خربشات 2

1

‫ﺧَﺮﺑﺸﺎت‪²‬‬ ‫ﺟَﻬﺎن ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ‬

‫دار اﻟﺰﻧﺒﻘﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ اﻟﺤﺮ‬ ‫‪2‬‬

‫ﺧرﺑﺷﺎت ‪2‬‬ ‫اﺻدار اﻟﻛﺗروﻧﻲ ‪ ، 2014‬ﻛل ﺣﻘوق اﻟﺗﺻﻣﯾم ﻣﺣﻔوظﺔ ﻟﻠدار وﻟﻠﻛﺎﺗﺑﺔ ‪.‬‬ ‫اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ واﻟﻠوﻏو ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟدار اﻟزﻧﺑﻘﺔ ﻟﻠﻧﺷر اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﺣر ‪.‬‬ ‫اﻟﺧط اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟداﺧﻠﻲ اﻻول ﺧط ﺷﺑﻛﺔ ﺧراﺑﯾش ‪.‬ﺣﻘوق اﻟﺧط ﺗﺎﺑﻌﮫ ﻟﮭﺎ ﻣﻊ اﺗﺎﺣﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ﻏﯾر اﻟﺗﺟﺎري ‪.‬‬

‫ﯾﺟوز اﻋﺎدة اﻟﻧﺷر ووﺿﻊ رواﺑط ﺗﺣﻣﯾﻠﮫ واﻋﺎدة ﺗﺣﻣﯾﻠﮫ دون اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺗﺟﺎري ﺣﺳب‬ ‫ﻗواﻧﯾن اﻻﺑداع اﻟﻣﺷﺎع اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑـ ‪ creative commons‬ﻧﺳﺧﺔ رﻗم ‪. 4.00‬‬

‫اﻟﻧص اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻣﺟﻣوع ﻣﻘﺎﻻت اﻟﻛﺎﺗﺑﺔ ﺟﮭﺎن ﺳﻣرﻗﻧد ﺗﺣت اﺳم )ﺧرﺑﺷﺎت ‪2014 © (2‬‬ ‫ﺟﮭﺎن ﺳﻣرﻗﻧد ‪ ،‬دار اﻟزﻧﺑﻘﺔ ﻟﻠﻧﺷر اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﺣر ‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫~ﺗوطﺋﺔ~‬ ‫ھذا اﻟﻛﺗﺎب ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﺟﻣﯾﻊ ﻟﻣﻘﺎﻻت ﻛﻧت ﻗد ﻛﺗﺑﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬أو ﺗﺑﻌﺎ ﻷﺣداث و‬ ‫ظروف ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣدﻓوﻋﺔ ﺑ زﺧم اﻟﻠﺣظ ﺔ و ﺗﮭ ﯾّﺞ اﻟﻣﺷ ﺎﻋر و ﺗﻘﻠ ّﺑ ﺎت اﻟﻣ زاج‪ ،‬ﻓﺟ ﺎءت اﻟﻣﻘ ﺎﻻت‬ ‫ﻣزﯾﺟﺎ ﺑﯾن ﺗﺷﺎؤم ﻣﻔرط و ﺗﻔﺎؤل ﺣذر‪ ،‬ﺑﯾن إﺣﺑ ﺎط ﻣﺑ رر و أﻣ ل رﻓﯾ ﻊ ﯾﺷ ق ﺑﺻﯾﺻ ﮫ ﻋﺗﻣ ﺔ‬ ‫اﻟواﻗ ﻊ‪ ،‬و ﻣ ﺎ ﻣ رد ﻛ ل ھ ذا إﻻ ﻟﺗﻔﺎﺻ ﯾل ﯾوﻣﯾ ﺔ أﺟ دھﺎ ﻋﺎﻟﻘ ﺔ ﺑ ﻲ ﻓ ﻲ آﺧ ر ﯾ وﻣﻲ‪ ،‬ﻓﺄﻧزﻋﮭ ﺎ‬ ‫اﻧﺗزاﻋﺎ و أﺑﻌﺛرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟورق ﻛﯾﻔﻣﺎ اﺗﻔق‪.‬‬ ‫ھ ذه اﻟﻣﻘ ﺎﻻت ھ ﻲ ﻧﺳ ﯾﺞ ﻣ ن رؤﯾﺗ ﻲ ﺣ ول ﻣواﺿ ﯾﻊ و أﺣ داث‪ ،‬ﻻ أدﻋ ﻲ أﻧﮭ ﺎ ﺟ ﺎءت ﻧﺗﺎﺟ ﺎ‬ ‫ﻟﺧﺑرة طوﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺑل ھﻲ ﻣﺟرد ﺗﺻورات ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺷﻛﻠﺗﮭﺎ ﻋﻧﮭﺎ و ﺗﺑﻘﻰ داﺋﻣ ﺎ ﻋرﺿ ﺔ‬ ‫ﻹﻋﺎدة اﻟﻧظر و اﻟﺗدﺑر‪ ،‬ذﻟك أن اﻟﺣﯾﺎة ﺗﻠﻘﻧﻧﺎ ﻛل ﯾوم ﺷﯾﺋﺎ ﺟدﯾدا و ﺗﻣﻧﺣﻧﺎ ﺧﺑرة ﺟدﯾ دة ﺗزﯾ دﻧﺎ‬ ‫ﻧﺿﺟﺎ و وﻋﯾﺎ‪ ،‬و إﻧﻣﺎ ﻛﺗﺑﺗﮭﺎ ﻷﺷﮭد اﻟﺗﺎرﯾﺦ إﻧﻲ ﻣررت ﯾوﻣﺎ ﻣن ھﻧﺎ‪ ،‬و ﺗﻛون ﻟﻲ أﻣﺎم ﻧﻔﺳﻲ‬ ‫ﺣﺟ ﺔ ﻋ ن ﺗﻘ دﻣﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺣﯾ ﺎة و ﺗﻐﯾ ري‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣﯾ ﺎة ﺣرﻛ ﺔ و اﻟﻣ وت ﺳ ﻛون‪..‬و إن ﻛﻧ ت ﻏﯾ رت‬ ‫ﺑﻌﺿﺎ ﻣن آراﺋﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدﺋﻲ أﺷد ﺗﺷﺑﺛﺎ‪..‬‬ ‫و ﻗد اﺧﺗرت ﻟﮭﺎ ﻋﻧواﻧ ﺎ " ﺧرﺑﺷ ﺎت ‪ "٢‬ﻛﺟ زء ﺛ ﺎﻧﻲ ﻷول إﺻ دار ﻟ ﻲ " ﺧرﺑﺷ ﺎت" و اﻟ ذي‬ ‫ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﺑدأ‪ ،‬و ھو ﺗﺟﻣﯾﻊ ﻟﻣﻘﺎﻻت ‪..‬و ﻟم أﺟد ﻟﮫ ﻣن ﻋﻧوان ﻣﻧﺎﺳب ﻏﯾر ھذا ﻷﻧﮭ ﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧت ﺑﺎﻟﻔﻌل ﺧرﺑﺷﺎت ﻋﻠﻰ ﺣﯾطﺎن ﺷﺑﻛﺎت اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻛطﻔل ﺻﻐﯾر ﻟم ﯾ ﺗﻌﻠم ﺑﻌ د‬ ‫اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﯾﻣﺳ ك طﺑﺷ ورا و ﯾﺧ رﺑش ﻋﻠ ﻰ اﻟﺣﯾط ﺎن ﻟﯾﻌﺑ ر ﻋ ن أﺷ ﯾﺎء ﻟ م ﯾﺟ د ﻣ ن ﺳ ﺑﯾل آﺧ ر‬ ‫ﻟﻠﺗﻌﺑﯾ ر ﻋﻧﮭ ﺎ ﻏﯾ ر ھ ذا‪ ،‬ﻓ ﺄرﺟو أن ﺗﻛ ون ھ ذه اﻟﺧرﺑﺷ ﺎت ﻋﻧ د ﺣﺳ ن ظ ﻧﻛم و ﻓ ﻲ ﻣﺳ ﺗوى‬ ‫ﻗراءاﺗﻛم‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫"ﻋﻠﻰ ﻗدر ﺣﻠﻣك ﯾﺗﺳﻊ اﻟﻛون‪"..‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﻗدر ﺣﻠﻣك ﯾﺗﺳﻊ اﻟﻛون‪..‬‬ ‫ﻋﺑﺎرة راﺋﻌﺔ ﻣن أﺟﻣل ﻣﺎ ﻗرأت‪ ،‬ﻟﻛن اﻟﺳؤال اﻟذي ﯾﺗﺑﺎدر إﻟﻰ ذھﻧﻲ‪ ،‬ھل ﯾﺗﺳﻊ ﻟﻧﺎ اﻟﻛون ﻓﻲ‬ ‫أﺣﻼﻣﻧﺎ أم ﻓﻲ واﻗﻌﻧﺎ‪..‬‬ ‫ﯾﺑدو أﻧﮫ ﯾﺗﺳﻊ ﻓﻘط ﻓﻲ أﺣﻼﻣﻧﺎ‪ ،‬ذﻟك أن اﻟواﻗﻊ ﯾﻛرس ﻣﻧطﻘﺎ آﺧر‪:‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻗدر ﺟﮭﻠك ﯾﺗﺳﻊ اﻟﻛون‪..‬ﺗﻣﺗد اﻷﻓﺎق و ﺗﻔﺗﺢ اﻷﺑواب‪..‬‬ ‫ﻧﻌم إﻧﮫ اﻟواﻗﻊ‪ ،‬و ھو " واﻗﻊ" ﻷﻧﮫ وﻗﻊ ﺑﻛل ﺛﻘﻠﮫ ﻋﻠﯾﻧﺎ‪..‬‬ ‫و ھﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻠم ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ و اﻷدﺑﺎء ﻓﺄﻓﺎﺿوا و أﺳﮭﺑوا‪ ،‬و ﻣ ﻊ ذﻟ ك ﻟ م ﺻ ﻠوا ﻟﻔﮭ م‬ ‫ﻛﻧﮭﮭﺎ‪..‬‬ ‫ﻓﺟﺎء أﺣد ﺣﻛﻣﺎء ھذا اﻟﻌﺻر و ﺗوﺻل أﺧﯾرا إﻟﻰ ﻋﺑﺎرة ﺗﺧﺗﺻر ﻣﻔﮭوم اﻟﺣﯾﺎة و ﺗﺟردھﺎ ﻣن‬ ‫ﻛل ﺗﻌﻘﯾداﺗﮭﺎ‪ ،‬و ﻗد ﻋﺑر ﻋﻧﮭﺎ ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻌﻠم و اﻟﺣﺿﺎرة‪ ،‬ﻟﻐﺔ ﻓوﻟﺗﯾر‪..‬ﺗﻘول اﻟﻌﺑﺎرة ‪:‬‬ ‫‪On va s’aimer, on va danser..Oui c’est LA VIE‬‬ ‫ﻧﻌم إﻧﮭﺎ اﻟﺣﯾﺎة‪..‬و إﻧﮭﺎ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﻲ ﺻﻔق ﻟﮭ ﺎ اﻟﺟﻣﯾ ﻊ ﻛﺎﻛﺗﺷ ﺎف ﻋظ ﯾم و إﺟﺎﺑ ﺔ ﻟﺗﺳ ﺎءل ظ ل‬ ‫ﯾؤرق اﻟﺑﺷر طﯾﻠﺔ ﻗرون‪..‬‬ ‫ھذا اﻟذي ﻟم ﯾﺣظ ﻣن اﻟﻌﻠم إﻻ ﯾﺳﯾره ذاع ﺻﯾﺗﮫ ﻣﺷﺎرق اﻷرض و ﻣﻐﺎرﺑﮭﺎ ‪..‬‬ ‫و رﻓﻊ ﺻوﺗﮫ ﻟﯾرﻓﻊ ﺑﮫ ﺑﯾﺗﺎ ﻻ ﻋﻣﺎد ﻟﮫ‪....‬‬ ‫ذﻟك اﻟﺑﯾت اﻟذي ﻟم ﯾرﻓﻊ ﯾوﻣﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﻌﻠم ‪..‬‬ ‫" ﺳﻧﺣب‪ ،‬ﺳﻧرﻗص‪..‬ﻧﻌم إﻧﮭﺎ اﻟﺣﯾﺎة"‬ ‫أھﻲ ﺣﻘﺎ ﺑﺳﯾطﺔ ﻟﮭذا اﻟﺣد‪...‬أم أن ﻋﻘل اﻟذي ﺗوﺻ ل إﻟ ﻰ ھ ذه اﻟﻌﺑ ﺎرة و اﻟ ذي ﺗﻐﻧ ﻰ ﺑﮭ ﺎ ھ و‬ ‫اﻟﺑﺳﯾط‪.‬‬ ‫ﻗد ﯾﻛون ﺟﻣﺎل اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ ﺗﻌﻘﯾداﺗﮭﺎ و ﻋﻘدھﺎ اﻟﺗﻲ ﻧﺳﺗﻣﺗﻊ ﺑﻌَ ﻘدھﺎ و ﺣَ ﻠﮭﺎ ﻛطﻔل ﺻﻐﯾر ﺗﻌﻠم‬ ‫ﻟﻠﺗو رﺑط ﺣذاﺋﮫ‪..‬‬ ‫‪5‬‬

‫ﻗد ﺗﻛون ﻣﺗﻌﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﺧﺗﺑﺎر اﻟوﻗوف ﺑﻌد اﻟوﻗوع‪..‬‬ ‫اﻟﻔرح ﺑﻌد اﻟﺣزن‪..‬‬ ‫اﻟﻧﺟﺎح ﺑﻌد اﻟﻔﺷل‪..‬‬ ‫اﻟﺛﻘﺔ ﺑﻌد اﻟﺧﯾﺑﺔ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺣﻧﯾن ﻟﻠﻣﺎﺿﻲ و اﻟﺧوف ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ﻛل ﺗﻠك اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ‪..‬ﻓﻲ اﻟرﻗص ﻓرﺣﺎ و اﻟرﻗص ﺣزﻧﺎ‪..‬‬ ‫ھو ﺷﺎب ﺗﺟﺎوز اﻟﺧﻣﺳﯾن ﻗﺎل ﻛﻠﻣﺗﮫ ‪ ..‬ﻓﺻﻔق ﻟ ﮫ اﻟﺟﻣﯾ ﻊ و ﻻ ادري ھ ل ﺻ ﻔﻘوا ﻟﺻ وﺗﮫ أم‬ ‫ﻟﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ‪..‬‬ ‫ﻟﻛن اﻟﻣﮭم اﻧﮫ ﻧطق أو ﻧﮭق ﻓﺄﺳﻣﻊ‪ "...‬وﯾﻧطق ﻓﯾﮭﺎ اﻟروﯾﺑﺿﺔ"‪.‬‬ ‫ﻣﻼﺣظﺔ‪ :‬ﻻﺷﻲء ﺷﺧﺻﻲ اﺣﻣﻠ ﮫ ﺿ د ھ ذا اﻟﺷﺎب‪/‬اﻟﺷ ﯾﺦ‪..‬ﻏﯾر أﻧ ﻲ أﺣﻣ ل اﻟﻛﺛﯾ ر ﺿ د ھ ذا‬ ‫اﻟﻌﺎﻟم اﻟذي ﯾرﻓﻊ اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ ﻗدر اﺻواﺗﮭﺎ ﻻ اﻓﮭﺎﻣﮭﺎ‪..‬‬

‫‪6‬‬

‫"ﺗﻧﺎﻗﺿﺎت"‬

‫ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﻌﺗزم ﻓﯾﮫ دﺑﻲ ﺑﻧﺎء ﺑرج ﺗدور طواﺑﻘﮫ ﻛل ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﺗﺟﺎه‪ ،‬ﻗرى ﺑﺄﻛﻣﻠﮭﺎ ﺗﺑﺎد‬ ‫ﻓﻲ ﺑورﻣﺎ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﺻرف اﻟﻣﻼﯾﯾن و ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ ﻟﻠﺗﺻوﯾت ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺳﺎﺑﻘﻲ " ‪"Arab Idol‬‬ ‫و ﻏﯾرھ ﺎ ﻣ ن اﻟﺑ راﻣﺞ اﻟﺗ ﻲ ﻻ ﺗﺳ ﻣن و ﻻ ﺗﻐﻧ ﻲ ﻣ ن ﺟوع‪..‬ﯾﻣ وت اﻷطﻔ ﺎل ﺟوﻋ ﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺻوﻣﺎل‪..‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗدﻓﻊ اﻣرأة ﻣﻼﯾﯾن اﻟدوﻻرات ﻟﻼﻋﺑﻲ ﷼ ﻣدرﯾد ﻟﻠﺣﺿور إﻟ ﻰ ﺑﯾﺗﮭ ﺎ و اﺧ ذ‬ ‫ﺻور ﻣﻊ أﺑﻧﺎﺋﮭﺎ‪...‬ﻻ ﯾﺟد اﻟﻼﺟﺋون اﻟﺳورﯾون ﺑﯾوﺗﺎ ﯾﺣﺗﻣون ﺑﮭﺎ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺷﺗري أﺛرﯾﺎء اﻟﺑﺗرول ﺳﯾﺎرات ﻣن اﻟذھب اﻷﺑﯾض‪..‬ﯾﻔ ر أھ ﺎﻟﻲ ﻣ ﺎﻟﻲ ﻟﻠﻧﺟ ﺎة‬ ‫ﺑﺣﯾﺎﺗﮭم ﻻ ﯾﻣﻠﻛون ﻧﻌﺎﻻ ﻓﻲ أﻗداﻣﮭم‪..‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﻧﺣﯾﻲ ﻓﯾﮫ ﯾوم اﻷرض ‪..‬ﺗﻘﺗطﻊ ﻣﻧﺎ ﻓ ﻲ ﻛ ل ﯾ وم أرض و ﯾ زداد ﻋ ددﻧﺎ ﺗﺣ ت‬ ‫اﻟﺧﯾﺎم‪..‬‬ ‫ﻧﺣن اﻟذﯾن ﻣﺎ ﻓﺗﺋﻧﺎ ﻧﻠﻘ ن أن ﻣَﺛﻠﻧ ﺎ ﻛﺎﻟﺟﺳ د إذا اﺷ ﺗﻛﻰ ﺷ ﯾﺋﺎ ﺗ داﻋﻰ ﻟ ﮫ ﺳ ﺎﺋر اﻟﺟﺳ د ﺑﺎﻟﺳ ﮭر و‬ ‫اﻟﺣﻣﻰ‪..‬ﻋﻠﻣﻧﺎھﺎ و ﻟم ﻧﻌﻣل ﺑﮭﺎ‪..‬‬ ‫ﺑﻠﻐﻧﺎ ﻣن اﻟذل أﻧﻧﺎ ﻧﻣوت ﻣن أﺟل اﻟﻛرة‪ ،‬ﻣن اﺟل ﺣﻔل ﻏﻧﺎء‪ ،‬ﻣﻐﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺳﻛر‪ ،‬اﻟزﯾت‪..‬ﻣن اﺟل‬ ‫ﻛل ﺷﻲء و أي ﺷﻲء إﻻ ﻣن أﺟل ﻛراﻣﺗﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﻛراﻣﺗﻧﺎ اﻟﻣﻣﺗدة ﻣن أﻗﺎﺻﻲ ﺷرق آﺳﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﯾط اﻷطﻠﺳﻲ‪...‬‬ ‫ﻣن أﻋﺎﻟﻲ ﺑﻼد اﻟﻘوﻗﺎز إﻟﻰ أﻋﻣﺎق أدﻏﺎل أﻓرﯾﻘﯾﺎ‪..‬‬ ‫ﻛراﻣﺗﻧﺎ ﻓﻲ ﻛل ﺟﺑﮭﺔ ﺳﺟدة ﻟﺧﺎﻟق اﻟﺧﻠق و آﻣﻧت ﺑﺳﯾد اﻟﺧﻠق‪..‬‬ ‫ﻣﺎﺗت ﻓﯾﻧﺎ ﻓﻠم ﻧﻌد ﻧﻣت ﻣن أﺟﻠﮭﺎ‪..‬‬ ‫ﻟﻛن و ﻓﻲ ﺧﺿم ﻛل ھذه اﻷﺣداث اﻟﻛﺛﯾرون ﻣﺷﻐوﻟون ﻋﻣﺎ إذا ﻣﺎت اﻟﺑوطﻲ ﺷﮭﯾدا أم ﻻ‪..‬ھل‬ ‫ﺗﺎب ﻗﺑل ﻣوﺗﮫ‪ .‬و ھل و ھل ؟؟ و ﻛ ﺄن ﻛ ل ﻣﺷ ﺎﻛﻠﻧﺎ اﺧﺗﺻ رت ﻓ ﻲ ھ ذا اﻟﺳ ؤال‼ و اﻟﺟ واب‬ ‫ﻋﻧﮭﺎ ﺳﯾﺟﻠب ﻟﻧﺎ اﻟﻧﻌﯾم‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫ﻟﻣﺎ ﻧﺣب اﺣﺗﻛﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ؟؟ ﻟﻣﺎ ﻧﺣب اﺣﺗﻛﺎر اﻟﺟﻧﺔ؟؟‬ ‫ﻧﺣن اﻟﯾوم أﺷﻼء‪..‬و ﻧرى ﺻور أﺷﻼﺋﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺎت اﻟﻔﺎﯾﺳﺑووك و ﯾُﻘﺎل ﻟك " اﺿﻐط ﻻﯾك‬ ‫ﻗﺑل إن ﺗﺧرج"‪..‬ﺑرﺑﻛم ﻛﯾف ﻟﻲ أن أﻋﺟب ﺑﻣوﺗﻧﺎ؟‼‬ ‫ھ ل ھ ﺎن ﻣوﺗﻧ ﺎ ﺣﺗ ﻰ ﻋﻠ ﻰ أﻧﻔﺳﻧﺎ‪..‬ﻧﺗﺷ ﺎرك ﺻ ور ﺟﺛﺛﻧ ﺎ ﻛﺻ ور ﻋﺎﺋﻠﯾ ﺔ‪..‬وﻧؤدي واﺟﺑﺎﺗﻧ ﺎ‬ ‫اﻟﻔﺎﯾﺳﺑوﻛﯾﺔ ﺑﺎﻟﺿﻐط ﻋﻠ ﻰ زر اﻹﻋﺟ ﺎب‪ ..‬و إن ﻟ م ﯾﻛ ن ﺣﻘ ﺎ ﻟﻺﻋﺟ ﺎب ﻓﮭ و ﻧ وع ﻣ ن ﺗﺑرﺋ ﺔ‬ ‫اﻟذﻣم أو ھذا أﻗﺻﻰ ﺗﺿﺎﻣن ﻟﻧﺎ ﺗﺟﺎه اﻟﻘﺿﯾﺔ‪..‬‬ ‫ﻏﺛﺎء ﻧﺣن ﻛﻐﺛﺎء اﻟﺳﯾل‪..‬‬ ‫طﻠﺑﻧﺎ اﻟﻌزة ﻓﻲ ﻏﯾر أﻋزﻧﺎ ﺑﮫ ﷲ ‪...‬و اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻧﻌﯾﺷﮭﺎ‬ ‫ﻻ أﺳوء ﻣن اﻟﻣوت ذﻻ‪..‬‬

‫‪8‬‬

‫" و ﯾﻌود أﯾﺎر ‪"..‬‬

‫وﯾﻌود أﯾﺎر‪..‬ﺗﺗﺳﺎﻗط أوراق اﻷزھﺎر‬ ‫ﺗﻣﺳﺢ اﻟﻐﯾوم أﺧر دﻣوﻋﮭﺎ ‪..‬‬ ‫ﯾذﺑل اﻟﺑﻧﻔﺳﺞ و ﯾﻣوت اﻟﻧرﺟس و ﻻ ﺗﺑﻘﻰ ﺳوى اﻟذﻛرﯾﺎت‪..‬‬ ‫ﺗرﻗد ھﻧﺎك ﻓﻲ ﺷﻘوق اﻟذاﻛرة ﺗﺗرﺑص ﺑﻧﺎ‪..‬ﺗﺗﺣﯾن اﻟوﻗت ﻟﺗﻧﻘض‪..‬‬ ‫ﺗﺳﻛن ﻓﻲ ﻛل ﻏﻣﺿﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ ﻛل ﺷﮭﻘﺔ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ﻛل ﻧﺑﺿﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ ﻛل دﻗﺔ‪ ....‬و ﻓﻲ ﻛل ھﻣﺳﺔ‪..‬‬ ‫ﺗﺳﺗﻘر ﺑﯾن اﻟواﻗﻊ و اﻟﺣﻠم‪ ..‬ﺑﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ و اﻟوھم‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﺣﯾث اﻟﺣﯾﺎة و اﻟﻼﺣﯾﺎة ‪...‬‬ ‫أﯾن ﻧﺑﻘﻰ ﻣﻌﻠﻘﯾن ﯾﺟذﺑﻧﺎ اﻟﺣﻧﯾن ﻟﻠﻘﻌر و ﯾﺷدﻧﺎ اﻟﻛﺑرﯾﺎء ﻟﻠﻘﻣﺔ‪...‬‬ ‫ذﻟك اﻟﻛﺑرﯾﺎء اﻟذي ﻻ ﯾرﻓﻊ اﻟرأس ﺣﺗﻰ ﯾﻛﺳر اﻟظﮭر ﻓﻼ ﺷﻲء ﺑﻌده ﯾﺳﺗﻘﯾم‪..‬‬ ‫ﯾﻌود أﯾﺎر ‪..‬‬ ‫و ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾق ﺗرﺗﺻف أزھﺎر اﻟﻠوز و ﯾﻔوح ﻋطر اﻟزھر و اﻟﯾﺎﺳﻣﯾن‪..‬‬ ‫ﻣن ﺑﯾن اﻟوﺟوه اﻟﻧﺣﺎﺳﯾﺔ ﺗُﺑﻌث اﻟﺣﯾﺎة‪ ..‬و ﯾﺳﺗﯾﻘظ اﻟﺗﺎرﯾﺦ‪..‬‬ ‫و ﻣن ﻋﻠﻰ ﻋﺗﺑﺎت اﻟﺑﯾوت اﻟﻘوطﯾﺔ ﯾﺑﻛﻲ اﻟﺣﻧﯾن ﺷوﻗﺎ‪..‬‬ ‫و ﯾﻌزف أﯾﺎر ﻟﺣﻧﮫ ‪..‬ﻓﺗرﻗص اﻟدﻧﯾﺎ و ﺗوﻟد اﻟذﻛرﯾﺎت ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎف اﻟرﻣﺎل‪..‬‬ ‫و ﯾرﺣل أﯾﺎر ‪..‬‬ ‫و ﯾرﺣل أﯾﺎر ‪...‬‬ ‫ﯾﺳود اﻟﺻﻣت و ﺗﻧﺗﮭﻲ اﻟرﻗﺻﺔ‪..‬و ﻓﻲ وﺳط اﻟﻌﺗﻣﺔ ﯾﺋن اﻷﻧﯾن‪..‬و ﺗﺑﻛﻲ اﻟﻌﯾون ‪..‬‬ ‫ﯾرﺣل ﺗﺎرﻛﺎ ﺧﻠﻔﮫ ذﻛرى‪..‬و ﻓﻲ اﻟﻘﻠب ﺣﺳرة و ﻓﻲ اﻟﻌﯾن ﻋَ ﺑرة‪..‬‬ ‫‪9‬‬

‫ﯾﺎ ﺷﮭور اﻟﺳﻧﺔ ﺑﺄي ﺣق طﻐﻰ أﯾﺎر و ﺗﺟﺑر‪..‬‬ ‫و اﻧﺗم ﻛﺈﺧوة ﯾوﺳف إﺣدى ﻋﺷر‪..‬‬ ‫و ﻣﺎ أﯾﺎر ﻓﯾﻛم ﺑﯾوﺳف‪..‬‬ ‫ﺑﻛل اﻟﺷراﺋﻊ أﻗﯾﻣوا اﻟﺣدود‪..‬‬ ‫اﻋدوا اﻟﻠﺣود‪..‬‬ ‫و ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺑرة ﺗﺣت ﺿوء اﻟﻘﻣر‪..‬اﺣرﻗوا اﻟﺟﺛﺔ اﻟﮭﺎﻣدة‪..‬‬ ‫اﺣرﻗوا اﻟذﻛرﯾﺎت‪..‬ﻟﺗﻌﯾدوا اﻟﺣﯾﺎة‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫"ﻗﻔوا ﻋﻧد اﻟﻌﺗﺑﺔ!"‬

‫ھل ﺗﻌرﻓون ﻣﺎ ھﻲ "اﻟﻌﺗﺑﺔ"؟؟‪..‬إذا ﺑﺣﺛﻧ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻘ واﻣﯾس ﻓﺳ ﻧﺟد أﻧﮭ ﺎ ﺗﻌﻧ ﻲ ﺧﺷ ﺑَﺔُ اﻟﺑ ﺎب اﻟﺗ ﻲ‬ ‫ُوطﺄ ُ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗﺑل اﺟﺗﯾﺎزه‪ ،‬و اﻟﻌﺗﺑﺔ ﻣن اﻷرض ﻛل ﻏﻠﯾظ و ﻗد ﺗﻌﻧﻲ اﻷﻣر اﻟﻛرﯾﮫ أو اﻟﺷدة و‬ ‫ﯾ َ‬ ‫ﻋﺗﺑﺔ اﻟﺷﺑﺎب أوﻟﮫ و ھﻲ أﯾﺿﺎ ﻛ ﱡل ﻣِرْ ﻗَﺎ ٍة ﻣن اﻟدرج ‪ ..‬و ﻗد أﻋﺟﺑﻧﻲ ھذا اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻷﺧﯾر اﻟﻌﺗﺑﺔ‬ ‫وﺳ ﯾﻠﺔ ﻟﻼرﺗﻘ ﺎء‪ ،‬ﻟﻛ ن ﻓ ﻲ وطﻧ ﻲ ﻟ ﯾس "ﻟﻠﻌﺗﺑ ﺔ" أي ﻋﻼﻗ ﺔ ﺑﺎﻻرﺗﻘ ﺎء‪ ،‬و ﻧﺣ ن ﻧﺳ ﻣﻊ ﺗﻼﻣﯾ ذ‬ ‫اﻟﺑﻛﺎﻟورﯾﺎ ﯾﺛﯾرون اﻟﺣدﯾث ھذه اﻷﯾﺎم ﻋن " ﻋﺗﺑﺔ اﻟدروس" و اﻟﺗﻲ – و أﻧﺎ أﺗﺄﺳف ﺣﻘﺎ‪ -‬ﺗﻌﻧﻲ‬ ‫" ﺗﺣدﯾد اﻟدروس اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻼﻣﯾذ ﻣراﺟﻌﺗﮭﺎ ﺑدل اﻟﻣﻧﮭﺞ ﺑﺄﻛﻣﻠﮫ " ﻻ ادري ﺗﻣﺎﻣ ﺎ ﻣ دى دﻗ ﺔ‬ ‫ھذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻓﺎﻷﻣر ﻟم ﯾﺣدث ﻋﻠﻰ ﺣد ﻋﻠﻣﻲ ﻓﻲ أي دوﻟﺔ‪..‬و ھل ﻟﻠﻌﻠم ﺣدود؟؟‬ ‫أﺟل ‪..‬و ﻓﻘط ﻋﻧدﻧﺎ‼ و ﺑدل أن ﻧرﺗﻘﻲ و ﻧرﺗﻔﻊ ﻓﻲ اﻟدرﺟﺎت‪..‬ﻧﺣن ﻧﺑﺣث ﻋ ن ﺣ دود ﻟﻌﻘوﻟﻧ ﺎ‬ ‫و ﻓﻛرﻧ ﺎ و ﺣﺗ ﻰ ﺷ ﻌﺎراﺗﻧﺎ ﺗ وﺣﻲ ﺑ ذﻟك ‪..‬ﻓ ﻧﺣن و ﻣﻧ ذ ﺧﻣﺳ ﯾن ﻋﺎﻣ ﺎ " ﻣ ﺎ زال واﻗﻔ ﯾن"‪..‬ﻟم‬ ‫ﻧﺗﺣرك ﻗﯾد أﻧﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻧﺗظﺎھر ﻓﻘط ﺑﺄﻧﻧﺎ ﻧﺗﻘدم ﺑﺈﺣﺻﺎءات واھﯾﺔ و إﻧﺟﺎزات ﻣﻐﺷوﺷﺔ‪..‬‬ ‫ﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ ﺗﻼﻣﯾذ اﻟﺑﻛﺎﻟورﯾﺎ ﻣن ﻣطﺎﻟﺑﺗﮭم ﻟﯾس ﻓﻘط ﺑﺗﺣدﯾد اﻟدروس ﺑل أﯾﺿﺎ ﺑﺗﺳﮭﯾل اﻻﻣﺗﺣﺎﻧﺎت‬ ‫و ﺑﺎﻟﺑﺳ ﺎطﺔ " ﺗﻘ دﯾم اﻟﻧﺟ ﺎح ﻟﮭ م ﻋﻠ ﻰ طﺑ ق ﻣ ن ذھ ب و رﺑﻣ ﺎ أﯾﺿ ﺎ ﺗﻘﺑﯾ ل أﯾ دﯾﮭم و طﻠ ب‬ ‫رﺿﺎھم" ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ھذا ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ اﻟﺟﯾل اﻟﺻﺎﻋد ﺑﺳراوﯾﻠﮫ اﻟﮭﺎﺑطﺔ!!‬ ‫ﻣﻧظوﻣ ﺔ ﺗرﺑوﯾ ﺔ ﻧﺟﺣ ت ﺑﺎﻣﺗﯾ ﺎز ﻓ ﻲ إﻧﺗ ﺎج أﺟﯾ ﺎل ﻣﻔرﻏ ﺔ ﻣ ن ﻛ ل ھوﯾ ﺔ و اﻧﺗﻣ ﺎء ‪..‬أﺟﯾ ﺎل‬ ‫رﺻﯾدھﺎ ﻣن أﻏﺎﻧﻲ اﻟراي أﻛﺑر ﻣن رﺻﯾدھﺎ اﻟﻠﻐوي‪..‬أﺟﯾﺎل ﻣﺎ ﺗﻌرﻓﮫ ﻋن ﻻﻋﺑ ﻲ ﻛ رة اﻟﻘ دم‬ ‫اﻛﺑر ﺑﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ﺗﻌرﻓﮫ ﻋن أﺑطﺎل و رﺟﺎﻻت ھذا اﻟوطن اﻷﺣرار‪..‬‬ ‫ﻓﻲ وطن ﯾﺣظﻰ ﻓﯾﮫ ﻻﻋﺑو ﻛرة اﻟﻘدم ﺑﺄرﻗﻰ اﻟﺗﻛرﯾﻣ ﺎت اﻟﺗ ﻲ ﻻ ﯾﺣﻠ م ﺑﻧﯾﻠﮭ ﺎ طﺎﻟ ب ﻋﺎﺋ د ﻣ ن‬ ‫ﺳﻧوات اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻐرﺑﺔ ﺑﺣﻘﺎﺋب ﻓﺎرﻏ ﺔ إﻻ ﻣ ن طﻣوﺣﺎﺗ ﮫ اﻟﺗ ﻲ ﺗﺻ ﺎدر ﻓ ﻲ اﻟﻣط ﺎر ﻋﻠ ﻰ‬ ‫أﻧﮭﺎ ﻣﻣﻧوﻋﺎت‪..‬و ﻻ ﯾﺟد ھﻧﺎك ﻣ ن ﯾﻧﺗظ ره ﺳ وى أب ﻛ ﺎد ﯾﺑﯾ ﻊ ﻣ ن أﻋﺿ ﺎءه ﻟﯾﺻ رف ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺗﻌﻠﯾﻣﮫ و أم اﺣﺗرق ﻓؤادھﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻠذﺗﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻐرﺑﺔ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ وطن ﻣﺎ ﯾﻛﺳﺑﮫ ﻻﻋب ﻛرة ﻗدم اﻛﺑر ﺑﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ﯾﻛﺳﺑﮫ ﺣﺎﻣل ﺷﮭﺎدة ‪ ..‬ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗﻛرﯾس‬ ‫ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻛرﯾم اﻷﻗدام ﺑدل اﻟﻌﻘول‪...‬‬ ‫‪11‬‬

‫"و ﯾﺑﻘﻰ اﻷﻣل"‬

‫ﻛﻧ ت أﻣﺷ ﻲ ھ ذا اﻟﺻ ﺑﺎح ﻓ ﻲ ﺷ وارع اﻟﻣدﯾﻧﺔ‪...‬ﻗﺳ ﻧطﯾﻧﺔ اﻟﻌﻠ م و اﻟﺛﻘﺎﻓ ﺔ ﺑ دأت ﺗﻧﺣﺻ ر ﻓ ﻲ‬ ‫ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ‪ ..‬أﺣﺳﺳت أن اﻟﺻﺧر ﯾﺋن ﻣن ﺗﺣﺗﻧﺎ‪..‬ﯾﺋن ﻣن وﻗﻊ ﺧُ طﺎﻧﺎ و ﺧطﺎﯾﺎﻧﺎ‪..‬ﻛﯾف ﻻ و أﻧت‬ ‫ﺗرى رﺟﺎل ﻻ ﯾﺳﺗﺣون ﻣن اﻟوﻗوف ﻟﻠﺗﺑول ) أﻛرﻣﻛم ﷲ( أﻣﺎم اﻟﻣﻸ ﻋﻠﻰ ھ ذا اﻟﺻ ﺧر اﻟ ذي‬ ‫أذل اﻟﻐزاة ﯾوﻣﺎ‪ ..‬ھذا اﻟﺻﺧر اﻟذي ارﺗوى ﯾوﻣ ﺎ ﻣ ن دﻣ ﺎء اﻟﺷ ﮭداء ﺣﺗ ﻰ ﺛﻣ ل‪..‬اﻟﯾوم ﯾ روى‬ ‫ﺑﺎﻟﻘذارة‼‬ ‫ﻧﺣن اﻟذﯾن ﻧﻣﺗﻠك ﺗﺎرﯾﺦ ﻋرﯾق ﻛﺎن ﯾﻣﻛن أن ﻧﺟﻌﻠﮫ ﺣﺟر اﻟزاوﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﺻرح ﺣﺿﺎرة و‬ ‫ﺑدﻻ ﻣن ذﻟك ﺟﻌﻠﻧﺎه ﺻﻧﻣﺎ ﻻ اﺣد ﯾﻘرﺑﮫ‪..‬‬ ‫ﻻ أرﯾد أن أﺑدو ﻣﺗﺷﺎﺋﻣﺔ ﻓﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻣظﺎھر اﻟﺗﺧﻠف اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﻧ ﺎ ﺣﺗ ﻰ ﺗﻛ ﺎد ﺗﺧﻧﻘﻧ ﺎ‪..‬ﺗﺑﻘﻰ‬ ‫ھﻧﺎك ﻓﺗﺣﺔ ﯾﻣر ﻣﻧﮭﺎ ﺧﯾط اﻷﻣل اﻟرﻓﯾﻊ‪..‬‬ ‫ﺧﯾط اﻷﻣل ﻓﻲ ذﻟ ك اﻟﺻ ﺑﻲ اﻟ ذي ط وى طﺎوﻟ ﺔ اﻟﺳ ﺟﺎﺋر اﻟﺗ ﻲ ﻧﺻ ﺑﮭﺎ ﻓ ﻲ ﺣدﯾﻘ ﺔ ﺑ ن ﻧﺎﺻ ر‬ ‫ﻟﯾﻧﺿم ﻟﻸطﻔﺎل اﻟﻘﺎرﺋﯾن‪..‬‬ ‫ھذا اﻟﺧﯾط اﻟذي ﺳﺄﺗﺷﺑث ﺑﮫ ﻋﺳﻰ أن ﯾﺻﺑﺢ ذات ﯾوم ﻧﺳﯾﺟﺎ ﻧﺳﺗر ﺑﮫ ﻋورات و ﻧﺳد اﻟرﻗﻊ‪..‬‬

‫‪12‬‬

‫"دردﺷﺔ"‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺳﺑت اﻟﻣﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ ذھﺑت ﻟﺷ راء ﺣ ذاء ﺻ ﯾﻔﻲ طﻠﺑ ت ﻣ ن اﻟﺑ ﺎﺋﻊ أن ﯾﻌطﯾﻧ ﻲ ﻣﻘﺎﺳ ﻲ‬ ‫ﻣن اﻟطراز اﻟذي اﺧﺗرﺗﮫ‪ ،‬و ﻟﻣﺎ ﺟرﺑﺗﮫ ﻗﻠت ﻟﮫ "اﻧﮫ ﺿﯾق ﻋﻠﻲ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء" ﻓﺄﺟﺎﺑﻧﻲ‪" :‬ھذا‬ ‫ﻋ ﺎدي ﻓﻌﻧ دﻣﺎ ﺗﻣﺷ ﯾن ﺑ ﮫ ﺳﯾﺻ ﺑﺢ ﻣرﯾﺣ ﺎ أﻛﺛ ر‪ "..‬و أﺿ ﺎف‪ " :‬ﷲ ﻏﺎﻟ ب ھ ذي اﻟﺳ ﻠﻌﺔ ﺗ ﻊ‬ ‫ﺑﻼدﻧ ﺎ"‪..‬أي اﻧ ﮫ ﻋﻠ ﻲ أن أﻋ ﺎﻧﻲ اﻟوﯾ ل ﻓ ﻲ اﻧﺗظ ﺎر أن ﺗﻧﺷ ﺄ ﻣ ودة و رﺣﻣ ﺔ ﺑ ﯾن اﻟﺣ ذاء و‬ ‫ﻗدﻣﻲ‪..‬ھل ﻛﺎن ﻣن اﻟﺻﻌب ﺻﻧﺎﻋﺔ ﺣذاء ﻣﻧﺎﺳ ب ﻟﻠﻘ دم ﻣ ن أول ﻣ رة ﻧرﺗدﯾ ﮫ ﻓﯾﮭ ﺎ‪ ،‬ﻻ ﺷ ﻲء‬ ‫ﯾُﺻﻧﻊ ﺑﺈﺗﻘﺎن ﻓﻲ ھذه اﻟﺑﻼد‪..‬ﻋﻧ دﻣﺎ أﺗ ذﻛر ذﻟ ك اﻹﻋ ﻼن اﻟ ذي ﻛ ﺎن ﯾﺑ ث ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﻧ ﺎة اﻟوطﻧﯾ ﺔ‬ ‫"ﻧﺷري ﻣﻧﺗوج ﺑﻼدي ﺑ ﺎش ﻧﺿ ﻣن ﻣﺳ ﺗﻘﺑل أوﻻدي" و أﻗﺎرﻧ ﮫ "ﺑﻣﻧﺗ وج ﺑ ﻼدي" ﻓ ﻲ اﻟواﻗ ﻊ‪،‬‬ ‫ﻓﺈﻧﻧﻲ أﺧﺷﻰ اﻧﮫ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻣﻧوال ﻟن ﻧﺿﻣن وﺟود أوﻻد "ﻟﺑﻼدي" إطﻼﻗﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ‪...‬‬ ‫ارﺗداء ﺣذاء ﻻ ﯾﻧﺎﺳب اﻟﻘدم ﻣؤﻟم ﺟدا‪ ،‬و ﻟﻛن اﻷﻛﺛر إﯾﻼﻣﺎ ھو ارﺗداء ﻗﻧﺎع ﻻ ﯾﻧﺎﺳب اﻟوﺟﮫ‪،‬‬ ‫و أﻓﻛﺎر و ﻗ ﯾم و ﻣﺑ ﺎدئ ﻻ ﺗﻧﺎﺳ ب اﻟﻔطرة‪..‬ﺗﺑ دو ﺑراﻗ ﺔ ﺟﻣﯾﻠ ﺔ ﻻﻣﻌ ﺔ و أﻧﯾﻘ ﺔ ﻟﻛﻧﮭ ﺎ ﻣؤﻟﻣ ﺔ و‬ ‫ﺿﯾﻘﺔ و ھم وﺣدھم ﻓﻘط ﯾﺣﺳون ﺑﺄﻟﻣﮭﺎ‪..‬‬ ‫أﺷﻔق ﻋﻠﻰ ھؤﻻء‼ ﯾﻌﯾﺷون طﯾﻠﺔ ﺣﯾﺎﺗﮭم ﻹرﺿﺎء اﻟﻐﯾر و إﺛﺎرة إﻋﺟﺎﺑﮭم‪..‬و ﻓﻲ آﺧر ﺣﯾﺎﺗﮭم‬ ‫ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣﯾن اﻟوﻗت ﻟﺧﻠﻊ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧﺎﺳﺑﮭم ﯾوﻣﺎ ﺳﯾﻔﺎﺟﺋون ﺑﻣ دى اﻟﺗﺷ وه اﻟ ذي ط رأ ﻋﻠ ﯾﮭم ﻓ ﻲ‬ ‫ﺳﺑﯾل إرﺿﺎء ﻣن ﻻ ﯾﻔﯾد إرﺿﺎﺋﮭم ﺷﯾﺋﺎ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓ ﻲ طرﯾﻘ ﻲ إﻟ ﻰ ﻗﺻ ر ﻣﺎﻟ ك ﺣ داد أﯾ ن ﯾﻘ ﺎم ﻣﻌ رض اﻟﻛﺗﺎب‪..‬ﻛ ﺎن ﯾﻣﺷ ﻲ ﻗﺑﻠ ﻲ ﺷ ﺎب وﻓﺗ ﺎة‬ ‫ﺗرﺑطﮭﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ "ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺑدو"‪..‬و ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﯾﺑ دو أﯾﺿ ﺎ ﻓﮭ ﻲ ﻋﻼﻗ ﺔ راﺋﻌ ﺔ ) و راﺋﻌ ﺔ ھﻧ ﺎ ﻻ‬ ‫اﻗﺻد ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺳﺗﺣﺳن و ﻣﺎ ﯾﺛﯾر اﻹﻋﺟﺎب إﻧﻣﺎ ھﻲ ﻣن اﻟروع أي اﻟﻔزع و اﻟﺧوف(‪..‬ﻓﻘ د ﻛ ﺎن‬ ‫ﯾﺻرخ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﺑذﯾﺋﺔ و ﯾﺳب ﷲ دون أن ﺗﺣرك ھﻲ ﺳﺎﻛﻧﺎ و اﻛﺗﻔت ﺑﺎﻟﻘول " أﻧ ﺎ ﻧ روح‬ ‫ﻣن طرﯾق و أﻧت ﻣن طرﯾق" ) اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ اﺳﺗطﻌت ﺳﻣﺎﻋﮭﺎ ﻟﻸﺳف‼(‪..‬ﯾﺑ دو أﻧﮭ ﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧت ﺗﻧﮭﻲ ﻋﻼﻗﺗﮭﺎ ﺑﮫ‪ ،‬ﻟﻛن اﻟﻐرﯾب ﻓﻲ اﻷﻣ ر أﻧﮭ ﺎ رﺿ ﯾت أن ﯾﻠﻘ ﻲ ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﻛ ل ﺗﻠ ك اﻟﻘ ذارة‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺷﺎرع و ﻋﻠﻰ ﻣرأى ﻣ ن اﻟﻣ ﻸ‪ ،‬أﻻ ﺗﻣﻠ ك ﻛراﻣ ﺔ‪ ،‬ﻋ زة ﻧﻔ س‪ ،‬أﻧﻔ ﺔ؟؟‪..‬أﻻ ﯾﺟ در ﺑﮭ ﺎ أن‬ ‫ﺗﺛ ور و رب اﻟﻌ زة ﯾُﺳ ب أﻣﺎﻣﮭ ﺎ؟؟؟ و ھ ﻲ ﻟﯾﺳ ت اﻟﻣ رة اﻷوﻟ ﻰ اﻟﺗ ﻲ أرى ﻓﯾﮭ ﺎ ﻣﺛ ل ھ ذه‬ ‫اﻟظﺎھرة‪..‬ﺑل أﻛﺛر ﻣﻧﮭﺎ أﯾﺿﺎ‪ ،‬ﺻدﻗوﻧﻲ ﺷﺎھدت ﻣرة ﺷﺎب ﻛﺎن ﯾﻣﺳك ﻓﺗﺎة و ﯾﺿرﺑﮭﺎ و ھ ﻲ‬ ‫ﻣﺳﺗﺳ ﻠﻣﺔ ﺗﻣﺎﻣ ﺎ أﻣ ﺎم وﻓ د اﻟﺻ ﻔﻌﺎت اﻟ ذي زار وﺟﮭﮭ ﺎ‼‪..‬ﺛ م اﻧﺗظ را ﺣﺗ ﻰ ﻣ ررت و واﺻ ل‬ ‫ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﺿرب ﻓﻠم أدري أ اﺣﺗراﻣﺎ ﻟﻲ أم ﻟﮭﺎ؟؟؟‼‬ ‫رﺑﻣﺎ ھذا ﻧوع ﻣن اﻟﻐزل اﻟذي ﻟم أﺳﻣﻊ ﺑﮫ أﻧﺎ ﺑﻌد؟؟ ﻟﻣﺎ ﻻ و اﻟدﻧﯾﺎ ﺗﺗطور و اﻟﻌﺎﻟم ﯾﺗﻐﯾر‪..‬‬ ‫‪13‬‬

‫ﻋﻣوﻣ ﺎ اﺟ زم أن ھ ذا اﻟﺻ ﻧف ﻣ ن اﻟﺑﻧ ﺎت ﻣ ن ﺳ ﻼﻟﺔ اﻟﻌﺑﯾ د و اﻟﺟواري‪..‬ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﻟﺣ رة أن‬ ‫ﺗرﺿﻰ ﺑﮭذا!‬ ‫ﻻ ﻋﻠﯾﻧ ﺎ ﻣ ن ھ ذا اﻷﻣ ر‪..‬اﻟﻣﮭم أﻧ ﻲ ذھﺑ ت ﺑﻌ دھﺎ ﻟﻣﻌ رض اﻟﻛﺗ ﺎب و اﺷ ﺗرﯾت ﻟﻧﻔﺳ ﻲ –‬ ‫ﻛﻣﻘﺑﻼت ﻓﻘط‪ -‬أرﺑﻊ ﻛﺗب‪ ،‬و ﻻ أدري ھل ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ إﺧﺑﺎرﻛم ﺑﻌﻧﺎوﯾﻧﮭﺎ أم ﻻ؟ ﻓﻣذ ﻗ رأت ﻣﻘوﻟ ﺔ‬ ‫" اﻟﻘﺎرئ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﯾﻌﺎﻣل ﻛﺗﺑﮫ ﻛﺎﻟﺣرﯾم" ﺻرت أﻏﺎر ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ظﮭورھﺎ ﻟﻠﻣﻸ‪..‬ﯾﺟ ب إذن أن‬ ‫ﻧﺟد ﻓﺗوى ﻟﮭذا اﻷﻣر‪..‬‬ ‫ﻟﻛم ﻣﮭﻼ‼ أﻟﯾس "اﻟﻛﺗﺎب" ﻣذﻛر؟؟ و ﻣﻧذ ﻣﺗﻰ ﯾُﺣﺟ ب اﻟ ذﻛور‪..‬ﺗﺑﺎ إذن ﻟﮭ ذه اﻟﻣﻘوﻟ ﺔ و إﻟ ﯾﻛم‬ ‫اﻟﻌﻧﺎوﯾن ) ﻋﻧﺎوﯾن اﻟﻛﺗب و ﻟﯾس اﻷﺧﺑﺎر(‬ ‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫ﺣﻲ ﺑن ﯾﻘظﺎن ﻻﺑن طﻔﯾل‬ ‫اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻟﻠﻔﺎراﺑﻲ‬ ‫اﻟﺣرﯾﺔ و اﻟﻔن ﻋﻧد ﻋﻠﻲ ﻋزت ﺑﯾﺟوﻓﯾﺗش ) و اﻟذي أﻧﺎ ﻣﻐرﻣﺔ ﺑﮫ ھذه اﻷﯾﺎم(‬ ‫ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺑث ﻟﻌﻠﻲ ﺑن إﺑراھﯾم اﻟﻧﻣﻠﺔ‪.‬‬

‫ﻋﻣوﻣ ﺎ اﻟﻣﻌ رض ﻻ ﺑ ﺄس ﺑ ﮫ و اﻷﺳ ﻌﺎر ﻣﻌﻘوﻟ ﺔ‪..‬ﻛﺎﻟﻌﺎدة ﯾطﻐ ﻰ اﻟﻛﺗ ﺎب اﻟ دﯾﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻛﺗ ب‬ ‫اﻟﻣﺗﺧﺻﺻ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟط ب و اﻟﻘ ﺎﻧون‪ ،‬ﻗ واﻣﯾس‪ ،‬ﺑﻌ ض اﻟرواﯾ ﺎت و دواوﯾ ن اﻟﺷ ﻌر‪ ،‬ﻛﺗ ب‬ ‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺗ ﻲ ﻻ أﻣﯾ ل إﻟﯾﮭ ﺎ ﻛﺛﯾ را ﻻ ادري ﻟﻣﺎذا‪..‬رﺑﻣ ﺎ ﻷﻧ ﮫ ﻻ ﯾوﺟ د ﺗﻧ ﺎﻏم ﺑﯾﻧﻧ ﺎ‪،‬‬ ‫ﻓﻠﻣﺎ أﻗرأ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻛﺗﺎﺑﺎ ﻋﻧواﻧﮫ "اﻟﻘراءة اﻟﺳرﯾﻌﺔ" أﻏﺗﺎظ ﺟدا‪..‬ﻣن ﻗﺎل أن اﻟﻘﺎرئ‬ ‫اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﯾرﯾد اﻟﻘراءة ﺑﺳرﻋﺔ ‪..‬وﺣدھم اﻟﺑراﻏﻣﺎﺗﯾون ﯾﻔﻌﻠون ذﻟك‪...‬ﻓﺑﻌد اﻷﻛ ل اﻟﺳ رﯾﻊ و‬ ‫اﻟﻧﻘ ل اﻟﺳ رﯾﻊ و اﻻﺗﺻ ﺎل اﻟﺳ رﯾﻊ ھ ﺎ ھ م ﯾرﯾ دون ﺗﺳ رﯾﻊ آﺧ ر اﻟﻣﺗ ﻊ اﻟﻣﺗﺑﻘﯾ ﺔ ﻓ ﻲ ھ ذا‬ ‫اﻟﻛوﻛب‪ "..‬اﻟﻘراءة"‼‬ ‫اﻟﻘراءة ﻣﺗﻌﺔ و ﻧﺷوة‪ ..‬ھﻲ ﻛﻘطﻌﺔ ﺷﻛوﻻطﺔ ﻓﺎﺧرة ﺗﺳﺗﻠذ ﻋﻠﻰ ﻣﮭل ‪..‬ﻛﻔﻧﺟﺎن ﻗﮭوة ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺻوت ﻓﯾرو ﯾرﺗﺷف ﻋﻠﻰ ﻣﮭل‪ ..‬اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺟﯾد ﺻدﯾق ﻻ ﯾﮭون ﻓراﻗﮫ‪..‬‬ ‫اﻟﻣﮭم‪..‬اﻧوي اﻟﻌودة ﻟﻠﻣﻌرض ﻟﻣواﺻﻠﺔ وﺟﺑﺗ ﻲ اﻟروﺣﯾ ﺔ ‪..‬ﻛ ﺎن ﻣ ن اﻟﺟﻣﯾ ل رؤﯾ ﺔ اﻟﻔﻧ ﺎن‬ ‫ﺣﻣﯾ د ﻋﺎﺷ وري و ھ و ﯾﻘﺗﻧ ﻲ اﻟﻛﺗ ب ﻛ ﺎن ﻣﺗواﺿ ﻌﺎ و ﺧﻔﯾ ف اﻟظ ل و ﻟ م ﯾﻣ ﺎﻧﻊ ﻣ ن اﺧ ذ‬ ‫اﻟﺻور ﻣﻊ اﻟذﯾن طﻠﺑوا ذﻟك‪..‬ﺣﺗﻣﺎ ﻟم أﻛن ﻣﻧﮭم ‪..‬‬ ‫ﻧﺳﯾت أن أﺧﺑرﻛم ﻷول ﻣرة اﺳﺗرﻗت اﻟﻧظر ﻋﻠﻰ ﻛﺗب اﻟطﺑﺦ‼‬ ‫ﻛﺎن ھذا ﻣﺟرد ﺣدﯾث ﺑﯾﻧﻲ و ﺑﯾن أﺻدﻗﺎﺋﻲ و ﺷﻛرا ﻟﺧوﻟﺔ اﻟﺗﻲ راﻓﻘﺗﻧﻲ رﻏم ﺗﻌﺑﮭﺎ‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫"ﻛراﻣﺔ ﻓﻲ طرﯾق اﻟزوال"‬

‫ﻓﻲ ﺻ ﺑﺎح ھ ذا اﻟﯾ وم‪...‬و أﻧ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺣﺎﻓﻠ ﺔ‪..‬ﺟﻠ س ﻗﺑ ﺎﻟﺗﻲ ﺷ ﯾﺦ ﻛﺑﯾ ر‪...‬ﺷ ﯾﺦ ﻗ د أﺛﻘﻠ ت اﻟﺳ ﻧون‬ ‫ﻛﺎھﻠﮫ‪ ....‬ﻗﺎﻣت اﻟﺗﺟﺎﻋﯾد ﺑوﺟﮭﮫ ﺷﺎھدة ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺑﺎت أﻣل ﻣ رت ﻋﻠﯾ ﮫ‪...‬ﻛ ﺎن ﻓ ﻲ ﻋﯾﻧﯾ ﮫ ﺷ ﻲء‬ ‫ﺟﻣﯾل ﻣن زﻣن ﻟم ﻧﻌﺷﮫ‪ ...‬ﻻ أدري ‪..‬ﺷﻲء ﻣن اﻟﺻﻔﺎء‪...‬ﺻﻔﺎء اﻟﺿﻣﯾر رﺑﻣﺎ‪.. .‬و ﺑﻘﯾﺔ ﻣ ن‬ ‫ﻛراﻣ ﺔ ﺗ رﻓض أن ﺗﻐ ﺎدر ھ ذا اﻟوﺟ ﮫ‪ ..‬ھﻧداﻣ ﮫ ﻛ ﺎن ﺑﺳ ﯾطﺎ ‪..‬ﺗﻠ ك اﻟﺑﺳ ﺎطﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣﺑﺑﺔ‪..‬اﻟﺻﺎدﻗﺔ‪...‬ﺑﺳﺎطﺔ اﻟﺷﻌب‪....‬و ﻓﻲ أﺣد اﻟﻣﺣطﺎت و ﻗﺑ ل أن ﺗﺗوﻗ ف اﻟﺣﺎﻓﻠ ﺔ ‪..‬رأﯾ ت‬ ‫اﻟﺷﯾﺦ ﯾﮭم ﺑﺎﻟﻧﮭوض ‪..‬و ﻓﺗﺢ ﺑﺎب اﻟﺣﺎﻓﻠﺔ ‪..‬ﻓﺻ ﻌد ﺷ ﯾﺦ أﺷ ﯾﺦ ﻣﻧ ﮫ‪......‬و ﻗ ﺎم ھ و ﻟﯾﺗ رك ﻟ ﮫ‬ ‫ﻣﻛﺎﻧﮫ‪...‬ﻗﺎم ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺣﯾﺎء ‪..‬ﻟﯾﺗرك ﻟﮫ ﻣﻛﺎﻧﮫ‪...‬أردت أن أﻗﺑل رأﺳﮫ‪...‬أﻗﺑل ﻣروءة ﺑدت ﻏرﯾﺑﺔ‬ ‫ﻋ ن ھ ذا اﻟ زﻣن‪...‬رﺑﻣ ﺎ ﺳ ﺗﻘوﻟون ‪..‬أي ﺷ ﺧص ﻛ ﺎن ﺳ ﯾﻘوم ﻟرﺟ ل ط ﺎﻋن ﻓ ﻲ اﻟﺳ ن‪...‬ﻟﻛ ن‬ ‫ﺳﺄﻗول ﻟﻛم ﻟﻘد ﻗﺎم ﻗﺑل أن ﯾﻔ ﺗﺢ اﻟﺑ ﺎب ﺣﺗ ﻰ‼ ‪..‬ﺳ ﺑﻘﺗﮫ ﻟﮭ ذا ﻗﯾﻣ ﮫ اﻟﺗ ﻲ ﺗﻛﺑ ره ﻓ ﻲ اﻟﺳ ن ‪....‬و‬ ‫ﻣرت ﻓﻲ ذھﻧﻲ ﺣﯾﻧﮭﺎ‪..‬ﺣﺎدﺛﺔ ﺷﮭدﺗﮭﺎ اﻷﺳﺑوع اﻟﻣﺎﺿﻲ‪...‬ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺷﺎﺟرت "ﻓﺗﺎة" ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳ ﺔ‬ ‫ﺗرﺑوﯾﺔ ﻣﻊ ﻣدﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟذي ﯾﻛﺑرھﺎ ﺛﻼث ﻣرات ﻓﻲ اﻟﺳن‪...‬ﺑﻘﯾ ت ﻣذھوﻟ ﺔ ﺣﯾﻧﮭ ﺎ‪...‬ﻷﻧﮭ ﺎ‬ ‫أظﮭرت وﻗﺎﺣﺔ و ﺻﻔﺎﻗﺔ ﻣﻧﻘطﻌﺔ اﻟﻧظﯾر‪..‬ﻟم ﺗﺿﻊ أي اﻋﺗﺑﺎر ﻻ ﻟﻠﺳن و ﻻ ﻟﻠﻣﻧﺻب‪ ،‬ﻟدرﺟﺔ‬ ‫أﻧﮭ ﺎ ﻋﻧ د ﻣﻐﺎدرﺗﮭ ﺎ‪..‬ﻗﺎﻟ ت ﻟ ﮫ‪ " :‬ﺳ ﻧﻠﺗﻘﻲ ﺧﺎرﺟ ﺎ" ‪...‬ﺳ ﯾﻛون ﻣ ن اﻹﺟﺣ ﺎف اﻟﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﺑ ﯾن‬ ‫اﻟﺣﺎدﺛﺗﯾن‪...‬ﻟﻛن اﻟﺗﺳ ﺎؤل ﻣ ﺎذا ﺣ دث ﻓ ﻲ اﻟﺳ ﻧوات اﻟﺗ ﻲ ﺗﻔﺻ ل ﺑﯾﻧﮭﻣ ﺎ‪...‬ﻟﯾﺣ ﺎﻓظ اﻟﺷ ﯾﺦ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻣروءﺗﮫ ﺑﺣﯾﺎء‪..‬و ﺗﻔﻘد اﻟﻔﺗﺎة أدﺑﮭﺎ ﺑوﻗﺎﺣﺔ؟؟؟؟‼‪...‬أﯾن أﺿﻌﻧﺎ ﺗﻠك اﻟﻣروءة و اﻟﺣﯾﺎء‪...‬ﻓﻲ أي‬ ‫ﻧﻘطﺔ ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ أﺿﻌﻧﺎھﻣﺎ‪ ..‬ﻟﻧﻌود أدراﺟﻧﺎ ﺑﺿﻊ ﺳﻧوات‪..‬و ﻧﺑﺣث ﻋﻧﮭﻣﺎ ‪..‬ﻋﻠﻧﺎ ﻧﺟدھﻣﺎ‪...‬‬ ‫ﺛم ﻗررت أﻧﻧﻲ ﺳﺄﺗﺄﻣل اﻟﯾوم ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن وﺟوه اﻟﻧﺎس‪..‬ﻷﺑﺣث ﻋن ذﻟك اﻟﺷﻲء اﻟﺟﻣﯾل اﻟ ذي‬ ‫رأﯾﺗﮫ ﻓﻲ وﺟﮫ اﻟﺷﯾﺦ‪....‬ﻟﻛن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺛﻣﯾﻧﺔ ‪..‬ﯾﺻﻌب إﯾﺟﺎدھﺎ‪...‬ﻓﻘ د ﻏ ﺎب اﻟﺣﯾ ﺎء و ﻟ م ﯾﺑﻘ ﻰ‬ ‫ﺳوى اﻟﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻛراﻣﺔ اﻟﻣﮭددة ﺑﺎﻟزوال‪.‬‬ ‫ﯾﺣﻛﻰ أن اﻟﺟزاﺋري ﻛﺎن ﻻ ﯾﻣوت إذا ﻏﺎدرت روﺣﮫ ﺟﺳده‪..‬ﻟﻛﻧﮫ ﯾﻣوت إن ﻏ ﺎدرت ﻛراﻣﺗ ﮫ‬ ‫أﻧﻔﮫ‪ ....‬ﻛﺎﻧ ت ﻛراﻣﺗ ﮫ ﺗﺳ ﻊ أﻣ ﺔ ‪..‬ﻓﯾﻣﺿ ﻲ ﺷ ﯾﻛﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺑﯾ ﺎض ‪..‬ﻣ ن أﺟ ل إﺧواﻧ ﮫ‪...‬و ﻛراﻣ ﺔ‬ ‫ﺷﻌﺑﮫ‪..‬و ﺷﻌﺑﮫ ﻛﺎن ﻛل ﻣن اﺗﺧ ذ اﻟﻛﻌﺑ ﺔ ﻗﺑﻠ ﺔ ﻟ ﮫ‪...‬و ﻣ رت اﻟﺳ ﻧون و ﺻ ﺎر اﻟﺟزاﺋ ري ﯾﻔ ﺗﺢ‬ ‫ﺟﺳرا ﺟوﯾﺎ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر و اﻟﺳودان ﻣن اﺟل ﻣﺑﺎراة ﻓﻲ ﻛرة اﻟﻘدم‪...‬و ﻻ ﯾﻔﻌل ھ ذا ﻣ ن أﺟ ل‬ ‫إﺧواﻧﮫ ‪...‬ﻣن أﺟل إﺧوان ﯾﺣرﻗون أﺣﯾﺎء ﻓﻲ ﺑورﻣﺎ‪...‬أطﻔﺎل ﯾﻘﺻﻔون ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ‪ ..‬ﺷﻌب ﯾﺑﺎد‬ ‫ﻓ ﻲ ﻏ زة‪...‬ﻧﺳ ﺎء ﯾﻐﺗﺻ ﺑن ﻓ ﻲ اﻟﻌ راق‪ ..‬و ﻣ ن أﺟﻠﻧ ﺎ ﻧﺣ ن اﻟ ذﯾن ﻧﻣ وت ﻛ ل ﯾ وم ذﻻ ﻣ ن‬ ‫ﻋﺟزﻧﺎ‪....‬ﻣﺎ أﻗﺳﻰ اﻟﻣوت ذﻻ‼ ‪...‬اﻟدول ﻛﺎﻟرﺟﺎل ‪...‬ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﺑﻣواﻗﻔﮭﺎ‪...‬‬ ‫‪15‬‬

‫و ﻻ ﺷﻲء ﯾﺿﺎھﻲ ﻛراﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن‪...‬اﻟﻛراﻣﺔ ﻣن اﻟروح ﻛﺎﻟﻘﻠب ﻣن اﻟﺟﺳد‪....‬و إن ﻛﺎن اﻟﻌﻘل‬ ‫ھو ﻣﺎ ﻓﺿل ﷲ ﺑﮫ اﻹﻧﺳﺎن ﻋن اﻟﺣﯾوان‪...‬ﻓﺎﻟﻛراﻣﺔ ھﻲ ﻣﺎ ﯾﻔﺻل اﻟﺣر ﻋن اﻟﻌﺑد‬ ‫دﻣﺗم ﻛرﻣﺎء‪..‬أﻋزاء ﺑﻌزة ھذا اﻟدﯾن‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫"ﻟﻣن أھدي ﺻوﺗﻲ"‬

‫و أﻧﺎ ﻣﺳﺗﻠﻘﯾﺔ أﺷﺎھد اﻟﺗﻠﻔﺎز ﺑذھن ﺷﺎرد و ﻋﻘل ذھب ﺑﻌﯾ دا‪ ..‬ﯾﺗ دﺑر ﻓ ﻲ ﺣ ﺎل ھ ذه اﻟ دﻧﯾﺎ ‪...‬و‬ ‫ھ ذه ﺣﺎﻟﺗﻧ ﺎ ﻧﺣ ن اﻟﺣﻛﻣ ﺎء‼ ﺣﺗ ﻰ أﻋ ﺎدﻧﻲ إﻟ ﻰ ﻟواﻗ ﻊ "ﺻ وت" و أﻋ ذروﻧﻲ ﻻﺳ ﺗﻌﻣﺎل ﻛﻠﻣ ﺔ‬ ‫"ﺻ وت"‪ ،‬ﻓ ﻲ اﻧﺗظ ﺎر ﺑ دﯾل ﯾﻌﺑ ر أﻓﺿ ل ﻋ ن ذاك اﻟﻧﺷ ﺎز‼ و ﺗﺑ ﯾّن أﻧﮭ ﺎ ﻛﺎﻧ ت ﻓرﻗ ﺔ‬ ‫‪ Caméléon‬اﻟﺗ ﻲ ذاع ﺻ ﯾﺗﮭﺎ ﺑ ﯾن اﻟﻣ راھﻘﯾن و ﺣﻘﻘ ت ﻧﺟﺎﺣ ﺎ ﺑ ﺎھرا‪ ،‬و ﻻ ادري ﻋﻠ ﻰ أي‬ ‫أﺳ ﺎس ﻧﺟﺣ ت ھ ذه اﻟﻔرﻗ ﺔ‪...‬ﻓﻼ اﻹﯾﻘ ﺎع ﻛ ﺎن ﺟﯾ دا و ﻻ اﻟﻛﻠﻣ ﺎت‼ أﻣ ﺎ اﻟﺻ وت ﻓﺻ دﻗوﻧﻲ‬ ‫ﺻوﺗﻲ ﻋﻧدﻣﺎ أﺗﺣدث أﺟﻣل ﺑﻛﺛﯾر ﻣ ن ﺻ وت ھ ذا " اﻟﻣﻐﻧ ﻲ" و ھ و ﻓ ﻲ أﻗﺻ ﻰ ﻋط ﺎءه‪..‬ﻣﻊ‬ ‫اﻟﻌﻠم أن ﺷﮭﺎدﺗﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ ﻏﯾر ﻣﺟروﺣﺔ إطﻼﻗﺎ‪.‬‬ ‫ﺻﺣﯾﺢ أن اﻷذواق ﻻ ﺗﻧﺎﻗش‪،‬ﻏﯾر أﻧﻲ أﺳﻣﺢ ﻟﻧﻔﺳﻲ ھذه اﻟﻣ رة ﺑﻣﻧﺎﻗﺷ ﺗﮭﺎ‼ ﻓﻘ د أﺻ ﺑﺣت ﻓ ﻲ‬ ‫ﻛل اﻷﻣور ﻣﺟرد ﻣوﺿﺔ‪...‬ﻓﻣﺎ اﻟذي ﯾﺟﻌل ﻣﻐﻧﯾﺎ ﯾﻧﺟﺢ و ھو ﻻ ﯾﻣﻠك أدﻧﻰ ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣوھﺑﺔ؟؟‬ ‫إﻧﮭﺎ "اﻟدﻋﺎﯾﺔ"‪...‬ﻓﯾﻛﻔﻲ ﻓﻘط أن ﺗﻘ رر ﺛﻠ ﺔ ﻣ ن اﻟﻧ ﺎس أن ھ ذا اﻟﻣﻐﻧ ﻲ ﺟﯾ د و "ﻋﺻ ري" ﺣﺗ ﻰ‬ ‫ﺗﻧﻘﺎد وراءه اﻟﺟﻣﺎھﯾر‪،‬و "ﻋﺻري" ﻛﻠﻣﺔ ﻣﻐرﯾﺔ ﺟدا و ﻟﮭﺎ ﺑرﯾق ﺧﺎص و "اﻟﺗﱡ ﺑ ﻊ" ﻛﺛﯾ رون‪..‬‬ ‫و اﻷﻣر ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﺟواﻧب اﻟﺣﯾﺎة‪ .‬ﻓﻔﻲ اﻟﻠﺑﺎس إذا ﻗررت دور اﻷزﯾﺎء ﻓﻲ ﻛﺑ رى‬ ‫" ﻋواﺻم اﻟﻣوﺿﺔ" أن ھذا أو ذاك اﻟﻠون دارج ھذه اﻟﺳﻧﺔ‪ ،‬ﻓﺳﺗﺻ ﺑﻎ اﻟ دﻧﯾﺎ ﺑ ﮫ ﺣﺗ ﻰ ﻻ ﺗﻛ ﺎد‬ ‫ﺗ رى ﻏﯾ ره‪.‬و إذا ﻗ رروا أن ﯾ درﺟوا ھ ذه اﻟﺳ ﻧﺔ اﻟﻛﻌ ب اﻟﻌ ﺎﻟﻲ ﻓﺳ ﺗرى ﻓﺎرﻋ ﺎت ﯾرﺗدﯾﻧ ﮫ‪،‬‬ ‫ﺗﺣﺳ ﺑﮭن ﻣ ن ﺑﻌﯾ د ﻧﺻ ﺑﺎ ﺗذﻛﺎرﯾ ﺔ‪،‬وھﻠم ﺟ را‪.‬و إذا ﻗ رر "ﺷ ﺎذ" ﻓ ﻲ أﻣرﯾﻛ ﺎ أن " اﻟﺳ راوﯾل‬ ‫اﻟﺳ ﺎﻗطﺔ" ﻋﺻ رﯾﺔ و " آﺧ ر ﺻ رﻋﺔ"‪ ،‬ﻓ ﻼ ﺗﺳ ﺗﻐرب إذا رأﯾ ت اﻟﺷ ﺑﺎب ﻻ ﯾﺗﺣرﺟ ون ﻣ ن‬ ‫إظﮭ ﺎر "ﻣﻼﺑﺳ ﮭم اﻟداﺧﻠﯾ ﺔ"‪...‬اﻟﺗﻲ ﻟ م ﺗﺳ ﻣﻰ "داﺧﻠﯾ ﺔ" إﻻ ﻷﻧ ﮫ ﻣ ن اﻟﻣﻔﺗ رض أن ﺗﺑﻘ ﻰ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟداﺧل‼ و أﻗﺗرح ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﻛﻼم إرﻓﺎﻗﮭﺎ ﺑدﻟﯾل اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل‪،‬ﺣﺗﻰ ﯾدرﻛوا اﻟﻔرق ﺑﯾن "اﻟداﺧل"‬ ‫و "اﻟﺧ ﺎرج" و اﻟﻐرﯾ ب ﻓ ﻲ اﻷﻣ ر اﻧ ﮫ ﺣﺗ ﻰ ﻣﻌ ﺎﯾﯾر اﻟﺟﻣ ﺎل ﺻ ﺎرت ﺗﺧﺿ ﻊ‬ ‫"ﻟﻠﻣوﺿﺔ"‪،‬ﻓﺎﻟﻛﺛﯾرات ﯾﺧﺿﻌن ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﻣﯾل و ﯾﻐﯾرن ﺧﻠق ﷲ ﻓﻘط ﻟﯾواﻛﺑن اﻟﻣوﺿﺔ‪ ،‬ﻣن‬ ‫ﻧﻔﺦ ﻟﻠﺷﻔﺎه و رﻓﻊ ﻟﻠﺧدود‪ ،‬ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺣن ﯾﺷﺑﮭن ﺑﻌﺿﮭن ﺑﺷﻛل ﻓﺿﯾﻊ‼ ﻧﺳﺦ ﻣﻘﻠ دة و ﻣرﯾﻌ ﺔ‬ ‫ﻋن " ﻣﺳوخ " ﻣن " ﻛوﻛب اﻟﻘ ردة"‪،‬و ﻗ ررت ﻋﻧ د ﺣ دﯾﺛﻲ ﻋﻠ ﯾﮭن أن ﻻ اﺳ ﺗﻌﻣل ﺑﻌ د اﻟﯾ وم‬ ‫ﮫ" ‪...‬‬ ‫ﺎرﯾس اﻟوﺟ‬ ‫ﺗﺑدﻟﮭﺎ " ﺑﺗﺿ‬ ‫ﮫ" و اﺳ‬ ‫ﯾم اﻟوﺟ‬ ‫ﺎرة " ﺗﻘﺎﺳ‬ ‫ﻋﺑ‬ ‫ﻟﻛ ن اﻟﻣﺻ ﯾﺑﺔ و اﻟطﺎﻣ ﺔ اﻟﻛﺑ رى ھ ﻲ ﻓ ﻲ اﻣﺗ داد اﻟﻣوﺿ ﺔ إﻟ ﻰ " اﻟﻘ ﯾم"‪ ،‬ﻓﻛ ل ﺷ ﻲء أﺻ ﺑﺢ‬ ‫ﯾﺳﺗﺑدل‪...‬ﯾﺻﻧﻊ‪..‬ﯾﻌﻠب ‪...‬و ﯾﻌرض ﻟﻼﺳﺗﮭﻼك‪ .‬أﻧﺎس ﯾﻠﺑﺳون رداء اﻟورع ﻧﮭﺎرا و ﯾﺧﻠﻌوﻧ ﮫ‬ ‫ﻟ ﯾﻼ‪ ،‬ﯾﺑﯾﻌ ون ﺿ ﻣﺎﺋرھم ﻟﻣ ن ﯾ دﻓﻊ أﻛﺛ ر‪ ،‬ﯾﻐﯾ رون ﻗ ﯾﻣﮭم ﻟﺗواﻛ ب اﻟﻌﺻ ر‪ ،‬ﯾزﯾﻧ ون اﻟﻘﺑ ﯾﺢ‪،‬‬ ‫ﯾﺻﺑﻐوﻧﮫ ﺑﺄﻟوان زاھﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻣﻧﺣوﻧﮫ أﺳﻣﺎء ﺟدﯾدة‪ ..‬ﺑراﻗﺔ‪:‬اﻻﻧﺗﮭﺎزﯾ ﺔ‪ ،‬اﻻﺑﺗ زاز‪ ،‬اﻟﻐ ش‪ ،‬اﻟرﺷ وة‬ ‫‪17‬‬

‫ﻛﻠﮭﺎ ﺗﻧ درج ﺗﺣ ت ﻣﺳ ﻣﻰ " اﻟﺷ طﺎرة"‪ .‬ﻗ واﺋم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑ ﺎت ﻣﻠﯾﺋ ﺔ ﺑﻣ ن ﯾﺷ ك ﻓ ﻲ ﻧ زاھﺗﮭم‪ ،‬ﻣ ن‬ ‫اﺳﺗﺑدﻟوا ﺑﺎﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﻧﺻب‪ ،‬ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﻰ أي ﺷﺧص ﻣ ن ﻋﺎﻣ ﺔ ھ ذا اﻟﺷ ﻌب أن ﯾﺻ دق‬ ‫ﺻﻔﺎء ﻧﯾﺔ واﺣد ﻣن ھؤﻻء‪.‬‬ ‫ﻻ ادري أاﻟﻛ ﻼم ﺳ ﺎﻗﻧﻲ ﻟﻠﺣ دﯾث ﻋ ن اﻻﻧﺗﺧﺎﺑ ﺎت أم أﻧ ﺎ اﻟﺗ ﻲ ﺳ ﻘﺗﮫ‼ اﻟﻣﮭ م أﻧ ﺎ ﺷﺧﺻ ﯾﺎ ﻻ‬ ‫أﻧﺗﺧب‪،‬و إن ﻛﺎن و ﻻﺑد ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل "ﺻ وﺗﻲ" ﻓﺄﻧ ﺎ ﺣﺗﻣ ﺎ ﺳﺄﺳ ﺗﻌﻣﻠﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻐﻧ ﺎء و أﻧ ﺎ أﻏﺳ ل‬ ‫أواﻧﻲ اﻟﻌﺷﺎء‪ ،‬ذﻟك أن ﺻوﺗﻲ أﺟﻣل ﻣن ﺻوت "‪..."Caméléon‬‬ ‫دﻣﺗم ﻣﻧﺗﺟﺎت أﺻﻠﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ اﻷﺳواق ﻓﻲ زﻣن ﻛﺛرة ﻓﯾﮫ اﻟﻧﺳﺦ اﻟﻣﻘﻠدة‪....‬‬

‫‪18‬‬

‫"ﻋﯾون اﻟﻣﮭﺎ"‬

‫ﻋﺛر ﻣﻧذ ﺑﺿﻌﺔ أﯾﺎم ﻋﻠﻰ ھﺎﺗف ﻟﻔﺗﺎة ﺗدرس ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺗوﺳط و ﺗﻣت ﺣﺳب اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ‬ ‫ﻣﺻ ﺎدرﺗﮫ‪ ،‬و ﻗﺎﻣ ت إﺣ دى اﻟﻣراﻗﺑ ﺎت ﺑ ﺎﻻطﻼع ﻋﻠ ﻰ اﻟرﺳ ﺎﺋل اﻟﻘﺻ ﯾرة ﻓﯾ ﮫ ﻓﺎﻛﺗﺷ ﻔت ﻣ ن‬ ‫ﺧﻼﻟﮭﺎ أن اﻟﻔﺗﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺷﺎب‪..‬‬ ‫ﻗﺻدﺗﻧﻲ اﻟﺗﻠﻣﯾذة ﯾوم اﻟﺧﻣ ﯾس و طﻠﺑ ت ﻣﻧ ﻲ إن ﻛ ﺎن ﺑﺈﻣﻛ ﺎﻧﻲ إﻋﺎدﺗ ﮫ ﻟﮭ ﺎ‪ ،‬ﺣﯾﻧﮭ ﺎ ﻟ م أﺟ د ﻣ ﺎ‬ ‫أﻗوﻟﮫ ﻟﮫ أﻣ ﺎم وﺟﮭﮭ ﺎ اﻟﺑ ريء و ﺻ وﺗﮭﺎ اﻟرﻗﯾ ق ﻓﺎﻛﺗﻔﯾ ت ﺑ ﺄن ﻗﻠ ت أن ﻋﻠ ﻰ واﻟ دﺗﮭﺎ أن ﺗ ﺄﺗﻲ‬ ‫ﻻﺳﺗرﺟﺎﻋﮫ‪..‬‬ ‫أﺣﺳﺳت ﺑﻌدھﺎ ﺑﻧوع ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﺗﺟﺎه اﻟﻔﺗﺎة و ﻗررت أن أﺗﺣدث ﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر‪..‬‬ ‫ھذه اﻟﺻﺑﯾﺣﺔ و ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺷرة وﻗت اﻟراﺣﺔ طﻠﺑت ﻣن زﻣﯾﻼﺗﮭﺎ اﻟﺧروج ﻣ ن اﻟﻘﺳ م و‬ ‫طﻠﺑت ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺑﻘﺎء ﻷن ھﻧﺎك ﺣدﯾث ﺑﯾﻧﻧﺎ ‪..‬‬ ‫ﺣﺳﻧﺎ أﻧﺎ ﻻ أﺟﯾد إطﻼﻗﺎ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﺣﺎدﯾث ﻟﻛن ﺗوﻛﻠت ﻋﻠﻰ ﷲ و ﺑدأت‪.‬‬ ‫ﺷﯾﻣﺎء ھل اﺳﺗﻌدت ھﺎﺗﻔك؟؟ !‬‫ﻛﻼ ﻟﯾس ﺑﻌد‬‫ﺑﺧﺻوص اﻟﮭﺎﺗف ﻟﻘد ﻗ ُِرأت اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﻓﯾﮫ و أﻧت ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺷﺎب‬‫ أﺳﺗﺎذة ﻟﺳت اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺧرج ﻣﻊ ﺷﺎب‬‫ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أرﺑﻛﻧﻲ ﺟواﺑﮭﺎ ھذا‪ ،‬ﻓﺄﻧﺎ ﻟم أﺗوﻗﻌﮫ إطﻼﻗﺎ‪..‬‬ ‫ﺳﺄﻟﺗﮭﺎ ﻋن ﻋﻣره ﻗﺎﻟت‪" :‬ﺳﺗﺔ ﻋﺷر ﺳﻧﺔ"‬ ‫ﻗﻠت ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ ﺗﺑﺎ ھو أﯾﺿﺎ ﺻﻐﯾر‪..‬ﻟو ﻛﺎن اﻛﺑر ﻣﻧﮭﺎ ﺑﻛﺛﯾر ﻟﻠﻌﺑت ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻧﻘطﺔ‪..‬‬ ‫ﻗﻠت ﻟﮭﺎ ھل ﻓﻛرت ﻓﯾﻣﺎ ﺳﯾﺣدث ﻟو اﻛﺗﺷف واﻟدك اﻷﻣر ؟؟‬ ‫واﻟدي ﻣﯾت و ﻓﻲ اﻷول ﻣن ﻣﺎي ﺳﺗﻣر ﺳﻧﺗﺎن ﻋﻠﻲ وﻓﺎﺗﮫ‬‫ﺗﺑﺎ و ﺗﺑﺎ و ﺗﺑﺎ ﻟﻲ ﻣرة أﺧرى‪..‬ﻓﻘدت ﻧﺻف أوراﻗﻲ ‪ ،‬ﺗﺿﻌﺿﻌت ﻗﻠﯾﻼ ﺛم اﺳﺗرﺟﻌت ﻗوﺗﻲ‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫ﺷ ﯾﻣﺎء ﻓﺗ ﺎة ﻣؤدﺑ ﺔ ﺑوﺟ ﮫ ﺑ ريء ‪،‬و ﻋﯾﻧ ﺎن ﺟﻣﯾﻠﺗ ﺎن ﻛﻌﯾ ون اﻟﻣﮭ ﺎ‪ ،‬ﺗوﺣﯾ ﺎن ﺑﺎﻟوداﻋ ﺔ‪ ،‬و أﻧ ﺎ‬ ‫أﺣب اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻌﯾون ﻷﻧﮭﺎ ﻧواﻓذ ﻋﻠﻰ اﻷرواح‪ ،‬ھﻧﺎك ﻋﯾون طﯾﺑ ﺔ و أﺧ رى ﻟﺋﯾﻣ ﺔ‪ ،‬ﻋﯾ ون‬ ‫ﻋﻣﯾﻘﺔ و أﺧرى ﻓﺎﺗرة‪ ،‬ﻋﯾون ﻣﺗﻘدة و أﺧرى ﺧﺎﻣدة‪..‬‬ ‫و ﻻ ﺗﻌﺗﻘدوا أن ﺷﯾﻣﺎء ھذه ﺳﯾﺋﺔ‪ ،‬ﻓﮭﻧﺎك ﻓ رق ﺑ ﯾن اﻟﺷ ر و اﻟﺧط ﺄ‪..‬ھﻲ ﺣﺗﻣ ﺎ أﺧط ﺄت و ھ ﻲ‬ ‫ﺻﻐﯾرة ﻟﻛن ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﮭﺎ ﺷرﯾرة‪ ..‬ﺛم أن اﻟﺧﯾر و اﻟﺷر وﺟﮭﺎن ﻟﻌﻣﻠﺔ واﺣدة‪..‬ﻓﻛل ﻣﻧﺎ ﯾﺣﺗوي‬ ‫ﻧﺳﺑﺔ ﻣن ﻛﻠﯾﮭﻣﺎ‪..‬اﻟﺑﻌض ﯾﻐﻠب ﻋﻧده اﻟﺧﯾر و اﻟﺑﻌض ﯾﻐﻠب اﻟﺷر و اﻟﺑﻌض ﯾﺗﺳﺎوﯾﺎن ﻣﻌﺎ‪..‬‬ ‫و ﺣﺗ ﻰ و أﻧ ﺎ أﺗﺣ دث ﻣﻌﮭ ﺎ ﻋﻧ دﻣﺎ طﺄط ﺄت رأﺳ ﮭﺎ ‪..‬ﻗﻠ ت ﻟﮭ ﺎ ارﻓﻌﯾ ﮫ و ﻻ ﺗﺳ ﻣﺣﻲ ﻷﺣ د أن‬ ‫ُﯾذﻟك‼ و أن ﯾوطﻲ رأﺳك‪.‬‬ ‫أﻧﺎ ﻟن أﻟﻘ ﻲ ﻋﻠﯾ ك اﻟ درس اﻟﺷ ﮭﯾر ﻋ ن اﻟﺷ رف و ﻋ ن أن ُﯾﺳ رق ﻣﻧ ك اﻋ ز ﻣ ﺎ ﺗﻣﻠﻛ ﯾن‪ ..‬ﻣ ذ‬ ‫ﺻﺎر اﻟﺷرف ورﻗﺔ ﯾﺣررھﺎ اﻟطﺑﯾب ﺗوﻗﻔﻧﺎ ﻋن اﻟﺣدﯾث ﻋﻧﮫ‪..‬و ﺗرﻛﻧﺎه ﻷھل "اﻟﺷرف"!‬ ‫ﺳﺄﺣدﺛك ﻋن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺳ ﺗﻔوﺗﯾن ﻋﯾﺷ ﮭﺎ ‪...‬ﻋ ن اﻷﺷ ﺧﺎص اﻟ ذﯾن ﺳ ﺗﻔوﺗﯾن ﻣﻌ رﻓﺗﮭم‪..‬ﻋن‬ ‫أﻧ ك ﻣﺎزﻟ ت ﺻ ﻐﯾرة و ﺳ ﺗﻛﺑرﯾن و ﺣﯾﻧﮭ ﺎ ﺳ ﺗﺗﻣﻧﯾن ﻟ و ﯾﻌ ود ﺑ ك اﻟزﻣ ﺎن ﻟﺗﻌ ﯾش طﻔوﻟﺗ ك و‬ ‫ﻣراھﻘﺗك ﺑﻛل زﺧﻣﮭﺎ ‪..‬‬ ‫أﻧﺎ ﻻ أﻗول ﻟك ﻻ ﺗﺣﺑﻲ‪..‬أﺣﺑﻲ و أﺣﺑﻲ ﺑﻛل ﻗﻠﺑك‪..‬أﺣب‬ ‫ﻣن أﺟل اﻟﺷﮭوة‪..‬ﻟﻛن ﻻ ﺗﺣﺑﻲ ﺑﺟوارﺣك‪..‬‬

‫و ﻓﻲ ﷲ ‪..‬أﺣب ﻣن أﺟل اﻟﺣب ﻻ‬

‫و ﻣﺎ أﺣﺑﺑﺗﮭﺎ ﻓﺣﺷﺎ و ﻟﻛن** رأﯾت اﻟﺣب أﺧﻼق اﻟﻛرام‬ ‫وأﺷـرف اﻟﻧـﺎس أھـل اﻟﺣـب ﻣﻧزﻟـﺔ** وأﺷـــرف اﻟـﺣــب ﻣـﺎﻋـﻔـت ﺳــراﺋــره‬

‫اﻟﺣ ب اﻟﺣﻘﯾﻘ ﻲ اﻟﻌ ذري ﻋﻔ ﺎف و طﮭ ر و ﻣ ﺎ ﯾ روج ﻟﻧ ﺎ ﺷ ﮭوة و ﻋﮭر‪..‬ﺗرﻓﻌ ﻲ ﻋ ن ﻛ ل ھ ذا‬ ‫ﺣ ﺎﻓظﻲ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﻣﻌﺗك ﻓﮭ ﻲ ﻟﯾﺳ ت ﻟ ك وﺣ دك‪..‬و ﻻ ﯾﺣ ق ﻟ ك أن ﺗﻣﻧﺣ ﻲ ﻣ ﺎ ﻟ ﯾس ﻟ ك‬ ‫وﺣدك‪..‬وراءك ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺗﺷﺗرك ﻣﻌك ﻓﯾﮭﺎ‪..‬‬ ‫ﺷﯾﻣﺎء أﻧﺎ ﻟم أﺣدﺛك إﻻ ﻷﻧﻲ أﺣﺑك و أﺧﺷﻰ ﻋﻠﯾك ﻣن اﻷذى‪..‬‬ ‫ﻧﺣن ﻧﻌﯾش ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻻ ﯾﺣﺎﺳب اﻟرﺟل ﻋﻠﻰ زﻻﺗﮫ و ﻟو أﻧﺟب ﺟﯾﺷﺎ ﻣن اﻟﻠﻘطﺎء و ﯾﺣﺎﺳب‬ ‫اﻟﻣرأة و ﻟو ﻛﺎﻧت ﻣﻐﺗﺻﺑﺔ‪..‬و ﻟن ﯾرﺣﻣك أﻧ ت أﯾﺿ ﺎ ‪،‬و ﺳ ﯾﻧﺗظرون ﻣﻧ ك أول زﻟ ﺔ ﻟﯾﺎﻧﮭ ﺎﻟوا‬ ‫ﻋﻠﯾك ﺗﻘطﯾﻌﺎ‪..‬ﻻ ﺗﻣﻧﺣﻲ ﻟﮭم اﻟﻔرﺻﺔ ﻟذﻟك‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫اﻧﺗﮭ ت اﻟﻌﺷ رة دﻗ ﺎﺋق ‪..‬و اﻧﺗﮭ ﻰ ﺣ دﯾﺛﻲ و ﺷ ﯾﻣﺎء و ﻟ م أﻧﮭ ﮫ ﺑﻌ د‪..‬و ذھﺑ ت و أﻧ ﺎ أﺣ س أن‬ ‫ﻛﻼﻣﻲ ﻟم ﯾﺻل إﻟ ﻰ أﻋﻣﺎﻗﮭ ﺎ ﺑﻌ د‪..‬رﻏم ﻋﺑ ﺎرات " ﺷ ﻛرا ﻋﻠ ﻰ اﻟﻧﺻ ﯾﺣﺔ و ﻣﻌ ك ﺣ ق" ﻟﻛ ن‬ ‫ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر ﻛﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﺧص ﻣﺎ‪..‬‬ ‫أﺣﺳﺳت ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺣزن ﻓﻔﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ أﻧﺎ ﻻ اﻣﻠك ﻋﻠﯾﮭﺎ أي ﺳﻠطﺔ ﻟﻛن أردت أن أﺣﯾﻠﮭ ﺎ إﻟ ﻰ‬ ‫ﺳﻠطﺔ ﺿﻣﯾرھﺎ‪..‬‬ ‫ھل ﺳﺄطرح ھﻧﺎ ذﻟك اﻟﺳؤال اﻟروﺗﯾﻧﻲ ﻣن اﻟﻣﺳؤول؟؟‬ ‫اﻷوﻟﯾﺎء ﺑﻘﻠﺔ ﻣراﻗﺑﺗﮭم‪ ،‬ﺑﺳﻣﺎﺣﮭم ﻷﺑﻧﺎﺋﮭم ﺑﻣﺷﺎھدة اﻟﻣﺳﻠﺳﻼت اﻟﺗرﻛﯾﺔ اﻟﻐﺎرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟروﻣﺎﻧﺳﯾﺔ‬ ‫و اﻟﺑﻌﯾدة ﻋن اﻷﺧﻼق و اﻟواﻗﻊ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل واﻗﻌﻧﺎ ﻧﺣن‬ ‫ﻣن ﻻ ﯾﺧش ﷲ ﻓ ﻲ أوﻻده و ﯾطﻌﻣﮭ م اﻟﺳ ﺣت ﻻ ﯾﺄﻣ ل أن ﯾﻛوﻧ وا ذرﯾ ﺔ ﺻ ﺎﻟﺣﺔ " ﻛ ل ﻟﺣ م‬ ‫ﻧﺑت ﻣن ﺳﺣت اﻟﻧﺎر أوﻟﻰ ﺑﮫ"‪..‬‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﯾﺳر اﻟﺣرام و ﯾﻌﺳر اﻟﺣﻼل‪..‬ﻓﻠو ﻓرﺿﻧﺎ أن ھذا اﻟﻣراھق اﻟذي ﺗﻌرﻓ ﮫ ﺷ ﯾﻣﺎء‬ ‫ﺟﺎء ﻟﺧطﺑﺗﮭﺎ ﻓﺈن أھﻠﮫ و أھﻠﮭ ﺎ ﺳﯾرﻓﺿ ون ﺑﺣﺟ ﺔ أﻧﮭﻣ ﺎ ﻣ ﺎزاﻻ ﺻ ﻐﯾرﯾن‪..‬ﻓﻲ ﺣ ﯾن أﻧﮭﻣ ﺎ ﻻ‬ ‫ﯾﺣﺳﺎن ﻧﻔﺳﯾﮭﻣﺎ ﻛذﻟك‪..‬‬ ‫ﻧﺣن ﻧﻌﯾش ﻓﻲ ﺑرزخ ﺑﯾن اﻷﺻ ﺎﻟﺔ و اﻟﻣﻌﺎﺻ رة‪..‬ﻓﻼ ﻧﺣ ن ﻣﺟﺗﻣ ﻊ ﻣﺣ ﺎﻓظ ﺗﻣﺎﻣ ﺎ و ﻻ ﻣﻧﻔ ﺗﺢ‬ ‫ﺗﻣﺎﻣﺎ‪..‬‬ ‫ﻻ ﻣﺗدﯾن ﺗﻣﺎﻣﺎ و ﻻ ﻻﺋﯾﻛﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎ‪..‬ﻻ ﻣؤﻣن و ﻻ ﻣﻠﺣد‪..‬‬ ‫ﻧﺣن ﺑﻘﯾﻧﺎ ﻣذﺑذﺑﯾن ﻻ إﻟﻰ ھؤﻻء و ﻻ إﻟﻰ ھؤﻻء‪..‬‬ ‫ﺣﺳﻧﺎ ! ﻻ أرﯾد اﻟﺗوﺳﻊ أﻛﺛر ﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﮭو ﯾﺣﺑطﻧﻲ‬ ‫ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﺷﯾﻣﺎء ﻣﺎ ھﻲ إﻻ ﻧﻣوذج ﻛﻣﺎ ﻗﺎﻟﺗﮭﺎ ھﻲ ﻣﺑررة ﻓﻌﻠﺗﮭﺎ " ﻟﺳت أﻧﺎ اﻟوﺣﯾدة ﻣن ﺗﻔﻌل‬ ‫ھذا"‪ ،‬ﻛﺳرت ظﮭري ﺑﮭذه اﻟﺟﻣﻠﺔ‪ ،‬و ﻏﯾرھﺎ ﻛﺛﯾــــرات ﺟدا‬ ‫و ﻟﮭ ذا أﺧ ﺗم ﺑﺣ دﯾث ﻋ ن اﻟﻧﺑ ﻲ ﺻ ﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾ ﮫ وﺳ ﻠم ﻗ ﺎل‪َ ):‬ﻻ ﺗَﻛُوﻧُ وا إ ِﻌَ ﱠﻣ ًﺔ ‪ ،‬ﺗَﻘ ُوﻟ ُ ونَ ‪ :‬إ ِنْ‬ ‫أ َﺣْ ﺳَ نَ اﻟﻧﱠﺎسُ أﻧﱠﺎَﺣْ‪،‬ﺳَ َوإ ِنْ َظﻠ َﻣُوا َظﻠ َﻣْﻧَﺎ ‪َ ،‬وﻟ َﻛِنْ َو ﱢطﻧُوا أ َﻧْ ﻔ ُﺳَﻛُمْ ‪ ،‬إ ِنْ أ َﺣْ ﺳَ نَ اﻟﻧﱠ ﺎسُ أ َنْ ﺗُﺣْ ﺳِ ﻧُوا‬ ‫‪َ ،‬وإ ِنْ أ َﺳَ ﺎءُوا َﻓَﻼ ْﺗَظﻠِﻣُوا(‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫" ھﻛذا ﺗﻘﺗل اﻷﻓﻛﺎر ﻓﯾك ﯾﺎ وطﻧﻲ"‬

‫ﻟم ﺗﻧﺟﺢ اﻟﻘﻧوات اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟﻔﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺳ وى ﻓ ﻲ إدﺧ ﺎل ﺛﻘﺎﻓ ﺔ اﻟﺷ ﺎرع إﻟ ﻰ اﻟﺑﯾ وت‬ ‫اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻠﻐﺗﮭﺎ اﻟﻣﻧﺣطﺔ و ﻣﺳﺗواھﺎ اﻟﮭﺎﺑط و ﺑراﻣﺟﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﻌوزھﺎ اﻟﻌﻣق ﻓﻲ اﻟطرح‪ ،‬زد‬ ‫ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻘﺗﺎت ﻣن ﻣﺂﺳﻲ اﻟﻧﺎس ﻟرﻓﻊ ﻧﺳب اﻟﻣﺷﺎھدة‪ ،‬ﺣﺗﻰ أن ﻣﻧﮭم ﻣن ﻟم ﺗﺗﺣرج ﻓ ﻲ‬ ‫ﻧﻘل ﺗﻔﺎﺻ ﯾل وﻓ ﺎة ﻣراھ ق ﻏرﻗ ﺎ ‪ ،‬ﺗﺻ وروا ﺷ ﺧص ﯾﻣ وت و ﻛ ﺎﻣﯾرا ﺗﺻ ور و ﻗﻧ ﺎة ﺗﻧﻘ ل و‬ ‫ﺣرﻗﺔ ﻗﻠب واﻟدﯾن ﯾﺷﺎھدان اﺑﻧﮭﻣﺎ ﻛﯾف ﯾﻣوت‼‪..‬و أﻛﺛ ر ﻣ ﺎ أﻣﻘﺗ ﮫ ھ و اﻟﺗﻘﻧﯾ ﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌ ﺔ ﻹﺛ ﺎرة‬ ‫اﻟﻣﺷ ﺎﻋر ﺑﺗﻘرﯾ ب اﻟﻛ ﺎﻣﯾرا إﻟ ﻰ ﻋﯾﻧ ﻲ اﻟﺷ ﺧص ﻟرﺻ د دﻣﻌ ﺔ ﻣ ﻊ اﻟﻘﻠﯾ ل ﻣ ن اﻟﻣ ؤﺛرات و‬ ‫اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺣزﯾﻧﺔ‪..‬‬ ‫إﻋﻼم ﯾﺗﺎﺟر ﺑﻣﺷﺎﻋر اﻟﻧﺎس ﺛم ﯾﺗﺷدق ﺑﺎﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﮭﻧﻲ و اﻹﻋﻼم اﻟﮭﺎدف‪..‬ﻣن ﻓﺿﻠﻛم ﺣددوا‬ ‫ﻟﻧﺎ ﻣﺎ ھو ﻣﻌﻧﻰ "ھﺎدف"؟؟‬ ‫ﻋﻠﻰ ذﻛر ھذه اﻟﻘﻧوات ‪..‬ﻓﻘ د ﺑﺛ ت ﻗﻧ ﺎة ‪ L’Index‬ﺣﺻ ﺔ ﻋ ن اﻹﻣ ﺎم ﻋﺑ د اﻟﺣﻣﯾ د ﺑ ن ﺑ ﺎدﯾس‪،‬‬ ‫ﺣﯾﺎﺗﮫ و ﻣ ﺂﺛره ﺛ م زارت ﻣؤﺳﺳ ﺔ ﻋﺑ د اﻟﺣﻣﯾ د ﺑ ن ﺑ ﺎدﯾس ﺑﺎﻟﺑطﺣ ﺔ ) و ھ ﻲ ﻣﻧطﻘ ﺔ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ب‬ ‫ﻗﺳ ﻧطﯾﻧﺔ(‪ ،‬و ھﻧ ﺎك ﻓ ﻲ ﺗﻠ ك اﻟﻣؤﺳﺳ ﺔ ﻋرﺿ ت ﺑﻌ ض اﻷﺷ ﯾﺎء اﻟﺧﺎﺻ ﺔ ﺑﺎﻟﺷ ﯾﺦ ﻛﻌﺑﺎءﺗ ﮫ و‬ ‫اﻟﻛرﺳ ﻲ اﻟ ذي ﻛ ﺎن ﯾﺟﻠ س ﻋﻠﯾ ﮫ و اﻟﻣ ذﯾﺎع اﻟ ذي ﻛ ﺎن ﯾﺳ ﺗﻣﻊ ﻓﯾ ﮫ‪ ،‬و ھﻧ ﺎ ﺗﺗﺳ ﺎءل ﻣ ﺎ ﻣﻌﻧ ﻰ‬ ‫ھذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‬ ‫ﻣﺎ اﻟذي ﯾﮭم ﺣﻘﺎ ﻓﻲ ﻋرض ﻣﺛل ھذه اﻷﻣور و ﻛﺄﻧﮭﺎ ﻣﻘدﺳﺎت؟؟؟‬ ‫اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻹﻣﺎم ‪-‬رﺣﻣﮫ ﷲ‪ -‬و ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻣﺂﺛره اﻟﺟﻣﺔ إﻻ اﻧﮫ ﯾﺑﻘﻰ ﺑﺷرا ﻏﯾ ر ﻣﻌﺻ وم و ﻣ ن‬ ‫اﻹﺟﺣﺎف ‪ -‬ﻟﮫ أوﻻ‪ -‬أن ﻧﺧﺗﺻر ﻛل اﻟﻔﻛرة اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗ ﻲ ﻋ ﺎش ﻣ ن اﺟﻠﮭ ﺎ ﻓ ﻲ ﺷﺧﺻ ﮫ‬ ‫وﺣده أو ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻣن ﺑﻌده ﻓﻧﺣﺗﻔﻲ ﺑﮫ و ﻧﻧﺳ ﻰ ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﯾﺻ ﺑو إﻟﯾ ﮫ‪..‬ﻟﻛن ﻟﻸﺳ ف‬ ‫ھذا ﻣﺎ ﺣﺻل و ﻣﺎزال ﯾﺣﺻل إﻟﻰ اﻵن‼‬ ‫ﻓﻘد رﺑطﻧﺎ اﻟﻌﻠم ﺑﺷﺧص "ﺑن ﺑﺎدﯾس"‪ ،‬و ﺟﻌﻠﻧﺎ اﺣﺗﻔﺎءﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠم اﺣﺗﻔﺎء ﺑﮫ‪ ،‬و اﺣﺗﻔﺎءﻧﺎ ﺑﮫ ﺑ ذﻛر‬ ‫ﻣوﻟ ده و ﻧﺷ ﺄﺗﮫ و ﻣ ﺂﺛره‪ ،‬رﺳ م ﺑورﺗرﯾﮭ ﺎت ﻟ ﮫ ‪ ،‬ﻗﻠﯾ ل ﻣ ن اﻟﻣﺳ ﯾرات اﻟﻛﺷ ﻔﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﻌ ض‬ ‫اﻟﻣﺣﺎﺿرات ﻋن ﺣﯾﺎﺗﮫ ھﻧﺎ و ھﻧﺎك‪ ،‬ﻣﻌﺎرض اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬ﺣﻔﻼت ﻣدرﺳﯾﺔ ‪ ،‬و ﻧطوي ذﻟك اﻟﯾوم‬ ‫ﻓﻲ اﻧﺗظﺎر ‪ ١٦‬أﻓرﯾل آﺧر‪..‬و ﻣﺎ أﺻﻠﺣﻧﺎ ﻓﻲ ﺗرﺑﯾﺗﻧﺎ و ﻋﻠﻣﻧﺎ ﺷﯾﺋﺎ‪..‬‬ ‫اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ ھذا اﻷﻣر ھو ﺷﺧﺻﻧﺔ اﻟﻔﻛرة أو ﻛﻣﺎ ﺳﻣﺎھﺎ ﻣﺎﻟك ﺑن ﻧﺑﻲ " اﻟﻔﻛرة اﻟﻣﺗﺟﺳدة"‪..‬و‬ ‫ھﻲ ﻣن اﺣد اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻧﺎﺟﻌﺔ ﻓﻲ ﻗﺗل اﻟﻔﻛرة‪ ،‬ذﻟك اﻧﮭﺎ ﺗﻣوت ﺑﻣﺟرد وﻓﺎة ﺻ ﺎﺣﺑﮭﺎ و اﻟﻘﺎﺋ ل‬ ‫‪22‬‬

‫ﺑﮭﺎ ﺳواء ﻛﺎن ﻓردا أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ أو ﺟﻣﻌﯾﺔ أو ﺣزب‪ ،‬و ھذا ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻔﻛرة اﻟﻣﺟردة اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ‬ ‫ﺑ ذاﺗﮭﺎ ﻏﯾ ر اﻟﻣﻧﺳ وﺑﺔ ﻷي ﺷ ﺧص ﻓﯾﺻ ﻌب ﺣﯾﻧﮭ ﺎ ﻗﺗﻠﮭ ﺎ و اﻟﻘﺿ ﺎء ﻋﻠﯾﮭ ﺎ) و أن ﻟ م ﯾﻛ ن‬ ‫ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ﺗﻣﺎﻣﺎ(‪..‬‬ ‫ﻛﺎن ﻣن اﻷﺟ در اﻻھﺗﻣ ﺎم ﺑﻣواﺻ ﻠﺔ ﻣﺳ ﯾرة اﻹﺻ ﻼح و اﻟﺗﻌﻣ ق ﻓﯾﮭ ﺎ و ﺗوﺳ ﯾﻊ ﻧطﺎﻗﮭ ﺎ‪ ،‬و ﻻ‬ ‫أﺧﻔﯾﻛم ﻋﻠﻣﺎ أن ﻗﻠت اﻧﮫ ﻟﺣد أﻻن ﻟم ﺗﺗﺢ ﻟﻲ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻓﻛ ر اﻹﻣ ﺎم ذﻟ ك أن ﻛﺗﺑ ﮫ‬ ‫ﻧﺎدرة أو ﺗﻛﺎد ﺗﻛون‪ ،‬و ﻛل ﻣﺎ ھو ﻣﺗوﻓر اﻵن ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺣﺔ ھﻲ ﻛﺗب أﻟﻔت ﻋﻧﮫ و اﻟﺗﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ‬ ‫ﺗﻔﺗﻘر ﻟﻠﻣوﺿوﻋﯾﺔ و ﻻ أﺳوء ﻣن ﻗراءة اﻟﻧﺗﺎج اﻟﻔﻛري ﻟﻣﻔﻛر ﻋﺑر ﻋﯾون اﻟﻐﯾر ﻓﮭذا ﻻ ﯾﺳﻣﺢ‬ ‫ﻟﻠﻣرء ﺑﺗﺷﻛﯾل ﻧظرﺗ ﮫ اﻟﺧﺎﺻ ﺔ‪ ،‬و ﺣ ﺎﻟﻲ ھ ذا ھ و ﺣ ﺎل اﻟﻛﺛﯾ رﯾن ﻣ ن أﺑﻧ ﺎء اﻟﻣدرﺳ ﺔ اﻟﺗﻠﻘﯾﻧﯾ ﺔ‬ ‫اﻟﺗﻲ أﻏﻔﻠت "ﺗﻠﻘﯾﻧﻧﺎ" ھذا اﻟﺟزء ﻋن ﻗﺻد أو دوﻧﮫ‪..‬‬ ‫و أﻧﺎ ھﻧﺎ ﻻ أﻗﺻد اﻟﺷﯾﺦ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﻲ ﺣ د ذاﺗ ﮫ ‪ ،‬إﻧﻣ ﺎ أﺷ ﯾر ﺑ ﺎﻷﺧص ﻟﻣﺷ ﻛﻠﺔ ﻓﻛرﯾ ﺔ ﺳ ﺎﺋدة‬ ‫ﻋﻧدﻧﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻗ ل‪ ،‬ﻓ ﻧﺣن ) ﺣﺗ ﻰ ﻻ ﻧﻠﻘ ﻲ داﺋﻣ ﺎ ﻓﺷ ﻠﻧﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻻﺳ ﺗﻌﻣﺎر اﻟﺧ ﺎرﺟﻲ ﻓﺎﻻﺳ ﺗﻌﻣﺎر‬ ‫اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﻣﺎزال ﻣوﺟودا ھو ذﻟك اﻟذي ﻓﻲ رؤوﺳﻧﺎ( ﻣﺗﻔوﻗون ﻓﻲ إﻣﺎﺗ ﺔ اﻷﻓﻛ ﺎر ﺑﺗﻘﻠﯾﺻ ﮭﺎ‬ ‫و ﺣﺻرھﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻷﺷﺧﺎص) اﻟﻌﻠم و اﻹﺻﻼح ﻓﻲ ﺷﺧص ﺑن ﺑﺎدﯾس‪ ،‬ﺛ ورة اﻟﺗﺣرﯾ ر ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﻠﯾون و ﻧﺻف ﺷﮭﯾد و ﻋدد ﻣن اﻟﻣﺟﺎھدﯾن ﻻ ادري ﻛﯾف ﯾﺗﻛﺎﺛرون‼‪ ،‬اﻟﻛرة اﻟﺟزاﺋرﯾ ﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺟﯾل ‪ ،٨٢‬اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﺧص ﺑوﻣ دﯾن و ھﻛ ذا‪ (..‬و ﺑﺎﻟﺗ ﺎﻟﻲ ﻧﺿ ﻔﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ن‬ ‫اﻟﻘداﺳﺔ ﻋﻠﻰ ھؤﻻء اﻷﺷﺧﺎص‪ ،‬ﻓﻧﺣﻣﻠﮭم و ھم ﺗﺣت اﻟﺗراب أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﯾطﯾﻘوﻧ ﮫ ﻛﺑﺷ ر‪ ،‬و أي‬ ‫ﻧﻘد ﻟﻠﻔﻛرة ﺳﯾﻌﺗﺑر ﻧﻘدا ﻟذواﺗﮭم‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﮫ ﻟﯾس ﻛذﻟك و إﻧﻣﺎ ﺗﻧﻣ و اﻷﻓﻛ ﺎر و ﺗﺗﻛ ﺎﺛر ﺑﺎﻟﻧﻘ د‪،‬‬ ‫و ھذا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻧﺎ " ﻣﺎزال واﻗﻔﯾن" ﻓﻘط ﻟم ﺗﺣرك ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻔﻛري ﻗﯾد أﻧﻣﻠﺔ‪ ،‬و ﻣ ن ﯾﺟ رؤ‬ ‫و ﯾﺗﺟرأ ﻋﻠﻰ ﺟﻌل أي ﻣن ھذه اﻷﻓﻛﺎر ﻣوﺿوع دراﺳﺔ و ﻧﻘ د ﺳ ﯾﺗﮭم ﻓ ورا ﺑواﺣ دة ﻣ ن ﺗﻠ ك‬ ‫اﻟﺗﮭم اﻟﻣﻌدة ﻣﺳ ﺑﻘﺎ و اﻟﺟ ﺎھزة ﻟﻼﺳ ﺗﻌﻣﺎل " اﻟﻣﺳ ﺎس ﺑ ﺎﻟرﻣوز اﻟوطﻧﯾ ﺔ"‪..‬ﻧﺣن ﻧﺣﺗ ﺎج ﻟ وطن‬ ‫ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻻ ﻟرﻣوز ﻓﻘط‼‬ ‫و ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳ ﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌ ﺔ ﻓ ﻲ ﻗﺗ ل اﻷﻓﻛ ﺎر ﺑرﺑطﮭ ﺎ ‪-‬ﻓ ﻲ "ﺗﺷ ﺎﺑك ُﺳ رﱢ ي"‪ -‬ﺑﺎﻷﺷ ﺧﺎص أﻧ ﺗﺞ ﻟﻧ ﺎ‬ ‫أﻓرادا ﯾﺗﮭرﺑون ﻣن أﻋﻣﺎﻟﮭم و ﺗﻘل ﻣردودﯾﺗﮭم أو إﺗﻘﺎﻧﮭم ﺑﻣﺟرد ﻏﯾﺎب رب اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ‬ ‫ھ ﻲ اﻟﻣ دﯾر و اﻟﻣدرﺳ ﺔ ھ ﻲ اﻟﻣ دﯾر و اﻟﻣﺳﺗﺷ ﻔﻰ ھ و اﻟﻣ دﯾر و اﻟدوﻟ ﺔ ھ ﻲ اﻟ رﺋﯾس و ھﻛ ذا‬ ‫دواﻟﯾك‪...‬ﻓﺎن ﻏﺎب ھؤﻻء ﺗُرك اﻟﺣﺑل ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎرب‪.‬‬ ‫أﻓراد ﯾﻌﻣﻠون ﻣن أﺟل اﻟﺷ ﺧص ﻻ ﻣ ن أﺟ ل اﻟﻔﻛ رة‪..‬و ﻻ ﯾﺷ ﻌرون ﺑ ﺄﻧﮭم ﯾﻌﻣﻠ ون‪ ،‬ﻛ ل ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﻧﺻﺑﮫ‪ ،‬و ﻓﻲ إطﺎر ﻋﺎم و ﺳﯾﺎق ﻋﺎم ﻣن اﺟل ﻓﻛرة ھﻲ ﻓﻛرة دوﻟ ﺔ ﻗوﯾ ﺔ " ﻻ ﺗ زول ﺑ زوال‬ ‫اﻟرﺟﺎل"‪..‬إﻧﻣﺎ ﻛل ﻟذاﺗﮫ و ﻧﻔﺳﮫ و ﺷﺧﺻﮫ‪.‬‬ ‫و ﻗد ﺗﻛون ھذه ھﻲ طرﯾﻘﺔ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ‪ -‬ﻗﺗﻠﻧﺎھﺎ‪-‬ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻟﻧﻔﺳﮭﺎ‬

‫‪23‬‬

‫"ﯾوم اﻟﻌﻠم"‬

‫ﻣن ھﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻔل ﺑذﻛرى وﻓﺎة ﻋﺎﻟم؟؟؟ ﻣن ھ ﻲ اﻟدوﻟ ﺔ اﻟوﺣﯾ دة اﻟﺗ ﻲ ﺗﺟﻌ ل‬ ‫ﻣن ﯾوم وﻓﺎة ﻋﺎﻟم اﺣﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟﻌﻠم و ﺗﺳﻣﯾﮫ "ﯾوم اﻟﻌﻠم" و اﻟرﺳول ﺻ ﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾ ﮫ و ﺳ ﻠم ﯾﻘ ول‬ ‫""إن ﷲ ﻻ ﯾﻘﺑض اﻟﻌﻠم اﻧﺗزاﻋﺎ ﯾﻧﺗزﻋﮫ ﻣن اﻟﻧﺎس‪ ،‬وﻟﻛ ن ﯾﻘ ﺑض اﻟﻌﻠ م ﺑﻘ ﺑض اﻟﻌﻠﻣ ﺎء‪ ،‬ﺣﺗ ﻰ‬ ‫ُﮭﺎﻻ‪ ،‬ﻓﺳﺋﻠوا‪ ،‬ﻓﺄﻓﺗوا ﺑﻐﯾر ﻋﻠم‪ ،‬ﻓﺿﻠوا وأﺿﻠوا"‪..‬‬ ‫إذا ﻟم ﯾَﺑق ﻋﺎﻟﻣًﺎ اﺗﺧذ اﻟﻧﺎس رؤوﺳﺎ ﺟ ً‬ ‫أﻧﺎ ﻻ اﺣﺗﻔل ﺑﮭذا اﻟﯾوم و ﻟن أﻓﻌل‪ ،‬ﯾوم ﯾذﻛرﻧﻲ ﺑﻔﻘد ﻋزﯾز و ﺑﺿﯾﺎع ﻣﺎ ﻋ ﺎش ﻣ ن أﺟﻠ ﮫ ھ ذا‬ ‫اﻟﻌزﯾز‪ ،‬اﺑن ﺑﺎدﯾس اﻟذي ﻟم ﺗﻌد ھذه اﻷﺟﯾﺎل ﺗﻌرف ﻋﻧﮫ ﺳوى ﺻ ورﺗﮫ اﻟﺗ ﻲ ﯾﺗﻛ ﺄ ﻓﯾﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﯾده ﻣطﺄط ﺄ رأﺳ ﮫ‪ ،‬و ﻟ م ﯾﻌﻠﻣ وا أﻧ ﮫ ﻣ ﺎ اﻧﺣﻧ ﻰ إﻻ ﻣ ن ﺛﻘ ل ھﻣ وم وط ن ﯾ رﺑض ﺗﺣ ت ﺑ راﺛن‬ ‫اﻟﺟﮭل و اﻻﺳ ﺗﻌﻣﺎر‪ .‬ﺑ ن ﺑ ﺎدﯾس اﻷﻣ ﺎزﯾﻐﻲ اﻟﺻ ﻧﮭﺎﺟﻲ اﻟ ذي ﻋ ﺎش ﻣﺗﺷ ﺑﺛﺎ ﺑﺎﻹﺳ ﻼم ﻣﺗﺷ ﺑﻌﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌروﺑﺔ ﻓﻘﺎل " ﻧﺣن أﻣﺎزﯾﻎ ﻋرﺑﻧﺎ اﻹﺳﻼم"‪ ،‬ﺑن ﺑﺎدﯾس اﻟذي ﻗﺎل " ﻟو ﻗﺎﻟت ﻓرﻧﺳﺎ ﻻ اﻟﮫ إﻻ‬ ‫ﷲ ﻟﻣﺎ ﻗﻠﺗﮭﺎ"‪ ،‬و ﻧﺣن اﻟﯾوم ﻧﻘول "ﻟب اﻟﻘول ﻣﺎ ﻗﺎﻟت ﻓرﻧﺳﺎ" و ﻛﺄن ﻛﻼﻣﮭ ﺎ ﻗ رآن ﻣﻧ زل ﻣ ن‬ ‫أﻋﻠ ﻰ ﺑ رج إﯾﻔ ل ‪..‬ﺑ ن ﺑ ﺎدﯾس اﻟ ذي ﻋﻠ ّ م و ﻗﺑ ل أنﯾُﻌﻠ ﱢ م رَ ّﺑ ﻰ ﻓرﻓ ﻊ ﺷ ﻌﺎر "اﻟﺗرﺑﯾ ﺔ ﻗﺑ ل‬ ‫اﻟﺗﻌﻠﯾم"‪..‬و اﻟﯾوم ﻻ ُﺣزﻧﺎ ﺗرﺑﯾﺔ و ﻻ ﺗﻌﻠﯾﻣﺎ‪ ،‬و اﻟﻣدارس ﺻﺎرت ﺟدران ﺑ ﻼ روح‪..‬و ﻟ م ﺗﻌ د‬ ‫ﺗﻧﺷﺄ "اﻟﻧشء" اﻟذي ﻛﺎن رﺟﺎؤه ﻓﯾﮫ‪ .‬ﺑن ﺑﺎدﯾس اﻟذي اھﺗم ﺑﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣرأة إدراﻛﺎ ﻣﻧ ﮫ ﻟ دورھﺎ و‬ ‫أھﻣﯾﺗﮫ‪..‬ھﺎھﻲ اﻟﯾوم ﺗﻣﻸ ﺟدران ﺑﯾﺗﮭﺎ ﺷﮭﺎدات و ﺗﺧوي أﺑﻧﺎﺋﮭﺎ ﻣن اﻟﻘﯾم‪ ..‬اﻟرﺟل اﻟذي أدرك‬ ‫أن ﻣﻌرﻛ ﺔ اﻟﺗﺣرﯾ ر ﺗﺑ دأ ﺑ ﺎﻟﻌﻘول‪ ،‬و إﻧﻣ ﺎ ﺗﺳ ﺗﻧﯾر ھ ذه اﻷﺧﯾ رة ﺑﻧ ور اﻟﻌﻠ م‪،‬‬ ‫ﻓﺣ ﺎرب اﻟﺟﮭ ل و اﻟﺧراﻓ ﺎت و اﻟﺧ زﻋﺑﻼت ﺣﺗ ﻰ ﺣﺟرھ ﺎ ﻓ ﻲ أﻗﻣ ﺎع اﻟﺳﻣﺳ م‪..‬‬ ‫و إن ﺟﺎز ﻟﻲ اﻟﻘول ﻓﺈﻧﮫ ﻛﺎن وﺣده "أﻣﺔ"‪..‬ﻓﻘد اﺗﻌب ﻓرﻧﺳﺎ و أﻧﮭﻛﮭﺎ و ﻟم ﺗرﺗﺢ إﻻ ﻋﻧد وﻓﺎﺗﮫ‬ ‫اﻟﺗﻲ ﻧﺣﺗﻔل ﺑﮭﺎ ﻧﺣن اﻟﯾ وم‪ ..‬ﻓرﺣﻣ ﺔ ﷲ ﻋﻠ ﻰ اﺑ ن ﺑ ﺎدﯾس و اﻹﺑراھﯾﻣ ﻲ و اﻟﻌرﺑ ﻲ اﻟﺗﺑﺳ ﻲ و‬ ‫ﻣﺑﺎرك اﻟﻣﯾﻠﻲ و رﺟﺎل ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻷﺣرار‪ ..‬و رﺣﻣﺔ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟك ﺑ ن ﻧﺑ ﻲ و‬ ‫ﻣوﻟود ﻗﺎﺳم و اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺟﯾﻼﻟﻲ و ﻣﺣﻣد آرﻛون و ﻏﯾرھم ﻛﺛﯾر ﻣن رﺟﺎل ھذا اﻟوطن اﻷﺣرار‬ ‫اﻟ ذي رﺣﻠ وا ﺑﺻ ﻣت و ﺗرﻛ وا ﻟﻧ ﺎ ﻏزﯾ ر ﻋﻠ م و ھﯾﺑ ﺔ ﺗﺟﻌﻠﻧ ﺎ ﻧط ﺄطﺊ رؤوﺳ ﻧﺎ ﺧﺟ ﻼ أﻣ ﺎم‬ ‫ﺻورھم‪..‬‬

‫ﻓﻠك ﷲ ﯾﺎ وطﻧﻲ ‪..‬‬

‫‪24‬‬

‫"أﯾن أﺣﻼﻣﻧﺎ؟!"‬

‫أﻣر ﺑﺟﺎﻧب اﻟﻣﺳﺟد‪ ،‬أﺳﻣﻊ أﺻوات اﻷطﻔﺎل ﺗﺻدح ﺑﺎﻟﻘرآن‪..‬أﺻ وات ﺑﻧﻐﻣ ﺔ اﻟﻔ رح و اﻷﻣ ل‬ ‫وﺗﻣﻸﻧﻲ اﻟﺣﺳرة ﻷﻧﻲ أدرك أﻧﮭﺎ ﺳﺗﻐﺗﺎل ‪..‬ﺳﺗﺳﺣق ﺗﺣت أﻗدام اﻟواﻗﻊ ‼‬ ‫ﻛ ﺎن اﻟﺷ ر رﺳ وﻣﺎ ﺗﺗﺣ رك ﻻ أﻛﺛ ر و ﻻ اﻗ ل و ﻛ ﺎن اﻟﻌ ﺎﻟم ﻓ ﻲ ﻧظرﻧ ﺎ ﻟوﺣ ﺔ ﺟﻣﯾﻠ ﺔ ﺑﺷ ﻣس‬ ‫ﻣﺷرﻗﺔ ﻓﻲ زاوﯾﺗﮭﺎ و ﺳﻣﺎء زرﻗﺎء‪..‬ﻛﻧﺎ ﻧﺗﺣﻣل ﻋﻧﺎء ﺗﻠوﯾﻧﮭﺎ ﺑ ﺎﻷزرق ﺣﺗ ﻰ ﯾﻛ ﺎد اﻟﻘﻠ م ﯾﻧﻔ ذ و‬ ‫ﻧرﻓض أن ﻧﺗرﻛﮭﺎ ﺑﯾﺿﺎء ﺑﺎﻟﻐﯾوم‪..‬‬ ‫و ﻛﺑرﻧﺎ و ﻣﺳﺣوا اﻷﻟوان ﻋن ﻟوﺣﺗﻧﺎ‪..‬ﺟﻌﻠوھﺎ ﺑﺎھﺗﺔ‪ ،‬و ﺗﺣﺟﺟوا ﺑﺄﻧﮫ اﻟواﻗﻊ‪،‬‬ ‫ﻛﻼ ﻻ ﺗﻠوﻣوا اﻟواﻗﻊ‪..‬اﻟواﻗﻊ ﻟﯾس ﺷﻣﺎﻋﺔ ﻟﺗﻌﻠﯾق إدﻋﺎءاﺗﻛم و أﻧﺎﻧﯾﺗﻛم‬ ‫ﺑل أﻧﺗم ﻣن أوﻗﻌﮫ ﻋﻠﻰ رؤوﺳﻧﺎ‪..‬ﻋﻠﻰ أﺣﻼﻣﻧﺎ ‪..‬ﻋﻠﻰ طﻣوﺣﺎﺗﻧ ﺎ‪..‬ﻋﻠﻰ آﻣﺎﻟﻧ ﺎ و ﺗطﻠﻌﺎﺗﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻛل ﻣﺎ ﻛﺎن ﺟﻣﯾﻼ داﺧﻠﻧﺎ‪..‬و ﻣﺎزﻟﺗم ﺗﺿﻐطون ﻋﻠﯾﻧ ﺎ ﺑ ﮫ ‪..‬ﺗرﯾ دون ﺳ ﺣﻘﻧﺎ أو إﺧ راج ﻣ ﺎ ﺗﺑﻘ ﻰ‬ ‫ﻓﯾﻧﺎ ﻣن ﻧﻔس‪..‬‬ ‫ﺑﻌد ﺷﻔط ﺧزاﺋن اﻟدوﻟﺔ ‪..‬ﺟﺎري ﺳﺣق أھم ﺛرواﺗﮭﺎ ‪..‬ﺷﺑﺎﺑﮭﺎ‼‬ ‫ﺣﺎﻣﻠو اﻟﺷﮭﺎدات‪..‬اﺟﻌﻠوﻧﺎ ﺣﺎﻣﻠﻲ اﻟﺷﮭﺎدﺗﯾن و أطﻠﻘوا ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟرﺻﺎﺻﺔ اﻷﺧﯾرة و أرﯾﺣوﻧﺎ‪..‬‬ ‫أﯾن ھﻲ ﺟزاﺋر اﻟﻐد؟؟‬ ‫ﺗﻠ ك اﻟﺗ ﻲ ﺣﻠ م ﺑﮭ ﺎ اﻟرﺟ ﺎل و أورﺛوﻧ ﺎ اﻟﺣﻠ م ﺣﺗ ﻰ ﻟ م ﯾﺑﻘ ﻰ ﻟﻧ ﺎ ﻣ ن رأس ﻣ ﺎل ﻏﯾره‪..‬ﻓﺻ رﻧﺎ‬ ‫ﻧﻌﺎﻣل ﻛﻘ ُﺻّر ﻟم ﯾﺑﻠﻐوا اﻟﺣُﻠم‪.‬‬ ‫ﻋﻣوﻣﺎ ﻟﻘد ﻗﺎﻟوا ﻟﻧﺎ ﻻ ﺗﻘﻠﻘوا ﻓﺻﺣﺔ اﻟرﺋﯾس ﺑﺧﯾر‪..‬و ﻻ اﺣد ﺳﺄل ﻋن ﺻﺣﺔ اﻟوطن‼‬ ‫إذا ﻣرض اﻟوطن ھل ﺳﻧﺄﺧذه ﻟﻔرﻧﺳﺎ ﻟﻠﻌﻼج‪..‬أم ﺳﺗﺄﺗﻲ ھﻲ ﻛرﻣﺎ ﻣﻧﮭﺎ ﻟﻌﺎﻟﺟﮫ؟؟‬ ‫ﻣﺎذا ﻧﻘول ﻟﻠﺟﯾل اﻟﺻﺎﻋد و ﻧﺣن ﻧرى اﻟوطن ﯾﺳﯾر ﻧﺣو اﻟﮭﺎوﯾﺔ‪..‬‬ ‫ﻛﯾف ﺳﻧﻌﻠﻣﮭم اﺣﺗرام اﻟوﻗت و ﻧﺣن ﻻ ﻧﺣﺗرم ﻣواﻋﯾدﻧﺎ‪..‬‬ ‫ﻛﯾف ﻧﻌﻠﻣﮭم اﻟﻧزاھﺔ و ﻧﺣن ﻧﻧﺎﻓق و ﻧﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎزدواﺟﯾﺔ ﺻﺎرﺧﺔ‪...‬‬ ‫ﻛﯾف ﻧﻌﻠﻣﮭم اﺣﺗرام اﻟﻌﻠم و ﻧﺣن أول ﻣن ﻧﺣﺗﻘر ھم ﺣﺎﻣﻠﻲ اﻟﺷﮭﺎدات‪..‬‬ ‫‪25‬‬

‫ﻓﻲ اﻟﻘﻠب ﻟوﻋﺔ و ﻓﻲ اﻟﺻدر ﺣﺷرﺟﺔ و ﻓﻲ روح ﻛﺳر و ﻓﻲ اﻟﻧﻔس ﻗﮭر و ﻣﺎ ﻟﻧﺎ ﺳوى ﷲ‬ ‫و ﻣﺎ ﻟك ﺳوى ﷲ ﯾﺎ وطﻧﻲ‪..‬‬

‫‪26‬‬

‫"ﺷﮭﯾد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ"‬ ‫اﻧﺗﮭﯾت ﺑ ﺎﻷﻣس ﻣ ن ﻗ راءة رواﯾ ﺔ ﻣﺎﻟ ك ﺣ داد " ﺳ ﺄھدﯾك ﻏزاﻟ ﺔ" ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾ ﺔ و ﻗ د أﺟ ﺎد ﻣﺣﻣ د‬ ‫ﺳﺎري ﺗرﺟﻣﺗﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﻟﻛ ﺄﻧﻲ ﺑﮭ ﺎ ﻛﺗﺑ ت ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾ ﺔ‪ ،‬و ﻗ د وط ﺄ ﻟﮭ ﺎ " ﯾﺎﺳ ﻣﯾﻧﺔ ﺧﺿ را"‪ ،‬اﻟﻛﺎﺗ ب‬ ‫اﻟذي ﻟم ﻗرأ ﻟﮭﺎ ﯾوﻣﺎ و ﻗد ﻻ أﻓﻌل‪ ،‬رﺑﻣﺎ ﻷن اﺳﻣﮫ ﻛﺎن داﺋﻣﺎ ﯾﻘف ﺑﯾﻧﻲ و ﺑﯾﻧﮫ‪ ،‬ﻓﻛﻠﻣﺎ ھﻣﻣ ت‬ ‫ﺑﺷ راء رواﯾ ﺔ ﻟ ﮫ ﺗراﺟﻌ ت ﻋ ن ذﻟ ك‪ ،‬ﻓرﺟ ل ﯾﺗﺳ ﺗر – ﻣﮭﻣ ﺎ ﻛﺎﻧ ت اﻷﺳ ﺑﺎب – ﺧﻠ ف اﺳ ﻣﻲ‬ ‫زوﺟﺗﮫ و اﺑﻧﺗﮫ ﻻ أﻋﺗﻘ د أن ﺟ دﯾر ﺑﺎﻟﺗﻘ دﯾر‪ ،‬ﻛ ﺎن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧ ﮫ اﺧﺗﯾ ﺎر أي اﺳ م ﻣﺳ ﺗﻌﺎر آﺧ ر ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻷﻗل ﯾﺣﺎﻓظ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣن اﻟﮭﯾﺑﺔ‪ ،‬ﻋﻣوﻣﺎ ھذا رأﯾﻲ اﻟﺷﺧﺻﻲ‪..‬‬ ‫و ﻟﯾس ھو ﻣوﺿوﻋﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺣﺎل‪..‬إﻧﻣ ﺎ أردت أن أﺷ ﯾر ﻟ ﺑﻌض ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﮫ ﯾﺎﺳ ﻣﯾﻧﺔ ﺧﺿ را )‬ ‫رﻏم أﻧﻲ اﺷﻌر ﺑﺎﻟﻐراﺑﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﺳﻣﮫ اﻟﻣﺳﺗﻌﺎر ﻣﻊ اﻟﻣذﻛر‼(‪:‬‬ ‫" ‪..‬ﻟﻘد ﻛذﺑوا ﻋﻠﯾﮫ‪ ،‬أوھﻣ وه أن ﻣوھﺑﺗ ﮫ ﻣﻠﻌوﻧ ﺔ و ﻋﺑﻘرﯾﺗ ﮫ ﻛ ﺎﻓرة‪ .‬ذﻟ ك أﻧ ﮫ ﻛ ﺎن ﯾؤﻧﺳ ن‬ ‫اﻟﻌﺎﻟم ﻋﺑر اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‪".‬‬ ‫ﻛﺎن ھذا رأي ﯾﺎﺳﻣﯾﻧﺔ ﺧﺿرا ﻋن ﺻ ﻣت ﻣﺎﻟ ك ﺣ داد و ﻋزوﻓﮭ ﺎ ﻋ ن اﻟﻛﺗﺎﺑ ﺔ ﺑﻌ د اﻻﺳ ﺗﻘﻼل‬ ‫‪..‬و ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﯾض ﻣن ذﻟك ﯾﺄﺗﻲ رأي أﺣﻼم ﻣﺳﺗﻐﺎﻧﻣﻲ اﻟﺗ ﻲ أھ دت ﻟ ﮫ ﻛ ل ﻛﺗﺑﺎﺗﮭ ﺎ و ﻗ د ﻗﺎﻟ ت‬ ‫ﻋﻧﮫ اﺛر ﻟﻘﺎءھﺎ ﺑﮫ ‪" :‬ﻛﻧت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﮫ رﻣزا ً ﻟﻠﺟزاﺋر اﻟﻔﺗﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺻﻣت ﻟﯾﺳﺗﻣﻊ ﻟﺻ وﺗﮭﺎ‬ ‫اﻟﻌرﺑﻲ"‪.‬‬ ‫و ﺑﯾن اﻟﻔرﻧﻛﻔوﻧﯾﯾن و اﻟﻣﺗﻌرﺑﯾن ﺿﺎع ﻣﺎﻟك ﺣداد اﻟذي ﻗﺎل ھو ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ‪ " :‬اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‬ ‫ﻣﻧﻔﺎي‪ ،‬وﻟذا ﻗررت أن أﺻﻣت‪".‬‬ ‫ﻓﮭل ﻛﺎن ﺷﮭﯾدا ﻟﻠﻐﺔ أم ﻗﺗﯾﻼ ﻟﮭﺎ؟؟‬ ‫أن ﻟ ن اﻧﺻ ب ﻧﻔﺳ ﻲ ﺣﻛﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ھ ذه اﻟﻘﺿ ﯾﺔ و ﻟ ن أﻛ ون ﻣوﺿ وﻋﯾﺔ‪..‬ذﻟك أن اﻟﻣوﺿ وﻋﯾﺔ‬ ‫ﻣﺟرد ﻛذﺑﺔ ﻛﺑﯾ رة اﻧﺳ ﺎق اﻟﻛﺛﯾ رون وراءھ ﺎ و ﺻ دﻗوھﺎ‪..‬أﻣﺎ أﻧ ﺎ ﻓﺳ ﺄﺑدي رأﯾ ﻲ اﻟﺷﺧﺻ ﻲ و‬ ‫اﻟذاﺗﻲ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﺿوع ‪..‬‬ ‫اﺗﺻﻠت ﺑواﻟدﺗﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻌد ﻋﻧﻲ ﺑﺄﻟف ﻛﯾﻠوﻣﺗر ﻷﺳﺄﻟﮭﺎ ﻓﻘط ھل ﻣﺎﻟك ﺣ داد ﻋﻧ دﻣﺎ ﻛ ﺎن ﯾ وزع‬ ‫ﻋﻠﯾﻛم اﻟﺣﻠوى و أﻧﺗم ﺻﻐﺎر أﻣﺎم اﻟﻣدرﺳﺔ ﻛ ﺎن ﯾﺣ دﺛﻛم ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾ ﺔ أم ﺑﺎﻟﻔرﻧﺳ ﯾﺔ؟؟ و اﺟ زم أن‬ ‫ﺳؤاﻟﻲ ھذا ﻗد أﺛﺎر ﺷﻛوﻛﮭﺎ ﺣول ﺻﺣﺗﻲ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ رﻏم أﻧﻲ ﺣﺎوﻟ ت ﺗﻣرﯾ ره ﻓ ﻲ وﺳ ط ﺣزﻣ ﺔ‬ ‫ﻣن أﺳﺋﻠﺔ أﺧرى‼ رﺑﻣﺎ ﻗﺎﻟت ﺑﯾﻧﮭﺎ و ﺑﯾن ﻧﻔﺳﮭﺎ " إﻣﺎ أن اﻟﺑﻧت ﺟُﻧّت ‪....‬أم ﺟُﻧّت‼"‬ ‫"ﻛﺎن ﯾﺣدﺛﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ‪".‬‬‫‪27‬‬

‫أﺟل ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻛ ﺎن ﯾﻔﻌ ل ذﻟ ك أو ھ ذا ﻣ ﺎ ﺗﻣﻧﯾ ت ﺳ ﻣﺎﻋﮫ‪..‬أو ﻛﺄﻗ ل ﺗﻘ دﯾر أن ﺗﻘ ول ﻟ ﻲ أﻧ ﮫ ﻛ ﺎن‬ ‫رﺟ ﻼ ﺻﺎﻣﺗﺎ‪..‬ﻣﺿ رﺑﺎ ﻋ ن اﻟﻛ ﻼم ﻣﺣﺗﺟ ﺎ ﺑﺻ ﻣﺗﮫ ﻋ ن ﺗﻣ رد ﻟﺳ ﺎﻧﮫ اﻟ ذي ﻻ ﯾﻌ رف ﻏﯾ ر‬ ‫اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻣﻧطﻘﺎ‪..‬‬ ‫ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻗﺎﻟت "ﻛﺎن ﯾﺣدﺛﻧﺎ ﺑﺎﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ"‬ ‫ﻛﺎن ﺟواﺑﮭﺎ ﻣﺣﺑطﺎ‪..‬ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺎن ﻧﺳﺄل أﺳﺋﻠﺔ ﻟﻧﻧﺗظر اﻹﺟﺎﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻧرﯾدھﺎ ‪..‬اﻟﺣﻘﯾﻘ ﺔ‬ ‫اﻟﺗﻲ ﻧرﯾد ﺳﻣﺎﻋﮭﺎ‪..‬ﻟﻛن اﻟﺣﯾﺎة ﻻ ﺗﺳﯾر ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧﺣ و ‪..‬ﻓﺗﻣﻧﺣﻧ ﺎ اﻷﺟوﺑ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﻻ ﻧﺗوﻗﻌﮭ ﺎ و‬ ‫ﻻ ﻧرﯾدھﺎ‪..‬‬ ‫ﺛم أي ﻧظرﯾﺔ ﻛﻧت ﺳﺄﺑﻧﯾﮭﺎ ﺑﺳؤاﻟﻲ ھذا ﻟو ﻗﺎﻟ ت اﻧ ﮫ ﻛ ﺎن ﯾﺣ دﺛﮭم ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾ ﺔ‪..‬ھل ﻛﻧ ت ﺳ ﺄﻗول‬ ‫ﺣﯾﻧﮭﺎ اﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﻛﺗب ﺑﺎﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ و ﯾﺣدث اﻟﺻﻐﺎر ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﻗرب إﻟﻰ ﻗﻠﺑﮫ ‼‬ ‫اﻟﻔرﻧﺳ ﯾﺔ ﻛﺎﻧ ت ﺳ ﺟﻧﮫ اﻟ داﺋم و ﻣﻧﻔﺎه‪..‬رأﯾ ت ھ ذا ﻓ ﻲ ﻛﺗﺎﺑ ﮫ ﻋﻧ دﻣﺎ ﯾﺗﺣ دث أو ﯾ ورد ﻛﻠﻣ ﺔ "‬ ‫ﻋرﺑﯾﺔ" ﺗﺣس ﺑﺎﻧﻛﺳﺎر ﻓﻲ روﺣﮫ و ﺣﺳرة ﻣﻣزوﺟﺔ ﺑﻣرارة اﻟﻌﺟز أﻣﺎم ﻟﻐﺔ ﺑﮭذا اﻟﺣﺟم‪..‬‬ ‫ﻓﺣﺗﻰ ﻛﻠﻣﺔ " اﻟﻌرﺑﯾﺔ" ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﮭﺎ ﺗﺣﯾطﮭﺎ ھﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻘداﺳﺔ و اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﮭﯾﺑﺔ ‪..‬‬ ‫و ﯾﺧطﺊ ﻣن ﯾﻌﺗﺑر أن اﻟﻠﻐﺔ ھﻲ وﺳ ﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗواﺻ ل‪..‬ھذا اﻟﺗﻌرﯾ ف ﺳ ﺎذج ﺟدا‪..‬اﻟﻠﻐ ﺔ اﻛﺑ ر ﻣ ن‬ ‫ذﻟك‪ ،‬ھﻲ اﻣﺗداد ﻟذواﺗﻧﺎ ‪..‬ھﻲ ھوﯾﺔ و ﺳﯾﺎدة‪..‬و ﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء ھﻲ "اﻷم"‪..‬‬ ‫اﻟﻠﻐ ﺔ اﻷم‪...‬اﻟﻠﻐ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﻧﻔ رح و ﻧﺣ زن ﺑﮭﺎ‪..‬ﻧﺑﺗﺳ م و ﻧﺑﻛ ﻲ ﺑﮭ ﺎ‪..‬ھﻲ ﺗﻠ ك اﻟﻘﺎﺑﻌ ﺔ ﻓ ﻲ دھ ﺎﻟﯾز‬ ‫روﺣﻧﺎ‪ ..‬وﺣدھﺎ اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾرﻧﺎ‪..‬ﻓﻧﺣرر ﺑﮭﺎ و ﻧﺗﺣرر‪..‬‬ ‫ﻓﻣﺎذا ﻟو ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﻠﻐﺔ ھﻲ " اﻟﻌرﺑﯾﺔ"‪..‬اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺗﻲ أوﺟدت ﻟﻠﺣب ‪ ٣٤‬اﺳﻣﺎ ﻟ ﮫ و ﻟﺣﺎﻻﺗ ﮫ‪..‬و‬ ‫ﻛﺄﻧﻣﺎ اﻟﺣب ﺑطرﯾﻘﺔ واﺣدة ﻻ ﯾﻛﻔﻲ‪..‬ﻓﮭ و اﻟﻌﺷ ق و اﻟﮭ وى و اﻟﻛﻠ ف و اﻟﺷ ﻐف و اﻟﺷ ﻌف و‬ ‫اﻟﺟوى و اﻟﺗﺗ ﯾم و اﻟﺗﺑ ل و اﻟﺗدﻟ ﮫ و اﻟﺻ ﺑﺎﺑﺔ و اﻟوﺟ د و اﻟﻐ رام و اﻟ ود و اﻟﻠوﻋ ﺔ و اﻟﻠﮭ ف و‬ ‫اﻟرﺳﯾس و اﻟﻛﻣد و اﻷرق و اﻟﻐل ) رﻏم أن ھذه اﻻﺧﯾرة ﺧرﺟت ﻋن ﻛوﻧﮭﺎ إﺣدى ﺣﺎﻻﺗﮫ و‬ ‫اﺗﺧذت ﻣﻌﺎﻧﻲ أﺧرى ﻣذ ﺑدأت ﺗﻌﻘﯾدات اﻟﺣﯾﺎة ﺗزﺣف ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻘﻠوب اﻟﺑدوﯾﺔ اﻟﻣﺣﺑﺔ(‪..‬‬ ‫اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﻧﻧت ﻓﻲ اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﻲ أﺳﻣﺎء اﻷﺷﯾﺎء و اﻟﺣﺎﻻت‪..‬ﻓوﺻ ﻔت ﻛ ل درﺟ ﺎت اﻟﺑﻛ ﺎء ﻣ ن‬ ‫اﻟﻔﻌل أﺟﮭش ﻓدﻣﻊ ﻓﮭﻣﻊ ﻓﮭﻣﻰ ﻓﻧﺣب ﻓﻧﺷﺞ ﻓﺄﻋول‪ ..‬وﻣﺎ ھذا إﻻ ﻏﯾض ﻣن ﻓﯾض‪..‬‬ ‫اﻟﺛراء اﻟﻠﻐوي ﻟﮭذه اﻟﻠﻐ ﺔ اﻟﻛرﯾﻣ ﺔ اﻟﻣﻐداﻗ ﺔ ﯾ ﺎ ﺳ ﯾد " ﯾﺎﺳ ﻣﯾﻧﺔ ﺧﺿ راء" ﻻ ﯾﻣﻛ ن أن ﯾﻛ ون‬ ‫ﺳﺟﻧﺎ ‪ ،‬و اﻟﺻﺣراء واﺳﻌﺔ ﺗﻣﺗد ﻣن اﻷﻓق إﻟﻰ اﻷﻓق ‪..‬ﻻ ﺗﻌرف أﺳوارا و ﻻ ﻏﻼل‪..‬‬ ‫و ھﻧﺎك ﻓﻲ اﻟﺻﺣراء ﺗوﺟد "اﻟﻐزاﻟﺔ" اﻟﺗ ﻲ ﻛ ﺎن " ﻣﺎﻟ ك ﺣ داد" ﯾﺑﺣ ث ﻋﻧﮭ ﺎ ﻟﯾﮭﺑﮭ ﺎ ﻟﺷ ﻌﺑﮫ و‬ ‫ﻟﻠوطن‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫"ﺑﯾن اﻟﻧور و اﻟظﻠﻣﺔ"‬

‫ﺑﻌد ﯾوم طوﯾل ﻣﺗﻌب ﻛل ﻣﺎ رﻏﺑ ت ﺑ ﮫ ھ و اﻟوﺻ ول ﺑﺳ رﻋﺔ ﻟﻠﺑﯾ ت ﻻرﺗ ﺎح‪ ،‬إﻻ أن ﺷ ﯾﺋﺎ ﻣ ﺎ‬ ‫ﺑداﺧﻠﻲ ظل ﯾﻠﺢ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌودة ﺳﯾرا ﻋﻠﻰ اﻷﻗدام‪ ،‬و ﻟﯾت اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﻛﺎﻧت ﻗرﯾﺑﺔ‼ و ﻟﻛﻧﮭ ﺎ ﻛﺎﻧ ت‬ ‫طوﯾﻠﺔ ﺟدا ﻓﻣﺎ ﺑﺎﻟك أن ﺗﻘطﻌﮭﺎ ﺑﻌد إﺣدى ﻋﺷرة ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻣل‪..‬ﻟﻛن ذﻟك اﻟﺻ وت ﻛ ﺎن ط ٍﺎغ‪..‬‬ ‫ﺗﻠك اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺣﯾز اﻟﻔﺎﺻل ﺑﯾن ﻧور اﻟﻧﮭﺎر و ظﻠﻣﺔ اﻟﻠﯾل‪..‬أو ﻟﻧﻘل‬ ‫ﻓ ﻲ ﻧﻘط ﺔ ﺗﻘ ﺎطﻊ اﻟﻠﯾ ل و اﻟﻧﮭ ﺎر ‪..‬ﻛﻧ ت ﻣرھﻘ ﺔ ﺟ دا ﻓﻠ م ادري ھ ل ﻛ ﺎن ﺳ ﯾري ﺑ ﺎﻟﻐرﯾزة أم‬ ‫ﺑﺎﻹرادة‪..‬ھل ﻛﻧت اﻣﺷﻲ ﻷﻧﻧﻲ ﯾﺟب أن اﻣﺷﻲ ﻷﺻ ل أن اﻣﺷ ﻲ ﻷﻧ ﻲ أرﯾ د أن أﺻ ل‪..‬ھﻧﺎك‬ ‫داﺋﻣﺎ ﻓرق‪..‬ﻓﺎن ﻛﺎن اﻟﻣرء ﯾﺳﯾر ﻷﻧ ﮫ ﯾﺟ ب أن ﯾﺻ ل ﺳﯾﺳ ﻠك أي طرﯾ ق أﻣ ﺎ إن ﻛ ﺎن ﯾﻣﺷ ﻲ‬ ‫ﻷﻧﮫ ﯾرﯾد أن ﯾﺻل ﻓﺳﯾﺧﺗﺎر ﺗﻣ ﺎ اﻟطرﯾ ق اﻷﺻ ﺢ و اﻷﻗ رب‪..‬و اﻟرﯾﺎﺿ ﯾﺎت ﺗﻌﻠ ن أن أﻗﺻ ر‬ ‫اﻟطرق " اﻟطرﯾق اﻟﻣﺳﺗﻘﯾم"‪..‬‬ ‫ﻋﻧ دﻣﺎ ﯾﺑ دأ اﻟﻧ ور ﯾﻧﺳ ﺣب ﺗﺎرﻛ ﺎ ﻣﻛﺎﻧ ﮫ ﻟﻠظﻠﻣ ﺔ ﺗ رى ذﻟ ك ﻓ ﻲ اﻷرﺻ ﻔﺔ و ﻋﻠ ﻰ ﺟواﻧ ب‬ ‫اﻟﺑﻧﺎﯾﺎت‪ ..‬اﻟظﻼل ﺗﻣﺗ د و اﻷﺷ ﻌﺔ ﺗﻧﺳ ﺣب‪..‬ﯾﻌود اﻟﻧ ﺎس إﻟ ﻰ ﺑﯾ وﺗﮭم ‪..‬اﻟﻣﺣ ﻼت ﺗﻐﻠ ق ‪..‬اﻟﻛ ل‬ ‫ﻛﺄﻧﮭم ﯾﺳﺎﺑﻘون اﻟزﻣن ﻟﻠﻌودة‪..‬ﺗﺑ دأ اﻟوﺟ وه اﻟﻐرﯾﺑ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟظﮭ ور ‪..‬ﻓﻔ ﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾ ﺔ ﻟﯾﺳ ت وﺣ دھﺎ‬ ‫اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺳﺣب ﻣﻊ زﺣف اﻟﻠﯾل‪..‬ﻛذﻟك اﻟﻔﺿﯾﻠﺔ ﺗﻐﺎدر ﺗﺎرﻛﺔ اﻟﺳﺎﺣﺔ ﻟﻠرذﯾﻠﺔ‪..‬‬ ‫ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻋﻧدﻣﺎ أﺻﺎب ﺑﺎﻷرق و اﻟﺳ ﮭﺎد أﻓﻛ ر " ﻛﯾ ف ھ ﻲ اﻟﺣﯾ ﺎة ﺧ ﺎرج أﺳ وار‬ ‫ﺑﯾﺗﻧ ﺎ" ﻣ ﺎذا ﯾوﺟ د ھﻧ ﺎك ﻓ ﻲ ﺷ وارع اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ و أزﻗﺗﮭ ﺎ اﻟﺿ ﯾﻘﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺷ ﻌر ﺑ ﺎﻟﺧوف ﺣﯾﻧﮭ ﺎ و ﻻ‬ ‫ادري أﺧوف ﻣن اﻟﻣﺟﮭول ھو أم ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم ﺑﻣﺎ ﯾﺣدث ھﻧﺎك‼‬ ‫و ﺗﻠك اﻟﻣﻌرﻛﺔ اﻟداﺋرة ﻛل ﯾوم ﺑﯾن اﻟﻧﮭﺎر و اﻟﻠﯾل‪ ،‬ھ ﻲ ﻧﻔﺳ ﮭﺎ اﻟ داﺋرة ﻓ ﻲ ﻧﻔ س اﻟﺑﺷ رﯾﺔ ﻣﻧ ذ‬ ‫ﺑداﯾﺔ اﻟﺧﻠق ﺑﯾن اﻟﺧﯾر و اﻟﺷر‪ ،‬ﺑﯾن اﻟﻔﺿ ﯾﻠﺔ و اﻟرذﯾﻠ ﺔ‪..‬و اﻟﺣ رب ﺳ ﺟﺎل ﯾ وم ﻟﻠﺧﯾ ر و ﯾ وم‬ ‫ﻋﻠﯾﮫ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﺳﺗوطن اﻟﺧﯾر اﻟﻧﻔس و ﯾﺻل ﻧوره إﻟﻰ ﻛل أوﺻﺎﻟﮭﺎ ﻛﻘرﯾﺔ اﺳﺗﻔﺎدة ﺣ دﯾﺛﺎ ﻣ ن ﺧدﻣ ﺔ‬ ‫اﻟﻛﮭرﺑﺎء‪..‬و ﻓﻲ أﺣﯾﺎن أﺧرى ﯾﻧﻘض اﻟﺷر اﻟﻛﺎﻣن اﻟﻣﺗرﺑص ﻓﻲ ﺧﺑﺎﯾﺎھﺎ‪..‬ﻟﯾﺳﺗﻔرد ﺑﺎﻹﻧﺳﺎن و‬ ‫ﯾﺳﯾطر ﻋﻠﯾﮫ‪..‬‬ ‫ﯾﻘول ﺑرﻧﺎرد ﺷو " ﻟﯾﺳت اﻟﻔﺿﯾﻠﺔ ﻓﻲ أن ﻧﺗﺟﻧب اﻟرذﯾﻠﺔ ﺑل ﻓﻲ أﻻ ﻧﺷﺗﮭﯾﮭﺎ"‪..‬ﺣﺳﻧﺎ ﯾﺎ ﺑرﻧﺎرد‬ ‫أﻧت ﺗﺻﻌب ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻷﻣور ﻗﻠﯾﻼ‼‬

‫‪29‬‬

‫أﻧ ﺎ أﻗ ول ﻟ ك و ﻣ ﻊ اﺣﺗراﻣ ﻲ اﻟﺷ دﯾد طﺑﻌ ﺎ ‪..‬ﻟﻘ د ﺟﺎﻧﺑ ت اﻟﺻ واب ھﻧ ﺎ ‪..‬ﻓﻛ ل اﻟﻔﺿ ﯾﻠﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫اﺷﺗﮭﺎﺋك ﻟﻠرذﯾﻠﺔ و ﻣﻊ ذﻟك ﻻ ﺗﺄﺗﯾﮭﺎ‪..‬أن ﺗﻛون ﻗﺎب ﻗوﺳﯾن أو أدﻧﻰ ﻣﻧﮭﺎ ﻟﻛن اﻟﺧﯾر اﻟﻣﺗﺄﺻ ل‬ ‫ﻓﯾك ﯾﻣﻧﻌك‪ ..‬أﻧت ﺣﯾﻧﮭﺎ ﺗﺛﺑت اﻧك ﺑﺷري ﺧﺎﻟص و ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻓﺈﻧك ﺗرﺗﻘﻲ ﺑﮭذه اﻟﺻﻔﺔ‬ ‫اﻟﺑﺷرﯾﺔ إﻟﻰ رﺗب اﻟﻣﻼﺋﻛﺔ‪..‬ﻓﺎﻷﻣر أﺷﺑﮫ ﺑﻣﻌرﻛﺔ ﺗﻧﺗﺻر ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻛﺛﯾرة‪..‬‬ ‫و ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ھو اﻟﺻراع ﺑﯾن اﻟﺣق و اﻟﺑﺎطل‪..‬‬ ‫"اﻟﺑﺎطل " ﻛﻠﻣﺔ ﻣن أرﺑﻌﺔ ﺣروف ﺗﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ أﻟف ﻣ ٍد ﺗرﺗﻔﻊ ﺑﮭﺎ ﺛم ﺗﺗﻛ ﺊ ﻋﻠ ﻰ اﻟط ﺎء ﻟﺗﻧﺗﮭ ﻲ‬ ‫ﺑﻼم ﻣﺗراﺧﯾﺔ‪..‬ﻓﻲ ﺣﯾن "اﻟﺣق" ﻛﻠﻣﺔ ﻣن ﺣ رﻓﯾن ﺣﻠﻘﯾ ﯾن ﯾﺑ دءان ﻓﯾ ﮫ و ﯾﻧﺗﮭﯾ ﺎن ھﻧ ﺎك ﻟﯾﺑﻘ ﻰ‬ ‫داﺋﻣﺎ ﺷوﻛﺔ ﻓﻲ "ﺣﻠق" اﻟﺑﺎطل ﻣﺎ داﻣ ت اﻟﺳ ﻣوات و اﻷرض‪..‬ﻓ ﺎﻟﻧور أﺻ ل و اﻟظﻠﻣ ﺔ ﺣ دث‬ ‫‪..‬اﻟظﻠﻣﺔ ھﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻧور ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻧور ﻟﯾس ﻏﯾﺎﺑﺎ ﻟﻠظﻠﻣﺔ إﻧﻣﺎ ھو وﺟود و ھﻧﺎك ﻓﻘط ﻣﺎ‬ ‫ﯾﻣﻧﻊ اﻣﺗداد ه أو ﯾﺣﺟﺑﮫ‪..‬و إن ﺣل اﻟﻠﯾل ﻓﮭذا ﻟ ﯾس ﻷن اﻟﺷ ﻣس اﺧﺗﻔ ت و ﻟﻛ ن ﻷﻧﮭ ﺎ أﺷ رﻗت‬ ‫ﻓﻲ ﻣﻛﺎن أﺧرى ﻟﺗﺑدد ظﻠﻣﺔ أﺧرى‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫" ﻻ وطن ﻟﻧﺎ ﻏﯾرك ﯾﺎ وطﻧﻲ"‬

‫ﻛﺗ ب ﻓ ﺎروق ﺟوﯾ دة اﻟﯾ وم ﻗ ﺎﺋﻼ‪ " :‬ﻋرﻓ ت اﻵن ﻟﻣ ﺎذا ﻛﺎﻧ ت ﺷ ﻌوب اﻟﻌ ﺎﻟم داﺋﻣ ﺎ ﺗﺣﺳ د‬ ‫اﻟﻣﺻرﯾﯾن ﻋﻠﻲ ھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻐرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﺻري ﺑوطﻧ ﮫ ﻻ ﯾوﺟ د ﺷ ﻌب ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻌﺎﻟم أﺣب ﺑﻼده ﻛﻣﺎ أﺣب اﻟﻣﺻرﯾون وطﻧﮭم‪"..‬‬ ‫ﻣﮭﻼ ﯾﺎ ﺳﯾد ﺟوﯾدة‪..‬ﺣب اﻟوطن ﻟﯾس ﻣﻘﺗﺻرا ﻓﻘط ﻋﻠﯾﻛم ‪..‬‬

‫ﻓﺎﻟﺟزاﺋرﯾون و اﻟﺗوﻧﺳﯾون و اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ و اﻟﺳورﯾون و اﻟﻔﻠﺳ طﯾﻧﯾون و اﻟﻌراﻗﯾ ون و اﻷﺗ راك‬ ‫و اﻟروس و اﻷﺳﺑﺎن و اﻟﻛورﯾون و اﻻﯾﺛﯾوﺑﯾون و اﻟﻔﯾﻠﯾﺑﯾﻧﯾون و اﻟﻛوﻧﻐوﻟﯾون و ﺳﻛﺎن اﻟﺟزر‬ ‫اﻟﻣﻧﺳﯾﺔ و اﻻﺳﻛﯾﻣو ﻛﻠﮭم ﻣﻧﺷﻐﻠون ﺑﺣب أوطﺎﻧﮭم ‪..‬‬ ‫و ﻟم ﻧﺳﻣﻊ ﯾوﻣﺎ ﺑﺷﻌب ﺣﺳد ﺷﻌﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺣب اﻟوطن‪..‬‬ ‫اﻟوطن ھو ﻣﺳﻘط اﻟرأس و ﻣﮭوى اﻟﻔؤاد‪..‬‬ ‫ھو اﻣﺗدادﻧﺎ اﻟﺟﻐراﻓﻲ ‪..‬ھو اﻷرض اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻘﻧﺎ ﻣن ﺗراﺑﮭﺎ و اﺳﺗﻧﺷﻘﻧﺎ ھواﺋﮭﺎ‬ ‫ھو ﺣﯾز وﺟودﻧﺎ‬ ‫ھو ھوﯾﺗﻧﺎ‬ ‫ﺗﺎرﯾﺧﮫ ھو ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ اﻟﺗﻲ ﻋﺷﻧﺎھﺎ ﻗﺑل إن ﻧوﻟد‪..‬‬ ‫ﺣب اﻟوطن ﻟﯾس ﺣﻛرا ﻋﻠﻰ ﺷﻌب دون آﺧر ‪..‬‬ ‫ﺣب اﻟوطن ﻓطري و ﻏﯾر ﻣﺷروط‪..‬‬ ‫و ﻧﺣن ﻧﮭوى ﺟزاﺋرﻧﺎ و ﻧﺣﯾﻲ اﻟﯾوم اﻟذﻛرى اﻟواﺣدة و اﻟﺧﻣﺳﯾن ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘﻼل‬ ‫ﻧﺣﺗﻔل ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺿض‪..‬ذﻟك أن ﻣن وﻗﻌوا وﺛﯾﻘﺔ اﺳﺗﻘﻼﻟﻧﺎ اﺧﺗﺎروا ﻟﻧ ﺎ ﺗﺎرﯾﺧ ﺎ ﻣرﺑﻛ ﺎ ﻟﺣ دث‬ ‫ﺑﮭذه اﻟﻘﯾﻣﺔ‬ ‫اﺧﺗﺎروا ﻟﻧﺎ ﯾوم اﺣﺗﻼل ﻓرﻧﺳﺎ ﻟﻠﺟزاﺋر ﻟﺟﻌﻠﮫ ﯾوم ﺧروﺟﮭﺎ ﻣﻧﮭﺎ‬ ‫‪31‬‬

‫ﻓﮭ ل ﻛ ﺎن ھ ذا اﻻﺧﺗﯾ ﺎر ﻹذﻻل ﻓرﻧﺳ ﺎ‪..‬أم أن ﻓرﻧﺳ ﺎ اﻟﺗ ﻲ ﻣﻧﺣﺗﻧ ﺎ اﺳ ﺗﻘﻼﻻ وھﻣﯾ ﺎ أرادﺗﻧ ﺎ أن‬ ‫ﻧواﺻل اﺣﺗﻔﺎﻟﻧﺎ دون أن ﻧﻌﻲ ﺑذﻛرى اﺣﺗﻼﻟﮭﺎ ﻟﻧﺎ‪..‬‬ ‫و أﻧﺎ اﺟزم أن اﻟﻛﺛﯾر ﻓﻲ دھﺎﻟﯾز اﻟﺣﻛم ﯾﺣﺗﻔﻠون ﺳرا ﺑدﺧول ﻓرﻧﺳﺎ‪..‬‬ ‫ﺑﻌد واﺣد و ﺧﻣﺳﯾن ﺳﻧﺔ ﻻ ﯾزال ھذا اﻟﺷﻌب ﯾرزح ﺗﺣت ﺛﻘل اﻟﺧﯾﺑﺎت‪..‬و اﻟوطن ﯾﺋن‪.‬‬ ‫واﺣد وﺧﻣﺳﯾن ﺳﻧﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟ وھﻣﻲ أو ﺷ ﺑﮫ اﺳ ﺗﻘﻼل أو أﯾ ﺎ ﻛ ﺎن إﻻ اﺳ ﺗﻘﻼﻻ ﻛ ﺎﻣﻼ‪..‬‬ ‫ﻟﻛن ﺑرﻏم ﻛل ھذا ﻻزﻟﻧﺎ ﻣﺳﺗﻌدﯾن أن ﻧزاﯾد ﻋدد ﺷﮭداﺋﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﯾون و اﻟﻧﺻ ف ﻻﺳ ﺗرﺟﺎع‬ ‫اﻟﻧﺻف اﻵﺧر أو إﺗﻣ ﺎم اﺳ ﺗﻘﻼﻟﻧﺎ ‪..‬ﻻ ﻷﻧﻧ ﺎ ﻣ ن أﺣﻔ ﺎد اﻟﺷ ﮭداء أو أﺑﻧ ﺎء اﻟﻣﺟﺎھ دﯾن‪..‬ﺑل ﻷﻧﻧ ﺎ‬ ‫أﺑﻧﺎء ھذا اﻟوطن و ﻷﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﻣﻠك وطﻧﻧﺎ ﻏﯾره‪..‬‬ ‫و ﻛﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬ ‫إﻧـﻲ اﺧــﺗـرﺗـك ﯾــﺎ وطـﻧﻲ*** ﺣـﺑﺎ ً وطــــــواﻋـــــﯾﺔ‬ ‫إﻧـﻲ اﺧـﺗـرﺗـك ﯾــﺎ وطــﻧﻲ***ﺳرا وﻋـــــــــﻼﻧـــﯾــﺔ‬

‫ﻋﯾد "اﺳﺗﻘﻼل" ﻣﺟﯾد ﯾﺎ وطﻧﻲ‪..‬ﻛل ﻋﺎم و أﻧت "ﺣر"‪..‬‬

‫‪32‬‬

‫"اﺧﺗﻼف ﻻ ﺧﻼف"‬

‫ﺗﻘول أﺳطورة ﺑرج ﺑﺎﺑل اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻹﺻﺣﺎح اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن ﺳ ﻔر اﻟﺗﻛ وﯾن أن اﻷرض‬ ‫ﻛﻠﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻟﻐﺔ واﺣدة و ﻛﻼﻣﺎ واﺣ دا‪ ،‬و ﺑﻌ د اﻟطوﻓ ﺎن اﺳ ﺗﻘر أﺑﻧ ﺎء ﻧ وح ﻓ ﻲ ﺑﻘﻌ ﺔ ﻓ ﻲ أرض‬ ‫ﺷِ ﻧْﻌَ ﺎر و ﻗرروا أن ﯾﺑﻧوا ﻣدﯾﻧﺔ و ﺑرﺟﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﺑددوا ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻷرض‪ ،‬و ﻟﻣﺎ رأى اﻟرب‬ ‫ذﻟك ﻗرر أن ﯾﺷﺗت ﺷﻣﻠﮭم و "ﯾﺑﻠﺑل" ﻟﻐ ﺗﮭم‪ ،‬و ذﻟ ك ﻟﻣ ﻧﻌﮭم ﻣ ن ﻓ رض ﻟﻐ ﺗﮭم ﻛﻠﻐ ﺔ واﺣ دة و‬ ‫ﻟﺟﻌﻠﮭم ﯾﻧﺗﺷرون ﻟﯾﻌﻣروا اﻷرض‪.‬‬ ‫إن ﻛﺎن ھﻧﺎك ﻣن ﻣﻐزى أرﯾد اﺳﺗﺧﻼﺻﮫ ﻣن ھذه اﻟﻘﺻﺔ – ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣدى ﺻ ﺣﺗﮭﺎ‪-‬‬ ‫ﻓﺈﻧﮫ ﺣﺗﻣﺎ رﻏﺑﺔ " اﻟرب" ﻓﻲ ﺗﻧوﯾﻊ و اﺧﺗﻼف اﻷﻟﺳن‪.‬‬ ‫و ﺑﺈﺳ ﻘﺎط ﻣﻐ زى أو ﻓﻛ رة ھ ذه اﻟﻘﺻ ﺔ – و اﻟﺗ ﻲ ھ ﻲ "اﻟﺗﻧ وع و اﻻﺧ ﺗﻼف"‪ -‬ﻋﻠ ﻰ ﺟواﻧ ب‬ ‫اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺟ د ‪-‬ﻣﺑ دﺋﯾﺎ و ﻣ ن اﻟﻧﺎﺣﯾ ﺔ اﻟﺷ ﻛﻠﯾﺔ‪ -‬ﻣ ن اﻟﺑﺷ ر اﺛﻧ ﺎن ﻣﺗطﺎﺑﻘ ﺎن ﺗﻣﺎﻣ ﺎ‪ ،‬ﻓﺣﺗ ﻰ‬ ‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗواﺋم اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﺎن ھﻧﺎك داﺋﻣﺎ ﻧﻘﺎط اﺧﺗﻼف و إن ﻟم ﺗﺑدو ﻟﻠﻌﯾﺎن‪ .‬و ﻣﺎ ھذا إﻻ ﺗﺟﻠﻲ‬ ‫ﻟﻌظﻣﺔ اﻟﺧﺎﻟق و ﺑدﯾﻊ ﺻﻧﻌﮫ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻻﺧﺗﻼف و اﻟﺗﻧوع ﻣن ﻧواﻣﯾس ھذا اﻟﻛون‪ ،‬و ﻟو ﺷﺎء ﷲ ﻟﺧﻠﻘﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺻورة واﺣدة و ﻟﺳﺎن‬ ‫واﺣد و ﺷرﻋﺎ واﺣد‪ ،‬ﻟﻛﻧﮫ ﻟم ﯾﻔﻌل‪ ،‬و ﺟﻌﻠﻧﺎ ﺳودا و ﺑﯾﺿﺎ‪ ،‬ﺷﻌوﺑﺎ و ﻗﺑﺎﺋل‪ ،‬ﻋرﺑ ﺎ و ﻋﺟﻣ ﺎ‪..‬‬ ‫ﻓﺎﺧﺗﻠﻔﻧﺎ و اﻧﻘﺳﻣﻧﺎ و ﺗﻧوﻋﻧﺎ و أﺛرﯾﻧﺎ ھذا اﻟﻛون‪..‬‬ ‫ﺛم ﻧﺳﻲ اﻟﺑﺷر ﻛل ﻣ ﺎ ﯾﻔ رﻗﮭم و ﺑﺣﺛ وا ﻋﻣ ﺎ ﯾﺟﻣﻌﮭ م‪ ،‬ﻓ ﺎﺟﺗﻣﻌوا ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس اﻟ دم و اﻟﻘﺑﯾﻠ ﺔ و‬ ‫اﻟﻌرق و اﻟﻠﻐ ﺔ و اﻟ دﯾن و اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾ ﺔ‪ ،‬و ﺑ ذﻟك ﺗﺷ ﻛﻠت اﻟﻠﺣﻣ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﺗ رﺑطﮭم‪ ،‬و اﻧﺻ ﮭروا‬ ‫ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم‪..‬‬ ‫و ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر " اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ" أﻗﺻﻰ ﺗﺟﻠﯾﺎت ھذا اﻻﻧﺻﮭﺎر‪..‬ﻓﺄن ﯾﺳﺗﻣﯾت إﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن‬ ‫ﻗﺿ ﯾﺔ ﺗﺧ ص إﻧﺳ ﺎﻧﺎ ﻏﯾ ره ﻓﻘ ط ﻟراﺑط ﺔ ﻣ ﺎ ﺗرﺑطﮭﻣ ﺎ و ﻛ ﺄن اﻟﻘﺿ ﯾﺔ ﻗﺿ ﯾﺗﮫ و ھ و‬ ‫ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ‪..‬ﻷﻣر ﯾدﻋو ﻟﻠﺗﻌﺟب‼‪.‬‬ ‫و ﻋﻠﻰ ﻗ در ﻣ ﺎ ﺧ دﻣت ھ ذه اﻟﻐرﯾ زة ) أي اﻟﻌﺻ ﺑﯾﺔ( اﻟﺑﺷ ر ﺑ دﻓﻌﮭم ﻟﻠﺗﻌ ﺎﯾش ﻓ ﻲ ﻣﺟﻣوﻋ ﺎت‬ ‫ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﮭﺎ ﻗﺎم اﻟﻌﻣران ‪-‬ﺣﺳب اﺑن ﺧﻠدون‪ ،-‬ﻓﻘد ﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﻣﻔﻌول ﻋﻛﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎر اﻟﺗﺎرﯾﺦ‬ ‫اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ذﻟك أن اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ ﻟﻸھل و اﻟﻘوم ﺗﺣوﻟت ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ "ﺗﻌﺻب"‪..‬‬ ‫‪33‬‬

‫و ﻟﻠﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﻣﺻطﻠﺣﯾن ﻋﻧدي ﻓﺈﻧﻧﻲ اﻗﺻد ﺑﺎﻟﻌﺻﺑﯾﺔ ھﻲ ﺗﺟﻣﻊ ﻗ وم ﺣ ول ﺷ ﺧص ﻣ ﺎ أو‬ ‫ﻓﻛرة ﻟﻧﺻرﺗﮭﺎ ـ و أﻗﺻد ﺑﺎﻟﺗﻌﺻب ھﻲ اﻟﻣﻐﺎﻻة ﻓﻲ ھذه اﻟﻧﺻرة‪..‬‬ ‫و إن ﻛﺎﻧت اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ ﻗد أﻧﺗﺟت دوﻻ و ﺣﺿﺎرات‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺗﻌﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﯾض ﻣ ن ذﻟ ك أﻟﻐ ﻰ‬ ‫دوﻻ و ﺣﺿﺎرات‪ ،‬ذﻟ ك أن اﻟﻣﺗﻌﺻ ب ﻻ ﯾ رى وﺟ وده إﻻ ﺑﺎﻟﻘﺿ ﺎء ﻋﻠ ﻰ اﻵﺧ ر ) و اﻷﻣﺛﻠ ﺔ‬ ‫ﻛﺛﯾرة اﻟﮭﻧود اﻟﺣﻣر ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ‪..‬اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن‪..‬اﻟروھﯾﻧﺟﺎ ﻓﻲ ﺑورﻣﺎ‪(..‬‬ ‫و اﻟﺗﻌﺻب ھو ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟرﻓض ﻟﺳﻧﺔ ﻣن ﺳﻧن ﷲ ﻓﻲ ھذا اﻟﻛون و ھﻲ "اﻻﺧﺗﻼف"‪،‬‬ ‫و ﻟو ﻋُرف ﻓﺿل اﻻﺧﺗﻼف ﻟﻘ ُﺑل ﺑﺻدر رﺣ ب‪ ،‬ﻓﻠ وﻻ وﺟ ود ھ ذا اﻻﺧ ﺗﻼف ﻟﻣ ﺎ ﺗﺣرﻛ ت و‬ ‫ﺗﻘدﻣت اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬ﺗﺻوروا ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﻌرق واﺣد و إﯾدﯾوﻟوﺟﯾ ﺔ واﺣ دة و دﯾ ن واﺣ د ﺳﺗﺳ ﯾر اﻟﺣﯾ ﺎة‬ ‫ﻋﻧدھﺎ ﻓﻲ ﺧط ﺛﺎﺑت رﺗﯾ ب‪ ،‬و ﻟ وﻻ اﻻﺧ ﺗﻼف ﻟﻣ ﺎ ﻋرﻓﻧ ﺎ ﻓﺿ ل اﻟﻧ ور ﻋﻠ ﻰ اﻟظﻠﻣ ﺔ و اﻟﺣ ق‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎطل و اﻟﻌدل ﻋﻠﻰ اﻟظﻠم "ﻓﺑﺿدھﺎ ﺗﻌرف اﻷﺷﯾﺎء"‪ ،‬و ﻟ و ﺷ ﺎء ﷲ ﻟﻧ زع رﺣﻣﺗ ﮫ ھ ذه‬ ‫ﻣن ھذا اﻟﻛون‪..‬‬ ‫و ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺻب اﻟﻧ ﺎس ﻻدﯾوﻟوﺟﯾ ﺎت و ﻗوﻣﯾ ﺎت و أدﯾ ﺎن ﻣﺧﺗﻠﻔ ﺔ‪ ،‬ﻓﺑﺈﻣﻛ ﺎﻧﮭم اﻟﺑﺣ ث ﻋ ن ﺷ ﻲء‬ ‫أﻛﺑ ر ﯾﺟﻣﻌﮭ م‪" ،‬اﻹﻧﺳ ﺎﻧﯾﺔ" ﻓ ﻧﺣن ﻧﻧﺗﻣ ﻲ ﻟﻠﺟ ﻧس اﻟﺑﺷ ري و ﻧﻣﺗﻠ ك ﻧﻔ س اﻟﻔﯾزﯾوﻟوﺟﯾ ﺔ و ﻣ ﺎ‬ ‫ﯾﺟﻣﻌﻧﺎ أﻛﺛر ﺑﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ﯾﻔرﻗﻧﺎ‪ ،‬و ﺣﺗﻰ و إن اﺧﺗﻠﻔﻧ ﺎ ﻓﺎﺧﺗﻼﻓﻧ ﺎ ھ ذا ﻻ ﯾﻌﻧ ﻲ ﺑﺎﻟﺿ رورة إﻟﻐ ﺎء‬ ‫اﻵﺧر و رﻓﺿﮫ و ﺗﺣﻘﯾره‪ ..‬وﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ و اﻟﺷوﻓﯾﻧﯾﺔ و اﻟﺷ ﻌوﺑﯾﺔ و اﻟﻘوﻣﯾ ﺔ ﻣ ن‬ ‫أﺳوء أﻧواع اﻟﺗﻌﺻب ذﻟك أﻧﮭﺎ ﺗﻔرق ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ أﺳ س ﻟ م ﯾﺧﺗﺎروھ ﺎ ھ م ﻓ ﻼ اﺣ د اﺧﺗ ﺎر‬ ‫ﻟوﻧﮫ أو ﻋرﻗﮫ أو ﺟﻧﺳﯾﺗﮫ‪..‬‬ ‫و ﻻ أﺟﻣل ﻣن اﻟﺧﺗم ﺑﻘول رب اﻟﻌزة ‪) :‬ﯾَﺎأ َ ﱡﯾﮭَﺎ اﻟﻧﱠﺎسُ إ ِﻧﱠ ﺎ ﺧَ ﻠ َﻘْﻧَ ﺎﻛُمْ ِﻣ نْ َذﻛَ ٍر َوأ ُ ﻧْ ﺛَ ﻰ َوﺟَ ﻌَ ﻠْﻧَ ﺎﻛُمْ‬ ‫ﺷُ ﻌُوﺑًﺎ َوﻗَ ﺑَﺎﺋِ َل ﻟ ِﺗَﻌَ ﺎرَ ﻓ ُواإ ِنﱠ أ َﻛْ رَ ﻣَﻛُمْ ﻋِﻧْ دَ ﱠﷲ ِ أ َﺗْ ﻘَﺎﻛُمْ إ ِنﱠ ﱠﷲ َ ﻋَ ﻠ ِﯾ ٌمﺧَ ﺑ ِﯾ ٌر(‪ ،‬وﻗ د ﻓﺳ رھﺎ اﺑ ن ﻋطﯾ ﺔ‬ ‫ﺑ ﺄن اﻟﻘﺻ د ﻣﻧﮭ ﺎ اﻟﺗﺳ وﯾﺔ ﺑ ﯾن اﻟﻧ ﺎس ‪ ،‬و اﻟﻣﻘﺻ ود ﺑ ـ "ﻟﺗﻌ ﺎرﻓوا" أي ﻟ ﺋﻼ ﺗﻔ ﺎﺧَ روا ‪ ،‬وﯾُرﯾ د‬ ‫ﺑﻌﺿﻛم أن ﯾَﻛون أﻛْ رَ م ﻣِن ﺑﻌض ‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫"ﺑﯾن دﻓﺗﻲ ﻛﺗﺎب" *‬

‫طﯾﻠﺔ اﻷﺳﺑوع اﻟﻔﺎرط و أﻧﺎ أﻋﯾش ﻣﺎ ﻋﺎﺷﮫ ﻗﯾس ﺑﺎﻟﻣﻠوح ﺣﯾن ﻗﺎل " اﻋد اﻟﻠﯾﺎﻟﻲ ﻟﯾﻠﺔ ﺑﻌد ﻟﯾﻠﺔ‬ ‫*** و ﻗد ﻋﺷت دھرا ﻻ اﻋد اﻟﯾﺎﻟﻲ"‪..‬اﻧﺗظر ﻗدوم اﻟﺳﺑت ﻋﻠﻰ ﺟﻣر و اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﻻ ﺗﻔﺎرﻗﻧﻲ‬ ‫" ھل ﺳﺗﻧﺟﺢ اﻟﻔﻛرة؟" " و ھل ﺳﯾﺣﺿر ﻋدد ﻣﺣﺗرم أم ﻣﺣﺗﺷم؟؟" و ھل و ھل ‪...‬‬ ‫ﺣﺗ ﻰ ﺟ ﺎء اﻟﯾ وم اﻟﻣوﻋ ود‪ ،‬و ﻗ د أﻗﻧﻌ ت ﻧﻔﺳ ﻲ ﺣﯾﻧﮭ ﺎ أﻧﻧ ﻲ ذاھﺑ ﺔ ﺑ ﺎﻟرﻏم ﻣ ن ﻛ ل ﺷ ﻲء ‪..‬و‬ ‫أﺧذت ﻣﻌﻲ ﻣطﺎرﯾﺔ ‪..‬ﺣﺗﻰ و إن أﻣطرت ﻓﻠن اﺧﻠف ﻋﮭدا ﻗطﻌﺗﮫ ﻟﻛﺗﺎب أﺣﺑﺑﺗﮫ‪..‬‬ ‫وﺻﻠت ﺣدﯾﻘﺔ ﺑن ﻧﺎﺻر ‪..‬ﻣﯾدان اﻟﻣﻌرﻛﺔ ‪..‬و ﻗ د ﻛﺎﻧ ت ﺑﺎﻟﻔﻌ ل ﻣﻌرﻛﺔ‪..‬ﻣﻌرﻛ ﺔ ﺑ ﯾن اﻟﻌﻠ م و‬ ‫اﻟﺟﮭل‪...‬ﻛﺎﻧت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ﻣﻌرﻛﺔ ﻻﺳﺗرداد ﺣﻘﻧﺎ ﻓﻲ اﻟوﺟود ﻛﻘراء ﻓﻲ ھذه اﻟﻣدﯾﻧﺔ‪..‬‬ ‫ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔﺎرﻗﺎت أن أﺟﻠس ﺑﯾن ﺷﯾﺧﯾن‪ ،‬اﻟذي ﻋن ﯾﻣﯾﻧﻲ ﯾﻘول ﻟﻲ " اﻟﻠﻲ ﻗرا ﻗرا ﺑﻛري" و‬ ‫اﻟذي ﻋن ﺷﻣﺎﻟﻲ ﯾﻘول ﻟﻲ " اﻟﻧﺎس ﺗﻘدﻣت ﺑﺎﻟﻌﻠم" و ﻋﻠﻰ أﻧﻐ ﺎم اﻟﺷ ﺎﺑﺔ ﯾﻣﯾﻧ ﺔ ﻛﻧ ت أﻗ رأ ﺛﻘﺎﻓ ﺔ‬ ‫اﻟﻌﺑث ﻓﻲ ﻋﺑﺛﯾﺔ زﻣ ن ﯾ دوي ﻓﯾ ﮫ اﻟﻐﻧ ﺎء اﻟﮭ ﺎﺑط ﻓ ﻲ وﺳ ط اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ﻛ ﺄﻣر ﻋ ﺎدي و ﻣﻘﺑ ول و‬ ‫ﯾﺳﺣب اﻟﻘﺎرئ ﻛﺗﺎﺑﮫ ﺗﺣت أﻧظﺎر اﻟرﯾﺑﺔ و اﻻﺳﺗﻐراب‪..‬‬ ‫ﻟم أﻛن وﺣدي ھﻧﺎك‪ ..‬ﻛﻧ ت ﺑ ﯾن أھﻠ ﻲ و ﻗ وﻣﻲ و ﻋﺷ ﯾرﺗﻲ ‪..‬أوﻟﺋ ك اﻟ ذﯾن ﻟﺑ وا اﻟﻧ داء و ﻗ د‬ ‫رﺗﺑوا ﺳﺎﻋﺎت ﻣن وﻗﺗﮭم و اﻗﺗطﻌوا وﻗﺗﺎ ﻣن ﻋﻣرھم ﻟﯾﺣﺿروا ﻣن ﻛ ل أﻧﺣ ﺎء اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ﻟﯾﺛﺑﺗ وا‬ ‫أﻧﮭم ھﻧﺎ و أﻧﮭم أوﻟ ﻰ ﺑﮭ ذه اﻷﻣ ﺎﻛن ﻣ ن ﻏﯾ رھم ‪..‬و أﻧﮭ م وﺟ ﮫ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ اﻷﺑ ﯾض اﻟﻛ رﯾم ‪ ..‬ﻻ‬ ‫ﻗﻔﺎھﺎ‪..‬‬ ‫" أﻧﺎ اﻗرأ‪..‬أﻧﺎ ﻣوﺟود"‪..‬‬ ‫أﻧﺎ ﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﺣدﯾﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪..‬و اﻟﺣﺎﻓﻠﺔ ‪..‬و ﻣﺣطﺔ اﻻﻧﺗظ ﺎر‪..‬و ﻓ ﻲ اﻟﺑﯾ ت و اﻟﻣﻛﺗﺑ ﺔ و ﻓ ﻲ‬ ‫ﻛل ﻣﻛﺎن‪..‬‬ ‫ﻛﺎن ھذا اﻟﯾوم ‪..‬ﯾوم ﻏرس اﻟﻔﻛرة‪...‬اﻟﺗﻲ ﺳﻧﺗﻌﮭدھﺎ ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻧﻣو و ﺗﺛﻣر‪..‬و ﻗد ﺿ رﺑﻧﺎ‬ ‫ﻣوﻋدا ﻟﻧﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﻛﺎن اﻷﺳﺑوع اﻟﻣﻘﺑل ﺣﺗﻰ ﻧﻛرس ﻣﺛل ھذا اﻟﻔﻌل‪..‬‬

‫__________________________________________________‬ ‫*ھذا اﻟﻣﻘﺎل ﻛﺗب إﺛر ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت أﯾﺎم اﻟﻘراءة ﺑﻘﺳﻧطﯾﻧﺔ و اﻟﺗ ﻲ ﺗﮭ دف إﻟ ﻰ ﺗﻛ رﯾس ﻋ ﺎدة اﻟﻘ راءة ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬ﺣﯾ ث‬ ‫اﺟﺗﻣﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷﺑﺎب ﻓﻲ اﻟﺣدﯾﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑوﺳط اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻣن اﺟل اﻟﻘراءة و ﺗﺑﺎدل اﻟﻛﺗب‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫ﻓﺷﻛرا ﻷﺑﻧﺎء اﻟﻛرام اﻟذﯾن ﺣﺿروا اﻟﯾوم‪...‬‬ ‫ﺷﻛرا ﻟﻛم ﻛﺑﺎرا و ﺻﻐﺎرا‪..‬ﻧﺳﺎءا و رﺟﺎﻻ‪..‬‬ ‫ﺷﻛرا ﻟﻠﺻﻔﺣﺎت اﻟﻘﺳﻧطﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺿرت ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺣدث‪..‬‬ ‫ﺷﻛرا ﻟﻠﻛﺗب اﻟﺗﻲ ﺣﺿرت و أﺿﺎء ﻧورھﺎ اﻟﻣﻛﺎن ‪..‬‬ ‫ﺷﻛرا ﻟﻣن ﻧوى اﻟﺣﺿور و ﻟم ﺗﺳﻣﺢ ظروﻓﮫ‪..‬‬ ‫ﺷﻛرا ﻟﻛل ﻣن أﯾد اﻟﻔﻛرة ﻣن ﻗرﯾب أو ﺑﻌﯾد و ﺗﺣﻣس ﻟﮭﺎ‪..‬‬ ‫ﻧم ﯾﺎ ﺑن ﻧﺎﺻر اﻟﻠﯾﻠﺔ ﻗرﯾر اﻟﻌﯾن‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫"اﻟﺳﻌﺎدة"‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة واﻟدة ﺗدﻋو ﻟﻲ ﻛل ﯾوم‪☻ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة طﻔﻠﺔ ﺻﻐﯾرة ﺗوﺷوﺷﻧﻲ "أﺣﺑك ﺑﺣﺟم اﻟﺳﻣﺎء" ﻷﻧﮭﺎ أدرﻛت أن اﻟﺳﻣﺎء اﻛﺑر ﻣن‬ ‫اﻟﺑﺣر‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻧﮭﺎﯾﺔ ﯾوم ﻣﺗﻌب‪✯✯ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﺑﯾت أﻋود إﻟﯾﮫ ﺑﻌد ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻌﻣل‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﺷرﺑﺔ ﻣﺎء‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻓراش وﺛﯾر‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻛوب ﺣﻠﯾب ﺳﺎﺧن ﻓﻲ ﯾوم ﺑﺎرد‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﺿﺣﻛﺎت اﻟﺻدﯾﻘﺎت‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻋﯾون ﻣن أﺣب‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻣﻧﺎﺟﺎة اﻟرب‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة إﯾﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﻠب‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻣﻛﺗﺑﺔ‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻛﺗﺎب‪✍ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﺻﻔﺣﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻓﻘرة ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﺧﯾطت ﻣن روﺣﻲ‪❀ ✿ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ذﻛرﯾﺎت اﻟطﻔوﻟﺔ‪..‬‬ ‫اﻟﻌﺎدة ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر‪✎ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﺑﺻﯾرة‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻏﻧﻰ اﻟﻧﻔس‪*^_^* ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة أﺳراب اﻟﺣﻣﺎم‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة زﺧﺎت اﻟﻣطر ☂☂‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﺻوت ﻓﯾروز ﺗﻐﻧﻲ ﺑﺎﻟﻔﺻﺣﻰ‪✿♫♪♥♫ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻋودة إﺧوﺗﻲ ﻣن اﻟﻐرﺑﺔ‪✈ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻓﺿﻔﺿﺔ اﻷﺻدﻗﺎء‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻧﻘﺎء اﻟروح‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﺻﺣوة ﺿﻣﯾر‪❃ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة اﺟﺗﻣﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﺑوح ﺻﺎدق‪..‬‬ ‫‪37‬‬

‫اﻟﺳﻌﺎدة ھدﯾﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻣن ﺷﺧص ﻋزﯾز‪❃ ❁ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة رﺷﺔ ﻋطر‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة اﻧﺗﺻﺎر اﻟﺣق‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﺗﻔرﯾﺞ ﻛرب‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﺑﯾﺎض اﻟﺛﻠﺞ‪❄❄ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻏﻣزة اﻟﺷﻣس‪☼❂ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة طﻌم اﻟﺳﻛر‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة زرﻗﺔ اﻟﺳﻣﺎء‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻟﻘﺎء ﺻدﻓﺔ‪ஐ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﯾﻘﯾن ﺑﺣﻠم‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن‪❦ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة دﻣﻌﺔ ﻓرح ﺻﺎدﻗﺔ‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻣﺷﺎﻛﺳﺎت و ﻧﻛﺎت ﺛﻘﯾﻠﺔ‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﻣﺣﺑﺔ ﺧﺎﻟﺻﺔ‪❉ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﺧرﯾر اﻟﻣﺎء و ﺗﻐرﯾد اﻟطﯾور‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﺷﻌور ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ‪♕ ..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة ﺗﻔﺎﺻﯾل ﯾوﻣﯾﺔ ﺻﻐﯾرة‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة أن أﻛﺗب ﻋن اﻟﺳﻌﺎدة ﻓﻲ ﻣﺳﺣﺔ ﺣزن ﺗﻌﺗﻣرﻧﻲ‪..‬‬ ‫دﻣﺗم ﺳﻌداء ♠♣‬

‫‪38‬‬

‫"ﺣﺳرات"‬

‫ﻛﺎﻧت أول ﻣ رة أذھ ب ﻓﯾﮭ ﺎ إﻟ ﻰ ھﻧ ﺎك‪ ،‬رﻛﺑ ت اﻟﺣﺎﻓﻠ ﺔ و ﺟﻠﺳ ت أﻣ ﺎم اﻟﻧﺎﻓ ذة أﺗﺄﻣ ل اﻟ دور و‬ ‫اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ‪..‬ووﺟوه اﻟﻧﺎس‪ .‬ﻧزﻟت ﻣن اﻟﺣﺎﻓﻠ ﺔ ﻓﺑ ﺎدرﺗﻧﻲ راﺋﺣ ﺔ اﻷﻏﻧ ﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﯾ ﺔ و ﻓ ﺎﺟﺋﻧﻲ ﻣﻧظ ر‬ ‫اﻷﺑﻘﺎر ﺗﺗﺟول ﺑﺷﻛل ﻋﺎدي ﻓﻲ اﻟﺷوارع و ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎرات‪ ،‬ﻻ ﺗزﻋﺞ اﻟﺑﺷ ر ھﻧ ﺎك و ﻻ اﻟﺑﺷ ر‬ ‫ﯾزﻋﺟوﻧﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻲ ﻣﺷﮭد ﻻ ﻧراه ﺳوى ﻓﻲ اﻟﮭﻧد‪..‬ﻓﻘﻠت ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ " ﯾﺎ وﯾﻠﻲ ﻣﺎ ھذا اﻟﻣﻛﺎن اﻟ ذي‬ ‫ﺳﺄﻋﻣل ﻓﯾﮫ‼"و ﻣرت اﻷﯾﺎم و اﻋﺗدت اﻟﻣﻛﺎن و اﻟراﺋﺣﺔ و اﻟﻧ ﺎس و اﻷﺑﻘﺎر‪..‬ﻓﻠﻠﻌ ﺎدة طﻐﯾ ﺎن‼‬ ‫و ﺑﻌد ﻗراﺑﺔ اﻟﺳﻧﺗﯾن ھﺎ أﻧﺎ أﻏﺎدر ذﻟك اﻟﻣﻛﺎن و ﺗﻌﻠق ﻓﻲ روﺣﻲ رواﺋﺣﮫ‪ ،‬و ﻻ أدري أﺗرﻛت‬ ‫ﻗطﻌ ﺔ ﻣﻧ ﻲ ھﻧ ﺎك أم أﺧ ذت ﻗطﻌ ﺔ ﻣﻧ ﮫ ﻣﻌ ﻲ‪ .‬ﯾﺿ ﺞ رأﺳ ﻲ ﺑﺎﻟ ذﻛرﯾﺎت و أﺳ ﻣﺎء أطﻔ ﺎل و‬ ‫أﻟﻘﺎﺑﮭم‪..‬و أﺗﻌﺟب ﻛﯾف ﻟذاﻛرﺗﻲ أن ﺗﺣﻣ ل ﻛ ل ھ ذا ‼ و ﻛﯾ ف ﻟﻘﻠ ب ﺑﺣﺟ م اﻟﻘﺑﺿ ﺔ أن ﯾﺗﺳ ﻊ‬ ‫ﻟﻛ ل ھ ؤﻻء‼ أﻏ ﺎدر اﻟﻣﻛ ﺎن و ﺣﺳ رات ﻻ ﺣﺳ رة واﺣ دة ﺗﺛﻘ ل ﻛ ﺎھﻠﻲ‪..‬‬ ‫ﺣﺳرة ﻋﻠﻰ "ﻧﺳرﯾن" اﻟﺗﻲ ﻟطﺎﻟﻣﺎ أﺣﺑت اﻟدراﺳﺔ و اﻟﻠﻐ ﺔ اﻟﻔرﻧﺳ ﯾﺔ ‪..‬ﻟﻛﻧﮭ ﺎ ﺗوﻗﻔ ت ﻋﻧﮭ ﺎ ھ ذا‬ ‫اﻟﻌ ﺎم ﻷﻧﮭ ﺎ اﺑﺗُﻠﯾ ت ﺑواﻟ د أﺣﻣ ق ﻻ ﯾ رى ﻣ ن ﺟ دوى ﻓ ﻲ ﺗﻌﻠ ﯾم اﺑﻧﺗ ﮫ‪..‬‬ ‫ﺣﺳرة ﻋﻠﻰ "ﺷﯾﻣﺎء" اﻟﺗ ﻲ ﻗ ررت أن ﺗﺳ ﺗﻘﺑل اﻟﻌ ﺎم اﻟدراﺳ ﻲ اﻟﺟدﯾ د ﺑﻣﺳ ﺢ ﺑﻘﺎﯾ ﺎ اﻟﺑ راءة ﻓ ﻲ‬ ‫وﺟﮭﮭﺎ‪..‬‬ ‫ﺣﺳرة ﻋﻠﻰ ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟ ذي اﻟﺗﻘﯾﺗ ﮫ ﻣﻧ ذ أﯾ ﺎم ﻗﻠﯾﻠ ﺔ و ﻟﻣ ﺎ ﺣدﺛﺗ ﮫ اﻛﺗﺷ ﻔت أﻧ ﮫ ﻣﻧﺗﺷ ﻲ ﺗﻣﺎﻣ ﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﻣﺧدرات‪ ..‬ﺣﺳرة ﻋﻠﻰ "رﺑﯾﻊ" اﻟذي طﻠب ﻣﻧﻲ أن أﻣﻸ ﻟﮫ اﺳﺗﻣﺎرة اﻟدﺧول اﻟﻣدرﺳ ﻲ ﻷن‬ ‫ﯾده ﻣﻛﺳورة و ﻟﻣﺎ ﺳﺄﻟﺗﮫ ﻋن ﻣﮭﻧﺔ واﻟده‪،‬ھرب ﺑﻌﯾﻧﯾﮫ ﻣﻧﻲ و طﺄطﺄ رأﺳﮫ و أﺟﺎب " ﯾﻌﻧﻲ ھو‬ ‫ﯾﺑرﯾﻛوﻟﻲ" و ﺳﻛت ﺑرھﺔ‪..‬ﻓﻌرﻓت اﻟﻛﻠﻣﺔ و أﺣﺳﺳت ﺑﮭﺎ ﺗﺣﺷ رج و ﺗﺗ ردد ﺻ ﻌودا و ﻧ زوﻻ‬ ‫ﻓﻲ ﺣﻠﻘﮫ ﻗﺑ ل أن ﯾﻧط ق ﺑﮭ ﺎ " اﻛﺗﺑ ﻲ ﺑط ﺎل" ‪..‬ﻓﺎﻧﻛﺳ رت ﻧﻔﺳ ﻲ أﻣﺎﻣ ﮫ و اﺳ ﺗﺣﯾﻰ ﺣﯾ ﺎﺋﻲ ﻣ ن‬ ‫ﺣﯾﺎﺋﮫ‪..‬‬ ‫ﺣﺳ رة ﻋﻠ ﻰ أطﻔ ﺎل "ﺗﺎﻓرﻧ ت" اﻟ ذﯾن ﯾﻘﺗ ﺎﺗون ﻋﻠ ﻰ اﻟﺧﺑ ز و اﻟزﯾﺗ ون‪..‬‬ ‫ﺣﺳ رة ﻋﻠ ﻰ ﺻ وت اﻟﻣ ﺎء ﻓ ﻲ أﺣ ذﯾﺗﮭم اﻟﻣﻣزﻗ ﺔ ﻓ ﻲ أﻗﺳ ﻰ ﺑ رد اﻟﺷ ﺗﺎء‪..‬‬ ‫و أﻛﺑر ﺣﺳراﺗﻲ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﺣﻠم اﻟذي اﻏﺗﯾل ﻓﯾﻧﺎ ﯾوﻣﺎ و ﻻ أﺛر ﻟﮫ اﻟﯾوم ﻋﻧد ھؤﻻء اﻷطﻔﺎل‪..‬‬ ‫أﺳﺄل ﺑﻌﺿﮭم " ﻣﺎذا ﺗرﯾدون أن ﺗﺻﺑﺣوا ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛﺑرون؟؟؟" أرى وﻗﻊ اﻟﺳؤال و ﻏراﺑﺗﮫ ﻓﻲ‬ ‫ﻋﯾ وﻧﮭم‪ ،‬و ﺗﻌﺟ ز أﻟﺳ ﻧﺗﮭم ﻋ ن اﻹﺟﺎﺑ ﺔ‪..‬ﺑل ﻣ ﻧﮭم ﻣ ن ﻟ م ﯾﻔﮭﻣ ﮫ أﺻ ﻼ‼‬ ‫‪39‬‬

‫***‬ ‫ﺗﻣ ر ﺳ ﻧﺗﺎن أﺣ زم ذﻛرﯾ ﺎﺗﻲ ﻷﻏ ﺎدر اﻟﻣﻛ ﺎن‪ ،‬اﺟﻠ س ﻓ ﻲ اﻟﺣﺎﻓﻠ ﺔ و اﻧظ ر ﻣ ن اﻟﻧﺎﻓ ذة‪ ،‬أﺟ ول‬ ‫ﺑﺑﺻري ‪..‬ﻛل ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن ﺻ ﺎر ﻣﺄﻟوﻓ ﺎ‪ ..‬اﻟﻧ ﺎس و اﻟوﺟ وه و اﻷﺑﻘ ﺎر ‪..‬ھﻧ ﺎك ﻓ ﻲ وﺳ ط‬ ‫اﻟطرﯾق ﺑﻘرة ﺗﺣﺗﺿ ر‪ ،‬ﯾﺟ ري ﺻ ﺎﺣﺑﮭﺎ ﻟﯾﺳ ﺎرع ﺑ ذﺑﺣﮭﺎ ﻗﺑ ل أن ﺗﻣ وت ‪ ،‬ﯾﺗﺟﻣ ﻊ ﺣوﻟ ﮫ ﻋ دد‬ ‫ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺗﻼﻣﯾذ ﻓﻲ ﻣﺷﮭد ﻏرﯾب‪..‬أﻓﻛر ﻓ ﻲ اﻟﺗﻘ ﺎط ﺻ ورة ﻟ ﮫ ﻟﻛ ن ﺗﻛﺑﺣﻧ ﻲ ﻣروءﺗ ﻲ ﺗﻘ ول‬ ‫رة"‬ ‫ت ﺑﻘ‬ ‫ﺎن اﻟﻣﯾ‬ ‫وﻛ‬ ‫ﺔوﻟ‬ ‫ﺔ و ﺣرﻣ‬ ‫وت ھﯾﺑ‬ ‫ﻼ ﻓﻠﻠﻣ‬ ‫"ﻣﮭ‬ ‫اﻛﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﺗﺄﻣل ‪..‬ﺗذﺑﺢ اﻟﺑﻘرة و ﯾﺻرخ اﻷطﻔﺎل ﻓرﺣﺎ دون أن ﯾ رﯾﻌﮭم ﻣﻧظ ر اﻟ دﻣﺎء ﺗﺳ ﯾل‪ ،‬و‬ ‫ﯾرﯾﻌﻧ ﻲ أﻧ ﺎ ﻣﻧظ رھم ذاك‪ ..‬وأﺗ ﯾﻘن أﻧﻧ ﺎ ﺷ ﻌب ﻻ ﺗﺧﯾﻔ ﮫ اﻟ دﻣﺎء و اﻟﻣ وت‪ ،‬ﻻ ﺗﺧﯾﻔ ﮫ ﻋﺷ رﯾﺔ‬ ‫ﺳ وداء و ﻻ ﻗ رون ﻣ ن اﻟﺣ رب و ﻟﻛﻧ ﮫ ﯾﺗﺣ ﯾن اﻟﻔ رص ﻓﻘ ط‪..‬‬ ‫أﯾﻘﻧت أﻧﻧﺎ و إن ﻋﺟزﻧﺎ ﻋن ﺗورﯾث اﻟﺣﻠم ﻟﻸﺟﯾﺎل ﻣن ﺑﻌدﻧﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﺷﻲء ﺳﯾﻣﻧﻊ ﻣن إﯾراﺛﮭم ﺗﻠك‬ ‫ت ﻓ ﻲ ھ ذا اﻟ وطن‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫اﻟﺷ ﺟﺎﻋﺔ اﻟﻛﺎﻣﻧ ﺔ ﻓ ﻲ ﻛ ل ﺣﺟ ر و ﻧﺑ‬ ‫أطﺑ ق ذاﻛرﺗ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ذاك اﻟﻣﺷ ﮭد و أط وي ﺻ ﻔﺣﺔ ﻣ ن ﺣﯾ ﺎﺗﻲ ‪ ،‬أﺗطﻠ ﻊ إﻟ ﻰ اﻷﻣ ﺎم ﻷرى ﻣ ﺎ‬ ‫ﯾﺧﺑؤه ﻟﻲ اﻟﻘدر‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫"ﺧﯾﺑﺔ و وﺟﻊ"‬

‫ﺧﯾﺑﺔ و وﺟﻊ واﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﺛﻧﺎن‪..‬‬ ‫و اﻻﺛﻧﺎن ﯾدان ﺗﻣﺗدان ﻟﺗﻣﺳﻛﺎ ﺑﻣﻘﺎﻟﯾد اﻟﺳﻣﺎء‪..‬‬ ‫و ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء ﻏﯾﻣﺔ‬ ‫ﺗﻧﻘطﻊ اﻟﯾدﯾن و ﺗﻧﺗﻔض اﻟﻐﯾﻣﺔ ﻓﺗ ُﺳﻘِط ﻣطرا ﯾﺑﺎرك أرﺿﺎ‪..‬‬ ‫و ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻧﻔوس ﺗﻠﺗﺣف ﺧطﺎﯾﺎھﺎ ﻟﺗﺗﻘﻲ ﻣن طﮭر اﻟﻣطر ‪..‬‬ ‫ﺛﻼث‪ :‬ﻛﺑر و ﺟﺷﻊ و أﻧﺎﻧﯾﺔ ﻗررت ﺑﺈﯾﺣﺎء ﻣن اﻟﺷﯾطﺎن ﻋﻘد ﺗﺣﺎﻟف ﺑﯾﻧﮭﺎ‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫و اﻟﺧطﺎﯾﺎ‬ ‫ھﻧﺎك ﻓﻲ وﺳط اﻟطرﯾق ﯾﻘف رﺟل ﺑﻘﺎﻣﺔ وطن ﯾﺣﻣل آﻟﺔ ﺗﺻوﯾر ﯾﻠﺗﻘط زﺧﺎت اﻟﻣطر ﻓﺗﺧرج‬ ‫اﻟﺻورة ﺑطﻌم اﻟﻣﻠﺢ‪..‬‬ ‫ذاﻛرة اﻵﻟﺔ ﺧﺎوﯾﺔ و ذاﻛرة اﻟرﺟل ﻣﺣﺗﺷدة ‪...‬وﺟوه ﺑﻼ ﻣﻼﻣﺢ‪..‬اﺑﺗﺳﺎﻣﺎت ﻓﺎرﻏﺔ و أﻓواه‬ ‫ﻓﺎﻏرة ‪..‬‬ ‫ﯾزﯾد اﻟﻣطر ﻓﻲ اﻟﺗﺳﺎﻗط ‪ ..‬ﺗﺗﻛﺎﺛر اﻟوﺟوه ﻓﻲ ذاﻛرة اﻟرﺟل و ﺗﻌﻠو أﺻوات ﺿﺣﻛﺎت اﻟﺧطﺎﯾﺎ‬ ‫اﻟﻣﺗﺣﺎﻟﻔﺔ‪..‬‬ ‫ﯾﻧﺗﻔض اﻟرﺟل ﺗﮭﺗز اﻷرض ﻣن ﺗﺣﺗﮫ‪ ..‬ﻓﺗﺧرج ﻣن ﺗﺣت ﻗدﻣﯾﮫ اﻟدﻣﺎء و ﯾﺻﯾر اﻟﻣطر‬ ‫ﺣﺑرا‪..‬‬ ‫اﻟﺧطﺎﯾﺎ ﺗﻧﺗظر ﺗوﻗف اﻟﻣطر‪ ..‬و ﺗﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺎﻟف ‪..‬و اﻟﺿﺣك‬ ‫ﺗﺗﻘﺎﺳم اﻷرض ﻣن ﺗﺣت ﻗدﻣﻲ اﻟرﺟل‪..‬‬ ‫ﯾﺗوﻗف اﻟﻣطر‪..‬‬ ‫ﺗﺧرج اﻟﺧطﺎﯾﺎ اﻟﺛﻼث ‪..‬ﺗﺗﺑﻌﮭﺎ ﺧطﯾﺋﺎﺗﮭﺎ اﻟﺻﻐﯾرة‪..‬‬ ‫ﯾﻧزوي اﻟرﺟل إﻟﻰ زاوﯾﺗﮫ‪..‬‬ ‫و اﻟزاوﯾﺔ ﺗﻘﺎطﻊ ﺧطﯾن‪..‬و اﻟﺧطﺎن اﺛﻧﺎن‬ ‫و اﻻﺛﻧﺎن ﺧﯾﺑﺔ و وﺟﻊ‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫"ﻣﺎﻟك ﺑن ﻧﺑﻲ و ﯾوم اﻟﻘراءة"‬ ‫) ﻣﻘﺎل اﻋﺗذار(‬

‫ﻻ ادري ﻛﯾ ف اﺗﻔﻘ ت ﻛ ل ذﻛرﯾ ﺎﺗﻲ اﻟﺳ ﯾﺋﺔ و ﺿ رﺑت ﻟﺑﻌﺿ ﮭﺎ ﻣوﻋ دا ﺑﺎﻻﻟﺗﻘ ﺎء ﻓ ﻲ ﻓﺻ ل‬ ‫اﻟﺻﯾف‪ ...‬وﻟذا ﻻ أﺣﺑذ ھذا اﻟﻔﺻل إطﻼﻗ ﺎ‪ ،‬ﻏﯾ ر أن أﻛﺗ وﺑر ﯾﺑﻘ ﻰ ﺑﺎﻣﺗﯾ ﺎز اﻷﺳ وأ ﻋﻧ دي‪..‬ﻻ‬ ‫ﻷﺳﺑﺎب ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﯾﻧﻧﺎ‪ ،‬و ﻟﻛﻧﮫ ﻛﻘﮭوة ﺻﺑﺎﺣﯾﺔ ﻣرﻛزة ﺗﺑﻘﻰ ﻣرارﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻠق ﺣﺗﻰ اﻟﻣﺳﺎء‪..‬‬ ‫ﻛذﻟك أﻛﺗوﺑر ﯾﺑﻘﻲ ﻟﻲ ﻣرارﺗﮫ إﻟﻰ آﺧره‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣل ﻋﻠ ﻲ ذﻛ رى أﺳ ﺗﺎذي و أﺑ ﻲ اﻟروﺣ ﻲ "‬ ‫ﻣﺎﻟ ك ﺑ ن ﻧﺑ ﻲ "‪ ،‬و إن ﻛﻧ ت أﻧﻛ ر وﻓ ﺎة اﻟﻌظﻣ ﺎء ‪ ،‬إﻻ أن ﻣ ﺎ ﯾﻌﯾ د إﯾﻘ ﺎظ ﻣﺷ ﺎﻋر اﻟﺣﺳ رة و‬ ‫اﻟﺣرﻗﺔ ﻋﻠﻰ رﺟل أﻓﻧﻰ ﻋﻣره ﻟﻧﺷر وﻋﻲ و وﺿﻊ أﺳس ﻓﻛر ﺟدﯾد‪ ،‬ﻓﻣ ﺎت ﻣ رﺗﯾن‪ ،‬ﻣ رة ﻓ ﻲ‬ ‫ذات أﻛﺗوﺑر ﻓﻲ اﻟواﺣد و اﻟﺛﻼﺛﯾن ‪ ،‬و ﻣرة ﻣﺎت ﻋﻠﻰ أﯾدﯾﻧﺎ ﯾوم أھﻣﻠﻧﺎ ﻧﺗﺎﺟ ﮫ اﻟﺣﺿ ﺎري ‪ ،‬و‬ ‫ﻟﻌﻣري ﻓﺈن اﻟﻣﯾﺗﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ أﺷﻧﻊ‪ .‬و ﻣن ﯾﺿطﻠﻊ ﻋﻠﻰ "ﻣذﻛرات ﺷﺎھد ﻟﻠﻘرن" ﯾدرك أن اﻟرﺟ ل‬ ‫ﻟم ﯾﻛﺗب ﻣﺎ ﻛﺗب و ھو ﺟﺎﻟس ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺗب ﻓﺎﺧر ﯾﺣﺗﺳﻲ ﺷﺎﯾﺎ و ﯾﺗﺄﻣل ﻋﺑر ﻧﺎﻓذة ﻣﻛﺗﺑﮫ ﺣدﯾﻘ ﺔ‬ ‫ﺑﯾﺗﮫ‪ ،‬وإﻧﻣ ﺎ اﻋﺗﺻ رﺗﮫ اﻟﺣﯾ ﺎة و اﻋﺗرﻛﺗ ﮫ ﻓﺎﺳﺗﺧﻠﺻ ت ﻣﻧ ﮫ ﻓﻛ را ﺗُﻘ ﺎم ﺑ ﮫ اﻟﺣﺿ ﺎرات‪..‬أدرﻛﮫ‬ ‫آﺧرون و ﻏﻔﻠﻧﺎ ﻋﻧﮫ ﻧﺣن‪..‬ھذا اﻟرﺟل ﺗوﻓﺎه ﷲ ﻣﻧذ أرﺑﻌﯾن ﺳﻧﺔ‪ ،‬و ﻻ ﯾزال ﻧﺗﺎﺟﮫ ﯾﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﯾ وم‪..‬ﻻ ﺑ ل أﻗ ول ﻣ ﺎ زﻟﻧ ﺎ ﻧﺣ ﺎول اﻟوﺻ ول إﻟﯾ ﮫ واﻟﻠﺣ ﺎق ﺑ ﮫ إﻟ ﻰ اﻟﯾ وم‪..‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟم أﻛن أﻧوي ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣﻘﺎل ﺗﺄﺑﯾﻧﻲ ﻓﻲ ذﻛرى وﻓﺎﺗ ﮫ‪ ،‬و ﻻ اﻟﺗﺣ دث ﻋ ن ﺷﺧﺻ ﮫ و ﻻ‬ ‫إﺣﺎطﺗﮫ ﺑﮭﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻘداﺳﺔ و ﻻ أي ﺷﻲء ﻣن ھذا اﻟﻘﺑﯾل ‪..‬ذﻟك أﻧﻲ ﺳﺄﺑﻘﻰ وﻓﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﻌﻠﻣﺗﮫ ﻣﻧﮫ‪،‬‬ ‫ﺑﺄن ﻧﻌﻲ ﻓﻛره و ﻧدرﺳ ﮫ و ﻧﻧطﻠ ق ﺑ ﮫ وﻧﺑﻧ ﻲ ﻋﻠﯾ ﮫ ﻏﯾ ر ﻣﺟﺳ ﯾدﯾﻧﮫ ﻓ ﻲ ﺷﺧﺻ ﮫ وھ و اﻟﻘﺎﺋ ل‪:‬‬ ‫" إن ﺧطر اﻟﺗﺟﺳﯾد ﻗد وﺿﻌﮫ اﻟﻘرآن ﺻراﺣﺔ ﻓ ﻲ وﻋﯾﻧ ﺎ ﺑﻘوﻟ ﮫ‪ ) :‬وﻣ ﺎ ﻣﺣﻣ د إﻻ رﺳ ول ﻗ د‬ ‫ﺧﻠت ﻣن ﻗﺑﻠﮫ اﻟرﺳل أﻓ ﺈن ﻣ ﺎت أو ﻗﺗ ل اﻧﻘﻠﺑ ﺗم ﻋﻠ ﻰ أﻋﻘ ﺎﺑﻛم( ھ ذا اﻟﺗﺣ ذﯾر ﻟ ﯾس ﻣوﺟﮭ ﺎ ً ھﻧ ﺎ‬ ‫ﻟﺗﻔﺎدي ﺧطﺄ أو اﻧﺣراف ﻣﺳﺗﺣﯾل ﻣن اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم‪ ،‬وﻟﻛﻧﮫ ﻣ ن أﺟ ل اﻹﺷ ﺎرة‬ ‫إﻟﻰ ﺧطر ﺗﺟﺳﯾد اﻷﻓﻛﺎر ﺑﺣد ذاﺗﮫ‪ ”.‬و ﻟﻛن ﻣﺎ دﻓﻌﻧﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎﺑﺔ ھو ﻣﺎ ﺣدث ﻣﻌﻲ ﺑﺎﻷﻣس‬ ‫ﻋﻠﻰ إﺛر ﻗﯾﺎم أﺣد ﻣﻌﺎرﻓﻲ ﺑﺈطﻼق ﺣدث ﯾوم اﻟﻘراءة ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺗﮫ ﺑﻌد إطﻼﻗﻲ ﻟﻧﻔس اﻟﺣ دث‬ ‫ﻣن ﺣﺳﺎﺑﻲ اﻟﺷﺧﺻﻲ‪ ،‬و وﺟدﺗﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ﻣﺎ أﺗﺟﺎدل ﻣﻌ ﮫ ﺣ ول أﺣﻘﯾ ﺔ وﺟ ود ﺣ دث واﺣ د‬ ‫ھو اﻟذي أطﻠﻘﺗﮫ أﻧﺎ ‪ ،‬و ﻟم أﻧﺗﺑﮫ إﻟﻰ ﻓﻛرة أﻧﮫ أراد ﺑﺣﺳن ﻧﯾ ﺔ دﻋ م اﻟﺣ دث وﺟﻠ ب أﻛﺑ ر ﻋ دد‬ ‫ﻣن اﻟﻣﺷﺗرﻛﯾن ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻲ أردت ﺑﺷﻛل ﻣﺎ إﻟﺻﺎق اﻟﺣدث ﺑﻲ ﻣﺗﻧﺎﺳﯾﺔ ﻣﺑ دﺋﻲ اﻷﺳ ﻣﻰ وھ و‬ ‫ﻧﺟﺎح اﻟﻔﻛرة ﺑﻌﯾدا ﻋن أﯾﺔ اﻋﺗﺑﺎرات أﺧرى‪ ،‬و ﻟﻛن اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ھﻛذا‪ ،‬ﻣﺗﺄﺻل ﻓﯾﮭﺎ ﺣب‬ ‫اﻟﺗﻣﻠك و ﻧزﻋﺔ اﻻﺳﺗﯾﻼء وﻓﻛرة ﻷرﺑﺎب اﻟﺻﻐﺎر‪ :‬رب اﻷﺳرة و رب اﻟﺑﯾت و رب اﻟﻌﻣ ل و‬ ‫‪42‬‬

‫رب اﻟﻔﻛرة‪ ..‬ﻓﻲ ﻏﻣرة ذاك اﻟﺣدﯾث اﺳﺗﯾﻘظت ﻓﻲّ ﻏرﯾزة ﺑﺷرﯾﺔ رﺑﻣﺎ ھﻲ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻣﺗﻼك‬ ‫اﻟﻔﻛرة و ﻧﺳﺑﺗﮭﺎ إﻟﻲ‪..‬و ھﻧﺎ أﻋﻠن ﺿﻣﯾري ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ واﺿﺣﺔ ﻟﻐرﯾزﺗﻲ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻟﺻ ﺎﻟﺢ ﻣﺑ ﺎدﺋﻲ‬ ‫اﻟﻔﻛرﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻣﺎ ﻓﺗﺋت أن ﺛﺑت إﻟﻰ رﺷدي و ﺗﺑت ﻋن ﻏﯾﻲ و ﺗذﻛرت أﺳﺗﺎذي ﺑن ﻧﺑ ﻲ ﻛﯾ ف اﻧ ﮫ‬ ‫ﻟم ﯾﻔﻛر ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ ﯾوﻣ ﺎ و ﻟ م ﯾﺗ ﺑﺟﺢ ﺑﻛ ون ﻣﻌﺎدﻟ ﺔ اﻟﺣﺿ ﺎرة ﻣ ن وﺿ ﻌﮫ‪،‬و ﻛ ل ھﻣ ﮫ ﻛ ﺎن أن‬ ‫ﯾﻧﺷر وﻋﯾﺎ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس رﻏم اﻟﺗﺿﯾﯾق اﻟذي ﻣ ورﯾس ﻋﻠﯾ ﮫ‪ ،‬ﻓﻠ م ﯾرﺗﻘ ﻲ إﻻ ﺑﻌ د أن ﺗﺧﻠ ص ﻣ ن‬ ‫ﻗﯾود اﻟﻧﻔس اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪ .‬و ھذا اﻟﻧﮭﺞ اﻟذي ﻛﺎن ﻋﻠﻲ إﺗﺑﺎﻋﮫ‪ ،‬أن أﺗﺧﻠ ﻰ ﻋ ن أﻧ ﺎﻧﯾﺗﻲ ﻷﺟ ل ھ دف‬ ‫أﺳﻣﻰ‪ ،‬و ﻓﻛرة أﻧﺑل‪ ،‬ﻓﻛرة ﻛﻧت اﻋﺗﻘد ﺧطﺄ أﻧﻲ أﺣﻣﻠﮭﺎ وﻟم أدرك أن اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻧﺑﯾﻠ ﺔ ھ ﻲ ﻣ ن‬ ‫ﺗﺣﻣﻠﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﺗﺎﻓﮭﺎ وﺗرﺗﻘﻲ و ﻻ ﺗﺣﺗﺎج ﻣﻧﺎ إﻻ أن ﻧؤﻣن ﺑﮭﺎ ﺑﺈﺧﻼص‪ ،‬و ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﻣﺎ ﻧﺳﻌﻰ‬ ‫إﻟﯾﮫ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﯾوم اﻟﻘراءة ‪ ،‬ﻟﯾس ﻣﺟرد اﻟﺟﻠ وس واﻟﻘ راءة وإﻻ ﻟﻛﺎﻧ ت ﺑﯾوﺗﻧ ﺎ أﺣﺳ ن‪ ،‬و ﻟﻛ ن‬ ‫اﻟﮭدف ھو ﻧﻘ ل ﻋ دوى اﻟﻘ راءة إﻟ ﻰ ﻏﯾرﻧ ﺎ ‪ ،‬و اﺧﺗﯾﺎرﻧ ﺎ ﻟ ذﻟك اﻟﻣﻛ ﺎن اﻟﻌ ﺎم اﻟ ذي ﯾﻌ د ﻣرﺗﻌ ﺎ‬ ‫ﻟﻔﺋﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ ،‬و ﻗد ﺗﺣدﺛﻧﺎ ھﻧﺎك ﻣﻊ ﺷﯾﺦ ﺛﻣل و ﺷﺎب ﺧ رج ﺣ دﯾﺛﺎ ﻣ ن اﻟﺳ ﺟن و ﻛﺑ ﺎر ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺳن ﻣﺛﻘﻔﯾن و ﻣراھﻘﯾن أﻗﻧﺎﻋﮭم ﺑﺎﻟﺟﻠوس ﻟﻠﻘراءة‪..‬وزﻋﻧﺎ ﻛﺗﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻟﺳﯾن ھﻧﺎك ﻣﻣن أﺗوا‬ ‫ﻻ ﺑﻧﯾ ﺔ اﻟﻘ راءة ﻓوﺟ دوا أﻧﻔﺳ ﮭم ﺑ ﯾن دﻓﺗ ﻲ ﻛﺗ ﺎب‪ .‬ﻟ م ﻧﺟﺗﻣ ﻊ ھﻧ ﺎك ﻓﻘ ط ﻟﻧﻘ رأ‪ ،‬إﻧﻣ ﺎ ﻟﻧﺗﻘ دم‬ ‫ﺑﺧطوات ﺣذرة ‪-‬ﻧﺣن اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن‪ -‬ﻧﺣو أرض اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺑﺳطﺎء اﻟﺷﻌب‪ ،‬ﻓﻧﺳﻘط اﻟﺣواﺟز ﺑﯾﻧﻧﺎ‪ ،‬و‬ ‫ﻧﻣد أﯾدﯾﻧﺎ ﻟﮭم و ﻧﺳﺣﺑﮭم إﻟﻰ ﻣﯾداﻧﻧﺎ ﻛﺣﺑﺎت ﺳﺑﺣﺔ ﺣﺑﺔ ﺣﺑﺔ‪ ،‬و ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة ﺟﻌل اﻟﺟﻣﯾ ﻊ‬ ‫ﻣﺛﻘﻔﯾن ‪ ،‬ﻟﻛن اﻟﻔﻛ رة أن ﻧ ذﯾب اﻟﺟﻠﯾ د ﺑ ﯾن أطﯾ ﺎف اﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ‪..‬أن ﻧﺣﺑ ب اﻟﻛﺗ ﺎب ﻟﻠﻧ ﺎس ‪..‬و أن‬ ‫ﻧﺻﯾﺑﮭم ﺑﻌدوى اﻟﻘراءة ﻛﺧطوة أوﻟﻰ و ﻣﺑدﺋﯾﺔ ﻧﺣو ﺑﻧﺎء ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻧﻔ ﺗﺢ و واﻋ ﻲ و ﻣﺗﺳ ﺎﻣﺢ‪..‬‬ ‫ﻓﻛﯾ ف ﻟﻐﺎﯾ ﺎت ﺳ ﺎﻣﯾﺔ ﻛﮭ ذه أن ﺗﻛﺑﺣﮭ ﺎ رﻏﺑ ﺎت أﻧﺎﻧﯾ ﺔ‪ ،‬و ﻛﯾ ف ﻟ ﻲ أﻧ ﺎ اﻟﺗ ﻲ طﺎﻟﻣ ﺎ اﻗﺗﻧﻌ ت‬ ‫ﺑﺿرورة ﺗﻔﺎدي ﺗﺟﺳﯾد اﻟﻔﻛرة أﺣ ﺎول إﻟﺻ ﺎق ﻓﻛ رة ﺑ ﻲ و ﻣ ﺎ أﻧ ﺎ اﻟﺗ ﻲ اﺑﺗ دﻋﺗﮭﺎ أﺳﺎﺳ ﺎ ﻷﻧﮭ ﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧ ت ﻣوﺟ ودة ﻓ ﻲ ﻗﻠ وب اﻷوﻓﯾ ﺎء اﻟ ذﯾن ﺣﺿ روا ﻓ ﻲ ﻛ ل ﻣ رة‪..‬‬ ‫وﻟﮭذا اﻋﺗذر ﻟﻣﺑﺎدﺋﻲ ‪..‬ﻷﺳﺗﺎذي ﻣﺎﻟك ﺑن ﻧﺑﻲ‪...‬و ﻟﻠﻛﺗﺎب‬

‫‪43‬‬

‫اﻟﻔﮭرس‬ ‫‪.١‬‬ ‫‪.٢‬‬ ‫‪.٣‬‬ ‫‪.٤‬‬ ‫‪.٥‬‬ ‫‪.٦‬‬ ‫‪.٧‬‬

‫ﺗوطﺋﺔ‪4.......................................................................‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻗدر ﺣﻠﻣك ﯾﺗﺳﻊ اﻟﻛون‪5................................................‬‬ ‫ﺗﻧﺎﻗﺿﺎت‪7...................................................................‬‬ ‫و ﯾﻌود أﯾﺎر ‪9................................................................‬‬ ‫ﻗﻔوا ﻋن اﻟﻌﺗﺑﺔ‪11..............................................................‬‬ ‫و ﯾﺑﻘﻰ اﻷﻣل‪12.................................................................‬‬ ‫دردﺷﺔ‪13.......................................................................‬‬

‫‪ .٨‬ﻛراﻣﺔ ﻓﻲ طرﯾق اﻟزوال ‪15..................................................‬‬ ‫‪ .٩‬ﻟﻣن أھدي ﺻوﺗﻲ‪17..........................................................‬‬ ‫‪ .١٠‬ﻋﯾون اﻟﻣﮭﺎ‪19................................................................‬‬ ‫‪ .١١‬ھﻛذا ﺗﻘﺗل اﻷﻓﻛﺎر‪22..........................................................‬‬ ‫‪ .١٢‬ﯾوم اﻟﻌﻠم‪24....................................................................‬‬ ‫‪.١٣‬أﯾن أﺣﻼﻣﻧﺎ‪25..................................................................‬‬ ‫‪ . ١٤‬ﺷﮭﯾد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪27..........................................................‬‬ ‫‪ . ١٥‬ﺑﯾن اﻟﻧور و اﻟظﻠﻣﺔ‪29........................................................‬‬ ‫‪ .١٦‬ﻻ وطن ﻟﻧﺎ ﻏﯾرك ﯾﺎ وطﻧﻲ‪31...............................................‬‬ ‫‪ .١٧‬اﺧﺗﻼف ﻻ ﺧﻼف‪33..........................................................‬‬ ‫‪ . ١٨‬ﺑﯾن دﻓﺗﻲ ﻛﺗﺎب‪35.............................................................‬‬ ‫‪ .١٩‬اﻟﺳﻌﺎدة‪37......................................................................‬‬ ‫‪ . ٢٠‬ﺣﺳرات‪39.....................................................................‬‬ ‫‪ . ٢١‬ﺧﯾﺑﺔ و وﺟﻊ‪41................................................................‬‬ ‫‪ .٢٢‬ﻣﺎﻟك ﺑن ﻧﺑﻲ و ﯾوم اﻟﻘراءة ) ﻣﻘﺎل اﻋﺗذار(‪42..............................‬‬

‫‪44‬‬