تربية عبد القادر الجنابي
عبد القادر الجنابي
ألن الكتابة ليست مجرد تعب /0عما خفي ع ى الكاتب *ي أعماقه وإنما $ي كذلك جوالنه ع ى سطح ٔالاعماق الكتشاف ما ترسب *ي ذاكرته فغدا جزءا منه ،فالكاتب ،بقدر ما يتشرد *ي متيه ذاتية حرة، يولد لديه* ،ي حمى هذا التشرد ،شعور باالستيالء ع ى مجمل املا OPQوباالبتعاد عن كل موضوعية. كذلك ،فما يعلق *ي ذاكرته من كالم ٓالاخرين يتقمص أحيانا كث/0ة معاني غ /0تلك ال[ Oقصد إلXYا أصحابه .ويؤول هذا – أن ذاكرة الكاتب ليست تراكمية انتفاعية ،يؤول* ،ي هذﻩ الصفحات ،إkى حصر بعض الاقتباسات بقوس0ن ) ( لتذك /0القارئ ،فقط ،بأXuا ليست kي ،وإن تكاد تكون من صلب ما أفكر به ،دون ذكر "ع ى حد قول" ،أو "كما قال" ،ذكر غالبا ما يرتد خيانة لغائية قائلها الباطنة. )وٓالان ،وقد أعطيتك ،يا عزيزي القارئ ،املفاتيح ،هاك ٔالاقفال ...افتحها ،فكل ٔالابواب تف OPإkى ع0ن الرواق الذي هو البداية وال Xاية وال ينت Oإال حيث يبدأ(.
٢
عجائن أولية
٣
١
تذكر وقائع آل الجنابي أنه ما إن وضعت Oأمي ع ى جديد ٔالارض ،ح[ هبط املأل ٔالاع ى فختنت .ويقال إن ثالثة جوامع أغلقت Xuار والدتي ،ووجد الج/0ان* ،ي اليوم التاkي ،رجل دين مشنوقا *ي غرفته .لم يعرف أحد السبب ،غ /0أن الخ /املنشور *ي إحدى الجرائد آنذاك ،أفاد أن رجل الدين هذا ترك ورقة كتب فXYا" :نور أمرني بذلك"! لكن ما هو تاريخ والدتي بالضبط؟ ال أعرف .كل ما أعرفه هو أني ولدت *ي ٔالاول من تموز ،١٩٤٤حاkي حال مالي0ن العراقي0ن ٓالاخرين ،حسب هوى وزارة النفوس العراقية .هكذا أمk P ي ،إذا ،برج اسمه السرطان ،من صفاته الحدة وٕالاسراف والنقاء .ومن الذين ولدوا تحت هذا ال /ج :كافكا ،روسو ،مودلياني ،شاجال ،بنجاما ب/0يه ،وال¡ /بنيام0ن وصديقي ٔالاناس اللغوي شارل إيلوز الذي رأى كلود ليفي ش¡/واس يرتفع من جلد الزواحف.
٢
كانت منطقة رأس القرية* ،ي بغداد ،ال[ Oولدت فXYا ،أشبه ببوتقة يختلط فXYا املسلم باملسي¤ي ،وهذا بالXYودي ،وحابل الجميع يختلط بنابل الصابئة ،ال¡/كمانٓ ،الاشوري0نٔ ،الاكراد ،والرسل الثالثة، بالشحاذين والعيارين الذين كانوا يمألون بغداد .كنا نشعر أن ﷲ موجود *ي صدر البيت وكأنه برج بابل ًّ مارا بكل البيوت وبنداءات البقالة والباعة املتجول0ن ،ح[ ينت Oعند املق يمتد من غرفة النوم الواقع *ي رأس الشارع حيث البلبلة وخشيش ال¬/د وصياح النادل ومالسنات الع Oªالدومينو والطاولة، واملق حيث نجلس ح[ مآخ /0الليل نشاهد فيلما أم/0كيا ع ى شاشة التلفزيون ،لنضاعف من طاقة الحلم .مسلم أنا؟ هذا مستحيل .ألم أطرد من "الكتاب" الذي أدخلت إليه قسرا بعد شهر واحد ألني لم أستطع أن أحفظ آية واحدة عن ظهر قلب؟ وكانت حمى التيفوئيد ال[ Oأصابت Oذات حدين ،إذ بقدر ما أودت ببعض جماkي ،نظفت ذاكرتي من ال¬³وع البافلو*ي الكامن *ي ذاكرة كل انسان .لم تبق kي سوى ذاكرة بصرية استخالصية ال تخ¡³ن إال مفردات عصيانية ومشاهد إثارة .وربما بفضل هذﻩ الحمى أدركت أن الكلمات املحفوظة عن غيب قلب إن $ي إال بمثابة شرط يحدون من وثبة الفكر عند الكتابة وح[ عند الحديث .ولكن هذا ال يع Oأنه يجب أن أعصر ذاكرتي لكي أتذكر لحظة ،ذاك املساء مثال* ،ي ٤
املعهد الفرن ،OP حيث جلست جانب فتاة ·Xودية كانت تتحدث كالما مزموريا لن أنساﻩ ،واملعلم الفرن OP يخط ع ى السبورة السوداء بطبشور وردي اللون" .Jeكان مساء جميال جمال البطيخ ٔالاحمر.
٣
ّ بعد أن طردت من "الكتاب" بقيت ألعب *ي الشارع حيث يتلقى الطفل درسه ٔالاول *ي ضرورة تسمية ٔالاشياء بأسما»Xا ،ويتعلم – بفضل الحركة الصراعية ب0ن عناصر الشارع – من حيوان وبشر – كل ٔالالفاظ املهذبة والسيئة ال[ Oتعينه *ي الك ./فالشارع شاشة عمالقة تنساب فXYا شرائح املجتمع الفوقية :املوظفون ،رجال املخابرات ،شرطة املرور ،امل½Xندمون ،الطالب ،املعلمون ،التجار ،رجال ٔالاعمال ،والسفلية :الشحاذون ،العاطلون عن العمل ،العاهرات ،القطط ،الكالب ،املشوهون ،العرج، البغال ،الباعة ،الليليون وكل الضحائي0ن الذين لم يعد لهم مكان يطمئنون إليه ،خصوصا املجان0ن الذين كنا ،نحن ٔالاطفال ،نحب أن نركض وراءهم تعاطفا معهم أو سخرية م Xم .ومن ب0ن هؤالء مجنونان كنت أتابعهمأ .الاول كان يقف عند رأس جسر ما ويعرضه للبيع بكل عابريه وبسعر زهيد :مئة دينار! ،والثاني كان وسخا جدا إال فروة رأسه ال[ Oكان يغسلها كل ساعة بماء حنفية الجامع ،أو بماء الشط ،ثم يم OPÁمسافة ،وما إن يرى مب عاليا ،ح[ يرفع رأسه إkى الطابق ٔالاخ /0ويردد كلمات بعربية جد فصيحة وكأنه يتحدث إkى سيبويه أو إkى فقيه لغوي ،هكذا كان يق Xu OPارﻩ ب0ن ٔالازقة قرب الطوابق ٔالاخ/0ة ،ثم يختفي *ي مطاوي الليل .كنت* ،ي أحيان ،أبيع البوظة أو العص* /0ي عربة صغ/0ة ،أو ّ كلفاف سجاير لدى بائع جعفري *ي محلة سيد سلطان ع ي ،كان يتصور بتلقي Oاملذهب – كيف آكل، أغسل يدي ،أص ي إلخ – ...أرتد داعيا *ي حركة نشر الجعفرية *ي أنحاء العالم .لكنه قتل قبل أن ينت O من تعليمي بسكينة طعن½Xا *ي ظهرﻩ ،دون قصد ،يد آشوري مجنون كان يسابق كرديا *ي رمي السك0ن من بعد عشرين م¡/ا ع ى هدف كان بائع السجائر امللفوفة الجعفري ينام فيه .لم أجلب إkى عائل[ Oمن كل مهن العوائل الفق/0ة هذﻩ سوى املتاعب واملشاكل مع الناس مما دفع أمي إkى إدخاkي أحدى املدارس الابتدائية لكي تتخلص من وجودي *ي البيت دون فائدة ،فضال عن أن التعليم كان مجانا .إذا ،وأنا أكاد أسلخ الحادية عشرة من عمري ،تم تسجي ي *ي مدرسة رأس القرية الابتدائية للبن0ن وللبنات ،والدراسة فXYا كانت محدودة إkى الصف الرابع ،وفيما بعد ينتقل كل جنس إkى املدرسة املخصصة لجنسه: الطالب إkى مدرسة خاصة بالبن0ن ،والطالبة إkى أخرى خاصة بالبنات .كم كانت دهشة أبي وأمي عندما ً نلت درجة ٔالاول ع ى املدرسة كلها ،كانت كب/0ة إkى حد طفقا معا ينظران بريبة وشزر إkى "املالية") ،نعم مالية – إمرأة تعلم القرآن(* ،ي "الكتاب" ال[ Oأخ XÆ/ما بأنه ال فائدة ترÅى م .Oلم يأخذاني إkى محلل ً ّ نف OP لكي يجدا تفس/0ا لهذا النفور من "الكتاب" إذ سرعان ما أكدت لهما* ،ي السنة الثانية والثالثة ٥
ودواليك ،بأني طالب متفوق ع ى زمالئي ،وبأن عدم قدرتي ع ى استظهار آية واحدة ،أمر ال يتعلق بي، ّ وإنما بالقرآن نفسه أو بالطريقة املتبعة *ي "الكتاب".
٤
قضيت أجمل سنوات حياتي *ي هذﻩ املدرسة ال[ Oال أزال أذكر بمنت التفاصيل كل ما كان من أحوالها" الطلبة ،الطالبات ،موقعها *ي Xuاية زقاق ضيق ،صورة امللك فيصل الثاني ،السبورة الكب/0ة، الطباش /0امللونة ،الباحة ال[ Oكنا نصطف فXYا كل صباح لنؤدي نشيد الوطن ،الصالة حيث تجلس املعلمات جلسات كافية لنختلس م Xا ما يكفي لالستحالم ليال ،السلم الضيق الذي يف OPإkى الغرفة املخصصة للفعاليات املسرحية حيث كنت أتدرب ع ى تأدية دور كهل مريض يتضرع إkى الشمس أن تن OإضراXÈا عن الشروق ،التلميذ الصاب OÇالذي كان يضربه أبوﻩ الحالق كل يوم وال أعرف ملاذا، البواب بنظارته ،املصطبات ،القرطاس وكتب تقص كل بكلة تنمو *ي شعر رأ ،OPÉاليوم الذي هربت فيه من املدرسة بال سبب ،الزوايا ال[ Oكنت أجتمع فXYا مع شلة كما لو أننا عصابة ،وكنيسة الكلدان ال[O ً كان حوشها أخصر طريق ب0ن البيت واملدرسة ،أقطعه كل صباح ،فإن كنت مبكرا أمد إصبÊي *ي جرن املاء املقدس املوضوع عند مدخل صحن الكنيسة وأرسم ع ى وج Oإشارة الصليب ،ثم أدخل مع آخرين وكأن Oطفل مسي¤ي .كل OPÌء مائل *ي ذاكرتي من رفات تلك املدرسة ال[ Oلم أكن فXYا طالبا جديا فحسب ،بل كذلك وسيطا ب0ن معلمة القراءة املسيحية وحبيب لها يعمل خبازا ،كث/0ا ما كنت أقرأ رسائلها الغرامية إليه ،وأنقل تحياته الشفهية إلXYا ألنه كان مسلما أميا ،مجرد فالن يعرف كيف يعجن العج0ن فحسب .وعندما أعود إkى الصف أفتح دف¡/ي فأجد فيه عشرة ع ى عشرة .كانت امرأة ً رائعة لو حظي XÈا بروتون ألضاف سحنة عراقية إkى مفهومه للحب املجنون .كان كل OPÌء فXYا ي¬ ³جماال ً وشبقا .أصيبت ذات مرة بالحمى فكنت الوحيد الذي يزورها ،والغريب أن زيارتي لها أفصحت *ي عن ميل ال يزال بالزم Oإkى اليوم وهو أن شهوتي الجنسية تزداد ما إن أشتم ارتفاعا *ي حرارة هذﻩ املرأة أو تلك الفتاة .أما معلمة درس الدين ،فكانت تغلق الباب وتطلب من تلميذ كردي اسمه عبد ٔالام ،/0يجيد تقليد غناء فريد ٔالاطرش وتجويد الشيخ عبد الباسط ،أن يغ Oلنا "لحن الخلود" تارة وأن يجود لنا سورة التكوير تارة أخرى .و*ي كال الحالت0ن كنا ننظر إلXYا خاشع0ن و$ي *ي حالة من الوجد والهيام، ً وكأXuا تتحدث إkى فارس أو إkى إله .أمر بقي لغزا إkى اليوم. ٦
٥
ً ً كان التعليم *ي هذﻩ املدرسة جديا وحرا وكل ما كنا نقرأﻩ كان علميا ال تتحكم فيه أصوليات خرافية، وفXYا – أذكر – كانت أول معرف[ Oبأن آدم ابن قرد .كان ع ى كل واحد منا أن ي /هن ،داخل الصف أو *ي ساحة املدرسة أثناء ف¡/ات الاس¡/احة ،ع ى ذكائه وشطارته .كم كنت ذكيا *ي هذﻩ املدرسة ،و*ي مدرسة الرشيد ومتوسطة الجعفرية الليلية ،فيما بعد .لكن آﻩ كم كنت أكرﻩ مادة النحو ،دروس الدين، ٔالاحياء ،وع ى ٔالاخص دروس الجغرافية ،كنت دائما أتصور لبنان جبال تلفه خيوط الشمال البيضاء، والقلب ب0ن تالفيف الدماغ .أحب OPÌء إkي كان دروس املطالعة ،التاريخ ،اللغة ٕالانجل³0ية والج ./و*ي أيام العطلة ،كان نشاطي يتوزع ب0ن لعبة ال¬/د مع أوالد املحلة ،ومطاردة فتيات الج/0ان ،وب0ن هواي[O املفضلة :تجميع صور ممث ي هوليوود املنشورة *ي املجالت ٔالام/0كية أو املصرية كمجلة الكواكب، وتأط/0ها ثم تعليقها *ي غرف[ .Oولكم حزنت عندما دخل خاkي غرف[ Oوحطم كل الصور ،احتجاجا ع ى اهتمامي بممثل0ن ال بممثالت ،كما لو أن *ي ٔالامر شذوذا جنسيا!
٦
كان أفراد هذﻩ العائلة البسيطة واملتوسطة الحال ،يعقدون ع ي ش[ ٓالامال .غالبا ما كنت – وأنا أقرا املسخ لكافكا – أس¡/ق السمع إkى أحاديXÓم الدائرة ع ى مستقب ي) :لو ٔالافضل أن يشتغل *ي التعليم(، يق¡/ح أبي .فيع¡/ض أÔي قائال) ،لو يكمل دراسته وينخرط *ي الكلية العسكرية ،أفضل له .فالسلطة *ي يد الضباط( .لكن أمي تبتدرهما قائلة) :أسلم وظيفة له $ي *ي دائرة حكومية ،وبراتب مح¡/م ،بعيدا عن مشاكل السياسة التعليم( .مسكينة عائل[ ،Oلم تدرك املع الحقيقي لكالم )املالية( بأنه ال خ* /0ي وال فائدة م OترÅى ،ال للوطن ،وال للدين وال ح[ للعائلة .ومثل ما قدر ع ي أن أدخل املدرسة متأخرا ،كان ٧
مص/0ي أن أتركها مبكرا ومن أقصر الطرق – النافذة – صوب جيل ضائع متمرد ع ى القيم والتقاليد، جيل مخيب آمال عائالت كث/0ة من أجل قصيدة أو قصة أو مقالة تنشر *ي هذﻩ الجريدة أو تلك املجلة، كان يتنامى ،منحدرا من املدن ٔالاخرى* ،ي مف¡/ق شوارع بغداد ومقاهXYا ،سيعرف فيما بعد بجيل الستينات.
٧
ّ ً كان أبي من طائفة ) َع َرق ّ شريبا فقيد الشبيه .لقد بدد كل ثروته *ي حانات الخمر ،سباق مسيح(، ً الخيل و*ي بيوت الدعارة ،مع أنه كان يعشق أمي عشقا ال نظ /0له .لكن يبدو أنه كان يستمد من الخيانة الزوجية لذة ك /ى ،هذا ما قاله kي ذات يوم بعد أن خرج من بيت عاهرة *ي منطقة امليدان×) ،ي العاهرات( ،وأخذني من حيث كنت أنتظرﻩ ،وطفقنا نركض هارب0ن م Xا ألنه لم يدفع لها املبلغ املتفق عليه .وواضح أن أÔي ٔالاك /كان متأثرا بأخالقية أبي الجنسية هذﻩ ،وله تجارب فذة مع النساء .ذلك أنه ََ َ دعاني* ،ي أحد ٔالايام ،إkى مضاجعة مومس كردية فت ْست ْع ِر OPQفرجها تحت أشعة ضوء املصباح املعلق *ي الطابق العلوي الذي أضافه إkى دكانه غرض مثل هذﻩ اللقاءات .بقيت ،ذات مرة ،نصف ساعة أحدق *ي هذا الفرج الذي لآلن أعتقد أنه كان أخضر اللون كما لو أنه خاتم من الزمرد له بظر، شفران ،وزغب مجعد ع ى شكل خصائل مديدة لكم تخلل½Xا أصابÊي الصغ/0ة – فرج ،لم أر له مثيال إال عند فتاﻩ إنجل³0ية ،قد آتي ع ى وصفه *ي القصيدة مقبلة .كان أبي يتكلم *ي نومه ،وأحيانا كالمه ّ الس ّ رنمي ،قبل أن يستيقط بساعة واحدة) :لن ولو واحدة سرداب(! وقد حاولت مع أÔي فك رموزﻩ، لكننا لم نفلح سوى بتفس /0صغ /0هو أن أبانا لم يكن مريضا نفسيا وإنما كان ·Xذي من شدة الخمرة ع ى نحو يختصر معه الجملة التالية) :لن أدخل السرداب ولو للحظة واحدة( ،وهو جواب أبي لجارنا الذي طلب منه أن ي¬³ل سرداب بيته املسكون .كان رجال وسيم الطلعة ،له عينان زرقاوان ،وشعر أشقر ،وحكمة *ي الحياة) :اسكروا ،هذا كل ما هناك( .كان له مق صغ /0داخل )شريعة السمك(، )سوق للبيع بالجملة( ،يقع ع ى ضفاف دجلة ،جهة الرصافة .كان يباشر العمل اعتبارا من الخامسة ً صباحا ويبقى فيه إkى العاشرة) ،صباحا( ،أي إkى ح0ن خلو الزوارق وعودة الباعة إkى بيوXÆم .فيتوجه عندئذ إkى )امليخانة( الحتساء عدة كؤوس من العرق ،وال يخرج م Xا إkى البيت إال بعد أن يكون شبه وجبة واحدة لعائلتنا املكونة من ثمانية أشخاص .لقد سمعت بنبأ موته بعد سنوات ألن املراسلة قد ٨
انقطعت أثناء حرب )القادسية( بي Oوب0ن عائل[ .Oكنت كث/0ا ما أمازحه وبشكل شرس فيغضب ويطاردني ع /السطوح ،فيث /0ضحك كل من أخرج رأسه ،ليتابع املنظر ،من شناشيل بيته .لكن ذات مرة اعتدى ع ى أمي ،فأرسلت ملعاقبته ،وما إن بلغت مقهاﻩ ،ح[ شرعت أكسر كؤوس الشاي ،املغالة، الكرا ،OPÉفاحتدم غيظا ،وتطاير الشرر من كلتا عينيه ،وما $ي إال أن تناول فأسا كب/0ة وألقاها صوبي، فكانت ع ى وشك أن تشج رأ OPÉلو لم أتنح جانبا .لقد عب ذاك ال Xار من الكحول ما سقط معه ع ى فراشه حزينا ،يضرب رأسه بيديه ويبكي .كان وحيدا ،ماتت أمه وهو طفل صغ ،/0وأرسل أبوﻩ مقاتال عثمانيا *ي حرب سفر برلك ضد الروس ،ولم يعد أبدا .وكث/0ا ما تساءلت هل مات جدي هذا حقا أم أنه ّ عاش *ي روسيا َرخيا متنكرا لعائلته .لم يعرف أحد بمص/0ﻩ ،ولم يأبه أي منا بالبحث عنه .لقد ن OP مثل ما نسيت أمور كث/0ة *ي تاريخ العائلة.
٨
كانت أمي من طراز آخر ،مؤمنة ،جميلة ،سخية ،تحب الرحلة والتنقل .سافرت إkى بلدان عديدة م Xا فرنسا ال[ Oزارت OفXYا أوائل * .١٩٧٨ي باريس ،وع ى عكس معظم العراقي0ن الذين يحتجزون أمهاXÆم *ي البيت خجال ،كانت أمي ترافق Oطوال ال Xار بعباءXÆا السوداء وفوط½Xا البيضاء *ي شوارع ال¤ي الالتي ،O تنتظرني عند باب مكتبة ،أو *ي مق السوربون .تتحدث مع كل أصدقائي بكل انفتاح أمومي .لقد تعلمت م Xا الانغمار بكل قواي *ي معمعان هذﻩ الحياة حد أنه باتت عندي من الكبائر خشية من الضالل *ي مسالكها ،فيح /0ماذا يأخذ وماذا يدع .كانت أمي تعاقبنا ع ى أية غلطة نق¡/ف ،وكانت تريد ﱠ أن يحافظ كل منا ع ى ك /يائه ،ع ى مع وجودﻩ *ي الحياة ،أن يلتذ بكل دقائقها ،لكن بك /ياء ال تشوXÈا أية شائبة ُب ْؤ َس ّ وية .و*ي الواقع ،لم أضمر *ي نف ،OP والفضل يعود إkى السلطة ٔالامومية املتحكمة *ي البيت ،بغضا شديدا إال لOPÁء واحد :الاستجداء واستدرار الشفقة .أعرف ٓالان ملاذا أتحدث إعجابا عن املشهد ٔالاخ /0من الفليم ٔالام/0كي) :أنا هارب من ج0ن كانغ( ،الذي أخرجه م/0ف0ن ل/0وي سنة ،١٩٣٢حيث نرى بطل الفلم) ،بول موني(* ،ي رواق مظلم يجيب ع ى سؤال وجهته زوجته إليه) :كيف تعيش؟( فيجيب بن /ة تنم عن عزة النفس ،وهو يتوارى *ي الظالم ،و*ي يدﻩ مسدس) :أسرق( ،السلوك الوحيد نفسه الذي يميط اللثام عن حقيقة امللكية *ي هذا املجتمع بأXuا سرقة ،كما وضح برودون. ًّ نصا ضد ولكم كانت فرح[ Oكب/0ة عندما اكتشفت أن بروتون أعجب XÈذا الفلم وكتب XÈذا املع ٩
ً البؤسوية .لقد شعرت به واحدا من العائلة ،وهو كذلك .أما ع ى صعيد السياسة ،فإن أمي كانت شيوعية الهوى .هكذا ،ال أحد يعرف كيف وملاذا .حالها حال كل النساء العراقيات بقدرXÆن ع ى التحمل ،اللواتي كن يحملن بمجتمع شيوåي دون أن يسمعن شيئا عن مبدأ واحد من مبادئ لين0ن أو ماركس ،أو عن معسكرات ستال0ن فينصرفن عن شيوعي½Xن .كانت دائبة ع ى املشاركة *ي املظاهرات النسائية – ذات الطابع ٔالاممي – ال[ Oعرفها العراق بعد ثورة ١٤تموز )يوليو( ،وم Xا بالطبع املظاهرة الشه/0ة ال[ Oهتفت فXYا نساء العراق ،بتولع وهيام) :ماكو مهر بعد شهر( .لم تضمر أمي ضغينة أو حزازة من ثراء العائالت ال[ Oكانت تخدم لد·Xا ،ومن بي Xا عائلة حæي جب /0ال[ Oكانت تعامل Oكما لو كنت خامس أبنا»Xا :سعاد ،حليمة ،محمد ...وصباح ،بكر العائلة ،الذي كان صديقي الدائم ،بل أخا أتبادل معه كل عواطف ٔالاخوة من رقة وخشونة .كان مغرما بقيادة السيارات واملوتورسيكل ،رغم صغر سنه ،فكنا نقوم أسبوعيا بـ )سفرة( إkى غابات بعيدة خارج مدينة بغداد ،نف¡/ش شتلة أعشاب قرب جدول ماء ،نقلب النظر *ي القبة الزرقاء ،وكأننا نس /أقا OPèمدينة شيدت بأيدي الخيال ،ع ى طراز مدن رعاة البقر ٔالام/0كي0ن ،لكن وسائط النقل فXYا ليست خيال وإنما دراجات نارية ،ويعيش فXYا املراهقون واملراهقات بسالم متمتع0ن بمطلق من الحرية فيأتون كل ما يش½Xون شرط أن ال تكون بي Xم ُ َ جريمة وال ،تاليا ،عقاب ،وما إن تض ِارع الشمس الغروب ،ح[ نمخر عباب العودة إkى بغداد ،آمل0ن أن تعود ثانية إkى تلك املناطق النائبة حيث مدن أخرى تنتظرنا أن نشيدها بطابوق السحاب الرقيق .كانت ً أمي تعرف غريزيا من ال¡/اث الشع OªالOPÁء الكث /0مما يشحذ مخيلة ٔالاطفال .فXYا $ي النجوم قطيع من الخراف ،يرعاﻩ القمر – هذا الرجل ٔالاعور كما تقول ٔالاساط /0العراقية – ع ى صفحة ٔالاديم ،وها إن هطول ٔالامطار والرعود وال /وق داللة ع ى أن الشمس تريد أن تغسل رأسها ،وها إن كائنا خرافيا اسمه )فريج ٔالاكرع( ي¡/بص بصيادي السمك وبالذين يسكنون قرب الضفاف ،كانت تصورﻩ kي رجال هرما ذا رأس أحمر ،أصلع ،ولحية ،خضراء .ولعل وصفها هذا هو السبب *ي عزو*ي عن تعلم السباحة مع أن كل أخوتي يجيدوXuا بحكم وجودنا اليومي *ي مق أبي .كانت أمي تتم دائما أن تموت قب ي ح[ ال يقتلها الحزن .وكم كنت أتم أن تحقق أمني½Xا *ي ظروف عراقية أفضل ،ال *ي ظروف هذا الحصار القاتل الذي لفظت فيه نفسها ٔالاخ /0و$ي تحتضر بال دواء ،تتقلب مشلولة الحركة ع ى سرير *ي أحد مستشفيات بغداد.
٩
أما أÔي ٔالاك /الذي ام½Xن الخياطة ،فلم يدخل املدرسة قط ولم يتعلم القراءة وال الكتابة ،وكنت دائما أحس بالحسرة ال[ Oتعتلج XÈا ضلوعه جراء هذا النقص ،وال سيما عندما كنا نشاهد فيلما أمريكيا ع ى ١٠
التلفزيون ،فأضطر إkى قراءة الحوار امل¡/جم له .لكن أÔي ،ع ى أميته ،كان زير نساء من الطراز ٔالاول، يعرف كيف يؤخذ النساء ويغر·Xن ح[ ألنه لم يعف عن فتاة مسيحية جميلة جهدت طيلة أسابيع ع ى اجتذاXÈا فإذ بي – لخيب[ – Oي¡/امى إkي بأن أÔي يشاعرها سرا .تلك كانت نكس[ Oالغرامية ٔالاوkى ال[ Oما إن شفيت م Xا بمغامرة أخرى ح[ باءت هذﻩ أيضا – بعد وقت قص – /0بالفشل. كانت ألÔي غرفة خاصة به ،وكل الحرية *ي ٕالاتيان بعشيقاته إلXYا ومعاشرXÆن فXYا .غرفته كانت جد معطرة ،وغاية *ي ال¡/تيب ؤالاناقة ع ى نحو يجعل م Xا املكان املوصوف للقاءات الغرام .كنت أتسلل إلXYا *ي غيابه ،أن /0أضواءها امللونة ،أفتح زجاجات العطور ،أناور جرار الخزانة املقفل ح[ أتمكن منه فأمد يدي إkى طابقه السف ي وأقتنص بضع قطع من الشوكوالتة املصهرجة بالكحول وحبات من الفواكه املجففة .لآلن ال أعرف ملاذا كان يحتفظ بكتاب يحتوي ع ى صور لين0ن امللونة ،كنت أقلبه دوما فأدخل *ي حلم يقظة يتناكب بي تجاﻩ املتاريس ب0ن الرايات الحمراء تحت وابل الرصاص وهتافات امليليشيا الشعبية .وإذ أسمع وقع أقدام أÔي تق¡/ب ،أفر من غرفته ،وك ي استغراب من كونه شيوعيا مع العلم أنه ال يأبه للسياسة مثلما للنساء اللواتي كنت أكتب رسائله لهن مقابل درهم واحد عن كل رسالة .وحدث مرة أنه عاتب Oع ى ما سببته له من مشكلة مع إحداهن لتضمي Oرسالته إلXYا بيتا جنسيا ألحد الشعراء القدماء .ع ى كل حال ،كان أÔي يعدنا دائما بأن الثورة آتية ،وكأXuا مسألة حتمية .وبالفعل ،عندما استيقظنا ع ى أزير الطائرات فجر ١٤تموز )يوليو( ،١٩٥٨وما إن أسرعت أمي إkى إيقاظه و$ي تصيح *ي أذنه) :صارت ثورة( ،ح[ هرع من فراشه هابطا الساللم املؤدية من السطح حيث كنا ننام طوال الصيف ،إkى غرفته *ي الدور ٔالار ،OPQوفتح الراديو فسمعنا سيال من البيانات الثورية والنداءات العسكرية ،تتخللها فواصل من ٔالاغاني الوطنية املصرية – ال[ Oاكتشفت فيما بعد بأXuا مسروقة معظمها من ألحان فرنسية حماسية – فارتدى أÔي مالبسه وخرجت معه إkى الشارع املزدحم بناس سيماؤهم تن êªعن فرح حقيقي ،وإن كان يشوXÈا OPÌء من الخوف إذ إن نوري السعيد اختفى ،ولم يلق القبض إال ع ى الو OPèعبد ٕالاله الذي شنقه املتظاهرون ،وسحلوﻩ .وهناك من قطع أير الو OPèوعلقه ع ى رأس شيش طويل وأخذ يلوح به انتقاما ،بينا كانت الفؤوس ت½Xاوى ع ى تمثال له جانب الكرخ ،وع ى عديد من تمائيل العهد امللكي املنتشرة ع ى امتداد العراق آنذاك .لكن سرعان ما تال PÌهذا الخوف عندما ألقي القبض* ،ي اليوم الثاني للثورة ،ع ى نوري السعيد متنكرا بزي امرأة، فالíى ذاك املص /0الوح OPÁالذي تم ³0به العراقيون) :السحل( ،ووجد من أخذ يتبا$ى بأنه قد حظي بخرقة من عباءة نوري سعيد ...كانت أيام الثورة جميلة ح[ بدا وكأن املجتمع الشيوåي ،حيث الحياة عيد أبدي ع ى ما يشاع ،بات قريب املنال .يوم عيد العمال ٔالاول ،مثال ،الذي استمر استعراض فرح جماه/0ي ٢٤ساعة كاملة ،أو يوم خروج عبد الكريم قاسم من املستشفى بعد محاولة اغتياله الفاشلة ،الذي فتحت فيه املطاعم ودور السنما أبواXÈا مجانا فكنا نخرج من مطعم إkى مطعم ،ومن صالة إkى صالة .وع ى أعمدة شارع الرشيد مارس العراقيون فن الكوالج للمرة ٔالاوkى فجاؤوا بلوحات ١١
تكاد تشبه *ي سخرها السيا OPÉمن جمال عبد الناصر سخر الكوالجيست ٔالاملاني الفنان جان هارنفيلد من هتلر وسياسته .هذا ما كان يحدث *ي وضح ال Xار ،أما تحت جنح الليل ،فإن سماء الحياة الجديدة كانت تضيXîا ٔالاسهم النارية بفضل حفالت عبد الكريم قاسم ،خاصة تلك ال[ Oكانت تقام *ي الهواء الطلق *ي قاعة الشعب وأحضرها ألن خاkي وأبي كانا املسؤول0ن عن تحض /0السمك املشوي وتقديمه حيث كنت أنتظر مع الجنود والخدم والعامل0ن ،عند أسيجة صالة العشاء ،انصراف املدعوين ،فيضع كل منا ما تيسر من بقايا الوجبات الشهية ،و*ي أغلب ٔالاحيان هذﻩ الوجبات كاملة كأXuا لم تمس* ،ي أكياس نحملها إkى بيوتنا ،ذلك ألن عبد الكريم قاسم كان يتعمد أن تغادر املائدة واللقمة ٔالاوkى لم يزدردها بعد هذا املدعو أو ذاك ،مما يضطر الجميع إkى التوقف عن ٔالاكل وإkى اللحاق بالزعيم، فنهجم .لكن خلف كواليس ٔالايام ٔالاعياد هذﻩ ،كانت أشباح املوت العراíي آخذة *ي التسلل ،منذ ٔالاشهر ٔالاوkى ،إkى قرار الحياة اليومية ،شعارات متضاربة أوال ،ثم اضطرابات وحوادث قتل ،ثم انقالبا دمويا ق Pقضاء م /ما ع ى فورة الحلم ال[ Oتملكت العراقي0ن بوطن حر وشعب سعيد .إنه انقالب ٨شباط )ف /اير( ١٩٦٣الذي اXuارت فيه كل مقاومة شيوعية أو شعبية أو موالية لحكم عبد الكريم قاسم، فانفتحت مقرات تغص بمئات الناس نساء ورجاال ح[ كان مجرد املرور *ي شارع يقع فيه مقر من مقرات الحرس القومي الذي أسسته حكومة الانقالب يث /0قشعريرة *ي البدن ،فالكل كان يعلم بأن هذا املقر أو ذاك هو حافة الطريق الهاوية ،ال[ Oقد يسقط فXYا املرء ملجرد ضحكة بريئة...
١٢
الحلم ،هذا الشريط املتقطع *ي صالة الستينات
١٣
١
بدأت العمل ،أوائل * ،١٩٦٢ي )معمل بغداد لخياطة القمصان( الذي كان يحتل بناية *ي زقاق ّ العمار ً املواجه ملحل املصور أرشاك *ي شارع الرشيد .و*ي هذا املعمل الذي لم َي ُ ضم إال عماال شيوعي0ن، ُ ّ اسمه جميل ،كان ّأول من هداني إkى عالم القراءة والثقافةّ .أول كتاب اق¡/حه ع ي عامل تعرفت إkى ٍ ُ ْ كان يحمل العنوان التاkي :مختارات سالمة مو ، PÉما إن فتحته ح[ اخ¡/قت ذه Oالجملة ٔالاوkى منه: َ ّ أك ّ / وإنما ُ مهامه واملحور الذي يدور عليه هو نقد الحياة فقط، نقد )ليست تقتصر مهمة ٔالادب ع ى ِ ِ ِ ً ً ً الحياة( ،إذا هذا هو مشروع أن تكون أديبا ،واحدا من املثقف0ن ،ذا شأن اجتماåي كب/0ا شعرت بتصبب العرق .من هو سالمة مو PÉهذا؟ ع ي أن أعرف بنف .OP غ /0أن فرح[ Oالك /ى تضاعفت عندما أملح kي جميل ،أثناء حديثنا عن السينما ،بأنه يعبد مارلون براندو .وإذا فيلم )يحيا زاباتا( ،يمر *ي التلفزيون .لم أكن أعرف شكل مارلون براندو بالضبط ،لكن ما إن التفت أحد الفالح0ن املتقدم0ن بشكاو·Xم للحاكم، ح[ عرفت من الطريقة ال[ Oأدار فXYا رأسه إkى الخلف ،بأن املمثل هذا هو مارلون براندو .ومنذ تلك اللقطة غدا مارلون براندو نجمي املفضل إkى اليوم :إنه عنوان النبل وال¬³اهة ،أب لحظات الطفولة *ي كل تاريخ السينما. ً ّ ً فق/0ة مثل عائل[ ،Oكان أبوﻩ ي¡/قب منه مستقبال زاهرا كبقية ٓالاباء .إنسان رائع ،وكأي جميل من عائلة ٍ عامل بسيط كان يغوص ،بكل سرية دون أي ادعاء بالثقافة* ،ي عواملها ملجرد الاستمتاع ،خالل ما ْ ّ تذاوتت* ،ي كث /0من ٔالاحيانّ ، بحاسته *ي سماع حاسة ذوíي يتبقى له وقت حر .كنت أثق به إkى حد أن ٍ بعض ٔالاغاني القديمة ،مثال ،والادعاء بأXuا أغان رائعة – كان جد معجب بمحمد عبد الوهاب بحيث يجرحه أي نقد يوجه إkى مغ ) Oيا شراعا وراء دجلة( .لم أشعر بأنه يقصد التأث /0ع ي لغرض ما .ع ى ً ً منXòا يوقظ ما هو ٌ كامن أصال(، العكس ،أدركت من خالله قيمة التأث /0خاصة عندما يكون )التأث) (/0 ناهيك عن خلو املعمل من شخص يشاركه اهتماماته .بفضل )تأث (/0رفيق العمل هذا الذي كان يحلم بكتابة رواية بوليسية – وال أعرف أعماق أعماíي من رغبات متقدة ملعرفة ٓالاخر وتحقيق أحالم الطفولة .كم أشكرٓ ،الان ،لصديقي العامل هذا إضائته kي ع ى شخصيت0ن أساسيت0ن سأكتشف فيما بعد أهمي½Xا :سالمة مو PÉومارلون براندو ،بعبارة أدق :ال Xضة بكل حيثياXÆا العلمانية :وهالة البطل املتمرد ال[ Oيتدفق م Xا هاجس حلمي يحث املشاهد – الفرد ع ى التسليم بدور الفرد *ي خلق أوضاع مضادة للوضع السائد .هاتان النظرتان :املوضوعية بتسامح علماني والذاتية املسقطة ع ى شاشة ً ً ﱠ َ ّ ّ سلط ح[ كحاس ٍة ٔالاحالم ،انصهرتا *ي نظرة تالزم O ٍ سادسة تجعل Oع ى الدوام مستنفرا أبدا ِضد الت ِ ّ لو كان هذا التسلط *ي سبيل تحقيق ٔالافكار ال[ Oأؤمن XÈا. ١٤
٢
كانت شوارع ما بعد انقالب ٨شباط )ف /اير( ،ال[ Oكنت أقطعها وأصدقاء املدرسة ،خالية *ي معظم ً ً حاضرا *ي ّ كل مكانُ ،يصاعد كآبة تنفث حرارة لزجة ،خاصة بعد انطفاء ٔالاحوال ،وكان الخوف ظالما ً ذلك البصيص الذي أوقدته محاولة العريف حسن سريع *ي معسكر الرشيد .من هنا كنت أجد لذة *ي الذهاب إkى السينما حيث الظالم ال ُـم ﱠ الهواء أك ُ /ôإنسانية ألنه يؤطر هذﻩ الحص/0ة الفضية ال[O كيف ِ تتلقى نورا من فتحة صغ/0ة تتوسط الحائط الخلفي - ،نور يسمح لخياالتك أن تطوف فXYا حيث تتج ى ﱞ ّ حق أن كتلة النور ٓالاتية من مصانع بعيدة للتخدير ستتال PÌبعد ساعت0ن ،بيد الحياة مشاهد حلمية. ّ املتلبدة *ي سماء الحياة حلمي يخفف من آالمك الناتجة عن رؤية هذﻩ الغيوم السوداء أXuا تذكار ِ ً ْ َ اليومية نتيجة الصراع ع ى السلطة ،منتظرا بفارغ الص /أن تنقشع ،و$ي محكومة باالنقشاع ،أي انقشاع يسببه احتكاك أو تصادم ب0ن غيمة وأخرى ...وها هو عبد السالم عارف يستوkي ع ى السلطة *ي تشرين الثاني )نوفم ،١٩٦٣ (/ومن غريب الصدف املوضوعية ،أن افتتحت* ،ي الوقت ذاته ،سينما ً جديدة اسمها )غرناطة( بفيلم )مدافع نافرون( .واعتبارا من شاشة هذﻩ الصالة ،بدأنا نتابع أخبار بشكل موجز .ومن ب0ن هذﻩ ٔالاخبار مقتل جون كندي* ،ي الثامن والعشرين من تشرين العالم املصورة ٍ ً الثاني .شعرنا يومها بحزن غريبّ ، كأنما ُمدا ِفعا عن حريتنا قد مات ،مع علمنا بأن انقالب÷ ٨ Oشباط )جاؤوا *ي قطار أم/0كي( ع ى حد تعب /0ع ى صالح السعدي .من شدة هروبي إkى السينما ،أتذكر أن )غرناطة( كانت متخصصة بأفالم شركة )يونايتد أرتيستس( ،وسينما )الخيام( بشركة )بارامونت( وشركة )وارنر بروذرس( ،و )السندباد( بشركة )كولومبيا( ،وفيما بعد سينما )النصر( بـ )فوكس للقرن ً العشرين( .كنت أتابع جميع صاالت السينما بحثا عن فليم ل /اندو أو فيلم عتيق لم أرﻩ من قبل .وكان ً ً من عادة السينمات *ي العراق آنذاك أن تعرض فليما قديما يوم الجمعة الساعة الواحدة .كان kي دف¡/ يوميات أسجل فيه عنوان كل فليم ﱡ يمر *ي سينما )غرناطة( ،املخرج ،املمثل0ن ،وأضع املوسيقى التصويرية ،وشركة ٕالانتاج .هذا الخوف من مناخ الحزب الواحد الذي توافق وح Oªللسينما حيث تحت إبطي كتاب ما و )صمونة العمبة والبيض( أقضم XÈا *ي انتظار افتتاح شباك التذاكر ،حفز ّ*ي رغبة الاكتشاف ،وساعدني ع ى ال½Xرب ،لسنوات ،من املدرسة ،املقا$ي والتXYان *ي شوارع بغداد ،وقراءة
١٥
القصص الرخيصة عن رعاة البقر ،مجرمي شيكاغو وفتيات الجيشا *ي اليابان ،ال[ Oكانت تصدر *ي ترجمات ال بأس XÈا وبأسعار ّ جد زهيدة.
٣
ُ أنشر إهتممت بال¡/جمة كث/0ا دون الكتابة .كان kي باب صغ* /0ي جريدة النصر عنوانه ) ِش ْعر أسود( .كنت *ي أية جريدة أو مجلة ،ح[ *ي مجلة التبوغ العراقية ،نشرت kي ترجمة عدد من القصائد الزنجية مع ً تقديم صغ ./0و*ي جريدة شبه نكرة اسمها ٔالاخبار نشرت عددا من القصائد امل¡/جمة وقصائد بعض ٔالاصدقاء .أتذكر أني طلبت قصيدة من جان دمو لنشرها *ي الجريدة ،وكان جان يعيش آنذاك *ي إحدى ً حنفية كب/0ة .بقيت أنتظر ما يقارب ساعة ونصفا ح[ وجد عنوانا لقصيدته زوايا باحة البيت ،قرب ٍ ً ُ الصغ/0ة) :مصطلحات املاء( .من ب0ن ٔالاشياء ّ املهمة ال[ Oقمت ب¡/جم½Xا ،أيضا ،املقابلة الطويلة ال[O أجراها الشاعر ٔالام/0كي روبرت لويل ملجلة ٕالايسكواير مع الشاعر السوفيي[ Oأندريه فوزنيسكس الذي ُ كنت وال أزال أفضله ع ى إفنتشكنو ،ون ِشرت *ي جريدة املنار .وما أتذكرﻩ من هذﻩ املقابلة الحادثة ال[O سردها فوزنيسكس عن تأث /0باس¡/ناك ع ى شعرﻩ .ذلك أن فوزنيسكي *ي إحدى زياراته إkى باس¡/ناك ّ ْ ّ أحب أن َيط ِلع هذا الشاعر الكب /0ع ى ما كان يكتبه من قصائد فأخذ يقرأ له من قصائدﻩ ،وما إن ً انت ح[ صعد باس¡/ناك إkى غرفته *ي الطابق ٔالاع ى ثم نزل وهو يحمل ما كتبه مؤخرا .أراﻩ إkى ً ً فصدم ّ فوزنيسكي ُ بحدة التشابه ب0ن قصائدﻩ وقصائد باس¡/ناك وزنا وكالما .ومن تلك اللحظة عرف ِ فوزنيسكي بأنه واقع تحت تأث /0باس¡/ناك حد التوار د الشعري ،وبأن عليه التوقف عن الكتابة سنوات ً ً أي لح0ن استعادته صوته نقيا خاصا به ،وكان له ذلك ح[ أن أندريه بروتون فضله فيما بعد *ي جريدة صوت العمال الكث /0من القصائد امل¡/جمة ؤالاخبار الصغ/0ة عن معارض *ي املراكز الثقافية .و*ي ّ هذﻩ الجريدة بالذات – ال[ Oكانت تتعرض إkى الكث /0من مضايقات الرقابة بسبب نشرها قصائد ُمظفر املتسربة من السجن ،ودفاعها عن قضايا العمال – قمت بإعداد مقال للصفحة ٔالاخ/0ة عن الذكرى ّ الخمسينية لثورة تشرين ٔالاول )أكتوبر( .املهم *ي ٔالامر هو أني نشرت صورة للين0ن احتلت نصف ً ً الصفحة ،وكان عمال استفزازيا *ي نظر تلك الف¡/ة ،مما جعل مدير املركز الثقا*ي السوفيي[ Oيدعوني إkى ً ً ّ أتحول صحفيا عميال ملركز كأس فودكا *ي مكتبه .إرتشفت عدة جرعات أوجست *ي نف OP خيفة أن
١٦
موسكو الثقا*ي هذا الذي كان جان دمو يحتقرﻩ احتقار الهازل املستغرب )وجود ثقافة *ي هذا املركز ولين0ن لم يستأصل بعد من الذاكرة الروسية كلها(.
٤
دمو قصائد كث/0ة وكل ما نشرﻩ ال يعدو شظايا من عمل شعري كب /0لم ينجز .كان ّ لم يكتب جان ّ دمو ً ً تلميذا *ي متوسطة كركوك ،ذكيا *ي مادة الرياضيات ،لم يمر *ي خلدﻩ بأنه سيكتب شعرا .كانت عائلته ً الفق/0ة ،كبقية عوائل شعراء جيل الستينات املنبوذين ،تب Oعليه آماال ليعيلها *ي املستقبل .كل OPÌء كان يس /0وفقا للعرف الاجتماåي إkى أن التقى سركون بولص ّ بدمو وقرأ له قصيدة مل/0وين كان قد دمو إkى حد التلعثم ،الشلل الذي يرائي به ّ ترجمها ،وإذا بصعقة الشعر الكهربائية تخ¡/ق جان ّ دمو إkى اليوم ،احتقارﻩ ملمت Oùالشعر .فها هو عنصر هائم ب0ن )جماعة كركوك(X· ،زأ بكل قصيدة تقرأ أمامه، ً متوعدا الجميع بأنه سيكتب القصيدة الك /ى .شاعرية ّ دمو حقيقية :مظهرﻩ ،قرفه من الشعراء ً املعت /ين الذين ت Xار ثق½Xم بأشعارهم ما إن يحضر ،تشردﻩ وقصائدﻩ الصغ/0ة الغريبة جدا كهذﻩ ال[O نشرها *ي منتصف الستينات *ي مجلة العاملون *ي النفظ مقابل ثالثة دنان ،/0حيث العنوان سطر طويل) :الجندي الذي سافر *ي القطار ون OP أن يقول لل /وفيسور نعم( ،والقصيدة رقم .(٣) :أي مشهد هذا عندما يقرأ عبد الرزاق عبد الواحد ،مثال ،قصيدة) ،أية قصيدة( ،تجعل ّ دمو ينطرح ع ى ً ً ٔالارض ضاحكا ومرددا) :بابا أنت تضحك .(!Oكل هذا التصرف البذيء املنطوي ع ى اس½Xتار XÈيبة شعراء ً ً يسطلون رؤوسهم ليل Xuار من أجل )قصيدة( تغذي عند ٓالاخرين رجاء وهميا ،كان جزءا من ٔالاوكسج0ن الذي تنفسته الحركة الشعرية العراقية بفضل مجموعة كركوك ال[ Oال أرى مآتXYا الجذرية إال *ي ظاهرة ّ دمو حيث الاحتقار بذرة إبداعية يجب أن تغرس *ي تربة ّ شاعر أصيل ،و*ي الحضور ٔالاساOPÉ كل ٍ لسركون بولص *ي ُ تجارب ِه *ي الشعر كانت فباإلضافة إkى صلب انفجارات جيل الستينات الشعرية. ِ ِ ُ حيث َ ّ حبكة املوضوåي، تجاربه القصصية *ي القمة .إنه سيد الصورة املشتقة من تصادف الكلمات ً ً السرد وتوتر املقطع ،أحالم املستأصل وواقع الجذر ،الغربة والدافع ،تتماسك تماسكا صوريا وتتعاشق ً *ي شعابة الكلمات حد السماح للذاكرة بمراجعة تطلعاXÆا الحلمية و$ي تمرق أمام ماضXYا )إلهاما من ّ ً مهمته أن يوقظ باستمرار أصداء جديدة( .قلما يدع بولص صورا تغريه فتوقعه *ي ميكانيكية الصور ً ً املجانية ال[ Oيعاني م Xا أغلب شعراء الصورة *ي العربية .قد تراﻩ ناعسا وأنت تتحدث إليه ،كسوال ١٧
وأنت ع ى عجلة من أمرك ،لكن لحاسته الشعرية ع0ن صاحية يخطف بريقها املفردات و$ي *ي َس ْي ِل ﱠي ِ½Xا َ ْ ً إkى املنبع ،خطفا فيه املع حيث الشعر ·Xاجم الكلمات ،وٕالايقاع حيث الوعيه ُ·Xاجم الصور وأراها ً ً أخ/0ا *ي تجريبات مؤيد الراوي الشعرية والفنية ال[ Oلعبت دورا أساسيا *ي تطوير روح التقارب ً ً الجوهري ب0ن قطيعة الستينات الشعرية والفنية مع معطيات الرواد شعرا وفنا ،تجريبات – حاول ً بعضهم انتحالها وخصوصا فكرته عن رجل *ي غواصة – كانت بالنسبة إليه وسيلة فكرية مث ى إلدراك مع مæيء الكائن إkى العالم ،إذ يرى أن )الكتابة $ي إشكالية الذات غ /0املتالئمة مع العالم ،وكلما تتعمق هذﻩ ٕالاشكالية يفقد الخطاب معناﻩ والذات حري½Xا وجوهرها( ،يتفتق شعر مؤيد الراوي من ع0ن ٔالاسئلة) :ماذا تكتب؟ كيف؟ أي إشراق خاص تواجه؟ أين عاملك *ي هذا العالم املتضارب امل يء بالخطاب .كيف تواجه حريتك املمزقة؟ و*ي هذا السياق كنت أكتب دوما .ع ى أن Oلم أكن مح¡/فا كما يح¡/ف الكث /0من الشعراء .وال أريد أن أكون .إن Oأحاول أن أرى *ي القصيدة وأن أمسك ذاتي أحيانا *ي تجلXYا فأتجاوز بذلك محدودي[ Oوبؤس موقÊي ،حيث هو بؤس عام ،ودائرة نفي ال تجيب ع ى التساؤالت إال بالعبث( .شعر مؤيد الراوي يستحضر هذﻩ ٕالاشكالية بسرد دقيق ت¡/اءى معه الذات املناضلة و$ي تتأمل* ،ي آن ،تفاؤلها *ي تحقيق الثورة ،وقناع½Xا العميقة بأن التغي /0أمر مستحيل .ذلك أن الراوي بعد ً أن تمكن من مغادرة العراق *ي ١٩٧٠إkى ٔالاردن ثم إkى سوريا مستقرا *ي ب/0وت طوال السبعينات، عايش )تحوالت املنطقة والناس :بروز الثورة املصطنعة وأفولها ،وتحول الناس بواسطة العواطف إkى أعداء وإkى اختبار قوة العادة والتاريخ وقوة الصياغة آلالف ٔالاعوام( .وشعر الرواي ال يمكن س /غورﻩ إال من خالل فهم هذﻩ ٔالاحداث السياسية – الاجتماعية ال[ Oعاشها العراق خاصة ،والعرب عموما. ما إن حدث الانشقاق – ومنذ البذرة ٔالاوkى املتمثلة *ي املعارضة الشديدة لخطاب آب )أغسطس( ١٩٦٤الداåي لحل الحزب الشيوåي وانضمامه إkى الاتحاد الاش¡/اكي – ح[ تحولت إkى القيادة املركزية بشكل كاد يكون تلقائيا ،كيف؟ ال أذكر ٓالان ،وال اسم ذلك العامل الذي كان ّ يمدني بمناش /0الانشقاق ً ً وينظم Oداخل القيادة .فاألمر لم يكن صعبا ،ألجل أن Oكنت ،غريزيا ،مهيأ للدخول *ي تنظيم ثوري ً جديد .وسرعان ما وجدت نف OP عضوا *ي القيادة املركزية ،أؤدي دوري كداعية ألفكارها *ي مقا$ي الشعراء الشباب ،خصوصا )مق إبراهيم( الذي كان يرتادﻩ معظم الستيني0ن املعادين للثقافة الرسمية ،واش½Xر باسم )مق املعقدين( .وتجدر ٕالاشارة هنا إkى أن )مق إبراهيم( هذا كان السليط اللسان الشاعر شريف الربيÊي أول من وجد فيه زاوية حرة تضم الذين كان )مق السمر( الواقع *ي شارع الخيام ،مركزهم اليومي ح[ حرب ٥حزيران )يونيو( ،١٩٦٧أي عندما بدأ رجال ٔالامن السري ً ي¡/بصون بزبائنه .ومن طرائف الاجتماعات السرية *ي ستينات العراق نفسها .أتذكر أن اجتماعا لخلية من خاليا القيادة املركزية جرى *ي بيت عائل[ ،Oالواقع آنذاك *ي منطقة الصليخ الجديدة .من ب0ن املسائل ال[ Oتوجب مناقش½Xا *ي اجتماع الخلية هذا – الذي كان يتم ب0ن ف¡/ة وأخرى – مسألة عدم مشارك[* Oي املظاهرة الطالبية الضخمة ال[ Oاجتاحت بغداد .والحق يقال إن Oلحد ٓالان ال أعرف ملاذا ١٨
لم أهتم بالذهاب إkى املظاهرة مفضال لعب الدومينو *ي مق املعقدين وال/ôثرة عن آخر الكتب ً الشعرية ال[ Oوصلت محالت أورزدي باك وعن كيفية تأميمها ،زد ع ى ذلك أن ّأيا من خليتنا لم يستطع التدخل *ي املظاهرة وتغي /0شعاراXÆا وأهدافها ذلك اليوم ،وأن الشرطة ال[ Oلم تتوان عن إطالق النار نجحت *ي تشتيت املتظاهرين و*ي اعتقال عدد كب /0م Xم. ً جلسنا *ي غرف[ Oالخاصة بي ،أغلقنا الباب مما أثار شكوك أبي بأن شيئا غريبا يجري *ي البيت ،ربما اجتماع حزبي ،من يعرف؟ أبي ،السك /0ليل Xuار ،طرق الباب – فغ/0نا الحديث فجأة ،سائال )تحبون ً ً شاي ،شربت ،أكل() ،ال يا به ،شكرا ،شكرا أبو قادر( .وما إن استأنفنا النقاش ح[ طرق أبي الباب مرة أخرى ،وكرة أخرى ،والسؤال نفسه) :تحبون OPÌء ،شاي ،شربت ،أكل( .بعد مرور ساعت0ن من نقاش متقطع لعدة مرات ،اقتنعوا بنواياي الطيبة لكن العبثية *ي نظرهم ،واتفقنا ع ى أن نجتمع بعد أسبوع0ن *ي بيت ع ي ٔالاسود* ،ي الكرادة الشرقية ،ملناقشة رغبة بعض الشعراء والكتاب الشباب *ي الانتماء إkى القيادة املركزية.
٦
ً ْ ال أتذكر ٓالان كيف تعرفت ع ى الستيني0ن .كان الفنان سلمان عباس صديقا kي ،إذ كان يعيش مع أهله ً *ي الصليخ الجديد حيث كانت عائل[ Oتسكن .كنت أزورﻩ كل يوم *ي غرفة عمله وأق OPمعه أوقاتا طويلة ،نتجول ّ البسات0ن الشاسعة ال[ Oكانت تحيط املنطقة ونتحدث *ي أشياء السينما، كل مساء *ي ِ الشعر والفن .كان آنذاك يعمل ع ى إنجاز نقل لوحة Le Radeau de la Meduseبحجم كب ،/0لنيل ً ّ ً رساما وصديقا .كانت له قدرة تقنية شهادة التخرج من معهد الفنون الجميلة .كنت شديد ٕالاعجاب به ً ُ قلما كنت أراها لدى ٓالاخرين .كنت دوما معه حد أن اعت /ني أحد ٔالاصدقاء وكيل أعماله ،وذلك أنه ً عندما أقام سلمان عباس معرضه ٔالاول *ي املركز الثقا*ي التشيكوسلوفاكي ،واملركز هذا كان نشطا بالفعاليات الثقافية ،كنت املسؤول عن إعداد املعرض وتوزيع بطاقات الدعوة والحملة ٕالاعالنية. ً وعندما أقيم املعرض الثاني ملجموعة املجددين ،وسلمان عباس كان واحدا م Xم* ،ي )جمعية الفان0ن ّ ْ العراقي0ن( ،أدهشت لوحته نوري الراوي وفائق حسن لتقني½Xا اللونية .وكنا نضحك ع ى اندهاشهما وتأويلهما البعيد عن الحقيقة حول قدرته ع ى استلهام روح ال¡/اث ٕالاسالمي بشكل حديث ،وكان ّ يحذرني من أن أكشف لهم السر .والسر هو أن سلمان عباس كان يخلط دهن السيارات ٔالاسود مع ً ً بعض ٔالالوان الزيتية خلطا جيدا فيحصل ع ى لون ذه Oªأسود غريب غاية *ي مالءمة ٔالاشكال
١٩
ٕالاسالمية ال[ Oكان يميل سلمان إkى خلقها داخل اللوحة :منائر ونقوشات طفقت ،بفضل هذا الخليط، تتماوج ب0ن كتل السواد الرائعة ب /اءة شعرية ليست لها أية عالقة بظالمية السلفي0ن الداهسة... يا ُترى ،أم ْن طريق سلمان عباس ّ تعرفت بأحد الستيني0ن ،مما قادني إkى حس0ن حسن أو فاضل عباس ِ ً هادي أو وليد جمعة ،ثم إkى بقية ٔالاصدقاء وأولهم إبراهيم زاير الذي كان صديقا لسلمان ،وفيما بعد إkى فاضل العزاوي ،صالح كاظم ،جليل حيدر ،عبد الرحمن الربيÊي ،منعم حسن وقتيبة عبد ﷲ؟ أم ِم ْن طريق شخص آخر دخلت ع ى هؤالء ،أم $ي لربما بالعكس ،قصيدة م¡/جمة *ي إحدى الجرائد، ع /ها بدأت أتعرف ع ى هذا وذاك ح[ صرت )مختار ٔالادباء( كما كتب صادق الصائغ *ي أحد ٔالاعداد ٔالاوkى من مجلة ألف باء حيث تحدث عن )عامل كراج ·Xتم باألدب( .املهم أني غدوت صديق الكل وأع O بالكل ح[ أولئك الرواد الذي كانوا جد بعيدين عن أجواء الستينات املتمردة :فؤاد التكري[ Oمثال، الذي كنت أزورﻩ أسبوعيا *ي املحكمة حيث كان قاضيا ،والصديق الرائع املنعزل ع ي الشوك الذي كنت أزورﻩ كث/0ا *ي بيته *ي كرادة مريم .وقد قمنا بعمل مش¡/ك :مختارات من الشعر ٔالام/0كي ٔالاسود – مختارات ترجم½Xا وقام هو بمراجعة ال¡/جمة وكتب لها مقدمة عن الشعر الزنæي ٔالام/0كي* ،ي ح0ن صمم ً لها مؤيد الرواي غالفا وبعثنا بمخطوطة هذا الكتاب مع الشاعر مظفر النواب إkى بلند الحيدري بغية ّ ّ أس¡/دﻩ ذات نشرﻩ *ي )دار املكتبة العصرية( ،لكنه لم يصدر لآلن وال أعرف ماذا فعل به بلند .آمل أن ّ والاكتشافية فهو يوم .ع ى أن الشخص الذي كنت ،من ب0ن الرواد ،ألتقي معه كث/0ا لروحه الشابة نجيب املانع .كنت أزورﻩ كل يوم0ن ع ى ٔالاقل *ي شركة تأم0ن بغداد حيث كان مديرها ،و*ي بعض ً الزيارات أعرفه ع ى ستي Oجديد ...كان ُي ّ حدث Oكث/0ا عن الفيلسوف ٕالاسباني أورتيغاي غاسيت ّ وباألخص عن كتابه تمرد الجماه ./0وأتذكر أنه قال kي بأن قراءة هذا الكتاب تغ /0بشرة الجلد .لألسف ًّ ً حبا برؤيته فحسب وإنما إلخبارﻩ بحقيقة حادثة حصلت لنا لم ألتق به أبدا بعد أن غادرت العراق .ال *ي محالت أورزدي باك *ي آواخر الستينات .فذات يوم َسرقت من أورزدي باك كتابا إنكل³0يا عنوانه ،71 Short Storiesوبعد أن نزعت من هذا الكتاب قصة كافكا )العرب وبنات آوى( ال[ Oقمت ب¡/جم½Xا ونشرها ،ع ى ما أظن ،صادق الصائغ بعد مغادرتي العراق* ،ي ألف باء ،عدت إkى أورزدي باك مع ً نسخة الكتاب الذي نزعت منه قصة كافكا ،مخ /ا مسؤول املكتبة بأن الكتاب الذي )اش¡/يته( تنقصه هذﻩ القصة ،وبأق Pالسرعة أجاب ) :Oكيف وقعت نسخة الرقابة هذﻩ *ي يدك؟( فأخذ جميع النسخ ً الباقية وراح ي¬³ع من كل نسخة قصة كافكا ،مقتنعا أXuا قصة ممنوعة بما أن كافكا ·Xودي، ً وموضوعها )العرب وبنات آوى( .لم يعد أمامي ما أفعله سوى السكوت ومطالب½Xم بتعوي OPنقدا أو ًّ ً مارا صدفة ،وبعدما رأى كتابا آخر .رفضوا إعطائي أي OPÌء ،و*ي تلك اللحظة كان املرحوم نجيب املانع ً أن مسؤول املكتبة يرفض تعوي ،OPناقشه بعاطفة حادة دفاعا ع Oدون أن يعرف حقيقة ٔالامر، وطلب من املسؤول أن يناقش ٔالامر مع املدير .وبعد مساجلة طويلة ،ونزول وصعود من طابق إkى طابق،
٢٠
وافق املدير ع ى أن آخذ كتابا آخر كتعويض فأخذت كتاب باتريك وولدب/0غ عن السوريالية وشكرت نجيب وك ي خوف أن يكتشف حقيقة ٔالامر فيلقي ع ي موعظة أخالقية لها أسباXÈا ،من وجهة نظرﻩ.
٧
منذ استيالء عبد السالم عارف ع ى السلطة *ي تشرين الثاني )نوفم ،١٩٦٣ (/تناوبت ع ى العراق سلسلة من الانقالبات العسكرية الضعيفةٔ ،الامر الذي جعل الوزارات تتغ /0كل بضعة أشهر ،من طاهر ً يح÷ ،مرورا بعارف عبد الرزاق ،نجم الانقالبات الفاشلة ثالث مرات ،وعبد الرحمن ال ³از الذي حاول ً أن يضمن بعض الحريات ٔالاساسية ،مبتغيا استئناف الانتخابات باعتبارها الخطوة التالية نحو حكومة نيابية ،غ /0أن الضباط رفضوا أن يص /وا ع ى رئيس مدني مستقل الرأي ،فجاؤوا بناÅي طالب ،وعاد طاهر يح÷ – وهذﻩ املرة كأنه معاد لالستعمار إذ قطع العالقات الدبلوماسية مع بريطانيا والواليات املتحدة – لي¡/أس الوزارة ٔالاخ/0ة للسلطة الغائبة( هذﻩ ال[ Oتم³0ت بانقالبات ضباط يحلمون باالستيالء علXYا ولو ألشهر معدودات ،تارك0ن الس/0ورة الثقافية بعيدة عن رقاب½Xا املباشرة. *ي ظل هذﻩ الظروف كانت شبكة ثقافية تتحرك بحرية ال بأس XÈا :شعراء ،قصاصون ،م¡/جمون، منبوذون ،هامشيون ،كان معظمهم يساري الاتجاﻩ .بي Xم وب0ن السلطة هوة من الصعب ردمها .أغلXòم الصدف ٕالاشراف ع ى الجرائد واملجالت ّ خارج من السجن ،سمحت ملعظمهم ّ الصادرة آنذاك .لم يكن ً ً بي Xم شرطي ثقا*ي يعمل موئال ثقافيا لصالح السلطة .فالشيوعيون كانوا ،بعد ضربة شباط الدامية، ً ً يلملمون أنفسهم وهم يواجهون انشقاقا عنيفا يقلق حضورهم .أما البعثيون فكانوا مكروه0ن بسبب جرائمهم *ي .١٩٦٣الانقالبات الضباطية ،إذا ،لم يكن لها طابور ثقا*ي يعمل من داخل املثقف0ن ،كما جرى *ي ظروف ما بعد انقالب ،١٩٦٨هذا هو ع0ن ما أسميه غياب السلطة ،مصطلح كنت أول من أطلقه بصدد جيل التسينات ،لكن هذا ال يع Oأننا كنا السلطة الحقيقية كما ذهب بعض املهووس0ن، ذلك أن الثقافة ،ع /هذا الغياب ،تجلت كمحاولة جدية لخلق حاسة تشكيلية متحررة من ال¡³امات ثقافة ما قبل ٨شباط )ف /اير( ٕالايديولوجية الخاضعة لهبوب رياح الحزب .أقول حاسة تشكيلية ،ألن التجديد الشعري *ي عراق الستينات كان يختلف عن كل )التجديدات( الشعرية *ي البلدان العربية ٔالاخرى ،إذ كان يتقاطب والتجديد الطالع من مشغل الفن .ومعظم شعراء الستينات لهم محاوالت فنية ،وعدد من الفنان0ن لهم تجارب شعرية .ومؤيد الراوي هو الشاعر الستي Oالرائد *ي هذا املجال. ٢١
ً فكان معظم الفنان0ن العراقي0ن الجدد يطلبون منه أن يقدمهم *ي معارضهم ٔالاوkى ،كما أنه لعب دورا ً تنظ/0يا مهما لحركة املجددين .أما ع ى مستوى الوåي السيا ،OPÉفإن أول من رحب باالنشقاق داخل الحزب الشيوåي العراíي هو جيل الستينات الشعري .وكيف ال يرحب هذا الجيل الثورة الاجتماعية، وهو املنتفض ع ى كل القيم التقليدية من أجل إحداث ثورة ثقافية تسمو باملخيلة العراقية إkى آفاق متفتحة ع ى ٕالابداع الحر؟ ذلك أن أسماء ماركسية جديدة مثل تروتسكي وجيفارا أخذت تميط اللثام الستالي Oالتشوي Oعن ماركسية نقية تلعب دور املحرض ع ى مسرح ٔالاحداث ،وكتابات هذين الرجل0ن ً ً ونشاطاXÆما كانت قوتا كافيا لتحريض الشبيبة *ي كل مكان ع ى أخذ زمام ٔالامور بأيد·Xا من أجل ثورة دائمة .ورافق اكتشاف هذﻩ ٔالاسماء* ،ي العراق ،انشقاق عناصر من داخل حزب البعث ومن منظمات أخرى ،تجمعوا *ي )املنظمة العمالية الثورية( ،وهو تنظيم جديد أحد مؤسسيه قيس السامرائي املعروف بـ أبو لي ى .وكان للمنظمة* ،ي مرحل½Xا ٔالاوkى ،أي قبل انصهارها *ي )القيادة املركزية( ،ميول تروتسكية .كما حدث الانشقاق املنتظر لطرد اللجنة املركزية وإعالن تأسيس قيادة مركزية مؤقتة للحزب الشيوåي وذلك بـ )إعالن أيلول)سبتم ،(١٩٦٧ (/كل هذا كان الخلفية الفعالة للتجريبات الشعرية ال[ Oبدأها جيل الستينات ،وال[ Oيمكن تلخيصها بشعار تروتسكس – بروتون) :استقالل الفن – من أجل الثورة /الثورة – من أجل التحرير ال Xائي للفن( .ع ى أن هذا الجناح الطوباوي الحالم بمجتمع يحكمه دستور قائم ع ى اح¡/ام حقوق ٕالانسان ،والذي يمثله جيل الستينات اليساري ،قد هزم وشظيت مشاريعه التحررية ،بينما الجناح الظالمي الذي يمثله جيل الستينات اليمي Oذو العقلية السياسية املتآمرة هو الذي انتصر .نعم! صدام حس0ن وأعوانه من املثقف0ن والسياسي0ن الذين يتحكمون بمص /0العراق السيا OPÉوالثقا*ي ،هم جزء ال يتجزأ من جيل الستينات ،إذ إن تكوXuم تم *ي خضم الغليان السيا OPÉالذي شهدته الستينات ،إال أXuم ،ع ى نقيض من حلموا بمجتمع حر ،تفردوا بالسلطة وأقاموا النظام السائد إkى اليوم.
٨
الستينيون الذين شعروا بضرورة استغالل السلطة ،كانت تواجههم مصاعب جمة م Xا غياب مرجع فكري متقدم *ي العربية يمكن استلهامه حركة فكرية .إن أهمية مجالت كـ شعر اللبنانية وحوار كانت، بالنسبة للمبدع0ن العراقي0ن ،أوال* ،ي تقديمها أعمال الشاعرين أن OP الحاج وتوفيق صايغ اللذين كنا نقرأهما سرا ح[ ال ن½Xم ،من قبل موظفي الشعر ٕالايديولوÅي ،بالتبعية للفكر اليمي OوالانXòار بصرعات الغرب املتوالية ،وثانيا *ي ما تقدمانه من تراجم للشعر العاملي ،خصوصا تراجم أن OP الحاج ل /وتون وأرتو .كنا نحس بظمأ شديد إkى معرفة الشعر العاملي .نتلقف أي كتاب م¡/جم .نطلب من أي متبحر أن ٢٢
ي¡/جم لنا ولو قصيدة واحدة لريلكه ،بروتون ،ويكون عشاؤﻩ مدفوعا .كنا نتقيأ كل ما يسمى شعر الواقعية الاش¡/اكية .فاملخيلة العراقية *ي هاتيك السنوات الحلمية كانت متفتحة لألممي ،للفكر ٓالاتي ً من أبعد ٔالاعماق وٓالافاق الطليعية ،لتجربة ٓالاخر *ي أع ى مراحلها .ذلك ألن ثمة شعورا أخذ يتصاعد داخل الحياة الثقافية بأن التقسيم إkى شرق وغرب دعوة رجعية *ي الصميم ،وهو بالعمق ليس تقسيما جغرافيا وإنما فكري) .التقسيم( هذا ،بعبارة رمسيس يونان) ،هو التمي ³0ب0ن القديم والجديد – أي ب0ن ٔالاساليب البائدة ؤالاساليب الفتية *ي الاجتماع والسياسة ؤالادب .والصراع ب0ن القديم والجديد قائم *ي العراق كما *ي الص0ن و*ي إسبانيا كما *ي املكسيك .(...لذلك كان شغف الستيني0ن بالفكر )ٔالاجن،(Oª ً )رومانتيكي *ي نظر الرجعي0ن واملسؤول0ن عما آل إليه العراق ،الذين كث/0ا ما كانوا يحاربون ٔالاصوات ً ً الحرة ع ى أXuا منXòرة بثقافة الغرب( ،ضم/0ا جديدا يريد التأكيد ع ى أن )التقارب الفكري الذي يربط ً املجددين *ي مصر مثال باملجددين *ي سوريا والعراق والهند وإنجل¡/ا وأمريكا أهم قيمة من الرابطة املحلية ال[ Oتصل ب0ن املجددين واملحافظ0ن *ي أي واحد من هذﻩ البالد ...وليس هو أهم قيمة فقط ،بل إن ازدياد هذا التقارب )الفكري( ب0ن املجددين *ي جميع ٔالاقطار وتطورﻩ إkى تقارب )مادي( هو ٔالاساس ً الصحيح الذي ينب Oعليه ٔالامل )*ي الخروج بالعالم من مآزقه الحاضرة( ،كما كتب محقا رمسيس يونان *ي بدء ٔالاربعينات .من هذا املنطلق يجب أن يفهم لم كنا نتلقف أي OPÌء م¡/جم .ومعظم امل¡/جم كان س÷ êال¡/جمة أو مج¡³أ ،ال بالعربية فحسب وإنما ح[ *ي ٕالانكل³0ية نفسها ال[ Oكان يجيدها معظم الستيني0ن ،حيث كانت ،آنذاك ،فق/0ة بال¡/اث الفرن OP الجديد غٔ /0الانكلوساكسوني .كتاب باتريك وولدب/0غ ،مثال ،عن السوريالية ،والذي هو من أردأ الكتب املوضوعة عن السوريالية ،كان مصدرنا الوحيد ملا أحتوى من مختارات من ال¡/اث السورياkي ،عملنا ع ى ترجم½Xا ونشرها *ي هذﻩ الجريدة أو تلك املجلة .كان سركون بولص أقرب الجميع إkى آخر التطورات الشعرية العاملية ،كان يمد الصحافة ً واملجالت بال¡/جمات الكث/0ة ،وباملقابالت التعريفية لالتجاهات الجديدة ،وواحدا من الطامح0ن القالئل إkى شعرية جديدة .نشر *ي جريدة الثورة العربية ) (١٩٦٥بيانه ٔالاول :نحو غابات جديدة ،يدعو فيه إkى )قصيدة الفكر ...ال[ Oتنتقل *ي ذات الوقت باألشياء ،باملظاهر ،بالعوالم النفسية الالXuائية ال[O تتضمن الزمن وجمودﻩ واس¡/اخاءﻩ ،واملكان ووضع ٕالانسان *ي التسلسل التاري ي .كل ذلك *ي لحظة واحدة تتحلل ع ى ضوء الانفعال* ،ي كلمات* ،ي دهشة آنية* ،ي حب مقدس ومذعور للحياة( .و*ي هذﻩ ً الجريدة ،كان فاضل العزاوي يكتب أفكارا جديدة وقصائد جديدة ،قبل تأسيسه مجلة الشعر .٦٩وكان ملحق الجمهورية ٔالادبي الذي يشرف عليه أنور الغساني وإبراهيم زاير ،نافذة أسبوعية تطل علة الفكر العاملي وع ى تجارب الداخل الطليعية مثل تلك ال[ Oقام XÈا مؤيد الراوي *ي الشعر ،وخالد الراوي *ي ً ّ القصة القص/0ة جدا ،ومحاوالت ٓالاخرين *ي كتابة نقد ذي حاسة تشكيلية جديدة .كنا ننتظر كل هذا بفارغ الص /ونناقشه ،وكان علينا أن نقرأ ما ب0ن السطور لفهم املغزى البعيد الذي ينطوي عليه هذا النص املبتور ،واملن¡³ع من سياقه التاري ي ،أو هذﻩ ال¡/جمة التقريبية .والغريب أننا كنا ننجح *ي أحوال كث/0ة إذ تعودنا ع ى أن نقرأ )املم¤ي( – فاملحنة زودتنا بحاسة شم ذئبية – حد التكلم عن كتاب صدر ٢٣
*ي فرنسا أو لندن ،ع /خ /صغ ،/0أو مقال قص /0نشرته هذﻩ الجريدة ٕالانكل³0ية أو تلك الدورية ال[O تباع *ي مكتبة كورنيت ...بحيث لو سمعنا مؤلف ذلك الكتاب الندهش من معرفتنا )العميقة( بكتابه، بل من إماطتنا اللثام عن أفكار لم يدر أن كتابه ينطوي علXYا.
٩
بقينا لوحدنا ندافع عن تمرد الطالب *ي العالم ،ذلك التمرد الذي اعت /ته أجهزة ٕالاعالم القمعية الجديدة مؤامرة صهيونية .كنا نحب ماركيوز وندافع عن كتابه ٕالانسان ذو البعد الواحد ،جيفارا لنقائه الثوري ،جيمس بالدوين لوعيدﻩ بأن النار سيطلق *ي املرة املقبلة ،الفييت كونغ ملقاوم½Xم ٔالام/0كي البشع ،نورمان ميلر وزنجيه ٔالابيض ،الهيبيون ،جاك ك/0واك ،آالن غين³0برغ الذي نشرت مجلة حوار عن زيارته الفضائحية ل /اغ .باختصار ،كل ما هو متمرد إال الجدانوفي0ن والستاليني0ن الذين كانوا يعملون *ي الخفاء القتناص فرصة السلطة ،م¡/بص0ن بمخيلة الفرد .كم أعجبت بجرأة صادق الصائغ عندما عاد من تشيكوسلوفاكيا حامال معه تحقيقا عن ربيع براغ ،ي /هن فيه ،من املقابالت ال[ Oأجراها ً ً ً مع العمال ،بأن التدخل السوفيي[ Oكان غزوا ضد إرادة الجماه /0وليس مطلبا جماه/0يا ،كما أرادت ً جماعة موسكو *ي بغداد إقناعنا به .وأنا شخصيا أشكر صادق لعمله هذا الذي فتح به ثغرة *ي بنية ٕالاعالم ،تسللت خللها إkى فضاء التفك /0النقدي الحر وفرز املعلومات.
١٠
هكذا تركتنا شرذمة الضباط الغائصة بصراعاXÆا الداخلية ،لوحدنا) ،نتعرف ع ى بعضنا بسهولة، نكتشف خواصنا* ،ي الحديث* ،ي الكتابة* ،ي السلوك اليومي غ /0الاعتيادي ،وقبل أن نتعرف باملصافحة كنا نتعرف بالقراءة ...مكتشف0ن أن للكالم مفعول القوة املادية *ي التعب /0عن الهدم والبناء( ،ع ى حد عبارة مؤيد الراوي *ي لقاء له نشرته النداء اللبنانية آواخر ،١٩٧٨و*ي )فلتة الصداقات الواسعة( هذﻩ كما يسمXYا عبد الرحمن طهمازي الذي يتدفق *ي شعرﻩ شعور فلسفي معر*ي ٢٤
يدل ع ى صدق اXuمام جيل الستينات باألفكار *ي تمردهم ع ى الفكر السائد ،كنا نحلم )نعم نحلم ،ويا ترى هل آلة الحلم غرست *ي رأس ٕالانسان لالOPÌء؟( بمخرج من الكارثة العسكرية املقبلة ،بثورة ،كهذﻩ املسلحة *ي ٔالاهوار أو غ /0املسلحة ،املهم أن تف OPبنا إkى مجتمع حر سلطته الخيال ،مشجر بألف ً ً فعال علمانيا أو ال يكون .يجب أن ال نن P بأن اهتمامنا بجان بول قصيدة ،مجتمع يكون فيه ٕالابداع ً سارتر كان نتيجة فهمنا بأن الوجودية حركة إلحادية فحسب .كنا ع ى قاب قوس0ن أو أدنى ،نظريا بالطبع ...وإذا XÈزيمة حزيران :هزيمة الثقافة الجذرية ال هزيمة العسكر ،كما يقال .إXuا هزيمة التفتح ٔالاممي لصالح الانغالق القومي الذي احتاج إkى حرب مدمرة كحرب الخليج ٔالاخ/0ة ليكشر عن أنيابه الحقيقية .فهزيمة حزيران ليست هزيمة عسكرية بقدر ما $ي انتصار العقل السيا OPÉالبائد ع ى الفكر الحر الجديد الذي أخذ ينشر هواء طلقا *ي منتصف الستينات :إXuا تمهيد لالنتصار العسكري الكب/0 ً ً الذي وضع حدا Xuائيا لكل الانقالبات الضاطبة الصغ/0ة ،وآنت بسيطرة العسكر ال ع ى السلطة فحسب وإنما ع ى جميع مرافق الحياة ٔالادبية والفنية وح[ امل¬³لية .وسرعان ما حدث الانقالب ً العسكري الكب ،/0انقالب تموز )يوليو( ٦٨معلنا Xuاية الثقافة الحرة *ي العراق وافتتاح عهد مالحقة عناصرها الجذرية داخل ٔالاحزاب ،وتذنيب كل من ال يؤيد الجXòة الوطنية ،جXòة البوليس الثقا*ي ،ال[O كانت تجري وراء الكواليس منتظرة اXuيار عزيز الحاج ال كشخص وإنما كحلم طاقوي ،وها هو ي Xار، فيتقطع الحلم ،ثم يتوارى ح[ كأنه مشهد سينمائي حذفته الرقابة من شريط الذاكرة العراقية.
٢٥
*ي أحشاء لندن
٢٦
١
ُ تنسرح أمامك عندما ال يكون لك ،أ·Xا ٔالاجن ،Oªمصدر ماkي أو عمل تعتمد عليه *ي عيشك ،عندما ال ً سوى حدائق عامة تلبث إلXYا ،أو أكشاك تلفون أو مصطبات XÆوم فXYا رقودا ،أو شوارع جد طويلة تقطعها ع ى ٔالاقدام جيئة وذهابا ،تحت مطر ،كث /0من املطر ،مطر رذاذي متواتر حق /0ال تعرف أية ً ً مدينة مثيال له سوى لندن ،عندما ال يكون إال هذا ،فإنك ال ترى لك مفرا من التسليم مع املفكر ً الرو OPÉالعدمي بيساريف بأن )زوجا من ٔالاحذية أفضل من شكسب .(/0نعم عندما ال يكون لك إال معدة خاوية والعالم كله حجرة بال مبيت ،عندها ال قيمة لكتاب تجد ب0ن صفحاته ما يلهمك تحويل كل ً ما تخ¡³نه ذاكرتك من معرفة أقواتا يومية ،الكتاب – املهماز الذي بسطر ناغز ،يجعلك تجمح إkى أن تخلق وضعك أنت بوجه ٔالاوضاع املحيطة ال[ Oتريد إخضاعك ألحكامها ،أحكام وضعها لصوص لتمس من شمولية ٕالانسان .نعم ،فقط ذاك الكتاب الذي يغذي فيك شهوة ٕالابداع ،وبالتاkي شهوة التحطيم، تحطيم ما هو معطى ع ى أنه هو الحقيقة* ،ي ح0ن أنه الباطل عينه .ألم يعلمونا *ي الكتب بأن العالم يحركه قانون الصراع من أجل البقاء .إذا ،مص/0ي كفرد *ي هذﻩ اللحظة أهم من مص /0العالم كله. وليس من OPÌء يجعل فردي[ Oتقف ع ى رجلXYا ،سوى العيش *ي خطر ،فعال .ذلك أن البيت ٔالاول *ي قصيد الدنيا يقول :مت ح[ تحيا ،وإال فأنت ميت أصال .عليك أن تجازف بكل تقاليدك وأعرافك، وليس سوى طريقت0ن :التسول أو السرقة .لكن التسول يحتاج إkى أناس لهم قدرة ع ى الخنوع ً واستشفاق ٓالاخرين ،أنا شخص ال تل0ن قناته لغامز ،ولدت متمردا ،وقدر kي وع ي أن تكون kي النفس – الوحش ،أو كما تقول ٔالاغنية .Born to be wildال جلد kي ع ى تملق أحد من أجل باوند .يستحيل. الصراع من أجل البقاء السليم لفردي[ Oيقتضي ٓ Oالان أن أسرق لكن ليس من صديق أو من صاحب محل صغ ،/0كال ،ع ي أن أسرق ،بل باألحرى أن أؤمم هذﻩ الكتب ال[ Oتعج XÈا املكتبات الكب/0ة ً ً الرأسمالية ،وبطرق سأعجم عودها حدا تعود معه معينا ال ينضب لسنوات طوال) .أخالقنا ً وأخالقهم(؟ طز .أدري أن ل¡/وتسكي كتابا XÈذا العنوان .ساعة العمل املضاد تدق تدق ...إXuا الحادية عشرة صباحا .الشمس لعاXÈا يسيل .يا له من صباح ال يوطأ حماﻩ ،يحفزني إkى بعيد املدارك ،لم يمر فيه كلب واحد ،ع ى ما يبدو .لكم من ض¤ى اسنفقت *ي رأدﻩ ،وفتحت عي Oفوجدت حذائي تتعاضضه ً كالب إنجل³0ية باردة ٔالاعصاب ع ى مبعدة أمتار م .Oأدرت بصري إkى هنا وهناك ،أدمت النظر طويال إkى طفل0ن كانا يلعبان ،وإkى شحاذ ،غ /0بعيد ع Xما ،يقضم تفاحة ،خامل الحس ،شكله يدل ع ى أن نفسه ً لم تطمح أبدا إkى مأثرة .لم يكن *ي جي Oªسوى بضع شلنات وكتاب ج/0ي روبن .Do it
٢٧
٢
وأنا أنزل من طائرة الخطوط الجوية العراقية املمتلئة XÈنود وباكستاني0ن *ي مطار لندن، ) ،(١٩٧٠/١/٢٨شعرت بأني ع ى تماس مع نور الغرب ومع شميم رائحة الثقافة الحقيقية ،أتم، PÁ ً أخ/0ا* ،ي منتصف مدينة الضباب ،الضباب الذي سبق أن رأيته ع ى شاشات بغداد الفضية .لقد بحثت عنه *ي كل زوايا لندن وشوارعها دون أن أع /ôعليه .العيش *ي هذﻩ املدينة ،حيث بدء وهلة التثقيف الفعلية ،علم أعماíي كيف تكأل أبعد ٓالافاق ،أن تقلب كل ما يأتXYا من أفكار وتجارب .كنت أشبه بطفل ،السريالية *ي قرارﻩ $ي املشروع .لذا طفقت أبع /ôشموس القراءة *ي كل اتجاﻩ ،وديدني أن ً ً أكتشف املردود الواقÊي ملا كنت أقرأﻩ ،أن أعمق خ /تي ح[ الثمالة بألوان الوجود :أنفقت وقتا طويال ً مستطرقا *ي الشوارع ؤالازقة ٔالالصق ،آنذاك من اليوم ،بطراز الحياة اللندنية ،و*ي البارات ٕالانجل³0ية، ال[ Oال أزال أفضلها ع ى بارات العالم لجوها الصميمي ،تلك البارات حيث الب/0ة أكس /0يحتاجه كل مغامر *ي دغل ٔالافكار – الحياة بكل معمعاXÆا ،و*ي هذﻩ البارات يمكن للمرء أن يخالط ٕالانجل ³0من مختلف ٔالامزجة والطبقات ،وخاصة الهيب ³0الذين عاشرXÆم وعشت معهم *ي أع ى طوابق بنايات مهجورة ع ى وشك أن ت½Xدم ،اتخذوها مأوى يحرق فيه كل مساء بخور ذو رائحة طيبة ح[ مطلع ال Xار مشبع بدخان الحشيشة وملغوم بحبوب الـ L. S. Dواملاريجوانا .الهدوء فيه ضرب من ٕالايقاع الرو×ي وكأني موسيقى غوستاف هولست )ٔالافالك( ) (The Planetsقد اختاطت بموسيقى ،Deep purple بينما أضواء مصابيح السيارات ونيون ٕالاعالن ،تتسلل من الشبابيك إkى سويداء الدخان املنتشر ،وكأن ً نجما قد XÆاوى من السماء ،فتناثر طيفه اللوني ع ى الحيطان حيث بحر عميق تسبح فيه مالئكة ،يخرج من مناخ/0ها ضباب أزرق ي¡/اءى رخا له أجنحة خضراء وأرجل من الذهب ٔالاحمر وذنب من املرجان، ينتفض ثم ينتفخ وينتفخ ح[ يمأل الطابق ويسد ٔالابواب .كيف يمكن وصف إراءات طوارق *ي خرائب هدأXÆا تصأب من هدير جون لينون ،ت0ن ي/0ز أف¡ ،/بوب ديل0ن ،ليونارد كوه0ن ،نيل يونغ ،جيمي هندريكس ،جانيس جوبلن؟ تو*ي ٔالاخ/0ان إثر حقن مفرطة من املخدر .كنت ع ى اتصال مضطرد بكل ما كان يخرج من أسطوانات جديدة لـ تي ريكس ،بوب ديلن ،نيل يونغ ،جون لينون ،كات ستيف¬ ،³ليونارد كوهن ،ولفرق الروك مثل) :إكريم() ،ديب بربل() ،سليد() ،أنيملز() ،رولنغ ستون() ،بيتلز( ...إلخ. كانت kي مئات ٔالاسطوانات ،بعت معظمها إkى ناصر ،الرفيق العراíي *ي مجموعة )الثورة العربية(، وحطمت البقية *ي لحظة ضعف أمام فتاة مكسيكية كانت تؤمن بالحب العذري ،أسمع½Xا قصيدة إليوت )أربعاء الرماد( بصوت ممثل إنجل³0ي نسيت اسمه ،فانذرفت دموعها وأخذXÆا ملشاهدة فليم بازولي (Theorem) Oللتخفيف ع Xا من حدة شقا»Xا الدي .Oكان ثمة الكث /0من أفالم تحاول اللحاق بما يحدث ع ى صعيد الحياة اليومية ،أفالم تع /عن الحاسة التشكيلية الجديدة املغايرة للنمط الكالسيكي الذي عودتنا عليه هوليوود :فها هو أنطونيوني *ي أول أفالمه باللغة الانجل³0ية ) (Blow upأو ٢٨
جون شل³0نجر *ي فيلمه الرائع ) ،(Midnight cowboyأو فليم دنيس هوبر ) (Easy Riderإkى آخر شريط سينمائي كان ،آنذاك ،يعمق مخيل[ Oبالصور ويعلم Oحبك ٔالافكار بمغزل التجربة.
٣
ً من أجل الحياة ،كان ع ي* ،ي لندن ،أن أؤمم كتبا ،أما من أجل ٔالاممية الرابعة فكنت أناضل *ي صفوف الطلبة العرب .فكرت بمشروع لصالحها هو أن نفتح مكتبة – واجهة لها *ي ب/0وت ،فعملت مع الرفيق فارس ع ى تأميم ما يقارب ٦٠٠كتاب *ي أسبوع واحد ،وقد أرسلناها عن طريق البحر إkى ً ب/0وت .ظلت أشهرا مصدر عيش فارس خالل إقامته *ي ب/0وت .كان الذراع ٔالايمن *ي تأميم مئات الكتب وعلب املخلالت الهندية الحارة ،وال أعرف كم من شريان لنا تمزق آنذاك .كنا نل½Xم باش½Xاء ال يسد ،منا ندافع ،بكل حرارة وإيمان عن ٔالافكار ال¡/وتسكية *ي صفوف الطلبة العرب ،حد ضرب أي ستالي O ً يحاول أن يندس بيننا .لقد أحببت تروتسكي ،تشبعت بأفكارﻩ حدا صان Oمن الانخداع بوعود أتباعه. و*ي الحقيقة ،ما إن وصلت لندن ح[ توجهت إkى العنوان الذي أعطاني إياﻩ املسؤول عن خلية القيادة املركزية *ي بغداد ،ففتح kي الباب شخص اسمه أسامة – وهو ابن الشاعرة والناقدة سلمى ً خضراء الجيو .OPÉوكان أسامة آنذاك قريبا من مجموعة )الثورة العربية( – الفرع العربي لألممية الرابعة ال[ Oكان يرئسها أرنست ماندل .وقد نظم kي لقاء مع أعضاء املجموعة ،ومن طريق هذﻩ املجموعة التقيت بتجمع الحركة ال¡/وتسكية ال /يطانية .وهكذا أصبحت عضوا *ي تنظيم الـ ،I. M. G )املجموعة املاركسية ٔالاممية( الفرع ال /يطاني لألممية الذي لم يكن عديدﻩ ليتجاوز املئة شخص *ي كل بريطانيا آنذاك ،وكان طارق ع ي وهو من أصل باكستاني ،رئيس التنظيم .كذلك نشطت *ي صفوف عصبة سبارتكوس ،و$ي واجهة تروتسكية خاصة بتنظيم الشباب ،خصوصا *ي فرع مدينة نوتنغهام املعروفة بجمال نسا»Xا الخارق .قضيت *ي هذﻩ املدينة عدة أشهر ،أعمل *ي مطاعمها الليلية تارة، وأؤمم الكتب لكي أسدد مطاليب العيش تارة أخرى .كنت أق OPمعظم ٔالاسبوع *ي قراءة ما يقع تحت يدي ،ثم أناقش محتواﻩ مع أعضاء العصبة املتواجدين *ي جامعة نوتنغهام امل¡/امية وكأXuا فردوس. الغريب *ي ٔالامر أن كل ما كان يقع تحت يدي من كتب كان يتعلق بمسألة الاغ¡/اب ؤالاغراب وأني كنت ألتقي* ،ي مركز املدينة ،أيام ٓالاحاد ،بمراهق0ن ومراهقات من الـ Skin Headالذين هم التعب /0املتطرف عن حالة الاغ¡/اب ال[ OأفرزXÆا ٔالاوضاع املزرية لل /وليتاريا ال /يطانية ،غ /0أني عدت إkى لندن Xuائيا، وعملت *ي مكتبة التنظيم ) (The Red Booksال[ Oكانت تقع *ي شارع بنتيفل رود قرب محطة كنكز كروس ،وكان يديرها رجل كب /0السن حظي برؤية تروتسكي اسمه شارkي .لم تكن طموحاتي تساير طموحات بقية الرفاق العرب الذين انت معظمهم أصحاب شركات ضخمة .كانت لهم عقلية سياسية ٢٩
ً تنظيمية* ،ي ح0ن كنت أناضل شعريا من أجل تغي /0العالم – الحياة .وكنت أتابع عن كثب كل ٔالادب النقدي شبه الفوضوي املارك OP مثل التحليالت ال[ Oكانت تنشرها مجلة .solidarityو*ي الحقيقة فإن ً ما كان يفتن * Oي تروتسكي – فضال عن عالقة بروتون به ال[ Oكنت أب OعلXYا كل انتمائي إkى الحركة ال¡/وتسكية – هيامه النضاkي وآراؤﻩ املتفتحة إزاء حرية الفنان وبالتاkي حرية ٕالابداع بشكل عام .فها هو ً يكتب ل /وتون موضحا بأن )النضال من أجل ٔالافكار الثورية *ي الفن يجب أن يشن من أجل الحقيقة الفنية ،ضمن مفهوم إيمان الفنان الراسخ بذاته الداخلية ...وإال فليس ثمة فن .عليك أن ال تكذب، هذﻩ $ي صيغة ٕالانقاذ* ...ي حقبتنا هذﻩ – حقبة الرجعية املتشنجة والانحطاط الثقا*ي والعودة إkى ً ال /برية – ال يمكن لإلبداع املستقبل إال أن يكون بحثا عن مخرج من هذا الاختناق الاجتماåي الذي ال يطاق .بيد أن الفن ككل ،وكل فنان باألخص ،يبحث عن مخرج بالطريقة ال[ OيرتئXYا هو دون الاعتماد ً ً ع ى أوامر تأتيه من الخارج بل رافضا لها ومزدريا كل من يخضع لها( .عل كل حال ،غدوت ،بحكم ً إيماني بالنضال ،واحدا من املتحمس0ن للمشاركة *ي املظاهرات ،خصوصا تلك ال[ Oيقوم XÈا التنظيم، ً ً بل ح[ املظاهرات ال[ Oيقوم XÈا العرب ،خصوصا من أجل الجXòة الشعبية الديموقراطية مثال ،ألXuا كانت الخط الفلسطي Oالوحيد الذي تدافع عنه ٔالاممية الرابعة آنذاك ،ورغم أن عالقاتي بالعرب كانت ،وإkى اليوم لحسن الحظ ،صراعية ،فإXuا لم تفطم Oعن الاش¡/اك معهم *ي احتالل السفارة ً ً ٔالاردنية احتجاجا ع ى مذبحة الفلسطيني0ن *ي أيلول ٔالاسود ،أو عن الالتقاء XÈم كث/0ا *ي مركز اتحاد الطالب العرب حيث يختلط شبه الذكي باألحمق ،الشوفي Oبالالمباkي ،واملتأدب باملتطلع إkى شهادة دكتوراﻩ تعطيه أهمية عندما يعود إkى حظ/0ته ،ولكم استفززXÆم بتوزيÊي ،داخل الاتحاد ،بيانات حركة ً الشاذين جنسيا ،أو حركة تحرير النساء .كنت أيضا أعرض علXYم قطع شوكوالتة سوداء ع ى أXuا حشيشة ،فكانوا يمسكون ،Oيسحبون من يدي قطع الشوكوالته ويرموXuا *ي املراحيض ،كان دماغهم ربطة عنق *ي حاجة إkى أن تغسل .ع ى أنه ،و*ي مركز الطالب هذا ،أشرفت ع ى ندوات ثقافية ،و*ي إحداها دعوت ج /ا نيقوال الذي عشت *ي بيته ٔالاشهر ٔالاربعة ٔالاخ/0ة *ي لندن .وج /ا هذا كان أحد القادة ٔالاوائل للحزب الشيوåي الفلسطي ،Oلكنه طرد فيما بعد بسبب ميوله ال¡/وتسكية ،فأصبح واحدا من ٔالاعضاء الرئيسي0ن *ي ٔالاممية الرابعة .وقد أثار حضورﻩ *ي الندوة زوبعة كب/0ة ألنه كان يحمل جواز سفر ً إسرائيليا .معظم هؤالء الطالب سألوﻩ لم ال يمزق جوازﻩ ٕالاسرائي ي فوضح لهم أن هذا الجواز أشبه بنافذة *ي غرفة موصدة ٔالابواب .تو*ي ج /ا *ي منتصف ١٩٧٤يائسا ومتذمرا من كل ٔالاوضاع العربية والعاملية ،ع ى حد سواء.
٣٠
٤
ُ ً ً طردت من مطعم راجا الهندي ،الذي دخلته كناسا وتركته رئيسا للطباخ0ن ،بسبب تخلفي *ي ٓالاونة ً ٔالاخ/0ة عن أوقات العمل ،مما هرب كث/0ا من زبائنه بسبب الانتظار .عشر باوندات *ي ٔالاسبوع مع غرفة ً سكن مجانا *ي الطابق الثالث .لم أر ليل لندن ألشهر ،إذ كان ثمة سلم يؤدي ،مباشرة ،من املطبخ إkى ً ً الغرفة ،وكث/0ا ما كنت أصعد متأخرا وأستيقظ متأخرا بحيث ال يعود kي وقت كاف للخروج سوى إلبراد ً الرسائل .لذا أخذت أXÆرب إkى نوادي الرقص *ي منطقة جل ،OP أتنعم ثمال بغبش الليل اللندني ،غ/0 مك¡/ث لهنود أو لزبائن مطعم راجا من إنجل ³0ال يعرفون الفرق ب0ن أكلة الفاندالو الحارة وب0ن التاندوري ً املعتدلة ،وكث/0ا ما كنت أحضر لهم وجبة ٔالاكل بالعكس ،ومع هذا كنت أنال استحساXuم .لكن ساعة ً بتعب شديد ،منسرق القوى .لقد خرجت الكنيسة املقابلة للمطعم تشٓ /0الان إkى الرابعة صباحا ،أحس ٍ لتوي من غرفة شاذ جن OP ال يتجاوز الثالث0ن ،كان يتتبع Oمنذ أيام قرب مق ال¡/وبادور *ي منطقة أيرلز كورت .اتفقنا ع ى أن يدفع kي عشر باوندات .كانت غرفته واسعة ،منظمة ،أنظف من غرفة ٔالاخ/0 الذي ذهبت عندﻩ قبل أسبوع ،غ /0أني كنت أالحظ مشدوها ،أن كاغد حائطها أحمر ،بل غطاء الفراش ،السجادة ،كل OPÌء كان أحمر اللون ،قانيا ،ح[ القطة ال[ Oانزوت قرب خزانة ثيابه ،كانت لها ً عينان حمراوان بينا هو كان عاريا ،رأسه ب0ن فخذي ،يداعب قضي Oªبكلتا يديه ،ح[ يتصلب وينتشر، فيدخله *ي حلقه ويشرع *ي املص ،وما $ي إال دقائق ح[ أشعر بتشنج ثم بتقبض ،كما يلحس آخر نطفة ،ال يف¡ /عن معاودة اللذة ،فأولجته *ي دبرﻩ ،طفق يتأوﻩ ،وقضي Oªي¡/اÔى وي½Xدل .وعندما طالبته ً بما اتفقنا عليه ،لم يسلم Oسوى باوندين موضحا kي بأنه ال يملك غ/0هما .كان القمر يحتجب ويسفر طوال الطريق إkى غرف[ ،Oوب0ن جوانب أعماíي الداكنة ،ومض ألف شعاع من ٔالاحالم ببيت كب ،/0وامرأة جميلة أضاجعها ليل Xuار ،ومبلغ كب* /0ي البنك أستطيع أن أش¡/ي به كل دفاتر العالم وأح /ها بسواد الحياة ،بصرخة املنبوذين الذين ال مأوى لهم سوى مصطبات الطريق ،الذين وحدهم يعلمون أن لليل ً لسحرا ،وأن للسحر لذكريات مريرة تلتمع *ي شمس ال Xار .إXuا مواضيع شعرية خارقة ،تتألأل فوق ً ً ذؤابات الدماغ ،تتمثل *ي الخاطر كتابا مطبوعا ،وسرعان ما تط /0عن الرأس إkى جو النسيان .قصائد موت وكوابيس ضاعت هكذا ،ألني كتب½Xا فقط *ي الذهن .وعندما حاولت أن أتذكرها *ي اليوم التاkي، لم أدر من أين أبدأ وال أين أنت ) .Oإن Oامرؤ ال حافظة كالمية له وال مكنة عندﻩ أن يÊي عن ظهر قلب ستة أبيات شعر( .فليكن همي الوحيد ٓالان هو أن أصل الغرفة .وكل الطرق تف .OPهذا OPÌء ال يحتاج إkى ذاكرة قوية .لكن دع ٓ Oالان أصرخ ،لعل ذبذبات أوتار الحنجرة تحدث رجة *ي الدماغ ،ويتغ/0 املوضوع .ألدخلن هذا الزقاق .إنه مسدود .يا له من مكان مناسب لصرخة عظيمة القوة ما إن تطلق، ح[ تتكسر املساديد كلها .هيا ،أي½Xا الصرخة املكبوتة ،انطلقي من حنجرة ساعة الغثيان املتأخرة هذﻩ. ً نعم ،انطلقي وبقوة أك ،/ôفأك ،/ôآﻩ ،يا للعذوبة ...شظايا انشطار ٔالانا الزجاجية ها $ي تتناثر أخ/0ا ،نعم ٣١
إXuا تتناثر *ي كل مكان .أنظري بأم عينيك يا صرخ[ Oالعزيزة ،الصور كلها أخذت بفضلك تتدفق من كل ّ نافذة ،من كل بيت ،مزبلة ،حديقة ،سيارة م¡/وكة ،إXuا ت¬ ³ح[ من نظرات شاذ جن OP عابر و$ي ترود زوايا املكان ،آﻩ ،الكلب ابن الكلب ،سأشدﻩ* ،ي املرة القادمة ،ع ى الباب ليكون ع /ة للجميع وسأترك الكرباج يجول ويصول *ي عج³0ته إkى أن يتدفق الدم ويسيل ع ى السلم في¡³حلق به تقسيم العمل، شرطي الرأسمالية هذا ،فيسقط وتنكسر رجله .وتحذف من كل قواميس لغات العالم ،هذﻩ الكلمة اللعينة )العمل املأجور( .أوﻩ ،م[ سيح0ن ٔالاوان الذي ع ي أن أكرس فيه ما بقي kي من عزيمة ملواجهة كل قدر يريد أن يلقي بي مرة أخرى *ي خضم ليلة بيضاء كهذﻩ ال تشأز ع ى براق مجهول ،مما يضطرني ً ً إkى مقاومة جيوشها الزاحفة وحيدا منفردا *ي شارع فولم رود ذي ٔالازقة املفضية إkى ×ي جل OP حيث نوادي الرقص يتعاكظ فXYا ح[ الفجر شعراء وفنانون وكل أبناء الذوات؟ ذا أنا مجرد صرصار ال يملك شروى نق ،/0يصعد إkى غرفته ،ع ى أطراف أصابعه ح[ ال يسمع له صوت .فإذا XÈا موصدة .هذا ألني لم أسدد فواتٕ /0الايجار امل¡/اكم منذ أن طردت من العمل قبل أسابيع ،وليس kي أي مرتب( .ال أعرف ماذا أفعل .أخذت أبحث عن طريقة لكسر القفل ،فوجدت حديدة أعانت Oع ى كسرﻩ .وضعت كل حوائæي *ي كيس ،ورفعته إkى ظهري ،واحتملته ،عند مطلع ال Xار ،إkى نايتس بريدج ألXuا املحطة ٔالاقرب ً املزودة بمكتب تودع فيه الحوائج إkى ح0ن .و*ي هذا املكتب الذي لم أعد إليه أبدا – والذي لم يعد هو ً موجودا – أودعت كل ما كنت أملكه :املعطف الذي اش¡/اﻩ kي فاضل عباس هادي *ي بغداد بدينار واحد ،ألتقي به ال /د ،رزمة كتب من بي Xا كتاب جان بول سارتر الوجود والعدم ،أدوات الحالقة وتنظيف ٔالاسنان ،أقالم لم تقط ،ودف¡ /دون ع ى صفحته ٔالاوkى بالح ٔ /الاحمر وبحرف جد كب) :/0من مق املعقدين إkى فولم رود( وهو عنوان رواية فكرت بكتاب½Xا ،لكن أحدا)Xا ضاعت *ي مجرى الليل.
٥
ً مستلقيا ع ى العشب *ي هايد بارك ،رأيت لندن مكتبة جد كب/0ة ،فأخذت أقلب رفوفها فرأيت كتبا كث/0ة لم أقرأها بعد ،فخيل إkي أن الكتب ال[ OقرأXÆا إنما $ي عدد جد صغ /0ال يكفي ثم Xا لسد رمق Xuار ّ ُ ّ ّ شجرة ش ﱠدت إلXYا كتب العالم كلها وكأXuا أغصان ،ثم واحد .وما $ي إال دقائق ح[ ان½Xت بي الرؤيا إkى ٍ ً رأيت تحت إبطي اليسرى حفرة تفيض بدم الكتاب.
٣٢
٦
ّ ً ُ ّ هيب Oªاملظهر .كان مع كانت ظه/0ة شعرت م Xا بوهج ،عندما ان½Xت بي صدفة التسكع إkى شخص ِ ًّ ّ الهيب .³0إق¡/بت منهّ ، عراقيا يريد أن وعرفته بنفOP كب /0من صديقته *ي ساحة بيكادي ي برفقة ٍ عدد ٍ ً ً ُ ّ عمق وعيه التمردي ،متعاطفا مع املغامرة الهيبية .ابتدرني قائال) :إسمي جوني ،خذ اقرأ هذا الكتاب: ي ٍ ﱡ إسمع ّأ·Xا الانسان الصغ /0لولهام رايشّ ،إنه لجوهري( .لم أنم تلك الليلة من ﱠ شدة توغ ي *ي أطروحاته ً الثورية ال[ Oبفضلها ﱡ أكن احتقارا ال مثيل له لإلنسان العادي .أطروحات كادت تكون $ي موضوع لقائنا ّ ّ ّ ٌ ّ إkي وكأني أخ له .أخ /ته ،فيما بعد ،بأني شاعر ،طلب بصميمية جوني تجا$ي وهو يستمع الثاني .شعرت ّ مجلة التيار ّ الهيب) IT Oªأن¡/ناشونال تايمز( ال[ Oأخذني م Oأن أريه بعض القصائد لكي ت¡/جم وتنشر *ي ّ معه إkى مكاتXòا الواقعة *ي منطقة كوفنت غاردين .كان يرئس تحريرها آنذاك باري مايلز مؤلف أفضل ّ حالية عن الشاعر ٔالام/0كي ألن غي¬³برغ .قلت له بأن ينتظر ح[ تكتمل القصيدة املرادة .كنت س/0ة ّ أحاول جهدي* ،ي ّ ٕالانجل³0ية املقابلة لبعض ما أريد قوله ،فكان حديث مع جوني ،إيجاد اللفظة كل ٍ ِ ً ّ عال ،فمثال إذا لم أعرف ما $ي اللفظة ٕالانجل³0ية لكلمة )وåي( ،كل يق¡/ح ع ي أن أنطق الكلمات بصوت ٍ ً ما ع ي هو أن أرد) :وåي ،وåي( ،ح[ يبادرني قائالDo you mean consciousness) :؟( فأجيب مندهشا: مهجور خرب ) (Consciousness, yesوهكذا دواليك إkى Xuاية كل كالم كنا نتبادله .كنت أزورﻩ *ي ٍ ٍ بيت ٍ ً ﱠ ّ بالهيب .³0وأعطاني شبه محط ٍم كان يعيش فيه مع صديقته .وغالبا ما كان يأخذني إkى مطاعم رخيصة ّ ّ ذات مرة حبة L. S. Dلكنه حذرني من تنازلها وأنا وحدي ،وأوصاني بتناولها *ي حضرة صديق يوثق به ً ً جدا .كنت أعيش *ي غرفة صغ/0ة *ي الطابق السادس .كنت ممددا ع ى الفراش وإkى جان Oªكريست0ن، ّ املسجل ) Outside my window, is a وأغنية )عالم ٔالالم( ،لفرقة ،CREAMت½Xادى إkى أسماعنا من ّ ٌ تمثل *ي ذه ٌ O ٌ موسع ،قرأته تحقيق عدد من مجلة اسكواير ٔالام/0كية ،نشر فيه ع0ن ،(treeو*ي طرفة ٍ ً ً كل منطق وجعل ّ عندما كنت *ي بغداد ،عن قدرة هذﻩ الحبوب ع ى كسر ّ OPÌء ممكنا .فمثال بمجرد كل ٍ ٍ ّ ّ وأخلق *ي سماء لندن ،بل أن أقلع أخذ حبة واحدة ،يعود بإمكاني أن أط /0هكذا من نافذة الغرفة ِ ّ ٌ ريح يط /0بي فوق منائر بساط أو القمر، إkى تحمل O ئية فضا مركبة وكأXuا XÈا وأط/0 املب من ها كل الغرفة ٍ ّ ّ ّ ّ اقشعرت عضلة ،والنطف اللزجة طفقت تسيل ،شعرت أن جسمي كله العالم وكأن Oحرامي بغداد. ﱡ يقشعر القشعريرة ّإياها ال[ Oكانت تشعر XÈا كريست0ن .تركت الحبة ت¬³لق من يدي املرتعشة لتذوب أخذ تحت ماء الحنفية .كان جوني يبيعها بباوند واحد إkى ٔالاصدقاء ،وبخمسة إkى الغرباء .إنه إنسان رائع. ّ بفضله سأصبح ّأول ّ هيب Oªعراíي .لكنه لم يأت ع ى املوعد اليوم .ملاذا؟ لم يعملها من قبل! وما إن عدت إkى غرف[ ،Oح[ وجدت ع ى باXÈا رسالة مغروزة بدبوس من صديقته ،فXYا أن الشرطة ألقت القبض ع ى جوني وهو ع ى وشك أن يناول الـ L. S. Dإkى زبون ما ،لكنه أسقطها ع ى ٔالارض لحظة القبض ﱡ ً ّ إمكانية إطالق سراحه .جاءت إkى غرف[O ستمر غدا لندرس عليه ،ومن ّثم ففي القضية نظر وختمت أXuا ٣٣
ٌ ﱡ عراíي اسمه عي P مواطن *ي القوت الذي حددته ،شبه مصدومة ،تتلعثم و$ي تس¡/سل) :إن جوني هذا ّ ٌ هارب من العسكرية ،ولم يعش *ي بريطانيا إال أربع سنوات ،ومنذ أك /ôمن سنة ان½Xت من املوصل ً ً ً رسالة من أبيه مكتوبة بالعربية ع ى رخصته باإلقامة( .ثم أرت Oظرفا يحمل طابعا عراقيا ،ويحوي ع ى ٍ ورقة زرقاء ،يطلب منه أن يعود إkى العراق لكي يدفع بدل خدمته العسكرية و ) ﱠ يحرر( ...لكن ما كادت ٍ ً ً ّ تشك به لحظة واحدة، أجنبية ،والذي لم تنت Oمن مطالع[ Oبدهش½Xا من نطقه الخاkي من ّأية لكنة ٍ ّ تأدت ّأنة من املا OPQإkى ذه Oكال /ق :ذات يوم ضربته ّ ح[ ّ هيبية ع ى رأسه فأن )آخ( ،بحيث جعلت O ٌ ٌّ ٌ ﱞ عراíي ،إن آخ هذﻩ ل Oأنة عراقية محضة؟( غ/0 إنسان هذﻩ )ٓالاخ( أهجس وق½Xا *ي قراري) :هل جوني ّ ّأني سرعان ما طردت هذا الهاجس ﱠ باعتقاد لم أتراجع عنه طوال لقاءاتنا ،بأنه من املستحيل طردة ٍ شر ٍ ًّ ّ ّ ّ أن يكون ألجن ،Oªح[ لو عاش ربع قرن ،تقليد اللهجة ال /يطانية ع ى النحو الذي عراقيا ألنه ال يمكن ّ ً ّ كان يجيدها جوني ّ بكل تشخيصاXÆا خصوصا الكوك Oم Xا .ناهيك عن أن سحنته ،لحيته الكثة، ّ ً ّ مالبسه ّ الهيبية ،لم ت /ôقط شXòة أصدقائه ٕالانجل .³0يستحيل ،ربما نف$ OP ي ال[ Oأنت )آخ( تعاطفا معه ٌ فاختاط ّ إنسان إنجل³0ي من ليفربول ،والدﻩ طبيب أسنان ،جاء إkى لندن ليعيش ع ى ع ي ٔالامر .جوني ّ ً ّ متمردا ع ى النظام ،العائلة وقانون التعليم ،هذا ما أخ /ني به وهذا ما فكرت القيام به عندما هواﻩ ِ ً ن ً كنت ﱠ وباال ّ ﱠ ع ي ،فآنصرفت ع ى أمل أن أراها بيدي وداعا أله ي *ي مطار بغداد .لم ترد أن تكو ألوح ً ثانية إلفادتي بما حدث لعيّ ، P بعدئذ قط .لم أر هذا لك Xا لم تعد أبدا ،ولم أر ال جوني وال عي P ٍ ّ ً يعلم Oالط/0ان الشخص الذي كنت أبحث عنه *ي الكتب من أجل أن )ينبة ما هو كامن *ي أصال( ،أن ِ ّ الهيبية حيث الفكر رغيف يقتسم ،ما إن أعطى حص[ Oمنه ،ح[ يكون kي مكان *ي *ي فضاء املعرفة الشمس .لقد تالشت صورته *ي الوع÷ Oبشكل لم أعد أعرف معه كيف كانت.
٧
ً ّ ساعة هادئة( .وساعاتي الهادئة يفكر *ي املوت *ي يقول شيني¡³لر بأنه )ما من ٍ شخص جدير باالح¡/ام ال ِ ٍ ً غالبا ما تبدأ عندما ينطفئ الضوء ويحاول رأ OPÉأن يخلد إkى النومّ . مرة أخرى ،بعد تلك هذﻩ كانت دمرة ،فكرة املوت ﱠ بكل طاف½Xا امل ّ النوبة ٔالاوkى ال[ Oاجتاحت Oألشهر *ي بغداد ،تعودّ ، ل½Xز أعماíي *ي لندن، ّ ّ ألسابيع .كل عضلة ،عضو ،شريان ،عرق ،بل جسدي كله طفق ينشغل بفكرة املوت ،وكأني حزمة من ّ الالXuائي .في¡/اءى kي وسط الظالمٌ ، تفق ،بل أنفاق *ي رحم الفؤوس ت½Xاوى ع ى أبواب هذا العدم هائل .أكفان زحام ٍ الكون ،يخرج م Xا مالي0ن البشر والحيوانات من عهود ٕالانسان ٔالاوkى ،فأتال PÌوسط ٍ ً ّ ّ ّ أتفصد عرقا .فأفزع إkى الشوارع وكأن بيضاء مرقشة بديدان مخفية .ينساب صمت مفزع إkى أحشائي، ً ً ّ شبحا يطاردنيّ . انعكاس يؤكد kي أني ليست ميتا .أصطدم زجاجية .ال أحد .أبحث عن واجهة أحدق *ي ٍ ٍ ِ ٍ ٣٤
ّ ّ عي ،Oﱠ بأني ) ٌ جسم ،ﱞ العينية( .املوت .وها وأية Xuاية لهذا الجسم $ي Xuاية لهذﻩ بالعابرين فقط لكي أشعر ً شرطي حق /0يزيح Oمن مكان – قال kي – خاص بالدراجات .ويع Oأجساما ّ ّ عينية .ال محال .هذﻩ هو ذا املرة ستكون نوم[ Oإkى ٔالابد ،عشائي ٔالاخ ./0ال أدري.؟ رجالي تتخاذالن من الفرق ،ب ى ،طفقت أرتجف ً ً ّ ّ بكل كياني .لم أكتب قصيدة واحدة بعد ،ال ح[ جملة واحدة .من ذا ال يعرف *ي لحظة كهذﻩ كيف ّ ﱡ يحتد شعوراملرء بأنه لم يخلف ما يخلدﻩ ،ع ى خلفية تجمع مبالغته *ي تقدير قدرﻩ ووعيا عميقا بأن ّ ّ ّ الشحاذين ،ح[ املزابل لها سحر الخلود ليس ...ما أجمل هذﻩ السياراتٔ ،الاضواء ،واجهات املحالت، ٌ مشهد جميل ،عيناي منXòرتان ّ بكل ما أرى ،الكرى يتمضمض فXYما .أعود إkى الغرفة خاص .العالم ً ّ أحاول جهدي أال أنامّ . عل مذيا يجرف معه كتلة املوت ّ أتعرى ،أداعب عضوي ّ أغسل وج ّ ،O برم½Xا. ّّ ّ ّ ً أداعبه ّ بكل ما اخ¡/نته من صور استفتاء ّتم ب0ن بائعات اللذة )انت إkى شبقية مث/0ة .أتذكر أن ّ ّ تفضيلهن الرجال املختون0ن ألن مدة الجماع تطول عندهم قبل الدفق أك /ôمن غ /0املختون0ن( .عذراء ً ً تتألأل *ي مرآة الظالمّ . هزة ّ قوية اع¡/ت كل جسميّ .ثمة ارتطام بجدران ٕالاحليل .أجمجم كالما فلسفيا ّ ّ كأن فريرباخ قد ّ التأمل العذب *ي طبيعتك تقمص ّ ) :Oأ·Xا املوت ليس بمقدوري ان¡³اع نف OP من ً ً وثيقا بطبيع[ .Oيا مرآة رو×ي وانعكاس وجودي! أعرف ّأنك ال تعكس *ي ﱡ توهجك الرقيقة املرتبطة ارتباطا ّ ّ ﱠ الرقيق إال اللهب املتقد للوåي ،أنت نجمة املساء *ي الطبيعة ونجمة الصبح للروح ،والحمقى وحدهم ّ ّ ن ّ ٌ أن هات0ن نجمتان منفصلتان( ،أعرف ّ مديح بلغة كلها يظنو كل هذا يا عزيزي املوت .سأكتب س/0تك ٍ ّ ٌ لطخ وتبجيل لعظمتك .لكن Oخائر القوى ٔالان ،لم تبق kي نطفة واحدة .أريد أن أنام .أنظر ،شرشفي ِ ً ّكلهٌ . أحد ما ينقر ع ى الباب .بل أسمعه يطرق طرقات شديدة ،وإذا بالباب ينكسر .أسمع خطوات هذا ٍ ً ً ً ّ قبلة ع ى ّ خدي ٔالايسر ،ثم تقف بال ٔالاحد تق¡/ب م ،Oإنه العذراء تلك .تحمل شمعة صغ/0ة .تطبع ّ ً ّ ٌ ّ عل حراك وكأXuا تنتظر شيئا ،وتنتظر ،أعوام تمر ،و$ي تنتظر إkى أن أتحلل *ي ضريح فتط /0به .ومن ٍ سحيقة حيث يحكم ّ ع ي بأن )أتقاسم الحياة( مع آخر يعيش املوث إkى ٔالابد فجوة سوداء تلقي بي إkى ٍ ٍ ً ّ ّ ّ ً ً وٓالاخر هذا غالبا ما أراﻩ عندما أشرع بكتابة نص ،ح[ كأني أفÊى ت¬³ع جلدها وأنا أكتب قصيدة مثال.
٨
ً ً ّ أتواجه إkى إحدى من عادتي *ي مكتبة فـ ،...عندما أهبط من أحد طوابقها ،مخيفا تحت إبطي كتابا ،أن بسؤال عن كتاب أعرف أنه غ /0موجود ،أو باألحرى لم يكتب بعد* .ي البائعات القريبات من املخرج ٍ أصيل ذاك اليوم ،كانت كريست0ن $ي البائعة ال[ّ O توجهت إلXYا وتحت أبطي كتابان *ي الفلسفة ،و*ي اليوم التاkي كانت $ي أيضا .لكن هذﻩ املرة ،آنزلق من جيب معطفي كتاب تروتسكي ٔالادب والثورة دون ً موجود فعال .إنه كتاب لويس أراغون ،قروي باريس ،الذي كان قد صدر كتاب أن تراﻩ ،سأل½Xا عن ٍ ٍ ٣٥
ً حديثا ب¡/جمة سيمون واتسون تايلر) .عليك أن تنتظر ثالثة أيام( ،قالت .كانت الساعة السادسة ّ والنصف مساء) – .تعن0ن يوم السبت الساعة السادسة والنصف مساء( ،قلت لها) ،إنه الوقت ّ السريالية ،عن الحب املناسب واليوم املناسب إkى أن أدعوك إkى العشاء وأحدثك عن هذا الكتاب ،عن املجنون وعن باريس ال[ Oلم أرها( .ضحكت وأنا أخالسها النظر (Why not) .أجابت .لم أنس يوم ّ تتدسس إلXYا ،بل هجست أني عضلة *ي ٔالاربعاء هذا .بل لم أستطع النوم بسبب التفكXÈ /0ا .أخذت كل ٍ ً أشاعرها وع ى وشك الان½Xاء .لقد بقت طوال الليل أقلب جريدة الغارديان من دون سبب قتال لرهط الساعات امل¡/امية إkى مساء يوم السبت. ما إن ان½Xينا من العشاء *ي مطعم يوناني قرب توت Xام كورت رود ،ح[ هبطنا شارع جارنيك كروس رود إkى ليس¡ /سكوير صوب بيكادي ي سركس ،ثم صعدنا بيكادي ي الذاهب إkى غرين بارك ،إkى أل /ت هول، ساوذ كنسنغ¡ن ،أولد برومب¡ن رود ثم إkى الزقاق املس½Xدف ،روزاري غاردين¬ ،³حيث غرفة ّ جد صغ/0ة مساح½Xا ال تتجاوز ثالثة أمتار مربعة ،تقع *ي الطابق السادس ،كانت معدة ألجمل نكاح *ي العالم، ّ وكانت ّثمة أيضا شمعة تنتظر أن تخرج من صندوقها لكي تثقب *ي تلك الليلة املزرقة ٔالاديم .كل OPÌء ً كان يمد رأسه إkى خارج مكمنه ليعطي إشارة الضوء ٔالاخضر .وذا هو املدخل ينتفخ ّثم يتقبب وسادة ً ّ ً رطبة مطاطة ،بينا الكهوف الوعائية تمت ئ بالدم .كانت أنفاسها سمع أذني. يوم ،أن أش¡/ك معها *ي إحدى كانت كريست0ن تتابع أخبار حركة تحرير املرأة .طلبت م ،Oذات ٍ ً ّ النسائية ،فحملت الفتة كتبت علXYا العبارة التالية) :نعم لإلجهاض( ،وإkى جان Oªامرأتان املظاهرات ً ً ً غليظا ّ ً اس½Xزاء ،بنساء الس¡/يب ت .³0غالبا ما كنت وجد طويل ،مصنوعا من البالستيك، تحمالن قضيبا وراديكاkي ّ تحدث Oبإعجاب عن كتاب ج/0م0ن غري ،The Female Eunuch /0وهو ٌ ﱞ جدا بحيث كتاب رائع ٍ ّ ّ الثوريون اليساريون املتشيئون *ي تأليه ال /وليتاريا وسيط أثار *ي وقته حفيظة الجميع بمن فXYم ٌ ٌ ّ متحرر من كل شوائب جسد الحر، خالص .كانت كريست0ن تجسد ما كانت غري /0تطالب به :الجسد ً ٌ جسد ٌ ٌ الخجل ،من ّ جسد ﱡ رهزة فيه نبأ بانتفاضة غ /0مرئية حرك وفقا لقوانينه. كل شعور بالذنب. كل ٍ ّ ً ّ ّ تقوض مبدأ من مبادئ املجتمع ،دفينا *ي كل جسد .ومذاك ،لم أتوقف لحظة عن ٕالايمان بأن الكتابة ٌ ٌ OPÌء ،هتك الرياء الاجتماåي حيث نشاط – وانتشاء وكل نضال والنضال نشاط انتشاء هو ،قبل كل ٍ ٍ ٍ املرأة ّأول ضحاياﻩ.
٣٦
٩
ّ ّ الستة ال[ Oقضي½Xا *ي بريطانيا ،لم تن ّ صرم فقط *ي تأميم الكتب ،والنوم *ي بيد أن السنت0ن ؤالاشهر ﱠ الحدائق ،والسكر ومطاردة النساء والنضال من أجل الثورة الدائمة .كنت أخت ي بنف OP لساعات أفكر ّ ّ والسوريالية ،فان½Xيت إkى أن املاركسية *ي أشياء حاسمة .ومن ب0ن هذﻩ ٔالاشياء ،العالقة ب0ن املاركسية ً ّ ّ السوريالية كمون التاريخ *ي أحداثه .وأن النضال السيا OPÉغ /0منفصل قطعا عن نضال تكمن *ي ً ً ّ حرة تعرف ارتكاسا كيف تجابه ٔالاوضاع السوريالية الشعري .اكتشاف هذا سيقود حتما إkى ٍ فردية ٍ ً ً املحيطة XÈا دون التشبث بمقوالت هذا املذهب أو ذلك .لذا قضيت أشهرا طويلة *ي مكتبة املتحف ّ ً ّ السوريالية ونصوصها املتوفرة *ي اللغة ٕالانجل³0ية ال /يطاني مستنسخا كل ما احتوته من مصادر ً آنذاك .لم يكن *ي سراديXòا سوى نزر املكتوب .وفجأة كان ّ ع ي أن أخرج من بريطانيا متوجها ،رغم ً ّ تروتسكية الاتجاﻩ ،تشرف ع ى ‘عداد شباب مكتبة إرادتي ،إkى باريس حاملا بالذهاب إkى ب/0وت لفتح ٍ ً ب/0وت من أجل الثورة الدائمة! وثمة رفاق لنا كانوا يعملون سلفا ع ى هذا .وقبل أن آخذ القطار ّ ّ ّ وداعية *ي جوارات محطة فكتوريا فتذكرت ذاك املساء الذي وصلت بجولة الذاهب إkى باريس ،قمت ٍ فيه لندن وأكلت فيه للمرة ٔالاوkى *ي حياتي Hot dogمن بائع ّ جوال. ّ *ي السادس عشر من أيار )مايو( ،١٩٧٢الساعة الثانية وخمس دقاق بعد الظهر* ،ي محطة الشمال، ٌ ٌ ساعدت Oامرأة فرنسية ع ى فتح باب القطار و$ي تردد ) .(Paris, Parisوجهها الجميل ،رغم التغضنات، ّ ّ ال أزال أتذكرﻩ بقدر ما أتذكر مباول باريس املندثرة ،مكتبة ماسب/0و ،املطعم ٕالاسالمي الخاص بالطالب، ّ ّ ﱠ ﱠ ومي ألن جرثومة صفرة النبات فتكت بجذورها. وأشجار ال¤ي الالتي Oال[ Oقطعت بأمر حك ٍ
٣٧
هاتيك السنوات ب0ن اللحم والتجريد
٣٨
١
ّ ﱡ قطار تتناءى ع .Oلم ير ينسل ويتثاءب .جلبة *ي هذﻩ املرحلة من الصدام مع رأس ٔالاهداف ،كان الشارع ٍ حياؤها من ثقب البولفار ،كانت منبطحة ع ى ٔالاسفلت .تعرجات املفتاح تحول ب0ن الع0ن وكتلة هذا ّ ّ البشرية ّ مجرد تمثال تحت قديم ،أيامئذ .شعرت بأن مطر ٍ اللحم العظيمة ،لحم املغامرة .إXuمر وابل ٍ أشجار ،دكاك0ن ذات واجهات تتناثر فXYا الكتب القديمة ب0ن ّ الدمى والحريرٌ ، ٌ كتب أخمص قدمي .ثمة أسمع رن0ن حروفها ّ وكأXuا دراهم عثمانية ،ح /ها يمتذقه لساني .فوانيس مائلة ،شحاذ كأنه بصل محروق يسعل أسفل دفقة الضوء .صراع ب0ن الواقع واملثال كان يحجب الشوق إkى نظرة شزر تضيع سفح مرتفع؟ مجذافا *ي قناة .لكن أي حيلة ع ي أن أحاول *ي جندول هذﻩ املدينة ،ح[ أجد نف* OP ي ٍ ّ ّ OPÌء بقيت أبص ،وأبص *ي هذا ال Xر الطويل من سماء تتداكن ب0ن ٔالازقة ،الشوارعٔ ،الاحياء ،وكأن كل ٍ ٌ ّ كرة تقذفها يد املجهول زهرة كب/0ة *ي آنية من صلصال املس ./0ولهيب املطابخ ٔالازرق يرتفع وكأنه الطويلة من حوض الداخل إkى سلة الشارع ،فتشعر م Xا بوهج أيام لها ليال *ي ذاكرة املæيء .تذر ً ٌ الشمس رمادا *ي جفون البيوت .يمامة تتسلق جذع الهواء املنبثق من حلق الشوارع املتدلية من قدمي مجنون استأصل ضجكته مصباحا يحمله *ي سويداء ملكة ٕالادراك .الكتابة سالح ّ املارة املصاب0ن بصرع ّ نظرXÆن XÆوي كنجمة ع ى رأس كل أفكارهم .شوارع حيث عاهرات بألون صارخة يضحكن بصوت عال. قادم جديد .فنادق املواخ /0ت¡/اصد *ي ٔالازقة .الجدران تتبخ¡ /إثر كل زيونٔ .الافكار كرونوس :عجوز ياتف ٍ ً مقعد *ي قطار تحت ٔالارض من بعباءة ويحمل منجال *ي يديه ،سيموت العالم فوق ربوة الاستعراء ،ع ى ٍ ً ً خطر حقيقي طوال سنوات .قادما من كب/0ة ع ى العيش *ي أنا؟ ماذا يع Oأن تكون شابا له طاقة جد ٍ ٍ ضفاف الرافدين ،له دماغ لالستيعاب ،وعضلة لإلفراز؟ إkى أين تف OPبي هذﻩ الشوارع الطويلة املشجرة بمباول تح¬ن إلXYا ه¬/ي ميلر ذات ّ مرة ،ح[ إنه طالب الذين يريدون منه مقابلة تلفزيونية أن ً ً باريسيا يصور فيه وهو يبول منتشيا ،ولم ينكث XÈم الحظ .باريس! باريس! ) ٌ وجه ألقت يجدوا له مبوال ّ يتخدد( .هذا وجه لوتس ،اسم باريس القديم. الشمس رداءها عليه ولم
٢
ّ السوريالي0ن هذﻩ ،ع ى أصدقاء من حركة )ٔالان¡/ناسيونال سيتواسيونيست( تعرفت هنا *ي املدينة ﱠ )أممية مبدåي ٔالاوضاع( فكان لهم ٌ ٌ دور محك التجربة .لوال هذﻩ حاسم *ي فرزي للمفاهيم ووضعها ع ى ٣٩
ً الحركة ال[ Oتمثل الجزء ٔالاك /ôتطرفا ،أي ٔالاك /ôتاريخية *ي أحداث أيار )مايو( ،١٩٦٨ملا كان لـ الرغبة ٌ ٌ مسار تاري ي متجدد ع ى الدوام .الحركة هذﻩ معروفة بعملها التخري* Oªي فضيحة س¡/سبورغ ٕالاباحية ّ كراس تحري OPعنوانه إذ ساهمت مع طالب *ي عملية اختطاف أموال اتحاد الطلبة لدفع نفقات ٍ ّ ٕالانجل³0ية تحت عنوان ٔالايام العشرة البؤس *ي الوسط الطالبي ،وقد ترجم آنذاك إkى عدة لغات م Xا ال[ Oهزت الجامعة .كتب معظمه السيتواسيونيست مصطفى خياطي ،وهو من أقرب أصدقائي ،لعب دورا كب/0ا *ي تعر*ي ع ى هذﻩ الحركة ال[ Oأسسها عدد من الخارج0ن ع ى حركة )اللي¡/يست( – حركة ترجع كل OPÌء إkى الحرف -وحركة )الباوهاوس( التخي ي إبان مؤتمر *ي إيطاليا ،١٩٥٧وع ى رأسهم 5ي ّ والسوريالية وحركة )كوبرا( ،واعتمدوا طوال نضالهم ديبور وأزغر يورن ،الذين تشربوا أفكار الدادائية ً مثال( ،وكتاب لوكاتش التاريخ والوåي الطبقي ،وكتاب ه¬/ي ع ى أفكار الشيوعية املجالسية )بانيكوك ّ ً لوفيفر نقد الحياة اليومية .فاستخلصوا من كل هذﻩ الكتب والحركات مفهوما يختصر املجتمع كله إkى مشهد يجب تحطيمه .ذلك أن جل حياة املجتمعات ال[ Oتسود فXYا شروط ٕالانتاج الحديثة ،يعلن عن نفسه ك¡/اكم ضخم من املشاهد ...واملبدأ ٔالاسا OPÉللمشهد هو الالتغي ./0وأن كل ما تستعمله السلطة من طرق ووسائل ،هدفه اخ¡³ال ال /وليتاريا إkى هامش بال دور ،مجرد طبقة اس½Xالك .الثورة عندهم، ً ً ً ّ ّ استمرارية مشهدي ،ما يشكل عامال أساسيا *ي تعميم الاغ¡/اب وفعاال *ي إذا ،ليست سوى تدم /0ما هو الانفصال .ويقول 5ي ديبور ،منظر الحركة* ،ي كتابه ) (La societe du spectaleمجتمع املشهد ،الذي يعت /مرجع الحركة النظر ّي) :يبدو املجتمع – *ي آن واحد – ع ى ّأنه املجتمع نفسه من حيث إنه ٌ جزء ٍ ّ ٌ داة للتوحيد .من حيث ّإنه جزء من املجتمع ،املشهد هو القطاع الذي ي¡/كز فيه ّ كل نظر من املجتمع وأ ّ ٌ منفصل فإنه موضع النظر املخدوع والوåي الزائف .أما التوحيد الذيينجزﻩ وكل وåي ،وألن هذا القطاع )املشهد( فليس إال لغة الانفصال املعمم الرسمية ...ليس املشهد مجموعة من الصور ،بل عالقة اجتماعية ب0ن ٔالاشخاص واسط½Xا الصور(.
٣
ّ ّ مدعوون إkى العمل املتواتر من أجل Xuاية عالم )وبما أننا ال نريد حضور مشهد Xuاية العالم ،فإننا ٌ ٌ املشهد( ،قال kي Pierre Lepetitوضحكة جميلة تعلو محياﻩ – ما أعظمك يا بطرس الصغ ،/0قلت له. ً ً ّ النقيXÈ ،ذﻩ املعرفةXÈ ،ذا الال¡³ام بالحريةXÈ ،ذا الكرم الذي يع /عن لم أر انسانا واحدا XÈذا القلب حفنة من ٔالاصدقاء ،نق OPسهرات من النقاش والاستماع إkى املوسيقى، باخوسية حيث ،مع رغبات ٍ ٍ ٍ إطالق النكات ال[ Oكان Lepetitيطرب لها وكأنه يحيا من أجلها ،إkى أن تنت Oالسهرة بالحديث املطول ّ ّ يتعلق بالصراعات الداخلية ال[ Oأدت إkى ّ عن ّ ٔالاممية أواخر ،١٩٧١وعن فكرها الباحث عن حل كل ما ٤٠
ً ً حياتية تغي /0اجتماåي قادر ع ى إشباع رغبات الفرد وتحقيق ذاتيته تحقيقا حرا ،تحقيق الفن *ي ثورة ٍ خالفة ال *ي املواعظ والوعود الثورية ،كان Pierre Lepetitفنانا من الدرجة ٔالاوkى ،لكن ليس *ي خدمة ٍ تجار الفن – املشهد ،بل إنه لم ينجز إال أعماال فنية XÆدى لألصدقاء ،أقام تمثاال لشارل فورييه، وحمله *ي فحمة الليل السوداء ،مع عدد من ٔالاصدقاء ،ونصبه ع ى القاعدة ال[ Oنزع ع Xا تمثال فورييه ٔالاص ي أثناء الاحتالل النازي فاندهش الناس لهذا العود املفاÅئ لتمثال فورييه الطوباوي الذي ّ ّ فلسفي* ،ي القرن العشرين .لقد شعرت باريس ذاك الصباح وكأن شباXÈا كتب عنه بروتون أعظم نشيد ً ً ّ ّ ٌ العظيم عاد إلXYا .ولم يمض ٌ u فشدوﻩ بالحبال واحد ،ح[ جاءت الشرطة فظنته تمثاال ثقيال Xار ّ ّ الغليظة وسحبوﻩ كما لو أن علXYم سحب تمثال من الحديد الثقيل ،وإذا بالتمثال املجوف يط /0ألنه ً ً ٌ ٌ ٌ فذة ّ ضمها كراسه نقد مصنوع من الجبس الخفيف .كان Lepetitناقدا جذريا للمعمار له تشخيصات ّ العمارة الذي ترجمه مروان ديب وطبعناﻩ منتصف ) :١٩٧٥إن الذين استطاعوا التمركز تحت رتبة خاصة ع ى العمل ،وبصف½Xم منتوجات قد اش½Xرت تدريب مهندس معمار ،بصف½Xم ناتج0ن عن طريقة ٍ ٍ ّ ّ حال بتخلفها عن نمط ٕالانتاج ،ما يزالون *ي جهل تام لستالXÈم .وما لم يعوا ذلك فإXuم غ /0قادرين بأي ٍ ً ّ تتحول موضوعيا إkى من ٔالاحوال ع ى املشاركة *ي نضال ال /وليتاريا ،رغم أن بقاياهم أخذت ً ّ عمر ال بروليتاري0ن نائك0ن أحيانا ومنيوك0ن ع ى الدوام( .مات Pierre Lepetitبمرض السرطان عن ٍ يناهز الخمس0ن ،لكن )البناء باعتبارﻩ أحد قطاعات النشاط الاقتصادي ال يزال يشارك *ي التداåي العاملي لالقتصاد( ،واملشاحنات ب0ن قدامى ٔالاممية ال تزال. ّ ّ الفرنسية ال[ Oكان يختارها *ي السهرات ال[ Oكان يقيمها Lepetitح[ السحر* ،ي بيته أو *ي املطاعم ّ ٌ ﱞ مرجع ٌ ثوري *ي تاريخ فرنسا ،اطلعت ع ى أفضل ما *ي تشخيصات هذﻩ ٔالاممية، أدبي أو بمعرفة لها ٍ ّ ج ن تشخيصات أعت /ها جد هامة *ي تطور وع÷ Oالنقدي قرأXÆا مرات بل كنت أهضمها وكأXuا قطعة ٍ من النوع الراíي ،ح[ غدت ّ لب أفكاري) :الكالم* ،ي ظل رقابة السلطة يدل ،دوما ،ع ى OPÌء مغاير ملا نحياﻩ حقا .وههنا تكمن إمكانية النقض ،إمكانية التمرد الشامل ...فالسلطة ال تبدع شيئا بل تستوkي ع ى كل OPÌء وتحتويه ،ولو كان اللغة أن تبدع مع الكلمات ألصبح الشعر *ي خ /كان ...الشعر هو اللغة املحررة ،اللغة ال[ Oتستعيد من جديد ثراءها ،كاسرة دالل½Xا ،تبسط من جديد سيادXÆا ع ى ّ الكلمات ،املوسيقى ،الصراخٕ ،الاشارات ،الرسم ،وع ى الرياضيات والوقائع ...إن اكتشاف الشعر من جديد ال يختلف عن ابتداع الثورة من جديد( .وملصطفى خياطي – هذا الذي ال يزال وفيا ألفكار ّ ٔالاممية رغم أنه استقال م Xا أواخر ١٩٦٩لينخرط *ي النضال الفلسطي ،Oهذا الرجل الكسول املثقف ٌ حاسم *ي فهم لعبة الكتابة – السلطة. تشخيص جد جيد ،املتشائم من كل ٔالاوضاع العربية – بشكل ٍ ٍ ٍ فها هو *ي مقالته الرائعة )الكلمات ٔالاس/0ة() ،املنشورة *ي مجلة الحركة العدد العاشر ،(١٩٦٦ال[O ّ كتXòا كمقدمة لقاموس كان يفكر بإعدادﻩ متضمنا تعاريف جديدة للكلمات من وجهة نظر ّ ّ ّ يوضح بأنه )من املستحيل التخلص من عالم دون التخلص من اللغة ال[ Oيتس¡/ سيتواسيونيست ٤١
وراءها ،وتضمن وجودﻩ ،أي دون أن نجعل حقيقته عارية .وكما أن السلطة $ي الكذبة الدائمة، والحقيقة الاجتماعية ،فإن اللغة $ي ضمان½Xا الدائمة ،والقاموس مرجعها العام .فاللغة $ي مسكن السلطة وملجأ عنفها البولي ،OP وأي حوار مع السلطة هو عنف تسلطه عليك أو تستفزها به .عندما تأنف السلطة من استعمال أسلح½Xا ،فإXuا تكلف اللغة بمهمة حماية ٔالامن القمÊي .التوفيق ب0ن الاثن0ن ّ هو التعب /0الطبيÊي ألي سلطة ...إن النقد النظري لعالم السلطة ال يمكن فصله عن ممارسة تحطيمه، ّ قمعية تسند مشهدﻩ السائد هو خ/0 مقوالت واحتواء النظام السائد للفن الحديث كله وتحويله إياﻩ إkى ٍ ٍ ّ تأييد لهذﻩ الفكرة :إن ما ال يقتل السلطة تقتله السلطة(. ٍ
٤
ٌ ٌ للسيتواسيونيست طرق عديدة ملواجهة مجتمع املشهد ،من بي Xا الاختطاف ،(detournement) ،هذا ً ّ ّ ّ العفوية الخالقة عند الجميع يقول بأنه يتوجب ،وفقا ٔالاسلوب الانتفا OPQاملبتكر من أجل فتح أبواب إلزغر يورن )ع ى ّ جديد أو أن تختفي( .الاختطاف هو خ/0 كل عناصر املا OPQالثقا*ي أن توظف من ٍ وإعالنات )بغية نصوص، لوحات، وسيلة للكشف عن الزيف الذي تنطوي عليه املواد املس½Xدفة من ٍ ٍ ٍ ٍ ً ً تغي /0وجه½Xا( .فماركس مثال ،مارس الاختطاف عندما قلب هيغل ع ى رأسه ،مستعمال الديالكتيك *ي ّ ملثالية هيغل .أشاع أعضاء الحركة الاختطاف دراسة التاريخ للكشف عن الطبيعة ٕالايديولوجية كخطوة اس¡/اتيجية أرادوا بواستطها الكشف عن بؤس الحياة اليومية الفاضح بالرغم من ك/ôة البضاشع .وقد آستولدوﻩ من مفهوم لوتريامون املفيد بأن )السرقة ٔالادبية ضرورة يحتمها التطورّ ، ألXuا ً تطوق جملة املؤلف وتستعمل تعاب/0ﻩ ،تمحو فكرة خاطئة وتستبدلها بفكرة صائبة( .وكنموذج مبسط لشرح عمل الاختطاف حيث يتغ /0موقع بعض الكلمات مع الاحتفاظ ب¡/كيبة الجملة ٔالاصلية املس½Xدفة ً مثال العبارة ال[ Oيلقنوننا إياها ّ وكأXuا حقيقة) :ما تعلمته *ي الصغر ينفعك *ي الك ،(/ باآلختطاف ،هاك وها $ي بعد أن ّ مرت *ي منخل الاختطاف ،تكشف عن وظيف½Xا القمعية) :ما تعلمته *ي الصغر يقمعك *ي الك .(/ع ى ّأنه لم يكن لالختطاف ،بالنسبة ّ إkي ،فائدة واحدة مقصورة ع ى اختطاف بعض كتابات الجاحظ وإصدارها باسمه *ي كراس عنونته أقوال الشراحة *ي النقض وٕالاباحة .ومما جاء فيه )حدثنا ٔالاحنف عن القرمطي ٔالاول ،فقال :الشهوة الفاضحة خ /0من التقوى الفادحة * قال بعضهم :وقف ً ً قرمطي يسأل قوما ،فقالوا له :عليك بال ّدين .فقال :دعوا املنابر فإXuا مقابر* وسئل لقرمطي مرة عن ّ العربية ّ ّ الحب ،فقال ّ بأXuا مضياع خرقاء ،فقال: كل ما هوشاذ *ي نظر ٔالابوين* وقال آخر يهجو البلدان ّ ثوري أجلس إليه .فقال :هXYات، ال ·Xولنكم ما ترون فإن عام½Xا موتى* قال أعرابي ألحدهم :دل Oع ى ٌ تلك ضالة ال توجد *ي الوطن العربي* وقال آخر إذا رغبت *ي املكارم فاج¡/ح املحارم* وقال :إذا أردت ٤٢
اجتماعية فقم XÈا للمزاح* وقيل لبعضهم :ما املروء؟ قال :تحرر البدن والنيك الحسن* القيام بثورة ٍ ّ ّ الرغبوي0ن :أي ٔالامرو أمتع؟ فقال :مجالسة ٕالاضراب عن العمل ومذاكرة الحلم املخرب0ن قيل لبعض الس¡/داد املستقبل* وقال :ال وحشة أوحش من كبت جن ،OP وال ظه /0أعون من ّ تمرد؟ وقال آخر :النبيذ ّ ّ أعرابي ّ ّ إديولوجية لينجزها ،فلم يفعل ،فقيل له *ي ذلك ،فقال :إال مهمة يجوهر الذاكرة* ودفعوا إkى ّ ّ تعب الحال وخيبة الرغبة (...وإلخ .فاتصل بنا ٌ ّ يتضمن رسالة للجاحظ عدد من املستشرق0ن ،ظان0ن أنه ّ لم يع /ôعلXYا من قبل! ّ شكوا *ي ّ ّ إيديولوجية( ،و$ي حديثة العهد كما صح½Xا بعد أن وجدوا كلمة ) لك Xم ّ أن الاختطاف ،كما ذكرت ،لم يكن ّ ّ استعماالت موضعية بل كان وصفة ذات مجرد صرحوا – .ع ى ٍ ٍ ً ّ ً ً ّ ّ الثورية حقا علXYا أن تكون كذلك *ي تركيب½Xا أو أيضا ،وهو ٔالاهم عندي ،درسا تعلمت منه بأن الجملة ّ كل احتواء ّ عصيانية باطنة تقاوم ّ أطروحة وكل إمكانية اختطاف .أن تصفى من كل شائبة ال تكون: ٍ ً زائفة .فالخطورة *ي اختطاف نص قد ،OPÉأي تغي /0وجهته مثال$ ،ي أن يقع *ي شرك تركيبته الدينية ّ ّ ٌ نقيض لالنتحال فهو ليس محاولة للتخلص من ٓالاخر – إلغاء املرجع، املراد نقدها .ع ى أن الاختطاف ً جوانية هذا ٓالاخر بغية تجاوزﻩ .الاختطاف ٌ فعال ع ى ّ صيد *ي املاء الصا*ي. وإنما هو التعرف
٥
ّ ّ ما إن ّ املطب الذي خلقه مرت بضعة أشهر ،ح[ حدثت القطعية ال Xائية مع ال¡/وتسكي0ن الغائص0ن *ي لهم ستال0ن :تفنيد أكاذيبه .وهذا هو لب ما كان يضايق * Oي تروتسكي نفسه الذي ق Pمعظم حياته ّ ّ ّ يفند ويفند ،وكأن الثورة الاجتماعية الشاملة يعتمد انفجارها ع ى تنفيد تزويرات ستال0ن للتاريخ ،ال ع ى مراجعة ّ نقدية جريئة للمشروع الليني ّ O برمته الذي كشر عن أنيابه قبل استالم ستال0ن للسلطة، ً ً ّ *ي مذبحة كرونشتاد .ع ى كل حال ،إن مفهوما جديدا أخذ يستيقظ عندي من غفلة السن0ن: ّ ّ ّ ّ ّ ّ ّ املضاد ّ الحرة حزبوية .فالعالقة عقلية لكل ٔالاصلية ال[ Oكان ·Xم Oم Xا منطلقها املجالسية الشيوعية ّ ّ بمفك ٍر ما أو بحركة يجب أال تكون عالقة تابع بمتبوع ،أو مجرد تلصص ع ى فكر ٓالاخر وإنما علXYا أن ً ّ ّ ّ فكري ٍة تريد لفاعلي ٍة تعود سالحا الس¡/جاع فكر ٔالانا وإمكاناته ضد ظروف عينية .إذ إنه ال يمكن ً ّ ّ ّ ّ مفكرين أنجب½Xم ّ فكرية متناقضة ظاهريا. تحركات التصدي لهذﻩ الظروف ،أن تتكامل إال من طريق فشبت نار القراءة *ي كتابات أنطون بانيكوك ،بول ماتيك ،كارل كورش وال¡/اث الفوضوي ٔالام/0كي ّ املجالسية هذا قد ّ ّ ّ صراع فع ي عفوي عرفه تطور نتيجة الشيوعية بشكل خاص ،فاتضح kي بأن فكر ٍ ّ ّ حقيقي ٍة ،وحلمها بالثورة كان يغذيه واقع تاري ي ،حلم يختلف عن أضغاث ورش العمال الغربيون *ي ٍ أحالم تفرزها طبيعة مجتمع راكد غ /0تاري ي ،اختالفا يجعل أي ت ن لهذا الحلم ،مجرد إسقاطات ع ى
٤٣
ً ّ ّ السياسية واقع عربي لم تعرف دهماؤﻩ سوى صراعات صحراوية متعمدة سلفا *ي ملفات هذﻩ الخيمة أو تلك. ٦
ً نمسوية شاء حسن طالÊي أن ألتقي XÈا ذات مساء ،وأنا أتجول *ي أزقة ال¤ي صديقة كم أشعر مدينا إkى ٍ ٍ الالتي .Oدخلنا مق سان ميشيل ،ثم ّ ّ توجهنا فيما بعد إkى غرفة كنت أسك Xا *ي )فندق العظماء( ّ ّ ) (L'Hotel des Grands Hommesوكأن واحدنا يعرف ٓالاخر منذ أن هبط آدم إkى ٔالارض .لم أتوقف ّ ً ً طوال الليل .أثارت ّ*ي شبقا لم أعرفه من قبل .غالبا ما كنا نبقى ال Xار والليل كله يغتلم واحدنا ٓالاخر، ّ ّ املنوية كانت تشحن من جديد إثر ّ كل إفراز ،بحيث رأيت ذات مرة قطرات من الدم وكأن الحويصالت ً ّ تخرج من الصماخ البوkي .هدئ من روåي *ي املستشفى عندما أخ /ت بأن تمزقا *ي بعض ٔالاوعية سببه ٌ اظ متواتر ،وأن ّ ع ي أن أعتدل فحسب .هذﻩ الصديقة – الخليلة كانت من أب اللحظات *ي حياتي. إنع ً لقد وفرت kي مسكنا *ي أحلك الظروف ،وجو تعاشق جد ّ ص¤ي .كان عمرها تسعة عشر عاما .ها $ي تتعرف ع ى ٔالافكار بقدر ما كنت ّ تكتشف العالم من خالkي ،كما قالتّ . أتعرف علXYا ،تشارك Oالرأي عن ً إيمان وتفهم .كانت تحب Oحد ّأXuا حملت جنينا بالرغم من استعمالها لحبوب منع الحمل .كنت فتيا ٍ ّ ّ مقيد إkى متطلبات مؤسسة العائلة .لذا أمرXÆا بإجهاضه متحججا بأنه ليس للثوري أطمح كلقا غ/0 ٍ ٌ وقت ل¡/بية ٔالاطفال .كانت بريئة براءة الشعر .إقتنعت بحجæي ال[ Oإجدها اليوم واهية .بقيت *ي ً ّ ألن ٕالاجهاض هذا كان* ،ي العمقّ ، ضد إرادXÆا ،كان أشبه باغتيال رمز املستشفى وقتا أك /ôمن الالزم، ّ سنوات من البذخ *ي مخدع الحب املجنون ،طردت من قلب أجمل حXòا الوحيد .هكذا ،بعد م OPثالث ٍ فتاة ،وأعذب كائن بشري.
٧
ّ ّ راديكالي ٍة اكتشف من وخاصة *ي فيينا وسط تجمعات بفضلها أتيحت kي فرصة الحياة *ي سالزبورغ خاللها أعظم ما أنتجه التفك /0املارك* OP ي القرن العشرين :مدرسة فرانكفورت .وبالتاkي اكتشاف كارل ّ عمق احتقاري للصحافة ّ كراوس الذي ّ ورسخ ّ*ي ٕالايمان بأن )أي تواطؤ *ي اللغة هو تواطؤ *ي القضية(. ً ً وجدت مكتبة متخصصة ببيع الكتب ٕالانجل³0ية .طلبت م Xا أن تستورد kي هذﻩ الكتب .وعندما كانت طلباتي تصل إkى املكتبة ،كانت توضع ع ى رف خاص .كنت أعرف كيف أن½Xز الفرصة لتأميم ما طلبته من كتب ،فأخرج دون أن يشعر ٌ أحد بفعل[ .Oوال أزال أحتفظ بمعظم هذﻩ الكتب *ي مكتب[ Oإkى اليوم. ٤٤
ً ّ مناسب للفاصلة *ي الجملة، طويلة بموقع ولساعات ومن بي Xا كتب كراوس ،هذا الذي كان يفكر مليا ٍ ٍ ٍ ً ً ً ّ نحوية بل )بحثا عن السعادة ال[ Oضيع½Xا ٕالانسانية( .هو الذي جعل Oأرتاب أرتيابا شديدا من ال لدق ٍة ٍ )الصحافة ال[ Oتبدو للبعض كما لو ّأXuا *ي خدمة الحاضر ،بينما åي *ي العمق تدم /0لتفتح ٔالاجيال ّ ّ املقبلة الذه .(Oومن الظواهر ال[ Oتصدى لها كراوس الحذر ،ح[ *ي أحالمه ،من املتطفل0ن ،ظاهرة ّ ً ّ النفساني ال[ Oال يقل دورها ّ ّ أهمية عن دور افتتاحيات الصحافة *ي قتل اللغة – النفس .وفقا التحليل ّ ّ ّ النفساني هو وحدﻩ الفخور XÈذا املرض .والعالج املزعوم الذي يقدمه لكراوس ،كلنا مر ، PQلكن املحلل ً ّ ّ النفسية .إذ إنه يدرك جيدا أن )الوåي( ٔالافراد يعرف هذا املحلل هو بالضبط الخطر املحدق بالصحة ً عن وعيه أك /ôمما يدعيه وعيه هو ،املحلل النفساني ،من معرفة بـ )الوåي( ٔالافراد .فإذا سمعت محلال ً ّ ً ّ نفسانيا ينطق بكلمة )انحراف( ،عليك أن تدرك فورا أن حاستك السادسة قد حوصرت .وبقدر ما إن املجتمع املعاصر ال يحتاج إkى مقص الرقيب ،فالصحافيون يقومون XÈذﻩ ّ املهمة خ /0قيام ،كذلك فهو حاجة إkى قاعات ملحاكمة النفس ،فعدد صاالت املحلل0ن النفساني0ن بات ال يح . Pكما أن ما ليس *ي ٍ النفساني من تفس /0ألحالمنا غرض إرشادنا إkى أغوار النفس ،إنما هو ّاد ٌ ٌ ّ باطل ،إذا ها عاء يدعيه املحلل هو يلقي بنا من أع ى براءتنا إkى مستنقع الشعور بالذنب .نعم ،إذا كان ﷲ قد خلق ٕالانسان من تراب، ً ً ّ فاملحلل النفسان ّي يخ¡³له ترابا .قضيت أياما ولياkي أتوغل *ي شعاب آثار كراوس ومدرسة فرانكفورت ال[ Oوثقت ّ واشم³9از من مصنع الثقافة الجماه/0ية الذي يديرﻩ كل ما هو غريز ﱞي *ي من شك نقدي ٍ ّ ً ّ مجتمع الاس½Xالك .علمت Oهذﻩ الكتب أن ذاك الذي يريد أن يعمق لغته ،عليه أن يزداد عزلة ،بل أن ً ً يستشرس ،ولكي يستشرس عليه أن يكون بعيدا عن ٔالاضواء .أن يكون نقدﻩ متخطيا حواجز الثنائيات، ّ أخالقية املنقود واج¡/ار إشكاليات الحقبة ال[ Oأنتجته .فالنقد الحق ،قدر المباالته ال يعيد إنتاج ً ً ٌ ٌ ّ بالعواقب ،هو مقاربة نقدية تضيف شيئا يتناقض ،بالضرورة ،مع التفك /0العام ،شيئا ال يغفر له ح[ ٌ ّ الذين *ي أنفسهم حزازة من املنقود نفسه ذلك أنه حاسة النقد املتخلصة من عقدة املزاحمة ،بإعطاء ً ً ً ّ املرجع ما للمرجع واضعة ّإياﻩ *ي مكانه التاري ي ،تتجاوز كال الطرف0ن خلقيا وكتابيا .فاملطلوب هو أال ّ ّ نخلط ب0ن حق الكالم وحرية النقد بالحديث الالمسؤول والانتقادات البائسة .إن قراءة صفحة واحدة ً من أعمال أدورنو ،مثال ،كانت كافية لتحذيريمن التشيؤ *ي املبادئ ومن التشيع إليديولوجية ما .أعاد ٌ ّ ّ ّ اجتماعية .اكتشا*ي ألدورنو هو النظرية ،والثورة كذبة أدورنو إkى براءتي شراس½Xا .علم Oأن املمارسة $ي ّ كل فكر ّ تمرد ضروري يقوم به ّ الالعقالنية كلحظة ّ حر. اكتشاف بروتون من جديد ،أي اكتشاف
٤٥
٨
ٌ تورطت هذﻩ ٔالافكار ّ ٌ كيف حدث kي أن ّ ان½Xاك kي .وبما أXuا أفكار ّ ﱞ حرة ف O ½Xاك له وكأXuا إرث عائ ي ،أي ان ٍ ً أشبه بطفل ّ شاعر له لحظة عناية كاملة .كان من املمكن أن أبقى *ي العراق مجرد هش يستلزم *ي كل ٍ ٍ ٍ دواوين ّ جواز ومداحون بل وم½Xاترون – لو لم يصدر قرار دفع بدل الخدمة العسكرية فحصلت ع ى ٍ ّ ّ ّ اللبنانية وين½Xب ٔالامر ،لو ٔالاهلية يمكن Oالسفر إkى لندن – أو أن أقتل برصاصة قناص ّإبان الحرب ً ّ ٔالاممية الرابعة ،أربعمئة فرنك ،ثمن تذكرة أعطاني فرانسوا ماسب/0و الذي كان عضوا آنذاك *ي الطائرة إkى ب/0وت ،كما كان بفعل مع ّ بقية ٔالاعضاء .لو! آﻩ كم $ي جميلة منطقة بيغال ،كان بروتون كل OPÌء قد ّ يعيش هنا قرب م¡/و بالنش *ي شارع فرنت0ن ،ها $ي نافذته تطل ع ى شارع رششوارّ . تغ./0 ٍ ّ ح[ العاهرات لم تعد ّ ٌ مكتوب ع ى الجب0نّ . كل لهن تلك الفتنة ٔالاوkى ،تلك القدرة ع ى جذب الرجال. ّ ٌ محكوم بمص ،/0وما نشاطاته إال إلبراز هذا املص /0إkى العيان .ربما اخ¡/ت الطريق الخاطئ ،لكن O إنسان ٍ ً ً ّ ّ ّ سأستمر فيه .ذلك أن عيب الظالل السوداء هو أXuا ال تحجب النور ،بل تشفه انسالال جديدا .ألم يقل ّ أم/0كي اسمه ألفن غولدنر) :ب0ن نزوعنا إkى الاستسالم الل¡³اماتنا الاجتماعية وكون املوت اجتماع عالم ٍ ً ّ عارم ٌ توتر ٌ م /م ال سبيل إkى اخ¡³اله من هذﻩ الال¡³امات لحظة ،يتصاعد قادرا ع ى ٕالاطاحة بنا *ي أي ٍ ً ً ّ ّ التصور أصال وأن تنقلب أوطد تصور دائمية املوت املمتنعة ع ى نفسها .ويحدث أحيانا أن نفلح *ي ً ّ ّ نحو ال راد له ،سرابا فال نرى فXYا إال مل من مال$ي ال¡³اماتنا الاجتماعية ،ع ى ح0ن غر ٍة وع ى ٍ ً ً ً عنف طعما بسلطان ملال أو ما نق¡/فه من ٍ الطفولة .ويتفق لنا أحيانا كذلك أن نحمل ما نكذبه تحصيال ٍ أو ما ن¬³له من ألم *ي سبيل الحب – أن نحمل هذﻩ ٕالافعال ع ى محمل العوارض من انحراف ّ الص ّحة ّ منا إن نزع نفسه ّ كما قد نحمل قتل خصم *ي لعبة شطرنج ّ مما ملجرد الانتصار عليه .هذا ولكن الواحد ٍ ّ ّ يعز عليه ّ ّ حد الشغف – أو لم يأخذﻩ مأخذ الجد – فإنما يسلم مص/0ﻩ ألولئك الذين يطيعون أهواء ً ً ّ إذا من الانخراط *ي صراع ّ أنفسهم وال يخالفوXuا .ال ّ ضد ما ليس إنسانيا *ي وجودنا ألنه *ي مفر لنا ً معمعان هذا الصراع يكتسب واحدنا قدرﻩ وقدراته ويكون قدوة لآلخرين( .ما إن انت بي هذا الحوار الداخ ي ،الذي ّ تعودته *ي كل ّترهاتي ،إkى مق مقابل القاعدة ال[ Oنزع ع Xا تمثال شارل فورييه ،ح[ ّ ّ ّ الشغوف(ّ . أتلمس رغبة بنظرية )الجاذبية طفرت إkى ذه Oصورة التفاحات ٔالاربع ال[ Oأوحت لفورييه ّ ّ التجوال صوب مق /ة مونمارتر القريبة من ساحة كلي .OPÁأتذكر أن ألفن غولدنر قد تو*ي قبل أربع سنوات ،أي بعد مرور عقد من الزمن ع ى تشخيصه هذا لالنسالل ب0ن الس/0ة والتاريخ.
٤٦
٩
بالسوريالية *ي املتحف ال /يطاني ،وقع ب0ن يدي ٌ ّ عندما كنت أراجع ّ عدد من نشرة لندن كل ما يتعلق ّ ّ ال /يطانية ،الفنان الشاعر البلجيكي تي .ل .أسز ميس¬،³ السوريالية ال[ Oكان يصدرها باسم املجموعة ّ ّ ّ يتضمن ّ ّ العربية والحرية( بعنوان يحيا الفن املنحط ،بطبعته نص البيان الذي أصدرته مجموعة )الفن ّ والفرنسية ،ومن ب0ن أسماء املجموعة املذكورة كان اسم جورج حن0ن ،الذي سبق kي أن طبق ٔالاصل رأيت له )رسالة إkى الشعراء ٔالام/0كي0ن( *ي مجلة Viewوقصائد هنا وهناك .ما إن وصلت إkى باريس، ً ح[ سألت بعض ٔالاصدقاء العرب ّ عما إذا كانوا يعرفون شخصا باسم جورج حن0ن ،عرفت فيما بعد ّ ّ ً ّ ّ باملجلة ،وطلبتهّ . ع0ن kي موعدا *ي مكتبه .أريته أنه يشتغل *ي مجلة يمينية اسمها ٕالاكس /س .اتصلت ً ً بيانا فوضويا كتبته *ي لندن ينت XÈ Oذﻩ العبارة" :فلتسقط الاحزاب ،التنظيمات ،الاشجار ،فألسقط أنا" ،ونشرته مع قصائد دادائية اخرى *ي كراس بعنوان كيف أعاودك وهذا أثر فأسك .أعجب بن /ته ً ّ عنوانا ،يحيا الفن املنحط وتوقيعات من ّ كل الجذرية سألته عن هذا البيان الغريب الذي يحمل ً الطوائف ،وباأل ّ خص عن هذﻩ املجموعة ال[ Oلم أسمع من قبل شيئا ع Xا " :الفن والحرية" .أخ /ني ّ ً ثانية ّ ليل Oªكل ما ما أطلبه منه بما يتعلق بتاريخ هذﻩ املجموعة ببعض املعلومات ،ع ى أمل أن التقيه ً ً ً .إتصلت به ثانية ،لم يكن *ي مكتبه .لم اعر اهتماما خاصا للقائه ،إذ لم أدرك انذاك ،اهمية هذا ً الرجل املنطوي ع ى تراث نقدي جبار اكتشفته فيما بعد سالحا ضد البؤسوية الثقافية السائدة ، ً ّ تركت ٔالامر إkى وقت اخر .لم أكن أعرف أنه كان مصابا بمرض السرطان .وإذا بصديقي الشاعر الافرو ّ ً ّ أم/0كي تد جونز يري Oجريدة اللوموند حيث خ /وفاته ،ويطلب م Oأن نعد معا أمسية *ي مكتبة ّ ً ً ّ السوريالية ، شكسب /0تقريظا له .تكلمت أك /ôمن نصف ساعة ،مدافعا ح[ عن خروجه من ً ّ ٌ تتحدث عن شاعر ولم تقرأ له سوى بضع شعور غريب أن وبتشخيصات ال ازال أراها دقيقة وصحيحة . ّ ّ ّ والثقافية الحياتية صفحات .يبدو اني حدسته بسبب لقائي به وخاصة بسبب حضورﻩ وكأن ال¬³اهة ّ ع ى هيئة تمثال مصنوع من طمي الكالم .لم ار بروتون *ي حياتي ،لكن Oشعرت وكأن جورج حن0ن بروتون نفسه .إلتقيت فيما بعد بزوجته بوال و$ي حفيدة احمد شوíي .فأصبحنا اصدقاء ،بل كانت ً ّ ّ تعت /ني * ،ي اخر سنوات حياXÆا ،ابنا لها .اخ /ت Oذات يوم ،أن جورج قال لها إنه التقى بعراíي غريب ، ّ ّ ّ التطور ال[ Oكان يصدرها مع رمسيس يونان و$ي متأكدة بأن هذا الغريب هو انا .ارت Oاعداد مجلة ٌ ّ ّ ٕالاباحية اXuا والحرية" .وإنه لشرف لـ الرغبة وأنور كامل ،وز ّودت Oبمعظم منشورات مجموعة "الفن ّ كانت ّأول من سلط الضوء ع ى هذﻩ املجموعة املغمورة *ي غياهب الثقافة العربية .وإذا كانت اللغة ّ ّ ً ً ً ّ ّ بوضوح إkى أن اللغة لست سردا وال $ي تش/0 وأعماله معينا ترادفا تتكسر $ي التاريخ ،فإن لغة حن0ن ٍ ّ وسيلة تواصل ّ ، ّ قيامي ٍة تح÷ Oاملرء بينما التاريخ ،مرض كلحظة كإمكان شعري ، وأXuا ال توجد إال ٍ ٍ ّ ّ ٕالانسانية ،ما هو إال سلسلة حوادث ومماحكات من أجل البقاء .وع /كسر الشيخوخة املصابة به ٤٧
ً ال¡/ادف هذا ،اقام حن0ن جسرا ب0ن اللغة والتاريخ ،والجسر هو النص – املوقف الصارم .قبل أن يموت حن0ن بساعات ،قال لبوال "الفيلة الصغار تموت لوحدها" .كان جورج حن0ن ،والكالم هنا له¬/ي ً ً كل ٔالانواع – ّ طبيعة من اناس املجتمع – من ّ يمر XÈم ميشو " ،نادرا وحدﻩ ،عاش مت¬³ها *ي الطبيعة ، ٍ ًّ ّ ّ ذهن جدد .من املراهقة وهو حشريا دون أن يتوسخ ،فيما يتعدى هؤالء ،كان يصبو للقاء مغامري ٍ ً ً ّ انقساما ّ ليغّ /0 كل OPÌء .ظل هذا الكب /0املنتظر لم ينتظر – معتقدا * ،ي ف¡/ة ما ،أنه وحدﻩ – ينتظر ّ يمح من حواليه ّ ،إننا نتحسسه بغموض .فوق ّ الظل كل OPÌء ،فوق أفعاله ،فوق كتاباته يمكث هذا ّ كل الظروف ،مع ّ .ولد جورج حن0ن بالقرب من الصحراء * ،ي ّ وضد الجميع ،نجح ان كل املآ، OPÉ بحصة من الرمل". يحتفظ ٍ ١٠
ّ إنجل³0ية صدرت عن دار بنغوين ،ب¡/جمة مايكل إكتشفت باول تسيالن وأنا *ي لندن *ي ّأول طبعة ّ ّ لكن ّ O ّ الشعرية ح[ بدء الثمانينات .أذكر أن صالح فائق اتصل بي أجلت س /غور تجربته هامبورغر، وهو ع ى وشك البكاء إثر مذبحة ص /ا وشاتيال ،قلت له :إقرأ باول تسيالنّ .إXuا اللحظة الوحيدة لكي ً ّ فعال ّ كل مذبحة ،كما ّ بربري ًا( إثر ّ صرح أدورنو .وال تعرف فXYا من هو ،وبالتاkي أن تعرف أن )كتابة الشعر ً ّ يزال صالح يتذكر هذا إkى اليوم مدهوشا من صدق التصريح. شعر باول تسيالن عصرت خمرته ّ*ي إkى ٔالابد .أدركت ،كما ذكرت *ي ّ مقدمة ترجم[ Oلـ ٢١قصيدة – ً ّ )طبعت سنة * ١٩٨٨ي كتاب يعت /فعال أول تقديم له بالعربية خاصة أنه لم ينشر له قبل هذا التاريخ ّ أن ّ كل قصيدة من قصائد سوى ثالث قصائد قام بذبحها مع ومب عبد الغفار مكاوي( ،-أدركت ً باول تسيالن بقدر ما $ي ارتصا ٌ ﱞ تاري ي ملع الشعر – كاستقصاء للواقع وليس تزويقا له – $ي ص ّ ّ طمي رماد – كذلك مرآة إرهاصات هذا املع ،إذ ي¡/نح من شدة صوابه .لقد قدر لها أن تجبل من ٍ ٍ ﱡ اللحمة) ،برك السعادة السوداء( ،هامسة *ي آذان املوتىّ ، عل ذاكراXÆم غامضّ .إXuا تض÷ ،êمتنافرة،
تستيقط ،بل هو الرعب يسرد بصمت صادق .فالشعر لم يعد فارض نفسه ،بل هو يعرضها ) La Poesie .(ne s'impose plus, elle s'exposeالشعر ،بقول آخر ،لم يعد كما كان قبل قيام الساعة النازية – ّ ً ّ تجري Oªيقوم به الشعراء لخلخلة اللغة وإعادة ضبطها ضبطا يالئم مخطط املوت الجماåي مجرد نشاط ّ ّ ّ ّ عقالنية ّ يتم إصالح العقل امل¬³وع من لدن الكلمة ،املقذوفة النص بالال ثورة ،ظان0ن أنه بتطعيم ٍ ً ّ ّ صورته إkى أرض املعرفة ،وكأنه – هذا العقل – هو إله ّ ٔالاول0ن وفكر الجميع .إن محنة طفقت تختلج ً ّ ّ التفاؤلية ال[ Oطال سوداوي ٍة صميمها هدم وجهة XÈا شفة التاريخ ،محنة بعد أن ّأدت بالشاعر إkى ٍ ّ ً ٌ لغة ال ّ تبدل هيئة ما ،وال تشعرن ،وإنما زم Xا ،اس¡/دت للشعر لغته املرمدة حيث اXuمامها هو الدقة، ً تسمي ّ ّ وتثبت ،محاولة قياس مجال املعطى واملمكن بحيث أضحت القصيدة املعاصرة كائنا بذاته ،ومع ٤٨
ّ ّ ٌ ﱞ جواني ي¡/اءى *ي فوران أنه ملتاث التعب /0ومختلج الوجدان ،فإن هذا الكائن) ،القصيدة املعاصرة(، ّ كإدانة للعقل وكتفنيد ّ التنويرية ،ع /العصور ،بإحالل الدفء لكل ادعاءتاته جمل متقطعة السلك، ٍ ٍ ع ى ٔالارض ،فيت /عم املوتى ويزهون.
١١
ّ ّ ً ّ هما اللذان جعالني أدرك ّأوال أن القراءة هذﻩ ومعايشة ٔالافكار *ي بيئاXÆا) ،لندن ،باريس ،فيينا ،باريس(، ّ إال بنضال ّ ّ اللينينية( – .وكمشاعر يوافق بنجامان ب/0يه ع ى ضد )النضال السيا OPÉالحقيقي ال يبدأ ٍ التمي ³0الدقيق الذي ّنبه إليه ب0ن الشعر والعمل السيا* ،OPÉي مقالته )مثلبة الشعراء( ،لم يعن kي هذا ً ّ ّ ّ سيا OPÉولو كان ثوريا .فشاعريته $ي ال[ Oتجعل عمل أن نضال شاعر السيا) OPÉجعل الشعر *ي خدمة ٍ ٍ ً ّ الاجتماåي دون منه ثوريا ،عليه أن يناضل *ي ميدان الشعر بوسائل خاصة بالشعر ،و*ي ميدان العمل ً ً ّ أن يخلط أبدا ميداني العمل وإال أعاد الالتباس الذي ينب<ي تبديدﻩ ،ومن ثم يبطل أن يكون شاعرا ،أي ً ً مبتل ثوريا( – .وهما أيضا ،القراؤة واملعايشة ،اللذان جعالني أحرص ع ى أن ال أكون مجرد شاعر ٍ بعطش الشهرة فيستجدي صفحة مدح ) ّ ذم *ي العمق( *ي جريدة من جرائد هذﻩ ٓالاونة ٔالاخ/0ة حيث ٍ ّ ّ تتحمل ّ كل تعبات هذﻩ املعادلة ،ما يذكرني ،بقصيدة منطقها :أكتب ع ،Oأكتب عنك .واملضمر هو أن ّ لوليم بتلري يتس ،ترجمها صديقي الشاعر سركون بولص ،عنواXuا )إkى شاعر ،يطلب م Oأن أمدح ّ ّ مقلدون له وkي( ،ها هو نصها: شعراء رديئ0ن معين0ن ،هم ِ ّ تقول ،إنه يجرد بي ،وأنا الذي امتدحت ما قاله أو دندن به أحدهم ذات ّ مرة ً ّ ً أن أكون كيسا أيضا ،فأفعل نفس الOPÁء لهؤالء، ولكن ،م[ مدح الكلب براغيثه با ترى؟
٤٩
ّ ّ ّ السوريالية ال[) Oال تع¡³م صياغة القصائد السوريالية ٔالاصلية، كل هذا ساعدني ع ى النفاذ إkى روح ٌ بقدر ما تع¡³م تحويل الناس إkى قصائد ّ حية( .إذ بقدر ما $ي حركة مجبولة بالحدس – محراك الخلق هذا ٌ ،- ّ عبقرية ّ كل ما نقد مضطرد للتصعيد الثقا*ي الذي تعيشه صبوات الفرد ،ف Oال تفتأ تش/0إkى ّ ﱞ السوريالية ليست صور وأعراف تقطع عليه وجهته. صور يمكن لها تنشيط الوعيه ضد ٍ هو ×ي *ي ابتكار ٍ ّ ٌ شعرية أو ّ ّ تقنية ّ ّ ﱞ حياتي بريء من اللف نزوع ثورية ح[ يستبدلها الكاتب بتقنية أخرىّ .إXuا فنية أو ً ٌ ّ ّ نزوع يش¡/ط وجودﻩ السياسية. العاجية املكسورة سلفا ،وأروقة املواربة والدوران *ي أبراج الشهرة ً ً ً ّ متجددة مع ً البشرية يتجدد من أشكال القمع .ذلك ،مثلما نولد لنواصل حقيقتنا كل ما مجاXÈة ّ تحرر السوريالية وعيش رغيد. بتحقيق آمال املا OPQع /اكتشاف ما فات ع ى من سبقونا من إمكانيات ٍ ٍ ً ّ يتحرر ،وبالتاkي ما يجب أن ّ يتحقق – ّ ألشكال يتغ /0فيسمح هذا املعطى $ي أيضا معطى ما كان يجب أن ٍ ّ ً ارتقاء أن تولد وعندها تسنح فرصة جديدة لهذا املعطى) ،السوريالية( ،أن يتوسع جديدة أك/ô حياتية ٍ ّ ّ حياتي .لم كمشروع يتنصل من حقيقته إبداع أخرى دون أن *ي مطالبه غرض اكتشاف مناطق ٍ ٍ ً لسوريالية؟ ّ ّ ألXuا الشعر عينه .والشعر هو مفزع اللغة – الحياة) .فإذا ما قبل ٕالانسان غدا أن يتوارى ا ً ً ّ ّ *ي املص /0الجماåي ،يومها يكون الشعر هو فرصة سانحة للعزلة .إنه لصوت *ي الليل ،ع ى أنه أشبه ٌ بنظ/0 صوت يوعز بانتق ٍال ليس له منت وال هو بنساء برزن من فتحة ٕالاعصار ل/0بكن العيش املستقر، ٍ ّ املس¡/دة ال[$ Oي مع0ن املجهول الواسع حيث نرتعد ّ ّ كل طريق آخر .الانتقال هذا يتم ّإبان العزلة ألي ٍ ً مرة مخافة أن ينضبّ .إنك ال ّتت ُ حد مع الشاعر ،عند الصلة به تص /0فردا( .وهذا ما شعرت به عندما ٍّ واضحة *ي رؤية ٍ التقيت بصاحب هذا التشخيص الدقيق جورج حن0ن .من صلب هذا البحث عن ٍ ّ ّ الحياة وسلوك ّ عالم بال أخالق ،ولدت يومي )يستبصر بعمق مسؤوليته الخاصة( ،عن موقف أخالíي *ي ٍ ّ ّ ّ ٔالاممي. السوريالي0ن العرب ،من أجل اس¡/داد سلطة الخيال ٕالاباحية ،لسان حال الرغبة
٥٠
ممرات تف OPح[ بياض ٔالارض
٥١
١
ً ً ً ٌ بقدرة سنوات خلت .كان صباحا باردا ،عندما صدر العدد ٔالاول من الرغبة ،ضامرا ،كتابة حب ى ٍ ٌ ّ ّ وتحريضية ّ ّ ّ ضد ٔالاوضاع املزرية القائمة ،غرض جعل ّ مرة ،أنه ملكية كل ما كان قد اعت ،/ استفزازية ٍ ً ّ ً ٌ ّ السوريالية تسÊى إkى إخراج عامة للجميع) .وإذا كان الفكر ،ملك الجميع ،فإن خاصة للشعراء ،ثورة ً ً هذا الك¬ ³املش¡/ك إkى ّ الر ُ خيال يسطع ﱠ هج ح ³0الوجود بعد أن غار طويال *ي ٔالاعماق( .ذلك الصباح كنا ً ٌ ّ درس قاس لليقظةٌ . ٌ ﱞ اجتماåي كان ي¬³ف شعرا جعل العبارات، دوار حلم كأنه من سنابكها ،يتقدمنا ٍ ً آنذاك ،تستنشق ً هواء قارسا. ً *ي الخامس من كانون ٔالاول )ديسم ،١٩٧٣ (/صدر العدد ّ ٔالاول مطبوعا باألوفسيت) ،آلة لها خدمات ً جليلة ال تن* P ي تاريخ املعارضة( ،ومن ب0ن موادﻩ بيان – لعنوانه ،يقينا ،حظ الدوام أك /ôمما ّ للمضمون – ّ ّ العربية ،بالحرب الرابعة ،وقعته املنظمة الاش¡/اكية ضد ما سمي* ،ي تاريخ الحروب ّ ّ ّ املاركسية: الجزائرية لنشر ٕالاسرائيلية املعروفة باسم )ماتس ن( ،مجموعة سلطة املجالس واملجموعة ً ّ القومية من أجل البديل ٔالاممي* .ي ذلك ال Xار ،حيث )الصفراء حقا ال ت¬³ل ٔالاحزان ضد ٔالاوهام ّ ّ الالتي O ال¤ي ساح½Xا( ،شرينا الب/0ة ح[ مآخ /0الليل متجاذب0ن أطراف العربدة واملجون *ي مقا$ي ٍ ٍ ّ ّ الحزبوي0ن من ّ ماض كريه، شاكلة ،املتعايش0ن ع ى شبح كل املكتئبة بوجوﻩ انقالب ٍ ٍ ٍ ٍ وجوﻩ كأن قشعريرة ٍ ّ ً اللغة املهددة ال[ Oكان يتمXÈ ³0ا ّ عدد ،كث/0ا ما ألقيناﻩ *ي مسامع غابر قد سرحت *ي تقاسيمها .حجر كل ٍ ٍ ً ّ الوعXYم) :سنجعل من أحشائكم وعظامكم وأفكاركم أحذية لشتاء مقبل( .كنا صلف0ن ،الشراسة عي Xا. ّ ّ ّ كر·Xة رائحة رسمية بنشر غاز ذي شعرية إمكانية تخريب قراءة نرتشف الكأس إثر الكأس ونحن ندرس ٍ ٍ يضطر الحاضرون بسبXòا إkى املغادرة أو نحرر )رسالة إkى الشعراء العرب( ،نطالXòم فXYا بأن )·Xيلوا ّ املجثثة ولن تكون هذﻩ كلمتنا ٔالاخ/0ة( .وإذا ّ تجرأ أحدهم أن يسأل عن ثمن ال¡/اب ع ى أدمغ½Xم النسخة ،كنا نجاوبه ّ بكل بساطة) :خمس فرنكات ،حق!(/0
٣
ّ ّ نحوية حيث املنصوب مرفوع مكسور ركيكة وبأغالط لكم فرحنا بأن هذا العدد ٔالاول الزاخر ب¡/اجم ٍ ً ﱠ ّ ّ حد أن املعميات ونفاية الكالم* ،ي الصحافة اللبنانية، حد جعل سيبويه يتأتئ *ي رمسه ،أثار زوبعة من ٥٢
ّ ً ً ّ بأن )السو ّ ريالي0ن العرب هم عمالء طالل رحمة نشر مقاال مسXòا *ي مجلة الحوادث يف[ OفXYا ً ً ّ ّ سلطوية الجميع .إغلط تر شرطيا يكشر عن العربية الخصب ،يكشف دوما عن مشبوهون( .اللحن ،بر ّ ّ ّ ّ عربي مولغ بالدم .إن الارتياب الشرطو ﱠي لدى املثقف0ن العرب هذا ،لم يمنعنا من املواصلة ،بل لسان ٍ ٍ ﱠ ّ ﱠ ّ الالتي ،O ال¤ي نستمر بألعابنا .فبينما مع محمد عوض *ي أحد مقا$ي ع ى العكس ،شجعنا ع ى أن ِ بانتظار صديقت0ن ّ كل منا يكتب ع ى حدةّ ، أملانيت0ن ،أخذ ﱞ ٔالاول فعل ٔالامر والثاني املفعول به ،ثم لصقنا ً ّ ّ املضادة ال[ Oشعرنا بضرورة توجXYها إkى هؤالء املثقف0ن تلقائيا الواحدة باألخرى ،وإذا بعشرات النصائح فنشرناها *ي العدد املزدوج ) ٣/٢نيسان ،(١٩٧٤ومن بي Xا) :استأصل ضرس ٔالاوضاع* إنسلخ عن ً ً ّ ً تفاحة* ّ ّ السلطة* إق¡ن اللحظة* ّ ترجل عن تتجعد كاملمنوع* تذكر رمال برتقاليا* أقتل تمرغ *ي الوجه* ال ّ تفضأ *ي واحة* ّ ً صيف جنون ٔالافاåي* ال تبدأ امللكية* ال تبدأ النصيحة دون أن تسرق الساعة* ً الحراسة دون أن تشرب النبيذ* من لم يعرف البحر لن ينجو من ٔالاعشاب* من لم يداعب امرأة لن ّ يجرؤ ع ى املزاح* أفزغ ع ى الشقاء* دع الرصاص يجادل ٕالاله* إذا أردت أن تبصق فما عليك إال أن تكتشف نفسك) ّ توهج كمرارة(. جميلة ،منتصف * ،١٩٧٦ي بيت مروان ديب مع العفيف ٔالاخضر وأصدقاء آخرين، سكر وذات ليلة ٍ ٍ ّ املط ي بزيت الزيتون ،حسب نصيحة ٔالاخضر ،وبعضنا يشرب الخمر ،وٓالاخر ونحن نأكل خ ³الشع/0 ً كل كلمة ّ يدخن الحشيشة ،أخذنا نلعب بمفردات اللغة ونفكك ّ ً مع متواريا يصعد إkى السطح عل تجمع لنا ٌ فنكمشه ع ى الورقة .ما إن ان½Xت السهرة ،ح[ ّ عدد من التعريفات الجديدة ،نشرناها *ي ّ كتقديم لنفس اللعبة ال[ Oقام XÈا كراس تحت عنوان نحو تحرير اللغة مع كلمة أنتون0ن أرتو ال[ OكتXòا ٍ ّ ّ السوريالية) :نعم ،ها هو الاستعمال الوحيد الذي ستصلح له الشاعر ميشيل ل/0يس *ي مجلة الثورة ً ّ ٌ وسالح للقطيعة .كما أنه متاهة من اللغة ،من ٓالان وصاعدا .إنه طريق للجنون .إستعمال إلقصاء الفكر ّ ً ّ ّ ّ العلمية ُيق ِننون تقلصاXÆم كل هذيان .لذلك فهذا ليس معجما حيث أولئك الحمقى من حظ/0ة املجامع ً ّ الحبُ : ّ حلب الروحية غائطا من ٔالافكار النتنة( .وههنا طائفة من تلك التعريفات املذهلة :الزنا :زين ٔالانا* ّ ّ حل ّ اللب* الحياة :الحيا مات* الحلم :ﱡ اللم* الفكاهة :فك آهة* العفة :عقر ٕالالفة* املعرفة :معر الرأفة* ّ ّ رأسمالية :رأ OPÉما kي* امللذات :مالذ الذات* املجهول :مجمل الكالم :كأل الالم* ال¡/اق :الت¡ /راث* ّ ّ الذهول* الحزبّ : حز ّ الزب* الكفاح :الكف عن النكاح* وهذﻩ الكلمةٕ :الانسان :إذ *ي مجتمع تتحكم فيه الصورة ،تعمل سلطته ع ّ / كل ما هو إبداع *ي نظرها $ي ،ع ى ف /كة ذاكرات جديدة تتفق ومفهومها ُ ّ ّ للزمان واملكان .وXÈذا ّ الحقيقية دون ّأية مجاXÈة ودون أن تصفي هذﻩ الذاكرة يتم تمويت الذاكرة ً ٌ حالة من النسيان الدائمّ ، إنسان ذاكرته أي إلنسان *ي اختصار حساباXÆا مع السلطةٕ .الانسان إذا، ٍ ٍ ٍ ً آلياّ ، كل ما تغتاظ منه السلطة. تمحو فيه،
٥٣
٤
كنا مأخوذين ّ بكل ما كان يقوى ع ى إحداث فو PQع ى النظام وخلق فضائح ع /التاريخ .القرامطة، ّ ً إسطبل بعد أن سرقوا الحجر ٔالاسود ورموﻩ *ي البحر .حركة الحشاش0ن *ي مثال *ي تحويلهم الكعبة إkى ٍ ّ اغتيال رجال صالح0ن لتنفيذ ّأية عملية ٍ فكرة بناء الجنة ،كما وصفت *ي القرآن ،فقط لتخذير بضعة ٍ ً بيان قد تخطر *ي ذهن شيخ الجبلٔ ،الام /0حسن الصباح .كل هذا دفعنا ،يوما ،إkى التفك /0بإصدار ٍ ّ ّ السياسية شعرية مغايرة للبيانات نكشف فيه عن تعاطفنا مع شيخ الجبل .شرط أن تكون لغة البيان ً ّ ّ حينا *ي الجنة ،فأسندت إليه ّ مهمة اغتيال. اش ق P املتعارفة ،وأشبه بتداعيات تند عن صدر حش ٍ ّ ٌ ً كيف؟ أحد ٔالاصدقاء قهقه *ي خيط النقاش قائال) ،حشش واكتب البيان( .لم ال؟ قلت له .إXuا فكرة ّ ﱡ أممية حيث ٕالابداع *ي معظمه تدخ0ن آخر ما تبقى من حشيشة أوضاع صائبة ،باألخص *ي جد ٍ ٍ ٍ ّ انتفاضات الستينات الطالبية. ّ ّ النمسوية .يا لها من براق .ع ى أن ٕالاسراء كان بالحشيشة .وما إن كنت أعيش آنذاك *ي غرفة صديق[O ّ تنبعت إkى ّ ح[ ّ ّ غريب اختلط فيه حليب هذياني نص طنب بعض شعاع الشمس *ي ألفق الغرفة، ٍ ٍ ٍ ّ ً ً الرؤى بدم الوقائع .فلم يكن له حظ أن ينشر بيانا جماعيا بل قصيدة باسمي ،طمرت تحت عنوان ّ ّ كلحظة من ٕالاباحية آذار )مارس( ،١٩٧٥ )لهجة الفو* ( PQي ملحق العدد الخامس من مجلة الرغبة ٍ لحظات الجنون ال[ Oكانت تدور *ي خلد هاتيك ٔالايامّ ، عل شيخ الجبل يقوم من الق /فيفيض صدرﻩ ّ بالسر.
٥
ّ ّ ّ كتاب نقرأﻩ أو نتصفحه ،كان عرق التساؤل ذاته ينبض *ي إثر كل اجتماع ،إثر كل ٍ فيلم نشاهدﻩ ،إثر كل ٍ السرة .وليس ّثمة أفضل من عبد ﷲ القصيمي *ي طرح هذا التساؤل الذي ال أزال أستصرخه إkى ُّ ّ املت ّ حدون املبارزون املعاقبون لنا؟ م[ يوجد فينا كتاب ،بل م[ اليوم) :م[ يوجد فينا هؤالء الخوارج ّ ّ ّ ٌ يوجد فينا ٌ واحد يشعر أنه يجب أن يقول فينا وعنا مثلما يقول هؤالء الكتاب الXYود وٕالانكل³0 كاتب ٌ ّ ؤالام/0كيون والروس وغ/0هم *ي قومهم و*ي آبا»Xم ،و*ي ق /وهم ومعابدهم؟ م[ يوجد فينا ٌ واحد كاتب ٥٤
يشعر ّأنه يجب أن يقول مثل ذلك ،ثم يجسر ع ى قوله ،ثم نسمح له نحن بقوله له ،بل نحرصه ّ بكل ّ أساليب التحريض ع ى قوله؟ ...يجب أن يوجد فينا هؤالء املف¡/سون ،أن يجيئوا إلينا ﱠ ووحشي ٍة، بقوة ّ متوحش0ن ،وإذا لم يجيئوا وجب أن ندعوهم إkى املæيء ،أن نخلقهم ،أن أن يجيئوا إلينا قساة نستع/0هم إذا لم نسطع أن نخلقهم كما نستع /0من ٓالاخرين أشياءهم ٔالاخرى(.
٦
أشكر الطبيعة ال[ Oمنحت Oعقدة أوديب ،أي حاسة قتل ٔالاب .وكم من أب أخلقه ألقتله .فكما ع ى ً الحضارة املتشافية من عقدة املا – OPQغابر ٔالامجاد – أن تخلق مرجعها املعاصر لتفكيكه مرجعا ً ً ً تغي ،/0كذلك ع ى الفرد الحر أن يخلق أبا له لقتله .فاملر PQحقا هم أولئك قادرا ع ى ال¡³امن وكل ٍ ّ ّ يتصورون أن ٓالاخر تحطيم، معاصر كموضوع ماض الذين ،بسبب افتقارهم إkى عقدة أوديب ،أي إkى ٍ ٍ ٍ ّ ّ معاصر ،أي غياب ماض هو املسئول عن ضياعهم وانحطاطهم ،كما لو أن ٔالاخر ليس ٔالانا .إن غياب ٍ ٍ ً ً ّ تعب /0عن مركب النقص العربية الراهنة ،سلفية كانت أو حداثوية ،مجرد املرجع – ٔالاب ،جعل الكتابة ٍ ّ العربي ،ليس للمرأة – حيال الكتابة ذاXÆا ،أي حيال إشكالية الحضارة – اللغة – التاريخ* .ي العالم القضية حضور .وليس هناك الكاتب – القاتل حيث النص – الحرية ،هذﻩ الجريمة ال[ Oتحوي ّ كل ّ ّ كت ٌ الجرائمّ . ّ ّ الحقوíي ،للكلمة .العالم العربي البولي OP وليس ،ح[ باملع اب عدو ٌل باملع كل ما لدينا النص بل املقامة .أما النقد الذاتي فلم يعرفه ّ ّ ّ مدون مقامات املدون .لم يعرف لم يعرف الكاتب بل ّ ّ ً ّ ّ ّ للتشيؤ الذي ال ّ ّ مفر منه ،إنما عرفه ٕالاشكالية تحطيما كمحاولة للتخطي وخلق الثقا*ي هذا، التسلط ٍ ّ ّ ّ كشعور بالذنب، حزبوي ٍة للحدس – الذكاء .وبالتاkي فانه ال يعرف النقد الذاتي إال وإدانة كتنصل ٍ ٍ ٍ ّ كتحرر من الذنب أمام النفس .بل لم يفهم أن كنكوص أمام القا – OPQالسلطان ،أك /ôمما يعرفه ٍ ٍ ٌ ٌ الندم لحظة تمرد وإحباط للحسابات ،رغبة دفنية بتحطيم املرجع .ولكن أي مرجع يمتلكه العرب ً ً ً ّ ّ العربية؟ يا للمأساة! الجمهور العربي، يستحق أن يحطم ،أن يجبل مرجعا – سالحا حديثا؟ الحداثة ّ ّ بحركة بامرأة ،أي العربي – طويلة لم يق¡/ن أبوﻩ – النظام قرون ٍ ٍ ٍ هذا الابن اليتيم ٔالام – الحضارة؟ منذ ٍ ّ ّ ّ ّ ّ ّ فكري ٍة ترت OPالاق¡/ان XÈذا النظام – ٔالاب املستبد إkى حد أنه لم يعد يعرف ح[ لذة التسلط ،أم أن ً ًّ هذا النظام – ٔالاب ذاته أض¤ى شاذا تاريخيا؟
٥٥
٧
ً ّ ّ وإال تقتل ّ كعميل .ع ى بساطة بكل نعم ،إن الاح¡/از* ،ي فضاء تيك السنوات ،كان أمرا ال محيص عنه ٍ ٍ ّ ً ً ّ أن هذا لم يلجم مشاعرنا فط عن اتخاذ موقف أك /ôجرأة ووضوحا من املعذرة الدينية – السياسية – ّ ّ ٔالادبية ّ الحرية امل¡/بصة بذاكرة ٔالافراد .إذ كما وضحت *ي العدد املزدوج ) ٣/٢نيسان /أبريل ) :(١٩٧٤إن ً ليست جرن املاء ّ زمنياّ ، تمرد الفرد برقضه املقدس .إنما $ي جموع املقهورين ع ى شكل جن0ن يعكسه، ّ ّ ّ ّ ّ جذري½Xا .إننا الثورية التخري Oªلألوضاع السائدة .فهو الحوض الحقيقي الذي تصب فيه الطبقة الثوري ً ّ ّ ألن ّ الحرّية تفتك عنوة وتمارس فضائح( .والطريف *ي ٔالامر أنه عندما كنت أرقن هذﻩ ال نطالب بالحرية ً ّ آمال باالنسجام مع أفكار بروتون ٕالاباحية* ،ي الطابق الثالث من )فندق الكلمات ع ى ورق الستانسل، ً العظماء( – الذي كانت غرفه ممتلئة بالخنافس وكان يديرﻩ ٌ ﱞ تون OP ويعت /من أرخص فنادق باريس رجل ّ السبعينيات وها هو اليوم من أرíى فنادق – معالم فرنسا :خمس نجمات – آذار )مارس( ،١٩٧٤لم يكن ً ّ ٌ ّ علم بأن أندريه بروتون قد عاش فيه قبل أك /ôمن سبع0ن عاما .كما أني لم أعر أي اهتمام لهذا kي ّ ّ أستمرّ ، ّ كل يوم ،بالرقن ح[ تتوقف يدي ،شاردة الذهن تذكرني املوضوع إال فيما بعد .لذلك كنت بضرورة تأميم بعض الكتب ،وأن أمررها من رف هذﻩ املكتبة أو تلك ،إkى أيادي أشخاص أغبياء – *ي معظم الحاالت – ّ لك Xم موفورو الحال ،ح[ يتم تسديد تكاليف الرغبة ،الب/0ة ،وجبات ال Xار الثالث وإيجار الغرفة *ي )فندق العظماء(.
٨
ّ *ي ّ كل هذا التاريخ الرغبو ّي ،كانت الصداقة انسالل هواء :قصيدة أخرى .ذلك أن كون الصداقة ً ّ صارمة صرامة النص الشعري ،ﱞ شعري ٍة متغايرة .وبسبب شحن وkي أن يساعد متشاطر·Xا غ ى إفراغ ٍ ّ ٌ أي كان. هذﻩ الصداقة ،ال[$ Oي شكل من أشكال النقد الحقيقي ،يأتي الشعر برغبته هو وليس برغبة ٍ ً وهكذا نتواشج بأواصر الشعر وقاية من الذي يريد ان يستغنم إحساسنا التلقائي بضرورة الصداقة *ي عالم الرياء هذا .الصداقة تلبث *ي القطيعة ّ .إXuا والغ/0ة – التشاكل ال تجتمعان .ومنذ أن رمته الصداقة ببصرها ،ال ي /ح الفرد عن العصيان ح[ يس¡/د إمكاناته املسلوبة .الصداقة لكي تكون ً ً ً ً ً ً مل½Xبة ّ ٌ صدر تؤر)Xا صراحة اخالقية عميقة ً ،إXuا ت /ق ملن ال يعرفها .لها صحية ،تستلزم معرفة ً ً ّ ﱞ الحب .ولهذا السبب نراها معرضة للطعن ،غالبا ،من الخلف .الشاعر صديقه مشرئب *ي ريح الكتابة: ٥٦
ً ّ ّ ّ ّ اجتماعية الشعرية بقدر ما $ي عود ثقاب الصداقة ال[ Oتدلع *ي الشاعر نزاهة الاشكالية رؤاﻩ .ع ى ان ً ّ ومتفردة .وهنا متماسكة قدر ٕالامكان ،ف Oكذلك لحظة تغ /0املرجع الذي تتعداﻩ القصيدة رؤيا منفردة ّ عدو ٌ الحر ﱞ ﱡ ٌ لدود تعب /0عن الصداقة ب0ن الشاعر وب0ن عالقاته مع الاخر .الصديق يمكن أن القصيدة ّ ّ ّ ّ ّ القطعانية .إنه ال ينضوي ألنه ال يعرف الغ/0ة :سالح الوصولي0ن .إنه ،كماكس شت/0نر ،يلتقي للتجمعات ومشاركون معه دون أن يؤدوا قسم الوالء لرايته .الصداقات املشهدية ،املتخمة XÈا مجتمعات ّ ّ الشرíي ،اكتف½Xا قذارة املال .بطنة الصداقة هذﻩ تأفن فطنة الفرد كما أن "أنا" أبطالها تولج الاستبداد ّ الاخر *ي هذا الشعار " :إتبع وال تبتدع" .ع ى الصداقة والتاميل وذلك بتأليبه ع ى الرياء القابع *ي ّ تطلعاته املنمنمة بالدونية .للصداقة تجارب ،قراءات *ي موشور الفكرة املتشظية التشظية ال مناص ّ ٌ ٌ ّ الاجتماعية. واقع مشظى ،حيث التماسك كذبة أدبية يتقنع XÈا املتواطئون *ي حياXÆم م Xا *ي ٍ ّ ّ ّ حقيقي0ن *ي ّ كل ما صدر الخاص للصداقة ،أستطيع أن أقول ان ّثمة ضالع0ن من خالل هذا املفهوم ّ ّ ّ انتفاعية أو محاولة للصعود ٕالاباحية والنقطة .ذلك أن عالق½Xم بي كانت صادقة وليست باسم الرغبة ّ ّ كعديد من الضئال الذين ارتبط اسمهم بي خطأ ،ألن Oخشيت إحالة لحظات شكي إkى ع ى الظهر ٍ ً ّ التشكيكية بأي مقبل ...لذا تنازلت* ،ي حاالت بانوراما تريدني أس/0ا لها دون أن أستفيد من حسناXÆا ّ ً ً أحيان ّ معينة ،فأسبغت ع ى امل¡³لف0ن من دياري ،كرما نابعا من لبنة رو×ي وضدها *ي ٍآن واحد .بل ً ّ ّ ّ وسوري0ن ومغاربة وخليجي0ن .أما لبناني0ن يجب أن أذكر ،هنا ،أن الذين ساندوا نشاطاتي حقا كانوا ّ العراقيون ،ما عدا ّقلةّ ، ّ فإXuم كانوا *ي أتون من الحسد والغ/0ة ،وكأن نشاط هذﻩ املجالت مراة يرون فXYا وسخ نشاطهم *ي خدمة النظام .وإذا كان لحرب تدم /0العراق من حقيقة مرة ف Oالتالية :بعد انكسار ّ سد الداخل ،واندفاع املياﻩ إkى الخارج أخذنا نرى ذاك العراíي الذي ،وهو طاف ع ى سطح مجارى املنفى ) ،ينطق *ي اليوم الواحد بملئة لسان ،ساعيا إkى زيد بما يقول عمرو وإkى عمرو بما ّ ً يفعل زيد ،وإkى أحمد بما يقول ويفعل ٕالاثنان( ،وألن طينة هذا العراíي الالعراíي نجسة أصال ،فهو ما إن يخدش ،ح[ يكشف عن معدنه الثقا*ي الرديء فيتنصل من كل الافكار ال[ Oتطفل علXYا *ي املاOPQ عائدا إkى حظ/0ته .إنه متعطش للشهرة ارتزاقا يدفعه يدفعه إkى لحسن إليه أي كان من أجل أن تنشر قصيدته البائسة ،بل إkى ّ حد التمارض متباكيا – متشكيا عند هذا او ذاك ،فقط ح[ ال تكتشف حقيقته بانه ال OPÌء ،ويؤمله أن يرى عراقيا حقيقيا يختلف عنه م Xمكا *ي نشاط ّ حر ،رجالﻩ طليقتان.
٩
٥٧
كيف يمكن Oأن ان P أصدقاء متواطئ0ن *ي جريمة الحرية هذﻩ ،مثل محمد عوض الذي أسس مÊي الرغبة ٕالاباحية .إنسان رائع يح¡/م مجيئه إkى هذا العالم كإنسان حر ال يسمح الحد أن يضويه *ي خدمة افكار لم يناومها هو بعد .فهو غالبا ما يزور هذﻩ الافكار *ي أماك Xا ،يطاردها من مق إkى مق ، ح[ يخت ي XÈا *ي صومعته ،يعاشقها *ي مخدع التجربة لكي تخصبه بجن0ن الحياة ،وإال ف Oمجرد أفكار عابرة علXYا أن تXòر شخصا آخر .أو نسيب طرابل OP مهماز النقطة الحقيقي الذي رسم هدية العدد الرابع) :صورة ﷲ *ي شبابه قاعدا ع ى عرشه ومحمد معه ،يحاسب الناس يوم القيامة ،بعد أن خلق مالئكته من زغب ذراعيه( .كان نسيب طرابل OP يكرﻩ كل فنان همه الرئي OP أن يتح ³0شاغرا *ي املؤسسة الفنية .كان يتقيأ أجواء ٔالادباء والفنان0ن ،بل كان يعشق كل ما هو غريب واستفزازي .كم تحمس إلنجاز فكرتي بطبع العدد الخامس من مجلة النقطة باأللوان ع ى ورق جد جميل وال يضم إال أجمل النصوص الشعرية والنقدية والرسوم التحريضية ،وله غالف من ورق الزجاج الخشن جدا يقف الجلد منه ،بحيث يجب ع ى القارئ أن تكون له رغبة فعلية لفتح املجلة ،والفوز بمحتويات اخت/0ت لتحريضه ع ى كشط ال¡³مت ٔالاخالíي والوحل ٕالايديولوÅي عنه .أو غازي يونس الشاعر الذي تلف مجاميع شعرية عديدة أفضل من كل هذﻩ الكتب الشعرية ال[ Oيطبل لها *ي ٕالاعالم: * ...ي الكراسات القديمة بالد من الغبار والكلمات هناك نعيش نتدافع ب0ن الفصول *ي الدفاتر القديمة حيث حناجر الخطباء مغمورة بفطر النسيان بطحلب الصمت املعار كساموراي *ي وضع انتحار كنت م¡/بعا ع ى العالم منذ ٔالابد. ...إتجه غازي يونس إkى الرسم فبات سيدا ماهرا ،اشتغل *ي السينما ممثال ال يزال يحلم ببطولة فيلم ضخم ،لكن الحظ لم يحالفه .أو فريد العري Oªالذي جاءني ذات يوم ومعه قصيدة ليضحك ع ي، فأعجبت XÈا ونشرXÆا *ي العدد ٔالاول من الرغبة ،فاندهش ومنذ ذلك اليوم قرر أن يجعل الشعر ٥٨
صراطه املستقيم ،فكتب قصائد جد عظيمة بالفرنسية .أو ع ي فنجان هذا الفنان الكب /0الذي كان يستدرج ٔالالوان وكأXuا جماجم بشرية أو كتل من ٔالافكار تعمل ع ى تقويض حسية املجتمع البليدة .أو لقمان سليم الذي ما إن التقيته ح[ تآخينا برابطة الدم وكأننا هندي أحمر ورجل أبيض تعاهدا ع ى )نفض تحوالت الثابت وثابت التحوالت( .إن جلسات ال/ôثرة املتواقحة ال[ Oكنا نجلسها *ي البارات ضحكا من هذا الكويتب املتطفل أو ذاك الشاعور العابر ،كان يراها جزءا مكمال لفعل الكتابة .وعندما غادر إkى ب/0وت ،استبد به الحن0ن إkى ال/ôثرة ال[$ Oي )علم وعمل( كما يقول ،فاضطر إkى أن ي/ôثر كتابا وبكل بالغة وروح نقدية ،طبع منه خمس0ن نسخة فقط )أيار /مايو (١٩٨٧تحت عنوان من لم يحضرﻩ الجنابي .ع ى أن ما يدهش * Oي لقمان ،هذا الرجل املهذب والهادئ ٔالاعصاب ،أنه ينطوي ع ى ن/0ان غضب من التعليم والتعاليم ،لم يؤجج الألسف إال نزرها *ي العدد الرابع من النقطة الذي لعب مÊي دورا أساسيا *ي إعداد موادﻩ املضادة لكل ثنائية دينية م /مة ولكل أجزاء القول ٕالايديولوÅي ،مواد كان يطالب فXYا ،وعن حق ،بـ )نص الدي ،Oال ثنائي ،ال أخالíي ،ال إيديولوÅي ،ال ثوري ،القمÊي ،ال تأوي ي ،ال تصويري ،ح[ ال يتحول نقد الفكر الدي Oإkى حلقة *ي سلسلة الحروب الدينية( .وهذا هو ع0ن السبب الذي دفع Oإkى تأسيس النقطة كتيار ال يلتمس إيقاعا لتناقضاته ،باعتبار أن فاعليته تكون أم Pمن النصل إذا ما أف Pهذا التيار ،بحكم طبيعته ،إkى ٕالايقاع بكل ما يحول دون حمل التناقضات إkى الذورة .وهذا هو جوهر خالفنا مع متواطئ آخر هو هيثم مناع كان يركز كث/0ا ع ى فرق ٕالالحاد *ي ٕالاسالم ،وكان بارعا *ي تجميع أخبارها وربطها *ي مقاالت إيديولوجية الطابع ،ع ى أنه كان أيضا يمد املجلة بنصوص تع /عن نقدها الدعابي من كل ثنائية دينية ،كتلك الرسالة ال[ Oتحلل السحاق ع / مغامرة جنسية ب0ن امرأة سلقلقية) ،امرأة تحيض من دبرها( ،مغامرة ال يشوXÈا أي زنا رجوkي محرم *ي ٕالاسالم ،أي إيالج فرج آدمي *ي فرج آدمي ووقعها باسم )أمة ﷲ وأختكم *ي ﷲ ناهد فرج نشواتي(، ونشرت *ي العدد الرابع – ٔالاخ /0من النقطة بعنوان) :رسالة *ي إباحة سحاق املحصنات( .أو مروان ديب الذي كان مهتما جدا بنقد املدينة وملحقاXÆا ،فكان يرى دورا إيديولوجيا لكل املعمار ،بل ح[ للمسكن ؤالاثاث ،هذا الذي مثله )كمثل خيوط الدمى املتحركة .يروض XÈا الناس *ي بيوXÆم فيضحون خاضع0ن ألوامرﻩ ،ال يقدمون ع ى حركة ما *ي املدينة إال ويكررون ما علمهم ٕالاثاث من رقصات مبتذلة .غ /0أن ٔالادوات امل¬³لية ؤالاثاث كانت تحمل بصمة ٔالايدي العاملة والتعب /0عن الحركة الفعالة املنتجة ال[$ Oي لب املدينة النابض *ي الخانات والقيصريات .أما اليوم فقد أصبحت تحمل شعارات عالم البضاعة وتالشت بالتاkي صورة املدينة الشرقية املمثلة سابقا *ي مساكننا .لم يعد ٔالاثاث صورة للمدينة ،لم يعد وصيا ع ى سكان مدننا .فال تمثيل بات ممكنا *ي املنازل الشرقية ،وال XÆريج لل½Xئة ع ى رؤية املدينة والتجول فXYا .ع ى املساك0ن منسكان املنازل أن يتخبطوا *ي املدينة الحقيقية بال و OPèيلق Xم أصول ليقاة القطيع( .كان مروان يتس ى بإمكانياته الفنية وح[ الشعرية ،فله قصائد طريفة كان يكتXòا *ي لحظات .وهو رسام وخطاط ماهر ،لم يتوان عن خط كل مواد العدد الخاص بجورج حن0ن الذي صدر *ي تموز )يوليو( ١٩٧٥بعنوان الوåي املدنس :عدد عميل للسرقة .ويغزى من هذا أن ثمة مواد كث/0ة ٥٩
يمكن للكتاب البائ OP املخلية والصحفي0ن أن يسرقوها – يرتزقوها .كان مروان يؤلف قصيدة ،وهو يمارس الخط *ي لحظة انتشاء ،فأدهش بنفح½Xا الشعرية وتلقائي½Xا السوريالية ،ودهش[ Oتزداد عندما أعلم انه لم يطلع من قبل ع ى شعر شوíي أبي شقرا ،أو محمد املاغوط .وما إن أساله عن عنوان لكي تنشر تحته *ي هذا العدد ،ح[ يخط *ي أع ى الصفحة )اس¡/قاق العظام( ويزي Xا برسومه ع ى ميمنة الحلم وعند أرنب من طوب تسرع عشرون وحيدة إkى حالهن الجوي شاهدات من عهد الجمال يت¬³هن *ي حقول الصغر متفتحات مطعمات مسكيات الحال ،راقصات العشاء ع ى ضروب ٔالاكواخ ووصلهن من الهند عطر حار كنقطة رواق تزدانه جاذبيات أممية أعط Oقبلة *ي جادة حمراء ألخر سريرا من عل كل مساء كل مشهد. أفواﻩ تتك قبالتي الرشاشة
٦٠
فال ألقاهن بمنأى عن صدري الشاسع ت Xدات ويتمرغن. كان معنا أيضا غسان عبد الخالق ،هذا الصديق الطيب الذي يعمل إkى اليوم *ي راديو مون[ Oكارلو، والذي ،ذات فجر من أجمل أفجار تيك السهرات مع املوسيقار عابد عازرية وأن OP الحاج ،أجرى مÊي مقابلة حية لم تستغرق أك /ôمن عشرين ثانية طلب م OفXYا أن أقول للمستمع0ن شيئا ير OPQرغباته الدفينة *ي أن يظهر متحديا ،انطالقا من ثقته بأني سأقول ما كان يتوقعه من كالم جريء ،فأساعدﻩ ع ى ارتكاب )فضيحة( سيعرف كيف يخرج هو م Xا .فكرت بألف كالم وكالم قد يطرد بسببه .لكن بما أن صورتي كانت محددة *ي ذهنه وفقا لالنعكاس البافلو*ي املشروط ،ورحمة به ،جعلته ينتظر ثواني عديدة .كان أن OP وعابد جالس0ن *ي غرفة أخرى وإذا بمذياع صغ /0جوارهم يفاجXîم :صباح الخ /0أ·Xا العرب! ١٠
كنت ع ى موعد مع الشاعر عصام محفوظ - ،الذي اهتم بي كث/0ا وساعدني *ي حاالت عديدة وكنت أنا بدوري أزودﻩ بكل ما أملك من مصادر ومعلومات حول السوريالية ،-لتسليمه مادة كتب½Xا حول مجموعة شيكاغو السوريالية ال[ Oكنت ع ى صلة XÈا ،ح[ ينشرها *ي ال Xار العربي والدوkي ٔالاسبوعية ال[ Oكان هو املشرف ع ى شؤوXuا الثقافية .والطريف *ي ٔالامر أني اختلفت صراعا غ /0موجود ب0ن هذﻩ املجموعة والتيارات املاركسية ،لتعليل مادتي الصحفية وجعلها مقبولة ،فبعد أن ان½Xيت من العرض التاري ي لوالدة هذﻩ املجموعة ،تطرفت بالشكل التاkي ومسندا باقتباسات من تأليفي ،إkى صراع لم يدر قط) :ت½Xم التنظيمات اليسارية مجموعة شيكاغو باالنزالق *ي الطريق الخاطئ ع ى رغم حسن ني½Xا الثورية .والطريق الخاطئ هذا هو* ،ي نظر التنظيمات املذكورة ،طريق الشعر – الجثة ال[ Oواراها الدادائيون ،منذ أك /ôمن نصف قرن ،تراب التاريخ .كما ع ى املجموعة أن تÊي إذا كانت جمالية الفرد الثورية للنصف الثاني من القرن التاسع عشر متمثلة *ي موت ﷲ ،فإن جمالية الفرد الثورية للنصف الثاني من هذا القرن ،تتمثل *ي موت الفن .وتطالب التنظيمات املجموعة بأن تنقطع عن ممارسة ٕالابداع لكي تنصرف إkى الكليشه السياسية والعمل الحزبوي ح[ يظهر مسيح ال /وليتاريا املنتظر، ٦١
عندئد توضع ٔالامور *ي نصاXÈا ويتحقق الشعر بال قصيدة .وخالصة ما تراﻩ هذﻩ التنظيمات هو أن مجموعة شيكاغو مجرد شعراء .وها $ي نقطة الصراع بي Xما .بيد أن مجموعة شيكاغو ترى أن املشكلة تكمن *ي هذﻩ الحقيقة املرة و$ي أن لكل حزب ،ثوريا كان أو رجعيا ،مواضعات فكرية ي¡/سم خطاها ومبادئ غ /0قابلة للتبدل إال بضربة معول ،بينما للسورياkي بداهة شعرية ،حدس نقدي يث /0الشكوك ع ى الدوام XÈذﻩ املواضعات .ولهذا السبب ال تفتأ الكلمات تنفلت منه تلقائيا ع ى شكل قصيدة ال تعدﻩ بـ غودو وبالتاkي عليه الانتظار ،بل لتذكرﻩ فحسب بأن عليه أن يحلم دائما بحرية جديدة(. كان عصام يحب لعب القمار .كنت أذهب معه إkى ضوا×ي باريس* ،ي سيارته ال[ Oكان يقودها بشكل جنوني غ /0آبه للضوء ٔالاحمر .وفجأة تتوقف السيارة *ي مكان شبه مظلم ،فيطلب م Oأن أنتظرﻩ، ويختفي .تمر دقائق أوkى وأنا أفكر بمجموعة شيكاغو ،ثم دقائق أخرى وبالصراع الوهمي الذي ين P فيه )أرامل ماركس الفرق القائم ب0ن توتر نفيوي كالشعر وب0ن البحث عن هوية *ي طريق مسدود: التطابق مع ﷲ – ٓالاخر( ،ودقائق أخرى ح[ تصل الست0ن ،وإذا به يعود مضطربا ،بشاربه الكثة ال[O الحظت اXuا تنتفش بعد كل خروج من مقامرة .لقد ربح عصام مبلغا جد هائل ٦٠٠) ،ألف فرنك(، تسلم الشك ووضعه *ي جيبه ،تجول *ي قاعة اللعب بضع دقائق ،فكر بأن حياة أخرى أخذت تتفتح أمامه ،بل فكر ح[ بموضوع ثقا*ي عن إغراءات القمار ،بل شعر للمرة ٔالاوkى *ي حياته أنه سيد نفسه وستكون له دار نشر ،أخ/0ا ،يطبع كل ما يشاء .لكن ...كان شاعرا مهووسا بورق القمار وكأن كل ورقة ثقب يبص من خالله إkى أجواء أحالمه الجنسية ،شبقية شعرﻩ .وها هو يعود إkى الطاولة ويقامر بملك يمينه ٔالاوحد :الصك الذي ،ما $ي إال لحظات ،ح[ عاد وهما ،بل إن محفوظ نفسه ن OP لون الح / الذي كتب به رقم ٦٠٠٠٠٠ألف فرنك ،أحمر ،أم أسود أو أخضر .ومنذ تلك اللحظة ،راح يفرع باريس شبه مجنون ،تتوجسه البارانويا ،ي¡/ك ال Xار العربي والدوkي ليشتغل ف¡/ة *ي مجلة املستقبل ،ليعود من ثم إkى ب/0وت ليواصل مهنته القديمة ،كتابة تقارير أدبية عن هذﻩ الحركة أو ذاك الشاعر أو الفنان، دون أن يفكر بأنه شاعر وعليه بالتاkي أن يتجاوز ذاك )املوت ٔالاول( بموت ثان .رغم كل ما حدث بيننا من سوء تفاهم ،ال أزال أكن له نفس ٕالاعجاب والحب .كانت أياما جميلة تلك ال[ Oقضي½Xا بصحبته، وخصوصا ذلك اليوم الذي أخ /ني فيه بأنه )حابب( أن ينظم kي لقاء مع شاعر لن والرأس املقطوع، أن OP الحاج. لقائي XÈذا الشاعر املولود *ي برج ٔالاسد ،لقاء كاد يتكرر كل ليلة طوال ف¡/ة إقامته *ي باريس ومعاملته kي ندا لند ،جددا *ي الثقة بالنفس .كنت أزورﻩ *ي مكتب ال Xار العربي والدوkي ال[ Oكان يرئس تحريرها، فأنتظرﻩ ح[ ينت Oمن عمله ،فنخرج سوية لقتل الوقت ،دردشة طويلة ونحن نتنقل من مق إkى نق أو إkى مطعم .كنا نتحدث كث/0ا أحاديث متنوعة لم Xuتم يوما هل كانت ذات نفع ،مضجرة ،أو بال مع .اللحظة $ي ال[ Oكانت تشد خيوط الحديث .ال تسعف Oالذاكرة ٓالان لوصف تيك اللقاءات ،حيث الضحك املستمر ع ى )ٔالاعاريب( ،ع ى رجال التاك ،OP ع ى أسماك كأXuا عجائز متعنفصات داخل ٦٢
أكواريوم املطاعم ،كنت أضع أذني ع ى الزجاج وأسمع بقبقة داخلية تذكر بمونولوج روايات تيار الالوåي العربية الفاشلة ،بل ح[ ع ى حديث املصافحة الذي يمارسه الفرن OP بإلحاح إkى حد باتت فرنسا تعرف معه *ي العالم ببلد الضغط ع ى اليد .فـ )الفرن OP يصافح الناس طيلة ال Xار* :ي التاسعة، وظهرا ،و*ي الثانية ،ثم *ي السادسة ،فضال عن مصافحته ألولئك الذين ال يعرفهم ،وللزوار ؤالاقارب ؤالاصدقاء .وهو ما يرفع مجموع هذﻩ املدد إkى ما يقرب من ثالثة أسابيع كل عام ،أي ما يقرب من ثالث سن0ن من حياته ،وإذا ما نظرنا إkى أن هذا املع باملصافحة يق * OPي الفراش ،ان½Xينا إkى أن الفرنOP ال يعيش – باملع الذي يفهمه ٕالانجل³0ي صاحب ٕالاحصائية ،منكلمة عيش – سوى ثالث0ن سنة فقط من ست0ن( .أما شعراء العربية الرسمية فهؤالء ...هؤالء كانوا ،وإkى اليوم ،موضوع استخفا*ي طوال تلك السهرات ال[ Oكان أن OP الحاج يدون بعض شذراXÆا *ي دفاتر يومياته ،كما أخ /ني *ي أحد ٔالايام.
١٢
من قراءتي ألعمال أن OP الحاج ،ومن لقاءاتي به ،انتXòت للمرة ٔالاوkى إkى معضلة ٓالاخر *ي الثقافة العربية ،وكيف أن هذا ٓالاخر محكوم عليه بالنسيان ،وبالتاkي باالحتواء حد تمييع قضيته الوجودية والشعرية .ذلك أني أرى اللجم الذي تعانيه اللغة العربية نفسها *ي مجتمع تتحكم فيه أصول دين ال يفتأ املتلسنون به يعت /ون الشعر – عن حق – صراطا غ /0مستقيم .ثمة OPÌء يخيف * Oي تجربة أنOP الحاج ،ال أعرف كيف أصفه .ربما ه ى شكل سؤال :ما الذي كان يحدث لو أن أن OP الحاج كان مسلما ويكتب باللغة نفسها وبالروحية نفسها ال[ Oكتب XÈا؟ حتما لحدث تغ /0حقيقي *ي مس/0ة الكتابة العربية ،ألن تمردﻩ حقيقي وغاية كل تمرد حقيقي الباطنة $ي ردم الداللة الدينية للغة ال[ Oترتكز علXYا صلة ثقافة ب¡/ا)Xا ،وكث/0ا ما كان هذا مضمرا *ي كتابات أن OP الحاج ،أقول مضمرا ،ألنه آخر ،غ/0 مسلم ،ال يحق له هتك سر املحرم الاجتماåي .وهكذا تريد كل كتاباته ،وكتابات كل شاعر ومحدث مسي¤ي حقيقي ،إkى مجرد نص شعري أو نظري يمكن لك أن تتذوقه لكن ال أن تؤوله ضد املجتمع العربي املرتكز ع ى ثقافة الدين ٕالاسالمي ،أي أن مص/0ﻩ أن يوضع ع ى حدة) ،أنه ليس لنا(! يجب أن يعرف الجميع أن ما يسمى بالتجديد الشعري العربي الحق هو نبتة لبنانية نبتت ع ى أيدي شعراء مسيحي0ن هم يوسف الخال ،شوíي أبي شقراء ،توفيق صايغ ،خليل حاوي وإلخ .لكن ،ألXuم مسيحيون لم يكن باإلمكان إيصال رسالة التجديد الشعرية هذﻩ بكلي½Xا غ ى جمهور يشعر بريبة مما هو ّ اخر – غ /0اسالمي .من هنا انبثقت فرصة الاحتواء – التمييع .وههنا ياتي دور أدونيس الذي لم يضف * ،ي نظري ،أي OPÌء ،بل ع ى العكس أوقف كل OPÌء :استغل هذا اللجم ،وبكل دجل ،لصالحه ، وعمل ع ى تلفيظ مفاهيم التمرد الطبيعيال[ Oش Xا هؤالء الشعراء ،تلفيظا يفرغ هذﻩ املفاهيم من كل ٦٣
محتوى حقيقي بإطالقها مجرد تضادات – مناوشات لفظية مع معطيات الواقع السائد ،معطيات أدونيس هو خ /0من يمثلها *ي الحقيقة ،وبالتاkي هو ع0ن ما يجب التمرد عليه ورفضه .تجديد هؤالء الشعراء املسيحي0ن اللبناني0ن – وأنا اشدد ع ى هذا – كان يريد للكلمة أن تص /0إkى مع محدد ،أن تقول شيئا جوهريا ،أن تحدث هذا الOPÁء سلوكا اجتماعيا *ي ح0ن جاء أدونيس ليحدد الكلمة بان تتحول إkى نص /0مافيا ،علXYا أن تل Oªكل ما يامر به تقلب الظروف الاجتماعية ،وبالتاkي ان التقول أي ّ OPÌء ،أي أن تتحول إkى مجرد فقاعة انفجارها ال يقدم وال يؤخر ،ألXuا نفخت وفقا لسفاسف العوام . م[ سيئ0ن الاوان الذي تج¡/ح فيه اعادة نظر جدية *ي كيفية ظهور مجلة شعر وملاذا كان التجديد الشعري العربي لبنانيا ومسيحيا ،وملاذا يعمل أدونيس ع ى تمييع هذا التجديد ،وإkى اليوم ،بXòلوانية ليس لها نظ. /0 أن OP الحاج ليس مجرد شاعر له دواوين ،إنه أشبه بشعرية – حركية لها النموذج والتنظ . /0ويجب ان يقرأ شعرﻩ من خالل ما كتبه ويكتبه من مقاالت تأملية أو تنظ/0ية .لكن هذﻩ الحركية – هذا الشاعر ّ املرفوض كاخر من قبل ال وåي جماåي مكبوت – ستظل مجرد أحالم يقظة تشغب بشغاف املحرم ، تحتاج إkى يوم صاف لكي نتنفسها هواء صحيا ،شعورا اجتماعيا تدركه أجيال جديدة .ال أعرف إذا كانت مس/0ة الرأسمال العاملي ستسمح للعرب اس¡/داد كل ما قمع *ي غياهب ماضXYم اس¡/دادا يتحول ّ فيه هذا ال¡/اث املرفوض كاخر إkى ما يجب اعتبارﻩ تراثا حقا ،بعبارة أوضح أن نعيد التجديد الشعري ّ إkى سابق ص/0ورته حيث االنص تعب /0عن OPÌء حقيقي ح[ لو كان ناقصا ومضمرا كما لدى يوسف الخال أو توفيق صايغ ،ال مجرد كالم موضو ّي ال يقول شيئا عند أدونيس . ّ كيف يمكن لشاعر حقيقي أن يلهم ،أي أن يناقض رسالة و×ي املجتمع ،وهو مصنف كاخر كما إن الحركة التاريخية لهذا املجتمع ،أي املسار الطبيÊي الذي كان يتمتع به شعراء الخمسينات والستينات ،لم يعد موجودا :كل OPÌء اليوم مميع .أن OP الحاج شاعر يؤمن بالحب باملع السورياkي للكلمة ،أي الحب الذي ينطوي ع ى تجديف رغم الصورة ٕالايمانية ال[ Oيولدها لدينا ،يؤمن بأن املرأة $ي ﷲ، ولتحقيق هذا الحب يحتاج إkى أفق من الحرية *ي العالقات كما يؤمن بأن التمرد هو الطريق الوحيد لتحقيق تغي* /0ي الحاسة الاجتماعية – الشعرية ،وملمارسة هذا يجب أن يتوفر مجتمع له حدود وكيان محدد وساحة اجتماعية واضحة لكي تكون للتمرد فاعلية .إذا ،إن الذين ييدون شاعرا كهذا يواصل إنتاج تلك الاستنارات الشعرية املذهلة ال[ Oتمتعت XÈا العربية املعاصرة ع /لن و الرأس املقطوع، )استنارات لم تقم بدورها لآلن ألXuا نتاج آخر( ،علXYم أن يعلموا أن الشاعر *ي حالة يأس ،يأس الشرائح الاجتماعية ال[ Oال تعرف ما هو املص ،/0ال خالص له ولهم بالذات من هذا اليأس القيامي إال بكسر كل هذﻩ املساديد الاجتماعية ال[ Oيشيدها مجتمع يتحكم فيه و×ي دي Oواحد أحد .إذا ،علXYم بفانوس سحري يخرج منه ج ٔ Oالانا مختلطا *ي ٓالاخر ،ح[ يس¡/دوا هم ،ال هو ،تلك الاستنارات أسلوب حياة علمانية ال مجرد ألفاظ طوائف تبحث عن توازنات وكأن الحياة هدنة .كم من شاعر يحمل حسية ٦٤
خالقة عظيمة مسXÆ/0ا تف ،OPبالضرورة ،إkى الارتقاء بلغة الضاد هذﻩ *ي مستوى الحداثة الحقيقية فيخ – Pيعزل* ،ي منتصف الطريق ،ألنه آخر :فرصة ٔالانا الوحيدة. ١٣
عندما صدر العدد ٔالاول من مجلة النقطة كتب أحدهم تعليقا مبتسرا *ي جريدة السف /0مفادﻩ )أن مص /0عبد القادر الجنابي سيكون مص /0لطف ﷲ راتب ،الكاتب املصري الذي انتحر مؤخرا *ي نيويورك ،إذا بقي منعزال( .إن الصحفي الذي كتب هذا ليس *ي مقدورﻩ الدخول ع ى كنه اللعبة ،وال تجاوز عقلية الفتوى .ذلك أن لطف ﷲ راتب ،الذي نشرنا *ي العدد ٔالاول من مجلة النقطة ١٥) ،أيلول /سبتم ،(١٩٨٢ /تقريرا – لفقته مع ع ي بن عاشور – عن انتحارﻩ مع مختارات من كتاباته ،شخصية غ /0موجودة ع ى ٕالاطالق .شخصية اختلقت ألسباب لعبوية ،كال[ Oجعلتنا ننسب إkى رفاعة الطهطاوي، ع ى الصفحة ٔالاوkى من العدد نفسه ،هذﻩ الجملة ال[ Oلم يقلها قط) :الفرق ب0ن الحضارة الغربية والحضارة العربية نقطة ،ويا لها من نقطة( فأخذ بعض النقاد يستشهدون XÈا ع ى أXuا فعال للطهطاوي .املهم ،أن عددا من الصحفي0ن وجدوا *ي لطف ﷲ راتب ،الشخصية املختلفة هذﻩ) ،التعب/0 ٔالاعمق عن تجربة املنفى ،مشعرن الفكر يتأكله الجوع ،مسافرا *ي ليل املع ،الصو*ي الصامت( ،وإkى آخر العبارات الرنانة فراغا وال[ Oال تطلق إال جزافا ع ى ميت ألنه لم يعد يشكل خطرا ،أو ع ى أردا كاتب ع ى قيد العيش ،ألسباب وصولية .ليس ثمة كائن اسمه لطف ﷲ راتب كما أن بعض الكتابات ال[ Oنسبت إليه ،أخذت حرفيا من كتاب غ /0معروف0ن ولن يعرفوا ،أما البعض ٓالاخر ،وهو معظم تلك الكتابات ،فقد سحب½Xا من سلة أوراíي املهملة .إن القارئ نتيجة يؤسه الحياتي وضآلة ذهنه الخنوع لهاالت الثقافة الراحلة ،يفضل كل ما يمت بصلة إkى ميت .من ثم تفضيل نتاج هذﻩ الشخصية املختلفة ع ى نصوص الذين ساهموا *ي العدد نفسه .وبسبب هذﻩ ال¬³عة املوتوية لدى الناس ،تفقد تلك النصوص قيم½Xا فور اكتشاف أن صاحXòا ال يزال ع ى قيد الحياة .كل نص ال يداعب الشعور بالذنب ،يس½Xان به .كم من مخطوطة تنضج فتتعفن *ي الحجر الكر·Xة! ففي هذﻩ ٔالامكنة بالذات ثمة أفراد يعيشون *ي السر ،ليس لهم صلة بالوسخ ٔالادبي ،أفراد يكتبون ويتلقون* ،ي آن ،نصوصا أفضل بكث /0منكل ما يصدر عن دور النشر العربية مجتمعة .لعل السبب الحقيقي وراء اهتمامي باختالق هذﻩ الشخصية ،هو أنه *ي لحظة نفور شديد من املكتوب املعاصر وبعد تنبيش غ /0مثمر *ي حقول املاOPQ العربي ،ال مفر من سلف وهمي ي¡/اءى ،من دهال ³0الباطن ،زهرة أمتص رحيقها فأط* /0ي أمداء الانفالت. كذلك فإن هذا امليل إkى الكتابة اللعبوية كان جزءا ال يتجزأ من تاريخ الرغبة ٕالاباحية ،وامتدادها النقطة ألن الكتابة اللعبوبة حيث اللغة XÈو ،غادة *ي حفلة تنكرية ،مرآة يتشخصن *ي جرمها الكاتب متلبسا ٓالاخر *ي خدمة املعاني و$ي ت¡/جل عن املالك واململوك أو بعبارة صديقي الشاعر املغربي عبد ٦٥
ٕالاله الصال¤ي ال[ OكتXòا خصيصا لتمي ³0مقهومنا للكتابة اللعبوية عن كل لعب لفظي تتم ³0به بعض ٔالاالعيب الكتابة العربية) :الكتابة اللعبوية انصهار مقصود *ي نسيج كتابة أخرى .تمرين مرح ع ى النطق XÈواجس ٓالاخر وارتداء حركاته بشكل يبيح للمخيلة توريط الذات *ي لعبة توزع العواقب بسخاء لتنشيط دورXÆا الدموية .ولهذا ف Oإبداع ال يرحم سهو متلقيه .م³0ان حرارة يلزم القراءة ع ى فتح مجمل أدراجها كي ال تنقفل(. فمثال ،أتاني ذات يوم لقمان سليم بقصيدة ،كتXòا للضحك ،ع ى منوال ج /ان خليل ج /ان ،تحت عنوان) :قطيع الكالب(: الويل لقافلة تس /0وكالXÈا تعوي، الويل لجثة ال يقرXÈا الدود، الويل ألفÊى ال تموت من سمها، الويل لساحر يثق بما تقدم يمينه، الويل لالبس الثوب جاهال ما يس¡/ﻩ، الويل لقاتل لم ·Xم بضحيته، الويل لجسد لم يشته نفسه، الويل لعبد لم يشارك السوط لذته، الويل لعصفور لم يعرف الشجرة من ظلها، الويل ل Xر لم يذق طعم مائه، الويل ملدينة لم تغادر شعراءها. بعد أن تناقشنا *ي أمر نشرها ،وجدنا أXuا حرية بأن تنشر تحت اسم ج /ان نفسه ،وكقصيدﻩ ضائعة لم تضمها )أعمال ج /ان الكاملة( ،ع/ôنا علXYا منشورة *ي العدد ١٥من مجلة القلم الحديدي ال[ Oكان يصدرها الجناح السوري من )جماعة الفكر الحر(* ،ي سان باولو – ال /ازيل سنة – ١٩١٤ومن حسن الصدف أنا كنا نتابع آنذاك تنقيباتنا *ي املكتبات بحثا عما خفي عن العرب من فكر راديكاkي ،معارض، مختلف عما ينشر *ي أيامنا ،مثل كتابات هذﻩ املجموعة ال[ Oاكتشفنا فيما بعد أXuا تيار ماسوني، وكتابات شب ي شميل وإسماعيل أحمد أدهم ومنصور فهمي الذي قمنا ،لقمان وأنا ،بمحاولة إلخراج النسخة الوحيدة من كتابه املمنوع إkى اليوم ،املرأة *ي ٕالاسالم ،ال[ Oكانت مطمورة *ي مكتبة جامعة ٦٦
السوربون ،لتصويرها *ي أحد محالت الفوتوكوبي املجاورة للجامعة ومن ثم إعادXÆا إkى املكتبة ال[ Oلم تسمح لنا بتصويرها ،محاولة كان من املمكن أن تف OPبنا إkى السجن.
ال أعرف كم من مؤرخ أو دارس ألدب ج /ان ،أخذ يحلل القصيدةاملنسوبة هذﻩ .فمجلة املستقبل نشرت خ /ا XÆنئنا فيه ع ى هذﻩ اللقية الثمينة ،وتدعو فيه املسؤول0ن عن جمع أعمال ج /ان إkى ضم هذﻩ الخريدة *ي الطبعة املقبلة! والشاعر محمد بنيس ،عندما التقيته *ي باريس سنة ،١٩٨٨أخ /ني بأنه كتب مالحظات تحليلية بصددها *ي أطروحته لنيل درجة الدكتوراﻩ عن )الشعر العربي الحديث(، غ /0أني )وهذا خطأ م (Oبادرته قائال) :لكن هذﻩ القصيدة لم يكتXòا ج /ان ،وإنما لقمان( .فصعق وأجاب Oعابس الوجه) :كيف يمكن ألحد أن يثق بعد بما تنشرونه( .قلت له :كان عليك أنت أن تعرف إذا كانت هذﻩ لج /ان أو ال .وإال كيف يمكن ألحد أن يثق بكل مقاربتك النقدية للغة ج /ان أوال ،وللغة الشعرية نفسها ثانيا .وأعلمته أنه *ي ،١٩٤٩صدر عن دار م/0كو دو فرانس ،نص رامبو الذي أشار إليه ف/0ل0ن بأنه من أعظم أعمال رامبو :املطاردة الروحية .لكن كان أن وقع النص املنسوب لرامبو ب0ن يدي أندريه بروتون ،ح[ فند ٔالامر كله دون أي تردد ،وبمقالة ،نشرXÆا الفيغارو ٔالادبية ،تتب0ن فXYا قدرته ع ى فهم اللغة الفرنسية ع /شعرا»Xا فهما ليس له نظ ./0وبالفعل بعد شهر واحد ،وبعد أخذ ورد ،أماط اللذان ادعيا العثور ع ى نص رامبو – وهما طالبان اسمهما أكاكيا فياال ونيكوال باتاييه – اللثام عن الحقيقة ،بأن كل ٔالامر خدعة ،وأXuما كتباﻩ فقط لكي ي /هنا ألنفسهما بأXuما قادران ع ى كتابة نص بنفس الن /ة الرامبوية ال[ Oمن الصعب تقليدها.
١٤
بعد أن توقفت مجلة النقطة عن الصدور سنة ،١٩٨٤بدأت أشعر بتقزز من كل كتاب عربي ،بل بضيق نف OP من رؤية كتابة عربية ،مما دفع Oإkى بيع كل الكتب العربية ال[ Oكنت أملك ،بسعر جد زهيد ،إkى هيثم مناع .ورحت أنشط داخل تجمعات سوريالية إنجل³0ية وفرنسية صغ/0ة ،فأصدرت مجلة GRIDال[ Oصدر م Xا أربعة أعداد .ولم أعد إkى النشاط العربي إال بعد أن قمت بزيارة *ي نيسان ١٩٨٨ إkى بريطانيا ،خصيصا لاللتقاء بأن OP الحاج الذي لم أرﻩ لسنوات ،فكان *ي جملة ما تداولناﻩ أن نصح إkي بأن أجمع أشعاري املوزعة *ي كراريس محدودة الطبع ،ع ى أن ينشرها رياض نجيب الريس *ي سلسلته الشعرية ٔالاوkى .وهذا ما حدث ،فصدر الكتاب تحت عنوان مرح الغربة الشرقية ) .(١٩٨٨و*ي تلك ٔالاثناء اتصل بي خالد املعاkي الذي كان يصدر كراريس صغ/0ة باسم )منتشورات الجمل( منذ ٦٧
،١٩٨٣فدعاني إkى إصدار كتاب يلخص تجربة الرغبة ٕالاباحية .فقمت بمجمع عدد من مقاالتي وبعض النصوص امل¡/جمة ال[ Oنشرت *ي الرغبة ٕالاباحية و*ي النقطة ،مع نقديم كان النواة ٔالاوkى لهذﻩ )ال¡/بية( .وهكذا صدر سنة ١٩٩٠كتاب عبد القادر الجنابي والضالعون *ي معارك من أجل الرغبة ٕالاباحية .ثم أخذت ألعب دورا رئيسيا *ي تحس0ن )منشوراته( شكال ومضمونا .غ /0أن الرغبة القديمة بإصدار مجلة أخذت تطوف *ي الذهن ،فقررت إصدار مجلة عنواXuا فراديس وهو *ي الحقيقة عنوان قديم سبق أن استعملته آواخر عنوان أريد أن أنشر تحته* ،ي املستقبل القريب ،معظم مقاالتي ومساجالتي مع أعوان الثقافة السائدة .صدر العدد ٔالاول *ي باريس تموز )يوليو( ١٩٩٠ع ى حسابي الخاص .لكن املعاkي أبدى استعدادﻩ لطباع½Xا *ي أملانيا ع ى حساب منشوراته ،وهكذا استمر العمل، فصدرت سبعة أعداد من فراديس تضم أجود النصوص النقدية والشعرية عربيا وعامليا ،بحيث ذاع صي½Xا ع ى أXuا مجلة تتم ³0بطابع راديكاkي وهدام ،و$ي كذلك .ويعود هذا إkى ٔالاسلوب الذي انتهجته، ع /اإخراج وبالطريقة ال[ Oأمزج فXYا املواد بحيث يكون التصميم غ /0منفصل عن املضمون ،ح[ يعطى للنقد السيا OPÉما للنقد السيا ،OPÉوللشعر ما للشعر ،ومن خالل هذا التوازن فحسب ،يتدفق النص من صلب الشعر الحديث ليصب *ي ع0ن املوقف اليومي الجذري من كل املعطى الثقا*ي السائد. وإلنجاز هذا التشوف إkى أبعد نقطة *ي املجاXÈة الثقافية ،يجب أن تتوفر الحرية بكل معاني الكلمة .ومن نافل القول أني كنت صاحب ٔالامر والن * Oي كل ما نشر *ي مجلة فراديس :أكتب كل التقديمات ،أشرف ع ى كل ترجمة ،أتصل XÈذا وذاك من أجل مادة معينة وبالتاkي أصمم كل عدد حسب هواي .لكن كما يحدث لكل تجربة حرة ،ثمة حد تسببه مشاحنات موضوعية وذاتية *ي آن ،فينقلها إkى طور آخر ،وكأن الحية ال[ Oأغرت حواء وآدم بأكل الثمار املحرمة من شجرة املعرفة ،حان وقت تغي /0جلدها من أجل مغامرة ع ى أرضية جديدة ،من أجل خروج إkى الداخل .ويصدف أن رفيق أيام مجلة النقطة القديم لقمان سليم يتشوق إkى مغامرة حيوية نقوم XÈا معا خلل أسالك الرقابة الشائكة دون أن نوقظ كالب حراس½Xا ،أي أن يدخل املرء شاتما دون أن يشتم ،فتم الاتفاق بي Oوب0ن )دار الجديد( ع ى إصدارها كتابا سنويا :محاولة جديدة لنفض الغبار عما تبقى kي من وسيلة لشج رأس ٔالاوضاع.
١٥
*ي ليلة سادها املجون والسكر املجاني والتفكه ع ى كل OPÌء ،صرخت أمام عدد من ٔالاصدقاء :عندما أكتب ،ال أنتمي ،بل أمزق الهوية .أضحك من الحدود ،من التاريخ .أنظروا جواز سفري ،إنه مجرد دف¡/ خربش صفحاته فنانون وشعراء من جميع البلدان .وإذا بصديقة فرنسية راديكالية التفك /0تقبل O قائلة: ٦٨
إنه لكالم رائع. ملاذا قلت لها. إال تذكر ما جاء *ي منشور لنا وزعناﻩ *ي مظاهرة أمس؟ إسمع :م Pزمن طويل منذ أن أصبحنا غرباءمن أوطاننا .لم يعد للهوية القومية إال مع حقوíي بحت ،إXuا مجرد حمل أوراق هذﻩ الدولة أو تلك. )لنا( هوية مثلما لنا دف¡ /الصكوك ،أو ورقة استالم الراتب أو ورقة مخالفة .الهوية القومية – إن تكن فرنسية ،عربية ،إسرائيلية ،روسية ،أمريكية أو صينية – تتشيد ع ى مراجع ثقافية سخفا وتفاهة .إن حركة الاقتصاد قد عممت البداوة الصناعية والسكانية إkى حد جعلت معه الجميع مهاجرين ،أناسا مضوا من حيث كانوا مستأصل0ن من ذو·Xم ،جبالهم وسهولهمٔ .الاوطان؟ الاقتصاد يسخر م Xا جيدا .طز *ي ٔالاعراق ،طز *ي ٔالاوطان .كلنا أجانب. ألقيت بشفاﻩ عط PÁع ى شاهقات الثدي ،فما مضت تلعق لبنا شهيا ،ح[ اقتحمت الشرطة مكاننا تسأل عن بطاقة الهوية.
١٦
الهوية ،الجواز ،سجل النفوس ،وثيقة امليالد وإkى آخر هذﻩ القيود ال[ Oتعلمنا كيف نحافظ علXYا وكأننا ،من دوXuا ،ال OPÌء .ما إن تمزق هذﻩ الورقة – البطاقة ،ح[ تجد نفسك غائصا *ي ملف من ٔالاوراق ،وكأنك انعكاس ال غ /0ملا هو مكتوب ع ى صفحة السماء ،حرف جر *ي جملة الكون :كاغد يدبس *ي إضبارات السلطة* .ي العام ،١٩٧٩قدمت طلبا إkى السلطات الرسمية لكي يؤذن kي بالزواج من مونا ،وسرعان ما رفض .ولوح البوليس الفرن* OP ي وج Oبنسخة من قانون غابر ،يعود إkى العام ،١٩٣٩فحواﻩ منع الفرنسي0ن ٔالاصلي0ن من الزواج بالسامي0ن ،بل قال أحدهم لزوج[) Oإنك كما لو ت¡³وج0ن ·Xوديا!( .إلتجأت إkى رابطة حقوق ٕالانسان ،فأبدت عطفها ،لك Xا لم تستطع التدخل إليجاد حل .تدبرت *ي هذﻩ ٔالاثناء أمر تمديد إقام[ Oعن طريق التسجيل *ي الجامعة لكتابة أطروحة ،تحت إشراف أالن جوكس ،بعنوان )العدالة الشعرية ضد العدالة العسكرية( ،لم أنجز م Xا سوى جزء من الوثائق مع تقديمات وشروح سياقية) ،بقيت *ي عهدة كاتب مصري اسمه سم /0غريب( ،ثم تخليت عن ٔالامر مخ /ا صديقي ٔالاستاذ جوكس بأنه ليس kي جلد ع ى إXuا»Xا ،وكل ما أحتاجه هو أوراق تثبت للشرطة بأني طالب .وقد ل ªطل Oªبتحرير رسائل إkى الشرطة الفرنسية كلما برزت مشكلة معهم .كما أن الصديق الشاعر جيمي غالديات /0أخذ ع ى عاتقه مسؤولية النفقات .ع ى أن هذا لم يستمر طويال ،إذ، ذات صباح ممطر ،دق جرس البيت ،وإذا بساåي ال /يد يقدم kي إنذارا بوجوب مغادرة فرنسا Xuائيا *ي ٦٩
السابع والعشرين من أيار )مايو( .١٩٨١ما العمل؟ أية سفارة ستعطي Oسمة دخول إkى بلدها وليOP kي سوى هذا الجواز العراíي ،العربي ،الذي ليس *ي الحقيقة سوى وثيقة طرد ال سماح باملرور .ناهيك عن التعامل السري ب0ن السفارات العربية والبوليس الفرن OP مثال ،لوضع العقبات أمام كل معارض لسياسة ٔالانظمة ال[ Oتمثلها .إق¡/ح الشاعر إدوارد جاغ ،/0مؤسس حركة )أطوار( املوازنة للسوريالية، بأن يطلب من سورياkي مصري ٔالاصل أصبح نائبا *ي ال /ملان ٕالايطاkي ،وكان مسؤوال *ي ٔالاربعينات عن بعض النشاطات ال¡/وتسكية املصرية اسمه أرتورو شفارتز ،بأن يبعث إkي برسالة دعوة شخصية ،مع ضمانات دخول إيضاليا كمساعد له ع ى فك نصوص خيميائية عربية .وبالفعل حصلت بكل سهولة ع ى ف³0ا إيطالية *ي يوم الجمعة املثادف ٨أيار )مايو( ،١٩٨١أي قبل يوم0ن فقط من الدورة الختامية لالنتخابات الرئاسية الفرنسية .وتق OPالتقاليد *ي فرنسا أن تبدأ الحكومة شهر عسلها بالعفو عن بعض السجناء وتلي0ن بعض القوان0ن *ي مسÊى لتخفيف التوترات .ولوال نجاح مي¡/ان يوم ٔالاحد، العاشر من أيار )مايو( ،لكنت قد غادرت إkى إيطاليا صبيحة اليوم التاkي ،الاثن0ن .بعد عدة أشهر أل<ي القانون الذي حال دون قراني ،قانون يوجب ع ى أي متقدم أجن Oªللزواج أن يحصل ع ى موافقة من الشرطة ،مما أتاح kي وملونا الزواج رسميا ،وسمح kي أن أتقدم بطلب الحصول ع ى الجنسية الفرنسية عام .١٩٨٣ومع أني لم أتلق املوافقة إال بعد عام ،فقد عزمت ع ى تنفيذ انتقام شخ OPصغ – /0لكن شعري – من فكرة الجواز ،وإنزال )أذى( منظم بـ )ملكية الدولة( هذﻩ :تحويل هذﻩ الهوية املوقرة ال[O يج/0ها الصيارفة ورجال البوليس ع ى حد سواء ،إkى وثيقة فنية ملتعة الع0ن. الجواز برهان دامغ ع ى جنسية املرء ،وانتمائه مدى الحياة إkى ذلك املكان الوحيد ،الالمختار ،لكنه أيضا دليل ع ى كون املرء رقما إحصائيا *ي لعبة الحدود .يف¡/ض بوثيقة السفر هذﻩ ،من جهة نظر مثالية ،أن تكسر الحدود ،إال أXuا *ي واقع ٔالامر تقيم حدودا أخرى عصية أمام مالي0ن املهاجرين إkى سائر البلدان – من الجئ0ن سياسي0ن أو باحث0ن عن مناخ مغاير ،حياة أفضل ،تغي /0هواء ،أو ح[ أناس يتسمون ب¬³وع بدوي إkى ال¡/حال الدائم .عندئذ يغدو جواز السفر حجارة من مطاط يقذفها املرء ع ى جدار الب/0وقراطية ال[ Oيف¡/ض XÈا أن تكفل حرية املرور .هكذا رحت أدعو ٔالاصدقاء وعابري السبيل والغرباء *ي الحانات ،إkى إصدار ما يحلو لهم من تأش/0ات دخول إkى بلدان يتخيلوXuا هم ،وأن يختموا الجواز ع ى هواهم .فمحض Oفنانون وشعراء وفالسفة من أماكن قصية كأرمينيا ،واملكسيك، وأوكرانيا ،والسويد ،ورومانيا ،وإسرائيل ،وكوبا ،وإيطاليا ،وابنان ،سمات دخول بال قيد .فالشاعر اللبناني أن OP الحاج كتب ع ى صفحة ٣٧من جوازي العراíي الذي لم يعد ساري املفعول) :نداء إkى جميع املخافر والعساكر :حذار أن تقبضوا ع ى عبد القادر الجباني ألنه سيحرركم( .وبعد أن أصبحت، وفقا إلدوارد جاغ) ،/0مواطنا من الجمهورية العرضية ال[ Oشعارها :يا أجانب العالم اتحدوا( )صفحة ،(١٦فإن لدي ٓالان ،ف³0ا إkى )أرض مست¡/ة( )الفيلسوف كلود لوفور( وف³0ا )الرحيل ما وراء قيود التاريخ( )روجيه كاردينال والصحفة هذﻩ تحمل تواقيع عدد من سكارى انجل ،(³0وف³0ا إkى )جمهورية ٧٠
باصقي النار( )ج0ن كورت ،(³0وإkى )جمهورية الجعالن حيث عليك أن تقوم بجمع املال ال أن تضاجع( )الديسالف غودرنا( ،إkى )الالوåي( )بي¡ /وود( ،وإkى )مطار السالم البن غوريون – تاريخ الدخول ،(١٩٨٤ كتب التاريخ بحروف ع /ية فصار يقرأ كارثة )شمعون بالص( ،وإkى )أرض ٔالارا) (OPQجان ت/0وسيان(، وإkى )أم /اطورية ب/0اهيم( ،وإkى )تخوم سكارا الصدفوية( )روب /0بنايون( .بل يمكن Oأن أسافر )ع ى خطوط الغيبوبة الجوية( Air Tranceتنكيال بالخطوط الجوية الفرنسية ) Air Franceجان جاك ليبيل( ،وأن )أواصل املس) (/0سزاري ) ،(Oإال *ي حالة سكر( ،وحالة )تعقل( )أالن جوب /0ونيكوال إسبانيول( )مع جواز سفر خاص بالشعراء متجدد دوما( )كونروي مادوكس( .أما جان شوس¡ ،/خليفة أندريه بروتون ،فقد كتب ع ى الصفحة ٤٨ما ي ي) :حامل هذا الجواز ممنوع من ٕالاقامة خارج جدران باريس ،فالتشويش الذي ال ينفك يمارسه *ي هذﻩ املدينة ضرورة متساوية للمشوش واملشوش(. الباسبورت العراíي نموذج عادي بال أصالة :الصفحات املعتادة للصورة ؤالاوصاق ،والهواء الب/0وقراطي نفسه ،غالف أخضر فاتح بلون السبانج موسوم بنسر أم /اطوري .إال أن غرابته املم³0ة الوحيدة *ي نظر رجال الجمارك وشرطة الحدود *ي الغرب .فهو يقرأ باملعكوس من ال Xاية إkى البداية، بسبب الكتابة العربية .ع ى أن جوازي آنمسخ ،وصار له غالفان :الغالف ٔالاخ /0يحمل ٓالان الشعار امللكي لكندا ،كما أنه يتضمن صورة فوتوغرافية ثانية $ي صورة الفنان الكندي جان بينوا )مضافا إلXYا شارب جميل بلمسة بارعة من الفنان التشي ي املعروف ماتا( الذي حول الوثيقة إkى )جواز سفر ذي رأس0ن ،صدر عن مكتب ٔالابحاث السوريالية ،خصيصا الستثارة مشاكل حدودية ودبلوماسية( .أما صورتي* ،ي الطرف ٓالاخر من الوثيقة ،فقد حورXÆا أنا *ي مونتاج فوتوغرا*ي يظهرني مادا لساني *ي تحد آينشتاني* ،ي ح0ن أن مكان صورة الزوجة أخ ي لصورة جماع جن OP اقتطع½Xا من صور الفنان السورياkي الذي انتحر ألنه لم يبق له سائل منوي ،بي /0مولينيه ،تعب/0ا عن حقدي ع ى هذا املوقف املقيت من املرأة الذي يجعلها مجرد ذنب للزوج ،إذ ح[ لو كانت تحمل جوازا خاصا XÈا ،تظل الصفحة املخصصة لـ )الزوجة( ماثلة! أما الصفحة املخصصة لألطفال ،وإن بدأها الشاعر اليوناني نانوس فاالريتوس ،والشاعران الفرنسيان أالن جوفروا وجوزيه بي ،/0فإXuا ال تزال بانتظار فقرة يكتXòا طفل مولود *ي السادس والعشرين من شباط )ف /اير( ،١٩٨٠وهو تاريخ إصدار الجواز عن السفارة العراقية *ي باريس .لقد سÊى جاري ديف ،³0طيار قاذفة القنابل ٔالام/0كي ،إkى تأسيس حركة )مواطنو العالم( ،أواخر ٔالاربعينات .إذ ما إن رأى بعد عودته إkى أم/0كا ،تصاعدا جديدا لحمالت الدعوة إkى الحرب ،ح[ تخ ى عن جنسيته ٔالام/0كية ،ومزق جوازﻩ ٔالام/0كي ثم طار إkى فرنسا .و*ي السابع عشر من أيلول )سبتم ،١٩٤٨ (/قاطع جلسة لعصبة ٔالامم املتحدة ال[ Oكان مقرها آنذاك *ي قصر شايو – باريس ،بخطبة داعيا فXYا إkى إلغاء فكرة الحدود وفتحها أمام كل مواط Oالعالم .تدخلت الشرطة وعمت الفضيحة موضوعا رئيسيا *ي كل ٕالاعالم الفرن ،OP مما اضظر الشرطة إkى إطالق سراحه .ومن ب0ن الذين دافعوا عن ألب /0كامو ،ساتر ،سيمون ديبوفوار ،وخاصة أندريه بروتون الذين قاد حملة ٧١
الدفاع هذﻩ) ،ألن الشر الذي ال ي /ح إنتاج فنائنا العام وتدب/0ﻩ( ،يمكن عندﻩ*) ،ي تجزئة ٔالارض إkى أمم وأم /اطوريات( .وتقريظا لحركة )مواطنو العالم( ،طلبت من سكرت /0ديفز آنذاك وصديقه الحميم جيم هي¬ ،³أن يكتب شيئا ،فكتب ع ى صفحة ) :٢٩نحن جميعا أبناء ٔالارض ،ع ى سفينة فضاء واحدة $ي الكرة ٔالارضية ...ال تنسوا ذلك(. وبما أن أي امرئ سليم العقل سيمعد إkى مصادرة هذا الجواز *ي الحال – باستثناء ضابط جمارك فرن OP واحد أصيب بOPÁء من الح/0ة – فإن الوثيقة السرية هذﻩ الجتياز كابوس أطول من الليل حسب أالن حوفروا ،محفوظة *ي صندوق مقفل زينته الفنانة الفرنسية آن إيتوان بكوالج من الزهور *ي الخارج ،واستخدمت *ي الداخل رسومات الواسطي من القرن العاشر ،ذلك الزمان الذي كانت فيه جوازت السفر محض OPÌء خOªء *ي املستقبل الكالح .وثمة صورة إضافية kي ألصقت ع ى غطاء الصندوق من الداخل تحرس بعناية حرزي الثمن هذا من تدخالت البوليس ورجال أية سفارة عربية.
١٧
بعد عودتي من فيينا أوائل أيلول )سبتم ،١٩٧٧ (/كنت وحيدا *ي نشاطاتي .لم يعد مÊي أحد .لكم من فجر أشعرت Oشقشقته مفرغ البال من كل OPÌء ،وأن وج Oيطفح بخمرة الفراغ ،وXuارا ،بل Xuارات من ال/ôثرة مع مخلوقات مهذبة تمتد أمامي .نمت *ي كل املمرات الضيقة ،ع ى بسطات الساللم *ي بنايات مهجورة ،ع ى مصاطب الحدئق العامة والخاصة* :ي أمكنة كنت أفرشها هكذا ،كما لو أن للبسيطة مساحات احتياط مخصصة لنا نحن الذين ،كقطار دائخ *ي الظالم ،ن¡/نح تحت ضغط املجازفة متدحرج0ن ع ى قضبان الوجهة* .ي لج التشرد والعزلة هذا ،والنوم هنا وهناك – إذ لم يكن لدي مسكن ثابت ،بحيث كان أن OP الحاج عند Xuاية كل سهرة يسأل Oعن العنوان الذي سأبيت فيه هذﻩ الليلة لكي يتوقف سائق التاك OP عندﻩ ،وفيما بعد يذهب بأن OP إkى مستقرﻩ – تم لقاء سيغ /0مجرى حياتي ،وهو لقائي بزوج[ Oالرائعة مونا. إلتقيت بمونا عن طريق صديقي شارل إيلوز* ،ي غال/0ي كان يعرض كوالجات إبنة أندريه بروتون املسماة أوب ،ال[ Oكتبت ع Xا *ي ال Xار العربي الدوkي كلمة صغ/0ة بمناسبة معرضها هذا ،تحت عنوان: )إبنة بروتون لم يقتل أباها( .كانت مونا قد سمعت ع Oسلفا بحكم انتما»Xا إkى تنظيم ثوري كانت kي عالقة به ،وهو تنظيم )الوحدة العمالية( الذي انحل وقت صعود فرقة Sex Pistolsوع /ت أغني½Xم الشه/0ة No Futureعن تشاؤم معظم ٔالاعضاء ،ف¡/ق كل حسب هواﻩ .أما قائد التنظيم وهو صديق لنا إkى اليوم ،جان بول ميكيلينا ،فإنه توجه إkى جوهر وجودﻩ :الشعر ،وله مكانته ٔالاساسية *ي س/0ورة ٧٢
الشعر الفرن OP املعاصر وذلك ع /دار أسسها *ي بوردو إلصدار كل ما يفضله من شعر ون /ôونصوص نقدية..Willam Blake and Co :
١٨
وقعت *ي ح ،Oªوقعت *ي حXòا ...أم شاء القدر أن ألتقي باملرأة ال[ Oطاملا بحثت ع Xا *ي عديد العالقات السابقة مع النساء ،عالقات الحب فXYا لم يكن أك /ôمن نزوة حيث بضع مناومات ،سهرات ليلية ،وإذا بشجار السأم يضع حدا لها .مونا بحXòا kي وتوف/0ها ظرفا أواصل فيه إضرابي ٔالابدي عن العمل املأجور، شذبت شخصي[ Oمن كل شوائب الطيش وخصوصا من الالمباالة ال[ Oتوئل املتدون XÈا إkى حضيض التنازالت وخيانة الضم ./0ذا أنا أحافظ ،بفضل مونا ،ع ى حري[ Oكاملة ،ال أكتب إال ما يمليه ضم/0ي أنا وما أشعر بضرورة كتابته ومن وجهة نظري الفردية املحضة .أال تكفي خدم½Xا هذﻩ ،ال[$ Oي أجل خدمة يستطيع كائن بشري تقديمها ،بأن تجعلها عندي أثمن جوهرة *ي العالم كله .بأي كالم يأصف حالوة قلXòا ،رهيف ذه Xا ،تواضعها ٕالانساني ،تذمري م Xا – م .Oأي كالم يستطيع نقل رقة عواطف هذﻩ املرأة ،رقة تبلغ XÈا أحيانا حد الهشاشة أمام رجل مث ي .إXuا ٔالام ،الخليلة ،الزوجة ،الصديقة ،كل OPÌء إال الوصيفة .كم أمسك XÈا وأضمها إkى صدري مخافة أن يفلت م Oك¬ ³حXòا السامي .نعم ثمة املالي0ن من النساء أجمل م Xا بكث /0ولهن رصيد ضخم *ي بنوك العالم .لكن مونا براتXòا الصغ،/0 وجمالها الاعتيادي ،تنطوي ع ى OPÌء جد ثم0ن :حري[ :Oذاك التواشح العميق *ي القرار) :أن تعيش لتكتب ال أن تكتب لتعيش( .هذﻩ $ي العالقة الحرة ب0ن زوج وزوجة .عالقة تعود فXYا املرأة كتابة امرأة،. إن املرأة الكتابة الذات املوضوع :فضيحة لخرق الفراغ ،ال وسيلة استمناء مللء )فراغ( عربي آخذ باالتساع وليس له من منفذ .فالعربي ح[ ٓالان لم يعرف املواقعة الجنسية ،العيش السليم ،إkى حد النضال ضد محيطه بنحو تعوي ،OPمما يجعله بالضرورة مرتبطا XÈذا املحيط املراد إزالته .ذلك أن الخرق الجن ،OP فض بكارة الارتزاق ،لم يعرفه العربي كخطيئة تشفي ضم/0ﻩ ،خالقة فيه املأساوي – حاسة ٕالابداع ،بقدر ما عرفه كمحاولة )من الخارج( تعمل ع ى تعريته .الكتابة فضح مثلما مناومة امرأة هدم للعرف الاجتماåي القابع *ي كل ثوري له قناعات إيديولوجية ،فتاوى دينية .املرأة رسوله محررة من الخطاب – استXYام الرجال .إXuا فضيلة الشذوذ ،عنوان الحب املجنون الذي أية هزيمة تلحق به ضمن ٕالاطار الاجتماåي السائد ،تقود إkى التمرد وبالتاkي فإن هست/0يا هذا التمر تؤدي إkى الحقد العام .ما أجمل مماحكة امرأة* ،ي مكان م¬³و ،صاغية إkى تفاهاتك وادعاءاتك بكل رضا .الكالم مع املرأة أشبه بالرضاعة .الطريق إkى جسدها كله ألغام .قليل من يصل إليه ساملا .إXuا خليلة الفكر. فإذا ما شاء أحد أن يغ /0هذﻩ العالقة فاملرأة – اللغة ستؤدي له أعمالها امل¬³لية لك Xا ستغلق رحمها ٧٣
بوجهه .ع ى املرء – الكاتب أن يريح املرأة – اللغة من تشنجاXÆا ح[ تكافئه بفكرة *ي كل فقرة ،بموقف حازم *ي كل اجتماع .املرأة املتحررة تس½Xزئ بحرية املرأة مثلما )يس½Xزئ الشعر الحقيقي بالشعر( .ألXuا تدرك أن حري½Xا ال تكمن *ي خذف نون النسوة .املرأة تعرف أن الذي يحتقرها ويتعبدها هو هذا الذي )يتصور أنه( يعت /ها ندا له .لذلك $ي تحتقرﻩ وتستعبدﻩ ولن تذيقه فاكه½Xا املحرمة)عليه أوال( إنما تذيقه مرارة العيش والشقاء .لكن هذا ال يع Oأن الذي ال يعت /ها ندا له سيذق الفاكهة هذﻩ .كال .املرأة سر ع ى الرجل أن ال يكاشفها به ،بل أن يتحسسه ويسكت .مثلما القصيدة – النص سر ال يكاشف به الشاعر أحدا ،إذ هو ليس *ي حاجة إkى كشف وتنظ ./0لوال مونا ملا كان الشطر ٔالاك /من هذﻩ الحياة – *ي عالم دونه الحياة – مغامرة تحتذى..
٧٤
تنسيق وتحرير مدونة ٔالاناركية بالعربية http://Anarchisminarabic.blogspot.com ١٦مايو ٢٠١١ حقوق النشر غ /0محفوظة
النص عن منتدى أكاديمية قامات ٔالادبية h p://www.qamat.net/vb/showthread.php?t=8755
٧٥