14.3‬االنشاءات‬ ‫‪ ٪31.8‬التجارة وخدمات الصيانة‬ ‫‪ ٪8.5‬الفنادق و المطاعم‬ ‫‪ ٪6.1‬النقل‬ ‫‪ ٪27.6‬العقارات ونشاطات األعمال‬ ‫‪Source: EIM/European Commission‬‬

‫جند �سركات متو�سطة و�سغرية ومتناهية �ل�سغر‪ ،‬يت�سح‬ ‫�أنه بالرغم من هيمنتها �لعددية ‪-‬ن�سبة �ل�سركات متناهية‬ ‫�ل�سغر�لتي لديها ‪ 10‬موظفني يف �سوق �لعمل �لر�سمي متو��سعة‬ ‫�إلى حد ما‪ -‬فاإنها توفر ما بني ‪ 10‬و‪ %30‬من �إجمايل فر�س‬ ‫�لعمل �لر�سمية يف خمتلف دول جمل�س �لتعاون �خلليجي‪ .‬وعند‬ ‫مقارنتها بنظري�تها من �ل�سركات �لأوروبية متناهية �ل�سغر‪،‬‬ ‫جند �أن ن�سبتها ت�سل �إلى حو�يل �لثلث من جميع وظائف‬ ‫�لقطاع �خلا�س يف خمتلف �أنحاء �لقارة‪.‬‬ ‫هذ� ويعترب �سجل دول جمل�س �لتعاون �خلليجي �سعيف على نحو‬ ‫خا�س فيما يتعلق بتوظيف �ملو�طنني حيث ت�سري �لتقدير�ت �إلى‬ ‫�أن ‪ %98‬من موظفي �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة يف �ل�سعودية‬ ‫هم من �لو�فدين‪ ،‬بينما تبلغ ن�سبة �لو�فدين يف �لقطاع �خلا�س‬ ‫�إجما ًل يف �ل�سعودية �إلى ما يقارب ‪.%90‬‬ ‫وتع ّد �لبيانات �خلا�سة باإ�سهام �ل�سركات �خلليجية �ل�سغرية‬ ‫و�ملتو�سطة يف �لقت�ساد �لوطني قليلة وحمدودة للغاية‪ .‬لكن‬ ‫‪70‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫اإلمارات‬

‫السعودية‬

‫‪ ٪60‬التجارة‬ ‫‪ ٪35‬الخدمات‬ ‫‪ ٪5‬التصنيع‬

‫‪ ٪47‬التجارة والفنادق‬ ‫‪ ٪27‬اإلنشاءات‬ ‫‪ ٪12‬الصناعة‬ ‫‪ ٪8‬مجاالت أخرى‬ ‫‪ ٪6‬األعمال االجتماعية‬

‫‪Source: Standard Chartered‬‬

‫‪Source: Standard Chartered‬‬

‫نظر ً� لأن �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة تدفع يف �ملتو�سط‬ ‫�أجور �أقل وتعمل يف �أن�سطة �أقل ربحية و�أقل �حتياج ًا �إلى‬ ‫روؤو�س �لأمو�ل �لكبرية مقارنة بال�سركات �لكبرية‪ ،‬فاإن ن�سبة‬ ‫م�صاهمتها يف �لن�صاط �القت�صادي �خلا�ص �أقل منها يف وظائف‬ ‫�لقطاع �خلا�س‪ ،‬حيث ُيحتمل �أن ت�سل �إلى ‪ %30‬لغري‪ ،‬وهي‬ ‫�أقل بكثري من من م�ساهمة نظري�تها يف �لحتاد �لأوروبي حيث‬ ‫تقرتب �لن�سبة من ‪.%50‬‬ ‫هناك �لكثري من ق�س�س �لتجديد و�لنمو �ملبهرة بني �ل�سركات‬ ‫�ل�سغرية و�ملتو�سطة بدول �خلليج‪ .‬ومع ذلك فال تز�ل م�ساهمة‬ ‫قطاع عري�س من جمموع �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة يف‬ ‫تنويع �لأن�سطة وتوظيف �ملو�طنني قليلة �إلى حد ما‪ .‬ما �لعو�مل‬ ‫�لتي تعيق دور �ل�سركات �خلليجية �ل�سغرية و�ملتو�سطة يف‬ ‫حتديث �لقت�ساد؟‬ ‫التحديات‬

‫تت�سابه �لكثري من �مل�سكالت �ملعيقة لتطوير �ل�سركات �ل�سغرية‬

‫‪98‬‬ ‫بالمائة‬

‫من موظفي الشركات‬ ‫الصغيرة والمتوسطة‬ ‫في السعودية هم‬ ‫من الوافدين‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫تحديات الشركات الصغيرة والمتوسطة في الخليج الشركات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪90‬‬ ‫بالمائة‬

‫على األقل نسبة‬ ‫الشركات الصغيرة‬ ‫والمتوسطة في‬ ‫منطقة الخليج العربي‬ ‫من كافة الشركات في‬ ‫جميع دول المنطقة‬

‫تو�سح �ملالمح �لعامة �لتي حتدد قطاعات‬ ‫ومع ذلك‪ّ ،‬‬ ‫�ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة يف �خلليج �أن �ل�سركات‬ ‫�ل�سغرية و�ملتو�سطة ت�س ّكل ما ن�سبته ‪ %90‬على �لأقل من‬ ‫كافة �ل�سركات يف جميع دول �ملنطقة‪ .‬تعمل ن�سبة كبرية‬ ‫من �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة هذه يف قطاع �لتجارة‬ ‫بالإ�سافة �إلى قطاعات �أخرى مهمة مثل �لور�س �ل�سغرية‬ ‫و�لفنادق و�ملطاعم و �ملقاولت‪ ،‬بينما تقل �أهميتها يف‬ ‫�ل�سناعة و�لقطاعات �لأخرى �لتي تتطلب �متالك روؤو�س‬ ‫�أمو�ل كبرية‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫متيل �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة يف �خلليج �إلى �لأن�سطة‬ ‫منخف�سة �لربحية و�لأن�سطة �خلدمية �ل�سغرية‪ .‬تق�سيم هذه‬ ‫�ل�سركات على �لقطاعات �ملختلفة يف �لأ�سو�ق �لنا�سجة يت�سم‬ ‫باملزيد من �لتنوعية و�لتو�زن ‪.‬‬ ‫توفر �ل�سركات �لتي لديها ‪ 100‬موظف فر�س عمل لن�سبة‬ ‫ترت�وح بني ‪ 40‬و‪ %63‬من �لقوى �لعاملة �خلا�سة �لر�سمية يف‬ ‫خمتلف دول جمل�س �لتعاون �خلليجي مقارنة بحو�يل ‪ %60‬يف‬ ‫�لحتاد �لأوروبي‪ .‬يف حالت جمل�س �لتعاون �خلليجي حيث‬ ‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪69‬‬


‫الشركات الصغيرة والمتوسطة تحديات الشركات الصغيرة والمتوسطة في الخليج‬

‫من المتعارف عليه أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي محفز مهم للنمو والتنمية والتنوع للدول في جميع‬ ‫التطور‪ .‬بالرغم من المفهوم الراسخ لريادة األعمال في دول مجلس التعاون الخليجي والحجم الكبير لقطاعات‬ ‫مراحل‬ ‫ّ‬ ‫الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الخليج‪ ،‬إال أنه ما زال هناك قدرات وإمكانيات رائعة للتنوع المستدام‬ ‫وتوفير الوظائف لم تتم االستفادة منها بعد‪ .‬دكتور ستيفن هيرتوج المحاضر بكلية لندن لالقتصاد والمدير األكاديمي‬ ‫والتوجهات في الشركات الصغيرة والمتوسطة في‬ ‫للمعهد الدولي للشركات العائلية يتناول باستفاضة التحديات‬ ‫ّ‬ ‫دول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬

‫تحديات تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة في دول الخليج العربي‬

‫هل يكون صغر حجم‬ ‫الشركات ميزة ؟‬ ‫مو�سعة �أجريتها من ‪� 2008‬إلى ‪ 2010‬بالتعاون‬ ‫تو�سح در��سة ّ‬ ‫مع غرف �لتجارة �لأوروبية وغرفة �لتجارة �لأملانية بالإمار�ت‬ ‫و�حتاد �لغرف �لتجارية لدول جمل�س �لتعاون �خلليجي �أن‬ ‫�ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة �خلليجية غالب ًا ما تركز على‬ ‫�أن�سطة منخف�سة �لربح ّ‬ ‫وتوظف ن�سبة من �لعمالة �لو�فدة �أكرب‬ ‫حتى من تلك �لتي توظفها �ل�سركات �خلا�سة �لأخرى‪ .‬للتغلب‬ ‫على �لقيود �حلالية للقطاع‪ ،‬قد يكون هناك حاجة �إلى �إعادة‬ ‫توجهات �ل�سركات‬ ‫�لنظر يف �سيا�سات �لدعم �حلكومية وكذلك ّ‬ ‫ب�ساأن �ملو�رد �لب�سرية و�حلوكمة �ملوؤ�س�سية‪.‬‬ ‫‪68‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الخليج‪:‬‬ ‫ما نعرفه وما نجهله عنها‬

‫تقت�سر �لبيانات عن �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة يف دول‬ ‫جمل�س �لتعاون �خلليجي غالب ًا على عددها �لإجمايل وما مت ّثله‬ ‫من ن�سبة يف كل قطاع و�إجمايل م�ساهمتها يف �سوق �لعمل‪ .‬و‬ ‫ل تتوفر �إلى �لآن يف منطقة �خلليج ب�سفة عامة �ملعلومات‬ ‫�ملذكورة يف �ح�ساء�ت �ل�سركات �ل�سغرية و�ملتو�سطة يف دول‬ ‫منظمة �لتعاون و�لتنمية �لقت�سادية‪ ،‬مثل �لربحية �أو معدل‬ ‫�ل�ستمر�رية �أو دورة ر�أ�س �ملال ‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫شركة طوقان لصناعة الصابون الشركات الصغيرة والمتوسطة‬

‫أعلى اليمين‪ :‬فرد‬ ‫من الجيل الرابع‬ ‫لعائلة طوقان في‬ ‫مصبنة العائلة في‬ ‫نابلس‬ ‫عمال‬ ‫أعلى اليسار‪ّ :‬‬ ‫مصبنة طوقان‬ ‫بلف قطع‬ ‫يقومون ّ‬ ‫الصابون‬

‫يف فل�صطني اأعتقد اأن هناك فر�صة لكن اإمكانيات التو�صع‬ ‫والنمو حمدودة‪ .‬على ال ّرغم من ذلك‪ ،‬هناك مناذج ناجحة‬ ‫جد ًا لل�صركات العائلية ال�صغرية مثل �صركة احلجاوي للطباعة‬ ‫وهي �صركة تقوم بالطباعة على الورق واألواح الكرتون‪ ،‬وهناك‬ ‫ال�صركات التي تعمل يف �صناعة ّ‬ ‫الطحينة (ع�صارة حبوب‬ ‫ال�صم�صم) مثل عائلة العالول و عاي�س‪.‬‬ ‫ما هي روؤيتك مل�شتقبل �شركة طوقان على املدى‬ ‫القريب والبعيد؟‬ ‫علي اأن اأراها‬ ‫�صناعة ال�صابون لها مكانة خا�صة يف قلبي وي�صعب ّ‬ ‫تندثر وال اأعتربها م�صاألة مادية على االطالق‪ .‬انني اأقوم بزيارة‬ ‫نابل�س كل �صهر الأن امل�صبنة تعني الكثري بالن�صبة يل �صخ�صي ًا‬ ‫وجلميع اأبناء عمي واأقاربي‪ .‬اأنا اأف ّكر حال ّي ًا يف ا�صتخدام عالمة‬ ‫اخلا�صة ب�صركتنا لت�صميم �صعار خا�س‬ ‫املفتاحني التجارية‬ ‫ّ‬ ‫مبكتبتي؛ و �صاأقوم اأي�ص ًا بكتابة ا�صمي اأ�صفلهما باالإ�صافة اإلى‬ ‫كلمتي «اإميان» و «عقل» باالجنليزية ‪ Reason‬و ‪.Faith‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫اأ ّما على �صعيد امل�صبنة‪ ،‬فنحن نفكر يف االندماج مع م�صنع‬ ‫�صابون اآخر وبدء ت�صنيع ال�صابون باأحجام �صغرية من اأجل‬ ‫ت�صديره اإلى دول ال�صرق االأق�صى‪� .‬صوف نبقي على اجلانب‬ ‫التقليدي لل�صناعة لكن �صوف ندخل حت�صين ًا على قطع ال�صابون‬ ‫لت�صبح اأ�صغر حجم ًا‪ .‬ورمبا نعمل على مكننة العمليات االإنتاجية‬ ‫واالنتاج خارج فل�صطني مما قد يجعل االأمور اأ�صهل بالن�صبة لنا‪،‬‬ ‫ففي بع�س االأحيان يكون من ال�صعب الت�صدير من مدينة نابل�س‪.‬‬ ‫هل هناك فرد اآخر بعائلة طوقان يبدي اهتمام ًا ب�شناعة‬ ‫ال�شابون؟‬

‫لي�س بح�صب معلوماتي ‪ ،‬لكن اإذا دعت احلاجة فباإمكانهم‬ ‫االن�صمام اإلينا‪ .‬نحن نفكر يف الوقت احلايل ب�صمّ بع�س‬ ‫�ص ّيدات العائلة اإلى جمل�س االدارة‪ .‬يعي�س اليوم معظم اأبناء‬ ‫عمومتي الذين هم من جيلي يف اخلارج‪ ،‬ولالأ�صف اجليل‬ ‫ال�صاب من العائلة غري املقيم يف نابل�س ال يعرف �صيئ ًا عن‬ ‫�صناعة ال�صابون‪.‬‬ ‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪67‬‬


‫الشركات الصغيرة والمتوسطة‬

‫شركة طوقان لصناعة الصابون‬

‫هل زاد اأو اأنخف�س عدد العاملني يف كل مرحلة من‬ ‫مراحل اإنتاج ال�شابون مبرور الوقت؟‬ ‫اأعتقد اأنه انخف�س الأنه يوجد لدينا االآن اآبار ن�صع فيها زيت‬ ‫الزيتون ثم نقوم ب�صخه مبا�صرة اإلى احل ّلة‪ .‬مل نعد بحاجة اإلى‬ ‫عمال لهذه املرحلة وبالتايل انخف�س العدد بن�صبة �صئيلة‪.‬‬ ‫ما هو اأكرب �شوق ل�شابون م�شنع طوقان؟‬ ‫تو ّزعت االأ�صواق فيما م�صى على النحو التايل وفق ًا الأ�صهر‬ ‫ثالث عالمات جتارية يف فل�صطني حينها‪ :‬املفتاحني بداأت يف‬ ‫�صمال فل�صطني ثم انت�صرت �صهرة العالمة التجارية يف اإربد‬ ‫وما حولها‪ .‬عالمة م�صنع عائلة امل�صري «النعامة» كان �صوقها‬ ‫االأ�صا�صي االأردن وظلت هناك بعد �صنة ‪ .1948‬بداأت العالمة‬ ‫التجارية مل�صنع عائلة ال�صكعة «اجلمل» جناحها يف جنوب‬ ‫فل�صطني وهي م�صهورة االآن يف اخلليل كذلك‪ .‬بالطبع لدينا‬ ‫قليل من العمالء يف ع ّمان‪ ،‬وقد بداأنا موؤخر ًا يف الت�صدير اإلى‬ ‫اأمريكا‪ ،‬وهناك اأي�ص ًا متاجر يف �صان دييجو تبيع اإنتاجنا من‬ ‫ال�صابون‪ ،‬كما نر�صل اأي�ص ًا كميات �صغرية اإلى ايطاليا‪.‬‬ ‫كان هناك دائما ومازال اتفاقات غري مكتوبة وكلمة �صرف بني‬ ‫اأ�صحاب م�صانع ال�صابون وينطبق االأمر على امل�صانع الثالثة‬ ‫التي ذكرتها �صابق ًا‪ ،‬فعندما ن�صرتي الزيت نح�صل عليه جميع ًا‬ ‫من نف�س امل�صدر ونف�س احلال بالن�صبة لل�صودا الكاوية‪ ،‬واإذا‬ ‫نفذ لدينا املخزون من اأي مادة م�صتخدمة للت�صنيع‪ ،‬ن�صتعريها‬ ‫من بع�صنا البع�س‪ .‬لقد كان ومازال �صعر ال�صابون حمدود ًا‬ ‫كطابع الربيد يف اأي فرتة من الفرتات باتفاق ال�صركات‬ ‫الثالثة وال تتم زيادته اأو تخفي�صه اإال باالتّفاق املُ�صبق بينهم‪.‬‬

‫املجال‪ ،‬فقد انتقلوا اإلى الواليات املتحدة ولي�س لديهم رغبة يف‬ ‫موا�صلة العمل واالبقاء على �صركة العائلة‪ .‬وبالتايل فالتحدي‬ ‫�صح لنا اأن ن�صميه حتدي ًا هو العثور على‬ ‫بالن�صبة لنا االآن اإذا ّ‬ ‫�صخ�س اآخر ميكننا الوثوق به والعمل معه من جديد‪.‬‬

‫ما زالت م�شبنة طوقان القدمية موجودة وتعمل الى‬ ‫يومنا هذا‪ ،‬ما هي التحديات والفر�س التي تواجهها‬ ‫ال�شركة حالي ًا؟‬

‫لدينا ثقة كبرية يف التغلب على اأي حتديات كما فعلنا دائم ًا‪.‬‬ ‫لقد قمنا بحو�صبة نظام املحا�صبات لدينا وكنا اأول من يقوم‬ ‫بهذه اخلطوة يف جمالنا‪ ،‬فهناك دقة وتفا�صيل اأكرث االآن‬ ‫والنظام يوفر لنا روؤية عامة ثاقبة‪ .‬اأقوم �صخ�ص ّي ًا بزيارة نابل�س‬ ‫مرة كل �صهر واألتقي باملدير امل�صوؤول عن امل�صبنة كما ت�صلني‬ ‫منه تقارير ن�صف �صهر ّية ‪ .‬املدير العام احلايل هو من خارج‬ ‫العائلة‪ ،‬وقد كان قبل ذلك املدير املايل ثم قمنا برتقيته الحق ًا‪.‬‬

‫لدينا يف الوقت احلايل موزعني اأحدهما يف عمان واالآخر يف‬ ‫اإربد‪ .‬نحن نعمل مع نف�س االأفراد منذ البداية‪ ،‬ففي عمان نحن‬ ‫نعمل مع نف�س ال�صركة العائلية منذ جيل جدهم االأكرب ثم‬ ‫ثم اأبنائه‪ .‬اأما االآن‪ ،‬لي�س لدى االأحفاد اهتمام بهذا‬ ‫اجلد ومن ّ‬

‫هل ترى م�شتقب ً‬ ‫ال لل�شركات ال�شغرية واملتو�شطة يف العامل‬ ‫العربي؟ هل ميكن لل�شركات ال�شغرية واملتو�شطة اأن تكون‬ ‫مناذج ُيحتذى بها كما هو احلال بالن�شبة مل�شنع طوقان‬ ‫لل�شابون؟‬

‫اأتعرف اأنه منذ البداية ومبيعات ال�صابون ثابتة كما هي ال‬ ‫تزيد اأو تنق�س‪ .‬حالي ًا‪ ،‬قد ي�ص ّكل الطلب الكبري على ال�صابون‬ ‫واملط ّهرات االأوروبية اليوم حتدي ًا لنا‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫نحن نفكر في االندماج مع مصنع صابون آخر وبدء‬ ‫تصنيع الصابون بأحجام صغيرة من أجل تصديره إلى‬ ‫دول الشرق األقصى وسوف ندخل تحسين ًا على‬ ‫قطع الصابون لتصبح أصغر حجماً‪.‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫الشركات الصغيرة والمتوسطة‬

‫عندما أصبحت الضفة الغربية جزء ًا من األردن‬ ‫في عام ‪ ،1950‬كنّا من بين أول خمسين شركة‬ ‫نتقدم للتسجيل في وزارة اإلقتصاد‪ ،‬كما يوجد‬ ‫لدينا ثالث عالمات تجارية أخرى للصابون‪.‬‬

‫في األعلى‪ :‬صورة‬ ‫قديمة لمصبنة‬ ‫طوقان في مدينة‬ ‫نابلس‪ ،‬فلسطين‬ ‫في اليسار‪ :‬عامل‬ ‫في مصبنة طوقان‬ ‫يحمل أختام عالمة‬ ‫المفتاحين‬

‫فلم يكن هدفهما جم ّرد �صناعة وبيع ال�صابون واإمنا رغبا يف‬ ‫اإدارة �صركة متط ّورة‪ ،‬وهذا ما دفع والدي اإلى حتويلها اإلى‬ ‫�صركة حمدودة امل�صوؤولية �صنة ‪ 1929‬وهو االأمر الذي قام به‬ ‫غرينا من املوؤ�ص�صات وامل�صابن (م�صانع ال�صابون) االأخرى‬ ‫بعد عدة �صنوات من ذلك التاريخ‪ .‬بداأنا هذه ال�صركة باثنني من‬ ‫امل�صاهمني واالآن لدينا ‪ 35‬م�صاهم ًا‪.‬‬ ‫مل ن�صارك كاأفراد عائلة طوقان يف عملية ت�صنيع ال�صابون‬ ‫ل�صبب ب�صيط وهو اأنه كانت تعمل لدينا عائالت �صغرية اأخرى‬ ‫تتولى كل مرحلة من مراحل الت�صنيع‪ .‬املرحلة االأولى هي الطبخ‬ ‫والتي ت�صتغرق خم�صة اأيام وي�ص ّمى ال ُعمال القائمون عليها باإ�صم‬ ‫«الط ّبيخة»‪ .‬ثم بعد ذلك يتم ب�صط ال�صابون ليجف‪ ،‬عمال‬ ‫«الب�صيطة»‪ .‬هذه يف الواقع مهمة ت�صلتزم‬ ‫املرحلة الثانية هم ّ‬ ‫الكثري من الدقة واالإتقان‪ :‬يقوم العمال بب�صط ال�صابون ال�صائل‬ ‫وللحفاظ على ال�صماكة كان يتعني عليهم ا�صتخدام اأدوات‬ ‫بدائية للغاية ما زالوا ي�صتخدمونها اإلى االآن‪ .‬بعد ذلك ي�صتغرق‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫ال�صابون يومني اأو ثالثة لكي يجف ح�صب الظروف املناخية‬ ‫حيث ي�صتغرق فرتة اأطول يف ف�صل ال�صتاء‪ .‬بعد ذلك ياأتي دور‬ ‫ّ‬ ‫«القطيعة» و هم من يقومون بتنعيم �صطح‬ ‫عملية التقطيع؛‬ ‫ال�صابون اأ ّو ًال ثم تقطيعه اإلى قطع �صغرية بعد تعليم االأحجام‬ ‫واخلطوط بحبل ي�سمى «البيكار»‪ .‬بعد انتهاء عملية التقطيع‬ ‫ياأتي «اخلتّيمة» خلتم كل قطعة �صابون ب�صعار �صركة طوقان‬ ‫و هو (املفتاحني)‪ .‬ويف النهاية‪ ،‬ياأتي دور «ال ّلفيفة» للف قطع‬ ‫ال�صابون بالورق‪.‬‬ ‫بتخ�ص�صها‬ ‫كل مرحلة يتولى م�صوؤوليتها عائلة خمتلفة ت�صتهر‬ ‫ّ‬ ‫وبراعتها يف جمال عملها‪ .‬على �صبيل املثال‪ ،‬لدينا عائلة‬ ‫«طبيلي» التي تعمل على ب�صط ال�صابون وعائلة «العا�صي» التي‬ ‫تتولى طبخ ال�صابون وبع�س اأفراد عائلة «اجلوهري» يقومون‬ ‫بعملية ّ‬ ‫لف ال�صابون‪ .‬يعمل لدينا اإلى االآن موظفون من هذه‬ ‫العائالت يف املراحل املختلفة لالإنتاج‪ .‬وتنتج م�صبنتنا طناً‬ ‫واحد ًا من ال�صابون يومي ًا‪ ،‬وهو ما يقدّر بحوايل ‪ 360‬طن ًا �صنوي ًا‬ ‫حيث نعمل بكامل طاقتنا االإنتاجية‪.‬‬ ‫عندما اأ�صبحت ال�صفة الغربية جزء ًا من االأردن يف عام‬ ‫‪ ،1950‬ك ّنا من بني اأول ‪� 50‬صركة نتقدم للت�صجيل يف وزارة‬ ‫االإقت�صاد‪ ،‬كما يوجد لدينا عالمات جتارية اأخرى لل�صابون‪.‬‬ ‫عالمتنا التجارية الرئي�صية هي املفتاحني لكن لدينا كذلك‬ ‫ثالث عالمات جتارية اأخرى؛ ن�صتخدم هذه االأختام كل ‪ 5‬اأو ‪6‬‬ ‫اأعوام حتى تبقى وال تندثر‪.‬‬ ‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪65‬‬


‫الشركات الصغيرة والمتوسطة‬

‫شركة طوقان لصناعة الصابون‬

‫مقابلة‬ ‫الس ّيد فاروق طوقان‬ ‫ّ‬

‫رئيس مجلس إدارة شركة طوقان‬

‫تعدّ �شناعة ال�شابون من اأقدم ال�شناعات يف ال�شرق‬ ‫الأو�شط‪ ،‬وقد ا�شتهرت مدينة نابل�س ب�شفة خا�شة‬ ‫باجلودة العالية ملا تنتجه من �شابون واأ�شبحت مركز ًا مهم ًا‬ ‫للت�شنيع يف املنطقة منذ عهد احلمالت ال�شليبية‪ .‬كيف‬ ‫تط ّورت �شركة طوقان خالل تاريخها الطويل يف املنطقة؟‬

‫اأنا اأعرف مكانني م�صهورين ب�صناعة ال�صابون من زيت‬ ‫الزيتون‪ :‬مدينة نابل�س يف فل�صطني وطرابل�س يف لبنان‪ .‬اأعتقد‬ ‫اأن ال�صبب الرئي�صي وراء ذلك هو ا�صتهار تلك املدينتني باأ�صجار‬ ‫الزيتون ذو اجلودة العالية‪ .‬حتيط مبدينة نابل�س اأ�صجار‬ ‫الزيتون‪ ،‬وباإمكانك روؤية هذه االأ�صجار اأينما ذهبت و يف كل‬ ‫مكان وهي اأ�صجار قدمية ومم ّيزة‪.‬‬ ‫قام بتاأ�صي�س �صركتنا جدي حافظ واأخوه عبد الفتاح‪ ،‬ومن‬ ‫بعدهم جاء عمي داوود واأبي خليل وعمي قدري ثم اأبناء عمي‬ ‫حافظ واأمني رحمة اهلل عليهم جميع ًا‪ .‬تنحدر اأ�صول عائلتنا‬ ‫من �صوريا من عرب املوايل‪ ،‬فقد اأتى جدي االأكرب اإبراهيم اأغا‬ ‫ال�صوربجي اإلى فل�صطني يف القرن ال�صاد�س ع�صر و مت بناء بيتنا‬ ‫القدمي يف نابل�س حوايل عام ‪ ،1725‬تنتمي عائلة طوقان وعائلة‬ ‫اأبو ري�صة من �صوريا اإلى نف�س القبيلة‪ ،‬وما زلت اأحتفظ بكتاب‬ ‫قدمي يذكر اأن هناك مكان يف �صوريا ي�ص ّمى «ت ّل طوقان»‪.‬‬ ‫يف املا�صي‪ ،‬كنا ن�صنع ال�صابون با�صتخدام مادة تُ�صمى «القلي»‬ ‫و هي عبارة عن جذور ع�صبة �صحراوية ُكنا نح�صل عليها من‬ ‫البادية‪ .‬ما زلت اأذكر مثقال با�صا الفايز وهو �صيخ قبيلة بارزة‬ ‫يف و�صط االأردن ‪ -‬قبيلة بني �صخر‪ -‬عندما كان ياأتي الى‬ ‫م�صنعنا حيث كان هو املو ّرد الوحيد ملادّة القلي حينها‪ ،‬الأنه‬ ‫وخالل احلرب العاملية الثانية مل يكن باالإمكان اإح�صار ال�صودا‬ ‫الكاوية (هيدروك�صيد ال�صوديوم) من اجنلرتا والتي ُكنا‬ ‫ن�صرتيها من �صركة (‪ICI (Imperial Chemical Industries‬‬ ‫ح�صبما اأتذكر يقين ًا‪ .‬كان ذلك يتم عن طريق املرحوم عبد‬ ‫الهادي حمودة موؤ�ص�س اأكرب �صركة منتجة لالألبان يف االأردن؛‬ ‫األبان ح ّمودة‪ .‬قبل هذا اأتذ ّكر كذلك اأننا كنا نح�صل على زيت‬ ‫‪64‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫الزيتون حممو ًال من القرى على ظهور اجلمال والتي كانت تنام‬ ‫يف امل�صبنة‪ .‬كان يتم و�صع زيت الزيتون فيما كان ي�ص ّمى بالـ‬ ‫«�صرف» (وعاء م�صنوع من جلد املاعز) ثم ي�صع الع ّمال زيت‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الزيتون يف «احللة» (الوعاء الكبري الذي كان ُي�صتخدم لطبخ‬ ‫ال�صابون) لطبخه‪ ،‬وحتت احللة كنا ن�صتخدم «اجلفت» (ما‬ ‫يتبقى من الزيتون بعد ا�صتخراج الزيت منه) كوقود للطبخ‪،‬‬ ‫اأما «الدّق» فهو ما كان يطلق على اجلفت املحروق والذي ك ّنا‬ ‫ن�صتخدمه يف منازلنا للتدفئة يف ف�صل ال�صتاء وكنا نهديه اأي�ص ًا‬ ‫الأ�صدقاء العائلة‪ .‬اأتذكر يف ليايل ال�صتاء عندما كنت طالب ًا‬ ‫اأننا كنا نتج ّمع حول «الكانون» اأو «املنقل» للتدفئة ونقوم اأي�ص ًا‬ ‫بتحمي�س اخلبز واجلبنة النابل�صية واأباريق ال�صاي على النار‪.‬‬ ‫وما يتبقى بعد ا�صتخدام «الدق» كنا ن�صتخدمه لتنظيف اأواين‬ ‫الطهي‪ .‬مل يكن لدينا مواد منظفة عندئذ لتنظيف اأواين الطهي‬ ‫النحا�صية‪ .‬وكما يت�صح لك‪ ،‬كان الزيتون جزء ًا من حياتنا‬ ‫اليومية وكان حا�صر ًا يف كل ما نقوم به تقريب ًا‪.‬‬ ‫اإلى ا ّأي مدى �شاركت �شخ�شي ًا يف �شناعة ال�شابون؟ وهل كان‬ ‫هناك اأي فرد من عائلة طوقان م�شارك ًا يف ت�شنيع ال�شابون؟‬

‫اأنا عن نف�صي مل اأكن م�صارك ًا‪ .‬يف عائلتنا كان املرحوم عبد‬ ‫الفتاح �صقيق جدّي ووالد ال�صاعرين اإبراهيم وفدوى طوقان‬ ‫هو رجل االأعمال‪ .‬ذهب والدي و�صقيقه داوود يف عامي ‪1910‬‬ ‫و‪ 1911‬للدرا�صة يف مدينة ا�صطنبول‪ ،‬ودفعتهما هذه اخللفية‬ ‫على اإ�صفاء �صيء من االحرتافية وال�صفافية على العمل العائلي‪،‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫شركة طوقان لصناعة الصابون الشركات الصغيرة والمتوسطة‬

‫من اليمين‪ :‬جبال‬ ‫الصابون في مرحلة‬ ‫التجفيف في مصبنة‬ ‫طوقان‬

‫اأما جمل�س االدارة احلايل فيتاألف من‪ :‬فاروق خليل طوقان‬ ‫رئي�ص ًا‪ ،‬جعفر ابراهيم طوقان نائب ًا للرئي�س و وائل داوود طوقان‬ ‫ع�صو ًا يف املجل�س‪.‬‬

‫أعلى اليسار‪ :‬صابون‬ ‫مصنع طوقان (عالمة‬ ‫المفتاحين) جاهز للبيع‬

‫ويجتمع املجل�س دوري ًا ملراقبة �صري العمل بال�صركة ولكن يتابع‬ ‫رئي�س جمل�س االدارة �صري العمل �صهري ًا‪ .‬ا�صتمرت ال�صركة على‬ ‫هذا املنوال من التنظيم مع رفع م�صتوى االدارة تنا�صق ًا مع‬ ‫التط ّور يف مفهوم االدارة املعمول به اليوم‪.‬‬

‫أسفل اليسار‪ :‬عامل‬ ‫في مصبنة طوقان‬ ‫يقوم بقطع الصابون‬

‫ال�صيء الوحيد الذي مل يتغري هو طريقة �صنع ال�صابون اليدوية‬ ‫االأ�صيلة حيث مازال ال�صابون ي�صنع باليد با�صتثناء ادخال‬ ‫تعديالت ب�صيطة جد ًا‪ .‬ي�صنع ال�صابون من زيت الزيتون النقي‬ ‫وال�صودا الكاوية واملاء وامللح ويخلط بن�صب معينة‪ .‬تنق�صم‬ ‫�صناعة ال�صابون النابل�صي الى اأربعة مراحل و ينجز كل مرحلة‬ ‫فريق متخ�ص�س؛ فهناك فريق لطبخ ال�صابون وفريق لب�صط‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫ال�صابون وفريق لتقطيع ال�صابون وفريق للف ال�صابون بالورق‪.‬‬ ‫يبلغ عدد العمال االجمايل يف م�صبنة طوقان حالي ًا ‪ 17‬عام ًال‬ ‫ينتمون لعائالت فل�صطينية برعت يف كل مرحلة حتى اأ�صبحت‬ ‫تو ّرث تلك احلرف الأبنائها جيل بعد جيل الى اأن اقرتنت اأ�صماء‬ ‫بع�س العائالت مبراحل ال�صناعة املختلفة‪.‬‬ ‫يدر�س جمل�س االإدراة االآن اإمكانية �صنع �صابون باأحجام‬ ‫�صغرية ال�صتعماله يف الفنادق واملوؤ�ص�صات وت�صديرها اإلى دول‬ ‫�صرق اآ�صيا‪ ،‬كما يدر�س املجل�س اأي�ص ًا امكانية مكننة ال�صناعة‬ ‫لتلبية متطلبات ال�صوق اجلديدة‪.‬‬ ‫ب�صبب موقع امل�صبنة املميز يف و�صط املدينة زارها على مر ال�صنني‬ ‫�صخ�صيات عديدة مثل املوؤرخ االأمري �صكيب اأر�صالن‪ ،‬املوؤرخ ارنولد‬ ‫توينبي‪ ،‬ال�صيد بلو (اأول رئي�س وزراء لنيجرييا بعد اال�صتقالل)‬ ‫واآخرهم كان رئي�س وزراء بريطانيا ال�صابق توين بلري‪.‬‬ ‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪63‬‬


‫الشركات الصغيرة والمتوسطة‬

‫شركة طوقان لصناعة الصابون‬

‫ُعرفت مدينة نابلس الفلسطينية بكونها مركزاً‬ ‫تاريخي ًا لصناعة الصابون‪ .‬وجدت هذه الصناعة لها في هذه المدينة‬ ‫ّ‬ ‫الجميلة البيئة والظروف المناسبة حيث تشتهر هذه المدينة بوفرة أشجار الزيتون وبانتاجها ألفخر أنواع زيت الزيتون وهو‬ ‫المكون األساسي لهذه الصناعة‪ .‬ساهمت عائلة طوقان الفلسطينية على مدى قرن من ال ّزمن باإلبقاء على هذه‬ ‫ّ‬ ‫الحرفة التقليدية بإمتالكها وإدارتها لواحد من أشهر مصانع الصابون النابلسي في فلسطين‪ .‬السيد فاروق طوقان‪،‬‬ ‫يتحدث لمجلة ثروات عن تاريخ هذه ال ّتجارة ويشاركنا ذكرياته عن اإلرث العائلي العريق‬ ‫رئيس مجلس إدارة شركة طوقان‬ ‫ّ‬ ‫الصابون‪.‬‬ ‫وعن صناعة ّ‬

‫تاريخ شركة طوقان‬ ‫وصناعة الصابون النابلسي‬

‫ُعرفت مدينة نابل�س الفل�صطينية ب�صناعة ال�صابون منذ زمن‬ ‫بعيد وال ُيعرف على وجه التحديد من هو مبتكر هذه ال�صناعة‪.‬‬ ‫وجدت هذه ال�صناعة لها يف نابل�س البيئة والظروف املنا�صبة‬ ‫حيث ت�صتهر هذه املدينة بوفرة اأ�صجار الزيتون وزيت الزيتون‬ ‫وهو املك ّون االأ�صا�صي لهذه ال�صناعة‪.‬‬ ‫ارتبطت �صناعة ال�صابون باأ�صماء عائالت فل�صطينية معروفة‬ ‫من اأبناء هذه املدينة كعائالت ال�صكعة و امل�صري و طوقان‪ .‬يع ّد‬ ‫م�صنع طوقان من اأ�صهر و اأقدم امل�صانع يف مدينة نابل�س‪ّ .‬مت بناء‬ ‫م�صنع طوقان لل�صابون يف حدود �صنة ‪ 1910‬على اأطراف مدينة‬ ‫نابل�س القدمية والذي اأ�صبح االآن يف قلب املدينة‪ .‬ا ّأ�ص�س هذا‬ ‫امل�صنع االأخوين حافظ وعبد الفتاح طوقان وهما اجليل ال�صاد�س‬ ‫البراهيم اآغا ال�صوربجي جد جميع اأفخاذ و اأفرع اآل طوقان‪.‬‬ ‫يف �صنة ‪ 1929‬اأ�صبح م�صنع ال�صابون �صركة حمدودة امل�صوؤولية‬ ‫‪62‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫حتت ا�صم ‪� :‬صركة حافظ وعبد الفتاح طوقان امل�صاهمة‬ ‫املحدودة و�صجلت ماركة «املفتاحني» كعالمة جتارية يف �صجل‬ ‫العالمات التجارية‪ .‬منع ًا لتزوير ماركة املفتاحني ارتاأى جمل�س‬ ‫االدارة يف اأربعينات القرن املا�صي ت�صجيل عالمات اخرى‬ ‫م�صابهة وهي ال�صيفني – املق�صني – البلطتني –ومازالت‬ ‫م�صجلة ليومنا هذا ومملوكة لل�صركة‪ .‬عندما ا�صبحت ال�صفة‬ ‫الغربية جزء من اململكة االأردنية الها�صمية �صنة ‪ 1950‬قام‬ ‫جمل�س االدارة بت�صجيل ال�صركة لدى وزارة االقت�صاد االأردنية‬ ‫حتت رقم ‪ 49‬اأي من اأوائل ال�صركات‪.‬‬ ‫ما زالت عائلة طوقان تفخر بامتالكها لهذا امل�صنع و بادارتها‬ ‫ويعني‬ ‫لهذا االرث العائلي العريق‪ .‬يدير ال�صركة جمل�س االدارة ّ‬ ‫اأحد اأع�صاءه اأو م�صاهميه ليكون مدير ًا تنفيذي ًا يتولى االأمور‬ ‫اليومية‪ .‬بقي هذا الرتتيب معمو ًال به حتى �صنة ‪ 2007‬حيث تولى‬ ‫االإدارة التنفيذية مدير من خارج العائلة‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫الشركات الصغيرة والمتوسطة‬

‫الشركات العائلية‬ ‫الصغيرة والمتوسطة‬

‫عد أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة في الشرق األوسط‬ ‫تُ ّ‬ ‫أمراً غير قاب ً‬ ‫ال للجدال‪ .‬فقد اتضح أن أثرها في توفير الوظائف‬ ‫المحلية سيصبح أكبر وأعظم مع المزيد‬ ‫وتقديم االبتكارات‬ ‫ّ‬ ‫من التطوير وال ّتنمية لالقتصادات الناشئة‪ .‬معظم الشركات‬ ‫خصص‬ ‫والمتوسطة هي شركات‬ ‫الصغيرة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عائلية‪ ،‬ولذلك ت ُ ّ‬ ‫تحديات‬ ‫مجلة ثروات هذا القسم الجديد لتسليط الضوء على‬ ‫ّ‬ ‫هذه ّ‬ ‫الشركات وعلى إنجازاتها‪ .‬في مجموعة المقاالت األولى‬ ‫هذه نستعرض تاريخ عائلة طوقان الفلسطينية التي مازالت‬ ‫تدير مصنعها للصابون في نابلس لقرابة القرن‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫بعمق وضع الشركات‬ ‫غنية بقلم الدكتور هيرتوغ تشرح ُ‬ ‫مقالة ّ‬ ‫والمتوسطة في دول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫الصغيرة‬ ‫ّ‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫‪62‬‬ ‫�شركة طوقان العائلية‬ ‫تاريخ مصنع العائلة لصناعة‬ ‫الصابون النابلسي و مقابلة مع‬ ‫السيد فاروق‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة ّ‬ ‫طوقان‬

‫‪68‬‬ ‫هل يكون �شغر حجم‬ ‫ال�شركات ميزة؟‬ ‫لتطور الشركات‬ ‫معمق‬ ‫تحليل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والمتوسطة في‬ ‫العائلية الصغيرة‬ ‫ّ‬ ‫دول الخليج وتح ّدياتها‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪61‬‬


‫تر�سل هذه �لق�سيمة �إلى‬

‫جملة ثروات‬ ‫مكتب ‪ ،11‬الطابق ال�ساد�س‪ ،‬برج الرثيا ‪2‬‬ ‫الإعالم‬ ‫مدينة دبي للال‬ ‫ندوق بريد ‪500717‬‬ ‫�سسندوق‬ ‫�س‬ ‫دبي‪ ،‬الإمارات العربية املتحدة‬ ‫هاتف‪+ 971 4 428 0773 :‬‬

‫‪info@tharawat-magazine.com‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫اشترك في‬

‫مجلة ثروات اآلن!‬

‫المجلة العربية للشركات العائلية‬ ‫العنوان‬ ‫الإ�سم الأول‬ ‫الإ�سم‬ ‫الربيد الإلكرتوين‬ ‫العنوان‬ ‫ندوق الربيد‬ ‫�سسندوق‬ ‫�س‬ ‫الهاتف‬

‫املدينة‬

‫الدولة‬

‫ثرو�ت‬ ‫رتك مبجلة ثرو‬ ‫نعم‪� ،‬أريد �أن �أ�أ�سسسرتك‬

‫العدد العاشر أبريل ‪ -‬يونيو‬

‫�سنة اإ�سإ�سرتاك‬ ‫سرتاك‬ ‫�سنتان اإ�سإ�سرتاك‬ ‫سرتاك‬

‫‪ 16‬ملحة عن بيكتيه اآند ��ششي‬ ‫شي‬

‫تاريخ مصرف سويسري يمتد إلى مئات‬ ‫السنين ومقابلة مع جاك دو سوسور الشريك‬ ‫والمدير األعلى للمصرف‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫العضو التنفيذي لمجموعة ‪ OITC‬في قطر‪،‬‬ ‫يتحدث عن أهمية تضامن العائلة ودور الجيل‬ ‫الجديد في نجاح تطوير الشركات العائلية‪.‬‬

‫‪ 32‬الأعمال اخلريية وماتقدمه‬ ‫حاب ال�شركات العائلية‬ ‫لأ�أ�شششحاب‬

‫مقومات المشاركة الناجحة لألنشطة الخيرية‬ ‫التي تزيد من ترابط العائلة وتماسكها‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫مقابلة مع رئيس مجلس اإلدارة فاروق طوقان‬ ‫يتحدث عن مساهمة العائلة على مدى قرن من‬ ‫الزمن باإلبقاء على صناعة الصابون التقليدية‪.‬‬

‫إخرب�ية‬ ‫سرة �لإخرب��‬ ‫بالن�سسرة‬ ‫مهتم بالن�‬ ‫نعم‬ ‫ل‬

‫علمت عن جملة ثرو�ت من خالل‬

‫�سديق‬ ‫سديق‬ ‫�س‬ ‫املوقع الإلكرتوين‬ ‫اإعاللن‬

‫مقاالت خاصة‬

‫تنوع األنشطة‬ ‫في الشركات العائلية‬

‫القيادة المتوازنة لألنشطة المختلفة للشركات العائلية‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫التنوع مقاالت خاصة‬ ‫التركيز يفوق‬ ‫ّ‬

‫اجليلني الثالث والرابع؟ ما هو ت�سور �سباب العائلة لكيفية م�ساركتهم‬ ‫يف ال�سركة؟ هل توجد �سركة العائلة ترابط ًا بني اأفرادها اأم هي م�سدر‬ ‫للخالفات والنزاعات؟ ت�صعر بع�س العائالت بالقلق جتاه ارتباط هويتها‬ ‫ً‬ ‫ارتباطا وثي ًقا مما قد يع ّر�س وحدة العائلة للخطر يف حالة‬ ‫ككل بال�صركة‬ ‫حدوث اأي تغيري‪ ،‬لكن الأمر لي�س هكذا بال�صرورة‪ .‬حتى اإذا مت تق�صيم‬ ‫ال�صركات القاب�صة التابعة ملجموعة العائلة اإلى اأجزاء م�صتقلة مو ّزعة‬ ‫بني اأفرادها‪ ،‬يبقى باإمكان كل فرع الحتفاظ باأ�صهم ومقاعد يف جمال�س‬ ‫اإدارات ال�صركات الأخرى للحفاظ على الروابط وعلى ال�صعور بوحدة‬ ‫الغاية وامل�سلحة امل�سرتكة‪.‬‬ ‫وماذا بعد؟‬

‫بعد التعامل مع هذه امل�سائل العامة‪ ،‬يفرت�س ح�سول العائلة على البيانات‬ ‫املطلوبة‪ ،‬كما يفرت�س تكوينها لروؤية عامة حول نقاط متيزها وتطلعاتها‬ ‫من اأجل اختيار م�سارها ال�سرتاتيجي الذي �ستم�سي فيه؛ هناك ثالثة‬ ‫خيارات رئي�سية‪.‬‬ ‫ت�سنيف القدرات والرتكيز على الإمكانيات‪ .‬اإذا كان هناك �سركات‬ ‫مت ّكنها قدراتها من النجاح ‪ -‬مبعنى اإمكانية م�صاركتها يف اأي اأ�صواق‬ ‫تناف�صية ومتتعها بفر�صة كبرية‪ -‬ا�صتناد ًا على الإمكانيات التي ر�صدتها‬ ‫العائلة‪ ،‬فالختيار الأمثل لل�سوق يتمثل يف الرتكيز على هذه ال�سركات‬ ‫وتعزيز هذه الإمكانيات والقدرات والتخلي عن الفروع الأخرى‪ .‬لكن غال ًبا‬ ‫ما تكون اإجراءات التخلي عن اأحد الفروع �سعبة يف ال�سركات العائلية‪،‬‬ ‫فقد يكون هناك رابط عاطفي يجمع بني بع�س اأفراد العائلة و�صركات‬ ‫معينة‪ ،‬وقد يكون ذلك الرابط عملي ًا لدى البع�س الآخر اإذا كانوا يعملون‬ ‫يف هذه ال�سركات‪ .‬هنا تت�سح ب�سفة خا�سة اأهمية التحليل الدقيق الذي‬ ‫يدعم ا�صرتاتيجية اأ�صا�صها الإمكانيات حيث يق ّدم هذا التحليل اإجراءات‬ ‫ال�ستبعاد كاإ�سرتاتيجية تعود بالنفع على العائلة ككل ولي�س الغر�س منها‬ ‫مهاجمة فرع معني‪.‬‬ ‫ا�ستحداث ال�ستقاللية‪ .‬هناك خيار اآخر يتمثل يف ف�سل ال�سركة العائلية‬ ‫اإلى وحدات اأ�صغر اأكرث ا�صتقاللية تتم اإدارتها بوا�صطة اأفرع خمتلفة من‬ ‫العائلة‪ .‬توفق هذه ال�صرتاتيجية بني خربات اأفراد من العائلة ووحدات‬ ‫الأعمال وتتيح لهم اإمكانية ال�صعي لتحقيق عائدات اأعلى بدون التق ّيد‬ ‫بوحدات اأخرى لها اأولويات خمتلفة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تطرح هذه الطريقة‬ ‫ت�ساوؤلت �سعبة منها‪ :‬كيفية تق�سيم وتقييم وحدات الأعمال‪ ،‬وكيفية‬ ‫تعزيز امللكية بني الأفرع املختلفة من العائلة‪ ،‬وكيفية ايجاد طريقة‬ ‫لتحمل امل�سوؤولية‪ .‬اإذا اختارت العائلة اإن�ساء هذه الوحدات امل�ستقلة‬ ‫ي�صبح بو�صعها احلفاظ على الرتابط بوا�صطة تق�صيم ح�صة الأقلية بني‬ ‫اأفراد العائلة الذين مل يعد لهم دور مبا�سر يف ال�سركة‪ ،‬اأو مطالبة مالك‬ ‫ح�ص�س الأقلية بالتواجد يف جمال�س اإدارات ال�صركات الأخرى‪ .‬تع ّد‬ ‫جميع هذه ال�سرتاتيجيات منطقية و�سليمة طاملا اأن كل فرع من العائلة‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫يظن البعض أن شركة العائلة مسألة تخص‬ ‫أفراد العائلة فحسب‪ .‬فإن واقع تشابك وتداخل‬ ‫ثروة العائلة مع شركتها يؤدي إلى استماتة‬ ‫العائالت في حماية خصوصية العائلة وكذلك‬ ‫شركتها من العالم الخارجي شديد الفضول‬

‫يتحمل م�سوؤولية اأداء الوحدة التابعة له‪.‬‬ ‫الإبقاء على املجموعة‪ .‬يف النهاية‪ ،‬قد تقرر العائلة بالنظر اإلى اإمكانياتها‬ ‫وتطلعاتها �صرورة جتميع الأعمال �صوي ًا‪ .‬فعلى �صبيل املثال اإذا كانت‬ ‫ال�سركات العائلية تتميز بالقدرة على اإدارة ال�سركات ذات العمالة‬ ‫املنخف�سة‪ ،‬فمن املنطقي اأن تقوم ال�سركة العائلية بتجميع هذه الوحدات‬ ‫ال�صغرية التي تبدو غري مرتابطة يف الظاهر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من ال�صروري‬ ‫مالحظة اأن منوذج املجموعة نف�سه قائم على ا�سرتاتيجية اأ�سا�سها‬ ‫الإمكانيات وهو ما قد يخفى على ال�سخ�س العادي‪ .‬يف ع�سر ي�سهد‬ ‫تزايد حتديد وت�سييق التخ�س�سات‪� ،‬ستحتاج هذه العائالت اإلى تقدمي‬ ‫اأف�سل املمار�سات التي ت�ساعدها على ا�ستيعاب حافظة اأعمالها على نحو‬ ‫اأف�صل من خالل تعامالت مالية اأكرث �صفافية‪ ،‬واإدارتها بكفاءة اأكرب وف ًقا‬ ‫لالإمكانيات والرتابط‪ ،‬بالإ�صافة الى اإقرار حوكمة العائلة ل�صمان كفاءة‬ ‫وفعالية التفوي�س والف�صل بني الأن�صطة �صواء كانت متعلقة اأو غري متعلقة‬ ‫بال�سركة وال�ستعداد للخالفة‪.‬‬ ‫اأخ ًريا‪ ،‬ل توجد اإجابة خاطئة فيما يتع ّلق بالطريقة التي يجب على‬ ‫العائالت اتباعها لت�سميم ا�سرتاتيجياتها‪ ،‬لكن تعتمد ن�سبة النجاح على‬ ‫التقييم الذاتي الدقيق والرغبة يف التطور‪ .‬ويف النهاية‪ ،‬قد تقرر العائلة‬ ‫ا�صتمرار العمل وفق ًا لهيكل جمموعتها احلايل طاملا توجد جمموعة‬ ‫وا�سحة من الإمكانيات التي تدعم هذه ال�سرتاتيجية‪ .‬لكن النقطة املهمة‬ ‫التي يجب ا�ستيعابها اأن التنوع من اأجل التنوع يف حد ذاته‬ ‫مل يعد ا�سرتاتيجية اأعمال مقبولة يف دول جمل�س التعاون‬ ‫اخلليجي‪ .‬اإن الرتكيز واخلربات هي اأدوات ال�صركات‬ ‫العائلية للنجاح يف بيئة الأعمال اجلديدة‪.‬‬ ‫المؤلف‬ ‫أحمد يوسف‪ ،‬شريك‪ ،‬بوز أند كومباني‬ ‫لالستشارات اإلدارية‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪59‬‬


‫التنوع‬ ‫مقاالت خاصة التركيز يفوق‬ ‫ّ‬

‫الشكل ‪ :1‬دراسة أجرتها «بوز آند كومباني» في ‪ 2009‬على ‪ 25‬شركة عائلية في دول مجلس التعاون الخليجي‬

‫‪%38 %12‬‬ ‫‪ 2‬مجالين‬ ‫اثنين أو أقل‬

‫‪4-3‬‬ ‫مجاالت‬

‫بب�ساطة‪ ،‬ل ميكن الإبقاء علي الأ�سلوب القدمي يف اإدارة جمموعة اأن�سطة‬ ‫متنوعة يف دول جمل�س التعاون اخلليجي‪ ،‬فالعائالت بحاجة اإلى تطوير‬ ‫و�سائل اإدارة اأعمالها‪ .‬ولكي تختار الطريق ال�سحيح ومت�سي قدم ًا‪ ،‬عليها‬ ‫التعامل مع ثالث م�سكالت رئي�سية‪:‬‬ ‫ا�ستيعاب الأمور املالية‪ .‬قامت العائالت على مدار �سنوات طويلة‬ ‫بالربط بني �صركات عديدة للغاية بحيث ي�صعب معه التفريق بني‬ ‫ال�صركات املزدهرة من تلك التي ت�صارع للبقاء‪ .‬لكن يعترب الك�صف عن‬ ‫الأمور املالية لكل وحدة اأعمال و الف�صل بينها على درجة كبرية من‬ ‫الأهمية‪ .‬فعند توافر روؤو�س الأموال ووقت الإدارة‪ ،‬ميكن فر�س التنظيم‬ ‫على اأي �سركة طاملا اأن عائداتها تفوق تكلفة راأ�س املال‪ ،‬اأو حتى اإذا كانت‬ ‫الإدارة واثقة اأنها �سوف تزيد عليها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬عند زيادة تكاليف راأ�س‬ ‫املال وتراجع قدرة الإدارة جراء توزعها على الأن�سطة املتنوعة‪ ،‬يجب‬ ‫على املوؤ�س�سات العائلية الرتكيز على ال�ستخدام الأف�سل املمكن لكل من‬ ‫راأ�س املال والوقت‪ .‬و يعني هذا عاد ًة التخلي عن بع�س اأن�سطتها التقليدية‬ ‫اأو تخ�سي�س موارد مالية اأقل لها‪ ،‬وهذا اإجراء قد يكون �سعب ًا اإذا كان‬ ‫املوؤ�ص�س ‪-‬على �صبيل املثال‪ -‬مرتبط عاطفي ًا بال�صركة الأ�صلية التي ل‬ ‫حتقق النتائج املرجوة‪ .‬وبالرغم من هذا‪� ،‬صيتحتم على كل �صركة اإجراء‬ ‫‪58‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫‪%50‬‬ ‫‪5‬‬

‫مجاالت أو أكثر‬

‫تقييم ا�سرتاتيجي ومايل �سريح لكل وحدة اأعمال بداخلها حتى يتم‬ ‫تر�سيخ اأعمال ال�سركة العائلية على اأر�سية ثابتة‪.‬‬ ‫حتديد الإمكانيات‪ :‬مبجرد تكوين العائالت ل�سورة وا�سحة عن الأمور‬ ‫املالية لل�صركة �صتتمكن من حتديد و متييز نقاط تفوقها‪ .‬ويف �صبيل حتقيق‬ ‫النجاح املرج ّو‪ ،‬يجب على العائلة حتديد ما تتفوق يف القيام به ثم الرتكيز‬ ‫على ال�ستفادة من هذه الإمكانيات املميزة‪ .‬اإجما ًل‪ ،‬تكون الإمكانيات عبارة‬ ‫عن ترابط قوي يجمع املوظفني واملعرفة والأجهزة والأدوات والعمليات التي‬ ‫ت�ص ّكل الأنظمة التي تعمل لتقدمي قيمة مميزة للعمالء‪ .‬على �صبيل املثال‪،‬‬ ‫قد تدرك اإحدى العائالت تفوقها يف تقدمي خدمات البيع بالتجزئة‪ ،‬اأو‬ ‫اإدارة ال�سركات التي تتطلب راأ�س مال عامل منخف�س‪ .‬مبجرد حتديد‬ ‫هذه الإمكانيات‪� ،‬صي�صبح لدى العائلة خمطط لكيفية تنمية ال�صركة‪ ،‬اأي‬ ‫الأعمال التي يجب تركيز مواردها عليها واأيها تتخلى عنها‪ .‬مبرور الوقت‪،‬‬ ‫توجد هذه العملية ما ي�صمى بـ «الرتابط»‪ ،‬وهو ربط الإمكانيات واملنتجات‬ ‫واخلدمات والإجراءات لتحقيق قيمة يف جميع الأ�سواق‪.‬‬ ‫حتديد طبيعة العائلة‪ .‬اأخري ًا‪ ،‬يجب على العائلة القيام بعملية‬ ‫بحث عن الذات ملعرفة تطلعاتها وفل�سفتها‪ .‬كيف تتطور العائلة مع ن�ساأة‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫التنوع مقاالت خاصة‬ ‫التركيز يفوق‬ ‫ّ‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪57‬‬


‫التنوع‬ ‫مقاالت خاصة التركيز يفوق‬ ‫ّ‬

‫تنتشر في دول مجلس التعاون الخليجي العديد من الشركات العائلية متنوعة األنشطة والتي عادة ما تشتمل على وحدات في‬ ‫أكثر من عشرة مجاالت غير مرتبطة تحت بنية قابضة واحدة‪ .‬بالرغم من أن استراتيجية النمو هذه كانت قابلة للتطبيق فيما مضى‪،‬‬ ‫قد تواجه الشركات العائلية في الخليج اآلن مهمة التعامل مع االنفصال واالندماج‪ .‬يتناول أحمد يوسف الشريك في شركة «بوز‬ ‫ويقدم‬ ‫أند كومباني لالستشارات اإلدارية» النقاط المتعلقة بالتقييم الذاتي للعائالت التي ترغب في معرفة كيفية االستمرار‬ ‫ّ‬ ‫توصيات حول كيفية التعامل مع التنوع واستعادة التركيز‪.‬‬

‫التنوع‬ ‫التركيز يفوق‬ ‫ّ‬ ‫ضرورة تحديد الشركات العائلية إلمكانياتها األساسية‬ ‫تاريخي ًا‪ ،‬قامت العائالت الرثية يف دول جمل�س التعاون اخلليجي بتطوير‬ ‫جمالت اأن�سطة متنوعة لأ�سباب متعددة منها توافر راأ�س املال والتمتع‬ ‫باملواهب الإدارية مما اأتاح اإمكانية التنوع‪ ،‬بال�سافة الى الطبيعة املنغلقة‬ ‫لالأ�سواق املحلية ‪-‬التي حدت من املناف�سة وحالت دون اإمكانية النمو‬ ‫لل�سركات املوجودة‪ -‬التي جعلت من ال�سروري الدخول يف جمالت جديدة‬ ‫تكون عاد ًة غري مرتبطة بالن�صاط الأ�صلي ل�صركة العائلة من اأجل موا�صلة‬ ‫النمو وزيادة الرثوات‪ .‬تنويع الأن�سطة بغر�س التنوع يف حد ذاته كان‬ ‫ا�سرتاتيجية اأعمال �سائبة ‪ .‬واأو�سحت درا�سة اأجرتها «بوز اآند كومباين» يف‬ ‫‪ 2009‬على ‪� 25‬سركة عائلية يف دول جمل�س التعاون اخلليجي مدى انت�سار‬ ‫هذه ال�سرتاتيجية‪ ،‬فاأظهرت النتائج اأن ن�سف العائالت تقريب ًا كانت تعمل‬ ‫يف خم�س قطاعات اأو اأكرث‪ ،‬ومثلها تقريب ًا (‪ )%40‬كانت متواجدة يف ثالث‬ ‫اأو اأربع قطاعات‪ ،‬بينما ‪ %12‬فقط كان لها ن�صاط يف قطاعني اأو اأقل‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫لكن �صرعان ما تتغري بيئة الأعمال املُ�صجعة لإ�صرتاتيجية التنوع يف الدول‬ ‫اخلليجية‪ ،‬وهو ما يفر�س على العائالت اإعادة النظر يف كيفية اإدارة‬ ‫�سركاتهم لإ�سفاء مزيد من الرتكيز على تو�سيع وتنويع نطاق الأعمال‪.‬‬ ‫فاملناف�سة اأكرث حدة مع املناف�سني املحليني والعامليني الذين لديهم الآن‬ ‫اإمكانية الو�سول اإلى روؤو�س الأموال واملواهب والأ�سواق املحلية‪ .‬يف الوقت‬ ‫ذاته‪ ،‬اأ�سبح العمالء من ال�سركات والأفراد اأكرث تطلب ًا و تطور ًا من اأي‬ ‫وقت م�صى مما يحتّم ح�صول ال�صركات العائلية على خربات كبرية‬ ‫وا�صتجابة �صريعة خلدمة عمالئها والحتفاظ بهم‪ .‬ويف النهاية‪ ،‬يتو ّقع‬ ‫اخلرباء املاليون �صفافية اأكرب ومزيد من التحليل لل�صركات العائلية‬ ‫القاب�صة قبل تو�صيع نطاق راأ�س املال اأو الئتمان‪ ،‬وهو الإجراء الذي يعترب‬ ‫حتول �سعب لتلك العائالت التي اعتادت حجب دفاترها واإبقاءها م�ساألة‬ ‫�سديدة اخل�سو�سية‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫تنوع الشركات مقاالت خاصة‬ ‫قصص ّ‬

‫الطرح العام‬ ‫مليار جنيه هي حصيلة ّ‬ ‫األولي ألسهم الشركة في سوق‬ ‫ّ‬ ‫األسهم المصرية‬

‫بدأت الشركة اإلعداد لعمليات تشغيلية‬ ‫‪.‬في تصنيع هياكل الحافالت‬

‫بدأ نشاط شركة غبور في تجميع‬ ‫السيارات والمركبات التجاريّة الخفيفة‬

‫‪1.2‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪1995‬‬

‫عد جي بي أوتو شركة سيارات رائدة‬ ‫تُ ّ‬ ‫ومتنوعة في أنشطتها بشمال أفريقيا‬ ‫ّ‬ ‫والشرق األوسط وجزء من رأس مالها‬ ‫موظّ ف في مجموعة كاملة من أنشطة‬ ‫إنتاج السيارات بداية من التصنيع والتجميع‬ ‫واالستيراد والتوزيع باإلضافة إلى التجارة‬ ‫في المنتجات المتعلقة بالسيارات مثل‬ ‫اإلطارات وقطع الغيار‪.‬‬

‫مصر‬

‫مجموعة غ ّبور‬ ‫يف عام ‪ ،1986‬بد�أت �ل�سركة �الإعد�د لعمليات ت�سغيلية يف ت�سنيع هياكل‬ ‫�حلافالت‪.‬‬

‫يف عام ‪ ،1946‬اأ�ش�س الأخوين كمال و�شادق غ ّبور �شركة اأولد غ ّبور‬ ‫�لعائلية و�لتي منت لت�سبح �أكرب جمموعة لل�سيار�ت يف �لقطاع �خلا�س‬ ‫مب�شر‪ .‬كان الن�شاط الأ�شا�شي للمجموعة ومازال هو املركبات‪ .‬تُع ّد جي‬ ‫بي �أوتو �سركة �سيار�ت ر�ئدة ومتن ّوعة يف �أن�سطتها ب�سمال �أفريقيا و�ل�سرق‬ ‫الأو�شط وجزء من راأ�س مالها ّ‬ ‫موظف يف جمموعة كاملة من اأن�شطة اإنتاج‬ ‫�ل�سيار�ت بد�ية من �لت�سنيع و�لتجميع و�ال�ستري�د و�لتوزيع باالإ�سافة �إلى‬ ‫�لتجارة يف �ملنتجات �ملتعلقة بال�سيار�ت مثل �الإطار�ت وقطع �لغيار‪.‬‬

‫قام الدكتور روؤوف غ ّبور يف عام ‪-1991‬اأحد اأفراد اجليل الثاين بالعائلة‪-‬‬ ‫بالدخول يف جمال الزراعة وجني حما�شيل الفواكه واخل�شروات‪ .‬ويف اأثناء‬ ‫تطوير �أ�سو�ق �لت�سدير يف �أوروبا ودول �ل�سرق �الأو�سط‪ ،‬بد�أت �ل�سركة يف‬ ‫بيع املحا�شيل بالتجزئة حملي ًا عرب �شل�شلة البيع بالتجزئة اخلا�شة بها‪.‬‬

‫بد�أت �ل�سركة يف تنويع �أن�سطتها يف �أو�خر �الأربعينات عندما تو�سعت جي‬ ‫بي �أوتو يف �لتجارة وكافة �الأن�سطة �ملتعلقة بال�سيار�ت‪ .‬عالوة على هذ�‪،‬‬ ‫قام باهر منري غ ّبور يف عام ‪ 1972‬بتاأ�سي�س �سركة �ل�سياحة «�سقارة”‪.‬‬ ‫�كت�سبت �سقّارة �سمعة كبرية ك�سركة ر�ئدة يف قطاع �ل�سياحة لي�س يف‬ ‫م�سر فح�سب بل يف جميع �أنحاء �لعامل‪ ،‬ويوجد لها حالي ًا �أفرع يف فرن�سا‬ ‫و�ململكة �ملتحدة و�لهند و�لواليات �ملتحدة‪.‬‬

‫�أ ّما يف عام ‪ ،1995‬بداأ ن�شاط �شركة غبور يف جتميع ال�شيارات واملركبات‬ ‫التجار ّية اخلفيفة‪ .‬باخت�شار‪ ،‬ا�شتثمرت العائلة يف كل ال�شناعات التي‬ ‫ّ‬ ‫تغذي وتقوم عليها �سناعة �ل�سيار�ت‪� .‬أكملت جي بي �أوتو �لطرح �لعام‬ ‫�الأويل الأ�سهمها �لتي بد�أ تد�ولها يف �سوق �الأور�ق �ملالية يف �لقاهرة‬ ‫و�الأ�سكندرية (�سوق �الأور�ق �مل�سرية حالي ًا)‪ .‬جمع �لطرح �لعام �الأويل‬ ‫‪ 1،2‬مليار جنيه م�سري يف عام ‪.2007‬‬

‫بعد تطبيق بع�س �ل�سيا�سات �لتجارية �جلديدة يف م�سر عام ‪ ،1973‬بد�أت‬ ‫ال�شركة يف متثيل �شركات ت�شنيع عاملية خمتلفة مثل بو�س وغريها‪ .‬بداأت‬ ‫ال�شركة بعد ذلك يف تاأ�شي�س مراكز اخلدمة لل�شيارات التي ح�شلت على‬ ‫توكيلتها وهو ما كان مبثابة اخلطوة الأولى نحو دخول عامل ال�شناعة‪.‬‬

‫توظف اليوم جمموعة غ ّبور اأكرث من ‪ّ 6000‬‬ ‫ّ‬ ‫موظف‪ ،‬وت�سغّل ‪ 3‬م�سانع‪،‬‬ ‫كما تدير ‪ 20‬منفذ بيع بالتجزئة و ‪ 8‬مراكز خدمة‪ .‬تبلغ دورة راأ�س‬ ‫مال املجموعة حوايل مليار دولر‪ ،‬مما يجعلها بدون منازع رائدة قطاع‬ ‫�ل�سيار�ت يف م�سر‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪55‬‬


‫تنوع الشركات‬ ‫مقاالت خاصة قصص ّ‬

‫عدد الشركات التي تضمها مجموعة‬ ‫تاتا وتعمل في العديد من القطاعات‬ ‫الصناعية‬

‫ألف موظف يعملون في مجموعة تاتا‬ ‫في جميع أنحاء العالم‬

‫تولى راتان تاتا المسؤولية خلف ًا لعمه‬ ‫جي آر دي تاتا‪ ،‬وأصبح رئيس ًا لمجلس‬ ‫إدارة الشركة‬

‫‪90‬‬ ‫‪395‬‬ ‫‪1991‬‬

‫قامت شركة براند فاينانس‬ ‫لإلستشارات في المملكة المتحدة‬ ‫مؤخراً بتقدير قيمة عالمة تاتا‬ ‫التجارية بمبلغ ‪ 11,22‬مليار دوالر‬ ‫وص ّنفتها في المركز الخامس‬ ‫والستين ضمن أفضل ‪ 100‬عالمة‬ ‫تجارية في العالم‪.‬‬

‫الهند‬

‫مجموعة تاتا‬ ‫مت تاأ�سي�س هذه ّ‬ ‫�ل�سركة �لعمالقة �مل�سهورة عاملي ًا يف عام ‪ 1868‬مبدينة‬ ‫بومباي على يد رجل ُيدعى جم�شيدجي تاتا؛ وكان قد بداأ بالعمل يف �شركة‬ ‫و�لده للتجارة قبل بدء �سركته �خلا�سة‪.‬‬ ‫تُع ّد جمموعة تاتا يف �لوقت �حلا�سر و�حدة من �أكرب �ملجموعات �لتجارية‬ ‫�خلا�سة يف �لهند مبا ت�س ّمه من ‪� 90‬سركة تعمل يف �لعديد من �لقطاعات‬ ‫�ل�سناعية‪ .‬تاأخذ �ملجموعة من مومباي مقر ً� رئي�س ّي ًا لها‪ ،‬ويعمل بها حو�يل‬ ‫‪� 395‬ألف موظف يف جميع �أنحاء �لعامل ولها عمليات ت�سغيل و�سادر�ت �إلى‬ ‫�أكرث من ‪ 80‬دولة مو ّزعة على �ست قار�ت‪ .‬بلغ �إجمايل عائد�ت �سركات‬ ‫تاتا ‪ 67،4‬مليار دوالر يف �لعام ‪ ،2020-2009‬و‪ %57‬من هذه �لعائد�ت من‬ ‫الأن�شطة املوجودة خارج الهند‪.‬‬ ‫رئي�س جمل�س الإدارة احلايل للمجموعة هو راتان تاتا والذي تو ّلى امل�شوؤولية‬ ‫ال�شيد راتان رجل �شناعة‬ ‫خلف ًا لعمه جي اآر دي تاتا يف عام ‪ .1991‬يعترب ّ‬ ‫مرموق ولديه ح�سيلة من �خلرب�ت يف �الأعمال و�لتجارة‪.‬‬ ‫�حتلت �سركة تاتا �ستيل �لتي بد�أت �لعمل يف ‪ 1912‬املركز العا�شر كاأكرب‬ ‫�شركة م�شنعة للحديد وال�شلب يف العامل بعد �شرائها كورو�س جروب‬ ‫يف �ململكة �ملتحدة عام ‪ ،2007‬و�لتي �أعادت ت�سميتها الحق ًا لت�سبح تاتا‬ ‫‪54‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫�شتيل اأوروبا‪ .‬تنتج تاتا احلديد ال�شلب باأقل تكلفة يف العامل‪ .‬وتُع ّد �شركة‬ ‫تاتا موتورز من بني �أكرب خم�س �سركات م�سنعة للمركبات �لتجارية يف‬ ‫العامل وقد ا�شتحوذت موؤخر ّا على جاغوار ولند روفر‪ ،‬وقد قامت ال�شركة‬ ‫بتطوير �أول �سيارة هندية �ل�سنع يف عام ‪ ،1998‬كما قامت موؤخر ً� باإطالق‬ ‫ال�شيارة الأقل كلف ًة يف العامل‪� :‬شيارة تاتا نانو‪ .‬اأ ّما �شركة تي �شي اإ�س فهي‬ ‫واحدة من �شركات الربجميات الرائدة عاملي ًا‪ ،‬ولديها مراكز خدمات يف‬ ‫الوليات املتحدة واململكة املتحدة واملجر والربازيل والأوراغواي وال�شني‬ ‫بالإ�شافة اإلى الهند‪ .‬وتاأتي �شركة تاتا غلوبال للم�شروبات يف املركز الثاين‬ ‫كاأكرب �شركة لل�شاي يف العامل‪ .‬وحتتّل تاتا للكيماويات املركز الثاين عاملي ًا‬ ‫على م�ستوى �مل�س ّنعني لكربونات �ل�سوديوم وتُع ّد تاتا لالت�ساالت و�حدة‬ ‫من كربى �شركات بيع اأجهزة الت�شال باجلملة على م�شتوى العامل‪.‬‬ ‫قامت �سركة بر�ند فاينان�س لالإ�ست�سار�ت يف �ململكة �ملتحدة موؤخر ً�‬ ‫بتقدير قيمة عالمة تاتا �لتجارية مببلغ ‪ 11،22‬مليار دولر و�ش ّنفتها يف‬ ‫املركز اخلام�س وال�شتني �شمن اأف�شل ‪ 100‬عالمة جتارية يف �لعامل‪� .‬أ ّما‬ ‫جملة بيزن�س ويك الأمريكية ف�ش ّنفت تاتا يف املركز ال�شابع ع�شر �شمن‬ ‫«�أف�سل ‪� 50‬سركة مبتكرة» كما و�سعها معهد �ل�سمعة �الأمريكي يف ‪2009‬‬ ‫باملركز احلادي ع�شر يف قائمته لأ�شهر ال�شركات على م�شتوى العامل‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫تنوع الشركات مقاالت خاصة‬ ‫قصص ّ‬

‫استحوذت شركة تشونغ كونغ على‬ ‫شركة هوتشيسون وامبوا التي تُع ّد‬ ‫من أفضل ‪ 500‬شركة في العالم‬

‫أسست الشركة بواسطة لي كا شينغ‬ ‫ّ‬ ‫وكانت تُسمى حينئذ «تشونغ كونغ‬ ‫للصناعات»‪.‬‬

‫استحوذت شركة تشونغ كونغ على‬ ‫«فيلكس ستو» أنشط موانئ المملكة‬ ‫المتحدة وأكثرها حركة‪.‬‬

‫‪1979‬‬ ‫‪1950‬‬ ‫‪1991‬‬

‫أصبحت شركة تشونغ كونغ التي‬ ‫أسسها لي كا شينغ تُعرف باسم‬ ‫ّ‬ ‫تشونغ كونغ القابضة المحدودة‪،‬‬ ‫ومجموعة تضم ثمانية شركات‬ ‫مدرجة في البورصة وبإجمالي‬ ‫رأسمال سوقي يبلغ حوالي ‪898‬‬ ‫بليون دوالر هونغ كونغي‬

‫هونغ كونغ‬

‫شركة تشونغ كونغ القابضة المحدودة‬ ‫�سركة ت�سونغ كونغ (�لقاب�سة) �ملحدودة �لتي تتخذ من هونغ كونغ مقر ً� لها‬ ‫هي جمموعة �سركات بارزة متعددة �جلن�سيات‪ .‬تا ّأ�س�ست �ل�سركة يف عام‬ ‫‪ 1950‬بو��سطة يل كا �سينغ وكانت تُ�سمى حينئذ «ت�سونغ كونغ لل�سناعات»‪.‬‬ ‫وجاءت ت�سميتها م�ستوحاة من نهر ياجن ت�سي �لذي يت ّدفق عرب �ل�سني‬ ‫ويتف ّرع منه العديد من اجلداول املائية‪ .‬كان الن�شاط الأ�شا�شي لل�شركة‬ ‫هو البل�شتيك‪ ،‬اإل اأنّ ال�شركة دخلت يف عام ‪ 1958‬يف جمال �لعقار�ت‬ ‫تو�سعها هذ� يف �لعديد من �ل�سناعات �الأخرى‪.‬‬ ‫بنجاح كبري وك ّررت مبد�أ ّ‬ ‫يف حقبة �لثمانينات تابع يل كا �سينغ �أن�سطته �خلريية بتاأ�سي�س جمعية‬ ‫يل كا �سينغ لتح�سني ظروف �ملعي�سة يف �ل�سني باالإ�سافة �إلى �إن�ساء‬ ‫جامعة �سانتو يف م�سقط ر�أ�سه‪ .‬يف �ل�سنو�ت �لتي تلت ذلك‪ ،‬قامت �ل�سركة‬ ‫بالعديد من عمليات �ال�ستحو�ذ يف قطاع �لطاقة و�الإلكرتونيات‪ .‬يف‬ ‫عام ‪�� ،1991‬ستحوذت �ل�سركة على «فيلك�س �ستو» �أن�سط مو�نئ �ململكة‬ ‫�ملتحدة و�أكرثها حركة‪.‬‬ ‫جاءت �شركة هوت�شي�شون وامبوا �شمن قائمة اأف�شل ‪� 500‬سركة بالعامل يف‬ ‫ت�سنيف جملة فورت�سن وكانت قد ��ستحوذت عليها ت�سونغ كونغ يف ‪.1979‬‬ ‫قدّمت هذه ّ‬ ‫ال�شركة هاتفها املتحرك بتقنية ‪ G3‬وخدمات متعددة �لو�سائط‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫والفيديو يف اململكة املتحدة واإيطاليا والنم�شا وال�شويد واإيرلندا وا�شرتاليا‬ ‫وهونغ كونغ‪.‬‬ ‫على مر �ل�سنني‪� ،‬أ�سبحت �ل�سركة �لتي � ّأ�س�سها يل كا �سينغ تُعرف با�سم‬ ‫ت�شونغ كونغ (القاب�شة) املحدودة‪ ،‬وجمموعة ت�شم ‪-‬يف هونغ كونغ فقط‪-‬‬ ‫ثمانية �سركات مدرجة يف �لبور�سة وباإجمايل ر�أ�سمال �سوقي يبلغ حو�يل‬ ‫‪ 898‬بليون دولر هونغ كونغي (‪ 28‬فرب�ير‪ .)2011 ،‬تعمل �ملجموعة يف ‪52‬‬ ‫دولة ّ‬ ‫وتوظف حو�يل ‪� 250‬ألف موظف يف جميع �أنحاء �لعامل‪.‬‬ ‫تت�سمن �خلدمات �ملتنوعة ملجموعة ت�سونغ كونغ حالي ًا �أن�سطة جتار ّية يف‬ ‫�لعديد من �ملجاالت مثل �لتطوير و�ال�ستثمار �لعقاري ووكالة للعقار�ت‬ ‫واإدارة العقارات والفنادق والت�شالت والتجارة الإلكرتونية والتمويل‬ ‫وال�شتثمارات والبيع بالتجزئة واملوانئ واخلدمات املتعلقة بها والطاقة‪،‬‬ ‫ومو�د وم�سروعات �لبنية �لتحتية و�الإعالم و�لتكنولوجيا �حليوية‪ .‬ي�سغل يل‬ ‫كا �شينغ الآن من�شب رئي�س جمل�س اإدارة �شركته ذات البدايات املتوا�شعة‪.‬‬ ‫و قد ّمتت ت�شميته ب»رائد اأعمال الألفية» من ِقبل جملة التاميز واإرن�شت‬ ‫اآند يوجن باململكة املتحدة مع بداية هذا القرن‪.‬‬ ‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪53‬‬


‫تنوع الشركات‬ ‫مقاالت خاصة قصص ّ‬

‫التنوع‬ ‫ّ‬

‫قصص قصيرة‬ ‫بتنوع أنشطتها العالمي‬ ‫أربع شركات عائلية تشتهر ّ‬ ‫تم تقدير ثروة ناصر الخرافي بع ّدة‬ ‫ّ‬ ‫مليارات من الدوالرات مما جعله من‬ ‫أغى ‪ 50‬رج ً‬ ‫ال في العالم‬

‫‪2008‬‬

‫السنوية‬ ‫مليار دوالر هي دورة رأس المال ّ‬ ‫للمجموعة التي توظّ ف أكثر من ‪120‬‬ ‫ألف موظّ ف في ‪ 25‬دولة‬

‫‪5‬‬

‫الكويت‬

‫مجموعة محمد الخرافي‬ ‫�سركة حممد عبد �ملح�سن �خلر�يف و�أوالده (‪ )MAK Group‬هي جمموعة‬ ‫كويتية ذ�ت �أن�سطة متن ّوعة يف جميع �أنحاء �لعامل‪ .‬بد�أت �ملجموعة ك�سركة‬ ‫وتنوعت يف �أن�سطتها‬ ‫تو�سعت ّ‬ ‫جتار ّية منذ �أكرث من ‪ 100‬عام م�سى‪ ،‬وقد ّ‬ ‫منذ ذلك �حلني لتعمل يف قطاعات �لبناء و�لت�سنيع و�لتجارة و�لت�سويق‬ ‫و�ل�سيافة يف �ل�سرق �الأو�سط و�أفريقيا و�أوروبا �ل�سرقية‪ .‬تت�س ّمن جمموعة‬ ‫�ال�ستثمار�ت �لكبرية لعائلة �خلر�يف �أ�سهم ًا يف كر�سبي كرمي‪ ،‬و�سركة‬ ‫�الإن�ساء�ت �لربيطانية كو�ستني‪ ،‬وموبايل تليكوميونيكي�سن كومباين‪ ،‬وبنك‬ ‫�لكويت �لوطني‪.‬‬ ‫تر ّكز الن�شاط الرئي�شي للمجموعة يف املقاولت العامة والإن�شاءات‬ ‫�ملدنية‪ ،‬وهو ما جعل �ل�سركة ر�ئدة يف �زدهار ونه�سة قطاع �الإن�ساء�ت‬ ‫و�لبناء يف �خلليج �أثناء حقبة �خلم�سينات وما بعدها‪ .‬لدى �ل�سركة عقود‬ ‫�إن�ساء�ت ومقاوالت يف �أكرث من ‪ 30‬دولة حول �لعامل‪ .‬ح�سلت جمموعة‬ ‫حممد عبد �ملح�سن �خلر�يف على �سهادة تطبيق معايري �جلودة �لعاملية‬ ‫ اآيزو ‪ 9001:2008‬للتزامها باجلودة‪ .‬بالإ�شافة اإلى قطاعي الإن�شاءات‬‫و�ملقاوالت‪ ،‬متتلك �ملجموعة كذلك �أمريكانا‪ ،‬وهي �أكرب �سركة للمو�د‬ ‫�لغذ�ئية يف �ل�سرق �الأو�سط حيث تق ّدم للخليج �لعالمات �لتجارية‬ ‫‪52‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫للأغذية الأمريكية ال�شريعة مثل دجاج كنتاكي وبيتزا هت وتي جي اآي‬ ‫فرايديز‪ .‬كما تُع ّد عائلة اخلرايف م�شاهم ًا كبري ًا يف �شناعة ال�شحف يف‬ ‫�لكويت‪.‬‬ ‫ي�سغل نا�سر �خلر�يف حالي ًا من�سب رئي�س جمل�س �إد�رة �ملجموعة‪ .‬مت‬ ‫مما يجعله و�حد ً�‬ ‫تقدير ثروته يف عام ‪ 2008‬بعدة مليار�ت من �لدوالر�ت ّ‬ ‫من اأغنى ‪ 50‬رج ًال يف �لعامل‪ .‬تعمل جمموعة حممد عبد �ملح�سن �خلر�يف‬ ‫يف �أكرث من ‪ 25‬دولة بدورة ر�أ�س مال �سنوية تبلغ ‪ 5‬مليار دوالر ولديها �أكرث‬ ‫من ‪� 120‬ألف ّ‬ ‫موظف من ‪ 25‬دولة‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫شركة اتّحاد المقاولين مقاالت خاصة‬

‫مقابلة‬ ‫سامر خوري‬ ‫المنصب‪ :‬رئيس وحدة األعمال الهندسية واإلنشاءات‬ ‫الشركة‪ :‬شركة اتحاد المقاولين‬ ‫الجيل‪ :‬الثاني‬ ‫الدولة‪ :‬لبنان‬

‫تعمتد الإدارة الناجحة ملجموعة من الأن�شطة املتنوعة على عدّ ة‬ ‫عوامل‪ ،‬ما هي من وجهة نظرك اأكرب التحدّ يات التي تواجه قادة‬ ‫ال�شركات �شديدة التن ّوع يف اأن�شطتها؟‬

‫اأعتقد اأنه يجب مراعاة جانبني رئي�سيني عند قيادة �سركة متن ّوعة‬ ‫الأن�سطة‪ .‬يجب اأو ًل اأن نكون على �سلة بال�سوق ونتوقع اأي تغيري لكي نتكمن‬ ‫من التفاعل معه قبل الآخرين‪ .‬ثاني ًا‪ ،‬يجب علينا التفكري والعمل على املدى‬ ‫البعيد لأن الأهداف ق�سرية املدى قد تلحق ال�سرر اأحيان ًا بال�سرتاتيجيات‬ ‫بعيدة املدى‪ ،‬ويجب علينا ك�سركة عائلية دائم ًا التفكري يف ما �سيحدث بعد‬ ‫حوايل ‪ 5‬اإلى ‪� 10‬سنوات م�ستقب ًال‪.‬‬ ‫كيف ميكن للمدير �شمان عدالة توزيع الهتمام بني جميع الوحدات‬ ‫املختلفة؟‬

‫يجب اأن يكون لدينا ثقة كافية ّ‬ ‫باملوظفني الذين نف ّو�سهم لإدارة الوحدات‬ ‫املختلفة‪ .‬ويفرت�س بهم حت ّليهم بالقدرة على اتخاذ القرارات وحتديد متى‬ ‫يتط ّلب الأمر ّ‬ ‫تدخلنا كاإدارة عليا اأو اأفراد بالعائلة‪.‬‬ ‫هل تعتقد اأن ال�شركات العائلية مه ّياأة لتنويع اأن�شطتها على نحو‬ ‫اأف�شل مقارنة بال�شركات الأخرى؟‬

‫ميكن لل�سركات العائلية اتخاذ القرارات اأ�سرع من ال�سركات الأخرى‪،‬‬ ‫وبالتايل عندما جند الفر�سة نقتن�سها‪ .‬يف العديد من احلالت تكون‬ ‫هذه هي الكيفية التي ّ‬ ‫نوظف بها مهاراتنا يف ريادة الأعمال وا�ستغاللها يف‬ ‫اأن�سطة واأعمال جديدة‪.‬‬ ‫يف موؤ�ش�شة ذات �شركات متنوعة الأن�شطة حيث تواجه كل �شركة‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫منها حتديات معينة خا�شة بها؛ يف ظل هذا التعقيد‪ ،‬كيف ت�شمن‬ ‫التزام جميع الوحدات الفرعية بروؤية ور�شالة ال�شركة الأم؟‬

‫حتظى اأي �سركة عائلية بثقافة خا�سة بالعائلة املالكة لها وتنطوي هذه‬ ‫الثقافة ‪-‬يف كثري من احلالت‪ -‬على قيم موؤ�س�س ال�سركة العائلية‪ .‬وظيفة‬ ‫املُ ّالك من اجليل الثاين والثالث هي حتديد هذه القيم والتاأكد من اإعالنها‬ ‫واللتزام بها من جانب ّ‬ ‫ال�سركة ككل‪ .‬وميكن حتقيق هذا ب�سهولة من خالل‬ ‫الجتماعات املنتظمة والإجراءات املقابلة التي تتّخذها الإدارة العليا‬ ‫لإعادة تاأكيد هذه القيم‪.‬‬ ‫هل تعتقد اأن ا�شرتاتيجية تنويع الأن�شطة ميكنها حتفيز النم ّو يف‬ ‫التغي حالي ًا؟‬ ‫ال�شاحة القت�شادية �شريعة ّ‬ ‫ّ‬

‫اأعتقد اأن التن ّوع مهم‪ ،‬ولكن فقط يف حال ما اإذا تواجدت الفر�سة‪ .‬اإن اللتزام‬ ‫بن�صاط ال�صركة الأ�صا�صي هو اأف�صل ن�صيحة ميكنني تقدميها لأي موؤ�ص�صة‪.‬‬ ‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪51‬‬


‫مقاالت خاصة شركة اتّحاد المقاولين‬

‫المشروعات الكبرى القائمة في الربع الثاني من عام ‪2010‬‬

‫الكويت‬

‫صيانة الصهاريج في مصفاة ميناء‬ ‫األحمدي‬ ‫مشروعات طرق متعددة‬ ‫توريد وتركيب معدات وكابالت‬ ‫كهرباء تحت األرض بقدرة ‪ 400‬ألف‬ ‫فولت بمدينة الكويت‬

‫كازاخستان‬

‫تطوير حقل كاشخان‪ ،‬األعمال اإلنشائية‬ ‫لمنطقة استرجاع االنبعاثات وجمع‬ ‫جزيئات الكبريت‬

‫سوريا‬

‫ليبيا‬

‫خليج ابن هانئ‪ ،‬الالذقية‬

‫مطار طرابلس‬ ‫أبراج طرابلس‬

‫األردن‬

‫المغرب‬

‫منتجع الهوارة‬ ‫الساحلي‪ ،‬طنجة‬

‫الجزائر‬

‫مشروع بالديوم‪ ،‬العبدلي‬

‫نادي سوناطراك للتنس‬

‫السعودية‬

‫السودان‬

‫جامعة األميرة نورة بنت عبد‬ ‫الرحمن للنساء – الرياض‬

‫مشروع مشيرب ‪-‬‬ ‫الخرطوم‬

‫اإلمارات‬

‫مبنى الند مارك‪ ،‬أبوظبي‬ ‫توسعة مجمع حبشان للغاز‪،‬‬ ‫أبوظبي‬ ‫مشروع تطوير حقول ساس‬ ‫بوروجي ‪ 3‬كسارة اإليثيلين ‪،3‬‬ ‫الرويس‪ ،‬أبوظبي‬ ‫مشروع محطة المعالجة حبشان ‪5‬‬ ‫استرجاع الغاز المنبعث في حبشان‬ ‫تطوير حبشان ‪ 2‬وثمامة “ج” في‬ ‫حقل باب‬ ‫تطوير حقل قصيورة‬

‫اليونان‬ ‫مقر أثينا‬

‫غرناطة‬

‫طرق الرافد‬ ‫الزراعي‬

‫مصر‬

‫اليمن‬

‫السفارة السعودية بالقاهرة‪،‬‬ ‫القنصلية ومقر إقامة القنصل‬ ‫والبعثة الدبلوماسية‬ ‫كورنيش النيل (فندق سانت‬ ‫ريجيس)‪ ،‬القاهرة‬ ‫مشروع شرم الشيخ‬ ‫محطة العين السخنة لتوليد‬ ‫الطاقة الحرارية‪ ،‬الوحدتين‬ ‫األولى والثانية‪ ،‬وحدات تعمل‬ ‫بالغاز‪/‬النفط لتوليد ‪56 × 2‬‬ ‫مليون ميجا وات‬

‫تطوير الريان هيلز‪ ،‬صنعاء‬

‫عمان‬

‫الميناء الجديد في الدقم –‬ ‫األعمال البحرية‬ ‫مدرج هبوط الطائرات بمطار‬ ‫مسقط – عقد األعمال المدنية‬ ‫الحارة الثالثة من الشارع الرئيسي‬ ‫من المروة إلى دوار بيت البركة‬ ‫(القطعة األولى)‬

‫باباو نيو غينيا‬

‫البنية التحتية والمجال الجوي‬ ‫كومو – ‪PNG LNG EPC5B‬‬

‫تنوع الخدمات‬ ‫ّ‬

‫مدغشقر‬

‫مشروع خطوط أنابيب‬ ‫أمباتوفي‬

‫استراليا‬

‫قطر‬

‫مطار ال ّدوحة الدولي – نظام الوصول‬ ‫للمنطقةالميدانيةوالتحكّ مفيالمرور‬ ‫الجوي‬ ‫مشروع بيرل جي تي إل‪ ،‬رأس لفان‬ ‫مشروعنظامتبريدالمياهالعمومية‪،‬‬ ‫المرحلة الثانية‪ ،‬الفئة الثانية‪ ،‬رأس لفان‬ ‫توسعة ميناء رأس لفان – البنية التحتية‬ ‫للموانئوالمراسي‬ ‫شارع بروة التجاري‬

‫عقد األعمال األرضية ‪APLNG‬‬

‫نيجريا‬

‫‪50‬‬

‫بتسوانا‬

‫طريق جابورون – موليبلولي‬ ‫طريق ماهالباي –‬ ‫كودوميتسي في ضاحية‬ ‫ماهالباي‬

‫الإن�ساءات املدنية الثقيلة‪ :‬حمطات الطاقة‪ ،‬واجل�سور وتقاطعات‬ ‫الطرق العامة‪ ،‬واملرافئ واملوانئ‪ ،‬والأعمال املدنية ملحطات املعاجلة‪،‬‬ ‫وال�سناعات البرتوكيميائية‪.‬‬ ‫الطرق ال�سريعة والطرق العامة واملطارات‪.‬‬ ‫حمطات معاجلة املياه وال�سرف ال�سحي‪ ،‬وحمطات ال�سخ وكافة‬ ‫ال�سبكات املرتبطة بها‪.‬‬ ‫الإن�صاءات امليكانيكية‪ :‬ت�صنيع وتركيب خطوط الأنابيب‪ ،‬ون�صب املعدات‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫أثيوبيا‬

‫طريق جور ‪ -‬جامبيال‬ ‫إزدواجية طريق أونيتشا –‬ ‫أويرني‪ ،‬الجزء األول‬ ‫إزدواجية طريق أوغيلي – أسادا‬ ‫شبكة مواصالت أينجوا باوند‬ ‫لطريق أونيتشا – أينجوا‬ ‫إعادة تأهيل الجزء األول من‬ ‫طريق أوبا – نيناوي في والية‬ ‫أنمبرة‬

‫غينيا‬

‫معمل سانجريدي ألكسيد‬ ‫األلمنيوم – عقد األعمال‬ ‫األرضية واألعمال األولية‬

‫غينيا االستوائية‬ ‫خدمة الصيانة على المدى‬ ‫الطويل‬

‫ناميبيا‬

‫مشرع ربط طريق تسومب –‬ ‫كاتويتكي‬

‫واحلاويات‪ ،‬اأعمال الفولذ الهيكلية لل�سناعات اخلفيفة والأعمال‬ ‫امليكانيكية الثقيلة (م�سايف التكرير‪ ،‬املحطات البرتوكيماوية‪ ،‬حمطات‬ ‫ف�سل غاز النفط‪ ،‬حمطات تعبئة وتفريغ النفط)‪.‬‬ ‫خطوط اأنابيب املياه والغاز والنفط‪،‬‬ ‫املباين عالية اجلودة‪.‬‬ ‫منحت‬

‫‪BVQI‬‬

‫�سركة احتاد املقاولني �سهادات اجلودة ‪ ،ISO9001‬و‬

‫‪ ،ISO14001‬و ‪OHSAS18001‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫شركة اتّحاد المقاولين مقاالت خاصة‬

‫‪1952‬‬

‫حصلت شركة اتحاد المقاولين‬ ‫على عقد كبير لمشروع‬ ‫مشترك بين شركتي بيكتيل‬ ‫وويمبي‪ ،‬هذه المرة في عدن‬ ‫إلنشاء مصفاة لتكرير النفط‬ ‫ومساكن للعمال‪.‬‬

‫‪1953‬‬

‫متنوعة في‬ ‫نفذّت مشروعات‬ ‫ّ‬ ‫اإلمارات والبحرين وقطر وهو‬ ‫ما أسهم في تكوين سمعة‬ ‫عالمية للشركة‪.‬‬

‫‪1960‬‬

‫حصلت شركة اتحاد المقاولين على عقد متعلق بمنشأت تخزين مضخة للنفط من‬ ‫شركة نفط العراق والتي كانت تعمل مع مجموعة بيكتيل (أكبر شركة إنشاءات في‬ ‫العالم) إلعادة صياغة حجم العمليات التشغيلية في جميع أنحاء العالم‪ .‬ونتيجة‬ ‫التوسع بكثافة العثور على شركات‬ ‫لهذا التحالف المرموق‪ ،‬بدأت المجموعة في‬ ‫ّ‬ ‫كبرى أخرى للدخول في عالقة شراكة معها‪.‬‬

‫‪1973‬‬

‫قامت شركة اتحاد المقاولين بإنشاء الشركة‬ ‫الوطنية لإلنشاءات البترولية في أبوظبي‬ ‫لتوفير الخدمات البريّة لصناعات البترول والغاز‬ ‫تم إنشاء خطوط األنابيب‬ ‫في دول الخليج‪ّ .‬‬ ‫في اليمن للربط بين العديد من حقول البترول‬ ‫والموانئ الموجودة على البحر األحمر‪.‬‬

‫‪1980‬‬

‫دخلت شركة اتحاد المقاولين في شراكة ناجحة مع الشركة الكندية‬ ‫أوكسي‪ ،‬ثم فازت بمناقصة للتنقيب عن البترول في المسيلة بجنوب‬ ‫اليمن‪ .‬تم بيع أسهم المشروع إلى شركتي شل وأوكسي األمريكية‬ ‫مع احتفاظ شركة اتحاد المقاولين بحصة ‪ 10‬بالمئة من األسهم‪ .‬بلغت‬ ‫ذروة صادرات النفط من المسيلة ‪ 170‬ألف برميل يومي ًا‪.‬‬ ‫اشترت شركة اتحاد المقاولين شركة ‪،Underwater Engineering‬‬ ‫وهي شركة بريطانية متخصصة في المشروعات البترولية تحت الماء‪،‬‬ ‫المتخصصة في الشؤون البيئية‪.‬‬ ‫وشركة ‪ACWA‬‬ ‫ّ‬

‫‪1988‬‬

‫اشترت الشركة العائلية كذلك سيكون وهي شركة إيطالية لألعمال‬ ‫متخصصة في المشروعات البترولية‪.‬‬ ‫الهندسية الميكانيكية‬ ‫ّ‬

‫استحوذت شركة اتحاد المقاولين على‬ ‫مجموعة مورجانتي في فلسطين‪.‬‬

‫‪2007‬‬

‫إقامة شراكة بين وود جروب وشركة اتحاد‬ ‫المقاولين لتوفير العمليات التشغيلية وخدمات‬ ‫الصيانة لمشروعات البترول والغاز والصناعات‬ ‫البتروكيماوية في عمان والبحرين والكويت‬ ‫وقطر والسعودية واإلمارات واليمن‪.‬‬

‫وسعت شركة اتحاد المقاولين أنشطتها في‬ ‫ّ‬ ‫باكستان والصين‬

‫‪1990‬‬

‫تمت‬ ‫تنويع األنشطة في اليمن ومصر حيث ّ‬ ‫إقامة مشروعات البنية التحتية كالطرق‬ ‫وأنظمة الصرف الصحي وشبكات الكهرباء‪.‬‬

‫‪2004‬‬

‫إكمال محطة توليد الطاقة في غزة‬

‫‪2009‬‬

‫حصول شركة ‪( BGP‬أحد متعهدي شركة اتحاد المقاولين) على عقد‬ ‫تنفيذ مسح زلزالي ثالثي األبعاد من شركة تيثيز أويل‪.‬‬ ‫الحصول على عقد بقيمة ‪ 1,075‬مليار دوالر من شركة بوروجي‬ ‫(المقاول‪(:‬مع أحد متعهدي شركة اتحاد المقاولين)‪ .‬لبناء كسارة‬ ‫لإليثان في الرويس بإمارة أبوظبي‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫‪2005‬‬

‫حصول شركة اتحاد المقاولين على عقد تنفيذ إزدواجية طريق صحار‪-‬‬ ‫البريمي من وزارة النقل واالتصاالت العمانية‪.‬‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪49‬‬


‫مقاالت خاصة شركة اتّحاد المقاولين‬

‫متنوعة األنشطة‬ ‫عائلية‬ ‫شركة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫شركة اتّحاد المقاولين‬ ‫متنوعة كبرى ويعمل بها أكثر من‬ ‫تأسست شركة اتحاد المقاولين في عام ‪ .1952‬تُعد اتحاد المقاولين شركة عالمية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جنسية موزّعة على أكثر من ‪ 27‬فرع حول العالم‪ .‬تزيد اإليرادات السنوية‬ ‫‪60‬‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫وبها‬ ‫‪)2010‬‬ ‫(في‬ ‫ف‬ ‫موظ‬ ‫ألف‬ ‫‪110‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لشركة اتحاد المقاولين على ‪ 4‬مليار دوالر‪ .‬يتحدث سامر خوري ‪-‬رئيس وحدة األعمال الهندسية واإلنشاءات في شركة‬ ‫متنوعة‪.‬‬ ‫اتّحاد المقاولين وابن أحد المؤسسين سعيد خوري‪ -‬الى مجلة ثروات حول إدارة شركة عائلية‬ ‫ّ‬

‫تا ّأ�س�ست �سركة احتاد املقاولني ر�سمي ًا يف مدينة بريوت يف لبنان عام‬ ‫‪ 1952‬على يد ح�سيب �س ّباغ و�سهره �سعيد خوري و�سديقهما كامل‬ ‫عبد الرحمن‪ .‬يف ذلك احلني كانت واحدة من اأوائل ال�سركات العربية‬ ‫لالإن�ساءات واملقاولت وحالي ًا هي الأكرب بال اأدنى �سك‪ .‬يوجد املقر‬ ‫الرئي�سي ل�سركة احتاد املقاولني اليوم يف اأثينا باليونان‪ ،‬وي�سغل �سعيد‬

‫خوري من�سب رئي�س املجموعة ورئي�س جمل�س اإدارتها مب�ساركة اثنني‬ ‫من اأبنائه كاأع�ساء يف جمل�س الإدارة‪ .‬احتاد املقاولني هي �سركة �سديدة‬ ‫التن ّوع لها اأن�سطة يف جمالت الإن�ساءات والأعمال الهند�سية وامل�سرتيات‬ ‫والتطوير وال�ستثمارات يف جميع اأنحاء العامل مع الرتكيز على منطقة‬ ‫ال�سرق الأو�سط و�سمال اأفريقيا‪.‬‬

‫حصول شركة اتحاد المقاولين باالشتراك مع وود جروب على‬ ‫عقد بقيمة ‪ 800‬مليون دوالر من شركة تنمية نفط عمان‪.‬‬ ‫إقامة تيثيز أويل تحديث ًا لعمليات التشغيل في عمان‬ ‫(المقاول‪(:‬مع أحد متعهدي شركة اتحاد المقاولين)‪.‬‬ ‫توقيع شركة استراليا باسيفيك للغاز الطبيعي المسال‬ ‫عقود إنتاج كبرى (المقاول‪:‬شركة اتحاد المقاولين)‪.‬‬ ‫احتالل شركة اتحاد المقاولين المرتبة السابعة عشر واألولى‬ ‫في الشرق األوسط في استبيان ‪ ENR‬السنوي ألفضل ‪225‬‬ ‫شركة إنشاءات عالمية‪ ،‬مع تحقيقها لدورة رأس مال قدرها‬ ‫‪ 2335‬مليون دوالر ومبيعات جديدة بقيمة ‪ 3755‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫وقد بلغ عدد موظفيها في ‪ 2005‬أكثر من ‪ 75‬ألف موظف من‬ ‫‪ 60‬جنسية مختلفة موزّعين على المشروعات المقامة في‬ ‫جميع أنحاء العالم والمقر الرئيسي في أثينا باليونان‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫‪2010‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫مقاالت خاصة‬

‫‪48‬‬

‫�شركة حّ‬ ‫اتاد املقولني‪:‬‬ ‫�شركة عائلية متن حّوعة‬ ‫الأن�شطة‬ ‫شركة مقاوالت عربية عمالقة‬ ‫توظف اآلالف ولديها أفرع في‬ ‫ّ‬ ‫العشرات من البلدان‪ .‬مقابلة مع‬ ‫سامر خوري عن القيادة في‬ ‫متنوعة األنشطة‪.‬‬ ‫شركة عائلية‬ ‫ّ‬

‫‪52‬‬

‫ق�ش�ص عن التن حّوع يف‬ ‫اأن�شطة بع�ص ال�شركات‬ ‫العائلية‬ ‫مختارات لحقائق وأرقام عن‬ ‫بعض الشركات العائلية التي‬ ‫بتنوع وانتشار عالمي‬ ‫تتميز‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ألنشطتها‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫الرتكيز يفوق التن حّوع‪-‬‬ ‫�شرورة تديد ال�شركات‬ ‫العائلية لإمكانياتها‬ ‫الأ�شا�شية‬ ‫تقييم ذاتي للشركات العائلية‬ ‫المتنوعة األنشطة و مقترحات و‬ ‫ّ‬ ‫نصائح عن كيفية التعامل مع هذا‬ ‫التنوع و كيفية استعادة التركيز ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪47‬‬


‫مقاالت خاصة‬

‫تنوع األنشطة‬ ‫ّ‬ ‫في الشركات العائلية‬

‫القيادة المتوازنة لألنشطة المختلفة للشركات العائلية‬ ‫بدأت الكثير من الشركات العائلية في الشرق األوسط وخاصة الشركات الكبرى‪،‬‬ ‫العمل بالتخصص في نشاط واحد رئيسي‪ ،‬إال أنه و بمرور الوقت تنوع نشاطها‬ ‫ودخلت في العديد من المجاالت المختفة‪ .‬تتباين وجهات النظر بشأن هذا التنوع في‬ ‫الشركات العائلية؛ فوجود العديد من األنشطة والتي عادة ما تكون غير مرتبطة‬ ‫ببعضها البعض ضمن مجاالت أنشطة العائلة سوف يحد من المخاطرة ويزيد إحتمالية‬ ‫االستمرار والنمو‪ .‬ويضيف آخرون أنه مع مرور الوقت سوف تنمو العائلة وبالتالي‬ ‫سوف تضم األجيال القادمة أفراداً لديهم مواهب مختلفة؛ ولالستفادة من هذه‬ ‫القدرات وضمان بقاء الشركة في أيدي العائلة يكون من المنطقي إنشاء وحدات‬ ‫أعمال مختلفة توفر فرص ًا ألفراد العائلة من جميع التخصصات العلمية‪ .‬وهناك على‬ ‫الجانب اآلخر نقد واضح يدور بين الخبراء تجاه مثل هذه التنوع الكبير‪ ،‬حيث يجب مراعاة‬ ‫مخاطر فقدان االهتمام وإهمال األنشطة الرئيسية‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


The 21st Century Grand Hotel OPENS APRIL 2011

Number of Ferraris you could park in our 490m2 Royal Suite*

* But we would rather park them for you

Whitehall Place, SW1 corinthia.com /london


‫مقابلــة محمد بن أحمد العبيدلي‬

‫العام ملجل�س الأعمال‪ ،‬كما �أ�شغل من�صب رئي�س جمل�س �إدارة‬ ‫جلنة الزراعة والبيئة والع�ضو التنفيذي يف جلنة التحكيم �أي�ض ًا‬ ‫باال�ضافة الى كوين ع�ضو ًا يف جمل�س الأعمال العربي‪ .‬ويظ ّل‬ ‫عملي الرئي�سي يف �شركة العائلة ب�صفتي الع�ضو التنفيذي‬ ‫ملجموعة ‪.OITC‬‬ ‫ما الن�صيحة التي ميكنك تقدميها للجيل ال�شاب الذي �سوف‬ ‫حتدي العمل ل�ضمان ا�ستمرارية �شركة العائلة؟‬ ‫يواجه ّ‬

‫يوفر مجلس العائلة فرصة إللتقاء‬ ‫جميع أفرادها بعضهم البعض‬ ‫ويمكن لألجيال المختلفة التواصل‬ ‫وإيجاد نوع من الوحدة واالنسجام‬ ‫اليمكن ألي شيء انتزاعه منهم‪.‬‬

‫ال�صغرية واملتو�سطة حيث تعتمد معظم الأنظمة االقت�صادية‬ ‫علي مثل هذه ال�شركات‪ .‬نحن نعمل على تطوير جمموعة‬ ‫ال�شركات ال�صغرية واملتو�سطة املدرجة مع االهتمام خ�صي�ص ًا‬ ‫بقطاع الت�صنيع‪.‬‬ ‫كما نحر�ص �أي�ض ًا على تطوير وو�ضع القواعد والنظم يف‬ ‫القطاعني العام واخلا�ص‪� .‬أحاول حالي ًا �صياغة تعريفات لأوجه‬ ‫االختالف بني ال�شركات العامة واخلا�صة‪ .‬هناك متييز �آخر‬ ‫نحاول �صياغته وهو الفرق بني امل�ؤ�س�سات ال�صغرية واملتو�سطة‬ ‫احلجم وكذلك بني ال�صناعات املختلفة‪ .‬وهذا هو دوري يف‬ ‫الوقت احلايل‪� .‬أنا ع�ضو يف الغرفة التجارية وكذلك الأمني‬ ‫‪44‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫عليهم بالعمل اجلاد و�أن يكونوا على م�ستوى هذا التّحدي‬ ‫ومطلوب منهم االهتمام ب�شركة عائلتهم‪� .‬أعتقد �أنه يجب‬ ‫عليهم تف�ضيل العمل ب�شركة العائلة على �أي وظيفة �أخرى قد‬ ‫توفر لهم دخ ًال �أكرب يف البداية‪ ،‬فقد يكون دخلهم �أق ّل يف �شركة‬ ‫العائلة بداي ًة‪ ،‬لكن على املدى البعيد �سيكون العائد �أكرب بكثري‬ ‫من �أي مكان �آخر‪ .‬بالطبع يجب عليهم التد ّرب يف �أماكن �أخرى‪،‬‬ ‫لكن من امل�ستح�سن اختيار �شركات و�أعمال ميكن �أن تكون‬ ‫مفيدة ل�شركة العائلة نف�سها‪ .‬مبجرد االلتحاق ب�شركة العائلة‬ ‫وح�س ريادة الأعمال‬ ‫�سيكون عليهم �إظهار جانبهم االبتكاري ّ‬ ‫تتو�سع ال�شركة وعليهم �أي�ض ًا و�ضع ر�ؤية على املدى‬ ‫املطلوب لكي ّ‬ ‫البعيد لكيفية تطوير وتنمية �شركة العائلة‪ .‬من املهم بالن�سبة‬ ‫لهم ا�ستيعاب كم اجلهد املطلوب للحفاظ على ال�سمعة القوية‬ ‫ل�شركة العائلة و�أن الإخفاق يف �أي جمال قد يعني �إ�ضعاف هذه‬ ‫ال�سمعة و�إحلاق ال�ضرر بالعائلة ككل‪.‬‬ ‫كيف تن�صح اجليل ال�شاب بالتعاون مع اجليل الذي يتولى‬ ‫م�سئولية ال�شركة؟ هل هناك و�صفة �سحرية؟‬

‫كما ذكرت �سابق ًا‪ ،‬يجب علينا عدم ن�سيان عاداتنا وتقاليدنا‪� .‬إن‬ ‫م�ستحب لكن تقاليدنا هي التي‬ ‫احلداثة يف �أ�ساليب الإدارة �أمر‬ ‫ّ‬ ‫يجب الرجوع �إليها من �أجل التوا�صل مع عائالتنا مرة �أخرى‪.‬‬ ‫تعترب�أنظمة احلوكمة وما �شابهها حلو ًال ج ّيدة‪ ،‬لكن ال�شيء‬ ‫الأهم هو جمع �شمل العائلة و�إقامة روابط الت�ضامن والتكافل‬ ‫بني �أفرادها‪ .‬عند اجتماع العائلة �سوف يتمكن �أفرادها من‬ ‫التعلم من بع�ضهم البع�ض‪ ،‬حيث يجل�س الآباء ب�صحبة الأوالد‬ ‫ويتم نقل املعرفة من جيل �إلى �آخر‪� .‬أعتقد �أن بو�سعك التمييز‬ ‫بني الأفراد الذين متت تن�ش�أتهم وفق ثقافة املجل�س هذه وبني‬ ‫من مل يعرفوا �إليها �سبي ًال‪ ،‬فهم عادة يتم ّيزون ب�أنّهم مبدعني‬ ‫وودودين وخمل�صني كما �أنهم على درجة �أكرب من ح�سن اخللق‬ ‫والأمانة ويعرفون كيف يحرتمون الآخرين‪ .‬و�أعتقد �أن هذه‬ ‫حتديد ًا ال�سمات التي يجب �أن يتحلى بها �أفراد ال�شركة العائلية‬ ‫على الدوام‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫محمد بن أحمد العبيدلي مقابلــة‬

‫السيد أحمد العبيدلي‬ ‫مع أبنائه وأحفاده‬ ‫في اجتماع عائلي‪.‬‬

‫�أعتقد �أنه قد يكون هناك نق�ص يف احلوكمة ولكن هذا ب�صورة‬ ‫�أو ب�أخرى كان موجود ًا على الدوام يف ال�شركات العائلية‪.‬‬ ‫بالطبع مينحنا التعريف الر�سمي فكرة جيدة عن كيفية تنظيم‬ ‫�أمورنا‪ .‬لقد �شهدنا بع�ض العائالت الأخرى التي كانت على‬ ‫�شجع على وجود عالقات �أقوى‬ ‫درجة كبرية من التنظيم مما ّ‬ ‫بني �أفراد العائلة‪ .‬زاد حجم هذه العائالت و�أحرزت جناح ًا‬ ‫و�أ�صبحت الآن حتتل مكانة رائدة بال�سوق بينما �أخفق البع�ض‬ ‫الآخر نتيجة اخلالفات بني �أفراد العائلة‪� .‬أنا �شخ�صي ًا �أ�ؤمن‬ ‫بعدم جدوى االكتفاء بالنظر �إلى نظام احلوكمة‪ ،‬كما ال ميكن‬ ‫حل امل�شكالت دائم ًا مبجرد �إدراج ال�شركة ب�سوق الأوراق املالية‪،‬‬ ‫وحدة العائلة هي ما يجب الإبقاء عليه مهما كانت الظروف‪.‬‬ ‫�أعتقد �أن �أحد الأ�سباب الرئي�سية يف معاناة العائالت لالحتفاظ‬ ‫بوحدتها ومتا�سكها يف املنطقة هو تخ ّليها عن عادة االجتماعات‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العائلية‪ .‬يوفر جمل�س العائلة فر�صة اللتقاء جميع �أفرادها‬ ‫بع�ضهم البع�ض وميكن للأجيال املختلفة التوا�صل و�إيجاد نوع‬ ‫من الوحدة واالن�سجام ال ميكن لأي �شيء انتزاعه منهم‪� .‬أعتقد‬ ‫�أن العائالت يف الوقت الراهن قد افتقدت هذا الرتابط وهذا‬ ‫هو ال�سبب يف ظهور الكثري من اخلالفات وال�صراعات العائلية‪.‬‬ ‫ميكن �أن ت�ساعد ثقافة املجل�س على دعم ا�ستدامة وا�ستمرارية‬ ‫ال�شركة العائلية‪.‬‬ ‫نبحث يف الغرفة التجارية عن و�سائل لدعم ال�شركات العائلية‬ ‫وذلك ب�إن�شاء �ساحات لتبادل املعرفة وبت�شجيع دخول ال�شركات‬ ‫العائلية يف م�شروعات م�شرتكة وتكوين حتالفات جتارية‬ ‫و�شخ�صية كذلك‪ .‬هناك هدف �آخر ميثل �أولوية بالن�سبة لنا‬ ‫وهو �إيجاد قنوات توا�صل وفهم �أف�ضل بني �شركات القطاعني‬ ‫العام واخلا�ص‪ .‬ونحن نركز هنا ب�صفة خا�صة على ال�شركات‬ ‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪43‬‬


‫مقابلــة محمد بن أحمد العبيدلي‬

‫بالطبع ربما تفتقد العائالت إلى‬ ‫نُظم حوكمة وفق ًا للمعنى الجديد‬ ‫للمصطلح والذي يتضمن كافة‬ ‫الجوانب المتعلقة بنظم الملكية‬ ‫والمخططات التنظيمية والشفافية‬ ‫وغير ذلك‪.‬‬

‫ا�ستقرت قبيلتنا دائم ًا يف املثلث الواقع بني قطر وال�سعودية‬ ‫والإمارات‪ .‬وتنتمي الغالبية العظمى من العائلة �إلى ال�سعودية‬ ‫وي�س ّمى هذا الفرع من العائلة بـ«ال ُع َبيد» والذي كان حاكم ًا‬ ‫للمنطقة‪ .‬لقد تتبعنا ت�سل�سل عائلتنا رجوع ًا �إلى العام ‪999‬‬ ‫هجرية‪ .‬نحن منثل ‪ 433‬عام ًا من التاريخ القبلي‪ .‬و�إذا رجعنا‬ ‫بالتاريخ �إلى الوراء �أكرث ‪-‬لآالف الأعوام مث ًال‪ -‬ف�أنا �أعتقد �أن‬ ‫ن�ش�أة قبيلة العبيديل تعود �إلى منطقة بعدان يف اليمن‪.‬‬ ‫يف عهد جدي �أعتقد �أننا كنا نعمل يف الأن�شطة املعتادة �آنذاك‬ ‫متمثلة يف الغو�ص للبحث عن الل�ؤل�ؤ والتجارة ب�صفة عامة يف‬ ‫دول جمل�س التعاون اخلليجي‪ .‬كما كان لنا �أن�شطة مكثفة يف‬ ‫جتارة املواد الغذائية من خالل عالقاتنا مع الهند وتركيا‪ .‬وبعد‬ ‫ذلك يف اخلم�سينات بد�أنا العمل يف قطاع العقارات‪.‬‬ ‫ُيوجه الكثري من النقد �إلى ال�شركات العائلية يف املنطقة‬ ‫ب�سبب ما ُي�سمى بنق�ص ال�شفافية‪ .‬هل تعتقد �أن هناك‬ ‫جوانب و�أمور يجب على ال�شركات العائلية �أن تكون �أكرث‬ ‫�صراحة ب�ش�أنها؟‬

‫�أعتقد �أنه يجب التفرقة بني ال�شفافية بالن�سبة للعائلة‬ ‫وال�شفافية بالن�سبة ملجتمع الأعمال‪ .‬بالطبع ي�شرتط القانون‬ ‫وجود ال�شفافية بدرجة معينة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ما الذي يجعل �شركة‬ ‫عائلية ت�شعر بالقلق حيال هذا الأمر؟ ال�شفافية بني �أفراد‬ ‫العائلة ُمهمة وواجبة‪ .‬وبالرغم من هذا‪ ،‬تظل هذه ال�شركة‬ ‫�شركة عائلية ولي�ست �شركة م�ساهمة مدرجة ب�سوق الأوراق‬ ‫املالية‪� .‬إذا مت �إدراج �أ�سهم ال�شركة ب�سوق الأوراق‪ ،‬فعندئذ نعم‪،‬‬ ‫يجب توفري املعلومات للعامة‪ .‬بالطبع يف بع�ض الأحيان تكون‬ ‫ال�شركة العائلية مدرجة جزئي ًا وهو ما يغيرّ الو�ضع‪ .‬وكذلك عند‬ ‫دخول ال�شركة العائلية يف �شراكة‪ ،‬فمن الطبيعي �أن تكون هناك‬ ‫حاجة �إلى توفري املعلومات والك�شف عنها‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫لقد لعبت دور ًا مهم ًا يف برامج التنمية والتو�سعة للحكومة‬ ‫القطرية يف جماالت خمتلفة‪ .‬عالوة على هذا‪� ،‬أنت الآن‬ ‫الأمني العام ملجل�س الأعمال وكذلك ع�ضو يف الغرفة‬ ‫التجارية القطرية‪ .‬يف اعتقادك ما الدور الذي يجب‬ ‫�أن تلعبه ال�شركات العائلية للم�ساهمة يف وحتفيز منو‬ ‫االقت�صاد الوطني؟‬

‫السيد محمد‬ ‫العبيدلي في مكتبه‬

‫يبدو �أن ال�شركات العائلية تواجه دائم ًا نف�س امل�شكالت كانت‬ ‫الدولة �أو الو�سط الذي تعمل به‪ .‬طريقة التفكري واحدة ال تتغري‪.‬‬ ‫خالل الأزمة املالية كانت طريقة التفكري هذه هي ال�سبب يف‬ ‫عدم ت�أثر معظم ال�شركات العائلية كثري ًا مقارنة بال�شركات‬ ‫الأخرى‪ .‬رمبا تفتقد العائالت �إلى نُظم حوكمة وفق ًا للمعنى‬ ‫اجلديد للم�صطلح والذي يت�ضمن كافة اجلوانب املتعلقة بنظم‬ ‫امللكية واملخططات التنظيمية وال�شفافية وغري ذلك‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫محمد بن أحمد العبيدلي مقابلــة‬

‫من اليمين‪ :‬السيد‬ ‫محمد العبيدلي‬ ‫يخاطب جمهور مؤتمر‬ ‫في قطر‬

‫هند�سية و�صناعات الطاقة والبناء‪ .‬ويف الأ�سا�س‪ ،‬نرغب يف‬ ‫العمل بثالث قطاعات جديدة‪ :‬التعليم‪ ,‬الرعاية ال�صحية‪,‬‬ ‫ت�صنيع املعدات ذات التقنية العالية والبيع بالتجزئة‬

‫أعلى اليسار‪:‬‬ ‫السيدان محمد وعلي‬ ‫العبيدلي مع عدد‬ ‫من مدراء شركة ‪J.V‬‬ ‫في زيارة إلى أحد‬ ‫المشاريع قيد التنفيذ‬

‫نبحث دائم ًا عن ال�شركاء املنا�سبني لتويل هذه الأن�شطة‬ ‫اجلديدة وتت�سم عملية االختيار واالنتقاء لدينا باحلر�ص‬ ‫ال�شديد‪ .‬متثل جتارة البيع بالتجزئة بالن�سبة لنا �أهمية خا�صة‬ ‫لأنها �سوف تتيح جذب املزيد من الأنظار �إلى عالمتنا التجارية‬ ‫و�سوف توجد الوعي بجميع �أنواع ال�شرائح اال�ستهالكية‪ .‬الرعاية‬ ‫ال�صحية والتعليم من الأهداف الأ�سا�سية كذلك بالن�سبة لنا‬ ‫ونحن نتعاون مع �شركات عائلية �أخرى يف هذه القطاعات‪.‬‬

‫أسفل اليسار‪ :‬السيد‬ ‫أحمد العبيدلي أثناء‬ ‫ترأسه إجتماع مجلس‬ ‫لجنة الزراعة والبيئة‬

‫ال�سبب يف قراري بالتنوع يف هذه القطاعات ال يرجع يف الواقع‬ ‫�إلى وجود حاجة لها‪ .‬لقد كانت ر�ؤيتي دائم ًا تغطية جمموعة‬ ‫كبرية من القطاعات‪ :‬ملاذا؟ ال�سبب الرئي�سي هو مل�سنا للفائدة‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫التي تعود على ال�شركات العائلية عندما حتظى ب�أن�شطة خمتلفة‬ ‫يف �سلة واحدة وذلك للحفاظ على الأجيال القادمة املرتقبة‬ ‫يف العائلة‪ .‬ال �أتوقّع �أن ينتمي اجليل القادم ب�أكمله �إلى نف�س‬ ‫املجال‪ ،‬عندئذ �سيتيح لنا هذا التنوع �إمكانية اال�ستفادة من‬ ‫جميع املواهب التي �ستظهر بالعائلة‪ ،‬و�سيحظى اجليل القادم‬ ‫مبجموعة كبرية من اخليارات للأ�سلوب واملو�ضع الذي يريدون‬ ‫من خالله امل�شاركة يف �شركة العائلة وبهذا ي�صبح التن ّوع و�سيلة‬ ‫ل�ضمان ا�ستدامة وا�ستمرارية �شركة العائلة‪.‬‬ ‫تواجدت عائلة العبيديل يف املنطقة لفرتة �أطول بكثري‬ ‫من تاريخ وجود �شركة عائلة العبيديل جمموعة ‪.OITC‬‬ ‫هل ميكنك �إطالعنا على تاريخ العائلة وعلى الأعمال‬ ‫التجارية للعائلة قبل ت�أ�سي�س ال�شركة؟‬

‫بالطبع هناك فرق كبري بني تاريخ العائلة وتاريخ ال�شركة‪.‬‬ ‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪41‬‬


‫مقابلــة محمد بن أحمد العبيدلي‬

‫الأن�شطة التجارية يف قطر‪ .‬قام ب�إدارة هذه ال�شركة ك ًال من‬ ‫والدي و�أعمامي ومب�شاركة بع�ض اخلربات من خارج العائلة‬ ‫الذين تخ�ص�صوا يف جمال الت�سويق‪ .‬يف ذلك احلني كانت‬ ‫والتوجه‬ ‫بالتخ�ص�ص‬ ‫جمموعة �شركاتنا قد بد�أت يف االهتمام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االحرتايف نحو التن ّوع يف جماالت الأعمال‪.‬‬ ‫تو�سعت ال�شركة العائلية يف‬ ‫يف ظل قيادتك الر�شيدة‪ّ ،‬‬ ‫العديد من ال�صناعات الأخرى و�أحرزت جناح ًا كبري ًا فيها‪.‬‬ ‫ماذا كان دافعكم الرئي�سي وراء هذه التح ّوالت وملاذا هذه‬ ‫ال�صناعات بالتحديد؟‬

‫ازدهرت ال�شّ ركة خالل فرتة ال�سبعينات وحتى عام ‪ ،1984‬ومع‬ ‫عم نوع من الركود ثم تلى ذلك ع ّدة �سنوات ع�صيبة‪.‬‬ ‫ذلك ّ‬ ‫كنت حينها قد �أكملت درا�ستي يف الواليات املتحدة‪ .‬خالل‬ ‫هذه ال�سنوات كنت على يقني دائم ًا ب�أنني �سوف التحق ب�شركة‬ ‫العائلة‪ ،‬وعندما ُعدت بعد تخ ّرجي كان لدي طموح ب�إن�شاء‬ ‫جمموعة من الأن�شطة يف قطاعات خمتلفة‪� .‬شعرت �أنه بالرغم‬ ‫من جناحنا يف الرتكيز على الزراعة‪ ،‬مل يكن هذا هو املجال‬ ‫املنا�سب للعمل يف دولة كقطر‪ .‬عالوة على هذا‪ ،‬كانت لدي ثقة‬ ‫ب�إمكانية م�ساهمة وحدات �أعمال �أخرى يف �إ�ضفاء �سمعة �أف�ضل‬ ‫لنا ومكانة �أو�ضح على خريطة الأعمال‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬مل يكن‬ ‫من ال�سهل ل�شخ�ص حديث التخ ّرج مثلي الرتويج لهذه الأفكار‬ ‫اجلديدة وتقدمي الن�صائح واال�ست�شارات بداخل �شركة العائلة‪،‬‬ ‫مل يكن لأحد تق ّبل هذا التوجيه من �شاب حديث العهد‪.‬‬ ‫مل تكن خربتنا العملية الأولى طريق ًا �سه ًال �أبد ًا‪ ،‬فقد كان علينا‬ ‫�أن نتع ّلم مبادئ التجارة و القانون والأمور التقنية املتعلقة بت�سيري‬ ‫وت�شغيل ال�شركة‪� .‬ش ّكلت جميع هذه اخلربات التعليمية خربتي‬ ‫الإدارية التي اكت�سبتها على م ّر ال�سنوات وبالتايل العمل على‬ ‫ار�ساء وتدعيم ر�ؤيتي و�أهداف املجموعة ك ُكل يف ال�شركة العائلية‪.‬‬ ‫لكني كنت متح ّم�س ًا للغاية و�أردت اكت�ساب املزيد من اخلربات‬ ‫فلم ولن تعرف طموحاتي �سقف ًا يح ّدها‪ .‬يف ال�سنوات التي تلت‬ ‫ذلك واجهت �إخفاقات يف بع�ض الأمور وجناحات يف �أخرى‪.‬‬ ‫�أ�شعر بال�سعادة عندما �أ�ص ّرح ب�أين متكنت من تنويع �أن�شطة‬ ‫�شركتنا من القطاع الزراعي و�صو ًال �إلى �أكرث قطاعات الهند�سة‬ ‫تعقيد ًا و تط ّور ًا‪� .‬أتذكر كيف كافحنا لتحقيق هذا وكيف كنا‬ ‫نر�سل حوايل ‪� 400‬إلى ‪ 500‬خطاب �إلى ال�شركات �شهري ًا لتقدمي‬ ‫�أنف�سنا والتعريف ب�شركتنا‪ ،‬فكان هذا مهم ًا للغاية لإقامة‬ ‫�شبكتنا وللعثور على �شركاء وم�شروعات واخلربة املنا�سبة‪ .‬من‬ ‫بني مئات اخلطابات التي كنا نر�سلها كنا رمبا نح�صل على‬ ‫‪40‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫ع�شر �أو اثنا ع�شر رد ًا ايجابي ًا‪� .‬أتذكر على وجه اخل�صو�ص‬ ‫مناق�صة من ا�سرتاليا‪ ،‬والتي ح�صلنا عليها من وزارة املاء‬ ‫والكهرباء‪ .‬لقد كان هناك حتديات تنظيمية لكننا جنحنا يف‬ ‫ّ‬ ‫تخطيها وحققنا مكا�سب على ثالثة م�ستويات‪ :‬من املو ّرد‪ ،‬ومن‬ ‫احلكومة‪ ،‬ومن الفرق يف �سعر �صرف العملة‪ .‬كنت قد ا�شرتيت‬ ‫دوالرات ا�سرتالية قبل ت�سليم امل�شروع‪ ،‬ثم ارتفع �سعره بعدها‬ ‫بفرتة ق�صرية مما �أ�سهم يف حتقيقي لأرباح كبرية‪ .‬من خالل‬ ‫�أرباح هذه املناق�صة متكنّا تقريب ًا من تغطية كافة خ�سائر‬ ‫�شركتنا‪ .‬كانت هذه نقطة حت ّول يف م�ستقبلي املهني حيث‬ ‫علي اكت�ساب‬ ‫اكت�سبت مزيد من التح ّكم يف �شركة العائلة‪ .‬كان ّ‬ ‫هذا االحرتام من خالل �إجنازاتي‪.‬‬ ‫�أكملت م�شواري يف ال�سعي نحو هديف بتنويع �أن�شطة �شركة العائلة‬ ‫يف القطاعات املنا�سبة‪ .‬يف دولة قطر حينئذ كان هذا يعني‬ ‫التو�سع الى جماالت توليد الطاقة والبرتول والغاز وال�صناعات‬ ‫ّ‬ ‫الثقيلة الأخرى‪ .‬احتفظنا بن�شاطنا يف القطاع الزراعي والذي ال‬

‫لتنوع أنشطتنا هو لمسنا للفائدة‬ ‫إن السبب الرئيسي ّ‬ ‫التي تعود على الشركات العائلية عندما تحظى‬ ‫بأنشطة مختلفة في سلة واحدة وذلك للحفاظ على‬ ‫األجيال القادمة المرتقبة في العائلة‪.‬‬

‫يعود علينا بالكثري لكنه يرمز �إلى تراثنا وتاريخنا‪.‬‬ ‫تتنوع القطاعات التي تعمل فيها ‪ OITC‬حالي ًا؛ ّ‬ ‫يغطي قطاعات‬ ‫املقاوالت والهند�سة جماالت الطاقة وحتلية املياه والأعمال‬ ‫البحرية والأعمال املدنية يف داخل البحر وخارجه والبنى‬ ‫التّحت ّية كاجل�سور والطرق والأنفاق والتقاطعات والأ�سا�سات‬ ‫واملوانئ واملنافذ البحرية واملطارات وخطوط ال�سكك‬ ‫احلديدية واملنتجات التقنية العالية اجلودة كري�ش التوربينات‬ ‫وري�ش املراوح وم�سارات الغاز ال�ساخن واملع ّدات الثقيلة‪� .‬أ ّما‬ ‫القطاع التّجاري في ّق ّدم للأ�سواق منتجات وخدمات الهند�سة‬ ‫االلكرتونية وامليكانيك ّية‪� ،‬أ ّما قطاع اخلدمات فهو يك ّمل‬ ‫امل�شاريع حتت مظ ّلة املجموعة‪ .‬تق ّدم املجموعة باال�ضافة الى‬ ‫وال�سفر ويف جمايل التّعليم‬ ‫ذلك خدمات يف جمال ال�سياحة ّ‬ ‫ال�ص ّحة‪ .‬اجلزء الذي نقوم بتطويره حالي ًا هو ن�شاط البيع‬ ‫ّ‬ ‫بالتجزئة‪� .‬إلى الآن تت�صل �أن�شطتنا يف �أغلب الأحيان مبعدات‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫محمد بن أحمد العبيدلي مقابلــة‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪39‬‬


‫مقابلــة محمد بن أحمد العبيدلي‬

‫وتضم‬ ‫السيد أحمد العبيدلي سنة ‪ 1978‬في قطر وتُعد اليوم شركة عائلية متنوعة األنشطة‬ ‫ّ‬ ‫تم تأسيس مجموعة ‪ OITC‬على يد ّ‬ ‫المجموعة ‪ 25‬شركة تابعة لها‪ .‬تشتهر المجموعة بنطاقها الكبير من المنتجات والخدمات‪ ،‬كما تُعرف المجموعة كذلك بتحالفاتها‬ ‫وشراكاتها مع عالمات تجارية عالمية شهيرة وكذلك شركات عائلية أخرى بالمنطقة في مجاالت العقارات واالستثمارات والمشاريع‬ ‫المشتركة وتطوير األعمال واتفاقيات الهندسة والمشتريات و المقاوالت واألعمال التجارية وبيع المواد بالجملة والصناعات الثقيلة‬ ‫السيد‬ ‫والزراعة وإدارة المزارع واالنتاج والتحسين وأعمال متع ّلقة بالبيئة‬ ‫والسفريات وخدمات ّ‬ ‫الضيافة و النقل والبيع بالتجزئة‪ .‬يتحدث ّ‬ ‫ّ‬ ‫محمد بن أحمد العبيدلي العضو التنفيذي لمجموعة ‪ OITC‬عن تنوع الشركة العائلية وعن أهمية اجتماعات العائلة‪ ،‬باالضافة الى‬ ‫حديثه عن أجيال العائلة القادمة‪.‬‬

‫العضو التنفيذي لمجموعة ‪ ،OITC‬قطر‬

‫محمد بن أحمد‬ ‫العبيدلي‬ ‫ال�سيد �أحمد‬ ‫عند ت�أ�سي�س جمموعة ‪ OITC‬على يد ّ‬ ‫العبيديل يف عام ‪ ،1978‬كانت دولة قطر يف مرحلة‬ ‫خمتلفة وعاي�شت الكثري من التغريات منذ ذلك احلني‪ .‬هل‬ ‫ميكنك تعريفنا باملراحل الرئي�سية لتط ّور �شركة عائلتكم‬ ‫خالل الأعوام الثالثني املا�ضية؟‬

‫�أعتقد �أنه من املهم للغاية التفرقة بني الفرتة التي بد�أ فيها‬ ‫والدي ال�س ّيد �أحمد العبيديل مبمار�سة الأعمال التجارية يف‬ ‫املنطقة والت�أ�سي�س الر�سمي ملجموعة �شركاتنا ‪ .OITC‬فقد‬ ‫بد�أ ال�سيد �أحمد العبيديل يف فرتة اخلم�سينات وال�ستينات‬ ‫بالعمل يف العقارات والتجارة‪ ،‬ويف �أواخر ال�سبعينات بد�أت‬ ‫‪38‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫�صورة ال�شركة العائلية تت�ضح �أكرث وت�صبح �أكرث تنظيم ًا‪� .‬أقامت‬ ‫العائلة ال�شركة كن�شاط للمقاوالت يف ذلك احلني‪ ،‬وكانت‬ ‫�شركتنا الأولى يف دخول عامل الت�صنيع‪ .‬يف تلك الفرتة كان من‬ ‫املعتاد �أن تعمل ال�شركات يف جمال العقارات و�إدارة الأ�صول‬ ‫العقارية‪ .‬كانت �أن�شطة ت�شييد املنازل واملباين قائمة ومنت�شرة‬ ‫يف قطر يف ذلك احلني‪� ،‬إال �أن والدي �أدخل �شيئ ًا جديد ًا �إلى‬ ‫قطر �أال وهو الت�صنيع‪ .‬بد�أت العائلة ال�شركة باعتمادها فل�سفة‬ ‫الإدارة العملية‪ .‬بينما كنا نحن �شباب ًا يافعني ندر�س باخلارج‪،‬‬ ‫بد�أت العائلة يف ت�أ�سي�س �شركة �أخرى يف عام ‪ 1978‬ب�إ�سم‬ ‫«�شركة ال�شجرة اخل�ضراء للمواد الزراع ّية» للرتكيز على‬ ‫تخطيط احلدائق والزراعة مع ا�شتمال ال�شركة على بع�ض‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫عطاء الشركات العائلية مقاالت‬

‫التعلّم من خالل التجارب‬ ‫التع ّلم من التجارب جزء مهم من امل�شاركة يف الأعمال‬ ‫اخلريية‪ .‬تنطوي امل�شاركة يف الأعمال اخلريية على عدة‬ ‫تو�شح‬ ‫مراحل‪ :‬املرحلة الأولى والتي تقوم على ب�شعة جوانب ّ‬ ‫لنا املو�شع الذي ميكن فيه للمانح اختبار فر�شياته بوا�شطة‬ ‫القيام بالتزامات متهيدية؛ ويلي ذلك مرحلة التقييم‬ ‫حيث يقوم بتحديد اختياره النهائي‪ ،‬وما الذي مل�ش جناحه‬ ‫وفعاليته‪ ،‬وما الذي تعلمه من تبادل اخلربات مع امل�شاركني‬ ‫التو�شع حيث‬ ‫الآخرين بالأعمال اخلريية؛ ومن ثم تاأتي مرحلة ّ‬ ‫تتم زيادة نطاق امل�شروع الأويل اأثناء حت�شني مبادئ واأ�ش�ش‬ ‫العمل؛ وتنتهي العملية مبرحلة التعلم التي يقوم فيها املانح‬

‫با�شتثمار الوقت يف مراجعة جتاربه والتع ّلم منها‪ .‬اإن امل�شاركة‬ ‫يف الأعمال اخلريية عملية متعددة الأوجه ومن الأهمية مبكان‬ ‫ال�شماح بتط ّور ومنو الروؤية الأولية للم�شروع‪.‬‬ ‫المؤلفان‬ ‫ايتان ايتشنبرجر‪ ،‬المشارك في تأسيس ‪wise – philanthropy‬‬

‫لالستشارات‪ ،‬سويسرا‪،‬‬ ‫‪etienne@wise.net‬‬

‫جيسي جوهانسون‪ ،‬مديرة االتصاالت في ‪wise – philanthropy‬‬ ‫لالستشارات‪ ،‬سويسرا‪jessie@wise.net ،‬‬

‫دراسة حالة‪« :‬إقامة إرث»‬ ‫ورث أحمد الشركة المالية عن والده وجعلها أكثر ربحية مما كانت‬ ‫عليه من قبل‪ .‬يؤمن ك ً‬ ‫ال من أحمد وزوجته بقيم البساطة واالحترام‬ ‫التي تم غرسها فيهم في محيط أسرتهما‪ ،‬حيث قاما بتنشئة‬ ‫أوالدهما األربعة على التواضع‪ .‬عندما غادر األوالد األكبر سن ًا تغيرت‬ ‫ديناميكيات األسرة‪ ،‬واتضح أنه الوقت المناسبة لتجميع كافة األوالد‬ ‫يجسد هذه القيم والمبادئ‪.‬‬ ‫حول مشروع ّ‬ ‫كان أحمد وزوجته بالفعل يق ّدمان تبرعات إلى مؤسسات مختلفة‬ ‫موضح ًا «من المهم بالنسبة لنا مشاركة‬ ‫في المجتمع‪ .‬ويع ّلق األب‬ ‫ّ‬ ‫أوالدنا القيم التي غرسها فينا اآلباء»‪ .‬ومن خالل اجتذابهم للمشاركة‬ ‫يشجعهم كذلك على قضاء‬ ‫بفعالية في هذا المشروع‪ ،‬ظهر ما‬ ‫ّ‬ ‫عرف على بعضهم‬ ‫المزيد من الوقت سويّة‪ ،‬بحيث يمكنهم ال ّت ّ‬ ‫البعض على نحو أفضل بالرغم من المسافة الجغرافية التي فرضها‬ ‫اختالف أمكنة ومجاالت دراستهم‪ .‬وأخيراً‪ ،‬كان هذا المشروع كذلك‬ ‫فرصة إلعطاء األوالد فكرة عن عملية إدارة األصول المالية‪.‬‬

‫لرؤية أوالدهم وقد نمت بداخلهم روح المبادرةوالقدرة على اتخاذ‬ ‫القرارات الجماعية‪ ،‬وكذلك الرغبة في توفير الدعم للمشروعات‬ ‫األصغر‪ .‬يع ّلق أحمد قائ ً‬ ‫ال «هم ال يشعرون بأنهم يمنحون اآلخرين‪،‬‬ ‫وإنما يشعرون بأنهم يشاركونهم‪ ،‬وهذا األمر في حد ذاته يعتبر‬ ‫أمراً مشجع وحافل بالقيم السامية»‪ .‬وبالنظر إلى المستقبل‪ ،‬هم‬ ‫يدرسون اآلن فكرة إقامة مؤسسة خيرية على أمل أنها سوف‬ ‫تبرعات ومساعدات من الدخل الخاص بهم‬ ‫تشجع األوالد على تقديم ّ‬ ‫مستقب ً‬ ‫ال‪.‬‬

‫بعد استيعابهم ألفكار والديهم ومبادئهم‪ ،‬وافقت ياسمين‬ ‫وأشقاءها األربعة على دخول التحدي‪ .‬في الشهور األولى‪ ،‬حدد‬ ‫األوالد مشروعهم األول وهو توفير العون للشباب الذي يعاني‬ ‫ظروف ًا صعبة‪ .‬وقد بدأوا مشروعاتهم في مواقع بالقرب منهم‬ ‫وتحديدا في لبنان‪ .‬بعد تعلم الكثير من الحاالت المتشابهة ثقافي ًا‪،‬‬ ‫قرروا توسعة آفاق مشروعاتهم ونقلها إلى مناطق أخرى‪.‬‬ ‫بعد مرور ثالث سنوات على المشروع‪ ،‬يشعر الوالدان بسعادة غامرة‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪37‬‬


‫مقاالت عطاء الشركات العائلية‬

‫الأخرى و مناهجها يف ت�شيري و اإدارة اأعمالها‪ ،‬اأو مناق�شة‬ ‫ق�شايا مهمة بداي ًة من اخليارات ال�شرتاتيجية لو�شائل‬ ‫واأ�شاليب التمويل املختلفة و�شو ًل اإلى ديناميكية العائلة‪.‬‬ ‫هذه الفر�شة مل�شاركة اخلربات العملية بني النظراء ت�شمح‬ ‫للمانحني اإثراء م�شاركتهم يف الأعمال اخلريية‪.‬‬ ‫واخلا�شة باملانحني مثل ‪Families‬‬ ‫توفـّر ال�شبكات احل�شرية‬ ‫ّ‬

‫‪� in Philanthropy‬شاحة ل�شتعرا�ش وم�شاركة الأفكار‬ ‫بني العائالت التي متثلها اأجيال خمتلفة ت�شاهم يف الأعمال‬ ‫اخلريية‪.‬‬

‫التعاون مع ال�صت�صاريني‬ ‫متغري قد‬ ‫ديناميكي‬ ‫قطاع‬ ‫ففي‬ ‫يرتبط العطاء بالختيار‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يكون من ال�شعب اختيار موؤ�ش�شات تكون مو�شع ثقتك وتبا�شر‬ ‫يف العطاء يف جمالت اأنت منجذب اإليها اأو اتخاذ قرارت‬ ‫م�شرتكة للعائلة‪ ،‬وبالتايل ي�شبح ال�شتعانة بدعم ال�شت�شاريني‬ ‫املتخ�ش�شني هنا مهم ًا للغاية‪ .‬يعلـّق اأحد اأفراد عائلة تعتمد‬ ‫يف م�شاركتها بالأعمال اخلريية على ال�شت�شاريني قائ ًال «هم‬ ‫ي�شاعدوننا على ا�شتيعاب ما ميكن انتظاره من امل�شروعات‬ ‫املتعددة املعرو�شة علينا والأهم من ذلك‪ ،‬هم يقدمون‬ ‫خرباتهم يف الأوقات التي قد ننجرف فيها مدفوعني باملثالية‬ ‫ال�شديدة»‪.‬‬

‫دراسة حالة‪« :‬أردت تضمين األعمال الخيرية في نظام حوكمة العائلة»‬ ‫تعمل الور وأشقاءها وشقيقتها بالشركة التي قام بتأسيسها‬ ‫والدهم منذ عشرين سنة عندما قدم مهاجراً شاب ًا من إيطاليا إلى‬ ‫فرنسا في الستينات من القرن الماضي‪ ،‬درس والدهم ماتيو في‬ ‫منطقة األلزاس قبل بدء العمل في تحديث المباني القديمة‬ ‫المملوكة من قبل قطاع صناعة الصلب‪.‬‬ ‫أراد ماتيو وزوجته التعبير عن امتنانهما للفرصة التي حصال عليها‬ ‫وذلك بالمشاركة شخصي ًا ‪-‬مع أسرتهما‪ -‬في مشروع خيري‪ .‬يقول‬ ‫ماتيو «عندما بدأنا التفكير في وضع نظام حوكمة للعائلة منذ‬ ‫وقررنا‬ ‫خمس سنوات مضت‪ ،‬رغبنا في تضمين بنداً لألعمال الخيرية ّ‬ ‫أنها اللحظة المناسبة لمشاركة عائلتنا‪ ،‬فقد أردنا مشاركة أوالدنا‬ ‫وأحفادنا معنا في هذا المشروع»‪ .‬وقد وافقت العائلة على الفور‪.‬‬

‫لألزواج والزوجات غير العاملين بالشركة نظراً لقواعد العائلة الصارمة‬ ‫المتعلقة بهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجري تشجيعهم وح ّثهم على المشاركة‬ ‫ولعب دور في المشروعات الخيرية للعائلة‪ ،‬وهو ما يساعد على‬ ‫تعزيز القيم العائلية و ترسيخها‪.‬‬ ‫تعتقد الور أن هذا النهج العائلي الواضح تجاه األعمال الخيرية كان‬ ‫في حقيقة األمر اختياراً موفق ًا وقراراً صائب ًا‪ .‬فيتيح االحتفاظ بأنشطة‬ ‫العائلة الخيرية منفصلة عن سياسة الشركة لكل كيان لعب دوره‬ ‫بفعالية وفق اإلرشادات الخاصة به بدون الخضوع لقيود اآلخر‪ ،‬حتى‬ ‫وإن تشابهت القيم والدوافع بينهما‪ .‬ولن تكون سمعة العائلة أو‬ ‫تعرض أحدهما للنقد‪.‬‬ ‫الشركة في خطر في حال ما إذا ّ‬

‫بدأت العائلة بكتابة القيم والمبادئ التي تم ّثل أهمية بالنسبة‬ ‫ألفرادها‪ ،‬وقد أصبحت هذه الوثيقة فيما بعد أول «ميثاق للعائلة»‪.‬‬ ‫«فكرنا بالتعاون مع أزواجنا وزوجاتنا في نقاط‬ ‫وتوضح الور قائلة ّ‬ ‫ّ‬ ‫تميز عائلتنا وما يجمعنا مع ًا‪ ،‬وما الذي يمثل قيمة ثابتة ومبدأ راسخ‬ ‫ّ‬ ‫بالنسبة لنا جميع ًا»‪ .‬وقد أوحى لهم الميثاق بفكرة وثيقة التأسيس‬ ‫للجمعية الخيرية التي أقاموها بعد ذلك بعام واحد‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬دعمت العائلة ما يقارب من عشرة مشروعات‬ ‫في فرنسا وخارجها‪ .‬ويشارك جميع أفراد العائلة في عملية اتخاذ‬ ‫القرارات‪ ،‬وهو ما يضفي قيمة اضافية على المشاركة في األعمال‬ ‫ويوحد صفوف أفراد العائلة‪ .‬ويمثل هذا أهمية خاصة بالنسبة‬ ‫الخيرية‬ ‫ّ‬

‫‪36‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫عطاء الشركات العائلية مقاالت‬

‫جتربة فيها الكثري من التح ّديات ولكنها تعود عليك بالتقدير‬ ‫والح�شا�ش باجلدارة‪ .‬تتطلب مثل هذه امل�شاركة وجود تعريف ًا‬ ‫�شديد الدقة للم�شالح ل�شمان العثور على ال�شركاء والآليات‬ ‫الأن�شب‪.‬‬

‫الشكل ‪ :2‬التوجهات في األعمال الخيرية‬

‫نشأة أسلوب جديد في عالم األعمال الخيرية‬

‫النموذج القديم‪:‬‬

‫النموذج الجديد‪:‬‬

‫القيام باألمور بنفسك‬

‫التع ّلم من الغير‪ ،‬الحصول على‬

‫االستجابة للتوسالت‬

‫النصيحة‪ ،‬إشراك األوالد‬

‫المستفيد مؤسسة غير ربحية‬

‫االستباقية لالهتمام بالمواضيع ذات‬

‫العطاء من أجل قضية عامة‬

‫الفائدة‬ ‫الشركاء من المانحون و المؤسسات‬ ‫االجتماعية‬ ‫أهداف محددة إلحداث تأثير‬

‫ا�صرتاتيجية الإنهاء‬ ‫تكون ا�شتدامة املوؤ�ش�شة م�شمونة مبجرد تقدميها لأن�شطتها‬ ‫على نحو م�شتقل اأو با�شتخدام جمموعة و�شائل دعم متنوعة‪.‬‬ ‫تتيح اإمكانية التنبوؤ للموؤ�ش�شة القدرة على توقـّع نهاية دورة‬ ‫الدعم‪ .‬جتمع ا�شرتاتيجية الإنهاء بني هاتني الفكرتني‪ ،‬ويف‬ ‫الوقت ذاته ت�شمح ا�شرتاتيجية الإنهاء مبرحلة التخطيط‬ ‫للم�شروع (‪ 3‬اإلى ‪� 5‬شنوات)‪ .‬عند اإنهاء هذه املرحلة‪ ،‬ميكن‬ ‫توظيف عن�شر حتليل التحديات وعوامل اإخفاق وجناح‬ ‫امل�شروع كدرو�ش م�شتفادة من اأجل اجراء التح�شينات‬ ‫امل�شتقبلية‪ .‬يف نهاية دورة امل�شروع‪� ،‬شوف ميكنك الختيار بني‬ ‫اإعادة جتديد دعمك ملرحلة جديدة من امل�شروع‪ ،‬اأو الن�شحاب‬ ‫من املوؤ�ش�شة مع الح�شا�ش باأنك اأ�شهمت يف اإحداث اأثر كبري‬ ‫ودائم‪.‬‬

‫�شرح اأهمية مفهوم اإدارة الرثوات‬ ‫يف هذا الإطار‪ ،‬ميكن لالأعمال اخلريية م�شاعدة اجليل ال�شاب‬ ‫على اكت�شاب مهارات عملية وتطوير ح�ش ريادة الأعمال‬ ‫لديهم والذي �شيكون مهم ًا يف احلياة ب�شكل عام وبالطبع‬ ‫يف عامل الأعمال‪ .‬من و�شائل اجتذاب �شباب العائلة للعمل‬ ‫يف �شركة العائلة وجود �شندوق اعتماد مايل م�شتقل للجيل‬ ‫القادم لتمكينه من تخ�شي�ش منح مالية اأ�شغر لإختياراتهم‬ ‫ال�شخ�ش ّية‪ .‬ت�شاعدهم هذه التجربة على حتمل امل�شوؤولية‬ ‫واكت�شاب الثقة من خالل متييز اختياراتهم ّ‬ ‫املف�شلة‪.‬‬ ‫هل هناك مبادئ جيدة لتقديم المنح والمساعدات؟‬

‫ال�شخاء والفر�ش احلقيقية‪ .‬ومع‬ ‫يرغب املانحون يف اجلمع بني ّ‬ ‫ذلك‪ ،‬وكما جاء على ل�شان اأحد املانحني «يكمن اجلزء الأ�شعب‬ ‫يف اإيجاد توازن بني ما يريده القلب وبني ما يحتّمه علينا العقل‪،‬‬ ‫اإنه حتدٍ ل نهاية له»‪ .‬وبالرغم من هذا‪ ،‬فاإن احلفاظ على معايري‬ ‫احرتافية �شرورة ل غنى عنها للعائالت التي جنحت يف اإقامة‬ ‫�شركاتها‪ ،‬اأو مبعنى اآخر‪ ،‬اإتقان عمل اخلري‪.‬‬ ‫املبادرة بامل�صاركة‬ ‫يتعلق مبداأ «العطاء» بالختيارت التي تقوم بها وموقفك‬ ‫جتاه ما تعتربه الت�شرف ال�شحيح‪ ،‬كما يتعلق «العطاء»‬ ‫اأي�ش ًا باختيار الأ�شخا�ش اجلديرين بالثقة جتاه الق�شايا‬ ‫القريبة اإلى قلبك لزيادة اأثر هذه املنحة وامل�شاركة بفعالية يف‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫اإدارة امل�صروع‬ ‫يف الأوقات التي تتطلب وجود قدر ًا اأكرب من ال�شفافية‬ ‫وامل�شوؤولية‪ ،‬ي�شبح وجود الأدوات املنا�شبة لإدارة امل�شروع‬ ‫�شرورة ل غنى عنها‪ .‬فاإن اإدارة امل�شروع عملية معقدة تتطلب‬ ‫عدة مراحل من بينها تخطيط الأهداف والنتائج‪ ،‬والتفكري يف‬ ‫اإمكانية التنبوؤ بالنتائج وال�شتدامة للم�شروع‪ .‬حتديد م�شروع‬ ‫معني بداخل املوؤ�ش�شة الواقع عليها الختيار �شوف يتيح للمانح‬ ‫فر�شة التع ّرف على املوؤ�ش�شة امل�شاركة عن قرب واإقامة اأوا�شر‬ ‫الثقة لزيادة الأثرالناجم‪.‬‬

‫زيادة فعالية مشاركتك‬

‫‪35‬‬ ‫بالمائة‬

‫من أصحاب الثروات‬ ‫الضخمة في الشرق‬ ‫األوسط صرحوا بأنهم‬ ‫يخططون لزيادة حجم‬ ‫مشاركتهم في‬ ‫األعمال الخيرية خالل‬ ‫عام ‪2010‬‬

‫يكون من الأهمية مبكان للمانحني التاأكـّد من التقاء ديناميكية‬ ‫العائلة مع مواردهم املتاحة لإحداث اأثر اجتماعي‪ .‬وي�شكـّل‬ ‫عامل الوقت عائق ًا بالن�شبة للكثري من العائالت وكذلك‬ ‫حمدودية املوارد املالية‪ .‬ميكننا من خالل جتربتنا يف العمل‬ ‫مع العائالت ا�شتخال�ش الو�شائل التالية لزيادة فعالية‬ ‫امل�شاركة يف الأعمال اخلريية‪:‬‬ ‫اللتقاء بالنظراء‬ ‫يعترب وجود النظراء كم�شدر لالإلهام اأمر على درجة كبرية‬ ‫من الأهمية‪ .‬فاللقاءات التي تقت�شر على العائالت امل�شاركة‬ ‫يف الأعمال اخلريية ت�شمح للمانحني معرفة اأ�شاليب العائالت‬ ‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪35‬‬


‫مقاالت عطاء الشركات العائلية‬

‫حلظة ت�شبح معها ال�شئلة حول املرحلة النتقالية وحوكمة‬ ‫العائلة اأمر ًا ل مفر منه‪ .‬هذه الروؤية بعيدة املدى لل�شركات‬ ‫العائلية التي ت�شعى جاهدة ل�شمان ا�شتفادة الأجيال القادمة‬ ‫من املوؤ�ش�شة الناجحة‪ ،‬ميكنها ال�شتفادة من املنرب الذي‬ ‫تقدمه الأعمال اخلريية لها‪.‬‬ ‫وعلى نف�ش امل�شتوى‪ ،‬يزداد حت ّول ال�شركات العائلية اإلى‬ ‫�شركات عاملية يف قطاعاتها وبالتايل تنمي التزام ًا �شام ًال اأكرث‬ ‫املرجح اأن ت�شعى هذه ال�شركات‬ ‫تنا�شب ًا مع هذا الدور‪ .‬من ّ‬ ‫اإلى نهج ذي �شبغة عاملية اأكرب يف عملية العطاء بالإ�شافة اإلى‬ ‫موا�شلة اأعمالها اخلريية يف جمتمعاتها‪.‬‬ ‫عطاء العائالت‪ :‬إلى أي مدى يعكس صورة الشركات‬ ‫العائلية‬

‫يف جتربتنا‪ ،‬كثري ًا ما لحظنا اأن احلافز للم�شاركة يف اأعمال‬ ‫خريية غالب ًا ما ينبع من رغبة اأحد اأفراد العائلة قبل اأن‬ ‫يتحول اإلى م�شروع ي�شارك به جميع اأفرادها‪ .‬تعترب الأعمال‬ ‫ربرات ودوافع م�شاركة العائلة‬ ‫اخلريية ن�شاط جماعي وتتن ّوع م ّ‬ ‫بح�شب اختالف وتن ّوع العائالت اأنف�شها‪ .‬وفيما يلي بع�ش هذه‬ ‫املحفّزات‪:‬‬

‫رعاية تراث العائلة‬ ‫ترتكز الروؤية بعيدة املدى لر ّواد الأعمال يف ال�شركات العائلية‬ ‫على طموحهم لتكوين قيمة وثروة لالأجيال القادمة وللمجتمع‬ ‫ال�شواء‪ .‬غالب ًا ما تكون ال�شتدامة هي م�شدر اإلهام‬ ‫على حد ّ‬ ‫تطوير الأعمال‪ ،‬مع رغبة ر ّواد الأعمال هوؤلء يف ا�شتفادة‬ ‫الأجيال القادمة بالإ�شافة اإلى املجتمع من جناحهم‪ .‬ومن‬ ‫هنا‪ ،‬ت�شبح الأعمال اخلريية تعبري ًا طبيعي ًا عن القيم‬ ‫ال�شخ�شية والروحية‪ .‬حيث ميكنها التعبري عن الرغبة يف‬ ‫«الوفاء للمجتمع» وم�شاعدة تطوير الأفعال امل�شاندة للرغبة‬ ‫العامة يف ترك اإرث عائلي اأ�شيل‪.‬‬ ‫تقوية اأوا�صر ال�صلة بني الأجيال‬ ‫قد ت�شبح الأعمال اخلريية اأر�شية م�شرتكة اأو نوع من الأر�ش‬ ‫املحايدة التي جتمع بني الآباء والأولد وال�شركاء والأحفاد يف‬ ‫م�شروع خارج اإطار �شركة العائلة‪ .‬مبعنى اآخر‪ ،‬ت�شبح مكان ًا‬ ‫للمقابالت اأو احلوارات اأو تبادل الفوائد امل�شرتكة حلب الغري‬ ‫والإيثار‪ .‬اإنها فر�شة رائعة من اأجل توحيد اأفراد العائلة ومل‬ ‫�شملها‪ .‬كما تو ّفر اأي�ش ًا م�شاحة لإيجاد مو�شوعات جديدة‬ ‫للنقا�ش خا�شة حول القيم غري املاد ّية‪ .‬وبالتايل‪ ،‬فهي تق ّدم‬ ‫كذلك فر�شة للنمو ال�شخ�شي‪ .‬ويف بيئة اجتماعية واقت�شادية‬ ‫‪34‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫الشكل ‪ :1‬دوافع األعمال الخيرية في الشركات العائلية‬

‫األعمال الخيرية لعائلتنا‬ ‫دافع عائلي‬

‫(إرث‪ ،‬منبر وساحة‪ ،‬الجيل القادم)‬

‫دافع تأثيري‬

‫(مبادئ العطاء الصحيح)‬

‫التعلّم عن طريق التجربة‬

‫العمل مع المختصين‬

‫التعرف على النظراء‬ ‫ّ‬

‫االستفادة من المصادر‬

‫بينما تلعب الشركات العائلية دوراً مهم ًا في‬ ‫االقتصادات أينما كان وغالب ًا ما توضح الدراسات‬ ‫ّ‬ ‫تفوقها على الشركات األخرى على المدى البعيد‪،‬‬ ‫إال أنها تواجه تحدي ًا مستمراً فيما يتعلق بالخالفة‬ ‫وتسليم السلطة ألفراد الجيل التالي‪.‬‬ ‫التغري والتط ّور‪ ،‬ميكن للم�شاركة يف م�شروع‬ ‫وثقافية �شريعة ّ‬ ‫للعائلة اأن ت�ش ّيق امل�شافات اجلغرافية وكذلك الفجوات فيما‬ ‫بني الأجيال‪ .‬ومن هذا املنطلق ت�شبح الأعمال اخلريية قناة‬ ‫للتوا�شل بني الأجيال املختلفة‪.‬‬ ‫اجتذاب اجليل القادم‬ ‫قد تكون الأعمال اخلريية كذلك اأداة تع ّلم متنح الآباء اإمكانية‬ ‫تعويد اأولدهم على م�شاركة ما لديهم من موارد ومنحهم‬ ‫الفر�شة للقيام بذلك‬ ‫اإر�شادهم للعثور على النهج اخلا�ش بهم والذي �شوف‬ ‫ي�شاعد على ت�شكيل �شخ�شياتهم‬ ‫تعليم املرء كيفية الدفاع عن وجهة نظره يف داخل حميط‬ ‫الأ�شرة‬ ‫م�شاعدتهم على ا�شتيعاب قيمة املال وتعليمهم كيفية العمل‬ ‫مع ًا كفريق واحد‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫عطاء الشركات العائلية مقاالت‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪33‬‬


‫مقاالت عطاء الشركات العائلية‬

‫بالرغم من ممارسة الشركات العائلية لألعمال الخيرية على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم‪ ،‬إال أن ذلك ما زال مجا ًال‬ ‫مبهم ًا ولم يجر تناوله والبحث فيه إال قليالً‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يتطور هذا المجال سريع ًا وقد شهد الكثير من التجديد على مر الزمن‪.‬‬ ‫يتناول كل من ايتان ايتشنبرجر المشارك في تأسيس شركة ‪ Wise - Philanthropy‬لالستشارات و جيسي جوهانسون‬ ‫مقومات المشاركة الناجحة والمزايا التي تعود بالنفع على العائالت المشاركة في‬ ‫مديرة االتصاالت بنفس المؤسسة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫األعمال الخيرية‪ .‬سيتم عرض دراستي حالة لتوضيح التطبيق الناجح لألعمال الخيرية للشركات العائلية ‪.‬‬

‫عطاء الشركات العائلية‬

‫تقدمه‬ ‫األعمال الخيرية وما ّ‬ ‫ألصحاب الشركات العائلية‬

‫األعمال الخيرية‪ :‬هل تشهد طفرة في الوقت الحالي؟‬

‫يع ّد قطاع الأعمال اخلريية قطاع ًا دائم التطور‪ .‬ي�شري تقرير‬ ‫الرثوات العاملية الذي اأع ّدته �شركة «مرييل لين�ش وكابجميني»‬ ‫يف ‪ 2010‬اإلى زيادة م�شاركة اأ�شحاب الرثوات ال�شخمة يف‬ ‫الأعمال اخلريية (مليون دولر فاأعلى) يف جميع املناطق‬ ‫با�شتثناء اأمريكا ال�شمالية‪ .‬يك�شف نف�ش التقرير عن ت�شريح‬ ‫‪ %35‬من اأ�شحاب الرثوات ال�شخمة يف ال�شرق الأو�شط باأنهم‬ ‫يخططون لزيادة حجم م�شاركتهم يف الأعمال اخلريية‬ ‫هذا العام‪ .‬لكل منطقة ودولة ثقافتها اخلا�شة فيما يتعلق‬

‫‪32‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫بالأعمال اخلريية‪ .‬وفيما يبدو اأن ال�شركات العائلية بال�شرق‬ ‫الأو�شط ت�شهد حالي ًا طفرة يف هذا املجال‪ .‬وقد لفت انتباهنا‬ ‫مالحظتان‪.‬‬ ‫بينما تلعب ال�شركات العائلية دور ًا مهم ًا يف القت�شادات اأينما‬ ‫كان وغالب ًا ما تو�شح الدرا�شات تفوقـّها على ال�شركات الأخرى‬ ‫على املدى البعيد‪ ،‬اإل اأنها تواجه حتدي ًا م�شتمر ًا فيما يتعلق‬ ‫باخلالفة و ت�شليم ال�شلطة لأفراد اجليل التايل‪ .‬وقد لحظنا‬ ‫اأن هناك زيادة يف عدد ال�شركات العائلية التي ت�شل اإلى‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫الع َجل مقاالت‬ ‫إعادة اختراع َ‬

‫من ال�ضعب منع اأحدنا ‪-‬اأفراد عائلة عاملني يف �ضركة العائلة‪-‬‬ ‫من «التعلم»‪ .‬فباإ�ضم الرغبة يف التعلم‪ ،‬وبحكم مهامي الر�ضمية‬ ‫طبع ًا‪� ،‬ضرعتُ فيما اأردتُ اأن اأخ��ض فيه‪.‬‬ ‫علي �ضقل مهاراتي يف التحليل املايل والتي‬ ‫اأدركت �ضريع ًا باأن َّ‬ ‫كانت بحاجة الى ذلك‪ ،‬و مل اأجد يف ذلك غ�ضا�ضة وراأيت عملي‬ ‫يتبل�ر الى و�ضيط للمعل�مات‪ ،‬ما جعلني اأتاأمل يف طبيعة الإدارة‬ ‫يف ال�ضركات اخلليجية التي تعتمد يف املقام الأول على حتليالت‬ ‫امل�ظفني املاأج�رين‪ .‬مل يفت الأوان يف راأيي على تع ّلم و ل� القدر‬ ‫الب�ضيط عن عامل الأرقام بل واأنني اأرى اأنه ل بديل من اأن يحلل‬ ‫املرء الأرقام واملع�ضالت بنف�ضه واأن ي�ضتفيد من اآراء الآخرين‬ ‫اأي�ض ًا‪ .‬وتذكرت مثل الذي يق�د �ضيارته يف مدينة غريبة‪ ،‬فال بد‬ ‫من اأن يفقد �ضبيله اأو ًل حتى تنك�ضف خمابئ املدينة اأمامه‪ .‬على‬ ‫كل‪ ،‬مل يكن ما وجدته يف اأرقامي �ضيئ ًا خارق ًا اأو غري مت�قع‪ ،‬ولكني‬ ‫ٍ‬ ‫عزَّزتُ من م�قفي كنقطة و�ضل بني التقارير املالية املجردة وبني‬ ‫اهتمامات اأ�ضحاب راأ�ض املال‪.‬‬ ‫دفعني كل ذلك اإلى التفكري يف جتارب عملي ال�ضابقة‪ .‬فقد‬ ‫عملت فيما م�ضى مع رئي�ض تنفيذي كان قد ا�ضتعان بتكرار‬ ‫مفردات ب�ضيطة للت��ضل اإلى ال�ضبب اأو «احلقيقة»‪« .‬ملاذا؟» و‬ ‫«كيف؟» ر ّددهما مرار ًا من غري اأي وجل ويف كل حمادثة ومع‬ ‫كل �ضخ�ض‪ .‬اأرى الآن اأن مثل هذا الت�ضاوؤل ينحدر حتت باب‬ ‫«التعلم» ‪ ،‬فيك�ن من ال�ضعب جتاهل املت�ضائل‪ ،‬ل �ضيما اأن‬ ‫هدفه ه� املعرفة والفهم و ال��ض�ل اإلى ج�هر الأم�ر‪ .‬و»ملاذا؟»‬ ‫و»كيف؟» ت�ضكالن حتدي ًا للمتحدث لإثبات �ضحة افرتا�ضه ‪،‬‬ ‫وتفر�ضان اأي�ض ًا الرج�ع الى نقطة ال�ضفر‪ ،‬ولي�ض هناك ما‬ ‫يعيب الرج�ع الى ال�ضفر اإذا ما بداأ املرء من قاعدة ب�ضيطة‬ ‫يريد تدعيمها‪ .‬ومل يكن الرئي�ض التنفيذي ليخربنا مبا لهذه‬ ‫العادة من اأثر �ضلبي على �ضعبيته و لكن مل يكن لأي �ضخ�ض يف‬ ‫من�ضبه اأن يكرتث لتاأ ُففات م�ظفيه اإذا ما اأ�ضر على اأ�ضاألته‪،‬‬ ‫فحذاري ‪...‬‬ ‫و ياأخذين م��ض�ع الرج�ع الى نقطة ال�ضفر ومدى تقـ ّبله يف‬ ‫عامل الأعمال الى نظرة اأ�ضحاب ال�ضركات الكبار للتعليم‬ ‫اجلامعي‪� .‬ضخ�ضي ًا‪ ،‬اأتاأمل عند �ضماعي لأكرث من رئي�ض اأو‬ ‫حتط من مقدرة ال�ضهادة‬ ‫«�ضهبندر» خليجي ي�ضتعني بتعليالت َ ُ‬ ‫اجلامعية‪« .‬اجلامعة كالمها نظري» هي اجلملة الأكرث �ضي�ع ًا‪.‬‬ ‫بالطبع ل تخلق اأي جامعة رجل اأعمال‪ .‬ولكن اخلربة والعلم‬ ‫ مبا يف ذلك علم املحا�ضبة والتم�يل – ي�ؤديان الى قرار‬‫اأ�ضلم واأعمق‪ .‬ويبقى كالم الكتب نظري ًا يف الكتب‪ ،‬ولكن رجل‬ ‫د�ض من حتاليل اأو‬ ‫الأعمال امل�ضتنري يعلم كيف ي�اجه ما ُي ُّ‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫لو عمل أحدهم على صناعة عجل‬ ‫الدراجة الهوائية لتع ّلم أصو ًال في‬ ‫الهندسة والفيزياء والكيمياء وعلم‬ ‫التعدين واإلنتاج‪ .‬أال يبدو الرجوع الى‬ ‫ال يخرجنا إلى‬ ‫نقطة الصفر هنا هدف ًا نبي ً‬ ‫النور؟‬

‫بيانات (اأو اأحالم) خري ًا من اأن ي�ضتعني مب�ضاعدين قد ينقلب‬ ‫ولءهم لغري م�ضلحة �ضركتهم‪.‬‬ ‫عند تاأملي فيما ك�ضفته الأرقام يل‪ ،‬بدا جلي ًا اأن ما �ضاأحرره من‬ ‫تقرير �ضي�ؤدي اإلى امتعا�ض البع�ض‪ .‬ت�ضاءلت فيما ل� اأ�ضرعت‬ ‫بتقريري الى مكتب الرئي�ض‪ ،‬وتخيلت نف�ضي متحدي ًا اإياه اأنه‬ ‫ل� طلب التقرير من اآخرين حل�ضل على جزء من احلقيقة‪.‬‬ ‫ولكن �ضرعان ما تدخل العقل ملح�ض مثل هذه البط�لت‬ ‫اخليالية فال رغب ًة يل يف خلق عداوات يف م�قف يت�ضم اأ�ض ًال‬ ‫باحل�ضا�ضية وماذا كان �ضيحل مب�ضداقيتي ل� كانت معل�ماتي‬ ‫ناق�ضة اأو غري دقيقة؟ وفع ًال‪ ،‬بعد اجتماع ّمل املعنيني بدا ما‬ ‫بداأته ناق�ض ٌا مما جعل اجلميع يعمل على اكماله‪ .‬واإذا يبدو‬ ‫للقارئ الكرمي اأن كل ما ذكرته اآنف ًا حتدٍ اإداري اأو مثا ًل على‬ ‫�ضع�بة الت�ا�ضل‪ ،‬فما اأراه اأمامي اأدهى؛ فالتحدي هنا ه� كيف‬ ‫غري من طريقة عر�ض تقارير اأو حتى فح�اها وقد عمل عليها‬ ‫اأُ ّ‬ ‫منتج�ها دهر ًا ومل ير قارئ�ها �ض�اها؟ اأعتقد اأنني بحاجة اإلى‬ ‫املزيد من ال�قت واخلربة والعلم‪ ،‬ولكنني لن اأعط امل��ض�ع‬ ‫حقه حتى اأديل بالتايل جتاه من يعيب على «اإعادة اخرتاع‬ ‫العجل»‪ :‬ل� عمل اأحدهم على �ضناعة عجل الدراجة اله�ائية‬ ‫– ول اأحتدث هنا عن عجالت ال�ضيارات اأو الطائرات اأو‬ ‫ا�ضتخدامات تقنية عالية – لتعلم اأ�ض� ًل يف الهند�ضة والفيزياء‬ ‫والكيمياء وعلم التعدين والإنتاج‪ .‬األ يبدو الرج�ع الى نقطة‬ ‫ال�ضفر هنا هدف ًا نبي ًال يخرجنا اإلى الن�ر؟‬ ‫المؤلف‬ ‫أنيس رضا قمر سلطان‪ ،‬رئيس قسم تطوير التسويق في دبليو جي‬ ‫تاول‪ ،‬سلطنة عمان‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪31‬‬


‫الع َجل‬ ‫مقاالت إعادة اختراع َ‬

‫‪30‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫الع َجل مقاالت‬ ‫إعادة اختراع َ‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪29‬‬


‫الع َجل‬ ‫مقاالت إعادة اختراع َ‬

‫ترسخ مؤسسة ما طرقها و اجراءاتها المعينة لتسيير األمور يكون من الصعب غالب ًا اقناع األشخاص بفعالية و‬ ‫عندما ّ‬ ‫فائدة اجراء عمليات مراجعة شاملة للطرق التقليدية للعمل‪ .‬يشاركنا أنيس قمر سلطان رئيس قسم تطوير التسويق‬ ‫أصر على إعادة اختراع العجل في شركة عائلته‪.‬‬ ‫في دبليو جي تاول في سلطنة عمان بتجربته عندما ّ‬

‫نعم إلعادة اختراع العجل‬

‫نقطة الصفر‬ ‫يق�ل امل�ؤرخ ويل دورانت‪ :‬لن تبقى احل�ضارة خالدة‪ .‬ول�ضمان‬ ‫بقائها‪ ،‬على كل جيل اأن يعيد تع ّلمها‪.‬‬ ‫كنت قد اأمتمتُ �ضن ًة تعريفية يف �ضركة العائلة يف مهام متفرقة‬ ‫املنا�ضب للتعمق بع�ض ال�ضيء‪.‬‬ ‫ومتعددة عندما بدا يل اأنه ال�قت‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫عطيت‬ ‫وبدا يل اي�ض ًا اأنه ل �ضيء اأعمق من بحـر الأرقام‪ .‬فاأ ِ‬ ‫يل مهام بناء بع�ض التقارير الإدارية التي من �ضاأنها خدمة‬ ‫«املالك»‪ .‬و ك�ضركة كبرية ك�ضركتنا لها تاريخ ط�يل وبها �ضركات‬ ‫وجمم�عات متعددة فكان من الطبيعي اأن ت�ضم فيالق من‬ ‫املحا�ضبني الذين ينهال�ن علينا بتقاريرهم املالية الدورية‪ .‬ومل‬ ‫يكن رد الفعل لذلك الأمرمفاجئ ًا يل حيث كان من �ضاأنه اأن‬ ‫‪28‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫ف�ضر ُّ‬ ‫كتدخل اأو ت�ضكيك فيما يق�م به املخت�ض�ن‪ ،‬ناهيك عما‬ ‫ُي َّ‬ ‫�ضيك�ن رد الفعل ل� َوجدتُ ثغر ٍة ما اأو خلل‪ .‬لذلك وبحما�ضة‬ ‫�ضديدة اأكدتُ للجميع اأن ما �ضاأُقدم عليه �ضيك�ن عم ًال م�ازي ًا اأو‬ ‫مكم ًال ملا ينتجه املحرتف�ن‪.‬‬ ‫ف�ضر ما‬ ‫وجاء رد الفعل �ضريع ًا ومدوي ًا من مديري املبا�ضر‪ ،‬فقد ّ‬ ‫اأن�ي القيام به بالرج�ع الى نقطة ال�ضفر اأو كما ُيردَّد «اإعادة‬ ‫اخرتاع ال َع َجل‪ ».‬ويف حلظة جاحمة ‪ -‬اأدركت بعدها �ض�اب‬ ‫قراري ‪ -‬حتديت املدير بـ «نعم‪ ،‬اأريد اأن اأبداأ من ال�ضفر!»‬ ‫َ�ضرحتُ بذلك بحزم‪« ،‬اأريد اأن اأتعلم‪ ،‬و اأريد اأن اأعرف كيف‬ ‫ي�ضنع ذلك ال َع َجل!» فمهما بلغت جراأة املدير اأو نف�ذه �ضيجد اأنه‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫المسؤولية االجتماعية للشركات العائلية في العالم العربي مقاالت‬

‫التي �صوف تعود على قدراتها التناف�صية وبيئتها بالنفع‪:‬‬ ‫اإن�صاء �صناديق مالية خلدمة التعليم‪ :‬قامت العديد من‬ ‫العائالت باإن�صاء �صندوق مايل لتمويل تعليم اأفراد العائلة‬ ‫وكذلك عا ّمة النا�ض يف جمتمعها‪ .‬وغالب ًا ما ت�صتهدف هذه‬ ‫االعتمادات املالية ال�صهادات اجلامعية وما بعدها‪ ،‬ومع ذلك فال‬ ‫يوجد �صوى القليل من املبادرات لدعم التدريب املهني‪ .‬مُميكن‬ ‫لزيادة الدعم للتدريب املهني والتعليم التقني زيادة �صريحة‬ ‫القوى العاملة املوؤهلة التي ميكن لل�صركات العائلية اال�صتعانة بها‬ ‫ويف نف�ض الوقت م�صاعدة املجتمعات لتحقيق االكتفاء الذاتي‪.‬‬ ‫امل�صاهمة يف اجلامعات والكليات‪ :‬هناك و�صيلة اأخرى‬ ‫للم�صاهمة يف التعليم كث ًريا ما تتبعها العائالت وذلك من خالل‬ ‫زيادة اأو اإن�صاء الكليات واجلامعات‪ .‬هذا بدوره يزيد من قيمة‬ ‫اأن�صطة عمل العائلة والتمييز التجاري ل�صركة العائلة‪.‬‬ ‫تعليم موظّ في ال�صركة العائلية‪ :‬هناك و�صيلة اأخرى مبا�صرة‬ ‫للتعامل مع امل�صكلة وذلك بالرتكيز على تعليم املوظفني العاملني‬ ‫ب�صركة العائلة‪ .‬قد ت�صتفيد ال�صركات العائلية بزيادة تطوير‬ ‫وتنمية مهارات موظفيها‪� ،‬صواء كانوا من اأفراد العائلة اأو من‬ ‫خارجها‪ .‬قد يعمل هذا على �صمان �صال�صة اإدارة ال�صركة يف‬ ‫حالة الفرتات االنتقالية ويعزّز روح التطوير واالبتكار الداخلية‪.‬‬ ‫ما الذي يمكن تقديمه للتوظيف؟‬

‫وف ًقا ل�صندوق النقد الدويل‪ ،‬حتتاج املنطقة اإلى توفري ‪18‬‬ ‫مليون وظيفة جديدة خالل العقد القادم‪ .‬لكن ال�صوؤال عن‬ ‫كيف ميكن لل�صركات امل�صاركة يف توفري فر�ض العمل ال توجد له‬ ‫اإجابة حمدّدة ومبا�صرة‪ .‬يف الواقع‪ ،‬زاد اإقبال القطاع اخلا�ض‬ ‫يف الفرتة االأخرية على توفري فر�ض العمل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فتوفري‬ ‫فر�ض عمل جديدة لي�ض باملهمة ال�صهلة‪ ،‬الأن ال�صركات يف حاجة‬ ‫اإلى املوظفني املهرة متعددي الكفاءات واخلربات‪ ،‬وهو ما‬ ‫يتما�صى مع احلاجة اإلى التعليم‪ .‬ومع هذا‪ ،‬فعند النظر اإلى ما‬ ‫هو اأبعد من تلك الطريقة التقليدية لتوفري فر�ض العمل‪ ،‬ميكن‬ ‫لل�صركات التفكري يف اخليارات التالية‪:‬‬ ‫دعم ال�صركات ال�صغرية واملتو�صطة وال�صركات النا�صئة‪:‬‬

‫ميكن لل�صركات العائلية تدعيم تط ّور م�صروعات ريادة االأعمال‬ ‫اجلديدة �صواء باال�صتثمار يف االأفكار اجلديدة الإ�صافتها اإلى‬ ‫جمموعة اأن�صطة ال�صركة اأو باإن�صاء �صندوق عائلي لال�صتثمار‬ ‫بهدف البحث عن امل�صتثمرين ال�صباب وتقدمي الدعم لهم‪.‬‬ ‫بالرغم من اأن العائد اال�صتثماري لل�صركات العائلية من وراء‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫إن أهمية الشركات العائلية وكذلك‬ ‫تأثيرها الشامل في مجتمعاتها‬ ‫المحلية يجعل من الصعوبة بمكان‬ ‫االستغناء عن دورها في رسم مالمح‬ ‫مستقبل المنطقة‪.‬‬

‫توفري فر�ض عمل قد يكون مادي ًا‪ ،‬اإال اأنه �صوف يتيح يف االأ�صا�ض‬ ‫اإمكانية الو�صول اإلى اأفكار جتارية جديدة ومبتكرة واأولو ّية‬ ‫الو�صول اإلى فر�ض اأعمال حمتملة‪.‬‬ ‫دعم امل�صروعات احلكومية‪ :‬و�صعت العديد من احلكومات يف‬ ‫ال�صرق االأو�صط م�صروعات لتوفري وظائف على املدى القريب‬ ‫والبعيد‪ .‬ميكن تو�صية ال�صركات هنا للقيام بت�صويق املتطلبات‬ ‫وتقدمي فر�ض املنح التدريبية‪ .‬وبالتايل ميكن ال�صركة العائلية‬ ‫العثور على املواهب ّ‬ ‫املر�صحة للعمل بها م�صتقب ًال‪.‬‬ ‫اإن�صاء اأنظمة تدريب مهني داخلية‪ :‬باجلمع بني احلاجة اإلى‬ ‫التوظيف والتعليم‪ ،‬ميكن لل�صركات التي تعمل يف القطاعات‬ ‫الت�صنيعية قبول القوى العاملة غري املد ّربة باأجور منخف�صة‬ ‫واإتاحة الفر�صة لهم ّ‬ ‫للتطور وتنمية مهاراتهم من خالل دورة‬ ‫تدريبية مهنية بداخل ال�صركة لفرتة من الوقت‪� .‬صوف يتيح هذا‬ ‫لل�صركات خف�ض تكاليف موظفيها يف البداية ويف نف�ض الوقت‬ ‫احل�صول على قوى عاملة مد ّربة وموؤهلة جيد ًا فيما بعد‪.‬‬ ‫توحيد المسئولية االجتماعية من أجل بيئة تنافس ّية‬ ‫أفضل‬

‫من املوؤكد اأن نتائج اجلهود الفردية اأو حتى اجلماعية من‬ ‫جانب ال�صركات العائلية لدعم التعليم والتوظيف يف ال�صرق‬ ‫االأو�صط �صوف تعود بال ّنفع عليها‪ .‬كلما زادت الطاقة ّ‬ ‫املوظفة‬ ‫لالرتقاء باملعايري العامة للتعليم وبالتايل احتماالت التوظيف‪،‬‬ ‫زادت تناف�صية االأ�صواق على ال�صعيد االإقليمي والعاملي‪� .‬صوف‬ ‫تعمل هذه املبادرات على توفري املزيد من فر�ض االأعمال‪ .‬ويف‬ ‫النهاية‪ ،‬فاإن التخطيط مل�صتقبل اأف�صل لالأجيال القادمة ي�ص ّكل‬ ‫جزء ًا اأ�صا�صي ًا من ر�صالة ا ّأي �صركة عائل ّية‪.‬‬ ‫المؤلف‬ ‫كاتب‪ ،‬مجلة ثروات‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪27‬‬


‫مقاالت المسؤولية االجتماعية للشركات العائلية في العالم العربي‬

‫كثي ًرا ما ُذكر على لسان البعض أنه إذا اعتنت الشركات واهتمت بمسؤولياتها االجتماعية‪ ،‬فسوف يسهم هذا في‬ ‫وتنافسية محيط عملها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ففي األوساط االجتماعية سريعة‬ ‫تنافسية هذه الشركات‬ ‫تحسن كبير على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التغير‪ ،‬تواجه الشركات العائلية صعوبة في كيفية المساهمة في مجتماعاتها على نحو يؤدي بالفعل إلى تحسين‬ ‫ّ‬ ‫مكانتها كشركة ويساعد على مزيد من الّتنمية للبنية االجتماعيّة التي تعمل من خاللها‪.‬‬

‫المسؤولية االجتماعية للشركات العائلية في العالم العربي‬

‫زيادة التنافسية من خالل إحداث‬ ‫األثر االجتماعي‬ ‫المجتمعات الديناميكية واحتياجاتها‬

‫ترتبط التغريات املفاجئة يف البنية االجتماعية والتح ّوالت يف‬ ‫االأنظمة االقت�صادية ببع�صها البع�ض بحيث ال ميكن الف�صل‬ ‫بينهما‪ ،‬وللجانبني تاأثري مبا�صر على تناف�صية جمتمع االأعمال‪.‬‬ ‫اإلى جانب �صعي احلكومات اإلى حت�صني معايري االأعمال من‬ ‫خالل و�صع الت�صريعات واإن�صاء حوافز جديدة‪ ،‬فباإمكان جمتمع‬ ‫االأعمال نف�صه التحول اإلى حم ّرك هائل لتح�صني عملية اإيجاد‬ ‫الفر�ض التجارية وزيادة م�صتوى التفاعل التّجاري‪.‬‬ ‫واجه العامل العربي على مدار االأ�صهر االأخرية العديد من‬ ‫التحدّيات اجلديدة وهناك بع�ض ال�صكوك يف اأن بيئة االأعمال‬ ‫لل�صركات العائلية من كافة االأحجام تاأثرت على نحو بالغ‪ .‬مبا‬ ‫اأن ال�صركات العائلية يف ال�صرق االأو�صط كانت دائم ًا على ات�صال‬ ‫باالأطراف املعنية واأ�صحاب امل�صلحة و�صديدة االمتزاج ببيئتها‬ ‫االجتماعية املبا�صرة‪ ،‬فالتحديات التي تواجه املجتمعات �صريعة‬ ‫التطور قد تكون فر�صة لهذه ال�صركات لعر�ض نف�صها كمثال‬ ‫التغري‪ .‬اإن اأهمية ال�صركات‬ ‫على كيفية تعامل ال�صركات مع هذا ّ‬ ‫العائلية وكذلك تاأثريها ال�صامل يف جمتمعاتها املحلية يجعل‬ ‫من ال�صعوبة مبكان اال�صتغناء عن دورها يف ر�صم مالمح‬ ‫م�صتقبل املنطقة‪ .‬قامت العديد من العائالت بتخ�صي�ض مبالغ‬ ‫�صخمة كجزء من براجمها االجتماعية الإنعا�ض جمتمعاتها‬ ‫‪26‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫وبيئتها‪ .‬وعلى الرغم من توافر القليل من احلقائق واالأرقام‬ ‫ب�صاأن هذه امل�صاهمات‪ ،‬اإال اأنه من املعروف على نطاق وا�صع‬ ‫احلجم الكبري مل�صاهمات هذه ال�صركات للمجتمع‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬لتحدث ال�صركات اأثر ًا حقيقي ًا‪ ،‬ولكي ت�صاهم اأي�ص ًا‬ ‫يف االزدهار الكلي وبالتايل زيادة التناف�صية‪ ،‬فيجب عليها‬ ‫مراعاة االحتياجات االأ�صا�صية لبيئتها االقت�صادية املبا�صرة‪ .‬يف‬ ‫االقت�صادات العربية‪� ،‬صنجد بالتاأكيد اأن اجلانبني الرئي�صيني‬ ‫يف قلب هذه االحتياجات هما التعليم والتوظيف‪ .‬اإن الكيفية‬ ‫التي تختارها ال�صركات‪�- ،‬صواء كانت عائلية اأو غري عائلية‪،‬‬ ‫للتعامل مع هاتني امل�صكلتني �صيكون له اأبلغ االأثر يف حت�صني‬ ‫تناف�صية ال�صركة وبيئتها وقد ت�صبح عام ًال حا�صم ًا كذلك يف‬ ‫املزيد من التنمية والتطوير بال�صرق االأو�صط‪.‬‬ ‫باإلقاء نظرة عن قرب على جمايل التعليم والتوظيف‪ ،‬جند‬ ‫اأن الغالبية العظمى من ال�صركات العائلية لها اأن�صطة خريية‬ ‫متط ّورة كجزء اأ�صا�صي من روؤيتها والتي من �صاأنها تعزيز اأثرها‪.‬‬ ‫ما الذي يمكن تقديمه للتعليم؟‬

‫عندما يتعلق االأمر بالتعليم‪ ،‬فهناك العديد من الو�صائل التي‬ ‫ميكن بها لل�صركات العائلية امل�صاهمة وروؤية املزايا املبا�صرة‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫مقاالت‬

‫مقاالت‬ ‫‪26‬‬ ‫امل�س�ؤولية الإجتماعية‬ ‫لل�سركات العائلية‬

‫مقال يساند ويدعم وجود‬ ‫وطرُق‬ ‫مجتمعات‬ ‫ديناميكية ُ‬ ‫ّ‬ ‫مساهمة الشركات العائلية فيها‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫‪28‬‬ ‫نقطة ال�سفر‬ ‫أهمية كلمة «لماذا» في‬ ‫مقال عن‬ ‫ّ‬ ‫الشركات العائلية‬

‫‪32‬‬ ‫ماذا تقدّ م الأعمال‬ ‫اخلريية لل�سركات العائلية‬ ‫كيف ممكن لألنشطة الخيرية أن‬ ‫تزيد من ترابط العائلة و كم هو‬ ‫منطقي عمل الخير للعائالت في‬ ‫مجال األعمال‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪25‬‬


‫ملتزمون لحياة أفضل‬ ‫ألمنيوم‬ ‫أساسات‬ ‫خرسانة‬ ‫منتجات اسمنتية‬ ‫رخام‬


ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Sustainability Innovation CorinthiaContinuity Hotel - London ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Continuum \kən-tin-yß-əm\ refers toSustainability an entity, which has Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Sustainability continuity as itsContinuity most notable property. It may refer to Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity the theory of Continuum, anythingSustainability that goes through Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability a gradual transition from one condition, to a different Innovation without any abrupt changes. Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation condition, Continuity Sustainability ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Sustainability Continuum Continuity - Family Business ConferenceInnovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation 2011 will be an exclusive gathering ofInnovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability family business leaders Sustainability from the MiddleInnovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation East and Continuity Europe. TheSustainability conference willInnovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability feature a program focused on sustainabilityInnovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation in various Continuity areas of business and theInnovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Sustainability innovative program will facilitate exclusiveInnovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuityexecutive Sustainability business networking, learningInnovation ntinuity Sustainability www.tharawat.org Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation and cultural exchange.Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation ntinuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation Continuity Sustainability Innovation

July 6th-8th 2011


‫لمحــة مصرف بيكتيه آند سي‬

‫الأ�شول يف مراحلها الأولى بينما هي الآن مت رّثل ن�شف اأن�شطتنا‪ .‬يف الواقع‪،‬‬ ‫لقد قمنا بتغيي وتو�شعة اأن�شطتنا الرئي�شية لكن مبادئنا ظلت دائم ًا كما هي‬ ‫تتغي‪ .‬ومن هذا املنطلق ميكن القول اأننا على اأه رّبة ال�شتعداد للم�شتقبل‬ ‫ومل رّ‬ ‫وما �شوف يفر�شه من حتدرّيات‪.‬‬ ‫تكمن فائدة ما نقوم به يف التوزيع ا رّ‬ ‫جليد لالأ�شول وال�شتثمار الذكي‬ ‫لرثوات عمالئنا بحيث نوفر لهم عن�شر الأمان �شواء كان هذا من اأجل‬ ‫معا�شات تقاعدهم اأو لتمكينهم من نقل ثرواتهم اإلى اأولدهم‪ .‬بالنظر اإلى‬ ‫بع�ص الدول‪ ،‬ميكنني القول اأن �شوء التوزيع لروؤو�ص الأموال بها اأمر مفزع‬ ‫ربر وغي املنطقي‪ .‬من‬ ‫للغاية‪ .‬اإنه لأمر حمبط روؤية حجم الإنفاق غي امل رّ‬ ‫منظور بيكتيه‪ ،‬ميكن حت�شني هذه اجلزئية بوا�شطة تقدمي اقرتاحات اإلى‬ ‫بع�ص احلكومات احلالية املف رّو�شة لتحويل عملية توزيع مواردها لال�شتفادة‬ ‫منها على نحو اأف�شل‪ .‬قد تعود هذه اخلطوة بفائدة اقت�شادية هائلة على‬ ‫هذه احلكومات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ففي نهاية الأمر ل مي رّثل توزيع املوارد �شوى‬ ‫مرحلة واحدة من احلل‪ ،‬لأننا على يقني اأن الترّعليم وحده هو ما ميكنه‬ ‫حتقيق الزدهار وال رّنماء للدول‪.‬‬

‫إن الشركات العائلية في جميع أنحاء العالم‬ ‫تلعب دور ًا رائداً في تطوير الحوكمة السليمة‬ ‫وحس المسؤولية‪ ،‬فعند ارتباط اسم المرء‬ ‫ّ‬ ‫بشركة ما يكون حريص ًا على استمرارية هذه‬ ‫الشركة‬

‫قبل اأن تط ّورت لت�ضبح عمالت ورق ّية‪ ،‬واأدّى الفراط يف طباعتها الى حدوث‬ ‫رّ‬ ‫ت�شخم) يف عام ‪.1796‬‬ ‫يف الوقت الراهن‪ ،‬ل اأعتقد اأن الأزمة التي ن�شهدها اأزمة هائلة باملعنى املعتاد‬ ‫للكلمة واإمنا بالأحرى هي تعديل يف الدورة القت�شادية كان متوقع ًا منذ فرتة‬ ‫طويلة‪ .‬بالطبع اإن الترّبعات يف هذه املرة هائلة نظر ًا لتح رّول موازين القوى‬ ‫وال�شيطرة من الوليات املتحدة اإلى القارة الأ�شيوية ودول مثل الربازيل‪ .‬مل‬ ‫رّ‬ ‫تغي هيكلي‬ ‫ت�شل هذه الأزمة اإلى نهايتها بعد بالتاأكيد لأنها حتدث �شمن رّ‬ ‫�شخم يتعاقب على العامل كل قرن‪ .‬وفيما يتعلق مب�شرف بيكتيه‪ ،‬من‬ ‫الطبيعي اأننا �شوف نعمل با�شتمرار على تعديل منوذج اأعمالنا وفق الظروف‬ ‫املتغية‪ ،‬ومع ذلك يجب التاأكيد على اأن القيم الأ�شا�شية ملا نقوم به ظ رّلت‬ ‫رّ‬ ‫دائما ثابتة كما هي بدون تغيي! لقد اختلفت طبيعة عمالئنا على نحو كبي‪،‬‬ ‫ول يقت�شر هذا على فرتة ‪� 200‬شنة هي عمر امل�شرف واإمنا حتى على‬ ‫خالل الفرتة التي عاي�شتها وعملت بها يف امل�شرف‪ .‬عندما بداأت العمل يف‬ ‫امل�شرف يف ق�شم اإدارة الأ�شول للموؤ�ش�شات –على �شبيل املثال‪ -‬كانت اإدارة‬ ‫‪22‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫�فتتح م�صرف بيكتيه �أفرع ًا ناجحة له يف �آ�صيا و�ل�صرق �الأو�صط‪ .‬ما‬ ‫هي روؤيتك لكيفية تطور تو�جدكم �لعاملي م�صتقب ًال؟‬

‫من الواجب هنا ذكر اأن وجود مق رّرنا الرئي�شي يف �شوي�شرا ميثل قيمة كربى‬ ‫نظر ًا لال�شتقرار ال�شيا�شي بالبالد وكذلك احلوكمة املالية املترّبعة بها‪ .‬يف‬ ‫الوقت ذاته توجد لنا اأن�شطة وا�شتثمارات يف جميع اأنحاء العامل مبا يف‬ ‫ذلك ال�شرق الأو�شط‪ .‬ومن الرائع تقدمي خدماتنا هناك نظر ًا لأن الكثي‬ ‫من رجال الأعمال الناجحني باملنطقة هم عمالء لدينا ومن املبهر روؤية‬ ‫ما لديهم من قدرات واإمكانيات وابتكارات‪ .‬لقد راأينا اأن وجود خرباتنا‬ ‫يف الدول النا�شئة ينتج عنه مكا�شب اإنتاجية رائعة وقد يحقق منو ًا هائ ًال‬ ‫لهذه الدول‪ ،‬وهذا ما حدث بالن�شبة لل�شني والهند على �شبيل املثال‪ ،‬كما‬ ‫اأوؤمن باإمكانية حدوث هذا يف العامل العربي اأي�ش ًا م�شتقب ًال‪ .‬دعنا ل نن�شى‬ ‫اأن العامل العربي قاد العامل يف الع�شور الو�شطى وكان حلقة الو�شل بني‬ ‫اأوروبا والهند وما زال يلعب دوراأ رئي�شي ًا اإلى الآن‪ .‬عندما ترى طاقة هذا‬ ‫اجليل النا�شئ من ال�شباب العربي ت�شعر بوجود اأاأم ًال كبي ًا والكثي من‬ ‫القدرات الكامنة‪.‬‬ ‫ميكننا مالحظة اأن ال�شركات العائلية يف جميع اأنحاء العامل تلعب دور ًا‬ ‫وح�س امل�ضوؤولية‪ ،‬فعند ارتباط ا�ضم املرء‬ ‫رائد ًا يف تطوير احلوكمة ال�ضليمة ّ‬ ‫ب�شركة ما يكون حري�ش ًا على ا�شتمرارية هذه ال�شركة وكذلك حتى ي�شمن‬ ‫لأولده حياة كرمية فيما بعد وهذا اأهم ما يف املو�شوع‪ .‬يتميرّز الوطن العربي‬ ‫بهذه اجلزئية حتديد ًا لأن الروابط العائلية وثيقة وقو رّية بني اأفرادها وهذا‬ ‫�شيء ميكن للعامل الغربي تع رّلمه واكت�شابه منه‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫مصرف بيكتيه آند سي لمحــة‬

‫من اأحد اجلوانب الأ�شا�شية التي مت رّيزنا عن معظم ال�شركات العائلية‬ ‫الأخرى‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬نحن نوؤمن باأن العن�شر الب�شري يف ال�شناعات‬ ‫اخلدم رّية هو الركيزة الرئي�ش رّية لنجاحها‪.‬‬ ‫لقد ذكرت للتو �الجتماعات �ليوم ّية لل�صركاء‪ .‬هل ميكنك ��صطحابنا‬ ‫�إلى ما ور�ء �لكو�لي�س و�طالعنا على �لغاية �الأ�صا�صية من هذه‬ ‫�الجتماعات؟‬

‫ت�شمن هذه الجتماعات تبادل املعلومات بني ال�شركاء‪ .‬ففي كل مرة‬ ‫يحدث فيها اأمر ًا ما اأو تظهر حالة خا�شة‪ ،‬يكون من املهم لنا الإملام‬ ‫بالقرارات الرئي�شية التي �شيتم اتخاذها وخا�شة يف موقفنا حيث نت�شارك‬ ‫م�شوؤولية غي حمدودة عن ميزانيات امل�شرف‪ .‬وبالتايل‪ ،‬اأنت من ناحية‬ ‫تريد التاأ رّكد من عدم عمل رّ‬ ‫موظف مبعزل عن الأخرين واأنه لي�ص هناك من‬

‫يميزنا هو حرصنا منذ البداية على الجمع‬ ‫ما ّ‬ ‫بين الملكية واإلدارة في بوتقة واحدة‪،‬‬ ‫فيتم ّيز هذا الجمع بين اإلدارة والملكية بتقليل‬ ‫النزاعات والمصالح المتعارضة؛ حيث يتم‬ ‫اجتناب النزاعات التقليدية التي قد تحدث بين‬ ‫المالكين والمدراء‬

‫يقوم باأ�شياء ل يفرت�ص به القيام بها اأو اأن ي�شعر ب�شرورة عدم التحدرّث‬ ‫مع اأي موظف اآخر عنها‪ .‬هذه الجتماعات اأي�ش ًا لها اأثر جانبي مهم‪ ،‬وهو‬ ‫تعزيز النتقال ال�شل�ص للمو رّؤ�ش�شة فيما بني الأجيال‪ .‬عا�شرت على مدار‬ ‫‪� 25‬شنة كبار ال�شركاء وهم يتخذون القرارات يومي ًا‪ ،‬وهو ما �شاعدين‬ ‫على القيام مبهام من�شبي احلايل‪ .‬لدينا اثنني من ال�شركاء ال�شباب مت‬ ‫اختيارهما بعد تقاعد اإيفان بيكتيه يف العام املا�شي‪ ،‬وهما ي�شاركان يف هذه‬ ‫الجتماعات يومي ًا وميكنهما روؤية كيفية اتخاذ القرارات‪ .‬وبالتايل عندما‬ ‫تخ�ش�شهم‪� ،‬شيمكنهم مناق�شتها يومي ًا‪.‬‬ ‫يواجه املدراء م�شكلة يف جمال رّ‬ ‫ت�شاعد هذه الجتماعات على اإيجاد م�شاركة لوجهات النظر واإر�شاء ثقافة‬ ‫موؤ�ش�شية و�شياغة روؤية للموؤ�ش�شة‪ .‬عالوة على هذا‪ ،‬ل نحتاج اإلى احل�شول‬ ‫على ا�شت�شارات خارجية ب�شاأن ا�شرتاتيجيتنا‪ :‬يف الواقع‪ ،‬نحن ن�شعها‬ ‫يومي ًا وتدريجي ًا بخطوات �شغية‪ ،‬فهي عمل رّية متوا�شلة نحر�ص على القيام‬ ‫بها ومتابعتها‪ .‬هناك ميزة اإ�شافية لهذا النظام بالن�شبة لل�شريك الأول‪،‬‬ ‫وهي عدم �شعوره بالوحدة التي عاد ًة ما يفر�شها من�شب كهذا‪ ،‬مثلما هو‬ ‫احلال بالن�شبة للمدراء التنفيذيني‪ ،‬اأو ال�شعور بوجود مناف�شة مع الآخرين‬ ‫والذي قد ُيالحظ وجوده يف الأنظمة الأخرى‪.‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫�لتغري�ت‬ ‫هل تعتقد �أن هذ� ي�صاعدكم كذلك على �لتك ّيف �صريع ًا مع‬ ‫ّ‬ ‫�ملطلوبة؟‬

‫نعم‪ ،‬بالتاأكيد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فاإن عمل رّية اتخاذ القرارات تكون من خالل عملية‬ ‫�شديدة التاأين واحلر�ص‪ .‬اأنا اتذكر ا�شطراري ذات مرة اإلى ت�شحيح‬ ‫عرو�ص تقدميية يف اجتماعاتنا اأكرث من م رّرة اإلى اأن نالت ر�شا اجلميع‪.‬‬ ‫يف النهاية يكون القرار النهائي اأف�شل دائم ًا من القرتاح املبدئي لأنه‬ ‫يكون قد م رّر بهذه العملية‪ .‬لدينا ثقة كبية للغاية يف ثقافة العمل اجلماعي‬ ‫مبوؤ�ش�شتنا‪ ،‬فهذه هي الطريقة التي نعمل بها يف ق رّمة املو رّؤ�ش�شة‪ :‬الكثي‬ ‫من العمل اجلماعي والكثي من القرارات اجلماعية واتفاق كامل على‬ ‫القرارات التي يتم اتخاذها‪.‬‬ ‫بالنظر �إلى عدد �أفر�د �لعائلة �لعاملني باملوؤ�ص�صة‪ ،‬هل ما ز�ل باإمكانك‬ ‫�عتبار م�صرف بيكتيه �آند �صي �صركة عائلية؟‬

‫يتم اختيار ال�شركاء بالأ�شا�ص من خالل اقرتاع يحق فيه الت�شويت لل�شركاء‬ ‫املوجودين اأ�ش ًال فقط ولي�ص للعائالت وهو ما ي�شاعدنا على جت رّنب حماباة‬ ‫الأقارب‪ .‬على �شبيل املثال‪ ،‬لدينا قاعدة مفادها اأنه اإذا كان اأحد املر�شحني‬ ‫املحتملني اجلدد جتمعه �شلة قرابة باأحد ال�شركاء املوجودين‪ ،‬فعلى هذا‬ ‫ال�شريك الن�شحاب من املناق�شات والت�شويت‪ .‬من املثي لالهتمام‪ ،‬اأننا‬ ‫مازلنا رّ‬ ‫نف�شل وجود املوظفني الذين يجمعهم رابط قوي بالعائلة‪ .‬ويرجع‬ ‫هذا لعدة اأ�شباب ومنها بالطبع اجلانب املايل‪ .‬على اأية حال‪ ،‬ي�ش رّكل امل�شرف‬ ‫بالن�شبة لنا مو رّؤ�ش�شة رائعة‪ ،‬ولهذا نرغب يف روؤيته يف اأيدى اأحبائنا واأقاربنا‪.‬‬ ‫الأمر اأ�شبه بوجود هذا الهيكل من التقاليد والروؤى على املدى البعيد‪ ،‬وعندما‬ ‫يتواجد معنا رّ‬ ‫موظف رمبا يكون قد عمل ع رّمه اأو جدرّه يف املو رّؤ�ش�شة وظ رّل ا�شم‬ ‫ً‬ ‫عائلته بها لعدة اأجيال متعاقبة‪ ،‬فهذا مينح املرء �شعورا بامل�شوؤولية عن هذا‬ ‫الرتاث كما هو احلال حتديد ًابالن�شبة رّ‬ ‫للموظفني الذين يحملون ا�شم العائلة‪.‬‬ ‫يحبذ عمالوؤنا روؤية هذا التقليد كثي ًا لأنه يعزرّز �شعورهم بالنتماء اإلى‬ ‫ال�ضركة والرتباط بها كما اأعتقد اأنه مهم بالن�ضبة للموظفني اأي�ض ًا‪ .‬لعل الأمر‬ ‫راجع اإلى اأنه يف مكنون والرتكيبة اجلينية لكل الب�ضر يوجد هذا الرتباط‬ ‫بالعائالت والقبائل واملجتمعات‪.‬‬ ‫�صهد فر�ن�صو� دي كاندول وجيلوم بيكتيه يف �أربعينات �لقرن �ملا�صي‬ ‫�أزمة مالية مما �أدى �إلى �تخاذهما �إجر�ء�ت حذرة جتاه �خلدمات‬ ‫�لتي يقدّ مها �مل�صرف‪ .‬يف �لوقت �لر�هن‪ ،‬نحن نعي�س مرة �أخرى‬ ‫فرتة ما بعد �الأزمة‪ .‬كيف يرى م�صرف بيكتيه نف�صه يف هذ� �ل�صياق‬ ‫�القت�صادي �جلديد؟‬

‫يجب اأن ندرك اأن معظم امل�شارف يف جنيف يرجع تاريخ تاأ�شي�شها اإلى‬ ‫الفرتة بني ‪ 1798‬و‪ 1815‬وهذا نظر ًا لنهيار جميع امل�شارف ال�شابقة وانهيار‬ ‫يتم التعامل بها على اأ رّنها �شندات مالية‬ ‫العملة الفرن�ش رّية امل�شتخدمة (كان رّ‬ ‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪21‬‬


‫لمحــة مصرف بيكتيه آند سي‬

‫‪ 35‬اأمر ًا رائع ًا لأنه كلما زاد ما تتع رّلمه باخلارج زادت اخلربة التي ميكنك‬ ‫اأن تعود بها واأن جتلبها اإلى �شركة العائلة فيما بعد‪.‬‬ ‫يحظى منوذج �لقيادة مب�صرف بيكتيه بالكثري من �الهتمام و�ل�صهرة‪ .‬ما‬ ‫هي بالتحديد مميز�ته وملاذ� تعتقد �أنه �الختيار �الأف�صل للم�صتقبل؟‬

‫ما مي رّيزنا هو حر�شنا منذ البداية على اجلمع بني امللكية والإدارة يف بوتقة‬ ‫واحدة‪ .‬يتم رّيز هذا اجلمع بني الإدارة وامللكية بتقليل النزاعات وامل�شالح‬ ‫املتعار�شة؛ حيث يتم اجتناب النزاعات التقليدية التي قد حتدث بني‬ ‫املالكني واملدراء واخلالفات التي تن�شب عاد ًة بني املوظفني واملدراء نظر ًا لأن‬ ‫م�شالح جميع الأطراف ت�شي يف نف�ص الجتاه‪ .‬فنحن جنتمع مع موظفينا‬ ‫يومي ًا ونقيم معهم عالقات وطيدة بعيدة املدى وكذلك الأمر مع عمالئنا‪.‬‬ ‫يجب اأن تاأتي م�شالح العمالء اأو ًل لكننا جند الكثي من املوؤ�ش�شات الأخرى‬ ‫التي تفتقر الى رّ‬ ‫الرتابط بني املالكني والإدارة والعمالء‪ ،‬وهو ما جنحنا يف‬ ‫اجتنابه بف�شل نظامنا يف العمل وامتالكنا لهذا الأ�شلوب من الإدارة‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫لقد قمنا‪ ،‬ب�شفتنا املالكني ويف نف�ص الوقت فريق الإدارة التنفيذي باتباع‬ ‫نظام خا�ص بحيث جنتمع كل �شباح‪ .‬يزيد هذا اجلمع بني �شفة امللك رّية‬ ‫والإدارة يف نف�ص الوقت من �شرعة اتخاذ القرار بد ًل من ال�شطرار اإلى‬ ‫مترير املعلومات لأعلى ولأ�شفل داخل الهيكل املوؤ�ش�شي‪ ،‬وبالتايل ي�شاركنا‬ ‫رّ‬ ‫موظفينا اأفكارهم واأ�شئلتهم مبا�شرة و ميكننا ال�شتجابة �شريع ًا‪ .‬نحن‬ ‫على درجة من امل�شوؤولية ونتحمل تبعات قراراتنا وندرك ما نريد القيام‬ ‫به كما ندرك املخاطر التي نواجهها ونريد القيام بها ومتى نريد القيام‬ ‫بها؛ نحن ل�شنا مروؤو�شني لأحد‪.‬‬ ‫اإنه منوذج رائع اإل اأنه يعتمد كثي ًا على الأفراد‪ .‬مينح هذا النموذج‬ ‫يخ�شهم بالواجبات ويح رّملهم‬ ‫امتيازات لل�شركاء ولكن فوق كل هذا رّ‬ ‫امل�شوؤوليات‪ .‬بالإ�شافة اإلى هذا‪ ،‬فعلى الرغم من �شرائهم حل�ش�ص يف‬ ‫ال�شركة بالقيمة الدفرتية‪ ،‬فهم باملثل يرتكونها بالقيمة الدفرتية اأي�ش ًا‪،‬‬ ‫الأمر الذي لن يرغب الكثي من املدراء التنفيذيني بالقيام به‪ُ .‬ي�شمح لغي‬ ‫املنتمني اإلى العائلة احل�شول على حقوق ال�شراكة كذلك‪ ،‬ولعل هذا يعترب‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫مصرف بيكتيه آند سي لمحــة‬

‫مقابلة‬ ‫جاك دو سوسور‬

‫شريك ومدير أعلى‪ ،‬بيكتيه آند سي‪ ،‬سويسرا‬

‫يف ‪ ،2010‬مت تعيينك يف من�صب مدير �صريك �أول مب�صرف بيكتيه‬ ‫�آند �صي‪ .‬هل ميكنك �إطالعنا على �ملزيد حول �مل�صار �لذي �أدى �إلى‬ ‫�لتحاقك بالعمل يف هذ� �مل�صرف �لعريق؟‬

‫علي الإ�شارة اإلى تاريخ عائلتي‪ .‬اأنا من عائلة‬ ‫لتو�شيح هذا الأمر‪ ،‬يجب رّ‬ ‫عريقة يف جنيف واأكرث ما ت�شتهر به هو العلماء الذين حملوا ا�شمها على‬ ‫ال�شنوات املا�شية‪ .‬كانت مدينة جنيف على الدوام مكان ًا للتوا�شل بني‬ ‫مدار رّ‬ ‫العلماء والفنانني والعاملني يف جمال ال�شوؤون املالية‪ .‬كان والدي هو اأول‬ ‫فرد من عائلة دو �شو�شور يعمل كم�شريف وقد اأ�شبح �شريك ًا يف بيكتيه يف‬ ‫عام ‪ ،1960‬الأمر الذي كان ‪-‬كما يترّ�شح لك‪ -‬له اأكرب الأثر على قراراتي‪.‬‬ ‫عالوة على هذا‪ ،‬كان جدي من ناحية اأمي‪ ،‬ميتلك م�شرف ًا خا�ش ًا يف بلدة‬ ‫�شغية باجلبال‪ ،‬و كان قد مت تاأ�شي�شه من ِقبل والده‪ .‬اأ�شف اإلى هذا‪ ،‬اأنا‬ ‫حالي ًا مقيم يف منزل عائلتي والذي مت بناوؤه منذ ثالثة عقود م�شت على يد‬ ‫اأحد الأجداد والذي كان يعمل م�شرفي ًا كذلك‪ .‬لقد كان هذا عندما كانت‬ ‫فرن�شا قوة عظمى وامل�شرفيون يف جنيف هم خرباوؤها املاليون‪ .‬وبالتايل‪،‬‬ ‫كان القرن الثامن ع�شر فرتة ازدهار جنيف‪ ،‬حيث كانت املدينة يف اأوج‬ ‫ال�شاعات واخلرباء‬ ‫جمدها نظر ًا لالأهمية البالغة التي اكت�شبها �ش رّناع رّ‬ ‫امل�شرفيني حتديد ًا‪ .‬ويف الوقت ذاته لعبت املدينة كذلك دور ًا رئي�شي ًا يف‬ ‫جمالت الفنون والعلم‪ .‬مثلما كان احلال يف عائلتي اأي�ش ًا‪ ،‬حيث كان هناك‬ ‫التوجهني‪ ،‬لأنه اإذا كان هناك تاجر ًا اأو‬ ‫دائ ًما عالقة قوية ومتبادلة بني رّ‬ ‫م�شرفي ًا يف العائلة فهذا يعني اأن الأفراد الآخرين ميكنهم تكري�ص اأنف�شهم‬ ‫بح رّرية للفنون والعلم‪ .‬اأعتقد اأنه من املهم حتقيق هذا التوازن بداخل‬ ‫العائلة بحيث ل تقت�شر على اأفراد معنيني بالأعمال فح�شب واإمنا ت�شم‬ ‫كذلك اأفراد لهم اإ�شهامات يف املجتمع واإن كانت على نحو خمتلف‪.‬‬

‫ال�شناع رّية‪ .‬رمبا‬ ‫عملت لعدرّة �شنوات كمدير للمنتجات يف ق�شم الأن�شطة رّ‬ ‫كانت درا�شتي العلمية اأكرث اأهمية عندما �شغلت ذلك املن�شب بالتحديد‬ ‫نظر ًا لإن تكنولوجيا املعلومات دخلت يف جمال ال�شيفة واأ�شبحت اأداة‬ ‫رئي�شية‪ ،‬وغدت الكيف رّية التي تتم بها اإدارة وحتليل الأ�شواق والتجارة على‬ ‫العلمي‪.‬‬ ‫درجة كبية من التقن رّية والأ�شلوب‬ ‫رّ‬

‫بالطبع تاأ رّثر تط رّور �شخ�شيتي بهذه اخللفية التاريخية العريقة وبتاريخ‬ ‫عائلتي‪ .‬لقد در�شت العلوم لأنني اعتقدت اأنها الو�شيلة املثالية للتدبر يف‬ ‫الكون ونظر ًا لأن العلماء يف العائلة كانوا اأكرث �شهرة من اأي م�شر رّيف على‬ ‫مر التاريخ‪ .‬هل تعرف اأن امل�شرفيني غالب ًا ما ين�شاهم النا�ص متام ًا بعد‬ ‫جيل اأو اثنني لكن تظ رّل ذكرى الفنانني والعلماء باقي ًة وحمفور ًة يف الأذهان‬ ‫وهكذا‪ ،‬قمت بدرا�شة العلوم يف املعهد الحتادي للتقنية والهند�شة يف‬ ‫�شوي�شرا‪ .‬وبعد فرتة بداأ جانب اآخر من �شخ�شيتي يف الظهور وهو امليل‬

‫اإذا ُقدرّر يل الرجوع بالزمن و�شلوك منحى خمتلف‪ ،‬ف�شوف اأم�شي املزيد‬ ‫من ال�شنوات يف العمل مبو رّؤ�ش�شات اأخرى خارج �شركة العائلة‪ .‬فقد عملت‬ ‫بعد تخرجي يف �شركة �شغية لالأبحاث وال�شت�شارات مبدينة نيويورك ملدة‬ ‫�شنتني تقريب ًا ثم ح�شلت على عر�ص للعمل يف م�شرف جولدمان �شاك�ص‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬اعتقدت اأنه قد يكون من الأف�شل الرجوع للعمل ب�شركة العائلة‪.‬‬ ‫يف الوقت احلايل‪ ،‬نحن نحثرّ اجليل ال�شاب على تطوير وتنمية مهاراتهم‬ ‫خارج ال�شركة قدر الإمكان‪ .‬يع رّد البقاء خارج �شركة العائلة حتى �شن ‪ 33‬اأو‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫ملجال املالية والقت�شاد حتديد ًا‪ ،‬ولذا قررت اأن اأف�شل طريقة للربط‬ ‫بني اجلانبني هو درا�شة الأعمال يف حميط علمي‪ ،‬ومن هنا كان قراري‬ ‫باللتحاق مبعهد ما�شات�شو�شت�ص للتقنية ‪ .MIT‬لقد كانت جتربة مبهرة لأن‬ ‫الأ�شاتذة واملعهد كانوا يف غاية الروعة‪ .‬لقد التقيت هناك باأنا�ص وعقليات‬ ‫لمعة ومبهرة‪ .‬اإن امتالكي لهذه اخللف رّية غي املعتادة مفيد يف عملي‬ ‫بامل�شرف‪ ،‬اأو ًل وقبل كل �شيء لأن هذا ما مي رّيزين عن الآخرين‪ .‬ففي اأي‬ ‫جمال عمل‪ ،‬دائم ًا ما ي�شعى املرء للتم رّيز عن الآخرين‪.‬‬ ‫ما هو �أول من�صب �صغلته عند بدء �لعمل بامل�صرف؟‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪19‬‬


‫لمحــة مصرف بيكتيه آند سي‬

‫و�شنوات عديدة من النمو والزدهار‪ .‬مثلما كان احلال عليه يف اأواخر القرن‬ ‫التا�شع ع�شر‪ ،‬اأ�شبحت جنيف خالل فرتة احلرب الباردة مركز ًا دبلوما�شي ًا‬ ‫ومالي ًا وهو ما عاد بالنفع على القطاع امل�شريف يف البالد‪ .‬يف الفرتة بني‬ ‫‪ 1980‬و‪ ،2005‬زاد حجم بيكتيه اآند �شي بدرجة كبية وزاد عدد العاملني‬ ‫فيه من ‪ 300‬اإلى اأكرث من ‪ 2000‬موظف‪ .‬يف ‪ ،2010‬تقاعد اإيفان بيكتيه‬ ‫الذي كان واحد ًا من �شل�شلة طويلة من اأجداده الذين عملوا يف امل�شرف‪-‬‬‫من من�شبه كمدير �شريك اأ رّول مل�شرف بيكتيه اآند �شي وخلفه جاك دي‬ ‫�شو�شور الذي عمل بامل�شرف منذ عام ‪.1980‬‬

‫بالرغم من أن مصرف بيكتيه آند سي ال‬ ‫يعتبر نفسه مؤسسة عائلية‪ ،‬فعند النظر‬ ‫إلى تاريخه يتضح تعاقب أفراد العائلة على‬ ‫هذه المؤسسة المالية و بالتالي غرسهم‬ ‫لمبادئ الوالء العظيمة وتدعيم ًا لرؤيتهم‬ ‫المشتركة لمستقبل المصرف‪.‬‬

‫المقر الرئيسي لبيكتيه آند سي‪ ،‬أكاسيا‪ ،‬جنيف‪ ،‬سويسرا‬

‫ما بعد احلرب‪ .‬لقد كان األك�شندر اأول فرد بامل�شرف يبادر نحو العوملة‬ ‫واإقامة اأفرع للم�شرف يف اخلارج‪ .‬كان معظم العمالء من اأ�شول اأوروبية‬ ‫و�شوي�شرية حتى عام ‪ 1945‬عندما بداأ م�شرف بيكتيه اآند �شي يف تقدمي‬ ‫خدماته لعمالء من جميع اأنحاء العامل‪ .‬بعد ذلك �شادت فرتة حت�شن كبي‬

‫حالي ًا‪ ،‬يرمز م�شرف بيكتيه اآند �شي اإلى عائلة و�شناعة يرجع تاريخهما‬ ‫اإلى اأكرث من ‪ 200‬عام‪ .‬يوجد املقر الرئي�شي للم�شرف اإلى يومنا هذا‬ ‫تو�شع يف جميع اأنحاء العامل بن�شر اأفرع له يف بر�شلونة‬ ‫يف جنيف‪ ،‬لكنه رّ‬ ‫وبازل ودبي وفلورن�شا وفرانكفورت وهوجن كوجن ولوزان ولندن ولوك�شمبورج‬ ‫ومدريد وميالنو ومونرتيال ونا�شو وباري�ص وروما و�شنغافورة وتورينو‬ ‫وطوكيو وزيورخ‪� .‬شقرّ بيكتيه اآند �شي طريقه عرب قرنني من التحديات‬ ‫القت�شادية وال�شيا�شية وذلك من خالل حر�شه والتزامه بقيمه واأن�شطته‬ ‫التجارية الأ�شا�شية‪ ،‬وت�شي كافة الدلئل و املوؤ�شرات على موا�شلته للدرب‬ ‫ً‬ ‫حمافظ ًا على تقدمه لالأمام على الدرّوام‪.‬‬

‫‪1945 1926 1890 1805‬‬ ‫تأسس مصرف بيكتيه آند سي‬ ‫وكان أول فرد من عائلة بيكتيه‬ ‫يعمل به هو ابن أخت زوجة‬ ‫المؤسس جاكوب ميشيل‬ ‫فرانسوا دي كاندول‪ :‬إدوارد‬ ‫بيكتيه‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫في الفترة بين عام ‪1890‬‬ ‫والحرب العالمية األولى‪،‬‬ ‫استمر المصرف في النمو‬ ‫وكان يعمل به أكثر من ‪80‬‬ ‫موظف ًا‪.‬‬

‫تمت إعادة تسمية المصرف‬ ‫باسمه الحالي «بيكتيه آند‬ ‫سي»‪ ،‬و كان ّ‬ ‫الشريك في ذلك‬ ‫الوقت ايمون بيكتيه‬

‫بدأ مصرف بيكتيه آند سي في‬ ‫تقديم خدماته لعمالء من‬ ‫جميع أنحاء العالم بعد أن كان‬ ‫معظم عمالئه من األوروبيين‬

‫‪2010‬‬ ‫تقاعد إيفان بيكتيه ‪-‬الذي‬ ‫كان واحداً من سلسلة طويلة‬ ‫من أجداده الذين عملوا في‬ ‫المصرف‪ -‬من منصبه كمدير‬ ‫أول لمصرف بيكتيه‬ ‫شريك ّ‬ ‫آند سي‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫مصرف بيكتيه آند سي لمحــة‬

‫في األعلى‪ :‬المكاتب السابقة لبيكتيه آند سي بمنطقة ريو دي دي‪ ،‬جنيف‪ .‬في أعلى اليسار‪ :‬الشركاء السابقون في المصرف أثناء العمل‪ .‬في األسفل‪ :‬مدينة جنيف في عام ‪ 1900‬تقريباً‪.‬‬

‫وبالتايل غر�شهم ملبادئ الولء العظيمة وتدعيم ًا لروؤيتهم امل�شرتكة مل�شتقبل‬ ‫امل�شرف‪ .‬يف الواقع يرتبط ما�شي امل�شرف وحا�شره باإجنازات بع�ص‬ ‫الأفراد املميزين الذين هم غالب ًا‪ ،‬ولي�ص دائم ًا ما كانوا يحملون ا�شم العائلة‪:‬‬ ‫بعد تاأ�شي�ص امل�شرف يف عام ‪ ،1805‬كان اأول فرد من عائلة بيكتيه يعمل‬ ‫به هو ابن اأخت زوجة املوؤ�ش�ص جاكوب مي�شيل فران�شوا دي كاندول‪ :‬اإدوارد‬ ‫بيكتيه‪ .‬ا�شتمر عمله بامل�شرف اأكرث من ‪� 37‬شنة حتى عام ‪ .1878‬عندئذ‬ ‫تغي ا�شم امل�شرف ل ُي�شبح «اإدوارد بيكتيه اآند �شي»‪ .‬يف الفرتة بني‬ ‫كان قد رّ‬ ‫عام ‪ 1890‬واحلرب العاملية الأولى‪ ،‬ا�شتمر امل�شرف يف النمو وكان يعمل‬ ‫به اأكرث من ‪ 80‬موظف‪ .‬كان ال�شريك يف ذلك الوقت هو اإرن�شت بيكتيه‬ ‫والذي خلفه ابنه الثاين جويلومي بعد وفاته املفاجاأة يف عام ‪ .1909‬كان‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫جويلومي حمب ًا للرتحال وقد اأ�شاف قيمة كبية باإقامته �شبكة للم�شرف‬ ‫يف الوليات املتحدة واأمريكا اجلنوبية‪ ،‬وهو بدوره خلفه ابنه الأكرب اأميون‬ ‫بيكتيه و الذي ما لبث اأن حتول اإلى عامل ال�شيا�شة‪ .‬يف عام ‪ ،1926‬متت‬ ‫اإعادة ت�شمية امل�شرف با�شمه احلايل «بيكتيه اآند �شي»‪ .‬جاء من بعد اميون‬ ‫ابنه عمه األربت بيكتيه يف الفرتة الع�شيبة �شنة ‪ 1928‬تقريب ًا حيث قاد‬ ‫البنك يف مواجهة الأ�شواق بعد احلرب العاملية الأولى واأثناء فرتة الك�شاد‬ ‫العظيم ‪ .‬مت تعيني بيي لومبارد ك�شريك يف امل�شرف بعدها بعام وا�شرتك‬ ‫يف مهمة مواجهة التبعات الكارثية ل�شنوات الك�شاد وحرب عاملية اأخرى‬ ‫كانت ته رّز كيان و تهدرّد ا�شتقرار قارة اأوروبا باأكملها‪ .‬خالل تلك الفرتة‬ ‫الع�شيبة‪ ،‬مت تعيني األك�شندرفان بيكيم بامل�شرف ليحفر لنف�شه مكانة يف‬ ‫تاريخه ب�شفته الرجل الذي يرمز اإلى النتقال اإلى مرحلة ازدهار ورخاء‬ ‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪17‬‬


‫لمحــة مصرف بيكتيه آند سي‬

‫تم تأسيس المصرف السويسري الخاص بيكتيه آند سي منذ أكثر من ‪ 200‬عام ًا مضى في عام ‪ 1805‬في قلب مدينة جنيف العريقة‬ ‫بسويسرا‪ .‬ويُعد اآلن واحداً من أكبر المصارف الخاصة في سويسرا وأبرز المؤسسات المستقلة المتخصصة في إدارة األصول في‬ ‫أوروبا‪ .‬ترجع التسمية الحالية للمصرف إلى عام ‪ ،1926‬ويقوم على ملكية وإدارة المصرف ثمانية شركاء رئيسيين‪ .‬بالرغم من عدم‬ ‫إمكانية تصنيف المصرف بأي حال من األحوال كشركة عائلية نظراً لهيكل حوكمته الواضح‪ ،‬إال أنه عند النظر عن قرب على مصرف‬ ‫بيكتيه آند سي يمكن مالحظة أنه يحظى منذ بداية إنشائه بطابع الشركات العائلية المميز‪.‬‬

‫لمحة تاريخية عن‪:‬‬

‫بيكتيه آند سي‬

‫تاريخ مصرف سويسري خاص يحمل طابع الشركات العائلية‬

‫عند تاأ�شي�ص هذا امل�شرف اخلا�ص يف بداية القرن التا�شع ع�شر‪ ،‬كان‬ ‫ُي�شمى «بنك دي كاندول مايل اآند �شي» على ا�شم ال�شابني الذين قاما‬ ‫بتاأ�شي�شه وامل�شاركة يف اإدارته‪ :‬جاكوب مي�شيل فران�شوا دي كاندول وجاك‬ ‫هرني مايل‪ .‬كانت الروؤية املبدئية للم�شرف هي «التجارة يف الب�شائع‬ ‫والأدوات من كل الأنواع وجمع املخ�ش�شات ال�شنوية وامل�شاربة يف ال�شلع»‪،‬‬ ‫اإل اأن �شرعان ما بداأت خدمات امل�شرف ترتكز على م�شاعدة العمالء يف‬ ‫�شوؤونهم املالية والتجارية بالإ�شافة اإلى اإدارة ثرواتهم‪ .‬واإلى الآن ُيبقي‬ ‫امل�شرف على هذه اخلدمات كاأن�شطة اأ�شا�شية له‪.‬‬ ‫بالرغم من اأن م�شرف بيكتيه اآند �شي ل يعترب نف�شه موؤ�ش�شة عائلية‪ ،‬فعند‬ ‫النظر اإلى تاريخه يت�شح تعاقب اأفراد العائلة على هذه املوؤ�ش�شة املالية‬ ‫‪16‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


Coming this Summer

On Family Business

Internationalisation... Tharawat magazine Volume 11

www.tharawat-magazine.com


‫قضية للنقاش من شركة عائلية إلى شركة عائلية‬

‫الحل الثالث‬ ‫مصعب المهيدب‪ ،‬المدير العام‪ ،‬شركة المهيدب للتوريدات التقنية‪ ،‬السعودية‪ ،‬الجيل الثالث‬

‫هذه حالة جديرة بالهتمام حيث تتناول مو�شوع ًا على درجة كبرية‬ ‫من الأهمية األ وهو اخلالفة‪ .‬اأنا على يقي اأن اأغلب ال�شركات العائلية‬ ‫يف اخلليج تدركها جيد ًا‪ ،‬ولكن ح�شب خربتي املتوا�شعة فاإن قليل‬ ‫من هذه ال�شركات تتعامل معها كهدف وممار�شة مهمة يجب التفاق‬ ‫عليها لختيار القائد القادم وال�شتعداد للتحديات التي تنتظرها‪.‬‬

‫(‪ )1‬اإن�شاء جلنة تر�شيح ل ت�شتمل على اأي فرد من العائلة‪ ،‬واإمنا ت�شتمل‬ ‫على اثني اأو ثالثة اأع�شاء م�شتقلي من جمل�ض الإدارة‪ .‬كما ميكن اأن‬ ‫ي�شتعي ‪ FbA‬با�شت�شاري موارد ب�شرية من خارج ال�شركة لتقدمي اآراء‬ ‫وو�شائل جديدة للتعامل مع هذه امل�شاألة‪،‬‬ ‫(‪ )2‬اإر�شاء قناة للتوا�شل من خالل تطبيق مبداأ املمار�شةالعادلة حيث‬ ‫ميكن لكل امل�شاهمي من العائلة التعبري عن اآرائهم وتو�شياتهم ب�شاأن‬ ‫عملية الختيار وامل�شاعدة يف �شياغتها‪.‬‬ ‫(‪ )3‬اإن�شاء ثقافة موؤ�ش�شية بحيث يقت�شر الرت�شيح لتولى زمام الأمور‬ ‫والقيادة يف امل�شتقبل على الأفراد واملتخ�ش�شي ذوي الكفاءات‪.‬‬ ‫�شوف ي�شاعد هذا الإجراء يف الق�شاء على اأي ممار�شات تت�شم‬ ‫بالعن�شرية و التح ّيز كما �شي�شهم اأي�ش ًا بالحتفاظ باملوظفي واملدراء‬ ‫الأكفاء من ذوي املواهب‪.‬‬

‫يف راأيي اأنه من املنا�شب دائم ًا وجود �شيا�شة لل�شركة يكون فيها‬ ‫التوظيف على اأ�شا�ض «قاعدة تناف�شية» ولي�ض على مبداأ «الأولوية‬ ‫للعائلة»‪ .‬يجب اأن يكون هذا هدف الراغبي يف جناح وا�شتمرار‬ ‫�شركاتهم على مدار العقود والأجيال العديدة القادمة‪ .‬مبعنى اآخر‪،‬‬ ‫يجب اإتاحة الفر�شة لأحد اأفراد عائلتي لإدارة ال�شركة فقط ما اإذا‬ ‫كان هو‪/‬هي اأكفاأ موظف يف املوؤ�ش�شة اآخذين بعي العتبار ك ًال من‬ ‫اأفراد العائلة والعاملي من خارج اإطار العائلة على حد ال�شواء‪.‬‬

‫يف اخلتام اأعتقد اأنه ُي ّ‬ ‫ف�شل دائم ًا اأن نن�شت �شعف ما نتحدث‪ ،‬ولعل هذا‬ ‫ال�شبب يف امتالك كل منا اأذني وفم واحد‪.‬‬

‫اإن اخلالفة م�شاألة حيوية ل�شتمرار ومنو اأي �شركة‪ ،‬ونحن كاأ�شحاب �شركة‬ ‫عائلية ندرك هذا التحدي ومعدل جناح ا�شتمرار ال�شركات مع اجليل‬ ‫الثالث والرابع‪ .‬اأعتقد اأنه من الأف�شل دائم ًا النظر اإلى �شركة العائلة‬ ‫كمكان للعمل حيث نرتدي مالب�شنا الر�شمية وجتنب النظر اإليها كمكان‬ ‫خا�ض بنا و‪/‬اأو كمنزلنا‪ ،‬ولعل ال�شوؤال الذي يحتاج اإلى الإجابة هو‪ :‬اأيهما‬ ‫ياأتي اأو ًل ال�شركة اأم العائلة؟‬

‫هناك و�شيلة اأخرى للتعامل مع هذا الو�شع وهي تطبيق ما ميكن‬ ‫ت�شميته بـ «املمار�شة العادلة» حيث يجتمع مالك ال�شركة العائلية من‬ ‫خالل منتدى (كنوع من التنظيم) للتعبري عن اآرائهم وتو�شياتهم حول‬ ‫ما يريدونه كاأ�شا�ض لطريقة اخلالفة الناجحة‪ .‬يتالزم هذا بالطبع‬ ‫مع وجود جمعية حلملة الأ�شهم تكون مهمتها انتخاب اأع�شاء جمل�ض‬ ‫الإدارة‪ .‬بالإ�شافة اإلى هذا‪� ،‬شوف ي�شاعد هذا الإجراء على وجود‬ ‫اأع�شاء جمل�ض اإدارة م�شتقلي (من خارج العائلة) ميكنهم لعب دور‬ ‫اأكرب يف اخلالفة نظر ًا لمتالكهم موقف حيادي جتاه اأفراد العائلة عاد ًة‪.‬‬ ‫وبالتايل‪ ،‬فاأنا اأو�شي ‪ FbA‬بالتايل…‬ ‫‪14‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫إن الخالفة مسألة حيوية الستمرار ونمو أي‬ ‫شركة‪ ،‬ونحن كأصحاب شركة عائلية ندرك هذا‬ ‫التحدي ومعدل نجاح استمرار الشركات مع‬ ‫الجيل الثالث والرابع‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫من شركة عائلية إلى شركة عائلية قضية للنقاش‬

‫الحل الثاني‬ ‫نجالء السحيمي‪ ،‬المديرة التنفيذية‪ ،‬السحيمي للتصميم‪ ،‬السعودية‪ ،‬الجيل الثاني‬

‫يع ّد �شمان ا�شتمرارية منو وجناح ال�شركة على م ّر ال�شنوات من الثوابت‬ ‫لأي �شركة عائلية ‪ .‬و لذلك يجب اأن يكون لدى جميع ال�شركات العائلية‬ ‫خطة خالفة ل�شمان مرحلة انتقالية �شل�شة من جيل اإلى اآخر‪.‬‬ ‫اإذا بحثنا عن تعريف كلمة اخلالفة‪ ،‬ف�شوف جند اأنها تعني «الإجراء اأو‬ ‫العملية ال�شليمة التي من خاللها يخلف �شخ�ض ما الآخر يف املن�شب اأو‬ ‫املرتبة اأو املنزلة اأو ما �شابه ذلك»‪ ،‬والتي ل ميكن اإجنازها �شوى ببدء‬ ‫عملية التخطيط للخالفة قبلها بخم�ض �شنوات على الأقل‪ .‬ين�شح الكثري‬ ‫من م�شت�شاري ال�شركات ر ّواد الأعمال النا�شئي بو�شع ا�شرتاتيجية اإنهاء‬ ‫�شمن خطة ال�شركة النا�شئة‪ .‬والفكرة هي اأنه كلما طال الوقت الذي‬ ‫يق�شيه املعنيي يف التخطيط للخالفة زادت احتمالية اإمتام العملية‬ ‫النتقالية ب�شال�شة وي�شر‪ .‬يجب هنا ذكر اجلوانب التالية‪:‬‬ ‫تعترب م�شاركة جميع من يف ال�شركة العائلية بعملية التخطيط للخالفة‬ ‫من اخلطوات الأ�شا�شية لنجاحها‪ .‬فاإن «فتح حوار بي اأفراد العائلة هو‬ ‫الو�شيلة الأمثل لبدء عملية تخطيط ناجحة للخالفة» (جرانت ثورنتون‪،‬‬ ‫�شركة ذات م�شئولية حمدودة)‪.‬‬ ‫يجب اإلقاء نظرة واقعية عن قرب على العائلة ثم تخطيط اخلالفة بنا ًء‬ ‫على ذلك‪ .‬ومن ال�سروري اأي�س ًامراجعة نقاط مت ّيز جميع املر�سحني‬ ‫املحتملي لتويل اخلالفة مبنتهى املو�شوعية املمكنة والتفكري فيهم من‬ ‫منطلق من �شيكون الأ�شلح والأن�شب للعمل يف ال�شركة‪.‬‬ ‫ويعترب تدريب جميع املر�شحي املحتملي للخالفة والعمل معهم عن قرب‬ ‫على درجة كبرية من الأهمية كذلك‪ .‬و�شتحظى –نتيجة لذلك‪ -‬خطة‬ ‫اخلالفة يف ال�شركات العائلية بفر�شة اأف�شل للنجاح اإذا كان القائد يعمل‬ ‫عن قرب مع من �شيخلفه قبل ت�شليمه زمام الأمور‪.‬‬ ‫ويف النهاية‪ ،‬ل يفرت�ض اأن تاأخذ ال�شركات العائلية موقف ًا دفاعي ًا جتاه‬ ‫فكرة احل�شول على ن�شائح وا�شت�شارات متخ�ش�شة‪ .‬فيمكن لالإ�شتعانة‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫باملحامي واملحا�شبي وامل�شت�شارين املاليي امل�شاهمة يف اإعداد خطة‬ ‫ناجحة للخالفة‪.‬‬ ‫يف درا�شة احلالة هذه وفيما يتعلق بالتخطيط للخالفة‪ ،‬مل يكن اجلد‬ ‫الذي قام بتاأ�شي�ض جمموعة ‪ NAS‬يف حاجة اإلى خطة خالفة‪ ،‬وكانت‬ ‫امل�شاألة �شهلة بالن�شبة له نظر ًا لأن فكرة التخطيط للخالفة حينها كانت‬ ‫تعني تويل الإبن الأكرب للم�شوؤولية‪ .‬حل�شن احلظ‪ ،‬كان لدى ‪ AbJ‬روؤية‬ ‫وقدرة وا�شحة والتزام جتاه الكيفية التي يريد بها ا�شتمرار ال�شركة‪.‬‬ ‫خالل فرتة قيادته لل�شركة‪ ،‬ر ّكز ‪ AbJ‬على منو ال�شركة واأهمل اإعطاء‬ ‫الأولوية لعملية التخطيط للخالفة‪ .‬ونظر ًا لل�شعوبات التي واجهها‪ ،‬غادر‬ ‫معظم اأفراد اجليل الثالث ال�شركة با�شتثناء ‪ FbA‬وابن عمه‪ ،‬وهو ما جعل‬ ‫من ال�شهل عليه اختيار و من ثم ت�شمية خليفته‪.‬‬ ‫وثق ‪ FbA‬يف روؤية عمه وتد ّرج يف ال�ش ّلم الوظيفي من خالل عمله الدوؤوب‬ ‫والتزامه اإلى اأن اأ�شبح قائد ال�شركة‪ .‬لن يكون التخطيط للخالفة‬ ‫باخلطوة ال�شهلة لـ ‪ FbA‬ومع ذلك يجب اأن يتم و�شعه كاأولوية‪ .‬يعمل اليوم‬ ‫‪ 12‬فرد ًا من اجليل الرابع للعائلة يف ال�شركة لدى ‪ ،FbA‬وجميعهم من‬ ‫حملة املوؤهالت العلمية الراقية ومن ذوي النزعة التناف�شية‪ .‬ول تعني‬ ‫عملية اختيار خليفة ل ‪ FbA‬اأن يختار �شخ�ض مثله اأو حتى �شخ�ض‬ ‫ّ‬ ‫يف�شله �شخ�شي ًا‪ ،‬بل ت�شتلزم العملية اختيار �شخ�ض لي�ض موؤه ًال ل�شغل‬ ‫املن�شب فح�شب ولكن يجب اأن يحظى كذلك باحرتام وتقدير الأفراد‬ ‫املهمي بفريق العمل بالإ�شافة الى امتالكه القدرة على توجيه واإدارة دفة‬ ‫ال�شركة م�شتقب ًال‪.‬‬

‫تعتبر مشاركة جميع من في الشركة‬ ‫العائلية بعملية التخطيط للخالفة من‬ ‫الخطوات األساسية لنجاحها‪.‬‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪13‬‬


‫قضية للنقاش من شركة عائلية إلى شركة عائلية‬

‫الحل األول‬ ‫بدر المبطي‪ ،‬مدير تطوير األعمال‪ ،‬شركة المبطي للمقاوالت‪ ،‬السعودية‪ ،‬الجيل الثالث‬

‫من اجلدير بالذكر قبل البدء يف التحليل‪ ،‬اأن معظم اخلالفات والنزاعات‬ ‫بي الأجيال املختلفة تنتج عن اختالف اأهداف كل منهم‪ .‬فعلى �شبيل‬ ‫املثال‪ ،‬هدف ‪ FbA‬هو احلفاظ على �شمعة ال�شركة واأدائها على مدار‬ ‫ال�شنوات القادمة‪ .‬على اجلانب الآخر‪ ،‬رمبا ل ي�شاركه اجليل اجلديد‬ ‫نف�ض الروؤية بال�شرورة‪ .‬وهناك نقطة اأخرى يجب ذكرها األ وهي عدم‬ ‫�شعي بع�ض اأفراد العائلة اإلى العمل ب�شركة العائلة‪ ،‬واأحيا ًنا ما ُينظر اإلى‬ ‫النفوذ ال�شخ�شي واملنا�شب العليا كاأولوية تتق ّدم على م�شلحة ال�شركة‪.‬‬ ‫قد ل يكون لدى اأفراد العائلة من اجليل اجلديد نف�ض الح�شا�ض بامل�شوؤولية‬ ‫جتاه �شركة العائلة‪ .‬من خالل جتربتي‪ ،‬وجدت اأن معظمهم يف�شل العمل‬ ‫م�شتق ًال والعمل يف �شركة خا�شة به‪ .‬ويف الوقت ذاته‪ ،‬مازالوا يعتقدون‬ ‫اأن لهم احلق يف التواجد كجزء من �شركة العائلة‪ .‬ميكنني تو�شية ‪FbA‬‬ ‫مبا يلي‪:‬‬ ‫اقرتح �شياغة ميثاق للعائلة مكتوب ومتفق عليه بوا�شطة اأعيان العائلة‪.‬‬ ‫�شوف يدعم هذا امليثاق كل عملية انتقالية لأي من�شب يتوله فرد بالعائلة‬ ‫من اجليل القادم‪.‬‬

‫يجب حتديد الأهداف وامل�شوؤوليات للجيل اجلديد مبجرد اختيارهم‬ ‫ل�شغل منا�شب بال�شركة‪ .‬ونظر ًا لأنه ي�شعب دائ ًماأ اإعطاء جميع اأفراد‬ ‫اجليل اجلديد فر�ض مت�شاوية‪ ،‬فمن الأف�شل ت�شميم نظام مكافاآت عادل‬ ‫للجميع‪ ،‬والذي من �شاأنه اأن ينهي اأو يقلل التوتر بي اأفراد العائلة‪.‬‬ ‫حتولت ‪ NAS‬اإلى �شركة قاب�شة تت�شم بالتناف�شية والحرتافية و تتاألف‬ ‫من وحدات عمل متنوعة‪ .‬وبالتايل‪ ،‬يجب اأن ي�شتفيد ‪ FbA‬من وجود هذا‬ ‫التنوع ويوزع اأفراد اجليل اجلديد على نحو يجعل كل منهم يعمل يف وحدة‬ ‫اأعمال م�شتقلة عن الأخرى‪� .‬شيعمل هذا بالتاأكيد على اإنهاء اأو تقليل‬ ‫اخلالفات بينهم‪.‬‬ ‫كثري ًا ما األحظ يف ال�شركات العائلية ندرة معلومات اجليل ال�شاب عن‬ ‫تاريخ ال�شركة‪ .‬قد ينتفع اجليل القادم من الإملام بالإجنازات والتحديات‬ ‫ال�شابقة لل�شركة‪.‬‬

‫�شاقرتح كذلك اإن�شاء �شندوق اعتماد للعائلة له دور حمدد ومو�شح يف‬ ‫ميثاق العائلة‪ .‬هدف هذا ال�شندوق هو دعم اأفراد العائلة ممن قد يكون‬ ‫لديهم اأفكار لإقامة �شركات م�شتقلة‪� .‬شوف يقلل وجود ميثاق العائلة‬ ‫و�شندوق اعتماد العائلة من النزاعات واخلالفات بي اأفرادها‪ ،‬و�شوف‬ ‫يوفـّر لهم فر�شة اأف�شل لتحقيق النجاح‪.‬‬ ‫بالتاأكيد اكت�شب ‪ FbA‬قدر ًا كبري ًا من اخلربة والدرو�ض من ق�شة جناحه‬ ‫مع عمه‪ .‬واأعتقد اأن اأحد الدرو�ض الرئي�شية التي تعلمها هي اأهمية اللتزام‬ ‫بخطة اخلالفة مبجرد اإعدادها‪ ،‬مع الأخذ يف العتبار ال�شطرابات‬ ‫واملقاومة املحتملة يف مواجهة التغيري‪ .‬يف الوقت ذاته‪ ،‬اأعتقد اأنه من‬ ‫الأهمية مبكان موا�شلة ‪ FbA‬عملية التقييم التي يجب اأن يخ�شع لها‬ ‫اأفراد العائلة اجلدد قبل احل�شول على من�شب يف �شركة العائلة‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫دائمأ إعطاء جميع أفراد الجيل‬ ‫نظراً ألنه يصعب ً‬ ‫الجديد فرص متساوية‪ ،‬فمن األفضل تصميم‬ ‫نظام مكافآت عادل للجميع‪ ،‬والذي من شأنه‬ ‫أن ينهي أو يقلل التوتر بين أفراد العائلة‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫من شركة عائلية إلى شركة عائلية قضية للنقاش‬

‫ال�شركة من اأ�شقائه و�شقيقاته الت�شويت على هذا القرار ويف حالة عدم‬ ‫التفاق �شيكون لزام ًا عليهم البدء يف عملية حتديد خليفة لتويل امل�شوؤولية‪.‬‬ ‫عرب والد ‪ FbA‬عن فرحته بينما تفاجاأ الآخرون‪ .‬وجه رئي�ض جمل�ض الإدارة‬ ‫�شوؤال اإلى اأفراد العائلة احلا�شرين باملجل�ض ما اإذا كانوا بحاجة اإلى مزيد‬ ‫من الوقت‪ ،‬لكن مل يتقدم اأحد للمطالبة مبزيد من الوقت خمافة حدوث‬ ‫ا�شطرابات باملوؤ�ش�شة‪ .‬وهكذا متت املوافقة على تر�شيح ‪ FbA‬كرئي�ض‬ ‫تنفيذي ورئي�ض جمموعة ‪ NAS‬بوا�شطة اجليلي الثاين والثالث‪.‬‬ ‫مرت ع�شر �شنوات وما زال ‪ FbA‬يدير املجموعة بنجاح‪ ،‬وعمل على تنفيذ‬ ‫الكثري من روؤى عمه وقيمه التي كان معجب ًا بها ب�شدة‪ .‬ومع ذلك كان دائم ًا‬ ‫ما ي�شاأل نف�شه عما اإذا كانت عملية اخلالفة التى فر�شها ع ّمه هي الأ�شلوب‬ ‫الأن�شب و الطريقة املثلى لتويل القيادة يف �شركة العائلة‪.‬‬ ‫يعمل اليوم ‪ 12‬فرد ًا من اجليل الرابع للعائلة يف جمموعة ‪ NAS‬من بينهم‬ ‫اأولد ابناء عمومة ‪ FbA‬الذين مل ي�شمح ‪ AbJ‬بالتحاقهم مرة اأخرى يف‬ ‫املجموعة والطاحمي الآن يف دفع اأولدهم اإلى منا�شب اأعلى يف ال�شركة‪ .‬كما‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫يعمل اثنان من اأولد ‪ FbA‬نف�شه باملجموعة يف م�شتوى العمليات الت�شغيلية‪.‬‬ ‫ميثل التخطيط للخالفة اأولوية ق�شوى لدى ‪ FbA‬الآن‪ ،‬حيث يرغب يف‬ ‫حماية العائلة وال�شركة من اأي تخ ّبط اأو �شراعات‪ .‬اأ�شبحت جمموعة‬ ‫‪ NAS‬الآن اأكرب مما كانت عليه قبل ع�شر �شنوات م�شت‪ ،‬واأ�شبحت‬ ‫عالقات املجموعة مع العامل اخلارجي اأكرث تعقيد ًا وت�شعب ًا نتيجة زيادة‬ ‫اأعداد امل�شروعات املهمة التي ت�شارك فيها‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬يتم ّيز اأفراد‬ ‫اجليل الرابع بتناف�شية اأكرب مدفوع ًا بنجاح املجموعة‪ ،‬وهم اأكرث حتفزً ا‬ ‫لتويل املزيد من امل�شوؤوليات‪.‬‬ ‫و�شع ‪ FbA‬خطة تطوير دقيقة للغاية بالن�شبة لأفراد اجليل الرابع‪ ،‬لكن‬ ‫اآج ًال اأو عاج ًال �شي�شطر اإلى اقرتاح اأ�شماء مر�شحي اخلالفة على العائلة‪،‬‬ ‫و�شتكون هذه حلظة مهمة ول ُي�شتبعد حينها حدوث �شراعات‪.‬‬ ‫يت�شاءل ‪ FbA‬عن الدرو�ض التي ميكنه تعلمها من ق�شة توليه للم�شوؤولية‬ ‫وكيف ميكنه ال�شتفادة منها لتقدمي خيار منا�شب للجيل القادم‪.‬‬ ‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪11‬‬


‫قضية للنقاش من شركة عائلية إلى شركة عائلية‬

‫تتوحد العائلة ويتفق اأفرادها على هذا النهج‬ ‫فر�ش ًا جديدة‪ ،‬وكان ياأمل اأن ّ‬ ‫مبجرد اح�شا�شهم بطعم جناحها ‪.‬‬ ‫ولكن لالأ�شف‪ ،‬فقد ا�شتغرق الأمر بع�ض الوقت حتى توؤتي هذه التغيريات‬ ‫ثمارها وواجه ‪ AbJ‬ثالث �شنوات ع�شيبة حققت خاللها املجموعة خ�شائر‬ ‫للمرة الأولى يف تاريخها‪ .‬ازدادت حدة التوتر خالل هذه الفرتة بي اأفراد‬ ‫العائلة وترك العديد من اأبناء عم ‪ FbA‬وظائفهم يف �شركة العائلة اعرتا�ش ًا‬ ‫على الهيكل اجلديد‪ ،‬حتى والد ‪ FbA‬نف�شه بداأ بالت�شكيك يف ا�شرتاتيجية‬ ‫الأعمال اجلديدة هذه‪.‬‬ ‫مل يوا�شل العمل بال�شركة �شوى ‪ FbA‬وابن عم اآخر من اجليل الثالث‪ .‬ظل‬ ‫‪ AbJ‬على قناعة كبرية بجدوى ا�شرتاتيجيته بالرغم من اخل�شائر‪ .‬كان ‪FbA‬‬

‫وضع ‪ FbA‬خطة تطوير دقيقة للغاية بالنسبة‬ ‫ألفراد الجيل الرابع‪ ،‬لكن عاج ًال أو آج ًال سيضطر‬ ‫إلى اقتراح أسماء مرشحي الخالفة على‬ ‫العائلة‪ ،‬وستكون هذه لحظة مهمة وال يُستبعد‬ ‫حينها حدوث صراعات‪.‬‬

‫ُمعجب ًا باإ�شرار ع ّمه وروحه البتكارية‪ ،‬وراأى فيه �شورة للقائد احلقيقي‬ ‫الذي ميتلك القدرة على الإن�شات لفريقه واتخاذ القرارات ب�شرعة‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫الناجحة يف قطاع البناء والت�شييد املعروفة بخدماتها املتميزة‪.‬‬ ‫كما تغري موقف العائلة كذلك جتاه ‪ ،AbJ‬فبداأ الأ�شقاء وال�شقيقات ال�شتة‬ ‫يف الجتماع ب�شفة دورية فيما ي�شبه جمل�ض عائلة غري ر�شمي‪ ،‬واأحيان ًا ما‬ ‫كان ُيدعى حل�شوره اأفراد اجليل الثالث‪ .‬لكن نظر ًا للفرتة الع�شيبة التي‬ ‫م ّر بها واملجهودات ال�شخمة التي بذلها يف املجموعة‪ ،‬اأ�شبح ‪ AbJ‬اأكرث‬ ‫حذر ًا ويقظة‪ .‬فقد اأ�شبح اأقل انفتاح ًا و تق ّب ًال لالأفكار اجلديدة ورغب قبل‬ ‫كل �شيء يف تعزيز جناح ال�شركة‪ ،‬ورف�ض اإعادة دمج اجليل الثالث الذي‬ ‫رحب مب�شاركة‬ ‫ترك املجموعة اأثناء الأوقات الع�شيبة‪ .‬ويف الوقت ذاته‪ّ ،‬‬ ‫اجليل الرابع (رجا ًل ون�شا ًء) الذي كان اأفراده من حديثي التخرج من‬ ‫اجلامعات حينها‪ ،‬ولكن كان عليهم جميع ًا اخل�شوع لعملية تقييم للوقوف‬ ‫على قدراتهم واإمكانياتهم‪.‬‬ ‫انتقل ‪ AbJ‬اإلى م�شتوى اآخر‪ ،‬حيث قام بتجميع وحدات الأعمال املتنوعة يف‬ ‫�شركة قاب�شة ومنح كل وحدة اأعمال هوية قانونية م�شتقلة‪ .‬انتقل ‪ FbA‬وابن‬ ‫عمه املنتمي للجيل الثالث ‪-‬والذي ا�شتمر يف العمل ب�شركة العائلة‪ -‬من‬ ‫العمليات الت�شغيلية اإلى م�شتوى اإدارة ال�شركة القاب�شة‪.‬‬ ‫مت تعيي ‪ FbA‬لتويل م�شوؤولية ال�شوؤون املالية وال�شتثمار بينما تولى ابن‬ ‫عمه م�شوؤولية تطوير الأعمال‪ .‬منت ال�شركة وازدهرت خالل ال�شنوات‬ ‫الع�شر التي تلت ذلك ومت طي �شفحة ال�شراعات العائلية القدمية‪ .‬جمعت‬ ‫بي ‪ FbA‬وعمه عالقة وطيدة‪ ،‬ومع ذلك مل ياأت ‪ AbJ‬على ذكر مو�شوع‬ ‫اخلالفة مطلق ًا‪ .‬ومع منو وزيادة اأعداد اأفراد العائلة‪ ،‬مت تكليف من ‪FbA‬‬ ‫بوا�شطة عمه بالعمل على اإعداد �شيا�شة اأكرث �شفافية وفعالية لتوزيع‬ ‫ن�شب الأرباح على العائلة‪ .‬وبالطبع اأتاح هذا ت�شاور ‪ FbA‬مع جميع اأفراد‬ ‫العائلة واحل�شول على فهم اأف�شل مل�شاعرهم جتاه العائلة وال�شركة وكذلك‬ ‫توقعاتهم لنمو ال�شركة‪.‬‬

‫كانت جمموعة ‪ NAS‬حمور حديث االأو�ساط االجتماعية وتوقـّع الكثري‬ ‫عم ‪ FbA‬بالرتكيزعلى‬ ‫انف�شال الأ�شقاء وال�شقيقات ال�شتة‪ .‬ا�شتم ّر ‪ّ AbJ‬‬ ‫ال�سوق واأع ّد حملة ت�سويق وعالقات عامة �سخمة لت�سليط ال�سوء على نقاط‬ ‫مت ّيز وق ّوة املجموعة وم�شتوى اخلدمات اجلديد الذي ميكنها تقدميه‪.‬‬ ‫جنحت جمموعة ‪ NAS‬حتت قيادة ‪ AbJ‬يف ت�شليم �شل�شلة من امل�شروعات‬ ‫ال�شغرية يف املوعد املحدد بجودة خدمة عالية نالت ا�شتح�شان وثناء كبري‬ ‫من العمالء‪ .‬مل يقبع ‪ AbJ‬يف مكتبه‪ ،‬بل كان يزور املواقع متحد ًثا اإلى‬ ‫العمالء لي�شرح لهم ا�شرتاتيجيته‪ ،‬وجاء املردود اإيجابي ًا للغاية‪ ،‬حيث بداأت‬ ‫و�شائل الإعالم املحلية يف تناول الأ�شلوب اجلديد يف خدمة العمالء الذي‬ ‫قدّمه ‪ AbJ‬للمنطقة‪.‬‬

‫وفجاأة تدهورت �شحة ‪ AbJ‬ونتيجة لذلك نقل ‪ FbA‬مكتب الرئي�ض‬ ‫التنفيذي ورئي�ض املجموعة اإلى منزل عمه لإعفائه من م�شقة احل�شور اإلى‬ ‫املكتب‪ ،‬كما كانت تتم اجتماعات جمل�ض العائلة غري الر�شمي يف منزل‬ ‫الرئي�ض اأي�ش ًا‪ .‬وكان هناك دعوات يوجهها رئي�ض ال�شركة حل�شور املزيد‬ ‫من اأفراد اجليل الثالث جمل�ض العائلة‪ .‬وخالل اأحد هذه املجال�ض متت‬ ‫مناق�شة �شيا�شة توزيع الأرباح يف ح�شور اجليلي الثاين والثالث‪ .‬قام ‪FbA‬‬ ‫مبعظم العر�ض التقدميي ومل تكن هناك مفاجاأت حيث حر�ض على تناول‬ ‫التوقعات بعناية و�شرح نظام ال�شيا�شة اجلديدة جلميع اأفراد العائلة ينتمي‬ ‫اإلى اجليل الثاين اأو الثالث‪.‬‬

‫يف ال�شهور ال�شتة التي تلت ذلك فازت جمموعة ‪ NAS‬بثالث م�شروعات‬ ‫كان اأبرزها عملية تو�شعة ملطار‪ .‬بداأت هذه الأخبار يف تغيري نظرة جمتمع‬ ‫الأعمال ملجموعة ‪ ،NAS‬و�شرعان ما اأ�شبحت واحدة من ال�شركات‬

‫ومع اإبداء اجلميع لر�شاهم‪ ،‬نه�ض رئي�ض ال�شركة واأعلن عن تقاعده ورغبته‬ ‫يف تعيي ‪ FbA‬كخليفة له‪ .‬فقد جنح ‪ FbA‬يف اإدارة ال�شركة من وجهة نظره‪،‬‬ ‫ونال احرتام كبري من اأفراد الإدارة غري املنتمي اإلى العائلة‪ .‬طلب رئي�ض‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫من شركة عائلية إلى شركة عائلية قضية للنقاش‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪9‬‬


‫قضية للنقاش من شركة عائلية إلى شركة عائلية‬

‫دراسة‬ ‫حالة‬

‫تُعد الخالفة هي المشكلة األكثر تداو ًال في الشركات العائلية‪ .‬فال يُكتب لنسبة كبيرة‬ ‫من الشركات العائلية االستمرار بعد الجيل الثالث وكثيراً ما يلقى باللوم في هذا الشأن‬ ‫على غياب التخطيط للخالفة وأنظمة الحوكمة‪ .‬في قسم دراسة حالة “من شركة عائلية‬ ‫إلى شركة عائلية” لهذا العدد‪ ،‬سوف نسرد قصة ‪ FbA‬الذي يتصدى لعملية التخطيط‬ ‫للخالفة بصفته الرئيس التنفيذي لشركة عائلية‪ .‬يعرض ثالثة من شباب الشركة العائلية‬ ‫على ‪ FbA‬التحليل والوسائل والحلول المناسبة للتعامل مع هذه التحديات‪.‬‬

‫الخالفة في الشركات العائلية‬

‫اكتشاف الوصفة السحرية‬ ‫فرغ ‪ FbA‬لتوه من قراءة نتائج تقرير اأعدته جمموعة ا�شت�شارية للتعليق‬ ‫على ا�شتبيان حول التخطيط للخالفة يف ال�شركات العائلية بال�شرق الأو�شط‬ ‫واأوروبا‪ .‬يذكر التقرير باأنه على الرغم من تاأثر ال�شركات العائلية بثقافات‬ ‫وتقاليد خمتلفة‪ ،‬فما زال التخطيط للخالفة حتدي ًا مهم ًا لها‪ .‬عالوة على‬ ‫هذا‪ ،‬يو�شح التقرير كيف اأن التاأثري ل يقت�شر على العائلة فح�شب بل ميتد‬ ‫لي�شمل القت�شاد الوطني كذلك‪ ،‬حيث تُعد ال�شركات العائلية يف بع�ض دول‬ ‫الوطن العربي حم ّفزات مهمة للنمو القت�شادي‪ .‬ينتهي التقرير مبجموعة‬ ‫من التحذيرات ب�شاأن خماطر غياب التخطيط للخالفة والعواقب امل�شوؤومة‬ ‫املحتملة جراء ذلك‪ .‬مل يخرج ‪ FbA‬ب�شيء جديد من هذا التقرير‪ ،‬لكنه‬ ‫انده�ض من عدد ال�شركات العائلية التي مل ت�شع التخطيط للخالفة �شمن‬ ‫اأولوياتها اإلى الآن‪ ،‬ول تعد �شركة ‪ FbA‬العائلية ا�شتثناء ًا لتلك ال�شركات‪.‬‬ ‫ا�شتلم ‪� FbA‬شركة العائلة (جمموعة ‪ )NAS‬خلف ًا لعمه يف عام ‪1991‬‬ ‫الذي كان ال�شقيق الأكرب �شمن �شتة اأ�شقاء و�شقيقات‪ .‬مل يتم التخطيط‬ ‫للعملية النتقالية وتنظيمها جيد ًا حيث مت الإ�شراع بها نظر ًا ل�شحة العم‬ ‫املتدهورة‪� .‬شغل العم من�شبي الرئي�ض التنفيذي ورئي�ض ال�شركة العائلية‪.‬‬ ‫تر ّكزت اأعمال جمموعة ‪ NAS‬على القطاعات املختلفة لإن�شاءات املباين‬ ‫‪8‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫ال�شكنية والتجارية‪ .‬ويف ظل قيادة العم ‪� ،AbJ‬شاركت املجموعة يف‬ ‫م�شروعات بنية حتتية �شخمة م�شتفيدة من ازدهار ال�شتثمار يف ال�شرق‬ ‫الأو�شط‪.‬‬ ‫ا�شتلم ‪ AbJ‬ال�شركة من والده ثم قام بتحويلها اإلى �شركة قاب�شة احرتافية‬ ‫لديها القدرة على املناف�شة‪ ،‬حيث قام بتنظيم ال�شركة يف وحدات اأعمال‬ ‫عي مدير ًا عام ًا لكل وحدة منها‪ .‬ركزت كل وحدة اأعمال على‬ ‫متنوعة ثم ّ‬ ‫ب�شعة اأن�شطة اأ�شا�شية وناف�شت لكي ت�شبح الأف�شل يف جمالها‪ .‬كان هذا‬ ‫الهيكل عندئذ اأمر ًا م�شتحدث ًا بالن�شبة للمجموعة وتطلب اإحداث تغيري يف‬ ‫طريقة التفكري‪.‬‬ ‫مل تكن عملية التغيري تلك �شهلة وواجه ‪ AbJ‬الكثري من املقاومة من‬ ‫العائلة‪ ،‬فقد ّ‬ ‫ف�شل بع�ض اأفراد العائلة الحتفاظ مبجموعة اأن�شطة على‬ ‫درجة كبرية من التنوع لتوزيع ن�شبة املخاطرة‪ .‬بالإ�شافة اإلى ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫عدد من اأفراد العائلة العاملي باملجموعة نفوذهم و�شلطتهم نتيجة‬ ‫للهيكل اجلديد‪ .‬كانت لدى ‪ AbJ‬روؤية �شديدة الو�شوح وكان على يقي‬ ‫باأن هذا الهيكل �شيعمل على اإحراز مكانة متميزة لل�شركة و�شيفتح اأمامها‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


Orchestrating OrchestratingWinning Winning Performance Performance(OWP) (OWP)

The The global business global business program for individuals program for individuals and and teams teams

For individuals and teams who seek the latest management thinking For individuals and teams who seek the latest management thinking and practical, innovative solutions for their business

and practical, innovative solutions for their business Anticipate global business trends Anticipate global business trends Boost your performance, broaden your perspectives and expand your global network Boost your performance, broaden your perspectives and expand your global network Design the program that suits you Design the program that suits you

www.imd.org/owp

www.imd.org/owp

KEYNOTE SPEAKERS:

KEYNOTE SPEAKERS:

Mr. Keith E. Wandell, Harley-Davidson President Mr. Keith & E.CEO Wandell,

Harley-Davidson President & CEO

Untitled-1 1

Lord Sebastian Coe, Mr. Jean-Claude Biver, Chairman of the London Hublot CEO Organizing Committee Lord Sebastian Coe, Mr. Jean-Claude Biver, forChairman the Olympic Games of the London Hublot CEO

Organizing Committee for the Olympic Games

3/31/11 10:36 AM


‫كلمة الناشر‬

‫عزيزي القارئ‪،‬‬ ‫بدأت الكثير من الشركات العائلية في الشرق األوسط وخاصة الشركات الكبرى‬ ‫ٍ‬ ‫نوعت نشاطاتها‬ ‫متخصصةً في‬ ‫بالعمل‬ ‫نشاط واحدٍ رئيسي‪ ،‬إال أنها وبمرور الوقت ّ‬ ‫ّ‬ ‫التنوع في الشركات‬ ‫في العديد من المجاالت المختلفة‪ .‬تتباين وجهات النظر بشأن هذا‬ ‫ّ‬ ‫العائلية‪ ،‬فوجود العديد من األنشطة والتي عادةً ما تكون غير مرتبطة ببعضها‬ ‫يحد من نسبة المخاطرة وسوف يزيد‬ ‫البعض ضمن مجاالت أنشطة العائلة سوف ّ‬ ‫من احتمالية االستمرار والنمو‪ .‬ويذكر آخرون أنه مع مرور الوقت سوف تنمو العائلة‬ ‫وبالتالي سوف تضم األجيال القادمة أفراداً لديهم مواهب مختلفة؛ ولالستفادة من‬ ‫هذه القدرات ولضمان بقاء الشركة في أيدي العائلة يكون من المنطقي إنشاء‬ ‫التخصصات العلمية‪ .‬وهناك‬ ‫توفر فرص ًا ألفراد العائلة من جميع‬ ‫وحدات أعمال مختلفة ّ‬ ‫ّ‬ ‫التنوع الكبير‪ .‬يجب مراعاة‬ ‫هذه‬ ‫مثل‬ ‫تجاه‬ ‫الخبراء‬ ‫بين‬ ‫يدور‬ ‫واضح‬ ‫على الجانب اآلخر نقد‬ ‫ّ‬ ‫خصصنا المقال الخاص بهذا العدد‬ ‫مخاطر فقدان التركيز وإهمال األنشطة الرئيسية‪ّ .‬‬ ‫متنوعة األنشطة ونعرض‬ ‫لتنوع الشركات العائلية حيث نتناول حاالت لشركات عائلية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫متنوعة في المستقبل‪.‬‬ ‫أنشطة‬ ‫مجموعة‬ ‫قيادة‬ ‫لكيفية‬ ‫الخبراء‬ ‫وتوصيات‬ ‫آراء‬ ‫ّ‬

‫د‪ .‬هشام العجمي‬ ‫المؤسس والرئيس التنفيذي‪ ،‬منتدى ثروات للشركات‬ ‫العائلية ومجلة ثروات اإلمارات وسويسرا‪.‬‬

‫نوجه اهتمامنا إلى تلك الشركات التي ال تحظى‬ ‫في العدد العاشر من مجلة ثروات‪ّ ،‬‬ ‫أهميتها الستمرار معظم األنظمة االقتصادية في‬ ‫به عادة نظراً لحجمها بالرغم من‬ ‫ّ‬ ‫نخصص قسم جديد بالكامل للشركات‬ ‫والمتوسطة‪.‬‬ ‫العالم‪ :‬الشركات الصغيرة‬ ‫ّ‬ ‫العائلية الصغيرة والمتوسطة؛ تاريخها وتحديّاتها وإنجازاتها‪ .‬يسعدنا أن نعرض في أول‬ ‫ملف في هذا القسم لمحة عن عائلة طوقان الفلسطينية التي تمتلك واحداً من أشهر‬ ‫مصانع الصابون في نابلس؛ ويصحبنا رئيس مجلس اإلدارة السيد فاروق طوقان من‬ ‫عرف على حرفة إنتاج الصابون‪.‬‬ ‫خالل مقابلتنا الحصريّة معه في رحلة الستكشاف وال ّت ّ‬ ‫تحدثنا مع السيد محمد أحمد العبيدلي المدير التنفيذي‬ ‫في هذا العدد كذلك‪ّ ،‬‬ ‫التنوع في األنشطة إلى‬ ‫يؤدي‬ ‫كيف‬ ‫واكتشفنا‬ ‫قطر‪،‬‬ ‫لمجموعة ‪ OITC‬في‬ ‫ّ‬ ‫االستمرارية‪ ،‬واألسباب وراء ضرورة اإلبقاء على عادة االجتماعات العائلية‪ .‬من خالل‬ ‫نتعرف على أعمال مصرف سويسري‬ ‫عرض لمحة تاريخية عن مصرف بيكتيه آند سي‬ ‫ّ‬ ‫خاص لديه كافة سمات الشركات العائلية بالرغم من عدم تصنيفه كشركة مملوكة‬ ‫لعائلة‪ .‬يعرض جاك دو سوسور‪ ،‬الشريك والمدير األعلى بمصرف بيكتيه رؤيته لتاريخ‬ ‫المصرف‪ ،‬وكيفية الجمع بين اإلدارة والملكية‪ ،‬وأهمية االقتصادات الناشئة‪.‬‬ ‫تأتي أبرز المساهمات في قسم دراسة الحالة بمجلتنا والذي يتناول في هذا العدد‬ ‫المعضلة التي تواجه ‪ NbA‬الرئيس التنفيذي لشركة عائلية افتراضية‪ ،‬حيث يقترح‬ ‫أفراد من شركات عائلية حقيقية حلو ًال وتوصيات للتعامل معها‪ .‬في جزء المقاالت‬ ‫الخاصة تشتمل المجلة هذه المرة على مقالة عن المسؤولية االجتماعية للشركات‪،‬‬ ‫هذا وباإلضافة الى رأي أنيس سلطان المناصر لفكرة الحاجة إلى إعادة اختراع العجل‬ ‫أما رأي الخبراء فيأتي من خالل المستشارين في شركة‬ ‫في الشركات العائلية‪ّ .‬‬ ‫‪ِ WISE‬ب ّ‬ ‫حث الشركات العائلية على المساهمة في األعمال الخيرية حيث يسهم‬ ‫“فعل الخير” في تقريب أفراد العائلة من بعضهم البعض‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬



‫المحتويات‬

‫العدد العاشر | أبريل ‪ -‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪46‬‬

‫‪56‬‬

‫‪48‬‬

‫مقاالت خاصة‬ ‫�لقيادة �ملتو�زنة للأن�شطة �ملختلفة لل�شركات �لعائلية‬ ‫‪� 48‬شركة ّ‬ ‫�تاد �ملقولني‪� :‬شركة عائلية متن ّوعة �لأن�شطة‬

‫توظف اآلالف ولديها أفرع في العشرات من البلدان‪ .‬مقابلة مع سامر‬ ‫شركة مقاوالت عربية عمالقة‬ ‫ّ‬ ‫متنوعة األنشطة‪.‬‬ ‫خوري عن القيادة في شركة عائلية‬ ‫ّ‬

‫‪ 52‬ق�ش�ض عن �لتن ّوع يف �أن�شطة بع�ض �ل�شركات �لعائلية‬

‫بتنوع وانتشار عالمي ألنشطتها‪.‬‬ ‫تتميز‬ ‫مختارات لحقائق وأرقام عن بعض الشركات العائلية التي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪� 56‬لرتكيز يفوق �لتن ّوع‪� -‬شرورة تديد �ل�شركات �لعائلية لإمكانياتها �لأ�شا�شية‬

‫المتنوعة األنشطة و مقترحات و نصائح عن كيفية التعامل مع هذا‬ ‫تقييم ذاتي للشركات العائلية‬ ‫ّ‬ ‫التنوع و كيفية استعادة التركيز‬ ‫ّ‬

‫‪4‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫العدد العاشر | أبريل ‪ -‬يونيو ‪ 2011‬المحتويات‬

‫‪32‬‬

‫‪68‬‬

‫‪16‬‬

‫‪62‬‬

‫‪28‬‬

‫مقاالت‬ ‫‪� 26‬مل�شوؤولية �لإجتماعية لل�شركات �لعائلية‬ ‫وطرُق مساهمة‬ ‫مقال يساند ويدعم وجود مجتمعات‬ ‫ديناميكية ُ‬ ‫ّ‬ ‫الشركات العائلية فيها‬

‫‪ 28‬نقطة �ل�شفر‬

‫أهمية كلمة «لماذا» في الشركات العائلية‬ ‫مقال عن‬ ‫ّ‬

‫‪ 32‬ماذ� تقدّ م �لأعمال �خلريية لل�شركات �لعائلية‬

‫والمتوسطة‬ ‫الشركات الصغيرة‬ ‫ّ‬ ‫‪� 62‬شركة طوقان �لعائلية‬ ‫تاريخ مصنع عائلة طوقان في نابلس ومقابلة مع رئيس مجلس‬ ‫اإلدارة فاروق طوقان‬

‫‪ 68‬هل يعترب �شغر �حلجم ميزة؟‬ ‫والمتوسطة في دول‬ ‫التح ّديات التي تواجهها الشركات الصغيرة‬ ‫ّ‬ ‫والمتوسطة في‬ ‫الصغيرة‬ ‫لتطور الشركات‬ ‫معمق‬ ‫الخليج‪ ،‬تحليل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الخليج وللتح ّديات التي تواجهها‬

‫كيف ممكن لألنشطة الخيرية أن تزيد من ترابط العائلة و كم هو‬ ‫منطقي عمل الخير للعائالت في مجال األعمال‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪3‬‬


‫المحتويات‬

‫العدد العاشر | أبريل ‪ -‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪38‬‬

‫المشاركون‬ ‫أحمد يوسف‬

‫شريك – شركة بوز أند كومباني لالستشارات اإلدارية‬

‫أنيس سلطان‬

‫رئيس قسم تطوير التسويق في شركة دبليو جي تاول ذ‪.‬م‪.‬م‪،‬‬ ‫عمان‬

‫ايتان ايتشنبرجر‬

‫المشارك في تأسيس ‪ wise – philanthropy‬لالستشارات‪،‬‬ ‫سويسرا‬

‫بدر المبطي‬

‫مدير تطوير األعمال – شركة المبطي للمقاوالت‪ ،‬السعودية‬

‫جاك دو سوسور‬

‫شريك و مدير أعلى‪ ،‬مصرف بيكتيه آند سي‪ ،‬سويسرا‬

‫جيسي جوهانسون‬

‫مديرة االتصاالت في ‪ wise – philanthropy‬لالستشارات‪،‬‬ ‫سويسرا‬

‫د‪.‬هشام العجمي‬

‫المؤسس و المدير التنفيذي‪ -‬منتدى و مجلة ثروات للشركات‬ ‫العائلية‪ ،‬اإلمارات و سويسرا‬

‫د‪ .‬ستيفان هيرتوغ‬

‫المحاضر في كلية لندن لالقتصاد والمدير األكاديمي للمعهد‬ ‫الدولي للشركات العائلية‬

‫سامر خوري‬

‫رئيس شركة اتّحاد المقاولين للمقاوالت و الهندسة‬

‫عيسى الغرير‬

‫نائب رئيس مجلس إدارة الغرير لالستثمار ذ‪.‬م‪.‬م ورئيس مجلس‬ ‫إدارة الغرير لألغذية‪ ،‬اإلمارات‬

‫فاروق طوقان‬

‫رئيس مجلس إدارة شركة طوقان‪ ،‬فلسطين‬

‫محمد أ‪ .‬العبيدلي‬ ‫ّ‬

‫العضو التنفيذي‪ ،‬مجموعة ‪ ،OITC‬قطر‬

‫مصعب المهيدب‬

‫المدير العام‪ ،‬شركة المهيدب للتوريدات التقنية‪ ،‬السعودية‬

‫نجالء السحيمي‬

‫أقسام ثابتة‬ ‫‪ 08‬من �شركة عائلية �لى �شركة عائلية �أخرى‬ ‫دراسة حالة عن الوصفة السحرية للخالفة‬

‫‪ 16‬ملحة‪ :‬م�شرف بيكتيه �آند �شي ومقابلة مع جاك دو �شو�شور‬ ‫تاريخ مصرف سويسري خاص يمتد إلى أكثر من ‪ 200‬عام ويحمل طابع‬ ‫الشركات العائلية‪.‬‬

‫‪ 38‬مقابلة مع حم ّمد �لعبيديل‬

‫نتعرف فيها عن قرب على الشركة العائلية ‪ OITC‬في قطر‬ ‫ّ‬

‫‪�� 74‬شتعر��شات‬ ‫حقائق وأرقام‪ ،‬كتُب ومواقع الكترونية‪.‬‬

‫المديرة التنفيذية‪ ،‬السحيمي للتصميم‪ ،‬السعودية‬

‫‪2‬‬

‫مجلة ثروات العدد العاشر‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬


‫مجلة ثروات‬

‫المجلة العربية للشركات العائلية‬

‫العدد العاشر أبريل ‪ -‬يونيو‬

‫‪ 16‬ملحة عن بيكتيه اآند �شي‬

‫تاريخ مصرف سويسري يمتد إلى مئات‬ ‫السنين ومقابلة مع جاك دو سوسور الشريك‬ ‫والمدير األعلى للمصرف‪.‬‬

‫‪ 32‬الأعمال اخلريية وماتقدمه‬ ‫لأ�شحاب ال�شركات العائلية‬

‫مقومات المشاركة الناجحة لألنشطة الخيرية‬ ‫التي تزيد من ترابط العائلة وتماسكها‪.‬‬

‫‪ 38‬مقابلة مع حممّد بن اأحمد العبيديل ‪� 62‬شركة طوقان العائلية‬

‫العضو التنفيذي لمجموعة ‪ OITC‬في قطر‪،‬‬ ‫يتحدث عن أهمية تضامن العائلة ودور الجيل‬ ‫الجديد في نجاح تطوير الشركات العائلية‪.‬‬

‫مقابلة مع رئيس مجلس اإلدارة فاروق طوقان‬ ‫يتحدث عن مساهمة العائلة على مدى قرن من‬ ‫الزمن باإلبقاء على صناعة الصابون التقليدية‪.‬‬

‫الناشر والمؤسس‬ ‫دكتور هشام العجمي‬ ‫مديرة ورئيسة التحرير‬ ‫راميا العجمي‬ ‫‪editor@tharawat-magazine.com‬‬ ‫مقاالت خاصة‬

‫مساعدة رئيسة التحرير‬ ‫وفاء فرهود‬

‫تنوع األنشطة‬ ‫في الشركات العائلية‬

‫القيادة المتوازنة لألنشطة المختلفة للشركات العائلية‬

‫‪wafa@tharawat-magazine.com‬‬

‫المحررة المشاركة‬ ‫فريدة العجمي‬ ‫المدير الفني‬ ‫محمد عماد خرفان‬ ‫‪emad@tharawat-magazine.com‬‬

‫شركة الترجمة‬ ‫شركة ترجمة للتعريب المحدودة‪ ،‬دبي ‪-‬‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫شركة الطباعة‬ ‫الغرير للطباعة‪ ،‬دبي ‪ -‬اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة‬

‫شكر وتقدير‬ ‫نتوجه بخالص الشكر إلى كل من‬ ‫المؤلفين على عملهم وإبداعهم‬ ‫المعلنين على مساهمتهم السخية‬ ‫القراء على تعليقاتهم على اإلصدارات السابقة‬ ‫واهتمامهم المتواصل بمجلة ثروات‪.‬‬ ‫شركة براون بوك للنشر وأسرة بن شبيب على‬ ‫دعمهم السخي والمتواصل‪.‬‬ ‫منشأة الغرير للطباعة على عملهم الرائع‪.‬‬

‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬

‫العدد العاشر | أبريل ‪ -‬يونيو ‪2011‬‬ ‫تماما أي استخدام آخر‪ ،‬بما في ذلك على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬نشر أو‬ ‫يحظر‬ ‫ً‬ ‫نسخ أو تعديل أو توزيع أو بث أو إعادة نشر أو عرض أو صياغة أعمال مشتقة‬ ‫أو تقديم المحتوى أو أي استخدام آخر للمحتوى في األغراض التجارية بدون‬ ‫موافقة خطية صريحة من شركة ثروات للنشر ذات المسئولية المحدودة‬ ‫بالمنطقة الحرة‪.‬‬ ‫إذا كنت ترغب في استخدام المحتوى أو التصميمات الفنية الموجودة في‬ ‫مجلة ثروات‪ ،‬فيرجى إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى‬ ‫‪info@tharawat-magazine.com‬‬ ‫للحصول على تصريح‪.‬‬ ‫لإلعالن في مجلة ثروات‪ ،‬يرجى مراسلتنا عبر البريد اإللكتروني على العنوان‪:‬‬ ‫‪advertising@tharawat-magazine.com‬‬ ‫‪www.tharawat-magazine.com‬‬ ‫‪3714-2077-ISSN‬‬ ‫تتم طباعة مجلة ثروات على ورق معاد تدويره وخالي من الخشب‪.‬‬

‫بيان إخالء المسؤولية‬ ‫ت ُنشر مجلة ثروات أربع مرات في العام بواسطة مؤسسة ثروات للنشر ذات المسئولية المحدودة‬ ‫والموجودة بالمنطقة الحرة‪ ،‬وهي شركة مسجلة في مدينة دبي لإلعالم‪ .‬يحظر تمامً ا النسخ بدون‬ ‫تصريح‪ .‬تعتبر كافة محتويات هذه المجلة‪ ،‬بما في ذلك على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬كافة النصوص‬ ‫واألشكال المرسومة والصور والبيانات (والتي سنطلق عليها «المحتوى») مملوكة لشركة ثروات‬ ‫للنشر وجهات توفير المحتوى لها أو الحاصلين على تراخيص منها‪ ،‬وهي مادة محمية بقوانين دولة‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة وقوانين حقوق النشر والنسخ الدولية‪ .‬وبالنسبة لتجميع كافة محتويات‬ ‫هذه المجلة‪ ،‬بما فيها على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬جمع وترتيب وتنظيم وتنسيق المحتوى‪ ،‬فيعد‬ ‫ملكية خاصة لشركة ثروات للنشر ومحمي بقوانين دولة اإلمارات العربية المتحدة وقوانين حقوق‬ ‫النشر والنسخ الدولية‪ .‬ويمكن اعتبار محتوى هذه المجلة كمصدر لتجميع المعلومات‪.‬‬ ‫شركة ثروات للنشر ذات المسئولية المحدودة بالمنطقة الحرة ال تتحمل المسؤولية عن أي مواد‬ ‫متطفلة غير مرغوب فيها‪.‬‬

‫العدد العاشر مجلة ثروات‬

‫‪1‬‬



‫العدد العاشر أبريل ‪ -‬يونيو‬

‫‪ 16‬ملحة عن بيكتيه اآند �شي‬

‫تاريخ مصرف سويسري يمتد إلى مئات‬ ‫السنين ومقابلة مع جاك دو سوسور الشريك‬ ‫والمدير األعلى للمصرف‪.‬‬

‫‪ 32‬الأعمال اخلريية وماتقدمه‬ ‫لأ�شحاب ال�شركات العائلية‬

‫مقومات المشاركة الناجحة لألنشطة الخيرية‬ ‫التي تزيد من ترابط العائلة وتماسكها‪.‬‬

‫‪ 38‬مقابلة مع حم ّمد بن اأحمد العبيديل ‪� 62‬شركة طوقان العائلية‬

‫العضو التنفيذي لمجموعة ‪ OITC‬في قطر‪،‬‬ ‫يتحدث عن أهمية تضامن العائلة ودور الجيل‬ ‫الجديد في نجاح تطوير الشركات العائلية‪.‬‬

‫مقاالت خاصة‬

‫تنوع األنشطة‬ ‫في الشركات العائلية‬

‫القيادة المتوازنة لألنشطة المختلفة للشركات العائلية‬

‫مقابلة مع رئيس مجلس اإلدارة فاروق طوقان‬ ‫يتحدث عن مساهمة العائلة على مدى قرن من‬ ‫الزمن باإلبقاء على صناعة الصابون التقليدية‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.