العراق ومسألة الديمقراطية -------------------------------------------عبد الجبار كريم
سلسلة مقال ت نشرتها على مدى عقد من الزمممن امممل ان تكممون مفيممدة لممي ولكم ،فبالنسبة لي تكون هذه المادة العلمية والسياسممية مجممال لمراجعممة تطور الفممق السياسممي لممدي ،واستحضممار نقمماط القمموة والضممعف فممي هممذه النتاجا ت ،كما اتمنى ان تكون مادة تفيد القراء الكممرام فممي متابعممة المسممالة الديمقراطية وامكانية استنباتها في الرض العراقية التي لتحتمل البنمماءا ت الكبيرة والضخمة ،واكثر ولدتها تنجز بالعملية القيصرية .
ماذا يعني صعود الشيعة الى السلطة في العراق ؟ لنذيع سرا ان قلنا ان المشروع الميركي في العراق ساهم وبشممكل واضممح في السماح للقوى الشمميعية بتممولي الممدور المركممزي فممي العمليممة السياسممية بالعراق لكونهم الكثرية عددا ،ولتمموفر مجموعممة مممن الخصوصمميا ت لممدى الشيعة تدفع اميركا المتصدية لبنمماء العممراق الجديممد وفممق رؤيتهمما الخاصممة بالتعويل عليهم ،كاان يكون برغماتية الشيعة الى حممد ممما فممي بنمماء السمملطة خاصة عندما يكونوا تح ت الضممغط والحاجممة والمصمملحة ،وتشممتتهم وعممدم وجود ادارة موحدة لهم ،وبالتالي ولكونهم اقلية في العمالم السملمي رغمم كونهم اكثرية في العراق ،فان صيرورة الحداث تممدفع هممؤلء الشمميعة كممي يكونوا درعا لقوا ت التحالف وخاصة اميركا وراا س رمح لهم سممواء برغبممة منهم او بدونه ،وبالتالي يكون الشيعة رقمما مهممما فمي المعادلممة الميركيمة الجديدة في العراق ،الممتي تسممتهدف قبممل كممل شممئ مممن خلل هممذا الشممراك الشيعي في الحكم ،تبني دمقرطة العراق كعامل ثاني ضمن مخطممط تحريممك الجو الراكد والكلسيكي فممي المنطقممة واثممارة للسممتعداء السممني واسممتعداء مختلممف الطممراف المحيطممة بممالعراق ضممد مشمماريع الصمملح الميركيممة ، واسممتثارة للغضممب العربممي الممذي يجممد فممي العممراق الجديممد خلخلممة للتمموازن التقليدي في المنطقة ،وبالخصوص عندما قممرر ت اميركمما ان تكممون عمليممة التغيير المنشودة في العراق تح ت اشرافها وهيمنتها لئل تخرج مممن الطممار
المرسمموم ،وليمماتي البنمماء المممراد وفممق المقمما س الممذي ترتضمميه لعممراق المستقبل ،وال ستكون هناك خيارا ت اخرى هي الممتي سممتااخذ طريقهمما الممى التنفيذ متى ماوجد ت اميركا ان مجرى الحداث اخذ ت تسير باتجاه يتعارض مع ماتتوخاه من مصالح ،ولكن ضمن رؤيممة مرنممة ومنفتحممة علممى الواقممع السياسي ،بعيدا عن النمطية والجمود كما قد يظن ،او العودة بممالعراق الممى المربممع الول كممما يتامممل الممذين خسممروا السمملطة فممي العممراق ،وكممذلك فممي اطارمشممروع يخممدم الطممرف الخممر أي العممراق فضممل عممن خدمممة الهممداف الميركية القصيرة والبعيدة المدى . وان رجعنممما المممى البحممماث الميركيمممة المممتي تحظمممى باهتممممام ،كالبممماحث الستراتيجي الميركي المنحدر من اصول ايرانية ) والي نصر( استاذ مادة العلم وسياسا ت اسيا في كلية الدراسا ت البحريممة الميركيممة العليمما سممنجد المزيد من الطروحا ت المعمقمة بخصموص الموضموع المذي نحمن بصمدده ، فنصر صاحب اطروحممة )النبعمماث الشمميعي( يقممول ان الصممراعا ت الداخليممة التي تدور داخل السلم في وقتنا الراهن ،والتي ارتبط ت على نحو او اخممر بعملية حرية العراق قد مهد ت التربة لتشكيل شرق اوسط جديد ،وان الممذي سيحدد شممكل هممذا الشممرق ليمم س النممموذج الممديمقراطي الممذي اراد ت اميركمما استحداثه في المنطقة ،ولكن العلقة التاريخيممة بيممن الطممائفتين الرئيسمميين في السلم السنة والشيعة .وفممي مكممان اخممر يضمميف بممان الواقممع العراقممي الجديد يتطلب من الوليا ت المتحممدة تغييممر سياسمماتها الممتي اعتمممد ت طممويل علممى حقيقممة ان السممنة هممم الممذين الممذين يجممب ان يسمميطروا علممى مقممدرا ت المور في منطقة الشرق الوسط . وفممي مقممال نشممره والممي نصممر فممي اب اغسممط س 2006بعنمموان ) عنممدما يتصاعد نفوذ الشيعة ( ينتهي فيه الى الستنتاجا ت التالية : ) ان الشرق الوسط الذي سمميظهر مممن بوتقممة الحممرب علممى العممراق قممدليكون اكثر ديمقراطية ،لكنه بالتااكيد سيكون اكثر شيعية . إن استئصممال السياسممة الطائفيممة المتنافسممة سمميتطلب إرضمماء الطلبمما تالشيعية واحتواء الغضب السنى وتخفيف القلق السنى لي س فى العراق فقط
بل وفى كافة أنحاء المنطقمة .فهمذا التموازن الحسما س س يكون مركزيما ف ى السياسممة الشممرق أوسممطية خلل العقممد القممادم ،وسمميعيد تعريممف علقمما ت المنطقة بالوليمما ت المتحممدة ،فممما غرسممته الحكومممة المريكيممة فممى العممراق سوف يحصد فى البحرين ،لبنان ،السعودية ،وفى أماكن أخرى فى الخليج. الحيمماء الشمميعى المتنممامى ليمم س مممن الضممرورى أأن يكممون مصممدر قلممقللوليا ت المتحدة ،بالرغم من أنه هز بعض الحلفاء المريكييمن ف ى الشمرق الوسط ففى الحقيقة ،يقدم هذا الحياء لواشنطن الفرص الجديممدة للهتمممام بمصالحها فى المنطقة ،حيث أن بناء الجسور مع شمميعة المنطقممة يمكممن أأن يصبح النجمماز الواضممح الوحيممد مممن تممدخل واشممنطن الصممعب فممى العممراق، والنجاح فى تلك المهمة. تقدم مشاكل العراق لواشنطن وطهران اليوم فرصممة عظيمممة ثانيممة ليمم سفقط لتطبيع علقاتهم ،لكن أيضا لتهيئة المسرح لحل التمموترا ت المسممتقبلية بين الشيعة والسنة ،فوصول الشيعة للحكم فى العراق أيقدم مثال للشيعة فى أى مكان آخر فى الشرق الوسط ،وكنموذج قابل للتبنى ،وهممو المممر الممذى من المحتمل أأن يثير توترا ت شيعية سنية .من الفضل لواشنطن أن تتفاعل مع طهران الن بشأن العراق ،بممدل مممن النتظممار حممتى تنتشرالمشممكلة فممى مختلف أنحاء المنطقة ( . مما تتقدم يتضح جيممدا ان الورقممة الشمميعية وتحممم س الدارة الميركيممة لهمما يشكل محورا اميركيا مهما خلل العقد القادم علممى القممل فممي عمليممة تزليممق التطممرف الممديني المتمثممل خاصممة بتنظيممم القاعممدة الممذي اسممتهدف العمممق الميركي في 11سبتمبر 2001الى الشرق الوسط التي وصممفتها وزيممرة الخارجيمة الميركيمة كونمدليزا رايم س بالمنطقممة الموبموءة ،ومعالجممة هممذا التطرف في عقر داره ،والعمل على تكري س انماط تفكير جدي دة تتسمم بنبمذ العنمممف وتكريممم س قيمممم التعمممايش والتسمممامح والسممملم والتواصمممل ممممع الديمقراطيا ت الغربية وذلك عممبر الفوضممى الخلقممة الممتي وقممع الجميممع فممي اتونها من حيث شاء ت او اب ت ،سواء باختيار العراق سمماحة للمنازلممة مممن قبل القاعدة وحاضناتها فممي العممراق ،او مممن قبممل المنخرطيممن فممي العمليممة السياسية التي ليقتصر على الطممرف الشمميعي وحسممب وانممما كممل الطممراف
العراقية المستعصية على التوحد فيممما بينهمما لمشممكلة بنيويممة ليسمم ت وليممدة اليوم . ومن الواضح ان الندفاع الميركممي الممى محمماورة ايممران بخصمموص الملممف العراقي بعيدا عن اشراك العممرب فيهمما تسممتهدف جملممة قضممايا اسممتراتيجية اميركية تضاف الى سلسلة اهداف المشمروع الميركممي فممي العممراق والممذي اراد ت واشممنطن ان تقممدمه كممانموذج للقطبيممة الحاديممة ،وقممدرة الوليمما ت المتحدة على المساك بمختلف الملفا ت المتعارضة وادارتها ،وخاصممة فممي منطقة تتميز بحيز كبير من التعقيممد واللتممواء ،وخاصممة تممااديب المسمملمين بالمسمملمين ،واسممتغلل الحركمما ت التكفيريممة والقمموى الجاهلممة بمختلممف انتماءاتها ،وان التصاق ايران ببعض الحركا ت الصولية السممنية كحممما س ،ومحاولة الحفاظ على جسور العلقة مع العربية السعودية هممو جممزء مممن المخطط اليراني لتجنب النزلق الى ممماتبغيه واشممنطن مممن تعميممم الحممرب الطائفية كسيناريو يمكن اللجمموء اليممه عنممد الضممرورة فممي اطممار المشممروع الميركي البعيد المدى وهو محاربة الرهاب الذي قد يطول لثلثين عاما او اكثر ،كما تقول الدراسا ت الستراتيجية الغربية , كاهممداف قريبممة يمكممن لواشممنطن اسممتغلل حوارهمما مممع طهممران بممما يخممدم مصالح الطرفين ،حتى ولو جمماء علممى حسمماب المشممروع الممديمقراطي فممي العراق بفعل الضغط الزمني الذي ليمهل الدارة الميركية اكثر مما تمتعمم ت فيه من مساحة في توظيف امكانا ت مالية وعسكرية ضخمة في العممراق لممم تقدم عليها اميركما حمتى فمي مش روع ماريشمال لعمموم اوروبما فمي اعقماب الحرب العالمية الثانية ،ويمكممن لطهممران ايضمما فممي حوارهمما اليجممابي مممع واشنطن المشوب بالحذر من توظيف ماتمتلكه من قدرا ت النفوذ في العراق وخاصة لدى الشيعة من المساهمة في تحقيق انفراج على الصعيد المني ، وفتممح المجممال للحكومممة العراقيممة للتقمماط انفاسممها بعممد ان انهكتهمما اعمممال العنف والعجز على تقسيم الممثروة والسمملطة فيممما بيممن الفرقمماء العراقييممن ، وتاامل واشمنطن ممن طهمران المسماهمة فمي تخفيمض توقعما ت الشميعة ممن السلطة في العراق ،لتحقيق ماذهب اليه العقممل السياسممي الميركممي هنممري كيسنجر بضرورة عدم السماح لية جماعة في العراق بالهيمنة كالتي كان ت
للسنة من قبمل ،والممدعوة المى تحجيمم الغلبيممة الشميعية فممي الحممؤول دون ممارسممة دورهمما كاغلبيممة ثابتممة فممي الحكممم ،ويقممول ) سمميجعل التطممبيق السممتبدادي لحكممم الغلبيممة مممن الصممعب تحقيممق الشممرعية السياسممية ، وستكون القلية الكردية والجزء السني من البلد في معارضة دائمة ( . كل هذه الهداف المتشعبة والمتشابكة الى حد تبدو متناقضممة ،هممل سممتفلح الوليا ت المتحدة فممي الخممروج منهمما منتصممرة لتؤسمم س اطممارا لنظممام دولممي جديد ،كممما يتاامممل ذلممك كيسممنجر ،ام ان الترهممل الحضمماري الميركممي دفممع الرئي س جورج بوش لختيار المعادلة الصعب في لعبة السياسممة الدوليممة ، في عملية قلممما وضممع رئيمم س اميركممي مصمملحة المممن القممومي لبلده علممى طاولة الرهان ،خصوصمما وان الملممف العراقممي الممذي حظممي بالولويممة فممي السياسا ت الميركية منممذ انهيممار القطبيممة الثنائيممة بحممل التحمماد السمموفياتي السابق ،قد جعل الرئي س بوش ربما يشكك بالعقيدة المعروفة باسمممه رغممم تظاهره بصحة ماذهب اليه ،فهل العصر الشيعي بداا في غفلة مممن الزمممن ، وان منطق الحداث فرض على اميركا لممتراهن علممى الورقممة الشمميعية اكممثر من السعي الشيعي نفسه ؟ --------------------------------------
بلدان الربيع العربي وحيرة اختيار النظام السياسي الصلح ليزال الجدل قائما على قدم وساق فمي تمون س ومصمر حمول اختيمار النظمام السياسي الصلح هل هو فمي النظمام البرلمماني كممما يمدعو راشمد الغنوشمي زعيم حزب النهضة الحاكم في تون س او اعتماد النظام الرئاسممي حممتى ولممو بتعممديله كممما تممدعو احممزاب اخممرى مشمماركة فممي الئتلف الحمماكم او فممي المعارضة .وهناك تأييد كبير لمبادرة وفاق سياسممی کممان اقترحهمما التحمماد العام التونسی للشغل )المرکزية النقابية التاريخية فی تممون س( ،حيممث دعمما الحکومة والحزاب والمنظما ت والجمعيا ت الى "عقد مممؤتمر وطنممی جممامع يدير حوارا حقيقيا لصياغة توافقا ت کبرى تؤمن إدارة المرحلممة النتقاليممة" وصممول الممى النتخابمما ت القادمممة الممتی سممتنظم بممموجب الدسممتور الجديممد والمقررة نظريا فی الفترة بين آذار/مار س وحزيران/يونيو .2013 السؤال الذي يطرح هنا ايهما النسممب للممدول العربيممة بشممكل عممام بممما فيهمما تون س من نظام سياسي خصوصا والربيع العربممي ليمزال مسمتمرا وبلممدان عربية عديدة مرشحة لللتحاق بهذا الربيع ؟ رغم ان السؤال فيه شمميء مممن العموميممة ومسممألة النظممام السياسممي يتعلممق بالدولة ومتطلباتها ال ان وجمود وشمائج وخصوصميا ت مش تركة كمثيرة ق د يبرر لنا طرح مثل هذا التساؤل العام خاصة عندما تكون بعض المشتركا ت والتداخل ت الموجودة لها تأثيرها الجوهري علممى طبيعممة الختيممار النسممب للنظممام السياسممي الممذي مممن شممأنه بنمماء الدولممة ومؤسسمماتها المسممتقرة ، وضمان استمرار العملية السياسية الديمقراطية ،ومن ثم مواصلة تكريمم س المجتمع في الدولة ،وحضوره البين في ادارة نظام الحكم. هذا مع اقرارنا بان عملية بناء النظممام السياسممي ليمكممن فهمهمما علممى نحممو منطقي دون وضعها في اطار بيئتها السياسية والجتماعية الخاصة بكل بلد ،ومن ثم اختيار أنسب النماذج الديمقراطية لها .
في خضم هذا الجدل ،واشكالية ايهما الصمملح بيممن النظممامين البرلممماني او الرئاسي ، يتجه البعض الى اختيار النظام البرلماني بدافع ضمان الحضور الشعبي في ادارة نظام الحكم ومؤسساته المختلفممة ،ال ان هممذا الخيممار يصممطدم بجملمة معرقل ت وسلبيا ت تدفع الى ضرورة اعادة التفكير به ،والتمعن فيه طممويل قبممل اختيمماره وتبنيممه خصوصمما عنممدما يتعلممق الخيممار ببلممدان لممم تعتمد علممى ممارسممة الديمقراطيممة فممي مختلممف اوجمممه الحيممماة السياسمممية والثقافيممة والجتماعية ،فضممل عممن نتائممج غيممر مرضممية بالكامممل قممد يخلفهمما اختيممار النظممام البرلممماني حممتى مممن اللممون المقيممد ،والممذي يتطلممب جملممة شممروط وظروف موضوعية غير متوفرة لممدينا معظمهمما ،وتحتمماج الممى الكممثير مممن الوق ت لتكريسها ،منها على سبيل الشارة ل الحصر : والعنف .
مجتمع يقوم على مبدأ السلم الهلي بعيدا عن افكار التطرف
ان يكون المجتمع تكري س لمفهوم المواطنة ولي س مجتمع افراد ، وان يكون البلممد وطنمما للجميممع وليمم س ارض ليشممعر فيممه الفممرد بالمواطنممة ومهدد في حرياته وحقوقه . أرض يمكن انماء المشروع الديمقراطي فيها ،وان اختيار النظام البرلماني الذي من شانه تكري س ارادة الشعب في صياغة القممرار السياسممي فيما لو كان ت الجواء المحلية تشجع على هكممذا تبنممي ،ولممم تكممن الطممراف المتنافسة في صممراع دائممم فيممما بينهمما ،وكممذلك فممي محيممط اقليمممي مشممجع ولي س متهيب من رسالة يمكممن ان توجههمما ديمقراطيمما ت مممن هممذا النمموع ، وجملة شروط ومتطلبا ت يطول بنا المقام استذكارها . العديد من البلدان شهد ت ابتداء تغييرا بتبني النظام البرلماني ولكنهمما بعممد فممترة تراجعمم ت عنممه الممى نظممام اخممر اكممثر اسممتجابة لتطممورا ت المرحلة ،واكثر التصاقا مع واقع التغيير الى النظممام الرئاسممي كممايران ،او رئاسي برلماني مختلط كفرنسا في عهد ديغول وجمهوريته الخامسة .
وفي العراق الذي تبنى وعلى عجالة من امره النظام البرلماني وفي اطار ديمقراطية توافقية نكمداء ليمزال يعماني الكمثير ممن الضمعف فمي الداء الحكومي وذلك لتقييد الحكومة بالوان مختلفممة مممن القيممود الممتي تحممد من فاعليتها وقوتها ،كل ذلك بسبب الخوف من عودة الماضي الدكتاتوري . نجد النظام الرئاسي متجدد الحيوية أي ان المواطنين يمدوه أكثر نسبيا ا بطاقاتهم الجديدة بينما ينزع النظام البرلماني الى الجمود بسبب تعقمد الموازانا ت التي تحافظ على استقراره المهدد دوما ا. لن البلد العربية لم تشهد تعميق فكرة الدولة وكان التركيز فيها على الشخص الحاكم ،ولنها عرضة لتممدخل ت خارجيممة اقليميممة ودوليممة ، ولتبواطؤ نموها القتصادي وعدم تعلمها ثقافة الراي الخر ووو كلها تشير الى نقاط ضعف تبنممي نظممام برلممماني فممي هكممذا اجممواء ،وضممرورة اعتممماد النظام الرئاسي المقيد او المعدل لما يشكل من اهمية في بلدان تحتمماج الممى دولممة قويممة وليسمم ت مهلهلممة ،وحممتى النظممام البرلممماني المعممدل ليتناسممب واوضاع الدول العربية .وذلك لئل تقع الدول التي خرج ت بشق النف س من الستبداد الى فوضمى الديمقراطيمة المتي لمم تعتمد قواعمدها واصمولها وممن الصممعب الجممزم بتعلمهمما فممي المسممتقبل القريممب وذلممك لتبمماين شممروطها ومتطلبا ت استنباتها مع الموروثا ت الفكرية والسياسية والجتماعية وحتى العقائدية بالنسبة للمنطقة العربية . ماهو مطلوب في النظام السياسي الصلح للبلدان العربية ان يحافظ على ديمقراطيته ودور الشممعب فممي صممياغة قراراتممه وكممذلك فاعليممة الحكومة المشكلة وعممدم شممل حركتهمما بممالوان مختلفممة مممن التقييممدا ت الممتي تجعلها في خطوة الى المممام واخممرى الممى الخلممف فممي عمليممة مراوحممة فممي المكممان ذاتممه ،كممما نشمماهد ذلممك فممي النممموذج العراقممي باختيمماره النظممام البرلممماني والديمقراطيممة التوافقيممة الممتي حممول ت البلممد الممى اخمموة اعممداء ، وعملية شد وجذب في مختلف المشاريع التي يراد تبنيها ،في الوق ت الممذي ينزف الشعب دما من جراء الرهاب المستمر منذ بدايا ت سقوط نظام صدام الستبدادي .
عندما نقول بضرورة النظام الرئاسي ومن النوع المقيد او المعدل له لي س باعتباره النظممام المثمل وانممما باعتبمماره القمل سموء والنسمب المى واقعنا ،والكثر استجابة لمتطلباتنا والهداف التي نتوخاها ،خاصة بعد ان برهن ت التجارب نقاط الضعف الكامنة في النظممام البرلممماني بشممكل واخممر ، والكثر ضعفا عندما يتم تبنيها في بيئة حديثممة العهممد بالديمقراطيممة ،حيممث الستغلل السيء له ونتائجه الكارثية على اوضاعنا واقرب مثممال مايكابممده العراق من مشكل ت جمة ليعرف كيفية الخروج منها خاصة وهو لممم يممترك في دستوره المدون مجال للتراجع عن الذي تم تبنيه دون تمحيممص كمماف ، وليممدعي البعممض بممان العممراق لممه خصوصمميته مممن حيممث التنمموع الثنممي والطائفي غير المتجان س والذي اتخذ طابعا اشكاليا قد ليشترك معممه الكممثير مممن البلممدان العربيممة ،حيممث انممه قممد يكممون صممحيحا هممذا المممر فممي تشممديد السمملبيا ت الممتي تمخضمم ت عممن تجربممة النظممام البرلممماني ،و لكممن مجممموع الخصوصيا ت المشتركة للبلدان العربية سوف تعيد وتكر س سلبيا ت النظممام البرلماني لديها في حالة تبنيه وان كان ت بدرجا ت مختلفة لي س مممن الحكمممة تقبلها وتبنيها .
---------------------------
الولء الطائفي بديل للمواطنه وضرب المؤسسة المنية من الداخل مثلما هي المناعة في الجسم تحصنه من أي خلل يعتريه او هجمموم خممارجي يتعرض له ،كذلك البلد المتجان س لديه مناعممة ذاتيممة اذا فقممد ت يصممبح البلممد عرضمة للفوضمى ،واهمم عناصمر همذه المناعمة همي المواطنمة المتي بمات ت مفقودة فمي العمراق وحمل محلهما مفهموم اص غر وهمو النتمماء الطمائفي او القممومي ،المممر الممذي حممول البلممد الممي دويل ت ،كممل دويلممة تممدين بممالولء الطممائفي او القممومي ،وبالتممالي بمما ت المممواطن والمسممؤول يممدين بممالولء والطاعة لنتمائه العرقي والطممائفي قبممل أي انتممماء اخممر ،وهممذا مممن شمماانه بطبيعة الحال ان يعقد من مهمة تكري س مفهوم صممحيح للمواطنممة اوتعزيممز الهوية الوطنية ،وتصممبح المهمممة اعقممد اذا كممان هنمماك نمموع مممن الحتكمماك القومي او الطائفي ناهيك عما اذا وصل ت المور الى ان يهممدر ابممن البلممد دم اخيه بكل اصرار وخسة ودناءة كما نجده اليوم وللسممف فممي العممراق الممذي با ت يعيش في اتون حرب اهلية غير معلنة ،يسمتباح فيهما دم الشميعي بكمل حقد ووحشيه في مثل هذه الجواء من الصعب التااسي س لهوية وطنيممة ،او لمفهوم صممحيح للمواطنممة ،او ايجمماد حممل لمشممكلة معقممدة كممالمن ،والممتي تعاني من خلل بنيوي يتعلق بصعوبة توحيد الكيانمما ت المختلفممة فممي ظممل أي نظام او اطار موحد ،ففي سياده الولءا ت المحليه وغياب مفهوم المواطنه تصبح الخيانة عمل بطوليا ،ويصبح اسممتيراد الرهممابيين مممن دول الجمموار لمحاربة ابن البلد الصلي بمثابة نضال من اجل التحرر ،كما يحلو للبعممض في اعطائه معاني بعيدة عن الواقع بعممد السممماء عممن الرض فممي مثممل هممذه الجواء القاتممة يصممبح الحمديث عمن شمئ اسممه الملممف المنمي نوعما مممن الهراء ،وتغدو العصابا ت الرهابيه جيوشمما محليممة للممدفاع عممن الطائفممة او القومية ،ويصبح الجيش الوطني للبلممد عمماجزا عممن تمموفير الغطمماء المنممي للمواطن في أي مكان كان من ارجاء البلد ،خاصة عندما ليممدين المنتمممي لهذا الجيش بالولء والطاعة له ،وليؤتمن على اسراره ،لن وجمموده فممي
مثل هذا الكيان او أي كيان اخر من كيانمما ت واجهممزة الدولممة بمثابممة طممابور خممام س فيممه يسممتهدف بالدرجممة الولممى خدمممة انتمممائه العقيممدي والقممومي والطائفي حتى ولو جاء على حساب المموطن ككلمممن نمماحيه اخممري فممان فممي غياب المواطنة وتعدد الولءا ت ،يفقد المواطن الثقه في الجيش المموطني و ليعتمد عليه فتصبح الميليشيا المحلية ضرورة لتوفير المن والحمايه ،خمما صة اذا استشعرالمواطن الخوف من الجيممش المموطني واحتمممال تحمموله فممي اية لحظة الى وسيلة تستخدم ضده ،هكذا تصبح الميليشيا ضممرورة حياتيممة بدل من ان تكون شيئا غير شرعي فممي مثممل هكممذا بلممد يصممبح الحممديث عممن وجود سلطة امرا صعبا ولي س فقط الحديث عن المن ،ففي مناطق لتعيش اوضمماعا مضممطربة وتعممددا فممي الممولءا ت بالممدرجه الممتي يعيشممها العممراق ،كايرلندا الشماليه التي تعيش انقساما بين الكاثوليك والبروتستان ت ،يكون ممن الصمعب تشمكيل حكوم ة محلي ة تضممن ولء جميمع ممن يعيمش فيهما ، ويصبح من العسيرالتااسي س لمفهوم صممحيح للمواطنممة ليمكممن فممي ضمموئه تبرير الخيانة للحكومة او انتهاك المن وتصممويره علممي انممه امممر بطممولي ، فنلحممظ مممدى صممعوبه تجمماوز قدسممية النتممماء للميلشمميا لصممالح النتممماء للحكومة ،حيممث نجممد النتممماء لميلشميا الوحممدويين البروتسممتان ت مقدسما ، مثلما هو الحال بالنسبة للنتماء للجيش الجمهوري اليرلنممدي الممذي يعتممبر جيشا مقدسا للكاثوليك هناك ،وهكذا فان اية منطقة تعيش استقطابا طائفيمما حادا ،تكون عرضة لمختلف انواع النقساما ت ويصعب صهرها فممي بوتقممة واحدة في ظل الظرف المتخلخل هذا تقوم بعض القوى السياسمميه باسممتغلل بشممع للوضممع و تراهممن علممى استحصممال اكممبر قممدرممكن مممن المصممالح ، وتكر س وجودها ولو عبر تهديد البلد كله بالنزلق الى حرب طائفية تحرق الخضر والياب س لكونها اعتاد ت ان تكون في را س السلطة ،ولنها تراهن على افشال العمليممة السياسممية الممتي لتحقممق ال جممزءا محممدودا مممن امالهمما وطموحاتها ،فيما هي تطمح الى ماهو اكبر من ذلك ،حيث ارتا ت ان افشال العمليه السياسيه قد يتحقق من خلل النضمام اليها وتخريبهمما مممن الممداخل بعد فشل الرهان علي افشالها من الخممارج بمالعنف والتشمكيك بالمشمروعيه ومقاطعه العمليه النتخممابيه ،وبالتممالي تممتركز جهممود هممذه القمموى الطممائفيه علي ايجاد غطمماء رسمممي ،وتقنيممن الوضمماع الشمماذة فممي البلد ،وقبولهمما
كامر واقع الى اجل غير مسمى على امل ظهور نوع من الحل يحقق الجممزء الكبر من طموحاتها وتطلعاتها غير المشروعة ،وهذا ماتحقق بالفعممل فممي اطممار لعبممة الديمقراطيممة الممتي تسمماهم الوليمما ت المتحممدة كمماكبر لعممب فممي السمميطرة علممى ايقاعاتهمما ،وجعلهمما تسممير بالتجمماه الممذي يخممدم التمموازن الطائفي بمعناه السلبي ولي س اليجابي ،أي التمموازن الممذي يكممر س التباعممد بيممن مختلممف النتممماءا ت العراقيممة ،وابقمماء الهمموة فيممما بينهمما ،لضمممان استمرار الحاجة الى الراعي الميركي كقموة ترتكمز عليهما مختلمف اطمراف اللعبة السياسية ،وعدم انفراد الغلبية الشمميعية بالسمملطة حممتى ولممو كممان ت تشكل اكثر من ستين بالمائه من الشعب العراقيعند معاينة الملف المني في العممراق بتفاصمميله نممراه مشممتتا فمموزارة العممدل بعممد ان وقعمم ت بايممدي جبهممة التوافق وفق الية تشممكيل حكومممة الوحممدة الوطنيممة حيممث نراهمما قممد اطلقمم ت سراح ارهابيين كبار وبوساطه من احد نواب رئي س الوزراء اسممتغلل منممه للمنصب الذي تحول هو الخر واجهه لخدمه الطائفه ولي س لتامين مصممالح الوطن والمواطنين وهكذا المر بالنسبة للتغطية العلميممة الممتي تعممبر عممن مصالح فئوية وطائفية اكثر مممما تعممبر عممن رؤيممة وطنيممة صممادقة وشممريفة فنرى تعصمبها يتجس د حمتى فمي اختيمار المفمردة او المصمطلح ناهيمك عمن المادة العلمية التي لتخفي حممتى رغبتهمما فممي تاجيممج الصممراع الطممائفي ، والترويج لمفهوم الحرب الهلية بمختلف السمماليبمن هنمما قممد يتممم التوصممل الى افكار جيدة لمعالجة الملف المني بطريقة مناسبة وفاعلة ،ولكن المممر يصطدم بمشكلة ايجاد اليا ت تنفيممذ سممليمة يمكممن التعويممل عليهمما فممي وضممع نهايممة سممريعة وفاعلممة لمشممكلة المممن الممتي بممات ت تممؤرق الشممارع العراقممي وتستنزف الكثير من طاقا ت البلد وتهممدد النسممان العراقممي فممي وجمموده مممن خلل تواصل حماما ت الدم والنزيف المستمر للدم العراقممي ورائحممة المممو ت المتي تفموح مممن اغلممب منمماطق العمراق ،فمثل عنممدما يمدعو الرئيم س جلل الطالباني الى عدم تركيز الخطة المنية في المناطق السممنية بالعاصمممة مممع علمه بان اغلب العمليا ت الرهابية تنطلق منها ودعوته الممى تعميممم الخطممة لتشمل المناطق الخرى من العاصمة انما يريد من ورائها الظهممور بمظهممر المحايد والممذي يااخممذ بنظمر العتبمار مصمملحة العممراق ككمل حممتي ولممو جماء موقفه لصالح تشتي ت قوا ت المن و اضعاف الخطة ،وهكذا بالنسبة لجبهممة
التوافمق عنمدما يمدعو رئيم س مجلم س النمواب العراقمي المشمهداني القموا ت الميركية الى استحصال موافقمة الحكوممة العراقي ة قبمل الهجموم علمى اي ة منطقة ويقصد بها المناطق الغربية من العراق ،فيما تدعو اصمموا ت اخممرى من هذا الفريق الى عدم تسليم السجون العراقيممة للحكومممة وابقائهمما بايممدي القوا ت الميركية لعممدم ثقتهمما بالقممائمين علممى راا س الحكومممة وهممم الشمميعة بالطبع هذه الزدواجية والنتقائيممة فممي المواقممف وتغليممب مصمملحة الطائفممة والعممرق علممى مصممالح العممراق كمموطن للجميممع ،وتغليممب النتممماء القممومي والطائفي على النتماء الوطني ،من شاانه شل اية الية تستهدف وضمع حممد للتدهور المني في العراق اليمموم والممذي يسممتدعي خطمموا ت عاجلممة وفعالممة واستثنائية لئل تخرج المور عمن السمميطرة وعنممد ذاك تكممون القضممية ابعمد عن اللعب الذي يراد ان يتواصل بدرجا ت مختلفممة حسممب الحاجممة ،وتكممون العملية اقرب للحسم رغم مااساويتها والبادي اظلم كما يقولممون ،وللحممؤول دو ن الوصول للفوضى العامة وتجنمب الوقموع فمي المحظمور مممن القتتممال الطائفي ،من الواجب اعادة صياغة البلد بممما يسمماهم فممي اعممادة السممتقرار كاان يفعل مشروع الفيدرالية الممذي قممد يمموفر ارضممية جيممدة لعممادة صممياغة الواقممع العراقممي بممما يحصممنه مممن الممداخل ويحممول دون مزيممد مممن التممدهور الخطيرلن اهم فوائد الفدراليه في هذا المجممال هممو ايجمماد نمموع مممن الفصممل امممام التممداخل المنمماطقي الممذي يشممكل ثغممره امنيممه كممبيره يسممتغلها ارهممابيو الجماعا ت السنيه والبعثيه . -----------------------
العراق الجديد ..الخصوصيا ت والمعالم
منذ الطاحة بنظام صممدام ،والغمماء الدولممة العراقيمة بمؤسسمماتها السممابقة ، سمعنا وقرانا الكثير ولزلنا نجد اطنانا مممن الكتابمما ت والحمماديث عممن شممكل العراق الجديد ،لي س من قبل العراقيين وحدهم وانما من قبل العممالم ،حيممث ان العراق لم يعد مسالة محلية او اقليمية بقدر ماهي مسالة تم س جمموهر الوضاع الدولية من زوايمما عممدة لسممنا الن بصممدد الخمموض فيهمما ،وانممما احاول ان استوحي من خلل قراءتممي لمختلممف جمموانب المشممهد العراقممي شكل الدولة العراقية ،والمسارا ت التي ستتخذها او ينبغي ان تتخمذها فممي اطممار تلممم س قممادة العممراق الجممدد لموقممع هممذا البلممد فممي اطممار الخارطممة السياسية التي يراد رسمها للمنطقة ،ومن ثممم تحديممد سلسمملة الولويمما ت التي ينبغي ان تكون واضحة للجميع .من خلل مجمل ماحدث ويحدث ويمكن ان يحدث في المستقبل اجد ان العممراق الجديممد يجممب ان يبنممى علممى اسا س شعب يريد ان يعيش لنفسه ،بعيدا عن الشعارا ت الديمغوجية الممتي دائما ارجع ت العراق الى المربع الول ،وابعدته عممن بنمماء وضممع مسممتقر ، نتيجممة لعوامممل شممتى ومعقممدة .العممراق الجديممد عممراق مسممالم وليريممد استعداء احد ،ول ان يتخذ ساحة للعدوان على أي طرف ،ولعله سمميبقى لعقود من الزمن بعيدا عن تطلعا ت سياسية خارج حدوده كما كان عليه من قبل ،وربما يجمد فمي نفسممه الن ان قموته يكممن فممي ضمعفه ،وليم س فمي استشعاره بقوة واهمة كان ت دائما تقمممع مممن الصممدقاء والعممداء ولكممن عبر اساليب متعددة وذكيممة .العممراق الجديممد عممراق البنمماء والمشمماريع الصممناعية والقتصممادية والتقممدم العلمممي ،ولمجممال للشممعارا ت البراقممة ، ومشاريع التحرير الفضفاضة التي لتبصر ابعد من مواقع القممدام ،واجممد مشمماريع اعممادة تسممليح العممراق باسمملحة متطممورة اقحممام للعممراق فممي ذا ت المشاكل التي عانى منها العراقيون طيلة قرون من الزمن .
العراق الجديد عراق برغماتي ليبرالي
ليمم س مممن المهممم لممديه ان كممان القممط اسممودا او ابيضمما بقممدر مممايهمه ان يصطاد الفاار ،وهو _ أي العراق _ ليحتاج ان توضع السمكة جاهزة في فمه ،ولحتى ان يعلم كيفية صيد السمك ،وانممما يحتمماج فقممط السممماح لممه بالصيد ،وهذا امر مشروط بمعرفة الصياد ماله وماعليه ،وبتعممبير اخممر ان يعرف العراقيون مايريدونه بالفعل بعيدا عن الوهام والفكار الهلميممة التي لتزال تعشعش فممي مخيلممة بعممض القممادة العراقييممن ولممم يتعلممموا مممن درو س الماضي القريب ،ولحتى من درو س مابعد الغاء الدولممة العراقيممة السابقة التي كان ت مكرسة اساسا على ابقمماء الفتنممة مشممتعلة فممي العممراق ، وحمتى مشمروع الدولممة الحممالي ايضمما يمكممن ان ينقلممب ضمد مطاممح واممال النسان العراقي فيما لو يتم اسممتغلله بشممكل صممحيح وعقلنممي ،ومممالثمن الباهظ الذي تم دفعه خلل السنوا ت القليلممة الماضممية ال جممزءا مممن الثمممن الذي كممان ولبممد ان يممدفع للعبممور الممى المرحلممة الممتي وصمملنا اليهمما الن ، وعلينا ان نتامل الدر س ونسممتوعبه جيممدا لكممي ليتعمماظم الثمممن ،ولتطممول المدة اللزمة للوصول الى شاطئ المن والسلم ،ولي س من المبالغممة ان قل ت ان العراق تقدم في غضون السنوا ت القليلة الماضية عقودا الى المام كمنجز حضاري ،عندما تم توفير بعض الجمواء المتي اسمتكمل ت باصمرار الشعب العراقي على بلوغ مبتغاه بالحياة الديمقراطيممة ولممو بتمموفير الياتهمما على القل في رحلة اللف ميل ..لقد خرج العراق من شرنقته التاريخية او على القل في طريقه للخروج ،ولنستطيع ان نكون اكثر ص راحة ممن همذا خش ية ان يسماء للمفهموم ممن خلل التمسمك ببعمض المصماديق المتي فيهما الكثير من الكلم . نشر بتاريخ 2008 – 9 – 12 -------------------
النظام البرلماني في أزمة في خضم الجدل القائم بين انصممار اعتممماد النظممام البرلممماني والممداعين الممى تبني النظام الرئاسي ،وخاصة علممى الصممعيد العربممي الممذي تكتنفممه مشمماكل عدة في اقرار النظام السياسي المنفتح والذي يصممعب عليممه تمشممية المممور وفق ماتطمح اليه الشعوب العربية في تحقيق عزتها وكرامتها ،وفي تولية من يستحق ان يكون النموذج الصلح لقيادة بلدانها التي شممهد ت تغييممرا ت دراماتيكية فممي ظممل مااصممطلح عليممه بممالربيع العربممي وقبلممه التغييممر الممذي شهده العراق ،المر الذي يجعممل مممن طممرح هكممذا امممور ذا ت اهميممة كممبيرة وواسعة ،خاصة بعد ان شهد العراق تجربة صعبة فممي ظممل النممموذج الممذي تبناه كبديل للنظام الستبدادي السابق ،حيث لقي في ظل البديل الجديممد كممل سوءا ت الديمقراطية وفقممد حممتى بعممض ) ايجابيمما ت( النظممام البائممد ان كممان يصممح اطلق كلمممة ايجابيمما ت عليهمما ،وذلممك لسممباب عممدة ترتبممط بعضممها بطبيعة ومكونا ت الساحة العربية التي تممذهب بعضممها الممى العتقمماد بوجممود عجز عربي ذاتي او موضوعي يحول دون اقرار نظام ديمقراطممي يمثممل كممل الكيانمما ت السياسممية فممي البلممد ،ويفسممح المجممال للجميممع بممارسممة حقمموقه ودوره في صناعة القرار بعيممدا عممن النممماذج الدكتاتوريممة الممتي يزخممر بهمما العالم العربي سابقا وحاليا . العيوب التي اكتنف ت تجربة النظام البرلماني في العراق قد دفممع بعممض قممواه السياسية الى الدعوة لجراء بعممض التعممديل ت علممى النممموذج المعتمممد فممي العراق والذي تم تبنيه في ظل مشاعر الخوف من عودة الطغيان والستبداد السياسممي الممى ربمموع هممذا البلممد ،واقممرار كممل مممايحول مممن عممودة شممبح الدكتاتوريممة ،حيممث تممدعو بعممض القمموى الممى حكومممة الغلبيممة السياسممية كبديل عن الشممراكة المعتمممدة والممتي اضممعف ت الداء العراقممي علممى الصممعيد المركزي بشكل كبير ،المر الممذي دفمع قمموى سياسممية اخمرى المى المدعوة لعتممماد النظممام الرئاسممي المقيممد بالبرلمممان كحممل للمعضمملة الممتي يشممهدها ويعيشها العراق بكل تجلياتها المأساوية ،ومن بين هذه القوى دولة رئي س الوزراء نوري المالكي الذي اكد صراحة في احد احاديثه الصحفية الخيممرة
دعوته الى اعتماد النظام الرئاسممي بممدل مممن البرلممماني القممائم والممذي يشممل الحكومة المركزية ويقيدها بالوان التقييدا ت غير المبرررة وغير المجدية ، والتي تترك اثر سلبيا من نوع اخر علممى ادارة دفممة البلد ويجعلهمما عرضممة لمشمماكل جديممدة ومستعصممية تممدفع الواقممع العراقممي الممى مزيممد مممن اليممأ س والحباط في ايجاد الحلول المطلوبة لوضاعه المتأزمة . ولعل التجربة العراقية في هذا المضمار كان احد السباب الممذي دفممع القممادة التونسيين الجدد الى اعتماد النظام الرئاسي المقيد رغم تبني زعيم النهضة الحاكم الشيخ راشد الغنوشي للنظام البرلماني كبديل يضمممن احقيممة الشممعب في ممارسة الحكم بعيدا عن كل احتمال ت عودة الستبداد والدكتاتورية الى البلد ،وان وقوف المشرعين على عيوب النظام البرلماني ونقاط الضممعف فيه ،خاصة في المنطقة العربية العصية على الديمقراطية ،والممتي تكممر س الفوضى في ظل الحريا ت الممنوحة ،قد جعل الكممثير يميلممون الممى ضممرورة الخلص من عيمموب النظممام البرلممماني ،والممدعوة الممى نظممام رئاسممي معممدل ومقيد ،وفي مقدمة الداعين الى ذلك تاريخيمما التجربممة الفرنسممية فممي عهممد الجنمرال ديغمول وحكومممة الجمهوريممة الخامسمة المتي تشمكل ت فممي عهممده ، وفرضمم ت تغييممرا ت دسممتورية تنقممذ البلد مممن الزممما ت الممتي تكتنممف النظممام البرلممماني ،وتعطممي صمملحيا ت اكممبر للرئيمم س فممي ظممل مزيمج مشممترك مممن النظامين البرلماني والرئاسي . -------------------
صقور السياسة و حمائمها في العراق لشك في أي تجمع او تكتل ينقسم النا س الى صقور وحمائم ،وفي المسالة العراقية نجد اصواتا شيعية تعلو هذه اليممام وتممدعو الممى عممدم التنممازل عممن حقوقنا واستحقاقاتنا النتخابية والوطنية ،ويتجاهل هؤلء الصقور حقيقممة العملية السياسية ،وان تزعم الشيعة للحكممم فممي العممراق لبممد وان يقممترن باعطاء امتيازا ت للطراف الخرى تجعلها تقبل بالواقع الموجود وال فهممي غير مجممبرة علممى النصممياع لحكومممة مركزيممة دائممما يممتربع علممى عرشممها الشيعة ،ومن هنا فان مطمماليب جميممع الكتممل السياسممية العراقيممة ينبغممي ان لتتجاوز حقوقها المنصوص عليهمما بالدسممتور ،واذا كممان هنمماك امتيممازا ت يحصل عليها هذا الطرف او ذاك ،فهي بالتاكيمد امتيمازا ت تفرضمها شمروط وظممروف عديممدة يجممب عممدم تناسمميها ،وهممي بالتاكيممد لتمماتي علممى حسمماب مصالح الطرف الشيعي وانما تدعيما وتكريسا لها ،ولكن بشممكلها الممواقعي وليمم س الموهمموم ،وبممما تقممرره حسممابا ت البيممدر لالحقممل ،ووفممق منطممق السياسة الذي يدعو الى تبني سياسا ت قابلة للتنفيذ والتحقيق ولي س مجممرد شعارا ت ودعاوى ليس ت هناك اذنا صاغية لها من القوى التي تسمماهم بقمموة في صياغة المشروع المطروح وتنفيذه على ارض الواقع . ولعل ماهو مطروح اليوم قد ليكون مطروحا غدا وياتي اسوء منه ،وهكذا دواليب تستمر اللعبة وندفع ثمنها مممن دممماء ابنائنمما ،دون ان نصممبوا الممى طريقة حل يرضي الجميع .
-------------
عراقيل في طريق تبني الغلبية السياسية
العملية السياسية الجارية في العراق في غاية التعقيد ،ولي س مممن الصممحيح التعامل معها بشكل نمطي جامد وستاتيكي ،وانممما يتطلممب مرونممة سياسممية تتقبل مختلف الحلول حسب توقيتها والظروف التي تنطلق منها . من هنا لي س من ا لصحيح التصور ان السيد عمار الحكيممم رئيمم س المجلمم س العلى السلمي العراقي ليممؤمن بحكومممة الغلبيممة السياسممية الممتي سممبق وان اعلن تبنيه لها ولكن شرط مشاركة كل مكونا ت الشعب العراقي فيها . وفيما يلي نص مانقلته الشرق الوسط بتاريخ : 2012 – 10 – 27 قممال الحكيممم خلل خطبممة صمملة العيممد الممتي أقيممم ت بمقممر المجلمم س العلممى السمملمي وسممط بغممداد أممم س الجمعممة إن »العممراق الن فممي مرحلممة بنمماء مشممروع الدولممة ،ول يمكممن التضممحية بهممذا المشممروع مممن أجممل رغبمما ت متناقضة وغير قادرة على التفاهم اوالتواصممل والعمممل المشممترك« ،معتمبرا أن »حكومة الغلبية السياسية هي الحل للخممروج مممن النفممق المظلممم الممذي دخلنا به جميعا« .وأضاف الحكيممم أن »حكومممة الغلبيممة السياسممية ليسمم ت حكومة طائفة أو قومية ،وإنممما ممثلممة لجميممع مكونمما ت الشممعب العراقممي«، مشددا على ضرورة أن »تكون هذه الحكومة متفقة على نهممج معيممن لدارة شؤون الدولة « . اما لماذا يقف السيد الحكيم اليوم في الضممد للغلبيممة السياسممية الممتي يممدعو اليها السيد المالكي ،فهذا يعود لجملة اعتبارا ت منها : / 1ان السمميد المممالكي يممدعو لغلبيممة بسمميطة لتكممون يممده مفتوحممة علممى النفراد بالسلطة ومواصلة سياساته الخاطئة من قبل ،حيث النجممرار الممى افخاخ ينصبها له معادوه ،وقد استدرج بالفعل للوقمموع فيهمما مممن قبيممل فممخ طارق الهاشمي والعيسمماوي والممذهاب بممدون خطممة مدروسممة الممى النبممار ، وعدم الخروج منها الى الن ،فضل عن امكانية اسممقاط هكممذا حكومممة بعممد فترة وجيزة من انطلقتها . / 2قراءة المالكي الخاطئة لمتطلبا ت المشروع العراقي ،وتصوره امكانية فممرض مركزيممة مشممددة علممى العممراق ،فممي حيممن ان الدسممتور والعمليممة
السياسية مصاغة بشممكل لتممدع مجممال لظهممور هكممذا مركزيممة علممى حسمماب الحكومة الفيدرالية والحكوما ت المحلية . / 3دعوة المالكي الى ولية ثالثة ،والصمرار عليهما رغمم السمملبيا ت الممتي تكتنفها ،ومضار تحولها الى عرف سياسممي سمميكون بممالقطع علممى حسمماب دولة المؤسسا ت ومشاركة كل المكونا ت فيها . / 4ان دعوة السيد الحكيم الممى حكومممة قويممة وفريممق قمموي ومنسممجم فممي داخلممه ليمم س بمعنممى ان يكممون ضممد الضممعفاء كممما يحمماول البعممض التلعممب باللفاظ ،كما ولي س بمعنى السترسال مع المطاليب غيممر المممبررة او غيممر الدستورية للشركاء من الكتل الخممرى ،واعممادة انتمماج الحكوممما ت السممابقة الفاشلة ،وفممي ظممل ديمقراطيممة توافقيممة عمماجزة عممن ايجمماد حلممول مجديمة للمسالة العراقية . اغلب الظن ان المرحلة القادمة هي مرحلممة ديمقراطيممة الغلبيممة السياسممية في قبال اقلية سياسية تنطلق من داخل التحالف الوطني ،اذا لم تبرز اشكال جديدة للحلول الصممعبة فممي واقممع عراقممي ليممزال اطرافممه يمارسممونه كلعبممة صفرية ولي س توافقية ولو على مضض .
----------------------------
ديمقراطية الخوة العداء في العراق في ضوء الزما ت المختلفة والمستمرة التي يشمهدها العمراق والمذي يش ير قبل كل شئ الى الخلل الجوهري الذي ينتاب المشممروع الممديمقراطي بنمموعه التوافقي ،والحاجة الى مشروع اكثر فاعلية واكممثر حزممما عممما هممو متبنمماة اليوم .ففي الوق ت الذي يهنأ العالم بتجاربه الديمقراطية المختلفة ،ال فممي العراق حيث لم يكن من نصيبه ال ديمقراطية توافقية هي بالحرى تنافسية وليسمم ت توافقيممة ،ديمقراطيممة الخمموة العممداء ،يتممم فيهمما ابتممداع اشممكال مختلفممة مممن العراقيممل تحتمماج الممى قممدرة قممادر لحلهمما ،ديمقراطيممة صممعبة التشكيل وسهلة التفكيممك ،والدهممى مممن كممل ذلممك ان الديمقراطيممة العراقيمة التي يراد منها ان تكون ديمقراطية قادرة على الدفاع عن نفسها ،قد ولد ت في محيط اقليمي غير مناسب ويجممد فممي المشممروع الممديمقراطي نوعمما مممن التهديد له في المداخل ،كمما وان عمليمة اسمتنباتها فمي تربمة محليمة رخموة لتحتمل بناءا ت ضخمة ،هي من المعضل ت الخرى التي ينبغي ان نأخممذها بعين العتبار ايضا ،حيث ان الديمقراطية وخاصممة التوافقيممة منهمما تتطلممب وجمود كيانما ت سياسمية تس توعب لغ ة الحلمول الوسمطى ،وتتبنمى فلسمفة اللون الرمممادي مقابممل البيممض والسممود ،وتتجممه لبنمماء دولممة المؤسسمما ت وليمم س تعمماظم دور اشممخاص يكممون هنمماك اسممتعداد لتقممديم مختلممف المموان التنممازل ت علممى حسمماب الحكومممة بممل والدولممة مممن اجممل الحفمماظ علممى هممذا الشخص او مجئ غيره . التوافق السياسي في الديمقراطية العراقية لي س من أجل الغاء العداوا ت او المخاصممما ت وانممما مممن اجممل تطويرهمما لتحقيممق التوازنمما ت الممتي يمكممن ان تساعد على استملك حق الفيتو اوحممق النقممض المتبممادل ،والنتيجممة إبقمماء المجتمع في دوامة لتنتهي ،يدفع فيه المزيد مممن الضممحايا ويجعلممه مهممددا باستمرار في أمنه واستقراره ،كممل ذلممك تحمم ت يافطممة التوافممق النكممد ،وال مامعنى محاول ت تقليص صلحيا ت رئي س مجل س الوزراء ،او فكرة تقاسم السلطة حسب خطة نائب الرئي س الميركي جوزيف بايدن ؟
مانشهده اليوم هو ان الديمقراطية العراقية وللسممف تتجممه نحممو مزيممد مممن التعقيد والتشممابك السياسممي يكممون فيممه البممارع مممن يسممتطيع ايجمماد معادلممة تخلخل الوضممع العممام كلممما تممم القممتراب مممن حلممول معينممة ،لممم ينفممع معهمما حكومة الشممراكة الوطنيمة المتي كمان ت بمثابمة تقسمميم الممثروة بيمن اللعممبين السياسيين المحليين الذين هم مصدر المشكلة . اخفاقا ت السياسيين العراقيين تفرض عليهم التفكيممر بشممكل جممدي مممن اجممل البحث عن حل نهائي لتكرار هذه الزما ت التي لم تنفع معالجتهمما بالشممراكة الوطنيممة المزعومممة ،وان البعممض ورغممم اسممتحواذه علممى تسممع وزارا ت وملحقاتها ال انه ليزال يؤكد انه معارض للسياسة القائمممة ،هممذا التشممرذم حممتى فممي الخطمماب السياسممي يؤكممد الحاجممة الممى ضممرورة التفكيممر بايجمماد حكومة الكثرية والقلية للتخلص بعض الشئ من عقبمما ت ومآسممي العمليممة السياسية وفق سياقاتها السابقة التي اكد ت ان العراق لن ينتهي مممن وراء مشروعه الى الستقرار المؤمل ال بعد نحو ثلثة عقود على القل .
الديمقراطية العراقية ..ورقصة التانغو
المشروع الديمقراطي بمختلف أشكاله وأنماطه ليقبل وليستسمميغ النفممراد بالحكم من قبل أي كممان ) شممخص او حممزب او كتلممة او طائفممة ( فهممو يقبممل استمرار الفكار ولكنه ليقبل استمرار الوجوه نفسممها مهممما كممان ت موقعهمما فممي المجتمممع ،وتأثيرهمما وسمماحريتها ،ذلممك لن النمماخب يسممأم الوجمموه وتكرارها ويقبل بتكرار الفكار حتى ولو تم ايجمماد تغييممرا ت طفيفممة عليهمما . أحد اهممم شممروط المشممروع الممديمقراطي وتكريسممه فممي الواقممع هممو إشممراك الخر في عملية ادارة السمملطة ونظممام الحكممم ومؤسسمما ت الدولممة ،والعمممل علمى تكريم س المجتمممع بمختلممف اطيمافه وانتممماءاته وميمموله واتجاهمماته ، وتجذير دورها في مؤسسا ت الدولة بالشكل الذي يشعرها باهمية هذا الدور وفاعليته ،وضرورة النتماء لهذا البلد الذي يحترم وجوده ،ويعطي الذا ت قيمتها الحقيقية .بعبارة اخرى فالديمقراطية بممما فيهمما تجربممة نظممام الحكممم في العراق الحالي هي أشبه ماتكون برقصة التانغو التي ليمكن ان يؤديها الفرد بمفرده من دون مساعدة اخر كممأن تكممون زوجتممه ،ومممن خلل تبممادل الدور يضمطر احمدهما احيانما المى النحنماء لكمي تسمتمر الرقصمة ،ويمكمن تشبيهها ايضا بالدبكة الكردية والتي تتميز بتكمماتف الرجممال والنسمماء وأداء رقصمماتها وحركاتهمما الجماعيممة بملبسممهم المحليممة الزاهيممة ،واصمموا ت الموسيقى التي تبعث روح المل والتطلممع الممى المسممتقبل بممدل مممن التقوقممع على الذا ت ،والعيش على أطلل الماضي ،والتغني بامجاد لم تعد لها واقممع .ولبممأ س ان نقممارن المممر بممالمواكب الحسممينية والممتي يسممميها الغربيممون برقصة الحممزن الشمميعية حيممث انهمما هممي الخممرى تحمممل فممي طياتهمما بعممض ملمح ضرورة التحرك الجممماعي للوصممول الممى الهممداف المرجمموة ،حيممث تتميز تلك المواكب بالتفاني من اجل الخممر ،وتجسممد احيانمما صممورة مثلممى للمدينة الفاضلة التي بشر بها الفارابي فممي قبالممة جمهوريممة إفلطممون .ممما نريد قوله هنا ان الديمقراطية تسأم الوجمموه مهممما بممد ت ذا ت جاذبيممة الن ، وتكره تكرارها ،وتحبذ التغييممر المسممتمر للوجمموه مممن اجممل تفعيممل العمليممة الديمقراطية التي تجبر اللعبين في كثير من الحيان الى تنازل ت مممن اجممل الحفاظ على تواصل رقصا ت التانغو او الكرديممة او المممواكب الحسممينية مممن
اجل هدف واحد وهو ضرورة العمل الجماعي من اجل هممدف مشممترك حممتى ولو جاء على حساب اشخاص معينين .من هنمما فممان القواعممد الممتي تتحكممم بالعملية السياسممية فممي العممراق تحتممم علممى الجهممة الممتي تتممولى السمملطة ان لتضحي بمصالح المة من اجل اهداف شخصية ،وان تبتع د ق در المكمان عن الشخصانية في ادارة دفة المور ،وان تتعلم كل الوان الرقص من اجل اسممتمرار المشممروع المممراد تجسمميده حممتى وان بممد ت بعممض اطممراف اللعبممة لتعرف فن الرقص ،وتحول دون رقص الخرين ايضا .
امكانيا ت التعايش السلمي في المجتمع العراقي
من خلل استقراء المسار النساني عبر التاريممخ نجممد ان العنممف لزم حيمماة البشرية وبمقدار التطور نحو التعايش والتحاور والتسامح والنفتاح يمكممن قيا س التحظظر في المجتمعا ت والدول . عنممدما تضمميق مجممال ت الحمموار ،ويتقلممص مسممتوى المموعي والثقافممة عنممد النسان ،يتسع المجال الى العنف ليأخذ طريقه في تسوية المور بيممن بنممي النسان . السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو كيف بلغ ت المجتمعا ت المتطورة مسممتوى راقيا فمي تبنممي ادب الحمموار والختلف ،والبتعمماد عمن التلسمن واحمممرار الوجه في محاولة اقناع الخر بشتى الساليب والدوا ت ،حتى غممد ت بعممض الدول كالسويد مثل تجد الجماليممة فممي التنمموع والختلف بممدل مممن التشممابه والتماثل سواء في العراق او تنوع الثقافا ت واللغا ت . لم تصل المجتمعا ت المتقدمة على صعيد ثقافة الحوار وتقبل الرأي الخممر ، والبتعاد قدر المكان عن لغة الجزم والقطع ،ال بعد تكري س ثقافة الحقائق النسممبية وفلسممفة اللممون الرمممادي امممام البيممض والسممود ،والممتراوح بيممن الصفر والمائة ،وثقافممة انمم ت مممع او ضممد ،وكممان ت مممن نتائممج تلممك الثقافممة تكر س الديمقراطية التي احد معانيها تقبل رأي الكثرية ولي س رضا الجميع ،ومن ثم قبول الرأي الغالب ولو كان بسيطا والذعان له . المطلوب في أي حوار بناء على مستوى أفممراد علممى القممل ان تكممون هنمماك قناعة بمأن الطروحما ت ليسم ت نهائي ة وانمما همي مقمول ت قابلمة للختبمار ، وبالتالي التصممحيح والتعممديل ،وأن ليكممون الحمموار مممن أجممل تسممجيل نقمماط وادعاء الفوز بقدر ماهو وسيلة لتأكيممد حقيقممة يفممترض أن تكممون موجممودة قبل بدء الحوار ،أي ان الحوار ليولد حقائق بقدر مايشير اليها .
ومن المهم في ثقافة الحوار ان يشعر المتحاور انممه يممزداد قربمما مممن الخممر كلممما إزداد بعممدا عممن نفسممه ،وبالتممالي فممان الحمموار اذا كممان بهممذا المعنممى والمعيار فهو ليبعد او يباعد وانما يقرب ويقارب . وأخيرا وليم س اخمرا ممن المهمم ان ليكمون الحموار ) صمفرومائيا ( بمعنمى التراوح بين الصفر والمائة ،وبين السود والبيممض ،وانممما علممى اسمما س وجود مستويا ت من الصحة ،ولي س خطأ محممظ أو صممح محممظ ،فنحممن فممي عالم النسبيا ت والممكنا ت ،ومممن الضممروري ايضمما ان يكممون التعمماطي مممع الخر مرنا ويفسح المجال امام القممراءا ت المتعممددة بممل والمتعارضممة طالممما لي س هناك صورة ثابتة لموضوعا ت الحوار ،فاذا كممان احممد طرفممي الحمموار يتحدث عممن الجممزء المملمموء مممن النمماء لنممترك الخممر يتحممدث عممن ا لجممزء الفارغ منه ،خاصة وان الحضارة او التحضر بمما ت يعنممي تعلممم فممن الحمموار قبل كل شئ ،وفن تقبل الخر بل والتقرب منه ،فمن يتبنى وجهة نظر وان لم تصممب الحقيقممة افضممل مممن الممذي لرؤيممة لممديه ول يشممعر بأهميممة بلممورة الفكار التي لها تما س مباشر بحياته الجتماعية .
التجربة الديمقراطية العراقية ..والنعجة دوللي عندما أريممد اجممراء عمليممة استنسمماخ ناجحممة فممي بريطانيمما فمممن بيممن 247 تجربة حمل في اواسط التسعينيا ت من القرن الماضي كممان ت النعجممة دوللممي هي التجربة الوحيدة الناجحة في هذا المجال ،ولم تخرج دوللي تشممبه امهمما كما كان متوقعمما ،وانممما بممرز ت فيهمما الكممثير مممن العيمموب الجينيممة والخلقيممة والصحية ،وتم إنهائها بالقتل الرحيممم عممام 2003اي بالسممنة الممتي ولممد ت فيهمما التجربممة الديمقراطيممة العراقيممة الممتي استبشممر بهمما العراقيممون خيممرا للخروج من ظلما ت الديكتاتورية الى عالم اكثر استقرارا وتوازنا. ولكن ماحدث اننا وجدنا كل سلبيا ت الديمقراطيممة وخسممرنا بعممض ايجابيمما ت الديكتاتورية ان كان يصح ان نطلق عليهمما باليجابيمما ت ،وفممي المموق ت الممذي يهنأ العالم بتجاربه الديمقراطية المختلفة ،ال نحن في العراق حيث لممم يكممن مممن نصمميبنا ال ديمقراطيممة توافقيممة الممتي هممي بممالحرى تنافسممية وليسمم ت توافقية ،ديمقراطية الخموة العمداء ،يتمم فيهما ابتمداع اشمكال مختلفمة ممن العراقيل تحتاج الى قدرة قممادر لحلهمما ،ديمقراطيممة صممعبة التشممكيل وسممهلة التفكيك ،والدهى من كل ذلك ان الديمقراطيممة العراقيممة الممتي يممراد منهمما ان تكون ديمقراطية قادرة على الدفاع عن نفسها ،قد ولد ت فممي محيممط اقليمممي غير مناسممب ،ويجمد فمي المشمروع المديمقراطي نوعمما ممن التهديمد لممه فممي الداخل ،كما وان عملية استنباتها في تربممة محليممة رخمموة لتحتمممل بنمماءا ت ضخمة ،هي من المعضل ت الخرى الممتي ينبغممي ان نأخممذها بعيممن العتبممار ايضا ،حيث ان الديمقراطية وخاصة التوافقيممة منهمما تتطلممب وجممود كيانمما ت سياسممية تسممتوعب لغممة الحلممول الوسممطى ،وتتبنممى فلسممفة اللممون الرمممادي مقابل البيض والسود ،وتتجه لبنمماء دولممة المؤسسمما ت وليمم س تعمماظم دور اشخاص يكون هناك استعداد لتقديم مختلممف المموان التنممازل ت علممى حسمماب الحكومة بل والدولة والوطن من اجل الحفمماظ علممى هممذا الشممخص او مجممئ غيره.
التوافق السياسي في الديمقراطية العراقية لي س من أجل الغاء العداوا ت او المخاصممما ت وانممما مممن اجممل تطويرهمما لتحقيممق التوازنمما ت الممتي يمكممن ان تساعد على استملك حق الفيتممو اوحممق النقممض المتبممادل ،والنتيجممة إبقمماء المجتمع في دوامة لتنتهي ،وجعله مهددا باستمرار فممي أمنممه واسممتقراره، كل ذلك تح ت يافطة التوافق النكد ،وال مامعنى محاول ت تقليص صمملحيا ت رئي س مجل س الوزراء ،او فكرة تقاسم السلطة حسب خطة بايدن؟ مانشهده اليوم فمي التجربمة العراقي ة ان الديمقراطيمة وللسمف تتجمه نحمو مزيد من التعقيد والتشابك السياسي يكون فيممه البممداع مممن يسممتطيع ايجمماد معادلة تخلخل الوضع العام كلما تممم القممتراب مممن حلممول معينممة ،ونأمممل ان لتكون الديمقراطية العراقية التي ولد ت على غرار استنساخ النعجة دوللممي لتكون نهايتها كنهاية دوللي أيضا بالقتل الرحيم بعد اليأ س منها ولمعاناتهمما الداخلية. ان ممماتحقق خلل السممنوا ت القليلممة الماضممية مممن خطمموا ت باتجمماه تكريمم س الحيمماة الديمقراطيممة فممي العممراق ،وتمموفير آليمما ت العمممل الممديمقراطي يعتممبر منجزا حضاريا كبيرا في تاريخ العراق رغم كل الهواج س والمخمماوف الممتي ذكرتهمما والممتي بعضممها اكممثر مممن هممواج س وانممما حقيقممة واقعممة ،حيممث ان الستقرار المنشود في العراق قد ليتاح قريبمما او حممتى بعممد سممنوا ت قليلممة، ذلك لن متطلبا ت الديمقراطية واستنباتها حقمما فممي الرض العراقيممة تحتمماج الى مؤهل ت كثيرة نحن بعيدين جدا عنها ،اذ كيف يمكممن ايجمماد ديمقراطيممة وفق معايير التقدم الميركيممة ونحممن فممي مجتمممع ليهمماب المممو ت بممل وبمما ت المو ت لديه مسالة لتستحق الوقوف عندها كثيرا ،مجتمع تنتشر فيه المية بنسبة عالية ،ولزال ت الثارا ت القبلية والرتكاز على القيممم العشممائرية امممر لمفر منه ،كما ان احزابا وقوى سياسية لم تختمر الديمقراطية فممي داخلهمما جيدا ،ولم تتعلم ممارستها كيف يمكن ان تنتج نظاما ديمقراطيا؟ انها تجربة صعبة بالتاكيد ،وتحتاج الممى مزيمد مممن المثممابرة والنممماء حممتى ولممو تكلممف المر بتقديم مزيد من الجهود والتضحيا ت ذلممك لنممه ليمم س هنمماك بممديل عممن الخيار الديمقراطي في العراق الذي هممو بممالحرى ليمم س خيممارا وانممما قيمممة حضارية من الضروري واللزم حث الخطى من اجلها.
حالة الخوف تحول دون بناء وضع عراقي سليم
انطلقا من حالممة الخمموف الممتي تتملممك مختلممف مكونمما ت وشممرائح المجتمممع العراقي ،من خائف من المستقبل الى خممائف مممن الماضممي الممى خممائف مممن الماضي والمستقبل ،تم تأسي س المشمروع السياسمي المديمقراطي العراقمي على قواعد غير سليمة ولتتناسب مع طبيعة الرض العراقية الرخوة الممتي لتحتمل البناءا ت الضخمة ،ومن الصعب استنبا ت وضع مستقر فيهمما علممى مختلف الصعدة ،وذلك لعدم تجان س النسمميج المجتمعممي العراقممي ،واتخمماذ مكوناته طابعا اشكاليا جعلها تتمايز وتبتعد فيما بينها حتى جغرافيمما ،المممر الذي حول العراق الى ارض ولي س وطن للجميع ،وجعل هذا البلممد ليعممرف معنى الستقرار التام على مر العصور ،حتى سماه الباحث العراقي الشهير علي الوردي بارض الصراعا ت الدائمة وذلك في كتابه دراسة حممول طبيعممة المجتمع العراقي . هذا الواقع الصعب الذي كان وليزال يعيشها العراق ،ويتكر س اكثر نتيجممة تدخل ت محيطه القليمي والدولي دفع الطراف الممثلة للمكونا ت الساسية للشعب العراقي الى تبني الحلول الصعب والمقيدة كثيرا لمختلف السمملطا ت المنبثقممة عممن النظممام السياسممي الممذي تممم تبنيممه للدولممة العراقيممة الجديممدة ، كاختيار النظام البرلماني ولي س الرئاسي المقيمد ،ووضممع دسمتور فيمدرالي اتحادي استغله البعض لفرض واقع اشد تعقيدا من السابق وتتجاوز الحدود المعروفة للفيدرالية ،وتم ايضمما الحمماق الوضممع العراقممي وتقييممده بممأعراف سياسية غيممر منصمموص عليهمما فممي الدسممتور كتوزيممع المناصممب الرئاسممية الثلثممة ) رئيمم س الجمهوريممة ورئيمم س البرلمممان ورئيمم س مجلمم س المموزراء وكذلك نوابهم ( على المكونا ت الرئيسية للمجتمع العراقي . واسممتتباعا لهممذه الخطمموا ت المعرقلممة للمشممروع الممديمقراطي الممذي أدخممل العراق في دهاليز مظلمة وجعله ينزف باستمرار نتيجممة لحالممة اللاسممتقرار علممى جميممع الصممعدة ،انممدفع العممراق الجديممد الممى تبنممي اسمموء نممماذج الديمقراطية واصعبها على التجسيد ،واسهلها علممى التفكيممك والتشممرذم ال وهي الديمقراطية التوافقية الممتي هممي فممي الواقممع تنافسممية مسممتمرة تحممول الكثير من المشممكل ت مممن ازممما ت حكممم الممى أزممما ت نظممام وتعريممض مجمممل العمليممة السياسممية للخطممر ،وحممول ت حكومممة الوحممدة الوطنيممة والشممراكة
السياسية الشاملة الى لصوصية سياسية ومالية فضل عن حكومممة عمماجزة عن فعل شمميء نتيجممة للتقييممدا ت المختلفممة والمعرقلممة ،وبممدل مممن التفكيممر بمعالجة المشكل ت الممتي تعانيهمما السمملطة التنفيذيممة ،وازالممة العراقيممل مممن امامها ،راح ت بعض القوى الى طرح تقييدا ت اكثر على الحكومممة وراحمم ت اخمممرى المممى ابتمممداع مراكمممز قممموى جديمممدة فمممي السممملطة درءا للسمممتبداد والدكتاتورية حسب زعمها . فممي قبممال هممذه التعقيممدا ت الممتي تكتنممف المشممهد العراقممي ،و النتائممج غيممر المرضية التي اسفر ت عن العملية السياسية ،وللخروج من الشممرنقة الممتي يعيش العمراق فمي داخلهمما تتقموى الصمموا ت الداعيممة الممى اعتممماد الغلبيمة السياسية والشاملة لمختلف المكونا ت العراقية بممديل لمنمماص عنممه لوضممع حد للتدهور الحاصل على مختلف الصعد . بيد ان بعض القوى السياسية ليروق لها هذا اللون مممن الديمقراطيممة حممتى وان كان ت شاملة لكل مكونا ت الشعب العراقممي ،وذلممك بممدعوى ان الغالبيممة السياسية العراقية هممي غالبيممة طائفيممة فممي اغلممب الحيممان وليسمم ت غالبيممة سياسية بحتة ،ال اذا تم تشكيلها من قبل الخرين كالكرد اوالسممنة ،حيممث عند ذاك ليمكن نعتها بالطائفية ودكتاتورية الثنيا ت الكبيرة . المهم ان الديمقراطية المطلقة او ديمقراطيممة الغلبيممة بحاجممة الممى سلسمملة اتفاقمما ت مسممبقة او تهيئممة الجممواء المناسممبة لقبولهمما ،وليمم س مممن السممهل تمريرهمما مممع وجممود اصممطفافا ت دينيممة وقوميممة ومذهبيممة ،وكممذلك وجممود اطراف اقليمية ودولية داعمة لستمرار هذه التعقيدا ت وذلك لهممداف شممتى ،منها تمرير الحلول التي ترتأيها بعد سلسلة طويلة من الخفاقا ت والعجممز عن اقرار الستقرار في الوضع العراقي المشوب بتعقيد خمماص ،والحممؤول دون انتقال العممدوى العراقيممة عنممد النجمماح الممى بلممدان الجمموار الممتي لتممزال تحكمها انظمة اكل عليها الدهر وشرب .
العراق لديه كل امكانا ت القوة ولكنه ضعيف بالفعل ..لماذا ؟
تساؤل ت كممثيرة يمكممن ان تثممار عنممد مقاربممة مسممألة قمموة العممراق وضممعفه، وكيفية تحقيق قوة العراق الذي لديه كممل امكانمما ت القمموة ولكنممه لممم يسممتطع طيلة عهود وقرون من النتقال بهذه المكانا ت من القوة الممى الفعممل ،وذلممك لسباب عديدة منها على سبيل المثال ان مفهوم القوة يتخممذ طابعمما سياسمميا وعسكريا اكثر من ان يتخذ مفهوما اقتصاديا وعلميا وتقنيا ،وحتى لو اتخممذ المفهوم الخير سوف يبقممى العممراق يئممن تحمم ت مشممكل ت كممثيرة تعيممده الممى المربع الول ،ولتسمح له ان يأخذ كامممل امتممداداته ،وان يباشممر فممي اقامممة المؤسسا ت الدستورية والمستقرة ،والخروج من دائرة النظمة القلقة التي تزخر بها دول العالم الثالث ،وتجعلها اسيرة التبعية المذلة للخارج الذي لممم ولن يسمح لظهور قوى يمكن ان تنافسه في مجال مناطق النفوذ ،او تتمكن من فرض انموذجها على الخرين مهما كان ت رسالتها حضارية ومتمدنة. مما لشك فيه ان الممدول الكممبرى فممي العممالم والممتي لممديها منمماطق نفمموذ فممي مختلف الدول المبتليممة علممى نفسممها وتعيممش وضممعا بائسمما انهمما لممن تسمممح لظهور اية قوة منافسة او يشم منها رائحة التنمماف س مهممما بممد ت تلممك القمموة علممى مسممتوى معيممن وتسممعى بمختلممف السمماليب علممى تبديممد تلممك القمموى، وارجاعها الى فترا ت وعهود سابقة وكأن امرا لم يكن. أين الشكال في تعاطي الدول الفقيرة مع الدول المتنفذة ،والتي بالتأكيممد لممن تسمممح لهمما بتحقيممق انموذجهمما ال مممن خلل تغييممر زاويممة النظممرة للقضممايا والشكال ت المطروحة ،فان دولة كممبيرة وصمماحبة اليممد الطممولى فممي العممالم مثل اميركا تمثل الداء والدواء للكثير من الشكاليا ت الممتي تعيشممها مختلممف الدول التي لتزال ترزح تحم ت النفموذ الميركمي ولكمن بل جمدوى )وداونمي بالتي كان ت هي الداء( ،والسبب كما قلنا ان هذه الدول التي كتممب عليهمما ان تعيش حالة الفقمر المدائم والشمقاء المس تمر انهما لمم تحصمل علمى الفرصمة المواتية للنهوض بواقعها نحو الفضل ،بينما تمكن ت اليابان والمانيا اللتان خرجتا مدمرتين من اتون الحرب العالمية الثانية ان يحافظا على سر قوتهمما بفضل ابممداعهما ،وينجحمما فممي نقممل عوامممل القمموة المتمموفرة لممديهما بممالقوة
وتبديلها من القوة الى الفعل عبر الرضمموخ لشممروط المنتصممرين ولممم تبممالغ في العتداد بالنف س رغم انها قوى كان ت لديها امبراطوريا ت حاكمة وليس ت بالدول الصغيرة التي تعيش على موائد الخرين . مايحتاجه العراق الجديد من افكار وتصورا ت واستراتيجية واضممحة للبنمماء ان يبتعممد قممدر المكممان عممن المفمماهيم السممابقة لمعنممى القمموة ،ويقممترب مممن المفهوم الياباني واللماني اللتين اخذتا بأسباب القوة الصممناعية والتجاريممة والقتصادية والتقنية بديل عن القوة العسكرية والسياسممية ،خاصممة ونحممن نمر بعصر العولمة الذي با ت فيه مفهوم القوة يتخذ منحى اقتصاديا وعلميا اكثر من المنحى العسكري ،كما ان دولة مثل العراق بامكممانه ان يعيممش فممي افضل وضع بعيدا عن المشكل ت والحروب الطاحنممة الممتي دفممع ثمنمما باهظمما فيها وهو ليملك ناقة او جمل في تلك الحروب التي ساهم ت القوى الكممبرى في إذكاء نيرانها ،وأخرج ت العراق صفر اليدين منها. مايحتاجه العراق الجديد هو بناء عقيدة جديمدة للدولممة العراقيمة تقمموم علمى أس س هي غير الس س التي كان العراق يتخبط فيها تخبط العشواء من قبل، وليعي المفهوم الصحيح لمنطق القوة القائم علممى اسمم س انسممانية وسمملمية ولي س المفهوم العسكري الذي ارجع العراق عقودا الى الوراء. العراق ليريد من أميركمما ان تضممع السمممكة مسممكوفة فممي فمممه ولتعلممه او تعطيه ادوا ت الصيد وانما ان تسمح له بالصمميد فقمط ،وحمتى همذا الممر لمن تسمح به ال في ظل شروط معينة. وباختصار شديد نعي د ونكمرر ان مايحتماجه العمراق اليموم همو تحقيمق قموة العراق بالفعل وبمفهوم صحيح وواقعي لمعنى القوة ولي س المفهوم الحممالم الذي لم يجن منه إل الويل ت ،عراق يعيش لنفسه .
غرائب الديمقراطية في العراق العراق المحكوم في الغلب العم بالستبداد اكثر من العدل والحرية ،والعراق الذي لم يعرف للهدوء من معنممى ،والممذي لممم يلممتئم فممي ظممل أي نظممام لفممترة طويلممة ،مممن
الصممعب بمكممان ان يشممفى مممن مرضممه المزمممن النممابع مممن داخلممه والمحيطيممن بممه والمتربصين به شرا من كل حدب وصوب . من الصعب على هكذا بلد ان يتحول الى النهج الديمقراطي بين ليلة وضحاها ،المممر الذي جعل الشممعب العراقممي يتممذوق كممل مممرارا ت الديمقراطيممة حممتى كمماد ت ان تنسمميه مكاره وآلم وجراحا ت الستبداد والديكتاتورية . فنتيجة لخوف الجميع ،البعض يخمماف الماضممي ،واخممر يخمماف المسممتقبل ،وطممرف ثالث يخاف الماضي والمسممتقبل ،المممر الممذي حممول قممادة العممراق الجديممد الممى اخمموة اعداء ،يحاول كل واحد منهم ان يبرع فممي ابقمماء الفرقممة فيممما بينهممم وان ليجتمعمموا على كلمة سواء ،المتخاصمون فيما بينهم والرحماء على غيرهممم مممن خممارج البلممد الذي يحكمون فيه وياكلون من خيراته . لم نكن نتصور ان طريق الديمقراطية شائك اكثر من الدكتاتورية ،خصوصا ان مممن خبر اساليبها وطرق استغللها وتوظيفها لصالحه اسممتطاع ان يممذيق العراقييممن اشممر ممماتكون عليممه الديمقراطيممة عممبر التلعممب فممي معادلتهمما وتوجيههمما بالتجمماه الممذي يريممدونه ،حممتى غممد ت الديمقراطيممة الممتي تعنممي الحريممة لتكممون عنوانمما للفوضممى ، والتنمموع الثنممي والطممائفي والثقممافي فممي ظممل غيمماب السممتقرار والعدالممة الممى مجممال لتنمماحرا ت سياسممية مختلفممة تهممدد نظممام الدولممة وليمم س الحكومممة المركزيممة وحسممب لتحمموله الممى كيممان معطممل او منممزوع الفعاليممة ويممراد تحويلهمما الممى حكومممة مهللممة لتستطيع ان تفرض سياساتها حممتى علممى حكومممة القليممم ،بممل ويكممون المركممز هممو المهدد سياسيا من قبل القليم احيانا ،فلقد كان لقليم كردستان كما هو معممروف اليممد الطولى في اقصاء ابراهيم الجعفري عن رئاسة الوزراء ،وهممو اليمموم يسممعى وبقمموة الى اقصاء نوري المالكي ايضا . في ظل هذه الديمقراطية ،ليحق للحكومة المركزية التدخل في شأن اقليممم كردسممتان ،بل وتجهل عما يجري فيه ،وبالمقابل فممان الكممرد يشمماركون المركممز فممي المناصممب السمميادية وفممي خيراتممه الخممرى مممع ضمممان احتفمماظهم بممالقليم فممي وضممع أشممبه بالكونفدرالي. وفي ظل ديمقراطية وضع ت لها محممددا ت كممثيرة خشممية ان لتتحممول الممى دكتاتوريممة الغلبية ضد القليا ت ،حتى بات ت القلية هي التي تهدد الكثرية في منماطق تواجمدها ،وحصل ت القليا ت على وضع يتجاوز بعض الشيء حقها الدستوري والنتخابي من خلل اعراف سياسية بات ت واقعا ليمكن تجاوزه ،كأن يكون رئاسة البرلمان للسممنة ورئاسة الجمهورية للكرد وهكذا في توزيع المناصب السيادية الخرى .
اللغام الموضوعة للديمقراطية العراقية كثيرة جدا بعضها واضحة واخرى مسممتترة ،انفجر ت بعضها ولتزال الكثير منها محفوظة للمستقبل ،ليتم السممتفادة منهمما فممي رحلممة العممراق الشمماقة نحممو الديمقراطيممة ومممن النمموع النكممد منهمما ،أي الديمقراطيممة التوافقية الصعبة التشكيل والتحقيق ،والسهلة التفكيك والتشظي . ديمقراطية الخوة العداء كما قلنا والتي يبرع كل واحد بابتداع كل مامن شأنه تكبيل الحكومة المركزيممة اكممثر وتهميشممها ،وتعقيممد قضمماياها وجعلهمما كالحجيممة واللغمماز الصعبة على الحل ،حتى يخيل للمراقب ان العراق في ظل المشروع الديمقراطي با ت كأعقد لغز ،من يستطيع حله سيكون قادرا على حل كل الغمماز العممالم واعقممدها ،ذلممك لن اللغز العراقي بالرغم من كونه نابعا من داخله حيث عدم النسممجام والتوحممد ،ال انه يتم تسويقه لبعض دول الجوار ليلقى مزيممدا مممن التهميممش والزدراء ،والعمممل على خنقه وهو فممي المهممد لئل ينهممض ويرسممل رسممالة سياسممية وحممتى اسممتراتيجية تكون محفزا للشعوب والقليا ت في المنطقة لتبني النموذج العراقي او ماهو افضل منه لنيل حقوقها المشروعة التي تؤخذ ولتعطى . ان الستقرار المنشود في العراق قد ليتاح قريبا او حتى بعد سنوا ت قليلة ،ذلممك لن متطلبا ت الديمقراطية واستنباتها حقا في الرض العراقية تحتاج الى مممؤهل ت كممثيرة ليزال المجتمع العراقي بعيدا جدا عنها ،اذ كيف يمكن ايجاد ديمقراطية وفق معممايير التقدم المعروفة في مجتمع ليهماب الممو ت بممل وبمما ت المممو ت لمديه مسممألة لتسمتحق الوقوف عندها كثيرا ،مجتمع تنتشممر فيممه الميممة بنسممبة عاليممة ،ولزالمم ت الثممارا ت القبلية والرتكاز على القيم العشائرية امر لمفر منه ،واخيرا ولي س اخرا هل يمكممن لحزاب وقوى سياسية غير ديمقراطية حتى في داخلها ان تنتممج نظاممما ديمقراطيمما ؟ اترك الجواب لذكاء القارئ وفطنته وآمل منه ان يبتعد في جوابه عن التعميم والجزم والقطع .
الديمقراطية العراقية في أزمة
الزما ت السياسممية والمنيممة والقتصممادية الممتي يشممهدها العممراق فممي ضمموء تجممارب السنوا ت الماضية اكد ت الخلل الجوهري الذي ينتمماب المشممروع الممديمقراطي بنمموعه التوافقي ،والحاجة الى مشروع اكثر فاعلية واكثر حزما عما هو متبناة اليوم .
ففي الوق ت الذي يهنأ العالم بتجاربه الديمقراطية المختلفة ،ال في العممراق حيممث لممم يكممن مممن نصمميبه ال ديمقراطيممة توافقيممة هممي بممالحرى تنافسممية وليسمم ت توافقيممة ، ديمقراطية الخوة العداء ،يتم فيها ابتداع اشكال مختلفة من العراقيممل تحتمماج الممى قدرة قادر لحلها ،ديمقراطية صعبة التشكيل وسهلة التفكيك ،والدهى مممن كممل ذلممك ان الديمقراطية العراقية التي يراد منها ان تكون ديمقراطية قممادرة علممى الممدفاع عممن نفسها ،قد ولد ت في محيط اقليمي غير مناسب ويجد في المشروع الديمقراطي نوعا من التهديد له في الداخل ،كما وان عملية استنباتها في تربة محليممة رخمموة لتحتمممل بناءا ت ضخمة ،هي من المعضمل ت الخممرى الممتي ينبغممي ان نأخممذها بعيممن العتبمار ايضا ،حيث ان الديمقراطية وخاصة التوافقية منهمما تتطلممب وجممود كيانمما ت سياسممية تسممتوعب لغممة الحلممول الوسممطى ،وتتبنممى فلسممفة اللممون الرمممادي مقابممل البيممض والسود ،وتتجه لبنمماء دولممة المؤسسمما ت وليمم س تعمماظم دور اشممخاص يكممون هنمماك استعداد لتقديم مختلف الوان التنازل ت علممى حسمماب الحكومممة بممل والدولممة مممن اجممل الحفاظ على هذا الشخص او مجئ غيره . التوافممق السياسممي فممي الديمقراطيممة العراقيممة ليمم س مممن أجممل الغمماء العممداوا ت او المخاصما ت وانما من اجل تطويرها لتحقيمق التوازنما ت المتي يمكمن ان تسماعد عل ى استملك حق الفيتممو اوحممق النقممض المتبممادل ،والنتيجممة إبقماء المجتمممع فممي دوامممة لتنتهي ،يدفع فيه المزيد من الضحايا ويجعله مهددا باستمرار في أمنممه واسممتقراره ،كل ذلك تح ت يافطة التوافق النكد ،وال مامعنى محاول ت تقليص صلحيا ت رئيمم س مجل س الوزراء ،او فكرة تقاسم السلطة حسب خطة نائب الرئي س الميركي جوزيف بايدن ؟ مانشهده اليوم هو ان الديمقراطيممة العراقيممة وللسممف تتجممه نحممو مزيممد مممن التعقيممد والتشابك السياسي يكون فيه البارع من يستطيع ايجاد معادلممة تخلخممل الوضممع العممام كلما تم القتراب من حلول معينة ،لم ينفع معها حكومة الشراكة الوطنية الممتي كممان ت بمثابة تقسيم الثروة بين اللعبين السياسيين المحليين الذين هم مصدر المشكلة . اخفاقا ت السياسيين العراقيين تفرض عليهم التفكير بشكل جدي من اجل البحممث عممن حل نهائي لتكرار هذه الزما ت التي لم تنفع معالجتها بالشراكة الوطنية المزعومممة ، وان البعض ورغم استحواذه على تسع وزارا ت وملحقاتها ال انممه ليممزال يؤكممد انممه معارض للسياسة القائمة ،هذا التشرذم حتى في الخطاب السياسي يؤكد الحاجة الى ضرورة التفكير بايجاد حكومة الكثرية والقلية للتخلممص بعممض الشممئ مممن عقبمما ت ومآسي العملية السياسية وفق سياقاتها السابقة التي اكد ت ان العراق لن ينتهي من وراء مشروعه الى الستقرار المؤمل ال بعد نحو ثلثة عقود على القل .
من أجل ديمقراطية عراقية تستطيع حماية نفسها من الصعب الحاطة بكل العوامل التي يمكن ان تساهم في عملية استقرار واستمرار النموذج الديمقراطي في العراق الذي ربحنا بسببه كل سلبيا ت الديمقراطيمة وخسمرنا
بعض ايجابيا ت الدكتاتورية ان صح اجتزاء بعض ايجابيا ت الدكتاتورية ضمممن حيممز خاص رغم انه لي س هناك وجه للمقايسممة بيممن ارادة الشممعب المناصممرة للديمقراطيممة مهمما كلمف الممر ممن ثمممن وعمدم اسممتعداده للرجمموع المى زمممن العبوديممة والمممو ت والدمار الذي جناه في ظل النظام البائد . من بين العوامل التي يمكن ذكرها في هذا المجال على سبيل الشارة ل الحصر: اول :الرتكاز الى مرجعية الدستور ،وتكري س سلطة الدولة مع محاول ت اجراء التغييممرا ت المطلوبممة ،وبممدون النطلق مممن هممذه النقطممة فممانه ليمم س سمموى التخبممط والحركة في دائرة مغلقة ،وحتى مممع غيمماب الممولء المموطني وحلممول ولءا ت اخممرى محلها ،فان توفر الولء لجهاز ادارة المصالح المشتركة يعالج بعممض مخمماطر فقممدان الولء الوطني ،وللوصول الى هذه الحالة ،والعمل من اجل ايجاد وتكريمم س الشممعور الوطني يقتضي توفر بعض المقدما ت الضممرورية واهمهمما عممدم اللجمموء الممى القمموة لفرض التغييرا ت غير العادلة ،والعمل على تكري س معادلة )لغالب ولمغلموب( فممي العملية السياسية والتخلي عن حالة العناد السياسي التي تحول دون الوصول الى أي حل توافقي. ثانيا :استمرار النموذج العراقي مرهون بظهور انماط تفكير جديدة لتراهن على العنف واثارة الكراهية والقفزعلى العملية السياسية ،ومن المؤكد ان الدماء الغزيممرة التي سال ت خلل السنوا ت الماضية ساهم ت فممي ايجمماد بعممض انممماط التفكيممر النابممذة للرهمماب والممتي اخممذ ت تفكممر بضممرورة التعممايش وقبممول الخممر مممن جممراء الهممزا ت والصممدما ت الممتي اوجممدتها اعمممال العنممف ،وليممزال الطريممق طممويل للحصممول علممى التغييرا ت المطلوبة فكريا ،حيممث تكريمم س قيممم التسممامح والتعممايش والسمملم وتبنيهمما كمنهج حياتي في مختلف اوجه الحياة السياسية والجتماعيممة والثقافيممة يحتمماج الممى فترة ليس ت بقصيرة ،خاصة في مجتمع خرج حممديثا مممن حقبممة مظلمممة تركمم ت اثارهمما العميقة على العراق بكل الوانه واطيافه . ثالثا :استمرار النموذج العراقي منوط بتنظيم العلقة مع دول المحيط وتبديد مخاوفها من تبعا ت نجاح التجربة العراقية في ارسال رسالة سياسممية وحضممارية بممل وضمان بعض مصالح الدول المتنفممذة فممي الوضممع العراقممي ،وان كممان التنممازل يممؤثر سمملبا علممى بعممض اسممتحقاقا ت الديمقراطيممة العراقيممة ،ولكممن ضممرورة حمايممة هممذه الديمقراطية الناشئة وصيانة مكتسباتها يتطلب ذلك. رابعا :تتوقف قابلية الحياة والستمرار للنممموذج العراقممي علممى فدرلممة النظممام وتكريمم س الدولممة الفيدراليممة كاحممد المسممتلزما ت الساسممية للديمقراطيممة التوافقيممة،
ولهمية هذا العامل في الديمقراطية العراقيمة ودورهما المفصملي فمي العمراق الجديمد جاء الدستور الدائم ليكر س اهمية الفيدراليممة فممي بنمماء الدولممة العراقيممة ،وقممد ورد ت الشارة الى النظام التحادي وتحديد مسالكه في كثير من وجوه هذا الدستور. همذا السمما س يبقمى ضمروريا لنجماح الديمقراطيمة التوافقيمة ،فسملبية العرقلممة السياسية التي تنتهجها اطراف الديمقراطية التوافقية من الممكن ان تعالممج بممالحلول الفيدرالية ،فعلى سبيل المثمال الديمقراطيممة السويسمرية مفرطممة بتوافقهما حممتى انهما تحاكي المثال العراقي بغممزارة الحممزاب المشمماركة بمماي حكومممة ،لكممن هممذه الوصممفة التوافقية التي استخدم ت للبقاء على بلد مثل سويسرا المقسم اثنيمما ولغويمما وطائفيمما لتقف كعائق امام حكم البلد بشكل فعال لكون قوة الحكومة المركزية فيها الكممثير مممن التحديممد للصمملحيا ت ،فمثل كممل برنامممج حكممومي يتطلممب تغييممرا ضممرائبيا لتسممتطيع الحكومة المركزية تنفيذه من دون موافقة اغلبية المصوتين ويتم عرض اسممتفتاءا ت بشكل دوري للتصوي ت على الكمثير مممن القضمايا بشممكل مباشممر بمالرغم مممن موافقمة البرلمان ،اضافة الى هذا فان اغلب الصلحيا ت والمهام التي تم س المممواطن العممادي تقرر على مستوى القليم والقرية.
هل من فرق بين التنوع والتعددية في مسألة الديمقراطية ؟ لماذا الحرية والديمقراطية عنممدنا تنتممج فوضممى وعنممد غيرنمما تعممزز النظممام وتعطيه حلة وزهوا جميل ..ولماذا التعددية عندنا تنتج دمارا وتنممافرا بيممن
العباد وخرابا في البلد وعند غيرنا تنتممج تجممارب بشممرية رائعممة وصممروحا حضارية تجعل العنمماق تتطلممع اليهمما ،ايممن الخلممل وايممن يكمممن السممر ،هممل المشممكلة فممي اسممتيراد الحلممول مممن الخممارج ام فممي طريقممة التنفيممذ ام فممي شروطها وظروفها الموضوعية ،ام ماذا؟ البعممض راح يبحممث الفممرق بالمصممطلحا ت ومصمماديقها علممى الرض ،فنجممد الدكتور )كلوفي س مقصود( يضع فرقا بين التنوع والتعددية ،حيث قممال فممي ندوة ) ماهي هويتنا ..ماهو دورنا ( بالنص :المهم هنا ان نقممر بممان هنمماك تنمموع ثقممافي وليمم س تعدديممة ،فالتعدديممة تخلممق علقمما ت عاموديممة متكاذبممة سرعان ماتستحيل الى نزاع في اي منعطممف ..التنمموع نحتفممل بممه كخميممرة ابداع ،اما التعدديمة فجعلم ت ممن الطوائمف فمي الكمثير ممن المنماطق قطعمان ويتحولون الى امتدادا ت لقوى خارجية. ورغم ان مقصود لم يتوغل كثيرا في الموضمموع ليحممدد جممذر المشممكلة ايممن يكمن ،واضعا فرقا في المصمطلح قمد ليؤيمد لغويمما ،ولكنمه قطعما محمق فمي وضع هكذا فرق بين التعددية والتنوع ضمن دلل ت كل منهما علممى الرض وفي حيز التطبيق ،وان لم يسبر اغوارهما كممثيرا واشممار بشممكل عممابر الممى بعممض مظماهر الفممرق بينهممما .وعنمدما تمم تبنممي الديمقراطيمة وفمق قواعممد الكثرية والقلية عندنا لم ينتج سوى الفوضى ،ووجممدنا مممن يخممرج علينمما ليضع فوارق بين مفهوم الكثرية والقلية عندنا وعندهم ،حيث نشر هنري كيسنجر مقال كتبممه بالشممتراك مممع وزيممر خارجيممة اميركمما السممبق جممورج شولتز يقول فيه بان الكثرية عنممدنا ليسمم ت اكثريممة سياسممية متغيممرة وانممما اكثرية طائفية وعرقية ودينية ثابتة ،محذرا من ديكتاتورية جديدة يسممميها بديكتاتورية الكثرية ضد القليا ت داعيا الى ضمممان حقمموق القليمما ت ضمممن انساق وضوابط هيكلية ودستورية . وجاء في المقال ) :لقد نشأ ت الديمقراطية الغربية في مجتمعا ت متجانسممة، ووجممد ت القليمما ت حكممم الغلبيممة مقبممول ،لن لممديهم آفاقمما فممي ان يصممبحوا أغلبية ،وتواجه الغلبية تقييدا في ممارسة سلطتها بسبب حالتها المؤقتممة، وبسممبب الضمممانا ت القضممائية للقليممة .ومثممل هممذه المعادلممة ل تفعممل فعلهمما عندما يكون وضع الغلبية قائما بشكل دائممم علممى أسمما س النتممماء الممديني،
ومثقل بالختلفمما ت الثنيممة وعقممود مممن الدكتاتوريممة الوحشممية .ان حكممم الغلبية في مثل هذه الظروف يدرك باعتباره بديل عممن اضممطهاد الضممعيف على يد القوي .وقد يجممادل علممماء السياسممة فممي الدرجممة الممتي تشممكل فيهمما المزية العددية فارقا أخلقيا .انها ل تسممتغل القليمما ت ول تقممدم لهمما العممزاء. ففي المجتمعا ت المتعددة العراق يجب ان تجري حماية حقوق القلية عممبر ضمانا ت هيكلية ودستورية .ان الفيدراليممة تخفممف أفممق السممتبداد المحتمممل للغلبية العددية ،وتحدد الستقلل الممذاتي علممى أسمما س طائفممة محممددة مممن القضايا ( العراق :مخاض التحممول نحممو الديمقراطيممة ومخمماطره ،صممحيفة الشرق الوسط .2005 – 1-22 اذا كان المر هكذا كيف يمكن ايجمماد ديمقراطيممة مسممتقرة وتسممتطيع حمايممة نفسها في ارض رخوة لتحتمل هكذا بناءا ت ضممخمة؟ وهممل ان السممتمرار في هذا الطريق الشائك يمكممن ان يفضممي الممى نتائممج يمكممن العتممماد عليهمما والوثوق بها ،ام ان المر سيفضي الى انقساما ت جديدة اثنية وطائفية بدل من الوحدة؟ كيف يكون الحال ونحن منقسممون علممى انفسممنا عرقيمما ودينيمما وطائفيا وغير متجانسين ،المر الذي يجعممل الكثريممة والقليممة عنممدنا ثابتممة وغير متغيرة لي س عدديا وحسب بل حتى مناطقيمما ،حيممث نعيممش مجتمعمما ت غير متجانسممة ومنفصمملة عممن بعضممها البعممض حممتى ديموغرافيمما وتوزيعمما للسكان من حيث طبيعممة النتممماء ،المممر الممذي يجعممل القليمما ت فممي الحالممة الديمقراطية تتخممذ طابعمما اشممكاليا وواضممعة يممدها علممى الزنمماد ،والحكومممة المركزية ولكثرة قيودها الدستورية قد تم تضعيفها الى درجة عاد ت عاجزة عن فعل شيء ،فل الغلبية تنعم ت ول القليا ت قد استقر ت والكل في حالممة خوف فهناك فممي العممراق مثل بممات ت الكثريممة الممتي كممان ت مضممطهدة تخمماف عودة الماضي ،فيما راح ت القلية التي كان ت متنعمة تخمماف المسممتقبل فيممما با ت طرف ثالث يخاف الماضي والمستقبل ويؤسم س لوضمع مسمتقل خماص به. ونعود للسمؤال ممرة اخمرى ونقمول اذا كمان ت ميمزة العص ر التع دد والتنموع ولي س التشابه والتماثل ،كيف يمكننا الممدخول الممى العصممر بمنطقممه الخمماص ولي س وفق رغباتنا واوضاعنا الداخلية التي تبقى تممدور فممي حلقممة مفرغممة
وعاجزة عن ايجاد الوضع المطلوب ؟ كيف المر ونحن لزال ت عقولنمما فممي الماضي واجسادنا في الحاضر؟ هل اننا سنبقى عاجزون عن انتاج واستنبا ت الديمقراطية المؤملة ،ونبقممى اسرى الولدا ت القيصرية ،ام علينا ان ندفع ثمنا باهظا ليجاد اوضاعا غير مؤكممد حصممولها وتبقممى بعيممدة عممن متنمماول ايممدينا طالممما نحممن محكومممون بعقليا ت ومنظوما ت حياتية لتكر س القيم والمبادئ الممتي تسمود الحضمارا ت الخرى ،قيم النسبية والتسامح والحياة المؤسسماتية هممذا فضمل عممن عممدم القممدرة علممى بلممورة قيممم ومصممالح مشممتركة علممى غممرار ماعليهمما التجممارب الديمقراطية الرائدة ،ناهيك عن التداخل ت الموجممودة بيممن الممدول القليميممة عندنا وعدم رسمها للحدود الوطنية حيث لم يتح المجال امامها لهكممذا امممر، وتولى الستعمار الخارجي مهمة الترسيم. قضايا كثيرة مطروحة في هذا المجال يصعب الجابة عليها او المتثال لها، ولعل مسالة الديمقراطية التي نشأ ت وتطور ت مفاهيميا وتجريبيمما فممي بيئممة خممارج بيئتنمما ،وتمايزنمما عممن هممذا التجمماه بدرجممة كمبيرة يحممول دون انممماء تجارب ديمقراطية كما يتوقعها اخرون منا ،ولبد من البحممث عممن النممموذج القرب الينا والى امكاناتنا وقدراتنا كي نخرج منتصرين وواضعين السمم س الصحيحة لمشممروع طويممل وبعيممد المممدى ،انهمما فتنممة جديممدة تحمماول بعممض القوى الخارجية مممن خللهمما ان تممذيقنا ويممل الديمقراطيممة وثبورهمما بعممد ان اذاقتنمما علقممم الدكتاتوريممة بكممل مراراتهمما ،ولتكممن التجربممة العراقيممة دليل لتجارب الربيع العربممي كممي تحممدد مسمميرها بشممكل صممحيح وتتجنممب مزالممق الديمقراطيممة وخاصممة منزلممق التوافقيممة منهمما ،وتؤسمم س لدولممة قويممة مممع ضمان مستقبل الجميع بماكثريتهم واقليماتهم ،ديمقراطيمة الكثري ة المطلقمة مثلما هي عليهما المدول الغربيمة الكممبرى ،وليمم س الديمقراطيمة التوافقيمة او التنافسية التي تخلق دولة الخوة العداء ،ليستطيعون المضي الممى المممام ول العممودة الممى الخلممف ،وهممم اقممرب الممى التقسمميم ،خاصممة بعممد ان وضممع الدستور بصياغة النظام الفيدرالي بالشممكل الممذي يكممر س العجممز ،ويصممعب التقدم ،وتتحول ازما ت النظام الى ازمة حكم ،ومشاكل السمملطة الممى مشممكلة
الدولممة برمتهمما ،المممر الممذي يجعلهمما باسممتمرار علممى كممف عفريمم ت ، وديمقراطية في احسن ظروفها تكون هشة .
بين التوافقية والغلبية ..الخيار لمن ؟
الممدول المتجهممة نحممو الديمقراطيممة والسممائرة باتجمماه التحممول الممديمقراطي تفمممرض عليهممما واقمممع مجتمعاتهممما ممممن حيمممث التجمممان س والختلف نممموع الديمقراطية التي ينبغممي ان تتبنمماه للسممتجابة لمختلممف التنوعمما ت والميممول والتجاهمما ت والنتممماءا ت الممتي تعيشممها تلممك المجتمعمما ت ،وكلممما كممان ت المكونا ت الساسية للمجتمع اكثر انسجاما فيما بينها كان ت اقرب الممى تبنممي ديمقراطية الغلبية السياسية التي تدار بنسبة الخمسين زائد واحممد ،لنهمما ديمقراطية متغيرة وتدور بين قوى سياسية متفاهمة فيما بينها وتعممبر عممن واقع مجتمعي متجان س ومتفاهم ،وكلما ابتعد ت عممن هممذه الصممورة وكممان ت القوى السياسية تعبر عن واقع تباعد طائفي او عرقي او دينممي او أي شممئ اخر ،وكان هذا التنوع محسوسا وملموسا ويمكن ان يصل الى حد القطيعة فيما بينها يصبح لزاما على ذلممك البلممد تبنممي الديمقراطيممة التوافقيممة ليجمماد قاعممدة عريضممة لمؤسسمما ت الدولممة الممتي يممراد بناؤهمما وال تقممف الجهمما ت المهمشة في اللعبة السياسية حجر عثرة في طريق البناء . ولنقارب المسالة ميدانيا وعلى صعيد الواقع وناخممذ العممراق نموذجمما ،نجممد ان العمراق متشمكل ممن ثلث مكونما ت اساسمية حممتى علممى صمعيد التركيبمة الديمغرافية ،واذا كان ت مضمرة او مقموعة في ظل ظروف سياسية قمماهرة ال انها وجممد ت متنفسمما لهمما بعممد اسممقاط الديكتاتوريمة 2003وانطلقمم ت او بالحرى تم استنباتها في ظل التحول الجديد في العراق ،وبمما ت لزاممما علممى من يريد ايجاد معادلة حكم في هذا البلد ان تتصف باربع ة خصمائص حس ب منظر الديمقراطية التوافقية آرن ت ليبهممار ت فممي كتممابه المطبمموع والمممترجم بالعربية بعنوان ) الديمقراطية التوافقية في مجتمع متعدد ( . العنصر الول والهم حسب ليبهار ت هو الحكم من خلل ائتلف واسممع مممن الزعماء السياسيين من كافة القطاعا ت الهامة فمي المجتممع التع ددي ،امما العناصر الثلثة الخرى في الديمقراطية التوافقية فهي – 1الفيتو المتبادل – 2مم النسبية كمعيممار اساسممي للتمثيممل السياسممي – 3مم درجممة عاليممة مممن الستقلل لكل قطاع في ادارة شؤونه الداخلية الخاصة . مشكلة هذا النموذج الديمقراطي انه صعب التشكيل وسهل التفكيك ،ولينتج عنه سوى ديمقراطيمة هشمة ،ويكمون اصمعب اسمتنباته فمي محيمط اقليممي
كالشرق الوسط ،ولعل تجربة لبنان خير شاهد علمى ذلمك ،حيمث تجرعم ت الم خمسة عشر عاما من الحرب الهلية ولتزال تعيش ازما ت سياسية لممن تنتهي وعلى حافة النفجار فممي كممل لحظممة ،ولخيممار امامهمما ال المواصمملة والستمرار وديمومة الحفاظ على السلم الهلي ،وعدم النجرار الممى اتممون الحرب الهلية ثانية من خلل توازنا ت دقيقة يتم رعايتهما ممن قبمل مختلمف الطراف المحلية والقليمية والدولية . ونحن في العراق مشكلتنا تكمن في حداثة التجربة الديمقراطية ،واستطالة مرحلة الفوضى التي عادة تعقممب مثممل هكممذا تغييممرا ت جيوسياسممية اقليميممة عميقة ،خاصة مع وجود قراءا ت خاطئة من قبل قوى سياسية رئيسية فممي البلد ،بين اكثرية لتعرف ولمم تتم ر س اسماليب الحكمم الصمحيحة ،واقليمة لتزال تراهن على ماض لن يعود . لزلنا نعيش فمي ظمل مركمز ليعممرف حجمم قمموته ،ويفكمر باسممتحقاق ليمم س بوسعه فرضه ،واطراف تحاول ان تستحوذ علممى اكممثر مممايمكن اسممتحواذه في لعبة لتزال لم تنته فصولها ،او تتصور ان الخارطة لم ترسم او تسممتقر على شكل محدد وواضح المعالم . لزال العديد من اطراف العملية السياسممية بعيممدين عممن منطممق بنمماء الدولممة ويتركز كل همومهم على منطق السلطة ومحل كل طرف فيه . متى نصل الى قناعة ان الكل رابحون ،وليمكن لي طممرف ان يحقممق اكممثر من ذلك ؟ ا اعلم .
الديمقراطية التوافقية ..بحلوها ومظرها هناك الكثير من الكتابمما ت والتجممارب حممول الديمقراطيممة باشممكالها المتعممددة والمختلفة ولكن هناك القليممل بممما يخممص الديمقراطيممة التوافقيممة للتعقيممدا ت
التي تشوبها نظريا وتطبيقيا ،ولعل ) آرن ت ليبهار ت ( هو الكثر مممن كتممب بشكل مفصل حول هذه المسالة بمختلف جوانبها التنظيرية والتطبيقية . ولهمية موضوعة الديمقراطيممة التوافقيممة بالنسممبة للعمليممة السياسممية فممي العراق ،وحاجة الساحة العراقية الى مزيممد مممن الطلع علممى جمموانب هممذا اللون الصعب من الديمقراطية ،فقد استوقفني الكثير مما خرج به ليبهار ت في كتابه ) الديمقراطية التوافقية فممي مجتمممع متعمدد ( احمماول ان انقممل لكممم اهم ماأثار اهتمامي في هذا الكتاب مممن افكممار ونقمماط حممول سممما ت وطبيعممة هممذه الديمقراطيممة وتعقيممداتها وعوامممل الخفمماق او النجمماح فيهمما مممن خلل تجارب عاشتها بلدان عديدة في العالم الول والثالث ،وامكانية استنساخها او تحويرها في بلدان اخرى بما فيها العراق الممذي يشممهد تجربممة مممن هممذا النوع . يشير ليبهار ت في كتابه الى اشممكال ت عديممدة تثممار بخصمموص الديمقراطيممة التوافقية يحاول ان يجيب عليهمما ويثبمم ت عممدم صممحتها ،بممدليل وجممود اراء وتجارب اخرى تؤكد شيئا اخر ،انا انقل نممص ماجمماء فممي الكتمماب المممترجم للعربية من قبل حسني زينه . يشير الكاتب الى اراء مطروحة من قبل باحثين حول صعوبة تجسمميدالديمقراطيممة التوافقيممة تصممل الممى حممد السممتحالة فممي المجتمعمما ت المتعمممددة المممولءا ت والمنقسممممة والخارجمممة حمممديثا ممممن الطممموق السممتعماري ،فيشممير الممى اراء تممذهب الممى ان ) المجتمممع التعممددي عاجز عن الحفاظ على الحكم الممديمقراطي ( وحجممة هممؤلء البمماحثين ان وحدة البلدان حديثة الستقلل ) انما كان ت تصممان بالوسممائل غيممر الديمقراطية التي تعتمدها السيطرة الستعمارية ( وهذا من شممانه ان يقوض ) الديمقراطية البرلمانية التمثيلية في المجتمعمما ت التعدديممة ( ص . 36 يشممير المؤلممف الممى اربممع خصممائص للديمقراطيممة التوافقيممة ،الولوالهم هو الحكم من خلل ائتلف واسع من الزعماء السياسيين مممن كافة القطاعا ت الهامة في المجتمع التعددي ،الثاني الفيتو المتبادل ،
الثالث النسبية كمعيار اساسي للتمثيل السياسي ،الرابع درجة عالية من الستقلل لكل قطاع في ادارة شؤونه الداخلية الخاصة .ص 47 . يقممول ان الديمقراطيممة التوافقيممة تهممدف الممى الحممؤول دون اسممتبدادالكثريمما ت الثابتممة وغيممر المتحركممة كالكثريممة السياسممية ،ولكممن ) الخطر الكبير الذي يشكله فيتممو القليممة هممو انممه سمموف يممؤدي الممى استبداد القلية ( ص . 65 تكثر في التركيبة النسمبية للحكومما ت التوافقيمة وسمواها ممن هيئما تصنع القرار اللجموء الممى حلممول التنممازا ت المتبادلمة وسمملة او رزممة حلول . من طبيعممة الديمقراطيممة التوافقيممة فممي بممدايتها علممى القممل ان تجعمملالمجتمعا ت التعددية اكثر تعددية .ص 71 ان الديمقراطية التوافقية قد تبدو بطيئة وثقيلة علممى المممدى القصمميرغير ان لها حظوظا اكبر في انتاج قرارا ت فعالممة مممع مممرور الزمممن . ص 85 السمة اللفتة للديمقراطيا ت الوروبية التوافقية هي انها كلهمما بلممدانصغيرة ..وان كل البلدان الصغرى قد اصبح ت ديمقراطيمما ت توافقيممة بخلف البلدان الكبرى .ص 105 الديمقراطية التوافقية تستلزم قيادا ت بارعة .ص 107 واما مايتعلق بالمظاهرالداخلية غير المباشرة ،فان البلدان الصمغيرةايسر حكما من البلدان الكبيرة .ص 110 وينقل ليبهار ت عممن ليمممبروخ قمموله ) لممما كممان الحفمماظ علممى التمموازنالداخلي يفترض تخفيض المطالب الخارجية على النظام السياسي ،فممان النمممط التمموافقي فممي صممنع القممرارا ت ليعمممل فيممما يبممدو ال فممي الممدول الصغيرة فقط ( .ص 112
كثيرا ماتعتبر الجمهورية الفرنسية الرابعة مثال بارزا على الديمقراطيةغير المستقرة وغير الفعالة والجامدة .ص )176وذلك بتبنيها النظممام البرلماني الذي عدلته في الجمهوريممة الخامسممة بعهممد ديغممول الممى نظممام برلماني رئاسي ( . التماسك القوي داخل فئا ت الثقافة الفرعية شرط هام مممن شممروط نجمماحالديمقراطية التوافقية .ص 179 ولكممن شممكل مممن اشممكال التقسمميم قممد يكممون الحممل الوحيممد اذا ممماتبين انالديمقراطية التوافقية بعيدة المنال او غير عملية .ص 215 الستقلل الفئمموي سمممة توافقيممة قويممة اخممرى مممن سممما ت الديمقراطيممةاللبنانية .ص 227 اهم الوسائل التوافقية في ماليزيا هو التحالف اي الئتلف .ص 229 ان مجرد وجود مثال سلبي واحد كاف لثبا ت ان التوافقيممة ليسمم ت دائممماحل عمليا .ص 249 فممي ظممل التوافقيممة ) فممان مواقممف الحممترام والمراعمماة حيممال النخممبالسياسية راح ت تضعف ( ص 264 -
فممي الفصممل السمماد س مممن الكتمماب والممذي هممو بعنمموان المثممال التمموافقي كميممراث اسممتعماري جمماء فيممه بممالنص :ان معممايير الحكومممة المسممتقلة الديمقراطية التي طمح اليها الزعماء السياسيون في المستعمرا ت كممان ت مما وضعه وحممدده هممؤلء المسممتعمرون انفسممهم ،وقممد كممان ذلممك عممبر ادائهممم فممي بلممدانهم الخاصممة لعممبر عناصممر التمثيممل الممديمقراطي الممتي ادخلوها في المستعمرا ت .ص 267
من بين تجارب عدة يشير لها الكتاب فممي الديمقراطيممة التوافقيممة انتهمم تمعظمها الى طريق مسدود فبعضها عاد ت الى حكومممة العسممكر كنيجريمما واندونيسيا كبلدان كبيرة وحتى الصغيرة كقممبرص ،فيممما نجحمم ت جزئيمما
في لبنان وماليزيا رغم ان لبنان تخللمم ت تجربتهمما حربمما اهليممة اسممتمر ت نحو خمسة عشر عاما ،فيما تخل ت سنغافورة عن وحدتها مع ماليزيا .
ثقافة النتخابا ت في العراق
اذا اردنا ان نتحدث عن ثقافة النتخابا ت في ضوء التجربة العراقية ستبرز امامنا مجال ت عدة للحديث عنها ،منها على سبيل المثال ل الحصر : / 1خصوصمميا ت المجتمممع الممذي يعيممش تجربممة انتخابيممة ومتطلبمما ت هممذه التجربة لكي تغدو العملية النتخابية ذروة الديمقراطية ولي س بداياتها ،من قبيل حالة النفتاح لدى المجتمع والتعددية والتنوع الذي يهضمه في داخلممه ،ومممدى تكممر س ثقافممة اللممون الرمممادي والنسممبية بممدل عممن ثقافممة السممود والبيض والمطلق ،خاصة ونحن نعيش عصممر التعممدد والتنمموع والمغممايرة ولي س عصر التشابه والتماثل والتوحد القسري . / 2اليا ت الممارسة الديمقراطية ومدى تقاربها من مفهوم تكر س المجتمع في الدولة كغاية رئيسية من غايا ت تعميق مفهمموم الدولممة ،وعلممى الصممعيد النتخابي ماهية النظام النتخابي المتبممع والممذي يعممد احممد المؤشممرا ت الممتي يقا س بهما ممدى ديمقراطيمة النظمام السياسممي والممتزامه بمعممايير الشممفافية والنزاهة والتنافسية المطلوبة للقرار بفعالية وصدقية النتخابا ت . / 3ثقافممة النتخابمما ت ومممدى تفاعممل الجمهممور مممع النتخابمما ت ونسممبة المشمماركة الفعليممة بالنتخابمما ت مممن المؤشممرا ت التكميليممة لنجمماح وحيويممة التجربة الديمقراطية في أي مكان . وبالتالي تكون السئلة من قبيممل :هممل سممتكون المشمماركة الجماهيريممة فممي النتخابا ت بنسبة عالية ام ل ولماذا ،وعلى أي أسا س يكون تفاعلها ؟ وممما هممي طموحاتهمما وتطلعاتهمما ؟ وممما هممي مطاليبهمما؟ وكيممف تممرى العمليممة النتخابيممة فممي ظممل الوضمماع المعاشممة والمعممايير المتبعممة ؟ هممذه السممئلة وغيرها تبدو ضرورية في معرفة الوعي النتخابي واتجاهاته ومساراته . ان الوعي النتخابي وثقافة النتخابا ت جزء اسا س من الوعي السياسمميووعي العملية السياسممية الديمقراطيممة ،وكيفيممة انتخمماب الصمملح مممن بيممن الخيمارا ت المتاحمة والمتي تختلمف بمالطبع تبعما للنظمام النتخمابي المرسموم للعملية السياسية فممي اي بلممد ،وبالنسممبة للعممراق فقممد جممرب خلل تجربتممه النتخابيممة القصمميرة عممدة نظممم انتخابيممة فمممن القمموائم المغلقممة والممدائرة النتخابيمة الواحمدة المى القموائم المفتوحممة والممدوائر النتخابيممة المتعمددة ،
ومممن نظممام سممان ت ليغممو الممى سممان ت ليغممو المعممدل يتممم تحسممين العمليممة النتخابية بالتدريج لصالح التقدم على صعيد تمثيل الناخب العراقي وارادته واختياره افضل تمثيل ،وللوصول الى النموذج الفضل ليزال الشوط بعيدا امام العراق وذلك تبعا لتطور العملية السياسية الممى المممام ،علممما ان نظممام سان ت ليغو قد تم تجريبه في السويد خلل خمسينيا ت القرن الماضي . ان الوعي النتخممابي ليممزال فممي بممداياته فممي العممراق وذلممك لحداثممة تجربممة التحول الديمقراطي ،وعدم وجود تثقيممف قمموي بخصمموص كيفيممة ممارسمة الحق النتخابي ولصالح من يدلي بصوته ،خاصة لوجود حقبة طويلة مممن الستبداد ترك ت بصماتها على ثقافممة الشممعب الممذي يحتمماج الممى المزيممد مممن التثقيف والتوعية في مجال معرفة الحقوق والواجبمما ت ،وكيفيممة التعمماطي الصحيح مع التجربة الديمقراطية في مساراتها المتعرجة والملتويممة بحيممث ان البعض يفقد السيطرة على معرفة المسار الصحيح ،نظرا لشدة الزما ت التي مر بها وعدم وفاء الذين تم انتخممابهم لممما كممان يتامممل منهممم ،ووجممود صعوبا ت كبيرة تعترض العملية السياسية ..ومممع كممل ذلممك نجممد ان تفاعممل الجمهور العراقي مع النتخابا ت ليممزال فممي وضممع جيممد خاصممة مممع وجممود شعور بالحباط من النخب السياسية المتصممدية للعمليممة السياسممية وفداحممة الخسائر التي تقدم علمى مذبممح الحريممة والديمقراطيمة ،ولكمن مممع كممل ذلممك هناك لتزال فسحة جيدة من المل على صعيد ايجاد نوع من الستقرار فممي العملية السياسية ووجود قناعة بان لبديل عن الديمقراطيممة ال السممتبداد ، ولبد من قطع المشوار الى النهاية مهما بلغ ت التضحيا ت .