العراق ما بين ألم و أمل احمد البدري و هدير نجم

Page 1


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫‪1‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫هذا اإلصدار برعاية‬

‫‪2‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫اإلصدار االول ‪ :‬العراق ما بين الم و امل‬ ‫تأليف ‪ :‬مجموعة كتاب‬ ‫إعداد و تجميع ‪ :‬احمد البدري و هدير نجم و عامر لعيبي‬ ‫تدقيق لغوي ‪ :‬مهند الطيب‬ ‫تصميم الغالف ‪ :‬عمر حسن‬ ‫سنة اإلصدار ‪2016 :‬‬ ‫هذا اإلصدار من منشورات بيج ملسة حب على تطبيق األنستكرام‬ ‫للمشاركة في اإلصدارات التالية ارسل مشاركتك الى كروب‬ ‫ابداع ما بين الم و امل‬ ‫على الفيس بوك‬ ‫او راسل هذا الحساب على االنستكرام‬ ‫‪Ahmed.albadre‬‬ ‫و لدينا ايضا ً‬ ‫اإلصدار الثاني ‪ :‬عشق صوفي ‪ ...‬منشور على موقع اليك كتابي و موقع كتابي‬ ‫اإلصدار الثالث ‪ :‬هذيان امرأة ‪ ...‬قيد التنفيذ ‪.......‬‬

‫‪3‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫تنويه‪......‬‬ ‫إن لم تكن على طهارة‬ ‫ال تقرأ الكتاب‬ ‫فقد تم ذكر اسم العراق العظيم بين السطور‬ ‫فتيمم بترابه ثم عد‬ ‫‪........‬‬

‫‪4‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫األهداء‬ ‫( الى وطني )‬ ‫الذي خال من روح المواطنة‬ ‫ليقل ك ٌل منا ما عالقتي به‬ ‫فلينصره غيري‬

‫‪5‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(١‬‬ ‫هدير نجم ‪ -‬تركيا‬ ‫! ُ‬ ‫نحن من وط ٍن لم نجد فيه طفولةً ‪ ،‬وال نعل ُم حتى كيفَ تكون االرجوحة‬ ‫ليس لنا بالب ٌل تغر ُد بأجم ِل األلحا ِن ‪ ،‬فَ َجمي ُل أصواتِنا أسلحة‬ ‫! َ‬ ‫أضر َحةً‬ ‫ت‬ ‫! في بالدي لم يعد للحُبِّ مقا ٌم ‪ ،‬فَباتَت صو ُر الذكريا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ئ ِرقَابَنا بأو ِش َحة‬ ‫! يذبَحونا ! وخوفا ً منهم نُ َخبِّ ُ‬ ‫لبار َحة‬ ‫! لم يَعُد لنا حا ِ‬ ‫ض ٌر وال مستقب ٌل ‪ ،‬وكأنَّنا ُكنَّا وال نَزا ُل نعيشُ ا ِ‬ ‫! تِجاراتُنا باتَت فا ِشلة ‪ ،‬وإن كانَت مر ِب َحة‬ ‫! لم يعد لإلنسان ِ قيمة ‪ ،‬فثَمنُه َ‬ ‫بكثير من َذبيحة‬ ‫أرخص‬ ‫بات‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ت أزكى رائِحة‬ ‫! لتَتَعطر َشوار ُعنا ب ِدمائِنا ‪ ،‬وكانَ للمو ِ‬ ‫! حتى طيو ُر وطني لم تَسلَم ‪ ،‬فَلم يعد لها أجنِ َحة‬ ‫ُ‬ ‫! تَ‬ ‫ب فَق ِط الجنة‬ ‫سائلت يوما ً لِ َم وطني َيتأل ُم ؟! وكأنَّه ُك ِّونَ ليج ِذ َ‬ ‫َ‬ ‫ك ك ِّل جنة‬ ‫! كانَ ُمل َكنا ! لكنَّنا لم نَعد نَملِ ُكه‬ ‫فبات ُمل َ‬ ‫ك الفقير ِة جنة‬ ‫ك التافه حريراً ! ولتِل َ‬ ‫! يَهدي لذل َ‬ ‫! قا َدتُه ال تَمل ُ‬ ‫ك أسلحة ‪ ،‬بل تَملِ ُكنا ! لنَكونَ في حروبهم في ال ُمقدِّمة ! وفي الهناء جنة‬ ‫! لكن رُغ َم ما فَعلَهُ لنا من أذي ٍة ‪ ،‬نع َشقهُ ! بقسوتِ ِه ‪ ،‬بترابِ ِه ‪ ،‬كأنَّه الجنة‬ ‫ليعيش الشعب ! إال في وطني يقت ُل ال َّشعبُ ألج ِل الطاغية‬ ‫العالم تُقتَ ُل الطاغية‬ ‫ففي ك ِّل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫!‬ ‫! نَ ُ‬ ‫ب أن يقسو يوما ً لوال قساوةُ الزم ِن عليه ‪ ،‬رغ َم اآلسية‬ ‫حن نعل ُم ما كانَ لأل ِ‬ ‫ضا َرتنا األبدية‬ ‫! لم يَحمينا يوما ً ألنهُ ينتظ ُر منا حمايتَه ! لنَرفَع عاليا ً رايةَ ح َ‬ ‫! ال يخشى عَلينا ‪ ،‬فلهُ رجا ٌل و ِنع َم الرجال ‪ ،‬وكل أنثى لدي ِه خنسا ٌء ألماسية‬ ‫‪6‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫! لم ننهزم يوما ً ولن ننهزم ‪ ،‬فباتت هزيمتنا لكن معاد أمنية‬ ‫ت المنية ! ستبقى َشجا َعتَنا في حكاياتهم أسطورية‬ ‫حتى وإن أقبل ِ‬

‫‪7‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٢‬‬ ‫احمد البدري ‪ -‬بغداد‬ ‫)في بلدي(‬ ‫ك على سُنبل ٍة‬ ‫في بلدي تلحظُ عينا َ‬ ‫برأس وردة‬ ‫على شك ِل زراف ٍة‬ ‫ِ‬ ‫في بلدي تشاه ُد األقزا َم أطو َل لسانا ً‬ ‫ومضة‬ ‫َ‬ ‫يلتَقطونَ األشيا َء بِ‬ ‫في بلدي تبيضُ الجاموسةُ بعيراً‬ ‫و الطي ُر أسماكا ً تلد‬ ‫في بلدي يقرأونَ نعم ‪ ،‬و يمسكونَ كتابا ً لكن متى؟؟؟‬ ‫وقتَما يلتَقطونَ الصور حتى ُ‬ ‫نظن بإنَّهم يستثقِفون‬ ‫في بلدي الكلُّ ينادي‬ ‫عاش بالدي‬ ‫عاش بالدي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حاالً نطر ُد ك َّل ُم َعادي‬ ‫نطلبُ تغيراً جذريا ً‬ ‫أمراً منا يصد ُر حصريا ً‬ ‫َمن في خا ِطر ُكم يتكلم‬ ‫أقزام الدولة‬ ‫واح ٌد ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ب يُنادي‬ ‫واقف صفَ الشع ِ‬ ‫استُرني بالدي استُرني بالدي‬

‫‪8‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫عامر لعيبي‬

‫‪9‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٣‬‬ ‫ودق طارق‬ ‫بغداد‬ ‫مجزرةُ سبايكر‬ ‫في ِذكرى ال َمجزر ِة تَم ُر األعوا ُم‬ ‫صرخةُ ُمدويةً‬ ‫ت ال َ‬ ‫ما َزال ِ‬ ‫نز ُ‬ ‫صوتُها َوج ٌع َو ُ‬ ‫ف دَما ً وألم‬ ‫َ‬ ‫ُرح يَ ِ‬ ‫طيف الج ِ‬ ‫ِذكراهُم لَن تَنطوي تُمسي و تُصب ُح فينا‬ ‫الروح لن تُجافينا‬ ‫َو الفَ ِجيعةُ في‬ ‫ِ‬ ‫ت بَرا ِكينا‬ ‫صُرا ُخ األ ُمها ِ‬ ‫إهتَزت ال ِجبا ُل أَ ُغ ِرقَت َمباكينا‬ ‫َولم تُ َ‬ ‫هتز ضمائ ُر الطُغاة‬ ‫ت إستب َد َيحص ُد فينا‬ ‫دَا ُء المو ِ‬ ‫يَمت ُد قَط ُع الوري َد وإغال ُ‬ ‫ق الشرايي ِن‬ ‫ص ُ‬ ‫وت في َحنا ِج ِر ُمناديها‬ ‫بُ َح ال َ‬ ‫َماذا فَ َعلنا ؟‬ ‫نَحيا َو ال َمنايا العُت ُم تُبارينا‬ ‫ضربونا بِال َغدر‬ ‫يَ ِ‬ ‫أسراب النَ‬ ‫وارس طَوابيرا‬ ‫يار‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫إستج َمعوا ِمن ال ِد ِ‬ ‫َسلَّموهم لألوغاد‬ ‫ح النَهار‬ ‫َذبَحُوهم في َو َ‬ ‫ض ِ‬

‫‪10‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫أَصبَحُوا لِ ِدجلةَ قَرابينا‬ ‫ت ‪ ،‬يَ ُ‬ ‫قطف َورداً َوقِداح‬ ‫تَبا ً لِ َمو ٍ‬ ‫َويَش ُم ال َّريَا ِحينا‬

‫‪11‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٤‬‬ ‫مهند الطيب‬ ‫كركوك‬ ‫الوصف أعيا‬ ‫عاج ٌز كم يا أنا في‬ ‫ِ‬ ‫اعذروني سادتي ضاقت حروفي‬ ‫في مقالي غ َّ‬ ‫صةٌ مهراقَةٌ بلــ‬ ‫ت ‪ ،‬ثَنايا وجنَتي وازدا َد خوفي‬ ‫ُ‬ ‫ت طافا‬ ‫نحن شعبٌ في فضا ِء المو ِ‬ ‫ُ‬ ‫الحزن فينا ك َّل صافي‬ ‫يستبي ُح‬ ‫ق الحبِّ فينا َ‬ ‫أنت رو ٌح‬ ‫يا عرا َ‬ ‫الوصف نبضٌ في شغافي‬ ‫يا بدي َع‬ ‫ِ‬ ‫قال ‪ :‬صف لي َّ‬ ‫لذةً أنَّى في هواهُ‬ ‫ُ‬ ‫قلت ‪:‬عمري في مداهُ لن أوافي‬ ‫كلُّنا نفدي ِه إن رامت أذاهُ‬ ‫نجاف‬ ‫هذه الدنيا نعاديها‬ ‫ِ‬ ‫سيدي هانت غداً تبرى ونمضي‬ ‫نحكي لألجيا ِل قانونَ القوافي‬ ‫ما بها ٌ‬ ‫بخاف‬ ‫لحن وال المعنى‬ ‫ِ‬ ‫يخج ُل القرطاسُ منا ُ‬ ‫نحن َمن في‬ ‫قد َجررنَ الكونَ ال نخشى المنافي‬ ‫قاف‬ ‫واستُقينَ المج َد سل تنبيكَ‬ ‫ِ‬

‫‪12‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫أو َل القانو ِن سلَّينا وفخراً‬ ‫أن سما تاري ُخنا لآلن صافي‬

‫‪13‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٥‬‬ ‫براء أسامة السامرائي‬ ‫الواليات المتحدة‬ ‫القدم مأساتي‬ ‫عراق ٌّي ومن ُذ ِ‬ ‫حربٌ ودما ٌء وذبِّ َحت ناقاتي‬ ‫لي ٌل طوي ٌل َ‬ ‫بات في بيتنا‬ ‫وابيضَّت ِمن البكا ِء هاماتي‬ ‫ال صب ٌر وال دوا ٌء أفادني‬ ‫وال ُم ٌ‬ ‫س آلهاتي‬ ‫عين وال موا ٍ‬ ‫ت يبكي‬ ‫ق‬ ‫أرى العرا َ‬ ‫َ‬ ‫أرض الكراما ِ‬ ‫ت‬ ‫وبكا ُء‬ ‫العمالق ُمصيبةُ المصيبا ِ‬ ‫ِ‬ ‫قل لي أيا عرا ُ‬ ‫ك‬ ‫ق ما خطبُ َ‬ ‫ت يحبُّ ونَّاتي‬ ‫وما َخطبُ مو ٍ‬ ‫يعرف مال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت لغيركَ دربا‬ ‫أال‬ ‫ك المو ِ‬ ‫ت‬ ‫أم إنَّه أَحبَّكَ فأرس َل إلي َ‬ ‫ك ال ُمر َسال ِ‬ ‫أيا عرا ُ‬ ‫ك ال يَنبضُ‬ ‫ق قلبي لغير َ‬ ‫يوم أحياهُ فيكَ تَ ُّ‬ ‫خف دقَّاتي‬ ‫وك َّل ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ك السال ُم‬ ‫سنين قالئ ٌل يحلُّ في َ‬ ‫ُ‬ ‫وباقي الده َر معار ٌ‬ ‫طاحنات‬ ‫ك‬ ‫و إن لم يُقتَل الّ‬ ‫عراقي بمع َرك ٍة‬ ‫ُّ‬ ‫مات ِمن ه ٍّم وقِلَّة َ ما يقتَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ات‬

‫‪14‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ك مستقبالً أمالً عظيما ً‬ ‫إنِّي أرى في َ‬ ‫ت‬ ‫وحتما ً غداً هذي األرضُ ستُناط ُح المجرا ِ‬

‫‪15‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ليلى الصافي‬

‫‪16‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٦‬‬ ‫نبوءةُ الياسمين‬ ‫الجزائر‬ ‫يزهر والعرا ُ‬ ‫ق حزيِن‬ ‫الور ُد لنَ‬ ‫َ‬ ‫ثمر‬ ‫واال َشجا ُر لن تُ َ‬ ‫والدِّما ُء ترا ُ‬ ‫أرض ال ُح َسين‬ ‫ق في‬ ‫ِ‬ ‫والطيو ُر لن تهاج َر و َسما ُء بغدا َد تمط ُر أَنين‬ ‫أَيا بلداً ضيعها العُربَ ُ‬ ‫ان‬ ‫عقاب رب العالمينَ‬ ‫أما تخشونَ‬ ‫َ‬ ‫األكرميِن‬ ‫العراق بال ُد‬ ‫إن سأل ُكم ع ِن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يا َجبابِ َرةَ‬ ‫االرض يا وجوهَ ال َشياطين‬ ‫ِ‬ ‫لن تملكونَ العزةَ وأرضُ االنبيا ِء تُداس‬ ‫يض‬ ‫يا فرا ِعنةَ الزم ِن الب َغ ِ‬ ‫ستدفنونَ أحياءاً يوما ً‬ ‫أفال تخجلونَ‬

‫‪17‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٧‬‬ ‫هبة الناي‬ ‫بغداد‬ ‫ه َي ال ت ُشبهُ أحداً‬ ‫سومر‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ملكةٌ ِمن ملكا ِ‬ ‫شي ٌء من الحضار ِة يس ُك ُن صوتَها‬ ‫شي ٌء ِمن األناق ِة يس ُك ُن حضورها‬ ‫تَكتبُ و َّ‬ ‫ي ) أختُرعَت لها‬ ‫ق البرد ِّ‬ ‫كأن ( أورا َ‬ ‫!إكتَسبَت لونا ً من الشمس ‪ ،‬حتى الشمسُّ حا َرت بها‬ ‫ُ‬ ‫وسألت يوما ً ما‪ :‬ما لونها ؟‬ ‫!‬ ‫الفجر ‪ ،‬و فقيرةُ ح ٍظ کأُمها‬ ‫ت‬ ‫آخر نَسما ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخفيفةٌ ک ِ‬ ‫ت القلق تُحبُّ طاب َع الغ َجر‪ ،‬تَقرأ بنَهم ‪ ،‬تبكي بألم ‪،‬‬ ‫كل حوارا ِ‬ ‫بعيدةٌ عن ِ‬ ‫ت الشرق ِّي) تَنح ُ‬ ‫ُت ِخص َرها‬ ‫على‬ ‫إيقاع( التخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أشعار (بدر شاكر السياب) ينا ُم ليلَها‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫ي امرأ ٍة عندَما تن َكسر‬ ‫ي امرأ ٍة عندما تُحب و قويةٌ كأ ِّ‬ ‫مجنونةٌ كأ ِّ‬ ‫ت‪،‬شامخةٌ کسلسل ِة جبال (زاكروس )‬ ‫‪) ،‬عذبةٌ كالفرا ِ‬ ‫)مملوحةٌ کشطِّ العرب مغامرةٌ کالمشحوف حدوديةٌ ک األهوار‬ ‫بترف عنيدةٌ کأسد بابل‬ ‫الفاو إلى البصر ِة‬ ‫مرحةٌ َحل َو ٍة کبرتقا ِل ديالى نخلة ممتدة من‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫کمضايف الغربية‬ ‫و تبتَه ُل هللا في ك ِل ال َمراقد‬ ‫والطوائف وال َمراجع‬ ‫ه َي من ك ِل األلوا ِن‬ ‫ِ‬

‫‪18‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫الثوار و‬ ‫األحرار و‬ ‫سُلطَتُها أعلى من سلط ِة (المنطق ِة الخضراء) فه َي أن َجبت ك َّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األبطال و الشهداء‬ ‫ِ‬ ‫ه َي (العراقيةُ ) التي تَحتَم ُل جمي َع ال َّشدائد‬

‫‪19‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٨‬‬ ‫سداد عماد العسكري‬ ‫بغداد‬ ‫الريح وارتَجلي‬ ‫غبار‬ ‫انفضي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫إخفي جرا َح ِك يابغدا ُد وابتَسمي‬ ‫شام ٌخ‬ ‫ك يابغداد‬ ‫سور ِ‬ ‫اسمك يابغدا ُد‬ ‫مخل ٌد‬ ‫ِ‬ ‫بالحنان‬ ‫تعالي واغ ُمريني‬ ‫ِ‬ ‫تعالي أال تسمعينَ هذا الندا َء‬ ‫ُ‬ ‫ك السودا ُء‬ ‫فو هللا‬ ‫ك ‪ ،‬لضفائر ِ‬ ‫اشتقت لرؤيت ِ‬ ‫ك يامه َد األنبياء‬ ‫ولعيني ِ‬ ‫سأسئ ُل ؟‬ ‫ك البالء‬ ‫ت بع َد ذل َ‬ ‫كيفَ أمسي ِ‬ ‫ُ‬ ‫اشتقت لك‬ ‫ٌ‬ ‫حزن واستياء‬ ‫وسا َد في قلبي‬ ‫ك‬ ‫بغدا ُد في قلبي صدا ِ‬ ‫ك‬ ‫وال قصيدةٌ تعب ُر عن غال ِ‬ ‫بغدا ُد ياشمسا ً تغم ُر الدنيا‬ ‫َويَا بلسما ً وعسالً صافي‬ ‫وللعلي ِل دواءاً‬

‫‪20‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ُ‬ ‫ك السوداء‬ ‫اشتقت لرؤية ضفائر ِ‬ ‫ك يسهرون‬ ‫أما زا َل عشاق ِ‬ ‫نهر دجلةَ يلتقون‬ ‫وعلى ِ‬ ‫ي المهيَّ َل‬ ‫هل يشربونَ الشا َ‬ ‫عند المساء‬ ‫فو هللا أشتا ُ‬ ‫ك السوداء‬ ‫ك ولضافئر ِ‬ ‫قل ِ‬ ‫ك فيرو ُز وكوكبُ الشرق‬ ‫غنت ل ِ‬ ‫سيدةُ الغناء‬ ‫ك؟‬ ‫كيفَ حال ِ‬ ‫ُ‬ ‫ك السوداء‬ ‫إ‬ ‫شتقت لرؤي ِة ضفائر ِ‬

‫‪21‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٩‬‬ ‫مالك المياحي‬ ‫البصرة‬ ‫ع‬ ‫يا عرا َ‬ ‫ق اآلها ِ‬ ‫ت و األوجا ِ‬ ‫سالما ً على بل ٍد خ َّ‬ ‫ضرت به الدماء‬ ‫ولَّدوا لنا فجراً جديداً‬ ‫ثار ُخطاهم‬ ‫على در ِ‬ ‫بآ ِ‬ ‫الشرف و الشهامة‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫في جبها ِ‬ ‫كانت هنا امرأةٌ ملطَّ َخةٌ بالدماء‬ ‫دما ُء زوجها الذي َرهنَ حياتهُ للبلد‬ ‫ك طفلةٌ تنادي في أزق ِة مدينتِها‬ ‫و هنا َ‬ ‫حافيةَ‬ ‫القدمين و وجهُها شاحب‬ ‫ِ‬ ‫مجردةُ البرائ ِة سالبةَ األمان‬ ‫تنادي ال َّ‬ ‫المبحوح‬ ‫مير بصو ِتها‬ ‫ض َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫لكن حتى الضمي ُر تخلى عن منصب ِه‬ ‫ُ‬ ‫يعين‬ ‫عين‬ ‫ال ِمن‬ ‫سامع يسم ُع و ال ِمن ُم ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ض ُ‬ ‫ت العيني ِن‬ ‫و طفولةٌ أخرى مغ َم َ‬ ‫شمس بالدها‬ ‫بزوغ‬ ‫تحل ُم في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و زقزقةُ عصافير ِه رائحةُ أزهار ِه‬ ‫و أنغا ُم نَهري دجلةَ و الفرات‬ ‫الصباح‬ ‫طَقطَقَةُ فناجي ِن‬ ‫ِ‬

‫‪22‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫و رائحةُ‬ ‫رغيف شملهم‬ ‫ِ‬ ‫توديع أباه‬ ‫الصباح مل ِّوحا ً بيدي ِه ل‬ ‫خر‬ ‫و في آ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪23‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫لطيف صبر‬

‫‪24‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(١٠‬‬ ‫فاطمة الخرساني‬ ‫البصرة‬ ‫من ُذ الوالدة‬ ‫طف ٌل مفجو ٌ‬ ‫ع من ُذ وال َدت ِه‬ ‫يقتَ ُ‬ ‫صندوق القما َم ِة‬ ‫ات ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ض ُم األل َم و يتَج َّر ُع المرا َرة‬ ‫يق ُ‬ ‫بيتُهُ ‪ :‬شوار ُ‬ ‫الجور واإلهانة‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫أحال ُمهُ رقيقَةٌ صغيرة‬ ‫ٌ‬ ‫دخان يتَصاع ُد‬ ‫أنفا ُسه‬ ‫ال ملجأ َ للطفولَ ِة في بلَده‬ ‫ُ‬ ‫يخاف على ُدميتِه أن تَرى ما رأَت عينَاه‬ ‫ظل ٌم ‪ ،‬حربٌ ‪ ،‬جو ٌع ‪ ،‬و ظالم‬ ‫ليس في آذا ِن المساج ِد‬ ‫هللا َ‬ ‫أيقَنَ أ َّن َ‬ ‫نائس‬ ‫أجراس الك‬ ‫ليس في‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫صوت الضمير‬ ‫ليس ترانيما ً بل هو‬ ‫َ‬ ‫ال ظل َم ‪ ،‬ال قت َل ‪ ،‬ال تشري َد ‪ ،‬ال مالج َئ‬ ‫رافضا ً‬ ‫للسكر بدما ِء‬ ‫ِ‬ ‫األبريا ِء‬ ‫رافضا ً‬ ‫بدموع الثكالى واألرامل‬ ‫الحليب‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ق ‪ ،‬الرحمة‬ ‫ينش ُد الحبَّ ‪ ،‬الصد َ‬

‫‪25‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ينش ُد البسمةَ دونَ لجو ٍء‬ ‫وال يُت َم‬ ‫ت القلوب‬ ‫غني عن حسرا ِ‬ ‫هللاُ ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫ني عن وط ٍن من َرماد‬ ‫الدين غ ٌّ‬ ‫بالزهر يُ ُ‬ ‫لون الحياة‬ ‫مهما ازدا َد الظال ُم نؤ ِم ُن‬ ‫ِ‬

‫‪26‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(١١‬‬ ‫إيناس فليب‬ ‫بغداد‬ ‫‪ .‬قهوةٌ متَهالكة ‪ُ ..‬جدرانَها ر ِطبة ‪ ..‬مقا ِع ُدها مسنَّة‬ ‫يمين شرفَتِها عو ٌد قَدي ٌم ال تعم ُل أوتا ُره‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫" ومذياعا ً يرد ُد " بغدا ُد والشعرا ُء والصو ُر‬ ‫و َمسام ٌع صاغية لما تَتَغنَّى به فيروز‬ ‫‪ ..‬إشتيا ٌ‬ ‫ق موحشٌ لكلِّ المغتَربينَ الذين اعتَادوا لقا َء وطنِهم بهذا المقهى‬ ‫ك الوطن‬ ‫ض ُجفنَي ِه وتَذك َر آ َ‬ ‫أح ُدهم أغ َم َ‬ ‫خر زه َر ٍة أهداها ل َمن أحبَّ قب َل أن يش َر َع بتر ِ‬ ‫واآل َخ ُر نَ َزفت عينَاهُ أثا َر الدم ُع موا ِج َعه‬ ‫ك إال‬ ‫ك في أ‬ ‫ك طَرفَهُ هنا َ‬ ‫رض الوطن " ُرغ َم أنَّهُ تَر َ‬ ‫بعد أن تَذك َر طرفَهُ الذي بُتِ َر وتُر َ‬ ‫ِ‬ ‫زال يَش ُع ُر أنَّهُ ُمغتَ ِربٌ أيضا ً بعيداً عن َج َسده‬ ‫" أنَّهُ ما َ‬ ‫ق بع َد أن تَذك َر‬ ‫ك الرج ُل الذي يَتَّ ِك ُ‬ ‫أما َعن ذل َ‬ ‫ئ على ُع َّكا َزت ِه فَقَد كانَ في ُسبَا ٍ‬ ‫ت عمي ٍ‬ ‫ار أو َدى بأوالده‬ ‫‪ ..‬األر ُج َل واأليادي التي َح َملَها إث َر انفِ َج ٍ‬ ‫دموع أوطانُنُا في‬ ‫شتياق ليُتر َج َم على هيئَ ِة‬ ‫لكنَّهم ُرغ َم كلِّ هذا األلَم إجتمعوا باإل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫نموت ويبقى الوطن‬ ‫محال‬ ‫أعماقنا ال‬ ‫َ‬

‫‪27‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(١٢‬‬ ‫عباس‬ ‫الجزائر‬ ‫ال ِعرا ُ‬ ‫ق و ال َع َرب‬ ‫ق َّ‬ ‫صةُ بَل ٍد اس ُمهُ ال ِعراق ‪ ،‬في ز َم ِن الذ ِل و الهَوا ِن العربي‬ ‫ت ‪ ،‬فَنَنسى المشكلةَ و نَضي ُع في الفُتَات‬ ‫ت مشاكلِنا أ َز َما ٍ‬ ‫أحيانا ً نَصنَ ُع ِمن ُشتا ِ‬ ‫مع الخائنينَ نُبر ُم م َعاهَدةً‬ ‫لتدمير‬ ‫حق المقاومينَ الصامدينَ‬ ‫النصر و َس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يكون الند ُم ُس ّما ً قاتِالً ‪ ،‬و يَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ضعفُنا أداةَ‬ ‫اإلعدام‬ ‫األخير‬ ‫في‬ ‫كون حينَها ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لجمع ال ُّشتات ‪ ،‬فَتَ ُ‬ ‫كون النهايةُ قاسيةٌ ‪ ،‬طع ُمها م ٌّر و تَظهَ ُر‬ ‫فَتض َم ِح ُل ِعن َدها كلُّ ُمحا َولَ ٍة‬ ‫ِ‬ ‫الجميع‬ ‫ق‬ ‫فَجأ َةً الحقيقةُ فو َ‬ ‫ِ‬ ‫ك بَلَ ٌد اس ُمهُ ال ِعرا ُ‬ ‫ق‬ ‫ف العربي هنا َ‬ ‫رف و ال َخ َر ِ‬ ‫ت األوان ‪ ،‬و ما بينَ هذا التَّ ِ‬ ‫لكن بَع َد فَوا ِ‬ ‫يحترق‬ ‫اإلسالم ‪ِ ،‬عرا ُ‬ ‫ق العروب ِة ‪ِ ،‬عرا ُ‬ ‫التاريخ ‪ِ ،‬عرا ُ‬ ‫ضا َر ِة ‪ِ ،‬عرا ُ‬ ‫ِعرا ُ‬ ‫ق البُطول ِة ‪،‬‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫ق ال َح َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِعرا ُ‬ ‫ق ال ّشها َم ِة ‪ ،‬ماذا فَ َعلوا بكَ يا ِعراق؟‬ ‫ت ‪َ ،‬سكتوا على الح ِّ‬ ‫شاو ُملطَّ َخ ٍة بِد َما ِء‬ ‫َعربٌ باعو َ‬ ‫ق مقاب َل َر ٍّ‬ ‫ك ألمريكا ُمقاب َل دوالرا ٍ‬ ‫األبرياء ‪ ،‬يا لهُ ِمن ُذلٍّ و هوان؟‬ ‫األخير ألمريكا َر َكعنا‪ ،‬و‬ ‫َعربٌ و قالوا اجتَ َمعنا قُلنا و قُلنا ‪ ،‬تَناقَشنا ‪ ،‬إختَلفنا ‪ ،‬و في‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬بخاتَ ِم بوش على بيانِنَا وقّعنا ثم افتَرقنا ‪َ ،‬عربٌ و قالوا اجتَ َمعنا‬ ‫لبيع‬ ‫َع َربٌ باعوا َشرفَهُم ودينَهُم في الس ِ‬ ‫ّوق األمريكو صهينو انجليزي ِة المشترك ِة ِ‬ ‫الكرام ِة و الضّمير ‪ ،‬يا لهُ ِمن ذ ٍّل و هَوان؟‬ ‫ت الوجوهُ على َحقيقتها ُملطَّ َخةً بالخيان ِة ‪ ،‬و هذه نتيجةُ‬ ‫ت األقنِ َعةُ و َ‬ ‫ظهَر ِ‬ ‫فَجأةً َسقط ِ‬ ‫ضهم بعضا ً و يكي ُد‬ ‫ت ال َمطا ِم ُع في نفو ِسهم فأصبَحوا أهونَ ِمن ال َعبيد‪ ،‬يُقات ُل بَع ُ‬ ‫حينَ دبَّ ِ‬ ‫داس َعليهم َعدوهُم وأ َذلَهُم وهم في ديارهم‬ ‫‪.‬بع ُ‬ ‫ضهم لبعض ‪ ،‬فَتَفر َ‬ ‫ق َشملُهم ‪ ،‬حينَها َ‬ ‫برغم المتَخاذلينَ ‪ ،‬ال ِعرا ُ‬ ‫ص ٌر و بال ُد الرافدي ِن و حضارةُ أكث َر ِمن َخمس ِة‬ ‫لكن‬ ‫ق ُمنتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫آالف سن ٍة باقية ‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫برغم ال َّدا ِء و األعدا ِء‬ ‫أشرف من هؤالء ‪،‬‬ ‫ألن المخلصينَ األخيار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .‬من الخون ِة واألشقاء‬

‫‪28‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(١٣‬‬ ‫هاله احمد المعموري‬ ‫العراق ‪ -‬بغداد‬ ‫شي ٌء مما يُعاني ِه ِعراق ّي ‪،‬‬ ‫‪ .‬حكومتي الفَاسدة ‪ :‬بعد التحي ِة والسالم‬ ‫َسأبدأ ُ‬ ‫َ‬ ‫وأليام‬ ‫الحديث‬ ‫بالكالم و َسأس ُر ُد‬ ‫لسنين ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫فأنا أب َح ُ‬ ‫س ُمش َّرد ٍة في ال ِخيام‬ ‫ث َعن أم ٍن و َسالم ‪ ،‬ومعانا ِة أ ُنا ٍ‬ ‫ضائ َع ٍة وأحالم‬ ‫وطفُولَ ٍة َ‬ ‫شيخ عاد ٍل وإمام‬ ‫عن‬ ‫ِ‬ ‫ب ِمن الحرام‬ ‫ال في الجيو ِ‬ ‫عن فَسا ٍد و َم ٍ‬ ‫َعن َمناز ٍل أصبَ َحت ُحطام‬ ‫ت تَعالَت عليها األقدام‬ ‫و َعن َكراما ٍ‬ ‫ومسؤولينَ نيام‬ ‫َعن ُمد ٍن أصبَحت تُعاني ِمنَ األنقِسام‬ ‫في َمالمحي التَّع ُجب وفي فكري إستِفهَا ٌم‬ ‫متى ستزو ُل تِلك ال ِغ َم ِام‬ ‫الح أقالم‬ ‫! لِنب َدأَ ب ِعرا ٍ‬ ‫ق أج َم َل ونَح ِم ُل بَ َد َل ال ِّس ِ‬

‫‪29‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(١٤‬‬ ‫زهراء غادر‬ ‫ديالى‬ ‫! في َجنا َز ِة ال َّشهي ِد‬ ‫ت َشارعا ً‬ ‫ل َمح ُ‬ ‫يُل ِّو ُح بإشا َرتِه الح َّمرا ِء‬ ‫هوض‬ ‫محاوالً ال ُّن‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ولكن‬ ‫!‪..‬‬ ‫رصيفَاهُ ال يَقويَا ِن‬ ‫فقد أنهَ َكهُما تَسو ُل الطِّفلين‬

‫‪30‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(١٥‬‬ ‫هــُـمام هــَـيثم‬ ‫األنبار‬ ‫أنا العرا ُ‬ ‫ق‬ ‫أرى َج َسدي يضيء ال َكونَ حُزنا ً على َمن أُجبروا أن يَتركوهـ ُ‬ ‫نَمــا في ُمقــلَتــي أَيّـوبُ َ‬ ‫صبراً َوصا َح َكبيرهُم هيّا ُخذوهُ‬ ‫َرماني ال َّده ُر في أي ٍد تَال َشـــت َوسا َد ال َخ ُ‬ ‫وف في بل ٍد َر َموهُ‬ ‫أنا الضمآ ُن والنَّهـــرا ِن عـــندي ُخـذوا مائي وال تَستَرخصوهُ‬ ‫َش َروهُ بـ َ‬ ‫تل ذا بِــئِـــــري َش َروهُ‬ ‫س األثمآن ِطفلي َوعن َد القَ ِ‬ ‫أبخ ِ‬ ‫طع قالــــوا َح ِّرقُــــوهُ‬ ‫أراحوا فأ َسهم قَطَعوا ِظاللي َوبَعد القَ ِ‬ ‫َو َشى بي صُحبَتي وأَما َم عَيني وســـــاقوا ال َم َ‬ ‫وت قُرآنا ً تَلـــوهُ‬ ‫أنا َم ٌ‬ ‫يت َو َموتي قَب َل َ‬ ‫صحوي فـعن َد والدَتي فَ َرحي َم َحوهُ‬ ‫أال يا أ ُ َّمــــــــــتي قوموا ِرجاالً أزيــحوا الـلي َل والضو َء اعتِقوهُ‬ ‫فها أنا ذا ال ِعرا ُ‬ ‫ق لَكم ُشموخا ً َسيَبقى َمج ُدكم فالـتَحفظوهُ‬

‫‪31‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫حسناء طبرة‬

‫‪32‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(١٦‬‬ ‫قاسم جاسم‬ ‫بغداد‬ ‫ُ‬ ‫موت عدنا إلى أدرا ِجنا األولى‬ ‫يا‬ ‫مهما أتَ َ‬ ‫يت لتُنهي َشملَنا ِجينا‬ ‫ُ‬ ‫موت إر َحل فقَد ُجنَّت بنا أهوالُنا‬ ‫يا‬ ‫فبينَ ال َّردى ضاعت أ َمانينا‬ ‫ضا َعت محبتُنا‬ ‫وبينَ أحقا ِدنا َ‬ ‫جا َء ال َمغو ُل ليُلقوا َش َّرهُم فينا‬ ‫صدى بَغدا َد ين ِزفُنا َدما‬ ‫بع َد ال َّرحيل َ‬ ‫ُ‬ ‫وموت بَني أُمي يوافينا ‪,‬‬ ‫صائِبُنا‬ ‫يا ُملتَقى‬ ‫الفيس قَد ع َّمت َم َ‬ ‫ِ‬ ‫زوروا ثَرى ال َّد ِّم ‪،‬هذي األرضُ تَبكينا‬ ‫نبكيكَ يا وطني‬ ‫َّ‬ ‫يجف‬ ‫دم ُع العراقيينَ لن‬ ‫يَظلُّ الع ُم ُر يَغزونا‬ ‫ما زا َل نَه ُر ال َّد ِّم األهَوا ُل تَصنَعهُ‬ ‫لن تَنطَفي َشم َعةَ األحزا ِن تروينا‬ ‫ماتوا بَنوا بَلدي والكلُّ يَخذلُنا‬ ‫األمر يُفنينا‬ ‫في دولتي سرُّ هذا‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ليس ِسوى األطفا ُل في ج َش ٍع‬ ‫يا‬ ‫موت َ‬

‫‪33‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ُ‬ ‫ب يَكفينا‬ ‫واألمهات يَعشنَ الرُّ ع َ‬ ‫يا َم ُ‬ ‫وت هذي ال ُّشعوبُ‬ ‫ج األه َوا ِل لن تَنتَهي‬ ‫اآلنَ في َغنَ ِ‬ ‫فال َغد ُر يَسقينا‬ ‫ُ‬ ‫موت َمن لليَتَامى ؟‬ ‫يا‬ ‫َمن يُداري ال َخوفَ في طفولَ ِة أحفا ٍد‬ ‫ويَحمينا‬ ‫يا ربُّ هذي ال ُّشعوبُ اليو ُم في ِم َح ٍن‬ ‫األرض تُغنينا‬ ‫أن ِزل طَ َمئنينَةً في‬ ‫ِ‬

‫‪34‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(١٧‬‬ ‫عباس حسن‬ ‫المثنى‬ ‫أس َغريب *‬ ‫أع ِم َدةُ ال َمنفى ‪ :‬أقال ٌم ُملَ َّونَةٌ تَتَدلّى ِمن َر ِ‬ ‫ِمم َحاةُ ال ُغربَ ِة ‪ :‬لَو َحةُ وط ٍن قي َد اإلنشاء‬ ‫‪1‬‬‫ب األو ِل‬ ‫عن َد وصول ِه إلى البا ِ‬ ‫تَأ َّوهَ َكثيراً‬ ‫آ ٍه آه ‪َ ،‬من يَفتَ ُح لي ؟‬ ‫و َدليلي قُف ٌل ؟‬ ‫صلَةُ‬ ‫الطريق ‪ :‬قد ٌم على وضوء *‬ ‫َبو َ‬ ‫ِ‬ ‫صالةُ األق َد ِام ‪ُ :‬خط َوةٌ تَدفَ ُع بَال َء الغربه‬ ‫َ‬ ‫‪2‬‬‫ض ِع َّدةً‬ ‫و بَع َد أن تَم َّشى فَرائِ َ‬ ‫اب ليقَ َع على َ‬ ‫آخ ٍر‬ ‫إجتَا َز البَ َ‬ ‫ضا ً‬ ‫تَأ َّوهَ هذ ِه ال َم َّرةَ أي َ‬ ‫ب الطري ُ‬ ‫ق بابا ً ثا ِن ؟‬ ‫هل أن َج َ‬ ‫ُ‬ ‫الطرقات ‪ِ :‬مد َعاةٌ للتيه *‬ ‫األبوابُ ‪ :‬نَافِذةٌ لما تَيَ َّس َر ِمنَ ال َو َ‬ ‫طن‬ ‫‪3‬‬‫واب ِمرا َراً دونَ َجدوى‬ ‫بَع َد أن طَر َ‬ ‫ق األب َ‬

‫‪35‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫أيقَنَ َّ‬ ‫ق َحا ِم ٌل بالمزيد‬ ‫أن الطَّري َ‬ ‫و لِئَ َّال تَقَ َع أعيُنُهُ فَري َسةً‬ ‫للدموع‬ ‫ِ‬ ‫صامتا ً هذ ِه المره‬ ‫ي َ‬ ‫بَقِ َّ‬ ‫الصمت ‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫طو ٌر آخ ُر للنحيب *‬ ‫صو ُل ‪ :‬هَ ٌ‬ ‫يهات يُطلِقُها ال َمنفى ِبوج ِه الغ َربَاء‬ ‫الو ُ‬

‫‪36‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(١٨‬‬ ‫إسراء امين‬ ‫ذي قار‬ ‫الفجر يا أمي ‪ ،‬فهو الفج ُر األخير‬ ‫أيقظيني لِصال ِة‬ ‫ِ‬ ‫ماض إلى َذاكَ المصير‬ ‫الفجر يا أمي ‪ ،‬فأنا‬ ‫صال ِة‬ ‫أيقظيني لِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مس قد َ‬ ‫بات يَحو ُم‬ ‫قي َل أ َّن الغي َم َحو َل ال َّش ِ‬ ‫جوم‬ ‫ضبابا ً في الفَ َ‬ ‫و َ‬ ‫ضا ِء ‪ ،‬واختَفى ضو ُء النُّ ِ‬ ‫ف َحطَّ َمت بَل َد َّم َرت والكلُّ َخائِ ٌ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ف‬ ‫وريا ٌح ‪ ،‬ورعو ٌد ‪ ،‬و َعوا ِ‬ ‫و َشبابا ً قُتِلوا في ليلَ ٍة ظَل َما َء فيها طويَّت كلُّ ال َّ‬ ‫ص َحائِف‬ ‫! قي َل يا أماهُ قَد كانوا َشبابا ً ! لَم يَروا طَع َم الحيا ِة‬ ‫يال َحس َرتي و ُحزني ‪ ،‬ونسا ٌء نائِ ُ‬ ‫حات‬ ‫ُ‬ ‫العز ِسل َعةً‬ ‫صا َر ُّ‬ ‫ب َحا ٍل ‪،‬‬ ‫حيث َ‬ ‫! قد فَقَدنَ ال ِع َّز في أص َع ِ‬ ‫وبأسواق النِ َخا َس ِة ‪ ،‬وبِ ُذلٍّ تم بَي ُعه‬ ‫ِ‬ ‫و أبٌ َح ٌ‬ ‫ستصر ُخ بالحز ِن ابنَتَهُ‬ ‫يران يَ‬ ‫ِ‬ ‫بَع َدما قد أص َدر الظَال ُم فيها فَت َوتَهُ‬ ‫نكاح تَد ُخلينَ َجنَّته‬ ‫! وبِدع َوى للجها ِد بال ِ‬ ‫رض بِ َساطا ً‬ ‫ويتَامى في‬ ‫الطريق افتَرشوا األ َ‬ ‫ِ‬ ‫يال َح َسراتي و ُحزني قي َل يا أماهُ قد َماتوا ِجياعا ً‬ ‫! بع َدما قد ارتَأﯽ الظَالِ ُم في ِهم إ َّن ح َّ‬ ‫لخالئق‬ ‫العيش ال تم ِل ُكهُ كلُّ ا‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫! ولذا‬ ‫شر دقائق ! واستراحوا ‪ ،‬بعد يوم مجه ٍد شا ٍّ‬ ‫ق طوي ٍل ‪ ،‬وتذكروا‬ ‫‪ :-‬قُتِ َل األطفَا ُل في َع ِ‬

‫‪37‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ضن وثَقيل ‪ ،‬مس ِج ٌد في أح ِد األحيا ِء و َكنيسةٌ‬ ‫أ َّن يو َم ال َغ ِد ُم ٍّ‬ ‫غضض ُ‬ ‫ت ال َمقال‬ ‫ظار‬ ‫الهدم باأليدي الخسيسه ‪ ،‬وكثي ٌر اليقال ! عنهُ أ َ‬ ‫ِ‬ ‫وقبو ٌر وقبابٌ بانتِ ِ‬ ‫!‬ ‫ق التَّح ُّم ُل‬ ‫! إس َمحيلي َسأقو ُل ‪َ ،‬سأغا ِد ُر ‪َ ،‬سوفَ أر َح ُل ‪ ،‬فَلَقَد فَا َ‬ ‫رض يا أماه أر َخ ُ‬ ‫صت ُدعائي ‪،‬‬ ‫أنا ُجنديٌّ فِدائ ٌّي ‪ ،‬وإلج ِل األ‬ ‫ِ‬ ‫ب شيئا ً بل أقول‬ ‫منك لن أطلُ َ‬ ‫ِ‬ ‫"أذكريني "بالدعاء" !‬

‫‪38‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫سمر جمعه‬

‫‪39‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(١٩‬‬ ‫حسين الشذر‬ ‫‪ ..‬في وطَني‬ ‫َ‬ ‫الموت كـي نَحيا‬ ‫نَـتَنـفَسُ‬ ‫ك الثُّـقـوبُ التي ر َسـ َمـتـها ال ُحروبُ‬ ‫تل َ‬ ‫‪ ..‬يوما ً ما‬ ‫مس ِمن خاللِـها في وطني‬ ‫! ‪َ ..‬سنرى ال َّش َ‬ ‫َشذرةُ وطن‬

‫‪40‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٢٠‬‬ ‫سارة حاتم‬ ‫بغداد‬ ‫يقولونَ إ َّن الشهدا َء حينَ يموتونَ ليست ورو ٌد تلكَ التي تَنبُ ُ‬ ‫قبورهم بل أيا ٍد‬ ‫ت على‬ ‫ِ‬ ‫تُل ِّو ُح للحياة‬ ‫ُ‬ ‫اللعب و‬ ‫صديقَهُ ُمن ُذ الطفول ِة‬ ‫شار ُكهُ‬ ‫َ‬ ‫لم يكن َذنبُهُ إال أنَّهُ أحبَّ َوطنَهُ فَقد كانَ َ‬ ‫حيث يُ ِ‬ ‫قَط َعةَ الساندوش‬ ‫والجر ُح الذي على َساقِه أحبَّهُ بِك ِّل ما هو علي ِه‬ ‫تحذير إخ َوتِ ِه‬ ‫لم يَعلم أ َّن َ‬ ‫صديقَهُ الوطن كانَ ملعونا ً ُمن ُذ األزل كانَ يَجبُ أن يس َم َع لِ‬ ‫ِ‬ ‫الكبار‬ ‫ك‬ ‫! حينَ قالوا لهُ ال تَل َعب َمعهُ َسيُؤذي َ‬ ‫مر َم َعهُ إلى أن إلى أن‬ ‫لم يُبالي واستَ َ‬ ‫ك‬ ‫فرحتي فقد أحببت َ‬ ‫شارك َ‬ ‫صديقي َشاركتُ َ‬ ‫ك َ‬ ‫في مر ٍة قا َل لهُ يا َ‬ ‫ك ك َّل شي ٍء واآلنَ أ ِ‬ ‫ك يا حبيبي واآلنَ باللِ َّ‬ ‫ُ‬ ‫هال ابتَ َ‬ ‫عدت‬ ‫أجابهُ‬ ‫الوطن هنيئا ً ل َ‬ ‫قا َل لهُ ال ياصديقي في ال َّسرا ِء وال َّ‬ ‫ضراء‬ ‫ُ‬ ‫في ال َّسرا ِء وال َّ‬ ‫قسمت‬ ‫ضرا ِء هكذا أ‬ ‫ب‬ ‫وبصدفَ ٍة ممزو َج ٍة بي ِد القَدر هُج َم الوطن ِمن قب ِل األغرا ِ‬ ‫ك إبتالءاً فقد أبتُ ُ‬ ‫ض َّحى‬ ‫صديقَهُ دافَ َع عنه قَا َل لَهُ إذا كانَ ُحبُّ َ‬ ‫ليت ثم َ‬ ‫وحاولوا قتلَهُ إال أ َّن َ‬ ‫بد ِمه‬ ‫بدموع ال تَنط ُ‬ ‫ُ‬ ‫ق بحرف‬ ‫صديقَهُ لمحبوبَتِ ِه‬ ‫ق َّد َم‬ ‫الوطن َ‬ ‫ٍ‬ ‫صغره‪..‬هو هواكَ والهوى ال يَتَبد ُل‬ ‫قالت لهُ يا َمحبوبَنا ُمن ُذ‬ ‫ِ‬ ‫صدر ِه فلنستَقبِلهُ بالبارو ِد مهلهلينَ‬ ‫تين وش ُم ُحبِّكَ على َ‬ ‫واآلنَ بِرصا َ‬ ‫ص ِ‬ ‫القبر هنا يرق ُد الم ِحبُّ البطل‬ ‫ب على شاه ِد‬ ‫!‪ ...‬ولنكتُ َ‬ ‫ِ‬

‫‪41‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٢١‬‬ ‫ليلى فليح‬ ‫بغداد‬ ‫ك يا ِعرا ُ‬ ‫حالم الحالمينَ‬ ‫حبي ل َ‬ ‫ق أكب ُر ِمن ك ِّل أ ِ‬ ‫فأنت لن تَحتَويكَ ُمجلَّ ٌ‬ ‫َ‬ ‫دات أو حتَّى‬ ‫عقول المفكرينَ‬ ‫َ‬ ‫حتَّى بَع َد أن هُ ِج َ‬ ‫رت كما اللي ُل حينَ يَه ُجرهُ الساهرون‬ ‫ك َكما يَ ُج ُّ‬ ‫ف الدم ُع في العيون‬ ‫تَبقى نَديا ً وإن َجفَّت مياهُ َ‬ ‫لَقد أ َ‬ ‫ك فَلفَّنا الظال ُم والسكون‬ ‫نرت عوال َم َج َّمةً فأطفَأوا أنوا َر َ‬ ‫ب يتربصونَ‬ ‫ب وكال ٍ‬ ‫أمسينا ال نُبدي َحراكا ً َخشيَةَ ذئا ٍ‬ ‫آ ٍه يا ِعرا ُ‬ ‫ق نَهض َ‬ ‫ت كال َّ‬ ‫ت فشاؤوا أ َّال تكون‬ ‫باح من ُذ أولى الحظارا ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫وج َعلونا بَشراً َغي َر ُمبصرين‬ ‫لقد فَقَؤوا أعيُنَنَا ِبجهلِ ِهم َ‬ ‫أبكيكَ يا ِعرا ُ‬ ‫صا َدروا الفُ َ‬ ‫رات ومياهَ ِدجلَةَ والشال ُل والعيون‬ ‫ق فَقد َ‬ ‫احل الشعرا ِء شعراءاً مزيفون‬ ‫وطني أرثي َ‬ ‫ك حينَ تَص ُد ُر على فطَ ِ‬ ‫حرار وبقا ِء المارقون‬ ‫صدري ح َجارةً بشهاد ِة األ‬ ‫لقد ح َّل في أي َس ِر َ‬ ‫ِ‬ ‫نَ َزف ُ‬ ‫العمالق وأحلوا المجو‬ ‫ك‬ ‫صر ِح َ‬ ‫ت َمع َ‬ ‫ك حينَ َح َّرموا مبادئ َ‬ ‫ِ‬ ‫ك العبي ُد و أسيا َدهُم اآلثمون؟‬ ‫وح َّل بِ َ‬ ‫أأواسي َ‬ ‫ك بع َد أن رح َل ال ُّشرفا ُء َ‬ ‫ك أتَّ ِه ُم العقال َء بالجنو ِن‬ ‫العلم فَبِ َ‬ ‫ك يا وطنَ‬ ‫سأكتُبُ َعن َ‬ ‫ِ‬ ‫ك يا َمو ِطنَ الجواهري أين َر َح َل ال َّسيابُ و َمتى أ ُغتي َل هار ُ‬ ‫ون‬ ‫َسألتُ َ‬ ‫ضا َر ِة وال َّسوا ِد لِ َم هكذا أبتُ َ‬ ‫ليت بالطاعون ؟‬ ‫رض الح َ‬ ‫يا أ َ‬ ‫يت أطالالً وما ِز ُ‬ ‫ك يا ِعراق أم َس ُ‬ ‫ظار العائدين‬ ‫وصب ِر َ‬ ‫فيا لِصبري َ‬ ‫لت بإنتِ ِ‬

‫‪42‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٢٢‬‬ ‫هبه ثائر‬ ‫بغداد‬ ‫ت‬ ‫َستَعودينَ َكما ُكن ِ‬ ‫أميرةً بينَ البال ِد‬ ‫ُرغ َم ال ُحز ِن ورغ َم ال َّسوا ِد‬ ‫ك‬ ‫الذي يُحيطُ ب ِ‬ ‫َستعودينَ بَغدادي‬ ‫بغدا َد األ ُّم والحضار ِة‬ ‫والسالم‬ ‫بغدا َد األم ِن‬ ‫ِ‬ ‫َستَعودينَ‬ ‫و َستَم ُر أما َمنا أزمةُ‬ ‫يام َكغما َم ٍة َسودا َء‬ ‫األ ِ‬ ‫صل ال ِّشتا ِء‬ ‫جاءت في فَ ِ‬ ‫وانزا َحت َبع َد هُطو ِل‬ ‫ت ما ٍء من السما ِء‬ ‫قَطرا ِ‬ ‫بفضل‬ ‫َستعودينَ‬ ‫ِ‬ ‫ضحوا بأروا ِحهم لِحماي ِة البال ِد‬ ‫ك الذينَ َ‬ ‫أبنائِ ِ‬ ‫ك‬ ‫ك قرةُ عين ِ‬ ‫أبناؤ ِ‬ ‫َ‬ ‫الموت وال النا َر و ال الرماد‬ ‫لن يَهابوا‬ ‫ال نُري ُد شيئا ً‬

‫‪43‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫يام ما كانَت علي ِه بغدا ُد‬ ‫ِسوى عو َد ِة أ ِ‬ ‫السالم‬ ‫بدار‬ ‫تُسمى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪44‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٢٣‬‬ ‫سلمى فاروق‬ ‫الموصل‬ ‫ُ‬ ‫أعرف فَـلم أبلُغ َمدرسةً تُعل ُمني جغرافيت ِه ‪-‬‬ ‫ي بُقع ٍة ِمن بالدي أنا ال‬ ‫! على أ ِّ‬ ‫أدر ُ‬ ‫ك أينَ بالدي في َحاضري كي‬ ‫و ال أتذك ُر ِمن أينَ أنا و ما كانَ ماضي ‪ ،‬فـال ِ‬ ‫أأتمنَهُ على مستَقبلي ‪،‬‬ ‫! فَـلم يُعلمني أح ٌد األز ِمنَةَ و ال كيفَ يُحتسّبُ العم ُر‬ ‫أرض إلى أخرى وعلى طريقي أو ِّد ُ‬ ‫َ‬ ‫البيوت كي‬ ‫ع‬ ‫فَلم أتجاوز طفولتي حتى أت َر َّح ُل ِمن‬ ‫ٍ‬ ‫! أُستَقبَ َل في خيّ ٍم‬ ‫ُ‬ ‫رأيت بَقيةَ النِّسا ِء يَبكيّنَ أمي ُمح َملةً لِـتُدفنَ تَ َ‬ ‫ب‬ ‫ي أشهُ ٌر حتى‬ ‫و لَم تَ َ‬ ‫حت الترا ِ‬ ‫مر عل َّ‬ ‫ب بدأ رحيلَهُ َمعهَا ُمتذ ِمراً ِمن حياتَ ِه‬ ‫على ي ِد أ ٍ‬ ‫! وأنا الباقيَةُ َم َع إخواني تَ َ‬ ‫متاع و أواني‬ ‫بضع‬ ‫حت خيم ٍة و‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫صحي ٌح إني أس ُك ُن في حدو ِد مدين ٍة و بينَ ‪-‬‬ ‫ك بالمعانا ِة ‪َ ،‬‬ ‫ك ‪ ،‬فأنا قد أ ُشابِهُ ِ‬ ‫ت وح َد ِ‬ ‫لس ِ‬ ‫حيطا ِن منز ٍل ‪،‬‬ ‫ت‪،‬‬ ‫لكني أعيشُ أكب َر ِمن ُعمري الذي لَم يتَع َّد التس َع َسنوا ٍ‬ ‫ليس معي ما يُرضي غرو َر ُمعل َمتي‬ ‫! في َمد َر َس ٍة أ ُعتَب ُر الفا ِش َل فيها فَقط ألني فقي ٌر و َ‬ ‫و بينَ عم ٍل تَ َ‬ ‫ي ما هو َحقي ‪،‬‬ ‫حت قَبض ِة ي ِد َ‬ ‫صا ِحب ِه ال َخ ِشنَ ِة كأنَّهُ َي ُم ُّن عل َّ‬ ‫ي و َسكائ َر و يُصبح ال ُّد ُ‬ ‫خان هوائي و‬ ‫رجال المقهى أوز ُع ما يُريدوهُ ِمن شا ٍّ‬ ‫أدو ُر بينَ‬ ‫ِ‬ ‫ب َمزاج ِه‬ ‫! كلُّ واح ٍد يُناديني َح َس َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫شار َعنا لَم‬ ‫البيت َبع َد إستشها ِد أبي‬ ‫صلت علي ِه ألُ ٍّم تُدي ُر‬ ‫ألق ِّد َم ما َح‬ ‫ٍ‬ ‫بإنفجار غب ٍّي ه َّز ِ‬ ‫! أحفَظ لهُ تاريخا ً‬ ‫ال زا َل عندي أم ٌل أن أغا ِد َر ال َخي َمةَ يوما ً ما و أع َم ُل في جمعي ٍة إنساني ٍة كالتي تأتي و ‪-‬‬ ‫ت لنا‬ ‫! تُق ِّد ُم المعونا ِ‬

‫‪45‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫الشارع ‪-‬‬ ‫! و أنا أيضا ً آ َم ُل أن أكبَ َر وأعم ُل‬ ‫كـشرطي يَح ُرسُ أمنَ‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫فليس و َحدهُ العرا ُ‬ ‫كو َ‬ ‫أنت و مثلُنا الكثير ‪-‬‬ ‫!!‬ ‫ق ما بينَ أ ٍلم وأم ٍل ! فـأنا كذل َ‬ ‫َ‬

‫‪46‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫علي محسن‬

‫‪47‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٢٤‬‬ ‫روسم الحسيني‬ ‫ذي قار‬ ‫يوم ما‬ ‫في ٍ‬ ‫مكا ٍن ما‬ ‫ف هللاَ جيداً‬ ‫عر ُ‬ ‫في أ‬ ‫رض ت َّدعي أنَّها تَ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َسقَطَ َش ُ‬ ‫رف العرب‬ ‫وان َدثَرت أساطي ُرهم‬ ‫قَتلوا تاري َخهُم بأيدي ِهم‬ ‫روف ال َمج ِد الماضي‬ ‫و َمحوا آ ِخ َر ُح‬ ‫ِ‬ ‫رض‬ ‫ص ُل بينَها وبينَ األ‬ ‫حافيَةً دونَ َعز ٍل يَف ِ‬ ‫ِ‬ ‫انطَلَقَت بع َد أن تَح َّر َرت ِمنَ القبيل ِة‬ ‫وأسقَطَتها ِمن رأ ِسها‬ ‫ُ‬ ‫ص َدةً‬ ‫َ‬ ‫المغيث؟‬ ‫المغيث ‪...‬أينَ‬ ‫قا ِ‬ ‫مهالً َمن هذا‬ ‫الذي يَعدوا َخلفَها‬ ‫تَوقَّفَت فَ َس َكنَ َخلفَها‬ ‫إلتَفَتت ‪...‬واشتاطَت عيناها َغضبا ً‬ ‫ص َر َخت‬ ‫لماذا تَ‬ ‫ركض َخلفي‬ ‫َ‬ ‫أ َ‬ ‫ك وال تحريري‬ ‫نت ال تَستَطي ُع تحري َر نفس َ‬

‫‪48‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫أ َّ‬ ‫ي لَعنَ ٍة َحلَت بكَ لما تَغتَالُنا‬ ‫ك بقو ٍة بيديها‬ ‫ض رأ َسهُ تَمس َ‬ ‫أخفَ َ‬ ‫الركض‬ ‫و واصال‬ ‫َ‬ ‫‪ ...‬العرا ُ‬ ‫ق وه َي‬ ‫الى أينَ‬ ‫ق يَخلو من أ ِلم العراق ‪.‬‬ ‫الى عرا ٍ‬

‫‪49‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٢٥‬‬ ‫زينة عماد‬ ‫تركيا‬ ‫! ُحل ٌم لم يَكتمل‬ ‫ُ‬ ‫ع بَغدا َد والور ُد يَزهو بِرائحتِ ِه والبري ُ‬ ‫ق‬ ‫كنت أمشي في َش ِ‬ ‫وار ِ‬ ‫شجار والهوا ُء النَّ ُ‬ ‫ظيف لَم أستَطع ُمقاو َمتَهُ ِمن بَعيد‬ ‫وعطو ُر األ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫رأيت عائلةً َسعيدةً و ِطفلَةً تَتَأر َج ُح بينَ أيدي والديها‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫بور ال َّش ِ‬ ‫رأيت امرأَةً كبيرةً في ال ِّس ِن ُمم ِس َكةً بي ِد ول ِدها لِ ُع ِ‬ ‫ار ِ‬ ‫الشار ُ‬ ‫ب‬ ‫س راقيينَ و ُمثقَّفينَ ونظيف ِّي القُلو ِ‬ ‫ع الذي كانَ ملي ًء بنا ٍ‬ ‫ِ‬ ‫كانَ األ ُ‬ ‫ضواحيها‬ ‫ق بَغدا َد و َ‬ ‫مان واإلستقرا ُر َيسو ُد َجمي َع َم ِ‬ ‫ناط ِ‬ ‫البيوت َجميلَةً هي وحدائِقِها التي كا َدت أن تَكونَ لو َحةً فَنيَّةً‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫وكان ِ‬ ‫ُ‬ ‫رأيت ُسنيَّا ً ُمتزو ٌج ِمن شيعيَّةً و ُمسلِ ٌم ُمتزو ٌج ِمن َمسيحيَّ ٍة‬ ‫ت ُمتَحقِقَةً في بَلدي واألجوا ُء أصبَ َحت أكث َر ح َيويَّةً‬ ‫ُ‬ ‫رأيت ال ُمستَحيال ِ‬ ‫ُ‬ ‫ال في بلدي الَّذي فارقَنَي َج َمالُهُ ُمن ُذ سنينَ بعي َد ٍة‬ ‫رأيت ال َّج َم َ‬ ‫ك أم ٌل ‪ ،‬سعادةٌ ‪ ،‬حبٌّ قَرأتُهُ في عيونِه ُم المبتَ ِس َم ِة فر َحا ً‬ ‫كانَ هنا َ‬ ‫ُ‬ ‫اس تَمشي وبيديها أمتَ َعتهُم راجعينَ ِمن ُغربَتِهم إلى بَل ِدهم‬ ‫ورأيت النَّ َ‬ ‫ميق قائِلَةً‬ ‫ُ‬ ‫وفجأةً ‪!...‬‬ ‫صوت أمي يُوقِظُني ِمن نَومي ال َع ِ‬ ‫ك وتَقولينَ يا هللا هل أنا أحلُ ُم‬ ‫ت تَتَكلَمينَ بنو ِم ِ‬ ‫! إستَيقِظي يا ابنَتي فأن ِ‬ ‫لماذا أيقَظ ِتني ِمن نَومي يا أ ُمي ؟! لَم أ ِرد اإلستيقَاظَ‬ ‫نيت أن يكونَ حقيقةً‬ ‫كانَ ُحلُ ٌم َجميل كانَ حلُ ٌم بألوا ٍن زاهي ٍة ! إلهي َكم تَ َم ُ‬

‫‪50‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ألمت ِعندما استيق ُ‬ ‫و َكم تَ ُ‬ ‫العميق الذي َج َعلَني أحلُ ُم هكذا ُحلم َجميل‬ ‫ظت ِمن نَومي‬ ‫ِ‬ ‫!يا تُرى هل َسيأتي اليو ُم ويُصبِ ُح ُحلمي َحقيقَةً ؟‬ ‫ك يا وطني ال َحبيبُ وأستَن ِش ُ‬ ‫ك مرةً أخرى ِمن َجديد ؟‬ ‫ق هَوا َ‬ ‫!يا تُرى هل َسأر ِج ُع إلي َ‬ ‫ضانِكَ ِمن َجديد‬ ‫ك الطَّائِفيَّةُ و َيعودونَ أوال ُد َ‬ ‫يا تُرى هل َسيأتي يو ٌم وتَنتَهي في َ‬ ‫ك إلى أح َ‬ ‫!؟‬ ‫!يا تُرى هل َسيعو ُد األ ُ‬ ‫بر ِه ال َّشهيد ؟‬ ‫مان إلي َ‬ ‫ك ويَستَقرُّ ويَرتَا ُح في قَ ِ‬

‫‪51‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٢٦‬‬ ‫نور سعيد‬ ‫بَغدا ُد‬ ‫!‪ ..‬الخلو ُد‬ ‫صغي َرتي فَأنا لَم أ ُمت‬ ‫ال تَبكي يا َ‬ ‫نوحي يا َحبيبَتي فأنا لَم أ ُمت‬ ‫ال تَ ِ‬ ‫َستَجدينَنَي َدو َما ً في ك ِّل َشي ٍء‬ ‫فُ َ‬ ‫الحدبا ِء‬ ‫نبار ‪َ ،‬منا َرةُ َ‬ ‫رات األ ِ‬ ‫ك‬ ‫ك عاليا ً فَأبو ِ‬ ‫إرفَعي َرأ َس ِ‬ ‫رض التي لَ َّوثَها ال َخ َونَةُ وال ُّدخالء‬ ‫هر األ َ‬ ‫قد طَ َ‬ ‫ك أن تَتَباهَي بَينَ ال َّ‬ ‫ت‬ ‫صديقا ِ‬ ‫أريد ِ‬ ‫ص األبطا ِل لألحفاد‬ ‫ص َ‬ ‫إروي َعنّي قِ َ‬ ‫ارسي ال ِمغوا ُر‬ ‫قولي لَهُم هو فَ ِ‬ ‫أخبريِهم هو حبيبي البَتَّار‬ ‫ك‬ ‫َسأظَلُّ َدوما ً هُنا في قَلبِ ِ‬ ‫ك‬ ‫ك ‪ ،‬في دم ِع ِ‬ ‫في رو ِح ِ‬ ‫ك الوجنَتين‬ ‫ِعن َدما يُدا ِعبُ النَّسي ُم تِل َ‬ ‫العينين‬ ‫ك‬ ‫ِعن َدما يَسقُطُ ال َمطَ ُر على تِل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِعن َدما تُش ِر ُ‬ ‫رض الوط ِن ك َّل يوم‬ ‫ق ال َّشمسُ على أ‬ ‫ِ‬ ‫فَ َسال ٌم على وط ٍن نَ ُ‬ ‫موت ألجلِ ِه ك َّل يوم‬ ‫رض نَرويها ِدما َءنا ك َّل يوم‬ ‫و َسال ٌم على أ‬ ‫ٍ‬

‫‪52‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫علي جمال‬

‫‪53‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٢٧‬‬ ‫محمد الحاذور‬ ‫ذي قار‬ ‫ك في‬ ‫هنا َ‬ ‫رض‬ ‫بُق َع ٍة ِمنَ األ‬ ‫ِ‬ ‫أصابع‬ ‫ت ام َرأةٌ ِمن َخم َس ِة‬ ‫َخ َ‬ ‫رج ِ‬ ‫ٍ‬ ‫كلُّ إصبَ ٍع فَقَ َد ُعذريَّتَهُ في َزلَ ِة ُخبز‬ ‫جوع لِقَ‬ ‫رص ال َّشرف‬ ‫وار‬ ‫ِ‬ ‫َخ َر َجت في ِمش ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ذهب وجهُ ال َما ِء ال َمدينَةَ‬ ‫َ‬ ‫ض ُع‬ ‫بك ِّل حيائِ ِه ورا َحت تَ َ‬ ‫عار‬ ‫بيديها َخت َم ٍ‬ ‫على ُك ِّل ال ِّجبَاه‬ ‫و الوجوهُ ال ُم َح ِّدقَةُ فيها‬ ‫َجفّت ُكلُّ الميا ِه َبع َد َع َ‬ ‫ش‬ ‫ط ِ‬ ‫اس وقل َبها‬ ‫َ‬ ‫مير النَّ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫صوتِها‬ ‫ص َر َخت بِك ِّل َ‬ ‫َ‬ ‫سماع بنَحيبِها‬ ‫حتَّى تَشقَّقت ُكلُّ األ‬ ‫ِ‬ ‫أم َس َكت في يَ ِدها‬ ‫مح الذي يُش ِبهُ َوجهَ أصابِ َعها‬ ‫بعضا ً ِمنَ القَ ِ‬ ‫ح حتَّى َمل َئ ُوجو ِه‬ ‫ثُ َّم بَ َ‬ ‫صقَت بالقَم ِ‬ ‫ُ‬ ‫س‬ ‫الناس الخالي ِة ِمنَ األن ِ‬ ‫ِ‬

‫‪54‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫‪ :‬ثُ َّم قَالت‬ ‫صابعي‬ ‫هذا القَم ُح هو َمن َج َعلَني أفقِ ُد َش َرفي أنا و أ َ‬ ‫ِعن َدها‬ ‫حتَّى ال َّسمٰ ُ‬ ‫وات أغلَقَت أبوابَها‬

‫‪55‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٢٨‬‬ ‫آية الدليمي‬ ‫بغداد‬ ‫ُّكلَما َح ُ‬ ‫ك‬ ‫ب َعن َ‬ ‫اولت أن أكتُ َ‬ ‫أ ِج ُدني حا ِئرةً‬ ‫ك‬ ‫أأكتُبُ ألُرثي ُشهداء َ‬ ‫ك‬ ‫زر َ‬ ‫أأكتُبُ أل ُش َّد أ َ‬ ‫قبور أبنائِها‬ ‫ك التِي تَجلِسُ بينَ‬ ‫أم لَعلّي يَ ِجبُ أن أواسي دمو َع تِل َ‬ ‫ِ‬ ‫!ال‬ ‫أنا ِعراقيَّهٌ‬ ‫وهذا وح َدهُ يَجعلُنِي أص ُر ُخ‬ ‫بِ ُك ِّل األحزا ِن‬ ‫روح‬ ‫بِ ُك ِّل الجُّ‬ ‫ِ‬ ‫هذا يَج َعلُني أكتُبُ لل ُمستق َب ِل القا ِد ِم‬ ‫حالم التي ستُ ِزه ُر‬ ‫يَج َعلُني أكتُبُ لأل ِ‬ ‫! يجعلُني أكتب‬ ‫ك و انتَفِض‪،‬‬ ‫ارب ‪َ ،‬دع َعنكَ سُباتَ َ‬ ‫َدع َعن َ‬ ‫ك البُكا َء ‪ُ ،‬كن قَويا ً و َح ِ‬ ‫ُكن أ َ‬ ‫نت الثَّو َره ‪ُ ،‬ك ِن القَصي َدةَ و القلَم‬ ‫! ُكن ان َ‬ ‫ت ال ِّروايَةَ و ُك َّل ال ُّشخوص‬

‫‪56‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٢٩‬‬ ‫رقية هاشم‬ ‫بغداد‬ ‫إتحا ُد روحي ِن‬ ‫ريق‬ ‫في الطَّ ِ‬ ‫على بُع ِد َحياتي ِن و َدمع ٍة‬ ‫ك‬ ‫ت تل َ‬ ‫ع ِن أل ِسنَ ِة المو ِ‬ ‫التَقيا‬ ‫ريح‬ ‫ُكلُّ واح ٍد ِمنهُما ِمن أح ِد أ‬ ‫طراف ذل َ‬ ‫ك القل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ال َّج ِ‬ ‫أم َعنا النَّ َ‬ ‫بالعشق والحياه‬ ‫ب الطَّافِ َح ِة‬ ‫ظ َر في تِل َ‬ ‫ك النُّدو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضب‬ ‫تِل َ‬ ‫ت ال َغ َ‬ ‫ك ال ِّدما ُء ال ُمرتَلَةُ للنشي ِد الوطن ِّي و ِهتَافا ِ‬ ‫أر‬ ‫بعينَي ِن َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ار َختا ِن بِ ُخض َر ِة ِ‬ ‫فاف ِدجلَةَ والثَّ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫خ بالموسيقى التُراثي ِة والغير ِة‬ ‫بقل ٍ‬ ‫ب ُملطَّ ٍ‬ ‫أح ُدهُما يَقبِضُ على قَلبِ ِه عن َد ال َّ‬ ‫صال ِة كي ال يَطي َر ُخشوعا ً‪،‬‬ ‫ب ِعشقَا ً‬ ‫واآل َخ ُر يُعفِّ ُر َجب َهتَهُ بالتُّرا ِ‬ ‫ين‬ ‫بَقَيا صا ِمتَ ِ‬ ‫ُعيونُهُما تَتَ َكلَ ُم‬ ‫وصي ُ‬ ‫ار السالم‬ ‫قا َل ُعمر ‪ -:‬لَيتَني قَب َل أن أقتَ َل ‪ ،‬أ َ‬ ‫ت بِدفني في َد ِ‬ ‫وار ِه ‪ ،‬ال تَقلق يا‬ ‫جاب َعلي ‪ -:‬إ َّن َحيدراً قَ ِد استَدعى رو َح َ‬ ‫أ َ‬ ‫ك الصُّ وفِيَّةَ النَّقيَّةَ إلى ِج ِ‬ ‫صديقي‬ ‫إبتَ َسما‬ ‫روحي ِهما واتَّ َح َدت‬ ‫َذابَت‬ ‫َ‬

‫‪57‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫وأك َمال طَريقَهُما نَحو ال َّسما ِء‬ ‫سيراً حتَّى ال َّجنة‬

‫‪58‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٣٠‬‬ ‫نور هاني آل يونس‬ ‫الموصل‬ ‫َمن أنت َ!؟ ‪-‬‬ ‫صغي ٌر يَعيشُ في ُمخيَّ ٍم قَالَها و تكا ُد أن تَسقُطَ َخي َمتُهُ َعليه‬ ‫قالَها ِطف ٌل َ‬ ‫ف بِ ُكلِّ بَراء ٍة و َعفَويَّ ٍة َسأ َل !؟‬ ‫ِعن َد أ ِّ‬ ‫ي نَس َم ِة هَوا ٍء آتيَ ٍة بأطرافِ ِه ال ُمتَ َج ِم َد ِة و ريقِ ِه النا ِش ِ‬ ‫! َمن أ َ‬ ‫نت ؟‬ ‫! أتسأ ُل َمن أنا ‪-‬‬ ‫أتسأ ُل يا َحبيبي َمن أ ُ‬ ‫ك ِمن هذا المكا ِن إلى‬ ‫كون أنا الذي َسأنقِ ُذك ‪ ،‬أنا الذي َسأا ُخ ُذ َ‬ ‫َح ُ‬ ‫يث يُو َج ُد األ ُ‬ ‫مان لَن تَبكي يا صغيري َبع َد اآلن‬ ‫ك ِدف ٌ‬ ‫ض َعهُ‬ ‫ك بَرداً َسيو َج ُد هُنا َ‬ ‫ب تَنا ُم لَن َيكونَ هُنا َ‬ ‫ئ قَد َو َ‬ ‫َستَل َعبُ و تَل َعبُ حتَّى ِمنَ التَّ َع ِ‬ ‫ال َّرحمن‬ ‫ك لِب ِّر األما ِن‬ ‫صل ُ َ‬ ‫ك َكما تَحلُ ُم و لَن تَكوونَ ُم َجر َد َخيا ٍل أ ِع ُد َ‬ ‫َستَعيشُ طُفولَتَ َ‬ ‫ك أنني َسأو ِ‬ ‫واإلطمئنان‬ ‫ع وقت‬ ‫ك فإنَّني َمأمو ٌر بِ َجلبِ َ‬ ‫ك و َح َد َ‬ ‫لَن أت ُر َك َ‬ ‫ك بِأس َر ِ‬ ‫ك َستَ ُ‬ ‫ؤس و ال ُحزنَ َم َّرةً ثانيةً في‬ ‫صغيري َدم َعتُ َ‬ ‫ح وآما ٍل ‪ ،‬لَن تَرى البُ َ‬ ‫يا َ‬ ‫كون َدم َعةَ فَ َر ٍ‬ ‫ُ‬ ‫هذه الحيا ِة واآلنَ أ َعلِم َ‬ ‫أكون !؟‬ ‫ت َمن‬ ‫ال ول ِكنَّني خائِ ٌ‬ ‫ف ‪-‬‬ ‫ب ِطف ٌل صغي ٌر َمكانُهُ بَ ٌ‬ ‫ِم َما تَخا ُ‬ ‫َ‬ ‫ك ! وأن َ‬ ‫يت و ‪-‬‬ ‫ت الذي‬ ‫ف أرجو َ‬ ‫نواع الحرو ِ‬ ‫رأيت ك َّل أ ِ‬ ‫عائِلَةٌ ها هو اآلنَ في َخي َم ٍة و ِذكريات‬ ‫ت خائِ ٌ‬ ‫!! أشخاصٌ تَركوا هذه العائِلَةَ ُكلُّ هذا وأن َ‬ ‫ف األنَ مني‬ ‫كال كال إنَّني اآلنَ أرى بيتي الذي كان ‪-‬‬ ‫ك باإلنتِظار ‪-‬‬ ‫ب إنَّهُ هُنا َ‬ ‫نَعم يا َعزيزي هيا بنا نَذهَ َ‬ ‫! و لكن َمن يَنتَ ِظ ُرنا هُناك ‪-‬‬

‫‪59‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ك الجبا ُر ال ُمستَ ُ‬ ‫عان هل َعلِم َ‬ ‫ت اآلنَ َمن أكون ‪-‬‬ ‫! َر ُّب َ‬ ‫امممم هل أن َ‬ ‫ت ِمنَ ال ُمر َسلينَ ؟ ‪-‬‬ ‫ال َبل أنا َمن يُسمى ِبعزرائيل ‪-‬‬

‫‪60‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٣١‬‬ ‫كرم قصي‬ ‫الموصل‬ ‫راق تَمر َكزوا‬ ‫تَمادوا وفي أ‬ ‫رض ال ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأ َّ‬ ‫ق بَقى ِمن َبع ِد ما تَركوا‬ ‫ي عرا ٍ‬ ‫َد ٌم َع ٌ‬ ‫لغدر قَد نُ ِجسا‬ ‫فيف طَاه ٌر با ِ‬ ‫عرف لل َرح َم ِة ُسبُالً أن يَرحموا‬ ‫غدر َع ٍّ‬ ‫دو لَم يَ ِ‬ ‫بِ ِ‬ ‫وراق َش َج ٍر لَم يَنفِروا‬ ‫ِرجاالً َكعد ِد أ‬ ‫ِ‬ ‫ف إنَّهُم نَــــــسوا‬ ‫لَم يَعرفوا َمعنى التَّكاتُ ِ‬ ‫لو أنَّهُم أفاقوا ِمن قَبّ ِل بَـــــــــرهَةً‬ ‫صبا ِحنا هذا ليـــــروا‬ ‫صباحا ً َغي َر َ‬ ‫ألصبَحوا َ‬ ‫أ ُناسٌ اشتَروا قلووووووبا ً َرخيصةً‬ ‫ُ‬ ‫ـــــــــــــن‬ ‫ض ِر ال َورق لَقد أ ُعمينَ يا َز َم‬ ‫بأخ َ‬ ‫ت قصيرةً‬ ‫فما نَف ُع‬ ‫إخراج ال َكلما ِ‬ ‫ِ‬ ‫لب أص ٍّم ال يَفقَهُ‬ ‫فَتِل َ‬ ‫ك لَن تَطو َل لِتَد ُخ َل قَ َ‬ ‫الخي َر واألمنَ واإلزدها ُر فينا فافهموا‬ ‫ف و ِع َّزةٌ وأرضٌ لِما ُ‬ ‫‪.‬الحبُّ بَيننا َش َر ٌ‬ ‫قلت تأكي ُد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الوطن إس ٌم َمعنَاه الحبُّ‬ ‫وطان بالكر ِه تُع َّمروا ‪،‬‬ ‫فما األ‬

‫‪61‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫منتظر الحكيم‬

‫‪62‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٣٢‬‬ ‫مروة الشيخلي‬ ‫بغداد‬ ‫هائمةٌ أنا‬ ‫ب في َوطني‬ ‫! في ُكل ذر ِة تُرا ٍ‬ ‫غير ِدجل ٍة وفُراتي ‪ ،‬وأن أز ُع َم النص َر وأجه ُل عَل َم ِعراقي‬ ‫! كيفَ لي أن أرتَوي بِ ِ‬ ‫ت‬ ‫ض ِحكا ٍ‬ ‫وأن أُر ِس َل ِمن ثَغري َ‬ ‫! في َمسا ٍء يَبع ُد ُك َّل البُع ِد عَن ُحدو ِد بَغداد‬ ‫رب ِمدفَأتي ‪َ ،‬وو َ‬ ‫طني يَشهَ ُ‬ ‫ق بَعيداً عَني‬ ‫كيفَ أحتَسي قَهوتي ‪ ،‬قُ َ‬ ‫بكثير ‪ِ ،‬من ِسواها‬ ‫! َشمسُ وطني أضوى‬ ‫ٍ‬ ‫! وال ِعرا ُ‬ ‫ق هو قَمري ‪ ،‬ال القم ُر في ِعراقي‬ ‫فُراتي ودجلتي ُك َّل حياتي‬ ‫ٌ‬ ‫واليو َم ُش َّ‬ ‫ثالث ‪ ،‬لِيَروي قُبو َر آهاتي‬ ‫ق في َوطني نه ٌر‬ ‫أأ ُ َسمي ِه نَه َر ال ِدماء ؟‬ ‫ذكر ال ُشهداء ؟‬ ‫! أم أكتَفي بِ ِ‬ ‫َكبِ ُ‬ ‫رت فَ َكبُرت ِجرا ُح وطني‬ ‫صريَّةُ ! أيا لَيتَني لَم أكبَر ؟‬ ‫ونَبتَت َحتَّى العُن ُ‬ ‫ليت لو اكتَ ُ‬ ‫يا َ‬ ‫فيت ِبظنّي ال َح َسن! ولَم أشهَد هكذا بَشاع ٍة‬ ‫ب َينب ُ‬ ‫الح َج ِر و َين ِبضُ‬ ‫جشع أعمى وقَل ٍ‬ ‫ُت ِمن َشرايي ِن َ‬ ‫تَآ َمروا َحقا َرةً حتَّى قَتَلوهُ بِ ٍ‬ ‫ت ال ِحقد ‪ ،‬لَم أ ُكن أعلَ ُم‬ ‫! بِ َ‬ ‫ضربا ِ‬ ‫فكار العُنصريَّ ِة ‪ ،‬ولَم تَتَ َّ‬ ‫ُ‬ ‫غذى بالطائفيَّة‬ ‫ولدت وأفكاري طوبائيَّةً ‪ ،‬بَعي َدةٌ َعن أ ِ‬ ‫! ُكن ُ‬ ‫أعرف َم ِن األزيديَّةَ وال حتَّى ال َمسيحيَّة‬ ‫ت السُنيَّةَ وال ِّشيعيَّةَ لَم ِ‬

‫‪63‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫رأت َ‬ ‫حتَّى قَ ُ‬ ‫صالتي ِعن َد الكا ِظ ِم ‪ ،‬وأُك ِملُها في ال َحمدانيَّ ِة‬ ‫هر الجنسيَّ ِة ‪ ،‬أبتَ ِدأ ُ َ‬ ‫ظ َ‬ ‫ت القُرآ ِن‬ ‫! أش ِع ُل َشم َعا ً ِعن َد يَسوعي وأطلُبُ نَذراً ِمن عذرائي وأرتِ ُل آيا ِ‬ ‫أشهَ ُد بالل إلهي واإلنسانيَّةُ هي حياتي‬

‫‪64‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٣٣‬‬ ‫حسين المولى‬ ‫النجف‬ ‫بَلَدي‬ ‫ك فَال تَح َزن‬ ‫وإن َج َرت ِدماؤ َ‬ ‫! فَطري ُ‬ ‫ت هو األسلم‬ ‫ق المو ِ‬ ‫صا َر اإلسال ُم ِمن َد ِم‬ ‫َح َّرفوا الدينَ و َ‬ ‫ِطف ٌل بَ َكى‬ ‫َر ُج ٌل بَ َكى‬ ‫صابَةٌ ِبهَو ِل ال َّ‬ ‫ص َدى‬ ‫ونِ َسا ٌء ُم َ‬ ‫ضوؤها‬ ‫جوم أفَ َل َ‬ ‫َكنُ ِ‬ ‫ُح َّكا ُم البَلَ ِد‬ ‫فيح َسا ِخ ٍن‬ ‫تَ َركوهُ على َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫رض‬ ‫يَجوبُ األ َ‬ ‫سعفهُ النِّداء‬ ‫ولَم يُ ِ‬ ‫نِس َوةٌ تُ ِر َكت ُعراةً تَر ُكضُ‬ ‫واستُبي َح َش َر ُ‬ ‫ف بالدي‬ ‫أما َم عي ِن بَ َش ٍر ‪ ،‬يَعلَ ُم‬ ‫ص َّم أذنَهُ وكأنَّهُ لّم يَعلم‬ ‫ولكنَّهُ َ‬ ‫ُعذراً بَغدا ُد‬ ‫ك الممزو ُج بال َّد ِم‬ ‫ونَشي ُد ِ‬

‫‪65‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫فَأنا ِمنَ اآلن‬ ‫‪َ .‬كفَ ُ‬ ‫رت بِ َمن أسلَم‬

‫‪66‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٣٤‬‬ ‫فاطمة عصام‬ ‫البصرة‬ ‫! يُؤلِ ُمني هذا التَّ َو ُح ُد‬ ‫أري ُد أن ألقي قَصي َدتي‬ ‫فار َغ ٍة‬ ‫في قا َع ٍة ِ‬ ‫صفِّ ُ‬ ‫ق‬ ‫وأ َ‬ ‫صفِّ ُ‬ ‫ق ِب َحرا َر ٍة‬ ‫أ َ‬ ‫ت‬ ‫وأعو ُد إلى البي ِ‬ ‫وحي َدةً‬ ‫ار َخةً‬ ‫َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ُمستَغيثَةً‬ ‫أري ُد أن أرتَدي ِعما َمةً‬ ‫وأسلِبُ ك َّل ما في الخزنَ ِة‬ ‫وأعو ُد ُمس ِر َعةً‬ ‫! ألشتَري ِعما َمةً أكبر‬ ‫أري ُد أن أكونَ َخطيبا ً‬ ‫وأص ُر ُخ ِب ُكم ! َمبحوحا ً‬ ‫ال إكراه في الدي ِن‬ ‫ك‬ ‫أري ُد أن أقتُلَ َ‬ ‫ثُ َّم أدفُ ُن وجهي‬

‫‪67‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ك‬ ‫صد ِر َ‬ ‫في َ‬ ‫! جا ِه َشةً في البُكاء‬

‫‪68‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٣٥‬‬ ‫نـور رائـد‬ ‫ذي قار‬ ‫‪ِ ..‬عـراقُنا‬ ‫ب‬ ‫َحبَ َس َ‬ ‫صع ٍ‬ ‫ك الز َم ُن في وق ٍ‬ ‫ت واح ٍد َ‬ ‫ض ِة ال ُمستَحيل‬ ‫فَأفرجنا َعن أ ُ َمانينا ال َّسجينَ ِة فيكَ في قَب َ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫خيف ‪ ،‬و في ُغ‬ ‫نَح ُن نَعيشُ في َ‬ ‫موض زائِ ٍ‬ ‫ش ُم ٍ‬ ‫ك على ها ِم ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ظلُّ نُقنِ ُع أنفُ َسنا أنَّها لي َست تَعا َسةً بَل إمكانيَّ ٌ‬ ‫و نَ َ‬ ‫ات للحيا ِة و الفعل ‪،‬‬ ‫نَخلُ ُ‬ ‫ق‬ ‫ق اإلرا َدةَ فينا و نَسعى لـ أن تُصبِ َح ُجزءاً ِمن ال َحيا ِة َم َّرةً أخرى ‪ ،‬لـ أن يَتَحقَّ َ‬ ‫حريركَ ‪ ،‬بَل ِمليُ ُ‬ ‫حُل ُمنا في تَ‬ ‫ون أحال ِمنا‬ ‫ِ‬ ‫! لكن هَل نَح ُن طُلقا ٌء ؟ أتَمنَّى أن نَف َعل ذلك‬ ‫ض َّخ ِة ما ٍء ِمن نَه ِر‬ ‫فَلَقد تَ ِعبنا ونَح ُن نَرى األجسا َد التي باتت تَفيضُ د َماؤها َم َع ُك ِّل َ‬ ‫! ِدجلَة‬ ‫ق بِنا َ‬ ‫ق ال َعزي َمةَ التي َستَ ُش ُ‬ ‫طريقا ً ال ُحدو َد لَهُ‬ ‫ك ‪ ،‬لِنُطلِ َ‬ ‫صةَ ُحريَّ ٍة واح َد ٍة ِمن َ‬ ‫نَستَجدي فُر َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ص ُ‬ ‫ق إعجا َزهُم‬ ‫ثور ‪ ،‬ليستَطي َع الناسُ أن يُزيلوا ال ُ‬ ‫ليَستَطي َع َشعبُنا أن يَ َ‬ ‫صم َغ الذي يُل ِ‬ ‫بمقا ِع ِدهم‬ ‫خ َشقا ً‬ ‫و أن يَسيروا في ال َّش ِ‬ ‫ع ُحشوداً و أن يَش ُّقوا َحنا ِج َرهُم بالصرا ِ‬ ‫وار ِ‬ ‫ُ‬ ‫الوقت ألن يَروا ال ِّد َما َء و‬ ‫فَلَقَد تَ َغنَّى ُش َعراؤنا بال َّد ِم و‬ ‫النيران إلى َد َر َج ِة الغثيا ِن و َحانَ‬ ‫ِ‬ ‫النيرانَ وهي تُ ِّ‬ ‫مز ُ‬ ‫ق األجسا َد‬ ‫ت ِمنَ األنَ لَما َحدثَت إطالقا ً ‪ ،‬إذ َسنَ ُ‬ ‫كون‬ ‫راق َعش َر َسنوا ٍ‬ ‫ارثَةُ ال ِع ِ‬ ‫ولو تَأ َّخ َرت َك ِ‬ ‫ك قَد تَعلَّمنا َكيفَ نُ َح ِّر ُ‬ ‫ك َحيويَّتَنا و نَستَثيرها ‪،‬‬ ‫حينَذا َ‬ ‫ض َد أي ِة قو ٍة ُمعاديَ ٍة في العالم‬ ‫‪ .‬و كيفَ‬ ‫نوجهُهَا ِ‬ ‫ِ‬

‫‪69‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫مريم سالم‬

‫‪70‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٣٦‬‬ ‫صالح رحيم‬ ‫السماوة‬ ‫في وطني‬ ‫‪ :-1‬لَح ٌم‬ ‫وف هذ ِه األرض‬ ‫‪ .‬يُنقَ ُل بِ َكميَّا ٍ‬ ‫ت َكبي َر ٍة يَوميا ً إلى َج ِ‬ ‫‪ُ : -2‬م ِس ٌّن‬ ‫ت ليَتِذ َّك َر طُفولَتهُ‬ ‫‪َ .‬علَّ َ‬ ‫ق أسنانَهُ في زاويَ ٍة ِمنَ البي ِ‬ ‫صة ٌ‬ ‫‪َ : -3‬رصا َ‬ ‫ي واستَقَ َّرت في َدفاتِ ِر أوال ِد ِه‬ ‫صد َر الجند ِّ‬ ‫‪ .‬إختَ َرقَت َ‬ ‫‪ُ .-4‬‬ ‫ي ‪َ :‬ك ٌ‬ ‫بيت الجند ِّ‬ ‫ص َّد َ‬ ‫فيف تَ َ‬ ‫ق بِعصاهُ‬ ‫س َسيَتَكلَّ ُم يوما ً ما‬ ‫‪ .-5‬القَب ُر ‪ُ :‬حن ُج َرةُ َ‬ ‫أخر ٍ‬

‫‪71‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٣٧‬‬ ‫رامي جادر‬ ‫الناصريه‬ ‫في ُزقاقِنا َر ُج ٌل َكه ٌل‬ ‫! يَ ُدهُ اليُمنى َمبتو َرةٌ‬ ‫صيف‬ ‫ق ال َّر‬ ‫حف فَو َ‬ ‫ِ‬ ‫وسيقانُهُ ُمهَ َّش َمةٌ ِمن ِش َّد ِة ال َّز ِ‬ ‫ك َخلفَهُ بَقاياهُ قِطَ َع لَح ٍم تَتَ َّ‬ ‫يَت ُر ُ‬ ‫غذى َعليها الطيو ُر‬ ‫ح‬ ‫َكو َجبا ٍ‬ ‫ت َسري َع ٍة ِمنَ األطفا ِل ُمتَناثِ َر ٍة على األسطُ ِ‬ ‫إنَّهُ أعمى ِمن ِش َّد ِة النِّياح‬ ‫ت‬ ‫رور ُدخا ِن ال َّسيارا ِ‬ ‫بَ َش َرتُهُ َسودا َء لِكث َر ِة ُم ِ‬ ‫على وج ِه ِه‬ ‫ع الحاره‬ ‫في تَقاطُعا ِ‬ ‫ت ال َّشو ِ‬ ‫ار ِ‬ ‫أما يَ ُدهُ اليُسرى تَح ِم ُل ِقط َعةَ قَ‬ ‫ميص َرثَّ ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫داكن‬ ‫لونُها أح َم ُر‬ ‫أصبَ َحت إشارةَ‬ ‫ف‬ ‫مرور للتَوقُ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َمكتوبٌ َعليها هذا كلُّ ما أملِ ُكهُ ِمن‬ ‫مات َمغدوراً‬ ‫ي الذي َ‬ ‫! ولدي ال ُجند ِّ‬

‫‪72‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٣٨‬‬ ‫فرقان فؤاد فرج‬ ‫بغداد‬ ‫قَ ُ‬ ‫رأت َكلِ َمةَ وطَ ٍن فَ َع ِشقتُها ح َّد الثَّمال ِة‬ ‫َغيَّ ُ‬ ‫رت إسمي لَها و ِمن َيو ِمها ُك َّل سو ٍء يُصيبُني‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وموت وظل ٌم وأعدا ٌء يُحيطونَ بِجهاتي األربع‬ ‫حزن‬ ‫َمن قا َل أ َّن األسما َء ال تُؤثِ ُر على أصحابِها ؟‬ ‫فَاس ُم وطن أعطاني َحظَّ وطني‬ ‫ويا لِ ُحبِّي إلسمي وحظي ووطني‬

‫‪73‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٣٩‬‬ ‫سارة الجميلي‬ ‫بغداد‬ ‫ي ِجنسيَّتي وقَعت عل َّي وطني رُقـ َعـةٌ‬ ‫لَم أختَر شي ًء ك َّل ما علي ِه أنا األنَ َوق َع عل َّ‬ ‫جُغرافيـةٌ‬ ‫وقَ َعت عل َّي دونَ استِشا َرتي أينَ أُري ُد أن أُول َد ؟‬ ‫ضةُ ونادت مـا إس ُم هذه‬ ‫حتَّى إسمي أربَ ُع ُح‬ ‫ٍ‬ ‫ي ِعندمـا َح َملتني ال ُم َم ِّر َ‬ ‫روف وقَ َعت عل َّ‬ ‫المولو َد ِة ؟‬ ‫َر َّدت أُمي قائلةً " َساره " ال يُمثِّلُني بشي ٍء ِسوى أديولوجيتي ُربَّمـا حتَّى أديولوجيتي‬ ‫ال تُمثلني‬ ‫ض‪،‬‬ ‫فأغلَبُ األحيا ِن أنا َسيدةٌ في التَّناقُ ِ‬ ‫ُك ُ‬ ‫ت‬ ‫ـنت دائما ً أس َم ُع هذا هو ال ُمـجتَ َم ُع ال تَختَلفي َم َعهُ ب َح ٍ‬ ‫ت العادا ِ‬ ‫رف وال تَعبَثي بِرايا ِ‬ ‫والتقالي ِد ألنَّها َخ ٌّ‬ ‫ط أح َم ٌر‬ ‫أح َم ُر؟! ِمن ِدما ِء العا ِشقينَ أم ِمن ِدما ِء َمن خالفَ رأ َّ‬ ‫ي القبائِ ِل اثنا عشرةَ َسنةً ِمنَ‬ ‫ت يوميا ً‬ ‫ُمر وعش َر ساعا ٍ‬ ‫الع ِ‬ ‫مثل هذا ال َمكا ِن ما يُسمى " مدرسةً‬ ‫" وقَع ُ‬ ‫ت عل َّي إجباراً لَم أتَمنَّى يَومـا ً أن أذهَ َ‬ ‫ب لِ ِ‬ ‫أد ُرسُ ما ال أع ِرفَ ألن َج َح في مـا ال أُريد ‪ ،‬حتَّى اإلنسـانيَّـةُ في هذا الوط ِن َوقَ َعت‬ ‫ي هي ُربَّـما َجري َمةٌ‬ ‫عل َّ‬ ‫ب أح ٌد بِـهـا أصبَـ َح َمـنبوذاً ماذا َع ِن ُّ‬ ‫الطفولَ ِة التي ُكلَّمـا أرا َد ِطف ٌل أن يَعي َشها‬ ‫فَ ُكلَّما طالَ َ‬ ‫أصبَ َح َيتيمـا ً يَك ُّد َيت َعبُ و َيشقى‬ ‫ق َرقَـبَتِ ِه عائلةٌ وما زا َل في اإلثنَتي عش َرةَ عاما ً‬ ‫تَعـيشُ على عاتِ ِ‬ ‫س َسودا َء لِ َمحبوبَتِ ِه‬ ‫وماذا َعن أ ُ ٍّم إنتَظَ َرت أربَ َعةً و ِعشرونَ عامـا ً لتَ ِزفَّهُ شابا ً ببدلَ ِة ُعـر ٍ‬ ‫بيض لِل َجن ِة‬ ‫فَزفَّتهُ َشهيداً بِ َكفَ ٍن أ‬ ‫ٍ‬ ‫أنا ُربَّمـا حتَّى ال ِكتـابَةُ وقَ َعت عل َّي فَ ُكـلَّما أ ُ‬ ‫ب كـأنّي أ ُ َعلَّ ُ‬ ‫ق ِبحب ِل ال ِمشنَقَ ِة‬ ‫ردت أن أكتُ َ‬ ‫ظُلمـا ً فَال أح ٌد يأبـى‬

‫‪74‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ت ال َمظلومينَ أو أني َنهُم فَال خيا َر لي غي َر أن أكونَ جائِعةً َم َع الفقرا ِء‬ ‫أو يَس َم ُع َحسرا ِ‬ ‫يتام حتَّى ال َمالئِـ َكةُ تَ ِعبَت ِمنَ النُّزو ِل يَومـيا ً‬ ‫أر َملَةً َم َع ال ُمتَر ِمال ِ‬ ‫ت ويَتي َمةُ وطَ ٍن َم َع األ ِ‬ ‫شيئان ال يَشبَعا ِن أبداً ال َمقابِ ُر وال ُكروش‬ ‫الوطن‬ ‫لِتَ ُع َّد آالفَ ال ُّشهدا ِء فَ َحقّا ً في هذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عوام َ‬ ‫أ ّمـا ال َّ‬ ‫فكير َوقَ َع عل ّي‬ ‫تام أنا أشهَ ُد أن التَّ َ‬ ‫طويلَ ٍة وفي ِ‬ ‫ضمي ُر فَقد ُدفِنَ ُمن ُذ أ ٍ‬ ‫الخ ِ‬ ‫ردت أن أبقى َسعيدةً في هذا الوطَ ِن البتَ َعد ُ‬ ‫فَلو أ ُ‬ ‫ق َمشرو ٌ‬ ‫ت َعنهُ فـ ال َّسعا َدةُ َحـ ٌّ‬ ‫ع لال‬ ‫‪ُ ..‬مباالة‬

‫‪75‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٤٠‬‬ ‫فاطمة رعد علوان‬ ‫بغداد‬ ‫ث ُمتَرا ِك َمةٌ‬ ‫ُجثَ ٌ‬ ‫َشعبٌ َرض َّي بأن‬ ‫ض َخ لل َّ‬ ‫صنَ ِم‬ ‫يَر َ‬ ‫ِكالبٌ َمسعو َرةٌ‬ ‫َكبَّلَتهُ ُم العبوديَّةُ‬ ‫طواق ال ُذ ِّل والهَوان‬ ‫بِأ‬ ‫ِ‬ ‫ورقابُهُم ُمن َحنيَّةٌ‬ ‫أيَدي ِهم ُم َكبَّلَةٌ ِ‬ ‫َموتى َعبي ُد ال َحياة‬ ‫ياح‬ ‫لَم يُف ِّكروا حتَّى ِب ُمصا َر َع ِة ال ِّر ِ‬ ‫وقَد َ‬ ‫بور‬ ‫مات ُحفا ُر القُ ِ‬ ‫ث ال َعفِنَ ِة‬ ‫وأنا أتَعثَّ ُر بالجُّ ثَ ِ‬ ‫صغا ٌر‬ ‫وأطفَالُهُ ِ‬ ‫َمن َسيدفِ ُن الجُّ ثَ َ‬ ‫ث األن ؟‬ ‫َسأذهَبُ لل َمقبَ َر ِة‬ ‫َح ُ‬ ‫يث َ‬ ‫القبور‬ ‫مات ُحفا ُر‬ ‫ِ‬ ‫َسأخ ُذ َرف َشهُ وال ِمحفَر‬ ‫وأبتَ ِدأ بِدف ِن ُجثمانِ ِه أوالً‬

‫‪76‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫يث الجُّ ثَ ُ‬ ‫وأسي ُر َح ُ‬ ‫ث ال ُمتَرا ِك َمةُ ألدفِنَها تَ َ‬ ‫حت الثَّرى‬ ‫احمد حلمي‬

‫‪77‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٤١‬‬ ‫نوران الطائي‬ ‫الموصل‬ ‫الوتين‬ ‫ص قَ َدمي ِه حتَّى َ‬ ‫اض ِمن أخ َم ِ‬ ‫إن َشطَ َر البَل ُد إلى أشال ٍء والكلُّ َر ِ‬ ‫ض ويَ َّدعي بِأنَّهُ ثَمين‬ ‫يُغالي بَع ُ‬ ‫ضهُم على َبع ٍ‬ ‫فَنَ ُ‬ ‫حول ال َزرازي ُر في ِه إلى‬ ‫حن في َز َم ٍن تَ َ‬ ‫َشواهين‬ ‫ك ال َزرازي ُر أقا َمت اليَمينَ‬ ‫تِل َ‬ ‫فع َعلَ ِم ال َمظلومين‬ ‫بِ ُح َّج ِة َر ِ‬ ‫ُ‬ ‫عارات ال َماليين‬ ‫ُكنِ َزت ِمن هذه ال ِّش‬ ‫َو َوقفت َشو َكةٌ في َحنا ِج ِر ال ُمعارضينَ‬ ‫بَطَ َشت‬ ‫تَعالَت‬ ‫وتَ َجبَّ َرت‬ ‫‪..‬نَ ُ‬ ‫سيت َّ‬ ‫ب أو ِل ريح‬ ‫أن أجنِ َحتَها َ‬ ‫ضعيفَةٌ تَسقُطُ َم َع هُبو ِ‬

‫‪78‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٤٢‬‬ ‫علي عصام‬ ‫بغداد‬ ‫!‪ ...‬وان َخ َسفَ القَدر‬ ‫ب‬ ‫وطني و َبع َد أن تُر ِهقَني َمآسي َ‬ ‫وم في َ‬ ‫ك وتُت ِعبُني َح َّد النَّحي ِ‬ ‫ك يا َم ِ‬ ‫بَع َد ُكلِّ َي ٍ‬ ‫وعن َد ُك ِّل َمسا ٍء ‪ ،‬أرتَدي أج َم َل ما لَد َّ‬ ‫ض ُع‬ ‫ي ‪ ،‬وأوقِ ُد ال ُّشمو َع ‪ ،‬وأ َ‬ ‫أعو ُد إلى َمنزلي ‪ِ ،‬‬ ‫موسيقى ( مونامور)‬ ‫وأنظُر إلى مالبس َّي ال ُمعلَّقَ ِة على ِجدا ِر ُغرفَتي َكلو َح ٍة (الموناليزا)‬ ‫ب وأب َدأ بال َّ‬ ‫ك َح َّد ال َسخافَ ِة ‪،‬‬ ‫ض ِح ِ‬ ‫نَظ َرةَ أ ٍّم إلبنِها ِعن َد َذهابِ ِه إلى ال َحر ِ‬ ‫خ أنثى هَتَكوا‬ ‫خ ‪َ ،‬كبُ َكا ِء ِطف ٍل َم َّزقوا ُدميَتَهُ أما َم َعينَيه ‪َ ،‬ك ُ‬ ‫صرا ِ‬ ‫ثُ َّم أبدأ بالبكا ِء والصُّ را ِ‬ ‫ُعذريَّتَها ُعن َوةً‬ ‫ٌ‬ ‫ض ِح ُ‬ ‫جنون ‪ ،‬وأخي َيكا ُد أن يَقتُلَهُ ال َّ‬ ‫ك‬ ‫أمي تَظُ ُّن أنَّني َم‬ ‫وكالهُما ال َيعلَما ِن َّ‬ ‫س تَحتَوي على ِعط ِر َحبي َبتي التي عانقتُها قَب َل ليلَ ٍة‬ ‫أن تِل َ‬ ‫ك ال َمالبِ َ‬ ‫ِمن وفاتِها ‪،‬‬ ‫ت ال َّشمسُ وان َخ َسفَ القَدر‬ ‫تل َ‬ ‫ك التي ُمن ُذ َرحيلِها انطَفَأ ِ‬ ‫ك‬ ‫ُمن ُذ تِل َ‬ ‫ك اللحظَ ِة وأنا ُكلَّما أقرأ الفاتِ َحةَ إلى أ َح ِد َ‬ ‫ك أختَتِ ُمها بِ َشتي َم ٍة َكبي َر ٍة إلي ِ‬ ‫ضحايا ِ‬ ‫ك‬ ‫بِ َحج ِم َمآسي ِ‬ ‫تَليها (آمين) طَويلَةٌ يُقا ِربُ طولَها َمقبَ َرةَ النَّ َجف‬ ‫فَ ُعذراً إن أسأ ُ‬ ‫ق وال َمدي َح لِ َمن َدفَنَ لي‬ ‫ت‬ ‫ك يا موطني ولكنَّني ال أجي ُد التَّملُ َ‬ ‫األدب َمع َ‬ ‫َ‬ ‫أث َمنَ أشيائي‬ ‫دأت بِ ُكر ِهكَ بَع َد أن َر ُ‬ ‫! ُعذراً إن بَ ُ‬ ‫الحنا ِج َر تَنفَ ِج ُر ِمن َحولي ُمناديَةً هللا أكبر‬ ‫أيت َ‬ ‫ك ألنَّني أؤ ِم ُن بِأنَّهُ لو أوقَ َد ُك َّل أح ٍد منا في قلب ِه‬ ‫ولكنَّني ُرغ َم ُكلِّ ما قُلتُهُ أعتذ ُر إلي َ‬ ‫! َشم َعةً ‪ ،‬لَما أحاطَ بنا الظالم‬

‫‪79‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٤٣‬‬ ‫محمد دبيس‬ ‫واسط‬ ‫ض ِر وال َماضي‬ ‫ما بينَ الحا ِ‬ ‫نا َمت تَحلُ ُم في لَ َحضات‬ ‫ٌ‬ ‫بيت في ِه فِراشٌ دافئ‬ ‫ويَقيها لَس َع ال َح َشرات‬ ‫ٌ‬ ‫ئ وطَعا ٌم كافي‬ ‫بيت هاد ٌ‬ ‫وتَش َربُ شايّا ً في َر َشفات‬ ‫ص َر َخت يا أمي‬ ‫فاقَت َ‬ ‫ال تَر ِج ُع أمي هَيهات‬ ‫مات َشهيداً‬ ‫وأبي قَد َ‬ ‫لوطني بإحدى ال ّ‬ ‫صوالت‬ ‫يا وطَني اآلنَ لماذا‬ ‫وب ال َح َسرات‬ ‫تُلبِ ُسني ثَ َ‬ ‫ت ِمراراً‬ ‫يا وطَني قَد ُم ُّ‬ ‫تَس َع ُر في َكبِدي ال َّج َمرات‬ ‫ب يَوما ً‬ ‫أمنيَتي أن أل َع َ‬ ‫ت وا ِس ٍع وفي ِه أبات‬ ‫بِبي ٍ‬ ‫صا َر ُسبات‬ ‫صا َر هُدو ٌء ‪َ ،‬‬ ‫و َ‬ ‫و َرأت ِذكرى في َو َمضات‬

‫‪80‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫صا َحت أهالً يا أماه‬ ‫أهالً أهالً يا أبَتاه‬ ‫َر َحلت َم َعهُم‬ ‫صا َرت ِذكرى‬

‫‪81‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٤٤‬‬ ‫نوران صالح النعيمي‬ ‫بغداد‬ ‫في َبغدا َد لي قَ َم ٌر‬ ‫أشتا ُ‬ ‫ق لِمرآه‬ ‫في بَغدا َد ِطف ٌل يَشتا ُ‬ ‫ق أباه‬ ‫في بَغدا َد ِطف ٌل يَع َج ُز َملقاه‬ ‫في بَغدا َد لي فر ٌح‬ ‫لَم ألقاه‬ ‫في بغدا َد لي أ ٌخ‬ ‫أ ِج ُدهُ َحزينا ً ‪ ،‬فَيَتَ َكتَّ ُم ُمفرحا ً أخاه‬ ‫الم‬ ‫في بغدا َد ‪ ،‬دا ُر ال َّس ِ‬ ‫ت ذرعا ً‬ ‫ضق ُ‬ ‫ُ‬ ‫صبراً‬ ‫واكتَ ُ‬ ‫فيت َ‬ ‫ت ُحزنا ً‬ ‫وتَ َج َّرع ُ‬ ‫في بَغدا َد تَ ِج ُد ما لَم تَهواه‬

‫‪82‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٤٥‬‬ ‫هديل عواد شيحان‬ ‫اإلمارات‬ ‫بحت و أل ّو ِل َم َّر ٍة في حياتي "ع ّمةً‬ ‫! "أَنَا بِ َال َوطَ ٍن ‪ُ !..‬من ُذ ما َيزي ُد َع ِن ال َع ِام أص ُ‬ ‫ت ك َّل َم َّر ٍة تَقتَربُ هذه الطفلَةُ ِمن َشي ٍء قَد‬ ‫ِطفلَةٌ ِمنَ ال َمجهو ِل جاءت لِتُغيّ َر َموازينَ البي ِ‬ ‫يُصيبُها بِأذى ‪ ،‬يَف َز ُ‬ ‫ار‪،‬‬ ‫ع ُكلُّ َمن في ال َّد ِ‬ ‫زئين ‪،‬‬ ‫ولكنّي حينَها وهللاِ أش ُر ُد ‪ ،‬أتَذ َّك ُر أ ّما ً جاءتها ِطفلَتُها َمقسو َمةً إلى ُج ِ‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫اآلخر‪ ،‬أو لَربَّما يَس ُرقُني َمشهَ ُد ذل َ‬ ‫رأسٌ في جانِ ٍ‬ ‫ب و َج َس ُد طُفولَ ٍة َمقتولَ ٍة في ال َّجانِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصغير الذي فَقَ َد وال َدهُ ‪،‬‬ ‫الطف ِل‬ ‫ِ‬ ‫ماتَت أ ّمهُ و َسبَقوهُ إخ َّوتُهُ إلى الجنّ ِة‪ِ ،‬عن َدما أراهُ تَلتَ ِهبُ كلُّ‬ ‫مشاعر األمو َم ِة بينَ‬ ‫ِ‬ ‫أضلُعي ‪ ،‬أتَمنّى أن ألفّهُ بينَ ذراع ّي ‪،‬‬ ‫ك يا صغيري‪ ،‬فأنا هنا"‪ ،‬لكنّي وهللاِ لس ُ‬ ‫ت هنا!! أنا‬ ‫أه ِمسُ بإذنِ ِه " ه ّدئ ِمن رو ِع َ‬ ‫‪َ .‬مشغولَةٌ ِبمشا ِكلي وال أملُ ُ‬ ‫ك شيئا ً أف َعلهُ‬ ‫بأعوام‬ ‫ك‬ ‫ت تَسبقينَ ُع َ‬ ‫مر ِ‬ ‫" َكثي ٌر ِم ّمن َحولي يَتساءلونَ ‪" ،‬ألس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يعنيك بالذي يَح ُد ُ‬ ‫خار َج ُحدو ِد ال َمكا ِن الذي تن َعمينَ فيه األمان "‬ ‫‪".‬ما الذي‬ ‫ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫نعم أنا أف ِّك ُر َكثيراً‪ ،‬أت َعبُ َكثيراً‪ ،‬و كثيراً ما َغ َس ُ‬ ‫لت و َسا َدتي بأد ُمعي قَب َل أن أنام ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫األر ُ‬ ‫أحداث‬ ‫كثيراً ما داهَ َمتني‬ ‫ق‪ ،‬و لكن إن لم أفكر فل َم أعطاني هللاُ‬ ‫جاريات و با َغتَني َ‬ ‫العق َل ‪ ،‬عل ّي أن أف ِّك َر ‪،‬‬ ‫كونَ َّ‬ ‫بسالم ‪َ ،‬كم مر ٍة لُطمنا على أفوا ِهنا‬ ‫الم ‪ ،‬ال يَعني أنّهُ قَد م َّر‬ ‫ٍ‬ ‫أن اليو َم قد َمضى ب َس ٍ‬ ‫فَما تَكلَّمنا‪،‬‬ ‫ت تُدافِ ُعنا َعبَراتُنا و نَح ُن نَنظُ ُر إلى‬ ‫ت التي ال تَعلَموها ‪ ،‬و َكم ِمنَ ال َمرا ِ‬ ‫كم ِمنَ ال َمرا ِ‬ ‫‪ .‬ال َّسما ِء نَشكوا ه ّما ً قَ َد َرعلينا ولَم نَق ِدر علي ِه‬ ‫ُ‬ ‫ص َرةُ النَّظَر َع ِن‬ ‫ك‬ ‫الوطَنَ الذي أح ِم ُل َجوا َزهُ‪ ،‬فَبِذل َ‬ ‫أكون أنا قا ِ‬ ‫بكالمي هذا ال أعني َ‬ ‫ال َكثير‪ ،‬و انتِمائي أشبَهُ بال َمعدوم ‪،‬‬

‫‪83‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ص َغري‪ ،‬يَج ِذبُني َشي ٌء لِديني قَب َل قوميَّتي وأل َّمتي قَب َل بَلدي و ُكلَّما ضا َع‬ ‫و لكن ُمن ُذ ِ‬ ‫غير هذا ال َز َم ِن‪َ ،‬ز َمنا ً‬ ‫ِشب ٌر‪ ،‬أضي ُع أنا بِآالمي على فَق ِد ِه ‪ ،‬أتَمنّى أن‬ ‫أعيش في َز َم ٍن َ‬ ‫َ‬ ‫ك بِ ِه القُ‬ ‫صور ‪ ،‬و ال أن يُحي َ‬ ‫طني ُكلُّ شي ٍء َجمي ٍل ‪،‬‬ ‫يَحتَويني في ِه وطَ ٌن ‪ ،‬ال أري ُد أن أمتَلِ َ‬ ‫َ‬ ‫ق ما في ِه ِمن‬ ‫حاربُني في ِه كائِ ٌن َمن كان ‪ ،‬أري ُد أن أع َش َ‬ ‫أري ُد أن أن َع َم في ِه باألما ِن ‪ ،‬ال يُ ِ‬ ‫اقع يَر ِس ُمهُ‬ ‫تُرا ٍ‬ ‫س ‪ِ ،‬من َعي ٍ‬ ‫ب ‪ِ ،‬من نا ٍ‬ ‫ش و ِمن ُك ِّل شي ٍء ‪ُ ،‬كلُّ شي ٍء و ل ِكن َشتّانَ َبينَ و ٍ‬ ‫‪ .‬أعدائي و وطنا ً تَتَمنّاهُ أفكاري‬ ‫ك بهذا الوطن ‪،‬‬ ‫عور َ‬ ‫أتَدرونَ ما هو األص َعبُ ِمن فُقدا ِن الوطن ؟ أن تَفقِ َد ُش َ‬ ‫حينَها َستَ ُ‬ ‫كون َك َمن َيمشي على بُحي َر ٍة ُمتَ َج ِّم َد ٍة و ُسرعانَ ما َستَس ِط ُع ال َّشمسُ التي‬ ‫ب ُك َّل هذ ِه الثُلوج ‪،‬‬ ‫تَجاهَلتَها َكثيراً لتُذي َ‬ ‫ت بال وط ٍن و الو َ‬ ‫ك ال َحقائِ ُ‬ ‫ق َجليَّةً‪ ،‬أن َ‬ ‫ط ُن بال أبنا ٍء و ُكلُّ شي ٍء في ِه إلى‬ ‫تَتَبيَّ ُن أما َم َ‬ ‫ت وال أن َ‬ ‫ياع وأن َ‬ ‫ت هُنا‬ ‫! َ‬ ‫ض ٍ‬

‫‪84‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٤٦‬‬ ‫حسين العمشاوي‬ ‫القادسية‬ ‫ما أراني ِعن َد هذ ِه ال َكلِ َم ِة إال أن انتَ ُ‬ ‫وض ِع الذي يَح ُس ُن ِعن َدهُ تَمزي ُ‬ ‫ق رسالَتي‬ ‫هيت إلى ال َم ِ‬ ‫!‪..‬‬ ‫للريح ‪ :‬أنا عراقي‬ ‫قول‬ ‫! أل َ‬ ‫ِ‬ ‫جوم التي في أعالي ال َّسما ِء تَنظُ ُر لي‬ ‫وما لي ألرى ُك َّل النُّ ِ‬ ‫ال تَب ِع ُد عينيها عني‬ ‫الطيور التي تُغرِّ ُد َكثيراً ِعن َدما تَراني‬ ‫وما با ُل‬ ‫ِ‬ ‫وتُ َزق ِز ُ‬ ‫ق بِ ُح ّريَّتِها‬ ‫ُم َحلِقَةً في األعلى‬ ‫وما لي أن أرى ِطفالً يُعانِ ُ‬ ‫ق ال َّسما َء‬ ‫ضنُهُ ال َّسحاب‬ ‫ويَح ُ‬ ‫وحينَ نَ َز َل ال َمال ُ‬ ‫ك ِمن أعلى ال َّسما ِء‬ ‫فقا َل أهالً بالطف ِل ال ِعراقي !؟‬ ‫! فقا َل ‪ :‬كيفَ َعرفتَني ِعراقي‬ ‫س ال ُم َم َّزقَ ِة ال ُمتَّ ِس َخ ِة‬ ‫فقا َل ِمنَ ال َمالبِ ِ‬ ‫بار يا َحبيبي و ِمن ال ُغبار‬ ‫! و ِمنَ ال ُغ ِ‬

‫‪85‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٤٧‬‬ ‫ضحى خالد‬ ‫الديوانية‬ ‫هل أنسى هذه البِالد ؟‬ ‫ض ُحبَّا ً للحيا ِة‬ ‫هل أنسى قَلبا ً نَ َب َ‬ ‫صبا ٌح واح ٌد‬ ‫َ‬ ‫ص َ‬ ‫وت أبي‬ ‫كانَ يَح ِم ُل َ‬ ‫دعا ُء أمي‬ ‫صغيرةُ‬ ‫ضح َكةُ جا َرتِنا الطفلةُ ال َ‬ ‫ِ‬ ‫الطريق عيناهُ ! ‪ ..‬هو‬ ‫في نِهاي ِة‬ ‫ِ‬ ‫وخ َجالً‬ ‫! لَم أتَأ َّمل َعيناهُ يوما ً َ‬ ‫! غي َر أنّي هذه ال َمرةَ فَ ُ‬ ‫علت‬ ‫ِمن بَعي ٍد ِرح ُ‬ ‫ت أس َر ُح في عيني ِه‬ ‫‪:‬كأنَّهُ يقو ُل‬ ‫ُ‬ ‫أتيت ‪-‬‬ ‫ها أنا قَد‬ ‫و أنا ُك ُ‬ ‫اركَ‬ ‫نت في انتِظَ ِ‬ ‫صباحا ً واحداً‬ ‫ت ‪ ،‬ال ُمتَح ِّر َك ِة‬ ‫اس ‪ ،‬التَّالمي ِذ ‪ ،‬ال َمر َكبا ِ‬ ‫َمليئا ً بأصوا ِ‬ ‫ت النَّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫صوات موسيقى تُشع ُرني بالحياة‬ ‫ك األ‬ ‫حقا ً تِل َ‬ ‫!اآلنَ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫حوت‬ ‫ص‬ ‫صوت صا ِخبٌ ُمفاج ٌ‬ ‫ئ بَع َدها َ‬

‫‪86‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫نوار تُطلَ ُ‬ ‫ق لل َّسماء‬ ‫بينَ أشيا ٍء ُمتناثِ َر ٍة ‪ ،‬وبَينَ أ ٍ‬ ‫!اآلنَ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ُ‬ ‫وت أخ َذ َحياةَ الكثي ِر هُنا‬ ‫كانَ‬ ‫جار ‪َ ،‬‬ ‫صوت انفِ ٍ‬ ‫أنا أوقَف ُ‬ ‫ت النَّظ َر إلى عيني ِه‬ ‫و قُم ُ‬ ‫الم ‪ ،‬بالدعا ِء ‪ ،‬بال َّ‬ ‫ك البال ِد‬ ‫صال ِة لتل َ‬ ‫ت بال َّس ِ‬ ‫َسأنطَلِ ُ‬ ‫ق آخ َر‬ ‫ق اآلنَ في طَري ٍ‬ ‫غي َر أنّي لَن أنسى هذه البال َد يوما ً‬

‫‪87‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٤٨‬‬ ‫إسراء هادي‬ ‫من بغداد‬ ‫بائ ُع ال ِعل َك ِة‬ ‫بعمر ُّ‬ ‫هور على ِرزقِ ِه يَدور‬ ‫صب ٌّي‬ ‫الز ِ‬ ‫ِ‬ ‫بائِ ُع ال ِعل َك ِة ال َّ‬ ‫سواق يَسير‬ ‫غير بينَ األ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫واألشخاص يَب َح ُ‬ ‫ث َعن َح ٍّ‬ ‫ديم‬ ‫ت‬ ‫بينَ ال َمحال ِ‬ ‫ق قَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ح َّ‬ ‫مر ِه َح ٌّ‬ ‫ق في التعلُّم‬ ‫ق ُك َّل ِطف ٍل ِمن ُع ِ‬ ‫ربَّما يَ ُ‬ ‫حام َعظيم‬ ‫كون طَبيبا ً أو ُمهن ِدسا ً أو ُم ٍ‬ ‫أو ربَّما يَ ُ‬ ‫كون ر َّساما ً ‪ ،‬فَنانا ً ‪ ،‬أو َشخصا ً ُمه ّما ً قويم‬ ‫ل ِكنَّه في النّهايَ ِة ِمن َحقِّ ِه َمحروم‬ ‫فَ َمن يُعطي َح َّ‬ ‫كريم‬ ‫قير في التَّ ِ‬ ‫ق الفَ ِ‬ ‫حام‬ ‫يام وهو في ال ِّز ِ‬ ‫في أح ِد األ ِ‬ ‫اس كما هو ُمعتا ٌد القيا َم‬ ‫يَدو ُر بينَ النَّ ِ‬ ‫ت في ال ُحقو ِل بَحثا ً َع ِن ُّ‬ ‫هور النّيا ِم‬ ‫يَبي ُع ال ِعل َكةَ كالفراشا ِ‬ ‫الز ِ‬ ‫وت انفِجاراً ورأى‪ .‬بأ ِّم عينيه ناراً‬ ‫ص َ‬ ‫َس َم َع َ‬ ‫حاول الفرا َر‪..‬ل ِكن‬ ‫َ‬ ‫ب فالمصي ُر على ال َجبي ِن َمكتوبٌ‬ ‫ال َجدوى ِمنَ الهُرو ِ‬ ‫صغا َر ونَدفِ ُن َمعهُم أحالما ً بَريئةً دونَ انتِصار‬ ‫اليو َم نو ِّد ُع ال ِّ‬ ‫بائِ ُع ال ِعل َك ِة ال َّ‬ ‫ظار‬ ‫غير َذ َ‬ ‫هب بَعيداً دونَ انتِ ٍ‬ ‫ص ِ‬ ‫صغيراً بِ ُك ِّل افتخار‬ ‫رض‬ ‫في أ‬ ‫الم تاركا ً َخلفَهُ ُ‬ ‫صندوقا ً َ‬ ‫األحالم وال َّس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪88‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ب واإلنفجار‬ ‫ُ‬ ‫صندو َ‬ ‫ق ِعل َك ٍة وبَ َ‬ ‫عض ال ُّنقو ِد لتَكونَ ثَمنَ اإلرها ِ‬ ‫العقل والجنو ِن والتَّحطُ ِم واإلنكسار‬ ‫تاركا ً والِ َدتُهُ بينَ‬ ‫ِ‬ ‫ليس لها بَع َدهُ ُمعي ٌل فهو كانَ بائِ َع ال ِعل َك ِة ال َّ‬ ‫صغير‬ ‫فَ َ‬

‫‪89‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫فرح الصميدعي‬

‫‪90‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٤٩‬‬ ‫زهراء النوري‬ ‫بغداد‬ ‫فل ِمنَ ال ِعراق"‬ ‫"بَقايا ِط ٍ‬ ‫ض ُر وروحي تَختَنِ ُ‬ ‫الز ُمني فَقلبي َ‬ ‫ق لِتَختَفي‬ ‫بات يَحتَ ِ‬ ‫صو ُر بَقايا إنسا ٍن تَدو ُر في رأسي تُ ِ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫صور‬ ‫َعن ُمخيِّلَتي تِل َ‬ ‫ض ُر إليها يُؤلِ ُمني‬ ‫اس النَّ َ‬ ‫صو ُر بَقايا النَّ ِ‬ ‫فل َعن ُمخيِّلتي ‪ ،‬ولِتَختَفي رو ُحهُ‬ ‫فَيجري َبح ُر ُدموعي بِدمائهم ِلتَختَفي يَ ُد ذا َ‬ ‫ك الطِّ ِ‬ ‫َعنّي وال تُح ِّدثُني‬ ‫ك عنّي‬ ‫ك ار َحل! لِتَر َحل رو ُح َ‬ ‫لِتَر َحل يا عزيزي كأ ٍّم أخا ِطبُ َ‬ ‫الم أعيشُ ‪ ،‬فأنا لس ُ‬ ‫ب منّي أن أنقِ َذك‬ ‫ت هللاَ ! لِتطلُ َ‬ ‫دعني بِ َس ٍ‬ ‫صور‬ ‫ك ِمن بَقايا‬ ‫ب اإلنقا َذ ‪ ،‬فكيفَ أنقِ ُذ َ‬ ‫! إر َحل عنّي وال تَطلُ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫س‪،‬‬ ‫أخبرني يا ِطفلي كيفَ أل ُّم ِعظا َمكَ وأعي ُد ِبنا َء َج َس ِد َ‬ ‫ك ! كيفَ أعي ُدكَ للحيا ِة لِتد ُر َ‬ ‫عيش يوما ً جديداً ؟‬ ‫ب ‪ ،‬لتَ َ‬ ‫لِتَل َع َ‬ ‫ص ال َخطأ لأل َسف‬ ‫وف َسال ِس ِل ظُ ِلم ! تَطلُبُ إنقا َذ َ‬ ‫فَيدي َمكبو َدةٌ ب َسال ِس ِل ال َخ ِ‬ ‫ك ِمنَ ال َّشخ ِ‬ ‫كام‬ ‫ال ُح ِ‬ ‫َسال ِس ُل وطَني ال َمنفي ‪ ،‬نَعم يا طفلي فأنا ال َّشخصُ ال َخطأ‬ ‫ت أستَطي ُع لَقاوم ُ‬ ‫لو ُكن ُ‬ ‫ضح َكتِك ‪،‬‬ ‫ت إلجلِ َ‬ ‫لحياتِك ‪ ،‬ل َ‬ ‫ك ‪ ،‬ل ُح ِّريَّتِك ‪َ ،‬‬ ‫ك التي فُقِ َدت ِمن َج َس ِدك ‪،‬‬ ‫لل ُك َر ِة التي تَل َعبُ ِبها وتَرميها بيَد َ‬ ‫رحل فَو َ‬ ‫لو ُكن ُ‬ ‫ك َمنف ٌّي ‪،‬‬ ‫طن ُ َ‬ ‫ت أستَطي ُع ما َجعلتُ َ‬ ‫ك أشالءاً ‪ ،‬فلتَ َ‬ ‫ك تُرابٌ ‪ ،‬و َ‬ ‫و َ‬ ‫ت ال ِّدما ُء تَخ ُر ُج لِ ُكث َرتِها ِمن‬ ‫طنُ َ‬ ‫طنُ َ‬ ‫ك َش َب َع بِ ِدما ِء األبريا ِء لِ َد َر َج ِة أصبَ َح ِ‬ ‫فَ ِم ِه ‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ك ورو ُح َ‬ ‫صوتِ َ‬ ‫لِتَر َحل فال أح ٌد يَس َم ُع نِدا َء َ‬

‫‪91‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫رجاع بَقاياك‬ ‫! فَلتَر َحل عزيزي ‪ ،‬ال فائِدةَ إل‬ ‫ِ‬ ‫)‪(٥٠‬‬ ‫سجى رعد علوان‬ ‫بغداد‬ ‫أقال ٌم َكثي َرةٌ تَكتُبُ وتُهّ ِّمشُ‬ ‫مير‬ ‫ُعقو ٌل أفاقَتها َذكاءاً ُعقو ُل ال َح ِ‬ ‫ونَح ُن في َعص ٍر اجتَه َد في ِه ال َّ‬ ‫صغي ُر‬ ‫وتَعالى فيها البائسُ ال َحقي ُر‬ ‫هوض لنَقتُ َل الفَقي َر‬ ‫نُحاو ُل ال ُّن‬ ‫َ‬ ‫نُصفِّ ُ‬ ‫ب َجهنَّ ٍم‬ ‫س يَقودونا ألبوا ِ‬ ‫ق ألنا ٍ‬ ‫ونَ ُ‬ ‫عام‬ ‫حن ظَاليّنَ َشبيهينَ باألن ِ‬ ‫َج ّزا ٌر َيقو ُدنا إلى‬ ‫ِمنَ ّ‬ ‫ح العقو ِل‬ ‫صا ٍ‬ ‫ت لِ َذب ِ‬ ‫لِ َغس ِل النُّ‬ ‫فوس ِمنَ ال َّ‬ ‫مير‬ ‫ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫وجوهُنا باتَت تَخلو ِمنَ هللا‬ ‫ال َو َج َع يؤذيها‬ ‫موت َ‬ ‫َ‬ ‫بات يُفنيها‬ ‫وال‬ ‫رض هي للِ نَف َع ُل عليها ما نشا ُء‬ ‫في أ‬ ‫ٍ‬ ‫ال َزر َع يَنفَ ُع وال ما َء َ‬ ‫ب يَصلُ ُح‬ ‫بات لل ُشر ِ‬ ‫حوم البَ َشر‬ ‫إمتَز َجت أر ُ‬ ‫ضنا بِلُ ِ‬ ‫وماؤنا أصبَ َح لونُهُ أحمر‬

‫‪92‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫قَتلى في كلِّ َمكان َشبابٌ أطفا ٌل نِسا ٌء وفَتيات‬ ‫صح َوةٌ‬ ‫للضمير‬ ‫َسعينا جا ِهدينَ لِ َحق ِن ال ِّدما ِء فَهل بَع َد هذه َ‬ ‫ِ‬

‫‪93‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٥١‬‬ ‫ساره خميس ابراهيم‬ ‫بغداد‬ ‫ٌ‬ ‫رمان‬ ‫إنتِظا ٌر ‪ ،‬ألَ ٌم ‪ِ ،‬ح‬ ‫و َج ٌع في كلِّ مكا ٍن و ُكلِّ ُجز ٍء‬ ‫َك ٌ‬ ‫لمات تُعبِّ ُر َعن واقِ ِع حال‬ ‫واقِ ٌع نَه ُربُ ِمنهُ ولكن ُسرعانَ مانَعو ُد‬ ‫ص ٍة ‪ ،‬بِ َ‬ ‫نَعو ُد بِغ َّ‬ ‫طعنَ ٍة تَختَ ِرقُنا‬ ‫بأس على ما ضا َع فَلن يَعو َد‬ ‫ال َ‬ ‫!‪ ..‬ولكن‬ ‫ُ‬ ‫جهول أكث ُر‬ ‫آالت َم‬ ‫ٍ‬ ‫هذه صو َرةُ وطني‬ ‫ت‬ ‫!وطَ ٌن قيلَة بِحقِّ ِه أج َم ُل ال َكلما ِ‬ ‫ت اآلن‬ ‫يُقا ُل َعنهُ أب َش َع العبارا ِ‬ ‫عروف ما َسيُقا ُل غداً‬ ‫وغير َم‬ ‫!‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬

‫‪94‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٥٢‬‬ ‫مطر طارق‬ ‫صالح الدين‬ ‫ال تَذ َهبي يا أعظَ َم النِّسا ِء يا ألفَ ليلَ ٍة وليلَ ٍة تَرويها َشهرزا ُد‬ ‫ضنا‬ ‫يا أق َد َم نَخلَ ٍة ِعراقيَّ ٍة بَع َد ِك يَ ِع ُّم ال َّسوا ُد في أر ِ‬ ‫وليلَنا يُصبِ ُح طَويالً طويال والنَّاسُ َحزينَةٌ‬ ‫حتّى ال َعصافي ُر حتّى الورو ُد وال َكنائِسُ وال َجوا ِم ُع‬ ‫بات ُمد َمراً‬ ‫ُكلُّ شي ٍء َ‬ ‫ُ‬ ‫عامين‬ ‫ضئ أنوا َرها ُمن ُذ‬ ‫البيوت لَم تُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع ‪ ،‬األزقَّةُ ‪ ،‬ال ُمستَشفَ ُ‬ ‫وار ُ‬ ‫ث ال َموتى‬ ‫يات َمليئةٌ ِب ُجثَ ِ‬ ‫ال َّش ِ‬ ‫ُ‬ ‫صم َ‬ ‫ت اللي ِل‬ ‫أب ُح ٌر ِمن َد ٍم ‪ ،‬أ‬ ‫ت ‪َ ،‬عوي ُل الثَّكالى َيك ِس ُر َ‬ ‫صوات اإلن ِفجارا ِ‬ ‫يا َمدينَتَنا ‪ ،‬يا َمه َد َحضا َرتِنا ‪ ،‬يا نينوى الخضرا َء‬ ‫ض َر وال ُمستَقبل‬ ‫نك ‪ ،‬ال َحا ِ‬ ‫ك ‪ ،‬وانتَهكوا ُحر َمتَ ِك األشرا ُر َس َرقوا ِم ِ‬ ‫لَقَد قَتلو ِ‬ ‫ت‬ ‫و َمحوا ُك َّل ال َماضي ‪ُ ،‬ك َّل أثارنا ‪ُ ،‬ك َّل ال ِّذكريا ِ‬ ‫قول اليا َسمين األلغا َم ‪ ،‬قَتَلوا البَرا َءةَ في وج ِه األطفا ِل‬ ‫َزرعوا في ُح ِ‬ ‫َش َّردوا ُك َّل الفُقرا ِء ‪َ ،‬سجنوا ُك َّل األبريا ِء ‪َ ،‬منعوا َعنهُم ُك َّل األشيا ِء‬ ‫ُك َّل شي ٍء ‪ ،‬بِدو ِن استِثنا ٍء ‪ ،‬حتّى الهَوا ُء ‪ ،‬حتّى الماء ‪،‬‬ ‫صور ال ّجا ِهليَّ ِة ؟‬ ‫هل أم َسينا في ُع‬ ‫ِ‬ ‫أم ن َ ُ‬ ‫فاق وال ّرياء‬ ‫داع والنِّ ِ‬ ‫حن في َز َم ِن ال ِخ ِ‬ ‫عوان ال ُخلفا ِء ‪ُّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫الظلَما ِء ‪ ،‬األشقيا ِء‬ ‫سيط ُر َعليه أ‬ ‫يُ ِ‬

‫‪95‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ك ‪ ،‬قَتلوا ال َّسال َم في بِال ِدنا ال َعربي ِة‬ ‫يا َحبيبتي ! ِعن َدما قَتلو ِ‬ ‫س‬ ‫َحرقوا ال ُحقو َل ‪ ،‬و َسحقوا ال َّسناب َل ‪ ،‬فَ َّجروا ال َّجوا ِم َع وال َكنائِ َ‬ ‫جال واغتَصبوا النِّسا َء‬ ‫وقَتلوا ال ِّر َ‬ ‫! وأصبَ َح ِدجلَةٌ أح َم َر بِ َد ِم األبرياء‬

‫‪96‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٥٣‬‬ ‫أسماء صادق‬ ‫بغداد‬ ‫حي َرةٌ أ ًّ‬ ‫حزنُني أكثر‬ ‫ي ِمنهُم يُ ِ‬ ‫أ ًّ‬ ‫ي ِمنهُم يُ َمهِّ ُد أللقى َحتفي أس َر َع‬ ‫أ ًّ‬ ‫ورماهُ بِال َرح َم ٍة‬ ‫ي ِمنهُم إقتَطَ َع ال ُجز َء األكبَ َر ِمن قَلبي َ‬ ‫ي‬ ‫حي َرةٌ هل أنا َملعونَةٌ أم لَعنَةُ الوطَ ِن ُ‬ ‫صبَّت عل َّ‬ ‫هل ال ُح ُ‬ ‫زن أ َعجبَهُ ُمرافَقتي ؟‬ ‫أم أنا َمن أغراهُ ِب ُحسني‬ ‫ب قَب ِر أبي ِه ؟‬ ‫! َمن يَحلُ ُم أن يَ َ‬ ‫عيش َيتيما ً َير ِس ُم ُحلما ً على تُرا ِ‬ ‫أو يَرى تَجاعي َد ال ُحز ِن قَد نُقِ َشت على وجه والِ َدتِه‬ ‫صغي َرهُ تَح َ‬ ‫ئ لَهُ با ٌل‬ ‫ب َكيفَ َيهد ُ‬ ‫أو يَرى َ‬ ‫ت ال ُّترا ِ‬ ‫ُ‬ ‫األرض‬ ‫شرات‬ ‫وهو َيعلَ ُم ما فَ َعلت بِ ِه َح‬ ‫ِ‬ ‫ج ِمن على رأ ِس ِه‬ ‫َحلَ َم أن يَراهُ يَرمي قُبَّ َعةَ التَّخرُّ ِ‬ ‫ب‬ ‫فَرأى بدالً َعن ذل َ‬ ‫ك قَنابِ َر اإلرها ِ‬ ‫تَن ِز ُل على رأس ِه دونَ َرح َم ٍة‬ ‫هل َسيبقى وطَني هكذا !‪ ..‬لكن‬ ‫هل َسأبقى أز َر ُ‬ ‫ب َمن َحولي‬ ‫ع األ َم َل في قُلو ِ‬ ‫وأنا َمن يَز َر ُ‬ ‫ع األ َم َل في قَلبي ؟‬ ‫هب األ َم ُل بَعيداً بعيداً‬ ‫َذ َ‬

‫‪97‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫! تَرجيتُهُ ال َعو َدةَ‬ ‫وقَع ُ‬ ‫بالدموع‬ ‫ت َعلى قَدمي ِه أتو َّس ُل وقَ ِد امتَألت أحداقي‬ ‫ِ‬ ‫وبات ُحبّي لو َ‬ ‫َ‬ ‫طني أكبَ َر أوجاعي‬ ‫ت ُدميَتي بِشد ٍة ونَ ُ‬ ‫ضن ُ‬ ‫سيت أني َكبِرت‬ ‫! إحتَ َ‬

‫‪98‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٥٤‬‬ ‫إيالف سلمان‬ ‫بغداد‬ ‫و َ‬ ‫طني‬ ‫!ماذا َجرى لك ؟‬ ‫!وما ُكلُّ هذه ال ِّجراح ؟‬ ‫!ماذا يَح ُد ُ‬ ‫ث يا حبيبي ؟‬ ‫ك؟‬ ‫ك ؟! هل أت َعبو َ‬ ‫!هل أو َجعو َ‬ ‫! قل أ َّ‬ ‫ي شي ًء لكن ال تَقل قَتَلوك‬ ‫أنت ال ِعرا ُ‬ ‫فَ َ‬ ‫ك‬ ‫دمير َ‬ ‫ق ال يقوى أح ٌد على تَ ِ‬ ‫ت لي ِستراً و َخي َمةً‬ ‫ت ُكن َ‬ ‫أن َ‬ ‫أن َ‬ ‫ضن أبي ‪،‬‬ ‫ت لي َك ُح ِ‬ ‫ك الذي ُح ِرم ُ‬ ‫ت ِمنهُ وأنا في الثَانيَةَ َعش َرةَ ِمن ُعمري‬ ‫ذل َ‬ ‫إن ُكن ُ‬ ‫ت أر َغبُ بِوصفِكَ ‪َ ،‬سأقو ُل بِأنَّكَ ُكلُّ َشي ٍء بالنسبَ ِة لي‬ ‫يس ِمن أجلي فَقَط ‪،‬‬ ‫أرجوكَ إنهَض ِمن َجديد لَ َ‬ ‫ك‬ ‫ك و َشبابِ َ‬ ‫ك ونِسا ِئ َ‬ ‫بل ِمن أجلِ ِهم ‪ِ ،‬من أج ِل أطفالِ َ‬ ‫َ‬ ‫فأنت َجوا ٌد‬ ‫!‬ ‫! ولِ ُكلِّ َجوا ٍد َكبوه‬

‫‪99‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٥٥‬‬ ‫عايد العيناوي‬ ‫السماوة‬ ‫ب َبكينا‬ ‫بأ ِّ‬ ‫ي َذن ٍ‬ ‫ص ُل لَنا أنَ ُ‬ ‫حن قَو ٌم تُبَّ ٌع أم نَح ُن ال َمغضوبُ َعليهم‬ ‫لماذا ُكلُّ هذا الذي يَح َ‬ ‫فَ َكم شابا ً قُتِ َل وهو أشبَهُ بِور َد ٍة بيضا َء‬ ‫حم أ ِّم ِه‬ ‫و َكم ِطف ٍل تَيتَ َم وهو في َر ِ‬ ‫ضحاها أصبَ َحت أر َملَةً‬ ‫و َكم شابَة بَينَ ليلَ ٍة و ُ‬ ‫وال ُمؤلِ ُم َحقا ً َكم أ ّما ً فَقَدت نَظَ َرها بَع َد أن فَقَ َدت َول َدها‬ ‫ك‬ ‫مر َ‬ ‫يا إلهي نَح ُن ال نَعتَ ِرضُ على أ ِ‬ ‫" ولكن تَيقُنا ً ِبما قالَهُ سي ُد ال ُّشهدا ِء اإلما ُم ال ُح ُ‬ ‫سين " علي ِه ال َّسالم‬ ‫ك فَ ُخذ ِمنّا حتّى تَرضى‬ ‫إن كانَ هذا يُرضي َ‬ ‫نَ َعم هذا هو الواقِ ُع الذي نَعي ُشهُ يوميا ً‬

‫‪100‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٥٦‬‬ ‫علي شاهين‬ ‫بابل‬ ‫هابيل‬ ‫الخاطر ‪ ،‬أوال َد‬ ‫وج ٌع ال على البا ِل وال‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫صالةَ الوح َش ِة فرضا ً سادسا ً ؟‬ ‫لماذا تَجعلونَ َ‬ ‫ٌ‬ ‫و َمن أوحى ل ُكم َّ‬ ‫ق السن ِد ؟‬ ‫إن ال َزغاري َد‬ ‫إرث محرو َ‬ ‫اإلسعاف يخطُ يافُطَةً‬ ‫بأح َم ِر ال َّد ِم ال َّشفَوي سائ ُ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ق الثالثين ‪ ،‬وأنا أُحاو ُر ال ُمفَ َّخ َخةَ‬ ‫يُمنَ ُع‬ ‫ث فَو َ‬ ‫َ‬ ‫ركوب ال ُجثَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ك القُ َشعريرةُ حينَ التَّفجير ؟‬ ‫قلت لها هل تَنتابُ ِ‬ ‫ولكن األ َش ُد و َجعا ً‬ ‫َّ‬ ‫هل تُغ ِمضينَ َمصابي َح ِك ؟ قالت بال‬ ‫ق العراااق واألرقا ُم َمعا ً‬ ‫! اللو َحةُ َح ُ‬ ‫يث يَطي ُر ِمنها ال ِعرا ُ‬ ‫العصر‬ ‫! الساسةُ َمراحيضُ‬ ‫ِ‬ ‫مع يطوفونَ بها ِشعابَهُم‬ ‫إبتَكروا َم َّكةً َجدي َدةً ِمن َسياراتِه ُم ال َّسوداء الرُّ باعيةَ القَ ِ‬ ‫ال َخضرا َء ال ُمبيَض ِة‬ ‫ِمن َو َج ِع الثَّكالى ‪ ،‬أما َس ِئمتُم ِمن قِ َّ‬ ‫راق و الذئب ) ؟‬ ‫ص ِة (ال ِع ِ‬ ‫ض َجرتُم ِمنَ ال ُم َسل َس ِل اليَومي النّكايات ؟ آ ٍه يا َبلدي الوئيد‬ ‫أما َ‬ ‫ك ال ّدامي ‪،‬‬ ‫قبائل‬ ‫ض ال َغليل ‪َ ،‬دخلوا‬ ‫الخمس اآلكَ إغراءاً بِنَبيذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مار َ‬ ‫يا ُمتَ ِ‬ ‫ك‬ ‫بمخاض‬ ‫ك َعقراً ‪ ،‬قَ َسما ً َعليك‬ ‫ض َ‬ ‫أستَس ِم ُح َ‬ ‫البئر ‪ ،‬ألم تُشبع ف َم أر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالتِقا ِمنا ح َد التُخ َم ِة ؟ وبَع َدها تَش ِربُنا كأسا ً دهاقا ً‬ ‫َمدفو َع الثَّ َم ِن ! آ ٍه يا أنت‬ ‫أيوب‬ ‫عجنُنا َم َع‬ ‫كفا َ‬ ‫َ‬ ‫ك تَ ِ‬

‫‪101‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫! فاألربعونَ قد انتَهت‬ ‫نور قاسم‬

‫‪102‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٥٧‬‬ ‫إيالف خضير‬ ‫سامراء‬ ‫الحكايَةُ‬ ‫ت ِ‬ ‫ها هُنا انتَه ِ‬ ‫ٰهنا انفَنَت و َر َحلت أحال ُمنا‬ ‫ك أوطانا ً‬ ‫لم نَ ُعد نَملِ ُ‬ ‫!بَدأٓ وماذا بدأ ؟‬ ‫بدأ ِمشوا ُر اآلالم‬ ‫الم ما حانٓ وق ُ‬ ‫ت ال َّرحيل‬ ‫يـا غي َمةَ الظَّ ِ‬ ‫س بالدي تُش ِر ُ‬ ‫ق ِمن َجدي ٍد‬ ‫لم أ ُعد أرى َشم َ‬ ‫ليس لي َح ٌّ‬ ‫ق في ارتِدا ِد وطني ال َّجميل‬ ‫أ َ‬ ‫بالرحيل‬ ‫الم َمتى تَ ِهمي‬ ‫ِ‬ ‫يا غي َمةَ الظَّ ِ‬ ‫َمتى أعانِ ُ‬ ‫ق ُحضنَ وطَني الدافئ‬ ‫نين‬ ‫وأحسُّ في ِه رائِ َحةَ ال َح ِ‬ ‫سالما ً َسالما ً على بل ِد ال ِعراق‬ ‫فَقَد ُ‬ ‫ض ِمن َجديد‬ ‫ت األ َمل أن تَنهَ َ‬

‫‪103‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٥٨‬‬ ‫ديار الزهيري‬ ‫بغداد‬ ‫ب‬ ‫دور ال َّشع ِ‬ ‫بَع َد ِ‬ ‫تَرمي ال ُحكو َمةُ نَر َدها‬ ‫َمدينَةُ ال َّ‬ ‫بر ‪،‬‬ ‫ص ِ‬ ‫واس ُمها ال ُمل َّو ُن بأمجا ِد ُّ‬ ‫الطغا ِة‬ ‫َم َّرةً أخرى ‪،‬‬ ‫تَسقي قَ َ‬ ‫بالدموع‬ ‫طعاتَها بالدما ِء ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫بالرصاص ‪،‬‬ ‫وتُشيّ ُع أوال َدها‬ ‫ِ‬ ‫وأرثي ال َّشها َدةَ‬ ‫داع‬ ‫و أبناء ال َو ِ‬ ‫ت‬ ‫خلق ال َم َس ّرا ِ‬ ‫ال ُمتَم ِّرسينَ ِب ِ‬ ‫ظافر ِهم‬ ‫ُمن ُذ نُعو َمةَ أ‬ ‫ِ‬ ‫وهُم يُجيدونَ ُك َّل شي ٍء‬ ‫ولكنَّهُم‬ ‫إلى األنَ‬ ‫! ال يُجيدونَ ال َّزفير‬

‫‪104‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٥٩‬‬ ‫زحل حميد‬ ‫بغداد‬ ‫( َعو َدةُ قَلَم )‬ ‫صدي ٌ‬ ‫ق اس ُمهُ قَلَم‬ ‫كانَ لي َ‬ ‫إشتَقتُهُ‬ ‫صنَ ٌم‬ ‫حين صا َر كأنَّهُ َ‬ ‫فَ ُمن ُذ ٍ‬ ‫ض ُح أوزاري ويَستُرها‬ ‫كانَ يَف َ‬ ‫ويَبو ُح بأسراري ويَكتُ ُمها‬ ‫وكانَ يَر ُسم األل َم ويَر ُس ُم الفَر َح‬ ‫ق‬ ‫وينثُ ُر ال َعبَ َ‬ ‫الورق‬ ‫ق‬ ‫ويَض ُل يَتَراقَصُ فَو َ‬ ‫ِ‬ ‫فَتَحبو ثُ َّم تَكبُ ُر القَصي َدةُ‬ ‫تَتَو ُ‬ ‫ض ِّمها أحلى َجريده‬ ‫ق لِ َ‬ ‫ما ُع ُ‬ ‫در ِه التَنهيدةَ‬ ‫دت أس َم ُع في َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ك‬ ‫أقَتلو َ‬ ‫أ َشهي ٌد أن َ‬ ‫ت‬ ‫وهل باتَ َ‬ ‫ك ِمثلَهُم‬ ‫ت أشالؤ َ‬ ‫تناثر‬ ‫مث َل أ ِ‬ ‫طفال بالدي و َشبابِها ال ُم ِ‬ ‫ال تَع َجبوا‬ ‫فَفي بِالدي تَستَش ِه ُد األقال ُم وتَر َم ُل ال َمحابِ ُر‬

‫‪105‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫في بالدي تُ َك َم ُم األفواهُ وتَن ِط ُ‬ ‫ق ال َمنا ِب ُر‬ ‫ناجر‬ ‫في بالدي يَك ِشفونَ ظهو َرهُم لِتم ِط َر ال َّسما ُء َخ ِ‬ ‫در ُج ُك ُم ال َم ُ‬ ‫وت‬ ‫في بالدي يَستَ ِ‬ ‫قَب َل أن تَستَد ِر ُج ُك ُم قَصيدةٌ‬ ‫صديقي ِمن قِ َّ‬ ‫ت أكي َد ٍة‬ ‫ص ِة َمو ٍ‬ ‫ُعد يا َ‬ ‫صديقي ها قَد َس ِمع ُ‬ ‫ت التَّنهيده‬ ‫ُعد يا َ‬

‫‪106‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٦٠‬‬ ‫علي عماد‬ ‫بغداد‬ ‫ٍّ‬ ‫جاف‬ ‫ق‬ ‫أصبحنا َككو َم ِة و َر ٍ‬ ‫يَراها النَّا ِظ ُر أنَّها ُمترا َّ‬ ‫نحني‬ ‫صةٌ و تُ َش ّك ُل هَرما ً ال َي َ‬ ‫قيع ِشتا ٍء نَتَطايَ ُر و نَتَبعثَ ُر في أرجا ِء‬ ‫لكن و بِعوا ِم َل َخارجيِّ ٍة َك‬ ‫رياح َخ ٍ‬ ‫ريف أو َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ريق‬ ‫! الطَ ِ‬ ‫متى نَش َم ُخ َكع َّم ِتنا النَّخلَ ِة‬ ‫َم َّرت َعليها َع َش ُ‬ ‫مارها للما َّر ِة‬ ‫رات ال ّسني ِن و تَبقا أبيةً و تَدرُّ ثِ َ‬ ‫أينَ نَ ُ‬ ‫العالم‬ ‫حن اآلنَ ُمبعثَرونَ في َخريط ِة‬ ‫ِ‬ ‫ض ِة ي ٍد واحد ٍة بِسينِنا و شينِنا و مي ِمنا‬ ‫متى تَج َم ُعنا أر ُ‬ ‫ضنا متى نَتَّ ِح ُد َكقَب َ‬ ‫سالم‬ ‫إتَّ ِحدوا لكي نَ َ‬ ‫عيش بِ ٍ‬ ‫خر‬ ‫في داخلي َمشا ِع ٌر َممزو َجةٌ ِمنَ ال ُحز ِن و الف ِ‬ ‫لمات أن تَقِفَ َموقِفَ َّ‬ ‫تَكا ُد ال َك ُ‬ ‫الذلي ِل و تَس ُج َد لِربِّها و تَدعوا لوطني الذي أصبَ َح‬ ‫ض ُر‬ ‫يحتَ ِ‬ ‫خر على ال ُحز ِن فَخري بِ ُجنو ِد هللاِ الذينَ يَدفَعونَ دما ً‬ ‫و ِمن بعي ٍد يَطغى ُشعو ُر الفَ ِ‬ ‫مار ألبنائِ ِه‬ ‫لكي يتَحو َل هذا البَل ُد ِمن َمقبَ َر ٍة إلى َر‬ ‫وض أخ َ‬ ‫ض ٍر ي ُدرُّ بالثِّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يَبقى َو َ‬ ‫ض‬ ‫طني أبيّا ً َمهما َم ِر َ‬ ‫! فهو يَم َرضُ وال يَموت‬

‫‪107‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٦١‬‬ ‫ُسكينة رحيم‬ ‫بغداد‬ ‫الجميلَتي ِن‬ ‫َخلفَ تِل َ‬ ‫ك ال َعيني ِن َ‬ ‫سار َح َدمويَّةً‬ ‫تُخفي َم ِ‬ ‫بإسدا ِل َستائِ ِر ُرمو ِشها‬ ‫! ِطفلَةٌ أيزيديَّةٌ‬ ‫‪ :‬مونتاج‬‫عندما تُر َس ُم ُّ‬ ‫بالدم‬ ‫الطفولَةُ ِ‬ ‫كون الموسيقى التصويريةُ‬ ‫‪ :‬تَ ُ‬‫َ‬ ‫رخات األ َّمهات‬ ‫ص‬ ‫! َ‬ ‫‪ :‬و ِع ُ‬‫نوان الفِ ِلم‬ ‫! ِعرا ُ‬ ‫ق ال َّجميع‬

‫‪108‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫مها العزاوي‬

‫‪109‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٦٢‬‬ ‫مينا الخزاعي‬ ‫السويد‬ ‫َسرقوني ِمن بالدي‬ ‫هُ ِّج ُ‬ ‫ضارتي‬ ‫رت ِمن أرضي ‪ ،‬نَهري ‪َ ،‬سهلي و َح َ‬ ‫َسرقوا ِمنّي طُفولَتي ‪َ ،‬سعا َدتي ‪ ،‬وتَقاليدي‬ ‫! حُرم ُ‬ ‫ت ِمن فَر َح ِة عيدي و طُقوسي ‪ ،‬أَصبحت ذكرياتي ُمعلقة في ذهني‬ ‫كـ َ تلك االبتسامة في أخذ عيديتي من جدتي و جدي ‪،‬‬ ‫ت طفولتي في طائرتي الورقية المحلقة في سماء‬ ‫و ذلك الشارع‬ ‫العتيق و مشاغبا ِ‬ ‫ِ‬ ‫بغدادي‬ ‫سرقوا مني َجمعتي بين أهلي و جيراني‬ ‫أصبحت أشتاق لشهامة أبن بالدي حين يرى إمرأة كبيرة الس ِن تحمل أكياس الغذائي‬ ‫شتار فَوقَها إبري ُ‬ ‫ي‬ ‫ق ال َّشا ِّ‬ ‫أ ِح ُّن ل َجل َس ِة َج َّدتي يو َم الجم َع ِة في ال ِّشتا ِء و مدفأةَ ِع ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫أشتا ُ‬ ‫فرحتي حينَ آ ُخ ُذ َشا َّ‬ ‫لت على جائِ َز ِة يومي‬ ‫ي ال َعرو َس ِة وكأنَّني َح َ‬ ‫ق لشعوري بِ َ‬ ‫َسرقوا منّي ك َّل شي ٍء اليو َم ها أنا فتاةُ العشرين‬ ‫لكن ما ِز ُ‬ ‫لت أنتَمي لبابِليَّتي ‪ ،‬سومريَّتي وأشوري‬ ‫ب اليو َم يَمنَحوني ِجنسيَّتَهُم ‪ ،‬يُعطوني بيتا ً ويُش ِّجعوني على‬ ‫ها أنا بينَ أحضا ِن الغر ِ‬ ‫طُموحاتي و أهدافي‬ ‫! يَستَغلونَ َعقلي و أفكاري ثُ َّم يَحموني ِمن بالدي‬ ‫سرقون حقّي وح َّ‬ ‫ق أه َل بالدي‬ ‫وها هُم َمن طَردوني وهَ َّجروني يَح ُكمونَ وطني ‪ ،‬يَ ِ‬ ‫ضحيَّةَ اإلرهاب‬ ‫يَجعلونَ ِمن أطفالِنا َ‬ ‫أخ ُر ُج إلى َسما ِء ربي ألنَّهُ ال ُحدو َد ِبها تَج َم ُعني بوطني حتّى وإن ُك ُ‬ ‫ب‬ ‫نت بينَ األغرا ِ‬ ‫يق‬ ‫فأدعوا منهُ أن يَر َح َم ِعراقي وحضا َرةَ َحمورابي ِمن إرها ٍ‬ ‫ب و طائف ٍة و ُكرها ً َس ِح ِ‬ ‫‪110‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫رض بالدي‪ ،‬بال َد نَبو َخذ نصر و َسرجونَ األكدي‬ ‫ويَج َع ُل ال َّسال َم يَسو ُد أ َ‬ ‫!هَل أنا على ح ٍّ‬ ‫ق أ ِّم األغرابُ و َمن هَ َّجروني ِمن أرضي و بالدي ؟‬

‫‪111‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٦٣‬‬ ‫سمر كمال‬ ‫بغداد‬ ‫صرا ٌع َعجيبٌ‬ ‫في داخلي ِ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫بات يأ ُكلُّ أحشائي ‪ ،‬وأنا أعاني الرُّ ع َ‬ ‫سم ال ّدي ِن‬ ‫ك‬ ‫ِمن تِل َ‬ ‫الوحوش ال ُمفتَ ِر َس ِة ‪ ،‬جاءت بإ ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَب َّرأ ِمنهُم ُ‬ ‫دين ُم َحم ٍد و ُك َّل األديا ِن ال َّسماويَّ ِة‬ ‫ضنا‬ ‫صبونَ ُحر َمةَ أر ِ‬ ‫يَقتُلونَ أطفالَنا ويَعتَدونَ على نِسا ِءنا ‪ ،‬ويَغتَ ِ‬ ‫‪.‬لكن ّ‬ ‫ض لي ُج ٌ‬ ‫فن ما داموا في بلدي‬ ‫كال ‪ ،‬لن أرضى ولن يَغ َم َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ب َم َع أخي ‪ ،‬لن أخشى‬ ‫حاربُ جنبا ً إلى َجن ٍ‬ ‫ك يا أرض َّ‬ ‫الموت في َسبيلِ ِ‬ ‫َسأخ ُر ُج وأ ِ‬ ‫الطّا ِه َر ِة ‪،‬‬ ‫ك ‪ ،‬أسمى َغايَ ٍة ! َسأ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ض ُع و َسا َم ال َّشها َد ِة ‪،‬‬ ‫موت وأنا أ َ‬ ‫فالموت في َسبيلِ ِ‬ ‫ك يا وطَن ‪،‬‬ ‫ض ٍة لبي َ‬ ‫و َسأر ِّد ُد أل ِخ ِر لح َ‬ ‫ك يا عراق‬ ‫لبي َ‬ ‫ك هي ال َمرأةُ ال ِعراقيَّةُ ال ُمجا ِه َدةُ ‪ ،‬التي َر َس َمت أرو َع ص َّو ِر ال َّشجا َع ِة‬ ‫تِل َ‬ ‫" ال َشهي َدةُ ال ّشي َخه أميه ناجي الجبارة "‬

‫‪112‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٦٤‬‬ ‫آيات سعد‬ ‫واسط‬ ‫َّ‬ ‫كانَ ِطفالً َيعتَنِ ُ‬ ‫وكأن ال َّزمانَ َر َس َم ال َحي َرةَ على ُمقلَتي ِه‬ ‫صفَه‬ ‫ق األر ِ‬ ‫طراف‬ ‫ك بأ‬ ‫رح و َدم َعتين كانَ ك َّل ما رأى امرأةً تَمرُّ ِمن جانبِ ِه أم َس َ‬ ‫ِ‬ ‫قد فَقَ َد أ َّمهُ ُمن ُذ ُج ٍ‬ ‫َعباءتِها‬ ‫ت أمي ؟‬ ‫!وقا َل هل أن ِ‬ ‫عر ُ‬ ‫إلى أن جا َء َ‬ ‫ك؟‬ ‫ف أ َّم َ‬ ‫يوم و َسأ َل ام َرأةً هل أن ِ‬ ‫ذات ٍ‬ ‫ت أمي فأجابَت وكيفَ ال تَ ِ‬ ‫الم َكثير ٍة وقد بِ ُّ‬ ‫ت أخشى أن َغيَّرت َمال ِم َحها ثَنايا ال ِّسنين‬ ‫‪ .‬قا َل ‪ -:‬إنَّني فَقدتُها ُمن ُذ آ ٍ‬ ‫ك (لكنَّها لم تَكن أ َّمهُ‬ ‫طف قالت نَ َعم أنا أ ُّم َ‬ ‫)فانفَ َجرت بِدا ِخلها َمعالُ ُم ال َع ِ‬ ‫ض َغطَ َعليها وقا َل‬ ‫‪ :‬فَأم َس َ‬‫ك بي ِدها و َ‬ ‫ت أ ّمي فَقالَت وكيفَ أيقَن َ‬ ‫ت ذلك ؟‬ ‫ت لس ِ‬ ‫ال أن ِ‬ ‫قال ‪ِ -:‬عن َدما ُك ُ‬ ‫نت أم ِس ُ‬ ‫ي في يَديّها‬ ‫ك بي ِد أ ّمي ِعن َدما أش ُع ُر‬ ‫زن تَغو ُر يَدا َ‬ ‫بالوجع أو ال ُح ِ‬ ‫ِ‬ ‫صغي َرةَ‬ ‫وتَحتَ ِظ ُن أنا ِملي ال َّ‬ ‫ت ولي َست ِعظاما ً ال تَص ُّد أصابِعي أبَداً إال أن تَوقف ُ‬ ‫َّ‬ ‫ت أنا َع ِن‬ ‫وكأن في يَديّها يافوخا ٍ‬ ‫ال َّ‬ ‫ضغ ِط َعليها‬ ‫غور دا ِخلَها فأيقَن ُ‬ ‫َّ‬ ‫ت أ ّمي‬ ‫!‬ ‫ي أن تَ َ‬ ‫ديك لم تَس َمح لِيدا َ‬ ‫ت بأنَّ ِك لس ِ‬ ‫ولكن يَ ِ‬

‫‪113‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٦٥‬‬ ‫زينب الوائلي‬ ‫النجف‬ ‫ق هذا النَّ ُ‬ ‫إلى متى يا ِعرا ُ‬ ‫زيف ؟‬ ‫تَساقَطَ أبنا ُء َشعبِكَ َكما تَساقَطَت أورا ُ‬ ‫ق ال َخريف‬ ‫إلى َمتى هذا النَّزيف؟‬ ‫صيف‬ ‫أشال ٌء ُمتَناثِرةٌ ‪ ،‬وأجسا ٌد ُمتَراميَةٌ على ال َّر‬ ‫ِ‬ ‫إلى َمتى هذا النّزيف ؟‬ ‫َمنظَ ٌر ُمر ِعبٌ و َمشهَ ٌد ُمخيف‬ ‫إلى َمتى هذا النَّزيف؟‬ ‫َمنظَ ٌر ال يُرضي أ َّ‬ ‫يور أو َشريف‬ ‫ي َغ ٍ‬ ‫إلى َمتى هذا النَّزيف ؟‬ ‫أصبَح َ‬ ‫ك َش َج ٌر ال يُس َم ُع لَهُ َحفيف‬ ‫ت أرضا ً َبكما َء ‪ ،‬في َ‬ ‫إلى َمتى هذا النّزيف ؟‬ ‫قُل لي‪َ ،‬متى يَعو ُد األه ُل ‪ ،‬واألصاحابُ ‪ ،‬وال َوليف ؟‬ ‫إلى َمتى هذا النّزيف ؟‬ ‫عيم غارقونَ ‪ ،‬بينَ َمشتى و َمصيف‬ ‫وال ّسا َسةُ في النَّ ِ‬ ‫إلى َمتى هذا النّزيف ؟‬ ‫ضحايا في ال ِّدما ِء غارقونَ ‪ ،‬يُس َم ُع ِمنهُم أ ٌ‬ ‫وال َّ‬ ‫نين َخفيف‬ ‫أخبرني فقط‪ ،‬إلى َمتى وإلى َمتى َسيستَ ِمرُّ هذا النّزيف؟‬

‫‪114‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٦٦‬‬ ‫منتظر المفضل‬ ‫ذي قار‬ ‫ديم ال َّزما ِن ‪َ ،‬شخصٌ يُدعى َوطن ‪،‬‬ ‫كانَ يا ما كان ‪ ،‬في قَ ِ‬ ‫يُح ُّبهم ُكلَّهُم دونَ اس ِتثنا ٍء ! لَدي ِه ال َعدي َد ِمنَ األوال ِد‬ ‫! َمن أحبَّهُ و َمن خانَهُ و َمن استَغلَّهُ و و و‬ ‫‪ .‬كانَ يُح ُّبهُم َجميعا ً‬ ‫! قَ َّد َم لَهُم ك َّل ما أرادوهُ ! ولَم يَطلُب ِمنهُم شي ًء‬ ‫فاق‬ ‫! كانَ هؤال ِء األطفا ِل ال َوقحينَ ‪ ،‬أشبَهَ بأي ٍ‬ ‫ك ِمنَ النِّ ِ‬ ‫! إلتَفوا َحو َل أبيهم ‪َ ،‬‬ ‫وخنَقوهُ‬ ‫!‪ ..‬حتى مات‬ ‫النهايةُ‬ ‫أم البِدايَةُ‬ ‫عر ُ‬ ‫ف‬ ‫ال أ ِ‬ ‫عرفُهُ أنَّهُ َ‬ ‫مات‬ ‫! ك َّل ما أ ِ‬ ‫!‪ ..‬هذا ما قَد كانَ ‪ ،‬أ ّما األنَ‬ ‫بَرا ِع ُم األ َم ِل بَدأت تَتَفتَ ُح ِمن َجدي ٍد‬ ‫ٌ‬ ‫فَ‬ ‫راشات مل َّونَةٌ تُحلِّ ُ‬ ‫ق في َسما ٍء صافيَّ ٍة‬ ‫اق‬ ‫ب‬ ‫خاليةٌ ِمن ُدخا ِن ال ُحرو ِ‬ ‫وأعاصير النِّف ِ‬ ‫ِ‬ ‫راق‬ ‫ق‬ ‫حل تَتَراقَصُ فَو َ‬ ‫َمجامي ٌع ِمنَ النَّ ِ‬ ‫زهور ال ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫هور‬ ‫غاز ُل ِطفلَةً بينَ تِل َ‬ ‫ك ال ّز ِ‬ ‫ِطف ٌل يُ ِ‬

‫‪115‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ت‬ ‫يَتأ َّم ُل تِل َ‬ ‫ك الفَراشا ِ‬ ‫ت الو َ‬ ‫ط ُن َكما تَص َّور ُ‬ ‫ت‬ ‫! نَ َعم لَم يَ ُم ِ‬ ‫! إنَّهُ كانَ َمريضا ً فَقط و َسيعو ُد ل ُسم ِّو ِه‬

‫‪116‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫هبه حسين‬

‫‪117‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٦٧‬‬ ‫أحمد العلوان‬ ‫بغداد‬ ‫بَ ُ‬ ‫ض ُن وتَقو ُم على‬ ‫دأت َحياتي ِب ُح ٍلم ‪ُ ،‬حلمي كانَ بأن أ َ‬ ‫عيش في َدولَ ٍة دي ُمقراطيَّ ٍة تَحتَ ِ‬ ‫ت أبنائِها ‪،‬‬ ‫طاقا ِ‬ ‫بير ‪َ ،‬دولَةٌ تُع ُّد إمتِداداً لجهو ِد القا َد ِة‬ ‫ث ال َحضار ِّ‬ ‫َدولَةٌ تَكو ُن إمتِداداً لإلر ِ‬ ‫ي ال َع ِّ‬ ‫ربي ال َك ِ‬ ‫لتأسيس الو َ‬ ‫ط ِن ال َعربي ‪،‬‬ ‫الذينَ َسعوا‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ولدت‬ ‫ك البال ِد ال َعربيَّ ِة التي‬ ‫ب ُ‬ ‫ت وتَقالي ِد تِل َ‬ ‫صغري في ال ِّسنِّ ‪ ،‬وتَماشيا ً َم َع عادا ِ‬ ‫بسب ِ‬ ‫فيها ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ويكون ُمجابا ً إ ّما بِضح َك ِة‬ ‫ليس ِسوى َسر ٍد اليُق ِّد ُم واليُأ ِّخ ُر‬ ‫كانَ َكال ُم َمن هُم بِعمري َ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫استِهزا ٍء ‪ ،‬أو بِضح َك ِة تَعاطُ ٍ‬ ‫براز ما يَجو ُل بِ ِه خا ِطري َرمي ُ‬ ‫ت بي إلى ذلكَ ال ُحلُم ‪،‬‬ ‫قَلَّة حيلَتي و َع َد ُم تَم ُّكني ِمن إ ِ‬ ‫دأت ُحلمي بِتلكَ البِال ِد التي َخطَّ ُ‬ ‫إبتَ ُ‬ ‫صدى ‪َ ،‬دولَ ِة دي ُمقراطيَّ ٍة ‪،‬‬ ‫طت لها ولم يُس َمع لها َ‬ ‫ب‬ ‫ق قَط َرةٌ ِمن َد ِم ذل َ‬ ‫تَض ُم ُن لشعبي ُحقوقَهُ والتي أه َّمها العيشُ بِسال ٍم وأن ال تُرا َ‬ ‫ك ال َّشع ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ُك ُ‬ ‫غارها ‪،‬‬ ‫نت أشبَهَ بـ ( القِطَّ ِة ) التي تُها ِج ُم ك َّل َم ِن اقتَ َر َ‬ ‫ب ِمن ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫ض‬ ‫عت وال َدتي رئيسا ً لتل َ‬ ‫و َ‬ ‫ك البِال ِد ُرغ َم وقوعي بِتناقُ ٍ‬ ‫سيرتُهُ َّ‬ ‫أال وهو أنّي اعتَمد ُ‬ ‫الذاتيَّةُ لقيا َد ِة َدفَّ ِة‬ ‫صاص و َمن تُأهِّلُهُ َ‬ ‫ت على َذوي اإلختِ‬ ‫ِ‬ ‫كم ‪،‬‬ ‫ال ُح ِ‬ ‫إال أنّي اختَ ُ‬ ‫الخوفَ على ما أملِ ُ‬ ‫رت تِلكَ ال َمرأةَ ألنَّها َمن َعلَّ َمني َ‬ ‫ك‪،‬‬ ‫ك التَّخطيطُ يَتالشى ‪،‬‬ ‫لوغ تُهي ِم ُن َعلى تَفكيري ‪ ،‬بَدأ ذل َ‬ ‫بَدأ ال ُحل ُم يَتَب َّد ُد ‪ ،‬بَدأت َمال ِم ُح البُ ِ‬ ‫قارن ُ‬ ‫ت بينَ ُحلُمي والواق ُع ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫رأيت أ َّن َشعبي هو َحفنَةٌ ِمن ألعابي‬ ‫ك ال ُحلُ َم هو ( الوح َدةُ ال َعربيَّةُ ) و‬ ‫تَبيَّنَ لي أ َّن ذل َ‬ ‫التي إشتَراها لي والدي ‪،‬‬ ‫ت ال َّ‬ ‫ضحايا ‪،‬‬ ‫أما وال َدتي ‪ ،‬فَلم أجد لها َمثيالً في الواقِ ِع ‪ ،‬فَقد تَمثَّلت بأ َّمها ِ‬

‫‪118‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ك األ َّم ُ‬ ‫هات اللواتي أعطينَ أع َّز ما يملِكنَ في سبي ِل تَ‬ ‫حقيق ُحلمي ‪،‬‬ ‫تِل َ‬ ‫ِ‬ ‫قارتي وأنانيَّتي ‪ ،‬قارن ُ‬ ‫أيقَن ُ‬ ‫ت ُمج َّدداً بينَ ُحلُمي والواقِ ِع ‪ ،‬و‬ ‫ت َمدى َسخافَ ِة ُحلمي ‪ ،‬و َح َ‬ ‫ُ‬ ‫رأيت أ َّن َمن يَحلُ ُم ِمث َل ُحلمي ‪،‬‬ ‫يارات عاليَةٌ فَخ َمةٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ليس إال (جاهالً ) ! وفَجأةً ‪ ،‬وبينَما ُك ُ‬ ‫ع َدولَتي ‪َ ،‬س‬ ‫َ‬ ‫نت أتَم ّشى ِب َش ِ‬ ‫وار ِ‬ ‫تَتو َّجهُ نَحوي ‪،‬‬ ‫إقتَ َربَت ِمنّي وكأنَّها ِجبا ٌل تَح ُجبُ بَصري َعن ما وراءها ‪،‬تَر َّج َل َشخصٌ يَل َبسُ ُست َرةً‬ ‫َسوداءةً وقَميصا ً أبيضا ً يُزينُهُ ِرباطٌ أسو ٌد ‪،‬‬ ‫رض ‪ ،‬فَلم أ ُعد أرى ِمنهُ إال قَدمي ِه ‪ ،‬وقا َل لي‬ ‫قيَّدوني ِرجالُهُ وأن َزلوا رأسي إلى األ‬ ‫ِ‬ ‫بالحرف نَ َّ‬ ‫صا ً ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ك ‪ ،‬وات ُرك لنا األمو َر التي تَتَجا َو ُزكَ ِسنَّا ً ‪ ،‬وإال ‪( ، .....‬‬ ‫ِعش َكما يَعيشُ أبنا ُء جيلِ َ‬ ‫) الداعي ألن أك ِم َل ال َحديث‬

‫‪119‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٦٨‬‬ ‫فرح تركي‬ ‫بغداد‬ ‫صباحا ً‬ ‫قاربُ ال ّسابِ َعةَ والنِّصف َ‬ ‫الساعةُ اآلنَ تُ ِ‬ ‫الشار ُ‬ ‫والناس كالهم‬ ‫ع ملي ٌء بالمار ِة طالبٌ ‪ُ ،‬عما ٌل ‪ ،‬موظَّفينَ ترئ أشكا َل الوجو ِه‬ ‫ِ‬ ‫ق َسيسل ُ‬ ‫ك‬ ‫بأي طَري ٍ‬ ‫أ َّ‬ ‫ت واثِقَ ٍة‬ ‫ي َسيار ٍة َسوفَ تَنقلهُ إلى الوجه ِة التي يريد ‪ ،‬هي كانت تَمشي بخطوا ٍ‬ ‫زيُّها يَد ُل على أنَّها طالبَةٌ جامعيَّةٌ ربَّما َّ‬ ‫لكن بَساطَتَها تَختَ ُ‬ ‫لف فالجامعةُ هنا إنفجا ٌر في‬ ‫! األناق ِة في أيا ِمنا هذه‬ ‫تَ ُ‬ ‫رب اإلشار ِة‬ ‫ارع هذا قُ َ‬ ‫قف ويَنظُ ُر إليها ال َّجمي ُع وهي التَهتَ ُم ‪ ،‬هنا في ُمفتَ َر ِ‬ ‫ق ال َّش ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وسيارات األجر ِة‬ ‫الباصات‬ ‫الضوئي ِة تَم ُر‬ ‫ٌ‬ ‫ك َس ٌ‬ ‫كبيرات بالعمر ربَّما‬ ‫يدات‬ ‫ك ‪ ،‬بَدأت تَتَطلَّ ُع إلى الوجو ِه هنا َ‬ ‫لتَص َع َد وتَختا َر وجهَتَ َ‬ ‫ت‬ ‫لَسنَ موظفا ٍ‬ ‫ق أو ِمشواراً ما ‪ُّ ،‬‬ ‫الطالبُ ه ُم األكثَ ُر فأةً والموظفينَ يَص ُعبُ تَمي ُزهم‬ ‫ربَّما يَذهبنَ لسو ٍ‬ ‫أل َّن أعما َرهُم ُمختَلِفةٌ‬ ‫الخاص ليقلَّها ‪،‬‬ ‫الباص‬ ‫هنا َشر َدت بِذهنِها وهي تَنتَ ِظ ُر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اس نَ َ‬ ‫الف أشكالِهم و َمالبِ ِسهم‬ ‫إلى أينَ يَذهَبُ كلُّ َش‬ ‫ظرة إلى إختِ ِ‬ ‫خص ِمن هوال ِء النَّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الف األما ِك ِن التي جاؤا ِمنّها‬ ‫واختِ ِ‬ ‫خص يُخفي في دا ِخلِ ِه ك ّما ً‬ ‫اس وك َّل َش‬ ‫و ِح َدةٌ ُمع ِج َزةٌ َ‬ ‫دركَ َكم ِمنَ النّ ِ‬ ‫ليس َسهالً أن تُ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫فكار‬ ‫هائالً ِمنَ األ ِ‬ ‫خص رأى َمن عائلَتَهُ هَل تَناو َل فُطو َرهُ وما كانَ ما‬ ‫خر َش‬ ‫ُكلُّ َش‬ ‫خص بما يُف ِّك ُر و ِمن آ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ال َسا َعةُ التي إستَيقَظَ فيها‬ ‫بم يُف ِّك ُر أثنا َء وقوفِ ِه هنا وح َدها ُمعج َزةٌ ألنَّهُ ال أ َح ٌد يَع ِر ُ‬ ‫الناس‬ ‫فوس‬ ‫ِ‬ ‫ف ما في نُ ِ‬ ‫! إال هللاَ أ َمعقو ٌل أ َّن َمن يُف ِّجر نَف َسهُ أو َسيارةً ال يَخطُ ُر ببالِ ِه َعظ َمةُ هللاِ هذه‬ ‫بال أح ِدهم‬ ‫هل هناكَ َشخصٌ هنا يحبُّ ويَف ِّك ُر َمن يُ ِحب األن هل هناكَ ُمشكلةٌ في ِ‬

‫‪120‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫كم يَح ِم ُل كلُّ َش‬ ‫خص هنا ِمن الما ِل وما ظُروفُهُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫يارات تَتَ ِجهُ وبدأ ال َّجم ُع يَ ِخ ُ‬ ‫ف نَعم فَك ّالً اختا َر وجهتَهُ ويَتَبعثَ ُر الجم ُع‬ ‫ت ال َّس‬ ‫بَدأ ِ‬ ‫ت ال َحافِلةُ ‪َ ،‬ستَص َع ُد ولكن سؤاالً أخيراً ؟ ما ُ‬ ‫لون‬ ‫هي بَقيت واقِفَةً و َسطَ ُشرو ِدها إقتَ َربَ ِ‬ ‫ت كلِّ َمن كانَ هنا‬ ‫! َ‬ ‫باب بي ِ‬

‫‪121‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٦٩‬‬ ‫رند علي عكاب‬ ‫بغداد‬ ‫ُ‬ ‫الوطن ال يُستَب َد ُل‬ ‫! ُرغ َم آال ِمنا ‪ ،‬يو َج ُد أم ٌل‬ ‫للِ َمال ِم َحكَ ال َحزينَةُ‬ ‫ك ال ُمتَج ِّم َدةُ‬ ‫ضحكاتُ َ‬ ‫للِ َ‬ ‫ك‬ ‫ك واحتيا ُج َ‬ ‫وضعفُ َ‬ ‫للِ فُق ُر َ‬ ‫ك َ‬ ‫ك‬ ‫صمتُ َ‬ ‫! للِ َ‬ ‫مازلت لي نَعيما ً‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫و َم َع ذل َ‬ ‫مان‬ ‫نَعي َم األم ِن واأل ِ‬ ‫ك هللاُ َجنَّتا ِن‬ ‫! هدا َ‬ ‫طان‬ ‫نهرا ِن بِضفَّ ٍة ُمرتَبِ ِ‬ ‫سير َمعا ً إلى أبَ ِد األوا ِن‬ ‫! تَعاهدا على ال ِ‬ ‫ضنا ِن بينَ َسواقيهما ال ُحبَّ‬ ‫والحنانَ‬ ‫َ‬ ‫يَحتَ ِ‬ ‫وب ِه يَفيضا ِن‬ ‫صهُ َم ال َّرح ُ‬ ‫ال تَتَسأل لِ َم َخ َّ‬ ‫من‬ ‫فبِهما اختَلطت ِدما ُء َشجا َع ِة ال ُّشهدا ِء‬ ‫رض الوط ِن‬ ‫أف َدوا بِحياتِهم أل‬ ‫ِ‬ ‫فأصبَحا مياهَ الوفا ِء وأص َل النَّقا ِء‬ ‫! ِدجلَةٌ وفُ ُ‬ ‫رات ال ُّشهداء‬

‫‪122‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٧٠‬‬ ‫دعاء موسى‬ ‫بابل‬ ‫! لم يَكونوا‬ ‫و ُكنّا‬ ‫و ِعن َدما‬ ‫! كانوا‬ ‫ُكنّا‬ ‫هُم َمرضى ِبنا‬ ‫حر‬ ‫دواؤهم لؤل َؤةٌ على ِ‬ ‫ساح ِل َب ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫حوت‬ ‫إبتَل َعها‬ ‫! إصطا َدهُ ٌ‬ ‫وحشي‬ ‫كائن‬ ‫ٌّ‬ ‫!وال نَعلَ ُم أينَ هو ؟‬ ‫!‪ ..‬ولكن‬ ‫راحلونَ ال محالَةَ‬ ‫! و لن نَبقى‬

‫‪123‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٧١‬‬ ‫بلقيس العزاوي‬ ‫بغداد‬ ‫ح‬ ‫َمهما َم َّر ِ‬ ‫ت األيا ُم والتَ َعبُ بانَ بال َمال ِم ِ‬ ‫ضنا د ُمنا يفور‬ ‫ربَّما نُكا ِب ُر م َّرةً وأخرى نبتَسم و ِمن غي ِ‬ ‫و لَم يَتَ َّ‬ ‫هن أح ٌد بحياتِ ِه وال حتّى بغفو ٍة صغير ٍة‬ ‫ُ‬ ‫األمان و يَصحو ال َّ‬ ‫ضمي ُر‬ ‫متى يَر ِج ُع‬ ‫أكو ناس ما تحب تسمع ال نصائح و ال الشور‬ ‫اليوم أصبح البشر عندما يتفاجئوا بحالة معينة تراها في كل منشور‬ ‫و بكل قصيدة و بيت مسطور‬ ‫اعرف صارت ظروف العيشة صعبة و الكل معذور‬ ‫و أعرف بعض الناس راحت بدم مغدور‬ ‫يلي راح بال ذنب حي عند هللا و مأجور‬ ‫أعرف دمنا صار بكل بيت و مكان منثور‬ ‫لكن مضطر يا أبني تعيش بهاي الحياة و مجبور‬ ‫لكن أبد ال تقبل بالظلم و ظل حارب أدري بيك دمك حار و غيور‬

‫‪124‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫هدلة جمال‬

‫‪125‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٧٢‬‬ ‫رؤى النيزك‬ ‫بغداد‬ ‫الحما َمةُ البَيضا ُء ال ُمحلِّقَةُ في َسما ِء ال َّ‬ ‫صفا ِء‬ ‫أيَّتُها َ‬ ‫رض ال َّجردا ِء ال ُمل َّوثَ ِة بِدما ِء األبريا ِء‬ ‫أنظُري إلى األ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ب‬ ‫أطفا ٌل و َشبابٌ و‬ ‫غير َذن ٍ‬ ‫بنات و ُشيو ٌخ يُقتَلونَ ب ِ‬ ‫ُدمو ٌ‬ ‫ت تَرتَفِ ُع إلى ال َّسما ِء‬ ‫رض ُ‬ ‫صرخا ٍ‬ ‫ع تَمل ُئ األ َ‬ ‫ص ُل لنا ونَ ُ‬ ‫حن األبريا ُء‬ ‫ما هذا الذي يَح ُ‬ ‫كم عائلَةً تَ ُ‬ ‫موت و تَن َع ِد ُم َسعا َدتُها وتَضي ُع حياةُ أبنائِها‬ ‫ص ُل لنا‬ ‫هل لنا َذنبٌ بِك ِّل هذا الذي يَح ُ‬ ‫متى يُصلَ ُح حالُنا وال نَ ُ‬ ‫غدر‬ ‫خاف أن نَرى ِدما َء قَتي ٍل َمقتو ٍل بِ ٍ‬ ‫َمتى يُصلَ ُح حالُنا وال نَ ُ‬ ‫در‬ ‫خاف ِعندما نَخ ُر ُج ِمن َمنزلِنا و نَذهَبُ بحا ِد ِ‬ ‫ث َغ ٍ‬ ‫ع َغدراً‬ ‫متى يُصلَ ُح حالُنا وال نَ ُ‬ ‫خاف أن يُخطَفَ أح ُدنا ِمنَ ال َّش ِ‬ ‫ار ِ‬ ‫متى ِعن َدما نَبتَ ِس ُم ال نُفَ ِّك ُر أ َّن هذه اإلبتِسا َمةُ تُقلَبُ ُحزنا ً‬ ‫فراح و تَجلِسُ تَتَ َح َّد ُ‬ ‫ث ِب َسعا َد ٍة‬ ‫قاربُ في األ‬ ‫متى تَتَ َج َّم ُع األ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال يَ ُ‬ ‫مات في تَ‬ ‫ص أو ُذبِ َح أو َ‬ ‫فجير‬ ‫كون تَ َج ُّم ُعها في َعزا ِء َمن قُتِ َل برصا ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫!متى ما لَم يَق ِّد ُر القَلبُ أن يَحكي ِه يَتَحقَّ ُ‬ ‫ق؟‬ ‫!متى ؟‬

‫‪126‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٧٣‬‬ ‫إسراء العوادي‬ ‫ذي قار‬ ‫!أتعلمونَ َمن هُ ُم ال َمالئِ َكةُ ؟‬ ‫‪ :‬هُم ثَالثَةٌ‬‫‪-1‬أبي‬ ‫يت ُمس ِرعا ً ُمستَ َّ‬ ‫بَع َد أن غاد َر أبي البَ َ‬ ‫ضعتهُ‬ ‫بيرةٌ و َ‬ ‫قالً َع َربَتَهُ ال ُمتَ َح ِّر َكةُ إلتَهَ َمتهُ حافِلَةٌ َك َ‬ ‫بينَ أحضانِها‬ ‫ظام ُمتَ َح ِّ‬ ‫ط َمةً‬ ‫! حتّى و َ‬ ‫ص َل إلى ال َّربِّ ِعبا َرةً َعن ِع ٍ‬ ‫ك الحافِلَ ِة‬ ‫ضها لِدخولِها بينَ أسنا ِن تِل َ‬ ‫لم نَ ِجد بَع َ‬ ‫عثَ َر َعليها أح ُد القَ ّ‬ ‫ت‬ ‫صابينَ ليَخ َد َع والِ َدتي بها على أنَّها ِعظا ُم إحدى َ‬ ‫الحيوانا ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫زوجتَهُ عاقِ ٌر‬ ‫ألن‬ ‫! ُمقابِ َل تَسلي ِم ِه أح َد إخوتي وذل َ‬ ‫َ‬ ‫والدتي أصابَها الجُّ ُ‬ ‫صغي َر ٍة لَعلَّهُ‬ ‫ضعتها في ِسندانَ ٍة َ‬ ‫ظام فَو َ‬ ‫نون َبع َد أن تَع َّرفَت على ال ِع ِ‬ ‫! يَعو ُد ُمج َّدداً‬ ‫‪ ! -2‬لُ َعبُ أطفا ٍل‬ ‫! فاألصابِ ُع ال َمبتو َرةُ و َكيفيَّةَ تَركيبِها في أما ِكنِها ال َّ‬ ‫صحي َح ِة‬ ‫! إحدى لُ َعبُ األطفا ِل األنَ‬ ‫ب أصابِ ِع أبي ِه‬ ‫! فَقَد فَ ِش َل أ َح ُد األطفا ِل في تَركي ِ‬ ‫خيرتِ ِه‬ ‫! ألنَّهُ لم يَ ِجد إبها َمهُ و َسبّابَتَهُ اللذا ِن استَخ َد َمهُما بَع َد نَفا ِذ َذ َ‬ ‫غار‬ ‫‪ ! -3‬أما َع ِن ال ِّ‬ ‫ص ِ‬ ‫فَمرهَقينَ ِجداً‬ ‫سباب إرهاقِهم فَقَد تَ ُ‬ ‫عر ُ‬ ‫عرضُ ك َّل إبتِسا َم ٍة في‬ ‫فأ‬ ‫كون هنالِ َ‬ ‫َ‬ ‫ك َحلقَةٌ َع ِن ال َحيا ِة تَ ِ‬ ‫ال نَ ِ‬ ‫! ال َّجن ِة‬ ‫‪127‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ت ال َّ‬ ‫اح‬ ‫! أو شاهَدوا أنفُ َسهُم كيفَ يَتطايَرونَ في ال َّسما ِء َكنَ َسما ِ‬ ‫صب ِ‬ ‫عر ُ‬ ‫ب ! و لكن‬ ‫ف ال َّسبَ َ‬ ‫!‪ ..‬ال أ ِ‬ ‫ثير ِمن‬ ‫ث أل َّن هنالِ َ‬ ‫ك ال َك َ‬ ‫عرفُهُ أنَّهُم ال زالوا َيب َحثونَ َعن أوطانِهم بَينَ ال ُجثَ ِ‬ ‫كلُّ ما أ ِ‬ ‫ؤوس‬ ‫األيادي ال َمبتو َر ِة و الرُّ‬ ‫ِ‬ ‫ك ٌّل ِمنهُم يَب َح ُ‬ ‫ك رأسُ طف ٍل تَدح َر َج إلى َج َس ِد ام َرأ ٍة ُمقَطَّ َع ٍة‬ ‫ث َعن َج َس ِد ِه فَقد كانَ هنالِ َ‬ ‫! َّ‬ ‫ضن أنَّهُ َج َس َدهُ ِمن ِش َّد ِة َحني ِنها إلي ِه‬

‫‪128‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٧٤‬‬ ‫شهد محمد تمكين‬ ‫بغداد‬ ‫ك حتّى الطيو ُر باتَت ِمنَ ال َّ‬ ‫ضحايا‬ ‫! ماذا أقو ُل فيكَ يا بَلدي وفي َ‬ ‫ك ألما ً‬ ‫ك يا و َ‬ ‫طني انهياراً ‪َ ،‬كفا َ‬ ‫كفا َ‬ ‫فقد تَح َّولَ َ‬ ‫حيم َحياتِنا ‪ ،‬يا وطَني إرأف بِحالِنا‬ ‫ت لِ َج ِ‬ ‫!أال تَرى ؟‬ ‫ص ُ‬ ‫ف ما فيكَ َجرى‬ ‫الم يَو ُمنا ‪ ،‬كيفَ أ ِ‬ ‫ال يَ ُمرُّ بِ َس ٍ‬ ‫ب ما أرى َعن وط ٍن قَضى ُعم َرهُ شا ِمخا ً‬ ‫إنَّهُ لَ ُجر ٌم َكبي ٌر أن أكتُ َ‬ ‫صرا ٌخ ‪َ ،‬عوي ُل نسا ٍء‬ ‫كيفَ نُخلّ ُد هكذا ِذكرى ! دما ٌء ‪ُ ،‬‬ ‫رض َموتى ‪،‬‬ ‫وعلى األ‬ ‫ِ‬ ‫ك فَتاةٌ تُنادي أبا ‪ ،‬أبا‬ ‫هنا َ‬ ‫ذر ُ‬ ‫ف ال ُّدمو َع على اب ِنها أمسى ُمقاتِالً و َشهيداً أضحى‬ ‫! وأ ٌّم تَ ِ‬ ‫! وهذا َرج ٌل ُم ٌّ‬ ‫ليس لهُ مأوى‬ ‫سن على َر‬ ‫ٍ‬ ‫صيف يَنا ُم َ‬ ‫ونَ ُ‬ ‫سيت أن أخبِ َر ُكم لدينا لُعبَةُ أطفا ٍل ُك َرةَ ال َّد ِّم أصبَ َحت وصا َر الهَ َد ُ‬ ‫ليس َمرمى‬ ‫ف قَبراً َ‬ ‫!‬ ‫ك مياهٌ تَلعثَ َمت بِدما ٍء طُهرى‬ ‫! وهنا َ‬ ‫ك َكال ٌم ‪ ،‬ال ُمبا ٌح وال يُحكى‬ ‫وهنا َ‬ ‫ت األولى‬ ‫ك يا وطَني وعلى َزماني أ َسفا ‪ ،‬أجبني يا ِعرا َ‬ ‫!ف َع َجبا ً من َ‬ ‫ق ال َحضارا ِ‬ ‫ريح ُزهوراً ُمتَفتِّ َحةً أن يَرى ؟‬ ‫أال يَ ِح ُّق لِشع ٍ‬ ‫ب َج ٍ‬ ‫راجيح الهَوى ؟‬ ‫طفال على أ‬ ‫ويَس َم ُع َ‬ ‫ضحكا ِ‬ ‫تأ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ت خاليا ً ؟‬ ‫أال َيح ُّق لنا أن نَستَن ِش َ‬ ‫ق هواءاً ِمن رائِ َح ِة ال َمو ِ‬

‫‪129‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫أال نَستَح ُّ‬ ‫ض اآل َ‬ ‫مس الضُّ حى ؟‬ ‫هات ِمن قُلوبِنا ؟ أن نَرى َش َ‬ ‫ق أن نُج ِه َ‬ ‫أال يَح ُّق لنا أن نَكونَ على قي ِد الحيا ِة أم ماذا ؟‬ ‫يوم نَ ُّ‬ ‫الحال تَبقى ؟‬ ‫الم على هذا‬ ‫زف أبرياءاً إلى ال َّسما ِء فإلى َمتى يا ِعرا َ‬ ‫ك َّل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ق ال َّس ِ‬ ‫طني ُحروبا ً ‪ ،‬ال نَطلُبُ غي َر األما ِن رافعينَ رايةً بيضا َء ‪ ،‬ال نُري ُد دموعا ً‬ ‫ك يا و َ‬ ‫كفا َ‬ ‫ك َكفى‬ ‫! وال دماءاً ‪ ،‬باللِ علي َ‬

‫‪130‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٧٥‬‬ ‫إخالص علي الوزان‬ ‫بغداد‬ ‫أصبحت كلمةً ّ‬ ‫كال أهَ َم ما أملِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫!‬ ‫! ّ‬ ‫ح‬ ‫ضوع ‪،‬‬ ‫ب ‪ ،‬لل ُخ‬ ‫ِ‬ ‫ت ‪ ،‬لألحزا ِ‬ ‫كال لل ُمجا َمال ِ‬ ‫للخوف ‪ ،‬للتسا ُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫! ّ‬ ‫بأ‬ ‫صبح الفَق ُر َحياتَهُ‬ ‫كال لشع ٍ‬ ‫َ‬ ‫! وك َّل ما نَملِ ُ‬ ‫ب ‪ُ ،‬معاقون‬ ‫ك األنَ الجئونَ ‪ُ ،‬متس ِّولونَ ‪َ ،‬دخ ٌل َمحدو ٌد ‪ ،‬أرام ُل ‪ ،‬الحرو ِ‬ ‫! هوال ِء هُ ُم ال َّشعبُ‬ ‫صنا َع ِة والتِّجا َر ِة والتَّصدي ِر ولكن ‪ ! ...‬سابقا ً‬ ‫فط وال ِّزرا َع ِة وال ِّ‬ ‫! نعم بَل َد النَّ ِ‬ ‫الوحي ُد َكل َمةُ ّ‬ ‫! َ‬ ‫كال‬ ‫بات َحلُّنا َ‬ ‫! بوجو ِه ِهم‬ ‫ب كافةً أضحو َكةً أما َم َمن ال‬ ‫وال َّرفضُ القا ِط ُع لك ِّل َمن يَج َع ُل ِمن أبنا ِء وطني ‪ ،‬وال َّشع ِ‬ ‫! يَر َح ُم‬ ‫حاربُ‬ ‫! جيالً بع َد جي ٍل نُ ِ‬ ‫!متى ؟! وكيفَ نَج َع ُل الجي َل القا ِد َم يَن َع ُم بالرا َح ِة وال َّرفاهيَّ ِة ؟‬ ‫ب‬ ‫ت وال ُحرو ِ‬ ‫! َشعبُ ال ِّدما ِء واآلها ِ‬ ‫ص َ‬ ‫لقرون ِمنَ ال َّزما ِن‬ ‫مت‬ ‫! َشعبٌ َ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ق وشام ٌخ‬ ‫!‬ ‫ولكن ال ِعرا َ‬ ‫ق با ٍ‬ ‫عضنا‬ ‫َسيُسانِ ُدنا ونُسانِ ُد بَ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫وطن وا ِح ٌد‬ ‫اليوم‬ ‫صمت بَع َد‬ ‫! ال‬ ‫ِ‬ ‫! شعبٌ واح ٌد‬ ‫" كلِ َمةٌ واحدةٌ " ّ‬ ‫كال‬ ‫‪131‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٧٦‬‬ ‫ساره موفق العزاوي‬ ‫بغداد‬ ‫!‪ ...‬يا وطَني‬ ‫أنا ام َرأةٌ أش ُع ُر بالغير ِة ‪،‬‬ ‫ك يُقاتِلون‬ ‫! ِم َمن ألجلِ َ‬ ‫أوقَ ُ‬ ‫مل ‪،‬‬ ‫دت ُشمو َع األ ِ‬ ‫! بينَما البَعضُّ يَستَش ِهدونَ‬ ‫ك األم ُل ‪،‬‬ ‫ق ذل َ‬ ‫فَنَطَ َ‬ ‫صرونَ‬ ‫! قائالً ‪ -:‬يَوما ً ما َستنتَ ِ‬ ‫ربَّما اليو َم أو غداً ‪،‬‬ ‫! ربَّما بَع َد هر َمجدون‬ ‫ت‪،‬‬ ‫لدي ُكم َذخيرةَ أمنيا ٍ‬ ‫! فَدافِعوا َع ّما تَتمنَّون‬

‫‪132‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٧٧‬‬ ‫زهراء عبد الحسين‬ ‫بغداد‬ ‫نُخاعي ِعراق‬ ‫َعبَ ُ‬ ‫ق ال َحضا َر ِة يَزهو ِبوطَني‬ ‫أجدادي شيَّدوا بِ َسوا ِعده ُم ال َجبَّار ِة أ َساساتِ ِه‬ ‫! َكتَبوا إس َمهُ بالذهب‬ ‫قو َ‬ ‫ق ال َّشمسُ ألنَّها تَع َش ُ‬ ‫شر ُ‬ ‫طني و ِعن َدما تَأفَ ُل تَدعو لَهُ بالطَّمأنينَ ِة‬ ‫تُ ِ‬ ‫مارها ِعن َدما َكتب ال َحرفَ‬ ‫ح بِ َس ِ‬ ‫ألنَّها ل َّونَت أو َل كا ِد ٍ‬ ‫ح َز َر َع في َموطني‬ ‫إلنَّها أعطَت ِمن أصيلِها فَرحا ً ألو ِل فَ ّال ٍ‬ ‫ك ال َكل ُ‬ ‫مات إعجابا ً ب ِه‬ ‫عن َدما تُفَتَّ ُح ُسطو ُر‬ ‫التأريخ و فُصولُهُ تَتَبعثَ ُر ِمن َ‬ ‫ِ‬ ‫صور أو ٌر ‪ ،‬باب ٌل ‪ ،‬آشو ٌر ‪ ،‬بغدا َد ال َّسالم‬ ‫ص ٌم على َمدى ال ُع‬ ‫كلُّهُ َعوا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك بدعا ِء نا ِس ِه و‬ ‫س َحياتَهُ في ِحما َيتِ ِه كذل َ‬ ‫ش الذي َك َّر َ‬ ‫هو َمحروسٌ بِسواع ِد ِكلكا ِم ٍ‬ ‫بِكنائِ ِس ِه و َمسا ِج ِد ِه و أض ِر َحتِ ِه‬ ‫هو أرضٌ طا ِه َرةٌ ال يُم ِك ُن أن تَد ُخ َل علي ِه دونَ أن تَتَو َّ‬ ‫ضأ ِبجمالِ ِه‬ ‫أهوار ِه‬ ‫ِرجالِ ِه ال ِّجبا ِل ‪ ،‬نساؤهُ أخ َذت َجمالَها ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ك ُّ‬ ‫ضنُها القَ َمر‬ ‫صد َرها َبغدا ُد تِل َ‬ ‫و َمن يُ ّزيِّ ُن َ‬ ‫الزمرُّ َدةُ التي َيحتَ ِ‬ ‫ت‬ ‫التي َيغ ِس ُل وج َههَا ِدجلَةَ و‬ ‫َ‬ ‫عذب الفُرا ِ‬ ‫هي َمن َيحلو لها ال ِّشع ُر‬ ‫ب إلى ال ِّشما ِل ال يُم ِك ُن أن تُخ ِطئ أهلَهُ ألنَّهُم ِكرا ٌم‬ ‫حاورهُ ِمنَ ال َّجنو ِ‬ ‫عر ُ‬ ‫ت البَص َرةُ تَروي ِه جبا ُل ال ِّشما ِل‬ ‫ف إن َعطَ َش ِ‬ ‫أ َو تَ ِ‬ ‫ف َّ‬ ‫عر ُ‬ ‫إن وطَني قِط َعةٌ ِمنَ ال َّجنَّ ِة‬ ‫أ تَ ِ‬

‫‪133‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫اإللهام و ال َكمال‬ ‫! لهذا هو َمص َد ُر‬ ‫ِ‬

‫‪134‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٧٨‬‬ ‫رغد النعيمي‬ ‫بغداد‬ ‫ت ال َحربُ َحما َم ال َوط ِن ال َّزا ِج ِل‬ ‫إصطا َد ِ‬ ‫ضواحيها‬ ‫َمن كانَ يُخ ِب ُر األُ َم َم َعن َحضا َرتِها ال َعريقَةُ حتّى في َ‬ ‫ك ال َوط ِن‬ ‫إمتَأل وتيدي ِعشقا ً بذل َ‬ ‫بارها ال َّداك ِن‬ ‫ت األيا ُم تَذبَ ُح أ َ‬ ‫وراح ِ‬ ‫نهارهُ بِ ُغ ِ‬ ‫الوطَ ُن ثُ َّم ال َوطَ ُن‬ ‫ص َغ ِر‬ ‫أكثَ َر ما استَمعت إلي ِه أ ُذناي ُمن ُذ ال ِّ‬ ‫وأكثَ ُر ما تَخلَّ َل الفُؤا َد عن َد ال ِكبَ ِر‬ ‫ب ب َسمائ ِه يوما ً َعصيب‬ ‫إقتَ َرنت َسحابَةُ ال َحر ِ‬ ‫فَقد أمطَ َرت ِس ّجيالً ورعدا‬ ‫فَكانَت والدةُ ال ُمستَقبَ ِل َمجهولَةٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عنوان‬ ‫ال هَويَّةٌ لها وال‬ ‫ساحل خالي‬ ‫! َمر َميَّةً على‬ ‫ٍ‬ ‫ال َحربُ وال ُمستَقبَ ُل أقطابٌ ُمتَنافِرةٌ والو َ‬ ‫ط ُن يَجهَ ُل كيفَ يَج َم ُعهُم‬ ‫لكنَّهُ صا ِم ٌد أب ٌّي وشا ِم ٌخ ما زا َل‬ ‫يُحاو ُل ال يَكلُّ‬ ‫! ألنَّهُ العرا ُ‬ ‫ق‬

‫‪135‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٧٩‬‬ ‫هاجر يوسف‬ ‫بغداد‬ ‫ك أن تَتَأقلَ َم‬ ‫! دائما ً َعلي َ‬ ‫بيوم َجدي ٍد‬ ‫حاول وإن كانَ األم ُر َ‬ ‫صعبا ً ‪ ،‬إبتَ ِعد َعن قَنوا ِ‬ ‫خبار واب َدأ ٍ‬ ‫ت األ ِ‬ ‫هذا ما اعتَ ُ‬ ‫ميع ‪ِ ،‬حينَ استَشهَ َد ُ‬ ‫فس‬ ‫ابن خالَتي‬ ‫َ‬ ‫وزوجها في نَ ِ‬ ‫دت أن أس َم َعهُ ِمنَ ال َّج ِ‬ ‫نفجار‬ ‫! اإل‬ ‫ِ‬ ‫ب أكثَ َر ِمنَ ال ُحز ِن لَم أكن أتَجاو ُز ال َّسابِ َعةَ ِمن ُعمري ‪،‬‬ ‫ت األجوا ُء تَمي ُل لل ُرع ِ‬ ‫كان ِ‬ ‫ت اإلغما ِء لخالتي حتّى الصُّ را ُخ كانَ مرعبا ً‬ ‫ص ِدم ُ‬ ‫! قَد ُ‬ ‫ت ِمن حاال ِ‬ ‫! لم أعي ماذا يَح ُد ُ‬ ‫ُ‬ ‫ث ‪ ،‬ج َّل ما َع ِرفتُهُ أ َّن أح َدهُم َ‬ ‫لست أعلم‬ ‫مات ‪ ،‬كيفَ ولما ؟‬ ‫أتَذ َك ُر كيفَ كانوا يُخفونَ أم َر استِشها ِد ِهم عن ابنِها ال َّ‬ ‫غير ‪،‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ص َل‬ ‫يُحاولونَ دائما ً أن يُشتِّتونَ أفكا َرهُ يَتَمنونَ أن ال يَفهَ َم وهذا حقا ً ما َح َ‬ ‫نين ‪ ،‬فَ ِه ُ‬ ‫ُ‬ ‫مت لما كانَ الجو‬ ‫سألت نَفسي لما ال يُخبرونَهُ ؟! لم أج ِد اإلجابَةَ إال قَب َل ِس ِ‬ ‫! ُمر ِعبا ً‬ ‫ق ‪َ ،‬ع ُ‬ ‫و َع ُ‬ ‫غيرهم‬ ‫لمت لما أخفوا األم َر َعن َ‬ ‫يت أنَّهُ لم يَكن ُمر ِعبا ً كانَ فَج َعةً فِرا ٍ‬ ‫ص ِ‬ ‫أخفَوهُ ليبعدوا عنهُ َ‬ ‫ذاق‬ ‫طع َم األ ِلم ال ُم ِّر ال َم ِ‬ ‫ص َل انفِجا ٌر أما َم َمدر َستِنا هنا َع ُ‬ ‫رفت معنى القَضا ِء والقَدر ‪ ،‬لما يَبقى األم ُل‬ ‫ليَح ُ‬ ‫ً‬ ‫س يَعيشونَ في بل ِد ال َّدمار يَتَن َّزهونَ ‪،‬‬ ‫َمغروسا بأنا ٍ‬ ‫ك ألنَّهُم َجميعا ً يؤمنونَ بالقضا ِء والقَدر ‪،‬‬ ‫يَتَس َّوقونَ َم َع ِعل ِمهم ِبخطو َر ِة‬ ‫الوضع ذا َ‬ ‫ِ‬ ‫علَّ ُ‬ ‫قت قِ َّ‬ ‫ك أهلهُ‬ ‫ت في ِذهني أتَذ َّك ُرهُ دائما ً كيفَ استَشهَ َد وتَر َ‬ ‫يخ بائ َع ال ُخضروا ِ‬ ‫صةَ ال َّش ِ‬ ‫غير ُمعيل ‪،‬‬ ‫ِمن ِ‬ ‫ُ‬ ‫! فَ َّك ُ‬ ‫حاولت أن أفه َم َكيفَ َسيز ُّفونَ َ‬ ‫الخبَر لوالداتِهم‬ ‫ب الذينَ إستَشهَدوا ‪،‬‬ ‫رت بالطال ِ‬ ‫اليوم الذي أر َسلت بِ ِه للمدرس ِة ؟ هل َستَل َع ُن اليو َم هذا أبداً ؟‬ ‫أتَسأ ُل هل َستَن َد ُم على‬ ‫ِ‬

‫‪136‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫روج حتّى تَموت ؟‬ ‫هل َستَمنَ ُع إخوانَهُ ِمن أن يَب َرحوا أما ِكنَهُم تَمنَ ُعهُم ِمنَ ال ُخ ِ‬ ‫في وقتِها تَذ َّك ُ‬ ‫ت ال ِمث َل و َش َّجعت إخوانَهُ على تَ‬ ‫حقيق ُح ِلم أخي ِهم ‪،‬‬ ‫رت امرأةً عانَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعلِم ُ‬ ‫يوب بل وأكثَ َر ‪،‬‬ ‫صرار قاتِ ٍل ‪ ،‬يَتَّ ِس ُم‬ ‫ت وقتَها أنَّني أعيشُ في بل ٍد يَتَّ ِس ُم بإ‬ ‫بصبر أ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫قَ ّر ُ‬ ‫رت أن أب ُذ َل ُجهدي لتكونَ النِّهايَةُ ‪،‬‬ ‫لن يَفقِ َد ِطف ٌل أباهُ لن تُث َك َل أ ٌّم َم َّرةً أخرى قَ َّرر ُ‬ ‫ق أ ِلم فُقدا ِن‬ ‫ت أن أ ُن ِسي النَّ َ‬ ‫اس فِك َرةَ تَذ ّو ِ‬ ‫ُمحبي ِهم ‪،‬‬ ‫كنت أخ ِّ‬ ‫فيما ُ‬ ‫ططُ وأبني أحالما ً لوط ٍن خانَهُ ال َّجمي ُع ‪ ،‬إنفَ َجرت قُنبُلَةٌ في وجهي وانتهى‬ ‫! ِمشوا ُر المي ِل بقنبُلَ ٍة‬

‫‪137‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫سكينه رحيم جاسم‬

‫‪138‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٨٠‬‬ ‫دانية عمر‬ ‫بغداد‬ ‫!ما بكَ يا و َ‬ ‫نز ُ‬ ‫يوم ؟‬ ‫ف ك َّل ٍ‬ ‫طني تَ ِ‬ ‫ك وال َّشبابُ الزهو ُر تَذهَبُ ِمنكَ‬ ‫يفارقُ َ‬ ‫! البكا ُء ال ِ‬ ‫لماذا أصبَ َ‬ ‫حت هكذا ؟‬ ‫ص ُ‬ ‫صافير ؟‬ ‫وت ال َع‬ ‫هب َ‬ ‫!أينَ َذ َ‬ ‫ِ‬ ‫ك؟‬ ‫! أينَ لونُ َ‬ ‫ض ِح ُ‬ ‫ت؟‬ ‫!أينَ َ‬ ‫طفال ‪ ،‬و َبس َمةُ األمها ِ‬ ‫ك األ ِ‬ ‫مسيت خائفا ً ُمتَوتِّراً تَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫!أ‬ ‫خاف فَت َح بابِ َ‬ ‫ك ال ُّنو َر‬ ‫وجهُ َ‬ ‫! ال يَرى َ‬ ‫ُ‬ ‫طمئنان ؟ أينَ ال َّسعادةُ ؟‬ ‫أينَ اإل‬ ‫! لقد أقفَ َ‬ ‫ك وبَقى الظَّال ُم يَل ِّو ُح لنا‬ ‫لت أبوابَ َ‬ ‫! َّ‬ ‫ك‬ ‫كأن لعنَةً أصابت َ‬ ‫ك يا وطَني‬ ‫! حتّى أصابت أحبابَ َ‬ ‫ت ‪ ،‬أينَ أ َ‬ ‫ك‬ ‫نت أري ُد َ‬ ‫! يا وطَنَ ال َحضارا ِ‬ ‫!لماذا تَق َّس َ‬ ‫ك؟‬ ‫ك طريقَةٌ إلسترجا ِع َ‬ ‫مت إلى أشال ٍء ك ٌّل في جه ٍة هل هنا َ‬ ‫ت؟‬ ‫يقاف َ‬ ‫ق و ُدخا ِن اإلنفِجارا ِ‬ ‫صو ِ‬ ‫!هل هناكَ طَريقَةٌ إل ِ‬ ‫ت البَنا ِد ِ‬ ‫س البُكا ُء‬ ‫رح ‪ ،‬ولي َ‬ ‫أري ُد أن أرى وجهَ األطفا ِل تَرتَ ِس ُم علي ِه ال َّسعا َدةُ وال َغبَطةُ ِمنَ الفَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫والخوف‬ ‫!‬ ‫يوم حينَ ذهابِ ِه إلى َع َملِ ِه أو َمد َر َستِ ِه ‪،‬‬ ‫أري ُد أن أرى األ َّم َسعي َدةً بَ َد َل أن تو ِّد َع ابنَها ك َّل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫يموت‬ ‫! كأنَّهُ َس‬

‫‪139‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ب‬ ‫ضنُهُ كأنَّهُ أتى ِمن َحر ٍ‬ ‫وتَد َم ُع عيناها فَجأةً وتَستَ ِمرُّ بِمراقَبَ ِة طَريقِ ِه حتّى عو َدته فتَحتَ ِ‬ ‫!‬ ‫!آ ٍه يا و َ‬ ‫نت ؟! أينَ أ َ‬ ‫طني أينَ أ َ‬ ‫نت ؟‬

‫‪140‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٨١‬‬ ‫رندا فالح‬ ‫الفلوجة‬ ‫لنا وطَ ٌن َ‬ ‫ق ال ُغزا ِة‬ ‫بات ِعش َ‬ ‫ب ِه َج َّ‬ ‫ف األم ُل‬ ‫مات َ‬ ‫َ‬ ‫طع ُم ال َحيا ِة‬ ‫غيوم‬ ‫وفي ليلَ ٍة ُمكبَّلَ ِة ال ِ‬ ‫َم ّروا ب ِه ُزم َرةً ِمن ُعصا ٍة‬ ‫وقالوا هنا قوةٌ وثَبات‬ ‫ونَ ُ‬ ‫حن هنا ُسلطَةٌ ووالة‬ ‫ثياب ال ُحما ِة‬ ‫أناسٌ ارتَدوا‬ ‫َ‬ ‫صهي ُل ُّ‬ ‫الطغا ِة‬ ‫ب كانَ َ‬ ‫وفي القَل ِ‬ ‫أرادونا أ ِذلَّةً‬ ‫ونحن األباةُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫)لنا وطَ ٌن َكما ال َّ‬ ‫ت‬ ‫ص‬ ‫الحات الباقيا ِ‬ ‫صالة‬ ‫نرد ُدهُ بَع َد كلِّ َ‬ ‫! ِعرا ُ‬ ‫ق األباة‬ ‫ق األبا ِة يا عرا َ‬

‫‪141‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٨٢‬‬ ‫منى عباس شعبان‬ ‫بغداد‬ ‫ت‬ ‫تَتَوارى َخلفَ ال َكلما ِ‬ ‫وحكايات‬ ‫تَروي قِ َ‬ ‫صصا ً ِ‬ ‫أنيقَةٌ َخ ّالبَةُ ال َمنظَ ِر‬ ‫ت‬ ‫يَلو ُح ِخما ُرها‬ ‫بنور ال ُمقَدسا ِ‬ ‫ِ‬ ‫أح ُرفُها قَبَسٌ ِمن نور‬ ‫ت‬ ‫وفي ال َع ِلم هَيبَةُ ال َحضارا ِ‬ ‫فخر‬ ‫يَتر َّد ُد َ‬ ‫صدى تَأري ُخها بِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫رايات‬ ‫صر‬ ‫ُرفِ َعت لي بالنَّ ِ‬ ‫ولي في األمجا ِد ُّ‬ ‫عز‬ ‫ت‬ ‫َخطت بأج َم ِل ال ِعبارا ِ‬ ‫بِدما ِء أبنائي ال َّزكيَّ ِة‬ ‫ت‪،‬‬ ‫دموع ‪ِ ،‬بهتافا ٍ‬ ‫بِ‬ ‫ٍ‬ ‫)عاشت ح َّرةً أبيَّة(‬ ‫ك بَغدا ُد‬ ‫! أروا ُحنا فدا ٌء ل ِ‬

‫‪142‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٨٣‬‬ ‫مناسك رعد‬ ‫و َ‬ ‫شج َر ٍة‬ ‫طني األنَ أشبَهُ بِ َ‬ ‫ريف‬ ‫!‪ ..‬في فَص ِل ال َخ ِ‬ ‫َسقَطت َجمي ُع أوراقِها وأصبَحت َش َج َرةً يابسةً‬ ‫وحي َدةٌ ولكن هذه ال َّش َج َرةُ ال َوحي َدةُ‬ ‫َسوفَ يَعو ُد إليها ال َّربي ُع‬ ‫! لتَستَعي َد أوراقَها ُمج َّدداً‬ ‫وهكذا حا ُل و َ‬ ‫طني نَ َزفَ َجمي َع أوال ِد ِه‬ ‫وبَقى وحيداً ولكن َسوفَ يَعو ُد‬ ‫! إلي ِه ال َّربي ُع ليُز ِه َر ِمن َجدي ٍد‬

‫‪143‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٨٤‬‬ ‫آية الحامد‬ ‫الموصل‬ ‫َغريبٌ هو حالي ما الذي َجرى لي ‪ ،‬إنتَ ُ‬ ‫هيت‬ ‫وأصبحت جروحا ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تَ‬ ‫ناسيت َحياتي ِبكلِّ ما فيها‬ ‫ضجي ٌج و ظُل ٌم و ُحر ٌ‬ ‫قات و ُح ٌ‬ ‫زن وتَفري ُ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ريح‬ ‫كلُّ هذا هو اآلنَ في ال ِع ِ‬ ‫راق ال َّج ِ‬ ‫صرو ٌح أصبَ َحت تَخريبُ‬ ‫إنهَ َدا َمت َحضا َرةٌ و ُ‬ ‫حيح‬ ‫ُكتُبُ ال َمج ِد وبَح ُر ال ِع ِلم تَص ُر ُخ ِبواقِ ِعها ال َّش ِ‬ ‫تَهدي ٌد وقَت ٌل و َس ِر ٌ‬ ‫سم ال ّدي ِن‬ ‫ق و َكذبٌ كلُّ هذا بإ ِ‬ ‫ب التَّلمي ُح‬ ‫ال يُم ِك ُن حتّى‬ ‫للعقل أن يَستو ِع َ‬ ‫ِ‬ ‫أرى ك َّل العالَ ِم يَتَنفَّسُ َشهيقا ً زفيرا‬ ‫راق َيتَنفَّسُ َشهيداً َجريحا‬ ‫إال َشعبُ ال ِع ِ‬ ‫قير‬ ‫راق الفَ َ‬ ‫واط ِن ِ‬ ‫ال أعتِبُ على ُم ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫َعتَبي على َمن بالكراسي ُمستَري ُح‬

‫‪144‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٨٥‬‬ ‫ضرغام قاسم مظلوم‬ ‫بغداد‬ ‫متَى يا وطَني تُزي ُل‬ ‫ثياب ال ُحز ِن َعن َكتِفيكَ‬ ‫َ‬ ‫وم‬ ‫ما لي أرا َ‬ ‫ك َمزفوفَا ً لل َمقابِ ِر ك َّل َي ٍ‬ ‫و َ‬ ‫ك َم ٌ‬ ‫طني متّى يَ ُ‬ ‫اق‬ ‫كون لَدي َ‬ ‫كان و َمأوى لِل ُع ّش ِ‬ ‫ُ‬ ‫در‬ ‫لماذا كلَّما يَلتَقونَ تَأ ُخ ُذهم َر‬ ‫صاصات ال َغ ِ‬ ‫ق ال ُعرسا ِن‬ ‫لماذا عن َد ال َّز ِ‬ ‫غير ِهم إلى فَنا ِد ِ‬ ‫فاف ال يَذهَبونَ َك ِ‬ ‫ضنُهُم فَقط‬ ‫ب األ‬ ‫رض لماذا األرضُ تَحتَ ِ‬ ‫لماذا يَر َحلونَ إلى َسرادي ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َ‬ ‫ك تَبتَل ُع َشبابَنا وأهلَنا‬ ‫طني َكفا َ‬ ‫بير‬ ‫أال تَ ُغصُّ بِطف ٍل أال تَ ُغصُّ بِ َر ُج ٍل َك ٍ‬ ‫أال تَ ُغصُّ بِ َسمرا َء َجميلَ ٍة أال تَ ُغصُّ بِ َشبا ِبنا‬ ‫! هل َي ُ‬ ‫هون َعليكَ فِراقُهم إل َّمها ِت ِهم‬ ‫! هل َي ُ‬ ‫هون َعليكَ ِهج َرتُهُم‬ ‫! هل يَ ُ‬ ‫ك‬ ‫ضنَهُم البِحا ُر بدالً ِمن َ‬ ‫هون َعليكَ أن تَحتَ ِ‬ ‫!هل يَ ُ‬ ‫هون ؟‬

‫‪145‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫بريزمة كولر‬

‫‪146‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٨٦‬‬ ‫حسين آل العلي‬ ‫البصرة‬ ‫! أري ُد أن أ َسافِ َر إلى ال ّسويِ ِد‬ ‫ك يُو َج ُد ُغربَةٌ‬ ‫هُنا َ‬ ‫! وكلُّ َشي ٍء َجدي ُد‬ ‫أهاج َر‬ ‫أنا شا ِع ٌر وأري ُد أن‬ ‫ِ‬ ‫الم‬ ‫!‬ ‫َ‬ ‫ألقول ما يُع ِجبُني ِمنَ ال َك ِ‬ ‫راق ال َّسال ُم‬ ‫وأتَمنّى أن يَ ُع َّم على ال ِع ِ‬ ‫بَع َد ال َّسفَ ِر وال َّرحي ِل‬ ‫دموع ال َعيني ِن‬ ‫َسأصبِ ُح قَريراً بِ‬ ‫ِ‬ ‫نين‬ ‫وأعلَ ُم َسوفَ يَمتَلِ ُكني ُشعو ُر َ‬ ‫الح ِ‬ ‫طنيَّةُ‬ ‫زين تَنتَابُني ال َو َ‬ ‫وأنا َح ٌ‬ ‫! أب َح ُ‬ ‫ث َعن َوطَ ٍن‬ ‫في ِه ال يو َج ُد ُحروبٌ بَل في ِه يو َج ُد َش َج ٌن‬ ‫ال أري ُد أن أقتَ َل على الهَويَّ ِة‬ ‫أساليب الطائِفيَّ ِة‬ ‫أنا ال أ ُحبُّ‬ ‫َ‬ ‫وبَع َدها َسأعو ُد بِق َّو ٍة لبال ِد ال َّرافِدي ِن‬ ‫ق بِوج ِه َمن يَ َّدعي ال ّدينَ‬ ‫الح َ‬ ‫وأقو ُل َ‬ ‫ب وأمي فا ِطميَّةٌ‬ ‫ي ال َمذهَ ِ‬ ‫أنا ُسنّ َّ‬ ‫يَكفينا َز ُ‬ ‫ب ما بَينَنا‬ ‫يف ال َك ِذ ِ‬

‫‪147‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫بإن ال َحياةَ أصبَحت فَقط َكراهيَّةً‬ ‫حن نَعلَ ُم َّ‬ ‫! ونَ ُ‬

‫‪148‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٨٧‬‬ ‫اسراء بهاء العامري‬ ‫بغداد‬ ‫ُ‬ ‫نين‬ ‫!‪..‬‬ ‫صوت َر ٍ‬ ‫َمن َمعي؟ ‪-‬‬ ‫أنا ال ِعرا ُ‬ ‫ق ‪-‬‬ ‫!تَف َّ‬ ‫ك؟‪-‬‬ ‫ضل َكيفَ أسا ِع ُد َ‬ ‫انا َشراييني ِدجلَةُ و الفُرات أنا أبو ال ُمتَنبّي وال َّجواهري أنا أبو َحمورابي أنا أبو ‪-‬‬ ‫عر ُ‬ ‫ف َمن أنا؟‬ ‫اريخ أتَ ِ‬ ‫!ال َحضا َر ِة أبو اآل ِ‬ ‫ثار أبو التّ ِ‬ ‫ت ‪ ،‬ووالِ ُد ال ُّشهَدا ِء ! َعن ماذا ُكن َ‬ ‫نَ َعم ‪ ،‬أ َ‬ ‫ت تَتَكلَّ ُم ‪-‬‬ ‫لنازحينَ ! وأبُ ال ُمتَف ِّجرا ِ‬ ‫نت أبٌ لِ ِ‬ ‫! أن َ‬ ‫ت‬ ‫! أَخطَ َ‬ ‫أت فال ُّشهَدا ُء والجُّ نو ُد والعالَ ُم يَفدونَنَي بِدمائِهم ‪-‬‬ ‫غير َوضعي ! ُك ُ‬ ‫! أنا ال َّز ُ‬ ‫ب هَيبَ ٍة‬ ‫نت صا ِح َ‬ ‫مان ِمن ِ‬ ‫ضع ُ‬ ‫ت قَوانينَ العالَ ِم على َم َسلَّ ٍة ِمنَ‬ ‫وجمي ُع الدو ِل تَهابُني ‪ ،‬فال ِكتابَةُ بَدأت منّي ‪َ ،‬و َو َ‬ ‫َ‬ ‫! ال َح َج ِر األس َو ِد‬ ‫ُ‬ ‫الح‬ ‫ت َ‬ ‫سالم وأنبيا ُء هللاِ‬ ‫و ِمن أرضي َخ َر َج ِ‬ ‫ضارات القَدي َمةُ على أرضي نَ َزلوا أوال َد اإل ِ‬ ‫! اآلنَ بِ َّ‬ ‫عر ُ‬ ‫داخ ِل أرضي‬ ‫ف ماذا يُ َ‬ ‫وج ُد في ِ‬ ‫ت تَ ِ‬ ‫ك ؟! يُو َج ُد َد ٌم و ُج ٌ‬ ‫ثمان ‪-‬‬ ‫ض َ‬ ‫! في أر ِ‬ ‫ب أه ِل ال َّجنَّ ِة و ُج ُ‬ ‫ثمان ُشهدا ِء هللاِ ! و ُج ُ‬ ‫فعالً ولكن ُج ُ‬ ‫مير األ َّم ِة ‪-‬‬ ‫ثمان َسيِّ ِد َشبا ِ‬ ‫ثمان أ ِ‬ ‫! اإلسالميَّ ِة‬ ‫عر ُ‬ ‫ق أرضي؟‬ ‫بي إبراهي ُم‬ ‫ف ماذا يُو َج ُد فَو َ‬ ‫َ‬ ‫والنَّ ُّ‬ ‫والجوادي ِن وال َعس َكريَّي ِن ‪ ،‬وهل تَ ِ‬ ‫يو َج ُد ال ِحق ُد والخيانَةُ وتَ َخلُّ ُ‬ ‫ف ‪-‬‬

‫‪149‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫ير ‪-‬‬ ‫يُو َج ُد ال َخي ُر و َحضا َرةٌ وطيبَةٌ وغي َرةٌ ! تُو َج ُد أو ٌر وباب ٌل َ‬ ‫وجما ُل بَغدا ٍد وبَص َرةَ ال َخ ِ‬ ‫!‬ ‫ك هذا ال َكال َم ؟ ‪-‬‬ ‫!ولِما ال أح ٌد يَقو ُل عن َ‬ ‫يَغارونَ منّي ! و ِمن ُممتَلكاتي و َحضا َرتي وتاريخي ونَفطي وإرثي ‪ ،‬أ َع َرف َ‬ ‫ت َمن ‪-‬‬ ‫أنا؟‬ ‫! بالتأكي ِد ‪ ،‬أن َ‬ ‫ت‪-‬‬ ‫ت والطَّيِّبا ِ‬ ‫ت أبانا أبُ ال َخيرا ِ‬

‫‪150‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٨٨‬‬ ‫سنا أحسن‬ ‫أربيل‬ ‫ك؟‬ ‫بِالدي ماذا َجرى لَ ِ‬ ‫ك‬ ‫ك تَسفِكينَ بِدما ِء أبنا ِئ ِ‬ ‫أرا ِ‬ ‫ِرجا ٌل استَشهَدوا‬ ‫نِساؤهُم ُر ِّملوا‬ ‫‪ ...‬أوال ُدهُم قَد يُتِّموا‬ ‫ال نُري ُد ِسوى أن نُمسي بليا ٍل صافيَّ ِة ال َّسما ِء تَتَألأل بالنُّجو ِم ‪،‬‬ ‫نور ال ُحريَّ ِة ال يُح ِجبُهُ ُد ُ‬ ‫ك‪،‬‬ ‫عار ِ‬ ‫خان ال ّم ِ‬ ‫والقَ َم ُر يُضي ُء بِ ِ‬ ‫نُطالِبُ بأب َس ِط حقوقِنا وهي أن نَستَيقِظَ‬ ‫ئ‬ ‫بصباح هاد ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ت التي تَحو ُم في َسما ِء بالدي‬ ‫ت الطّائِرا ِ‬ ‫بَعيداً َعن أصوا ِ‬ ‫عر ُ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ف ما َمعنى ال َحر ِ‬ ‫بشم ٍ‬ ‫شرقَ ٍة ال تَ ِ‬ ‫س ُم ِ‬ ‫ص ُر في أن نَكونَ بأما ِن‬ ‫! ُحل ُمنا أصبَ َح َين َح ِ‬ ‫نحن واقفونَ ِعن َد ناصيَّ ِة ال ُحلُ ِم ونَتَمنّى بإن ال نَرى َشبابَنا َمقتولَةٌ‬ ‫! ُ‬ ‫! بُيوتُنا َمهدو َمةٌ‬ ‫! أطفالُنا ُمش َّر َدةٌ‬ ‫! وأمالُنا ُمقيَّ َدةٌ‬ ‫! و َحياتُنا لَم تَنتَهي َبعد‬ ‫صنَعتها األيا ُم وعلَّمتها ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫روف‬ ‫الظ‬ ‫راق َسيز َد ِه ُر بأيادي األجيا ِل التي َ‬ ‫ولكن ُمستَقبَ َل ال ِع ِ‬ ‫الحياةَ‬ ‫! القاسيَّةُ ما َمعنى َ‬ ‫! ُ‬ ‫نحن لم ولن نَستَسلِم ألنَّنا بِبَساطَ ٍة ِعراقيُّون‬

‫‪151‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٨٩‬‬ ‫منتظر ال ِسعيد‬ ‫ذي قار‬ ‫َّ‬ ‫ت ال َحربُ ِرحالَها يَخ َس ُر ال ُمجتَ َم ُع‬ ‫إن في ُك ِّل َزما ٍن و َمكا ٍن وأَينَما َحطّ ِ‬ ‫ص ِر ِه وأخالقيّاتِ ِه‬ ‫َخسا َرةً فا ِد َحةً تَضُرُّ ِفي ِه ِفي َروابِ ِط ِه و أوا ِ‬ ‫وتَمتَصُّ ِمن َرصي ِد َحياتِ ِه ما يُد ِّم ُر آمالَهُ ويَن ِز ُ‬ ‫للعيش في ِه‬ ‫ع آخ َر َرغبَ ٍة‬ ‫ِ‬ ‫فَماذا نَقو ُل َعن بَل ٍد تَوالت َعلي ِه الحُروبُ حتّى أم َست ال تُفا ِرقُهُ‬ ‫نز ُ‬ ‫ب يَمرُّ بِها تَس َح ُ‬ ‫ع اإلبتِسا َمةَ َعن وجو ِه‬ ‫ق َم َعها بَرا ِع َم‬ ‫وك َّل َحر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫األمل الجديد ِة وتَ ِ‬ ‫أطفالِ ِه وتُث ِك ُل نِساءهُ‬ ‫وكلّما َزرعنا َزرعا ً َجديداً آ ِملينَ َحصا َدهُ نَ َشبَت َحربا ً َجدي َدةً وأح َرقَت‬ ‫روحهُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫كي نَبقى هكذا َدوما ً سائِرينَ في د ّوا َم ِة المو ِ‬ ‫عيش‬ ‫وأخيراً وبع َد ُجه ٍد َجهي ٍد وتَضحيا ٍ‬ ‫ت َكبي َر ٍة نا َل هذا ال َّشعبُ ديمقراطيَّةً أ َم َل أن يَ َ‬ ‫في أحضانِها لَحظَةَ هَنا ٍء َكباقي األ َم ِم‬ ‫ب و َيتَو َّج َه لل َحيا ِة‬ ‫أم َل أن يَنسى ماضي ال ُحرو ِ‬ ‫ب َجدي َد ٍة كانَت تَرقُبُهُ أن َينا َل لَحظَةَ‬ ‫ويا لها ِمن فَر َح ٍة لم تَكتَ ِمل حتّى‬ ‫غاص في َحر ٍ‬ ‫َ‬ ‫راح ٍة كي تَنقَضَّ َعلي ِه كال َّسب ِع ال ّ‬ ‫ضاري‬ ‫ق آ ِخ َر آمالِ ِه‬ ‫فتَمتَصُ هَناءهُ وتَس َح َ‬ ‫ب ويُق ِّد ُم فيها كما قَ َّد َم ِمن رجا ٍل أض َحت‬ ‫واستَم َّر هذا ال َّشعبُ َيخوضُ ِغ َ‬ ‫مار ال َحر ِ‬ ‫األخبار‬ ‫أرقاما ً في عناوي ِن‬ ‫ِ‬ ‫صر " كما يُقا ُل " ولكن‬ ‫!‪ ..‬حتّى جا َء يو ُم النَّ ِ‬ ‫ب أرام ٌل‬ ‫صر هذا وفي ال َّشع ِ‬ ‫صر هذا وفي ال َّشع ِ‬ ‫ب أيتا ٌم يَخضُّ ها البَر ُد ليالً ؟! أيُّ نَ ٍ‬ ‫أيُّ نَ ٍ‬ ‫!ال تَ ِج ُد ثَوبا ً يَستُ ُرها ؟‬ ‫صار‬ ‫ص َ‬ ‫صر هذا وال َخرابُ ع َّم ال َمكانَ والهَنا ُء أضحى أمالً َ‬ ‫عب ال َمنا ِل ‪ ،‬و أيُّ انتِ‬ ‫ٍ‬ ‫أيُّ نَ ٍ‬ ‫ب‬ ‫هذا ونَتي َجةُ ال َحر ِ‬

‫‪152‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫هي ُجثّ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫وأصوات بكا ِء‬ ‫كم‬ ‫ث تَتَطايَ ُر في أرجا ِء ال َوطَ ِن ودما ٌء تُخ ِّ‬ ‫ضبُ ُكرس َّي ال ُح ِ‬ ‫َ‬ ‫جر؟‬ ‫األطفا ِل تَعلوا‬ ‫صوت أذانَ الفَ ِ‬ ‫ميكافيليين ‪ّ ،‬‬ ‫كالً‬ ‫راع بينَ طرفي ِن‬ ‫ب ! فال َحربٌ لي َست ِسوى ِ‬ ‫ال إنتصا َر في ال َحر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ٍ‬ ‫منهُما لَهُ غايَةُ تَ‬ ‫وسيع ُسلطَتِ ِه ونُفو ِذ ِه ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫كم ويَستَ ِم ُر الثا ِئ ُر في الثو َر ِة‬ ‫ضحيَّتَها‬ ‫ويَرو ُح َ‬ ‫آالف األبريا ِء كي يَستَم َر الحا ِك ُم في ال ُح ِ‬ ‫!‬ ‫صر ويَعيشا ِن معا ً في‬ ‫ب ومو ِ‬ ‫وبع َد انتِها ِء ال َحر ِ‬ ‫ت األبريا ِء يَنا ُل الحا ِك ُم والثائ ُر و َسا َم النّ ِ‬ ‫سالم ووئام‬ ‫!‬ ‫ٍ‬ ‫ك وطَن‬ ‫الوط ِن ‪ ،‬هذا إذا بَق َّي هنا َ‬ ‫! ويُمسي ال َّسوا ُد ثَ َ‬ ‫الوط ِن ‪ ،‬وال ِحدا ُد ِشعا ُر َ‬ ‫وب َ‬

‫‪153‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٩٠‬‬ ‫رفل الشمري‬ ‫بغداد‬ ‫العشرينات ‪،‬‬ ‫ُمر ِ‬ ‫أنا فَتاة أبلُ ُغ ِمنَ الع ِ‬ ‫يوم‬ ‫هَدفي في ال َحيا ِة َ‬ ‫ليس لهُ ِنهايةٌ ‪ ،‬وأحالمي تَزدا ُد َيوما ً بع َد ٍ‬ ‫ك ُحل ٌم يُراو ُدني يَوميَّا ً وحتّى‬ ‫أر َغبُ بالنجاح بأ ِّ‬ ‫ي َمجا ٍل ِمن أج ِل بل ٍد أج َم َل ‪ ،‬لكن هُنا َ‬ ‫نام‬ ‫عن َد ال َم ِ‬ ‫ت ُعمري الفُ ُ‬ ‫وفارسُ األحالم ‪،‬‬ ‫ستان األبيضُ‬ ‫لم يَ ُكن َ‬ ‫مثل ُح ِلم الفَتيا ِ‬ ‫ِ‬ ‫طفال نَعم هذا ُحلمي ‪،‬‬ ‫كثير ‪ ،‬هو حياةٌ ها ِدئَةٌ وآ ِمنَةٌ لِ‬ ‫جميع األ ِ‬ ‫ُحلمي أج َم ُل بِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫مكان والفَ َز ُ‬ ‫ب‬ ‫صاص بك ِّل‬ ‫ت وال َّر‬ ‫ع يَرتَ ِس ُم في قُلو ِ‬ ‫ت اإلنفجارا ِ‬ ‫حياةٌ بعي َدةٌ َعن أصوا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪،‬‬ ‫األطفا ِل كاللوحا ِ‬ ‫أتمنّى ألطفالِنا َحياةً يَسو ُدها ال َّسال ُم واأل ُ‬ ‫مان لي َست حياةً ِتكراراً لِطفولَتنا البَش َع ِة التي‬ ‫ِعشناها‬ ‫ب يَحوطُنا ال َخرابُ والرُّ كا ُم‬ ‫نَخر ُج و ِمن كلِّ جانِ ٍ‬ ‫و ُجثَ ٌ‬ ‫يام ورائِ َحةُ ال َّد ِم ال َعالِقَةُ في أذهانِنِا إلى اآلن‬ ‫ع باتت لِع َّد ِة أ ٍ‬ ‫ث َمركونَةٌ في ال َّش ِ‬ ‫وار ِ‬ ‫لم نَعش طُفولَتَنا يَوما ً ‪ ،‬نَدفَ ُع ثَمنَ ُعقو ٍل ُمتخلِّفَ ٍة إنساقَت َخلفَ قَضيَّ ٍة أزليَّ ٍة تُدعى‬ ‫" "الطّائِفيَّةُ‬ ‫قَطَّ َعت أجسا َدنا نَخ َرت ِعظا َمنا هَد َمت ُجدرانَ بِلدنا والزلنا نَسبُّ ونَل َع ُن َمن يُخالِفُنا‬ ‫ضحيَّةً لسو ٍء‬ ‫َسوا ٌء ِمنَ الطّائِفَ ِة ال ُّسنيَّ ِة وال ّشيعيَّ ِة َجمي ُعنا َمسؤو ٌل عن أجيا ٍل باتت َ‬ ‫كرنا الطّائفي‬ ‫و َسطحيَّةُ فِ ِ‬ ‫ما َذنبُ أطفا ٍل يَن َشأونَ على ال ِحق ِد وال َكراهيَّ ِة ؟‬ ‫بدالً أن تَسو َد ال َمحبَّةُ والتَّسا ُم ُح واإلحترا ُم ‪ ،‬هكذا نَ ُ‬ ‫حن نَعيشُ والتَّعصُّ بُ وال ِحق ُد‬ ‫ض ِة فكيفَ يَتربّى أطفالُنا ؟‬ ‫وال ُكرهُ يَح ُك ُم نُفو َسنا ال َمري َ‬

‫‪154‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫راق (‬ ‫الجي ُل القا ِد ُم بأيدينا إذا قَتلنا التَّعصُّ َ‬ ‫ب بِدا ِخلنا وعا ِطفَتِنا لطَوائِفنا َدعونا نُف ِّك ُر بال ِع ِ‬ ‫) يَسو ُدهُ األ ُ‬ ‫مان وال َّسالم‬

‫‪155‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٩١‬‬ ‫هديل جمال ناصر‬ ‫االنبار‬ ‫ُ‬ ‫ما َذنبي إن أ‬ ‫صبحت َبكما َء قد أخ َر َسني ال َع َجبُ‬ ‫!!! دما ُء إخوتي َبح ٌر أجا ٌج كيفَ يَحوي ِه فُ ٌ‬ ‫رات َعذبٌ‬ ‫ص ُر‬ ‫أنا لم أ َ‬ ‫نس يَوما ً أ َّن ال َّسيفَ َحقا ً كانَ يَنتَ ِ‬ ‫يف حا ِملُهُ وال َّس ُ‬ ‫يف ِمنهُ يَنتَ ِحبُ‬ ‫صا َر ِعلَّةُ ال ّس ِ‬ ‫النار و الكلُّ فيها يَستَ ِعر‬ ‫أينَ فَ َّر البا ِط ُل أينَ َخص ُم‬ ‫ِ‬ ‫أأصبِ ُر على َح ِّرها ُمستَب ِشراً؟‬ ‫صبٌ‬ ‫ُسبحانَ َمن ال يَنالُهُ نَ َ‬ ‫وهب أنّي صابِ ٌر ُرغ َم ِش َّدتِها هل يَص ُم ُد ال ُغ ُ‬ ‫صن وكلُّ ما َحولَهُ َحطَبٌ ؟؟؟‬

‫‪156‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٩٢‬‬ ‫عبير سرحان‬ ‫القادسيه‬ ‫لم يَع ِد احتِفالهُم بالموتى َمهيبا ً‬ ‫قا َل في نَف ِس ِه‬ ‫كلُّ شي ٍء كانَ بائِسا ً‬ ‫ُ‬ ‫الالفتات تَمأل ال ُجدرانَ‬ ‫وار ُعهم َحزينَةً ودو ُرهم مو ِح َشةٌ‬ ‫كانت َش ِ‬ ‫ق ال َّسعا َدةُ أبوابَهُم ويَبدو أنَّها لن تَف َع َل‬ ‫لم تَط ُر ِ‬ ‫سار و َحس َر ٍة‬ ‫و َّد َع موتاهُ ُم َ‬ ‫الحياةَ بإن ِك ٍ‬ ‫ق ثَقي ٍل جداً‬ ‫لم يكن َمعهُم َغ َ‬ ‫ير َرفي ٍ‬ ‫! الفَق ُر‬ ‫قَ َّر َر أن َيبدأ ِمن َجدي ٍد بَعيداً عنّها‬ ‫وما إن َشر َع بِكتابَ ِة رسالَتِ ِه األخير ِة‬ ‫مو ِّدعا ً إيّاها‬ ‫ك ِمن "‬ ‫َحبيبَتي طالَما َسلبتِني روحي لم أ َر ِمن نَفسي غي َر أشال ٍء و‬ ‫وداع لم يَ ُعد هنا َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫قوت الفُقَرا ِء‬ ‫موع فال ُحبُّ يا َحبي َبتي‬ ‫" ‪َ ..‬جدوى لكلِّ تِل َ‬ ‫ك ال ُّد ِ‬ ‫دركا ً‬ ‫تَوقَّفَ ُمستَ ِ‬ ‫ك ال َّجميلَةُ ال ّشا ِم َخةُ ما كانَت لتُري َد ِمنهُ غي َر وفائِ ِه‬ ‫أ َّن تِل َ‬ ‫بَكى‬ ‫نَعم‬ ‫! ‪ ...‬أنا َعدي ُم ال َوفاء‬

‫‪157‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫براء اسامه السامرائي‬

‫‪158‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٩٣‬‬ ‫رسل كاظم‬ ‫بغداد‬ ‫‪ ...‬في خا ِطري َكال ٌم‬ ‫ب‬ ‫سُجـِنَ ظلما ً في كتا ٍ‬ ‫فاق‬ ‫فَص ٌل َع ِن النِّ ِ‬ ‫ب‬ ‫‪ ...‬وفَص ٌل َع ِن ال َعذا ِ‬ ‫وفَص ٌل َعن بال ٍد تَنهَ ُشها ال ِّذئابُ‬ ‫ب‬ ‫ِمل ُ‬ ‫ضها ُحفَ ٌر ال تَحتَوي َ‬ ‫غير ال َّشبا ِ‬ ‫ئ أر ِ‬ ‫ب َدقَت ك َّل طَب ٍل ‪ ..‬ك َّل باب‬ ‫طُقوسُ الرُّ ع ِ‬ ‫صصٌ‬ ‫في خاطري قِ َ‬ ‫ب‬ ‫مار ‪َ ،‬ع ِن ال َخرا ِ‬ ‫َع ِن ال َّد ِ‬ ‫ق الطُفولَ ِة بِ ِحبا ٍل ِمن َسراب‬ ‫َعن َشن ِ‬ ‫‪...‬في خاطري كال ٌم‬ ‫ُ‬ ‫والموت يَحفِ ُر لي قَبراً في التُّراب‬ ‫‪...‬‬ ‫رير في ال َّ‬ ‫ب‬ ‫َكــ َ‬ ‫ضبا ِ‬ ‫ض ٍ‬ ‫في خاطري " َح ٌ‬ ‫نين " َكـــ َمن‬ ‫!!يَش ُع ُر في بِال ِد ِه باغتِراب‬

‫‪159‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪( ٩٤‬‬ ‫شهد وليد ابراهيم‬ ‫نينوى‬ ‫ُ‬ ‫بحثت عنك‬ ‫ك يا و َ‬ ‫بَ ُ‬ ‫طني في ُمخيِّلتي‬ ‫حثت َعن َ‬ ‫ك‬ ‫ض َ‬ ‫التي لَم تَتَع ّدى أن تَتَخيَّ َل ال َّسال َم على أر ِ‬ ‫بَ ُ‬ ‫الناس‬ ‫رواح‬ ‫ازحينَ في أ‬ ‫حثت َعن َ‬ ‫ك في ِ‬ ‫ِ‬ ‫خيام النّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بَحث ُ‬ ‫ك‬ ‫ب التي أنهَكت َ‬ ‫ت َعن َ‬ ‫طام ال َحر ِ‬ ‫ك بينَ ُح ِ‬ ‫ك‬ ‫ك يا وطني ؟ كيفَ أصبَ َحت ُجرو ُح َ‬ ‫! قل لي كيفَ حالُ َ‬ ‫نز ُ‬ ‫هل ال ِز َ‬ ‫ف؟‬ ‫لت تَ ِ‬ ‫هل ال ِز َ‬ ‫لت تَتَألَّ ُم ؟‬ ‫ك يا وطني ؟‬ ‫قُل لي كيفَ أجلي هذا ال ُحزنَ ِمن َ‬ ‫فَحزنُكَ ُح ٌ‬ ‫زن لي أس ُكبُ منهُ أ َم َل حياتي البائسه‬ ‫مل أخي َر ٍة ؟‬ ‫س في َ‬ ‫غر َ‬ ‫ك َش َج َرةَ أ ٍ‬ ‫هل لي بأن أ ِ‬ ‫َزه َرةً َجميلةً فيها ك َّل أحالمي ال ُمه َّش َم ِة‬ ‫و َ‬ ‫ك ال تَنبُذني ال تَقتُلني فَقط‬ ‫طني أرجو َ‬ ‫كأ ُ‬ ‫الوحي َد فيكَ أز ِه ُر وفيكَ أذبَ ُل‬ ‫موت في َ‬ ‫أبقني في َ‬ ‫ك كن َمنفاي َ‬ ‫يا وطَنَ َ‬ ‫ير سالما ً عليك‬ ‫الخ ِ‬ ‫األمل سالما ً عليك‬ ‫يا وطن‬ ‫ِ‬ ‫ب سالما ً عليك‬ ‫يا وطن الحر ِ‬ ‫يا وطن الشهدا ِء سالما ً عليك‬

‫‪160‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫يا وطن النخي ِل سالما ً عليك‬ ‫ضك‬ ‫! سالما ً لك ِّل أر ِ‬

‫‪161‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٩٥‬‬ ‫نبأ محسن‬ ‫ذي قار‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الزلت أغ َر ُ‬ ‫وما إن كثُ َر العو ُم تَ‬ ‫حار شتّى‬ ‫علمت ال ِّسباحةَ‪ .....‬لكنّي‬ ‫ق في ك ِّل م َّر ٍة وفي ِب ٍ‬ ‫أح ِّم ُل‬ ‫رب موتي‬ ‫ألطالب ك َّل َمن َحولي إنقاذي وكأنّي َ‬ ‫َ‬ ‫س مخنوقَ ٍة ُمعلنَةً قُ َ‬ ‫ألص ُر َخ بأنفا ٍ‬ ‫ال َّجمي َع مسؤليةَ َغرقي وها أنا اليو َم أراني أغ َر ُ‬ ‫حر ال َحيَّ َر ِة وكيفَ‬ ‫ق ِمن جدي ٍد في بَ ِ‬ ‫حين يَزدا ُد ُعمقا ً أأتح َّد ُ‬ ‫ث عن وطني أم عنّي يُش ِبهُني كثيراً في ِه‬ ‫َسأنجو وأنا أراهُ في ك ِّل ٍ‬ ‫َخ َج ٌل يَمشي في كلِّ ُعروقِ ِه وفي كلِّ األنحا ِء ‪.....‬آ ٍه يا َخجلي كم أتَمنى لو غادرت‬ ‫أحشائي لتَروي قلوبا ً َعد َم فيها اإلستحيا ُء لتَص ُر َخ ّ‬ ‫وب النَّقا َو ِة َبع َد أن‬ ‫كال لِ َمن ارتَدى ثَ َ‬ ‫ك‬ ‫بالشرف وما َحسبتَهُم ابنَ‬ ‫ك واتَّفَقوا على ع َد ِد ال َّرشاوى أوهَومو َ‬ ‫ك و َخدعو َ‬ ‫َسرقو َ‬ ‫ِ‬ ‫وداع َس ُ‬ ‫ك ُحلما ً أو لحظَةَ‬ ‫بقت ال َّجمي َع أخبرتُهُم جميعا ً لكن‬ ‫آوى‪ .....‬ال أعل ُم إن كانَ ذا َ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ضر‬ ‫ك وفُراتَكَ أن ُ‬ ‫ك و ِدجلَتَ َ‬ ‫ت َجعلتني َجمادا م َع نَخيلِ َ‬ ‫ُعمري لم يَشفَع لي َخمسُ َسنوا ٍ‬ ‫بنار‬ ‫ضار لتل َ‬ ‫فَقط واقِفَةً في َمحطَّ ِة اإلنتِ‬ ‫حرقوهُ ِ‬ ‫ك اللّحظَ ِة التي َستج َعلُني قَلبا ً ُمتيتِما ً يُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫نار َجهنَّ ٍم‪ُ ....‬ح ُ‬ ‫ي عائِ ٌد لِمجهو ٍل عن َدهُم وعائِ ٌد أللَ ِم التَّجاهُ ِل عندي‬ ‫زن عينا َ‬ ‫أش َّد ِمن ِ‬ ‫ُ‬ ‫كريت َمحبوبَتي‬ ‫أخبرتُهُم بأنَّها َستُن ِج ُدني ِبرؤيَ ٍة لتَحكي لي قِصةَ اغتِصابِها تِ‬ ‫و َمعشوقَتي ال ُمدلّلةُ أخبرتُهم و َ‬ ‫ك وداعا ً قد‬ ‫ك أما أنا فَودعتُ ِ‬ ‫ظنّوني ُمغفَّلةً هُم غا َدرو ِ‬ ‫‪........‬يَ ُ‬ ‫كون ال لقيا بعدهُ إال أن يأذنَ ألل‬

‫‪162‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٩٦‬‬ ‫أحمد العالق‬ ‫بغداد‬ ‫األر ِماسُ أنفاسي‬ ‫تَنفُ ُخ نايا ً يَهذي وجعا ً‬ ‫صدأ األني ِن َسا َد ِشفاهي‬ ‫َ‬ ‫الزال يَهذي‬ ‫والنايُّ‬ ‫َ‬ ‫يَص ُر ُخ عبَثا ً‬ ‫رض‬ ‫يا ُس ّكانَ هذ ِه األ‬ ‫ِ‬ ‫أيها ال َمنفيونَ في أوطانِ ُكم‬ ‫يا وقو َد ال َّ‬ ‫ت‬ ‫صم ِ‬ ‫أنقذوا قيثا َرتَ ُكم‬ ‫ثَ َّمةَ ُك ٌ‬ ‫فوف تُم ِّزقُها‬ ‫لم يَ ُعد لحنُها يُراقِصُ النَّخي َل‬ ‫ب فَتيالً‬ ‫لم يَ ُعد لحنُها يُطف ُئ للحر ِ‬ ‫ص ٌ‬ ‫مت ُمطبِ ٌ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫الجوابُ في غياب‬ ‫شيق‬ ‫قَ َّر َر النّا ُ‬ ‫لقبر ِه ال َّر ِ‬ ‫ي ال َعودةَ ِ‬ ‫" ِشفاهُ وطَن"‬

‫‪163‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪( ٩٧‬‬ ‫روان الصواف‬ ‫الموصل‬ ‫وطني ال َّجريح‬ ‫ك ُجروحا ً‬ ‫يا وطَني َكفا َ‬ ‫يا َشعبُ أينَ ال َّدواء‬ ‫يا َمسؤولينَ َكفا ُكم نَهبا ً‬ ‫يا أرضُ أينَ ال َّسال ُم‬ ‫دما ٌء دما ٌر نَهبٌ‬ ‫و َ‬ ‫صغر‬ ‫طني ُمه َّمشٌ من ُذ ال ِّ‬ ‫إحتال ٌل نَهبٌ قت ٌل‬ ‫يا عرا ُ‬ ‫ق انهَض ُمحافَظَةً ِمنكَ ُس ِرقَة‬ ‫ك تَضي ُع على ال ُمحتَّ ِل الفا ِس ِد‬ ‫أموالُ َ‬ ‫مان فالحياةُ أ ٌ‬ ‫ك فِراقا ً يا أ ُ‬ ‫مان‬ ‫َكفا َ‬ ‫ك األ ُ‬ ‫وأ َ‬ ‫مان‬ ‫نت ضا َع ِمن َ‬ ‫ك يا عراق‬ ‫ض كفا َ‬ ‫انهَ َ‬

‫‪164‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٩٨‬‬ ‫يسر رياض‬ ‫بغداد‬ ‫ٌ‬ ‫وطن إس ُمهُ ال ِعرا ُ‬ ‫ق‬ ‫لي‬ ‫وق َ ُ‬ ‫عت في َغرا ِم ِه ُمن ُذ أن أخبَرتني أ ّمي بإس ِم ِه !! وبإن ِتمائي لَهُ‬ ‫تَخيلتُهُ َر ُجالً شامخا ً ‪ ..‬يَرتَدي َعباءةً ويَقِ ُ‬ ‫ف على َجب ٍل‬ ‫ويَلُ ُ‬ ‫ف ِشما َغ ال ُعروبَ ِة َحو َل ُعنُقِ ِه‬ ‫صفَةُ‬ ‫واقِ ٌ‬ ‫يح وال تُه ُّمهُ عا ِ‬ ‫ف ال يَتأر َج ُح َم َع ال ّر ِ‬ ‫ك أجابَتني وه َي ُمبتَ ِس َمةٌ‬ ‫أخبَ ُ‬ ‫رت أ ّمي بِتَخيُّالتي تِل َ‬ ‫أضيفي إلي ِه اللونَ األح َم َر ُك ُ‬ ‫صغي َرةً‬ ‫نت َ‬ ‫تَص َّو ُ‬ ‫لون الور ِد و ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫رت أنَّها تَق ُ‬ ‫لون الحبِّ‬ ‫ص ُد اللونَ األح َم َر ال ُمز ِه َر ذا َ‬ ‫!! أووهُ نَعم يا أ ّمي نَ ُ‬ ‫ك ور َدةً‬ ‫سيت أن أتخيَلهُ يُم ِس ُ‬ ‫صواري ُخ تُر ِعبُني ليالً‬ ‫ُ‬ ‫ت القَناب ُل وال َّ‬ ‫م َّر‬ ‫الوقت ‪ ،‬و بَدأ ِ‬ ‫ك َسريري وأرمي بنَفسي بينَ يَد ّ‬ ‫ي أ ّمي وأنا أرتَ ِعشُ‬ ‫تُجبِ ُرني أن أت ُر َ‬ ‫ُك ُ‬ ‫نت أ ُّ‬ ‫ص ُل أو ك َّل قُنبَل ٍة تَنفَ ِجر‬ ‫جار يَح ُ‬ ‫ظن أ َّن ك َّل انفِ ٍ‬ ‫وووم أسأ ُل أ ّمي بِحز ٍن‬ ‫داخ َل َج َس ِد ذل َ‬ ‫ك ال َّر ُج ِل ‪ ،‬ك َّل يَ‬ ‫ي إال ِ‬ ‫ما ه َّ‬ ‫ٍ‬ ‫تعبُهُ ‪َ ،‬سيسقُطُ ‪ ،‬قولي لَهم أن يَتَوقَفوا ‪ ،‬فَتَد َم ُع عينا أ ّمي‬ ‫أ ّمي َسيؤذي ِه ذل َ‬ ‫ك ال َّدما ُر َسيُ ِ‬ ‫ُمر َّد َدةً لن يَسقُطَ ‪ ،‬لن يَسقُط ‪ ،‬وأبكي أنا لبكائها‬ ‫ت ‪ ،‬أصبَ ُ‬ ‫واآلنَ َكبِر ُ‬ ‫ص ُل‬ ‫حت أعي َجيداً ماذا يَح ُ‬ ‫نَعم ما ِز ُ‬ ‫ك ال َّر ُج َل‬ ‫لت أتخيَّ ُل بَلدي ذا َ‬ ‫ش أسو ٍد يَلُ ُّ‬ ‫راح‬ ‫لكن بِقما ٍ‬ ‫ف َجس َدهُ ال َملي َئ بال ِّج ِ‬ ‫ماغ ُعروبَ ٍة يَلتَ ُّ‬ ‫ف على ُعنُقِ ِه كأنّهُ َحب ٌل لِمشنَقَ ٍة‬ ‫وبِ ِش ِ‬

‫‪165‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫نز ُ‬ ‫ُ‬ ‫ف ِمن َعيناهُ لِخيانَ ِة أبنائِ ِه‬ ‫ك‬ ‫وذا َ‬ ‫اللون األح َم ُر الذي يَ ِ‬ ‫ف ‪ ،‬نَعم يَقِ ُ‬ ‫لكنَّهُ ما زا َل يَقِ ُ‬ ‫شموخ تاري ِخ ِه‬ ‫ف بِ‬ ‫ِ‬ ‫وما لَبَ َ‬ ‫صر‬ ‫ث واقِفا ً حتّى يَنتَ ِ‬

‫‪166‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(٩٩‬‬ ‫محمد نجم‬ ‫بغداد‬ ‫)الفرق مابين أ‪.‬إ(‬ ‫بور و ُحثالَةٌ في القُ‬ ‫صور‬ ‫ِ‬ ‫أبطا ٌل في القُ ِ‬ ‫ضنا َمهدو ُر‬ ‫َمن يَتَح َّم ُل ال َّد َم الذي على أر ِ‬ ‫إلى متى تَعيشُ ال ِكالبُ وتُقتَ ُل الصُّ قو ُر‬ ‫ضنا وما بينَنا ُشرو ٌر‬ ‫إلى َمتى نَعيشُ بينَ بَع ِ‬ ‫صبِ ِه‬ ‫جل َمن ِ‬ ‫إلى َمتى ال ّس ُّ‬ ‫ياسي يُقاتِل ِمن أ ِ‬ ‫ضهُ فَقط على أموالِ ِه أعصابُهُ تَفور‬ ‫ال َشعبُهُ وال أر ُ‬ ‫لطف و ُسرور‬ ‫الم يُجارينا بِ ٍ‬ ‫َمن يُنا ِ‬ ‫ريق ال َّس ِ‬ ‫صفُنا وإلى طَ ِ‬ ‫أينَ ال َّ‬ ‫ت هذا ال َوطَ ِن الفَرور‬ ‫ضمائِ ُر أينَ النُّفوسُ َعن َ‬ ‫صو ِ‬ ‫أذ ُك ُر يا و َ‬ ‫ك ُك َ‬ ‫صديقا ً لل ُك ِّل‬ ‫طني أنَّ َ‬ ‫نت َ‬ ‫ك أصحابُكَ أم أصابَهُم التيهُ وال ُغرو ُر‬ ‫أنَسو َ‬ ‫ك‬ ‫َدعنا ِمنهُم والتَفِت إلى ما في دا ِخل َ‬ ‫أينَ هُم ال َو َ‬ ‫طنييونَ أينَ ال َغيارى أينَ ال ِّرجا ُل النُّسو ُر‬ ‫وآشور‬ ‫أينَ هُم أبنا ُء سو َم َر وبابِ َل وأك َد‬ ‫َ‬ ‫ك َحضاراتِنا حتّى إنّي ال أذ ُك ُر َشيئا ً‬ ‫أينَ ك َّل تِل َ‬ ‫وعلي وال َّسال ُم على النَّح ِر ال َمنحور‬ ‫ِسوى هللاَ ومح َم ٌد‬ ‫ٌّ‬ ‫لوالهُم لما بَقيت َحياةٌ في َمو ِطني‬ ‫خر أيا ِمنا َ‬ ‫الخي َر وال َّسال َم‬ ‫يا ربي أدعو َ‬ ‫ك في آ ِ‬

‫‪167‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫طنَهُ جم ُع ُّ‬ ‫وطننا إستَو َ‬ ‫الظالم‬ ‫ل َم ِ‬ ‫يا ربُّ إحفَظهُ ‪،‬‬ ‫لق ال َكو ِن في ِه إحفَظهُ بأما ٍن ونُشور‬ ‫ولو ِمن أج ِل بِد ِء َخ ِ‬

‫‪168‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫فاطمة قباني‬

‫‪169‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫)‪(١٠٠‬‬ ‫سالم جبار حزام‬ ‫بغداد‬ ‫وطني تائه ٌ‬ ‫أصبَ َح وطَني يَب َح ُ‬ ‫ث َعن وطَ ٍن ألنَّهُ تائهٌ‬ ‫ال يَعلَ ُم أينَ نَفَ َسهُ أينَ يَعيشُ أينَ يَلتجأ‬ ‫أينَ يَفرُّ أينَ يَنا ُم ‪ ،‬أصبَ َح يَتَل ّوى وكأنَّهُ في‬ ‫بَطنِ ِه َس ٌ‬ ‫يف يَخ ُر ُج َم َّرةً ثُ َّم يَعو ُد َم َّرةً أخرى‬ ‫ت‬ ‫بألم المو ِ‬ ‫ك َّل َم َّر ٍة يُح ِّس ُسهُ ِ‬ ‫حتّى ال ُعصفو ُر في و َ‬ ‫الخ ُ‬ ‫طني يُه ِّد ُدهُ َ‬ ‫وف‬ ‫ض أفرا َخهُ‬ ‫ضهُ حتّى ال يُع ِّر َ‬ ‫صا َر يأ ُك ُل بي َ‬ ‫إلى ال َّ‬ ‫يش‬ ‫ياع إنَّها َحقيقَةٌ حقيقةُ ال َع ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫في وطني‬ ‫وم‬ ‫وفي وطني لم َي ُع ِد اللي ُل للرا َح ِة أو النَّ ِ‬ ‫هار‬ ‫اللي ُل في وطَني يأخ ُذ ثَأ َرهُ ِمنَ النَّ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫وعاهرات‬ ‫وفي وطني نَوا ٍد لَيليَّ ٍة‬ ‫وأناسٌ صا ِدحونَ باألغاني وأناسٌ فارشينَ‬ ‫صعركةٌ و ُمخيفَةٌ‬ ‫صفَه أشكالُهُم ُمتَ‬ ‫األر ِ‬ ‫ِ‬ ‫وفي و َ‬ ‫وجوا ِم ٌع‬ ‫طني َكنائِسٌ َ‬ ‫ودورات دينيَّةٌ‬ ‫ٌ‬ ‫‪...‬‬ ‫صارعونَ ال ّجو َع‬ ‫وأناسٌ أغنيا َء وأناسٌ يُ‬ ‫ِ‬

‫‪170‬‬


‫العراق ما بين ألم و أمل‬

‫يوم‬ ‫ك َّل ٍ‬ ‫َمع ِذ َرةً يا وطَني أنا لَم أفهَم شيئا ً‬ ‫ك ِلم تَفهَم ِمنّي شيئا ً‬ ‫وأنا أعلَ ُم أنَّ َ‬ ‫ك يا وطني‬ ‫‪ .....‬أينَ أللقا َ‬

‫‪171‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.