مجلة زمرة الأدب الملكية الالكترونية

Page 1

1


‫كادر المجلة‬ ‫أ‪.‬زهراء ناجي‬ ‫أ‪.‬بيارق الأمل‬ ‫أ‪.‬زينب الشرقاوي‬ ‫أ‪.‬داليا عبد ال� ل�ه‬ ‫أ‪.‬منى ناصر‬ ‫أ‪.‬ايمان صبري‬ ‫أ‪.‬زينب الأسدي‬ ‫أ‪.‬مرام مرام‬ ‫أ‪.‬شهد سواكري‬ ‫تدقيق لغوي‬

‫أ‪.‬منى عز الدين‬

‫أ‪.‬دلال سليق‬

‫اخراج فني‬ ‫م‪.‬نور الخالدي‬ ‫اشراف عام‬ ‫أ‪.‬خالد أمين(رئبال الدمشقي(‬ ‫‪2‬‬


‫اعالن‪...‬‬ ‫‪3‬‬


‫كلمة العدد‬ ‫”بسم ال� ل�ه الرحمن الرحيم“‬ ‫والصلاة والسّلام على أشرف الخلق سي ّدنا ونبي ّنا محمد وآله وصحبه‬ ‫وسل ّم‪.‬‬

‫يسر ّ ُادارة‬ ‫”زّمرة الأدب الم�لكي ّة“‬ ‫أن تقدّم �لكم عددا ً جديدا ً من مجلتها الأدبي ّة فقد تضافرت الجهود‪،‬‬ ‫وتآلفت القلوب‪ ،‬بأواصر المحبة والتآخي والتعاون في إعداد هذه‬ ‫حب العمل المثمر البن ّاء‪ ،‬والشغف‬ ‫هدف واحد ألا وهو ُ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫المجلة؛ يجمعها‬ ‫”بالأدب والاعتزاز بلغتنا العربي ّة الأصيلةوهي لغة “القرآن ا�لكريم‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫”إن ّا أنزلناه قرآنا ً عربي ّا“‬ ‫والقرآن ا�لكريم حفظ اللغة العربيةونزل بأفصح لهجات العرب وهي‬ ‫لهجة قريش ‪.‬ولغتنا مهوى الأفئدة وملتقى الفكر ومعين لاينضب‬ ‫بماتحتو يه من روعة البيان‪ ،‬وحلو النظم وجمال القوافي‪ ،‬ونبل المشاعر‬ ‫ورقي الحكم‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫ل البلدان العربي ّة‪ ،‬وفيها‬ ‫وتتمي ّز المجلة بالتنوع الجغرافي فروّادها من ك ّ‬ ‫قامات متألقة من الأدباءوالشعراء والمفكرين ‪ ،‬والأساتذة المختصين‬ ‫وذوي الخبرةالذين لايألون جهدا ً للارتقاء بنوعية الأبحاث والتنقيح‬ ‫والتدقيق‪.‬‬ ‫ل مايتعل ّق بالأدب كرسالة إنساني ّة‪،‬‬ ‫وتتعددفقرات المجلة لتشمل ك ّ‬ ‫ن راقية وأساليب رائدة‪ ،‬ووصف‬ ‫ومواهبَ فني ّة‪ ،‬وماتتضمنه من معا ٍ‬ ‫ومره والتعبير عم ّا تجيش به الصدور من مشاعرَ وآلا ٍم‬ ‫للواقع بحلوه ّ‬ ‫وآمال‪.‬‬

‫ل من شارك في‬ ‫ل من شارك بمدادقلمه وعصارة فكره ولك ّ‬ ‫تحي ّةًلك ّ‬ ‫إعداد وتصميم هذا العدد ليكون منارة ً ونبراسا ً يش ُ ّع بالحقّ والخير‪.‬‬ ‫وتحي ّة شكر وتقدير للمشرف العام الأستاذ‬ ‫‪#‬رئبال_الدمشقي‬ ‫على جهوده المباركة في العمل الدؤوب والتوجيه المستمر والاهتمام‬ ‫بالأدب والأدباء‬ ‫حب المشاركة باقتراح أوفقرة لإغناء المجلة فهي منكم‬ ‫ل من ي ّ‬ ‫كما ندعوك ّ‬ ‫وإليكم بوركتم جميعا ً وال� ل�ه الموف ّق‪.‬‬ ‫دلال سليق‬

‫‪5‬‬


‫ك الأيام ُ نداولها بين الناس ((‬ ‫‪ )) ،،‬وتل َ‬ ‫نــداولـهاـ لــز يــ ٍد ثُــم ع َمـرِو‬ ‫ل نـدري‬ ‫نياـــم ٌ ليتناــ بالحاـــ ِ‬

‫وهـذا قـــد علاها بعــد هـذا‬ ‫فما دامت وقد اضحت رذاذا‬

‫فلــو دامـت الى بشرٍ وطاها‬ ‫�لكاـن أحقهــم بالخُلــدِ طـــه‬ ‫و�لكـنْ قـــد عل ِمناــهاــ م ِـرارا‬ ‫فه ِمناـهاــ م ُعاــينــة ً جِهاـــرا‬

‫ــط ثانـي‬ ‫تح ِ ُ‬ ‫فترف ُع واحــدا ً و ُ‬ ‫ن‬ ‫وجيهاـ في مكا ِ‬ ‫وماـ أبقــت‬ ‫ً‬

‫ك المماـتُ بــلا إشاـرة‬ ‫و يأتيـ َ‬ ‫فخزيٌ قــد يكون وقد بشارة‬ ‫ن هي َ القـيِادة‬ ‫فـإماـ للجناــ ِ‬ ‫وإماـ فــي السعيـرِ إذا ً إبادة‬

‫ك التجني والملامة‬ ‫فـدع عن َ‬ ‫متأهباــ عنــد القيامــة‬ ‫وكُن‬ ‫ً‬

‫‪ ،،‬يوسف علي‬

‫‪6‬‬


‫قريبا‪......‬‬ ‫‪7‬‬


‫السلام عليكم‪..‬‬ ‫طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا‪.‬‬

‫إخوتنا ا�لكرام وأساتذتنا و يا أهل دار‬ ‫}زمرة الأدب الم�لكية{‬ ‫نعلمكم بأنه و بحول ال� ل�ه وتوفيقه نعلن عن بدء العمل في‬ ‫)ورشة الخاطرة(‬ ‫وذلك ابتداء مع بداية الشهر القادم ‪2019/4/1‬‬ ‫على مجموعة أكاديمية زمرة الأدب الم�لكية‬ ‫‪https://www.facebook.com/groups/167503890836675/?ref=s‬‬ ‫‪hare‬‬ ‫حيث ستقام الدروس والتدريبات بشكل يومي ولمدة شهر كامل‪..‬‬ ‫نقدم خلاله دروسا مستفيضة عن الخاطرة وأشكالها وتعر يفها‪ ،‬أسسها وشروطها‪،‬‬ ‫صحة كتابتها‬ ‫مع تدريبات عملية وراء كل درس‬ ‫‪8‬‬


‫راجين �لكم إفادة ومتعة وحسن صحبة‪.‬‬

‫فعلى الراغبين بمتابعة الدروس والمشاركة في التدريبات الانضمام إلى الأكاديمية‬ ‫وتسجيل طلب الدخول على الرابط المدرج أعلاه‪,‬كما نستقبل جميع دعوة الأصدقاء‬ ‫والمهتمين من قب�لكم‪ ,‬على أن تكون المشاركة جادة‪ ،‬لاحترام الوقت والجهد فيما‬ ‫نقدمه ونسعى إليه‬ ‫كما أننا سنقدم شهادات اجتياز وتقدير للأعضاء المتميزين‪ ،‬وملفا كاملا عن‬ ‫الدروس والتدريبات والخواطر المبدعة التي ستكون نتاج أقلامكم بنهاية الورشة‪ ،‬في‬ ‫كتاب أ�لكتروني ينشر على المدونة ومتاحا للباحثين على(جوجل)ولذلك الحين تبقى‬ ‫الدروس خاصة بالحقوق والنشر فقط‬ ‫)لأكاديمية زمرة الأدب الم�لكية(‬ ‫يبقى الاستقبال للراغبين بالانضمام حتى يوم‬ ‫‪2019/4/1‬‬ ‫وبعدها يغلق الاستقبال وبتوقف‬ ‫ورشة_الخاطرة‪#‬‬ ‫‪:‬ضمن كتاب منهجي بعنوان‬

‫نثر الدرر من بوح وأحكام_‬ ‫فيما تصبو إليه الأقلام‬ ‫نثر_الدرر_من_بوح_وأحكام_فيما_تصبو_إليه_الأقلام‪#‬‬

‫جمع وتحقيق ومراجعة وتأليف‬ ‫الأستاذة؛ منى عز الدين‬ ‫والأستاذ؛ خالد أمين‬ ‫}رئبال الدمشقي{‬ ‫زمرة_الأدب_الم�لكية‪#‬‬

‫‪9‬‬


‫قصة قصيرة‬ ‫أتى الصوت مرة ثانية من مكان مظلم‪ ،‬بعيد‬ ‫”الحياة لعبة دومينو“‬ ‫‪:‬‬ ‫)القطع المتناثرة(‬ ‫اخلع أسمال غيرك‪.‬‬‫ّ‬ ‫لعبة تعتمد على‬ ‫الرص الجيد‪ ،‬كلما تمكنت ‪-‬البرد ينخر عظامي‪ ،‬وردائي بال‪ ،‬قديم‪.‬‬ ‫من قراءة الورق لديك وأجدت رصه على تنخر عظامك أفضل من أن تنخر روحك‪،‬‬ ‫‪.‬الطاولة‪ ،‬اقتربت من الفوز على منافسك‬ ‫فكل رداء متشبع بصاحبه‪ ،‬برائحته‪ ،‬بنفسه‪،‬‬ ‫كذلك الحياة‪ ،‬لعبة دومينو‪ ،‬سخيفة‪ ،‬كلما‬ ‫بشكله‪ ،‬وقبس من روحه‪ ،‬وأنت روحك‬ ‫كانت لديك أوراق مناسبة وتفاعلت معها ‪.‬مغايرة لصاحب الرداء‬ ‫بشكل جيد على أرضية اللعب‪ ،‬ستربح‬ ‫وما العمل؟ ردائي مهترئ‪ ،‬يكشف أكثر‪-‬‬ ‫بلا شك‪ ،‬و�لكن هناك شيء إذا توفر في‬ ‫‪.‬مما يستر‬ ‫منافسك وحتى إذا كان أقل احترافية منك عجبا ً لك أيها الإنسان‪ ،‬تخاف من عري_‬ ‫أو حتى كان لأول مرة يلعب هذه اللعبة‬ ‫جسدك‪ ،‬ولا تخاف عري روحك‪ ،‬روحك‬ ‫سيفوز عليك هو بالتأكيد‬ ‫مكبلة بجسد فان سيأكله الدود‪ ،‬والجسد‬ ‫إنه الحظ يا عزيزي‪..‬‬ ‫مكبل برداء ليس م�لكه‪ ،‬حرر روحك‪ ،‬حرر‬ ‫فربما منافسك المبتدئ يغلق اللعبة عليك‬ ‫جسدك فتتوافق روحك مع جسدك ؛تصنع‬ ‫قبل انتهاء أوراقكما‪ ،‬فتلجأ لعد أوراقكما‪ ،‬هنا ‪.‬المعجزات‪ ،‬وتحقق الخلافة‬ ‫تكون أوراقك من فئة أكبر من فئة أوراقه‪ ،‬هرب “سعيد” من ديونه وقروضه التي‬ ‫و يكون مجموع أوراقك أعلى‪ ،‬فتخسر هل‬ ‫أثقلت كاهله وحياته من قريته إلي صديقه‬ ‫الحظ هنا في إنه وضع ورقة أغلقت اللعب “حمدي” القاطن بالقاهرة‪ ،‬صديق تعرف‬ ‫عليكما؟! أم أن الحظ كان في عدد أوراقك عليه من مواقع التواصل الاجتماعي “فيس‬ ‫الأعلى من أوراقه؟! ففاز عليك مبتدئ‬ ‫بوك” فاستضافه “حمدي” خير ضيافة‪ ،‬نام‬ ‫للحظ سبل كثيرة‪ ،‬الحظ يأتي ولا يأتي‪،‬‬ ‫بسريره وارتدى ملابسه‪ ،‬بالمعنى الدقيق‬ ‫الحظ كامن بالصدف؟‪ ..‬ربما بالمبتدئين؟‪..‬‬ ‫شاركه في كل شيء‪ ،‬من أول شقته‬ ‫‪.‬وسريره حتى جواربه‬ ‫ربما‪ ،‬الحظ مخلوق‪ ،‬طائر يرفرف بأماكن‬ ‫عشوائية‪ ،‬هو نفسه لا يعرف متى يأتي ومتى سعيد عندما أتى له‪ ،‬لم يكن معه شيء ولا‬ ‫‪.‬يغدو ومتى يحط في مكان ما‬ ‫حتى حقيبة صغيرة فيها شيء من ملابسه‪،‬‬ ‫فما أشبه الحياة بلعبة” دومينو” الكل لديه“‬ ‫ترك سعيد قريته وترك كل شيء فيها‬ ‫أوراق وطاولة للعب‪ ،‬وكلما كانت أوراقك يخصه‪ ،‬ترك الديون والوجوه السائلة عن‬ ‫قو ية متناسبة‪ ،‬متناسقة ضمنت الفوز‪..‬‬ ‫نقودها‪ ،‬ترك ملابسه وبالكاد حمل نفسه‬ ‫أصوات عالية‪ ،‬الجميع هنا وهناك يضربون‬ ‫إلى محطة القطار في الفجر‪ ،‬أملا ً في حياة‬ ‫بورقهم الطاولة‪ ،‬وضربة البداية قو ية �لكن جديدة فيها شيء من اليسر أو حتى بعض‬ ‫‪.‬ضربة النهاية أقوى‬ ‫‪.‬الثراء‬ ‫اخلع أسمال غيرك وارتد أسمالك‪.‬‬‫حمدي” في النصف الثاني من ثلاثينات“‬ ‫ماذا؟‬‫القاهرة‪،‬‬ ‫عمره‪ ،‬يعمل حلاقا بأكبر صالونات ‪10‬‬


‫هذا هو عمله المعروف لكل الناس‪ ،‬إنما‬ ‫هو في الخفاء يدير تجارة الأقراص المخدرة‬ ‫“الترامادول” من خلال أحد معارفه الذي‬ ‫يعمل بمخزن تابع لشركة أدو ية ويمده بتلك‬ ‫‪.‬الأقراص‬ ‫بدأ تجارته المشبوهة مذ شهور‪ ،‬بدأ من‬ ‫خلال محل عمله‪ ،‬وفي فترة صغيرة انتشرت‬ ‫حبوبه وذاع صيته في كل فروع صالون‬ ‫الحلاقة المنتشرة داخل أحياء القاهرة‪،‬‬ ‫أصبح المورد الرئيسي لكل المدمنين في كل‬ ‫‪.‬فروع المحل‬ ‫حقيقة أن سعيد مثقل بالديون‪ ،‬و�لكن‬ ‫طرق الربح المشبوهة تؤرقه وعلى مضض‬ ‫تقبل العمل لدى “حمدي”‪ ،‬فكيف يرفض‬ ‫طلب الرجل الذي يأو يه في سكنه‪،‬‬ ‫و يطعمه من طعامه‪ ،‬و يلبس ثيابه‪ .‬بدأ‬ ‫“سعيد” العمل معه وأصبح مساعده و‬ ‫المسؤول عن توريد الأقراص المخدرة‬ ‫‪.‬لبعض فروع الصالون‬ ‫مرت ثلاثة أيام وفي الليلة الرابعة بعد‬ ‫رجوع “سعيد” من جولته اليومية علي‬ ‫فروع الصالون‪ ،‬لتوز يع الأقراص‪ ،‬وجمع‬ ‫النقود‪ ،‬نام من فرط تعبه دون حتى أن يغير‬ ‫ملابسه‪ ..‬ورأى بمنامه طيفا بل سمع صوته‬ ‫‪:‬دون رؤ ية محدثه‬ ‫اخلع أسمال غيرك‪ .‬صوت غليظ‪ ،‬يجمع بين‪-‬‬ ‫‪.‬النصح والإرشاد و التحذير‬ ‫انتفض من نومه‪ ،‬أنار المصباح‪ ،‬خلع‬ ‫ملابسه‪ ،‬أو ملابس “حمدي” الذي يرتديها‪،‬‬ ‫بحث عن ملابسه التي أتى بها‪ ،‬ارتداها‪ .‬شعر‬ ‫بشيء من الهدوء والسلام الداخلي‪ ،‬أحضر‬ ‫الدفتر الذي يدون فيه حسابات النقود‬ ‫والأقراص المخدرة للفروع المسؤول عنها‪،‬‬

‫‪11‬‬

‫كان كل يوم يدون في صفحة واحدة لا‬ ‫‪:‬أكثر‪ ،‬وبالصفحة الرابعة كتب‬ ‫تجلس لتكتب آخر رسائلك‪� ،‬لكن لمن‬ ‫ستكتبها؟ لأمك‪ ،‬لحبيبتك اللتين تركتهما‬ ‫خلفك دون وداع‪ ،‬أو ربما تكتبها للعالم‬ ‫‪..‬بأكمله‬ ‫حقيقة عدم رغبتي في ترك الحياة حتى‬ ‫الآن ليس خوفا ً من العذاب في جهنم‪،‬‬ ‫كلما أقدمت على اتخاذ هذا القرار‪،‬‬ ‫تراجعت‪ ،‬وأردد بيني وبين نفسي‪ :‬ألست‬ ‫رجلاً؟! ألست قادر على مواجهة هذه‬ ‫الحياة ومصاعبها؟! ألا تستحق العيش تحت‬ ‫نور الشمس؟! هل أنت ضعيف إلى هذه‬ ‫الدرجة؟‬ ‫كنت دائما أجيب نفسي ‪:‬أنا رجل‪ ،‬أنا قادر‬ ‫على تخطي الصعاب‪ ،‬أنا‪ ...‬أنا ضعيف جدا‪،‬‬ ‫ذهبت قوتي مع كل شدة كنت أقف فيها‪،‬‬ ‫ثلاثون عاما من العراك مع الدنيا‪ ،‬وهنت‬ ‫‪..‬عظامي‪ ،‬وانحنى ظهري‬ ‫حتى عنقي تدلى إلى أسفل من حمل ثقيل‬ ‫فوق كتفي وكأنه يأبى النظر للأمام أو حتى‬ ‫لأعلى‪ ..‬كلما أردت النظر لأعلى ومناجاة‬ ‫ال� ل�ه‪ ،‬تألمت‪..‬وكأن ال� ل�ه يخبرني أنه حرمني‬ ‫حتى من مناجاته والنظر لسمائه‬ ‫لن أطلب عفوك في الدنيا‪ ،‬سآتي لك وأطلبه‬ ‫منك‪ ،‬أرجوك لا تخيب رجائي‪ ،‬أنت أرحم‬ ‫وأعدل من هؤلاء البشر‪ ،‬فتقبلني بين يديك‪،‬‬ ‫وحتي لو عذبتني‪ ،‬أعرف أنك حق‪ ،‬عدل‪،‬‬ ‫وأنا استحق ذلك‪ ..‬و�لكن ارفق بمن تركتهم‬ ‫خلفي‪ ،‬ارحمهم ولا تعذبهم‪ ،‬يا أرحم‬ ‫الراحمين‬ ‫تمت‬

‫طلعت الحملى‬


‫حصاد‬ ‫الزمرة‬ ‫زينب األسدي‬

‫‪12‬‬


‫أن تكون إعلاميا؛ هذا يتطلب أن تصبح أخطبوطا؛‬ ‫بثلاثة قلوب وخمسة أطراف‪ ..‬ليس هذا فحسب فجمع الأخبار ومتابعة الأحداث على‬ ‫مدى شهر كامل يحتاج لذاكرة جمل وسنامه للتخزين أيضا‪ .‬و�لكي يصدق الجميع‪ ،‬و يؤيدوا‪،‬‬ ‫و يصفقوا لما تنقله؛ عليك الاستعانة بلسان ببغاء‪ ..‬وبالتالي تكون إنسانا تجميعيا‪..‬وهذا ليس كل‬ ‫شيء‬ ‫فبعض الأخبار عليك أن تستقل أصابعك ذاهبا إليها نابشا فحواها‪ ،‬متصفحا محتواها‪ ،‬وباحثا_‬ ‫عن المصادر التي جاءت منها إلينا‬ ‫كمفردة «أصحم» مثلا والتي دبت برأس السيد «طبال» وهو يدس فلسفته في نصوصه‬ ‫البلاغية‬ ‫‪،‬وهنا جاء دوري لأثبت للجميع بأنني منجم ومعجم‬ ‫فرميت ما في جعبتي سر يعا ً في خانة التعليقات ووليت فارة؛ خيفة أن يضبطني السيد‬ ‫«خليف» أو السيدة «دلال» متلبسة بالخطأ‪ ...‬فهما لا تفوتهما‬ ‫شدة مدغم‪ ،‬ولا فتحة ممنوع من الصرف‪.‬‬

‫و�لكن ما استعادني أدراجي هو ذلك (اللايك) الأزرق‬ ‫والذي ه َو ّن فيه السيد خليف من روعي فتنفست به الصعداء‪ ،‬ونفشت ريشي ثانية‪.‬‬

‫وبعض الأخبار لا تكلفك عناء تذمرك‪ ،‬فهي كالشمس‬ ‫لو نقب ّتها بخمار َ‬ ‫مقت ّد من خاصرة جبل لما ح ُبس نورها‪ ...‬وبالتأكيد منها ما يُبكي ومنها ما‬ ‫تَطرب له ضحكا وفرحا‬

‫فتلك المؤلمة التي تقتص من روحك حلماً‪ ،‬ومن عينك طيفا ً ومن ديوانك نصا ً ومن صومعتك‬ ‫آية وقلما‬ ‫هكذا انتزعت «صاحب الظل الطو يل» دون إذن الظهيرة‬ ‫ليعلن نهار زمرتنا انتهاء مهمته فيرابط الليل بخفارة‬ ‫‪.‬فوق صباحات أصدقائه ومحبيه‬ ‫”أديب مجد”أطفأت شمعتك بعد أن تأكدت تماما ً‬ ‫س من روحك لإيقاد شمعة ِ كل واحد منا‪.‬‬ ‫من بث قب ٍ‬ ‫وها نحن يا سيد «مجد» على ماعهدتنا عليه ننتبذ لكل سمو قصيا‪ ،‬فنهز جذوع الأدب ليساقط‬ ‫ألف مجد جنيا‬ ‫فها هو صوت «الزمرة» يكسر حداد الصمت ليطلق‬

‫‪13‬‬


‫شهقة تصل إلى عنان الألق‪ ...‬بتوثيقه لقناته الرسمية‬ ‫على (موقع يوتيوب) لتسجيل الدروس‪ ،‬وبوح النفوس بأصوات فر يق أزهر في الأثير وتلالأ‬ ‫على النمير‬ ‫وصعودا ً لمبدأ الآية القرآنية ا�لكريمة‪“ :‬ا ِقرأ“‬ ‫تم افتتاح “نادي القراءة الم�لكي“‬ ‫نعم‪ .‬فاهتمامنا بالكاتب لا يعني تهميشنا للقارئ‬ ‫يدار هذا المقهى من قبل طاقم إداري‪ ،‬يمنح المشاركين بطاقة عضو ية بمجرد الانضمام‬

‫وما زلنا ضمن دائرة ا�لكتب والقراء‪ ،‬إذ قدم لنا‬ ‫الكاتب «تامر محمد عزت» مقالا عن “الببلومانيا“‬ ‫هوس ا�لكتب واقتنائها حيث أكد وفقا لمصادر بأنها حالة مرضية وبين مريض ومصاب‬ ‫وحامل للعدوى‬ ‫في ردهة المقال؛‬ ‫تقطف لنا «شمعة الأمل» من الزهور أغربها‪ ،‬حيث‬ ‫أنك تحتاج لتذوقها أحيانا وليس شمها فحسب كـ “زهور الآيس كريم وزهور الشوكولا‬

‫وكالعادة آخذ حصتي من رحيقها لأطير إلى حدائق‬ ‫أخرى فالنحلة النشيطة موكلة بجمع مالذ وطاب‬ ‫لإنتاج العسل‬

‫وهنا أحط على زاو ية جديدة من الجمال الروحي‬ ‫واللقاء مع الذات في دوح السيدة «منى عز الدين» حيث طرحت عبر “حديث الروح”‬ ‫تساؤلاتها‬ ‫“ هل قلت “نعم” و “لا” وما تأثيرهما عليك اليوم؟“‬

‫وأطلق الجميع العنان لأنفسهم بالاعتراف‪ ،‬وبين‬ ‫ك جاء دور “لزعيم“‬ ‫حامد وباكٍ‪ ،‬ومتغطرس وشا ٍ‬ ‫ليضع النقطة الفاصلة والتي تقلب معنى الكلمة‬ ‫فوق المئة والثمانين بدرجة‪ ،‬ليحول الجو من الكآبة‬ ‫إلى الطرافة التي لا تخلو من مشاكسة لأحدهم‪ ،‬فقال‬ ‫‪..‬نعم‪ ،‬ربما قلناها كثيرا على خجل واستحياء وبعدها نقول ليتنا قلنا لا“‬ ‫مثلا؛‬

‫‪14‬‬


‫عندما يقول لك المأذون هل ترضى بفلان أو فلانة زوجة أو زوج لك‬ ‫تقول نعم و وجهك أحمر‪.‬‬ ‫“ واليوم تصفع وجهك ليشتد احمرارا على أن ليتك قلت لا‬ ‫وختم الحديث قائلا‪:‬‬ ‫”طبعا لا أتكلم عن نفسي أبدا أبدا“‬

‫لندخل في نوبة من الضحك اللطيف‪ ،‬والردود الطر يفة‬ ‫فبعض شجعه‪ ،‬والآخر تبرع بأن يقوم بخدمة ساعي البريد لإيصال رسالة فاعل خير لحرم‬ ‫الزعيم وغير راجيين من ذلك غير الأجر والثواب‪ !...‬وال� ل�ه أعلم‬

‫فالحياة بكل ضجيجها وصريرها لا تخلو من طرفة‬ ‫ها هي السيدة “محررة المجلة” تجيء لنا من باب آخر بإحدى البلايا المضحكة في قصة العرافة‬ ‫“أم سعودي” والتي أصرت على أن البرج الف�لكي للسيدة المحررة هو الميزان وليس القوس! ‪...‬‬ ‫رغم محاولات زميلتنا البائسة لإثبات عكس ذلك بالأدلة و�لكن دون جدوى‬ ‫فعندما تخبرك “أم سعودي” بأنك ستموت اليوم؛ عليك أن تأخذ مسدسك الشخصي وتضع‬ ‫رصاصة في رأسك كي يصدق الجميع بأن كلامها كان صحيحا ً‬ ‫وما زاد الأجواء بهجة ودعابة هم عناصر الفر يق الصوتي الرائع؛ بشدوهم‪ ،‬وعزف حناجرهم‬ ‫لسوناتا أجمل من أختها؛ وذلك بتسجيلهم للخواطر والنصوص المميزة‪ ،‬ودبلجة مقاطع كرتونية‪،‬‬ ‫وطرائف من اللغة والأدب‪ ،‬وبعض الأحداث التار يخية حيث أنهم لم يغفلوا حتى حق‬ ‫الأعضاء غير المتفاعلين والخلايا الخاملة فقدم لنا السيد «أنوار ملالي» ثلاثة مقاطع بعنوان‬ ‫“الأصنام” والنتيجة النهائية للصنم حيث أخذ هو دور نبي ال� ل�ه إبراهيم وعليكم مراجعة ماكان‬ ‫!دور النبي عليه السلام مع الأصنام‬ ‫وبعد كل هذه الأحداث الإبداعية والطر يفة والحزينة؛‬ ‫كرمت الزمرة مبدعيها عبر برامجها المتعددة للتتوج ذلك في توسيم شهري وتوثيق إصدارات‬ ‫المبدعين‬ ‫في العدد الثاني من المجلة التي بين أيديكم‪.‬‬

‫هذا وأختم نيابة عن كادر {زمرة الأدب الم�لكية{‬ ‫بالدعاء للكاتبة والزميلة الإدار ية السيدة «زهراء ناجي» بالشفاء العاجل وأن يردها إلينا سالمة‬ ‫معافاة‬

‫‪15‬‬


‫بشهادة غري املسلمني‬ ‫ال يوجد فى العامل إرهاب إسالمى‬ ‫فى دراسة صادرة عن جامعة ميتشجان الأمريكية‬ ‫عن عدد القتلى فى القرن العشرين‬ ‫أحصت الدراسة عدد القتلى فكان ‪ 102‬مليون‬ ‫قتيل‬ ‫والمفاجأة المدو ية لهذه سئ فى النتائج التي انتهت‬ ‫اليها ‪ ،‬وكان منها‬ ‫أن المسلمين قتلوا ‪ 2%‬من عدد القتلى فى القرن‬ ‫العشرين وأن غير المسلمين قتلوا ‪ 98%‬من عدد‬ ‫القتلى‬ ‫وهنا تبدو النتيجة الحتمية لهذه الدراسة أن‬ ‫المسلمين ليسوا قتلة وليسوا إرهابيين‬ ‫وما أعنيه بالمسلمين هنا ‪ :‬حكومات الدول المسلمة‬ ‫وجيوش الدول المسلمة والجماعات الإسلامية على‬ ‫اختلاف مشاربها واختلاف ألوانها‬ ‫كل هؤلاء قتلوا فقط ‪ 2%‬من عدد القتلى فى‬ ‫القرن العشرين‬ ‫ف من قتل ‪ 2%‬بأنه إرهابي‬ ‫فهل يعقل أن نَصِ َ‬ ‫ومن قتل ‪ 98%‬بأنه حضاري‬ ‫‪16‬‬


‫النتيجة الواضحة والمنطقية لهذه الدراسة أن المسلمين‬ ‫شعوبا وحكومات ليسوا إرهابيين‬ ‫وهذه شهادة غير المسلمين وليست شهادة المسلمين‬ ‫يبدو الأمر غريبا ومذهلا ‪� ،‬لكن هذه هى‬ ‫الحقيقة الثابتة والمؤكدة‬ ‫و�لكن سياسة قلب الحقائق هى السائدة فى‬ ‫الإعلام العالمى وفى كل ميادين الحياة‬ ‫فإذا كان القاتل مسلما وقتل شخصا واحدا ‪ ،‬ومع‬ ‫الإشارة إلى تأكيد القران ا�لكريم أن قتل نفس‬ ‫واحدة يعدل قتل الناس جميعا ‪ ،‬فالإسلام يعتبر‬ ‫قتل إنسان واحد بصرف النظر عن دينه وجنسه‬ ‫ولونه جريمة بشعة تعدل قتل الناس جميعا‬ ‫�لكن سياسة الكيل بمكيالين للدول ا�لكبرى‬ ‫تفرض في حال كان القاتل مسلما وقتل إنسانا‬ ‫واحدا تسليط الضوء على الجريمة ووضعها تحت‬ ‫المجهر وأمام وسائل الاعلام العالمية ساعات طوال‬ ‫وإذا كان القاتل غير مسلم وقتل مليون إنسان ترى‬ ‫الجريمة تمر على وسائل الاعلام كقتل ذبابة أو‬ ‫ناموسة‬ ‫وهذا سر من أسرار قلب الحقائق‬ ‫د‪.‬حلمى الفقى‬ ‫‪17‬‬


‫الومضة الفائزة باملرتبة األوىل‬ ‫يف سجال الومضة‬

‫بهتان‬

‫عبدوا صوت الخوار؛ داسهم العجل‪.‬‬ ‫ومضة “بهتان”‪ ،‬للقاص‪ /‬جمال الشمري‪ ،،‬حيث استهل الكاتب ومضته ‪-‬‬ ‫بجملة سببي ّة‪ ،‬راود من خلالها ما خزّنته ذاكرتنا‪ ،‬عند قوله‪ “ :‬عبدوا صوت‬ ‫ِ‬ ‫ص القرآن ا�لكريم وتحديدا قصة‬ ‫ص ِ‬ ‫بديع ق َ َ‬ ‫الخوار”‪ ،،‬فأحالنا مباشرة إلى‬ ‫سيدنا موسى [عليه السّلام] في سورة الأعراف ‪ ،،‬لما قال ال� ل�ه تعالى‪{ :‬و َ​َاتّ خَذ َ‬ ‫جسَدا ً لَه ُ خُوَار ٌ } الآية _‪،،148‬‬ ‫قَوْم ُ م ُوس َى م ِنْ بَعْدِه ِ م ِنْ ح ُلِيِّه ِ ْم عِ ج ْلا ً َ‬ ‫جسَدًا لَه ُ خُوَار ٌ فَق َالُوا هَذ َا ِإلَهُك ُ ْم‬ ‫ج لَه ُ ْم عِ ج ْلا ً َ‬ ‫خر َ َ‬ ‫وكذلك في سورة طه { فأَ َ ْ‬ ‫‪.‬و َِإلَه ُ م ُوس َى} الآية_‪88‬‬ ‫حيث عمد رجل من بني اسرائيل يقال له السّامري‪ ،‬إلى الحيلة لإغواء‬ ‫ضعاف الن ّفوس من أتباع موسى عليه السّلام حين ذهب للقاء رب ّه‪،‬‬ ‫فأوهمهم بقدرته على تجسيد الإله المنشود‪ ،‬حين طمع القوم في أن يكون لهم‬ ‫إله مجسّد مثل باقي الأمم يرونه بأعينهم فتصدّقه ُ عقولهم وتطمئن له قلوبهم؛‬ ‫ليعبدوه‪ ،،‬فأضلهم عن السبيل بأن صاغ لهم مما استعاره من الحليّ عجلاً‪،‬‬ ‫وألقى فيه قبضة من التراب‪ ،‬كان أخذها من أثر فرس جبر يل‪ ،،‬فلما ألقاها‬ ‫فيه؛ خار كما يخور العجل الحقيقي‬

‫‪18‬‬


‫وقد قيل بل كانت الريح إذا دخلت من دبره خرجت من فمه ليخور كما‬ ‫تخور البقرة‪ ،‬فتراهم يرقصون حوله فرحين مهلّلين لرؤ ية الإله المزعوم نُصب‬ ‫أعينهم ‪.‬‬ ‫و�لكن سرعان ما تم ّ القطع مع تلك الفرحة وتلك العبادة الواهية‪ ،‬الواهمة‪،‬‬ ‫القاص في الجملة النتيجة‬ ‫ّ‬ ‫زائف صنعته الأيدي الدنيئة الخبيثة؛ ليفاجأنا‬ ‫ٍ‬ ‫لإله ٍ‬ ‫بقوله ‪ “ :‬داسهم العجل”‪ ،‬فكانت جملته المجاز ية كالصفعة الأليمة على خد‬ ‫هؤلاء القوم الضّ الين‪ ،،‬وكان اختياره للمفردات صادما و موفقا في نقله‬ ‫‪،‬للصّ ورة‪ ،‬ضمن رؤ ية فن ّي ّة قاربت بإيحائية ٍ ما أخبرت به السور ا�لكريمة‬ ‫حيث قال ال� ل�ه تعالى مبينا ً بطلان ما ذهبوا إليه‪ ،‬وما عو ّلوا عليه من ألُهية‪:‬‬ ‫{أَ فَلا ي َر َ ْونَ أَ َ‬ ‫ك لَه ُ ْم ضَر ّا ً و َلا نَفْعاً} ‪{ -‬أَ ل َ ْم ي َرَوْا أَ َن ّه ُ‬ ‫ج ُع ِإلَيْه ِ ْم قَو ْلا ً و َلا يَمْل ِ ُ‬ ‫لا ّ يَرْ ِ‬ ‫}لا يُكَل ِّمُه ُ ْم و َلا يَهْدِيه ِ ْم سَب ِيلا ً َاتّ خَذ ُوه ُ وَك َانُوا ظَالِمِينَ‬ ‫بمعنى اتخذوه وهم ظالمون لأنفسهم‪ ،‬عالمون في قرارتهم بطلان ما هم عليه‬ ‫من الجهل والضلال‬ ‫وبذلك أحسن كاتبنا توظيفه للعنوان( بهتان) الذي كان إيحائيا مستوعبا‬ ‫النص و أمينا في نقل أحداث القصة بايحاء ٍ عبر مجاز ية ِ التعبير و برؤ ية‬ ‫ّ‬ ‫لفكرة‬ ‫فني ّة لم تخلو من الإبداع‬ ‫ومضة جيدة‪ ،‬مكتملة الشروط و مترابطة الأركان‪ ،،‬استنجد فيها القاص‬ ‫َص ما أتانا من السابقين ضمن مفارقة مدهشة‪،،‬‬ ‫ببراعة الأسلوب ليحاكي قَص َ‬ ‫فاستحقت أن تتو ّج ومضته بالمرتبة الأولى‪ ،،‬لبلاغتها و قوتها وبيان موعظتها‬ ‫و حكمتها‬

‫قراءة نقدية‬ ‫رصيف الامل‬ ‫‪19‬‬


‫و�لكن بغداد لا بواكي لها‪....‬ولأمي بواك كثر‬ ‫نص مفتوح مهدى الى بغداد وإلى أمي قتيلتي العبرات‪.....‬‬ ‫والأحزان‬

‫من قبل ومن بعد‬ ‫بعض أحزانهما‬ ‫ليخط َ‬ ‫مضى‬ ‫أحزان فاطمة التي لم‬ ‫كلما ارتحلت بين ا�لكرخ وكلاهما مدينة أحزان‬ ‫والرصافة‬ ‫تنته‬ ‫أمي وبغداد‬ ‫معتليا الجسر‬ ‫وأحزان بغداد التي لم‬ ‫‪::::‬‬ ‫معتبقا معتنقا لأريج‬ ‫تنته‬ ‫‪::::‬‬ ‫دجلة ونشيجها‬ ‫كلما تجولت على شواطئ وإذا كانت أمي وجدت‬ ‫الخافت الصامت‬ ‫من يبكيها‬ ‫دجلة‬ ‫أجد شيئا من بقايا جثة وجدت بين طين دجلة فإن بغداد لا بواكي لها‬ ‫بغداد‬ ‫‪::::‬‬ ‫قطعة دم جامدة‬ ‫يدا هنا‬ ‫‪::::‬‬ ‫لبغدادي‬ ‫إصبعا هناك‬ ‫كلما تذكرت حزن أمي‬ ‫أو لعراقي‬ ‫رقبة هنالك‬ ‫الذي لم أعرف يوما‬ ‫أو لنفسي‬ ‫وأجد بين الصوبين‬ ‫حيث لا أعلم إلى اليوم سببه‬ ‫بعض ( فوطة ) أمي‬ ‫تذكرت معه حزن بغداد‬ ‫كم سال مني من دم‬ ‫و(ديرمها)وعباءتها‬ ‫الذي أعرف له ألف‬ ‫وجمد‬ ‫المخيطة في الكاظم‬ ‫سبب وسبب‬ ‫فطورا أرفع القطعة‬ ‫و يعرف سواي ألف‬ ‫قرب مقبرة أبي حنيفة الجامدة من الدم‬ ‫وأجد حبات من‬ ‫ألف سبب آخر‬ ‫وأضعها في جيبي‬ ‫مسبحة أبي‬ ‫وطورا أهديها للحارس كلتاهما كانتا‬ ‫بئري أحزان‬ ‫وبعض أحزان أخواتي في المقبرة التي دفنت‬ ‫وهن ينعين أمي‬ ‫امتدت‬ ‫فيها أمي‬ ‫منذ أخوة فاطمة‬ ‫لا أعرف أينعين أمي وطورا أجعلها نصبا‬ ‫فاطمة‬ ‫ومنذ أخوة بغداد‬ ‫لأمي وبغداد‬ ‫أم ينعين أمي بغداد‬ ‫اللتين سال دمهما أحمر َ الذين ذهبوا إذ الناس‬ ‫منذ عمر مضى وعصر‬ ‫‪20‬‬ ‫طر يا‬


‫ووجدت صوت بغداد‬ ‫ناس والزمان زمان‬ ‫يبكي و يضحك‬ ‫و�لكن حزن فاطمة‬ ‫حزنا وفرحا‬ ‫وحزن بغداد‬ ‫حزنا لما حل بها‬ ‫بقيا إرثا لي‬ ‫وبالرغم من كل الدموع وفرحا أحيانا‬ ‫في ليل آب‬ ‫التي بكيتها حرا وسجينا‬ ‫وهي تهمس بنسمات‬ ‫ورابحا وخاسرا‬ ‫على النائمين في السطوح‬ ‫لم أستطع أن أكون‬ ‫محاطين بالتيغة والبستوكة‬ ‫أحد البواكي‬ ‫وأشياف الرقي‬ ‫لا لبغداد‬ ‫وحبات التمر‬ ‫ولا لأمي‬ ‫الذي يدندن ببغدادية‬ ‫‪::::‬‬ ‫موسيقية‬ ‫‪::::‬‬ ‫بغداد مبنية بتمر ‪(( ....‬‬ ‫كلما نظمت قصيدة‬ ‫فلش واكل خستاوي‬ ‫أو كتبت عتابا‬ ‫))‬ ‫أو دندنت بأبوذية‬ ‫‪::::‬‬ ‫أو سمعت القبنجي‬ ‫‪::::‬‬ ‫و يوسف عمر يغنيان‬ ‫كلما دخلت السجن‬ ‫الخلوتي لبغداد‬ ‫كتبت على جدران‬ ‫وجدت صوت أمي‬ ‫الذي لم أسمع مثله لدى زنزانتي‬ ‫بدمي الباقي على جلدي‬ ‫أي امرأة سمعتها‬ ‫بعد التعذيب‬ ‫يبكي في الليل‬ ‫أحب بغداد وأمي‬ ‫ونحن نيام‬ ‫وقيسية تزورني كل يوم‬ ‫ولا أدري فيم َ كانت‬ ‫وأحب صوت بكائهن‬ ‫تبكي‬ ‫بغداد على نفسها‬ ‫ولم أدرِ‬ ‫وأمي على كل شئ‬ ‫‪21‬‬ ‫وقيسيتي على الجميع‬

‫و�لكن بغداد تبكي‬ ‫وحدها‬ ‫دائما‬ ‫حتى وإن بكت معها‬ ‫أمي وقيسيتي‬ ‫فبغداد‬ ‫لا نواعي لها‬ ‫ولا بواكي‬ ‫‪::::‬‬ ‫‪::::‬‬ ‫كلما مررت بمقابر‬ ‫قريش‬ ‫بين الكاظمين الجوادين‬ ‫وسمعت صوت الباكيات‬ ‫والباكين‬ ‫تذكرت أن أمي تبكي‬ ‫الآن‬ ‫وأن بغداد لا بواكي لها‬ ‫‪::::‬‬ ‫‪::::‬‬ ‫كلما سبحت بدجلة‬ ‫حسبتني أسبح بدموع‬ ‫أمي‬ ‫ودموع بغداد‬ ‫و�لكنني كنت في حيرة‬ ‫هل دجلة من دموع‬ ‫أمي‬ ‫أم هو من دموع بغداد‬ ‫أم من دموع أرادت‬


‫صدرا لحزن أمي‬ ‫أن تبكي بغداد‬ ‫وسيجري‬ ‫لذلك كانت أمي تقول وصدرا لحزن بغداد‬ ‫فلم تجد الدمع‬ ‫ففشلت‬ ‫إلا عذبا فراتا‬ ‫هذه دموعي‬ ‫وكنت أسمع بغداد تقول فأنا صدر‬ ‫‪::::‬‬ ‫أحزانه على دينه وأمته‬ ‫‪::::‬‬ ‫أين دموعي‬ ‫واين الباكين والباكيات ووطنه وعاصمته تفيض‬ ‫كلما قابلت نفسي‬ ‫منه‬ ‫وقليلا ما أقابلها‬ ‫علي‬ ‫آسف يا أمي‬ ‫وجدت عيون بغداد‬ ‫وأين دموعهم‬ ‫وآسف يا بغداد‬ ‫ولم أجد عيوني‬ ‫ودموعهن‬ ‫لا في وجهي ولا بوجه وأستحي أن أقول لأمي لست من النواعي‬ ‫ولست مجيدا للبكاء‬ ‫نفسي‬ ‫لماذا تبكين‬ ‫معكما‬ ‫ولم أجد عيونا تدمع من وأستحي أن أقول‬ ‫‪::::‬‬ ‫أجلها‬ ‫لبغداد‬ ‫‪::::‬‬ ‫أو تتدامع‬ ‫لا بواكي لك‬ ‫وجعي يمتد من الحزن‬ ‫فبغداد‬ ‫فمن يبكيك‬ ‫ما بين نعي أسمعه‬ ‫سواد عين وبياضها‬ ‫مذبوح بين ا�لكرخ‬ ‫من أمي أو من بغداد‬ ‫جمدت على الحزن مذ والرصافة‬ ‫وجعي قد فاض كتنور‬ ‫ألف عام‬ ‫‪::::‬‬ ‫ما غاض الدمع‬ ‫ولا زالت قطراتها تتجمع ‪::::‬‬ ‫ما جاء الربع‬ ‫بين الصوبين‬ ‫من الصعب ألا تجد‬ ‫ما راح الصدع‬ ‫على الشطين‬ ‫مدينة‬ ‫ما شارك وجعي‬ ‫بين نخلتين‬ ‫من يبكيها‬ ‫من حاد‬ ‫واحدة في الكاظمية‬ ‫أو ينعاها‬ ‫وجعي والحزن وأحلامي‬ ‫وأختها في الأعظمية‬ ‫أو يحزن لحزنها‬ ‫وعراق مكسور الجنح‬ ‫يلقحهما دجلة‬ ‫مثلما كان صعبا جدا‬ ‫ومدينة حب أعشقها‬ ‫بالحزن‬ ‫حزن أمي لوحدها‬ ‫غلفها الغازي بسواد‬ ‫السائل‬ ‫‪::::‬‬ ‫وأنا بدوي أعشقها‬ ‫المسيل‬ ‫‪::::‬‬ ‫‪22‬‬ ‫على ما جرى و يجري‬ ‫حاولت أن أكون‬


‫أعشق أحزاني بهواها‬ ‫�لكني لم أقدر يوما‬ ‫أن أذرف دمعة صياد‬ ‫قد عاد من البحر خليا‬ ‫من صيد شباك الصياد‬ ‫‪::::‬‬ ‫‪::::‬‬ ‫بغداد‬ ‫وأمي‬ ‫كلاهما‬ ‫عاصمتان للحزن‬ ‫تنعيان منذ أن ذبحتا‬ ‫بغير سكين‬ ‫و�لكن أمي وجدت‬ ‫عندما توفاها ال� ل�ه جل‬ ‫جلاله من يبكيها‬ ‫من بناتها‬ ‫وجيرتها‬ ‫أما بغداد‬ ‫فلا بواكي لها‬ ‫ولا نواعي‬ ‫لها‬ ‫ماذا أقول عن مدينة‬ ‫لا بواكي لها‬ ‫‪::::‬‬ ‫سلام جعفر‬ ‫***‬ ‫‪23‬‬

‫فوطة‪ /‬حجابة تضعه النساء وعند الخليج تسمى‬ ‫”شيلة“‬ ‫ديرمها‪ /‬نبات كانت النساء تستخدمه لتنظيف‬ ‫وتبيض الأسنان شبيه بالمسواك‬ ‫القبنجي ‪/‬مطرب للمقام العراقي‬ ‫التيغة‪/‬الستار للبيت او مايسمى جدار السطح‬ ‫البستوكة‪/‬إناء مصنوع من الفخار يحفظ بيه‬ ‫الغذاء وأيضا لعمل المخلل‬ ‫أشياف الرقي ‪/‬قطع من البطيخ الأحمر (فاكهة‬ ‫)الصيف المحببه عند العراقيين‬


‫قصة قصيرة‬ ‫غموض قلب‬

‫تلقى اتصالا ً هاتفيًا من زوجته تطلب منه سرعة العودة للبيت ‪ ،‬الغريبُ في الأمر‬ ‫أنه بالفعل رقم ُ زوجته و�لكنه ليس صوتها‬ ‫الهواجس ولم يدعه الشيطانُ في حاله ‪..‬فقد‬ ‫ُ‬ ‫انقبض قلب ُه وضاق صدر ُه وساورته‬ ‫وسوس له بأن هناك كارثة و�لكنه لم يدرك ما الأمر بعد‬ ‫ك قبل اليقين‪ ،‬كانت الصالة ُ بلا ضوء وكأنهم‬ ‫دلف إلى شقته حاملا ً معه الش َ‬ ‫ض وقد‬ ‫جلس على الأر ِ‬ ‫ل الشقة ‪،‬وجدها ت ُ‬ ‫س داخ َ‬ ‫اكتفوا بانعكا ِ‬ ‫س نورِ الشم ِ‬ ‫نظرات حادة كالأسهم أصابت‬ ‫ٌ‬ ‫أسندت ظهر َها على الحائط وأرجلُها ممتدة ٌ أمامها ‪،‬‬ ‫ملابس‬ ‫َ‬ ‫قلبه في جزع ‪ ،‬كانت نظراتها كالرسائل تحمل لوما وعتابا وحيرة ‪ ،‬ترتدي‬ ‫ر ياضية‪ ،‬كانت هي المرة الأولى التي يراها بها‪ ،‬صديقتها تجلس بجوارها وتُهدئ ُ من‬ ‫روعِها وغضبِها ‪ ،‬والد ُها يجلس في زاو ية بعيدة من زوايا الصالة وهو في حالة ِ شرود‬ ‫ل هذا ولم يفهم شيئا‪..‬الأدرينالين امتزج بقوة في الهواء المحيط‬ ‫ج ك َّ‬ ‫‪ ،‬تأمل الزو ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ن شاخصة ً‬ ‫بسبب شيء غامض في الموقف كله‪ ،‬وهو أن الجالسة َ على‬ ‫صفيح ساخ ٍ‬ ‫ببصر ِها نحوه لم تكن زوجته‬ ‫ل شيء ٍ‬ ‫بهدوء ٍ وبطء ٍ شديدين وجد أقرب كرسي له وجلس عليه يتأمل ما رآه‪ ،‬ك ُ ّ‬ ‫ل والحقيقة‪ ،‬البيتُ والأثاثُ والستائر وكل شيء كان‬ ‫في هذا المكان مزيج ٌ من الهز ِ‬ ‫يم�لكه بالفعل و�لكن هؤلاء الأشخاص لا يعرفُهم‪..‬من هؤلاء ؟ وكيف اتصلت به‬ ‫من رقم زوجته ؟ قام فجأة من مجلسه‪..‬وسأل سؤالا ً كان ينبغي له أن يسأله فور‬ ‫وصوله ‪ :‬أين زوجتي؟‬ ‫”إنها محمومة“‬ ‫صدرت هذه الجملة من صديقتها الجالسة بجوارها‪..‬كادت أن تفقد الوعي‪..‬لولا أنه‬ ‫هرع لحملها وهو لا يعرف لماذا يفعل كل هذا ؟ حملها وقد سبقه والدها في إشعال‬ ‫إضاءة غرفة النوم‪ ،‬وضعها برفق فوق السرير ِ الذي يؤكدُ لنفسه أنها غرفة ُ نوم ِه ‪،‬‬ ‫يقف كغصة ٍ في‬ ‫ل الذي لا يزال ُ‬ ‫ل شيء ٍ موجود ٌ كما تركه هذا الصباح والسؤا ُ‬ ‫ك ُّ‬ ‫منتصف حلق ِه‪ :‬من هؤلاء ؟ وضع ك َ ّفه الأيسر فوق جبينها ليتأكد من أنها محمومة‬ ‫ِ‬ ‫ل من كان بالغرفة ِ‪ ،‬إنها هي ‪،‬‬ ‫‪،‬وكانت المفاجأة التي صعقت قلب َه وسمع دقاتَه ك ُ ّ‬ ‫إنها الفتاة التي يحبها عن بُعد اللقاء الذي ‪-‬كان وظل ومازال‪-‬إ�لكترونيا ‪ ،‬إنها فتاة‬ ‫الفيس بوك‬ ‫‪24‬‬


‫ح في الفضاء البعيد‪ ،‬لم يعد هناك وجود ٌ‬ ‫ل شيء ٍ من حولِه‪ ،‬كأنه يسب ُ‬ ‫تلاشى ك ُ ّ‬ ‫للأب ولا صديقتها‪. .‬لم يبق إلا هو وهي فقط في غرفة النوم‪ ..‬ه َ َ ّدأ من روع ِه وهو‬ ‫ح له تدر يجيا‬ ‫ل شيء صار يتض ُ‬ ‫يراها نائمة ً أمام َه‪..‬ك ُ ّ‬ ‫العب َرات تنسكبُ من محاجِرها‪..‬عيناه غرقتا في بحور الندم‪..‬لقد ظلم زوجت َه وظلم‪..‬‬ ‫ح الأخرى‬ ‫ح رو ُ‬ ‫ل زوجت ُه كجس ٍد و�لكن الرو َ‬ ‫نفسه‪..‬إن الراقدة َ أمام َه بالفع ِ‬ ‫هبط لأرض الواقع عندما فتحت عينيها فجأة واستدارت برأسها نحوه وفي إعياء‬ ‫ج من المنزل معه ‪،‬لفت انتباه َه أن هذا ليس صوتَها‪ ،‬كان صوتا‬ ‫شديد طلبت الخرو َ‬ ‫آخر‬ ‫قامت بصعوبة وكأنها تحمل جبلا على كاهل ِها وارتدت ملابسها في وهن‪ ،‬كانت‬ ‫ملابس زوجت ِه‪ ،‬كادت تقع من فرط ضعفها‪ ،‬لولا أنه‬ ‫َ‬ ‫ملابس غريبة ً عليه‪ ،‬لم تكن‬ ‫َ‬ ‫قام وساعدها للمرة الثانية‪..‬تأبطت ذراعه وخرجا سو يا‬ ‫ق كاملة ٍ في صمت‪ ،‬هي لم تتكلم ‪،‬وهو لم يبادر‪ ،‬مازال لا يفهم ما‬ ‫مرّت عشر ُ دقائ َ‬ ‫الذي حدث ؟ وكيف أتت ؟ وأين زوجته ؟ أسئلة تحوم حول رأسه كالطير بلا‬ ‫ن مرتخيه تنظر إليه‪ ،‬النظر ُ بصمت قاتل ‪ ،‬تبادلا النظرات‪،‬‬ ‫هدف ولا إجابة‪ ،‬جفو ٌ‬ ‫َ‬ ‫ن خيرا من الكلام وفجأة تحركت شفتاها وطلبت العودة ولأنها لم‬ ‫كانت لغة ُ العيو ِ‬ ‫تعد تقوى على السير ‪ ،‬أوقف لها سيارة أجرة‪..‬استقلتها وحد َها ثم اغلقت البابَ ‪..‬‬ ‫ح باب السيارة و�لكنه كان قد ُأوصد تماما‪ ،‬انحنى‬ ‫اندهش من فعل ِها‪ ،‬حاول فت َ‬ ‫وعيونه تسأل ‪ :‬لِم َ ؟ وإلى أين ؟ �لكنه رأى عجبَ الع ُجاب ‪،‬فقد استعادت حيو يتَها‬ ‫ك في شقاوة‪ ،‬بشرة ٌ بيضاء‬ ‫ن واسعة ‪ ،‬عسلية ُ اللون تضح ُ‬ ‫ونضارتَها فجأة! عيو ٌ‬ ‫ن وردٍ لو ّن وجنتيها‪ ،‬خصلاتُ شع ٍر سوداء تدلت في أنوثة جذابة ‪،‬‬ ‫اختلطت بلو ِ‬ ‫ل المفاجِئ‬ ‫ل ناعمة ٍ في دلال وغنج وغادرت! وقف مذهولا لهذا التحو ِ‬ ‫لوحت بأنام َ‬ ‫والغريب وسمع فجأة من ينادي عليه‪ ،‬استدار بكامل جسده ليجد زوجت َه هي من‬ ‫تنادي ! أفاق من حلمه وزوجته تربت على كتفه في حنان ‪..‬قام من فوق سريره‬ ‫ق لما رآه ‪ ،‬كان حلما طو يلا و غريبا‪ ،‬فرك عينيه مرة ً أخرى ليتأكد أنه‬ ‫غير مصد ٍ‬ ‫ل ما في الغرفة وقبل أن يذهب لدورة المياه سمع صوت رسالة‬ ‫في الواقع وتأمل ك َ ّ‬ ‫أتت له من الفيس‬ ‫فتح جواله وقرأ الرسالة بصوت منخفض‬ ‫] شكرا على وجودي في أحلامك‪..‬بل‪..‬في أعماقك[‬

‫بقلم ‪ /‬تامر محمد عزت‬

‫‪25‬‬


‫العرق دساس‬

‫تتعدد معايير الحكم على أي انسان ومدى قرابته للخير أو الشر‪،‬‬ ‫ودائما نقابل في حياتنا غرباء قد نضطر للتعامل معهم‪ ،‬وهنا‬ ‫يبدأ العقل في الفرز وتتدخل ملكات الإنسان وخبرته في‬ ‫تصنيف هذا الغريب وتحديد مساحة الاحترام والخير ية في‬ ‫شخصه؛ حتى يتسنى لنا التعامل معه بما يناسب شخصيته وكمية‬ ‫البراءة أو اللؤم فيها‬ ‫ومن المعايير المعروفه التربيه ومرجعية الأسره التي ينتمي إليها‬ ‫الفرد وتعليمه العام‪ ،‬وقد يقيسها البعض بمدى ثراء الإنسان‬ ‫فتزيد درجة الاحترام للأغنياء وهذا طبعا معيار سطحي فاسد‬ ‫مايهمني في هذا الطرح هو تسليط الضوء على عامل خفي لا‬ ‫يولي ا�لكثير له اهتماما وهو عامل الجينات الوراثية‬ ‫نعم أعزائي؛ فقد يولد من ظهر العالم فاسد والعكس صحيح كما‬ ‫يقول المثل‪ ،‬فالوراثه تمتد لأقدم جد في سلالة أي انسان‪ ،‬وهنا‬ ‫يجب ألا نغفل هذا الأمر الهام فلا نتجنى في الحكم على إنسان‬ ‫مثلا ولد لقيطا أو تربى في ملجأ إذ قد يكون هذا المنبوذ من‬ ‫المجتمع أروع من آخر تربى في أرقى القصور‬ ‫إذن من الخطأ أن تحكم على شخص بمجرد الأخذ بظروفه‬ ‫الخارجيه إذ لا بد أن تضع في اعتبارك الطيبه والطهر‬ ‫والنقاء‪،‬أو الشر والمجون والانحراف الوراثي المستمد من‬ ‫الجينات‬ ‫فقط دع الشخص يتكلم ولا تقاطعه ‪ ،‬انظر أفعاله وراقبها‬ ‫في كافة الأحوال ‪ ،‬انظر إليه في الخلاف والرضا ثم استعن‬ ‫بظروفه المحيطه عندها ستحصل على حكم صائب أو قريب‬ ‫من الصحه خاصة عند الاختيار للأبناء في مواضيع هامه مثل‬ ‫الزواج وما فيه من عروة مصاهره وثقى يصعب انفصامها‬

‫رشا شاهين‬

‫‪26‬‬


‫اعالن‪...‬‬ ‫‪27‬‬


‫حتليل كتاب‬ ‫زينب الشرقاوي‬

‫‪28‬‬


‫س مشرقة‬ ‫رواية ُ‬ ‫ألف شم ٍ‬ ‫نوع الرواية‪ :‬أدب نسائي‬ ‫”اسم الكاتب‪“ :‬خالد الحسيني‬ ‫‪............................................‬‬ ‫نبذة عن الكاتب‬ ‫خالد حسيني كاتب وطبيب أفغاني أمريكي‬ ‫ولد في ‪ 4‬مارس ‪ 1965‬في” كابل أفغانستان‬ ‫“ برز من خلال روايته الأولى “عداء الطائرة‬ ‫الورقية” التي تصدرت قائمة ا�لكتب الأكثر‬ ‫‪.‬مبيعا ً لمدة ‪ 4‬أسابيع‬ ‫أما روايته هذه‪ ،‬فقد تصدرت قائمة صحيفة‬ ‫“نيو يورك تايمز “لأكثر ا�لكتب مبيعا ً لمدة‬ ‫‪ 21‬أسبوع و‪ 49‬أسبوع لأفضل غلاف فني‪.‬‬ ‫وصلت مبيعات كلتا الروايتين إلى ‪ 38‬مليون‬ ‫نسخة على الصعيد الدولي‬

‫لتلتقي الشخصيتان في ظروف غريبة‬ ‫خلال الحرب التي تعاني منها البلاد‪،‬‬ ‫الرواية مليئة با�لكثير من مشاعر الألم‬ ‫والحزن والضياع تجعلك تتأثر بكل حرف‬ ‫‪.‬تقرأه من حروفها‬

‫أحداث الرواية باختصار‬ ‫من داخل جوف الألم‪ ،‬ومن بين شظايا‬ ‫الحرب ‪ ،‬والقسوة والظلم والمعاناة كُتبت‬ ‫هذه الرواية‬ ‫مريم تلك الطفلة التي تعيش يتما ً من نوع‬ ‫غريب في منزل مع والدتها‪ ،‬في منطقة‬ ‫نائية بعيدة عن والدها الثري الذي يعيش‬ ‫في المدينة تحمل ذنب كونها ابنة غير‬ ‫شرعية‪ ،‬فيحملها خطيئة ما اقترفت يداه‬ ‫مع الخادمة أمها التي تقوم بالانتحار عند‬ ‫ذهاب مريم لتقابل ابيها‪ ،‬الذي يرفض‬ ‫هو حاليا المبعوث للنوايا الحسنة المفوضية‬ ‫مقابلتها‪ ،‬ثم تبدأ معاناة مريم هنا ‪..‬عندما‬ ‫الخاصة بشؤون اللاجئين‪ ،‬عمل جاهدا ً على‬ ‫تنتقل للحياة مع ابيها‪ ،‬فتقوم نساءه بتزو يجها‬ ‫توفير المساعدة الإنسانية في أفغانستان من‬ ‫لرجل يكبرها سنا ً وهنا تقطع مريم صلتها‬ ‫خلال مؤسسة خالد حسيني‪ ،‬وقد استلهم‬ ‫بأبيها الذي كان بالنسبة لها قدوة كبيرة ثم‬ ‫مفهوم المؤسسة من رحلة إلى أفغانستان في‬ ‫انهار كل هذا بعد أن تخلى عنها‪ ،‬وهكذا‬ ‫عام ‪ 2007‬مع المفوضية العليا للاجئين‪،‬‬ ‫يعيش في ولاية كاليفورنيا الشمالية مع زوجته تبدأ حياتها مع رشيد وهو صانع أحذية من‬ ‫كابول‪ ،‬وسرعان ما تصبح مريم حامل‪،‬‬ ‫رو يا وطفليهما‬ ‫و�لكن الطفل يجهض ورشيد يصبح مسيئا ً‬ ‫تجاه عروسه الصغيرة‬ ‫وفي الحي نفسه تعيش فتاة تدعى ليلى وفتى‬ ‫”نبذة“‬ ‫تتمحور الرواية حول شخصيتان رئيستان “مريم يدعى طارق‪ ،‬وكانوا أصدقاء مقربين منذ‬ ‫وليلي “فقام الكاتب بتقسيم الرواية إلى أجزاء الطفولة �لكن بسبب الحرب على أفغانستان‬ ‫وقصف كابول بالهجمات الصاروخية‪.‬‬ ‫كي يتسنى له سرد حياة هاتان الشخصيتان‬ ‫ليسلط الضوء على البيئة المختلفة التي تعيشانها‪ ،‬قررت عائلة طارق مغادرة المدينة‪ ،‬لينتهي‬ ‫الوداع العاطفي بين طارق وليلى بخطأ‬ ‫‪29‬‬


‫فادح‬ ‫قررت عائلة ليلى أيضا مغادرة كابل‪،‬‬ ‫و�لكن يتم تدمير منزلهم بسبب إحدى‬ ‫الصواريخ قاتلا والديها‪ .‬لتلجأ ليلى للعيش‬ ‫مع مريم ورشيد‬ ‫وبعد أن تم شفاؤها من الجروح اكتشفت‬ ‫ليلى إنها حامل من طارق‪ ،‬فتقبل ليلى‬ ‫بالزواج من رشيد الذي كان متحمس‬ ‫للحصول على زوجة ثانية صغيرة وجذابة بعد‬ ‫أن رتب رشيد خبر وفاة طارق‪ ،‬فتنجب‬ ‫ابنتهما “عزيزة”‪ ،‬وأصبح رشيد م ُفعم‬ ‫بالشك وأكثر تعسفا وقسوة‪ ،‬أصبحت ليلى‬ ‫ومريم أصدقاء في نهاية المطاف‪ .‬وكانت‬ ‫هناك خطه للهروب من رشيد ومغادرة‬ ‫كابول و�لكنها لم تفلح حيث لحق بهم‬ ‫رشيد في محطة الأتوبيس‪ ،‬وقام رشيد‬ ‫بضربهم وحرمانهم من الماء وقام بحبسهم‬ ‫‪.‬مما أسفر عن موت وشيك لعزيزه‬ ‫وبعد سنوات قليلة تلد ليلى ابن لرشيد وهو‬ ‫زلماي‪ .‬فتصبح الظروف المعيشية صعبة‬ ‫في كابل والجفاف شديد‪ ،‬فقد أصبحت‬ ‫“حركة طالبان” هي المتربعة على السلطة‪،‬‬ ‫واضطر رشيد لاتخاذ وظيفة غير مناسبة‬ ‫بسبب حروق حصلت له في الورشة التي‬ ‫يم�لكها‪ ،‬وترسل الأسرة عزيزة إلى دار‬ ‫للأيتام‪ .‬في يوم من الأيام‪ ،‬ظهر طارق‬ ‫خارج المنزل‪ .‬تم جمع شمله على ليلى من‬ ‫جديد وتوهجت مشاعرهم من جديد‪،‬‬ ‫وعندما عاد رشيد إلى المنزل من العمل‪،‬‬ ‫وجد زلماي يقول له عن الزائر‪ .‬فبدأ رشيد‬ ‫بضرب ليلى بوحشية فتقوم مريم بقتل‬ ‫رشيد بمجرفة‪ .‬قامت ليلى وطارق بالسفر‬ ‫لباكستان مع الأطفال‪ .‬وتعترف مريم بأنها‬

‫قتلت زوجها وحوكمت لذلك‬ ‫وبعد سقوط نظام طالبان ‪،‬قامت ليلى‬ ‫وطارق بالعودة إلى أفغانستان‪ ،‬حيث‬ ‫توقفوا في القر ية التي تربت بها مريم‪،‬‬ ‫ليكتشفوا أ والد مريم قد ترك لها شر يط‬ ‫فيديو لبينوكيو‪ ،‬ومبلغ صغير من المال‪،‬‬ ‫ورسالة‪ .‬تقوم ليلى بقراءة الرسالة التي تركها‬ ‫والد مريم لتكتشف ندمه على بعده عن‬ ‫ابنته مريم‪ .‬وعادت ليلى وطارق إلى كابول‬ ‫وقامت ليلى بالعمل كمدرسة‪ .‬وحملت ليلى‬ ‫للمره الثالثة وقد اقترحوا أنها إذا كانت‬ ‫‪.‬طفلة فسوف يسمونها مريم‬ ‫“عن الرواية“‬ ‫الرواية ستؤثر كثيرا ً على قارئها بل أنها‬ ‫ستجعل ا�لكثيرين بإعادة وتنسيق ا�لكثير‬ ‫‪ .‬من الأخطاء التي يعيشونها في حياتهم‬ ‫ستؤثر على النساء بشكل خاص‪ ،‬فهي‬ ‫تشرح كيفية اضطهاد المرأة وقتل أحلامها‬ ‫فقط كونها امرأة‬ ‫مريم لم تمت إلا بعد أن جعلت من موتها‬ ‫ولادة جديدة لليلى وللأطفال اللذين‬ ‫لا يستحقون أن يعيشوا في كنف الظلم‬ ‫وخصوصا عزيزة‪ ،‬لذلك ستدرك أن بعض‬ ‫النهايات المؤلمة هي بداية لولادة شيء جميل‬ ‫ستعلمك الرواية أن تخلع رداء الأنانية‪،‬‬ ‫فمريم شخصية بمحض ذاتها مدرسة في الخلق‬ ‫الحسن الطيب‬ ‫‪..............................................‬‬ ‫”الغلاف “‬ ‫غلاف ملائم أحدث ضجة كبيرة وهو من‬ ‫العوامل ا�لكبرى التي رفعت من قيمة‬ ‫الرواية عالميا ً‬

‫‪30‬‬


‫‪........................‬‬ ‫رأي الخاص في الرواية‬ ‫الرواية تستحق عشرة على عشرة مما حملته‬ ‫من قيم إنسانية وأهداف خلال السرد‬ ‫الشيق ومحاكاة حقبة من المعاناة التي‬ ‫عاشتها أفغانستان وعاشها شعبها خلال‬ ‫الحرب المدمرة التي خاضتها‪ ،‬والميلشيات‬ ‫التي حكمتها والظلم الذي أحاط بشعبها‬ ‫الذي لم يكن له ناقة أو جمل فيها‬ ‫الرواية متكاملة من حيث السرد والتشو يق‬ ‫وبناء الشخصيات والوصف المدمج مع‬ ‫الواقع المرير ‪ ،‬بالفعل رواية يحيطها الإبداع‬ ‫من جميع الجهات‬ ‫عندما تبدأ بقراءة الرواية سوف تستشعر‬ ‫نفسك تعيش أحداث الرواية ‪...‬مما يشعرك‬ ‫بأن الكاتب عاش التفاصيل برمتها وهذا ما‬ ‫“ يميز كتابات الكاتب” خالد حسيني‬ ‫‪.......................................‬‬ ‫‪.‬الشخصيات في الرواية‬ ‫مريم”‪ :‬الشخصية الرئيسية الأولى في“‬ ‫الرواية ‪ ..‬طاجكية عرقية ولدت في‬ ‫هيرات‪ ،‬وتعد الطفل الغير شرعي من‬ ‫خليل ونانا‪ ،‬لذلك تعاني من العار خلال‬ ‫فترة طفولتها‪ ،‬نظرا ً لظروف ولادتها في‬ ‫النهاية وبعد معاناة في حياتها الزوجية تُعدم‬ ‫‪.‬في نهاية الجزء الثالث‬ ‫‪...............‬‬ ‫نانا” ‪:‬والدة مريم والتي اعتادت أن تكون“‬ ‫خادمة في منزل خليل‪ ،‬وكانت على علاقة‬

‫‪31‬‬

‫معه‪ .‬قامت بشنق نفسها عندما بلغت مريم‬ ‫سن الخامسة عشرة‪ ،‬بعد رحلة مريم لمنزل‬ ‫خليل في عيد ميلادها‪ ،‬والتي تصورت نانا‬ ‫إنها خيانة‪ ،‬وهي التي كانت تعاني سابقا ً‬ ‫من مرض عصبي‬ ‫‪...............‬‬ ‫الملا فايز ال� ل�ه” ‪:‬معلم القرآن ا�لكريم لمريم“‬ ‫وصديقها‪ .‬تُوفي لأسباب طبيعية في عام”‬ ‫‪ ”1989‬تاركا ً في حوزة ابنه وصية أبيها‬ ‫لمريم‬ ‫‪..................‬‬ ‫خليل “‪:‬والد مريم‪ ،‬وقد كان ثر يا ً له“‬ ‫ثلاث زوجات وكان على علاقة غير‬ ‫شرعية مع نانا‬ ‫زوج مريم لرشيد بعد وفاة نانا‪ ،‬و�لكنه قد‬ ‫ندم لاحقا على إرسالها بعيدا ً عنه‪ .‬بعد فترة‬ ‫طو يلة من مغادرة هيرات‪ ،‬اكتشفت مريم‬ ‫‪.‬انه توفي وفاة طبيعية في عام ‪1987‬‬ ‫‪...................‬‬ ‫ليلى “ الشخصية الرئيسية الثانية طاجكية“‬ ‫عرقية‪ .‬ولدت في عام ‪ 1978‬لحكيم‬ ‫وفاريبا‪ ،‬قد كانت فتاة جميلة وذكية‪،‬‬ ‫كان والدها معلم من خر يجي الجامعات‪.‬‬ ‫ارتبطت حياتها بمريم عندما تزوجت رشيد‬ ‫‪.‬حيث أصبحت زوجته الثانية‬ ‫‪...................‬‬ ‫حكيم “‪:‬والد ليلى‪ ،‬وهو على درجة عالية“‬ ‫من التعليم وأصبح مدرسا‪ .‬قُتل في انفجار‬ ‫صاروخ مع فاريبا‬ ‫‪...............‬‬ ‫فاريبا” والدة ليلى تظهر في الجزء الأول‪“،‬‬ ‫خلال لقاء مقتضب مع مريم‪ ،‬تظهر‬ ‫البهجة‪ ،‬و�لكن طبيعتها السعيدة أصبحت‬


‫وحشية عندما ذهب ابنيها‪ ،‬أحمد ونور‬ ‫الحرب‪ ،‬وقتلا في وقت لاحق‪ .‬إنها تنفق‬ ‫جل وقتها في السرير حدادا ً على ابنائها حتى‬ ‫ينتصر المجاهدين‪ .‬تقتل في انفجار صاروخ‬ ‫مع زوجها‬ ‫‪.................‬‬ ‫رشيد” شخصية أساسية في الرواية وهو“‬ ‫بشتون عرقي‪ ،‬صانع أحذية‪ ،‬و يعد الجانب‬ ‫السلبي في الرواية‪ .‬تزوج مريم عبر ترتيب‬ ‫مع خليل وتزوج في وقت لاحق ليلى‬ ‫أيضا‪ .‬بعد سنوات من سوء المعاملة المنزلية‬ ‫نحو امرأتين‪ ،‬مريم تقتل رشيد بمجرفة خلال‬ ‫صراع عنيف‬ ‫‪.......................‬‬ ‫طارق “‪:‬من عرق البشتون ولد في عام“‬ ‫‪ ،1976‬وهو الذي ولد ونشأ في كابول مع‬ ‫ليلى‪ .‬فاقد لإحدى ساقيه جراء لغم أرضي‬ ‫بسن مبكرة ‪ ...‬تتطور علاقته بليلى من‬ ‫أفضل أصدقاء لعشاق‪ ،‬وبعد عشر سنوات‬ ‫من الإنفصال‪ ،‬تزوجوا ومنتظرين ولادة‬ ‫طفل بحلول نهاية الرواية‬ ‫‪...............‬‬ ‫عزيزة”‪ :‬بنت ليلى وطارق‪ ،‬أنجبتها ليلى“‬ ‫وهي بسن الرابعة عشر مجيئها حفز ليلى‬ ‫على الزواج من رشيد عندما وصلها‬ ‫خبر وفاة طارق المزعومة لإخفاء عدم‬ ‫شرعية الطفل‪ .‬عزيزة ولدت في ربيع عام‬ ‫‪ ،1993‬حيث أصبحت ملهمة السلام بين‬ ‫ليلى ومريم‬ ‫‪...............‬‬ ‫زلماي”‪ :‬ولد في سبتمبر ‪ ،1997‬وهو“‬ ‫الابن المدلل لليلى ورشيد‪ .‬على الرغم من‬ ‫الظروف التي قدمت إلى والدته وخالته‬

‫“مريم”‪ ،‬زلماي يحب أبوه رشيد و يجهل‬ ‫حقيقة أن مريم قتلته‪ .‬في نهاية الرواية‪،‬‬ ‫زلماي يسأل ليلى باستمرار عن رشيد‪ ،‬التي‬ ‫تكذب عليه قائلة إنه غادر ببساطة لبعض‬ ‫الوقت‪ .‬بعد لومه في البداية لطارق لإخفاء‬ ‫والده الغامض‪ ،‬يقبل طارق باعتباره أب‬ ‫بل و يحبه كثيرا ً‬ ‫‪.................................‬‬ ‫”اقتباسات“‬ ‫كما إبرة البوصلة تشير إلى الشمال‪ ،‬فإن“‬ ‫أصبع الرجل يجد دائما ً امرأة ليتهمها‪،‬‬ ‫”تذكري ذلك يا مريم‬ ‫لم تكن ليلى لتصدق بأن جسم الإنسان قد“‬ ‫يتحمل هذا القدر من الضرب بهذه الطر يقة‬ ‫”‪.‬الشريرة‪ ،‬والمنظمة ‪ ..‬ويبقى يعمل‬ ‫قلب الرجل مثير للأسى‪ ،‬إنه مثير للأسى يا“‬ ‫مريم‪ ،‬إنه ليس كرحم الأم‪ ،‬إنه لا ينزف‬ ‫”‪.‬الدم‪ ،‬لن يتوسع ليصنع لك منزلا ً‬ ‫المرء لا يستطيع عد الأقمار المشعة على“‬ ‫سقوفها‬ ‫أو الألف شمس المشرقة التي تختبئ خلف‬ ‫”!! جدرانها‬ ‫كل ندفة ثلج هي تنهيدة ثقيلة من امرأة“‬ ‫محزونة في مكان ما في العالم‪ .‬كل تلك‬ ‫التنهيدات التي تنساق باتجاه السماء تتجمع‬ ‫في الغيوم ثم تتساقط بهدوء على شكل قطع‬ ‫”‪.‬صغيرة على الناس‬ ‫إنه تذكير بالنساء اللواتي يعانين مثلنا‪“،‬‬ ‫كيف نتحمل بصمت كل الذي يقع على‬ ‫”كاهلنا‬ ‫العدو الوحيد الذي لا تستطيع أفغانستان“‬ ‫“ هزيمته‪ ،‬هو نفسها‬

‫‪32‬‬


‫أنا‬ ‫جماد هذه الأرض‬ ‫كستائر المنازل المهجورة‬ ‫لا تحركني‬ ‫سوى الر ياح ‪ ..‬ر ياح الموت‬ ‫><><><><><‬ ‫أحمد العاني‬ ‫موعد‬ ‫يفتح الشتاء معطفه‪ ،‬فينثر‬ ‫رائحتها‪ ،‬والعشب الأبيض‬ ‫اللين‪ ،‬والفطر وأجنحة‬ ‫الطيور‪ .‬موعدي كان لولبيا ً‬ ‫معها‪ :‬يهبط‪ ،‬يصعد‪ ،‬ينزل‪،‬‬ ‫وإليها يدور‪ .‬ألمسها! رقيقة‬ ‫بشرتها طلسم صورتها‪ :‬ضفة‬ ‫وأمواج‪ ،‬أسماك وأعشاب‬ ‫من ا�لكريستال‪ .‬ثمارها‪ :‬نجوم‬ ‫سكارى وكركرات بين أشجار‬ ‫النهار‪ ،‬إنها باختصار من‬ ‫الخيال‬ ‫><><><><><‬ ‫راكان الاغا‬ ‫‪33‬‬

‫كوكبان‪#‬‬ ‫ْس‪ :‬لنْ يتقاط َع‬ ‫شم ُ‬ ‫ت ال َ ّ‬ ‫قَال َ ْ‬ ‫مَد َاراكُمَا‪ ،‬إ َلّا في أَ تُونِي‪ ،‬فاخْ تَارا‪،‬‬ ‫‪،‬إ َمّا جَ حِيْمِي‪ ،‬أو جَ ح ِيم َ الب ِع َادِ‬ ‫‪.‬قُضَيَ الأ ْمر ُ الذي فيه ِ تَسْتَفْت ِيان‬ ‫ب على الب ِع َادِ‬ ‫فاخْ تَار َا‪ ،‬الح ُ َ ّ‬ ‫ن صَبَاح َا ويْ خ ْت َصمان‬ ‫يَتَناجَيَا ِ‬ ‫‪.‬مَسَاء ً‬ ‫‪...‬أحْمَق َان‪ ،‬عُطَارِد ٌ َ‬ ‫والز ّهْر ْة‬ ‫><><><><><‬ ‫‪#U_Line‬‬

‫إرحلوا‬ ‫هنالك دائما‬ ‫زوايا مظلمة للبكاء‬ ‫وجدران تمتص حنيننا‬ ‫وموت‬ ‫ينسف وجوهكم‬ ‫><><><><><‬ ‫أحمد العاني‬


‫كان بالأمس عيد‬ ‫نص فائز بمسابقة إنصاف الأقلام في‬ ‫ميلادي فتصورت‬ ‫الصحب ا�لكرام‬ ‫‪...........‬يوم مماتي فكتبت‬ ‫صدّيق‬ ‫‪ ..........‬إحتضار ‪.......‬‬ ‫‪..........‬‬ ‫يَعلو ص ِراخ الج َ ِ‬ ‫زوبعة ٌ في الوريد ونداء من السماء‬ ‫مع من سَكناتي‬ ‫زملوني قالها من وطأة الخبر‬ ‫وأنَا طَريح ُ الأرض فِي سَكراتي‬ ‫ورفيق الطفولة دثره بصدق الأثر‬ ‫ج َاء َ‬ ‫لميت‬ ‫ٍ‬ ‫الن ّذير ُ فَلا نَجاة َ‬ ‫َ‬ ‫فسمي من يومها الصديق وخير رفيق‬ ‫ُ‬ ‫ل يَشهد ُ مَهرجانَ و َفاتي‬ ‫فالك ُ ّ‬ ‫احتار كيف يطوقه في الطر يق‬ ‫ق الب َعيدِ م ُودِّعا ً‬ ‫أَ رنو الى الأف ِ‬ ‫تارة على ثغور اليمين وأخرى على مرامي‬ ‫َرات ف َوقَ ر ُفاتِي‬ ‫وألملم ُ الحَس ِ‬ ‫اليسار إلى أن اجتازوا القفار‬ ‫شِفاه ِ خَواطر ٌ‬ ‫َرت بَينَ ال ّ‬ ‫و َتناث ْ‬ ‫وفي الغار‬ ‫َمت ك َلمَاتي‬ ‫ل الل ّ ِسانَُ تلعث ْ‬ ‫ثق َ‬ ‫رسم سيول الحنين على وجنات المجرات‬ ‫َص ق َد تق َّل ّبَ حَدْقُها‬ ‫والع َينُ تَشخ ُ‬ ‫والليل الثقيل‬ ‫َ‬ ‫ل سُباتي‬ ‫بض يَخبو فِي ذه ُو ِ‬ ‫والن ّ ُ‬ ‫جعل من قدمه تر ياق السموم‬ ‫َزايدت أَ رتَالُها‬ ‫ْ‬ ‫ك الجُموع ُ ت‬ ‫تِل َ‬ ‫خوف أن يُكبح جماح النور‬ ‫ومزقة اللبن شربها الرسول الأكرم‬ ‫ك نَجاتي‬ ‫الجم َ ُع يَخلو م ِن صُكو ِ‬ ‫فارتوت عروق الصدّيق للقمم‬ ‫ل لَواع ج ٌ‬ ‫ق َد ج َال في طَرف الخَيا ِ‬ ‫وها قد انتهت الطر يق‬ ‫ح حَياتي‬ ‫آه َاتُها ت َروي جُمو َ‬ ‫وماانتهى الرفيق‬ ‫مسعف‬ ‫ٍ‬ ‫ل لِ‬ ‫مجا َ‬ ‫سَكن الح ِراك ُ فَلا َ‬ ‫كل الطرق إلى الشوق تؤدي‬ ‫ُ‬ ‫فالر ّوحُ​ُ تَصعد ُ في ف َضاء ِ مَماتي‬ ‫ولا هدوء للبحر إلا باحتضان الشط‬ ‫وت َ َ‬ ‫الأحبَابُ ع َني ب ُرهة ً‬ ‫فر ّقَ‬ ‫في برزخ الجسد كان له جوار‬ ‫َمات‬ ‫باللط ِ‬ ‫خ زاد َ‬ ‫فال َد ّم ُع ز ٌ‬ ‫كما لحياة الروح كان دوما إزار‬

‫حسن ابو فردة‬

‫منى عزالدين‬

‫‪34‬‬


‫قلاع الوهم‬

‫سقطت قلاع الوهم وأمطرت صور‬ ‫خفافيش كأنها من البشر‬ ‫وأمير ساقه ليل ا�لكدر‬ ‫قتل الناقة بغيه وامتطى ليل القهر‬ ‫وسراب مخيم على أميرنا‬ ‫تحمله ضلالات صفر‬ ‫وهذا شيخ أغريحمل القرآن‬ ‫وله في كل حال عبر‬ ‫امتلك نواصي الدنيا بحمقه‬ ‫وفي ضلال سعيه نسي القدر‬ ‫وهذه لبست حجابا‬ ‫عذراء ترضع وليدها وحجابها وهما‬ ‫ستر وهذا فقير معدم أمطر مالا‬ ‫ما أكثر أموال المطر‬ ‫سقطت قلاع الوهم وأمطرت صور‬ ‫جنودنا للذكرى يحيون ليلهم سجدا‬ ‫وفي الصبح تسعى إليهم الدنيا صاغرة‬ ‫هم فوق كل شيء هم‬ ‫هارون وباقي القوم كلهم في صقر‬ ‫وهذا خليفتنا عمر‬ ‫”‪---‬متى استعبدتم الناس “‬ ‫في نواديكم تلهون بأحلامنا‬ ‫وفي صحونا نبعث‬ ‫نبحث عن ظل رغيف‬ ‫فيأتينا من يسومنا و يلات العبر‬ ‫==============‬ ‫د‪ -‬شاكر المدهون‬ ‫‪35‬‬

‫عطر الحروف‬

‫بين أحضان طيفك رميت أوراقي‬ ‫كخمرة سماو ية سكبت من عينيّ إلى‬ ‫قلبك‬ ‫التقطتها أبجديتك فاختزلت كأس العمر‬ ‫في قصيدة‬ ‫وغردت كبلبل على أوتار الحياة إنشادا‬ ‫أتدري أني رهنت روحي بعد أول‬ ‫قصيدة كتبتها‬ ‫وحملت أحلامي على أكتافي العذراء‬ ‫كساقي الشوق يقتات من فتات الأوزان‬ ‫دعني أرقص كالفراشة بين حروفك‬ ‫الغناء‬ ‫أهيم بين قافية الحاء والباء وبين الحرفين‬ ‫علاقة أجهلها‬ ‫فأنا حائرة لبقائي وبقائي حائر لذلك‬ ‫وتلك هي المعادلة الصعبة‬ ‫أنثر عبق الأمل بنور يتبعه شهاب ثاقب‬ ‫يأبى أن يتوارى عبيره بين شذا السطور‬ ‫رحيق هو نظمك ينساب كنبع عذب‬ ‫تتفجر منه الأبحر‬ ‫وأنت يا مهجتي عيناك جمعت كل أبحري‬ ‫وحفرت قبرا مزهرا لأدمعي‬ ‫فادفني في قلبك كبيت قصيد لا ينتهي‬ ‫تفكير_أنثى_مجنونة‪#‬‬ ‫دعاءالأمل‪#‬‬


‫قصة قصيرة‪.‬‬ ‫نفس الكأس‬ ‫رن جواله وهو على طاولة مكتبه غارقا في مطالعته ل�لكتب‪ ،‬التي أصبحت في الفترة الأخيرة‬ ‫مؤنسة ومواسية له في أحزانه‪ ،‬كان هناك إشارة ترحيب مطلوب منه قبولها لاسم مستعار‬ ‫‪.‬مؤنث تتوشح صورة حسابها مخطوطة الحمد ل� ل�ه رب العالمين‬ ‫قبلها وبدأت محادثة لم تكن في حسبانه أبدا خاصة وأنه أصبح على مشارف التاسعة‬ ‫‪.‬والأربعين من عمره‬ ‫السلام عليكم‬‫وعليكم السلام‬‫كيف حالك أستاذ ؟طمئني عنك وعن أحوالك‬‫الحمد ل� ل�ه رب العالمين إذا سمحت هل من الممكن معرفة اسمك وشخصك الحقيقي؟‬‫ستعرفني و�لكن أصحيح أنك مطلق!؟‬‫نعم صديقتي وهل أنت راغبة بالزواج!؟‬‫لا أنا متزوجة وأنا جدا آسفة لسؤالي‬‫صديقتي أكرر للمرة الثانية هل من الممكن معرفة اسمك الحقيقي‪!.‬؟‬‫أليس في بالك أحد من حياتك وذكر ياتك الجامعية في مدينة حلب‬‫حياتي الجامعية كان فيها ا�لكثير من الزملاء والزميلات من سأتذكر حتى اتذكر‪ ،‬فهم‬ ‫بالعشرات ومن مختلف المحافظات والمدن السور ية‬ ‫ألا تذكر انك كنت تنزل عندها ضيفا حبيبا في منزلها في منطقة الس‪.‬ي‪.‬ن‬‫في هذه اللحظة انتفض جسمه كله وجحظت عيناه وارتعشت يده وانتقل بذاكرته خطفا إلى‬ ‫الخلف ما يقرب من سبع وعشرين سنة ودار حوار العقل والقلب والذاكرة في نفسه‪ ..‬أيعقل‬ ‫أنها هناء انتقل إلى صفحتها فقرأ ملفها الشخصي خر يجة جامعة حلب طبيبة أسنان من‬ ‫سور ية محافظة د‪.‬ر‪ .‬مقيمة في إحدى دول الخليج‪ ..‬متزوجة‪...‬كتب مباشرة هناء و�لكنه عدلها‬ ‫مباشرة‬ ‫دكتورة هناء ‪....‬أليس كذلك!؟‬‫نعم أنا هناء أستاذ مأمون كيف حالك !؟‬‫ما الذي جعلك تتذكرينني!؟‬‫ وكيف أنساك وهل ما كان بيننا ينتسى !‬‫هل من الممكن أن أحدثك مكالمة هاتفية!؟‬‫لا أرجوك إذا اردت أن نبقى على اتصال أخاف إن سمعت صوتك أن أشعر بالضعف فمازال‬ ‫قلبي يحمل محبتك رغم زواجي ورغم أني اصبحت جدة وسيظل يحمل محبتك الى ان اموت‬ ‫حسنا‪...‬براحتك رغم اني رفضت الزواج منك ما زلت تحبينني‬‫انظر مأمون أعتذر منك فابني يريد مكالمتي فيديو من كندا‪.‬‬‫‪-‬حسنا حسنا مع السلامة‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫أصابته القشعريرة والذهول وزاد حزنه حزنا ممتزجا في قلبه مشاعر الحب الصادق لهناء و�لكن‬ ‫بعد فوات الأوان بعد سبع وعشرين سنة وتمنى أن يعود به العمر ليتزوج من أحبته بصدق‬ ‫رغم زواجه لمن أحب و�لكنه مني بخيبة وفشل زواجه والسبب أن من تزوجها لم تكن تحبه‬ ‫رغم محبته لها‪ ،‬وإنجابها منه لأولاده الذين أصبحوا في مختلف بلدان العالم بسبب الحرب‬ ‫الدائرة في وطنه‪ ،‬بعد طلاقه لزوجته التي فضلها على هناء كان يبحث عن اي شيء يوصله‬ ‫إليها عاد إلى مفكرته ووجد رقم هاتفها و�لكنه لم يكن مفعلا‬ ‫بحث عنها وعن حسابها على وجه الكتاب( الفيس بوك) و�لكنه لم يجد حسابها ودخل في‬ ‫قائمة أصدقائها وأقاربها لم يجد ذكرا لاسمها الآن عرف السبب الآن أصابه الندم الشديد‪،‬‬ ‫‪.‬واغرورقت عيناه بالدمع‪ ،‬لقد كان تصرفه قاسيا معها‬ ‫دخل الجيش والجامعة قسم كلية الآداب في مدينة حلب ‪ ،‬كان هدفه الأول التقرب ممن‬ ‫احب زوجته السابقة‪ ،‬التي كانت تدرس الحقوق‪ ،‬والهدف الثاني تكوين نفسه مثله مثل اي‬ ‫إنسان يريد ان يتزوج ويمتلك بيتا‬ ‫كان كلما نزل الجامعة بلباس الخروج العسكري الجميل ا�لكحلي اللون تز ينها الأوسمة الشرفية‬ ‫‪،‬وبربطة عنق كحلية تزين قميصا سماو يا‪ ،‬يرمز إلى القوى الجو ية‬ ‫يشعر بالفخر وكان يدير أعناق الصبايا‪ ،‬كثيرا منهن توددن إليه كثيرا منهن حاولن التقرب‬ ‫منه‪ ،‬لم يكن يريد أحدا‪ ،‬ولم يكن جادا في أي شيء سوى أن يحقق هدفا يسعى له‪ ،‬ألا وهو‬ ‫الزواج ممن احب والتي أصبحت زوجته التي طلقها بعد خمس وعشرين سنة من زواجه‬ ‫لها‪ ،‬فقد كان هواها مستحكما فيه ومتمكنا من قلبه و�لكن في يوم من الأيام رأى حبيبته مع‬ ‫احد الأشخاص في مقهى الجامعة فأصيب بالصدمة والخيبة وأراد أن يمسك بتلابيب ذلك‬ ‫الشخص و يوسعه ضربا و�لكنها ليست فكرة صائبة منه خاصة وانه لا شيء يجمعها به سوى‬ ‫كونها ابنة ضيعته ثم أن عائلتيهما على عداوة قديمة فيما بينهما‪ ،‬وبينما هو على تلك الحالة‬ ‫ذهب إلى مكتبة الجامعة منتظرا ريثما يحين موعد محاضرة مسائية مهمة له خاصة وانه بحكم‬ ‫‪.‬خدمته العسكر ية لا يستطيع حضور المحاضرات الصباحية‬ ‫‪.‬طلب فنجانا من القهوة واتخذ مكانه على احد طاولات ال�مكتبة الجامعية‬ ‫أشعل سيجارة وبدأ يراجع مقررا له ‪،‬لم يكن منتبها لوجود هناء بجانبه‬ ‫تفضل القهوة سيدنا‬‫ألف شكر‬‫‪.‬وناوله كالعادة خمس وعشرون ليرة سور ية‬ ‫وإذ بصوت هناء ذو اللهجة البدو ية المحببة‬ ‫أريد فنجانا من القهوة يكون بلا سكر وقطعتين من الشكولاتة‬‫انتبه مأمون إليها كان وجهها برونز يا مستديرا ذا جبهة عريضة بعينين واسعتين غريبتي اللون‬ ‫مابين الرمادي والأزرق هكذا كان انطباعه الاول عن عينيها الزرقاويتين الفاتحة لونهما في‬ ‫الظل وعند انعكاس النور فيهما يصبح لونهما فضيا خالصا‪ ،‬كان ثغرها صغيرا بأنف متوسط‬ ‫الحجم وحاجبين شقراوين دقيقيين مرسومين كقوسين تماما‬

‫‪37‬‬


‫كانت تضع صدر يتها البيضاء وكتبها على ال�مكتبة والتي عرف من خلالها أنها طالبة في السنة‬ ‫الأولى من كلية طب الأسنان‬ ‫كانت ترتدي أنوراكا كحليا فوق كنزة صوفية بلون الجوري مناسبين لتنورتها السوداء إلى ما‬ ‫تحت ركبتيها‬ ‫نسي ما كان من أمر حبيبته وبدأ بينه وبين نفسه يقول أليست هذه المخلوقة أحلى واجمل من‬ ‫حبيبتي ثم إنّها تدرس فرعا راقيا وستصبح طبيبة أسنان مع أن فكرة امتهانها لطب الأسنان لم‬ ‫ترقه و�لكنه بينه وبين نفسه قال الطب أفضل من الحقوق الذي هو اختصاص حبيبته وابنة‬ ‫مسقط رأسه‬ ‫ينتبه إلى مجيء عامل مقهى ال�مكتبة الجامعية‬ ‫تفضلي ابنتي هذه القهوة السادة وقطعتي الشكولاتة‬‫ناولته ثمنهما قائلة له بلهجتها المحبوبة‪:‬‬ ‫اترك الباقي لك‬‫تفاجأ تماما عندما ناولته قطعة من الشكولاتة‬ ‫ تفضل‬‫ابتسم قائلا ‪:‬ألف شكر‬ ‫تفضل لا تكن بخيلا هي لذيذة مع القهوة‬‫حسنا ألف شكر ربي يكرمك‬‫أأنت ضابط في الجيش‬‫نعم‬‫وتدرس في الجامعة‪.‬‬‫نعم في الحقيقة أنا أكمل دراستي الجامعية في كلية الآداب قسم لغة انكليز ية لأني متحصل‪-‬‬ ‫على شهادة معهد إعداد مدرسين قسم لغة انكليز ية أيضا‬ ‫لماذا لم تعمل كمدرس‬‫في الحقيقة أحببت الجيش وتعاقدت معه ولم ترق لي فكرة التدريس‬‫كان هذا اللقاء الأول بينهما وكانت حبيبته مشغولة هي الأخرى في ترتيب زواجها من‬ ‫شخص غيره‪ ،‬مما منعه من أن يدخل على خط طلب يدها و�لكونه كان يخاف فكرة رفضها له‬ ‫وأهلها بسبب العداوة بين العائلتين‬ ‫وتطورت العلاقة فيما بين مأمون وهناء التي كان والدها شيخا لأحد العشائر المعروفة في‬ ‫أحد مدن الر يف الشمالي الشرقي لمدينة د‪.‬ر ‪.‬والذي كان غنيا جدا لدرجة أن هناء لم تسكن‬ ‫‪.‬في المدينة الجامعية بل في منزل يم�لكه بمنطقة الس‪.‬ي‪.‬ن الجميلة في مدينة حلب‪ ،‬ولوحدها‬ ‫تطورت الأمور بينهما‪ ،‬بحكم عدم وجود فرصة ليقتنصها و يتزوج ممن أحب‪ ،‬واعترفت هناء‬ ‫بمحبتها له بعد عدة لقاءات بعيدا عن الجامعة وأجوائها‬ ‫كانت مولعة به جدا لدرجة أنها أعطته نفسها‪ ،‬و�لكن ليس بشكل كامل وكان مأمون واعيا‬

‫‪38‬‬


‫لهذا الأمر تماما‪ ،‬خاصة وأن هناء من مجتمع عشائري يقدس الشرف‪ ،‬و يعرف ضريبة انتهاك‬ ‫الشرف كانت تعني خسارة حياته ‪ ،‬بل وأعطته مفتاح البيت الذي أمضى فيه ما يقرب من‬ ‫سنتين معها‪ ،‬رغم محبتها له وإخلاصها وتفانيها لأجله وإلحاحها على الزواج منها إلا أن قلبه‬ ‫كان يهوى أم أولاده وطليقته الحالية التي عانى معها الأمرين على امتداد ربع قرن من الزمن‬ ‫الآن أحس وبألم‪ ،‬أحس بمرارة ما اقترف بحق نفسه و بحق هناء ‪ .‬القدر لعب لعبته عندما‬ ‫حانت فرصة للزواج من حبيبته اقتنصها وترك هناء تعاني ما تعاني من قهر وآلام‬ ‫عند منتصف الليل عاودت الاتصال به‬ ‫و�لكن ّه فضّ ل أن يحادثها بمكالمة عادية‪ ،‬و�لكنها فصلت الخط‪ .‬ومن ثم عاودت محادثتها ثانية‬ ‫كتابة‪ .‬فكتبت له‬ ‫أنت الآن تذوق من نفس الكأس الذي أذقتني إياه أنا أعذرك لأنك لم تهو َني رغم أني لم‬ ‫ولن أهوى أحدا في حياتي غيرك وأقسم لك أنك أول من لمسني من البشر هو أنت‪ ،‬ومن‬ ‫ثم زوجي فقط لأني أحببتك ولم أحب غيرك رغم زواجي و من بعدكما لن ولم يلمسني أحد‬ ‫بعدكما حتى الموت ‪ ،‬و�لكن في قلبي شخص واحد فقط واسمه مأمون وعشت هواه في ابني‬ ‫الذي أسميته مأمون حاليا هو طالب جامعي في كندا‪ .‬هو القدر من نهواه يهوى غيرنا ولا‬ ‫يكون زوجا لنا وكذلك أنت من هويت لم تهواك وكنت زوجها‪ ،‬وعانيت مثلما عانيت و�لكني‬ ‫‪.‬سعيدة جدا بابني مأمون‬ ‫أستاذ مأمون هنيئا لك كأس العلقم ليس تشفيا و�لكن ما تذوقه انت تجرعته انا بمرارة‬ ‫شديدة تفوق كأس مرارتك وخيبتك ولا زالت آثار مذاق كأس هجرك لي وعدم زواجك‬ ‫مني حسرة في قلبي إلى الممات‪ .‬الحمد ل� ل�ه على كل حال‪ ..‬فرج ال� ل�ه همك أخي الأستاذ مأمون‬ ‫أنصحك بأن تتزوج من يحبك فمن‬ ‫تحبك فقط تستطيع الاستمرار معها بهناء وسعادة لأنها لن تألو جهدا لحظة واحدة في سبيل‬ ‫سعادتك دمت بخير وربي يسعدك أخي الأستاذ مأمون أنت ابن حلال وابن كرام وحنون‬ ‫جدا وتستحق كل الخير‬ ‫كتب لها‬ ‫هناء أنا أعتذر عن معاناتك بسبب هجري وعدم زواجي منك ولو أن الزمن يعود �لكنت‪-‬‬ ‫‪.‬تزوجتك فورا‬ ‫أرسل الرد و�لكنه لم يصل‬ ‫لا نها قامت بحظره مباشرة‪ ،‬فلا يمكنه الرد على هذه المحادثة الآن عليه أن يكمل شرب كأس‬ ‫‪ .‬آخر أشد مرارة وألما‬ ‫أ‪.‬أيمن حسين السعيد‪...‬سور ية‬

‫‪39‬‬


‫رفيقي القلم‬

‫كنت أنظر من خلف الزجاج‬ ‫إلى الماضي‬ ‫إلى كتاباتي‬ ‫إلى الطر يق‬ ‫وكان برفقتي صديق‬ ‫جميل المعشر وأنيق‬ ‫عرفته ُ من صغري‬ ‫علاقتنا متينة‬ ‫رغم المعارك والظروف‬ ‫وهبته أغلى ما عندي‬ ‫نبض قلبي والنَف َس‬ ‫و أحاسيسي والحنان‬ ‫َ‬ ‫وتفجر ّ شوقٌ ما بيننا‬ ‫ونمت غابة ٌ بيننا‬ ‫كنت عليه عطوف‬ ‫وكان طو يل البال‬ ‫ثابت الحال‬ ‫وكان رؤوف‬ ‫كنت خياله وفكرته‬ ‫وكان رساما ً‬ ‫تهواه الحروف‬ ‫ومشت بنا عربات الزمن‬ ‫كانت أوراقنا أغلى ما نملك‬ ‫وخربشات بداية حلم وأمل‬ ‫وصور عشقناها‬ ‫وصباحات عرفناها‬

‫وليال سهرناها‬ ‫ومواقف دفعنا فيها الثمن‬ ‫كانت تغار ُ منه حبيبتي‬ ‫تبعده عن أناملي‬ ‫تخفيه تحت الوسادة‬ ‫وتنسى أنه مثلي يعشقها‬ ‫تهذّب على يديها‬ ‫وسكنته حياة منذ لقياها‬ ‫وقال لها‬ ‫يا أيقونة عشق وأنشودة بكاء‬ ‫يا مطرا ً عانقني‬ ‫يا ر يحا ً شمالية‬ ‫يا قرابين السماء‬ ‫أنا من ألبسكِ ثوبا ً من النثر‬ ‫ل من الشعر‬ ‫ك بشا ٍ‬ ‫ولف جيد ِ‬ ‫َّ‬ ‫ساقتني إليك أمواج الاشتياق‬ ‫ورماني في أحضانكِ الألم‬ ‫ياحبيبتي دعينا‬ ‫من غيرة النسوان‬ ‫وتعالي ألهميني‬ ‫واجعليني حبرا ً‬ ‫فقد جاع القلم‬

‫عماد صالح‬ ‫‪40‬‬


‫على اعتاب الرحيل‬

‫لن ينقطع السبيل‬ ‫لن تفقد الأمل‬ ‫لحظة البكاء في جوف‬ ‫الليل‬ ‫دقات القلب الخافتة‬ ‫نقطة الضعف‬ ‫وحالة الاستسلام‬ ‫توبة تهدأ فيها النفس‬ ‫عند الاستغفار‬ ‫مشهد يلفت الأنظار‬ ‫يوم أسود‬ ‫سرير يترقب‬ ‫الرضا بالقضاء والقدر‬ ‫مشاعر واضطرابات‬ ‫ورغبات‬ ‫لم تصل إلى الحد‬ ‫تنفرد بها لوحدك‬ ‫تعجز عن وصف‬ ‫الاحساس‬ ‫لاتتعجل اللقاء‬ ‫فالرحيل مكتوب بموعد‬ ‫دقق النظر‬ ‫تتجلى لك حكمة الإله‬ ‫تلك المتناقضات‬ ‫حين ترنو إلى الروح‬ ‫تحلم في صور‬ ‫غدير وأشجار‬ ‫وأنهار من العسل‬ ‫‪41‬‬

‫كلما تشرب تسأل‬ ‫هل تعبت من الإجابات‬ ‫في حالة من الخلاص‬ ‫لست متعمقا في‬ ‫القراءات‬ ‫ماتعرفه بفطرتك‬ ‫أن ماكتبه لك هو الذي‬ ‫سوف يكون‬ ‫وماعليك فقط إلا السعي‬ ‫ولن تحصد إلا ماقدر لك‬ ‫في نهاية الأمر‬ ‫حان الآن أن تصمت‬ ‫ليتكلم العقل‬ ‫أم تواصل البوح من‬ ‫القلب‬ ‫إلى درجة الإشباع‬ ‫من الكلام‬ ‫لتعتزل الناس في ركن ما‬ ‫تواصل الحوار الذي‬ ‫لاتريده أن ينتهي‬ ‫النفس ا�لكئيببة تجد‬ ‫الراحة بالعزلة والانفراد‬ ‫فملامح الأمس كانت‬ ‫عنوان الابتسامة‬ ‫والانبساط‬ ‫قد تقلصت وأصبحت‬ ‫كصحيفة رمادية‬ ‫متحجرة‬

‫تكتب عليها العلل‬ ‫واليد التي كانت تحتضن‬ ‫القلم‬ ‫انحلت حتى بدت عظام‬ ‫أصابعها من تحت الجلد‬ ‫كقضبان عار ية ترتعش‬ ‫أمام المرض‬ ‫بعد سكون عميق‬ ‫وخيال جسد‬ ‫وصوت ضعيف خافت‬ ‫وأنين من وراء الجدران‬ ‫مسح الدمع وسكنت‬ ‫الروح‬ ‫ونظرة شاخصة جامدة‬ ‫كأنها ترى شبحا في عالم‬ ‫الرؤ يا‬ ‫لم تعانق الحياة‬ ‫حتى احتضنها الموت‬

‫زهراء ناجي‬


‫قطار الحياة‬

‫ركبت قطار الحياة و كلي شغف لاكتشاف خبايا و أسرار ركابه‬ ‫رأيت من غادر القطار دونهم‪ ،‬ومن ركب في آخر لحظة ‪،‬وذاك يركض‬ ‫بكل إصرار لبلوغه‪ ...‬تهافت الكل لنيل الأماكن المر يحة‬ ‫توقف القطار بنا بمحطة السعادة‪ ،‬وإذا بالكل ينزل ليغترف رشفات السعادة‬ ‫لتكون تر ياقا للآلام و الأحزان‬ ‫هناك من عاد مسرعا هلعا‪ ،‬لأنها ليست من نصيبه‪، ،‬أما البعض فأيقن أنها‬ ‫زائفة‪ ،‬و غير دائمة وبأنها حال وليست صفة‬ ‫وهناك من نهل من أنهارها أعذب كأس‬ ‫تابعنا المسير حتى وصلنا لمحطة الأمل‪ ،‬وهنا رأيت من أقبل عليه كمن وجد‬ ‫نافذة داخل صندوق أوكسيجينه يكاد ينفذ‪ ،‬ومن لم يعطي بالا ً له فهو‬ ‫لا يحتاجه ‪،‬وعادوا وقد استنشقوا بعضا من نسماته بعدما كان يبدو عليهم‬ ‫الإرهاق و اليأس يكاد يفتك بهم‬ ‫كنت أشاهد الناس ‪،‬أتبسم من أحدهم و أستغرب من آخر وأشرد تارة في‬ ‫ذاك‪.‬‬

‫غصصت حين تذكرت الوجوه التي رحلت عن القطار‬ ‫أقبلنا على محطة القناعة �لكن لم يهتم لأمرها إلا قلة قليلة اقتتاتوا وسدوا‬ ‫جوعهم من كنزها ‪،‬أكملنا المسير وأنا شاردة بكل الذي يحدث مترقبة‬ ‫المقبل هلعت حين سمعت صوت صافرة القطار و دو يه عندما توقف بمحطة‬ ‫المال و السلطان ‪ ،‬هنا تدافع الركاب في زحمة كبيرة ‪،‬كان المشهد مهول‪...‬‬ ‫تهافتو عليه بشراهة حتى أن البعض لم يهمه إن داس على هذا أو سحق ذاك‬ ‫لبلوغ هدفه أو اذا كان يستحق ما يحصل عليه‬ ‫لفتني و نحن نتوقف بمحطة الرضا ‪.‬أن الذين حصلو على السعادة‪ .‬و المال و‬ ‫الحب‪ ..‬و‪..‬و تجاهلوا الرضا و أشاحوا بوجهوهم عنه‬ ‫وانا أفكر توقف القطار بمحطة الدين ووجدته غريبا ‪،‬حزينا‬

‫‪42‬‬


‫هناك من تعرف عليه و ترقرقت عيناه شوقا لإحتضانه ومن عرفه و أنكره‬ ‫وهناك من تعرف على الدين �لكن الدين انكره و تبرأ منه‬ ‫وهناك من مر عليه كأنما على قلوب أقفالها‬ ‫المهم وصلنا لمحطة الحق وكان الباطل يكاد يسحقه في عراك مميت وقد تنكر‬ ‫له ا�لكثير يين ‪،‬قلبي تمزق من هول الأمر حينها هزني صوت صافرة القطار و‬ ‫هو يتوقف في محطة غريبة بل مرعبة ‪،‬كل من على القطار استنكر لها ‪،‬هنا‬ ‫مكتوب محطة الموت‬ ‫على فزع من الركاب توقف القطار لتتوقف معه أنفاسهم المحبوسة هلعا‬ ‫‪،‬صمت مطبق لا يسمع إلا صوت فرار القلوب من هاته المحطة ‪،‬سكن‬ ‫الجميع لا أحد يرغب بالنزول هنا‬ ‫للأسف هذه محطة القطار الأخيرة و الكل مجبر على المغادرة‬ ‫وأعلن القطار نرجو منكم إخلاء القطار‬ ‫كان هذا قطار الحياة أما عني فكنت الدنيا‪.....‬‬

‫فايزة عبد السعيد‬

‫‪43‬‬


‫قلب متعلّم ِ اللغة ِ العربية ِ‪ :‬ه ُو ح ُ​ُب �ّها‬ ‫ل شيء ٍ يجبُ تثبيت ُه في ِ‬ ‫أ ّو ُ‬ ‫عجزات‬ ‫ِ‬ ‫بّ يَصن ُع الم ُ‬ ‫الح ُ ُ �‬ ‫ن عليكم نُطل؛ لُغ َة ُ الضّ ادِ بها‬ ‫ن المعجزة نح ُ‬ ‫من لُغة ِ القرآ ِ‬ ‫تفاخر عباقرة العرب‪ ،‬فنَظَموا القصائد وسطّروا الأمثال‬ ‫ِ‬ ‫يبتغ لنفسه ِ سلائق عربية وملكات‬ ‫والح ِكم‪ .‬ومن من ّا لا‬ ‫لغو ية؛ يبتغي لسانا ً خاطبا ً وقلما ً كاتبا‪ ً.‬لذلك في هذا الصرح‬ ‫العربي أكون أو أكون؛ يبزغ فجر‬ ‫}زمرة الأدب الم�لكية{‬ ‫لتقدم �لكم طبقا ً ملكيا ً من ذهب يحتوي على مجوهرات‬ ‫النحو وموسيقى الصرف وحدائق البلاغة‬ ‫‪ *.‬يجمعهم الموطن الأصلي هو * ‪#‬الإثراء_اللغوي‬ ‫الموسم_الأول‪#‬‬ ‫علم_الن ّحو‪#‬‬ ‫مخت َصرة‪#‬‬ ‫نُبذة ٌ_ ُ‬ ‫الجملة في اللغة العربية إمّا أن تكون اسمية أو فعلية‪ ،‬الجملة‬ ‫الاسمية هي التي تتألف من مبتدأ وخبر‪ ،‬أمّا الجملة الفعلية‬ ‫تتكون من مكونات أساسية مثل الفعل والفاعل‪ ،‬و�لكن‬ ‫تضم ‪#‬الجملة_الفعلية بعض العناصر ‪#‬الفرعية التي توضح‬ ‫معنى الجملة وتز يل الإبهام عنها‬ ‫مثل المفعول به والمضاف إليه والمفعول لأجله‬ ‫توضيح‬ ‫ل نفسك سؤالين؛‬ ‫حين ترى الجملة الفعلية عليك أن تسأ َ‬ ‫حتى تعرف الفاعل والمفعول ‪:‬به‪ ،‬وهما‬ ‫من ؟ والمعنى من الفاعل؟‬ ‫ماذا ؟ والمعنى ماذا فعل الفاعل؟‬ ‫ل اللّبنَ‪#‬‬ ‫مثال شربَ الطف ُ‬ ‫ل إذا هو الفاعل‬ ‫من شرب؟ الطف ُ‬ ‫ماذا شرب؟ اللّبنَ إذا هو المفعول به‬ ‫وهذه الطر يقة تجعلك تميز وجود المفعول به من عدمه‪،‬‬ ‫وخاصة أن المفعول به قد لا يتواجد لأنه ُ ليس ركنا ً أساسيا ً‬ ‫‪.‬في الجملة الفعلية وإنما فرع‬ ‫●•‪ 📚°‬تعر يف_المفعول_به‪●•° 📚 #‬‬ ‫المفعول به هو اسم يدل على من وقع عليه الفعل و يكون‬ ‫دائما ً في الجملة الفعلية‪ ،‬أي أن المفعول به يقع عليه فعل‬ ‫‪.‬الفاعل‬

‫االثراء اللغوي‬ ‫مىن ناصر‬

‫‪44‬‬


โ ซ๐ ด ุฅุนุฑุงุจ_ุงู ู ู ุนู ู _ุจู โ ช๐ ด #โ ฌโ ฌ โ ซุฌู ุน ู ุคู ุซ ุณุงู ู โ ฌ โ ซุงู ู ู ุนู ู ุจู ุฏุงุฆู ุง ู ู ู ุตู ุจ ู ู ู ู ุนู ุงู ุงุช ู ู โ ฌ โ ซโ โ ช ๐ โ ขยฐโ ฌุฃู ู ุงุน_ุงู ู ู ุนู ู _ุจู โ ชโ ยฐโ ข๐ #โ ฌโ ฌ โ ซโ ช:โ ฌุฐู ู โ ฌ โ ซุงู ู ู ุนู ู ุจู ู ู ุนุงู โ ฌ โ ซุงู ู ุชุญุฉ_ุงู ุธุงู ุฑุฉ ุฅู ู ุงู ุตุญู ุญ ุงู ุขุฎุฑ ุฃู โ ชโ #โ ฌโ ฌ โ ซโ ช-ูกโ ฌุงุณู ุง ู ู ุนุฑุจุงโ ช ุ โ ฌู ู ุง ู ู ู ู ุฅู ุง ุธุงู ุฑุง ู โ ฌ โ ซโ ชุ โ ฌู ุนุชู ุง ู ุจุงู ู ุงู ู ุงู ู ุงุกโ ฌ โ ซุงู ู ุท ุงู ู ุฃุฑโ ฌ โ ซู โ ฌ โ ซู ุซุงู โฌ ุฃู ู โ ฌ โ ซู ุซุงู โ ช-โ ฌุถุฑุจ ุงู ู ุนู ู ู ุงู ุชู ู ู ุฐ ู โ ฌ โ ซโ ชู -ูขโ ฌโ ฌ โ ซู ุจู ู ู ุตู ุจ ู ุนู ุงู ุฉ ู ุตุจู โ ฌ โ ซุงู ุชู ู ู ุฐ ู ู ู ุนู ู โ ฌ โ ซุงุณู ุง ู ุจู ู ุงโ ช ุ โ ฌู ู ู ู ู ุฅู ุง ุถู ู ุฑุง ู ู ู ุตู ุง ุฃู โ ฌ โ ซโ ช.โ ฌุงู ู ุชุญุฉ ู ุฃู ู ุตุญู ุญ ุงู ุขุฎุฑโ ฌ โ ซโ ชุ โ ฌู ุชุตู ุงโ ฌ โ ซู ุซุงู โ ช-โ ฌุฑุฃู ุชู ุงู ู ุญุงู ู ู โ ฌ โ ซู ุซุงู โฌ ุงู ู ุนู ู ู ุตุญู ู โ ช :โ ฌุงู ู ู ุนู ู ุจู ุฌุงุก ุถู ู ุฑุงโ ฌ โ ซุงู ู ุญุงู ู ู ู ู ุนู ู ุจู ู ู ุตู ุจ ุจุงู ู ุชุญุฉ ุงู ุธุงู ุฑุฉ ู ุชุตู ุง ู ู ู โ ฌ โ ซู ู ุขุฎุฑู โ ฌ โ ซู ุซุงู โฌ ุฅู ุงู ู ุนุจุฏ ู โ ช :โ ฌุงู ู ู ุนู ู ุจู ุฌุงุก ุถู ู ุฑุงโ ฌ โ ซู ุฃู ู ู ุนุชู ุงู ู ุงุกโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ู ุตู ุง ู ู ู ุฅู ุงู โ ช#โ ฌโ ฌ โ ซุงู ู ุชุญุฉ_ุงู ู ู ุฏุฑุฉ_ู ู ุชุนุฐุฑ ุฅุฐุง ู ุงู ุงู ู ู ุนู ู ุจู โ ช-ูฃ #โ ฌโ ฌ โ ซู ุนุชู ุงู ุขุฎุฑ ุจุงู ุฃู ู โ ช ุ โ ฌู ุซุงู โ ช -โ ฌุณุงุนุฏุชู ุงู ู ุชู ู ู ู ู ุงู ู ู ุนู ู ุจู ุงุณู ุฅุดุงุฑุฉโ ฌ โ ซุงู ู ุชู โฌ ู ู ุนู ู ุจู ู ู ุตู ุจ ุจุงู ู ุชุญุฉ ุงู ู ู ุฏุฑุฉโ ฌ โ ซู ุซุงู โฌ ุถุฑุจุชู โ ช#โ ฌู ุฐุง ุงู ุบู ุงู ู โ ฌ โ ซุนู ู ุงู ุฃู ู ุงู ู ู ุตู ุฑุฉโ ฌ โ ซโ ช-ูคโ ฌโ ฌ โ ซู ู ุน ู ู ุธู ู ุฑู ุง ุงู ุชุนุฐุฑโ ฌ โ ซโ ช:โ ฌู ู ู ู ุงู ู ู ุนู ู ุจู ุงุณู ุง ู ู ู ุตู ู ุง ู โ ฌ โ ซู ู ู ุตุจ_ุจุงู ู ุงุก ู ู ุญุงู ุฉ ุงู ุชุซู ู ุฉ ู ุงู ุฌู ุนโ ฌ โ ซู ุซุงู โฌ ุฃู ุฑู ุชู โ ช#โ ฌุงู ุฐู ุฒุงุฑู ู โ ฌ โ ซู ุซุงู โ ช-โ ฌู ู ุญุชู ุนุตู ู ุฑู ู ู โ ฌ โ ซโ ช-ูฅโ ฌโ ฌ โ ซุนุตู ู ุฑู ู ู โ ช -โ ฌู ู ุนู ู ุจู ู ู ุตู ุจ ุจุงู ู ุงุก ู ุฃู ู ู ู ู ู ุงู ู ู ุนู ู ุจู ู ุตุฏุฑุง ู ู ุคู ู ุง ู ู ู {ุฃู โ ฌ โ ซู ุซู ู โ ฌ โ ซุงู ู ุตุฏุฑ ู ุฉ ู ุงู ู ุนู ู ุฉ}ุ โ ฌ โ ซู ุซุงู โ ช-โ ฌุงุญุชุฑู ุชู ุงู ู ุงุถู ู ู ู โ ฌ โ ซโ ช.โ ฌู ุซุงู โฌ ุทู ุจุช ู ู ุงู ุชู ู ู ุฐ ุฃู ู ุฑุงุฌุน ุฏุฑู ุณู โ ฌ โ ซุงู ู ุงุถู ู ู ู ุนู ู ุจู ู ู ุตู ุจ ุจุงู ู ุงุก ู ุฃู ู ุฌู ุน ุฃู ู ุฑุงุฌุนโ ช :โ ฌู ุตุฏุฑ ู ุคู ู ู ู ู ุญู ู ุตุจโ ฌ โ ซู ุฐู ุฑ ุณุงู ู โ ฌ โ ซโ ช.โ ฌู ู ุนู ู ุจู โ ฌ โ ซโ ชุ โ ฌู ู ู ุตุจ_ุจุงู ุฃู ู ู ู ุงู ุฃุณู ุงุก ุงู ุฎู ุณุฉโ ชโ #โ ฌโ ฌ โ ซู ุซุงู โฌ ุนู ู ุชู ุงุฌุชู ุงุฏู โ ฌ โ ซู ุซุงู โ ช-โ ฌุฃุญุจุจุชู ุฃุฎุงู ู โ ฌ โ ซุงุฌุชู ุงุฏู โ ช :โ ฌุงู ุฌู ู ุฉ ุงู ู ุนู ู ุฉ ู ู ู ุญู ู ุตุจ ู ู ุนู ู โ ฌ โ ซุฃุฎุงู โ ช -โ ฌู ู ุนู ู ุจู ู ู ุตู ุจ ุจุงู ุฃู ู ู ุฃู ู ู ู ุจู โ ฌ โ ซโ ชุ โ ฌุงู ุฃุณู ุงุก ุงู ุฎู ุณุฉโ ฌ โ ซโ ช-ูฆโ ฌโ ฌ โ ซู ุงู ู ุงู โ ช :โ ฌุถู ู ุฑ ู ุชุตู ู ุจู ู ุนู ู ุงู ู ุชุญ ู ู ู ุญู ู ู ู ู ุงู ู ู ุนู ู ุจู ุฌุงุฑุง ู ู ุฌุฑู ุฑุงโ ฌ โ ซโ ช.โ ฌุฌุฑ ุจุงู ุฅุถุงู ุฉโ ฌ โ ซู ู ู ุตุจ_ุจุง๏ฟฝู ู ุณุฑุฉ ู ู ุงุจุฉ ู ุนู ุงู ู ุชุญุฉ ู ู ุฌู ุนโ ช. #โ ฌู ุซุงู โฌ ุฃู ุณู ุช ุจู ุฏู ู โ ฌ โ ซโ ช.โ ฌุจู ุฏู ู {ุฌุงุฑ ู ู ุฌุฑู ุฑ ู ู ู ุญู ู ุตุจ ู ู ุนู ู ุจู {โ ฌ โ ซุงู ู ุคู ุซ ุงู ุณุงู ู โ ฌ โ ซู ุซุงู ุฑุฃู ุชู ุทุงู ุจุงุชโ ฌ โ ซุทุงู ุจุงุช ู ู ุนู ู ุจู ู ู ุตู ุจ ุจุง๏ฟฝู ู ุณุฑุฉ ู ุฃู ู โ ฌ

โ ซโ ช45โ ฌโ ฌ


‫نقطة نظام‬

‫ل وعلا الإنسان وخ َلق الحيوان‬ ‫لقد خ َلق اللّه ج ّ‬ ‫و ف َ​َر �ّق بينَه ُما بالع َقل فجَع َل للإنسان ع َقلا َ​َ يُفك ِّر‬ ‫به وجَع َل للحيوانات غريزة خاصّةبها ور ُغم‬ ‫ن هذه الحيوانات تَفتَق ِر للألباب إلا ّ أنّنا‬ ‫أ ّ‬ ‫ن َراها تَعيش في ن ِظامِ​ِ ر بّانيّ عجيب يجعَلُنا نَق ِف‬ ‫حائرين أمام م ُعجزات الّله تعالى في خ َلقه‬ ‫ن من بين الأمور العجيبة أنّنا نرى بعض‬ ‫‪...‬وإ ّ‬ ‫تلك الحيوانات كالوحوش مثلا َ​َ ‪ ...‬نرى بأنّها لا‬ ‫تَصطاد فريسَتَها ولا تَفتَر ِس ُها إلا ّ في حالة الجوع‬ ‫فقط ولا تأكل إلا ّ ق َدر َ ما يَكفيها ويُشب ِع ُها‬ ‫وز يادة على ذلك فإنّها تَتر ُك بعض ما فَضُل‬ ‫من طعامها لغيرها من الحيوانات ال ّتي تتغذى‬ ‫ن العجائب أيضَ​َا أنّنا لم نَسم َع‬ ‫ن مِ َ‬ ‫على الج ِي َف وإ ّ‬ ‫عن حَيوان ِ​ِ اعتدى على حيوان ِ​ِ آخر إلا ّ في‬ ‫حالة الجوع فقط ولم نَسمع عن وحشِ​ِ من‬ ‫الوحوش اعتدى على غيره وهو في حالة شَب َع‬ ‫و�لكن ّه يُعطي لن َفسِه نَصيبَ​َا من الراحة والنوم كي‬ ‫ينمو تارك َ​َا بَقي ّة الحيوانات تأك ُل من رِزق الّله‪.‬‬ ‫ن م َعشَر َ الب َش َر‬ ‫�لكن في الطَر َف المُقاب ِل فإنّنا نّ ح ُ‬ ‫أصب َحنا نرى في أنفُسِنا وفي تَصَر ُفاتِنا العَجَبَ‬ ‫الع ُجاب أصبح الواحد م ِن ّا يرى في نَفسِه قُو ّة‬ ‫و سيطرة يَتَسَل ّط بها على م َن هو أضع َف م ِنه‬ ‫ل في‬ ‫أصبح الواحد ُ م ِن ّا يَظ ُنّ نَفسَه أسدَ​َا يَجو ُ‬ ‫سطَ​َا سَيطَرَتَه على الجميع في‬ ‫الحِمى كيفما شاءبا ِ‬ ‫ل وعلا خ َلَق لنا عقولا من أجل‬ ‫ن ال� ل�ه ج ّ‬ ‫حين أ ّ‬ ‫‪46‬‬


‫القلوب املتحجرة‬

‫‪47‬‬

‫ُ‬

‫جمال الوهراني‬

‫ِّ‬

‫أن يمَُيِّزَنا عن بقي ّة الحيوانات ‪...‬إلا ّأنّنا لم نُحسن‬ ‫استعمال هذه العقول ولم نَست َغِلَها الاستغلال‬ ‫ل وعلا بها علينا‬ ‫الجي ّد ر ُغم أنّها ن ِعمة أنع َم الّله ج ّ‬ ‫فأصبحنا نَعيش في جَهالة من أمر ِنا ولم ن َرتقي‬ ‫بأخلاقنا إلى المستوى الّذي ينبغي أن تكون فيه‬ ‫ولم نَسلُك طر يق الرُشد الّذي يَنبغي أن نس�لكه‪...‬‬ ‫حق َه‬ ‫حق ِ​ِ َ‬ ‫ل ذي َ‬ ‫ور ُغم أ ّ‬ ‫ن اللّه تعالى قد أعطى لِك ُ ّ ِ‬ ‫َرض بذلك ولم‬ ‫وق َس ّم أرزاقَنا بالع َدل إلا ّ أنّنا لم ن َ‬ ‫نَقن َع حتى أصب َحنا نأك ُل بَعضَنا الب َعض ونأخذ‬ ‫ح َ​َقّ غَير ِنا ونسر ِف في الاستهلاك إلى ح َ ّدِ الهَلاك‬ ‫‪ ...‬أصبحنا نتعدى على غيرنا سَلبَ​َا ونَهبا ‪...‬نفعل‬ ‫ذلك خشية م ِن أن نموت جوعا ‪ .‬لقد أصبح هذا‬ ‫ل واق ِع ِنا وتَغ َي ّرت‬ ‫هو حالُنا للأسف الشديد وحا ُ‬ ‫الف ِطرة البشر ية وتغي ّرت العديد من الغايات‬ ‫ال ّتي خ ُل ِقنا لأجل ِها و ُأم ِرنا بِها ‪ ...‬وحوش الغابة‬ ‫تَفتَر ِس إذا ما أرادت أن تعيش و وحوش بشر ية‬ ‫تَفتَر ِس من ي ُريد أن يعيش‪...‬أقول مرّة أخرى‬ ‫أن ّه وللأسف الشديد أصبحنا نحيا حياة متناقضة‬ ‫وغير مفهومة حياة يَحكُم ُها قانون الغاب يأكل فيها‬ ‫ل مبادئ‬ ‫القويّ الضعيف دون رحمة ضاربين ك ّ‬ ‫وصفات الإنسانية عرض الحائط كل ذلك‬ ‫ِ​ِ‬ ‫لدواع‬ ‫على حساب المجتمع والأخلاق وإرضاء َ​َ‬ ‫شيطانية تُهلِك م َن استجاب لها قَبل أن تُهلِك‬ ‫‪.‬نفسها‬


‫الومضة‬ ‫احلكمة‬ ‫خذلان‬ ‫ول ّوه أمرهم؛ ولا ّهم الد ّبر‪.‬‬ ‫شهرزاد التبريزي‬

‫تضليل‬ ‫ظهرت ذنوبهم؛ لبسوا ثوب البراءة‪.‬‬ ‫‪ kari‬كريمة‬ ‫مضاجع‬ ‫فرقهم النعاس؛ جمعهم الأرق‪.‬‬ ‫محمد مندور‬

‫بصيرة‬ ‫ضأت بالإيمان؛ عانقها الطّهر‪.‬‬ ‫تو ّ‬ ‫فايزة عبدالسعيد‬

‫ثورة‬ ‫جاعوا؛ أكلوا الشعارات‪.‬‬ ‫جمال الشمري‬

‫نكسة‬ ‫استقام العزم؛ تعر ّجت النوايا‪.‬‬ ‫منى عزالدين‬

‫حشمة‬ ‫راودها الحلم ليلا؛ تسترت بالعفة‪.‬‬ ‫جمال الشمري‬ ‫غرور‬ ‫هداهم؛ ضلت خطواته‪.‬‬ ‫)منى عز الدين (‬

‫خطيئة‬ ‫اتهم بالت ّكفير؛ زلزلهم بالت ّفجير‪.‬‬ ‫زينب الشرقاوي‬

‫جهل‬ ‫جاعوا؛ أكلتهم الألسنة‪.‬‬ ‫حنان اسلام‬

‫خذلان‬ ‫اجتمعت آلامهم؛ تشتتت قلوبهم‪.‬‬ ‫سما الفرقدين‬

‫ساسة‬ ‫أكلوا الشعارات؛ تقيؤوها‪.‬‬ ‫زينب الشرقاوي‬

‫يقين‬ ‫شخصت الأبصار؛ ثبتت الرؤى‪.‬‬ ‫)جمال الشمري(‬

‫‪48‬‬


‫وطن‬ ‫قتل دفاعا عن أرضه؛ خلّده تراب‬ ‫الغربة‬ ‫)سما الفرقدين (‬ ‫مكر‬ ‫رماها بشباكه؛ أغرقته ببحرها‪.‬‬ ‫)مهند العبادي(‬

‫عبودية‬ ‫استعذبوا العذاب؛ لفظتهم العزة‪.‬‬ ‫)جمال الشمري(‬ ‫انهزام‬ ‫كس ِر شموخها؛ عانقت القاع‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫)شمعة أمل(‬

‫جهل‬ ‫انطوت البصيرة؛ اضئ درب الفتن‪.‬‬ ‫رئبال الدمشقي*‬

‫خيبة‬ ‫قلت الحيلة؛ انطوت البصيرة‪.‬‬ ‫منى نآصر*‬ ‫طاعة‬ ‫قدموا له الوقود؛ أشعلهم‪.‬‬ ‫جمال الشمري*‬ ‫‪49‬‬

‫متاهة‬ ‫ضلت خطواته؛ اتبع هواه‬ ‫رصيف الأمل*‬

‫ذبيح‬ ‫رقص؛ نزف‪.‬‬ ‫زينب الأسدي*‬

‫حقد‬ ‫طعنوه في القلب؛ أزهر‪.‬‬ ‫فايزة عبد السعيد*‬

‫هوى‬ ‫اتبعوه؛ أغرقهم‪.‬‬ ‫حنان عمراوي*‬

‫حقد‬ ‫عم السلم؛ أيقظوا الفتن‬ ‫مجد محمد وليد*‬

‫حقيقة‬ ‫تمزقت؛ ظهرت ذنوبهم‪.‬‬ ‫‪*tabarek Riadh‬‬

‫خداع‬ ‫استدار؛ طعنوه في القلب‪.‬‬ ‫‪kary lys‬‬

‫جمع‬ ‫جمال الشمري‬


‫رســــالة إىل التي‬

‫في البداية أو ُدّ إخبارك بأن قلمي ظل معلقا ً في الهواء بضع دقائق قبل أن يطأ‬ ‫أوراق تلك الرسالة و�لكنه بالطبع لم ييئس بل حاولت كثيرا َ أن أكتب لك‬ ‫و�لكن فشلت محاولاتي فأنا عاجز ٌ عن إكمال عنوان تلك الرسالة فضلا ً عن أن‬ ‫يكتمل محتواها‬ ‫بالطبع هذه البداية ستجعل سؤالا ً يجول في خاطرك ألا وهو ‪ :‬ومالذي جعل‬ ‫قلمك وعقلك بكل هذه البلادة ؟‬ ‫أنت‬ ‫وهذا بالطبع سؤال ساذج ‪ ,‬ساذج جدا ً سيدتي فكيف تسألين سؤالا ً ِ‬ ‫جوابه؟‬ ‫أنت السبب الأول والأخير وما بينهما من أسباب لحال قلبي الآن‪ .‬حقا ً‬ ‫نعم ِ‬ ‫هو يعتبرك متهمة في حقه ولا بينة عنده لما يدعيه ‪ ,‬أعلم أن _ البينة على من‬ ‫ادعى_ هذه مقولة مشهورة جدا ً عند رجال القانون والأكثر شهرة منها هو _‬ ‫أن القانون لايحمي المغفلين _ وحقيقة أنا لا أدري لماذا جعل رجال القانون‬ ‫من الحماقة مبرر كي يضيع حق الآخرين؟‬ ‫هم بذلك ضيعوا حقوق نصف البشر فنصف البشر يتصرفون بحماقة في كثير‬ ‫من تصرفاتهم وأنا كنت الأحمق حين نظرت في عينيك فأصابتني لعنتها‬ ‫تلك اللعنة التي جعلت الكلام ينضب في جوفي وليس هذا كل شيء فأيضا ً‬ ‫أصابتني لعنة عينيكِ بقشعريرة وبرودة في جسدي ولا أتهم برودة الطقس‬ ‫ك بذلك فما الذي حملني على هذا الفعل الأحمق وهو أن‬ ‫في ذلك بقدر إتهامي ل ِ‬ ‫أتعرض للخلاء في الليل البارد ؟! ليس شيئا ً سوى أني فشلت في إقناع خلايا‬ ‫عقلي بالنوم ولم أعرف أي آلية للنوم كأني تحولت ُ إلى كائن ليْلي لا ينام ولم‬ ‫ينم بتاتا ً‬ ‫لذا أصابني الأرق اللعين لعنة عينيكِ ‪ ,‬حقا ً أنت كنت البلاء لجسدي يا بلوة‬ ‫جسدي وقلبي‬ ‫بالطبع لم تنته ِ رسالتي بعد بل أشعر وكأني لم أكتب حرفا ً واحدأ تفهمينه حتى‬ ‫الآن فإن كان حال رسالتي الغموض فقد أصبح حال صاحب تلك الرسالة‬ ‫أشد غموضا ً ولعل هذا الذي كنت أود أن أخبرك به‬ ‫‪50‬‬


‫ك �لكن لا‬ ‫في النهاية رغم محاولة لابأس بها إلا أني فشلتُ في أن أكتب ل ِ‬ ‫ن آخر ربما إلى النيل‬ ‫بأس سأحاول من جديد سأذهب هذه المرة إلى مكا ٍ‬ ‫سأتخذ من النظر إليه مصدر إلهام لقلمي أيضا َ سأشكيكِ إليه يا بنت النيل‬ ‫وأناجيه بحق سيلان موجه أن يُذهب جمود قلمي ‪ .‬لا أدري حقا ً لم كل‬ ‫هذا الجمود ؟! تجمد حبر قلمي تماما ً مثلما تجمد كل شيء ٍ داخلي ‪ ,‬لما كل هذه‬ ‫ك؟‬ ‫!الصعوبة التي يجدها قلمي في أن يكتب ل ِ‬ ‫ربما لو كلفته بوصف النجوم في السماء أو ما يحدث في أعماق الماء لكان‬ ‫ذلك أهون عليه من أن يصف حال قلبي وبالحديث عن الماء أود أن أخبرك‬ ‫بأني ما زلتُ أخاف من اتساع عينيك الذي يشبه اتساع بحر ‪ .‬أخاف منه‬ ‫كخوف غري ِ‬ ‫ق ينظر حوله فلا يجد برا ً ولا يسمع لندائه أحدا ً وقد نادى كثيرا ً‬ ‫أغيثوني أغيثوني ولعل هذا نداء قلبي أيضا ً أغيثوني‬ ‫ما زلت أيضا ً أخاف من غدر موجك الهادئ كهدوء موج النيل الذي يشبه‬ ‫هدوء ملامحك‬ ‫هذه بداية سطر جديد وكأنه السطر الأول في رسالتي سأنجو هذه المرة ربي‬ ‫الذي أقسم بقلمي أن أنجح هذه المرة ولن ييئس قلمي هذ المرة ذلك أن شأن‬ ‫قلمي كشأن المرسلين والأنبياء والمرسلين يتحملون ا�لكد و يصبرون في سبيل‬ ‫تبليغ رسالتهم وقد فاز من حاذ حذو المرسلين ‪ .‬وبالحديث عن المرسلين أو ُدّ‬ ‫ك أني بالطبع لا أتمنى أ‪ ،‬يكون مصير قلمي كمصير رسل بني إسرائيل‬ ‫أن ُأخبر ِ‬ ‫حيث كذبوا الرسل وأحرقوا رسالتهم أرجوك لا تفعلي هذا برسالتي بل آمني‬ ‫بها كإيمان خديجة برسالة محمد بن عبد ال� ل�ه وصدقيها كتصديق أبي بكر الصديق‬ ‫برسالة صاحبه ‪ ،‬لكل رسول معجزة وبرهان يبرهن بها صدق كلامه أما عن‬ ‫ن بوحي قلمي؟ّ‬ ‫!قلمي فلا دليل لذلك ولا برهان فهل هذا سيجعلكِ تكفري َ‬ ‫أنت عقاب منه على ذنب قد فعلته‬ ‫في النهايةالعفو أطلبه من ال� ل�ه إن كنت ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالطبع أعتذر أني أسهبتُ طو يلا في كتابة تلك‬ ‫ونسيته فحقا ً قد فتنتني عيناكـ ِ ‪.‬‬ ‫المقدمة وحتى الآن لم أشرع بعد في كتابة محتوى رسالتي �لكن لابأس إليك‬ ‫محتوى رسالتي وهي أني ( ُأحِب ِّك) ‪ .‬انتهت الرسالة‬ ‫سم َع ِي ْن‪#‬‬ ‫‪i!..‬ــ ِ‬ ‫‪51‬‬

‫إسماعيل أحمد‬


‫جواب لألف سؤال‬

‫أنا أيضا يا صديقتي طرحني أرضا‬ ‫ألف سؤال ‪ ،‬وأوسعني الخذلان‬ ‫صدا‪�،‬لكني آثرْتُ الصمت‪ ،‬وقلت‬ ‫لعل في سفري أجد الإجابات ‪،‬‬ ‫كل الخطوات التي حملتني بعيدا‬ ‫عنهم أغلقت باب الأسئلة شيئا‬ ‫فشيئا‪ ،‬وفتحت لي محراباوأظلتني‬ ‫غيمة‪،‬فوجدت أن الفرص التي‬ ‫منحتها لهم ‪ ،‬أغدقت على روحي‬ ‫حقول من ياسمين عندما منحتني‬ ‫الرضا عن إنسانيتي‪ ،‬وأنني عندما‬ ‫غدوت لهم كتابا مفتوحا لم أكن‬ ‫سوى سطور من صداقة بيضاء‬ ‫نقية ‪ ،‬وأن طر يق الخذلان الذي‬ ‫مهدوه لقلبي لم يكن سوي مفترق‬ ‫بين طر يقين ‪ ،‬اليأس أو الحقيقة‬ ‫؛ ووضعني ال� ل�ه برحمته على طر يق‬

‫الحقيقة ‪ ،‬وقفز في رأسي سؤال واحد‬ ‫كان قدضاع في زحمة الأسئلة وكان‬ ‫أجدرها بالبحث عن إجابة ‪ ،‬عن أي‬ ‫ملاذ للروح أبحث؟ ‪،‬عن مكان لها هنا‬ ‫أم هناك في الملأ الأعلى ؟ عن سكينة‬ ‫أبدية هي منحة إلهية ‪،‬أم منح ساعة‬ ‫ومنع ساعات؛ من قلوب لا تملك‬ ‫لنفسها منع أوعطاء‪،‬وكانت الإجابات‬ ‫قاطعة واثقة‪ ،‬فتراجع الوجع خطوات‬ ‫كثيرة إلى الوراء وهاأنا في طر يق‬ ‫‪.‬العافية بفضل ال� ل�ه‬

‫دعاء عثمان‬

‫‪52‬‬


‫سلَا ْم‬ ‫ر ُ ُدّوْا ال َ ّ‬ ‫نار ُ َ‬ ‫وشَهِدْتَ بِي دِيْك َا ً يَت ُوقُ إلَى ال ُذ ّرَهْ!؟‬ ‫الن ّد َامَة ِ فِي عُر ُوقِي مُسْع َرَهْ‬ ‫َ‬ ‫ل ق َصِ يْدَة ٍ ُأل ْه ِ ْمتُهَا‬ ‫تج ِ ْد ل ِي مَعْذِرَهْ‬ ‫ت ل َ ْم َ‬ ‫ص َ ّد ْ‬ ‫ْس َ‬ ‫والن ّف ُ‬ ‫أَ وَر َاء َ ك ُ ّ ِ‬ ‫ك أَ سْ ط ُرَهْ!؟‬ ‫ْف يُس َافِد ُ فِي ظُن ُون ِ َ‬ ‫حر ٌ‬ ‫‪ْ ...‬‬ ‫ص ُ ّدنِي‬ ‫ل َو ّام َة ٌ‪ ،‬مَه ْما اعْتَذَرْتُ ت ُ ُ‬ ‫ِف م ِنْ دِم َائِي المِح ْبَرَهْ ل َا والذ ِي فَطَر َ َ‬ ‫الصّ بَابَة َ واله َو َى‬ ‫سف َا ً لتَنْز َ‬ ‫أ َ‬ ‫ح على اليَر ِ‬ ‫ك فِي نُهَايَ وأَ َمّرَهْ‬ ‫ل حَرْف َ َ‬ ‫َاع لِ خا َطِرِي وأج َ َ ّ‬ ‫ط ِلَا ُ‬ ‫تح ْن ُو ال ّ‬ ‫ل ل ِ ْي خَم ْر َ الق َصِ يدِ وعَل ّنِي‬ ‫وأح َ ّ‬ ‫ن المَشَاعِر ِ مقْبرَهْ‬ ‫و َتَش ُ ّ‬ ‫ِف في د َف ْ ِ‬ ‫َف البِق ِ‬ ‫ل عَقْل ِي م ِنْ ِحج َاه ُ وأَ سْ ك َرَهْ‬ ‫واسْ ت َ َ ّ‬ ‫َاع ب َر َاءتِي‬ ‫شظ ِ‬ ‫تَهْمِي على َ‬ ‫كن ْتُ آتِي َ‬ ‫اس د ُونَ تحَي ّة ٍ‬ ‫الن ّ َ‬ ‫م َا ُ‬ ‫طهْرَا يَر ُ ِّف على جَنَاحَ ْي قُب ّرَهْ‬ ‫ُ‬ ‫جئ ْت ُه ُ ح َ​َت ّى ت َر َى ر َ َدّ َ‬ ‫الت ّح َِي ّة ِ ثَرْث َرَهْ‬ ‫ِ‬ ‫ل و َا ٍد‬ ‫لِيَه ُولَنِي في ك ُ ّ ِ‬ ‫حر ٍ‬ ‫خنْجَرَهْ أ ْو عُدْتُ يَوْم َا ً م ِنْ ز َيَارِة ِ سَا ِ‬ ‫مَك ْر ٌ بِ خَاصِرَت ِ ْي يُوَارِي ِ‬ ‫َ‬ ‫ن أ ْن ُألْغ ِي ر ُقَاه ُ و َأَ ْسح َرَهْ‬ ‫!!م ِن د ُو ِ‬ ‫ات كَمَائِنا ً‬ ‫الر ّو َابِي الوَالِه َ ِ‬ ‫خ َل َْف‬ ‫صة ِ والِ جِد َا‬ ‫أَ ْوج َاء َ بَابِي ذ ُو الخَصَا َ‬ ‫مَب ْث ُوثَة ً نُصِ ب َْت تَص َ​َي ّد ُ قَسْوَرَهْ‬ ‫!م َنْ ظ َ​َنّ بِي خ َيَر َا ً فع َاد َ ول َ ْم ي َرَهْ‬ ‫ل تَب َ ُس ّ ٍم م ِنْ و َ ْردَة ٍ‬ ‫وور َاء َ ك ُ ّ ِ‬ ‫بنَِابِها مُسْتَنْف َرَهْ م َا ض َ َر ّنَي خِصْ بُ الأنا ِم وج َ ْدبُها‬ ‫!!أفْعَى ً تف ُِحّ‬ ‫ات ْم ْزه ِرَهْ‬ ‫اض ر ُ ْوحِي وارِف َ ٌ‬ ‫ك أَ ضْ لُع ِ ْي ورِي َ ُ‬ ‫يا م َنْ نَشَرْتَ على حُر ُوف ِ َ‬ ‫________________‬ ‫ضو ْتَ ع َنْ ألَقِي المُعَر ْبِدِ مِئْزَرَهْ‬ ‫و َن َ َ‬ ‫خالد_الخليف‪#‬‬ ‫ْف رِ ي ْب َة ً‬ ‫ل حَر ٍ‬ ‫أَ ر َأَ ي ْتَنِي فِي ك ُ ّ ِ‬ ‫الشام ‪١٧/٢/٢٠١٩ -‬‬

‫‪53‬‬


‫الشخص اخلبيث‬

‫الحياة مدرسة‪ ،‬نقول هذه العبارة دائما ً وفي الحقيقة أن‬ ‫المدرسة الحقيقية هم الأشخاص الذين يمرون في حياتنا‬ ‫‪.‬فنحن نتعلم بمرور الأشخاص لا بمرور الأيام‬ ‫واليوم لفت نظري بحث عن (الشخص الخبيث)وهو‬ ‫أكثر الشخصيات التي لا تريد أن تقابلها في حياتك‬ ‫�لكنه مفيد لك في رحلة التعلم وتطوير السلوك‬ ‫فهو شخص متمكن من كل شيء ليضمن مايريده ليس‬ ‫له صديق أو عزيز سوى نفسه ‪،‬لا يتملك من المبادئ‬ ‫ما يؤهله للتعامل بشكل شر يف وراقٍ‪ ،‬هذا النوع يجب‬ ‫أن تتعامل معه بحذر شديد‬ ‫وسأحاول تلخيص أهم نصائح التعامل معه‬ ‫‪-١‬‬ ‫مراقبته من بعيد ‪:‬لأنه شخص يعرف كيف يخطط‬ ‫جيدا ً ويرتب برو ية لضربته التالية ‪،‬لذلك راقبه لتعرف‬ ‫خبايا قلبه ‪ ،‬وهذا ليس سهلا ً �لكونه شديد‬ ‫الحذر ‪�،‬لكن من كثرة الكلام تأتي الأخطاء‬ ‫‪-٢‬‬ ‫تعلم نقاط القوة والضعف لكل إنسان مهما كان ماكرا ً‬ ‫سهوات هي نقاط الضعف التي يجب أن تمسك فيها‬ ‫(كلمة خاطئة ‪..‬تصرف‪) ...‬يمكن أن يوضح حقيقته‪ ،‬تلك‬ ‫النقاط تعلمك كيف يمكنك التعامل معه لتوقفه عند‬ ‫‪.‬حده إذا استدعى الأمر‬ ‫أما نقاط القوة فيجب أن تعرفها لتتجنبه؛ بمعنى أوضح‬ ‫ابتعد عن منطقة لعبه‬ ‫سيهزمك فيها‬

‫‪54‬‬


‫‪-٣‬‬ ‫قطع العلاقة الوثيقة مع هذا الشخص‪ :‬من أهم ما يميز هذا الشخص هو عدم‬ ‫اهتمامه ولا اكتراثه بأي علاقة مع أي شخص ‪،‬مصلحته تأتي قبل كل شيء‬ ‫‪،‬لذلك ابتعد تماما ً لتحمي نفسك واجعل العلاقة من بعيد لئلا يتم استغلالك ‪،‬فمن‬ ‫غير المصيب أن تكون المعطي الدائم في أي علاقة‬ ‫‪-٤‬‬ ‫كن حسن الأخلاق دائماً‪:‬من صفات هذا الشخص قدرته على إقناع من حوله‬ ‫بأنه مظلوم فيتفاعل الناس معه و يحاولون حمايته والوقوف إلى جانبه بشكل عاطفي‬ ‫‪،‬فلو تخرجت يوما ً عن أخلاقك وتكلمت بالسوء مباشرة في وجهه أمام الناس‬ ‫سيتهمك الجميع فوراً‪ ،‬لذلك تعامل مع تلك الشخصية بكل ذوق وأدب حتى لا‬ ‫تجعل منه شهيد الظلم ‪ ،‬وعليك بالبرود معه مهما قال ليثير أعصابك ‪�،‬لكن ثابتا ً‬ ‫‪،‬واجعله هو يظهر أخطاءه وسواد داخله‬ ‫‪-٥‬‬ ‫كن مباشرا في الحديث معه ‪:‬احسب حساب كل كلمة تقولها ‪،‬فهو يحب تفسير‬ ‫الكلام كما يحلو له ‪،‬فلو سألك سؤالا لم تدرك مغزاه؛لاتجب‬ ‫افهم كل مايقوله حتى تجيب بالقدر الذي تحافظ به على نظافة كلامك من‬ ‫أي شوائب يستغلها‬ ‫‪-٦‬‬ ‫لاتجادله أبدا ً ‪:‬أمام الآخرين لأنه سيهزمك ‪،‬تلك هي لعبته المفضلة في‬ ‫محاولة سحبك لتسقط في الخطأ ‪،‬فاجعله يتكلم مع نفسه وأنت تنظر بهدوء‬ ‫محاولا ً الحفاظ على ألفاظك الواضحة معه‬ ‫‪-٧‬اسبقه بخطوة ‪:‬حاول معرفة الخطوة القادمة واسبقه لها‬ ‫‪-٨‬‬ ‫التطبيع‪ :‬خذ حذرك من نفسك في أثناء تعاملك مع هذا الشخص أيا ً‬ ‫كانت صلتك به فهو قادر‪ .‬على تغييرك مع الوقت أنت شخصيا ً إلى شخصية لا تريدها‬

‫منى عزالدين‬

‫‪55‬‬


‫لقاء‬

‫مع‬

‫جنم‬ ‫اعداد‬ ‫سهيلة مهداوي‬

‫‪56‬‬


‫استضافت زمرة الأدب الم�لكية الكاتب المبدع يوسف حسين ضمن فقرة‬ ‫لقاء مع نجم‬ ‫الاسم الكامل‪ :‬يوسف حسين‬ ‫السن‪ ٣٢ :‬سنة‬ ‫الشهادة‪ :‬بكالوريس تجارة شعبة محاسبة‬ ‫العمل‪ :‬محاسب‬ ‫البلد‪ :‬مصر (الجيزة(‬ ‫لقد تمكّن السيد يوسف أن يحفر اسمه في ذاكرة ا�لكثير من القراء من خلال‬ ‫أعماله الأدبية؛ وآخرها رواية *كيد الرجال*؛ التي تم تكريمه بها في مهرجان‬ ‫“همسة” الدولي للآداب والفنون‬ ‫الرواية تسرد أحداث اجتماعية؛ تضم جريمة شنيعة اتهم بها البطل والتي تبدأ‬ ‫مجر ياتها بمحاكمته وبالتحديد الحكم عليه بعقوبة وإثبات التهمة عليه؛ والجريمة‬ ‫التي تعالجها الرواية هي قتل واغتصاب‪ ،‬والتي يفندها المتهم بشدّة‪ ،‬كون‬ ‫الجريمة تتعلق بأقرب الأشخاص إليه وهي خطيبته وحبيبته‪ ،‬التي كانت تعاني‬ ‫من زواج فاشل أعدم سعادتها‬ ‫في البداية أستاذ أشكرك لتلبية الدعوة‬ ‫وأول سؤال‬ ‫ماهو تعر يفك للرواية بشكل مختصر؟‬ ‫ج‪:‬‬ ‫الرواية رسالة يستطيع الكاتب من خلالها إيصال فكرة معينة للقارئ‪ ،‬وكذلك‬ ‫حلولا لبعض المشاكل التي نعجز عن حلها لأنها تخصنا ودائما أقول لاعب‬ ‫ا�لكرة لا يرى مثل المشاهد‬ ‫س‪:‬‬ ‫من أين تستقي أفكارك عند وضع ملامح قصتك أو روايتك؟‬ ‫‪57‬‬


‫ج‬ ‫الخيال أولا ثم أقلبها لواقع دائما أميل‬ ‫‪.‬للواقعية �لكن بطر يقة خيالية‬ ‫س‪:‬‬ ‫من هو الكاتب يوسف حسين؟ أقول‬ ‫الكاتب وليس المحاسب‬ ‫ج‪:‬‬ ‫هو صاحب رسالة وهدف هو قلم‬ ‫يسلط حبره على جميع الفئات الظالمة‪،‬‬ ‫هو منصف المرأة وعدوها‬ ‫هو من يرى المرأة بناية جميلة المظهر‬ ‫�لكن عندما يشير إلى عيب فيها كأنه‬ ‫يقول تنقص البناية لبنة واحدة ضعيها‬ ‫في مكانها كي تكتمل اللوحة الفنية‬ ‫س‪:‬‬ ‫هل برأيك الرجل بناية جميلة لا‬ ‫تشوبها شائبة وكاملة كمالا تاما؟‬ ‫ج‪:‬‬ ‫الرجل بناية تم هدمها ولازال ركامها‬ ‫فوق الأثاث موضوعا‪ ،‬إن اقتربنا منه‬ ‫وحدثناه عن عيب فيه رشقنا بحجر‬ ‫من ركامه ثم إنه لا يعترف بأخطائه‬ ‫لهذا فنحن نتجنبه‬ ‫س‪ :‬داليا عبد ال� ل�ه‬ ‫رأيك في مستوى الأدب المحلي‬ ‫مقارنة مع المستوى في الوطن‬ ‫العربي؟‬ ‫ج‪:‬‬ ‫الأدب المحلي للأسف في انحدار‬

‫مقارنة بالأدب في الوطن العربي‬ ‫والعالمي المعظم الآن التجأ إلى ما‬ ‫يسمى بعالم الفانتاز يا والرعب‪ ،‬أظنها‬ ‫ليست رسالة ولا تفيد القارئ في‬ ‫شيء وكذلك لم يضعوا لها قاعدة في‬ ‫البداية كي يتخذها القارئ منطقا تسير‬ ‫‪.‬على نهجه الأحداث‬ ‫س‪:‬‬ ‫هل يمكن للأدب أن يكون دعما‬ ‫ويمثل أحد الطرق العلاجية في‬ ‫المجتمع؟‬ ‫ج‪:‬‬ ‫بالطبع لابد أن يكون الأدب دعما‬ ‫ودرعا واقيا للمجتمع ‪،‬الأدب فكرة‬ ‫والأفكار لا تموت وستجد من‬ ‫ينفذها فلابد أن تكون دواء لكل‬ ‫داء‬ ‫س‪:‬‬ ‫ماهو القلم بالنسبة لك أستاذ؟‬ ‫ج‪:‬‬ ‫نجيب محفوظ‬ ‫دوستو يفسكي‬ ‫س‪ :‬أ‪ .‬منى نآصر‬ ‫”كيد الرجال“‬ ‫هل هناك ترابط مع كيد إخوة‬ ‫يوسف ؟‬ ‫‪58‬‬


‫قلة قليلة من تقرأها وهم المثقفون‬ ‫ج‪:‬‬ ‫‪.‬حقا‬ ‫لا أبدا‪ ،‬الترابط الوحيد في الاسم‬ ‫وليس المضمون‪ ،‬دائما كنت أسمع س‪:‬‬ ‫بماذا تنصح الكاتب المبتدئ من‬ ‫عند موقف امرأة من يقول “إن‬ ‫كيدهن عظيم” وعندما قرأت سورة حيث اختيار المواضيع و الأساليب‬ ‫“يوسف”‪ ،‬وجدت ا�لكيد في ثلاث الكتابية (الراوي المخاطب؛ الراوي‬ ‫العليم)؟‬ ‫مراحل أخطرهم كيد أخوته به‬ ‫ج‪:‬‬ ‫ولولا رعاية ال� ل�ه له ولولا أنه نبي‬ ‫لهلك‪ ،‬إذ ًا لماذا لا يتحدثون عن كيد أنصحه باختيار أفكار جديدة لم‬ ‫تطرح بعد (عدم الالتزام بالثوابت‬ ‫الرجال؟‬ ‫والضوابط) عليه أن يتجول بعقله‬ ‫س‪:‬‬ ‫داخل مجتمعه سيجد الجديد وإن لم‬ ‫في الوقت الحالي اكتسح الساخر‬ ‫يجد فليشرد بخياله إلى اللامحدود‪ ،‬كما‬ ‫الساحة الأدبية بقوة؛ فنجده في‬ ‫المواضيع السياسة والاجتماعية وحتى أنصحه في البداية باختيار أسلوب‬ ‫الراوي العليم فهو الأسلوب الذي لا‬ ‫التار يخية بمواقف طر يفة؛ حسب‬ ‫يربك الكاتب المبتدئ ويستطيع من‬ ‫رأيك هل للأسلوب الساخر التأثير‬ ‫القوي مقارنة بالتراجيدي والمأساوي خلاله سرد كل ما يدور في رأسه‬ ‫من أحداث بطر يقة سلسة‬ ‫والدرامي؟‬ ‫وماهو ميولك الأدبي؟‬ ‫س‪ :‬أ‪ .‬زينب الشرقاوي‬ ‫وكيف ترى الرواية الن ّفسية؟‬ ‫رواية (كيد الرجال) رواية مشوقة‬ ‫ج‪:‬‬ ‫مليئة بالأكشن حتى أنني شعرت‬ ‫الأسلوب السّاخر يرغم القارئ‬ ‫على تقبل الوضع بطر يقة لطيفة‪ ،‬لا بأنني داخل أحداثها وقد أجدت‬ ‫يصدمه أو يحزنه؛ وله التأثير المحمود وصف الأحداث حتى شعرت أنني‬ ‫‪..‬فهو يعالج عدة قضايا بأسلوب هزلي جالسة في أحد دور السينما أشاهد‬ ‫فيلما مشوقا‬ ‫ميولي الأدبي الدرامي والمأساوي‬ ‫الرواية النفسية لا تلقى رواجا وكذلك هل تجد أن الأفلام السينمائية تعطي‬ ‫حق الرواية الحقيقي أم أنها أخذت‬ ‫‪59‬‬ ‫منحى آخر؟‬


‫وهل تميل لهذا النوع من الكتابة عن‬ ‫دونه؟‬ ‫‪:‬ج‬ ‫الأفلام السينمائية لا تعطي للرواية‬ ‫حقها إلا إذا التزم المخرج والمنتج‬ ‫بنصوص الرواية ولم يشوهوها بمشاهد‬ ‫‪...‬مزر ية فقط لجذب المال‬ ‫أميل لهذا النوع من الكتابة لأني أجد‬ ‫‪.‬نفسي فيه‬ ‫س‪ :‬أ‪ .‬زهراء ناجي‬ ‫هل ترى أن الكاتب يشتهر أكثر‬ ‫وتصل أعماله إلى ا�لكثير من القراء‬ ‫إذا كانت مطبوعة ورقيا أم منشورة‬ ‫إ�لكترونيا؛‬ ‫ن الكاتب أصبح له‬ ‫وهل ترى أ ّ‬ ‫جمهور قوي في مواقع الت ّواصل‬ ‫الاجتماعي أكثر مما هو في المنتديات‬ ‫أو حتى المعارض؟‬ ‫ن الكاتب يلاقي‬ ‫جلا أنكر أ ّ‬ ‫رواجا كبيرا على مواقع الت ّواصل‬ ‫الاجتماعي أكثر من المنتديات‬ ‫والمعارض‪ ،‬و�لكن هذا لأن مواقع‬ ‫التواصل الاجتماعي بالعامية “أبو‬ ‫بلاش” (مجانية) وللأسف كانت سببا‬ ‫في تلقيب بعض الذين لا يجيدون إلا‬ ‫‪.‬تغيير صورتهم الشخصية بالكاتب‬ ‫س‪:‬‬ ‫نعم للأسف في هذه النقطة استوى‬ ‫الجاهل والعالم؛ماهي أهم العراقيل‬

‫التي واجهتك في مجال الكتابة؛ سواء‬ ‫من حيث النشر أو الكتابة في ح ّد‬ ‫ذاتها وإنتاجية الفكرة؟‬ ‫‪:‬ج‬ ‫العراقيل الأساسية والتي تواجه معظم‬ ‫الك ُتاب هي دور النشر التي تعدهم‬ ‫بالتسو يق والدعاية‪ ،‬ولم يحدث ذلك‬ ‫لأن يروج عمله‬ ‫فيضطر الكاتب َ‬ ‫‪.‬بنفسه‬ ‫س‪ :‬أ‪ .‬ياسمين علي‬ ‫ألا ترى أن الرواية تحولت إلى موضة‬ ‫فصار الكل يسعى لكتابة رواية؛‬ ‫الشاعر يكتب رواية والقاص يكتب‬ ‫رواية‪ ،‬والناقد يكتب رواية والمفكر‬ ‫كذلك؟ هل ترى أن هذه الظاهرة‬ ‫إيجابية أم سلبية؟‬ ‫ج‪:‬‬ ‫سلبية طبعا وللأسف دور النشر الآن‬ ‫لا تبحث عن المحتوى مثلما تبحث عن‬ ‫الاستفادة المادية هناك مواد كثيرة‬ ‫لا ترتقي للنشر ومع ذلك تنشر لأن‬ ‫‪.‬كاتبها أنفق عليها‬ ‫س‪:‬‬ ‫القصة القصيرة معتمدة منذ القدم‬ ‫وهي من الأنواع الأدبية الراقية؛ ولها‬ ‫ثقلها‪ ،‬وقد لاحظنا نجاح العديد من‬ ‫المجموعات القصصية لكتاب عالميين‬ ‫‪60‬‬


‫وآخرين عرب في الآونة الأخيرة‪ ،‬محمود نوعا ما‪� ،‬لكثرة المؤلفات‬ ‫حسب رأيك أستاذ هل سنستغني في والمؤلفين‪ ،‬و�لكن ما لا يحمد أن‬ ‫هذه ا�لكثرة أثرت بشكل كبير على‬ ‫يوم ما عن الرواية؟‬ ‫جودة النص المعروض من ناحية‬ ‫‪:‬ج‬ ‫‪.‬المضمون واللغة أيضا‬ ‫القصة القصيرة تكتسح الساحة‬ ‫الأدبية الآن وأظنها تلقى رواجا عن ما هو موقفكم كمؤلفين من انفلات‬ ‫رباط الصنعة اللغو ية من يد المؤلفين‬ ‫الرواية لأنها قصيرة كما يقولون لا‬ ‫تأخذ وقتا من القارئ رغم أنها في (غالبيتهم) و هل سيكون لزاما علينا‬ ‫أن ندفعها كقربان في سبيل إيصال‬ ‫حبكتها أصعب بكثير من الرواية‪،‬‬ ‫الكتاب لشر يحة أكبر؛ كون اللغة‬ ‫‪�.‬لكن لا أظنها ستغني عن الرواية‬ ‫تعبر عن مستوى قارئها وكاتبها وكلما‬ ‫‪:‬س‬ ‫هل أصبح لدور النشر الدور الحقيقي زادت جودتها قل متعاطيها؟‬ ‫‪:‬ج‬ ‫في مساعدة الكاتب لنشر كتابه؛ أم‬ ‫للأسف لا توجد رقابة على الأعمال‬ ‫انها استغلالية فقط لشهرتها وتلزم‬ ‫التي تنشر من الجهات المختصة‬ ‫الكاتب بشروط قد لا تتناسب مع‬ ‫وكذلك دور النشر التي تستغل‬ ‫قناعاته وخاصة في مجال الأنواع‬ ‫الكاتب المبتدئ كونه مبتدئا وحلمه‬ ‫الكتابية للرواية؟‬ ‫ل‬ ‫‪.‬أن يُنشر له عم ٌ‬ ‫‪:‬ج‬ ‫في معرض الكتاب السابق رأيت‬ ‫للأسف استغلالية فقط‬ ‫لا تنشر للكاتب دون مقابل مادي أعمالا صعب أن تنشر ومع ذلك‬ ‫‪.‬كانت موجودة وبكثرة‬ ‫إلا إذا كان مشهورا ولا تنظر‬ ‫أما كمؤلفين موقفنا واضح كثيرا يريد‬ ‫‪.‬للمحتوى المقدم‬ ‫رأينا في أعماله ننصحه بما نراه خيرا‬ ‫‪:‬س‪ :‬أ‪ .‬يونس قدار‬ ‫له‬ ‫رأينا أن الوسط الثقافي العربي قد‬ ‫اللغة للأسف لا ينظرون إليها‬ ‫اتسعت دائرته في الآونة الأخيرة‬ ‫كثيرا‪ ،‬ولعل جيلنا هذا يشهد طفرة يكفي أن الكاتب منهم يرى آلاف‬ ‫التعليقات كلها تشيد بكتابته وإبداعه‬ ‫ستغير مجرى هذا الوسط وهو أمر‬ ‫رغم أن العمل لا يوجد فيه نص‬ ‫‪61‬‬ ‫ل من الأخطاء الإملائية‬ ‫واحد خا ٍ‬


‫والنحو ية‬ ‫س‪:‬‬ ‫أديرا تلك القصة الرائعة التي أثارت‬ ‫فضولي‬ ‫حبكتها سلسة مميزة وكذلك الأسلوب‬ ‫‪.‬اللغوي المتقن‬ ‫ماهو سرّ أديرا في حياة يوسف‬ ‫حسين كشخص؟‬ ‫بمعنى آخر كيف كتبت تلك القصة؟‬ ‫ج‪:‬‬ ‫أديرا هى كل امرأة قو ية جسورة‬ ‫ثارت على الظلم واقتنعت بالحق‬ ‫وتخلت عن عقيدة فاسدة ودافعت‬ ‫عن حق واستوطنت وطنا غير‬ ‫وطنها؛ �لكونه يتوافق مع عقيدتها‬ ‫‪.‬الجديدة‬ ‫القصة كتبتها بمناسبة ذكرى حرب‬ ‫أكتوبر‪� ،‬لكنني دائما أقول أن التاريخ‬ ‫منصف فقط للقائمين عليه لهذا كانت‬ ‫رسالتي واضحة في النهاية‬ ‫يكتب التاريخ كما يراه أصحاب التاريخ‬ ‫فلربما مج ّد خائنا وحقر بطلا ونحن لا‬ ‫نعلم‬ ‫القصة رسالتان؛ الأولى في الجملة‬ ‫الأخيرة‪ .‬والثانية في المحتوى كرسالة‬ ‫للمرأة داخل حبكة القصة وأحداثها‬ ‫س‪ :‬أ‪ .‬منى ناصر‬ ‫نصيحة تود لو أن أحدا أهداها لك‬ ‫في بدايات كتابتك و�لكن جاءت‬

‫نوعا ما متأخرة؟ بماذا تنصح؟‬ ‫ج‪:‬‬ ‫الهدوء عند استفزاز الحاقدين لك‬ ‫كن هادئا ولا تلتفت ولا تجادلهم‬ ‫كثيرا ما دمت مقتنعا بما تكتب وما‬ ‫دام استفزازهم لك خارج النقد‬ ‫الأدبي والبناء‬ ‫س‪:‬‬ ‫إن معظم الكتّاب قراء وللصراحة‬ ‫أغلبهم يميل للأدب الغربي وكثيرا ما‬ ‫يتأثرون به‬ ‫هل ترى عيبا في أن يتبنى الكاتب‬ ‫العربي أفكارا غربية لرواياته وكتاباته‬ ‫وإذا كان بصدد معالجة قضية في‬ ‫مجتمعه العربي فيعمد إلى بلورتها في‬ ‫أحداث وشخصيات من العالم الغربي؟‬ ‫هل هناك تناقض؟‬ ‫ج‪:‬‬ ‫هناك انفتاح في المجتمعات الغربية‬ ‫وللأسف بعض الكتاب والكاتبات‬ ‫يريدون الحر ية الكاملة في أعمالهم‬ ‫فيضعون الشخصيات والأحداث‬ ‫الغربية ستارة فقط‬ ‫لست ضد أن يميل الكاتب للأدب‬ ‫الغربي و�لكن ضد أن يميل للمجتمع‬ ‫الغربي‬ ‫س‪ :‬أ‪ .‬زينب الشرقاوي‬ ‫‪62‬‬


‫‪،‬أستاذ يوسف حسين‬ ‫ككاتب هل وصلت بأعمالك لقمتها‬ ‫أم أنك تخفي المزيد من الإبداع‬ ‫وهل يصل الكاتب بكتاباته لسقف‬ ‫معين لايستطيع تجاوزه؟‬ ‫في خضم هذا ا�لكم الهائل من‬ ‫الروايات والإصدارات الدائمة بين‬ ‫الكتاب؛ ماالذي يجعل الكاتب يبرز‬ ‫بين الكتاب الكبار؟‬ ‫هل هو رصيده الفكري أم مايدفعه‬ ‫من مقابل مادي لترويج هذا الفكر ؟‬ ‫علما ً أننا نشهد تنامي هذه الظاهرة في‬ ‫جميع مجالات حياتنا‬ ‫ج‪:‬‬ ‫يوسف حسين لازال في بداية‬ ‫الطر يق لم يظهر كل ما لديه من‬ ‫‪.‬إبداع فهو متجدد الأفكار والأسلوب‬ ‫الكاتب لا حاجز أمامه ولا سقف‬ ‫يمنعه من مواصلة إبداعه‬ ‫الذي يجعل الكاتب يبرز بين الكتاب‬ ‫الكبار‬ ‫الأسلوب والتمكن من اللغة والتشو يق‬ ‫في العمل‪ ،‬الفكرة ليست سببا في‬ ‫ظهور الكاتب هناك بعض الكتاب‬ ‫تناولوا أفكارا قديمة �لكنهم أبدعوا في‬ ‫سردها وهذا ما جعل أعمالهم ناجحة‬ ‫س‪ :‬أ‪ .‬منى ناصر‬ ‫‪63‬‬

‫الشمس والقمر لا يجتمعان‬ ‫كذلك الناقد والكاتب‬ ‫ما رأيك؟‬ ‫ج‪:‬‬ ‫�لكن القمر يقتبس نوره من الشمس‬

‫الناقد يقرأ بعين تصيد الأخطاء‪،‬‬ ‫يستطيع الكاتب أن يكون ناقدا �لكن‬ ‫صعب على الناقد أن يصبح كاتبا‬ ‫جميل جدا جوابك أستاذ‬ ‫وفي الخ ِتام أتقدّم باسمي واسم‬ ‫زمرة الأدب الم�لكية بجز يل الشكر‬ ‫والامتنان للأستاذ الكاتب المبدع‬ ‫يوسف حسين‬ ‫سررنا جدا بمحاورتك ونأمل لك بمزيد‬ ‫من النجاحات‬ ‫كلمة أخيرة سيدي‬ ‫سعدت جدا واستمتعت كثيرا بهذا‬ ‫اللقاء الرائع‪ ،‬وأشكر إدارة “زمرة‬ ‫الأدب الم�لكية” على إتاحتها لي‬ ‫هذه الفرصة كي أحظى بمناقشة ثر ية‬ ‫من أعضاء أقل ما يقال عنهم أنهم‬ ‫‪.‬مبدعون راقون في طرح أسئلتهم‬ ‫تحياتي �لكم وجز يل الشكر لشخصك‬ ‫المحترم‬


‫نص فائز بمسابقة إنصاف الأقلام في‬ ‫الصحب ا�لكرام‬ ‫================‬ ‫ق ُأ َمّـتِـن َاـ‬ ‫صِـ ّدِي ُ‬ ‫========‬ ‫ل يَاـ ر َبِّـي‬ ‫ْف ُأصـ ِي ُغ الق َـو ْ َ‬ ‫ي حَر ٍ‬ ‫م ِنْ أَ ّ ِ‬ ‫ِب‬ ‫الأر ِ‬ ‫ي قَــو ْ ٍ‬ ‫ـلـِ ِم َ‬ ‫ل لـِهَــذ َا الـع َ‬ ‫و َ أَ ّ ِ‬ ‫ض أَ ْرجُـلُـه ُ‬ ‫ت ب ِاـﻷَ ْر ِ‬ ‫ط ْ‬ ‫خ َّ‬ ‫يَاـ خَـيْر َ م َـنْ َ‬ ‫بَعْـد َ َ‬ ‫َب‬ ‫الن ّـبـ ِيـين فِي ع ِلْـ ٍم ّو فِـي أَ د ِ‬ ‫ـفاـ‬ ‫صِـ ّدِي ُ‬ ‫ق ُأ َمّـتِـن َاـ قـَ ْد ق َاـلـ َه َاـ سـَل َ ً‬ ‫ِب‬ ‫يخْـط ُو ِإلَى الـكَـذ ِ‬ ‫ل فَـلا َ‬ ‫ِإ ْن ك َانَ قَا َ‬ ‫ق َ ْد قـَ َ ّدم َ ُ‬ ‫ح ي َ ْفدِي الح َ ِّب يَـحْ ر ُسـ ُه ُ‬ ‫الر ّو َ‬ ‫ن لـِخَـيْر ِ نـَبِي‬ ‫أَ وْفَى َ َ‬ ‫الأحـ َِب ّـة ِ فِي دِيـ ٍ‬ ‫صِـف َـه ُ‬ ‫لأسْ ـتَـحْ ـيِـي م ِـنْ أَ ْن ُأو َ ّ‬ ‫ِإنِّـي َ‬ ‫َب‬ ‫ل و ُ فِي أَ ر ِ‬ ‫أَ نَاـ المـ ُق َصـ ِّر ُ فِـي قـَو ْ ٍ‬ ‫ق م َـرْحَـم َـة ٌ‬ ‫هَـذ َا أَ بُـو بـَكْـ ٍر ب ِاـلصـ ِّ ْد ِ‬ ‫بـَعْـد َ َ‬ ‫ُـب‬ ‫شـه ِ‬ ‫الـن ّـبِي يُق ُـود ُ الخـ َيْر ِ لِل ُ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫لا يـَر ْتـَض ِي ذ َِل ّـة ً و َ َ‬ ‫اـس فِي خَـو َ ٍر‬ ‫الن ّ ُ‬ ‫ِب‬ ‫فَصَـ َ ّد خُـب ْثَ َال ّـذِي ق َ ْد جَاـء َ ب ِاـ�لكـَذ ِ‬ ‫ِي م ُـنْـتَـصِ ـ ٍر‬ ‫فـَذ َا م ُـسَـيْـل ِمـ َة ٌ فِي ز ّ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫َب‬ ‫الن ّـس ِ‬ ‫ل ف ِيهَا فَـي ُحْ ـيِي خ َام َ َ‬ ‫يـ ُصُـو ُ‬ ‫فـَصَــ َ ّد ثَــوْر َتَــه ُ ِإ ْذ ر َ َدّ خَــيْــبَــتَـه ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫س و َ الع َر َِب‬ ‫الـت ّـقَى ل ِ َلن ّاـ ِ‬ ‫أَ ع َاـد َ صَرْ َ‬ ‫ح و َ ُأسْ ـوُد ُ ع ُـنْسِه َا تَـلِـف ُوا‬ ‫كَـذ َا سَ جَا ٌ‬ ‫َب‬ ‫الأذ َىَ فِي خ َير ِ م ُـكْتَس ِ‬ ‫سـي ِ‬ ‫ب ِال َ ّ‬ ‫ْف ر َ َدّ َ‬ ‫سـحْ ـبُ نَاـظِـرَة ٌ‬ ‫ْض شَاهِدَة ٌ و َ ال ُ ّ‬ ‫الأر ُ‬ ‫وَ َ‬ ‫ي نُو ُرا ً و َ ع َنْ كَـثـ َِب‬ ‫ج ٌ‬ ‫كوْنُ م ُـر ْتـَ ِ‬ ‫و َ الْـ َ‬ ‫ي َر ُ ُدّ م َنْ غ َ​َـر ّهُـ ْم م َـو ْتُ َ‬ ‫ي هُـم ُ‬ ‫الـن ّـبِـ ِّ‬ ‫ِب‬ ‫وب فَم َنْ لِلْخَائ ِ ِن الحـ َر ِ‬ ‫مَرْض َى الق ُـل ُ ِ‬ ‫و َ ذ َا ُأسَاـم َـة ُ لا يـ ُبْـقِــيــه ِ جَاـنِـبُـه ُ‬

‫حفْظا ً ل ِع َ ْهدِ ال َ ّذ ِي أَ وْص َى م َ َع الـكـ ُر َِب‬ ‫ِ‬ ‫ل تـَزْحَـم ُـه َاـ‬ ‫و َ ذِي المَدِينَـة ُ و َ اﻷَه ْوَا ُ‬ ‫للـث ّاـئِر ِ َ‬ ‫صو ْلَة ٍ َ‬ ‫ِـب‬ ‫الل ّـج ِ‬ ‫َاـف م ِنْ َ‬ ‫م َاـ خ َ‬ ‫ك مَقْر ُبَـة ٌ‬ ‫يَاـ ثَاـنِي َ اث ْنِيْنِ ه َلْ ل ِي مِنْـ َ‬ ‫ـب ل َ ْم يَـت ُِب‬ ‫ع َـلَى الوِد َادِ و َ هَـذ َا الـ َ ّذن ْ ِ‬ ‫‪١‬‬ ‫ى‬ ‫َاهاـ أَ بَاـ بـَكْر ِ يَاـ نُـورا ً يُض ِئ ُ دُجَـ ً‬ ‫و ً‬ ‫ن َ‬ ‫ِب‬ ‫الن ّـش ِ‬ ‫حسَاما ً بِق َـل ِ‬ ‫و َ يَاـ ُ‬ ‫ْب الخَاـئِـ ِ‬ ‫ج َاءُوا بِـفِـر ْيَـتِـهـ ِ ْم و َ ال� ل�ه ُ شَاـهِد ُهُـ ْم‬ ‫ل ر َاف ِضُه ُ ْم و َ‬ ‫محْـتَسَبِي‬ ‫َالن ّـ ْق ُ‬ ‫و َ الع َ ْق ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫َاـث لـ َو ْ ع َـقِـلُوا‬ ‫ن الخَـب َاـئِـثَ لـِﻷَخْ ـب ِ‬ ‫ِإ َ ّ‬ ‫ج لـِخَـيْـرِ نـَبِي‬ ‫فـَكَـي َْف ب ِاـبْـنَـتِـه ِ ز َ ْو ٌ‬ ‫و َ كـَي َْف ب ِالمُصْ طَفَ َى يَرْضَىَ ِإم َاـم َـتُـه ُ‬ ‫َب‬ ‫ل فِي رَغ ِ‬ ‫س فِي دِينـِه ِ ْم و َ ا�لكُـ ُ ّ‬ ‫ل ِ َلن ّاـ ِ‬ ‫ق‬ ‫و َاها ً أَ بَاـ بـَكْر ِ يَاـ عـَلَما ً ع َـلَى صِـ ْد ٍ‬ ‫ـب‬ ‫ل َ َـب ّى َ النِّد َاء َ فَـلا يـَهَوِي لَد َى الـرِ ّي َ ِ‬ ‫ل الد ِّي ِن فِطْـرَتَـه ُ‬ ‫ِف الخم َ ْر َ قـَب ْ َ‬ ‫ل َ ْم يَعْر ُ‬ ‫ي َ‬ ‫َـب‬ ‫الـن ّـق َاـء ُ فَـلا ع ُـ ْذر ٌ لـِم ُـر ْتـَق ِ‬ ‫هَـ َ‬ ‫ن جـَبْـه َـتَـه ُ‬ ‫و َ ل َ ْم يُـغَـبِّرْ لـ َد َى اﻷَوْثَاـ ِ‬ ‫ِب‬ ‫ـت كَمُـحْ ـتـَر ِ‬ ‫رَغْـم َ الجـَه َالَة ِ ق َ ْد صَال َ ْ‬ ‫جزُه ُ‬ ‫ل ع َاـ ِ‬ ‫ِيف الق َـو ْ ِ‬ ‫ع ُـذْرا ً ف َ ِـإنِّـي ضَع ُ‬ ‫ـب‬ ‫َف فَحُـب ِ ّي العُـ ْمرِ لـ َ ْم يَـغ ِ ِ‬ ‫إن ل َ ْم ُأو ّ ِ‬ ‫ل أَ جْ ـم َعِـه َا‬ ‫الأعْمَا ِ‬ ‫لا أَ ع ْلَم ُ ِّ‬ ‫الصدْقَ فِي َ‬ ‫ُـب َ‬ ‫الص� ّـحَاـبـَة ِ و َاه َ م ُـقْـتَـر َبِي‬ ‫ِإلا بِـح ّ‬ ‫ق َ ْد عِشْتُ فِي غـُر ْبـَة ٍ و َ ال� ل�ه ُ شَاـهِد ُه َا‬ ‫ِب‬ ‫ل م ُـغْـتَر ِ‬ ‫و َ الع َجْ ـز ُ د َيْـد ُنُـن َاـ فِي لَي ْ ِ‬ ‫َاب بِمَـنْ‬ ‫َب شَـ ّفِـعْه ُ ْم يـَوْم َ الحِـس ِ‬ ‫يَاـر ِّ‬ ‫ل و َ فِي خَـب َِب‬ ‫ط َ‬ ‫خ َّ‬ ‫َ‬ ‫ى بِه ِ العُمْر ُ فِي زَل َ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ل فِـي م َـن َاـقِـبـَه ِ‬ ‫ل كُـ ٌ‬ ‫الصّ ـحْ بُ و َ الآَ ُ‬ ‫َب‬ ‫ل الـ ّدِي ِن لِـلْحِـق ِ‬ ‫خَـي ْر ُ ا ِصْ ط ِـف َاء ٍ ِلحم َ ْ ِ‬ ‫عارف العاصي‬

‫‪64‬‬


‫ن{‬ ‫} نَــغ َـــمٌ وطُـــوفَا ٌ‬ ‫ْت حُـر ُوفي‬ ‫كصَـو ِ‬ ‫نَغَــما ً َ‬ ‫طالَمَا ع َــــز َفَا‬ ‫ك فِي نَبْض ِي وَم َااخْ ـتلَف َا‬ ‫إيقاـع ُ قلبـ ِ َ‬ ‫ك‬ ‫أَ ه ْــد َى قَـــوافي َ‬ ‫مـن أسـْ رارِ ر َ ْوع َت ِه‬ ‫ن من أنْـهارها اغَتَر َفَا‬ ‫روائــ ُع الحُسْـ ِ‬ ‫َت على‬ ‫سَاــــر ْ‬ ‫سطْـ ٍر من ق َصِ يـد َتِه ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ُ ِّ‬ ‫ق َصِ ــيـدَة ٌ َ‬ ‫عل ّـها أ ْن تَب ْلُــــ َغ الهَـــد َفَا‬ ‫ن‬ ‫فَاسْ تَعْجَلَت ْه ُ مع َا ٍ‬ ‫كــــم يُــرَاوِد ُها‬ ‫سي ْــــرِه ِ اقْـتَـــر َفَا‬ ‫تم َُهّلا ً لخَـــطَايَا َ‬ ‫يَ ُ‬ ‫اأي ّــه َا َ‬ ‫الن ّـغ َــــــم ُ‬ ‫الآتي بِس ُـن ْبُلـة ٍ‬ ‫ْت الج ُ ِ‬ ‫وع كَـ ْم نَـز َفَا‬ ‫صو ِ‬ ‫أَ م َا عَلِم ْتَ ب ِ َ‬ ‫ل‬ ‫ي ال َ ّ‬ ‫و َحْ ـ ُ‬ ‫سنَابِـ ِ‬ ‫أَ ن ْغ َاـم ٌ تُحَاصِر ُه َا‬ ‫جف َا‬ ‫سب ْ ٌع تَسْتـَزِيد ُ َ‬ ‫اـف و َ‬ ‫سَبـْ ٌع عِ ج َ ٌ‬ ‫ُب‬ ‫ات ج ٍّ‬ ‫وفي غ َيَاب َ ِ‬ ‫ل فـَمٌ‬ ‫لايَــــزَا ُ‬ ‫ْساــ يُــــرَدِّد ُ ف ِينَا ق َِصّ ـــة َ ُ‬ ‫الضّ عَف َا‬ ‫هَم ً‬ ‫اَلْق َـوْه ُ لِلـــر ّ ِ​ِيح‬ ‫ن وان ْصَر َفُوا‬ ‫والنِّسْيا ِ‬ ‫وَوَحْدُه ُ الحُزْنُ م ِنْ عَي ْنَيْه ِ م َاان ْصَر َفَا‬ ‫مُك َ​َـب ّلا ً صاــر َ‬ ‫‪65‬‬

‫لاخِـلَ ّا ً يُس َام ِـرُه ُ‬ ‫َات لَهَاـــ ذَر َف َاـ‬ ‫ن وَدَمْـــــع ٍ‬ ‫الأنِيــــ َ‬ ‫ِإ َلّا َ‬ ‫يَه ُ ُ‬ ‫ــز ّ جِـــ ْذعَ‬ ‫م َآسِيه ِ فَت ُمـْط ِـرُه ُ‬ ‫ل المَوَاج ِ‬ ‫كسَف َا‬ ‫ِـع م ِنْ أَ ْوج َاعِها ِ‬ ‫نخْـ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ْت ك َلَ ّا‬ ‫لصّ م ِ‬ ‫‪ :‬م ُ ْذ قَا َ‬ ‫جَاـــء َ ِإخْ ــوَتُه ُ‬ ‫ْب ُأكْ ـــذ ُوبَةً‪ .‬لَو ْ كَاـنَ ل َاعْتَـر َفَا‬ ‫ب ِالذِّئ ِ‬ ‫غَاب َْت رُؤ َاهُـم‬ ‫ت غِـوَايَتُه ُم‬ ‫ولاز َال َ ْ‬ ‫مخْـتَطَف َا‬ ‫تجْـعَـ ُ‬ ‫غ َـي َاـبة ً َ‬ ‫ل الإنْس َاـنَ ُ‬ ‫تحْجُبُ ُ‬ ‫الن ّـور َ‬ ‫و َ‬ ‫ِإ ْن ر َام َ َ‬ ‫ح بنَِا‬ ‫الصّ بَا ُ‬ ‫ِالضيا اءْتلَ​َف َا‬ ‫صو ْتا ً ب ِّ‬ ‫ق َ‬ ‫تخْـنـُ ُ‬ ‫وَث ْبا ً و َ َ‬ ‫ِـنّ َ‬ ‫�لَك َ‬ ‫ـدٌ‬ ‫للصّ بـْرِ ح َ‬ ‫سـوف يَب ْلُغُــه ُ‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫الصّ ب ْر ُ طُـوفَانا ً فَلَنْ يَقِف َا‬ ‫ِإ ْن أَ صْ ب َ َ‬

‫≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈‬ ‫ا‪ /‬أبـو شهيـــد منصور المشهوري‬ ‫م‪15/2/2019‬‬


‫قصة قصرية‬

‫صرخة خرساء‬ ‫أن تكون على قيد الحياة ‪ ،‬لا يعني‬ ‫بالضرورة أن تكون حيا‪ .‬أن تعيش و‬ ‫أنت تترقب أفواه المارين و الحاضرين‬ ‫أمام ناظر يك‪ ،‬وترصد حركة أيديهم‬ ‫وتقرأ تعابير وجوههم فلا أظن أن هذه‬ ‫‪.‬تشبه الحياة في شيء سوى الاسم‬ ‫أن ترى العالم ساكنا لا حياة فيه خاليا‬ ‫من كل شيء سوى الحركة؛ فأي عالم‬ ‫هذا ؟! أن تجد المال مكدسا تحت‬ ‫قدميك‪� ،‬لكن لا يدفع عنك عجزك !!‬ ‫فما الجدوى منه؟‬ ‫ولدت أحلام بعد صراع آلام مع‬ ‫المجتمع الذي ينظر لها نظرة الناقصة‪،‬‬ ‫فهي لم تكتمل أنوثتها مادامت لم تثمر‬ ‫زهرة تلون حياتها الرمادية‬ ‫بعد أن ألحقت بها وصمة العقم لسنوات‬ ‫عدة؛ رزقت بأحلام �لكن فرحتها‬ ‫بها لم تكتمل فقد لاحظت أنها لا‬ ‫تستجيب لصوتها عندما تكلمها و لا‬ ‫تصدر أي صوت عند فرحها أو بكائها‪.‬‬ ‫جامدة هي وكأنها صخرة لا حياة فيها‪،‬‬ ‫خالية كقصبة خرساء‪ .‬أن تكون نايا‬ ‫تملؤك الثقوب أهون من أن تكون‬

‫قصبة خرساء‪ ،‬لا دور لك في الحياة و‬ ‫لا تتقن شيئا غير التحديق في وجوه من‬ ‫حولك‬ ‫بدأ القلق يدب في نفس الأم فعرضت‬ ‫ابنتها على أشهر الأطباء المختصين من‬ ‫داخل و خارج البلد‪ .‬لتكتشف أن‬ ‫حلمها في سماع كلمة “ماما” أمر مستحيل‬

‫هي امرأة ثلاثنية‪ ،‬حنطية البشرة سوداء‬ ‫العينين رشيقة الجسم و أنيقة الملبس‪.‬‬ ‫تنحدر من أسرة برجواز ية تزوجت‬ ‫أحمد الشاب الطموح الرجل الثري و‬ ‫الوسيم الذي تتهافت عليه الفتيات‪ .‬كان‬ ‫حلمها أن تصبح أما وعانت من أجل‬ ‫تحقيق حلمها‪ ،‬وبعد معاناة اكتمل الحلم‬ ‫الناقص‪ ،‬رغم اكتماله إلا أنه باهت لا‬ ‫لون له و لا طعم و لا رائحة‬ ‫أنجبت فتاة صماء خرساء ليبقى عطشها‬ ‫‪.....‬لسماع “ماما” يتأرجح في الهواء‬ ‫كبرت أحلام و كبرت إعاقتها معها و‬ ‫بدأ شعورها بالنقص يكبر كلما حاولت‬ ‫اللعب مع قريناتها‪ ،‬في كل مرة تقابل‬ ‫فيها بالرفض و الاستهزاء من بنات‬ ‫جنسها‪ ،‬تتقوقع على نفسها و تبكي‬ ‫بصمت إن سمع صداه في الأرجاء لصم‬ ‫الآذان و لهز الأبدان‬ ‫أصبحت أحلام فتاة يافعة ورثت الجمال‬ ‫عن أمها‪ ،‬تشبهها في كل شيء‪ ،‬جمالها‬ ‫ااساحر أعمى الأعين وغيب العقول؛‬ ‫وسلب قلب ابن الخادمة‬ ‫‪66‬‬


‫ضاع بتربيتك‪ .‬كيف تجرأت على مثل‬ ‫في إحدى المرات كان أحمد و زوجته‬ ‫هذا الفعل الشنيع‬ ‫خارج المنزل و ظلت أحلام برعاية‬ ‫أخذت أحلام معها وطردت ابنها محذرة‬ ‫الخادمة‪ ،‬وبينما هي تكتب بعض‬ ‫القصص التي تنسج فيهم عالما خاصا بها‪ .‬إياه من محاولة الاقتراب من المكان ثانية‬ ‫بعد عودة والدي أحلام وجداها تبكي‬ ‫جالسة في إحدى زوايا غرفتها الخاصة‬ ‫المزينة بأبهى الألوان على ذوقها‪ .‬دخل بحرقة على قلة حيلتها و على أنوثتها التي‬ ‫كادت تضيع في لحظة طيش من ذكر‬ ‫على غفلة منها‬ ‫أخبرتهم الخادمة بما كاد أن يحصل‬ ‫ابن الخادمة و أغلق الباب وراءه‬ ‫لولا لطف ال� ل�ه‪ .‬طلبت أحلام من‬ ‫بالمفتاح‪ ،‬ولأنها صماء فلن تسمع أي‬ ‫صوت ولن تنتبه لأي حركة من حولها أمها تسجيلها بإحدى نوادي الرعاية‬ ‫لذوي الاحتياجات الخاصة‪ .‬لم توافق‬ ‫فاجأها بوقوفه أمامها يفترس كل جزء‬ ‫في البداية �لكن مع إصرار أحلام و‬ ‫من جسدها بعينيه الخبيثتين‪ .‬قرأت‬ ‫إلحاحها وافقت‪ ،‬وسجلتها بأحسن نادي‬ ‫أحلام تعابير وجهه وأخافتها نظراته‬ ‫يضم مختصين من جميع أنحاء العالم؛‬ ‫حاولت العودة للوراء �لكنه باغتها‬ ‫يقدمون التأهيل النفسي للأعضاء وكذلك‬ ‫وحاصرها بيديه‪ ،‬خافت وارتعدت‬ ‫خدمات تعديل السلوك و العلاج‬ ‫فرائصها؛ كيف تدافع عن نفسها‪.‬‬ ‫النفسي‪ ،‬وهناك أيضا برنامج خاص‬ ‫أرادت أن تصرخ �لكن أين صوتها‬ ‫بحثت عنه و لم تجده‪ .‬هنا شعرت بعجزها لذوي الإعاقات السمعية بحيث يتم‬ ‫تدر يبهم على قراءة الشفاه‬ ‫و حقيقة إعاقتها المرة‪ .‬حاول اغتصابها‬ ‫تميزت أحلام في تدريباتها و أصبحت‬ ‫وحش كاسر استغل ضعفها و عجزها‬ ‫لينال بغيته و السلام‪ ،‬و�لكن لطف ال� ل�ه مشرفة على الأعضاء الجدد‪ ،‬تعلمهم لغة‬ ‫الإشارة وتدربهم على مهارات التفاعل‬ ‫وقدره أبى أن تكون ضحية إعاقتها‬ ‫الاجتماعي ليصبحوا أعضاء فاعلين في‬ ‫لاحظت الخادمة غياب ابنها فذهبت‬ ‫مجتمعهم‪ ،‬ليتغلبوا على إعاقتهم ويثبتوا‬ ‫تبحث عنه و عند اقترابها من غرفة‬ ‫حضورهم‪ ،‬فالإعاقة في الفكر و ليس‬ ‫أحلام‪ ،‬رأت ابنها من النافذة‬ ‫الجسد‬ ‫شلت أطرافها وركضت نحو الغرفة‬ ‫أن تكون معاقا لا يعني أنك ناقص‬ ‫و فتحت الباب بالنسخة الاحتياطية‬ ‫ومالناقص سوى الناقص في عقله و‬ ‫للمفتاح‬ ‫فكره‬ ‫صرخت به‪-:‬‬ ‫ماذا تفعل أنت هنا؟! واحسرتاه على عمر‬ ‫‪67‬‬

‫ميساء أقبيب‬


‫ل‬ ‫الهجر ُ القات ُ‬ ‫ح م ِن َ‬ ‫حو ْلَه ُ‬ ‫شعْرِي َ‬ ‫ُوف ِ‬ ‫الن ّو َى و َيَط ُ‬ ‫صَار َ الف َصِ ي ُ‬ ‫‪...‬‬ ‫ن الق َوَافِي ز َ ْمزَمِي‬ ‫وَم ِ َ‬ ‫الأبْكَم ِ‬ ‫مثل ال َ ّ‬ ‫رِفْق ًا عَلَى ذ َا المِعص ِم‬ ‫سف ِيه ِ َ‬ ‫‪...‬‬ ‫ك م ِن دَمِي ‪...‬‬ ‫حِينَ انْسِح َاب َ‬ ‫أو َ لم ْ تع ْد يَا ظَالمِي‬ ‫ظ ِي الجَف َا‬ ‫ح ّ‬ ‫أَ و َ هَكَذَا َ‬ ‫‪...‬‬ ‫َت بلَْسَمِي‬ ‫رُؤْيَاك َ أَ ْمس ْ‬ ‫يَا و َيْلَتِي م ِنْ مَغْر َ ِم‬ ‫هج ْرُك َ قَاتِل ِي‬ ‫و َال� ل�ه ِ َ‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫و َالصب ْر ُ سمٌ فِى فم َ ِي‬ ‫ق َ ْد َزاد َ د َائِي فِي اله َو َى ر ُ َدّ الجوابَ لَع َل ّنِي‬ ‫‪...‬‬ ‫ك َطعْم َ العَلْق َ ِم‬ ‫ُأنْسِي َ‬ ‫ل لا تَت َو َ َه ّ ِم‬ ‫م َنْ قَا َ‬ ‫تح ْلُو خلوَتِي‬ ‫هَيْهَاتَ َ‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫ِيث المُغْر َ ِم‬ ‫د ُونَ الحَد ِ‬ ‫‪...‬‬ ‫ادت عل َيّ ق َصِ يدَتِي‬ ‫نَ ْ‬ ‫‪...‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫قُومِي ِإليْه ِ لِتسْلَم ِي‬ ‫ك عَالمِي‬ ‫ق َ ْد ك َانَ ح ُ​ُب ّ َ‬ ‫ـــــ‬ ‫‪...‬‬ ‫تح ْتَمِي‬ ‫ف ِيه ِ الب َراءة ُ َ‬ ‫‪...‬‬ ‫ت غ ُبار َ تَك ُب ّري‬ ‫ش َ ّق ْ‬ ‫َ‬ ‫‪...‬‬ ‫ش عَر َ ْمر َ ِم ‪...‬‬ ‫خَرَج ْ‬ ‫أَ و َ هَكَذَا أَ مْس َى اله َو َى‬ ‫َت بِ جَي ِ‬ ‫شعر ‪#‬ماجدة_ندا‬ ‫‪.‬‬ ‫ذِك ْر َى بِ ح ُضْ نِي تَرْتَمِي‬ ‫ن فِي اله َو َى‬ ‫ح المَدائ َ‬ ‫فَت َ َ‬ ‫‪...‬‬ ‫الأدْه َ ِم‬ ‫ق‬ ‫ش ٌ‬ ‫رُحْمَاك َ ِإن ّي عَا ِ‬ ‫فَو ْقَ المِدادِ َ‬ ‫‪...‬‬ ‫ك يَن ْتَمِي‬ ‫ك ُل ّي لِق َلب ِ َ‬ ‫ق فِي‬ ‫ن اله َو َى ل َ ْم ي َ ْش َ‬ ‫ِإ َ ّ‬ ‫‪...‬‬ ‫ل المله َ ِم‬ ‫شعْرِي عَلى صَدر َ اله َو َى حَر َم الخيا ِ‬ ‫ِ‬ ‫م َا ك َانَ م ِنْ م ُتَر َ َدّ ِم‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪68‬‬


‫و رسمت الشمس‬ ‫أنثى الخيبة‬ ‫تعانقني‬ ‫أهو َ الفراقُ ُ‬ ‫المر ّ؟!!‬ ‫في كراستي الحمراء ْ‬ ‫تهدهدني ‪..‬تبعثرني‬ ‫أم وج ٌع في القلب لم‬ ‫يضجر ْ ؟‬ ‫في واحاتّنا الغناااء ْ‬ ‫و تهمس لي سحرا ً يقالْ‬ ‫لم يعد يهمّني الآنَ‬ ‫و ماذا بعد ُ ل َ ْم أخسرْ ؟ بحته بلسانك السكر ْ‬ ‫أضحك و ألهو‪..‬‬ ‫ل الشتاء ْ ؟‬ ‫ماذا لو طا َ‬ ‫ل ما أثمر ْ ؟ لا أبالي!!‬ ‫و زرع ُ الحق ِ‬ ‫أهو َ سحرك َ الأكبرْ ؟؟؟‬ ‫صمتُ الليالي يحضنني‬ ‫أتيه ُ في واحات مضناك َ‬ ‫بدر ٌ توارى هنا‬ ‫نرجسة ً‪..‬‬ ‫في الروح قد أقمر ْ‬ ‫و من سقياك أتعطر ْ‬ ‫يات‬ ‫يف الذكر ِ‬ ‫خر ُ‬ ‫و ألوِ ّنُ بالمدى ذاتي‬ ‫يعصف بي‬ ‫ُ‬ ‫أملا ً‪...‬‬ ‫ورقٌ تلاشى هنا‬ ‫يحييني لأتحر ّر‬ ‫باتَ يابسا ً أصفر ْ‬ ‫تغريد ُ همس العشق‬ ‫فكيف يأتي ربي ٌع ؟‬ ‫باتَ اغنية ً‬ ‫و برعمٌ باللؤم‬ ‫ذاك لان ّني الأصغر ْ ؟!!‬ ‫للغدر يتّحضرْ!!‬ ‫فيا أملا ً باتَ أسىً‬ ‫دعني على واحات‬ ‫ربيعا ً‪..‬‬ ‫ذكرانا‬ ‫ل و ما أزهر ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫هنا ألهو ‪ ..‬هنا أغفو‬ ‫فلنفترق إذن‬ ‫ك‬ ‫تداعب ضفيرتي يدا ْ‬ ‫لننس ما كانا‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫قل لي بحق لقائنا‬ ‫ك‬ ‫دعني أرا ْ‬ ‫أعد لي طفولتي و صباي الأوّل‬ ‫و حقّ ماض بالودِّ‬ ‫حلق عابثا ً برؤاي‬ ‫أنسانا‬ ‫‪69‬‬

‫قل لي أرجوك‪:‬‬

‫م َنْ غدر أم خان أم‬ ‫أمكر ؟‬ ‫بالأمس‬ ‫ْ‬ ‫يا طعنة ً‬ ‫يا جرحا ً بيننا أثمر ْ‬ ‫ما عاد يؤرّقني الحني ْن‬ ‫يابس أصفر ْ‬ ‫ٌ‬ ‫فخر يفي‬ ‫و لا هم ّني فرح العيو ْن‬ ‫من أخضرٍ باتسّاع الوه ِم‬ ‫ٍ‬ ‫طاغ ‪ ..‬إلى‬ ‫ق‬ ‫إلى أزر ٍ‬ ‫أحمر ْ‬ ‫يا غيما ً بالحلم أغشاني‬ ‫أبرقَ و أرعد َ‬ ‫�لكن لا ‪ ...‬لا ‪ .‬ما‬ ‫أمطر ْ‬ ‫ماذا تراه أبكاني الآن ؟‬ ‫بعد سنين المرِ ّ‬ ‫يا عطرا ً كان من عنبرْ‬ ‫ف كفكف دمعتي و‬ ‫غدي‬ ‫ُرت‬ ‫بحقّ ِ صغيرة ٍ كَب ْ‬ ‫ك‬ ‫على راحت ّي َ‬ ‫لا أكثرْ!!‬

‫د‪.‬جمال الشمري‬


‫قصة قصيرة‬ ‫الزوهري‬

‫هناك في أعلى التلة ‪ ،‬في منطقة بدو ية شبه مهجورة ‪،‬في العصور القديمة‪،‬‬ ‫كان عطار يجوب القر ية على دابته المحملة بالأواني و السواك‪ ،‬و ا�لكحل و‬ ‫المرايا‪ ،‬و الأمشاط و كل أدوات الزينة ‪�،‬لكن هذا الخبيث في الحقيقة كان‬ ‫يختبئ وراء عباءة هذا العمل الشر يف و يستغله ليستكشف المكان فقد سمع‬ ‫عن كنز عظيم بهذه المنطقة سيجعله من العظماء ‪.‬أما هو فليس إلا ساحرا‬ ‫مجنونا يتسبب بالأذى ل�لكثير من الأبر ياء بسبب سحره الخبيث‬ ‫‪....‬‬ ‫في كوخ صغير تسكن عائلة السيد سليمان‪ ،‬اليوم رزقه ال� ل�ه بمولوده الذكر بعد‬ ‫خمس سنوات من الزواج ‪ ،‬كانت ملامحه المنشرحة تعبر عن مدى فرحته‬ ‫‪�،‬لكن هذا الطفل لم يكن عاديا ‪،‬منذ أول صرخة له كان لسانه منفلقا على‬ ‫شكل طولي غير متعرج كان يبكي بصوت قبيح لا تتقبله أذن بشري فقالت‬ ‫القابلة (مولدة) للسيدة رقية‬ ‫‪.‬ضيقي على طفلك و لا تتركيه يظهر لسانه أمام الأغراب ‪،‬فهو مطلوب‪-‬‬ ‫نظرت الأم بحيرة و هي تقول بتعب‬ ‫كيف سيدتي لم أفهم؟‬‫فقالت‪:‬‬ ‫ألم تري أنه لم يسكت ‪،‬منذ إخراجه من أحشاءك ‪،‬إنه زوهري إن دمه‪-‬‬ ‫شبه مرغوب فيه من ق ِبل الجن‪ ،‬وهو أمر يُحدده السحرة والمشعوذين‬ ‫باستخدامهم لدمه في أعمال السحر والشعوذة ‪،‬انظري لذلك الغراب الواقف‬ ‫بحافة النافذة إنه رسول منهم ‪،‬سيظل طفلك مراقبا‬ ‫كان غرابا أسودا ذا منقار حاد و عينين تبثان الرعب في الناظر إليهما ‪،‬و له‬ ‫جناحان قو يان كلما رفرف على النافذة أصدر فحيحا و كأنه يتوعد الجميع‬ ‫صدمت رقية بهذا الخبر و هي تضم صغيرها إلى صدرها بحنان و تتذكر‬ ‫‪70‬‬


‫كلمات المولدة أنه زوهري ‪،‬تلاطمت مشاعر الخوف عليه داخلها و سقط‬ ‫قلبها حزنا و قهرا و بدأت تبكي حظها اللعين فهي تنتظره بحرقة ‪،‬لتفاجأ‬ ‫بمصيبة تهدد حياته ‪ .‬أما سليمان فقد اختفى عن الأنظار و لا يعرف أحد‬ ‫وجهته بسبب صدمته القو ية بهذا الخبر و تخوفه من وجه صغيره القبيح‬ ‫‪،‬فقال إنه نفر من الجن و لا يستطيع البقاء معه في نفس المكان‪ ،‬واتهم رقية‬ ‫با�لكذب عليه و الاتجاه للسحر لتستطيع الحمل فهي عاقر لعينة‬

‫عاد الغراب إلى سيده بعد عدة شهور من المراقبة لذلك المولود‪ ،‬وهو يردد‬ ‫الكلمة التي لقنها له عن ظهر قلب “زوهري‬ ‫أغمض عينيه‪ ،‬و هو يستنشق بأنفه العر يض رائحة الدم العفنة على سكينه‬ ‫المسنن ا�لكبير‬ ‫إنها فرصتي لأصير الأقرب لأسيادي ‪،‬لأحصل على كنوزي ‪،‬ذلك‬ ‫الزوهري ليبدأ يفكر في خطة يستدرج بها الصغير إليه‪ ،‬كان لابد من التحقق‬ ‫من توفر هذا الأخير على كامل الأوصاف المطلوبة‪ ،‬ليصبح الأكبر حظا‬ ‫في عالم الجن ‪،‬عالم السحر و الشعوذة ‪ -‬هذا الطفل فقط من سيكون حلقة‬ ‫الوصل بيني و بينهم‬ ‫‪.....‬‬ ‫حرصت الأم رقية على إخفاء صغيرها ميلود عن الأنظار الغريبة‪،‬الصغير‬ ‫يكبر يوما بعد يوم و صعوبة التحكم فيه تزداد قساوة ‪،‬فهو كثير الحركة‬ ‫‪،‬لم يكن طفلا جميلا كان أحولا و شعره أبيضا ‪،‬و له عينان عسليتان‬ ‫لامعتان‪ ،‬كل هذه العلامات تدل على أنه زوهري أو محظوظ العالم الأسود‬ ‫‪....‬‬ ‫جاءت أم رقية الحاجة فاطمة من القر ية المجاورة لمواساة ابنتها الوحيدة‬ ‫‪،‬التي كانت تحلم بطفل يعمر دارها دفئا و حبا و أمانا �لكن لم تحصل إلا‬ ‫على نحس و ذعر في عالمها الهادئ‬ ‫‪....‬‬ ‫أمر المشعوذ غرابه بمراقبة ميلود في كل تحركاته و أن يحرص على رؤ ية‬ ‫‪71‬‬


‫الخط العرضي براحة إحدى يديه‪ .‬قرر هو أن يشغل الأم و الجدة بعرض‬ ‫سلعته التي تعودت رقية أن تشتريها منه‪ ،‬ليدخل الغراب من باب البيت‬ ‫المفتوح‪ ،‬مستغلا نوم الصغير العميق ليقترب منه بحدر و ليرى ذلك الخط‪،‬‬ ‫طار بعنف ليبشر صاحبه بكلمة “زوهري”‪� ..‬لكن هذا الأخير أبعده عنه‬ ‫قائلا‬ ‫لعنة ال� ل�ه عليك أيها الغراب المزعج‪ ،‬آسف سيدتي لا أحب رؤ ية هذا الغبي‪-‬‬ ‫في أول يومي فهو فأل أسود يمنع علي رزقي و أنا رجل فقير أعمل بعرق‬ ‫جبيني مقابل بضع دريهمات منكم‬ ‫نظرت رقية له بتوجس و حذر و ذهبت مسرعة و هي تجر عباءتها السوداء‬ ‫الطو يلة لبيتها لتتبعها أمها‬ ‫‪....‬‬ ‫كان يوما صيفيا حارا‪ ،‬قاربت الشمس على المغيب ‪،‬و الطفل يتسكع وسط‬ ‫حقل السنابل ‪،‬يتمتع ببر يق ذهبيتها‪ .‬فإذا بالغراب يهجم عليه و ينقبه بمنقاره‬ ‫السام و الحاد في مركز جمجمته‪ ،‬فانفجرت نافورة الدماء تعلن وليمة جديدة‪،‬‬ ‫و أقبل الرجل المتسلط بشعره الطو يل المجعد و جسده قوي البنية ‪،‬حاملا‬ ‫الجثة الهامدة إلى مقبرة الظلام حيث الليالي الشيطانية الباردة‪ ،‬أخذوه من‬ ‫أرض السنابل ليقيموا مراسم قتله هناك‬ ‫مقابر لا متناهية بمرمى البصر و نباتات الصبار بمحاذاة الطر يق ‪،‬لا شيء‬ ‫سوى صمت مخيف ‪،‬إلى مكان مجاور لنخلة كبيرة يتفحص الأرض على ضوء‬ ‫البدر ‪،‬و وضع الجثة بحذر على التربة المبتلة بالندى ‪،‬أخد أربع طوبات‬ ‫من الحجر و كتب عليهم باستعمال قنينة بها حبر أسود و قصبة أربعة أسماء‬ ‫للجن مازر‪ ،‬كمطم‪ ،‬طيكل‪ ،‬قسورة‪ ،‬فبدأت أجواء اتصاله بالرباعي من الجن‬ ‫الذين يحرسون الخزينة ‪،‬بدأ في تلاوة غير منقطعة لتعاويذ و تعزيمات فبدأت‬ ‫أصوات مخيفة تستعمر المكان من عواء ذئاب و زئير أسود و نهيق حمير‬ ‫‪،‬فسمع صوتا غليظا يخاطبه قائلا‬ ‫معك الحارس مازر ماذا تريد من هذا المكان يا‬‫أنا الجيلالي ‪،‬خادمكم يا أسياد ‪،‬جئتكم بقربان بشري فتي‪ ،‬و أرغب برحمة‬ ‫‪72‬‬


‫‪..‬سيادتكم و كرمكم علي من كنزكم في هذه النخلة‬ ‫‪:‬ضحك الصوت بهمجية و أجاب‬ ‫حسنا ‪،‬حسنا أيها البشري المطيع‪ ،‬اذبح ذلك الصغير و ائتني بدم رقبته‪-‬‬ ‫‪..‬الطر ية‬ ‫بدأ الوحش يذبح في ذلك الجسد الصغير و يقتلع أعضاءه عضوا عضوا‬ ‫و يدفنها قرب مكان ا�لكنز ‪،‬حتى العيون اقتلعها و أهداها لغرابه القبيح‪،‬‬ ‫فبدأت الأرض بالتفتح و إخراج الخزينة المدفونة بها ‪،‬ذهب ‪،‬ألماس‪ ،‬فضة‬ ‫و‪ ...‬التفت للوراء ليجد رقية مصدومة‪ ،‬و تصرخ بذعر على فقدان صغيرها‬ ‫لم تتقبل الفكرة كادت تجن بدأت تغرس سكين المطبخ ا�لكبير الذي‬ ‫كانت تحمله معها بعنف في ظهر ذلك النصاب القذر‪ ،‬فدفعها بقوة حتى‬ ‫اصطدمت مؤخرة رأسها بحجر قبر ‪،‬فصرخت ألما من تلك الضربة‪ .‬وسمعت‬ ‫أصوات الأشباح المنتشرة في المكان تضحك عليها بصوت مرتفع صاخب ‪،‬‬ ‫فجأة سمعت صوت أمها الهادئ ينادي عليها و هي تتألم و لا تستطيع الحراك‬ ‫كأنها شلت كليا‪ .‬فتحت عينيها بتثاقل لتجد نفسها في غرفتها مع أمها التي‬ ‫استيقظت فزعة من صراخها‪ ،‬كانت حرارتها مرتفعة جدا من ثلاثة أيام و‬ ‫هي فاقدة للوعي ‪،‬حكت رقية تفاصيل كابوسها لأمها ‪،‬و أخبرتها عن خوفها‬ ‫من ذلك العطار الغريب الأطوار و عدم ارتياحها للبقاء في مكان يشكل‬ ‫خطرا عليها و على فلذة كبدها ‪،‬فقررا أن يأخدا ميلود الصغير لراقي القر ية‬ ‫‪ ،‬و انتقلت رقية و صغيرها للعيش مع عائلتها في أمان بعيدا عن كل من‬ ‫‪ .‬يترصد لها شرا‬ ‫‪......‬‬ ‫النهاية‬ ‫إيمان صبري‬

‫‪73‬‬


‫مريم قصيدة‬ ‫عشق أبدية‬ ‫معاد حاج قاسم‬

‫‪74‬‬


‫مريم قصيدة عشق أبدية‪..‬‬ ‫مريم‪ .‬قصيدة عشق أبدية لأم اسمها فلسطين ‪..‬‬ ‫تغفو على أبواب الحارات القديمة‪.‬لمدينة تغسل وجهها البهي‪..‬صباح مساء‬ ‫بماء البحر‪..‬يتلو ّن الحن ّاء على يديها كما الفصول تتلو ّن تنشر ضفائرها على‬ ‫أكتاف الشمس‪...‬هي يافا‬ ‫هنا يصبح الياسمين أرجوحة اطفال وقهوة صباح وقناديل محبة في أمسيات‬ ‫صيف يعانقها القمر‪..‬كذلك أمسيات غيوم ومطر في الشتاء‪.‬ومواقد‬ ‫‪....‬حطب‬ ‫ونار‬ ‫مريم‪..‬حكاية أخت وأم وجدة‪.‬حملت فرحا وهموما‪..‬لعقْد من الزمن ا�لكئيب‬ ‫لم تفارق الابتسامة شفتيها‪..‬كذلك الأمل‪..‬جذوة لم تنطفئ في بر يق عينيها‬ ‫مات الأب والأم وقُتل أخواها التوءمان وشُل ّت ساقا أخيها إبراهيم �لكنّها‬ ‫بقيت أنموذجا يحتذى و يحكى به‪..‬صبرا وقد َرا من المسؤولية والعقل والحكمة‬ ‫والتدبير‬ ‫*****‬ ‫ذات خميس ألبست أخويها بعد أن غسلوا وجوههم بماء الصبح‬ ‫رتّبت حقائبهم ‪.‬كتبا ودفاتر وسندويشات و ياقات بيضاء وقبﻻت محبة‬ ‫المدرسة غير بعيدة عن ربيعهم السادس‪..‬ذهابا‪...‬وإيابا‬ ‫وحواجز الاحتﻻل سرطان قاتل‪..‬ينتشر في الشوارع‪...‬وطلقات رصاص هنا‬ ‫وهناك‬ ‫أربعة عصافير سقطت‪...‬بركة دم طاهر‪..‬وجندي قذر يشعل سيجارته تشفيا‬ ‫أربعة عصافير تسبح بدمائها‪...‬وباب يقرع بشدّة‪...‬مريم سهم تنطلق حافية‬ ‫القدمين تنطلق‪..‬وصلت‬ ‫صرخات تملأ شوارع يافا‪..‬يندفع الرجال والأطفال‪..‬‬ ‫مريم تسقط في بركة الد ّم على عصافير قلبها‬ ‫ويحمل الرجال الأطفال الى مقبرة ﻻينسى ساكنوها‪..‬شهداء الغدر أما مريم‪.‬‬ ‫فقد نُقلت الى أقرب مشفى في عناية مركزة‬ ‫‪75‬‬


‫على كرسيه المتحرك‪.‬وقف إبراهيم يتأمل اخته‪..‬أطرق طويﻻ في اﻷرض‬ ‫وقلبه يتمزق‬ ‫مريم بين يديها خيوط صوفية تصنع منها كنزة له‪..‬الشتاء قادم على اﻷبواب‬ ‫إبراهيم أصبح عاجزا محطم الساقين‬ ‫لقد أخذ على نفسه عهدا أن ينتقم ﻷخو يه وشهداء آخرين‪...‬حقائبهم مازالت‬ ‫تعانق الجدار‪.‬والدم يزهر على دفاترهم يرسم حكاية أطفال وعناقيد عنب‪..‬‬ ‫قتلتهم أداة حقد بربر ية‬ ‫يسمع ضحكاتهم أناشيد فراشات وبر يق أمل وربيعا جميل‬ ‫إبراهيم في شوارع المدينة‪.‬يتحين فرصة للثأر‪..‬لتاريخ لن يموت‬ ‫يجتاز الشارع بخطا ثابتة نحو هدفه‪...‬يسرع أكثر‪..‬يرى إخوته أمامه وفلسطين‬ ‫وشهداء وبيارق حزن‪..‬وبراكين دم‬ ‫‪.‬يبحث عن خطوات إضافية توصله إلى هدفه‬ ‫فجأة يسمع‪ ..‬صراخا‪..‬وبوق سيارة وأنين فرامل‪..‬تصدمه‪..‬تتﻻشى أمامه‬ ‫صور الأشياء جميعا‬ ‫تتناثر دموعا على خديه‪...‬مريم كاللبوة تحتضن شبلها الوحيد‪.‬تمسح دموعه‪.‬‬ ‫تهدهده‪..‬أخي مايبكيك‪.‬؟‬ ‫يبكيني ياأختاه أن السائق عربي‬ ‫و يغرق الأخوان في أسى وبقايا أمل ودموع ‪..‬مازالت تنسكب‬

‫‪76‬‬


‫مفارقة‬ ‫مبهمة‬

‫الذي يطغى عليك؟‬ ‫كما الروح في داخلي‪ ،‬تسكنني‬ ‫هل هو الغرور وا�لكبر ياء؟‬ ‫أو كطيف شفاف هلامي تطاردني‬ ‫أرى ظلي تحته ظل‪ ،‬يلامس خطواتي‪ ،‬أم أنه خوف من المجهول؟‬ ‫دعني أقل لك يا سيد الحضور والغياب‬ ‫كقرين‪ ،‬مختفي‪ ،‬تلازمني‪ ،‬تارة أراك‪،‬‬ ‫وتارة ألمحك من بعيد‪ ،‬وتارة أخرى أشعر أن العشق يا عزيزي يحتاج إلى مغامرة‪،‬‬ ‫أنك تحوم حولي كحاجز كهرومغناطسي إلى صبر‪ ،‬إلى عطاء‪ ،‬إلى بوح صريح‪،‬‬ ‫إلى أن تكون ضمن مجالي أو الخروج من‬ ‫يقف بين الحقيقة والخيال‪ ..‬وكثيرا ً‬ ‫عالمي‪ ،‬كمنفي عن الوطن في جزيرة‬ ‫ما تأتيني على هيئة شحنات كهربائية‪،‬‬ ‫ساخنة وبادرة تحدث انفجارا عظيماً‪ ،‬مجهولة تنعدم فيها وسائل التواصل‪ ،‬لا‬ ‫أدري عنك‪ ،‬ولا تدري عني أي شيء‬ ‫أو كصاعقة جنونية‪ ،‬تضرب وجداني‬ ‫لذا كن لي كل شيء‪ ،‬وشاركني‬ ‫بحق الإله الواحد‪ ،‬قل لي من أنت؟‬ ‫تفاصيلي واتخذني مسكنا‪ ،‬أو ارحل عني‬ ‫صرت لي هاجسا سوداو يا يفسد علي‬ ‫‪.‬واتخذني ذكرى وكأنها لم تكن وانساني‬ ‫نومي‪ ،‬و واقعا يفرض علي تداعيات‬ ‫يومي‪ ،‬عقلي مثبط وقلبي مقيد‪ ،‬داخل‬ ‫علبة صغيرة سميتها الهوس‪ ،‬مركونة عند‬ ‫مفترق الطرق‬ ‫تقترب حد الاندماج‪ ،‬حتى أشعر بأنك‬ ‫‪Kari Lys‬‬ ‫اخترقتني‪ ،‬وتبتعد حد الفراق‪ ،‬إلى أن‬ ‫تشهق أنفاسي وتخنقني‪ ،‬وما بين هذا‬ ‫وذاك‪ ،‬تولد آلاف المشاعر‪ ،‬وأخلق‬ ‫ملايين الأفكار‪ ،‬ثم أصنع لك كونا من‬ ‫الأعذار‪ ..‬أسقط محمومة‪ ،‬طر يحة الفراش‪،‬‬ ‫في مضمار البحث عن المجهول‪ ..‬أسأل‬ ‫حالي لم هذا الغموض‪ ،‬وهذا الإبهام‬ ‫‪77‬‬


‫قصة قصيرة‬

‫ثورة_ا�لكسكس‬

‫يحكى أنه ذات خميس‪ ،‬خطرت فكرة ببال إبليس ‪ ،‬و صدف أن كان المكان خزانة‬ ‫الطعام‬ ‫تسائل ا�لكسكس عن ماهية اليوم من الأيام ‪..‬؟‬ ‫فردت الطماطم المصبرة بنبرة متعالية متكبرة‪ ،‬إنه يا كسكسي الخميس ‪،‬و اعلم أن‬ ‫الغد عندك من ا�لكوابيس ‪ ..‬تحمس الأرز للمحادثة و نادى على البقوليات لتتابعه‬ ‫تأفأف ا�لكسكس و قال ‪ :‬لقد سئمت طبخي في كل أسبوع و أنا لفراقكم أذرف‬ ‫الدموع‬ ‫رد الحمص بكل غرابة مالذي تقوله أنت يا هذا ؟‬ ‫أقول يا صديقي أن الأوان قد حان ‪ ..‬فهل أنتم معي يا أصدقاء و يا جيران ‪..‬؟‬ ‫قالت الفاصولياء مستنكرة أتعني أنني سأصبح يوما عالمة مفكرة ؟‬ ‫قال لم َ لا؟ قد تصبحين ‪ ..‬إلا أنك وجب أن تكوني معي من الثائرين أتقصد كالربيع‬ ‫العربي و ثورة الياسمين ‪ ..‬؟‬ ‫حوقل السكر ثم تنهد و قال ‪ :‬يا لك من مسكين ‪ ..‬من يسمعك سيجزم أنها نجحت‬ ‫أقصد ثورة الياسمين‬ ‫استنفرت حبوب القهوة و اليقطين ‪ ..‬ما شأنك أنت و دعنا نحلم ‪..‬بل و نشيد للحلم‬ ‫صرحا مكين‬ ‫رد ا�لكسكس منزعجا و نبرة ملؤها غضب مستكين ‪..‬يا لك من عجوز سقيم ‪ ..‬تأبى‬ ‫إلا أن تقبر أحلامنا و تدعي أنك فهيم‬ ‫و سارع الجميع بالقبول ‪..‬معلبات ‪..‬مصبرات و كل البقول‬ ‫و بمضي ساعات النهار لاحت الحماسة بالأفول ‪ ..‬و انسحب السكر المعترض ‪-‬من‬ ‫البداية ‪ -‬من ال�مكسرات اللوز و من البقوليات الحمص و الفول‬ ‫صمد البقية �لكن الشك في أعماقهم أبى أن يزول‬ ‫و خاطبتهم ضمائرهم و لسان حالهم يقول ‪ :‬ماذا لو نجحنا ؟! ما الذي عليه سنكون‬ ‫!؟‬ ‫ردت الضمائر الحية ‪ :‬حسنا ! ستصبحون مجرد علب و مرطبنات في الخزانة و‬ ‫سيأكل بعضكم السوس و بقيتكم تتآكلها العفانة‬ ‫‪78‬‬


‫استغرق الجميع ليلهم في التفكير ‪ ..‬و ما إن طلع عن الجمعة الصباح حتى سمع للخزانة‬ ‫تكات و اتضح أنها فتحت بالمفتاح ‪ ..‬أخرست الجميع الدهشة ‪..‬و امتدت للداخل‬ ‫يد طر ية هشة ‪ ..‬حملت ا�لكسكس للخارج وسط التشجيعات و البهارج‬ ‫وضع على طاولة المطبخ ‪ ..‬حيث دار حول ا�لكسكس نقاش شديد ‪..‬بين الأم و‬ ‫ابنها وليد ‪..‬الذي سأل أمه عن هذا التقليد ‪ ..‬طبخ ا�لكسكس أيام الجمعة و العيد ‪..‬‬ ‫أخبرته أن ا�لكسكس طبق لذيذ مفيد ‪ ..‬تجتمع حوله العائلات و تحيي التقاليد‬ ‫استغرق في تفكيره للحظة وليد ‪..‬و رد ‪� :‬لكني يا أمي أشتهي اليوم طبقا عصر يا جديد‬ ‫قالت الأم ‪ :‬إنني اليوم تعبة و ستتولى أمور المطبخ سارة و سأترك لها الرأي و‬ ‫القرار َا ‪ ..‬و هناك على النضد كان ا�لكسكس عاجزا عن التقرير ‪..‬أيستسلم أم يتابع‬ ‫‪ ..‬التغيير ‪ ..‬أصابه الإرهاق و أتعبه التفكير‬ ‫استمر النقاش بين أفراد العائلة ‪..‬و خرج الجميع بقرار مفيد ‪ ..‬ستطبخ سارة طبقا‬ ‫عصر يا يجمع الحداثة و التجديد ‪..‬و ستستغني عن ا�لكسكس و تتجاهل التقاليد‬ ‫و فجأة ‪ ..‬و على غير العادة ‪..‬أعيد ا�لكسكس للخزانة ‪ ..‬و بين الهتافات و التكبير ‪...‬‬ ‫ظن الكل أنه حدث _ أخيرا _ التغيير ‪ ..‬و عم الصمت و ألقوا السمع منصتين ‪..‬‬ ‫عسى أن يسرد ا�لكسكس قصته عن حرب التحرير‬ ‫و لما طال الصمت عن الوقت القصير ‪..‬تعالت التساؤلات هل من تفسير ؟‬ ‫و عندما عاد ا�لكسكس من شروده الطو يل ‪ ..‬بعد تحليله لمجر يات ما حدث في‬ ‫المطبخ الجميل‬ ‫قال ‪ :‬و من أنا لأشعل ثورة لم يجرؤ على إشعالها القمح و لا الشعير‬ ‫زاد‪#‬‬

‫زاد الميعاد‬

‫‪79‬‬


‫علم التجويد‬ ‫سهيلة مهداوي‬

‫‪80‬‬


‫}علم التجويد‪{٢‬‬

‫جد َ‬ ‫َت كلماتُ ال� ل�ه‪ ،‬فو ِ‬ ‫القُر ْآنُ شَاف ِ ٌع ومُشَفّع‪ ،‬ولو نفِذ َ م ِداد ُ البحرِ مانَفِذ ْ‬ ‫لأجله ِ الع ِقد ُ الفريد ولذيذ ُ الش ّراب‪ ،‬ما يجعله ُ سَل ِسا ً يصونُ اللسان عن الخطأ ِ‬ ‫الإطلاق‬ ‫وال ّلح ِ‬ ‫ن‪ ،‬هو أشرف العلو ِم وأَ فْضَلُها على ِ‬ ‫دب الم�لَكِية} من هنا سنش ُ ّد‬ ‫الأ ِ‬ ‫عِلْم ُ الت ّجْ ويد باق َة ٌ رمضاني ّة تُقدمها �لكم {ز ُ ْمرَة ُ َ‬ ‫كشف أسرارِ هذا المجال‬ ‫ِ‬ ‫ونغوص معا ً في‬ ‫ُ‬ ‫الر ِّحال‪،‬‬

‫سنكمل معكم دروس المخارج‬ ‫واليوم مع الشفتان والجوف والخيشوم بتوفيق ال� ل�ه تعالى‬ ‫الشفتان‪#‬‬ ‫مخرجين لأربعة حروف‬ ‫الفاء‪ :‬و يخرج من باطن الشفة السّفلى مع أطراف الثنايا العليا‪#‬‬ ‫ف(‬ ‫أسكن الحرف وأسبقه بهمزة قطع متحركة وانطقه تطبيقا (أَ ْ‬ ‫الواو_الباء_الميم‪ :‬تخرج مابين الشفتين معا ً‪#‬‬ ‫الواو‪ :‬تكون بضم الشفتان حتى تصبحان على شكل حلقة صغيرة‪#‬‬ ‫ب‪( #‬‬ ‫الباء‪ :‬تكون بإطباق الشفتان بشكل خفيف دون تشديد (أَ ْ‬ ‫الميم‪ :‬بإطباق الشفتان أيضا �لكن بشكل أكثر شدة من حرف الباء حيث‬ ‫يظهر الإطباق جلي ّا ً (أَ ْمّ‬ ‫‪:‬الجَوف‪#‬‬ ‫جوف الحلق والفم مخرج لحروف المد (و‪-‬ي‪-‬ا(‬ ‫الألف_الواو_الياء‪#‬‬ ‫‪.‬وهي حروف هوائية؛ حيث يخرج الهواء من جوف الحلق حين النطق بها‬ ‫الخيشوم‪ :‬وهو جيوب الأنف الداخلية مخرج ‪#‬لصفة (الغن ّة) الملازمة‪#‬‬ ‫‪.‬لحرفي (النون والميم) المشدّدتين وليس مخرجا لحرف‬ ‫‪81‬‬


‫تطرقنا لهذا الترتيب حيث؛ أجلنا مخرج اللسان لأنه أوسع المخارج وسندرجه في‬ ‫منشور منفرد‬ ‫إليكم الآن تكملة متن الجزر ية‬ ‫باب_مخارج_الحروف‪#‬‬

‫سبْـعَـة َ ع َـشَـر ْ‬ ‫ُوف َ‬ ‫ج الـحُـر ِ‬ ‫مخ َاـرِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن اخْ تَـبـَر ْ‬ ‫عَلَـى َال ّـذِي َ‬ ‫يخ ْت َاـرُه ُ مَــ ِ‬

‫ْف أَ ل ٌِف و ُأخْ ت َاـه َاـ وَه ِــي‬ ‫للـجَـو ِ‬ ‫ُوف مَــ ّدٍ لِلْـه َـوَاء ِ تَن ْـتـَه ِـي‬ ‫حُــر ُ‬

‫و ُ‬ ‫تحْـتُ اجْ عَـلُـوا‬ ‫َالن ّـونُ م ِـنْ طَ​َر َفِـه ِ َ‬ ‫و َ‬ ‫ل‬ ‫َالــر ّا يُد َانِـيـه ِ لِظَـهْـ ٍر أَ ْدخَـ ُ‬

‫ل و َتَاـ م ِـنْـه ُ وَم ِــنْ‬ ‫طاـء ُ و َالـ َ ّدا ُ‬ ‫و َال َ ّ‬ ‫الث ّن َاـيَاـ َ‬ ‫عُل ْي َاـ َ‬ ‫والصّ فِـيْـر ُ مُسْتـَكِـنْ‬

‫ق َ‬ ‫سفْـلَـى‬ ‫الث ّن َاـيَاـ ال ُ ّ‬ ‫مِنْـه ُ وَم ِـنْ فـَو ْ ِ‬ ‫ل و َثَاــ لِل ْعُـلْـي َاـ‬ ‫ظاـء ُ و َالــ َ ّذا ُ‬ ‫و َالـ َ ّ‬

‫ق هَـمْـز ٌ ه َاــء‬ ‫لأقْصَـى الْحَـلْـ ِ‬ ‫ثـ ُ َ ّم َ‬ ‫ُ‬ ‫شـف َـه ْ‬ ‫ن ال َ ّ‬ ‫ن حَاـــء م ِـنْ طَر َفَيْهِم َاـ وَم ِـنْ بـَطْـ ِ‬ ‫و َ م ِنْ وَسَـط ِـه ِ فَـعَـيْـ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ـراف الث ّنَايَاـ ال ْمُشْر ِفـَه ْ‬ ‫ِ‬ ‫فَالْف َاـ م َـ َع اطْ‬

‫َاــف‬ ‫ن خَاـؤ ُه َاـ والْـق ُ‬ ‫أَ دْنَاــه ُ غ َـيْـ ٌ‬ ‫َاـف‬ ‫ن فـَو ْقُ ثُــ َ ّم الْـك ُ‬ ‫أَ قْصَـى اللِّسَاـ ِ‬

‫ن يَاــ‬ ‫شِـيـ ُ‬ ‫ـط فَج ِيـم ُ ال ّ‬ ‫ل و َال ْو َسْ ُ‬ ‫أَ سْ ف َـ ُ‬ ‫و َ‬ ‫َالـضّ اـد ُ م ِــنْ ح َافَـتِـه ِ ِإ ْذ و َلِـيَاــ‬

‫اس م ِــنْ أَ يْـسَـر َ أَ ْو يمُ ْن َاـه َاـ‬ ‫الاَضْ ـر َ َ‬ ‫َ‬ ‫َالـــلا ّم ُ أَ دْنَاــه َاــ لم ُِنْـتـَه َاـه َاـ‬ ‫و‬

‫ن ال ْـــوَاو ُ بَاـــء ٌ م ِـيْــم ُ‬ ‫لِل َ ّ‬ ‫شف َتـَيْـ ِ‬ ‫مخْـرَجُـه َاـ الخـ َيْـش ُـوم ُ‬ ‫وَغ َُـن ّــة ٌ َ‬ ‫علم_التجويد‪#‬‬ ‫زمرة_الأدب_الم�لكية‪#‬‬ ‫شهد‪#‬‬

‫‪82‬‬


‫اعالن‪...‬‬ ‫‪83‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.