محمود شاهين اْلَملِ ُ ك ُلمقماْن )(1 محاولة انتحار حين عزم الديب لمقمان على النتحار – قبل أن يغدو ملكا ً – لم يخبر أحداً بنّيته .ألمقى نظرة عابرة على أفراد أسرته ،وحّياهم بحركة بطيئة من يد ه ،وخرج دون أن يتفّو ه بكلمة. ظّن ت ابنته أنه يحاول الخروج من العزلة التي فرضها على نفسه منذ أعوام ،وظّن ابنه أّنه يزداد إمعاناً في عزلته ،وما خروجه إل للسير وحيداً ُبعيد اليصيل كي يحّر ك ساقيه، وربما يستمقبل غروب الشمس. زوجته لم تفّكر في شيء ،فهي لم تكن يوماً قادرة على أن تفهم ما يدور في خلد ه ،وُكّلما ظّن ت شيئا ً فعل نمقيضه. يّمم وجهه شطر الصحراء حيث عاش طفولته في مكان مشابه .أح ّ س بها تشّد ه إليها بمقوة. كان ت الشمس قد أخذت تجنح إلى الغروب ،وخيوط أشعتها تتكّسر على ظهر ه .أدر ك أنها غاب ت حين توقف ت أشعتها عن سلق ظهر ه بحرارتها ،وحين رأى بعد قليل عتمة الغسق تحّل شيئا ً فشيئًا. ظّل يسير طوال الليل مجتازاً بعض الحمقول والبساتين والراضي غير المزروعة. ُبعيد الفجر ،استمقبلته الصحراء فاتحة ذراعيها .توّق ف للحظات متنفسا ً بعمق ،وتابع سير ه المتهالك إلى أن أخذ ال ّ ظالم يتبدد من حوله .جلس على كثيب من الّرمل وفّكر لبرهة في الطريمقة التي سينتحر بها .سيحفر لنفسه قبراً ويستلمقي فيه ،ويطلق النار على رأسه من المسّد س الصغير الذي يحمله .ول شك أّن الريح والعوايص ف ستذرو الّرمال عليه لتدفنه خالل بضعة أيام ،إذا لم تنهش الوحوش جسد ه ،وإذا حالفه الحظ ستهب ريح قوية قد تدفنه خالل بضع ساعات. »لم تكن الفكرة حسنة ،لكنها قد تكون أفضل من حالة اليأ س والحباط التي ويصل إليها!« وابتسم ساخراً من نفسه ،لهذا الحرص الذي ل معنى له بعد النتحار ،فإن ُدفن أو لم يدفن ،إن نهش ت الطيور لحمه أو افترسته الوحوش فالمر سّيان ،لسيما وأن في ممقدور الوحوش أن تخرج جثته من تح ت الرمال. أقلع عن التفكير في العواقب وشرع في حفر الّرمل بيديه .لم تكن المهّمة شاّقة .وحين باغتته أشعة الشمس وهي تطّل من خل ف الجبال الشرقية البعيدة ،كان قد حفر نص ف المقبر. أخذت الرض تمقسو قلي ً ال ،فاستعان بخنجر ه الذي رافمقه منذ أكثر من يثاليثين عامًا ،منذ