التلوث البصرى فى القرية المصرية - Visual Pollution in the Egyptian Village

Page 1

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫بحث التقدم للترقية إلى درجة أستاذ مساعد‬

‫التلوث البصري في القرية المصرية قديما وحديثا‬ ‫د‪ .‬ياسر عثمان محرم محجوب‬ ‫مدرس ‪ -‬قسم الهندسة المعمارية ‪ -‬كلية الهندسة‬ ‫جامعة عين شمس‬ ‫مارس ‪1999‬‬


‫المحتويات‬

‫‪2‬‬

‫مقدمة‬ ‫اهداف وطريقة البحث‬ ‫الطار العام للبحث‬ ‫التلوث البيئى‬ ‫تعريف التلوث البيئى‬ ‫اشكال التلوث البيئي‬ ‫التلوث البصري‬ ‫التلوث البصري في الحضر‬ ‫التلوث البصري في الريف‬ ‫الريف والقرية‬ ‫القرية المصرية قديما وحديثا‬ ‫القرية المصرية حتى بداية القرن التاسع عشر‬ ‫عمليات الستيطان الولى على ضفاف النيل‬ ‫القرية المصرية منذ بداية القرن التاسع عشر‬

‫المسكن الريفي التقليدي‬ ‫تصميم المسكن الريفي التقليدي‬ ‫المسكن الريفي الحديث‬ ‫تصميم المسكن الريفي الحديث‬ ‫عوامل التحديث في القرية المصرية‬ ‫النسق العمراني للقرية المصرية الحديثة‬ ‫أنواع المباني في الريف المصري‬ ‫الدراسة الميدانية‬ ‫نتائج البحث‬ ‫خلصة البحث‬ ‫التوصيات والقتراحات‬ ‫أبحاث مستقبلية‬ ‫بعض مصادر البحث‬


‫مقدمة‬ ‫تتعرض البيئة العمرانية في القرية المصرية لتغييرات متلحقة نتيجة‬ ‫التطور السريع في مختلف النواحي القتصادية والتكنولوجية والنسانية‪.‬‬ ‫ويواكب هذا التطور السريع تعرض البيئة لمختلف أنواع التلوث ومنها‬ ‫"التلوث البصري" الذي يؤدى إلى الشعور بعدم الراحة النفسية وفقدان‬ ‫النتماء للبيئة المحيطة‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫اهداف وطريقة البحث‬ ‫يهدف هذا البحث إلى دراسة مظاهر التلوث البصري في القرية‬ ‫المصرية قديما وحديثا وتحديد السباب وأساليب وطرق علجها‬ ‫والبحاث المستقبلية الممكن أجرائها في هذا المجال‪ .‬اعتمد البحث‬ ‫على الدراسة المرجعية لمحاور البحث بالضافة إلى دراسة ميدانية‬ ‫استطلعية لبعض القرى المصرية‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫الطار العام للبحث‬ ‫البيئة بمعناها العام هي المحيط أو‬ ‫الوسط الذي يحيط بالنسان‪،‬‬ ‫فهى المكان أو الطار الذي‬ ‫يعيش فيه النسان ويحصل منه‬ ‫على مقومات حياته ويمارس‬ ‫فيه علقاته مع أقرانه من‬ ‫البشر‪ .‬تشمل البيئة التي يعيش‬ ‫فيها النسان ثلثة بيئات‬ ‫أساسية هي‪ :‬البيئة الطبيعية‬ ‫والبيئة العمرانية والبيئة‬ ‫النسانية‪.‬‬ ‫الطبيعية‬

‫‪5‬‬

‫موضوع البحث‬

‫التلوث البصري في القرية المصرية قديما وحديثا‬

‫سؤال البحث‬

‫هل يوجد "تلوث بصري" في القرية المصرية؟‬

‫محاور البحث‬ ‫جمع المعلومات‬ ‫دراسة مرجعية‬ ‫دراسة ميدانية‬ ‫تحليل معلومات‬

‫التلوث البصري‬

‫القرية المصرية‬

‫البيئة‪ :‬اطبيعية ‪ -‬عمرانية ‪ -‬إنسانية‬

‫القرية المصرية قديما‬

‫التلوث البيئي ‪ :‬أسبابه وأنواعه‬

‫القرية المصرية حديثا‬

‫التلوث البصري‬ ‫مظاهره ‪ -‬أسبابه ‪ -‬اطرق علجه‬

‫ل‬

‫البيئة العمرانية في القرية المصرية قديما‬ ‫وحديثا‬ ‫المسكن الريفي قديما وحديثا‬

‫ل‬

‫البيئة‬ ‫النسانية‬

‫الاطار العام للبحث‬

‫العمرانية‬

‫نتائج البحث‬

‫المصرية‬ ‫القرريةية الم ص‬ ‫في الق‬ ‫البصري في‬ ‫التلوث البصري‬ ‫مظاهر التلوث‬ ‫مظاهر‬

‫توصيات البحث‬

‫أساليب عل ج التلوث البصري في القرية المصرية‬


‫التلوث البيئى‬

‫‪6‬‬

‫اصبح التلوث كمشكلة بيئية من المشكلت التي حظيت فجأة‬ ‫باهتمامات الناس في النصف الثاني من هذا القرن‪.‬‬ ‫التلوث كظاهرة بيئية موجود منذ أن وجد النسان على سطح الرض‪،‬‬ ‫ولكنه ظل محدودا ولم يصل إلى حد المشكلة حتى احتلت الصناعة‬ ‫المدعمة بالتفوق العلمي قمة النشطة الحرفية التي سعى النسان من‬ ‫خللها جاهدا إلى فرض سيطرته ومشيئته على بيئته‪.‬‬ ‫وزاد اهتمام المحافل الدولية والمنظمات العالمية والرسمية وغير‬ ‫الرسمية بعقد المؤتمرات والندوات‪" :‬مؤتمر أخطار البيئة" الذي عقد‬ ‫في استكهولم عام ‪ - 1972‬وكذلك مؤتمر المم المتحدة للبيئة‬ ‫والمعرف باسم "قمة الرض" الذي عقد في ريو دى جانيرو في عام‬ ‫‪.1994‬‬ ‫إنشاء الو ازرات والقسام والدارات والجهزة الحكومية وغير الحكومية‬ ‫لشئون البيئة منها و ازرة البيئة في مصر‪.‬‬


‫تعريف التلوث البيئى‬

‫‪7‬‬

‫التعريف الشائع للتلوث هو "إلقاء النفايات بما يفسد جمال البيئة‬ ‫ونظافتها"‪ .‬أما التلوث بالمفهوم العلمي فيشمل‪:‬‬ ‫الحالة القائمة أو المستحدثة في أحد عناصر البيئة والتي ينتج عنها‪،‬‬ ‫بطريق مباشر أو غير مباشر‪ ،‬إضرار بأحد عناصر البيئة الخرى أو‬ ‫الخلل بالمنظومة البيئية السائدة وبصفة خاصة الضرار التي تقع‬ ‫على صحة النسان وبقاءه‪.‬‬ ‫أي تغير فيزيائي أو كيميائي أو بيولوجي يؤدى إلى تأثير ضار على‬ ‫الهواء أو الماء أو الرض أو يضر بصحة النسان والكائنات الحية‬ ‫الخرى‪.‬‬ ‫إضافة أو إدخال أي مادة غير مألوفة إلى البيئة‪ ،‬مما يترتب عليه‬ ‫حدوث تغيير في خواص هذه البيئة‪ ،‬أي هو الختلل في التوازن‬ ‫البيئي‪.‬‬


‫اشكال التلوث البيئى‬ ‫تلوث الهواء‬ ‫تلوث الرض والتربة‬ ‫تلوث المياه‬ ‫التلوث الشعاعى‬ ‫التلوث السمعى‬ ‫التلوث البصري‬

‫‪8‬‬

‫يظهر التلوث البيئي ويزداد بصورة واضحة في مجتمعات العالم الثالث‬ ‫التي ل زالت إمكانياتها التكنولوجية والمادية والثقافية تقف حجر عثرة‬ ‫في سبيل محاولة القضاء على التلوث بها‪.‬‬


‫التلوث البصرى‬ ‫يركز هذا البحث على التلوث البصري وأشكاله ومصادره ووسائل معالجته‪.‬‬ ‫يشمل التلوث البصري جميع عناصر البيئة التي يجدها المجتمع غير‬ ‫مناسبة أو غير مقبولة‪ ،‬فالتلوث البصري هو قيمة متغيرة للبيئة تعتمد‬ ‫على الخلفية الثقافية للمشاهد والمجتمع‪ .‬وينشأ التلوث البصري بسبب‬ ‫الهمال وسوء الستعمال والسلوكيات الفردية و الجتماعية والقتصادية‬ ‫الغير رشيدة وخاصة في البلدان النامية بسبب القصور في الوعي‬ ‫الجتماعي والثقافي‪.‬‬ ‫يمكن تحديد ملمح التلوث البصري في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪9‬‬

‫ تنافر الشكل والنسب واللون والحركة‬‫ كل ما ينقص من النظافة والسلمة والصالة‪.‬‬‫ وجود عنصر ينافى المعالم البيئية ويبدو دخيل على البيئة‪.‬‬‫ كل ما يخدش الذوق العام سواء بالرسم أو الشارة أو الكلم‪.‬‬‫‪ -‬كل العوامل التي تقلل من تكامل الحساس الجمالي للبيئة‪.‬‬


‫التلوث البصري في الحضر‬ ‫بالضافة إلى تلوث الهواء والضوضاء الذي تعانى منه مدن الحضر فان‬ ‫التلوث البصري بها يظهر على شكل تنافر في استخدام الشكال‬ ‫المعمارية واللوان ومواد البناء وتراكم المخلفات في الشوارع وعلى أسطح‬ ‫البيوت وفى الشرفات وعمل إضافات وتغييرات تشوه من شكل المباني‬ ‫والبيئة العمرانية بالضافة إلى استخدام اليافطات التجارية والدعائية‬ ‫بشكل يشوه الشكل العام للمدينة‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫التلوث البصري في الريف‬ ‫يظهر التلوث البيئي في المناطق الريفية في صورة تلوث هوائي ناتج عن‬ ‫أدخنة مصانع انتقلت من الحضر إلى الريف أو تلوث مصادر مياه‬ ‫نتيجة ممارسات ضارة مثل إلقاء المخلفات والصرف الصحي بالضافة‬ ‫للتلوث البصري الناتج عن تنافر الشكال واللوان ومواد البناء وتراكم‬ ‫مخلفات البناء‪ .‬ومن أهم أشكال التلوث البصري في المناطق الريفية‬ ‫تدهور البيئة الطبيعية وتجريف الرض والتصحر واختفاء المعالم المميزة‬ ‫للبيئة الريفية‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫الريف والقرية‬ ‫صنف ابن خلدون‪ ،‬مؤسس علم الجتماع‪ ،‬أشكال الستيطان البشرى إلى‬ ‫نموذجين وفقا لوجوه "الكسب والمعاش" ويؤكد دائما أن ما أطلق عليهم‬ ‫أهل "البداوة" يضمون الزراع "وهم المنتحلون للمعاش الطبيعي من الفلح‬ ‫والقيام على النعام"‪ .‬وبعد تطور علم الجتماع اختلفت وتعددت القواعد‬ ‫التي يتم على أساسها التفرقة بين المناطق الريفية والمناطق الحضرية‬ ‫وأهمها‪:‬‬ ‫التقسيم الداري ‪ :‬وتأخذ بهذا الساس جمهورية مصر العربية وبعض الدول الوروبية‪ .‬وتعرف‬ ‫هذه الدول الحضر بأنه المدن والبلدان الكبيرة نسبيا المعتبرة وحدات إدارية‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫الكثافة السكانية‪ :‬وهو الحصاء العددي وتأخذ به هيئة المم المتحدة حسب ظروف كل دولة‬ ‫فتعتبر المنطقة حض ار إذا زاد عدد سكانها أو كثافتهم عن حد معين وتعتبر المنطقة ريفا إذا قل‬ ‫عدد سكانها أو كثافتهم عن هذا الحد‪.‬‬ ‫التعريف المهني‪ :‬المقياس الثالث هو المهنة أو المهن السائدة في المجتمع‪ ،‬وبذلك يمكن تعريف‬ ‫الريف بأنه المناطق التي يزيد بها عدد المشتغلين بمهنة الزراعة عن عدد المشتغلين بكافة اوجه‬ ‫النشاط القتصادي الخرى‪.‬‬


‫القرية المصرية قديما وحديثا‬ ‫مرت القرية المصرية عبر التاريخ المصري الطويل بمراحل تطورية انتقلت‬ ‫فيها القرية أفقيا متفاعلة مع بيئة موضع القرية الصلي والمناطق‬ ‫المحيطة بها‪ ،‬وتأثرت بالمتغيرات اليكولوجية السائدة‪ .‬وقد تراوح النمو‬ ‫العمراني للقرية المصرية عبر الزمن بين العشوائية والتخطيط حسب قوة‬ ‫الدولة والنظام وترابط التنظيمات الجتماعية والقتصادية والتفاعل بين‬ ‫النسان والبيئة‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫القرية المصرية قديما وحديثا‬ ‫وارتبط شكل البيئة العمرانية في القرية المصرية ارتباطا وثيقا بالوضاع‬ ‫القتصادية و السياسية المحيطة بها‪ .‬حرم الفلح المصري لعدة آلف‬ ‫من السنين من امتلك أرضه الزراعية فامتلك فراعنة مصر الرض‬ ‫الزراعية بصفتهم اللهة على الرض واستمر الحال أبان الحكم‬ ‫العثماني والمماليك وحتى عصر محمد على الذي بدأت فيه حركة‬ ‫إصلح زراعي كبيرة‪ .‬كانت الرض الزراعية )وليس المسكن( هي‬ ‫محور الحياة والتفاعلت الجتماعية والثقافية في القرية المصرية‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫القرية المصرية حتى بداية القرن التاسع عشر‬

‫‪15‬‬

‫يشير كثير من الكتاب إلى أن ملكية الرض كان معترفا بها للحاكم في مصر‪ ،‬وان ذلك‬ ‫هو الحال في عهد الفراعنة ثم في عهد البطالمة والرومان‪ ،‬وذلك بحكم أن الحكومة‬ ‫المركزية في مصر كانت وعلى مر التاريخ تباشر تنظيم مصادر الري والتحكم في‬ ‫المياه وغير ذلك من الوظائف القتصادية‪ ،‬ولقد كان الملك بوصفه الله أو ممثله‬ ‫على الرض وبحكم سيطرته الفعلية على موارد الري والقوى العاملة هو المالك الوحيد‬ ‫لرض مصر‪.‬‬ ‫طبق العرب لدى فتحهم مصر نظمهم القانونية الخاصة بالرض وهى النظم التي كانت‬ ‫تقضى بتقسيم الراضي إلى أراض "خراجية" وتقع تحت تصرف الحاكم وتدفع الميرى‬ ‫أو الخراج وهى أنواع من الضرائب يحددها الحاكم أيضا وأراض "عشورية" أي تدفع‬ ‫العشر وهو اقل قيمة من الميرى‪ .‬وفى أواخر القرن الثامن عشر كانت الرض تعتبر‬ ‫مملوكة ملكية اسمية للسلطان أما من الوجهة الفعلية فقد كان المماليك يتقاسمون‬ ‫البلد بحيث كان كل واحد منهم مختصا ببضعة قرى يقسم الراضي فيها بين‬ ‫الفلحين المقيمين عليها ويلتزم بجمع الضريبة المستحقة عليهم‪ ،‬وهو ما كان يعرف‬ ‫بنظام "اللتزام" أو "الملتزم"‪ ،‬وفى نظير ذلك كان يمنح أراضى يقوم باستغللها لنفسه‬ ‫مع إعفائه من الضريبة المستحقة عليها‪ .‬أما الفلح فلم يكن له إل حق النتفاع‬ ‫بالرض بشرط دفع الضريبة‪ ،‬اى "مستأجر" للرض‪.‬‬


‫عمليات الستيطان الولى على ضفاف النيل‬ ‫تطلبت عمليات الستيطان الولى في وادي النيل والدلتا عمل جماعي ضخم لتدعيم‬ ‫الجسور النيلية وبناء مواضع القرى فوق مناسيب الفيضان التي كانت تعرض‬ ‫مساحات كبيرة للغرق وفترة أطول من البرك والمستنقعات المتبقية من موسم الفيضان‪,‬‬ ‫وكان هذا العمل الجماعي المبكر أحد السباب الهامة في نضج الحضارة المصرية‬ ‫المبكر‪ .‬يعتبر مصطلح "الكوم" و "التل" اكثر مقاطع المسميات تعبي ار عن مواضع‬ ‫القرى المصرية أعلى من منسوب مياه الفيضان‪ ،‬كما تعبر "النزلت" عن نزول البدو‬ ‫من الهضبة واستقرارهم في هوامش الوادي والدلتا‪ ،‬وهى أيضا بمنأى عن إغراق‬ ‫الفيضان‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫عمليات الستيطان الولى على ضفاف النيل‬ ‫بعد إعداد الكوم وتأمينه من إغراق الفيضان‪ ،‬يبدأ السكان في تخطيطه إلى مناطق سكنية وتوقيع‬ ‫منافعه العمومية‪ ،‬بادئا من أعلى "الكوم" حيث أعلى الراضي قيمة إلى مهبط الكوم‪ .‬ويرتكز‬ ‫تخطيط قرية "الكوم" على ثلثة عناصر اساسية وهى‪:‬‬ ‫‪ -1‬الجامع وهو أغلى الستخدامات الذي شغل محل المعبد‬ ‫الفرعونى ثم الكنيسة القبطية ويحتل المركز في أعلى الكوم‬ ‫وتحيط به خدمات تجارية وبيوت كبار القوم مثل العمدة‬ ‫وشيخ البلد والمضيفة‪.‬‬ ‫‪ -2‬شارع داير الناحية وهو المحيط أو الحزام الحرج الذي تتذبذب‬ ‫عليه الفيضانات المختلفة المناسيب‪ .‬وهو ملكية مشاعية‬ ‫للسواق السبوعية والخدمات التعليمية وهو كمدخل للقرية‪.‬‬ ‫‪ -3‬شبكات الطرق الفرعية وتتكون من شبكتين رئيسيتين أقدمها‬ ‫النازلة من مركز الكوم بشكل إشعاعي وأخرى متفرعة من‬ ‫شارع داير الناحية‪.‬‬ ‫المصدر‪ :‬د‪ .‬فتحى محمد مصيلحى‪ .‬بين مشاكل التنمية الشاملة وتخطيط القرية المصرية‪.‬‬ ‫المعمور المصرى فى مطلع القرن )‪ .1990 .(21‬ص‪.186 .‬‬

‫‪17‬‬

‫تقع الجبانات دائما في أطراف الكتلة السكنية وتهاجر الجبانات من موضع إلى موضع اكثر تطرفا‬ ‫لكيل تقع داخل المنطقة السكنية‪ .‬ويتميز موقع الجران أيضا بالهامشية وموقعها البيني بين‬ ‫الحقول الزراعية والكتلة العمرانية‪.‬‬


‫القرية المصرية منذ بداية القرن التاسع عشر‬ ‫‪ .‬أحدثت إجراءات السيطرة على النهر التي بدأها محمد على تأثي ار كبي ار على تطور القرية‬ ‫المصرية‪ .‬دخل نظام الري المصري مرحلة جديدة تتمثل في إنشاء القناطر الهندسية الثابتة مثل‬ ‫القناطر الخيرية و الرياحات مثل التوفيقى والبحيرى والمنوفى في الدلتا والترع الرئيسية مثل‬ ‫الترعة البراهيمية وفرعها الثلثة الساحلية و الديروطية وبحر يوسف في الصعيد‪ .‬تحولت‬ ‫مصر بعد ذلك إلى مرحلة الخزانات مثل خزان أسوان في ‪ 1902‬وتعلياته في ‪ 1911‬و‪1933‬‬ ‫وقناطر أسيوط وزفتي وادفينا وفارسكور وانتهت ببناء السد العالي في الستينيات والتي انتهت‬ ‫سنة ‪ 1970‬والتحول الكامل من ري الحياض إلي الري الدائم‪ .‬فاتجه التعمير المصري في‬ ‫القرن التاسع عشر والنصف الول من القرن العشرين إلى اتجاهين‪:‬‬

‫‪18‬‬

‫توسيع القرى القديمة فوق الروابي والكوام تحت مناسيب غمر‬ ‫الفيضان أي إلى السفوح الدنيا من الكوام حيث المستوى العام‬ ‫للراضي الزراعية المحيطة‪ ،‬والتي تتميز باتساعها الفقي‪.‬‬ ‫إنشاء قرى جديدة على سطح الرض الزراعية دون أية قيود‬ ‫يفرضها الفيضان وانتشار "العزب" وهى مرحلة انتقالية بين السكن‬ ‫المجمع فوق الكوم والسكن المبعثر على ارض مستوية حيث‬ ‫يتوسطها قصر أو فيل المالك الجديد بفنائه الكبير وتلتف حوله‬ ‫مساكن العمال الزراعيين‪ .‬وقد لعبت الترع والمصارف دو ار رئيسيا‬ ‫في توزيع النمط الجديد على سطح سهل الوادي والدلتا الفيضية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬د‪ .‬فتحى محمد مصيلحى‪ .‬بين مشاكل التنمية الشاملة وتخطيط القرية المصرية‪.‬‬ ‫المعمور المصرى فى مطلع القرن )‪ .1990 .(21‬ص‪.245 .‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.