التموث البصري وتطور القرية المصرية د .ياسر عثمان محرم محجوب مقدمة يعد الريف المصري العمود الفقري لممجتمع المصري ،فيو األصل الذي تكونت منو حضارة مصر القديمة. وبتماسكو وصبلبتو قامت الدولة المصرية منذ فجر التاريخ وحافظت عمى استمرار بقائيا, .مازال الريف - والذي يمثل أبناؤه نحو %56من جممة السكان -المصدر األساسي لثروة مصر الحقيقية وكنزىا الثمين وىم البشر المتميزين ،فمن بين أبنائو خرج القادة والزعماء األفذاذ في شتى ميادين الحياة[1].
ال تمقى البيئة العمرانية في القرية المصرية القدر الكافي من الدراسات العممية المنظمة بما يتناسب مع أىميتيا أو م ع حجم المخزون العمراني بيا .يمكن اعتبار البيئة العمرانية في القرية المصرية بيئة عمرانية محمية ( )Vernacular Architectureحيث يعيش حوالي % 56من تعداد جميورية مصر العربية في الريف.
الريف والقرية :تعريفات صنف ابن خمدون ،مؤسس عمم االجتماع ،أشكال االستيطان البشرى إلى نموذجين وفقا لوجوه "الكسب والمعاش" ويؤكد دائما أن ما أطمق عمييم أىل "البداوة" يضمون الزراع "وىم المنتحمون لممعاش الطبيعي من الفمح والقيام عمى األنعام" .وبعد تطور عمم االجتماع اختمفت وتعددت القواعد التي يتم عمى أساسيا التفرقة بين المناطق الريفية والمناطق الحضرية وأىميا]:[2
-1
التقسيم اإلداري :وتأخذ بيذا األساس جميورية مصر العربية وبعض الدول األوروبية .وتعرف ىذه الدول
الحضر بأنو المدن والبمدان الكبيرة نسبيا المعتبرة وحدات إدارية .وتعتبر عواصم المحافظات وبنادر المراكز
والبمدان التي تفرض فييا ضرائب عقارية عمى المباني حض ار باعتبارىا وصمت إلى درجة من التحضر والعمران تجعميا اقرب إلى الحضر منيا إلى الريف .كما أن البمدان التي تفرض فييا ضرائب عقارية عمى المباني تعتبر ىي أيضا حضرا ،إذ أن حالة العمران بيا تجعميا قادرة عمى تحمل ضريبة غير ضريبة األطيان الزراعية .ومن عيوب ىذه الطريقة أن بعض المناطق زادت الكثافة السكانية بيا عن العديد المراكز اإلدارية مثل قرية سرس
الميان التي وصل تعدادىا إلى 35333نسمة. -2
الكثافة السكانية :وىو اإلحصاء العددي وتأخذ بو ىيئة األمم المتحدة حسب ظروف كل دولة فتعتبر
المنطقة حض ار إذا زاد عدد سكانيا أو كثافتيم عن حد معين وتعتبر المنطقة ريفا إذا قل عدد سكانيا أو كثافتيم عن ىذا الحد ،وذلك بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى مثل المينة أو درجة التحضر .ويختمف ىذا العدد من دولة إلى أخرى ،ففي التعريف األمريكي يكون العدد ىو 2533نسمة وفى ايسمنده 333نسمة وفى كولومبيا
1533نسمة وفى أسبانيا وايطاليا يتراوح العدد بين 8333إلى 13333نسمة وفى اليند 5333نسمة[3]. -3
التعريف الميني :المقياس الثالث ىو المينة أو المين السائدة في المجتمع ،فيرى العديد من الميتمين
بالتصنيف الريفي الحضري أن نوع المينة التي يمتينيا السكان يجب أن يكون ىو أساسا لمتفرقة بين الريف والحضر .وبذلك يمكن تعريف الريف بأنو المناطق التي يزيد بيا عدد المشتغمين بمينة الزراعة عن عدد
المشتغمين بكافة اوجو النشاط االقتصادي األخرى .وتقوم فمسفة ىذا التقسيم عمى أساس أن لمنشاط االقتصادي
آثاره االجتماعية وأىميتو الثقافية والحضارية وفعاليتو في أحداث التغير االجتماعي في بناء أي مجتمع. -4
وجية النظر االجتماعية :وىى تعطى أىمية خاصة لنوع وخواص العبلقات االجتماعية السائدة في
المجتمع والقائمة بين أفراده .فالمنطقة الريفية ىي تمك المنطقة التي يعرف الكثير من أفرادىا بعضيم بعضا
معرفة شخصية والتي تسود بيا العبلقات اإلنسانية القوية والتي تتصف بوجود ضبط اجتماعي عمى ممثل في التقاليد والعادات والعرف السائد. القرية ىي التجمع العمراني لسكان الريف الذي تتركز فيو مساكنيم وخدماتيم االجتماعية .ومن وجية النظر االجتماعية تعتبر القرية تجمع سكاني دائم في منطقة جغرافية محدودة حيث يقيم السكان في مساكن متجاورة وتربطيم ببعض عبلقات اجتماعية قوية ويعمل نسبة كبيرة منيم بالزراعة وحيث توجد عدد قميل نسبيا من
المؤسسات والمنظمات االقتصادية واالجتماعية التي تعمل عمى خدمتيم وخدمة غيرىم من سكان البمدان الريفية
المجاورة [4].ويمكن القول أن الفبلحين يشكمون كيانا اجتماعيا يعيش ظروف "ما قبل الصناعة" أي انو يعبر عن بناء اجتماعي -اقتصادي -ثقافي مختمف إلى حد ما عن ذلك البناء الذي تعبر عنو المدينة[5].
البيئة العمرانية في القرية المصرية مرت القرية المصرية عبر التاريخ المصري الطويل بمراحل تطورية انتقمت فييا القرية أفقيا متفاعمة مع بيئة
موضع القرية األصمي والمناطق المحيطة بيا ،وتأثرت بالمتغيرات االيكولوجية السائدة .وقد تراوح النمو العمراني لمقرية المصرية عبر الزمن بين العشوائية والتخطيط حسب قوة الدولة والنظام وترابط التنظيمات االجتماعية
واالقتصادية والتفاعل بين اإلنسان والبيئة[6]. تعتبر القرية المصرية القديمة بيئة عمرانية محمية تضم مجتمع لو نظمو المجتمعية وعاداتو وتقاليده المتوارثة منذ
زمن بعيد .وخبلفا لمبيئة العمرانية في المناطق الحضرية حيث يحتاج المصنع الصغير إلى مساحة اكبر لتوفير التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
2
المساكن لعمالو تحتاج مساحات األراضي الزراعية الكبيرة إلى مساحة صغيرة لتوفير المساكن لمفبلحين القائمين بزراعتيا .وارتبط شكل البيئة العمرانية في القرية المصرية ارتباطا وثيقا باألوضاع االقتصادية و السياسية
المحيطة بيا .حرم الفبلح المصري لعدة آالف من السنين من امتبلك أرضو الزراعية فامتمك فراعنة مصر األرض الزراعية بصفتيم اآللية عمى األرض واستمر الحال أبان الحكم العثماني والمماليك وحتى عصر محمد عمى الذي بدأت فيو حركة إصبلح زراعي كبيرة .كانت األرض الزراعية (وليس المسكن) ىي محور الحياة والتفاعبلت االجتماعية والثقافية في القرية المصرية.
القرية المصرية حتى بداية القرن التاسع عشر يشير كثير من الكتاب إلى أن ممكية األرض كان معترفا بيا لمحاكم في مصر ،وان ذلك ىو الحال في عيد الفراعنة ثم في عيد البطالمة والرومان ،وذلك بحكم أن الحكومة المركزية في مصر كانت وعمى مر التاريخ تباشر تنظيم مصادر الري والتحكم في المياه وغير ذلك من الوظائف االقتصادية ،ولقد كان الممك بوصفو اإللو أو ممثمو عمى األرض وبحكم سيطرتو الفعمية عمى موارد الري والقوى العاممة ىو المالك الوحيد ألرض
مصر[7].
ويشير د .محمود عودة إلى أن المادة التاريخية تشير إلى أن الدولة ظمت ىي المالك الوحيد لؤلرض خبلل التاريخ المصري قبل الفتح العربي وقد طبق العرب لدى فتحيم مصر نظميم القانونية الخاصة باألرض وىى النظم التي كانت تقضى بتقسيم األراضي إلى أراض "خراجية" وتقع تحت تصرف الحاكم وتدفع الميرى أو
الخراج وىى أنواع من الضرائب يحددىا الحاكم أيضا وأراض "عشورية" أي تدفع العشر وىو اقل قيمة من الميرى .وفى أواخر القرن الثامن عشر كانت األرض تعتبر ممموكة ممكية اسمية لمسمطان أما من الوجية الفعمية فقد كان المماليك يتقاسمون الببلد بحيث كان كل واحد منيم مختصا ببضعة قرى يقسم األراضي فييا بين الفبلحين المقيمين عمييا ويمتزم بجمع الضريبة المستحقة عمييم ،وىو ما كان يعرف بنظام "االلتزام" أو "الممتزم"، وفى نظير ذلك كان يمنح أراضى يقوم باستغبلليا لنفسو مع إعفائو من الضريبة المستحقة عمييا وكانت تمك
األراضي تعتبر ممكا خاصا لو .أما الفبلح فمم يكن لو إال حق االنتفاع باألرض بشرط دفع الضريبة وكان بمثابة "مستأجر" لؤلرض[8].
عمميات االستيطان األولى عمى ضفاف النيل تطمبت عمميات االستيطان األولى في وادي النيل والدلتا عمل جماعي ضخم لتدعيم الجسور النيمية وبناء مواضع القرى فوق مناسيب الفيضان التي كانت تعرض مساحات كبيرة لمغرق وفترة أطول من البرك
والمستنقعات المتبقية من موسم الفيضان ,وكان ىذا العمل الجماعي المبكر ،كما يؤكد د .فتحي مصيمحى]،[9
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
3
أحد األسباب اليامة في نضج الحضارة المصرية المبكر .يعتبر مصطمح "الكوم" و "التل" اكثر مقاطع المسميات تعبي ار عن مواضع القرى المصرية أعمى من منسوب مياه الفيضان ،كما تعبر "النزالت" عن نزول البدو من اليضبة واستقرارىم في ىوامش الوادي والدلتا ،وىى أيضا بمنأى عن إغراق الفيضان .وبعد إعداد
الكوم وتأمينو من إغراق الفيضان ،يبدأ السكان في تخطيطو إلى مناطق سكنية وتوقيع منافعو العمومية ،بادئا من أعمى "الكوم" حيث أعمى األراضي قيمة إلى ميبط الكوم .ويرتكز تخطيط قرية "الكوم" كما يصفو د .فتحى مصيمحى عمى ثبلثة عناصر تخطيط وىى: -
-1الجامع وىو أغمى االستخدامات الذي شغل محل المعبد الفرعونى ثم الكنيسة القبطية ويحتل
المركز في أعمى الكوم وتحيط بو خدمات تجارية وبيوت كبار القوم مثل العمدة وشيخ البمد والمضيفة. -
-2شارع داير الناحية وىو المحيط أو الحزام الحرج الذي تتذبذب عميو الفيضانات المختمفة
المناسيب .وظير شارع داير الناحية كنمط جديد من أنماط استغبلل األرض باعتباره ممكية مشاعية وموقعو عمى األراضي الزراعية المفتوحة مثل السوق األسبوعية والخدمات التعميمية وتنافس أىميتو كمدخل لمقرية أىمية
مركز القرية الذي يشغمو الجامع ودوار العمدة والمضيفة وبعض الدكاكين. -
-3شبكات الطرق الفرعية وتتكون من شبكتين رئيسيتين أقدميا النازلة من مركز الكوم بشكل
إشعاعي وأخرى متفرعة من شارع داير الناحية الذي يحدد المواضع الصالحة لمسكنى بعيدة عن إغراق الفيضان وال تمتقي شوارع الشبكتين إال نادرا .وتتميز الشوارع بتعرجيا وضيقيا وبأنيا مسدودة النيايات في اغمب األحيان.
وخبلفا ألسباب ضيق الشوارع في نمط مدن شبو الجزيرة العربية وقت الفتوحات اإلسبلمية بيدف توفير الظل في المناطق الحارة إال أن ضيق شوارع القرية الشديد جاء نتيجة متطمبات اقتصاديات المكان ذات العرض المحدود فوق الكوم .وحتى وقت قريب كان لكل عائمة ليا حارتيا ومضيفتيا ومبانييا المتجاورة ومنافعيا المشاعية.
وتقع الجبانات دائما في أطراف الكتمة السكنية وتياجر الجبانات من موضع إلى موضع اكثر تطرفا لكيبل تقع داخل المنطقة السكنية .ويتميز موقع األجران أيضا باليامشية وموقعيا البيني بين الحقول الزراعية والكتمة العمرانية .وتقع األسواق األسبوعية أيضا خارج نطاق الكتمة العمرانية لما تتطمبو من مساحات اكبر ال تتوافر داخل الكتمة العمرانية. ومع العرض المحدود لرقعة السكن فوق الكوم ومع تزايد الطمب عمى السكن بتزايد معدالت النمو السكاني عبر
آالف السنين تتراكم المشكمة اإلسكانية وتنحصر الخيارات البديمة فيما يمي: -
النمو داخل العقار الواحد تحت ما يسمى بالعائمة الممتدة وذلك عمى حساب زيادة معدالت التزاحم. إحبلل كتمة من المباني الحديثة محل كتمة المباني القديمة عمى حساب الفراغات البينية وشبكة
الشوارع التي ازدادت ضيقا عما سبق.
-
النزوع إلى نطاق النمو الحرج حيث يتذبذب مستوى الفيضانات خارج شارع داير الناحية وبناء نمو
إسكاني فقير يغمب عميو الصفة المؤقتة أو توسيع مسطح الكوم بتكويم كميات من األتربة المضافة وذلك في نطاق محدود نظ ار لممجيود الذي تتطمبو تمك العممية. -
ىجرة الفائض السكاني من الكوم إلى كوم آخر تتوافر بو إمكانيات السكنى أو التعاون في إنشاء
أكوام أخري صغيرة. -
تقسيم الوحدات العقارية إلى وحدات اصغر بفعل عوامل التوريث.
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
4
القرية المصرية منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى نهاية القرن العشرين ظمت ممكية األراضي الزراعية في مصر ممكا لحاكم الببلد منذ العصور القديمة ،وكان لو أن يوجو منعتيا لمن يشاء من القادرين عمى زراعتيا ،واستمر ذلك قائما حتى القرن التاسع عشر ،حيث حدث تغيير جذري في أوضاع حيازة األرض الزراعية ،ومن ثم بدأت تدخل في دائرة التممك التام فظيرت بذلك الممكية الفردية في األ ارضي الزراعية الول مرة في تاريخ مصر[10].
في بداية القرن التاسع عشر ،كانت غالبية سكان مصر يعيشون بالريف والنذر القميل يعيش بالحضر ال يتجاوز عشر سكان مصر .واصبح السكان في سنة 1927يتوزعون بواقع ثبلثة أرباع السكان في الريف وربعو في المدن .و أصبحت الحضرية في سنة 1966تشكل خمسي جممة السكان .وفى تعداد 1986اصبح المكون الحضري لمسكان حوالي %43من جممة سكان الدولة .وكان متوسط عدد القرى حتى حركة التنمية الشاممة
التي قام بيا محمد عمى في بداية القرن التاسع عشر حوالي 2325قرية .أحدثت إجراءات السيطرة عمى النير
التي بدأىا محمد عمى تأثي ار كبي ار عمى مورفولوجية القرية المصرية .دخل نظام الري المصري مرحمة جديدة تتمثل في إنشاء القناطر اليندسية الثابتة مثل القناطر الخيرية و الرياحات مثل التوفيقى والبحيرى والمنوفى في الدلتا والترع الرئيسية مثل الترعة اإلبراىيمية وفرعيا الثبلثة الساحمية و الديروطية وبحر يوسف في الصعيد. تحولت مصر بعد ذلك إلى مرحمة الخزانات مثل خزان أسوان في 1932وتعمياتو في 1911و 1933وقناطر أسيوط وزفتي وادفينا وفارسكور وانتيت ببناء السد العالي في الستينيات والتي انتيت سنة 1973والتحول
الكامل من ري الحياض إلي الري الدائم[11] . وكما يشير د .فتحي مصيمحى فباإلضافة إلى التوسع في الزراعة الصيفية المستيدفة من ضبط النير وتطوير أعمال تخزين مياه النيل ،ترتب عمى ذلك أيضا تأمين القرى القائمة من غرق الفيضان ،فاتجو التعمير المصري
في القرن التاسع عشر والنصف األول من القرن العشرين إلى اتجاىين: -1
توسيع القرى القديمة فوق الروابي واألكوام تحت مناسيب غمر الفيضان أي إلى السفوح الدنيا من األكوام
حيث المستوى العام لؤلراضي الزراعية المحيطة ،والتي تتميز باتساعيا األفقي. -2
إنشاء قرى جديدة عمى سطح األرض الزراعية دون أية قيود يفرضيا الفيضان.
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
5
و يشير د .فتحى مصيمحى] [12إلى أن التعمير الزراعي في العيد اإلقطاعي في القرن التاسع عشر تمخض انتشار "العزب" وىى مرحمة انتقالية بين السكن المجمع فوق الكوم والسكن المبعثر عمى ارض مستوية حيث
يتوسطيا قصر أو فيبل المالك الجديد بفنائو الكبير وتمتف حولو مساكن العمال الزراعيين .وقد لعبت الترع والمصارف دو ار رئيسيا في توزيع النمط الجديد عمى سطح سيل الوادي والدلتا الفيضية .فقد سارت الترع والمصارف أصبل بمجموعة من القرى القديمة التي تحتل الروابي واألكوام ولكن ما لبثت أن جذبت مجموعات من القرى المستحدثة التي توطنت عمى جانبييا وخاصة مناطق التفرعات .ويتراوح حجم العزبة بين عشرة
وثبلثين أسرة أي 153إلي 333فرد في المتوسط .وتنتشر العزبة خطيا عمى طول محاور الترع التي تنقل المياه البلزمة الستزراع المساحات الكبيرة الحديثة االستصبلح وذلك عكس انتشار القرى القديمة (قرى الكوم) الت ي ارتبطت بالري الحوضي .ويتميز توزيع العزب بالشكل النقطي الغير مرتبط بمناسيب األرض .وايضا، ونتبجة لمزيادات السكانية المتتابعة في المناطق الزراعية القديمة الناتجة عن تكثيف اإلنتاج الزراعي بزراعة
اكثر من محصول في السنة الواحدة ظيرت االمتدادات العمرانية عند سفوح قرى األكوام خارج شارع داير الناحية.
كان إلدخال السكة الحديدية في بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر أثره في تعميق ىذا النمط التوزيعى الطولي أو الخطى .الن مسارات السكك الحديدية اتبعت جسور نير النيل وفروعو و الترع والمصارف .في
معظم الحاالت لم يكن تأثير السكك الحديدية كبي ار في استحداث قرى جديدة بقدر أثره في تنمية المدن والقرى القديمة التي حددت مسارات السكك الحديدية .فمثبل اختيرت شبين الكوم عاصمة لممنوفية بدال من منوف وكذلك بنيا بدال من قميوب وذلك عمى مستوى مدن عواصم المحافظات. باكتشاف طريقة األسفمت المحسن كبديل لتعبيد الطرق باألحجار الجيرية والبازلتية في نياية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وما استتبعو من إدخال السيارة في مصر في العقد األول من القرن العشرين وتزايد
استخداميا بعد الحرب العالمية الثانية أثره الكبير في تنمية القرية والمدينة المصرية عمى حد سواء ،القائمة
والمستحدثة منيا ،ويتميز الطريق بمرونتو إذا قورن بالخط الحديدي .وكان لمشبكة الييدروغرافية أثرىا العظيم في توقيع الشبكة الطرقية فسارت الطرق عمى طول مسارات الترع والمصارف وكان ىذا لو األثر الكبير في ظيور قرى جديدة وتنمية القرى القديمة أيضا.
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
6
في عام 1976بمغ عدد القرى المصرية 4366قرية] [13بينما تجاوز عدد القرى المصرية في تعداد عام 1986األربعة آالف قرية مصرية ( 4129قرية) ويقع اغمبيا داخل الوادي والدلتا ( 4118قرية )% 9997 - ويسكن بيا حوالي 26مميون نسمة ومتوسط حجم القرية الواحدة 6533نسمة.وبمغ حجم بعض القرى حول التجمعات الحضرية الكبرى مائة ألف نسمة.مثل وراق العرب وخمسون ألف نسمة مثل كرداسة والمعتمدية. ويشير د .فتحي مصيمحى إلى عدم تحول تمك القرى إلى مدن لعدم ارتباط تطورىا الحجمى بتطور العاممين بغير الزراعة إلى الحد المسموح بو لمتحول الحضري وىو ثمثي السكان العاممين بالفعل باإلضافة إلى افتقارىا إلى نضج الحالة العمرانية لمقرية التي تؤىميا لمتحول إلى مدينة باإلضافة إلى القرب النسبي لممدن المحيطة
والتي تقوم بوظائف إدارية وخدمية لممناطق المحيطة التي توجد بيا القرية[14].
المسكن الريفي التقميدي مسكن العائمة ىو مكان "إيواء" مكوناتيا المادية من البشر والحيوان واألدوات والمحاصيل" ،المتاواه" كوظيفة لممسكن تكشف عن سبب عدم اىتماميم فنيا في العائمة أو في القرية بتنسيق المساكن داخميا أو إعطائيا مظي ار جماليا خارجيا .وانما كان االىتمام األول يتعمق بالحجم .وليذا ال توجد فوارق ظاىرة بين مساكن العائمة إال من حيث الحجم .وكقاعدة كمما زاد حجم العائمة وزادت مساحة أرضيا زاد حجم المسكن[15]. ويشير د .محمد عاطف غيث إلى أن مسكن العائمة يقع في نطاق المنطقة التي تشغميا البدنة من القرية والتي
كانت تجاوز مباشرة أرضيا الزراعية وىذا الجوار يوفر األمن والحماية لمعائمة .وتنقسم مناطق البدنات إلى
"حارات" وتسمى الحارة الكبرى باسم البدنة .وفى بناء المسكن كان القرويون يعتمدون اعتمادا تاما عمى البيئة المحمية .فالغالبية العظمى من المساكن تبنى بالطوب "المبن" الذي يصنع إما من الطمي المتخمف في الترع أو من "الردم" المتخمف من عمميات تسوية األرض مضافا إليو في الحالتين" التبن" أو بعض األعشاب اليشة
ويقومون "بضرب الطوب" في فترة الجفاف حين تكون األرض خالية من المزروعات والعمل الزراعي قميل ،أما األخشاب البلزمة لمسقف والباب فإنيا تؤخذ من األشجار التي تنمو بكثرة عمى أطراف الحقول أو عمى جانبي الترع وعمى األخص أشجار "السنط والكازورين" وليس من الميم أن تكون األخشاب مستقيمة بقدر ما تكون موافقة لطول أو عرض الحجرات ،ويغطى السقف بالبوص أو الغاب ثم بطبقة من الطين .ويشترك في عممية البناء النجار والبناء والقرويون أنفسيم من الرجال أما النساء فان عمميم يقتصر عمى بعد ذلك عمى طبلء
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
7
المسكن من الداخل أو الخارج بالطين المخموط بالتبن .ويشير د .محمد عاطف غيث] [16إلى أن المظير الخارجي لممسكن يميل إلى الخطوط المنحنية أو الدائرية ويظير ذلك عمى وجو الخصوص في النوافذ واألبواب،
والباب عبارة عن ألواح من الخشب السميك متبلصقة عمى ىيئة مستطيل يغمق "بضبة" من الخارج و"بسقاطة" من الداخل .واألبواب الداخمية تصمم عمى نمط الباب الخارجي وان كانت اصغر .أما النوافذ فإنيا عبارة عن فتحات دائرية مستطيمة في أعمى الحائط تسد بالخرق البالية في الشتاء ولم تكن تصمم إال ألغراض التيوية واخراج الدخان في الشتاء خاصة في الحجرة التي يكون بيا "فرن" ينام عمى سطحو األفراد ألغراض التدفئة.
تصميم المسكن الريفي التقميدي يوجد في كل مسكن منطقة خالية تتوسطو وتسمى "وسط الدار" وىى منطقة غير مسقوفة وتحيط بيا الحجرات المختمفة وتقع حظيرة الماشية في نياية "وسط الدار" أو بجوار المسكن مباشرة وذلك لمخوف من المصوص الذين قد يفتحون جزءا من الحائط ويخرجون الماشية .ويتفاوت حجم ومساحة المساكن الريفية حسب المستوى االجتماعي وحسب مادة البناء وحسب أحجاميا وحسب التحديث والتغيير الذي ط أر عمييا: -1
المسكن الفقير أو البسيط :وىو أفقر الوحدات السكنية ويتألف من غرفة واحدة وىى المندرة ويستخدم
كوحدة سكنية لآلدميين والجزء الخمفي يستخدم كزريبة وبعض المنافع والعشش ،ويتألف من دور واحد ويستخدم
السطح في التخزين المكشوف. -2
المسكن البسيط األقل فقرا :وىو يأخذ شكل المنزل الفقير السابق ولكن يزيد عنو بالتوسع في
االستخدامات االجتماعية.
-3
المسكن المتوسط :يأخذ عدة أشكال وتتزايد نسبة االستخدامات المختمطة التي ترتبط طرديا باتساع
مساحة المسكن. -4
المسكن الغنى :وتعدد فيو العناصر المؤثرة في تطوره مثل اتساعو او موقعو عمى اكثر من شارع أو
موقعو في قطاع المدخل أو الشارع العام .وقد يوجد لو مدخبلن :مدخل لمبيائم من الشارع الفرعي ومدخل
لآلدميين من الشارع الرئيسى ،ويتألف من قسمين :قسم خمفي وقسم أمامي وىما شبو مستقمين ويرتفع منسوب
القسم األمامي درجتي سمم أو ثبلثة عن منسوب القسم الخمفي. عمى مدى 65عام ىي متوسط عمر المسكن الريفي بمصر ،استحدث في ربع القرن األخير من دورة األعمار الريفي األخيرة ( )1993/25ما يزيد عن ثمث عدد مباني القرية المصرية وتم إحبلل ما يقرب من %25من جممة عدد المباني القديمة بمباني حديثة سواء انتيى عمرىا االفتراضي وأحيانا كثيرة قبل أن تنتيي أعمارىا .وان ما تبقى من المباني القديمة طرأت عمي كثير منيا تغييرات تحديث في الشكل والمنافع السكنية الداخمية.
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
8
أثاث المسكن الريفي التقميدي كانت بساطة األثاث مرتبطة بمجموع القيم والنظرة إلى الحياة فمطالب القروي األساسية وأمانيو ال تتعمق بتأثيث المنزل وانما تتعمق بالميارة وكثرة اإلنجاب وفائض يحقق لو أىدافو األساسية كشراء ارض جديدة[17]. يتميز أثاث المسكن الريفي بالبساطة وتبدو الفوارق بين العائبلت في استخدام الحصير أو المراتب لمنوم حسب ثروتيا ،وكذلك الشأن فيما يتعمق باألغطية أو الوسائد .وىذا ينطبق أيضا عمى اإلضاءة وأدوات الطبخ واآلكل. ويوضح د .محمد عاطف غيث انو كقاعدة يستمد األثاث والطعام من البيئة المحمية أو من التجار المتجولين الذين يترددون عمى القرية بين الحين واآلخر .وفكرة القرويين عن األثاث مرتبطة "بحط الجنب" أي ال ارحة، والراحة في أن ينام المرء في أي مكان "خالي البال" وقد كانت العائمة توفر لمفرد األمان والطمأنينة وليذا لم يمق باال إلى تنوع األثاث .وال ينام القروي فقط في المسكن بل ينام أيضا في الحقل "تحت الشجرة" أو فوق حظيرة
الماشية أو بجوارىا.
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
9
المسكن الريفي الحديث ال تزال نسبة كبيرة من المساكن موجودة عمى النمط القديم ولكن نسبة أخرى بدأت تظير اآلن أنماط مختمفة في عدة نواح .يوضح د .محمد عاطف غيث] [18انو نتيجة انفصال األسر واستقبلليا عن العائمة القديمة حدث
تغير في حجم المسكن فيو يميل إلى الصغر .وقد انقسمت كثير من مساكن العائبلت إلى عدة مساكن تستقل بكل منيا أسرة واحدة .كما انو نتيجة لزيادة السكان تزداد المساكن اآلن زيادة ممحوظة حتى أن القرية نتيجة حركة البناء المستمرة يزداد حجميا عاما بعد عام عمى حساب األرض الزراعية .ولم يعد ىناك قاعدة في بناء المساكن من حيث الموقع فيناك عدد من المساكن تقع عمى مسافات مختمفة من القرية ولم تعد مساكن العائمة الواحدة أو "البدنة" تقع جميعا في نفس المنطقة وذلك الن القروي يبنى مسكنو حيثما يستطيع أن يشترى أرضا
صالحة وبثمن مناسب وان كان يفضل ان يقع مسكنو بالقرب من عائمتو .وأدى الزواج الخارجي من بدنات أخرى إلى ان عددا من األزواج يسكنون في المنطقة التي تنتمي إلييا الزوجة إذا كانت من بدنة أخرى خصوصا إذا كان ليا سكن مستقل أو جزء من مسكن. ويستخدم القرويين اآلن في بناء المساكن موادا من التي تستخدم في المدينة .فمم تعد البيئة المحمية تفي
باألغراض المطموبة في المسكن ،واىم ما يستقدمونو من المدينة األخشاب بأنواعيا المختمفة والحديد والببلط واألسمنت والطوب والنوافذ واألقفال حسب الحاجة وحسب نوع ومستوى المسكن .وىناك ثبلث فئات لممساكن الحديثة في القرية المصرية: -1
مساكن األسر الفقيرة :وىى ال تختمف كثي ار عن المساكن القديمة من حيث االعتماد عمى البيئة المحمية
-2
مساكن األسر المتوسطة :وىى األسر التي لدييا أرضا زراعية تكفى حاجاتيم ويكون لدييم فائض.
من طوب لبن وأخشاب.
وكمما زاد الفائض مالت األسرة إلى بناء المسكن بالطوب واألسمنت والحديد واألخشاب المستقيمة .ويميل شكل البيوت الحديثة إلى الخطوط المستقيمة والمربعات والمستطيبلت .وتصمم بعض المساكن عمى أساس وجود
بابين أحدىما لدخول الماشية واآلخر لؤلسرة .ويبلحظ أن نسبة ضئيمة جدا من المساكن ىي التي يتم طبلئيا
من الخارج ويعمل القرويون ذلك أن كثرة األتربة ومرور الحيوانات تؤدى إلى اتساخ المسكن من الخارج فيقومون بطبلئو بالجير من الداخل وتركو من الخارج[19]. -3
مساكن األسر الميسورة :وتبنى عمى طراز مكان المدينة وتقع عمى مسافة غير محددة من القرية وترش
باألسمنت من الخارج وتطمى بطبلء ابيض في اغمب األحيان.
وىناك اختبلف ،كما يوضح د .محمد عاطف غيث بين تصميم المساكن الحديثة فيكون ليا بابان ومكان مخصص لمحظيرة بعيدا عن المكان المخصص الستعمال أعضاء األسرة .وىناك ميل إلى تسقيف "وسط الدار" ولممندرة في مثل ىذه المساكن نوافذ مستطيمة تطل عمى الخارج .وبصفة عامة يرتبط شكل المسكن وحجمو وطريقة بناءه وتنظيمو الداخمي بمركز األسرة االقتصادي فتزداد المظاىر الجديدة كمما زاد الدخل وتقل كمما قل الدخل .وكذلك بدأ يميل أثاث المساكن إلى التنوع والتعقيد حتى بالنسبة لؤلسر الفقيرة ولكنو يختمف من حيث
الكم والكيف باختبلف المركز االقتصادي ويرتبط أيضا بالمركز االجتماعي فكمما زادت ىذه األشياء عند األسرة كان لدييا المقدرة عمى الظيور في القرية في المناسبات المختمفة بمظير "مختمف" عن بقية األسر .وذلك الن التشبو بسكان المدينة اصبح اآلن في القرية أم ار يحاول بموغو كل قروي سمحت لو أحوالو االقتصادية بذلك.
عوامل التحديث في القرية المصرية
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
13
تضافرت العديد من العوامل السكانية واالجتماعية والثقافية واالقتصادية في حدوث تغيير كبير في البيئة العمرانية في القرية المصرية واىميا:
-1
التغير في ىرم الحيازات الزراعية بعد قوانين اإلصبلح الزراعي في 1961وما تبلىا.
-2
حركة ىجرة العمال الزراعيين إلى الدول النفطية وخاصة بعد تضاعف الدخول البترولية بعد حرب
.1973 -3
مراحل االنفجار الديموجرافية بعد الحرب العالمية الثانية ( )1946/39وظروف الربيين العربية اإلسرائيمية
-4
تطور الخدمات التعميمية وانشاء الجامعات اإلقميمية وارتفاع معدل المتعممين بالريف المصري.
-5
برامج االنفتاح االقتصادي في منتصف السبعينيات ونشاط السوق العقاري في المدينة والريف المصري
( 19739/67وارتفاع معدالت تكوين األسرة والمواليد بعدىا.
وتطور صناعة مواد البناء. -6
مشروعات اإلسكان الحكومي الريفي.
-8
تنمية الدخول الريفية إما بإدخال أنشطة إنتاجية أو العمل في الخدمات الحكومية أو التكثيف الزراعي.
-9
زيادة نصيب الريف المصري المحيط بالمدن من المشروعات االقتصادية والمرافق التي طردتيا تمك
-7
برامج تنمية شبكات المرافق الريفية.
المدن.
-13حركة إنشاء وتعبيد الطرق الريفية في الفترة األخيرة وتأثيرىا في زحف العمران الريفي عمى مساراتيا. -11تعاظم حركة اليجرة الريفية/الحضرية وما استتبع ذلك من نمو المدن وتحضر الريف وتكثيف عمميات االحتكاك الحضري-الريفي وما ترتب عمى ذلك من زيادة التطمعات الريفية نحو التحديث أسوة بأبنائيا الذين ىاجروا إلى المدن.
التغيرات التي طرأت عمى القرية المصرية خالل القرن العشرين يمكن ان نميز بين ثبلث مراحل لنمو القرية المصرية في القرن العشرين: -1
مرحمة النمو المطرد في الفترة بين 1935/1883وىو انعكاس لتعاظم االقتصاد المصري والكيان
السياسي في القرن التاسع عشر. -2
مرحمة انكماش التنمية العمرانية لمقرية المصرية في الفترة من 1952/1935
-3
مرحمة إعادة التنمية في الفترة من 1975/1952وقد بدأت ىذه المرحمة مع قيام ثورة يوليو التي تبنت
تنمية الريف والفبلح المصري منذ قياميا واصدار قوانين اإلصبلح الزراعي وتممك العديد من الفبلحين أرضيم الزراعية.
-4
انكمش معدل التنمية في الريف المصري في فترة بين حربي 1967و 1973نتيجة توجيو االقتصاد
المصري نحو إعادة بناء القوات المسمحة وتحرير سيناء .في بداية السبعينات كانت مباني الدور الواحد ىي
األكثر شيوعا في القرية المصرية وتمثل ثبلثة أرباع المباني في القرى المصرية بينما تمثل مباني الدورين الربع الباقي ويندر وجود مباني ذات ثبلث طوابق. -5
بعد حرب أكتوبر شيدت القرية المصرية حركة عمرانية واضحة نمت فييا القرية أفقيا وراسيا وبالرغم من
زيادة نسبة مسطحات االستخدامات العمرانية في القرية المصرية بمعدل % 292سنويا إال أنيا اقل بكثير من
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
11
معدل نمو السكان في الريف المصري البالغ % 298ويؤشر ىذا عمى وجود أزمة إسكانية في الريف المصري رغم التوسع الرأسي الممحوظ.
-6
مع دخول مصر في عصر االنفتاح االقتصادي في نياية السبعينيات بدأ اتجاه العديد من سكان الريف
إلى اليجرة إلى المدن بحثا عن مصادر الرزق أو السفر إلى العديد من الدول العربية التي استقطبت العمالة الزراعية المصرية .انعكس تأثير حركة اليجرة الداخمية والخارجية عمى البيئة العمرانية في الريف المصري وبدأ ظيور أنماط إسكانية جديدة لم تكن موجودة من قبل.
النسق العمراني لمقرية المصرية الحديثة تتكون القرية المصرية الحديثة من ثبلث قطاعات رئيسية ينتمي كل قطاع إلى مرحمة من مراحل تشكيل النسق العمراني المصري: -1
النواة القديمة داخل شارع "داير الناحية" :حيث كان مجال امتداد مباني القرية المصرية فيما بين أعمى
مناسيب الربوة أو الكوم الذي يمثمو عادة الجامع وشارع داير لناحية الذي يمثل أدنى مناسيب خط الغمر أعمى الفيضان .وقامت عمميات البناء عمى األراضي التي ال يغمرىا الفيضان حول الجامع إلى المناسيب الدنيا
بالتدريج في اتجاه شارع داير الناحية .ويتخمل الكتمة المبنية القديمة شبكة شوارع إشعاعية متعرجة وضيقة جدا من أعمى مناسيب الكوم (الجامع) إلى أدنى .وتتكون شبكة أخرى تقابميا تتفرع من شارع داير الناحية تصعد الكوم بالتدريج ،متعرجة ولكنيا أوسع من الشبكة اليابطة األقدم. -2
ضبط النير ونمو القرية خارج شارع "داير الناحية" :بعد تأمين األراضي الزراعية والقرى من إغراق
الفيضان تج أر سكان القرية المصرية بالخروج من شرنقة التكدس عمى الكوم الذي بمنأى عن الغرق وقاموا بعمميات البناء خارج شارع داير الناحية وىبطوا إلى المنحدرات الدنيا لمكوم وامتدت مبانييم عمى األراضي المستوية في الحقول الزراعية خارج الكوم .وال يتماثل تركيب القطاع القديم داخل داير الناحية والقطاع الحديث خارجو ففضبل عن شبكة الشوارع اإلشعاعية المتعرجة والضيقة وغير النافذة في معظم األحيان داخل القطاع
القديم توجد الشوارع المستقيمة تقريبا والمتعامدة عمى بعض في كثير من األحيان واألوسع نسبيا في قطاع خارج شارع داير الناحية .وتتكدس البيوت في القطاع القديم بفعل عامل التوريث المستمر الستيعاب األعداد السكانية
المتزايدة ،ويغمب عميو المباني الطينية والمحدودة االرتفاع والتي غالبا ال تزيد عن طابقين وعادة ما تكون من طابق واحد .ويختمف الوضع في القطاع األحدث إلى يتألف من البيوت الواسعة ويغمب عمى مادة بنائو الحجر والطوب األحمر.
-3
الطرق النقمية وتكوين ما يسمى بقطاع المدخل :ظير قطاع المدخل بعد رصف الطريق عمى جانبي
الترعة أو المصرف ،وبدأت تظير عميو بعض المباني العامة أو الخدمات الخاصة كمحطة أو قيوة أو جمعية أو مدرسة وتبع ذلك قيام مجموعة من المباني شبو الحديثة لمجموعة من السكان ليا تطمعات طبقية .ويساعد عمى جاذبية ىذا الطريق ردم إحدى الترع في المدخل ،مما يصنع شارعا كبي ار واسعا يجذب مجموعة من
الدكاكين مما يترك أث ار كبي ار في تحديث القرية بصفة عامة.
تعتبر استخدامات األراضي في المراكز العمرانية من أىم العناصر التركيبية في دراسة القرية او المدينة فيي انعكاس لقيمة األراضي ومظير من مظاىر استثمار األراضي بالمدينة أو القرية .وتتراوح أنماط استخدامات األراضي في القرية المصرية بين أربعة أنماط رئيسية:
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
12
-1
االستخدام السكنى وىو النمط الرئيسي إذ يشغل ثمثي ( )%6593من جممة مسطحات استخدامات
األراضي في بداية الثمانينيات.
-2
نمط استخدام الطرق واألراضي الفضاء التي تتخل الكتمة العمرانية في المقام الثاني إذ تشغل مساحة
تقدر بما يقرب من ربع ( )%2399من جممة استخدامات الكتمة العمرانية. -3
أما النمط الثالث فيتمثل في الخدمات العمرانية الريفية وتشغل ما يقل عن عشر ( )%899جممة
استخدامات الكتمة العمرانية.
-4
النمط الرابع واألخير ىو نمط الحدائق العامة التي تشغل مساحة متدنية تقل عن %295من المساحة
اإلجمالية لمكتمة العمرانية لمقرية.
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
13
أنماط المساكن في الريف المصري الحديث -1
نمط السكن القديم :ينتشر نمط السكن القديم في القطاع القديم من الكتمة العمرانية داخل شارع داير
الناحية .وتتميز شبكة الطرق بالتعرج والضيق واالنسداد .وتتميز أيضا بأن مادة بنائيا من الطين والسقوف من الخشب والغاب والطين ،وتتميز فتحات التيوية بيا بالضيق .ويميل سكان ىذا القطاع إلى اليجرة إلى أطراف القرية حيث حرية البناء عمى مساحات اكبر وفى أنماط بنائية افضل.
-2
نمط السكن الحديث :يتركز نمط المسكن الحديث في اإلمتدادات العمرانية الحديثة عمى المداخل
المختمفة والتي يغمب عمييا نمط الفيبلت والمباني الحديثة المستقمة .وتتميز بأن مادة بنائيا من الخرسانة والطوب غير النيئ وتتميز شبكة شوارعيا باالستقامة واالتساع وتزداد بيا الفراغات البينية الخاصة لزيادة إمكانية التيوية ،وتتميز أيضا بوفرة الخدمات إذا قورنت بالقطاع القديم وتظير بو العمائر الحديثة والمتعددة الطوابق .ويعبر المسكن الحديث عن األسموب االستيبلكي الحديث في القرية المصرية من حيث عناصره
وشكمو .فيو يبنى بالمسمح من طابقين مع وجود مكان لمماشية فيو نمط متوسط بين المسكن الريفي القديم وشقة المدينة ،ىذا إلى جانب وجود كثير من األدوات الحديثة بيذا المسكن[20]. -3
النمط الثالث في مناطق اإلحبلل :وبصفة خاصة عمى طول شارع داير الناحية وفى النطاق الحمقي
القديم نسبيا ويظير في شكل عمائر وأبنية من الطوب األحمر والخرسانة أو السقوف الخشبية.
يبمغ عدد المباني في ريف المحافظات المصرية 595949487مبنى حسب تعداد . 1986يبمغ متوسط عمر النمط العام لممباني الريفية 65عاما ويزداد متوسط عمر المباني الخرسانية إلى المائة عاما لؤلعمدة الحاممة وثمانين عاما لمحوائط الحاممة ذات األسقف الخرسانية .وتتوزع عمى النحو التالي]:[21 -1
مباني تتألف من األعمدة الخرسانية الحاممة واألسقف المسمحة أيضا وتشكل % 5997من جممة عدد
المباني.
-2
مباني من الحوائط الحاممة واألسقف الخرسانية وتشكل %19من جممة عدد المباني.
-3
مباني من الحوائط الحاممة واألسقف األخرى وتبمغ نسبتيا % 2198من جممة عدد المباني.
-4
مباني تتألف من الطوب النيئ والطين وتشكل ما يقرب من نصف ( )%5393من عدد المباني.
-5
مباني أخرى وتشكل %299من جممة عدد المباني.
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
14
دراسات ميدانية قامت بتمك الدراسة د .منى الفرنوانى] [22في عام 1989حول مدى تموث البيئة الريفية والعوامل واألسباب التي تقف وراء ذلك .وتقع قرية البراجيل في الشمال الشرقي من محافظة الجيزة وتتبع مركز اوسيم .ويبمغ عدد
سكانيا حوالي 13591نسمة .تبمغ المساحة الكمية القرية 1433فدان منيا 1176فدان اراض زراعية و224 فدان كتمة سكنية .وتبدأ حدود القرية من الشرق من نقطة مرور بشتيل المبلصقة لقرية ميت عقبة وغربا من حدودىا مع قرية كمبره وبرك الخيام ،وشماال من حدودىا مع مدينة اوسيم وقرية الكوم األخضر ،وجنوبا من حدودىا مع قرية المعتمدية .فيي أول قرية تمي قرية ميت عقبة التي ىي قمب مدينة امبابو التي تربط بدورىا بين
مدينتي القاىرة والجيزة .اسيم الموقع الجغرافي المتميز لمقرية -بالقرب من مدينتي القاىرة والجيزة -إلى جذب السكان الباحثين عن مسكن بسعر مناسب وبالقرب من العاصمة باإلضافة إلى جذب بعض أصحاب رؤوس األموال الراغبين في إقامة بعض المصانع الصغيرة والمتوسطة .ويمف القرية من الخارج طريق رئيسي (داير
الناحية) ويربطيا بالقرى والمدن المحيطة وقد تم رصفو سنة 1985وتمر عميو العربات ووسائل النقل المختمفة. ويخترق القرية طريق رئيسي واحد (الشارع الكبير) وعرضو 4أمتار تغطى معظمو األتربة والقاذورات .ويتفرع من الطريق الرئيسي عدة طرق فرعية وجانبية بطريقة عشوائية غير مرصوفة.
وتشير نتائج البحث الذي قامت بو د .منى الفرنوانى إلى أن الكتمة السكنية محاطة بالعديد من المصانع التي تمثل الحد الفاصل بين المساكن واألراضي الزراعية ووجود ىذه المصانع من األمور حديثة العيد التي بدأت في منتصف السبعينيات .وقد أدي زحف المصانع إلى ارتفاع أثمان األراضي السكنية في القرية مما أدى ببعض
أبنائيا إلى تبوير أرضيم الزراعية من اجل إقامة مساكن ومصانع عمييا .وعمى الرغم من أن تمك المصانع قد
فتحت أبواب العمل لمبعض من أبناء القرية إال أن أثارىا السيئة كانت اكثر من فوائدىا حيث ساىم وجودىا في ىجرة األبناء لمعمل الزراعي وتبوير المزيد من األراضي الزراعية .وكذلك امتؤلت بعوادم االحتراق التي تخرج من ىذه المصانع وتسبب تموثا ىوائيا.
وآدت األزمة السكانية في مدينتي القاىرة والجيزة إلى زحف العديد من سكانيما إلى القرية بحثا عن مسكن مبلئم
وبسعر ارخص .وظيرت فكرة تأجير المساكن وخاصة في وقت كانت القرية تعانى فيو من ضعف مواردىا االقتصادية .وقد اثر ذلك عمى شكل المسكن وتقسيمو الداخمي حيث اتجو البعض إلى بناء طاب أو طابقين فوق منازليم أو ىدميا وبنائيا بارتفاع رأسي من عدة طوابق .وتم االستغناء عن النمط التقميدي الذي يتميز بالفراغات الداخمية الواسعة لتبنى بدال منيا حجرات تؤجر لمغرباء.
وتعد الترعة الشرقية التي توجد في مدخل القرية أحد أىم الترع في القرية .ونظ ار الزدياد المساكن في ىذه المنطقة ،فقد قل استخدام مياىيا لرى األراضي الزراعية ،ومن ثم بدأت المياه تجف منيا .وساىم في ذلك أن
الترعة أصبحت مقمبا لممخمفات بكافة أشكاليا بدأ من المياه القذرة الناتجة عن االستخدامات المنزلية إلى العمب الفارغة واألواني المكسرة بل الخرق البالية ومخمفات تنظيف الخض اروات .وازداد تموث الترعة وانبعثت منيا
الروائح العفنة .وقامت األجيزة الحكومية بمحاولة ردم جزء من الترعة والزال األىالي يستخدمون الجزء المتبقي لمتخمص من المخمفات والسبب يرجع إلى عدم وجود جامعي قمامة أو حتى عمال نظافة لكنس شوارع القرية. وتتعرض المصارف لما ىو اخطر من الترع حيث أن مياه ىذه المصارف تستمد من فائض المياه التي تروى بيا األراضي الزراعية وىى تمتمئ بالقاذورات والحيوانات النافقة باإلضافة إلى سموم المبيدات التي ترش بيا
األراضي الزراعية ،ويعاد استخدام مياه تمك المصارف في ري األراضي الزراعية مرة أخرى .ولعدم وجود شبكة
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
15
صرف صحي تعتمد القرية في تصريف مخمفاتيا عمى نزحيا بعد تخزينيا في ترنشات كل ثبلث أو أربع أيام. وتقوم عربات اإلزاحة بتفريغ حموالتيا في مصارف القرية.
وتمقى السيدات في الشوارع المخمفات المنزلية والماء المتسخ المتخمف عن غسيل المبلبس واألواني ,ويعرض بيا الباعة الجائمين العديد من أنواع المأكوالت عمى أقفاص الجريد مكشوفة لمعديد من أنواع التموث والحشرات.
ويتجمع أعداد كبيرة من الباعة الجائمين أمام أبواب المدارس وخارج أسوارىا لبيع جميع أنواع األطعمة لمتبلميذ. وتوصى الدراسة التي قامت بيا د .منى الفرنوانى بزيادة خدمات البنية األساسية لمبيئة القروية ووضع أولويات
ليذه الخدمات واثارة الوعي الصحي داخل القرية بكافة الطرق الممكنة بدءا من أجيزة اإلعبلم إلى األجيزة األكثر تخصصا وخاصة األجيزة التعميمية كالمدارس لما ليا من دور بالغ األىمية في تنشئة النشء وبث األسس العامة لمنظافة بينيم. وقتل التموث اإلحساس بالنقاء الذي كانت القرية تتمتع بو في الماضي القريب.
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
16
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
17
نتائج البحث مظاهر وأسباب التموث البصري في القرية المصرية قديما وحديثا إن مظاىر التموث البصري في البيئة العمرانية ترجع جميعيا إلى أسباب اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية يمر بيا األفراد والجماعات .ال يمكن فيم تمك المظاىر إال بدراسة تمك األبعاد وتطورىا التاريخي فقد يبدو من النظرة األولى أن البيئة العمرانية في القرية المصرية القديمة كانت بيئة مموثة بصريا بل وماديا أيضا إال أن تحميل عناصر تمك البيئة العمرانية يظير مدى تأثير العوامل االجتماعية والثقافية في تشكيل البيئة العمرانية.
فقد تطورت البيئة العمرانية في القرية المصرية من بيئة عمرانية محمية تتميز بالبساطة والتمقائية وتمبية التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
18
المتطمبات االجتماعية والثقافية إلى بيئة عمرانية تؤثر فييا العديد من المتغيرات االقتصادية واالجتماعية التي أدت إلى ظيور أنماط عمرانية لم تكن موجودة في القرية المصرية من قبل.
المخمفات البيئية في القرية المصرية وقد ارتبطت بعمميات التحديث في الثمث األخير من القرن العشرين انحسار كبير لمدور اإلنتاجي لممسكن الريفي خاصة والقرية المصرية عامة .وتم التخمي عن عدد من الصناعات المنزلية التي كانت تستفيد من المخمفات البيئية .تم االستغناء عن صناعة الخبز الريفي من الذرة بعد التحول إلى استيبلك الخبز المصنوع من دقيق القمح من األفران العامة والخاصة .كذلك تم التخمي عن اإلنتاج المنزلي لمحيوانات الداجنة التي كانت تعتمد في
غذائيا عمى بقايا غذاء اإلنسان والحقل .تناقص بالتالي االستخدام المنتج لمنفايات الريفية مما يترتب عميو إىدار لمطاقات من ناحية وتراكم المردود السمبي ليذه النفايات .تم االستغناء عن مخمفات الحقل من حطب القطن وقش الذرة واألرز واالستغناء عن تصنيع الوقود (الجمة) من روث البيائم وبالتالي ظمت ىذه النفايات بدون استخدام أو مردود إيجابي باإلضافة إلى أن بقائيا ىكذا بدون استخدام يؤدى إلى مشاكل بيئية .وساعد استخدام األسمدة الكيماوية والتخمي عن استخدام األسمدة العضوية إلى تراكم المخمفات العضوية في المساكن الريفية.
تغير أنماط االستيبلك واالستثمار في القرية المصرية
ومن آثار سياسة االنفتاح ،كما تشير د .امانى عزت طوالن] ،[23التوسع في اليجرة إلى الببلد العربية لمعمل السريع والعودة مرة أخرى إلى القرية ،مما أدي إلى انتشار بعض القيم االستيبلكية والترفيو في الريف المصري. ويشير إلى ذلك منصور مغاورى حيث يقول أن االنفتاح االقتصادي وىجرة العمالة المصرية إلى البمدان العربية
قد أثر في غمر السوق المحمية بالسمع الكمالية فيما بعد عام 1974وبالتالي انتشار وتغمغل عناصر نمط
االستيبلك الترفى بين الطبقات الغنية في الريف المصري وتعميق اثر عامل المحاكاة ومواجية االنبيار بالسمع الكمالية المعمرة وغير المعمرة التي غمرت األسواق المصرية مما زاد قوى االستيبلك في المجتمع بصفة عامة وتغير نمط االستيبلك الريفي بصفة خاصة [24].فاألسرة التي ليا حقل صغير جدا أو ال تمتمك أراض زراعية يياجر بعض أفرادىا إلى الببلد العربية لمعمل والحصول عمى دخل سريع يمكنيا من اقتناء السمع الكمالية
كأجيزة التسجيل والفيديو والتميفزيون التي تعطى بعدا اجتماعيا وىميا ليذه الطبقة ويخفى الفجوة بين الحائزين لؤلرض الزراعية والمعدمين .وتشير د .أماني عزت طوالن إلى أن ىؤالء الميجرين يتجيون بفائض دخوليم إلى بناء منزل عمى الطريقة الحديثة (بالمسمح) أي أن االستثمار يكون خارج العممية الزراعية] ،[25فاليدف األساسي من السفر ىو االستثمار لشراء ارض لمبناء عمييا في حين كان اليدف األول لمفبلح في القرية
المصرية القديمة زيادة أرضو الزراعية عمى حساب االحتياجات االجتماعية األخرى وأوليا المسكن .ومن أقوال
أحد المبحوثين في الدراسة التي قامت بيا د .امانى طوالن" :لو أتوفر معايا فموس آخر السنة اشترى كماليات البيت اشترى ثبلجة ومروحة اصل األرض بقت غالية دلوقتى" .ومن أىم ما أكدتو تمك الدراسة الميدانية كما تقول د .امانى طوالن]:[26
إن معظم المصريين (العمالة الزراعية خاصة) حينما يتجيون إلى الببلد العربية إلحضار مدخرات نجدىم بعد
رجوعيم ينفقون ىذه المدخرات عمى بناء منزل عمى الطريقة الحديثة .ومن الممكن ان يستيمك بناء منزل فترة عمل كاممة من الشخص في الببلد العربية حتى أصبحنا نشاىد في معظم القرى المصرية كردون خارجي من المنازل الحديثة التي بناىا العاممون في الببلد العربية .واعتقد أن ىذه الظاىرة ليست الن ىناك ندرة في المساكن
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
19
فغالبا ما يكون لؤلشخاص الذين قاموا بالبناء منازل أخرى مبنية في نفس القرية .ولعل تمك الظاىرة تكشفالحرمان التاريخي في افتقاد المسكن المبلئم.
فقدان الهوية والشعور باالنتماء انتشرت حالة من البلمباالة والتسيب وضعف االنتماء لؤلرض لعدم وجود روح المنافسة إال في شراء السمع الكمالية و السعي إلى اليجرة وتأجير أو رىن األرض .وظيرت حالة فقدان االنتماء في استباحة واىمال الممكية العامة لحساب الممكية الخاصة و إعبلء المصمحة الشخصية فوق المصمحة العامة .ويظير ذلك جميا في التناقض الشديد بين االىتمام إلى حد اإلسراف عمى ما ىو داخل حدود الممكية الخاصة واىمال ما ىو خارج نطاقيا ويقع في الممكية العامة ،وىى الظاىرة المتوفرة أيضا في المدينة المصرية.
تحول البيئة العمرانية في الريف من "قرية إلى مدينة" أدت اليجرة الداخمية من القرية إلى المدينة لمعمل فييا والعودة مساءا أو بعد فترة قصيرة إلى الرغبة في محاكاة أساليب الحياة واألنماط االستيبلكية في المدينة .ومثمما ظيرت أعراض التريف في كثير من المدن المصرية وخاصة مدينة القاىرة التي أصبحت تحتوى عمى العديد من المناطق المتريفة في قمب المدينة زحفت المدينة عمى الريف وظيرت بو العديد من مظاىر المدينة وأنماطيا االستيبلكية حتى أن بعض القرى القريبة من
المراكز الحضرية قد تحولت إلى مناطق حضرية .ويشير د .حسن الخولى] [27إلى أن التقدم الكبير الذي ط أر عمى وسائل النقل والمواصبلت ووسائل االتصال الجماىيري قد أدي إلى ظيور نوع جديد من العبلقات بين الريف والحضر وىى عبلقات تقوم عمى االعتماد المتبادل والتقارب الكبير بينيما .أن "القروية" و"الحضرية" كمتاىما موقف عقمي ونظرة خاصة لمعالم وطريقة حياة فيناك أفراد وجماعات يقيمون في مناطق قروية ويزاولون
أعماال زراعية ولكنيم يتسمون بنظرة حضرية لمحياة والعالم ،كما أن ىناك كثير من سمات السموك والوعي الريفية لدى بعض أبناء اكثر المناطق تحضرا.
مما سبق نستطيع القول انو باإلضافة إلى تأثيرىا المباشر عمى اإلنسان فان مظاىر التموث البصري ىي دالئل عمى وجود أنواع التموث البيئي األخرى .فرؤية األدخنة المنبعثة من المصانع يشير إلى وجود تموث ىوائي
ورؤية العديد من السيارات ووسائل النقل المختمفة باإلضافة إلى رؤية االختناقات المرورية يشير إلى وجود عادم
سيارات كثيف وضوضاء .ورؤية القمامة والقاذورات المنتشرة في الطرق يشير إلى وجو مكان مناسب النتشار األمراض واألوبئة ورؤية الحيوانات النافقة في مصادر المياه يشير إلى وجود تموث مائي خطر عمى اإلنسان والزراعة .التموث البصري يشير إلى بداية العديد من األنواع األخرى من التموث.
التوصيات واالقتراحات يتطمب إعادة بناء القرية اقتصاديا واجتماعيا إعادة بنائيا وتطويرىا عمرانيا ،فكما قدمت الدراسات الميدانية لمقرية وكما نعرفيا جميعا ال يمكن أن تتناسب ومتطمبات الحياة الدنيا لئلنسان في كثير من جوانبيا .فمن المبلحظ ونحن في نياية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين ىناك داخل القرية مازالت القاذورات بأكواميا وما يعيش فييا من ذباب وناموس قائمة .والمنازل بجدرانيا المتيدمة وبحوانيتيا والطرق بطينيا وروثيا و تعرجاتيا مازالت أيضا قائمة من آالف السنين .وقد آن األوان فعبل أن تختفي تمك الظواىر من القرية[28].
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
23
وقد أوردت الدراسة] [29التي قام بيا معيد التخطيط القومي في يونيو 1981عدد من المقومات الرئيسية التي يجب عدم تجاىميا عند إعادة بناء القرية المصرية أىميا:
التكامل من خبلل برامج الدولة لمتنمية الريفية المتكاممة (مثل برنامج شروق] [30الذي تتبناه و ازرة
-
التنمية الريفية) والتوعية بأىمية البيئة العمرانية وكيفية التعامل معيا باعتبارىا الوعاء األساسي لمتنمية البشرية بمختمف أنواعيا. -1
أن تطوير القرية المصرية بمرافقيا الخدمية واإلنتاجية ومساكنيا وحتى أثاث المنزل يجب أن يتناسب مع
مراحل تطوير القرية ،كما يجب أن ينبع االختيار من داخل القرية ذاتيا أي حسب ما يفرضو الذوق العام لسكان
القري ة .وذلك انو ميما كانت القيمة الحقيقية أو ارتفاع تكمفة المباني أو التوغل في التحديث بما ال يتماشى مع ذوق القرية نفسيا فان ذلك يصبح استثما ار بدون عائد. -2
أن مساىمة األفراد تصبح مشتتة إذا جاءت فرادى .فمتحقيق المساىمة الحقيقية من أىل القرية يتطمب
األمر إنشاء جمعيات تعاونية لئلسكان لتجميع الجيود الذاتية لسكان القرية في مجال بناء المساكن عمى ان
تكون في وسعيا الحصول عمى مساعدات من المستويات المحمية األعمى بل والمركزية أيضا كمما كان ذلك
ممكنا. -3
االعتماد بالقدر المستطاع عمى موارد البناء المحمية في عمميات البناء والتأثيث وان تكون المواد األولية
ومستمزمات البناء من إنتاج محمى (مستوى القرية -المركز -المحافظة) أوال ومن اإلنتاج القومي ثانيا. -
ويوصى د .جمال عبد الغنى ود .حازم عويس باالىتمام بالتربية الجمالية لتنمية االدراك البصري
لمجماليات لدى المواطنين عامل ىام وفعال ويجب االىتمام بو منذ الطفولة المبكرة لتعويد الطفل عادات حسية في الرؤية وادراك الجمال .والعامل اآلخر المؤثر وال يقل فاعمية عن التنشئة ىو وسائل اإلعبلم ذات القدرة الغير محددة لمتوصيل والتحكم في بث واشاعة الجمال عن طريق الصورة المرئية. -
أىمية تشجيع المشاركة الشعبية في اتخاذ الق اررات الخاصة بتخطيط وبناء القرية المصرية وكذلك
المشاركة الشعبية في البناء والتنفيذ. -
إدخال نمط القرى السياحية الريفية داخل مكونات البلندسكيب الريفي والزراعي [31].فباإلضافة
ألنماط السياحة األثرية والساحمية المنتشرة في مصر يمكن إضافة نمط السياحة الريفية. -
إجراء أبحاث متعمقة ومسحية لمقرى المصرية لمتعرف عمى التغيرات التي تط أر عمى البيئة العمرانية
في القرية المصرية ومظاىر التموث البصري بيا من خبلل محاور البحث المقترحة ألبحاث الماجيستير والدكتوراة.
اقتراحات أبحاث مستقبمية المشكمة ليست إمكانيات فقط ،بل ىي ثقافة تحتاج إلى قدر كبير من االىتمام والدراسة لفيم رؤى الناس ،وطرق تفكيرىم ،حتى نتمكن من إيجاد الحل[32].
يضم الريف المصري اكثر من نصف سكان مصر وىناك حاجة ممحة لتوجيو العديد من األنشطة البحثية في
كافة التخصصات لعمل الدراسات المتكاممة المتعددة التخصصات ) (inter-disciplinaryفيو .وتتضمن ما يمي: -
دراسات مسحية لقرى مصر باختيار عينات لمبحث من الوجيين القبمي و البحري لمتعرف عمى
األوجو المختمفة لمتغيرات التي تمر بيا القرى المصرية.
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
21
-
دراسات حالة لقرى مصرية لتوفير فيم متعمق لمتغيرات التي تمر بيا القرى المصرية
-
دراسات مقارنة مع القرى في الدول األخرى وخاصة دول العالم الثالث التي تمر بنفس التغيرات
االقتصادية واالجتماعية. *******
المراجع .1مجموع مختارة من المراجع العربية -
أماني عزت طوالن .د .القرية بين التقميدية والحداثة .دار المعارف الجامعية.1985 .
-
البرنامج القومي لمتنمية الريفية المتكاممة "شروق" .و ازرة اإلدارة المحمية ،جياز بناء وتنمية القرية
-
حازم عويس د .ود .مجدي عبد الغنى .عناصر تنسيق الموقع والتموث البصري .المجمة المعمارية
المصرية .يوليو .1996
العممية ،كمية اليندسة المعمارية ،جامعة بيروت العربية .العدد السابع سنة .74-69 .1993 .1992 -
حسن الخولى .د .الريف والمدينة في مجتمعات العالم الثالث .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية. عمى شمبى .د .الريف المصري في النصف الثاني من القرن التاسع عشر . 1891-1847دار
المعارف.1983 . -
غريب محمد سيد احمد د .ود .نادية عمر ود .ناجى بدر ابراىيم ود .حمدى عمى احمد ود .السيد
شحاتو السيد .دراسات أسرية وتربوية .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية.1997 . -
فتحي محمد مصيمحى .د .بين مشاكل التنمية الشاممة وتخطيط القرية المصرية .المعمور المصري
في مطمع القرن (.1993 .)21 -
كمال الجنزورى .د .األبعاد الرئيسية لتطوير وتنمية القرية المصرية .قضايا التخطيط والتنمية في
مصر :رقم ( .)17معيد التخطيط القومي ،جميورية مصر العربية.1981 . -
مجدى محمد رضوان د .و م .محمد عبد السميع عيد .تأثير النمو الحضري عمى البيئة العمرانية
لممدن بالدول النامية .المؤتمر األول لمبحوث اليندسية .1991 -
محمد الجوىري د .و د .عمياء شكري .البيئة والمجتمع :دراسات اجتماعية وأنثروبولوجية ميدانية
لقضايا البيئة والمجتمع .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية.1995 . -
سامى عمى كامل .د .المون في القرية المصرية .عالم البناء :العدد .36أغسطس .1983
-
محمد عاطف غيث د .و د .غريب سيد احمد .المجتمع الريفي .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية.
-
محمد حجازى .د .جغرافية االرياف .دارالفكر العربي.1982 .
.1988 -
محمود عودة د .ود .السيد الحسينى .مجتمع القرية في الدول النامية :اتجاىات نظرية وبحوث
واقعية .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية.1997 .
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
22
دراسة لبعض آثار تغير ايكولوجية القرية: تموث البيئة الريفية. د.منى ابراىيم حامد الفرنوانى
-
مجموعة من. دراسات اجتماعية وأنثروبولوجية ميدانية لقضايا البيئة والمجتمع: في البيئة والمجتمع.المصرية .1995 . االسكندرية. دار المعرفة الجامعية. عمياء شكري. محمد الجوىري و د.الباحثين تحت إشراف د
دراسات: في البيئة والمجتمع. متغيرات البيئة الفيزيقية واالجتماعية لنوعية الحياة. د.ىناء الجوىري
-
محمد الجوىري. مجموعة من الباحثين تحت إشراف د.اجتماعية وأنثروبولوجية ميدانية لقضايا البيئة والمجتمع .1995 . االسكندرية. دار المعرفة الجامعية. عمياء شكري.و د مجموعة مختارة من المراجع األجنبية.2 -
Farmer, Ben and Louw Hentie eds., Companion to Contemporary Architectural Thought, Routledge, London and New Haven, 1993. Farmer, Ben, Needs and Means, in Farmer, Ben and Louw Hentie eds., Companion to Contemporary Architectural Thought, Routledge, London and New Haven, 1993 Geertz, Clifford, Deep Play, in Interpretive Social Science, edited by Paul Rabinow and William M. Sullivan, University of California Press, Berkeley, Los Angeles, London, 1979. Geertz, Clifford, Local Knowledge, Basic Books, Inc., New York, 1983. Geertz, Clifford, The Interpretation of Culture, Basic Books, Inc., Harper Torchbooks, 1973 Habraken, N. J., Supports: An Alternative to Mass Housing, translated from the Dutch by B. Valkenburg Ariba, The Architectural Press, London, 1972. Marcus, George E. and Michael M. J. Fisher, Anthropology as Cultural Critique: An Experimental Moment in the Human Sciences, The University of Chicago Press, Chicago and London, 1986. Oliver, Paul, ed., Shelter and Society, Frederick A. Praeger, Publishers, New York, Washington, 1969. Rapoport, Amos, House Form and Culture, Prentice-Hall, Inc., Englewood Cliffs, N.J, 1969. Rapoport, Amos, On The Cultural Responsiveness of Architecture, Journal of Architectural Education 41/1, Fall 1987. Rudofsky, Bernard, Architecture Without Architects, The Museum of Modern Art. Distributed by Doubleday & Company, Inc, Garden City, New York, 1964. Steele, James ed., Architecture for a Changing World, Academy Editions, 1992. Spyer, Geoffrey, Architect and Community, Peter Owen, London, 1971.
المصادر
. جياز بناء وتنمية القرية المصرية، و ازرة اإلدارة المحمية."[ البرنامج القومي لمتنمية الريفية المتكاممة "شروق1] .9 . ص.1996 يوليو .21 . ص.1982 . المكتب الجامعي الحديث. دراسة اجتماعية ريفية مبسطة: الريف. حسن عمى حسن- [2] .35 . ص.1982 . دار الفكر العربي. جغرافية األرياف. محمد حجازى. د- [3]
23
ياسر عثمان محرم. د- التموث البصري وتطور القرية المصرية
] - [4حسن عمى حسن .الريف :دراسة اجتماعية ريفية مبسطة .المكتب الجامعي الحديث .1982 .ص-43 . .41
] - [5د .محمود عودة ود .السيد الحسينى .مجتمع القرية في الدول النامية :اتجاىات نظرية وبحوث واقعية .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية .1997 .ص.144 . ] - [6د .فتحى محمد مصيمحى .بين مشاكل التنمية الشاممة وتخطيط القرية المصرية .المعمور المصرى فى مطمع القرن ( .)21ص.118 .
] - [7د .محمود عودة ود .السيد الحسينى .مجتمع القرية في الدول النامية :اتجاىات نظرية وبحوث واقعية .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية .1997 .ص.194 . ] - [8د .محمود عودة ود .السيد الحسينى .مجتمع القرية في الدول النامية :اتجاىات نظرية وبحوث واقعية .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية .1997 .ص.195 . ] - [9د .فتحى محمد مصيمحى .بين مشاكل التنمية الشاممة وتخطيط القرية المصرية .المعمور المصرى فى مطمع القرن ( .1993 .)21ص183 .
] - [10د .عمى شمبى .الريف المصري في النصف الثاني من القرن التاسع عشر . 1891-1847دار المعارف .1983 .ص.69 . ] - [11د .فتحى محمد مصيمحى .بين مشاكل التنمية الشاممة وتخطيط القرية المصرية .المعمور المصري في مطمع القرن ( .1993 .)21ص.238 .
] - [12د .فتحى محمد مصيمحى .بين مشاكل التنمية الشاممة وتخطيط القرية المصرية .المعمور المصري في مطمع القرن ( .1993 .)21ص214 . ] - [13الجياز المركزي لمتعبئة واإلحصاء .الكتاب اإلحصائي السنوي لجميورية مصر العربية .يوليو .1983 ص.9 .
] - [14د .فتحى محمد مصيمحى .بين مشاكل التنمية الشاممة وتخطيط القرية المصرية .المعمور المصري في مطمع القرن ( .1993 .)21ص293 . ] - [15د .محمد عاطف غيث و د .غريب سيد احمد .المجتمع الريفي .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية. .1988ص.334 .
] - [16د .محمد عاطف غيث و د .غريب سيد احمد .المجتمع الريفي .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية. .1988ص.336 . ] [17د .محمد عاطف غيث و د .غريب سيد احمد .المجتمع الريفي .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية. .1988ص.337 .
] - [18د .محمد عاطف غيث و د .غريب سيد احمد .المجتمع الريفي .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية. .1988ص.353 . ] - [19د .محمد عاطف غيث و د .غريب سيد احمد .المجتمع الريفي .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية. .1988ص.355 . ] [20د .امانى عزت طوالن .القرية بين التقميدية والحداثة .دار المعارف الجامعية .1985 .ص.343 . ] [21د .امانى عزت طوالن .القرية بين التقميدية والحداثة .دار المعارف الجامعية .1985 .ص.343 .
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
24
] - [22د .منى ابراىيم حامد الفرنوانى .تموث البيئة الريفية :دراسة لبعض آثار تغير أيكولوجية القرية المصرية .في البيئة والمجتمع :دراسات اجتماعية وأنثروبولوجية ميدانية لقضايا البيئة والمجتمع .مجموعة من
الباحثين تحت إشراف د .محمد الجوىري و د .عمياء شكري .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية .1995 .ص.
.155 ] - [23د .امانى عزت طوالن .القرية بين التقميدية والحداثة .دار المعارف الجامعية .1985 .ص.177 . ] - [24منصور مغاورى .االنفتاح االقتصادي وآثاره عمى المجتمع الريفي .ندوة التحوالت في المجتمع الريفي .ص.16،17 .
] - [25د .امانى عزت طوالن .القرية بين التقميدية والحداثة .دار المعارف الجامعية .1985 .ص.322 . ][26
د .امانى عزت طوالن .القرية بين التقميدية والحداثة .دار المعارف الجامعية .1985 .ص.411 .
] - [27د .حسن الخولى .الريف والمدينة في مجتمعات العالم الثالث .دار المعرفة الجامعية .االسكندرية. .1992ص.135 .
] [28د .كمال الجنزورى .األبعاد الرئيسية لتطوير وتنمية القرية المصرية .قضايا التخطيط والتنمية في مصر :رقم ( .)17معيد التخطيط القومي ،جميورية مصر العربية .1981 .ص.133 . ] [29د .كمال الجنزورى .األبعاد الرئيسية لتطوير وتنمية القرية المصرية .قضايا التخطيط والتنمية في مصر :رقم ( .)17معيد التخطيط القومي ،جميورية مصر العربية .1981 .ص.133 .
] - [30البرنامج القومي لمتنمية الريفية المتكاممة "شروق" .و ازرة اإلدارة المحمية ،جياز بناء وتنمية القرية المصرية .يوليو .1996 ] - [31د .فتحى محمد مصيمحى .بين مشاكل التنمية الشاممة وتخطيط القرية المصرية .المعمور المصري في مطمع القرن ( .1993 .)21ص.2 .
] - [32د .سعاد عثمان احمد .بعض مظاىر اليدر البيئي في مجال الصحة :دراسة استطبلعية بإحدى قرى بحيرة قارون .في البيئة والمجتمع :دراسات اجتماعية وأنثروبولوجية ميدانية لقضايا البيئة والمجتمع .مجموعة من الباحثين تحت إشراف د .محمد الجوىري و د .عمياء شكري .دار المعرفة الجامعية. االسكندرية .1995 .ص.388 .
التموث البصري وتطور القرية المصرية -د .ياسر عثمان محرم
25