Philanthropy Age Issue 11 Arabic Edition

Page 1



‫ةملك فلأ رصتخت ةروص‬

‫الصورة الشاملة‬ ‫اسطنبول‪ ،‬تركيا‬ ‫تصوير‪:‬‬ ‫أوزان كوسيه‬ ‫عىل الرغم من اعتبار اتفاق “الصفقة‬

‫الكربى” فرصة إلنهاء أكرب أزمة إنسانية يشهدها‬

‫عصرنا‪ ،‬إال أن الكثريين يتساءلون عما إذا كان هذا‬ ‫االتفاق جيدا ًبالفعل‪ .‬بتاريخ ‪ 24‬مايو ‪،2016‬‬ ‫وبمبادرة من األمني العام لألمم املتحدة بان يك‬

‫مون‪ ،‬والرئيس الرتيك رجب طيب أردوغان‪،‬‬

‫استضافت مدينة إسطنبول مؤتمر القمة العاملي‬

‫األول للعمل اإلنساين‪ ،‬شاركت فيه ‪ 16‬منظمة‬

‫إغاثة‪ ،‬وحوايل ‪ 20‬دولة‪ .‬وقد وقعت الجهات‬ ‫املشاركة ميثاقا ًمن شأنه أن يحث املانحني عىل‬ ‫زيادة التمويل املقدم من قبلهم‪ ،‬مقابل التزام‬

‫املؤسسات العاملة يف املجال اإلنساين بقدر أعىل‬

‫من الشفافية والكفاءة يف طريقة إنفاق‬

‫األموال املمنوحة‪.‬‬

‫ولكن كثريين رأوا يف هذه القمة املدعومة من‬

‫األمم املتحدة‪ ،‬والتي غاب عنها قادة الدول‬

‫الصناعية السبع الكربى‪ ،‬فرصة ضائعة‪ .‬األمر‬

‫الذي يستدعي برأيهم متابعة البحث عن طريقة‬

‫أفضل يف التعامل مع العمل اإلغايث‪.‬‬

‫‪82‬‬


‫العـطـ ـ ـ ـ ـ ــاء‬

‫يمكنك المساعدة‬ ‫وإحداث الفرق‬ ‫تمثل األحداث والتقاريرالواردة في هذه‬ ‫الصفحات مجرد نقطة االنطالق‪ ،‬فعلى الرغم‬ ‫من أن العديد من املنظمات واملؤسسات التي‬ ‫ً‬ ‫نسلط عليها الضوء تبذل يوميا ما في وسعها‬ ‫إلنقاذ حياة الناس وتغيرها لألفضل‪ ،‬إال أنها‬ ‫تحتاج إلى الدعم من أجل االستمرار‪ .‬إن كنت‬ ‫ترغب في معرفة املزيد عن هذه القضايا‪ ،‬أو‬ ‫املساهمة في حلها ال تتردد في االتصال بنا أو‬ ‫املنظمات املعنية التخاذ خطوة جادة وتبدأ‬ ‫رحلتك في عالم العطاء‬

‫غرفة الطوارئ‬

‫توفير المناعة‬

‫أسسها جراح بريطاني يتمتع بخبرة عقدين من الزمن‬ ‫قضاها في إنقاذ أرواح الناس في أصعب مناطق الحروب في‬ ‫العالم‪ ،‬إنها مؤسسة ديفيد نوت التي تهدف إلى توفير‬ ‫ّ‬ ‫بأمس الحاجة له‪ .‬ستساعد‬ ‫التدريب الجراحي ملن هم‬ ‫تبرعاتك في تجهيز جراحين متطوعين ـ باإلضافة إلى أطباء‬ ‫من مختلف أنحاء منطقة الشرق األوسط ـ باملهارات التي‬ ‫يحتاجونها لتقديم الخدمات الطبية العاجلة على الخطوط‬ ‫األمامية للصراعات املسلحة‪.‬‬

‫يسعى “تحالف غافي” املدعوم من مؤسسة بيل وميليندا‬ ‫غيتس الخيرية‪ ،‬إلى توفير اللقاحات املنقذة لحياة األطفال‬ ‫في البلدان األفقر في العالم‪ .‬ومن خالل دعم هذه الشراكة‬ ‫بين القطاعين العام والخاص التي تسهم فيها وكاالت تابعة‬ ‫لألمم املتحدة‪ ،‬ومؤسسات خيرية‪ ،‬وحكومات‪ ،‬ومنظمات‬ ‫مجتمع مدني غير ربحية‪ ،‬يمكنك أن تساعد التحالف على‬ ‫الوصول إلى هدفه بتطعيم ‪ 300‬مليون طفل بحلول العام‬ ‫‪ ،2020‬وإنقاذ ما يصل إلى ‪ 6‬ماليين شخص‪.‬‬

‫‪davidnottfoundation.com‬‬

‫‪gavi.org‬‬

‫توجيه رواد األعمال‬

‫إكمال دورة المياه‬

‫حلول محلية‬ ‫ٌ‬

‫تقدم مؤسسة “موغلي”‪ ،‬التي تتخذ من اململكة املتحدة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مقرا لها‪ ،‬إرشادا ودعما ألصحاب املشاريع الريادية من‬ ‫الشباب في الشرق األوسط وشمال أفريقيا باعتبار هذا‬ ‫النشاط أحد سبل معالجة أزمة البطالة املستفحلة في‬ ‫الدول العربية‪ .‬تبرعك لـ “موغلي” في تقديم خبراتها وبرامجها‬ ‫املكثفة يساعد الجيل الجديد على بدء مشاريع أعمال‬ ‫صغيرة ومتوسطة‪ ،‬أو تطويرها‪ ،‬وبالتالي ستشاركهم‬ ‫قصص نجاحهم‪.‬‬

‫سانيرجي (‪ )Sanergy‬مشروع ريادة اجتماعية في كينيا ين�شئ‬ ‫ّ‬ ‫دورات مياه منخفضة التكلفة ويركبها في املنازل واملدارس‬ ‫الواقعة في األحياء املهمشة بالعاصمة نيروبي‪ ،‬ويوفرفي نفس‬ ‫الوقت مصدررزق ملشغلي هذه املراحيض‪ .‬مساعدتك لهذا‬ ‫املشروع ستساهم في تحسين حياة الناس بعدة طرق‪ ،‬ليس‬ ‫أقلها املساهمة برفع نسبة االلتحاق باملدارس‪ ،‬إذ ثبت أن‬ ‫هذه النسبة قد ارتفعت بنحو ‪ 20‬باملئة في األحياء التي أقامت‬ ‫بها سانيرجي وحدات املراحيض‪.‬‬

‫قدمت منظمة “الهيئة الطبية الدولية” (‪ )IMC‬خدمات‬ ‫إغاثة ملن يعانون ويالت الحروب والكوارث الطبيعية‬ ‫ً‬ ‫واألمراض املتفشية على مدى أكثر من ‪ 30‬عاما‪ .‬سيسهم‬ ‫تبرعك للهيئة في توفيرالخدمات الطبية العاجلة التي تقدم‬ ‫في الساعات األولى الحرجة فور حدوث األزمات الطارئة‪،‬‬ ‫كما يسهم في تدريب العاملين املحليين في مجال الرعاية‬ ‫الصحية وتحسين مستوى االستجابة للطوارئ عند‬ ‫ً‬ ‫حدوثها مجددا‪.‬‬

‫‪mowgli.org.uk‬‬

‫‪saner.gy‬‬

‫‪internationalmedicalcorps.org‬‬

‫‪81‬‬


HOW PEOPLE GIVE, WHY PEOPLE GIVE, AND HOW THEY MIGHT GIVE MORE

The Arab Giving Survey is the first comprehensive overview of the giving behaviour of Arabs in the GCC. Revealing how, why and where donors give the most, the report is essential reading for the regional philanthropic sector

For more information, or to order a copy of the report, please email: info@arabgivingsurvey.com


‫قرفلا ثادحإ‬

‫‪0 01‬األزمة في سوريا دفعت المنظمات الدولية للعمل حتى‬ ‫أبعد حدود إمكانياتها‬ ‫‪0 02‬كانت الهيئة الطبية الدولية من أوائل المنظمات التي‬ ‫استجابت الندالع وباء اإليبوال في غرب أفريقيا‬ ‫‪0 03‬أصبح عمال اإلغاثة في مناطق الحروب مستهدفين‬ ‫باإلعتداءات بشكل متصاعد‪ ،‬وفق ما تصرح به آو�سي‬

‫ملحّ ة أكرث يف املناطق النائية التي يصعب الوصول‬ ‫إليها‪ .‬إذا نظرنا‪ ،‬عىل سبيل مثال‪ ،‬يف أوىل األماكن‬

‫ال ـت ــي إن ــدل ـع ــت ف ـي ـهــا األوب ـئ ــة م ـثــل ح ـمــى ال ـط ـي ــور أو‬ ‫اإلي ـب ــوال‪ ،‬ف ـهــي كــانــت يف امل ـنــاطــق ال ـنــائ ـيــة‪ .‬ل ــذا نـحــن‬ ‫نـعـمــل لــاسـتـفــادة مــن الـتـكـنــولــوجـيــا‪ ،‬لـكــن يـجــب أن‬

‫ي ـكــون نـهـجـنــا اس ـت ـبــاقــي ول ـيــس ردة ف ـعــل لـلـحــدث‪،‬‬

‫وأن نكون قادرين عىل التحرك بسالسة ومرونة يف‬ ‫اس ـت ـجــاب ـت ـنــا ل ــأزم ــات ال ـع ــاب ــرة ل ـل ـح ــدود‪ .‬ال ش ــك أن‬ ‫البيانات مفيدة يف هذا املجال‪.‬‬

‫م ــا يـقـلـقـنــي ه ــو أج ـ ــواء ال ـق ـل ــق والـ ـخ ــوف اآلخ ـ ــذة يف‬ ‫ال ـت ـصــاعــد‪ .‬ت ــاري ـخ ـي ــاً‪ُ ،‬ي ـع ــرف ع ــن ال ـخ ــوف ب ــأن ــه يــدفــع‬ ‫‪02‬‬

‫الناس لعمل اليشء الصواب‪ ،‬لكنه أحياناً يدفعهم‬ ‫أيضاً لفعل ما هو خاطئ‪ .‬هذا ما نراه يحدث يف أزمة‬

‫ال ـق ــدرات‪ .‬فــاحــد األس ـب ــاب ال ـتــي حــالــت دون وضــع‬

‫قدمت الحكومات العربية مليارات ال ــدوالرات يف‬

‫ي ـج ــب ع ـل ـي ـن ــا االسـ ـتـ ـمـ ــرار ب ـت ـط ــوي ــع ال ـ ـق ـ ــدرات ال ـت ــي‬

‫الالجئني يف أوروبــا ـ حيث يدفع الـخــوف الحكومات‬

‫أفريقيا التي مزقتها الـحــروب األهلية يف املــايض لم‬

‫ال ـ ـك ـ ــرم‪ .‬لـ ـك ــن امل ـ ــوض ـ ــوع هـ ــو أبـ ـعـ ــد مـ ــن ال ـت ـم ــوي ــل؛‬

‫بحاجة ألن نكون قادرين عىل تعقب إندالع األوبئة‬

‫واألسلوب األمثل للتعامل مع املشكلة هو النظر يف‬

‫حـ ـ ّـد ل ـل ــوب ــاء يف م ــرح ـل ــة م ـب ـك ــرة ه ــو أن دول غ ــرب‬

‫ي ـكــن لــدي ـهــا ال ـك ـفــايــة م ــن ال ـعــام ـلــن ال ـص ـح ـيــن عــى‬

‫خ ـ ــط املـ ــواج ـ ـهـ ــة م ـ ــع املـ ـ ـ ــرض‪ .‬ف ـ ـ ــدول مـ ـثـ ــل ل ـي ـب ــري ــا‬ ‫وسـ ـيـ ــرالـ ـيـ ــون وغ ـي ـن ـي ــا ت ـت ـص ــف بـ ـ ــأدىن م ـ ـعـ ــدالت يف‬ ‫ال ـعــالــم م ــن جـهــة ع ــدد األط ـب ــاء م ـقــارنــة بــالـسـكــان‪،‬‬ ‫لــذا فــإن االسـتـثـمــار بـتــدريــب وتهيئة الـقــوى العاملة‬ ‫املحلية هو أمر ضروري جداً‪.‬‬

‫استجابتها لألزمة السورية‪ ،‬فاملنطقة ال تخلو من‬ ‫الـحـقـيـقــة هــي أن مـنـطـقــة ال ـشــرق األوس ــط وشـمــال‬ ‫أفــري ـق ـيــا ل ـهــا ت ــاري ــخ ط ــوي ــل يف ال ـت ـعــامــل م ــع أزم ــات‬ ‫الــاجـئــن والـنــازحــن‪ .‬ويف الــوقــت الــذي تتخبط فيه‬

‫ال ـح ـك ــوم ــات يف أوروبـ ـ ــا وهـ ــي تـ ـح ــاول إدارة األزمـ ــة‬

‫توفرها لنا “البيانات الضخمة” (‪ .)big data‬نحن‬

‫ورص ـ ــد ح ــرك ــة ونـ ـ ــزوح ال ـس ـك ــان ب ـش ـك ــل ّ‬ ‫أدق‪ ،‬ويف‬ ‫الــوقــت الـحـقـيـقــي كـمــا هــي تـحــدث مـبــاشــرة‪ ،‬وعـلـيــه‬

‫ت ـخ ـص ـيــص امل ـ ــوارد ال ــازم ــة‪ .‬وأه ـم ـي ــة ه ــذه ال ـب ـيــانــات‬

‫ه ـ ـنـ ــاك إىل إغ ـ ـ ــاق ح ـ ــدوده ـ ــم يف وجـ ـ ــه ال ــاجـ ـئ ــن‪.‬‬ ‫املـعـلــومــات املـتـعـلـقــة بــاملــوضــوع‪ .‬أنــا أوم ــن بــأن الـنــاس‬ ‫يـتـسـمــون أســاســاً بــالـتـعــاطــف مــع الـغــر‪ ،‬وبتوعيتهم‬

‫وتثقيفهم تتالىش مخاوفهم‪.‬‬

‫ال ـنــات ـجــة ع ــن تــدف ـقــات االج ـئ ــن‪ ،‬ه ـن ــاك ال ـك ـثــر مـمــا‬ ‫يمكن تعلمه من الشرق األوســط‪ .‬أعتقد أنه يجب‬

‫إشراك املنظمات غري الحكومية واملانحني العرب يف‬ ‫عملية إدارة اإلغاثة عىل مستوى العالم‪.‬‬

‫“‬

‫هناك الكثير مما‬ ‫يمكن تعلمه من‬ ‫الشرق األوسط‪.‬‬ ‫أعتقد أنه يجب إشراك‬ ‫المنظمات غير‬ ‫الحكومية والمانحين‬ ‫العرب في عملية‬ ‫إدارة اإلغاثة على‬ ‫مستوى العالم‬

‫”‬

‫لقد تغيري مشهد األزمات عاملياً‪ .‬فنحن ال نواجه‬

‫ف ـق ــط ك ـ ـ ــوارث ط ـب ـي ـع ـي ــة تـ ـض ــرب ض ــرب ـت ـه ــا ب ـس ــرع ــة‬ ‫خــاطـفــة‪ ،‬لـكــن أزم ــات تـنــدلــع بـشـكــل ط ــارئ‪ ،‬تـعــر‬ ‫حــدود الــدول وتــدوم لـفــرات طــويـلــة؛ كــل هــذا يف‬

‫زمـ ــن ب ــات ــت ف ـي ــه أعـ ـم ــال األغـ ــاثـ ــة م ـس ـ ّي ـس ــة بـشـكــل‬

‫مـ ـتـ ــزايـ ــد‪ .‬وم ـ ــا ت ـت ـط ـل ـب ــه ه ـ ــذه ال ـ ـك ـ ــوارث واألزم ـ ـ ــات‬ ‫بـشـقـيـهــا ـ إن كــانــت طـبـيـعـيــة أو مــن فـعــل اإلنـســان ـ‬ ‫هــو آلـيــة لــإسـتـجــابــة لـلـطــوارئ تـكــون مــرنــة وقــادرة‬

‫ع ــى ت ـخ ـطــي ال ـع ــوائ ــق ال ـث ـقــاف ـيــة‪ .‬وب ـع ـب ــارة أخ ــرى‪،‬‬ ‫هـ ــي ت ـت ـط ـل ــب ال ـع ـم ــل املـ ـشـ ــرك بـ ــن كـ ــل األطـ ـ ــراف‬ ‫املـ ـعـ ـنـ ـي ــة م ـ ــن مـ ـنـ ـظـ ـم ــات غ ـ ــر حـ ـكـ ــومـ ـيـ ــة‪ ،‬واألمـ ـ ــم‬

‫امل ـ ـت ـ ـح ـ ــدة‪ ،‬وال ـ ـح ـ ـك ـ ــوم ـ ــات‪ ،‬وال ـ ـق ـ ـط ـ ــاع ال ـ ـخ ـ ــاص‪،‬‬ ‫واملجتمع املدين‪.‬‬

‫‪03‬‬

‫‪79‬‬


‫قرفلا ثادحإ‬

‫على خط النار‬

‫مرنني يف وجه الصعاب املختلفة‪ .‬وبالنتيجة يتألف‬ ‫م ــا نـسـبـتــه ‪ 95‬بــامل ـئــة م ــن مــوظـفـيـنــا يف ك ــل ب ـلــد مــن‬

‫الـسـكــان املـحـلـيــون‪ ،‬وه ــذا مــا ثـبــت لـنــا مــن الـتـجــربــة‬

‫بأنه الحل األفضل‪.‬‬

‫ال ـج ـه ــوزي ــة ت ـت ـط ـلــب االس ـت ـث ـم ــار‪ ،‬وال ت ـك ــون مـ ــوارد‬ ‫املانحني دائماً مصممة لخدمة هذا الغرض‪ .‬فالكثري‬

‫من مواجهة مرض اإليبوال في أفريقيا إلى مخيمات الالجئين السوريين‪ ،‬تعمل الهيئة الطبية‬ ‫الدولية (‪ )International Medical Corps‬على تقديم اإلغاثة الطبية إلى أكثر البشر عرضة‬ ‫للمعاناة الصحية‪ .‬تتحدث الرئيسة التنفيذية للهيئة‪ ،‬نانسي آوسي‪ ،‬في هذه المقابلة الحصرية‬ ‫عن مخاطر المهنة‪ ،‬وقضايا التمويل‪ ،‬والدروس التي يجب على قطاع األغاثة العالمي أن‬ ‫يتعلمها من منطقة الشرق األوسط‬

‫مــن الـتـمــويــل تـمــت هيكلته يف األس ــاس لــإنـفــاق عىل‬

‫امل ــدى الـقـصــر‪ ،‬وهــو بـهــذا الـشـكــل ال يــدعــم عـمـلـيــات‬

‫اإلغ ــاث ــة يف الـ ـص ــراع ــات امل ـط ــول ــة ال ـت ــي ن ــراه ــا ال ـي ــوم‪.‬‬ ‫وه ـ ــذا ي ـش ـك ــل واحـ ـ ــداً م ــن أكـ ــر ال ـت ـح ــدي ــات‪ .‬نـشـهــد‬ ‫ال ـي ــوم يف س ــوري ــا ض ـي ــاع ج ـي ــل ب ـك ــام ـل ــه‪ ،‬فـمـخـيـمــات‬ ‫الالجئني هي ليست مكاناً لرتبية وتنشئة األطفال‪،‬‬

‫خـ ــاصـ ــة بـ ـ ــدون تـ ــوفـ ــر ال ـت ـع ـل ـي ــم‪ .‬وال شـ ــك أن ه ــذه‬ ‫الخسارة سيرتدد صداها لعدة عقود من الزمن‪.‬‬

‫ملقبأدريان تشيرنيجوي‬

‫ان ــدالع وب ــاء األي ـب ــوال [ال ــذي أودى بـحـيــاة أك ــر مــن‬

‫امل ـج ــازف ــة ه ــي جـ ــزء م ــن ال ـح ـي ــاة ال ـي ــوم ـي ــة لـلـعـمــال‬ ‫الـصـحـيــون‪ ،‬فـعـمـلـهــم هــو حـقــاً بـطــويل‪ .‬ســواء كــانــوا‬

‫ع ـل ـي ــه عـ ـن ــدم ــا اب ـ ـت ـ ــدأت عـ ـم ــي قـ ـب ــل ‪ 30‬عـ ــامـ ــاً ـ إن ــه‬

‫ي ـش ـت ـعــل‪ .‬ك ــان ــت ال ـه ـي ـئــة ال ـط ـب ـيــة ال ــدول ـي ــة ت ــواج ــه مــا‬

‫كـنــا نـعـلــم مـنــذ انـطــاقـتـنــا أن تـقــديــم الـصــدقــات لن‬ ‫يـفــي بــالـغــرض ولـيــس كــافـيــاً‪ .‬الـنـمــوذج الــذي نتبعه‬

‫إىل مـخــاطــر لــم تـكــن يف الـحـسـبــان‪ .‬فنحن يف الهيئة‬

‫الـعــامــات يف جـمـهــوريــة جـنــوب ال ـســودان‪ ،‬أو حتى‬

‫ك ـب ــرة‪ ،‬ل ـك ــن هـ ــذا امل ـع ــدل ت ـض ــاع ــف ثـ ــاث م ـ ــرات يف‬

‫م ـس ــاع ــدة أن ـف ـس ـهــم ل ـي ـف ــروا بــان ـف ـس ـهــم االس ـت ـجــابــة‬

‫مـ ـ ــرىض اإليـ ـ ـبـ ـ ــوال‪ .‬ل ـك ـن ـن ــا كـ ـنـ ــا نـ ـعـ ـل ــم بـ ــأنـ ـنـ ــا إذا ل ــم‬

‫األطباء الذين يعملون يف أفغانستان‪ ،‬أو القابالت‬ ‫األفـ ــراد ال ـع ــادي ــون ال ــذي ــن ي ـق ـصــدون ع ـي ــادة اإلي ـبــوال‬ ‫الـتــي افـتـتـحـنــاهــا يف لـيـبــريــا لـعــرض مـســاعــدتـهــم‪ ،‬ما‬

‫يــده ـش ـنــي ه ــو ح ـجــم امل ـج ــازف ــة ال ـت ــي أرى ال ـك ـثــر مــن‬

‫معدله حدثني يف السنة مما يوصف بحالة طوارئ‬ ‫الـعــامــن املــاض ـيــن‪ .‬يف ال ـعــام ‪ 2015‬قــدمـنــا خــدمــات‬ ‫طبية ملا يقرب ‪ 8‬مليون شخص يف ‪ 37‬دولة‪.‬‬

‫ال ـن ــاس ع ــى اس ـت ـع ــداد لـتـقـبـلـهــا يف سـبـيــل مـســاعــدة‬

‫الـ ـغـ ــر‪ .‬وع ـ ــى الـ ــرغـ ــم مـ ــن تـ ـن ــوع أشـ ـكـ ــال امل ـخ ــاط ــر‪،‬‬

‫وخ ـ ــاص ـ ــة تـ ـلـ ــك ال ـ ـتـ ــي ال يـ ـمـ ـك ــن الـ ـتـ ـنـ ـب ــؤ ب ـ ـهـ ــا‪ ،‬م ـث ــل‬ ‫األوض ــاع الـسـيــاسـيــة غــر املـسـتـقــرة وغــرهــا‪ ،‬ال يــزال‬

‫الناس يتقدمون لعرض املساعدة‪.‬‬

‫“‬

‫يبدو العالم اليوم‬ ‫ً‬ ‫مكانا أخطر مما كان‬ ‫عليه عندما ابتدأت ً‬ ‫عملي قبل ‪ 30‬عاما‬

‫”‬

‫تتميز الـصــراعــات يف عصرنا بأنها بالغة التعقيد‪،‬‬

‫يصعب التنبؤ بها‪ ،‬وأكرث خطورة‪ ،‬خاصة بالنسبة‬

‫ل ـل ـع ــام ـل ــن يف م ـ ـجـ ــال اإلغ ـ ــاث ـ ــة‪ .‬وب ـ ـ ــدأ ه ـ ــذا امل ـن ـح ــى‬

‫بـ ــالـ ـظـ ـهـ ــور يف تـ ـسـ ـعـ ـيـ ـن ــات ال ـ ـق ـ ــرن امل ـ ـ ـ ــايض‪ ،‬ع ـن ــدم ــا‬ ‫استهدفت إعتداءات قامت بها ميليشيات يف شبه‬ ‫جــزيــرة الـبـلـقــان ف ــرق اإلغ ــاث ــة والـصـحـفـيــن تـحــديــداً‪.‬‬

‫وت ــدري ـج ـي ــاً بـ ــدأ ال ــوض ــع ب ــال ـت ــده ــور‪ ،‬إذ ح ـي ــث ك ــان‬

‫يتوفر لهم نوع من األمان أصبحوا مستهدفني أكرث‬ ‫فــأكــر‪ .‬وي ـبــدو ال ـعــالــم ال ـيــوم م ـكــانــاً أخ ـطــر مـمــا كــان‬

‫‪78‬‬

‫‪01‬‬

‫ه ـ ــو أن ن ـس ـت ـث ـم ــر يف ال ـ ـن ـ ــاس بـ ـمـ ـس ــاع ــدتـ ـه ــم ع ــى‬ ‫األوىل ل ـل ـط ــوارئ‪ ،‬وذل ـ ــك م ــن خـ ــال ت ــدري ـب ـن ــا لـهــم‬

‫وب ـن ــاء املـ ـه ــارات امل ـح ـل ـيــة‪ ،‬وتـعـلـيـمـهــم ك ـيــف يـكــونــوا‬

‫‪ 11,000‬شـخــص] عـرّض الـعــامـلــن الصحيني لدينا‬

‫الطبية الدولية لم يكن لدينا أية خربة يف معالجة‬ ‫نـسـتـجــب لــأزمــة فـقــد يـتـفــى امل ــرض ويـنـتـشــر حــول‬

‫الـ ـع ــال ــم‪ .‬إنـ ـ ــدالع الـ ــوبـ ــاء ّ‬ ‫أك ـ ــد عـ ــى الـ ـح ــاج ــة ل ـب ـن ــاء‬


‫يأر‬

‫فقط‪ ،‬فتبني لهم أن الغالبية تستخدم املال الستبدال سقف كوخهم‬ ‫املصنوع من القش والذي ترشح منه مياه األمطار بسقف من الصفيح‬ ‫أو القصدير‪ ،‬وبهذا يسلم أفراد األسرة ومخزونهم الغذايئ الثمني من‬ ‫الحبوب من البلل عند هطول األمطار بقوة‪.‬‬

‫تجنبهم هــذه الـخـطــوة أيـضــا ً كلفة اسـتـبــدال الـقــش الـبــايل للسقف‬

‫بــن فــرة وأخــرى‪ .‬وقــد يتبقى معهم الكفاية مــن النقود لـشــراء وتربية‬

‫بـضــع دج ــاج ــات أو ال ـبــدء بـعـمــل ح ــر ّ بـسـيــط‪ .‬وبــالـطـبــع ال يـتـســم الـنــاس‬

‫ك ـل ـهــم بــال ـح ـك ـمــة‪ ،‬ف ـب ـعــض األسـ ــر ت ـص ــرف ال ـن ـق ــود ع ــى غ ــذاءه ــا لـتــأكــل‬ ‫طعاما ً أفضل عىل مدى نحو عــام؛ لكنه حتى يف هذه الحالة فإنه من‬ ‫ش ــأن املـبـلــغ أن ي ــؤدي إىل يشء مــن ال ـخــر أك ــر بـكـثــر مـمــا لــو ك ــان مـ ُنــح‬

‫ألسرة تعّد فقرية وفق معايري الدول الغنية فقط‪.‬‬ ‫لكنك إن قــررت أن تدعم مشروعا ً خرييا ً يف بلد نامي‪ ،‬فيبقى من‬

‫املهم أن تتأكد من أن الفرق الذي تحاول أن تحدثه هو مجد ٍ وفعال من‬ ‫ن ــاح ـي ــة ال ـت ـك ـل ـفــة‪ .‬إف ـ ــرض‪ ،‬م ـث ــاً‪ ،‬أنـ ــك ع ـل ـمــت بـ ــأن األطـ ـفـ ــال‪ ،‬وخ ــاص ــة‬

‫الـفـتـيــات‪ ،‬يف ش ــرق أفــريـقـيــا غــال ـبــا ًمــا يـتـخـلــون عــن ال ــدراس ــة قـبــل إنـهــاء‬

‫تعليمهم‪ .‬وأنــت تعلم أنهم كلما تابعوا دراستهم لسنوات أكــر كلما‬

‫ازدادت فــرص ـهــم يف ال ـح ـي ــاة؛ ل ــذا أن ــت ت ـح ــاول تـشـجـيـعـهــم لـيـسـتـمــروا‬ ‫ب ــال ــدراس ــة ل ـف ــرة أطـ ـ ــول‪ .‬ل ـك ــن ك ـي ــف س ـت ـش ـج ـع ـهــم؟ ع ـم ـل ــت امل ـن ـظ ـمــات‬ ‫اإلنـســانـيــة والـجـمـعـيــات الـخــريــة عــى اخـتـبــار اســراتـيـجـيـتــن‪ .‬األوىل هي‬ ‫التحويالت املالية للفتيات شرط أن يداوموا عىل الحضور يف املدرسة؛‬

‫وال ـث ــان ـي ــة هـ ــي ال ـت ـح ــوي ــات امل ــال ـي ــة غـ ــر املـ ـشـ ــروطـ ــة‪ .‬ك ـم ــا س ـع ــت بـعــض‬

‫‪03‬‬

‫لكن بغياب سبل االختبار املناسبة سيكون من املستحيل التحقق‬

‫ه ــذا األمـ ــر ال مـسـتـبـعــد ح ـصــولــه ب ـه ــذه ال ـص ــورة يف واقـ ــع ال ـح ـي ــاة‪ّ ،‬‬ ‫وإل‬ ‫اض ـط ــرت ال ـشــركــة املـصـنـعــة لـلـغـســالــة الـغــالـيــة الـثـمــن ع ــاج ــا ًإىل إغ ــاق‬

‫يتخذ من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يف الواليات املتحدة مقرا ً‬

‫‪ 200‬ضعف املبلغ املطلوب إلبقاء األطفال يف املدارس وتستمر بعملها‬

‫‪ 100‬دوالر تنقق عىل توعية األهل حول تحسن فرص العمل ألولدهم‬

‫لـكــن ه ـنــاك ال ـي ــوم حــركــة ت ـعــرف بــاســم اإلي ـث ــار ال ـف ـعــال أو الـعـطــاء‬

‫من مــدى نجاح أ ٍّ‬ ‫ي من هــذه االسرتاتيجيات وأيهم األفـضــل‪ .‬لــذا أجرى‬

‫مـعـمــل عـبــدالـلـطـيــف جـمـيــل لـلـتـطـبـيـقــات الـعـمـلـيــة ملـكــافـحــة الـفـقــر الــذي‬ ‫ل ــه‪ ،‬دراس ــة عــى أث ــر تـطـبـيــق ه ــذه االســرات ـي ـج ـيــات‪ ،‬وخ ـلــص إىل أن كل‬

‫امل ـن ـظ ـم ــات إىل ح ــواف ــز أخ ـ ــرى م ـث ــل ت ـق ــدي ــم امل ـن ــح ال ــدراسـ ـي ــة ل ـل ـطــال ـبــات‬ ‫املـجـتـهــدات‪ ،‬وتــوفــر ال ــزي امل ــدريس مـجــانــاً‪ ،‬بــاإلضــافــة إىل تــوفــر الـعــاج‬

‫يف املستقبل إن هــم تــابـعــوا تعليمهم لـفــرة أطــول‪ ،‬تــؤدي إىل أن يتابع‬

‫نـظـمــت بـعــض الـجـمـعـيــات حـمــات تــوعـيــة أله ــايل الـطــالـبــات الطــاعـهــم‬

‫النتائج األخرى عالية الفعالة من جهة التكلفة‪ ،‬وفق الدراسة‪ ،‬هي أن‬

‫ضد الطفيليات املعوية لطالبات املرحلة االبتدائية‪ .‬ومن ناحية أخرى‪،‬‬

‫عــى الـبـيــانــات الـتــي تـشــر إىل أن ــه كـلـمــا تـخــرجــت الـطــالـبــات مــن صـفــوف‬ ‫أعىل كلما حصلن عىل أجور أعىل يف سوق العمل‪.‬‬

‫‪02‬‬

‫أوالده ــم تحصيلهم الـعـلـمــي لـفــرات يـبـلــغ مـتــوسـطـهــا ‪ 20.7‬ع ــام‪ .‬ومــن‬

‫مـكــافـحــة الـطـفـيـلـيــات امل ـعــويــة ل ــدى األط ـف ــال ت ـســاعــد ع ــى بـقــائـهــم عــى‬ ‫مقاعد الــدراســة ملــدة ‪ 13.9‬عــام إضــافـيــة كمتوسط لـقــاء كــل ‪ 100‬دوالر‬

‫تنفق عىل العالج ـ رغم أنه تم التشكيك بصحة بعض نتائج الدراسة‪.‬‬

‫أما االسرتاتيجيات األخرى‪ ،‬فقد اشارت الدراسة إىل تدين مستوى‬

‫فعاليتها مقارنة باألموال التي تنفق عليها‪ ،‬إذ لم تؤدي أية منهم إىل‬ ‫إطــالــة ف ــرة ال ــدراس ــة حـتــى بـمـقــدار سـنــة واح ــدة مـقــابــل كــل ‪ 100‬دوالر‬

‫ي ـن ـف ــق ع ـل ـي ـه ــا‪ .‬ك ـم ــا ت ـب ــن أن م ـن ــح أس ـ ــرة ال ـط ــال ـب ــة ‪ 100‬دوالر لـتـسـتـمــر‬

‫بــالــدراســة هــي الــوسـيـلــة األقــل ج ــدوى‪ ،‬ســواء كــانــت مـشــروطــة بــالــدوام‬ ‫ب ــامل ــدرس ــة أم غ ــر م ـش ــروط ــة‪ ،‬ف ـم ـت ــوس ــط الـ ـف ــرة اإلض ــاف ـي ــة ملـتــابـعـتـهــم‬

‫ال ـ ــدراس ـ ــة لـ ــم ت ـت ـع ــدى عـ ُ ـش ــر ال ـس ـن ــة م ـق ــاب ــل كـ ــل م ـئ ــة دوالر‪ .‬وي ـم ـك ــن‬ ‫االستنتاج من نتائج الدراسة أن فوائد االسرتاتيجية األكرث فعالية هي‬

‫أكرب من تلك الناتجة عن االسرتاتيجيتني األقل فعالية بنسبة تتجاوز الـ‬ ‫‪ 200‬مرة‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن ‪ 99.50‬دوالر من أصل ‪ 100‬دوالر تنفق‬ ‫هي خسارة وهدر للمال‪.‬‬ ‫فـمـثــا ًإن أنــت اشــريــت غـســالــة لـبـيـتــك‪ ،‬ثــم عـلـمــت أن الـثـمــن الــذي‬

‫دفـعـتــه هــو ‪ 200‬ضـعــف املـبـلــغ ال ــذي دفـعــه ج ــارك لـقــاء شــرائــه غـســالــة‬ ‫بذات املواصفات‪ ،‬فال شك أنك ستشعر حقا ًبالغنب أو الغضب‪ .‬طبعا ً‬

‫أبوابها‪ .‬لكن األمر يختلف بالنسبة للمؤسسات الخريية التي قد تنفق‬

‫هذا ألن املانحني قد ال يطالبوا بربهان حقيقي عىل فعالية الربامج‪.‬‬

‫ال ـف ـع ــال ت ـح ــاول ت ـص ـح ـيــح هـ ــذا ال ـن ـه ــج م ــن خـ ــال ت ـش ـج ـيــع ال ـن ــاس عــى‬ ‫العطاء بدافع عقولهم وليس قلوبهم‪ .‬فغالبية الناس الذين يتربعون‬ ‫للمؤسسات الخريية ال يحاولون إجراء أي بحث للتحقق من املؤسسة‬ ‫وفعاليتها‪ .‬فما يدفعهم للتربع يكون عادة ردة فعل عاطفية قد تكون‬

‫لـصــورة طـفــل بـحــاجــة لـلـمـســاعــدة أو عــامــل مـشــابــه آخ ــر‪ .‬إنــه أمــر حسن‬ ‫جـ ـ ــدا ًأن ت ـش ـع ــر الـ ـنـ ــاس بـ ـه ــذا الـ ــدافـ ــع ال ـع ــاط ـف ــي ل ـل ــذي ــن هـ ــم ب ـح ــاج ــة‬ ‫ل ـل ـم ـســاعــدة‪ ،‬ل ـكــن يف ع ــال ــم مـعـقــد م ـثــل عــامل ـنــا ح ـيــث ت ـت ـف ــاوت الـ ــروات‬

‫بشكل كبري‪ ،‬الدافع العاطفي ال يفي بالغرض‪ .‬يدرك العديد من رواد‬ ‫العطاء هذا األمر جيداً‪ ،‬لكن هناك العديد أيضا ًالذين ال يدركونه‪.‬‬ ‫مـنــذ فــرة قـصــرة نـسـبـيــا ًال تـتـعــدى الـعـشــر س ـنــوات‪ ،‬كــان مــن بــالــغ‬

‫الصعوبة أن يحصل املرء عىل معلومات جيدة حول األثر الذي تحدثه‬

‫املؤسسات الخريية لقاء كل دوالر من املبالغ التي تمنح لعملها‪ .‬اليوم‬

‫توجد مواقع عىل اإلنرتنت توفر للمستخدم املعلومات املطلوبة حول‬ ‫مختلف املؤسسات الخريية والقضايا اإلنسانية التي تم التدقيق فيها‪،‬‬ ‫وأ ٍّ‬ ‫ي م ـن ـهــا ي ـت ـم ـيــز بــال ـف ـعــال ـيــة ال ـع ــال ـي ــة يف األداء؛ م ـث ــل م ــوق ــع ‪www.‬‬

‫‪ thelifeyoucansave.org‬و ‪www.givewell.org‬‬

‫أو مــوقــع‬

‫‪ .www.openphilanthropy.org‬إج ـ ـ ــراء ه ـ ــذا ال ـت ـق ـي ـي ــم ح ــول‬

‫املؤسسات ليس بالعمل السهل أو زهيد التكلفة‪ ،‬لكنه يبقى أقل ثمنا ً‬

‫بكثري من التربع بأموال عاما ً بعد عــام من دون أن يعلم املتربع ما إذا‬

‫كان هذه املبالغ تؤدي األثر املطلوب منها‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫يأر‬

‫تحقيق أعظم قيمة‬

‫لعمل الخير‬

‫عمل الخير والعطاء هو بأن يقودك عقلك وليس قلبك فقط‪ ،‬هذا ما يؤكد عليه بيتر سينجر‬

‫فاعلو‬

‫الخــر هــم بشــكل عــام أفــراد تغلــب عليهــم‬ ‫الطيبــة ويمتلكــون قلوبــا ًكبــرة‪ ،‬لكنهــم إن‬

‫إســتمعوا فقــط لقلوبهــم فمــن املرجــح‬ ‫أنهــم لــن يكونــوا فاعــي خــر صالحــن؛ وغالــب األمــر ّ‬ ‫أل يــؤيت عملهــم‬ ‫أفضــل ثمــاره‪ .‬فعندمــا يفشــل األفــراد القادريــن عــى فعــل خــر كبــر يف‬

‫تحقيق نصف ما هو بمقدورهم‪ ،‬فهم ليسوا برواد عطاء صالحني‪.‬‬

‫هناك حاالت عديدة ال يكون فيها ح ّ‬ ‫ب العطاء يف أفضل مواقعه أو‬

‫ّ‬ ‫أل يقود إىل نتائج فعالة‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ ،‬أنا أعتقد أن العطاء الكبري‬ ‫يف م ـج ــال ال ـف ـن ــون يـ ــؤدي ن ـس ـب ـيــا ً إىل ق ـل ـيــل م ــن ال ـخ ــر‪ .‬ل ـكــن ح ـتــى ضـمــن‬ ‫امل ـف ـه ــوم ال ـع ــام ل ـف ـعــل ال ـخ ــر وه ــو ت ـح ـســن ح ـي ــاة ال ـف ـق ــراء وامل ـح ـتــاجــن‪،‬‬ ‫فغالبا ًما يكون العطاء أقل فعالية مما هو ممكن‪.‬‬ ‫العديد من فاعيل الخري األمريكيون يهتمون بمساعدة الفقراء يف‬

‫‪01‬‬

‫‪‬بيتر سينجر بروفيسور في دراسة األخالقيات‬ ‫في العلوم الحيوية في جامعة برينستون‪ ،‬ومن‬ ‫كبار األساتذة في جامعة ملبورن‪ .‬له عدة‬ ‫مؤلفات‪ ،‬منها‪The Life You Can Save :‬‬ ‫و ‪ The Most Good You Can Do‬وأحدثها هو‬ ‫‪Famine, Affluence and Morality‬‬

‫املـقــام األول ضمن مجتمعهم املحيل ومحيطهم املباشر‪ .‬ويـعــاين نظام‬

‫ال ــرع ــاي ــة االج ـت ـمــاع ـيــة يف ال ــوالي ــات امل ـت ـح ــدة األم ــرك ـي ــة م ــن ال ـع ــدي ــد مــن‬ ‫الفجوات‪ ،‬أكرث من أي دولة غنية أخرى يف العالم‪ .‬لكن عىل الرغم من‬

‫ذلك‪ ،‬فإن عدد الناس الذين يعدّون فقراء حسب املعايري العاملية هم‬ ‫ق ــائ ــل‪ .‬وال ـف ـق ــراء يف أم ــرك ــا مـ ــازال تـتــوفــر لـهــم م ـيــاه ال ـش ــرب الـنـظـيـفــة‪،‬‬

‫وال ـت ـع ـل ـي ــم امل ـ ـجـ ــاين ألطـ ـف ــالـ ـه ــم‪ ،‬والـ ـعـ ـن ــاي ــة ال ـص ـح ـي ــة‪ ،‬بـ ــاإلضـ ــافـ ــة إىل‬ ‫ال ـك ــوب ــون ــات ال ـغ ــذائ ـي ــة امل ـج ــان ـي ــة ال ـت ــي ق ـي ـم ـت ـهــا وح ــده ــا ت ـع ــادل األرب ـع ــة‬

‫‪ 1,000‬دوالر ألســرة دخلها الـسـنــوي ‪ 20,000‬دوالر‪ ،‬فـهــذا لــن يُحدث‬ ‫فرقا ً كبريا ً يف حياتهم‪ .‬لكن تخيل أسرة مكونة من أربعة أفراد تعيش‬

‫تحت خط الفقر املدقع حسب تعريف البنك الدويل‪ .‬نحن نعرف تماما ً‬

‫األثــر الــذي يـحــدثــه دخــل إضــايف بقيمة ‪ 1,000‬دوالر ملـثــل هــذه األســرة‪،‬‬ ‫والسبب هو أن هناك بالفعل منظمة خريية اسمها “جيف دايركتيل”‬

‫(‪ GiveDirectly‬أو “الـعـطــاء امل ـبــاشــر”) تـبـحــث عــن أفـقــر الـعــائــات يف‬

‫دول ش ــرق أفــري ـق ـيــا لـتـهـبـهــا ‪ 1,000‬دوالر‪ .‬وع ـم ــل بــاح ـثــون مـسـتـقـلــون‬ ‫بمتابعة مــا تفعله تـلــك األســر بـهــذا املـبـلــغ الــذي يمنح لـهــم مــرة واحــدة‬

‫“‬

‫تستمر بعض المؤسسات‬ ‫الخيرية بعملها ألن المانحين‬ ‫ال يطالبوا ببرهان حقيقي‬ ‫على فعالية برامجها‬

‫”‬

‫دوالرات يف الـيــوم ـ مــا يمثل ضعف الــدخــل الـفــردي الـيــومــي لنحو ‪700‬‬

‫مـلـيــون شـخــص حــول الـعــالــم يــرزحــون تـحــت وط ــأة الـفـقــر املــدقــع‪ ،‬وفــق‬

‫تصنيف البنك الدويل ـ أي قوة شرائية تعادل دوالرين يف اليوم‪.‬‬

‫إن متوسط مــدخــول الـفــرد يف الــدول الفقرية أقــل بكثري مــن مثيله‬

‫يف الدول الغنية‪ ،‬وهذا يحدث الفرق الكبري يف قدرتنا عىل مساعدتهم‪.‬‬ ‫فمثالً‪ ،‬تُصنف األسرة املكونة من أربعة أفراد يف أمريكا تحت خط الفقر‬

‫‪76‬‬

‫إن كــان مــا تـجـنـيــه يف الـسـنــة يـتــدىن عــن ‪ 24,000‬دوالر‪ .‬إن أنــت قــدمــت‬

‫التبرع لألسرالمحتاجة في الدول الفقيرة هو أحد طرق‬ ‫‪0 01‬يؤكد سينجربأن‬ ‫ً‬ ‫المساعدة األكثرتأثيرا‬ ‫ّ‬ ‫‪0 02‬يُقدرعدد سكان العالم الذين يرزحون تحت مستوى الفقرالمدقع‪ ،‬أي يعيش‬ ‫الواحد منهم بدوالرين أو أقل في اليوم‪ ،‬بنحو ‪ 700‬مليون‬ ‫‪0 03‬تتوفراليوم دراسات وأبحاث وافية عن أكثرالطرق المجدية من حيث التكلفة‬ ‫لفعل الخيرفي العالم‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫وسيتم جمع أقـســاط التأمني مــن خــال رســوم‬

‫االش ـ ــراك ب ـش ـب ـكــات ال ـه ــات ــف وس ـت ـك ــون يف حـ ــدود ‪2‬‬ ‫دوالر ش ـه ــري ــاً‪ ،‬حـسـبـمــا ي ـق ــول غ ــروس ــو ـ أي أن ــه لــن‬ ‫ت ـك ــون ه ـن ــاك ح ــاج ــة إىل ح ـس ــاب م ـص ــريف أو بـطــاقــة‬ ‫ائتمان للعميل‪.‬‬

‫قد يتيح التعاون مع مشغيل شبكات الهواتف‬

‫املـ ـحـ ـم ــول ــة يف امل ـن ـط ـق ــة فـ ــرصـ ــة النـ ـتـ ـشـ ــار ب ــول ـي ـص ــات‬ ‫ال ـتــأمــن س ــري ـع ــاً‪ ،‬وأي ـض ــا ًلـتـعــريــف ش ــرك ــات الـتــأمــن‬

‫بسوق جديدة يُعد جمهورها باملاليني‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫ويضيف غروسو‪“ :‬الجميل يف نموذجنا هو أنه‬

‫ب ـم ـجــرد اس ـت ـق ـطــاب أح ــد مـشـغــي ش ـب ـكــات ال ـهــواتــف‬ ‫املحمولة للعمل معنا يف املـشــروع‪ ،‬فهناك احتمال‬

‫ألن ن ـص ــل إىل امل ــاي ــن م ــن ال ـ ـنـ ــاس”‪ .‬وقـ ــد أوش ـك ــت‬ ‫شــركـتــه الـنــاشـئــة عــى إب ــرام أول شــراكـة ٍ لـهــا مــع أحــد‬

‫مزودي خدمات التأمني يف املنطقة‪.‬‬

‫“‬

‫بمجرد أن ننجح‬ ‫بإقناع مشغل شبكة‬ ‫هواتف محمولة واحد‬ ‫بالعمل معنا‪ ،‬يمكننا‬ ‫بسهولة‬ ‫أن نصل‬ ‫ٍ‬ ‫نسبية إلى ماليين‬ ‫الناس‬

‫”‬

‫القت نماذج مماثلة النجاح يف أمريكا الالتينية‬

‫المخاطر والعوائد‬ ‫اإلسم‪ :‬ميشيل غروسو‬ ‫العمر‪ 29 :‬عام ً​ًا‬

‫وبعض أنحاء قاريت أفريقيا وآسيا‪ ،‬لكنها لم ترسخ‬ ‫قدمها يف منطقة الشرق األوسط حتى اآلن‪ .‬ويكمن‬

‫ج ــزء ك ـبــر م ــن ال ـت ـح ــدي يف عـمـلـيــة ن ـشــر ال ــوع ــي بــن‬

‫ل ـل ــذي ــن ي ـ ــدرك ـ ــون م ــاه ـي ــة الـ ـت ــأم ــن ت ـب ـق ــى ت ـكــال ـي ـفــه‬

‫أفــري ـق ـيــا‪ .‬وم ـثــل غــالـبـيــة ن ـم ــاذج ال ـع ـمــل ال ـتــي ت ـحــاول‬ ‫تـحـقـيــق االح ـت ــواء امل ــايل لـلـفـئــات املـعــزولــة اقـتـصــاديــاً‪،‬‬

‫الـ ـحـ ــوادث وس ـ ــوء الـ ـح ــظ‪ ،‬أو ل ـت ـب ـع ــات م ــا تـصـنـفــه‬

‫الذكية عىل الوصول لهذه الفئات الكبرية‪.‬‬ ‫ي ــوض ــح غ ــروس ــو‪ ،‬ق ــائ ــاً‪“ :‬ل ـس ـن ــا ش ــرك ــة ت ــأم ــن‪.‬‬

‫باهظة‪ ،‬خاصة بالنسبة للذين لم تكتمل قناعتهم‬ ‫ب ــامل ــوض ــوع‪ .‬وه ـك ــذا‪ ،‬يـبـقــى ه ــؤالء ع ــرض ــة ً لـعــواقــب‬

‫تـعـتـمــد ه ــذه الـشــركــة عــى ال ـقــدرة الـعــالـيــة لـلـهــواتــف‬

‫مـ ــاتـ ــزال ف ـك ــرة ال ـت ــأم ــن ال ـص ـح ــي أو ال ـت ــأم ــن عــى‬

‫ل ـكــن مـيـشـيــل غ ــروس ــو‪ ،‬رائـ ــد األع ـم ــال اإلي ـط ــايل‬

‫مـنـتـجـنــا ع ـبــارة عــن تـقـنـيــة ت ـهــدف إىل خـفــض تـكــالـيــف‬

‫عـ ــن ث ـق ــاف ــة غ ــال ـب ـي ــة ال ـ ـع ـ ــرب‪ .‬وق ـ ــد يـ ـكـ ــون ال ـس ـب ــب‬

‫الـ ـ ــوضـ ـ ــع‪ .‬فـ ـقـ ــد أسـ ـ ــس غ ـ ــروس ـ ــو شـ ــركـ ـتـ ــه ال ـن ــاش ـئ ــة‬

‫البلد‪ :‬اإلمارات العرب�ية المتحدة‬

‫الـحـيــاة وغــرهــا مــن أنــواع الـتــأمــن الشخيص غريبة‬

‫الرئييس لبقاء املــايــن مــن شــرائــح املجتمع العربي‬

‫الــوسـطــى واألدىن خــارج قـطــاع الـتــأمــن هــو إنـعــدام‬ ‫أو ت ـ ــدين م ـس ـت ــوى الـ ــوعـ ــي ح ـ ــول م ـف ـه ــوم ال ـت ــأم ــن‬

‫وفوائده‪ .‬لكن العقبة األهم هي أنه حتى بالنسبة‬

‫صناعة التأمني بـ “القضاء والقدر”‪.‬‬

‫امل ـق ـي ــم يف دولـ ـ ــة اإلم ـ ـ ـ ــارات‪ ،‬ي ـط ـم ــح إىل ت ـغ ـي ــر ه ــذا‬ ‫“ديموكرانس” (‪ )Democrance‬كمشروع تجاري‬ ‫ي ـس ـع ــى ل ـل ــرب ــح‪ ،‬ل ـك ـن ــه يـ ـه ــدف أيـ ـضـ ــا ً إىل أن يـجـعــل‬

‫تـكــالـيــف الـتــأمــن مـعـقــولــة ويف مـتـنــاول ذوي الــدخــل‬ ‫املـ ـنـ ـخـ ـف ــض يف م ـن ـط ـق ــة ال ـ ـش ـ ــرق األوس ـ ـ ـ ــط وشـ ـمـ ــال‬

‫امل ـس ـت ـه ـل ـك ــن‪ .‬ويـ ـعـ ــي غ ـ ــروس ـ ــو ح ـق ـي ـق ــة أن “أغـ ـل ــب‬ ‫جـ ـ ـمـ ـ ـهـ ـ ــورنـ ـ ــا املـ ـ ـسـ ـ ـتـ ـ ـهـ ـ ــدف ال ي ـ ـ ـع ـ ـ ــرف شـ ـ ـيـ ـ ـئـ ـ ــا ً ع ــن‬ ‫ماهية التأمني”‪.‬‬

‫بمجرد بدء شركات التأمني بتوفري البوليصات‬

‫الـتــأمـيـنـيــة مــع “دي ـمــوكــرانــس” سـتـعـنــى األخ ــرة بكل‬ ‫الجوانب األخــرى‪ ،‬بما يف ذلك التوزيع‪ ،‬والبحث يف‬ ‫ال ـبــول ـي ـصــات‪ ،‬وخ ــدم ــة ال ـع ـم ــاء‪ ،‬وإدارة امل ـطــال ـبــات‪.‬‬

‫توزيع بوليصات التأمني التقليدية وإدارتـهــا‪ .‬وبهذه‬ ‫الطريقة نجعل التأمني متاحا ًويف مقدور الجميع”‪.‬‬

‫األس ــاسـ ـي ــة‪ ،‬ب ـم ــا ف ـي ـه ــا إت ــاح ــة ال ـت ــأم ــن ع ــى ال ـح ـي ــاة‬

‫ال ـنــاس‪ ،‬أي هــواتـفـهــم املـحـمــولــة‪ ،‬هــي أس ــرع طــريـقــة‬

‫عـ ـ ـ ــى ال ـ ـ ـح ـ ـ ـيـ ـ ــاة ش ـ ـب ـ ـك ـ ــة أمـ ـ ـ ـ ـ ــان ح ـ ـق ـ ـي ـ ـق ـ ـيـ ــة لـ ـ ـه ـ ــؤالء‬

‫يعتقد غروسو أن تقديم التأمني من خالل قناة‬ ‫ال ـ ـتـ ــواصـ ــل اإلوسـ ـ ـ ــع ان ـ ـت ـ ـش ـ ــارا ًب ـ ــن م ـخ ـت ـل ــف ش ــرائ ــح‬

‫للبدء بإشراكهم يف عمليات التأمني‪.‬‬

‫وس ـ ــرك ـ ــز ال ـ ـبـ ــول ـ ـي ـ ـصـ ــات ع ـ ــى تـ ـلـ ـبـ ـي ــة االح ـ ـت ـ ـيـ ــاجـ ــات‬ ‫والتأمني الصحي البسيط‪.‬‬ ‫ويختم غــروســو قــائــاً‪“ :‬يمكن أن يمثل التأمني‬

‫الناس ولعائالتهم”‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫حلول فعالة بمتناول الجميع‬ ‫اإلسم‪ :‬لميس حارب‬

‫‪ 2013‬مل ـعــال ـجــة مـشـكـلــة ال ـن ـف ــاي ــات الـبــاس ـت ـي ـكـيــة مــن‬

‫البلد‪ :‬اإلمارات العرب�ية المتحدة‬

‫باعتبارها قضية تصميم بالدرجة األوىل”‪.‬‬

‫يف ك ــل ي ــوم‪ ،‬يـحــل املـسـتـهـلـكــون يف مـخـتـلــف أنـحــاء‬ ‫دول مجلس الـتـعــاون الخليجي أطـنــانــا ً مــن األغلفة‬

‫للتحلل‪ ،‬والـتــي تـقــوم بمهمة البالستيك ذاتـهــا لكن‬

‫خــال التصميم‪ .‬وتـقــول‪“ :‬أنـظــر إىل املـشــاكــل البيئية‬

‫العمر‪30 :‬‬

‫ويتمثل الحل الذي تطرحه مليس لهذه املشكلة‬ ‫يف استخدام مركّبات بوليمر ذات أصــل نبايت قابلة‬ ‫دون ال ـت ــأث ــر ع ــى ال ـب ـي ـئــة ع ــى املـ ــدى ال ـط ــوي ــل‪ .‬ب ــدأت‬

‫ال ـب ــاس ـت ـي ـك ـي ــة ق ـب ـي ــل ت ـ ـنـ ــاول وج ـب ــات ـه ــم ال ـغ ــذائ ـي ــة‪،‬‬ ‫ويستخدمون مالعق وسكاكني وشوكا ً بالستيكية‪،‬‬

‫اإليـطــالـيــة‪ ،‬ثــم ق ــررت أن تستثمر مــدخــراتـهــا ووقـتـهــا‬

‫تـ ــدويـ ــر امل ـخ ـل ـف ــات ال ـن ــات ـج ــة عـ ــن ع ـم ـل ـي ــات ال ـت ـغ ـل ـيــف‬

‫ت ـل ـقــي ال ـن ـص ــائ ــح وال ــدع ــم م ــن “إي ـك ــوزي ـم ــا”‪ ،‬حــولــت‬

‫ويـفـتـحــون عـلــب املـشــروبــات الـغــازيــة‪ .‬ون ــادرا ًمــا يعاد‬

‫وال ـت ـع ـب ـئ ــة امل ـك ـث ـف ــة‪ ،‬ل ـت ــأخ ــذ ط ــري ـق ـه ــا يف ال ـن ـه ــاي ــة إىل‬ ‫مكبات القمامة‪ ،‬وربما األسوأ أن تلقى عىل األرض‪.‬‬

‫وت ــراك ــم املـ ــواد الـبــاسـتـيـكـيــة املـسـتـخــدمــة يف تـغـلـيــف‬ ‫األط ـع ـم ــة ل ـت ـش ـك ــل أك ـ ــوام ـ ــا ًمـ ــن ال ـق ـم ــام ــة ول ـت ـص ـبــح‬ ‫مصدر تلوث للمحيطات حول العالم‪ ،‬إذ يستغرق‬

‫بـعـضـهــا م ـئ ــات األع ـ ــوام لـيـتـحـلــل يف م ـقــابــل الــدقــائــق‬ ‫القليلة التي استخدمت فيها‪.‬‬

‫“‬

‫من أجل دقائق ًقليلة‬ ‫تحتسي فيها فنجانا من‬ ‫القهوة‪ ،‬ال تحتاج إلى‬ ‫مواد تعبئة وتغليف‬ ‫تدوم ‪ 700‬عام‬

‫”‬

‫تقول مليس حارب‪ ،‬مؤسسة شركة “بايو دي”‬

‫(‪ ،)BioD‬وه ــي تـخـتــص بـتـصـمـيــم وتــوريــد منتجات‬

‫وم ـ ـ ـ ــواد تـ ـغـ ـلـ ـي ــف عـ ـضـ ــويـ ــة يـ ـسـ ـه ــل الـ ـتـ ـخـ ـلـ ــص م ــن‬ ‫ن ـفــايــات ـهــا‪“ :‬رغ ـب ــت يف م ـعــال ـجــة ه ــذه امل ـش ـك ـلــة‪ .‬فــأنــا‬ ‫أؤم ـ ــن كـ ـثـ ــرا ً أن ب ــإم ـك ــان ـن ــا وق ـ ــف ه ـ ــذا ال ـت ــدف ــق مــن‬

‫ال ـت ـل ــوث ال ـن ــات ــج عـ ــن املـ ـ ــواد ال ـب ــاس ـت ـي ـك ـي ــة كـ ــل ي ــوم‬ ‫باستخدام مواد ذات أصل نبايت”‪ .‬وتضيف‪“ :‬املواد‬ ‫العضوية سهلة التحلل‪،‬‬

‫رغ ــم إن ـهــا لـيـســت ح ــا ًل ـكــل مـتـطـلـبــات الـتـغـلـيــف‬

‫والتعبئة‪ .‬لكن من أجل الدقائق القليلة التي تحتيس‬ ‫فـيـهــا ق ـهــوتــك‪ ،‬أو ت ـت ـنــاول ط ـعــامــاً‪ ،‬أو تـغـلــف شـيـئــاً‪،‬‬ ‫فإنك لن تحتاج إىل مواد تغليف تدوم ‪ 700‬عام”‪.‬‬

‫بـ ـفـ ـض ــل خـ ــرتـ ـهـ ــا يف م ـ ـج ـ ــال ت ـص ـم ـي ــم األغـ ـلـ ـف ــة‬

‫وال ـ ـع ـ ــام ـ ــات ال ـ ـت ـ ـجـ ــاريـ ــة‪ ،‬أطـ ـلـ ـقـ ــت رائ ـ ـ ـ ــدة األع ـ ـمـ ــال‬ ‫اإلماراتية الشابة مليس شركتها “بايو دي” يف العام‬

‫‪74‬‬

‫مليس عملها كموزعة للعالمة التجارية “إيكوزيما”‬ ‫وج ـه ــده ــا يف ت ــأس ـي ــس ع ـم ـل ـهــا الـ ـخ ــاص‪ .‬ومـ ــن خ ــال‬ ‫ـم يف حــد‬ ‫خ ــرت ـه ــا ب ــال ـب ــاس ـت ـي ــك ال ـع ـض ــوي إىل “عـ ــالـ ـ ٍ‬

‫ذات ـ ـ ــه” وإىل ع ـم ــل ت ـ ـجـ ــاري‪ ،‬ق ـب ــل أن ت ـن ـط ـل ــق ل ـشــق‬ ‫طريقها يف سوق الخليج عالية التنافسية‪.‬‬

‫ت ـض ـي ــف‪“ :‬لـ ــم ي ـك ــن ه ـن ــاك م ــن ي ـت ـك ـلــم ع ــن ه ــذه‬ ‫امل ــواد أو ي ـعــرف عـنـهــا شـيـئــاً‪ .‬زرت املـ ــدارس وأعـطـيــت‬ ‫محاضرات لدعم القضية مجتمعياً‪ .‬كانت هذه هي‬

‫ال ـطــري ـقــة ال ــوح ـي ــدة ح ـقــا ل ـل ـق ـيــام ب ــذل ــك‪ .‬ف ــا يـمـكـنــك‬

‫االكـتـفــاء بــوضــع املـنـتـجــات عــى األرف ــف ثــم تـتــوقــع أن‬

‫ت ـضــع ش ــرك ــة “ب ــاي ــو دي” ق ـط ــاع ص ـنــاعــة امل ــواد‬

‫ت ـن ـتــج ش ــرك ــة “ب ــاي ــو دي” مـ ــواد تـغـلـيــف وتـعـبـئــة‬

‫املجال تأمل مليس حارب أن يكون لها أكرب األثر يف‬

‫يأيت الناس ليتعرفوا عليها”‪.‬‬

‫مصممة بشكل عميل وجذاب ـ تشمل رسم كرتوين‬ ‫لشخصية مليس حــارب نفسها ـ وم ــزودة بمعلومات‬

‫ع ـ ــن املـ ـنـ ـتـ ـجـ ــات ب ــال ـل ـغ ـت ــن الـ ـعـ ــربـ ـيـ ــة واإلنـ ـجـ ـلـ ـيـ ــزيـ ــة‪.‬‬

‫ال ـغ ــذائ ـي ــة واملـ ـشـ ــروبـ ــات ن ـص ــب ع ـي ـن ــاه ــا‪ .‬ف ـف ــي ه ــذا‬ ‫ت ـق ـل ـيــل اس ـت ـخ ــدم امل ـ ــواد ال ـبــاس ـت ـي ـك ـيــة غ ــر ال ـقــاب ـلــة‬ ‫لـلـتـحـلــل ع ـض ــوي ــاً‪ ،‬م ــن خ ــال ن ـم ــوذج ع ـمــل بـسـيــط‬ ‫ي ـت ـم ـحــور حـ ــول ت ــوف ــر م ـس ـت ــودع ي ـع ـمــل ع ــى م ــدار‬

‫وت ـس ـت ـه ــدف ال ـش ــرك ــة سـ ــوق االس ـت ـه ــاك امل ـن ــزيل بـكــل‬ ‫أن ــواع املـنـتـجــات‪ ،‬ب ــدءا ًمــن أدوات املــائــدة‪ ،‬واألكـيــاس‬

‫املنتجات البيئية املالئمة‪.‬‬

‫س ـع ــف ال ـن ـخ ـي ــل امل ـض ـغ ــوط والـ ـت ــي ي ـس ـه ــل ال ـت ـخ ـلــص‬

‫مــن إب ــرام ع ـق ـد ٍ مــع سـلـسـلــة ف ـنــادق يف ج ــزر املــالــديــف‬

‫التي تغلق بسحاب‪ ،‬وانتهاء باألطباق املصنوعة من‬

‫الـ ـس ــاع ــة ل ـخ ــدم ــة الـ ـعـ ـم ــاء الـ ـتـ ـج ــاري ــن‪ ،‬وت ـق ــدي ــم‬ ‫ولعل أبرز مالمح نجاحها حتى اآلن هو تمكنها‬

‫لـتــزويــدهــم بـقـصـبــات لـلـشــرب‪ ،‬وال ـتــي تـعــد أح ــد أكــر‬

‫منها‪ .‬كما تشمل مجموعة املنتجات القابلة إلعــادة‬ ‫االستخدام أيضا ًأكواب القهوة املصنوعة من خشب‬

‫م ـل ــوث ــات م ـي ــاه امل ـح ـي ــط ن ـت ـي ـجــة اس ـت ـه ـت ــار ال ـس ـي ــاح غــر‬

‫ال ـخ ـيــش‪ ،‬وزج ــاج ــات ال ـشــرب املـصـنــوعــة مــن ال ـفــوالذ‬

‫توضح مليس‪“ :‬لقد حلت الفنادق هــذه املشكلة‬

‫ال ـخ ـيــزران الــرق ـيــق‪ ،‬وحـقــائــب الـتـســوق املـصـنــوعــة من‬

‫الــرقـيــق‪ .‬تـقــول ملـيــس‪“ :‬م ــن ال ـض ــروري أن تـكــون هــذه‬ ‫املواد متوفرة يف البيوت”‪.‬‬

‫العابئني بالحفاظ عىل البيئة‪.‬‬

‫بـشـكــل حــاســم وســريــع‪ .‬فـقـصـبــات الـشــرب الـعـضــويــة‬ ‫تـتـحـلــل أسـ ــرع ك ـث ــرا ًم ــن الـبــاسـتـيـكـيــة‪ .‬وه ــي لـيـســت‬

‫مـلــوثــة للبيئة حـتــى لــو رمـيــت يف امل ـيــاه‪ ،‬حـيــث تتحلل‬ ‫كما لو كانت نشاء”‪.‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫شبابٌ‬ ‫مشارك ومعطاء‬ ‫ما بين أنشطة تطوير التطبيقات‪ ،‬والتعبئة والتغليف الصديق للبيئة‪ ،‬والتأمين الموجه للفقراء في‬ ‫العالم العربي‪ ،‬تعمل هذه المجموعة من رواد األعمال الشباب على بناء نماذج أعمال ذات منافع‬ ‫اجتماعية وبيئية ومالية في آن‬ ‫ملقب ستيوارت ماثيوز‬

‫التمكين عبر التقنيات النقالة‬ ‫اإلسم‪ :‬موسى بيداس‬ ‫العمر‪ 30 :‬سنة‬ ‫البلد‪ :‬اإلمارات العرب�ية المتحدة‬

‫النقدية‪ ،‬أو أن يفقد جهازك االتصال باإلنرتنت‪ ،‬أو‬ ‫أن يكون حامل املال أمياً‪ ،‬فهو مقبولٌ يف كل مكان‬ ‫كوسيلة دفع ال تضاهى‪ .‬وهذا ما نحاول أن نحاكيه‬ ‫عرب الدفع بالهواتف املحمولة”‪.‬‬

‫الحواجز املرتبطة بتكاليف خدمات البيانات‪.‬‬

‫ي ـش ـيــد ال ـج ـم ـيــع ب ــال ـه ــوات ــف ال ــذك ـي ــة بــاع ـت ـبــارهــا أداة‬

‫ب ـه ــا‪ ،‬خ ــاص ــة ع ـنــد ال ـت ـعــامــل بـمـبــالــغ ك ـب ــرة‪ .‬وال ـن ــاس‬

‫لجميع الفئات يف املجتمع‪ ،‬لكن عندما يتعلق األمر‬

‫ض ـ ـمـ ــان إمـ ـكـ ــانـ ـيـ ــة ال ـ ــدف ـ ــع بـ ــواسـ ـطـ ـتـ ــه يف أي م ـت ـج ــر‬

‫أي تـطـبـيــق قــائــم آخ ــر‪ .‬وه ـنــاك وسـيـلــة ثــالـثــة وأخ ــرة‬

‫ف ـخــدمــات ال ـب ـيــانــات م ــا ت ــزال غــالـيــة الـسـعــر بــالـنـسـبــة‬

‫لـلـكـثــريــن يف ال ـعــالــم ال ـنــامــي‪ ،‬حـتــى ل ــو كــانــت هـنــاك‬ ‫شـ ـبـ ـكـ ــة تـ ـعـ ـمـ ــل بـ ـمـ ــوثـ ــوقـ ـيـ ــة كـ ــاف ـ ـيـ ــة لـ ـتـ ـقـ ــديـ ــم هـ ــذه‬ ‫ال ـخ ــدم ــات‪ .‬وب ــال ــرغ ــم م ــن االس ـت ـخ ــدام ال ـج ـم ــاه ــري‬

‫”‬

‫اس ـت ـخــدام هــواتـفـهــم الــذكـيــة كــوسـيـلــة دف ــع‪ ،‬بسبب‬

‫ي ـض ـيــف بـ ـيـ ــداس‪“ :‬امل ـ ــال م ـس ــؤول ـي ــة ال يـسـتـهــان‬

‫بـ ــالـ ـتـ ـعـ ــامـ ــات املـ ــال ـ ـيـ ــة ال ـ ـيـ ــوم ـ ـيـ ــة‪ ،‬تـ ـظـ ـه ــر م ـع ـض ـل ــة‪.‬‬

‫“‬

‫إلش ـ ــراك م ـس ـت ـخــدمــن ل ــم ي ـك ــن بــإم ـكــان ـهــم م ــن قـبــل‬

‫ستوفر الشركة تطبيقا ًيعمل باستقاللية باسم‬ ‫“م ـح ـف ـظ ــة ب ـ ــري ـ ــدج”‪ .‬كـ ـم ــا س ـت ـت ـي ــح أي ـ ـضـ ــا ًال ـت ـك ــام ــل‬

‫ت ـس ــاع ــد عـ ــى ت ـح ـق ـي ــق اإلشـ ـ ـ ــراك أو االح ـ ـت ـ ــواء املـ ــايل‬

‫الناس يريدون‬ ‫األمان في‬ ‫التطبيقات‪،‬‬ ‫وإمكانية الدفع‬ ‫والقبض‬

‫بـ ـط ــاق ــات االئـ ـتـ ـمـ ــان م ـ ـح ـ ــدود‪ ،‬وثـ ـمـ ــة فـ ــرصـ ــة ك ـب ــرة‬

‫ال ـ ــذي ح ـق ـق ـتــه ال ـه ــوات ــف ال ــذك ـي ــة‪ ،‬وخـ ـيـ ــارات ال ــدف ــع‬

‫ال ــرق ـم ــي‪ ،‬م ــا يـ ــزال ال ـن ـقــد ه ــو أسـ ــاس ال ـت ـع ــام ــات يف‬ ‫املتاجر املحلية‪.‬‬

‫ي ـقــول م ــوىس ب ـي ــداس‪ ،‬رائ ــد األع ـم ــال امل ـق ـيــم يف‬

‫دول ــة اإلمـ ــارات وصــاحــب فـكــرة “ب ــري ــدج” (‪،)Bridg‬‬

‫وهـ ــو ت ـط ـب ـيــق ل ـل ــدف ــع ي ـم ـك ـنــه ال ـع ـم ــل دون االت ـص ــال‬ ‫ب ـش ـب ـك ــة اإلن ـ ــرن ـ ــت‪“ :‬م ـ ــن ال ـص ـع ــب م ـن ــاف ـس ــة ال ـن ـق ــد‪.‬‬ ‫فخالفا ًللهواتف‪ ،‬ال مشكلة إن أصاب البلل األوراق‬

‫يـ ــريـ ــدون األم ـ ــان [يف ال ـت ـط ـب ـي ـق ــات] وك ــذل ــك ي ــري ــدون‬

‫الــرمـجــي بـمــا يـسـمــح بــإضــافــة مـكــون “املـحـفـظــة” إىل‬

‫يـصــادفــونــه يف ال ـش ــارع‪ ،‬وأن الـتـطـبـيــق مـتــوافــر دائـمــا ً‬

‫سـتـتـمـثــل يف “ال ـب ـطــاقــة ال ـب ـي ـضــاء” أو “ن ـظ ــام الـحـلـقــة‬

‫متصلني باإلنرتنت”‪.‬‬

‫ع ـنــدمــا يـتـعـلــق األمـ ــر ب ـب ـنــاء ن ـظ ــام م ـخ ـصــص لـشــركــة‬

‫وي ـ ـم ـ ـك ـ ـن ـ ـه ـ ــم اسـ ـ ـتـ ـ ـخـ ـ ــدامـ ـ ــه حـ ـ ـت ـ ــى ل ـ ـ ــو ل ـ ـ ــم ي ـ ـك ـ ــون ـ ــوا‬

‫امل ـغ ـل ـقــة” وال ـ ــذي ي ـق ــول ب ـي ــداس إن ــه سـيـعـمــل ج ـيــدا ً‬

‫ت ــأم ــل ش ــرك ــة “بـ ــريـ ــدج” أن ت ـ ــردم هـ ــذه ال ـه ــوة‪.‬‬

‫كبرية أو حتى ملنظمة غري حكومية‪.‬‬ ‫ويـخـتـتــم ب ـي ــداس‪ ،‬ق ــائ ــاً‪“ :‬سـيـكــون الـتـطـبـيــق يف‬

‫ال ـت ـط ـب ـي ــق لـ ـلـ ـه ــوات ــف الـ ــذكـ ـيـ ــة م ـع ــال ـج ــة املـ ـع ــام ــات‬

‫مل ــن ل ــدي ـه ــم بــال ـف ـعــل ه ــوات ــف ذك ـي ــة م ـح ـم ــول ــة‪ .‬وم ــن‬

‫ف ـب ــاس ـت ـخ ــدام ت ـق ـن ـي ــة ذك ـي ــة ذات ح ـق ــوق اس ـت ـخ ــدام‬ ‫م ـح ـف ــوظ ــة‪ ،‬ي ـط ـل ــق ع ـل ـي ـه ــا “ون ك ــونـ ـّيـ ـك ــت”‪ ،‬ي ـت ـيــح‬

‫مخيمات الالجئني وسيلة جيدة الستالم املعونات‪،‬‬

‫التجارية دون االتصال باإلنرتنت‪ ،‬وذلك باستخدام‬

‫امل ـي ــزات امل ـه ـمــة ل ـهــذا ال ـحــل ه ــي إم ـكــان ـيــة تـنـفـيــذه بــن‬

‫البلوتوث لنقل “األموال” من هاتف إىل آخر‪ .‬وبينما‬ ‫ت ـت ـيــح أس ـ ــواق م ـثــل أس ـ ــواق اإلمـ ـ ــارات ف ــرص ــا ًت ـجــاريــة‬ ‫هائلة لهذا التطبيق‪ ،‬مثل حاالت الدفع عند تسليم‬ ‫املـشــريــات‪ ،‬إال أن ســوقــا ً كالهند تـبــدو واعــدة أيـضــاً‪،‬‬ ‫حيث يمتلك القليلون حسابات مصرفية‪ ،‬وانتشار‬

‫ع ـش ـي ــة وضـ ـحـ ــاهـ ــا‪ ،‬خ ــاص ــة ع ـن ــدم ــا ال يـ ـك ــون ه ـن ــاك‬ ‫بالضرورة داعٍ ألن يكون اسمنا التجاري بارزاً‪ ،‬وإنما‬ ‫نمكن العالمات التجارية القائمة والتي لها بالفعل‬

‫وجـ ـ ــود ق ـ ــوي يف ال ـ ـسـ ــوق‪ ،‬مـ ــن اسـ ـتـ ـخ ــدام تـطـبـيـقـنــا‬ ‫لتوسيع نطاق عملها”‪.‬‬

‫‪73‬‬


‫الرسام‪ :‬محمد خلف أهلل‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫‪0 01‬من خالل برنامج التمكين التعليمي الذي أطلقته المنظمة يمكن للطالب‬ ‫الحصول على دراجات لدى توقيعهم عقود مدتها عامين تحت اسم “ادرس لكي‬ ‫تمتلك” وتهدف إلى تشجيع الطالب على البقاء في المدرسة‪.‬‬ ‫‪0 02‬قبل أن تحصل إيثيل على دراجة بافالو من منظمة اإلغاثة العالمية للدراجات‪،‬‬ ‫كانت تق�ضي ساعتين هي وأبنة عمتها للوصول إلى المدرسة التي تبعد مسافة‬ ‫‪ 9‬كلم‪ .‬وقبل أن تذهبا إلى المدرسة وقطع تلك المسافة الطويلة‪ ،‬كانتا تقومان‬ ‫باألعمال المنزلية المطلوبة منهما‪ ،‬وكانتا تصالن منهكتان غيرقادرتان على التركيز‬ ‫داخل الصف‪ .‬واآلن‪ ،‬يمكنهما الوصول في الوقت المناسب وهما نشطتان‬ ‫ومستعدتان لبدء يوم درا�سي مثمر‪.‬‬ ‫‪0 03‬تستيقظ تمارا‪ ،‬وهي طالبة من زامبيا‪ ،‬في ساعات الصباح األولى إلعداد فطورها‬ ‫قبل أن تتوجه إلى مدرستها على دراجتها من طرازبافالو‪ .‬كانت تمارا تسير‪ 4‬كلم‬ ‫على طريق وعرة وصعبة للوصول إلى المدرسة قبل أن تحصل على دراجتها التي‬ ‫قللت زمن الرحلة بنسبة ‪ 75‬بالمائة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪004‬أشارتقريرأكاديمي نشرعام ‪ 2012‬إلى زيادة بنسبة ‪ 28‬بالمئة في الحضور إلى‬ ‫المدارس و‪ 59‬بالمئة تحسن في األداء األكاديمي لطالب مثل تمارا وإيثيل ممن‬ ‫ّ‬ ‫تزودوا بدراجات بافالو‪.‬‬

‫‪04‬‬

‫‪0 05‬تعمل رويس كمتطوعة في مجال الرعاية الصحية ومتدربة في القانون في زامبيا‪،‬‬ ‫وتقدم خدمات الرعاية الصحية إلى مجتمعها المحلي‪ .‬وبفضل سهولة التنقل‬ ‫الناتجة عن استعمال د اجة بافالو‪ّ ،‬‬ ‫وسعت رويس نطاق عملها الجغرافي لتهتمم‬ ‫ر‬ ‫بأعداد أكبرمن المر�ضى‪.‬‬ ‫‪006‬بعد أن اختصرت لها دراجة بافالو زمن التنقل‪ ،‬أصبحت رويس قادرة على‬ ‫قضاء وقت أطول مع كل مريض‪ .‬يحصل العاملون في مجال الرعاية الصحية‬ ‫على دراجات بافالو بعد توقيع عقود مدتها عامين ضمن مبادرة “اعمل‬ ‫لكي تمتلك”‪.‬‬ ‫‪0 07‬جورجينا ستيمبيكو هي مزارعة ألبان وأرملة تعيش خارج مدينة باالبانا في زامبيا‬ ‫على بعد ‪ 12‬كم من جمعية باالبانا التعاونية لأللبان التي تنقل إليها الحليب‬ ‫الذي تنتجه في مزرعتها‪ .‬وما إن حصلت ستيمبيكو على دراجة بافالو حتى‬ ‫أصبحت ـ شأنها شأن المزارعين اآلخرين الذين اشتروا دراجات مماثلة‪-‬ـ قادرة‬ ‫على توصيل الحليب مرتين في اليوم وهو ما ساعد في زيادة مدخولها‪.‬‬

‫‪05‬‬

‫‪07‬‬

‫‪06‬‬

‫باالبانا بتوصيل الحليب عبرطرق وعرة وصعبة‪ .‬وقد‬ ‫‪008‬يقوم المزارعون من خارج‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫لتتحمل ظروف التنقل الصعبة التي تسود‬ ‫صممت دراجات بافالو خصيصا ً‬ ‫المناطق الريفية مثل باالبانا‪ ،‬وأيضا لتتسع لحمولة كاملة من الحليب‪.‬‬

‫‪08‬‬

‫‪71‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫تعيش‬

‫جورجينــا ســتيمبيكو يف مقاطعــة‬

‫تشــونغويه يف زامبيــا وتعتمــد عــى‬ ‫إنتــاج‬

‫األلبــان‬

‫لتأمــن‬

‫قوتهــا‬

‫واحتياجاتهــا اليوميــة‪ .‬حالهــا حــال ‪ 80‬مــزارع آخــر مــن صغــار املزارعــن‬

‫الذيــن يــزودون الحليــب إىل جمعيــة باالبانــا التعاونيــة لأللبــان‪ ،‬فهــي‬ ‫تقطــع مســافة ‪ 12‬كــم كل يــوم مــن مزرعتهــا إىل الجمعيــة عــر طريــق‬

‫ترابيــة وعــرة‪ .‬بغيــاب وســائل نقــل موثوقــة يمكــن االعتمــاد عليهــا كانــت‬ ‫الرحلــة طويلــة ومتعبــة‪ ،‬كمــا أن كميــة الحليــب التــي يمكــن نقلهــا ســرا ً‬

‫عىل األقدام تبقى محدودة؛ لكنه حينها لم يتوفر حل آخر‪.‬‬

‫أمــا اليــوم‪ ،‬فقــد اختلــف الحــال بفضــل توفــر نــوع مــن الدراجــات‬

‫الهوائيــة املتينــة واملصممــة لنقــل الحاجيــات الثقيلــة التــي تســمى‬

‫“بافالــو”‪ ،‬والقــادرة عــى حمــل مــا يزيــد عــى ‪ 100‬كغــم‪ ،‬وهــو مــا ســاعد‬

‫ســتيمبيكو يف اختصــار وقــت الرحلــة وبيــع املزيــد مــن الحليــب‪ ،‬وبالتــايل‬

‫‪02‬‬

‫تمكنت من زيادة مدخولها بشكل ملحوظ‪.‬‬

‫تقــول ســتيمبيكو‪“ :‬منــذ أن حصلــت عــى الدراجــة الهوائيــة‪ ،‬لــم‬

‫أخفق وال مرة‪ ،‬وال يوم واحد بنقل الحليب إىل التعاونية”‪.‬‬

‫تحــت شــعار “مصممــة خصيصــا ً لحمــوالت كبــرة عــى الطــرق‬

‫الصعبــة” بــدأ إنتــاج هــذه الدراجــات ذات الطــراز القديــم مــن قبــل شــركة‬

‫تابعــة ملنظمــة اإلغاثــة العامليــة للدراجــات (‪)World Bicycle Relief‬‬ ‫وهــي مؤسســة غــر حكوميــة يتمحــور عملهــا حــول الدراجــات‪ .‬والغــرض‬ ‫من إنتاج هذه الدراجات هو تسهيل أمور الفئات ذات الدخل املتدين يف‬ ‫أفريقيــا ومســاعدتها عــى الوصــول إىل األســواق واملــدارس ومرافــق‬ ‫الرعاية الصحية واألماكن األخرى التي يحتاجون للذهاب إليها‪.‬‬

‫ويقــول ديــف نيســاندر‪ ،‬رئيــس منظمــة اإلغاثــة العامليــة للدراجــات‪:‬‬

‫“حرصنــا عــى أن تمتــاز هــذه الدارجــات بتصميــم قــوي وقــادرة عــى‬ ‫التحمــل؛ فالدراجــات االعتياديــة عمرهــا قصــر عندمــا تســتتخدم عــى‬ ‫طرق أفريقيا الوعرة”‪.‬‬

‫ويضيــف‪“ :‬عندمــا جئنــا إىل زامبيــا ألول مــرة وجدنــا أن الدراجــات‬

‫املحليــة ال تخــدم املســتخدم النهــايئ‪ .‬وأطلقنــا عليهــا أســم ‘أشــياء عــى‬ ‫شــكل دراجــة’‪ .‬عملنــا مــع مصنــع يف آســيا للخــروج بتصميــم ومواصفــات‬ ‫خاصة لتتناسب بالفعل مع ظروف أفريقيا”‪.‬‬

‫يعمــل فريــق مختــص يتألــف مــن ‪ 100‬موظــف محــي بتجميــع‬ ‫الدراجــات مــن القطــع املســتوردة يف ســتة مصانــع يف أفريقيــا‪ .‬وتُبــاع‬

‫الدراجات بسعر ‪ 160‬دوالر للمستخدم النهايئ بموجب أقساط أو تباع‬ ‫بالجملــة ملنظمــات غــر حكوميــة ومؤسســات خرييــة أخــرى‪ .‬وتُعــاد أيــة‬ ‫أرباح يتم تحقيقها إىل املنظمة لتمويل أعمالها‪.‬‬

‫وقــد اســتلهت املنظمــة مســرة تعــاون مثمــرة مــع جمعيــة باالبانــا‬

‫التعاونيــة لأللبــان منــذ عــام ‪ 2009‬بهــدف توفــر الدراجــات لصغــار‬

‫املزارعــن يف زامبيــا مــن أجــل نقــل بضائعهــم‪ .‬يقــول نيســاندر‪“ :‬كان‬ ‫األمــر يعتمــد كليــا ًعــى الطلــب‪ .‬يف بــادئ األمــر كنــا نســلّم الدراجــات إىل‬

‫برنامــج رعايــة صحيــة ممـوّل مــن الوكالــة األمريكيــة لإلنمــاء الــدويل‬

‫‪70‬‬

‫‪03‬‬

‫(‪ )USAID‬يركــز عــى فــروس نقــص املناعــة املكتســبة واأليــدز‪ .‬ومــا أن‬

‫يســتكمل نيســواندر حديثــه قائــاً‪“ :‬بالرغــم مــن أن ســعر دراجتنــا‬

‫بدأنا بذلك حتى توالت علينا الطلب من املزارعني وغريهم من األفراد‬

‫أكــر بضعفــن مــن ســعر الدراجــة االعتياديــة التــي يمكــن شــراؤها مــن‬ ‫املتجر‪ ،‬إال أن الطلب كان قويا ًجداً”‪.‬‬

‫اشــرى مزارعــي جمعيــة باالبانــا التعاونيــة لأللبــان ‪ 281‬دراجــة‪ .‬وحســب‬

‫دراج ــات أخــرى بسبب قـيــود متعلقة بميزانيتها‪ ،‬ولـكــن املتطوعني يف‬

‫واملنظمــات غــر الحكوميــة ممــن يرغبــون بالحصــول عــى دراجاتنــا”‪.‬‬

‫كان لدراجتنا األثر الكبري يف حياة الناس؛ فعىل مدى أربعة أعوام‬

‫ويضيف‪“ :‬أتذكر يف إحدى املرات أن منظمة غري حكومية اشرتت‬

‫قولهم‪ ،‬أثمر ذلك عن زيادة كميات الحليب التي يســلمونها للجمعية‬

‫امل ـن ـظ ـمــة رف ـض ــوا ت ـل ــك ال ـ ــدراج ـ ــات‪ ،‬ق ــائ ـل ــن أن ‘ه ـ ــذه ل ـي ـســت دراج ـ ــات‬

‫بنسبة ‪ 25‬باملائة‪ ،‬وارتفاع كميات الحليب اإلجمالية بنسبة ‪ 23‬باملائة‪.‬‬

‫بافالو‪ ،‬نحن ال نريدها’”‪.‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫‪69‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫الدراجة تقود‬ ‫عجلة التقدم‬ ‫الطرق الريفية الوعرة التي تتميز بها أفريقيا ال تشكل عائقا ً أمام الدراجة‬ ‫المتينة الجديدة التي تساعد الطالب وصغار المزارعين في رحلتهم اليومية‬ ‫نحو مستقبل أكثر إشراقا ً‬ ‫ نوروصملابروك شليجاك و غاريث بينتلي‬ ‫ملقب ستيوارت ماثيوز‬

‫‪01‬‬

‫‪68‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫‪%40‬‬

‫رؤوس‬ ‫النسبة من ّ‬ ‫األموال المؤثرة‬ ‫ّ‬ ‫المخصصة لشرق‬ ‫أفريقيا والمستثمرة‬ ‫في كينيا‪ .‬تليها‪:‬‬

‫‪%13‬‬ ‫‪ %12‬تنزانيا‬

‫أوغندا‬

‫فضــا ً عــن ذلــك‪ ،‬يشــتيك روّاد األعمــال مــن عوائــق بنيويــة‪ ،‬مثــل‬

‫البنيــة التحتيــة املرتديــة ـ يشــمل ذلــك حــال الكهربــاء غــر املوثــوق بهــا‬ ‫ووضــع الطرقــات املــردّي ـ ناهيــك عــن انعــدام السياســات الحكوميــة‬

‫الداعمــة‪ .‬لكـنّ يبقــى التمويــل أهــم كل الشــؤون‪ .‬فبالنســبة لتمويــل‬ ‫املؤسســات بالغــة الصغــر ـ مثــل املزارعــن األفــراد ـ يبقــى أمــرا ًســهال ًنســبيا ً‬ ‫بفضــل التمويــل الجماعــي أو تمويــل الحشــود‪ ،‬وبرامــج منــح القــروض‬ ‫بــن النظــراء‪ ،‬مثــل “كيفــا”‪ .‬ومــن جهــة أخــرى‪ ،‬ال تبخــل الشــركات‬ ‫العمالقة بإغداق ‪ 50‬مليون دوالر عىل املشاريع األكرب واألفضل نوعية‪.‬‬ ‫أمــا الشــركات متوســطة الحجــم‪ ،‬فتبقــى بحســب ديــي “أرضــا ً قاحلــة‪.‬‬ ‫رغم أنها حافلة ٌ بفرص هائلة‪ ،‬لكن التمويل قليل”‪.‬‬

‫ينتقد دييل كذلك املموّلني الذين ينظرون إىل بعض القطاعات من‬ ‫زاويــة ضيقــة‪ .‬فأفريقيــا تعــاين مــن ‪ 24‬باملئــة مــن عــبء األمــراض عامليــاً‪،‬‬ ‫لكنهــا ال تضـمّ إال ‪ 3‬باملئــة مــن العاملــن يف املجــال الصحــي يف العالــم‪.‬‬

‫ويضيف‪“ :‬إذا قل َ‬ ‫ت يل إنك ال تريد االستثمار إال يف قطاع الصحة‪ ،‬فهذا‬ ‫ّ‬ ‫يعنــي أنــك لــم تفهــم حقيقــة األمــر‪ .‬ال يمكننــا حــل مشــكلة الرعايــة‬ ‫الصحية من دون حلّ مشكلة التعليم”‪.‬‬

‫عــى املــدى املتوســط‪ ،‬ستســتمر ّ املســاعدات الدوليــة تهيمــن عــى‬ ‫املشــهد يف أفريقيــا‪ ،‬حاجبــة الشــركات االجتماعيــة‪ ،‬نظــرا ًلعــدم توفـ ّـر مــا‬ ‫يكفي من روّاد املشاريع أو البنية التحتية الالزمة لدعم نظام بيئي قو ّ‬ ‫ي‬

‫للشركات االجتماعية‪ .‬لكن هذا ال يعني أن ّ هذه الشركات لن تستطيع‬ ‫أن تخلــف أثــراً‪ .‬فوفقــا ً لتقريــر صــادر عــن جيــه بــي مورغــان‪ ،‬أعلــن‬ ‫املســتثمرون يف العــام ‪ 2015‬أنهــم ينــوون تخصيــص ‪ 16‬باملئــة أكــر‬ ‫لالستثمارات املؤثّرة اجتماعياً‪ ،‬عىل املستوى العاملي‪.‬‬

‫ويفيــد كريــس أتيجيــكا‪ ،‬مؤ ّ‬ ‫ســس “رايــدز فــور اليفــز”‪ ،‬وهــو مستشــفى‬ ‫نقـ ّـال يوفـ ّـر الرعايــة الصحيــة يف املناطــق الريفيــة يف أوغنــدا‪ ،‬بقولــه بأنــه‬

‫بمقــدور الشــركات االجتماعيــة أن تطبـ ّـق مقاربــات تجريبيــة جديــدة قــد‬

‫تطوّرها الحكومات يف ما بعد وتوسع تطبيقها‪ .‬ويقول‪“ :‬الرعاية الصحية‬ ‫مصلحــة اجتماعيــة ينبغــي أن توفّرهــا الحكومــات‪ .‬لكــن روّاد املشــاريع‬

‫االجتماعية هم القادرون عىل االبتكار وبناء األنظمة وتحسينها”‪.‬‬

‫االست�ثمار في دورات المياه‬ ‫في كينيا‪ ،‬يرفض دايفيد آورباخ‪،‬‬ ‫والبسمة على محياه‪ ،‬الفكرة القائلة‬ ‫ّ‬ ‫إن الصرف الصحي ليس بحقل عمل‬ ‫ّ‬ ‫جذاب‪ .‬فبالنسبة له وألعضاء فريقه‪،‬‬ ‫فهم يمتلكون الدليل على قدرة تلبية‬ ‫حاجات أساسية وبديهية مثل دورات‬ ‫املياه على تغييرحياة الناس بشكل‬ ‫كبيرإلى األفضل‪.‬‬ ‫واظبت شركته االجتماعية‬ ‫“سانيرجي” (‪ ،)Sanergy‬طيلة خمس‬ ‫سنوات‪ ،‬على بناء مراحيض متدنية‬ ‫التكلفة (باالسم التجاري “فريش‬ ‫اليف”) وتركيبها في األحياء الشعبية‬ ‫الفقيرة في املدن‪ ،‬وتحويل القاذورات‬ ‫ّ‬ ‫إلى سماد‪ .‬خالل هذه الفترة ركبت‬ ‫ً‬ ‫الشركة أكثرمن ‪ 640‬مرحاضا في‬ ‫تسعة ّ‬ ‫مخيمات غيرنظامية‪ ،‬وكذلك‬ ‫في مدارس وأحياء سكنية في‬ ‫العاصمة نيروبي‪.‬‬ ‫تمنح “سانيرجي” االمتيازملشغلين‬ ‫ّ‬ ‫متنوعين‪ّ ،‬‬ ‫ويحدد ّ‬ ‫كل مشغل الثمن‬ ‫ً‬ ‫عادة بين ‪ 3‬و‪ 5‬شلنغ كيني مقابل‬ ‫االستخدام الواحد (‪0.05 - 0.03‬‬ ‫دوالر)‪ .‬ومع ّ‬ ‫أن الشركة تخسرعند‬

‫مبيع ّ‬ ‫كل مرحاض ‪ -‬إذ تبيعه لقاء‬ ‫‪ 500 - 250‬دوالرفي حين تبلغ تكلفة‬ ‫إنتاجه ‪ 500‬دوالر‪ ،‬إال ّأنها تعوض‬ ‫الفرق من خالل بيع األسمدة‪ .‬كما‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫تفرض الشركة على املشغل رسما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سنويا يتراوح بين ‪ 60‬و‪ 90‬دوالرا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يقول املؤسس الشريك آورباخ‪:‬‬ ‫“لو أننا ّ‬ ‫أسسنا هذه الشركة‬ ‫كمؤسسة غيرربحية ملصلحة قطاع‬ ‫الصرف الصحي فقط‪ ،‬لكنا قد‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫جزءا من ّ‬ ‫الحل‪ .‬فيمكنك أن‬ ‫قدمنا‬ ‫تبني مراحيض‪ ،‬من دون أن تبالي‬ ‫ّ‬ ‫بالتخلص من القاذورات بطريقة‬ ‫ً‬ ‫آمنة‪ ،‬بعيدا عن املجتمع املحلي”‪.‬‬ ‫ويضيف ّ‬ ‫إن هذا العنصرالربحي يتيح‬ ‫للشركة االستثمارفي إنشاء بنية‬ ‫ّ‬ ‫تحتية مالئمة للتخلص من‬ ‫ّ‬ ‫القاذورات‪ .‬وبالفعل‪ ،‬عمت املنافع‬ ‫ّ‬ ‫املشغلون‬ ‫جميع األطراف‪ .‬فيجني‬ ‫ً‬ ‫حوالي ألف دوالرسنويا؛ كما يالحظ‬ ‫ً‬ ‫ارتفاعا في ّ‬ ‫معدل‬ ‫مالكو الشقق‬ ‫االستئجار‪ .‬بدوره‪ ،‬ارتفع ّ‬ ‫معدل ارتياد‬ ‫املدارس بنسبة ‪ 20‬باملئة في املدارس‬ ‫الستين التي نشرت فيها “سانيرجي”‬

‫مراحيضها؛ وازدادت محاصيل‬ ‫املزارعين بنسبة ‪ 30‬باملئة بفضل‬ ‫استخدام األسمدة الناتجة عن‬ ‫القاذورات‪ .‬لكن ّ‬ ‫لعل األهم من ذلك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كله هو أنه أصبح بإمكان سكان‬ ‫العديد من العشوائيات‪ ،‬للمرة‬ ‫األولى‪ ،‬استخدام مراحيض بالقرب‬ ‫من أكواخهم‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫عامل أسا�سي‬ ‫يطمئن النساء واألطفال خاصة عند‬ ‫حلول الظالم‪ّ .‬‬ ‫لكن اجتيازهذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشوط الكبيرتطلب التحلي بالصبر‬ ‫من أجل تأمين رأسمال قيمته‬ ‫ممولين ّ‬ ‫‪ 8‬ماليين دوالر‪ ،‬من ّ‬ ‫عدة‬ ‫بينهم مؤسسة غيتس‪ .‬أما‬ ‫املستثمرون التجاريون‪ ،‬فلم يبدوا‬ ‫اهتمامهم حتى شهرفبراير‪ .‬يقول‬ ‫ّ‬ ‫آورباخ ّ‬ ‫إن التحدي األكبرهو توقع‬ ‫املستثمرين الحصول على عائدات‬ ‫ّ‬ ‫سريعة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فهو ال يتخلى عن‬ ‫ٌ‬ ‫عالمة ّ‬ ‫مهمة‪ ،‬سواء‬ ‫تفاؤله‪“ :‬إنها‬ ‫لضمان استمرارية عملنا أم ملصلحة‬ ‫قطاع الصرف الصحي بشكل عام‪،‬‬ ‫َ ً‬ ‫هذا القطاع الذي لم يحظ أبدا‬ ‫باستثمارات ملموسة”‪.‬‬

‫‪67‬‬


Invest Innovate Elevate When women and girls progress, communities and nations prosper. The Womanity Foundation is leading innovations for women and girls' empowerment with game-changing social entrepreneurs and initiatives at the forefront of social change. Support Womanity's work across the Middle East and North Africa, India, Brazil and Afghanistan.

Invest in women's empowerment, and accelerate change.

www.womanity.org/donate ryna@womanity.org forwomanity the.womanity.foundation


‫ءاطعلا نمز‬

‫“‬

‫يتزايد عدد المستثمرين‬ ‫في الشركات االجتماعية‬ ‫بشكل غير مسبوق‬

‫”‬

‫ويضيــف‪“ :‬تزايــد عــدد املســتثمرين يف الشــركات االجتماعيــة يف كلّ‬

‫‪0 01‬بدأت مشاريع الريادة‬ ‫االجتماعية مثل مشروع “إم‬ ‫فارما” في غانا تجذب ماليين‬ ‫الدوالرات من رأس المال‬ ‫المغامرفي “سيليكون فالي”‬ ‫‪0 02‬االستثمارفي التعليم ضروري‬ ‫لتعافي العديد من القطاعات‬ ‫االقتصادية‪ ،‬حسب ما يقول‬ ‫ديلي من صندوق “غولدن‬ ‫بالم لالستثمار”‬

‫قطــاعٍ مــن قطاعــات ســوق رأس املــال بشــكل غــر مســبوق”‪ .‬لكــن يف حــن‬ ‫القــت الخدمــات واملاليــة والطاقــة والزراعــة نجاحــاً‪ ،‬إال أن ّ قطاعــي‬ ‫الصحة والتعليم لم يناال ما يكفي من التمويل‪.‬‬ ‫مــا زال أمــام الشــركات االجتماعيــة شـ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ـوط كبــر تقطعــه يك تخلــف‬ ‫أثــرا ً فعليــاً‪ .‬وفقــا ً لزيلــر‪ ،‬يشــعر املســتثمرون أن ّ عــدد الشــركات الجاهــزة‬

‫الســتيعاب مبالــغ كبــرة مــن التمويــل قليــلٌ جــداً‪ .‬يف هــذا اإلطــار‪ ،‬تقـدّم‬

‫“أوبــن كابيتــال أدفايــزرز” املشــورة إىل روّاد األعمــال األفارقــة‪ ،‬يك‬

‫تســاعدهم عــى بلــوغ هــذه املرحلــة‪ ،‬ويشــمل ذلــك دعمهــم يف تطبيــق‬ ‫اســراتيجية تطويــر الشــركات‪ ،‬وجعــل نظــم العمــل أكــر فعاليــة‪ .‬ومــع‬

‫أن ّ “أوبــن كابيتــال أدفايــزرز” ال تمـوّل الشــركات الناشــئة بنفســها‪ ،‬إال‬ ‫أنهــا ســاعدت‪ ،‬كمــا تقــول‪ ،‬يف إنشــاء صــات وصــلٍ بــن روّاد األعمــال‬ ‫ومصادر تمويل قدمت لهم حوايل ‪ 60‬مليون دوالر‪.‬‬

‫مــن القيــود األخــرى يف هــذا املجــال‪ ،‬رأس املــال البشــري‪ .‬يقــول زيلــر‪:‬‬ ‫“إن ّ معـدّل اســتنزاف رأس املــال البشــري مرتفــع جــداً‪ ،‬ال ســي ّما يف‬

‫املناصب اإلدارية املتوسطة‪ ،‬كما يف كينيا مثالً”‪ .‬كما ماتزال توجد أيضا ً‬ ‫ثغــرات ملحوظــة عــى صعيــد املهــارات‪ ،‬باإلضافــة إىل نقــص يف الخــرات‬ ‫يف مجــال إدارة املشــاريع واملناصــب رفيعــة املســتوى‪ ،‬كمناصــب كبــار‬ ‫املسؤولني املاليني‪.‬‬

‫‪02‬‬

‫إتاحة الفرص في‬ ‫أفضل الجامعات‬ ‫اإللتحاق بالجامعة ٌ‬ ‫أمر مكلف‪ ،‬إذ على الطالب‬ ‫أن يسدد أقساط الدراسة‪ ،‬وتكاليف اإلقامة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وثمن الكتب‪ .‬وغالبا ما يكون هذا األمرفوق‬ ‫احتمال الطالب الفقراء‪ .‬لذا يلجأ بعضهم إلى‬ ‫االستدانة من املصارف إذا تأهلوا ملثل هذا‬ ‫القرض‪ّ ،‬‬ ‫لكن تأمين التمويل الالزم ملتابعة‬ ‫ً‬ ‫الدراسة في الخارج يبقى صعبا‪.‬‬ ‫هنا يبرز دور “بروديجي فاينانس”‪ّ .‬‬ ‫تقدم هذه‬ ‫ً‬ ‫املؤسسة قروضا إلى الطالب الذين يتابعون‬ ‫دراساتهم العليا في أبرز كليات إدارة األعمال حول‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ويتحدد مبلغ القرض استنادا إلى قدرة‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الفرد املتوقعة على تحقيق اإليرادات في‬ ‫املستقبل؛ وفي هذا اإلطار‪ ،‬تأخذ املؤسسة في‬ ‫االعتبار ّ‬ ‫عدة عوامل مثل املناهج الدراسية في‬ ‫الجامعة‪ ،‬والعالمة التي نالها الطالب في اختبار‬ ‫التحضيرملاجستيرإدارة األعمال‪ .‬وبحسب‬ ‫الرئيس التنفيذي كاميرون ستيفنز‪ّ ،‬‬ ‫تقدم هذه‬ ‫املؤسسة ذات األثراالجتماعي‪ ،‬والتي ّ‬ ‫أسسها‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مستثمرون مؤثرون اجتماعيا‪ ،‬لداعميها فرصة‬ ‫االستثمارفي الجيل املقبل من القادة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويشرح‪“ :‬قبل ثالثين عاما‪ ،‬كان األشخاص‬ ‫الوحيدون من أفريقيا وآسيا الذين أمكنهم‬ ‫الدراسة في الجامعات األجنبية الراقية ينتمون‬ ‫إلى أسرالنخبة في بلدهم‪ .‬أما اليوم‪ ،‬فنالحظ بروز‬ ‫الطبقة الوسطى‪ ،‬حيث يسعى نجل األسرة البكر‬ ‫من ارتياد جامعة مميزة‪ّ ،‬‬ ‫لكن أسرته ال تستطيع‬ ‫دفع تكاليف دراسته العليا”‪.‬‬

‫استفادت “بروديجي” من خبرات مؤسسات‬ ‫التمويل بالغ الصغر‪ ،‬بحسناتها وسيئاتها‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ّ‬ ‫فإن قروضها تتراوح ما بين ‪ 60‬باملئة و‪ 80‬باملئة‬ ‫ً‬ ‫من التكاليف اإلجمالية‪ ،‬وال تصل أبدا إلى ‪100‬‬ ‫باملئة‪ ،‬لئال تثقل كاهل الطالب بالديون‪ .‬أما بقية‬ ‫فيتم تأمينه من ّ‬ ‫املبلغ‪ّ ،‬‬ ‫املدخرات أو‬ ‫املنح الدراسية‪.‬‬ ‫منذ العام ‪ 2008‬ساعدت “بروديجي” أكثر‬ ‫ً‬ ‫من ‪ 4,000‬طالب من ‪ 111‬بلدا؛ ثالثة أرباعهم من‬ ‫البلدان النامية‪ّ ،‬‬ ‫بمعدل ‪ 40‬باملئة من آسيا و‪10‬‬ ‫باملئة من أفريقيا‪ .‬وبالنسبة لكواكو أغياري مانو‬ ‫الذي سينال إجازة املاجستيرفي إدارة األعمال من‬ ‫جامعة كايب تاون هذا الصيف‪ ،‬كان هذا القرض‬ ‫بمثابة طوق نجاة‪ ،‬فيقول‪ُ :‬‬ ‫“صدمت عندما لم‬ ‫أستطع الحصول على قرض للدراسة من ّ‬ ‫أي‬ ‫مصرف في جنوب أفريقيا‪ .‬كانت بروديجي‬ ‫فاينانس محاولتي األخيرة للحصول على التمويل‬ ‫الالزم‪ ،‬وإال كنت أضطررت للتخلي عن‬ ‫شهادة املاجستير”‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن العوائد للمستثمرين‬ ‫ً‬ ‫من نموذج القروض هذا هي أيضا جيدة‪.‬‬ ‫فالبرنامج يدرعليهم عائدات تقارب ‪ 5.5‬باملئة‪ .‬في‬ ‫بداية األمر‪ ،‬تواصل ستيفنزمع ّ‬ ‫خريجي الجامعات‬ ‫ً‬ ‫سعيا ملشاركتهم باالستثمار‪ .‬لكن منذ ‪،2014‬‬ ‫ً‬ ‫تمكن من عقد شراكة مع مصرف “كريدي‬ ‫سويس” ساعدت في توسيع قاعدة املستثمرين‬ ‫لتشمل العمالء األثرياء ومكاتب العائالت الغنية‪،‬‬ ‫وجمع حوالي ‪ 85‬مليون دوالر‪ .‬وقد بلغت حصيلة‬ ‫االستثمارات التي جمعتها بروديجي حتى اليوم‬ ‫‪ 200‬مليون دوالر‪ .‬ويبادربعض املستثمرين‪ ،‬مثل‬ ‫مكتب عائلة تي واي دانجوما في نيجيريا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫منح دراسية‪ ،‬ما‬ ‫بتوظيف العائدات ثانية في ٍ‬ ‫يضاعف من أثرها االجتماعي‪.‬‬ ‫يأمل ستيفنززيادة حجم التمويل لدى‬ ‫بروديجي فاينانس حتى ‪ 400‬مليون دوالرفي العام‬ ‫بشكل ملحوظ‬ ‫‪ 2016‬وحده‪ ،‬مع تصعيد التأثير ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ليطال ‪ 10,000‬طالب هذه السنة‪ .‬فإذا تحقق‬ ‫ذلك‪ ،‬ستكون عملية توسيع نطاق املشروع‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫يحذرمن ّ‬ ‫فعال‪ّ .‬‬ ‫أن التثبت من‬ ‫لكن ستيفنز‬ ‫مذهلة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نجاح فكرة وتطبيق املشروع إستغرق وقتا طويال‪.‬‬ ‫يقول‪“ :‬كان علينا أن نثبت نجاح عملنا‬ ‫عمل‬ ‫بالطريقة الصعبة‪ ،‬فقد كان بإمكاننا مزاولة ٍ‬ ‫ً‬ ‫أقل أثرا على الصعيد االجتماعي لكنه أكثر‬ ‫كالسيكية‪ ،‬ويضمن لنا جمع األموال بطريقة‬ ‫أسرع‪ .‬أنت بحاجة ملن يثق بك ويغامرمعك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وأيضا يستمرمعك”‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫‪01‬‬

‫“‬

‫لم يعد جيلي يكتفي‬ ‫بمزاولة التجارة على غرار‬ ‫الجيل القديم‬

‫”‬

‫‪11‬‬ ‫مليون‬ ‫ّ‬ ‫يدخلوا‬ ‫عدد الشباب المتوقع أن‬ ‫ً‬ ‫سوق العمل في أفريقيا سنويا‬ ‫حتى العام ‪2024‬‬

‫فإن ّ قصور الخدمات العامة ـ من قطاعات الصحة إىل الطاقة والتعليم‬ ‫ـ يف مختلف بلدان القارة األربعة والخمسني‪ ،‬يشكّل تحدّيا ًكبرياً‪ ،‬لكنه‬

‫‪77‬‬ ‫مليار دوالر‬

‫جاهــزون لهــذا التحــدي‪ .‬يضيــف ديــي‪“ :‬لــم يعــد جيــي يكتفــي بمزاولــة‬

‫قيمة مجمل األصول الموظفة في‬ ‫االستثمار المؤثر في العام ‪2015‬‬

‫كذلــك فرصــة ً ذهبيــة ملزاولــة األعمــال‪ .‬وهــو يعتقــد أن ّ شــباب أفريقيــا‬

‫التجارة عىل غرار الجيل القديم”‪.‬‬ ‫وتُعتــر بعــض املــدن ســب ّاقة ً عــى هــذا الصعيــد؛ فاملركــز املــايل‬ ‫والتكنولوجي يف نريوبي‪ ،‬مثالً‪ ،‬أصبح يعرف باسم “سليكون سافانا”‪.‬‬

‫فضــا ً عــن ذلــك‪ ،‬ازداد عــدد ونطــاق املموّلــن‪ .‬فبحســب شــركة “أوبــن‬ ‫كابيتــال أدفايــزرز” الكائنــة يف نريوبــي‪ ،‬تــم توزيــع نحــو ‪ 9.3‬مليــار دوالر‪،‬‬

‫حتى اليوم‪ ،‬عىل أكرث من ‪ 1,000‬صفقة تجارية يف شرق أفريقيا‪ .‬ويرد‬ ‫القســم األكــر مــن هــذا التمويــل مــن جهــات فاعلــة يف مجــال التنميــة‪،‬‬

‫مثــل مؤسســة التمويــل الدوليــة (‪ )IFC‬أو مؤسســات خاصــة‪ ،‬تســاهم ب ـ‬ ‫‪ 85‬باملئة من التمويل يف املنطقة‪.‬‬

‫لكـنّ نجــاح بعــض الشــركات‪ ،‬مثــل “إم فارمــا”‪ ،‬جــذب اهتمــام‬ ‫املســتثمرين التجاريــن أيضــاً‪ .‬يقــول أندريــاس زيلــر‪ ،‬الشــريك اإلداري‬

‫لــدى “أوبــن كابيتــال أدفايــزرز” إن ّ مموّلــن جــددا ً دخلــوا الســوق‬ ‫األفريقية يف السنتني املاضيتني‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫‪9.3‬‬ ‫مليار دوالر‬

‫ّ‬ ‫مجمل رؤوس األموال المؤثرة‬ ‫قيمة ً‬ ‫اجتماعيا والموظفة في شرق أفريقيا‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫قبل‬

‫مــدة ليســت بالبعيــدة‪ ،‬تصـدّرت الحادثــة‬

‫التاليــة عناويــن الصحــف يف غانــا‪ .‬اســتقبل‬

‫األطبـ ّـاء يف أحــد املستشــفيات مريضــة يف حالــة‬

‫صحيــة حرجــة‪ ،‬وأمضــوا ســاعات يف محاولــة للحصــول عــى أدويــة‬

‫القلــب املناســبة مــن أجــل إنقــاذ حياتهــا‪ .‬يف نهايــة األمــر‪ ،‬وبعــض مـيّ‬ ‫نحــو خمــس ســاعات تمكّنــوا أخــرا ً مــن تحديــد صيدليــة يتوفــر فيهــا‬ ‫الــدواء املطلــوب‪ .‬لكــن األوان كان قــد فــات‪.‬‬

‫يف هــذا الســياق‪ ،‬يقــول ســانغو ديــي‪ ،‬وهــو مســتثمر يف شــركة “إم‬ ‫ُ‬ ‫فارمــا” (‪ )mPharma‬االجتماعيــة التــي أنشــئت كــردّة فعــل عــى تلــك‬ ‫ّ‬ ‫الحادثــة‪“ :‬نحــن نقــدم معلومــات فوريــة بشــأن مــدى توفــر دواء معـ ّـن‪،‬‬ ‫ومكان توفّره‪ ،‬ما يمكّننا فعليا ًمن إنقاذ أرواح الناس”‪.‬‬

‫أنشــئت “إم فارمــا” عــى يــد رائــد األعمــال الغــاين غريغــوري‬

‫روكســون يف العــام ‪ .2013‬وهــي تتــوىل جمــع البيانــات مــن الصيدليــات‬

‫وتحديثهــا‪ ،‬ومــن ثــم ترســل إىل املريــض رســالة هاتفيــة قصــرة بمــكان‬ ‫توفـ ّـر دوائــه‪ ،‬بمجــر ّد أن يصــف لــه الطبيــب العــاج املناســب‪ .‬كان ديــي‪،‬‬

‫وهو أيضا ًمواطن من غانا‪ ،‬قد استثمر مبلغ نصف مليون دوالر تقريبا ً‬ ‫يف هــذا املشــروع‪ ،‬مــن خــال صندوقــه الخــاص‪“ ،‬غولــدن بالــم‬ ‫لالســتثمار”‪ .‬وتمكّنت “إم فارما”‪ ،‬عرب توحيد الســوق املحلية املشــتتة‪،‬‬ ‫مــن التفــاوض مباشــرة ً مــع أبــرز الشــركات املصنّعــة لألدويــة‪ ،‬مثــل‬

‫نوفارتيس وفايزر‪ ،‬بهدف استبعاد السماسرة وتقليص أسعار األدوية‬

‫بنسبة ‪ 50‬باملئة‪ .‬وبعد ميضّ ثالث سنوات‪ ،‬وسعت شبكة “الوصفات‬

‫اإللكرتونيــة” لشــركة “إم فارمــا” أعمالهــا لتغطــي غانــا‪ ،‬ونيجرييــا‪،‬‬

‫وســاحل العــاج‪ ،‬وزامبيــا‪ .‬واســتطاعت أن تجمــع ماليــن الــدوالرات‬ ‫الداعمة من وادي السليكون‪.‬‬

‫يقول دييل‪“ :‬اضطررنا لرفض املال من بعض أهم أصحاب رأس‬

‫املال املخاطر”‪ .‬تنتمي “إم فارما” إىل نوعية جديدة من الشركات التي‬ ‫ـض مــن أبــرز املشــاكل االجتماعيــة املتفشــية يف‬ ‫تعمــل عــى معالجــة بعـ ٍ‬ ‫أفريقيــا‪ .‬وتمثـ ّـل الشــركات االجتماعيــة تيــارا ً عامليــا ً متزايــدا ً ـ وهــي‬

‫املشــاريع التجاريــة التــي تســعى إىل جنــي العائــدات املاليــة وتحقيــق‬ ‫التغيري االجتماعي اإليجابي يف الوقت عينه‪ .‬ففي العام ‪ ،2014‬أنفق‬ ‫املســتثمرون‪ ،‬وفقــا ً ألحــدث الدراســات الصــادرة عــن بنــك جيــه بــي‬

‫مورغان‪ ،‬حوايل ‪ 10.6‬مليار دوالر عىل االستثمارات املؤثّرة اجتماعياً‪،‬‬

‫باملقارنة مع ‪ 8‬مليارات يف ‪ .2012‬وقد أدرج هؤالء املستثمرون أفريقيا‬ ‫ضمــن برامجهــم‪ ،‬فمــن أصــل ال ـ ‪ 60‬مليــار دوالر املســتثمرة لتحقيــق‬ ‫تأثــر هــادف حــول العالــم يف العــام ‪ ،2014‬خُ ّ‬ ‫صــص ‪ 14‬باملئــة ألفريقيــا‬

‫جنــوب الصحــراء التــي احتلـ ّـت املرتبــة الثانيــة مباشــرة ً بعــد أمــركا‬

‫الشمالية التي استأثرت بحصة ‪ 40‬باملئة‪.‬‬ ‫يــزداد هــذا التو ّ‬ ‫جــه قـوّة ً بســبب الحاجــة إليــه أوالً‪ ،‬وكذلــك بفضــل‬ ‫توفـ ّـر الشــباب املتعلـ ّـم ومصــادر التمويــل املتزايــدة‪ .‬وبحســب ديــي‪،‬‬

‫‪63‬‬


‫ريادة األعمال االجتماعية‬ ‫تشهد نهضة في أفريقيا‬

‫بدأت موجة ريادة األعمال االجتماعية في قارة أفريقيا تزداد زخما ً بسبب الحاجة‬ ‫إليها أوال ً‪ ،‬وبفضل توفّر الشغف والمال‪ .‬في ما يلي نلتقي بأبرز رواد األعمال من‬ ‫أصحاب المشاريع ذات األثر االجتماعي في القارة السمراء‬ ‫ملقب أدريان تشيرنيجوي‬

‫‪62‬‬



‫ةملك فلأ رصتخت ةروص‬

‫الصورة الشاملة‬ ‫بيشاور‪ ،‬باكستان‬ ‫المصو ّر‬ ‫أ‪ .‬مجيد‬ ‫قد يؤدي ارتفاع منسوب مياه الفيضانات‬

‫والبحر وأزدياد حدة العواصف إىل تهديد حياة‬

‫أكرث من مليار شخص مع حلول العام ‪،2060‬‬

‫ومن املرجح أن تكون مدن جنوب آسيا‬ ‫األكرث تضرراً‪.‬‬

‫فقد كشف تقرير صادر عن املؤسسة الخريية‬

‫“كريستيان أيد” ومقرها يف إنجلرتا‪ ،‬أن مدن كلكتا‬

‫ومومباي يف الهند‪ ،‬ودكا‪ ،‬عاصمة بنجالدش‪،‬‬

‫والتي يسكن يف كل منها ما ال يقل عن ‪ 11‬مليون‬

‫نسمة‪ ،‬ستكون معرضة لخطر الفيضانات‬ ‫الساحلية‪ ،‬بدءا ًمن عام ‪.2070‬‬

‫ويشري التقرير إىل أن أكرب األضرار ستصيب‬ ‫السكان األشد فقراً‪ ،‬ممن ال تتحمل مساكنهم‬ ‫الضعيفة أخطار الفيضانات‪ ،‬وليس لديهم‬

‫مدخرات تساعدهم عىل التعايف‪ .‬ولذا ينبغي أن‬

‫تكون هذه الدراسة بمثابة نداء مبكر ملواجهة تلك‬

‫العواصف الضخمة قبل وقوعها‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫‪05‬‬

‫‪03‬‬

‫‪0 01‬بعد عام من بدء المؤسسة عملها في الهند‪ ،‬قرر اثنان من المتطوعين أخذ‬ ‫النموذج عبرالحدود لتطبيقه في باكستان‪ .‬وحول هذه الخطوة‪ ،‬يقول‬ ‫غوس‪“ :‬نحن ننظرإلى جيش روبن هود على أنه مؤسسة تطوعية ناشئة”‪.‬‬ ‫وقد عقدت المؤسسة هذا العام شراكة مع المنصتين اإللكترونيتين‬ ‫“زوماتو” (‪ )Zomato‬لخدمات وجبات الطعام‪ ،‬و”أوبر” (‪ )Uber‬لخدمات‬ ‫سيارات األجرة‪ ،‬لجلب طالب من الهند وباكستان لخدمة ‪ 100‬ألف شخص‬ ‫في يوم االستقالل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪0 02‬بدأت المجموعات المحلية لـ “جيش روبن هود” مؤخرا بتقديم المساعدة‬ ‫ً‬ ‫في حاالت الطوارئ أيضا‪ .‬ففي العام الما�ضي‪ ،‬وخالل الفيضان في شيناي‬ ‫ً‬ ‫في الهند‪ ،‬عمل الفرع المحلي لجيش روبن هود على مدى ‪ 15‬يوما متتالية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫على تقديم وجبات ومساعدات إلى أكثرالناس تضررا‪ .‬وفي عام ‪ 2015‬أيضا‬ ‫وزع جيش روبن هود في والية مهاراشترا في الهند مياه الشرب العذبة في‬ ‫مدن بيونيه والتور اللتان ضربهما الجفاف‪.‬‬ ‫‪0 03‬ازداد عدد متطوعي مؤسسة جيش روبن هود‪ ،‬ليصل إلى ‪“ 3,500‬روبن” في‬ ‫‪ 25‬مدينة‪ .‬وفي إبريل الما�ضي‪ ،‬افتتحت المؤسسة أولى عملياتها في‬ ‫إندونيسيا وماليزيا‪ ،‬وتأمل أن تتوسع أعمالها في السنة القادمة إلى ‪ 10‬دول‬ ‫أخرى‪ .‬يقول غوس‪“ :‬غالبية المتطوعين في مؤسسة جيش روبن هود‪ ،‬أي‬ ‫ً‬ ‫‘الروبينز’‪ ،‬كانوا دائما يرغبون بعمل �شيء من هذا القبيل‪ ،‬وكانت هناك‬ ‫حاجة فقط لوجود منصة عامة للقيام بذلك‪ ،‬وهذا ما قمنا به”‪.‬‬ ‫‪004‬ينحدرالمتطوعون في مؤسسة جيش روبن هود أو ما يطلق عليهم اسم‬ ‫“الروبينز” من المجتمعات المحلية‪ ،‬ويشكل الشباب والموظفون‬ ‫ً‬ ‫المهنيون ‪ 80‬بالمئة منهم‪ .‬وتسعى المؤسسة حاليا لتجنيد المزيد‬ ‫من الطالب‪.‬‬

‫‪04‬‬

‫‪0 05‬في حديثه عن العالقة بين المتطوعين والمستفيدين‪ ،‬يقول غوس‪“ :‬في‬ ‫بعض األحيان‪ ،‬ال يتعلق األمربالطعام‪ ،‬وإنما بالوقت الذي نقضيه مع‬ ‫ً‬ ‫هؤالء الناس أيضا‪ .‬فبالنسبة لفتيات في السابعة من العمر‪ ،‬يعشن في دار‬ ‫األيتام‪ ،‬ولديهن فيروس نقص المناعة اإليجابي‪ ،‬تعتبرزيارة يوم األحد التي‬ ‫ً‬ ‫يقوم بها إخوتهم وأخواتهم األكبرسنا من المتطوعين‪ ،‬مناسبة ينتظرنها‬ ‫طوال األسبوع”‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫باإلضافــة إىل مــا توفــره املطاعــم‪ ،‬يجمــع “جيــش روبــن هــود” أيضــا ً‬

‫الطعــام الفائــض مــن حفــات الزفــاف املحليــة‪ ،‬ويوزعهــا عــى دور رعاية‬ ‫األيتــام‪ ،‬والعائــات املشــردة واملستشــفيات العامــة‪ ،‬حيــث تتواجــد‬

‫أعــداد كبــرة مــن املحتاجــن‪ .‬وقــد ســاهمت املؤسســة حتــى اليــوم‬

‫بإطعــام أكــر مــن نصــف مليــون شــخص‪.‬‬

‫وحــول مــا حققتــه املؤسســة‪ ،‬يقــول غــوس‪“ :‬ربمــا يبــدو هــذا‬ ‫مدهشــاً‪ ،‬ولكــن هنــاك ماليــن الجائعــن الذيــن يعتــر حصولهــم عــى‬ ‫وجبتي طعام مشبعتني يف اليوم صراعا ًمريراً‪ .‬ولهذا لن نتوقف”‪.‬‬

‫‪01‬‬

‫‪02‬‬

‫‪58‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫ال هدر ‪ ..‬ال جوع!‬ ‫يعاني ماليين الناس حول العالم من آفة الجوع‪ ،‬ومع ذلك ال يزال هدر الطعام منتشرا ً على نطاق واسع‪ .‬نتعرف في هذا‬ ‫الريبورتاج المص َّور على جيش المتطوعين الذي عقد العزم على موازنة طرفي المعادلة‪ ،‬بدءا ً بالهند ثم باكستان ودول أخرى‬ ‫ روصملاروبين هود آرمي ملقب أدريان تشيرنيجوي‬

‫في‬

‫أحــد األيــام الـحــارة مــن صيف عــام ‪ ،2011‬جالت‬ ‫م ـج ـم ــوع ــة مـ ــن سـ ـت ــة أش ـ ـخـ ــاص ش ـ ـ ــوارع م ــدي ـن ــة‬ ‫دلهي بحثا ً عن املشردين بهدف إطعامهم‪ .‬كانوا‬

‫قــد جـمـعــوا ال ـفــائــض مــن ال ـط ـعــام مــن امل ـطــاعــم املـحـلـيــة وع ـم ـلــوا عــى‬ ‫تــوزيـعــه كــوجـبــات عــى أشــد سـكــان العاصمة فـقــراً‪ ،‬ممن يـنــامــون يف‬

‫ش ــوارع ـه ــا‪ .‬وم ــن ت ـلــك امل ـج ـمــوعــة ال ـص ـغ ــرة‪ ،‬ن ـش ــأت ح ــرك ــة تـطــوعـيــة‬

‫عرفت باسم جيش روبن هود (‪ .)RHA‬تستمد هذه الحركة اليوم‬

‫قــوتـهــا مــن شـبـكــة مــن املـتـطــوعــن (يـطـلــق عـلـيـهــم اس ــم روب ـي ـنــز) يـبـلــغ‬

‫يبلغ عــدد الــذيــن ال يـجــدون مــا يـســد رمـقـهــم حــوايل ‪ 800‬مليون‬ ‫شـخــص ح ــول ال ـعــالــم‪ .‬والـحـقـيـقــة ال ـتــي ح ـقــا ًتــدعــو لـلـسـخــريــة هــو أن‬

‫تـعــدادهــا ‪ 3,500‬شـخــص‪ ،‬وقــد أصـبــح مـشـهــد ظـهــورهــم بقمصانهم‬ ‫ال ـخ ـضــر م ــأل ــوف ــا ً يف شـ ــوارع ال ـه ـنــد وب ــاك ـس ـت ــان‪ ،‬وم ــؤخ ــرا ً يف مــال ـيــزيــا‬

‫نحو ‪ 82‬باملئة ممن يعانون الجوع‪ ،‬يعيشون يف بلدان لديها فائض‬ ‫من الطعام‪ ،‬وليس نقصاً‪.‬‬

‫الهدر والجوع‪.‬‬

‫غ ــر رب ـح ـي ــة ع ــى غ ـ ــرار م ــؤس ـس ــة ت ـع ـم ــل يف ال ــرتـ ـغ ــال‪ ،‬وهـ ــي تـجـمــع‬

‫وإن ــدون ـي ـس ـي ــا أي ـ ـضـ ــاً‪ .‬أم ـ ــا ه ــدف ـه ــم ف ـه ــو م ـع ــال ـج ــة امل ـش ـك ـل ــة الـ ـتـ ــوأم‪:‬‬

‫أســس نيل غــوس وأنــانــد سينها “جيش روبــن هــود” كمؤسسة‬

‫الـطـعــام الـفــائــض مــن املـطــاعــم وتـعـيــد تــوزيـعــه ب ــدال ًمــن أن يـهــدر‪ .‬ويف‬ ‫هــذا اإلط ــار يـقــول غــوس “يـبــدو هــذا الـنـمــوذج مـثــالـيــا ً لـبـلــد مـثــل الهند‬ ‫حيث الحاجة للطعام هي‪ ،‬لألسف‪ ،‬كبرية جداً”‬

‫تشري احصاءات برنامج األغذية العاملي التابع لألمم املتحدة بأن‬

‫ربع األشخاص الذين يعانون من سوء التغذية يف العالم يعيشون‬

‫يف ال ـه ـن ــد‪ ،‬وأكـ ــر م ــن ن ـصــف األط ـف ــال ف ـي ـهــا ي ـب ـطــأ ن ـمــوهــم ق ـبــل بـلــوغ‬ ‫السنتني من العمر بسبب سوء التغذية‪.‬‬

‫ً‬

‫‪0 01‬تعتبرمشكلة هدرالطعام في الهند كبيرة ومنتشرة بشكل واسع‪ .‬ووفقا‬ ‫لتقديرات غوس‪ ،‬فإن قيمة الطعام الذي تم إتالفه في العام الما�ضي في‬ ‫ً‬ ‫الهند بلغت أكثرمن ‪ 860‬مليون دوالر‪ .‬ويوضح ما يعنيه هذا‪ ،‬قائال‪“ :‬إن‬ ‫ً‬ ‫كمية الطعام الذي يهدرفي الهند تعادل تقريبا ما يستهلكه السكان في‬ ‫المملكة المتحدة”‪.‬‬

‫‪02‬‬

‫‪0 02‬شركاء مؤسسة “جيش روبين هود” يجمعون فائض الطعام من المطاعم‬ ‫المحلية‪ .‬معظم المطاعم هي مستقلة‪ ،‬ولكن بعض سالسل المطاعم‬ ‫الشهيرة مثل ناندوز‪ ،‬انضمت إلى القافلة‪ .‬وحول المطاعم المشاركة‪ ،‬يقول‬ ‫غوس‪“ :‬قررت بعض المطاعم أن تتقدم خطوة إضافية بتقديمها طعام‬ ‫طازج فقط”‪.‬‬

‫‪57‬‬


01


‫ءاطعلا نمز‬

‫‪ ‬‬

‫“‬

‫‪.‬س‪ ‬أشــدت بوالدتــك ألنهــا أثــرت فيــك كثــراً‪ .‬كيــف ألهمتــك يك تمــد‬

‫ال نتوقع أن نحقق أهدافنا في ًخمس أو عشر سنوات‪،‬‬ ‫بل نعلم أن األمر سيستغرق عقودا‬

‫يد املساعدة إىل املحتاجني؟‬

‫‪. ‬ج‪ ‬كانــت أمــي‪ ،‬غولبانــو بريمجــي‪ ،‬مــن أوىل الطبيبــات املؤهــات يف‬

‫مدينــة مومبــاي‪ .‬يف تلــك األيــام كان الرجــال يذهبــون إىل العمــل‬ ‫بينما تبقى معظم النساء يف املنازل‪ ،‬لذلك لم تعمل أمي طبيبة ً‬

‫لإلحســان أن يــؤدي دورا ً بالــغ األهميــة يف مســاعدة النظــام‬

‫تســاهم يف بنــاء املجتمــع‪ ،‬فقــررت أن تســاعد منظمــة تهتــم‬

‫معالجتهــا‪ ،‬وتحمــل مســؤولية مشــاريع نســبة املجازفــة فيهــا‬

‫فعــا ً بالرغــم مــن أنهــا تحمــل إجــازة يف الطــب‪ .‬لكنهــا أرادت أن‬

‫الحكومــي‪ ،‬عــن طريــق ســد الثغــرات التــي يعجــز هــذا النظــام عــن‬

‫باألوالد الذين يعانون إعاقات جسدية‪.‬‬

‫يف الخمســينيات‪ ،‬افتُتح مستشــفى ألمراض عظام األطفال‬

‫يف حاجــي عــي جنــوب مومبــاي‪ .‬عَمِلــت والــديت هنــاك مــن دون‬ ‫كلــل ملــدة ‪ 50‬عامــا ً تقريبــاً‪ .‬يف كل صبــاح‪ ،‬كانــت الحافــات تقــل‬ ‫أوالدا ً يحتاجــون إىل العــاج والرعايــة‪ .‬وكان معظــم هــؤالء‬ ‫األوالد يأتون من عائالت فقرية ويحتاجون أيضا ًإىل الطعام‪.‬‬

‫عالية إىل درجة ال يمكن للحكومة أن تمولها‪.‬‬

‫‪.‬س‪ ‬مــا مــدى أهميــة وجــود قــدوة مــن فاعــي الخــر يحتــذي بهــا‬

‫‪ ‬‬

‫‪. ‬ج‪ ‬يف العــادة‪ ،‬يتكتــم املحســنون يف الهنــد عــن أعمالهــم الخرييــة‪.‬‬ ‫نحــن كشــعب نؤمــن بــأن العطــاء يجــب أن يوضــع يف خدمــة‬ ‫املحتاجــن واملجتمــع‪ ،‬ال أن يكــون ترويجــا ًللــذات‪ ،‬وهــذا منطقــي‬

‫لم تثنى عزيمة أمي بالتحديات التي واجهتها‪ ،‬سواء كانت‬ ‫غيــاب التمويــل أم متاعــب إدارة املوظفــن‪ .‬كانــت شــخصا ً ملهمــا ً‬

‫تمامــاً‪ .‬لكــن خــال العقــود املاضيــة األخــرة‪ ،‬شــهدنا والدة ثــروات‬ ‫طائلــة يف البلــد‪ ،‬والحظنــا أن عــددا ً كبــرا ً مــن األثريــاء الجــدد‬

‫عــى غــرار أبــي‪ ،‬وقــد ســاهم تواضعهمــا ونزاهتهمــا يف رســم نمــط‬

‫تفكريي وشخصيتي‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الجيل األصغر؟‬

‫”‬

‫جديــون كل الجديــة إزاء فهــم املشــاكل االجتماعيــة والســعي إىل‬

‫حلها‪ .‬أشعر أنه من املهم أن نتواصل معهم بشكل فعال بعيدا ً‬ ‫ٍ‬ ‫عــن األضــواء مــن أجــل مناقشــة أمــور العطــاء الشــخيص‪ .‬هــذا مــا‬ ‫نحــاول أن نقــوم بــه مــن خــال “مبــادرة الهنــد للعمــل الخــري”‪،‬‬

‫وهــي جهـد ٌ غــر رســمي نقــوم بــه أنــا وأشــخاص يشــاركونني‬

‫الرؤية عينها‪.‬‬

‫شخصياً‪ ،‬أمتنع عن إعطاء النصائح املباشرة وعن “إعالم”‬

‫النــاس مــاذا يجــب أن يفعلــوا‪ .‬لكــن آمــل أن تســاعد أفــكاري مــن‬ ‫يفكــر يف االنخــراط يف عمــلٍ خــري‪ .‬مثــاً‪ ،‬يف كل مــرة يطلــب فيهــا‬ ‫أحــد نصيحتــي‪ ،‬أشــجعه دائمــا ً عــى البــدء باكــراً‪ .‬فالتغيــر‬ ‫االجتماعــي يتطلــب وقتــا ً طويــاً‪ ،‬وكلمــا بدأنــا العمــل يف وقــت‬ ‫مبكر‪ ،‬ازدادت فرص إحداثنا تغيريا ًإيجابياً‪.‬‬

‫‪.‬س‪ ‬ماذا تقول ألوالدك عن اإلحسان؟‬

‫‪. ‬ج‪ ‬نحــن كعائلــة نمــي وقتــا ً طويــا ً يف مناقشــة مــا نقــوم بــه ومــا‬ ‫نطمح إليه‪ ،‬ولكنني ال أتحدث إىل أوالدي عن اإلحســان باملعنى‬ ‫الفعــي للكلمــة‪ .‬أظــن أن “الحديــث” ال ينفــع كثــراً‪ ،‬أكنــت تتكلــم‬ ‫مــع أوالدك أو أشــخاص آخريــن‪ .‬يجــب عــى األشــخاص أن يــر َوا‬ ‫ويفكروا ويفهموا بأنفسهم‪ .‬االكتشاف واإلدراك عملية متأصلة‬ ‫يف الذات‪ ،‬ويمكن أن نعزز هذه العملية من خالل الحوار‪ ،‬لكن‬ ‫ال يمكــن أن نفرضهــا‪ .‬يشــارك كلٌ مــن ولـد َ ّ‬ ‫ي بعمــق يف جوانــب‬

‫مختلفة من العمل الخريي‪ ،‬وهما يف طور التعلم واالكتشاف‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪.‬س‪ ‬وقعـ َ‬ ‫ـت يف شــهر فربايــر مــن العــام ‪“ 2013‬عهــد العطــاء”‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مكرسا القسم األكرب من ثروتك لألعمال الخريية‪ .‬ل َ‬ ‫م ألزمت‬

‫نفسك بذلك؟‬ ‫‪. ‬ج‪ ‬لطاملــا اعتــرت نفــي وصيــا ً عــى هــذه الــروة‪ ،‬وكنــت أنــوي فعــا ً‬ ‫ـم كبــر مــن ثــرويت‪ .‬كانــت املشــاركة يف “عهــد العطــاء”‬ ‫التــرع بقسـ ٍ‬ ‫ً‬ ‫نوعــا مــن اإلعــان الرســمي‪ ،‬وخطــوة قــد تســاعد يف إطــاق رســالة ٍ‬

‫عــن اإلحســان الفــردي وتشــجيعه يف الهنــد‪ .‬برأيــي‪ ،‬لطاملــا كان‬ ‫قادة األعمال يف الهند واعني اجتماعياً‪ .‬إن راجعت تاريخ بعض‬ ‫األســر العريقــة املنخرطــة يف عالــم األعمــال‪ ،‬عــى غــرار تاتــا وبــرال‬ ‫وباجاج وموروغابا‪ ،‬لالحظ َ‬ ‫ت أنها كانت عىل مر عقود‪ ،‬أو حتى‬ ‫قرنٍ من الزمن‪ ،‬ناشطة ً يف مجال العطاء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لنكن واضحني‪ ،‬ال يمكن أبدا ًلإلحسان أن يشكل بديال عن‬

‫عمــل الحكومــة‪ .‬يف نهايــة املطــاف‪ ،‬تتطلــب التنميــة االجتماعيــة‬ ‫الشــاملة خدمــات عامــة متينــة توفرهــا الحكومــة‪ .‬لكــن يمكــن‬

‫‪02‬‬

‫‪55‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫‪01‬‬

‫إذا حقــا ً أردنــا أن نبنــي مجتمعــا ً يتســم بالعــدل واإلنســانية‬

‫الحكومي عىل مســتوياته كافة؛ هذا يشــمل املســتوى التشــغييل‬

‫التعليــم هــو القــوة القــادرة عــى إحــداث هــذا التغيــر‪ .‬وألن أبنــاء‬ ‫األســر األكــر حرمانــا ًيقصــدون املــدارس الحكوميــة‪ ،‬أدركنــا أنــه ال‬

‫تدعــم عمليــات التشــغيل‪ ،‬ومســتوى صنــع السياســات‪ .‬كمــا‬

‫واإلنصــاف‪ ،‬كمــا هــو منصــوص عليــه يف الدســتور الهنــدي‪ ،‬فــإن‬

‫يف املناطــق واألحيــاء والتجمعــات‪ ،‬ومســتوى املؤسســات التــي‬ ‫نشمل يف عملنا أبعاد النظام الرتبوي جميعها‪ ،‬ابتداء من بناء‬ ‫قــدرات األســاتذة واملدرســن رؤســاء األقســام‪ ،‬وصــوال ًإىل تطويــر‬

‫بد لنا من العمل عىل تحسني نظام التعليم الرسمي‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪.‬س‪ ‬كيف دخلت املؤسسة مجال بناء القدرات؟‬

‫‪. ‬ج‪ ‬نعمــل اليــوم يف ثمــان واليــات‪ ،‬تنتشــر فيهــا حــوايل ‪ 350‬ألــف‬ ‫مدرســة‪ ،‬لكــن يجــب أال ننــى طبعــا ً أن يف الهنــد ‪ 1.5‬مليــون‬

‫مدرســة‪ .‬تعمــل مؤسســتنا بشــكلٍ وثيــق مــع نظــام التعليــم‬

‫ً‬ ‫‪0 01‬قطعت الهند أشواطا في التعليم‪ ،‬فاليوم يتردد على المدارس ‪ 95‬بالمئة من‬ ‫أطفال البالد‬ ‫‪ 0 02‬تعمل مؤسسة بريمجي مع ‪ 350,000‬مدرسة في ثمان واليات في مختلف‬ ‫أنحاء الهند‬

‫‪54‬‬

‫املناهج وإصالح عمليات االختبار والتقييم‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪.‬س‪ ‬ما األثر الذي ترجونه من عطائكم؟‬

‫‪. ‬ج‪ ‬باإلضافــة إىل زيــارة املــدارس‪ ،‬أتواصــل بانتظــام مــع الطــاب يف‬ ‫جامعة عظيم بريمجي‪ .‬يف الجامعة أشخاص استثنائيون كانوا‬ ‫ليشــغلوا مناصـ َ‬ ‫ب مجزيــة جــدا ً[يف القطــاع الخــاص]‪ ،‬لكنهــم آلــوا‬ ‫عىل أنفسهم العمل يف مجال التعليم بكل تعقيداته‪ .‬ويف ذلك‬ ‫معنــى وهــدف‪ ،‬ال بحثــا ً عــن مكافــآت ماليــة‪ .‬وأنــا فخــور ٌ جــدا ًأننــا‬

‫ساهمنا يف تشجيع أشخاص موهوبني وملتزمني عىل العمل يف‬

‫هــذا القطــاع‪ .‬نحــن نأمــل أن نــرى يف يــوم مــن األيــام نظــام َ تعليــم‬

‫رســمي ممتــاز يف البــاد‪ .‬وعندمــا أقــول “نحــن”‪ ،‬ال أعنــي‬

‫مؤسســتنا فقــط‪ ،‬بــل الحكومــة وشــركاءنا جميعهــم الذيــن‬ ‫يعملــون يــدا ً بيــد‪ .‬ال يمكــن أن ننــى أن املشــاكل االجتماعيــة‬

‫معقــدة وتحتــاج إىل وقــت طويــل يك تتغــر‪ .‬لذلــك ال نتوقــع أن‬

‫نحقــق أهدافنــا يف خمــس أو عشــر ســنوات‪ ،‬بــل نــدرك أن األمــر‬ ‫سيستغرق عقوداً‪.‬‬

‫ً‬ ‫إذا ًحقا أردنا أن نبني‬ ‫مجتمعا يتسم بالعدل‬ ‫واإلنسانية واإلنصاف‪ ،‬فإن‬ ‫التعليم هو القوة القادرة‬ ‫على إحداث هذا التغيير‬

‫“‬

‫”‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫تطوير التعليم‬ ‫لالرتقاء بالهند‬

‫عظيم بريمجي هو الرجل األكثر سخا ًء في الهند‪ ،‬إذ تبرع بأكثر من ‪ 8‬مليار دوالر من ثروته الخاصة‬ ‫لمؤسسته الخيرية التي تحمل اسمه‪ .‬وهو يحدثنا في هذه المقابلة الحصرية عن مهمته المتمثلة في‬ ‫النهوض بالتعليم الرسمي‪ ،‬ومساعدة جيل ٍ جديد من رواد العطاء في الهند على إحداث تغيير ٍ إيجابي‬ ‫ملقب أندرو وايت‬

‫عظيم‬

‫بريمجــي هــو رئيــس مجلــس إدارة‬ ‫شــركة ويــرو‪ ،‬ســابع أكــر شــركة‬

‫لتكنولوجيــا املعلومــات يف العالــم‪،‬‬

‫وإحــدى أكــر الشــركات التــي يجــري تــداول أســهمها يف الهنــد‪ .‬وهــو رجــلٌ‬

‫ٌ‬ ‫شغوف بأعمال الخري أمىض عقودا ًيعمل من أجل التخفيف من حدة‬ ‫الفقر وانعدام املساواة‪.‬‬

‫تحـوّل إىل العمــل الخــري املؤســي منــذ العــام ‪ 2001‬مــن خــال‬

‫“مؤسســة عظيــم بريمجــي” التــي تعمــل عــى مســتوى الصفــوف‬ ‫االبتدائيــة يف املــدارس لتجربــة مقاربــات تعليميــة جديــدة لهــا القــدرة بــأن‬ ‫تقــود إىل تغيــرات يف املناهــج‪ ،‬ومــن خــال “جامعــة عظيــم بريمجــي”‬

‫التــي تقــدم برامــج لتطويــر مهــارات الرتبويــن واختصاصيــو التنميــة‪ ،‬كمــا‬ ‫تستثمر يف البحوث الرتبوية‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪.‬س‪ ‬كيــف بــدأت رحلتــك الخرييــة ومــا هــي الدوافــع وراءهــا؟‬

‫التــي تمكنهــم مــن التطــور والنمــو‪ .‬لــذا‪ ،‬عندمــا بــدأت كانــت‬ ‫تراودين فكرة ٌ واحدة بســيطة‪ :‬ماذا يمكنني أن أفعل يك أســاهم‬

‫‪. ‬ج‪ ‬أصبحــت مســؤوال عــن شــركة ويــرو يف أواخــر الســتينيات‪ ،‬وعــى‬

‫مر أكرث من ثالثة عقود‪ ،‬كرســت نفيس بشــكلٍ شــبه تام لبنائها‪.‬‬ ‫خالل هذا الوقت تنقلت كثريا ًيف الهند‪ ،‬ما جعلني أملس بنفيس‬

‫النقيضــن اللــذان بــرزا يف بلدنــا‪ :‬فمــن جهــة‪ ،‬فـ ٌ‬ ‫ـرص وتطــور ســريع‬ ‫يمنــح األشــخاص ثــراء ً فاحشــاً‪ ،‬بينمــا تبقــى فئــا ٌ‬ ‫ت مــن املجتمــع‬

‫غارقة ً يف الفقر والعوز من جهة أخرى‪.‬‬

‫يف تطويــر بلدنــا نحــو األفضــل؟ بالنســبة يل‪ ،‬كان ال بــد مــن أن‬ ‫نصب اهتمامنا عىل األكرث حرمانا ًوتهميشاً‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪.‬س‪ ‬ملــاذا أصبــح التعليــم الرســمي أولويــة بالنســبة إليــك؟‬

‫‪. ‬ج‪ ‬الطريقــة الوحيــدة التــي قــد تمكنــك مــن إحــداث أثــر إيجابــي هــي‬

‫الحظــت أن معظــم املحتاجــن يفتقــرون إىل عــدد ٍ مــن‬

‫الرتكيز عىل مشكلة ٍ اجتماعية محددة‪ .‬بالنسبة يل‪ ،‬برز التعليم‬

‫شــعرت أنهــم مظلومــون‪ ،‬فعــى املجتمــع أن يهتــم بالجميــع‪،‬‬

‫تتعــدى أهميتــه الفــرص االقتصاديــة التــي يولدهــا‪ :‬فالتعليــم‬ ‫يــؤدي دورا ً حيويــا ً يف تمكــن األفــراد واملجتمعــات يف آنٍ معــاً‪،‬‬ ‫ســواء عــى الصعيــد االجتماعــي أو االقتصــادي أو الســيايس‪.‬‬

‫االحتياجــات األساســية التــي ال بــد مــن أن تتوفــر لــكل إنســان‪.‬‬

‫وتقــع عــى عاتــق امليســورين مســؤولية املســاهمة يف تلبيــة‬ ‫االحتياجــات اإلنســانية األساســية للجميــع‪ ،‬واســتحداث الفــرص‬

‫كعملية جوهرية وركيزة من ركائز بناء املجتمع الســليم‪ ،‬حيث‬

‫‪53‬‬


‫ءاطعلا نمز‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫بــل هــم يُصنعــون‪ .‬لــذا‪ ،‬فعمليــة الرعايــة هــي ضروريــة جــداً‪ ،‬ومــن دونهــا‬ ‫فلــن تمتلــك القــدرة عــى مواجهــة تحديــات تأســيس األعمــال‪ .‬هكــذا‪،‬‬ ‫نضعهم فقط عىل طريق فشل”‪.‬‬

‫والحــل الــذي تطرحــه مؤسســة “موغــي” هــو جلســات التوجيــه‬ ‫الفــردي وجهــا ً لوجــه وعــى املــدى الطويــل‪ .‬ويعتمــد أســلوب عمــل‬

‫“موغــي” بدايــة ً عــى ورشــة عمــل ملــدة ثالثــة أيــام يتــم خاللهــا الجمــع بــن‬

‫ستة موجهني وستة رواد أعمال‪ ،‬قبل أن تبدأ عالقة البحث والتوجيه‬

‫التــي تمتــد لســنة كاملــة‪ .‬ويتنــوع عمــاء الربنامــج مــن الشــركات التــي‬ ‫تأسســت حديثــاً‪ ،‬ورواد األعمــال املنهكــون بمحاولــة تنميــة مشــاريعهم‪،‬‬

‫إىل مشــاريع الريــادة االجتماعيــة‪ .‬يحصــل جميــع هــؤالء املشــاركني‬

‫باملقابــل عــى النصــح واألرشــاد مــن موجهــن لهــم خــرات طويلــة بريــادة‬ ‫األعمــال ودرايــة عميقــة بأســباب النجــاح والفشــل يف عالــم األعمــال ـ مــا‬ ‫يرجح احتماالت النجاح وتحقيق األرباح لرواد األعمال‪ .‬ونسبة اإلقبال‬ ‫عــى برنامــج “موغــي” عاليــة لدرجــة أنــه غالبــا ًمــا يصــل املؤسســة طلبــات‬

‫يزيد عددها عن ضعف عدد املشاركني الذين هي قادرة عىل استيعابهم‪.‬‬

‫تقــول كات بــاري‪ ،‬الرئيــس التنفيــذي ل ـ “موغــي”‪“ :‬إذا لــم تقــدم‬ ‫الدعــم لــرواد األعمــال يف روحهــم وجوهــر عملهــم‪ ،‬فلــن يجــدي نفعــا ًأي‬ ‫تمويــل أو تدريــب قــد تمدهــم بــه‪ .‬إن كان رائــد األعمــال غــر مدعــوم بهــذه‬ ‫الشــكل‪ ،‬فســيكون مــن الصعــب جــدا ًأن يجــرؤ عــى تخطــي نطــاق راحتــه‬ ‫النفسية وأخذ املجازفة للعبور إىل الجانب اآلخر”‪.‬‬

‫وتشــر كات إىل أنــه هنــاك فــرص للتعلــم مــن فشــل الشــركات‬

‫الناشــئة‪ .‬وتقــول‪“ :‬رواد األعمــال هــم رواد ابتــكار‪ .‬فاملســألة ال تتعلــق‬ ‫فقط بخلق وظائف‪ ،‬بل من شــأنها إرباك الوضع الراهن بهدف تحقيق‬ ‫التغري االقتصادي نحو األفضل”‪.‬‬

‫جمعــت “موغــي” عــى مــدى الثمانيــة أعــوام املاضيــة بــن أكــر مــن‬

‫‪ 780‬رائــد مــن رواد األعمــال واملوجهــن املدرَّبــن‪ ،‬وذلــك يف ‪ 14‬بلــد‪ ،‬مــن‬ ‫الجزائــر إىل اليمــن‪ ،‬مــرورا ً باململكــة العربيــة الســعودية وغريهــا‪ .‬ووفــق‬ ‫اإلحصاءات الخاصة باملؤسسة‪ ،‬تمكن الرواد املتخرجون من “موغيل”‬

‫ً‬ ‫‪0 01‬تمثل ريادة األعمال جزءا من الحل ألزمة البطالة بين فئات الشباب في‬ ‫ّ‬ ‫العالم العربي والتي تقدر بـ ‪ 30‬بالمئة‬ ‫‪0 02‬يرى طوني باري‪ ،‬مؤسس “موغلي”‪ ،‬أن االستثمارفي خدمات اإلرشاد‬ ‫والتوجيه يزيد من فرص نجاح المشاريع الريادية الناشئة‬

‫‪01‬‬

‫أن يحدثــوا أو يحافظــوا عــى نحــو ‪ 3,470‬فرصــة عمــل وولـ ّـدوا مــا قيمتــه‬ ‫حــوايل ‪ 18‬مليــون دوالر مــن مرتبــات املوظفــن فقــط‪ .‬وال شــك أن هــذه‬ ‫مكتسبات جيدة يف منطقة غالبا ًما يقال أن البطالة تشكل أكرب تهديد‬ ‫القتصادها ولالستقرار فيها‪.‬‬

‫ترتاوح تكلفة برنامج التوجيه بني ‪ 2,000‬و‪ 2,500‬جنيه اسرتليني‬

‫(‪ 3,362 - 2,690‬دوالر) للشــخص الواحــد‪ ،‬حســب مــا يفيــد بــه طــوين‪.‬‬ ‫ويقــول‪“ :‬العائــد عــى االســتثمار أمــر مهــم جــدا ً بالنســبة يل‪ .‬وأنــا ال‬ ‫اســتثمر ّ‬ ‫إل عندمــا أرى أن األثــر ســوف يكــون ذو نطــاق واســع مــن‬ ‫منظور اسرتاتيجي”‪.‬‬

‫”‬

‫واليوم‪ ،‬هناك أسباب تدعو إىل التفاؤل‪ .‬فمشهد املشاريع الناشئة‬

‫واليوم‪ ،‬تسعى مؤسسة “موغيل” إىل مساعدة شبكة املوجهني‬

‫“موغــي” يف العــام ‪ .2008‬وقــد ترافــق النمــو الكبــر يف أنشــطة املشــاريع‬

‫ب ـ ــدوره ـ ــم بـ ــإنـ ـشـ ــاء ب ـ ــرام ـ ــج ت ــوج ـي ـه ـي ــة قـ ـ ـ ــادرة ع ـ ــى الـ ـتـ ـم ــوي ــل الـ ـ ــذايت‬

‫يف العالــم العربــي قــد تغــر بشــكل ال يمكــن التعــرف عليــه منــذ إنطالقــة‬

‫ورواد األع ـم ــال الـنــاشـئــة ال ـتــي أنـشــأتـهــا م ــن ‪ 1,770‬عـضــو ع ــى الـقـيــام‬

‫واالسـ ـتـ ــدامـ ــة يف دول ـ ـهـ ــم‪ .‬وق ـ ــد ب ـ ــدأت امل ــؤس ـس ــة ب ـب ـح ــث ال ـف ـك ــرة مــع‬

‫الرياديــة مــع زيــادة ملحوظــة يف عــدد املراكــز الحاضنــة للمشــاريع‬ ‫الواعــدة‪ ،‬والتــي توفــر لهــا االستشــارة والنفــاذ للممولــن‪ ،‬فضــا ً عــن‬

‫خريجيها من رواد األعمال يف كل من الجزائر واملغرب واألردن‪ ،‬كما‬

‫إنجــاز حمــات تمويــل ناجحــة بماليــن الــدوالرات‪ .‬كان أكربهــا عــى‬

‫وامل ـم ـل ـك ــة ال ـع ــرب ـي ــة ال ـس ـع ــودي ــة ب ـه ــدف ت ـق ــدي ــم ال ــدع ــم ل ـ ــواد األع ـم ــال‬

‫املكاتــب‪ .‬وقــد تمكنــت بعــض املشــاريع الرياديــة خــال هــذه الفــرة مــن‬

‫اإلطــاق يف مجــال التجــارة اإللكرتونيــة عندمــا جذبــت شــركة “ســوق‪.‬‬ ‫كوم”‪ ،‬ومقرها دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬تمويالت بلغت قيمتها‬ ‫اإلجمالية ‪ 275‬مليون دوالر يف فرباير املايض‪.‬‬

‫لكنــه مايــزال هنــاك الكثــر ممــا يجــب إنجــازه‪ ،‬خاصــة مــن جهــة‬

‫التشــجيع عىل االبتكار يف املناهج التعليمية‪ ،‬ومســاعدة صغار الشــباب‬

‫العــرب يف فهــم مبــادئ ريــادة األعمــال وبأنهــا طريقــة جيــدة للشــباب‬

‫للبدء بمسار مهني ناجح‪ ،‬حسب ما تصرح به كات باري‪ .‬وتؤكد كات‪،‬‬ ‫قائلــةً‪“ :‬إن اســتطعنا أن نؤثــر عــى املناهــج التعليميــة ونرفــع مســتوى‬

‫الوعــي حــول ريــادة األعمــال وإمكاناتهــا الكبــرة‪ ،‬يمكننــا حينهــا االعتمــاد‬

‫عــى خــط امــداد يزودنــا باملواهــب القــادرة عــى الصمــود أمــام الصعــاب‬ ‫‪02‬‬

‫“‬

‫رواد األعمال هم رواد ابتكار‪.‬‬ ‫فقط بخلق‬ ‫فالمسألة ال تتعلق ً‬ ‫وظائف‪ ،‬بل تتعلق أيضا بإرباك‬ ‫الوضع الراهن بهدف تحقيق‬ ‫التغير االقتصادي نحو األفضل‬

‫التي تشوب رحلة ريادة األعمال والوصول إىل النجاح”‪.‬‬

‫ت ـش ــارك ــت خ ـ ــال األشـ ـهـ ــر امل ــاض ـي ــة مـ ــع جـ ـه ــات جـ ــديـ ــدة يف ال ـب ـح ــري ــن‬ ‫امل ـح ـل ـي ــن‪ .‬وت ـخ ـط ــط امل ــؤسـ ـس ــة يف امل ــرحـ ـل ــة امل ـق ـب ـل ــة ل ـت ــوس ـي ــع املـ ـبـ ــادرة‬

‫وتطبيقها يف دول أخرى يف أفريقيا وآسيا‪.‬‬

‫ويؤكــد طــوين مــرة أخــرى عــى أهميــة العنصــر البشــري يف ريــادة‬ ‫األعمــال‪ ،‬قائــاً‪“ :‬الســؤآل املهــم الــذي يجــب طرحــه اآلن هــو‪ :‬مــا الــذي‬

‫يمكننــا فعلــه اليــوم إلحــداث أثــر ٍ غــداً؟ إذا كنــا نريــد فعــا ًأن نحفــز عمليــة‬

‫خلــق فــرص العمــل عــى مــدى العشــر ســنوات القادمــة‪ ،‬وإذا كنــا نرغــب‬ ‫بتسريع عملية إعادة إحياء االقتصاد‪ ،‬فالبد لنا من تركيز جهودنا عىل‬ ‫تنمية املوارد البشرية”‪.‬‬

‫ويختتــم طــوين بقولــه‪“ :‬يشــكل اإلرشــاد والتوجيــه جــزء ً حيويــا ً‬ ‫وأساســيا ً يف بنــاء الصــورة الشــاملة لريــادة األعمــال‪ .‬ونحــن بحاجــة‬ ‫للمزيد من االستثمار يف التوجيه”‪.‬‬

‫‪51‬‬


TO BRIGHTER FUTURES

Here’s to the generous, people like you, who have helped Water.org change lives. For a village in Haiti, the change began with safe, accessible water. For a family in India, it started with their own toilet.

TM

For 2.5 million people worldwide, our solutions have meant a brighter future. Join us, and together we can raise a glass of safe water to health and hope. Donate today. Water.org/raiseaglass

Marlie Decopain Haitian-born illustrator

EVERYWHERE


‫ءاطعلا نمز‬

‫توجيه رواد األعمال الناشئة‬ ‫يعلق طوني باري‪ ،‬مؤسس مؤسسة “موغلي”‪ ،‬أهمية على توفر شخص له خبرة في األعمال ليؤدي‬ ‫دور المرشد أو المو ّجه في حياة رواد األعمال الناشئين والواعدين‪ ،‬ألنه‪ ،‬حسبما يشرح لنا في هذه‬ ‫المقالة‪ ،‬قد يمثل هذا المرشد الفرق بين نجاح أو فشل الشركات الناشئة‬

‫ملقب جوان بالد‬

‫كان‬

‫م ـ ــازن خ ـل ـي ــل يف ال ـخ ــام ـس ــة وال ـع ـش ــري ــن مــن‬ ‫العمر عندما تأهل ليصبح طبيبا ً ويبدأ حياته‬

‫واإلرشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادات ال ـ ـت ـ ــي ت ـل ـق ـي ـت ـه ــا‪ .‬م ـ ــا ت ـع ـل ـم ـت ــه م ـ ــن تـ ـلـ ــك ال ـ ـع ـ ــاق ـ ــات ال‬

‫متوقعاً‪ .‬فقد قاده استياؤه من ش ّ‬ ‫ح املعلومات املتوفرة حول العناية‬

‫هنــاك تجــارب كثــرة حــول العالــم تؤكــد عــى أنــه بالنســبة للعديــد‬

‫املهنية‪ ،‬لكن مساره املهني أخــذ منعطفا ً غري‬

‫ال ـص ـح ـي ــة يف ال ـ ـس ـ ــودان إىل أن ي ـت ــوص ــل إىل حـ ــل ب ـس ـي ــط مل ـ ــلء ف ـج ــوة‬ ‫املعلومات هذه‪.‬‬

‫وكانت النتيجة ما تمت تسميته بـ ــ“سوداميد”‪ ،‬وهو دليل طبي‬

‫إل ـ ـك ـ ــروين ي ـح ـت ــوي عـ ــى قـ ــوائـ ــم ب ــأسـ ـم ــاء امل ـس ـت ـش ـف ـي ــات والـ ـعـ ـيـ ــادات‬ ‫وم ـن ـش ــآت أخـ ــرى ذات ص ـل ــة‪ ،‬م ـت ـض ـم ـنــا ً م ــواق ـع ـه ــا وس ــاع ــات عـمـلـهــا‪.‬‬ ‫وألـحــق خليل مــع هــذه الـخــدمــة عــرضــا ً يــوفــر بطاقة خصم بقيمة ‪30‬‬

‫دوالر ع ــى كـلـفــة ال ـع ــاج يف ال ـع ـي ــادات امل ــدرج ــة يف ال ـق ــوائ ــم إذا دفــع‬ ‫املـسـتـخــدمــن ن ـقــدا ًل ـقــاء األت ـع ــاب ـ بــاملـقــابــل‪ ،‬ســاعــد ه ــذا األط ـب ــاء عىل‬ ‫تخطي إج ــراءات الــدفــع البطيئة لــدى شــركــات الـتــأمــن‪ .‬كــانــت الفكرة‬ ‫سـلـيـمــة جـ ــداً‪ ،‬ل ـكــن ال ـس ــؤال امل ـهــم حـيـنـهــا ك ــان‪ :‬ه ــل يـمـكــن تـطــويــرهــا‬

‫وتوسيعها عىل نطاق كبري؟‬

‫يف ال ـعــام ‪ ،2013‬بـعــد انـقـضــاء سـنـتــن مـنــذ إط ــاق “ســودام ـيــد”‪،‬‬

‫ك ــان خـلـيــل واح ــد م ــن بـضـعــة رواد أع ـم ــال أت ـي ـحــت ل ـهــم فــرصــة تـلـقــي‬ ‫اإلرشــاد والتوجيه ضمن برنامج خــاص يف األردن‪ .‬خــال اإلثـنــي عشر‬ ‫شهرا ً التي تلت هذا الربنامج‪ ،‬حقق خليل إنجازات شملت إحداث ‪-‬‬ ‫أو الحفاظ عىل ‪ 568 -‬فرصة عمل‪ ،‬وفوزه بالجائزة األوىل يف مسابقة‬

‫الـ ـ ـشـ ـ ــركـ ـ ــات ال ـ ـن ـ ــاش ـ ـئ ـ ــة ال ـ ـع ـ ــرب ـ ـي ـ ــة مل ـ ـن ـ ـت ـ ــدى األع ـ ـ ـم ـ ـ ــال ال ـ ـت ـ ــاب ـ ــع مل ـع ـه ــد‬ ‫ماساتشوستس للتكنولوجيا‪ ،‬كما وصفت مجلة “فوربس” شركته‬

‫بالشركة األفريقية املرشحة لنجاحات كبرية‪ .‬واليوم‪ ،‬تصف الشركة‬

‫ن ـف ـس ـهــا ب ــال ــرائ ــدة يف ن ـظ ــم س ـج ــات امل ـ ــرىض ع ــر اإلنـ ــرنـ ــت يف ال ـش ــرق‬ ‫األوس ــط وأفــريـقـيــا‪ ،‬وهــي تـضــخ نـحــو ‪ 50‬بــاملـئــة مــن أربــاحـهــا يف تمويل‬

‫مبادرات يف قطاعي الرعاية الصحية والتعليم‪.‬‬

‫يقول خليل‪“ :‬الفضل بــإنـجــازايت يعود مئة باملئة إىل التوجيهات‬

‫يقدر بثمن”‪.‬‬

‫مــن رواد األعمــال الصاعديــن كان التوجيــه الجيــد هــو مــا حــدد الفــرق‬

‫بــن النجــاح والفشــل‪ .‬لكــن رواد األعمــال الناشــئني يف منطقــة الشــرق‬ ‫األوســط وشــمال أفريقيــا ال يــرون عــادة يف التوجيــه أكــر مــن فوائــد‬

‫هامشــية ـ أي أنــه أمــر حســن لكنــه أقــل أهميــة مــن البحــث عــن التمويــل‬ ‫الــازم‪ ،‬أو مســألة التعامــل مــع البريوقراطيــة أو تغطيــة التكاليــف‬ ‫الباهضــة إلقامــة وتشــغيل األعمــال والتــي تــكاد تخنــق العديــد مــن‬ ‫املشــاريع الناشــئة‪.‬‬

‫يعلــق رائــد األعمــال املخضــرم ورجــل األعمــال الخرييــة‪ ،‬طــوين‬

‫بــاري‪ ،‬عــى هــذه النظــرة بقولــه‪“ :‬إنهــا خاطئــة‪ .‬املــوارد البشــرية هــي كل‬

‫يشء‪ ،‬وليســت املــوارد املاليــة‪ .‬إذا لــم تســتثمر يف املــوارد البشــرية‪،‬‬ ‫فستخســر أموالــك”‪ .‬ويضيــف‪“ :‬رواد األعمــال يقفــون يف الحقيقــة عــى‬ ‫أكتــاف مــن يوجههــم”‪.‬‬

‫طــوين هــو املؤســس ورئيــس مجلــس اإلدارة ملؤسســة “موغــي” غــر‬

‫الربحيــة التــي تنظــم برامــج توجيهيــة لــرواد األعمــال يف مختلــف أنحــاء‬ ‫العالم‪ ،‬وتتخذ مقرا ًلها يف اململكة املتحدة‪ .‬ويرتكز منهج املؤسسة التي‬ ‫أنشــأت العــام ‪ 2008‬عــى أن املشــاريع الصغــرة واملتوســطة الحجــم هــي‬

‫ـ فجــزء كبــر مــن أعمــال الخــر والعطــاء حــول العالــم ينتــج عــن رواد‬ ‫األعمــال ـ كمــا أنهــم يؤمنــون بالديمقراطيــة االجتماعيــة‪ .‬هــذا مــا‬ ‫يجعلهــم خــر مــكان لالســتثمار”‪.‬‬ ‫غالبــا ً مــا تــم الرتويــج للمشــاريع الناشــئة بأنهــا الحــل للمشــاكل‬

‫االقتصادية املســتعصية يف العالم العربي‪ ،‬لكن القليل منها تمكن من‬ ‫النجــاه والتوســع‪ .‬كمــا أن املصــارف ال تمنــح قروضــا ً لهــا‪ .‬وحتــى لفــرة‬

‫قريبــة كان االســتثمار بــرأس املــال املغامــر مايــزال شــحيحا ً وغــر منظــم‪.‬‬ ‫والخلــل يف قوانــن اإلعســار واإلفــاس ال تــرك للشــركات الصغــرة‬

‫“‬

‫الموارد البشرية هي كل‬ ‫شيء‪ .‬رواد األعمال يقفون‬ ‫في الحقيقة على أكتاف من‬ ‫يوجههم‬

‫”‬

‫واملتوســطة فســحة لتتعافــى‪ ،‬كمــا إنهــا يف بعــض الــدول تهــدد رواد‬ ‫العطــاء بالســجن إن تخلفــوا عــن الدفــع للدائنــن‪ ،‬فضــا ً عــن أن‬ ‫الشــركات الصغــرة وهــي تحــاول الحصــول عــى حصــة يف الســوق‪ ،‬تجــد‬

‫وســيلة أساســية لتحريــك النمــو االقتصــادي‪ ،‬واملســاهمة يف الحــد مــن‬

‫نفسها يف حالة تنافس مع الشركات العائلية الكبرية‪.‬‬ ‫“أنهــل تُمنــح فــرة تأســيس رديئــة جــداً‪ ”،‬هــذا مــا يقولــه طــوين عــن‬

‫سوداميد‪ ،‬ضمن قصص النجاح التي ساهمت بها‪.‬‬ ‫يوضــح طــوين‪ ،‬قائــاً‪“ :‬رواد األعمــال يخلقــون الــروة خــارج قطــاع‬

‫الشــركات إىل مرحلــة تحقيــق األربــاح عليهــا التغلــب عــى مصاعــب ربمــا‬

‫أزمــة الوظائــف املتصاعــدة يف املنطقــة‪ ،‬وتخفيــض نســبة البطالــة الهائلــة‬

‫بني الشباب التي تقارب ‪ 30‬باملئة‪ .‬وتعد ّ املؤسسة مازن خليل وشركته‪،‬‬

‫النفط‪ ،‬وإعادة إحياء االقتصاد‪ ،‬وسوق العمل‪ .‬أنهم يردون الجميل‬

‫وضــع الشــركات الناشــئة الصغــرة‪ ،‬ويضيــف بأنــه لــي تصــل هــذه‬ ‫كانــت ‪ 10‬أضعــاف أكــر صعوبــة مــن مثيالتهــا يف الواليــات املتحــدة‬ ‫األمريكيــة أو أوروبــا‪ .‬ويوضــح‪ ،‬قائــاً‪“ :‬إن رواد األعمــال ال يولــدون‪،‬‬

‫‪49‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫المشروع الريادي الناشئ‬

‫التنمية والتوسيع‬

‫ّ‬ ‫المرشد أو الموجه‬

‫‪48‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫ً‬ ‫نسعى لنكون أكثر تنظيما‬ ‫ً‬ ‫اتيجية‪ .‬فإذا كان‬ ‫ر‬ ‫واست‬ ‫ا‬ ‫ز‬ ‫وتركي‬ ‫ً‬ ‫وتوافر له‬ ‫المشروع مستداما‬ ‫ٌ‬ ‫شركاء موثوقون وهدف‬ ‫واضح يساهم في تحقيق‬ ‫غاية أكبر‪ ،‬فهو بالنسبة لنا‬ ‫ٍ‬ ‫مشروع يستحق االستثمار‬

‫“‬

‫”‬

‫‪01‬‬

‫النــاس يف املخيمــات قــد يطــول‪ ،‬وال بــد أن نتصــرف وفــق نهــج بعيــد‬ ‫املــدى”‪ .‬وتضيــف األمــرة‪ ،‬قاءلــة‪“ :‬نحــن ال نريــد أن يقتصــر عملنــا عــى‬ ‫جانــب واحــد فقــط مــن املســاعدة‪ ،‬بــل نتطلــع لتحقيــق أثــر إيجابــي‬

‫مستدام يتجاوز تأمني املأوى‪ ،‬إىل توفري التعليم واملهارات”‪.‬‬

‫أمـ ّـا مؤسســة “الوليــد لإلنســانية العامليــة” فرتكـ ّـز عــى رؤيــة أوســع‪،‬‬ ‫حســبما تقــول األمــرة مليــاء‪“ :‬نحــن نســعى لنكــون أكــر تنظيمــا ًوتركيــزا ً‬ ‫واســراتيجية‪ .‬فــإذا كان املشــروع مســتداما ًوتوافــر لــه شــركاء موثوقــون‬ ‫وهـ ٌ‬ ‫ـدف واضــح يســاهم يف تحقيــق غايـة ٍ أكــر‪ ،‬فهــو بالنســبة لنــا مشــروع‬

‫يســتحق االســتثمار‪ .‬نحــن يف عملنــا ال نعــرف بالحــدود‪ ،‬بــل نــرى عاملــا ً‬ ‫واحدا ًوهدفا ًواحداً‪ .‬نؤمن باإلنسان‪ ،‬وال نفر ّق بني شخص وآخر”‬

‫ترتكــز هــذه الرؤيــة الواســعة عــى قيــم التســامح وقبــول اآلخــر‬

‫وتفهمه‪ ،‬وتش ّ‬ ‫جع الحوار بني الثقافات واألديان يف عدة طرق‪ .‬وتوجد‬

‫اليوم ستة مراكز أكاديمية تحمل اسم األمري الوليد بن طالل يف أعرق‬

‫مواطــن التعليــم يف جميــع أنحــاء العالــم‪ ،‬مــن كامربيــدج إىل هارفــارد‪،‬‬ ‫ومــن أدنــره إىل جــورج تــاون‪ ،‬ومــن بــروت إىل القاهــرة‪ ،‬وهــي مراكــز‬

‫تأسست بمنح تتجاوز قيمتها ‪ 70‬مليون دوالر‪ ،‬تهدف إىل دعم الحوار‬ ‫البنــاء وتبــادل األفــكار واالبتــكار واإلبــداع يف ســبيل توثيــق العالقــات بــن‬ ‫العالم اإلسالمي والغرب‪.‬‬

‫‪0 01‬تلتزم مؤسسة “الوليد لإلنسانية” بتقديم الدعم طويل األمد لشركائها‬ ‫‪0 02‬تعد المؤسسة من أبرز داعمي الجهود لتحسين النفاذ إلى الرعاية الصحية‬ ‫في االقتصادات النامية‬

‫‪02‬‬

‫تلعــب املنــح الدراســية وبرامــج التبــادل الطالبــي والفعاليــات‬ ‫واملبــادرات املجتمعيــة دورا ً يف توســيع االنتشــار الــدويل لهــذه الرســالة‪،‬‬

‫فضال ًعن تحقيق نتائج نوعية عىل مستويات أصغر‪.‬‬

‫وك ـم ــا ت ـق ــول األمـ ــرة مل ـي ــاء‪ ،‬ف ـقــد “س ــاع ــده ــم ذل ــك ع ــى اك ـت ـســاب‬ ‫فهم أفـضــل‪ ،‬وكــانــت النتيجة تغيريا ً يف العقلية‪ .‬وســواء كــان العمل‬ ‫ٍ‬ ‫م ـ ــن أجـ ـ ــل ت ـ ـج ـ ــاوز االخ ـ ـت ـ ــاف ـ ــات أو تـ ـقـ ــديـ ــم امل ـ ـس ـ ــاع ـ ــدات أو ت ـط ــوي ــر‬

‫فـفــي أدن ــره‪ ،‬عـمـلــت امل ـبــادرة مــن أجــل كـســر الـحــواجــز الـثـقــافـيــة‬

‫املجتمعات‪ ،‬فالغاية واحدة بالنسبة لنا‪ ،‬وهي ببساطة أن نعيش يف‬

‫الشرطة‪ ،‬وقدّمت املشورة بشأن كيفية العمل مع الجالية املسلمة‬ ‫بصورة أكرث وئاماً‪.‬‬

‫ال ـق ــدرة وال ـع ــزم وال ـفــريــق املـنــاســب والـتـمــويــل املـنــاســب لـلـمـســاهـمــة يف‬

‫عـ ــر س ـل ـس ـل ـة ٍ مـ ــن ورشـ ـ ــات ال ـع ـم ــل عـ ــن الـ ــديـ ــن اإلسـ ــامـ ــي ل ـض ـب ــاط‬

‫ع ــال ــم أف ـض ــل”‪ .‬وال ش ــك يف أن مــؤس ـســة “ال ــول ـي ــد لــإن ـســان ـيــة” تـمـلــك‬

‫تحقيق هذه الغاية السامية‪.‬‬

‫‪47‬‬



‫ءاطعلا نمز‬

‫ً‬ ‫‪ 120‬بلدا‬ ‫وصلت مساعدات مؤسسة‬ ‫“الوليد لإلنسانية” حتى اآلن‬

‫ً‬ ‫إلى مستحقيها في ‪ 120‬بلدا‬

‫‪ 30‬مليون دوالر‬ ‫قيمة تبرعات “الوليد لإلنسانية”‬ ‫للمساهمة في الحملة العالمية‬ ‫للقضاء على مرض شلل األطفال‬

‫ب ــامل ـئ ــة‪ .‬وه ـن ــاك أي ـض ــا ً ‪ 30‬مـ ـب ــادرة يف م ـج ــال ت ـم ـكــن امل ـ ــرأة وال ـت ـع ـل ـيــم‬

‫القرارات‪ ،‬فضال ًعن كونها أكرث انفتاحاً‪ ،‬حيث أنها تحدّث العالم عن‬ ‫تربعاتها وتُظهر قدرتها عىل تحقيق أثر إيجابي‪.‬‬

‫كما أبرمت “الوليد لإلنســانية” عددا ًمن الشــراكات االســراتيجية‬

‫مليــون جنيــه إســرليني (نحــو ‪ 28.7‬مليــون دوالر) ألكاديميــة القيــادة‬

‫بمــا فيهــا املفوضيــة الســامية لألمــم املتحــدة لشــؤون الالجئــن‪ ،‬حيــث‬

‫الســريعة يف أنحــاء العالــم‪ ،‬بالتعــاون مــع منظمــة “أنقــذوا األطفــال”‪.‬‬

‫والتوظيف والحرية الفكرية‪ ،‬وجميعها قضايا كان الوليد بن طالل‬ ‫مناصرا ً لها لسنوات طويلة‪.‬‬

‫مــع وكاالت إغاثــة موثوقــة تعمــل ملعالجــة أزمــة الالجئــن الســوريني‪،‬‬

‫تعــاون الطرفــان يف ينايــر املــايض إلطــاق حملــة “غــرد للــدفء” عــى‬ ‫“تويرت” لحشد أكرب دعم ممكن لتخفيف محنة الالجئني السوريني يف‬ ‫مواجهة برد الشتاء القارس‪.‬‬ ‫وتشــمل أيضــا ًأعمــال املؤسســة يف منطقــة الشــرق األوســط تمويــل‬

‫مشــاريع زراعيــة تولـ ّـد الدخــل للمجتمعــات الفلســطينية‪ ،‬ومشــاريع‬

‫إسكان لتوفري املأوى لعائالت غري مؤهلة للحصول عىل السكن يف كل‬ ‫من مصر واململكة العربية السعودية‪.‬‬

‫وعــى الصعيــد العاملــي‪ ،‬أظهــرت “الوليــد لإلنســانية” قــدرة عاليــة‬

‫فاجــأت البعــض عــى التحــرك بســرعة يف أوقــات األزمــات‪ .‬فعندمــا ضــرب‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تدعم املؤسسة مجموعة كبرية من مشاريع‬

‫تمكني النساء والشباب‪ .‬ومن بينها شبكة من املنظمات املحلية غري‬

‫ال ــرب ـح ـي ــة ت ــدي ــره ــا م ــؤس ـس ــة “ال ـت ـع ـل ـي ــم م ــن أجـ ــل ال ـت ــوظ ـي ــف”‪ ،‬وه ــي‬

‫م ـن ـظ ـمــة م ـق ــره ــا ال ــوالي ــات امل ـت ـح ــدة ت ـس ـعــى ل ـت ـم ـكــن ال ـش ـب ــاب ال ـع ــرب‬ ‫بــاملـهــارات الــازمــة لــدخــول ســوق الـعـمــل‪ .‬وتـقــدم مــؤسـســة “الـتـعـلـيــم‬

‫مــن أجــل الـتــوظـيــف” ورشــات عـمــل ودورات تــدريـبـيــة بـهــدف التصدي‬

‫ملـعــدالت البطالة املرتفعة بــن الـشـبــاب يف املنطقة‪ ،‬والـتــي تـقــارب ‪30‬‬ ‫‪03‬‬

‫زلــزال مدمــر نيبــال العــام املــايض‪ ،‬قدّمــت املؤسســة الدعــم الفــوري‬ ‫لــوكاالت إغاثــة عامليــة منهــا “الهيئــة الطبيــة الدوليــة” و”هابيتــات فــور‬ ‫هيومانيتــي”‪ .‬وعــن ذلــك تقــول األمــرة مليــاء‪“ :‬لقــد عملنــا بســرعة فائقــة‪،‬‬ ‫وكنا ثاين جهة تستجيب للكارثة وتقدم الغوث للضحايا”‪.‬‬

‫يف شــهر مايــو‪ ،‬تعهــدت “الوليــد لإلنســانية” بتقديــم مبلــغ ‪20‬‬

‫اإلنســانية (‪ )HLA‬مــن أجــل املســاعدة يف إطــاق ‪ 10‬مراكــز لالســتجابة‬

‫وتعــد األكاديميــة األوىل مــن نوعهــا يف العالــم مــن حيــث تخصصهــا‬ ‫باإلغاثــة اإلنســانية‪ ،‬وهــي تســعى لتدريــب كــوادر يف ‪ 50‬بلــدا ً كعمــال‬

‫“‬

‫نعترف‬ ‫ً‬ ‫نحن في عملنا ال ً‬ ‫بالحدود‪ ،‬بل ً نرى عالما واحدا‬ ‫ً‬ ‫وهدفا واحدا‪ .‬نؤمن باإلنسان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وال نفرق بين شخص وآخر‬

‫”‬

‫إغاثــة يف الخطــوط األماميــة وجعلهــم قادريــن عــى االســتجابة لألزمــات‬ ‫يف مجتمعاتهم‪ .‬وبفضل تربعات “الوليد لإلنســانية”‪ ،‬وشــبكة واســعة‬

‫يف الواقــع‪ ،‬أصبــح التحــرك بصــورة حاســمة نهــج عمــل “الوليــد‬

‫من الشركاء‪ ،‬سوف تتمكن األكاديمية من توسيع نطاق هذه املبادرة‪.‬‬

‫مــع اإلعــان عــن مبــادرات والتزامــات جديــدة ومتالحقــة‪ .‬وهنــاك شــعور‬

‫مراكــز جديــدة هــذا العــام يف بنغالديــش ومنطقــة الشــرق األوســط‪ ،‬إىل‬

‫لإلنســانية” منــذ تــويل األمــرة مليــاء زمــام قيادتهــا يف أوائــل أبريــل املــايض‪،‬‬ ‫جديــد بــأن املؤسســة رســخت أقدامهــا وأصبحــت أكــر جــرأة يف اتخــاذ‬

‫وتــم بالفعــل افتتــاح مراكــز يف الفلبــن وكينيــا‪ ،‬بينمــا ســيتم إطــاق ثالثــة‬ ‫جانــب مركــز للتعــاون يف اململكــة املتحــدة‪ .‬وتخطــط املؤسســة أيضــا ً‬ ‫إلطالق مراكز يف أمريكا الالتينية وجنوب وغرب إفريقيا‪.‬‬

‫وعــن ذلــك تتحــدث األمــرة مليــاء قائلــة‪“ :‬نحــن نعيــش يف زمــنٍ يشــهد‬

‫كــوارث إنســانية غــر مســبوقة‪ ،‬ولــم تكــن االســتجابة العامليــة حتــى اآلن‬

‫كافيــة ملواجهــة هــذه الكــوارث‪ .‬لذلــك‪ ،‬علينــا بــذل املزيــد مــن الجهــد لضمــان‬ ‫توفــر االحتياجــات اإلنســانية بصــورة أفضــل يف موقــع الكارثــة‪ ،‬خصوصــا ً‬ ‫ٍ‬

‫اإلغاثــة الحاســمة إلنقــاذ حيــاة النــاس خــال ال ـ ‪ 72‬ســاعة يف أعقــاب أي‬ ‫أزمة”‪ .‬وتضيف قائلة‪“ :‬ستلعب أكاديمية القيادة اإلنسانية دورا ًمحوريا ً‬ ‫يف جهودنــا ملواجهــة هــذا التحــدي‪ .‬هكــذا نــرى مســتقبل العمــل اإلغــايث يف‬ ‫أوقات الكوارث‪ ،‬ونحن فخورون بأن نكون جزءا ًمن هذا العمل”‪.‬‬ ‫لكـنّ عمــل “الوليــد لإلنســانية” ال يقتصــر عــى املســاعدات العاجلــة‬

‫قصــرة املــدى‪ ،‬بــل تلتــزم املؤسســة بتقديــم الدعــم عــى املــدى الطويــل‬ ‫لكثــر ٍ مــن شــركائها‪ ،‬وهــي تضــع االســتدامة يف صميــم برامجهــا‪ .‬وتقــول‬ ‫األمرية ملياء‪“ ،‬نحن ال نتوقف عند تقديم املعونة العاجلة فقط”‪ ،‬هذا‬

‫يف إشــارة إىل زلــزال نيبــال والنهــج الشــمويل الــذي تلتزمــه املؤسســة‪.‬‬ ‫وتوضــح نهــج املؤسســة‪ ،‬قائلــة‪“ :‬نحــن دائمــا ً نشــرط أن يتصــف أي‬ ‫مشــروع نشــارك فيــه باالســتدامة‪ ،‬وال تقــل مــدة التزامنــا عــن خمــس‬ ‫سنوات‪ .‬ففي سوريا‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬نحن ال نكتفي بتقديم األموال‬ ‫إلعاشــة مخيــم الالجئــن‪ ،‬بــل نقـدّم ورشــات تدريــب حــريف للســيدات‪،‬‬ ‫ونســاهم يف تعليــم الالجئــن مــن جميــع األعمــار ممــن باتــوا يُسـمّون‬

‫’الجيــل الضائــع‘‪ ،‬بمــا يف ذلــك التعليــم الجامعــي‪ .‬إذ أن بقــاء هــؤالء‬

‫‪45‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫“‬

‫زمن‬ ‫نحن نعيش في ٍ‬ ‫يشهد كوارث إنسانية‬ ‫غير مسبوقة‪ ،‬ولم تكن‬ ‫االستجابة العالمية حتى‬ ‫اآلن كافية لمواجهة‬ ‫هذه الكوارث‬

‫”‬

‫‪0 01‬كانت مؤسسة “الوليد لإلنسانية” من أوائل المنظمات التي استجابت‬ ‫لنداءات اإلغاثة إثرالزلزال المدمرالذي ضرب نيبال‬ ‫‪0 02‬في أعقاب زلزال نيبال‪ ،‬قدمت المؤسسة الدعم للمنظمات اإلنسانية‬ ‫العاملة هناك مثل “هابيتات فور هيومانيتي”‬ ‫‪0 03‬تدعم مؤسسة “الوليد لإلنسانية” مبادرات صحية عالمية‪ ،‬مثل الحملة‬ ‫للقضاء على مرض شلل األطفال‬

‫‪01‬‬

‫وتصف األمرية ملياء سمّو األمري بأنه قدوة ً تحتذى‪ ،‬وتقول‪“ ،‬آمل‬

‫بــأن يشــجع تعهـ ّـده اآلخريــن‪ ،‬ويلهمهــم”‪ .‬كمــا أوضحــت أن ّ توزيــع هبــة‬

‫ال ـ ‪ 32‬مليــار دوالر ســيتم خــال فــرة حياتــه‪ ،‬مــن خــال مبالــغ تقدمهــا‬ ‫شــركاته وتــزداد قيمتهــا تدريجيــا ً وفقــا ً لربنامــج زمنــي محــدد‪ .‬وتقــول‬ ‫األمرية ملياء وهي تبتسم‪“ :‬نحن نريد أن تواصل أعمال األمري التجارية‬

‫نموهــا ألســباب واضحــة”‪ .‬فلــدى املؤسســة اليــوم نحــو ‪ 100‬مليــون‬ ‫مستفيد يف جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫تعمــل تحــت مظلــة “الوليــد لإلنســانية” اليــوم ثــاث مؤسســات‪،‬‬

‫واحــدة يف اململكــة العربيــة الســعودية لدعــم املشــاريع املحليــة‪ ،‬وأخــرى‬ ‫يف لبنــان وهــي مكرســة للعمــل الخــري واملشــاريع اإلنســانية القائمــة‬ ‫حصــرا ً يف لبنــان‪ ،‬والثالثــة هــي “الوليــد لإلنســانية العامليــة” (‪AP‬‬ ‫‪ )Global‬التــي تســعى لتحســن التعــاون والتنســيق الــدويل‪ .‬ويجتمــع‬

‫فريــق املؤسســة مــع األمــر الوليــد بــن طــال كل ثالثــة أشــهر لتقديــم‬ ‫مشاريع جديدة ومناقشتها‪.‬‬

‫يتألف فريق عمل املؤسســة من ‪ 10‬نســاء ســعوديات فقط‪ ،‬تشــرف‬

‫عليهــم األمــرة مليــاء‪ ،‬ولــذا فنهــج املؤسســة هــو “العمــل بــذكاء” وتحقيــق‬

‫أكــر أثــر ممكــن مــن خــال الشــراكات‪ .‬وتشــمل العالقــات القائمــة‬ ‫مؤسسة بيل وميليندا غيتس التي حصلت من “الوليد لإلنسانية” عىل‬

‫‪ 30‬مليــون دوالر مــن أجــل حملتهــا للقضــاء عــى مــرض شــلل األطفــال؛‬

‫والتحالف العاملي للتطعيم (غايف)‪ ،‬والذي يعمل عىل تقديم اللقاحات‬ ‫لألطفــال يف البلــدان األكــر فقــراً؛ ومركــز كارتــر يف الواليــات املتحــدة‪،‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪44‬‬

‫والذي حصل عىل هبة تدعم جهوده للقضاء عىل مرض العمى النهري‪.‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫كيف تنفق ‪ 32‬مليار دوالر‬ ‫في عمل الخير؟‬ ‫في المقابلة األولى التي تجريها بصفتها األمين العام لمؤسسة “الوليد لإلنسانية”‪ ،‬تتحدث سمو األميرة لمياء آل سعود‬ ‫عن الجسور التي تعمل المؤسسة على بنائها مع مختلف األطراف على أمل الوصول إلى عالم أفضل‬ ‫ملقب ليونارد ستال‬

‫في‬

‫العام ‪ ،2015‬أعلن سمو األمري الوليد بن طالل أنه‬

‫ســيهب كامــل ثروتــه لألعمــال الخرييــة‪ .‬وكان ذلــك‬ ‫اإلعــان الــذي جــاء يف مؤتمــر صحــايف يف الريــاض‬

‫نقطــة تحـوّل مهمــة بالنســبة لقطــاع العطــاء يف الشــرق األوســط‪ ،‬ألكــر‬

‫من سبب ـ ليس أقلها القيمة الهائلة لهذه الهبة‪ ،‬والتي تبلغ ‪ 32‬مليار‬

‫دوالر‪ .‬يف تلك اللحظة‪ ،‬أصبح األمري الوليد بن طالل أول مسلم عربي‬ ‫يعلــن عــن هــذا التعهــد التاريخــي‪ ،‬لريســم آفاقــا ً جديــدة للعطــاء يف‬ ‫منطقة معروفة أساسا ًبسخائها‪.‬‬ ‫لكنّهــا لــم تكــن البدايــة بالنســبة لألمــر الســعودي‪ ،‬فهــو أحــد أكــر‬ ‫املتربعني للعديد من القضايا اإلنسانية حول العالم‪ ،‬منذ مدة طويلة‪.‬‬

‫ومــع ذلــك‪ ،‬فمــن الجـيّ أن عطــاء األمــر غــدا أكــر وضوحــاً‪ .‬ففــي‬ ‫شــهر يونيــو‪ ،‬كان الوليــد بــن طــال واحــدا ًمــن بــن ‪ 17‬شــخصية جديــدة‬

‫أفضــل تطغــي فيــه قيــم التســامح والتعاطــف بــن البشــر‪ .‬وتســعى‬

‫لألعمــال الخرييــة‪ .‬وبذلــك‪ ،‬فهــو أول مواطــن خليجــي عربــي يوقـ ّـع عــى‬

‫األزمــات والكــوارث‪ .‬وقــد بــدأت املؤسســة عملهــا بالفعــل يف جميــع هــذه‬

‫وقعــت عــى “تعهــد العطــاء”‪ ،‬وهــي حملــة قادهــا بيــل غيتــس ووارن‬ ‫بافيــت لحـ ّ‬ ‫ـث أصحــاب املليــارات عــى التــرع بنصــف ثرواتهــم عــى األقــل‬ ‫هــذا التعهــد‪ ،‬لينضــم إىل مجموعــة بــارزة مــن قــادة األعمــال مــن أمثــال‬ ‫رائد األعمال الربيطاين ريتشــارد برانســون‪ ،‬ومؤسســو خدمة ‪Airbnb‬‬

‫برايــان تشيســي وجــو جيبيــا ونايثــان بليشــارجيك‪ ،‬ورجــل األعمــال‬ ‫األمرييك مايكل بلومربغ‪.‬‬

‫تتمثــل رســالة “الوليــد لإلنســانية” يف بنــاء الجســور نحــو عالــم‬

‫املؤسســة إىل تعزيــز الروابــط الثقافيــة مــن خــال التعليــم‪ ،‬وتطويــر‬ ‫املجتمعــات‪ ،‬وتمكــن النســاء والشــباب‪ ،‬فضــا ًعــن تقديــم اإلغاثــة عنــد‬ ‫املجاالت‪ .‬وللتســامح واالحرتام مكان يف قلب عمل املؤسســة‪ ،‬إذ يقول‬ ‫مؤسســها‪“ :‬اإلنســانية ال تقتصــر عــى ديــن واحــد وال عــرق واحــد وال‬

‫جنــس واحــد‪ .‬ولذلــك فــإن مســاهماتنا ستشــمل العالــم بأســره‪ ،‬وليــس‬ ‫منطقة واحدة فقط”‪.‬‬

‫ويف هــذا العــام وحــده‪ ،‬تعهــد الوليــد بــن طــال بتقديــم مليــون دوالر‬

‫ملساعدة ضحايا الزالزل املزدوجة يف اليابان واإلكوادور‪ ،‬ومليون دوالر‬

‫آخر ملساعدة آالف املتضررين من الفيضانات يف سريالنكا‪ .‬وقد وصلت‬ ‫مســاعداته حتــى اآلن إىل مســتحقيها يف ‪ 120‬بلــداً‪ .‬لكـنّ تعهــده بهبــة ال ـ‬

‫‪ 32‬مليــار دوالر وإنشــائه مؤسســة خاصــة بذلــك باســم “الوليــد‬

‫لإلنسانية” وضعت‪ ،‬ألول مرة أعماله الخريية يف دائرة الضوء العاملية‪.‬‬ ‫والحقيقة هي أن شيئا ًلم يتغري يف نهج األمري‪ ،‬لكنّ وترية عمله‬

‫تتسارع بالتأكيد‪ .‬وتقتبس سمو األمرية ملياء آل سعود‪ ،‬األمني العام‬ ‫ال ـجــديــد ملــؤسـســة الــول ـيــد لــإنـســانـيــة‪ ،‬كـلـمــات رئـيـسـهــا ف ـت ـقــول‪“ :‬ي ــرى‬ ‫س ـم ــو األمـ ــر أن ـن ــا ب ـع ــد ‪ 35‬ع ــام ــا ً م ــن ال ـع ـم ــل م ــا زل ـن ــا ن ـم ـهــد ال ـط ــري ــق‪،‬‬

‫واالنطالقة الحقيقية قادمة”‪.‬‬

‫‪0 01‬تولت األميرة لمياء آل سعود منصب قيادة مؤسسة “الوليد لإلنسانية” في‬ ‫أبريل هذا العام‬ ‫‪0 02‬أصبح األميرالوليد بن طالل أول مسلم عربي ينضم إلى “التعهد بالعطاء”‬ ‫الذي أطلقه بيل غيتس‬

‫‪02‬‬

‫‪43‬‬


01


‫ءاطعلا نمز‬

‫‪03‬‬

‫‪0 03‬جمع أحمد حريري الفنانين مع بعضهم‪ ،‬وأقنعهم باستخدام مهاراتهم من‬ ‫أجل تسليط الضوء على أبرز المعالم والصروح في سوريا‪ .‬كما يهدف‬ ‫ً‬ ‫المشروع أيضا إلى المساهمة في لفت األنظارنحو الصراع الدائرفي سوريا‪.‬‬ ‫ويرى أحمد أن “الفن لغة ال تحتاج للترجمة”‪.‬‬ ‫‪004‬نسخة طبق األصل من تمثال البرونزللقائد العسكري والسيا�سي صالح‬ ‫الدين األيوبي‪ ،‬الذي ينتصب أمام مدخل قلعة دمشق التي تعود للعصور‬ ‫الوسطى‪ .‬وصمم التمثال عام ‪ 1993‬بمناسبة الذكرى ‪ 800‬لوفاة صالح‬ ‫الدين‪ .‬وقد أدرجت القلعة الشهيرة التي تحمل اسمه‪ ،‬أي قلعة صالح‬ ‫الدين‪ -‬الموجودة في جبال الساحل السوري قرب مدينة الالذقية‪ -‬ضمن‬ ‫قائمة اليونسكو للتراث العالمي‪ ،‬كإحدى المواقع األثرية الستة في سوريا‬ ‫المسجلة في تلك القائمة‪. .‬‬

‫‪04‬‬

‫‪0 05‬قلعة حلب هي إحدى أقدم وأكبرالقالع في العالم‪ ،‬وعانت من أضراركبيرة‬ ‫خالل الحرب المشتعلة في سوريا منذ خمس سنوات‪ .‬وفي عام ‪،2013‬‬ ‫وضعت اليونسكو القلعة على قائمة المواقع المهددة باالنقراض‪ ،‬ولكن ال‬ ‫ً‬ ‫يزال المدى الكامل للضرر الذي لحق بها مجهوال‪.‬‬

‫‪05‬‬

‫‪41‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫ومــن بــن املعالــم التــي قامــوا ببنائهــا‪ ،‬نموذجــا ًلتدمــر مصنــوع مــن‬ ‫الطــن وأســياخ الشــواء‪ ،‬ونموذجــا ًلجســر ديــر الــزور املعلــق الــذي دمــره‬

‫‪01‬‬

‫القصــف عــام ‪ ،2013‬ونســخة مطابقــة لقلعــة حلــب التــي مزقتهــا‬

‫الحــرب‪ ،‬وتحولــت إىل قلعــة عســكرية عــى الخطــوط األماميــة للصــراع‪.‬‬

‫وتعتمــد املجموعــة يف إنجــاز هــذه األعمــال عــى الصــور والذاكــرة‪.‬‬ ‫وعُرضــت النمــاذج املصغــرة يف مركــز داخــل مخيــم الالجئــن‪ ،‬ويف‬ ‫معرض يف العاصمة األردنية عمان‪.‬‬

‫أمــا أحمــد حريــري‪ ،‬الــذي حــث عــى املشــروع‪ ،‬فيأمــل بــأن تقــدم‬

‫هذه النماذج فرصة آلالف السوريني الالجئني الصغار‪ ،‬ممن لم يروا‬ ‫ســوريا أو ال يتذكــرون ّ‬ ‫إل القليــل‪ ،‬لــي يتعرفــوا عــى أعظــم كنــوز‬ ‫وطنهم الثقافية والحضارية‪.‬‬

‫وعــن هــؤالء الصغــار‪ ،‬يقــول‪“ :‬كثــر مــن األطفــال الذيــن يعيشــون‬

‫هنا لم يروا سوريا عىل اإلطالق‪ ،‬أو ليس لديهم أي ذكريات عنها‪ .‬وهم‬

‫يعرفون عن األردن أكرث مما يعرفون عن وطنهم األم”‪.‬‬ ‫كمــا يــرى أحمــد أن املشــروع أعطــى أيضــا ً للفنانــن املشــاركني هدفــا ً‬

‫ساميا ًلحياتهم اليومية‪ ،‬إذ يقول “يشعر الفنانون بعملهم هذا بأنهم‬ ‫يفعلون شيئا ًما للحفاظ عىل ثقافتهم”‬

‫لـقــد خــلـ ّفــت الـحــرب الــدائــرة يف ســوريــا أكــر مــن ‪ 250‬ألــف قتيل‪،‬‬

‫وأثارت أسوأ أزمة الجئني يف العالم منذ الحرب العاملية الثانية‪ .‬كما‬ ‫أدت إىل هــروب حــوايل ‪ 4.3‬مـلـيــون ســوري خــارج الـبــاد‪ ،‬ون ــزوح ‪6.6‬‬ ‫مليون شخص يف الداخل‪.‬‬

‫‪0 01‬يعيش كل الفنانين في مخيم الزعتري لالجئين‪ ،‬شمالي األردن‪ ،‬على بعد ‪15‬‬ ‫كلم من الحدود السورية‪ .‬وقد اعتمدوا على صور من اإلنترنت‪ ،‬واالنطباعات‬ ‫العالقة في ذاكرتهم من زيارات سابقة لتلك المواقع‪ ،‬ليصنعوا نماذج‬ ‫المواقع األثرية والثقافية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪0 02‬يقيم محمود حريري‪ ،‬معلم مادة الرسم سابقا‪ ،‬والذي صنع نموذجا‬ ‫لمدينة تدمرالسورية من الطين والع�صي الخشبية‪ ،‬في مخيم الزعتري‬ ‫لالجئين منذ ثالث سنوات‪ .‬ويقول “كنت أتوقع أن أبقى هنا مدة أسبوع أو‬ ‫اثنين فقط‪ ،‬ولكن عندما أدركت أن إقامتي هنا قد تمتد لسنوات‪ ،‬تيقنت‬ ‫أنه علي ّ البدء من جديد قبل أن أفقد مهاراتي”‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫‪02‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫الحفاظ على تراث‬ ‫سوريا الثقافي حيا ً‬ ‫في الوقت الذي تستمر فيه الحرب بتدمير أهم المعالم األثرية في سوريا‪ ،‬يعكف فنانون سوريون‬ ‫في مخيم الزعتري لالجئين على إعادة بناء نماذج مصغرة لها‬ ‫روصملا كريستوفر هيرفج ‪ /‬المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‬ ‫ملقب جوان بالد‬

‫بينما‬

‫كــان الـشــاب مـحـمــود حــريــري‪ ،‬الـبــالــغ مــن العمر‬ ‫‪ 25‬عاماً‪ ،‬يضع بعناية اللمسات األخرية لنموذج‬

‫مدينة تــدمــر (بــاملــرا) الــذي أمــى عــدة شـهــور يف‬

‫املساهمة يف الحفاظ عىل تاريخ وحضارة الوطن الذي تركوه خلفهم‪.‬‬

‫ولـتـنـفـيــذ ه ــذا امل ـش ــروع ش ـك ـلــوا ج ـمــاعــة أط ـل ـق ــوا عـلـيـهــا اس ــم “ف ــن مــن‬ ‫الــزعــري” وهــي تعمل بـكــل عـنــاء لـبـنــاء نـمــاذج مـصـغــرة ألشـهــر املعالم‬

‫بنائه‪ ،‬علم أن املدينة األثرية سقطت بيد مقاتيل تنظيم الدولة اإلسالمية‬ ‫(داعش)‪ .‬وكان حريري رساما ًومعلما ًملادة الرسم يف سوريا‪ ،‬قبل هروبه‬

‫وأس ـي ــاخ ال ـش ــواء‪ ،‬وال ـط ــن وال ـح ـجــر‪ .‬وع ــن رؤي ـت ــه ح ــول ه ــذا امل ـشــروع‬

‫الالحقة مشاهد تحطيم معابد وتماثيل مدينة تدمر األثرية‪.‬‬

‫ونحن كفنانني لدينا دور هام نقوم به يف هذا املجال”‪.‬‬

‫إىل مخيم الزعرتي لالجئني يف عام ‪ ،2013‬حيث تابع برعب خالل األشهر‬

‫وحــول أهميــة مدينــة تدمــر األثريــة‪ ،‬قــال محمــود لوكالــة الالجئــن‬ ‫“يمثــل هــذا املوقــع تاريخــا ً وثقافــة‪ ،‬ليــس لنــا نحــن الســوريني فقــط‪ ،‬بــل‬

‫األث ــري ــة وال ـث ـقــاف ـيــة يف س ــوري ــا‪ ،‬مـسـتـخــدمــة م ــواد م ـثــل الـبــولـيـســريــن‪،‬‬

‫ال ـف ـنــي‪ ،‬ي ـقــول م ـح ـمــود “ت ـســاعــد ه ــذه ال ـطــري ـقــة شـعـبـنــا يك ال يـنــى‪،‬‬

‫لإلنسانية جمعاء‪ ،‬وإذا ما تم تدمريه فال يمكن إعادة بنائه ثانية”‪.‬‬

‫ون ـت ـي ـجــة ل ـل ـص ــراع ال ــدم ــوي امل ـت ــواص ــل م ـن ــذ خ ـم ــس سـ ـن ــوات‪ ،‬ب ــات‬

‫الــراث الـثـقــايف والـحـضــاري الـســوري بأكمله ضحية أخــرى مــن ضحايا‬

‫هـ ـ ــذا الـ ـ ـصـ ـ ــراع‪ .‬ول ـ ـه ـ ــذا اتـ ـفـ ـق ــت م ـج ـم ــوع ــة م ـ ــن الـ ـفـ ـن ــان ــن الـ ـس ــوري ــن‬ ‫ـ‪-‬وجـمـيـعـهــم مــن مــديـنــة درع ــا جـنــوب ســوريــا ويـقـيـمــون حــالـيــا ً يف أكــر‬ ‫م ـخ ـي ــم ل ــاج ـئ ــن قـ ــي األردن ـ عـ ــى إط ـ ــاق مـ ـشـ ــروع ف ـن ــي يـ ـه ــدف إىل‬

‫‪0 01‬كان إسماعيل حريري‪ ،‬وعمره ‪ 44‬سنة‪ ،‬يعمل بالتصميم الداخلي قبل أن‬ ‫يجبره الصراع على الهروب إلى األردن في عام ‪ .2013‬وقد صنع عدة‬ ‫منحوتات للمعرض‪ ،‬بما في ذلك نسخ مصغرة لكل من قوس النصروالبوابة‬ ‫النبطية لمدينة بصرى األثرية‪ ،‬قرب درعا‪.‬‬ ‫صُنعت المنحوتات من الصخور البركانية المتوفرة في مخيم الالجئين‪.‬‬

‫‪0 02‬‬ ‫‪02‬‬

‫وحول هذه النماذج‪ ،‬يقول إسماعيل “إنها أول عمل أقوم بصنعه منذ مدة‬ ‫طويلة‪ .‬وفي األيام األولى‪ ،‬أصبت يدي أكثرمما أصبت الحجر”‪.‬‬

‫‪01‬‬

‫‪39‬‬



An intelligent read, on intelligent giving In print, online or via download, Philanthropy Age is the leading source of insight and inspiration on thoughtful giving

Our goal is to support and celebrate the culture of philanthropy in the region. Get the latest edition at the Apple App Store or, for Android users, direct from philanthropyage.org

Dedicated to thoughtful giving



‫ءاطعلا نمز‬

‫“‬

‫في منطقتنا‪ ،‬هناك الكثيرون‬ ‫من ّ‬ ‫الخيرين الذين يرغبون في‬ ‫مساعدة اآلخرين‬

‫”‬

‫ويختــم عبدالعزيــز قائــاً‪“ :‬كنــت مندهشــا ًإلقبــال هــذا العــدد الكبــر‬

‫من الشباب عىل مثل هذا العمل‪ ،‬لكني أدركت أن يف املنطقة الكثريين‬

‫ّ‬ ‫الخييــن الذيــن يرغبــون يف مســاعدة اآلخريــن‪ .‬إنهــم بحاجــة إىل‬ ‫مــن‬

‫نمــوذج يحتــذون بــه‪ ،‬وأعتقــد أن أبــي مــن خــال إضفــاء طابــع مؤســي‬ ‫عــى هــذا العطــاء أصبــح يمثــل هــذا النمــوذج القــدوة‪ .‬أنــا أفخــر بــأن يل أبــا ً‬

‫‪03‬‬

‫“لقــد أعلنــا بوضــوح أن العمــل الجــاد أســايس وضــروري للنجــاح‪،‬‬

‫لـلـنــاس‪ .‬كــان حــريـصــا ً عــى أن أذهــب وأخــي مـعــه لـنــدرك مــا يـفـعـلــه‪،‬‬

‫مثله‪ ،‬ليس مجرد رجلٍ ينفق نقوده يف أوجه الخري‪ ،‬وإنما يحرص عىل‬ ‫أن يمتد أثر عطائه طويال ًيف املستقبل”‪.‬‬

‫هذه هي الفلسفة األخالقية التي نعمل بها واملستمدة مباشرة من قيم‬ ‫عائلة الغرير‪ ،‬والتي شهدناها بوضوح مراراً”‪.‬‬

‫عبدالعزيــز للســفر إىل زنجبــار يف تنزانيــا بشــرق أفريقيــا للعمــل يف دار‬

‫ويضعونهــا يف أيــدي املحتاجــن‪ ،‬لكــن أعمالهــم اليــوم باتــت تحمــل قيمــة‬ ‫وأهميــة ووزنــا ًأكــر‪ ،‬فأثــر مثــل هــذا النهــج االســراتيجي يف االســتثمار يف‬

‫فيقول‪“ :‬أذكــر يف الستينيات عندما كــان أبــي يـخــرج الــزكــاة أنــه كان‬ ‫ي ــدف ـع ـه ــا ب ـن ـف ـس ــه‪ ،‬م ـت ـن ـق ــا ً م ــن بـ ــاب إىل بـ ــاب ل ـي ـس ـلــم ال ـن ـق ــود ب ـيــده‬

‫بــن صديقاتهــن وزميالتهــن الطالبــات‪ ،‬ويف نهايــة األمــر إنضــم لهــذه‬ ‫الرحلة التطوعية نحو ‪ 50‬شابا ًوفتاة‪.‬‬

‫أعمالهم ـ قد يصبح أكرب من أن يُحىص‪.‬‬

‫ـباب يريــد أن يعمــل بجــد ويتطلــع للمعــايل‪.‬‬ ‫ونتطلــع إىل اســتقطاب شـ ٍ‬

‫ويـ ـتـ ـح ــدث ع ـب ــدال ـع ــزي ــز عـ ــن ال ـق ـي ــم الـ ـت ــي ت ـع ـل ـم ـه ــا مـ ــن والـ ـ ــده‪،‬‬

‫ولنتعلم عن أهمية الصدقات وعمل الخري”‪.‬‬ ‫إنهــا رســالة ٌ تناقلتهــا األجيــال‪ ،‬ففــي صيــف ‪ 2015‬تطوعــت بنــات‬

‫لأليتــام ويف مــدارس مقامــة يف تلــك الجزيــرة‪ .‬وســرعان مــا انتشــر الخــر‬

‫ربمــا لــم يعــد عبداللــه وأبنــاؤه يدفعــون الصدقــات مباشــرة‬

‫الشباب ال يقدر بثمن؛ وأعداد الناس ـ من الطلبة الحائزين عىل منحة‬ ‫الغريــر الذيــن قــد يغــرون العالــم بأنفســهم يومــا ً مــا‪ ،‬واملنتفعــن مــن‬

‫‪04‬‬

‫‪35‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫‪01‬‬

‫ال ـيــاف ـعــن”‪ ،‬وه ــو ق ـيــد اإلعـ ــداد ح ــال ـي ــاً‪ ،‬فـسـيـعـنــى ح ـصــريــا ً بــالـطــاب‬

‫اإلمـ ــاراتـ ـيـ ــن ال ــذي ــن أنـ ـه ــوا الـ ــدراسـ ــة ال ـث ــان ــوي ــة وي ـس ـت ـع ــدون الرت ـي ــاد‬ ‫الـجــامـعــة‪ .‬وأخــراً‪ ،‬هـنــاك بــرنــامــج “التعليم املـفـتــوح”الــذي سيسمح‬ ‫للطالب من مختلف أنحاء املنطقة باإللتحاق بربامج دراسية رقمية‬

‫ت ـق ــدم ـه ــا أب ـ ــرز الـ ـج ــامـ ـع ــات يف الـ ـع ــال ــم والـ ـحـ ـصـ ــول عـ ــى ش ـه ــادات ـه ــا‬ ‫املعتمدة عرب شبكة اإلنرتنت‪.‬‬

‫وقــد فتحــت املؤسســة البــاب لقبــول الطلبــات للدفعــة األوىل مــن‬

‫‪0 01‬بلغت نسبة البطالة بين الشباب العرب نحو ‪ 29‬بالمئة في العام ‪ ،2014‬وفق‬ ‫احصاءات البنك الدولي‬ ‫‪0 02‬ميساء جلبوط‪ ،‬الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبدالله الغريرللتعليم‪ ،‬كانت قد‬ ‫عملت على مدى خمسة أعوام في توجيه شباب األردن نحو مستقبل أفضل‬ ‫‪0 03‬عبدالعزيزالغرير‪ ،‬رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالله الغريرللتعليم‪ ،‬سيكون‬ ‫القوة الدافعة لتحقيق خطة عمل المؤسسة‬ ‫‪004‬الوالد وابنه يستعيدان ذكريات الما�ضي أمام المبنى المهجور لمدرسة مصافي‪،‬‬ ‫وهي أول مؤسسة تعليمية أسسها عبدالله الغريرفي ستينات القرن الما�ضي‬ ‫في الفجيرة‬

‫املرشــحني لربنامــج “العلــوم والتكنولوجيــا والهندســة والرياضيــات”‪،‬‬

‫كما وقّعت املؤسسة اتفاقية تعاون مع “معهد ماساتشوستس‬

‫للتكنولوجيا” يف الواليات املتحدة‪ ،‬لتوسيع نطاق الوصول إىل بيئات‬

‫التعليم الرقمي املعتمدة وتمكني الطلبة يف املنطقة من استخدامها‪.‬‬ ‫وس ـي ـق ــدم امل ـع ـه ــد‪ ،‬مـ ــن خ ـ ــال م ـك ـت ــب ال ـت ـع ـل ـي ــم ال ــرق ـم ــي ال ـت ــاب ــع ل ــه‪،‬‬

‫امل ــؤه ــات األك ــادي ـم ـي ــة ل ـط ــاب مــؤس ـســة ع ـبــدال ـلــه ال ـغ ــري ــر لـلـتـعـلـيــم يف‬

‫مـخـتـلــف أنـحــاء املـنـطـقــة املـسـجـلــن يف بــرنــامــج “الـتـعـلـيــم املـفـتــوح”‪ .‬وقــد‬ ‫بـ ــرزت هـ ــذه ال ـع ــاق ــة ب ــن امل ــؤس ـس ــة وامل ـع ـه ــد ن ـت ـي ـجــة ً ل ــدع ــوة مـفـتــوحــة‬ ‫ت‬ ‫ل ـل ـم ــؤس ـس ــات األك ــاديـ ـمـ ـي ــة لـ ـط ــرح أف ـ ـكـ ــار ٍ م ـب ـت ـك ــرة مل ـع ــال ـج ــة ت ـح ــدي ــا ٍ‬

‫لفرتة خمســة أســابيع إنتهت يف يونيو؛ تلقت املؤسســة خاللها أكرث من‬

‫يواجهها الشباب العربي‪ .‬فعىل سبيل املثال هناك مشكلة الالجئني؛‬

‫‪ 14,500‬طلــب للحصــول عــى منــح يف هــذا الربنامــج‪ ،‬وســيتم إخطــار‬

‫فــال ـصــراعــات يف املـنـطـقــة أج ــرت ‪ 13‬م ـل ـيــون ط ـفــل ع ــى ت ــرك املـ ــدارس‪،‬‬ ‫وفـقــا ً ملـنـظـمــة الـيــونـيـسـيــف يف تـقــريــرهــا لـعــام ‪ .2015‬وسـتـقــدم املــؤسـســة‬

‫الناجحــن يف شــهر أغســطس‪ .‬غــر أن الحصــول عــى املنحــة يف النهايــة‬

‫الدعم لتجربة وتطبيق الفكرة التي من شأنها أن تقدم أسلوبا ً جديدا ً‬

‫لتوفري التعليم الجيد للماليني من هؤالء األطفال املشردين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تـقــول مـيـســاء جـلـبــوط‪“ :‬الـتـعـلـيــم الـثــانــوي وحــده لـيــس كــافـيــا يف‬

‫“‬

‫التعليم الثانوي وحده ليس‬ ‫ً‬ ‫كافيا في عالم اليوم إذا أردنا‬ ‫أن نتقدم لألمام وأن نبتكر‬

‫عالم اليوم إذا أردنــا أن نتقدم لألمام وأن نبتكر وأن نكون قادرين‬

‫عىل املنافسة عىل مستوى عاملي‪ .‬ونحن نعلم علم اليقني أن هناك‬ ‫تـعـطـشــا ً بــن الـشـبــاب الـعــربــي لـلـتـعـلــم‪ ،‬ولــإنـظـمــام لـلـجــامـعــات الـتــي‬

‫”‬

‫ت ـقــدم تـعـلـيـمــا ً نــوع ـيــا ً عــال ـيــاً‪ .‬كـمــا ه ـنــاك طــابــا ً حـصـلــوا عــى الـتـعـلـيــم‬

‫الـجــامـعــي الـجـيــد‪ ،‬لـكـنـهــم بـحــاجــة لـتـطــويــر مـهــاراتـهــم حـتــى يـتـمـكـنــوا‬

‫سيعتمد عىل نجاح الطالب يف تأمني قبوله يف إحدى الجامعات األربع‬

‫م ــن ال ـح ـص ــول ع ــى وظ ــائ ــف أف ـض ــل يف امل ـس ـت ـق ـب ــل‪ .‬وت ـك ـت ـس ــب امل ـن ــح‬

‫األمريكيــة يف القاهــرة‪ ،‬والجامعــة األمريكيــة يف الشــارقة‪ ،‬والجامعــة‬

‫ـروح‬ ‫تقــول ميســاء أن املرشــحني الناجحــن هــم مــن يتســمون بـ ٍ‬ ‫طموحــة ومثابــرة كتلــك التــي يملكهــا عبداللــه الغريــر وعائلتــه‪ .‬وتضيــف‪:‬‬

‫املشاركة مع مؤسسة عبدالله الغرير يف هذا الربنامج‪ ،‬وهي‪ :‬الجامعة‬ ‫األمريكية يف بريوت‪ ،‬وجامعة خليفة يف أبوظبي‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫الدراسية أهمية متزايدة كأداة لتحقيق هذا كله”‪.‬‬

‫‪02‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫في‬

‫أوائ ـ ــل ال ـس ـت ـي ـن ـي ــات ع ـن ــدم ــا ب ـن ــى ع ـب ــدال ـل ــه ال ـغ ــري ــر‬

‫المؤسسة لم تنبع من مجرد‬ ‫حلم‪ ،‬ولكنها ثمرة إيماني‬ ‫وعقيدتي‪ ،‬فاإلسالم هو الذي‬ ‫يحثني على عمل الخير في‬ ‫مسيرة حياتي‬

‫واليــوم مــا يــزال املبنــى املهجــور للمدرســة يقــف بجدرانــه الخرســانية‬

‫م ـف ــرق طـ ــرق؛ إم ــا أن ت ـن ـمــى إم ـكــانــات ـهــم ل ـي ـص ـب ـحــوا ف ـع ــا ً أه ــم ث ــروات‬ ‫املنطقة‪ ،‬أو أن يكونوا عبئا ً كبريا ً عليها‪.‬‬

‫امل ـج ـت ـم ـع ـي ــة‪ ،‬ولـ ـه ــا اهـ ـتـ ـم ــام خ ـ ــاص ب ــال ـت ـع ـل ـي ــم ض ـم ــن نـ ـط ــاق ال ـت ـن ـم ـيــة‬

‫بشــكل جوهــري وبصــورة ال رجعــة فيهــا خــال نصــف القــرن الــذي انقىض‬

‫مـسـتـقـبـلـنــا وأس ــاس أي نـجــاح نـحـقـقــه‪ .‬ال نــريــد أن نــركــز عــى أي يشء‬

‫ج ـل ـب ــوط ك ــرئ ـي ــس ت ـن ـف ـي ــذي م ــؤس ــس مل ــؤس ـس ــة امل ـل ـك ــة رانـ ـيـ ــا ل ـل ـت ـع ـل ـيــم‬

‫مـ ــدرس ـ ـتـ ــه األوىل‪ ،‬أقـ ــام ـ ـهـ ــا ع ـ ــى س ـ ـفـ ــوح ج ـب ــال‬ ‫ال ـف ـج ــرة‪ ،‬اإلمـ ـ ــارة ال ـت ــي ت ـ ُع ــرف ب ـج ـبــال ـهــا ال ــوع ــرة‬

‫وط ـب ـي ـع ـت ـه ــا الـ ــريـ ــة أك ـ ــر م ـم ــا تـ ـع ــرف ب ـ ــاألب ـ ــراج ال ـش ــاه ـق ــة ون ــاط ـح ــات‬

‫ال ـس ـح ــاب ال ـت ــي ت ـم ـيــز ب ـع ــض اإلمـ ـ ــارات األخـ ـ ــرى‪ .‬ب ـ ُن ـي ــت امل ــدرس ــة ال ـتــي‬ ‫حملت اسم “مسايف” بجانب مزرعة عائلة الغرير يف منطقة مسايف‪،‬‬ ‫وكــانــت أول مــدرســة داخـلـيــة يف اإلم ــارات‪ ،‬مــا جعلها تـجــذب الـطــاب‬ ‫مــن مختلف أنـحــاء الـبــاد‪ .‬وبــالــرغــم مــن أنـهــا فتحت أبــوابـهــا ألقــل من‬ ‫ع ـق ـد م ــن الـ ــزمـ ــن‪ّ ،‬‬ ‫إل أن ـه ــا خ ــرّج ــت ن ـخ ـب ــة م ــن رج ـ ــال الـ ـب ــاد أص ـب ــح‬ ‫ٍ‬

‫بعضهم وزراء وآخرين قادة أعمال‪.‬‬

‫التــي لوّحــت طالءهــا الشــمس عــى مســافة مــن املزرعــة‪ ،‬حيــث يمكــن‬ ‫الوصــول إليــه عــى طــرق ترابيــة‪ .‬غــر أن رؤيــة عبداللــه الغريــر تحولــت‬

‫منــذ افتتحــت تلــك املنشــأة التعليميــة أبوابهــا‪ .‬فتفكــره اليــوم منصـ ٌ‬ ‫ب‬ ‫وبقــوة عــى إحــداث تغيــر شــامل طويــل األمــد‪ ،‬مــن شــأنه أن يخلــق تراثــا ً‬ ‫أبعد أثرا ًمن كل الخري الذي فعله سابقا ًيف حياته‪.‬‬

‫“‬

‫”‬

‫ي ـ ـقـ ــول عـ ـبـ ــدالـ ـعـ ــزيـ ــر‪“ :‬ب ــالـ ـنـ ـسـ ـب ــة مل ـن ـط ـق ـت ـن ــا‪ ،‬ف ــال ـت ـع ـل ـي ــم م ـف ـت ــاح‬

‫آخــر‪ ،‬وال نريد أن نقوم بــأي يشء آخــر ســوى إتاحة الفرصة للشباب‬

‫الواعد للحصول عىل أفضل تعليم يف العالم”‪.‬‬ ‫وض ـم ــن ال ـب ـحــث ع ــن خ ـطــة مـسـتـقـبـلـيــة م ـت ـكــام ـلــة‪ ،‬ت ــرك ـّـز مــؤسـســة‬

‫يف يوليو من العام املايض‪ ،‬أعلن عبدالله الغرير أنه ســيتربع بثلث‬

‫ع ـب ــدال ـل ــه ال ـغ ــري ــر ل ـل ـت ـع ـل ـيــم ع ــى م ـج ــاالت دراسـ ـي ــة م ــن ش ــأن ـه ــا تـمـكــن‬

‫يُنفــق عــى مــدى ‪ 10‬أعــوام‪ .‬وتتبــع مؤسســة عبداللــه الغريــر للتعليــم‬

‫الـ ـع ــرب ــي‪ .‬هـ ـن ــاك ح ــاج ــة م ــاس ــة إىل خ ــري ـج ــي ال ـع ـل ــوم وال ـت ـك ـن ــول ــوج ـي ــا‬

‫ثروتــه‪ ،‬والــذي يقــدر ب ـ ‪ 1.1‬مليــار دوالر‪ ،‬للتعليــم يف العالــم العربــي‪،‬‬

‫(‪ )AGFE‬منهجيــة منظمــة يف مواجهــة هــذا التحــدي الــذي يُعــد أحــد أكــر‬

‫التحديــات الراهنــة يف املنطقــة‪ .‬إذ تســعى املؤسســة لتحســن مســتويات‬ ‫ـح دراســية تمكــن مــا ال‬ ‫التعليــم يف املنطقــة بأكملهــا مــن خــال تقديــم منـ ٍ‬ ‫يقــل عــن ‪ 15‬ألفــا ًمــن الشــباب العربــي الطمــوح‪ ،‬املنحــدر مــن بيئــات غــر‬ ‫ميسورة‪ ،‬من الحصول عىل تعليم جامعي عايل املستوى‪.‬‬

‫الطالب من مواكبة احتياجات أرباب العمل يف مختلف أنحاء العالم‬ ‫وال ـه ـنــدســة وال ــري ــاض ـي ــات (‪ ،)STEM‬وهـ ــذه ال ــدراس ــات ه ــي م ــا تــوجــه‬

‫املــؤسـســة جـهــودهــا نـحــوه يف م ـحــاول ـة ٍ لـلـبــدء بـتـخـفـيــض نـسـبــة الـبـطــالــة‬ ‫بني الشباب‪ ،‬والتي بلغت ‪ 28‬باملئة يف الشرق األوسط وفق إحصاءات‬ ‫منظمة العمل الدولية للعام ‪.2014‬‬

‫يضيــف عبدالعزيــز‪“ :‬نحــرص عــى أن يتخــرج جميــع الطــاب الذيــن‬

‫ويذكــر عبداللــه الغريــر بــأن “أول آيــة مــن القــرآن الكريــم نزلــت عــى‬

‫نرشــحهم لربامــج جامعيــة يف اختصاصــات يحتاجهــا وطننــا ومنطقتنــا‪،‬‬

‫تنبع من مجرد حلم‪ ،‬ولكنها ثمرة إيماين وعقيديت‪ ،‬فاإلسالم هو الذي‬

‫من طلبتنا أن يكونوا ناجحني وقادة مستقبل فقط‪ ،‬لكن نريدهم أيضا ً‬

‫النبي محمد صىل الله عليه وسلم هي ’اقرأ‘“‪ ،‬ويؤكد أن “املؤسسة لم‬ ‫يحثني عىل عمل الخري يف مسرية حيايت”‪.‬‬

‫ويضيــف‪“ :‬تشــكيل هويتنــا يبــدأ بالتعليــم؛ فالتعليــم أســاس كل‬

‫يشء‪ .‬إنــه ضــرورة‪ ،‬ال يماثلــه أي وجــه آخــر مــن أوجــه الخــر واإلحســان‬ ‫بالفعالية واإلمكانات الهائلة التي يحملها”‪.‬‬

‫وذلك حتى يتمكنوا من اإلسهام يف بناء املنطقة ودعم تنميتها‪ .‬ال نريد‬ ‫أن يردوا الجميل للمجتمع‪ .‬وآمل أن يكون املســتفيدون من مؤسســتنا‬ ‫اليوم يف طليعة من يساعدون اآلخرين يف املستقبل”‪.‬‬

‫وك ـم ــا ي ـق ــول امل ـث ــل م ــن ش ــاب ــه أبـ ــاه ف ـم ــا ظ ـل ــم‪ ،‬ف ـك ــلٌّ م ــن ع ـبــدال ـلــه‬

‫وعبدالعزيز الغرير يمتاز بطول القامة‪ ،‬والطلعة املؤثرة‪ ،‬كما يلوذان‬

‫ال يحمــل عبداللــه عــبء هــذا املســعى الكبــر وحــده‪ ،‬فمؤسســة‬

‫ب ــال ـص ـم ــت ل ــدق ــائ ــق ط ــوي ـل ــة‪ ،‬ك ـم ــا ل ــو ك ــان ــا ي ــراق ـب ــان م ـح ـي ـط ـه ـمــا بـ ــأعــن‬

‫العطــاء بــن األجيــال القادمــة مــن عائلــة الغريــر‪ .‬يتــوىل ابنــه عبدالعزيــز‬ ‫الغريــر رئاســة مجلــس األمنــاء يف املؤسســة‪ ،‬وهــو أيضــا ً الرئيــس‬

‫ح ـي ــات ـه ـم ــا يف رسـ ـ ــم خـ ـط ــط م ـت ـش ــاب ـك ــة ومـ ـعـ ـقـ ــدة يف عـ ــالـ ــم األع ـ ـمـ ــال‬

‫عبدالله الغرير للتعليم هي مؤسســة عائلية تهدف إىل تكريس ثقافة‬

‫التنفيــذي لبنــك املشــرق كمــا كان الرئيــس الســابق للمجلــس الوطنــي‬ ‫االتحــادي يف دولــة اإلمــارات‪.‬‬

‫ويـضـطـلــع ع ـبــدال ـعــزيــز بـمـســؤولـيــة ض ـمــان تـحـقـيــق رؤي ــة والـ ــده يف‬

‫ت ـك ــوي ــن ش ــري ـح ــة ج ــدي ــدة م ــن ال ـش ـب ــاب ال ـع ــرب ال ــذي ــن ه ــم ال ـي ــوم عــى‬

‫ت طــوي ـلــة مــن‬ ‫تـحـلـيـلـيــة وه ــي خــاص ـيــة رب ـم ــا ت ــرج ــع إىل ق ـضــائ ـه ـمــا فـ ــرا ٍ‬ ‫واملـصــارف‪ .‬وينعكس أسلوبهما الـفــاحــص لــأمــور عــى أسـلــوب العمل‬

‫ال ــذي تـتـبـعــه املــؤسـســة‪ ،‬والـتــي تـسـعــى لـتـحـقـيــق أقــى مـسـتــويــات األثــر‬

‫‪0 01‬عبدالله الغرير وابنه عبدالعزيز يأمالن بترك إرث دائم في مجال تمكين الشباب‬ ‫العرب الواعدين عبرفرص تعليم مميزة‬

‫ب ــال ـح ــد األدىن مـ ــن ال ـن ـف ـق ــات‪ :‬ف ـك ــل دوالر ي ـج ــب أن ي ـن ـف ــق يف س ـب ـيــل‬ ‫التعليم‪ ،‬وإلفادة أكرب عدد ٍ ممكن من الطلبة‪.‬‬

‫وي ـس ـت ـع ـي ــد ع ـب ــدال ـع ــزي ــز ذكـ ــريـ ــات بـ ــدايـ ــات ال ـع ـم ــل يف امل ــؤس ـس ــة‬

‫ويقول‪“ :‬كان رأي أبي يف البداية أال نعلن عن املؤسسة‪ ،‬وأن نواصل‬ ‫الـعـمــل بـتـحـفــظ‪ ،‬بـعـيــدا ً عــن األض ــواء‪ .‬غــر أن املـهـمــة كـبــرة وجـلـيـلــة؛‬ ‫فـكـيــف يـمـكـنـنــا أن ن ـصــل إىل ‪ 15‬أل ــف طــالــب خ ــال ‪ 10‬س ـن ــوات ب ــدون‬

‫اإلع ــان ع ــن امل ـب ــادرة أو ت ــروي ــج ل ـهــا؟ واف ــق أب ــي ع ــى أن ي ـكــون الـعـمــل‬ ‫ٌ‬ ‫رئيس تنفيذي كأي‬ ‫مؤسسياً‪ ،‬وعــى هــذا لدينا اآلن مؤسسة يديرها‬ ‫شركة من شركاتنا األخرى”‪.‬‬

‫كلفت العائلة الـسـيــدة ميساء جلبوط لـتــويل لـهــذا املنصب املهم‪.‬‬

‫وه ـ ـ ــي م ـت ـخ ـص ـص ــة يف م ـ ـج ـ ــال ال ـ ـس ـ ـيـ ــاسـ ــات االج ـ ـت ـ ـمـ ــاع ـ ـيـ ــة وال ـ ــرام ـ ــج‬ ‫الدولية‪ .‬قبل انضمامها إىل مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم‪ ،‬عملت‬

‫والتنمية‪ ،‬حيث قضت خمس سنوات يف العمل عىل تحسني الفرص‬ ‫املتاحة أمام الشباب يف األردن‪.‬‬

‫وعــن ذلــك تقــول ميســاء‪“ :‬التزمنــا منــذ البدايــة بــأن تكــون مســألتا‬

‫التقييــم ومتابعــة األثــر عنصريــن أساســيني مبنيــان يف أســلوب العمــل‬ ‫الــذي نتبعــه‪ ،‬ويف الطريقــة التــي نصمــم بهــا الربامــج‪ ،‬وأيضــا ًيف الطريقــة‬

‫التــي نعمــل بهــا كمؤسســة‪ .‬لقــد وظفنــا خبــرا ً متخصصــا ً يف شــؤون‬ ‫ّ‬ ‫ونظمنــا العمــل لتكــن لنتائــج املتابعــة والتقييــم أثــر‬ ‫املتابعــة والتقييــم‪،‬‬ ‫مباشــر يف خطتنــا التشــغيلية؛ فالغــرض مــن هــذه النتائــج ليــس فقــط‬

‫تزويــد مجلــس اإلدارة باملعلومــات التــي تو ّ‬ ‫جــه عمليــة اتخــاذ القــرار‪ ،‬بــل‬ ‫تؤثــر أيضــا ً عــى عمليــة مراجعتنــا للربامــج وتعديلهــا بشــكل دوري‬ ‫استجابة ً الحتياجات الطالب”‪.‬‬

‫“‬

‫بالنسبة لمنطقتنا‪ ،‬فالتعليم‬ ‫مفتاح مستقبلنا وأساس أي‬ ‫نجاح نحققه‬

‫”‬

‫س ـت ــدع ــم امل ــؤسـ ـس ــة الـ ـطـ ــاب مـ ــن خ ـ ــال ث ـ ــاث قـ ـنـ ــوات م ـم ـي ــزة‪.‬‬

‫ف ـه ـن ــاك ب ــرن ــام ــج “ال ـع ـل ــوم وال ـت ـك ـن ــول ــوج ـي ــا وال ـه ـن ــدس ــة وال ــري ــاض ـي ــات‬ ‫‪ ”STEM‬والذي سيموّل طالب الجامعات والدراسات العليا الذين‬ ‫ي ــرغ ـب ــون يف الـ ــدراسـ ــة يف ج ــام ـع ــات م ــرم ــوق ــة ع ــى م ـس ـت ــوى ال ـع ــال ــم‬

‫الـعــربــي ـ والـفـكــرة هــي إذا مــا تــوافــرت لـهــؤالء الـطــاب املــوهـبــة والقــت‬

‫طـلـبــاتـهــم الـقـبــول‪ ،‬فـسـتــوفــر لـهــم مــؤسـســة عـبــدالـلــه الـغــريــر للتعليم‬ ‫الوسائل املادية املطلوبة ملتابعة دراستهم‪ .‬أما برنامج “املفكرين‬

‫‪33‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫‪01‬‬

‫فرص التعليم عبر األجيال‬ ‫في يوليو من العام الماضي‪ ،‬أعلن رجل األعمال اإلماراتي عبداهلل الغرير عن تبرعه بـ ‪ 1.1‬مليار دوالر أميركي‬ ‫إلطالق واحدة ٍ من أكبر المبادرات التعليمية الخيرية الممولة من القطاع الخاص في العالم‪ .‬وبالتعاون مع ابنه‬ ‫عبدالعزيز وبعض أفراد العائلة اآلخرين‪ ،‬يعمل عبداهلل الغرير على إضفاء طابع مؤسسي على عطائه‪ ،‬في‬ ‫سبيل إرساء برنامج للتعليم والتغيير يستفيد منه أكثر من ‪ 15‬ألف طالب‪ ،‬ويسهم في تلبية احتياجات الشباب‬ ‫وأرباب العمل في مختلف أنحاء العالم العربي‬

‫ملقب أندرو وايت‬

‫‪32‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫عودة القتال‬ ‫يُنظــر إىل النقــص الحــاد يف الوظائــف والصعوبــات االقتصاديــة‪،‬‬

‫أقــوى مــن التطــرف الدينــي يف دفــع الشــباب باتجــاه تنظيــم‬

‫ويف تحليــل النتائــج يــرى حســن حســن‪ ،‬وهــو زميــل مقيــم يف‬

‫ويــرى أكــر مــن ‪ 20‬يف املئــة مــن الشــباب العــرب املشــاركني‬

‫التهديــد األكــر الــذي يواجــه الشــرق األوســط‪ ،‬ملــس االســتطالع‬ ‫تراجعــا ً ملحوظــا ً يف تأييــد رســالة التنظيــم‪ .‬إذ بلغــت نســبة‬

‫املشــكالت القائمــة‪ .‬أي أنهــا ببســاطة لــم تخلــق املشــكالت التــي‬

‫املنظمــات اإلرهابيــة للشــباب‪ ،‬وقــد اعتــر الشــباب يف ‪ 8‬دول‬

‫مقارنــة ب ـ ‪ 19‬يف املئــة عــام ‪ .2015‬وتعتقــد الغالبيــة‪ 76 ،‬باملئــة‪،‬‬

‫عــى أنهــا أبــرز دوافــع انضمــام الشــباب إىل صفــوف مــا يســمى‬

‫تنظيــم الدولــة اإلســامية‪.‬‬

‫يف االســتطالع أن انتشــار البطالــة ســاهم بزيــادة تجنيــد‬ ‫مــن أصــل ‪ 16‬دولــة مشــاركة يف االســتطالع‪ ،‬أن للبطالــة دور‬

‫داعــش‪ .‬ويف حــن رأى نصــف الشــباب أن تنظيــم داعــش يمثــل‬

‫‪1‬‬

‫ال أعلم‬

‫‪17‬‬

‫‪1‬‬

‫غير ذلك‬

‫‪16‬‬

‫‪17‬‬

‫ضياع‬ ‫القيم التقليدية‬

‫ما مدى شعورك بالقلق إزاء‬ ‫ظهور تنظيم “داعش”؟‬

‫االفتقار للقيادة‬ ‫السياسية القوية‬

‫غياب‬ ‫الوحدة العرب�ية‬

‫‪34‬‬

‫اإلضطرابات األهلية‬

‫‪38‬‬

‫تهديدات اإلرهاب‬

‫ما مدى موافقتك أو معارضتك للعبارات التالية؟‬

‫“قد أدعم تنظيم‬ ‫‘داعش’ لو لم يستخدم‬ ‫العنف المفرط”‬

‫‪%22‬‬ ‫غري قلق‬

‫‪25‬‬

‫‪22‬‬

‫‪36‬‬

‫‪30‬‬

‫‪23‬‬

‫‪50‬‬

‫ظهور تنظيم‬ ‫“داعش”‬

‫البطالة‬

‫ارتفاع‬ ‫ت�كاليف المعيشة‬

‫الصراع الفلسطيني‬ ‫اإلسرائيلي‬

‫االفتقار‬ ‫للديمقراطية‬

‫تهديد البرنامج‬ ‫النووي اإليراني‬

‫تباطؤ‬ ‫النمو االقتصادي‬

‫معالجته‪ ،‬وهي ليست املرض نفسه”‪.‬‬

‫أن داعــش ستفشــل يف بنــاء دولــة الخالفــة يف العالــم العربــي‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫‪13‬‬

‫حددهــا الشــباب العربــي كعوامــل مســاعدة لإلنضمــام إليهــا”‪،‬‬ ‫ويضيــف قائــاً‪“ :‬إن داعــش أحــد أعــراض مــرض متنــام ال بــد مــن‬

‫مؤيــدي التنظيــم املتطــرف بــن الشــباب العربــي ‪ 13‬باملئــة فقــط‪،‬‬

‫ما هي باعتقادك العقبة األكبر التي‬ ‫تواجه منطقة الشرق األوسط؟ (‪)%‬‬

‫ضعف الفرص‬ ‫المتاحة للمرأة‬

‫معهد التحرير لسياســات الشــرق األوســط‪ ،‬أن “داعش تســتغل‬

‫‪9‬‬

‫‪%1‬‬

‫“سينجح تنظيم ‘داعش‬ ‫’‬ ‫بتأسيس دولة إسالمية في‬

‫العالم العربي”‬ ‫‪9‬‬

‫‪13‬‬

‫‪15‬‬

‫ال أعلم‬ ‫أوافق‬ ‫ال أوافق‬

‫‪%77‬‬

‫غري مت�أكد ‪/‬‬

‫‪78‬‬

‫‪76‬‬

‫ال أعلم‬

‫قلق‬ ‫‪9‬‬

‫‪50%‬‬

‫قلقون جدا ً‬

‫‪4‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪72‬‬

‫‪19‬‬

‫‪89‬‬

‫‪7‬‬

‫‪76‬‬

‫‪11‬‬

‫دول مجلس التعاون‬ ‫المشرق العربي واليمن‬ ‫شمال أفريقيا‬

‫‪19‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪71‬‬ ‫‪87‬‬

‫‪17‬‬

‫‪71‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪31‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫ً‬ ‫حاال‬ ‫“بعد أحداث الربيع العربي‪ ،‬أشعر أن العالم العربي سيكون أفضل ”‬

‫االستقرار أوال ً‬ ‫تــزداد خيبــة أمــل الشــباب العــرب مــن تداعيــات‬

‫ما مدى موافقتك أو معارضتك لهذه العبارة؟‬

‫الربيــع العربــي‪ ،‬الــذي بــدأ يف ‪ .2011‬ففــي اســتطالع‬

‫عــام ‪ 2016‬أجــاب حــوايل ‪ 36‬يف املئــة فقــط مــن‬ ‫الشــباب أن العالــم العربــي أصبــح أفضــل حــاال ً بعــد‬

‫الثــورات التــي جــرت‪ ،‬بانخفــاض كبــر عــن نســبة ‪72‬‬

‫بلدان الرب�يع العربي األربعة‬ ‫(نسبة الموافقة ‪)%‬‬

‫جميع البلدان (نسبة الموافقة ‪)%‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪70‬‬ ‫‪50‬‬

‫يف املئــة التــي ســجلت عــام ‪ .2012‬وتعــد مصــر‬

‫‪38‬‬

‫‪36‬‬

‫واتفــق أكــر مــن نصــف الشــباب العــرب عــى أن‬

‫العربــي أن “العيــش يف دولــة ديمقراطيــة” أســمى‬ ‫األمنيــات التــي يتطلعــون إليهــا‪.‬‬

‫وللســنة الخامســة عــى التــوايل‪ ،‬إختــار‬

‫تونس‬

‫‪35‬‬

‫االســتطالع‪ ،‬التــي تــرى أنهــا أصبحــت يف وضــع‬ ‫أفضــل حــاال ً بعــد الثــورة‪.‬‬

‫اســتطالع ‪ ،2011‬حــن رأى ‪ 92‬يف املئــة مــن الشــباب‬

‫‪61‬‬

‫‪54‬‬

‫الدولــة الوحيــدة مــن بــن الــدول ال ـ ‪ 16‬املشــاركة يف‬

‫الحفــاظ عــى االســتقرار أكــر أهميــة مــن تعزيــز‬ ‫الديمقراطيــة‪ .‬تمثــل هــذه النســبة تراجعــا ً عــن‬

‫مصر‬

‫‪2012‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪24‬‬

‫‪37‬‬

‫ليبيا‬

‫‪14‬‬

‫‪6‬‬

‫اليمن‬

‫‪18‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪2016‬‬

‫ً‬ ‫“نظرا للظروف الراهنة في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬فإن تعزيز االستقرار في‬ ‫المنطقة يستأثر بأهمية أكبر من تحقيق الديمقراطية”‬

‫الشــباب العــرب دولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‬ ‫وجهتهــم األوىل للعيــش‪ ،‬بنســبة ‪ 22‬يف املئــة مــن‬

‫األصــوات‪ ،‬تليهــا الواليــات املتحــدة بنســبة ‪ 15‬يف‬ ‫املئــة‪ .‬ويــأيت اختيــار دولــة اإلمــارات “كبلــد نموذجي”‬

‫للعيــش ألنهــا بلــد آمــن‪ ،‬ووجهــة مفضلــة‬ ‫لتأســيس األعمــال‪.‬‬

‫ما مدى‬ ‫موافقتك أو‬ ‫معارضتك‬ ‫لهذه العبارة؟‬

‫‪19‬‬

‫دول مجلس التعاون‬ ‫‪53‬‬

‫المشرق العربي واليمن‬

‫‪62‬‬ ‫‪36‬‬

‫شمال أفريقيا‬

‫‪28‬‬

‫أوافق‬

‫‪23‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪58‬‬

‫ال أوافق‬

‫‪15‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪18‬‬

‫‪24‬‬

‫غري مت�أكد ‪/‬‬ ‫ال أعلم‬

‫“يتعين على القادة العرب بذل جهد أكبر لتعزيز حقوق اإلنسان والحرية الشخصية للمرأة”‬ ‫ما مدى موافقتك أو معارضتك‬ ‫لهذه العبارة؟‬ ‫الكويت‬ ‫اإلمارات‬

‫‪80‬‬

‫‪76‬‬

‫أعمال غير منتهية‬ ‫يريــد ثلثــا الشــباب العربــي مــن قياداتهــم أن تعمــل‬

‫مصر‬ ‫عمان‬

‫‪87‬‬ ‫السعودية‬

‫(البلدان الست التي سجلت‬ ‫أعلى النسب المئوية في‬ ‫ت�أي�يد الفكرة)‬

‫‪30‬‬

‫اليمن‬

‫‪87‬‬

‫‪90‬‬

‫‪80‬‬

‫أكرث عىل تعزيز الحريات الشخصية وحماية حقوق‬ ‫اإلنســان‪ ،‬ال ســيما حقــوق النســاء‪ .‬ففــي اململكــة‬

‫العربيــة الســعودية‪ ،‬وهــي أشــد الــدول الخليجيــة‬ ‫التــي تتخــذ نهجــا ً محافظــاً‪ ،‬طالــب ‪ 90‬باملئــة مــن‬

‫الشــباب املســتطلعة آراؤهــم قياداتهــم بتقديــم دعــم‬

‫أكــر للنســاء‪ .‬ومنــح ‪ 87‬باملئــة مــن املســتطلعة آراؤهــم‬ ‫يف كل مــن عمــان واليمــن‪ ،‬و‪ 76‬باملئــة يف دولــة‬ ‫اإلمارات‪ ،‬دعمهم لحقوق املرأة‪.‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫تحتل‬

‫فئــات الشــباب يف العالــم العربــي مكانــة بالغــة األهميــة‪ .‬إذ أن أكــر مــن نصــف‬

‫مارستيلر يف أوائل العام ‪ ،2016‬حيث مسحت آراء ‪ 3,500‬شاب عربي ترتاوح أعمارهم بني ‪ 18‬و‪25‬‬

‫توجهات منطقة الشرق األوسط يف األعوام القادمة‪.‬‬

‫النتائج بمثابة مقياس لرصد تطلعات ومخاوف أكرث من ‪ 100‬مليون شاب عربي يف منطقة الشرق‬ ‫األوس ــط وش ـمــال أفــريـقـيــا‪ ،‬ب ــدءا ً بـقـضــايــا الــراجــع االق ـت ـصــادي ووص ــوال ً إىل مـســألــة األم ــن‪ .‬وفـيـمــا يــي‬

‫ســكان املنطقــة هــم تحــت ســن ال ـ ‪ ،25‬وهــذا الجيــل الشــاب هــو مــن ســيؤثر عــى‬

‫يـلـقــي “اسـتـطــاع رأي الـشـبــاب الـعــربــي” الـسـنــوي الـثــامــن ال ـضــوء عــى رؤي ــة الـحــاضــر والـتـطـلـعــات‬

‫نـحــو املستقبل‪ .‬وقــامــت شــركــة “بــن شــون بــرالنــد” بــإجــراء االسـتـطــاع لـصــالــح شــركــة أصــداء بــرســون‬

‫تكلفة الفرص‬ ‫تعتــر املخــاوف مــن الصعوبــات االقتصاديــة القاســم‬ ‫يقــدر معــدل البطالــة بــنسبة ‪ 11.5‬يف املئــة‪ ،‬وهــو مــن‬

‫“لقــد تراجعــت اآلفــاق االقتصاديــة للشــرق األوســط‬

‫أعــى املعــدالت يف العالــم‪ .‬ويف هــذا اإلطــار‪ ،‬أبــدى‬ ‫حــوايل ‪ 66‬يف املئــة مــن الشــباب العــرب هــذا العــام‬

‫قلقهــم مــن تراجــع أســعار النفــط‪ ،‬مقارنــة بنســبة ‪52‬‬ ‫يف املئــة عــام ‪ .2015‬وبغــض النظــر عــن هــذا الرتاجــع‪،‬‬

‫فــإن ‪ 78‬يف املئــة يعتقــدون بأحقيتهــم يف الحصــول‬ ‫عــى دعــم اســتخدام الطاقــة‪ ،‬وأن يقتصــر إيقــاف‬ ‫الدعم عىل الوافدين فقط إذا دعت الحاجة‪.‬‬

‫استعراض للنتائج‪:‬‬

‫ما مدى قلقكم إزاء هبوط أسعار الطاقة؟‬ ‫وحــول نتائــج هــذا االســتطالع‪ ،‬يقــول كريســتيان‬

‫املشــرك يف جميــع أنحــاء العالــم العربــي‪ ،‬حيــث‬

‫سنة يف ‪ 16‬دولــة عــربـيــة‪ ،‬وجــاءت نتائج املـســح لتلقي الـضــوء حــول مستقبل املنطقة‪ .‬كما تعتربهذه‬

‫كوخ مدير مؤسسة مركز الخليج لألبحاث يف جنيف‪:‬‬

‫‪80‬‬

‫‪5‬‬

‫بشكل كبري” ويف املحصلة‪ ،‬تتطلع العديد من الدول‬

‫العربية نحو خفض الدعم وزيادة الضريبة‪ ،‬وتكثيف‬ ‫جهودهــا مــن أجــل تنويــع االقتصــاد‪ .‬ويضيــف كــوخ‬

‫‪15‬‬

‫‪29‬‬

‫“كل هــذا يحــدث يف منطقــة أكــر مــن نصــف ســكانها‬

‫‪5‬‬

‫البلدان األعضاء‬ ‫بمنظمة األوبك‬

‫هــم مــن الشــباب تحــت ســن ‪ .25‬وعــى الحكومــات أن‬ ‫تتكيــف مــع حقيقــة أن هــؤالء الشــباب ال يبحثــون عــن‬ ‫فرص اقتصادية فقط‪ ،‬وإنما سياسية أيضاً”‪.‬‬

‫‪66‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪7‬‬ ‫قلق‬

‫يتعين على‬ ‫باعتقادك‪ ،‬هل‬ ‫ّ‬ ‫حكومتك دعم ت�كاليف الطاقة‬ ‫والكهرباء ووقود وسائط النقل‬ ‫مثل البنزي�ن والديزل؟‬

‫غير قلق‬

‫ال أعلم‬

‫البلدان خارج‬ ‫منظمة األوبك‬

‫في حال رغبة حكومتك بوقف دعم ت�كاليف الطاقة‬ ‫والكهرباء ووقود وسائط النقل مثل البنزي�ن والديزل‪،‬‬ ‫هل باعتقادك يجب أن يطال ذلك‪...‬‬

‫‪%78‬‬ ‫نعم‬

‫‪%9‬‬ ‫‪%13‬‬

‫ال أعلم‬

‫‪%49‬‬

‫‪%37‬‬

‫ال‬ ‫الوافدين فقط‬

‫المواطنين والوافدين‬

‫‪29‬‬


‫الشباب العربي‬ ‫يدلي برأيه‬

‫ما هي األمور التي يرغب بها الشباب‬ ‫العرب اليوم؟ إنها االستقرار والفرص‬ ‫االقتصادية والحريات الشخصية‪ ،‬هذا وفقا ً لنتائج‬ ‫أوسع استطالع سنوي لرأي الشباب في العالم العربي‬ ‫ملقب جوان بالد‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫“‬

‫مع القضاء على الفقر‬ ‫المدقع‪ ،‬لن تبقى درجة‬ ‫عدم االستقرار على ما‬ ‫هي‪ ‬عليه اليوم‬

‫”‬

‫ويقول‪“ :‬ما من شك‪ ،‬أنه مع ارتفاع مستوى معيشة الشعوب‬

‫إىل مســتوى الطبقــة متوســطة الدخــل‪ ،‬ومــع القضــاء عــى الفقــر‬

‫املدقــع‪ ،‬لــن تبقــى درجــة عــدم االســتقرار عــى مــا هــي عليــه اليــوم‪ .‬إنهــا‬ ‫رحلــة ال بــد منهــا‪ ،‬وإن اســتغرقت بضعــة عقــود لتتحقــق”‪.‬‬

‫الصنــدوق الجديــد الــذي أطلقتــه مؤسســة بيــل وميلينــدا غيتــس‬

‫والبنك اإلسالمي للتنمية بقيمة ‪ 2.5‬مليار دوالر‪ ،‬والذي أطلقت عليه‬

‫تســمية “صنــدوق العيــش واملعيشــة” ســيكون بمثابــة مخطــط عــام‬ ‫للشــراكات املســتقبلية‪ ،‬جامعــا ً رأس املــال بخــرات العمــل اإلنســاين‬

‫املناســبة‪ .‬ومــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬بــدأت بالفعــل بــذور العطــاء املحفــز تــؤيت‬ ‫ثمارهــا‪ .‬فقــد منــح العــام املــايض رجــل األعمــال اإلمــارايت عبداللــه الغريــر‬

‫أكرث من مليار دوالر ـ ما يعدل قيمة ثلث أعماله التجارية ـ إىل مؤسسة‬ ‫أنشــأها لدعــم التعليــم يف العالــم العربــي‪ .‬ومؤسســة بيــل وميلينــدا‬ ‫غيتس هي أيضا ًشريك يف صندوق الشفاء‪ ،‬وهو مبادرة مدعومة من‬

‫‪02‬‬

‫شــخصيات ســعودية كبــرة تســاهم يف مشــاريع عامليــة تتعلــق بالصحــة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ويعمــل هــذا املشــروع الــذي يقــوده خالــد أحمــد الجفــايل وزوجتــه ألفــت‬

‫عــى دعــم عمليــة إنتــاج لقاحــات وأدويــة متدنيــة التكلفــة لألمــراض‬ ‫املتفشية بني الطبقات الفقرية‪ .‬ويُتوقع لهذا النوع من االستثمار املؤثر‬

‫أن يــؤدي إىل تغيــر املعطيــات االجتماعيــة واالقتصاديــة عــى األرض يف‬ ‫منطقة الشرق األوسط متى ما أثمر النتائج املرجوة منه‪.‬‬

‫ويختتــم غيتــس بقولــه‪“ :‬هنــاك توجــه عــام نحــو املزيــد مــن العطــاء‪،‬‬ ‫والعطاء بشكل أفضل‪ ،‬وتعلّم رواد العطاء من بعضهم البعض‪ .‬وأنا‬

‫يسعدين أن أكون جزء ً من هذا التوجه وأن أشهده وهو يتنامى”‪.‬‬

‫‪0 01‬مرزوق الغانم‪ ،‬رئيس مجلس األمة الكويتي‪ ،‬يرافق بيل غيتس لدى زيارته لدولة‬ ‫الكويت العام الما�ضي‬ ‫‪0 02‬منذ أن أطلق غيتس مبادرة “تعهد العطاء” في العام ‪ ،2010‬إنضم إلى الحملة‬ ‫‪ 154‬مليارديرمن مختلف أنحاء العالم حتى اليوم‬ ‫‪03‬‬

‫‪0 03‬تعد مؤسسة بيل وميليندا غيتس أكبرمؤسسة إنسانية في العالم‪ ،‬وهي تمنح ما‬ ‫يقارب ‪ 4‬ملياردوالرفي السنة لقضايا متنوعة تشمل التعليم والصحة والنظافة‬

‫‪27‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫املســاعدة املطلوبــة ســيكون بإمــكان املزارعــن يف أفريقيــا رفــع حجــم‬ ‫إنتاجهــم مــن املحاصيــل بنســبة ‪ 50‬باملئــة‪ .‬وعليــه‪ ،‬فــإن القــارة الســوداء‬

‫قــادرة عــى توفــر غذائهــا بنفســها بحلــول العــام ‪ ،2030‬مــا يمكنهــا مــن‬ ‫ادخار نحو ‪ 50‬مليار دوالر تُنفق سنويا ًعىل األغذية املستوردة‪.‬‬ ‫يقــول بيــل غيتــس عــى هــذا الصعيــد‪“ :‬يعــادل اإلنتــاج الزراعــي‬

‫اإلجمــايل لقــارة أفريقيــا نحــو ُ‬ ‫ســدس إنتــاج الواليــات املتحــدة‬ ‫األمريكيــة‪ ،‬وزيــادة هــذا اإلنتــاج بضعــف واحــد هــو أمــر قابــل جــدا ً‬

‫“‬

‫ الكرم ميزة قوية تتصف بها‬ ‫منطقة الخليج‪ ،‬لكن بعض هذا‬ ‫الكرم يأتي في قالب‬ ‫اإلحسان ‪ ‬الصرف ‬

‫”‬

‫للتحقيــق”‪ .‬ويضيــف‪“ :‬هكــذا يمكننــا التخلــص مــن مشــكلة ســوء‬

‫التغذيــة‪ ،‬كمــا يمكننــا إطعــام العالــم‪،‬؛ وهكــذا يمكننــا رفــع مســتوى‬ ‫مدخول األســرة لدفع أقســاط املدارس”‪.‬‬

‫لقــد أنفقــت مؤسســة بيــل وميلينــدا غيتــس مــا يزيــد عــن مليــاري‬

‫يمكــن عند توفر اللقاحات الشــاملة حــول العالم بحلول‬ ‫العام ‪ 2020‬أن ت�كون البشرية قد تجنبت ما يلي‪:‬‬

‫“مــا نشــهده اليــوم يف أفريقيــا هــو أمــر مشــجع للغايــة”‪.‬‬

‫لكــن إنقــاذ العالــم هــي ليســت مســألة يمكــن لشــخص واحــد أن‬

‫ينجزهــا‪ .‬لــذا فــإن عمليــة الدفــع باآلخريــن وتحفيزهــم لالنضمام ضرورية‬ ‫جــداً‪ .‬يف العــام ‪ ،2010‬أطلــق غيتــس وزوجتــه واملليارديــر وارن بافيــت‬

‫يقل عن نصف ثرواتهم لعمل الخري‪.‬‬

‫ولغايــة اليــوم بلــغ عــدد األثريــاء الذيــن انضمــوا للحملــة ‪،154‬‬

‫منهــم رجــل األعمــال الربيطــاين ريتشــارد برانســون‪ ،‬ومؤســس‬

‫“فيســبوك” مــارك زوكريبــرغ‪.‬‬

‫محاصيــل وإيــرادات وتســهيل نفاذهــم إىل األســواق‪ .‬وتضــم هــذه‬ ‫املســاعدات بــذورا ً هجينــة ذات مقاومــة أكــر لألمــراض والجفــاف‪،‬‬

‫ويف حديثــه عــن الذيــن شــاركوا بالتعهــد‪ ،‬قــال غيتــس يف وقــت‬

‫وأنظمة قادرة عىل تقديم معلومات مهمة عن الرتبة واملوايش وأسعار‬

‫‪250‬‬

‫سابق من هذا العام‪“ :‬بعضهم كان قد بدأ رحلة العطاء منذ عقود‬

‫‪150‬‬

‫يتشــاركون بنظرتهــم يف أن العطــاء يكتســب قيمــة عاليــة عندمــا‬

‫‪200‬‬

‫املــواد الزراعيــة يف الســوق وغريهــا مــن املعلومــات املفيــدة للمزارعــن‪،‬‬ ‫وذلــك عــر هواتفهــم النقالــة‪ .‬كمــا تحــاول دائمــا ً املؤسســة إقنــاع‬

‫‪100‬‬ ‫‪50‬‬

‫الحكومــات بضــرورة إصــاح الطــرق الرديئــة وتوفــر التمويــل للبنيــة‬

‫‪0 million‬‬

‫التحتيــة‪ .‬فعمليــات نقــل املنتجــات عــر طرقــات أفريقيــا أربعــة أضعاف ما‬

‫بنصابهــا بالشــكل الصحيــح يف قضايــا الصحــة والتعليــم واالســتقرار‪،‬‬

‫واليــوم أكــر مــن أيــة دولــة أخــرى يف العالــم”‪ .‬ويضيــف غيتــس قائــاً‪:‬‬

‫حملــة “تعهــد العطــاء” التــي تحــث أصحــاب املليــارات عــى التــرع بمــا ال‬

‫دوالر يف مســاعدة صغــار املزارعــن عــى تعظيــم مــا تــدرّه أراضيهــم مــن‬

‫يكلفه النقل الربي يف الدول املتقدمة‪.‬‬ ‫ويعلــق غيتــس عــى هــذه األمــور‪ ،‬قائــاً‪“ :‬إذا وضعــت األمــور‬

‫فيمكنــك حينهــا أن تشــهد معجــزات مماثلــة لتلــك التــي حصلــت يف‬ ‫الصــن والتــي نشــلت مــن الفقــر أعــدادا ً مــن الســكان بــن العــام ‪1980‬‬

‫مــن الزمــن‪ ،‬والبعــض اآلخــر قــد بدءهــا اآلن‪ ،‬لكنهــم جميعــا ً‬

‫يمنــح بطريقــة جريئــة وفعالــة”‪.‬‬

‫ويف يونيــو‪ ،‬انضــم األمــر الســعودي الوليــد بــن طــال إىل صفــوف‬

‫هــؤالء املانحــن ليصبــح أول مليارديــر مســلم عربــي يلتــزم بهــذا التعهــد‪.‬‬ ‫وقبــل أقــل مــن ســنة مضــت كان األمــر قــد تعهــد بمنــح ثروتــه البالغــة‬

‫‪264‬‬

‫‪3.9‬‬

‫‪11‬‬

‫مليون إصابة‬

‫مليون إعاقة‬

‫مليون وفاة‬

‫قيمتهــا ‪ 32‬مليــار دوالر ألعمــال الخــر مــن خــال مؤسســته الخرييــة‪،‬‬ ‫وأشــار حينهــا أن دعــوة بيــل غيتــس كانــت عامــا ًأساســيا ًيف قراره‪.‬وبهــذا‬

‫ينضــم األمــر إىل شــخصني آخريــن يقيمــان يف دول مجلــس التعــاون‬

‫الخليجي من الذين شاركوا باملبادرة‪ ،‬وهما رجل األعمال ساين فاريك‪،‬‬ ‫وبوتــان مينــون ـ صاحــب مجموعــة صبحــة التــي تتخــذ مــن دبــي مقــرا ًلهــا‪.‬‬

‫ويأمل الكثريون بأن تؤدي هذه الخطوات الفردية إىل نمط من العطاء‬ ‫الكبري االسرتاتيجي بني كبار األثرياء يف دول املنطقة‪.‬‬ ‫ويوضــح غيتــس‪ ،‬قائــاً‪“ :‬الكــرم ميــزة قويــة تتصــف بهــا منطقــة‬

‫الخليــج‪ ،‬لكــن بعــض هــذا الكــرم يــأيت يف قالــب اإلحســان الصــرف‪ .‬أمــا مــن‬

‫ناحيــة االســتعداد لإلنفتــاح حــول مــا يجــري ـ مثــل تشــجيع اآلخريــن عــى‬

‫العطــاء‪ ،‬ومشــاركة املعلومــات حــول أعمــال الخــر التــي تســر بشــكل‬ ‫جيــد أو تلــك املتعــرة ـ فأعتقــد أن هنــاك تحــرك يف هــذا اإلتجــاه‪ ،‬وأنــا آمــل‬ ‫أن عملنا يساعد بالدفع يف هذا التوجه”‪.‬‬

‫لكــن هــذا التوجــه مهــم ألنــه مــن شــأنه إحــداث فــارق كبــر‪ .‬فوفــق‬

‫مجلــة “فوربــس”‪ ،‬نحــو ‪ 72‬باملئــة مــن أثــرى أثريــاء العالــم يعيشــون يف‬ ‫منطقــة الشــرق األوســط‪ ،‬وتقـدّر ثروتهــم مجتمعــة ً بحــوايل ‪ 174.8‬مليــار‬

‫دوالر‪ .‬لكــن القليــل مــن هــؤالء أنشــأوا أوقافــا ً أو هبــات ضمــن مخطــط‬ ‫جريء إلدارة األعمال الخريية الهادفة والطويلة األمد ـ وإن اختار املزيد‬ ‫من كبار األثرياء هذا املنحى‪ ،‬فسيكون األثر الطيب واضحا ًعىل صعيد‬

‫عــدة قضايــا‪ ،‬مثــل مكافحــة الفقــر والبطالــة واألمــراض‪ ،‬التــي يعــاين مــن‬

‫ثقلهــا العديــد مــن الــدول اإلســامية‪ .‬وهنــا يوضــح غيتــس بأنــه لــو توفــر‬ ‫مقدارا ًمن االستقرار االقتصادي يف هذه الدول ـ حتى لو كان قليال ًـ من‬ ‫‪01‬‬

‫‪26‬‬

‫شأنه أن يقود إىل الكثري من النتائج الرائعة‪.‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫نقلــت صحيفــة ال ـ “فايننشــال تايمــز” يف مــارس املــايض عــن الرئيــس‬

‫أكثر من‬

‫التنفيــذي ملؤسســة بيــل وميلينــدا غيتــس‪ ،‬ســو ديســموند هيلمــان‪،‬‬

‫‪%70‬‬

‫قولها‪“ :‬للناس أن تحاسبنا عندما تنظر بما أنجزناه”‪.‬‬

‫وبالنتيجة فإن التأثري عىل تو ّ‬ ‫جه العطاء اإلنساين يتطلب أكرث مما‬ ‫يوفــره املــال مــن نفــوذ‪ .‬فقــد وظّــف غيتــس نفــس الطاقــات الذهنيــة يف يف‬

‫من أطفال العالم‬ ‫غير الملقحين‬ ‫يعيشون في ‪10‬‬ ‫دول فقط‬

‫الشــؤون املتعلقــة بالعمــل اإلنســاين كمــا كان قــد وظفهــا ســابقا ً يف‬ ‫أعماله التجارية‪ .‬وقد أعاد النظر يف العديد من األمور؛ بدءا ًبسلسلة‬ ‫التربيــد التــي تحافــظ عــى درجــة حــرارة محــددة للّقاحــات منــذ لحظــة‬ ‫انتاجها وحتى دخولها إىل جسم اإلنسان‪ ،‬إىل املراحيض واستخدامها‬ ‫ـ فلــم يرتفـ ّـع عــن البحــث بدقــة يف أي جانــب مــن جوانــب الدعــم اإلنســاين‬

‫العد ّ التنازلي‬ ‫لعدد اإلصابات‬

‫مهمــا بــدا شــأنه وضيعــا ً للبعــض إذا بــدا لــه أن بحثــه هــذا قــد يــؤدي إىل‬ ‫حل مشكلة مهمة أو تحقيق فوائد‪ .‬يذكر هنا‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬لقاء‬

‫قــد نشــهد هــذا العــام آخــر حالــة إصابــة بمــرض شــلل‬

‫بيــل غيتــس مــع ممثــي وســائل اإلعــام عــام ‪ 2011‬بعــد اجتماعــه مــع‬

‫األطفــال عــى مســتوى العالــم‪ .‬هــذا عــى الرغــم مــن‬

‫املستشــارة األملانيــة أنجيــا مــركل ورئيــس أملانيــا حينهــا‪ ،‬كريســتيان‬ ‫ولف؛ عندما أجاب عىل أسئلة الصحافيني قائال ًلهم أنه والشخصيتان‬ ‫األرفــع يف حكومــة أملانيــا لــم يتداولــوا يف السياســة يف اجتماعهــم‪ ،‬بــل‬ ‫عوضــا ً عــن ذلــك بحثــوا يف موضــوع “املرحــاض املثــايل”‪ .‬وال يخفــى عــى‬ ‫أحد أن األهداف الكربى ملؤسسة بيل وميليندا غيتس الخريية ـ كما هو‬ ‫الحــال مــع ميزانيتهــا ـ هــي ضخمــة‪ .‬فمثــاً‪ ،‬اســراتيجيتها بالنســبة‬

‫قيمــة الهبــات التــي تصرفهــا مؤسســة بيــل وميليندا‬ ‫ً‬ ‫غيتس سنويا (بمليارات الدوالرات)‬ ‫‪2015‬‬

‫‪$4.2bn‬‬

‫االنقــراض رغــم التحديــات الكبــرة التــي واجهــت‬

‫عمليــة مكافحتــه‪ .‬فلغايــة اليــوم لــم يتــم اإلبــاغ هــذا‬ ‫العــام ســوى عــن ‪ 12‬حالــة إصابــة عامليــاً‪ ،‬ســجلتا يف‬

‫أفغانستان وباكستان‪.‬‬

‫للتطعيــم ضــد األمــراض تهــدف إىل توفــر اللقاحــات الضروريــة املوجودة‬ ‫حاليــا ًـ مــن لقــاح فــروس الروتــا إىل الحصبــة ـ لــكل إنســان يف كل بقعــة‬

‫‪$3.9bn‬‬

‫مــن بقــاع العالــم بحلــول العــام‪ .2020 ‬ومــن شــأن هــذه الخطــة‪ ،‬التــي‬ ‫حظيت بتأييد ‪ 194‬دولة‪ ،‬أن تمنع أكرث من ‪ 11‬مليون حالة وفاة و‪3.9‬‬

‫‪$3.6bn‬‬

‫مليون حالة إعاقة محتملة‪.‬‬

‫‪$3.2bn‬‬

‫ويف أفريقيــا جنــوب الصحــراء تســعى املؤسســة إلحــداث ثــورة‬ ‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2014‬‬

‫كانــت الحملــة العامليــة ملكافحــة شــلل األطفــال‬

‫‪2013‬‬

‫وميلينــدا غيتــس املانــح األكــر لهــا يف العــام ‪.2004‬‬

‫‪2012‬‬

‫خضــراء عــى غــرار التغيــرات الكبــرة التــي طــرأت عــى مشــهد الزراعــة يف‬

‫آســيا إثــر الحــرب العامليــة الثانيــة‪ ،‬فهــي تؤمــن بأنــه عندمــا تتوفــر‬

‫أنه منذ زمن ليس بالبعيد كان هذا املرض يف العام‬ ‫‪ 1988‬منتشــرا ً يف ‪ 150‬بلــداً‪ ،‬هــو اليــوم يقــارب‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪$0 bn‬‬

‫قــد بــدأت عــام ‪ ،1998‬وأصبحــت مؤسســة بيــل‬

‫منــذ ذلــك الحــن وبفضــل حمــات التلقيــح والرصــد‬ ‫الكبــرة تــم القضــاء كليــا ً عــى املــرض يف الهنــد‪ ،‬مــع‬

‫اقــراب اإلعــان عــن نيجرييــا بلــدا ً خــالٍ مــن‬ ‫شلل األطفال‪.‬‬ ‫يقــول بيــل غيتــس‪“ :‬االنتصــار عــى هــذا املــرض ال‬

‫يعنــي فقــط أننــا انتقلنــا مــن معــدل ‪ 300,000‬طفــل‬ ‫مقعد أو مشلول يف السنة إىل ّ‬ ‫ال إصابة‪ ،‬بل يعني‬

‫أن ثقتنــا اليــوم يف حربنــا ضــد املالريــا والحصبــة‬

‫واألوبئة األخرى ستكون أقوى بكثري”‪.‬‬ ‫وأدت دول مجلــس التعــاون الخليجــي دورا ً‬ ‫رئيســيا ً يف الحــرب ضــد شــلل األطفــال‪ ،‬فــكل مــن‬

‫اململكــة العربيــة الســعودية والكويــت ودولــة‬

‫اإلمــارات العربيــة املتحــدة اســتثمرت يف الجهــود‬ ‫العامليــة للقضــاء عليــه‪ .‬وشــملت هــذه املســاهمات‬

‫‪ 100‬مليون دوالر تربع بها ويل عهد أبوظبي لتلقيح‬ ‫األطفال يف باكستان وأفغانستان‪ .‬وكان املانحون يف‬ ‫لقــاء قمــة عقــد يف أبوظبــي يف العــان ‪ 2013‬قــد‬

‫تعهــدوا بمبلــغ ‪ 4‬مليــار لتمويــل حملــة مدتهــا ســت‬

‫سنوات للقضاء عىل شلل األطفال‪.‬‬

‫ويقــول غيتــس‪“ :‬نحــن عــى اســتعداد ألن ننفــق‬

‫بقــوة ‪ ...‬وإن اســعفنا القليــل مــن الحــظ‪ ،‬سنشــهد‬ ‫‪02‬‬

‫خاتمة هذا املرض هذا العام”‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫‪01‬‬

‫دخــل اليــوم غيتــس عقــده الســابع مــن العمرلكنــه مــازال يســعى‬

‫آلفــاق جديــدة‪ .‬كان غيتــس يف شــبابه قــد تخــى عــن دراســته يف جامعــة‬ ‫هارفــرد ليبنــي ثــروة َ كانــت األوىل مــن نوعهــا يف قطــاع الربمجيــات عــن‬ ‫طريــق شــركته الشــهرية‪ ،‬مايكروســوفت‪ .‬يف العــام ‪ 1986‬تــم تســجيل‬ ‫شــركته يف ســوق األســهم‪ ،‬وبعــد مــرور عــام واحــد فقــط كان غيتــس قــد‬ ‫أصبــح أصغــر مليارديــر عصامــي يف العالــم وهــو بعمــر ‪ .31‬ويف العــام‬

‫“‬

‫عمل الخير هو أن‬ ‫هدف ً‬ ‫يكون مختبرا لالبتكار في‬ ‫قفزة‬ ‫ما قد يؤدي إلى‬ ‫ٍ‬ ‫نوعية أو تقدم ملموس‬

‫”‬

‫‪ 2008‬تخــى غيتــس عــن إدارة شــركته بعــد أن أصبــح واحــد مــن أثــرى‬

‫رجــال العالــم‪ ،‬ليكــرس وقتــه للمؤسســة الخرييــة التــي كان قــد أنشــأها‬ ‫مــع زوجتــه ميلينــدا قبــل نحــو ثمــان ســنوات‪ .‬واليــوم مؤسســة بيــل‬

‫وميلينــدا غيتــس‪ ،‬التــي أصبحــت أكــر مؤسســة خرييــة خاصــة يف‬ ‫العالــم‪ ،‬تنفــق قرابــة ‪ 4‬مليــار دوالر ســنويا ًعــى قضايــا إنســانية متنوعــة‬

‫تشمل التعليم والنظافة وصحة املرأة‪ ،‬خالل سعيها ملكافحة املشاكل‬

‫األشــمل وهي الفقر واألمراض‪ .‬وال شــك أن غيتس هو اليوم أكرث رواد‬ ‫العطاء نفوذا ًوتأثريا ًيف عاملنا‪.‬‬

‫يمكن وصف رحلة مؤسسة بيل وميليندا غيتس يف عالم اإلحسان‬ ‫بالخاطفــة‪ ،‬وتميــزت طريقــة عملهــا بمــا يمكــن تســميته بالعطــاء املحفـ ِّـز‪،‬‬

‫والــذي يســتثمر يف تطبيــق األفــكار املبتكــرة والتــي غالبــا ًمــا تكــون محفوفــة‬ ‫باملجازفة لكن من شأن مردودها أن يكون عظيماً‪ .‬وتستخدم املؤسسة‬ ‫هــذه املقاربــة يف تعاملهــا مــع أكــر املعضــات االجتماعيــة واالقتصاديــة‪،‬‬

‫‪24‬‬

‫كمــا يســتهدف عطاؤهــا الفجــوات التــي تفصــل بــن القــوى السياســية‬ ‫وقــوى الســوق‪ ،‬وهــذا مــا يصفــه غيتــس بأنــه “الدفــع باألمــور قُدُمــا ً يف‬

‫السكانية الفقرية‪ ،‬لم يتواجد الحافز الكايف للسعي جديا ً إىل تطوير‬

‫لقــاح فعــال‪ .‬هنــا يــأيت دور مؤسســة غيتــس‪ ،‬فقــد ضخــت ماليــن‬

‫الــدوالرات يف الجهــود الهادفــة للقضــاء عــى املــرض ـ كان آخرهــا‬ ‫اإلعــان يف ينايــر املــايض عــن إطــاق صنــدوق بقيمــة ‪ 4.28‬مليــون دوالر‬

‫بالشــراكة مــع الحكومــة الربيطانيــة لتحقيــق حلــم كبــر وهــو عالــم‬

‫خــالٍ مــن داء املالريــا بحلــول العــام ‪.2040‬‬

‫لكــن املشــهد ال يخلــو مــن الناقديــن‪ ،‬فالبعــض يقــول أن املؤسســة‬ ‫تمارس تأثريا ًغري متكافئ أو متناســب‪ ،‬وأن نفوذها املدعوم بـ ‪ 40‬مليار‬

‫دوالر يجعلهــا قــادرة عــى أن تحــرف توجــه البحــوث وتؤثــر عــى أولويــات‬ ‫املســاعدات اإلنســانية‪ ،‬مــا يعطيهــا القــدرة عــى حجــب طــرق التعامــل‬ ‫واملقاربــات التــي قــد تكــون منافســة ملقارباتهــا‪ .‬وباملقابــل‪ ،‬تشــر املؤسســة‬

‫املواقع التي يعجز فيها أو يتجنبها اآلخرون”‪.‬‬ ‫ويوضح غيتس قائالً‪“ :‬إن هدف عمل الخري هو أن يكون مختربا ً‬

‫إىل نهج الشــفافية الذي تتبعه‪ ،‬وبأن عالقاتها الوثيقة مع أعداد كبرية‬

‫للتفكــر باألمــور والتمعــن بهــا”‪.‬‬

‫يســاعد عــى تحديــد األولويــات يف عطاءهــا‪ .‬ويف بــاب الــرد عــى النقــد‪،‬‬

‫لالبتكار يف ما قد يؤدي إىل قفزة ٍ أو تقدم ملموس؛ أن تتوفر اإلرادة‬ ‫قضيــة املالريــا هــي حالــة مثاليــة لتوضيــح نهــج املؤسســة‪ .‬فهــذا‬

‫املــرض الــذي ينتقــل مــن إنســان إىل آخــر عــن طريــق لســعة البعــوض‪،‬‬ ‫كان السبب يف وفاة ‪ 438,000‬ضحية يف العام ‪ ،2015‬غالبيتهم من‬

‫األطفــال تحــت ســن الخامســة‪ .‬وتصيــب املالريــا نحــو ‪ 200‬مليــون‬

‫شــخص ســنوياً‪ ،‬لكنــه بمــا أن معظــم ضحايــا املالريــا هــم مــن الفئــات‬

‫مــن الجهــات الحكوميــة واملنظمــات غــر الربحيــة والشــركاء هــي مــا‬

‫ّ‬ ‫‪0 01‬يعد سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان‪ ،‬ولي عهد أبوظبي‪ ،‬من أبرز الداعمين‬ ‫لمؤسسة بيل وميليندا غيتس في حملة القضاء على داء شلل األطفال في العالم‬ ‫‪0 02‬تسعى مؤسسة غيتس إلى تمويل الحلول المبتكرة التي قد تكون نسبة المجازفة‬ ‫فيها عالية لكن مردودها عظيم‪ ،‬كما هي تستثمراليوم في البحث عن وسائل‬ ‫فعالة في مواجهة مرض المالريا الذي ينتقل عن طريق بعوضة‬



‫ءاطعلا نمز‬

‫أفكار‬ ‫تغير العالم‬ ‫كان بيل غيتس حتى وقت قصير أغنى رجل في العالم‪ ،‬لكنه اليوم اكتسب لقباً آخر‬ ‫وهو أنه أكثر رواد العطاء تأثيراً في العالم‪ .‬يحثنا غيتس عن العطاء في منطقة الخليج‪،‬‬ ‫وخطته لمكافحة الفقر في العالم اإلسالمي‬ ‫ملقب جوان بالد‬

‫يوجد‬

‫يف ال ـع ــال ــم ال ـي ــوم م ـل ـي ــار ش ـخ ــص ي ـع ــان ــون‬

‫ترتكــز الخطــة املوضوعــة للصنــدوق إىل توفــر قــروض مي ّ‬ ‫ســرة‪ .‬ومــن‬

‫ي ـع ـي ـشــون يف دول إ س ــا م ـي ــة‪ .‬ل ـكــن املــايــن‬

‫دوالر لتمويل مشاريع يف قطاعات الصحة والزراعة والبنية التحتية يف‬

‫مـ ـ ــن ال ـ ـف ـ ـق ـ ــر امل ـ ـ ــدق ـ ـ ــع‪ ،‬م ـ ـن ـ ـهـ ــم ‪ 40‬بـ ــاملـ ـئـ ــة‬

‫مــن األس ــر قــد ي ـبــدأ واق ـع ـهــا الـسـيــئ بــالـتـحـســن يف ال ـس ـنــوات املـقـبـلــة‪،‬‬ ‫والسبب هو أن يف يونيو املايض أعلن كل من بيل غيتس‪ ،‬املؤسس‬

‫امل ـ ـش ـ ــارك ألث ـ ـ ــرى مـ ــؤسـ ـسـ ــة إ نـ ـسـ ــانـ ـيـ ــة خ ـ ــاص ـ ــة‪ ،‬وال ـ ـب ـ ـنـ ــك األسـ ــا مـ ــي‬ ‫لـلـتـنـمـيــة‪ ،‬و مـقــره جـد ّة‪ ،‬عــن صـنــدوق بـقـيـمــة ‪ 2.5‬مـلـيــار دوالر يـهــدف‬

‫لـنـشــل نـحــو ‪ 400‬مـلـيــون شـخــص مــن أ شــد حــاالت الـبــؤس والـحــر مــان‬

‫إىل فــوق خــط الـفـقــر‪.‬‬

‫ويعلــق غيتــس عــى الشــراكة يف الصنــدوق بقو لــه‪“ :‬نحــن نمتلــك‬

‫الخــرة‪ ،‬والبنــك اإلســامي للتنميــة لد يــه الدرا يــة بكيفيــة إنجــاز‬ ‫األمــور يف املنطقــة‪ .‬وهــذان أ هــم عامــان للنجــاح”‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫املقــرر أن يصــرف البنــك اإلســامي للتنميــة خــال خمــس ســنوات مليــاري‬ ‫أفقر ‪ 30‬بلد ٍ أســامي‪ .‬وتعمل مؤسســة بيل وميليندا غيتس عىل توفري‬

‫هبــاة بقيمــة ‪ 500‬مليــون دوالر تُســتخدم لتخفيــض قيمــة الفوائــد عــى‬

‫القــروض وجعلهــا بمتنــاول أفقــر دول العالــم‪ ،‬وستســاهم املؤسســة‬ ‫بمبلغ ‪ 100‬مليون دوالر من صندوقها الخاص‪ ،‬كما سيشارك صندوق‬

‫التضامــن اإلســامي للتنميــة بمبلــغ ‪ 100‬مليــون دوالر أخــرى‪ ،‬وأعلنــت‬

‫قطــر يف أبريــل املــايض مســاهمتها بمبلــغ ‪ 50‬مليــون دوالر‪ .‬ويصــف بيــل‬ ‫غيتــس الــذي يحشــد الجهــود الســتقطاب مانحــن أكــر‪ ،‬املشــروع بأنــه‬ ‫“فرصــة رائعــة ألي أي شــخص يهمــه الدفــع نحــو التغيــر االجتماعــي”‪.‬‬ ‫ويضيف‪ ،‬مبتسما ً“إنه فعال ًصندوق مهم”‪.‬‬


‫الصورة الشاملة‬ ‫روما‪ ،‬إيطاليا‬ ‫المصو ّر‬ ‫ع ر الباكر‬ ‫لقاء جمع بني عاملني مختلفني‪ ،‬لكن‬

‫يجمعهما نفس الهدف‪ ،‬وهو نشر املعرفة‪ .‬يف‬

‫الرابع من يونيو‪ ،‬التقت سمو الشيخة موزا بنت‬ ‫ناصر‪ ،‬زوجة أمري دولة قطر السابق‪ ،‬مع البابا‬

‫فرنسيس األول يف روما‪ .‬ونتج عن اللقاء التوقيع‬

‫عىل اتفاق يسمح برقمنة عدد من املخطوطات‬

‫التاريخية العربية املوجودة يف مكتبة الفاتيكان‪،‬‬ ‫ونشرها مجانا ًعىل اإلنرتنت عرب مكتبة قطر‬ ‫الرقمية‪ .‬يأيت هذا االتفاق يف ظل دعم الطرفني‬

‫سبل توفري التعليم لتمكني اإلنسان‪ ،‬وخاصة‬

‫لالجئني الذين ال تتوفر لهم إمكانية الوصول إليه‪.‬‬ ‫ويف هذا الخصوص‪ ،‬تقول الشيخة موزا‪:‬‬ ‫“عندما نسأل الالجئني عما يريدونه أوالً‪ ،‬نسمع‬

‫إجابة واحدة تتكرر عىل ألسنتهم‪ ،‬وهي‪ :‬التعليم‪.‬‬

‫إنهم يدركون أن التعليم يمنحهم شريان الحياة”‬


‫ةملك فلأ رصتخت ةروص‬

‫‪20‬‬


‫يأر‬

‫“أســلوب الحيــاة” الــذي يركــز عــى التســوق‬

‫والرتفيــه‪ .‬فعــى الرغــم مــن الجاذبيــة الكبــرة ملثــل‬ ‫هــذه األعمــال املعتمــدة عــى التدفقــات النقديــة مــن‬ ‫املســتهلك‪ ،‬بفضــل ســهولة فهمهــا وحاجتهــا إىل‬ ‫الحــد األدىن مــن التمويــل األويل‪ّ ،‬‬ ‫إل أن ّ آفــاق‬

‫التوســع والنمــو أمامهــا محــدودة للغايــة‪ .‬يف‬ ‫املقابــل‪ ،‬فــإن إنشــاء مشــاريع جديــدة تملــك‬

‫إمكانــات النمــو الســريع يتطلــب تشــجيع رواد‬

‫األعمــال عــى التفكــر بقطاعــات مثــل الصناعــات‬ ‫التحويليــة أو النفــط والغــاز أو التقنيــات ســريعة‬ ‫التطــور ـ بغـ ّ‬ ‫ـض النظــر عــن إذا كانــت هــذه املشــاريع‬ ‫قــد تشــكل نوعــا ً مــن التعطيــل يف الســوق مــن خــال‬

‫تجــاوز الوضــع الراهــن بأفــكار متطــورة وجديــدة‪ ،‬أو‬

‫إذا كان مــن شــأنها املســاعدة يف جعــل الشــركات‬ ‫القائمــة أكــر ابتــكارا ً وتنافســية‪.‬‬

‫لكــن قــد يكــون ملثــل هــذه املشــاريع جانبــا ً معيقــا ً‬

‫كصعوبــة تأمــن رأس املــال األويل‪ ،‬وطــول املــدة‬ ‫الزمنيــة الالزمــة لتحقيــق عائــد عــى االســتثمار‪.‬‬

‫وأعتقــد أن تشــجيع البنــوك عــى تقديــم القــروض‬ ‫للشــركات الصغــرة واملتوســطة‪ ،‬أو تشــكيل‬ ‫صناديــق‬

‫اســتثمار‬

‫حكوميــة‬

‫ملســاعدة‬

‫رواد‬

‫األعمــال‪ ،‬يمكــن أن يســاعد يف تخفيــف صعوبــات‬ ‫التمويــل أمــام هــذه املشــاريع التــي قــد تتســم‬

‫بمســتوى أعــى مــن املجازفــة‪.‬‬

‫ومــع كل مــا ســبق‪ ،‬فــإن ّ التحــدي األكــر ربمــا‬

‫يكــون مســألة إعــداد رواد األعمــال يف املقــام األول‪.‬‬

‫فهنــاك الكثــر مــن الجــدل حــول مــا إذا كان روّاد‬ ‫األعمــال يولــدون بالفطــرة أم يتــم إعدادهــم‬

‫بالتدريــب‪ ،‬وأنــا أعتقــد أن املســألة تتعلــق أكــر‬ ‫بمهــارات يمكــن‪ ،‬بــل يجــب‪ ،‬أن تـ ُد َرّس”‪ .‬واليــوم‪،‬‬ ‫عــادة ً مــا يواجــه الخريجــون مــن دول مجلــس‬ ‫التعــاون الخليجــي خياريــن عنــد دخولهــم ســوق‬

‫العمــل‪ :‬االنضمــام إىل القطــاع الخــاص‪ ،‬أو القطــاع‬

‫العــام‪ .‬لكننــا بحاجــة ملســاعدتهم عــى رؤيــة خيــار ٍ‬

‫ثالــث هــو تأســيس أعمالهــم الخاصــة‪ّ ،‬‬ ‫إل أن ّ ذلــك‬ ‫يتطلــب تغيــرا ً مهمــا ً يف قطــاع التعليــم يف املنطقــة‬

‫األعمــال مســاحة صغــرة للتنفــس‪ .‬فــإذا كنــت‬ ‫محــدودا ً بمســتويات معينــة مــن رأس املــال‪،‬‬

‫املناهــج الدراســية‪.‬‬

‫كل مــا تشــريه‪ ،‬أو هزيمتــك بضخامــة أعمالهــم‬

‫لــي تصبــح ريــادة األعمــال جــزءا ً أساســيا ً مــن‬ ‫فالوقــت املناســب لطــرح موضــوع ريــادة‬

‫وقــوة أســمائهم التجاريــة‪ .‬كمــا أن تأخــر املدفوعــات‬ ‫هــي مشــكلة ٌ أخــرى‪ ،‬فتحمــل تكاليــف ممارســة‬

‫األعمــال ليــس مرحلــة الجامعــة بــل يف املدرســة‪،‬‬ ‫خصوصــا ً يف ســنوات الدراســة الثانويــة‪ ،‬حيــث أود ّ‬

‫األعمــال مــع املؤسســات الكبــرة يمكــن أن يضــر ّ‬

‫وإدارتهــا‪ .‬ويشــمل ذلــك املهــارات املاليــة‪ ،‬وإدارة‬

‫يهــدد اســتمرارها‪ .‬وهــذا يوضــح أن ّ ريــادة األعمــال‬ ‫ليســت طريقــا ً مفروشــة بالــورود‪.‬‬

‫أن أرى املــدارس يف عُمــان وغريهــا مــن دول الخليــج‬ ‫تعلـ ّـم طالبهــا كيفيــة تأســيس مشــاريعهم الخاصــة‬ ‫العمليــات والتســويق‪ ،‬بمــا يضمــن أن يتخــرج‬

‫الطــاب مــن املدرســة بمســتوى أســايس مــن فهــم‬

‫بالتدفقــات النقديــة للشــركات الصغــرة‪ ،‬وقــد‬

‫لهــذا الســبب‪ ،‬علينــا غــرس الثقــة والطمــوح يف‬

‫شــبابنا‪ .‬فهــم يواجهــون ســوق عمــل ال يتــوازن فيهــا‬

‫األعمــال‪ .‬ويمكــن دمــج هــذا املوضــوع ضمــن املــواد‬ ‫األساســية املوجــودة حاليــا ً يف املناهــج الدراســية‬

‫الــذي نشــهد فيــه تقلــب أســعار النفــط وتحــول يف‬

‫للحصــول عــى تدريــب عمــي يف شــركات‬

‫تعـوّد عليهــا املواطنــون يف دول الخليــج‪ .‬إنهــا‬ ‫مرحلــة ٌ مــن التغيــر‪ ،‬لكنهــا يف الوقــت ذاتــه فرصــة ً‬

‫واختتامــه بمشــروعٍ صغــر‪ ،‬أو إطــاق مشــروع‬ ‫تجــاري تجريبــي‪ ،‬أو تقديــم الفرصــة للطــاب‬ ‫حقيقيــة قائمــة‪.‬‬

‫وإىل جانــب تثقيــف شــبابنا بمجــال ريــادة‬

‫األعمــال‪ ،‬فإنهــم بحاجــة إىل تعلــم كيفيــة مواجهــة‬

‫‪02‬‬

‫ســيكون الالعبــون الكبــار قادريــن دائمــا ً عــى شــراء‬

‫العقبــات والتحديــات الكبــرة‪ .‬فاقتصاداتنــا تشــهد‬ ‫هيمنــة ً للعالمــات التجاريــة الكــرى‪ ،‬مــا يــرك لــروّاد‬

‫عــدد الوظائــف الجديــدة مــع الطلــب‪ ،‬يف الوقــت‬

‫مســألة الدعــم والتســهيالت الحكوميــة التــي طاملــا‬

‫لصنــع مســتقبل مشــرق ومســتدام لألجيــال‬

‫القادمــة‪ .‬وال شــك أن مشــاريع ريــادة األعمــال ذات‬ ‫النمــو املحتمــل املرتفــع ســتكون جــزءا ً مهمــا ً مــن‬

‫املعادلــة يف مواجهــة هــذه التحديــات‪ ،‬وأنــا آمــل أن‬ ‫نتمكــن جميعــا ً مــن أداء الــدور املطلــوب منــا‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫يأر‬

‫زمام المبادرة‬ ‫يرى قيس الخنجي في ريادة األعمال الناشئة حال ً جزئيا ً ألزمة بطالة الشباب الكبيرة في دول‬ ‫مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬لكن بشرط بذل المزيد من أجل تمهيد الطريق أمام الشركات الناشئة‬

‫تشهد‬

‫اق ـت ـصــادات دول‬ ‫الـ ـخـ ـلـ ـي ــج تـ ـحـ ــوال ً‬ ‫ملموساً‪.‬‬

‫وال ـ ـشـ ــواهـ ــد عـ ــى ه ـ ــذا واض ـ ـح ـ ــة؛ مـ ــن اإلصـ ــاحـ ــات‬ ‫واسـعــة الـنـطــاق يف املـمـلـكــة الـعــربـيــة الـسـعــوديــة‪ ،‬إىل‬ ‫ال ـخ ـطــط ال ـتــي ب ــدأ تـنـفـيــذهــا يف ب ـلــدي ع ُـم ــان لـخـفــض‬

‫اعـتـمــادهــا عــى الـنـفــط بـحـلــول الـعــام ‪ ،2020‬يتصدّر‬ ‫السعي نحو تنويع النمو االقتصادي جميع الربامج‬

‫والخطط يف املنطقة‪.‬‬ ‫لكـنّ حــلّ مشــكلة بطالــة الشــباب لدينــا ال يقــل‬ ‫‪01‬‬

‫‪‬قيس الخنجي رائد أعمال من سلطنة ُعمان‪،‬‬ ‫وهو مؤسس شركة “قيس المتحدة” للتجارة‬ ‫و”جينيسيس الدولية”‪ ،‬كما أنه من الناشطين‬ ‫في دعم رواد األعمال ال ُعمانيين والمشاريع‬ ‫الصغيرة والمتوسطة‪ .‬وقد منحته مجلة “بيزنس‬ ‫وورلدوايد” لقب “رائد األعمال االجتماعي للعام‬ ‫‪ ”2015‬في سلطنة ُعمان‬

‫أهميــة عــن موضــوع التنويــع االقتصــادي‪ .‬ففــي‬

‫دول الخليــج‪ ،‬يجــد عــدد متزايــد مــن الشــباب‬ ‫العرب صعوبة يف الحصول عىل وظائف وتأسيس‬

‫حضورهــم يف املجتمــع‪ .‬ويعتمــد مســتقبل املنطقــة‬

‫بأســرها عــى تســريع توليــد فــرص العمــل‪ ،‬وأنــا أرى‬ ‫يف ريــادة األعمــال جــزء ً مــن الحــل لهــذه القضيــة‪.‬‬

‫يف جميــع أنحــاء العالــم‪ ،‬تلعــب الشــركات‬

‫الناشــئة املبتكــرة دور محــر ّك النمــو‪ ،‬ويمكنهــا‪ ،‬إذا‬ ‫توافــرت شــروط معينــة‪ ،‬أن تســاهم يف خفــض‬

‫البطالــة‪ ،‬عــر توليــد فــرص العمــل وتقديــم الفرصــة‬

‫باألخـ ّ‬ ‫ـص ألفضــل وأملــع الخريجــن الشــباب‪ .‬لكنــه‬ ‫علينــا جميعــاً‪ ،‬بالقطاعــن العــام والخــاص‪ ،‬بــذل‬

‫املزيــد مــن الجهــود مــن أجــل تمهيــد الطريــق‬ ‫ومســاعدة رواد األعمــال عــى االنطــاق‪.‬‬

‫إذا أرادت دول مجلــس التعــاون الخليجــي أن‬ ‫تصبــح أرضــا ً خصبــة للمشــاريع الناشــئة‪ ،‬فــإن‬

‫العمليــة تبــدأ بالسياســات الحكوميــة‪ .‬فتشــجيع‬

‫إقامــة مثــل هــذه الشــركات عــر تقديــم التمويــل‬

‫‪18‬‬

‫األويل أو رأس املــال مــن صناديــق متخصصــة‪،‬‬

‫والســعي لتســهيل اإلجــراءات وتخفيــف أو إزالــة‬ ‫العقبــات التــي تعرقــل بيئــة األعمــال‪ ،‬ســتكون‬ ‫مفتاحــا ً مهمــا ً لتعزيــز ثقافــة ريــادة األعمــال‪ .‬ويــأيت‬ ‫يف هــذا اإلطــار أيضــا ً تبســيط إجــراءات الرتاخيــص‬

‫وتنظيــم محطــة واحــدة متكاملــة‬

‫إلكمــال كل‬

‫اإلجــراءات املتعلقــة بتأســيس الشــركات الناشــئة‪.‬‬

‫هــذه األمــور ستشــجع عــى قيــام تلــك الشــركات‪.‬‬

‫يف ســلطنة عُمــان‪ ،‬نحــن ننظــر بتحفــظ إىل‬

‫نســبة العمالــة الوافــدة مقارنــة بالعمالــة املواطنــة‬ ‫يف قطــاع األعمــال‪ .‬وقــد يكــون ذلــك عائقــا ً أمــام‬ ‫بعــض الشــركات الناشــئة التــي تتطلــب مهــارات‬

‫معينــة قــد ال تتوافــر بســهولة بــن املواطنــن‪ .‬وربمــا‬ ‫يكــون حــلّ هــذه املعضلــة صعبــاً‪ ،‬لكــن تســهيل‬ ‫الضوابــط التنظيميــة عنــد الضــرورة يمكــن أن‬ ‫يســاعد يف تحفيــز نشــوء أعمــال جديــدة قابلــة‬ ‫للتو ّ‬ ‫ســع والنمــو يف قطاعــات غــر مســتغلة ســابقاً‪،‬‬

‫ـرص أكــر بكثــر‬ ‫وهــذا بــدوره قــد يــؤدي إىل فـ ٍ‬ ‫لتوظيــف املواطنــن‪.‬‬ ‫يمكــن للحكومــات أيضــا ً أن تنظــر يف تقديــم‬ ‫حوافــز ملوظفــي القطــاع العــام لتجريــب تأســيس‬

‫أعمالهــم الخاصــة‪ .‬ومــن ذلــك اإلجــازات الطويلــة‬

‫التــي تتيــح للموظفــن اختبــار الســوق بأنفســهم‪،‬‬ ‫ومحاولــة تأســيس مشــاريع دون املجازفــة بخســارة‬ ‫وظائفهــم‪ .‬وبهــذه الطريقــة‪ ،‬يحصــل رواد األعمــال‬

‫الجــدد عــى فرصــة مناســبة إلثبــات أنفســهم‬ ‫وإنشــاء مشــاريع تحمــل بــذور النجــاح‪ .‬وفضــا ً عــن‬ ‫ذلــك‪ ،‬فــإن ّ اســتهداف املوظفــن الحكوميــن يمكــن‬

‫أن يخلــق شــواغر يف ســوق العمــل الحاليــة‬

‫للخريجــن الجــدد‪.‬‬

‫“‬

‫هناك الكثير من‬ ‫الجدل حول ما إذا كان‬ ‫ّ‬ ‫رواد األعمال يولدون‬ ‫بالفطرة أم يتم‬ ‫إعدادهم بالتدريب‪،‬‬ ‫وأنا أعتقد أن المسألة‬ ‫تتعلق أكثر بمهارات‬ ‫يمكن‪ ،‬بل يجب‪ ،‬أن‬ ‫ُ‬ ‫ت َد ّرس‬

‫”‬

‫ليســت كلّ الشــركات الناشــئة باملســتوى ذاتــه‪،‬‬

‫فتوليــد فــرص العمــل عــى نطــاق واســع لــن يحــدث‬ ‫مثــا ً عــر تشــجيع الشــباب العــرب عــى تأســيس‬

‫شــركات يف قطــاع املطاعــم واملقاهــي أو قطــاع‬

‫‪0 01‬يقول الخنجي أن األوان يكون قد فات إلحداث أثرحقيقي إذا لم يبدأ تعليم مبادئ ريادة األعمال إال في المرحلة الجامعية‬ ‫‪0 02‬ما يقارب ثلث الشباب في منطقة الشرق األوسط عاطلين عن العمل‪ ،‬وفق بيانات األمم المتحدة‬


‫موي نوضغ يف‬

‫“‬

‫كل آمالك على أن‬ ‫تعلق ً‬ ‫تكون واحدا من المحظوظين‬ ‫الذين سيعودون سالمين من‬ ‫حيث ً أتوا‪ .‬لغاية اليوم كنت‬ ‫واحدا منهم‬

‫”‬

‫والحقــا ً أرســل يل الجراحــون الســوريون عــى هاتفــي النقــال صــورة‬ ‫للطفــل وهــو يلعــب كــرة القــدم ـ كان شــعوري رائعــاً‪.‬‬

‫أتــت فكــرة املؤسســة يف عــام ‪ 2011‬عندمــا كنــت يف ليبيــا‪ .‬كان‬ ‫الجراحــون هنــاك يعانــون كثــرا ًوهــم يحاولــون معالجــة الجرحــى مــن‬ ‫إصابــات بالغــة جــداً‪ .‬لــذا قــررت أن أنظــم محاضــرات ودورات‬

‫تدريبيــة‪ ،‬وهكــذا أتــت فكــرة تدريــب الجراحــن عــى عــاج اإلصابــات‬ ‫الناتجــة عــن الحــرب‪.‬‬

‫أطلقنــا مؤسســة ديفيــد نــوت يف فربايــر املــايض‪ ،‬لنقــدم مــن خاللهــا‬

‫دورات تدريبيــة ثــاث مــرات يف الســنة يف مبنــى الكليــة امللكيــة للجراحــن‬ ‫يف اململكــة املتحــدة‪ .‬ينضــم إىل هــذه الــدورات نحــو ‪ 30‬جراحــا ًمــن جميــع‬

‫أنحــاء العالــم ليتعلمــوا كيفيــة إجــراء ال ـ ‪ 50‬عمليــة جراحيــة لإلصابــات‬ ‫األكــر انتشــارا ً يف مناطــق الحــروب أو الكــوارث الطبيعيــة‪ ،‬وغالبيــة‬ ‫هــؤالء الجراحــن هــم متطوعــن يف منظمــة أطبــاء بــا حــدود واللجنــة‬

‫‪01‬‬

‫الدولية للصليب األحمر‪ .‬كلفة الدورة ‪ 2,000‬دوالر‪ ،‬وتهدف املؤسسة‬ ‫لتغطيــة التكاليــف للذيــن ليــس بمقدورهــم تحمــل أعباءهــا‪.‬‬

‫وأقــدم أيضــا ً دورات عــر األقمــار الصناعيــة عــى مــدى ثالثــة أيــام‬

‫لتدريب الجراحيني يف مكان تواجدهم‪ .‬وهي دورة مجانية للمشاركني‬

‫لكنهــا تكلــف املؤسســة نحــو ‪ 20,000‬دوالر‪ .‬وقدمنــا هــذه الــدورة يف‬ ‫ّ‬ ‫ونحضــر هــذا‬ ‫أبريــل املــايض ل ـ ‪ 30‬جراحــا ً ســوريا ً يف غازيانتــب يف تركيــا‪،‬‬ ‫العــام لدورتــن أخرتــن يف كل مــن األردن واليمــن‪.‬‬

‫العديــد مــن النــاس ال يــرددون بتقديــم املســاعدات اإلنســانية‪،‬‬

‫لكــن قالئــل مــن يقدمــون الدعــم لألماكــن األشــد حاجــة لــه‪ ،‬وهــي‬

‫جبهــات القتــال‪ ،‬حيــث يــرك األطبــاء والجراحــن لتدبــر األمــور بمــا‬ ‫تيســر لهم ـ أنا آمل بمســاعدتهم‪.‬‬

‫‪0 01‬ديفيد نوت أطلق مؤسسته اإلنسانية الخاصة ليدرب المتطوعين واألطباء‬ ‫المحليين على إجراء العمليات في مناطق الحروب‬ ‫‪02‬‬

‫‪0 02‬أصبحت المستشفيات عرضة للقصف بشكل متزايد في مناطق الصراعات‬ ‫المسلحة؛ من ضمنها مستشفيات منظمة أطباء بال حدود‬

‫‪17‬‬


‫موي نوضغ يف‬

‫‘ما يمكّنك من‬ ‫االستمرار هو أنك‬ ‫تنقذ حياة إنسان’‬ ‫أمضى الجراح البريطاني ديفيد نوت عقدين من عمره يعمل في مناطق تعاني‬ ‫من الحروب والنزاعات المسلحة‪ ،‬وكان يتخذ قراراته التي أحدثت الفرق بين‬ ‫الحياة والموت تحت أزيز الرصاص وسقوط القذائف‪ .‬واليوم يأمل نوت بأن‬ ‫ينقل المهارات التي اكتسبها بجدارة في ظل الحرب إلى مجموعات صغيرة‬ ‫من المتطوعين للعمل اإلنساني على جبهات المعارك‬

‫واملمارســة‪ .‬أجعلهــم يرافقــوين إىل غرفــة العمليــات إلجــراء العمليــات‬ ‫ســوية‪ .‬وأريهــم عمليــا ً كيفيــة اســتخدام املبضــع واملقــص وامللقــط يف‬ ‫الجراحــة قبــل أن أجعلهــم يســتخدمونها بأنفســهم‪ .‬الســرعة والدقــة‬ ‫أمــران مهمــان جــدا ًيف نجــاح العمليــة الجراحيــة‪ ،‬وأنــا أعلمهــم أســاليب‬ ‫للحــد مــن فقــدان الــدم وإجــراءات ســريعة الختصــار الوقــت‪ .‬وتســيطر‬

‫العمليــة الجراحيــة عــى كل حواســك‪ ،‬ورغــم أنــك تعمــل يف ســاحة‬ ‫حــرب‪ّ ،‬‬ ‫إل أن عقلــك يبقــى مركــزا ًعــى املهمــة بــن يديــك‪.‬‬

‫إن إجــراء العمليــات الجراحيــة يف ظــل الحــرب يعتمــد كثــرا ً عــى‬

‫اتخــاذ القــرارات الصحيحــة وبســرعة‪ ،‬إذ ليــس هنــاك كفايــة مــن الوقــت‬

‫أو املــوارد الالزمــة ملعالجــة الجميــع‪ .‬فيجــب عليــك أن تعتمــد عــى‬ ‫حدســك لتشــخيص املشــكلة وطريقــة معالجتهــا‪ .‬كمــا أنــت بحاجــة أيضــا ً‬

‫لبعد النظر لتقّدر الوضع ما بعد اكمال العمليةـ هل ستتوفر للمريض‬ ‫أو الجريح غرفة عناية فائقة؟ هل سيعاين من مشاكل يف الصدر بعد‬

‫العملية؟ فإن كان من املرجح أن يعاين الجريح من مضاعفات ما بعد‬

‫العملية الجراحية‪ ،‬سيكون من الصواب اإلمتناع عن إجراء العملية؛‬

‫إذ يجــب عليــك الحفــاظ عــى مــا هــو متوفــر مــن مخــزون الــدم واللــوازم‬

‫الطبيــة للجرحــى الذيــن مــن املرجــح أن تنقــذ حياتهــم‪.‬‬ ‫يجب عليك أيضا ًالتخيل عن عواطفك‪ .‬إذا ســمحت لعواطفك‬

‫بأن تؤثر عليك فلن يكن بمقدورك إتخاذ قرارات رشيدة‪ .‬وهذا أمر‬ ‫قــد ال يكــون ممكنــا ً دائمــاً؛ فعندمــا يأتيــك طفــل مصــاب بجــروح‬ ‫بليغــة ال يمكــن معالجتهــا وأنــت عاجــز عــن فعــل يشء‪ ،‬لــن يمكنــك‬ ‫حينهــا تملـ ّـك عواطفك‪.‬‬

‫عندمــا يتطلــب عملــك أن تكــون يف ســاحة حــرب‪ ،‬فأنــت تعلــق‬ ‫كل آمالــك عــى أن تكــون واحــدا ً مــن املحظوظــن الذيــن ســيعودون‬

‫ملقبستيوارت ماثيوز وأدريان تشيرنيجوي‬

‫ســاملني مــن حيــث أتــوا‪ .‬لغايــة اليــوم كنــت واحــدا ً منهــم‪ .‬لكــن حســن‬ ‫الطالــع لــم يكــن مــن نصيــب خمســة مــن زمــايئ الذيــن قُتلــوا خــال‬

‫هناك‬

‫تنقلهم من مستشفى إىل آخر يف حلب‪ .‬يجب عليك أن تحافظ عىل‬ ‫نباهتــك وحســن تقديــرك عــى الــدوام‪ ،‬كمــا يجــب أن تكــون محايــدا ً‬ ‫ســبب بســيط يدعــوين دائمــا ً للعــودة إىل‬

‫أشــارك يف مــا قــد يصــل إىل ثــاث مهــام يف الســنة مــع منظمــات‬

‫أشعر باألىس تجاه الناس الذين يجدون‬

‫حــدود (‪ ،)MSF‬واللجنــة الدوليــة للصليــب األحمــر (‪ .)ICRC‬وتــراوح‬

‫أسلحة الكالشنكوف‪ ،‬وأحاطوا بنا بينما كنت أجري عملية عىل زميل‬ ‫لهــم كان قــد أصيــب بطلــق نــاري يف صــدره‪ .‬أصبــح الجــو متوتــرا ً جــداً‪،‬‬

‫هــذه األجــواء مــرة تلــو األخــرى‪ ،‬وهــو أننــي‬

‫أنفســهم محاصريــن بأجــواء اإلقتتــال املســلح‪ .‬توفــر العنايــة الصحيــة هــو‬

‫ضرورة لكل إنسان‪ ،‬وأنا أبذل جهدي ألكون من يوفرها‪.‬‬

‫تطوعــت ألول مــرة للذهــاب إىل مدينــة ســراييفو املحاصــرة خــال‬

‫حــرب البوســنة يف العــام ‪ ،1993‬بعــد مشــاهديت لتغطيــة إعالميــة حــول‬

‫الصراع هناك‪ .‬ما حدث يل هناك ّ‬ ‫غي مجرى حيايت‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت‬ ‫بـ ّ‬ ‫ت أتطــوع بمهــام يف مناطــق الصراعــات والكــوارث؛ مــن ليبرييــا ودارفــور‬

‫إىل هايتي وسوريا واليمن‪.‬‬

‫ال يتوفــر يف املناطــق املنكوبــة بالحــروب أو الكــوارث الطبيعيــة إال‬

‫القليــل مــن مســتلزمات الجراحــة‪ .‬فامــدادات الــدم تكــون محــدودة‪،‬‬ ‫واألدويــة قليلــة‪ ،‬ومعـدّات التشــخيص شــبه مفقــودة‪ .‬لــذا يجــب عليــك‬ ‫االتــكال عــى مهاراتــك‪ .‬كــم أنــه يف الحــرب غالبــا ً مــا يلجــأ كبــار األطبــاء‬

‫إغاثيــة مثــل “شــبكة إغاثــة ســوريا” (‪ ،)Relief Syria‬وأطبــاء بــا‬ ‫فــرة بقــايئ هنــاك بــن ثالثــة أســابيع كحــد أقــى إذا كانــت املنطقــة‬

‫تشــتعل فيهــا الحــرب بشــدة‪ ،‬وســتة أســابيع إذا كانــت خطــوط النــار‬ ‫بعيــدة نوعــا ًمــا‪.‬‬

‫ويف حــال عــدم وقــوع اصابــات خــال الليلــة الســابقة‪ ،‬يبــدأ عمــي‬ ‫قرابــة الســابعة صباحــاً‪ ،‬ونســتمع إىل التقريــر األمنــي يف الســابعة‬ ‫والنصــف‪ .‬ثــم تســتغرق جولتــي عــى املــرىض نحــو الســاعة‪ ،‬ويف الســاعة‬ ‫التاســعة أبــدأ بمعاينــة املــرىض يف العيــادة أو يف حــال تواجــد اصابــات يف‬ ‫غرفــة الطــوارئ أباشــر باســعافهم وإجــراء العمليــات الالزمــة‪ .‬ويســتمر‬ ‫العمــل عــى هــذا املنــوال كل النهــار‪ ،‬وأحيانــا ً يمتــد طــوال الليــل‪ .‬أذكــر‬

‫أطول فرتة عملت بها دامت ‪ 22‬ساعة من العمليات الجراحية املتواصلة‪.‬‬

‫والجراحني إىل الفرار‪ ،‬تاركني األطباء املتمرنني يف ساحة املعركة الذين‬

‫يمــي الوقــت وأنــت ال تشــعر بــه بالرغــم مــن التعــب واإلرهــاق‪،‬‬ ‫فتستمر بعملك‪ ،‬وما يمكّنك من االستمرار هو أنك تنقذ حياة إنسان ـ‬

‫أصعب أنواع اإلصابات والجروح التي يمكن تخيلها‪ ،‬مثل تلك الناتجة‬

‫لــك الفرصــة ويف أقــرب مكان‪.‬‬

‫قــد يكــون لديهــم إملــام بمبــادئ وتقنيــات الجراحــة‪ ،‬لكنهــم يواجهــون‬ ‫عــن الطلقــات الناريــة‪ ،‬والقناصــة‪ ،‬واأللغــام‪ ،‬والقذائــف‪ ،‬باإلضافــة إىل‬ ‫املواد املرتجلة املتفجرة أو الحارقة مثل قنابل املولوتوف‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫إىل أقــى الحــدود‪.‬‬

‫خــال فــرة عمــي يف حلــب دخلــت علينــا يف غرفــة العمليــات‬

‫يليه إنسان آخر ثم إنسان آخر ـ وال يغمض لك جفن إال متى ما سنحت‬ ‫خــال الفــرات الهادئــة أزاول التعليــم‪ .‬ففــي ســوريا‪ ،‬عــى ســبيل‬

‫املثــال‪ ،‬هنــاك العديــد مــن الجراحــن املبتدئــن الذيــن ينقصهــم التدريــب‬

‫مجموعة من مقاتيل تنظيم الدولة اإلسالمية‪ ،‬داعش‪ ،‬وهم يحملون‬

‫لكننــي كنــت مضطــرا ً ألن أتجاهلهــم ألتمكــن مــن الرتكيــز عــى العمليــة‪.‬‬

‫فيجب ٌ‬ ‫أل تنىس أنك طبيب جراح بمهمة إنسانية هناك لتنقذ األرواح‪،‬‬ ‫وليــس لــك أن تحكــم عــى أحــد أو تتخــذ موقفــا ًسياســيا‪ً.‬‬

‫وقــد تكــون أحيانــا ً صعوبــات العمــل مــن النــوع العــادي جــداً‪،‬‬ ‫مثــل أن تصيبــك أنــت وعكــة صحيــة‪ .‬فالتحــدي كبــر جــدا ً عندمــا‬ ‫تحــاول أن تبــدأ بعمليــة جراحيــة لكــن عليــك أن تذهــب إىل دورة امليــاه‬ ‫كل ‪ 20‬دقيقــة‪ ،‬ناهيــك عــن القذائــف الصاروخيــة التــي تتســاقط عــى‬ ‫مســافة غري بعيدة‪.‬‬

‫يف عــام ‪ ،2014‬كنــت أعالــج طفــا ًال يزيــد عمــره عــن األربــع ســنوات‬

‫كان قــد أصيــب بشــظايا قنبلــة برميليــة اقتلعــت األوعيــة الدمويــة يف‬ ‫أســفل ســاقه وقدمــه‪ .‬كان مــن الســهل يف مثــل هــذه الحالــة والظــرف أن‬ ‫تُبــر الســاق‪ ،‬لكننــي قــررت أن أجمــع كل الجراحــن ألريهــم كيــف يمكــن‬

‫أن يؤخذ وريد من ساق ثم يزرع كشريان يف الساق املتضررة‪ ،‬ويُضمد‬ ‫الجــرح بقطعــة مــن جلــد بالســتييك جراحــي‪ .‬كانــت عمليــة صعبــة جــداً‪،‬‬ ‫لكننــا أنقذنــا ســاق الطفــل‪ ،‬وكان قــد بــدأ يمــي عليهــا بعــد شــهرين‪.‬‬


‫ملاعلا ىلع ةذفان‬

‫العمل الخيري ‪ ،‬أصبح نهجهم في عمل الخير‬ ‫يقترب من نهج رواد العطاء في مناطق أخرى من‬ ‫العالم‪ .‬هذا ما كشف عنه “مؤشر بي إن بي باريبا‬ ‫للعمل الخيري الفردي” الذي يعتمد على دراسة‬ ‫سنوية يخضع لها ما يزيد على ‪ 450‬شخص من‬ ‫األثرياء في كل من الواليات املتحدة وأوروبا وآسيا‬ ‫والشرق األوسط ويتم منح نقاط من أصل ‪100‬‬ ‫ً‬ ‫بناء على‬ ‫نقطة لفاعلي الخير كل منطقة‬ ‫مجموعة من العوامل‪ .‬وبالرغم من مختلف‬

‫التقلبات في السنوات املاضية‪ ،‬فقد حققت‬ ‫منطقة الشرق األوسط زيادة من ‪ 33.2‬نقطة في‬ ‫عام ‪ 2013‬إلى ‪ 42.8‬نقطة في املؤشر للعام‬ ‫‪ ،2016‬وهي بالتالي تقترب أكثر وأكثر من قادة‬ ‫ً‬ ‫العطاء على قمة الدراسة وهم حاليا املانحين‬ ‫األمريكيين بواقع ‪.54.6‬‬ ‫ويبدو أن رواد العمل الخيري األميركيين على‬ ‫ً‬ ‫أهبة االستعداد للبقاء في القمة أيضا؛ فحوالي‬ ‫‪ 40‬باملائة منهم يعتزمون ترك ثلث ثروتهم على‬

‫األقل للمؤسسات الخيرية مقارنة بنسبة ‪13‬‬ ‫باملائة من األفراد في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫ولكن مهما اختلفت طريقة العطاء أو املبالغ‬ ‫املمنوحة‪ ،‬جميع املانحين يتمسكون بطموحات‬ ‫وآمال كبيرة‪ ،‬فقد ذكرت الدراسة بأن ما نسبته‬ ‫‪ 68‬باملائة منهم يتوقون إلى القضاء على املشكلة‬ ‫اإلنسانية التي يتعاملون معها بالكامل‪ .‬فالحرب‬ ‫إلنهاء مآ�سي البشرية بالنسبة لرواد العطاء‬ ‫حول العالم مستمرة‪.‬‬

‫أوروبا والشرق األوسط‬ ‫نجح أصحاب األعمال الخيرية في منطقة الشرق األوسط بزيادة‬ ‫حجم عطائهم وتحسين أثره خالل العام املا�ضي‪ .‬ففي ظل األزمات‬ ‫املحلية وازدياد حدتها‪ ،‬ارتفعت نسبة العطاء في الشرق األوسط إلى‬ ‫‪ 42.8‬من ‪ 100‬في مؤشر باريبا للعام ‪ ،2016‬وهو أعلى ترتيب‬ ‫للمنطقة منذ العام ‪.2013‬‬ ‫أداء المانحين في‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫(من أصل ‪ 100‬نقطة)‬

‫اإلفصاح عن العطاء‬ ‫حصلت كل من منطقة الشرق األوسط والواليات املتحدة‬ ‫األمريكية على مجموع متقارب للنقاط في مقياس املؤشر املتعلق‬ ‫باإلفصاح عن العطاء‪ .‬ويبدو أن رواد العطاء في كال املنطقتين‬ ‫يفضلون عدم التحدث بتبرعاتهم‪ .‬فقد سجلت الواليات املتحدة‬ ‫‪ 5.9‬والشرق األوسط ‪ 6.7‬نقطة من أصل ‪ .25‬وتوضح الدراسة بأن‬ ‫ً‬ ‫اإلمتناع عن الترويج علنا للعمل الخيري ـ أي باستخدام وسائل‬ ‫االعالم التقليدية أو شبكات التواصل االجتماعي ـ سببه األساس هو‬ ‫اإليمان الديني وروح التواضع‪ .‬ويأتي ترتيب أوروبا األعلى بين كل‬ ‫املناطق في هذا الجانب من املؤشر بمجموع ‪ 8.1‬نقطة‪ ،‬رغم أنها‬ ‫تبقى بعيدة عن الدرجة القصوى‪.‬‬

‫لم يكن أداء املانحين في أوروبا في هذه الفترة بمستوى األداء في‬ ‫الشرق األوسط؛ حيث انخفض مؤشرها ‪ 3.8‬نقطة العام املا�ضي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ليصل إلى ‪ ،51.7‬وذلك نظرا لتدني معدالت العطاء‪ ،‬ليس بسبب‬ ‫ً‬ ‫تراجع الرغبة بالعطاء بل نتيجة للضائقة االقتصادية التي شهدتها‬ ‫أوروبا‪ ،‬بحسب الدراسة‪.‬‬

‫‪33.2‬‬

‫‪29.4‬‬

‫‪30.3‬‬

‫‪42.8‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2016‬‬

‫أكبر عامل تحفيز للعطاء‬

‫‪52%‬‬

‫‪58%‬‬

‫‪43%‬‬

‫‪47%‬‬

‫آسيا‬ ‫الرغبة في رد‬ ‫الجميل للمجتمع‬

‫الشرق األوسط‬ ‫اإليمان‬

‫أوروبا‬ ‫الحس بالواجب‬

‫الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‬ ‫التجربة الشخصية‬

‫‪15‬‬


‫ملاعلا ىلع ةذفان‬

‫العطاء يزداد‬ ‫لم ُ‬ ‫تعد املشاكل اإلنسانية التي تعاني منها منطقة‬ ‫الشرق األوسط خافية عن أي شخص في العالم‪.‬‬ ‫لكن األمر الجيد هو أن رواد العطاء في املنطقة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يؤدون اليوم دورا أهم ويبذلون جهودا متصاعدة‬ ‫للمساعدة في مواجهة تلك املشاكل‪ ،‬وبعملهم هذا‬ ‫بدأ دورهم يقترب من دور نظرائهم حول العالم‪.‬‬ ‫ارتفعت نسبة العطاء في الشرق األوسط‬ ‫بشكل ملحوظ العام املا�ضي ـ بنسبة ‪ 12.5‬نقطة‪،‬‬ ‫مقارنة بالواليات املتحدة األميركية وآسيا وأوروبا‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التي شهدت ثباتا كبيرا في حجم العطاء‪ .‬فوفقا‬ ‫ملؤشر عالمي جديد لقياس العمل الخيري‪ ،‬كان‬ ‫لالضطرابات وحالة عدم االستقرارالتي تعاني منها‬ ‫ً‬ ‫منطقة الشرق األوسط دورا في تحفيز األعمال‬ ‫الخيرية وتشجيع الناس على تخصيص موارد‬ ‫أكبر‪ ،‬سواء املالية منها أو العينية‪.‬‬ ‫وبفضل ارتفاع قيمة املبالغ التي يتبرع بها كبار‬ ‫املانحين العرب وإفصاحهم عن العطاء‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى ازدياد فعالية إنفاقهم في تحقيق أثر أفضل في‬

‫العطاء المرتبط بالنتائج‬ ‫وفق ما أفاد به املانحون الذين شاركوا بالدراسة برز االستثماراملؤثروالعمل الخيري‬ ‫التعاوني كأهم منصتين من جهة تحقيق النتائج‪ .‬وهو ما يتعارض مع انماط العطاء‬ ‫املفضلة لدى األغلبية التي أكدت بأن الهبات املخصصة هي أكثرأشكال العطاء فعالية‪.‬‬ ‫تتراوح التوقعات باملبالغ التي سيتم تخصيصها لالستثمار املؤثر على مستوى‬ ‫العالم بحلول عام ‪ 2020‬من ‪ 400‬ملياردوالرإلى ‪ 3‬تريليون دوالر‪ .‬لكن هذه التوقعات‬ ‫ً‬ ‫ضئيلة جدا مقارنة باالستثمارات التقليدية املتوقعة أن تبلغ حوالي ‪ 102‬تريليون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دوالر على شكل أصول بحلول ‪ 2020‬ـ ما يعني أن هناك شوطا طويال يتوجب على‬ ‫ً‬ ‫التمويل املوجه اجتماعيا اجتيازه للحاق بالعطاء التقليدي‪.‬‬

‫أنواع العطاء ومدى نجاحها في تحقيق النتائج‬ ‫هبات مخصصة‬

‫‪%49‬‬

‫است�ثمارات مرتبطة ببرامج‬

‫‪%45‬‬

‫است�ثمارات مرتبطة بمهة محددة‬

‫‪%35‬‬

‫هبات غير مقيدة للعمل الخيري‬

‫‪%34‬‬

‫هبات مقيدة‬

‫‪%33‬‬

‫رأس مال مختلط‬

‫‪%17‬‬

‫المشاريع الكبرى‬

‫‪%14‬‬

‫* املصدر‪ :‬مؤشرباريبا للعمل الخيري الفردي لعام ‪2016‬‬

‫‪14‬‬


‫ةدنجأ‬ ‫عبدالعزي�ز الغري�ر‬ ‫رئيس مجلس األمناء‪ ،‬مؤسسة عبداهلل الغري�ر للتعليم‬

‫في ظل استمرار النمو االقتصادي في‬ ‫دولة اإلمارات ونموأعمالنا معه‪ ،‬أصبح‬ ‫ً‬ ‫الوقت مناسبا ألن نبدأ في توجيه‬ ‫أعمالنا الخيرية وتنظيمها من خالل‬ ‫ً‬ ‫مؤسسة ننشئها خصيصا لهذا الغرض‪.‬‬ ‫ولكي تكون هذه األنشطة الخيرية‬ ‫ناجحة‪ ،‬يجب التعامل معها مثلما نتعامل مع أي نشاط تجاري‪،‬‬ ‫وأن نبحث عن أية ثغرات يجب إغالقها في عملية دعمها‪.‬‬ ‫ما من شك أن التعليم هوحاجة ملحة وحيوية في سبيل نجاح‬ ‫ً‬ ‫منطقة الشرق األوسط‪ .‬لكن وفقا لدراسة أعددناها لنكون على‬ ‫بينة حول أفضل املجاالت التي يمكننا املساعدة فيها‪ ،‬فأن برامج‬ ‫تعليم “العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات” (ما يطلق عليها‬ ‫مجتمعة تسمية ‪ )STEM‬هي قليلة في املنطقة وغالبيتها ذات مستوى‬ ‫متردي‪ .‬لذا‪ ،‬هناك نقص في سوق العمل ملهندسين وعلماء من نوعية‬ ‫ً‬ ‫عالية‪ .‬نحن طبعا ندرك أن متطلبات السوق قد تتغير مع مرور‬ ‫ً‬ ‫الزمن وفقا للعرض والطلب‪ ،‬وعليه قد نجري تعديالت في أنشطتنا‬ ‫ً‬ ‫مستقبال لنتما�شى مع التغيير‪.‬‬ ‫لكننا مانزال بحاجة ألن يتقدم املزيد من رواء العطاء ويتكلموا‬ ‫عن نجاحاتهم‪ .‬إن استطعنا مساعدة الجئ سوري في دراسته‬ ‫والحصول على التعليم في واحدة من أفضل الجامعات في العالم‪،‬‬ ‫ثم تفوق في دراسته ليفوز بالنهاية بجائزة نوبل‪ ،‬ألن تكون هذا قصة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نجاح عظيمة نفخر بها جميعا؟ ربما كان هذا �شيء ممكنا‪ ،‬لكن‬ ‫ً‬ ‫األهم هو أننا سنستمر بإستلهام هذه القصص أمال بأن نساهم‬ ‫بتنمية ثقافة عطاء شاملة‪.‬‬ ‫ريتشارد هوكس‬ ‫الرئيس التنفيذي‪ ،‬الصندوق البريطاني اآلسيوي‬

‫ً‬ ‫أنا أشعردائما بإنجذاب إلى املبادرات‬ ‫التي تبدو مختلفة عن غيرها أو التي‬ ‫تتطلب املجازفة ‪ -‬أي تلك املشاريع‬ ‫التي قد تواجه صعوبات في الحصول‬ ‫على الدعم‪.‬‬ ‫وأهم شيئين أنظر بهما هما الرؤية‬ ‫املوضوعة للمشروع وقيادته‪ .‬بالنسبة للرؤية‪ ،‬أرغب بأن أفهم‬ ‫ً‬ ‫تماما ما هوالتغييراالجتماعي الذي سيتحقق من خاللها‪ .‬أريد أن‬ ‫ً‬ ‫أعلم ما هي األشياء التي سوف تتغير؛ كيف سيصبح عاملنا مكانا‬ ‫ً‬ ‫أفضل إن تكللت جهودنا بالنجاح؟ هذا بنظري أهم كثيرا من أن‬ ‫نحسب عدد الناس الذين ستتأثرحياتهم باملشروع‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لقيادة املشروع‪ ،‬فيهمني أن أرى فيها الصدق‬ ‫ً‬ ‫واألمانة والشغف‪ .‬مثال‪ ،‬هل يمكنها أن تفصح بوضوح عما هي‬ ‫القيمة املطروحة بشكل أستطيع فهمه؟ هذا من دون املبالغة‬ ‫أو طرح وعود أكبرمما ُيعقل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أنه أمر جيد أن يكون قائد املشروع طموحا وجريئا‪ ،‬شرط‬ ‫ً‬ ‫أن يكون في نفس الوقت واقعيا بتقديره لصعوبة‬ ‫وحجم التحديات‪.‬‬

‫تـواريـخ مقترحة ألجندتك‬ ‫أبرز األحداث المقررة للربع األول من العام ‪2016‬‬

‫لندن‬

‫واشنطن‬

‫سان فرانسيسكو‬

‫‪ 6-4‬يوليو‬ ‫يوصف “مؤتمرجمع التبرعات” بأنه‬ ‫أكبرحدث في أوروبا للمهنيين‬ ‫العاملين في مجال جمع التبرعات‪،‬‬ ‫ويعقد هذا العام على مدة ثالثة‬ ‫أيام‪ ،‬يلتقي فيها أكثرمن ‪2,500‬‬ ‫شخص من قطاع العمل الخيري‬ ‫ملناقشة أحدث التوجهات‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك الجمع الرقمي للتبرعات‪،‬‬ ‫والتبرع الفردي‪ ،‬والعطاء‬ ‫االستراتيجي الهادف‪.‬‬

‫‪ 8-7‬سبتمبر‬ ‫ّ‬ ‫ينظم منتدى اإلغاثة والتنمية‬ ‫الدولية “القمة العاملية لإلغاثة‬ ‫من الكوارث”‪ ،‬وهي فعالية مكرسة‬ ‫ملناقشة أحدث التوجهات على‬ ‫صعيد مواجهة الكوارث واألزمات‪.‬‬ ‫يشارك في القمة ممثلون عن األمم‬ ‫املتحدة والحكومات واملنظمات‬ ‫غيرالحكومية والقطاع الخاص‪،‬‬ ‫لبحث حلو ٍل عملية ملا يشهده‬ ‫العالم من أزمات متزايدة‪.‬‬

‫‪ 16-13‬سبتمبر‬ ‫يهدف مؤتمرأسواق رأس املال‬ ‫االجتماعي ‪ SOCAP16‬لجمع رواد‬ ‫األعمال واملستثمرين واملؤسسات‬ ‫اإلنسانية على مدى ثالثة أيام‬ ‫ملناقشة التحديات والفرص‬ ‫الجديدة في مجال االستثمارذي‬ ‫األثراالجتماعي والريادة االجتماعية‪.‬‬ ‫ويتداول املؤتمرهذا العام دور‬ ‫املدن كمراكزلالبتكار‪ ،‬والطاقة‬ ‫النظيفة للجميع‪ ،‬والزراعة‪.‬‬

‫سيدني‬

‫شيكاغو‬

‫ليزبورغ‪ ،‬فيرجينيا‬

‫‪ 22-21‬سبتمبر‬ ‫يسعى املؤتمرنصف السنوي‬ ‫لـ“فيلنثروبي أستراليا” إلى جمع نخبة‬ ‫من أبرز رواد العطاء والخبراء‬ ‫االستراتيجيين الدوليين لبحث‬ ‫مستقبل القطاع ومتطلبات ازدهاره‬ ‫ً‬ ‫في عالم ّ‬ ‫متغيرويرداد تعقيدا‪.‬‬ ‫وسيكون العنوان العام للمؤتمر‬ ‫هذا العام “التطور والتأقلم‬ ‫أو الثورة”‪.‬‬

‫‪ 28-26‬سبتمبر‬ ‫ستتداول مؤسسة “إكسبوننت‬ ‫فيلنثروبي” في مؤتمرها نصف‬ ‫السنوي شؤون املؤسسات‬ ‫اإلنسانية و األسراملعروفة‬ ‫بعطائها التي ال تعتمد على‬ ‫موظفين أو على القليل منهم‪.‬‬ ‫ويهدف الحدث إلى جمع نحو‬ ‫‪ 1,000‬شخص من رواد العطاء‬ ‫ليتبادلوا الخبرات‪.‬‬

‫‪ 28-26‬سبتمبر‬ ‫تستضيف والية فيرجينيا املؤتمر‬ ‫السنوي لشبكة أسبن لرواد األعمال‬ ‫التنمويين (‪ )ANDE‬املخصص‬ ‫ألعضاء الشبكة من مستثمرين‬ ‫ومؤسسات خيرية وصناديق استثمار‬ ‫ومصارف وشركات‪ .‬ويسعى هذا‬ ‫الحدث إلى توفيرمنصة تدعم من‬ ‫خاللها املؤسسات مشاريع ريادة‬ ‫األعمال في األسواق الناشئة‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫ددعلا اذه انلاؤس‬

‫ماهي الصفات التي تبحث عنها في القضية اإلنسانية‬ ‫أو المؤسسة الخيرية التي ترغب بدعمها؟‬ ‫منى عيسى القرق‬

‫سهيل حجار‬

‫براديب برسناني‬

‫عضو مجلس اإلدارة‪ ،‬مؤسسة عيسى صالح القرق‬

‫عضو مجلس اإلدارة‪ ،‬إنديفور ـ اإلمارات العرب�ية المتحدة‬

‫نائب المدير العام‪ ،‬مؤسسة شل‬

‫ً‬ ‫أنا دائما أدعم القضايا التي اتفاعل معها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عاطفيا‪ .‬فمثال‪ ،‬النفاذ إلى الجامعات محدود‬ ‫في أنحاء كثيرة من العالم العربي‪ .‬وفي‬ ‫اللحظة التي أعلم بها أن منحة دراسية قمت‬ ‫بتمويلها قد ساهمت بإحداث أثر في حياة‬ ‫طالب وعائلته‪ ،‬ينتابني شعور قوي بأن‬ ‫ً ً‬ ‫أفعل أكثر‪ .‬وهناك أمرا مهما ال يؤخذ بعين اإلعتبار في العطاء التقليدي‬ ‫الذي يستهدف الفقراء‪ ،‬وهوأن مسألة تقديم املساعدة ال تؤدي إلى أي‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫تمكين فعلي ملن يستلم املساعدة‪ .‬في ظل هذا الوضع أنا ال أرى إل فراغا‬ ‫ً‬ ‫كبيرا تستمرمن جرائه معدالت الفقر باإلرتفاع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لذا‪ ،‬أنا عادة أبحث عن جانب مهم في تجربة العطاء على جميع‬ ‫مستوياته‪ ،‬وهواالستدامة‪ .‬فأسأل نف�سي‪ ،‬كيف يمكنني مساعدة الناس‬ ‫في مساعدة أنفسهم‪ ،‬مقارنة باإلحسان الذي يعالج األمور بصورة مؤقتة؟‬ ‫وهكذا‪ ،‬عندما أفكر في مساعدة مؤسسة خيرية‪ ،‬أدقق ببياناتها وسجل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أداءها‪ .‬وغالبا ما أتساءل أيضا‪ :‬عندما تتوافراملهارات واألدوات الصحيحة‬ ‫ً‬ ‫لها‪ ،‬كيف يمكن للمؤسسات الخيرية أن تطور حلوال للمشاكل املحلية‬ ‫على املدى الطويل‪ ،‬وكيف يمكنها تمكين متلقي املساعدة؟ أحب أن أفكر‬ ‫بهذا السؤال كمادة بحثية تعليمية أساسية‪.‬‬

‫ال تختلف مسألة تقييم املشاريع الريادية‬ ‫االجتماعية عن تقييم أو تحليل وضع أي‬ ‫عمل تجاري‪ ،‬لكن مع األخذ باالعتبار‬ ‫عوامل إضافية أساسية تتعلق بالتأثير‬ ‫االجتماعي والبيئي‪ .‬فباإلضافة لتحقيق‬ ‫األرباح‪ ،‬يجب على املشروع االجتماعي أن‬ ‫ً‬ ‫يحقق أثرا إيجابي على الناس وعلى كوكبنا‪.‬‬ ‫عندما ّ‬ ‫أقيم رواد األعمال التجارية‪ ،‬يمألني الحماس لدى رؤيتي‬ ‫ن‬ ‫ألولئك الذين يمتلكو الشغف والتركيزوفهم عميق ألعمالهم وأسواقهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ورواد املشاريع االجتماعية الذين لديهم أفكارا مثيرة ذات تأثيراجتماعي‬ ‫ً‬ ‫قوي‪ ،‬هم أيضا بحاجة إلمتالك الفطنة في مجال األعمال‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خطة استراتيجية تحتوي على عوامل كمية ونوعية متينة ـ أنا شخصيا‬ ‫أرغب برؤية خطة ذات أنشطة قابلة للتطوير والتوسيع‪ ،‬وأن تتصف‬ ‫بالبساطة واألثراملباشر‪ .‬ومن خالل نموذج األعمال‪ ،‬يجب على املشروع‬ ‫أن يبرهن عن قوته املالية‪ ،‬ومسارواضح للنمو‪ ،‬وقدرته على االستدامة‪.‬‬ ‫ما يدعوني للقلق‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬هوأن تكون االستراتيجية معقدة‬ ‫ً ً‬ ‫وغير مترابطة‪ ،‬أو أن يكون رائد األعمال االجتماعية واثقا جدا بنفسه‬ ‫وال يتقبل النصح‪.‬‬

‫أنا أركزعلى نقطتين جوهريتين عندما أقييم‬ ‫الفرص‪ .‬أولهما هو األثر؛ يجب أن تحمل‬ ‫فكرة املشروع في طياتها نقلة نوعية من جهة‬ ‫إمكانيتها على مساعدة املاليين من أفقر‬ ‫الناس حول العالم في النفاذ إلى الخدمات‬ ‫واملنتجات القادرة على تحسين أوضاعهم‬ ‫الصحية والتعليمية ورفع مستوى دخلهم‪ .‬نحن ندرك أن األمر قد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يستغرق زمنا طويال‪ ،‬لكن ال�شيء الجوهري هنا هو قدرة املشروع على‬ ‫التوسع على نطاق كبير‪.‬‬ ‫النقطة الجوهرية الثانية هي أن نجاح املشروع في مراحله األولى‬ ‫ً‬ ‫يعتمد كثيراعلى األشخاص الذين سيعملون به‪ .‬فقد تفشل التكنولوجيا‬ ‫أونماذج العمل في تلبية احتياجات السوق‪ ،‬لكن فريق عمل قوي يتصف‬ ‫بالقناعة واإللتزام والشجاعة ويمتلك املؤهالت املطلوبة هو عامل مهم‬ ‫ً‬ ‫جدا في املرحلة التأسيسية‪ .‬لذا نحن ننظرفي سجل أداء أعضاء الفريق‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وبقدرتهم على توظيف املواهب املطلوبة‪ ،‬وأيضا بوعيهم بنقاط ضعفهم‪،‬‬ ‫وبأنهم الخامة الصحيحة لهذا النوع من العمل‪ .‬فهذه املشاريع تتطلب‬ ‫ً‬ ‫أعواما لتأسيسها ولتعطي نتائج‪ ،‬لذا نحن نبحث عن األشخاص الذين‬ ‫تلمع عيونهم عندما يفكرون بأيجاد حلول لتحديات العالم ـ‬

‫‪12‬‬


‫ةمهم قئاقح‬

‫“‬

‫دعونا نستخدم مهاراتنا‬ ‫في ريادة األعمال لمعالجة‬ ‫مشكلة واحدة في العالم‬ ‫على األقل‪ .‬وإذا ما‬ ‫استطاعت كل شركة أن‬ ‫حل مشكلة واحدة‪،‬‬ ‫تتبنى ُ‬ ‫فسوف تحل عندئذ معظم‬ ‫المشاكل في هذا العالم‬

‫”‬

‫أطلق هذا النداء الصريح رجل األعمال وامللياردير‬ ‫ً‬ ‫ريتشارد برانسون مخاطبا رواد القطاع الخاص‬ ‫‪8‬‬

‫‪ 40.8‬مليون شخص‬ ‫بلغ عدد األشخاص الذين اضطروا لهجربيوتهم وأعمالهم‬ ‫والنزوح داخل بلدانهم بسبب الحروب وأعمال العنف ‪40.8‬‬ ‫مليون شخص عام ‪ ،2015‬و سجلت اليمن أحدث حاالت‬ ‫النزوح‪ ،‬وفق تقريرملركزمراقبة النزوح الداخلي (‪.)IDMC‬‬ ‫وفي العام املا�ضي وحده تم تسجيل ‪ 8.6‬مليون حالة‬ ‫نزوح جديدة حول العالم ألشخاص هربوا بسبب‬ ‫الصراعات داخل بلدانهم‪ ،‬أي بمعدل ‪ 24‬ألف حالة في‬ ‫اليوم‪ .‬وكان أكثرمن نصف هؤالء في بلدان الشرق األوسط‪،‬‬ ‫حيث بلغ عدد النازحين في اليمن وحدها ‪ 2.2‬مليون شخص‪.‬‬

‫‪ 27.8‬مليون شخص‬

‫‪ 8.6‬مليون شخص‬

‫‪ 4.8‬مليون شخص‬

‫‪ 2.2‬مليون شخص‬

‫عدد النازحين في أنحاء العالم عام ‪2015‬‬ ‫عدد النازحين بسبب العنف والصراعات‬ ‫عدد النازحين في الشرق األوسط عام ‪2015‬‬ ‫عدد النازحين في اليمن عام ‪2015‬‬ ‫*املصدر‪ :‬مركزرصد النزوح الداخلي (‪)IDMC‬‬ ‫‪9‬‬

‫التغير المناخي سيهدد حياة ومعيشة ‪ 1.3‬مليار شخص‬ ‫بحلول العام ‪ ،2050‬وفق ًا للبنك الدولي‬ ‫يعد استعداد دول العالم ملواجهة تغيرات حادة وسريعة في املناخ‬ ‫ً‬ ‫وآثارها من كوارث طبيعية‪ ،‬ضعيفة جدا‪ ،‬إذ سيجد ‪ 1.3‬مليار‬ ‫شخص أنفسهم في مواجهة مخاطرحقيقية بحلول عام ‪،2050‬‬ ‫هذا ما أشارإليه تقريرصادرعن إحدى هيئات البنك الدولي‪.‬‬ ‫وينبه التقريرالصادرعن “املرفق العالمي للحد من الكوارث‬ ‫والتعافي من آثارها” (‪ ،)GFDRR‬إلى ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية‬ ‫ً‬ ‫جادة لتعزيزقدرة املدن على مواجهة آثارالتغيراملناخي‪ ،‬محذرا من‬ ‫ً‬ ‫أن أصوال بقيمة ‪ 158‬تريليون دوالرستكون تحت الخطر‪.‬‬ ‫ويضيف التقريربأن إجمالي األضرارالناجمة عن الكوارث قد‬ ‫تضخمت في العقود األخيرة‪ ،‬وبلغت ‪ 140‬ملياردوالر‪ ،‬ومن املحتمل‬ ‫ً‬ ‫أن يكون األسوأ قادما‪ ،‬نتيجة لتضافرمشكلة االحتباس الحراري‬ ‫مع استمرارنمو السكان السريع في املدن الساحلية‪.‬‬ ‫ويقول جون رووم‪ ،‬املديراألول لشؤون تغيراملناخ في مجموعة‬ ‫البنك الدولي‪ ،‬بأن استعداد هذه املناطق ملواجهة هذا النوع من‬ ‫الكوارث واملخاطراملناخية التي تواجه عاملنا اليوم‪ ،‬هو “في مستوى‬

‫يرثى له”‪ .‬ويضيف بقوله‪“ :‬ما لم نغيرنهجنا في التخطيط ملستقبل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫املدن واملناطق الساحلية‪ ،‬فسوف نواجه خطرا حقيقيا يتمثل في‬ ‫عدم القدرة على اتخاذ القرارات املناسبة‪ ،‬مما يؤدي إلى ارتفاع‬ ‫ً‬ ‫هائل في الخسائرمستقبال”‪ .‬كما تشيرالدراسات إلى أن املدن‬ ‫ً‬ ‫الساحلية املكتظة بالسكان تغرق تدريجيا‪ ،‬ومع ارتفاع مستوى‬ ‫البحر‪ ،‬فإن توقعات الخسائرالسنوية في ‪ 136‬مدينة ساحلية‪،‬‬ ‫يمكن أن ترتفع من ‪ 6‬ملياردوالرسجلت عام ‪ ،2010‬لتصل إلى‬ ‫تريليون دوالرعام ‪.2070‬‬ ‫ولكن الفرصة التزال متاحة أمام الحكومات لخفض مخاطر‬ ‫الكوارث من خالل وضع سياسات وتدابيرملعالجة التغيراملناخي‪،‬‬ ‫وإنشاء بنى تحتية أكثرمرونة‪ ،‬ونقل األصول االقتصادية من‬ ‫ً‬ ‫املناطق املعرضة للخطرإلى مناطق أكثرأمنا‪ .‬ويؤكد فرنسيس‬ ‫غيسكيير‪ ،‬مديرأمانة “املرفق” على دور صناع القرارفي هذا املجال‪،‬‬ ‫بقوله‪“ :‬إن السيطرة على املخاطرالتي تواجه املستقبل‪ ،‬تكمن بين‬ ‫يدي صناع القراراليوم‪ ،‬ويتعين عليهم انتهازهذه الفرصة”‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪11‬‬


‫ةمهم قئاقح‬

‫عشرة أشياء‬ ‫عليك معرفتها‬ ‫‪ 30.5‬مليار دوالر‬

‫‪ 14‬بالمئة‬

‫‪ 364‬مليار دوالر‬ ‫هي قيمة املنح املتوقع أن تقدمها املؤسسات‬ ‫لصالح األهداف اإلنمائية العاملية بحلول‬ ‫العام ‪2030‬‬

‫هي قيمة املنح التي قدمتها املؤسسات الخيرية‬ ‫بين عامي ‪ 2002‬و‪ 2012‬لصالح األهداف‬ ‫اإلنمائية العاملية‬

‫* املصدر‪ :‬فاونديشن سنتر (‪)Foundation Centre‬‬

‫النسبة املتوقعة لتراجع الناتج املحلي‬ ‫اإلجمالي بحلول عام ‪ 2050‬حسب املنطقة‬

‫ً‬ ‫قد يشهد االقتصاد العالمي تقلصا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبيرا بحلول العام ‪ 2050‬نظرا لشح‬ ‫املياه العذبة نتيجة للتغيراملناخي‪ ،‬وفق‬ ‫تقريرصادرعن البنك الدولي‪ .‬ويشير‬ ‫التقريرإلى أن الشرق األوسط قد يكون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫األكثرتضررا اقتصاديا بسبب‬ ‫االنعكاسات على الزراعة واملعيشة‪ ،‬مع‬ ‫انحدارالناتج املحلي اإلجمالي بنسبة ‪14‬‬ ‫باملئة‪ .‬وسيزيد نقص املياه العذبة من‬ ‫احتماالت اندالع الصراعات‪ ،‬خاصة‬ ‫‪%7.1‬‬ ‫آسيا الوسطى‬ ‫مع ارتفاع أسعاراملواد الغذائية الناجم‬ ‫عن الجفاف‪ .‬و يقول جيم يونغ كيم‪،‬‬ ‫‪%10.7‬‬ ‫‪%11.7‬‬ ‫أفريقيا الوسطى‬ ‫رئيس البنك الدولي‪“ :‬إذا لم تبادر‬ ‫الساحل‬ ‫الشرقي األفريقي‬ ‫الدول التخاذ اإلجراءات املناسبة‪ ،‬فإن‬ ‫بعض املناطق يمكن أن تعيش فترات‬ ‫‪%14‬‬ ‫* املصدر‪ :‬البنك الدولي‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫طويلة من النمو االقتصادي السلبي”‬ ‫‪5‬‬

‫‪1‬‬

‫“‬

‫لنجاح ًالعالم العربي‪ .‬فعندما يتلقى‬ ‫التعليم هو المفتاح ً‬ ‫الشبان والشابات تعليما جيدا‪ ،‬سيترتقون بمجتمعاتنا إلى‬ ‫المستوى التالي من التقدم‬

‫”‬

‫هذا ما صرح به عبد العزي�ز الغري�ر بمناسبة إطالق مؤسسة عبد اهلل الغري�ر للتعليم‪ ،‬والتي خصص لها‬ ‫‪ 1.1‬مليار دوالر‪ ،‬بهدف توفري منح دراسية جامعية لـ ‪ 15‬ألف من الشباب العربي بحلول عام ‪2026‬‬

‫‪ 20‬مليون دوالر‬ ‫ستخصص أبوظبي ‪ 20‬مليون دوالر بهدف دعم‬ ‫نمو الشركات الصغيرة في اليمن‪ ،‬التي تعد من‬ ‫أفقر الدول العربية‪ ،‬مع انتشار واسع للفقر‬ ‫والبطالة‪ .‬وسوف يتم صرف هذا التمويل من‬ ‫خالل صندوق خليفة لتطوير املشاريع‪ ،‬وسيركز‬ ‫بشكل خاص على املدن الفقيرة مثل عدن واملكال‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫واحد من كل ثالثة‬

‫‪%10‬‬ ‫أشارمعهد “سيبري” السويدي‬ ‫إلى أنه إذا ما أعيد توجيه ‪10‬‬ ‫باملئة من اإلنفاق العسكري‬ ‫العالمي (‪ 1.7‬تريليون دوالر)‬ ‫لتمويل التنمية‪ ،‬قد تتحقق‬ ‫األهداف العاملية الساعية إلنهاء‬ ‫الفقروالجوع خالل ‪ 15‬سنة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪10‬‬

‫‪6‬‬

‫نحو ثلث العمالء في العالم العربي قد دفعوا العام املا�ضي رشوة ملوظفين في‬ ‫مؤسسات عامة من أجل الحصول على خدمات مثل الرعاية الطبية والكهرباء وغيرها‪.‬‬ ‫هذا وفق استطالع أعدته مجموعة الشفافية الدولية املعنية بمكافحة الفساد في كل‬ ‫من الجزائرومصرواألردن ولبنان واملغرب وفلسطين والسودان وتونس واليمن‪.‬‬

‫‪ 150‬رحلة‬

‫‪ 4‬من أصل ‪5‬‬

‫ستستخدم شركة زيبالين األميركية الناشئة‬ ‫أسطول طائرات بدون طيارلنقل الدم‬ ‫واملستلزمات الضرورية األخرى إلى مرافق صحية في‬ ‫املناطق النائية في رواندا‪ ،‬وذلك بفضل منحة‬ ‫بقيمة ‪ 800‬ألف دوالرمن مؤسسة يوبي إس‪.‬‬

‫أكثرمن ‪ 75‬باملئة من‬ ‫املشاركين في استطالع‬ ‫مجموعة الشفافية في اليمن‬ ‫دفعوا رشوات لقاء الحصول على‬ ‫الخدمات العامة العام املا�ضي‬ ‫‪4‬‬

‫‪7‬‬


‫ةظحللا‬

‫‪ 22‬مارس ‪2016‬‬

‫تعزيز قوة العطاء‬ ‫حاكم دبي‪ ،‬صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد‪ ،‬يطلق مبادرة جديدة تهدف إلى تعزيز كفاءة‬ ‫األوقاف اإلسالمية في تعظيم أثر العطاء ودعم القضايا االجتماعية في العالم العربي‬

‫أطلق‬

‫حاكــم دبــي يف مــارس املــايض مؤسســة‬

‫لدعــم االبتــكارات بقيمــة ‪ 272‬مليــون دوالر‪ ،‬وصنــدوق لدعــم املعرفــة‬

‫استشــارات مجانيــة للجهــات املانحــة‪،‬‬

‫ألغراض خريية أخرى‪.‬‬

‫استشــارية عامليــة مهمتهــا تقديــم‬

‫بهــدف تحســن كفــاءة األوقــاف اإلســامية والهبــات‪ ،‬وتعزيــز أثرهــا‪،‬‬ ‫وإضفاء معايري عاملية حديثة عىل قطاع الوقف اإلسالمي‪.‬‬

‫ويهدف “مركز محمد بن راشد العاملي الستشارات الوقف والهبة”‬

‫إىل التشــجيع عــى االســتخدام األمثــل لألصــول التــي يتــم وضعهــا يف‬

‫اعتمــاد لصالــح عمــل الخــر‪ ،‬هــذا يف الوقــت الــذي تســعى فيــه دبــي إىل‬ ‫تعزيز مكانتها كمركز عاملي للعطاء املتوافق مع الشريعة‪ .‬كما سيسعي‬

‫املركــز إىل الحــث عــى زيــادة كميــة العطــاء ذو الحجــم الكبــر يف خدمــة‬ ‫القضايا االجتماعية يف العالم العربي‪.‬‬

‫وخــال فعاليــة اإلطــاق‪ ،‬قــال صاحــب الســمو الشــيخ محمــد بــن‬

‫راشــد آل مكتــوم‪ ،‬نائــب رئيــس دولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ ،‬رئيــس‬

‫مجلــس الــوزراء‪ ،‬حاكــم دبــي‪“ :‬نفتــح أبــواب الخــر ألهــل الخــر‪ ،‬ونطمــح‬ ‫ألن نكــون الشــعب األكــر وقفــا ً لخدمــة اإلنســانية‪ .‬الكثــر مــن التجــار‬

‫يعملون الخري بالسر‪ ،‬ونريدهم أن يعلنوه ليقتدي بهم الناس”‪.‬‬ ‫وغالبــا ً مــا تُســتخدم األوقــاف‪ ،‬والتــي تضــم األصــول واألســهم‬ ‫واألمــوال‪ ،‬لتشــغيل مشــاريع ذات طابــع اجتماعــي‪ ،‬مثــل برامــج الرعايــة‬ ‫االجتماعيــة‪ ،‬واملــدارس‪ ،‬واملســاجد‪ .‬ويبلــغ حجــم هــذا القطــاع‪ ،‬حســب‬

‫بقيمــة ‪ 952‬مليــون دوالر‪ ،‬إضافــة إىل مبلــغ ‪ 136‬مليــون دوالر يخصــص‬ ‫كمــا شــهدت فعاليــة إطــاق املركــز افتتــاح “حــي دبــي لألوقــاف‬

‫والهبــات”‪ ،‬والــذي يوصــف بأنــه املشــروع العقــاري االجتماعــي األول يف‬ ‫املنطقــة‪ .‬وســيعاد توجيــه الدخــل مــن هــذا املرفــق‪ ،‬مــن رســوم أجــارات‬ ‫وغريهــا ألوجــه الخــر واإلحســان‪ ،‬وســيقام املشــروع عــى قطعــة أرض يف‬ ‫دبي تربع بها الشيخ محمد‪.‬‬

‫يُعــد “مركــز محمــد بــن راشــد العاملــي الستشــارات الوقــف والهبــة”‬

‫األحــدث يف سلســلة املبــادرات التــي تنطلــق تحــت مظلــة مؤسســة محمــد‬

‫بــن راشــد للمبــادرات العامليــة‪ ،‬وهــي مؤسســة أقيمــت يف أكتوبــر املــايض‪.‬‬

‫وتعمل املؤسسة عىل مواجهة الفقر واملرض‪ ،‬وبناء املجتمعات املحلية‪،‬‬ ‫وتعزيز االبتكار يف أكرث من ‪ 116‬بلدا ًيف العالم‪.‬‬

‫“‬

‫الكثير من التجار يعملون‬ ‫الخير بالسر‪ ،‬ونريدهم أن‬ ‫يعلنوه ليقتدي بهم الناس‬

‫”‬

‫بعض التقديرات‪ ،‬ما يقرب الرتيليون دوالر أمرييك عىل مستوى العالم‪.‬‬ ‫غري أن إدارة هذه األوقاف تظل محدودة ً يف أغلب الحاالت‪ ،‬فهي ال‬

‫وتهــدف مؤسســة محمــد بــن راشــد للمبــادرات العامليــة إىل إفــادة ‪130‬‬

‫املهنيــة ومعايــر االســتثمار الحديثــة عــى هــذا القطــاع‪ ،‬يأمــل املركــز‬

‫برنامــج تنمــوي‪ .‬ومــن خــال ميزانيــة ســنوية تقــدر بمليــار درهــم إمــارايت‬

‫تجنــي ســوى الحــد األدىن مــن العائــدات‪ .‬لكــن عــن طريــق إضفــاء طابــع‬

‫الجديد‪ ،‬ومقره يف دبي‪ ،‬يف تحسني ربحية األصول الوقفية ويف تعظيم‬ ‫أثرهــا االجتماعــي‪ .‬كمــا يُتوقــع أن يســهم املركــز أيضــا ً يف االرتقــاء بمكانــة‬ ‫إمــارة دبــي كمركــز محفــز لألوقــاف‪ ،‬ويف توســيع مخــزون اإلمــارة مــن‬ ‫البحوث والخربات الخريية اإلنسانية‪.‬‬

‫وبالتــوازي مــع إطــاق املركــز‪ ،‬أعلــن صاحــب الســمو الشــيخ محمــد‬

‫عــن وقــف خــاص بــه قيمتــه حــوايل ‪ 1.36‬مليــار دوالر‪ ،‬يشــمل صندوقــا ً‬

‫مليــون شــخص عــى مــدى األعــوام املقبلــة‪ ،‬مــن خــال شــبكة تضــم ‪1,400‬‬ ‫(نحو ‪ 272‬مليون دوالر)‪ ،‬تضم املؤسسة جهود مؤسسات قائمة تدعمها‬

‫دبــي ـ مثــل مؤسســة “نــور دبــي” للوقايــة مــن العمــى‪ ،‬ومؤسســة دعــم‬

‫التعليــم “دبــي العطــاء” ‪ -‬تحــت رايــة واحــدة‪ .‬وحســب مــا يؤكــد محمــد بن‬

‫راشــد‪ ،‬فــإن دولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة “ســتبقى عاصمــة اإلنســانية‬ ‫ببقــاء مبادراتهــا الخــرة ومســاعيها لخدمــة الشــعوب ومشــاريعها‬ ‫املبتكرة إنسانياً”‪.‬‬

‫‪09‬‬


‫ةظحللا‬

‫‪08‬‬


‫ءاطعلا نمز‬

‫تصدر مجلة زمن العطاء عن تتش الين إف زي‪-‬إل إل �سي‬ ‫ال يتحمل الناشرون مسوولية أي خطأ أو حذف في محتوى هذه المجلة مهما كان سببه‪،‬‬ ‫وال ُتعبر اآلراء الواردة في هذه المجلة عن رأي الناشرين‪ .‬كما ال يتحمل الناشرون‬ ‫مسؤولية المنتجات والخدمات المعلن عنها في هذه المجلة‪ .‬تخضع هذه المجلة لحقوق‬ ‫النشر والتوزيع‪ ،‬وعليه‪ ،‬ال يسمح بإعادة استعمال أي جزء من هذه المجلة بأي شكل من‬ ‫األشكال بما في ذلك الصور أو أي نوع من االستغالل اإللكتروني بدون موافقة خطية‬ ‫من مالكي حقوق النشر والتوزيع‪ ،‬باستثناء ما يسمح به طبقا للقوانين الجاري العمل بها‪.‬‬ ‫تتش الين إف زي‪-‬إل إل �سي‬ ‫الطابق الرابع‪ ،‬المبنى رقم ‪3‬‬ ‫المنطقة اإلعالمية ‪twofour54‬‬ ‫منتزه خليفة‪ ,‬صندوق البريد ‪77826‬‬ ‫أبوظبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪www.touchline.ae‬‬

‫مع جزيل الشكر‪...‬‬

‫‪www.philanthropyage.org‬‬

‫تحرير‪:‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫ليونارد ستال‬ ‫‪leonard@touchline.ae‬‬ ‫مديرة التحرير‬ ‫جوان بالد‬ ‫‪joanne@touchline.ae‬‬ ‫محرر لغة عربية‬ ‫فواز جراح‬ ‫‪fawaz@touchline.ae‬‬

‫القسم مدير عام التكنولوجيا واالبتكار‬ ‫الرقمي‪ :‬خوان ويتبي‬ ‫مسؤول النشر الرقمي‬ ‫شون ماكغوكيين‬ ‫القسم‬ ‫الفني‪:‬‬

‫المدير اإلبداعي (المملكة المتحدة)‬ ‫جايسون داتش‬ ‫المدير الفني (المملكة المتحدة)‬ ‫فانيشا رامدويل‬

‫مدير عام التحرير‬ ‫أندرو وايت‬ ‫‪andrew@touchline.ae‬‬ ‫محررة مساعدة‬ ‫أدريان تشيرنيجوي‬ ‫‪adrienne@touchline.ae‬‬

‫مدير عام اتصاالت المجموعة‬ ‫داني غراوتش‬ ‫مدير اتصاالت المجموعة‬ ‫جيمس دو فيل‬ ‫المدير اإلبداعي (اإلمارات)‬ ‫مات والكر‬ ‫مدير قسم العمليات‬ ‫محمد خلف الله‬

‫أنس البني؛ مارك مخلوف؛ ليز رانكن؛ سيلينا لو�سي؛‬ ‫آن بورميستير؛ مروينا سميث‬ ‫تتش الين الرئيس التنفيذي‬ ‫إف زي ليونارد ستال‬ ‫إل إل �سي‬ ‫مدير النشر والشريك‬ ‫سالم الشيخ‬ ‫لإلشتراك في المجلة‬ ‫ليندا موسكو‬

‫‪linda@touchline.ae‬‬

‫قيس الخنجي‬

‫قيس الخنجي رائد أعمال من سلطنة ُعمان‪ ،‬وهو‬ ‫مؤسس شركة “قيس املتحدة” للتجارة‬ ‫و”جينيسيس الدولية”‪ ،‬كما أنه من الناشطين في‬ ‫دعم رواد األعمال ُ‬ ‫العمانيين واملشاريع الصغيرة‬ ‫واملتوسطة‪ .‬في هذا العدد‪ ،‬يدعو إلى دعم‬ ‫املشاريع الناشئة في منطقة الخليج بشكل أكبر‬ ‫بكثيرمما تحصل عليه اليوم‪.‬‬

‫بيتر سينجر‬ ‫بيتر سينجر بروفيسور في دراسة األخالقيات في‬ ‫العلوم الحيوية في جامعة برينستون‪ ،‬ومن كبار‬ ‫األساتذة في جامعة ملبورن‪ ،‬له عدة مؤلفات‪،‬‬ ‫منها “ ‪”The Most Good You Can Do‬‬ ‫و”‪ .”Famine, Affluence and Morality‬يشرح‬ ‫لنا في مقالته هنا ملاذا عمل الخير الفعال ُيقاد‬ ‫بالعقل ال القلب‪.‬‬

‫مدير عام العمليات والشريك‬ ‫وليد جبارة‬ ‫مدير حسابات العمالء‬ ‫سرحان سرحان‬ ‫لإلعالن في المجلة‪:‬‬ ‫مديرة تطوير األعمال‬ ‫منى محمود‬ ‫‪mona@touchline.ae‬‬

‫المساهمون‪ :‬كريس أسيج؛ قيس الخنجي؛ بيتر سينجر؛ ستيوارت ماثيوز؛ كريستوفر‬ ‫المتحدة لشؤون الالجئين؛ جايسون داتش؛ بروك‬ ‫هيرفيج \ المفوضية السامية لألمم ّ‬ ‫شليجاك؛ غاريث بينتلي؛ محمد خلف الله؛ روبن هود آرمي‬ ‫الصور‪ :‬جيتي إيميجز؛ وكالة رويترز؛ مؤسسة بيل وميليندا غيتس (‪)BMGF‬؛ مؤسسة‬ ‫عبدالله الغرير للتعليم؛ الوليد لإلنسانية؛ إم فرما؛ بروديجي فاينانس؛ سانيرجي؛‬ ‫الهيئة الطبية العالمية؛ مؤسسة موغلي‬ ‫‪2306-0328 :ISSN‬‬ ‫توزيع‪GLS Media Services :‬‬ ‫تمت الطباعة في‪Emirates Printing Press, Dubai :‬‬

‫الرعاة المؤسسون‪:‬‬

‫كريستوفر هيرفج‬

‫جايسون داتش‬

‫املصور الكندي كريستوفرهيرفج عمل في أكثرمن‬ ‫ً‬ ‫‪ 90‬بلدا‪ ،‬وتركزعمله مع وكاالت اإلغاثة في آسيا‬ ‫وأفريقيا والشرق األوسط‪ ،‬حيث أضفى عمله‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طابعا إنسانيا على احصاءات ضحايا الكوارث‪ .‬في‬ ‫ً‬ ‫هذا العدد ينقل لنا صورا من مخيم الزعتري‬ ‫لالجئين في األردن حول الفنانين الذين يحاولون أن‬ ‫يحافظوا على بعض تراث وطنهم وهم في املنفى‪.‬‬

‫جايسون داتش يعمل مع شركة تتش الين من‬ ‫مقره في لندن بصفة مديرابداعي وفنان في مجال‬ ‫البعد الثالثي ومصور‪ ،‬وله خبرة تزيد عن العشر‬ ‫سنوات في حقلي االبداع والنشر‪ .‬في هذا العدد‪،‬‬ ‫صور لنا الجراح البريطاني‪ ،‬ديفيد نوت‪ ،‬الذي‬ ‫يعمل على تدريب املتطوعين على إجراء العمليات‬ ‫الجراحية في مناطق الحروب‪.‬‬

‫‪07‬‬



‫‪56‬‬ ‫» الدراجة تقود عجلة التقدم‬ ‫‪ 68‬‬

‫دراجة هوائية متينة من منظمة اإلغاثة العاملية‬ ‫للدراجات تمهد الطريق أمام الطالب وصغار‬ ‫املزارعين والعمال في أفريقيا للركوب نحو‬ ‫ً‬ ‫مستقبل أكثرإشراقا‪.‬‬ ‫» الجيل القادم‬ ‫‪ 72‬‬

‫ما بين التغليف الصديق للبيئة وأنشطة تطوير‬ ‫التطبيقات‪ ،‬تعمل هذه املجموعة من رواد‬ ‫األعمال الشباب على بناء نماذج أعمال ذات‬ ‫منافع اجتماعية وبيئية ومالية في آن واحد‪.‬‬ ‫» في خط النار‬ ‫‪ 78‬‬

‫تحدثنا الرئيسة التنفيذية للهيئة الطبية‬ ‫الدولية‪ ،‬نان�سي آو�سي‪ ،‬عن مخاطراملهنة‪،‬‬ ‫وقضايا التمويل‪ ،‬والدروس التي يجب على قطاع‬ ‫األغاثة العالمي أن يتعلمها من منطقة‬ ‫الشرق األوسط‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫‪32‬‬ ‫‪05‬‬


‫تايوتحملا‬

‫في هذا العدد‪...‬‬ ‫األبواب الثابتة‬ ‫» اللحظة‬ ‫‪ 08‬‬ ‫» حقائق مهمة‬ ‫‪ 10‬‬ ‫» سؤالنا هذا العدد‬ ‫‪ 12‬‬ ‫» نافذة على العالم‬ ‫‪ 14‬‬ ‫» في غضون يوم‬ ‫‪ 16‬‬ ‫» رأي‬ ‫» ‪ 76‬‬ ‫‪ 18‬‬ ‫» صورة تختصر ألف كلمة‬ ‫» ‪ 82‬‬ ‫» ‪ 60‬‬ ‫‪ 20‬‬ ‫» الخطوة التالية‬ ‫‪ 81‬‬ ‫» أفكار تغير العالم‬ ‫‪ 22‬‬

‫ً‬ ‫بيل غيتس‪ ،‬رائد العطاء األشد تأثيرا في العالم‪،‬‬ ‫يحدثنا في هذه املقابلة الحصرية عن جوهر‬ ‫العطاء وملاذا عمل الخيريتطلب أكثربكثيرمن‬ ‫مجرد منح املال‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫» الشباب العربي يدلي برأيه‬ ‫‪ 28‬‬

‫» الحفاظ على تراث سوريا‬ ‫‪ 38‬‬

‫يكتسب الشباب أهمية أكبربسبب نسبتهم العالية‬ ‫من سكان املجتمعات العربية‪ .‬نستكشف آرائهم‬ ‫حول أهم القضايا‪ ،‬من البطالة إلى االستقرار‬ ‫وغيرها‪ ،‬حسب ما وردت في استطالع جديد‬ ‫حول تطلعاتهم ‪.‬‬

‫في الوقت الذي تستمرفيه الحرب باستهداف‬ ‫أهم معالم سوريا التاريخية بالدمار‪ ،‬يحاول‬ ‫بعض الفنانون املنفيون في مخيم الزعتري في‬ ‫ً‬ ‫األردن الحفاظ على تراث بلدهم حيا في‬ ‫ذاكرة األطفال‪.‬‬

‫“‬

‫عمل الخير هو أن‬ ‫هدف ً‬ ‫يكون مختبرا لالبتكار‬ ‫بيل غيتس‬

‫”‬

‫» فرص التعليم عبر األجيال‬ ‫‪ 32‬‬

‫» كيف تنفق ‪ 32‬مليار دوالر‬ ‫‪ 42‬‬

‫» توجيه رواد األعمال الناشئة‬ ‫‪ 48‬‬

‫تعهد عبدهللا الغريرالعام املا�ضي بمنح ‪ 1.1‬مليار‬ ‫دوالرملؤسسته الخيرية الجديدة‪ .‬يطلعنا هو وابنه‬ ‫عبدالعزيزفي هذه املقابلة على نظرته بالتعليم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وملاذا يراه أمرا حاسما في مستقبل العالم العربي‪.‬‬

‫تحدثنا األميرة ملياء آل سعود‪ ،‬األمين العام‬ ‫ملؤسسة "الوليد لإلنسانية"‪ ،‬عن طريقة عمل‬ ‫املؤسسة وكيف تسعى للمساهمة في جعل‬ ‫عاملنا أفضل‪.‬‬

‫االرشاد الجيد هو العامل الذي يحدث الفرق بين نجاح‬ ‫وفشل املشاريع الناشئة‪ ،‬هذا ما يؤكد عليه طوني باري‪،‬‬ ‫صاحب مؤسسة "موغلي"‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫» التعليم سبيل االرتقاء بالهند‬ ‫‪ 52‬‬

‫عظيم بريمجي‪ ،‬الرجل األكثر ً‬ ‫سخاء في الهند‪ ،‬يحدثنا عن‬ ‫مهمته املتمثلة في النهوض بالتعليم الرسمي‪ ،‬وإلهام الجيل‬ ‫الجديد من رواد العطاء في بلده‪.‬‬ ‫» ال هدر ‪ ..‬ال جوع‬ ‫‪ 56‬‬

‫يوهن الجوع ماليين البشرحول العالم فيما يتم هدر‬ ‫ً‬ ‫الطعام بمئات األطنان يوميا‪ .‬قابلت زمن العطاء البعض‬ ‫من املتطوعين الذين تتزايد أعدادهم في الهند وباكستان‬ ‫وغيرها‪ ،‬وهم عازمون على إحداث التوازن بين املسألتين‪.‬‬ ‫» نهضة الريادة االجتماعية في أفريقيا‬ ‫‪ 62‬‬

‫بدأت موجة ريادة األعمال االجتماعية في أفريقيا تزداد‬ ‫ً‬ ‫زخما بتوفراملال والشغف والحاجة إليها‪ .‬نلتقي بأبرز رواد‬ ‫األعمال من أصحاب املشاريع ذات األثراالجتماعي هناك‪.‬‬


YOUR PARTNER IN GIVING

Photo: Gianandrea Villa


We make it easier to achieve your philanthropic goals. National Philanthropic Trust UK offers uniquely flexible donor-advised funds and other philanthropic vehicles that make it easy to turn wealth and good intentions into effective giving.

npt-uk.org


‫‪22‬‬

‫‪32‬‬

‫‪52‬‬

‫الشرق األوسط‪ ،‬شمال أفريقيا وجنوب آسيا‬

‫أفكار تغير العالم‬ ‫يحدثنا بيل غيتس في مقابلة حصرية عن‬ ‫العطاء في منطقة الخليج‪ ،‬وخطة الـ ‪ 2.5‬مليار‬ ‫دوالر لمكافحة الفقر في العالم اإلسالمي‬

‫‪ 15‬ألف فرصة‬ ‫عبدالله وعبدالعزيز الغرير يسهمان في تنمية‬ ‫العالم العربي من خالل إتاحة فرص تعليمية‬ ‫راقية للواعدين من الشباب غيرالمقتدر‬

‫إعادة ت�أهيل المدارس الحكومية‬ ‫ً‬ ‫سخاء في الهند‪ ،‬يحلم‬ ‫عظيم بريمجي‪ ،‬الرجل األكثر‬ ‫بإصالحات في نظام المدارس الحكومية كوسيلة‬ ‫لتحفيزالتنمية لدى كل شرائح المجتمع الهندي‬

‫العدد ‪11‬‬ ‫يوليو ـ سبتمبر ‪2016‬‬ ‫‪www.philanthropyage.org‬‬

‫مكرسة للعمل الخيري الفع ّال‬

‫عالم واحد‬ ‫بناء العالقات من‬ ‫خالل العطاء على‬ ‫مستوى العالم‬

‫خط المواجهة‬ ‫المساعدات خالل الكوارث‪:‬‬ ‫في مكان الحاجة‬ ‫ووقت الحاجة‬

‫الجيل القادم‬ ‫ً‬ ‫فتح الباب واسعا أمام‬ ‫إمكانيات الشباب العرب‬

‫الفجوة بين الجنسين‬ ‫الحقوق والفرص‬ ‫للجميع بالتساوي‬

‫المقابلة الحصرية األولى مع األمرية لمياء آل سعود‬ ‫بعد أن ترأست مؤسسة “الوليد لإلنسانية”‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.