المراة
الجبار
كريم
اضاءات
على
بقلم
طريق
عبد
سلسلة مقال ت نشر ت قبل نحو عقد من الزمن في صحيفة الستقامة البغدادية اليومية التي كان ت تصدر عن المجلس العلى السلمي العراقي
كيف يمكن للمرأة ان تبدع ؟ كمبدأ عام يحتاج البداع الى جو يسهل ويساعد على خلق البداع المطلوب في مختلف المجال ت الحياتية ،ولعل اولى مستلزما ت ايجاد هذا الجو هو تقليص حجم المحظورا ت ،وفسح المجال امام البداع النساني على جميع الصعدة ،ولتشذ المراة عن هذه القاعدة ،وليفهم من ذلك الدعوة الى تحلل المراة وتشجيعها على التمرد ،وعدم تقيدها بمنظومة القيم السائدة في المجتمع ،وانما المقصود ان اولى الشروط اللزمة للعملية البداعية هو توفير الجو المطلوب لذلك والدوا ت اللزمة لتحقيق البداع ،فضل عن ان المراة تحتاج الى عوامل مكملة اخرى لخلق الطاقة البداعية لديها منها على سبيل الشارة ل الحصر .. -
ان تكون النظرة اليها كانسانة قبل ان تكون انثى .
ايجاد الثقة لديها من خلل النظرة لها ولنفسها كونها انسانة ايجابية تشجيع وليس ت سلبية ،ولديها دورا فعال وجوهريا في المجتمع - . المراة على المطالبة بحقوقها المكفولة دينيا ومدنيا ،ومنهاحضورها ومشاركتها في مختلف الميادين الحياتية وعدم تعطيل هذا الدور بمختلف الذرائع والتصورا ت غير المبنية على اسس حضارية وعلمية وحتى واقعية . اعطاء مفهوم انساني شامل للفساد وعدم تقليص المر وتحجيمه في القضايا الجنسية وحسب . للسف هناك محاول ت مستمرة على تسويق قيم موروثة من واقع مجتمعي معين باسم الدين ،فيما الدين وفي المقدمة السلم قد اعاد العتبار
للمراة ومنحها حقوقا كثيرة لم تكن المراة تتمتع بها عند ظهور السلم . اخيرا وليس اخرا على المراة ان تبذل قصارى جهودها من اجل استرداد حقوقها كاملة ،وان النتظار على امل عودة الوعي ومنحها تلك الحقوق انتظار يطول دون ان يسفر عما تتوقعه المراة من دور وحقوق وشروط اجتماعية تؤهلها للقيام بدورها المنشود في المجتمع .
المرأة رمز العطاء
قرا ت الكثير عن وصف المراة ،ولكن تعلق في ذهني مجموعة افكار اتمنى ان تكون صحيحة في وصف المراة التي تبقى ذلك الكيان المجهول مهما حاول الرجل الوصول الى سرها وعالمها الذي يبقى عالما مجهول بالنسبة للرجل مهما تفنن واجتهد في معرفة هذا الكيان الرقيق الذي وصفه المام علي ) ع ( بالريحانة وليس القهرمانة . ل اغالي ان قل ت ان المراة رمز العطاء ،وهي لتملك شيئا سوى العطاء لتقدمه ..ولاغالي ان قل ت ان المراة رمز الحياة ،وان التمسك بها تمسك بحبال الحياة .. المراة تملك فضاء واسعا تستطيع ان تستوعب الرجل بكل جبروته واعتداده بنفسه ..فاذا كان الرجل يبحث عن ذوبان فالمراة تبحث عن انتماء ، ولتجد نفسها ال من خلل الرجل .. اذا كان ت النوثة والذكورة تعني شيئا ما في عالم الشهود وعالم الدنيا ،فان الروح النسانية ليمكن تصنيفها اذكر هي ام انثى في عالم الرواح وعالم الغيب .. لعل المتصوفة كانوا اكثر ادراكا لهمية المراة في الوصول الى المطلق أي ا ،ولذلك يقول محي الدين بن عربي ) :لكي يصل النسان الى المطلق، أي الى ا ،ل بد له من ان يمر بالنوثة« .وهذا يعني ان النوثة هي طريق النسان الى المطلق ،ويضيف ) :كل مكان ل يؤنث ل ييعول عليه ( بمعنى ان الذكورة ل بد ان تكون يملقحة بالنوثة .والنوثة ل بد ان تكون ملقحة بشيء من الذكورة ،لن هناك وحدة أساسية بين هذين القطبين. يعلق ادونيس الشاعر والديب السوري على هذه المقولة بالقول . :للسف، تم فصل هذه الوحدة ونظر الى المرأة بوصفها كائنا مستقل ،عن الرجل الذكر ،وفي موقع دوني .كأن الروح حل ت محل الرجل وكأن الجسد صار هو المرأة .وبهذا المعنى يهمش ت المرأة ،وبدل أن تظل قطبا أساسيا مثل الرجل ،صار ت موضوعا ،بل وشيئا من الشياء ،تستخدم كما تستخدم الشياء الخرى .
لنريد الستغراق كثيرا في هذه الوصاف ،والتحليق بعيدا مع موضوعة المرااة ،ودورها الجوهري في الحياة ،فلول المراة لما عرف الجمال ولطعم الحب النساني الذي هي سمة من السما ت العالية لدى النسان ، ويكفي ان نورد بعض الحاديث المروية عن الرسول محمد ) ص ( فكم جميل عندما يصف فاطمة الزهراء ) ع ( باام ابيها ،لما كان ت تملكه من حنان تغمر بها حتى الرسول الكرم ،ويجعلها في مقام البن ت والم لدى ابيها الرسول المصطفى ،واما بالنسبة للزوجة ،فيضعها الرسول احد الثنين اللذين يعطيهما الهتمام الكافي ،وهما النساء وقرة عين الرسول الصلة ،كما في الحديث الوارد عنه ) ص ( . قد يعتبر البعض ان هذا الكلم فيه نوع من المغالة عندما يقارن المر ببعض النسوة اللتي ينزلن بالمفهوم المقدس للمراة الى مادون البهائم ، ولكن الحقيقة ان النسان من ذكر او انثى يحتل مكانة مرموقة في شريعة السماء ،ومكانة لم يحظ بها أي مخلوق من مخلوقا ت الباري عزوجل ،الذي تمكن بوجوده المادي البسيط من السمو في عالم الروح ،وفي عالم الدنيا ايضا ،يقول احد العرفانيين ان الرجل وصل الى المعراج انطلقا من احضان الم ،ولكي ليعتب علينا السياسيون نورد عبارة قالها نابليون بونابر ت عن المراة بالقو ل :ان اليد التي تهز المهد تهز العالم .
تصدع الكيان السري في الغرب . .لماذا ؟ قد يستغرب البعض ان يجد ان السرة في الغرب الذي حقق نسبة عالية من حقوق النسان ،وحرية المراة وتكريس حقوقها في طريق المزيد من التهميش والتلشي ،ذلك لن من متطلبا ت النموذج الغربي في بناء الحضارة تبني الملبس الخفيف ) تي شير ت ( والماكل السريع ) حضارة الساندويج ( والعلقا ت الجتماعية بما فيها السرية علقا ت عابرة لتدم
طويل ،كل ذلك تؤدي الى تكريس ظاهرة العزلة والفردية والنقطاع ،كما يؤكد ذلك المفكر المصري الراحل عبد الوهاب المسيري . ومن نتائج تكرس هذا النمط في الحياة الغربية ان الكثير من الرجال والنساء ليعيشون طويل تح ت سقف واحد ،كما ان نسبة الذين ليسجلون حال ت زواجهم في الكنيسة في تزايد مستمر تزيد عن نسبة الخمسين بالمائة كما تقول الحصاءا ت في اميركا ،وهذه النسبة شهد ت تزايدا مستمرا خل السنوا ت الماضية حسب الحصاءا ت ذاتها ،المر الذي جعل احدى البنا ت المهاجرا ت تسال ابيها لماذا هي فقط مع صديقتها الفغانية يعيش اباءهم مع امهاتهم تح ت سقف واحد ،فيما الخرون يتنقل البناء حسب التفاق بين الطرفين لمواصلة رعايتهم لهم مع الشرخ الحاصل في العلقا ت السرية بينهم ؟ لبحث اسباب بروز هذه الظاهرة فهي كثيرة ،يتعلق بعضها بردة الفعل ازاء النمط المتشدد في الزواج ومسالة الطلق لدى الكنيسة ،المر الذي دفعهم للبحث عن حلول عملية بعيدة عن النموذج الكاثوليكي ،وفي اطار خارج اطار مرجعية الكنيسة . ومن السباب الموجبة لذلك ان مفكرين من امثال ايريك فروم يذهب الى ان الزواج بين رجل وامراة با ت زواجا متخلفا وقديما يسميه بالزواج النووي أي التقاء نواة موجبة وسالبة ،ولبد ان ياخذ النسان كامل حريته ،ويبتدع اساليب حديثة وكما يرتضيها من اجل الترابط بين الجنسين ليس بالضرورة ان تكون حكرا على نموذج واحد من العلقة ،ولهذا برز ت اسماء وانماط جديدة من العلقا ت الجتماعية لتقوم على شكل واحد ،او على اساس تعزيز الكيان السري . ومن السباب ايضا حصول المراة الغربية على مزيد من الحقوق جعلها تتصرف في نطاق اوسع من كيانها وحاجتها ،وتعيش ضمن معادلة مختلة لتقل سوءا عن اعتلل المعادلة في الشرق ان لم تزد عنها ،واوجد مشكلة جديدة وهو استمرار عدم التزان في العلقا ت السرية و تصدعها ،بحيث نستطيع ان نقول ان المراة في الشرق اذا صح التعبير بانها مظلومة فان
المراة الغربية ظالمة لنفسها بقبولها هذا الدور المر الذي ليجد معه الرجل – ليس الجميع بالطبع -ضرورة الستمرار مع امراة تتمتع بالكثير من الحقوق تزيد عن حقوق الرجل بالتاكيد ،المر الذي يفرض على المراة الغربية ان تتنازل عن بعض تلك الحقوق طواعية لصالح الرجل لكي يكون هناك نوع من المبرر والتشجيع لستمرار الرجل معها ،ل ان تكتب صحيفة غربية بعنوان عريض ) ابي ابق هنا معنا في البي ت ( . --------------------
صيانة كرامة المرأة كم كان يؤلمني عندما اجد نساء شابا ت او اطفال بعمر الزهور يمدون اياديهم الملئكية للستجداء من هذا وذاك ..وكان اللم يزداد برؤية استفحال الظاهرة في بلد غني وملئ بالثروا ت والمكانا ت . كيف يمكن للمراة ان تصون نفسها ناهيك عن الطفال الذين يستغلون لبشع العمال من النجرار الى منزلقا ت خطيرة لتقتصر على الجانب الخلقي وحسب بل تمتد لتشمل حتى الجانب المني ،فان الفقر يمكن ان يشكل
مرتعا خصبا للحصول على نماذج تستطيع ان تمارس اشد الوان الجرام مقابل ثمن ما او القدام على اعمال جنونية ليمكن تفسيرها باي منطق اوعقل سليم . ان المراة العراقية ليمكن ان تتبواا المكانة التي تستحقها في العراق الجديد ال بضمان حقوقها ،وان نظام الكوتا في اعطاء المراة العراقية نسبة جيدة من المشاركة والحضور في مجالس البلدية وفي البرلمان ليشكل مفخرة للعراق الجديد طالما بقي ت المراة العراقية تنوء بحمل ثقيل من جراء العوز المادي على الخصوص ،وعدم وجود مايضمن لها العيش الكريم الذي يحافظ على كرامتها ويجعلها تفكر وتنظم حياتها بالشكل الذي تتبواا مكانتها الطبيعية في الحقبة الجديدة التي يعيشها العراق الخاضع للمعاينة والمراقبة على صعيد العالم وليس المنطقة والداخل العراقي وحسب . ولو نعود لظاهرة التسول وهي ظاهرة يمكن القضاء عليها بسهولة اكبر لو تم جرد المتسولين والمتسول ت وتم ضمان عيش كريم ولو على مستوى ) قو ت ليمو ت ( من اجل الحد من هذه الظاهرة غير الحضارية ولنقول القضاء عليها بالكامل ،فان المرور بالشارع ورؤية جيش من المتسولين وفي مختلف الماكن لهي ظاهرة غير طبيعية ابدا ،وتساهم اشد المساهمة في تخريب الوضع الخلقي وحتى المني في العراق كما حذر ت بعض الجها ت الدولية المطلعة على الوضع العراقي مؤخرا ،فالى المام ياحكومة العراق من اجل رفع بعض الحيف والظلم الذي لحق بالمراة العراقية حتى في العصر الجديد الذي كنا نتامل منه خيرا ولزلنا على ذا ت المل ،ولكن لنحذر من ان الفتق اذا ازداد عن حده فان الرتق قد ليكفيه وليفيده . .وان الشعوب الشرقية كما اخبرتنا تجارب التاريخ المختلفة اعتاد ت على الصبر ولكن عندما تنفجر تحرق الخضر واليابس ،فلنحذر غضبة شعبنا ،وكما قيل اللهم اني اعوذ بك من غضبة حليم ،او اللهم اني اعوذ بك من عزيز قوم ذل .
-------------------------
بين الزوجة المثقفة وربة البي ت في الوق ت الذي يتوقع ان تكون العلقا ت الزوجية امتن واوثق فيما اذا كان الزوجين على مستوى جيد من الثقافة ،ولكن ماوجدته في الواقع ان العديد من الصدقاء والشخاص المعروفين في الساحة لديهم علقا ت متوترة مع زوجاتهم المثقفا ت ،وقد جر المر حتى الى الطلق ،فيما لحظ ت ان ربة البي ت المهتمة بتربية البناء والتي ليس لديها حظ وافر من التعليم اكثر استقرارا في حياتها الزوجية . مفارقة قد يستغربها البعض ،لنه منطقيا المراة المثقفة اكثر ادراكا لمشاعر الزوج واكثر فهما لمايروم او يشير اليه ولو عبر تلميحا ت بسيطة . المشكلة تكمن في الجو الجتماعي وطبيعة العلقا ت الموروثة في بلداننا ، حيث ان النسانة المثقفة عليها انجاز العمال المنزلية فضل عن اهتمامها بالثقافة والفكر ،ومن جراء عدم تعاون الزوج معها يولد اول شرخ في العلقا ت بينهما ،ويزداد المر تعقيدا اذا كان ت المراة اكثر حضورا في المجتمع ،واكثر ثقافة من الرجل ،حيث تنتاب العلقا ت بيهنما نوعا من
البرود واعادة النظر ،فيما اذا لم يستطع الرجل من حل الشكال ت الواردة فان المسالة تتخذ مسارا اكثر تعقيد ،وقد يؤدي بالفعل الى الطلق ،وهذا ماوجدته في احد الشخاص الذي ساهم في دعم زوجته لكمال جامعتها وبعدما انته ت من الدراسة اخذ ت تولي اهتماما كبيرا لعلقاتها المنفتحة مع شخصيا ت متنفذة في البلد بخصوص مشاريعها المتعددة ،ووجد الزوج نفسه هو الذي اصبح خادما فيما راح ت الزوجة تتبنى نموذجا لينسجم مع طبيعة العلقا ت في مجتمعاتنا ،هذه المسالة لتجدها عند النسانة البسيطة التي لتناقش الزوج وتعيش مطيعة لكل اوامره ،ولكن مع ذلك تبقى المثقفة هي المطلوبة ،وان العيب ليس فيها ،وانما في النساق الجتماعية الموروثة والمتشكلة على اسس خاطئة والتي سيلمسها التغيير عاجل او اجل ،المهم بالنسبة للمراة التي لديها تحصيل دراسي ان تقدر المور جيدا عندما تريد ان تختار سلوكا او منهجا محددا في حياتها الجتماعية بشكل عام وفي داخل اسرتها بشكل خاص . --------------------
قيم البداوة والمراة لتزال الضجة قائمة في الردن حول مااعلنه المركز الوطني في هذا البلد بان نحو الف ومااتي طلب تم التقدم بها الى السلطا ت الطبية خلل عام للتااكد من عذرية الفتيا ت المؤهل ت لسن الزواج ،وهو مايعكس تزايد ظاهرة اللجوء الى التااكد من عذرية الفتاة قبل زواجها المر الذي يعكس اتجاها خطيرا في المجتمع ،والذي با ت يقض مضجع الف الفتيا ت وهن على ابواب الدخول الى الحياة الزوجية ،كما واصبح ت تثير قلق الكثير من الوساط العلمية الكاديمية والدينية الشرعية ،حسبما قال ت الصحافة الردنية . وقال ت صحيفة الغد الردنية ان هذا المر يعكس امورا كثيرة اهمها الشك بعوائل الفتيا ت اللتي يطلب منها اجراء هذا النوع من الفحوصا ت والتي تؤكد حالة الشك في طهر الفتيا ت وسلمة عذريتهن ،المر الذي قد يوجه اسوا الضربا ت النفسية لهكذا عوائل . ان علماء الدين ابدوا وجها ت نظر واضحة بهذا الخصوص وهو صحة لجوء بعض العوائل للتاكد من قضية عذرية البن ت فيما اذا كان هناك لغط ما بهذا التجاه ،ولكن ان يتم اللجوء الى هكذا فحوصا ت تعبيرا عن حالة الشك فقط وسوء الظن بالفتاة ليس امرا مقبول من وجهة النظر الدينية التي تحاول ان تزرع الثقة بالنسان المسلم فضل عن تكريس الفضيلة في المجتمع من خلل بناء المحتوى الداخلي للنسان ،وليس اللجوء الى اساليب تعكس الذهنية القبلية وليس ت الدينية على غرار مايسمى بغسل العار بالنسبة للفتاة اتي تقيم علقا ت غير مشروعة مع شخص اخر .
ان تحميل الدين وخاصة السلم بعض التفاسير الذكورية او القبلية التي تعكس ثقافة بعيدة كل البعد عن القيم الحضارية السلمية لمر يحتاج الى اكثر من وقفة تامل ومراجعة حقيقية من جانب المتصدين للمشاريع الدينية ، وكيفية عرض السلم بما هو عليه وليس بما تصنعه وتنتجه منظومة قيم البداوة وتحاول فرضه بذرائع دينية في المجتمع ظلما وعدوانا على النص الديني الذي اعطى للمرااة كامل حقوقها في وق ت لم تكن البشرية قد عرف ت بعد هذا المستوى من القيم والمبادئ السلمية التي تكرس وتصون كرامة النسان اول سواء كان رجل او امراة ،وتعتبرهذه الكرامة مقدسة اكثر من اية اعتبارا ت اخرى . على أي حال نحن في القرن الحادي والعشرين من الضروري ان ندرك ان للفساد معنى حياتي شامل ،ولتقتصر على قضايا هي ايضا مهمة ولكن التركيز عليها بشكل الهلوسة الذهنية تعكس حالة غير حضارية ومرفوضة ، وليمكن ان تبنى حضارة على اساس قيم البداوة التي في الواقع اجمل مايقال عنها بانها حضارة مجمدة لتقبل الخروج من الشرنقة التاريخية للتخلف الذي تعيد تشكيله او حتى تبقيه بنفس صيغها الموروثة بدون ادنى رتوش . ----------------------
معايير الزواج الصحيح ساالني احد الشباب المؤمنين وكان يبحدث عن فتاة تناسبه للزواج منها كيف اعرف ان هذه الفتاة تناسبني ام ل وانا قليل الخبرة بالعلقا ت مع الفتيا ت كما تعلم ،فاجبته بان هناك طريقة بسيطة وفطرية لمعرفة ان كان ت تناسبك هذه الفتاة او تلك وهي ان تراجع نفسك في اول نظرة لها هل دخل ت قلبك ام ل بدون ان تقنع نفسك بها ،فاجابني ببساطته المعهودة والصريحة المشكلة ان كل الفتيا ت يدخلن قلبي ،فقل ت له وهل قلبك باص ليتسع لعشرا ت الفتيا ت . مشكلة الختيار في مجتمعاتنا المحافظة مشكلة كبيرة ،فبالرفم من التوصيا ت الدينية بضرورة التفحص الدقيق عن المراة التي يراد الزواج منها ،وكذلك معرفة المراة بكل مايتعلق من قضايا مهمة بزوج المستقبل قبل التورط والدخول في القفص الذهبي ومن ثم اكتشاف امور لم تكن بالحسبان ، حتى غدا المر بالنسبة للبعض كعملية شراء رقي عليك ان تاكل سواء كان حظك من الرقي احمر او ابيض . من هنا تقع الكثير من الشكال ت في عملية الختيار في العوائل المحافظة ، رغم التوصيا ت الدينية بضرورة تعارف الطرفين جيدا على اخلق البعض ، وضرورة اخذ راي اولي المر في مسالة الزواج بالنسبة للبن ت الباكر وذلك لهمية الخبرة في هذا المجال ،والهم من كل » إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزووجوه« كما في الحديث الشريف ،كلها تقدم معايير للزواج الصحيح ،ويضاف اليها شروط اخرى بعضها عرفية واخلقية وعلمية وليس ت كلها دينية . مايهم السلم ان يتم الزواج باسهل الشروط والمكانا ت ،ففي دقائق تستطيع النتقال من العزوبية للزواج ،ولكن ضمن فترة زمنية طويلة تستطيع الطلق ليكون هناك متسعا لمراجعة الذا ت واحتمال التراجع عن الفكرة .
نصحيتي للمراة التي تنتظر بن الحلل انه الى جانب اهمية الفحص عن كل مايتعلق بالمتقدمين عليها ،من الضروري عدم التاني كثيرا في هذا المر الى درجة تصل الى حد الوسوسة ،ومن ثم اتخاذ القرار الصعب في ظل ظروف نفسية غير مساعدة ،يتم فيها التركيز على جانب ويتم نسيان جوانب كثيرة ومهمة ،فيتم الوقوع في المحظور ،والهم في هذا المجال وضع صفا ت معقولة لفارس الحلم الذي لن ياتي كلما كان ت شروطه وصفاته صعبة المنال . ---------------------------------
مفارقا ت بين المرااة والرجل كثيرة هي المفارقا ت بين المراة والرجل ،ولعل هذه المفارقا ت او المغايرة هي جزء من اسباب ودواعي النجذاب كل للخر ،فالمفارقة او المغايرة
هنا لتولد النكماش او النكفاء على الذا ت بقدر ماتعزز اواصر النجذاب بينهما . تثار هذه المفارقا ت باشكال مختلفة ولغراض وغايا ت متعددة ،تااخذ احيانا طابعا هزليا او فسلجيا او روحيا ونفسيا وسلوكيا ،تتعدد الشكال ويبقى الهدف واحد وهو معرفة كل جوانب التمايز والختلف بين الثنائية البدية المراة والرجل . رائد التركيز على المفارقا ت الحياتية وابرازها بشكل ملف ت للنظر في العالم الكاتب المسرحي برنارد شو ،فقد قال ت اليه زوجته يوما لحسن الحظ سياتينا وليدا بجمالي وذكائك ،فاجابها برنادشو ولم لتتوقعين العكس ان يخرج الطفل بقبحي وبغباءك . اذا كان مزاح برناد شو مع زوجته لبراز المعادلة المنطقية غير المرغوب فيها ،ال ان هناك معادل ت ومفارقا ت تتخذ طابعا هزليا ولكن فيها اعمق الحقائق ،من قبيل المقولة التي تقول ان المراة تمنح نفسها وهي تتطلع الى الحب ،فيما الرجل يمنح الحب وهو يتطلع الى شئ اخر . ومن المفارقا ت الخرى التي تذكر والتي تستحق الوقوف عندها ،ان المرااة اذا كان ت من حزب الحمائم فليس بالضرورة ان يكون الرجل من الصقور ، ولكن اذا كان ت المراة من الصقور فمن المؤكد ان الرجل من الحمائم . ومقولة اخرى تقول ان المراة تبداا حياتها مسالمة وتنتهي مستسلمة . واخيرا وليس اخرا يقول البعض ان الرجل في حروب مع المراة على مر التاريخ يدعي النتصار تبجحا بموقعه كرجل ،فيما المراة تكسب معركة وتدعي الهزيمة لسباب تكتيكية . ----------------------
عقدة الوظيفة والدور لماذا نجد لدى العديد من الناث تمنيا ت لوكن رجال ،فيما ليس المر كذلك بالنسبة للذكور ،ال قلئل جدا من الشواذ ؟ هل هذا يعني ان النثى اقل درجة من الذكر خلقيا بفتح الخاء وخلقيا بضمه ؟ وهل يعني ذلك وجود عقدة الوظيفة والدور عند المراة ؟ ام ان المساالة نابعة من الرؤية السلبية للنثى ،وتفضيل الذكر عليها ؟ اعتقد ان المسالة نابعة من هذه وليس ت فطرية ،ففي المجتمع الذكوري الذي تعطى اهمية قصوى للذكور وبدرجة اقل للناث تتولد هذه الحالة المشاعرية لدى بعث الناث وليس كلهن . لو راجعنا المجتمعا ت التي اعاد ت للمراة كل حقوقها وربما اكثر فان المسالة تختلف كثيرا ،ففي مجتمع كالسويد حيث دور المراة وحضورها في ادارة مؤسسا ت الدولة تصل اذا لم نقل تزيد عن ثمانين بالمائة ،المر الذي
اشعرها بقوتها ودورها الول في السرة وفي المجتمع والدولة ،فيما اصبح الرجل اقل حضورا ،وتراجع دوره عما كان سابقا امام تزايد حضور المراة في مختلف مجال ت العمل ،وهكذا المر في مجتمعا ت غربية اخرى ،حيث توصل ت دراسة للسرة اللمانية الى ان المراة هي التي لها كلمة الفصل والكلمة الخيرة في السرة ،وطبيعي في مثل هكذا مجتمعا ت لتتولد مايمكن تسميتها بعقدة الوظيفة والدور . وبالطبع لسنا هنا في معرض التفاضل واي المجتمعين افضل من الخر ، المجتمع الشرقي بطابعه البوي او مايسمى بالمجتمع البطريركي ، والمجتمع الصناعي بطابعه المومي ان صح التعبير واثاره على تماسك العائلة ومدى ارتباطه بالموروث الديني ،فكل المجتمعين الشرقي والغربي لهما سلبياتهما فضل عن اليجابيا ت . مانحن بصدده ان نظرة المراة السلبية للذا ت نابعة من الدور الثانوي المعطاة لها في حركة المجتمع ،وعدم تبوئها المكانة التي يليق بها ليس لسباب دينية كما قد يظن وانما لمنظومة قيم موروثة تتغطى احيانا بغطاء الدين وتكرس مشروعيتها من خلله ،في حين ان السلم ليعارض ابدا أي فعل انساني من ذكر وانثى يستهدف عمران الدنيا وصلح الخرة ) اعمل لدنياك كانما تعيش ابدا ،واعمل لخرتك كانما تمو ت غدا ( ،المهم لدى الدين هو الباس الرض صفة السماء ،بمعنى الحفاظ على الغائية الخلقية والنسانية في مشاريع العمار والتقدم القتصادي المنشود ،وضرورة الحؤول دون تحويل النسان الى ترس في الة كبيرة اسمها المجتمع الصناعي وتشئ النسان وخاصة المراة التي اصبح ت في ظل هذه الحضارة مادة استهلكية فقد ت قدسيتها السابقة ،وتحول النسان في ظل متطلبا ت الحداثة الغربية من غاية الى وسيلة ،لنبحث عن النموذج الذي يستحق الحتذاء به ،ويقال ان النموذج الياباني يستحق الوقوف عنده في هذا المضمار بالحفاظ على انسانية النسان وعلى تحقيق اعلى مستوى من الرقي الحضاري ،وكذلك تبوء المراة مكانة مهمة في حركة البناء مع الحفاظ على تماسك الكيان العائلي واعطاء كل ذي حق حقه في هذا الكيان .
-----------------------------
هل من علقة ابدية بين المراة والرجل ؟ خلل مناقشة جر ت لحد موضوعا ت هذا العمود في شبكة البالتوك العالمية وضمن غرفة دردشة عراقية استمر ت لساعا ت ،ابدى احد المتواجدين وهو صاحب اختصاص في مجال العلوم بدرجة دكتور ملحظة واحدة ورئيسية ازاء عبارة العلقة البدية بين المراة والرجل ،وقال ان العلقة المعهودة بين النساء والرجال قد لتبقى على هذا الشكل المتعارف عليه منذ بدء الخليقة . واضاف انه ليستطيع الجزم باستمرار العلقة كما كان ت عليه سابقا وعلى طول التاريخ ،مشيرا الى ان العلم بداا خطوا ت بهذا التجاه ،وقال ان خطوا ت اساسية تبذل حاليا من اجل تخليص المجتمع صغارا وكبارا ،اناثا وذكورا من حالة التبعية والسلطوية التي تمارس باشكال ودعاوى مختلفة . المهم انه يعتقد ان اعطاء المراة كل حقوقها وعدم حاجتها للعتماد على الرجل كما كان سابقا وحاليا قد يعيد لها بعض شخصيتها المسحوقة جدا في بلد الشرق .
وعن الثار الجتماعية المتوقعة لهكذا عالم من الصعب تصورها الن ، ولكن يمكن الشارة الى بعض معالم هكذا حياة كما نرى بعض ملمحها اليوم في العالم الغربي ،حيث استشعار المراة بعدم وجود قيم عليها ،بل وشعورها بانها هي القيم نتيجة النحياز الى تلبية حقوقها كاملة قد جعل معظم او لنقل الكثير من الرجال والنساء في المجتمع الغربي ليعيشون تح ت سقف مشترك ،المر الذي يدفع ثمنه الطفال بل شك ،كما ان ظاهرة الزواج الدائم في حالة من النحسار تتجه الى النقراض ،هذا فضل عن ان الحياة الجتماعية الغربية تتميز بالبهرجة الظاهرية فيما تفتقد لحالة النسجام الروحي والتعاضد السري في الشرق رغم كل مايقال عن سوءاته ،وهذه الحقيقة هي التي تدفع بعض الوروبيا ت الى ان يصفن الشرقيين باصحاب القلوب الدافئة ،بل وجعل ت فتاة اوروبية تقول لمسلم تزوجني وانا مستعد للبس حجاب ولو من حديد ،ولابالغ ان قل ت اني راي ت بام عيني سويدية بعيونها الزرقاء وملمحها المميزة وقد لبس ت برقعا ليظهر سوى عينيها لكونها متزوجة من رجل مسلم ..فهل نستنتج من هذا ان العالم مقبل على انماط جديدة من الحياة الجتماعية ينبغي على من يتولى صياغة المجتمع بمن فيهم العقول الدينية ان تستعد لمواجهة اثارها التي بدا ت بالوصول ،فبدل من التشدد في شروط تكريس الحياة السرية من الضروري تسهيلها والتشجيع عليها ،خاصة وان السلم يتميز بالوسطية والعتدال والواقعية ويستطيع ان يهضم كل تحول ت التاريخ دون ان يخرج عن اطاره ووعائه الخاص بالستيعاب ،فالسلم كما قيل وعاء يتسع لكل شئ وليسعه شئ . ----------------------
لماذا تصدع الحياة السرية في الجاليا ت المهاجرة ؟ منذ اليوم الول لتعريف العائلة المهاجرة الى الغرب الى الجها ت المعنية باستقبال اللجئين ودمجهم في المجتمع الجديد يطلب من المراة رقم حسابها ليتم وضع مبالغ الدعم الحكومي للعائلة الى حين التمكن من العمل في ذلك البلد والعيش بشكل طبيعي ،منذ هذه اللحظة يبداا مسيرة التخريب من وجهة نظرنا لطبيعة العلقة القائمة بين الزوجين ،حيث ان الب هو الذي يتولى مسؤولية العائلة والنفاق عليها ،ولكن قوانين الغرب وان كان يحترم خصوصيا ت الشعوب ال انه يتعامل مع المراة ككيان له كامل الحقوق مثلما الرجل ،بل ويزيد حقوق المراة من حيث كونها كيان ضعيف يحتاج الى السناد امام قوة الرجل الذي قد يلجاا الى العنف مع المراة في سبيل تمرير اراءه ووجها ت نظره ،ويضاف الى ذلك اعطاء الحق للمراة في الحتفاظ بالبناء على عكس الحالة في بلدنا يكون البناء تابعين للب . هذه الجراءا ت وغيرها كاعطاء ارقام سرية للمراة للتبليغ ضد الرجل في حالة الضغط عليها او ممارسة العنف ضدها تساهم مجتمعة في ايجاد وضع نفسي جديد للمراة المهاجرة يترك اثاره واضحا على افكار المراة وسلوكها في المجتمع الجديد تختلف قليل او كثيرا عما كان ت عليه في بلدها الم ، المر الذي يجعل اب العائلة امام موقف جديد ،وصراع مع الذا ت بين قبول التغيير او مااعتاد عليه من وضع في بلد المنشاا والبلد الجديد الذي يعيش فيه
،واذا لم يمتلك روحا رياضية ويتقبل او يهضم هذا التغيير في وضع السرة خاصة فيما يتعلق بالمال ،وعدم وجود دور له في استحصاله ،تبداا مرحلة الختلف وصراع الرادا ت ،وربما النجرار الى مشاكل لم تكن موجودة بين الطرفين من قبل ،ولكل منهما مبرراته المنطقية في الختلف ،ولذلك قد ليبدو مستغربا ان المطلقين والمطلقا ت في الغرب من المهاجرين كلهما يعتقدان بصحة موقفه ،وعلى ان الحق معه ،وليجد أي تقصير من جانبه ، ال ان مايخفى عليهما هو تاثيرا ت الوضع الجديد واثاره ،وعدم استعداد الرجل للتنازل عما اعتاد عليه من خدما ت كان ت الزوجة تقدمها طواعية له ،حتى غد ت حقوقا بديهية له ،فيما هي في الواقع ليس ت بحقوق . ويكرس هذا التصدع في الكيان السري اكثر لدى المهاجرين عدم وجود قدرة لدى الزوجين على هضم هذا التحول في اوضاعهما بالمجتمع الجديد بشكل هادئ ومتوازن ،واختلف منظومة القيم الى حد كبير عما هي عليه في مجتمعاتنا ،مما يجعل الطرفين كل يحمل الخر مسؤولية الخلل في العلقا ت ،ولشك ان تامين المراة من حيث احتياجاتها المالية يكرس روح الستقللية عندها ،وتتغير معها حتى مسالة القيمومة عما هي عليه في بلد الشرق . -------------------
المجلس العلى وتااصيل دور المرااة من خلل قراءة سريعة لهم الفكار التي قدمها سماحة السيد عمار الحكيم في ذكرى ولدة بضعة الرسول المصطفى ) ص ( فاطمة الزهراء ) ع ( والتي اتخذ ت يوما وطنيا للحتفاء بالمراة العراقية وجد ت ملمح رؤى جميلة تبناها ويتبناها المجلس العلى على صعيد تااصيل دور المراة العراقية في بناء الواقع العراقي الجديد ،فقد جاء اعلن يوم المراة العراقية على خلفية نداءا ت شهيد المحراب بهذا الخصوص ،اضافة الى دعوة رئيس المجلس العلى الى اتخاذ الول من صفر يوما اسلميا ا لمناهضة العنف ضد المرأة ) وهواليوم الذي يصادف دخول سبايا كربلء الى الشام ( واكد السيد عمار الحكيم على جملة مفاهيم تؤكد اهتمامه بتاصيل دور المراة على صعيد الدولة والمجتمع ،وذلك عندما يقول باننا )ليمكن ان نستشرف المستقبل بغياب المرأة ( ويؤكد على ضرورة تفعيل دور المراة على صعيد المشاركة في صنع القرار في مختلف مرافق الدولة العراقية ،وعلى السهام في مختلف المجال ت السياسية والجتماعية ،وعلى الحضور الواسع في الزراعة والصناعة . واخيرا وليس اخرا شدد سماحته على ضرورة تواصل المراة العراقية في عطاءها الثر في مجال بناء الدولة العراقية مثلما كان ت عليه من دور تضحوي في مقارعة النظام الستبدادي البائد ،دون ان ينسى سماحته اهمية تشكيل المنظما ت النسوية في تكريس قواعد المجتمع المدني ،معتبرا المجلس العلى انموذجا جيدا لشراك المراة في مختلف مجال ت العمل داخل المؤسسة ،وعلى اعلى المستويا ت في مواقع القرار داخل هذا الطار الجماهيري الذي لم يؤسس على اسس حزبية كما هي التنظيما ت الحزبية . ماينبغي قوله في هذا المجال ان تكريس دور المراة العراقية على صعيد الدولة ينبغي قبلها او معها تكريس دورها المجتمعي ،عبر احقاق حقوقها
الساسية في السرة ومختلف مفاصل المجتمع ،والهم من كل ذلك في نمط التفكير ازاء المراة والذي يغلب عليه الطابع الذكوري والبدوي والذي يسوق احيانا وللسف باسم الدين الذي جاء محررا للمراة لمقيدا لها ، ورافعا من مكانتها لمحطا منها ،فاسحا لها اجواء رحبة من العطاء باعتبارها رمز العطاء . اعتقد ان كلمة السيد عمار الحكيم تمثل رؤية جميلة لفاق دور المراة في تدعيم قواعد العراق الجديد ،خاصة وانها تاتي من داخل المؤسسة الدينية ،لما لها من اهمية كبيرة في التااصيل اسلميا للمجتمع المدني ودولة القانون والحرية السياسية وحقوق المواطنة والهم من كل ذلك مكانة المراة في عملية النهوض الحضاري الذي يشكل تخصيص 25بالمائة من حصة البرلمان والمجالس المحلية للمراة العراقية اولى خطواتها تحتاج تدعيمها وتجذيرها في الواقع العراقي بخطوا ت اكبر واهم ،ولنبالغ اذا قلنا ان تجنب الثقافة السلطوية يشكل الساس القويم لكل البناءا ت الخرى . ---------------------
السلم أي نموذج من المرااة يريد ؟
عندما نريد اجراء تقييم لمبداا او عقيدة او رسالة ما ينبغي تبني منهج علمي في اجراء التقييم والمعاينة ،وعدم الستغراق كثيرا في المواعظ من دون قواعد منهجية تدرس في ضوئها تلك المواعظ والرشاد ت التي تقدمها هذه العقيدة او تلك الرسالة . ومن ضمن الضرورا ت المنهجية والنظرة العلمية المطلوب توفرها لو اخذنا المراة انموذجا في الدراسة ،ينبغي : اول :كيف ينظر السلم للنثى في مختلف المراحل العمرية ،ولماذا يدعو الى الهتمام بالبن ت قبل الولد في الهدايا والتكريم ،ولماذا اعتبر الولد نعمة يحاسب عليها ،والبن ت حسنة يثاب عليها ؟ ثانيا :هل السلم يفضل الرجل على المراة في الواجبا ت والحقوق ،وينحاز في تشريعاته لصالح الرجل ،ام يتعامل النص القراني مع كل الطرفين الرجل والمراة على قدم المساواة في المسؤولية الشرعية امام ا ،وان الفضلية بينهما يكون على اساس التقوى ،مع مراعاة الفوارق النفسية والفسلجية في تحديد وظائف كل من الطرفين في المجتمع ليس تحديدا قسريا مفروضا بقدر ماهو تطلع الى نموذج افضل للعلقا ت بين الرجل والمراة . ثالثا :هل السلم يريد تحويل المراة الى كيان لحول له ولقوة امام الرجل ،ومسحوقة امامه ،ولتمتلك شخصيتها ودورها الفاعل في بناء السرة ،بل واذا اقتضى المر المشاركة في تحقيق تقدم البلد وازدهاره ؟ وهل ان الحجاب كمبداا حضاري يستهدف صون كرامة المراة وعفتها له علقة بشكل الحجاب ،ام ان الشكل متروك للنسان لكي يبدع في ايجاد النماذج التي تفتخر بها المراة وتتجمل بها مع الحتفاظ بوقارها واحترامها ؟ رابعا :ماذا يقصد السلم من قيمومة الرجل على المراة والعائلة ،وهل ان القيمومة مرتبطة بالنفقة ام برؤية الدين في تكريس المجتمع البوي الذي يستهدف قبل كل شئ تكريس القيم الخلقية والنسانية في العائلة ؟ولماذا التشريع اللهي جاء باعطاء الرجل في الرث مثل حظ النثيين ،وهل ان المر قابل للتغيير فيما اذا تغير ت بعض ملمح الوضع الجتماعي بان كان للمراة دخل اقتصادي مثلما للرجل دون أي تفضيل احد على الخر ؟
هذه السئلة وغيرها سنعمل على تسليط المزيد من الضوء عليها لمعرفة حقيقة الرؤية الدينية ازاء كل من الرجل والمراة ،وكيف يمكن فهم التشريعا ت الدينية واسلوب التعاطي معها في القانون المدني ،واوجه التمييز بين القييم الدينية كسلوك فردي وعالم بناء المحتوى الداخلي للنسان فيما العلقا ت الجتماعية العامة وبناء مؤسسا ت الدولة تقتضي عقل جمعيا ومنهجا اخر للتعاطي مع المنظومة الدينية تختلف في اليا ت عملها عما هو عليه في المجال الفردي ؟ -----------------------
اشكالية المرااة لغرابة ان تكون المراة هي الشكالية الكبرى في رؤية منظومتين متقابلتين هما الدين والعلمانية ،ففي الوق ت الذي تتجه رؤية التجاها ت الدينية ) وليس النص الديني بالضرورة ( الى تكريس القيم الخلقية في واقع الحياة ، وابعاد المجتمع عن الرذائل المعنوية من خلل تقديم تفسير يركز بالدرجة الولى على تحصين المجتمع من النسياق وراء الملذا ت الجسدية ،وتكريس العفاف في المجتمع ،عبر الدعوة الى الحجاب ،وعدم الختلط ،والتركيز على دور المراة في بناء السرة ،اما الغرب الذي يتبنى العلمانية بقوة فرؤيته مغايرة لذوي التجاه الديني ،حيث يتبنى فكرة عدم الصراع مع الذا ت ،والستجابة للرغبا ت ،وتحطيم المجتمع البوي ،ورفع راية حرية
المراة باقصى درجة ممكنة ،وتفعيل دورها في المجتمع على حساب السرة ،وتحقيق اعلى مستويا ت التنمية. النتيجة التي حصل ت ان السرة في الغرب تفكك ت لصالح الدولة ،والعباء النفسية للبناء الحضاري كان ت كبيرة ،والمقاييس المادية للنجاح والفشل هي التي ساد ت في المجتمع الغربي . اما في الشرق وخاصة في البلدان التي تسودها الرؤى التي تسوق باسم الدين فليزال التخلف هو الحاكم ،واعادة انتاج التخلف تتم بصور مختلفة ،فبدل من التمييز بين الخطاب الموجه للفرد عن الخطاب الموجه للمجتمع والدولة ،وبدل من فهم النص الديني وفق متطلبا ت الزمان والمكان ،فضل عن السياسا ت المتبناة ،لتزال هذه البلدان اسيرة نظرية التبعية والتخلف . انه صراع بين القناعة والصناعة ،بين المفهوم الروحي والمادي للسعادة ،بين قييم الفضيلة والجمال ،وبدون ايجاد نوع من التوازن بين الرؤيتين تبقى الحلول عاجزة ،ولتكن المراة هي المقياس ،فل التنمية تتحقق بالحجاب ،ول المجتمع يستقيم باستغلل البعد الحيواني في النسان ،وان التطرف في كل التجاهين يترك اثارا سلبية على الواقع ،بمعنى ان العالم الذي تحول الى قرية كونية بحاجة الى مفهوم مرن ومتحرك لبناء الحياة ولتحقيق السعادة بكل معانيها الروحية والمادية ،الدنيوية والخروية . ---------------------
المراة قوتها في ضعفها
عندما يقول المام علي ع المراة ريحانة وليس ت بقهرمانة ،انما يؤكد من خلل هذه المقولة الشهيرة على اهمية تكريس الجانب المشاعري والروحي والنساني في المراة ،كونها رمز الحنان والمحبة والعطاء ،واذا كان ت المراة قوية فبرقتها وانكسارها ودموعها وليس بقوتها الجسمانية ومزاحمتها للرجل في مجال ت عمله . المراة لنها كتلة عواطف ومشاعر ليمكن مضاهاتها من قبل الرجل .. ولنها كيان رقيق فهي تتاثر باي خدشة لمشاعرها ولهذا ورد ايضا عن علي ع قوله ا ا في القوارير . ولهذا يقال ايضا المراة كالعشب تنحني امام النسما ت ولتكسرها العواصف ،وهي باساليبها الخاصة تستطيع ان تلين اشد القلوب قساوة . الخطاا الذي وقع فيه الرجال انهم استغلوا هذا الضعف لممارسة اشد انواع الوصاية عليها ،وتضيق مجال حركتها ،ومحاصرتها بمختلف القيود ، وبالتالي حرمانها من الكثير من حقوقها ،بل واستغلل تفانيها وتقديمها مختلف انواع الخدمة في منزلها بل مقابل ،حتى غد ت من واجباتها القيام بهذه العمال والخدما ت بحكم الستمرارية والشياع ،وان لم تقدم على القيام بهكذا اعمال سرعان مايتم توجيه انواع الملما ت والتقصير لها . وفي قبال هذا التفسير الذكوري للحياة ،انبر ت حضارة الغرب لحقاق حقوق المراة عبر اقحام المراة في نمط اخر من الحياة تكون فيه وجها لوجه امام الرجل في تنافس على مجال ت العمل ،ولمن تكون كلمة الفصل في السرة ،حتى ادى المر الى الوقوع في خطر اكبر مما هي عليه في الشرق ،واخذ ت المراة تتقمص شخصية الرجل في تناولها السيكارة ، وتتبع اساليب الرجل في التعامل مع شريك حياتها ،وبالتالي وضع ت في اطار معادلة بات ت فيه تتصرف في نطاق اوسع من كيانها وحاجتها ،حتى ولو افترضنا انها بات ت تتمتع بكامل حقوقها ،حيث انعكس المر على الرجل واصبح في حل من امره ويجد نفسه غير مجبر على الرضوخ لهكذا معادلة لتقسيم الوظائف ،مما انعكس سلبا على عرى السرة وعلى البناء ،وهذا المر يدفعنا الى العتقاد ان المراة حتى ولو نال ت كل استحقاقاتها ،فان
المر ليستقيم ال بتنازلها طواعية عن بعض هذه الستحقاقا ت لصالح ابقاء الرجل على الهتمام باسرته وعدم تركها وشانها كما هو حال الكثير من السر الغربية ،ان بقي شئ يمكن ان نطلق عليها اسرة .
---------------------
ل المراة كاملة ول الرجل كامل النسان الكامل الوصاف ليمكن العثور عليه ،واذا وجد فانه من النادر ان يعثر عليه ،ومع ذلك نجد كل الطرفين الذكر والنثى يضعون شروطا صعبة لختيار شريك الحياة ،وينسجون من وحي الخيال صورا فضفاضة كل عن الخر ،فنجد المراة تنتظر فارس احلمها ان ياتي على جواده البيض ويخطفها من اهلها ،الى العش الذهبي الذي طالما كان مدار احلمها الوردية .
وبالمقابل ينتظر العريس ان تكون عيون زوجته كعيون الممثلة فلنة ، وهندامها كهندام المطربة الكذائية ،وتمتاز بصفا ت قلما يمكن العثور عليها مجتمعة في شخص واحد . هذه النرجسية في الرؤية هي التي تلخبط على البعض حسن الختيار ، ويجعله يتنكب في اختيار نصفه الخر ،وبالتالي يحجم او يختار بشكل متسرع يكون اختيارا متعجل اشبه بالنتحار وليس بالزواج الذي يتامله المرء طوال حياته ،وانا اتذكر احدى الزميل ت في العمل من اللتي يضعن شروطا تعجيزية ،وقد رفض ت كل الذين اخترتهم لها بعناية ،فقل ت لها بكامل الصراحة انك لس ت طبيعية وهااراك تقراين العقد النفسية من سلسلة زدني علما ،مما يؤكد وصول قطار حياتك الى محطاتها الخيرة ،فاجاب ت بكل صراحة بانها لزال ت تنتظر شخصا كالذي تقدم عليها ورفضه والدها ، وهي تعلم ان الحصول على نموذج مماثل امر صعب يصل الى مايمكن تسميته بالمستحيل ،ولقد عان ت الخ ت المذكورة معاناة شديدة وخاصة نفسية جعلها تدفع ثمنا باهضا من حياتها .
وبالمقابل هناك اخ ت اخرى مسك ت بيد خطيبها بسرعة بدون الخذ بالشروط التي وضعتها من قبل ،فسالها شقيقها لماذا رفض ت فلنا من الناس وكان تحصيله الدراسي ومستواه افضل ن فاجاب ت بصراحة غير معهودة ايضا انها تعلم بهذا الخطا الذي وقع ت فيه ،والن بعد ان تقدم الشاب القل مستوى وقبل ت به لن ذلك افضل لها من تناول عشرة اقراص يوميا من المهدئا ت . المهم كلما اقترب النسان من الثقافة النسبية وليس ت المطلقة اما ابيض او اسود ،اما مائة بالمائة او صفر بالمائة ،وتبنى في قبال ذلك المعيار النسبي وهو الخمسين درجة فما يزيد عن نسبة الخمسين يكون جيدا وال دون الخمسين يكون مدعاة للرفض ،بهذه الثقافة التي يرى الزوج زوجته بعيون الوقار والحترام ويعطيها ماتستحقه من نسبة مقبولة ،وكذلك الزوجة
تنظر اليه نظرة نسبية وترى فيه بعض الخصوصيا ت التي تشجع على التعاون والستمرار معه ،والبقاء كظل له في حياتهما الزوجية دون ان يتوقع أي منهما من الخر معايير صعبة قد تنهي حياتهما الزوجية الى الفشل الذريع ،وخير مانختم به عمودنا لهذا العدد مقولة قالها حكيم انه بحث طوال اليوم في السواق والطرقا ت عن انسان بمعنى النسان فلم يجده .
معاناة المرااة المسلمة في بلد الغرب كمبداا عام كل من يريد ان يعيش مع الدين في بلد الغرب ببهارجها وزخرفها يعتبر بمثابة سباحة ضد التيار ،وباتجاه معاكس للجريان العام . واذا كان ت معاناة الرجل اقل من حيث التقيد بمظهر معين كما بالنسبة للمراة الملتزمة ،وتقيداته اقل من جوانب عديدة ،ال ان المراة ليس ت كذلك وتعاني كثيرا في الندماج مع المجتمع والحصول على فرص عمل كما الخرين ، ويمكن الشارة هنا الى بعض معاناة المراة الملتزمة بالفرائض الدينية ، سواء على الصعيد الفردي او المجتمعي ،او على صعيد المااكل والملبس والمشرب ،وجوانب كثيرة يصعب ملحقتها وجمعها في هذا العمود الصغير الذي ليتسع ال لشارا ت سريعة ،ومن بين صور المعاناة هذه على سبيل الشارة ل الحصر : اول :ان تقيد المراة المسلمة بالحجاب في اوروبا ،في وق ت وظرف تخرج المراة الوروبية اقل مايكون من حيث الحشمة وخاصة في فصل الصيف
عندما يكون الملبس بدون انصاف ،ويتم ابراز كل مفاتن المراة ،فضل عن بعض التصرفا ت التي تخجل الكثير ولكن يتم تجاهله . ثانيا :صحيح ان القانون يعاقب على التمييز العنصري على اساس اللون او العرق او الدين ،ولكن مع ذلك تجد المراة الملتزمة صعوبة في النخراط بالعمال المطلوبة في المجتمعا ت الوروبية ،وقلما تجد المكان المناسب لها ،واذا وجد ت قد لتحصل عليه بسهولة . ثالثا :المراة في الغرب حالها حال الرجل عليها ان تخرج للعمل مثلما الخرون ،وليبقى في البي ت ال لمن له عذر ما ،ونتيجة لعاداتنا الشرقية ، وتولي المراة كل شؤون المنزل من غسل وتنظيف وطبيخ والهتمام بالبناء وماشابه ،فان اعباءها تتضاعف في الغرب بشكل لتستطيع ان تنوء بكل العمال التي كان ت تنجزها في بلد الشرق ،ولن الرجل الشرقي غير معتاد على مساعدة الزوجة في الشؤون المنزلية ،عند ذاك يبداا التصادم وتحدث مشاكل لعد لها ولحصر ،مما يؤدي الى تصدع الحياة الزوجية اسرع مما يتصور ،وهناك بعض الدول يتم تشجيع المراة على الستحواذ على العائلة والتمرد على الزوج بطرق واساليب مختلفة ،حتى يتم احيانا اجبار الرجل على حمل جهاز ما يدق عند الشرطة اذا اقترب من مكان سكن زوجته التي انفصل عنها او التي قدم ت شكوى ضده وعشرا ت بل مئا ت المشاكل التي لتخطر على ذهن الكثير من الناس في الشرق . ومع كل ذلك فان المراة المسلمة التي تحارب وتقاوم على جبها ت عدة ، لشك تسجل لها اعظم الجر والثواب في الخرة ،وهي تستحق الشكر والثناء ع 7لى هذا التحمل الذي هو ربما اكبر مصداق للحديث الشريف الذي يقول ): :يأتي على الناس زمان فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر( .
-----------------------