ﻭﻣﻀﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺘﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ
ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺟﺑﺎﺭ ﻛﺭﻳﻡ
ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻭﺗﻭﺻﻳﺔ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺧﻣﻳﻧﻲ )ﺭﺽ( ) ﻟﻳﻛﻥ ﻣﺟﻠﺳﻛﻡ ﻣﺟﻠﺳﺎ ﺍﻟﻬﻳﺎ ( ﻫﺫﻩ ﻛﺎﻧﺕ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺧﻣﻳﻧﻲ ) ﺭﺽ ( ﻭﺍﻭﻟﻰ ﺗﻭﺻﻳﺎﺗﻪ ﻟﻠﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺑﻌﺩ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﺗﺎﺳﻳﺳﻪ ﻓﻲ ﺍﻭﺍﺋﻝ ﺍﻟﺛﻣﺎﻧﻳﻧﺎﺕ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻣﺎﺿﻲ . ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺧﻣﻳﻧﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﺩ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ہﻠﻟ ﺍﻟﺫﻱ ﺧﺹ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻭﻝ ﻟﻘﺎء ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻣﺟﻠﺳﺎ ﺍﻟﻬﻳﺎ ،ﺍﻻﻣﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻛﺱ ﻣﺩﻯ ﺛﻘﺔ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺧﻣﻳﻧﻲ ﺭﺽ ﺑﺷﻬﻳﺩ ﺍﻟﻣﺣﺭﺍﺏ ﺍﻳﺔ ﷲ ﺍﻟﺳﻳﺩ ﻣﺣﻣﺩ ﺑﺎﻗﺭ ﺍﻟﺣﻛﻳﻡ ﺭﺽ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻣﺅﺳﺳﻭﻥ ﺍﻻﺧﺭﻭﻥ ،ﻭﺍﻫﻠﻳﺔ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻟﺗﻠﻘﻲ ﻣﺛﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﻌﺭﻓﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﺭﺑﺎﻧﻳﺔ ﻣﻥ ﺭﺟﻝ ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﻗﻣﺔ ﺍﻟﻌﺭﻓﺎﻥ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ . ﺗﺗﺎﻛﺩ ﺍﻫﻣﻳﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻣﻊ ﺗﺷﺩﻳﺩ ﻗﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺿﺭﻭﺭﺓ ﺗﺩﻋﻳﻡ ﺍﻟﺑﺭﺍﻣﺞ ﺍﻟﺩﻳﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﺷﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺧﺩﻣﻳﺔ ﻭﺍﻟﺧﻳﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﺭﺍﻣﺞ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ،ﻓﺧﻳﺭ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﻣﻥ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﻧﺎﺱ .
ﺣﺻﻳﻠﺔ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺑﻌﺩ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻭﺩ ﻭﻧﻳﻑ ﻣﻥ ﺗﺄﺳﻳﺳﻪ ﻣﻧﺫ ﺍﻟﻠﺣﻅﺎﺕ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻟﺗﺷﻛﻳﻠﻪ ،ﻭﺍﻻﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﺗﺄﺳﻳﺳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ۱۹۸۲ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻋﻧﻭﺍﻧﺎ ﻛﺑﻳﺭﺍ ﺍﻥ ﻟﻡ ﻧﻘﻝ ﺍﻻﻛﺑﺭ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺭ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺳﻭﺍء ﺑﻘﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻣﺅﺳﺳﻳﻥ ﺍﻻﻭﺍﺋﻝ ،ﺍﻭﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺧﻁﺎﺑﻪ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﺍﻟﻭﻁﻧﻲ ﻭﺍﻟﻣﻌﺗﺩﻝ ﻭﺍﻟﻣﻧﻔﺗﺢ ﻋﻠﻰ ﺣﺭﻛﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺎﻁﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻭﺍﺳﻊ ، ﻭﻟﻳﺱ ﻛﺗﺷﻛﻳﻠﺔ ﺣﺯﺑﻳﺔ ﻣﺅﻁﺭﺓ ﺿﻣﻥ ﺍﻁﺎﺭ ﺧﺎﺹ . ﺍﻟﻘﺎﺋﺩ ﻭﺍﻟﻣﺅﺳﺱ ﺍﻻﻭﻝ ﻟﻠﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺍﻳﺔ ﷲ ﺍﻟﺷﻬﻳﺩ ﻣﺣﻣﺩ ﺑﺎﻗﺭ ﺍﻟﺣﻛﻳﻡ )ﺭﺽ ( ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺩﺍ ﻣﻥ ﺍﻟﻭﺯﻥ ﺍﻟﺛﻘﻳﻝ ،ﻣﻧﺢ ﺑﻭﺟﻭﺩﻩ ﻗﻭﺓ ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠﺱ ﺣﻭﻟﻪ ﺍﻟﻰ ﻛﻳﺎﻥ ﻳﻌﺗﺩ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺻﻌﻳﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﺍﻟﺧﺎﺭﺟﻲ ،ﻭﻣﻥ ﻫﻧﺎ ﺟﺎء ﺍﻻﻧﺗﻘﺎﻡ ﺍﻟﺻﺩﺍﻣﻲ ﻣﻥ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻣﺭﺟﻊ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺣﻛﻳﻡ ﺭ ﺽ ﺍﻧﺗﻘﺎﻣﺎ ﺍﻫﻭﺟﺎ ﻗﺩ ﻋﻛﺱ ﺣﺟﻡ ﺍﻟﺧﻭﻑ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻁﺎﻏﻳﺔ ﺻﺩﺍﻡ ﻣﻥ ﺷﻬﻳﺩ ﺍﻟﻣﺣﺭﺍﺏ ) ﺭﺽ ( . ﺍﻭﻝ ﻛﻳﺎﻥ ﺳﻳﺎﺳﻲ ﺍﺳﻼﻣﻲ ﻋﺭﺍﻗﻲ ﻳﺿﻡ ﺍﻟﻰ ﺩﻳﺑﺎﺟﺔ ﻗﺎﻧﻭﻥ ) ﺗﺣﺭﻳﺭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ( ﺍﻻﻣﻳﺭﻛﻲ ،ﺑﻌﺩ ﺗﺣﻭﻝ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ ﺍﻟﻣﺷﺭﻭﻉ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﺍﻟﺟﻬﺎﺩﻱ ﻻﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺩﻛﺗﺎﺗﻭﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺩﺍﺩ ،ﻭﻟﻭﻻ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻐﻳﻳﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺷﺭﻭﻉ ﺍﻟﻧﺿﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣﺟﻠﺱ ﻟﺗﻌﺛﺭ ﺍﻟﺣﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﺑﺎﻋﺗﻘﺎﺩﻱ ﺍﻥ ﻣﺎﺍﻧﺟﺯﻩ ﺍﻟﻘﺎﺋﺩ ﺍﻟﺣﻛﻳﻡ ) ﺭﺽ ( ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺻﻌﻳﺩ ﻳﻣﺛﻝ ﺗﻁﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻛﺭ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ . ﺑﻘﻲ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻣﺣﺎﻓﻅﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﺭﻳﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻣﺭﻛﺯﻱ ﺭﻏﻡ ﺍﺳﺗﺷﻬﺎﺩ ﻗﺎﺋﺩﻩﻭﺑﺎﻧﻲ ﺻﺭﺣﻪ ﺑﻌﺩ ﺍﺷﻬﺭ ﻗﻼﺋﻝ ﻣﻥ ﻋﻭﺩﺗﻪ ﺍﻟﻣﻅﻔﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻭﻁﻥ ، ﻭﺍﺳﺗﻣﺭ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻗﻭﻳﺎ ﻳﺣﺳﺏ ﻟﻪ ﺍﻟﺣﺳﺎﺏ ﺍﻟﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﺑﻔﺿﻝ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻼﺣﻘﻳﻥ ،ﻭﺗﻣﺳﻛﻬﻡ ﺑﺎﻟﻭﺣﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺣﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﺷﺭﺍﻙ ﺟﻣﻳﻊ ﺍﻟﻣﻛﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻭﻁﻳﺩ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻳﺔ ﻭﻟﻐﺔ ﺍﻻﻋﺗﺩﺍﻝ ﻭﺍﻟﻭﺳﻁﻳﺔ .
ﻭﺍﻟﻳﻭﻡ ﻭﺑﻌﺩ ﺍﻟﺣﺭﺍﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﻧﺷﺏ ﻓﻲ ﺗﻳﺎﺭ ﺷﻬﻳﺩ ﺍﻟﻣﺣﺭﺍﺏ ) ﺭﺽ ( ﻭﺑﺭﻭﺯﺗﻛﺗﻠﻳﻥ ﻧﺎﻣﻝ ﺍﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻧﻘﻁﺔ ﺗﺣﻭﻝ ﺍﻳﺟﺎﺑﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺳﻳﺭﺓ ﺍﻟﻣﺑﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺑﺩﺃﺕ ﺑﻧﺑﺗﺔ ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﻋﺑﺭ ﺍﻟﺗﻌﺎﻁﻲ ﺍﻻﻳﺟﺎﺑﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻣﺳﺎﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﻣﺛﻝ ﻳﻘﻭﻝ ﺭﺏ ﺿﺎﺭﺓ ﻧﺎﻓﻌﺔ .
ﻟﻣﺎﺫﺍ ﺍﺧﺗﺭﺕ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ؟ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺅﻛﺩ ﺍﻥ ﺍﻻﺫﻫﺎﻥ ﺗﺗﺟﻪ ﺑﻬﺫﺍ ﺍﻟﺗﺳﺎﺅﻝ ﺍﻟﻰ ﺳﺑﺏ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭﻱ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺩﻭﻥ ﺗﻳﺎﺭ ﺍﻟﺣﻛﻣﺔ ،ﻭﺍﻧﺎ ﻟﻡ ﺍﻗﺻﺩ ﺫﻟﻙ ﺑﺎﻟﺩﺭﺟﺔ ﺍﻻﺳﺎﺱ ،ﻭﺍﻧﻣﺎ ﻗﺻﺩﺕ ﺳﺑﺏ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭﻱ ﻟﻠﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻗﺑﻝ ۳٥ﻋﺎﻣﺎ ﺍﻱ ﻣﻧﺫ ﺑﺩء ﺍﻟﺗﺎﺳﻳﺱ ﻭﺍﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻳﻭﻡ ،ﺭﻏﻡ ﻭﺟﻭﺩ ﺍﺣﺯﺍﺏ ﻭﻣﻧﻅﻣﺎﺕ ﻋﺭﺍﻗﻳﺔ ﺍﻧﺋﺫ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻣﻛﺎﻧﻲ ﺍﻻﻧﺗﻣﺎء ﺍﻟﻳﻬﺎ ،ﻭﺍﻧﺎ ﺑﺎﻻﺳﺎﺱ ﻛﻧﺕ ﻣﻧﺗﻣﻳﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﻧﻅﻣﺔ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻝ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻋﺎﻡ ،۱۹۷۹ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻓﺿﻠﺕ ﺍﻟﺧﺭﻭﺝ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻧﻅﻣﺔ ﻭﺍﻧﺎ ﻣﺩﻟﻝ ﻓﻳﻬﺎ ،ﻭﺍﺧﺗﺭﺕ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻟﺳﺑﺏ ﻭﺍﺣﺩ ،ﻫﻭ ﺭﻓﺿﻲ ﻟﻠﻌﻣﻝ ﺍﻟﺣﺯﺑﻲ ﺍﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻭﻧﻪ ،ﻭﻗﺑﻭﻟﻲ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺱ ﺟﺎء ﻟﻛﻭﻧﻪ ﻋﻣﻼ ﺟﺑﻬﻭﻳﺎ ﻓﻲ ﺑﺩﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺗﺎﺳﻳﺱ ،ﻭﻻﻧﻪ ﻣﺅﺳﺳﺔ ﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﺟﻬﺎﺩﻳﺔ ﺗﻬﺩﻑ ﺍﻟﻰ ﺍﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﻛﺗﺎﺗﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﻳﺗﺧﺫ ﻣﻥ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺟﻣﺎﻫﻳﺭ ﺍﻁﺎﺭﺍ ﻟﻪ ،ﻭﻟﻳﺱ ﻓﺋﺔ ﻣﺣﺩﺩﺓ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻧﻅﻣﺔ ﺗﻧﻅﻳﻣﺎ ﺣﺯﺑﻳﺎ ،ﻭﺑﻌﺑﺎﺭﺓ ﺍﺧﺭﻯ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻳﺗﺑﻧﻰ ﺍﻣﺔ ﺍﻟﺣﺯﺏ ﻭﻟﻳﺱ ﺣﺯﺏ ﺍﻻﻣﺔ ۰ ﻭﻁﻳﻠﺔ ﺳﻧﻲ ﻭﺟﻭﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻟﻡ ﻳﻔﺭﺽ ﻋﻠﻲ ﺍﻳﺔ ﻣﺗﺑﻧﻳﺎﺕ ﻋﻘﺎﺋﺩﻳﺔ ﺍﻭ ﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ،ﻭﻋﺷﺕ ﺟﻭﺍ ﻣﻥ ﺍﻟﺣﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﻛﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ،ﻭﻛﺭﺳﻧﺎ ﺫﻟﻙ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺻﺣﻳﻔﺔ ) ﺍﻟﺷﻬﺎﺩﺓ ( ﺍﻟﻧﺎﻁﻘﺔ ﺑﺎﺳﻡ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ،ﻭﺍﺗﺫﻛﺭ ﻳﻭﻣﺎ ﻣﻥ ﺍﻳﺎﻡ ﻣﺣﺭﻡ ﺍﻟﺣﺭﺍﻡ ﺍﻟﺗﻘﻳﺕ ﺑﺷﻬﻳﺩ ﺍﻟﻣﺣﺭﺍﺏ ﺍﻳﺔ ﷲ ﻣﺣﻣﺩ ﺑﺎﻗﺭ ﺍﻟﺣﻛﻳﻡ ) ﺭﺽ ( ﻓﻲ ﺣﺳﻳﻧﻳﺔ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺧﻣﻳﻧﻲ ﺑﺩﻭﻟﺕ ﺍﺑﺎﺩ ) ﺿﻭﺍﺣﻲ ﻁﻬﺭﺍﻥ ﺍﻟﺟﻧﻭﺑﻳﺔ ( ﻭﺳﺎﻟﺗﻪ ﻋﻥ ﺭﺍﻳﻪ ﺑﺻﺣﻳﻔﺔ ﺍﻟﺷﻬﺎﺩﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻥ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﺗﺟﺎﻫﺎﺕ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺻﻝ ﺍﻟﻰ ﺣﺩ ﺍﻟﺗﺿﺎﺩ ،ﻓﻘﻠﺕ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺣﻘﺎ ﻓﻬﺫﺍ ﺩﻟﻳﻝ ﻗﻭﺓ ﻭﻟﻳﺱ ﺿﻌﻑ ۰ ﺍﻟﻣﻬﻡ ﺍﻧﻧﻲ ﻋﺷﺕ ﻓﻲ ﻫﻛﺫﺍ ﺟﻭ ﺿﻣﻥ ﺍﻁﺎﺭ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ،ﺣﻳﺙ ﻓﻳﻪ ﻣﺳﺎﺣﺔ ﺟﻳﺩﺓ ﻟﺣﺭﻳﺔ ﺍﻟﺗﻔﻛﻳﺭ ﻭﺍﻟﻧﻘﺩ ﻭﺍﺑﺩﺍء ﺍﻟﺭﺍﻱ ،ﺍﺗﻣﻧﻰ ﺍﻥ ﻳﺗﻌﺯﺯ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻝ ۰
ﺍﻟﺗﺻﺣﻳﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻣﻥ ﺯﺍﻭﻳﺗﻳﻥ
ﻗﺩ ﻳﺭﻯ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﺍﻟﺗﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺗﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻓﻲ ﺧﻁﺎﺑﻪ ﺍﻟﺣﺎﻟﻲ ﻧﻭﻋﺎ ﻣﻥ ﺍﻻﻧﻛﻔﺎء ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺫﺍﺕ ،ﻭﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﻻﻋﺎﺩﺓ ﺑﻧﺎء ﺍﻟﻭﺿﻊ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻲ ﻭﻓﻕ ﺍﻻﺳﺱ ﺍﻟﺩﻳﻧﻳﺔ ،ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﻳﺿﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻫﻳﺭ ،ﻭﺗﺭﻛﻳﺯ ﺍﻻﻫﺗﻣﺎﻡ ﻭﺍﻟﺧﻁﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﺟﺎﻩ ﺍﻟﻣﻠﺗﺯﻡ ﻓﻲ ﺣﺭﻛﺔ ﺍﻟﺷﺎﺭﻉ ٫ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺍﻧﺣﺳﺎﺭﻩ ﺟﻣﺎﻫﻳﺭﻳﺎ ﻭﺗﺭﻛﺯ ﺣﺿﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺟﺎﻩ ﺍﻟﻣﻠﺗﺯﻡ ﺩﻳﻧﻳﺎ ٫ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﺍﺧﺫﺕ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺩﻳﻧﻳﺔ ﺗﺗﺑﺧﺭ ﺷﻳﺋﺎ ﻓﺷﻳﺋﺎ ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺣﺳﻥ ﺍﻟﻭﺿﻊ ﺍﻻﻣﻧﻲ ﻭﺗﻌﺯﺯ ﺍﻟﻭﺿﻊ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ . ﻭﺭﻏﻡ ﻋﺩﻡ ﻧﻛﺭﺍﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻟﻘﺩﺍﻣﻲ ﺍﻟﺟﺩﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻣﻭﺭ ،ﻭﺍﺣﺗﻣﺎﻝ ﺗﺎﺛﻳﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻧﺎﺩﻳﻕ ﺍﻻﻗﺗﺭﺍﻉ ،ﻭﻟﻛﻧﻬﻡ ﻳﺅﻛﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻧﻬﻡ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻬﻡ ﻭﺗﻭﺟﻬﺎﺗﻬﻡ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩﺓ ﺍﻟﺣﺎﻟﻳﺔ ﻳﺅﺛﺭﻭﻥ ﺑﻧﺎء ﺍﻧﻣﻭﺫﺟﻬﻡ ﺍﻟﺩﻳﻧﻲ ﻭﺗﻔﺩﻳﻡ ﺑﻧﺎء ﺍﻻﻧﺳﺎﻥ ﺍﻟﺻﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺍﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ٫ﻭﺍﺗﺧﺎﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻛﻣﻧﻬﺞ ﻭﻁﺭﻳﻕ ﻻﺣﻳﺎء ﺍﻟﻘﻳﻡ ﺍﻟﺩﻳﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﺣﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺩﺭﺟﺔ ﺍﻻﺳﺎﺱ ﺗﺛﺑﻳﺕ ﺍﻟﻧﺯﺍﻫﺔ ،ﻭﺗﻘﺑﻝ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ﺍﻟﻣﺗﻭﺍﺿﻌﺔ ﺑﺩﻻ ﻣﻥ ﺣﻳﺎﺓ ﺍﻟﺗﺭﻑ ﻭﺍﻻﻧﻐﻣﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ﺍﻟﻣﺎﺩﻳﺔ ٫ﻭﺟﻌﻝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻧﺣﻰ ﻫﻭ ﺍﻻﻧﻣﻭﺫﺝ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺣﻔﺯ ﺍﻻﺧﺭﻳﻥ ﺍﻟﻲ ﺍﻻﻧﺗﻣﺎء ﺍﻟﻁﻭﻋﻲ ﻟﻠﻣﺟﻠﺱ ،ﺗﺣﻘﻳﻘﺎ ﻟﻠﺣﺩﻳﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻘﻭﻝ ) ﻛﻭﻧﻭﺍ ﻟﻧﺎ ﺩﻋﺎﺓ ﺻﺎﻣﺗﻳﻥ ( .
ﻣﺑﺎﺩﺉ ﻗﻳﻣﺔ ﺗﻧﺗﻅﺭ ﺍﻟﺣﺭﻛﺔ ﺍﻟﺗﺻﺣﻳﺣﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻣﺭﺍﺟﻌﺔ ﻛﻠﻣﺔ ﺭﺋﻳﺱ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﻫﻣﺎﻡ ﺣﻣﻭﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﺟﺗﻣﺎﻉ ﺍﻟﻬﻳﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻧﺟﻑ ﺍﻻﺷﺭﻑ ﻳﻭﻡ ۲۰۱۷/ ۹ /۹ﻭﺟﺩﺕ ﻓﻳﻬﺎ ﺟﻣﻠﺔ ﻣﺑﺎﺩﺉ ﻭﻗﻳﻡ ﺗﺳﺗﺣﻕ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻧﺩﻫﺎ ﻭﺍﻟﺗﺎﻣﻝ ﻓﻲ ﻣﺿﺎﻣﻳﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻳﺩ ﺗﺻﺣﻳﺢ ﺑﻌﺽ ﻣﺳﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺭﺍﻫﺎ ﺑﻌﺽ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﺍﻧﻬﺎ ﺯﺍﻏﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﺭﻳﻕ ﺍﻟﻘﻭﻳﻡ ﻭﺗﺣﺗﺎﺝ ﺍﻟﻲ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺗﺻﺣﻳﺢ ﻭﺗﺷﺫﻳﺏ ﻻﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺭﻭﺣﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﻳﻡ ﺍﻟﺭﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺣﻣﻠﻬﺎ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻣﻧﺫ ﺑﺩء ﺍﻧﻁﻼﻗﺗﻪ ﻭﺧﻼﻝ ﺳﻧﻲ ﺍﻟﺗﺻﺩﻱ ﻟﺯﻋﺎﻣﺗﻪ ﺷﻬﻳﺩ ﺍﻟﻣﺣﺭﺍﺏ ﺍﻳﺔ ﷲ ﻣﺣﻣﺩ ﺑﺎﻗﺭ ﺍﻟﺣﻛﻳﻡ ) ﺭﺽ ( . ﺍﻭﻟﻰ ﺍﻟﻣﺑﺎﺩﺉ ﺍﻟﺗﻲ ﺍﻛﺩ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺭﺋﻳﺱ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻫﻣﻳﺔ ﺍﻟﻬﻳﺎﺓ ﺍﻟﻘﻳﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻟﻠﺗﺻﺩﻱ ﻻﻱ ﺍﻧﻔﺭﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﺗﺧﺎﺫ ﻭﺻﻧﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺭﺑﻪ ﻟﻌﺎﻳﻠﺔ ﺍﻭ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ ،ﻓﺎﻟﻣﺟﻠﺱ ﻣﻠﻙ ﻟﻛﻝ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﻳﻥ ﻭﻻﻳﻣﻛﻥ ﺍﻥ ﻳﺟﻳﺭ ﻟﺧﺩﻣﺔ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺳﺎﺏ ﺍﻻﺧﺭﻳﻥ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻫﻣﻳﺔ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﺟﻬﺔ . ﺛﺎﻧﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺑﺎﺩﺉ ﺗﻛﺭﻳﺱ ﺍﻟﺭﻭﺣﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﻳﻣﻳﺔ ﺩﺍﺧﻝ ﻣﻔﺎﺻﻝ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻭﻓﻲ ﺣﺭﻛﺗﻪ ﺩﺍﺧﻝ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﺣﺗﻰ ﻭﻟﻭ ﺟﺎء ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻲ ﺣﺳﺎﺏ ﻣﻘﺩﺍﺭ ﺗﻭﺍﺟﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺳﻠﻁﺔ ﻭﻓﻲ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻣﻘﺎﻋﺩ ﺍﻟﺑﺭﻟﻣﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻭﺯﺭﺍء ،ﻓﺎﻟﻣﻬﻡ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﻫﻭ ﺍﻋﻁﺎء ﺍﻟﻘﻳﻡ ﺍﻟﺭﻭﺣﻳﺔ ﻭﺍﻻﺧﻼﻗﻳﺔ ﺍﻭﻟﻭﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﺭﺍﻣﺟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ . ﺍﻟﻣﺑﺩﺍ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ ﻟﻠﻣﺟﻠﺱ ﺗﻘﺩﻳﻡ ﻛﻝ ﻣﺎﻳﻣﻛﻥ ﺗﻘﺩﻳﻣﻪ ﻟﺧﺩﻣﺔ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻁﺑﻘﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻳﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻋﺑﺭ ﺍﻳﺟﺎﺩ ﺍﻟﻣﺭﺍﻛﺯ ﺍﻟﺻﺣﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﺳﺗﻭﺻﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻣﺷﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺧﻳﺭﻳﺔ ،ﻭﺍﻋﻁﺎء ﻣﺯﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻻﻫﺗﻣﺎﻡ ﻟﻠﺣﻣﻼﺕ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﻋﻣﺎﻝ ﺍﻟﺗﻁﻭﻋﻳﺔ ،ﻭﺩﻋﻡ ﺍﻟﻣﺷﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﻭﺍﻟﺧﺩﻣﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﺑﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﺍﻟﻣﺑﺩﺍ ﺍﻟﺭﺍﺑﻊ ﻟﻠﻣﺟﻠﺱ ﻓﻲ ﺣﺭﻛﺗﻪ ﺍﻟﺗﺻﺣﻳﺣﻳﺔ ﻛﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺛﻧﺎﻳﺎ ﻛﻠﻣﺔ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﻫﻣﺎﻡ ﺣﻣﻭﺩﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﺷﻔﺎﻓﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺭﻓﺔ ﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻻﻣﻭﺍﻝ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﻝ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺩﻋﻡ ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﻲ ﻭﺍﺳﺗﻐﻼﻝ ﺍﻣﻛﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﺑﺗﺯﺍﺯﻫﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺍﻻﺣﺯﺍﺏ ﻭﺍﻟﻛﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ،ﻭﺗﻛﺭﻳﺱ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﻟﺗﺩﻋﻳﻡ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ،ﻭﺗﻘﺩﻳﻡ ﺍﻧﻣﻭﺫﺝ ﺻﺎﻟﺢ ﻳﺣﺗﺫﻯ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ .
ﻫﻛﺫﺍ ﻣﻧﺣﻧﻲ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺍﻟﺭﺋﻳﺱ ﺩﻓﻘﺎ ﻣﻌﻧﻭﻳﺎ ﻛﺑﻳﺭﺍ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺗﻲ ﺍﻻﺧﻳﺭﺓ ﻟﺑﻐﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺍﺳﺗﻣﺭﺕ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﺳﺎﺑﻳﻊ ﺍﻟﺗﻘﻳﺕ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺷﻛﻝ ﻋﻔﻭﻱ ﻭﺩﻭﻥ ﺗﺧﻁﻳﻁ ﻣﺳﺑﻕ ﺑﻌﺩﺩ ﻣﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻲ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻳﻥ ﻓﻳﻪ ،ﺣﻳﺙ ﺍﺑﺩﻱ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻧﻬﻡ ﺗﻌﺎﻁﻔﻪ ﻭﺍﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﺑﻲ ﻭﺗﺎﻟﻣﻬﻡ ﻟﺣﺎﻟﺗﻲ ﺍﻟﻣﺭﺿﻳﺔ ﺍﻟﻣﺯﻣﻧﺔ ﻭﺍﺛﺎﺭﻩ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﻣﺟﻣﻝ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺟﺳﺩﻳﺔ ،ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﺷﻲء ﺍﻟﺫﻱ ﻣﻳﺯ ﻛﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻘﺎءﺍﺕ ﻫﻭ ﻟﻘﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﺷﻳﺦ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭ ﻫﻣﺎﻡ ﺣﻣﻭﺩﻱ ﺭﺋﻳﺱ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻓﻔﻲ ﻟﻘﺎﺋﻲ ﺍﻟﻌﺎﺑﺭ ﻓﻲ ﺍﺣﺩ ﺭﺩﻫﺎﺕ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﻲ ﺗﺣﻳﺔ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﻭﻗﻠﺕ ﻟﻪ ﺍﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻛﺗﺑﻪ ﻟﻡ ﻳﺳﻣﺣﻭﺍ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺩﺧﻭﻝ ﻋﻠﻳﻪ ﻓﺎﺟﺎﺑﻧﻲ ﺑﺳﺭﻋﺔ ﺍﻟﺑﺩﻳﻬﺔ ﺑﺎﻧﻬﻡ ﻻﻳﻌﺭﻓﻭﻧﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﻫﻭ ﻳﻌﺭﻓﻧﻲ ﺣﻳﺙ ﺗﻌﻭﺩ ﻣﻌﺭﻓﺗﻲ ﺑﺳﻣﺎﺣﺔ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺍﻟﻲ ﺍﻭﺍﺧﺭ ﻋﺎﻡ ۱۹۷۹ﻭﻗﺑﻝ ﺍﻟﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻣﻧﻔﻰ ﻭﺍﻟﺗﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻲ ﺻﻌﻳﺩ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺍﻟﻣﻌﺎﺭﺽ ﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻻﺳﺗﺑﺩﺍﺩ ﺍﻟﺻﺩﺍﻣﻲ .ﻭﺭﻏﻡ ﺍﻧﻧﻲ ﺗﺟﺎﻫﻠﺕ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺍﻟﻠﻘﺎء ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﻪ ﺑﺎﻟﺟﺎﺩﺭﻳﺔ ﻭﻗﻠﺕ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ ﺍﻥ ﻟﻘﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﺷﻳﺦ ﻟﻳﺳﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻫﻣﻳﺔ ﺣﻳﺙ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺎﺕ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭﺓ ﻭﺍﻟﻛﺑﻳﺭﺓ ﺍﻟﻣﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻕ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﻗﺩ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﻏﻳﺭ ﻣﻬﺗﻡ ﺑﻲ ﻭﺑﻁﺭﻭﺣﺎﺗﻲ ﻭﻣﺷﺎﻛﺳﺎﺗﻲ ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﻳﺔ ،ﻭﻟﻛﻥ ﺟﺎء ﻟﻘﺎﺋﻲ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻧﻘﻳﺽ ﻣﻣﺎ ﺗﻭﻗﻌﺗﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻟﻡ ﻳﺄﺑﻪ ﻟﻛﻝ ﺍﻻﺛﺎﺭ ﺍﻟﺑﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﻥ ﺟﺭﺍء ﺍﻟﻣﺭﺽ ﺍﻟﻭﺑﻳﻝ ،ﻭﺍﻛﺩ ﻟﻲ ﺿﺭﻭﺭﺓ ﻣﻭﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻭﺗﻘﺩﻳﻡ ﻧﺗﺎﺟﺎﺕ ﻣﻔﻳﺩﺓ ﺣﺗﻲ ﻭﻟﻭ ﻛﺎﻧﺕ ﺣﺭﻛﺗﻲ ﺍﻟﺟﺳﺩﻳﺔ ﺿﻌﻳﻔﺔ ﺍﻭ ﻣﻌﺩﻣﺔ ٫ﺍﻻﻣﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﻁﺎﻧﻲ ﺩﻓﻘﺎ ﻣﻌﻧﻭﻳﺎ ﻛﺑﻳﺭﺍ ﻛﻧﺕ ﺑﺎﻣﺱ ﺍﻟﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻳﻪ ٫ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻋﺯﻓﺕ ﻟﻔﺗﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣﺳﺗﺳﻠﻣﺎ ﻻﺛﺎﺭ ﺍﻟﻣﺭﺽ ﺍﻻﺧﺫ ﺑﺎﻻﻧﺗﺷﺎﺭ ٫ﻭﻻﺍﺑﺎﻟﻎ ﺍﻥ ﻗﻠﺕ ﺍﻥ ﺍﺣﺩ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻧﺎﺟﺣﺔ ﻫﻭ ﻣﻧﺢ ﺍﻻﻣﻝ ﻭﺑﻌﺙ ﺍﻟﻧﺷﺎﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻛﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻣﺗﻌﺑﺔ ﺑﺷﻛﻝ ﻭﺑﺎﺧﺭ ٫ ﻭﻫﺫﺍ ﻣﺎﻭﺟﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﺳﻣﺎﺣﺔ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﻟﻳﺱ ﺍﻻﻥ ﻭﺍﻧﻣﺎ ﻣﻧﺫ ﺍﻟﻠﻘﺎءﺍﺕ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺑﻪ ﻗﺑﻝ ﻧﺣﻭ ﺛﻣﺎﻧﻳﺔ ﻭﺛﻼﺛﻳﻥ ﻋﺎﻣﺎ .
ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﻣﺯﻳﺩ ﻣﻥ ﺣﺿﻭﺭ ﺍﻟﻣﺭﺃﺓ ﺭﻏﻡ ﺍﻥ ﻧﺎﺋﺑﺔ ﺭﺋﻳﺱ ﺍﻟﻬﻳﺋﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻫﻲ ﺷﺧﺻﻳﺔ ﻧﺳﻭﻳﺔ ﺍﻛﺎﺩﻳﻣﻳﺔ ﻭﻣﻠﺗﺯﻣﺔ ،ﺑﻳﺩ ﺍﻥ ﻫﺫﺍ ﻻﻳﻛﻔﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺗﺻﺣﻳﺢ ﺍﻟﻣﺳﺎﺭ ﺍﻟﻣﺭﺍﺩ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﺑﺭﺍﻣﺞ ﺍﻟﺗﻁﻭﻳﺭﻳﺔ ﺍﻟﻣﻌﺩﺓ ﻟﻠﻣﺟﻠﺱ ،ﺣﻳﺙ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺳﻡ ﺍﻟﻧﺳﻭﻱ ﺗﻡ ﺍﻟﻐﺎﺅﻩ ﻭﺩﻣﺟﻪ ﺿﻣﻥ ﺑﺭﺍﻣﺞ ﺍﺧﺭﻯ ﻳﻔﻘﺩﻩ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺯﺧﻣﻪ ﺑﻌﺩ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺳﻣﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻭﻓﻳﻪ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﻛﻭﺍﺩﺭ ﺍﻟﻧﺳﻭﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻳﺔ ﻭﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﺍﻟﺟﻳﺩﺓ ۰ ﺍﻥ ﺍﻱ ﺗﻛﺗﻝ ﺍﻭ ﻛﻳﺎﻥ ﻣﺟﺗﻣﻌﻲ ﻳﺭﻳﺩ ﺍﻟﻧﻬﻭﺽ ﻭﺍﻟﺗﻘﺩﻡ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻥ ﻳﻔﺭﺩ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻣﺭﺍﺓ ﻟﺩﻳﻪ ،ﻭﺑﻣﻘﺩﺍﺭ ﺣﺿﻭﺭ ﺍﻟﻣﺭﺍﺓ ﻳﻘﺎﺱ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﻘﺩﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻛﺗﻝ ﺍﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻛﻳﺎﻥ ۰
ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻣﻥ ﺍﻟﺩﺍﺧﻝ ﻣﻥ ﻳﺯﻭﺭ ﺍﻟﻣﻘﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺑﻐﺩﺍﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻳﺟﺩ ﻓﻳﻪ ﺣﺭﻛﺔ ﺩﺅﻭﺑﺔ ﻟﺗﺣﺩﻳﺙ ﻭﺗﻔﻌﻳﻝ ﻛﻝ ﻣﺎ ﻣﻥ ﺷﺄﻧﻪ ﺗﻘﺩﻳﻡ ﺣﺭﻛﺔ ﻭﺻﻭﺭﺓ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺳﻥ ﻭﺟﻪ ﻣﻣﻛﻥ ،ﻓﻬﻧﺎﻙ ﻣﻥ ﻳﻐﻳﺭ ﻣﺩﺧﻝ ﺍﻟﻣﺑﻧﻰ ﻭﻳﻭﺳﻊ ﻓﻳﻪ ،ﻭﺍﺧﺭﻳﻥ ﻣﻧﻬﻣﻛﻭﻥ ﺑﺗﺎﺛﻳﺙ ﺍﻟﻣﻛﺎﺗﺏ ،ﻭﺍﺟﺗﻣﺎﻋﺎﺕ ﻣﻛﺛﻔﺔ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻳﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻣﻥ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻻﻋﻣﺎﺭ ،ﻓﻬﻧﺎﻙ ﻣﻥ ﺗﺭﻙ ﻣﻛﺎﻥ ﺍﻗﺎﻣﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺑﻼﺩ ﺍﻟﻣﻬﺟﺭ ﺍﻻﺧﺭﻯ ﻭﻋﺎﺩ ﻳﻌﻣﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ،ﻭﺭﺍﻳﺕ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﺷﺑﺎﺏ ﻻﺗﺯﻳﺩ ﺍﻋﻣﺎﺭﻫﻡ ﻛﺛﻳﺭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺷﺭﻳﻥ ﻋﺎﻣﺎ ،ﻭﻫﻡ ﻻﻳﺗﺫﻛﺭﻭﻥ ﺷﻳﺋﺎ ﻣﻥ ﺩﻛﺗﺎﺗﻭﺭﻳﺔ ﻭﺍﺳﺗﺑﺩﺍﺩ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺑﺎﺋﺩ ،ﻭﻫﻡ ﻣﻌﺎﻓﻭﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺗﻲ ﺍﻭﺟﺩﻫﺎ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺻﺩﺍﻣﻲ ﺍﻟﺑﻐﻳﺽ ،ﻭﻓﺿﻼ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻳﻌﻣﻝ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻟﺣﺎﻟﻳﻳﻥ ، ﻛﻝ ﻣﻥ ﻣﻭﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻌﻳﻝ ﺭﺻﻳﺩ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﺭﺍﻛﻡ ﺍﻟﺧﺑﺭﺍﺕ ﻟﺩﻳﻪ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﺩ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﻣﻧﻬﻡ ﺍﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻭ ﺍﺭﺑﻌﺔ ﻋﻘﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﻝ .
ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻭﺗﻳﺎﺭ ﺍﻟﺣﻛﻣﺔ ﺗﻧﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﻭﻭﺣﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺩﻑ
ﻗﺑﻝ ﺍﻟﺣﺭﺍﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﻧﺷﺏ ﻓﻲ ﺗﻳﺎﺭ ﺷﻬﻳﺩ ﺍﻟﻣﺣﺭﺍﺏ ﺭﺽ ﻭﺍﺩﻯ ﺍﻟﻲ ﻧﺷﻭء ﺗﻳﺎﺭ ﺍﻟﺣﻛﻣﺔ ﺍﻟﻭﻁﻧﻲ ﻣﻧﻔﺻﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻛﻧﺕ ﺍﺷﻌﺭ ﺑﺿﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺣﻔﺎﻅ ﻋﻠﻲ ﻗﺩﺳﻳﺔ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻧﺎﺻﻊ ﻟﻠﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻲ ﻭﻓﺻﻠﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻣﺳﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺗﺧﺫﻩ ﺍﻟﺳﻳﺩ ﻋﻣﺎﺭ ﺍﻟﺣﻛﻳﻡ ﻭﻳﻘﺗﺿﻲ ﺑﺎﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣﺗﻁﻠﺑﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﺑﻣﺎ ﻳﻅﻬﺭﻩ ﻭﻛﺎﻧﻪ ﻳﺗﻘﺎﻁﻊ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﺷﻲء ﻣﻊ ﺍﻟﻣﺳﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺗﺑﻧﺎﻩ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻣﻥ ﻗﺑﻝ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﺍﺗﻔﺎﺟﺄ ﻛﺛﻳﺭﺍ ﺑﺎﻻﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﺗﺎﺳﻳﺱ ﺗﻳﺎﺭ ﺍﻟﺣﻛﻣﺔ ﻭﺍﻥ ﺑﺩﺍ ﻣﺗﺳﺭﻋﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ . ﻛﻣﺎ ﻛﻧﺕ ﻭﻻﺯﻟﺕ ﺍﺗﻣﻧﻰ ﺍﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻫﻭ ﺍﻟﺟﻬﺔ ﺍﻟﺷﺭﻋﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎﻓﻅ ﻋﻠﻲ ﺍﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻣﺑﺎﺩﻱء ﻭﺍﻟﻘﻳﻡ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻧﺗﺑﻧﺎﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻳﺩ ﺍﻟﺷﻬﻳﺩ ﺍﻟﺣﻛﻳﻡ ﺭﺽ ﻭﺍﻟﺟﻬﺔ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺧﺭﺝ ﻣﻥ ﺑﻁﻥ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻭﺗﻣﺎﺭﺱ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﺔ ﻛﻔﻌﻝ ﻣﻳﺩﺍﻧﻲ ﻭﺗﺗﺧﺫ ﻣﺳﺎﺭﺍﺕ ﻣﺗﻌﺭﺟﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﺑﻳﺔ ﺍﻻﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺭﺍﻫﻧﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﺍﻻﺣﺯﺍﺏ ﺍﻟﺗﻲ ﻧﺷﺄﺕ ﻭﻫﻲ ﻗﺭﻳﺑﺔ ﻣﻥ ﻓﻛﺭ ﺍﻻﺧﻭﺍﻥ ﺍﻟﻣﺳﻠﻣﻳﻥ ﻛﺣﺯﺏ ﺍﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﻭﺍﻟﺭﻓﺎﻩ ﺍﻟﺗﺭﻛﻲ ﻣﺛﻼ . ﻭﺭﻏﻡ ﺍﻥ ﺍﻻﻣﻭﺭ ﻟﻡ ﺗﺳﺭ ﻋﻠﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻧﻭﺍﻝ ﺍﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﻟﻡ ﺗﺑﺗﻌﺩ ﺍﻳﺿﺎ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻛﺛﻳﺭﺍ ،ﻓﺎﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻭﻛﻣﺎ ﺍﻛﺩﺕ ﻫﻳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﻳﺎﺩﻳﺔ ﺑﺎﻧﻬﺎ ﺣﺭﻳﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺗﺑﻧﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭﺣﺭﻛﺗﻬﺎ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺯﻳﺯ ﺍﻟﺟﺎﻧﺏ ﺍﻟﺩﻳﻧﻲ ﻭﺍﻻﻳﻣﺎﻧﻲ ﻭﺗﻠﺑﻳﺔ ﺍﻻﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺧﺩﻣﺎﺕ ﺍﻟﺿﺭﻭﺭﻳﺔ ﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺷﻌﺏ ،ﻓﻳﻣﺎ ﺍﻛﺩ ﺗﻳﺎﺭ ﺍﻟﺣﻛﻣﺔ ﺍﻧﻪ ﺳﻳﻭﺍﺻﻝ ﺩﺭﺑﻪ ﻛﺗﻳﺎﺭ ﺳﻳﺎﺳﻲ ﻭﻁﻧﻲ ﻭﺍﻧﻪ ﻏﻳﺭ ﺑﻌﻳﺩ ﻋﻥ ﺣﺭﻛﺔ ﺍﻟﻣﺭﺟﻌﻳﺔ ﺍﻟﺩﻳﻧﻳﺔ . ﺍﻧﺎ ﺍﻓﻬﻡ ﺍﻻﺗﺟﺎﻫﻳﻥ ﻭﺍﻥ ﻟﻡ ﻳﺻﺭﺣﺎ ﺑﺫﻟﻙ ﻛﺗﻭﺯﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﻭﻭﺣﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺩﻑ .
ﺍﻫﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﺣﺳﻳﻥ ﻭﺍﻟﺗﺟﺩﻳﺩ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺎﻟﻳﺏ ﺍﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﺍﺗﺑﻊ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﻟﻳﺑﺎ ﺟﻳﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺣﺩ ﻣﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﺍﻟﻣﺎﺿﻳﺔ ﻻﺳﺗﻌﺎﺩﺓ ﺑﻌﺽ ﺭﺻﻳﺩﻩ ﺍﻟﺟﻣﺎﻫﻳﺭﻱ ﻭﺗﻧﻣﻳﺗﻪ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺑﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﻛﺎﻧﺕ ﻣﻭﻓﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻏﻠﺑﻬﺎ ،ﻛﺗﺟﻣﻊ ﺗﺎﺳﻭﻋﺎء ،ﻭﺗﻭﺳﻳﻊ ﺍﻟﻧﺷﺎﻁ ﺍﻟﺗﻧﻅﻳﻣﻲ ،ﻭﺗﺑﻧﻲ ﺳﻳﺎﺳﺔ ﻁﺭﻕ ﺍﻻﺑﻭﺍﺏ ﺑﺎﻟﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻣﻭﺍﻁﻧﻳﻥ ﻓﻲ ﺍﻣﺎﻛﻧﻬﻡ ،ﻭﻗﺩ ﻧﺟﺣﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺳﺎﻟﻳﺏ ﺍﻟﻰ ﺣﺩ ﻣﻘﺑﻭﻝ ،ﻭﺍﻋﻁﺕ ﺛﻣﺎﺭﻫﺎ ،ﻭﻟﻛﻥ ﻳﻧﺑﻐﻲ ﺍﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻭﺍﺿﺣﺎ ﺍﻥ ﺍﻋﺗﻣﺎﺩ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﺳﺎﻟﻳﺏ ﻭﺑﻧﻔﺱ ﺍﻻﺷﻛﺎﻝ ﻗﺩ ﻻﺗﻌﻁﻲ ﺛﻣﺎﺭﻫﺎ ﻛﻣﺎ ﻳﻧﺑﻐﻲ ﺍﻥ ﻟﻡ ﺗﺧﺿﻊ ﺍﻟﻰ ﻋﻣﻠﻳﺎﺕ ﺍﻟﺗﺣﺳﻳﻥ ﻭﺍﻟﺗﺟﺩﻳﺩ ﻭﺍﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ . ﻓﺎﺳﻠﻭﺏ ﻁﺭﻕ ﺍﻻﺑﻭﺍﺏ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﻠﻭﺑﺎ ﻧﺎﺟﺣﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺗﻪ ،ﻭﻟﻛﻥ ﺍﺳﺗﻣﺭﺍﺭﻩ ﻭﺑﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺭﻳﻘﺔ ﻟﻥ ﻳﺛﻣﺭ ﻋﻥ ﻣﻛﺎﺳﺏ ﻣﻌﻧﻭﻳﺔ ﺍﻭ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻣﻠﻣﻭﺳﺔ ﻗﺩ ﻳﺟﻌﻝ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﻻﻳﻔﺗﺢ ﺍﻟﺑﺎﺏ ﺍﻭ ﻳﻔﺗﺣﻪ ﻣﺟﺎﻣﻠﺔ ﻻﺭﺍﻏﺑﺎ . ﻭﻛﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺍﻟﺗﻧﻅﻳﻣﻲ ﺍﺫﺍ ﻟﻡ ﻳﻘﺗﺭﻥ ﺑﺎﻧﺟﺎﺯ ﺍﻋﻣﺎﻝ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﻣﻧﻬﻡ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻣﻠﻬﻡ ﻟﻛﺎﺭﺕ ﺍﻻﻧﺗﻣﺎء ﺍﻟﻰ ﺗﻧﻅﻳﻣﺎﺕ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﻗﻳﻣﺔ ﻭﻓﺎﺋﺩﺓ ﻣﻠﻣﻭﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻌﺎﺕ ﻭﺑﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭﺍﺋﺭ ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﻳﺔ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﺗﻳﺎﻥ ﺑﺎﺳﺎﻟﻳﺏ ﺗﺣﺳﻳﻥ ﻭﺗﻁﻭﻳﺭ ﺟﺩﻳﺩﺓ ﻗﺩ ﻳﻔﻘﺩ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺑﻌﺽ ﺑﺭﻳﻘﻪ ﻭﺯﺧﻣﻪ ﺍﻟﻣﺗﻭﻗﻊ ،ﻭﻣﻥ ﺍﻟﻣﻬﻡ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ﻫﻧﺎ ﺍﻟﻰ ﺿﺭﻭﺭﺓ ﺍﻁﻼﻉ ﺍﻧﺻﺎﺭ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻧﻪ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻁﻣﺢ ﻟﻠﻣﺷﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻻﺑﺩ ﺍﻥ ﻻ ﻳﻘﻝ ﺯﻣﻥ ﺗﻌﺎﻭﻧﻪ ﻭﺍﻧﺗﻣﺎﺋﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻋﻥ ﺧﻣﺱ ﺳﻧﻭﺍﺕ ﻛﻣﺎ ﺍﺷﺎﺭ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺭﺋﻳﺱ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺳﻣﺎﺣﺔ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭ ﻫﻣﺎﻡ ﺣﻣﻭﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﺟﺗﻣﺎﻉ ﺍﻟﻬﻳﺋﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻧﺟﻑ ﺍﻻ ﺷﺭﻑ . ﺍﻥ ﺍﺟﺭﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺗﺣﺳﻳﻥ ﻭﺍﻟﺗﺟﺩﻳﺩ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺎﻟﻳﺏ ﺍﻟﻣﻌﺗﻣﺩﺓ ﻓﺿﻼ ﻋﻥ ﺍﻫﻣﻳﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﻌﻳﻝ ﺍﻻﺳﺎﻟﻳﺏ ﺍﻟﻣﻌﺗﻣﺩﺓ ﻗﺩ ﻳﺟﻌﻠﻙ ﺍﻳﺿﺎ ﻣﺗﻘﺩﻣﺎ ﻋﻥ ﺍﻻﺧﺭﻳﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻭﺍﻟﺗﻘﻠﻳﺩ .
ﻟﻳﺱ ﻫﻧﺎﻙ ﺷﻙ ﺍﻥ ﺍﻻﺳﺎﻟﻳﺏ ﻓﻲ ﺗﺟﺩﺩ ﻣﺳﺗﻣﺭ ،ﻭﺍﻥ ﺑﻌﺽ ﺍﻻﺳﺎﻟﻳﺏ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺕ ﺟﻳﺩﺓ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﻗﺩ ﺗﻛﻭﻥ ﻋﻘﻳﻣﺔ ﻏﺩﺍ ﻭﻓﺎﻗﺩﺓ ﻟﺯﺧﻣﻬﺎ ﺍﻟﺳﺎﺑﻕ ،ﻭﻗﺩ ﺗﺗﺣﻭﻝ ﻓﻲ ﻅﻝ ﻅﺭﻭﻑ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﺳﺎﻟﻳﺏ ﺿﺎﺭﺓ ﻭﻣﻌﺎﻛﺳﺔ ﻟﻣﺎ ﺍﺭﻳﺩ ﻟﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ .
ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺍﻟﻰ ﺍﻳﻥ ﻣﻥ ﻫﻧﺎ ؟ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻣﺎﻁﺭﺣﻪ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺑﻣﻥ ﻓﻳﻬﻡ ﺭﺋﻳﺱ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭ ﻫﻣﺎﻡ ﺣﻣﻭﺩﻱ ﺍﺭﻯ ﺍﻥ ﺣﺭﻛﺔ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩﺓ ﺗﺗﺟﻪ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﺍﻟﺣﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻧﺎﺻﻊ ﻟﻠﻣﺟﻠﺱ ،ﻋﺑﺭ ﺍﻟﺗﺭﻛﻳﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺑﻌﺩ ﺍﻟﺩﻳﻧﻲ ﻭﻣﻧﻅﻭﻣﺔ ﺍﻟﻘﻳﻡ ﺍﻟﺭﻭﺣﺎﻧﻳﺔ ،ﻭﻛﺫﻟﻙ ﺗﺑﻧﻲ ﺍﻟﺧﺩﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻣﺷﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺧﻳﺭﻳﺔ ﻟﻠﻁﺑﻘﺎﺕ ﺍﻟﻣﺳﺗﺿﻌﻔﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﻳﺭﺓ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ . ﺍﻓﻬﻡ ﻣﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻭﺟﻪ ﺍﻧﻪ ﻏﻳﺭ ﻣﺗﺣﻣﺱ ﺍﻭ ﻣﺗﻠﻬﻑ ﺍﻟﻰ ﺻﻧﺎﺩﻳﻕ ﺍﻻﻗﺗﺭﺍﻉ ﻭﺍﻟﺭﻫﺎﻥ ﻋﻠﻳﻪ ﺑﺎﻟﺩﺭﺟﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ ،ﺑﻘﺩﺭ ﺍﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﺑﺗﻌﺯﻳﺯ ﺍﻟﺟﺎﻧﺏ ﺍﻟﺧﺩﻣﻲ ﻭﺍﻟﺩﻳﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﺣﺗﻰ ﻭﻟﻭ ﺍﻗﺗﺿﻰ ﺫﻟﻙ ﺗﻘﻠﻳﺹ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻣﻛﺎﺗﺏ ﻓﻳﻣﺎ ﻟﻭ ﺗﺯﺍﺣﻡ ﻣﻊ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻣﺷﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺧﺩﻣﻳﺔ ،ﻭﻛﺫﻟﻙ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻧﺟﺭﺍﺭ ﺍﻟﻰ ﺗﻁﻭﻳﻊ ﺍﻟﻣﻔﺎﻫﻳﻡ ﺍﻟﺩﻳﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺣﻛﺎﻡ ﺍﻻﻭﻟﻳﺔ ﻟﻣﺗﻁﻠﺑﺎﺕ ﺍﻟﺳﻠﻁﺔ ﻭﺍﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺗﻭﺍﺟﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻘﺩﻣﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻳﻘﺗﺿﻲ ﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺗﻭﺳﻳﻊ ﺩﺍﺋﺭﺓ ﺍﻻﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﺛﺎﻧﻭﻳﺔ ﻭﺗﺑﺭﻳﺭ ﺍﻻﻧﺟﺭﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺑﻣﺎ ﻳﺷﻛﻝ ﺍﺑﺗﻌﺎﺩﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﺩﻳﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﺗﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻳﻬﺎ . ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻬﻣﻲ ﻫﺫﺍ ﺻﺣﻳﺣﺎ ﻭﻟﻡ ﺗﻛﻥ ﺍﻟﻣﺳﺎﻟﺔ ﺩﻋﺎﻳﺔ ﺍﻧﺗﺧﺎﺑﻳﺔ ﺍﻭ ﺗﺑﺭﻳﺭ ﻟﻼﻧﺷﻘﺎﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺣﺩﺙ ﻓﻲ ﺗﻳﺎﺭ ﺷﻬﻳﺩ ﺍﻟﻣﺣﺭﺍﺏ ﺭﺽ ،ﻓﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻳﻌﻧﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺳﻳﻌﺯﺯ ﻣﻌﺎﻳﻳﺭﻩ ﺍﻟﺩﻳﻧﻳﺔ ﻓﻲ ﻗﺑﺎﻝ ﺍﻻﺗﺟﺎﻫﺎﺕ ﺍﻻﺧﺭﻯ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺣﺳﺏ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﺟﺎﻩ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﻳﺿﺎ ﻭﺍﻧﺧﺭﻁﺕ ﻓﻲ ﻣﻣﺎﺭﺳﺎﺕ ﻋﻠﻣﺎﻧﻳﺔ ﻏﻳﺭ ﻣﺑﺭﺭﺓ ﺩﻳﻧﻳﺎ ،ﻭﻛﺫﻟﻙ ﻳﻌﻧﻲ ﺍﻧﻪ ﺳﻳﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻭﻓﻕ ﻣﻌﺎﻳﻳﺭﻩ ﺍﻟﺧﺎﺻﺔ ﺳﻭﺍء ﺭﺑﺢ ﺍﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎﺕ ﺍﻭ ﺧﺳﺭﻫﺎ ،ﻭﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ ﺍﻟﺣﺎﻟﺗﻳﻥ ﻳﺑﻘﻰ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺭﺓ ﺍﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﺍﻟﺩﻳﻣﻘﺭﺍﻁﻳﺔ ﺍﻟﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ .
ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺭﻭﺣﺎﻧﻳﺔ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻁﺭﺡ ﺍﻟﻔﻳﻠﺳﻭﻑ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﻣﻳﺷﺎﻝ ﻓﻭﻛﻭ ﻣﺻﻁﻠﺢ ﺍﻟﺭﻭﺣﺎﻧﻳﺔ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﺍﺑﺎﻥ ﺍﺣﺩﺍﺙ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﺍﻻﺳﻼﻣﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻳﺭﺍﻥ ، ۱۹۷۸ﺣﻳﺙ ﺗﻭﺍﺟﺩ ﻟﻣﺭﺗﻳﻥ ﻓﻲ ﺍﺣﺩﺍﺙ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ،ﻭﺍﻧﺯﻋﺞ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻟﺗﻌﺎﻁﻔﻪ ﻭﺗﻌﺎﻁﻳﻪ ﺍﻻﻳﺟﺎﺑﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﺍﻻﺳﻼﻣﻳﺔ ﻭﺗﻡ ﺗﺟﺎﻫﻝ ﻣﻘﺎﻻﺗﻪ ﺍﻻﺭﺑﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﻭﺟﺩ ﻓﻳﻬﺎ ﻓﻭﻛﻭ ﺑﺩﺍﻳﺔ ﺍﻟﺗﻐﻳﻳﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻭﻓﻕ ﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺭﻭﺣﺎﻧﻳﺔ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻌﻧﻲ ﺑﻬﺎ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﻣﺻﻁﻠﺣﺎﺕ ﺍﻟﺣﺎﻟﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻣﺭﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﻭﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺻﻠﺑﺔ ﻭﺍﻟﻌﺳﻛﺭﺗﺎﺭﻳﺔ ۰ ﻟﻌﻝ ﺍﻟﻔﻳﻠﺳﻭﻑ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﻣﻳﺷﺎﻝ ﻓﻭﻛﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺗﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ۱۹۸٤ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻁﻠﻳﻌﺔ ﺍﻟﻣﻔﻛﺭﻳﻥ ﺍﻟﺣﺩﺍﺛﻭﻳﻳﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻫﺗﻡ ﺑﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﺍﻻﺳﻼﻣﻳﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺩﻫﺎ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﺣﻳﺙ ﻭﺟﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﺍﻻﻳﺭﺍﻧﻳﺔ ﺑﺎﻧﻬﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻧﻬﻭﺽ ﻟﻠﻘﻭﺓ ﺍﻟﻧﺎﻋﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺑﺎﻝ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺻﻠﺑﺔ ﻭﻗﻭﺓ ﺍﻟﺟﻳﺵ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺗﻣﺩﻩ ﺷﺎﻩ ﺍﻳﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﻗﺑﺎﻝ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﺍﻻﺳﻼﻣﻳﺔ ﺍﻟﺷﻌﺑﻳﺔ ،ﻭﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﻛﺭﻳﺱ ﻟﻠﺑﻌﺩ ﺍﻟﺭﺍﺑﻊ ﻣﻥ ﺍﺑﻌﺎﺩ ﺍﻻﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ،ﺍﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺭﻭﺣﺎﻧﻳﺔ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘﺕ ﺍﻛﺑﺭ ﺍﻧﺗﺻﺎﺭ ﻟﻼﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺻﺭ. ﻟﻘﺩ ﻭﺟﺩ ﻓﻭﻛﻭ ﺑﺷﺎﺋﺭ ﺍﻟﺧﻼﺹ ﻭﺗﻐﻳﻳﺭ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﺍﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺑﻧﺎء ﺍﻟﺭﻭﺣﻲ ﻭﺍﻻﺧﻼﻗﻲ ﻟﻼﻧﺳﺎﻥ ﺍﻟﻣﻌﺎﺻﺭ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﻟﻭﻍ ﻛﺛﻳﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ﺍﻟﻣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻣﺟﻧﻭﻧﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺟﺩ ﺍﻻﻧﺳﺎﻥ ﻓﻳﻬﺎ ﻧﻔﺳﻪ ﻛﺗﺭﺱ ﺻﻐﻳﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺔ ﻛﺑﻳﺭﺓ ،ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺑﻠﻳﺩ ﺍﻟﻣﺷﺎﻋﺭ ﻭﺍﻻﺣﺎﺳﻳﺱ ﻟﻳﺗﺣﻣﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ﺍﻟﻣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺍﺗﺧﺫﺕ ﺍﻻﻧﺳﺎﻥ ﻣﺣﻭﺭﺍ ﻭﻫﺩﻓﺎ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻛﻧﻬﺎ ﺍﻧﺗﻬﺕ ﺍﻟﻰ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﺻﺑﺢ ﺍﻻﻧﺳﺎﻥ ﺍﻟﻐﺭﺑﻲ ﺿﺣﻳﺔ ﻟﻬﺎ . ﻟﻌﻝ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﺩﻋﻳﺎء ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻻﺯﻟﻭﺍ ﻳﺟﻬﻠﻭﻥ ﻳﻧﺎﺑﻳﻊ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺻﺣﻭﺓ ﺍﻻﺳﻼﻣﻳﺔ ،ﻭﻟﻡ ﻳﻔﻬﻣﻭﺍ ﺑﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻟﻌﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﻝ ﺍﻟﺩﻳﻧﻲ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻻﺳﺗﺑﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﺗﺧﻠﻑ ﻭﺍﻻﺳﺗﻌﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﺗﺑﻌﻳﺔ ﻭﻛﻝ ﺫﻟﻙ ﻛﺎﻥ ﺑﺳﺑﺏ ﺍﻟﻌﺎﻣﻝ ﺍﻟﺩﻳﻧﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻳﻧﺯﻟﻕ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻻﺳﺗﺑﺩﺍﺩ ﻛﻣﺎ ﺍﻧﺯﻟﻘﺕ
ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻣﺣﺳﻭﺑﺔ ﻭﻟﻼﺳﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻳﺎﺭ ﺍﻟﺩﻳﻧﻲ ﺍﻟﻰ ﺩﻋﻡ ﺍﻻﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﺟﻣﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﺭﻫﺎﺑﻳﺔ ﻭﺧﺳﺭﺕ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﻣﺻﺩﺍﻗﻳﺗﻬﺎ . ﺑﺎﻋﺗﻘﺎﺩﻱ ﺍﻥ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻭﺩ ﺗﻛﺛﻳﻑ ﺍﻻﻫﺗﻣﺎﻡ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧﺏ ﺍﻟﻣﻌﻧﻭﻱ ﺣﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﻣﻥ ﺍﻟﺿﺭﻭﺭﻱ ﺍﻥ ﻳﺭﻛﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺭﺍﻫﻧﺔ ﻋﻠﻲ ﻧﻅﺭﻳﺔ ﻓﻭﻛﻭ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺭﻭﺣﺎﻧﻳﺔ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ .
ﻟﻣﺎﺫﺍ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﺍﻻﻳﺟﺎﺑﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ؟ ﻳﺛﻳﺭ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﺗﺳﺎﺅﻻﺕ ﻭﻳﺿﻊ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﺳﺗﻔﻬﺎﻡ ﺍﻣﺎﻡ ﺑﻌﺽ ﻛﺗﺎﺑﺎﺗﻲ ﺍﻻﺧﻳﺭﺓ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺗﻣﺟﻳﺩ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻭﺑﺑﻌﺽ ﺷﺧﺻﻳﺎﺗﻬﺎ . ﻭﻣﻊ ﺍﺣﺗﺭﺍﻣﻲ ﻟﻬﺅﻻء ﺍﻻﺻﺩﻗﺎء ﻭﺍﻟﻣﺣﺑﻳﻥ ﻭﻟﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻅﺭﻫﻡ ﺍﻟﻧﺎﻗﺩﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺩ ﺍﺷﺎﺭﻛﻬﻡ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻭ ﺑﺑﻌﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﻝ ،ﺍﻻ ﺍﻧﻧﻲ ﻓﺿﻠﺕ ﺍﻟﺗﺭﻛﻳﺯ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺭﺣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺟﺎﻧﺏ ﺍﻟﻣﺷﺭﻕ ﻭﺍﻻﻳﺟﺎﺑﻲ ﻣﻥ ﺣﺭﻛﺔ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻫﻭ ﻳﻣﺭ ﺑﻔﺗﺭﺓ ﺻﻌﺑﺔ ﺣﻳﺙ ﺗﻭﻟﻲ ﺍﻟﻬﻳﺋﺔ ﺍﻟﻘﻳﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻭﻋﻠﻰ ﺣﻳﻥ ﻏﺭﺓ ﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺑﺷﻛﻝ ﻛﺎﻣﻝ ﻭﻣﺑﺎﺷﺭ ،ﻭﺍﻟﻌﻣﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻭﻓﻳﺭ ﻋﻧﺎﺻﺭ ﺍﻟﻧﺟﺎﺡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﻬﻣﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻟﻳﺳﺕ ﺑﺳﻬﻠﺔ ،ﻭﻳﺣﺗﺎﺝ ﺍﻻﻣﺭ ﻟﻔﺗﺭﺓ ﻟﻛﻲ ﻳﺎﺧﺫ ﻣﺟﺭﺍﻩ ﺍﻟﺻﺣﻳﺢ ﺍﻥ ﺳﺎﺭﺕ ﺍﻻﻣﻭﺭ ﺑﺷﻛﻝ ﺍﻳﺟﺎﺑﻲ ﻭﻟﻡ ﺗﻅﻬﺭ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﺳﻠﺑﻳﺎﺕ ،ﻭﻣﻥ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻲ ﻟﻳﺱ ﻫﻧﺎﻙ ﻗﻭﺓ ﺍﻭ ﺗﺷﻳﻛﻠﺔ ﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻟﻳﺳﺕ ﻓﻳﻬﺎ ﺳﻠﺑﻳﺎﺕ ،ﻟﻛﻥ ﺍﻟﺗﻐﺎﺿﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺳﻠﺑﻳﺎﺕ ﺍﺣﻳﺎﻧﺎ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﺗﻛﻭﻥ ﺍﻻﻳﺟﺎﺑﻳﺎﺕ ﺍﻛﺛﺭ ،ﻭﺗﺑﻧﻲ ﺧﻁﺎﺏ ﺍﻋﻼﻣﻲ ﻳﺳﺗﻬﺩﻑ ﺍﻟﺗﺭﺷﻳﺩ ﻭﺍﻟﺗﻔﻌﻳﻝ ﻳﺑﺩﻭ ﺍﻣﺭﺍ ﻣﻌﻘﻭﻻ ﻭﻣﻁﻠﻭﺑﺎ ،ﻓﺎﻟﺣﺩﻳﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺟﺎﻧﺏ ﺍﻟﻣﻣﻠﻭء ﻣﻥ ﺍﻻﻧﺎء ﻻﻳﻌﻧﻲ ﻋﺩﻡ ﻭﺟﻭﺩ ﺟﺎﻧﺏ ﻓﺎﺭﻍ ﻓﻳﻪ . ﻣﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻧﻁﻠﻕ ﻭﻟﻣﻌﺭﻓﺗﻲ ﺑﺻﻌﻭﺑﺔ ﺍﻻﻣﺭ ،ﻗﻠﺕ ﻟﺭﺋﻳﺱ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺳﻣﺎﺣﺔ ﺍﻟﺷﻳﺦ ﻫﻣﺎﻡ ﺣﻣﻭﺩﻱ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﻠﻘﺎء ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﻪ ﻻﺍﺩﺭﻱ ﺍﻗﺩﻡ ﻟﻙ ﺍﻟﺗﻬﺎﻧﻲ ﺍﻡ ﺍﻟﺗﻌﺎﺯﻱ ﺑﺗﻭﻟﻳﻙ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ،ﺍﺟﺎﺏ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻧﺎﻙ ﻣﺎﻳﺳﺗﺣﻕ ﺍﻟﺗﻬﻧﺋﺔ ﻓﻔﻲ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻬﻳﺋﺔ ﺍﻟﻘﻳﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﻳﺗﻲ ﺭﺋﻳﺳﺎ ﻟﻠﻣﺟﻠﺱ ،ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻥ ﺗﻌﺯﻳﺔ ﻓﻔﻲ ﺻﻌﻭﺑﺔ ﺍﻟﻣﻬﻣﺔ ﺍﻟﻣﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻭﺍﺗﻘﻧﺎ ﻭﻓﻲ ﻫﻛﺫﺍ ﻅﺭﻭﻑ .
ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻭﺑﻌﺾ ﺳﺒﻞ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺗﻔﻌﻴﻠﻪ
ﺍﻟﻬﺰﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺪﻣﺮﺓ ﻭﻣﻤﻴﺘﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻳﺠﺎﺑﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻣﻞ ﻗﻮﺓ ،ﻭﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺗﻘﺘﻠﻚ ﺗﻘﻮﻳﻚ . ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺴﺎﻡ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﺍﺭﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻣﻞ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ. ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻳﺘﺒﻨﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺺﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻓﺎﻧﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺮﻛﺰ ﺟﻬﻮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻐﺮﺽ ﺗﺴﻮﻳﻖ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻭﺳﻊ ﻗﻄﺎﻉ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ. ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻆ ﻭﺍﻻﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﻘﺮﻓﺔ ﻟﺪﻯﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﻭﺍﺑﺮﺍﺯ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻻﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺛﺎﺭﺓ ﻭﺍﻻﻳﺤﺎء ﻭﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭﺍﻻﺛﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﻨﻤﺎﺫﺝ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﺍﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ. ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﺩﻭﺍﺭ ﺫﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻋﺒﺮ ﺍﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﻠﺘﻮﻳﺔﻭﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻤﻌﻬﻮﺩﺓ ،ﻭﻧﺤﻦ ﻻﺯﻟﻨﺎ ﻧﺠﻬﻞ ﺍﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻋﺒﺮ ﺍﻻﻳﺤﺎء ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ. ﺍﻻﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﻠﺒﻲ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻫﺎ ﻭﻻﺗﺘﺮﻛﻬﺎ ﻟﺘﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﺪﻳﻞ ﻟﻬﺎ.
ﺑﻌﺽ ﻣﻘﻳﺩﺍﺕ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺳﻳﺑﻘﻰ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺍﺳﻳﺭ ﻋﺩﺓ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﺧﻼﻗﻳﺔ ﻭﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻟﻳﺱ ﺑﺎﻟﺳﻬﻭﻟﺔ ﻳﺳﺗﻁﻳﻊ ﺍﻟﺗﺧﻠﺹ ﻣﻧﻬﺎ ،ﻓﻣﺷﻛﻠﺔ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺩﻳﻧﻳﺔ ﺑﺷﻛﻝ ﻋﺎﻡ ﺍﻧﻬﻡ ﻳﺗﻌﺎﻣﻠﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺧﻼﻗﻳﺔ ﻛﺎﻻﺳﻳﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻﻳﺳﺗﻁﻳﻊ ﺗﺣﺭﻳﺭ ﻧﻔﺳﻪ ،ﻭﻟﻳﺱ ﺑﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﺍﻟﺑﺭﻏﻣﺎﺗﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣﻝ ﻣﻊ ﺍﻻﺣﺩﺍﺙ ﻭﻓﻕ ﻣﻧﻁﻕ ﺍﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻭﻣﺎﺗﻘﺗﺿﻳﻬﺎ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ، ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﻌﻳﺩ ﺗﺷﻛﻳﻝ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻭﺧﻁﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻋﻼﻣﻲ ﻭﻓﻕ ﻣﺗﻐﻳﺭﺍﺕ ﺍﻟﺳﺎﺣﺔ ﻭﻣﺗﻁﻠﺑﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩﺓ . ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺷﺎﻛﻝ ﺍﻟﺗﻲ ﺳﻳﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻓﻲ ﺗﺣﺎﻟﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ﺍﻧﻪ ﻫﻝ ﺳﻳﻘﺑﻝ ﺍﻟﺗﺣﺎﻟﻑ ﻣﻊ ﻗﻭﻯ ﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﺗﺣﺕ ﻋﺑﺎءﺓ ﺍﻻﺧﺭ ﺑﻌﺩ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻝ ﺗﺣﺎﻟﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﻻﺧﺭﻳﻥ ﺗﺣﺕ ﻋﺑﺎءﺗﻪ ؟ ﻭﻣﻥ ﺑﻳﻥ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻣﺷﺎﻛﻝ ﺍﻧﻪ ﻫﻝ ﺳﻳﺳﺗﻁﻳﻊ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﺍﻟﺗﺧﻠﺹ ﻣﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺟﺳﺭ ﻭﻋﺑﻭﺭ ﺍﻻﺧﺭﻳﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺗﺎﻓﻪ ﻣﻥ ﻣﻧﻁﻠﻕ ﺍﺳﺗﻐﻼﻝ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺑﻭﺓ ﻭﺍﻻﺥ ﺍﻻﻛﺑﺭ ﻭﺍﻡ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺍﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺱ ؟ ﻭﻫﻝ ﺳﻳﻠﺗﻔﺕ ﺍﻟﻣﺟﻠﺱ ﻟﺑﻧﺎء ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﺧﺎﺹ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺗﻐﺎﺿﻲ ﻋﻥ ﺍﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎﺗﻪ ﺍﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻳﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺍﻻﺧﺭﻳﻥ ،ﺑﻐﻳﺔ ﺗﻣﺷﻳﺔ ﺍﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻭﻋﺩﻡ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﻣﺳﺎﺭﻫﺎ ﺑﺎﻱ ﺷﻛﻝ ﻣﻥ ﺍﻻﺷﻛﺎﻝ ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻭﻳﺗﻌﺎﻣﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺿﺎﻳﺎ ﺑﻣﺎ ﻳﻣﻛﻥ ﺗﺟﺳﻳﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﻟﻳﺱ ﺑﻣﺎ ﻳﺣﻣﻠﻪ ﻣﻥ ﻗﻳﻡ ﻣﺛﺎﻟﻳﺔ ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺛﺎﻝ ﺍﻟﻣﻁﻠﻕ ﻣﻬﻣﺎ ﺍﺳﺗﻣﺭ ﺍﻟﻛﺩﺡ ﺍﻻﻧﺳﺎﻧﻲ ﺍﻟﻳﻪ .
ﻛﻴﻒ ﻧﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻕ ﻋﺎﻣﻞ ﻗﻮﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﺿﻌﻒ ؟ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻭ ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺗﻴﺎﺭ ﺷﻬﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﺮﺍﺏ ) ﺭﺽ ( ﻛﺎﻥ ﺍﻣﺮﺍ ﻣﺤﺘﻤﻼ ،ﻟﺘﺰﺍﻳﺪ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﻋﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﺗﺠﺎﻫﻴﻦ ﺑﺮﺯﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ، ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻫﺪﺃ ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻠﺚ ﻗﺮﻥ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻭﻋﺎﻣﻠﺔ ﻭﻧﺸﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺭﻏﻢ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺑﺎﻧﻲ ﺻﺮﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺷﺪ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺣﺮﺍﺟﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻻﻭﻗﺎﺕ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻴﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻭﺗﺎﺑﻌﺖ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ،ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺣﺪﺙ ﻣﺎﺣﺪﺙ ﻭﻫﻮ ﺍﺷﺒﻪ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻻﺑﻴﺾ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺳﻠﻤﻴﺘﻪ ﻭﺳﻼﺳﺔ ﺗﻮﺯﻉ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ . ﺍﺫﺍ ﺍﺧﺬﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﺎﺭ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﺘﻘﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺪﻓﻌﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻬﻮﻳﻞ ﻋﺎﺩﺓ ،ﻓﺎﻥ ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻕ ﻳﻌﺪ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﻨﻮﻳﻊ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ،ﻭﻟﺠﻮء ﻛﻞ ﻁﺮﻑ ﺍﻟﻰ ﺑﺬﻝ ﻗﺼﺎﺭﻯ ﺟﻬﻮﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﺛﺒﺎﺕ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ، ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺬﺏ ﺍﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺼﺎﺭ ﻭﺍﻻﺗﺒﺎﻉ ،ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺨﺎﻁﺮ ﺟﺪﻳﺔ ﺗﻬﺪﺩ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ.
ﺑﻌﺾ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺍﺫﺍ ﺍﺭﺩﻧﺎ ﺍﻥ ﻧﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎء ،ﻭﻟﻌﻞ ﺍﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻟﺘﺎﺳﻴﺲ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻗﺪ ﻋﻜﺴﺖ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ، ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﻣﺮﻭﺭ ۳٦ﻋﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺳﻴﺴﻪ ،ﻭﺧﻮﺿﻪ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻭﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻗﺪ ﺍﻭﺟﺪ ﻟﻪ ﺗﺎﺭﻳﺨﺎ ﻣﺮﻣﻮﻗﺎ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﻪ ،ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﺎﺭﻛﺎﺕ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺳﺠﻞ ﻧﻀﺎﻟﻲ ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ،ﻭﻻﻳﺠﻬﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﻨﻒ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺔ. ﺍﻥ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻭﺳﺎﻁ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻗﺎﺩﺓ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺗﺤﺖ ﺍﻣﺮﺓ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺟﻤﻬﻮﺭﻫﻢ ،ﻭﺍﻥ ﺗﺤﺮﻙ ﻛﻞ ﻣﺎﺭﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪﻫﺎ ﻭﺟﻤﻬﻮﺭﻫﺎ ،ﻻﺷﻚ ﻳﺎﺗﻲ ﺑﺤﺼﻴﻠﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻭﻳﻌﺘﺪ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ. ﻭﻟﺴﺖ ﺑﺼﺪﺩ ﺍﺟﺮﺍء ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﺪﻳﻬﻤﺎ ،ﻭﺍﻛﺘﻔﻲ ﺑﺘﻌﻤﻴﻢ ﺍﻗﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻥ ﻧﻘﺎﻁ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻫﻲ ﻧﻘﺎﻁ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ.