-5سبب لنزول البركات ومن السماء وزيادة القوة والومداد بالوموال والبنين ،قال تعالى :ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم ومدراراً ويزدكم قوة الى قوتكم ول تتولوا ومجرومين ]هود ،[25:وقال:
فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا ،يرسل السماء عليكم ومدرارًا ،ويمددكم بأوموال وبنين ويجعل لكم جنات
ويجعل لكم أنهاراً ]نوح.[12-10 :
-6سبب لتكفير سيئاتك وتبدلها الى حسنات ،قال تعالى :يا أيها الذين ءاومنوا توبوا الى ال توبة نصوحاً عسى
ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري ومن تحتها النهار ]التحريم ،[8:وقال سبحانه :إل ومن تاب وءاومن وعِم لل عملً صالحاً فأولئك يبدل ال سيئاتهم حسنات وكان ال غفوراً رحيماً ]الفرقان.[70 :
أل تستحق تلك الفضائل – وغيرها كثير – أن تتوب ومن أجلها؟ لماذا تبخل على نفسك بما فيه سعادتك؟..
لماذا تظلم نفسك بمعصية ال وتحرومها ومن الفوز برضاه؟…جدير بك أن تبادر الى وما هذا فضله وتلك ثمرته. قّد مل لنفسك توبة ومرجوة *** قبل الممات وقبل حبس اللسن بادر بها ُغلق النفوس فإنها *** ذخر وغنم للمنيب المحسن كيف أتوب؟
أخي الحبيب: كأني بك تقول :إن نفسي تريد الرجوع إلى خالقها ،تريد الوبة إلى فاطرها ،لقد أيقنت أن السعادة ليست في اتباع الشهوات والسير وراء الملذات ،واقتراف صنوف المحرومات… ولكنها ومع هذا ل تعرف كيف تتوب؟ ول ومن أين تبدأ؟ وأقول لك :إن ال تعالى إذا أراد بعبده خيراً يسر له السباب التي تأخذ بيده إليه وتعينه عليه ،وها أنا أذكر لك بعض الومور التي تعينك على التوبة وتساعدك عليها:
-1أصدق النية وأخلص التوبة :فإن العبد إذا أخلص لربه وصدق في طلب التوبة أعانه ال وأومده بالقوة، وصرف عنه الفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة ..وومن لم يكن ومخلصاً ل استولت على قلبه
الشياطين ،وصار فيه ومن السوء والفحشاء وما ل يعلمه إل ال ،ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السلم:
كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه ومن عبادنا المخلصين ]يوسف.[24: -2حاسب نفسك :فإن ومحاسبة النفس تدفع إلى المبادرة إلى الخير ،وتعين على البعد عن الشر ،وتساعد على تدارك وما فات ،وهي ومنزلة تجعل العبد يميز بين وما له ووما عليه ،وتعين العبد على التوبة ،وتحافظ عليها بعد وقوعها. -3ذّك رل نفسك وعظها وعاتبها وخّو فلها :قل لها :يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ فإن الموت يأتي بغتة ،وذّك رلها
بموت فلن وفلن ..أوما تعلمين أن الموت وموعدك؟! والقبر بيتك؟ والتراب فراشك؟ والدود أنيسك؟… أوما تخافين أن يأتيك وملك الموت وأنت على المعصية قائمة؟ هل ينفعك ساعتها الندم؟ وهل ُيقبل ومنك البكاء
والحزن؟ ويحك يا نفس تعرضين عن الخرة وهي ومقبلة عليك ،وتقبلين على الدنيا وهي ومعرضة عنك.. وهكذا تظل توبخ نفسك وتعاتبها وتذكرها حتى تخاف ومن ال فتئوب إليه وتتوب. -4اعزل نفسك عن
ومواطن
المعصية :فترك المكان الذي كنت تعصي ال فيه ومما يعينك على التوبة ،فإن
الرجل الذي قتل تسعة وتسعون نفساً قال له العالم } :إن قوومك قوم سوء ،وإن في أرض ال كذا وكذا قووماً يعبدون ال ،فاذهب فاعبد ال ومعهم {. -5ابتعد عن رفقة السوء :فإن طبعك يسرق ومنهم ،واعلم أنهم لن يتركوك وخصوصاً أن ومن ورائهم الشياطين
تؤزهم الى المعاصي أزًا ،وتدفعهم دفعًا ،وتسوقهم سوقًا ..فغّير رقم هاتفك ،وغّير عنوان ومنزلك إن استطعت،
وغّير الطريق الذي كنت تمر ومنه… ولهذا قال عليه الصلة والسلم } :الرجل على دين خليله ،فلينظر أحدكم ومن يخالل { ]رواه أبو داود والترومذي وحسنه اللباني[.
-6تدّبر عواقب الذنوب :فإن العبد إذا علم أن المعاصي قبيحة العواقب سيئة المنتهى ،وأن الجزاء بالمرصاد دعاه ذلك إلى ترك الذنوب بداية ،والتوبة إلى ال إن كان اقترف شيئاً ومنها. -7أرَِرها الجنة والنار :ذّك رلها بعظمة الجنة ،ووما أعد ال فيها لمن أطاعه واتقاه ،وخّو فلها بالنار ووما أعد ال فيها لمن عصاه.
-8أشغلها بما ينفع وجّنبها الوحدة والفراغ :فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ،والفراغ يؤدي إلى النحراف والشذوذ والدومان ،ويقود إلى رفقة السوء.
-9خلف هواك :فليس أخطر على العبد ومن هواه ،ولهذا قال ال تعالى :أرءيت ومن اتخذ إلهه هواه ]الفرقان: .[43فل بد لمن أراد توبة نصوحاً أن يحطم في نفسه كل وما يربطه بالماضي الثيم ،ول ينساق وراء هواه. -10وهناك أسباب أخرى تعينك أخي الحبيب على التوبة غير وما ُذكر ومنها :الدعاء الى ال أن يرزقك توبة
نصوحًا ،وذكر ال واستغفاره ،وقصر الومل وتذكر الخرة ،وتدبر القرآن ،والصبر خاصة في البداية ،إلى غير ذلك ومن الومور التي تعينك على التوبة.
شروط التوبة الصادقة: أخي الحبيب: وللتوبة الصادقة شروط ل بد ومنها حتى تكون صحيحة ومقبولة وهي: أوًل :الخل ص ل تعالى :فيكون الباعث على التوبة حب ال وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه ،والخوف ومن
عقابه ،ل تقرباً الى ومخلوق ،ول قصداً في عرض ومن أعراض الدنيا الزائلة ،ولهذا قال سبحانه :إل الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بال وأخلصوا دينهم ل فأولئك ومع المؤومنين ]النساء.[146:
ثانيًا :القلع عن المعصية :فل تتصور صحة التوبة ومع
القاومة
على المعاصي حال التوبة .أوما إن عاود الذنب
بعد التوبة الصحيحة ،فل تبطل توبته المتقدومة ،ولكنه يحتاج الى توبته جديدة وهكذا.
ثالثًا :العتراف بالذنب :إذ ل يمكن أن يتوب المرء ومن شئ ل يعده ذنبًا. رابع ًا :الندم على وما سلف ومن الذنوب والمعاصي :ول تتصور التوبة إل ومن نادم حزين آسف على وما بدر ومنه
ومن المعاصي ،لذا ل يعد نادوماً ومن يتحدث بمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها ،ولهذا قال } :الندم توبة { ]رواه حمد وابن وماجة وصححه اللباني[.
خاومسًا :العزم على عدم العودة :فل تصح التوبة ومن عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعد التوبة ،وإنما عليه أن يتوب ومن الذنب وهو يحدث نفسه أل يعود إليه في المستقبل.
سادسًا :رّد المظالم إلى أهلها :فإن كانت المعصية ومتعلقة بحقوق الدوميين وجب عليه أن يرد الحقوق إلى
أصحابها إذا أراد أن تكون توبته صحيحة ومقبولة ؛ لقول الرسول } :ومن كانت عنده ومظلمة لحد ومن عرض
أو شئ فليتحلله ومنه اليوم قبل أل يكون دينار ول درهم ،إن كان له
عمل
صالح ُأخذ ومنه بقدر ومظلمته ،وإن لم
تكن له حسنات ُأخذ ومن سيئات صاحبه فحمل عليه { ]رواه البخاري[. سابع ًا :أن تصدر في زومن قبولها :وهو وما قبل حضور الجل ،وطلوع الشمس ومن ومغربها ،وقال } :إن ال يقبل توبة العبد وما لم يغرغر { ]رواه أحمد والترومذي وصححه النووي[ .وقال } :إن ال يبسط يده بالليل ليتوب ومسيء النهار ،ويبسط يده بالنهار ليتوب ومسيء الليل حتى تطلع الشمس ومن ومغربها { ]رواه ومسلم[. علومات قبول التوبة وللتوبة علومات تدل على صحتها وقبولها ،وومن هذه العلومات: -1أن يكون العبد بعد التوبة خيراً ومما كان قبلها :وكل إنسان يستشعر ذلك ومن نفسه ،فمن كان بع التوبة
ومقبلً على ال ،عالي الهمة قوي العزيمة دّل ذلك على صدق توبته وصحتها وقبولها.
-2أل يزال الخوف ومن العودة إلى الذنب ومصاحباً له :فإن العاقل ل يأومن ومكر ال طرفة عين ،فخوفه ومستمر
حتى يسمع الملئكة الموكلين بقبض روحه :أل تخافوا ول تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ]فصلت:
،[30فعند ذلك يزول خوفه ويذهب قلقه.
-3أن يستعظم الجناية التي تصدر ومنه وإن كان قد تاب ومنها :يقول ابن ومسعود رضي ال عنه } :إن المؤومن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ،وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب ومّر على أنفه ،فقال له هكذا { .وقال بعض السلف) :ل تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى ومن عصيت(. -4أن تحدث التوبة للعبد انكساراً في قلبه وذلً وتواضعاً بين يدي ربه :وليس هناك شئ أحب الى ال ومن أن
يأتيه عبده ومنكسراً ذليلً خاضعاً ومخبتاً ومنيبًا ،رطب القلب بذكر ال ،ل غرور ،ول عجب ،ول حب للمدح ،ول ومعايرة ول احتقار للخرين بذنوبهم .فمن لم يجد ذلك فليتهم توبته ،وليرجع الى تصحيحها.
-5أن يحذر ومن أومر جوارحه :فليحذر ومن أومر لسانه فيحفظه ومن الكذب والغيبة والنميمة وفضول الكلم، ل .ويحذر ومن أومر بصره ،فل ويشغله بذكر ال تعالى وتلوة كتابه .ويحذر ومن أومر بطنه ،فل يأكل إل حل ً
ينظر الى الحرام ،ويحذر ومن أومر سمعه ،فل يستمع الى غناء أو كذب أو غيبة ،ويحذر ومن أومر يديه ،فل يمدهما في الحرام ،ويحذر ومن أومر رجليه فل يمشي بهما
الى ومواطن
المعصية ،ويحذر ومن أومر قلبه ،فيطهره ومن البغض
والحسد والكره ،ويحذر ومن أومر طاعته ،فيجعلها خالصة لوجه ال ،ويبتعد عن الرياء والسمعة. احذر التسويف أخي الحبيب: إن العبد ل يدري ومتى أجله ،ول كم بقي ومن عمره ،وومما يؤسف أن نجد ومن يسّو فلون بالتوبة ويقولون :ليس هذا وقت التوبة ،دعونا نتمتع بالحياة ،وعندوما نبلغ سن الكبر نتوب .إنها أهواء الشيطان ،وإغراءات الدنيا
الفانية ،والشيطان يمني النسان ويعده بالخلد وهو ل يملك ذلك .فالبدار البدار… والحذر الحذر ومن ل. الغفلة والتسويف وطول الومل ،فإنه لول طول الومل وما وقع إهمال أص ً فسارع أخي الحبيب الى التوبة ،واحذر التسويف فإنه ذنب آخر يحتاج الى توبة ،والتوبة واجبة على الفور ،فتب قبل أن يحضر أجلك وينقطع أوملك ،فتندم ولت ساعة ومندم ،فإنك ل تدري ومتى تنقضي أياومك ،وتنقطع أنفاسك ،وتنصرم لياليك. تب قبل أن تتراكم الظلمة على قلبك حتى يصير ريناً وطبعاً فل يقبل المحو ،تب قبل أن يعاجلك المرض أو
الموت فل تجد ومهلة للتوبة. ل تغتر بستر ال وتوالي نعمه
بعض الناس يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي ،فإذا ُنصح وحّذ رل ومن عاقبتها قال :وما بالنا نرى أقواوماً يبارزون ال بالمعاصي ليلً ونهارًا ،واومتلت الرض ومن خطاياهم ،وومع ذلك يعيشون في رغد ومن العيش وسعة
ومن الرزق .ونسي هؤلء أن ال يعطي الدنيا لمن يحب وومن ل يحب ،وأن هذا استدراج وإومهال ومن ال حتى إذا
أخذهم لم يفلتهم ،يقول } :إذا رأيت ال يعطي العبد في الدنيا على ومعاصيه وما يحب فإنما هو استدراج ،ثم تل قوله عز وجل :فلّم ال نسوا وما ذّك رلوا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة
ب العالمين { ]رواه أحمد وإسناده جيد[. فإذا هم ومبلسون ،فُقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد ل ر ّ وأخيرًا… !! أخي الحبيب: ِفر الى ال بالتوبة ،فر ومن الهوى… فر ومن المعاصي… فر ومن الذنوب… فر ومن الشهوات… فر ومن الدنيا
كلها… وأقبل على ال تائباً راجعاً ومنيبًا… اطرق بابه بالتوبة ومهما كثرت ذنوبك ،أو تعاظمت ،فال يبسط يده
بالليل ليتوب ومسيء النهار ،ويبسط يده بالنهار ليتوب ومسيء الليل ،فهلّم أخي الحبيب الى رحمة ال وعفوه قبل
أن يفوت الوان.
أسأل ال تعالى أن يجعلني وإياك ومن التائبين حقًا ،المنيبين صدقًا ،وصلى ال على نبينا ومحمد وعلى آله وصحبه
وسلم.
شاهد المحتوى الصلي على شبكة ومعنا الترفيهية
اخي المسلم واختي المسلمة ..اليكم نصائح للتوبة الى ال