أمدُّ خُطاي.. شعر.. آسيا الشارني

Page 1

‫آسيا شارين‬

‫قصائد‬


‫أم ّد خطاي‬

‫سلسلة كتب بإشراف حكمت الحاج‬ ‫تصدر عن دار مومنت للكتب والنشر‬

All rights reserved Moment, Books & Publications™ United Kingdom - Tunisia Copyright © 2017 tuniment@gmail.com www.facebook.com/momentunis www.p4bsite.wordpress.com The views and opinions expressed by the author do not represent the views, beliefs or opinions of Moment B&P Enterprises and its employees. Cover Design: Waneli

2


‫أم ّد خطاي‬

‫ْ‬ ‫إليهم إذ رحلوا تركوا‬ ‫و ْحل أقدام ْ‬ ‫هم على العتب‬ ‫إليهم إذا عادوا‬ ‫زال ما بقلوبنا من العتب‬

‫‪3‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫‪4‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫م ْن يدخل الطريق بال م ْرشد‬ ‫سيستغرق مائة عام في رحلة‬ ‫ْ‬ ‫ال تحتاج سوى يومين‪.‬‬

‫جالل الدين الرومي‬

‫‪5‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫‪6‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫جالتيا‬

‫أي جالتيا! ال ت ّ‬ ‫ّ‬ ‫إسكافيا يغتابك‬ ‫صدقي‬ ‫مع مساميره وجلود ألافاعي‬ ‫ال ت ّ‬ ‫صدقي راعيا تسوقه ّ‬ ‫الخبيزى إليك‬ ‫حوذيا ي ّ‬ ‫ال ت ّ‬ ‫ّ‬ ‫عدد بطوالته‬ ‫صدقي‬ ‫كي تقصر طريقه إليك‬ ‫صدقي شاعرا ّ‬ ‫ال ت ّ‬ ‫يتغنى بلونه بينما كنت ّ‬ ‫تتبرجين‬ ‫ال ت ّ‬ ‫صدقي عاشقا‪ ،‬يبحث عنك في صمت تماثيله‬ ‫أي جالتيا! اتركي كل ش يء في كنفك يربو‬ ‫‪7‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫ّ‬ ‫واتركي ّتفاحك معلقا‬ ‫كي ال تؤول ثمارك إلى خائن مغرور‬ ‫ّ‬ ‫أي جالتيا! أغدقي مواعيد الشمس عليك‬ ‫ّ‬ ‫ودعي جسدك يكسر جدار الليلة الفاصلة‬ ‫بين حلم العاج ونبض الوردة‬ ‫ّ‬ ‫كوني الباب الذي يوصد نفسه على امرأة تعشق تفاصيلها‬ ‫ودعيه يحترق ‪ -‬في نار ّ‬ ‫الندم‪ -‬هذا البيجماليون‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫بشمع املاء األزرق‬

‫له أربعون نزفا وكبوة‬ ‫يطل علي بأمزجة املخاض‬ ‫ببحر يختمني بشمع املاء ألازرق‬ ‫ال فرق عنده إن دخلت شرنقة الفرح‬ ‫أو نذرت نفس ي للعويل‪،‬‬ ‫نسيل معا بكثافة الغابات‬ ‫ّنتخذ شكل الندف أو الحجر ّ‬ ‫سيان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نعوي معا علنا نتماثل للشفاء‬ ‫‪9‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫يزغرد الواحد منا في أذن آلاخر‬ ‫ثم نطلق قهقهاتنا في ّ‬ ‫ّ‬ ‫السماء‬ ‫مثلنا ال يختبئ في نوستالجيا ألاكمام‬ ‫ّ‬ ‫يتوكأ على عصا ّ‬ ‫الضمائر الغائبة‬ ‫وال‬ ‫ّ‬ ‫مثلنا سونيتا لجسدين ّ‬ ‫تفسخا في اللحن‬ ‫هو ال يعرف كيف يخرج داخلي‬ ‫وأنا ال أعرف كيف أدخل خارجه‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫هذا هو النّسيان‬

‫مأزورا بفكرة إنفاقك كل يوم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تقشر برتقالة حياتك العظيمة‬ ‫ّ‬ ‫تعلق قشورها على ّ‬ ‫ّ‬ ‫القبلي‬ ‫شباك مطبخك‬ ‫ثم‬ ‫ّ‬ ‫تفكر في الاعتذار لرؤوس عادت فرادى إلى ّ‬ ‫الديار‬ ‫لم‬ ‫وال لورود نبتت في حذاء جندي مغمور‬ ‫ّ‬ ‫تفكر في أكوام الوعود ّ‬ ‫املكدسة‬ ‫لم‬ ‫على يمين اليسار‬ ‫وعلى يسار اليمين‬ ‫‪11‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫وال في ّ‬ ‫ثنائية الخبز واملاء‬ ‫ّ‬ ‫النسيان حولك" بال ّ‬ ‫مقدمات‪.‬‬ ‫"هذا هو‬

‫‪12‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫‪....‬‬

‫"أنا مواطن وحائر انتظر منكم جواب‬ ‫كل ركن ّ‬ ‫كل شارع ف ّ‬ ‫منزلي في ّ‬ ‫وكل باب‬ ‫واكتفي بصبري وصمتي ثروتي حفنة تراب"‬ ‫مازن اللطيف‬

‫ال ّ‬ ‫شك أن أحالمي ّ‬ ‫سيجتها أحضان هذه الكلمات‬ ‫ثم ّ‬ ‫ّ‬ ‫حولت أصابعي إلى طباشير ترسم خطوطا على جبيني‬ ‫ّ‬ ‫لعد سنوات العمر الكبيسة‬ ‫أدنى أحالمي‪ ،‬أن أقتعد عتبة بيتي‬ ‫ثم أنفض غبار ّ‬ ‫ّ‬ ‫قدمي‬ ‫التعب عن‬ ‫‪13‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫أعظم أحالمي‪ ،‬مدينة ال تنس ى جياعها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تشمئز من شياط اللحم آلادمي‬ ‫فال شك أن بطونهم‬ ‫ّ‬ ‫تشمئز من مذاق الوحل املالح‬ ‫وأن أقدامهم‬ ‫ّ‬ ‫فيا ّأيها الحلم اجنح إلى الشعب قليال‬ ‫اختر ذريعة لفائض املداهنة التي تعيشها‬ ‫وإن باخت ر ّوض أحالمه حتى ترى ّ‬ ‫التريث في بؤبئه‬ ‫ّ‬ ‫يا ّأيها الحلم أنى لك أن تقبل تواديع شعبك‬ ‫ّ‬ ‫وتسكت فيضان لوعته وأنت على يقين أن هذا التراب‬ ‫أشد سماحة ّ‬ ‫منا؟‬

‫‪14‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫مـن َعـل‬

‫كنت ألاش ّد احتواء لي بين ذراعي‪..‬‬ ‫من عل‪ّ ،‬‬ ‫أترصدني وأنا أقضم أفكاري بضراوة‬ ‫لم تكن أنت أنت‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لكنني كنت أنا‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الغض‬ ‫الواقعية‬ ‫كنت شوكة مغروسة في جلد‬ ‫ّ‬ ‫الواقعية سوى الوالدة واملوت‬ ‫ال أعرف عن‬ ‫الواقعية جريمة في ّ‬ ‫ّ‬ ‫حق لحمنا املنس ّي‬ ‫ثم أدركت ّأن‬ ‫رّبما لو كنت ر ّسامة قرافيتي‬ ‫‪15‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫لكتبت على صدري نموت نموت ويحيا‪...‬‬ ‫ال أعرف من يحيا ومن يموت‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫وال أعرف ّ‬ ‫النحو الذي به نحيا أو نموت‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫مواعيد اخلبل‬

‫كغمرة أحالم قصفتها ّ‬ ‫الريح‪،‬‬ ‫بين أكوام الخيارات و محاصيل الصدف كانت‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫مشدودة إلى ظلها‬ ‫وحيدة بين ّ‬ ‫ثنائية صنعت ثوبا قصيرا للفقد‪،‬‬ ‫وحيدة ّ‬ ‫حتى أخمص أصابعها‬ ‫لها ألف وجه يعكس تجاعيد أعماقها‬ ‫وقصيدة تعتصر ّ‬ ‫صبار وحدتها‬ ‫وحيدة بين رجاء العشب وأمنيات التراب‬ ‫‪17‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫الريح مشدودة ّ‬ ‫رسمتها ّ‬ ‫جدا إلى شعورها باالنتماء‬ ‫وحيدة ّ‬ ‫جدا بكامل عذوبتها‪ ..‬كانت‬ ‫برغبتها ينخرها ّ‬ ‫الدود‬ ‫ّ‬ ‫مسطحة ّ‬ ‫حتى ّ‬ ‫النحيب‬ ‫بذاكرة‬ ‫بثوب طويل طويل لالنتحار البطيء‪...‬‬ ‫جرعة زائدة من املورفين‬ ‫ّ‬ ‫تشذ عن ّ‬ ‫الريح‬ ‫قد تكفي لصنع أجنحة‬ ‫أو رّبما ال تكفي شإشعال مواعيد الخبل‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫قليال من احلب‬

‫يجيء الكالم كليال يجر الكالم‬ ‫ّ‬ ‫وبعض الكالم جيوب مفخخة باملالم‬ ‫وتبقى ّ‬ ‫الديار على حالها‬ ‫وتبقى ّ‬ ‫السماء‬ ‫فتمطر حيث تشاء وتجدب حيث تشاء‬ ‫وأنت كما أنت ّ‬ ‫حتى ينفض من حولك العنفوان‬ ‫قليل من ال ّ‬ ‫حب لن يثني املوت عنك‬ ‫بنصل قديم تموت بحمق تموت‬ ‫‪19‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫فتلك طقوس ملحو مبين‬ ‫ّ‬ ‫تمتص الكيان‬ ‫قليل من املوت إسفنجة‪ ،‬منك‬ ‫فتصاعد ّ‬ ‫بحة صوتك في ّ‬ ‫السماء‬ ‫لتنكر ما مار في ذهنك من ذهول‬ ‫ّ‬ ‫يخلل أنيابه بدمائك‬ ‫يجيء الكالم مترعا باالعتذار‬ ‫لينفقك ّ‬ ‫مرتين‪ ،‬مرة فيك‬ ‫ومرة في قصائدك‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫كأ ّن يف قليب هنرا‬

‫ّ‬ ‫يجيء ويغدو بمعطفه املرقش في دمي‬ ‫فال تسألوني عن خفقة ألقت بنفسها خارجي‬ ‫وال عن رعدة أغمدت نصلها في صدري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كأن في قلبي نهرا بخريره الاليحص ى‬ ‫يعيدني إلى ّ‬ ‫الدفق العظيم‬ ‫فيفيض صوتي ساقيا عشب نظرة‬ ‫تفقد قلبي الحدود‬ ‫تحملني هسهسته على ردفيها‬ ‫‪21‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫وتطلق لزوغ الحواش ي العنان‬ ‫فال تسألوني عن رهاب املساحات‬ ‫وال عن فوبيا ّ‬ ‫السقوف‬ ‫فقط دعوني _ غير مأسوف علي _ أمسمر نوافذ قلبي‬ ‫وأحنو على تجاعيد روحي ألسيل أكثر‬

‫‪22‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫‪....‬‬

‫الراعي ّ‬ ‫الى روح ّ‬ ‫الشهيد‬ ‫مبروك ّ‬ ‫السلطاني‬

‫عمدها ّ‬ ‫رأس ت ّ‬ ‫الدموع‬ ‫ّ‬ ‫وجه يبحث عن ظله بين آلاكـ ـ ـام‬ ‫ّ‬ ‫جسد بخديعة الذئاب مكدود‬ ‫أواه‪ ...‬أواه‪..‬‬ ‫يا عدة املوت ّ‬ ‫كفي روعك عنه‬ ‫ر‬ ‫‪23‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫ها قد ترك لحمه مريئا‬ ‫فاحفظيه في قدح ّ‬ ‫الدود‬ ‫واغمدي شظف انشطاره في مخالة الس ّلو‬ ‫ها قد طفلت الشمس يا رفيقي فعد‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫عد غانما واترك بقاياي للتراب‬ ‫ّ‬ ‫يبللها عرق ّ‬ ‫الرعاة‬ ‫في طريق‬ ‫هذي حقيقة الياسمين مطمورا‬ ‫في بئر ال تعرف هللا‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫أعض على قليب بقليب‬ ‫ّ‬

‫ها أنا بين أصابعك ّأيها املوت‬ ‫ادحني بعيدا في هذا الظمأ العظيم‬ ‫ّ‬ ‫راقبني‪ ،‬أحدث مويجات على قدر من الاتساع‪.‬‬ ‫يحدث أن أرتطم بك صخرة تعتلي صخرة‬ ‫ّ‬ ‫فيعود صدى تهشمي بينك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أعض على قلبي بقلبي‪،‬‬ ‫أدفعني قدما في ألالم العظيم‬ ‫ّأيها املوت‪...‬‬ ‫‪25‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫أي أنفاس لفحتني وأنا ألج مشغل ّ‬ ‫املنية‪...‬‬ ‫مشغلك؟‬ ‫أي عمر تداعى وهو يطحن ملحه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بسخرية سوداء؟‬ ‫ثم يغلفه‬ ‫ّأيها املوت! ها وحلي بال إثم‪ ،‬بال حسنات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫انحن لتعركني برائحة العرق‬ ‫إلانساني‬ ‫انتبذ ملشاعري ركنا ّ‬ ‫مني ّ‬ ‫قصيا‬ ‫وابحث عن طالء يواري نتوءاتي‬ ‫عن كيمياء ّ‬ ‫تسد فراغاتي‬ ‫عن صراخ يحدث جلجلة في ملحي ومائي‬ ‫عن ذكريات تحيطني بأذرعها كي يتسع عمري‪...‬‬ ‫‪26‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫يا أيها املوت‪ ،‬ها أنا أقف مسنودة إلى أشبار الحياة‬ ‫ّ‬ ‫إلانساني‬ ‫أنتظر قدوم هللا كي يعلنني محصلة الفرح‬ ‫أرجف ّكلما ّ‬ ‫تصورت ّأن هللا لن يأتي‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫تخيلت أني سأعود إلى حالة الانطفاء‬ ‫وكلما‬ ‫بعد أن ي ّربت على ّ‬ ‫كتفي ‪ -‬غيابه‪ -‬ويمض ي‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫أي َ​َسائي‬

‫ّ‬ ‫تأود ألامر علي‬ ‫عارية‪ ،‬أثوب إليك ‪-‬من ترابي ومائي‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫أفتش ‪ -‬في عذرية كيانات أخرى‪ -‬عن أمثولة‬ ‫يمكن أن أكونها‬ ‫ّ‬ ‫ال أعرف ما الذي حاق بي حينها‬ ‫وال كيف أصررت بضراوة على محوي؟‬ ‫أي سمائي‪...‬‬ ‫ها أنا أختلط بألوان تنسرب من ذواتها لتمتزج بي‬ ‫‪28‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫ّ‬ ‫أتلذذ بمتعة طالئي في رعدة ارتجالها‬ ‫أي سمائي‪...‬‬ ‫ال منية لي غير أجنحة مجاديف‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الزبد يبللها‬ ‫ال الشمس تحرقها وال‬ ‫مكدودة على أمري أستجير بك‬ ‫كفي املبسوطة من ّ‬ ‫أتبين ّ‬ ‫حتى ّ‬ ‫كفي املقبوضة‬ ‫فربما أكتفي ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالنقر على بابك‬ ‫ّ‬ ‫ألنها طريقتي الوحيدة لإلياب‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫ال متت اي صاحيب‬

‫ّ‬ ‫رّباه! ما هذا الذي ‪ -‬تحتنا‪ -‬يسري؟‬ ‫ّ‬ ‫الحب؟‬ ‫أهو‬ ‫أم هو املوت؟‬ ‫إن كان ّ‬ ‫حبا هيت لك ّ‬ ‫وهلم!‬ ‫إن كان موتا ما تراني للهزيمة أبقيت؟‬ ‫ال تمت يا صاحبي قبل أن تكون ذريعتي‬ ‫في تعشق كولونياك‬ ‫ّ ّ‬ ‫قشف في ّ‬ ‫شمها على صدري‬ ‫والت‬ ‫‪30‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫وال قبل أن تستد ّر عطف ّ‬ ‫الضرورة‪،‬‬ ‫كي تجعلك بيني وبيني ضرورة‬ ‫ال تمت يا صاحبي قبل أن تلـ ـ ـ ــه ــج‬ ‫بحن ّو آلاهة على آلاهة ‪...‬‬ ‫ليس هذا هو الوقت املثالي كي أختار حزني‬ ‫ّ‬ ‫وال الوقت املناسب كي أكف غيابك ع ّني‬ ‫ال تمت يا صاحبي قبل أن تلبسني أنا‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫الس ّ‬ ‫الليلي بأزراره ّ‬ ‫ماوية‬ ‫أنا تماما كمعطفك‬ ‫ال تثريب إن نضو تني عنك ّ‬ ‫فربما‪..‬‬ ‫كنت ذريعتك ألاخيرة في الحياة‬

‫‪31‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫كان ميكن‪..‬‬ ‫"في ّ‬ ‫كل مرة أخال أنني المست القاع ألاخير‬ ‫أجدني أواصل الغرق أكثر في الشك"‬ ‫سيمون دي بوفوار‬

‫كان يمكن أن أكتفي‬ ‫لو كان بيدي‪..‬‬ ‫لو كان بيدي‪ّ ،‬‬ ‫لتأزرتك‬ ‫وأورثتك أعقابي بعد انقضائي‬ ‫لو كان بيدي‪ ،‬لجدلت حباال ّ‬ ‫تشد روحينا‬ ‫‪32‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫فيرتدف قلبك قلبي‬ ‫كنت العليمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أحرك ما كان بيننا من جنون‬ ‫وأستطيب توليفة ّ‬ ‫سميتها ‪ -‬ح ّبا ‪-‬‬ ‫ما كان لي حينها ال يكفي لدونة صمتي‬ ‫وال خشونة لغتي‬ ‫يكفي أن يكون ممكنا قليال‬ ‫ّ‬ ‫هذا الذي بيننا يحدث‪...‬‬ ‫كي ال أنقع في شبهة العشق ّ‬ ‫مرتين‬ ‫وأنا املطواع ‪-‬سهوا ‪ -‬تسقط ّ‬ ‫مني الءاتي‬

‫‪33‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫ابلعدوى‬ ‫أصب َ‬ ‫لـَم َ‬

‫لم أصب بالعدوى‬ ‫بيد أنني أصبت بطلقة‬ ‫ّ‬ ‫غوصتني في أريكتي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أريكتي‪ ،‬الشاهدة الوحيدة‬ ‫ّ‬ ‫على تسكعي كل ليلة‬ ‫ّ‬ ‫في أزقة العالم وحواريه‬ ‫على حبال ّ‬ ‫املسفلين ‪ -‬مع ألبرتو مورافيا‪-‬‬ ‫أنشر ّ‬ ‫توهماتي‬ ‫‪34‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫ككل ألادباء ‪-‬مع بودلير‪ -‬أصبح ّ‬ ‫ّ‬ ‫عدوة العالم‬ ‫وأتقاطر عذوبة من سونيتات ريلكه‬ ‫ّ ّ‬ ‫إلي ملطخة باآلهات‬ ‫ثم أعود‬ ‫م ّ‬ ‫تبقعة ّ‬ ‫بالطين بعد عركة ركيكة مع ذئب كاد يفتك‬ ‫بمومس في ّ‬ ‫الزقاق املجاور‬ ‫كنت أقرأ‪ ...‬أقرأ‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتدوخني الشخوص‪..‬‬ ‫نعم‪ ،‬لم أصب بالعدوى‪ ...‬أقسم‬ ‫ّ‬ ‫بيد أنني أصبت بطلقة‬ ‫ّ‬ ‫غوصتني في عالم من ورق‬

‫‪35‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫والصمت‬ ‫حبييب ّ‬

‫ّ‬ ‫في ذا الليل اليعوي؟‬ ‫تدرسني الحلكة‬ ‫ّ‬ ‫وتستطيبني لياليها الطوال‬ ‫ليتني ما اقتنصت الهنيهة‪،‬‬ ‫تلك العابرة ّالتي ص ّفقت لها ّ‬ ‫الريح‬ ‫وألبست جوعنا الحلل‬ ‫ليتني ما كنت رهينة الجغرافيا‪،‬‬ ‫تلك العرجاء ماحكت ولعي بسمرته‬ ‫‪36‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫و تالطمني غبارها‬ ‫ّ‬ ‫كعادتي ال أرتب لقاءاتنا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فقط‪ ،‬أترك ّ‬ ‫الصدفة تقشر لهفتي‬ ‫ثم تردم قشورها في صمت‬ ‫ّ‬ ‫الصمت هذا اليبرع في الخيانة‬ ‫يخونني كان معه حبيبي‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫أغوص فيك أراين‬

‫أسمع همسك ‪...‬‬ ‫أنبت غصنا ممدودا فيك إليك‬ ‫سهوا أسقط ّ‬ ‫مني‪...‬‬ ‫لحظة تهمس لشفتي شفتاك‬ ‫ّ‬ ‫ويقطب قلبي نبضه ألارحب من الوريد‬ ‫إلى الوريد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أي ش ّح هذا الذي ال يخلق فرادتي فيك‬ ‫فال يج ّمعني من حالة ّ‬ ‫التبدد العارم في ألاشياء‪...‬‬ ‫‪38‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫وال من خطوات املطر املرتجل على وجنتي‬ ‫في ّ‬ ‫جماعها أغوص ألرانا‬ ‫ّ‬ ‫التشكيل ّ‬ ‫كنا‬ ‫في بداية‬ ‫وشكلي‪ ،‬شكلك في آن‬ ‫ّ‬ ‫أي مشاعر هذي التي ال تجد شبعها‬ ‫ّ‬ ‫في اللغة؟‬ ‫ّ‬ ‫وأي غفوة أصابتني حتى أبيت ذبيحة املسافة؟‬ ‫أواه‪ ...‬كم من " ّ‬ ‫أحبك" أقولها‬ ‫كي أقول ّ‬ ‫أحبك؟‬

‫‪39‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫حمنيّةٌ على االنتظار‬

‫في ليل قلب ‪...‬ليلي‬ ‫ّ‬ ‫فيما يواصل نهجه الطريق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تتفنن ألاغبرة في رسم هاالتها على قلبي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أي مالك هذا الذي يجهز علي‬ ‫فال يوقف حاالت الانحدار الشظف في أوردتي وال يخيط‬ ‫ّ‬ ‫نهاية تليق بمتاهة كثة‬ ‫هجرت من ّ‬ ‫كفي الفراش؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أي مالك هذا الذي – رغم وجازة العمر‪-‬‬ ‫‪40‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫ّ‬ ‫تشده التفاصيل الغائرة‬ ‫و ال ّ‬ ‫تهزه معجزة قد تأتي‬ ‫أو سعادة قد ّ‬ ‫تتودد لتقوض ي‬ ‫‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫في ليل قلب‪ ...‬ليلي‬ ‫ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫شقق‬ ‫أه ّرب قلبي من شظف‬ ‫إلى صوت ّ‬ ‫ّ‬ ‫املحنية على إلانتظار‬ ‫النايات‬ ‫بمرارة ليست تقال‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫َوخز‬

‫لم أكن ّأول من ّ‬ ‫تحصنت بصدرك‬ ‫ّ‬ ‫الشيب ّ‬ ‫وتمدد‬ ‫إلى هناك سبقني‬ ‫كنت ّ‬ ‫أمرر أصابعي‬ ‫ألنتزع بعض الشعيرات نكاية‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫كي أصنع عذوبتي‪ّ ،‬‬ ‫مسامك‬ ‫أتصيد زفير‬ ‫أصطبغ بملح عرقك ثم أنغرس فيك‬ ‫رّبما أحسست حينها بوخز لذيذ‬ ‫ّ‬ ‫أو بلمسة تفقد اللحظة حدودها‪.‬‬ ‫‪42‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫نكاية يف الوحل‬

‫شفتاها مغمورتان برائحة "الكريستال"‬ ‫عيناها ستائر ضجر مسدلة بعد أفول املتعة فيهما‬ ‫ّ‬ ‫حضن يضيق بجنونها ويتسع للجميع‬ ‫ّ‬ ‫هي تذكر آخر مها اتها في ّ‬ ‫جرد ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫مما تعطب من لحمها‬ ‫ر‬ ‫وتذكر أنها أغدقت عمرها في ّ‬ ‫تلمس كدمات العابرين‬ ‫ّ‬ ‫سيدتي‪ ،‬ال تموتي هكذا دون هدف‬ ‫تعالي معا نذو‬ ‫ّ‬ ‫الثرى وننبت بعد غد حذو ّ‬ ‫السنابل‬ ‫نبتل بريق‬ ‫‪43‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫تعالي نطارد مطرا بسيوله ّ‬ ‫الضارية يغرقنا‬ ‫كذئبين نعوي نكاية في الوحل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سوقية إلى تراجيديا الحياة‬ ‫نتسلل كفكرة‬ ‫لنحدث الجلبة في ما ّ‬ ‫تقدم من ثبات‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫قم و ّدع اليوم الوثري‬ ‫"املوت ّفن ّ‬ ‫ككل ش يء آخر"‬ ‫سلفيا بالث‬

‫ها أنا أذرع املاء‬ ‫وأقول‪ :‬هيت‪ ،‬احفرني‬ ‫دعني أ ّ‬ ‫تذوق الحتف‬ ‫يا ّأيها الحتف‬ ‫ال تكن راجف ألانامل وال أعزل‬ ‫دع دمك ّ‬ ‫يتعتق في قاع ليلتي ألاخيرة‬ ‫‪45‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫سيكون حتما حبر قصيدتي ألاخيرة‬ ‫دعني أقرفص أمام ذاكرتي‬ ‫أفترش جلد ماعز تقافز ذات يوم في حوشنا‬ ‫أتابع أنامل ّأمي وهي تعرك "سخاب" قالدتها‬ ‫أرم بذاتي بخورا في كانون متعتها‬ ‫تيسر من ّ‬ ‫أكتب ما ّ‬ ‫السور على لوحي‬ ‫ثم أباه أبناء عشيرتي‪..‬‬ ‫يا ّأيها الحتف‪،‬‬ ‫جئتك مثخنة بغبار ألاحذية‬ ‫ّ‬ ‫وبهذا املتسع الكبير من الهزيمة‬ ‫تحرثني سيول أوجاعي ّ‬ ‫وتعمق أوشامها في قلبي‬ ‫‪46‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫يا ّأيها الحتف‪،‬‬ ‫قم ّ‬ ‫ودع اليوم الوثير‬ ‫ال أريد أن تثقب رأس ي‬ ‫أو يسقط لحمي‬ ‫ففي الوداع ألاخير ّ‬ ‫تتفرع ذاكرتي‬ ‫ّ‬ ‫وتتحول أخطائي إلى أزهار‬

‫__________________________‬

‫ّ‬ ‫الحلي‬ ‫* السخاب‪ :‬عجيبنة طيبة الرائحة تستعمل لصنع‬

‫‪47‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫كعشبة مهزومة‬ ‫السادس والعشرون من شهر جوان ‪5102‬‬ ‫هجمة إرهابية على نزل الامبريال بمدينة سوسة‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اليوم أكتظ ّفي حزني‪ ...‬أكتظ‬ ‫ّ‬ ‫بكل ّ‬ ‫ّ‬ ‫الزعيق الالبد بيني وبيني‬ ‫أرقد كعشبة مهزومة تحت ّ‬ ‫الصخور وأنتهي‪..‬‬ ‫لحما يرجف من هول ّ‬ ‫النبال‬ ‫ّ‬ ‫اليوم ال الظل يشرق‬ ‫ّ‬ ‫وال الشمس تهطل‬ ‫فقط عند مداخل سوسة‬ ‫‪48‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫تفوح الخيانة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اليوم أكتظ في حزني‪ ...‬أكتظ‬ ‫وأستف أوجاع رمل " الامبريال "‬ ‫أستل يأس الياسـ‪ ..‬م ـيـن الذي انتابه‬ ‫فحش الظالم‬ ‫وأصلح ما ّ‬ ‫تخرد من روحه‬ ‫ّ‬ ‫أصم أذني على دو ّي ّ‬ ‫الرصاص‬ ‫وأصدح أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتضوعي‬ ‫تمجدي يا تونس‬ ‫ور ّددي ما قيل فيك من عذب الكالم‬ ‫أال "يا تونس الخضراء جئتك عاشقا‬ ‫وعلى جبيني وردة وكتاب"‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫‪....‬‬

‫ال أحتاج سفرا كي أرى ألاشياء‬ ‫فيك أنت أرى الحياة كلها !‬ ‫بابلو_نيرودا‬

‫يليق بك الانزياح‬ ‫حين تكون شوائب ّ‬ ‫الروح رمائم‬ ‫وحين ّ‬ ‫تكفر عن كذبة منهوبة‬ ‫من غفوة ّ‬ ‫العناب‬ ‫ّ‬ ‫املسجى بآالمه‬ ‫إليك طريقي‬ ‫إليك لعائب كل ّ‬ ‫السنين‬ ‫‪50‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫إليك عواء املطاعن‬ ‫خذها جميعا واقترف صدفة‬ ‫ّ‬ ‫ترمم كأسوار قديمة واعتصم‬ ‫اختر لنفسك وقفة‬ ‫در حول نفسك ّ‬ ‫كالدراويش ال تثريب‪..‬‬ ‫اترك ّأيامك تدفق بجنون‬ ‫وانهمك فيك‪ ...‬ال تثريب‪..‬‬ ‫واصمت كثيرا كي تراني‬ ‫أراهن الحفيف عليك وأجتبيك‬

‫‪51‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫أم ّد خطاي‬

‫وأسمع نبضك رجع صداي‬ ‫ولي فيك لحن وشهقة ناي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تحنن حبيبي تحنن ففيك بزرت أناي‬ ‫بنصفي ّ‬ ‫تكررت فيك وعدت‬ ‫ّ‬ ‫فسميت نصفك أنت‪ ..‬أناي‬ ‫ّ‬ ‫أمد خطاي‪...‬‬ ‫للقبرات ّ‬ ‫وأهتف ّ‬ ‫النواعس فوق جفوني‬ ‫"بعـنف أح ــب "‬ ‫‪52‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫يعود صداي‪..‬‬ ‫"لك ّ‬ ‫الحب يا من عشقت‬ ‫وعشت بنصف وكنت أناي"‬ ‫ّ‬ ‫أمد خطاي‪...‬‬ ‫يعود صداي‬

‫‪53‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫َسّيته الوطن‬

‫لم ننتصر ّ‬ ‫جدا‬ ‫لم نهزم بالكامل‬ ‫لم يكن لكاليقوال في دمنا أثر وال ّ‬ ‫للدغباجي *‬ ‫ّ‬ ‫ننتصر تحت الشراشف أحيانا‬ ‫وتهزمنا ّ‬ ‫الحمى في ليلة واحدة‬ ‫لم ننتصر ّ‬ ‫جدا‬ ‫لم نهزم بالكامل‬ ‫ّ‬ ‫نرسم للواضح واملكتنز ‪ -‬في نفوسنا – الظالل‬

‫‪54‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وندغل ّ‬ ‫واملترهل واملسطح‬ ‫حيز املبهم‬ ‫لم ننتصر‬ ‫لم نهزم‪..‬‬ ‫جدا‪..‬‬ ‫بالكامل‪..‬‬ ‫هي مناكفاتنا ّ‬ ‫الصغيرة إذا أزمنت س ّميتها الغباء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هي مطرقة ّ‬ ‫تهدم إحساسنا باالنتماء إلى حيـز‬ ‫س ّميته الوطن‪.‬‬

‫‪---------------------------------‬‬

‫* الدغباجي‪ :‬دمحم الدغباجي‪ ،‬مناضل تونس ي ضد الاستعمار الفرنس ي‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫لت حيـ ـا‬ ‫ما ز َ‬ ‫ّ‬ ‫" ّ‬ ‫سأظل أبحث عن طريق في الطريق "‬ ‫الص ّ‬ ‫دمحم ّ‬ ‫غير أوالد احمد‬

‫ما زلت ّ‬ ‫حيا ها هنا يا صاحبي‬ ‫فانذر طريقك للمدى‬ ‫طوقتك ّ‬ ‫شد قفاه إذا ّ‬ ‫الضحكة في طريق عودتك‬ ‫من البكاء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ش يء ينبض فيك إال غصين يبلله طمي الطريق‬

‫‪56‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫ّ‬ ‫خيروك بين عناوين ّ‬ ‫الطريقة إن ّ‬ ‫النمل وألوان‬ ‫فابحث عن‬ ‫الفراش‬ ‫ال تكترث ‪ ...‬ال شأن ّ‬ ‫للنمل بعيد ميالدك‬ ‫ال شأن للفراش‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال شأن للعيون اللحوح بالحفر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫للمكعبات املطبوعة على قميصك بالعثرات‬ ‫وال‬ ‫ما زلت ّ‬ ‫حيا ها هنا يا صاحبي‬ ‫ما دمت عالقا في خبل القريحة‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫‪ ..‬ويضحك‬

‫ما حاجتي إليه طفال يلف لف ّ‬ ‫الريح‬ ‫ّ‬ ‫حين يرفع فساتين النساء ويضحك؟‬ ‫ما حاجتي إليه إذ يقحم مكر خياله في حواراتنا‬ ‫ويضحك؟‬ ‫ما حاجتي إلى فيض خبله يزيدني حيرة ويضحك؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ما حاجتي إليه مخذوال يعود منكس اللغة ويضحك؟‬ ‫شقيت‪...‬‬ ‫وشاقتني ابتسامة يحاكي نبضها نبض ي‬ ‫‪58‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الكتان الذي أرتدي‬ ‫تلمع أزرار ثوبها‬ ‫وترصف مفاتنها في جيوبه‬ ‫شقيت وها أنني أبحث عن لجام ّ‬ ‫أشد منه العالم‬ ‫وأوقعه في شراك قصائدي‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫رضوض‬

‫ما يزال في العمر رضوض‬ ‫ال يزال في القلب مرار‬ ‫ّ‬ ‫أفكلما تاقت نفس ي لنفس ي‬ ‫سقطت رأس ي‪...‬‬ ‫سقط ّ‬ ‫مني الجسد؟‬ ‫ودحتني رعدة ّ‬ ‫الروع إلى الحلكة‬ ‫ّ‬ ‫غوصتني في القروح كالوتد‬ ‫ما تراني قد هجرت إن هجرت؟‬ ‫‪60‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫ما تراني قد فقهت من تدابير إلاله؟‬ ‫ما فقهت‬ ‫هالني نهج طريق محض صدفة‬ ‫تختم كل الفواتح تفتح ّ‬ ‫كل البؤر‬ ‫ما تراني قد هجرت إن هجرت؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتحدثت عن الالش يء‬ ‫شاخ ريقي وسقط‪..‬‬ ‫ال يزال في القلب رضوض‬ ‫ال يزال في العمر مرار‪..‬‬ ‫وفقط‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫ظ ّل بركوست‬

‫لم يكن رأس ي الذي ّ‬ ‫كز أسنانه قابال للبتر‬ ‫وال قدماي ّ‬ ‫الرافضتان حشرهما في الحديد‬ ‫قابلتين لالنفصال‬ ‫ّ‬ ‫يشذب عجينة إلاله ّ‬ ‫ثم‬ ‫العالم بروكستي بما يكفي كي‬ ‫ّ‬ ‫يزج بأوجاعها في الخرس ألابدي‬ ‫ّ‬ ‫يمتص ّ‬ ‫الدماء كإسفنجة فارعة الشراهة‬ ‫ّ‬ ‫فتتمدد جذور املوت في ّ‬ ‫كل ش يء حوله‬ ‫العالم بروكستي بما يكفي‬ ‫‪62‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫كي أنأى بجسدي عن تجميعي في طاسته‪،‬‬ ‫طاسة ألاعمى املغمور‬ ‫يلبسني خوف من أن أعود مقتضبة‬ ‫أو رّبما ال أعود‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫غفوة‬

‫غفوت قليال‪ ...‬قليال‬ ‫ّ‬ ‫وفتحت عيني على بسمة أينعت من رضابي‬ ‫وخلت ّ‬ ‫الرضاب ذريعة حلمي‬ ‫ويا ليتها تنطلي حيلتي‬ ‫ألنحل في ّ‬ ‫الريق سهوا‬ ‫و أنثال قربا بعيد ّ‬ ‫التنائي‬ ‫بعين ّ‬ ‫الرض ى أهدهد أرض املقام‬ ‫وأبحث عن بردة كانت ذريعتنا للبقاء‬ ‫‪64‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫غفوت قليال‪ ..‬قليال‬ ‫ّ‬ ‫وفتحت عيني على باحة للخطايا‬ ‫وبعض طيور أبابيل ما قد رمتني‬ ‫خلوت إلى نصفي الفوضو ّي‬ ‫إلى ذا الحنين املرابط بين ضلوعي‬ ‫ّ‬ ‫تشردني عين ذئب رافقتني مرارا‬ ‫وعدت لذاتي ّ‬ ‫فسميتها شيوخ املواسم‬ ‫ّ‬ ‫تمرر حكمتها للفصول وترحل‬ ‫غفوت قليال‪...‬‬ ‫قليال‬ ‫ّ‬ ‫وفتحت عيني على صوتها ّ‬ ‫يردد‬ ‫‪65‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫إليك – آسية‪ -‬البالد ّالتي ال ّ‬ ‫تسمى بالدا‬ ‫إذا لم تكوني هناك ترابا وماء‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫ها قد بلغت من العمر عتيّا‬

‫أيتها ّ‬ ‫الريح ها قد بلغت من العمر ع ّتيا‬ ‫ّ‬ ‫قدي شهيقي من لهاثي وانغبي نسغ دمي‬ ‫ش ّقين كنت من طين وماء يرقبان‬ ‫الرضا ّ‬ ‫بعيون ّ‬ ‫السماء‬ ‫واملوت‪..‬‬ ‫ليت املوت يعود على بدء ألظل‬ ‫ليت ليت تفتح أفق ّ‬ ‫الرجاء‬ ‫يا رب! بعد ما زلت ّ‬ ‫بهيا‬ ‫‪67‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫يا رب! بعد ما زلت ّ‬ ‫فتيا‬ ‫ّ‬ ‫أسرف في البدء كلي‬ ‫ّ‬ ‫وأمور في جسد دكت مباهجه‬ ‫يا ب‪ ،‬ما هكذا تشفي غليلها ‪ّ -‬‬ ‫مني‪ -‬الجنائز‬ ‫ر‬ ‫ما هكذا ّ‬ ‫تشد ّ‬ ‫البلية حبالها على عنقي‬ ‫فمر حبالك باشإرتخاء يا إلهي‬ ‫ذرني ذريعة ألقايض املوت بقصائدي‬ ‫أيتها ّ‬ ‫الريح‪...‬‬ ‫أيها ّ‬ ‫الرب‪...‬‬ ‫ها قد بلغت من العمر ع ّتيا‬ ‫وما تلجلج صوتي‬ ‫‪68‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫وما صرت ّ‬ ‫نبيا‬ ‫رميت عصاي فغرق البحر‬ ‫وشاخ في حنجرتي ّ‬ ‫الرجاء‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫وحدي‪ ..‬نعم كنت وحدي‬ ‫أجلس محاطا ّ‬ ‫بكل هؤالء‬ ‫الذين جعلوني وحيدا‬ ‫ّ‬ ‫عباس بيضون‬

‫حملوا ّ‬ ‫بكل الذين ّ‬ ‫أجلس محاطة ّ‬ ‫قبعاتهم‬ ‫آثام العالم ثم ّ‬ ‫شدوها إلى عنقي‬ ‫ّ‬ ‫بكل الذين مكروا لفرحتي وأخلصوا‬ ‫ّ‬ ‫بكل الذين طعنت في استدعاء بسماتهم‬ ‫إلى وجهي فخذلوني‬ ‫بكل هذا وذاك أجنح إلى نفس ي ّ‬ ‫ّ‬ ‫أغير ماءها‬ ‫‪70‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫ّ‬ ‫أتربص بخفقي ألجم مخارجه‬ ‫أمكر ‪ -‬في خيالي‪ -‬إلى أبي القبيلة الدكتاتور‬ ‫بعدها أستلقي على ظهري أبرم لفافة الخدر‬ ‫أربط إلى عضدي أجنحة صنعتها حاجتي إلى ّ‬ ‫الحب‬ ‫وحدي ‪ ...‬نعم كنت وحدي محاطة‬ ‫ّ ّ‬ ‫بكل الذين رجموني بحجارة عيونهم‬ ‫أبحث عن حكاية ّ‬ ‫تشد أزري‬ ‫عن فراغ يلملم خارجي‬ ‫أو التفاتة تشغل املوت ّ‬ ‫عني‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫‪72‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫املحتويات‬ ‫‪ .......................................................................................... 7‬جالتيا‬ ‫‪ .......................................................................... 9‬بشمع الماء األزرق‬ ‫‪ .............................................................................11‬هذا هو النّسيان‬ ‫‪.... ...........................................................................................13‬‬ ‫‪ .....................................................................................15‬مِ ْ‬ ‫عـل‬ ‫ـن َ‬ ‫‪ ...............................................................................17‬مواعيد الخبل‬ ‫‪ ..............................................................................19‬قليال من الحب‬ ‫‪ّ ..........................................................................21‬‬ ‫كأن في قلبي نهرا‬ ‫‪.... ...........................................................................................23‬‬ ‫أعض على قلبي بقلبي‬ ‫‪.....................................................................25‬‬ ‫ّ‬ ‫سمائي‬ ‫ي َ‬ ‫‪ ...................................................................................28‬أ ْ‬ ‫‪ .........................................................................30‬ال تمتْ يا صاحبي‬ ‫‪ ..................................................................................32‬كان يمكن‪..‬‬ ‫صبْ بال َعدوى‬ ‫‪ ..........................................................................34‬لـ َ ْم أ َ‬ ‫صمت‬ ‫‪ ............................................................................36‬حبيبي وال ّ‬ ‫‪ .........................................................................38‬أغوص فيك أراني‬ ‫‪ .......................................................................40‬محنيّةٌ على االنتظار‬ ‫‪َ ..........................................................................................42‬و ْخز‬ ‫‪73‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫‪ .............................................................................43‬نكايةً في الوحل‬ ‫‪ ........................................................................45‬قم ودّع اليوم الوثير‬ ‫‪ .............................................................................48‬كعشبة مهزومة‬ ‫‪.... ...........................................................................................50‬‬ ‫ي‬ ‫‪ ...................................................................................52‬أم ّد ُخطا ْ‬ ‫‪ ................................................................................54‬س ّميتُهُ الوطن‬ ‫‪ ................................................................................56‬ما زلتَ حيَّــا ً‬ ‫‪ .. ..................................................................................58‬ويضحك‬ ‫‪ ....................................................................................60‬رضوض‬ ‫‪ ...............................................................................62‬ظِ ّل بركوست‬ ‫‪ ..........................................................................................64‬غفوة‬ ‫‪................................................................67‬ها قد بلغتُ من العمر عُتيّا‬ ‫‪..................................................................70‬وحدي‪ ..‬نعم كنت وحدي‬

‫‪74‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫‪75‬‬


‫أم ّد خطاي‬

‫‪76‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.