فريق إعداد الطبعة باللغة العربية
فريق إعداد الطبعة باللغة اإلجنليزية
اإلشراف العام دودو مباي
Editor Roman Rollnick
ترجمة و حترير ديانا فاروق نغوي
Editorial Board
الناشر برنامج االمم املتحدة للمستوطنات البشرية ( املوئل) عمان -األردن www.unhabitat.org.jo تصدر مجلة العالم احلضري بشكل دوري عن برنامج األمم املتحدة للمستوطنات البشرية .إن اآلراء املطروحة في هذا املنشور تعود لكتابها وال تعكس بالضرورة آراء وسياسات برنامج األمم املتحدة للمستوطنات البشرية (املوئل) .كما أن استخدام مفردة «دولة» ال تعبر عن أي حكم من جانب كتاب املقاالت أو من جانب برنامج املوئل فيما يخص الوضع القانوني أو أي وضع آخر ألي كيان إقليمي. إعادة النشر يجب اإلشارة إلى املقاالت املنشورة لدى إعادة نشرها أو ترجمتها بعبارة «نقالً عن مجلة العالم احلضري» مع ضرورة ذكر اسم الكاتب .يرجى إرسال نسخة عن املقاالت لدى إعادة نشرها إلى العنوان التالي: info@unhabitat.org.jo
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
Anantha Krishnan Christine Auclair تنشر هذه اجمللة بدعم من : Daniel Biau حكومة مملكة البحرين Edlam Abera Yemeru Eduardo Lopez Moreno Jane Nyakairu Lucia Kiwala Mariam Yunusa Mohamed El-Sioufi Nicholas You )Oyebanji Oyeyinka (Chair Raf Tuts
www.unhabitat.org 2010 UN-HABITAT
UN-HABITAT P.O.Box: 30030, GPO Nairobi 00100, Kenya Tel: (254 - 20) 762 3120 Fax: (254 - 20) 762 3477 E-mail: urbanworld@unhabitat.org
احملتويــــــــات رأي تقدمي رسالة املديرة التنفيذية
في بؤرة الضوء 1 2
قصة الغالف الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية عشرة أعوام على إعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
3
استعراض املاضي واملضي قدما ً
7
النظر في األهداف من خالل الرسومات الذكية
11
حتقيق األهداف املرتبطة باملياه والصرف الصحي
15
15
منطقة آسيا و احمليط الهادي إفتتاح الئق ملعرض شنغهاي العاملي أخبار من املنطقة إفريقيا مساعدة األفراد على املطالبة بأراضيهم في شرق الكونغو أخبار من املنطقة منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا أخبار من املنطقة
مشاهدة حضرية 23 27
32
أوروبا أخبار من املنطقة
35
أمريكا الشمالية أخبار من املنطقة
37
األفراد احلاجة إلى تدريب قادة مدن املستقبل
38
مؤمترات املؤمتر الدولي للمياه
41
إصدارات تقرير حالة الشباب في املدن االبتكار في مجال التنمية
43
38
حتليــــل
كيفية حتقيق التكامل ما بني قطاعي النقل العام و التنمية احلضرية
20
23
41 أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
رأي
تقــــــديـــــــم
القراء األعزاء، أهالً بكم في عدد جديد من مجلة العالم احلضري، إن هذا العدد من مجلة العالم احلضري يتضمن في جعبته العديد من املقاالت ذات الصلة بالقمة العاملية التي عقدت مؤخرا ً الستعراض التقدم احملرز في االهداف اإلمنائية لأللفية ،والتي ضمت عددا ً كبيرا ً من قادة وزعماء العالم لدعوتهم الستعراض وإعادة تقييم أداء بلدانهم واألداء العام نحو حتقيق تلك األهداف. إن حتقيق االهداف اإلمنائية لأللفية ال يزال يشكل حتديا ً بالنسبة لغالبية البلدان النامية ،وذلك في ضوء التزاحم احلاصل في استخدام كالً من املوارد والقدرات احملدودة لتلك البلدان .من جهة أخرى ،فإن هدف برنامج املوئل واملتمثل في احلد من معدالت الفقر يحتم علينا االنخراط في تنفيذ جميع األهداف األخرى بصورة أو بأخرى ،ولكن ميكن القول بأن األهداف التالية تعد األكثر ارتباطا ً بعمل برنامجنا، وهي: الغاية السابعة (ج) :حتقيق خفض بنسبة النصف من األفراد ممن ال تتوفر لديهم إمدادات مياه الشرب املأمونة ومرافق الصرفالصحي األساسية، الغاية السابعة (د) :حتقيق حتسن ملموس في الظروف املعيشية ملا ال يقل عن 100مليون نسمة من سكان األحياء الفقيرةبحلول عام .2020 وبصورة عامة ،فقد لوحظ تفاوت على مستوى حتقيق األهداف احملددة للبلدان واملرتبطة إلى حد ما مبهمة برنامج املوئل ،وبقدر ما مت تنفيذه من مبادرات لترقية األحياء الفقيرة في أنحاء عديدة من العالم والتي ساهمت في انتقال األفراد من تلك األحياء ،إال أن األعداد املطلقة لسكان األحياء الفقيرة في العالم أجمع ال زالت آخذة في االزدياد .عالوة على ذلك ،وبقدر ما ميكن حتقيقه ضمن تلك األهداف، إال أن هنالك ضرورة ماسة لوجود دعم سياسي عاملي ،باإلضافة إلى ضرورة إنشاء الشراكات القوية وتنفيذ اجلهود املنسقة وبخاصة على مستوى املدن من أجل إحراز أي تقدم ذي مغزى في حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية والغايات املرتبطة بها. كما يتضمن هذا العدد مقالة حول نشوء خطة العمل اخلاصة بإنشاء مدن خالية من األحياء الفقيرة ،حيث تتناول هذه املقالة مراحل اخلطة منذ طرحها أمام األمني العام لألمم املتحدة وصوال ً إلى اعتمادها وإدراجها ضمن األهداف اإلمنائية لأللفية باعتبارها هدفا ً تنمويا ً عامليا ً والذي متثلت صيغته النهائية ضمن إحدى الغايات ،أال وهي الغاية السابعة (د) .من ناحية أخرى ،فتناقش هذه املقالة مختلف األمناط املعتمدة حلل املشكالت املرتبطة باألحياء الفقيرة املتنامية والتي أدت بعضها إلى نشوء نتائج عكسية .إضافة لذلك ،فتطرح هذه املقالة أيضا ً حملة حول الدروس املستخلصة من استخدام تدابير مختلفة ملكافحة نشوء األحياء الفقيرة. أما املقاالت األخرى الواردة في هذا اإلصدار فتتضمن كالً من :أ) حتقيق األهداف املرتبطة باملياه ومرافق الصرف الصحي ،ب) حتقيق التكامل ما بني قطاعي النقل العام والتنمية احلضرية ،ج) معرض شنغهاي العاملي واالحتفاالت مبناسبة اليوم العاملي للموئل، د) حتويل قطاع املياه. وإنني اعتقد حقا ً بأن هنالك الكثير مما ميكن اكتسابه من هذه املقاالت الثرية ،ولذلك ،فإنني أدعو جميع قراء مجلة العالم احلضري من العاملني في هذا اجملال ومن الشركاء في أجندة املوئل للتواصل معنا وتقدمي املقترحات بشأن أية قضايا خاصة مبسائل التنمية احلضرية املستدامة والتي لم يتم التطرق إليها ضمن األعداد األخيرة ،حيث ميكنكم التواصل معنا على العنوان التالي: .info@unhabitat.org.jo كونوا على ثقة بأنكم سوف تستمتعون في قراءة هذا العدد من مجلة العالم احلضري.
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
1
دودو مباي رئيس املكتب ومدير البرنامج مكتب عمان وبرنامج العراق
رسالة املديرة التنفيذية لقد استضافت مدينة نيويورك في شهر سبتمبر /أيلول املاضي قادة من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في قمة أهداف األلفية والتي تنعقد مبناسبة الذكرى العاشرة إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية ،ومبا أننا على عتبة املوعد النهائي لتحقيق هذه األهداف، والذي لم يتبق له سوى خمسة أعوام ،فإن هذا االجتماع قد مثل فرصة كبيرة للنظر في مستويات التقدم احملرزة وإلعادة حتفيز اجلهود العاملية وتنشيطها من أجل االتفاق على تنفيذ خطة عمل ملموسة بغية تسريع وتيرة التقدم احملرز نحو حتقيق أهداف األلفية بحلول موعدها املقرر في عام . 2015 إن األهداف اإلمنائية لأللفية متثل أبرز األهداف التنموية وأكثرها شمولية والتي القت تأييدا ً واسعا ً وشامالً من العالم أجمع .كما أن هذه األهداف الثمانية واملرتبطة مبواعيد زمنية محددة تطرح مقاييس ملموسة وعددية للتصدي لظاهرة الفقر املدقع مبختلف أبعادها املتعددة .كما تتضمن هذه األهداف والغايات املسائل املرتبطة مبستويات الدخل ،والفقر املدقع ،واجلوع ،واملياه والصرف الصحي ،ومعدالت وفيات األمومة واألطفال ،وعدم كفاية املأوى، وعدم املساواة بني اجلنسني ،والتدهور البيئي ،والشراكة العاملية من أجل التنمية. وقد مت اعتماد تلك األهداف من قبل زعماء وقادة العالم في عام ،2000حيث مت حتديد العام 2015كموعد نهائي لتحقيقها ،وتعد هذه األهداف عاملية ومحلية على حد سواء ،والتي مت تصميمها لكل دولة بحيث تتناسب مع احتياجاتها التنموية اخلاصة بها. كما توفر هذه األهداف إطار عمل للمجتمع الدولي بأسره لتنفيذ العمل املشترك والتوصل إلى غاية موحدة .من جهة اخرى ،وفي حال مت حتقيق هذه األهداف ،فسوف يتم خفض مستويات الفقر إلى النصف ،إضافة إلنقاذ حياة عشرات املاليني من األفراد ،عدا عن إتاحة الفرصة ملليارات من األفراد لالنتفاع من النظام االقتصادي العاملي. عالوة على ذلك ،فتنقسم هذه األهداف إلى 21غاية قابلة للقياس الكمي ،وفي ظل انتقال غالبية سكان العالم في الوقت احلاضر للعيش في املدن ،فإن توجه برنامج املوئل للحد من مستويات الفقر في املدن يجعل البرنامج مرتبطا ً بجميع األهداف بشكل أو بآخر .من ناحية ثانية ،فإن اجلهود التي نبذلها إلضفاء الطابع احمللي على األهداف اإلمنائية لأللفية قد بات يتجسد على أرض الواقع من خالل أطر التعاون التي يتم تنفيذها مع السلطات احمللية ،والتي تعد في طليعة اجلهات املعنية باألهداف اإلمنائية لأللفية على املستوى احمللي ،إال أن األهداف األكثر ارتباطا ً بالبرنامج تتضمن كالً من: • الغاية السابعة (ج) :حتقيق خفض بنسبة النصف من السكان ممن يعانون من عدم توفر مياه الشرب املأمونة ومرافق الصرف الصحي األساسية. • الغاية السابعة (د) :حتقيق حتسن ملموس في الظروف املعيشية ملا ال يقل عن 100مليون نسمة من سكان العشوائيات بحلول عام . 2020 وميكن القول بأننا قد متكنا من حتقيق تقدم كبير حتى الوقت احلاضر ،باإلضافة ملواجهتنا للعديد من النكسات أيضاً .وبالرغم من أن الطريق ال يزال طويالً ،إال أننا على يقني بإمكانية حتقيق هذه األهداف في ظل وجود الدعم السياسي العاملي ،والشراكات القوية واجلهود املتضافرة ،ال سيما على مستوى املدن. وفي الوقت احلاضر ،فقد بلغ عدد سكان العشوائيات واملناطق األخرى غير املستوفية ألدنى املعايير السكنية نحو مليار نسمة ،كما يشكل هؤالء األفراد في العالم النامي نحو 40في املائة من سكان املدن. من ناحية أخرى ،فتشير توقعات برنامج املوئل إلى إمكانية ارتفاع هذا العدد لكي يصل إلى 1.5مليار نسمة بحلول نهاية هذا القرن ما لم يتم اتخاذ اإلجراءات الصائبة بهذا الصدد. وقد خلص اإلصدار األخير من تقرير «حالة مدن العالم لألعوام ،»2011 / 2010وهو أبرز تقرير يصدره برنامجنا ،إلى انتقال ما مجموعه 227مليون نسمة في جميع أنحاء العالم من ظروف العشوائيات منذ عام ، 2000كما يبني ذلك متكن احلكومات مجتمعة من جتاوز العدد احملدد ضمن األهداف اإلمنائية لأللفية مبا يفوق الضعفني. وبالفعل ،فتجدر اإلشارة إلى اإلجناز الكبير واملتمثل في انتقال ما مجموعه 22مليون نسمة سنويا ً من مناطق العشوائيات في البلدان النامية والتخلص من ظروفها ،وذلك خالل األعوام ما بني 2000و ، 2010األمر الذي يعد نتيجة لعمليات ترقية العشوائيات التي مت تنفيذها .بيد أنه وعلى الرغم من الترحيب بهذه املنجزات الكبيرة ،ولكن عمليات اخلفض اإلجمالي لتقليص الفجوة احلضرية العاملية تتطلب تنفيذ جهود أكبر ،وذلك في ضوء ارتفاع الكثافة السكانية في مناطق العشوائيات من 776.7مليون نسمة في
رأي
عام 2000إلى ما يقارب 827.6مليون نسمة في عام . 2010 وهذا يعني إضافة 55مليون نسمة جديدة إلى الكثافة السكانية العاملية في مناطق العشوائيات منذ عام ،2000كما يشير ذلك أيضا ً إلى أن التقدم الذي مت إحرازه على صعيد الهدف املرتبط بالعشوائيات لم يكن كافيا ً للتصدي لظاهرة نشوء املستوطنات غير الرسمية في العالم النامي. ولكن ،من منا يدرك هذه احلقيقة املتمثلة في حدوث زيادة في الكثافة السكانية احلضرية العاملية مبا مجموعه 55 مليون نسمة من سكان العشوائيات اجلدد منذ عام 2000 ؟ وإنه ألمر يبعث على القلق لدى إدراك حجم املشكلة التي تواجهها الدول اإلفريقية الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى، حيث تبلغ الكثافة السكانية في مناطق العشوائيات نحو 199.5مليون نسمة ،أي ما نسبته 61.7في املائة من سكان املناطق احلضرية .كما حتل منطقة جنوب آسيا في املرتبة الثانية هنا ،حيث بلغ عدد سكان العشوائيات 190.7مليون نسمة ،حيث يشكلون ما نسبته 35في املائة من سكان املناطق احلضرية ،في حني بلغت الكثافة السكانية في مناطق العشوائيات في منطقة شرق آسيا نحو 189.6 مليون نسمة ( 28.2في املائة) ،و 110.7مليونا ً في منطقة أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي ( 23.5في املائة) ،و 88.9مليونا ً في جنوب شرق آسيا ( 31في املائة) ،و 11.8 مليونا ً في شمال إفريقيا ( 13.3في املائة). إال أن هذه النتائج ال تبعث على الرضا أبداً ،ناهيك عن عدم كفايتها ،حيث أنها قد تؤدي إلى نشوء خطر اجتماعي. بيد أننا نرى بأن السياسات الداعمة للفقراء تعمل على توجيه اجلهود لتسريع وتيرة العمل نحو حتسني الظروف االجتماعية واالقتصادية للشرائح األكثر ضعفا ً بشكل أكبر مما هو عليه للشرائح األخرى من اجملتمع .كما تعمل هذه السياسات على خفض معدالت عدم املساواة وتضييق الفجوة احلضرية الناشئة ،وبالفعل ،فقد عملت نحو 140حكومة من مختلف أنحاء العالم على إعداد خطط العمل الوطنية لتحقيق هذه األهداف. ولكن ،فال تزال هنالك ضرورة ألن تعمل املزيد من احلكومات والسلطات احمللية على إعداد خطط العمل اخلاصة بها على كل من الصعيدين الوطني واحمللي وذلك بغية احلد من معدالت الفقر احلضري. إن أشكال التقدم احملرز قد لوحظت بالفعل في العديد من اجملاالت ،كاحلد من مستويات اجلوع ،وحتسني فرص احلصول على إمدادات املياه ،ورفع معدالت التحاق األطفال باملدارس االبتدائية .بيد أن حاالت وفيات األمهات عند الوالدة ال تزال مرتفعة في مناطق العشوائيات في مختلف البلدان النامية دون وجود أي مبرر لذلك ،عدا عن انتشار حاالت اإليدز واملالريا والسل في املستوطنات األشد فقرا ً في املناطق احلضرية .أما فيما يتعلق مبسألة املساواة ما بني اجلنسني ،فإنها ال تتجاوز نطاق احللم بالنسبة للنساء في العديد من البلدان .من ناحية أخرى ،فإن الضرر الذي يلحق بالبيئة احلضرية وما حولها ،مصحوبا ً باآلثار التي تخلفها الكوارث الناجمة عن ظاهرة التغير املناخي ،ال يزال ميثل تهديدا ً مباشرا ً إلمدادات الغذاء واملاء في املدن ،فضالً عن تهديده للمساكن وحياة األفراد. ولئن كان هنالك تقدم كبير في إحراز األهداف اإلمنائية لأللفية واملرتبطة بإمدادات املياه والصرف الصحي ،إال أن هنالك بعض االختالفات اإلقليمية الكبيرة ،حيث توجد العديد من البلدان في جنوب الصحراء اإلفريقية الكبرى وفي آسيا والتي ال تزال متخلفة عن بقية الركب ،ال سيما في مجال توفير مرافق الصرف الصحي .إن عدم كفاية خدمات الصرف الصحي وإمدادات مياه الشرب املأمونة قد باتت تتجسد وبشكل سريع كمشكلة حضرية ،وذلك في ضوء فشل مواكبة آليات توفير هذه اخلدمات للوتيرة املتسارعة للنمو احلضري ونشوء املستوطنات غير الرسمية. واحلقيقة هنا تشير إلى عدم وجود أية حلول سحرية لهذه املشاكل ،وقد ال تتمكن بعض من أفقر البلدان من حتقيق بعض من هذه األهداف أو جميعها في حال استمرار االجتاهات واألمناط املتبعة حالياً .إن هذا اإلخفاق قد يؤدي إلى حدوث مأساة حقيقية، وهذا هو السبب الرئيس الجتماع القادة في نيويورك خالل الفترة ما بني 22 – 20 سبتمبر /أيلول املاضي.
آنا تيبايجوكا املديرة التنفيذية لبرنامج املوئل
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
2
قصة الغالف
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
األهداف اإلمنائية لأللفية: هل متثل حتدياً سيزيفياً في إفريقيا؟ لقد أعلنت 189دولة من الدول األعضاء في األمم املتحدة في عام 2000اعتمادها إلعالن األلفية ،والذي يتضمن سبعة أهداف قابلة للقياس .كما حتمل هذه األهداف صورة لعالم يعاني من معدالت أقل من الفقر ،واجلوع ،واألمراض ،إلى جانب معدالت أقل من وفيات األمهات واألطفال ،وتوفير التعليم للجميع ،وتعزيز مستويات الفرص املتساوية واملتاحة جلميع النساء ،وحتسني البيئة املعيشية والشراكات ما بني البلدان املتقدمة والبلدان النامية .وبعد مضي عشرة أعوام على إعالن األلفية ،وفي مواجهة خمسة أعوام فقط للموعد النهائي لتحقيق تلك األهداف ،فإن هذه املقالة املشتركة لكل من السيد «أويباجني أوينكا»،مدير وحدة الرصد والبحوث في برنامج املوئل ،والسيد «مايكون سورمييكون» من جامعة بينتلي في الواليات املتحدة ،تتضمن دراسة ملستويات التقدم احملرز ومدى جدوى حتقيق هذه األهداف في البلدان اإلفريقية لدى حلول املوعد النهائي لها في عام . 2015
األخذ بزمام املبادرة من أجل حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية :تعبر النساء عن عزمهن على العمل بشكل واضح في كينيا . أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
3
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية لقد مت حتديد األهداف اإلمنائية لأللفية مبا يتوافق مع بعض املثاليات التي تتضمنها احلكمة التقليدية املتبعة في اإلدارات العاملية واملتمثلة في افتراض إمكانية حتقيق تلك األهداف ،إال أن العبء الذي يفرضه إجناز هذه األهداف يكاد يفوق قدرات جميع البلدان. وثمة العديد من املنتقدين ممن يجادلون في واقع حتديد تلك األهداف مبا يتجاوز إمكانيات بعض من البلدان ،مما يساهم في زرع بذور الفشل بالنسبة لها .ولهذا السبب ،فسوف نعمل على دراسة مستويات التقدم احملرز في البلدان اإلفريقية على صعيد حتقيق تلك األهداف من الناحية الكمية وفي ضوء املوعد النهائي احملدد لها في عام .2015كما يبدو بأنه قد مت إحراز تقدم كبير في العديد من البلدان اإلفريقية ،إال أن املوعد النهائي املقرر بحلول عام 2015يساهم في حجب مستويات التقدم ،مما يؤدي إلى عدم إنصاف تلك البلدان واحلكم عليها باإلخفاق في حتقيق األهداف. فعلى سبيل املثال ،يبني مؤشر قياس التقدم احملرز لهذه األهداف في عام 2008 بأن منطقة شمال إفريقيا قد متكنت من إحراز تقدم ضمن الهدف املرتبط بخفض معدالت وفيات األطفال ،وذلك في ظل اجلهود املبذولة لرفع مستويات التحصني من مرض احلصبة ،في حني لوحظ عدم وجود جهود كافية في هذا اجملال في البلدان اإلفريقية الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى ،أو قد تكون تلك اجلهود في حالة من الركود أو التدهور. ولدى النظر إلى اجلانب املظلم هنا، فإننا سوف نسلط الضوء على البلدان اإلفريقية ،حيث يتم تصنيف غالبية بلدان هذه املنطقة ضمن الفئات النامية أو الفئات األقل منواً. كما مت االعتماد في التحليل التالي على البيانات املتأتية من قاعدة البيانات اخلاصة مبؤشرات التنمية العاملية ،والتي نطرح من خاللها صورة عن التقدم احملرز نحو حتقيق األهداف ،بحيث ال يقتصر ذلك على املوعد النهائي لتحقيقها فحسب؛ بل باالستناد أيضا ً إلى معدالت النمو احلالية واملسجلة
قصة الغالف
في إفريقيا على مدى األعوام. وإلى جانب البحث في الهدف املرتبط بالعشوائيات ،فسوف يتم تسليط الضوء على الهدفني الثاني والثالث ،أال وهما – تعميم التعليم االبتدائي ،وتعزيز املساواة بني اجلنسني ومتكني املرأة .كما يعزى ذلك إلى ارتباط كال الهدفني باثنتني من املهام التي ينفذها برنامج املوئل واخلاصة بالشباب والنوع االجتماعي .كما يتضمن الهدف الثاني واملقرر حتقيقه بحلول عام 2015متكني جميع األطفال ،من كال اجلنسني ،وفي جميع أنحاء العالم من إمتام مرحلة التعليم االبتدائي .من ناحية أخرى ،فيتضمن الهدف الثالث القضاء على أشكال التفاوت ما بني اجلنسني على صعيد فرص التعليم االبتدائي والثانوي، والذي كان من املفضل حتقيقه بحلول عام ،2005إلى جانب حتقيقه على جميع املستويات التعليمية بحلول عام 2015 كأقصى حد.
الهدف املرتبط بالعشوائيات: املؤشر – 7.10واملتمثل في حتقيق حتسن ملحوظ في الظروف املعيشية ملا ال يقل عن 100مليون نسمة من سكان العشوائيات بحلول عام .2020 حلسن احلظ ،فقد مت حتقيق هذا الهدف قبل املوعد املقرر له بعشرة أعوام ،حيث انخفضت نسبة سكان العشوائيات في املناطق احلضرية في العالم النامي خالل السنوات العشر املاضية من 39.3 في املائة في عام 2000إلى نحو 32.7في املائة في عام ،2010حيث مت توفير خدمات أفضل من إمدادات مياه الشرب املأمونة ومرافق الصرف الصحي املطورة ،واملسكن الدائم أو املساكن األقل اكتظاظا ً ملا يزيد عن 200مليون نسمة من سكان املناطق احلضرية. بيد أن عدد السكان اجلدد في األحياء الفقيرة والذي مت تسجيله خالل الفترة ذاتها قد جتاوز عدد السكان الذين باتوا يتمتعون باخلدمات السكنية األساسية. أما على صعيد احتساب األرقام املطلقة، فقد لوحظ تسجيل منو كبير في الكثافة السكانية في األحياء الفقيرة ،والذي يتوقع أن يتواصل في املستقبل القريب.
سوق منطقة نيو توكورادي وكوجوكروم ،غانا
وميكن القول هنا بأن الهدف املرتبط بالعشوائيات قد مت التقليل من أهميته إلى حد ما ،األمر الذي يعزى إلى عدم ارتباطه بشكل صحيح مبعدالت منو املستوطنات غير الرسمية في العالم النامي ،وجتدر اإلشارة إلى أن الكثافة السكانية احلضرية العاملية قد بلغت في الوقت احلاضر نحو 50.6في املائة – أو ما يعادل 3.49مليار نسمة .كما تعيش نحو 828مليون نسمة من إجمالي هذا العدد في األحياء الفقيرة ،إال أنه ومن الناحية اإليجابية ،فيمكن اإلشارة إلى العديد من البلدان والتي عملت على االستثمار بكثافة في ظل سعيها إليجاد مدن خالية من األحياء الفقيرة ،حيث متكنت هذه البلدان من حتقيق ذلك من خالل تنفيذ سياسات محددة والتي مت إعدادها خصيصا ً لهذه املسألة.
الهدف الثــاني :تعميــم التعــليم االبتدائي لقد لوحظ تسجيل معدالت متزايدة لاللتحاق بالتعليم االبتدائي في العديد من البلدان اإلفريقية خالل العقد املنصرم، بيد أن هنالك العديد من البلدان التي ال تزال متخلفة عن الركب .كما ميكن القول بأن هذه البلدان التي متكنت من توفير التعليم على جميع املستويات جلميع الشباب ،ومن كال اجلنسني ،قد متكنت أيضا ً من وضع أسس متينة ملستقبلها .ووفقا ً خملتلف التقارير الصادرة واخملتصة مبتابعة التقدم احملرز في األهداف اإلمنائية لأللفية، فقد لوحظ تسجيل زيادة في نسبة االلتحاق باملدارس االبتدائية في البلدان اإلفريقية التي تقع في جنوب الصحراء الكبرى ،حيث بلغت هذه النسبة في عام 1991نحو 53.5في املائة ،والتي ارتفعت إلى 58.5في املائة في عام ،2000وإلى 73.5في املائة في عام .2007كما بلغت أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
4
قصة الغالف
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
معدالت التحاق الذكور باملدارس االبتدائية في ذلك العام نحو 76.1في املائة مقابل 70.9في املائة لإلناث. إن التحليل الذي مت إعداده الستعراض التقدم احملرز خالل السنوات العشر املاضية يشير إلى أنه بإمكاننا توقع قدرة البلدان اإلفريقية من تسجيل املعدالت املرغوب بها على صعيد االلتحاق باملدارس وحتقيق املساواة ما بني اجلنسني على جميع املستويات ،وذلك في ضوء التقديرات املتوقعة لعدد السنوات التي تطلبتها لتحقيق ذلك أو التي سوف تتطلبها لهذا الهدف. واستنادا ً إلى معدالت النمو التي متت مراقبتها في املاضي ،فيمكننا افتراض احتمالية عرض املستويات التعليمية والتوقعات املرتبطة بها من خالل االستعانة باملنحنى اللوجستي ملعدالت النمو (والذي يتخذ شكل حرف Sباللغة اإلجنليزية) .من جهة أخرى ،فإن شكل هذا املنحنى يشير إلى أنه ونظرا ً لتناقص وتيرة الزيادات احلاصلة في معدالت التحصيل العلمي الالحقة ،فإننا سوف نالحظ تسجيل «اآلثار القصوى» على معدالت النمو. وألغراض إعداد التحليل ،فيمكن افتراض وجود «وتيرة انتقال» منوذجية (لالنتقال من أحد مستويات االلتحاق إلى مستوى آخر) ضمن صافي معدالت االلتحاق باملدارس في البلدان اإلفريقية ،ومن ثم نحدد منحنى النمو اللوجستي لالنتقال في مراحل التعليم االبتدائي ،حيث يكون ()St صافي معدالت االلتحاق ،وحيث أن ( )aمتثل وتيرة االنتقال ،و ( )tمتثل الوقت او الفترة الزمنية ،و ( )bللسنة التي بلغت معدالت االلتحاق خاللها نسبة 50في املائة .كما أن العام الذي بلغت معدالت االلتحاق خالله 50في املائة (أي أقرب فترة زمنية منذ بداية تنفيذ األهداف اإلمنائية لأللفية) يعد هاما ً بشكل خاص ،وذلك ملا يوفره لنا من إمكانية تقدير مدى نوعية اجلهود التي تنفذها الدول لتحقيق هذا الهدف ،فضالً عن إمكانية تقدير الفترة الزمنية التي ال تزال تتطلبها لتحقيق الهدف بالكامل. أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
5
لقد لوحظ تسجيل زيادة في معدالت االلتحاق بالتعليم االبتدائي
من ناحية ثانية ،فإن معدالت استكمال مرحلة التعليم االبتدائي متثل مؤشرا ً ميكن استخدامه لقياس التقدم احملرز في الهدف الثاني من األهداف اإلمنائية لأللفية ،ولكننا قد قمنا باستخدام معدالت االلتحاق باملدارس االبتدائية أيضا ً في ضوء توفرها .إن سرعة االنتقال التي مت تقديرها في إفريقيا متكننا من احتساب عدد السنوات التي سوف تتطلبها ،أو التي استغرقتها البلدان ،من أجل حتقيق نسبة التحاق مبعدل 50في املائة. أما فيما يتعلق مبعدالت االلتحاق بالتعليم االبتدائي لألعوام ،2008 – 1999 فقد بلغت وتيرة االنتقال املقدرة نحو 0.08 درجة جلميع البلدان اإلفريقية ،حيث يشير ذلك إلى متكن البلدان اإلفريقية من رفع معدالت االلتحاق بالتعليم االبتدائي مبا يتجاوز 0.08في غضون تسعة أعوام .كما متكنت العديد من البلدان من حتقيق معدل 50في املائة بحلول عام ،1999إال أنه قد كانت هنالك فئة ضئيلة من البلدان والتي تخلفت عن الركب ،مبا في ذلك كالً من بينني ،وبوركينا فاسو ،وبوروندي ،وجيبوتي، وإريتريا ،وإثيوبيا ،وليبيريا ،ومالي ،والنيجر، ومن ضمن هذه البلدان ،لم تتمكن سوى جيبوتي ،وإريتريا ،وليبريا ،والنيجر من حتقيق أي تطور حتى عام ،2008حيث لم تبلغ معدالت االلتحاق بالتعليم االبتدائي ما نسبته 50في املائة.
املوعد النهائي املقرر في عام : 2015هل ميثل حتدياً سيزيفياً؟ لقد لوحظ تسجيل معدالت أسرع للنمو لدى البدء من مستويات متدنية ،إال أن هذه املعدالت متيل إلى أن تكون أبطأ كلما
جانغواني ،إحدى املستوطنات غير الرسمية التي تقع في منطقة منخفضة في تنزانيا
تقدمت البلدان إلى الهدف الرئيسي. كما ميكن أن يعزى ذلك إلى العديد من األسباب ،مبا في ذلك :التحدي الكامن في توفر املباني املدرسية والذي يحول دون ارتفاع معدالت االلتحاق بها في العديد من البلدان النامية ،إضافة إلى املستويات التعليمية ألولياء األمور ،ومستوى الدخل األسري ،والتكاليف املرتفعة نسبيا ً للفرص املتاحة على املدى القصير مقابل املنافع املتحصلة على املدى البعيد، والتحيز اجلندري السلبي والذي يساهم في حتديد معدالت االلتحاق باملدارس. وبذلك ،فقد تكون الطريق نحو حتقيق تعميم التعليم االبتدائي واملساواة الكاملة بني اجلنسني مضنية على عكس ما تفترضه احلكمة التقليدية.
الهدف الثالث :املساواة بني اجلنسني في فرص التعليم االبتدائي والثانوي لقد مت تقدير وتيرة انتقال مبستوى 0.08 لألعوام 2007 – 1999من أجل قياس معدالت املساواة بني اجلنسني في التعليم االبتدائي ،كما تشير تقديراتنا إلى جتاوز جميع البلدان للحاجز املتمثل بنسبة 50 في املائة ضمن هذا اإلطار. ومرة أخرى ،وبدءا ً مبعدل املساواة بني اجلنسني والبالغ 50في املائة ،فإن التقديرات اخلاصة مبستوى التقدم الذي ميكن إحرازه تشير إلى إمكانية حتقيق البلدان اإلفريقية النموذجية تسجيل معدل مساواة بنسبة 70في املائة بعد 11عاما ً وصوال ً إلى ما نسبته 90في املائة بعد 27عاماً.
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
قصة الغالف
واستنادا ً إلى النموذج ذاته ،فيمكن تقدير وتيرة االنتقال مبعدل 0.05درجة على صعيد حتقيق التكافؤ في فرص التعليم الثانوي ما بني اجلنسني للفترة ذاتها، حيث تعد هذه الوتيرة أقل من تلك التي مت تقديرها للتعليم االبتدائي ،مما يبني تدني معدالت املساواة بني اجلنسني لدى ارتباطها باملستويات التعليمية األعلى. وهنالك بضعة بلدان (مبا في ذلك التشاد، وتوغو ،وغينيا ،وبينني) والتي لم تبلغ نسبة 50في املائة ،في حني متكنت غالبية البلدان من حتقيق املساواة بني اجلنسني أو أنها على وشك حتقيقها .كما يشير التحليل الذي قمنا بإعداده إلى إمكانية تسجيل نسبة مساواة في أية دولة إفريقية منوذجية مبعدل 70في املائة بعد مضي 17عاما ً وبنسبة 90في املائة بعد 44عاماً! كما يبني اجلدول ملخصا ً مبختلف األعوام وخملتلف األهداف ،ومما ميكن مالحظته مع افتراض ثبات بقية العوامل األخرى، فيبدو بأن هنالك تباطؤ في وتيرة التقدم احملرز كلما مت االقتراب من الهدف الرئيس. ولذلك ،فال بد من توفير جهود وموارد أكبر كلما ازداد االقتراب من الهدف.
النتيجة إن التحليل الذي قمنا بإعداده ملستويات التقدم احملرز في حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية في إفريقيا ،وحتديدا ً حتليل كل من األهداف الثاني ،والثالث ،والسابع ،ميكن أن يساهم في رسم صورة للكفاح وللجهود املبذولة ضمن املساعي الرامية لتحقيق األهداف بحلول موعدها النهائي في عام .2015 وقد لوحظ وجود تقدم ملحوظ ضمن هذه املساعي ،بيد أنه ولدى دراسة هذا التقدم في ضوء املوعد النهائي املقرر لتحقيق األهداف في عام ،2015فمن املمكن وببساطة التوكيد على إخفاق غالبية البلدان اإلفريقية .إال أن هذا التصور ال يعد صائبا ً متاما ً لدى قياسه في ضوء األسبقية التاريخية ،حيث يصعب إيجاد أية دولة والتي متكنت من حتقيق مثل هذه األهداف في الوقت احملدد.
ومرة أخرى ،فال بد من التوكيد على أن املشاكل التي تواجهها إفريقيا تعد مبثابة مشاكل هيكلية ،حيث ال تنحصر على الدوام بالقيود املفروضة على مستويات العرض ،بل أنها تنطوي أيضا ً على القيود املرتبطة مبستويات الطلب .كما ميكن اعتبار معدالت التحاق الفتيات بالتعليم كأحد األمثلة الرئيسية ،حيث لوحظ تدني معدالت التحاق الفتيات باملراحل التعليمية الثانوية الرتباطها مبعدالت االلتحاق مبراحل التعليم االبتدائي ،ومن املرجح تكرار هذه النظرية فيما يتعلق باملؤشرات املرتبطة مبجاالت الرعاية الصحية ،وتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت ،واملؤشرات البيئية كمستويات توفير إمدادات املياه ومرافق الصرف الصحي. من ناحية ثانية ،فإن كل ولي أمر إفريقي يأمل بأن يتم توفير التعليم ضمن كافة املراحل ،وبتوفير أجود خدمات الرعاية الصحية والبيئة املعيشية السليمة له وألسرته ،حاله كحال اآلباء واألمهات في شتى بقاع األرض .إال أن هنالك العديد من األسر والتي تواجه صعوبة في اتخاذ القرارات املرتبطة بهذه الفرص نتيجة للتكاليف املرتبطة بها ،وبذلك ،فقد ينشأ تعارض كبير ما بني اخليارات التي تفرضها التكاليف املرتفعة والغايات املرجوة من األهداف اإلمنائية لأللفية.
واملتأتية من تعليم الفتيان والفتيات على حد سواء. وثمة بضعة بلدان والتي برزت من خالل حتليلنا كأفضل الدول الرائدة على صعيد حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية ،مبا في ذلك كالً من تونس ،والسيشيل ،وموريشوس، وجنوب إفريقيا ،ومصر ،وماالوي ،وكيب فيردي. كما تتضح هنا ضرورة عدم إغفال املنجزات التي حققتها هذه البلدان في إطار الصورة األكبر للنضال والتي نالحظها في منطقة إفريقيا بشكل عام. خالصة القول ،واستنادا ً إلى حتليلنا ،فسوف تتمكن إفريقيا بحلول عام 2020تقريبا ً من حتقيق تقدم بنسبة 80في املائة على صعيد تعميم التعليم االبتدائي واملساواة بني اجلنسني على كافة املستويات. إضافة لذلك ،فسوف يتم حتقيق معدالت التحاق بنسبة 90في املائة بحلول عام ،2027أي بعد 27عاما ً من إعالن أهداف األلفية ،وبذلك ،فيمكن القول بأن إفريقيا متضي في طريق التقدم ولكنها سوف تستغرق بالتأكيد وقتا ً أطول للوصول إلى نهاية الطريق واملقرر في عام .2015
عالوة على ذلك ،فإن حتقيق األهداف املرتبطة بالتعليم يتجاوز نطاق توفير اخلدمات التعليمية ،حيث ينطوي هذا األمر على السعي لتنفيذ املبادرات بغية متكني اآلباء واألمهات من تقدير مختلف املنافع القصيرة األجل والطويلة األجل أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
6
قصة الغالف
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
استعراض املاضي واملضي قدماً – هدف حتسني الظروف املعيشية لسكان األحياء الفقيرة لقد متت صياغة خطة العمل اخلاصة بإيجاد مدن خالية من األحياء الفقيرة قبل أحد عشر عاماً بهدف املساعدة في تركيز االهتمام العاملي على الهدف املتمثل بخفض معدالت الفقر في املدن باعتباره أولوية تنموية عاملية ،وهذا ما سيناقشه السيد «مارك هيلدبراند» في هذه املقالة. إن الدعم الذي قدمه الرئيس نيلسون مانديال (أنظر الصندوق) ،قد ساهم في متكني السيد «كالوس تويبفر» في عام 1999من طرح خطة عمل «مدن خالية من األحياء الفقيرة» على األمني العام لألمم املتحدة آنذاك ،السيد «كوفي عنان» ،وقد كان السيد تويبفر يشغل في ذلك الوقت منصب املدير التنفيذي لبرنامج األمم املتحدة للبيئة ،واملدير التنفيذي باإلنابة لبرنامج املوئل .وقد القى هذا املقترح حماسا ً وتشجيعا ً كبيرين من األمني العام ،حيث أبدى الكثير من الدعم لهذه املبادرة داعيا ً جميع الدول األعضاء في األمم املتحدة لتأييدها واملوافقة عليها والعمل مبوجبها (الفقرات 138 – 134من املذكرة رقم أ 2000/54/بتاريخ 27مارس /آذار من عام ،)2000حيث متخض ذلك التشجيع عن رؤيته وتصوره ملنظمة األمم املتحدة في القرن احلادي والعشرين – نحن الشعوب: دور األمم املتحدة في القرن احلادي والعشرين – والتي مت من خاللها إعداد األجندة اخلاصة بقمة األلفية. وبصفته الراعي الرسمي الفتتاح فعاليات القمة ،فقد وجه السيد مانديال خطابات لعدد من رؤساء الدول املتقدمة والنامية على حد سواء ،يدعوهم بها إلى املساعدة واإلسهام في حشد االلتزام السياسي والدعم املالي املطلوب من أجل حتقيق غايتنا واملتمثلة في إيجاد مدن خالية من األحياء الفقيرة. وقد أعلن رؤساء 150دولة وحكومة ممن شاركوا في أعمال القمة التزامهم أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
7
والتي مت من خاللها إدراج املدن ،ناهيك عن سكان األحياء الفقيرة وغاية احلد من مستويات الفقر احلضري ،ضمن األهداف اإلمنائية الدولية.
«مارك هيلدبراند»
بتوفير الدعم الكامل لهذه املبادرة إلى جانب دعم الغايات األخرى والتي يتضمنها هدف «التنمية والقضاء على الفقر» ضمن الفقرة التاسعة عشر من إعالن األلفية لألمم املتحدة، قرار رقم أ 2/55/حيث تضمن إعالنهم: «حتقيق تطور ملموس في الظروف املعيشية ملا ال يقل عن 100مليون نسمة من سكان األحياء الفقيرة ضمن مبادرة مدن خالية من األحياء الفقيرة ،وذلك بحلول عام .»2020 ومن الضروري للغاية أال ننسى احلقيقة بأن هذه املرة قد كانت األولى بل والوحيدة
من ناحية أخرى ،فقد كان الهدف املرتبط بسكان األحياء الفقيرة مثيرا ً للجدل منذ اليوم األول إلعالنه تقريباً ،حيث يعزى ذلك أوال ً وقبل كل شيء إلى تركيزه على عملية التنمية احلضرية .عالوة على ذلك ،فإن البيروقراطيني املسؤولني عن الوكالة اإلمنائية ،ممن كانوا يحومون حول مدينة نيويورك في أعقاب انعقاد القمة للمساعدة على ترجمة إعالن األلفية من خالل األهداف اإلمنائية لأللفية ،قد كانوا منشغلني بفكرة ضرورة عكس هذه األهداف للمنظمة واألولويات التاريخية للوكاالت التي يعملون بها ،حيث ركزت الوكاالت األكثر تشددا ً على املساواة ما بني عمليات تنمية مناطق األرياف واحلد من الفقر. وبالفعل ،وخالل األسابيع التي تلت انعقاد هذه القمة ،فقد بلغت األمور بالبعض منهم احملاولة للقضاء على الهدف املرتبط بسكان األحياء الفقيرة باعتبارها مناطق تقع داخل املدن .إال أن احلظ لم يكن حليفا ً لهم ،وذلك في ظل توكيد مكتب األمني العام على استحالة القضاء على األهداف احملددة ضمن إعالن األلفية والتي متت املوافقة عليها من قبل قادة الدول األعضاء .عدا عن ذلك ،وحتى لدى انتهاء أولئك البيروقراطيني من مهمتهم ،فقد
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
قصة الغالف
املرجع :شعبة السكان باألمم املتحدة ،آفاق التحضر العاملي :تنقيح عام 2007
مت نقل الهدف املرتبط بتحسني الظروف املعيشية لسكان األحياء الفقيرة من جملة األهداف التي تتضمنها غاية «القضاء على الفقر» وحتديدها بصورة ما مبثابة الغاية األخيرة ضمن الهدف املرتبط بتحقيق «االستدامة البيئية». إال أنه وعلى الرغم من استمرارية الهدف املرتبط بسكان األحياء الفقيرة ،على األقل حتى الوقت احلاضر ،ولكن تصعب املبالغة بالضرر الذي قام به أولئك األفراد ممن يواصلون املساواة ما بني عمليات تنمية مناطق األرياف واملناطق احلضرية وتشجيع عمليات التخطيط مقابل عمليات النمو احلضري. وتشير احلقائق إلى أن املدن تعد مبثابة حاضنة لتطوير األنظمة االقتصادية،
فضالً عن اعتبار عمليات الهجرة كأحد أفضل اإلستراتيجيات املتبعة فيما يخص الفقراء في مناطق األرياف ،فضالً عن استفادة كل من عمليات تنمية مناطق األرياف وآليات احلد من ظاهرة الفقر في األرياف من عمليات التحضر. بيد أنه ونظرا ً النتشار الفكر الذي يهدف إلى وقف عمليات النمو احلضري ،فقد واصلت العديد من احلكومات والسلطات احمللية جتاهلها للهدف الرئيس والرامي إلى ترقية األحياء الفقيرة ضمن مبادرة «مدن خالية من األحياء الفقيرة» – حيث تتمثل الطريقة الوحيدة للحيلولة دون نشوء أحياء فقيرة جديدة في التخطيط لعمليات النمو احلضري املستقبلية.
جتاوز اخملاوف املرتبطة بعمليات التخطيط
ثمة العديد من احلكومات الوطنية والسلطات احمللية والتي ال تزال ترفض نتيجة لذلك تنفيذ عمليات التخطيط اخلاصة بآليات التوسع احلضري املنظم، وذلك تخوفا ً من استقطاب املزيد من األفراد إلى املدن – وذلك على الرغم من عدم وجود أي دليل موثوق والذي قد يشير إلى وجود أي أثر لإلسكان ،والطرق ،واملرافق العامة، أو حتى إمدادات مياه الشرب على عمليات الهجرة من األرياف إلى املدن ،حيث يتمثل الهدف األساسي النتقال األفراد إلى املدن في سعيهم إليجاد فرص العمل. كما يعد التاريخ احملدد لتحقيق الهدف املرتبط بسكان األحياء الفقيرة في عام 2020مبثابة ميزة أخرى مثيرة للجدل، أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
8
قصة الغالف
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
فضالً عن العدد احملدد واملستهدف ضمن هذه الغاية والذي يعد متواضعا ً نسبيا ً مبا مجموعه 100مليون نسمة فقط. عالوة على ذلك ،فإن هذه الغاية ال ترتبط بالتاريخ احملدد ضمن األهداف اإلمنائية األخرى واملزمع حتقيقها بحلول عام ،2015 عدا عن عدم متاشيها بالتعبير النسبي املرتبط باألهداف والغايات األخرى كالهدف الذي ينص مثالً على «خفض عدد األفراد ممن يقل دخلهم اليومي عن دوالر واحد إلى النصف بحلول عام ( »2015الفقرة ،19 قرار رقم أ.) 2/55/ ويتضح هنا وجود بعض املزايا لهذه الشواغل ،وإن لم تكن هنالك أية نوايا الجتثاث هذه الغاية من الهدف املرتبط بالقضاء على الفقر ،فلكان من السهل ألولئك الذين عملوا على ترجمة إعالن األلفية إلى األهداف اإلمنائية لأللفية للتعبير عن الهدف املرتبط بسكان األحياء الفقيرة بنفس التعبير النسبي املستخدم ،كالقول مثالً « :خفض نسبة سكان األحياء الفقيرة إلى النصف بحلول عام .»2015 من ناحية ثانية ،فمن غير املرجح أن يتساءل أي شخص عن سبب استهداف هذه الغاية ملا مجموعه 100مليون نسمة من سكان تلك األحياء بدال ً من استهداف 500مليون نسمة ،ومن املؤكد أيضا ً إمكانية مناقشة مسألة عدد األفراد الذين تضمنهم هذا الهدف ومناقشة ما إذا مت حتقيق حتسن ملموس في ظروفهم املعيشية خالل السنوات العشر املاضية، حتى وإن لم يتم تنقيح الهدف. وهذه هي الرؤية الصعبة التي تتضمنها مبادرة «مدن خالية من األحياء الفقيرة»، باإلضافة إلى عدد من اإلجراءات احملددة واألفكار امللموسة على مستوى املدن وعلى الصعيد الوطني لتحسني الظروف املعيشية للفئات األكثر ضعفا ً واألكثر تهميشا ً من سكان املناطق احلضرية، حيث ساهمت جميع هذه العوامل في إلهام كالً من عمداء املدن ،وسكان تلك األحياء وحكومات املدن للعمل وحتقيق التغيير. إن خطة العمل هذه تعتمد على تنفيذ أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
9
البرامج اجملتمعية الناجحة لترقية هذه األحياء ،وذلك في ظل تشجيع احلكومات وحتفيزها ملعاجلة املسائل املرتبطة بالسياسات األوسع نطاقا ً والقضايا املؤسسية والتي لطاملا عملت في السابق على تقييد مستويات اإلجناز وحتقيق االستدامة .عالوة على ذلك ،واستجابة لهذا الهدف ،فقد أعلنت العديد من البلدان اعتمادها للسياسات الداعمة للفقراء ،والرامية إلى حتقيق املواطنة الشاملة وتنفيذ العديد من برامج ترقية األحياء الفقيرة على مستوى املدن كما على املستوى الوطني ،حيث عادة ما يتم ذلك ضمن أرفع املستويات السياسية. إضافة لذلك ،فتساهم هذه البرامج التي يتم تنفيذها على املستوى الوطني في إلهام أشخاص آخرين من سكان األحياء الفقيرة ،والسلطات احمللية وصانعي السياسات الوطنية والتعلم من بعضهم البعض عبر مختلف القارات .كما مت حتديد املميزات األساسية لآلليات الناجحة لترقية األحياء الفقيرة على مستوى املدن وعلى املستويات الوطنية ،فضالً عن إعداد اإلرشادات املفصلة لصانعي السياسات، إلى جانب إقامة أعداد متزايدة من املنظمات الشعبية لشراكات العمل مع بعضها البعض ،كما مع السلطات احمللية ،وذلك بغية احلفاظ على عمليات ترقية األحياء الفقيرة والتي يتم تنفيذها على مستوى املدن.
الدروس املستخلصة هل هناك مجال للتحسني؟ نعم – وفي كل مكان تقريبا ً – ولكن وألغراض اإليجاز، فهنالك اثنني من الدروس األساسية واللذان مت استخالصهما من اخلبرات املكتسبة حتى الوقت احلاضر ،واللذان قد يساهمان في تطوير آفاق مبادرة املدن اخلالية من األحياء الفقيرة. أوالً ،ثمة حاجة لوجود املزيد من التركيز على دور اجملتمعات احمللية داخل األحياء الفقيرة والتي تعمل ضمن شراكة مع كل من السلطات احمللية واجلهات املزودة للخدمات ،وذلك بغية إعداد وتنفيذ التدابير الالزمة لتطوير املساكن ،والبنية التحتية واخلدمات التي يتم توفيرها في األحياء الفقيرة التي يقطنون بها .كما
توجد العديد من البلدان والتي ال تزال تواصل مساعيها نحو أهداف منحرفة والرامية إلى إزالة تلك األحياء والقضاء عليها متاما ً من خالل نقل سكانها من مواقع والتي عادة ما تكون جيدة نسبيا ً في ظل نقص اخلدمات املناسبة إلى مواقع أخرى بعيدة عن محيط املدن. وعادة ما تؤدي النتائج إلى تدمير الروابط االجتماعية ،وتعطيل السبل املعيشية، وخلق تكاليف مستقبلية ضخمة ال بد من حتملها في ميادين النقل ،والطاقة، والبيئة ،وذلك من خالل تعزيز عمليات مضللة وغير مستدامة لتخفيف الضغط عن املدينة .كما أن النتيجة الطبيعية لذلك سوف تتمثل في تنفيذ برامج ترقية األحياء الفقيرة والتي سوف تكون ذات أثر أكبر إذا ما مت تنفيذها على الصعيد احمللي بدال ً من الصعيد الوطني .عالوة على ذلك، فثمة احتمالية أكبر النخراط سكان هذه األحياء واملنظمات التابعني لها في عمليات التصميم والتنفيذ ،فضالً عن االحتمالية األكبر للتوجه نحو تنفيذ احللول املرتبطة بترقية املواقع ،بدال ً من تنفيذ عمليات إعادة التوطني على نطاق واسع. ثانياً ،هنالك حاجة للمزيد من التركيز على كيفية متكن املدن من توقع منوها وحتديد الفرص االقتصادية ،واالجتماعية، والبيئية التي متتلكها .كما أن الطريقة احلالية لنمو املدن ال تعد نتيجة حتمية – حيث يتجسد منو املدن من خالل خيارات السياسات العامة وخيارات التخطيط املتبعة – سواء كانت خيارات واعية أو كان هنالك تغيب عن اتخاذ القرارات .وبعبارة أخرى ،فإن رفض واقع النمو املستمر للمدينة سوف يؤدي ببساطة إلى حدوث عمليات النمو غير املنظمة والعشوائية – األمر الذي يساهم في نشوء املزيد من األحياء الفقيرة ،فضالً عما يساهم به من نشوء تكاليف مستقبلية أعلى على صعيد البنية التحتية ،والطاقة، والبيئة .إن منو األحياء الفقيرة ميثل نتيجة مباشرة لعدم االنخراط في أدنى معدالت التحضيرات الواقعية واملنطقية ملواجهة النمو. كما أن هذه اإلجراءات التحضيرية ال تتطلب حتمل تكاليف مالية باهظة ،إال
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية أن اخملاطر الناشئة عن مواجهة هذا النمو لن تكون أكبر من تلك التكاليف على اإلطالق .وبالفعل ،فإن توقع النمو يعد احلل الوحيد واألفضل لتحقيق املنافع املتأتية
مدن خالية من األحياء الفقيرة
متثل هذه املبادرة أول نتاج لتحالف املدن ،والتي أعلن عنها الرئيس السابق جلنوب إفريقيا ،السيد نيلسون مانديال، وذلك خالل اجللسة االفتتاحية الجتماع التحالف واملنعقدة في برلني في ديسمبر من عام .1999كما أعلن السيد مانديال خالل كلمته تبنيه دور الراعي لهذه املبادرة بقوله«:باعتباري رجل بلغ احلادية والثمانني من عمره ،فمن حقي تقدمي النصيحة لكم .ال تخشوا من التقدم في العمر ،فلذلك العديد من املزايا». «ليس ثمة شيء يشكل حتديا ً أو تهديدا ً إلمكانيات عيشنا في ظل ظروف معيشية الئقة سوى التواجد املستمر واملتنامي لظاهرة الفقر في جميع أنحاء العالم .وبذلك ،ما هي االنعكاسات املمكنة لظاهرة التحضر املتنامية في القرن املقبل علينا في
عن األداء األفضل لعمليات التحضر ،وذلك على صعيد التخفيف من حدة الفقر، وإيجاد املنافع املرتبطة بالصحة العامة، واالستدامة البيئية ،واملستويات املعيشية
قصة الغالف
األفضل ،وصوال ً في نهاية املطاف إلى إيجاد مدن خالية من األحياء الفقيرة.
ظل سعينا الرامي إلى التصدي لذلك الفقيرة لكي يتمكنوا من تشكيل التحدي الكبير؟ «إن مبادرة مدن خالية أصولهم ومصادر دخلهم. من األحياء الفقيرة متثل استجابة خالقة وجريئة لظاهرة الفقر احلضري « .كما ينبغي أن ميثل القرن املقبل الزمن وقد أيقنا بأن القرن املقبل سوف يكون الذي نعمل جميعنا خالله بشكل صادق، أول قرن حضري يشهده العالم ،وإذا ما وباختالف مواقعنا ومواطننا ،من أجل كان األمر كذلك ،فإننا بحاجة ماسة القضاء على مظاهر الفقر واحلرمان، ملثل هذه التدخالت واملبادرات املبتكرة باعتبار هذه املسألة كمصدر قلق من أجل التصدي للعواقب الكبيرة رئيسي لنا جميعاً .إن ذلك سوف ميكننا من استغالل أفضل ما تتكون منه الروح والناجمة عن ظاهرة هجرة األفراد... اإلنسانية ،وإنني أعتبر هذه املبادرة ذات «كما أن احلالة الراهنة لشؤون املدن في دور رئيسي ضمن هذا اإلطار... جميع أنحاء العالم تبدو وكأنها ترسل لنا حتذيرا ً واضحاً ،حيث ترتبط عمليات «وفي اخلتام ،ال بد من أن أقول بأنني لن التحضر من جهة بعمليات اإلنتاج أكون راعيا ً لهذه احلملة بشكل صوري والنمو االقتصادي ،ومن جهة ثانية ،فقط ،بل أنني سوف أشارك بصورة وبالرغم من إنتاجيتها ،إال أن هنالك فاعلة من أجل الترويج لها ،ولذلك، العديد من األمثلة التي تشير إلى فإنني أصرَ على استالم التقارير التي تبني مستويات التقدم الذي مت إحرازه حدوث فشل اجتماعي متزايد... ضمن هذه املبادرة»... « إن تنفيذ عمليات احلد من الفقر وترقية املستوطنات غير الرسمية لن يكون ممكنا ً ما لم تتسم املدن مبزايا اإلنتاجية والكفاءة ،وما لم تتمكن من توفير الفرص االقتصادية للشرائح
عمل السيد مارك هيلدبراند قبل أحد عشر عاما ً في البنك الدولي باإلعارة من برنامج املوئل ،وذلك من أجل توجيه اجلهود الدولية نحو إنشاء حتالف املدن والذي عمل على إدارته خالل الفترة ما بني األعوام 1999و . 2006كما عمل السيد هيلدبراند في املقر الرئيسي لبرنامج املوئل في نيروبي منذ عام 1980وحتى عام 1999في مجال ترقية األحياء الفقيرة وتعزيزها في جميع أنحاء العالم.
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
10
قصة الغالف
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
النظر في األهداف من خالل الرسومات الذكية إن إيجاد الشرح الوافي ألحدث احلقائق واألرقام حول املدن املتنامية في جميع أنحاء العالم ،وسكان تلك املدن ،واملزايا التي يتمتعون بها ،وفرصها في حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية ليس باألمر السهل على اإلطالق .إال أن اخلبير الدمناركي السيد «مايكن ليستر» ومقره في نيروبي ،قد متكن من ابتكار طريقة لشرح ذلك من خالل مجموعة جديدة من الرسوم – والتي تعد طريقة جديدة لدراسة أحوال املدن – وجتدر اإلشارة إلى أن هذه الوسيلة اإليضاحية اجلديدة تعرض اآلن في معرض شنغهاي العاملي ، 2010حيث القت إشادة كبيرة لدى كشف النقاب عنها مؤخرا ً لدى افتتاح املعرض الذي مت تنظيمه على هامش فعاليات الدورة اخلامسة للمنتدى احلضري العاملي في شهر مارس /آذار املاضي.
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
11
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
قصة الغالف
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
12
قصة الغالف
أكتوبر /تشرين األول 2010
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
العالم احلضري
13
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
قصة الغالف
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
14
قصة الغالف
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
حتقيق األهداف املرتبطة باملياه والصرف الصحي
تتضمن أهداف األلفية حتقيق خفض في نسبة السكان من غير احلاصلني على اإلمدادات املستدامة للمياه ومرافق الصرف الصحي األساسية إلى النصف بحلول عام .2015إال أن خبراء برنامج املوئل واخملتصني في مجال املياه والصرف الصحي قد أشاروا إلى ضعف أداء غالبية مرافق املياه في العالم النامي ،وهو األمر الذي لطاملا كان يشكل حجر عثرة في حتقيق هدف توفير املياه والصرف الصحي للجميع .كما يبني اخلبراء ضمن هذه املقالة اآلليات التي ينفذها البرنامج إليجاد أشكال التحسني في جميع أنحاء العالم وذلك بفضل الصندوق االستئماني للمياه واملرافق الصحية.
تتعرض املياه لدى تدفقها إلى التلوث ،إضافة لتسببها في نقل األمراض ،مثلما هو احلال في منطقة كيبيرا في نيروبي ،والتي متثل أكبر األحياء السكنية الفقيرة في كينيا
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
15
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
قصة الغالف
تشهد البلدان في جميع أنحاء العالم العديد من املشكالت املترسخة ،كاإلهدار الكبير ملياه األمطار ،وضعف خدمة املستفيدين ،واإلمدادات املتقطعة ،وغياب عمليات القياس ،وتشغيل املوظفني غير املدربني ،إلى جانب سلسة من املشكالت األخرى والتي عادة ما كانت تساهم في استسالم األفراد ملصائرهم ،ووفقا ً ألحدث البحوث الصادرة عن برنامج األمم املتحدة، فقد تبني وجود العديد من احلقائق في العالم :حيث يعاني نحو نصف سكان العالم من شح نحو نصف سكان العالم من شح في مصادر املياه ،فضالً عن تسجيل أعداد متزايدة من األفراد احلاصلني على خدمات املرافق الصحية املطورة ،إال أن حتقيق هذا الهدف سوف يتطلب مضاعفة اجلهود املبذولة .أما في العالم النامي ،فقد مت تسجيل ما معدله فرد واحد من بني كل أربع أفراد والذي ال يستخدم أي شكل من أشكال الصرف الصحي ،كما أنه وعلى الرغم من توسع نطاق إمدادات مياه الشرب احملسنة ،إال أن هنالك نحو مليار فرد ممن ال يتمتعون بهذه اخلدمات .عدا عن ذلك ،فتعد النساء الشريحة األبرز والتي تواجه أشكال عدة من املعاناة في سبيل احلصول على املياه. من جهة أخرى ،فعادة ما تكون الشرائح الفقيرة غير مخدومة في هذا اإلطار ،وذلك بالرغم من وصول تلك اخلدمات للمناطق املركزية داخل املدن الكبرى .عالوة على ذلك ،فتعد املناطق الفقيرة داخل املدن مبثابة املناطق التي ترزح حتت أشد أشكال الضغط التي ميكن تصورها نتيجة لرداءة الظروف الصحية التي يعاني منها سكان تلك املناطق. ولذلك ،فقد مت تركيز العديد من األنشطة التي يتم تنفيذها من خالل الصندوق االستئماني للمياه واملرافق الصحية على توفير التدريب واملساعدة التقنية الالزمة للعاملني في مرافق توفير املياه والصرف الصحي. وتتضمن هذه األنشطة إعداد اخلطط التجارية اإلستراتيجية ،وتنفيذ اخلطط اخلاصة بتطوير مستويات األداء ،وإدارة مستويات الطلب على إمدادات املياه، وعمليات إصدار الفواتير وحتصيل اإليرادات، وخدمة العمالء ورسم اخلرائط اخلاصة باملناطق اخملدومة.
وبهذا الصدد ،فقد أشار السيد «روبرت غودوين» رئيس مبادرة توفير املياه ومرافق الصرف الصحي في منطقة بحيرة فكتوريا إلى انتفاع ما مجموعه ثمانية مرافق مختصة بتوفير املياه من عمليات بناء القدرات التي يتم تنفيذها من خالل هذه املبادرة ،وذلك في ثالثة بلدان إفريقية، وهي :تنزانيا ،وكينيا ،وأوغندا .كما أضاف قائالً« :لقد قمنا باعتماد برنامج محدد لتنفيذ عمليات التوجيه ،وتوفير املساعدة الفنية ،والتدريب في مواقع العمل». كما بني السيد «غودوين» إمكانية حتقيق
األداء األفضل لتلك املرافق في بعض احلاالت من خالل تنفيذ عمليات بسيطة إلعادة توجيه اإلدارات بدال ً من ضخ األموال دون وجود أي هدف محدد وملموس. وأضاف« :لقد تبني لنا عدم وجود أي تفاعل ما بني العاملني في مؤسسة بوبوكا في تنزانيا والعمالء املستفيدين من خدمات املؤسسة ،وقد عملنا مع املوظفني للتعريف مبوضوع خدمة العمالء ،فضالً عن تقدمي املساعدة واملشورة لهم مما مكنهم من تقسيم املدينة إلى 25منطقة ،ويقوم ممثل عن هذا املرفق بزيارة شهرية ملمثلي أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
16
قصة الغالف
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
تلك املناطق اخلمسة والعشرين فضالً عن التفاعل مع اجملتمع احمللي». وقد لوحظ تسجيل نتائج مذهلة على صعيد خفض معدالت املياه املهدرة في كينيا ،وذلك بفضل عمليات التوجيه املقدمة ملوظفي مرافق توفير املياه ،فعلى سبيل املثال ،متكنت شركة ( )Gusiللمياه من خفض معدالت املياه املهدرة من 61.6 في املائة إلى 40.7في املائة ،مما ساهم بالتالي في زيادة نسبة اإليرادات مبعدل 65 في املائة و 48في املائة على التوالي. «كما أننا عادة ما نالحظ دفع الفقراء من غير احلاصلني على اخلدمات لرسوم تتجاوز قيمتها عشرة أضعاف الرسوم التي تدفعها الفئات األخرى واملنتفعة من اخلدمات ،وفي الوقت ذاته ،فعادة ما نالحظ تواني تلك املرافق عن العمل».
اإلبداع في التمويل
لقد ساهم برنامج املوئل من خالل مبادراته في إنشاء الصناديق الدوارة والتي متكن الفقراء من احلصول على القروض للحصول على إمدادات املياه ،وقد أشار السيد غودوين بهذا الصدد قائالً« :يقوم الفقراء في نهاية املطاف بسداد القرض الذي مت احلصول عليه لدفع رسوم الربط بإمدادات املياه خالل فترة زمنية معينة». كما أن البرامج التي ينفذها املوئل لبناء قدرات املرافق تتماشى وبشكل جيد مع اخلطط املؤسسية األكبر للحكومات في شرق إفريقيا والرامية إلى إصالح قطاع املياه. وفي آسيا ،فقد لوحظ وجود تطور كبير في املساعي الرامية لتوفير خدمات املياه والصرف الصحي للجميع ،كما هو احلال في نيبال مثالً ،حيث مت تطوير نظام محوسب لتصدير فواتير إمدادات املياه احملسنة لكي يشمل تسع بلدات صغيرة ،إلى جانب توفير التدريب الالزم للجان اخملتصة ملستخدمي إمدادات املياه ومرافق الصرف الصحي بغية حتسني مستويات الكفاءة الالزمة إلدارة عمليات تقدمي اخلدمات .عدا عن ذلك ،فسوف يتم تطوير هذا النظام في املستقبل القريب لكي يشمل 29منطقة أخرى .كما مت إعداد اخملططات الرئيسية إلمدادات املياه ومرافق الصرف الصحي في ثالث بلديات، حيث تتم مناقشتها حاليا ً من قبل اجلهات املعنية لوضع الصيغة النهائية لها. أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
17
خزان جديد حلفظ مياه األمطار في إثيوبيا
كما ينطبق ذلك أيضا ً على الهند ،حيث بدأت الثقافة املرتبطة بإدارة عمليات الطلب على املياه بالترسخ ضمن عمليات تشغيل املرافق ،وذلك بفضل املبادرات التي ينفذها برنامج املوئل .وبهذا الصدد، يشير السيد «روشان شريشتا» كبير مستشاري برنامج املياه للمدن اآلسيوية بالقول«:لقد عملت املؤسسات احمللية في بلدتي غواليور وجبلبور بإنشاء وحدات لكشف التسرب ،وذلك في أعقاب تنفيذ إستراتيجية إدارة مستويات الطلب على املياه في والية مادهيا براديش الهندية». وأضاف «:لقد عملنا على خفض اخلسائر بنسبة 15في املائة تقريبا ً في املناطق املستهدفة في املدينتني ،حيث تصل إمدادات املياه احملسنة ملا مجموعه 5آالف أسرة تقريباً». وقد مت تنفيذ برامج مشابهة لبناء قدرات املرافق في الصني والتي القت جناحا ً باهرا ً في مجال احملافظة على املياه وإدارة مستويات الطلب.
عمليات التدريب حسابات الطاقة
ومراجعة
لقد تضمنت أبرز نشاطات الصندوق االستئماني تدريب مدراء املرافق املائية وكبار املوظفني املسؤولني على أفضل املمارسات والعمليات التي يتم تنفيذها في مجال إدارة وتشغيل املرافق ،حيث مت ذلك من خالل تنظيم ورشات العمل وتبادل اخلبرات بغية تعزيز مستويات الكفاءة في هذا اجملال .كما مت توفير التدريب ألكثر من
300فرد من مدراء ومشغلي املرافق خالل هذا العام ،وذلك بتنظيم العديد من الورشات التدريبية في كل من املكسيك، وبوليفيا ،واألردن ،وبلغاريا ،واجلزر العذراء، وأوغندا .كما تضمنت احملاور الرئيسية لهذه الورشات كالً من عمليات إدارة مستويات الطلب على املياه ،وتشغيل محطات معاجلة املياه العادمة ،وعمليات التخطيط لسالمة املياه ،وزيادة مستويات الكفاءة على صعيد استخدام مصادر الطاقة وإدارة املرافق للعمالء اجلدد. وقد باتت الصلة التي تربط ما بني الطاقة واملياه تلقى املزيد من االهتمام ،وبذلك ،فقد أشار السيد «فنسنت كيتو» املسؤول عن قسم الطاقة في شعبة املياه ،والصرف الصحي وتطوير البنية التحتية في برنامج املوئل بالقول«:لقد تبني لنا لدى إعداد أولى الدراسات اخلاصة باملرافق في إفريقيا بأن 80في املائة من تكاليفها متثل في الواقع تكاليف استهالك الطاقة ،حيث أن ذلك يؤثر وبشكل مباشر على تكلفة توفير موارد املياه ،مما يشكل لدينا نقطة االنطالق لتحسني مستويات استهالك الطاقة في املرافق العامة». من جهة أخرى ،فقد مت تنفيذ عمليات التخطيط اخلاصة مبعدالت الطاقة املستهلكة في ثالثة مرافق في إفريقيا (مؤسسة غانا للمياه ،سلطة املياه والصرف الصحي في أديس أبابا ،ومجلس خدمات املياه في والية بالتو النيجيرية)، حيث ساهمت تلك العمليات في تنفيذ
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية إجراءات مباشرة .أما في غانا ،فتقوم مؤسسة غانا للمياه بتنفيذ عدد من التوصيات ذات األولوية ،حيث يتوقع بان تساهم تلك املعايير في حتقيق خفض في تكلفة استهالك الطاقة مبعدل 520 ألف دوالر سنوياً ،مما يشكل 18في املائة من مجمل تكلفة استهالك الطاقة في هذا املرفق .عالوة على ذلك ،فمن املتوقع أيضا ً أن يتم حتويل جزء من هذه الوفورات للمستخدمني النهائيني وذلك من خالل خفض تكلفة خدمات إمدادات املياه والصرف الصحي التي يتم تقدميها. ووفقا ً للمراجعات التي مت تنفيذها حول هذه املرافق الثالثة ،فقد مت إعداد دليل ملراجعة حسابات الطاقة املستهلكة في مرافق البلدان النامية ،وذلك بهدف استخدامه كأداة للوصول إلى املزيد من املرافق والتركيز على املراجعات التي يتم تنفيذها بشكل دوري حلسابات الطاقة. كما أشار السيد «كيتو» بالقول: «لقد عملنا على وضع األسس الالزمة لالستثمارات في تطبيقات الطاقة املتجددة في عام ،2009وذلك من خالل تنفيذ عدد من دراسات اجلدوى»« .ولقد وفرت هذه الدراسات وسيلة ميكن استخدامها قبل تنفيذ االستثمارات من أجل متكني املؤسسات احمللية من احلصول على التمويل الالزم لتنفيذ املشاريع». وأضاف«:وقد مت حتديد وسائل الطاقة الكهرمائية مبثابة خيار مج ٍد في منطقة «كيسي» الكينية ،حيث تبني أحد التقارير لدينا بأن تشغيل محطة بقدرة 200كيلووات ميكن أن يساهم في توفير مصدر ثابت ونظيف للطاقة ألغراض ضخ املياه وخفض تكاليف الطاقة الكهربائية املستخدمة في مرافق املياه مبا يتجاوز 79في املائة» .كما يعمل الصندوق االستئماني في الوقت احلاضر مع اجلهات املسؤولة في بلدية «كيسي» من أجل إيجاد شريك مالي لتنفيذ هذا املشروع. كما مت تنفيذ مجموعة من املراجعات املكثفة لعدد من املرافق في منطقة الكاريبي ،حيث مت ذلك مبساعدة بنك التنمية بني األمريكيتني .إن هذه العمليات متثل ثمرة عمليات التدريب املكثفة والتي مت تنفيذها إلى جانب عمليات تبادل اخلبرات في ميدان حفظ الطاقة في املرافق ،حيث مت ذلك بدعم من التحالف العاملي ملشغلي شراكات املياه.
من ناحية ثانية ،فقد مت إعداد دراسات اجلدوى اخلاصة لتقييم إمكانية توليد الغاز احليوي في سبعة بلدان إفريقية، حيث متخض عن ذلك إعداد تشكيالت ملا مجموعه 29مشروعاً ،مبا فيها خمس محطات للغاز احليوي في كل من كينيا، وتنزانيا ،وأوغندا بحيث يتم تنفيذها كمشاريع رائدة ،حيث يعمل الصندوق االستئماني بالتعاون مع السلطات احمللية وشركاء آخرين من أجل حشد األموال الالزمة لتنفيذ تلك املشاريع.
عمليات إدارة اخمللفات
ميثل غياب عمليات إدارة اخمللفات السبب الرئيسي لنشوء مشكلة الظروف غير الصحية التي تواجهها الشرائح الفقيرة في املدن ،حيث أنه وفي ظل إمكانية تخلص املدن الكبرى من مخلفاتها ،إال أن املراكز احلضرية الصغرى تعاني من ظروف شديدة ضمن هذا اإلطار. وقد شارك الصندوق االستئماني في العديد من النشاطات والتي ساهمت في تنفيذ عمليات بناء القدرات في ميادين إدارة اخمللفات واملياه العادمة .كما تضمنت تلك االنشطة كالً من توفير املعدات ،وتنفيذ عمليات اإلعداد واملشاريع التجريبية، واملساعدة في وضع اإلستراتيجيات اخلاصة إلدارة اخمللفات الصلبة ،وتوفير التدريب للموظفني املعنيني ،وتطوير نظم إدارة اخمللفات الصلبة والتي تعتمد على اجملتمعات احمللية. وبهذا الصدد ،يشير السيد «غراهام أالباستر» املسؤول عن دائرة اخمللفات في برنامج املوئل بالقول«:لقد متكنا من حتقيق التوازن ما بني توفير املساعدة التقنية الالزمة وتنفيذ املنهجيات احلديثة واملبتكرة في ميادين بناء القدرات والتدريب .عدا عن ذلك ،فهنالك العديد من الفرص املتاحة لتوليد الدخل من خالل تنفيذ عمليات إعادة التدوير والتخفيف من اآلثار البيئية ،مبا في ذلك ظاهرة التغير املناخي». وقد مت حتقيق تقدم كبير أيضا ً فيما يتعلق بإعداد منوذج عمل لنظام إدارة اخمللفات الصلبة في املراكز احلضرية الصغيرة وذلك في سبع مدن ضمن مبادرة توفير املياه ومرافق الصرف الصحي في منطقة بحيرة فكتوريا ،وضمن هذا اإلطار ،يشير السيد «غودوين» والذي يتولى مهمة اإلشراف
قصة الغالف
على تنفيذ هذه املبادرة بالقول«:لقد مت تنفيذ اخلطوة األولى والتي متثلت في جتهيز املعدات وتشغيلها في ثالث مدن جتريبية ،ومن ثم مت البدء بتنفيذ برنامج لتعزيز القدرات في ميدان إدارة اخمللفات الصلبة والذي يهدف إلى مساعدة اجملالس البلدية في املدن السبع إلى جانب تعزيز املنهجيات اجملتمعية في ميادين إعادة تدوير اخمللفات واحلفاظ على املوارد». عالوة على ذلك ،فقد لوحظ التأثير الكبير على صعيد حتسني عمليات الصرف الصحي البيئية ،وبخاصة في مناطق األسواق ضمن بلدتي «كيسي» و «هوما باي» حيث مت االنتهاء من تنفيذ البرنامج. من جهته ،فيشير السيد «أندريه زيكوس» رئيس برنامج املياه للمدن اآلسيوية إلى إمكانية حتقيق الكثير من خالل املشاريع وتعزيز املنهجيات الفاعلة في ميدان إدارة املياه العادمة وأضاف«:لقد عملنا مثالً على تنفيذ هذه املشاريع من أجل تعزيز عمليات تدوير اخمللفات وتوليد الطاقة في اجملتمعات احمللية ،كما مت التركيز على املنهجيات اجملتمعية في مجال إدارة اخمللفات وذلك في املدن الصغيرة في كل من الوس ،والصني ،وكمبوديا ،وفيتنام مثلما نقوم به في أنحاء أخرى من العالم»« .أما على الصعيد اإلقليمي ،فقد مت تنظيم اجتماع للخبراء في محافظة فوكوكا في اليابان ،حيث يهدف ذلك االجتماع إلى نشر الوعي حول مختلف اخليارات املتاحة إلدارة اخمللفات الصلبة في املدن». كما مت توفير املساعدة التقنية في الباكستان بهدف عرض وتعزيز وبناء القدرات في مجال اإلدارة الالمركزية للمياه العادمة في كل من مقاطعتي «نواب شاه» و»سانغار» في إقليم السند. عدا عن ذلك ،فقد ساهم الصندوق االستئماني للمياه في توفير املساعدة في نيبال بغية تعزيز إطار السياسة العامة على صعيد إدارة اخمللفات الصلبة ،حيث أشار السيد «شريشتا» إلى املساعدة في إعداد مشروع قانون إدارة اخمللفات الصلبة والذي متت املوافقة عليه من قبل مجلس الوزراء ،والذي يتم طرحه حاليا ً للدراسة من قبل وزارة القانون والعدل. من جهة أخرى ،وبفضل املبادرات الداعمة التي ينفذها برنامج املوئل ،فقد مت حتقيق خفض في كميات مياه الصرف الصحي بنسبة 10في املائة تقريباً ،وذلك من أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
18
قصة الغالف
الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية
خالل استخدام محطات معاجلة صغيرة في منطقة «كومنينغ» في الصني .كما مت تنفيذ مبادرات مماثلة في كل من مدن «بوير»،و «جينغهونغ» و «شوانغجيانغ» مبشاركة من جانب كل من املؤسسات واجملتمعات احمللية ،مما ساهم في حتقيق حتسينات ملموسة على الصعيد البيئي. كما مت توفير الدعم في أمريكا الالتينية لبلدية «ماناغوا» في نيكاراغوا وذلك بهدف حتسني مستويات إدارة اخمللفات الصلبة في املدينة وحتديد إستراتيجية خاصة لتعزيز عمليات معاجلة اخمللفات وإعادة تدويرها. وبهذا الصدد ،يشير السيد «فيكتور أرويو» املنسق اإلقليمي لبرامج الصندوق االستئماني في منطقة أمريكا
الالتينية والبحر الكاريبي بالقول«:لقد مت االنتهاء تقريبا ً من األعمال التحضيرية اخلاصة باملرحلة االستثمارية للمشروع كالدراسات األساسية واخملططات اإلستراتيجية التي قمنا بتنفيذها بالتعاون مع البلدية ،حيث يتم حاليا ً بلورة اخلطط الرامية لتوسعة نطاق املشروع». «ومن النتائج اإليجابية أيضا ً ما مت تنفيذه في بوليفيا ،والذي متثل في إنشاء شركة إلدارة املياه البلدية والتي ستعمل على حتسني وتطوير عمليات إدارة اخمللفات الصلبة وتشجيع املستفيدين من هذا املشروع في اتباع أفضل املمارسات في مجال التخلص من اخمللفات». وبالرغم من االجتماع الذي عقد مؤخرا ً
بحضور زعماء العالم لإلطالع على مستويات التقدم احملرز بشأن األهداف اإلمنائية لأللفية ،إال أن األهداف املرتبطة باملياه ال بد وأن تبقى متواصلة. كما بني السيد «بيرت ديفورن» مدير قسم متويل املستوطنات البشرية في برنامج املوئل بأنه على قناعة تامة مبا ستساهم به مستويات الوعي املتزايدة فيما يتعلق بالتحديات احلضرية التي ستنشأ في املستقبل ،باإلضافة لقناعته بان االعتراف والتقدير املتزايدين لعمل البرنامج سوف يساهمان في إرساء املزيد من أسس الدعم لكل من الشركاء في مجال التنمية، واملؤسسات ،والقطاع اخلاص.
مكافحة الفساد
إن ظاهرة الفساد والتي لطاملا كان يتم التقليل من شأنها ،قد باتت تلقى املزيد من االهتمام والذي لم ينشأ فقط نتيجة الستنزاف املليارات من الدوالرات فحسب ،بل ونتيجة ملا تتسبب به هذه الظاهرة من انتشار الفقر وإحداث الضرر البيئي. وفي عام ،2009انخرط برنامج األمم املتحدة للمستوطنات البشرية في مسألة مكافحة الفساد من خالل إعداد مجموعة من املنشورات اخلاصة مبعاجلة هذه القضية .عالوة على ذلك، فقد مت تنفيذ العديد من املشاريع اجملتمعية في مجاالت املياه والصرف الصحي في كل من إفريقيا،
وآسيا ،وأمريكا الالتينية ،والتي ساهمت في متكني اجملتمعات وتعزيز مستويات املساءلة التي تواجهها السلطات احمللية ،وذلك بالرغم من عدم استهداف تلك املشاريع ملسألة الفساد بصورة خاصة كما أنه قد لوحظ أيضا ً مساهمة هذه املشاريع في إحداث تغيير في املواقف لدى العاملني في شتى املرافق ،باإلضافة لتعزيز الشعور األكبر بضرورة توفير اخلدمات ،مما ساهم في احلد من مخاطر الفساد. عدا عن ذلك ،فقد تضمنت أبرز اإلستراتيجيات املبتكرة لبرنامج املوئل تنفيذ مبادرات إعداد اخلرائط والتي جتمع ما بني النهج اخلاصة بتكنولوجيا
املعلومات ومنهجيات املشاركة ،حيث مت تنفيذ تلك املبادرات بدعم جزئي من مؤسسة «جوجل». من ناحية أخرى ،فيشارك برنامج املوئل أيضا ً في إعداد استجابة مبتكرة ملكافحة الفساد في قطاع املياه والصرف الصحي ،وذلك ضمن إطار من التعاون مع منظمة الشفافية الدولية ،وبدءا ً بتقييم اخملاطر القطرية ،فمن املزمع تنظيم مجموعة من ورشات العمل ألصحاب املصالح املتعددين من أجل إعداد اإلستراتيجيات الالزمة للعمل وحتديد نقاط االتصال في بلدان محددة .كما سيتم حتديد صالحيات نقاط االتصال هذه من خالل إعداد خطط التدريب والعمل إلجراءات محددة لسالمة املياه.
التمويل املؤقت 2009 لقد تضمنت أبرز النشاطات التي يدعمها الصندوق االستئماني في عام 2009مجموعة من األنشطة العامة وتنفيذ مبادرتني منوذجيتني قابلتني للتكرار في كل من منطقة بحيرة فكتوريا ونهر امليكونغ. وقد واصلت النشاطات املمولة من قبل مؤسسة «جوجل» تنفيذها في عام .2009كما بلغ معدل املوارد املتأتية للصندوق في ذلك العام نحو 17.26 مليون دوالراً ،مبا في ذلك ما مجموعه 2.34مليون دوالرا ً من احلكومة النرويجية ،في حني بلغت قيمة مساهمة احلكومة اإلسبانية 14.92مليون دوالراُ. بيد أن املساهمة املتأتية من احلكومة النرويجية قد شهدت انخفاضا ً في اإليرادات ،وذلك نتيجة لتقلب في أسعار الصرف ،مما أدى إلى خفض امليزانية املقدرة من 2.91مليون دوالرا ً إلى 2.34مليوناً .إال أن برنامج املياه والصرف الصحي قد حازعلى قيمة إضافية واملتأتية من الوفورات التي مت حتقيقها في العام السابق من الصندوق الكندي إلفريقيا ،والتي بلغت نصف مليون دوالراً .كما وافقت الوكالة الكندية للتنمية على متديد مدة املنحة حتى تاريخ 31مارس /آذار 2010بحيث يتم استخدام املدخرات ألنشطة
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
19
محددة .عالوة على ذلك ،فإن املوارد احملدودة واخملصصة لكل من العمليات اإلقليمية والقطرية ضمن برنامجي املياه من أجل املدن اإلفريقية واآلسيوية قد مت استغاللها بالكامل .أما فيما يتعلق بالبرامج اخملصصة ملنطقة أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي؛ فقد مت تنفيذها خالل النصف الثاني من العام .إضافة لذلك ،فقد مت إطالق برنامج إدارة اخمللفات الصلبة في نيكاراغوا بوجود عنصر رئيسي من خالل مذكرة تفاهم مت إبرامها ما بني مكتب األمم املتحدة خلدمات املشاريع وبرنامج املوئل .كما بلغ الرصيد اإلجمالي لتنفيذ البرامج في إطار مبادرة توفير املياه ومرافق الصرف الصحي في منطقة بحيرة فكتوريا ما مجموعه 6.3مليون دوالرا ً لعام ، 2008حيث ميثل الرصيد الذي مت االتفاق عليه مع احلكومة الهولندية. كما سيبقى هذا املبلغ متوفرا ً لالستخدام للفترة ما بني األعوام 2009و ، 2010حيث يبلغ مجموع النفقات املتوقعة لعام 2009نحو 4ماليني دوالراً ،في حني تبلغ امليزانية اخملصصة للنشاطات التي سيتم تنفيذها في عام 2010نحو 2.3مليون دوالراً .وفي ضوء امليزانية املتوفرة مبا مجموعه 4ماليني دوالراً،
فقد بلغت النفقات األولية لعام 2009نحو 3.8دوالراً، أي ما ميثل 95في املائة من إجمالي املبلغ اخملصص. من ناحية ثانية ،فقد مت توقيع مذكرات التفاهم في ثالثة دول ،وهي :الوس ،فيتنام ،وكمبوديا .كما بلغ مجمل املوازنة اخملصصة للمبادرة التي سيتم تنفيذها في منطقة نهر امليكونغ واملتأتية من مساهمة احلكومة الهولندية نحو 2.5مليون دوالراً، في حني بلغت قيمة النفقات املؤقتة ما مجموعه 2.46مليوناً ،أي ما يعادل 98في املائة من اإلجمالي اخملصص .أما فيما يتعلق باملشاريع املمولة من قبل مؤسسة «جوجل» ،فقد لوحظ وجود أشكال من التأخير خالل الربع األول من عام 2009والتي ساهمت في التقدم بطلب ملراجعة امليزانية اخملصصة لذلك العام من أجل تنقيح اجلدول الزمني للتنفيذ ومتديد فترة التمويل .كما وافقت مؤسسة «جوجل» على متديد الفترة حتى تاريخ 31يوليو /متوز ،2010إضافة لتنقيح امليزانية في عام 2009لكي تبلغ 1.56 مليون دوالراً ،حيث بلغت قيمة النفقات األولية 1.36مليوناً ،أي ما يعادل 87في املائة من املنحة.
حتليل
قطاع النقل
كيفية حتقيق التكامل ما بني قطاعي النقل العام والتنمية احلضرية
بقلم جيروم بوربيه ،مدير ،الرابطة الدولية للنقل العام
صورة تعبيرية حملطة مدينة طوكيو :ال تشكل احملطة نقطة عبور فقط ،بل أنها تشكل أيضا ً نقطة محورية خملتلف األمناط احلياتية
لقد اتسم قطاع النقل احلضري طوال السنوات اخلمسني املاضية بالزيادة الهائلة في معدالت استخدام املركبات اخلاصة، والتي نشأت بالتوازي مع عمليات تطوير البنية التحتية للطرق واملواقف اخلاصة باملركبات .ومثلما حدث قبل قرن من الزمن على صعيد وسائط النقل العام ،فقد اتخذ منوذج االعتماد على املركبات اخلاصة دورا ً رئيسيا ً في هيكلة عمليات تطوير املدن والضواحي احمليطة بها والتي تقع على طول ممرات اخلطوط السريعة ،وفي ظل إيالء اهتمام ضعيف بوسائط النقل العام. إال أن هنالك العديد من اآلثار السلبية والناجمة عن هذا النموذج ،والتي تضمنت
أبرزها نشوء مظاهر االزدحام ،وارتفاع تكاليف النقل ،واستنزاف املساحات اخلضراء ،وتزايد معدالت استهالك الطاقة، وزيادة معدالت التلوث ،باإلضافة لتزايد معدالت املشكالت الصحية الناجمة عن التلوث ،ناهيك عن حالة اإلقصاء االجتماعي التي تتعرض لها الشرائح غير القادرة على حتمل تكاليف اقتناء املركبات اخلاصة. ولذلك ،فقد باتت هنالك حاجة ملحة لتجديد التركيز على الصلة ما بني قطاع النقل العام وعمليات التخطيط احلضري، حيث يتطلب ذلك مزيدا ً من االهتمام من جانب كل من اخملططني احلضريني، ومخططي قطاع النقل ،وأصحاب القرار
(على كل من املستويات احمللية ،واإلقليمية، والوطنية) ،ومطوري العقارات. إال أن عملية التكامل ما بني قطاعي النقل والتخطيط احلضري تشكل حتديا ً في جميع املدن في شتى أنحاء العالم، ولكنها تبرز بصورة حادة في املدن السريعة النمو والتي متر أنظمتها االقتصادية مبرحلة انتقالية ،حيث تسعى هذه املدن إلى إعداد اخلطط اخلاصة بالبنية التحتية لقطاع النقل جنبا ً إلى جنب وإدارة النمو السريع الذي تشهده.
األساس املنطقي للتكامل
تتعدد املزايا الناجمة عن التكامل ما بني قطاعي التخطيط احلضري والنقل العام، أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
20
حتليل
قطاع النقل
متثل خطوط النقل السريع ( فاست تراك ) ثمرة الشراكات الناجحة ما بني السلطات العامة واجلهات اخلاصة
حيث ميكن أن يساهم ذلك في حتسني نوعية احلياة ،وحتقيق التنمية االجتماعية االقتصادية ،والتجديد احلضري. عالوة على ذلك ،فإن حتقيق التكامل مابني القطاعني سوف يساهم أيضا ً في متكني تنفيذ عمليات التنمية األكثر كثافة والتي تعد ذات منافع أكبر على كل من املستويات الصحية والبيئية :وذلك من خالل االستخدام األكثر فعالية لألراضي، وزيادة مستويات الفعالية على صعيد استهالك الطاقة ،وخفض معدالت التلوث ،والتخفيف من آثار ظاهرة التغير املناخي ،وحماية املساحات اخلضراء من خالل تنفيذ أمناط النمو األكثر ذكاء. أما فيما يتعلق مبجمل النظام االقتصادي للمدن ،فتعد التكاليف املرتبطة بتطوير مرافق النقل العام أقل بصورة عامة باملقارنة مع عمليات التنمية املتفرقة والتي يتم تنفيذها أساسا ً للمركبات اخلاصة .من ناحية ثانية ،فهنالك منافع أخرى أيضا ً والتي تعود على القطاع اخلاص نتيجة تنفيذ املزيد من مشاريع التنمية الناجحة واملدرة للربح. كما ميكن أن تساهم الشراكات الناجحة بني القطاعني العام واخلاص في نشوء منافع مشتركة لكل منهما ،فضالً عن مساهمتها في متويل مشاريع إنشاء خطوط النقل العام أو غيرها من املشاريع املرتبطة بالبنية التحتية. وأخيراً ،فإن حتقيق التكامل ما بني قطاعي أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
21
تنفيذ عمليات التنمية في املناطق التي تشهد كثافة إلى جانب إنشاء ممرات احلافالت في كورتيبيا :توزيع األفراد بالقرب من مواقع خدمات النقل العام
النقل العام والتنمية احلضرية يعد ذو أثر على اخليارات املرتبطة بوسائط النقل: وقد لوحظ وجود استخدام أكبر لوسائط النقل العام وتدني معدالت استخدام املركبات اخلاصة في املناطق ذات التصميم اجليد حيث تكون األولوية لوسائط النقل املستدامة .كما أن استقطاب املزيد من األفراد الستخدام وسائط النقل العام سوف يساهم أيضا ً في حتسني مستويات إنتاجيتها وفعاليتها ،مما يؤدي إلى نشوء «حلقة حميدة» حيث ميكن لقطاع النقل العام تقدمي خدمات أفضل وجذب املزيد من الركاب.
وضع رؤية مشتركة بني جميع قطاعات السياسة العامة ثمة ضرورة لوضع رؤية مشتركة وخاصة بكل من قطاعي النقل العام والتنمية احلضرية ،وذلك كنقطة انطالق ميكن البدء منها في جميع اخلطوات األخرى. كما يتطلب ذلك حتقيق التكامل بني األطر العامة للسياسات املرتبطة بالتنمية احلضرية والنقل العام. عدا عن ذلك ،فيتطلب هذا األمر نوعا ً من التنسيق املؤسسي ما بني الدوائر اخملتصة في مجالي النقل العام والتخطيط احلضري .إن الهدف من هذه اآللية يتمثل في ضمان حتقيق التفاهم املتبادل ما بني مختلف اجلهات الفاعلة والتخصصات األساسية والتي عادة ما تفتقر للتعاون
الكافي فيما بينها .أما في الوقت احلاضر، حيث تتسم مدننا بحركة تنقل والتي باتت تتحول إلى ظاهرة إقليمية بصورة متزايدة ،فثمة ضرورة إليجاد رؤية إقليمية للنقل العام وآليات التنمية العمرانية. وقد شهدت مدينة كورتيبيا في البرازيل اعتماد مبدأ عمليات التنمية احلضرية الالمركزية على طول املمرات املنشأة منذ فترة الستينيات ،حيث كانت األولوية لنظم حافالت النقل السريع والتي تتجاوز مسافاتها املقطوعة 70كيلومترا ً على املمرات اخملصصة للحافالت .كما يجري التكيف مع منوذج التنمية الذي يتم تنفيذه في كورتيبيا وذلك بغية مواجهة التحديات التي تتسبب بها عمليات النمو املتسارعة والتي تشهدها منطقة العاصمة في السنوات األخيرة. أما في العاصمة األردنية عمان ،فقد أوكلت وزارة النقل املسؤولية كاملة ألمانة عمان الكبرى منذ عام 2007لكي تتولى قطاع النقل العام ،حيث تزامن ذلك مع الشروع في وضع مخطط جديد للمدينة والرامي الستيعاب الزيادة السكانية الهائلة ،حيث مت اعتبار قطاع النقل العام مبثابة العمود الفقري لهذا اخملطط.
قطاع النقل
حتليل
إطار التعاون ما بني السلطات احلكومية واملطورين من القطاع اخلاص
تنفيذ عمليات التطوير في املناطق احمليطة مبرافق النقل العام
احملطات التي تتعدى نطاق كونها محطات نقل الركاب
ثمة دور رئيسي للمطورين العقاريني في القطاع اخلاص لدى تنفيذ عمليات إعداد وتطوير املشهد احلضري بأكمله .ولذلك، فمن األهمية مبكان تعزيز مشاريع التنمية املشتركة حيث يتم توفير خدمات النقل العام بصورة متكاملة منذ البداية. عدا عن ذلك ،فقد تتطلب مشاريع التنمية احلضرية الطرح املسبق ألغراض استعراضها وتدقيقها بغية املوافقة عليها من قبل السلطات املسؤولة عن قطاع النقل.
عادة ما يتم تنفيذ عمليات تطوير سكنية أو جتارية جديدة في مناطق الضواحي، حيث أنه من الضرورة مبكان تنفيذ عمليات هيكلة ملناطق الضواحي التي تتسم بالكثافة وتعدد االستخدامات والتي يتم تنفيذها جنبا ً إلى جنب مع إنشاء شبكات النقل العام عالية اجلودة، والتي تتسم أيضا ً بروابط جيدة مع مركز املدينة واملناطق األخرى املتاخمة لها ،مما سيساهم في احلد من احلاجة الستخدام املركبات واالعتماد عليها لدى التنقل في مناطق الضواحي.
إن تركيز وربط األنشطة اخملتلطة – من مكاتب ،ومتاجر ،وفنادق – في املناطق احمليطة مبحطات النقل أو املراكز اخملدومة بخطوط النقل العام ذات القدرة العالية لن يساهم فقط في إيجاد منطقة حساسة وهامة فحسب ،مما يزيد من قيمة كل نشاط منها ،إال أنه يساهم أيضا ً في حتويل منطقة تعتبر مجرد نقطة عبور فقط إلى مكان معيشي حقيقي.
من ناحية ثانية ،فمن املمكن أيضا ً األخذ بعني االعتبار الزيادة احلاصلة في قيم األراضي اخلاصة بعمليات تطوير قطاع النقل العام،وذلك من أجل دعم عمليات االستثمار. وقد مت تنفيذ مشروع «بريدج» في املنطقة التي تتسم باستخدامات متعددة في منطقة زراعية تقع في مقاطعة «كنت» (شرق لندن ،اململكة املتحدة) .كما مت ذلك بفضل الشراكة الناجحة ما بني أحد املطورين العقاريني ،والسلطة العامة ومؤسسة لتشغيل احلافالت ،حيث أثمرت هذه الشراكة عن التقدم في عمليات إنشاء محطة حافالت ذات جودة عالية، والتي تدعى محطة «فاست تراك»، وبفضل السياسات العامة أيضا ً والرامية إلى تشجيع اعتماد خيارات التنقل األكثر استدامة .وقد مت تشغيل خدمات النقل العام بالكامل قبل انتقال السكان إلى املنطقة ،كما حاز هذا املشروع على جائزة أفضل ابتكار في قطاع النقل العام والتي منحتها الرابطة الدولية للنقل العام خالل انعقاد املنتدى العاملي للنقل قي شهر مايو /أيار . 2010
من جهة أخرى ،فقد جتاوزت الكثافة السكانية في اجلزء اجلنوبي من مدينة مدريد اإلسبانية ما مجموعه مليون نسمة ،حيث مت ربط البلدات في تلك املنطقة بخط مترو دائري والذي أطلق عليه اسم «مترو سور» ،حيث يرتبط هذا اخلط بشكل كامل بشبكات املترو والسكك احلديدية.
فعلى سبيل املثال ،مت حتويل محطة مدينة طوكيو إلى إحدى أكثر محاور السكك احلديدية تطورا ً في العالم أجمع ،حيث تتضمن كالً من املكاتب ،واملتاجر ،واملرافق األخرى والتي تخدم جميع األفراد.
إن إنشاء هذا اخلط ،والذي مت تنفيذه بدعم من احلكومة اإلقليمية ،قد ساهم في تشجيع إنشاء محطة كاملة تتضمن كالً من املرافق واخلدمات األساسية، مبا في ذلك املراكز الثقافية والرياضية، واملدارس واجلامعات ،واملراكز الصحية واملستشفيات ،ومراكز التسوق والترفيه. إن هذا األمر يشير إلى تدني معدالت اعتماد هذه املنطقة على مركز مدينة مدريد بشكل تدريجي ،فضالً عن حتول البلدات التي كانت تبدو كمنطقة تعج باملساكن الداخلية في فترتي السبعينيات والثمانينيات من القرن املاضي لكي تصبح مدن حديثة بحد ذاتها.
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
22
في بؤرة الضوء
منطقة آسيا واحمليط الهادي
افتتاح الئق ملعرض شنغهاي العاملي
مت افتتاح معرض شنغهاي العاملي في 30أبريل /نيسان في أجواء تضمنت عرضاً لأللعاب النارية والتي أضاءت نهر هوانغبو باأللوان .وقد حضرت االفتتاح السيدة جانيت إيلسورث، مسؤولة العالقات العامة في برنامج املوئل.
السفير ريد (يسار) مع املديرة التنفيذية لبرنامج املوئل ،السيدة آنا تيبايجوكا ،واملفوض العام الدكتور عوني بهنام ،خالل حفل افتتاح جناح األمم املتحدة أكتوبر /تشرين األول العالم 2010 احلضري
منطقة آسيا واحمليط الهادي
في بؤرة الضوء
مت افتتاح معرض شنغهاي العاملي في عرض أخاذ والذي تضمن أكبر عرض لأللعاب النارية مبا في ذلك إطالق نحو 60ألف شعلة والتي أضاءت السماء ،باإلضافة إلى السفن التي رفعت أعالم الدول املشاركة في عرض البحر مصحوبة بنحو 6000كرة مضاءة تتوهج كاألسماك في املياه. وقد تضمنت قائمة كبار املدعوين لالفتتاح العديد من جنوم املوسيقى ،والرقص ،والتمثيل ،كاملمثل السينمائي جاكي شان، ومغنية البوب اإليطالية أندريا بوتشيلي ،وعازف البيانو الصيني النغ النغ ،وجوقة سويتو غوسبيل من جنوب إفريقيا. كما سارع الزوار إلى املعرض لدى افتتاح أبوابه في صبيحة اليوم التالي ،حيث انتظروا بفارغ الصبر للقيام بجولة حول العالم من خالل مختلف األجنحة التي ضمها هذا املعرض. وبالرغم من حرارة اجلو ،فقد بلغ احلد في الزوار لبعض أجنحة املعرض االنتظار ملدة أربع ساعات ونصف الساعة ،وقد لوحظ النقص احلاصل في مرافق الطعام والشراب ،إال ان السلطات الصينية قد سارعت في األيام القليلة االولى للمعرض حيث عملت على تصويب ذلك الوضع. كما شاركت 192دولة في هذا املعرض ،باإلضافة ملشاركة العديد من املنظمات والشركات املعروفة عاملياً ،مبا في ذلك االمم املتحدة، حيث حرصت جميع تلك اجلهات املشاركة على عرض أفضل ما لديها جلمهور الزوار والذي من املتوقع أن يبلغ 70مليون زائراً. وقد مت االفتتاح الرسمي للمعرض برعاية املمثل اخلاص لالمني العام ،السفير جوزيف ريد ،ومديرة برنامج املوئل ،السيدة آنا تيبايجوكا ،واملفوض العام جلناح االمم املتحدة ،السيد عوني بهنام. كما أشار املسؤولون في املعرض إلى أن عدد زوار اجلناح قد جتاوز ما مجموعه 20ألف زائر يومياً ،وغالبيتهم من الصينيني ،حيث لوحظ تزايد تدفق الزوار لدى البدء بتوزيع املطبوعات اخلاصة باألمم املتحدة. وفي ظل جناح الصني في استضافة فعاليات دورة األلعاب األوملبية في بكني ،إال انه قد بدا كما لو انها كانت حتاول التفوق على نفسها ،حيث مت اعتبار هذا املعرض العاملي مبثابة فرصة أكبر لعرض إمكانياتها السياسية واالقتصادية التي تتمتع بها. من جهة أخرى ،فيعود تنظيم هذا املعرض العاملي في البداية إلى اعتباره مكانا ً لعرض االختراعات اجلديدة وأشكال التقدم والتطور األخيرة في ميادين العلوم والتكنولوجيا ،أو لعرض التقدم احلاصل في أي دولة من الدول ،وال بد هنا من اإلشارة إلى أن هذا املعرض قد شهد الكشف عن العديد من االختيارات ،كالهاتف ،والسيارة، والسفن الفضائية ،كما شهد املعرض العاملي األول والذي مت تنظيمه في قاعة كريستال باالس في لندن في عام 1851عرضا ً ألبرز اإلجنازات البريطانية والتي حتققت في العهد املبكر للحقبة الصناعية. وفي أعقاب األزمة االقتصادية العاملية والتي ضربت عمليات النمو االقتصادي في الغرب ،فقد ساهم املعرض العاملي لعام 2010في تعزيز املوقع الصيني الصلب على الساحة العاملية. وبالرغم من مشاركة نحو 200دولة ضمن أجنحة املعرض ،إال أن أطول قائمة للزوار قد كانت على الهرم األحمر والذي ميثل الصني، عدا عن ذلك ،فهذه هي املرة األولى والتي يتسم بها املعرض مبوضوع حضري ،وهو « :مدينة أفضل ،حياة أفضل» ،حيث بدت شنغهاي بالتأكيد النموذج األبرز لالحتذاء به. أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
24
في بؤرة الضوء
منطقة آسيا واحمليط الهادي
قطاع النقل الصني سوف يقدم البنك الدولي قرضا ً تبلغ قيمته اإلجمالية 250مليون دوالرا ً للصني بهدف حتسني البنية التحتية للطرق في إقليم «نينغشيا» ذاتي احلكم ،وذلك بهدف دعم عمليات التنمية االجتماعية واالقتصادية األكثر توازناً .كما سيساهم مشروع الطريق السريع في اإلقليم بدعم عمليات إنشاء البنية التحتية األساسية ملمرات النقل من أجل توفير إحدى احللقات املفقودة في شبكة النقل السريع وإعادة تأهيل الطريق السريع من أجل ربط أبرز املناطق الرئيسية النامية .عالوة على ذلك ،فسوف يساهم البنك الدولي في دعم جزء من برنامج حتسني الطرق الداخلية إلقليم نينغشيا والذي يهدف إلى تلبية متطلبات الشرائح الفقيرة واحملرومة. الطاقة أستراليا عملت شركة «سن تك» للطاقة على تزويد مشروع قاعة بلدة سيدني مبا مجموعه 240لوحا ً من ألواح الطاقة الشمسية بطاقة 240كيلووات .وقد قامت شركة «ستو» للكهرباء بتنفيذ عمليات التركيب، حيث ميثل نظام السطح الشمسي جزءا ً من خطة تنموية بكلفة إجمالية تبلغ 18مليون دوالرا ً أستراليا ً ( 16مليون دوالرا ً أمريكياً) والتي تهدف إلى تطوير مستويات كفاءة الطاقة في املباني اململوكة ملدينة سيدني .كما ساهمت اخلاليا الشمسية التي عملت شركة «سن تك» على تطويرها في حتقيق كفاءة في استخدام الطاقة بنسبة 19في املائة على صعيد اإلنتاج التجاري .عالوة على ذلك ،فإن هذه املبادرة سوف تساهم في مساعدة خطة سيدني املستدامة لعام 2030لتوفير 25في املائة من مستلزمات الطاقة من خالل استخدام مصادر الطاقة املتجددة فضالً عن املساهمة في خفض مستويات الطلب على الطاقة من محطات اإلنتاج. البيئة الصني تعزم مقاطعة «شاندونغ» الواقعة في شرق الصني على احلصول على قرض من البنك الدولي بقيمة إجمالية تبلغ 60مليون دوالرا ً من أجل تنفيذ مشروع التشجير اجلديد .كما تبلغ مساحة الغابات في املقاطعة نحو 13.4في املائة فقط ،مما يشكل نسبة ضئيلة للغاية باملقارنة مع مختلف املقاطعات الصينية .من جهة أخرى ،فإن املشروع البيئي لتشجير مقاطعة «شاندونغ» سوف يساهم في إعادة زرع نحو 38ألف هكتار من التالل والتي تشهد حالة من التدهور البيئي ،إضافة إلى إنشاء أحزمة حماية للغابات واملزارع في املناطق الساحلية املاحلة وعلى مسافة متتد لنحو 28ألف هكتاراً. االقتصاد الصني وجه األمني العام لألمم املتحدة ،السيد بان كي مون، دعوة لقادة البلدان في منطقة آسيا واحمليط الهادئ من أجل تنفيذ أطر التعاون واتخاذ اإلجراءات احلاسمة إليجاد احللول السليمة بيئيا ً من أجل حتقيق االنتعاش االقتصادي الطويل األجل .كما أن معدل النمو السنوي والبالغ 4في املائة قد كان مدفوعا ً باجلهود التي نفذتها كل من الصني والهند ،في حني بلغت نسبة النمو في بقة النظم االقتصادية النامية في هذه املنطقة نحو 0.6في املائة في عام .2009من ناحية أخرى ،فقد تضمنت التوصيات املقترحة أيضا ً تعزيز آليات احلماية االجتماعية ،كتعزيز مستويات اإلنفاق االجتماعي والذي يساهم وبصورة مباشرة في دعم وضمان األمن للدخل األسري كما من خالل توفير خدمات التغذية ،والتعليم ،والرعاية الصحية.
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
25
االجتماعي واالقتصادي للمرأة بغية إطالق العنان لكامل إمكانياتها وحتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية.
السيدة «شايفر بروس» نائب رئيس مصرف التنمية اآلسيوي لشعبة إدارة املعرفة والتنمية املستدامة
األهداف اإلمنائية لأللفية :ضرورة تعزيز عمليات املساواة بني اجلنسني في منطقة آسيا واحمليط الهادئ لقد تضمنت محاور االجتماع السنوي ملصرف التنمية األسيوي حلقة نقاش والتي مت التركيز خاللها على ضرورة تنفيذ منطقة آسيا واحمليط الهادئ للمزيد من اجلهود من أجل حتسني عمليات التمكني
معرض شنغهاي
جناح األمم املتحدة يستقبل 100ألف زائر
يعرض اجلناح اخلاص باألمم املتحدة في معرض شنغهاي املوضوع الرئيسي للمعرض ،والذي ميثل التطلع املشترك إليجاد موطن أفضل للبشرية جمعاء ،ال سيما في البيئات احلضرية ،وقد استقبل هذا اجلناح نحو 100ألف زائر ،حيث مت عرض عمل األمم املتحدة واخملتص في تطوير الهياكل احلضرية والبيئة في جميع أنحاء العالم. ويقول أحد الزائرين«:إن الصور ومقاطع الفيديو القصيرة قد ذكرتني مبسؤولياتنا جتاه التصدي ملظاهر الفقر واملرض ،فضالً عن مسؤوليتنا جتاه احملافظة على البيئة ومصادر الطاقة ،حيث أن هذا األمر ليس
وقد مت استعراض ورقة عمل للمجتمع املدني بعنوان :التمكني االقتصادي للمرأة: بعض التجارب من منطقة آسيا واحمليط الهادئ ،حيث مت بحث الدور الرئيسي لكل من الفتيات والنساء الشابات في دعم عمليات النمو االقتصادي في املنطقة، فضالً عن مناقشة اإلجراءات الالزمة لتضييق الفجوات اجلندرية .كما بحث املشاركون في ورقة العمل التجارب حول حتسني مستويات فرص العمل املتاحة للمرأة ،ومعايير العمل املرتبطة بالنوع البشري في منطقة آسيا واحمليط الهادئ. كما شددت السيدة «شايفر بروس» نائب رئيس مصرف التنمية اآلسيوي لشعبة إدارة املعرفة والتنمية املستدامة على عدم وجود أي عذر لدى واضعي السياسات واخملتصني لعدم االستثمار في عمليات متكني املرأة .وأضافت«:إنني أرى فرصة ودورا ً منوطا ً فقط باألمم املتحدة ،بل أنه منوط باجلميع .كما أنه بإمكاننا تنفيذ جهود بسيطة ضمن هذا اإلطار ،كالتخفيف من قيادة املركبات ،واستخدام املواد القابلة إلعادة التدوير من أجل إنشاء مجتمع يتسم مبعدالت منخفضة من انبعاثات الكربون». وقد أبدى العديد من الزوار اهتماما ً كبيرا ً باملنتدى ،حيث سيتم تنظيم مناقشات مفتوحة خالل الشهور املقبلة ،كما أعرب أحد األفراد عن إعجابه باملنتدى قائالً: «إنه ملن املثير لإلعجاب أن ترى أعالم الدول األعضاء على املقاعد ،حيث ميثل هذا املنتدى صورة مصغرة الجتماعات اجلمعية العامة لألمم املتحدة». من جهة أخرى ،فقد كان هنالك إقبال للسياح على املتجر اخلاص باألمم املتحدة
منطقة آسيا واحمليط الهادي كبيرين ملؤسسة مثل مصرف التنمية اآلسيوي والشركاء اآلخرين للعمل على حتسني فعالية مباحثات السياسات العامة مع احلكومة لتسريع عمليات التطوير فيما يتعلق باألهداف اإلمنائية لأللفية املرتبطة بالنوع االجتماعي واملساواة بني اجلنسني». وقد حققت منطقة آسيا واحمليط الهادئ تقدما ً كبيرا ً على حتقيق املساواة بني اجلنسني في التعليم االبتدائي والثانوي، بيد أن هنالك تأخرا ً ملحوظا ً على صعيد الرعاية الصحية واالجتماعية لكل من الفتيات والنساء ،األمر الذي يشكل تهديدا ً أمام حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية بحلول عام .2015 كما أن اإلخفاق في حتسني مستويات الرعاية االجتماعية للمرأة يعمل بدوره بالتأثير على االقتصاد اإلقليمي األوسع، حيث أشارت إحدى الدراسات التي مت إعدادها من قبل اللجنة االقتصادية
واالجتماعية آلسيا واحمليط الهادئ إلى خسارة املنطقة ملا مجموعه 47مليار دوالرا ً سنويا ً نتيجة للقيود املفروضة على إمكانية حصول املرأة على فرص العمل. عالوة على ذلك ،فقد ساهم الركود العاملي أيضا ً في التأثير على مستويات العمالة النسائية ،وذلك في ضوء تشكيل النساء للجزء األكبر من العاملني في اجملاالت الصناعية التصديرية والتي تأثرت بشدة نتيجة تدني مستويات الطلب عليها من قبل كل من الواليات املتحدة وأوروبا. وقد شدد املشاركون في االجتماع على ضرورة خلق إطار من التعاون األوثق ما بني مؤسسات اجملتمع املدني واحلكومات، والقطاع اخلاص والوكاالت املتعددة األطراف كمصرف التنمية اآلسيوي ،وذلك بهدف تعزيز فرص حصول املرأة على رؤوس األموال والبنية التحتية املرتبطة بها من أجل التصدي للقضايا املرتبطة باملساواة بني اجلنسني.
كما باملتجر الصيني ،وبهذا الصدد ،أشار «ليفني» وهو أحد الزوار بالقول«:هذه فرصة لشراء تذكار يحمل شعار األمم املتحدة ،األمر الذي ال ميكنك احلصول عليه في أي مكان آخر ،وهنالك العديد من املنتجات الصينية داخل اجلناح ،كالشاي األخضر واحلرير الصيني املعروف ،وأنا ذاهب ألخذ بعض التذكارات اآلن».
كما وافقت شركة شنغهاي لالستشارات الدولية على شراء انبعاثات األمم املتحدة ألغراض إنشاء وتشغيل جناح األمم املتحدة، وذلك من خالل البرنامج التطوعي للحد من االنبعاثات .عدا عن ذلك ،فتتولى شركة الصني للخدمات التقنية مهمة التحقق من معدالت انبعاثات الكربون الناجمة عن هذا اجلناح.
وقد أصبح جناح األمم املتحدة أول جناح في املعرض العاملي ميكن من خالله االشتراك بالبرنامج التطوعي خلفض االنبعاثات .عالوة على ذلك ،فقد أعرب مسؤولون من اللجنة التنفيذية لبرنامج خفض االنبعاثات خالل حفل إعالن جوائز البرنامج عن تقديرهم جلهود األمم املتحدة في خفض انبعاثاتها خالل فترة تنظيم معرض شنغهاي العاملي.
من جانب آخر ،فإن شعار جناح األمم املتحدة «أرض واحدة ،أمم متحدة واحدة» يعكس شتى اجلهود التي تنفذها مختلف الوكاالت التابعة لألمم املتحدة وتلك التي تنفذها املنظمات الشريكة لها في ميادين التنمية املستدامة ،والتغير املناخي واإلدارة احلضرية .كما أنه يعكس أيضا ً دور جناح األمم املتحدة في مجال خفض انبعاثات الكربون وحماية البيئة.
في بؤرة الضوء
الطاقة الصني ميثل وادي الطاقة الشمسية والذي يقع في مدينة «دوجو» في شمال الصني أكبر قاعدة إلنتاج الطاقة الشمسية في العالم أجمع ،كما سيتم تنفيذ املشروع من قبل شركة «هيمني» للطاقة الشمسية وبتكلفة إجمالية تبلغ 740مليون دوالراً ،حيث يهدف املشروع إلى استيعاب 100شركة بعد تشغيله .إن الهدف األساسي يتمثل في أن تصبح هذه املنطقة «احملور الشمسي» في البالد ،حيث سيتم إنشاء املصانع ،ومركز للبحوث ،ومناطق واسعة تتم إنارتها مبصابيح تعمل بالطاقة الشمسية. إدارة الكوارث منغوليا لقد تقدمت الوكاالت التابعة لألمم املتحدة واملنظمات اإلنسانية التي جتمعها شراكة مع األمم املتحدة بطلب للحصول على متويل تتجاوز قيمته 18مليون دوالرا ً بهدف مساعدة نحو 800ألف مواطن في منغوليا ممن يعانون من التأثيرات املشتركة ملوسم شتاء طويل وقارس والذي تلته حالة حادة من اجلفاف خالل موسم الصيف .وقد أدت احلالة اجلوية غير املعتادة إلى تدمير حياة أكثر من 9آالف أسرة منغولية ،والتي تعتمد على تربية املواشي كمصدر لكسب الدخل ،وشراء الغذاء والوقود .كما ساهمت اجلهات املانحة حتى الوقت احلاضر في توفير 1.3مليون دوالرا ً ملعاجلة هذه احلالة الطارئة التي تشهدها منغوليا ،بيد أنه ال يزال هنالك عجز بقيمة 16.7مليون دوالرا ً والتي تعد ضرورية لتنفيذ االستجابة الفعالة في البالد. الطاقة جزر السلمون حاز أول مشروع مت تنفيذه ضمن برنامج شراكة الطاقة املتجددة وكفاءة الطاقة في منطقة جنوب شرق آسيا واحمليط الهادئ على اجلائزة الوطنية للطاقة لعام 2009جلزر السلمون .كما عملت شركة خدمات الطاقة على تنفيذ مبادرة تضمنت تشغيل مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية في املنازل في جزر السلمون وكيريباتي ،وذلك لالستعاضة عن املصابيح الضارة والتي تعمل بالكيروسني .كما بلغت تكلفة الكيروسني لتشغيل املصابيح في كل منزل نحو 0.78 دوالرا ً يومياً ،في حني تبلغ تكلفة املصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية نحو 0.35دوالرا ً يومياً. الطاقة أذربيجان قدم مصرف التنمية اآلسيوي قرضا ً بقيمة 24مليون دوالرا ً إلنشاء مصنع متكامل إلنتاج اإلسمنت في أذربيجان ،حيث يهدف املشروع إلى تعزيز مستويات إنتاج الطاقة وحتسني كفاءة مصادر الوقود املستخدمة .كما ميثل هذا القرض أول استثمار ملصرف التنمية اآلسيوي ينفذه القطاع اخلاص في مجال البنية التحتية في إحدى دول آسيا الوسطى. عالوة على ذلك ،فمن املزمع أن يساهم هذا القرض في مساعدة شركة “ ”Garadagh Cementلزيادة مستويات إنتاج اإلسمنت بنحو 30في املائة لكي يبلغ إجمالي اإلنتاج 1.7مليون طنا ً سنوياً .من جهة أخرى، فإن ذلك سوف يتزامن مع استبدال األفران احلرارية األربعة واملستخدمة حالياً ،مما سيساهم في حتقيق خفض كبير في معدالت استهالك الطاقة في املصنع، إلى جانب خفض معدالت استهالك املياه واخمللفات السائلة ،حيث أن ذلك سوف يؤدي إلى متاشي املصنع واملعايير البيئية املنصوص عليها دولياً.
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
26
في بؤرة الضوء
إفريقيا
األرض – أداة متقلبة في احلرب والسالم في شرق الكونغو تعد مستويات توفر األراضي العامل احلاسم عندما يتعلق األمر بالتوفيق بني اجملتمعات احمللية في أعقاب انتهاء النزاعات .كما تتجذر هذه املسألة منذ عقود طويلة من الزمن في مقاطعة كيفو الشمالية في شرق الكونغو ،وعادة ما تشكل عامالً بارزاً في نشوء االضطرابات والنزاعات العرقية .وضمن هذا اإلطار ،فقد مت التركيز على هذه املسألة في هذه املقالة املشتركة الثنني من خبراء برنامج املوئل ،وهما ،السيد عمر سيالر ،رئيس مكتب برنامج املوئل في شرق الكونغو ،وفلورينا بروياس ،املسؤولة في برنامج األزمات التابع لبرنامج املوئل في نيروبي.
أعضاء فريق برنامج املوئل يسجلون أسماء األفراد املطالبني بضمان احليازة وتسوية مطالبات األراضي
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
27
إفريقيا ثمة العديد من املشاكل املرتبطة باألراضي في شمال كيفو والتي تنبع أساسا ً من عمليات تشريد السكان وعودتهم ملناطق سكنهم ،سواء كانوا الجئني عائدين من دول أخرى ،أو أفرادا ً مشردين داخليا ً ممن فروا من منازلهم ،ولكنهم بقيوا في موطنهم. كما يوجد العديد من األفراد ممن يريدون استعادة أراضيهم ،وعادة ما يجد أولئك األفراد تلك األراضي وقد حتولت بالكامل، حيث تتحول في بعض األحيان إلى مبان أراض لزراعة محاصيل جديدة، جديدة ،أو ٍ أو باقية كما كانت عليه .من جهة أخرى، فعادة ما يحصل املالك اجلدد على سندات ملكية لتلك األراضي ،حيث يتم ذلك من خالل استعانتهم بأفراد في مراكز سلطة خالل أوقات األزمات ،أو انهم يحصلون عليها من مصادر أخرى مشكوك بأمرها. إن هذا األمر يؤدي وبصورة حتمية إلى نشوء مظاهر العنف أو تنفيذ عمليات االعتقال التعسفي ،عدا عن التعقيدات األخرى التي تزيد من تفاقم هذا احلال ،وذلك نتيجة للتناقضات ما بني القانون وعمليات إدارة األراضي العرفية أو التقليدية.وبالرغم من سن قانون األراضي في كيفو الشمالية منذ عام ،1973إال أن القوانني العرفية هي السائدة بال منازع ،كما أن الدولة ال تعترف سوى بسندات امللكية التي يتم إصدارها
من خالل السلطات اإلدارية. بيد أنه وفي ظل تزايد النزاعات على األراضي ،فقد عمل برنامج املوئل على إعداد شراكة مع مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني للحيلولة دون نشوء النزاعات ما بني كل من الالجئني واملشردين لدى عودتهم إلى مناطق سكنهم. وقد بدأ املكتب اإلقليمي لبرنامج املوئل في غوما بالفعل بتنفيذ برنامج الوساطة هذا منذ شهر مايو /أيار من العام املاضي. عدا عن ذلك ،فقد أصبح هذا البرنامج في الوقت احلالي عنصرا ً هاما ً من عناصر خطة إستراتيجية األمن واالستقرار التي تنفذها األمم املتحدة في إقليمي كيفو الشمالية وإيتوري. كما يعمل فريق من برنامج املوئل من مكتب في «كيتشانغا» والتي تقع في قلب إقليم كيفو الشمالية ،حيث يعمل املكتب مبثابة مركز للمعلومات والوساطة، فضالً عن عمله الذي تضمن االستماع إلى أفراد من العامة من أجل جمع آرائهم ووجهات نظرهم حول التقدم احلاصل في جميع هذه املسائل. ويقول أحد األفراد في هذا الصدد«:إننا نشعر بالدعم الكبير الذي قدمه مركز وساطة األراضي جلميع السكان ،حيث يتم تقدمي املساعدة لنا دون مقابل ،ولم نسمع قط أي رأي منهم إزاء أي فرد واتهامه بالفساد ،كما هو احلال لدى التوجه إلى الهيئات احمللية العرفية أو القضائية املوجودة في املنطقة .كما يستقبل هذا املكتب جميع األفراد ،بصرف النظر
في بؤرة الضوء
عن وضعهم االجتماعي ،وعرقهم ،أو قبيلتهم ،حيث ال يوجد أي متييز فيما بيننا وهذا هو أحد أسباب جناح هذا املركز». وفي هذا اجلزء من العالم حيث تتم إدارة مساحات واسعة من األراضي من قبل أمراء احلرب ،وحيث تعم الفوضى نظرا ً للمساحات الكبيرة من األراضي والتي تتجاوز نطاق سيطرة احلكومة أو أية سلطات سياسية أو إدارية ،فثمة منطقة والتي ارتبطت ارتباطا ً وثيقا ً مبصير رواندا ،وذلك في ظل فرار أكثر من مليون الجئ رواندي من قبائل الهوتو إلى املنطقة بعد اإلبادة اجلماعية التي حدثت في منتصف التسعينيات -وعادة ما تسود مشاعر الغضب في هذه املنطقة باإلضافة لسرعة اشتعال فتيل املشاكل واالضطرابات لدى عودة األفراد ممن كانوا قاطنني في هذه املنطقة في السابق قبل فرارهم من أحداث العنف. بي شخص آخر لفريق الوساطة بأن كما نّ وجود مكتب برنامج املوئل قد ساهم في ثني أمراء احلرب احملليني وغيرهم من إثارة املتاعب ،األمر الذي يخدم هدف السالم على نطاق أوسع .عالوة على ذلك ،فقد مت االستفسار من أشخاص آخرين حول دور هذا املركز في خدمة حتقيق السالم، حيث أشار أحد األفراد بالقول«:يعمل هذا املكتب على املساعدة في إيجاد أرضية مشتركة بني األطراف املتنازعة على األراضي ،كما أنه يساعد األفراد على فهم ضرورة التوصل إلى احللول الوسط ،األمر الذي يحول دون نشوء نزاعات جديدة».
املرجع :برنامج املوئل ،مكتب غوما
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
28
في بؤرة الضوء
إفريقيا
من ناحية أخرى ،فثمة هدف آخر لبرنامج املوئل والذي يؤمل بأن يتم حتقيقه على املدى الطويل ،حيث يهدف البرنامج إلى وضع إطار عمل مستدام لكل من السياسات العامة والتشريعات التي تتم صياغتها فيما يتعلق بعمليات التنمية العمرانية في املدن وإدارة األراضي ،حيث سيتم ذلك على املستوى الوطني من خالل التعاون الوثيق ما بني برنامج املوئل ووزارتي الشؤون العقارية وتخطيط األراضي. ونظرا ً لعدم تسجيل األراضي في إطار القانون العرفي ،فعادة ما يواجه األفراد املشردون صعوبة في إثبات حقوقهم الستعادة ملكية أراضيهم دون وجود دعم من القادة احملليني .ولذلك ،فثمة حاجة لتحديد السبل التي ميكن للمجتمعات احمللية من خاللها استعادة الثقة برؤساء اإلدارات احمللية من أجل حتقيق عمليات إدارة األراضي املستدامة في املستقبل. وباإلضافة لذلك ،فيمكن القول بأن التوترات قد تفاقمت في هذه املناطق نتيجة لعدم املعرفة بقانون األراضي املنصوص عليه في عام 1973على نطاق واسع خارج املناطق احلضرية ،فضالً عن تسوية الغالبية العظمى من معامالت األراضي أو النزاعات عليها من خالل القانون العرفي. كما يعد ذلك السبب الرئيسي لقيام برنامج املوئل بإنشاء مراكز املعلومات
لقد بات مركز كيتشانغا للوساطة معروفا ً على نطاق واسع
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
29
والوساطة ،وذلك في ضوء عملها على أساس املشاركة مبا يتضمن اجملتمعات احمللية بحد ذاتها ،حيث أنه قد بات يتسنى لألفراد مقابلة أعضاء فريق الوساطة ،إلى جانب متكنهم من احلصول على املعلومات اخلاصة بحقوقهم ،ومعرفتهم باإلجراءات حول كيفية التعامل مع مطالبات األراضي بشكل استباقي ،والسعي لتحقيق الوساطة ،واألهم من ذلك ،توفير مستودع للقرارات املتخذة. وتساهم هذه املراكز أيضا ً في املساعدة على بناء قدرات السلطات احمللية ودعم احملاكم اخملتصة بالنظر في قضايا األراضي. عدا عن ذلك ،فإن البرنامج األوسع للموئل يهدف إلى تعزيز عمليات إدارة األراضي القائمة وذلك من خالل تنفيذ اإلصالحات الالزمة على صعيد اإلطار القانوني لألراضي وتعزيز الالمركزية في إدارة األراضي .كما تساهم عمليات تسجيل القرارات واملعلومات املرتبطة باألراضي من خالل هذه املراكز في دعم هذه العملية من خالل توفير املعلومات املوثقة وقاعدة بيانات تضم مختلف األراضي ،واملالكني، واحلدود واملناطق التي سيتم تخصيصها في وقت الحق من خالل اإلدارة الالمركزية لألراضي. وباختصار ،تعمل هذه املراكز على املساعدة في توطيد نظام إدارة األراضي إلى جانب معاجلة النزاعات الناشئة حول
األراضي على مستوى اجملتمع احمللي. أما من املنظور السياسي ،فمن الواضح بأن إيجاد حل دائم لهذه املشاكل يتطلب وضع نهج متكامل يقوم على إيجاد صلة تربط ما بني األراضي وحقوق العائدين. وجتدر اإلشارة إلى أن القوانني الدولية التي مت وضعها حلفظ حقوق النازحني في منطقة البحيرات العظمى اإلفريقية لم يتم تطبيقها داخليا ً لضمان التنفيذ املتسق آلليات منح حقوق األراضي لألفراد العائدين. وال بد أيضا ً من تعزيز الهيئات السياسية واإلدارية من خالل تطبيق التشريعات اخلاصة باألراضي والتي تتضمن حلوال ً دائمة لضمان تنفيذ عمليات سليمة إلعادة إدماج األفراد العائدين إلى موطنهم. وبالفعل ،ونظرا ً للتداعيات املنبثقة عن املشاكل املرتبطة باألراضي في شرق الكونغو ،وصالتها التي تربطها بالبلدان اجملاورة مبا قي ذلك كالً من رواندا ،وبوروندي، وأوغندا ،فال بد من إيجاد نهج إقليمي إذا ما كان هنالك هدف لتحقيق سياسات األراضي والتي من شأنها املساهمة في تنفيذ ميثاق األمن ،واالستقرار والتنمية في منطقة البحيرات العظمى .كما أن هذا األمر ينطوي بالطبع على العديد من اآلثار املترتبة على اجملتمع الدولي.
إفريقيا الشباب نيجيريا وقع برنامج املوئل وحكومة نيجيريا مذكرة تفاهم والتي سيتم من خاللها إنشاء إطار تعاون ما بينهما لتنفيذ نشاطات مشتركة يتم توجيهها للشرائح الشبابية .كما أن هذه االتفاقية سوف تثمر بشكل خاص عن خلق إطار تعاون لتنفيذ مبادرات متكني الشباب النيجيري .وقد جرى حفل التوقيع في مدينة نيروبي والذي جمع ما بني السيدة آنا تيبايجوكا، املديرة التنفيذية للبرنامج ،والسيناتور أكينالبي أوالسونكامني ،وزير التنمية الشبابية في نيجيريا. التغير املناخي إفريقيا أعلن بنك التنمية اإلفريقي عن إطالق مشروع لدعم املؤسسات اإلفريقية اخملتصة بقضايا املناخ والذي سيتم تنفيذه خالل الفترة املمتدة ما بني األعوام .2012 – 2010كما ميثل هذا املشروع جزءا ً من اجلهود املتواصلة للبنك والرامية إلى التصدي للمشكالت املرتبطة بظاهرة التغير املناخي ،حيث تبلغ التكلفة اإلجمالية املتوقعة لهذا املشروع نحو 37مليون دوالراً. من جهة أخرى ،فسوف يساهم هذا املشروع في دعم أول عناصر برنامج املناخ من أجل التنمية في إفريقيا والذي يهدف إلى تطوير قدرات املراكز اإلفريقية املعنية بظاهرة التغير املناخي من أجل إيجاد وتوفير أكبر كم ممكن من املعلومات املرتبطة باملناخ. املياه زامبيا أعلن البنك الدولي عن إطالق إستراتيجية املساعدة القطرية للموارد املائية في زامبيا والتي تهدف إلى دعم احلكومة الزامبية في اجلهود املبذولة للتصدي ألبرز معوقات التنمية االقتصادية وجهود احلد من الفقر. كما حتدد هذه اإلستراتيجية عددا ً من اخليارات والتي ميكن أن يقدم البنك الدولي من خاللها املساعدة في تطوير أحد أكثر املوارد املتجددة توفرا ً في زامبيا .وثمة دور أساسي وهام للمياه لضمان النجاح املستقبلي لزامبيا ،بيد أنه وعلى الرغم من امتالك البالد ملوارد مائية هائلة ،إال أن الكثير منها ال تزال غير مستغلة. الطاقة املائية إثيوبيا وقعت اثنتان من الشركات النرويجية لالستشارات الهندسية عقدا ً بقيمة 11.5مليون يورو ( 14.6مليون دوالراً) لتنفيذ خطط اجلدوى اخلاصة باثنني من مشاريع الطاقة املائية في إثيوبيا .كما سيتم إجناز العمل مبشاركة شركة كهرباء فرنسا وشركة «سكوت ويلسون» البريطانية ،حيث سيتم إعداد دراسات اجلدوى ملشروعي «ماندايا» و «بيكو آبو» للطاقة الهيدروليكية .عالوة على ذلك ،فمن اخملطط أن يتم تنفيذ املشروعني في منطقة نهر «أباي» حيث يتوقع أن تبلغ الطاقة اإلنتاجية نحو 12.100جيجا وات /ساعة و 12.600جيجا وات /ساعة من الكهرباء سنويا ً لكل منهما على التوالي.
في بؤرة الضوء
الطاقة املتجددة
مساعي جنوب إفريقيا لتوسعة نطاق توفير الطاقة الكهربائية وافق البنك الدولي على منح قرض بقيمة 3.75مليار دوالر ملساعدة جنوب إفريقيا في حتقيق عمليات توفير الطاقة الكهربائية بصورة فعالة وموثوقة ،إلى جانب توفير التمويل لبعض من أكبر محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في العالم النامي .كما يعد هذا القرض أول عملية إقراض رئيسية يقدمها البنك الدولي جلنوب إفريقيا منذ سقوط نظام الفصل العنصري قبل 16عاماً ،ويتمثل الهدف الرئيسي منه في مساعدة ودعم الشرائح الفقيرة بشكل مباشر ،وذلك من خالل توفير فرص العمل الناشئة لدى تعافي النظام االقتصادي من األزمة املالية العاملية كما من خالل زيادة مستويات الطاقة املتاحة لتوسعة نطاق فرص احلصول على الكهرباء. من جهة أخرى ،فسوف يتم استغالل القرض من خالل مؤسسة كهرباء جنوب إفريقيا ،إسكوم القابضة ،وذلك ألغراض تعزيز قدرات توليد الطاقة ،وتنفيذ برامج الطاقة املتجددة ،وحتسني كفاءة الطاقة في البالد .عالوة على ذلك ،فسوف يساهم مشروع الدعم االستثماري ملؤسسة إسكوم في املشاركة في متويل عدد من تقنيات الطاقة ،مبا في ذلك استكمال محطة «ميدوبي» لتوليد الكهرباء، وبتكلفة إجمالية تبلغ 3.05مليار دوالر .عدا عن ذلك ،فسوف يتم تنفيذ استثمارات أخرى لتجربة أداء مشروع محطة طاقة الرياح في منطقة «سيري»، ومشروع محطة الطاقة الشمسية بقدرة 100ميجاوات في أبنجتون ،ولتعزيز كفاءة استخدام الطاقة املنخفضة الكربون من خالل إنشاء سكة حديد لنقل الفحم وخفض معدالت انبعاثات غازات الدفيئة. وضمن هذا اإلطار ،أشار السيد «أوبياجيلي إيزيكويسيلي» ،نائب رئيس البنك الدولي ملنطقة إفريقيا بالقول « :سوف تواجه جنوب إفريقيا العديد من الصعوبات
تسعى جنوب إفريقيا الى توفير الطاقة الكهربائية على نطاق أوسع الى جانب التصدي للمسائل املرتبطة بظاهرة التغير املناخي
ال سيما على صعيد الشرائح الفقيرة ومحدودية النمو االقتصادي ما لم تعمل على زيادة مستويات إمداد الطاقة». «كما أن توفير الطاقة يعد امرا ً اساسيا ً ملكافحة مظاهر الفقر وحتفيز عمليات النمو ،سواء كان ذلك في جنوب إفريقيا أو في املنطقة اإلفريقية األوسع نطاقاً. عالوة على ذلك ،فإن دعمنا ملؤسسة «إسكوم» يتضمن العديد من االستثمارات الضرورية لتعزيز قدرات توليد الطاقة لكل من الشركات الصغيرة والكبيرة ،وخللق فرص العمل ،واملساعدة في إرساء األسس ملستقبل الطاقة النظيفة من خالل تنفيذ االستثمارات في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح». وعلى صعيد متصل ،فقد أشارت السيدة «روث كاغيا» مديرة البنك الدولي جلنوب إفريقيا إلى أهمية مشروع «إسكوم» ملا يوفره من فرصة فريدة من نوعها جملموعة البنك الدولي من أجل تعزيز شراكته مع حكومة جنوب إفريقيا ،ومؤسسة «إسكوم» ،واجلهات املمولة األخرى ،فضالً عن توفير الفرصة ملساعدة البالد على رسم الطريق نحو الوفاء بالتزاماتها بشأن ظاهرة التغير املناخي إلى جانب تلبية متطلبات الطاقة الضرورية وامللحة لألفراد .كما تتمثل الرؤية الرئيسية للمشروع في مساعدة جنوب إفريقيا التخاذ أولى اخلطوات الهامة نحو حتقيق مستقبل منخفض الكربون ،وذلك من خالل تنفيذ االستثمارات في مشاريع الطاقة املتجددة على نطاق واسع ،وحتفيز مجال الطاقة املتجددة الناشئة في جميع أنحاء إفريقيا. أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
30
في بؤرة الضوء
إفريقيا
احلد من الفقر رواندا وافق البنك الدولي على تقدمي منحة بقيمة 115.6 مليون دوالر من املؤسسة الدولية للتنمية ،مبا في ذلك 29.5مليون دوالرا ً من خالل نافذة االستجابة السريعة، وذلك في مسعى ملساعدة حكومة رواندا على تطبيق اإلجراءات الرئيسية للسياسات العامة والتي مت حتديدها ضمن إستراتيجية التنمية االقتصادية واحلد من الفقر .كما ستوفر هذه املنحة الدعم لتعزيز عمليات التصدير وخلق فرص العمل من خالل تعزيز مهارات السكان عبر حتسني نوعية اخلدمات املقدمة في مجاالت التعليم ،والطاقة ،والنقل ،واملياه. اإلنشاء إفريقيا اجتمع مسؤولون من وزارات اإلسكان من جميع أنحاء إفريقيا في نيروبي بهدف بحث السبل التي ميكن من خاللها تشجيع عمليات إنشاء املباني اخلضراء في مدنهم .كما نظم برنامج املوئل املؤمتر الذي تواصلت فعالياته ملدة ثالثة أيام حتت شعار «تعزيز املباني اخلضراء في إفريقيا» .حيث خلص هذا املؤمتر إلى اإلعالن عن التزام البلدان بتعزيز وتشجيع أساليب البناء اخلضراء، إلى جانب توجيه دعوى لتشكيل الشبكة اإلفريقية جملالس املباني اخلضراء. التعليم إريتريا وافق صندوق التنمية اإلفريقي على تقدمي منحة بقيمة 20مليون دوالرا ً للمساعدة في تنفيذ مشروع للتعليم العالي في إريتريا .كما سيتم تخصيص هذه املنحة لتوسعة نطاق عمليات تطوير املوارد البشرية من أجل تعزيز برامج النمو االقتصادي واحلد من مستويات الفقر في البالد .عدا عن ذلك ،فسوف يساهم املشروع بصورة خاصة في بناء قدرات العاملني في مجاالت التعليم والبحوث ضمن مؤسسات التعليم العالي احمللية .كما جتدر اإلشارة إلى أن قطاع التعليم العالي في إريتريا قد كان يواجه العديد من التحديات ،والتي سوف تتم معاجلتها بدعم من صندوق التنمية اإلفريقي ،وبخاصة فيما يتعلق بالنقص احلاصل في الكوادر الوطنية املؤهلة وعدم كفاية مرافق البنية التحتية األساسية. الطاقة املتجددة تنزانيا وافق اجمللس التنفيذي جملموعة البنك الدولي على منحة لدعم مشاريع الطاقة املتجددة التي يتم تنفيذها في تنزانيا ،وتبلغ القيمة اإلجمالية لهذه املنحة نحو 25مليون دوالرا ً والتي سيتم توفيرها من خالل املؤسسة الدولية للتنمية .كما تهدف هذه املبادرة إلى حتسني نوعية وكفاءة خدمات الطاقة الكهربائية في ثالث مناطق رئيسية في كل من دار السالم ،أروشا، وكلماجنارو .عالوة على ذلك ،فسوف يتم أيضا ً إنشاء أساس مستدام لتوسعة نطاق عمليات تطوير الطاقة املتجددة في تنزانيا.
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
31
إن حكومة جنوب إفريقيا سوف تعمل على استخدام مجموعة من األشكال التكنولوجية في محاولة لتحقيق هدف احلفاظ على أكثر من 3آالف ميجاوات من الكهرباء من خالل إدارة جانب الطلب بحلول عام .2013
التحضر
املديرة التنفيذية لبرنامج املوئل حتذر إفريقيا من التحديات احلضرية أكدت السيدة آنا تيبايجوكا ،املديرة التنفيذية لبرنامج املوئل ،على اعتبار عملية التحضر كأحد أبرز التحديات التي تواجهها إفريقيا .وقد صرحت السيدة تيبايجوكا بذلك لدى مشاركتها في املنتدى االقتصادي العاملي حول إفريقيا والذي مت تنظيمه في دار السالم ،تنزانيا. كما أعربت عن أملها بأن يشكل هذا املنتدى رسالة للقادة السياسيني من أجل حتديد أولويات التنمية احلضرية ،وذلك من خالل التصدي للمخاطر الناجمة عن عمليات التحضر املتسارعة. وأضافت«:تشهد إفريقيا وتيرة حتضر أسرع من أية قارة أخرى حول العالم ،حيث أنها لن تبق قارة ريفية أبدا ً بحلول عام ،2030 وبالرغم من ذلك ،إال أن هنالك قلة من الزعماء األفارقة ممن يأخذون هذه القضية على محمل اجلد .وقد آن االوان لكي يعمل واضعو السياسات على إدماج خطط التنمية احلضرية اإلقليمية املتوازنة ضمن السياسات العامة ،حيث يشكل ذلك احد أبرز مفاتيح النمو االقتصادي ،وبخاصة ملا تتيحه االستثمارات في قطاعي البنية التحتية واإلسكان في املدن اإلفريقية من فرص للقطاع اخلاص». وقد واصل املنتدى فعالياته على مدى ثالثة أيام حيث مت توفير فضاء ملناقشة السبل التي ميكن إلفريقيا من خاللها التصدي للتحديات الناشئة عن األزمة االقتصادية، وكيفية استغالل هذه األزمة كفرصة
إلعادة رسم خارطة الطريق املستدامة ملستقبل إفريقيا. من ناحية أخرى ،فقد أكد الرئيس التنزاني «جاكايا كيكويتي» على اإلمكانات املتاحة في إفريقيا ،إلى جانب توكيده على أهمية املنتدى االقتصادي العاملي حول إفريقيا والذي مت تنظيمه حتت شعار «إعادة النظر في إستراتيجية النمو في إفريقيا» ملا يوفره من إمكانية لتحديد الفرص التي تساهم في إطالق إمكانات النمو في إفريقيا. وأضاف«:متتلك القارة اإلفريقية كافة اإلمكانات ،وقد شهدت هذه القارة منوا ً متواصالً على الرغم من حالة عدم االستقرار االقتصادي والتي يواجهها العالم في الوقت احلاضر ،كما أنه سوف يتسنى لنا البحث في اإلستراتيجية اإلفريقية املعمول بها في الوقت احلاضر لضمان حتقيق غد أفضل». وقد ناقشت الوفود املشاركة من 85 دولة العوائق التي تواجه عمليات النمو االجتماعي واالقتصادي في إفريقيا، فضالً عن تخصيص عدد من حلقات النقاش وللمرة األولى للبحث في كل من املشاكل وإمكانيات التوسع احلضري في القارة اإلفريقية ،حيث تضمن ذلك أيضا ً تنظيم جلسات خاصة ملناقشة عمليات التصميم العمراني والسكني املستدام جلميع األفراد في املناطق احلضرية.
منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا
التعليم
األمم املتحدة تقدم أجهزة احلاسوب احملمول ألطفال فلسطني أبرمت وكالة االمم املتحدة إلغاثة وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في الشرق األدنى (األونروا) شراكة مع منظمة (أو إل بي سي) – حاسوب محمول لكل طفل – وهي منظمة غير ربحية تتمثل مهمتها في املساعدة على متكني كل طفل في العالم من احلصول على فرص التعليم احلديث ،وحتقيق الفرص التعليمية اجلديدة لنحو نصف مليون طفل فلسطيني من الالجئني بحلول عام .2012 وبهذا الصدد ،فقد أشار السيد فيليبو غراندي ،املفوض العام لألونروا ،بالقول: «إن شراكتنا مع منظمة «أو إل بي سي» تنطوي على الكثير من اإلمكانيات ملساعدتنا على تطوير آليات العمل لدينا، حيث أنها جتمع بني الكثير من األولويات التي اعتبرها في غاية األهمية بالنسبة لألونروا ،مبا في ذلك :الشراكات امللموسة، والوسائل التكنولوجية املبتكرة ،واملبادرات التعليمية احلديثة ،وحتقيق األمل والطموح في مستقبل آمن للجيل القادم من الفلسطينيني». كما تهدف هذه الشراكة إلى توزيع أجهزة احلاسوب احملمول على جميع أطفال الالجئني الفلسطينيني في جميع أنحاء منطقة الشرق األوسط بحلول عام ،2012عالوة على ذلك ،فتعد مدارس األونروا أساسية ملهمة منظمة «أو إل بي سي» لتوفير أجهزة احلاسوب احملمول ذات الكفاءة من حيث استخدام الطاقة لألطفال في جميع أنحاء العالم ،ال سيما لألطفال النازحني جراء نشوء النزاع وأولئك ممن يعيشون في حالة من الفقر املدقع. من جهة أخرى ،فتتولى األونروا إدارة أحد أكبر النظم التعليمية في منطقة الشرق األوسط ،كما أنها متثل اجلهة األبرز لتوفير التعليم لالجئني الفلسطينيني على مدى أكثر من ستة عقود .عدا عن ذلك ،توفر الوكالة التعليم اجملاني للمرحلة االبتدائية لألطفال الفلسطينيني الالجئني في خمسة مناطق – الضفة الغربية وقطاع غزة ،ولبنان ،وسوريا ،واألردن. وعلى صعيد آخر ،فقد أشار السيد «نيكوالس نيجروبونتي» الرئيس التنفيذي
ومؤسس منظمة «أو إل بي سي» إلى طبيعة عمل املنظمة بالقول«:تتمثل مهمتنا األساسية في توفير األساليب التعليمية احلديثة والفرص املرتبطة بها لألطفال املعزولني واملستضعفني في العالم ،مما ميكن أولئك األطفال من التواصل الدائم واكتساب املهارات واملعارف الالزمة لتحقيق املشاركة الكاملة واالزدهار في القرن احلادي والعشرين – حتى وإن كان الوصول إلى املدرسة أمرا ً مستحيالً».
تساهم أجهزة احلاسوب احملمول في متكني الطالب من الالجئني من احلصول على األساليب التعليمية احلديثة.
كما تضمنت املرحلة األولية توزيع 2100 جهاز حاسوب محمول في مدينة رفح (والتي تبعد 30كيلومترا ً عن مدينة غزة)، وذلك في جو احتفالي بحضور مسؤولني من املنظمة ،ووكالة االونروا ،وممثلني آخرين عن عدد من املنظمات غير احلكومية واجلهات املانحة ،إلى جانب عدد من كبار الشخصيات احمللية ،وأولياء أمور الطلبة، واملعلمني ،والطالب. وفي إطار من التعاون ،عملت وكالة األونروا مع املنظمة لتوفير التدريب للمعلمني وإعداد البرمجيات اخلاصة بأجهزة احلاسوب احملمول ،االمر الذي مت جتسيده بتوفير التدريب الفعلي لنحو مائتي معلم وتشغيل أكثر من 150منوذج تعليمي إلكتروني .عالوة على ذلك ،فتعمل كل من منظمة «أو إل بي سي» واألونروا على تنفيذ تعاون مشترك إلعداد الكتب املدرسية اإللكترونية لكامل املنهاج
في بؤرة الضوء
التحضر منطقة الشرق األوسط نظم مكتب برنامج املوئل في الكويت اجتماعا ً لفريق اخلبراء والذي تواصلت محاوره على مدى يومني من أجل البدء في إعداد تقرير إقليمي جديد حول حالة املدن العربية ،وذلك بالتعاون مع منظمة املدن العربية والصندوق العربي لإلمناء االقتصادي واالجتماعي .وقد ضم االجتماع خبراء من الكويت والوطن العربي ،أوروبا والواليات املتحدة ،باإلضافة خلبراء من برنامج املوئل، وبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي ،واللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا (اإلسكوا) ،ومجموعة البنك الدولي ،حيث متت مناقشة كالً من االجتاهات والتحديات احلضرية القائمة. التعليم اليمن يعمل البنك الدولي في الوقت احلالي على تنفيذ اإلجراءات اخلاصة مبنح قرض لليمن بقيمة إجمالية تبلغ 13مليون دوالرا ً ألغراض تطوير مجاالت التعليم العالي والبحث العلمي .كما سيتم تخصيص الدعم األكبر ملشروع حتسني جودة التعليم العالي في اليمن والذي يهدف إلى حتسني الشروط والظروف الالزمة لتعزيز نوعية التعليم اجلامعي وتشغيل اخلريجني .من جهة أخرى ،فقد شهدت معدالت االلتحاق بالتعليم العالي منوا ً ملحوظا ً خالل األعوام األخيرة نتيجة إلنشاء جامعات خاصة جديدة باإلضافة لتطبيق برامج موازية لدفع الرسوم التعليمية. املياه قطر افتتحت كل من شركة «كونوكو فيليبس» وشركة «جنرال إلكتريك» للطاقة واملياه ،وهي وحدة فرعية تابعة لشركة جنرال إلكتريك ،املركز العاملي ألبحاث استدامة املياه في مدينة الدوحة ،قطر .كما مت افتتاح املركز املقام على أرض واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا برعاية معالي السيد عبد اهلل بن حمد العطية ،نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة في دولة قطر .من جهة أخرى ،فسوف يساهم هذا املركز في دعم عمليات تنفيذ مشاريع التنمية املستدامة والتي تعود بالنفع على اجملتمع احمللي ،كبرامج تشجيع احلفاظ على موارد املياه ،وتنظيم املعارض وورش العمل. الطاقة املتجددة لبنان خصصت احلكومة اللبنانية ما مجموعه 9ماليني دوالر لتنفيذ مشاريع الطاقة املتجددة ،وذلك بهدف توليد ما نسبته 12في املائة من الطاقة الكهربائية في البالد من مصادر الطاقة املتجددة بحلول عام .2020وضمن هذا اإلطار ،فقد دعا وزير املياه والطاقة في احلكومة اللبنانية ،السيد جبران باسيل ،إلى تنفيذ التغييرات التنظيمية الالزمة للمساعدة على إدخال نظام الطاقة املتجددة في البالد .كما بدأت الدولة بإعداد دراسة لتحديد أفضل املواقع لتوليد طاقة الرياح ،حيث تهدف إلى توليد 500ميجاوات من الكهرباء من خالل تشغيل توربينات الرياح.
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
32
في بؤرة الضوء
منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا
البيئة املستدامة
البنك الدولي يدعم عمليات إدارة املناطق الساحلية في مصر وافق البنك الدولي على تقدمي منحة بقيمة 7.15مليون دوالرا ً لدعم مشروع إدارة منطقة اإلسكندرية الساحلية في مصر. كما ستساهم هذه املنحة في مساعدة مصر ضمن اجلهود التي تبذلها للتوفيق ما بني عمليات التنمية االقتصادية واالستدامة البيئية واالجتماعية وتطبيق نهج متكامل إلدارة املناطق الساحلية، ال سيما في ظل اإلعدادات اجلارية لوضع اإلستراتيجية الوطنية لإلدارة املتكاملة للمناطق الساحلية. ويقول السيد «ديفيد كريغ» ،املدير القطري لكل من مصر ،واليمن ،وجيبوتي «:يسرنا أن تساهم هذه املنحة في دعم املشروع والتي تتماشى مع إستراتيجية املساعدة القطرية ملصر ،وبخاصة لضمان االستدامة البيئية جنبا ً إلى جنب مع النمو االقتصادي». إن الهدف الرئيسي للبرنامج يتضمن توفير إطار إستراتيجي واستثمارات صغيرة ومباشرة للحد من املصادر البرية للتلوث والتي تدخل إلى منطقة البحر األبيض املتوسط في أكثر املناطق تضررا ً في خليج املكس وبحيرة مريوط .كما سيتضمن املشروع تنفيذ اآلليات التكنولوجية املبتكرة وذات التكلفة املنخفضة للحد من مظاهر التلوث الناجمة عن مياه الصرف الزراعية ومياه الصرف الصحي املنزلي في املناطق الريفية. عدا عن ذلك ،فسيتم السعي أيضا ً لتنفيذ النشاطات االقتصادية واالجتماعية في املناطق الساحلية على نحو مستدام ،إلى جانب حماية البيئة الساحلية في الوقت ذاته .كما يؤمل بأن تنشأ تأثيرات إيجابية على البيئة نتيجة لعمليات احلماية والترميم التي سيتم تنفيذها لكل من التراث الساحلي والنظم البيئية أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
33
يهدف املشروع إلى احلد من كمية التلوث التي تصب في البحر األبيض املتوسط
في املنطقة. وضمن هذا اإلطار ،فقد بني السيد ماجد حامد ،رئيس فريق العمل في البنك الدولي، بأن هذا املشروع سوف يساهم في خفض مصادر التلوث التي تتسرب إلى بحيرة مريوط ومن ثم إلى البحر األبيض املتوسط حيث سيتم ذلك من خالل تنفيذ التدابير الالزمة للحد من التلوث ،إلى جانب وضع اآلليات املناسبة واملتكاملة لعمليات إدارة املوارد الساحلية». كما سيتم تنفيذ املشروع كجزء من الشراكة اإلستراتيجية ما بني مرفق البيئة العاملي في البنك الدولي وبرنامج األمم املتحدة للبيئة للنظم اإليكولوجية البحرية الكبيرة في منطقة البحر األبيض املتوسط والتي ستساهم في دعم االستثمارات الرأسمالية ،واألدوات االقتصادية ،وتنفيذ اإلصالحات املرتبطة بالسياسات العامة ،وتعزيز املؤسسات العامة ومستويات املشاركة الشعبية. إن املناطق الساحلية في جميع أنحاء العالم ترزح حتت ضغوط كبيرة نتيجة لالستخدامات البشرية والتي ستزداد أيضا ً جراء ظاهرة التغير املناخي ،وفي ظل التوقعات بارتفاع مستويات البحار، وزيادة هبوب العواصف ،واالرتفاع املتوقع في درجات احلرارة ،فإن التحدي األبرز سوف يتمثل في إدارة النشاطات الساحلية بأسلوب مستدام بالتوازي مع ضمان صحة النظم البيئية الساحلية.
الزراعة املغرب أعلنت مؤسسة التمويل الدولية ،عضو مجموعة البنك الدولي ،توقيع اتفاقية مع حكومة اململكة املغربية بهدف املساعدة في حتسني سبل توفير إمدادات املياه ودعم القطاع الزراعي .كما ستساهم مؤسسة التمويل الدولية في توفير االستشارات ملساعدة وزارة الفالحة املغربية على هيكلة شراكة ما بني القطاعني العام واخلاص إلنشاء محطة لتحلية املياه والري في منطقة «شتوكا» ،وهي منطقة يعتمد نشاطها الرئيسي على الزراعة .كما تقدر الطاقة السنوية للمحطة ما بني 60إلى 85مليون متر مكعب من املياه ،حيث ستقدم مؤسسة التمويل الدولية املساعدة الالزمة لضمان االستدامة املالية والبيئية للمشروع. الطاقة الشمسية اململكة العربية السعودية أعلنت اململكة العربية السعودية عن إبرام شراكة مع شركة «آي بي إم» إلنشاء محطة لتحلية املياه تعمل بالطاقة الشمسية ،وذلك باالعتماد على نتائج دراسة اجلدوى التي سيتم إعدادها ،ومن املزمع أن يتم إنشاء احملطة في مدينة اخلفجي في شمال شرق اململكة. من جهة أخرى ،فسوف تتضمن هذه احملطة استخدام تقنيات تعتمد على كثافة ضوئية عالية جداً ،والتي سيتم إعدادها بشكل مشترك ما بني شركة «آي بي إم» ومدينة امللك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا، حيث يتوقع أن تساهم هذه احملطة في توفير 30.000 مترا ً مكعبا ً من املياه يوميا ً لسد احتياجات أكثر من 100ألف نسمة. املياه أبو ظبي أعلنت هيئة مياه وكهرباء أبو ظبي عن تقدمي مساهمة لبرنامج املوئل بقيمة 3ماليني دوالراً ،وقد مت تقدمي املنحة للصندوق االستئماني لتطوير مشروعات املياه والتي مت تخصيصها بالكامل لتحالف الشراكة العاملية للمزودين باملياه ،والذي ميثل شبكة يديرها برنامج املوئل بهدف مساعدة مشغلي املياه على دعم بعضهم البعض من خالل عمليات التوأمة وغيرها من أشكال الدعم غير الربحية .عالوة على ذلك ،فسوف تستضيف الهيئة مكتب ممثل التحالف للدول العربية في مقرها في أبو ظبي للسنوات الثالثة املقبلة.
منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا العراق -إعالن سياسة اإلسكان الوطنية للعراق بالتزامن مع االحتفال باليوم العاملي للموئل قامت وزارة اإلعمار واإلسكان في العراق بإطالق سياسة اإلسكان الوطنية للعراق احتفاال باليوم العاملي للموئل في حفل متّ في بغداد.ومتثل هذه السياسة استجابة الحتياجات السكن في العراق مبا يضمن منح حق السكن واملأوى املالئم جلميع املواطنني.وقد بلغ معدل العجز السكني في العراق ما يقارب مليوني وحدة سكنية ،مبا يؤثر سلبا على حوالي ثالثمائة ألف عائلة عراقية في عموم البالد .ان النظام املركزي احلالي لتوفير السكن غير قادر على تلبية الطلب املتزايد على السكن الناجت عن الزيادة في السكان والتحضر إضافة إلى تداعي حالة املساكن القائمة .حاليا يعيش %71من سكان العراق في مناطق حضرية و %37من املساكن احلضرية يصل مستوى اإلشغال فيها إلى 3أشخاص أو أكثر لكل غرفة .و حسب التعريف العاملي للموئل ،فيعاني ما نسبته %57من سكان املناطق احلضرية من أوضاع مهمشة بشكل أو بأخر . وعلى مدى األشهر الـثمانية عشر املاضية قام برنامج املوئل في العراق بدعم
وزارة اإلعمار و اإلسكان في صياغة هذه السياسة بالتشاور مع عدد من الوزارات املعنية بقطاع اإلسكان وجهات غير حكومية إضافة إلى خبراء إسكان محليني ودوليني .وقد استندت هذه السياسة إلى حتليل احملاور الرئيسية في قطاع اإلسكان :إدارة األراضي ،إنتاج املساكن ،متويل اإلسكان ،البنية التحتية لإلسكان ،إدارة املساكن والصيانة ،مواد البناء و السكن العشوائي. وفي كلمته بهذه املناسبة ،فقد أعرب السيد «دودو مباي» ممثل برنامج املوئل في العراق ،عن عميق سروره إلطالق هذه السياسة في اليوم العاملي للموئل ،وذلك نظرا ً ملا ستشكله من عالمة فارقة على طريق االستجابة الحتياجات السكن واملأوى وحتسني فرص احلصول على اخلدمات األساسية ،األمر الذي يعتبر على رأس أولويات عمل البرنامج في العراق .وأضاف: «ومع ذلك ،فإن هذه ليست سوى نقطة انطالق ،حيث أن التحدي احلقيقي يكمن في مرحلة التنفيذ .كما يلتزم برنامج املوئل بالعمل مع مختلف الشركاء جلعل العراق بلد ينعم املواطن فيه بسكن و مأوى الئقني .كما وأكد السيد مباي على أن هذا أمر بالغ األهمية في إحداث فارق إيجابي
في بؤرة الضوء
في حياة كل فرد عراقي». كما حضر االحتفال عدد من الوزراء وممثلني من وزارة اإلعمار واإلسكان ،وزارة البلديات واألشغال العامة ،وزارة اخلارجية و مكتب رئيس الوزراء ،وبحضور مم ّثل برنامج املوئل، السيد «دافيد اوبري» و عن برنامج األمم املتحدة اإلمنائي السيدة «ناتسوكو يوكاوا» .من ناحية أخرى ،فسوف تعمل كلتا املنظمتني على دعم تنفيذ سياسة اإلسكان في املرحلة الثالثة من مشروع «بناء القدرات لقطاع اإلسكان في العراق». وفي كلمة االفتتاح التي ألقتها معالي وزيرة اإلعمار واإلسكان السيدة «بيان دزيي» ،فقد أشادت بسياسة اإلسكان مؤكدة على متاشيها مع خطة التطوير الوطنية و كذلك مع منهج حكومة العراق في مرحلة إعادة البناء احلالية .كما أشارت معاليها إلى املشاريع القائمة للوزارة واثنت على جهود العاملني فيها ومن معهم من خبراء أجانب و محليني و خاصة جهود برنامج املوئل في تقدمي الدعم الفني الجناز هذه السياسة .
ورشة عمل إلنشاء مرصد اإلسكان يعمل برنامج املوئل على توفير الدعم لوزارة اإلعمار واإلسكان من أجل إرساء األسس إلحياء املرصد احلضري العراقي من خالل إنشاء مرصد أكثر تخصصا ً في مجال اإلسكان والذي سيعمل من خالل الوزارة. ولهذه الغاية ،فقد مت تنظيم ورشة عمل استمرت ملدة أربعة أيام جملموعة محددة من موظفي الوزارة ،وذلك خالل الفترة ما بني 14 – 11يوليو /متوز 2010في مدينة عمان .كما تضمنت أبرز أهداف هذه الورشة إعداد أطر الرصد الالزمة ،وتطوير عمليات جمع البيانات وحتليلها ،ووضع
املبادئ التوجيهية الالزمة لصياغة السياسات الفعالة .كما حضر ورشة العمل أعضاء مركز الرصد ،باإلضافة ملشاركة ممثل عن وزارة التخطيط والتعاون اإلمنائي.
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
34
في بؤرة الضوء
أوروبا
قطاع النقل
اقتراح إنشاء سكة حديدية فائقة السرعة في اململكة املتحدة أعلن وزير النقل البريطاني قبل فترة وجيزة من تغيير احلكومة البريطانية عن املقترحات التي من شأنها أن حتدث ثورة في شبكة السكك احلديدية في بريطانيا من خالل إنشاء شبكة أولية فائقة السرعة والتي تربط مدينة لندن بكل من برمنغهام ،ومانشستر ،وشرق ميدالندز، وشيفيلد ،وليدز ،وذلك بتشغيل قطارات تصل سرعتها إلى 400كم /الساعة. إن إنشاء هذه الشبكة والتي متتد على مسافة 540كيلومترا ً سوف تعمل على تقليل املسافة من منطقة ميدالندز الغربية إلى لندن بحيث ال تتجاوز مدة الرحلة ما بينهما نصف الساعة ،باإلضافة لتقصير الفترة التي تستغرقها الرحالت من كل من ليدز ،وشيفيلد ،ومانشستر إلى العاصمة بحيث ال تتجاوز 75دقيقة أو أقل من ذلك .عالوة على ذلك ،فسوف يتم إنشاء صالت ما بني املسارات القائمة ،مما سيتيح توفير خدمات القطارات السريعة إلى مدن مثل غالسكو ،أدنبرة ،نيوكاسل، وليفربول ،حيث سيتم ذلك في أقرب وقت بعد تشغيل خطوط السكك احلديدية اجلديدة .عدا عن ذلك ،فسوف يتم النظر فيما بعد في توسعة الشبكة ضمن هذه املناطق وغيرها من الوجهات الرئيسية. كما تتضمن اخلطوة األولى ضمن هذا املقترح لبناء الشبكة إنشاء خط نقل سريع يصل لندن ببرمينغهام ،والذي نشرت احلكومة البريطانية بشأنه التفاصيل املتعلقة بالطريق الذي متت التوصية بتنفيذ إنشائه من خالل شركة ( ، )HS2 Ltdحيث مت إنشاء هذه الشركة في شهر يناير 2009من قبل احلكومة لدراسة مشاريع إنشاء السكك احلديدية فائقة السرعة .من جهة أخرى ،فسوف يتم تنفيذ املشاورات العامة حول هذه أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
35
الطريق واإلستراتيجية الطويلة األجل لتلك السكك احلديدية في خريف هذا العام فضالً عن البدء بإعداد اخملططات التفصيلية للطرق التي تربط ما بني بيرمنغهام ومانشستر وليدز للتمكن من تنفيذ عمليات التشاور حول تلك اخلطوط في عام .2012 وبهذا الصدد ،يشير وزير النقل بالقول« : إن الوقت قد حان لكي تخطو بريطانيا أولى اخلطوات اجلادة إلنشاء شبكة سكك حديدية فائقة السرعة للربط ما بني املدن الرئيسية .كما أن خط النقل السريع والذي يربط ما بني لندن ونفق القنال قد أثبت جناحا ً واضحاً ،وقد باتت هنالك العديد من البلدان األوروبية واآلسيوية والتي عملت على إنشاء شبكات النقل السريع .عدا عن ذلك ،فإنني أعتقد بأن هذه الشبكة سوف تكون ذات دور رئيسي وبارز في مستقبل بريطانيا. وأضاف« :سوف تتطلب اململكة املتحدة على مدى السنوات العشرين والثالثني املقبلة تنفيذ خطوة جادة لتغيير قدرات قطاع النقل وربط املناطق ببعضها البعض من أجل تعزيز النمو االقتصادي الطويل األجل واالستجابة له على حد سواء ،بيد أنه ال بد من تنفيذ ذلك على نحو مستدام ،دون وجود أية آثار بيئية غير مقبولة ،ومبا يتماشى مع اإلستراتيجية احلكومية املتبعة لتعزيز النظم االقتصادية املنخفضة الكربون». ووفقا ً للمقترح ،فسوف يتم تشغيل خط النقل السريع ما بني لندن وبيرمنغهام من محطة «يوسنت» إلى محطة مركز مدينة بيرمنغهام اجلديد ،كما سيتم إنشاء محطة تبادل في غرب لندن ،مما يتيح ربط اخلط اجلديد بصالت مباشرة إلى الغرب، ومدينة دوكالندز ،وإلى اجلنوب الغربي من خالل اخلط الغربي الرئيسي وإلى مطار هيثرو من خالل طريق هيثرو إكسبرس. إضافة لذلك ،فمن املمكن إنشاء محطة
تبادل أخرى في اجلنوب الشرقي من مدينة بيرمنغهام ،مما يوفر خطوط مباشرة إلى مطار بيرمنغهام ،واملركز الوطني للمعا ر ض و ا لطر يقني ا لسر يعني M6و .M42 وعلى صعيد متصل ،فقد حددت شركة ( )HS2مخصصات هذا املشروع بتكلفة تقدر بنحو 30مليار جنيها ً إسترلينيا ً ( 44.3مليار دوالراً) كما وجدت بأن التكاليف اإلنشائية للمشاريع الكبرى في اململكة املتحدة تفوق تكلفة املشاريع املشابهة لها في أماكن أخرى في أوروبا ،وفي ضوء هذه األدلة ،فسوف يتم إيجاد إطار من التعاون ما بني هيئة تطوير البنية التحتية في اململكة املتحدة – وهي اجلهة التي مت إنشاؤها للمساعدة على ضمان حتديد األولوية ملشاريع البنية التحتية املمولة من احلكومة – ووزارة النقل من أجل دراسة إمكانية خفض تكاليف اإلنشاء وسبل تنفيذها .بيد أنه قد تنشأ احلاجة لتنفيذ دراسة أعمق لتقديرات التكلفة التي حددتها الشركة بعد االنتهاء من هذا العمل. من جانبها ،فقد اقترحت احلكومة البريطانية حشد جميع اجلهود الرامية إلى إنشاء أية شبكة نقل فائقة السرعة وتنفيذها من خالل قانون واحد للطاقة الهجينة ،وباالستناد إلى نتائج املشاورات واجلداول الزمنية البرملانية واملوافقة عليها، فإن ذلك سوف يتيح البدء بتنفيذ عمليات البناء في مطلع عام ،2017بحيث يتم افتتاح الشبكة على عدة مراحل ابتداء من عام .2026
أوروبا
الشباب
احلاجة امللحة لتنفيذ حترك سريع للتصدي لظاهرة بطالة الشباب املتنامية أشار تقرير جديد صادر عن منظمة التعاون االقتصادي والتنمية إلى أن املعدالت املرتفعة أصالً لبطالة الشباب قد تشهد املزيد من االرتفاع خالل الشهور املقبلة، حيث تعرضت شريحة الشباب في بلدان منظمة التعاون والتنمية إلى ضرر كبير جراء األزمة االقتصادية .كما يدعو هذا التقرير احلكومات لتركيز جهودها على تنفيذ اإلصالحات الالزمة والتي من شانها حتقيق النتائج السريعة دون احلاجة إلى زيادة في اإلنفاق ،مبا في ذلك حتسني عمليات التدريب على آليات البحث عن فرص العمل ،وحتديد اإلعانات التي يتم منحها للعاطلني عن العمل على املدى الطويل. ويحمل هذا التقرير عنوان «وظائف للشباب :اليونان» ،والذي بني إمكانية ارتفاع معدالت البطالة بني الشباب لكي تبلغ 28في املائة بحلول نهاية عام ،2010 مقارنة مع 25.3في املائة في شهر سبتمبر /أيلول .2009من جهة أخرى ،فإن معدالت بطالة الشباب قد كانت مرتفعة في اليونان حتى قبل حدوث األزمة االقتصادية، حيث سجلت أحد أعلى املعدالت بني بلدان منظمة التعاون والتنمية بنسبة 20.6في املائة في عام 2008باملقارنة مع املتوسط الذي سجلته البلدان األخرى األعضاء في املنظمة والبالغ 13.2في املائة .كما يعد الشباب اليوناني أكثر عرضة ملواجهة البطالة الطويلة األجل بنسبة الضعفني باملقارنة مع نظرائهم في غالبية الدول األعضاء في املنظمة ،حيث كانت معدالت عمالة الشباب أقل بنحو 20نقطة مئوية باملقارنة مع املتوسط العام في بلدان منظمة التعاون والتنمية لعام .2008 من جهة أخرى ،فقد أشار السيد «اجنيل
جوريا» األمني العام ملنظمة التعاون والتنمية بالقول«:تعد شريحة الشباب الفئة األكثر عرضة للتأثر بهذه األزمة ،وال بد من تنفيذ كل اجلهود املمكنة لضمان بقاء الشباب اليونانيني على تواصل مع سوق العمل وبغية جتنب حدوث وصمة ضمن جيل واحد من الشباب على املدى الطويل». كما أشار التقرير إلى أن اإلصالحات املعلنة في شهر أكتوبر 2009لتصويب برامج خبرات العمل وخفض اشتراكات الضمان االجتماعي للشركات الصغيرة التي توظف الشباب متثل خطوات في االجتاه الصحيح ،إال أن عمليات املساعدة على إعادة التوظيف تتركز وبشكل كبير على اإلعانات املكلفة ،وما يتصل بها من تكاليف العمل املرتفعة نسبيا ً وأنظمة الفصل الصعبة للعاملني ،األمر الذي يحول دون تشجيع أصحاب العمل على توظيف الشباب من غير ذوي اخلبرات ،مما يجعل من الصعب على الشباب العثور على موطئ قدم في سوق العمل.
في بؤرة الضوء
من ممارسات الفصل التعسفي ومتديد الفترة التجريبية في حالة وجود عقود دائمة ،ومساعدة الشركات التي توظف العاملني في أو حول احلد األدنى لألجور في الوظائف التي توفر مزايا التدريب حيث ميكن مساعدتها خلفض مساهماتها في الضمان االجتماعي ،وإنشاء مسار مهني واحد للمرحلة الدراسية الثانوية من خالل الدمج ما بني التعليم الصفي والتعليم املهني ،وتوسعة نطاق التدريب ليشمل التدريب املهني وتشجيع أرباب العمل ،ال سيما في الشركات الصغيرة ،للتوجه بشكل أكبر إلى تعيني املتدربني.
وبذلك ،فيتضمن التقرير العديد من التوصيات ملساعدة اليونان على التصدي لهذه القضايا ،مبا في ذلك :دعوة البالد للشباب من أجل املشاركة في الدورات التدريبية اخلاصة بآليات البحث عن فرص العمل خالل املراحل األولى من البطالة وتخصيص البرامج األكثر تكلفة ألولئك ممن لم يتمكنوا من العثور على فرصة عمل بعد فترة من البحث والتي يتم حتديدها ورصدها ،احلد من اإلعانات التي يتم تقدميها للموظفني ممن يتمتعون بالوظائف وفرص التدريب ،وتوجيه تلك املعونات للشباب العاطلني عن العمل، ولألفراد العاطلني عن العمل من تاركي مقاعد الدراسة في مراحل مبكرة وللشباب الذين أمضوا أكثر من ستة أشهر عاطلني عن العمل وتاركني ملقاعد الدراسة ،إضافة إلى التوجه نحو نوع واحد من عقود العمل مع توفير حماية مناسبة أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
36
في بؤرة الضوء
أمريكا الشمالية
التنمية احلضرية
االقتصادية والثقافية املستقبلية.
ضغط أعضاء مجلس الشيوخ لسن التشريعات اخلاصة بالتنمية احلضرية طرح رئيس جلنة العالقات اخلارجية مبجلس الشيوخ األمريكي «جون كيري» ،تشريعا ً جديدا ً يهدف إلى التصدي للتحديات التي تواجهها عمليات التحضر في البلدان النامية ،حيث مت ذلك في أعقاب الدورة اخلامسة للمنتدى احلضري العاملي .كما يستند هذا التشريع إلى الرسالة املصورة التي وجهتها وزيرة اخلارجية األمريكية، السيدة «هيالري كلينتون» ،واخلاصة بعمليات التحضر املستدام لدى انعقاد الدورة اخلامسة للمنتدى احلضري العاملي في مدينة ري ودي جانيرو في البرازيل بتاريخ 26مارس /آذار .2010كما تضمنت هذه الرسالة اقتراحا ً لتوسعة نطاق جهود الوكالة األمريكية للتنمية الدولية من أجل صياغة إستراجتيات أفضل لتحقيق التنمية احلضرية املستدامة .عالوة على ذلك ،فإن قانون التنمية احلضرية املستدامة واملقترح لعام 2010يسعى إلى التعامل مع النمو غير املسبوق ملناطق العشوائيات ،واملعدالت املتزايدة للتلوث، ونظم النقل العام املثقلة باألعباء ،وعدم توفر املساكن بأسعار مناسبة وفي متناول اجلميع. من ناحية أخرى ،فإن مشروع القانون املطروح من شأنه توجيه مدير الوكالة األمريكية للتنمية الدولية لصياغة إستراتيجية مناسبة لتعزيز عمليات التنمية احلضرية املستدامة ،والنظر في إنشاء جهة استشارية متخصصة في التنمية احلضرية ،وتنفيذ مبادرة لصياغة اإلستراتيجيات احلضرية التي من شأنها مساعدة عدد من املدن في إعداد إطار للسياسات العامة من أجل حتقيق النمو وعمليات التنمية املستقبلية. وضمن هذا اإلطار ،فقد أشار «كيري» إلى إدراك اجلميع ملبدأ اعتبار القرن احلادي أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
37
السيناتور «جون كيري»
والعشرين مبثابة قرن املدن ،وأضاف«:ثمة انفجار يحصل في عمليات النمو احلضري في شتى أنحاء العالم ،حيث باتت املناطق احلضرية بالفعل موطنا ً للغالبية العظمى من سكان العالم أجمع ،إلى جانب تسجيل كثافة سكانية في مناطق العشوائيات واألحياء الفقيرة والتي بلغت نحو مليار نسمة .بيد أن عملية التحضر سوف تلقى جتاهالً في منطقتنا ،إال أنه ال بد على املواطنني املسؤولني في العالم من تسخير إبداعاتهم وابتكاراتهم لتعزيز كل من السبل املعيشية ،واحليوية االقتصادية واالستدامة البيئية في مدننا». من جهته،فقد أكد السناتور «ديك دوربني» على أن غالبية سكان العالم قد باتوا يعيشون في املدن في الوقت احلاضر وللمرة األولى في تاريخ البشرية ،إضافة إلشارته للضغوط التي تفرضها عمليات التدفق من مناطق األرياف على املناطق احلضرية وعلى قدرتها لتوفير إمدادات املياه النقية وخدمات الصرف الصحي ،واملساكن اآلمنة ،والبنية التحتية الالزمة .عدا عن ذلك ،فإن مشروع القانون اجلديد من شانه التركيز على عمليات النمو الذكي والتي سوف تساهم في ضمان توفير املدن لكل من املتطلبات اإلنسانية األساسية لسكانها ،وألن تصبح تلك املدن احملاور
كما أشار السناتور «بينجامني كاردان» عضو اللجنة الفرعية للتنمية الدولية واملساعدات اخلارجية والتابعة للجنة العالقات اخلارجية مبجلس الشيوخ إلى أن املدن قد باتت موطنا ً لنحو نصف فقراء العالم ،مما يحتم علينا السعي إليجاد احللول املناسبة للتصدي لظاهرة تنامي معدالت الفقر بحيث تساهم تلك احللول في تعزيز القدرة املستدامة للجهات الفاعلة احمللية والوطنية ،وتعزيز التعاون بني اجلهات املعنية والتركيز على احتياجات الفئات األكثر تضرراً ،وال سيما النساء.
األفراد
مشاهدة حضرية
احلاجة إلى تدريب قادة مدن املستقبل إن النظم االقتصادية احلضرية القوية تعد أساساً لتطوير كالً من مرافق البنية التحتية ،والتعليم ،والصحة ،والظروف املعيشية لألفراد ،فضالً عن أهميتها في احلد من معدالت الفقر .إال أن املدن قد باتت تتطلب وجود أفراد متمرسني من ذوي املهارات والدافعية الالزمة إلداراتها وحتقيق تلك األهداف ،ولسوء احلظ ،فإن احلال ليست كذلك في العديد من مناطق العالم ،وبخاصة في البلدان النامية .كما تتضمن هذه املقالة بقلم السيد «نيك ميتشيل» تركيزا ً على األهمية املتزايدة للتدريب في مجال اإلدارة احلضرية وحتديد القضايا التي حتتاج إلى معاجلة لزيادة فعالية هذه العمليات التدريبية على الصعيد العاملي. ثمة العديد من اآلثار السلبية الناجمة عن عمليات التحضر املتسارعة والتي ميكن أن تنعكس على املدن بحيث تصبح عرضة ملظاهر عدم االستقرار السياسي ،وانعدام األمن الغذائي ،واستنزاف املوارد وتغير املناخ ،وذلك في حال عدم توفير التدريب الكافي ملدراء وقادة املدن. من جهة أخرى ،وإذا ما أريد للمدن وضع حد لهذه التحديات ،فإنها تتطلب وجود قادة ومدراء وكوادر عمل مدربة وقادرة على اعتماد النهج املبتكرة والقوية لعمليات
تخطيط املدن ،وإدارتها ،ومتويلها .وبهذا الصدد ،فقد أشارت املديرة التنفيذية لبرنامج املوئل ،السيدة آنا تيبايجوكا، خالل حفل افتتاح املركز الدولي للتدريب احلضري في جمهورية كوريا بالقول: « تتضمن بعض أهم أهدافنا إعداد قواعد التنمية احلضرية املستدامة واملنسجمة والدعوة إلى تنفيذها ،حيث أنها تنطوي أيضا ً على حتسني كالً من املعارف واملفاهيم العاملية ملسائل التنمية احلضرية ،إلى جانب بناء قدرات احلكومات ،والسلطات احمللية وغيرهم من الشركاء في أجندة
برنامج املوئل ،وذلك عبر تنفيذ عمليات التدريب والتعاون التقني». إن احلاجة إلى عمليات التدريب في مجال اإلدارة احلضرية لم حتظ مبثل هذه األهمية أبداً ،إال أنها قد باتت كذلك في ضوء اجلهود التي ينفذها برنامج املوئل وشركائه لتعزيز أهمية عمليات التنمية املستدامة باعتبارها كوسيلة إلدارة مظاهر الفقر وآثار التغير املناخي .عالوة على ذلك ،وفي حال عدم تنفيذ عمليات اإلدارة احلضرية السليمة لعمليات التحضر املتسارعة؛
تتطلب املدن وجود قادة مدربني بشكل تام
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
38
مشاهدة حضرية
األفراد
السيدة «كارلي بينيك» رئيسة دائرة املشاريع الدولية في معهد دراسات اإلسكان والتنمية احلضرية
فإن ذلك لن يؤدي إال لتنامي الكثافة السكانية في األحياء الفقيرة والتي بلغت إلى حد اآلن مليار نسمة ،إضافة لزيادة نسبة انبعاثات غازات الدفيئة واملتأتية من املدن .ولذلك ،فتعد عمليات التدريب وبناء القدرات مبثابة استثمار أساسي لتحقيق االستدامة في مدننا. ويعد شعار « بناء القدرات من أجل بناء القدرات» حجر الزاوية ضمن اإلستراتيجية التدريبية لبرنامج املوئل .ومن هذا املنطلق، يوفر البرنامج الدعم التقني للمؤسسات التدريبية بغية متكينها من تنفيذ البرامج التدريبية املبتكرة والتي تستهدف كالً من احلكومات احمللية ،واملنظمات غير احلكومية ومؤسسات اجملتمع احمللي .كما يعمل برنامج املوئل على توفير الكتيبات التدريبية بشكل خاص لهذه املؤسسات باإلضافة إلى طرح املنهجيات التدريبية الالزمة لتمكينها من التكيف مع األدوات املعترف بها دوليا ً وتطبيقها ضمن السياقات احمللية. وبالرغم من استمرار التعاون ما بني برنامج املوئل ومعاهد التدريب في جميع أنحاء العالم ،إال أنه ال زالت هنالك العديد من العقبات املتنوعة والتي تعيق أشكال أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
39
ال بد من توفير بيئة العمل املناسبة لألفراد املتدربني على مستويات عالية
التقدم احملرزة في اآلليات التدريبية في مجال اإلدارة احلضرية ،ففي البداية ،ال بد من إيجاد عالقة عمل وعمليات تنسيقية أفضل ما بني مصارف التنمية واملدن الباحثة على مصادر متويلية .كما ينبغي إيجاد فهم متوازن من كال اجلانبني ،اجلهات املانحة واجلهات املقترضة، مبا يعود بالنفع على كال اجلهتني .عالوة على ذلك ،فمن الضرورة مبكان ألن تدرك املصارف التنموية القيود الناشئة على صعيد كالً من املوارد واإلمكانيات التدريبية املتوفرة لدى بعض املدن. كما أشار السيد «مايكل بارتز» مدير مشاريع التنمية احلضرية في معهد «إنوينت» األملاني لبناء القدرات واملتخصص بالعمليات التدريبية في مجال اإلدارة احلضرية ،بالقول«:عندما يتم متكني احلكومة احمللية من حتديد املشاريع املناسبة ووضع األولويات لكل منها ،فال بد أيضا ً على اجلهات اخملتصة في املصارف التنموية أن تدرك أهمية التركيز على القنوات التي يتم توجيه االستثمارات إليها عوضا ً عن إنشاء مشاريع ضخمة وطموحة والتي لن تثمر عن النتائج املرجوة ،كما أننا نرى
احد أهم األولويات في خيار التوجه إلى املصارف التنموية وتعريفها باملشكالت واحللول املمكنة لها أيضا ً على الصعيد احمللي» .من ناحية ثانية ،فإن برنامج املوئل يدرك النقص الذي ال يزال موجودا ً في فرص التدريب وندرة فرص التفاعل ما بني مدراء املناطق احلضرية ،حيث ال يزال البرنامج يسعى إلى إنشاء شبكات املعرفة الالزمة ملعاجلة هذه املسألة. وعلى صعيد متصل ،تشير السيدة «كارلي بينيك» رئيسة دائرة املشاريع الدولية في معهد دراسات اإلسكان والتنمية احلضرية ومقره في هولندا إلى «أحد اجلهود التي ينفذها برنامج املوئل بشكل رائع والذي يتمثل في الشبكات التي عمل على إنشائها لكل من األفراد واملؤسسات ،حيث بات األفراد معروفني على أرض الواقع في العديد من البلدان، فضالً عن مساعدتهم في حتقيق التواصل وتنفيذ أطر التعاون»« .كما أن شبكة جامعة شركاء املوئل متثل مبادرة تسعى إلى حشد أفضل اجلهود املؤسسية والتي تركز على عمليات التنمية احلضرية. كما يسعى البرنامج أيضا ً إلى العمل مع األفراد لالستفادة من تلك الشبكات،
األفراد وبعبارة اخرى ،إن لم يكن بإمكانهم فعل أي شيء مبفردهم ،فبإمكانهم اتخاذ دور أساسي في العملية برمتها». بيد أنه حتى وفي ظل توفر األفراد املدربني في املدن ،ولكن أولئك األفراد سوف يفقدون احلافز والدافع للتحرك والتطور ما لم تعمل احلكومات احمللية على توفير ظروف العمل املناسبة. وبحسب كبير اخلبراء في دائرة السياسات احلضرية وتخطيط املدن في املعهد ،السيد «فوربس ديفيدسون» ،فثمة جانب واحد من مجمل هذا الوضع ،أال وهو التدريب وبناء القدرات في مجال اإلدارة احلضرية ،حيث تشير خبرتنا وجتاربنا إلى إمكانية حتقيق الكثير من خالل تلك العمليات .أما اجلانب اآلخر من املعادلة فيتمثل في املؤسسات التي يعمل بها األفراد ،حيث أننا عادة ما نرى عودة أولئك األفراد ملؤسساتهم حيث يشعرون باإلحباط نتيجة لتدني األجور التي يحصلون عليها مقابل وظيفة لرمبا ميكن اعتبارها أحد أهم الوظائف اإلدارية في العالم ،وهي إدارة املدن الكبرى.كما أشار السيد «ديفيدسون» إلى أن هنالك العديد من األفراد العاملني في احلكومات احمللية للمدن ،ولكنهم يحصلون على أجور متدنية للغاية ،مما يدفع البعض منهم للعمل في وظيفة ثانية ،حيث اعتبر هذا األمر في غاية الصعوبة بالنسبة لشخص يتمتع مبؤهالت عالية وحماس كبير إلحداث تغيير حقيقي لدى عمله في بيئة
غير مناسبة على اإلطالق .إن تقدمي احلوافز اجلذابة وبيئة العمل املناسبة في مجال اإلدارة احلضرية من شأنه استقطاب األشخاص املؤهلني للعمل ،مما سيساهم في حتقيق حتسن كبير في مستويات الكفاءة اإلدارية للمدن ،ومتكني تلك املدن من االستفادة من املوارد احملدودة لتنفيذ سياسات التنمية احلضرية املستدامة. بيد أن عمليات تدريب األفراد لن تعود بأية فائدة ما لم يتم استخدام املدراء بشكل مناسب ،وإال ،فسوف تتمثل النتيجة في امتالك القدرات التي ال ميكن تطبيقها على نحو فعال ،وتعلق السيدة «كارلي بينيك» على هذا املوضوع بالقول »:ال ميكننا إيجاد أفراد يتمتعون مبستويات تدريبية وتعليمية عالية املستوى ممن يعودون إلى حكوماتهم للتخبط مرة أخرى في مستنقعات املؤسسات التي يعملون بها ،مما يلغي دورهم في حتقيق التغيير الفعال». إال أنه وفي ظل احلاجة لتحسني ظروف العمل في احلكومات احمللية من أجل تشجيع األفراد املؤهلني وحتفيزهم للعمل في مجال اإلدارة احلضرية ،إال أن هنالك ما يسبق هذه املرحلة ،أال وهو التمكن من الوصول إلى األفراد في بلدان مختلفة، األمر الذي يشكل العقبة الرئيسية أمام برنامج املوئل وشركائه. وقد بينت السيدة «بينيك» وجود نوع من اليأس إزاء عدد األفراد ممن ميكن الوصول
مشاهدة حضرية
إليهم ،وأضافت«:اعتقد بأن برنامج املوئل لديه الفكرة ذاتها – كيف ميكننا الوصول إلى عدد أكبر من األفراد؟»« ،ويستقبل مركزنا العديد من األفراد ممن يأتون للدراسة للحصول على درجة املاجستير في اإلدارة احلضرية ،إال أن عدد األفراد املسجلني سنويا ً ال يتجاوز املائة فرد ،ولكن ما نود تنفيذه بالفعل هو الوصول إلى عدد أكبر من البلدان وإلى عدد أكبر من األفراد» .إن الهدف من املؤسسات مثل معهد دراسات اإلسكان يتمثل في إخراج عدد كبير من األفراد احلاصلني على التدريب والتعليم، إلى جانب التمكن من إحداث التغيير األساسي على أرض الواقع والذي يتمثل في انخراطهم في العمل احلكومي. عالوة على ذلك ،وفي ظل انتقال أكثر من نصف الكثافة السكانية العاملية للعيش في املدن في الوقت احلضر ،فإن احلاجة إلى توفير التدريب في مجال اإلدارة احلضرية لم يكن يتمتع بهذا القدر من االهمية في أي وقت مضى ،ولكن ال تزال هنالك العديد من العقبات التي حتول دون حتقيق التقدم امللموس .كما ينبغي التصدي لهذه التحديات والعقبات إذا ما أرادت املدن احلصول على العدد الالزم لها من اخملتصني احلضريني من أصحاب املهارات والدوافع، ولكي تتمكن من مواكبة عالم آخذ في التحضر السريع.
معهد «إنوينت» األملاني لبناء القدرات
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
40
مشاهدة حضرية
مؤمترات
حتويل قطاع املياه
لقد تناول املؤمتر الدولي للمياه واملنعقد في مدينة باريس مسألة إمكانية حتمل اجملتمعات ذات الدخل املنخفض تكاليف اخلدمات الفعالة لتوفير إمدادات املياه – تقرير كريستوفر غاسون.
عرض السيد إيك سون تشان ،مدير عام سلطة إمدادات مياه فنوم بنه ،البرامج التي مت تنفيذها في كمبوديا
نشر املعهد الدولي إلدارة املياه في عام 2006خريطة تبرز نقاط شح املياه في جميع أنحاء العالم .كما مت حتديد البلدان التي تعاني من ندرة مواقع املياه باللون البرتقالي ،في حني مت حتديد البلدان التي تعاني من «ندرة اقتصادية للمياه» باللون األرجواني .إن الهدف األساسي من هذه اخلريطة قد متثل في لفت االنتباه إلى أنه وعلى الرغم من متتع بعض البلدان باملوارد املائية الوفيرة نسبيا ً ؛ إال أنها ال متتلك املوارد املالية الالزمة إلنشاء مرافق البنية التحتية الفعالة الستخدام تلك املياه. ولكن ،هل يعقل أن يكون ذلك صحيحاً؟ هل ميكن أن جند دولة فقيرة للغاية مبا ال أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
41
ميكنها من توفير خدمات جيدة إلمدادات املياه؟ وقد كانت اإلجابة القاطعة بالنفي خالل القمة العاملية للمياه والتي عقدت في مدينة باريس في شهر نيسان /أبريل املاضي هي اإلجابة الواضحة والصريحة عن هذا السؤال. من جهة أخرى ،فقد تضمنت قائمة املتحدثني الرئيسيني املشاركني في املؤمتر السيد «إيك سون تشان» ،مدير عام سلطة إمدادات مياه فنوم بنه ،والتي تقع ضمن املناطق احملددة باللون األرجواني ضمن اخلريطة السابقة الذكر ،أي تلك البلدان التي تعاني من «ندرة اقتصادية للمياه» ،حيث استعرض السيد «تشان»
كيفية حتويله للموارد املالية للسلطة التي يديرها على مدار األعوام منذ عام 1993لدى تعيينه مديرا ً عاما ً لها. وفي معرض حديثه ،أشار السيد «تشان» بالقول«:لقد بلغت نسبة سكان املدن احلاصلني على إمدادات املياه 20في املائة فقط ،وقد كانت تلك اإلمدادات في حالة سيئة للغاية ،من جهة أخرى ،فإن الفترة الزمنية لضخ املياه قد تراوحت ما بني ثماني إلى عشر ساعات يومياً ،في حني بلغت نسبة اخلسائر املائية 72في املائة، عدا عن ذلك ،فقد كانت عمليات حتصيل إيرادات املياه في غاية الصعوبة ،حيث أن نسبة الفواتير التي يتم حتصيلها لم
مؤمترات
مشاهدة حضرية
ح ّلت جاللة امللكة نور احلسني كضيفة شرف في املؤمتر حيث عرضت على املشاركني التحديات املائية التي يواجهها األردن ومنطقة الشرق األوسط بشكل عام
تتجاوز 50في املائة» وقد أثمر برنامج التغيير الذي أطلقه السيد «تشان» عن رفع عدد عمليات التشبيك والربط بخدمات إمدادات املياه من 26.881ألفا ً إلى 200ألف في الوقت احلاضر ،أي بتغطية بلغت 90في املائة جلميع أنحاء املدينة .أما نسبة خسائر املياه فقد انخفضت إلى 5.94في املائة، كما بات السكان يتمتعون بخدمات إمداد املياه الصاحلة للشرب على مدار 24ساعة طوال أيام األسبوع. كما أشار السيد «تشان» إلى ذلك النجاح بالقول«:ميكنني أن أقول هنا بأن هنالك ثالثة عوامل ضمن الدروس املستفادة من التجربة ،حيث يتمثل العامل األول في وجود اإلرادة السياسية ،إضافة لذلك، فلم يكن بإمكاننا حتقيق النتائج احلالية دون تعديل الرسوم املفروضة وتنفيذ العمليات املستقلة .كما أن احلياة سوف تكون أصعب بالتأكيد دون توفير املساعدة املالية والتي أتت في وقتها املناسب من خالل عمليات اإلقراض ،حيث كانت عامالً أساسيا ً لنجاح البرنامج .كما ميكنني القول هنا بأنه وعلى الرغم من تواصل تصنيف كمبوديا في املرتبة 158من البلدان األكثر فسادا ً في العالم ،إال أن سلطة إمدادات مياه فنوم بنه تعمل على محاربة الفساد على جميع املستويات، بيد أنه ال ميكننا القول بأنها قد حتررت من ظاهرة الفساد بشكل تام ،ولكننا نقوم بالتصدي لهذه الظاهرة قدر املستطاع
لكي نكون أكثر شفافية». ولقد أصبحت السلطة تعتمد في الوقت احلالي على التمويل الذاتي ،وذلك من خالل فائض التشغيل والذي يساوي 32في املائة من إيراداتها .كما يتم حتويل هذا الفائض
لقد طرحت هذه القمة فرصة لتبادل األفكار واخلبرات بني الوفود املشاركة
لتسديد املبالغ املقترضة ألغراض إحداث التغيير ،وتوسعة نطاق الشبكة وتطويرها .وعلى الرغم من الزيادة احلادة األولى على الرسوم املدفوعة (من 0.10 دوالرا ً /متر مكعب) ،إال أن السلطة قد متكنت من ضبط تكلفة املياه بحيث لم تتجاوز 0.25دوالرا ً /متر مكعب خالل األعوام األخيرة .كما يعزى ذلك النجاح إلى التوسعة السريعة لنطاق الشبكة وحتصيل اإليرادات مبعدل 99.9في املائة ،مما ساهم في رفع اإليرادات املتأتية واحليلولة دون رفع الرسوم. وعلى صعيد متصل ،فقد عرض السيد
«عبدول نيانغ» ،مدير العمليات في سلطة مرافق املياه في السنغال ،قصة مشابهة حول التغيير احلاصل في داكار، وهي مدينة أخرى فقيرة جدا ً ألن تتمكن من إنشاء بنية حتتية جيدة للمياه ،حيث أشار إلى الدعم الذي مت توفيره من قبل جهة مقاوالت خاصة مما ساهم في متتع العاصمة بإمدادات متواصلة ملياه الشرب، باإلضافة إلى تدني نسبة املياه املفقودة إلى 20في املائة ،إضافة للتوسعة املستمرة لنطاق شبكة أنابيب املياه لكي تشمل مناطق خارج داكار ،ويتمتع نحو 1.8مليون نسمة في السنغال بخدمات إمدادات املياه منذ عام .1996عالوة على ذلك ،فإن هذا التحول لم يكن ممكنا ً دون اإليرادات املتأتية من الرسوم ،حيث يتم خفض الرسوم ملستخدمي املياه من ذوي معدالت االستهالك املتدنية لكي تبلغ 0.40دوالرا ً /متر مكعب من املياه ،في حني تبلغ القيمة التي يدفعها املستخدمون العاديون 1.30دوالرا ً /متر مكعب ،أما الشريحة ذات االستهالكات العالية، فتبلغ القيمة التي تدفعها 1.80دوالرا ً / متر مكعب من املياه. وقد قدم العديد من املشاركني من الفلبني وأوغندا قصصا ً مماثلة حول اإلرادة السياسية والنماذج التمويلية املستدامة باعتبارها العوامل األبرز لتوسعة نطاق توفير إمدادات املياه في البلدان ذات الدخل املنخفض. أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
42
مشاهدة حضرية
إصدارات
شريحة الشباب وحتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية يطرح السيد «خوسيه فرناندو ماتا بيش» املسؤول في قسم الشركاء والشباب في برنامج املوئل حملة حول دور الشريحة الشبابية وضرورة تركيز اجلهود التنموية على هذه الشريحة وذلك في ضوء اإلستراتيجية املوجهة نحو حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية ،إلى جانب اعتبار فئة الشباب ذات صلة مباشرة باألهداف اإلمنائية لأللفية وفي ضوء تشكيلهم ألكثر من نصف سكان العالم. لقد أشارت مختلف اإلحصائيات والتقارير األخيرة إلى تسجيل األفراد دون سن الرابعة والعشرين الشريحة األكبر من العاطلني عن العمل في العالم أجمع ،فضالً عن عيش أولئك األفراد في حالة من الفقر – وهو العامل الذي ينبغي حتقيق خفض به ضمن غالبية األهداف اإلمنائية لأللفية إن لم يكن ذلك ضمن جميع تلك األهداف .أما اجلانب املشرق في هذه املسألة؛ فإنه يتمثل في تزايد االهتمام الذي يتلقاه الشباب ومشاركتهم املتزايدة أيضا ً في عمليات صنع القرار والتنمية، وهو ما ينعكس من خالل اجملالس واللجان االستشارية الشبابية العاملة ضمن مختلف املؤسسات والبرامج الدولية ،وما من مثال أفضل على ذلك من التجمع الشبابي الضخم والذي يتم تنظيمه عشية افتتاح كل دورة من دورات املنتدى احلضري العاملي. من جهة أخرى ،فإن حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية ميثل جهدا ً مشتركاً ،وفي ضوء ذلك ،فإن اجلهود املوجهة نحو حتقيق أحد هذه األهداف سوف تؤثر بال شك على حتقيق بقية األهداف األخرى .بيد أن هنالك بعض اجملاالت والتي تتطلب املزيد من التركيز ،حيث يحتمل ألن تكون اجلهود املبذولة في نطاق معني ذات تأثير أكبر باملقارنة مع نطاقات أخرى ،كما يتضمن ذلك كالً من مجاالت التعليم ،والشباب ،وتوفير خدمات الرعاية الصحية ،وثمة نقطة مشتركة ما بني مجالي التعليم والشباب، كما أن اجلهود الرامية لتوفير املزيد من الفرص
للشباب لتوسعة نطاق تعليمهم سوف تكون ذات أثر واضح في سد الهوة املوجودة حاليا ً على صعيد عدم تكافؤ الفرص لتحسني السبل املعيشية. وقد أصدر برنامج املوئل تقريرا ً بعنوان «حالة الشباب في املدن» والذي مت من خالله تسليط الضوء على مسألة عدم تكافؤ الفرص املتاحة للشباب وآثارها السلبية املنعكسة عليهم في الوقت احلاضر والتي تعد أكبر من أية آثار تتأثر بها أية شريحة أخرى .كما تضمن هذا التقرير بحوثا ً ضمن خمس مدن مختلفة ،حيث مت جمع املعلومات والتي ساهمت في إنشاء صالت أقوى
قد بات هنالك دورا ً متزايدا ً لعوامل املعرفة واالبتكار في حتقيق األهداف اإلمنائية ومظاهر النمو االقتصادي والقدرات التنافسية في عالم تضفى عليه صبغة العوملة .كما أنه قد بات هنالك إدراك أكبر ملا تطرحه عوامل االبتكار من حلول ألبرز التحديات التي تواجهها السياسات العامة، كاألمن الغذائي ،والتغير املناخي ،واالحتياجات الصحية للشرائح الفقيرة .ونتيجة لذلك ،فيعد االبتكار أحد أهم العناصر التي تتقدم جدول أعمال العديد من املداوالت العاملية.وضمن هذا السياق، فقد بات هنالك عدد متزايد من البلدان التي
بدأت بالتوجه نحو صياغة إستراتيجيات االبتكار، والتي تتضمن املسائل املرتبطة بامللكية الفكرية، ونقل التكنولوجيا ،وغيرها من القضايا العلمية والتكنولوجية .وضمن هذا اإلطار ،فإن اإلصدار اجلديد واملشترك لكل من البروفسور «باجني اويالران أويينكا» و «بادماشري غيهل سامباث» بعنوان « عمليات التنمية ،واالبتكار ،واملعارف للنمو االقتصادي» ميثل مساهمة هامة لهذا النقاش املتنامي والذي يجمع ما بني :اقتصاديات االبتكار واقتصاديات التنمية إلى جانب األدلة التي مت جمعها من 79بلدا ً في جميع أنحاء العالم.
االبتكار في مجال التنمية
أكتوبر /تشرين األول 2010
العالم احلضري
43
ما بني نقص التعليم ونقص خدمات الرعاية الصحية – وعدم تكافؤ الفرص املتاحة للسكان الشباب. من جهة أخرى ،فقد أشار التقرير إلى أن تطوير الفرص التعليمية ينطوي على إمكانية التأثير على تسوية أشكال التفاوت احلاصلة في الفرص، األمر الذي يساهم بدوره في خفض معدالت البطالة ومن ثم خفض معدالت الفقر. حدة الفقر من شأنه وبالتالي ،فإن التخفيف من ّ التوجه نحو تنفيذ املزيد من اجلهود لتحقيق جميع األهداف اإلمنائية األخرى .عالوة على ذلك، فإن إتاحة املزيد من الفرص للشباب سوف يساهم في االستفادة من إمكانياتهم الهائلة لتعزيز عمليات التنمية في مجتمعاتهم وبلدانهم ،وذلك نظرا ً ملا تتمتع به هذه الشريحة من إمكانات وطاقات. إن توفير الضروريات األساسية جلميع املواطنني يعد أحد العوامل التي تساهم في ضبط معدالت اجلرمية وتعزيز السالمة احلضرية بشكل عام .كما تتضمن هذه الضروريات األساسية توفير خدمات الرعاية الصحية ،إضافة إلى توفير مرافق خدمات الرعاية الصحية في املناطق الفقيرة ،األمر الذي ميثل خطوة أساسية ميكن االنطالق من خاللها للتأثير على اجلهود الرامية لتعزيز املستويات التعليمية. كما يشير التقرير أيضا ً إلى شريحة الشباب والتي متثل شريحة زاخرة باإلمكانيات غير املستغلة نتيجة ملا تواجهه في العديد من احلاالت من عدم تكافؤ الفرص وعدم توفر الضروريات األساسية، مما يرسخ الشباب في مستنقعات الفقر ،وهو العائق األكبر أمام حتقيق هذه األهداف .من ناحية أخرى ،فإن هذه األسباب متثل العامل األبرز النحراف العديد خارج النظام القانوني – بحيث يشكل أولئك الشباب خطرا ً مجتمعياً. ووفقا ً ملؤلف كتاب األهداف اإلمنائية لأللفية وأجندة الشباب« ،بوالد أبيوال» ،فال بد من توجيه اإلستراتيجيات التنموية نحو تعزيز مجاالت التعليم وتوفير اخلدمات الصحية األساسية للشباب في جميع أنحاء العالم من أجل متكينهم والتصدي لظاهرة الفقر.
تعيني السيد خوان كلوس مديرا ً تنفيذياً لبرنامج األمم املتحدة للمستوطنات البشرية انتخبت اجلمعية العامة لألمم املتحدة السيد خوان كلوس لتولي منصب املدير التنفيذي لبرنامج املوئل لفترة والية متتد ألربع سنوات ،إلى جانب توليه منصب نائب األمني العام لألمم املتحدة ،وذلك خلفا ً للسيدة «آنا تيبايجوكا». وقد أعرب السيد «كلوس» لدى وصوله إلى مقر األمم املتحدة للمستوطنات البشرية عن سروره لوجوده في نيروبي ،حيث شكر احلكومة الكينية الستضافتها للمنظمة منذ إنشائها في عام ،1978مؤكدا ً على تطلعه للعمل مع كينيا وبقية اجملتمع الدولي لضمان النجاح املستقبلي للمنظمة. وأشار«:تعد مسألة التحضر أحد أكبر التحديات التي تواجهنا في القرن احلادي والعشرين ،وذلك في ظل انتقال ما نسبته 50في املائة من سكان العالم للعيش في املدن ،وفي ظل تزايد الهجرة في البلدان النامية ،فإن معاجلة مسألة الفقر احلضري قد باتت متثل قضية رئيسية وملحة» .كما أضاف بالقول« :تعتبر ظاهرة التغير املناخي في الوقت احلاضر مبثابة خطر سوف يعيث فسادا ً في جميع أنحاء العالم ،وبذلك ،فإن حتقيق عمليات اإلدارة البيئية في املدن قد باتت متثل مفتاحا ً رئيسيا ً ملستقبل عاملنا .إنني أتطلع للعمل مع جميع شركاء برنامج املوئل ،واجملتمع الدولي ،واحلكومات، والسلطات احمللية ،والقطاع اخلاص ،واملنظمات غير احلكومية واجملتمعات احمللية ،وذلك بغيى ضمان عيشنا جميعا ً في مدن تتسم باالستدامة االجتماعية والبيئية على حد سواء». ً عالوة على ذلك ،فقد أعرب السيد «كلوس» عن تطلعه للقاء جميع العاملني في البرنامج معربا عن سروره بالعمل معهم يدا ً بيد من اجل حتسني الظروف املعيشية للمواطنني في جميع أنحاء العالم. من ناحية أخرى ،فقد تولى السيد»كلوس» منصب عمدة مدينة برشلونة ،حيث انضم إلى برنامج املوئل بعد حياة مهنية طويلة في احلكومة اإلسبانية على كل من الصعيدين احمللي والوطني .كما تولى حقيبة وزارة الصناعة ،والسياحة والتجارة في حكومة الرئيس «خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو» ،باإلضافة لتوليه منصب عمدة مدينة برشلونة لفترتني متتاليتني ما بني األعوام 1997و ، 2006كما شغل منصب السفير اإلسباني في كل من جمهوريتي تركيا وأذربيجان قبل انضمامه لبرنامج املوئل.