اضاءات

Page 1

‫المراة‬

‫الجبار‬

‫كريم‬

‫اضاءات‬

‫على‬

‫بقلم‬

‫طريق‬

‫عبد‬


‫سلسلة مقال ت نشر ت قبل نحو عقد من الزمن في صحيفة الستقامة البغدادية‬ ‫اليومية التي كان ت تصدر عن المجلس العلى السلمي العراقي‬

‫كيف يمكن للمرأة ان تبدع ؟‬ ‫كمبدأ عام يحتاج البداع الى جو يسهل ويساعد على خلق البداع المطلوب‬ ‫في مختلف المجال ت الحياتية ‪ ،‬ولعل اولى مستلزما ت ايجاد هذا الجو هو‬ ‫تقليص حجم المحظورا ت ‪ ،‬وفسح المجال امام البداع النساني على جميع‬ ‫الصعدة ‪ ،‬ولتشذ المراة عن هذه القاعدة ‪ ،‬وليفهم من ذلك الدعوة الى تحلل‬ ‫المراة وتشجيعها على التمرد ‪ ،‬وعدم تقيدها بمنظومة القيم السائدة في‬ ‫المجتمع ‪ ،‬وانما المقصود ان اولى الشروط اللزمة للعملية البداعية هو‬ ‫توفير الجو المطلوب لذلك والدوا ت اللزمة لتحقيق البداع ‪ ،‬فضل عن ان‬ ‫المراة تحتاج الى عوامل مكملة اخرى لخلق الطاقة البداعية لديها منها على‬ ‫سبيل الشارة ل الحصر ‪..‬‬ ‫‪-‬‬

‫ان تكون النظرة اليها كانسانة قبل ان تكون انثى ‪.‬‬

‫ايجاد الثقة لديها من خلل النظرة لها ولنفسها كونها انسانة ايجابية‬ ‫‬‫تشجيع‬ ‫وليس ت سلبية ‪ ،‬ولديها دورا فعال وجوهريا في المجتمع ‪- .‬‬ ‫المراة على المطالبة بحقوقها المكفولة دينيا ومدنيا ‪ ،‬ومنهاحضورها‬ ‫ومشاركتها في مختلف الميادين الحياتية وعدم تعطيل هذا الدور بمختلف‬ ‫الذرائع والتصورا ت غير المبنية على اسس حضارية وعلمية وحتى واقعية‬ ‫‪.‬‬ ‫اعطاء مفهوم انساني شامل للفساد وعدم تقليص المر وتحجيمه في‬ ‫‬‫القضايا الجنسية وحسب ‪.‬‬ ‫للسف هناك محاول ت مستمرة على تسويق قيم موروثة من واقع‬ ‫‬‫مجتمعي معين باسم الدين ‪ ،‬فيما الدين وفي المقدمة السلم قد اعاد العتبار‬


‫للمراة ومنحها حقوقا كثيرة لم تكن المراة تتمتع بها عند ظهور السلم ‪.‬‬ ‫اخيرا وليس اخرا على المراة ان تبذل قصارى جهودها من اجل استرداد‬ ‫حقوقها كاملة ‪ ،‬وان النتظار على امل عودة الوعي ومنحها تلك الحقوق‬ ‫انتظار يطول دون ان يسفر عما تتوقعه المراة من دور وحقوق وشروط‬ ‫اجتماعية تؤهلها للقيام بدورها المنشود في المجتمع ‪.‬‬

‫المرأة رمز العطاء‬


‫قرا ت الكثير عن وصف المراة ‪ ،‬ولكن تعلق في ذهني مجموعة افكار اتمنى‬ ‫ان تكون صحيحة في وصف المراة التي تبقى ذلك الكيان المجهول مهما‬ ‫حاول الرجل الوصول الى سرها وعالمها الذي يبقى عالما مجهول بالنسبة‬ ‫للرجل مهما تفنن واجتهد في معرفة هذا الكيان الرقيق الذي وصفه المام‬ ‫علي ) ع ( بالريحانة وليس القهرمانة ‪.‬‬ ‫ل اغالي ان قل ت ان المراة رمز العطاء ‪ ،‬وهي لتملك شيئا سوى العطاء‬ ‫لتقدمه ‪ ..‬ولاغالي ان قل ت ان المراة رمز الحياة ‪ ،‬وان التمسك بها تمسك‬ ‫بحبال الحياة ‪..‬‬ ‫المراة تملك فضاء واسعا تستطيع ان تستوعب الرجل بكل جبروته واعتداده‬ ‫بنفسه ‪ ..‬فاذا كان الرجل يبحث عن ذوبان فالمراة تبحث عن انتماء ‪،‬‬ ‫ولتجد نفسها ال من خلل الرجل ‪..‬‬ ‫اذا كان ت النوثة والذكورة تعني شيئا ما في عالم الشهود وعالم الدنيا ‪ ،‬فان‬ ‫الروح النسانية ليمكن تصنيفها اذكر هي ام انثى في عالم الرواح وعالم‬ ‫الغيب ‪..‬‬ ‫لعل المتصوفة كانوا اكثر ادراكا لهمية المراة في الوصول الى المطلق أي‬ ‫ا ‪ ،‬ولذلك يقول محي الدين بن عربي ‪ ) :‬لكي يصل النسان الى المطلق‪،‬‬ ‫أي الى ا‪ ،‬ل بد له من ان يمر بالنوثة«‪ .‬وهذا يعني ان النوثة هي طريق‬ ‫النسان الى المطلق ‪ ،‬ويضيف ‪ ) :‬كل مكان ل يؤنث ل ييعول عليه ( بمعنى‬ ‫ان الذكورة ل بد ان تكون يملقحة بالنوثة‪ .‬والنوثة ل بد ان تكون ملقحة‬ ‫بشيء من الذكورة‪ ،‬لن هناك وحدة أساسية بين هذين القطبين‪.‬‬ ‫يعلق ادونيس الشاعر والديب السوري على هذه المقولة بالقول ‪ . :‬للسف‪،‬‬ ‫تم فصل هذه الوحدة ونظر الى المرأة بوصفها كائنا مستقل‪ ،‬عن الرجل‬ ‫الذكر‪ ،‬وفي موقع دوني‪ .‬كأن الروح حل ت محل الرجل وكأن الجسد صار‬ ‫هو المرأة‪ .‬وبهذا المعنى يهمش ت المرأة‪ ،‬وبدل أن تظل قطبا أساسيا مثل‬ ‫الرجل‪ ،‬صار ت موضوعا‪ ،‬بل وشيئا من الشياء‪ ،‬تستخدم كما تستخدم‬ ‫الشياء الخرى ‪.‬‬


‫لنريد الستغراق كثيرا في هذه الوصاف ‪ ،‬والتحليق بعيدا مع موضوعة‬ ‫المرااة ‪ ،‬ودورها الجوهري في الحياة ‪ ،‬فلول المراة لما عرف الجمال‬ ‫ولطعم الحب النساني الذي هي سمة من السما ت العالية لدى النسان ‪،‬‬ ‫ويكفي ان نورد بعض الحاديث المروية عن الرسول محمد ) ص ( فكم‬ ‫جميل عندما يصف فاطمة الزهراء ) ع ( باام ابيها ‪ ،‬لما كان ت تملكه من‬ ‫حنان تغمر بها حتى الرسول الكرم ‪ ،‬ويجعلها في مقام البن ت والم لدى‬ ‫ابيها الرسول المصطفى ‪ ،‬واما بالنسبة للزوجة ‪ ،‬فيضعها الرسول احد‬ ‫الثنين اللذين يعطيهما الهتمام الكافي ‪ ،‬وهما النساء وقرة عين الرسول‬ ‫الصلة ‪ ،‬كما في الحديث الوارد عنه ) ص ( ‪.‬‬ ‫قد يعتبر البعض ان هذا الكلم فيه نوع من المغالة عندما يقارن المر‬ ‫ببعض النسوة اللتي ينزلن بالمفهوم المقدس للمراة الى مادون البهائم ‪،‬‬ ‫ولكن الحقيقة ان النسان من ذكر او انثى يحتل مكانة مرموقة في شريعة‬ ‫السماء ‪ ،‬ومكانة لم يحظ بها أي مخلوق من مخلوقا ت الباري عزوجل ‪ ،‬الذي‬ ‫تمكن بوجوده المادي البسيط من السمو في عالم الروح ‪ ،‬وفي عالم الدنيا‬ ‫ايضا ‪ ،‬يقول احد العرفانيين ان الرجل وصل الى المعراج انطلقا من‬ ‫احضان الم ‪ ،‬ولكي ليعتب علينا السياسيون نورد عبارة قالها نابليون‬ ‫بونابر ت عن المراة بالقو ل ‪ :‬ان اليد التي تهز المهد تهز العالم ‪.‬‬

‫تصدع الكيان السري في الغرب ‪ . .‬لماذا ؟‬ ‫قد يستغرب البعض ان يجد ان السرة في الغرب الذي حقق نسبة عالية‬ ‫من حقوق النسان ‪ ،‬وحرية المراة وتكريس حقوقها في طريق المزيد من‬ ‫التهميش والتلشي ‪ ،‬ذلك لن من متطلبا ت النموذج الغربي في بناء‬ ‫الحضارة تبني الملبس الخفيف ) تي شير ت ( والماكل السريع ) حضارة‬ ‫الساندويج ( والعلقا ت الجتماعية بما فيها السرية علقا ت عابرة لتدم‬


‫طويل ‪ ،‬كل ذلك تؤدي الى تكريس ظاهرة العزلة والفردية والنقطاع ‪ ،‬كما‬ ‫يؤكد ذلك المفكر المصري الراحل عبد الوهاب المسيري ‪.‬‬ ‫ومن نتائج تكرس هذا النمط في الحياة الغربية ان الكثير من الرجال‬ ‫والنساء ليعيشون طويل تح ت سقف واحد ‪ ،‬كما ان نسبة الذين ليسجلون‬ ‫حال ت زواجهم في الكنيسة في تزايد مستمر تزيد عن نسبة الخمسين بالمائة‬ ‫كما تقول الحصاءا ت في اميركا ‪ ،‬وهذه النسبة شهد ت تزايدا مستمرا خل‬ ‫السنوا ت الماضية حسب الحصاءا ت ذاتها ‪ ،‬المر الذي جعل احدى البنا ت‬ ‫المهاجرا ت تسال ابيها لماذا هي فقط مع صديقتها الفغانية يعيش اباءهم مع‬ ‫امهاتهم تح ت سقف واحد ‪ ،‬فيما الخرون يتنقل البناء حسب التفاق بين‬ ‫الطرفين لمواصلة رعايتهم لهم مع الشرخ الحاصل في العلقا ت السرية‬ ‫بينهم ؟‬ ‫لبحث اسباب بروز هذه الظاهرة فهي كثيرة ‪ ،‬يتعلق بعضها بردة الفعل‬ ‫ازاء النمط المتشدد في الزواج ومسالة الطلق لدى الكنيسة ‪ ،‬المر الذي‬ ‫دفعهم للبحث عن حلول عملية بعيدة عن النموذج الكاثوليكي ‪ ،‬وفي اطار‬ ‫خارج اطار مرجعية الكنيسة ‪.‬‬ ‫ومن السباب الموجبة لذلك ان مفكرين من امثال ايريك فروم يذهب الى ان‬ ‫الزواج بين رجل وامراة با ت زواجا متخلفا وقديما يسميه بالزواج النووي‬ ‫أي التقاء نواة موجبة وسالبة ‪ ،‬ولبد ان ياخذ النسان كامل حريته ‪ ،‬ويبتدع‬ ‫اساليب حديثة وكما يرتضيها من اجل الترابط بين الجنسين ليس بالضرورة‬ ‫ان تكون حكرا على نموذج واحد من العلقة ‪ ،‬ولهذا برز ت اسماء وانماط‬ ‫جديدة من العلقا ت الجتماعية لتقوم على شكل واحد ‪ ،‬او على اساس‬ ‫تعزيز الكيان السري ‪.‬‬ ‫ومن السباب ايضا حصول المراة الغربية على مزيد من الحقوق جعلها‬ ‫تتصرف في نطاق اوسع من كيانها وحاجتها ‪ ،‬وتعيش ضمن معادلة مختلة‬ ‫لتقل سوءا عن اعتلل المعادلة في الشرق ان لم تزد عنها ‪ ،‬واوجد مشكلة‬ ‫جديدة وهو استمرار عدم التزان في العلقا ت السرية و تصدعها ‪ ،‬بحيث‬ ‫نستطيع ان نقول ان المراة في الشرق اذا صح التعبير بانها مظلومة فان‬


‫المراة الغربية ظالمة لنفسها بقبولها هذا الدور المر الذي ليجد معه الرجل‬ ‫– ليس الجميع بالطبع ‪ -‬ضرورة الستمرار مع امراة تتمتع بالكثير من‬ ‫الحقوق تزيد عن حقوق الرجل بالتاكيد ‪ ،‬المر الذي يفرض على المراة‬ ‫الغربية ان تتنازل عن بعض تلك الحقوق طواعية لصالح الرجل لكي يكون‬ ‫هناك نوع من المبرر والتشجيع لستمرار الرجل معها ‪ ،‬ل ان تكتب‬ ‫صحيفة غربية بعنوان عريض ) ابي ابق هنا معنا في البي ت ( ‪.‬‬ ‫‪--------------------‬‬

‫صيانة كرامة المرأة‬ ‫كم كان يؤلمني عندما اجد نساء شابا ت او اطفال بعمر الزهور يمدون‬ ‫اياديهم الملئكية للستجداء من هذا وذاك ‪ ..‬وكان اللم يزداد برؤية‬ ‫استفحال الظاهرة في بلد غني وملئ بالثروا ت والمكانا ت ‪.‬‬ ‫كيف يمكن للمراة ان تصون نفسها ناهيك عن الطفال الذين يستغلون لبشع‬ ‫العمال من النجرار الى منزلقا ت خطيرة لتقتصر على الجانب الخلقي‬ ‫وحسب بل تمتد لتشمل حتى الجانب المني ‪ ،‬فان الفقر يمكن ان يشكل‬


‫مرتعا خصبا للحصول على نماذج تستطيع ان تمارس اشد الوان الجرام‬ ‫مقابل ثمن ما او القدام على اعمال جنونية ليمكن تفسيرها باي منطق‬ ‫اوعقل سليم ‪.‬‬ ‫ان المراة العراقية ليمكن ان تتبواا المكانة التي تستحقها في العراق الجديد‬ ‫ال بضمان حقوقها ‪ ،‬وان نظام الكوتا في اعطاء المراة العراقية نسبة جيدة‬ ‫من المشاركة والحضور في مجالس البلدية وفي البرلمان ليشكل مفخرة‬ ‫للعراق الجديد طالما بقي ت المراة العراقية تنوء بحمل ثقيل من جراء العوز‬ ‫المادي على الخصوص ‪ ،‬وعدم وجود مايضمن لها العيش الكريم الذي‬ ‫يحافظ على كرامتها ويجعلها تفكر وتنظم حياتها بالشكل الذي تتبواا مكانتها‬ ‫الطبيعية في الحقبة الجديدة التي يعيشها العراق الخاضع للمعاينة والمراقبة‬ ‫على صعيد العالم وليس المنطقة والداخل العراقي وحسب ‪.‬‬ ‫ولو نعود لظاهرة التسول وهي ظاهرة يمكن القضاء عليها بسهولة اكبر لو‬ ‫تم جرد المتسولين والمتسول ت وتم ضمان عيش كريم ولو على مستوى )‬ ‫قو ت ليمو ت ( من اجل الحد من هذه الظاهرة غير الحضارية ولنقول‬ ‫القضاء عليها بالكامل ‪ ،‬فان المرور بالشارع ورؤية جيش من المتسولين‬ ‫وفي مختلف الماكن لهي ظاهرة غير طبيعية ابدا ‪ ،‬وتساهم اشد المساهمة‬ ‫في تخريب الوضع الخلقي وحتى المني في العراق كما حذر ت بعض‬ ‫الجها ت الدولية المطلعة على الوضع العراقي مؤخرا ‪ ،‬فالى المام ياحكومة‬ ‫العراق من اجل رفع بعض الحيف والظلم الذي لحق بالمراة العراقية حتى‬ ‫في العصر الجديد الذي كنا نتامل منه خيرا ولزلنا على ذا ت المل ‪ ،‬ولكن‬ ‫لنحذر من ان الفتق اذا ازداد عن حده فان الرتق قد ليكفيه وليفيده ‪ . .‬وان‬ ‫الشعوب الشرقية كما اخبرتنا تجارب التاريخ المختلفة اعتاد ت على الصبر‬ ‫ولكن عندما تنفجر تحرق الخضر واليابس ‪ ،‬فلنحذر غضبة شعبنا ‪ ،‬وكما‬ ‫قيل اللهم اني اعوذ بك من غضبة حليم ‪ ،‬او اللهم اني اعوذ بك من عزيز قوم‬ ‫ذل ‪.‬‬


‫‪-------------------------‬‬

‫بين الزوجة المثقفة وربة البي ت‬ ‫في الوق ت الذي يتوقع ان تكون العلقا ت الزوجية امتن واوثق فيما اذا كان‬ ‫الزوجين على مستوى جيد من الثقافة ‪ ،‬ولكن ماوجدته في الواقع ان العديد‬ ‫من الصدقاء والشخاص المعروفين في الساحة لديهم علقا ت متوترة مع‬ ‫زوجاتهم المثقفا ت ‪ ،‬وقد جر المر حتى الى الطلق ‪ ،‬فيما لحظ ت ان ربة‬ ‫البي ت المهتمة بتربية البناء والتي ليس لديها حظ وافر من التعليم اكثر‬ ‫استقرارا في حياتها الزوجية ‪.‬‬ ‫مفارقة قد يستغربها البعض ‪ ،‬لنه منطقيا المراة المثقفة اكثر ادراكا لمشاعر‬ ‫الزوج واكثر فهما لمايروم او يشير اليه ولو عبر تلميحا ت بسيطة ‪.‬‬ ‫المشكلة تكمن في الجو الجتماعي وطبيعة العلقا ت الموروثة في بلداننا ‪،‬‬ ‫حيث ان النسانة المثقفة عليها انجاز العمال المنزلية فضل عن اهتمامها‬ ‫بالثقافة والفكر ‪ ،‬ومن جراء عدم تعاون الزوج معها يولد اول شرخ في‬ ‫العلقا ت بينهما ‪ ،‬ويزداد المر تعقيدا اذا كان ت المراة اكثر حضورا في‬ ‫المجتمع ‪ ،‬واكثر ثقافة من الرجل ‪ ،‬حيث تنتاب العلقا ت بيهنما نوعا من‬


‫البرود واعادة النظر ‪ ،‬فيما اذا لم يستطع الرجل من حل الشكال ت الواردة‬ ‫فان المسالة تتخذ مسارا اكثر تعقيد ‪ ،‬وقد يؤدي بالفعل الى الطلق ‪ ،‬وهذا‬ ‫ماوجدته في احد الشخاص الذي ساهم في دعم زوجته لكمال جامعتها‬ ‫وبعدما انته ت من الدراسة اخذ ت تولي اهتماما كبيرا لعلقاتها المنفتحة مع‬ ‫شخصيا ت متنفذة في البلد بخصوص مشاريعها المتعددة ‪ ،‬ووجد الزوج‬ ‫نفسه هو الذي اصبح خادما فيما راح ت الزوجة تتبنى نموذجا لينسجم مع‬ ‫طبيعة العلقا ت في مجتمعاتنا‪ ،‬هذه المسالة لتجدها عند النسانة البسيطة‬ ‫التي لتناقش الزوج وتعيش مطيعة لكل اوامره ‪ ،‬ولكن مع ذلك تبقى المثقفة‬ ‫هي المطلوبة ‪ ،‬وان العيب ليس فيها ‪ ،‬وانما في النساق الجتماعية‬ ‫الموروثة والمتشكلة على اسس خاطئة والتي سيلمسها التغيير عاجل او‬ ‫اجل ‪ ،‬المهم بالنسبة للمراة التي لديها تحصيل دراسي ان تقدر المور جيدا‬ ‫عندما تريد ان تختار سلوكا او منهجا محددا في حياتها الجتماعية بشكل عام‬ ‫وفي داخل اسرتها بشكل خاص ‪.‬‬ ‫‪--------------------‬‬


‫قيم البداوة والمراة‬ ‫لتزال الضجة قائمة في الردن حول مااعلنه المركز الوطني في هذا البلد‬ ‫بان نحو الف ومااتي طلب تم التقدم بها الى السلطا ت الطبية خلل عام للتااكد‬ ‫من عذرية الفتيا ت المؤهل ت لسن الزواج ‪ ،‬وهو مايعكس تزايد ظاهرة‬ ‫اللجوء الى التااكد من عذرية الفتاة قبل زواجها المر الذي يعكس اتجاها‬ ‫خطيرا في المجتمع ‪ ،‬والذي با ت يقض مضجع الف الفتيا ت وهن على‬ ‫ابواب الدخول الى الحياة الزوجية ‪ ،‬كما واصبح ت تثير قلق الكثير من‬ ‫الوساط العلمية الكاديمية والدينية الشرعية ‪ ،‬حسبما قال ت الصحافة‬ ‫الردنية ‪.‬‬ ‫وقال ت صحيفة الغد الردنية ان هذا المر يعكس امورا كثيرة اهمها الشك‬ ‫بعوائل الفتيا ت اللتي يطلب منها اجراء هذا النوع من الفحوصا ت والتي‬ ‫تؤكد حالة الشك في طهر الفتيا ت وسلمة عذريتهن ‪ ،‬المر الذي قد يوجه‬ ‫اسوا الضربا ت النفسية لهكذا عوائل ‪.‬‬ ‫ان علماء الدين ابدوا وجها ت نظر واضحة بهذا الخصوص وهو صحة‬ ‫لجوء بعض العوائل للتاكد من قضية عذرية البن ت فيما اذا كان هناك لغط ما‬ ‫بهذا التجاه ‪ ،‬ولكن ان يتم اللجوء الى هكذا فحوصا ت تعبيرا عن حالة الشك‬ ‫فقط وسوء الظن بالفتاة ليس امرا مقبول من وجهة النظر الدينية التي تحاول‬ ‫ان تزرع الثقة بالنسان المسلم فضل عن تكريس الفضيلة في المجتمع من‬ ‫خلل بناء المحتوى الداخلي للنسان ‪ ،‬وليس اللجوء الى اساليب تعكس‬ ‫الذهنية القبلية وليس ت الدينية على غرار مايسمى بغسل العار بالنسبة للفتاة‬ ‫اتي تقيم علقا ت غير مشروعة مع شخص اخر ‪.‬‬


‫ان تحميل الدين وخاصة السلم بعض التفاسير الذكورية او القبلية التي‬ ‫تعكس ثقافة بعيدة كل البعد عن القيم الحضارية السلمية لمر يحتاج الى‬ ‫اكثر من وقفة تامل ومراجعة حقيقية من جانب المتصدين للمشاريع الدينية ‪،‬‬ ‫وكيفية عرض السلم بما هو عليه وليس بما تصنعه وتنتجه منظومة قيم‬ ‫البداوة وتحاول فرضه بذرائع دينية في المجتمع ظلما وعدوانا على النص‬ ‫الديني الذي اعطى للمرااة كامل حقوقها في وق ت لم تكن البشرية قد عرف ت‬ ‫بعد هذا المستوى من القيم والمبادئ السلمية التي تكرس وتصون كرامة‬ ‫النسان اول سواء كان رجل او امراة ‪ ،‬وتعتبرهذه الكرامة مقدسة اكثر من‬ ‫اية اعتبارا ت اخرى ‪.‬‬ ‫على أي حال نحن في القرن الحادي والعشرين من الضروري ان ندرك ان‬ ‫للفساد معنى حياتي شامل ‪ ،‬ولتقتصر على قضايا هي ايضا مهمة ولكن‬ ‫التركيز عليها بشكل الهلوسة الذهنية تعكس حالة غير حضارية ومرفوضة ‪،‬‬ ‫وليمكن ان تبنى حضارة على اساس قيم البداوة التي في الواقع اجمل مايقال‬ ‫عنها بانها حضارة مجمدة لتقبل الخروج من الشرنقة التاريخية للتخلف‬ ‫الذي تعيد تشكيله او حتى تبقيه بنفس صيغها الموروثة بدون ادنى رتوش ‪.‬‬ ‫‪----------------------‬‬


‫معايير الزواج الصحيح‬ ‫ساالني احد الشباب المؤمنين وكان يبحدث عن فتاة تناسبه للزواج منها كيف‬ ‫اعرف ان هذه الفتاة تناسبني ام ل وانا قليل الخبرة بالعلقا ت مع الفتيا ت كما‬ ‫تعلم ‪ ،‬فاجبته بان هناك طريقة بسيطة وفطرية لمعرفة ان كان ت تناسبك هذه‬ ‫الفتاة او تلك وهي ان تراجع نفسك في اول نظرة لها هل دخل ت قلبك ام ل‬ ‫بدون ان تقنع نفسك بها ‪ ،‬فاجابني ببساطته المعهودة والصريحة المشكلة ان‬ ‫كل الفتيا ت يدخلن قلبي ‪ ،‬فقل ت له وهل قلبك باص ليتسع لعشرا ت الفتيا ت ‪.‬‬ ‫مشكلة الختيار في مجتمعاتنا المحافظة مشكلة كبيرة ‪ ،‬فبالرفم من‬ ‫التوصيا ت الدينية بضرورة التفحص الدقيق عن المراة التي يراد الزواج‬ ‫منها ‪ ،‬وكذلك معرفة المراة بكل مايتعلق من قضايا مهمة بزوج المستقبل قبل‬ ‫التورط والدخول في القفص الذهبي ومن ثم اكتشاف امور لم تكن بالحسبان ‪،‬‬ ‫حتى غدا المر بالنسبة للبعض كعملية شراء رقي عليك ان تاكل سواء كان‬ ‫حظك من الرقي احمر او ابيض ‪.‬‬ ‫من هنا تقع الكثير من الشكال ت في عملية الختيار في العوائل المحافظة ‪،‬‬ ‫رغم التوصيا ت الدينية بضرورة تعارف الطرفين جيدا على اخلق البعض ‪،‬‬ ‫وضرورة اخذ راي اولي المر في مسالة الزواج بالنسبة للبن ت الباكر وذلك‬ ‫لهمية الخبرة في هذا المجال ‪ ،‬والهم من كل » إذا جاءكم من ترضون‬ ‫خلقه ودينه فزووجوه« كما في الحديث الشريف ‪ ،‬كلها تقدم معايير للزواج‬ ‫الصحيح ‪ ،‬ويضاف اليها شروط اخرى بعضها عرفية واخلقية وعلمية‬ ‫وليس ت كلها دينية ‪.‬‬ ‫مايهم السلم ان يتم الزواج باسهل الشروط والمكانا ت ‪ ،‬ففي دقائق‬ ‫تستطيع النتقال من العزوبية للزواج ‪ ،‬ولكن ضمن فترة زمنية طويلة‬ ‫تستطيع الطلق ليكون هناك متسعا لمراجعة الذا ت واحتمال التراجع عن‬ ‫الفكرة ‪.‬‬


‫نصحيتي للمراة التي تنتظر بن الحلل انه الى جانب اهمية الفحص عن كل‬ ‫مايتعلق بالمتقدمين عليها ‪ ،‬من الضروري عدم التاني كثيرا في هذا المر‬ ‫الى درجة تصل الى حد الوسوسة ‪ ،‬ومن ثم اتخاذ القرار الصعب في ظل‬ ‫ظروف نفسية غير مساعدة ‪ ،‬يتم فيها التركيز على جانب ويتم نسيان جوانب‬ ‫كثيرة ومهمة ‪ ،‬فيتم الوقوع في المحظور ‪ ،‬والهم في هذا المجال وضع‬ ‫صفا ت معقولة لفارس الحلم الذي لن ياتي كلما كان ت شروطه وصفاته‬ ‫صعبة المنال ‪.‬‬ ‫‪---------------------------------‬‬

‫مفارقا ت بين المرااة والرجل‬ ‫كثيرة هي المفارقا ت بين المراة والرجل ‪ ،‬ولعل هذه المفارقا ت او المغايرة‬ ‫هي جزء من اسباب ودواعي النجذاب كل للخر ‪ ،‬فالمفارقة او المغايرة‬


‫هنا لتولد النكماش او النكفاء على الذا ت بقدر ماتعزز اواصر النجذاب‬ ‫بينهما ‪.‬‬ ‫تثار هذه المفارقا ت باشكال مختلفة ولغراض وغايا ت متعددة ‪ ،‬تااخذ احيانا‬ ‫طابعا هزليا او فسلجيا او روحيا ونفسيا وسلوكيا ‪ ،‬تتعدد الشكال ويبقى‬ ‫الهدف واحد وهو معرفة كل جوانب التمايز والختلف بين الثنائية البدية‬ ‫المراة والرجل ‪.‬‬ ‫رائد التركيز على المفارقا ت الحياتية وابرازها بشكل ملف ت للنظر في العالم‬ ‫الكاتب المسرحي برنارد شو ‪ ،‬فقد قال ت اليه زوجته يوما لحسن الحظ‬ ‫سياتينا وليدا بجمالي وذكائك ‪ ،‬فاجابها برنادشو ولم لتتوقعين العكس ان‬ ‫يخرج الطفل بقبحي وبغباءك ‪.‬‬ ‫اذا كان مزاح برناد شو مع زوجته لبراز المعادلة المنطقية غير المرغوب‬ ‫فيها ‪ ،‬ال ان هناك معادل ت ومفارقا ت تتخذ طابعا هزليا ولكن فيها اعمق‬ ‫الحقائق ‪ ،‬من قبيل المقولة التي تقول ان المراة تمنح نفسها وهي تتطلع الى‬ ‫الحب ‪ ،‬فيما الرجل يمنح الحب وهو يتطلع الى شئ اخر ‪.‬‬ ‫ومن المفارقا ت الخرى التي تذكر والتي تستحق الوقوف عندها ‪ ،‬ان المرااة‬ ‫اذا كان ت من حزب الحمائم فليس بالضرورة ان يكون الرجل من الصقور ‪،‬‬ ‫ولكن اذا كان ت المراة من الصقور فمن المؤكد ان الرجل من الحمائم ‪.‬‬ ‫ومقولة اخرى تقول ان المراة تبداا حياتها مسالمة وتنتهي مستسلمة ‪.‬‬ ‫واخيرا وليس اخرا يقول البعض ان الرجل في حروب مع المراة على مر‬ ‫التاريخ يدعي النتصار تبجحا بموقعه كرجل ‪ ،‬فيما المراة تكسب معركة‬ ‫وتدعي الهزيمة لسباب تكتيكية ‪.‬‬ ‫‪----------------------‬‬


‫عقدة الوظيفة والدور‬ ‫لماذا نجد لدى العديد من الناث تمنيا ت لوكن رجال ‪ ،‬فيما ليس المر كذلك‬ ‫بالنسبة للذكور ‪ ،‬ال قلئل جدا من الشواذ ؟‬ ‫هل هذا يعني ان النثى اقل درجة من الذكر خلقيا بفتح الخاء وخلقيا بضمه ؟‬ ‫وهل يعني ذلك وجود عقدة الوظيفة والدور عند المراة ؟ ام ان المساالة نابعة‬ ‫من الرؤية السلبية للنثى ‪ ،‬وتفضيل الذكر عليها ؟‬ ‫اعتقد ان المسالة نابعة من هذه وليس ت فطرية ‪ ،‬ففي المجتمع الذكوري الذي‬ ‫تعطى اهمية قصوى للذكور وبدرجة اقل للناث تتولد هذه الحالة‬ ‫المشاعرية لدى بعث الناث وليس كلهن ‪.‬‬ ‫لو راجعنا المجتمعا ت التي اعاد ت للمراة كل حقوقها وربما اكثر فان المسالة‬ ‫تختلف كثيرا ‪ ،‬ففي مجتمع كالسويد حيث دور المراة وحضورها في ادارة‬ ‫مؤسسا ت الدولة تصل اذا لم نقل تزيد عن ثمانين بالمائة ‪ ،‬المر الذي‬


‫اشعرها بقوتها ودورها الول في السرة وفي المجتمع والدولة ‪ ،‬فيما اصبح‬ ‫الرجل اقل حضورا ‪ ،‬وتراجع دوره عما كان سابقا امام تزايد حضور المراة‬ ‫في مختلف مجال ت العمل ‪ ،‬وهكذا المر في مجتمعا ت غربية اخرى ‪ ،‬حيث‬ ‫توصل ت دراسة للسرة اللمانية الى ان المراة هي التي لها كلمة الفصل‬ ‫والكلمة الخيرة في السرة ‪ ،‬وطبيعي في مثل هكذا مجتمعا ت لتتولد‬ ‫مايمكن تسميتها بعقدة الوظيفة والدور ‪.‬‬ ‫وبالطبع لسنا هنا في معرض التفاضل واي المجتمعين افضل من الخر ‪،‬‬ ‫المجتمع الشرقي بطابعه البوي او مايسمى بالمجتمع البطريركي ‪،‬‬ ‫والمجتمع الصناعي بطابعه المومي ان صح التعبير واثاره على تماسك‬ ‫العائلة ومدى ارتباطه بالموروث الديني ‪ ،‬فكل المجتمعين الشرقي والغربي‬ ‫لهما سلبياتهما فضل عن اليجابيا ت ‪.‬‬ ‫مانحن بصدده ان نظرة المراة السلبية للذا ت نابعة من الدور الثانوي المعطاة‬ ‫لها في حركة المجتمع ‪ ،‬وعدم تبوئها المكانة التي يليق بها ليس لسباب دينية‬ ‫كما قد يظن وانما لمنظومة قيم موروثة تتغطى احيانا بغطاء الدين وتكرس‬ ‫مشروعيتها من خلله ‪ ،‬في حين ان السلم ليعارض ابدا أي فعل انساني‬ ‫من ذكر وانثى يستهدف عمران الدنيا وصلح الخرة ) اعمل لدنياك كانما‬ ‫تعيش ابدا ‪ ،‬واعمل لخرتك كانما تمو ت غدا ( ‪ ،‬المهم لدى الدين هو الباس‬ ‫الرض صفة السماء ‪ ،‬بمعنى الحفاظ على الغائية الخلقية والنسانية في‬ ‫مشاريع العمار والتقدم القتصادي المنشود ‪ ،‬وضرورة الحؤول دون‬ ‫تحويل النسان الى ترس في الة كبيرة اسمها المجتمع الصناعي وتشئ‬ ‫النسان وخاصة المراة التي اصبح ت في ظل هذه الحضارة مادة استهلكية‬ ‫فقد ت قدسيتها السابقة ‪ ،‬وتحول النسان في ظل متطلبا ت الحداثة الغربية من‬ ‫غاية الى وسيلة ‪ ،‬لنبحث عن النموذج الذي يستحق الحتذاء به ‪ ،‬ويقال ان‬ ‫النموذج الياباني يستحق الوقوف عنده في هذا المضمار بالحفاظ على‬ ‫انسانية النسان وعلى تحقيق اعلى مستوى من الرقي الحضاري ‪ ،‬وكذلك‬ ‫تبوء المراة مكانة مهمة في حركة البناء مع الحفاظ على تماسك الكيان‬ ‫العائلي واعطاء كل ذي حق حقه في هذا الكيان ‪.‬‬


‫‪-----------------------------‬‬

‫هل من علقة ابدية بين المراة والرجل ؟‬ ‫خلل مناقشة جر ت لحد موضوعا ت هذا العمود في شبكة البالتوك العالمية‬ ‫وضمن غرفة دردشة عراقية استمر ت لساعا ت ‪ ،‬ابدى احد المتواجدين وهو‬ ‫صاحب اختصاص في مجال العلوم بدرجة دكتور ملحظة واحدة ورئيسية‬ ‫ازاء عبارة العلقة البدية بين المراة والرجل ‪ ،‬وقال ان العلقة المعهودة‬ ‫بين النساء والرجال قد لتبقى على هذا الشكل المتعارف عليه منذ بدء‬ ‫الخليقة ‪.‬‬ ‫واضاف انه ليستطيع الجزم باستمرار العلقة كما كان ت عليه سابقا وعلى‬ ‫طول التاريخ ‪ ،‬مشيرا الى ان العلم بداا خطوا ت بهذا التجاه ‪ ،‬وقال ان‬ ‫خطوا ت اساسية تبذل حاليا من اجل تخليص المجتمع صغارا وكبارا‪ ،‬اناثا‬ ‫وذكورا من حالة التبعية والسلطوية التي تمارس باشكال ودعاوى مختلفة ‪.‬‬ ‫المهم انه يعتقد ان اعطاء المراة كل حقوقها وعدم حاجتها للعتماد على‬ ‫الرجل كما كان سابقا وحاليا قد يعيد لها بعض شخصيتها المسحوقة جدا في‬ ‫بلد الشرق ‪.‬‬


‫وعن الثار الجتماعية المتوقعة لهكذا عالم من الصعب تصورها الن ‪،‬‬ ‫ولكن يمكن الشارة الى بعض معالم هكذا حياة كما نرى بعض ملمحها‬ ‫اليوم في العالم الغربي ‪ ،‬حيث استشعار المراة بعدم وجود قيم عليها ‪ ،‬بل‬ ‫وشعورها بانها هي القيم نتيجة النحياز الى تلبية حقوقها كاملة قد جعل‬ ‫معظم او لنقل الكثير من الرجال والنساء في المجتمع الغربي ليعيشون تح ت‬ ‫سقف مشترك ‪ ،‬المر الذي يدفع ثمنه الطفال بل شك ‪ ،‬كما ان ظاهرة‬ ‫الزواج الدائم في حالة من النحسار تتجه الى النقراض ‪ ،‬هذا فضل عن ان‬ ‫الحياة الجتماعية الغربية تتميز بالبهرجة الظاهرية فيما تفتقد لحالة‬ ‫النسجام الروحي والتعاضد السري في الشرق رغم كل مايقال عن سوءاته‬ ‫‪ ،‬وهذه الحقيقة هي التي تدفع بعض الوروبيا ت الى ان يصفن الشرقيين‬ ‫باصحاب القلوب الدافئة ‪ ،‬بل وجعل ت فتاة اوروبية تقول لمسلم تزوجني وانا‬ ‫مستعد للبس حجاب ولو من حديد ‪ ،‬ولابالغ ان قل ت اني راي ت بام عيني‬ ‫سويدية بعيونها الزرقاء وملمحها المميزة وقد لبس ت برقعا ليظهر سوى‬ ‫عينيها لكونها متزوجة من رجل مسلم ‪ ..‬فهل نستنتج من هذا ان العالم مقبل‬ ‫على انماط جديدة من الحياة الجتماعية ينبغي على من يتولى صياغة‬ ‫المجتمع بمن فيهم العقول الدينية ان تستعد لمواجهة اثارها التي بدا ت‬ ‫بالوصول ‪ ،‬فبدل من التشدد في شروط تكريس الحياة السرية من‬ ‫الضروري تسهيلها والتشجيع عليها ‪ ،‬خاصة وان السلم يتميز بالوسطية‬ ‫والعتدال والواقعية ويستطيع ان يهضم كل تحول ت التاريخ دون ان‬ ‫يخرج عن اطاره ووعائه الخاص بالستيعاب ‪ ،‬فالسلم كما قيل وعاء يتسع‬ ‫لكل شئ وليسعه شئ ‪.‬‬ ‫‪----------------------‬‬


‫لماذا تصدع الحياة السرية في الجاليا ت المهاجرة ؟‬ ‫منذ اليوم الول لتعريف العائلة المهاجرة الى الغرب الى الجها ت المعنية‬ ‫باستقبال اللجئين ودمجهم في المجتمع الجديد يطلب من المراة رقم حسابها‬ ‫ليتم وضع مبالغ الدعم الحكومي للعائلة الى حين التمكن من العمل في ذلك‬ ‫البلد والعيش بشكل طبيعي ‪ ،‬منذ هذه اللحظة يبداا مسيرة التخريب من وجهة‬ ‫نظرنا لطبيعة العلقة القائمة بين الزوجين ‪ ،‬حيث ان الب هو الذي يتولى‬ ‫مسؤولية العائلة والنفاق عليها ‪ ،‬ولكن قوانين الغرب وان كان يحترم‬ ‫خصوصيا ت الشعوب ال انه يتعامل مع المراة ككيان له كامل الحقوق مثلما‬ ‫الرجل ‪ ،‬بل ويزيد حقوق المراة من حيث كونها كيان ضعيف يحتاج الى‬ ‫السناد امام قوة الرجل الذي قد يلجاا الى العنف مع المراة في سبيل تمرير‬ ‫اراءه ووجها ت نظره ‪ ،‬ويضاف الى ذلك اعطاء الحق للمراة في الحتفاظ‬ ‫بالبناء على عكس الحالة في بلدنا يكون البناء تابعين للب ‪.‬‬ ‫هذه الجراءا ت وغيرها كاعطاء ارقام سرية للمراة للتبليغ ضد الرجل في‬ ‫حالة الضغط عليها او ممارسة العنف ضدها تساهم مجتمعة في ايجاد وضع‬ ‫نفسي جديد للمراة المهاجرة يترك اثاره واضحا على افكار المراة وسلوكها‬ ‫في المجتمع الجديد تختلف قليل او كثيرا عما كان ت عليه في بلدها الم ‪،‬‬ ‫المر الذي يجعل اب العائلة امام موقف جديد ‪ ،‬وصراع مع الذا ت بين قبول‬ ‫التغيير او مااعتاد عليه من وضع في بلد المنشاا والبلد الجديد الذي يعيش فيه‬


‫‪ ،‬واذا لم يمتلك روحا رياضية ويتقبل او يهضم هذا التغيير في وضع السرة‬ ‫خاصة فيما يتعلق بالمال ‪ ،‬وعدم وجود دور له في استحصاله ‪ ،‬تبداا مرحلة‬ ‫الختلف وصراع الرادا ت ‪ ،‬وربما النجرار الى مشاكل لم تكن موجودة‬ ‫بين الطرفين من قبل ‪ ،‬ولكل منهما مبرراته المنطقية في الختلف ‪ ،‬ولذلك‬ ‫قد ليبدو مستغربا ان المطلقين والمطلقا ت في الغرب من المهاجرين كلهما‬ ‫يعتقدان بصحة موقفه ‪ ،‬وعلى ان الحق معه ‪ ،‬وليجد أي تقصير من جانبه ‪،‬‬ ‫ال ان مايخفى عليهما هو تاثيرا ت الوضع الجديد واثاره ‪ ،‬وعدم استعداد‬ ‫الرجل للتنازل عما اعتاد عليه من خدما ت كان ت الزوجة تقدمها طواعية له‬ ‫‪ ،‬حتى غد ت حقوقا بديهية له ‪ ،‬فيما هي في الواقع ليس ت بحقوق ‪.‬‬ ‫ويكرس هذا التصدع في الكيان السري اكثر لدى المهاجرين عدم وجود‬ ‫قدرة لدى الزوجين على هضم هذا التحول في اوضاعهما بالمجتمع الجديد‬ ‫بشكل هادئ ومتوازن ‪ ،‬واختلف منظومة القيم الى حد كبير عما هي عليه‬ ‫في مجتمعاتنا ‪ ،‬مما يجعل الطرفين كل يحمل الخر مسؤولية الخلل في‬ ‫العلقا ت ‪ ،‬ولشك ان تامين المراة من حيث احتياجاتها المالية يكرس روح‬ ‫الستقللية عندها ‪ ،‬وتتغير معها حتى مسالة القيمومة عما هي عليه في بلد‬ ‫الشرق ‪.‬‬ ‫‪-------------------‬‬


‫المجلس العلى وتااصيل دور المرااة‬ ‫من خلل قراءة سريعة لهم الفكار التي قدمها سماحة السيد عمار الحكيم‬ ‫في ذكرى ولدة بضعة الرسول المصطفى ) ص ( فاطمة الزهراء ) ع (‬ ‫والتي اتخذ ت يوما وطنيا للحتفاء بالمراة العراقية وجد ت ملمح رؤى‬ ‫جميلة تبناها ويتبناها المجلس العلى على صعيد تااصيل دور المراة‬ ‫العراقية في بناء الواقع العراقي الجديد ‪ ،‬فقد جاء اعلن يوم المراة العراقية‬ ‫على خلفية نداءا ت شهيد المحراب بهذا الخصوص ‪ ،‬اضافة الى دعوة رئيس‬ ‫المجلس العلى الى اتخاذ الول من صفر يوما اسلميا ا لمناهضة العنف ضد‬ ‫المرأة ) وهواليوم الذي يصادف دخول سبايا كربلء الى الشام (‬ ‫واكد السيد عمار الحكيم على جملة مفاهيم تؤكد اهتمامه بتاصيل دور المراة‬ ‫على صعيد الدولة والمجتمع ‪ ،‬وذلك عندما يقول باننا )ليمكن ان نستشرف‬ ‫المستقبل بغياب المرأة ( ويؤكد على ضرورة تفعيل دور المراة على‬ ‫صعيد المشاركة في صنع القرار في مختلف مرافق الدولة العراقية ‪ ،‬وعلى‬ ‫السهام في مختلف المجال ت السياسية والجتماعية ‪ ،‬وعلى الحضور‬ ‫الواسع في الزراعة والصناعة ‪.‬‬ ‫واخيرا وليس اخرا شدد سماحته على ضرورة تواصل المراة العراقية في‬ ‫عطاءها الثر في مجال بناء الدولة العراقية مثلما كان ت عليه من دور‬ ‫تضحوي في مقارعة النظام الستبدادي البائد ‪ ،‬دون ان ينسى سماحته اهمية‬ ‫تشكيل المنظما ت النسوية في تكريس قواعد المجتمع المدني ‪ ،‬معتبرا‬ ‫المجلس العلى انموذجا جيدا لشراك المراة في مختلف مجال ت العمل‬ ‫داخل المؤسسة ‪ ،‬وعلى اعلى المستويا ت في مواقع القرار داخل هذا الطار‬ ‫الجماهيري الذي لم يؤسس على اسس حزبية كما هي التنظيما ت الحزبية ‪.‬‬ ‫ماينبغي قوله في هذا المجال ان تكريس دور المراة العراقية على صعيد‬ ‫الدولة ينبغي قبلها او معها تكريس دورها المجتمعي ‪ ،‬عبر احقاق حقوقها‬


‫الساسية في السرة ومختلف مفاصل المجتمع ‪ ،‬والهم من كل ذلك في‬ ‫نمط التفكير ازاء المراة والذي يغلب عليه الطابع الذكوري والبدوي والذي‬ ‫يسوق احيانا وللسف باسم الدين الذي جاء محررا للمراة لمقيدا لها ‪،‬‬ ‫ورافعا من مكانتها لمحطا منها ‪ ،‬فاسحا لها اجواء رحبة من العطاء‬ ‫باعتبارها رمز العطاء ‪.‬‬ ‫اعتقد ان كلمة السيد عمار الحكيم تمثل رؤية جميلة لفاق دور المراة في‬ ‫تدعيم قواعد العراق الجديد ‪ ،‬خاصة وانها تاتي من داخل المؤسسة الدينية‬ ‫‪ ،‬لما لها من اهمية كبيرة في التااصيل اسلميا للمجتمع المدني ودولة القانون‬ ‫والحرية السياسية وحقوق المواطنة والهم من كل ذلك مكانة المراة في‬ ‫عملية النهوض الحضاري الذي يشكل تخصيص ‪ 25‬بالمائة من حصة‬ ‫البرلمان والمجالس المحلية للمراة العراقية اولى خطواتها تحتاج تدعيمها‬ ‫وتجذيرها في الواقع العراقي بخطوا ت اكبر واهم ‪ ،‬ولنبالغ اذا قلنا ان تجنب‬ ‫الثقافة السلطوية يشكل الساس القويم لكل البناءا ت الخرى ‪.‬‬ ‫‪---------------------‬‬

‫السلم أي نموذج من المرااة يريد ؟‬


‫عندما نريد اجراء تقييم لمبداا او عقيدة او رسالة ما ينبغي تبني منهج علمي‬ ‫في اجراء التقييم والمعاينة ‪ ،‬وعدم الستغراق كثيرا في المواعظ من دون‬ ‫قواعد منهجية تدرس في ضوئها تلك المواعظ والرشاد ت التي تقدمها هذه‬ ‫العقيدة او تلك الرسالة ‪.‬‬ ‫ومن ضمن الضرورا ت المنهجية والنظرة العلمية المطلوب توفرها لو اخذنا‬ ‫المراة انموذجا في الدراسة ‪ ،‬ينبغي ‪:‬‬ ‫اول ‪ :‬كيف ينظر السلم للنثى في مختلف المراحل العمرية ‪ ،‬ولماذا يدعو‬ ‫الى الهتمام بالبن ت قبل الولد في الهدايا والتكريم ‪ ،‬ولماذا اعتبر الولد نعمة‬ ‫يحاسب عليها ‪ ،‬والبن ت حسنة يثاب عليها ؟‬ ‫ثانيا ‪ :‬هل السلم يفضل الرجل على المراة في الواجبا ت والحقوق ‪ ،‬وينحاز‬ ‫في تشريعاته لصالح الرجل ‪ ،‬ام يتعامل النص القراني مع كل الطرفين‬ ‫الرجل والمراة على قدم المساواة في المسؤولية الشرعية امام ا ‪ ،‬وان‬ ‫الفضلية بينهما يكون على اساس التقوى ‪ ،‬مع مراعاة الفوارق النفسية‬ ‫والفسلجية في تحديد وظائف كل من الطرفين في المجتمع ليس تحديدا قسريا‬ ‫مفروضا بقدر ماهو تطلع الى نموذج افضل للعلقا ت بين الرجل والمراة ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬هل السلم يريد تحويل المراة الى كيان لحول له ولقوة امام الرجل‬ ‫‪ ،‬ومسحوقة امامه ‪ ،‬ولتمتلك شخصيتها ودورها الفاعل في بناء السرة ‪ ،‬بل‬ ‫واذا اقتضى المر المشاركة في تحقيق تقدم البلد وازدهاره ؟ وهل ان‬ ‫الحجاب كمبداا حضاري يستهدف صون كرامة المراة وعفتها له علقة‬ ‫بشكل الحجاب ‪ ،‬ام ان الشكل متروك للنسان لكي يبدع في ايجاد النماذج‬ ‫التي تفتخر بها المراة وتتجمل بها مع الحتفاظ بوقارها واحترامها ؟‬ ‫رابعا ‪ :‬ماذا يقصد السلم من قيمومة الرجل على المراة والعائلة ‪ ،‬وهل ان‬ ‫القيمومة مرتبطة بالنفقة ام برؤية الدين في تكريس المجتمع البوي الذي‬ ‫يستهدف قبل كل شئ تكريس القيم الخلقية والنسانية في العائلة ؟ولماذا‬ ‫التشريع اللهي جاء باعطاء الرجل في الرث مثل حظ النثيين ‪ ،‬وهل ان‬ ‫المر قابل للتغيير فيما اذا تغير ت بعض ملمح الوضع الجتماعي بان كان‬ ‫للمراة دخل اقتصادي مثلما للرجل دون أي تفضيل احد على الخر ؟‬


‫هذه السئلة وغيرها سنعمل على تسليط المزيد من الضوء عليها لمعرفة‬ ‫حقيقة الرؤية الدينية ازاء كل من الرجل والمراة ‪ ،‬وكيف يمكن فهم‬ ‫التشريعا ت الدينية واسلوب التعاطي معها في القانون المدني ‪ ،‬واوجه‬ ‫التمييز بين القييم الدينية كسلوك فردي وعالم بناء المحتوى الداخلي للنسان‬ ‫فيما العلقا ت الجتماعية العامة وبناء مؤسسا ت الدولة تقتضي عقل جمعيا‬ ‫ومنهجا اخر للتعاطي مع المنظومة الدينية تختلف في اليا ت عملها عما هو‬ ‫عليه في المجال الفردي ؟‬ ‫‪-----------------------‬‬

‫اشكالية المرااة‬ ‫لغرابة ان تكون المراة هي الشكالية الكبرى في رؤية منظومتين متقابلتين‬ ‫هما الدين والعلمانية ‪ ،‬ففي الوق ت الذي تتجه رؤية التجاها ت الدينية ) وليس‬ ‫النص الديني بالضرورة ( الى تكريس القيم الخلقية في واقع الحياة ‪،‬‬ ‫وابعاد المجتمع عن الرذائل المعنوية من خلل تقديم تفسير يركز بالدرجة‬ ‫الولى على تحصين المجتمع من النسياق وراء الملذا ت الجسدية ‪ ،‬وتكريس‬ ‫العفاف في المجتمع ‪ ،‬عبر الدعوة الى الحجاب ‪ ،‬وعدم الختلط ‪ ،‬والتركيز‬ ‫على دور المراة في بناء السرة ‪ ،‬اما الغرب الذي يتبنى العلمانية بقوة‬ ‫فرؤيته مغايرة لذوي التجاه الديني ‪ ،‬حيث يتبنى فكرة عدم الصراع مع‬ ‫الذا ت ‪ ،‬والستجابة للرغبا ت ‪ ،‬وتحطيم المجتمع البوي ‪ ،‬ورفع راية حرية‬


‫المراة باقصى درجة ممكنة ‪ ،‬وتفعيل دورها في المجتمع على حساب السرة‬ ‫‪ ،‬وتحقيق اعلى مستويا ت التنمية‪.‬‬ ‫النتيجة التي حصل ت ان السرة في الغرب تفكك ت لصالح الدولة ‪ ،‬والعباء‬ ‫النفسية للبناء الحضاري كان ت كبيرة ‪ ،‬والمقاييس المادية للنجاح والفشل هي‬ ‫التي ساد ت في المجتمع الغربي ‪.‬‬ ‫اما في الشرق وخاصة في البلدان التي تسودها الرؤى التي تسوق باسم الدين‬ ‫فليزال التخلف هو الحاكم ‪ ،‬واعادة انتاج التخلف تتم بصور مختلفة ‪ ،‬فبدل‬ ‫من التمييز بين الخطاب الموجه للفرد عن الخطاب الموجه للمجتمع والدولة‬ ‫‪ ،‬وبدل من فهم النص الديني وفق متطلبا ت الزمان والمكان ‪ ،‬فضل عن‬ ‫السياسا ت المتبناة ‪ ،‬لتزال هذه البلدان اسيرة نظرية التبعية والتخلف ‪.‬‬ ‫انه صراع بين القناعة والصناعة ‪ ،‬بين المفهوم الروحي والمادي للسعادة‬ ‫‪،‬بين قييم الفضيلة والجمال ‪ ،‬وبدون ايجاد نوع من التوازن بين الرؤيتين‬ ‫تبقى الحلول عاجزة ‪ ،‬ولتكن المراة هي المقياس ‪ ،‬فل التنمية تتحقق‬ ‫بالحجاب ‪ ،‬ول المجتمع يستقيم باستغلل البعد الحيواني في النسان ‪ ،‬وان‬ ‫التطرف في كل التجاهين يترك اثارا سلبية على الواقع ‪ ،‬بمعنى ان العالم‬ ‫الذي تحول الى قرية كونية بحاجة الى مفهوم مرن ومتحرك لبناء الحياة‬ ‫ولتحقيق السعادة بكل معانيها الروحية والمادية ‪ ،‬الدنيوية والخروية ‪.‬‬ ‫‪---------------------‬‬

‫المراة قوتها في ضعفها‬


‫عندما يقول المام علي ع المراة ريحانة وليس ت بقهرمانة ‪ ،‬انما يؤكد من‬ ‫خلل هذه المقولة الشهيرة على اهمية تكريس الجانب المشاعري والروحي‬ ‫والنساني في المراة ‪ ،‬كونها رمز الحنان والمحبة والعطاء ‪ ،‬واذا كان ت‬ ‫المراة قوية فبرقتها وانكسارها ودموعها وليس بقوتها الجسمانية ومزاحمتها‬ ‫للرجل في مجال ت عمله ‪.‬‬ ‫المراة لنها كتلة عواطف ومشاعر ليمكن مضاهاتها من قبل الرجل ‪..‬‬ ‫ولنها كيان رقيق فهي تتاثر باي خدشة لمشاعرها ولهذا ورد ايضا عن علي‬ ‫ع قوله ا ا في القوارير ‪.‬‬ ‫ولهذا يقال ايضا المراة كالعشب تنحني امام النسما ت ولتكسرها العواصف‬ ‫‪ ،‬وهي باساليبها الخاصة تستطيع ان تلين اشد القلوب قساوة ‪.‬‬ ‫الخطاا الذي وقع فيه الرجال انهم استغلوا هذا الضعف لممارسة اشد انواع‬ ‫الوصاية عليها ‪ ،‬وتضيق مجال حركتها ‪ ،‬ومحاصرتها بمختلف القيود ‪،‬‬ ‫وبالتالي حرمانها من الكثير من حقوقها ‪ ،‬بل واستغلل تفانيها وتقديمها‬ ‫مختلف انواع الخدمة في منزلها بل مقابل ‪ ،‬حتى غد ت من واجباتها القيام‬ ‫بهذه العمال والخدما ت بحكم الستمرارية والشياع ‪ ،‬وان لم تقدم على القيام‬ ‫بهكذا اعمال سرعان مايتم توجيه انواع الملما ت والتقصير لها ‪.‬‬ ‫وفي قبال هذا التفسير الذكوري للحياة ‪ ،‬انبر ت حضارة الغرب لحقاق‬ ‫حقوق المراة عبر اقحام المراة في نمط اخر من الحياة تكون فيه وجها لوجه‬ ‫امام الرجل في تنافس على مجال ت العمل ‪ ،‬ولمن تكون كلمة الفصل في‬ ‫السرة ‪ ،‬حتى ادى المر الى الوقوع في خطر اكبر مما هي عليه في‬ ‫الشرق ‪ ،‬واخذ ت المراة تتقمص شخصية الرجل في تناولها السيكارة ‪،‬‬ ‫وتتبع اساليب الرجل في التعامل مع شريك حياتها ‪ ،‬وبالتالي وضع ت في‬ ‫اطار معادلة بات ت فيه تتصرف في نطاق اوسع من كيانها وحاجتها ‪ ،‬حتى‬ ‫ولو افترضنا انها بات ت تتمتع بكامل حقوقها ‪ ،‬حيث انعكس المر على الرجل‬ ‫واصبح في حل من امره ويجد نفسه غير مجبر على الرضوخ لهكذا معادلة‬ ‫لتقسيم الوظائف ‪ ،‬مما انعكس سلبا على عرى السرة وعلى البناء ‪ ،‬وهذا‬ ‫المر يدفعنا الى العتقاد ان المراة حتى ولو نال ت كل استحقاقاتها ‪ ،‬فان‬


‫المر ليستقيم ال بتنازلها طواعية عن بعض هذه الستحقاقا ت لصالح ابقاء‬ ‫الرجل على الهتمام باسرته وعدم تركها وشانها كما هو حال الكثير من‬ ‫السر الغربية ‪ ،‬ان بقي شئ يمكن ان نطلق عليها اسرة ‪.‬‬

‫‪---------------------‬‬

‫ل المراة كاملة ول الرجل كامل‬ ‫النسان الكامل الوصاف ليمكن العثور عليه ‪ ،‬واذا وجد فانه من النادر‬ ‫ان يعثر عليه ‪ ،‬ومع ذلك نجد كل الطرفين الذكر والنثى يضعون شروطا‬ ‫صعبة لختيار شريك الحياة ‪ ،‬وينسجون من وحي الخيال صورا فضفاضة‬ ‫كل عن الخر ‪ ،‬فنجد المراة تنتظر فارس احلمها ان ياتي على جواده‬ ‫البيض ويخطفها من اهلها ‪ ،‬الى العش الذهبي الذي طالما كان مدار‬ ‫احلمها الوردية ‪.‬‬


‫وبالمقابل ينتظر العريس ان تكون عيون زوجته كعيون الممثلة فلنة ‪،‬‬ ‫وهندامها كهندام المطربة الكذائية ‪ ،‬وتمتاز بصفا ت قلما يمكن العثور عليها‬ ‫مجتمعة في شخص واحد ‪.‬‬ ‫هذه النرجسية في الرؤية هي التي تلخبط على البعض حسن الختيار ‪،‬‬ ‫ويجعله يتنكب في اختيار نصفه الخر ‪ ،‬وبالتالي يحجم او يختار بشكل‬ ‫متسرع يكون اختيارا متعجل اشبه بالنتحار وليس بالزواج الذي يتامله‬ ‫المرء طوال حياته ‪ ،‬وانا اتذكر احدى الزميل ت في العمل من اللتي يضعن‬ ‫شروطا تعجيزية ‪ ،‬وقد رفض ت كل الذين اخترتهم لها بعناية ‪ ،‬فقل ت لها‬ ‫بكامل الصراحة انك لس ت طبيعية وهااراك تقراين العقد النفسية من سلسلة‬ ‫زدني علما ‪ ،‬مما يؤكد وصول قطار حياتك الى محطاتها الخيرة ‪ ،‬فاجاب ت‬ ‫بكل صراحة بانها لزال ت تنتظر شخصا كالذي تقدم عليها ورفضه والدها ‪،‬‬ ‫وهي تعلم ان الحصول على نموذج مماثل امر صعب يصل الى مايمكن‬ ‫تسميته بالمستحيل ‪ ،‬ولقد عان ت الخ ت المذكورة معاناة شديدة وخاصة‬ ‫نفسية جعلها تدفع ثمنا باهضا من حياتها ‪.‬‬

‫وبالمقابل هناك اخ ت اخرى مسك ت بيد خطيبها بسرعة بدون الخذ‬ ‫بالشروط التي وضعتها من قبل ‪ ،‬فسالها شقيقها لماذا رفض ت فلنا من الناس‬ ‫وكان تحصيله الدراسي ومستواه افضل ن فاجاب ت بصراحة غير معهودة‬ ‫ايضا انها تعلم بهذا الخطا الذي وقع ت فيه ‪ ،‬والن بعد ان تقدم الشاب القل‬ ‫مستوى وقبل ت به لن ذلك افضل لها من تناول عشرة اقراص يوميا من‬ ‫المهدئا ت ‪.‬‬ ‫المهم كلما اقترب النسان من الثقافة النسبية وليس ت المطلقة اما ابيض او‬ ‫اسود ‪ ،‬اما مائة بالمائة او صفر بالمائة ‪ ،‬وتبنى في قبال ذلك المعيار النسبي‬ ‫وهو الخمسين درجة فما يزيد عن نسبة الخمسين يكون جيدا وال دون‬ ‫الخمسين يكون مدعاة للرفض ‪ ،‬بهذه الثقافة التي يرى الزوج زوجته بعيون‬ ‫الوقار والحترام ويعطيها ماتستحقه من نسبة مقبولة ‪ ،‬وكذلك الزوجة‬


‫تنظر اليه نظرة نسبية وترى فيه بعض الخصوصيا ت التي تشجع على‬ ‫التعاون والستمرار معه ‪ ،‬والبقاء كظل له في حياتهما الزوجية دون ان‬ ‫يتوقع أي منهما من الخر معايير صعبة قد تنهي حياتهما الزوجية الى‬ ‫الفشل الذريع ‪ ،‬وخير مانختم به عمودنا لهذا العدد مقولة قالها حكيم انه بحث‬ ‫طوال اليوم في السواق والطرقا ت عن انسان بمعنى النسان فلم يجده ‪.‬‬

‫معاناة المرااة المسلمة في بلد الغرب‬ ‫كمبداا عام كل من يريد ان يعيش مع الدين في بلد الغرب ببهارجها‬ ‫وزخرفها يعتبر بمثابة سباحة ضد التيار ‪ ،‬وباتجاه معاكس للجريان العام ‪.‬‬ ‫واذا كان ت معاناة الرجل اقل من حيث التقيد بمظهر معين كما بالنسبة للمراة‬ ‫الملتزمة ‪ ،‬وتقيداته اقل من جوانب عديدة ‪ ،‬ال ان المراة ليس ت كذلك وتعاني‬ ‫كثيرا في الندماج مع المجتمع والحصول على فرص عمل كما الخرين ‪،‬‬ ‫ويمكن الشارة هنا الى بعض معاناة المراة الملتزمة بالفرائض الدينية ‪،‬‬ ‫سواء على الصعيد الفردي او المجتمعي ‪ ،‬او على صعيد المااكل والملبس‬ ‫والمشرب ‪ ،‬وجوانب كثيرة يصعب ملحقتها وجمعها في هذا العمود‬ ‫الصغير الذي ليتسع ال لشارا ت سريعة ‪ ،‬ومن بين صور المعاناة هذه‬ ‫على سبيل الشارة ل الحصر ‪:‬‬ ‫اول ‪ :‬ان تقيد المراة المسلمة بالحجاب في اوروبا ‪ ،‬في وق ت وظرف تخرج‬ ‫المراة الوروبية اقل مايكون من حيث الحشمة وخاصة في فصل الصيف‬


‫عندما يكون الملبس بدون انصاف ‪ ،‬ويتم ابراز كل مفاتن المراة ‪ ،‬فضل عن‬ ‫بعض التصرفا ت التي تخجل الكثير ولكن يتم تجاهله ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬صحيح ان القانون يعاقب على التمييز العنصري على اساس اللون او‬ ‫العرق او الدين ‪ ،‬ولكن مع ذلك تجد المراة الملتزمة صعوبة في النخراط‬ ‫بالعمال المطلوبة في المجتمعا ت الوروبية ‪ ،‬وقلما تجد المكان المناسب لها‬ ‫‪ ،‬واذا وجد ت قد لتحصل عليه بسهولة ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬المراة في الغرب حالها حال الرجل عليها ان تخرج للعمل مثلما‬ ‫الخرون ‪ ،‬وليبقى في البي ت ال لمن له عذر ما ‪ ،‬ونتيجة لعاداتنا الشرقية ‪،‬‬ ‫وتولي المراة كل شؤون المنزل من غسل وتنظيف وطبيخ والهتمام بالبناء‬ ‫وماشابه ‪ ،‬فان اعباءها تتضاعف في الغرب بشكل لتستطيع ان تنوء بكل‬ ‫العمال التي كان ت تنجزها في بلد الشرق ‪ ،‬ولن الرجل الشرقي غير‬ ‫معتاد على مساعدة الزوجة في الشؤون المنزلية ‪ ،‬عند ذاك يبداا التصادم‬ ‫وتحدث مشاكل لعد لها ولحصر ‪ ،‬مما يؤدي الى تصدع الحياة الزوجية‬ ‫اسرع مما يتصور ‪ ،‬وهناك بعض الدول يتم تشجيع المراة على الستحواذ‬ ‫على العائلة والتمرد على الزوج بطرق واساليب مختلفة ‪ ،‬حتى يتم احيانا‬ ‫اجبار الرجل على حمل جهاز ما يدق عند الشرطة اذا اقترب من مكان سكن‬ ‫زوجته التي انفصل عنها او التي قدم ت شكوى ضده وعشرا ت بل مئا ت‬ ‫المشاكل التي لتخطر على ذهن الكثير من الناس في الشرق ‪.‬‬ ‫ومع كل ذلك فان المراة المسلمة التي تحارب وتقاوم على جبها ت عدة ‪،‬‬ ‫لشك تسجل لها اعظم الجر والثواب في الخرة ‪ ،‬وهي تستحق الشكر‬ ‫والثناء ع ‪7‬لى هذا التحمل الذي هو ربما اكبر مصداق للحديث الشريف‬ ‫الذي يقول ‪): :‬يأتي على الناس زمان فيه القابض على دينه كالقابض على‬ ‫الجمر( ‪.‬‬

‫‪-----------------------‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.