ال�سيا�سة اخلارجية الأمريكية يف ال�شرق الأو�سط 2015 - 2001 املبادىء احلاكمة ،امل�صالح والأهداف ،التحوّالت ،الفر�ص والتهديدات
حزيران 2016
متخصصة تُعنى بحقيل األبحاث واملعلومات مؤسسة علمية ّ ّ
�إعداد :ال�سيا�سة اخلارجية الأمريكية يف ال�رشق الأو�سط 2015 - 2001التحوالت ،الفر�ص والتهديدات. املبادىء احلاكمة ،امل�صالح والأهداف، ّ � -إعداد :مديرية الدرا�سات اال�سرتاتيجية.
النا�رش :املركز اال�ست�شاري للدرا�سات والتوثيق. تاريخ الن�رش :حزيران 2016م املوافق رم�ضان 1437هـ الطبعة :الأوىل حقوق الطبع محفوظة للمركزالعنوان :بئر ح�سن ـ جادة الأ�سد ـ خلف الفانتزي وورلد ـ بناية الإمناء غروب ـ الطابق الأول. هاتف01/836610 : فاك�س01/836611 : خليوي03/833438 : Baabda 10172010 Beirut-Lebanon P.o.Box: 24/47
الربيد الإلكرتوين: dirasat@dirasat.net www.dirasat.net
4
إﲡﺎﻫﺎت وﻣﺪارس أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎدة
)اﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ(
اﶈﺎﻓﻈﻮن اﳉﺪد
اﻟﺮﻓﺾ اﻟﻘﺎﻃﻊ ﻟﻺﻧﻌﺰاﻟﻴﺔ ,اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺰاﻳﺪ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺪﺧﻠﻴﺔ ﺣﺎدة ,اﻟﺪﳝﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺣﻴﺚ اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺗﺘﺤﺪد ﺑﻨﺸﺮ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ وﻟﻴﺲ اﻟﻘﻮة ,اﳌﻬﻤﺔ اﻷﺳﻤﻰ ﻟﻴﺲ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻀﻴﻘﺔ او ﺗﻮزان اﻟﻘﻮى ﺑﻞ اﳊﺮﻳﺔ واﻟﺴﻼم
6
اﻹﻧﻌﺰاﻟﻴﺔ
اﳌﻮازﻧﺔ ﻓﻲ اﳋﺎرج
) اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ أوراﺳﻴﺎ ﳌﻨﻊ ﻗﻴﺎم ﻗﻮة ﻫﻴﻤﻨﺔ واﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﻮازن اﻟﻘﻮى(
اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻹﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ
ﻣﻨﺤﻰ وﺳﻄﻲ ﻣﺎ ﺑﲔ اﻹﻧﻌﺰاﻟﻴﺔ وﺷﺮﻃﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ – ﺗﻀﻤﻦ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ أوﻟﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ – ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎدات أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻨﺘﺞ ﻓﺮاﻏﺎً ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻛﺄوراﺳﻴﺎ ﳑﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﺻﺮاﻋﺎت دﻣﻮﻳﺔ
اﻷﻣﻦ اﳉﻤﺎﻋﻲ اﻟﻌﺎﳌﻲ -اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ
اﻹﻧﻌﺰاﻟﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة
ﻻ ﳝﻜﻦ ﻷي ﻗﻮة أن ﺗﺘﺤﺪى ﻫﻴﻤﻨﺔ وﻗﻮة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة إذا ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﺮاﻋﺎت اﻵﺧﺮﻳﻦ ,واﻹﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ,واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻓﻲ داﺧﻞ اsﺘﻤﻊ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ اﳋﻄﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻮة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة
م�صادر ال�سيا�سة اخلارجية ا لأمريكية
اﳌﺼﺎدر اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ
اﳌﺼﺎدر اﻟﻔﺮدﻳﺔ
اﳌﺼﺎدر اSﺘﻤﻌﻴﺔ
اﳌﺼﺎدر اﳋﺎرﺟﻴﺔ
اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس اﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮن
ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﺪ - ﻧﻔﺴﻴﺘﻪ – أﺳﻠﻮﺑﻪ – ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻓﻲ اﻹدارة وإﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار
اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم – ﺟﻤﺎﻋﺎت اﻟﻀﻐﻂ - اSﻤﻊ اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﺴﻜﺮي -اﻹﻋﻼم – اﻟﻠﻮﺑﻴﺎت
ﺗﻮزع اﻟﻘﻮة واﻟﻬﻴﻤﻨﺔ – ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ- اﻹﻗﺘﺼﺎد وﺿﺒﻂ اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﻨﻘﺪ
ﻣﺼﺎدر اﻟﺪور
اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ واﻟﺒﻴﻮﻗﺮاﻃﻲ -اﻟﺒﻴﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ وأﺛﺮ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ وﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ
5
مقاربة املحافظني اجلدد – الآُحادية امل�ستقرة �رضورة قيام الإمرباطورية الأمريكية من �أجل ا�ستقرار النظام الدويل (�رشطي العامل). القوة ال�صلبة هي جوهر القوة الأمريكية ونواة امل�رشوع الإمرباطوري. يجب منع �أي قوة هيمنة دولية من ال�صعود وحتدي مكانة �أمريكا يف النظام الدويل(نظام دويل هرمي).أقرته �إدارة بو�ش الأب« :يجب احلفاظ على الآليات لردع املناف�سني املحتملني حتى من الطموح �إىل دور «دليل التخطيط الدفاعي» 1999-1994الذي � ّ�إقليمي �أو عاملي».
يحق للواليات املتحدة متى �شاءت ،وبقرار منفرد ،ا�ستخدام القوة الع�سكرية مبعزل عن القانون الدويل. التو�سع الع�سكري اخلارجي �رضوري ل�ضمان الهيمنة الأمريكية حول العامل (تدمري مناف�سني ،فتح �أ�سواق ،التحكم باملمرات املائية ،الإم�ساك مبكامن الطاقة).التحالفات والعمل املتعدد الأطراف واملنظمات الدولية ينح�رص دورها يف تعزيز الأجندة الأمريكية حول العامل.
�إ�سرتاتيجية بو�ش ال�شرق �أو�سطية :االنتحار خوف ًا من املوت
�إدارة ال�رشق الأو�سط ب�شكل مبا�رش لإعادة تثبيت التوازن الإقليمي الذي ّاختل بعد العام .2000 لتحديات و�ضعتها مو�ضع ال�شك. تعر�ضت ّ التدخل لإعادة ترتيب املنطقة و�ضبطها حتت �سقف الهيمنة الأمريكية التي ّ -الأولوية ملواجهة التحدي الأ�صويل اجلهادي (احلرب على الإرهاب) ،واخلطر الإيراين (منع االنت�شار النووي).
يت�شارك الأ�صوليون ال�س ّنة وال�شيعة يف الإنتماء لقراءات �إ�سالمية ،ولو متباينة ،ولذا املطلوب �إعادة �إنتاج الإ�سالم ب�شكل جديد. «�إ�رسائيل» هي ال�رشيك الوحيد املوثوق به يف املنطقة ولديه دور مبا�رش يف ت�شكيل التوازنات الإقليمية.8
ﺿﻤﻮر اﻟﻘﻮة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ :اﻟﻨﻘﺎش واﻹﲡﺎﻫﺎت - ﺑﺪأ اﻟﻨﻘﺎش ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت ﻣﻊ ﺑﺮوز ﺑﺪاﻳﺎت ﲢﻮّل ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﻟﻲ . - ﺗﺼﺎﻋﺪ اﻟﻨﻘﺎش ﻣﺠﺪداً ﻓﻲ ﻇﻞ إدارة ﺑﻮش ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻔﺸﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي واﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ 2008
- ﻇﻬﻮر ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻴﺎرات أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﺎل ﺣﻮل «ﺿﻤﻮر» اﻟﻘﻮة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ .
-1اﻟﻀﻤﻮر ﺣﺘﻤﻲ
• ﲢﻮﻻت اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﻟﻲ • ﺗﺸﻈﻲ اﻟﻘﻮة
-2اﻟﻀﻤﻮر ﻏﻴﺮ ﺣﺘﻤﻲ
• اﻟﻘﻮة اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ • ﻋﺎﳌﻴﺔ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ
-3اﻟﻀﻤﻮر ﻏﻴﺮ وارد
• اﻟﺘﻔﻮق اﻟﻌﺴﻜﺮي واﻟﻘﻮة اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ • ﻣﺤﺪودﻳﺔ اﻟﺘﺤﻮل اﻻﻗﺘﺼﺎدي )ﻣﺆﻗﺖ ،ﺗﺄﺛﻴﺮه ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ(
7
ﻣﺒﺎدىء وﺳﻴﺎﺳﺎت ﺗﺼﺤﻴﺤﻴﺔ ﻣﺒﺎدىء وﺳﻴﺎﺳﺎت ﺗﺼﺤﻴﺤﻴﺔ
اﳌﻮارد اﳌﻮارد
ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺘﺮﻣﻴﻢ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺘﺮﻣﻴﻢ ﺿﺒﻂ اﻟﺘﺪﺧﻞ وﻓﻖ أوﻟﻮﻳﺎت ﺿﺒﻂ اﻟﺘﺪﺧﻞ وﻓﻖ أوﻟﻮﻳﺎت
10
اﻷﻋﺪاء اﻷﻋﺪاء ﺧﻠﻖ »ﺻﺮاع داﺧﻞ
اﳊﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ« ﺧﻠﻖ »ﺻﺮاع داﺧﻞ اﳊﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ« »اﻹﻧﺤﺮاف ﻧﺤﻮ ﺷﺮق آﺳﻴﺎ« »اﻹﻧﺤﺮاف ﻧﺤﻮ ﺷﺮق آﺳﻴﺎ«
اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻹدارة ﺑﺎﻟﺘﻮازﻧﺎت )اﻟﺴﻤﺴﺎر( اﻹدارة ﺑﺎﻟﺘﻮازﻧﺎت )اﻟﺴﻤﺴﺎر( اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺎت )ﻣﻌﻀﻠﺔ اﻟﺮاﻛﺐ اﻟﻌﻤﻞا=ﺎﻧﻲ( ﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺎت )ﻣﻌﻀﻠﺔ اﻟﺮاﻛﺐ ا=ﺎﻧﻲ(
اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺴﻠﻮك ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻘﻮة اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻘﻮة اﻟﻨﺎﻋﻤﺔﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدة اﳋﻠﻒ اﻟﻘﻴﺎدة ﻣﻦ اﳋﻠﻒ
هرني كي�سينجر �ستعرف الواليات املتحدة �أمنها بداللة منع ظهور �أي قوة رئي�سية حمتملة؟ هذا �سيجعلها �رشطي العامل ويف النهاية �ستنقلب معظم الدول الأخرى �ضدها, «هل ّ و�سيكون ذلك ا�ستنفاداً للموارد الأمريكية والتوزان النف�سي �إذا �أ�صبحت التدخالت واحلمالت الدائمة من خ�صائ�ص ال�سيا�سة اخلارجية الأمريكية».
التداعيات الإقليمية لإ�سرتاتيجية بو�ش �شيوع �رسدية «احلرب الأمريكية على الإ�سالم». ف�شل ع�سكري ذريع \ ت�رضر الهيبة الأمريكية. تدهور غري م�سبوق يف �صورة وم�رشوعية القوة الأمريكية. �ضمور م�رشوعية الأنظمة العربية التقليدية امللحقة بوا�شنطن. نزف �إقت�صادي منهك. خلق فراغ جيو�سيا�سي �أمام �إيران وحلفائها. �صعود«ال�سلفيات اجلهادية» املتطرفة. �إ�ضطراب البيئة ال�سيا�سية الأمريكية (ظهور نزعة انعزالية).القوة يف النظام الدويل. حتول ميزان ّ -ت�رسيع عملية ّ
9
�إنتقد مايكل �سينغ يف الفورين بولي�سي مقاربة ها�س لأنه «ال ميكن لل�شعب الأمريكي �أن يهمل �أو ي�ؤجل الق�ضايا الدولية ل�صالح الأمور الداخلية .فرفاهيته ال تتوقف فقط على الظروف ال�سيا�سية واالقت�صادية يف الداخل ،ولكن �أي�ض ًا على تلك التي يف اخلارج» .والقول عك�س ذلك هو بب�ساطة ال يتنا�سب مع واقع اليوم ,فقد متت عوملة االزدهار االقت�صادي لل�شعب الأمريكي ،حيث �إن التجارة ور�أ�س املال واليد العاملة تتحرك على نحو متزايد عرب احلدود الوطنية .والأمر نف�سه فيما يتعلق ب�أمن الواليات املتحدة ،حيث مل يعد با�ستطاعة املحيطات توفري مناطق عازلة من التهديدات اخلارجية. )4التخ ّل�ص من عبء «الراكب املجاين»� ،أي االعتماد ب�شكل متزايد على احللفاء.
)5تعزيز القوة الناعمة الأمريكية يف ال�سيا�سة اخلارجية من خالل �إ�سرتاتيجية القوة الذكية (الدمج بني القوتني الناعمة وال�صلبة). )6االنحراف نحو ال�رشق ،ملالقاة التهديد ال�صيني باعتباره التحدي العاملي الأهم لدور �أمريكا يف العامل( .جزء من �سيا�سة ترتيب الأولويات وترميم القوة الأمريكية). والتعر�ض لعملية ا�ستنزاف دائمة( .البقاء بعيداً عن العني ولكن قريب ًا من العقل� ،أي الغائب احلا�رض يف ح�سابات اجلميع). التورط املبا�رش يف املنطقة )7عدم ّ ّ
)8لعب دور «ال�سم�سار» و�إدارة املنطقة من «فوق» �أي عرب �إدارة التوازن بني القوى الإقليمية. )9مبد أ� «القيادة من اخللف» . )10من احتواء اخل�صوم �إىل الإنخراط معهم .
12
مبادىء و�سيا�سات ت�صحيحية
التحول برزت منذ والية بو�ش الثانية� ،أي �أن الوقائع والتوازنات تفر�ض نف�سها على اجلميع( .تقرير بايكر – هاملتون �صدر نهاية .)2006 بدايةّ التحول مع و�صول �أوباما �إىل احلكم وما زال م�ستمراً. تكر�س هذه ّ ّ -
)1الدعوة للتمييز بني اجلوهري ،والثانوي ،والهام�شي يف امل�صالح اخلارجية لوا�شنطن:
متيز بني ما يجب عليها القيام به وما الذي ترغب يف القيام به وما هو خارج كي�سينجر�« :إن الواليات املتحدة �ست�ستنفد مواردها املادية واملعنوية �إذا مل تتعلم كيف ّ قدراتها». )2من «ال�رصاع بني احل�ضارات» �إىل «ال�رصاع داخل احل�ضارة» بدءاً من العام 2005 -االنتقال نحو ا�ستخدام «اجلهاديني ال�س ّنة» بوجه �إيران وحلفائها( .مقالة �إعادة التوجيه� ،سيمور هري�ش.)2007 ،
مراجعات و�إ�صالحات يف الدبلوما�سية العامة الأمريكية جتاه املنطقة (دعم املعتدلني ،الدخول �إىل �سوق الإعالم املحلي ،بناء �شبكات �إ�سالمية ،تغيري جمرى الأفكارمن خالل الوكيل الثقايف الرتكي ،تعزيز ن�رش الثقافة والقيم الأمريكية ،دعم �أو�سع ملنظمات املجتمع املدين ،تو�سعة الربامج التي ت�ستهدف ال�شباب من خالل برامج التبادل�...إلخ). بدل الرتكيز على تقدمي �صورة �إيجابية عن �أمريكا جرى الرتكيز على تهمي�ش «املتطرفني» وتعزيز ح�ضور «املعتدلني». )3يف �آب � 2011أطلق ريت�شارد ها�س مذهب ًا جديداً لل�سيا�سة اخلارجية الأمريكية وهو «مذهب الرتميم» الذي يهدف �إىل «�إعادة التوازن للموارد املخ�ص�صة ملواجهة التحديات الداخلية يف مقابل التهديدات اخلارجية وذلك ل�صالح التهديدات الداخلية». ّ �سيمكن �أمريكا ،بالإ�ضافة �إىل مواجهة التهديدات الداخلية احلرجة ,من �إعادة بناء �أ�س�س قوة هذا البلد ليكون يف موقع �أف�ضل ملواجهة املتحدين التوجه هذاّ
الإ�سرتاتيجيني ،وترميم و�إحياء «قوة هذا البلد وجتديد موارده االقت�صادية والإن�سانية واملادية».
هذا املذهب خمتلف متام ًا عن الإنعزالية� ,إذ �إن الواليات املتحدة «�ست�ستمر يف ممار�سة �سيا�سة خارجية فاعلة :خللق ترتيبات دولية لإدارة التحديات التي تنتجهاالعوملة ,لتن�شيط التحالفات وال�رشاكات ,وللتعامل مع التهديدات املرتبطة بعدوانية كوريا ال�شمالية ,والت�سلح النووي الإيراين ,وف�شل الدولة الباك�ستانية”. �إال �أنه يف ظل مذهب «الرتميم» �ستتقل�ص التدخالت الع�سكرية �إال يف حالة ال�رضورة – عندما تكون م�صاحلنا احليوية مهددة ولي�س هناك من بدائل غري ع�سكرية . 11
الأهداف الإ�سرتاتيجية الأمريكية لإدارة �أوباما احلفاظ على موقع ال�صدارة يف �إدارة املنطقة. �إحتواء حمور املقاومة عرب املزاوجة بني الإنخراط والإ�ستنزاف. �سيما دول اخلليج والأردن وم�رص ومتكينها من الدفاع عن نف�سها. احلفاظ على الإ�ستقرار ال�سيا�سي حللفاء وا�شنطن يف املنطقة وال ّ �ضبط “الإرهاب” (القاعدة وداع�ش) بح�سب م�ستلزمات م�صاحلها. منع �إنت�شار الأ�سلحة النووية (ب�إ�ستثناء الكيان ال�صهيوين). التدفق الآمن للنفط. احلفاظ على التفوق الأمني الإ�رسائيلي يف املنطقة. تعميق دمج املنطقة بالعوملة االقت�صادية – الثقافية ،و�إنتاج «�إ�سالم ع�رصي» يدفع بالإ�سالم احلركي �إىل الهام�ش.
مقاربة �إدارة �أوباما لالتفاق النووي )1على املدى املنظور: -خيار احلرب عبثي وله نتائج عك�سية ،فال بد من الت�سوية التي مل تكن �رشوطها متوفرة عام .2009
بعد �إ�ستنزاف �إيران يف العراق و�سوريا وعرب العقوبات �أ�صبح الثمن الإيراين مقبو ًال. �إ�رشاك �إيران يف الإدارة الإقليمية عامل ا�ستقرار. التوافق مع �إيران حيثما �أمكن �إقليمي ًا ،واحتوا�ؤها عرب احللفاء حيث يتعذر ذلك ،بعد متتني التحالف التقليدي يف املنطقة (خليج – تركيا � -إ�رسائيل) – مارتني�إنديك. االعرتاف مب�صالح �إيران كقوة �أقليمية ،ومواجهتها يف م�صاحلها كقوة ثورية.14
ّ التحديات �أوباما يف مواجهة
ترميم �صورة �أمريكا و�رشعيتها يف املنطقة. وقف الإ�ستنزاف الأمريكي يف �رصاعات ال�رشق الأو�سط. خلق بيئة �إقليمية لدفع الإيرانيني نحو الت�سوية. العمل مع �رشكاء جدد �أكرث مقبولية وت�أثرياً (الإخوان امل�سلمني) ،وت�أهيل احللفاء القدامى لأدوارجديدة (تركيا مث ًال). حماولة التو�صل لت�سوية فل�سطينية – �إ�رسائيلية.� -إقامة توازن �إقليمي يتيح لأمريكا التخفف من كثري من �أعباء املنطقة.
�إ�سرتاتيجية الأمن القومي الأمريكي 2015 القيادة من خالل الأهداف� ،أي حلماية �أمريكا ومواطنيها ،جت ّنب �أزمة يف االقت�صاد الدويل ،منع امتالك �أو ا�ستخدام ا�سلحة الدمار ال�شامل ،التغيرّ املناخي ،منعح�صول خلل كبري يف �سوق الطاقة ،التح�سب لآثار ظهور الدول الفا�شلة وال�ضعيفة. القيادة مبتانة من خالل تعزيز عنا�رص القوة الأمريكية الداخلية. القيادة من خالل تقدمي منوذج ي�ستحق االقتداء ،وهذا حديث دائم مرتبط مبا يعرف بالقوة الناعمة.حتمل امل�س�ؤوليات خلف وا�شنطن والتخلي عن حالة «الراكب القيادة من خالل �رشكاء قادرين� ،أي الت�أكيد جمدداً على �أنه حان الوقت لأن ي�شارك الآخرون يف ّاملجاين». القيادة من خالل كل عنا�رص القوة الأمريكية ( الع�سكرية ،الدبلوما�سية ،العقوبات ،التنمية ،االقت�صاد ،اال�ستخبارات ،العلم والتكنولوجيا)� ،أي اال�ستمرار يفاحلد من دور القوة الع�سكرية يف ال�سيا�سة اخلارجية الأمريكية ل�صالح توليفة هجينة. – القيادة مبنظور بعيد الأمد ،من خالل مراقبة حتوالت القوة حول العامل ،و�إدراك �أن عملية التناف�س يف ال�رشق الأو�سط �ستبقى قابلة لال�شتعال ال �سيما حيث «للمتطرفني الدينيني» جذور �أو حيث يوجد حكام يرف�ضون الإ�صالح الدميوقراطي. 13
)2على املدى البعيد: التمهيد الخرتاق املجتمع الإيراين وتعزيز التوتر الداخلي بني تياري الدولة والثورة.التفرغ الأمريكي للتحدي ال�صيني. التوازن الإقليمي يقلل الأكالف رغم خ�سارة بع�ض املنافع ،وهو ما يتيح ّ -حماولة �إقامة حزام من الدول ال�صديقة حول الرب الآ�سيوي حلجز رو�سيا وال�صني.
-التوازن الأورا�سي هو الهاج�س الأمريكي الذي �أ�صبح املحدد الرئي�سي يف ال�سيا�سة اخلارجية الأمريكية.
�أوباما حتت النقد الأمريكي ظهور �أمريكا كقوة مرتاجعة �ضعيفة يف طور ال�ضمور. ت�شجيع القوى املناف�سة على حتدي القوة الأمريكية. ظهور فراغات �إ�سرتاتيجية حول العامل ت�شعل التوتّرات وت�سمح «لالعبني �سيئيني» بال�صعود.� -إحلاق �رضر نوعي مب�صداقية والتزام �أمريكا جتاه حلفائها.
15