دير القديس أنبا مقار برية شيهيت
كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل
األب متى المسكين
-1-
كتاب :كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل املؤلف :األب متى المسكين الطبعة األوىل 7991 : مطبعة دير القديس أنبا مقار -وادي النطرون. صندوق بريد 0172القاهرة. جميع الحقوق محفوظة للمؤلف.
-2-
كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل()1
هل سيظهر احلمل الوديع بصورة الغاضب املنتقم ؟ هل ستخرج كلمات اللعنة من فمه على اخلطاة،ويرتك عنه حنانه الذي غُلب يوماً من فرط تبارحيه ،وغفر هلم حىت محاقة صلبه؟ هل تسرتيح أحشاء رمحته وهو يأمر بإبعاد اخلطاة عنهإىل األبد؟ هل يتعذب اخلطاة عذاهبم األبدي وهو ر ٍاض عن ذلك كل الرضى؟ إن كااان اااواب علااى هااذا :نعاامت فهاال تغا ؟احت يبيعااة املساايح؟ ويااا لااه ماان تغيااحو وإن كااان اا اواب :ت فميااف سااتتم كلماتااه الااة قاهلااا عاان الدينونااة، وهي صادقة وأمينة ومستحقة كل قبول؟ أنـوار : ( )1نص خطاب أُرسل ألحد اإلخوة عام .7997
-3-
» +إن مسع أحد كالمي ومل يؤمن فأنا أدينه ،ألين مل ِ آت ألدين العامل بال ألخلِّااص العااامل .ماان رذلاال ومل يقباال كالمااي فلااه ماان يدينااه ... ،الك ـ الذي تكلمت به هو يدينه في اليو األخير( «.يو 21:70و.)27
-4-
» +أنا قد جئت نوراً إىل العامل ،حىت كل من يؤمن يب ميمث يف الظلمة. «(يو )21:70 » +أنا هو الطريق واحلق واحلياة( «.يو )1:72 » +فسااحوا (يف الن ااور) مااا دام لم اام الن ااور ،ل ــي ي ــدرككم ال ـ ـ ( «.ي ااو )29:70 سيدين املسيح العامل حينماا ييايء احلاق الاذي يف الوصاية علنااً ويُساتعلن جهاراً ،فتتوقف كل القوى السالبية العقلية واملادياة اضاطراراً ،ويُبااد الشايطان: تل ااك الق ااوة املهيف ااة ،ج ااوهر الم ااذب ،ال ااذي ه ااو الع اادم املتس ا اربل باخلا اادا . وسيعمل يف هتيئة جو الدينونة ثالثة عوامل هامة جداً: العامــا األ:ل :رفــع تــلزير الـ من إذ يف القيامااة نلاابس أجساااداً علااى غااح فساد ،تفىن و تهول ،تستقر فيها الانفس متحاررة مان كال عوامال اخلادا ، إمنا بوعي كامل وفائق على ما هو اآلن ،وباألخص من جهة احليااة الساابقة، ومن جهة ما هو فوق الهمان بوجه عامت فرتتبط دقائق املاضي ببعيها ترابطااً غح منفصل ،فتظهر احلياة السالفة كلها حاضرة ومرئية يف نور احلق اإلهلي. العاما الثاني :النسيان الذي يتسلل إلينا هنا بعوامال الاهمن والتغياح، يوجد هناك .فتصح املعرفة يف يقظة شااملة يشاوهبا أي ساهو تسابِّبه عوامال خاادا الاانفس أو شاايخوخة الااوعي ،فتنمشااف أمااام اإلنسااان كاال حياتااه بماال أعماهلا واجتاهاهتا ويدرك كل كلمة خرجت من فمه ،وكل فمرة صاغها عقلاه ت هلا نفسه وارتيى هبا ضمحهو وكل مشيئة َس َع ْ
-5-
العاما الثالث :اسـتع ن ا فـي م ـد تهوتـه بفاعلياة تتغلغال المياان البش ااري ب ااأقوى م ااا في ااه م اان وع ااي ،حي ااث تظه اار لت اادخل ص اااغرة يف ااال المش ااف والتمح اايص ،فيه ااا يواج ااه ك اال إنس ااان احل ااق ذات ااه يف مواجه ااة ا ، حبيث يعود يسترت شيء من كل ما َع ِم َل اإلنسان وقال. وهبااذه العواماال البالثااة تباادأ الدينونااة يف جااو ماان الااوعي الماماال احلاضاار املتاادفق لماال دقااائق احلياااة السااالفة علااى ضااوء احلااق الماماال يف ا ،وحينئا ٍاذ تظهر أعمالنا وأقوالنا ومشيئاتنا على قياس احلاق المامال أماام حيارة القادير، فندرك يف احلال مقدار قربنا منه أو احنرافنا عنهو قضاء المسيح: واملسيح سيدين العامل باستحقاق فائق ،ألنه هو احلق والنور واحلياة ،فهو يأخاذ موقاف الاديان عاان اساتحقاق ،ولايس اغتصاااباً ،ألن أعمالاه تشاهد لااه، وحياته البشرية أكملها على قياس كامال مان احلاق ،فلام يعمال خطياة قاط ومل يوجد يف فمه غشوو فهاو الناور الاذي مل تدركاه الظلماة ،وجاوهر احليااة الاذي غلااب املااوت ،وتهكيااة قيااائه قائمااة بشااهادة حياتااه وقيامتااهو هااذا اوار كونااه كلمااة ا األ ا اخلااالق الااذي مااا ماان خليقااة يف السااماء أو علااى األرض إ وتستمد منه دوام وجودها وجتديدها أو عدمها و واهلا. وإن كاناات حياااة املساايح الشخصااية كفيلااة بااأن تمااون دينونااة حبااد ذاهتااا، لااذلك فمداارد ههااوره لاان يُطاااق بالنساابة للااذين جاد؟فوا عليااه وأهااانوه .كااذلك فااإن قداسااته الفائقااة ستصاابح وبااا ً ورعبااً علااى كاال الااذين مل يطيعاوا احلااق باال أخيعوا أجسادهم وأرواحهم للنداسة. وكما يلبت الشيايني أن يؤذن هلا يف البعد عنه ولو بدخوهلا اخلنا ير (لاو ،)29-01:7ألن يف ذل ااك ك ااان راح ااة هل ااا أفي اال م اان مواجه ااة قداس ااته،
-6-
ك ااذلك س ااتمون يلب ااة ال ااذين جح اادوه وا؟سا اوا ذواهت اام ،باإلحل ااا املتواص اال للخااروج ماان حي ارته ،ألنااه ساايمون هلاام يف البعااد عاان القداسااة واحلااق والنااور واحلياة ،راحة أفيلو وهم ا ااذا س ا اايدين املس ا اايح األشا ا ارار والف ؟د ا ااار والش ا اايايني د ا اارد هه ا ااوره واستعالنه يف ده وقداساته ،بالقساوة أو الغياب ،وإمناا باساتعالن هوتاه املتياامن منتهااى جااوده وإحسااانه ورمحتااه وحبااه وكالمااه اللااني اللطيااف الااذي احتقره احملتقرون وداسوه وا دروا بقوله وصليبهو أما ابن احلب والرمحة والسالم ،فسيحل عليه يف ياوم القيااء فايحل احلاب والرمحااة والسااالم ،وأمااا الااذين مل يماان هلاام حااب و رمحااة و سااالم ،فسااو يرتد عنهم احلب والرمحة والسالم ،بل و يعودون يطيقون هذه األمور ،وحيل عوضاً عن ذلك حتماً وباليرورة »سخط وغيب ،شدة وضايق« (رو 7:0 و )9هو من صنع قلوهبم ونسيج ضمائرهم. وإذ يمون املسيح الديان يهال مبتسماً يقولون له :ملاذا جئت لتعذبناوو وبينمااا هاام يف حياارة احلياااة يطلبااون املااوتوو والنااور البهاايج الااذي يشااع منااه يرعبهم ويهعدهم ،ويسعون وراء الظلمة ويطلبون لو أن اابال تسقط عليهم أو أن اآلكام تغطيهم لرتحيهم من وجه ااالس على العرشو وبينم ااا تم ااون الدينون ااة ي ااوم ف اار واس ااتعالن أل اااد ا ومرامح ااه الدهري ااة، يصح هذا بعينه يوم غيب لألشرار يستطيعون الصمود فيه أو الوقو و رفع الحق عن األشرار: وبينما اد احلق هنا يعارض نفساه عليناا ساهالً رخيصااً ،وامياع النااس يف كاال حااني ،ويتمااادى حاااملو ه اذا احلااق وكااأتم يتااذللون إلينااا مسااتعطفني لااو نذوق ا ا ااه فنأخا ا ا ااذه ألنفسا ا ا اانا ان ا ا ا ااً ونأخا ا ا ااذه لنحيا ا ا ااا ب ا ا ااه ،وبينما ا ا ااا يما ا ا ااادون
-7-
يالحقوننااا يف كاال ممااان ويتفننااون يف تبمياات ضاامائر العصاااة واخلطاااة بماال وسيلة وكل لغة ،حىت يندم اخلايىء قبل فوات األوانت اد هذا احلق ذاته يف يوم القياء يقف وقفاة مرعباة يطالاب بابمن تذلالتاه الساابقة ،وكأمناا قاد خلاع ثوب الشحاذة التنمري ليلبس ثوب القياء وجيلس ليدينو عدااع علااى هااذا احلااق الااذي يقااف اآلن يف كاال وايااا الاادنيا ،جيااذب إليااه القلوب با تيا واللني العظيم ،كيف سيتوقف يومااً ليلابس وشاا قيااء يلنيو إتااا خدعااة احلريااة الااة تع ارض إممانيااة رفااحل احلااق يف هااذا الاادهر لمااي ميتنااع هااذا احلااق عينااه وإىل األبااد علااى الرافيااني ،حيااث يمااون الناادم والبماااء بال رجاء. نماذج لشهود الحق: لقد سبق املسايح وأعلان أن األعماال الاة كاان يعملهاا يساتطيع َم ْان ياؤمن به أن يعملها ويعمل أعظم منها بامسه بواسطة اآلب ،وهمذا مل يرتك املسيح احلق بال شاهد على مستوى احلق ذاته أو على مستوى الديان» :القديسون سيدينون العامل« ( 7كو .)0:1ومن أجل ذلك نفخ املسيح يف تالميذه مان روح ااه ،فص اااروا ش ااهوداً للح ااق» :يف أورش االيم ...والس ااامرة وإىل أقص ااى األرض( «.أ )7:7 وشااهادة يسااو هااي احلااق ،وهااي »رو النباوة« (رؤ ،)72:79وهمااذا تلمااذ الرساال للحااق شااهوداً يف كاال األرض .هااؤ ء هاام النماااذج الصاااحلة الااة سااتوجد مه؟كاااة عاان ميااني الااديان شااهوداً للحااق ومااادة حيااة لقياااء الدينونااة، وش ااهادهتم تم ااون ب ااالمالم أو الجه ااان ،ولم اان د اارد قي ااامهم ووج ااودهم مم؟رمني عن ميني احلقو
-8-
األحكا التي سنُدان بمقتضاها: واألحمام الة سنقف لنُدان قتياها هي بذاهتا الة تُتلى علاى مساامعنا كاال يااوم بااإعالن واضااح وبطاارق ووسااائل عدياادة متنوعااة .فملمااة ا املمتوبااة واملقااروءة تااأي إلينااا كاال يااوم غماال احلااق ترغيبااً وقياااءً معااً ،بقااوة اخاارة قااادرة مقتدرة كسيف ذي حدين يساتطيع أن خيارتق كال أغلفاة العاامل الماذباة لتبلا القلب الذي يطيعها لو أرادو وصورة املسيح مصلوباً تبميت متواصل للمدمنني على اخلطية والعصايان، فمأمن ااا ااس ااد املم ااهق عل ااى الص االيب يش اار درس الدينون ااة بص اامت رهي ااب يسااتطيع أن حيطاام األرض والسااماء ،ألن ياان اخلطيااة اسااتلهم مااوت القاادوس، فمم سيمون عقاب من استهان بالبمنو؟ أم ا ااا األنبي ا اااء والرس ا اال والش ا ااهداء والقديس ا ااون ،فه ا اام النم ا ااوذج املش ا اادع للمتشا ااممني ،فقا ااد قا اادموا حيا اااهتم علا ااى ما ااذبح احلا ااب والطها ااارة رخيصا ااة، واستهانوا بالعامل وااسد وداسوا كل قوة العدو املعاند ،وعجوا هبدوء وضياء. والعَِج الة تذخر هبا أجيال السابقني والالحقني والة تقع غت بصار كال إنسااان ماان بااؤس اخلاااية ،وسااعادة املااؤمن ،وعاادم راحااة األشارار وانهعاااجهم، وسااالم األب ارار ويمااأنينتهم ،واحتقااار املتعظمااني وتهكيااة املتواضااعني ،وافتيااا كل السائرين يف يرق المذب واخلدا ،واا املتمسمني باحلق وا ستقامةت كاال هااذه وألااو غحهااا م ان املالحظااات الااة يلمحهااا الياامح بااال عناااء - تق ااف اآلن يف ه ااذا ال اادهر تعل اان إعالن ااً ع اان ص اادق ك اال مواعي ااد احل ااق وال ااج والتعفااف .فااإذا أخااذنا هبااا وسارنا قتياااها ،صااارت هااي ملتهااا عاهاءً لنااا يف الهمان احلاضر وإكليالً معدًّا هناك يف الدهر اآلي.
-9-
أمااا إذا تنمرنااا هلااا واسااتبقلناها وأمهلنااا وا درينااا بوعودهااا ،فإننااا نفقااد عوتااا وكرامتهااا يف هااذا الهمااان ،وتصااح هااي بااذاهتا مااادة للدينونااة املخيفااة والعقاااب األبدي الذي يُطاق.
اتصال الدينونة بالحياة الحاضرة: ليست الدينونة حالة منفصالة عان احلاضار ،وكأتاا أعماال ماا بعاد املاوت. ولم اان احلقيق ااة املا ا؟رة أن الدينون ااة تب اادأ تنس ااج خيويه ااا يف حياتن ااا من ااذ اآلن، وتسدل علينا أقوُالنا وأعمالنا ونياتنا لتسبقنا إىل هناك. فال ااذي يُقب اال إىل احل ااق م اان اآلن ،يبب اات احل ااق في ااه وحي اارره ،ويف الدينون ااة جيذبه إليه وحيميه ويشهد له. والااذي ياارفحل احلااق هنااا يتعبااد للباياال قهاراً ،ويف الدينونااة يصااح غريبااً عاان احلق و يستطيع أن يقبله أو يقرتب إليه بل ينشأ نفور متبادل. فالذي يسح يف نور احلق ،يتددد للمعرفة ويأخاذ مناذ اآلن مالماح صاورة خالقه يف الج وقداسة احلق (أ )02:2ت ويؤ؟هل للتبل ،وتنفتح عيناه علاى النور األبدي .أما يف الدينونة ،فيلتحم بالنور ويتأهل لدينونة مالئمة الظالم: »ألستم تعلمون أننا سندين مالئمة« (7كو )2:1وو أمااا الااذين أحب اوا الظلمااة أكباار ماان النااور وارتبم اوا يف ملااذات هااذا الاادهر وشااهوات الباياال ،فااإن عيااوتم فااق أن تتحسااس نااور احلياااة ،وقلاايالً قلاايالً تنعمي أبصاار قلاوهبم فاال يعاودون ياَ َارْون احلاق و مييلاون إلياه ،هاؤ ء يصاحون يف يااوم الدينونااة كاااألعمى م اريحل العااني الااذي يطيااق شااعا النااور ،هااؤ ء يهربون إىل الظلمة اخلارجية. والااذي أحااب املساايح وقَبِا َال كلمااة احلياااة األبديااة يف هااذا الاادهر ،يبباات يف املساايح ،واملساايح يعلاان لااه ذاتااه ،حيااث يبااذر فيااه بااذرة اخللااود ليصااح كمولااود
- 10 -
جديااد ماان الاارو واحلااق ،ويقااوم يف اليااوم األخااح مل احاا التباال يف احلياااة الااة انبب؟ت منذ اآلن يف كيانهو أمااا الااذي ا درى هنااا باحلياااة األبديااة ،فيصاابح بالنساابة هلااا ميت ااً ،يماااد يصدق بوجودها ،ويف الدينونة تعود تعمل فيه هاذه احليااة األبدياة واهبهاا الالتائيةو وهمااذا ناارى أن الدينونااة هااي تممياال عااادل واسااتمرار يبيعااي لنااو احلياااة الة سرنا فيها وصنعناها ألنفسنا سابقاً يف هذا الادهر ،إمناا بانتقاال فاائق مان األقل إىل األعظم ،من نور الوصية إىل نعيمها. موقف األشرار: حينمااا يق ااوم األش ارار للدينونااة ،يس ااتيقة ف اايهم وعااي احلي اااة الس ااالفة ب ااال نسيان مع اساتعالن احلاق اإلهلاي باون واحاد .حينئ ٍاذ يصاحون يف رعاب عظايم من احلق الذي يبدأ ِّ يبمت رياءهم وكذهبم ،ومن الناور الاذي يفياح أعمااهلم ويااوبخ ااساااهتم ويعا ِّاحهم بانغماسااهم يف شااهواهتم الفاساادة ،أمااا الاارو الااذي كان يعمل فيهم لإلنذار والتبميت ،فيبدأ يشاهد علايهم علنااً أتام بناو هلماة وأو د لعنة ،مدعوون للهالكو وم ااع أن اا ااالس عل ااى الع اارش يا اهال ه ااو اخل اارو الودي ااع الق ااائم كأن ااه مااذبو ماان أجاال اخلطاااة ،واحلبيااب الااذي ت اهال تنبعااث ماان عينيااه الرمحااة واملسرة واحلنان من أجل كل بل اإلنسان ،إ أن رمحته يعود األشرار يرون ادوا للتبمي اات ،حيم اال هل اام فيهااا إ نوع ااً م اان الفاار الي ااائعة ال ااة ان ااجت عا ًّ استعالن غيب عظيم .أليسوا هم الذين أهانوا الرمحة يف من الرمحاة؟ لاذلك فهم يمفون عن الصراخ يلباً للخروج من حيرته ،ألن ااساهتم متنعهم من احتم ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااال البق ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اااء يف حي ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ارة قدس ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااه ،ويطلب ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااون بإحل ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا أن
- 11 -
يؤذن هلم باخلروج ،حيث الظلمة اخلارجية تمون حالة أكبر احتما ً مان ناور حيارته .أمااا هااو ،فماان أجاال الرمحااة يااأذن هلاام بالااذهاب عنااه ،حيااث الظلمااة اخلارجية وصرير األسنان... وإن ك ااان ش ااعب إس ارائيل املخت ااار مل يط ا ْاق أن ينظ اار وج ااه موس ااى حينم ااا خاارج ماان لاادن ا ،وقااد انعمااس نااوره اإلهلااي علااى وجهااه ،فماام تمااون حالااة أبناء الظلمة حينما يوجدون قسراً يف ال نور وجه ا الديان؟و وإن كانت الشيايني قد صرخت من هول استعالن ا يف هيمل جسده اليااعيف ،فماام تمااون حالااة أو د إبلاايس حينمااا يظهاارون أمااام ا يف ااده كديان؟و وإذا كان إسرائيل الذي تقد؟س واستعد ملالقاة ا مل يساتطع مساا صاوت ا واستعفى من المالم الذي أرعبه جداً ،فمم تمون حالة اخلطاة وهم بعد يف ااساهتم ،حينما يؤخذون بغتة ،ويسمعون صوت ااالس على العرش؟ من أجل هاذا سايمون اساتعالن املسايح ،حاىت وهاو يف حالاة اده ،مرعبااً جداً بالنسبة للذين مل يتوبوا وأخذهم املوت بغتة.
طبيعة الثواب :العقاب في الخلود: إن األب ارار ساايفرحون جااداً نظااره حينمااا ي ارتاءى يف ااده و ااد أبيااه مااع مالئمتااه ،ألتاام ينظاارون إليااه فااحى كاال واحااد وواحاادة نفسااه وقااد انطبعاات صااورهتا علااى وجهااه ،فتباادو ياااهرة » دنااس فيهااا و َغياان أو شا ٍ ايء ماان ْ مباال ذلااك« (أ ،)01:9ألنااه ممتااوب أنااه »مااىت أُههاار ساانمون مبلااه «(7يو .)0:2نعم ،سيفر األبرار باحلق حينما يرون أمساءهم منقوشة على ِّ كف ا ا ااه ،و جي ا ا اادون يف العب ا ا ااور إلي ا ا ااه مانع ا ا ا ااً ،إذ جت ا ا ااذهبم إلي ا ا ااه بت ا ا ااه ال ا ا ااة
- 12 -
اقتنوها يف قلوهبم ،و خيشون من ا قرتاب إليه ألناه يماون هلام جاراءة وقادوم باحلق ،الذي آمنوا به واعتمدوا منه فناالوا الارو الاذي فايهموو وحينماا تتايقة ضاامائرهم يف نااور حي ارته ويف اسااتعالن حقااه ،حيسااون وكااأن دم املساايح قااد ابتَلا َاع اخلطيااة إىل فناااء ،و جياادون يف ماضاايهم املمشااو إ ثوب ااً مبي؟ي ااً يف دم اخلا اارو .يا ااذكرون تعا اادياهتم فيما ااا بعا ااد ،و آثا ااامهم ُغسا ااب .وكما ااا يتالش ااى الهم ااان م اان كي اااتم حينم ااا يلد ااون أعت اااب األبدي ااة ،يتالش ااى احل ااهن والموبة والتنهد .وكما انفصل املسيح عن اخلطاة وصار أعلى من السموات، كاذلك سانمون حنان أييااً ،ألناه »وإن كناا نعار بعاد مااذا سانمون ،إ أننا متأكدون أنه مىت أُههر سنمون مبله« (راجع 7يو )0:2وو ويف غماارة أف ارا األبديااة وهبدااة اسااتعالن حقااائق وأس ارار اخللااود ،يعااود اإلنسااان يااذكر أشااباه احلقااائق الااة عاااش فيهااا سااابقاً ،باال حييااا يف قااوة احلااق احلاضر ماله وكأنه قد صار جهءًا فيه. وحينمااا ياارى اإلنسااان البااار ذاتااه يف املساايح ،يفقااد كيانااه كأنااه يتالشااى بذاته ،بل حيس كمن صار متحاداً يف اده ،وكاأن املسايح ح ف اال فياه ،فينطلاق بااالفر يف تساابيح وشاامر ياادوم إىل األبااد .ع ياارى ااميااع مبلااه متامااً جيمعهاام الفر والتسبيح ،مع أن كل واحد له يف املسيح بقدر ماا ناال ،ألن فياه مناا ل كبااحة ،ولمنهااا منااا ل متمااايهة يف ا ااد .ولماان كاال واحااد ياارى منهلتااه وكأتااا احلظوة القصوى ،فيصح وله اكتفاء يف ذاته ،وامتداد ينتهي يف املسيح: اكتفاااء يف ذاتااه ،ألنااه جيااد عااو اً يف شاايء ،ألنااه ياارى أحااداً آخااروكأنااه أعلااى منااه و َما ْان هااو دون عنااه ...ألن املساايح ميااأل الماال يف الماال (7كو 07:79ت أ .)72:2 ،02:7
- 13 -
أمااا امتاادادنا الااذي ينتهااي يف املساايح ،فألنااه مصاادر احلااق الالتااائيالذي تتحد به النفس البشرية كامتداد األضعف يف األعظام ،فتظال تمتساب من املعرفة للحاق إىل ما تاياة وتظال متتاد امتاداداً يشامله تغياح ،ألناه ِخ ْلاو ماان الهمااان واملمااان ،باسااتنارة متهاياادة يف احلااق ،يمااون احلااق فيهااا عل؟تهااا وهااو هو غايتهاا ،وهاذا هاو ماحاا الانفس الساعيد .وبقادر ماا تناال مان احلاق تاهداد فرحا ااً وتس اابيحاً ول اان يم ااون مت اادادها يف احل ااق تاي ااة ،ول اان غ ااس باحلرم ااان والعو حىت يف سعيها ومنوها يف احلاق ،ألن كال درجاة تصال إليهاا تادفعها إىل ما بعدهاو أم ااا ال ااذين أحبا اوا الظلم ااة أكب اار م اان الن ااور ،وأبغيا اوا احل ااق ،وم اااألوا اإلع والمااذب ،فحينمااا يشخصااون يف وجااه الساايد القاادوس ويسااطع نااوره وحقااه علااى قلااوهبم -تنمشااف أسااتارها وتفتيااح أفمارهااا ويغشاااهم اخلااهي املريااع، فحت اادون بعي ااداً ع اان الن ااور ويس ااتعفون م اان رؤي ااا وج ااه احلبي ااب ،والوج ااود يف حي ارته ،ويمااون هلاام مااا يرياادون ،كمااا كااان لااألروا الندسااة قاادمياً ،حينمااا يلبوا أن يهربوا من وجهه ويدخلوا قطيع اخلنا ير بعيداًِ ، فأذ َن هلم ،رمحةً مناه. وساايظل املساايح همااذا رحيم ااً وإىل أبااد اآلباادين ،حااىت وعلااى أشااد العصاااة املتمردين ،ولمنها رمحاة غمال يف يياهتاا اختياار البقااء يف احلرماان بعياداً عناه، عقاباً أبدياً للذين رفيوا قبول احلق والتولف مع النور واحلياة معه. وهمذا كما يلبت الشيايني أن يؤذن هلاا بالادخول يف قطياع اخلناا ير ،إذ يف ذلك كان راحة هلاا ،كاذلك ساتمون راحاة اخلطااة يف بماائهم ،و يتعاهون إ بصرير أسناتم ،و يرتاحون إ يف الظلمة بعيداً عن احلق والناور وحيارة ا القاادير ،لااذلك ساايطلبوتا ،ويلحااون يف يلبهااا ،ألتااا سااتمون أكباار راحااة من عذاب احلق املستعلن هلم يف حيرة ا .
- 14 -
قد خيتلط هنا (يف هاذا الادهر) احلاق بالبايال وتناتفخ أعماال الظلماة علاى أعمااال النااور ،وييااط ِهد املتعظم ااون املستيااعفني واملساااكني بااالرو ،أم ااا يف الدهر اآلي فستمون ال ُفرقة وا نفصال األبدي ،فال يعود حييا أصحاب احلق إ ب اااحلق ،وم ااا أأل ااه وم ااا أس ااعده ،و يع ااود حيي ااا أص ااحاب الباي اال إ يف البايل ،وما أشقاه وما أتعسه. واحلياااة تصااح لألولااني حقااً مسااتعلناً يف ا ،بااال تايااة ،وسااعادة يشااوهبا أي تعطيل ،ولآلخرين بايالً وجهالً مطبقاً يشرق عليه نور. يف هذا الدهر ندرك خطاورة ومارارة الارفحل اإلهلاي العتياد أن يماون للمساتبيحني واملساتبدين يف الدينوناة املهمعاة أن تماون ،ونسااتطيع أن نادرك ذلاك إدراكااً صااحيحاً دقيقاً واعياً ،ونستطيع أيياً أن نتداركه قبل فوات األوان بإممانيات سهلة حاضارة، لااذلك وضااع املس اايح وصاااياه وغ اااذيره ،ووصااف خماااير العن اااد وال ارفحل بأوص ااا نس ااتطيع أن حنس ااها اآلن ون اادركها حباس ااة احل ااق ال ااذي فين ااا وبإحساس ااات املنط ااق واليمح والقياس على كل فعل ورد فعل. ولماان كاال هااذه اإلممانيااات سااتهول تائيااً ،عناادما نُسااتدعى لنقااف أمااام كرسي الديان ،و تعود فرصة ملعرفة أو فرصة ختيار. النار :الد:د :الخطايا: والنار والدود هي إحساسات نفسية وذهنياة تانعمس آ مهاا علاى ااساد غااح املائاات فيصاايبه منهااا مااا هااو أكباار ماان النااار املاديااة والاادود األرضااي .فااال النار تفارق اإلحساس و التصور ،و الدود يمف عن تش أجسادهم غاح املائتة. ولااو كاناات النااار والاادود موض ااوعات ماديااة هلااان األماار ،ولمنهااا حقااائق نفسااية داخليااة ،كمااا حياادا يف هااذا الهمااان حينمااا يصاااب اإلنسااان باااانون،
- 15 -
فإنه حيس بنار أو حي؟ات أو عقارب أو ميمروبات تنهش يف جسده ،فيصرخ منهااا بفااه ألاايم ،وحيااس بأوجااا نفسااية وجساادية مع ااً ،ويهاارب و مطاااردت وعناادما حياااول أقرباااؤه أن يقنعااوه أنااه يوجااد شاايء أمامااه مباال هااذا ،فااإتم يمونااون كمدااانني مااا حني عنااده ،ألنااه حيااس هبااا إحساسااً قويااً مؤملااً ،ويراهااا بعينيااه ،ويشااح إليهااا بأص اابعه ،ولماان هيهااات أن يهاارب منهاااو فهااي تتعقب ااه أينمااا سااار ولاان يعتقااه ماان صاراعه األلاايم إ املااوت ...ولماان لاايس مااوت يف الدهر اآلي و أمل. كبااحون يعيشااون يف هااذا العااامل بإحساااس شااديد ماان حنااو اخلطيااة وهااي تماااد تفااارقهم حلظااة حااىت أثناااء نااومهم -وهااي تتمباال هلاام يف حااديث الناااس اهلها ويف حديث الناس اادِّي ،كأمنا يتحدثون عنهاا ،وكاأن اامياع يشاحون عليهم أتم خطاة. واإلنسااان يف هااذه احلالااة يماااد يسااتقر يف ممااان ،و يطماائن إلنسااان، و يسااتمتع بااأي شاايء ماان خ احات العااامل المبااحة ،وكااأن العااامل أصاابح هلاام جحيماً يُطاق يرى فيه أي خح أو حق .وهذه احلالة ،ولاو أتاا َمَرضاية، لمنها صاورة قريباة للحالاة الاة سايواجهها اخلطااة يف الادهر اآليت فخطايااهم ستصح ماثلة أمامهم دائماً ،تسح أمامهم وتتعقبهم. خلود األشرار: ول اايس لألشا ارار خل ااود خ ااا غ ااح اخلل ااود الع ااام .ف اااخللود ه ااو الوج ااود، وسو يشرتك فيه كل ذي نفس خالدة مهما كان مقبو ً أو مرفوضاً. ولماان كمااا أن هااذا العااامل حيااوي السااعيد والبااائس ،و ااس واحاادة تشاارق عليهمااات ك ااذلك يف اخلل ااود .ولم اان الف اارق بااني اخلل ااود والهم ااان احلاض اار ف اارق يفي ا ااف ،ه ا ااو وال الص ا ااورة املت ا ااأثرة بعوام ا اال ال ا ااهمن والتغي ا ااح ،وبق ا اااء ج ا ااوهر
- 16 -
األشياء واملخلوقات اخلالدة الة لن تتغح يبيعتها بهوال الهمان واملمان. فالعامل احلاضر صورة مادية غوي يف كياتا حقيقاة الوجاود ،وساو يفقاد العامل احلاضر صورته املادية املتغحة والهائلة ،ليصح إىل الوجود غح املادي غاح املتغح. وخلود األشرار يمون امتداداً لوجاودهم احلااا ،بميفياة ماا ،ولمان بغاح الهائال والهائااف الااذي أحبااوه وألفااوه وعباادوه .لااذلك سااو يمااون وجااودهم خالي ااً ماان مسراهتم الة أوقفوا عليها كل رجائهم غشاً وخداعاً. ()8591
- 17 -