زمرة الأدب الملكية

Page 1


‫كادر املجلة‬ ‫أ‪.‬منى عز الدين‬ ‫أ‪.‬زهراء ناجي‬ ‫أ‪.‬بيارق األمل‬ ‫أ‪.‬زينب الرشقاوي‬ ‫أ‪.‬ياسمني عيل‬ ‫أ‪.‬داليا عبدالله‬ ‫أ‪.‬منى نارص‬ ‫أ‪.‬زينب األسدي‬ ‫أ‪.‬إميان صربي‬ ‫أ‪.‬مرام مرام‬ ‫عالقات عامة‬ ‫اخراج فني‬ ‫أ‪.‬أديان السعد‬ ‫م‪.‬نور الخالدي‬ ‫ارشاف عام‬ ‫أ‪.‬خالد أمني (رئبال الدمشقي)‬


‫قريبا‪.....‬‬


‫كلمة‬ ‫العدد‬ ‫الظالم‪ .‬كُ ّنا بِذر ًة صغرية يف حقلِ‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫األدب‬ ‫ِ‬ ‫بالعلم‬ ‫العريب الحديث‪ ،‬وكُ ّنا نسقيها‬ ‫ِ‬ ‫ض َب اللَّ ُه َمث ًَل واالطالع‪ ،‬وكُ ّنا ندخر التفاؤل‪ ،‬واألمل‪،‬‬ ‫قال تعاىل‪(:‬أَلَ ْم تَ َر كَ ْي َف َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫لوقت قد يغدرنا ب ِه الواقع‪ ،‬ويغزونا‬ ‫كَلِ َم ًة طَ ِّي َب ًة كَشَ َج َر ٍة طَ ِّي َب ٍة أَ ْصلُ َها ث َاب ٌِت‬ ‫جفاف األصحاب‪ ،‬حتى كربنا ونضجنا‬ ‫الس َم ِء)[‪_24‬إبراهيم[‪.‬‬ ‫َوفَ ْر ُع َها ِف َّ‬ ‫وأصبحنا شباب‪:‬‬ ‫األدب امللكية} اس ٌم لعرينٍ أديب؛‬ ‫الحمد لله الذي جعل القرآن ِم ْن َهاجاً‪،‬‬ ‫}زمر ُة ِ‬ ‫بدأت نشأتها يف ‪٢٠١٨_٤_١٥‬م‪ ،‬كانت‬ ‫نقتبس من ُه دروس الحياة‪ ،‬الحمد لله‬ ‫فريق منافس بني أربع ِة ِفرق‪،‬‬ ‫الساج الوهاج‪ ،‬عبارة عن ٍ‬ ‫الذي جعل ُمح ّمدا نبينا ّ‬ ‫الحمد لله الذي جعل إسالمنا رسالة يف يض ُّم كاتبات من الوطنِ العريب‪،‬‬ ‫األخالق‪ ،‬الحمد لله عىل نعم ِه الجزيلة بقيادة األستاذ األديب‪ /‬خالد أمني‬ ‫يف الرساء والرضاء‪ ،‬الحمد لله حتى يبلغ ‹رئبال الدمشقي›‪ ،‬برعاية «أكون لإلبداع‬ ‫العريب»‪ ،‬فانتهت املنافسة األدبية‬ ‫الحم ُد ُمنتهاه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تكتف عند ذلك؛ فأنشأت‬ ‫لحظات بفوزها؛ ومل‬ ‫ما أصعب البدايات‪ ،‬وما أجمل‬ ‫فالطريق ‹ال ُّزمرة› ُمدونة عرب ُمتصفح ‹جوجل›‬ ‫الوصول‪ ،‬حني تعانق السامء‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يحمل اسمها‪ ،‬حيثُ تم تدوين القصص‬ ‫ُ‬ ‫حينها ال ينتهي‪ ،‬بل من هناك يبزغ‬ ‫والروايات والدواويني للمبدعني‪ ،‬ث ُ ّم‬ ‫فجر األحالم‪ ،‬ويك ُرب معها َهم التميز‬ ‫قمم الجبال‪ ،‬أصدرت كتابها اإللكرتوين األول ‹رضيع›‪،‬‬ ‫وال ّنجاح‪َ ،‬هم املحافظة عىل ِ‬ ‫كتاب يحتوي عىل ٍ‬ ‫رحم‬ ‫فالسقوط ال يغادرنا يف دنيا الحيوان‪،‬‬ ‫قصص من ِ‬ ‫ٌ‬ ‫الواقع‪ ،‬بني األملِ واألمل‪ ،‬والعادات‬ ‫ولسعاتُ املثبّطني ترتقب باملرصاد‪،‬‬ ‫والتقاليد‪ ،‬وما خلفته ويالت الحروب‪.‬‬ ‫والعزمية‪ ،‬واإلرادة‪ ،‬والصرب‪ ،‬والكفاح‪،‬‬ ‫فتعاظم ال ُحلم يف دواخلنا‪ ،‬فأصبحت‬ ‫أسلحة تقينا من بر ِد التخاذُل و َح ِّر‬ ‫{زمرة األدب امللكية} رصحا أدبيا عربيا‬ ‫األحزان‪.‬‬ ‫ُمستقال‪ ،‬لها تطلعاتها اآلنية‪ ،‬ورؤاها‬ ‫‹الكلم ُة الطيبة› هي التي رضب الله‬ ‫ُ‬ ‫تستهدف الشباب بكل فئات ِه‬ ‫املُستقبلية‪،‬‬ ‫لنا بها األمثال‪ ،‬وانطالقتنا كانت من‬ ‫العمرية‪ ،‬ال مكان للعنرصية والطائفية‬ ‫هذا األساس‪ ،‬دعمناها بصدق األقوال‬ ‫واألفعال‪ ،‬والنية هي رفعة األقالم‪ ،‬أقال ٌم واملناطقية‪ ،‬تسعى لصناع ِة األقالم ال ُحرة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يف حدو ِد املعرفة والضمري واإلنسانية‪،‬‬ ‫كالشمس يف أثرها‪ ،‬كالقم ِر يف ُد ْهم ِة‬

‫وتستخرج جواهرها الهادفة‪ ،‬في َم يخدم‬ ‫مجتمعاتنا العربية؛ ولغتها السامية‬ ‫هي اللغة العربية‪ ،‬فُصحى ال زجل فيها‬ ‫وال عا ّمية‪ ،‬وتحارب األخطاء اإلمالئية‪،‬‬ ‫وتسمو ببالغتها الحرفية‪ ،‬والجهو ُد يف‬ ‫ذلك ت ُبذل دون كللٍ أو اتكالية‪،‬‬ ‫يقول الكاتب األمرييك سكوت‬ ‫فيتزجريالد (‪:)F. Scott Fitzgerald‬‬ ‫«أنت ال تكتب ألنك تريد أن تقول شيئاً‪،‬‬ ‫أنت تكتب ألن لديك ما تقوله»‪.‬‬ ‫وها نح ُن اليوم بعد توفيق الله عز‬ ‫وجل‪ ،‬ث ُ ّم تكاتفنا‪ ،‬والعمل بروح‬ ‫الجامعة؛ سيتم افتتاح مجلتنا‬ ‫اإللكرتونية؛ ‹الزمرة› مجلة شهرية من‬ ‫خاللها َس ُنوث ِّق النصوص املميزة‪ ،‬يف‬ ‫ونحتفل بِعد ِدها‬ ‫ُ‬ ‫جميع األنواع األدبية‪،‬‬ ‫األول يف ‪ 2019/2/15‬م‬ ‫إن شاء الله‪،‬‬ ‫وأخريا ً تذكر أيها الكاتب املُبدع‪:‬‬ ‫«أتدري ملاذا يهاجمونك؟‬ ‫ألنهم يريدون أن يلعبوا مع الفريق‬ ‫الفائز!»‪.‬‬ ‫زمرة األدب امللكية؛‬ ‫نهج أصيل‪ ،‬و فكر حر‪ ،‬وسمو نحو‬ ‫تطلعات رفعة األدب الحديث‪..‬‬

‫منى نارص‬


‫ست جذوتَه الخامدة يف قلبها حرس ٌة زائد ْة‬ ‫تحس ُ‬ ‫ّ‬ ‫القمة الباردة‬ ‫رصاص‬ ‫وهيهات‪ ،‬كيف تعو ُد الحياه َر َمتني بها‪ ،‬نظر ًة من‬ ‫ْ‬ ‫هنالك‪ ،‬يف القمة الباردة‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫الخالص‬ ‫ريد‬ ‫بصمت‬ ‫الذكريات مل ْي ٍت غدا بالياً يف ثراه‬ ‫تصيح‪ :‬أُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫غيوم من‬ ‫َ‬ ‫وخلف ٍ‬ ‫أحمل هذي‬ ‫عدت ُ‬ ‫باملستحيل فام ُ‬ ‫ْ‬ ‫أحلم‬ ‫منيات وما ُ‬ ‫زلت ُ‬ ‫خاتم األُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫عرثت عىل ِ‬ ‫القيو ْد‬ ‫الغروب‬ ‫يُداع ُب ُه الضوء قبل‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ك ال أعو ْد‬ ‫ْ‬ ‫عيد الزمان‬ ‫إليك‪ ،‬لِ َ ْ‬ ‫لعل أُ ُ‬ ‫الجميل فخُذين َ‬ ‫الذنوب‬ ‫فتلمع يف جانبيه‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫وذكرى من ال َّجن ِة البائد ْة وإن ُ‬ ‫أعرف‪ ،‬ال فائد ْة اىل عيش ٍة ُمر ٍة جاحدة‬ ‫كنت ُ‬ ‫تطوف عىل املائدة‬ ‫فقامت‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أجاءت به نسم ٌة شارد ْة‬ ‫ْ‬ ‫الخيال وكانت بداخل ِه مارد ْة‬ ‫وعادت اىل سج ِنها من‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وطارت به من بالد‬ ‫ْ‬ ‫الجبال تَخ ُر ُج من قلب ِه كالدخانْ‬ ‫جديد‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اىل عاملي‪ ،‬عرب تلك‬ ‫حديد‬ ‫ُنصه‪ ،‬خامتاً من‬ ‫ْ‬ ‫وتأخ ُذ شكل النسا ِء الحسانْ بخ ُ ِ‬ ‫إىل السفحِ حيث النها ُر‬ ‫ُ‬ ‫فتختال يف زيّها‬ ‫كالعروس ويوماً أبَ ْت أن تر ّد النداء‬ ‫ْ‬ ‫الكئيب‬ ‫ْ‬ ‫النفوس‬ ‫املغيب وتعطيك ما تشتهيه‬ ‫مضت رو ُحها ح ّر ًة للسام ْء‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫إىل غص ِة الضو ِء قبل‬ ‫ْ‬ ‫وترجع أدرا َجها عائد ْة‬ ‫بعيدا‪ ،‬اىل القمة الباردة‬ ‫ُ‬ ‫َت به جث ًة هامد ْة‬ ‫وألق ْ‬ ‫أترجع أيا ُم ُه الوا ِع َدة‬ ‫ُ‬ ‫الشباب‬ ‫وعط ُر األماين وزه ُو‬ ‫ْ‬ ‫وأُغني ٌة قد طامها الضباب‬ ‫فقد كان ِ‬ ‫حظي الذي أشتهيه‬ ‫وأطياف ُع ْم ٍر مىض‪ ،‬عشْ ُت‬ ‫ُ‬ ‫فيه‬ ‫أنفاسها‪ ،‬زاهدة‬ ‫تُ َو ّد ُع َ‬

‫اديب مجد‬


‫املقال ألفتتاحي‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫(الحمد لله الذي أنزل‬ ‫الكتاب عىل عبده ومل يجعل‬ ‫له عوجا)‬ ‫يُخلق اإلنسان جاهال‬ ‫مغلقا‪..‬‬ ‫أدب‬ ‫ال عل َم يف صدره‪ ،‬وال َ‬ ‫يف سطره‪..‬‬ ‫خلق عىل الفطرة‪ ،‬ليتدارك‬ ‫أياما قد كتب له أن‬ ‫يعيشها‪..‬‬ ‫وألن الله أحسن كل يشء‬ ‫خلقه ثم هدى‪..‬‬ ‫وألنه أعرف بخلقه فيام‬ ‫خلق أكرث من معرفة‬ ‫املخلوق لذاته‪،‬‬ ‫أرسل له األنبياء تبني سبب‬ ‫خلقه‪ ،‬وإىل أين مرده و‬ ‫عاقبة أمره‪..‬‬ ‫بل وحتى يريب سلوكه‪،‬‬ ‫ويؤدب خلقه‪ ،‬ويرفع ذكره‬ ‫يف دنياه وآخرته‪ ،‬وليكون‬ ‫ذلك حجة عليه وله‪.‬‬ ‫فأنزل الله من كالمه كتبا‪..‬‬ ‫فيها رساالت وتبيان‪ ،‬و‬ ‫تأديب للنفس والبنان‬ ‫فيها من البالغة والعظة‪،‬‬ ‫وفيها من الرأفة والرهبة‪،‬‬ ‫فيها وصف وعربة‪ ،‬وقصص‬

‫من سلفوا وأخبار أقوام‬ ‫الحقة‪..‬‬ ‫فيها من إعجاز الحرف‬ ‫تحديات وعن أرسار الخلق‬ ‫عربات‬ ‫عىل اإلتيان مبثلها من رسد‬ ‫و أسلوب‪ ،‬جميع خلقه ولو‬ ‫اصطفوا مظاهرة لبعضهم‬ ‫أبدا غري قادرين ‪.‬‬ ‫فكان لنا من الرفعة والسمو‬ ‫أننا بها آمنا‪ ،‬وعىل نهجها‬ ‫رسنا‪ ،‬وبلسانها تكلمنا‪،‬‬ ‫وبضادها نطقنا‪ ،‬فكنا خري‬ ‫أمة أخرجت من بني األمم‪.‬‬ ‫فالحمد لله الذي صرينا‬ ‫ألن نكون من حامة‬ ‫حرفنا محافظة‪ ،‬ولالعتناء‬ ‫والشغف بأشكاله موهبة‪،‬‬ ‫ونسأله جل وعال أن يكون‬ ‫ما نقدمه ونسعى إليه يف‬ ‫سجالت حسناتنا‪ ،‬ويكون‬ ‫شاهدا لنا ال علينا‪.‬‬ ‫إننا وبزمرة األدب امللكية‬ ‫نسعى جاهدين ألن نكون‬ ‫من بني املتميزين فيام ينرش‬ ‫من جميع أشكال األدب‪،‬‬ ‫حيث أننا لسنا األفضل ولو‬ ‫ادعينا ذلك‪ ،‬بل هو طموح‬ ‫املتعلق بجذوره العربية‬ ‫األصيلة‪ ،‬والذي يطرب للحن‬

‫شعرها الجميل‪ ،‬ويستمتع‬ ‫ويتعظ برسد قصصها‪،‬‬ ‫ويحن الفؤاد لبوح خلجات‬ ‫خواطرها‪..‬‬ ‫نحن لسنا إال داعمني‬ ‫ومشجعني‪ ،‬وعىل قلة علمنا‬ ‫وكرثة جهلنا مصوبني‪.‬‬ ‫غايتنا االرتقاء والسمو‬ ‫بالحرف الواعد‪ ،‬واألدب‬ ‫النافع املريب عىل فهم‬ ‫صحيح‪.‬‬ ‫إننا نرى اليوم حجم ذلك‬ ‫السيل الجارف من الجهل‬ ‫والفتنة‪ ،‬سواء عىل مستوى‬ ‫الدندنة عىل وتر العصبية‬ ‫والطائفية‪ ،‬أو متييع شبابنا‬ ‫العريب أو الشذوذ األديب‪.‬‬ ‫إن كان فهم الدين بالقتل‬ ‫والتفرقة فال إميان‪..‬‬ ‫وإن كان الحب يفهم‬ ‫بالتعري والسقوط وتهييج‬ ‫الشهوات فال بارك الله فيه‪..‬‬ ‫إن مقصدنا هو تصويب‬ ‫األدب الصحيح لكل ما‬ ‫تحتويه هذه الكلمة من‬ ‫فهم ومعنى‪..‬‬ ‫إن غايتنا هي إنشاء شباب‬ ‫مدرك واع وفاهم لنهج‬ ‫سليم صحيح‪.‬‬


‫وما سمي باألدب إال ليؤدب مؤسسون ومرشفون؛‬ ‫النفوس واألخالق‪ ،‬ويزيد يف‬ ‫األستاذة؛ واألديبة زهراء‬ ‫العلم وينقي الفهم‪.‬‬ ‫ناجي‬ ‫فلكل هذا‪ ،‬ومن أجل مانحن العراق‪.‬‬ ‫األستاذة؛ ياسمني عيل‬ ‫مؤمنني به‪..‬‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫وألجل مجتمعنا وأبنائنا‪،‬‬ ‫األستاذة؛ شهد سواكري‬ ‫ورجالنا ونسائنا‪ ،‬إخواننا‬ ‫الجزائر‪.‬‬ ‫وأخواتنا وبناتنا‪..‬‬ ‫األستاذة؛ نور ظاظا الكردي‬ ‫كنا لكم نحن هنا يف هذا‬ ‫سورية‪.‬‬ ‫الرصح‪..‬‬ ‫األستاذة؛ داليا عبد الله‬ ‫{زمرة األدب امللكية}‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫فريق جمعته املواهب‬ ‫األستاذة؛ زينب الرشقاوي‬ ‫والتآخي‪ ،‬وروح التعاون‪،‬‬ ‫من جميع أقطارنا العربية سورية‪.‬‬ ‫األستاذة؛ أسامء اآلغا‬ ‫وأمصارها‪ ،‬ليكون لكم‬ ‫وبكم ومن أجلنا وأجلكم؛ ليبيا‪.‬‬ ‫األستاذة؛ رنيم طباع‬ ‫مستودعا و نارشا لجميل‬ ‫سورية‪.‬‬ ‫حرفكم‪ ،‬وإبداع قلمكم‪.‬‬ ‫ومن هذا الرصح‪ ،‬اشتقت األستاذة؛ زينب محمد‬ ‫هذه املجلة والتي نبارك لنا السودان‪.‬‬ ‫جميعا بإصدارها األول يف األستاذة؛ أديان السعد‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫‪2019/2/15‬‬ ‫والتي سيكون نرشها شهريا‬ ‫بنفس التاريخ من كل شهر املرشفون القامئون‪:‬‬ ‫إن شاء الله‪.‬‬ ‫األستاذة؛ إميان صربي‬ ‫املغرب‪.‬‬ ‫املرشف العام‬ ‫القيمة عىل فريق اإلذاعة‬ ‫األستاذ خالد أمني‬ ‫الصويت واإلخراج‪.‬‬ ‫{رئبال الدمشقي}‬ ‫سورية‬ ‫األستاذة؛ بيارق األمل بالله‬ ‫مسؤول‬ ‫سورية‬ ‫األستاذة؛ منى عز الدين‬ ‫القيمة عىل األعامل‬ ‫سورية‪.‬‬ ‫الشعرية‪.‬‬ ‫األستاذة؛ منى نارص‬ ‫اليمن‪.‬‬

‫األستاذة؛ زينب األسدي‬ ‫العراق‬ ‫القيمة عىل األعامل اإلرشافية‬ ‫األستاذة؛ بيلسانة‬ ‫الجزائر‪.‬‬ ‫القيمة عىل التصميم‬ ‫األستاذة؛ شمعة األمل‬ ‫الجزائر‬ ‫املصممة والقامئة بأعامل‬ ‫الزمرة‪.‬‬ ‫األستاذة؛ مرام مرام‬ ‫الجزائر‬ ‫القامئة عىل الفقرات الدينية‬ ‫وأعامل اإلرشاف‪.‬‬ ‫األستاذة؛ م‪.‬نور الخالدي‬ ‫العراق‬ ‫املرشفة واملؤسسة يف رصح‬ ‫الزمرة‪ ،‬واملحررة واملرشفة‬ ‫عىل املجلة‪.‬‬

‫مجلة زمرة األدب امللكية‬


‫يا أم ًة تج ُرت يف أمجادها ‪،،‬‬ ‫وطــ ٌن تـر ّويه الدمـا ُء الـزاكـيـة‬ ‫كل فيـه صـوتَ الناعية‬ ‫واعتاد ٌ‬ ‫يا أ ّمــ ًة تجتـ ُر فــي أمـجـادهـا‬ ‫إذ ال عطـاء لهـا عقول خـاويـة‬ ‫إن فـاخروا قـالـوا أبانا ‪ ،‬جـدنـا‬ ‫ت َعساً أمـا فيكم جبـا ٌه ناديـة ؟!‬ ‫قوم ت َ َخلّ َد َجـ ُّد ُهم‬ ‫ال خيـر فـي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫للجـد ليست قـافية‬ ‫و ُخطـا ُهـ ُم‬ ‫بعض ُخطى أسالف ِه‬ ‫وإ ْن اقتفى ٌ‬ ‫َ‬ ‫الفضائل لـلـرذائلِ داعـيـة‬ ‫َ‬ ‫ترك‬ ‫ُمـتـشـيــ ٌع هــذا وذا ُمـتـسـنـ ٌن‬ ‫واىل عليـاً أو فـحـزب معـاويـة‬ ‫دع َ‬ ‫عنك هذا يـا بليد وقُـل لنـا‬ ‫جنيت بفعلِ تلك الداهيـة‬ ‫ماذا‬ ‫َ‬ ‫غ َري افتتانِ املسلمني ببعضهم‬ ‫متخبـطيـن بِـ َحـ ِر نــا ٍر صــاليــة‬ ‫اإلسـالم كـفّـوا بـأسـكـم‬ ‫يـا أمـة‬ ‫ِ‬ ‫عـن بعضـكـم يا أمـ ًة متعاميــة‬ ‫ت ّبـاً لــكــم أتُف ّجرو َن مـســاجدا‬ ‫ولِـحـاكُـ ُم حـد البطـونِ موازيـة‬ ‫فـد ٌم أريــق عــلـيــكُــ ُم آثـــامــه‬ ‫عجباً تريدون القطـوف الـدانيـة‬ ‫الرجس يف عرصاتها‬ ‫تأىب الجنا ُن‬ ‫َ‬ ‫وتســوقـه يـوم الحـســاب زبانيـة‬ ‫يـا أمــتـي إنــي أتــيـت ُمـعزيـاً‬ ‫و ُمـحـذرا ً مــن فـتنـ ٍة ُمـتـرامـيـة‬ ‫إن أقـبـلـت ال يـابسـاً أبـقـت وال‬ ‫مخضـ َر زر ٍع فالجميــع سواسية‬ ‫بهدي املصطفى فبهديه‬ ‫سريوا ِّ‬ ‫مـن سـار حتمـا يف جنـانٍ عالية‬ ‫يوسف عيل‬

‫العشيقة الملعونة‬ ‫هي من عرفتها يف ريعان الطفولة‪،‬‬ ‫وكان قد مىض من عمري العرشة‬ ‫سنني حني تعرفت عليها ألول مرة‬ ‫بعد أن كنت أراقبها وهي ترتاقص‬ ‫بني أيادي الرجال‪.‬‬ ‫كانت اللحظة األوىل حني عرضها‬ ‫عيل رفيق سوء‪ ،‬ومل أكن حينها أدرك‬ ‫أن الصاحب ساحب ‪،‬ويوماً بعد‬ ‫يوم تعرفنا عىل بعضنا وكنت كلام‬ ‫قبلتها انتابتني موجة سعال كنت‬ ‫أرى عيني وكأنها ستخرج من رأيس‪،‬‬ ‫وبدأت دفاعايت تنهار أمام سطوة‬ ‫تلك العشيقة التي تفىش حبها يف‬ ‫رشاييني‪ ،‬وأضحى من املستحيل‬ ‫االستغناء عنها رغم كل إساءاتها إيل‪،‬‬ ‫ولو خريوين بني قوت يومي وبينها‬ ‫الخرتتها هي بال تفكري‪ ،‬ألحتضنها‬ ‫وكأنها االم الرؤم ‪.‬‬ ‫مرت يب ستة أعوام وانا ال أفارق تلك‬ ‫امللعونة حتى أصبحت كظيل وزادي‪،‬‬ ‫وكلام نظرت لنفيس يف املرآة اجدين‬ ‫بطال قوميا وأنا أضع تلك امللعونة‬ ‫بجانبي أينام أكون حتى يف بيت‬ ‫الخالء‪ .‬بدأنا نكرب معا ويتطور معي‬ ‫الشغف حيث أصبحت أميل ألنواع‬ ‫أخرى من صديقاتها األكرث مثنا‪.‬‬ ‫لدي بيتي الثاين اآلن ‪ ،‬بيت عامر‬ ‫بذكر الله واصبح لدي من األبناء ما‬ ‫ميأل قلبي فرحا والسن بدأ بالتقدم‬ ‫والسعال معي كظيل وامللعونة‬

‫وكأنها تعرفني للوهلة االوىل‪،‬‬ ‫حيث تزداد حمرتها كلام قبلتها‪،‬‬ ‫فتسلبني لبي‬ ‫ألحرم بيتي وأوالدي من أشياء‬ ‫كثرية كانوا يحتاجونها ألضمن بقايئ‬ ‫معها ألطول فرتة لنكون معا وكأننا‬ ‫عاشقني‬ ‫ولكن قدر الله يل رفقة‬ ‫صالحة كانت تخوفني من الله‬ ‫وتحذرين من تلك امللعونة وما‬ ‫ستفعله يب يف قادم األيام‪ ،‬نعم أصبح‬ ‫بيني وبينها رصاع دموي حتى متنى‬ ‫كل واحد منا املوت لآلخر ويف رحلة‬ ‫للديار املقدسة دعوت الله عليها يف‬ ‫باب الحرم وما إن عدت؛ أقسمت‬ ‫عليها أال تعود لبيتي الطاهر فهي‬ ‫ملعونة وال تستحق العيش يف بيت‬ ‫يذكر فيه اسم الله االعظم وبعد‬ ‫الخمسة عرشة سنه من طالقها أبت‬ ‫إال ان أدفع لها صداقها‬ ‫وهي عملية قلب مفتوح بتهتك‬ ‫خمسة رشايني كللها الله بالنجاح له‬ ‫الحمد والفضل واملنة‪ ،‬أن خرجت‬ ‫من آخر قطرة من دمي وال حول‬ ‫وال قوة اال بالله‪. ...‬نعم إنها امللعونة‬ ‫وما تسمى سيجارة الندم‬ ‫محمد عثامن عمرو‬


‫أرواح معذبة‬ ‫طموحة‪ ،‬مثابرة‪ ،‬مبتهجة كنورس‬ ‫سكن ضفاف دجلة‪ ،‬وجميلة‬ ‫كأمسية العيد تلك التي تجمع‬ ‫األهل واألحبة‪...‬ومن بني صخب‬ ‫الحياة التي تعج بها روحي‬ ‫العرشينية‪ ،‬أتتني رضبة غري‬ ‫متوقعة‪ ..‬رضبة عىل الجمجمة‪..‬‬ ‫ومن ثم الثانية أسقطتني أرضاً‬ ‫أحسست بأحدهم يقلب جيويب‪،‬‬ ‫ال يجد فيها سوى السعادة‪،‬‬ ‫حاولت أن أوقفه لكنني فشلت‪،‬‬ ‫أخذها و هرب‬ ‫وبعد مرور فرتة‪...‬متكنت من‬ ‫النهوض‪ ،‬دوار يتحكم برأيس‬ ‫عتمة تلتهم أضواء الحياة‬ ‫الرصيف مرضج بدماء تنافرت‬ ‫من رأيس ال أحد يسمع أنيني‪..‬‬ ‫العامل يخفت ‪...‬يخفت أكرث‬ ‫ينطفئ‬ ‫تجاوزت تلك الليلة الغريبة لكنها‬ ‫أبت أن ترتكني بأمورها املروعة‬ ‫من يومها‪...‬وبدأ بريق وجهي‬ ‫يبهت‪..‬الطموح يلفظ أنفاسه‬ ‫االخرية فوق رسيري‪...‬البهجة‬ ‫غادرت ضفاف دجلة وبقيت‬ ‫تلطم بأمواجها حرسة بعدما‬ ‫كرس جناح النورس‪...‬وهناك‬ ‫اعتكف العيد قرب القلوب‬ ‫العامرة بالسعادة والجامل‪،‬‬ ‫فهو يخىش أن ألوث بهجته‬ ‫بدموعي‪..‬الدموع التي تصببت‬ ‫أملاً‪...‬أنا اآلن كآلة راديو قدمية‪،‬‬ ‫أعاين من إصابة بليغة يف بكرة‬

‫املستقبل‪..‬عىل ما يبدو أين أعاين الجولة الرابعة‬ ‫من عطل كبري ما زلت أكرر أخبار اإلبرة تخرتق اللحم ليمر من‬ ‫خالله الخيط‬ ‫وحكايات التسعينات وال يشء‬ ‫جديد عندي بخصوص الحارض أغيب عن الوعي‬ ‫واملستقبل‪..‬‬ ‫املشهد األخري‬ ‫أفتح عيني يقف الطبيب فوق‬ ‫الرضبة األوىل عىل الجمجمة‬ ‫رأيس‬ ‫والثانية أسقطتني أرضا‬ ‫ ماذا تتذكرين‪..‬ما هو آخر يشء‬‫أنا أهذي!‬ ‫فعلتيه؟‬ ‫صوت مفاجئ فوق رأيس يرصخ‪ ..‬سؤال مدهش‪ ،‬طبيب متوتر‪،‬‬ ‫دماء تحيط يب من كل جانب‪...‬‬ ‫أدخلوها غرفة اإلنعاش‬ ‫أفكر بجواب لسؤاله‬ ‫نطقت‬ ‫أرى املشاهد حويل بصورة‬ ‫متموجة ابتعد القريب وتركني! ‪ -‬العتمة‬ ‫واقرتب الغريب‪..‬أحاول أن أرى يصدم الطبيب من جوايب يتلفت‬ ‫جيدا لكن ال يشء سوى الفوىض ميينا ويسارا‬ ‫أين العتمة؟‬ ‫ إنها يف كل مكان بدءا ً من‬‫الجولة األوىل‬ ‫أرقد فوق رسير‪ ،‬رسير يندفع يف قلبي‪-..‬لكن مهال من هذا الذي‬ ‫يقف بالقرب مني وملا ميسك‬ ‫ممر‬ ‫رأيس؟ بل إنه بداخله!؟‬ ‫ممر أمتلئ بوجوه شاحبة‬ ‫تشبهني كثريا ً‪.. ،‬رأيس يؤملني أتأمل يزفر الطبيب نفسا برائحة‬ ‫الدواء وميسح عىل جبينه املتعرق‬ ‫أرصخ‪...‬‬ ‫ويقول‪:‬‬ ‫ حاولنا أن نخرجه من رأسك‬‫الجولة الثانية‬ ‫اقتادوين إىل اليمني‪ ،‬نحو األمام لكنه متمسك متغلغل يف كل‬ ‫مكان هو يطارد األرواح الجميلة‬ ‫عرب باب يبدو كبريا‪....‬أقف‬ ‫ليقطفها منهم بكل خبث‬ ‫ من هو ما اسمه؟‬‫الجولة الثالثة‬ ‫معدن حاد يغرس يف لحم رأيس ‪ -‬إنه الرسطان‪.‬‬ ‫يتجه للداخل‬ ‫أشعر بحاجة إىل الرصاخ‬ ‫ال أستطيع‪...‬أسكت‪.‬‬

‫ياسمني عيل‬


‫بُؤ َرة‬

‫(قصة قصرية)‬ ‫بعد كرثة إلحاح من صديقي‬ ‫الهمجي‪ ،‬املعروف عنه باملتهور‬ ‫األخرق‪ ،‬وافقت عىل خجل بأن‬ ‫أرافقه يف نزهته املزعومة‪ ،‬ألكون‬ ‫رفيق دربه‪ ،‬وأحمله ويحملني‪،‬‬ ‫وأسليه ويضاحكني؛ وكأننا‬ ‫عروسني يف شهر عسلهام حسب‬ ‫تشبيهه‪.‬‬ ‫جاءين يف صباح اليوم املوعود‬ ‫وبعد ساعتني من موعدنا حسب‬ ‫عادته‪ ،‬وصل حامالً معه أمتعة‬ ‫النزهة يف املقاعد الخلفية بشكل‬ ‫يظهر لك وكأنها متت رسقتها؛ أما‬ ‫أنا أحرضت ما اتفقت عليه معه‬ ‫من متاع وطعام‪ ،‬وحرشتهم من‬ ‫نافذة الباب الخلفي إىل الداخل‪،‬‬ ‫كون األبواب ال تفتح‪.‬‬ ‫توكلنا عىل الله‪ ،‬واستقلينا سيارة‬ ‫والده العوراء ذات اللون األحمر‪،‬‬ ‫والتي تناغمت معها عدة ألوان‬ ‫أخرى بسبب بعض الصدمات‬ ‫كام يظهر للناظر‪ ،‬و التي وما إن‬ ‫يدوس عىل الوقود ليميش بها‪،‬‬ ‫حتى تنفث دخاناً كام لو أنها‬ ‫ت ُنب ُِئ بغضب والده‪ ،‬الذي رسق‬ ‫منه مفاتيحها خلسة كام أخربين‬ ‫بعد أن رصنا خارج حدود املدينة‪.‬‬ ‫ليس هناك أية بوادر أو ثقباً أو‬ ‫متنفساً يوحي بأننا فعال ذاهبون‬ ‫يف نزهة إىل الجبل‪ ،‬كام أن الغم‬ ‫والقلق بدأ يجثم عىل صدري‬

‫وزادتني حرارة الطقس امللتهبة‬ ‫ضيقاً‪.‬‬ ‫أنا شاب خجول ومتعقل وهجرت‬ ‫سامع األغاين والطرب‪ ،‬بعد هداية‬ ‫يل بها له الحمد‬ ‫من الله م َّن ع َّ‬ ‫والشكر؛ أما «مصباح» وأعني‬ ‫صديقي هذا الذي أنا يف رشف‬ ‫مرافقته‪ ،‬والذي ال يوجد أث ٌر للنور‬ ‫يف وجهه أو خليقته‪ ،‬وكأنه رساج‬ ‫مطفأ بزوبعة؛ يحب الصخب‬ ‫والطرب‪ ،‬ويهتز معها أكرث من‬ ‫العجلة التي أراها من شباك‬ ‫السيارة وهي تتألأل‪ ،‬وال أعني هنا‬ ‫بذلك نظافتها‪ ،‬بل من محورها‬ ‫بارك الله فيكم‪.‬‬ ‫بل أيضا كان قد تجهز بعدة‬ ‫أرشطة كاسيت لبعض املطربات‬ ‫النصف عاريات كام هو واضح‬ ‫من صورهن عىل غالف األرشطة‪،‬‬ ‫وكأن الشياطني تأزه أزا ً والجن‬ ‫تتاميل معه رقصاً‪.‬‬ ‫فعقدت معه اتفاقاً رسيعاً وبعدة‬ ‫كلامت خاطفة‪ ،‬عىل أن يخفض‬ ‫الصوت أو يفتح الراديو؛ ومل أُطل‬ ‫يف الكالم معه أبدا ً‪ ،‬ألنه من النوع‬ ‫املوجب الذي يلتفت إليك ويضع‬ ‫ناظريه يف عينيك حني تكلمه‪ ،‬وال‬ ‫ينظر أمامه؛ هذا وقد كان اليفتأ‬ ‫أبوه من اإلتصال به عىل نقاله‬ ‫كل خمسة دقائق ليطمنئ عىل‬ ‫سيارته أوالً ومهددا ً له بالتوبيخ‬ ‫بأنه سيذبحه وينكل فيه حني‬ ‫عودته‪ ،‬وبل أحياناً ينىس سيارته‬ ‫ويدعو له‪ ،‬عفوا ً قصدت عليه‬ ‫بأن اليرجع إليه إال محمالً عىل‬ ‫كفن‪ ،‬وكثري من الكالم الفاحش؛‬ ‫ورصاخ زوجته بجانبه وهي تنوح‬

‫وتلطم وكأننا ذاهبني إىل عزائنا‬ ‫يشعرك وبأنك ذاهب إىل التهلكة‬ ‫ال محالة‪.‬‬ ‫عاتبته عىل أخذ السيارة من‬ ‫والده دون علمه فقال يل بأن‬ ‫ال أهتم لذلك‪ ،‬وأنه لوال أن أمه‬ ‫غسلت له رخصة القيادة مع‬ ‫مالبسه وتفتتت‪ ،‬لكان استأذنه‪،‬‬ ‫طبعاً أنا هنا بني املصدوم‬ ‫واملذعور‪ ،‬والخائف والغاضب‪،‬‬ ‫يتلون وجهي مع كل اتصال من‬ ‫والده‪ ،‬أو كلام مررنا بنقطة مرور‪،‬‬ ‫وكأين أسقط من أعىل جبل وفقط‬ ‫أنتظر القاضية؛ إال أين ومع ذلك‬ ‫أتبسم يف وجهه برجفة‪ ،‬ليبقى‬ ‫محافظا عىل تركيزه يف قيادته‬ ‫وخصوصاً أننا بدأنا صعود الجبل‬ ‫وبحافة الطريق ترى الوادي‬ ‫السحيق‪ ،‬فيزداد الهلع والرعب‪،‬‬ ‫وكأننا يف فيلم سيناميئ بوليودي‬ ‫ولكن بدون مؤثرات أو كذب؛‬ ‫حتى أين راجعت بلمحة خاطفة‬ ‫رشيط ذكريايت حلوها ومرها‪،‬‬ ‫وبدأت أرى بأن أصعب ما مر‬ ‫عيل خاللها واألكرث إيالما‪ ،‬ليس‬ ‫سوى ومضة يف ما أنا فيه من‬ ‫حال ذعر اآلن‪ ،‬كام أين وتلقائيا‬ ‫قرأت ما أحفظ من اآليات‬ ‫واألذكار ودون ترتيب أو تدبر‪،‬‬ ‫وكنت أتشهد يف كل مرة يتجاوز‬ ‫فيها السيارات من الجانب األمين‬ ‫وعىل حافة الوادي بجنون‪،‬‬ ‫وهو ينظر إيل من وراء نظاراته‬ ‫السميكة املعلقة مبطاطة إىل‬ ‫خلف رأسه‪ ،‬وبفمه سيجارته‬ ‫التي توسطته من بني نتوء أسنانه‬ ‫األمامية البارزة باصفرار وهو‬


‫يقول عبارته؛ (أنا املعلم مصباح‬ ‫خيال الحمراء) فأقول له مثلام‬ ‫يقول له والده عىل الهاتف‪ ،‬نزع‬ ‫الله فتيل روحك‪ ،‬فيزداد تبسامً‬ ‫وغبطة‪ ،‬وكأننا نزيده بها ثقة‬ ‫ومحبة‪.‬‬ ‫_مصباح هذه شاحنة طويلة‬ ‫ال تتجاوزها من اليمني فهنالك‬ ‫منعطف شديد‪.‬‬ ‫_دع األمر يل‪.‬‬ ‫_أرجوك متهل‪ ،‬لسنا مبستعجلني‪.‬‬ ‫_ال تقلق‪ ،‬سرتى‪.‬‬ ‫فرأيت نفيس أنا وهو ندخل يف‬ ‫كومة قاممة عىل طرف الوادي‬ ‫عند املنعطف‪ ،‬بجانب لوحة‬ ‫مثنية وكأنها راكعة‪ ،‬كتب عليها‬ ‫خفف الرسعة‪ ،‬وأخرى مهرتئة من‬ ‫الصديد عليها عالمة االنعطاف‪.‬‬ ‫لكن املفرح واملحزن والذي كان‬ ‫سبباً يف نجاتنا بعد ألطاف الله‬ ‫بنا‪ ،‬هو كشك صغري لبيع املاء‬ ‫والدخان‪ ،‬مكتوب عىل أحد‬ ‫جانبيه(الرجاء عدم رمي القاممة‬ ‫هنا) وكتب بأسفلها أيضاً بخط‬ ‫رسيع وغاضب‬ ‫(كلب ابن كلب من يرمي‬ ‫القاممة هنا)‪.‬‬ ‫والحمد لله أن الكثري من القاممة‬ ‫منعت سقوطنا‪.‬‬ ‫فنزلت من السيارة بني فرح‬ ‫عىل وقوفها وبني ناهر لصديقي‬ ‫األرعن‪ ،‬فقال يل علينا أن نسحبها‬ ‫رسيعاً بساحبة قبل أن تأيت‬ ‫الرشطة وتحجزها بسبب أين بال‬ ‫رخصة‪.‬‬ ‫كان حزينا وواعياً‬

‫وكنا قد رأينا مع الصدمة العجلة‬ ‫األمامية اليمينية قد خرجت من‬ ‫محورها تطري بالهواء ساقطة يف‬ ‫الوادي مودعة‪.‬‬ ‫فسألنا الصبي العامل يف الكشك‬ ‫إن كان يعرف رقم أحد ميتلك‬ ‫ساحبة قريبة؛ فأشار إلينا إىل‬ ‫الجانب اآلخر من الكشك‪ ،‬فرأينا‬ ‫أرقام ساحبات قد امتألت عىل‬ ‫كل الجانب‪ ،‬فعلمت أن هذا‬ ‫املنعطف باب رزق وفري لهم‪.‬‬ ‫فاخرتت رقامً من بني األسامء بدى‬ ‫وكأنه مكتوباً حديثاً و طازجاً‬ ‫(أبو فهد الفار) هذا كان اسمه‬ ‫بجانب رقميه االثنان‪.‬‬ ‫فام إن رنت الرنة األوىل يف‬ ‫املقسم‪ ،‬وإذ بأبو عبده يقول أنا‬ ‫أراكم ورصت خلفكم؛ أحببت‬ ‫تفانيهم يف عملهم‪ ،‬كام أحببت‬ ‫وألول مرة واضعني القاممة و‬ ‫املخلفات عند املنعطف‪.‬‬ ‫ركبنا مع أبو فهد هذا ورجعنا‬ ‫مدينتنا؛ تركت مصباح غارقاً معه‬ ‫بأحاديث طويلة‪ ،‬بينام استسلمت‬ ‫أنا للنوم بعد ساعتني وأكرث بقليل‪،‬‬ ‫من نزهة الجحيم هذه ال أعادها‬ ‫الله‪.‬‬ ‫وصلنا إىل بيت أبو مصباح وكان‬ ‫جالساً بالخارج ينتظر أمام بيته‬ ‫وأمامه (نرجيلة) كان قد أدخل‬ ‫نصف خرطومها بفمه ويعض‬ ‫عليه‪ ،‬ثم يشفط بعزم‪ ،‬ثم ينفث‬ ‫وينفخ دخاناً حتى ال تكاد ترى‬ ‫وجهه‪.‬‬ ‫فام إن نزلنا وسلمنا‪ ،‬حتى انقض‬ ‫عىل مصباح بالشتائم والسباب‬

‫يسب أبوه ومل ينىس أي اسم‬ ‫من ساللة عائلة ابنه إال وذكره‪،‬‬ ‫بينام مصباح يهرب من السلم‬ ‫الصغري الذي يهوي به أبو مصباح‬ ‫عىل رأس ابنه‪« ،‬وأبو فهد الفار»‬ ‫املفرتض هنا بأن يهدئه‪ ،‬لكنه كان‬ ‫يقول ألبو مصباح‪ ،‬ارضبه واكرس‬ ‫رأسه فهو يستحق أكرث من ذلك‪.‬‬ ‫أما أنا واقف مبحاذاة الساحبة‬ ‫مذهوال مام أرى وأسمع‪ ،‬وخائف‬ ‫أيضاً من رضبة طائشة من» أبو‬ ‫مصباح» بسبب قرص وضعف‬ ‫نظره وسمعه‪ ،‬فنظارته البنية‬ ‫كانت أكرث سامكة من نظارة ابنه‬ ‫املتهور‪ ،‬وكان ال يرى فيها جيدا ً‬ ‫وهو يف قمة سعادته‪ ،‬فكيف‬ ‫اآلن!‬ ‫تركتهم عىل غفلة مودعاً بسالم ال‬ ‫يسمع‪ ،‬إال أن أم مصباح سمعته‬ ‫ووصفتني بالبوم الذي يدل عىل‬ ‫الخراب‪.‬‬ ‫وكأين أنا املدبر واملخطط‪ ،‬غري أين‬ ‫قلت يف نفيس الحول وال قوة إال‬ ‫بالله‪ ،‬و رجعت وأنا أحمد الله‬ ‫الذي ردنا ساملني‪ ،‬وأعزي نفيس‬ ‫بقدر الله وما شاء فعل‪.‬‬ ‫رمبا ستسألون أنفسكم كيف يل‬ ‫أن أصادق مصباح‪ ،‬لكن الحق‬ ‫يقال‪ ،‬فبالرغم من أنه معتوه‬ ‫أخرق‪ ،‬إال أنه ذو قلب طيب‬ ‫وابتسامة ال تفارق محياه‪ ،‬كام‬ ‫أنه رفيق طفولتي يف الحي‬ ‫واالبتدائية‪ ،‬وبالرغم من سلوكه‬ ‫األعوج هذا‪ ،‬إال أنه ذو دماثة‬ ‫وطرافة‪.‬‬ ‫لكن انتظروا؟!‬


‫إن سبب موافقتي عىل الذهاب‬ ‫معه كان بسبب أمر يريد إخباري‬ ‫به وبأنه سيحدد مصريه!!‬ ‫سأتصل به‪.‬‬ ‫_السالم عليكم؛ كيف حالك‬ ‫مصباح؟‬ ‫_الحمد لله‪ ،‬ذهبت أنا وأيب‬ ‫للورشة ووضعنا عنده السيارة‪،‬‬ ‫وقد تصالحت مع أيب وها أنا اآلن‬ ‫أتناول فطوري معه ومع أمي‬ ‫حفظها الله‪.‬‬ ‫_الحمد لله‪ ،‬حفظهام الله لك‪،‬‬ ‫ولكن أخربين ما كان ذلك املوضوع‬ ‫الذي كنت تود أخذ رأيي ونصحي‬ ‫به؟‬ ‫_ابقى معي قليال‬ ‫_طيب‬ ‫_أنا اآلن بغرفتي لوحدي‪ ،‬وسأتصل‬ ‫بك من الخط األريض ألن املوضوع‬ ‫طويل‪.‬‬ ‫_طيب اتصل‪ ،‬أنتظرك‬ ‫رن الهاتف وحملت السامعة‬ ‫وأنا متشوق ألسمع ماذا يريد‪،‬‬ ‫فهذه أول مرة أستشعر بأنه يفكر‬ ‫مبوضوع جدي‪.‬‬ ‫_نعم مصباح أنا معك‪ ،‬تفضل؟‬ ‫_الحقيقة يا صديقي‪ ،‬أنا واقع‬ ‫بحب فتاة‪ ،‬وأخطط للزواج بها‪.‬‬ ‫_حقا!!‬ ‫من هي؟‬ ‫ومتى؟‬ ‫وأين؟‬ ‫وكيف تم التعارف؟‬ ‫_أنت تعرفها وهي تسكن بجوارنا‬ ‫_من هي‪ ،‬يا مصباح؟‬ ‫من هو والدها؟‬ ‫_إنها ابنة األستاذ «فركوس» موجه‬

‫فصلنا قدميا‪.‬‬ ‫_ ولكن حسب علمي ليس عنده‬ ‫بنات وكل ذريته صبيان وأعامرهم‬ ‫بسننا تقريبا؟!‬ ‫_ال ال ال أنت ال تعرف؛ جاءته بنت‬ ‫وأسامها «مزيونة»‬ ‫_ال ال يا رجل‪ ،‬هل تقصد مزيونة‬ ‫التي دامئا تلعب كحارس مرمى مع‬ ‫صبيان الحارة هي ابنته؟؟‬ ‫_نعم‪ ،‬ولكنها أحيانا تلعب دفاع‬ ‫وهجوم‪ ،‬لقد كربت وتطورت‪.‬‬ ‫_هل تتكلم جدياً أم أنك متزح؟‬ ‫_بجدية طبعاً‪ ،‬وأيضا كلمت أمي‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫_ ولكن يا مصباح ما تزال صغرية‪،‬‬ ‫ومنذ فرتة رأيتها متد لسانها ألنفها‬ ‫وتلعق‪ ،‬أعني هي فعالً صغرية‬ ‫وباألمس فقط أنهت املرحلة‬ ‫االبتدائية!!‬ ‫_صحيح‪ ،‬ولكنها أصبحت هجينة‬ ‫وممتلئة‪ ،‬وقالت يل أمي أنها‬ ‫ستكلم أمها لرنبطها بخاتم‬ ‫خطوبة‪ ،‬والزواج بعد ثالثة‬ ‫سنوات‪ ،‬وبالكثري خمسة‪.‬‬ ‫_ما شاء الله‪ ،‬ما شاء الله؛ وطاملا‬ ‫أنك قررت الربط وتكلمت مع‬ ‫أمك‪ ،‬ملاذا تريد أخذ رأيي اآلن؟‬ ‫_يف الحقيقة كنت أريد أن أفاجئك‬ ‫بقراري هذا‪ ،‬وألطلب منك شيئاً‬ ‫آخر‬ ‫_تفضل ما هو؟‬ ‫_ينقصني بعض املال لرشاء محبس‬ ‫الخطوبة‪.‬‬

‫رئبال الدمشقي‬

‫أصنام الغرور‬ ‫إل ْن ملْ تفوحي‬ ‫الشذى والعطو ْر‬ ‫وإ ْن ملْ تبوحي‬ ‫ِس‬ ‫لهذا ال َف َر ِاش ب ِ ِّ‬ ‫الندى والزهو ْر‬ ‫َ‬ ‫الرشق‬ ‫وملْ تحرقي‬ ‫يف مخدعي‪...‬‬ ‫س َحابَ َة نِ ٍّد‪،‬‬ ‫ونجوى بَ ُخو ْر‬ ‫وإن مل ِ‬ ‫تضيعي‬ ‫عىل ساعدي‬ ‫شواطئ توقٍ‬ ‫َ‬ ‫ملو ِج النحو ْر‪...‬‬ ‫فإن سأ ْح ِط ُم‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫فوق الرما ِل‪،‬‬ ‫أصنام‬ ‫مشاع َر ِ‬ ‫هذا ال ُغرو ْر‪...‬‬ ‫أعلِّ ُم اموا َج ِك‬ ‫ِ‬ ‫الوالهات‪ ،‬أىس الص ِرب‬ ‫ِ‬ ‫صمت‬ ‫يف‬ ‫هذي الصخو ْر‪...‬‬ ‫_____________‬ ‫خالد الخليف‬


‫ذنب قلبي‬ ‫ساعة التضاد‬ ‫رحلة محاسبة‬ ‫قتل بفعل‬ ‫حضورك تتف ّجر الينابيع من فؤادي منك قد َ‬ ‫َ‬ ‫أمام محطات الحياة املُتعبة ‪ ،‬تشتد يف‬ ‫الحاجة لفرتة هدوء وصفاء ذهني‬ ‫ٍ‬ ‫فاعلٍ عن قصد‬ ‫قحط؛ وتغو ُر األنهار‪..‬‬ ‫وروحي‬ ‫قانون الحكم برشيعتي نفى‬ ‫تزه ُر حدائق؛ وتشحب‬ ‫الحكم‬ ‫رحلة روحية نعيد فيها حساباتنا أشجار‪..‬‬ ‫مع أنفسنا أوالً‬ ‫فهو إنجاز لذكورتِ َك ال لذنب‬ ‫أرى َ‬ ‫فيك قمم األعايل؛‬ ‫وظلمت نفسك‬ ‫قد تكون أخطأَتَ‬ ‫َ‬ ‫قتيل‬ ‫وانحدارا ً صوب العدم‪..‬‬ ‫عىل موقفها ممن كرسوك‬ ‫ورجال دين قالوا أنني فتنة‬ ‫وأغضبوك وعىل الرفوف وضعوك إىل أي الفصول تنتمي‬ ‫والفتن ُة‬ ‫طباعك؟!‬ ‫وبأبخس األمثان باعوك‬ ‫قد تكون أخطأت وظلمت روحك ومن أي فلسفة تخرج عندك أشد من القتل‬ ‫ونسبي تخىل عني ألنني‬ ‫الال منطق؟!‬ ‫حني تأثرت ببالء أحدهم ‪،‬‬ ‫اعرتفت بحبك وهذا ذنب‬ ‫فشعرتَ بأمله يف جسدك وروحك أي صيف أنت؛ وأي شتاء‪.‬‬ ‫أبربك ملن أشتيك وأنت السيد‬ ‫وحني نهضته وعافيته كنت آخر يجتمع َ‬ ‫فيك كل الكون‬ ‫اهتامماته‬ ‫وأنا العب ُد‬ ‫بتضاد ِه‪..‬‬ ‫وملن أحيك ومن سيسمعني‬ ‫قد تكون أخطأت وظلمت أحالمك بربد ِه وح ّره‪..‬‬ ‫حني دفنتها من أجل غريك وإذا‬ ‫ويجد الحل‬ ‫بحرب ِه وسالمه‪..‬‬ ‫بهم قد حولوها بأيديهم لرساب‬ ‫فالذنب ذنبي والقلب قلبي‬ ‫بحريّت ِه وتسلطه‪..‬‬ ‫يجري أمامك‬ ‫ِ‬ ‫وأنا من استسلم لحبك دون‬ ‫قد تكون أخطأت وظلمت قلبك بنضارته وشحوبه‪..‬‬ ‫رشط‬ ‫حني اقترصت بعالقاتك عىل البعض كلهم بيد‪..‬‬ ‫‪ ،‬ظناً منك أنك قد رصت من أهل ومفاتيح استمرار ح ّبنا بيد‪ !..‬فبأي حق أحاسبك عىل قتيل‬ ‫وبأي قوة سأدافع‪ ،‬أن قلباً‬ ‫السامء مبعرفتك بهم ‪ ،‬ثم مع األيام فاحذر أن يغتابنا عىل حني‬ ‫أدركت أنهم قد هبطوا بك من‬ ‫فضل حبك‬ ‫َ‬ ‫غ ّرة زلزال قاتل‪..‬‬ ‫عىل أن يكون ُحر‪.‬‬ ‫روحانية السامء إىل متاهات األرض ثم يرتد أثره عىل أرواحنا‪..‬‬ ‫القاحلة‬ ‫فيندحر كل يشء َ‬ ‫فيك وبيدك‪.‬‬ ‫من أجل كل ذلك أصبحنا يا‬ ‫َ‬ ‫لطقوسك الخيال ّي ِة تلك‪..‬‬ ‫يا‬ ‫اديان السعد‬ ‫صديقي بحاجة لرحلة طويلة من ويا ملزاجية تقلّبك‪..‬‬ ‫الهدوء نُعانق فيها أنفسنا من‬ ‫ستنحرنا يوماً بساعة العدم‪.‬‬ ‫جديد ‪...‬‬ ‫ابراهيم شلهوم‬

‫آمال‬


‫فلذة‬ ‫كبد‬ ‫‏‬

‫لقد دعوت الله يف رسي ثم‬ ‫يف الجهر أن يساعدين عىل‬ ‫نسيان مامر يب عندما أتوسل‬ ‫طالباً منك بعض األلفة والحب‬ ‫أرجوك ال تسخر مني فقد‬ ‫كنت سابقا أحملك عىل كتفي‬ ‫وأخاف عليك من رعشة الربد‬ ‫فأغطيك تحت معطفي وأمسك‬ ‫تلك القبضة الصغرية وأنهال‬ ‫عليها بأرق القبالت مل أكن‬ ‫أتصور أن تلك القبضة سوف‬ ‫تكرب لتصبح رشسة قاتلة حني‬ ‫رفعتها يف وجهي مستنكرة‬ ‫غاضبة فأحسست بالسامء‬ ‫تنطبق عىل األرض وأن النجوم‬ ‫تفتت ومتردت عىل الطاعة‬ ‫األبوية ونزل وجه القبح وهرب‬ ‫كل الحب شعرت بالغثيان منك‬ ‫وأردت أن متر اللحظات عام‬ ‫أنا فيه لكن قد وقعت يف وقت‬ ‫ال رجوع فيه فحاولت أن أنىس‬ ‫عبارات السب واسامحك رغم‬ ‫ما فعلت يب وما أوجعتني يف‬ ‫تلك السنني التي أفنيتها ألجل‬ ‫أن أجعلك رجال يفتخر به أسند‬ ‫ظهري إذا ذهب عني ربيع‬

‫العمر مل أكن غري أب صالح‬ ‫لك ومل تكن غري ولد عاق ناكر‬ ‫للجميل ها أنا اآلن يا فلذة‬ ‫كبدي شيخ طاعن بالسن ال‬ ‫أستطيع حمل نفيس كخرقة‬ ‫بالية قد رميت عىل االرض‬ ‫أي جهد أبذله يأيت يل باإلجهاد‬ ‫والتعب فكيف أقيض وقت‬ ‫الفراغ دون رؤية أحد أحفادي‬ ‫رابضا عىل كريس يف دار للعجزة‬ ‫وكبار السن أنتظر زيارة منك‬ ‫ترجع يل ابتسامة األمس ولن‬ ‫أحدثك عن بؤيس ولن تالحظ‬ ‫دموعي وإن مل يكن لديك مانع‬ ‫تناول معي طعام الغداء وسوف‬ ‫أحيك لك الحكايات والقصص‬ ‫وأول يوم اصبحت فيه متيش‬ ‫خطواتك األوىل بعد الحبو‬ ‫وعن فرحتنا أنا وأمك بتخرجك‬ ‫من املدرسة األول عىل الصف‬ ‫‪.‬تواريخ وحوادث سطرتها‬ ‫عىل الرف مع صور كثرية بني‬ ‫الشباب وأمل الفقد غطى الرتاب‬ ‫عليها ونىس أحبتي منها ذلك‬ ‫الحب حتى أغلق الباب عىل‬ ‫نفيس لفرتات طويلة انتظرتك‬ ‫فيها ومل ِ ‏‬ ‫تأت‬

‫زهراء ناجي‬

‫‪#‬لقاء رسمدي‬

‫عند سويعات الوداع صدحت أصوات‬ ‫األماين‪ ،‬ترجو أن تبقى الثواين و الدقائق‬ ‫بال حراك ؛‬ ‫لذا كيف لقلب هرم عند الفراق أن‬ ‫يعود يافعاً بعد سنني يف لحظة اللقاء‪!..‬؟‬ ‫يُقال أن العامل يكتسحه أجيج من نور‬ ‫‪ ،‬و كأن الشمس تزداد توهجاً‪ ،‬و النهر‬ ‫يُسجي بفيضه‪ ،‬و األزهار تفوح بشذاها‬ ‫من عمق تويج الزهر‪ ،‬وتبدو األرض‬ ‫كأنها تعانق السامء فرحاً برتاطم عرانني‬ ‫السحاب بأدميها ‪ ،‬و ألن املعزوفات يف‬ ‫زمن النوتات ال تتألق إال إذا متازجت مع‬ ‫نشوة السعادة‪ ،‬لذا كان لوق ِعها يف لحظة‬ ‫اللقاء سح ٌر نفّاذ ‪ ،‬لهيب الشوق لفح‬ ‫أخاديد القلوب ثم بعرث جوانب الروح‬ ‫وزاد اختاللها‪ ،‬لقاء عزيز بعد غياب‬ ‫يودي مبرصع البؤس للفناء‪ ،‬هي دقائق‬ ‫ال تشعر بها أرواح املتحابني عند العناق‪،‬‬ ‫لكن خاليا الجسد تتوهج من الغبطة‬ ‫وتعزف معها نبضات القلب أنقى‬ ‫األنغام؛ لتشهد أن أروع اللحظات هي‬ ‫لُقيا ماكث الفؤاد و عودته بعد الغياب‬

‫رنيم طباع‬


‫؟‬

‫ع‬ ‫ة‬

‫‪،‬‬

‫الحب ‪ :‬بني البعد والقرب‪ .‬لقد التهمك بقوة مل يبق‬ ‫منك شيئا حتى بقايا ذراتك!‬ ‫اآلن أدركت أن ابتعادك كان‬ ‫مسافات غري متزنة أو‬ ‫قربك و قربك كان انتهاءك‬ ‫مبهمة‬ ‫و انقضاء حياتك!‬ ‫املكابح التي تساعدك‬ ‫عىل تفادي املخاطر صدأة رغم ما أدركت من حقيقة‬ ‫لكنك تعلم ذلك جيدا و تقتلك إال أنك الذي سعيت‬ ‫لتحقيق وهمك !‬ ‫مع علمك بذلك ال تقوم‬ ‫هال أفقت؟! هل خرجت‬ ‫باستبدالها !‬ ‫من حلمك و أغلقت‬ ‫حتى تصل ستضطر‬ ‫للتباطىء رغم اشتياقات بابك و رفعت راية عقلك‬ ‫املستبسل؟‬ ‫الضلوع التي تنئ!‬ ‫أخريا استجاب يل و أجمع‬‫ال ال رمبا ستقود برسعة‬ ‫تنىس فيها أنك بال مكابح شتاته و أصلح مكابح‬ ‫مركبته و انطلق يبحث عن‬ ‫بل ستشعر أن جسدك‬ ‫مرفأ آخر يصل إليه بقلبه !!‬ ‫يسبق املركبة أحيانا!‬ ‫سيتحول شعورك إىل حلم و ارتطم بعقله ثانية‪.‬‬ ‫جميل تريده أن يتحقق بل‬ ‫أنت تحققه قبل التحقق محمود غانم‬ ‫نعم اسرتسالك يف الفراغ‬ ‫مألك و مأل كل أحاسيسك‬ ‫املبتورة أشبعك حد الثاملة‬ ‫!‬ ‫أفق اآلن فلقد قاربت أن‬ ‫تصل و الحب بانتظارك‬ ‫عىل مرفأ شاطئ الغرام‬ ‫يفتح ذراعيه يشتاقك‬

‫بدأت بحفر القواعد مؤسسا‬ ‫رصح بنيان طموحي؛‬ ‫هويت وفأيس بالحفرة‬ ‫األوىل يف برئ أسطوري؛‬ ‫منجم ذهب‪ .‬وفرت عيل‬ ‫البناء واملال والوقت‪،‬‬ ‫وهرول الطموح والحظ إيل‬ ‫مبتسام؛ وبدوري ابتسمت‬ ‫كثريا بذهول‪ ،‬حتى تشدقت‬ ‫فوي‪ ،‬وأيضا املقربون‬ ‫واألصدقاء والجريان‪ ،‬وذاك‬ ‫الذي كان يبغضني‪ ،‬جاء‬ ‫وهنأين؛ حتى الدولة فرحت‬ ‫بذلك‪ ،‬وصادرت أريض‪.‬‬ ‫رئبال الدمشقي‬


‫حج ٌر‬ ‫مرصوف‬ ‫قاسية تلتهم لحوم البرش‬ ‫وتصيد األحالم‪ ،‬لكنها ت ُعلّم‬ ‫اإلنسان كيف يصبح بطالً‬ ‫بأبسط األدوات‪ ،‬فقط إذا‬ ‫تخطى إرادتهم لكرس روحه‬ ‫ولو كُرست ضلوعه‪ ،‬إذا صمم‬ ‫عىل إسباغ نوره ولو دسوا‬ ‫الظالم يف حنايا فهمه وشعوره‪.‬‬ ‫كان مرسعاً يلهث راكضاً‬ ‫قاصدا ً حانوت العم زين‪،‬فلديه‬ ‫قامئة من األعامل رتبها يف رأسه‬ ‫الصغري‪ ،‬عليه مساعدته يف‬ ‫وضع الطعام ملواشيه وحلب‬ ‫األبقار ليحصل عىل أجر صغري‬ ‫يشرتي به حاجياته‪.‬‬ ‫توقف فجأة وعاد خطوتني‬ ‫للوراء‪ ،‬إنه باب املدرسة‪ ،‬ألول‬ ‫مرة يراه مفتوحاً‬ ‫_لن أتأخر إذا ألقيت نظرة‬ ‫عليهم‬ ‫دلف من الباب بخفة مستغالً‬ ‫تغيب الحرس‪ ،‬وتسمر أمام‬ ‫باب أحد الصفوف‪.‬‬

‫خلف ضباب الدموع راح أكرم‬ ‫يطالع صورته وأصدقاءه‬ ‫يجمعون األحجار‪ ،‬ويكورون‬ ‫كثبان الرمال ليصنعوا ساحة‬ ‫لعب يف زقاقهم الضيق عىل‬ ‫اص فيها الحجر‬ ‫أرض تر َّ‬ ‫القديم؛ معلناً متاسكه أمام كل‬ ‫عواصف الحت تحت أقدام‬ ‫أولئك الغرباء‪.‬‬ ‫كان ذلك الزقاق ملعب‬ ‫طفولتهم املقهورة تحت نري‬ ‫االحتالل‪ ،‬ومدرستهم التي‬ ‫حرمهم منها حكم األنذال‪.‬‬ ‫فيه يرسمون حياة كاملة‬ ‫كام يتمنونها طبيعية‪ ،‬عندما‬ ‫يهادنهم زمن الحروب‪ ،‬وتخف‬ ‫عليهم قليالً قرعات الخطوب‪،‬‬ ‫وهناك يف ركن من الزقاق‬ ‫اتفقوا عىل مكان؛ سموه‬ ‫باملدرسة‪ ،‬وزعوا بينهم األدوار‬ ‫بني معلم ومتعلم وكان هو‬ ‫بينهم املنظم‪.‬‬

‫تذكر ذلك اليوم الذي كانوا‬ ‫ميثلون فيه طبيعية الحياة‬ ‫بني جدران مدرسة وهمية‪،‬‬ ‫صنعوها من أحجار وأخشاب‬ ‫ليشعروا أنهم ضمنها بأمان‪،‬‬ ‫وأن لهم فرصة للعيش يف هذه‬ ‫األوطان‪.‬‬ ‫لكن صوت أزيز محرك ثقيل‬ ‫ونهب مجنزرات قاسية ألحجار‬ ‫الزقاق املرصوف غزا حلمهم‪،‬‬ ‫ليستيقظ الوجل يف قلوبهم‬ ‫والهلع يستعمر حدقات‬ ‫عيونهم الربيئة‪.‬‬ ‫_لقد جاؤوا‬ ‫صاح أحدهم وهرع الجميع‬ ‫لالختباء‪ ،‬إال صديقه حسن‬ ‫تس ّمر يف مكانه وهو يطالع‬ ‫وجوههم القذرة‪ ،‬كانوا أربعة‬ ‫يجلسون عىل ظهر مجنزرتهم‪،‬‬ ‫وعيونهم يرتاشق فيها الحقد‬ ‫مع تلك االبتسامة الوقحة‬ ‫التي ممكن أن تراها عىل وجه‬ ‫شخص تافه حصل عىل يش ٍء‬ ‫مل يكن يتوقع الحصول عليه‬ ‫يوماً‪.‬‬ ‫تر ّجل أحدهم بقامته الضخمة‬ ‫ومنكبيه العريضني‪ ،‬ووج ٍه‬ ‫بيضاوي ذي برشة ليس فيها‬ ‫من البياض إال اللون الظاهري‬


‫قطعة الطبشور التي ماغادرت‬ ‫يشوبه سواد نظرة حاقدة من _عريب متخلف‪ ،‬ال تحتاج‬ ‫عيون كستنائية دائرية زادت خدمتكم لنا ملدارس‪،‬ولن تجرؤ جيبه يوماً منذ استشهاد حسن‪،‬‬ ‫بعد هذه الرضبة عىل حدجي أخرجها‪,‬‬ ‫حدقتها اتساعاً‪ ،‬عندما رأى‬ ‫ووتوجه إىل آخر الدهليز حيث‬ ‫بنظرة مستنكرة‪.‬‬ ‫حسن ثابتاً يف وجهه وبيده‬ ‫وجد سبور ًة قد ُر ِسم عليها علم‬ ‫طبشورة كان يكتب فيها قبل‬ ‫الصهاينة فوق قبة الصخرة‪،‬‬ ‫عليكم أن تتعلموا النظر‬ ‫قليل‪.‬‬ ‫وبكل ما أويت من غضب غلب‬ ‫انتصب حسن بجسده النحيل كالعبيد‪.‬‬ ‫خوفه املتقهقهر‪ ،‬وحرك قلم‬ ‫يعلوه وجه أبيض بعينني‬ ‫الطباشري فوقها ليطمسها‪،‬‬ ‫زرقاوين تعكس صفاء سامء سقط الطفل أرضاً بدماء‬ ‫القدس يف عيون أبنائها بينام منسابة عىل الحجارة‪ ،‬وجسد ويكتب القدس عاصمة فلس‪....‬‬ ‫قطع رصير الطبشور صوت‬ ‫تتطاير خصالت شعره األشقر يتلوى لكن الروح شامخة‬ ‫تجهيز سالح خلفه‪.‬‬ ‫غالبت األمل ورفعت الذراع‬ ‫غري املهذب عىل جبينه‬ ‫بحجر أصاب الجندي بهلع‪ ،‬يف ذلك البيت املقديس املتهالك‬ ‫العريض‪.‬‬ ‫املسنود سقفه بعدة أعمدة‪،‬‬ ‫عاجله الجندي بلكمة وهو فصوب السالح نحو حسن‬ ‫واملتشحة جدرانه بأوسمة‬ ‫وأمطره بوابل من الرصاص‬ ‫يرصخ يف وجهه‬ ‫ومىض بنشوة انتصار بغيض الرطوبة؛ كانت تنكة الغسيل‬ ‫تغيل عىل املوقد وقلب أم أكرم‬ ‫_ماذا تفعل هنا أيها العريب عىل مجنزرته تاركاً الفتى‬ ‫يغيل عىل وحيدها الذي خرج‬ ‫مسجى بدمائه‪.‬‬ ‫القذر‪ ،‬وماهذا املكان؟‬ ‫ً‬ ‫ليشرتي مسحوق الغسيل وماعاد‬ ‫هل اتخذمتوه وكرا ً إلرهابكم‬ ‫بعد‪.‬‬ ‫أعاد انتصاب جسمه بعد أن مسح أكرم دموعه دفعة‬ ‫كان قد ترنح من تلك اللكمة واحدة بطرف كمه وهو‬ ‫يحاول مسح هذه الذكرى‬ ‫وصوب نظرة حادة قائالً‬ ‫منى عز الدين‬ ‫_إنها مدرستنا التي حرمتمونا من رأسه كام وعد أمه‪،‬فيجب‬ ‫أن يقبل باألمر الواقع كام‬ ‫منها‬ ‫قالت وعليه أن مييش جنب‬ ‫قهقه الجنود بصوت أثار‬ ‫اشمئزاز الطفل‪ ،‬لكن الجندي الحائط حتى يعيش بأمان؛‬ ‫مااكتفى بذلك‪ ،‬فوجه رضبة لكن منظر أطفال الغرباء‬ ‫بعقب سالحه عىل رأس حسن عىل مقاعد الدراسة أشعل‬ ‫الغضب يف رشايينه‪ ،‬تحسس‬ ‫وهو يقول‬


‫األثراء اللغوي‬ ‫قلب‬ ‫يجب تثبيتُه يف ِ‬ ‫أ ّو ُل يش ٍء ُ‬ ‫متعل ِّم اللغ ِة العربي ِة‪ُ :‬هو‬ ‫ُح ُّبها‪!..‬‬ ‫ال ُح ُّب يَصن ُع املُعجز ِ‬ ‫ات‪!..‬‬ ‫من لُغ ِة القرآنِ املعجزة نح ُن‬ ‫الضا ِد بها‬ ‫عليكم نُطل؛ لُ َغ ُة ّ‬ ‫تفاخر عباقرة العرب‪ ،‬ف َنظَموا‬ ‫القصائد وسطّروا األمثال‬ ‫ِ‬ ‫والحكم‪ .‬ومن م ّنا ال يبتغِ‬ ‫لنفس ِه سالئق عربية وملكات‬ ‫لغوية؛ يبتغي لساناً خاطباً‬ ‫وقلامً كاتباً‪ .‬لذلك يف هذا‬ ‫الرصح العريب أكون أو أكون؛‬ ‫يبزغ فجر‬ ‫*( زمرة األدب امللكية )*‬ ‫لتقدم لكم طبقاً ملكياً من‬ ‫ذهب يحتوي عىل مجوهرات‬ ‫النحو وموسيقى الرصف‬ ‫وحدائق البالغة‬ ‫يجمعهم املوطن األصيل هو *‬ ‫اإلثراء اللغوي *‪.‬‬ ‫‪#‬املوسم_األول ⬅ ‪#‬علم_‬ ‫النحو_والرصف ‪-:‬‬ ‫‪#‬النح ُو‬ ‫هو عل ٌم يبحثُ يف أصو ِل‬ ‫ِ‬ ‫وقواعد‬ ‫تكوينِ الجمل ِة‬

‫بعلم‬ ‫اإلعر ِ‬ ‫اب ويس ّمى أيضاً ِ‬ ‫اإلعراب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫_علم_النحو‬ ‫‪#‬هدف ِ‬ ‫أنّ ُه يحدد‬ ‫أساليب تكوينِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الكلامت‬ ‫الجملِ ومواض َع‬ ‫ووظيفتَها فيها‪ ،‬ويجعلك ُت ّيز‬ ‫بني االسم والفعل والحرف‪،‬‬ ‫الخصائص التي‬ ‫كام يحد ُد‬ ‫َ‬ ‫تكتس ُبها الكلم ُة من َ‬ ‫ذلك‬ ‫املوضعِ أو الحرك ِة أو مكانِها يف‬ ‫الجمل ِة‪،‬‬ ‫خصائص نَ ْحوي ًة‬ ‫سوا ٌء أكانت‬ ‫َ‬ ‫كاالبتدا ِء والفاعلي ِة واملفعولي ِة‬ ‫كالتقديم‬ ‫أم أحكاماً نَ ْحوي ًة‬ ‫ِ‬ ‫والتأخريِ واإلعراب والبنا ِء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قال ‪#‬اب ُن_ ِج ِن ٍّي يف كتابِه‬ ‫ِ‬ ‫الخصائص‪« :‬النح ُو ه َو انتحا ُء‬ ‫َس ِ‬ ‫العرب يف ترص ِف ِه‬ ‫كالم‬ ‫ِ‬ ‫مت ِ‬ ‫اب وغريه‪ :‬كالتثني ِة‪،‬‬ ‫من إعر ٍ‬ ‫والجمعِ‪ ،‬والتحقريِ والتكسريِ‬ ‫والرتكيب‪،‬‬ ‫واإلضاف ِة وال َّن َس ِب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫و غريِ َ‬ ‫ليلحق َم ْن ليس‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ ِم ْن أهلِ اللغ ِة العربي ِة بأهلِها‬ ‫يف الفصاح ِة ِ‬ ‫فينط َق بها وإ ْن مل‬ ‫بعضهم‬ ‫يك ْن منهم‪ ،‬وإ ْن ش َّذ ُ‬ ‫ع ْنها ُر َّد ب ِه إليها‪ .‬وهو يف‬ ‫األصلِ مصد ٌر شائ ٌع‪،‬‬ ‫نحوت نحوا ً‪ ،‬كقولِك‬ ‫أي‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫قصدت قصدا ً‪ ،‬ث َّم ُخ َّص ب ِه‬ ‫ُ‬

‫العلم «‬ ‫انتحا ُء هذا القبيلِ ِم َن ِ‬ ‫‪#‬نشأة_علم_النحو‬ ‫اإلسالمي يف العامل‬ ‫بع َد امل ِّد‬ ‫ِّ‬ ‫دخل‬ ‫واتسا ِع ُرقع ِة الدول ِة‪َ ،‬‬ ‫الشعوب غريِ العربي ِة‬ ‫كث ٌري من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وانترشت العربي ُة‬ ‫اإلسالم‪،‬‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫الشعوب‪،‬‬ ‫كلُغ ٍة ب َني هذه‬ ‫ِ‬ ‫ما أدى إىل دخو ِل اللحنِ يف‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫اللغ ِة وتأثريِ ذلك عىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دعت الحاج ُة علام َء ذلك‬ ‫ِ‬ ‫الزمانِ لتأصيلِ‬ ‫قواعد اللغ ِة‬ ‫ملواجه ِة ظاهر ِة اللحنِ خاص ًة‬ ‫والعلوم‬ ‫يتعلق بالقرآن‬ ‫يف ما‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫اإلسالمي ِة‪.‬‬ ‫‪#‬كرثت_الروايات_بشأنِ _‬ ‫نشأ ِة_علم_النحو‪-:‬‬ ‫ولك َّن القص َة األشه َر أن أبا‬ ‫األسو ِد الدؤ ِّيل م َّر برجلٍ‬ ‫يقرأُ القرآ َن َ‬ ‫فقال‪(-:‬أ َّن الل َه‬ ‫بري ٌء من املرشك َني و رسولِه)‪،‬‬ ‫الرجل يقرأُ (رسولِه)‬ ‫كا َن ُ‬ ‫أي أنها معطوف ٌة عىل‬ ‫مجرور ًة ْ‬ ‫أي أنه غيَّ املعنى؛‬ ‫(املرشك َني) ْ‬ ‫الصواب أن (رسولُه)‬ ‫بينام‬ ‫ُ‬ ‫مرفوع ٌة ألنها مبتدأٌ لجمل ٍة‬ ‫محذوف ٍة تقدي ُرها‬ ‫(و رسولُه َ‬ ‫كذلك بري ٌء)‪،‬‬ ‫فذهب أبو األسو ِد إىل الصحا ِّيب‬ ‫َ‬ ‫طالب‪-‬ريض الله‬ ‫يل بنِ أيب ٍ‬ ‫ع ِّ‬


‫عنه‪-‬ورشح له وجه َة نظرِه‪-‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فتناول‬ ‫أ َّن العربي َة يف خط ٍر ‪-‬‬ ‫يل ‪-‬ريض الله عنه‪-‬‬ ‫الصحا ُّيب ع ٌّ‬ ‫وكتب عليها‪:‬‬ ‫رقع ًة ورقي ًة َ‬ ‫الرحيم‪.‬‬ ‫بسم الل ِه الرحمنِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫وحرف‪.‬‬ ‫وفعل‬ ‫الكال ُم اس ٌم ٌ‬ ‫االس ُم ما أنبأَ‬ ‫والفعل ما أنبأَ‬ ‫ُ‬ ‫عنِ املسمى‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والحرف ما‬ ‫عن حرك ِة املسمى‪.‬‬ ‫أنبأَ عن ما هو ليس اسامً وال‬ ‫فعالً‪.‬‬ ‫ث َّم َ‬ ‫ُنح هذا‬ ‫قال أليب األسو ِد‪ :‬ا ُ‬ ‫النح َو‪.‬‬ ‫ومن ذلك فقد ُس ّمي ‪#‬عل ُم_‬ ‫االسم ألن املتكل َم‬ ‫النح ِو بهذا ِ‬ ‫ينحو به‬ ‫العرب إفرادا ً‬ ‫كالم‬ ‫ِ‬ ‫منهاج ِ‬ ‫َ‬ ‫وتركيباً‪.‬‬ ‫‪#‬اإلعراب‬ ‫ِ‬ ‫خصائص‬ ‫هو أح ُد أه ِّم‬ ‫العربي ِة‪ ،‬وهي خاصي ٌة ُع ِرفَت‬ ‫الخاطئ‬ ‫النطق‬ ‫بعد أن تفىش‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اب‬ ‫يف اللسانِ العر ِّيب‪ ،‬وإعر ُ‬ ‫العربي ِة هو ما يؤدي لتشكيلِ‬ ‫نهاي ِة الكلامت ِيف سياقِ‬ ‫ِ‬ ‫الحديث عىل الوج ِه الصحي ِح‬ ‫يختص‬ ‫ُ‬ ‫سوا ٌء كا َن هذا‬ ‫التشكيل ُ‬ ‫ِ‬ ‫الحرف األخريِ‬ ‫بتغيريِ حرك ِة‬ ‫ِ‬ ‫أو تغيريِ‬ ‫الحروف األخري ِة‬

‫ٍ‬ ‫حاالت أخرى وعالمات ُه‬ ‫يف‬ ‫األساسية أربع وهي الرفع‬ ‫وال ّنصب والجزم والكرس ومنها‬ ‫تندرج العالمات الفرعية‪.‬‬ ‫سنتعرف عليها من خالل‬ ‫دروسنا املُقبلة بإذن الله‪.‬‬ ‫كام يوجد ‪#‬التنوي ُن وهو‬ ‫مضاعف ُة الحرك ِة اإلعرابي ِة يف‬ ‫ِ‬ ‫أواخ ِر ِ‬ ‫الكلامت وغالباً ما‬ ‫بعض‬ ‫ُّ‬ ‫االسم‪.‬‬ ‫يدل التنوي ُن عىل تنكريِ ِ‬ ‫اب من املميز ِ‬ ‫ات‬ ‫ويُعتَ َ ُب ‪#‬اإلعر ُ‬ ‫ِ‬ ‫والخصائص للغ ِة العربي ِة‪ ،‬فعن‬ ‫اب تستطي ُع معرف َة‬ ‫طريق اإلعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الفاعلِ أو املفعو ِل به يف‬ ‫ُ‬ ‫املفعول‬ ‫الجمل ِة حتى لو قُ ِّد َم‬ ‫به عىل الفاعلِ ‪ ،‬مع أن ُه تقريباً‬ ‫يف جميعِ لغات العامل يكون‬ ‫ٌ‬ ‫مفعول به‪.‬‬ ‫فاعل ث َّم‬ ‫الرتتيب‪ٌ :‬‬ ‫ُ‬ ‫األسباب‬ ‫اب أح ُد أه ِّم‬ ‫ِ‬ ‫فاإلعر ُ‬ ‫لتفوقِ‬ ‫األدب العر ِّيب سوا ٌء كان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫القصص‬ ‫يف الشع ِر أو النرثِ أو‬ ‫وغريها عىل ِ‬ ‫لغات العا ِمل‪.‬‬ ‫_علم_النح ِو‬ ‫‪#‬مؤسس ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫يختلف املؤرخو َن يف أن‬ ‫مل‬ ‫واض َع ِ‬ ‫العلم هو‬ ‫أساس هذا ِ‬ ‫التابعي‬ ‫ُّ‬ ‫أبو األسو ِد الدؤ ِّيل (‪67‬هـ)‪.‬‬ ‫وقيل أن هذا كا َن بإشار ٍة‬ ‫َ‬ ‫يل بنِ أيب‬ ‫من أمريِ املؤمن َني ع ِّ‬

‫الناس يف هذا‬ ‫ٍ‬ ‫كتب ُ‬ ‫طالب؛ ثم َ‬ ‫العلم بع َد أيب األسو ِد‬ ‫ِ‬ ‫أكمل أبوابَه الخليل بن‬ ‫إىل أَ ْن َ‬ ‫أحمد الفراهيدي (‪165‬هـ )‬ ‫ووض َع َ‬ ‫معجم عر ٍّيب‬ ‫أول‬ ‫ٍ‬ ‫وأسامه معجم العني‪ ،‬وكا َن‬ ‫َ‬ ‫ذلك يف زمنِ هارون الرشيد‪.‬‬ ‫أخ َذ عنِ الخليلِ تلميذُه‬ ‫رش عم ُرو ب ُن‬ ‫سيبويه (أبو ب ٍ‬ ‫عثام َن بنِ قن ٍرب _‪180‬هـ )‬ ‫الذي أك َرث من التفاريعِ ووض َع‬ ‫األدل َة‬ ‫العرب‬ ‫كالم‬ ‫ِ‬ ‫والشواه َد من ِ‬ ‫ِ‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫لقواعد هذا ِ‬ ‫وأصبح (‪#‬كتاب_سيبويه)‬ ‫َ‬ ‫أساساً لكل ما كُ ِت َب بع َده يف‬ ‫علم النحوِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرصف م َع‬ ‫ود َّو َن العلام ُء عل َم‬ ‫علم النحوِ‪ ،‬وإذا كا َن النح ُو‬ ‫ِ‬ ‫مختصاً‬ ‫بالنظ ِر يف تغريِ شكلِ آخ ِر‬ ‫الكلم ِة بتغيُّ ِ مو ِق ِعها يف‬ ‫الجمل ِة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫مختص بالنظ ِر يف‬ ‫‪#‬الرصف‬ ‫فإ َّن‬ ‫ٌّ‬ ‫بُني ِة الكلم ِة ومشتقاتِها‬ ‫وما يطرأُ عليها من الزياد ِة أ ِو‬ ‫ِ‬ ‫النقص‪.‬‬ ‫تقديم منى نارص‬


‫أضغاث أحالم‬

‫ال ب َّد يل أ ْن ْ‬ ‫أعرتف‪..‬‬ ‫ّأن أخو ُن بالديت‪..‬‬ ‫اقتنعت بأنني‪..‬‬ ‫ملّا‬ ‫ُ‬ ‫أذىك من الج ِّن‪..‬‬ ‫رش‪..‬‬ ‫ومن ِّ‬ ‫كل الب ْ‬ ‫عارشت‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ألف حديق ٍة‪..‬‬ ‫ورشبت‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ألف َ خديع ٍة‪..‬‬ ‫وزعمت ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أ ّن الغي َم من دمعِ الحج ْر‪..‬‬ ‫وحلفت أ ّن النج َم‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫من نسلِ القم ْر‪..‬‬ ‫عشقت‪..‬‬ ‫حتى‬ ‫ُ‬ ‫غزال ًة يف الكر ِخ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫تغزل حزنَها‪..‬‬ ‫ناب الضج ْر‪..‬‬ ‫وتلوكَها ُ‬ ‫ودعوتها‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫بعد العشي ِة للسح ْر‪..‬‬ ‫‪..‬وتأوهت‪...‬‬ ‫دت‬ ‫وتر ّد ْ‬ ‫ْ‬ ‫لست ُ التي تزري األب ّو َة من‬ ‫رض‪..‬‬ ‫م ْ‬ ‫إذهب إىل سحنو َن ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫واستفتي الرشيع َة لألم ْر‪..‬‬ ‫وذهبت أشكو ُه الغرا َم‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فقال يل‪...‬‬ ‫هذي زبيد ُة ال تز ّو ُج‪..‬‬

‫للت ْرت‪..‬‬ ‫إرج ْع رشيدا ً‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ينطق‬ ‫عقلك‬ ‫املمسوس ُ‬ ‫ُ‬ ‫بالكف ْر‪..‬‬ ‫وذهلت عن داعي الغر ِام‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ورحت أبحث يف الورى‪..‬‬ ‫ع ّم ْن يعلمني ( الرباءةَ‪,.‬‬ ‫حواميم الهدى‪..‬‬ ‫أو‬ ‫ِ‬ ‫أو سور َة الفرقانِ ‪..‬‬ ‫آي الزم ْر‪)..‬‬ ‫أو َ‬ ‫ووجدت نفيس بعد ٍ‬ ‫جهد‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أسمع الفج َر ينادي‪..‬‬ ‫أيها النائ ُم‪..‬‬ ‫ح ّيا للذك ْر‪..‬‬ ‫***‬

‫ذكريات حزينة‬

‫نامئة أنا وأطفايل تحيطنا‬ ‫الطأمنينة والسكينة حتى‬ ‫هجم علينا أناس لن أمتكن من‬ ‫رؤيتهم جيدا ً بسبب الظالم‬ ‫أقتادونا لجهة مجهولة كل ما‬ ‫مييزها هي الدماء املتناثرة و‬ ‫امللطخة بها السكاكني واملقابض‬ ‫‪،‬ورصاخ االمهات وأطفالهن‪.‬‬ ‫بدأت أياديهم تطالنا واحد تلو‬ ‫اآلخر ليجهزوا علينا رأيتهم وهم‬ ‫يقطعون بصغاري بال رحمة‬ ‫ويضعوهم يف علب اسطوانية‬ ‫كتب عليها أفخر أنواع سمك‬ ‫السلمون ‪،‬مذكرات سمكة ناجية‬ ‫ياسمني عيل‬

‫سالم جعفر‬

‫فتنة‬ ‫َدر ٌء‬

‫َخاطَ َبني بِعل ِم ِه ال َغزي ِر الَّذي‬ ‫يَح َفظُه؛ ف َ​َسك َُت بِعل ِمي َع َّم‬ ‫أَف َه ْم‪.‬‬ ‫رئبال الدمشقي‬

‫تداعت األطراف ثائرةً؛ تَ ِع ُد‬ ‫بربيعٍ أزهر‪.‬‬ ‫أطلق السلطان سطوته؛ أنا‬ ‫واهب الرزق األكرم‪.‬‬ ‫حمل الشعب الوزر األكرب ‪.‬‬ ‫منى عز الدين‬


‫بيني وبينك‬ ‫«بدأت أتتبعك أينام ارتحلت‪ ،‬ألنني‬ ‫أحسست بقوة أين أريدك‪ ،‬أن أر ِ‬ ‫اك‪،‬‬ ‫أحدثك‪ ،‬أعرف كل يشء ِ‬ ‫عنك‪ ،‬وطرأت‬ ‫فكرة اختطافك ألضلعي يومها فكرة‬ ‫سديدة‪ ،‬ومبنتهى التلقائية أخربتك أين‬ ‫أحبك‪ ،‬تلقائية أذهلتني قبل أن تصيبك‬ ‫ِ‬ ‫أنت بنفس الذهول‪،‬‬ ‫مل تكن هناك طريقة تجعلني أمتكن من‬ ‫البقاء بجوارك دون الوقوع يف حبك‪،‬‬ ‫لطاملا عرفت مدى فتنتك ولكن ما مل أكن‬ ‫مستعدا له هو قوة تأثريك املدمر عيل»‬ ‫وأردف حزينا‬ ‫«كل ما كان باستطاعتي فعله هو األمل‬ ‫بأن تحبينني أيضا‪،‬‬ ‫وتعريف نقاط قويت وضعفي»‬ ‫مررت إصبعا رقيقا عىل شفتيه بحنان‬ ‫قائلة‬ ‫«باستثناء أنك ال متلك الكثري من نقاط‬ ‫الضعف»‬

‫فتأوه قائال‬ ‫«اآلن هناك واحدة فقط»‬ ‫إنه يتوق إليها بقوة تفوق كل قدرته عىل‬ ‫االحتامل‪ ،‬بينام‬ ‫ترقرقت عينيها بالدموع فرحا‪ ،‬ضمها إىل‬ ‫صدره وغمرها‬ ‫بدفئه وقوته‪ ،‬وحده الحب هو ما تراه‬ ‫اآلن يف أعامق عينيه‬ ‫فقالت بشغف مجنون‬ ‫«أحبك»‬

‫ملك نور الدين‬


‫أحالمنا أسرية‬ ‫تخوض حربا مع الحقيقة‬ ‫طفلة يف مهد ؛‬ ‫حلم أبويها أن تنطق أول حروفها‬ ‫تم الحلم بنجاح ونطقت الطفلة ماما ‪..‬‬ ‫مرضت الصغرية ؛‬ ‫ضباب ودخان وعتمة يف ليل شتاء ‪.‬‬ ‫جرت األم مرسعة تبحث عن طبيب‬ ‫لكن تعرفة العالج كبرية وغالية ‪،‬‬ ‫ترددت هل تطرق باب ذاك الطبيب صاحب‬ ‫النظارة عىل رأس أنفه ؟!‬

‫انتظرت ومشت مع ذلك املخمور وكان كالثور‬ ‫الرصيح يرتنح ‪.‬‬ ‫وصلت بيتها ودخلت وأمسك الطبيب يد‬ ‫الطفلة وطلب قبل عالجها بدفع التعرفة‪.‬‬ ‫مل تنبت األم ببنت شفة فقال له األب سنعطيك‬ ‫ال تقلق !!‬ ‫نهره شرياز وقال لن أعالجها حتى تدفع ‪.‬‬ ‫أو تخدمني زوجتك لقاء العالج‬ ‫غضب الوالد لطلبه الوقح لكن األم أمسكت‬ ‫يده وقالت أوافق سأخدمك فقط أنقذ طفلتي‬ ‫‪..‬‬

‫تلك الطفلة تتهاوى بني يدي الحمى وتزداد‬ ‫األوجاع واألنني ‪..‬‬ ‫وملا تراءت لها صورة طفلتها استجمعت قواها‬ ‫عالجها شرياز وأعطاها ما يلزم ‪..‬‬ ‫وطرقت الباب ‪،‬‬ ‫سكنت الصغرية بهدوء غريب ‪..‬‬ ‫خرج الطبيب يرتنح جراء تناوله كاسا من خمر‬ ‫وجاء موعد الوفاء بوعد األم واألب‬ ‫ابتاعه من جارة العربيد شارلك !!!‬ ‫بخدمة الطبيب‬ ‫وقطب وجهه بها !!‬ ‫ماذا تريدين ؟‬ ‫طفيل يا دكتور شرياز‬ ‫مالت األم عىل كتف زوجها تحتمي به ‪..‬‬ ‫طفلتي متوت‬ ‫وعال رصاخ الطبيب شرياز يريد أجرته ممسكاً‬ ‫يد الزوجة املسكينة‬ ‫حسنا حسنا أنا قادم لكن يجب عليك أن‬ ‫تعلمي أن التكلفة مضافعة يف منزلك ‪.‬‬ ‫بدا رصاخه كدوائر تنداح يف سمعيهام لتنترش‬ ‫قالها وريح فمه يخنق حتى البعوض ناقل‬ ‫يف ذرات الهواء‬ ‫األمراض ‪.‬‬


‫مرئية وكأن صفحة الفراغ أمامهام بركة ماء يوايل‬ ‫صبي عابث رمي الحجار فيها فال تصفو‬ ‫يف صفحتها املتاموجة‬ ‫ملح الزوج زهريه كانت قريبة بعيدة أمسكها‬ ‫ودفعها بكل قوة عىل رأس شرياز فأرداه رصيعاً‬ ‫وأصبح األبوان بلحظة مجرمني وقاتلني ‪..‬‬ ‫ما الحل !!‬ ‫ماذا نفعل !!‬ ‫وفجاة تسلل من خلف الظالم طيفاً أبيض اللون‬ ‫استل الطبيب امليت من أرضية الغرفة ورحل‬ ‫كأن شيئا مل يكن ‪..‬‬ ‫واستفاقت الصغرية تضحك وبعافيتها التامة ‪..‬‬ ‫وانجىل الليل ‪..‬‬ ‫ويف الصباح الباكر يدق الباب ‪..‬‬ ‫وتفتح األم ‪:‬‬ ‫وتتسمر مكانها‬ ‫ليلقي عليها الدكتور شرياز التحية قادما ليطمنئ‬ ‫عىل حال الطفلة سليام معاىف من كل سوء ‪..‬‬

‫محمد بالل حجازي‬


‫علي ِه من البدء بصمة‪....‬‬ ‫نشيد جدي‬ ‫تر َّم َل يف املهد طفل‪....‬‬ ‫وضاع حل ٌم صغ ٌري‪....‬‬ ‫أعطني سكينتي أيها القمر‪...‬‬ ‫وشح لون الفرح وانحرس‪...‬‬ ‫َّ‬ ‫تعبت من الفوىض‪...‬‬ ‫هنا وحدها األرض حبىل‪....‬‬ ‫ورسم الوجوه الغريبة‪.....‬‬ ‫هذا ما قاله الزرع للفالح‪....‬‬ ‫ِ‬ ‫ونبش الذكريات‪...‬‬ ‫وغنت ُه السنابل‪....‬‬ ‫مللت من التكرار‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫وغردت ُه الطيور يف الغابة‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫التصفيات و الحوار‪....‬‬ ‫و‬ ‫ونطق به محراث جدي‪....‬‬ ‫وأسوار من األسئلة العجيبة‪ ....‬تلك الليلة الدافئة األخرية‪....‬‬ ‫ساوميني يا حبات املطر‪....‬‬ ‫اعرتف جدي أنه أول‬ ‫خذي ما ِ‬ ‫شئت مني‪...‬‬ ‫العاشقني‪...‬‬ ‫افض ِح عيويب‪....‬‬ ‫وأول من عرب إىل قلب جديت‪....‬‬ ‫وكل الخسائر يف حرويب‪...‬‬ ‫وقطف فاكهة الوجود‪....‬‬ ‫ولكن د ِع يل حضن أمي‪....‬‬ ‫وأنه أول من حمل السالح‪....‬‬ ‫وعطر حبيبتي األبدي‪...‬‬ ‫ودافع عن الحدود‪....‬‬ ‫لقد مات الخوف عىل عتبايت‪ ....‬وبنى املعامل‪....‬‬ ‫ُت النور وانكرس‪...‬‬ ‫كام َخف َ‬ ‫وش َّيد السدود‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫الصمت‪.....‬‬ ‫هنا يف زمان‬ ‫ونام يف الرباري‪....‬‬ ‫الكلامت غرقى ‪....‬‬ ‫يفرتش األرض السليبة‪...‬‬ ‫تتسلق الحروف‪...‬‬ ‫لتصبح بني يدي ِه حبيبة‪...‬‬ ‫َ‬ ‫تبحث عن سطور ثكىل‪....‬‬ ‫لكن جدي اآلن حزين‪...‬‬ ‫وحواف الورق املحرتقة‪...‬‬ ‫يقب ُع يف زاوية غرف ٍة مظلمة‪....‬‬ ‫والقلم يرتعش ‪....‬‬ ‫يتمتم أهازيج أنتصار ٍ‬ ‫ات‬ ‫أنفاس الظلم باردة‪....‬‬ ‫وبطوالت‪...‬‬ ‫وكف مبتورة األصابع‪....‬‬ ‫ٌّ‬ ‫ويكتب نشيد‪....‬‬ ‫تبحث عن ِّ‬ ‫صك حيا ٍة‪...‬‬ ‫الحرب د ٌم عريب‪....‬‬

‫صنع ٍ‬ ‫بأيد عربية‪....‬‬ ‫كتب جدي يف أنني‪....‬‬ ‫لسنا عبيد‪....‬‬ ‫حقوقنا منكم نريد‪...‬‬ ‫أيها السكارى من نشوة‬ ‫االنتصار‪...‬‬ ‫مل تنتهي املعركة‪....‬‬ ‫ولقمة العيش حاجتنا‪...‬‬ ‫ورفعة الرأس حاجتنا‪...‬‬ ‫والكرامة حاجتنا‪.....‬‬ ‫والتحرر منكم حاجتنا‪....‬‬ ‫سرتحلون ونبقى‪....‬‬ ‫ستل ُد األرض اآلالف منا‪....‬‬ ‫وتزهر يف أيادينا القصيدة‪....‬‬ ‫ونعيد إىل جدي نبضه‪....‬‬ ‫ونغني يف حرضة غيابه‪...‬‬ ‫نشيد‪ ....‬نشيد جدي‪....‬‬ ‫سنكون نحن النشيد‪...‬‬ ‫‪ ..........‬نحن النشيد‪....‬‬

‫عامد صالح‪...‬‬


‫متى سأتغري؟‬ ‫ٌ‬ ‫الساحة‬ ‫سؤال يطرح نفس ُه بقو ٍة يف ّ‬ ‫ال ّنفسية القابعة بني أرواحنا‪.‬‬ ‫فنجد التغيري أنواعاً ِع ّده؛ قد يكون‬ ‫يف مظهرك‪ ،‬أخالقك‪ ،‬شخصيتك‪،‬‬ ‫طموحك‪ ،‬وحتى َ‬ ‫تلك األنشودة التي‬ ‫رددناها يف ثوراتنا‬ ‫َ‬ ‫نفديك يا وطن»‬ ‫«بالروح‪ ،‬بال ّدم‪،‬‬ ‫بوسام التغيري‪.‬‬ ‫كانت تحلم‬ ‫ِ‬ ‫ولكن حني نضع هذا السؤال فأكرث‬ ‫ما يشد انتباهنا هل هذا التغري نحو‬ ‫األحسنِ أو األسوأ؛ نحو القو ِة أو‬ ‫الضعف؛ نحو التجدد أو ال ّرجعية؛‬ ‫نحو الق ّم ِة أو القاع؛ والقامئة يف هذا‬ ‫الطريق املنشود ُ‬ ‫يطول‬ ‫عن ك ُِّل مرة‪.‬‬ ‫فمهام كا َن نوعه فاللّقب واحد‬ ‫ولك ّن الذي نرنو إليه هو ما احتوت ُه‬ ‫هذ ِه اللطائف القرآنية‪:‬‬ ‫بقوم حتى يغريوا‬ ‫{إ ّن الله ال يغري ما ٍ‬ ‫ما بأنفسهم}‬ ‫أن تتغري هذا يعني أن تتنازل عن‬ ‫أمو ٍر ج ّمة؛ أن تتغري يجب أن َ‬ ‫تدرك‬ ‫بأ ّن َ‬ ‫سيتخل عنك؛ أحباب؛‬ ‫ّ‬ ‫هناك من‬ ‫أقرباء؛ أصدقاء؛ املجتمع؛‬ ‫ورمبا قد َ‬ ‫ينفيك الوطن ألنّك ال‬ ‫تستحق عيش فساده‪.‬‬

‫أن تتغري هذا يعني أنّك ستخالِف ُهم‬ ‫ألَ ّن القرار أضحى هو أنت ؛‬ ‫أن تتغري كُن عىل موعد مع األحزانِ اِمألْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫دمعات‬ ‫شطورك من‬ ‫وال ّدمعات الحارقة؛ ستُميس‬ ‫أحداقي‬ ‫وحيدا ً كصق ٍر أمام ُه خياران ال ثالث‬ ‫وان ْرث لِ َم ْن رحل َْت يف َخ ِّد‬ ‫لهام إ ّما أن ميوت أو يتغري‬ ‫أوراقي‬ ‫فيتخىل عن منقار السطح ّية‬ ‫َوبَلِّلِ‬ ‫َ‬ ‫الحرف ال تسأَ ْل لِ َم‬ ‫ومخالب القنوط ِ‬ ‫وريش الخنوع؛‬ ‫َدم َع ْت‬ ‫أن تتغري هو أن تجايف األضواء‬ ‫فجمرة الو ْج ِد قد شَ َّب ْت‬ ‫والشهرة أل ّن أفعالك هي من‬ ‫سيثبت جودة وجودك؛ أن تتغري قد‬ ‫بأحداقي‬ ‫هي‬ ‫تهجر قطعة الشوكوال التي تعشقها؛ يا أيّها الشِّ ْع ُر َعطْفًا إ ْن َ‬ ‫أن تنفصل عن أروا ٍح كا َن مصدرها‬ ‫ا ْمتَ َلَ ْت‬ ‫الضجيج رغم طو ِل املعارشة؛‬ ‫ِ‬ ‫للص ِّب من‬ ‫َخ ُّد‬ ‫القريض ‪،‬فام ّ‬ ‫أن تتغري ضع يف الحسبان أ ّن قلبك‬ ‫راقِ‬ ‫سيتوجع‪.‬‬

‫صهيل اآلهات‬

‫رمبا ما تبحث عنه َ‬ ‫فاق قوتك؛‬ ‫عمرك؛ فكرك؛ حياتك التي قطعتها‪.‬‬ ‫وبال ّر ِ‬ ‫غم من طول ال ّرحلة يف وضعِ‬ ‫بصمتك؛ وعمق سيالن ال ّدماء‬ ‫ِ‬ ‫أشواك الواقع؛ فاعلم أ ّن أعظم‬ ‫بني‬ ‫تغيري وأصعبه وأم ّره عىل اإلطالق؛‬ ‫يف هذا العامل السوداوي املكتظ‬ ‫بالبرش اليائسني؛ هو أن تقيم ثورة‬ ‫عىل نفسك عنوانها ‪#‬كيف أنا مع‬ ‫الله‬

‫ُم َنى نارص‬

‫الحب‬ ‫ال أعرف ال َع ْو َم إ َّن َّ‬ ‫َم ْهلَ َك ٌة‬ ‫أرنو َ‬ ‫إليك فال ترس ْع بإغراقي‬ ‫َه ْبني حيا ًة عىل شطآنِ قافيتي‬ ‫فمخرز ِ‬ ‫اليأس قد أودى‬ ‫بأطواقي‬ ‫أنت اليوم‬ ‫ألنَّ َك الشّ عر َ‬ ‫خارطتي‬ ‫للحب بوصل ٌة إلرشاقي‬ ‫وليس‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ليت تسمعها‬ ‫إال بقايا‬ ‫حروف َ‬ ‫َ‬ ‫أي‬ ‫تلك الّتي أش َعل َْت يف ال َّن ِ‬ ‫أشواقي‪.‬‬ ‫أدهم النمريني‪.‬‬


‫يف رحاب الزهور‬ ‫األزهار والورود تشكّل عاملاً‬ ‫قامئاً يف ذاته‪ ،‬وعندما نقف‬ ‫يضج‬ ‫أمامها يتكشّ ف لنا كل ما ّ‬ ‫به هذا العامل ويدهشنا؛‬ ‫اخرتنا لكم اليوم من هذا‬ ‫العامل؛‬ ‫زهرة الصبار‪.‬‬ ‫هيا بنا لنتعرف عليه عن‬ ‫كثب‪.‬‬ ‫نبات الص ّبار‪:‬‬ ‫بالالتينية‪ Cactus :‬هو نبات‬ ‫ينتمي إىل الفصيلة الصبارية؛‬ ‫فمعظم أنواعه تعيش يف‬ ‫الظروف والبيئات الصحراوية‪،‬‬ ‫لهذا يُرضب املثل به يف تحمل‬ ‫العطش والجفاف الذي قد‬ ‫ميتد لسنوات طويلة‪.‬‬ ‫وينتج بعضه مثارا ً مثل التني‬ ‫الشويك‪ ،‬ومنه الذي تنمو له‬ ‫أزهارا‪.‬‬ ‫ت ُز ِهر نبتة الص ّبار بالصيف‬ ‫حيث تظهر الورود عىل‬ ‫الشوك بشكل متد ٍل بطول ال‬ ‫يتجاوز ‪ 90‬سم‪ .‬كل وردة منها‬ ‫لها بتالت بطول ‪ 3-2‬سم‪.‬‬ ‫زهرة الصبار‪:‬‬ ‫هي عضو يف عائلة نبات‬

‫العصاري والذي يُعرف باسم‬ ‫الصبار‪ ،‬وهناك أكرث من ‪200‬‬ ‫نوع منها‪ ،‬وتنمو يف مختلف‬ ‫األشكال واألحجام‪.‬‬ ‫وتعيش هذه النبتة يف‬ ‫املناخات املشمسة والدافئة‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن زهرة الصبار‬ ‫تنبت عىل الصبار‪ ،‬إال أن لها‬ ‫جامال خاصا وفوائد عديدة‪.‬‬ ‫ولها أشكال غريبة وجميلة‪.‬‬ ‫هذه الزهرة املكافحة والتي‬ ‫تنبت عىل الصبار‪ ،‬تتفتح ليال‬ ‫من أجل التلقيح الذي يتم عن‬ ‫طريق الحرشات‪ ،‬وأحيانا عن‬ ‫طريق الخفاش‪.‬‬ ‫انترشت يف األمريكيتني ومنهام‬ ‫تم تصديرها لباقي دول العامل‪.‬‬ ‫وقد رصح الربوفيسور «تشانغ‬ ‫هونغ» كبري الخرباء باملعهد‬ ‫اإلقليمي للطب الصيني‬ ‫التقليدي‪ ،‬بأنه تم إضافة هذه‬ ‫الزهرة إىل القامئة املطولة‬ ‫لألعشاب النباتية املستخدمة‬ ‫يف الطب التقليدي لعالج‬ ‫العديد من األمراض‪.‬‬ ‫يجدر التنويه إىل أن الصني‬ ‫بدأت يف زراعة زهرة الصبار‬ ‫خالل السنوات األوىل من‬ ‫القرن املايض‪ ،‬حيث استوردتها‬

‫من‬ ‫املكسيك التى تَعترب بدورها‬ ‫أن هذه الزهرة من الزهور‬ ‫الوطنية واملقدسة‪.‬‬ ‫وترمز هذه الزهرة للشجاعة‬ ‫والقوة وشدة التح ّمل‪.‬‬ ‫وقد قيل عنها‪:‬‬ ‫يف بالدي‬ ‫ت ُ‬ ‫الشمس من الغرب‬ ‫ُرشق‬ ‫ُ‬ ‫وتحمي زهر ُة الص ّبار جدران‬ ‫الحدو ْد‬ ‫يا حبيبي ال تسلني‬ ‫َ‬ ‫مل أكن ُ‬ ‫الشوك‬ ‫أعرف أ ّن‬ ‫تجنيه الورو ْد‬ ‫كام أن اسمها ذُكر يف عدة‬ ‫أعامل فنية منها‪:‬‬ ‫*زهرة الصبار (فيلم ‪:)1969‬‬ ‫هو فيلم كوميدي أمريييك‪،‬‬ ‫أُنتج عام ‪.1969‬‬ ‫*زهرة الصبار (فيلم ‪:)2017‬‬ ‫هو فيلم مرصي مستقل‪ ،‬أُنتج‬ ‫عام ‪.2017‬‬ ‫*زهرة الصبار‪ :‬هي مرسحية‬ ‫مرصية‪ ،‬أُنتجت عام ‪.1967‬‬ ‫وإىل اللقاء مع نوع جديد‬ ‫نستكشف خباياه برفقتكم‪.‬‬

‫شمعة األمل‬


‫حلمي‬ ‫أهرب منها والروح تحيد‬ ‫وأرحل للبعيد‬ ‫أحتاج ألف عام‬ ‫عام جديد‬ ‫حيث تسكن السعادة‬ ‫يك أرمم أملي‬ ‫وقد أولد بعدها من جديد عىل جزيرة األمل‬ ‫لكنني هنا ولدت مع األوهام‬ ‫الجميع يولدون من جديد لكن العمر مييض كطوفان‬ ‫ويأىب النطق الكالم‬ ‫وأنا عىل جدار قلبي ولد حزن كأنهيار الجليد‬ ‫جديد‬ ‫تحطبت أطرايف وأنزوت أحالمي ألبقى أبحث عن آخر وليد‬ ‫يتشعب داخيل‬ ‫يف هذا الزخم الشديد‬ ‫املهرتئة‬ ‫يوغل يف حنايا روحي‬ ‫من عناء من ضياع من مشاعر‬ ‫عىل ناصية ذكرى‬ ‫يشق طريقه للوريد‬ ‫قتلتها قلوب من حديد‬ ‫وأ ٍمل عتيد‬ ‫يقسم أجزايئ ٍ‬ ‫الكل يولد من جديد‬ ‫بحرب تطل من يا ليتني أستطيع‬ ‫بعيد‬ ‫وأنا هامئة أبحث عن ذاك‬ ‫أن أقطف نجمة‬ ‫دقت نواقيس العمر بعام‬ ‫الوليد ‪..‬‬ ‫أو أوقف العمر لحظة‬ ‫يقال أنه بالحسن فريد‬ ‫وأخطف عقارب الساعات‬ ‫زينب الرشقاوي‬ ‫وأنا التوهان علقني عىل شجرة وهلة‬ ‫يابسة األغصان‬ ‫ألعلق نجمتي ‪..‬فوق قارب‬

‫موطئ قدمك‬

‫قالت أبتي اترك أرضاً أكلت‬ ‫لحمك‬ ‫زرعتها خريا ً برتت قدمك‬ ‫أبتي؛ ِ‬ ‫امض ‪،‬ال تنظر خلفك‬ ‫سأكون لك؛‬ ‫القدم‬ ‫واملعني عىل املحن‬ ‫سنرتك أرض الوهن‬

‫مهالً بنية‬ ‫وباألرض ال تكوين سخية‬ ‫األرض عرض وصونها قضية‬ ‫ألجلها أهب نفيس بالكلية‬ ‫وإن فقدت قدماً يف الصعاب‬ ‫فعىل األخرى سيحن الرتاب‬ ‫أما يف أرض الغياب‬ ‫ال قدم ال رأس ال هوية‬ ‫منى عز الدين‬

‫ل ُْج‬

‫العل ُم ال َِّذي َج َّم َع ُه ِمن‬ ‫بُ ُحو ٍر ُمختَلِف ٍة‪َ ،‬ض َاق ِفي ِه‬ ‫َصد ُر ُه؛ انْ َف َج َر ِب ِه ِعن َد أَ َّو ِل‬ ‫ِفت َن ٍة‪.‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫القصة الومضة‬ ‫رئبال الدمشقي‬


‫ازدادت رغبة مني يف عبور الشارع والتحدث‬ ‫معها أو عىل األقل فهم سبب تغري نظراتها‬ ‫هي (قصة قصرية)‬ ‫وسبب قضائها كل هذه السنوات عىل كريس‬ ‫ألول مرة ذهبت فيها إىل املدرسة كنت يف‬ ‫حملت حقيبتي الصغرية واحد يف الشارع! لكن شيئاً ما كان يوقفني يف‬ ‫السادسة من عمري‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وشعور الفخر ميلؤين والسعادة تكاد تطري من كل مرة أحاول فيها فعل ذلك؛ ومرت األيام‬ ‫وأوضاعي تزداد سوءا ً مع استياء نظراتها رمبا‬ ‫عيني؛ عندها لفتت نظري سيد ٌة مسنة مل‬ ‫يل ‪.‬‬ ‫أستطع تقدير عمرها يف ذلك الوقت‪ ،‬وكأنها كانت هي نذير الشؤم ع ّ‬ ‫ويف يوم‪ ،‬يف الخامسة والعرشين تعقدت ظرويف‬ ‫جديت!‬ ‫كلها‪ ،‬تركت خطيبي وعميل وسبب يل هذا‬ ‫جلست عىل كريس عىل الرصيف‪ ،‬مرتدي ًة‬ ‫ات غريبة انهيارا نفسيا وعاطفيا شديدين؛ وتزاحمت‬ ‫فُستاناً اخرض اللون؛ تنظر إيل بنظر ٍ‬ ‫كأنها تعرفني وبعدها ابتسمت يل ابتسامة من عيل املصائب من كل اتجاه‪.‬‬ ‫ويف الصباح كانت موجودة ككل يوم ونظراتها‬ ‫طرف شفتيها‪ ،‬وأنا بدوري بادلتها االبتسامة‬ ‫تقطع كل أمل من الحياة؛ كان فيهام رعب‬ ‫وأكملت طريقي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اعتدت رؤيتها يوميا‪ ،‬لعدة سنوات‪ ،‬و بنفس مجهول؛ عندها ثار غضبي و قفزت ألعرب‬ ‫املالبس والنظرة‪ ،‬وبابتسامة بدت أكرث عمقاً الشارع‪ ،‬وأنا أقول ال بد يل أن أعرف ماذا تريد‬ ‫مني هذه الشمطاء؟‬ ‫وصدقاً؛ حتى أصبحت صديقتي وجزءا ً من‬ ‫وبينام كنت أع ُرب الشارع‪ ،‬سمعت صوت مزمار‬ ‫يومي‪.‬‬ ‫أصبحت أتأملها بشكل أكرب وأنا ابنة السابعة سيارة صاخب مرعب‪ ،‬استدرت‪..‬وإذ يب أرى‬ ‫عرش‪ ،‬وألنها حافظت عىل لباقة وأناقة شكلها سيارة مرسعة قادمة نحوي‪ ،‬وصوت مزمارها‬ ‫ال يتوقف؛ وعندما رضبت بعيني أضواءها‬ ‫ومظهرها؛ ازداد احرتامي لها‪.‬‬ ‫العالية؛ كأنها أعمت برصي؛ ومن ثم رضبتني‬ ‫مل أرها يوما بحذا ٍء ُمرتب ٍة‪ ،‬بل إن حذاءها‬ ‫بكل قوتها لدرجة قد ال يتصورها عقل برشى‬ ‫األسود المع عىل الدوام ‪،‬ويف األيام املاطرة‬ ‫تحمل بيدها كتاب غالف ُه أحمر وألقت يب أرضاً‪.‬‬ ‫تضع ِمظلة؛ ُ‬ ‫بعد بُرهة شعرت بأنني ما زلت قادرة عىل‬ ‫اللون بصورة دامئة‪ ،‬تنظر يل بنظراتها املليئة‬ ‫تحريك جسدي؛ فجئت ألفتح عيني؛ كنت شبه‬ ‫بالبهجة والفخر الذي كان يبعث الثقة إىل‬ ‫متأكدة من أنني يف العناية املركزة هذا إن مل‬ ‫روحي‪.‬‬ ‫أمت مسبقاً؛‬ ‫ويف التاسعة عرش‪ ،‬حملت نظراتها شيئاً من‬ ‫القلق والتوتر؛ رمبا تعرف أنني اآلن أمر بأوقات ولكن كال‪....‬‬ ‫فالدنيا كانت تدور من حويل وانا أنهض من‬ ‫صعبة وبعالقات أكرث تعقيدا ً من ذي قبل!‬


‫نومي ألجد نفيس جالس ًة عىل كريس؛ و يداي مجعدتان وبينهام‬ ‫ذلك الكتاب ذو الغالف أحمر اللون‪.‬‬ ‫كال هذا غري معقول؛ غري صحيح؛ غري ممكن؛ نظرت أمامي ألرى‬ ‫أنه شارع طفولتي؛ وها أنا ما زلت مرتدي ًة فستاين االخرض!‬ ‫ال أصدق انني وتلك العجوز الجالسة عىل قارعة الطريق شخص‬ ‫واحد!‬ ‫ال اعرف كيف مر الوقت؛ وأنا جالسة أستعيد ذكريات أحببتها‬ ‫بعض منها؛ ولكن الحول يل وال قوة عىل‬ ‫ورمبا رغبت بتغيري ٌ‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫اآلن أدركت بانني قد علقت بذلك اليوم املشؤوم ومل أعي كل‬ ‫تلك السنوات التي مرت يب؛‬ ‫ومل أستطيع املُيض قُدماً؛ بقيت عالق ًة يف املايض ومل أالحظ‬ ‫املستقبل الذي كان يهرب مني أيضاً؛ لرمبا اآلن فقط استفقت‬ ‫عىل ما ضاع عيل من أوقات جميلة ومختلفة بسبب انشغايل‬ ‫بذلك املايض ورغبتي بتغيريه‪ ،‬اآلن بت متأكدة من أن الوقت‬ ‫الذي مىض من حيايت لن يعود؛ ولن أستطيع أبدا ً تغري األشياء‬ ‫من حويل؛ كان اختياري أن اكون املتفرج ًة عىل الحياة من عىل‬ ‫قارعة الطريق‪ ،‬واآلن إذا كانت يل القدرة عىل فعل يشء واحد‬ ‫فقط فسأختار الرحيل بسكون ‪.‬‬

‫داليا قتيبة‬


‫الومضة الحكمة‬ ‫أديب‬ ‫صنع مبجد حرفه سلام؛ سقط من قمة‬ ‫الخلق‪.‬‬ ‫رئبال الدمشقي‬ ‫غلبة‬ ‫تعالت تراتيل الحق؛ ر ّددها الباطل عنوة‪.‬‬ ‫محمد مندور‬

‫نتيجة‬ ‫حصد الحلم الخديعة؛ تناولوا رغيف‬ ‫الخذالن‪.‬‬ ‫منى عز الدين‬ ‫جنوح‬ ‫ولد اللقيط؛ رجمه الزناة‪.‬‬ ‫منى عز الدين‬ ‫ابالس‬ ‫انكشفوا؛ التحفوا تأويل املتشابه‪.‬‬ ‫منى عز الدين‬

‫وهم‬ ‫بذرت غراس ال ّنرص؛ حصد الحلم الخديعة‪.‬‬ ‫رضام‬ ‫جامل الشمري‬ ‫استنارت القلوب؛ اتّقد الوجيب‪.‬‬ ‫خالد خليف‬ ‫زيف‬ ‫احرتقت أقنعتهم؛ تخ ّمروا بالشّ عار‪.‬‬ ‫انقالب‬ ‫زينب الرشقاوي‬ ‫ثارت حيوانات الغابة؛ انتخب الحامر‬ ‫رئيسا‪.‬‬ ‫انتهاز‬ ‫مصطفى كتيفة‬ ‫انتحرت الحرية؛ لبس الطغاة ثوب‬ ‫الحداد‪.‬‬ ‫أمل‬ ‫منى عز الدين‬ ‫دفنوها بباطن األرض؛ أزهرت‪.‬‬ ‫تناهيد عبد الرحامن‬ ‫حشد‬ ‫جهز الحق جيشه؛ تط ّوعت لنرصته‬ ‫عفاف‬ ‫األحالم‪.‬‬ ‫قتله الجوع؛ أحيته الزكاة‪.‬‬ ‫جامل الشمري‬ ‫بسام عبد الوهاب‬ ‫ضالل‬ ‫انحنت العقبات؛ تعاقبت األعذار‪.‬‬ ‫محمد مندور‬ ‫أمة‬ ‫تكاثرت يف بحرها التامسيح؛ هاجرت‬ ‫وهم‬ ‫أسامكها‪.‬‬ ‫بذرت غراس النرص؛ حصد الحلم الخديعة‪ .‬أمين السعيد‬ ‫جامل الشمري‬ ‫عروبة‬ ‫هاجرت أسامكها؛ حكمتها الطحالب‪.‬‬ ‫شهد سواكري‬

‫جزاء‬ ‫بش الله املنافقني؛ أدخلهم نارا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫جالل محمود‬ ‫ذنب‬ ‫التزم سلّم الطّاعات؛ اغتصبه الهوى‪.‬‬ ‫منى نارص‬ ‫عبودية‬ ‫أصبحوا أسيادا؛ خ ّروا س ّجدا للكرايس‪.‬‬ ‫منى عز الدين‬ ‫فتنة‬ ‫تبعرث العفو؛ انترش الغلو‬ ‫ماري أحمد‬ ‫خيانة‬ ‫أزهر الوطن؛ باعوا عطره ‪.‬‬ ‫حنان اسالم‬ ‫نكسة‬ ‫تحرروا؛ تفرقت بهم السبل‪.‬‬ ‫مرام مرام‬ ‫هويّة‬ ‫بحث عن نفسه؛ فق َد وطن‪.‬‬ ‫معاد الحاج قاسم‬ ‫استغاثة‬ ‫طلب النجدة؛ دفنوه بالحياة‪.‬‬ ‫عزيزة بلغيث‬ ‫غدر‬ ‫أسكنتك قلبي؛ مزقته و خرجت‪.‬‬ ‫جود عبد الرازق‬


‫الومضة الحكمة‬

‫طيبة‬ ‫انقطعت حبال املودة؛ بنوا‬ ‫لها الحسور‪.‬‬ ‫داليا عبد الله‬

‫اغتيال‬ ‫كرست األقالم؛ سال حرب‬ ‫الحقيقة‪.‬‬ ‫رصيف األمل‬

‫خضوع‬ ‫بكت الكرامة؛ تعالت‬ ‫ضحكات الذل‪.‬‬ ‫امل‬ ‫دفنوها بباطن األرض؛ ازهرت‪ .‬بان الشمري‬ ‫تناهيد عبد الرحمن‬ ‫تبعية‬ ‫فصحتهم ذيولهم؛ نكروها‪.‬‬ ‫مذمة‬ ‫صفقت الرذيلة؛ غسل الحياء داليا عبد الله‬ ‫الوجوه‪.‬‬ ‫تعاضض‬ ‫زهراء ناجي‬ ‫جاعت االفواه؛ثارت البطون‪.‬‬ ‫محمد عالوي‬ ‫ذكورة‬ ‫فاحت وضاعتها؛ تدللوا لها‬ ‫عرب‬ ‫عشقا‪.‬‬ ‫اغتنت عقولهم؛ نقبها الغرب‪.‬‬ ‫شهد سواكري‬ ‫زينب االسدي‬ ‫صوفية‬ ‫اطلعت بعقيقها؛ تهدهدت حضارة‬ ‫ابادهم؛ اقاموا له مأتم‪.‬‬ ‫روحي‪.‬‬ ‫محمد عالوي‬ ‫مجد عيل‬

‫شهوة‬ ‫استلذوا؛ ذبلت الهمم‪.‬‬ ‫رصيف األمل‬

‫حظ‬ ‫تآلفت االرواح؛ تآخت االقدار‬ ‫حنان اسالم‬

‫جنوح‬ ‫ولد اللقيط؛ رجمه الزناة‪.‬‬ ‫منى عز الدين‬

‫نار‬ ‫فروا من جحيمها؛ التجأوا‬ ‫اليها‪.‬‬ ‫سالم جعفر‬

‫نور الخالدي‬ ‫شاعر‬ ‫تسارعت النبضات؛ نرث‬ ‫األوراق‪.‬‬ ‫تفاؤل‬ ‫دفنت الهموم؛ عانقت‬ ‫النجوم‪.‬‬ ‫وليد غزال‬ ‫مأساة‬ ‫كرثت الرزيلة؛استكرب‬ ‫الشيطان‪.‬‬ ‫محمد عالوي‬ ‫جندي‬ ‫عاد منترصا؛ مجدوا الرئيس‪.‬‬ ‫زينب االسدي‬ ‫أمل‬ ‫ازهر الحلم؛ حلق الخيال‪.‬‬ ‫محمد عالوي‬

‫خلل‬ ‫فر الكفرة؛ ملع الفجرة‪.‬‬ ‫خالد خليف‬ ‫نرص‬ ‫فر الكفرة؛ تبسم الحق‪.‬‬ ‫ندى تيناوي‬ ‫وليمة‬ ‫انتىش الظلمة؛ سكر البؤساء‪.‬‬ ‫مهند العبادي‬ ‫وطن‬ ‫نصبوا خيمة الوطن؛ تقيأوا‬ ‫ظالل العز‪.‬‬ ‫جامل الشمري‬ ‫شتات‬ ‫تاه من شدة الضوء؛ مللمته‬ ‫الزوايا‪.‬‬ ‫جامل الشمري‬

‫أشقاء‬ ‫جهل‬ ‫ساد الرعاع؛ ناحت القراطيس‪ .‬تفرقت الصفوف؛ تبددوا‪.‬‬ ‫نور الخالدي‬ ‫مرام‬ ‫مؤازرة‬ ‫جلس الظلم عىل العرش ؛‬ ‫نهضت الثورة‪.‬‬ ‫زينب الرشقاوي‬ ‫تكريم‬ ‫صفق لهم االنحطاط؛ انحنى‬ ‫الذل‪.‬‬ ‫رصيف األمل‬

‫أرق‬ ‫احرقتهم لظى األقدار؛ نسيهم‬ ‫النوم‪.‬‬ ‫زينب الرشقاوي‬

‫جمع‬ ‫د‪ .‬جامل الشمري‬


‫الهاوية‪...‬‬ ‫زارتني تلك الغصة وأنا أطالع‬ ‫غائبي‬ ‫توقف يطالعني عن قيد أمنلة‪...‬‬ ‫ملعان النجم يف سديم الليل‪...‬‬ ‫نهرته ‪...‬وطالبته بالخضوع‬ ‫أين هو؟؟‬ ‫اشتقت لك‪...‬‬ ‫والرجوع‪...‬‬ ‫أوشك الليل أن ينتصف‪...‬‬ ‫صباحي اليوم كان كئيبا من‬ ‫وعقارب الساعة تجري ببطء‪ ...‬جلسنا عىل حافة الساعة‪...‬‬ ‫دونك‪...‬‬ ‫نتبادل النظرات‪...‬‬ ‫وشمسه ظلّت ترقبني يف خجل‪ ...‬رصاع رهيب دائر يف خاليا‬ ‫هو يأىب الكتابة‪...‬‬ ‫مل أتذوق قهويت‪...‬فهي ال تحلو عقيل‪...‬‬ ‫جفني‪...‬‬ ‫ونار تتأجج يف أعامق صدري‪ ...‬وأنا هجر النوم‬ ‫إال معك‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫واحتلني السهد‪...‬‬ ‫حاولت الكتابة لكني مل أفلح‪ ...‬تحرق ما تبقّى من صربي‪...‬‬ ‫عىل جنح فراشة مضت الثواين‬ ‫متى أملحك أيها الغائب‪...‬‬ ‫فالحروف متردت‪..‬‬ ‫مجهدة‪...‬‬ ‫وظلّت ترسم اسمك ‪...‬باشتياق‪ ..‬قادماً من أقىص الخريطة‪...‬‬ ‫تخنق املسافات بقبضة الشوق‪ ...‬وانتحرت الدقائق مرهقة‪...‬‬ ‫انتصف النهار‪..‬وال خرب منك‬ ‫هأنا أبيك عىل ضفة االنتظار‪ ..‬زلت قدم الساعات فكرس الوقت‬ ‫يريح قلبي‪...‬‬ ‫أحاول كتابتك يف مطلع قصيدة‪ ...‬وحطمت آلة الزمن‪...‬‬ ‫زاد توتري‪...‬‬ ‫هاتفتك‪..‬وصوت طنني الهاتف تشكلت حرويف مبعرثة تبيك‪ ...‬وغائبي بعد مل يعد‪....‬‬ ‫وسال الح ُرب نهرا ً أسود يجري عىل عالق يف زحمة الظروف‪...‬‬ ‫كاد يقتلني‪...‬‬ ‫ومشاغل العمر‪...‬‬ ‫صفحتي البيضاء‪...‬‬ ‫ال مجيب‪...‬‬ ‫فأجهشت بالبكاء عىل كتف‬ ‫تغضن جبني الصمت‪...‬‬ ‫مازال ضوؤك األخرض يخاصم‬ ‫القلم‪...‬‬ ‫وهب صارخا بغضب‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫اليوم‪...‬‬ ‫كربكان طال خموده فانفجر‪...‬‬ ‫وكأنهام أقسام أال يجتمعا‪...‬‬ ‫تناهيد الصمت‬ ‫اجتاح كل ما م ّر يف طريقه‪...‬‬ ‫قلّبت يف صفحات رسائلك‪...‬‬ ‫فاندثر‪...‬‬ ‫أقرأ كلامت روحك املتمردة‪...‬‬ ‫وأرى طيف ابتسامتك متواريا وخلّف بقايا أرواح تنئ‬ ‫وتحترض‪...‬‬ ‫خلفها‪...‬‬ ‫ها هي الشمس أعلنت األفول‪..‬‬ ‫ملحت قصائدي طريحة األرض‬ ‫مللمت بقايا النهار معها‬ ‫تتلوى يف أمل‪...‬‬ ‫ورحلت‪...‬‬ ‫كأم تخىش نسيان أحد ابنائها‪ ...‬وعىل ارتجاف الخوف املضطرب‬ ‫يف أحشايئ‪...‬‬ ‫وأسدل الظالم ستائره عىل‬ ‫أجفل القلم يف يدي‪...‬‬ ‫عجل‪...‬‬ ‫وتدارك خطواته نحو حافة‬ ‫يواري خلفه تناهيد روحي‪...‬‬


‫أنا الطفل‬ ‫أال يا أيها الجمع إين كلي ٌم‬ ‫فاسمعوا‪..‬‬ ‫شاب من‬ ‫أنا الطفل الذي َ‬ ‫هو ِل ما َصنعوا‪..‬‬

‫أنا الطه ُر املربأُ من كل ٍ‬ ‫أفك‪..‬‬ ‫أغتصب‪..‬‬ ‫أعتاب القدس‬ ‫وعىل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫رب‬ ‫أنا‬ ‫الغريق ببح ِر ُع ِ‬ ‫ُ‬ ‫إخواين‪..‬‬

‫وأوصايل ب َِسفُّود الهج ِر مت َّز ُق‪..‬‬ ‫جف بردى‪..‬‬ ‫بكيت حتى َّ‬ ‫ُ‬ ‫وما عاد العايص لدمعي‬ ‫يتس ُع‪..‬‬ ‫نصف فؤاد مهرتئٍ ‪..‬‬ ‫أنا ُ‬ ‫ات عذباً أجاجا‪..‬‬ ‫ينحب‪ ..‬وال الفر ُ‬ ‫قلب‬ ‫أنا بقايا شلو ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ودجلة مبتو ٌر يف الصحرا ِء‬ ‫فليس يف‬ ‫اقرتبوا‪ ..‬تعالوا‪َ ..‬‬ ‫ُ‬ ‫ينزف‪..‬‬ ‫صويت نشازٌ‪..‬‬ ‫اآلهات من جويف تتلو ُع‪ ..‬أنا الطفل القتيل بقابيلكم‪..‬‬ ‫هي‬ ‫ُ‬ ‫ينعق‪..‬‬ ‫فلست وشيخي عند السلطان ُ‬ ‫ال تعجبوا‪ ..‬ال تعجبوا‬ ‫ُ‬ ‫بشاعرٍ‪..‬‬ ‫عم ُه بالقَوايف أعل ُم‪ ..‬سأشكو الله‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ولست يا َّ‬ ‫سأشكو الله يف يوم‪..‬‬ ‫فيه الخالئق إليه تجم ُع‪..‬‬ ‫لقد‬ ‫ُ‬ ‫أوتيت فصاح َة الوجعِ‬ ‫أين نبذت يف العراء ميتامً‪..‬‬ ‫عىل صغرٍ‪..‬‬ ‫وإخواين يف القصور تتدفأُ‪..‬‬ ‫مثل من‬ ‫وأن حاكمي قد َ‬ ‫اح‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ورصت باأل ِمل أديباً وب َّو ُ‬ ‫دمي‪..‬‬ ‫لَم أتقنِ الخطاب َة وإمنا‬ ‫أُلهمتُها‪..‬‬ ‫كطفلِ األخدو ِد ألم ِه‬ ‫طغا ٌة عىل ِ‬ ‫الظلم‬ ‫عروش ِ‬ ‫يسترصخُ‪..‬‬ ‫ساق بغدا َد التي شُ لَّت‪ ..‬ترتب ُع‪.‬‬ ‫أنا ُ‬ ‫وعضدي يف اليمنِ يقطَّ ُع‪..‬‬ ‫رئبال الدمشقي‬ ‫أنا ُحرم ُة كل قداس ٍة‪..‬‬ ‫الشآم أنح ُر‪..‬‬ ‫ويف فسطاط ِ‬

‫صفحة الهواء‬ ‫بال إرهاصات غزانا الصقيع؛‬ ‫ساحات عاملنا الخارجي خلت‬ ‫من دفء وجوههم‪.‬‬ ‫أعلنا إىل الداخل االنسحاب‪،‬‬ ‫التحفنا أنفسنا ‪،‬تكدس يف قلبنا‬ ‫ركام مشاعر وحطام كالم؛‬ ‫ندبنا لها الورق واألقالم‬ ‫‪،‬تعرقت الكف من دفء‬ ‫الذكرى ‪،‬انزلق القلم ترنحت‬ ‫الفكرة‪ ،‬سخرت الورقة همست‬ ‫برقة؛ ُخ ِ‬ ‫دعت مرة أخرى ‪ ،‬عىل‬ ‫صفحة الهواء ِ‬ ‫كنت تكتبني‪.‬‬ ‫منى عز الدين‬


‫ما الذي‬ ‫ينقصك‬ ‫لتكون‬ ‫سعيدا‬ ‫السالم عليكم أحبتي يف الله ( ما الذي‬ ‫ينقصك لتكون سعيدا )‬ ‫سؤال مهم جدا ً ‪،،‬البد أنك قد وجهته‬ ‫لنفسك أوال ‪ ،‬أو أنك قد سئلته كثريا ‪،‬‬ ‫أو سألته أحدهم ‪ ،‬ولكن كثريا ً ما تأيت‬ ‫اإلجابات حوله متنوعة متفرقة ذاك‬ ‫ألن الكل يراها بعني خاصة ووفق‬ ‫احتياجه ‪ ،‬و قدال تحقق تلك الغاية وال‬ ‫تشفي ظأم رغبتنا بالشبع منها كونها‬ ‫ناقصة‬ ‫ولكن كان من املفروض أوالً أن نسأل ‪:‬‬ ‫ماهي السعادة ؟!‬ ‫طبعاً كل واحد منكم سيعرب برأيه‬ ‫الخاص عن السعادة وفق ما‬ ‫يناسب نظرته للحياة ‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫كل تعريفاتكم عن السعادة فإن لها‬ ‫تعريفات أخرى كثرية ‪،‬ومثة قناعة‬ ‫تقول أن السعادة هي ‪»:‬التقاء النشوة‬ ‫والرضا « يف قلب إنسان ‪،‬مبعنى أن‬ ‫يكون الشخص راضيا ليس بالرضورة‬ ‫أن يكون سعيدا ‪ ،‬ألنه يفتقد للشعور‬ ‫بالنشوة ‪ ،‬والعكس صحيح ‪.‬‬ ‫وميكنكم متثيل ذلك ‪.‬‬ ‫املهم اآلن أن نعرف أن السعادة شعور‬ ‫لحظي ‪ ،‬محدود املدة ‪ ،‬فقط عند التقاء‬ ‫إحسايس النشوة والرضا ‪ ،‬فالنشوة قد‬ ‫تدوم لفرتة وكذلك الرضا ‪،‬‬ ‫الخالصة أن السعادة شعور لحظي ال‬ ‫يتواجد إال بامتزاجهام معا يف قلب‬ ‫إنسان وهذا املزيج نادر الحدوث‬

‫ومحدود املدة أيضا ‪.‬‬ ‫مثل لحظة انتصار العب كرة قدم‬ ‫لحظة تسديد هدف ‪ ،‬أو لحظة تحقيق‬ ‫أحدكم لهدف معني ‪ ،‬يف تلك اللحظة‬ ‫تجتمع نشوةاالنتصار مع الرضا بتحقيق‬ ‫الهدف ‪ ،‬ولكن بعد ثوان أو دقائق أو‬ ‫حتى ساعة يختفي إحساس النشوة‬ ‫ليكون راضيا عن النتيجة ‪،‬ولكنه ليس‬ ‫سعيدا متاماً بالدرجة ذاتها لحظة بلوغ‬ ‫الهدف ‪ ،‬ذاك ألن شعور النشوة قد‬ ‫تبدل بالقلق للحفاظ عىل تلك النتيجة‬ ‫أو الحفاظ عىل شعور السعادة ‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يدفع بنا للسعي الدائم نحو أهداف‬ ‫أخرى لتحصيل تلك السعادة ‪ ،‬إذن‬ ‫لن تتحقق السعادة الكاملة والدامئة‬ ‫إال حني بلوغنا للهدف األخري وذاك ما‬ ‫يتمثل بالفوز يف اآلخرة‪.‬‬ ‫ما علينا معرفته اآلن كيف نحقق تلك‬ ‫السعادة ؟‬ ‫إن كنا نبحث عن السعادة فالبد لنا أن‬ ‫نحقق التوازن والذي عىل أساسه نعيش‬ ‫حياة سعيدة ‪ ،‬وهنا سنتطرق لنظرية‬ ‫التوازن فام هي يا ترى ‪ :‬يقول د‪.‬‬ ‫إيهاب فكري عىل لسان الدكتور حكيم‬ ‫يف كتابه ‪ 4‬شارع النجاح ‪:‬‬ ‫إن نظرية التوازن تقوم عىل فكرة‬ ‫بسيطة جدا ً وهي ‪:‬ليك تعيش سعيدا‬ ‫يف الدنيا البد أن تعيش يف توازن ‪ ،‬وليك‬ ‫تعيش يف توازن البد أن تعمل عىل‬ ‫تحقيق الحد األدىن من النجاح يف أربعة‬ ‫جوانب يف حياتك ‪:‬جسمك ‪...‬جيبك‬ ‫‪...‬قلبك ‪...‬عقلك ‪.‬‬ ‫إذا أردنا أن نصيغها عىل شكل معادلة‬ ‫منطقية فإننا ميكن أن نقول ‪:‬‬ ‫إنسان متوازن = إنسان يعمل عىل‬ ‫النجاح يف الجوانب األربعة ‪.‬‬ ‫إنسان يعمل يف الجوانب األربعة‬

‫=إنسان متعدد النجاحات ‪.‬‬ ‫إنسان متعدد النجاحات =إنسان كثري‬ ‫الشعور بلحظات النشوة والرضا ‪.‬‬ ‫إنسان كثري الشعور بلحظات النشوة‬ ‫والرضا =إنسان سعيد ‪.‬‬ ‫إذن إنسان متوازن =إنسان سعيد ‪.‬‬ ‫كل جانب منهم ينقسم إىل ثالثة‬ ‫عنارص أساسية لذلك يكون لكل إنسان‬ ‫‪12‬عنرصا أساسيا يشكلون الحد األدىن‬ ‫الذي البد أن يعمل اإلنسان عليه‬ ‫وينجح فيه ليحقق التوازن يف حياته‬ ‫وينتج أكرب كم من لحظات السعادة‬ ‫فيها ‪.‬‬ ‫لنجاح هذه النظرية البد أن تخضع‬ ‫ألمرين ‪:‬‬ ‫التخطيط الشخيص و فن إدارة الوقت‬ ‫‪.‬‬ ‫اآلن يجب أن نتعرف عىل تلك العنارص‬ ‫األساسية للجوانب األربعة فامهي ‪:‬‬ ‫الجانب األول ‪»:‬الجسم»‬ ‫جسمك هو الجواد الذي يحملك‬ ‫للميض يف رحلة الحياة الدنيا ‪ ،‬إذا مل‬ ‫تتعامل معه بشكل سليم فإن رحلتك‬ ‫يف خطر !‬ ‫العنارص الثالث الرئيسية ‪:‬‬

‫النوم ‪.‬‬ ‫الغذاء ‪.‬‬ ‫الرياضة‪.‬‬

‫الجانب الثاين ‪« :‬الجيب»‬ ‫املقصود كيفية التعامل مع املال‬ ‫(التحصل عليه والترصف فيه ) الزم‬ ‫لتوازن حياة اإلنسان الطبيعي وهنا‬ ‫نذكر العنارص الثالث التي ال يجب‬ ‫إغفالها عند التفكري يف املال عند‬ ‫تخطيط اإلنسان ‪،‬‬ ‫املهنة ‪ ،‬املشرتيات ‪ ،‬املوازنة الشخصية ‪.‬‬ ‫ الجانب الثالث ‪ :‬القلب ‪.‬‬‫كيف تحدث التوازن دون العمل‬


‫عىل القلب ‪ ،‬عىل املشاعر والعواطف ذاك يعتمد عىل بناء خطتك الشخصية‬ ‫واألحاسيس ؟‬ ‫بأن تبدأ بالعنرص األقل مرونة أي أنه‬ ‫من يتجاهل هذا الجانب يعش حياة رضوري والزم وال يسهل تعديل الوقت‬ ‫جافة مملة ‪ ،‬لذلك يجب معرفة‬ ‫املتاح له فهو عنرص جامد نسبيا وغري‬ ‫العنارص املهمة التي يجب العمل عليها مرن و مثال ذلك ‪ :‬الدين ‪ ،‬النوم ‪،‬‬ ‫عند التخطيط لجانب القلب ‪ ،‬عىل‬ ‫املهنة ‪.‬‬ ‫وضعه يف خطة حياتنا الشخصية لضامن ومن مثة تأيت عىل العنرص األكرث مرونة‬ ‫توازنها والنجاح فيها وهي ‪ :‬الدين‬ ‫فاألكرث وهكذا‬ ‫‪...‬الحب ‪...‬الهواية ‪.‬‬ ‫ز إن التعرف عىل العنارص األساسية‬ ‫الجانب الرابع ‪:‬العقل ‪ ،‬ويقصد به هنا لتوازن الحياة لهي أول الطريق الصحيح‬ ‫املعرفة ‪.‬‬ ‫إلدارة الوقت ومجرد االقتناع بأن الوقت‬ ‫مبعنى آخر لن تكتمل معادلة التوازن محدود بالنسبة للمطلوب لتحقيق‬ ‫إال إذا استثمر اإلنسان عقله يف معرفة التوازن والسعادة والنجاح يف الحياة ‪،‬‬ ‫أساسيات عنارص التوازن الخاصة‬ ‫ما يجعل السعي جادا لالستفادة من‬ ‫بالجسم والجيب والقلب ‪ .‬وبهذا تكون الوقت وعليه يجب تحقيق مبادئ‬ ‫العنارص الثالث األخرية املكملة لبقية‬ ‫أساسية أربع لفن إدارة الوقت‬ ‫العنارص اللزمة ملعادلة التوازن وهي ‪ :‬املبدأ األول ‪:‬‬ ‫العنرص العارش ‪ :‬القراءة واملعرفة يف‬ ‫القدرة عىل الرتك أساس النجاح‪.‬‬ ‫عنارص» الجسم « ‪ :‬النوم ‪ ،‬الغذاء ‪،‬‬ ‫إن القدرة عىل الرتك مهارة يجب علينا‬ ‫الرياضة‬ ‫تعلمها وتنميتها يف أنفسنا ‪ ،‬إنها مبثابة‬ ‫العنرص الحادي عرش ‪« :‬القراءة‬ ‫لعبة قوة مع شهوات النفس ورغباتها ‪.‬‬ ‫واملعرفة يف عنارص» الجيب «‪ :‬الدين ‪ ،‬ولن تكون لك الغلبة إال بقرار فاصل‬ ‫الحب ‪ ،‬الهواية ‪.‬‬ ‫منك‬ ‫لتحصيل تلك املعرفة البد بالطبع‬ ‫برتك ما ليس منه فائدة وتويل قيادة‬ ‫من تخصيص وقت تابت خالل اليوم‬ ‫نفسك‬ ‫أو األسبوع ووقت إضافيا لحضور‬ ‫_املبدأ الثاين ‪:‬‬ ‫محارضات أو دورات تنمي معرفتنا يف ابحث عن الجودة ‪.‬‬ ‫هذه العنارص اللزمة لتوازن اإلنسان ‪ .‬إن املوهوب يف فن إدارة وقته دائم‬ ‫باختصار قد حاولت أن أختزل لكم‬ ‫البحث عن الجودة فنجد عنده ميزتان‬ ‫أبرز النقاط املهمة املشكلة للجوانب ‪:‬‬ ‫األربعة األساسية لنظرية التوازن مع‬ ‫األوىل ‪ :‬أنه يوفر الكثري من الوقت ‪،‬‬ ‫العنارص املكونة لها والتي من شأنها‬ ‫ذك ألن األشياء ذات الجودة العالية‬ ‫زيادة لحظات السعادة يف حياة كل‬ ‫متثل بطبيعة الحال النسبة األقل من‬ ‫شخص حتى يحقق سالمة‬ ‫املعروض علينا يف الدنيا ‪ ،‬بينام النسبة‬ ‫الوصول بإذن الله اىل هدفه األخري ‪.‬‬ ‫األكرب من املعروض فيها قليل الجودة ‪.‬‬ ‫لكن يتبقى لنا سؤال أخري ‪:‬‬ ‫الثانية ‪ :‬ارتفاع املستوى العام لجودة‬ ‫أي من هذه العنارص يجب علينا البدء حياته ‪.‬‬ ‫بها عند عملية التخطيط الشخيص ؟‬ ‫_املبدأ الثالث ‪ :‬آلة التخطيط ال تتوقف‬

‫‪.‬‬ ‫مادام اإلنسان حيا يرزق ‪ ،‬وما دام عاقال‬ ‫يدرك ومييز ‪ ،‬فال يجب أبدا أن يوقف‬ ‫آلة التخطيط التي تدور يف عقله إال‬ ‫مرغام ‪ ،‬فكام يحتاج اإلنسان للدقة‬ ‫يف التخطيط واإلرصار يف التنفيذ ‪ ،‬فهو‬ ‫يحتاج كذلك للمرونة يف التعديل ‪،‬‬ ‫والسامحة يف اإللغاء والتغيري ‪.‬‬ ‫_املبدأ الرابع ‪:‬‬ ‫ثبت أعمدة الخيمة وأوتادها ‪.‬‬ ‫اليستطيع أي منا إدارة وقته بكفاءة‬ ‫وفاعلية إال إذا ثبت مواعيد التزاماته‬ ‫األساسية ‪ ،‬منها ما يستغرق وقتا طويال‬ ‫مثل ‪ :‬النوم والعمل ‪ ،‬وهام ما نعتربهام‬ ‫مثل أعمدة الخيمة الداخلية ‪ ،‬ومنها‬ ‫ما يستغرق وقتا قصريا مثل ‪ :‬الرياضة‬ ‫أو مامرسة الشعائر الدينية وهام ما قد‬ ‫نعتربهام مثل األوتاد ‪.‬‬ ‫إن مجرد تثبيت أوقات بعض العنارص‬ ‫يف حياة اإلنسان ‪ ،‬سيعطي شكال واضحاً‬ ‫ملسار اليوم أو األسبوع أو الشهر يف‬ ‫حياته ‪ ،‬فيسهل عليه عندئد بناء باقي‬ ‫العنارص والتعديل فيها حول الثوابت ‪.‬‬ ‫وأخريا ال يسعني إال أن أقول ‪:‬‬ ‫إن كنت قد قرأت ما قدمناه لك من‬ ‫خالل تلخيصنا لكتاب ‪ 4‬شارع النجاح‬ ‫للدكتور إيهاب فكري ‪ ،‬وكنت قد‬ ‫اقتنعت بالفكرة العامة ملا قد تناوله‬ ‫فأبرش أنت أمام كنز ميكنك من تحقيق‬ ‫السعادة والنجاح ويتبقى عليك العزم‬ ‫عىل البدأ باتباعها يف سبيل تحقيق‬ ‫األهداف و إحراز لحظات أكرب من‬ ‫السعادة والتي بدورها ستوصلك إىل‬ ‫هدفك األخري بالفوز يف اآلخرة إن شاء‬ ‫الله والسعادة األبدية ‪.‬‬ ‫تم بحمد الله‬

‫رياحني الفردوس‬


‫الطفلة الرملية‬

‫خروج الضيوف‪..‬‬ ‫وال ت ُؤنبني عند عودتنا من‬ ‫زيارة أحد األقارب‪..‬‬ ‫رصت أرشب كأس العصري‬ ‫كامالً‪ ،‬وأنتظرها‬ ‫ترمقني بنظرة يك أبقي منه‬ ‫قليالً‬ ‫لكنها مل تفعل‪..‬‬ ‫أحقاً كربت مبا يكفي يك‬ ‫آكل صحن الحلوى‬ ‫بكامل ِه؟!‬ ‫هل كربت‪ ،‬مبجرد أين مل أعد‬ ‫أرصخ حني أكتشف خروج‬ ‫أمي للتسوق خلسة دون‬ ‫علمي؟‬ ‫خارج كل يشء أجدين‪...‬‬ ‫مطلق األشياء خاضعة‬ ‫للزمن‬ ‫حتى الحسية منها‪...‬‬ ‫الوقت وحده ال يخضع‬ ‫للوقت!‬ ‫الكل يروح ويريح‪...‬‬ ‫إال أنا كالساعة الرملية‪...‬‬ ‫كالبندول؛ ثابت‪ ،‬أروح‬ ‫وأجيء‪.‬‬

‫كنا صغارا ً‪...‬‬ ‫كربوا جميعاً‪...‬‬ ‫زلت طفلة !‬ ‫وأنا ما ُ‬ ‫صديقتي‪...‬‬ ‫املسافة بيني وبني أخي‪....‬‬ ‫الرشخ الصغري بجدار غرفتي‪...‬‬ ‫والدموع التي ذرفتها فقط ألن‬ ‫حصة أختي من الشاي كانت‬ ‫أكرث‪...‬؛‬ ‫جميعهم كربوا‪...‬‬ ‫كربت‪...‬‬ ‫وحتى دميتي ْ‬ ‫هل تصدقون حتى إنها‬ ‫تزوجت!‬ ‫بالضبط كام كنت أتقمص دور‬ ‫الشيخ‬ ‫ألعقد قرانها !‬ ‫وها أنا مرغمة عىل قراءة قصة‬ ‫ما قبل النوم‬ ‫لطفلها‪ ،‬يك ال يشوشني رصاخه‬ ‫عند كتابتي لقصائدي‪..‬‬ ‫قصائدي التي ال تستهوي‬ ‫احدا ً‪،‬‬ ‫وأعرف أنها ال ت ُقرأ؛ ولذلك‬ ‫اكتبها !‬ ‫عادت أمي توبخني بعد زينب االسدي‬ ‫ما ْ‬

‫حوريّ ٌة أنا‬

‫أيا حوريّتي‬

‫حولك تر ّفقي‬ ‫أَتراشَ ُق‬ ‫َ‬ ‫نبض فراش ٍة و نقا ُء نبيض‬ ‫ُ‬ ‫ات نب ِع و تيقّني‬ ‫قطر ُ‬ ‫زيف ِ‬ ‫نبضه‬ ‫و ُ‬ ‫الصفا‬ ‫ّ‬ ‫أُملل ُمها ع ْن‬ ‫وج ِه القمر فأُطر ُِق‬ ‫ُح ّب َك ديدين املعذرة‬ ‫فإىل أي َن املفر املعذرة‬ ‫سامحني‬ ‫؟؟!!‬ ‫إنّه نقا ُء نبيض‬ ‫أصحو و‬ ‫أنت‬ ‫و ما َ‬ ‫أنفاس َك‬ ‫ُ‬ ‫ّإلااااا‬ ‫تتامهى‬ ‫عبق روحي‬ ‫و ُ‬ ‫َمكْ ُره‬ ‫أسري ٌة أنا‬ ‫طيفك‬ ‫َ‬ ‫لييل و نهاري العود املليك‬ ‫أنتظر و‬ ‫خولة عبيد‬ ‫أنتظر‬ ‫كل الكربيا ِء‬ ‫و ُّ‬ ‫يف عط ِر‬ ‫اِنتظاري‬ ‫ُ‬ ‫يستشيط‬ ‫و‬ ‫عقيل‬ ‫ثائراً‬ ‫ُمجلْجالً‬


‫اك‬ ‫يتم ّن ْ‬ ‫أعرف‬ ‫ال ُ‬ ‫كم يضحك يف وجهك حلمي‬ ‫فالحب هناك‬ ‫ُ‬ ‫تغيب الدنيا‬ ‫كيف ُ‬ ‫وعيونك تدعوين يك ألثمها‬ ‫تغيب‬ ‫حني ْ‬ ‫والفنجان‬ ‫واألفق ينادي خلف التل ِة‬ ‫وأشك‬ ‫ُ‬ ‫ينزف يوماً من عمري‬ ‫مجروحاً ُ‬ ‫ُ‬ ‫أكا ُد أكذب نفيس‬ ‫قريب‬ ‫ُ‬ ‫والليل ْ‬ ‫تؤملني الذكرى واأللوان‬ ‫يدعوين‪ ،‬يرسق أنفايس‬ ‫ُ‬ ‫وأحدق يف الصورة دهراً‬ ‫تتناقص يف كلِ‬ ‫مغيب‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫حس بقلبي يقفز شوقاً‬ ‫الباهت فأ ُ‬ ‫ِ‬ ‫وأظل أُ ُ‬ ‫حدق يف األفق‬ ‫اك‬ ‫حني ير ْ‬ ‫يتوارى خلف األكوان‬ ‫عمنْ‬ ‫يكاد يط ُري اىل ّ‬ ‫الشمس‬ ‫ِ‬ ‫إذ يذوي ضوء‬ ‫ورفرف‬ ‫قلب‬ ‫ْ‬ ‫إخفق يا ُ‬ ‫بلونِ ال ُبع ِد‬ ‫وابتهج االنْ‬ ‫عىل الجدران‬ ‫هل تدري؟‬ ‫وبقايا الضوء تعانقني‬ ‫تخفق يف تي ِه االرض بال‬ ‫أنك ُ‬ ‫وتف ُر اىل املنفى‬ ‫عنوانْ‬ ‫من كل مكان‬ ‫ُ‬ ‫يفارق قلبي‬ ‫وأحس الدف َء‬ ‫ُ‬ ‫إخفق‪ ،‬ال توقظ أحداً‬ ‫غريب‬ ‫فالقلب‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫لديك بهذي ِ‬ ‫األرض‬ ‫إذ ليس َ‬ ‫يأنس‬ ‫ال ُ‬ ‫سوى‪....‬الخفقان‬ ‫يف أرض أالحزانْ‬ ‫ّإل للذكرى‬ ‫تفتح يف كهفي شُ ّباك‬ ‫ُ‬ ‫أديب مجد‬ ‫األفالك‬ ‫قد عاش وحيدا يف‬ ‫ْ‬ ‫مبتسام منتشيا‬

‫تسمرت كفاي‬ ‫مدفأة‬ ‫أشيايئ‬ ‫الشتاء‬ ‫مبعرثة‬ ‫‪..........‬‬ ‫وأحالمي ‪..‬‬ ‫قيد ‪..‬‬ ‫تراودين ‪..‬‬ ‫ومعصمها ‪ ..‬وأنفايس ‪..‬‬ ‫أنيق‬ ‫كغرغرة‪..‬‬ ‫أغالل أشواقي الغريق‬ ‫تكبلني ‪..‬‬ ‫فأستبق‬ ‫الحب ‪..‬‬ ‫املسافة‬ ‫خطوة ‪ ..‬راحل‬ ‫للطريق‬ ‫ثلثاه أوله‬ ‫وآخر ثلثه‬ ‫هزهزت ‪ ..‬عمر ‪ ..‬مير ‪..‬‬ ‫جذع‬ ‫بال طريق‬ ‫الذكريات‬ ‫تساقط ‪..‬‬ ‫نار ‪ ..‬تؤرخها‬ ‫القلب ‪..‬‬ ‫‪ ..‬الندوب‬ ‫الرقيق‬ ‫ك قصة‬ ‫من حول‬ ‫وحملت‬ ‫مدفئة‬ ‫‪ ..‬أرضحة‬ ‫الشتاء‬ ‫‪..‬الخيال‬ ‫وجديت‬ ‫ألنجب ‪..‬‬ ‫أسطورة‬ ‫األمل ‪..‬‬ ‫تروى لنا‬ ‫العتيق ‪..‬‬ ‫بعد الغروب‬ ‫‪...........‬‬

‫سهى عبد الستار‬


‫ضجيج مرح األحفاد‪ ..‬صبية‬ ‫رساب أمل‬ ‫وبنات‪..‬‬ ‫موجة صقيع اجتاحت‬ ‫تتعاىل الضحكات يف ليايل‬ ‫الكيان‪..‬‬ ‫السهر‪..‬‬ ‫أحالته لكتلة جليد‪..‬‬ ‫يرافقهم من بعيد‬ ‫تجمدت األوصال‪..‬‬ ‫بريق القمر‪..‬‬ ‫تبلد اإلحساس‪..‬‬ ‫وفجأة!!‪..‬‬ ‫تصلبت النبضات‪..‬‬ ‫انقلب الزمان‪..‬‬ ‫توقفت عجلة الزمان‬ ‫عصفت نريان الحرب املكان‪..‬‬ ‫واألرض عن الدوران‪..‬‬ ‫زلزلت األرض والجبال‪..‬‬ ‫سكون وصمت يحبس‬ ‫سامء متطر حمم بركان‪..‬‬ ‫األنفاس‪..‬‬ ‫تبق ومل تذر‪..‬‬ ‫مل ِ‬ ‫ضياع وشتات‪..‬‬ ‫أفكار تنبش املايض السحيق‪ ..‬ال حجراً وال برش‪..‬‬ ‫هنا شهيد‪..‬‬ ‫تنفض عنه ركام الغبار‪..‬‬ ‫وآخر رشيد‪..‬‬ ‫تعيد الحنني لذكريات‬ ‫وذاك جريح ينزف الصديد‪..‬‬ ‫كانت طي النسيان‪..‬‬ ‫باألمس كانت أمنيات الطفولة ذاك يذوق وبال غربة‬ ‫وشوق ألحبة سكنوا‬ ‫تداعب الوجدان‪..‬‬ ‫يف الوريد‪..‬‬ ‫بأن تنضج الصبية‪..‬‬ ‫أن تتفتح بتالتها كزهرة ندية‪ ..‬غادرت طيور السالم‪..‬‬ ‫هرب األمان‪..‬‬ ‫تطلق لخيالها العنان‪..‬‬ ‫وتبددت األحالم‬ ‫يأرس قلبها فارس‬ ‫كرساب املاء يف هجري‬ ‫األحالم‪..‬‬ ‫الرمضاء‪..‬‬ ‫يُسكنها مملكة‬ ‫مخلفة وراءها‬ ‫العشق الرسمدية‪..‬‬ ‫حطام إنسان‪..‬‬ ‫يثمر الحب بأغىل‬ ‫أعطية ربانية‪..‬‬ ‫جودي‬ ‫فيسكن الحبور بكل زوايا‬ ‫بيت العائلة‪..‬‬

‫‪#‬كالحجارة_بل_أشد‬ ‫أخطأت ‪،،‬‬ ‫ُ‬ ‫توهمت بأنّ سهام األرواح‬ ‫ُ‬ ‫ال تتبدّ ل‬ ‫بأنّ مج ّرة القلب ثابتة‬ ‫مت ‪،،‬‬ ‫ُص ِد ُ‬ ‫حني ألبس ُتهم حرير اإلنكاف‬ ‫وصوف الغضارة‬ ‫ورسم ُتهم حضارة ِفكْ ٍر ُمنز ٍو‬ ‫اتقاء ‪،،‬‬ ‫دميومة سيام ُهم وهب ُتها صك‬ ‫اندثار‬ ‫وقرأت عليهم املعو ّذات‬ ‫ُ‬ ‫ّأل أرمقهم كابوساً‬ ‫ُمجدّ دا‬ ‫ف ‪،،‬‬ ‫أَ َس ْ‬ ‫وهل يربأ الذي أَ َفل‬ ‫وتث ُبت بوصلة املعاد‬ ‫هل يُخمد سعري الكربياء‬ ‫ويعلو هدوء البال‬ ‫حصيلة ‪،،‬‬ ‫ال ُمس ّوغ‬ ‫ال ّنص مفقود‬ ‫غري ُمجتزأ منه‬ ‫‪.‬‬ ‫ُم َنى نارص‬


‫‪ ..‬لعلها نسيته او تناسته او تتالعب به ‪..‬‬ ‫انتظار‬ ‫كان يجلس عىل احدى صخور الشاطئ الكبرية وهز راسه مرة اخرى يف محاولة لنفض هذه‬ ‫االفكار من رأسه ‪ ..‬مازال يحبها ‪ ..‬وسيظل‬ ‫‪ ..‬ينظر اىل االفق ‪ ..‬يتابع غروب الشمس يف‬ ‫هدوء ‪ ..‬ال يقطعه سوى صوت االمواج التي يحبها رغم استحالة ان يجتمعا معا ‪ ..‬ورغم‬ ‫الصعوبات الكثرية التي تعوقه ‪ ..‬مازال يحبها‬ ‫تحطمت عىل صخور الشاطئ ‪ ..‬جال ببرصه‬ ‫يف االفق ‪ ..‬متأمال مشهد الغروب ‪ ..‬بينام كان و سيظل يحبها كام عاهد نفسه ‪ ..‬مىض وقت‬ ‫طويل ‪ ..‬انتهى مشهد الغروب ‪ ..‬واظلم الكون‬ ‫كيانه كله مشغوال بيشء اخر ‪ ..‬كان جالسا‬ ‫حوله ‪ ..‬تأكد انها لن تأيت للقائه ‪ ..‬هب واقفا‬ ‫ينتظرها ‪ ..‬هذا هو موعد قدومها ‪ ..‬تأخرت‬ ‫قليال و مازال لديه متسع من الوقت ‪ ..‬ال مانع وألقى نظرة عىل االمواج املتكرسة عىل صخور‬ ‫الشاطئ ‪ ..‬نظر طويال كأمنا يشهدها عىل وفائه‬ ‫من االنتظار ‪ ..‬فمشهد الغروب يقطع عليه‬ ‫ملل االنتظار ‪ ..‬تجول بخاطره فكرة تليها اخرى بوعده ‪ ..‬يشكو تناسيها له ‪ ..‬وقسوتها عليه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬و تساؤل يعقبه اخر ‪ ..‬تُرى هل ستأيت ؟ ام غطى الصمت املكان حوله ‪ ..‬كام غطى عقله ‪..‬‬ ‫يحدث ما مينع قدومها مثل كل مرة ؟ ‪ ..‬هز ومل يبقى سوى صوت موجة كسرية ‪ ..‬ويف عقله‬ ‫رأسه مينة و يرسة يف استنكار شديد ملا تردد امواج من الحرية ‪ ..‬ويأس االنتظار‬ ‫محمد شيبة‬ ‫يف رأسه ‪ ..‬سؤال اخر يسيطر عىل تفكريه ‪..‬‬ ‫ليست املرة االوىل التي متتنع فيها عن القدوم‬ ‫بجانبك ( ال هنا أفضل )‬ ‫فأر تجارب !‬ ‫تستنشق رائحة الدخان‬ ‫ال تدرك رسعة الوقت من بطئه وملعة الجمر يف عينيك‬ ‫مضت ساعة عىل املوعد‬ ‫إال حني االنتظار‬ ‫وال تعلم اليقني من التخمني إال وقد أغلقت هاتفك فام عدت‬ ‫تتقبل وال تستسيغ األعذار (‬ ‫باقرتاب املوعد‬ ‫فقد جفت عيناك منها)‬ ‫وكم تتمنى حينها أال يشتعل‬ ‫انحنت الوردة فاملاء ال يروي‬ ‫ضوء هاتفك‬ ‫فقد وضبت الطاولة ووضعت جسدا بال روح‬ ‫وكلام نظرت للكريس أمامك ‪،‬‬ ‫عليها يف كوب ماء وردة !‬ ‫تنظر إليها وإىل الكريس أمامك بجانبك شعرت بالوحشة‬ ‫كانت لهفة فتالشت !‬ ‫تارة تضعه أمامك وأخرى‬

‫كانت قبلة فشاحت !‬ ‫كانت هنا جسدا‬ ‫عينا‬ ‫أنفاسا‬ ‫وحضنا‬ ‫وال زالت‬ ‫ولكنها غابت !‬ ‫هل تعرفون من أنا ومشاعري‬ ‫وبكل فخر‬ ‫أنا عنوان !‬ ‫‪Ali Hamad‬‬


‫احالم مكسورة‬

‫اجل اسمعك‪......‬‬ ‫اغمضت عيناي حاولت‬ ‫اسمعك بكل حوايس املكسورة‬ ‫جاهد ًة‬ ‫بكل جرح ينزف‬ ‫ان استوعب تلك الجملة‬ ‫كأين مقتولة بني ذراعيك‬ ‫حاولت ان اقف يف وجه‬ ‫اسمعك بروحي التي بدأت‬ ‫املستحيل‬ ‫وانا اسمع صوته للمرة االخرية تنزح‬ ‫من جسدي‬ ‫‪ .....‬كان يناديني ‪.......‬‬ ‫كلامته كانت كرصاص يخرتق اجل اسمع كلامتك واشفق‬ ‫عليها اشفق عىل اعذارك‬ ‫روحي‬ ‫وهل ترىض الضحية باألعذار‬ ‫مل اكن بوعي مل استطع ان‬ ‫اسمع كلامت الفراق من‬ ‫اجيب وكأين فقدت قدرة‬ ‫شفتيك‬ ‫النطق ‪.....‬‬ ‫كام كنت تسمعني كلامت‬ ‫الف سكني تقطع اورديت‬ ‫الحب الفتية اسمع اعذار‬ ‫‪ .....‬اين انا؟؟؟ ‪.......‬‬ ‫انا يف املنفى الصامت حيث االنفصال‬ ‫كاتفاقية بينك وبني الشيطان‬ ‫كل االلوان بلون الرماد‬ ‫كاليوم الذي باعو فيه‬ ‫اختفى الجمهور من‬ ‫فلسطني‪....‬‬ ‫مرسحيتي‬ ‫انا وفلسطني متشابهتان ‪.....‬‬ ‫وتناثر الوقت يف رساديب‬ ‫باعونا للغدر وللخيانة‬ ‫الزمن‬ ‫اسمع اعذارك بانك تحبها‪...‬‬ ‫معنى‬ ‫مل تعد للساعات ً‬ ‫اال ليتك مل تحببني يوماً ‪....‬‬ ‫وال لأليام جدوى‬ ‫فحبك قتل ما بقي مني‬ ‫انتفضت مني الحياة‬ ‫‪.....‬رفقاً يب ‪........‬‬ ‫واستسلمت‪......‬‬ ‫رفقاً مبا تبقى مني‬ ‫استسلمت لغفوة وصوته‬ ‫نوارة الدمشقية‬ ‫ينادي اتسمعيني ؟‬

‫َيـام َـن إلـيـ ِه الـ ُم َ‬ ‫ــرجــع‬ ‫شتـك َوالـ َم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ـدعـوك َعـبـدٌ بِــاإلجِ ــابـَ ِة يـَـطـمــعِ‬ ‫يَ‬ ‫ـلـيـم بِـحالـِن َـا َوبِـمـا َجـرى‬ ‫أَ َ‬ ‫نــت الـ َع ُ‬ ‫ــرفـــع‬ ‫َمــن لـِلبـال ِء َس َ‬ ‫ـواك ر َبــي يَ‬ ‫ُ‬ ‫َربـا ُه َجـا َء الـظَّـالِـمـونَ بـِحـق ِدهــم‬ ‫سمـع‬ ‫يَـكفـي ب َ‬ ‫ِـأنـك َمـن يرى من يـَ ُ‬ ‫أَمـم الـضَّ الل م َـع الـطُّغـا ِة ت َـج َّمعوا‬ ‫قـاسمـوا خَـيـ َر الـبِـال ِد َووزَّعـوا‬ ‫َو تـَ َ‬ ‫ُحـكا َمـنـا َو ِلجـلِ ِعـهـ ِر ُع ِ‬ ‫ـروشـهـم‬ ‫خَـانـُوا الـِبال َد َولِـألَمـانـَ ِة ضَ يعـُـوا‬ ‫َوبِـغَـفلـ ٍة ِضـعن َـا َوضَ ـا ُع شَ ـبـابـنـا‬ ‫بِـجهالـ ٍة َوضَ عوا الـلِّثـا َم َوبـَايَـعوا‬ ‫لـلـه نَـشك ُـو‪.‬م َــن تَــولـ ْوا أَمــرنَــا‬ ‫خَذلُوا الجِ ها َد َعىل املَهانَ ِة َوقعوا‬ ‫أَ‬ ‫َـفع الـبكا‬ ‫َ‬ ‫بـكـيـك ي َـا َوطَني َومـا ن َ‬ ‫ـتـوجــع‬ ‫َقـلـبـي كـَ َ‬ ‫حالـك ن ٌ‬ ‫َـازف يَ‬ ‫ُ‬ ‫صـبـح تَـائِـهاً‬ ‫رب َّـا ُه َهـذا ال ّـشعـب أَ َ‬ ‫هـل فـي كُـل الـِبال ِد تـَوزَّعـوا‬ ‫واألَ ُ‬ ‫ال خَـيـ َر ِفـي َبـلد ٍ تَـرشذ َم أ ْهـلَهـا‬ ‫نـَادتـْكُـم الشّ ا ُم األبِـيـ ِة فَارجِ عوا‬ ‫ع َـن أَ ِ‬ ‫رضكـم ُردوا األَعادي كُـلّهــا‬ ‫ال تـَر ِكـنوا ال تـَي َئسوا ال تَـخضَ عوا‬ ‫بيارق األمل‬


‫الرقص مع الصقور‬ ‫مثل الصقور‬ ‫أرافقها وترافقني‬ ‫أراقصها وتراقصني‬ ‫أجابه مردة الثغور‬ ‫وأرافق زوابع الصخور‬ ‫أعشق الشموخ‬ ‫وآىب الرضوخ‬ ‫صعب الرتويض‬ ‫أنام وعيوين تراقب عيون‬ ‫الفجر‬ ‫أحلق عال َيا نحو هذا األفق‬ ‫البعيد‬

‫ال أرىض أن أعيش يف قصور وانحنيت للمدانني بهامتي‬ ‫مذا يبقى مني ‪...‬‬ ‫األرشاف‬ ‫إذا أفلت مصابيح دريب‬ ‫وال تحت جالبيب الصناديد وانطفأت شموع قلبي‬ ‫أعشق العيش يف قمم الجبال ال يشء يبقى مني حني ينكرس‬ ‫ال أرىض أن أعيش يف سفحها جناحي‬ ‫يحتجب نور الفجر‬ ‫تخمد نار القلب‬ ‫ينطفئ لهيب الصدر‬ ‫يغمرين مع السكون الجليد‬

‫ال رشاك يرصدين وال تصيبني‬ ‫نبال‬ ‫ال رام َيا يدركني وال تقيدين‬ ‫حبال‬ ‫أعشق السهر يف كنف الظالم‬ ‫ال يشء يبقى مني ‪...‬‬ ‫أعشق الحياة بني الصقيع‬ ‫غري بعض اآلثار‬ ‫والجليد‬ ‫وأصوات الرياح‬ ‫التي تحمل رييش املنثور‬ ‫واملوت يف أرض السالم‬ ‫عىل أجنحة الليل‬ ‫ال أعرف إىل أين ينتهي‪ ...‬وال أتوق إىل سام ِء تحضنني‬ ‫لتلقيها عىل شواطئي‬ ‫فتنسيني سأمي وأملي‬ ‫أريد‬ ‫ثم أعود فألقي للرياح‬ ‫وأعيش معها زم َنا سعيد‬ ‫ال تنكرس أجنحتي ألمواج‬ ‫ارشعتي‬ ‫أواكب اللحظات‬ ‫الرمال‬ ‫وأسابق عقارب الحياة‬ ‫ال أرضخ لسياط القهر‬ ‫يك أدرك صب َحا وإرشا َقا جديد وأنا يف األعايل ويف قمم الجبال‬ ‫والجربوت‬ ‫حكاية وذكرى لصق ِر غنى‬ ‫تعتليني شهامة‬ ‫أتنزه عن طعام العباد‬ ‫ِ‬ ‫صمت وأَط َرب يف‬ ‫لنفسه يف‬ ‫وفتات األسياد‬ ‫عندما تغزوين موج ُة لتكرسين النشيد‬ ‫ال أرتاح يف خبزهم‬ ‫فأكرسها رام َيا املزيد‬ ‫ال آوي إىل ظلهم‬ ‫أسأل نفيس دامئا‬ ‫ال أرتوي يف ماءهم‬ ‫جامل الوهراين‬ ‫ما الذي يبقى مني‬ ‫أكره نارهم‬ ‫إن أنا سلمت للغزاة ناصيتي‬ ‫وال أطلب رضاهم‬


‫‪#‬محطة‬

‫أرض امليعاد‬

‫كفى ‪..‬استوي عندي الصواب‬ ‫والزلل‬ ‫أيقظه صوت صفري القطار‬ ‫وجميل القول والصفصف من‬ ‫فنجان قهوة اآلن‬ ‫من نوم باغته فجأة‬ ‫الهطل‬ ‫ردت عليه بتجهم‬ ‫معلنا» الوصول آلخر‬ ‫هل تعرفني سيدي ‪ ،‬أنا مل فقدت الرغبة يف البوح ‪،‬‬‫املحطات‪.‬‬ ‫أراك قبال» ‪ ،‬اعتذر منك فثمة والبحث عن العمل‬ ‫هربت خياالت أنثاه الهيفاء من ينتظرين بالعاصمة اآلن أريد الصمت ‪ ،‬والتأمل‬ ‫و عم الصمت عىل الكالم‬ ‫وال أرىض عن الخلوة بدل‬ ‫إحباط و وهم ظن حلمه‬ ‫املباح‪.‬‬ ‫أوووف ملل ‪ ،‬ال يوجد أمل‬ ‫حقيقة‪ ،‬كان رسابا» و‬ ‫فتح عينيه مل يجدها‪ ،‬تلك‬ ‫سئمت التهميش والعيش‬ ‫خياالت‪.‬‬ ‫التي أيقظت حواسه فجأة‬ ‫كالطفح فوق الطبل‬ ‫تنطلق السيارة رويدا»‬ ‫و اشتعلت الرغبة بالحب‬ ‫أريد التغيري والعيش كالبطل‬ ‫رويدا»‬ ‫مجددا»‬ ‫يف رغد وحرية مع حوراء‬ ‫يفاجأ بديوانه الشعري يف‬ ‫شاركته عنرب القطار طيلة‬ ‫الحنايا واملهل‬ ‫املقعد الخلفي‬ ‫إنها أرض امليعاد حيث يسود‬ ‫الرحلة ‪،‬‬ ‫ آه لقد أهديتها إياااه يف‬‫العدل‬ ‫و ناجت مكنون صدره و‬ ‫داعبت رؤاه بابتسامة تارة و العنرب‪.‬‬ ‫سأخوض غامر البحر‪ ،‬وأقطع‬ ‫مل يكن هناك من وهم أبدا» الفيايف عىل َعجل‬ ‫نظرة آرسة تارات‬ ‫ هل كنت مجرد محطة يف وأجني املنى ‪ ،‬والسعد والهنى ‪،‬‬‫بل و شاركته مقطوعات‬ ‫الغزل من ديوانه الشعري‪ .‬قطار حبها الرسيع ‪.‬‬ ‫وكل طيب وطل‬ ‫قالها بأىس و عاد يوضب‬ ‫قالت األم ‪ :‬ويحك ال تغامر وال‬ ‫نزل مرسعا» و قد نيس‬ ‫خيبته‪ ،‬آمال» مبحطة أخرى و تقامر ‪ ،‬متهل‪..‬‬ ‫الحقائب خلفه‬ ‫فالعمر ممدود والرزق بيد‬ ‫ها هي تستقل سيارة أجرة‪ ،‬حلم جديد‪.‬‬ ‫تكل‪..‬‬ ‫الودود‪ ،‬ال ّ‬ ‫قاطعها بلهفة طفل داعبت‬ ‫وإله الغرب هو إله الرشق ع ّز‬ ‫د‪.‬جامل الشمري‬ ‫خياالته قطع السكر‬ ‫وجل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ رسرت مبعرفتك سيديت ‪ ،‬هل‬‫قبل جبينها وطأمن فؤادها ‪..‬ال‬ ‫لنا بلقاء آخر‪ ،‬أو نتشارك‬ ‫تخايف ابنك رجل‬


‫سأبني لك الدور‪ ،‬وأفرش لك الزهور ‪ ،‬يحفها‬ ‫إكليل الجبل‬ ‫نامي قريرة العني ‪ ،‬ولتسعدي دون خوف أو‬ ‫وجل‬ ‫سكنت األم ‪ ،‬وقلبها ُينبيها أنّ يف األمر خلل‬ ‫وحني انتصف الليل وحان املوعد و األجل‬ ‫وضع بعض الزاد وما خف من حمل‬ ‫ّ‬ ‫واملحال‬ ‫وانطلق كاللّص يتخفى بني الدور‬ ‫عند شط البحر ‪ ،‬اجتمع و فتية ‪ ،‬يحذوهم األمل‬ ‫قال ربّانهم ‪ ،‬و قرصان الحتف واألجل‬ ‫الرحلة خطرية والعبور للضفة األخرى ليس‬ ‫السهل‪..‬‬ ‫باألمر ّ‬ ‫وكان جوابهم ‪ ،‬جملتهم الشهرية (يأكلنا الحوت‬ ‫وال الدود ) ؛إنطلق وال تسل‪..‬‬ ‫وانطلق القارب ينخر عباب البحر ؛ ال بل ينخر‬ ‫جبني أمة أعياها التخبط يف الوحل‪.‬‬ ‫وانتصف املسري بني الضفتني ؛‬ ‫ثم فجأة و عيل حني غرة ‪،‬‬ ‫تلبدت السامء بالغيوم ‪ ،‬وهبت الريح الشؤوم‪..‬‬ ‫زفر البحر كالنار استعر‪ ،‬وعال املوج ثم انحدر‬ ‫وانقعر ‪..‬‬ ‫حل بالفتية شديد الكرب ‪ ،‬وعظيم الخطب‪..‬‬ ‫ثم أسلمهم القارب لحتفهم الغالب ‪..‬‬ ‫فالتقمهم البحر لقمة سائغة ‪ ،‬ومالبث أن لفظ‬ ‫جثثهم مهشمة نخرة‪.‬‬ ‫ويح أمة املليارات من الدينار والدرهم‬ ‫اليم‪!..‬؟‬ ‫تج ّوع أبناءها لتطعمهم حيتان ّ‬ ‫مرام مرام ‪.‬‬

‫دقائق انتحار‬ ‫صعدت‬ ‫ُ‬ ‫عندما أقف للحظة عىل حطام خيبايت أجدين قد‬ ‫لت ّوي من تحت ال ّركام‪...‬‬ ‫كل يوم أتعفّن يف يأيس كقشور مثرة ألقوها طريحة املزابل‬ ‫بعد أن التهموا لُ ّبها برشاهة ال ّذئاب الجائعة‪...‬‬ ‫تحت ذاك ال ّركام الكثري من األروقة املظلمة ال ّنتنة‪ ،‬أتج ّول‬ ‫يف زواياها ورساديبها العميقة‬ ‫الباردة كجبني م ّيت؛ وأقرأ‬ ‫عىل جدرانها خطايا جاهليتي؛ وحامقة براءيت‪...‬‬ ‫تقتلني ال ّذكريات رجام كل ليلة؛ وتزورين أشباح املايض يف‬ ‫أحلكها وأكرثها برودة لتزيد من حدّ ة األمل‪...‬‬ ‫وأ َد الواقع أحالمي وس ّواها مع األرض بعد أن علق ُتها نجوما‬ ‫يف سامء األملِ ‪...‬‬ ‫الفارس‬ ‫عندما اقرتب كام لو كان‬ ‫َ‬ ‫والعاشق الودود‪...‬‬ ‫املوعود‬ ‫َ‬ ‫انتشل األمان مني وألبسني الضّ ياع‪...‬‬ ‫تقتات عىل‬ ‫ُ‬ ‫ليت ّوج نفسه اآلمر وال ّناهي‪ ،‬ليستعبد روحا‬ ‫ِ‬ ‫فتات كيانٍ مسلوب‪...‬‬ ‫أعلم أنني أُرهق الحروف ألكتب عن دعوى جرمية مرتك ُبها‬ ‫ُ‬ ‫هو قاضيها‪...‬‬ ‫فمن سينصف ضح ّيتها ومن ذا الذي س ُيدين فاعلها‪...‬‬ ‫ر َحلَت ع ّني كل األماين وهجرتني‬ ‫الدقائق والثّواين واستوطنت‬ ‫العقود والقرون‪...‬‬ ‫ليصري لييل سنوات عجاف ال تليها سبع خُرض بل تتبعها أخ ٌر‬ ‫يابسات‪...‬‬ ‫فقد ك َففْت عن الحياة منذ خريفني؛ وتركت املوت يحياين‪...‬‬ ‫ليشهد الغياب حضوري وتُلعن الشّ واهدُ عىل القبور وفايئ‪...‬‬ ‫سهيلة مهداوي‬


‫الرسالة األخرية‬ ‫وفدوا علينا كالغربان‪ ،‬كانوا‬ ‫مجموعة من املسلحني‪،‬‬ ‫لباسهم أسود ولحاهم طويلة‪،‬‬ ‫فرضوا أفكارهم بالقوة‪ ،‬من‬ ‫يخالفهم فهو مرتد يستحق‬ ‫القتل‪ ،‬ومن ينتمي إليهم عليه‬ ‫إثبات والءه بتسليط سيفه‬ ‫عىل أحبابه من املرتدين!‬ ‫هذا حال مدينتي «أم‬ ‫الربيعني» التي متيزت بجامل‬ ‫عمرانها‪ ،‬وتراثها النفيس‬ ‫وطقسها الرائع‪ ،‬وتعدد أديان‬ ‫وطوائف ساكنيها‪ ،‬أما اليوم‬ ‫وبعد سنتني من مجيئهم؛‬ ‫أصبحت كاملقربة ال يفوح‬ ‫منها سوى رائحة الدم وال‬ ‫ترى فيها إال الخراب والدمار‪،‬‬ ‫املوت يف كل مكان والجثث يف‬ ‫الشوارع‪ ،‬حتى حدائق املنازل‬ ‫صارت مقابر لساكنيها؛ مات‬ ‫كل يشء جميل حتى األمل قد‬ ‫وأدوه‪.‬‬ ‫تركت املدرسة مجرباً‪ ،‬بعدما‬ ‫أصبحت مخزناً للمتفجرات‬ ‫ْ‬ ‫وبدالً من دراسة الرياضيات‬ ‫صاروا يعلموننا كيفية تفكيك‬ ‫السالح وصنع العبوات‬

‫الناسفة!‬ ‫يقع بيتنا يف منطقة الزهور‬ ‫التي ُعرفت بأنها من أرقى‬ ‫املناطق‪ ،‬متيزت بواجهات‬ ‫بيوتها التي بنيت من املرمر‬ ‫بطراز معامري جميل‪ ،‬حيث‬ ‫يتكون كل بيت من حديقة‬ ‫كبرية تضم أشجار الحمضيات‬ ‫والعنب والزهور والنباتات‬ ‫املعمرة‪ ،‬يجاورها مرآب‬ ‫كبري للسيارات‪ ،‬جميع بيوت‬ ‫املنطقة تتكون من طابقني؛‬ ‫األول يضم املطبخ وغرفة‬ ‫الضيوف وغرفة الجلوس‬ ‫وغرفة الطعام‪ ،‬أما غرف‬ ‫النوم فكانت بالطابق العلوي‬ ‫للبيت‪ ،‬وبسبب ضخامة‬ ‫البيوت ومساحتها الواسعة؛‬ ‫كانت محط أنظار التنظيم‪،‬‬ ‫طمعوا يف السكن فيها‪ ،‬لذلك‬ ‫قتلوا أغلب ساكنيها‪ ،‬كام هجر‬ ‫أصحاب الديانات األخرى‬ ‫ألنهم مل يدفعوا الجزية!‬ ‫ازدادت الحرب رضاوة بني‬ ‫جيش الدولة والتنظيم‪،‬‬ ‫وكان يف الشوارع الكثري من‬ ‫املنشورات الورقية التي‬ ‫تدعو أهاليها اىل الخروج من‬ ‫املدينة‪ ،‬ودعتنا إىل الذهاب‬

‫إىل حي األمني‪ ،‬ومن هناك‬ ‫ستقلنا الطائرة إىل الضفة‬ ‫األخرى حيث مخيامت‬ ‫النازحني‪ ،‬ذلك الحي الذي نال‬ ‫قسطاً كبرياً من املتفجرات‬ ‫والصواريخ والنار حتى مل يبق‬ ‫فيه برش يسكنه‪.‬‬ ‫مل أرغب يف الهرب‪ ،‬لكن جديت‬ ‫لها رأي آخر‪ ،‬لذلك رحلنا‬ ‫من الديار ليالً‪ ،‬تاركني وراءنا‬ ‫أمتعتنا وذكرياتنا وكل ما‬ ‫يربطنا بهذه األرض التي مل‬ ‫تشبع تربتها يوماً من دماء‬ ‫أبنائها‪ ،‬وكلام سال دم أحدهم‬ ‫رصخت طالب ًة املزيد!‬ ‫وقفت أمام الباب منتظراً‬ ‫خروج جديت مع عكازتها‪،‬‬ ‫لفت وشاحها الزيتوين املشجر‬ ‫بورد ناعم ذي لون زهري‪،‬‬ ‫وارتدت ثوبها الزيتوين الذي‬ ‫أهداها إياه جدي قبل ثالثون‬ ‫عاماً يف احتفالية ذكرى‬ ‫زواجهم‪ ،‬مل أكن أرى جديت‬ ‫تسري منحنية الظهر إال يف تلك‬ ‫الليلة‪ ،‬لقد بان األمل والجزع‬ ‫عىل مالمحها‪ ،‬المست جدار‬ ‫بيتها والدموع تجري عىل‬ ‫خديها‪ ،‬لهجت شفتاها بكالم‬


‫غري مسموع‪ ،‬لكنها وبدقائق‬ ‫مسحت دموعها وأذنت لنا‬ ‫بالرحيل‪.‬‬ ‫كانت إجراءات الهروب‬ ‫صعبة جدا ً‪ ،‬فالقصف ال يرحم‬ ‫واملناوشات عىل الجانبني‬ ‫كادت أن تفتك بنا يف أكرث‬ ‫من مرة‪ ،‬كنا نركض من زقاق‬ ‫آلخر‪ ،‬والكثري من املشاعر‬ ‫واألفكار تراودنا؛ الرعب‬ ‫والقلق والتفكري باملجهول‬ ‫الذي ينتظرنا؛ نلتفت بني‬ ‫لحظة وأخرى خوفاً من مراقبة‬ ‫أحدهم لنا‪.‬‬ ‫عند وصولنا إىل املنطقة‬ ‫املحددة ضمن املناشري‪ ،‬كان‬ ‫هنالك عدد قليل من الناس‪،‬‬ ‫ينظر كل واحد لآلخر بريبة‬ ‫وشك‪ ،‬وجوههم كالحة‪ ،‬متعبة‪،‬‬ ‫مرهقة‪ ،‬أرخينا جسدينا عىل‬ ‫جدار أحد البيوت املتهدمة‪،‬‬ ‫كانت جديت تعبة‪ ،‬شفاهها‬ ‫زرقاء متيبسة‪ ،‬تتنفس برسعة‬ ‫وتنظر يل بعيون دامعة‪،‬‬ ‫وضعت كف يدها املجعد عىل‬ ‫كفي ثم قالت يل‪:‬‬ ‫ أظنها النهاية يا زيد‪ ،‬فأنا‬‫باألساس ال أستطيع ترك‬ ‫مدينتي التي أفنيت عمري‬

‫فيها‪ ،‬فهل تريدين أن أدفن‬ ‫بأرض أخرى؟!‬ ‫«كنت أراقب حركاتها وأنا‬ ‫أفكر بكالمها‪ ،‬ما هذا الحب‬ ‫العجيب ٍ‬ ‫ألرض مل تر منا سوى‬ ‫الدمار والويالت؟! حقاً إنه أمر‬ ‫غريب!»‬ ‫همست بصوت خافت‬ ‫عندما تجيء الطائرة أريد‬‫منك الركض برسعة لتكون أول‬ ‫الواصلني إليها‪ ،‬ارحل من هنا‬ ‫لبالد بعيدة تخلو من العقول‬ ‫العفنة املتطرفة‪ِ ،‬‬ ‫احك للعامل‬ ‫عن مآسينا وجعنا ومعاناتنا‪،‬‬ ‫أخربهم كيف فجروا مقام‬ ‫النبي يونس ومدينة النمرود‬ ‫االثرية وقلعة تلعفر وكنيسة‬ ‫الخرضاء‪ ،‬كن قوياً ال تستسلم‬ ‫أبدا ً‪ ،‬واجه العامل بقوة وال‬ ‫تركن للضعف مهام القيت‬ ‫من صعاب‪ ،‬ثق بأين سأرحل‬ ‫من هنا مطمئنة‪ ،‬لقد ربيتك‬ ‫وأنت بعمر الرابعة بعدما‬ ‫رحل والديك اثر ذلك الحادث‬ ‫املشؤوم‪ ،‬وها أنت شاب وسيم‬ ‫بعمر الثالثة عرشة‪ ،‬تستطيع‬ ‫االعتامد عىل نفسك كن قويا‬ ‫فأنا فخورة بك‪.‬‬ ‫أغلقت عنينها ومل تفتحهام‪ ،‬يف‬

‫تلك الساعة بكيت كثريا‪ ،‬بكا ًء‬ ‫صامتاً ال أستطيع الرصاخ فيه‪،‬‬ ‫وطبعا مل أستطع دفنها‪.‬‬ ‫ها هو صوت هدير املحركات‪،‬‬ ‫ركضت باتجاهها حايف القدمني‬ ‫مبتسامً‪ ،‬ركضت وأنا أحمل‬ ‫آمايل وأحالمي‪ ،‬سأرحل من‬ ‫ديار املوت إىل ديار الغربة‪،‬‬ ‫التفت آلخر مرة أحاول وداع‬ ‫ُّ‬ ‫جديت لكن مهالً ما الذي‬ ‫يحدث هنا؟ ما هذا الصوت‬ ‫وقفت مشدو ًها‪ ،‬كان الناس‬ ‫يسقطون واحدا ً تلو اآلخر‬ ‫برصاص هؤالء الغربان‪ ،‬لقد‬ ‫لحقوا بنا‪ ،‬ازداد إطالق النار‬ ‫رضاوة‪ ،‬هربت إىل أحد األفرع‬ ‫ودخلت يف أحد بيوت الحي‬ ‫املهجورة‪ ،‬ال أظن بأنني سأنجو‬ ‫من براثنهم لذا كتبت هذه‬ ‫الرسالة متمنياً أن تصل للعامل‬ ‫يف يوم ما‪ ،‬ها أنا استمع إىل‬ ‫وقع صوت أقدامهم تقرتب‪،‬‬ ‫يبدو بأنها آخر دقائق من‬ ‫حيا‪......‬‬ ‫م‪.‬نور الخالدي‬


‫بأجنحتها السهول و األودية‪.‬‬ ‫رصاع‬ ‫غرفة احتوته كقرب ‪،‬و جدران أربعة أطبقت عىل خرضة و زهر و مواسم للتفاح و الكرز و‬ ‫العنب‪.‬‬ ‫أنفاسه‪ ،‬و سقف هو سامؤه السابعة‪،‬و عىل‬ ‫أشجار حبىل بالسعد تنتظر القطاف لتزهر من‬ ‫الصدر ست بوابات للجحيم‪.‬‬ ‫جديد‬ ‫ذاك هو سجن ذاته بعد أن أعياه القدر‪،‬‬ ‫غربان تتطاير حوله ‪،‬تعيل النعيق بلؤم معلنة مهرجان ألوان و فرح يستدعيه ليورق و يتفتح‬ ‫كوردة ذابلة أغاثها بلبل غريد‪.‬‬ ‫بؤسه األبدي‪،‬‬ ‫هرع إىل طاولته و شحذ القلم بعظيم خياالت‪،‬‬ ‫تخرتق الجدران و املرايا و كأنها لعنة جني‬ ‫استدعى أبطاله و خليالته ‪،‬فرسان قصائده و‬ ‫حاقد‪.‬‬ ‫و األفاعي تنفث سمها فيتطاير نارا» و لظى ‪ ،‬عرائس أمسه‪.‬‬ ‫تحرق ما تبقى من خياﻻت‪ ،‬يدوسها فتتالىش مثة غربان عادت لتحارب صبحه املوعود‪،‬‬ ‫تخطت املرايا و جدران الصمت ثانية و ثالثة و‬ ‫كالغبار‪.‬‬ ‫رابعة‪.‬‬ ‫عامل ملعون بحقد سحرة شذاذ‪،‬‬ ‫و األمل مل ينفك ‪،‬ينخر عظامه و يثقب جمجمته أتاه شهريار بسيافه و جنوده ليحصد رؤوسا»‬ ‫باألحقاد توارت‪،‬‬ ‫وصوال» لذاكرة فقرية إال من فتات فرح‪.‬‬ ‫كرس القلم و اضمحلت الخياالت ‪ ،‬و بات الليل و شهرزاد ال زالت ترتنم بحكايا ال يوقفها وهم‬ ‫استبد‪ ،‬تشحذ الهمم أن األساطري بداية و الحلم‬ ‫كاتم لوعته‪ ،‬يهديه آهاته فيكلله بالسواد و‬ ‫نهوض‪ .‬و أنه وليد خياالته‪.‬‬ ‫تبتلع العتمة بصريته‪.‬‬ ‫حتى أتاه صباح عطر دخل خلسة بفرح أعلنه و سندبادها العظيم‪ ،‬ابتدأ حلمه يف بغداد‪،‬‬ ‫فجاب به أصقاع األرض‬ ‫عصفور‪ ،‬من ثنايا نافذته املوصدة ‪،‬‬ ‫زقزقة و تغريد‪ ،‬سيمفونية غابت عنه دهرا»‪ ،‬فلم يكتفي من بهارات الهند و ال أشبعته‬ ‫موشحات األندلس‪.‬‬ ‫ظنها باتت يف أرشيف األموات‪،‬‬ ‫سندريال مع أمريها أيقونتا الحب و عنفوان‬ ‫فتح الستائر الكئيبة و رشع قلبه و أنفاسه‬ ‫الطهر‪،‬‬ ‫للنور و الشذى‪.‬‬ ‫وتطلع ألفق يطل بأفراح تداعب قوس قزح‪ ،‬يعلنان أن فردة حذائها مل تكن مسحورة ‪،‬بل‬ ‫ربيع يزهر مع كل تغريدة‪ ،‬و الفراشات تلون حلمها بات تاج اإلمارة‪.‬‬


‫تطاير الريش األسود معلنا» سرنى وجوها» غري التي‬ ‫ألفناها ‪,‬‬ ‫شجاعة الحقيقة و نهاية‬ ‫وجوها» أخرى ال تحتاج للزينة‬ ‫الخيبة ‪،‬‬ ‫‪,‬‬ ‫فتح باب السجن بعد‬ ‫استسلمت الروح لقيد باألبدية و ال ميكن وصفها بالقبح ‪ ,‬ألنها‬ ‫كلها متثل روعة التكوين ‪..‬‬ ‫قد ظنه ال يقهر‪.‬‬ ‫وجوها» حقيقية متاثل دهشة‬ ‫استحالت اآلن الغرفة واحة‬ ‫اللؤلؤ ‪..‬‬ ‫غناء‪ ،‬و تفجرت الينابيع‬ ‫لننظر عميقا» دون مرآة‬ ‫و الجداول من الجدران ‪ ،‬و‬ ‫بات السقف سامء» صيفية‪ .‬تعكس األىس‪ ,‬وتحجب الرؤيا ‪,‬‬ ‫كرس املرايا التي كانت تفضح دون مرآة طاملا أفسدت خيالنا‬ ‫تجاعيد بؤس حفرها ماضيه‪ ،‬و كبحت جامحه ‪ ....‬لننس أمر‬ ‫أضاء القنديل بعدها شمس املرايا ‪ ,‬نغطيها ‪ ,‬نهشمها ‪,‬‬ ‫نخفيها عن التعساء ‪,‬‬ ‫جنته ‪ ،‬فاستنار و شع نور‪.‬‬ ‫ونخربهم أن املرايا فقط‬ ‫و تحول القلم لوردة ينرث‬ ‫لساحرات عجائز تركنها عىل‬ ‫عطره و سحره و ألقه بني‬ ‫األرض لعنة دامئة ‪,‬‬ ‫السطور‪.‬‬ ‫يكتب و يكتب فيتكاثر النور و ليك ال نرى الحقيقة ‪..‬‬ ‫‪#‬كرس_مرآة_تعسه__انعكس_‬ ‫يعيل الحلم سطوته‪،‬‬ ‫الفراشات ترتاقص بني كلامته‪ ،‬نور_‪.‬‬ ‫و القصيدة تغنت بنخلة‬ ‫تساقط بلحها فعم السالم‪.‬‬ ‫د‪.‬جامل الشمري‬ ‫يف عينيه استوطن النور‪ ،‬و‬ ‫عىل محياه استغل الفرح‬ ‫انتصاره‪.....‬‬ ‫فلنبتعد عن املرايا قليال»‪،‬‬


‫هايكو زخرف ترشين‪..‬‬

‫بقلم أ‪.‬أمين السعيد‪..‬سورية‬

‫عىل األرض بال قطاف‬ ‫تساقطت بقطف الريح‬ ‫حبات الزيتون السوداء‬ ‫‪...............................‬‬ ‫بال زقزقة يف ترشين‬ ‫تنفخ الريح ريشه‬ ‫عصفور قفص الرشفة‬ ‫‪............................‬‬ ‫الثقة يف دميومته‬ ‫تتقلب األمزجة‬ ‫زمهرير الحب الترشيني‬ ‫‪..........................‬‬ ‫لسعات برد قارصة‬ ‫ينبيءعن األسوء‬ ‫جو ترشين املكفهر‬ ‫‪........................‬‬ ‫مابني شارع النخيل وقمر‬ ‫املساء‬ ‫تعانق الغيوم مننمهااألجواء‬ ‫سبحات سحر الليل‬ ‫‪...................‬‬ ‫دفع الريح لها‬ ‫تدخل عتبات االبواب‬ ‫أمطار السامء‬ ‫‪....................‬‬

‫من نافذة السقيفة‬ ‫تعبث بالخردة‬ ‫ريح لصوصة‬ ‫‪...................‬‬ ‫ريح ليلية هوجاء‬ ‫تقلب األشياء‬ ‫غضب السامء‬ ‫‪...............‬‬ ‫مشط صغري‬ ‫يكسوه لذيذ اللحم‬ ‫سمك النهر‬ ‫‪...............‬‬ ‫عينني صفراوتني‬ ‫تحيطهام حواجب بيضاء‬ ‫بيضتي املقالة‬ ‫‪..................‬‬ ‫سكاكر الثياب‬ ‫تقيها العث‬ ‫حبات النفتالني البيضاء‬ ‫‪....................‬‬ ‫بيض صغري أبيض‬ ‫عشه الثياب‬ ‫حبات النفتالني‬ ‫‪....................‬‬

‫مابني حلو الحلواين‬ ‫وملحمةالجزار‬ ‫تبحث عن غذاءها‬ ‫دبابري صفراء‬ ‫‪..................‬‬ ‫ال قطاف له غدا‬ ‫مطر ماقبل الفجر‬ ‫شجر الزيتون‬ ‫‪..................‬‬ ‫يف عتمة الليل تائه‬ ‫يبحث عن األنس‬ ‫وحده والجدران‬ ‫‪...................‬‬ ‫نباح الكلب‬ ‫يعكر صفوها‬ ‫غفوة الدفء الرائعة‬ ‫‪.....................‬‬ ‫عباءة داكنة‬ ‫يبللها الطل‬ ‫ليلة ترشينية‬ ‫‪..................‬‬ ‫كالكل باردة‬ ‫متطر غيثا‬ ‫ليايل ترشين‬ ‫‪...............‬‬


‫هايكو صباحي‪..‬بقلم ‪.‬أمين‬ ‫السعيد‪.‬‬ ‫عناق الغيوم‬ ‫تتفلت ساطعة‬ ‫شمس ترشين‬ ‫‪..................‬‬ ‫من أوراقها وحباتها‬ ‫يقطر الندى الصباحي‬ ‫زيتونةترشين املباركة‬ ‫‪..................‬‬ ‫مدار أغصان الزيتون‬ ‫الشباب والصبايا‬ ‫تغزل صباحي‬ ‫‪...................‬‬ ‫وهج بخار‬ ‫يخرج من الفم‬ ‫صباح برد قارص‬ ‫‪............‬‬ ‫روائح حطب املدايفء‬ ‫تعبق بعطرها اآلفاق‬ ‫املحلب محرتقا‬ ‫أمين السعيد‪..‬سورية‬

‫بيني وبينك‬ ‫موكب قصيدة‬ ‫تلعثمت بوجع الكلامت‬ ‫يف حلم رسيع‬ ‫ينتظر الفجر فيه‬ ‫بؤس اللحظات‬ ‫بيني وبينك‬ ‫لهفة كاذبة‬ ‫ولدت بعد ثورة غضب‬ ‫خلعت حرسات اللقاء‬ ‫مللمت حقائب الندم‬ ‫كزجاج مرايا مهشم‬ ‫جرح من يالمسه‬ ‫بيني وبينك‬ ‫جرعات من اللهفة‬ ‫ضاق عليها األختناق‬ ‫ترصخ مرة‬ ‫تدق مساكن القلب‬ ‫وتهمس مرة‬ ‫هدوء منبع الرصخة‬ ‫بيني وبينك‬ ‫نقطة تحملت الكثري‬ ‫سقطت‬ ‫يف مكان غريب‬ ‫تحارص الذاكرة‬ ‫وتبادل النظرات‬ ‫يف إحساس‬

‫بني الرفض والقبول‬ ‫يف لوحة أفرغها الخجل‬ ‫مل صرب االنتظار‬ ‫مل حياة العدم‬ ‫بيني وبينك‬ ‫نسيج من أفكاري املمزقة‬ ‫أفرتش أرصفة الشوق‬ ‫الغريب‬ ‫أمال يف لقاء الحبيب‬ ‫فامسك صمتي‬ ‫واربط ضعفي‬ ‫ألحمله عىل كتفي‬ ‫بيني وبينك‬ ‫تلكأ مداد قلمي‬ ‫عىل سطور ورقة‬ ‫وهو يحاول أن يخيط‬ ‫رتق األمل‬ ‫أتعبه السكوت‬ ‫أذله صمت عتمة الخوف‬ ‫عىل رفوف وحديت‬ ‫فوق جدران غرفتي‬ ‫كل هذه الذكريات‬ ‫قد شكلت مصيبتي‬ ‫آهات مقيدة‬ ‫مزقت مسامعي‬

‫زهراء ناجي‬


‫َس َناب ُِل ال ُجوع‪...‬‬ ‫يق َم ْعقُو ٌد َع َل ال َو َد ِج‬ ‫َح ْب ٌل ِم ْن الضِّ ِ‬ ‫أَ َر َاق َما َء ِ‬ ‫اصط َبارِي َو اصطَفَى َح َرجي‬ ‫َف ِش َّدت ِه‬ ‫َو َم ّزقت ك َُّل ِس ْ ٍت ك ُّ‬ ‫وح ِف َبح ٍر ِم ْن اللُّ َج ِج‬ ‫َو أَغ َر َق ال ُر َ‬ ‫أس إِ ْذ َل َع ْز َم يُ ْس ِع ُف َنا‬ ‫َو اس َتنطَ َق ال َي َ‬ ‫أى َما إِلَي ِه نَجي‬ ‫َو لَ ْي َس َث َّ َة َم ْن ً‬ ‫َم َّد ْت ح َناجِ ُرنَا اللَّهفَى اس ِتغَاثَ َت َها‬ ‫الله َيق ِْض ك َُّل ِذي ال ِح َو ِج‬ ‫َست ِح ُم َ‬ ‫ت َ‬ ‫َما ز َ​َال َذا ال ُج ُّب َمأ َوانَا‪...‬‬ ‫َو ظُل َم ُت ُه ت َِض ُّج ِفي َنا‬ ‫وت الخَائِ ِف َني شَّ جِ ي‪...‬‬ ‫َو َص ُ‬ ‫َما ز َ​َال َذا ال ُج ُّب َمأ َوانَا‪...‬‬ ‫َف ُمذ َس َقطَ ْت أَر َوا ُح َنا‬ ‫تَرتَجِ ي َس َيا َر َة ال َف َر ِج‪...‬‬ ‫ُِع ُيونُ َنا لَم تَ َز ْل تَ ْرنُو إِ َل َغ ِدنَا‬ ‫كَأنَّ ِف َغ ِدنَا َو عداً لِ ُم ْن َّبلَ ِج‬ ‫ُضتها‬ ‫َس َناب ُِل ال ُج ْوعِ شَ اخ ْ‬ ‫َت َق ْب َل خ ْ َ‬ ‫َاب ضَ ا َع ِف ال َه َر ِج‬ ‫َو شَ اخَ ِف ْي َنا ارتِق ٌ‬ ‫ف َس ْب ٌع‪...‬‬ ‫اف يُ ْو ُس َ‬ ‫ِع َج ُ‬ ‫َه ْل َس ُي ْد ِركُ َنا‪...‬‬ ‫َعا ٌم نُغ ُ‬ ‫َاث ِب ِه ِم ْن َسطْ َو ِة ال َر َهجِ‪..‬؟‬ ‫خالد قايد الرشعبي‬

‫نقريٌ عمرنا‬

‫أيا أ َم َلً‪..‬أرى‪..‬بجنونِ مهوى‬ ‫َ‬ ‫‪..‬فالده ُر ألوى‬ ‫تعال‪..‬وال تَ ِغ ْب ّ‬ ‫سأز َر ُع حقل َِك ال ّريانَ خصباً‬ ‫عاشق‪..‬وسطور نجوى‬ ‫بقبلَ ِة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ظعنك املخفو َر حزناً‬ ‫وأُنْز ُِل‬ ‫ٍ‬ ‫بأرض فجرها م ٌّن‪...‬وسلوى‬ ‫ِ‬ ‫طيفك املنذور صمتاً‬ ‫وأدري‬ ‫جنيناً نابتاً يف بطن أصوى‬ ‫وأدري ِ‬ ‫قلبك املشدود نحوي‬ ‫الحب أقوى‬ ‫ضعيفا‪..‬بيد أنَّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫أنا امللتا ُع‪..‬دوما يف فراقٍ‬ ‫‪..‬قاتل‪....‬نبيض تَكَ ّوى‬ ‫صقيع ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مس عن عيني توارى‬ ‫وقرص الشّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫فأي َن ال ّجم ُر عن جس ٍد تح ّوى‬ ‫طل‬ ‫شبح ُم ٌّ‬ ‫ولو أنَّ ال ّنوى ٌ‬ ‫سأبقى ِ‬ ‫وأظل أهوى‬ ‫عاشقا ُّ‬ ‫منه رشوى‬ ‫نقريٌ عم ُرنا‪ ...‬أو ُ‬ ‫رس يف حأمٍ بطغوى‬ ‫فأي َن ال ُّ‬ ‫‪..........‬‬ ‫مهوى‪...‬الرياح يف الفضاء‪.‬‬ ‫الدهر ألوى‪..‬أي أهلك‪.‬‬ ‫أصوى‪..‬األرض الصخرية‪.‬‬ ‫التف كالح ّية‪.‬‬ ‫تح ّوى‪..‬أي تجمع وتدور أو ّ‬ ‫طغوى‪..‬طغيان‪.‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫عادل الفحل‬


‫ـهـي أتَـي ْـتـكُـم‬ ‫ي َـاساد َة الـشّ عـ ِر الـ َب ِّ‬ ‫بـوح ه َـامًمـن م َـواجِ ـعنـا ان ْـبـثَـق‬ ‫ِلَ َ‬ ‫تَـبيك عىل ن ِ‬ ‫َـزف الـفَواجِ ع أ ْح ُريف‬ ‫َعن تاجِ َمج ٍد من َمحا ِفـلنا انرسق‬ ‫ئـاب َو ُعـربـُنا‬ ‫ـك الـ ِّذ ِ‬ ‫الـشّ ام فـي َف ِّ‬ ‫ضَ ـربوا أ َعـادي َهـا ب ٍ‬ ‫ِسيف مـِن َو َرق‬ ‫بح يف املَدائِن تَائهاً‬ ‫عب ْ‬ ‫أص َ‬ ‫والشّ ُ‬ ‫لب امل ُ ِ‬ ‫واطن قد تَص َّح َر وا ْرتَهق‬ ‫َق ُ‬ ‫واس َتش َهد اآلسا ُد يف َساحِ ال َوغى‬ ‫ْ‬ ‫والـخَائـِن الـغَدار لِـل ُحكم ا ْمـ َتشق‬ ‫نـزف َجـر ُحهـا‬ ‫الـشَّ ام نَـبكيها وي َـ ُ‬ ‫الت ِدما ُء ال َي ِاسم َني َم َع ال َح َبق‬ ‫َس ْ‬ ‫َو لقَد ت َـك َّس ِت الشّ موس ِبأُفقـِنـا‬ ‫وتَـقـا َذف َـ ْتنا م َـوجـ ٌةن َـحو الـغَـرق‬ ‫فـِي غَفل ٍةضَ ـاعت ُعـقول شَ بابِنا‬ ‫وتَصا َر َع ال ِغلامنُ ِمن أجلِ ال ِخ َرق‬ ‫ذم َفارجعوا‬ ‫رص مع كرث َ‬ ‫التَّش ِ‬ ‫النَ َ‬ ‫رغـم تـِعدا ِد الـفُرق‬ ‫لـِنكونَ صـفـاً َ‬ ‫حـمـاك َر ّب الـ ّناس لَـملِم شَ عثَنـا‬ ‫ُر‬ ‫َ‬ ‫ش الـفَلق‬ ‫َوأَجـ ْر بـِال َد الشَّ ام ِمن َ ِّ‬ ‫ف ُصدورِنا‬ ‫َيا َه َّمنا امل َ ُ‬ ‫كبوت َج ْو َ‬ ‫أيّـانَ ت َـر َحل ك ُّـل َمـافينا ا ْح َـتق‬ ‫ـم الـضَّ ِ‬ ‫الل َم َع الطُّغا ِة تَجم َعت‬ ‫أُ َم ُ‬ ‫وال ُعرب بَات َْت ِف ِش ٍ‬ ‫تات أ ْو ُفرق‬ ‫َضب امل ُ َز ْمج ُر يف َد ِمـي‬ ‫ياأيّها الغ ُ‬ ‫أ ْحرِق ُغزا َة الشّ ِام وا ْج َعل ُهم ُم َزق‬ ‫ت َـجثُو َعىل تِـرب الطَّهار ِة َجب َهتي‬

‫تاهات الـ َّنفـق‬ ‫َيا رب َقد طَالت َم ُ‬ ‫َمـهـالً بـِالد الشَّ ام َف ْل تَ َتصـ َّبـري‬ ‫إن ّـي َرأيت الـفَجـ َر ل َـ ّو َح وانْ َبثق‬ ‫رب الش ّــام َفــوق غُـزاتها‬ ‫َوألَن َّ‬ ‫ُي ُحو بِر ْحمت ِه املَواجِ ع َواأل َرق‬ ‫َس ُ‬ ‫تم َرغ َْم ُهمو ِمنا‬ ‫يزول َهذا ال َع ُ‬ ‫حم الغَسق‬ ‫َو َستول َُد األنْوا ُر من َر ِ‬

‫بيارق األمل‬ ‫قالت‬ ‫اتفقنا ذات يوم‪ .‬أن ‪ .‬نفرتق‪ .‬مل اجادل أو أناقش‪.‬‬ ‫ابتعدت‪ .‬رأفة بذايت‪ .‬كنت أسري وأنا اعاند خطوايت‬ ‫لتكمل الطريق دونه‪ .‬اجرب قلبي عىل الخضوع أن ال‬ ‫يذكره وأوقف شالل الذكريات واطفئ صور تلمع بزوايا‬ ‫العقل‪ .‬حتى الكلامت اردتها أن متوت بني السطور ‪،،،،،‬‬ ‫استنشقت ذات ليل رائحة املطر‪ .‬أسري بني ريهام يلفظ‬ ‫أنفاسه يهوى من علو ليحتضن األرض ويصمت لألبد‪.‬‬ ‫وحني جاء صوته يرافق إيقاع املطر‪.‬‬ ‫بثقة عاشق يقتحم خطوايت‪ .‬يدق ابواب صمتي‪.‬‬ ‫طاب مساؤك سيديت فأجاب حنني مع املطر‬ ‫وعيني تعود من جديد ترسو بدفء عينيه‬ ‫همست وأنا أيضا اشتقت لك كثريا‬ ‫هالة الجميس‬


‫تدافع عنها ‪ ،‬تخدمها ‪ ،‬تدرس معها ‪ ،‬ملدة ثالث‬ ‫فرصة حياة‬ ‫سنوات متتابعة‪ ..‬حصلتا عىل إجازتهام و بدأت‬ ‫رحلة الصديقتني يف البحث عن فرصة‪..‬‬ ‫ممدد عىل فراشه يحتضنه بأمل‪ ،‬يتحرس عىل‬ ‫فضلت دعاء أن تكمل دراسة املاجستري ‪ ،‬أما‬ ‫شبابه الذي ضاع بسبب حادث عمل خطري‬ ‫حياة فقررت الخروج ملواجهة العامل‪ ،‬و مساعدة‬ ‫تسبب له يف شلل نصفي‪ ،‬عوضه الله بزوجة‬ ‫أمها عىل متاعب الحياة ‪،‬و لكن لألسف حياة‬ ‫صالحة فاطمة‪ ،‬مل تبخل عليه يف ضعفه‬ ‫مل تكن تعرف شخصا يتوسط لها يف عمل ‪،‬‬ ‫باملساعدة‪ ،‬فكانت له نعم السند ‪ ،‬اضطرت‬ ‫فاضطرت لالعتامد عىل نفسها ‪،‬و نرش سريتها‬ ‫للعمل كخادمة يف البيوت للحصول عىل‬ ‫لقمة عيش لرعاية صغارهم الثالث‪ ،‬أصغرهم بني صفحات مواقع اإلنرتنت الخاصة بعروض‬ ‫أحمد ذو خمس سنوات‪ ،‬وعيل صاحب العرش العمل ‪ ،‬و تخرج كل صباح تتجول من رشكة‬ ‫سنوات‪ ،‬ثم حياة التي تبلغ عمر الزهور فهي ألخرى و من محل آلخر تبحث عن فرصة عمل‪،‬‬ ‫يف الثامنة عرش‪ ،‬تدرس يف الصف الثالث ثانوي فكانت ترتدد عىل مسامعها جملة حفظتها عن‬ ‫شعبة آداب و علوم إنسانية‪ ،‬تعشق الحق و ظهر قلب و كرهتها‪:‬‬ ‫أصحاب الدكتوراه و مل يجدو عمال ‪ ،‬فكيف‬‫تكره الظلم ‪ ،‬حسناء حاملة ‪ ،‬حلمها أن تصري‬ ‫ملجازة أن تحصل عىل عمل ‪ ،‬هل تضحكني علينا‬ ‫محامية معروفة تنصف املظلومني ‪ ،‬و تغرق‬ ‫الظاملني‪ ،‬شابة ترغب بإخراج عائلتها من غار أم تضحكني عىل نفسك! ؟‬ ‫الذل و القهر‪ ،‬تحصلت عىل شهادة الثانوي ‪،‬و فتعود ككل مرة تقهر الخيبة قلبها الصغري‪،‬‬ ‫التحقت بكلية الحقوق لتكمل دراستها ‪ ،‬كان مكسورة الخاطر ‪..‬‬ ‫جو الدراسات العليا محفزا جدا‪ ،‬لحسن حظها بعد مرور سنة من البحث عن عمل ‪،‬و بينام‬ ‫حظيت بأساتذة أكفاء‪ ،‬و زمالء صف محرتمني كانت تتصفح إحدى الصفحات اإللكرتونية‬ ‫و جديني‪ ،‬كانت لها صديقة وحيدة تدعى دعاء وجدت عمال بثمن مغر جدا «مطلوب فتاة‬ ‫جميلة بيضاء البرشة ‪،‬واسعة العينني ‪،‬متوسطة‬ ‫‪ ،‬فتاة سمراء الوجه نورانية القلب متحجبة‬ ‫القامة بشعر طويل أملس للعمل كعارضة‬ ‫طيبة‪ ،‬أقنعت حياة بالحجاب و حببتها فيه‪،‬‬ ‫كانت فتاة مقعدة تجر كرسيها املتحرك بجوار خاصة بإشهار رشكة لبيع مستحرضات التجميل‬ ‫رفيقتها بني مدرجات الجامعة ‪،‬الجسم ضعيف « زادت حريتها يف قبول هذه الفرصة ‪،‬فهي‬ ‫محتاجة للامل و تتميز بكل هذه الصفات‬ ‫لكن العقل و القلب كنز يحتار فيه العظامء‬ ‫املطلوبة‪ ،‬أتتخىل عن حجابها و وقارها مقابل‬ ‫‪ ،‬كانت حياة رفيقتها يف كل صغرية و كبرية ‪،‬‬ ‫درهم؟ فجلست سارحة تفكر بحسم و تردد يف‬


‫نفسها‪:‬‬ ‫هل املال يشفع يل أمام خالقي ؟ هل أعيص‬‫خالقي إلرضاء شيطاين؟ هل سيكون التخيل عن‬ ‫حشمتي بابا من أبواب السعادة يف دنياي؟ كال‬ ‫! ال أحتاجها ‪ ،‬أفضل املوت جوعا عىل العيش‬ ‫مبال حرام‪ ،‬استغفر الله ! ريب أسألك العفو و‬ ‫العافية يف الدنيا و اآلخرة ‪.‬‬ ‫بعد ستة شهور من البطالة متكنت حياة من‬ ‫الحصول عىل عمل كخادمة نظافة يف إحدى‬ ‫مقاهي الحي مقابل أجر ضئيل جدا ‪ ،‬تستهلكه‬ ‫كله يف رشاء دواء والدها الشيخ عز الدين‬ ‫‪..‬بقيت تعمل يف ذلك املقهى ملدة سنتني و‬ ‫يحرتمها رواد املقهى صغريها و كبريها‪ ،‬لنقائها‬ ‫و عفتها و إخالصها يف عملها ‪ ،‬كانت تنظف‬ ‫إحدى طاوالت املقهى املركونة بالزاوية ‪ ،‬تجمع‬ ‫شباب حيها بالجوار يثري فضولها ‪،‬فالتقطت‬ ‫أذناها حديثهم عن الهجرة إلسبانيا ‪ ،‬و أنها‬ ‫ساعدت الكثري عىل النهوض بأوضاعهم املادية‬ ‫‪ ،‬بدأت األفكار تتضارب يف رأسها‪ ،‬هل تسكت‬ ‫خجلها و تذهب لتحدثهم و تسألهم عن‬ ‫تفاصيل أكرث ؟ فأبت ذلك ‪ ،‬واصلت عملها و‬ ‫غادرت ليال مثقلة بالهموم و املسؤوليات التي‬ ‫تنتظرها ‪،‬مل تستطع النوم تلك الليلة فكلمت‬ ‫أمها باملوضوع و عن ما سمعت يف ذلك اليوم‬ ‫فتهاطلت عليها دعوات أمها الحنون كأمطار‬ ‫الرحمة عىل أرض جرداء قاحلة‪..‬‬ ‫أغرقت وسادتها بالدموع ‪ ،‬يجب أن تقوم‬ ‫بالواجب و تحصل عىل فرصة جديدة إن صحة‬

‫أمها تتدهور و ال مساعد لها غريها ‪،‬فصمت‬ ‫والدها قد طال بعد مرضه ‪،‬اشتاقت اللتقاط‬ ‫بحة صوته الجوهري عند دخوله للمنزل بعد‬ ‫عودته من املعسكر ‪،‬كيف لأليام أن تحول‬ ‫جنديا قوي البنية إىل طفل يحتاج الرعاية‬ ‫‪،‬فال توضع النعمة يف فمه الصغري إال من يدي‬ ‫فاطمة ‪..‬‬ ‫بعد أسبوع من الشقاء عادت للبيت لتجد كل‬ ‫الجريان يف بيتها و غامم الشفقة يظلم منزلها ‪،‬‬ ‫يتهامسون بينهم بأسف و تحرس‪ ،‬قطع الخوف‬ ‫قلبها ‪ ،‬هرعت إىل غرفة والدها لتجده ال يحرك‬ ‫ساكنا يف مكانه املعتاد ‪ ،‬ركضت إىل الصالون‬ ‫لتجد الجارات جالسات و أمها مغمى عليها‬ ‫بينهن ‪ ،‬فصاحت بذعر‪:‬‬ ‫أمي؟! ماذا حصل لك يا حبيبة القلب؟ ردي‬‫عيل أرجوك ‪ ،‬ردوا عيل يا ناس !‬ ‫فردت إحدى السيدات ‪:‬‬ ‫كانت عائدة من العمل و سقطت بالشارع‪،‬‬‫وجدها ابني محسن و صديقه و أحرضاها‬ ‫للبيت ‪ ،‬جاء الحاج حسني و طلب طبيبا أخربنا‬ ‫أن مرض السكري الذي تعاين منه قد ارتفع‬ ‫ألعىل درجاته و أصاب برصها و قد فقدته‬ ‫لألسف صغرييت ‪ ،‬صربك املوىل‪.‬‬ ‫فقدت حياة آخر شمعات األمل هذه‬ ‫املرة ‪ ،‬أب مقعد و أم فقدت القدرة عىل‬ ‫اإلبصار‪،‬إخوة صغار يجب إطعامهم ‪ ،‬و هي‬ ‫صاحبة الثالث و العرشين ربيعا بإجازة يف‬ ‫الحقوق و تعمل يف النظافة! ما هذا الحظ؟ ما‬


‫هذه الظروف ؟ ما هذا الوطن؟‬ ‫حجرت حياة قلبها و استمرت يف مواجهة‬ ‫معركتها الخاصة ‪ ،‬بعد شهرين حسمت أمرها‬ ‫و قررت أن تحدث مصطفى ابن جريانها ‪،‬‬ ‫فتقدمت نحوه باستحياء و قالت و هي تنظر‬ ‫له نظرة إرصار و عزم‪:‬‬ ‫السالم عليكم ورحمة الله أخي مصطفى ‪،‬‬‫أمتنى أن تكون بخري‪ ،‬سمعت أنك تساعد من‬ ‫يرغب بالهجرة إلسبانيا ‪ ،‬و أنا أحتاج فعال‬ ‫لذلك فهل تستطيع مساعديت ؟‬ ‫فرد متعجبا‪:‬‬ ‫و عليكم السالم أختي ‪ ،‬مرحبا بك‪ ،‬لكنك‬‫فتاة ! و التفكري يف الهجرة سيكون خطرا و‬ ‫أنا خائف عليك ‪ ،‬إن الهجرة تتطلب صالبة‬ ‫الرجال و شابة رقيقة مثلك ال أنصحها بذلك !‬ ‫ال تقلق عيل أخي ‪ ،‬فأنا بصالبة رجلني ‪،‬‬‫علمتني الحياة دروسا لن يقدر عليها عرشات‬ ‫الرجال ‪ ،‬طرقت بابك فال ترجعني خائبة‪،‬‬ ‫أرجوك ساعدين‪ ،‬عائلتي تحترض ‪ ،‬أحتاج ماال !!‬ ‫رد بإشفاق متفهام ‪:‬‬ ‫كان الله يف عونك أختي حياة ‪ ،‬حسنا إن‬‫األمر سيتطلب مليون سنتيم ‪،‬و سأتكلف‬ ‫بباقي اإلجراءات ‪ ،‬استعدي بعد شهرين‬ ‫ستنطلق الرحلة املقبلة‪ ،‬أنتظر ردك‪..‬‬ ‫كيف تجمع املبلغ املطلوب لتنقذ أحبابها ؟‬ ‫كلمت أمها باملوضوع فقامت و أعطتها كل ما‬ ‫تخبئه من ذهب ‪،‬و قالت بحنان‪:‬‬ ‫‪-‬خدي هذا يا صغرييت ‪ ،‬قد ينفعك يف الحصول‬

‫عىل ربع املبلغ املطلوب‪..‬‬ ‫و أخدت سلفا من جريانها و صديقتها دعاء ‪،‬‬ ‫و من مدير عملها الذي كان يشجعها لتطور‬ ‫نفسها و يرغب يف أن تحصل تلك الخلوقة عىل‬ ‫فرصتها يف الحياة‪..‬‬ ‫مر الشهران كأنهام سنة‪ ،‬كان حياة تستعد‬ ‫لرحلتها للمستقبل املفرح ‪ ،‬تحجبت و‬ ‫جمعت حقيبتها ووضعت هاتفها و شواهدها‬ ‫الدراسية و أوراق ثبوت هويتها يف كيس‬ ‫بالستييك‪ ،‬خوفا عليهم من التبلل باملاء‪ ،‬ودعت‬ ‫عائلتها و أحبابها و انطلقت مع قافلة األحالم‬ ‫يف صحراء البحر الكبري‪ ،‬ليقطع الحلم الجميل‬ ‫كابوس مزعج‪ ،‬طلقات رصاص متزق عباءة‬ ‫الليل السوداء‪،‬أضواء مصابيح رجال األمن‬ ‫تعمي العيون ‪ ،‬تأمرهم بالتوقف ‪،‬اختل توازن‬ ‫املركب و كانت هي الفتاة الوحيدة هناك‬ ‫متكورة عىل نفسها تحاول حامية نفسها ‪،‬‬ ‫وسط روع و خوف الجميع و رصخاتهم ترتجى‬ ‫من الله أن يحفظها من هذا الخطر الذي‬ ‫تسلط عليها ‪ ،‬لتصيب رصاصة ظهرها النحيل‬ ‫‪،‬سالت دماؤها بغزارة و سالت عىل خدها‬ ‫املتورد دمعة من عينها ‪،‬كانت روح حياة مثنا‬ ‫للحصول عىل فرصة حياة‪..‬‬

‫إميان صربي‬


‫ال تدركني معا َين اإلعجاب‬ ‫__________ ام تشعرين به من األغراب‬ ‫بيني وبينك حاجز ومسافة‬ ‫_________ألقاك غافية عىل أهدايب‬ ‫يا إبنة السمراء قمح تجوعي‬ ‫__________موصوفة بالود واألطياب‬ ‫كم يحتويك الحلم أنت بهية‬ ‫_________فيك الجامل عذوبة اإلعذاب‬ ‫وكأنك الحلم األخري توهجا‬ ‫______أثريت جدب القلب باإلخصاب‬ ‫ِ‬ ‫فنبت زنبقة عىل صحرائه‬ ‫______يسقيك من دمع الجوى برضاب‬ ‫ولقد ألفت سوانحي تطوي الهوى‬ ‫________وخريف عمري عابرا أعتايب‬ ‫لكنه هذا الفؤاد وما هوى‬ ‫_________سلطانه ال يرعوي لعتايب‬ ‫أحامقة هذا الحنني مغامرا‬ ‫_______اذ فاتني عهد السنا وشبايب‬ ‫وبقيتي كرماد نريان خبت‬ ‫________والريح تعصفه بال إلهاب‬ ‫وربابتي مخنوقة من آهتي‬ ‫________وتري بال همس وال إطراب‬ ‫صدئت سنني العمر مثقلة األىس‬ ‫_______هرم الفؤاد فأين من ترحاب‬ ‫حتى هطويل عاقر مبواسمي‬ ‫_______فهجري عمري مبخر لسحايب‬

‫الشك مدركة وشيك أنني‬ ‫_____ متجاوز حمر الخطوط خطايب‬ ‫ولرمبا أرسفت يف نهل الشذا‬ ‫______من دوحة غناء دون حساب‬ ‫فغدوت يف سكر أهيم تلذذا‬ ‫______وحرشت بني السور واألبواب‬ ‫او خلت نفيس بينكم يف غايتي‬ ‫________حتى دنوت بجرأة األحباب‬ ‫جرجرت خييل من سواء ربوعها‬ ‫________مكدودة من غدوة وإياب‬ ‫كم راهنوا يف عنفوان ركوضها‬ ‫______فصهيلها قد بح فوق هضايب‬ ‫ارسجتها سوح القصيد تسابقا‬ ‫_______مل يبق يل دهري سواك كتايب‬ ‫قويل وال تدعي الهوى كمتاهة‬ ‫_______فلقد فهمت رسالتي وعذايب‬

‫عبدالرحيم أبو راغب‬


‫حلم ترجم ُتها ِشعرا ‪،،‬‬ ‫حكاي ُة ٍ‬ ‫تتطلــع‬ ‫وتظل عينـــي صــو َب ِك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫إذ أن روحــي من بعا ِد ِك تجز ُع‬ ‫أنـس يوم لقائِنا فـي ِخلس ٍة‬ ‫لـم َ‬ ‫وس ِ‬ ‫ــط بحـ ٍر نشـر ُع‬ ‫وكأننا فــي ْ‬ ‫تالمـس كفَّها‬ ‫فمـددت كفي يك‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لقــع‬ ‫مـزنٌ تـر ْ‬ ‫اضــي َب ُ‬ ‫اءت واألر ْ‬ ‫طيب بها‬ ‫ُ‬ ‫وشمم ُتها‬ ‫فسكرت من ٍ‬ ‫أشـهق ِعطرها أتض ّو ُع‬ ‫وطفقـت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شعــرت بخيفـ ٍة‬ ‫ُ‬ ‫وضممتها حتى‬ ‫أضلـع‬ ‫ِمـن أنْ تكســر إثـ َر ضَ مي‬ ‫ُ‬ ‫آه لها ملــا استــوت فـي جلس ٍة‬ ‫وغـدت ٌ‬ ‫طبول للذائـــ ِذ تُــقـــر ُع‬ ‫َ‬ ‫تـوســط قــدر ٍة‬ ‫فتوسطت قـلبي‬ ‫تتــربـع‬ ‫كأميــر ٍة فـــي عـــرشهِا‬ ‫ُ‬ ‫خـارت قــواي للــذ ٍة أحسستهــا‬ ‫وس َ‬ ‫تلفــع‬ ‫ــط نا ٍر‬ ‫ُ‬ ‫عجبــي التلذذ ْ‬ ‫أرخيـت للــروحِ العنــانَ فبادرت‬ ‫تقنــع‬ ‫تسعــى وروحي ال أراهـــا‬ ‫ُ‬ ‫مواضـع ج ّمـة‬ ‫فتحسسـت روحي‬ ‫َ‬ ‫مطمع‬ ‫للنفس الشحيحـ ِة‬ ‫ِ‬ ‫ُبق‬ ‫مل ت ِ‬ ‫ُ‬ ‫يا ليتني أحظـى بها فــي صدفـ ٍة‬ ‫تـرجـع‬ ‫تعـطــف‬ ‫أو ليـتها األحال ُم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تقشـع ظلم ًة بـ َني الحشـا‬ ‫فتعو ُد‬ ‫ُ‬ ‫تسطـع‬ ‫صوب الفيايف‬ ‫ُ‬ ‫وبشمسها َ‬ ‫وتعيـد للــثغــ ِر الحــزين تبسمــاً‬ ‫ُ‬ ‫تـدمــع‬ ‫من بعدما غـدت النواظ ُر‬ ‫ُ‬ ‫يوسف عيل ‪،،‬‬

‫ُحـلـ ٌم أَط َـ َّل بِـحـلـ ِة الـ َغـي ْـ ِ‬ ‫مـات‬ ‫ِ‬ ‫اآلهـات‬ ‫فَـأز َال َعـنـّي ظَـلْـمـّـ َة‬ ‫ـأت أي ّــامـي بِـتـأويـالتـ ِه‬ ‫َو ّض ُ‬ ‫ِـغـيـب َحـيـاتـي‬ ‫َو زرعـتـ ُه أ َمـالً ب‬ ‫ِ‬ ‫ـبـض ت َـش ُّوقٍ‬ ‫ـلـم نَ َ‬ ‫أشْ َعـلـتَـني يَا ُح ِ‬ ‫َو زر ْعـتَني نُورا ً َعـىل الـ ّنـ َج ِ‬ ‫ـمـات‬ ‫ْأسـرع َو أقْـبـل يـا ُمـتَ ِّم َم فَـرحتي‬ ‫ِ‬ ‫بـالـبـسمـات‬ ‫ـبـض‬ ‫و أ ِعـد إ َّيل الـ َّن َ‬ ‫َو ك َ‬ ‫يب َتت ِه ُن الـ َّنوى‬ ‫َفاك َخلف ال َغ ِ‬ ‫َهـيا تـَ َ‬ ‫ــعـت ِشـكاتـي‬ ‫عال أ َمـا َسـ ِم َ‬ ‫َـإن قَـد َمـلَل ُْت شَ قــا َوتـي‬ ‫أقْـبل ف ِّ‬ ‫ْـت َدمـ َع الـ َهـ َّم َو الـ َحرس ِ‬ ‫ات‬ ‫َو َمـلَل ُ‬ ‫َسب ٌع عـِ ٌ‬ ‫جاف قَـد أَضاع َـت فَرحتي‬ ‫الضياع ُرفاتـي‬ ‫َو َر َمـت عـىل َر ْمـلِ َّ‬ ‫عاس ِة َو األَىس‬ ‫َجفَّت ِشفاي ِم َن الـتَّ َ‬ ‫ـقـيت َحـيـاتـي‬ ‫َـزوج الـ ُحز ُن الـ َم ُ‬ ‫َوت َ‬ ‫َحـتى الـقَصائِد أن ْـكَرت ِصلَتي بـها‬ ‫و أنـا الّـتـي َد ّونـتُـهــا ‪ ..‬و بِـذاتـي‬ ‫و َصـ َح ْوت م َـع َو َجـعٍ أُرا ِو ُغ ن َـابـ ُه‬ ‫ِــس ٍ‬ ‫أمـَـال ً ب ِ‬ ‫خــنـق اآل َه ِ‬ ‫ــات‬ ‫ُ‬ ‫عـد يـَ‬ ‫أ َمـيل بِـأن ت َـفنى الـ ُحروب َو بَغيها‬ ‫ِـج الـ َع ُ‬ ‫دل الـ َبديـع َحـياتـي‬ ‫كَـي يُـبه َ‬ ‫ئـمـت ت َـنـا ُحـرا ً َو ت َرشذُمـاً‬ ‫فَـلقَد َس ُ‬ ‫للت تـَ َغ ُّربـي و شـَتـاتـي‬ ‫َو لـقَـد مـَ ُ‬ ‫بيارق األمل بالله‬


‫ال َحيا َة َمع ال َيأس‬ ‫َمايل أَ َرى َو ْج َه الْح َيا ِة ُملثَّام‬ ‫يَّم‬ ‫أص َب َح بال َّن ِح ِ‬ ‫َوالك ُُّل ْ‬ ‫يب ُم َت َ‬ ‫السوا َد بِظلِّ ِه َو ِظ ِلل ِه‬ ‫إنَّ َّ‬ ‫كن بالفَضَ ا ِء ُم َخ ِّيام‬ ‫يف ك ُِّل ُر ٍ‬ ‫اليأس الكئيب ِبقُبح ِه‬ ‫َقد َعشْ عش ُ‬ ‫ِزيد بِال َوجه الْقَبي ِح تَ َجهام‬ ‫ٍلي َ‬ ‫موم ُم َحمالً‬ ‫إنْ طَ َال ل ٌَيل بِال ُه ِ‬ ‫وال َه ُّم ِف َجوالتِ ِه متكَ ِّمام‬ ‫تَبقَى الْحياَ ُة بِك ْرب َها َو ِع َناد َها‬ ‫تَ َبقَى ال َحيا َة َم َع ال َّتفائ َُل بَلَْ َسام‬ ‫هك ِف ال َحيا ِة ُمكَدراً‬ ‫انْ كَانَ َو ْج َ‬ ‫يَكْ ِفي الْ َحيا َة تَكَدراً َوتَج ُّهام‬ ‫َل تَصنع َّن ِمن ال َحيا ِة كَآب ًة‬ ‫السن َني تَألُّام‬ ‫َف َ‬ ‫تزيد ِمن َو َجع ِّ‬ ‫َمن كَانَ يف أَ ْعامق ِه ُمتأملاً‬ ‫َيتذ َّو َق الشَّ ه ِد امل ُ َصفَّى َعلقَام‬ ‫إنَّ ال َحيا َة َقصيد ٌة ِب َجاملِ َها‬ ‫ُنت يف نَظْ ِم الق َِصيد ُم َعلِّام ؟!‬ ‫َهل ك َ‬ ‫لك ال َبالب ُِل َف َ‬ ‫اش لَها‬ ‫وق أ ْعشَ ٍ‬ ‫تِ َ‬ ‫فق ال َبعي ِد تَرنُّ ا‬ ‫تَرنُو إىل األُ ِ‬ ‫َق ْد َصار َ ك ُِّل ال َّر ِ‬ ‫لك َيين َها‬ ‫وض ُم ُ‬ ‫وال َّزه َر ُة ال َح َسنا ُء تَر ُق ُص إنْ َهام‬ ‫َي ْهمي إل ْي َها إنْ تَو َّد َد نَف ُحها‬ ‫َيق َتاُت ِم ْن شَ ه ِد الْم َح َّب ِة َحيثُام‬ ‫ِبسم ٍة‬ ‫ال تَبخَل ّن َعىل ال َح ِ‬ ‫بيب ب ْ‬ ‫تبسام‬ ‫شَ غ ُ‬ ‫َف امل ُ ِّ‬ ‫حب تودداً َو ُّ‬ ‫حسن أبو فردة‬

‫نَصي َح ُة ُم ِح ٍب‬ ‫نك لِل ُح ِّب ُم ْس َتق ٌر‬ ‫َيا َمن تَ َتشَ َّد ُق َوت ََّد ِعي أَ َ‬ ‫َو َمكَانْ ‪..‬‬ ‫نـت‬ ‫مت َف َّن ُـه أَ ْم لِكَال ِمـ ِه أَ َ‬ ‫َه ْل َعلِ َ‬ ‫َول َهــــانْ ‪..‬‬ ‫ـول بِتـــ َـآنْ ‪..‬‬ ‫إس َم ْع ِخطَ ِاب َومتَ َّعــ ْن ِف َق ِ‬ ‫صل َو ُسن ٌة َو َم ِ‬ ‫ناس َك بِالتَشْ بي ٍه‬ ‫لِل ُح ِّب أَ ٌ‬ ‫ِكال ُهام َس َيانْ ‪..‬‬ ‫أَ َّو ُله ِص ٌ‬ ‫دق َوطُ ُول َعهـ ٍد َوإخ َْل ٌص‬ ‫َوإميَـــانْ ‪..‬‬ ‫َو ُح ْس ُن ُص ْح َب ٍة َعىل طُ ِ‬ ‫ـــول َده ٍر َوتَفـ َـانْ ‪..‬‬ ‫شق َوز ُ‬ ‫ُهاق شَ وقٍ‬ ‫َوب َني ثَ َنا َيا ُه كَوكَب ُة ِع ٍ‬ ‫َو ِحر َمـانْ ‪..‬‬ ‫وأس ُفؤا ٍد تَك َّب َـل ِبغَم ِر ِه َولِل ِو ِّد َما َجفَى‬ ‫ُْ‬ ‫َوخَــانْ ‪..‬‬ ‫لب تَ َت َّي َم ِب ِه َوانْغَـل َ​َق َعن غَري ِه َوصـ َـانْ ‪..‬‬ ‫َو َق ٌ‬ ‫َت ب ِ​ِسح ِر ِه َو ِع َند ك ُِّل َعن َـ ٍد خَضَ َع‬ ‫َو َع ٌ‬ ‫قل انْف َ َ‬ ‫َوالَنْ ‪..‬‬ ‫يد ٌة َفال إِن َْس يَ ُح ُّد َها‬ ‫وح َف َش َ‬ ‫أ َّما ال ُّر ُ‬ ‫َوالَ َجـــآن‪..‬‬ ‫ف‬ ‫يك ِساً َب َ‬ ‫َوالَ أُ ْخ ِف َ‬ ‫عد ك ُِّل َه َذا ال َو ْص َ‬ ‫َوا ِإل ْم َعانْ ‪..‬‬ ‫ف ُه َوا ُه‪..‬‬ ‫أَن َُّه َض ٌب ِم َن ال ُجنونِ إِنْ َع َص َ‬ ‫ْاس َتكَانْ ‪..‬‬ ‫رئبال الدمشقي‬


‫تحليل كتاب سلمى التغلبية‬ ‫الصنف‪ :‬رواية تاريخية‬ ‫تاريخ أول إصدار للرواية‪١٩٤٩ :‬‬ ‫الكاتب‪ :‬شعبان رجب الشهاب (‪ ،١٩٢٢‬تكريت‪ ،‬العراق)‬ ‫عدد الصفحات‪ 326 :‬صفحة‬ ‫*تم اختيار الكاتب للفوز بدرع الثقافة لكتابته هذه الرواية‪.‬‬ ‫*يف البداية أود الرتحم عىل روح جدي الكاتب شعبان رجب وأدعو الله أن أوفق يف تقديم‬ ‫نبذة تحليلية عن روايته الرائعة (سلمى التغلبية)‪.‬‬ ‫بداية الكتاب يتكون من مقاالت نقدية للرواية ورأي عدد من النقاد العراقيني والعرب‪.‬‬ ‫تتحدث الرواية عن شاب وحيد ألبوين فقريين يف قرية من قرى < بأنو هدرا> دهوك حالياً‬ ‫يدعى <ماروثا>‪ ,‬ترىب يف بيت يحافظ أهله عىل الدين ويقدسون أهدافه وغاياته‪ ,‬لذا نشأ شاباً‬ ‫تقياً ال تهمه نظرات النساء التي تالحقه‪ ،‬كان أبواه يحاوالن إقناعه بالزواج عبثاً ألنه قرر أن‬ ‫تكون حياته للدين وخدمة الناس‪.‬‬ ‫تويف والداه بعد تناولهام غذا ًء مسموماً لذا هاجر من قريته يك يبتعد عن هذا املكان الذي‬ ‫أصبح غصة يف حنجرته‪ ،‬وكذلك طمعا يف ارتشاف املزيد من تعاليم الدين‪.‬‬ ‫ترىب عىل أيدي القساوسة الكبار ونهل منهم الكثري من املعلومات عن الدين املسيحي واجه‬ ‫أثناءها الكثري من الغرية والحسد ممن يطلبون العلم معه ألنه كان طموحا ومندفعا لذا يحبه‬ ‫جميع الرهبان يف كل البقاع التي يرحل إليها‪ ،‬تعني يف نهاية املطاف مفريانا يف مدينة تكريت‬ ‫التي تتكون من يهود ومسيحيني وقبيلتني عربيتني هام قبيلة تغلب وإياد‪.‬‬ ‫جعل الكاتب أحداث الرواية تدور حول تكليف املفريان ماروثا ألحد وجهاء مدينة تكريت‬ ‫وهو عامر لنرش الدين املسيحي الحقيقي وتحمل عامر كافة املخاطر التي وضعها له سطيح‬ ‫وهو زعيم من قبيلة اياد يك يتخلص منه ويفوز بسلمى‪ ,‬تلك الفتاة التي أحبها عامر وأحبته‬ ‫واتفقا عىل الزواج لكن سطيح وغريته املفرطة يحاوالن قدر اإلمكان منعهم من التواصل أو‬ ‫حتى تأخريه‪.‬‬ ‫تشب حربا بينهم وبني املسلمني القادمني من مكة بقيادة عمرو بن جنيد يف عهد الخليفة عمر‬ ‫بن الخطاب ريض الله عنه وذلك بسبب تعنت سطيح وأعوانه وعدم قبولهم الحلول السلمية‬ ‫مع جيش املسلمني مام يؤدي إىل استشهاد أربعني شخصا من املسلمني ودفنهم يف مكان‬


‫استشهادهم املعروف باسمهم اآلن وهو شارع األربعني وأصبحت مقربة املسلمني هي املقربة‬ ‫الرسمية ألهايل تكريت‪ ,‬أدت الحرب أيضا إىل قتل عدد من أهايل تكريت وانتشار املجاعة‬ ‫وحلول الخراب‪ ،‬وحني رأى املفريان ماروثا هذه الفوىض وهو محب للسالم واملسامحة آثر‬ ‫تعيني عامر مسؤوال عىل مدينة تكريت وأمسك االمور السياسية‪ ,‬دخل بعدها جيش املسلمني‬ ‫وسمع بعض الذين أسلموا وهم ينطقون الشهادتني وبقاء من يريد ديانته يف منزله لكنه يدفع‬ ‫الجزية للجيوش املسلمة التي تدافع عن املناطق من الغارات املتكررة من املجوس والرومان‬ ‫كون هذه املدينة يف مكان جغرايف مميز مام يزيد األطامع الخارجية عليها‪.‬‬ ‫يخطف سطيح سلمى يك يتزوجها رغام عنها بعد قتل أبيها األعمى أمامها دون رحمة وذلك‬ ‫حني انشغل عامر بتوجيه جيش املسلمني‪ ،‬عن طريق راهب متمرد يدعى مارين لكن سطيح‬ ‫يقوم بإلقاء نفسه يف مياه دجلة حني حارصه عامر والجنود املسلمني‪ ،‬رافضاً أن يكون مسلامً‪.‬‬ ‫بعدها يكون البحث عن سلمى مستمرا وحني ييأس عامر ويلتحف اليأس تبزغ شمس الحقيقة‬ ‫و ترشده لحبيبته حني أمسك جيش املسلمني بهذا الراهب وهو يحاول الهرب بها بعيدا منتظرا‬ ‫قدوم سطيح‪.‬‬ ‫ثم زواج سلمى من عامر وانجاب الذرية الصالحة والتقدم بالعمر سويا حتى وفاة سلمى أوال‬ ‫تاركة خلفها ولد وبنت‪ ،‬مل يتزوج بعدها ألنه كان يعيش عىل ذكراها لكنه مل يعش طويال فقد‬ ‫كان اشتياقه لسلمى أقوى من أنفاسه‪.‬‬ ‫◀️العنوان ‪ :‬رائع وملم فقد كانت سلمى متثل جزءاً مهامً يف الرواية‪.‬‬ ‫◀️املقدمة‪:‬رواية رائعة منذ بدايتها حيث املقدمة والتشبيهات أروع ومعلومات تاريخية‬ ‫وجغرافية عن تكريت واملناطق املجاورة لها أيضا‪.‬‬ ‫◀️الرسد ‪:‬راقٍ جدا وحبكة محكمة غري أن دار النرش أساء للرواية لكرثة وجود األخطاء اإلمالئية‬ ‫واللغوية وملعرفتي الشخصية به فهذه األخطاء ال ميكن أن تظهر من تحت قلمه قط‪.‬‬ ‫◀️الشخصيات‪ :‬قوية جدا وتاريخية ووصفهم رائع جدا‪ ،‬ومل يهمل أي شخصية مامل يعطها حقها‬ ‫كامال يف الوصف‪.‬‬


‫◀️العقدة‪ :‬كانت جميع الرصاعات هي بدافع الغرية والحصول عىل املناصب والفوز مبحبة الناس‬ ‫ومحبة جميلة املدينة (سلمى)‪ ،‬وصف لنا الكاتب البرش مبختلف قومياتهم شبههم الكبري جدا‬ ‫وهم يلهثون خلف املناصب القيادية ومحاولة إظهار الشجاعة والكرم وغريها من الصفات التي‬ ‫تجعل الناس العاديني يظنونهم مالئكة‪ ،‬وصف أيضا انتصار الحق عىل الباطل وإعالء راية الحق‬ ‫ونجاة كل شخص صادق مبشاعره ويحمل نوايا سليمة عىل العكس من كان يتصف بالغرية‬ ‫والحقد الذي انتهى به األمر بنهاية مأساوية‪.‬‬ ‫◀️اللغة‪ :‬كانت قوية جدا وذات بالغة عالية‪.‬‬ ‫◀️الوصف ‪ :‬كان ساحرا جدا وقد ارفق لنا الكاتب يف روايته بعض الصور الفوتوغرافية لبعض‬ ‫األماكن‪ ،‬رغم تصويرها لنا بشكل دقيق جدا‪.‬‬ ‫◀️الغالف‪ :‬جيد جدا‪.‬‬ ‫◀️الجوهر‪ :‬حاول الكاتب أن يظهر لنا جامل التصالح مع الذات والتعلق بالخلق‪ ،‬ومحاولة نبذ‬ ‫الترصفات الخاطئة وزهد املناصب ألنها مدعاة للفتنة وتفريق الصفوف مع األهل واألصدقاء‬ ‫وكذلك احرتام الذات وتقديرها وتكريس الروح للمعرفة وخدمة الناس‪.‬‬ ‫◀️النهاية ‪ :‬مليئة باملفاجآت الرائعة واألحداث الشيقة‪.‬‬ ‫كان هذا تحلييل البسيط‪ ،‬أود أن ينال استحسان ذائقتكم األدبية الرفيعة‪.‬‬

‫داليا عبد الله‬


‫فقط ود‬ ‫لتبعد دمع مرير‬ ‫بعهد العمر عقدنا العقد‬ ‫رسطان آخر‬ ‫وشذرات الروح بها متعلقه‬ ‫وكتبنا بكل حرف‬ ‫والبسمة دونها منكرسة‬ ‫رسام لحكايتنا‬ ‫ّإن إىل جوعِ املال ِمحِ أن َتمي‬ ‫مل أكن أعرف أن الطيور تهاجر‬ ‫حتى وصلنا إىل هذا الحد‬ ‫ِ‬ ‫صمت ال ّزمانِ ُ‬ ‫سؤال‬ ‫لح يف‬ ‫و ُي ُ‬ ‫قبل اآلن‬ ‫يجهل ما يف القلب‬ ‫وقصيد ٌة تهفو العصو ُر مبطلعي‬ ‫وأن القمر سوف يغيب‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تلك األلفة مع الحب‬ ‫األغالل‬ ‫تستنش ُق‬ ‫من معصمي‬ ‫ما زلت أراك طفلتي الصغرية وتلك الدروب التي ضمت‬ ‫ورد ّي ٌة أفـكـا ُر ديـن ِمحـابري‬ ‫عتم القَبي ِح ُ‬ ‫جامل‬ ‫ُ‬ ‫خطواتنا‬ ‫فيحل يف ِ‬ ‫حفظت يل األرسار الكبرية‬ ‫مـرآت العـميا ُء تج َه ُل أنّنـي‬ ‫سوف أمشيها لوحدي‬ ‫َِ‬ ‫عصفورة ملكت قلبي‬ ‫بارت عىل وجهي املليحِ ُ‬ ‫رجال‬ ‫ْ‬ ‫أي وجوه سوف أرى؟‬ ‫رشبت من كفي‬ ‫يا أيها الط ُني املع ّت ُق يف دمي‬ ‫دون وجهها‬ ‫حتى عرفت أن النفس‬ ‫قـال ال ِعدا فـي حقّـنا ما قالـوا‬ ‫سرتحل وسأبقى‬ ‫مل تكتمل إال بذلك العشق‬ ‫ْ‬ ‫أحفظها بكل األوقات‬ ‫فتالحمت فوىض الكسو ِر بخاطري فضممتها كظل يل‬ ‫أو كـل مـا يبغي الـدؤوب ُ‬ ‫امرأة ترسو يف األحداق‬ ‫ينـال ؟ لتحمل همي‬ ‫ُ‬ ‫غافية بني األوراق‬ ‫تقتات جوعى من حروف قصائدي وتعرف صمتي‬ ‫السطـور ُ‬ ‫حالل‬ ‫فكـأنّ قمحي فـي ّ‬ ‫تعرف الوجع‬ ‫نغمي وحلمي‬ ‫تن ّـور َِي املـلتا ُع يأك ُ​ُل مـن يـدي‬ ‫يف نظرة عني تبوح بالحكايات‬ ‫حتى عندما يضيق صدري‬ ‫ُ‬ ‫األهـوال‬ ‫واسـتـبـدلـت أدوارنــا‬ ‫تحمل األنفاس‬ ‫وصربي يبيك‬ ‫ترتادين حبىل القبو ِر مبهجعي‬ ‫إذا توقف الزمان ومات‬ ‫يقـال؟ حملت مع الحقائب‬ ‫أبكـم كـيـف األنـيـن ُ‬ ‫مـن ٍ‬ ‫أمهليني لحظة‬ ‫هم حرضوا السطانَ يأك ُ​ُل مهجتي وتقاسمت املشوار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حتى استجمع قلبي‬ ‫مثـال حقيقة جاء بها الحلم‬ ‫كَتمـوا فـمـي واس ُت ْن ِط َـق ال ّت ُ‬ ‫الستعد ملا هو آت‬ ‫حتى أفل الوقت‬ ‫قد حان السفر والفراق‬ ‫وانقىض نوره‬ ‫زينب االسدي‬ ‫حان الرحيل يف وداع أخري‬ ‫زهراء ناجي‬ ‫ألرها مبتسمة‬


‫ألوان الحياة‪ ،‬وكأنها علبة ألوان‬ ‫اصطفت يف طفلة تعبث بها الحياة‬ ‫بني فق ٍر ويتم ‪...‬‬ ‫يوم بال ألوان‬ ‫استيقظت فجأة بعد أن شعر‬ ‫جسدها الرقيق بنسائم باردة‬ ‫كان ذلك اليوم عىل غرار بقية‬ ‫أيام فصل الصيف‪ ،‬وكأن الشمس تتسلل جسدها الرقيق تحت ردائها‬ ‫احتضنت األرض بحب قاتل جعلها املرقع ‪..‬‬ ‫تذوب شوقا للقياها ‪..‬فذبل كل‬ ‫يشء وحتى العصافري أبت أن تغرد قامت جزعة بخطوات مرسعة لقد‬ ‫معلن ًة بذلك حداد عىل حزن األرض تأخرت عن وقت عودتها للمنزل‬ ‫‪...‬يف تلك الظهرية كانت الشوارع ساعات ‪..‬‬ ‫خالي ًة متاما من البرش ‪..‬الهدوء عم «ستوبخني أمي‪...‬ال ال لن تحرض يل‬ ‫املكان‪ ،‬وكأن الجميع ينتظر انتهاء علبة التلوين التي وعدتني بها»‬ ‫موعد التقاء العاشقني خوفا من أن سالت دموعها عىل وجنتيها‬ ‫تذيبهم حرارة الشوق ‪..‬إال «لوليتا» الشاحبتني من جراء نحلها وقلة‬ ‫كانت تستظل بإحدى األشجار عىل غذائها عند تذكرها أنها ستحرم من‬ ‫قارعة الطريق لتذبل كزهرة صيفية حلمها‬ ‫فيأخذها النعاس‪ ،‬فتغفو بعد أن دخلت إىل املنزل عند وصولها‬ ‫أنهكها التفكري فامتأل قلبها بالحزن بخطوات خفيفة حتى التسمع أمها‬ ‫وقع أقدامها ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫كان املكان هادئاً وكأنه هجر منذ‬ ‫يا ترى هل سأمتلك يوماً علبة‬ ‫زمن بعيد ‪..‬‬ ‫تلوين ؟‬ ‫هذا كان أكرب أحالم لوليتا ‪..‬تلك األبواب والشبابيك تصدر صوت‬ ‫أزيز مزعج إذ تتالعب بها نسامت‬ ‫الطفلة اليتيمة‬ ‫صاحبة العينني اللتني اكتسبتا لون الهواء ‪..‬وهناك صوت صفري مزعج‬ ‫يصدر من مدخنة املنزل ‪..‬املكان‬ ‫الطبيعة رقيقة املالمح ‪..‬حمراء‬ ‫الوجنتني يف كل جزء منها لونٌ من موحش وقد استباحه الظالم‪ ،‬ظلت‬


‫لوليتا واقفة تنتظر أن يصدر صوت من الداخل ‪..‬أمها ‪..‬أخيها ‪..‬هرتها‬ ‫‪..‬أي أح ٍد كان ‪..‬‬ ‫أصابها ذهول مريب وعىل الطاولة هناك حيث كان رغيف الخبز‬ ‫ينتظرها يوميا بعد عودتها ‪..‬اليشء هناك‬ ‫املكان غدا مرعباً موحشاً ‪..‬‬ ‫ركضت نحو الغرفة الداخلية حاولت بذلك أن تعرث عىل أي يشء يريح‬ ‫قلبها الصغري الذي بدأ يخفق بشدة ‪ ,‬هل كانت هذه الساعات كفيلة‬ ‫بأن تغري حياتها؟‬ ‫فجأة سمعت صوت ضحكات أخيها تنبعث من‬ ‫الرواق الخلفي للمنزل ‪..‬راحت تركض وبشدة وهي تبتسم وكأن الحياة‬ ‫ردت لها بعد موت دام للحظات ‪..‬‬ ‫عند وصولها مل تجد شيئاً عبثاً‪..‬كان وهامً‪..‬كان صوتاً قدمياً سكن يف رأسها‬ ‫‪..‬‬ ‫شحب املكان أكرث يف عينيها وبات بال ألوان ‪..‬كلوحاتها التي حلمت أن‬ ‫تضيف لها ألوان ‪..‬‬ ‫عندما كانت تبيك ألمها متوسلة أن تشرتي لها ألواناً ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫«أرجوك يا أمي لوحايت ميتة أريد أن أحييها»‬ ‫«عىل رسلك يا صغرييت هي أيام وسأجد عمالً وسأحرض لك كل األلوان»‬ ‫ٍ‬ ‫بصوت ٍ‬ ‫عال‪»..‬أمي أمي ‪..‬ال أريد‬ ‫أجهشت لوليتا فجأة بالبكاء‪ ،‬ورصخت‬ ‫ألواناً ‪..‬ال أريد لوحات ‪..‬أريد رغيف الخبز القايس وأخي ‪..‬أريد طفولتي‬ ‫‪..‬لدي الكثري من األلوان يا أمي ولكن حيايت باهتة ال ألوان فيها»‬ ‫ّ‬ ‫وقفت لوليتا فجأة ونسقت هندامها بثيابها األنيقة الفاخرة ‪..‬ومسحت‬ ‫دموعها‪ ،‬ثم خرجت وهي تشري لسائقها ‪»..‬هيا خذين مرسعاً فالحفلة‬ ‫السنوية ستبدأ بعد قليل»‬ ‫زينب الرشقاوي‬


‫مفارقات لغوية‬ ‫ش‪ .‬ر‪ .‬ع‬ ‫تلك الحروف ستعطينا معانياً عدة يف إعادة تشكيلها بني تقديم وتأخري‬ ‫(عرش رشع شعر عرش رعش )‬ ‫تلك خمس جذور ومل يتشكل لدينا السادس والذي هو( رشع ) والسبب يف ذلك ان من معاين‬ ‫الراء التكرار ومن معاين الشني التفيش ومن معاين العني التمكني والعمل فام تكرر وتفىش ال‬ ‫يعمل به بينام يفرغ فيجوز أن نقول‪ .‬رشف فمن معاين الفاء التفريغ أو أن نقول رشن مبعنى‬ ‫تطفل ومن معاين النون‪ .‬الدخول‬ ‫العرش والرشع‪ .‬نالحظ مركزية العرش والرشع هي الراء‬ ‫وتفش‬ ‫فالعرش متكني وعمل وتكرار وترسيخ ونرش ٍ‬ ‫أما الرشع نرش وترسيخ وعمل‬ ‫فهذا يقودنا إىل أن ذا العرش هو صاحب الرشع فال يحق لغريه الترشيع بينام نجد كلمة الشعر‬ ‫فيها النرش والعمل والتكرار ألن الشعر ظني يعمل به حسب الرؤى وكل علم شعر مامل يكن‬ ‫فيه رشع من املرشع‬ ‫فنجد أن كلمة شعائر جمع لشعرية وهي ما أقره الله برشعه لتكون له فقال الله‪( .‬ذلك ومن‬ ‫يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)‬ ‫وقال تعاىل( ‪...‬فاذكروا الله عند املشعر الحرام) فاملشعر والشعائر مشتقة من الفعل شعر لكنها‬ ‫مقرة من الشارع للشاعر وقد امر الله كل مجتهد أن يكون من املؤمنني عندما استثناهم من‬ ‫فصيلة الشعراء ولفظة الشعراء عامة تعني كل ذي شعور خلف ظناً وعمل به أو س َّوق له بقول‬ ‫او فعل وخاصة هم أهل الرأي وخاصة الخاصة هم الذي ينظمون بديع الشعر مزخرفا وهم‬ ‫عىل فئات أعالها الشاعر املفلق(الخنذيذ) ثم الشاعر ثم الشويعر ثم الشعرور ثم املتشاعر‬ ‫والشعور‪ .‬من شعر وله ثالثة مظاهر اإلدراك والوجدان والنزوع ويجب أن يكون له ضابط من‬ ‫الرشع ليستقيم هذا الشعور فإن تحققت به العرشة الطيبة‬


‫ونتجت عنه الرعشة التي تنم عن لذة اميانية كان صاحب الشعور ممن استثنى الله من‬ ‫الشعراء‬ ‫والعني حرف متوسط قابل للتمكني فهو حرف مجهور ينقطع فيه النفس متوسط بني الشدة‬ ‫واللني فيه إصامت ومعنى اإلصامت اإلسكات أي يخرج بصعوبة كام إنه مرقق ومنفتح‬ ‫ويشرتك حرف الرء بنفس الصفات بزيادة صفة اإلنحراف (ينحرف فيه الصوت) وصفة التكرار‬ ‫لعدم متكن طرف اللسان من مالمسة كافية ألصول الثنايا العليا‬ ‫إما الشني فهو حرف مهموس رخو مرقق منفتح فيه إصامت وفيه ٍّ‬ ‫تفش وانتشار ألن الصوت‬ ‫يتشعب اىل ثالثة أقسام‪ :‬قسم يخرج خارج الفم وقسامن يصادمان الفكني فينترشان يف الفم‬ ‫ونجد أن العني حرف حلقي من وسط الحلق والراء حرف لساين ذلقي والشني حرف شجري أي‬ ‫من شجر الفم ما بني اللحيني‪ .‬وللعلم فقط أن العني والراء من الحروف النورانية التي افتتح‬ ‫الله بها بعض السور القرآنية والتي تجمعها الجملة التالية (نص حكيم له رس قاطع)‬ ‫بينام ال نجد الشني وأيضا ال نجد الشني يف سورة الفاتحة فهي من السواقط السبعة من‬ ‫الفاتحة(ث ج خ ز ش ظ ف)‬ ‫هذا والله أعلم وأجل‬

‫من كتايب (كيمياء الحروف)‬ ‫مجد ابو راس‬


‫ُـم ُمـ َن ًى لـِلْـ َهـ َوى‬ ‫تِـلْـك ْ‬ ‫============‬ ‫الح َمـ ْرآَ َهـا‬ ‫َحـل ْ‬ ‫َّـت بِـقَـلْـبِـي إِ َذا َمـا َ‬ ‫ِـت أَ ْهـفُـو لِـ ُنـو ٍر ِمـ ْن ُمـ َحـ َّيـا َهـا‬ ‫َفب ُّ‬ ‫ْـت أَنِّـي أَ َرا َهـا ِفـي تَـ َنـقُّـلِـ َها‬ ‫َو ِخـل ُ‬ ‫ـزَّن شَ ْوقاً لِـلُـقْـ َيا َها‬ ‫َو ْق ُع ال ُخطَى َه ِ‬ ‫ـي تَـ ْهـفُو لِطَـ ْي ٍ‬ ‫ف زُا َر أَ ْيـكَـ َتـ َنا‬ ‫َو ال َع ْ ُ‬ ‫َفـاخْضَ ـ َّر ِم ْن ط َـ ْي ِفـ َها بَا ِقي َحـ َنـايَا َها‬ ‫ـت َع ًة‬ ‫َو ُر ْح ُت أَشْ ُدو ُح ُر َ‬ ‫وف الشِّ ـ ْعر ِ ُم ْ َ‬ ‫ف َس ْعداً ِم ْن نَـج َـا َوا َها‬ ‫ـي َر ْف َر َ‬ ‫َو الطَّ ْ ُ‬ ‫ات نَـ َوى‬ ‫وف الشِّ ْع ِر َذ َ‬ ‫َو َما تَـلَ ْو ُت ُح ُر َ‬ ‫إِال َو َيـ ْب ِـك ُفـؤَا ِدي ِمـ ْن َحـكَـا َيـا َها‬ ‫لَ َم ْس ُت َقـلْـبِي َفق َ​َال ال َقل ُْب َوا ل َـ َه ِفي‬ ‫وح تَـ ْر َعا َها‬ ‫َف ُمـ ْرتـَجِ ٌ‬ ‫َو الـك ُّ‬ ‫ف َو الـ ُّر ُ‬ ‫َحـ َّتى ا َّدكَـ ْر ُت ُهـ ُمـومـاً ال َجـال َء لَـ َها‬ ‫ـت َسـ َجايَـا َها‬ ‫ِمـ ْن أُ َّمـ ِة ال ِعـ ِّز إِ ْذ ضَ ا َع ْ‬ ‫َفـ َت َ‬ ‫ْـصـ َر َم ْت‬ ‫ـاق ُعـ ْمرِي َﻷ َّي ٍ‬ ‫ـام َقـ ِد ان َ‬ ‫الد ْه ِر كَـانَ الكَ ْونُ يَه ْـ َوا َها‬ ‫ِمـ ْن َرائِـعِ َّ‬ ‫يَـا َقـل ُْب َصـ ْبـراً َو خَـلِّـي َهـا َعـ َوائِ َق َها‬ ‫َفـإِنَّـ َهـا ال َيـ ْو َم تَـ ْهـوِي ِف َخطَـا َيا َها‬ ‫َها َم ْت ُعـ ُيونُ امل ُ َنى إِ ْذ زَا َر َها شَ ـ َجـ ٌن‬ ‫ــم ِعـ ٍّز إِ َذا َمـا َمـ َّر أَ ْحـ َيـا َهـا‬ ‫ـســ ْه ِ‬ ‫لِ َ‬ ‫ِيف ِب ُعـ ْن ٍ‬ ‫ْـص ِنـ َها‬ ‫َمـ َّر الـ َخر ُ‬ ‫ف ح َـ ْو َل أَغ ُ‬ ‫ـاسـا َق َ‬ ‫ـط ال ِعـ َّز يَـ ْب ِـك ُذ َّل مـَ ْرآَ َهـا‬ ‫َف َّ‬ ‫ـيد َربِـيعـاً ضَ َّل أَ ْيـكَـ ِتـ َنـا‬ ‫َمـ ْن َذا ُيـ ِع ُ‬ ‫أَ ْو َمـ ْن يَـ ُمــ ُّر بِـر ٍِي ِفــي َز َوايَـا َهـا‬ ‫تِلْك ُْم ُم َن ًى لِلْ َه َوى املَكْ ُب ِ‬ ‫وت ِف َخلَ ِدي‬

‫تَ َراكَـ َم ْت َو ال َج َوى امل َ ْس ُح ُ‬ ‫وق ن َـا َدا َها‬ ‫لِ ِ‬ ‫َـام ال َبـ ْي ِت َمـ ْرتَـ ُع َها‬ ‫ـطفْـلَـ ٍة ِف ُرك ِ‬ ‫َـد َهـا َح ْ َيانُ َق ْد تَـا َها‬ ‫الد ْم ُـع ِف خ ِّ‬ ‫َو َّ‬ ‫ِفـي ك ُِّـل يَـ ْو ٍم تُـ َنـا ِديـ ِنـي بَـ َرا َءتُـ َهـا‬ ‫ـسـ َر ُة الـخُـ ْب ِز تَـ ْغ ِم ُر َها شَ كَا َوا َها‬ ‫َو ِك ْ‬ ‫َس َو ال ُخطْ ُو ُم ْرتَـ ِع ٌش‬ ‫َو القَـل ُْب ُم ْنـك ِ ٌ‬ ‫ـات خَـلِـ ّيـاً ِمـ ْن َرزَايَـا َهـا‬ ‫َو الـك ُُّـل بَ َ‬ ‫ـات ال َبـ ْي ُت ُمـ ْنـ َه ِدماً‬ ‫َـد ِر َب َ‬ ‫َـص َف ِة الغ ْ‬ ‫ِبق ْ‬ ‫َو األُ ُّم َرا َح ْت لِـ َر ِّب ال َعـ ْر ِش شَ ـكْ َوا َها‬ ‫يَـا ِطـفْـلَـ ِتي إِنَّـ ِني َو الل ِه ِف خَجـَلٍ‬ ‫َـم َيـ ُجـ ْز َفـا َها‬ ‫َمـا َذا ُيـ ِف ُ‬ ‫يد ِك َحـ ْر ٌ‬ ‫فل ْ‬ ‫َما َعا َد َح ْر ِف يَ ُزو ُر ال َيـ ْو َم ُمـ ْعـ َت ِصامً‬ ‫ف ضَ ا َع َو زُو ُر ال ُع ْر ِب تَـ َّيـا َها‬ ‫السـ ْي ُ‬ ‫َو َّ‬ ‫ك ٌُّـل يُـفَـا ِخـ ُر َمـ ْبـ ُهـوراً ع َـ َل َخطَـلٍ‬ ‫ال يُشْ ُعـ ُرونَ َو َو ْج ُـه ال ُع ْر ِب َق ْد شَ ا َها‬ ‫َيا ِطفْـلَ ِتي ِف ش َـآَ ِم ال ُع ْر ِب أَ ْو َيـ َم ٍن‬ ‫ُـد ُس ُج ْر ٌح َو َما ض َـلَّـ ْت ُه َعي ْـ َنـا َها‬ ‫َو الق ْ‬ ‫ـس َخ َر ٌة‬ ‫َو َما ا ْف ِتخَارِي َفـ َو ْه ُم ال ِعـ ِّز َم ْ‬ ‫ـب َم ْر َعـا َها‬ ‫ال نَـخْـ َو ٌة ِطـفْـلَ ِتي َفال ُج ْ ُ‬

‫عارف عايص‬


‫آثِ ِم‪..‬‬ ‫نُور‬ ‫‪.........‬‬ ‫لف لُؤلُؤ ٍة‬ ‫أَتَتني َعىل َصه َو ِة ُد ِّر ٍي ِف ليلٍ ن َ​َث ُت ِمن َقلبِي أَ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ِسي َريت‬ ‫َاشع ٍة‪َ ،‬فشَ َّتانَ َما ب َ ِ‬ ‫أَل َيلِ ‪..‬‬ ‫َمعقُو ٌد‪َ ،‬وشَ َّتانَ َما َح َو ْت‬ ‫أَط َبقَت َونَج ِمي َرحلَ َها؛ ِمن‬ ‫ُسو ُد ُه ْم ِب َر ِمي‪..‬‬ ‫ُدونِ ِ‬ ‫آالف ُزيَّ ِن‪..‬‬ ‫َحت َصفي ِح الشَّ ِ يف‬ ‫دت ت َ‬ ‫َوأَو َق ُ‬ ‫ليل؛‬ ‫وف ِمن َها َع ٌ‬ ‫كَل َم ٰى‪ ..‬ال َّج ُ‬ ‫ضعِ‪..‬‬ ‫فيح ال َوج ِه خَا ِف ٌت ِب َتك َُدرِ‪ُ ..‬ع َو ٍذ‪َ ،‬و َما نَرثت ُ​ُه َقائِ ٌم ِب َت َ ُّ‬ ‫َو َص ُ‬ ‫الله يف بَغيهِم أَبَداً‪،‬‬ ‫نَاشَ دتُها أَن َم ِال و َما لِبِض ِعي َف َل بَا َر َك ُ‬ ‫َو َل َبا َر َك ِف ُد ٍر ِع َند الشَ َدائِ ِد‬ ‫َح َريانَ ٌة ِف أَ َرقِ ؟!‬ ‫فس يف ظُل َم ٍة؛ َوال َّنا ُر يُك َم ِن‪..‬‬ ‫_إِنِّ َوال َّن ُ‬ ‫اب تِر َياقاً‬ ‫َو َمزج ُت ُه بِشَ ه ِد الرِضَ ِ‬ ‫لُظَّ ٰى تُو ِق ُد َم َواجِ عي‪..‬‬ ‫رأت َما بَ َني أُ ِّم‬ ‫ُمعجِ َزاً؛ َو َق ُ‬ ‫_أَيا ِقط َع َة ال ُّروحِ ُرويداً‪،‬‬ ‫ش َح ِاس ٍد‬ ‫الِ ِ‬ ‫كتاب َو َما بَ َني ِمن َ ِ‬ ‫عد‬ ‫َأفهِميني َما َح َّل بِجن ٍة َب َ‬ ‫إذا َح َس ِد‪..‬‬ ‫أَل َِق‪..‬‬ ‫َثت ِمن رِيقي لِكَفي َها‬ ‫َونَف ُ‬ ‫َفارتَ َت َعىل َصدري بَاكي ًة‪،‬‬ ‫أَنْ نَّالَت ِمني ك َُّل َع ٍني غَا ِد َر ٍة ُمو ِقناً‪ ،‬أَن َل إل َ​َه إِلَّ ُهو البِا ِر ُئ‬ ‫الشَّ ِاف‪..‬‬ ‫ِب َحس ِد‪..‬‬ ‫عد‬ ‫َفأَي َن َع ْت بِالفَو ِر جِ َنانٌ بَ َ‬ ‫َر ُموين بِس َه ِام ال ُب ِ‬ ‫هت ضَ َللَ ًة‪،‬‬ ‫الس ُاق‬ ‫ُج ُرزٍ؛ َوضَّ ا َء ٌة طَل َع ُت َها؛ َو َّ‬ ‫َريب ِم ُنه لَم أَسل َِم‪.‬‬ ‫تى الق ُ‬ ‫َح ٰ‬ ‫فس ُم َح َّجلِ ‪..‬‬ ‫اه َت َز ُ‬ ‫زت ِمن َعريني َوال َّن ُ‬ ‫َجازِع ٌة‪ ،‬أَن تَباً لِك ُِّل أَ َّف ٍ‬ ‫اك‬ ‫بِالطَّبعِ َحا ِق ِد‪..‬‬ ‫رئبال الدمشقي‬ ‫وح ِم ُنه ِغ ٌل؛‬ ‫َهم ٌز كَلِ ُم ُه‪َ ،‬وال َب ُ‬ ‫َقد كَ ِم َن ال َن َتِ‪..‬‬ ‫َف َوالل ِه ألَر ِق َّني َجو َفاً‪ ،‬بِض ُع ُه أَنَا‪،‬‬ ‫َو َلُ ِر ِّي َّن ِك َما أَنا َصانِ ٌع ِبك ُِّل‬


‫ ‬

‫«لوحة ذكريات»‬

‫سنة الله يف أرضه مذ أن خلقها التجديد يف‬ ‫تعاقب الفصول‪ :‬شتاء‪ ،‬ربيع‪ ،‬خريف وصيف‬ ‫فتتعاقب الذكريات بفصول األرض‪..‬‬ ‫الصيف‪ .‬اذكره دامئا بعد خروجي من املدرسة‬ ‫يف الثانية بعد الظهر وكانت مدرستي متطرفة‬ ‫عىل حدود قريتي الريفية التي تجمع الكثري‬ ‫من التالميذ من قرى أصغر حجام وسكانا تتبع‬ ‫قريتي من خالل مدارسها ومصالحها الحكومية‬ ‫و «العمدة» كبري البلد‪ ..‬أمر عىل جموع‬ ‫الفالحني يف وقت غدائهم وقيلولتهم تحت شجر‬ ‫الجميز والصفصاف املوجود مذ سنني‪..‬‬ ‫منظر يوحي بلوحة مل يرسمها بيكاسو‪ :‬شجرة‬ ‫عتيقة‪ ،‬جذعها ضخم‪ ،‬قطره يتعدى ثالثة أمتار‪،‬‬ ‫ورق أخرض يداري توتا أحمر قاين قارب‬ ‫النضوج والسقوط‪ ،‬تحت الشجرة حلقة واسعة‬ ‫من الفالحني تلتف حول «صينية» الغداء‪،‬‬ ‫وامرأة تتشح بعباءة سوداء تبدو يف األربعني‬ ‫من عمرها تقسم عليهم الدجاج من وعاء‬ ‫تحمله وتردد بحبور‪ :‬من يريد الورك؟ ومن‬ ‫يريد الصدر؟‬ ‫لوحة مكررة عىل رأس كل قطعة أرض أمر بها‪،‬‬ ‫حلقات الغداء‪ ،‬الشجرة رمبا جميز ورمبا توت‬ ‫وأحيانا كثرية شجرة صفصاف ضخمة‪ ،‬عجوز‪.‬‬ ‫«الخريف»‬ ‫يف ذلك الفصل كان التغيري يف حيايت‪ .‬األرض‬

‫تتجدد وتسقط أوراقها وأن حيايت تتجدد و‬ ‫تتغري‪ ،‬أقيض مدة تجنيدي بالجيش‪ ،‬عامان من‬ ‫الزمن يف الصحراء‪ ،‬ال أدري الربيع من الشتاء‪،‬‬ ‫وال قيظ الصيف من برد الشتاء‪ ..‬كل ما اعرفه‬ ‫أن النهار صيف وقيظ يلهب األعناق والليل‬ ‫شتاء برد قارص ‪ ..‬من خرضة الريف لشوك‬ ‫وعبل الصحراء‪ ،‬حياة جديدة قافرة تعدك لحياة‬ ‫جديدة‪ ،‬حياة عسكرية جامدة مثل الصحراء‬ ‫تسقط فيها الرفاهية من داخلك لتعتاد‬ ‫العيش بأقل القليل من كل يشء‪ ،‬انتهت املدة‬ ‫العسكرية ؛ فخرجت اشعر بالتيه‪ ..‬أرى الحياة‬ ‫بشكل آخر‪ ،‬اتقبل أشياء مل أكن استطيع تقبلها‬ ‫وأرىض بالقليل الذي مل اكن أرىض به قبال‪،‬‬ ‫فحيايت املرفهة سقطت مثل أوراق الشجر يف‬ ‫خريف عمري بالجندية‪ ،‬تعريت وجعت ورأيت‬ ‫الحياة بشكل آخر‪ ،‬لذلك اتذكر دامئا الخريف‬ ‫بالصحراء وشجر العبل‪ ،‬لوحة داكنة بااألصفر يف‬ ‫رمال البيداء وأشعة برتقالية لشمس تغرب من‬ ‫خلف سلك شاءك يقف خلفه جندي متقاطع‬ ‫السالح ويهم بنزع خزانة الطلقات الفارغة‬ ‫ليستبدلها بخزانة محشوة‪.‬‬ ‫«الربيع»‬ ‫فصل األلوان و الزهور‪ ،‬إذا ذكر الربيع ذكر‬ ‫عيد «شم النسيم» ذلك العيد الذي ال اعرف‬ ‫حتى اآلن إذا كان عيدا فرعونيا أم عيدا يخص‬ ‫األقباط‪ ،‬وبالرغم من هذا نحتفل به ونلون‬ ‫البيض‪ ،‬ويذهب الناس للحدائق فتستمتع‬ ‫باملناخ الربيعي‪..‬‬


‫يف ريفنا البسيط ال نحتاج لحدائق نتنزه فيها يف‬ ‫الربيع لرنى الخرضة وألوان الزهور‪ ،‬نحن نعيش‬ ‫فيها‪ ،‬قريتي بقعة ناتئة وسط الخرضة‪ ،‬رائحة‬ ‫الفل والياسمني وأشجار الربتقال تصلنا داخل‬ ‫بيوتنا ونحن مضجعني عىل أرستنا‪ ،‬ال نحتاج‬ ‫للذهاب للحدائق‪ ،‬نحن نعيش بجنة عدن‪،‬‬ ‫كم أشفق عىل سكان املدن‪ :‬يخنقون أنفسهم‬ ‫داخل بيوت من حجارة‪ ،‬و مكاتب من الزجاج‬ ‫مكيفة الهواء‪ ،‬يعيشون متاما كالطحالب يف درج‬ ‫ثالجة أو فرئان بني أسوار متاهة يبحثون عن‬ ‫قطعة الجنب‪ ،‬إين ألشفق عليهم‪.‬‬ ‫يف صباح يوم ربيعي مرشق كنت طفال مل‬ ‫يتعدى الست سنوات‪ ،‬مرت عيل ابنة الجريان‬ ‫لنذهب سوياً «للكتاب» فكان الطريق األيرس‬ ‫و األقرص لنا هو طريق «ترعة الحلوة» فنمر‬ ‫بشجر التوت والجميز وتلبية لطلب بنت‬ ‫الجريان يف صنع تاج لها من فروع شجرة‬ ‫الصفصاف الخرضة‪ ،‬الطرية‪ ،‬اللينة‪ ،‬تسلقت‬ ‫إحدى األشجار الكبرية املزروعة بجرف الرتعة‪،‬‬ ‫فنصف الشجرة وظاللها يقع عىل املاء والنصف‬ ‫اآلخر عىل الطريق‪ ،‬كنت مغرور‪ ،‬شقي‪ ،‬أردت‬ ‫التباهي أمام بنت الجريان‪ ،‬فتسلقت الشجرة‬ ‫وتطرفت ناحية الرتعة ومل أميز أو أتحقق من‬ ‫قوة الغصن الذي يحملني ألجد نفيس يف أقل‬ ‫من ثانية وأن اقطع األغصان الصغرية لصنع‬ ‫التاج انزلق للامء بكل بساطة‪ ،‬مل تكن املشكلة‬ ‫يف سقوطي أو بلل مالبيس التي ستعاقبني‬ ‫عليها أمي كانت مشكلتي يف أن بنت الجريان‬ ‫التي كنت أتباهى أمامها‪ ،‬هي من أنقذتني‬

‫من الغرق‪ ..‬لوحة لطفلني احدهم جالس يسند‬ ‫ظهره لشجرة صفصاف تتديل منها حباال خرضاء‬ ‫عيل الطريق وعيل صفحة املاء وهو يبيك‬ ‫والطفلة محنية الظهر تضع تاج أخرض عىل‬ ‫رأسه وتبتسم ‪-‬هكذا اتذكر لوحة الربيع‪.‬‬ ‫«الشتاء»‬ ‫هل اخربكم رساً؟‬ ‫ال توجد يل ذكريات تخص الشتاء‪ ،‬رمبا كانت‬ ‫هناك ذكريات ولكنها سقطت يف الخريف‬ ‫السابق‪.‬‬ ‫اليوم هو أول أيام فصل الشتاء‪ ،‬اليوم جاءت‬ ‫حبيبتي ألول مرة لقريتي وملدة يوم و نصف‬ ‫اليوم قضيناه سوياً وصنعنا من قبيل الصدفة‬ ‫ذكريات ستبقى مدى الدهر‪ ..‬ألول مرة بحيايت‬ ‫ترشق شمس الشتاء وبأحضاين حبيبة متنيتها مذ‬ ‫خمس و عرشون عاما‪ ،‬أكوام ناتجة من أكلنا‬ ‫للقصب يف ساعات الليل‪ ،‬رغم أن منظرها ال‬ ‫يرس أمام البيت ولكن متنيت أال يزيلها أحدا‬ ‫حتى تبقى شاهدة عىل وجودها هنا‪ ،‬فنجان‬ ‫قهوة من يدها‪ ،‬ضحكتها مازال صداها تردده‬ ‫جدران البيت‪.‬‬ ‫سأتذكر هذا الشتاء دامئا وابدا بهذه اللوحة‪:‬‬ ‫الشمس ترشق من علياءها وشاب يحتضن فتاة‬ ‫من ظهرها‪ ،‬ينظرون ناحية قرص الشمس فوق‬ ‫سطح بيت ريفي يطل عىل أرض خرضاء تحيط‬ ‫البيت من ثالث جهات كأن البيت مركب فوق‬ ‫بحر من الخرضة‪.‬‬

‫طلعت الحميل‬


‫الع ّرافة الصغرية‬ ‫(قصة قصرية )‬ ‫تعجب شيخ املسجد ملا سمعه من عجائب‬ ‫وغرائب عن ابنتهام ‪ ،‬كان والد الفتاة قد حىك‬ ‫له كل ما حدث يف الشهور األخرية يف حضور‬ ‫والدتها ‪..‬الشاهدة الوحيدة عىل األحداث ‪ ،‬هناك‬ ‫رس غامض و ُمبهم يحمل يف رحمه العديد من‬ ‫األسئلة واإلستفسارات ولكن محصلة التشخيص‬ ‫صفر والنتائج غري ُمبرشة ‪ ،‬تنفس الشيخ الصعداء‬ ‫وصمت وكان صمته جواب أنه ال يعرف كيف‬ ‫يترصف يف مثل هذه الحالة ومل يجد اجابة عىل‬ ‫سؤاله الذي كان يطرق عىل رأسه ‪ :‬كيف تحولت‬ ‫هذه البنت من فتاة عادية مثل اي بنت إيل ع ّرافة‬ ‫تتنبأ باملستقبل ؟ ‪ ،‬قام من مجلسه وطلب منهام‬ ‫عرض البنت عىل طبيب متخصص يف األمراض‬ ‫النفسية والعصبية ‪ ،‬خرج الشيخ من غرفة املضيفة‬ ‫ومرورا بالصالة كانت تجلس ابنتهام عىل مقعد يف‬ ‫مقابل الغرفة ‪ ،‬فجأة خفق قلبه وارتعدت مفاصله‪،‬‬ ‫كانت الفتاة تجلس وهي تحدق النظر إليه مبالمح‬ ‫متجمدة وكأنها متثال بال روح‪ ،‬تأملها يف لحظات‬ ‫خاطفة ووقع يف قلبه الحرسة عليها‪ ،‬فتاة ذات‬ ‫العرشين عاما بيضاء البرشة ذات مالمح طفولية‬ ‫وعينان عسليتان تتحول بني عشية وضحاها إيل‬ ‫ع ّرافة تتنبأ باملستقبل ! ولكن كيف ؟ هل ُسحرت‬ ‫؟ هل لبسها الجن ؟ هل توقف مخه عن قراءة‬ ‫االسئلة التي تدور داخل عقله عندما قالت له‬ ‫الفتاة بكل رصامة وحزم و قبل وصوله عند باب‬ ‫الخروج جملة ما ‪..‬قالتها وتركت الجميع يغرقوا يف‬ ‫ذهول عميق‪.‬‬ ‫مل ينم الشيخ يف تلك الليلة من فرط الرعب ‪،‬‬

‫قفز من فوق رسيره وقلبه ميلء بالخوف ‪ ،‬هرع‬ ‫لدورة املياه وخلع مالبسه يف اضطراب وأغرق‬ ‫ورأسه وجسده مباء دافئ لعل أعصابه ترتاح قليالً‬ ‫وهم لصالة قيام‬ ‫ثم توضأ وارتدي مالبس جديدة ّ‬ ‫الليل‪ ،‬وقبل تكبرية اإلحرام تذكر حديث والد الفتاة‬ ‫‪..‬وكيف بدأت القصة‪.‬‬ ‫يف صباح يوم ما كانت ابنته مريضة باألنفلونزا ومل‬ ‫تكن لديها الرغبة يف الذهاب إىل الجامعة ‪ ،‬أعطاها‬ ‫والدها عالج الربد واالنفلونزا ومكث معها أخيها‬ ‫األصغر الذي يدرس يف الصف الرابع االبتدايئ ثم‬ ‫خرج هو وزوجتة ملبارشة أعاملهم ‪ ،‬ومتر الساعات‬ ‫وعلموا فيام بعد بارتفاع درجة حرارتها وتطورت‬ ‫حالتها بحدوث نوبة قيء مفاجئة ثم أصبحت‬ ‫بحالة جيدة بعد تناولها خافض الحرارة ‪ ،‬واملشكلة‬ ‫الحقيقية ظهرت عند حلول الليل‪ ،‬والدتها كانت‬ ‫تطوف داخل غرفتها بني الحني واآلخر واالطمئنان‬ ‫عليها وعىل الحرارة و فجأة شق سكون الليل رصاخ‬ ‫والدتها ‪ ،‬فزع والدها وتسابقت ساقيه من الخوف‬ ‫وعندما وصل للغرفة ‪..‬قال ‪ :‬دخلت للفور ورأيت‬ ‫مشهدا كنت أراه يف األفالم فقط‪.‬‬ ‫املشهد كأنه مصورا بكامريا سينامئية عالية الجودة‪:‬‬ ‫«كانت الفتاة قد انتابتها نوبة رصع‪ ،‬تهتز بعنف‬ ‫فوق رسيرها ‪ ،‬جسدها كله يف حالة تشنج ‪ ،‬األم‬ ‫تسمرت يف مكانها تبيك من هول الفزع والخوف‬ ‫عىل ابنتها الوحيدة ‪ ،‬األب وقع عىل ركبتيه التي‬ ‫التصقت باألرض بجانب الرسير وفرد ذراعيه‬ ‫ممسكا بجسد ابنته وتزلزل قلبه مع نوبة الرصع‬ ‫التي حدثت ألول مرة ‪..‬لحظات وهدأت الفتاة‬ ‫‪..‬لحظات والسكون هو سيد املوقف ‪..‬لحظات‬ ‫وتفتح البنت عينيها وهي يف حالة اعياء جسد وقد‬ ‫أصابه الو َهن ‪..‬ومالمح ُذبلت يف ثوانٍ معدودة‬


‫يُستعدي بقوى خفية ‪.‬‬ ‫ووجه شاحب كأنها قادمة من املوت وبهدوء‬ ‫مرعب نظرت إليهام وتديل لسانها من فمها‪ .‬املنظر خارت قوى الشيخ وتعبت أعصابه ومل يستطع‬ ‫إمتام صالته‪...‬فالجملة التي قالتها له الفتاة كافية‬ ‫الذي جعل والديها تعودا لهام القوة و يرجعان‬ ‫بطرد النوم من عينيه بقية حياته‬ ‫للخلف من فرط الرعب‪ .‬ألول مرة يرى ‪..‬لسان‬ ‫(مشهد ناقص مل يعرفه أحد)‬ ‫لونه أحمر بلون الفراولة»‬ ‫حملها والدها وهرب بها إىل املستشفى‪ ،‬وبعد‬ ‫إجراء الفحوصات الالزمة ت ّبني أنها مصابة بنشاط بعد أن رأى أخته يف حالة قيء‪ ،‬هرول الصغري‬ ‫كهربايئ زائد يف املخ وقد حدث بفعل فاعل‪ .‬مبعنى إيل جارتهم املمرضة ‪ ،‬ورن الجرس يف تتابع ُمفزع‬ ‫وفتحت املمرضة يف غضب من هذه الطريقة ولكنه‬ ‫أدق ‪..‬حدث إثارة للمخ من خالل يشء ما غري‬ ‫أرسع بالحديث وطلب منها أن تأيت معه ألن أخته‬ ‫معروف ‪..‬عادوا بها اىل البيت وبدأوا يف عالجها‬ ‫تُفرغ ما بجوفها والتي بدورها هرعت بإحضار‬ ‫كيميائيا بتناول عقاقري مهدئه وبعدها أصبحت‬ ‫احدي الحقن املضادة للقيء من بيتها وسبقت‬ ‫تتنبأ بأحداث مخيفة ‪.‬‬ ‫أخيها يف الدخول لشقتها وبدون تفكري ‪..‬أعطتها‬ ‫« انتبهي يا أمي‪ .‬سيحدث حريق مفاجئ وأنتي‬ ‫الحقنة ‪..‬ومكثت معها قليال لالطمئنان عليها‪,‬‬ ‫تُطهني اللحم يف الزيت»‬ ‫«أيب‪..‬عمي سيتصل بعد قليل عىل جوالك ‪..‬إنه يف ولكن رسعان ما ت ّبدل الحال ‪..‬ورأتها وهى تتشنج‬ ‫مأزق ‪..‬فقد حدث له حادث بسيارته وسيهاتفك أمامها ‪..‬ارتبكت من جراء ما رأته وعلمت أنها‬ ‫أخطأت‪ ..‬ألن تأثري هذا العقار يصب تأثريه مبارشة‬ ‫من رقم غريب ألن رصيده قد نفذ «‬ ‫«زوجة عمي ‪..‬ستكون يف ذمة الله بعد ساعتني» عىل الجهاز العصبي‪...‬انتظرتها حني هدأت متاما‬ ‫«خايل‪...‬سوف يخرج لصالة العشاء وسوف يقع يف ‪..‬وأوصت الصغري أن ال تخرب والديه بأنها أتت إىل‬ ‫البيت حتى ال يخافا عىل أخته وأنها سوف تصبح‬ ‫غيبوبة سكر»‬ ‫بخري‪.‬‬ ‫بعد ثالثة أسابيع‬ ‫مل يكمل الشيخ صالة القيام وهو يتذكر باقي‬ ‫وقف الشيخ إما ًما يف املسجد يُصيل صالة الجنازة‬ ‫حديث والد الع ّرافة الصغرية ‪:‬‬ ‫بعد صالة الظهر ‪ ،‬كانت الصالة عىل زوجته‬ ‫حياتنا صارت كالجحيم ‪ ،‬ك ّنا قدميا نتمني أن‬ ‫‪..‬زوجته ماتت فجأة ‪..‬ولكنه كان يعلم بوفاتها‪...‬‬ ‫تتحدث معنا فهي بطبيعتها قليلة الكالم وقليلة‬ ‫الحديث مع اآلخرين‪ ،‬وعندما تتنبأ بيشء ‪..‬تتصلب فقد أخربته الفتاة بذلك عندما كان بالبيت يف ذلك‬ ‫اليوم‪...‬عندما وقف عند الباب‪...‬قالت ‪:‬‬ ‫مالمحها كالتمثال وتتسع عيناها وتنظر بثبات‬ ‫يف الفراغ الذي أمامها وكأنها تخرج من عاملِنا إيل ‪ -‬موعدنا بعد ثالثة أسابيع‪...‬املمرضة ستكون يف‬ ‫ذمة الله‪.‬‬ ‫عالَم آخر ‪..‬يتحدث إليها أناس ال نعرفهم فهي‬ ‫تُنصت باهتامم غريب ‪..‬ثم تخربنا بنبوءتها وبعدها‬ ‫تعود لحالتها الطبيعية ‪..‬وكأنها روحني لشخصني‬ ‫تامر محمد عزت‬ ‫متجسدة يف شخص واحد‪...‬شخص طبيعي وآخر‬


‫السرية العطرة‬

‫ليضمه ع ّمه أبو طالب إىل‬ ‫أوالده‪..‬‬ ‫يف قبيلة قريش بجزيرة العرب وأحبه حبا جام فرعاه وحامه‪..‬‬ ‫عمل راعي للغنم عىل قراريط‬ ‫وأفخرها نسبا‪..‬‬ ‫مات أبوه وهو جنني يف بطن ألهل مكة‪..‬‬ ‫ظله الغامم حيث حل وحيث‬ ‫أمه‪..‬‬ ‫ارتحل‪..‬‬ ‫ولد يتيام‪..‬‬ ‫وضعته أمه‪ ،‬فأسمته محمد‪ ..‬وصل الشام يف قافلة للتجارة‬ ‫مع عمه‪..‬‬ ‫أرشقت الدنيا‪ ..‬واهتزت‬ ‫رآه كاهن‪..‬‬ ‫عروش كرسى‪..‬‬ ‫كفلت املراضع أبناء األغنياء عرف فيه سامت النبوة‪..‬‬ ‫فقال لعمه أرجعه وإال قتله‬ ‫ونبذ ألنه فقريا يتيام‪..‬‬ ‫القوم‪..‬‬ ‫فأخذته حليمة السعدية‪..‬‬ ‫سمى بأخالق المثيل لها‪..‬‬ ‫رق قلبها وفاض صدرها‪..‬‬ ‫زغردت البادية بقدوم هذا وشب بطلعة بهية‬ ‫فلم يكن له بقريش سميا‪..‬‬ ‫الوليد املبارك‪..‬‬ ‫خلقا وأخالقا‪ ،‬عاش فيهم‬ ‫شق صدره مالك‪ ..‬إرهاصا‬ ‫صادق صدوق امينا‪..‬‬ ‫لرسالة سامية سيحملها‬ ‫أتاه وحي السامء وهو يف غار‬ ‫وسيشهدها التاريخ‪..‬‬ ‫وملا بلغ الخامسة من عمره يفكر يف خلق الرحمن‪..‬‬ ‫يتيم وكان قد نبذ السجود‬ ‫توفيت والدته ليعيش َ‬ ‫لألصنام‪..‬‬ ‫األم أيضا‪..‬‬ ‫وجل منه بداية ثم استأنسه‬ ‫توىل رعايته جده عبد‬ ‫فقال الوحي اقرأ‪..‬‬ ‫املطلب‪..‬‬ ‫أجابه‪ :‬لست بقارئ‪ ..‬أعاد‬ ‫عاش بكنفه ثالث سنني‬ ‫الثانية ‪:‬اقرأ‪ ..‬فردد محمد‪:‬‬ ‫تقريباً‪..‬‬ ‫لست بقارئ‪..‬‬ ‫فتويف وتركه وحيدا‪..‬‬ ‫فضمه ضمة كادت تتكرس‬

‫عظامه‪ ..‬وقال‪ :‬إقرأ باسم ربك‬ ‫الذي خلق‪ ،‬خلق اإلنسان من‬ ‫علق‪ ،‬اقرأ وربك االكرم‪ ،‬الذي‬ ‫علم بالقلم‪..‬‬ ‫فأصبح معلام لدين سيبقى‬ ‫أبد اآلبدين‪..‬‬ ‫وأصبح عىل وحي السامء‬ ‫األمني‪..‬‬ ‫كذبه قومه وصدقته زوجه‬ ‫خديجة‪..‬‬ ‫مل يؤمنوا به‪..‬‬ ‫وآمن به بضع فقراء ومملوك‬ ‫وصبي كان اسمه عليا‪..‬‬ ‫ضيقوا عليه يف جبل شعيب‬ ‫وحارصوه‪ ..‬ففرج الله عليه‪..‬‬ ‫توفيت زوجته وعمه يف عام‬ ‫مل مير عليه أحزن منه‪..‬‬ ‫فأرسى الله عنه بإرساء لبيت‬ ‫املقدس ومعراج للساموات‬ ‫العال‪..‬‬ ‫مل يصدقه القوم‪ ،‬وصدقه‬ ‫صاحبه فلقب بالصديق‪..‬‬ ‫أخرجوه من دياره‪ ..‬واحتضنته‬ ‫يرثب‪..‬‬ ‫وآزره األنصار وأيدوه‪..‬‬ ‫أصبحت املدينة عاصمة‬ ‫املسلمني‪..‬‬ ‫يوم بدر و أحد وحنني‪..‬‬ ‫ويوم الخندق وشهدت مكة‬


‫فتحا عظيام‪..‬‬ ‫عاد للمدينة يفرح قلوب‬ ‫أهلها بعد أن ظنوا أنه سريحل‬ ‫عنهم حبيبهم وقائدهم عائدا‬ ‫لدياره‪..‬‬ ‫خطب فيهم يوما يتلوا عليهم‬ ‫(إذا جاء نرص الله والفتح)‪..‬‬ ‫فأجهش الصديق بكاء ومل‬ ‫يخرب أحدا سبب بكائه‪..‬‬ ‫إمنا فهم بأن الحبيب‪ ،‬قد آن‬ ‫له أوان الرحيل‪..‬‬ ‫أيام عدة ومرض الحبيب‬ ‫املصطفى‪ ..‬واشتد به املرض‪..‬‬ ‫استأذن نساءه ليكون يف بيت‬ ‫أم املؤمنني عائشة‪..‬‬ ‫زار شهداء بدر وأحد فبىك‬ ‫شوقا إلخوانه‪..‬‬ ‫إىل أناس سيأتون من بعده‬ ‫يؤمنون بنبوأته ورسالته وما‬ ‫رأوه‪..‬‬ ‫عاد منزله ومرضه بأشده‪،‬‬ ‫يتصبب عرقا ويقول بل‬ ‫الرفيق األعىل‪..‬‬ ‫وحني سئل عن ذلك قال‪:‬‬ ‫خريت بينكم وبني الرفيق‬ ‫األعىل فاخرتت جوار ريب‪..‬‬ ‫دنت منه فاطمة تبيك فهمس‬ ‫يف أذنها‪ ..‬اشتد بكاؤها‬

‫فأدناها منه وهمس الثانية‬ ‫فضحكت‪..‬‬ ‫وعن ذلك سئلت فقالت‪:‬‬ ‫همس يل األوىل بأنه ميت‬ ‫الليلة فبكيت‪..‬‬ ‫والثانية بأين أول أهله لحاقا‬ ‫به فضحكت‪..‬‬ ‫خرجت الروح الطاهرة برىض‬ ‫من الله ورضوان ورب راض‬ ‫غري غضبان‪ ..‬وهو بني سحر‬ ‫زوجه ونحرها‪..‬‬ ‫قبض فبكت الحىص والطرقات‬ ‫وأظلمت املدينة‬ ‫وأنت األشجار والطيور‪ ،‬حتى‬ ‫البهيمة‪..‬‬ ‫ارتجت املدينة بصخب مل تره‬ ‫ملوت أحد قط‪..‬‬ ‫فقال عمر‪ :‬من قال أن محمدا‬ ‫قد مات قتلته‪..‬‬ ‫وراح يجري هربا من وقع‬ ‫األمر وشدته‪..‬‬ ‫أما أبو بكر الصديق وقف‬ ‫شامخا صابرا وقال‪ :‬من كان‬ ‫يعبد محمدا فإن محمدا قد‬ ‫مات‪ ،‬ومن كان يعبد الله‪،‬‬ ‫فالله حي باق ال ميوت‪..‬‬ ‫رحل الحبيب والتحق بالرفيق‬ ‫األعىل‪ ،‬ونهجه باق وسيبقى ما‬

‫بقيت الساموات واألرض‪..‬‬ ‫نحبك يا رسول الله ونصدقك‬ ‫ونصدق ما أتيت به من وحي‬ ‫السامء‪..‬‬ ‫ونشهد الله ومالئكته وجميع‬ ‫خلقه بأنه‬ ‫ال إله اال هو وأنك عبده‬ ‫ورسوله‪..‬‬ ‫ونحن عىل عهدنا هذا ال‬ ‫نخلفه‪..‬‬ ‫ويف كل يوم وبكل نفس‪،‬‬ ‫نجدد العهد بأننا مسلمون‬ ‫لله‪..‬‬ ‫وبه مؤمنون‪..‬‬ ‫وقد رضينا بالله ربا ومبحمد‬ ‫قائدا ونبيا‪ ..‬فلنثبت حبنا‬ ‫لرسولنا باقتدائنا بأخالقه‪،‬‬ ‫وبإحياء سنته‪..‬‬ ‫صىل الله عليه وعىل آله‬ ‫وصحبه‬

‫نوارة الدمشقية‬


‫علم‬ ‫التجويد‬ ‫ال ُق ْرآ ُن شَ ا ِف ٌع و ُمشَ فّع‪ ،‬ولو ن ِف َذ ِمدا ُد البح ِر‬ ‫ما نَ ِف َذتْ كلامتُ الله‪ ،‬فو ِج َد ألجل ِه ال ِعق ُد‬ ‫الشاب‪ ،‬ما يجعل ُه َسلِساً‬ ‫الفريد ولذي ُذ ّ‬ ‫يصو ُن اللسان عن الخطأِ واللّحنِ ‪ ،‬هو‬ ‫العلوم وأَفْضَ لُها عىل ا ِإلطالق‪.‬‬ ‫أرشف‬ ‫ِ‬ ‫*} ِعلْ ُم التّ ْجويد}* باقَ ٌة من دروس أحكام‬ ‫دب‬ ‫الرتتيل املبسطة تُقدمها لكم *{ ُز ْم َر ُة األَ ِ‬ ‫ونغوص‬ ‫امللَ ِكية}* من هنا سنش ُّد ال ِّرحال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫كشف أرسا ِر هذا املجال‪.‬‬ ‫معاً يف‬ ‫قبل البدء يف تقديم دروس التجويد؛‬ ‫نتطرق لنبذة تعريفية موجزة‪ ،‬ونعرض‬ ‫أهم ّية هذا العلم الذي يعد ألصق العلوم‬ ‫بالقرآن الكريم؛‬ ‫تعريف التجويد‬ ‫قال تعاىل‪َ {:‬و َرت ِّلِ ال ُق ْرآ َن ت َ ْرتِيالً} [املز ّمل[‪.٤‬‬ ‫☑‪#‬لغة‪ :‬هو التحسني واإلحكام واإلتقان‪،‬‬ ‫حسنته وأتقنته‪.‬‬ ‫فقيل ج ّودت ّ‬ ‫الشء أي ّ‬ ‫اصطالحاً‪:‬‬ ‫التتيل بقوله‪:‬‬ ‫يل ك ّرم الله وجهه ّ‬ ‫ّ‬ ‫فس ع ّ‬ ‫ِ‬ ‫الحروف ومعرفة الوقوف»‬ ‫«هو تجويد‬

‫⬅ ‪#‬تجويد_الحروف‪ :‬هو إخراج ّ‬ ‫مم يضفي عىل النفس الشعور بالهيبة‬ ‫كل حرف ّ‬ ‫والخشوع ولني القلب آليات ِ‬ ‫من حروف القرآن من مخرجه دون‬ ‫الذكر الحكيم‪.‬‬ ‫تغيري‪ ،‬وقراءتُه قراء ًة صحيح ًة وفق قواعد‬ ‫التجويد التي وضعها علامؤه‪ .‬ويقال هو‪* :‬التجويد مي ّيز قراءة القرآن عن سائر‬ ‫كل حرف حقّه ومستحقه‪.‬‬ ‫إعطاء ّ‬ ‫القراءات األخرى من النرث والشِّ عر‬ ‫والخطابة‪.‬‬ ‫اللزمة‪.‬‬ ‫حقه‪ :‬هو صفاته ّ‬ ‫*النطق الصحيح للكلامت والحروف‬ ‫ُم ْستَ َحقُّه‪ :‬من صفاته العارضة‪.‬‬ ‫وااللتزام بعالمات الوقف واالبتداء‪،‬‬ ‫والتفخيم والرتقيق‪ ،‬كلها تؤدي إىل ٍ‬ ‫والتي سنتط ّرق إليها بالتفصيل‪.‬‬ ‫مزيد‬ ‫من التدبر آليات القرآن‪ ،‬والوقوف عىل‬ ‫أهم ّية التجويد‪:‬‬ ‫اإلعجاز فيه‪ ،‬وتأمل مواطن الرحمة‬ ‫هناك نوعان للَّحن يف تالوة القرآن الكريم والعذاب‪ ،‬وأخذ العظة والعربة‪.‬‬ ‫هام‪ :‬سهيلة مهداوي‬ ‫اللَّحن الجيلُّ ‪ :‬وهو الخطاً الذي يرتكبه من *التقرب إىل الله بتالوة القرآن التالوة‬ ‫مم يؤدي إىل خللٍ الصحيحة؛ وهو الذي أمرنا برتتيل القرآن‪،‬‬ ‫يقرأ القرآن العظيم‪َّ ،‬‬ ‫صل الله عليه وعىل‬ ‫وبي يف املعنى؛ كأن يتم استبدال والتزام سنة ال ّرسول ّ‬ ‫واضحٍ ِّ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بحرف آخر‪ ،‬أو حرك ٍة بحرك ٍة أخرى‪ ،‬آله وسلم؛ الذي نهى عن اإلرساع يف قراءة‬ ‫حرف‬ ‫القرآن وشبّه ذلك بنرث الرمل‪ ،‬كام نهى أن‬ ‫وهو لح ٌن مح َّرم‪.‬‬ ‫يهذى بقراءته كالشِّ عر‪.‬‬ ‫اللَّحن الخفي‪:‬‬ ‫وهو الخطأ الذي يحصل أثناء القراءة؛‬ ‫أي تغيريٍ يف املعنى‪ ،‬كأن‬ ‫والَّذي ال يتض َّمن َّ‬ ‫يخالف القارئ أحكام التَّجويد املرع َّية‪.‬‬ ‫من هنا تظهر لنا جليّا أعظم أهميّة‬ ‫للتجويد؛ وإليكم نقاطا أخرى تندرج ضمن‬ ‫أهميته‪:‬‬

‫سهيلة مهداوي‬

‫*تجميل القراءة بالتجويد والرتتيل‪،‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.