Urban World: Ten Years into the millenium (Arabic) Volume 2

Page 1


‫فريق إعداد الطبعة‬ ‫باللغة العربية‬

‫فريق إعداد الطبعة‬ ‫باللغة اإلجنليزية‬

‫اإلشراف العام‬ ‫دودو مباي‬

‫‪Editor‬‬ ‫‪Roman Rollnick‬‬

‫ترجمة و حترير‬ ‫ديانا فاروق نغوي‬

‫‪Editorial Board‬‬

‫الناشر‬ ‫برنامج االمم املتحدة للمستوطنات‬ ‫البشرية‬ ‫( املوئل)‬ ‫عمان ‪ -‬األردن‬ ‫‪www.unhabitat.org.jo‬‬ ‫تصدر مجلة العالم احلضري بشكل دوري عن برنامج‬ ‫األمم املتحدة للمستوطنات البشرية‪ .‬إن اآلراء املطروحة‬ ‫في هذا املنشور تعود لكتابها وال تعكس بالضرورة آراء‬ ‫وسياسات برنامج األمم املتحدة للمستوطنات البشرية‬ ‫(املوئل)‪ .‬كما أن استخدام مفردة «دولة» ال تعبر عن أي‬ ‫حكم من جانب كتاب املقاالت أو من جانب برنامج املوئل‬ ‫فيما يخص الوضع القانوني أو أي وضع آخر ألي كيان‬ ‫إقليمي‪.‬‬ ‫إعادة النشر‬ ‫يجب اإلشارة إلى املقاالت املنشورة لدى إعادة نشرها‬ ‫أو ترجمتها بعبارة «نقالً عن مجلة العالم احلضري»‬ ‫مع ضرورة ذكر اسم الكاتب‪ .‬يرجى إرسال نسخة عن‬ ‫املقاالت لدى إعادة نشرها إلى العنوان التالي‪:‬‬ ‫‪info@unhabitat.org.jo‬‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪Anantha Krishnan‬‬ ‫‪Christine Auclair‬‬ ‫تنشر هذه اجمللة بدعم من ‪:‬‬ ‫‪Daniel Biau‬‬ ‫حكومة مملكة البحرين‬ ‫‪Edlam Abera Yemeru‬‬ ‫‪Eduardo Lopez Moreno‬‬ ‫‪Jane Nyakairu‬‬ ‫‪Lucia Kiwala‬‬ ‫‪Mariam Yunusa‬‬ ‫‪Mohamed El-Sioufi‬‬ ‫‪Nicholas You‬‬ ‫)‪Oyebanji Oyeyinka (Chair‬‬ ‫‪Raf Tuts‬‬

‫‪www.unhabitat.org‬‬ ‫‪2010 UN-HABITAT‬‬

‫‪UN-HABITAT‬‬ ‫‪P.O.Box: 30030, GPO‬‬ ‫‪Nairobi 00100, Kenya‬‬ ‫‪Tel: (254 - 20) 762 3120‬‬ ‫‪Fax: (254 - 20) 762 3477‬‬ ‫‪E-mail:‬‬ ‫‪urbanworld@unhabitat.org‬‬


‫احملتويــــــــات‬ ‫رأي‬ ‫تقدمي‬ ‫رسالة املديرة التنفيذية‬

‫في بؤرة الضوء‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫قصة الغالف‬ ‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف‬ ‫اإلمنائية لأللفية‬ ‫عشرة أعوام على إعالن األهداف‬ ‫اإلمنائية لأللفية‬

‫‪3‬‬

‫استعراض املاضي واملضي قدما ً‬

‫‪7‬‬

‫النظر في األهداف من خالل‬ ‫الرسومات الذكية‬

‫‪11‬‬

‫حتقيق األهداف املرتبطة باملياه‬ ‫والصرف الصحي‬

‫‪15‬‬

‫‪15‬‬

‫منطقة آسيا و احمليط الهادي‬ ‫إفتتاح الئق ملعرض شنغهاي‬ ‫العاملي‬ ‫أخبار من املنطقة‬ ‫إفريقيا‬ ‫مساعدة األفراد على املطالبة‬ ‫بأراضيهم في شرق الكونغو‬ ‫أخبار من املنطقة‬ ‫منطقة الشرق األوسط‬ ‫وشمال إفريقيا‬ ‫أخبار من املنطقة‬

‫مشاهدة حضرية‬ ‫‪23‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪32‬‬

‫أوروبا‬ ‫أخبار من املنطقة‬

‫‪35‬‬

‫أمريكا الشمالية‬ ‫أخبار من املنطقة‬

‫‪37‬‬

‫األفراد‬ ‫احلاجة إلى تدريب قادة مدن‬ ‫املستقبل‬

‫‪38‬‬

‫مؤمترات‬ ‫املؤمتر الدولي للمياه‬

‫‪41‬‬

‫إصدارات‬ ‫تقرير حالة الشباب في املدن‬ ‫االبتكار في مجال التنمية‬

‫‪43‬‬

‫‪38‬‬

‫حتليــــل‬

‫كيفية حتقيق التكامل ما بني‬ ‫قطاعي النقل العام و التنمية‬ ‫احلضرية‬

‫‪20‬‬

‫‪23‬‬

‫‪41‬‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬


‫رأي‬

‫تقــــــديـــــــم‬

‫القراء األعزاء‪،‬‬ ‫أهالً بكم في عدد جديد من مجلة العالم احلضري‪،‬‬ ‫إن هذا العدد من مجلة العالم احلضري يتضمن في جعبته العديد من املقاالت ذات الصلة بالقمة العاملية التي عقدت مؤخرا ً‬ ‫الستعراض التقدم احملرز في االهداف اإلمنائية لأللفية‪ ،‬والتي ضمت عددا ً كبيرا ً من قادة وزعماء العالم لدعوتهم الستعراض وإعادة‬ ‫تقييم أداء بلدانهم واألداء العام نحو حتقيق تلك األهداف‪.‬‬ ‫إن حتقيق االهداف اإلمنائية لأللفية ال يزال يشكل حتديا ً بالنسبة لغالبية البلدان النامية‪ ،‬وذلك في ضوء التزاحم احلاصل في استخدام‬ ‫كالً من املوارد والقدرات احملدودة لتلك البلدان‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬فإن هدف برنامج املوئل واملتمثل في احلد من معدالت الفقر يحتم علينا‬ ‫االنخراط في تنفيذ جميع األهداف األخرى بصورة أو بأخرى‪ ،‬ولكن ميكن القول بأن األهداف التالية تعد األكثر ارتباطا ً بعمل برنامجنا‪،‬‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫ الغاية السابعة (ج)‪ :‬حتقيق خفض بنسبة النصف من األفراد ممن ال تتوفر لديهم إمدادات مياه الشرب املأمونة ومرافق الصرف‬‫الصحي األساسية‪،‬‬ ‫ الغاية السابعة (د)‪ :‬حتقيق حتسن ملموس في الظروف املعيشية ملا ال يقل عن ‪ 100‬مليون نسمة من سكان األحياء الفقيرة‬‫بحلول عام ‪ .2020‬‬ ‫وبصورة عامة‪ ،‬فقد لوحظ تفاوت على مستوى حتقيق األهداف احملددة للبلدان واملرتبطة إلى حد ما مبهمة برنامج املوئل‪ ،‬وبقدر ما مت‬ ‫تنفيذه من مبادرات لترقية األحياء الفقيرة في أنحاء عديدة من العالم والتي ساهمت في انتقال األفراد من تلك األحياء‪ ،‬إال أن األعداد‬ ‫املطلقة لسكان األحياء الفقيرة في العالم أجمع ال زالت آخذة في االزدياد‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬وبقدر ما ميكن حتقيقه ضمن تلك األهداف‪،‬‬ ‫إال أن هنالك ضرورة ماسة لوجود دعم سياسي عاملي‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة إنشاء الشراكات القوية وتنفيذ اجلهود املنسقة وبخاصة‬ ‫على مستوى املدن من أجل إحراز أي تقدم ذي مغزى في حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية والغايات املرتبطة بها‪.‬‬ ‫كما يتضمن هذا العدد مقالة حول نشوء خطة العمل اخلاصة بإنشاء مدن خالية من األحياء الفقيرة‪ ،‬حيث تتناول هذه املقالة مراحل‬ ‫اخلطة منذ طرحها أمام األمني العام لألمم املتحدة وصوال ً إلى اعتمادها وإدراجها ضمن األهداف اإلمنائية لأللفية باعتبارها هدفا ً تنمويا ً‬ ‫عامليا ً والذي متثلت صيغته النهائية ضمن إحدى الغايات‪ ،‬أال وهي الغاية السابعة (د)‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬فتناقش هذه املقالة مختلف‬ ‫األمناط املعتمدة حلل املشكالت املرتبطة باألحياء الفقيرة املتنامية والتي أدت بعضها إلى نشوء نتائج عكسية‪ .‬إضافة لذلك‪ ،‬فتطرح‬ ‫هذه املقالة أيضا ً حملة حول الدروس املستخلصة من استخدام تدابير مختلفة ملكافحة نشوء األحياء الفقيرة‪.‬‬ ‫أما املقاالت األخرى الواردة في هذا اإلصدار فتتضمن كالً من‪ :‬أ) حتقيق األهداف املرتبطة باملياه ومرافق الصرف الصحي‪ ،‬ب) حتقيق‬ ‫التكامل ما بني قطاعي النقل العام والتنمية احلضرية‪ ،‬ج) معرض شنغهاي العاملي واالحتفاالت مبناسبة اليوم العاملي للموئل‪،‬‬ ‫د) حتويل قطاع املياه‪.‬‬ ‫وإنني اعتقد حقا ً بأن هنالك الكثير مما ميكن اكتسابه من هذه املقاالت الثرية‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فإنني أدعو جميع قراء مجلة العالم احلضري من‬ ‫العاملني في هذا اجملال ومن الشركاء في أجندة املوئل للتواصل معنا وتقدمي املقترحات بشأن أية قضايا خاصة مبسائل التنمية احلضرية‬ ‫املستدامة والتي لم يتم التطرق إليها ضمن األعداد األخيرة‪ ،‬حيث ميكنكم التواصل معنا على العنوان التالي‪:‬‬ ‫‪.info@unhabitat.org.jo‬‬ ‫كونوا على ثقة بأنكم سوف تستمتعون في قراءة هذا العدد من مجلة العالم احلضري‪.‬‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪1‬‬

‫دودو مباي‬ ‫رئيس املكتب ومدير البرنامج‬ ‫مكتب عمان وبرنامج العراق‬


‫رسالة املديرة التنفيذية‬ ‫لقد استضافت مدينة نيويورك في شهر سبتمبر ‪ /‬أيلول املاضي‬ ‫قادة من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في قمة أهداف األلفية‬ ‫والتي تنعقد مبناسبة الذكرى العاشرة إلعالن األهداف اإلمنائية‬ ‫لأللفية‪ ،‬ومبا أننا على عتبة املوعد النهائي لتحقيق هذه األهداف‪،‬‬ ‫والذي لم يتبق له سوى خمسة أعوام‪ ،‬فإن هذا االجتماع قد مثل‬ ‫فرصة كبيرة للنظر في مستويات التقدم احملرزة وإلعادة حتفيز‬ ‫اجلهود العاملية وتنشيطها من أجل االتفاق على تنفيذ خطة‬ ‫عمل ملموسة بغية تسريع وتيرة التقدم احملرز نحو حتقيق أهداف‬ ‫األلفية بحلول موعدها املقرر في عام ‪. 2015‬‬ ‫إن األهداف اإلمنائية لأللفية متثل أبرز األهداف التنموية وأكثرها‬ ‫شمولية والتي القت تأييدا ً واسعا ً وشامالً من العالم أجمع‪ .‬كما‬ ‫أن هذه األهداف الثمانية واملرتبطة مبواعيد زمنية محددة تطرح‬ ‫مقاييس ملموسة وعددية للتصدي لظاهرة الفقر املدقع مبختلف‬ ‫أبعادها املتعددة‪ .‬كما تتضمن هذه األهداف والغايات املسائل‬ ‫املرتبطة مبستويات الدخل‪ ،‬والفقر املدقع‪ ،‬واجلوع‪ ،‬واملياه والصرف‬ ‫الصحي‪ ،‬ومعدالت وفيات األمومة واألطفال‪ ،‬وعدم كفاية املأوى‪،‬‬ ‫وعدم املساواة بني اجلنسني‪ ،‬والتدهور البيئي‪ ،‬والشراكة العاملية من أجل التنمية‪.‬‬ ‫وقد مت اعتماد تلك األهداف من قبل زعماء وقادة العالم في عام ‪ ،2000‬حيث مت حتديد‬ ‫العام ‪ 2015‬كموعد نهائي لتحقيقها‪ ،‬وتعد هذه األهداف عاملية ومحلية على حد‬ ‫سواء‪ ،‬والتي مت تصميمها لكل دولة بحيث تتناسب مع احتياجاتها التنموية اخلاصة‬ ‫بها‪.‬‬ ‫كما توفر هذه األهداف إطار عمل للمجتمع الدولي بأسره لتنفيذ العمل املشترك‬ ‫والتوصل إلى غاية موحدة‪ .‬من جهة اخرى‪ ،‬وفي حال مت حتقيق هذه األهداف‪ ،‬فسوف يتم‬ ‫خفض مستويات الفقر إلى النصف‪ ،‬إضافة إلنقاذ حياة عشرات املاليني من األفراد‪ ،‬عدا‬ ‫عن إتاحة الفرصة ملليارات من األفراد لالنتفاع من النظام االقتصادي العاملي‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فتنقسم هذه األهداف إلى ‪ 21‬غاية قابلة للقياس الكمي‪ ،‬وفي ظل‬ ‫انتقال غالبية سكان العالم في الوقت احلاضر للعيش في املدن‪ ،‬فإن توجه برنامج املوئل‬ ‫للحد من مستويات الفقر في املدن يجعل البرنامج مرتبطا ً بجميع األهداف بشكل‬ ‫أو بآخر‪ .‬من ناحية ثانية‪ ،‬فإن اجلهود التي نبذلها إلضفاء الطابع احمللي على األهداف‬ ‫اإلمنائية لأللفية قد بات يتجسد على أرض الواقع من خالل أطر التعاون التي يتم‬ ‫تنفيذها مع السلطات احمللية‪ ،‬والتي تعد في طليعة اجلهات املعنية باألهداف اإلمنائية‬ ‫لأللفية على املستوى احمللي‪ ،‬إال أن األهداف األكثر ارتباطا ً بالبرنامج تتضمن كالً من‪:‬‬ ‫• الغاية السابعة (ج)‪ :‬حتقيق خفض بنسبة النصف من السكان ممن يعانون من‬ ‫عدم توفر مياه الشرب املأمونة ومرافق الصرف الصحي األساسية‪.‬‬ ‫• الغاية السابعة (د)‪ :‬حتقيق حتسن ملموس في الظروف املعيشية ملا ال يقل عن‬ ‫‪ 100‬مليون نسمة من سكان العشوائيات بحلول عام ‪. 2020‬‬ ‫وميكن القول بأننا قد متكنا من حتقيق تقدم كبير حتى الوقت احلاضر‪ ،‬باإلضافة‬ ‫ملواجهتنا للعديد من النكسات أيضاً‪ .‬وبالرغم من أن الطريق ال يزال طويالً‪ ،‬إال أننا على‬ ‫يقني بإمكانية حتقيق هذه األهداف في ظل وجود الدعم السياسي العاملي‪ ،‬والشراكات‬ ‫القوية واجلهود املتضافرة‪ ،‬ال سيما على مستوى املدن‪.‬‬ ‫وفي الوقت احلاضر‪ ،‬فقد بلغ عدد سكان العشوائيات واملناطق األخرى غير املستوفية‬ ‫ألدنى املعايير السكنية نحو مليار نسمة‪ ،‬كما يشكل هؤالء األفراد في العالم النامي‬ ‫نحو ‪ 40‬في املائة من سكان املدن‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬فتشير توقعات برنامج املوئل إلى إمكانية ارتفاع هذا العدد لكي يصل‬ ‫إلى ‪ 1.5‬مليار نسمة بحلول نهاية هذا القرن ما لم يتم اتخاذ اإلجراءات الصائبة بهذا‬ ‫الصدد‪.‬‬ ‫وقد خلص اإلصدار األخير من تقرير «حالة مدن العالم لألعوام ‪ ،»2011 / 2010‬وهو أبرز‬ ‫تقرير يصدره برنامجنا‪ ،‬إلى انتقال ما مجموعه ‪ 227‬مليون نسمة في جميع أنحاء‬ ‫العالم من ظروف العشوائيات منذ عام ‪ ، 2000‬كما يبني ذلك متكن احلكومات مجتمعة‬ ‫من جتاوز العدد احملدد ضمن األهداف اإلمنائية لأللفية مبا يفوق الضعفني‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬فتجدر اإلشارة إلى اإلجناز الكبير واملتمثل في انتقال ما مجموعه ‪ 22‬مليون‬ ‫نسمة سنويا ً من مناطق العشوائيات في البلدان النامية والتخلص من ظروفها‪ ،‬وذلك‬ ‫خالل األعوام ما بني ‪ 2000‬و ‪ ، 2010‬األمر الذي يعد نتيجة لعمليات ترقية العشوائيات‬ ‫التي مت تنفيذها‪ .‬بيد أنه وعلى الرغم من الترحيب بهذه املنجزات الكبيرة‪ ،‬ولكن عمليات‬ ‫اخلفض اإلجمالي لتقليص الفجوة احلضرية العاملية تتطلب تنفيذ جهود أكبر‪ ،‬وذلك‬ ‫في ضوء ارتفاع الكثافة السكانية في مناطق العشوائيات من ‪ 776.7‬مليون نسمة في‬

‫رأي‬

‫عام ‪ 2000‬إلى ما يقارب ‪ 827.6‬مليون نسمة في عام ‪. 2010‬‬ ‫وهذا يعني إضافة ‪ 55‬مليون نسمة جديدة إلى الكثافة‬ ‫السكانية العاملية في مناطق العشوائيات منذ عام‬ ‫‪ ،2000‬كما يشير ذلك أيضا ً إلى أن التقدم الذي مت إحرازه‬ ‫على صعيد الهدف املرتبط بالعشوائيات لم يكن كافيا ً‬ ‫للتصدي لظاهرة نشوء املستوطنات غير الرسمية في‬ ‫العالم النامي‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬من منا يدرك هذه احلقيقة املتمثلة في حدوث زيادة‬ ‫في الكثافة السكانية احلضرية العاملية مبا مجموعه ‪55‬‬ ‫مليون نسمة من سكان العشوائيات اجلدد منذ عام ‪2000‬‬ ‫؟ وإنه ألمر يبعث على القلق لدى إدراك حجم املشكلة التي‬ ‫تواجهها الدول اإلفريقية الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى‪،‬‬ ‫حيث تبلغ الكثافة السكانية في مناطق العشوائيات نحو‬ ‫‪ 199.5‬مليون نسمة‪ ،‬أي ما نسبته ‪ 61.7‬في املائة من سكان‬ ‫املناطق احلضرية‪ .‬كما حتل منطقة جنوب آسيا في املرتبة‬ ‫الثانية هنا‪ ،‬حيث بلغ عدد سكان العشوائيات ‪ 190.7‬مليون‬ ‫نسمة‪ ،‬حيث يشكلون ما نسبته ‪ 35‬في املائة من سكان املناطق احلضرية‪ ،‬في حني‬ ‫بلغت الكثافة السكانية في مناطق العشوائيات في منطقة شرق آسيا نحو ‪189.6‬‬ ‫مليون نسمة (‪ 28.2‬في املائة)‪ ،‬و ‪ 110.7‬مليونا ً في منطقة أمريكا الالتينية والبحر‬ ‫الكاريبي (‪ 23.5‬في املائة)‪ ،‬و ‪ 88.9‬مليونا ً في جنوب شرق آسيا (‪ 31‬في املائة)‪ ،‬و ‪11.8‬‬ ‫مليونا ً في شمال إفريقيا (‪ 13.3‬في املائة)‪.‬‬ ‫إال أن هذه النتائج ال تبعث على الرضا أبداً‪ ،‬ناهيك عن عدم كفايتها‪ ،‬حيث أنها قد تؤدي‬ ‫إلى نشوء خطر اجتماعي‪.‬‬ ‫بيد أننا نرى بأن السياسات الداعمة للفقراء تعمل على توجيه اجلهود لتسريع وتيرة‬ ‫العمل نحو حتسني الظروف االجتماعية واالقتصادية للشرائح األكثر ضعفا ً بشكل‬ ‫أكبر مما هو عليه للشرائح األخرى من اجملتمع‪ .‬كما تعمل هذه السياسات على خفض‬ ‫معدالت عدم املساواة وتضييق الفجوة احلضرية الناشئة‪ ،‬وبالفعل‪ ،‬فقد عملت نحو‬ ‫‪ 140‬حكومة من مختلف أنحاء العالم على إعداد خطط العمل الوطنية لتحقيق‬ ‫هذه األهداف‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬فال تزال هنالك ضرورة ألن تعمل املزيد من احلكومات والسلطات احمللية على إعداد‬ ‫خطط العمل اخلاصة بها على كل من الصعيدين الوطني واحمللي وذلك بغية احلد من‬ ‫معدالت الفقر احلضري‪.‬‬ ‫إن أشكال التقدم احملرز قد لوحظت بالفعل في العديد من اجملاالت‪ ،‬كاحلد من مستويات‬ ‫اجلوع‪ ،‬وحتسني فرص احلصول على إمدادات املياه‪ ،‬ورفع معدالت التحاق األطفال‬ ‫باملدارس االبتدائية‪ .‬بيد أن حاالت وفيات األمهات عند الوالدة ال تزال مرتفعة في مناطق‬ ‫العشوائيات في مختلف البلدان النامية دون وجود أي مبرر لذلك‪ ،‬عدا عن انتشار‬ ‫حاالت اإليدز واملالريا والسل في املستوطنات األشد فقرا ً في املناطق احلضرية‪ .‬أما فيما‬ ‫يتعلق مبسألة املساواة ما بني اجلنسني‪ ،‬فإنها ال تتجاوز نطاق احللم بالنسبة للنساء‬ ‫في العديد من البلدان‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬فإن الضرر الذي يلحق بالبيئة احلضرية وما‬ ‫حولها‪ ،‬مصحوبا ً باآلثار التي تخلفها الكوارث الناجمة عن ظاهرة التغير املناخي‪ ،‬ال‬ ‫يزال ميثل تهديدا ً مباشرا ً إلمدادات الغذاء واملاء في املدن‪ ،‬فضالً عن تهديده للمساكن‬ ‫وحياة األفراد‪.‬‬ ‫ولئن كان هنالك تقدم كبير في إحراز األهداف اإلمنائية لأللفية واملرتبطة بإمدادات املياه‬ ‫والصرف الصحي‪ ،‬إال أن هنالك بعض االختالفات اإلقليمية الكبيرة‪ ،‬حيث توجد العديد‬ ‫من البلدان في جنوب الصحراء اإلفريقية الكبرى وفي آسيا والتي ال تزال متخلفة عن‬ ‫بقية الركب‪ ،‬ال سيما في مجال توفير مرافق الصرف الصحي‪ .‬إن عدم كفاية خدمات‬ ‫الصرف الصحي وإمدادات مياه الشرب املأمونة قد باتت تتجسد وبشكل سريع‬ ‫كمشكلة حضرية‪ ،‬وذلك في ضوء فشل مواكبة آليات توفير هذه اخلدمات للوتيرة‬ ‫املتسارعة للنمو احلضري ونشوء املستوطنات غير الرسمية‪.‬‬ ‫واحلقيقة هنا تشير إلى عدم وجود أية حلول سحرية لهذه املشاكل‪ ،‬وقد ال تتمكن‬ ‫بعض من أفقر البلدان من حتقيق بعض من هذه األهداف أو جميعها في حال استمرار‬ ‫االجتاهات واألمناط املتبعة حالياً‪ .‬إن هذا اإلخفاق قد يؤدي إلى حدوث مأساة حقيقية‪،‬‬ ‫وهذا هو السبب الرئيس الجتماع القادة في نيويورك خالل الفترة ما بني ‪22 – 20‬‬ ‫سبتمبر ‪ /‬أيلول املاضي‪.‬‬

‫آنا تيبايجوكا‬ ‫املديرة التنفيذية لبرنامج املوئل‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪2‬‬


‫قصة الغالف‬

‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬

‫األهداف اإلمنائية لأللفية‪:‬‬ ‫هل متثل حتدياً سيزيفياً في إفريقيا؟‬ ‫لقد أعلنت ‪ 189‬دولة من الدول األعضاء في األمم املتحدة في عام ‪ 2000‬اعتمادها إلعالن األلفية‪ ،‬والذي يتضمن سبعة أهداف‬ ‫قابلة للقياس‪ .‬كما حتمل هذه األهداف صورة لعالم يعاني من معدالت أقل من الفقر‪ ،‬واجلوع‪ ،‬واألمراض‪ ،‬إلى جانب معدالت أقل‬ ‫من وفيات األمهات واألطفال‪ ،‬وتوفير التعليم للجميع‪ ،‬وتعزيز مستويات الفرص املتساوية واملتاحة جلميع النساء‪ ،‬وحتسني‬ ‫البيئة املعيشية والشراكات ما بني البلدان املتقدمة والبلدان النامية‪ .‬وبعد مضي عشرة أعوام على إعالن األلفية‪ ،‬وفي مواجهة‬ ‫خمسة أعوام فقط للموعد النهائي لتحقيق تلك األهداف‪ ،‬فإن هذه املقالة املشتركة لكل من السيد «أويباجني أوينكا»‪،‬مدير‬ ‫وحدة الرصد والبحوث في برنامج املوئل‪ ،‬والسيد «مايكون سورمييكون» من جامعة بينتلي في الواليات املتحدة‪ ،‬تتضمن دراسة‬ ‫ملستويات التقدم احملرز ومدى جدوى حتقيق هذه األهداف في البلدان اإلفريقية لدى حلول املوعد النهائي لها في عام ‪. 2015‬‬

‫األخذ بزمام املبادرة من أجل حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية‪ :‬تعبر النساء عن عزمهن على العمل بشكل واضح في كينيا ‪.‬‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪3‬‬


‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬ ‫لقد مت حتديد األهداف اإلمنائية لأللفية مبا‬ ‫يتوافق مع بعض املثاليات التي تتضمنها‬ ‫احلكمة التقليدية املتبعة في اإلدارات‬ ‫العاملية واملتمثلة في افتراض إمكانية‬ ‫حتقيق تلك األهداف‪ ،‬إال أن العبء الذي‬ ‫يفرضه إجناز هذه األهداف يكاد يفوق‬ ‫قدرات جميع البلدان‪.‬‬ ‫وثمة العديد من املنتقدين ممن يجادلون‬ ‫في واقع حتديد تلك األهداف مبا يتجاوز‬ ‫إمكانيات بعض من البلدان‪ ،‬مما يساهم‬ ‫في زرع بذور الفشل بالنسبة لها‪ .‬ولهذا‬ ‫السبب‪ ،‬فسوف نعمل على دراسة‬ ‫مستويات التقدم احملرز في البلدان‬ ‫اإلفريقية على صعيد حتقيق تلك األهداف‬ ‫من الناحية الكمية وفي ضوء املوعد‬ ‫النهائي احملدد لها في عام ‪ .2015‬كما يبدو‬ ‫بأنه قد مت إحراز تقدم كبير في العديد من‬ ‫البلدان اإلفريقية‪ ،‬إال أن املوعد النهائي‬ ‫املقرر بحلول عام ‪ 2015‬يساهم في حجب‬ ‫مستويات التقدم‪ ،‬مما يؤدي إلى عدم إنصاف‬ ‫تلك البلدان واحلكم عليها باإلخفاق في‬ ‫حتقيق األهداف‪.‬‬ ‫فعلى سبيل املثال‪ ،‬يبني مؤشر قياس‬ ‫التقدم احملرز لهذه األهداف في عام ‪2008‬‬ ‫بأن منطقة شمال إفريقيا قد متكنت من‬ ‫إحراز تقدم ضمن الهدف املرتبط بخفض‬ ‫معدالت وفيات األطفال‪ ،‬وذلك في ظل‬ ‫اجلهود املبذولة لرفع مستويات التحصني‬ ‫من مرض احلصبة‪ ،‬في حني لوحظ عدم‬ ‫وجود جهود كافية في هذا اجملال في‬ ‫البلدان اإلفريقية الواقعة جنوبي الصحراء‬ ‫الكبرى‪ ،‬أو قد تكون تلك اجلهود في حالة‬ ‫من الركود أو التدهور‪.‬‬ ‫ولدى النظر إلى اجلانب املظلم هنا‪،‬‬ ‫فإننا سوف نسلط الضوء على البلدان‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬حيث يتم تصنيف غالبية‬ ‫بلدان هذه املنطقة ضمن الفئات النامية‬ ‫أو الفئات األقل منواً‪.‬‬ ‫كما مت االعتماد في التحليل التالي على‬ ‫البيانات املتأتية من قاعدة البيانات اخلاصة‬ ‫مبؤشرات التنمية العاملية‪ ،‬والتي نطرح من‬ ‫خاللها صورة عن التقدم احملرز نحو حتقيق‬ ‫األهداف‪ ،‬بحيث ال يقتصر ذلك على املوعد‬ ‫النهائي لتحقيقها فحسب؛ بل باالستناد‬ ‫أيضا ً إلى معدالت النمو احلالية واملسجلة‬

‫قصة الغالف‬

‫في إفريقيا على مدى األعوام‪.‬‬ ‫وإلى جانب البحث في الهدف املرتبط‬ ‫بالعشوائيات‪ ،‬فسوف يتم تسليط الضوء‬ ‫على الهدفني الثاني والثالث‪ ،‬أال وهما –‬ ‫تعميم التعليم االبتدائي‪ ،‬وتعزيز املساواة‬ ‫بني اجلنسني ومتكني املرأة‪ .‬كما يعزى‬ ‫ذلك إلى ارتباط كال الهدفني باثنتني من‬ ‫املهام التي ينفذها برنامج املوئل واخلاصة‬ ‫بالشباب والنوع االجتماعي‪ .‬كما يتضمن‬ ‫الهدف الثاني واملقرر حتقيقه بحلول‬ ‫عام ‪ 2015‬متكني جميع األطفال‪ ،‬من كال‬ ‫اجلنسني‪ ،‬وفي جميع أنحاء العالم من‬ ‫إمتام مرحلة التعليم االبتدائي‪ .‬من ناحية‬ ‫أخرى‪ ،‬فيتضمن الهدف الثالث القضاء‬ ‫على أشكال التفاوت ما بني اجلنسني على‬ ‫صعيد فرص التعليم االبتدائي والثانوي‪،‬‬ ‫والذي كان من املفضل حتقيقه بحلول‬ ‫عام ‪ ،2005‬إلى جانب حتقيقه على جميع‬ ‫املستويات التعليمية بحلول عام ‪2015‬‬ ‫كأقصى حد‪.‬‬

‫الهدف املرتبط بالعشوائيات‪:‬‬ ‫املؤشر ‪ – 7.10‬واملتمثل في حتقيق‬ ‫حتسن ملحوظ في الظروف‬ ‫املعيشية ملا ال يقل عن ‪ 100‬مليون‬ ‫نسمة من سكان العشوائيات‬ ‫بحلول عام ‪.2020‬‬ ‫حلسن احلظ‪ ،‬فقد مت حتقيق هذا الهدف‬ ‫قبل املوعد املقرر له بعشرة أعوام‪ ،‬حيث‬ ‫انخفضت نسبة سكان العشوائيات‬ ‫في املناطق احلضرية في العالم النامي‬ ‫خالل السنوات العشر املاضية من ‪39.3‬‬ ‫في املائة في عام ‪ 2000‬إلى نحو ‪ 32.7‬في‬ ‫املائة في عام ‪ ،2010‬حيث مت توفير خدمات‬ ‫أفضل من إمدادات مياه الشرب املأمونة‬ ‫ومرافق الصرف الصحي املطورة‪ ،‬واملسكن‬ ‫الدائم أو املساكن األقل اكتظاظا ً ملا يزيد‬ ‫عن ‪ 200‬مليون نسمة من سكان املناطق‬ ‫احلضرية‪.‬‬ ‫بيد أن عدد السكان اجلدد في األحياء‬ ‫الفقيرة والذي مت تسجيله خالل الفترة‬ ‫ذاتها قد جتاوز عدد السكان الذين باتوا‬ ‫يتمتعون باخلدمات السكنية األساسية‪.‬‬ ‫أما على صعيد احتساب األرقام املطلقة‪،‬‬ ‫فقد لوحظ تسجيل منو كبير في الكثافة‬ ‫السكانية في األحياء الفقيرة‪ ،‬والذي‬ ‫يتوقع أن يتواصل في املستقبل القريب‪.‬‬

‫سوق منطقة نيو توكورادي وكوجوكروم‪ ،‬غانا‬

‫وميكن القول هنا بأن الهدف املرتبط‬ ‫بالعشوائيات قد مت التقليل من أهميته‬ ‫إلى حد ما‪ ،‬األمر الذي يعزى إلى عدم‬ ‫ارتباطه بشكل صحيح مبعدالت منو‬ ‫املستوطنات غير الرسمية في العالم‬ ‫النامي‪ ،‬وجتدر اإلشارة إلى أن الكثافة‬ ‫السكانية احلضرية العاملية قد بلغت في‬ ‫الوقت احلاضر نحو ‪ 50.6‬في املائة – أو ما‬ ‫يعادل ‪ 3.49‬مليار نسمة‪ .‬كما تعيش نحو‬ ‫‪ 828‬مليون نسمة من إجمالي هذا العدد‬ ‫في األحياء الفقيرة‪ ،‬إال أنه ومن الناحية‬ ‫اإليجابية‪ ،‬فيمكن اإلشارة إلى العديد‬ ‫من البلدان والتي عملت على االستثمار‬ ‫بكثافة في ظل سعيها إليجاد مدن‬ ‫خالية من األحياء الفقيرة‪ ،‬حيث متكنت‬ ‫هذه البلدان من حتقيق ذلك من خالل‬ ‫تنفيذ سياسات محددة والتي مت إعدادها‬ ‫خصيصا ً لهذه املسألة‪.‬‬

‫الهدف الثــاني‪ :‬تعميــم‬ ‫التعــليم االبتدائي‬ ‫لقد لوحظ تسجيل معدالت متزايدة‬ ‫لاللتحاق بالتعليم االبتدائي في العديد‬ ‫من البلدان اإلفريقية خالل العقد املنصرم‪،‬‬ ‫بيد أن هنالك العديد من البلدان التي ال‬ ‫تزال متخلفة عن الركب‪ .‬كما ميكن القول‬ ‫بأن هذه البلدان التي متكنت من توفير‬ ‫التعليم على جميع املستويات جلميع‬ ‫الشباب‪ ،‬ومن كال اجلنسني‪ ،‬قد متكنت أيضا ً‬ ‫من وضع أسس متينة ملستقبلها‪ .‬ووفقا ً‬ ‫خملتلف التقارير الصادرة واخملتصة مبتابعة‬ ‫التقدم احملرز في األهداف اإلمنائية لأللفية‪،‬‬ ‫فقد لوحظ تسجيل زيادة في نسبة‬ ‫االلتحاق باملدارس االبتدائية في البلدان‬ ‫اإلفريقية التي تقع في جنوب الصحراء‬ ‫الكبرى‪ ،‬حيث بلغت هذه النسبة في عام‬ ‫‪ 1991‬نحو ‪ 53.5‬في املائة‪ ،‬والتي ارتفعت‬ ‫إلى ‪ 58.5‬في املائة في عام ‪ ،2000‬وإلى‬ ‫‪ 73.5‬في املائة في عام ‪ .2007‬كما بلغت‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪4‬‬


‫قصة الغالف‬

‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬

‫معدالت التحاق الذكور باملدارس االبتدائية‬ ‫في ذلك العام نحو ‪ 76.1‬في املائة مقابل‬ ‫‪ 70.9‬في املائة لإلناث‪.‬‬ ‫إن التحليل الذي مت إعداده الستعراض‬ ‫التقدم احملرز خالل السنوات العشر املاضية‬ ‫يشير إلى أنه بإمكاننا توقع قدرة البلدان‬ ‫اإلفريقية من تسجيل املعدالت املرغوب‬ ‫بها على صعيد االلتحاق باملدارس وحتقيق‬ ‫املساواة ما بني اجلنسني على جميع‬ ‫املستويات‪ ،‬وذلك في ضوء التقديرات‬ ‫املتوقعة لعدد السنوات التي تطلبتها‬ ‫لتحقيق ذلك أو التي سوف تتطلبها لهذا‬ ‫الهدف‪.‬‬ ‫واستنادا ً إلى معدالت النمو التي متت‬ ‫مراقبتها في املاضي‪ ،‬فيمكننا افتراض‬ ‫احتمالية عرض املستويات التعليمية‬ ‫والتوقعات املرتبطة بها من خالل‬ ‫االستعانة باملنحنى اللوجستي ملعدالت‬ ‫النمو (والذي يتخذ شكل حرف ‪ S‬باللغة‬ ‫اإلجنليزية)‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬فإن شكل هذا‬ ‫املنحنى يشير إلى أنه ونظرا ً لتناقص وتيرة‬ ‫الزيادات احلاصلة في معدالت التحصيل‬ ‫العلمي الالحقة‪ ،‬فإننا سوف نالحظ‬ ‫تسجيل «اآلثار القصوى» على معدالت‬ ‫النمو‪.‬‬ ‫وألغراض إعداد التحليل‪ ،‬فيمكن افتراض‬ ‫وجود «وتيرة انتقال» منوذجية (لالنتقال من‬ ‫أحد مستويات االلتحاق إلى مستوى آخر)‬ ‫ضمن صافي معدالت االلتحاق باملدارس‬ ‫في البلدان اإلفريقية‪ ،‬ومن ثم نحدد‬ ‫منحنى النمو اللوجستي لالنتقال في‬ ‫مراحل التعليم االبتدائي‪ ،‬حيث يكون (‪)St‬‬ ‫صافي معدالت االلتحاق‪ ،‬وحيث أن (‪ )a‬متثل‬ ‫وتيرة االنتقال‪ ،‬و (‪ )t‬متثل الوقت او الفترة‬ ‫الزمنية‪ ،‬و (‪ )b‬للسنة التي بلغت معدالت‬ ‫االلتحاق خاللها نسبة ‪ 50‬في املائة‪ .‬كما‬ ‫أن العام الذي بلغت معدالت االلتحاق‬ ‫خالله ‪ 50‬في املائة (أي أقرب فترة زمنية‬ ‫منذ بداية تنفيذ األهداف اإلمنائية لأللفية)‬ ‫يعد هاما ً بشكل خاص‪ ،‬وذلك ملا يوفره لنا‬ ‫من إمكانية تقدير مدى نوعية اجلهود التي‬ ‫تنفذها الدول لتحقيق هذا الهدف‪ ،‬فضالً‬ ‫عن إمكانية تقدير الفترة الزمنية التي ال‬ ‫تزال تتطلبها لتحقيق الهدف بالكامل‪.‬‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪5‬‬

‫لقد لوحظ تسجيل زيادة في معدالت االلتحاق‬ ‫بالتعليم االبتدائي‬

‫من ناحية ثانية‪ ،‬فإن معدالت استكمال‬ ‫مرحلة التعليم االبتدائي متثل مؤشرا ً‬ ‫ميكن استخدامه لقياس التقدم احملرز‬ ‫في الهدف الثاني من األهداف اإلمنائية‬ ‫لأللفية‪ ،‬ولكننا قد قمنا باستخدام‬ ‫معدالت االلتحاق باملدارس االبتدائية أيضا ً‬ ‫في ضوء توفرها‪ .‬إن سرعة االنتقال التي مت‬ ‫تقديرها في إفريقيا متكننا من احتساب‬ ‫عدد السنوات التي سوف تتطلبها‪ ،‬أو‬ ‫التي استغرقتها البلدان‪ ،‬من أجل حتقيق‬ ‫نسبة التحاق مبعدل ‪ 50‬في املائة‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق مبعدالت االلتحاق‬ ‫بالتعليم االبتدائي لألعوام ‪،2008 – 1999‬‬ ‫فقد بلغت وتيرة االنتقال املقدرة نحو ‪0.08‬‬ ‫درجة جلميع البلدان اإلفريقية‪ ،‬حيث يشير‬ ‫ذلك إلى متكن البلدان اإلفريقية من رفع‬ ‫معدالت االلتحاق بالتعليم االبتدائي مبا‬ ‫يتجاوز ‪ 0.08‬في غضون تسعة أعوام‪ .‬كما‬ ‫متكنت العديد من البلدان من حتقيق معدل‬ ‫‪ 50‬في املائة بحلول عام ‪ ،1999‬إال أنه قد‬ ‫كانت هنالك فئة ضئيلة من البلدان والتي‬ ‫تخلفت عن الركب‪ ،‬مبا في ذلك كالً من‬ ‫بينني‪ ،‬وبوركينا فاسو‪ ،‬وبوروندي‪ ،‬وجيبوتي‪،‬‬ ‫وإريتريا‪ ،‬وإثيوبيا‪ ،‬وليبيريا‪ ،‬ومالي‪ ،‬والنيجر‪،‬‬ ‫ومن ضمن هذه البلدان‪ ،‬لم تتمكن سوى‬ ‫جيبوتي‪ ،‬وإريتريا‪ ،‬وليبريا‪ ،‬والنيجر من‬ ‫حتقيق أي تطور حتى عام ‪ ،2008‬حيث لم‬ ‫تبلغ معدالت االلتحاق بالتعليم االبتدائي‬ ‫ما نسبته ‪ 50‬في املائة‪.‬‬

‫املوعد النهائي املقرر في عام‬ ‫‪ : 2015‬هل ميثل حتدياً سيزيفياً؟‬ ‫لقد لوحظ تسجيل معدالت أسرع للنمو‬ ‫لدى البدء من مستويات متدنية‪ ،‬إال أن‬ ‫هذه املعدالت متيل إلى أن تكون أبطأ كلما‬

‫جانغواني‪ ،‬إحدى املستوطنات غير الرسمية التي تقع‬ ‫في منطقة منخفضة في تنزانيا‬

‫تقدمت البلدان إلى الهدف الرئيسي‪.‬‬ ‫كما ميكن أن يعزى ذلك إلى العديد من‬ ‫األسباب‪ ،‬مبا في ذلك‪ :‬التحدي الكامن في‬ ‫توفر املباني املدرسية والذي يحول دون‬ ‫ارتفاع معدالت االلتحاق بها في العديد‬ ‫من البلدان النامية‪ ،‬إضافة إلى املستويات‬ ‫التعليمية ألولياء األمور‪ ،‬ومستوى الدخل‬ ‫األسري‪ ،‬والتكاليف املرتفعة نسبيا ً‬ ‫للفرص املتاحة على املدى القصير مقابل‬ ‫املنافع املتحصلة على املدى البعيد‪،‬‬ ‫والتحيز اجلندري السلبي والذي يساهم‬ ‫في حتديد معدالت االلتحاق باملدارس‪.‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬فقد تكون الطريق نحو حتقيق‬ ‫تعميم التعليم االبتدائي واملساواة‬ ‫الكاملة بني اجلنسني مضنية على عكس‬ ‫ما تفترضه احلكمة التقليدية‪.‬‬

‫الهدف الثالث‪ :‬املساواة بني‬ ‫اجلنسني في فرص التعليم‬ ‫االبتدائي والثانوي‬ ‫لقد مت تقدير وتيرة انتقال مبستوى ‪0.08‬‬ ‫لألعوام ‪ 2007 – 1999‬من أجل قياس‬ ‫معدالت املساواة بني اجلنسني في التعليم‬ ‫االبتدائي‪ ،‬كما تشير تقديراتنا إلى جتاوز‬ ‫جميع البلدان للحاجز املتمثل بنسبة ‪50‬‬ ‫في املائة ضمن هذا اإلطار‪.‬‬ ‫ومرة أخرى‪ ،‬وبدءا ً مبعدل املساواة بني‬ ‫اجلنسني والبالغ ‪ 50‬في املائة‪ ،‬فإن‬ ‫التقديرات اخلاصة مبستوى التقدم الذي‬ ‫ميكن إحرازه تشير إلى إمكانية حتقيق‬ ‫البلدان اإلفريقية النموذجية تسجيل‬ ‫معدل مساواة بنسبة ‪ 70‬في املائة بعد‬ ‫‪ 11‬عاما ً وصوال ً إلى ما نسبته ‪ 90‬في املائة‬ ‫بعد ‪ 27‬عاماً‪.‬‬


‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬

‫قصة الغالف‬

‫واستنادا ً إلى النموذج ذاته‪ ،‬فيمكن تقدير‬ ‫وتيرة االنتقال مبعدل ‪ 0.05‬درجة على‬ ‫صعيد حتقيق التكافؤ في فرص التعليم‬ ‫الثانوي ما بني اجلنسني للفترة ذاتها‪،‬‬ ‫حيث تعد هذه الوتيرة أقل من تلك التي‬ ‫مت تقديرها للتعليم االبتدائي‪ ،‬مما يبني‬ ‫تدني معدالت املساواة بني اجلنسني لدى‬ ‫ارتباطها باملستويات التعليمية األعلى‪.‬‬ ‫وهنالك بضعة بلدان (مبا في ذلك التشاد‪،‬‬ ‫وتوغو‪ ،‬وغينيا‪ ،‬وبينني) والتي لم تبلغ‬ ‫نسبة ‪ 50‬في املائة‪ ،‬في حني متكنت غالبية‬ ‫البلدان من حتقيق املساواة بني اجلنسني‬ ‫أو أنها على وشك حتقيقها‪ .‬كما يشير‬ ‫التحليل الذي قمنا بإعداده إلى إمكانية‬ ‫تسجيل نسبة مساواة في أية دولة‬ ‫إفريقية منوذجية مبعدل ‪ 70‬في املائة بعد‬ ‫مضي ‪ 17‬عاما ً وبنسبة ‪ 90‬في املائة بعد‬ ‫‪ 44‬عاماً!‬ ‫كما يبني اجلدول ملخصا ً مبختلف األعوام‬ ‫وخملتلف األهداف‪ ،‬ومما ميكن مالحظته‬ ‫مع افتراض ثبات بقية العوامل األخرى‪،‬‬ ‫فيبدو بأن هنالك تباطؤ في وتيرة التقدم‬ ‫احملرز كلما مت االقتراب من الهدف الرئيس‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬فال بد من توفير جهود وموارد أكبر‬ ‫كلما ازداد االقتراب من الهدف‪.‬‬

‫النتيجة‬ ‫إن التحليل الذي قمنا بإعداده ملستويات‬ ‫التقدم احملرز في حتقيق األهداف اإلمنائية‬ ‫لأللفية في إفريقيا‪ ،‬وحتديدا ً حتليل كل من‬ ‫األهداف الثاني‪ ،‬والثالث‪ ،‬والسابع‪ ،‬ميكن أن‬ ‫يساهم في رسم صورة للكفاح وللجهود‬ ‫املبذولة ضمن املساعي الرامية لتحقيق‬ ‫األهداف بحلول موعدها النهائي في عام‬ ‫‪.2015‬‬ ‫وقد لوحظ وجود تقدم ملحوظ ضمن هذه‬ ‫املساعي‪ ،‬بيد أنه ولدى دراسة هذا التقدم‬ ‫في ضوء املوعد النهائي املقرر لتحقيق‬ ‫األهداف في عام ‪ ،2015‬فمن املمكن‬ ‫وببساطة التوكيد على إخفاق غالبية‬ ‫البلدان اإلفريقية‪ .‬إال أن هذا التصور ال يعد‬ ‫صائبا ً متاما ً لدى قياسه في ضوء األسبقية‬ ‫التاريخية‪ ،‬حيث يصعب إيجاد أية دولة‬ ‫والتي متكنت من حتقيق مثل هذه األهداف‬ ‫في الوقت احملدد‪.‬‬

‫ومرة أخرى‪ ،‬فال بد من التوكيد على أن‬ ‫املشاكل التي تواجهها إفريقيا تعد مبثابة‬ ‫مشاكل هيكلية‪ ،‬حيث ال تنحصر على‬ ‫الدوام بالقيود املفروضة على مستويات‬ ‫العرض‪ ،‬بل أنها تنطوي أيضا ً على القيود‬ ‫املرتبطة مبستويات الطلب‪ .‬كما ميكن‬ ‫اعتبار معدالت التحاق الفتيات بالتعليم‬ ‫كأحد األمثلة الرئيسية‪ ،‬حيث لوحظ تدني‬ ‫معدالت التحاق الفتيات باملراحل التعليمية‬ ‫الثانوية الرتباطها مبعدالت االلتحاق مبراحل‬ ‫التعليم االبتدائي‪ ،‬ومن املرجح تكرار هذه‬ ‫النظرية فيما يتعلق باملؤشرات املرتبطة‬ ‫مبجاالت الرعاية الصحية‪ ،‬وتكنولوجيا‬ ‫املعلومات واالتصاالت‪ ،‬واملؤشرات البيئية‬ ‫كمستويات توفير إمدادات املياه ومرافق‬ ‫الصرف الصحي‪.‬‬ ‫من ناحية ثانية‪ ،‬فإن كل ولي أمر إفريقي‬ ‫يأمل بأن يتم توفير التعليم ضمن كافة‬ ‫املراحل‪ ،‬وبتوفير أجود خدمات الرعاية‬ ‫الصحية والبيئة املعيشية السليمة له‬ ‫وألسرته‪ ،‬حاله كحال اآلباء واألمهات في‬ ‫شتى بقاع األرض‪ .‬إال أن هنالك العديد‬ ‫من األسر والتي تواجه صعوبة في اتخاذ‬ ‫القرارات املرتبطة بهذه الفرص نتيجة‬ ‫للتكاليف املرتبطة بها‪ ،‬وبذلك‪ ،‬فقد ينشأ‬ ‫تعارض كبير ما بني اخليارات التي تفرضها‬ ‫التكاليف املرتفعة والغايات املرجوة من‬ ‫األهداف اإلمنائية لأللفية‪.‬‬

‫واملتأتية من تعليم الفتيان والفتيات على‬ ‫حد سواء‪.‬‬ ‫وثمة بضعة بلدان والتي برزت من خالل‬ ‫حتليلنا كأفضل الدول الرائدة على صعيد‬ ‫حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية‪ ،‬مبا في ذلك‬ ‫كالً من تونس‪ ،‬والسيشيل‪ ،‬وموريشوس‪،‬‬ ‫وجنوب إفريقيا‪ ،‬ومصر‪ ،‬وماالوي‪ ،‬وكيب‬ ‫فيردي‪.‬‬ ‫كما تتضح هنا ضرورة عدم إغفال املنجزات‬ ‫التي حققتها هذه البلدان في إطار الصورة‬ ‫األكبر للنضال والتي نالحظها في منطقة‬ ‫إفريقيا بشكل عام‪.‬‬ ‫خالصة القول‪ ،‬واستنادا ً إلى حتليلنا‪ ،‬فسوف‬ ‫تتمكن إفريقيا بحلول عام ‪ 2020‬تقريبا ً‬ ‫من حتقيق تقدم بنسبة ‪ 80‬في املائة على‬ ‫صعيد تعميم التعليم االبتدائي واملساواة‬ ‫بني اجلنسني على كافة املستويات‪.‬‬ ‫إضافة لذلك‪ ،‬فسوف يتم حتقيق معدالت‬ ‫التحاق بنسبة ‪ 90‬في املائة بحلول عام‬ ‫‪ ،2027‬أي بعد ‪ 27‬عاما ً من إعالن أهداف‬ ‫األلفية‪ ،‬وبذلك‪ ،‬فيمكن القول بأن إفريقيا‬ ‫متضي في طريق التقدم ولكنها سوف‬ ‫تستغرق بالتأكيد وقتا ً أطول للوصول إلى‬ ‫نهاية الطريق واملقرر في عام ‪.2015‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن حتقيق األهداف‬ ‫املرتبطة بالتعليم يتجاوز نطاق توفير‬ ‫اخلدمات التعليمية‪ ،‬حيث ينطوي هذا‬ ‫األمر على السعي لتنفيذ املبادرات بغية‬ ‫متكني اآلباء واألمهات من تقدير مختلف‬ ‫املنافع القصيرة األجل والطويلة األجل‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪6‬‬


‫قصة الغالف‬

‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬

‫استعراض املاضي واملضي قدماً –‬ ‫هدف حتسني الظروف املعيشية‬ ‫لسكان األحياء الفقيرة‬ ‫لقد متت صياغة خطة العمل اخلاصة بإيجاد مدن خالية من األحياء الفقيرة قبل أحد عشر عاماً بهدف املساعدة في تركيز‬ ‫االهتمام العاملي على الهدف املتمثل بخفض معدالت الفقر في املدن باعتباره أولوية تنموية عاملية‪ ،‬وهذا ما سيناقشه السيد‬ ‫«مارك هيلدبراند» في هذه املقالة‪.‬‬ ‫إن الدعم الذي قدمه الرئيس نيلسون‬ ‫مانديال (أنظر الصندوق)‪ ،‬قد ساهم في‬ ‫متكني السيد «كالوس تويبفر» في عام‬ ‫‪ 1999‬من طرح خطة عمل «مدن خالية‬ ‫من األحياء الفقيرة» على األمني العام لألمم‬ ‫املتحدة آنذاك‪ ،‬السيد «كوفي عنان»‪ ،‬وقد‬ ‫كان السيد تويبفر يشغل في ذلك الوقت‬ ‫منصب املدير التنفيذي لبرنامج األمم‬ ‫املتحدة للبيئة‪ ،‬واملدير التنفيذي باإلنابة‬ ‫لبرنامج املوئل‪ .‬وقد القى هذا املقترح‬ ‫حماسا ً وتشجيعا ً كبيرين من األمني‬ ‫العام‪ ،‬حيث أبدى الكثير من الدعم لهذه‬ ‫املبادرة داعيا ً جميع الدول األعضاء في األمم‬ ‫املتحدة لتأييدها واملوافقة عليها والعمل‬ ‫مبوجبها (الفقرات ‪ 138 – 134‬من املذكرة‬ ‫رقم أ‪ 2000/54/‬بتاريخ ‪ 27‬مارس ‪ /‬آذار من‬ ‫عام ‪ ،)2000‬حيث متخض ذلك التشجيع‬ ‫عن رؤيته وتصوره ملنظمة األمم املتحدة في‬ ‫القرن احلادي والعشرين – نحن الشعوب‪:‬‬ ‫دور األمم املتحدة في القرن احلادي والعشرين‬ ‫– والتي مت من خاللها إعداد األجندة اخلاصة‬ ‫بقمة األلفية‪.‬‬ ‫وبصفته الراعي الرسمي الفتتاح فعاليات‬ ‫القمة‪ ،‬فقد وجه السيد مانديال خطابات‬ ‫لعدد من رؤساء الدول املتقدمة والنامية‬ ‫على حد سواء‪ ،‬يدعوهم بها إلى املساعدة‬ ‫واإلسهام في حشد االلتزام السياسي‬ ‫والدعم املالي املطلوب من أجل حتقيق‬ ‫غايتنا واملتمثلة في إيجاد مدن خالية من‬ ‫األحياء الفقيرة‪.‬‬ ‫وقد أعلن رؤساء ‪ 150‬دولة وحكومة ممن‬ ‫شاركوا في أعمال القمة التزامهم‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪7‬‬

‫والتي مت من خاللها إدراج املدن‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫سكان األحياء الفقيرة وغاية احلد من‬ ‫مستويات الفقر احلضري‪ ،‬ضمن األهداف‬ ‫اإلمنائية الدولية‪.‬‬

‫«مارك هيلدبراند»‬

‫بتوفير الدعم الكامل لهذه املبادرة إلى‬ ‫جانب دعم الغايات األخرى والتي يتضمنها‬ ‫هدف «التنمية والقضاء على الفقر» ضمن‬ ‫الفقرة التاسعة عشر من إعالن األلفية لألمم‬ ‫املتحدة‪،‬‬ ‫قرار رقم أ‪ 2/55/‬حيث تضمن إعالنهم‪:‬‬ ‫«حتقيق تطور ملموس في الظروف‬ ‫املعيشية ملا ال يقل عن ‪ 100‬مليون نسمة‬ ‫من سكان األحياء الفقيرة ضمن مبادرة‬ ‫مدن خالية من األحياء الفقيرة‪ ،‬وذلك‬ ‫بحلول عام ‪.»2020‬‬ ‫ومن الضروري للغاية أال ننسى احلقيقة‬ ‫بأن هذه املرة قد كانت األولى بل والوحيدة‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬فقد كان الهدف املرتبط‬ ‫بسكان األحياء الفقيرة مثيرا ً للجدل‬ ‫منذ اليوم األول إلعالنه تقريباً‪ ،‬حيث‬ ‫يعزى ذلك أوال ً وقبل كل شيء إلى تركيزه‬ ‫على عملية التنمية احلضرية‪ .‬عالوة على‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن البيروقراطيني املسؤولني عن‬ ‫الوكالة اإلمنائية‪ ،‬ممن كانوا يحومون حول‬ ‫مدينة نيويورك في أعقاب انعقاد القمة‬ ‫للمساعدة على ترجمة إعالن األلفية من‬ ‫خالل األهداف اإلمنائية لأللفية‪ ،‬قد كانوا‬ ‫منشغلني بفكرة ضرورة عكس هذه‬ ‫األهداف للمنظمة واألولويات التاريخية‬ ‫للوكاالت التي يعملون بها‪ ،‬حيث ركزت‬ ‫الوكاالت األكثر تشددا ً على املساواة ما‬ ‫بني عمليات تنمية مناطق األرياف واحلد‬ ‫من الفقر‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬وخالل األسابيع التي تلت انعقاد‬ ‫هذه القمة‪ ،‬فقد بلغت األمور بالبعض‬ ‫منهم احملاولة للقضاء على الهدف‬ ‫املرتبط بسكان األحياء الفقيرة باعتبارها‬ ‫مناطق تقع داخل املدن‪ .‬إال أن احلظ لم يكن‬ ‫حليفا ً لهم‪ ،‬وذلك في ظل توكيد مكتب‬ ‫األمني العام على استحالة القضاء على‬ ‫األهداف احملددة ضمن إعالن األلفية والتي‬ ‫متت املوافقة عليها من قبل قادة الدول‬ ‫األعضاء‪ .‬عدا عن ذلك‪ ،‬وحتى لدى انتهاء‬ ‫أولئك البيروقراطيني من مهمتهم‪ ،‬فقد‬


‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬

‫قصة الغالف‬

‫املرجع‪ :‬شعبة السكان باألمم املتحدة‪ ،‬آفاق التحضر العاملي‪ :‬تنقيح عام ‪2007‬‬

‫مت نقل الهدف املرتبط بتحسني الظروف‬ ‫املعيشية لسكان األحياء الفقيرة من‬ ‫جملة األهداف التي تتضمنها غاية‬ ‫«القضاء على الفقر» وحتديدها بصورة ما‬ ‫مبثابة الغاية األخيرة ضمن الهدف املرتبط‬ ‫بتحقيق «االستدامة البيئية»‪.‬‬ ‫إال أنه وعلى الرغم من استمرارية الهدف‬ ‫املرتبط بسكان األحياء الفقيرة‪ ،‬على‬ ‫األقل حتى الوقت احلاضر‪ ،‬ولكن تصعب‬ ‫املبالغة بالضرر الذي قام به أولئك األفراد‬ ‫ممن يواصلون املساواة ما بني عمليات تنمية‬ ‫مناطق األرياف واملناطق احلضرية وتشجيع‬ ‫عمليات التخطيط مقابل عمليات النمو‬ ‫احلضري‪.‬‬ ‫وتشير احلقائق إلى أن املدن تعد مبثابة‬ ‫حاضنة لتطوير األنظمة االقتصادية‪،‬‬

‫فضالً عن اعتبار عمليات الهجرة كأحد‬ ‫أفضل اإلستراتيجيات املتبعة فيما يخص‬ ‫الفقراء في مناطق األرياف‪ ،‬فضالً عن‬ ‫استفادة كل من عمليات تنمية مناطق‬ ‫األرياف وآليات احلد من ظاهرة الفقر في‬ ‫األرياف من عمليات التحضر‪.‬‬ ‫بيد أنه ونظرا ً النتشار الفكر الذي يهدف‬ ‫إلى وقف عمليات النمو احلضري‪ ،‬فقد‬ ‫واصلت العديد من احلكومات والسلطات‬ ‫احمللية جتاهلها للهدف الرئيس والرامي‬ ‫إلى ترقية األحياء الفقيرة ضمن مبادرة‬ ‫«مدن خالية من األحياء الفقيرة» – حيث‬ ‫تتمثل الطريقة الوحيدة للحيلولة دون‬ ‫نشوء أحياء فقيرة جديدة في التخطيط‬ ‫لعمليات النمو احلضري املستقبلية‪.‬‬

‫جتاوز اخملاوف املرتبطة بعمليات‬ ‫التخطيط‬

‫ثمة العديد من احلكومات الوطنية‬ ‫والسلطات احمللية والتي ال تزال ترفض‬ ‫نتيجة لذلك تنفيذ عمليات التخطيط‬ ‫اخلاصة بآليات التوسع احلضري املنظم‪،‬‬ ‫وذلك تخوفا ً من استقطاب املزيد من األفراد‬ ‫إلى املدن – وذلك على الرغم من عدم وجود‬ ‫أي دليل موثوق والذي قد يشير إلى وجود‬ ‫أي أثر لإلسكان‪ ،‬والطرق‪ ،‬واملرافق العامة‪،‬‬ ‫أو حتى إمدادات مياه الشرب على عمليات‬ ‫الهجرة من األرياف إلى املدن‪ ،‬حيث يتمثل‬ ‫الهدف األساسي النتقال األفراد إلى املدن‬ ‫في سعيهم إليجاد فرص العمل‪.‬‬ ‫كما يعد التاريخ احملدد لتحقيق الهدف‬ ‫املرتبط بسكان األحياء الفقيرة في عام‬ ‫‪ 2020‬مبثابة ميزة أخرى مثيرة للجدل‪،‬‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪8‬‬


‫قصة الغالف‬

‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬

‫فضالً عن العدد احملدد واملستهدف ضمن‬ ‫هذه الغاية والذي يعد متواضعا ً نسبيا ً‬ ‫مبا مجموعه ‪ 100‬مليون نسمة فقط‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن هذه الغاية ال ترتبط‬ ‫بالتاريخ احملدد ضمن األهداف اإلمنائية‬ ‫األخرى واملزمع حتقيقها بحلول عام ‪،2015‬‬ ‫عدا عن عدم متاشيها بالتعبير النسبي‬ ‫املرتبط باألهداف والغايات األخرى كالهدف‬ ‫الذي ينص مثالً على «خفض عدد األفراد‬ ‫ممن يقل دخلهم اليومي عن دوالر واحد إلى‬ ‫النصف بحلول عام ‪( »2015‬الفقرة ‪،19‬‬ ‫قرار رقم أ‪.) 2/55/‬‬ ‫ويتضح هنا وجود بعض املزايا لهذه‬ ‫الشواغل‪ ،‬وإن لم تكن هنالك أية نوايا‬ ‫الجتثاث هذه الغاية من الهدف املرتبط‬ ‫بالقضاء على الفقر‪ ،‬فلكان من السهل‬ ‫ألولئك الذين عملوا على ترجمة إعالن‬ ‫األلفية إلى األهداف اإلمنائية لأللفية‬ ‫للتعبير عن الهدف املرتبط بسكان‬ ‫األحياء الفقيرة بنفس التعبير النسبي‬ ‫املستخدم‪ ،‬كالقول مثالً‪ « :‬خفض نسبة‬ ‫سكان األحياء الفقيرة إلى النصف بحلول‬ ‫عام ‪.»2015‬‬ ‫من ناحية ثانية‪ ،‬فمن غير املرجح أن‬ ‫يتساءل أي شخص عن سبب استهداف‬ ‫هذه الغاية ملا مجموعه ‪ 100‬مليون‬ ‫نسمة من سكان تلك األحياء بدال ً من‬ ‫استهداف ‪ 500‬مليون نسمة‪ ،‬ومن املؤكد‬ ‫أيضا ً إمكانية مناقشة مسألة عدد األفراد‬ ‫الذين تضمنهم هذا الهدف ومناقشة ما‬ ‫إذا مت حتقيق حتسن ملموس في ظروفهم‬ ‫املعيشية خالل السنوات العشر املاضية‪،‬‬ ‫حتى وإن لم يتم تنقيح الهدف‪.‬‬ ‫وهذه هي الرؤية الصعبة التي تتضمنها‬ ‫مبادرة «مدن خالية من األحياء الفقيرة»‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى عدد من اإلجراءات احملددة‬ ‫واألفكار امللموسة على مستوى املدن‬ ‫وعلى الصعيد الوطني لتحسني الظروف‬ ‫املعيشية للفئات األكثر ضعفا ً واألكثر‬ ‫تهميشا ً من سكان املناطق احلضرية‪،‬‬ ‫حيث ساهمت جميع هذه العوامل في‬ ‫إلهام كالً من عمداء املدن‪ ،‬وسكان تلك‬ ‫األحياء وحكومات املدن للعمل وحتقيق‬ ‫التغيير‪.‬‬ ‫إن خطة العمل هذه تعتمد على تنفيذ‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪9‬‬

‫البرامج اجملتمعية الناجحة لترقية هذه‬ ‫األحياء‪ ،‬وذلك في ظل تشجيع احلكومات‬ ‫وحتفيزها ملعاجلة املسائل املرتبطة‬ ‫بالسياسات األوسع نطاقا ً والقضايا‬ ‫املؤسسية والتي لطاملا عملت في السابق‬ ‫على تقييد مستويات اإلجناز وحتقيق‬ ‫االستدامة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬واستجابة‬ ‫لهذا الهدف‪ ،‬فقد أعلنت العديد من‬ ‫البلدان اعتمادها للسياسات الداعمة‬ ‫للفقراء‪ ،‬والرامية إلى حتقيق املواطنة‬ ‫الشاملة وتنفيذ العديد من برامج ترقية‬ ‫األحياء الفقيرة على مستوى املدن كما‬ ‫على املستوى الوطني‪ ،‬حيث عادة ما يتم‬ ‫ذلك ضمن أرفع املستويات السياسية‪.‬‬ ‫إضافة لذلك‪ ،‬فتساهم هذه البرامج التي‬ ‫يتم تنفيذها على املستوى الوطني في‬ ‫إلهام أشخاص آخرين من سكان األحياء‬ ‫الفقيرة‪ ،‬والسلطات احمللية وصانعي‬ ‫السياسات الوطنية والتعلم من بعضهم‬ ‫البعض عبر مختلف القارات‪ .‬كما مت حتديد‬ ‫املميزات األساسية لآلليات الناجحة‬ ‫لترقية األحياء الفقيرة على مستوى املدن‬ ‫وعلى املستويات الوطنية‪ ،‬فضالً عن إعداد‬ ‫اإلرشادات املفصلة لصانعي السياسات‪،‬‬ ‫إلى جانب إقامة أعداد متزايدة من‬ ‫املنظمات الشعبية لشراكات العمل‬ ‫مع بعضها البعض‪ ،‬كما مع السلطات‬ ‫احمللية‪ ،‬وذلك بغية احلفاظ على عمليات‬ ‫ترقية األحياء الفقيرة والتي يتم تنفيذها‬ ‫على مستوى املدن‪.‬‬

‫الدروس املستخلصة‬ ‫هل هناك مجال للتحسني؟ نعم – وفي‬ ‫كل مكان تقريبا ً – ولكن وألغراض اإليجاز‪،‬‬ ‫فهنالك اثنني من الدروس األساسية‬ ‫واللذان مت استخالصهما من اخلبرات‬ ‫املكتسبة حتى الوقت احلاضر‪ ،‬واللذان‬ ‫قد يساهمان في تطوير آفاق مبادرة املدن‬ ‫اخلالية من األحياء الفقيرة‪.‬‬ ‫أوالً‪ ،‬ثمة حاجة لوجود املزيد من التركيز‬ ‫على دور اجملتمعات احمللية داخل األحياء‬ ‫الفقيرة والتي تعمل ضمن شراكة مع‬ ‫كل من السلطات احمللية واجلهات املزودة‬ ‫للخدمات‪ ،‬وذلك بغية إعداد وتنفيذ‬ ‫التدابير الالزمة لتطوير املساكن‪ ،‬والبنية‬ ‫التحتية واخلدمات التي يتم توفيرها في‬ ‫األحياء الفقيرة التي يقطنون بها‪ .‬كما‬

‫توجد العديد من البلدان والتي ال تزال‬ ‫تواصل مساعيها نحو أهداف منحرفة‬ ‫والرامية إلى إزالة تلك األحياء والقضاء‬ ‫عليها متاما ً من خالل نقل سكانها من‬ ‫مواقع والتي عادة ما تكون جيدة نسبيا ً‬ ‫في ظل نقص اخلدمات املناسبة إلى مواقع‬ ‫أخرى بعيدة عن محيط املدن‪.‬‬ ‫وعادة ما تؤدي النتائج إلى تدمير الروابط‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وتعطيل السبل املعيشية‪،‬‬ ‫وخلق تكاليف مستقبلية ضخمة ال بد‬ ‫من حتملها في ميادين النقل‪ ،‬والطاقة‪،‬‬ ‫والبيئة‪ ،‬وذلك من خالل تعزيز عمليات‬ ‫مضللة وغير مستدامة لتخفيف الضغط‬ ‫عن املدينة‪ .‬كما أن النتيجة الطبيعية‬ ‫لذلك سوف تتمثل في تنفيذ برامج ترقية‬ ‫األحياء الفقيرة والتي سوف تكون ذات أثر‬ ‫أكبر إذا ما مت تنفيذها على الصعيد احمللي‬ ‫بدال ً من الصعيد الوطني‪ .‬عالوة على ذلك‪،‬‬ ‫فثمة احتمالية أكبر النخراط سكان هذه‬ ‫األحياء واملنظمات التابعني لها في عمليات‬ ‫التصميم والتنفيذ‪ ،‬فضالً عن االحتمالية‬ ‫األكبر للتوجه نحو تنفيذ احللول املرتبطة‬ ‫بترقية املواقع‪ ،‬بدال ً من تنفيذ عمليات‬ ‫إعادة التوطني على نطاق واسع‪.‬‬ ‫ثانياً‪ ،‬هنالك حاجة للمزيد من التركيز‬ ‫على كيفية متكن املدن من توقع منوها‬ ‫وحتديد الفرص االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬ ‫والبيئية التي متتلكها‪ .‬كما أن الطريقة‬ ‫احلالية لنمو املدن ال تعد نتيجة حتمية –‬ ‫حيث يتجسد منو املدن من خالل خيارات‬ ‫السياسات العامة وخيارات التخطيط‬ ‫املتبعة – سواء كانت خيارات واعية أو كان‬ ‫هنالك تغيب عن اتخاذ القرارات‪ .‬وبعبارة‬ ‫أخرى‪ ،‬فإن رفض واقع النمو املستمر‬ ‫للمدينة سوف يؤدي ببساطة إلى حدوث‬ ‫عمليات النمو غير املنظمة والعشوائية‬ ‫– األمر الذي يساهم في نشوء املزيد من‬ ‫األحياء الفقيرة‪ ،‬فضالً عما يساهم به‬ ‫من نشوء تكاليف مستقبلية أعلى‬ ‫على صعيد البنية التحتية‪ ،‬والطاقة‪،‬‬ ‫والبيئة‪ .‬إن منو األحياء الفقيرة ميثل نتيجة‬ ‫مباشرة لعدم االنخراط في أدنى معدالت‬ ‫التحضيرات الواقعية واملنطقية ملواجهة‬ ‫النمو‪.‬‬ ‫كما أن هذه اإلجراءات التحضيرية ال‬ ‫تتطلب حتمل تكاليف مالية باهظة‪ ،‬إال‬


‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬ ‫أن اخملاطر الناشئة عن مواجهة هذا النمو‬ ‫لن تكون أكبر من تلك التكاليف على‬ ‫اإلطالق‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فإن توقع النمو يعد احلل‬ ‫الوحيد واألفضل لتحقيق املنافع املتأتية‬

‫مدن خالية من األحياء الفقيرة‬

‫متثل هذه املبادرة أول نتاج لتحالف‬ ‫املدن‪ ،‬والتي أعلن عنها الرئيس السابق‬ ‫جلنوب إفريقيا‪ ،‬السيد نيلسون مانديال‪،‬‬ ‫وذلك خالل اجللسة االفتتاحية الجتماع‬ ‫التحالف واملنعقدة في برلني في ديسمبر‬ ‫من عام ‪ .1999‬كما أعلن السيد مانديال‬ ‫خالل كلمته تبنيه دور الراعي لهذه‬ ‫املبادرة بقوله‪«:‬باعتباري رجل بلغ احلادية‬ ‫والثمانني من عمره‪ ،‬فمن حقي تقدمي‬ ‫النصيحة لكم‪ .‬ال تخشوا من التقدم‬ ‫في العمر‪ ،‬فلذلك العديد من املزايا»‪.‬‬ ‫«ليس ثمة شيء يشكل حتديا ً أو‬ ‫تهديدا ً إلمكانيات عيشنا في ظل‬ ‫ظروف معيشية الئقة سوى التواجد‬ ‫املستمر واملتنامي لظاهرة الفقر في‬ ‫جميع أنحاء العالم‪ .‬وبذلك‪ ،‬ما هي‬ ‫االنعكاسات املمكنة لظاهرة التحضر‬ ‫املتنامية في القرن املقبل علينا في‬

‫عن األداء األفضل لعمليات التحضر‪ ،‬وذلك‬ ‫على صعيد التخفيف من حدة الفقر‪،‬‬ ‫وإيجاد املنافع املرتبطة بالصحة العامة‪،‬‬ ‫واالستدامة البيئية‪ ،‬واملستويات املعيشية‬

‫قصة الغالف‬

‫األفضل‪ ،‬وصوال ً في نهاية املطاف إلى‬ ‫إيجاد مدن خالية من األحياء الفقيرة‪.‬‬

‫ظل سعينا الرامي إلى التصدي لذلك الفقيرة لكي يتمكنوا من تشكيل‬ ‫التحدي الكبير؟ «إن مبادرة مدن خالية أصولهم ومصادر دخلهم‪.‬‬ ‫من األحياء الفقيرة متثل استجابة‬ ‫خالقة وجريئة لظاهرة الفقر احلضري‪ « .‬كما ينبغي أن ميثل القرن املقبل الزمن‬ ‫وقد أيقنا بأن القرن املقبل سوف يكون الذي نعمل جميعنا خالله بشكل صادق‪،‬‬ ‫أول قرن حضري يشهده العالم‪ ،‬وإذا ما وباختالف مواقعنا ومواطننا‪ ،‬من أجل‬ ‫كان األمر كذلك‪ ،‬فإننا بحاجة ماسة القضاء على مظاهر الفقر واحلرمان‪،‬‬ ‫ملثل هذه التدخالت واملبادرات املبتكرة باعتبار هذه املسألة كمصدر قلق‬ ‫من أجل التصدي للعواقب الكبيرة رئيسي لنا جميعاً‪ .‬إن ذلك سوف ميكننا‬ ‫من استغالل أفضل ما تتكون منه الروح‬ ‫والناجمة عن ظاهرة هجرة األفراد‪...‬‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وإنني أعتبر هذه املبادرة ذات‬ ‫«كما أن احلالة الراهنة لشؤون املدن في دور رئيسي ضمن هذا اإلطار‪...‬‬ ‫جميع أنحاء العالم تبدو وكأنها ترسل‬ ‫لنا حتذيرا ً واضحاً‪ ،‬حيث ترتبط عمليات «وفي اخلتام‪ ،‬ال بد من أن أقول بأنني لن‬ ‫التحضر من جهة بعمليات اإلنتاج أكون راعيا ً لهذه احلملة بشكل صوري‬ ‫والنمو االقتصادي‪ ،‬ومن جهة ثانية‪ ،‬فقط‪ ،‬بل أنني سوف أشارك بصورة‬ ‫وبالرغم من إنتاجيتها‪ ،‬إال أن هنالك فاعلة من أجل الترويج لها‪ ،‬ولذلك‪،‬‬ ‫العديد من األمثلة التي تشير إلى فإنني أصرَ على استالم التقارير التي‬ ‫تبني مستويات التقدم الذي مت إحرازه‬ ‫حدوث فشل اجتماعي متزايد‪...‬‬ ‫ضمن هذه املبادرة‪»...‬‬ ‫« إن تنفيذ عمليات احلد من الفقر‬ ‫وترقية املستوطنات غير الرسمية لن‬ ‫يكون ممكنا ً ما لم تتسم املدن مبزايا‬ ‫اإلنتاجية والكفاءة‪ ،‬وما لم تتمكن‬ ‫من توفير الفرص االقتصادية للشرائح‬

‫عمل السيد مارك هيلدبراند قبل أحد عشر عاما ً في البنك الدولي باإلعارة من برنامج املوئل‪ ،‬وذلك من أجل توجيه اجلهود الدولية‬ ‫نحو إنشاء حتالف املدن والذي عمل على إدارته خالل الفترة ما بني األعوام ‪ 1999‬و ‪ . 2006‬كما عمل السيد هيلدبراند في املقر‬ ‫الرئيسي لبرنامج املوئل في نيروبي منذ عام ‪ 1980‬وحتى عام ‪ 1999‬في مجال ترقية األحياء الفقيرة وتعزيزها في جميع أنحاء‬ ‫العالم‪.‬‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪10‬‬


‫قصة الغالف‬

‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬

‫النظر في األهداف من خالل‬ ‫الرسومات الذكية‬ ‫إن إيجاد الشرح الوافي ألحدث احلقائق واألرقام حول املدن املتنامية في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وسكان تلك املدن‪ ،‬واملزايا التي‬ ‫يتمتعون بها‪ ،‬وفرصها في حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية ليس باألمر السهل على اإلطالق‪ .‬إال أن اخلبير الدمناركي السيد «مايكن‬ ‫ليستر» ومقره في نيروبي‪ ،‬قد متكن من ابتكار طريقة لشرح ذلك من خالل مجموعة جديدة من الرسوم – والتي تعد طريقة‬ ‫جديدة لدراسة أحوال املدن – وجتدر اإلشارة إلى أن هذه الوسيلة اإليضاحية اجلديدة تعرض اآلن في معرض شنغهاي العاملي‬ ‫‪ ، 2010‬حيث القت إشادة كبيرة لدى كشف النقاب عنها مؤخرا ً لدى افتتاح املعرض الذي مت تنظيمه على هامش فعاليات الدورة‬ ‫اخلامسة للمنتدى احلضري العاملي في شهر مارس ‪ /‬آذار املاضي‪.‬‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪11‬‬


‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬

‫قصة الغالف‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪12‬‬


‫قصة الغالف‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪13‬‬


‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬

‫قصة الغالف‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪14‬‬


‫قصة الغالف‬

‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬

‫حتقيق األهداف املرتبطة باملياه والصرف‬ ‫الصحي‬

‫تتضمن أهداف األلفية حتقيق خفض في نسبة السكان من غير احلاصلني على اإلمدادات املستدامة للمياه‬ ‫ومرافق الصرف الصحي األساسية إلى النصف بحلول عام ‪ .2015‬إال أن خبراء برنامج املوئل واخملتصني في‬ ‫مجال املياه والصرف الصحي قد أشاروا إلى ضعف أداء غالبية مرافق املياه في العالم النامي‪ ،‬وهو األمر الذي‬ ‫لطاملا كان يشكل حجر عثرة في حتقيق هدف توفير املياه والصرف الصحي للجميع‪ .‬كما يبني اخلبراء ضمن‬ ‫هذه املقالة اآلليات التي ينفذها البرنامج إليجاد أشكال التحسني في جميع أنحاء العالم وذلك بفضل‬ ‫الصندوق االستئماني للمياه واملرافق الصحية‪.‬‬

‫تتعرض املياه لدى تدفقها إلى التلوث‪ ،‬إضافة لتسببها في نقل األمراض‪ ،‬مثلما هو احلال في منطقة كيبيرا في نيروبي‪ ،‬والتي متثل أكبر األحياء السكنية الفقيرة في كينيا‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪15‬‬


‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬

‫قصة الغالف‬

‫تشهد البلدان في جميع أنحاء العالم‬ ‫العديد من املشكالت املترسخة‪ ،‬كاإلهدار‬ ‫الكبير ملياه األمطار‪ ،‬وضعف خدمة‬ ‫املستفيدين‪ ،‬واإلمدادات املتقطعة‪ ،‬وغياب‬ ‫عمليات القياس‪ ،‬وتشغيل املوظفني غير‬ ‫املدربني‪ ،‬إلى جانب سلسة من املشكالت‬ ‫األخرى والتي عادة ما كانت تساهم في‬ ‫استسالم األفراد ملصائرهم‪ ،‬ووفقا ً ألحدث‬ ‫البحوث الصادرة عن برنامج األمم املتحدة‪،‬‬ ‫فقد تبني وجود العديد من احلقائق في‬ ‫العالم ‪ :‬حيث يعاني نحو نصف سكان‬ ‫العالم من شح نحو نصف سكان‬ ‫العالم من شح في مصادر املياه‪ ،‬فضالً‬ ‫عن تسجيل أعداد متزايدة من األفراد‬ ‫احلاصلني على خدمات املرافق الصحية‬ ‫املطورة‪ ،‬إال أن حتقيق هذا الهدف سوف‬ ‫يتطلب مضاعفة اجلهود املبذولة‪ .‬أما في‬ ‫العالم النامي‪ ،‬فقد مت تسجيل ما معدله‬ ‫فرد واحد من بني كل أربع أفراد والذي ال‬ ‫يستخدم أي شكل من أشكال الصرف‬ ‫الصحي‪ ،‬كما أنه وعلى الرغم من توسع‬ ‫نطاق إمدادات مياه الشرب احملسنة‪ ،‬إال‬ ‫أن هنالك نحو مليار فرد ممن ال يتمتعون‬ ‫بهذه اخلدمات‪ .‬عدا عن ذلك‪ ،‬فتعد النساء‬ ‫الشريحة األبرز والتي تواجه أشكال عدة‬ ‫من املعاناة في سبيل احلصول على املياه‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فعادة ما تكون الشرائح‬ ‫الفقيرة غير مخدومة في هذا اإلطار‪ ،‬وذلك‬ ‫بالرغم من وصول تلك اخلدمات للمناطق‬ ‫املركزية داخل املدن الكبرى‪ .‬عالوة على‬ ‫ذلك‪ ،‬فتعد املناطق الفقيرة داخل املدن‬ ‫مبثابة املناطق التي ترزح حتت أشد أشكال‬ ‫الضغط التي ميكن تصورها نتيجة لرداءة‬ ‫الظروف الصحية التي يعاني منها سكان‬ ‫تلك املناطق‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬فقد مت تركيز العديد من األنشطة‬ ‫التي يتم تنفيذها من خالل الصندوق‬ ‫االستئماني للمياه واملرافق الصحية على‬ ‫توفير التدريب واملساعدة التقنية الالزمة‬ ‫للعاملني في مرافق توفير املياه والصرف‬ ‫الصحي‪.‬‬ ‫وتتضمن هذه األنشطة إعداد اخلطط‬ ‫التجارية اإلستراتيجية ‪ ،‬وتنفيذ اخلطط‬ ‫اخلاصة بتطوير مستويات األداء‪ ،‬وإدارة‬ ‫مستويات الطلب على إمدادات املياه‪،‬‬ ‫وعمليات إصدار الفواتير وحتصيل اإليرادات‪،‬‬ ‫وخدمة العمالء ورسم اخلرائط اخلاصة‬ ‫باملناطق اخملدومة‪.‬‬

‫وبهذا الصدد‪ ،‬فقد أشار السيد «روبرت‬ ‫غودوين» رئيس مبادرة توفير املياه ومرافق‬ ‫الصرف الصحي في منطقة بحيرة‬ ‫فكتوريا إلى انتفاع ما مجموعه ثمانية‬ ‫مرافق مختصة بتوفير املياه من عمليات‬ ‫بناء القدرات التي يتم تنفيذها من خالل‬ ‫هذه املبادرة‪ ،‬وذلك في ثالثة بلدان إفريقية‪،‬‬ ‫وهي‪ :‬تنزانيا‪ ،‬وكينيا‪ ،‬وأوغندا‪ .‬كما أضاف‬ ‫قائالً‪« :‬لقد قمنا باعتماد برنامج محدد‬ ‫لتنفيذ عمليات التوجيه‪ ،‬وتوفير املساعدة‬ ‫الفنية‪ ،‬والتدريب في مواقع العمل»‪.‬‬ ‫كما بني السيد «غودوين» إمكانية حتقيق‬

‫األداء األفضل لتلك املرافق في بعض‬ ‫احلاالت من خالل تنفيذ عمليات بسيطة‬ ‫إلعادة توجيه اإلدارات بدال ً من ضخ األموال‬ ‫دون وجود أي هدف محدد وملموس‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬لقد تبني لنا عدم وجود أي تفاعل‬ ‫ما بني العاملني في مؤسسة بوبوكا في‬ ‫تنزانيا والعمالء املستفيدين من خدمات‬ ‫املؤسسة‪ ،‬وقد عملنا مع املوظفني‬ ‫للتعريف مبوضوع خدمة العمالء‪ ،‬فضالً عن‬ ‫تقدمي املساعدة واملشورة لهم مما مكنهم‬ ‫من تقسيم املدينة إلى ‪ 25‬منطقة‪ ،‬ويقوم‬ ‫ممثل عن هذا املرفق بزيارة شهرية ملمثلي‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪16‬‬


‫قصة الغالف‬

‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬

‫تلك املناطق اخلمسة والعشرين فضالً عن‬ ‫التفاعل مع اجملتمع احمللي»‪.‬‬ ‫وقد لوحظ تسجيل نتائج مذهلة على‬ ‫صعيد خفض معدالت املياه املهدرة في‬ ‫كينيا‪ ،‬وذلك بفضل عمليات التوجيه‬ ‫املقدمة ملوظفي مرافق توفير املياه‪ ،‬فعلى‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬متكنت شركة (‪ )Gusi‬للمياه‬ ‫من خفض معدالت املياه املهدرة من ‪61.6‬‬ ‫في املائة إلى ‪ 40.7‬في املائة‪ ،‬مما ساهم‬ ‫بالتالي في زيادة نسبة اإليرادات مبعدل ‪65‬‬ ‫في املائة و ‪ 48‬في املائة على التوالي‪.‬‬ ‫«كما أننا عادة ما نالحظ دفع الفقراء‬ ‫من غير احلاصلني على اخلدمات لرسوم‬ ‫تتجاوز قيمتها عشرة أضعاف الرسوم‬ ‫التي تدفعها الفئات األخرى واملنتفعة من‬ ‫اخلدمات‪ ،‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬فعادة ما نالحظ‬ ‫تواني تلك املرافق عن العمل»‪.‬‬

‫اإلبداع في التمويل‬

‫لقد ساهم برنامج املوئل من خالل‬ ‫مبادراته في إنشاء الصناديق الدوارة والتي‬ ‫متكن الفقراء من احلصول على القروض‬ ‫للحصول على إمدادات املياه‪ ،‬وقد أشار‬ ‫السيد غودوين بهذا الصدد قائالً‪« :‬يقوم‬ ‫الفقراء في نهاية املطاف بسداد القرض‬ ‫الذي مت احلصول عليه لدفع رسوم الربط‬ ‫بإمدادات املياه خالل فترة زمنية معينة»‪.‬‬ ‫كما أن البرامج التي ينفذها املوئل لبناء‬ ‫قدرات املرافق تتماشى وبشكل جيد مع‬ ‫اخلطط املؤسسية األكبر للحكومات في‬ ‫شرق إفريقيا والرامية إلى إصالح قطاع‬ ‫املياه‪.‬‬ ‫وفي آسيا‪ ،‬فقد لوحظ وجود تطور كبير‬ ‫في املساعي الرامية لتوفير خدمات‬ ‫املياه والصرف الصحي للجميع‪ ،‬كما‬ ‫هو احلال في نيبال مثالً‪ ،‬حيث مت تطوير‬ ‫نظام محوسب لتصدير فواتير إمدادات‬ ‫املياه احملسنة لكي يشمل تسع بلدات‬ ‫صغيرة‪ ،‬إلى جانب توفير التدريب الالزم‬ ‫للجان اخملتصة ملستخدمي إمدادات املياه‬ ‫ومرافق الصرف الصحي بغية حتسني‬ ‫مستويات الكفاءة الالزمة إلدارة عمليات‬ ‫تقدمي اخلدمات‪ .‬عدا عن ذلك‪ ،‬فسوف يتم‬ ‫تطوير هذا النظام في املستقبل القريب‬ ‫لكي يشمل ‪ 29‬منطقة أخرى‪ .‬كما مت‬ ‫إعداد اخملططات الرئيسية إلمدادات املياه‬ ‫ومرافق الصرف الصحي في ثالث بلديات‪،‬‬ ‫حيث تتم مناقشتها حاليا ً من قبل اجلهات‬ ‫املعنية لوضع الصيغة النهائية لها‪.‬‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪17‬‬

‫خزان جديد حلفظ مياه األمطار في إثيوبيا‬

‫كما ينطبق ذلك أيضا ً على الهند‪ ،‬حيث‬ ‫بدأت الثقافة املرتبطة بإدارة عمليات‬ ‫الطلب على املياه بالترسخ ضمن عمليات‬ ‫تشغيل املرافق‪ ،‬وذلك بفضل املبادرات‬ ‫التي ينفذها برنامج املوئل‪ .‬وبهذا الصدد‪،‬‬ ‫يشير السيد «روشان شريشتا» كبير‬ ‫مستشاري برنامج املياه للمدن اآلسيوية‬ ‫بالقول‪«:‬لقد عملت املؤسسات احمللية‬ ‫في بلدتي غواليور وجبلبور بإنشاء وحدات‬ ‫لكشف التسرب‪ ،‬وذلك في أعقاب تنفيذ‬ ‫إستراتيجية إدارة مستويات الطلب على‬ ‫املياه في والية مادهيا براديش الهندية»‪.‬‬ ‫وأضاف‪ «:‬لقد عملنا على خفض اخلسائر‬ ‫بنسبة ‪ 15‬في املائة تقريبا ً في املناطق‬ ‫املستهدفة في املدينتني‪ ،‬حيث تصل‬ ‫إمدادات املياه احملسنة ملا مجموعه ‪ 5‬آالف‬ ‫أسرة تقريباً»‪.‬‬ ‫وقد مت تنفيذ برامج مشابهة لبناء قدرات‬ ‫املرافق في الصني والتي القت جناحا ً باهرا ً‬ ‫في مجال احملافظة على املياه وإدارة‬ ‫مستويات الطلب‪.‬‬

‫عمليات التدريب‬ ‫حسابات الطاقة‬

‫ومراجعة‬

‫لقد تضمنت أبرز نشاطات الصندوق‬ ‫االستئماني تدريب مدراء املرافق املائية‬ ‫وكبار املوظفني املسؤولني على أفضل‬ ‫املمارسات والعمليات التي يتم تنفيذها‬ ‫في مجال إدارة وتشغيل املرافق‪ ،‬حيث مت‬ ‫ذلك من خالل تنظيم ورشات العمل وتبادل‬ ‫اخلبرات بغية تعزيز مستويات الكفاءة في‬ ‫هذا اجملال‪ .‬كما مت توفير التدريب ألكثر من‬

‫‪ 300‬فرد من مدراء ومشغلي املرافق خالل‬ ‫هذا العام‪ ،‬وذلك بتنظيم العديد من‬ ‫الورشات التدريبية في كل من املكسيك‪،‬‬ ‫وبوليفيا‪ ،‬واألردن‪ ،‬وبلغاريا‪ ،‬واجلزر العذراء‪،‬‬ ‫وأوغندا‪ .‬كما تضمنت احملاور الرئيسية‬ ‫لهذه الورشات كالً من عمليات إدارة‬ ‫مستويات الطلب على املياه‪ ،‬وتشغيل‬ ‫محطات معاجلة املياه العادمة‪ ،‬وعمليات‬ ‫التخطيط لسالمة املياه‪ ،‬وزيادة مستويات‬ ‫الكفاءة على صعيد استخدام مصادر‬ ‫الطاقة وإدارة املرافق للعمالء اجلدد‪.‬‬ ‫وقد باتت الصلة التي تربط ما بني الطاقة‬ ‫واملياه تلقى املزيد من االهتمام‪ ،‬وبذلك‪ ،‬فقد‬ ‫أشار السيد «فنسنت كيتو» املسؤول عن‬ ‫قسم الطاقة في شعبة املياه‪ ،‬والصرف‬ ‫الصحي وتطوير البنية التحتية في برنامج‬ ‫املوئل بالقول‪«:‬لقد تبني لنا لدى إعداد‬ ‫أولى الدراسات اخلاصة باملرافق في إفريقيا‬ ‫بأن ‪ 80‬في املائة من تكاليفها متثل في‬ ‫الواقع تكاليف استهالك الطاقة‪ ،‬حيث‬ ‫أن ذلك يؤثر وبشكل مباشر على تكلفة‬ ‫توفير موارد املياه‪ ،‬مما يشكل لدينا نقطة‬ ‫االنطالق لتحسني مستويات استهالك‬ ‫الطاقة في املرافق العامة»‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فقد مت تنفيذ عمليات‬ ‫التخطيط اخلاصة مبعدالت الطاقة‬ ‫املستهلكة في ثالثة مرافق في إفريقيا‬ ‫(مؤسسة غانا للمياه‪ ،‬سلطة املياه‬ ‫والصرف الصحي في أديس أبابا‪ ،‬ومجلس‬ ‫خدمات املياه في والية بالتو النيجيرية)‪،‬‬ ‫حيث ساهمت تلك العمليات في تنفيذ‬


‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬ ‫إجراءات مباشرة‪ .‬أما في غانا‪ ،‬فتقوم‬ ‫مؤسسة غانا للمياه بتنفيذ عدد من‬ ‫التوصيات ذات األولوية‪ ،‬حيث يتوقع بان‬ ‫تساهم تلك املعايير في حتقيق خفض‬ ‫في تكلفة استهالك الطاقة مبعدل ‪520‬‬ ‫ألف دوالر سنوياً‪ ،‬مما يشكل ‪ 18‬في املائة‬ ‫من مجمل تكلفة استهالك الطاقة في‬ ‫هذا املرفق‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فمن املتوقع‬ ‫أيضا ً أن يتم حتويل جزء من هذه الوفورات‬ ‫للمستخدمني النهائيني وذلك من خالل‬ ‫خفض تكلفة خدمات إمدادات املياه‬ ‫والصرف الصحي التي يتم تقدميها‪.‬‬ ‫ووفقا ً للمراجعات التي مت تنفيذها حول‬ ‫هذه املرافق الثالثة‪ ،‬فقد مت إعداد دليل‬ ‫ملراجعة حسابات الطاقة املستهلكة‬ ‫في مرافق البلدان النامية‪ ،‬وذلك بهدف‬ ‫استخدامه كأداة للوصول إلى املزيد من‬ ‫املرافق والتركيز على املراجعات التي يتم‬ ‫تنفيذها بشكل دوري حلسابات الطاقة‪.‬‬ ‫كما أشار السيد «كيتو» بالقول‪:‬‬ ‫«لقد عملنا على وضع األسس الالزمة‬ ‫لالستثمارات في تطبيقات الطاقة‬ ‫املتجددة في عام ‪ ،2009‬وذلك من خالل‬ ‫تنفيذ عدد من دراسات اجلدوى»‪« .‬ولقد‬ ‫وفرت هذه الدراسات وسيلة ميكن‬ ‫استخدامها قبل تنفيذ االستثمارات من‬ ‫أجل متكني املؤسسات احمللية من احلصول‬ ‫على التمويل الالزم لتنفيذ املشاريع»‪.‬‬ ‫وأضاف‪«:‬وقد مت حتديد وسائل الطاقة‬ ‫الكهرمائية مبثابة خيار مج ٍد في منطقة‬ ‫«كيسي» الكينية‪ ،‬حيث تبني أحد‬ ‫التقارير لدينا بأن تشغيل محطة بقدرة‬ ‫‪ 200‬كيلووات ميكن أن يساهم في توفير‬ ‫مصدر ثابت ونظيف للطاقة ألغراض ضخ‬ ‫املياه وخفض تكاليف الطاقة الكهربائية‬ ‫املستخدمة في مرافق املياه مبا يتجاوز‬ ‫‪ 79‬في املائة»‪ .‬كما يعمل الصندوق‬ ‫االستئماني في الوقت احلاضر مع اجلهات‬ ‫املسؤولة في بلدية «كيسي» من أجل‬ ‫إيجاد شريك مالي لتنفيذ هذا املشروع‪.‬‬ ‫كما مت تنفيذ مجموعة من املراجعات‬ ‫املكثفة لعدد من املرافق في منطقة‬ ‫الكاريبي‪ ،‬حيث مت ذلك مبساعدة بنك‬ ‫التنمية بني األمريكيتني‪ .‬إن هذه العمليات‬ ‫متثل ثمرة عمليات التدريب املكثفة والتي‬ ‫مت تنفيذها إلى جانب عمليات تبادل اخلبرات‬ ‫في ميدان حفظ الطاقة في املرافق‪ ،‬حيث‬ ‫مت ذلك بدعم من التحالف العاملي ملشغلي‬ ‫شراكات املياه‪.‬‬

‫من ناحية ثانية‪ ،‬فقد مت إعداد دراسات‬ ‫اجلدوى اخلاصة لتقييم إمكانية توليد‬ ‫الغاز احليوي في سبعة بلدان إفريقية‪،‬‬ ‫حيث متخض عن ذلك إعداد تشكيالت ملا‬ ‫مجموعه ‪ 29‬مشروعاً‪ ،‬مبا فيها خمس‬ ‫محطات للغاز احليوي في كل من كينيا‪،‬‬ ‫وتنزانيا‪ ،‬وأوغندا بحيث يتم تنفيذها‬ ‫كمشاريع رائدة‪ ،‬حيث يعمل الصندوق‬ ‫االستئماني بالتعاون مع السلطات احمللية‬ ‫وشركاء آخرين من أجل حشد األموال‬ ‫الالزمة لتنفيذ تلك املشاريع‪.‬‬

‫عمليات إدارة اخمللفات‬

‫ميثل غياب عمليات إدارة اخمللفات السبب‬ ‫الرئيسي لنشوء مشكلة الظروف غير‬ ‫الصحية التي تواجهها الشرائح الفقيرة‬ ‫في املدن‪ ،‬حيث أنه وفي ظل إمكانية‬ ‫تخلص املدن الكبرى من مخلفاتها‪ ،‬إال أن‬ ‫املراكز احلضرية الصغرى تعاني من ظروف‬ ‫شديدة ضمن هذا اإلطار‪.‬‬ ‫وقد شارك الصندوق االستئماني في‬ ‫العديد من النشاطات والتي ساهمت في‬ ‫تنفيذ عمليات بناء القدرات في ميادين إدارة‬ ‫اخمللفات واملياه العادمة‪ .‬كما تضمنت تلك‬ ‫االنشطة كالً من توفير املعدات‪ ،‬وتنفيذ‬ ‫عمليات اإلعداد واملشاريع التجريبية‪،‬‬ ‫واملساعدة في وضع اإلستراتيجيات‬ ‫اخلاصة إلدارة اخمللفات الصلبة‪ ،‬وتوفير‬ ‫التدريب للموظفني املعنيني‪ ،‬وتطوير نظم‬ ‫إدارة اخمللفات الصلبة والتي تعتمد على‬ ‫اجملتمعات احمللية‪.‬‬ ‫وبهذا الصدد‪ ،‬يشير السيد «غراهام‬ ‫أالباستر» املسؤول عن دائرة اخمللفات في‬ ‫برنامج املوئل بالقول‪«:‬لقد متكنا من‬ ‫حتقيق التوازن ما بني توفير املساعدة‬ ‫التقنية الالزمة وتنفيذ املنهجيات‬ ‫احلديثة واملبتكرة في ميادين بناء القدرات‬ ‫والتدريب‪ .‬عدا عن ذلك‪ ،‬فهنالك العديد‬ ‫من الفرص املتاحة لتوليد الدخل من خالل‬ ‫تنفيذ عمليات إعادة التدوير والتخفيف‬ ‫من اآلثار البيئية‪ ،‬مبا في ذلك ظاهرة التغير‬ ‫املناخي»‪.‬‬ ‫وقد مت حتقيق تقدم كبير أيضا ً فيما يتعلق‬ ‫بإعداد منوذج عمل لنظام إدارة اخمللفات‬ ‫الصلبة في املراكز احلضرية الصغيرة وذلك‬ ‫في سبع مدن ضمن مبادرة توفير املياه‬ ‫ومرافق الصرف الصحي في منطقة بحيرة‬ ‫فكتوريا‪ ،‬وضمن هذا اإلطار‪ ،‬يشير السيد‬ ‫«غودوين» والذي يتولى مهمة اإلشراف‬

‫قصة الغالف‬

‫على تنفيذ هذه املبادرة بالقول‪«:‬لقد مت‬ ‫تنفيذ اخلطوة األولى والتي متثلت في‬ ‫جتهيز املعدات وتشغيلها في ثالث مدن‬ ‫جتريبية‪ ،‬ومن ثم مت البدء بتنفيذ برنامج‬ ‫لتعزيز القدرات في ميدان إدارة اخمللفات‬ ‫الصلبة والذي يهدف إلى مساعدة اجملالس‬ ‫البلدية في املدن السبع إلى جانب تعزيز‬ ‫املنهجيات اجملتمعية في ميادين إعادة‬ ‫تدوير اخمللفات واحلفاظ على املوارد»‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فقد لوحظ التأثير الكبير‬ ‫على صعيد حتسني عمليات الصرف‬ ‫الصحي البيئية‪ ،‬وبخاصة في مناطق‬ ‫األسواق ضمن بلدتي «كيسي» و «هوما‬ ‫باي» حيث مت االنتهاء من تنفيذ البرنامج‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬فيشير السيد «أندريه زيكوس»‬ ‫رئيس برنامج املياه للمدن اآلسيوية إلى‬ ‫إمكانية حتقيق الكثير من خالل املشاريع‬ ‫وتعزيز املنهجيات الفاعلة في ميدان إدارة‬ ‫املياه العادمة وأضاف‪«:‬لقد عملنا مثالً‬ ‫على تنفيذ هذه املشاريع من أجل تعزيز‬ ‫عمليات تدوير اخمللفات وتوليد الطاقة‬ ‫في اجملتمعات احمللية‪ ،‬كما مت التركيز على‬ ‫املنهجيات اجملتمعية في مجال إدارة‬ ‫اخمللفات وذلك في املدن الصغيرة في كل‬ ‫من الوس‪ ،‬والصني‪ ،‬وكمبوديا‪ ،‬وفيتنام مثلما‬ ‫نقوم به في أنحاء أخرى من العالم»‪« .‬أما‬ ‫على الصعيد اإلقليمي‪ ،‬فقد مت تنظيم‬ ‫اجتماع للخبراء في محافظة فوكوكا‬ ‫في اليابان‪ ،‬حيث يهدف ذلك االجتماع إلى‬ ‫نشر الوعي حول مختلف اخليارات املتاحة‬ ‫إلدارة اخمللفات الصلبة في املدن»‪.‬‬ ‫كما مت توفير املساعدة التقنية في‬ ‫الباكستان بهدف عرض وتعزيز وبناء‬ ‫القدرات في مجال اإلدارة الالمركزية‬ ‫للمياه العادمة في كل من مقاطعتي‬ ‫«نواب شاه» و»سانغار» في إقليم السند‪.‬‬ ‫عدا عن ذلك‪ ،‬فقد ساهم الصندوق‬ ‫االستئماني للمياه في توفير املساعدة في‬ ‫نيبال بغية تعزيز إطار السياسة العامة‬ ‫على صعيد إدارة اخمللفات الصلبة‪ ،‬حيث‬ ‫أشار السيد «شريشتا» إلى املساعدة في‬ ‫إعداد مشروع قانون إدارة اخمللفات الصلبة‬ ‫والذي متت املوافقة عليه من قبل مجلس‬ ‫الوزراء‪ ،‬والذي يتم طرحه حاليا ً للدراسة‬ ‫من قبل وزارة القانون والعدل‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬وبفضل املبادرات الداعمة‬ ‫التي ينفذها برنامج املوئل‪ ،‬فقد مت حتقيق‬ ‫خفض في كميات مياه الصرف الصحي‬ ‫بنسبة ‪ 10‬في املائة تقريباً‪ ،‬وذلك من‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪18‬‬


‫قصة الغالف‬

‫الذكرى السنوية إلعالن األهداف اإلمنائية لأللفية‬

‫خالل استخدام محطات معاجلة صغيرة‬ ‫في منطقة «كومنينغ» في الصني‪ .‬كما مت‬ ‫تنفيذ مبادرات مماثلة في كل من مدن‬ ‫«بوير»‪،‬و «جينغهونغ» و «شوانغجيانغ»‬ ‫مبشاركة من جانب كل من املؤسسات‬ ‫واجملتمعات احمللية‪ ،‬مما ساهم في حتقيق‬ ‫حتسينات ملموسة على الصعيد البيئي‪.‬‬ ‫كما مت توفير الدعم في أمريكا الالتينية‬ ‫لبلدية «ماناغوا» في نيكاراغوا وذلك‬ ‫بهدف حتسني مستويات إدارة اخمللفات‬ ‫الصلبة في املدينة وحتديد إستراتيجية‬ ‫خاصة لتعزيز عمليات معاجلة اخمللفات‬ ‫وإعادة تدويرها‪.‬‬ ‫وبهذا الصدد‪ ،‬يشير السيد «فيكتور‬ ‫أرويو» املنسق اإلقليمي لبرامج الصندوق‬ ‫االستئماني في منطقة أمريكا‬

‫الالتينية والبحر الكاريبي بالقول‪«:‬لقد‬ ‫مت االنتهاء تقريبا ً من األعمال التحضيرية‬ ‫اخلاصة باملرحلة االستثمارية للمشروع‬ ‫كالدراسات األساسية واخملططات‬ ‫اإلستراتيجية التي قمنا بتنفيذها‬ ‫بالتعاون مع البلدية‪ ،‬حيث يتم حاليا ً‬ ‫بلورة اخلطط الرامية لتوسعة نطاق‬ ‫املشروع»‪.‬‬ ‫«ومن النتائج اإليجابية أيضا ً ما مت‬ ‫تنفيذه في بوليفيا‪ ،‬والذي متثل في إنشاء‬ ‫شركة إلدارة املياه البلدية والتي ستعمل‬ ‫على حتسني وتطوير عمليات إدارة اخمللفات‬ ‫الصلبة وتشجيع املستفيدين من هذا‬ ‫املشروع في اتباع أفضل املمارسات في‬ ‫مجال التخلص من اخمللفات»‪.‬‬ ‫وبالرغم من االجتماع الذي عقد مؤخرا ً‬

‫بحضور زعماء العالم لإلطالع على‬ ‫مستويات التقدم احملرز بشأن األهداف‬ ‫اإلمنائية لأللفية‪ ،‬إال أن األهداف املرتبطة‬ ‫باملياه ال بد وأن تبقى متواصلة‪.‬‬ ‫كما بني السيد «بيرت ديفورن» مدير قسم‬ ‫متويل املستوطنات البشرية في برنامج‬ ‫املوئل بأنه على قناعة تامة مبا ستساهم‬ ‫به مستويات الوعي املتزايدة فيما يتعلق‬ ‫بالتحديات احلضرية التي ستنشأ في‬ ‫املستقبل‪ ،‬باإلضافة لقناعته بان االعتراف‬ ‫والتقدير املتزايدين لعمل البرنامج سوف‬ ‫يساهمان في إرساء املزيد من أسس الدعم‬ ‫لكل من الشركاء في مجال التنمية‪،‬‬ ‫واملؤسسات‪ ،‬والقطاع اخلاص‪.‬‬

‫مكافحة الفساد‬

‫إن ظاهرة الفساد والتي لطاملا كان يتم التقليل‬ ‫من شأنها‪ ،‬قد باتت تلقى املزيد من االهتمام والذي‬ ‫لم ينشأ فقط نتيجة الستنزاف املليارات من‬ ‫الدوالرات فحسب‪ ،‬بل ونتيجة ملا تتسبب به هذه‬ ‫الظاهرة من انتشار الفقر وإحداث الضرر البيئي‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ ،2009‬انخرط برنامج األمم املتحدة‬ ‫للمستوطنات البشرية في مسألة مكافحة‬ ‫الفساد من خالل إعداد مجموعة من املنشورات‬ ‫اخلاصة مبعاجلة هذه القضية‪ .‬عالوة على ذلك‪،‬‬ ‫فقد مت تنفيذ العديد من املشاريع اجملتمعية في‬ ‫مجاالت املياه والصرف الصحي في كل من إفريقيا‪،‬‬

‫وآسيا‪ ،‬وأمريكا الالتينية‪ ،‬والتي ساهمت في متكني‬ ‫اجملتمعات وتعزيز مستويات املساءلة التي تواجهها‬ ‫السلطات احمللية‪ ،‬وذلك بالرغم من عدم استهداف‬ ‫تلك املشاريع ملسألة الفساد بصورة خاصة‬ ‫كما أنه قد لوحظ أيضا ً مساهمة هذه املشاريع في‬ ‫إحداث تغيير في املواقف لدى العاملني في شتى‬ ‫املرافق‪ ،‬باإلضافة لتعزيز الشعور األكبر بضرورة توفير‬ ‫اخلدمات‪ ،‬مما ساهم في احلد من مخاطر الفساد‪.‬‬ ‫عدا عن ذلك‪ ،‬فقد تضمنت أبرز اإلستراتيجيات‬ ‫املبتكرة لبرنامج املوئل تنفيذ مبادرات إعداد اخلرائط‬ ‫والتي جتمع ما بني النهج اخلاصة بتكنولوجيا‬

‫املعلومات ومنهجيات املشاركة‪ ،‬حيث مت تنفيذ‬ ‫تلك املبادرات بدعم جزئي من مؤسسة «جوجل»‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬فيشارك برنامج املوئل أيضا ً في‬ ‫إعداد استجابة مبتكرة ملكافحة الفساد في قطاع‬ ‫املياه والصرف الصحي‪ ،‬وذلك ضمن إطار من التعاون‬ ‫مع منظمة الشفافية الدولية‪ ،‬وبدءا ً بتقييم‬ ‫اخملاطر القطرية‪ ،‬فمن املزمع تنظيم مجموعة من‬ ‫ورشات العمل ألصحاب املصالح املتعددين من‬ ‫أجل إعداد اإلستراتيجيات الالزمة للعمل وحتديد‬ ‫نقاط االتصال في بلدان محددة‪ .‬كما سيتم حتديد‬ ‫صالحيات نقاط االتصال هذه من خالل إعداد خطط‬ ‫التدريب والعمل إلجراءات محددة لسالمة املياه‪.‬‬

‫التمويل املؤقت ‪2009‬‬ ‫لقد تضمنت أبرز النشاطات التي يدعمها الصندوق‬ ‫االستئماني في عام ‪ 2009‬مجموعة من األنشطة‬ ‫العامة وتنفيذ مبادرتني منوذجيتني قابلتني للتكرار‬ ‫في كل من منطقة بحيرة فكتوريا ونهر امليكونغ‪.‬‬ ‫وقد واصلت النشاطات املمولة من قبل مؤسسة‬ ‫«جوجل» تنفيذها في عام ‪ .2009‬كما بلغ معدل‬ ‫املوارد املتأتية للصندوق في ذلك العام نحو ‪17.26‬‬ ‫مليون دوالراً‪ ،‬مبا في ذلك ما مجموعه ‪ 2.34‬مليون‬ ‫دوالرا ً من احلكومة النرويجية‪ ،‬في حني بلغت قيمة‬ ‫مساهمة احلكومة اإلسبانية ‪ 14.92‬مليون دوالراُ‪.‬‬ ‫بيد أن املساهمة املتأتية من احلكومة النرويجية قد‬ ‫شهدت انخفاضا ً في اإليرادات‪ ،‬وذلك نتيجة لتقلب‬ ‫في أسعار الصرف‪ ،‬مما أدى إلى خفض امليزانية املقدرة‬ ‫من ‪ 2.91‬مليون دوالرا ً إلى ‪ 2.34‬مليوناً‪ .‬إال أن برنامج‬ ‫املياه والصرف الصحي قد حازعلى قيمة إضافية‬ ‫واملتأتية من الوفورات التي مت حتقيقها في العام‬ ‫السابق من الصندوق الكندي إلفريقيا‪ ،‬والتي بلغت‬ ‫نصف مليون دوالراً‪ .‬كما وافقت الوكالة الكندية‬ ‫للتنمية على متديد مدة املنحة حتى تاريخ ‪ 31‬مارس‬ ‫‪ /‬آذار ‪ 2010‬بحيث يتم استخدام املدخرات ألنشطة‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪19‬‬

‫محددة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن املوارد احملدودة واخملصصة‬ ‫لكل من العمليات اإلقليمية والقطرية ضمن‬ ‫برنامجي املياه من أجل املدن اإلفريقية واآلسيوية‬ ‫قد مت استغاللها بالكامل‪ .‬أما فيما يتعلق بالبرامج‬ ‫اخملصصة ملنطقة أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي؛‬ ‫فقد مت تنفيذها خالل النصف الثاني من العام‪ .‬إضافة‬ ‫لذلك‪ ،‬فقد مت إطالق برنامج إدارة اخمللفات الصلبة‬ ‫في نيكاراغوا بوجود عنصر رئيسي من خالل مذكرة‬ ‫تفاهم مت إبرامها ما بني مكتب األمم املتحدة خلدمات‬ ‫املشاريع وبرنامج املوئل‪ .‬كما بلغ الرصيد اإلجمالي‬ ‫لتنفيذ البرامج في إطار مبادرة توفير املياه ومرافق‬ ‫الصرف الصحي في منطقة بحيرة فكتوريا ما‬ ‫مجموعه ‪ 6.3‬مليون دوالرا ً لعام ‪ ، 2008‬حيث ميثل‬ ‫الرصيد الذي مت االتفاق عليه مع احلكومة الهولندية‪.‬‬ ‫كما سيبقى هذا املبلغ متوفرا ً لالستخدام للفترة‬ ‫ما بني األعوام ‪ 2009‬و ‪ ، 2010‬حيث يبلغ مجموع‬ ‫النفقات املتوقعة لعام ‪ 2009‬نحو ‪ 4‬ماليني دوالراً‪ ،‬في‬ ‫حني تبلغ امليزانية اخملصصة للنشاطات التي سيتم‬ ‫تنفيذها في عام ‪ 2010‬نحو ‪ 2.3‬مليون دوالراً‪ .‬وفي‬ ‫ضوء امليزانية املتوفرة مبا مجموعه ‪ 4‬ماليني دوالراً‪،‬‬

‫فقد بلغت النفقات األولية لعام ‪ 2009‬نحو ‪ 3.8‬دوالراً‪،‬‬ ‫أي ما ميثل ‪ 95‬في املائة من إجمالي املبلغ اخملصص‪.‬‬ ‫من ناحية ثانية‪ ،‬فقد مت توقيع مذكرات التفاهم‬ ‫في ثالثة دول‪ ،‬وهي‪ :‬الوس‪ ،‬فيتنام‪ ،‬وكمبوديا‪ .‬كما‬ ‫بلغ مجمل املوازنة اخملصصة للمبادرة التي سيتم‬ ‫تنفيذها في منطقة نهر امليكونغ واملتأتية من‬ ‫مساهمة احلكومة الهولندية نحو ‪ 2.5‬مليون دوالراً‪،‬‬ ‫في حني بلغت قيمة النفقات املؤقتة ما مجموعه‬ ‫‪ 2.46‬مليوناً‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 98‬في املائة من اإلجمالي‬ ‫اخملصص‪ .‬أما فيما يتعلق باملشاريع املمولة من قبل‬ ‫مؤسسة «جوجل»‪ ،‬فقد لوحظ وجود أشكال من‬ ‫التأخير خالل الربع األول من عام ‪ 2009‬والتي ساهمت‬ ‫في التقدم بطلب ملراجعة امليزانية اخملصصة لذلك‬ ‫العام من أجل تنقيح اجلدول الزمني للتنفيذ ومتديد‬ ‫فترة التمويل‪ .‬كما وافقت مؤسسة «جوجل» على‬ ‫متديد الفترة حتى تاريخ ‪ 31‬يوليو ‪ /‬متوز ‪ ،2010‬إضافة‬ ‫لتنقيح امليزانية في عام ‪ 2009‬لكي تبلغ ‪1.56‬‬ ‫مليون دوالراً‪ ،‬حيث بلغت قيمة النفقات األولية‬ ‫‪ 1.36‬مليوناً‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 87‬في املائة من املنحة‪.‬‬


‫حتليل‬

‫قطاع النقل‬

‫كيفية حتقيق التكامل ما بني قطاعي‬ ‫النقل العام والتنمية احلضرية‬

‫بقلم جيروم بوربيه‪ ،‬مدير‪ ،‬الرابطة الدولية للنقل العام‬

‫صورة تعبيرية حملطة مدينة طوكيو‪ :‬ال تشكل احملطة نقطة عبور فقط‪ ،‬بل أنها تشكل أيضا ً نقطة محورية خملتلف األمناط احلياتية‬

‫لقد اتسم قطاع النقل احلضري طوال‬ ‫السنوات اخلمسني املاضية بالزيادة الهائلة‬ ‫في معدالت استخدام املركبات اخلاصة‪،‬‬ ‫والتي نشأت بالتوازي مع عمليات تطوير‬ ‫البنية التحتية للطرق واملواقف اخلاصة‬ ‫باملركبات‪ .‬ومثلما حدث قبل قرن من الزمن‬ ‫على صعيد وسائط النقل العام‪ ،‬فقد‬ ‫اتخذ منوذج االعتماد على املركبات اخلاصة‬ ‫دورا ً رئيسيا ً في هيكلة عمليات تطوير‬ ‫املدن والضواحي احمليطة بها والتي تقع‬ ‫على طول ممرات اخلطوط السريعة‪ ،‬وفي‬ ‫ظل إيالء اهتمام ضعيف بوسائط النقل‬ ‫العام‪.‬‬ ‫إال أن هنالك العديد من اآلثار السلبية‬ ‫والناجمة عن هذا النموذج‪ ،‬والتي تضمنت‬

‫أبرزها نشوء مظاهر االزدحام‪ ،‬وارتفاع‬ ‫تكاليف النقل‪ ،‬واستنزاف املساحات‬ ‫اخلضراء‪ ،‬وتزايد معدالت استهالك الطاقة‪،‬‬ ‫وزيادة معدالت التلوث‪ ،‬باإلضافة لتزايد‬ ‫معدالت املشكالت الصحية الناجمة‬ ‫عن التلوث‪ ،‬ناهيك عن حالة اإلقصاء‬ ‫االجتماعي التي تتعرض لها الشرائح غير‬ ‫القادرة على حتمل تكاليف اقتناء املركبات‬ ‫اخلاصة‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬فقد باتت هنالك حاجة ملحة‬ ‫لتجديد التركيز على الصلة ما بني قطاع‬ ‫النقل العام وعمليات التخطيط احلضري‪،‬‬ ‫حيث يتطلب ذلك مزيدا ً من االهتمام‬ ‫من جانب كل من اخملططني احلضريني‪،‬‬ ‫ومخططي قطاع النقل‪ ،‬وأصحاب القرار‬

‫(على كل من املستويات احمللية‪ ،‬واإلقليمية‪،‬‬ ‫والوطنية)‪ ،‬ومطوري العقارات‪.‬‬ ‫إال أن عملية التكامل ما بني قطاعي‬ ‫النقل والتخطيط احلضري تشكل حتديا ً‬ ‫في جميع املدن في شتى أنحاء العالم‪،‬‬ ‫ولكنها تبرز بصورة حادة في املدن السريعة‬ ‫النمو والتي متر أنظمتها االقتصادية‬ ‫مبرحلة انتقالية‪ ،‬حيث تسعى هذه املدن‬ ‫إلى إعداد اخلطط اخلاصة بالبنية التحتية‬ ‫لقطاع النقل جنبا ً إلى جنب وإدارة النمو‬ ‫السريع الذي تشهده‪.‬‬

‫األساس املنطقي للتكامل‬

‫تتعدد املزايا الناجمة عن التكامل ما بني‬ ‫قطاعي التخطيط احلضري والنقل العام‪،‬‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪20‬‬


‫حتليل‬

‫قطاع النقل‬

‫متثل خطوط النقل السريع ( فاست تراك ) ثمرة الشراكات‬ ‫الناجحة ما بني السلطات العامة واجلهات اخلاصة‬

‫حيث ميكن أن يساهم ذلك في حتسني‬ ‫نوعية احلياة‪ ،‬وحتقيق التنمية االجتماعية‬ ‫االقتصادية‪ ،‬والتجديد احلضري‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن حتقيق التكامل مابني‬ ‫القطاعني سوف يساهم أيضا ً في متكني‬ ‫تنفيذ عمليات التنمية األكثر كثافة‬ ‫والتي تعد ذات منافع أكبر على كل من‬ ‫املستويات الصحية والبيئية‪ :‬وذلك من‬ ‫خالل االستخدام األكثر فعالية لألراضي‪،‬‬ ‫وزيادة مستويات الفعالية على صعيد‬ ‫استهالك الطاقة‪ ،‬وخفض معدالت‬ ‫التلوث‪ ،‬والتخفيف من آثار ظاهرة التغير‬ ‫املناخي‪ ،‬وحماية املساحات اخلضراء من‬ ‫خالل تنفيذ أمناط النمو األكثر ذكاء‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق مبجمل النظام االقتصادي‬ ‫للمدن‪ ،‬فتعد التكاليف املرتبطة بتطوير‬ ‫مرافق النقل العام أقل بصورة عامة‬ ‫باملقارنة مع عمليات التنمية املتفرقة‬ ‫والتي يتم تنفيذها أساسا ً للمركبات‬ ‫اخلاصة‪ .‬من ناحية ثانية‪ ،‬فهنالك منافع‬ ‫أخرى أيضا ً والتي تعود على القطاع اخلاص‬ ‫نتيجة تنفيذ املزيد من مشاريع التنمية‬ ‫الناجحة واملدرة للربح‪.‬‬ ‫كما ميكن أن تساهم الشراكات الناجحة‬ ‫بني القطاعني العام واخلاص في نشوء‬ ‫منافع مشتركة لكل منهما‪ ،‬فضالً عن‬ ‫مساهمتها في متويل مشاريع إنشاء‬ ‫خطوط النقل العام أو غيرها من املشاريع‬ ‫املرتبطة بالبنية التحتية‪.‬‬ ‫وأخيراً‪ ،‬فإن حتقيق التكامل ما بني قطاعي‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪21‬‬

‫تنفيذ عمليات التنمية في املناطق التي تشهد كثافة إلى جانب إنشاء ممرات احلافالت في كورتيبيا‪ :‬توزيع األفراد‬ ‫بالقرب من مواقع خدمات النقل العام‬

‫النقل العام والتنمية احلضرية يعد ذو أثر‬ ‫على اخليارات املرتبطة بوسائط النقل‪:‬‬ ‫وقد لوحظ وجود استخدام أكبر لوسائط‬ ‫النقل العام وتدني معدالت استخدام‬ ‫املركبات اخلاصة في املناطق ذات التصميم‬ ‫اجليد حيث تكون األولوية لوسائط النقل‬ ‫املستدامة‪ .‬كما أن استقطاب املزيد من‬ ‫األفراد الستخدام وسائط النقل العام‬ ‫سوف يساهم أيضا ً في حتسني مستويات‬ ‫إنتاجيتها وفعاليتها‪ ،‬مما يؤدي إلى نشوء‬ ‫«حلقة حميدة» حيث ميكن لقطاع النقل‬ ‫العام تقدمي خدمات أفضل وجذب املزيد‬ ‫من الركاب‪.‬‬

‫وضع رؤية مشتركة بني جميع‬ ‫قطاعات السياسة العامة‬ ‫ثمة ضرورة لوضع رؤية مشتركة وخاصة‬ ‫بكل من قطاعي النقل العام والتنمية‬ ‫احلضرية‪ ،‬وذلك كنقطة انطالق ميكن‬ ‫البدء منها في جميع اخلطوات األخرى‪.‬‬ ‫كما يتطلب ذلك حتقيق التكامل بني األطر‬ ‫العامة للسياسات املرتبطة بالتنمية‬ ‫احلضرية والنقل العام‪.‬‬ ‫عدا عن ذلك‪ ،‬فيتطلب هذا األمر نوعا ً من‬ ‫التنسيق املؤسسي ما بني الدوائر اخملتصة‬ ‫في مجالي النقل العام والتخطيط‬ ‫احلضري‪ .‬إن الهدف من هذه اآللية يتمثل‬ ‫في ضمان حتقيق التفاهم املتبادل ما بني‬ ‫مختلف اجلهات الفاعلة والتخصصات‬ ‫األساسية والتي عادة ما تفتقر للتعاون‬

‫الكافي فيما بينها‪ .‬أما في الوقت احلاضر‪،‬‬ ‫حيث تتسم مدننا بحركة تنقل والتي‬ ‫باتت تتحول إلى ظاهرة إقليمية بصورة‬ ‫متزايدة‪ ،‬فثمة ضرورة إليجاد رؤية إقليمية‬ ‫للنقل العام وآليات التنمية العمرانية‪.‬‬ ‫وقد شهدت مدينة كورتيبيا في البرازيل‬ ‫اعتماد مبدأ عمليات التنمية احلضرية‬ ‫الالمركزية على طول املمرات املنشأة‬ ‫منذ فترة الستينيات‪ ،‬حيث كانت األولوية‬ ‫لنظم حافالت النقل السريع والتي تتجاوز‬ ‫مسافاتها املقطوعة ‪ 70‬كيلومترا ً على‬ ‫املمرات اخملصصة للحافالت‪ .‬كما يجري‬ ‫التكيف مع منوذج التنمية الذي يتم‬ ‫تنفيذه في كورتيبيا وذلك بغية مواجهة‬ ‫التحديات التي تتسبب بها عمليات‬ ‫النمو املتسارعة والتي تشهدها منطقة‬ ‫العاصمة في السنوات األخيرة‪.‬‬ ‫أما في العاصمة األردنية عمان‪ ،‬فقد أوكلت‬ ‫وزارة النقل املسؤولية كاملة ألمانة عمان‬ ‫الكبرى منذ عام ‪ 2007‬لكي تتولى قطاع‬ ‫النقل العام‪ ،‬حيث تزامن ذلك مع الشروع‬ ‫في وضع مخطط جديد للمدينة والرامي‬ ‫الستيعاب الزيادة السكانية الهائلة‪ ،‬حيث‬ ‫مت اعتبار قطاع النقل العام مبثابة العمود‬ ‫الفقري لهذا اخملطط‪.‬‬


‫قطاع النقل‬

‫حتليل‬

‫إطار التعاون ما بني السلطات‬ ‫احلكومية واملطورين من القطاع‬ ‫اخلاص‬

‫تنفيذ عمليات التطوير في املناطق‬ ‫احمليطة مبرافق النقل العام‬

‫احملطات التي تتعدى نطاق كونها‬ ‫محطات نقل الركاب‬

‫ثمة دور رئيسي للمطورين العقاريني في‬ ‫القطاع اخلاص لدى تنفيذ عمليات إعداد‬ ‫وتطوير املشهد احلضري بأكمله‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫فمن األهمية مبكان تعزيز مشاريع التنمية‬ ‫املشتركة حيث يتم توفير خدمات النقل‬ ‫العام بصورة متكاملة منذ البداية‪.‬‬ ‫عدا عن ذلك‪ ،‬فقد تتطلب مشاريع‬ ‫التنمية احلضرية الطرح املسبق ألغراض‬ ‫استعراضها وتدقيقها بغية املوافقة‬ ‫عليها من قبل السلطات املسؤولة عن‬ ‫قطاع النقل‪.‬‬

‫عادة ما يتم تنفيذ عمليات تطوير سكنية‬ ‫أو جتارية جديدة في مناطق الضواحي‪،‬‬ ‫حيث أنه من الضرورة مبكان تنفيذ‬ ‫عمليات هيكلة ملناطق الضواحي التي‬ ‫تتسم بالكثافة وتعدد االستخدامات‬ ‫والتي يتم تنفيذها جنبا ً إلى جنب مع‬ ‫إنشاء شبكات النقل العام عالية اجلودة‪،‬‬ ‫والتي تتسم أيضا ً بروابط جيدة مع مركز‬ ‫املدينة واملناطق األخرى املتاخمة لها‪ ،‬مما‬ ‫سيساهم في احلد من احلاجة الستخدام‬ ‫املركبات واالعتماد عليها لدى التنقل في‬ ‫مناطق الضواحي‪.‬‬

‫إن تركيز وربط األنشطة اخملتلطة – من‬ ‫مكاتب‪ ،‬ومتاجر‪ ،‬وفنادق – في املناطق‬ ‫احمليطة مبحطات النقل أو املراكز اخملدومة‬ ‫بخطوط النقل العام ذات القدرة العالية‬ ‫لن يساهم فقط في إيجاد منطقة‬ ‫حساسة وهامة فحسب‪ ،‬مما يزيد من قيمة‬ ‫كل نشاط منها‪ ،‬إال أنه يساهم أيضا ً في‬ ‫حتويل منطقة تعتبر مجرد نقطة عبور‬ ‫فقط إلى مكان معيشي حقيقي‪.‬‬

‫من ناحية ثانية‪ ،‬فمن املمكن أيضا ً األخذ‬ ‫بعني االعتبار الزيادة احلاصلة في قيم‬ ‫األراضي اخلاصة بعمليات تطوير قطاع‬ ‫النقل العام‪،‬وذلك من أجل دعم عمليات‬ ‫االستثمار‪.‬‬ ‫وقد مت تنفيذ مشروع «بريدج» في املنطقة‬ ‫التي تتسم باستخدامات متعددة في‬ ‫منطقة زراعية تقع في مقاطعة «كنت»‬ ‫(شرق لندن‪ ،‬اململكة املتحدة)‪ .‬كما مت ذلك‬ ‫بفضل الشراكة الناجحة ما بني أحد‬ ‫املطورين العقاريني‪ ،‬والسلطة العامة‬ ‫ومؤسسة لتشغيل احلافالت‪ ،‬حيث أثمرت‬ ‫هذه الشراكة عن التقدم في عمليات‬ ‫إنشاء محطة حافالت ذات جودة عالية‪،‬‬ ‫والتي تدعى محطة «فاست تراك»‪،‬‬ ‫وبفضل السياسات العامة أيضا ً والرامية‬ ‫إلى تشجيع اعتماد خيارات التنقل األكثر‬ ‫استدامة‪ .‬وقد مت تشغيل خدمات النقل‬ ‫العام بالكامل قبل انتقال السكان إلى‬ ‫املنطقة‪ ،‬كما حاز هذا املشروع على جائزة‬ ‫أفضل ابتكار في قطاع النقل العام والتي‬ ‫منحتها الرابطة الدولية للنقل العام‬ ‫خالل انعقاد املنتدى العاملي للنقل قي‬ ‫شهر مايو ‪ /‬أيار ‪. 2010‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬فقد جتاوزت الكثافة‬ ‫السكانية في اجلزء اجلنوبي من مدينة‬ ‫مدريد اإلسبانية ما مجموعه مليون‬ ‫نسمة‪ ،‬حيث مت ربط البلدات في تلك‬ ‫املنطقة بخط مترو دائري والذي أطلق‬ ‫عليه اسم «مترو سور»‪ ،‬حيث يرتبط‬ ‫هذا اخلط بشكل كامل بشبكات املترو‬ ‫والسكك احلديدية‪.‬‬

‫فعلى سبيل املثال‪ ،‬مت حتويل محطة مدينة‬ ‫طوكيو إلى إحدى أكثر محاور السكك‬ ‫احلديدية تطورا ً في العالم أجمع‪ ،‬حيث‬ ‫تتضمن كالً من املكاتب‪ ،‬واملتاجر‪ ،‬واملرافق‬ ‫األخرى والتي تخدم جميع األفراد‪.‬‬

‫إن إنشاء هذا اخلط‪ ،‬والذي مت تنفيذه بدعم‬ ‫من احلكومة اإلقليمية‪ ،‬قد ساهم في‬ ‫تشجيع إنشاء محطة كاملة تتضمن‬ ‫كالً من املرافق واخلدمات األساسية‪،‬‬ ‫مبا في ذلك املراكز الثقافية والرياضية‪،‬‬ ‫واملدارس واجلامعات‪ ،‬واملراكز الصحية‬ ‫واملستشفيات‪ ،‬ومراكز التسوق والترفيه‪.‬‬ ‫إن هذا األمر يشير إلى تدني معدالت‬ ‫اعتماد هذه املنطقة على مركز مدينة‬ ‫مدريد بشكل تدريجي‪ ،‬فضالً عن حتول‬ ‫البلدات التي كانت تبدو كمنطقة تعج‬ ‫باملساكن الداخلية في فترتي السبعينيات‬ ‫والثمانينيات من القرن املاضي لكي تصبح‬ ‫مدن حديثة بحد ذاتها‪.‬‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪22‬‬


‫في بؤرة الضوء‬

‫منطقة آسيا واحمليط الهادي‬

‫افتتاح الئق ملعرض شنغهاي العاملي‬

‫مت افتتاح معرض شنغهاي العاملي في ‪ 30‬أبريل ‪ /‬نيسان في أجواء تضمنت عرضاً لأللعاب‬ ‫النارية والتي أضاءت نهر هوانغبو باأللوان‪ .‬وقد حضرت االفتتاح السيدة جانيت إيلسورث‪،‬‬ ‫مسؤولة العالقات العامة في برنامج املوئل‪.‬‬

‫السفير ريد (يسار) مع املديرة التنفيذية لبرنامج املوئل‪ ،‬السيدة آنا تيبايجوكا‪ ،‬واملفوض العام الدكتور عوني بهنام‪ ،‬خالل حفل افتتاح جناح األمم املتحدة‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول العالم‬ ‫‪2010‬‬ ‫احلضري‬


‫منطقة آسيا واحمليط الهادي‬

‫في بؤرة الضوء‬

‫مت افتتاح معرض شنغهاي العاملي في عرض أخاذ والذي تضمن‬ ‫أكبر عرض لأللعاب النارية مبا في ذلك إطالق نحو ‪ 60‬ألف شعلة‬ ‫والتي أضاءت السماء‪ ،‬باإلضافة إلى السفن التي رفعت أعالم‬ ‫الدول املشاركة في عرض البحر مصحوبة بنحو ‪ 6000‬كرة مضاءة‬ ‫تتوهج كاألسماك في املياه‪.‬‬ ‫وقد تضمنت قائمة كبار املدعوين لالفتتاح العديد من جنوم‬ ‫املوسيقى‪ ،‬والرقص‪ ،‬والتمثيل‪ ،‬كاملمثل السينمائي جاكي شان‪،‬‬ ‫ومغنية البوب اإليطالية أندريا بوتشيلي‪ ،‬وعازف البيانو الصيني‬ ‫النغ النغ‪ ،‬وجوقة سويتو غوسبيل من جنوب إفريقيا‪.‬‬ ‫كما سارع الزوار إلى املعرض لدى افتتاح أبوابه في صبيحة اليوم‬ ‫التالي‪ ،‬حيث انتظروا بفارغ الصبر للقيام بجولة حول العالم من‬ ‫خالل مختلف األجنحة التي ضمها هذا املعرض‪.‬‬ ‫وبالرغم من حرارة اجلو ‪ ،‬فقد بلغ احلد في الزوار لبعض أجنحة‬ ‫املعرض االنتظار ملدة أربع ساعات ونصف الساعة‪ ،‬وقد لوحظ‬ ‫النقص احلاصل في مرافق الطعام والشراب‪ ،‬إال ان السلطات‬ ‫الصينية قد سارعت في األيام القليلة االولى للمعرض حيث‬ ‫عملت على تصويب ذلك الوضع‪.‬‬ ‫كما شاركت ‪ 192‬دولة في هذا املعرض‪ ،‬باإلضافة ملشاركة العديد‬ ‫من املنظمات والشركات املعروفة عاملياً‪ ،‬مبا في ذلك االمم املتحدة‪،‬‬ ‫حيث حرصت جميع تلك اجلهات املشاركة على عرض أفضل ما‬ ‫لديها جلمهور الزوار والذي من املتوقع أن يبلغ ‪ 70‬مليون زائراً‪.‬‬ ‫وقد مت االفتتاح الرسمي للمعرض برعاية املمثل اخلاص لالمني‬ ‫العام‪ ،‬السفير جوزيف ريد‪ ،‬ومديرة برنامج املوئل‪ ،‬السيدة آنا‬ ‫تيبايجوكا‪ ،‬واملفوض العام جلناح االمم املتحدة‪ ،‬السيد عوني بهنام‪.‬‬ ‫كما أشار املسؤولون في املعرض إلى أن عدد زوار اجلناح قد جتاوز‬ ‫ما مجموعه ‪ 20‬ألف زائر يومياً‪ ،‬وغالبيتهم من الصينيني‪ ،‬حيث‬ ‫لوحظ تزايد تدفق الزوار لدى البدء بتوزيع املطبوعات اخلاصة باألمم‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫وفي ظل جناح الصني في استضافة فعاليات دورة األلعاب األوملبية‬ ‫في بكني‪ ،‬إال انه قد بدا كما لو انها كانت حتاول التفوق على‬ ‫نفسها‪ ،‬حيث مت اعتبار هذا املعرض العاملي مبثابة فرصة أكبر‬ ‫لعرض إمكانياتها السياسية واالقتصادية التي تتمتع بها‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فيعود تنظيم هذا املعرض العاملي في البداية إلى‬ ‫اعتباره مكانا ً لعرض االختراعات اجلديدة وأشكال التقدم والتطور‬ ‫األخيرة في ميادين العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬أو لعرض التقدم احلاصل‬ ‫في أي دولة من الدول‪ ،‬وال بد هنا من اإلشارة إلى أن هذا املعرض‬ ‫قد شهد الكشف عن العديد من االختيارات‪ ،‬كالهاتف‪ ،‬والسيارة‪،‬‬ ‫والسفن الفضائية‪ ،‬كما شهد املعرض العاملي األول والذي مت‬ ‫تنظيمه في قاعة كريستال باالس في لندن في عام ‪ 1851‬عرضا ً‬ ‫ألبرز اإلجنازات البريطانية والتي حتققت في العهد املبكر للحقبة‬ ‫الصناعية‪.‬‬ ‫وفي أعقاب األزمة االقتصادية العاملية والتي ضربت عمليات النمو‬ ‫االقتصادي في الغرب‪ ،‬فقد ساهم املعرض العاملي لعام ‪ 2010‬في‬ ‫تعزيز املوقع الصيني الصلب على الساحة العاملية‪.‬‬ ‫وبالرغم من مشاركة نحو ‪ 200‬دولة ضمن أجنحة املعرض‪ ،‬إال أن‬ ‫أطول قائمة للزوار قد كانت على الهرم األحمر والذي ميثل الصني‪،‬‬ ‫عدا عن ذلك‪ ،‬فهذه هي املرة األولى والتي يتسم بها املعرض‬ ‫مبوضوع حضري‪ ،‬وهو‪ « :‬مدينة أفضل‪ ،‬حياة أفضل»‪ ،‬حيث بدت‬ ‫شنغهاي بالتأكيد النموذج األبرز لالحتذاء به‪.‬‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪24‬‬


‫في بؤرة الضوء‬

‫منطقة آسيا واحمليط الهادي‬

‫قطاع النقل‬ ‫الصني‬ ‫سوف يقدم البنك الدولي قرضا ً تبلغ قيمته اإلجمالية‬ ‫‪ 250‬مليون دوالرا ً للصني بهدف حتسني البنية التحتية‬ ‫للطرق في إقليم «نينغشيا» ذاتي احلكم‪ ،‬وذلك بهدف‬ ‫دعم عمليات التنمية االجتماعية واالقتصادية األكثر‬ ‫توازناً‪ .‬كما سيساهم مشروع الطريق السريع في‬ ‫اإلقليم بدعم عمليات إنشاء البنية التحتية األساسية‬ ‫ملمرات النقل من أجل توفير إحدى احللقات املفقودة‬ ‫في شبكة النقل السريع وإعادة تأهيل الطريق السريع‬ ‫من أجل ربط أبرز املناطق الرئيسية النامية‪ .‬عالوة على‬ ‫ذلك‪ ،‬فسوف يساهم البنك الدولي في دعم جزء من‬ ‫برنامج حتسني الطرق الداخلية إلقليم نينغشيا والذي‬ ‫يهدف إلى تلبية متطلبات الشرائح الفقيرة واحملرومة‪.‬‬ ‫الطاقة‬ ‫أستراليا‬ ‫عملت شركة «سن تك» للطاقة على تزويد مشروع‬ ‫قاعة بلدة سيدني مبا مجموعه ‪ 240‬لوحا ً من ألواح‬ ‫الطاقة الشمسية بطاقة ‪ 240‬كيلووات‪ .‬وقد قامت‬ ‫شركة «ستو» للكهرباء بتنفيذ عمليات التركيب‪،‬‬ ‫حيث ميثل نظام السطح الشمسي جزءا ً من خطة‬ ‫تنموية بكلفة إجمالية تبلغ ‪ 18‬مليون دوالرا ً أستراليا ً‬ ‫(‪ 16‬مليون دوالرا ً أمريكياً) والتي تهدف إلى تطوير‬ ‫مستويات كفاءة الطاقة في املباني اململوكة ملدينة‬ ‫سيدني‪ .‬كما ساهمت اخلاليا الشمسية التي عملت‬ ‫شركة «سن تك» على تطويرها في حتقيق كفاءة في‬ ‫استخدام الطاقة بنسبة ‪ 19‬في املائة على صعيد‬ ‫اإلنتاج التجاري‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن هذه املبادرة سوف‬ ‫تساهم في مساعدة خطة سيدني املستدامة لعام‬ ‫‪ 2030‬لتوفير ‪ 25‬في املائة من مستلزمات الطاقة من‬ ‫خالل استخدام مصادر الطاقة املتجددة فضالً عن‬ ‫املساهمة في خفض مستويات الطلب على الطاقة‬ ‫من محطات اإلنتاج‪.‬‬ ‫البيئة‬ ‫الصني‬ ‫تعزم مقاطعة «شاندونغ» الواقعة في شرق الصني‬ ‫على احلصول على قرض من البنك الدولي بقيمة‬ ‫إجمالية تبلغ ‪ 60‬مليون دوالرا ً من أجل تنفيذ مشروع‬ ‫التشجير اجلديد‪ .‬كما تبلغ مساحة الغابات في‬ ‫املقاطعة نحو ‪ 13.4‬في املائة فقط‪ ،‬مما يشكل نسبة‬ ‫ضئيلة للغاية باملقارنة مع مختلف املقاطعات‬ ‫الصينية‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬فإن املشروع البيئي لتشجير‬ ‫مقاطعة «شاندونغ» سوف يساهم في إعادة زرع‬ ‫نحو ‪ 38‬ألف هكتار من التالل والتي تشهد حالة‬ ‫من التدهور البيئي‪ ،‬إضافة إلى إنشاء أحزمة حماية‬ ‫للغابات واملزارع في املناطق الساحلية املاحلة وعلى‬ ‫مسافة متتد لنحو ‪ 28‬ألف هكتاراً‪.‬‬ ‫االقتصاد‬ ‫الصني‬ ‫وجه األمني العام لألمم املتحدة‪ ،‬السيد بان كي مون‪،‬‬ ‫دعوة لقادة البلدان في منطقة آسيا واحمليط الهادئ‬ ‫من أجل تنفيذ أطر التعاون واتخاذ اإلجراءات احلاسمة‬ ‫إليجاد احللول السليمة بيئيا ً من أجل حتقيق االنتعاش‬ ‫االقتصادي الطويل األجل‪ .‬كما أن معدل النمو السنوي‬ ‫والبالغ ‪ 4‬في املائة قد كان مدفوعا ً باجلهود التي‬ ‫نفذتها كل من الصني والهند‪ ،‬في حني بلغت نسبة‬ ‫النمو في بقة النظم االقتصادية النامية في هذه‬ ‫املنطقة نحو ‪ 0.6‬في املائة في عام ‪ .2009‬من ناحية‬ ‫أخرى‪ ،‬فقد تضمنت التوصيات املقترحة أيضا ً تعزيز‬ ‫آليات احلماية االجتماعية‪ ،‬كتعزيز مستويات اإلنفاق‬ ‫االجتماعي والذي يساهم وبصورة مباشرة في دعم‬ ‫وضمان األمن للدخل األسري كما من خالل توفير‬ ‫خدمات التغذية‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والرعاية الصحية‪.‬‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪25‬‬

‫االجتماعي واالقتصادي للمرأة بغية إطالق‬ ‫العنان لكامل إمكانياتها وحتقيق األهداف‬ ‫اإلمنائية لأللفية‪.‬‬

‫السيدة «شايفر بروس» نائب رئيس مصرف التنمية‬ ‫اآلسيوي لشعبة إدارة املعرفة والتنمية املستدامة‬

‫األهداف اإلمنائية لأللفية‪ :‬ضرورة‬ ‫تعزيز عمليات املساواة بني‬ ‫اجلنسني في منطقة آسيا واحمليط‬ ‫الهادئ‬ ‫لقد تضمنت محاور االجتماع السنوي‬ ‫ملصرف التنمية األسيوي حلقة نقاش‬ ‫والتي مت التركيز خاللها على ضرورة تنفيذ‬ ‫منطقة آسيا واحمليط الهادئ للمزيد من‬ ‫اجلهود من أجل حتسني عمليات التمكني‬

‫معرض شنغهاي‬

‫جناح األمم املتحدة يستقبل‬ ‫‪ 100‬ألف زائر‬

‫يعرض اجلناح اخلاص باألمم املتحدة في‬ ‫معرض شنغهاي املوضوع الرئيسي‬ ‫للمعرض‪ ،‬والذي ميثل التطلع املشترك‬ ‫إليجاد موطن أفضل للبشرية جمعاء‪ ،‬ال‬ ‫سيما في البيئات احلضرية‪ ،‬وقد استقبل‬ ‫هذا اجلناح نحو‪ 100‬ألف زائر‪ ،‬حيث مت عرض‬ ‫عمل األمم املتحدة واخملتص في تطوير‬ ‫الهياكل احلضرية والبيئة في جميع أنحاء‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫ويقول أحد الزائرين‪«:‬إن الصور ومقاطع‬ ‫الفيديو القصيرة قد ذكرتني مبسؤولياتنا‬ ‫جتاه التصدي ملظاهر الفقر واملرض‪ ،‬فضالً‬ ‫عن مسؤوليتنا جتاه احملافظة على البيئة‬ ‫ومصادر الطاقة‪ ،‬حيث أن هذا األمر ليس‬

‫وقد مت استعراض ورقة عمل للمجتمع‬ ‫املدني بعنوان‪ :‬التمكني االقتصادي للمرأة‪:‬‬ ‫بعض التجارب من منطقة آسيا واحمليط‬ ‫الهادئ‪ ،‬حيث مت بحث الدور الرئيسي لكل‬ ‫من الفتيات والنساء الشابات في دعم‬ ‫عمليات النمو االقتصادي في املنطقة‪،‬‬ ‫فضالً عن مناقشة اإلجراءات الالزمة‬ ‫لتضييق الفجوات اجلندرية‪ .‬كما بحث‬ ‫املشاركون في ورقة العمل التجارب حول‬ ‫حتسني مستويات فرص العمل املتاحة‬ ‫للمرأة‪ ،‬ومعايير العمل املرتبطة بالنوع‬ ‫البشري في منطقة آسيا واحمليط الهادئ‪.‬‬ ‫كما شددت السيدة «شايفر بروس» نائب‬ ‫رئيس مصرف التنمية اآلسيوي لشعبة‬ ‫إدارة املعرفة والتنمية املستدامة على‬ ‫عدم وجود أي عذر لدى واضعي السياسات‬ ‫واخملتصني لعدم االستثمار في عمليات‬ ‫متكني املرأة‪ .‬وأضافت‪«:‬إنني أرى فرصة ودورا ً‬ ‫منوطا ً فقط باألمم املتحدة‪ ،‬بل أنه منوط‬ ‫باجلميع‪ .‬كما أنه بإمكاننا تنفيذ جهود‬ ‫بسيطة ضمن هذا اإلطار‪ ،‬كالتخفيف من‬ ‫قيادة املركبات‪ ،‬واستخدام املواد القابلة‬ ‫إلعادة التدوير من أجل إنشاء مجتمع‬ ‫يتسم مبعدالت منخفضة من انبعاثات‬ ‫الكربون»‪.‬‬ ‫وقد أبدى العديد من الزوار اهتماما ً كبيرا ً‬ ‫باملنتدى‪ ،‬حيث سيتم تنظيم مناقشات‬ ‫مفتوحة خالل الشهور املقبلة‪ ،‬كما أعرب‬ ‫أحد األفراد عن إعجابه باملنتدى قائالً‪:‬‬ ‫«إنه ملن املثير لإلعجاب أن ترى أعالم الدول‬ ‫األعضاء على املقاعد‪ ،‬حيث ميثل هذا‬ ‫املنتدى صورة مصغرة الجتماعات اجلمعية‬ ‫العامة لألمم املتحدة»‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فقد كان هنالك إقبال‬ ‫للسياح على املتجر اخلاص باألمم املتحدة‬


‫منطقة آسيا واحمليط الهادي‬ ‫كبيرين ملؤسسة مثل مصرف التنمية‬ ‫اآلسيوي والشركاء اآلخرين للعمل على‬ ‫حتسني فعالية مباحثات السياسات‬ ‫العامة مع احلكومة لتسريع عمليات‬ ‫التطوير فيما يتعلق باألهداف اإلمنائية‬ ‫لأللفية املرتبطة بالنوع االجتماعي‬ ‫واملساواة بني اجلنسني»‪.‬‬ ‫وقد حققت منطقة آسيا واحمليط الهادئ‬ ‫تقدما ً كبيرا ً على حتقيق املساواة بني‬ ‫اجلنسني في التعليم االبتدائي والثانوي‪،‬‬ ‫بيد أن هنالك تأخرا ً ملحوظا ً على صعيد‬ ‫الرعاية الصحية واالجتماعية لكل من‬ ‫الفتيات والنساء‪ ،‬األمر الذي يشكل‬ ‫تهديدا ً أمام حتقيق األهداف اإلمنائية‬ ‫لأللفية بحلول عام ‪.2015‬‬ ‫كما أن اإلخفاق في حتسني مستويات‬ ‫الرعاية االجتماعية للمرأة يعمل بدوره‬ ‫بالتأثير على االقتصاد اإلقليمي األوسع‪،‬‬ ‫حيث أشارت إحدى الدراسات التي مت‬ ‫إعدادها من قبل اللجنة االقتصادية‬

‫واالجتماعية آلسيا واحمليط الهادئ إلى‬ ‫خسارة املنطقة ملا مجموعه ‪ 47‬مليار‬ ‫دوالرا ً سنويا ً نتيجة للقيود املفروضة على‬ ‫إمكانية حصول املرأة على فرص العمل‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فقد ساهم الركود العاملي‬ ‫أيضا ً في التأثير على مستويات العمالة‬ ‫النسائية‪ ،‬وذلك في ضوء تشكيل النساء‬ ‫للجزء األكبر من العاملني في اجملاالت‬ ‫الصناعية التصديرية والتي تأثرت بشدة‬ ‫نتيجة تدني مستويات الطلب عليها من‬ ‫قبل كل من الواليات املتحدة وأوروبا‪.‬‬ ‫وقد شدد املشاركون في االجتماع على‬ ‫ضرورة خلق إطار من التعاون األوثق ما‬ ‫بني مؤسسات اجملتمع املدني واحلكومات‪،‬‬ ‫والقطاع اخلاص والوكاالت املتعددة‬ ‫األطراف كمصرف التنمية اآلسيوي‪ ،‬وذلك‬ ‫بهدف تعزيز فرص حصول املرأة على رؤوس‬ ‫األموال والبنية التحتية املرتبطة بها من‬ ‫أجل التصدي للقضايا املرتبطة باملساواة‬ ‫بني اجلنسني‪.‬‬

‫كما باملتجر الصيني‪ ،‬وبهذا الصدد‪ ،‬أشار‬ ‫«ليفني» وهو أحد الزوار بالقول‪«:‬هذه‬ ‫فرصة لشراء تذكار يحمل شعار األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬األمر الذي ال ميكنك احلصول‬ ‫عليه في أي مكان آخر‪ ،‬وهنالك العديد من‬ ‫املنتجات الصينية داخل اجلناح‪ ،‬كالشاي‬ ‫األخضر واحلرير الصيني املعروف‪ ،‬وأنا ذاهب‬ ‫ألخذ بعض التذكارات اآلن»‪.‬‬

‫كما وافقت شركة شنغهاي لالستشارات‬ ‫الدولية على شراء انبعاثات األمم املتحدة‬ ‫ألغراض إنشاء وتشغيل جناح األمم املتحدة‪،‬‬ ‫وذلك من خالل البرنامج التطوعي للحد‬ ‫من االنبعاثات‪ .‬عدا عن ذلك‪ ،‬فتتولى شركة‬ ‫الصني للخدمات التقنية مهمة التحقق‬ ‫من معدالت انبعاثات الكربون الناجمة عن‬ ‫هذا اجلناح‪.‬‬

‫وقد أصبح جناح األمم املتحدة أول جناح‬ ‫في املعرض العاملي ميكن من خالله‬ ‫االشتراك بالبرنامج التطوعي خلفض‬ ‫االنبعاثات‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فقد أعرب‬ ‫مسؤولون من اللجنة التنفيذية لبرنامج‬ ‫خفض االنبعاثات خالل حفل إعالن جوائز‬ ‫البرنامج عن تقديرهم جلهود األمم املتحدة‬ ‫في خفض انبعاثاتها خالل فترة تنظيم‬ ‫معرض شنغهاي العاملي‪.‬‬

‫من جانب آخر‪ ،‬فإن شعار جناح األمم‬ ‫املتحدة «أرض واحدة‪ ،‬أمم متحدة واحدة»‬ ‫يعكس شتى اجلهود التي تنفذها مختلف‬ ‫الوكاالت التابعة لألمم املتحدة وتلك التي‬ ‫تنفذها املنظمات الشريكة لها في ميادين‬ ‫التنمية املستدامة‪ ،‬والتغير املناخي واإلدارة‬ ‫احلضرية‪ .‬كما أنه يعكس أيضا ً دور جناح‬ ‫األمم املتحدة في مجال خفض انبعاثات‬ ‫الكربون وحماية البيئة‪.‬‬

‫في بؤرة الضوء‬

‫الطاقة‬ ‫الصني‬ ‫ميثل وادي الطاقة الشمسية والذي يقع في مدينة‬ ‫«دوجو» في شمال الصني أكبر قاعدة إلنتاج الطاقة‬ ‫الشمسية في العالم أجمع‪ ،‬كما سيتم تنفيذ‬ ‫املشروع من قبل شركة «هيمني» للطاقة الشمسية‬ ‫وبتكلفة إجمالية تبلغ ‪ 740‬مليون دوالراً‪ ،‬حيث يهدف‬ ‫املشروع إلى استيعاب ‪ 100‬شركة بعد تشغيله‪ .‬إن‬ ‫الهدف األساسي يتمثل في أن تصبح هذه املنطقة‬ ‫«احملور الشمسي» في البالد‪ ،‬حيث سيتم إنشاء‬ ‫املصانع‪ ،‬ومركز للبحوث‪ ،‬ومناطق واسعة تتم إنارتها‬ ‫مبصابيح تعمل بالطاقة الشمسية‪.‬‬ ‫إدارة الكوارث‬ ‫منغوليا‬ ‫لقد تقدمت الوكاالت التابعة لألمم املتحدة واملنظمات‬ ‫اإلنسانية التي جتمعها شراكة مع األمم املتحدة بطلب‬ ‫للحصول على متويل تتجاوز قيمته ‪ 18‬مليون دوالرا ً‬ ‫بهدف مساعدة نحو ‪ 800‬ألف مواطن في منغوليا‬ ‫ممن يعانون من التأثيرات املشتركة ملوسم شتاء طويل‬ ‫وقارس والذي تلته حالة حادة من اجلفاف خالل موسم‬ ‫الصيف‪ .‬وقد أدت احلالة اجلوية غير املعتادة إلى تدمير‬ ‫حياة أكثر من ‪ 9‬آالف أسرة منغولية‪ ،‬والتي تعتمد على‬ ‫تربية املواشي كمصدر لكسب الدخل‪ ،‬وشراء الغذاء‬ ‫والوقود‪ .‬كما ساهمت اجلهات املانحة حتى الوقت‬ ‫احلاضر في توفير ‪ 1.3‬مليون دوالرا ً ملعاجلة هذه احلالة‬ ‫الطارئة التي تشهدها منغوليا‪ ،‬بيد أنه ال يزال هنالك‬ ‫عجز بقيمة ‪ 16.7‬مليون دوالرا ً والتي تعد ضرورية‬ ‫لتنفيذ االستجابة الفعالة في البالد‪.‬‬ ‫الطاقة‬ ‫جزر السلمون‬ ‫حاز أول مشروع مت تنفيذه ضمن برنامج شراكة‬ ‫الطاقة املتجددة وكفاءة الطاقة في منطقة جنوب‬ ‫شرق آسيا واحمليط الهادئ على اجلائزة الوطنية‬ ‫للطاقة لعام ‪ 2009‬جلزر السلمون‪ .‬كما عملت شركة‬ ‫خدمات الطاقة على تنفيذ مبادرة تضمنت تشغيل‬ ‫مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية في املنازل في جزر‬ ‫السلمون وكيريباتي‪ ،‬وذلك لالستعاضة عن املصابيح‬ ‫الضارة والتي تعمل بالكيروسني‪ .‬كما بلغت تكلفة‬ ‫الكيروسني لتشغيل املصابيح في كل منزل نحو ‪0.78‬‬ ‫دوالرا ً يومياً‪ ،‬في حني تبلغ تكلفة املصابيح التي تعمل‬ ‫بالطاقة الشمسية نحو ‪ 0.35‬دوالرا ً يومياً‪.‬‬ ‫الطاقة‬ ‫أذربيجان‬ ‫قدم مصرف التنمية اآلسيوي قرضا ً بقيمة ‪ 24‬مليون‬ ‫دوالرا ً إلنشاء مصنع متكامل إلنتاج اإلسمنت في‬ ‫أذربيجان‪ ،‬حيث يهدف املشروع إلى تعزيز مستويات‬ ‫إنتاج الطاقة وحتسني كفاءة مصادر الوقود‬ ‫املستخدمة‪ .‬كما ميثل هذا القرض أول استثمار‬ ‫ملصرف التنمية اآلسيوي ينفذه القطاع اخلاص في‬ ‫مجال البنية التحتية في إحدى دول آسيا الوسطى‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فمن املزمع أن يساهم هذا القرض‬ ‫في مساعدة شركة “‪ ”Garadagh Cement‬لزيادة‬ ‫مستويات إنتاج اإلسمنت بنحو ‪ 30‬في املائة لكي يبلغ‬ ‫إجمالي اإلنتاج ‪ 1.7‬مليون طنا ً سنوياً‪ .‬من جهة أخرى‪،‬‬ ‫فإن ذلك سوف يتزامن مع استبدال األفران احلرارية‬ ‫األربعة واملستخدمة حالياً‪ ،‬مما سيساهم في حتقيق‬ ‫خفض كبير في معدالت استهالك الطاقة في املصنع‪،‬‬ ‫إلى جانب خفض معدالت استهالك املياه واخمللفات‬ ‫السائلة‪ ،‬حيث أن ذلك سوف يؤدي إلى متاشي املصنع‬ ‫واملعايير البيئية املنصوص عليها دولياً‪.‬‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪26‬‬


‫في بؤرة الضوء‬

‫إفريقيا‬

‫األرض – أداة متقلبة في احلرب والسالم‬ ‫في شرق الكونغو‬ ‫تعد مستويات توفر األراضي العامل احلاسم عندما يتعلق األمر بالتوفيق بني اجملتمعات احمللية في أعقاب انتهاء النزاعات‪ .‬كما‬ ‫تتجذر هذه املسألة منذ عقود طويلة من الزمن في مقاطعة كيفو الشمالية في شرق الكونغو‪ ،‬وعادة ما تشكل عامالً بارزاً‬ ‫في نشوء االضطرابات والنزاعات العرقية‪ .‬وضمن هذا اإلطار‪ ،‬فقد مت التركيز على هذه املسألة في هذه املقالة املشتركة الثنني‬ ‫من خبراء برنامج املوئل‪ ،‬وهما‪ ،‬السيد عمر سيالر‪ ،‬رئيس مكتب برنامج املوئل في شرق الكونغو‪ ،‬وفلورينا بروياس‪ ،‬املسؤولة في‬ ‫برنامج األزمات التابع لبرنامج املوئل في نيروبي‪.‬‬

‫أعضاء فريق برنامج املوئل يسجلون أسماء األفراد املطالبني بضمان احليازة وتسوية مطالبات األراضي‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪27‬‬


‫إفريقيا‬ ‫ثمة العديد من املشاكل املرتبطة باألراضي‬ ‫في شمال كيفو والتي تنبع أساسا ً من‬ ‫عمليات تشريد السكان وعودتهم ملناطق‬ ‫سكنهم‪ ،‬سواء كانوا الجئني عائدين من‬ ‫دول أخرى‪ ،‬أو أفرادا ً مشردين داخليا ً ممن‬ ‫فروا من منازلهم‪ ،‬ولكنهم بقيوا في‬ ‫موطنهم‪.‬‬ ‫كما يوجد العديد من األفراد ممن يريدون‬ ‫استعادة أراضيهم‪ ،‬وعادة ما يجد أولئك‬ ‫األفراد تلك األراضي وقد حتولت بالكامل‪،‬‬ ‫حيث تتحول في بعض األحيان إلى مبان‬ ‫أراض لزراعة محاصيل جديدة‪،‬‬ ‫جديدة‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫أو باقية كما كانت عليه‪ .‬من جهة أخرى‪،‬‬ ‫فعادة ما يحصل املالك اجلدد على سندات‬ ‫ملكية لتلك األراضي‪ ،‬حيث يتم ذلك من‬ ‫خالل استعانتهم بأفراد في مراكز سلطة‬ ‫خالل أوقات األزمات‪ ،‬أو انهم يحصلون‬ ‫عليها من مصادر أخرى مشكوك بأمرها‪.‬‬ ‫إن هذا األمر يؤدي وبصورة حتمية إلى نشوء‬ ‫مظاهر العنف أو تنفيذ عمليات االعتقال‬ ‫التعسفي‪ ،‬عدا عن التعقيدات األخرى التي‬ ‫تزيد من تفاقم هذا احلال‪ ،‬وذلك نتيجة‬ ‫للتناقضات ما بني القانون وعمليات إدارة‬ ‫األراضي العرفية أو التقليدية‪.‬وبالرغم من‬ ‫سن قانون األراضي في كيفو الشمالية‬ ‫منذ عام ‪ ،1973‬إال أن القوانني العرفية هي‬ ‫السائدة بال منازع‪ ،‬كما أن الدولة ال تعترف‬ ‫سوى بسندات امللكية التي يتم إصدارها‬

‫من خالل السلطات اإلدارية‪.‬‬ ‫بيد أنه وفي ظل تزايد النزاعات على‬ ‫األراضي‪ ،‬فقد عمل برنامج املوئل على‬ ‫إعداد شراكة مع مفوضية األمم املتحدة‬ ‫لشؤون الالجئني للحيلولة دون نشوء‬ ‫النزاعات ما بني كل من الالجئني واملشردين‬ ‫لدى عودتهم إلى مناطق سكنهم‪.‬‬ ‫وقد بدأ املكتب اإلقليمي لبرنامج املوئل‬ ‫في غوما بالفعل بتنفيذ برنامج الوساطة‬ ‫هذا منذ شهر مايو ‪ /‬أيار من العام املاضي‪.‬‬ ‫عدا عن ذلك‪ ،‬فقد أصبح هذا البرنامج‬ ‫في الوقت احلالي عنصرا ً هاما ً من عناصر‬ ‫خطة إستراتيجية األمن واالستقرار التي‬ ‫تنفذها األمم املتحدة في إقليمي كيفو‬ ‫الشمالية وإيتوري‪.‬‬ ‫كما يعمل فريق من برنامج املوئل من‬ ‫مكتب في «كيتشانغا» والتي تقع في‬ ‫قلب إقليم كيفو الشمالية‪ ،‬حيث يعمل‬ ‫املكتب مبثابة مركز للمعلومات والوساطة‪،‬‬ ‫فضالً عن عمله الذي تضمن االستماع‬ ‫إلى أفراد من العامة من أجل جمع آرائهم‬ ‫ووجهات نظرهم حول التقدم احلاصل في‬ ‫جميع هذه املسائل‪.‬‬ ‫ويقول أحد األفراد في هذا الصدد‪«:‬إننا‬ ‫نشعر بالدعم الكبير الذي قدمه مركز‬ ‫وساطة األراضي جلميع السكان‪ ،‬حيث يتم‬ ‫تقدمي املساعدة لنا دون مقابل‪ ،‬ولم نسمع‬ ‫قط أي رأي منهم إزاء أي فرد واتهامه‬ ‫بالفساد‪ ،‬كما هو احلال لدى التوجه إلى‬ ‫الهيئات احمللية العرفية أو القضائية‬ ‫املوجودة في املنطقة‪ .‬كما يستقبل‬ ‫هذا املكتب جميع األفراد‪ ،‬بصرف النظر‬

‫في بؤرة الضوء‬

‫عن وضعهم االجتماعي‪ ،‬وعرقهم‪ ،‬أو‬ ‫قبيلتهم‪ ،‬حيث ال يوجد أي متييز فيما بيننا‬ ‫وهذا هو أحد أسباب جناح هذا املركز»‪.‬‬ ‫وفي هذا اجلزء من العالم حيث تتم‬ ‫إدارة مساحات واسعة من األراضي من‬ ‫قبل أمراء احلرب‪ ،‬وحيث تعم الفوضى‬ ‫نظرا ً للمساحات الكبيرة من األراضي‬ ‫والتي تتجاوز نطاق سيطرة احلكومة أو‬ ‫أية سلطات سياسية أو إدارية‪ ،‬فثمة‬ ‫منطقة والتي ارتبطت ارتباطا ً وثيقا ً‬ ‫مبصير رواندا‪ ،‬وذلك في ظل فرار أكثر من‬ ‫مليون الجئ رواندي من قبائل الهوتو إلى‬ ‫املنطقة بعد اإلبادة اجلماعية التي حدثت‬ ‫في منتصف التسعينيات ‪ -‬وعادة ما‬ ‫تسود مشاعر الغضب في هذه املنطقة‬ ‫باإلضافة لسرعة اشتعال فتيل املشاكل‬ ‫واالضطرابات لدى عودة األفراد ممن كانوا‬ ‫قاطنني في هذه املنطقة في السابق قبل‬ ‫فرارهم من أحداث العنف‪.‬‬ ‫بي شخص آخر لفريق الوساطة بأن‬ ‫كما نّ‬ ‫وجود مكتب برنامج املوئل قد ساهم في‬ ‫ثني أمراء احلرب احملليني وغيرهم من إثارة‬ ‫املتاعب‪ ،‬األمر الذي يخدم هدف السالم‬ ‫على نطاق أوسع‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫مت االستفسار من أشخاص آخرين حول‬ ‫دور هذا املركز في خدمة حتقيق السالم‪،‬‬ ‫حيث أشار أحد األفراد بالقول‪«:‬يعمل هذا‬ ‫املكتب على املساعدة في إيجاد أرضية‬ ‫مشتركة بني األطراف املتنازعة على‬ ‫األراضي‪ ،‬كما أنه يساعد األفراد على فهم‬ ‫ضرورة التوصل إلى احللول الوسط‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يحول دون نشوء نزاعات جديدة»‪.‬‬

‫املرجع‪ :‬برنامج املوئل‪ ،‬مكتب غوما‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪28‬‬


‫في بؤرة الضوء‬

‫إفريقيا‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬فثمة هدف آخر لبرنامج‬ ‫املوئل والذي يؤمل بأن يتم حتقيقه على‬ ‫املدى الطويل‪ ،‬حيث يهدف البرنامج‬ ‫إلى وضع إطار عمل مستدام لكل من‬ ‫السياسات العامة والتشريعات التي تتم‬ ‫صياغتها فيما يتعلق بعمليات التنمية‬ ‫العمرانية في املدن وإدارة األراضي‪ ،‬حيث‬ ‫سيتم ذلك على املستوى الوطني من خالل‬ ‫التعاون الوثيق ما بني برنامج املوئل ووزارتي‬ ‫الشؤون العقارية وتخطيط األراضي‪.‬‬ ‫ونظرا ً لعدم تسجيل األراضي في إطار‬ ‫القانون العرفي‪ ،‬فعادة ما يواجه األفراد‬ ‫املشردون صعوبة في إثبات حقوقهم‬ ‫الستعادة ملكية أراضيهم دون وجود دعم‬ ‫من القادة احملليني‪ .‬ولذلك‪ ،‬فثمة حاجة‬ ‫لتحديد السبل التي ميكن للمجتمعات‬ ‫احمللية من خاللها استعادة الثقة برؤساء‬ ‫اإلدارات احمللية من أجل حتقيق عمليات‬ ‫إدارة األراضي املستدامة في املستقبل‪.‬‬ ‫وباإلضافة لذلك‪ ،‬فيمكن القول بأن‬ ‫التوترات قد تفاقمت في هذه املناطق‬ ‫نتيجة لعدم املعرفة بقانون األراضي‬ ‫املنصوص عليه في عام ‪ 1973‬على نطاق‬ ‫واسع خارج املناطق احلضرية‪ ،‬فضالً عن‬ ‫تسوية الغالبية العظمى من معامالت‬ ‫األراضي أو النزاعات عليها من خالل‬ ‫القانون العرفي‪.‬‬ ‫كما يعد ذلك السبب الرئيسي لقيام‬ ‫برنامج املوئل بإنشاء مراكز املعلومات‬

‫لقد بات مركز كيتشانغا للوساطة معروفا ً على نطاق واسع‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪29‬‬

‫والوساطة‪ ،‬وذلك في ضوء عملها على‬ ‫أساس املشاركة مبا يتضمن اجملتمعات‬ ‫احمللية بحد ذاتها‪ ،‬حيث أنه قد بات يتسنى‬ ‫لألفراد مقابلة أعضاء فريق الوساطة‪ ،‬إلى‬ ‫جانب متكنهم من احلصول على املعلومات‬ ‫اخلاصة بحقوقهم‪ ،‬ومعرفتهم باإلجراءات‬ ‫حول كيفية التعامل مع مطالبات األراضي‬ ‫بشكل استباقي‪ ،‬والسعي لتحقيق‬ ‫الوساطة‪ ،‬واألهم من ذلك‪ ،‬توفير مستودع‬ ‫للقرارات املتخذة‪.‬‬ ‫وتساهم هذه املراكز أيضا ً في املساعدة‬ ‫على بناء قدرات السلطات احمللية ودعم‬ ‫احملاكم اخملتصة بالنظر في قضايا األراضي‪.‬‬ ‫عدا عن ذلك‪ ،‬فإن البرنامج األوسع للموئل‬ ‫يهدف إلى تعزيز عمليات إدارة األراضي‬ ‫القائمة وذلك من خالل تنفيذ اإلصالحات‬ ‫الالزمة على صعيد اإلطار القانوني‬ ‫لألراضي وتعزيز الالمركزية في إدارة‬ ‫األراضي‪ .‬كما تساهم عمليات تسجيل‬ ‫القرارات واملعلومات املرتبطة باألراضي من‬ ‫خالل هذه املراكز في دعم هذه العملية‬ ‫من خالل توفير املعلومات املوثقة وقاعدة‬ ‫بيانات تضم مختلف األراضي‪ ،‬واملالكني‪،‬‬ ‫واحلدود واملناطق التي سيتم تخصيصها‬ ‫في وقت الحق من خالل اإلدارة الالمركزية‬ ‫لألراضي‪.‬‬ ‫وباختصار‪ ،‬تعمل هذه املراكز على‬ ‫املساعدة في توطيد نظام إدارة األراضي‬ ‫إلى جانب معاجلة النزاعات الناشئة حول‬

‫األراضي على مستوى اجملتمع احمللي‪.‬‬ ‫أما من املنظور السياسي‪ ،‬فمن الواضح‬ ‫بأن إيجاد حل دائم لهذه املشاكل يتطلب‬ ‫وضع نهج متكامل يقوم على إيجاد صلة‬ ‫تربط ما بني األراضي وحقوق العائدين‪.‬‬ ‫وجتدر اإلشارة إلى أن القوانني الدولية‬ ‫التي مت وضعها حلفظ حقوق النازحني في‬ ‫منطقة البحيرات العظمى اإلفريقية‬ ‫لم يتم تطبيقها داخليا ً لضمان التنفيذ‬ ‫املتسق آلليات منح حقوق األراضي لألفراد‬ ‫العائدين‪.‬‬ ‫وال بد أيضا ً من تعزيز الهيئات السياسية‬ ‫واإلدارية من خالل تطبيق التشريعات‬ ‫اخلاصة باألراضي والتي تتضمن حلوال ً دائمة‬ ‫لضمان تنفيذ عمليات سليمة إلعادة‬ ‫إدماج األفراد العائدين إلى موطنهم‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬ونظرا ً للتداعيات املنبثقة عن‬ ‫املشاكل املرتبطة باألراضي في شرق‬ ‫الكونغو‪ ،‬وصالتها التي تربطها بالبلدان‬ ‫اجملاورة مبا قي ذلك كالً من رواندا‪ ،‬وبوروندي‪،‬‬ ‫وأوغندا‪ ،‬فال بد من إيجاد نهج إقليمي إذا‬ ‫ما كان هنالك هدف لتحقيق سياسات‬ ‫األراضي والتي من شأنها املساهمة في‬ ‫تنفيذ ميثاق األمن‪ ،‬واالستقرار والتنمية‬ ‫في منطقة البحيرات العظمى‪ .‬كما أن‬ ‫هذا األمر ينطوي بالطبع على العديد من‬ ‫اآلثار املترتبة على اجملتمع الدولي‪.‬‬


‫إفريقيا‬ ‫الشباب‬ ‫نيجيريا‬ ‫وقع برنامج املوئل وحكومة نيجيريا مذكرة تفاهم‬ ‫والتي سيتم من خاللها إنشاء إطار تعاون ما بينهما‬ ‫لتنفيذ نشاطات مشتركة يتم توجيهها للشرائح‬ ‫الشبابية‪ .‬كما أن هذه االتفاقية سوف تثمر بشكل‬ ‫خاص عن خلق إطار تعاون لتنفيذ مبادرات متكني‬ ‫الشباب النيجيري‪ .‬وقد جرى حفل التوقيع في مدينة‬ ‫نيروبي والذي جمع ما بني السيدة آنا تيبايجوكا‪،‬‬ ‫املديرة التنفيذية للبرنامج‪ ،‬والسيناتور أكينالبي‬ ‫أوالسونكامني‪ ،‬وزير التنمية الشبابية في نيجيريا‪.‬‬ ‫التغير املناخي‬ ‫إفريقيا‬ ‫أعلن بنك التنمية اإلفريقي عن إطالق مشروع لدعم‬ ‫املؤسسات اإلفريقية اخملتصة بقضايا املناخ والذي‬ ‫سيتم تنفيذه خالل الفترة املمتدة ما بني األعوام‬ ‫‪ .2012 – 2010‬كما ميثل هذا املشروع جزءا ً من اجلهود‬ ‫املتواصلة للبنك والرامية إلى التصدي للمشكالت‬ ‫املرتبطة بظاهرة التغير املناخي‪ ،‬حيث تبلغ التكلفة‬ ‫اإلجمالية املتوقعة لهذا املشروع نحو ‪ 37‬مليون دوالراً‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فسوف يساهم هذا املشروع في دعم‬ ‫أول عناصر برنامج املناخ من أجل التنمية في إفريقيا‬ ‫والذي يهدف إلى تطوير قدرات املراكز اإلفريقية املعنية‬ ‫بظاهرة التغير املناخي من أجل إيجاد وتوفير أكبر كم‬ ‫ممكن من املعلومات املرتبطة باملناخ‪.‬‬ ‫املياه‬ ‫زامبيا‬ ‫أعلن البنك الدولي عن إطالق إستراتيجية املساعدة‬ ‫القطرية للموارد املائية في زامبيا والتي تهدف إلى دعم‬ ‫احلكومة الزامبية في اجلهود املبذولة للتصدي ألبرز‬ ‫معوقات التنمية االقتصادية وجهود احلد من الفقر‪.‬‬ ‫كما حتدد هذه اإلستراتيجية عددا ً من اخليارات والتي‬ ‫ميكن أن يقدم البنك الدولي من خاللها املساعدة في‬ ‫تطوير أحد أكثر املوارد املتجددة توفرا ً في زامبيا‪ .‬وثمة‬ ‫دور أساسي وهام للمياه لضمان النجاح املستقبلي‬ ‫لزامبيا‪ ،‬بيد أنه وعلى الرغم من امتالك البالد ملوارد‬ ‫مائية هائلة‪ ،‬إال أن الكثير منها ال تزال غير مستغلة‪.‬‬ ‫الطاقة املائية‬ ‫إثيوبيا‬ ‫وقعت اثنتان من الشركات النرويجية لالستشارات‬ ‫الهندسية عقدا ً بقيمة ‪ 11.5‬مليون يورو (‪ 14.6‬مليون‬ ‫دوالراً) لتنفيذ خطط اجلدوى اخلاصة باثنني من مشاريع‬ ‫الطاقة املائية في إثيوبيا‪ .‬كما سيتم إجناز العمل‬ ‫مبشاركة شركة كهرباء فرنسا وشركة «سكوت‬ ‫ويلسون» البريطانية‪ ،‬حيث سيتم إعداد دراسات‬ ‫اجلدوى ملشروعي «ماندايا» و «بيكو آبو» للطاقة‬ ‫الهيدروليكية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فمن اخملطط أن يتم‬ ‫تنفيذ املشروعني في منطقة نهر «أباي» حيث يتوقع أن‬ ‫تبلغ الطاقة اإلنتاجية نحو ‪ 12.100‬جيجا وات ‪ /‬ساعة‬ ‫و ‪ 12.600‬جيجا وات ‪ /‬ساعة من الكهرباء سنويا ً لكل‬ ‫منهما على التوالي‪.‬‬

‫في بؤرة الضوء‬

‫الطاقة املتجددة‬

‫مساعي جنوب إفريقيا لتوسعة‬ ‫نطاق توفير الطاقة الكهربائية‬ ‫وافق البنك الدولي على منح قرض‬ ‫بقيمة ‪ 3.75‬مليار دوالر ملساعدة جنوب‬ ‫إفريقيا في حتقيق عمليات توفير الطاقة‬ ‫الكهربائية بصورة فعالة وموثوقة‪ ،‬إلى‬ ‫جانب توفير التمويل لبعض من أكبر‬ ‫محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح‬ ‫في العالم النامي‪ .‬كما يعد هذا القرض‬ ‫أول عملية إقراض رئيسية يقدمها البنك‬ ‫الدولي جلنوب إفريقيا منذ سقوط نظام‬ ‫الفصل العنصري قبل ‪ 16‬عاماً‪ ،‬ويتمثل‬ ‫الهدف الرئيسي منه في مساعدة ودعم‬ ‫الشرائح الفقيرة بشكل مباشر‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل توفير فرص العمل الناشئة لدى‬ ‫تعافي النظام االقتصادي من األزمة املالية‬ ‫العاملية كما من خالل زيادة مستويات‬ ‫الطاقة املتاحة لتوسعة نطاق فرص‬ ‫احلصول على الكهرباء‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فسوف يتم استغالل‬ ‫القرض من خالل مؤسسة كهرباء جنوب‬ ‫إفريقيا‪ ،‬إسكوم القابضة‪ ،‬وذلك ألغراض‬ ‫تعزيز قدرات توليد الطاقة‪ ،‬وتنفيذ برامج‬ ‫الطاقة املتجددة‪ ،‬وحتسني كفاءة الطاقة‬ ‫في البالد‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فسوف يساهم‬ ‫مشروع الدعم االستثماري ملؤسسة‬ ‫إسكوم في املشاركة في متويل عدد من‬ ‫تقنيات الطاقة‪ ،‬مبا في ذلك استكمال‬ ‫محطة «ميدوبي» لتوليد الكهرباء‪،‬‬ ‫وبتكلفة إجمالية تبلغ ‪ 3.05‬مليار‬ ‫دوالر‪ .‬عدا عن ذلك‪ ،‬فسوف يتم تنفيذ‬ ‫استثمارات أخرى لتجربة أداء مشروع‬ ‫محطة طاقة الرياح في منطقة «سيري»‪،‬‬ ‫ومشروع محطة الطاقة الشمسية بقدرة‬ ‫‪ 100‬ميجاوات في أبنجتون‪ ،‬ولتعزيز كفاءة‬ ‫استخدام الطاقة املنخفضة الكربون من‬ ‫خالل إنشاء سكة حديد لنقل الفحم‬ ‫وخفض معدالت انبعاثات غازات الدفيئة‪.‬‬ ‫وضمن هذا اإلطار‪ ،‬أشار السيد «أوبياجيلي‬ ‫إيزيكويسيلي»‪ ،‬نائب رئيس البنك الدولي‬ ‫ملنطقة إفريقيا بالقول‪ « :‬سوف تواجه‬ ‫جنوب إفريقيا العديد من الصعوبات‬

‫تسعى جنوب إفريقيا الى توفير الطاقة الكهربائية على نطاق‬ ‫أوسع الى جانب التصدي للمسائل املرتبطة بظاهرة التغير‬ ‫املناخي‬

‫ال سيما على صعيد الشرائح الفقيرة‬ ‫ومحدودية النمو االقتصادي ما لم تعمل‬ ‫على زيادة مستويات إمداد الطاقة»‪.‬‬ ‫«كما أن توفير الطاقة يعد امرا ً اساسيا ً‬ ‫ملكافحة مظاهر الفقر وحتفيز عمليات‬ ‫النمو‪ ،‬سواء كان ذلك في جنوب إفريقيا‬ ‫أو في املنطقة اإلفريقية األوسع نطاقاً‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن دعمنا ملؤسسة‬ ‫«إسكوم» يتضمن العديد من االستثمارات‬ ‫الضرورية لتعزيز قدرات توليد الطاقة لكل‬ ‫من الشركات الصغيرة والكبيرة‪ ،‬وخللق‬ ‫فرص العمل‪ ،‬واملساعدة في إرساء األسس‬ ‫ملستقبل الطاقة النظيفة من خالل‬ ‫تنفيذ االستثمارات في مجالي الطاقة‬ ‫الشمسية وطاقة الرياح»‪.‬‬ ‫وعلى صعيد متصل‪ ،‬فقد أشارت السيدة‬ ‫«روث كاغيا» مديرة البنك الدولي جلنوب‬ ‫إفريقيا إلى أهمية مشروع «إسكوم» ملا‬ ‫يوفره من فرصة فريدة من نوعها جملموعة‬ ‫البنك الدولي من أجل تعزيز شراكته‬ ‫مع حكومة جنوب إفريقيا‪ ،‬ومؤسسة‬ ‫«إسكوم»‪ ،‬واجلهات املمولة األخرى‪ ،‬فضالً‬ ‫عن توفير الفرصة ملساعدة البالد على‬ ‫رسم الطريق نحو الوفاء بالتزاماتها‬ ‫بشأن ظاهرة التغير املناخي إلى جانب‬ ‫تلبية متطلبات الطاقة الضرورية وامللحة‬ ‫لألفراد‪ .‬كما تتمثل الرؤية الرئيسية‬ ‫للمشروع في مساعدة جنوب إفريقيا‬ ‫التخاذ أولى اخلطوات الهامة نحو حتقيق‬ ‫مستقبل منخفض الكربون‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل تنفيذ االستثمارات في مشاريع‬ ‫الطاقة املتجددة على نطاق واسع‪ ،‬وحتفيز‬ ‫مجال الطاقة املتجددة الناشئة في جميع‬ ‫أنحاء إفريقيا‪.‬‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪30‬‬


‫في بؤرة الضوء‬

‫إفريقيا‬

‫احلد من الفقر‬ ‫رواندا‬ ‫وافق البنك الدولي على تقدمي منحة بقيمة ‪115.6‬‬ ‫مليون دوالر من املؤسسة الدولية للتنمية‪ ،‬مبا في ذلك‬ ‫‪ 29.5‬مليون دوالرا ً من خالل نافذة االستجابة السريعة‪،‬‬ ‫وذلك في مسعى ملساعدة حكومة رواندا على تطبيق‬ ‫اإلجراءات الرئيسية للسياسات العامة والتي مت‬ ‫حتديدها ضمن إستراتيجية التنمية االقتصادية واحلد‬ ‫من الفقر‪ .‬كما ستوفر هذه املنحة الدعم لتعزيز‬ ‫عمليات التصدير وخلق فرص العمل من خالل تعزيز‬ ‫مهارات السكان عبر حتسني نوعية اخلدمات املقدمة‬ ‫في مجاالت التعليم‪ ،‬والطاقة‪ ،‬والنقل‪ ،‬واملياه‪.‬‬ ‫اإلنشاء‬ ‫إفريقيا‬ ‫اجتمع مسؤولون من وزارات اإلسكان من جميع أنحاء‬ ‫إفريقيا في نيروبي بهدف بحث السبل التي ميكن من‬ ‫خاللها تشجيع عمليات إنشاء املباني اخلضراء في‬ ‫مدنهم‪ .‬كما نظم برنامج املوئل املؤمتر الذي تواصلت‬ ‫فعالياته ملدة ثالثة أيام حتت شعار «تعزيز املباني اخلضراء‬ ‫في إفريقيا»‪ .‬حيث خلص هذا املؤمتر إلى اإلعالن عن‬ ‫التزام البلدان بتعزيز وتشجيع أساليب البناء اخلضراء‪،‬‬ ‫إلى جانب توجيه دعوى لتشكيل الشبكة اإلفريقية‬ ‫جملالس املباني اخلضراء‪.‬‬ ‫التعليم‬ ‫إريتريا‬ ‫وافق صندوق التنمية اإلفريقي على تقدمي منحة بقيمة‬ ‫‪ 20‬مليون دوالرا ً للمساعدة في تنفيذ مشروع للتعليم‬ ‫العالي في إريتريا‪ .‬كما سيتم تخصيص هذه املنحة‬ ‫لتوسعة نطاق عمليات تطوير املوارد البشرية من‬ ‫أجل تعزيز برامج النمو االقتصادي واحلد من مستويات‬ ‫الفقر في البالد‪ .‬عدا عن ذلك‪ ،‬فسوف يساهم املشروع‬ ‫بصورة خاصة في بناء قدرات العاملني في مجاالت‬ ‫التعليم والبحوث ضمن مؤسسات التعليم العالي‬ ‫احمللية‪ .‬كما جتدر اإلشارة إلى أن قطاع التعليم العالي‬ ‫في إريتريا قد كان يواجه العديد من التحديات‪ ،‬والتي‬ ‫سوف تتم معاجلتها بدعم من صندوق التنمية‬ ‫اإلفريقي‪ ،‬وبخاصة فيما يتعلق بالنقص احلاصل في‬ ‫الكوادر الوطنية املؤهلة وعدم كفاية مرافق البنية‬ ‫التحتية األساسية‪.‬‬ ‫الطاقة املتجددة‬ ‫تنزانيا‬ ‫وافق اجمللس التنفيذي جملموعة البنك الدولي على منحة‬ ‫لدعم مشاريع الطاقة املتجددة التي يتم تنفيذها‬ ‫في تنزانيا‪ ،‬وتبلغ القيمة اإلجمالية لهذه املنحة‬ ‫نحو ‪ 25‬مليون دوالرا ً والتي سيتم توفيرها من خالل‬ ‫املؤسسة الدولية للتنمية‪ .‬كما تهدف هذه املبادرة‬ ‫إلى حتسني نوعية وكفاءة خدمات الطاقة الكهربائية‬ ‫في ثالث مناطق رئيسية في كل من دار السالم‪ ،‬أروشا‪،‬‬ ‫وكلماجنارو‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فسوف يتم أيضا ً إنشاء‬ ‫أساس مستدام لتوسعة نطاق عمليات تطوير الطاقة‬ ‫املتجددة في تنزانيا‪.‬‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪31‬‬

‫إن حكومة جنوب إفريقيا سوف تعمل‬ ‫على استخدام مجموعة من األشكال‬ ‫التكنولوجية في محاولة لتحقيق هدف‬ ‫احلفاظ على أكثر من ‪ 3‬آالف ميجاوات‬ ‫من الكهرباء من خالل إدارة جانب الطلب‬ ‫بحلول عام ‪.2013‬‬

‫التحضر‬

‫املديرة التنفيذية لبرنامج املوئل حتذر‬ ‫إفريقيا من التحديات احلضرية‬ ‫أكدت السيدة آنا تيبايجوكا‪ ،‬املديرة‬ ‫التنفيذية لبرنامج املوئل‪ ،‬على اعتبار‬ ‫عملية التحضر كأحد أبرز التحديات التي‬ ‫تواجهها إفريقيا‪ .‬وقد صرحت السيدة‬ ‫تيبايجوكا بذلك لدى مشاركتها في‬ ‫املنتدى االقتصادي العاملي حول إفريقيا‬ ‫والذي مت تنظيمه في دار السالم‪ ،‬تنزانيا‪.‬‬ ‫كما أعربت عن أملها بأن يشكل هذا‬ ‫املنتدى رسالة للقادة السياسيني من أجل‬ ‫حتديد أولويات التنمية احلضرية‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل التصدي للمخاطر الناجمة عن‬ ‫عمليات التحضر املتسارعة‪.‬‬ ‫وأضافت‪«:‬تشهد إفريقيا وتيرة حتضر أسرع‬ ‫من أية قارة أخرى حول العالم‪ ،‬حيث أنها‬ ‫لن تبق قارة ريفية أبدا ً بحلول عام ‪،2030‬‬ ‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬إال أن هنالك قلة من‬ ‫الزعماء األفارقة ممن يأخذون هذه القضية‬ ‫على محمل اجلد‪ .‬وقد آن االوان لكي يعمل‬ ‫واضعو السياسات على إدماج خطط‬ ‫التنمية احلضرية اإلقليمية املتوازنة ضمن‬ ‫السياسات العامة‪ ،‬حيث يشكل ذلك احد‬ ‫أبرز مفاتيح النمو االقتصادي‪ ،‬وبخاصة ملا‬ ‫تتيحه االستثمارات في قطاعي البنية‬ ‫التحتية واإلسكان في املدن اإلفريقية من‬ ‫فرص للقطاع اخلاص»‪.‬‬ ‫وقد واصل املنتدى فعالياته على مدى ثالثة‬ ‫أيام حيث مت توفير فضاء ملناقشة السبل‬ ‫التي ميكن إلفريقيا من خاللها التصدي‬ ‫للتحديات الناشئة عن األزمة االقتصادية‪،‬‬ ‫وكيفية استغالل هذه األزمة كفرصة‬

‫إلعادة رسم خارطة الطريق املستدامة‬ ‫ملستقبل إفريقيا‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬فقد أكد الرئيس التنزاني‬ ‫«جاكايا كيكويتي» على اإلمكانات املتاحة‬ ‫في إفريقيا‪ ،‬إلى جانب توكيده على أهمية‬ ‫املنتدى االقتصادي العاملي حول إفريقيا‬ ‫والذي مت تنظيمه حتت شعار «إعادة النظر‬ ‫في إستراتيجية النمو في إفريقيا» ملا‬ ‫يوفره من إمكانية لتحديد الفرص التي‬ ‫تساهم في إطالق إمكانات النمو في‬ ‫إفريقيا‪.‬‬ ‫وأضاف‪«:‬متتلك القارة اإلفريقية كافة‬ ‫اإلمكانات‪ ،‬وقد شهدت هذه القارة منوا ً‬ ‫متواصالً على الرغم من حالة عدم‬ ‫االستقرار االقتصادي والتي يواجهها‬ ‫العالم في الوقت احلاضر‪ ،‬كما أنه سوف‬ ‫يتسنى لنا البحث في اإلستراتيجية‬ ‫اإلفريقية املعمول بها في الوقت احلاضر‬ ‫لضمان حتقيق غد أفضل»‪.‬‬ ‫وقد ناقشت الوفود املشاركة من ‪85‬‬ ‫دولة العوائق التي تواجه عمليات النمو‬ ‫االجتماعي واالقتصادي في إفريقيا‪،‬‬ ‫فضالً عن تخصيص عدد من حلقات‬ ‫النقاش وللمرة األولى للبحث في كل من‬ ‫املشاكل وإمكانيات التوسع احلضري في‬ ‫القارة اإلفريقية‪ ،‬حيث تضمن ذلك أيضا ً‬ ‫تنظيم جلسات خاصة ملناقشة عمليات‬ ‫التصميم العمراني والسكني املستدام‬ ‫جلميع األفراد في املناطق احلضرية‪.‬‬


‫منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‬

‫التعليم‬

‫األمم املتحدة تقدم أجهزة احلاسوب‬ ‫احملمول ألطفال فلسطني‬ ‫أبرمت وكالة االمم املتحدة إلغاثة وتشغيل‬ ‫الالجئني الفلسطينيني في الشرق األدنى‬ ‫(األونروا) شراكة مع منظمة (أو إل بي‬ ‫سي) – حاسوب محمول لكل طفل –‬ ‫وهي منظمة غير ربحية تتمثل مهمتها‬ ‫في املساعدة على متكني كل طفل في‬ ‫العالم من احلصول على فرص التعليم‬ ‫احلديث‪ ،‬وحتقيق الفرص التعليمية اجلديدة‬ ‫لنحو نصف مليون طفل فلسطيني من‬ ‫الالجئني بحلول عام ‪.2012‬‬ ‫وبهذا الصدد‪ ،‬فقد أشار السيد فيليبو‬ ‫غراندي‪ ،‬املفوض العام لألونروا‪ ،‬بالقول‪:‬‬ ‫«إن شراكتنا مع منظمة «أو إل بي سي»‬ ‫تنطوي على الكثير من اإلمكانيات‬ ‫ملساعدتنا على تطوير آليات العمل لدينا‪،‬‬ ‫حيث أنها جتمع بني الكثير من األولويات‬ ‫التي اعتبرها في غاية األهمية بالنسبة‬ ‫لألونروا‪ ،‬مبا في ذلك‪ :‬الشراكات امللموسة‪،‬‬ ‫والوسائل التكنولوجية املبتكرة‪ ،‬واملبادرات‬ ‫التعليمية احلديثة‪ ،‬وحتقيق األمل‬ ‫والطموح في مستقبل آمن للجيل القادم‬ ‫من الفلسطينيني»‪.‬‬ ‫كما تهدف هذه الشراكة إلى توزيع‬ ‫أجهزة احلاسوب احملمول على جميع‬ ‫أطفال الالجئني الفلسطينيني في جميع‬ ‫أنحاء منطقة الشرق األوسط بحلول‬ ‫عام ‪ ،2012‬عالوة على ذلك‪ ،‬فتعد مدارس‬ ‫األونروا أساسية ملهمة منظمة «أو إل‬ ‫بي سي» لتوفير أجهزة احلاسوب احملمول‬ ‫ذات الكفاءة من حيث استخدام الطاقة‬ ‫لألطفال في جميع أنحاء العالم‪ ،‬ال سيما‬ ‫لألطفال النازحني جراء نشوء النزاع وأولئك‬ ‫ممن يعيشون في حالة من الفقر املدقع‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فتتولى األونروا إدارة أحد‬ ‫أكبر النظم التعليمية في منطقة الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬كما أنها متثل اجلهة األبرز لتوفير‬ ‫التعليم لالجئني الفلسطينيني على مدى‬ ‫أكثر من ستة عقود‪ .‬عدا عن ذلك‪ ،‬توفر‬ ‫الوكالة التعليم اجملاني للمرحلة االبتدائية‬ ‫لألطفال الفلسطينيني الالجئني في‬ ‫خمسة مناطق – الضفة الغربية وقطاع‬ ‫غزة‪ ،‬ولبنان‪ ،‬وسوريا‪ ،‬واألردن‪.‬‬ ‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬فقد أشار السيد‬ ‫«نيكوالس نيجروبونتي» الرئيس التنفيذي‬

‫ومؤسس منظمة «أو إل بي سي» إلى‬ ‫طبيعة عمل املنظمة بالقول‪«:‬تتمثل‬ ‫مهمتنا األساسية في توفير األساليب‬ ‫التعليمية احلديثة والفرص املرتبطة بها‬ ‫لألطفال املعزولني واملستضعفني في‬ ‫العالم‪ ،‬مما ميكن أولئك األطفال من التواصل‬ ‫الدائم واكتساب املهارات واملعارف الالزمة‬ ‫لتحقيق املشاركة الكاملة واالزدهار في‬ ‫القرن احلادي والعشرين – حتى وإن كان‬ ‫الوصول إلى املدرسة أمرا ً مستحيالً»‪.‬‬

‫تساهم أجهزة احلاسوب احملمول في متكني الطالب من‬ ‫الالجئني من احلصول على األساليب التعليمية احلديثة‪.‬‬

‫كما تضمنت املرحلة األولية توزيع ‪2100‬‬ ‫جهاز حاسوب محمول في مدينة رفح‬ ‫(والتي تبعد ‪ 30‬كيلومترا ً عن مدينة غزة)‪،‬‬ ‫وذلك في جو احتفالي بحضور مسؤولني‬ ‫من املنظمة‪ ،‬ووكالة االونروا‪ ،‬وممثلني آخرين‬ ‫عن عدد من املنظمات غير احلكومية‬ ‫واجلهات املانحة‪ ،‬إلى جانب عدد من كبار‬ ‫الشخصيات احمللية‪ ،‬وأولياء أمور الطلبة‪،‬‬ ‫واملعلمني‪ ،‬والطالب‪.‬‬ ‫وفي إطار من التعاون‪ ،‬عملت وكالة األونروا‬ ‫مع املنظمة لتوفير التدريب للمعلمني‬ ‫وإعداد البرمجيات اخلاصة بأجهزة‬ ‫احلاسوب احملمول‪ ،‬االمر الذي مت جتسيده‬ ‫بتوفير التدريب الفعلي لنحو مائتي معلم‬ ‫وتشغيل أكثر من ‪ 150‬منوذج تعليمي‬ ‫إلكتروني‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فتعمل كل‬ ‫من منظمة «أو إل بي سي» واألونروا‬ ‫على تنفيذ تعاون مشترك إلعداد الكتب‬ ‫املدرسية اإللكترونية لكامل املنهاج‬

‫في بؤرة الضوء‬

‫التحضر‬ ‫منطقة الشرق األوسط‬ ‫نظم مكتب برنامج املوئل في الكويت اجتماعا ً لفريق‬ ‫اخلبراء والذي تواصلت محاوره على مدى يومني من‬ ‫أجل البدء في إعداد تقرير إقليمي جديد حول حالة‬ ‫املدن العربية‪ ،‬وذلك بالتعاون مع منظمة املدن العربية‬ ‫والصندوق العربي لإلمناء االقتصادي واالجتماعي‪ .‬وقد‬ ‫ضم االجتماع خبراء من الكويت والوطن العربي‪ ،‬أوروبا‬ ‫والواليات املتحدة‪ ،‬باإلضافة خلبراء من برنامج املوئل‪،‬‬ ‫وبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي‪ ،‬واللجنة االقتصادية‬ ‫واالجتماعية لغربي آسيا (اإلسكوا)‪ ،‬ومجموعة‬ ‫البنك الدولي‪ ،‬حيث متت مناقشة كالً من االجتاهات‬ ‫والتحديات احلضرية القائمة‪.‬‬ ‫التعليم‬ ‫اليمن‬ ‫يعمل البنك الدولي في الوقت احلالي على تنفيذ‬ ‫اإلجراءات اخلاصة مبنح قرض لليمن بقيمة إجمالية‬ ‫تبلغ ‪ 13‬مليون دوالرا ً ألغراض تطوير مجاالت التعليم‬ ‫العالي والبحث العلمي‪ .‬كما سيتم تخصيص الدعم‬ ‫األكبر ملشروع حتسني جودة التعليم العالي في اليمن‬ ‫والذي يهدف إلى حتسني الشروط والظروف الالزمة‬ ‫لتعزيز نوعية التعليم اجلامعي وتشغيل اخلريجني‪ .‬من‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬فقد شهدت معدالت االلتحاق بالتعليم‬ ‫العالي منوا ً ملحوظا ً خالل األعوام األخيرة نتيجة‬ ‫إلنشاء جامعات خاصة جديدة باإلضافة لتطبيق‬ ‫برامج موازية لدفع الرسوم التعليمية‪.‬‬ ‫املياه‬ ‫قطر‬ ‫افتتحت كل من شركة «كونوكو فيليبس» وشركة‬ ‫«جنرال إلكتريك» للطاقة واملياه‪ ،‬وهي وحدة فرعية‬ ‫تابعة لشركة جنرال إلكتريك‪ ،‬املركز العاملي ألبحاث‬ ‫استدامة املياه في مدينة الدوحة‪ ،‬قطر‪ .‬كما مت افتتاح‬ ‫املركز املقام على أرض واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا‬ ‫برعاية معالي السيد عبد اهلل بن حمد العطية‪ ،‬نائب‬ ‫رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة في دولة‬ ‫قطر‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬فسوف يساهم هذا املركز في‬ ‫دعم عمليات تنفيذ مشاريع التنمية املستدامة والتي‬ ‫تعود بالنفع على اجملتمع احمللي‪ ،‬كبرامج تشجيع احلفاظ‬ ‫على موارد املياه‪ ،‬وتنظيم املعارض وورش العمل‪.‬‬ ‫الطاقة املتجددة‬ ‫لبنان‬ ‫خصصت احلكومة اللبنانية ما مجموعه ‪ 9‬ماليني‬ ‫دوالر لتنفيذ مشاريع الطاقة املتجددة‪ ،‬وذلك بهدف‬ ‫توليد ما نسبته ‪ 12‬في املائة من الطاقة الكهربائية‬ ‫في البالد من مصادر الطاقة املتجددة بحلول عام‬ ‫‪ .2020‬وضمن هذا اإلطار‪ ،‬فقد دعا وزير املياه والطاقة‬ ‫في احلكومة اللبنانية‪ ،‬السيد جبران باسيل‪ ،‬إلى‬ ‫تنفيذ التغييرات التنظيمية الالزمة للمساعدة على‬ ‫إدخال نظام الطاقة املتجددة في البالد‪ .‬كما بدأت‬ ‫الدولة بإعداد دراسة لتحديد أفضل املواقع لتوليد‬ ‫طاقة الرياح‪ ،‬حيث تهدف إلى توليد ‪ 500‬ميجاوات من‬ ‫الكهرباء من خالل تشغيل توربينات الرياح‪.‬‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪32‬‬


‫في بؤرة الضوء‬

‫منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‬

‫البيئة املستدامة‬

‫البنك الدولي يدعم عمليات إدارة‬ ‫املناطق الساحلية في مصر‬ ‫وافق البنك الدولي على تقدمي منحة بقيمة‬ ‫‪ 7.15‬مليون دوالرا ً لدعم مشروع إدارة‬ ‫منطقة اإلسكندرية الساحلية في مصر‪.‬‬ ‫كما ستساهم هذه املنحة في مساعدة‬ ‫مصر ضمن اجلهود التي تبذلها للتوفيق‬ ‫ما بني عمليات التنمية االقتصادية‬ ‫واالستدامة البيئية واالجتماعية وتطبيق‬ ‫نهج متكامل إلدارة املناطق الساحلية‪،‬‬ ‫ال سيما في ظل اإلعدادات اجلارية لوضع‬ ‫اإلستراتيجية الوطنية لإلدارة املتكاملة‬ ‫للمناطق الساحلية‪.‬‬ ‫ويقول السيد «ديفيد كريغ»‪ ،‬املدير‬ ‫القطري لكل من مصر‪ ،‬واليمن‪ ،‬وجيبوتي‬ ‫‪«:‬يسرنا أن تساهم هذه املنحة في دعم‬ ‫املشروع والتي تتماشى مع إستراتيجية‬ ‫املساعدة القطرية ملصر‪ ،‬وبخاصة لضمان‬ ‫االستدامة البيئية جنبا ً إلى جنب مع‬ ‫النمو االقتصادي»‪.‬‬ ‫إن الهدف الرئيسي للبرنامج يتضمن‬ ‫توفير إطار إستراتيجي واستثمارات صغيرة‬ ‫ومباشرة للحد من املصادر البرية للتلوث‬ ‫والتي تدخل إلى منطقة البحر األبيض‬ ‫املتوسط في أكثر املناطق تضررا ً في خليج‬ ‫املكس وبحيرة مريوط‪ .‬كما سيتضمن‬ ‫املشروع تنفيذ اآلليات التكنولوجية‬ ‫املبتكرة وذات التكلفة املنخفضة للحد‬ ‫من مظاهر التلوث الناجمة عن مياه‬ ‫الصرف الزراعية ومياه الصرف الصحي‬ ‫املنزلي في املناطق الريفية‪.‬‬ ‫عدا عن ذلك‪ ،‬فسيتم السعي أيضا ً لتنفيذ‬ ‫النشاطات االقتصادية واالجتماعية في‬ ‫املناطق الساحلية على نحو مستدام‪ ،‬إلى‬ ‫جانب حماية البيئة الساحلية في الوقت‬ ‫ذاته‪ .‬كما يؤمل بأن تنشأ تأثيرات إيجابية‬ ‫على البيئة نتيجة لعمليات احلماية‬ ‫والترميم التي سيتم تنفيذها لكل من‬ ‫التراث الساحلي والنظم البيئية‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪33‬‬

‫يهدف املشروع إلى احلد من كمية التلوث التي تصب في‬ ‫البحر األبيض املتوسط‬

‫في املنطقة‪.‬‬ ‫وضمن هذا اإلطار‪ ،‬فقد بني السيد ماجد‬ ‫حامد‪ ،‬رئيس فريق العمل في البنك الدولي‪،‬‬ ‫بأن هذا املشروع سوف يساهم في خفض‬ ‫مصادر التلوث التي تتسرب إلى بحيرة‬ ‫مريوط ومن ثم إلى البحر األبيض املتوسط‬ ‫حيث سيتم ذلك من خالل تنفيذ التدابير‬ ‫الالزمة للحد من التلوث‪ ،‬إلى جانب وضع‬ ‫اآلليات املناسبة واملتكاملة لعمليات إدارة‬ ‫املوارد الساحلية»‪.‬‬ ‫كما سيتم تنفيذ املشروع كجزء من‬ ‫الشراكة اإلستراتيجية ما بني مرفق‬ ‫البيئة العاملي في البنك الدولي وبرنامج‬ ‫األمم املتحدة للبيئة للنظم اإليكولوجية‬ ‫البحرية الكبيرة في منطقة البحر‬ ‫األبيض املتوسط والتي ستساهم في‬ ‫دعم االستثمارات الرأسمالية‪ ،‬واألدوات‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وتنفيذ اإلصالحات املرتبطة‬ ‫بالسياسات العامة‪ ،‬وتعزيز املؤسسات‬ ‫العامة ومستويات املشاركة الشعبية‪.‬‬ ‫إن املناطق الساحلية في جميع أنحاء‬ ‫العالم ترزح حتت ضغوط كبيرة نتيجة‬ ‫لالستخدامات البشرية والتي ستزداد‬ ‫أيضا ً جراء ظاهرة التغير املناخي‪ ،‬وفي‬ ‫ظل التوقعات بارتفاع مستويات البحار‪،‬‬ ‫وزيادة هبوب العواصف‪ ،‬واالرتفاع املتوقع‬ ‫في درجات احلرارة‪ ،‬فإن التحدي األبرز سوف‬ ‫يتمثل في إدارة النشاطات الساحلية‬ ‫بأسلوب مستدام بالتوازي مع ضمان‬ ‫صحة النظم البيئية الساحلية‪.‬‬

‫الزراعة‬ ‫املغرب‬ ‫أعلنت مؤسسة التمويل الدولية‪ ،‬عضو مجموعة‬ ‫البنك الدولي‪ ،‬توقيع اتفاقية مع حكومة اململكة‬ ‫املغربية بهدف املساعدة في حتسني سبل توفير‬ ‫إمدادات املياه ودعم القطاع الزراعي‪ .‬كما ستساهم‬ ‫مؤسسة التمويل الدولية في توفير االستشارات‬ ‫ملساعدة وزارة الفالحة املغربية على هيكلة شراكة‬ ‫ما بني القطاعني العام واخلاص إلنشاء محطة لتحلية‬ ‫املياه والري في منطقة «شتوكا»‪ ،‬وهي منطقة‬ ‫يعتمد نشاطها الرئيسي على الزراعة‪ .‬كما تقدر‬ ‫الطاقة السنوية للمحطة ما بني ‪ 60‬إلى ‪ 85‬مليون‬ ‫متر مكعب من املياه‪ ،‬حيث ستقدم مؤسسة التمويل‬ ‫الدولية املساعدة الالزمة لضمان االستدامة املالية‬ ‫والبيئية للمشروع‪.‬‬ ‫الطاقة الشمسية‬ ‫اململكة العربية السعودية‬ ‫أعلنت اململكة العربية السعودية عن إبرام شراكة مع‬ ‫شركة «آي بي إم» إلنشاء محطة لتحلية املياه تعمل‬ ‫بالطاقة الشمسية‪ ،‬وذلك باالعتماد على نتائج دراسة‬ ‫اجلدوى التي سيتم إعدادها‪ ،‬ومن املزمع أن يتم إنشاء‬ ‫احملطة في مدينة اخلفجي في شمال شرق اململكة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فسوف تتضمن هذه احملطة استخدام‬ ‫تقنيات تعتمد على كثافة ضوئية عالية جداً‪ ،‬والتي‬ ‫سيتم إعدادها بشكل مشترك ما بني شركة «آي بي‬ ‫إم» ومدينة امللك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا‪،‬‬ ‫حيث يتوقع أن تساهم هذه احملطة في توفير ‪30.000‬‬ ‫مترا ً مكعبا ً من املياه يوميا ً لسد احتياجات أكثر من‬ ‫‪ 100‬ألف نسمة‪.‬‬ ‫املياه‬ ‫أبو ظبي‬ ‫أعلنت هيئة مياه وكهرباء أبو ظبي عن تقدمي‬ ‫مساهمة لبرنامج املوئل بقيمة ‪ 3‬ماليني دوالراً‪ ،‬وقد مت‬ ‫تقدمي املنحة للصندوق االستئماني لتطوير مشروعات‬ ‫املياه والتي مت تخصيصها بالكامل لتحالف الشراكة‬ ‫العاملية للمزودين باملياه‪ ،‬والذي ميثل شبكة يديرها‬ ‫برنامج املوئل بهدف مساعدة مشغلي املياه على دعم‬ ‫بعضهم البعض من خالل عمليات التوأمة وغيرها من‬ ‫أشكال الدعم غير الربحية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فسوف‬ ‫تستضيف الهيئة مكتب ممثل التحالف للدول العربية‬ ‫في مقرها في أبو ظبي للسنوات الثالثة املقبلة‪.‬‬


‫منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‬ ‫العراق ‪ -‬إعالن سياسة اإلسكان الوطنية‬ ‫للعراق بالتزامن مع االحتفال باليوم‬ ‫العاملي للموئل‬ ‫قامت وزارة اإلعمار واإلسكان في العراق‬ ‫بإطالق سياسة اإلسكان الوطنية للعراق‬ ‫احتفاال باليوم العاملي للموئل في حفل متّ‬ ‫في بغداد‪.‬ومتثل هذه السياسة استجابة‬ ‫الحتياجات السكن في العراق مبا يضمن‬ ‫منح حق السكن واملأوى املالئم جلميع‬ ‫املواطنني‪.‬وقد بلغ معدل العجز السكني‬ ‫في العراق ما يقارب مليوني وحدة سكنية‬ ‫‪ ،‬مبا يؤثر سلبا على حوالي ثالثمائة ألف‬ ‫عائلة عراقية في عموم البالد‪ .‬ان النظام‬ ‫املركزي احلالي لتوفير السكن غير قادر على‬ ‫تلبية الطلب املتزايد على السكن الناجت‬ ‫عن الزيادة في السكان والتحضر إضافة‬ ‫إلى تداعي حالة املساكن القائمة ‪ .‬حاليا‬ ‫يعيش ‪ %71‬من سكان العراق في مناطق‬ ‫حضرية و ‪ %37‬من املساكن احلضرية يصل‬ ‫مستوى اإلشغال فيها إلى ‪ 3‬أشخاص أو‬ ‫أكثر لكل غرفة‪ .‬و حسب التعريف العاملي‬ ‫للموئل‪ ،‬فيعاني ما نسبته ‪ %57‬من سكان‬ ‫املناطق احلضرية من أوضاع مهمشة‬ ‫بشكل أو بأخر ‪.‬‬ ‫وعلى مدى األشهر الـثمانية عشر املاضية‬ ‫قام برنامج املوئل في العراق بدعم‬

‫وزارة اإلعمار و اإلسكان في صياغة هذه‬ ‫السياسة بالتشاور مع عدد من الوزارات‬ ‫املعنية بقطاع اإلسكان وجهات غير‬ ‫حكومية إضافة إلى خبراء إسكان محليني‬ ‫ودوليني‪ .‬وقد استندت هذه السياسة إلى‬ ‫حتليل احملاور الرئيسية في قطاع اإلسكان‬ ‫‪ :‬إدارة األراضي ‪ ،‬إنتاج املساكن ‪ ،‬متويل‬ ‫اإلسكان ‪ ،‬البنية التحتية لإلسكان‪ ،‬إدارة‬ ‫املساكن والصيانة ‪،‬مواد البناء و السكن‬ ‫العشوائي‪.‬‬ ‫وفي كلمته بهذه املناسبة‪ ،‬فقد أعرب‬ ‫السيد «دودو مباي» ممثل برنامج املوئل‬ ‫في العراق‪ ،‬عن عميق سروره إلطالق هذه‬ ‫السياسة في اليوم العاملي للموئل‪ ،‬وذلك‬ ‫نظرا ً ملا ستشكله من عالمة فارقة على‬ ‫طريق االستجابة الحتياجات السكن‬ ‫واملأوى وحتسني فرص احلصول على اخلدمات‬ ‫األساسية ‪ ،‬األمر الذي يعتبر على رأس‬ ‫أولويات عمل البرنامج في العراق‪ .‬وأضاف‪:‬‬ ‫«ومع ذلك ‪ ،‬فإن هذه ليست سوى نقطة‬ ‫انطالق‪ ،‬حيث أن التحدي احلقيقي يكمن‬ ‫في مرحلة التنفيذ‪ .‬كما يلتزم برنامج‬ ‫املوئل بالعمل مع مختلف الشركاء جلعل‬ ‫العراق بلد ينعم املواطن فيه بسكن و مأوى‬ ‫الئقني‪ .‬كما وأكد السيد مباي على أن هذا‬ ‫أمر بالغ األهمية في إحداث فارق إيجابي‬

‫في بؤرة الضوء‬

‫في حياة كل فرد عراقي»‪.‬‬ ‫كما حضر االحتفال عدد من الوزراء وممثلني‬ ‫من وزارة اإلعمار واإلسكان ‪ ،‬وزارة البلديات‬ ‫واألشغال العامة ‪ ،‬وزارة اخلارجية و مكتب‬ ‫رئيس الوزراء‪ ،‬وبحضور مم ّثل برنامج املوئل‪،‬‬ ‫السيد «دافيد اوبري» و عن برنامج األمم‬ ‫املتحدة اإلمنائي السيدة «ناتسوكو‬ ‫يوكاوا»‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬فسوف تعمل‬ ‫كلتا املنظمتني على دعم تنفيذ سياسة‬ ‫اإلسكان في املرحلة الثالثة من مشروع‬ ‫«بناء القدرات لقطاع اإلسكان في‬ ‫العراق»‪.‬‬ ‫وفي كلمة االفتتاح التي ألقتها معالي‬ ‫وزيرة اإلعمار واإلسكان السيدة «بيان‬ ‫دزيي» ‪ ،‬فقد أشادت بسياسة اإلسكان‬ ‫مؤكدة على متاشيها مع خطة التطوير‬ ‫الوطنية و كذلك مع منهج حكومة‬ ‫العراق في مرحلة إعادة البناء احلالية‪ .‬كما‬ ‫أشارت معاليها إلى املشاريع القائمة‬ ‫للوزارة واثنت على جهود العاملني فيها‬ ‫ومن معهم من خبراء أجانب و محليني‬ ‫و خاصة جهود برنامج املوئل في تقدمي‬ ‫الدعم الفني الجناز هذه السياسة ‪.‬‬

‫ورشة عمل إلنشاء مرصد اإلسكان‬ ‫يعمل برنامج املوئل على توفير الدعم‬ ‫لوزارة اإلعمار واإلسكان من أجل إرساء‬ ‫األسس إلحياء املرصد احلضري العراقي‬ ‫من خالل إنشاء مرصد أكثر تخصصا ً في‬ ‫مجال اإلسكان والذي سيعمل من خالل‬ ‫الوزارة‪.‬‬ ‫ولهذه الغاية‪ ،‬فقد مت تنظيم ورشة عمل‬ ‫استمرت ملدة أربعة أيام جملموعة محددة‬ ‫من موظفي الوزارة‪ ،‬وذلك خالل الفترة ما‬ ‫بني ‪ 14 – 11‬يوليو ‪ /‬متوز ‪ 2010‬في مدينة‬ ‫عمان‪ .‬كما تضمنت أبرز أهداف هذه‬ ‫الورشة إعداد أطر الرصد الالزمة‪ ،‬وتطوير‬ ‫عمليات جمع البيانات وحتليلها‪ ،‬ووضع‬

‫املبادئ التوجيهية الالزمة لصياغة السياسات الفعالة‪ .‬كما حضر ورشة العمل أعضاء‬ ‫مركز الرصد‪ ،‬باإلضافة ملشاركة ممثل عن وزارة التخطيط والتعاون اإلمنائي‪.‬‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪34‬‬


‫في بؤرة الضوء‬

‫أوروبا‬

‫قطاع النقل‬

‫اقتراح إنشاء سكة حديدية فائقة‬ ‫السرعة في اململكة املتحدة‬ ‫أعلن وزير النقل البريطاني قبل فترة‬ ‫وجيزة من تغيير احلكومة البريطانية عن‬ ‫املقترحات التي من شأنها أن حتدث ثورة‬ ‫في شبكة السكك احلديدية في بريطانيا‬ ‫من خالل إنشاء شبكة أولية فائقة‬ ‫السرعة والتي تربط مدينة لندن بكل من‬ ‫برمنغهام‪ ،‬ومانشستر‪ ،‬وشرق ميدالندز‪،‬‬ ‫وشيفيلد‪ ،‬وليدز‪ ،‬وذلك بتشغيل قطارات‬ ‫تصل سرعتها إلى ‪ 400‬كم ‪ /‬الساعة‪.‬‬ ‫إن إنشاء هذه الشبكة والتي متتد على‬ ‫مسافة ‪ 540‬كيلومترا ً سوف تعمل على‬ ‫تقليل املسافة من منطقة ميدالندز‬ ‫الغربية إلى لندن بحيث ال تتجاوز مدة‬ ‫الرحلة ما بينهما نصف الساعة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫لتقصير الفترة التي تستغرقها الرحالت‬ ‫من كل من ليدز‪ ،‬وشيفيلد‪ ،‬ومانشستر‬ ‫إلى العاصمة بحيث ال تتجاوز ‪ 75‬دقيقة أو‬ ‫أقل من ذلك‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فسوف يتم‬ ‫إنشاء صالت ما بني املسارات القائمة‪ ،‬مما‬ ‫سيتيح توفير خدمات القطارات السريعة‬ ‫إلى مدن مثل غالسكو‪ ،‬أدنبرة‪ ،‬نيوكاسل‪،‬‬ ‫وليفربول‪ ،‬حيث سيتم ذلك في أقرب وقت‬ ‫بعد تشغيل خطوط السكك احلديدية‬ ‫اجلديدة‪ .‬عدا عن ذلك‪ ،‬فسوف يتم النظر‬ ‫فيما بعد في توسعة الشبكة ضمن هذه‬ ‫املناطق وغيرها من الوجهات الرئيسية‪.‬‬ ‫كما تتضمن اخلطوة األولى ضمن هذا‬ ‫املقترح لبناء الشبكة إنشاء خط نقل‬ ‫سريع يصل لندن ببرمينغهام‪ ،‬والذي‬ ‫نشرت احلكومة البريطانية بشأنه‬ ‫التفاصيل املتعلقة بالطريق الذي متت‬ ‫التوصية بتنفيذ إنشائه من خالل شركة‬ ‫(‪ ، )HS2 Ltd‬حيث مت إنشاء هذه الشركة‬ ‫في شهر يناير ‪ 2009‬من قبل احلكومة‬ ‫لدراسة مشاريع إنشاء السكك احلديدية‬ ‫فائقة السرعة‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬فسوف‬ ‫يتم تنفيذ املشاورات العامة حول هذه‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪35‬‬

‫الطريق واإلستراتيجية الطويلة األجل‬ ‫لتلك السكك احلديدية في خريف هذا‬ ‫العام فضالً عن البدء بإعداد اخملططات‬ ‫التفصيلية للطرق التي تربط ما بني‬ ‫بيرمنغهام ومانشستر وليدز للتمكن من‬ ‫تنفيذ عمليات التشاور حول تلك اخلطوط‬ ‫في عام ‪.2012‬‬ ‫وبهذا الصدد‪ ،‬يشير وزير النقل بالقول‪« :‬‬ ‫إن الوقت قد حان لكي تخطو بريطانيا‬ ‫أولى اخلطوات اجلادة إلنشاء شبكة سكك‬ ‫حديدية فائقة السرعة للربط ما بني املدن‬ ‫الرئيسية‪ .‬كما أن خط النقل السريع‬ ‫والذي يربط ما بني لندن ونفق القنال‬ ‫قد أثبت جناحا ً واضحاً‪ ،‬وقد باتت هنالك‬ ‫العديد من البلدان األوروبية واآلسيوية‬ ‫والتي عملت على إنشاء شبكات النقل‬ ‫السريع‪ .‬عدا عن ذلك‪ ،‬فإنني أعتقد بأن‬ ‫هذه الشبكة سوف تكون ذات دور رئيسي‬ ‫وبارز في مستقبل بريطانيا‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬سوف تتطلب اململكة املتحدة‬ ‫على مدى السنوات العشرين والثالثني‬ ‫املقبلة تنفيذ خطوة جادة لتغيير قدرات‬ ‫قطاع النقل وربط املناطق ببعضها‬ ‫البعض من أجل تعزيز النمو االقتصادي‬ ‫الطويل األجل واالستجابة له على حد‬ ‫سواء‪ ،‬بيد أنه ال بد من تنفيذ ذلك على‬ ‫نحو مستدام‪ ،‬دون وجود أية آثار بيئية غير‬ ‫مقبولة‪ ،‬ومبا يتماشى مع اإلستراتيجية‬ ‫احلكومية املتبعة لتعزيز النظم‬ ‫االقتصادية املنخفضة الكربون»‪.‬‬ ‫ووفقا ً للمقترح‪ ،‬فسوف يتم تشغيل خط‬ ‫النقل السريع ما بني لندن وبيرمنغهام من‬ ‫محطة «يوسنت» إلى محطة مركز مدينة‬ ‫بيرمنغهام اجلديد‪ ،‬كما سيتم إنشاء‬ ‫محطة تبادل في غرب لندن‪ ،‬مما يتيح ربط‬ ‫اخلط اجلديد بصالت مباشرة إلى الغرب‪،‬‬ ‫ومدينة دوكالندز‪ ،‬وإلى اجلنوب الغربي من‬ ‫خالل اخلط الغربي الرئيسي وإلى مطار‬ ‫هيثرو من خالل طريق هيثرو إكسبرس‪.‬‬ ‫إضافة لذلك‪ ،‬فمن املمكن إنشاء محطة‬

‫تبادل أخرى في اجلنوب الشرقي من مدينة‬ ‫بيرمنغهام‪ ،‬مما يوفر خطوط مباشرة‬ ‫إلى مطار بيرمنغهام‪ ،‬واملركز الوطني‬ ‫للمعا ر ض و ا لطر يقني ا لسر يعني‬ ‫‪ M6‬و ‪.M42‬‬ ‫وعلى صعيد متصل‪ ،‬فقد حددت شركة‬ ‫(‪ )HS2‬مخصصات هذا املشروع بتكلفة‬ ‫تقدر بنحو ‪ 30‬مليار جنيها ً إسترلينيا ً‬ ‫(‪ 44.3‬مليار دوالراً) كما وجدت بأن التكاليف‬ ‫اإلنشائية للمشاريع الكبرى في اململكة‬ ‫املتحدة تفوق تكلفة املشاريع املشابهة‬ ‫لها في أماكن أخرى في أوروبا‪ ،‬وفي ضوء‬ ‫هذه األدلة‪ ،‬فسوف يتم إيجاد إطار من‬ ‫التعاون ما بني هيئة تطوير البنية التحتية‬ ‫في اململكة املتحدة – وهي اجلهة التي مت‬ ‫إنشاؤها للمساعدة على ضمان حتديد‬ ‫األولوية ملشاريع البنية التحتية املمولة‬ ‫من احلكومة – ووزارة النقل من أجل دراسة‬ ‫إمكانية خفض تكاليف اإلنشاء وسبل‬ ‫تنفيذها‪ .‬بيد أنه قد تنشأ احلاجة لتنفيذ‬ ‫دراسة أعمق لتقديرات التكلفة التي‬ ‫حددتها الشركة بعد االنتهاء من هذا‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬فقد اقترحت احلكومة‬ ‫البريطانية حشد جميع اجلهود الرامية‬ ‫إلى إنشاء أية شبكة نقل فائقة السرعة‬ ‫وتنفيذها من خالل قانون واحد للطاقة‬ ‫الهجينة‪ ،‬وباالستناد إلى نتائج املشاورات‬ ‫واجلداول الزمنية البرملانية واملوافقة عليها‪،‬‬ ‫فإن ذلك سوف يتيح البدء بتنفيذ عمليات‬ ‫البناء في مطلع عام ‪ ،2017‬بحيث يتم‬ ‫افتتاح الشبكة على عدة مراحل ابتداء‬ ‫من عام ‪.2026‬‬


‫أوروبا‬

‫الشباب‬

‫احلاجة امللحة لتنفيذ حترك سريع‬ ‫للتصدي لظاهرة بطالة الشباب‬ ‫املتنامية‬ ‫أشار تقرير جديد صادر عن منظمة التعاون‬ ‫االقتصادي والتنمية إلى أن املعدالت‬ ‫املرتفعة أصالً لبطالة الشباب قد تشهد‬ ‫املزيد من االرتفاع خالل الشهور املقبلة‪،‬‬ ‫حيث تعرضت شريحة الشباب في بلدان‬ ‫منظمة التعاون والتنمية إلى ضرر كبير‬ ‫جراء األزمة االقتصادية‪ .‬كما يدعو هذا‬ ‫التقرير احلكومات لتركيز جهودها على‬ ‫تنفيذ اإلصالحات الالزمة والتي من شانها‬ ‫حتقيق النتائج السريعة دون احلاجة‬ ‫إلى زيادة في اإلنفاق‪ ،‬مبا في ذلك حتسني‬ ‫عمليات التدريب على آليات البحث عن‬ ‫فرص العمل‪ ،‬وحتديد اإلعانات التي يتم‬ ‫منحها للعاطلني عن العمل على املدى‬ ‫الطويل‪.‬‬ ‫ويحمل هذا التقرير عنوان «وظائف‬ ‫للشباب‪ :‬اليونان» ‪ ،‬والذي بني إمكانية‬ ‫ارتفاع معدالت البطالة بني الشباب لكي‬ ‫تبلغ ‪ 28‬في املائة بحلول نهاية عام ‪،2010‬‬ ‫مقارنة مع ‪ 25.3‬في املائة في شهر سبتمبر‬ ‫‪ /‬أيلول ‪ .2009‬من جهة أخرى‪ ،‬فإن معدالت‬ ‫بطالة الشباب قد كانت مرتفعة في‬ ‫اليونان حتى قبل حدوث األزمة االقتصادية‪،‬‬ ‫حيث سجلت أحد أعلى املعدالت بني بلدان‬ ‫منظمة التعاون والتنمية بنسبة ‪ 20.6‬في‬ ‫املائة في عام ‪ 2008‬باملقارنة مع املتوسط‬ ‫الذي سجلته البلدان األخرى األعضاء في‬ ‫املنظمة والبالغ ‪ 13.2‬في املائة‪ .‬كما يعد‬ ‫الشباب اليوناني أكثر عرضة ملواجهة‬ ‫البطالة الطويلة األجل بنسبة الضعفني‬ ‫باملقارنة مع نظرائهم في غالبية الدول‬ ‫األعضاء في املنظمة‪ ،‬حيث كانت معدالت‬ ‫عمالة الشباب أقل بنحو ‪ 20‬نقطة مئوية‬ ‫باملقارنة مع املتوسط العام في بلدان‬ ‫منظمة التعاون والتنمية لعام ‪.2008‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فقد أشار السيد «اجنيل‬

‫جوريا» األمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫والتنمية بالقول‪«:‬تعد شريحة الشباب‬ ‫الفئة األكثر عرضة للتأثر بهذه األزمة‪ ،‬وال‬ ‫بد من تنفيذ كل اجلهود املمكنة لضمان‬ ‫بقاء الشباب اليونانيني على تواصل مع‬ ‫سوق العمل وبغية جتنب حدوث وصمة‬ ‫ضمن جيل واحد من الشباب على املدى‬ ‫الطويل»‪.‬‬ ‫كما أشار التقرير إلى أن اإلصالحات‬ ‫املعلنة في شهر أكتوبر ‪ 2009‬لتصويب‬ ‫برامج خبرات العمل وخفض اشتراكات‬ ‫الضمان االجتماعي للشركات الصغيرة‬ ‫التي توظف الشباب متثل خطوات في‬ ‫االجتاه الصحيح‪ ،‬إال أن عمليات املساعدة‬ ‫على إعادة التوظيف تتركز وبشكل كبير‬ ‫على اإلعانات املكلفة‪ ،‬وما يتصل بها من‬ ‫تكاليف العمل املرتفعة نسبيا ً وأنظمة‬ ‫الفصل الصعبة للعاملني‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يحول دون تشجيع أصحاب العمل على‬ ‫توظيف الشباب من غير ذوي اخلبرات‪ ،‬مما‬ ‫يجعل من الصعب على الشباب العثور‬ ‫على موطئ قدم في سوق العمل‪.‬‬

‫في بؤرة الضوء‬

‫من ممارسات الفصل التعسفي ومتديد‬ ‫الفترة التجريبية في حالة وجود عقود‬ ‫دائمة‪ ،‬ومساعدة الشركات التي توظف‬ ‫العاملني في أو حول احلد األدنى لألجور في‬ ‫الوظائف التي توفر مزايا التدريب حيث‬ ‫ميكن مساعدتها خلفض مساهماتها في‬ ‫الضمان االجتماعي‪ ،‬وإنشاء مسار مهني‬ ‫واحد للمرحلة الدراسية الثانوية من خالل‬ ‫الدمج ما بني التعليم الصفي والتعليم‬ ‫املهني‪ ،‬وتوسعة نطاق التدريب ليشمل‬ ‫التدريب املهني وتشجيع أرباب العمل‪ ،‬ال‬ ‫سيما في الشركات الصغيرة‪ ،‬للتوجه‬ ‫بشكل أكبر إلى تعيني املتدربني‪.‬‬

‫وبذلك‪ ،‬فيتضمن التقرير العديد من‬ ‫التوصيات ملساعدة اليونان على التصدي‬ ‫لهذه القضايا‪ ،‬مبا في ذلك‪ :‬دعوة البالد‬ ‫للشباب من أجل املشاركة في الدورات‬ ‫التدريبية اخلاصة بآليات البحث عن فرص‬ ‫العمل خالل املراحل األولى من البطالة‬ ‫وتخصيص البرامج األكثر تكلفة ألولئك‬ ‫ممن لم يتمكنوا من العثور على فرصة‬ ‫عمل بعد فترة من البحث والتي يتم‬ ‫حتديدها ورصدها‪ ،‬احلد من اإلعانات التي‬ ‫يتم تقدميها للموظفني ممن يتمتعون‬ ‫بالوظائف وفرص التدريب‪ ،‬وتوجيه تلك‬ ‫املعونات للشباب العاطلني عن العمل‪،‬‬ ‫ولألفراد العاطلني عن العمل من تاركي‬ ‫مقاعد الدراسة في مراحل مبكرة‬ ‫وللشباب الذين أمضوا أكثر من ستة‬ ‫أشهر عاطلني عن العمل وتاركني ملقاعد‬ ‫الدراسة‪ ،‬إضافة إلى التوجه نحو نوع واحد‬ ‫من عقود العمل مع توفير حماية مناسبة‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪36‬‬


‫في بؤرة الضوء‬

‫أمريكا الشمالية‬

‫التنمية احلضرية‬

‫االقتصادية والثقافية املستقبلية‪.‬‬

‫ضغط أعضاء مجلس الشيوخ لسن‬ ‫التشريعات اخلاصة بالتنمية احلضرية‬ ‫طرح رئيس جلنة العالقات اخلارجية مبجلس‬ ‫الشيوخ األمريكي «جون كيري»‪ ،‬تشريعا ً‬ ‫جديدا ً يهدف إلى التصدي للتحديات التي‬ ‫تواجهها عمليات التحضر في البلدان‬ ‫النامية‪ ،‬حيث مت ذلك في أعقاب الدورة‬ ‫اخلامسة للمنتدى احلضري العاملي‪ .‬كما‬ ‫يستند هذا التشريع إلى الرسالة املصورة‬ ‫التي وجهتها وزيرة اخلارجية األمريكية‪،‬‬ ‫السيدة «هيالري كلينتون»‪ ،‬واخلاصة‬ ‫بعمليات التحضر املستدام لدى انعقاد‬ ‫الدورة اخلامسة للمنتدى احلضري العاملي‬ ‫في مدينة ري ودي جانيرو في البرازيل‬ ‫بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ /‬آذار ‪ .2010‬كما تضمنت‬ ‫هذه الرسالة اقتراحا ً لتوسعة نطاق جهود‬ ‫الوكالة األمريكية للتنمية الدولية من‬ ‫أجل صياغة إستراجتيات أفضل لتحقيق‬ ‫التنمية احلضرية املستدامة‪ .‬عالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬فإن قانون التنمية احلضرية‬ ‫املستدامة واملقترح لعام ‪ 2010‬يسعى‬ ‫إلى التعامل مع النمو غير املسبوق ملناطق‬ ‫العشوائيات‪ ،‬واملعدالت املتزايدة للتلوث‪،‬‬ ‫ونظم النقل العام املثقلة باألعباء‪ ،‬وعدم‬ ‫توفر املساكن بأسعار مناسبة وفي متناول‬ ‫اجلميع‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬فإن مشروع القانون‬ ‫املطروح من شأنه توجيه مدير الوكالة‬ ‫األمريكية للتنمية الدولية لصياغة‬ ‫إستراتيجية مناسبة لتعزيز عمليات‬ ‫التنمية احلضرية املستدامة‪ ،‬والنظر في‬ ‫إنشاء جهة استشارية متخصصة في‬ ‫التنمية احلضرية‪ ،‬وتنفيذ مبادرة لصياغة‬ ‫اإلستراتيجيات احلضرية التي من شأنها‬ ‫مساعدة عدد من املدن في إعداد إطار‬ ‫للسياسات العامة من أجل حتقيق النمو‬ ‫وعمليات التنمية املستقبلية‪.‬‬ ‫وضمن هذا اإلطار‪ ،‬فقد أشار «كيري» إلى‬ ‫إدراك اجلميع ملبدأ اعتبار القرن احلادي‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪37‬‬

‫السيناتور «جون كيري»‬

‫والعشرين مبثابة قرن املدن‪ ،‬وأضاف‪«:‬ثمة‬ ‫انفجار يحصل في عمليات النمو احلضري‬ ‫في شتى أنحاء العالم‪ ،‬حيث باتت‬ ‫املناطق احلضرية بالفعل موطنا ً للغالبية‬ ‫العظمى من سكان العالم أجمع‪ ،‬إلى‬ ‫جانب تسجيل كثافة سكانية في مناطق‬ ‫العشوائيات واألحياء الفقيرة والتي بلغت‬ ‫نحو مليار نسمة‪ .‬بيد أن عملية التحضر‬ ‫سوف تلقى جتاهالً في منطقتنا‪ ،‬إال أنه ال‬ ‫بد على املواطنني املسؤولني في العالم من‬ ‫تسخير إبداعاتهم وابتكاراتهم لتعزيز كل‬ ‫من السبل املعيشية‪ ،‬واحليوية االقتصادية‬ ‫واالستدامة البيئية في مدننا»‪.‬‬ ‫من جهته‪،‬فقد أكد السناتور «ديك دوربني»‬ ‫على أن غالبية سكان العالم قد باتوا‬ ‫يعيشون في املدن في الوقت احلاضر وللمرة‬ ‫األولى في تاريخ البشرية‪ ،‬إضافة إلشارته‬ ‫للضغوط التي تفرضها عمليات التدفق‬ ‫من مناطق األرياف على املناطق احلضرية‬ ‫وعلى قدرتها لتوفير إمدادات املياه النقية‬ ‫وخدمات الصرف الصحي‪ ،‬واملساكن‬ ‫اآلمنة‪ ،‬والبنية التحتية الالزمة‪ .‬عدا عن‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن مشروع القانون اجلديد من شانه‬ ‫التركيز على عمليات النمو الذكي والتي‬ ‫سوف تساهم في ضمان توفير املدن‬ ‫لكل من املتطلبات اإلنسانية األساسية‬ ‫لسكانها‪ ،‬وألن تصبح تلك املدن احملاور‬

‫كما أشار السناتور «بينجامني كاردان»‬ ‫عضو اللجنة الفرعية للتنمية الدولية‬ ‫واملساعدات اخلارجية والتابعة للجنة‬ ‫العالقات اخلارجية مبجلس الشيوخ إلى‬ ‫أن املدن قد باتت موطنا ً لنحو نصف‬ ‫فقراء العالم‪ ،‬مما يحتم علينا السعي‬ ‫إليجاد احللول املناسبة للتصدي لظاهرة‬ ‫تنامي معدالت الفقر بحيث تساهم‬ ‫تلك احللول في تعزيز القدرة املستدامة‬ ‫للجهات الفاعلة احمللية والوطنية‪ ،‬وتعزيز‬ ‫التعاون بني اجلهات املعنية والتركيز على‬ ‫احتياجات الفئات األكثر تضرراً‪ ،‬وال سيما‬ ‫النساء‪.‬‬


‫األفراد‬

‫مشاهدة حضرية‬

‫احلاجة إلى تدريب قادة مدن املستقبل‬ ‫إن النظم االقتصادية احلضرية القوية تعد أساساً لتطوير كالً من مرافق البنية التحتية‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬والظروف املعيشية‬ ‫لألفراد‪ ،‬فضالً عن أهميتها في احلد من معدالت الفقر‪ .‬إال أن املدن قد باتت تتطلب وجود أفراد متمرسني من ذوي املهارات والدافعية‬ ‫الالزمة إلداراتها وحتقيق تلك األهداف‪ ،‬ولسوء احلظ‪ ،‬فإن احلال ليست كذلك في العديد من مناطق العالم‪ ،‬وبخاصة في البلدان‬ ‫النامية‪ .‬كما تتضمن هذه املقالة بقلم السيد «نيك ميتشيل» تركيزا ً على األهمية املتزايدة للتدريب في مجال اإلدارة احلضرية‬ ‫وحتديد القضايا التي حتتاج إلى معاجلة لزيادة فعالية هذه العمليات التدريبية على الصعيد العاملي‪.‬‬ ‫ثمة العديد من اآلثار السلبية الناجمة عن‬ ‫عمليات التحضر املتسارعة والتي ميكن أن‬ ‫تنعكس على املدن بحيث تصبح عرضة‬ ‫ملظاهر عدم االستقرار السياسي‪ ،‬وانعدام‬ ‫األمن الغذائي‪ ،‬واستنزاف املوارد وتغير‬ ‫املناخ‪ ،‬وذلك في حال عدم توفير التدريب‬ ‫الكافي ملدراء وقادة املدن‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬وإذا ما أريد للمدن وضع‬ ‫حد لهذه التحديات‪ ،‬فإنها تتطلب وجود‬ ‫قادة ومدراء وكوادر عمل مدربة وقادرة على‬ ‫اعتماد النهج املبتكرة والقوية لعمليات‬

‫تخطيط املدن‪ ،‬وإدارتها‪ ،‬ومتويلها‪ .‬وبهذا‬ ‫الصدد‪ ،‬فقد أشارت املديرة التنفيذية‬ ‫لبرنامج املوئل‪ ،‬السيدة آنا تيبايجوكا‪،‬‬ ‫خالل حفل افتتاح املركز الدولي للتدريب‬ ‫احلضري في جمهورية كوريا بالقول‪:‬‬ ‫« تتضمن بعض أهم أهدافنا إعداد قواعد‬ ‫التنمية احلضرية املستدامة واملنسجمة‬ ‫والدعوة إلى تنفيذها‪ ،‬حيث أنها تنطوي‬ ‫أيضا ً على حتسني كالً من املعارف واملفاهيم‬ ‫العاملية ملسائل التنمية احلضرية‪ ،‬إلى‬ ‫جانب بناء قدرات احلكومات‪ ،‬والسلطات‬ ‫احمللية وغيرهم من الشركاء في أجندة‬

‫برنامج املوئل‪ ،‬وذلك عبر تنفيذ عمليات‬ ‫التدريب والتعاون التقني»‪.‬‬ ‫إن احلاجة إلى عمليات التدريب في مجال‬ ‫اإلدارة احلضرية لم حتظ مبثل هذه األهمية‬ ‫أبداً‪ ،‬إال أنها قد باتت كذلك في ضوء اجلهود‬ ‫التي ينفذها برنامج املوئل وشركائه‬ ‫لتعزيز أهمية عمليات التنمية املستدامة‬ ‫باعتبارها كوسيلة إلدارة مظاهر الفقر‬ ‫وآثار التغير املناخي‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬وفي‬ ‫حال عدم تنفيذ عمليات اإلدارة احلضرية‬ ‫السليمة لعمليات التحضر املتسارعة؛‬

‫تتطلب املدن وجود قادة مدربني بشكل تام‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪38‬‬


‫مشاهدة حضرية‬

‫األفراد‬

‫السيدة «كارلي بينيك» رئيسة دائرة املشاريع الدولية‬ ‫في معهد دراسات اإلسكان والتنمية احلضرية‬

‫فإن ذلك لن يؤدي إال لتنامي الكثافة‬ ‫السكانية في األحياء الفقيرة والتي بلغت‬ ‫إلى حد اآلن مليار نسمة‪ ،‬إضافة لزيادة‬ ‫نسبة انبعاثات غازات الدفيئة واملتأتية من‬ ‫املدن‪ .‬ولذلك‪ ،‬فتعد عمليات التدريب وبناء‬ ‫القدرات مبثابة استثمار أساسي لتحقيق‬ ‫االستدامة في مدننا‪.‬‬ ‫ويعد شعار « بناء القدرات من أجل بناء‬ ‫القدرات» حجر الزاوية ضمن اإلستراتيجية‬ ‫التدريبية لبرنامج املوئل‪ .‬ومن هذا املنطلق‪،‬‬ ‫يوفر البرنامج الدعم التقني للمؤسسات‬ ‫التدريبية بغية متكينها من تنفيذ البرامج‬ ‫التدريبية املبتكرة والتي تستهدف كالً‬ ‫من احلكومات احمللية‪ ،‬واملنظمات غير‬ ‫احلكومية ومؤسسات اجملتمع احمللي‪ .‬كما‬ ‫يعمل برنامج املوئل على توفير الكتيبات‬ ‫التدريبية بشكل خاص لهذه املؤسسات‬ ‫باإلضافة إلى طرح املنهجيات التدريبية‬ ‫الالزمة لتمكينها من التكيف مع األدوات‬ ‫املعترف بها دوليا ً وتطبيقها ضمن‬ ‫السياقات احمللية‪.‬‬ ‫وبالرغم من استمرار التعاون ما بني‬ ‫برنامج املوئل ومعاهد التدريب في جميع‬ ‫أنحاء العالم‪ ،‬إال أنه ال زالت هنالك العديد‬ ‫من العقبات املتنوعة والتي تعيق أشكال‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪39‬‬

‫ال بد من توفير بيئة العمل املناسبة لألفراد املتدربني على مستويات عالية‬

‫التقدم احملرزة في اآلليات التدريبية في‬ ‫مجال اإلدارة احلضرية‪ ،‬ففي البداية‪ ،‬ال بد‬ ‫من إيجاد عالقة عمل وعمليات تنسيقية‬ ‫أفضل ما بني مصارف التنمية واملدن‬ ‫الباحثة على مصادر متويلية‪ .‬كما ينبغي‬ ‫إيجاد فهم متوازن من كال اجلانبني‪ ،‬اجلهات‬ ‫املانحة واجلهات املقترضة‪،‬‬ ‫مبا يعود بالنفع على كال اجلهتني‪ .‬عالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬فمن الضرورة مبكان ألن تدرك‬ ‫املصارف التنموية القيود الناشئة على‬ ‫صعيد كالً من املوارد واإلمكانيات التدريبية‬ ‫املتوفرة لدى بعض املدن‪.‬‬ ‫كما أشار السيد «مايكل بارتز» مدير‬ ‫مشاريع التنمية احلضرية في معهد‬ ‫«إنوينت» األملاني لبناء القدرات واملتخصص‬ ‫بالعمليات التدريبية في مجال اإلدارة‬ ‫احلضرية‪ ،‬بالقول‪«:‬عندما يتم متكني‬ ‫احلكومة احمللية من حتديد املشاريع املناسبة‬ ‫ووضع األولويات لكل منها‪ ،‬فال بد أيضا ً‬ ‫على اجلهات اخملتصة في املصارف التنموية‬ ‫أن تدرك أهمية التركيز على القنوات التي‬ ‫يتم توجيه االستثمارات إليها عوضا ً عن‬ ‫إنشاء مشاريع ضخمة وطموحة والتي‬ ‫لن تثمر عن النتائج املرجوة‪ ،‬كما أننا نرى‬

‫احد أهم األولويات في خيار التوجه إلى‬ ‫املصارف التنموية وتعريفها باملشكالت‬ ‫واحللول املمكنة لها أيضا ً على الصعيد‬ ‫احمللي»‪ .‬من ناحية ثانية‪ ،‬فإن برنامج املوئل‬ ‫يدرك النقص الذي ال يزال موجودا ً في فرص‬ ‫التدريب وندرة فرص التفاعل ما بني مدراء‬ ‫املناطق احلضرية‪ ،‬حيث ال يزال البرنامج‬ ‫يسعى إلى إنشاء شبكات املعرفة الالزمة‬ ‫ملعاجلة هذه املسألة‪.‬‬ ‫وعلى صعيد متصل‪ ،‬تشير السيدة‬ ‫«كارلي بينيك» رئيسة دائرة املشاريع‬ ‫الدولية في معهد دراسات اإلسكان‬ ‫والتنمية احلضرية ومقره في هولندا إلى‬ ‫«أحد اجلهود التي ينفذها برنامج املوئل‬ ‫بشكل رائع والذي يتمثل في الشبكات‬ ‫التي عمل على إنشائها لكل من األفراد‬ ‫واملؤسسات‪ ،‬حيث بات األفراد معروفني‬ ‫على أرض الواقع في العديد من البلدان‪،‬‬ ‫فضالً عن مساعدتهم في حتقيق التواصل‬ ‫وتنفيذ أطر التعاون»‪« .‬كما أن شبكة‬ ‫جامعة شركاء املوئل متثل مبادرة تسعى‬ ‫إلى حشد أفضل اجلهود املؤسسية والتي‬ ‫تركز على عمليات التنمية احلضرية‪.‬‬ ‫كما يسعى البرنامج أيضا ً إلى العمل‬ ‫مع األفراد لالستفادة من تلك الشبكات‪،‬‬


‫األفراد‬ ‫وبعبارة اخرى‪ ،‬إن لم يكن بإمكانهم فعل‬ ‫أي شيء مبفردهم‪ ،‬فبإمكانهم اتخاذ دور‬ ‫أساسي في العملية برمتها»‪.‬‬ ‫بيد أنه حتى وفي ظل توفر األفراد املدربني‬ ‫في املدن‪ ،‬ولكن أولئك األفراد سوف‬ ‫يفقدون احلافز والدافع للتحرك والتطور‬ ‫ما لم تعمل احلكومات احمللية على توفير‬ ‫ظروف العمل املناسبة‪.‬‬ ‫وبحسب كبير اخلبراء في دائرة السياسات‬ ‫احلضرية وتخطيط املدن في املعهد‪ ،‬السيد‬ ‫«فوربس ديفيدسون»‪ ،‬فثمة جانب واحد من‬ ‫مجمل هذا الوضع‪ ،‬أال وهو التدريب وبناء‬ ‫القدرات في مجال اإلدارة احلضرية‪ ،‬حيث‬ ‫تشير خبرتنا وجتاربنا إلى إمكانية حتقيق‬ ‫الكثير من خالل تلك العمليات‪ .‬أما اجلانب‬ ‫اآلخر من املعادلة فيتمثل في املؤسسات‬ ‫التي يعمل بها األفراد‪ ،‬حيث أننا عادة ما‬ ‫نرى عودة أولئك األفراد ملؤسساتهم حيث‬ ‫يشعرون باإلحباط نتيجة لتدني األجور‬ ‫التي يحصلون عليها مقابل وظيفة لرمبا‬ ‫ميكن اعتبارها أحد أهم الوظائف اإلدارية‬ ‫في العالم‪ ،‬وهي إدارة املدن الكبرى‪.‬كما‬ ‫أشار السيد «ديفيدسون» إلى أن هنالك‬ ‫العديد من األفراد العاملني في احلكومات‬ ‫احمللية للمدن‪ ،‬ولكنهم يحصلون على أجور‬ ‫متدنية للغاية‪ ،‬مما يدفع البعض منهم‬ ‫للعمل في وظيفة ثانية‪ ،‬حيث اعتبر هذا‬ ‫األمر في غاية الصعوبة بالنسبة لشخص‬ ‫يتمتع مبؤهالت عالية وحماس كبير‬ ‫إلحداث تغيير حقيقي لدى عمله في بيئة‬

‫غير مناسبة على اإلطالق‪ .‬إن تقدمي احلوافز‬ ‫اجلذابة وبيئة العمل املناسبة في مجال‬ ‫اإلدارة احلضرية من شأنه استقطاب‬ ‫األشخاص املؤهلني للعمل‪ ،‬مما سيساهم‬ ‫في حتقيق حتسن كبير في مستويات‬ ‫الكفاءة اإلدارية للمدن‪ ،‬ومتكني تلك املدن‬ ‫من االستفادة من املوارد احملدودة لتنفيذ‬ ‫سياسات التنمية احلضرية املستدامة‪.‬‬ ‫بيد أن عمليات تدريب األفراد لن تعود بأية‬ ‫فائدة ما لم يتم استخدام املدراء بشكل‬ ‫مناسب‪ ،‬وإال‪ ،‬فسوف تتمثل النتيجة في‬ ‫امتالك القدرات التي ال ميكن تطبيقها‬ ‫على نحو فعال‪ ،‬وتعلق السيدة «كارلي‬ ‫بينيك» على هذا املوضوع بالقول‪ »:‬ال‬ ‫ميكننا إيجاد أفراد يتمتعون مبستويات‬ ‫تدريبية وتعليمية عالية املستوى ممن‬ ‫يعودون إلى حكوماتهم للتخبط مرة‬ ‫أخرى في مستنقعات املؤسسات التي‬ ‫يعملون بها‪ ،‬مما يلغي دورهم في حتقيق‬ ‫التغيير الفعال»‪.‬‬ ‫إال أنه وفي ظل احلاجة لتحسني ظروف‬ ‫العمل في احلكومات احمللية من أجل‬ ‫تشجيع األفراد املؤهلني وحتفيزهم للعمل‬ ‫في مجال اإلدارة احلضرية‪ ،‬إال أن هنالك ما‬ ‫يسبق هذه املرحلة‪ ،‬أال وهو التمكن من‬ ‫الوصول إلى األفراد في بلدان مختلفة‪،‬‬ ‫األمر الذي يشكل العقبة الرئيسية أمام‬ ‫برنامج املوئل وشركائه‪.‬‬ ‫وقد بينت السيدة «بينيك» وجود نوع من‬ ‫اليأس إزاء عدد األفراد ممن ميكن الوصول‬

‫مشاهدة حضرية‬

‫إليهم‪ ،‬وأضافت‪«:‬اعتقد بأن برنامج املوئل‬ ‫لديه الفكرة ذاتها – كيف ميكننا الوصول‬ ‫إلى عدد أكبر من األفراد؟»‪« ،‬ويستقبل‬ ‫مركزنا العديد من األفراد ممن يأتون للدراسة‬ ‫للحصول على درجة املاجستير في اإلدارة‬ ‫احلضرية‪ ،‬إال أن عدد األفراد املسجلني‬ ‫سنويا ً ال يتجاوز املائة فرد‪ ،‬ولكن ما نود‬ ‫تنفيذه بالفعل هو الوصول إلى عدد أكبر‬ ‫من البلدان وإلى عدد أكبر من األفراد»‪ .‬إن‬ ‫الهدف من املؤسسات مثل معهد دراسات‬ ‫اإلسكان يتمثل في إخراج عدد كبير من‬ ‫األفراد احلاصلني على التدريب والتعليم‪،‬‬ ‫إلى جانب التمكن من إحداث التغيير‬ ‫األساسي على أرض الواقع والذي يتمثل‬ ‫في انخراطهم في العمل احلكومي‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬وفي ظل انتقال أكثر من‬ ‫نصف الكثافة السكانية العاملية للعيش‬ ‫في املدن في الوقت احلضر‪ ،‬فإن احلاجة إلى‬ ‫توفير التدريب في مجال اإلدارة احلضرية‬ ‫لم يكن يتمتع بهذا القدر من االهمية في‬ ‫أي وقت مضى‪ ،‬ولكن ال تزال هنالك العديد‬ ‫من العقبات التي حتول دون حتقيق التقدم‬ ‫امللموس‪ .‬كما ينبغي التصدي لهذه‬ ‫التحديات والعقبات إذا ما أرادت املدن‬ ‫احلصول على العدد الالزم لها من اخملتصني‬ ‫احلضريني من أصحاب املهارات والدوافع‪،‬‬ ‫ولكي تتمكن من مواكبة عالم آخذ في‬ ‫التحضر السريع‪.‬‬

‫معهد «إنوينت» األملاني لبناء القدرات‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪40‬‬


‫مشاهدة حضرية‬

‫مؤمترات‬

‫حتويل قطاع املياه‬

‫لقد تناول املؤمتر الدولي للمياه واملنعقد في مدينة باريس مسألة إمكانية حتمل اجملتمعات ذات الدخل املنخفض تكاليف اخلدمات‬ ‫الفعالة لتوفير إمدادات املياه – تقرير كريستوفر غاسون‪.‬‬

‫عرض السيد إيك سون تشان‪ ،‬مدير عام سلطة إمدادات مياه فنوم بنه‪ ،‬البرامج التي مت تنفيذها في كمبوديا‬

‫نشر املعهد الدولي إلدارة املياه في عام‬ ‫‪ 2006‬خريطة تبرز نقاط شح املياه في‬ ‫جميع أنحاء العالم‪ .‬كما مت حتديد البلدان‬ ‫التي تعاني من ندرة مواقع املياه باللون‬ ‫البرتقالي‪ ،‬في حني مت حتديد البلدان التي‬ ‫تعاني من «ندرة اقتصادية للمياه» باللون‬ ‫األرجواني‪ .‬إن الهدف األساسي من هذه‬ ‫اخلريطة قد متثل في لفت االنتباه إلى أنه‬ ‫وعلى الرغم من متتع بعض البلدان باملوارد‬ ‫املائية الوفيرة نسبيا ً ؛ إال أنها ال متتلك‬ ‫املوارد املالية الالزمة إلنشاء مرافق البنية‬ ‫التحتية الفعالة الستخدام تلك املياه‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬هل يعقل أن يكون ذلك صحيحاً؟‬ ‫هل ميكن أن جند دولة فقيرة للغاية مبا ال‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪41‬‬

‫ميكنها من توفير خدمات جيدة إلمدادات‬ ‫املياه؟ وقد كانت اإلجابة القاطعة بالنفي‬ ‫خالل القمة العاملية للمياه والتي عقدت‬ ‫في مدينة باريس في شهر نيسان ‪ /‬أبريل‬ ‫املاضي هي اإلجابة الواضحة والصريحة‬ ‫عن هذا السؤال‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فقد تضمنت قائمة‬ ‫املتحدثني الرئيسيني املشاركني في املؤمتر‬ ‫السيد «إيك سون تشان»‪ ،‬مدير عام‬ ‫سلطة إمدادات مياه فنوم بنه‪ ،‬والتي‬ ‫تقع ضمن املناطق احملددة باللون األرجواني‬ ‫ضمن اخلريطة السابقة الذكر‪ ،‬أي تلك‬ ‫البلدان التي تعاني من «ندرة اقتصادية‬ ‫للمياه»‪ ،‬حيث استعرض السيد «تشان»‬

‫كيفية حتويله للموارد املالية للسلطة‬ ‫التي يديرها على مدار األعوام منذ عام‬ ‫‪ 1993‬لدى تعيينه مديرا ً عاما ً لها‪.‬‬ ‫وفي معرض حديثه‪ ،‬أشار السيد «تشان»‬ ‫بالقول‪«:‬لقد بلغت نسبة سكان املدن‬ ‫احلاصلني على إمدادات املياه ‪ 20‬في املائة‬ ‫فقط‪ ،‬وقد كانت تلك اإلمدادات في حالة‬ ‫سيئة للغاية‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬فإن الفترة‬ ‫الزمنية لضخ املياه قد تراوحت ما بني‬ ‫ثماني إلى عشر ساعات يومياً‪ ،‬في حني‬ ‫بلغت نسبة اخلسائر املائية ‪ 72‬في املائة‪،‬‬ ‫عدا عن ذلك‪ ،‬فقد كانت عمليات حتصيل‬ ‫إيرادات املياه في غاية الصعوبة‪ ،‬حيث‬ ‫أن نسبة الفواتير التي يتم حتصيلها لم‬


‫مؤمترات‬

‫مشاهدة حضرية‬

‫ح ّلت جاللة امللكة نور احلسني كضيفة شرف في املؤمتر حيث عرضت على املشاركني التحديات املائية التي يواجهها األردن ومنطقة الشرق األوسط بشكل عام‬

‫تتجاوز ‪ 50‬في املائة»‬ ‫وقد أثمر برنامج التغيير الذي أطلقه‬ ‫السيد «تشان» عن رفع عدد عمليات‬ ‫التشبيك والربط بخدمات إمدادات املياه‬ ‫من ‪ 26.881‬ألفا ً إلى ‪ 200‬ألف في الوقت‬ ‫احلاضر‪ ،‬أي بتغطية بلغت ‪ 90‬في املائة‬ ‫جلميع أنحاء املدينة‪ .‬أما نسبة خسائر‬ ‫املياه فقد انخفضت إلى ‪ 5.94‬في املائة‪،‬‬ ‫كما بات السكان يتمتعون بخدمات إمداد‬ ‫املياه الصاحلة للشرب على مدار ‪ 24‬ساعة‬ ‫طوال أيام األسبوع‪.‬‬ ‫كما أشار السيد «تشان» إلى ذلك النجاح‬ ‫بالقول‪«:‬ميكنني أن أقول هنا بأن هنالك‬ ‫ثالثة عوامل ضمن الدروس املستفادة من‬ ‫التجربة‪ ،‬حيث يتمثل العامل األول في‬ ‫وجود اإلرادة السياسية‪ ،‬إضافة لذلك‪،‬‬ ‫فلم يكن بإمكاننا حتقيق النتائج احلالية‬ ‫دون تعديل الرسوم املفروضة وتنفيذ‬ ‫العمليات املستقلة‪ .‬كما أن احلياة سوف‬ ‫تكون أصعب بالتأكيد دون توفير املساعدة‬ ‫املالية والتي أتت في وقتها املناسب من‬ ‫خالل عمليات اإلقراض‪ ،‬حيث كانت عامالً‬ ‫أساسيا ً لنجاح البرنامج‪ .‬كما ميكنني‬ ‫القول هنا بأنه وعلى الرغم من تواصل‬ ‫تصنيف كمبوديا في املرتبة ‪ 158‬من‬ ‫البلدان األكثر فسادا ً في العالم‪ ،‬إال أن‬ ‫سلطة إمدادات مياه فنوم بنه تعمل على‬ ‫محاربة الفساد على جميع املستويات‪،‬‬ ‫بيد أنه ال ميكننا القول بأنها قد حتررت من‬ ‫ظاهرة الفساد بشكل تام‪ ،‬ولكننا نقوم‬ ‫بالتصدي لهذه الظاهرة قدر املستطاع‬

‫لكي نكون أكثر شفافية»‪.‬‬ ‫ولقد أصبحت السلطة تعتمد في الوقت‬ ‫احلالي على التمويل الذاتي‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫فائض التشغيل والذي يساوي ‪ 32‬في املائة‬ ‫من إيراداتها‪ .‬كما يتم حتويل هذا الفائض‬

‫لقد طرحت هذه القمة فرصة لتبادل األفكار واخلبرات‬ ‫بني الوفود املشاركة‬

‫لتسديد املبالغ املقترضة ألغراض‬ ‫إحداث التغيير‪ ،‬وتوسعة نطاق الشبكة‬ ‫وتطويرها‪ .‬وعلى الرغم من الزيادة احلادة‬ ‫األولى على الرسوم املدفوعة (من ‪0.10‬‬ ‫دوالرا ً ‪ /‬متر مكعب)‪ ،‬إال أن السلطة قد‬ ‫متكنت من ضبط تكلفة املياه بحيث‬ ‫لم تتجاوز ‪ 0.25‬دوالرا ً ‪ /‬متر مكعب خالل‬ ‫األعوام األخيرة‪ .‬كما يعزى ذلك النجاح‬ ‫إلى التوسعة السريعة لنطاق الشبكة‬ ‫وحتصيل اإليرادات مبعدل ‪ 99.9‬في املائة‪ ،‬مما‬ ‫ساهم في رفع اإليرادات املتأتية واحليلولة‬ ‫دون رفع الرسوم‪.‬‬ ‫وعلى صعيد متصل‪ ،‬فقد عرض السيد‬

‫«عبدول نيانغ»‪ ،‬مدير العمليات في‬ ‫سلطة مرافق املياه في السنغال‪ ،‬قصة‬ ‫مشابهة حول التغيير احلاصل في داكار‪،‬‬ ‫وهي مدينة أخرى فقيرة جدا ً ألن تتمكن‬ ‫من إنشاء بنية حتتية جيدة للمياه‪ ،‬حيث‬ ‫أشار إلى الدعم الذي مت توفيره من قبل‬ ‫جهة مقاوالت خاصة مما ساهم في متتع‬ ‫العاصمة بإمدادات متواصلة ملياه الشرب‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى تدني نسبة املياه املفقودة‬ ‫إلى ‪ 20‬في املائة‪ ،‬إضافة للتوسعة‬ ‫املستمرة لنطاق شبكة أنابيب املياه لكي‬ ‫تشمل مناطق خارج داكار‪ ،‬ويتمتع نحو‬ ‫‪ 1.8‬مليون نسمة في السنغال بخدمات‬ ‫إمدادات املياه منذ عام ‪ .1996‬عالوة على‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن هذا التحول لم يكن ممكنا ً دون‬ ‫اإليرادات املتأتية من الرسوم‪ ،‬حيث يتم‬ ‫خفض الرسوم ملستخدمي املياه من ذوي‬ ‫معدالت االستهالك املتدنية لكي تبلغ‬ ‫‪ 0.40‬دوالرا ً ‪ /‬متر مكعب من املياه‪ ،‬في حني‬ ‫تبلغ القيمة التي يدفعها املستخدمون‬ ‫العاديون ‪ 1.30‬دوالرا ً ‪ /‬متر مكعب‪ ،‬أما‬ ‫الشريحة ذات االستهالكات العالية‪،‬‬ ‫فتبلغ القيمة التي تدفعها ‪ 1.80‬دوالرا ً ‪/‬‬ ‫متر مكعب من املياه‪.‬‬ ‫وقد قدم العديد من املشاركني من‬ ‫الفلبني وأوغندا قصصا ً مماثلة حول اإلرادة‬ ‫السياسية والنماذج التمويلية املستدامة‬ ‫باعتبارها العوامل األبرز لتوسعة نطاق‬ ‫توفير إمدادات املياه في البلدان ذات الدخل‬ ‫املنخفض‪.‬‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪42‬‬


‫مشاهدة حضرية‬

‫إصدارات‬

‫شريحة الشباب وحتقيق األهداف اإلمنائية‬ ‫لأللفية‬ ‫يطرح السيد «خوسيه فرناندو ماتا بيش» املسؤول في قسم الشركاء والشباب في برنامج‬ ‫املوئل حملة حول دور الشريحة الشبابية وضرورة تركيز اجلهود التنموية على هذه الشريحة‬ ‫وذلك في ضوء اإلستراتيجية املوجهة نحو حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية‪ ،‬إلى جانب اعتبار‬ ‫فئة الشباب ذات صلة مباشرة باألهداف اإلمنائية لأللفية وفي ضوء تشكيلهم ألكثر من‬ ‫نصف سكان العالم‪.‬‬ ‫لقد أشارت مختلف اإلحصائيات والتقارير األخيرة‬ ‫إلى تسجيل األفراد دون سن الرابعة والعشرين‬ ‫الشريحة األكبر من العاطلني عن العمل في‬ ‫العالم أجمع‪ ،‬فضالً عن عيش أولئك األفراد في‬ ‫حالة من الفقر – وهو العامل الذي ينبغي حتقيق‬ ‫خفض به ضمن غالبية األهداف اإلمنائية لأللفية‬ ‫إن لم يكن ذلك ضمن جميع تلك األهداف‪ .‬أما‬ ‫اجلانب املشرق في هذه املسألة؛ فإنه يتمثل في‬ ‫تزايد االهتمام الذي يتلقاه الشباب ومشاركتهم‬ ‫املتزايدة أيضا ً في عمليات صنع القرار والتنمية‪،‬‬ ‫وهو ما ينعكس من خالل اجملالس واللجان‬ ‫االستشارية الشبابية العاملة ضمن مختلف‬ ‫املؤسسات والبرامج الدولية‪ ،‬وما من مثال أفضل‬ ‫على ذلك من التجمع الشبابي الضخم والذي‬ ‫يتم تنظيمه عشية افتتاح كل دورة من دورات‬ ‫املنتدى احلضري العاملي‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فإن حتقيق األهداف اإلمنائية‬ ‫لأللفية ميثل جهدا ً مشتركاً‪ ،‬وفي ضوء ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫اجلهود املوجهة نحو حتقيق أحد هذه األهداف‬ ‫سوف تؤثر بال شك على حتقيق بقية األهداف‬ ‫األخرى‪ .‬بيد أن هنالك بعض اجملاالت والتي تتطلب‬ ‫املزيد من التركيز‪ ،‬حيث يحتمل ألن تكون اجلهود‬ ‫املبذولة في نطاق معني ذات تأثير أكبر باملقارنة‬ ‫مع نطاقات أخرى‪ ،‬كما يتضمن ذلك كالً من‬ ‫مجاالت التعليم‪ ،‬والشباب‪ ،‬وتوفير خدمات‬ ‫الرعاية الصحية‪ ،‬وثمة‬ ‫نقطة مشتركة ما بني مجالي التعليم والشباب‪،‬‬ ‫كما أن اجلهود الرامية لتوفير املزيد من الفرص‬

‫للشباب لتوسعة نطاق تعليمهم سوف تكون‬ ‫ذات أثر واضح في سد الهوة املوجودة حاليا ً على‬ ‫صعيد عدم تكافؤ الفرص لتحسني السبل‬ ‫املعيشية‪.‬‬ ‫وقد أصدر برنامج املوئل تقريرا ً بعنوان «حالة‬ ‫الشباب في املدن» والذي مت من خالله تسليط‬ ‫الضوء على مسألة عدم تكافؤ الفرص املتاحة‬ ‫للشباب وآثارها السلبية املنعكسة عليهم في‬ ‫الوقت احلاضر والتي تعد أكبر من أية آثار تتأثر‬ ‫بها أية شريحة أخرى‪ .‬كما تضمن هذا التقرير‬ ‫بحوثا ً ضمن خمس مدن مختلفة‪ ،‬حيث مت جمع‬ ‫املعلومات والتي ساهمت في إنشاء صالت أقوى‬

‫قد بات هنالك دورا ً متزايدا ً لعوامل املعرفة‬ ‫واالبتكار في حتقيق األهداف اإلمنائية ومظاهر‬ ‫النمو االقتصادي والقدرات التنافسية في عالم‬ ‫تضفى عليه صبغة العوملة‪ .‬كما أنه قد بات هنالك‬ ‫إدراك أكبر ملا تطرحه عوامل االبتكار من حلول‬ ‫ألبرز التحديات التي تواجهها السياسات العامة‪،‬‬ ‫كاألمن الغذائي‪ ،‬والتغير املناخي‪ ،‬واالحتياجات‬ ‫الصحية للشرائح الفقيرة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فيعد‬ ‫االبتكار أحد أهم العناصر التي تتقدم جدول أعمال‬ ‫العديد من املداوالت العاملية‪.‬وضمن هذا السياق‪،‬‬ ‫فقد بات هنالك عدد متزايد من البلدان التي‬

‫بدأت بالتوجه نحو صياغة إستراتيجيات االبتكار‪،‬‬ ‫والتي تتضمن املسائل املرتبطة بامللكية الفكرية‪،‬‬ ‫ونقل التكنولوجيا‪ ،‬وغيرها من القضايا العلمية‬ ‫والتكنولوجية‪ .‬وضمن هذا اإلطار‪ ،‬فإن اإلصدار‬ ‫اجلديد واملشترك لكل من البروفسور «باجني‬ ‫اويالران أويينكا» و «بادماشري غيهل سامباث»‬ ‫بعنوان « عمليات التنمية‪ ،‬واالبتكار‪ ،‬واملعارف‬ ‫للنمو االقتصادي» ميثل مساهمة هامة لهذا‬ ‫النقاش املتنامي والذي يجمع ما بني‪ :‬اقتصاديات‬ ‫االبتكار واقتصاديات التنمية إلى جانب األدلة التي‬ ‫مت جمعها من ‪ 79‬بلدا ً في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫االبتكار في مجال التنمية‬

‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول‬ ‫‪2010‬‬

‫العالم‬ ‫احلضري‬

‫‪43‬‬

‫ما بني نقص التعليم ونقص خدمات الرعاية‬ ‫الصحية – وعدم تكافؤ الفرص املتاحة للسكان‬ ‫الشباب‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فقد أشار التقرير إلى أن تطوير‬ ‫الفرص التعليمية ينطوي على إمكانية التأثير‬ ‫على تسوية أشكال التفاوت احلاصلة في الفرص‪،‬‬ ‫األمر الذي يساهم بدوره في خفض معدالت‬ ‫البطالة ومن ثم خفض معدالت الفقر‪.‬‬ ‫حدة الفقر من شأنه‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فإن التخفيف من ّ‬ ‫التوجه نحو تنفيذ املزيد من اجلهود لتحقيق‬ ‫جميع األهداف اإلمنائية األخرى‪ .‬عالوة على ذلك‪،‬‬ ‫فإن إتاحة املزيد من الفرص للشباب سوف‬ ‫يساهم في االستفادة من إمكانياتهم الهائلة‬ ‫لتعزيز عمليات التنمية في مجتمعاتهم‬ ‫وبلدانهم‪ ،‬وذلك نظرا ً ملا تتمتع به هذه الشريحة‬ ‫من إمكانات وطاقات‪.‬‬ ‫إن توفير الضروريات األساسية جلميع املواطنني‬ ‫يعد أحد العوامل التي تساهم في ضبط معدالت‬ ‫اجلرمية وتعزيز السالمة احلضرية بشكل عام‪ .‬كما‬ ‫تتضمن هذه الضروريات األساسية توفير خدمات‬ ‫الرعاية الصحية‪ ،‬إضافة إلى توفير مرافق خدمات‬ ‫الرعاية الصحية في املناطق الفقيرة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫ميثل خطوة أساسية ميكن االنطالق من خاللها‬ ‫للتأثير على اجلهود الرامية لتعزيز املستويات‬ ‫التعليمية‪.‬‬ ‫كما يشير التقرير أيضا ً إلى شريحة الشباب والتي‬ ‫متثل شريحة زاخرة باإلمكانيات غير املستغلة‬ ‫نتيجة ملا تواجهه في العديد من احلاالت من عدم‬ ‫تكافؤ الفرص وعدم توفر الضروريات األساسية‪،‬‬ ‫مما يرسخ الشباب في مستنقعات الفقر‪ ،‬وهو‬ ‫العائق األكبر أمام حتقيق هذه األهداف‪ .‬من‬ ‫ناحية أخرى‪ ،‬فإن هذه األسباب متثل العامل األبرز‬ ‫النحراف العديد خارج النظام القانوني – بحيث‬ ‫يشكل أولئك الشباب خطرا ً مجتمعياً‪.‬‬ ‫ووفقا ً ملؤلف كتاب األهداف اإلمنائية لأللفية‬ ‫وأجندة الشباب‪« ،‬بوالد أبيوال»‪ ،‬فال بد من توجيه‬ ‫اإلستراتيجيات التنموية نحو تعزيز مجاالت‬ ‫التعليم وتوفير اخلدمات الصحية األساسية‬ ‫للشباب في جميع أنحاء العالم من أجل‬ ‫متكينهم والتصدي لظاهرة الفقر‪.‬‬


‫تعيني السيد خوان كلوس مديرا ً تنفيذياً لبرنامج األمم املتحدة للمستوطنات البشرية‬ ‫انتخبت اجلمعية العامة لألمم املتحدة السيد خوان كلوس لتولي منصب املدير التنفيذي لبرنامج‬ ‫املوئل لفترة والية متتد ألربع سنوات‪ ،‬إلى جانب توليه منصب نائب األمني العام لألمم املتحدة‪ ،‬وذلك‬ ‫خلفا ً للسيدة «آنا تيبايجوكا»‪.‬‬ ‫وقد أعرب السيد «كلوس» لدى وصوله إلى مقر األمم املتحدة للمستوطنات البشرية عن سروره‬ ‫لوجوده في نيروبي‪ ،‬حيث شكر احلكومة الكينية الستضافتها للمنظمة منذ إنشائها في عام‬ ‫‪ ،1978‬مؤكدا ً على تطلعه للعمل مع كينيا وبقية اجملتمع الدولي لضمان النجاح املستقبلي‬ ‫للمنظمة‪.‬‬ ‫وأشار‪«:‬تعد مسألة التحضر أحد أكبر التحديات التي تواجهنا في القرن احلادي والعشرين‪ ،‬وذلك‬ ‫في ظل انتقال ما نسبته ‪ 50‬في املائة من سكان العالم للعيش في املدن‪ ،‬وفي ظل تزايد الهجرة في البلدان النامية‪ ،‬فإن‬ ‫معاجلة مسألة الفقر احلضري قد باتت متثل قضية رئيسية وملحة»‪ .‬كما أضاف بالقول‪« :‬تعتبر ظاهرة التغير املناخي في‬ ‫الوقت احلاضر مبثابة خطر سوف يعيث فسادا ً في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وبذلك‪ ،‬فإن حتقيق عمليات اإلدارة البيئية في املدن قد‬ ‫باتت متثل مفتاحا ً رئيسيا ً ملستقبل عاملنا‪ .‬إنني أتطلع للعمل مع جميع شركاء برنامج املوئل‪ ،‬واجملتمع الدولي‪ ،‬واحلكومات‪،‬‬ ‫والسلطات احمللية‪ ،‬والقطاع اخلاص‪ ،‬واملنظمات غير احلكومية واجملتمعات احمللية‪ ،‬وذلك بغيى ضمان عيشنا جميعا ً في مدن‬ ‫تتسم باالستدامة االجتماعية والبيئية على حد سواء»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فقد أعرب السيد «كلوس» عن تطلعه للقاء جميع العاملني في البرنامج معربا عن سروره بالعمل معهم‬ ‫يدا ً بيد من اجل حتسني الظروف املعيشية للمواطنني في جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬فقد تولى السيد»كلوس» منصب عمدة مدينة برشلونة‪ ،‬حيث انضم إلى برنامج املوئل بعد حياة مهنية‬ ‫طويلة في احلكومة اإلسبانية على كل من الصعيدين احمللي والوطني‪ .‬كما تولى حقيبة وزارة الصناعة‪ ،‬والسياحة والتجارة‬ ‫في حكومة الرئيس «خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو»‪ ،‬باإلضافة لتوليه منصب عمدة مدينة برشلونة لفترتني متتاليتني‬ ‫ما بني األعوام ‪ 1997‬و ‪ ، 2006‬كما شغل منصب السفير اإلسباني في كل من جمهوريتي تركيا وأذربيجان قبل انضمامه‬ ‫لبرنامج املوئل‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.