جريدة الخياط
رئيس مجلس االدارة /اياد الخياط
اغتيال ابتسامة
سميرة
الصفحة 1
02مارس 0212
العدد الثالث
يا منية الروح
ظافر ضهد األسدي
نوار الشاطر
السيمورغ
أنحني لك شوقأ
زكية محمد
عبد الكاظم الغليمي
كبطل خارق يسترق السمع ،وحدك سمعت صوت جنين األمل وهو يغتصب في حظيرة الجهل ،يده مكبلة بقيود األعراف الرمادية و فمه البريء ،يتجرع مذاق الصراخ المر كل ثانية على مر عصورالضباب.عيناه العميقتان بحر هائج ،يروي همجية المذابح السوداء التي أقيمت على شرف الطمع في وطن التائهين .أيها الطائر الخرافي ،على أجنحة التمرد ،كم حملت من جبال الوجع والتيه محلقا بكل عزم نحو كوكب الشمس ؟.
ايها المهيب ،كيف اغتلت وحشية الشهوة بكل عفة ورحمة ؟تهدئ من روع اآلهات ،ترسم على بشرتها الشاحبة ابتسامات دافئة وغيمات سخية ؛كلما اشتد الوجع أمطرت قبال وردية تتوحد معها روحها المحاربة في برزخ السكينة . أيها العاشق للجود » ،زال القرنية الثالثة «طفل اخرس ،شعره يفضحه بريق شيب احمر ،و أبوه األعمى ،بعدما أرهقه رقاد الفجر في الكهف األغبر يظن ابنه دجاال أعورا .
رواية الحكمة ألبستك زي األسياد الخرافي ،وأنا كغيري من المرتدين عن التاريخ ،على أريكة الرجاء التحف قشعريرة االنتظار ،أهدهد ترنيمة النور عسى السيمورغ العظيم في غفلة عن اليقين يظهر.
أفكاري تلتقي مع اول قطرة غيث وكأنما تكلمني عنك واشيائي الجميلة التي حاولت أستذكارها ،نهر جف تماما من جريانه واغلقت ابوابه بعاصفة من الذكريات ولربما األطيان المنحدرة من اسفل ذلك الجدول وهو ينثر اخر قطرات مياهه بخجل، تنحني اشواقي وانا كطير قص جناحيه ذلك الطفل اليتيم وهو يراقب مندهشا صافات الطيور وهي تتعطر بمياه االمطار التي كحلت النهر المحاذي لذكرياتي التي دونتها علي الحشائش اليابسة انتفضت الحشائش وهي تغني وتنشد لذلك الغيث الذي انهمر والنهر فرح طربا ورقص على نغمات المطر موسيقى هادئة وأشراقة شمس بدت هاربة مني اليك
رئيس مجلس االدارة /اياد الخياط
جريدة الخياط
الصفحة 0
02مارس 0212
العدد الثالث
جيران
حيل ... حال والمست ِ وفيها من الم ِ
خور أنوثتِكِ .. اِمأليني من ب ِ
احسان الخوري
دعيني أستوطِ ن نهدكِ األيمن ..
فارق بين أنوثتِكِ والورو ِد .. فهناك ِ
جيرانا .. وأصِ ير ونهدكِ األيسر ِ
ير ... ِن وبين ِّ وبين المدم ِ الس ِّك ِ
كيف سأخت ِرع ال ِّنساء ..؟
فان .. دعي نهديكِ يرت ِ ج ِ
لماذا تنتظرين َّ الزمان لكي يذوب ..
كيف سأصنع بخور األنوث ِة ..
فهما مسؤول َّيتي ال َّ شخص َّية ..
كيف تصبح اللبوة لبوة ..
علي ِهما تنبت كل ُّ أسئلتي ..
لماذا تريدين ال َّنشوة إن كن ِ ت تخشين الصهيل .. َّ
كيف تصير َّ الظبية ظبية ..
نج .. وتقرع أقداح الدَّ ِ الل والغ ِ
وكيف للقِططِ أن تعرف المواء ..؟!
هما ليسا حجرا بِجان ِ ب حجر ..
مردة .. قد أصنع ياقوتة أو ز ُّ
نزف .. فالقبل فوقهما تشنق وت ِ
قد تتح َّقق نبوءة خسوفِ القمر .. ِ
تتر َّمل ..
الضوء أه ُّم من ال َّ مس .. قد يكون َّ ش ِ
جال في ِهما تحت ِرق .. مِئات ِّ الر ِ
ِهاش .. وقد أكتشِ ف جنوني في لحظ ِة االند ِ
ور َّبما تتق َّتل ..
جرع ذاتِها ..؟ قرر األنوثة ت ُّ لكن متى ست ِّ
أف ِّكر ..
وهل ستتق َّمص ألف امرأة وتأتي ...؟
تكور ..؟ هل يستشير ال َّنهد قيده قبل أن ي َّ
س ِّيدتي ...
أحاول ال َّتفسير !!!.. ِ
دعيني أجنُّ قليال ..
جد كل َّ من م َّر بِهما قد اختفى .. أ ِ
السرمد َّي ِة .. دعيني أصنع من أشياءِ كِ أبجد َّيتي َّ
جر قد أصابه االنتِحار ومن بقي إلى الف ِ
س َّك ِر .. أصنع من بعضِ كِ بعض ال ُّ
رير عِ ند الغس ِق .. ماذا سأقول َّ للس ِ
تب َّرأت مِن أحالمي َّ الزائِف ِة ..
وأجمع من بعضِ كِ اآلخر افروديت اليونان َّية ِ
هل ِبتُّ أف ِّكر كاألغبياءِ ..
الوقت قد حان ..
..
بالرثاءِ .. وصرت أولى َّ
تذوق مع َّتق شفتيكِ .. تي ت َّ دعي شف َّ
السرير .. يجيب َّ
نين .. تثمل آالف ِّ الس ِ
ال ليس كاألغبياءِ ..
قين .. وتضيع بين ِ الخيال والي ِ
أو كما أنا اعتقدت ...
جان للقب ِل .. هما ت ِّ رو ِ
س ِّيدتي ماذا تنتظِ رين ..
ورطت ... وهما مؤامرة فيهما قد ت َّ
أي خيار .. ليس لي ولكِ ُّ
دعيني في جسدِكِ أبحِر ..
ولو صار اليوم عِ شرين ألف ساعة ..
صركِ ترسو .. وأترك مِرساتي جانِب خ ِ
مرة .. ورقص الكون مائة ألف َّ
أرى س َّرتكِ قد انتظرت طويال ..
اشتريني يا س ِّيدتي ...
ليس لكِ رير أن تستريحي .. َّ كالس ِ ليس لكِ أن تأخذي هدنة .. هيل .. لكِ مِلء َّ الص ِ هل أعِ ُّد أسماء المشتهيا ِ ت .. هل أتف َّقد صدى كلِّ القبال ِ ت .. ومن غيري سيرسم الحكايا وي ِّلون ... س ِّيدتي ال تتكلَّمي .. ت سِ ر ال زال ي ِّ أن ِ مزقني وال يقال .. ريق جنوني .. َّأول مرحلة في ط ِ أن ِ ت تذبحينني في كل ِّ ثانية .. أنا ألغيت ِبكل ِّ ال ِّنساءِ إقامتي ..
ور أنوثتِكِ وشعور ال َّتواج ِد في حض ِ .. ين كامِلي ِن ..... قد انبلج عِ ندي فجر ِ
جريدة الخياط
رئيس مجلس االدارة /اياد الخياط
الصفحة 3
02مارس 0212
العدد الثالث
الوعي الثقافي
شعب مثقف و يمتلك الحس اإلجتماعي و الوعي الحضاري هو شعب ال يجوع و ال يستعبد .و لهذا غرس القيم و األفكار يحكمون على األخرين من خالل الشكل و المظهر فقط .و الهادفة في أي مجتمع يعد من أصعب األمور .فالكثير الناسناجي بدرمنالدين هنا تكون النظرة سطحية ،و لهذا نجد أن في المجتمع نفسه عدة خلفيات و حركات و سلوكات مختلفة ،و كل يتصرف حسب هذه السلوكات ،و حسب البيئة التي نشأ و تربى فيها .لكن الثقافة الحقيقية تساهم بقدر وافر في تغيير ذهنيات و أفكار الكثير من الناس ،و تجعلهم يتصرفون بطريقة ايجابية و سليمة ،و يعملون بطريقة حضارية فعالة .هناك أسباب غرسعلى لهذا الدخيلة الهجينة او التراكماتال السلوكية مزيجال من الحضاريلكنهوأغلبها الترابط بينها. الصعب فك متداخلة ،و من اجتماعية القيم و األفكار الهادفة يستعبد .و يجوع و شعب الوعي اإلجتماعي و الحس شعب مثقف و يمتلك مجتمعاتنا المحافظة .تسببت في تفكك المنظومة األخالقية .فال وازع ديني يحترم ،و ال رادع قانوني يعمل له الف حساب. في أي مجتمع يعد من أصعب األمور .فالكثير من الناس يحكمون على األخرين من خالل الشكل و المظهر فقط .و هنا تكون و لهذا يجب ان تكون هناك حركة تغيير قاعدية فعلية تجدد سلوكات األفراد في مجتمعاتنا التي طغى عليها التفكك و بعضحسب هذه يتصرف يتحرج وعندكل مختلفة، سلوكات حركات و خلفيات و األحيان عدة من نفسه المجتمع اإلنحاللنجد أن النظرة سطحية ،و لهذا الكتابة في هناك من كتاباتنا .لكن نفسه على الواقع يفرض األخالقي.فيفي الكثير فالخوض للمناقشة. عرضها بقدرالفكرة للكتابة عن الثقافة الكاتب لكن أن يتحل لكن يجب المواطن التيتمس البيئة التي المواضيع أفكار الكثير من ذهنيات و تغيير وافرو في بالجرأةتساهم الحقيقية نفسه.فيها. تربى نشأ و السلوكات ،و حسب بالك فما . نفسه المجتمع مواجهة في نفسه سيجد عنه يتكلم من و المجتمع، قلب يمس شيء السلوكي و األخالقي المجال في الناس ،و تجعلهم يتصرفون بطريقة ايجابية و سليمة ،و يعملون بطريقة حضارية فعالة .هناك أسباب اجتماعية متداخلة ،و من بمن يقوم باإلصالح في الواقع فسوف يتعرض للصد و المواجهة .و رغم هذا يجب ان تفتح بعض الملفات االجتماعية بدرالدين.على مجتمعاتنا المحافظة .تسببت في أخرى.الدخيلة الهجينة او الصعب فك الترابط بينها .لكن أغلبها مزيج من التراكمات السلوكية لنكون صادقين مع انفسنا من جهة ،و نعمل على اصالح المجتمع من جهة
تفكك المنظومة األخالقية .فال وازع ديني يحترم ،و ال رادع قانوني يعمل له الف حساب .و لهذا يجب ان تكون هناك حركة تغيير قاعدية فعلية تجدد سلوكات األفراد في مجتمعاتنا التي طغى عليها التفكك و اإلنحالل األخالقي .في الكثير من األحيان الواقع يفرض نفسه على كتاباتنا .لكن هناك من يتحرج عند الكتابة في بعض المواضيع التي تمس المواطن نفسه .لكن يجب أن يتحل الكاتب بالجرأة للكتابة عن الفكرة و عرضها للمناقشة .فالخوض في المجال األخالقي و السلوكي شيء يمس قلب المجتمع ،و من يتكلم عنه سيجد نفسه في مواجهة المجتمع نفسه .فما بالك بمن يقوم باإلصالح في الواقع فسوف يتعرض للصد و المواجهة .و رغم هذا يجب ان تفتح بعض الملفات االجتماعية لنكون صادقين مع انفسنا من جهة ،و نعمل على اصالح المجتمع من جهة أخرى .بدرالدين.
توبة بعلزبول* /انتخابات باسم عبد الكريم الفضلي سرد شعري رمال َّ للظنون الزبد ،ومن ،...ففي مرجمة ،ومن فاء ،...فعنده السماء ... ،ما هذا وعد أخير ،..فمن شاء فليدفِن رأسه ،في ِ ِ فروج الصفصافِ ،في تواقيع من جناح ،وليس لآلتي مِرآة ،فقد تم جمع المحار ،أ رنو ،...القمر ال يميطني ،فتلِج جذور َّ ّ ِ ِ مروج الخط ِ التعري ،أزدردني على مضض منصات ب الحشماء ،أموسِ ق أسئلة ،فتفلسِ فني .. أسمائي المر َّقمة ،أسيح ،..في ّ ّ ِ فوق الطرقا ِ الحرائق ت المتقاطعة ،أهنــــــــــــــــــــــــــــــالك مخرج ،تحت ص ،أتق َّيؤني ،أجوع ،فألحسني ،من ،أغ ُّ ِ ِ المركوم ِة ،على أهدابي ،ألتل َّمس نسغ أنفاسي .. ،نعم ،..في ِه بقية ،سأهبه غمامة ظمئي لظِ لِّي ،في مؤتمرا ِ المطر ، ت صال ِة ِ عين الفضائيا ِ المضر ِ ت الممح َّي ّة الذاكرة ،لتغور ،من جديد ،صهوة مراوحتي ،في أخادي ِد الرحيل ،الى ب عن الكالم ،في ِ أرشيفِ حيطان األخبار الصباحية ،يبصقني ،على وج ِه يومي المس َّم ِر ،على صفر ،وإذا ....هذيان أريج نشر ِة الوثاق ال ُّ ِ ِ ِ أشرهما ،على تويجا ِ الترقُّ ِ إلي بصري ،إال برعش ِة ب كاتم صوت صدِئ ،فال يرت ُّد َّ المتأللئ بأغاني الشهادة ،أخلع عين َّي ُّ ، ِ ت ِ رس أوسم ِة الطواويس . وليدة ،تلقيني بســـــــــــــــــــــــالم ،الى ع ِ
حرمان
كان يخال أنه لن يشنق في حياته أبدا ،وبعد زمن غير قصير ،انقلبت الطاولة عليه ،فوجد نفسه دون مأوى ،محروما من الدراسة والسكن...ناهيك عن القصف اليومي. إبراهيم الكوني _ المغرب
جريدة الخياط
رئيس مجلس االدارة /اياد الخياط
الصفحة 4
العدد الثالث
02مارس 0212
محنة الحياة
وطويت احالم الهوى
عبد القادر زرنيخ
عبد القادر الغربيل
لسنيني
حملت غربتي على صدري فأتعبني اللقاء
نخرج من أرحام أمهاتنا
حملت أشجاني على جبين عمري فأتعبني الهوان
بال ورقة توت .....عرايا
كسرت قافيتي على مذبح اإلغتراب
نبكي خجال من نفوسنا
ضاعت الليالي بين األيام
فتضحك منا كل المرايا
لم أع إنسانيتي إال والهوى يلثمني بعبق العصور
نتبجح ونتشدق بأخالقنا
حملت غربتي فأنهكتني السنون
فنقترف كل الخطايا
حتى ضاعت مخيلتي بين غياهب السطور
نأكل على موائد جالدينا
حملت قافيتي على كاهلي فأتعبتني األوزان
وننتحب مع كل الضحايا
ليس إالك يا قلمي مهجتي ويقيني
نعشق بكل جنون نساءنا
حملت مهجتي على ظهري فأتعبتني السعادة
ونعامل كل النساء كسبايا
فلقاء الشوق يطيب
حتى ظننت غربتي سجنا ليس به هوادة
نحتفظ بكل أسرارنا
لدنيتي
سأتلو ذكرياتي بحرم الكتابة
ونبوح ببعض الخفايا
سألعن من هوى الحرفين
لعل قداسة الحرف ترسمني كل آداب الرواية
كأضواء تضيء بيوتنا
وشجوني
حملت قلمي على ظهري فأتعبني المقال
وتبقى معتمة كل الزوايا
واموت من نحر الفؤادين
حملت غربتي على صدري في االدب و الفلسفة
ان كان لقاء سلوتك يؤويني واعشاش العصافير هجرت من شدة تالحيني ان كنت بالمأساة بليتي. فانا المحروم من شوقك لتعذيبي وكنت احلم برضابيك للقائي
أتعبتني اغترابات المعاني بين حدائق اآلمال
مهال سيدتي
وتكفري.
أكتب غربتي على أوراق الزمان
سعد الكبيسي
همت كمجنون ليلى
بالدي كرامتي وإن طمست اآلمال في انتظار اللقاء
مهال مهال سيدتي رفقا
بالبراري.
حملت أملي على ذاكرتي فأتعبتني الصور
بحالي.
وثرت بجنون البحر
تاهت األقالم بفجر أقالمي وزهقت القوافي
انا سوى بشرا اهيم
لتغريقي
حملت عودتي على أسوار الوطن فأتعبني اإلنتظار
لجنوني
عشقا الروح وهيامك
حملت وطني على كتفي فأتعبتني جراحاته
افنيت عمري لحرفك
يحتويني.
ونثرت أحزاني على الروابي
لتجودي
لمحراب عشق حرفك فال
حملت عودتي على أقالمي فأتعبتها الكتابة
وعزفت مقام لصبا
تظلمني.
سأعود على أغصان الزيتون وأكتب
لتهيمي..
ولهيب نارك احرق
تحيا بالدي من البحر لنهر بردى
وغرست قصائد شعرك
الجسدي
حملت بردى ببحر قافيتي فأنكهته األسرار
بتجاويفي
فمحراب نار لهواك وال
حملت أسراري على ظهري فأتعبني اللقاء
تبعديني.
جريدة الخياط
رئيس مجلس االدارة /اياد الخياط
الصفحة 5
02مارس 0212
العدد الثالث
قرصة صيف
بدن ..يتسلق
خرف ... .
قرية
ال يؤتمن ..يهبط
عيسى عبد الملك
اثنان
اختراع األوقات الحرجة
سهل او جبل
على وشك ..يتصبب وعيد
لم اعرف كيف حدث هذا ؟
عبور ينهال
من يغرسني ذنب ..فأطفو إالها..؟
أطلبوا لي يد صاحبة هذا العنوان واال قتلت نفسي ،قلت ألهلي وناولتهم عنوانها .كان العنوان بخط يدها األنيق مكتوبا كلوحة فنان .منذ سنين ترقد المرأة في مقبرة دار السالم قيل لهم فعادوا محرجين .كانت العائلة معروفة للناس وكنت معروفا كذلك ،األمر الذي حير اهلي .الى أيام وأنا أتذكر موتها وأكاد ابكي بعد ان اقتنعت تماما انها ماتت وأني قريبا سأموت .كانت أعز أسراري .نعم كنت اعرف جيدا ذلك فكيف أبعث من يخطبها هي التي ماتت منذ زمان ؟ في سرادق مأتمها ،كنت أكثر الحاضرين حزنا يومها .بعد افتراقنا ،عرفت أنها ستموت ،فال يعقل ان تظل امرأة عاشقة مرهفة الشعور تصاب بصدمة ،ح ّية حتى اليوم ،فلم أعطيتهم العنوان ؟ لن أعمر طويال يا صاحبي ،سيشمت بموتي عشاق علي ويطول حزنك كثيرون خيبت ظنهم ،ستندم ذات يوم ،تحزن ّ .ستندم يا هذا ولكن بعد فوات األوان ،قالت مرة فضحكت .سأموت قبلك العرافة ،ستطرحني كثرة الطعنات كيوليوس قيصر ،يوما ما يا صديقتي ّ ستقتلني طعنة غدر من الخلف ،أما اذا نجوت ،فسأتعب كثيرا في البحث عن بديلة تسدّ فراغك الكبير يا حلوتي ،متعبا سأسقط ذات يوم ،على رصيف ما ،سيصرعني عبث التطواف في المدن والشوارع والبلدان بعدك ،نفسي تحدثني ،قلت .لن يحدث ذلك ،فلك درع ضد الصدمات ،تماما كدرع ذكر السلحفاة ،قالت مداعبة وسوت شعرها بأصابع أترف من ل ّبة رأس خس .اسمع يا صديقي المشوش األفكار ،ليس في الكون نسخة مثلي فكل واحد منا ّ نسيج مختلف كاختالف بصمات اصابع البشر قالت .بلطف داعبت انفي بطرف سبابتها .كانت أحاديثنا تدور قرب سياج مزار يقع على طريق الجامع الكبير الذي اقصده ألصلي خلف اإلمام في ليالي الجمع .الطريق اندثر .إمام الجامع مات .قوسي الجسر الحجري القديم الذي يربط ضفتي نهر العشار ،تآكلتا .تهدم قوس بالكامل واندثرت عبارات الحب والمواعيد عليه .معظم العشاق ماتوا او قتلوا في تفجير او معركة أو سجن او في ابيض شعري منافي الغربة .أنا بالصدفة نجوت من مذابح عدة . ّ وتقاعدت ،كل ذلك أعرفه ،في ساعات وحدتي أذكر نوبات جنون الحب تلك حينما كنت ،أغافل أهلي ،دون وعي تجرني قدماي ألقتعد دكة الجسر العتيق بانتظار فاتنتي ،أخبيء وردة في ديوان نزار ،طفولة نهد .بلهفة تخطف الوردة من الديوان .تدسها بين حمالة نهديها .تغفو مزهوا أص ّفر .تجلس صاحبتي على الوردة بين دفء النهدين وأنطلق ّ قوس الجسر بانتظار صديقة كي تزور المكتبة تتظاهر بقراءة جزء ع ّم، أما ّ أنا فأسرع نحو المسجد ،كي ادعو لها خلف اإلمام .ليس زيارة الجسر القديم المتهالك كانت تقلق اهلي بل الحديث لساعات طوال بصوت عال بصوتين مختلفين متصورا شخصا آخر يعاكسني فأرفع صوتي او يدي ألضربه أو أبصق عليه أو أضرب رأسي ..هكذا بدا الخرف !!!
في بطن محبرة او جيب معكوف بقايا إكسير يشغله تآليل االستقبال وكنز السجان يهلهل غابة مخاض وحشة مدار إصغاء يذيب األصباغ يتدحرج إثر شروق الحاجب والثغران ..يا أماه يعلمون ..الزمهرير باالعتراف والذقون الطويلة يطاردون فيبدو المبعوث بال ركب او ضعيفة ..مثل االرتباك أبدا! فيكثر شتم األطفال.. األماكن أسمالي وجميع المجرات على حافة التسميات مشحونة براحة ..حديث الخرافة األفاعي كما األزرار تولي رصاصها وبوجه أصفر صوب التأويل..
أيتها الحسناء والخياالت اللطاف سخيفة أشيائي ..حتى الغرابة محمد عبيد الواسطي
وجهك /عبد القادر غربيل على كل أرصفة المدينة وعند كل ناصية شارع أقف كإشارة مرور أو عالمة تشوير على جانب الطريق أحدق في كل وجوه المارة أتفرس في قسمات محياهم أدقق النظر في مالمح وجوههم لعلي أعثر على وجه شبيه لوجهك أي واحد من األربعين أرهقت عيوني بإطالة البحث و أتعبت جفوني بالتنقيب لكن ال وجه يشبه وجهك وال محيا يطابق محياك وتذكرت أخيرا أنك كنت وجها بال مالمح أو على األرجح كنت جسدا بال وجه!!.
جريدة الخياط
رئيس مجلس االدارة /اياد الخياط
لقاء في حديقة شحده اليهيهاتي
رغيف حنان
الصفحة 6
02مارس 0212
لطيور البحر
عماد
عبد
تمأل أشرعتي
الملك
الدليمي
بالريح
رياض ماشي الفتالوي
إني أبحث
أريدها ذاكرتي
سألوني عن موتي
وضعت حقيبتها تريد مقِيال
عن إمرأة من
عند النسيان
في اي جلسة قتلوك
فتأرجح الشعر الجميل قليال
مدن البحر
أحلم بها
اصابعك مشلولة
كالنسيم بعطرها جلست بقربي ِ
ابحث عنها
عذراء ..عذراء
ودفاترك ملقاة
في أي مكان
مساحات قلبها
في أي زمان
آالف األميال
على قاع المسرح
تكون لي
لكني أخشى
طفلي اصبح يتيما
وطنا عندما
أن ال أجدها
يحمل ال فتة الغفران
كأنها أمرأة
ال يفقه موتي
للجمال فصوال والثغر يروي ِ فشعرت أ ِّني في بداي ِة قصة ورأيت في نظر العيون رسوال ت دون تلفت جاذبتها النظرا ِ مدا وجزرا ،والسكوت طويال لي ،تبسمت ث َّم انثنت نظرت إ َّ في لحظة قد أسرجت قنديال ت للحظة أين الرحيل؟ أال جلس ِ
تشح األوطان
العدد الثالث
تعرف العزف
ترقد في حلم
على أوتار
من نسج الخيال
الملح والماء
بين جدران وطن مستباح
أتناول من كفيها
سرقت ثيابه
تلك العيون ،وقد أبيت عليال
رغيف حنان
وارتدى جالدي
أي ترفق قالت :تر َّفقّ ،قلتُّ :
أشرب من كأسها
عمامة المفتي
فأنا الذي أشكو الغرام ثمِيال
نبيذ العشاق
قلت :دليلك ،قلت :قلبكِ فاسألي
إني أبحث عن
ال تعجب لشعب
الحب حفق ال يريد دليال ُّ
إمرأة
يقبل كف
قالت :رويدك ،قلت :لو أنصف ِتنِي
نصفها ثلج
رسم بين خيوطها
أهديكِ عمري ،لن أكون بخيال
واآلخر من نار
موت التاريخ ......
قالت :إذن ،أهديك ما أهديتنِي
أتحدى بها
واللـه أش ِهد ،ما أريد بديال
موج البحر
وأنا أحدُّق مولها مذهوال قالت :سؤالك ،قلت :إني عاشق
واألعصآر تضم جناحي
جريدة الخياط
رئيس مجلس االدارة /اياد الخياط
الصفحة 7
العدد الثالث
02مارس 0212
عمر الخيام
سأنتظر ساعي البريد
ليشعل ليال مصباحي
لكل صباح ميته ولكل ساعه حياة
طرا ألستأنف الحكاية ّ
برسالة
ال ادري ان عشت بعد او عدت الى الممات
وأروي لكم عن النبض
مكتوبة بالندى واألمان
كانت تقتلني تدفن كل لحظات
عن عصفور أدمن الشدو
بلسما لجراحي
كانت تعيدني من حيث اتيت تراب وبضع ذرات
عن قمر
بحرف ِوسنان
كانت تقول في كلمتها االولى احبك
يعانق البحر
هدّ ه الشوق فاهتدى
وكانت قلبها يعصر الموت شراب من خمر الملذات
كل ليلة
للعنوان
كانت ليلتي الدامية وصراعي على حبل مشنقة من االهات
وأروي لكم عن الهمس
سأنتظر ساعي البريد
لكل اه حدثت عقاب لكل شعور كان انين
عن بسمة أشرقت كالشمس
ليغمرني عطرا
لكل عفق اختلج كان نغم يقتل نغمات
عن زهرة تفتحت فجرا
موالتي صاحبة الظل صاحبة العظمة
عن نظرة ساحرة
صاحبة الموت الرحيم قتل الميت حرام
المرأة ساحرة
وقتل العشق قبل او يولد من الموبقات
كل ما فيها
اِنارة قلبي
لكل موت معزوفة ليلية ولكل حادثة
يقول شعرا
شمعة
هناك الكثير من االشاعات
وسأروي لكم يا سادتي
ذابت حبا
اشعت حبك كان جرم اعلنت من اخفيت في صدري من حشرجات
كيف تتجلد بالصبر آهتي
الرسائل المختومة
قلت هذا ولدي وقلت علي ان اعترف بما خلق في صدري
وكيف يتسع صدري
األحمر بالشمع ِ ِ
من شوق وعلي تبني الكلمات
لحلم امرأة
ت اتقدت بالكلما ِ
كاد ان يموت كل شيء جميل كاد ان ينتهي الموت بموت جميل
أتقنت فن الحزن
بصيص ضوء
لكن الموت هو موت الصباح قبل الشروق بساعات
بعد ابتسامتين
أللم وطني
اعلنت الموت على سريري
وحب مجنون
اشارة ضوء
على الكثير من القبل وعلى الكثير من مشاعر
عن امرأة
من شموع
سربت من زانزين الحشا والمكلمات
تقول للنبض كن
وقلت يا وجدي زدني وجدا ويارب انت ارحم مني
فيكون
بنفسي انزل علي من الرحمات
عن امرأة
رحماك ايها البعيد القريب رحماك من لظى
فاقت البياض طهرا
اصابني من بعيد وانهى كتابة الشعر قبل لحظات
سأنتظر ساعي البريد
فؤاد البوهيمي األخير
شمعة شدة
تحترق تتقِد األنامل شموعا سطر الكلم ِة على ِ شعرا نصيف الشمري
جريدة الخياط
رئيس مجلس االدارة /اياد الخياط
الصفحة 2
02مارس 0212
العدد الثالث
إسم جديد ظالل عينيك د رشيد هاشم طرقت باب الهوى حيران مِ ن ولهي ظ ّنا بأنَّ حياتي منكِ أحييها يا ليتني كنت ألحانا تر ِّددها أو كنت حلما لدى إغفاءة فيها فجئت استمطِ ر األحالم مِنكِ ومِ ن أسلوبكِ الحلو مسحورا به تيها ِ النعاس بها ظالل عينيكِ أم هدب ِ أم خطوة منكِ كسلى في مساعيها ال يعلم الناس ما بي مشعِال حدقي ترصدت دربا حين تمشِ يها إذا َّ أخاف يفضحني إني سرحت على خطو بعيد فيدرى ما تداعيها ظنا بأنَّ معاناتي سأبعثها يوما إليك فتدري ورطتي فيها فصرت أسرح في عينيكِ مِ ن شغفي وأنثر الدرب ألحانا أغ ّنيها لكن مددت يدي طيفا تعاصرها
يوم تحرير االرض دا عيد مصر الغالية إسم مجيد طابة رجعت تانى لحضنك تسلم مصر علم وشهيد مصر حتبقى ديما لينا وفأمجادها تاريخ لماضينا مصر والدك ضحوا عشانك بمحمد وميالد ووليد مصر يامذكورة فى قرائانك وال اى مكانك يمال مكانك ايوة بحبك إنتى يابلدي فيكى حنبنى كل جديد
واستذكرت منكِ أنواعا مآسيها
مصر رجولة إيد وسواعد
مِن ظِ لِّ عينكِ أوهاما أقاسيها
شايف الجاي فى حضنك واعد
أجرع األلم الممتدَّ في أفقي لم ِ
وصِ رت أستعذِب اإلرهاص منكِ وال
يال يامصر إفرحي واتهني
الناس لك ّني أموت فال أحيا مع ِ
إبني المجد بعزم شديد
أحصي انتكاسي وآالما أعانيها
سواكِ أرجوه من روحي يناغِ يها و ِددت من قلق أو مِن تر ُّد ِد ِه قلبي يعيد المنى أو أنت تنهيها
حنان الحسينى
جريدة الخياط
رئيس مجلس االدارة /اياد الخياط
الصفحة 9
02مارس 0212
العدد الثالث
ٱنية من الفخار آه أيتها الروح كرماد ال يحتضن الماء
المقدسة لم يزل قلبي في عشه الصدري يئن يحترق يبكي . طارت قبلة األشواق كالطير المذبوح المسافر العاشق الولهان في األفق السرحان تبحث وتبحث عنك وعني ضميني أيتها األقدار تحت آنية من الفخار التي أصلها من طين و ماء لعل الشمس آلهة الحب والضوء يوما ما تحن لألصل وترحمني عماد عبد الملك الدليمي
الزوايا البعيدة المنعزلة وطن صغير تختبىء فيها بين أضالعها أعشاش عصف بها الخوف لجناح حنون يشده’ االشتياق يبحث عن أنثى لم يغادرها الشوق أوتارها كقيثارة مشدودة االصابع وال االنغام لم تغدرها المرآيا تعاتبها في كل صباح تتلمس قسماتها الحزينة ت ؟؟! أين أن ِ الليل يمضي بسكون رائحة زهورها تخفت في كل لحظة أنها تذبل بهدوء أحمر الشفاه هو المذكر الوحيد الذي المس شفتاها الندية مع السنين تغادر كصخرة حطمت اسطورة قطرات الندى
لحظاتها بحيرة راكدة ... أدهام نمر حريز . كجذع يابس يصفع الريح ينثره’ حوله وفي االماكن األخرى كسنابل الحقول الخضراء تتراقص حول فزاعة قديمة
هي ال تبحث عن شيء هي ال تريد شيء المزن لن تخلق جنة للصحراء الحب سيضيع في بوصلتها
جريدة الخياط
رئيس مجلس االدارة /اياد الخياط
الصفحة 12
02مارس 0212
العدد الثالث
جئت الدنيا صيادا يرمي كل حسان
-أين نسائي في الدنيا
نصوص من جواهر
وجنيت الغزالن ورودا من كل األلوان
-تشوي في النيران
تقديم محمد الناصر شيخاوي
ينفلت العمر وتمضي األيام
-هل يمكن أن ألحق بنسائي في النار ؟!
أستلم كتابي حين حسابي
-ال يمكن أن يتغير للرب قرار !
لكن أذهلني العنوان
لطمت كثيرا وبكيت
عبد مخدوع معجون باألوهام
أسوأ من نار حهنم نار الحرمان
ما كنت الصياد ولكن ..
الكل هنا في الجنة يتنعم بالحور العين ألوانا ألوان
صادتني الغزالن !!! فبكيت كثيرا رغم نجاتي من هول النيران وتعجبت لحالي
وأنا محروم من ظل النسوان ال أجد األنثي من إنسان أو حيوان
بعد نعيم الغزالن أأكون حزينا في جنة خلد أشعر أني مخدوع ومهان ؟! أأكون سعيدا في نار جحيم حين ينادوني : صياد الغزالن !!! قلت الحور العين ستنسيني ما كان
أتمني أنثي الجرذان !!! أتمني أن أهجر هذي الجنة أن أتمتع بنسائي في قعر جهنم وسط النيران !!!
فإذا قصري في الجنة أسوأ من قبري قصري يخلو من حور عين قصري يخلو من غزالن فصرخت بكل جنون وكأني ممسوس من جان : أين الحور العين أين الغزالن ؟! رد مالك الجنة رضوان : وحدك في الجنة محروم من كل الحور العين ؤحدك في الجنة محروم من كل الغزالن لقد استنزفت رصيدك في الدنيا وشربت عصائر كل النسوان قلت و لكني كنت المخدوع كنت الدمية تتبادلها األحضان قال ولو..هذا أمر الرحمن
د علي محمد عبد المنعم
ضيف الحلقة : 1 /الشاعر الجزائري الزجال قاسم شيخاوي يا شريها شوف فتش المرسوم تصيب اسمي مزال منقوش مندي ~~~~~ أضمر حتى أفصح و هذا لوحده روعة و إبداع ... النص : يا جوهرة عقدها ماشي مفهوم حين تزربع طاح نصو في يدي من يوم لي شفتها و انا محتوم الهي بتلماد عقدها نصو عندي هي بين جواهري تغلى فسوم وبين كفوفي تحولت جمرة تقدي يا شريها شوف فنقش المرسوم تصيب اسمي مزال منقوش مندي في قصدي مزال يقطر جرح اليوم مجروح جديد بشواهد ذا قصدي
جريدة الخياط
رئيس مجلس االدارة /اياد الخياط
الصفحة 11
02مارس 0212
العدد الثالث
جريدة الخياط
رئيس مجلس االدارة /اياد الخياط
الصفحة 10
02مارس 0212
الجدي بمالبساتها... تقارير متضاربة عن حالة قتل لم يت ّم ال ّتحقيق ّ األول.... التقرير ّ أنا اآلن بأحد السّ جون التي يقضي بها المجانين الخطرون و المجرمون العتاة عقوباتهم...زنزانتي هي الزنزانة رقم ...105لم أرتكب جرما محدّ دا...أو هذا ما أتذكره على األقل...كنت واقفا على أحد األرصفة ث ّم وجدت نفسي فجأة بجانب جثة امرأة ال أعرفها...هذا ما حصل...أو هذا ما بدا لي أ ّنه حصل...كان ال ّ شارع غارقا في حمأة يوم صيفي قاتل وكنت أنتظر شخصا ما على ما يبدو...أصوات السّيارات تقذف بي من مكان إلى آخر من الشارع وغير بعيد ع ّني ،تمسك طفل ال يتجاوز الخامسة من العمر بذيل فستان أمه جاذبا إيّاها باتجاه أحد متاجر لعب األطفال ...دفع بي المشهد إلى شيء من التش ّفي في األ ّم التي بدا عليها اإلحراج فقذفت بابنها بقوة جعلته ينطرح أرضا...التفتت باتجاهي مبتسمة...ث ّم واصلت طريقها باتجاه ّ الطريق المؤدي إلى " ساحة ال ّ شهداء"...كانت تمشي بطريقة مثيرة و مغرية جدا...ارتفع صراخ ابنها للحظات ث ّم اختفى خلف أصوات السيّارات التي ال تنتهي...لو شربت بعض قوارير الجعة الباردة ألحسست بشيء من الراحة...تابعت ببصري المرأة التي كانت تتأرجح في مشيتها محاولة لفت األنظار إلى جسدها على ما يبدو ،ثم عدت أبحث عن ابنها الذي ألقت به على الرّ صيف و كأنه قطعة إسفنج متسخة فلم أجد له أثرا...لم تتجاوز السّ اعة العاشرة صباحا و لم يأت هذا الشخص الذي أنتظر...حاولت معرفة سبب وجودي بهذا السّ جن ال ّ شديد الحراسة فلم أفلح...كان الحرّ اس يتفادون االقتراب م ّني و لم يكن من المسموح لي أن أتواجد بمطعم السّ جن أثناء وجبات األكل...وجد رجال الشرطة بجيب قميصي رقم هاتف قيل لي بأ ّنه رقم السيدة التي وجدوها مقتولة بش ّقتي...حاولت تذ ّكر صاحب أو صاحبة الرقم و لك ّنني لم أجد له أو لها أثرا في رأسي...قال لي أحد رجال الشرطة أيضا بأنّ صاحب أحد المطاعم قد رآني أغادر الش ّقة مسرعا...قال لي أيضا بأنّ اسمها " ب.ح.أ" ...أنا اآلن مسجون لمدّة تتجاوز السنة و لم يسألني أحد عن شيء متع ّلق بمالبسات القضية و كل ما أعرفه هو أ ّنني سأبقى مسجونا بتهمة قتل لمدّ ة ال أستطيع تحديدها.... ال ّتقرير ال ّثاني... سوف أكتفي بــ ( أ.ح.ب) كـإسم لي...أنا امرأة متزوجة منذ عشرين سنة...لي طفل...وأشعر ّ بفراغ يكاد يخنقني...أحببت رجال ال أعرفه و كنت ألتقي به سرّ ا في ش ّقة قال بأ ّنه يستأجرها منذ سنين عديدة...أنا ال أحب هذا الرّ جل...وك ّلما ف ّكرت بتركه أحسست بالفراغ و كأ ّنه وحش
يتربص بي فأعود إليه...عندما وصلت ال ّ شرطة إلى الش ّقة التي وجدتني بها ،كنت قد نزفت حدّ الموت...تعرّ فت إليه بأحد المقاهي الرّ اقية...كنت وحيدة وقدّم لي نفسه على أ ّنه تاجر مجوهرات فابتسمت بودّ يّة في وجهه ث ّم دعوته إلى الجلوس...حدّ ثني عن الفراغ الذي يعيشه...حدثته عن الفراغ الذي يخنقني...حدّثني عن برود زوجته...حدّثته عن برود زوجي و قبل انتشار الليل وجدت نفسي بين أحضانه ...على فراشه ...بالشقة التي وجدوني مقتولة بها...لست جميلة...ولك ّني امتلك جسدا شهيا...هكذا كان يقول لي عندما كنت آتي لزيارته كلما استطعت اإلفالت من زوجي...بعد مرور سنة أو أكثر على عالقتي به ،أحسست بأ ّنه قد بدأ يغار...كنت سعيدة بهذا الشعور في البداية و لك ّنه ّ تحول إلى شيء مقرف...كان يطلب مني سرعان ما ّ أرقام أصدقائي و عناوينهم و كان يتهمني بأ ّنني أخونه...حاولت إقناعه بأ ّنني على غير ما كان يعتقده و لك ّنه أصرّ على أ ّنني أخونه...في مكان ما من أعماقي كنت سعيدة بالتهمة التي اتهمني بها...كنت أشعر بأ ّنه قد أصبح يهتم بي... سترحلين معي... لن أفعل...ال أتذكر بأ ّنني قد أكملت الجملة...لقد أحسست بشيء حادّ ينغرز في كليتي ثم أحسست بأ ّنني أغادر جسدي...رفعت بصري إليه...كانت كل مالمح وجهه قد اختفت تحت سواد قاتم...حاولت الصّ راخ...أحسست بشيء آخر يخترق تصورت أ ّنه يخرج ظهري...اختفت مالمحه...وللحظة ّ مسرعا.... التقرير الثالث... لست أدري إن كنت قد قتلتها فعال ...أحاول تذ ّكر ما حدث فال أتذكر سوى جسدها وهو ملقى على السرير...تجرّ عت كأس " الكوديا" الذي كان أمامي ثم التفتّ إلى الشارع...أجساد المارة تبدو مثل الجثث المتعفنة من وراء ّ الزجاج...كان اسمها " ح.ب.أ"...أو يبدو أ ّنه كان هكذا كما أعلمني رجال الشرطة ...ال أدري...أتذ ّكر بأ ّنني كنت مارا بالقرب من أحد ال ّ شوارع وكانت امرأة ما تقف بالقرب من أحد متاجر بيع لعب األطفال...كانت ضجرة جدا من الطفل الذي كان يرافقها و الذي كان يحاول جرجرتها إلى المتجر...كان اليوم باردا جدا و كان الثلج قد بدأ ينهمر على أسطح المدينة المتعفنة...ف ّكرت بتناول زجاجة خمرة قبل العودة إلى البيت وإعالم الشرطة بحكاية الجثة الملقاة على سريري...وعند مروري بالقرب منها الحظت كذلك وجود رجل
العدد الثالث
كمال عبد هللا الرجل مهتما في ما كان الصبي خمسيني...كان ّ يفعله...لقد كنت منذ لحظات بالشقة التي كنت أكتري بالقرب من الشركة التي أعمل بها...كانت غرفة ال ّنوم باردة جدّ ا فف ّكرت بتناول زجاجة خمر...وعندما كنت أقفل باب الش ّقة أحسست بصرخة مكتومة داخل غرفة ال ّنوم...عدت مسرعا سرير...لم أكن فوجدتها ملقاة على ال ّ أعرفها...شعرت بالخوف...كانت تنظر نحوي في صمت...لم أستطع التفكير...كل ما كنت أستطيع فعله هو تخيل تقاسيم وجهها الذي بدا عليه صص سجن تخ ّ سجان بأنّ إدارة ال ّ الهلع...قال لي ال ّ الزنزانة 105للمساجين الذين يشكلون خطرا على حياتهم أو على حياة غيرهم...ولك ّنني ال أتذكر شيئا م ّما حصل...فأنا ال أعرف هذه المرأة و ال أنذ ّكر بأ ّنني قتلتها... التقرير الرابع... أنا " أ.ب.ح"...وصلني اليوم استدعاء من شرطة الحي...لم يحدث أن دخلت في يوم من األيام قسم بوليس...غادرت الشقة التي أكتريها بالقرب من الشركة التي أعمل بها ثم اتجهت نحو "ساحة الشهداء" أين يقع قسم بوليس الحي...لم أستطع ترك طفلي الذي لم يتجاوز الخامسة من العمر بالمنزل...لقد حدث ،منذ سنة ،أن أشعل النار في المطبخ لوال تدخل الجيران...كان الطقس خريفيا رائعا و كنت أرتدي فستانا من الموسلين األزرق...كما كنت أنتعل كعبا عال...عندما اقتربت من متجر األلعاب تمسك ابني بذيل ثوبي...يبدو أ ّنه كان يحاول جرجرتي إلى داخل المتجر...أحسست بالضجر فدفعته بقوة حتى سقط على اآلرض...غير بعيد ع ّني كان هنالك رجل خمسيني بدا أنه هو أيضا قد كان يراقب ما كان يفعله ابني...أنا امرأة مطلقة... هل تعرفين هذه المرأة...؟ تبدو من الوجوه المألوفة نعم.... هل تعرفينها...؟..............لست أدري كيف وجدت نفسي متورطة بقضية قتل امرأة ال أعرفها حقيقة...أن يكون وجهها مألوفا فهذا ال يعني بأ ّنني أعرفها...لم يقتنع رجال الشرطة بما كنت أقوله و أنا اآلن بقسم النساء من السجن الشهير بقسوته...وقد "خصصت" لي إدارة السجن الزنزانة ....105سمعت إحدى السجينات و هي تقول بأن هذه الزنزانة خصّصت للمختلين عقليا....
جريدة الخياط
رئيس مجلس االدارة /اياد الخياط
الصفحة 13
02مارس 0212 رشا اهالل السيد أحمد
قراءة نقدية في "قصيدة الشاعر" للكاتب صابر حجازي النص
القراءة
ار مسكون بِالح ِّ ب ..وبِاألسف ِ
النيل سر مصر العظيمة ،وروعة العطاء فيها وشريان الحياة الخالد و منه وحي شعرائه ومن رقته عذوبة قصائد الوجد ،وابن النيل بقلبه المبدع دائما يظل يدفق بعطائه دون نهاية ،والشاعر صابر حجازي
مسكون ِبالدِّ فءِ ..و ِباألمطار اج.. بِأغانِي األمو ِ و ِبأحالم....تقبع فِي ذاتِي
من الشعراء اللذين يكتبون الواقعية الشعرية بأسلوب رشيق و جميل وسلس األشطر
ح ِل.. الرا ِ ب َّ بِحروفِ الح ِّ
ها هي قصيدته تتحدث عن الشاعر وروحه المحلقة في أرجاء الكون وهو يجعل منها عالما بهيا قائما بذاته وكأن لنفس الشاعر طقوسا كما للكون طقوسا إذا يقول : ِ
ت الحاضِ ر ومدارا ِ
ار مسكون ِبالحبِّ ..و ِباألسف ِ
واآلتِي
مسكون ِبالدِّفءِ ..و ِباألمطار
ووحِيدا
اج ِبأغانِي األمو ِ
ض ِبمدارا ِ الرف ِ ت َّ
فروح الشاعر كما يقول شفافة رهيفة ،يسكنها الحب بكل أنواعه للكون وما فيه وهذا روعة العطاء ،وهي بطبعها تحب التحليق في هذا الكون الرحب
نحوكِ
فالشاعر روح من سفر وقلق ،واستكشاف للعوالم البهية في هذا الكون وهو بطبعه يحمل قلب دافىء يحب الكون وما فيه ،وهو كريم معطاء كما طبع المطر الخير ،الذي يمأل الكون حياة
ت الماضِ ي فِي ملكو ِ
أسافِر
أرحل كل ّ مساء وأف ِّتش فِي صمتِي عن معني لألشياء اق فأصوغ أغانِي ال ُّعش ِ البعد
هور روح يملؤها غناء األمواج ..تشبيه عن الحركة الدائمة لروح الشاعر وقلقه الذي ال يستكين نالحظ أن أشطره رشيقة بعيدة عن التعقيد والمجازات المركبة والكلمات الصعبة ،أنه ينتقي من اللغة الكلمات الندية الجميلة السلسة
الهجر
و ِبأحالم....تقبع فِي ذاتِي
ب الح َّ
ِبحروفِ الحبِّ الرَّ اح ِِل..
الصدق ِّ الموت المِيالد وأسافِر عبر الحرفِ وفِي ت الكلِما ِ
ت الماضِ ي فِي ملكو ِ ت الحاضِ ر ومدارا ِ واآلتِي ووحِيدا
العدد الثالث
ويلوح بذاته من بين ساعات الوقت ،هي روح الشاعر التي تختزن جمال الكون داخلها دون حدود أنها روح ال تكف عن الرؤى الجميلة والتحليق به بكثير من تفاؤل رغم كل شيء وضمن عالم الصمت الرقيق هو دائم السفر لذاك الحب بروحه كل مساء ،فالوفاء طبعه فيقول بأشطر رهفة نحوكِ أرحل كلَّ مساء وأف ِّتش فِي صمتِي عن معني لألشياء اق فأصوغ أغانِي العُّش ِ /الحبَّ /الصِّ دق /الموت /المِيالد البعد /الهجر / ففي رحيله للمحبوب عبر القصيدة يكتب أغاني أخرى أليس الشعر هو روح الغناء وهذا الغناء يصوغ عبره مواضيع عدة ،يتكلم عن المسافات التي تفصل األحبة وعن الغياب و الهجر بكل أنواعه عن الصدق نقاء الكون عن الموت الحقيقة المؤكدة للجميع عن الميالد معجزة الحياة األزلية التي يشمخ بها الكون كل يوم ت ف وفِي الكلِما ِ وأسافِر عبر الحر ِ ار الحِكمة بحثا عن ن ِ بحثا عن نار الحِكمة والشاعر روح من قلقل تظل تبحث عن جمال الكون ،وعن سر أسراره وعن سر السعادة وبقائه ،فما زال شاعرنا يبحث في خاتمة قصيدته الجميلة عن سر الحضارات وعن سر جمال الفلسفة عن سر توهج القلوب عن سر النور القديم فما زال يبحث بقلب رهف عن كل هذه األسرار مجتمعة في النار ونحن نعرف ثالوث الحياة النار والماء والتراب ،وهو مرمز للحياة وللضياء بكل المعاني الجميلة لكنه هو يريد نار الحكمة سر الفلسفة أن الشاعر ختم القصيدة بفلسفة رائعة وهي البحث عن نار الحكمة التي تشعل العقول فتشتغل بها لتزهو الحياة بدقائقها بها ولتعرف ماهية هذا الكون وكيف صيغ وكيف ترتبت به األشياء وما هو المنطق في كل ذاك وكيف أنير هذا الكون
ض ِبمدارا ِ ت الرَّ ف ِ
الشاعر صابر حجازي أبدع في رقة أسلوبه ورقة ألوانه ومرمزاته الرهفة
ار الحِكمةِ بحثا عن ن ِ
أسافِر نحوك
شاعرة الياسمين رشا اهالل السيد أحمد
بحثا
و ألن الشاعر روح من رؤى وأحالم فأن خياله دائم التحليق ،وروح تحلق بال حدود
،شاعرة و قاصّة و تشكيلية سورية .لها مجموعة قصص قصيرة جدا أهمها ( عيون الريم ) و ( صحفي في بغداد ) . 0222نالت درع جنوب سوريا عن الشعر والقصة 0229ـ و عن الشعر . 0212لها ثالثة دواوين ( أشواقك قيصر ظالم ) 0212و ( لعينيك البحر أغني ) و ( رقم إنانا لكلكامش ألروع ملوك سومر ) . .0216
عن نار حكمةِ ال ِ
وهناك أحالم ناهضة تنهض من العمق األخضر فيه ، وكذلك حروف الحب الماضي أيضا ما زالت تسكنه بقوة في ذاكرته العميقة
جريدة الخياط
رئيس مجلس االدارة /اياد الخياط
الصفحة 14
02مارس 0212
عرض تحليلي نقدي لقصة" :تحت القناع حسناء" للقاصة مهدية أماني -1ألقصة رشف أحمد من قهوته رشفة أولى،احتفظ بها في فمه للحظة كما يفعل الذواقونقبل أن يحررها لتنزلق عبر بلعومه وتستقر على فطوره المنزلي المتواضع مصمص وتلمظ مستلذذا ،عرف من تقلص حبيبات لسانه أنها "ديبوا "كما يحبها ،امتدت يده إلى الجريدة و بقيت معلقة في الهواء،لفت انتباهه متسولة لم يرها من قبل ،تفرد فرشتها المهترئة على بقايا كرتون حليب أطفال ،حاول أن يصرف انتباهه عنها فلم يستطع ،يصله صوتها الخافت المتذلل مستدرا عطف المارة في تكرار أسطوانة مشروخة ،قلة منهم ينفحونها بصدقة صباحية ،وشاحها األسود تلمع بقع األوساخ عليه ملتقطة ضوء النهار ،من تحت خرقة رأسها تتدلى خصل شعر أشيب باهث ، محياها يحمل كل تجاعيد الدنيا وهمومها ،وبروز أسنانها األمامية أكمل الصورة البئيسة المزرية.. نسيها في خضم ما زخرت به الجريدة من أحداث ومصائب ومثالب ،تساءل للمرة األلف لِم يكلف نفسه وجيبه عناء شرائها ؟ مر إلى صفحة الكلمات المتقاطعة ،اعتصر ذهنه عله يكمل حلّها في زمن قياسي كما يفعل دوما ،استعصت عليه ..طواها في نرفزة واستراح منها ،سيعود إليها حتما ،اليوم يوم عطلة ،وال أحد ينتظر عودته ببيته البارد الفارغ في هذه المدينة العمالقة الملوثة ،زفر أكسيدها وفي صدره حسرة على بلدته الصغيرة الرابضة بين جبال األطلس الشاهقة ،حن إلى خبز أمه وقهوتها المعطرة بالزعتر الجبلي الفواح ،تذكر كم كان يحب أن يستلقي على ظهره لعد الرزم المدالة من سقف منزلهم الطيني البسيط لتجف في منأى عن أشعة الشمس ،تاقت نفسه إلى قصعة ثريد من صنع يدها الكريمة فعافت نفسه أكل المقاهي الشعبية المشكوك في نظافتها ،مسح على وجهه في محاولة لنفض هذه الذكريات ،سفره الذهني المكوكي هذا عبر الزمن يجعل حياته هنا أشد وطأة على نفسه.نادى النادل لطلبية أخرى ،لن يكون زبونا ثقيال يمرر يوما كامال بكأس قهوة يتيم ،شعر براحة ضمير ،مد ساقيه تحت المنضدة ،أسند ظهره بحرية ،وترك بصره يجوب الشارع المقابل ،استقر على المتسولة مرة أخرى ولم يزغ عنها ،الوقت يمر عليه وحوله دون أن يفكر في إيقافه أو استغالله ،أسلم له نفسه فقط وتركها تتماهى معه في ملكوت هللا.. زال النهار ،أضيئت الشوارع واكتظت باآلوبين لبيوتهم ،وبزمر محبي الليل واألوكار،طوت المرأة فرشتها وزجتها في كيس بالستيكى أسود ،استجمعت وقفتها بجهد جهيد ومضت ،تأبط جريدته ،وضع
ما بذمته على الطاولة ،واقتفى أثرها ..شيء ما فيها أيقظ فضوله ،ظن بادئ األمر أنها تلجأ إلى العمارة التي دلفت إليها لتبيت في بعض مكامنها ،لكنها تسلقت الساللم ،تبعها ،توقفت أمام شقة وعلى ضوء والعة أدخلت مفتاحا في خرم الباب فتحت واختفت ..تسمر في مكانه من شدة الدهشة و االستغراب ،شعر بخوار في جسده ،ربما ألنه لم يأكل شيئا طول النهار ومفعول الكافيين المحفز قد زال ،استند على الدرابزين وانتظر .فتح الباب بعد حين ،هلت طلعة صبية في غاية األناقة والشباب ،لم يبد أنها الحظت وجوده ..أطفأت نور بيتها، صفقت الباب وراءها ونزلت بخفة وثقة في الظالم ،تتبع عبق عطرها الباريسي األخاذ يكاد يتداعى من شدة ما أل ّم به توارى وراء باب العمارة ،اتجهت هي صوب سيارة فارهة مركونة غير بعيد ، امتطتها برشاقة وأنوثة أثارتا إعجابه ،وضعت حقيبتها بجانبها ،وعلى ضوء لمبة سقفها ،سوت خصالت شعرها األسود الكثيف بأصابع صبغت أظافرها بعناية ،صهلت خيول عدة تحت ضغط حذائها اإليطالي..وانطلقت..
-0التحليل النقدي أحيانا نجد أنفسنا مشدودين نبحث عن حلول لتساؤالت تتوارد بانسيابية أخاذة.. هكذا وجدت نفسي أتواصل مع سرد عميق رغم شفافيته ألتابع تلك المرأة وكأنني انتهيت توا من شرب القهوة ووضعت الجريدة جانبا ،ان سيناريو القصة عبارة عن مالحظة موضوعية objective observationألمرأة تبدو ألول وهلة مسكينة بالكاد تقف على قدميها ،تفترش األرض وتستجدي االخرين وهذا ديدنها .وقد نجحت الكاتبة في جعلنا نتعاطف معها ولكن الفضول يسيطر علينا ،فنتبعها ونستغرب صعودها الساللم فهذا يعني انها تمتلك شقة وبالفعل دخلت شقتها بدليل ان المفتاح معها وانها على األرجح تعيش وحيدة ..وتأتي الصعقة عند خروج شابة من الشقة بعطرها الفواح وزينتها لتنزل الى سيارة مركونة وهذا يعني انها سيارتها .لم تصفح الكاتبة عن وجهها ولم تعطنا تفاصيله ..لكن بصيصا عابرا نتمسك به فنعلم انها هي نفسها ..أجل المتسولة حيث يبدأ عملها الليلي والذي بدت بعض حركاتها داخل السيارة توحي بأنها امرأة تمارس عمال غير شريف .ان الكاتبة جعلت واجهة الشقة مظلما ..يا ترى لماذا؟ السبب هو لكي تخرج من دون أن يميزها أحد أي انها تلعب دورين مختلفين..
التسول نهارا وعمال قد يكون في المالهي وغيرها ليال ..ان مالحظة أحمد للمتسولة مرت في مرحلتين .األولى عندما " امتدت يده الى الجريدة وبقيت معلقة في الهواء "...وهذا يعني انه رفع رأسه فينظر بخط أفقي نحو الجريدة ليستطيع قراءتها حيث يمتد بصره نحو الخارج ليرى المتسولة وكان بامكان الكاتبة أن تقول رفع رأسه فلفت " انتباهه متسولة لم يرها من قبل . "...أما المرحلة الثانية فهي عندما " م ّد ساقيه تحت المنضدة، أسند ظهره بحرية ،وترك بصره يجوب الشارع المقابل ،استقر على المتسولة مرة اخرى ولم يزغ عنها."... وطريقة جلوسه هذه تدل على ارتياحه واسترخائه أعطته تداعيا ال شعوريا ينغمر خاللها في لحظات هي في الحقيقة ومضة flash pointأرجعت مخيلته الى الماضي نحو " بلدته الصغيرة الرابضة بين جبال األطلس الشاهقة ،حنّ الى خبز أمه وقهوتها المعطرة بالزعتر الحلبي الفواح "....ومن منا لم يحن لذكريات الماضي البسيطة حيث الدفء العائلي وحضن األم الذي ال يعوض ،لطلبية أخرى ليشعر " براحة ضمير "...يساهم أيضا في استرخائه في مدينته " العمالقة الملوثة "...ومما زاد في شكوكه وريبته ، عندما فتحت الباب بعد حين وهلّت طلعتها " صبية في غاية االناقة والشباب "...لم تخرج مباشرة وانما بعد حين حيث " أطفأت نور بيتها ،صفقت الباب وراءها ونزلت بخفة وثقة في الظالم "..وبالتأكيد نزولها بخفة من أجل السرعة في مغادرة المكان أما الثقة في تصرفها فهذا يعني أنها متعودة على هذا االسلوب" .وكان عطرها الباريسي" داللة على غالء ثمنه وقدرتها على استعماله كذلك عندما " صهلت خيول عدة تحت ضغط حذائها االيطالي "..وهي تورية جيدة أيضا للداللة على سرعة مشيها ثم مغادرة السيارة حيث بدت اصوات عجالتها كالصهيل أثر ضغط دواسة التعجيل بشدة .وأخيرا ال بد من االشارة بأن القصة قد ح ِبكت ببراعة، من خالل التزام واضح بميكانزم القصة القصيرة حيث يشترك القاريء بفتح رموزها ليشعر بالمتعة عند القراءة .وقد ابتعدت القاصة عن االسهاب بل أجبر المتلقي العادة القصة وهذا شيء البد منه حسب اعتقادي الن التفاصيل تجبرنا على ضرورة ربط خيوط األحداث .وان البحث الدقيق في ثنايا النص يسهل علينا كشف شخصية المرأة وبدونه قد تكون الشخصية شبه مبهمة ..واختيار عتبة القصة " تحت القناع حسناء" ربما للتسهيل في ادراك مجمل الشخصية وهو معلومة قد تبدو مجانية ،لكن الحقيقة
العدد الثالث علي البدر
عكس ذلك فقد بقي الشد واالبهام آلخر لحظة وعليه البد لنا أن نشيد بقدرة الكاتبة على إبقاء حماس التتبع حيث انكشفت األمور ليزداد استغرابنا .وإن كانت هذه المتسولة مخادعة فال ينبغي لنا التعميم ألن ضحايا الظروف القاهرة كثيرون خاصة في بلداننا التي تعوم على بحيرات من النفط وكنوز األرض التي أودعها هللا سبحانه وتعالى في أراضينا .ولألسف نرى التفاوت الطبقي واضح في دولنا العربية .وبرأيي المتواضع أن قصة األديبة مهذية أماني بحاجة لقصة أخرى تغور في أعماق الشخصية التي هي ضحية الظروف التي جعلت سلوكها منحرفا ويبدو أنه متعلق بحالة الشيزوفرينيا Schizophrenia ألتي هي اضطراب نفسي يتسم بسلوك اجتماعي غير طبيعي وهي نوع من الفصام في الشخصية .شخصيتان بدا التناقض contradictionبهما مثيرا لإلستغراب .ياترى ..أيهما تسبق األخرى؟ أهي متسولة وغرر بها ليجرفها التيار مع بنات بالليل أم العكس؟ تساؤالت كثيرة تركتها الكاتبة متقصدة لتزيد استغرابنا وفي كل األمور يبقى صدى خطواتها في الشارع متسارعا كسنابك الخيل ليعقبه صهيل ثورة جامحة مالها من قرار.. أألديبة القاصة مهدية أماني ..تحياتي ويسلم إبداعك علي البدر /قاص وناقد