قوة التطوع

Page 1



‫ح   يو�سف بن عثمان حممد احلزمي‪1433 ،‬هـ‬ ‫فهر�سة مكتبة امللك فهد الوطنية �أثناء الن�شر‬ ‫احلزمي‪ ،‬يو�سف بن عثمان حممد‬ ‫قوة التطوع وتطبيقاته ال�سعودية‪ /.‬يو�سف بن عثمان حممد احلزمي‬ ‫الريا�ض‪1433 ،‬هـ‬ ‫ردمك‪978-603-00-9869-9 :‬‬ ‫‪ -1‬العمل التطوعي ‪ -2‬اخلدمة االجتماعية‬ ‫ديوي ‪1433/3834 361.02‬‬ ‫رقم الإيداع‪1433/3834 :‬‬ ‫ردمك‪978-603-00-9869-9 :‬‬


‫الطـبـعـة الـثـالثة‬ ‫‪1433‬هـ‪2012/‬م‬


‫المحتويـــات‬


‫مقدمة‬

‫‪7‬‬

‫�أو ًال‪ ..‬املجتمع اخلريي واملدين ال�سعودي‬

‫‪13‬‬

‫ثاني ًا‪ ..‬تعريف التطوع‬

‫‪33‬‬

‫ثالث ًا‪ ..‬دوافع التطوع‬

‫‪43‬‬

‫رابع ًا‪ ..‬منافع التطوع‬

‫‪53‬‬

‫خام�س ًا‪� ..‬أمناط التطوع وتطبيقاته‬

‫‪69‬‬

‫�ساد�س ًا‪ ..‬قوانني التطوع‬

‫‪83‬‬

‫�سابع ًا‪� ..‬أخالقيات العمل التطوعي‬

‫‪97‬‬

‫ثامن ًا‪� ..‬سمات املتطوع‬

‫‪105‬‬

‫تا�سع ًا‪ ..‬حقوق املتطوع‬

‫‪111‬‬

‫عا�شر ًا‪ ..‬املمار�سات الثماين اخلاطئة للمتطوعني‬

‫‪117‬‬

‫احلادي ع�شر‪� ..‬إدارة التــطـــوع‬

‫‪127‬‬

‫الثاين ع�شر‪ ..‬تـنـمـيـة التـطـوع‬

‫‪145‬‬

‫الثالث ع�شر‪ ..‬ماذا نحتاج ك�سعوديني‬

‫‪159‬‬

‫الرابع ع�شر‪ ..‬مبادرة العنود (مركز وارف)‬

‫‪169‬‬

‫اخلام�س ع�شر‪ ..‬املـــراجـــع‬

‫‪195‬‬



‫مقدمة‬ ‫عمل���ت منذ ع���ام ‪1988‬م يف العمل اخل�ي�ري والتطوعي ف�ضال عن‬ ‫تطوع���ي املبك���ر يف الك�شاف���ة باملرحل���ة الثانوي���ة‪ ،‬وكان �أب���رز قرار‬ ‫اتخذت���ه يف حياتي حينما قدمت ا�ستقالت���ي عام ‪ 1989‬م والتحقت‬ ‫بالعم���ل الإغاثي بلجنة الرب الإ�سالمية مدي���ر ًا للموارد الب�شرية ثم‬ ‫يف هيئة الإغاثة الإ�سالمية العاملية يف العام ‪1990‬م كمدير لل�شئون‬ ‫الإدارية ث���م نائبا للمدير االقليمي تال ذلك انتق���ايل مدير ًا لإدارة‬ ‫املكات���ب املحلية يف ج���دة عام ‪1991‬م بطلب م���ن �أ�ستاذي الفا�ضل‬ ‫واخل�ل�اق د‪ .‬فريد بن يا�س�ي�ن قر�ش ��ي‪ -‬رحم���ه اهلل ‪ -‬الأمني العام‬ ‫للهيئة �آن���ذاك‪ ،‬ثم لرغبتي يف �إكمال درجة الدبلوم العايل من �أجل‬ ‫حت�س�ي�ن �أو�ضاع���ي االقت�صادية الت���ي طاملا �أهمله���ا العمل اخلريي‬ ‫ال���ذي ي����أكل �أبناءه بحج���ة الزه���د �أو االحت�س���اب‪ ،‬انتقل���ت مدير ًا‬ ‫�إقليم��� ًا للهيئ���ة يف الأردن ف�شرع���ت يف الدرا�س���ة يف الوق���ت نف�سه‪.‬‬ ‫و�شاهد املقال‪�...‬أنني دُفع���ت دفع ًا لتخ�ص�ص امل�صارف الإ�سالمية‬ ‫لتح�سني دخلي‪ ،‬وهلل احلم���د فالأزمة جادت بالفر�صة و�أكرث حينما‬ ‫ترقي���ت يف العم���ل امل�صريف الإ�سالم���ي مدير ًا للتدري���ب ثم مدير ًا‬ ‫نائب رئي�س‬ ‫للت�سوي���ق يف �شركة الراجحي امل�صرفي���ة لال�ستثمار ثم َ‬ ‫لال�ستثم���ار ث���م مدي���ر ًا �إقليمي ًا لبن���ك في�صل الإ�سالم���ي باملنطقة‬ ‫الو�سط���ى‪� ،‬إال �أن ق���دري فيما يب���دو هو العمل اخل�ي�ري‪ ،‬واليوم �أنا‬ ‫�أمين��� ًا عام��� ًا لإحدى�أك�ب�ر امل�ؤ�س�سات اخلريي���ة (م�ؤ�س�س���ة الأمرية‬ ‫العن���ود اخلريي���ة) ورئي�س��� ًا تنفيذي��� ًا للعن���ود لال�ستثم���ار «الوقف»‬ ‫و�أعم���ل برعاية نخبة من الأمراء على ر�أ�سهم �صاحب ال�سمو امللكي‬ ‫الأمري حممد بن فهد بن عبدالعزيز‪ ،‬ونائبه �صاحب ال�سمو امللكي‬

‫‪7‬‬


‫الأمري �س ��عود ب ��ن فهد ب ��ن عبدالعزي ��ز مع باقي الأم���راء وجمل�س‬ ‫الأمناء املوقرين الذين جعل���وا امل�ؤ�س�سة تلتزم ب�أمرين هامني هما‪:‬‬ ‫�إنف���اذ و�صية الوالدة امل�ص���ون الأمرية العنود بن���ت عبدالعزيز بن‬ ‫م�ساع���د ابن جلوي �آل �سع���ود‪ ،‬والثاين‪ :‬القرب م���ن حاجة املجتمع‬ ‫ال�سع���ودي وحم���اكاة التطور واحل���راك الثق���ايف باململك���ة العربية‬ ‫ال�سعودية التي جاء على �إثرها ت�أ�سي�س مركز العنود الدويل للتدريب‬ ‫املهتم بالوقاية من الإدمان‪ ،‬ومركز العنود احل�ضاري لك�سر اجلليد‬ ‫ما بني الدبلوما�سيني الأجانب ومدينة الريا�ض «العا�صمة»‪ ،‬و�آخرها‬ ‫مرك���ز وارف لتنمي���ة ال�شباب الذي قال عنه �سمو الأمري �س ��عود بن‬ ‫فه ��د ب ��ن عبدالعزي ��ز‪« :‬ثقتي يف ال�ش ��باب ال�س ��عودي كب�ي�رة ولكن‬ ‫ل ��دي خم ��اوف ترتكز يف �أمور ع ��دة منها‪ :‬الفه ��م اخلاطئ للدين‬ ‫حي ��ث �أن عقي ��دة التوحيد هي الأ�س ��ا�س لن�ش� ��أة الدولة وا�س ��تقرار‬ ‫الأم ��ن‪ ،‬ل ��ذا �أدع ��و ال�شب ��اب �أن يبحث ��وا ع ��ن الأ�شخا� ��ص والعلماء‬ ‫املعروف�ي�ن بالتدي ��ن ال�صحي ��ح والذي ��ن ه ��م �أه ��ل العل ��م ال�شرعي‬ ‫ال�صحي ��ح حي ��ث �إن العقي ��دة تكر� ��س املعاين الطيب ��ة وال�سليمة يف‬ ‫قل ��وب ال�شب ��اب لأنه ��م يحمل ��ون اخلري دائم� �اًَ و�أال ينجرف ��وا وراء‬ ‫بع�ض الفرق التي ابتلى اهلل بها امل�سلمني �أخرياً والذين يحاولون‬ ‫ن�ش ��ر �أفكاره ��م الهدامة �سوا ًء الدينية منه ��ا �أو التغريبية‪ ،‬ويجب‬ ‫عل ��ى ال�شب ��اب �أن يكون ��وا فخوري ��ن بدينه ��م �أو ًال ث ��م ببلده ��م‬ ‫وعروبته ��م‪ ،‬وع ��دم االن�سياق وراء احل�ض ��ارة الغربية ب�شكل �أعمى‬ ‫ب ��ل يج ��ب علينا �أن ن�ستفي ��د من ح�ضارتهم الأ�شي ��اء الطيبة التي‬ ‫ال تتعار� ��ض م ��ع ال�شريعة هذه م ��ن ناحية‪� ،‬أما م ��ن ناحية �أخرى‬ ‫ف�إنن ��ي �أتخوف عل ��ى ال�شباب من �آفة املخ ��درات التي عمت العامل‬ ‫و�أ�ساءت ل�شعوب عدة �أنزلتها للحظيظ‪ ،‬وم�ؤ�س�سة الأمرية العنود‬

‫‪8‬‬


‫كان ��ت من امل�ؤ�س�سات الرائدة يف جمال الوقاية من املخدرات نحو‬ ‫قمع هذه الآفة‪ ،‬ولدينا ثقة يف اهلل �أن يحفظ �شبابنا الذين نفخر‬ ‫به ��م‪ ،‬و�آخره ��م ال�شباب الذي ��ن اجتمعنا به ��م يف امل�ؤ�س�سة و�أطلقنا‬ ‫معه ��م مرك ��ز وارف وق ��ادوا مب ��ادرة م�سج ��دي ولديه ��م م�شاري ��ع‬ ‫�أخرى‪� ،‬إنني فخور بهم‪ ،‬و�أعتز بكل مواطن �سعودي وخ�صو�صاً �أن‬ ‫امل�س�ؤولية العظمى �سوق تع ّلق على كواهلهم»‪.‬‬ ‫�إن روعة اتخاذ القرار الأخري هي يف توقيته‪ ،‬فالعامل العربي يع�صف‬ ‫م���ن حولنا بربيع عم���اده ال�شباب‪ ،‬ومن امل�ؤك���د �أن �شبابنا ال�سعودي‬ ‫الت���ي تبل���غ ن�سبتهم ‪ % 60‬م���ن �إجمايل عدد ال�س���كان ال يعانون تلك‬ ‫امل�ش���كالت ال�سيا�سي���ة العميق���ة من امته���ان الكرام���ة �أو امل�شكالت‬ ‫االقت�صادي���ة لدرج���ة الب�ؤ�س والع���وز والفاقة �إمن���ا يف جممله يعاين‬ ‫من �ضي���اع الطاقة الفائ�ضة وقنوات التعب�ي�ر وامل�شاركة االجتماعية‬ ‫والتنموية‪ ،‬ف�ضال عن فر�ص اكت�ساب املهارات والفخر بالإجناز‪.‬‬ ‫وه���ذا ما �أكدت���ه نتائج ا�ستطالع �أ�ص���داء بري�س���ون مار�ستيلر لر�أي‬ ‫ال�شباب العربي الثال���ث‪ ،‬ال�صادر عام ‪ ،2011‬والذي يتميز بتزامنه‬ ‫م���ع �أحداث وتطورات االحتجاجات يف العامل العربي‪ ،‬وخ�صو�ص ًا يف‬ ‫تون����س وم�صر‪ ،‬حيث �شملت ف�ت�رة اال�ستطالع �شهري يناير وفرباير‬ ‫م���ن ع���ام ‪ .2011‬وميك���ن القول ب�أن ه���ذا اال�ستط�ل�اع يعطي بع�ض‬ ‫امل�ؤ�ش���رات حول اجتاهات ال�شباب العرب���ي نحو الالعنف‪ ،‬وحتديد ًا‬ ‫نح���و موجة االحتجاج���ات ال�شعبية التي �س���ادت يف املنطقة العربية‬ ‫بداية عام ‪.2011‬‬

‫‪9‬‬


‫عن���د االط�ل�اع على نتائج ه���ذا اال�ستط�ل�اع‪ُ ،‬يالحظ وج���ود تناغم‬ ‫ب�ي�ن اجتاهات ال�شباب العربي والأح���داث ال�سيا�سية التي حدثت يف‬ ‫بداي���ة عام ‪ 2011‬يف العامل العرب‪ ،‬وحتدي���دا الثورات‪ ،‬فعند �س�ؤال‬ ‫ال�شب���اب يف كل من (ال�سعودية‪ ،‬الإم���ارات‪ ،‬قطر‪ ،‬البحرين‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫الكوي���ت‪ ،‬الأردن‪ ،‬لبنان‪ ،‬م�صر‪ ،‬العراق) يف فرباير ‪� - 2011‬أي بعد‬ ‫حدوث الثورة يف كل من م�صر وتون�س ب�شهر تقريب ًا‪ -‬فيما �إذا كانوا‬ ‫يعتقدون �أن بلدانهم ت�سري باالجتاه ال�صحيح �أو اخلاطئ‪ ،‬لوحظ �أن‬ ‫غالبية ال�شباب العربي (‪ )%66‬يعتق���دون ب�أن بلدانهم التي يقيمون‬ ‫فيها ت�سري يف االجتاه اخلاطئ‪ ،‬و ُيالحظ �أن هذا ال�شعور كان مرتفع ًا‬ ‫يف الأردن‪ ،‬الع���راق‪ ،‬البحري���ن‪ ،‬م�صر بالن�س���ب التالية على التوايل‬ ‫‪ .%38 ،%55 ،%57 ،%68‬وق ��د لوح ��ظ اخت�ل�اف توجه ��ات ال�شب ��اب‬ ‫اخلليج ��ي نوع� �اً م ��ا‪ ،‬حي ��ث اعت�ب�ر ‪ %68‬م ��ن ال�شب ��اب اخلليجي �أن‬ ‫بلدانه ��م ت�س�ي�ر يف االجت ��اه ال�صحي ��ح‪ ،‬مقابل ‪ %49‬م ��ن ال�شباب يف‬ ‫(((‬ ‫(الأردن‪ ،‬لبنان‪ ،‬م�صر‪ ،‬العراق)‪.‬‬ ‫�إنّ روعة القرارتتمثل �أي�ض ًا يف جت�سري الفجوة بني القيادات ال�شابة‬ ‫ومراك���ز النفوذ والت�أثري‪ ،‬وهذا ما ح���دث حينما �أنفذت رغبة �سمو‬ ‫الأمري‪ ،‬وما هالني �أنني تعلمت من ال�شباب ما جعلني �أفخر بطالئع‬ ‫ال�شب���اب ال�سعودي من فتي���ات و�شبان مل�ست فيه���م التعليم النوعي‬ ‫الذات���ي والثقة والوع���ي احل�ضاري العام وكف���اءة التنظيم والعمل‪،‬‬ ‫و�ش���ي ٌء م���ن قل���ة اخل�ب�رة والعاطف���ة اجليا�ش���ة التي ق���د ت�أخذهم‬ ‫باجتاه���ات خاطئة مع احلذر م���ن فر�ض الو�صاي���ة والأبوية عليهم‬ ‫�إمنا نحتاج �إىل التعامل معهم بندية ونخاطب عقولهم قبل قلوبهم‪.‬‬ ‫(((  مو�سى‪� ،‬سناء‪ ،‬اجتاهات ال�شباب العربي نحو العنف والالعنف وحوار‬ ‫احل�ضارات‪2012 ،‬م‪ ،‬الطبعة الأوىل‪� /‬ص‪26‬‬

‫‪10‬‬


‫�إنّ عمل���ي يف ت�أ�سي�س مركز وارف لتنمية ال�شباب مع كبري ال�شباب‬ ‫هم ��ام اجلري ��د‪ ،‬قد فت���ح يل �آفاق��� ًا وا�سعة يف البح���ث‪ ،‬وقد �أمدين‬ ‫مب�صادر ممت���ازة وال�شكر لل�ش���اب الأملعي رائد بن �سعي ��د وال�شابة‬ ‫الذكي���ة مي املطريي اللذين �ساع���داين حتديد ًايف تطبيقات العمل‬ ‫التطوعي والأخطاء ال�شائعة فيه‪.‬‬ ‫�إنّ �أمل���ي بد�أ يكرب ويك�ب�ر ويتعزز حينما عملت عل���ى ت�أ�سي�س فريق‬ ‫ال�شباب التطوعي لندوة وفعاليات تاريخ خادم احلرمني ال�شريفني‬ ‫املل���ك فه���د ب���ن عبدالعزيز رحم���ه اهلل‪ ،‬مبعي���ة نخبة م���ن العقول‬ ‫ال�سعودي���ة املمتازة وهم‪ :‬د‪ .‬العنود اخلثيلة وعبدالرحمن القرين‬ ‫و�أفن ��ان الع�صيمي وعبدالعزيز ال�شلهوب ونورة العوهلي‪ ،‬حيث ال‬ ‫منل���ك نحن جيل الت�أثري م���ن موجهني ور�ؤ�ساء �س���وى ت�سهيل مهمة‬ ‫ه����ؤالء ال�شب���اب يف بن���اء ال�سعودي���ة اجلدي���دة ونرع���ى خطواتهم‬ ‫بخرباتن���ا ونزودهم بالت�أهيل الإ�سرتاتيجي املعريف ومن هنا جاءت‬ ‫فك���رة الكتاب (قوة التط���وع)(‪ ،)Power of Volunteering‬الذي‬ ‫�سيح���ول �إىل حقيب���ة تدريبي���ة لتعلي���م �أ�سا�سي���ات التط���وع وكذلك‬ ‫�إ�سطوان���ة م�ضغوط���ة ملحا�ضرة تط���رح الأف���كار الأ�سا�سية من �أجل‬ ‫ن�شر الوعي عرب و�سائل االت�ص���ال االجتماعية احلديثة‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫�إنتاج كتيب مفيد يحوي نبذة تعريفية عن التطوع توفر احلد الأدنى‬ ‫الثقايف للمجتمع‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫�إنّ مركز وارف �سيكون �أحد �أهم املراكز ال�شبابية يف العامل العربي‬ ‫خ�ل�ال الثالث �سن���وات القادمة‪ ،‬وهدفه التخطي���ط وتنفيذ التطوع‬ ‫بجمي���ع �أ�شكال���ه ث���م تق���دمي اال�ست�ش���ارات املهنية والدع���م املادي‬ ‫مل�ؤ�س�س���ات املجتمع اخلريي واملدين ال�سع���ودي بحيث ننقل التجربة‬ ‫بنظام الـ(فرين�شايز)(‪�،)Franchise‬سيكون امل�ستفيد النهائي كل‬ ‫امل�ؤ�س�سات املعنية بال�شباب ثم ال�شباب �أنف�سهم‪.‬‬ ‫�إن اال�ستثم���ار يف قيم وجتارب النجاح هي التي �ستعجل بالنتائج‬ ‫يف زمن قيا�سي نت�سابق نحن وتداعياته‪.‬‬ ‫لقد ا�ستفدت يف �إعداد ه���ذا الكتاب من مراجع رئي�سة‪ ،‬و�أبرزها‬ ‫كت���اب للدكتور باتري�سيا ميهايل بعن���وان «تع ّلم االهتمام» وكتاب‬ ‫«الدلي���ل الأ�سا�سي لإدارة برامج العم���ل التطوعي» الذي �أ�صدرته‬ ‫م�ؤ�س�س���ة ال�سبيعي اخلريية كما �أود الإ�ش���ادة باجلهود التي تقوم‬ ‫به���ا �صاحبة ال�سمو الأمرية‪ /‬نوف بن ��ت في�صل بن تركي «رئي�س‬ ‫منت���دى الغ���د»‪ ،‬وق���د اطلع���ت عل���ى نتاجه���م التدريب���ي‪ ،‬وجهود‬ ‫الأ�ست���اذ‪ /‬عب ��داهلل ال�صقه ��ان‪ ،‬والإ�ش���ادة مو�صول���ة للأ�ست���اذ‪/‬‬ ‫جني ��ب الزام ��ل «ع�ض ��و جمل� ��س ال�ش ��ورى ال�سع ��ودي»‪ ،‬وكذل���ك‬ ‫�أ�سج���ل �إعجابي بجه���ود جمموعة م���ن ال�سعوديني الذي���ن بذلوا‬ ‫بامتي���از للعم���ل التطوع���ي‪ ،‬وه���م‪ :‬الدكت���ور‪ /‬خال ��د ال�سريح ��ي‬ ‫«املركز ال���دويل للدرا�سات والأبحاث بالعم���ل اخلريي» (مداد)‪،‬‬ ‫والدكتور‪� /‬سامل الديني «رئي�س وحدة العمل التطوعي يف جامعة‬ ‫امللك فهد للبرتول واملعادن»‪ ،‬والأ�ستاذ‪ /‬حممد املطريي «رئي�س‬ ‫جمموعة �أوالد وبنات الريا�ض التطوعية»‪،‬‬

‫‪12‬‬


‫والأ�ستاذ‪/‬حممدالدغيلب ��ي «رئي�����س جمموعة حي����اة التطوعية»‪،‬‬ ‫والأ�ستاذ‪/‬وائل العثمان «رئي�س جمموعة عي�ش �شبابي التطوعية»‪.‬‬ ‫لقد ت���وىل �سكرتريي الأ�ستاذ‪ /‬حمم ��د �أحمد عل ��ي طباعة الكتاب‬ ‫فال�شكر ل���ه‪ ،‬وال�شكر لل�شاب امل�صم���م القدير‪ /‬يا�س ��ر احلميقاين‬ ‫ال���ذي �أخرج الغالف وال�شكر مو�صول ملركز زد للإعالن والعالقات‬ ‫العامة وعلى ر�أ�سهم �أخي الكبري م‪ .‬عبداملح�سن بن عبداهلل املا�ضي‬ ‫الذين جعلوا الكتاب يخرج يف �صورته الالئقة‪.‬‬


‫المشاركة االجتماعية‬

‫األسرة الكبيرة‬

‫البيروقراطية‬ ‫التمكين‬ ‫الرعوية‬


‫أو ً‬ ‫ال‪..‬‬ ‫المجتمع الخيري‬ ‫والمدني السعودي‬



‫�إنّ مفه���وم التط���وع ب�شكله احلدي���ث ولد من رح���م املجتمع املدين‬ ‫يف الثقاف���ة الغربي���ة يف حني �أن���ه تاريخي ًا جزء م���ن العمل اخلريي‬ ‫يف الثقافة الإ�سالمية وهناك تطابق كبري واختالف حمدود بينهما‪.‬‬ ‫‪ .1‬تعريف املجتمع املدين (‪)Civil society‬‬

‫تاريخي��� ًا يع���ود تعبري املجتم���ع املدين يف اللغ���ة الإجنليزي���ة �إىل عام‬ ‫‪1594‬م على الأقل يف �إ�شارته �إىل�أ�شخا�ص يقطنون يف جمتمع حملي‪،‬‬ ‫وفيم���ا بعد �أ�صبح هذا التعبري ي�ستخدم مبعنيني �أكرث حتديد ًا‪ ،‬الأول‪:‬‬ ‫يف ا�سكتلنداخالل القرن الثامن ع�شر‪ ،‬فح�سب النظرية اال�سكتلندية‬ ‫ف�إنّ املجتمع املدين معناه «املجتمع املتح�ضر» والدولة غري الإ�ستبدادية‬ ‫ذات ال�سل���وك امل�س�ؤول‪ ،‬وذلك على النقي�ض م���ن املجتمع املتوح�ش �أو‬ ‫الهمج���ي (انظ���ر حركة التنوي���ر اال�سكتلندية)‪� ،‬أم���ا يف �أملانيا خالل‬ ‫القرن التا�س���ع ع�شر‪ ،‬وخ�صو�صا يف الكتاب���ات ال�سيا�سية لـ «هيجل»‪،‬‬ ‫اكت�سب هذا التعبري معن���ى �أكرث تخ�صي�ص ًا بعيد ًا عن مفهوم الدولة‪،‬‬ ‫وق���د و�صف هيجل املجتمع املدين ب�أن���ه جزء من «احلياة الأخالقية»‪،‬‬ ‫التي تت�ألف م���ن ثالثة عنا�صر (الأ�سرة – املجتمع املدين – الدولة)‬ ‫واملجتم���ع املدين يعترب و�سيط ًا ب�ي�ن الرابطة الأ�سري���ة ذات االعتماد‬ ‫املبا�ش���ر والأوا�ص���ر الوثيق���ة االهتمام‪ ،‬وب�ي�ن املنظور الع���ام للدولة‪،‬‬ ‫وبذلك ف����إن املجتمع املدين ي�شري �إىل دائرة احلياة االجتماعية حيث‬ ‫الأف���راد يبتغ���ون م�صلحته���م الذاتية اخلا�ص���ة يف �إطار قي���ود عامة‬ ‫معرتف بها‪� ،‬أي االعرتاف بال�سلطة العامة للقانون والبولي�س‪ ،‬بجانب‬ ‫الإجراءات الأخرى ال�ضرورية ال�ضامنة لأمن الأفراد والتي تعترب من‬ ‫ال�شروط امل�سبقة لتحقيق امل�صلحة الذاتية‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫�إنّ تعب�ي�ر املجتم���ع امل���دين ي���دل بو�ض���وح عل���ى احلي���اة االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية ك�شق مميز عن الدولة‪ ،‬وهذا ما �أكدته املو�سوعة احلرة‪:‬‬ ‫«املعن���ى الأك�ث�ر �شيوعا هو متيي���ز املجتمع املدين ع���ن الدولة بو�صفه‬ ‫جم���اال لعمل اجلمعيات التطوعية واالحتادات مثل النوادي الريا�ضية‬ ‫وجمعيات رجال الأعمال وجمعي���ات حقوق الإن�سان وجماعات الرفق‬ ‫باحليوان واحتادات العمال وغريها‪� ،‬أي �أن املجتمع املدين يتكون مما‬ ‫�أطلق عليه �إدموند بريك‪( :‬الأ�سرة الكبرية)»‪.‬‬ ‫يهت���م امل���رء يف املق���ام الأول بعمله ومعي�شت���ه ليكفي حاجت���ه وحاجة‬ ‫�أف���راد �أ�سرت���ه بالغذاء وال�سك���ن وغري ذلك من ل���وازم احلياة‪ ،‬ولكن‬ ‫يوج���د بجانب ه�ؤالء �أ�شخا�ص كثريون يهتمون باملجتمع الذي يعي�شون‬ ‫في���ه‪ ،‬وهم عل���ى ا�ستعداد للتط���وع و�إف���ادة الآخري���ن‪� ،‬أي �أنّ املجتمع‬ ‫املدين ينمو مبقدار ا�ستع���داد �أفراده على العطاء بدون مقابل لإفادة‬ ‫اجلماعة وهذا ي�سمى «الإيثارالعام» ويف املجتمعات املتح�ضرة ت�شجع‬ ‫احلكومات على ذلك الن�شاط(((‪.‬‬

‫‪ .2‬املجتمع اخلريي ال�سعودي‬ ‫(‪)Saudi charitable community‬‬

‫م َّر املجتمع اخلريي ال�سعودي بتطورات ت�أرجحت بني الرعوية والتمكني‬ ‫وبني املجتمع املدين واملجتمع الدعوي وقد كون �سماته اخلا�صة‪.‬‬ ‫يق�ص���د بالعم���ل اخلريي حينم���ا يك���ون رعوي��� ًا (‪:)Pastoralist‬‬ ‫«عالق���ة مبا�شرة بني طرف�ي�ن �أحدهما مان���ح (‪ )Donor‬والآخر‬ ‫���ق (‪ )Recipient‬ويه���دف الط���رف الأول �إىل م�ساع���دة‬ ‫متل ٍ‬ ‫((( مان‪ ،‬مي�شيل – نقلها للعربية‪ :‬عادل الهواري و�سعد م�صلوح‪ -‬مو�سوعة العلوم‬ ‫الإجتماعية‪ ،‬الطبعة الأوىل – مكتبة الفالح‪ ،‬بريوت ‪1414‬هـ‪� ،‬ص ‪113‬‬ ‫‪18‬‬


‫ودعم الط���رف الثاين «املتلق���ي» لإ�شباع االحتياج���ات اال�سا�سية‬ ‫(م���ال‪ ،‬غذاء‪ ،‬ملب����س‪ )...،‬واجلمعيات اخلريي���ة يف هذه احلالة‬ ‫تلعب دور الو�سيط بني الطرفني املتربع واملحتاج»(((‪.‬‬ ‫وق���د تطور مفه���وم العم���ل اخل�ي�ري �إىل عم���ل م�ؤ�س�سي‪،‬ق�صد به‪:‬‬ ‫«منظم���ات تطوعي���ة �إدارية غري ربحي���ة(‪ )NPO‬ت�سته���دف النفع‬ ‫العام �أو ال�صالح العام وترتكز جماالت ن�شاطها يف احتواء املواطن‬ ‫واجتذاب���ه للإ�سه���ام يف عملي���ة التنمية م���ن خالل توف�ي�ر التعليم‬ ‫والتدري���ب والت�أهي���ل والتثقي���ف و�إيج���اد فر�ص���ة عمل ل���ه تكفل له‬ ‫الإعتماد على النف�س»‪.‬‬ ‫والتعريف ال�سابق يقودنا �إىل مفهوم «التمكني» (‪)Empowerment‬‬ ‫وهو التوجه الرئي�سي ملنظمات املجتمع املدين احلديث‪ ،‬ويق�صد به‪:‬‬ ‫«توفري عنا�صر القوة االقت�صادية واالجتماعية وال�سيا�سية واملعرفية‬ ‫للفئات امل�ستهدفة بهدف تو�سيع فر�ص وحرية هذه الفئات للح�صول‬ ‫على ن�صيب �أف�ض���ل من عملية التمكني بالتوعية والتثقيف و�إحداث‬ ‫تغيري يف قيم واجتاهات املواطن و�سلوكه»(((‪.‬‬ ‫وت�ب�رز �أهمي���ة العم���ل اخل�ي�ري امل���دين؛ لكون���ه القط���اع الثال���ث‬ ‫(‪ )Third Sector‬ال���ذي ت�ستم���د منه �أي �أم���ة ح�ضورها احل�ضاري‬ ‫لإح���داث احلراك املرغوب نح���و �أهداف الدول���ة التنموية وحتقيق‬ ‫الت���وازن لإ�صالح الآث���ار ال�سلبية للقطاعني الع���ام «البريوقراطي»‬ ‫(‪ )Bureaucratic‬واخلا�ص «الر�أ�سم���ايل» (‪ )Capitalist‬بتحقيق‬ ‫امل�س�ؤولية االجتماعي���ة (‪ ،)Social Responsibility‬كما �أنه �ساحة‬ ‫((( قنديل‪ ،‬د‪� .‬أماين‪ ،‬الدور املدين ملنظمات املجتمع املدين من اخلريية �إىل‬ ‫التمكني‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬م�ؤ�س�سة العنود اخلريية‪ ،‬عام ‪1430‬هـ‪� ،‬ص‬ ‫‪ 15‬‬ ‫((( قنديل‪ ،‬د‪� .‬أماين املرجع ال�سابق �ص ‪15‬‬ ‫‪19‬‬


‫لأولئ���ك املفكرين واملب�شرين و�أ�صح���اب املواهب اخلا�صة الراغبني‬ ‫يف ا�ستثمار طاقاتهم الفائ�ضة‪ ،‬التي مل ت�ستطع وظائفهم ا�ستيعابها‬ ‫لأ�سب���اب وتعقي���دات بريوقراطي���ة �أو �شخ�صية‪� ،‬أو �أولئ���ك الأخيار‬ ‫الغيوري���ن على �أوطانه���م والراغبني يف بناء �آخرته���م‪ ،‬وي�ؤمنون �أن‬ ‫الدنيا مزرعة الآخرة‪.‬‬ ‫�إنّ الأه���داف الت���ي �سي�سع���ى القط���اع الثال���ث «الأهل���ي» لتحقيقها‬ ‫فهي خم�سة جماالت‪:‬‬ ‫�أ‪ .‬ال�سع���ي لتلبي���ة حق���وق الإن�س���ان الأ�سا�سية من غ���ذاء وك�ساء‬ ‫و�سكن وتعليم وعالج وعمل‪.‬‬ ‫ب‪‌ .‬حماي���ة حقوق املواطنني م���ن املمار�سات اخلاطئ���ة «الظلم»‪،‬‬ ‫ال���ذي قد يقع خ���ارج النظام من موظفي احلكوم���ة �أو �أرباب‬ ‫الأموال «امل�س�ؤولية االجتماعية»‪.‬‬ ‫ج‪ .‬دعوة املجتمع �إىل الف�ضيلة والأخالق وتعزيز �أوا�صر الرتاحم‬ ‫والتكاتف والتكافل؛ وال �سيما يف الأزمات والنوائب والكوارث‪‌.‬‬ ‫د‪ .‬ا�ستثم���ار طاق���ات املجتم���ع وتوظي���ف مهاراته���م اخلا�ص���ة‬ ‫وتطويرها وتنمية روح املبادرة وال�شراكة والقيادة‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬متك�ي�ن املواطن و�إ�شراكه يف التنمي���ة وحقه يف احل�صول على‬ ‫عمل يكفل له االعتماد على النف�س‪.‬‬ ‫�إنّ العم���ل اخلريي الأهلي يف اململكة العربي���ة ال�سعودية قطاع مهم‬ ‫للغاي���ة و�ضرورة وطنية رعاها خ���ادم احلرمني ال�شريفني امللك‬ ‫عبداهلل بن عب���د العزيز‪ ،‬م�ست�شعرا ا�ستكم���ال احللقات كاملة‬ ‫(الع���ام ‪ -‬اخلا�ص ‪ -‬الأهلي)؛ للنهو�ض مب�ستقبل ونه�ضة نوعية‬ ‫واع���دة جتع���ل النا�س م�س�ؤولني ع���ن �آماله���م وطموحاتهم التي‬ ‫‪20‬‬


‫�شاركوا يف �صناعتها‪ ،‬وهي الطريقة الوحيدة وامل�أمونة والواعدة‬ ‫للم�شارك���ة ال�سيا�سي���ة واملتم�شية م���ع طبيعة جمتم���ع اجلزيرة‬ ‫العربي���ة ومتطلبات التحديث والتطوي���ر‪� .‬إنها البديل العقالين‬ ‫وامل�صلحي عن نظام الأحزاب ال�سيا�سية الذي يحيل الوطن �إىل‬ ‫�ساحة �صراع غرائزي �أو متثيلية كوميدية �ساذجة للدميوقراطية‪.‬‬ ‫�إنّ ال�سعودي�ي�ن من �أكرث �شع���وب العامل تطوع ًا وب���ذ ًال للخري وتقدر‬ ‫�أ�صول���ه الوقفية الظاهرة بـ (‪ )40‬ملي���ار تقريب ًا ينفق خاللها (‪)4‬‬ ‫ملي���ارات ريال �سنوي ًا تقريب ًا عرب قنواته الر�سمية‪� ،‬أما عن مبادرته‬ ‫التطوعية الذاتية ف�أكرث مما �سيذكر بكثري(((‪:‬‬ ‫�أ)   اجلمعيات اخلريية الداخلية‪.‬‬ ‫�صدرت �أول الئحة تنظيم العمل ب�صناديق الرب عام ‪1395‬هـ ثم �صدرت‬ ‫الئح����ة اجلمعي����ات وامل�ؤ�س�س����ات اخلريية ع����ام ‪1410‬هـ وق����د بلغ عدد‬ ‫اجلمعيات اخلريية عام ‪1432‬هـ (‪ )591‬م�ؤ�س�سة م�صنفة كالتايل‪:‬‬

‫((( احلزمي‪ ،‬د‪ .‬يو�سف‪� ،‬أفكار يف التنمية ال�سيا�سية‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬دار ابن‬ ‫الأزرق‪ ،‬بريوت‪� ،2012 ،‬ص ‪211‬‬ ‫‪21‬‬


‫(‪ )591‬جمعي���ات رعوي���ة كجمعي���ة ال�ب�ر وفروعه���ا‪ ،‬توعي���ة (‪،)8‬‬ ‫بيئ���ة (‪ ،)1‬ال���زواج والتنمي���ة الأ�سري���ة (‪ ،)15‬معوق�ي�ن (‪،)14‬‬ ‫�إ�سكان (‪� ،)2‬صحي���ة (‪ ،)23‬مراكز اجتماعية (‪ ،)3‬م�سنني (‪،)2‬‬ ‫وهند�سة (‪� ،)1‬أيتام (‪� ،)6‬إر�شاد �أ�سري (‪ ،)5‬حماية (‪.)1‬‬ ‫ويت�ض���ح م���ن ت�صنيفه���ا الأغرا����ض الت���ي �أُ ِن�ش����أت م���ن �أجله���ا‬ ‫وه���ي تقوم ب���دور فاع���ل كقطاع ثال���ث م�سان���د للقط���اع احلكومي‬ ‫(‪ )Governmental Sector‬يف حتقيق التنمية امل�ستدامة للمملكة‪.‬‬ ‫‌ب)  املنظمات اخلريية الدولية‪:‬‬ ‫ين�شط ال�سعوديون يف العمل اخلريي الإ�سالمي ولهم ح�ضور دويل‬ ‫بني من خالل م�ؤ�س�سات مرموقة من �أبرزها(((‪:‬‬ ‫(((  �سعود بن حممد‪ ،‬اململكة العربية ال�سعودية وال�سجل الأبي�ض للم�ساعدات‬ ‫اخلارجية‪ ،‬وزارة التعليم العايل‪ ،‬الريا�ض عام ‪1422‬هـ‪� ،‬ص ‪245‬‬ ‫‪22‬‬


‫املنظمة‬

‫الت�أ�سي�س‬

‫الن�شاط‬

‫هيئة الإغاثة‬ ‫الإ�سالمية العاملية‬

‫عام �إقامة امل�ست�شفيات واملدار�س والكليات املتخ�ص�صة ومراكز الرعاية‬ ‫‪1398‬هـ الإجتماعية واملهنية ومالجئ الأيتام والإغاثة يف الكوارث واحلروب‪.‬‬

‫الندوة العاملية لل�شباب‬ ‫الإ�سالمي‬ ‫�إدارة امل�ساجد‬ ‫م�ؤ�س�سة احلرمني م�ؤ�س�سة مكة‬ ‫املكرمة اخلريية وامل�شاريع اخلريية‬ ‫اخلريية‬

‫عام‬ ‫‪1392‬هـ‬

‫�أول هيئة �إ�سالمية عاملية متخ�ص�صة يف �ش�ؤون ال�شباب امل�سلم وتق ّوم‬ ‫عقيدت���ه وفكره و�سلوكه وتتبنى ق�ضاي���اه وتعرف ب�آماله و�آالمه وتعيد‬ ‫�إحياء الت�ضامن الإ�سالمي من خالل برامج تربوية ودعوية و�إعالمية‬ ‫تقاطع���ت م�ؤخر ًا و�أهداف هيئة الإغاثة حي���ث تقوم ب�إن�شاء امل�ساجد‬ ‫وتقدمي الإغاثة العاجلة و�إقامة اخلدمات وامل�شاريع ال�صحية وكفالة‬ ‫الأيتام وتوزيع حلوم الأ�ضاحي و�إفطار ال�صائمني‪.‬‬

‫عام‬ ‫‪1408‬هـ‬

‫وتت�شابه �أن�شطتها بهيئة الإغاثة والندوة العاملية الإغاثية‬ ‫واالجتماعية والرتبوية والطبية والأيتام �إال �أنها اهتمت برت�سيخ‬ ‫العقيدة ال�سلفية ون�شر العلم ال�شرعي‪.‬‬

‫عام‬ ‫‪1407‬هـ‬

‫الرعاية االجتماعية والأيتام وحفر الآبار وبناء امل�ساجد‪.‬‬

‫عام‬ ‫‪1411‬هـ‬

‫تقوم مبنا�شط تعليمية ودعوية و�إغاثية ومن املنظمات‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫املنظمة‬

‫الت�أ�سي�س‬

‫الن�شاط‬

‫م�ؤ�س�سة الوقف‬ ‫الإ�سالمي‬

‫عام‬ ‫‪1408‬هـ‬

‫وتهتم بالدعوة والتعليم والرتبية على العقيدة ال�صافية ون�شطت يف‬ ‫�أوروبا ورو�سيا واجلمهوريات الإ�سالمية اجلديدة‪.‬‬

‫ج)  اجلمعيات اخلريية اخلا�صة‬ ‫�أن�ش�أ امللوك والأمراء م�ؤ�س�سات خريية من �أبرزها‪ :‬م�ؤ�س�سة امللك‬ ‫في�ص ��ل اخلريي ��ة((( الت���ي ت�أ�س�ست عام ‪1396‬ه���ـ وغايتها خدمة‬ ‫احل�ض���ارة الإ�سالمي���ة والرتاث الإن�س���اين وتعميق م���ا بني الأمة‬ ‫من توا�ص���ل وجداين وتر�سيخ مبد�أ الت�ضام���ن ولها جائزة عاملية‬ ‫با�س���م امللك في�صل ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬وم���ن امل�ؤ�س�سات م�ؤ�س�سة امللك‬ ‫خالد اخلريية((( التي ت�أ�س�ست عام ‪1421‬هـ وتقوم امل�ؤ�س�سة بدور‬ ‫املم���ول واملي�سر مل�شاريع التدريب وبناء القدرات امل�ؤ�س�سية وتنمية‬ ‫املجتمع���ات به���دف امل�ساهم���ة يف تنمي���ة الواقع الأهل���ي وتطوير‬ ‫�أداء املنظم���ات غري الربحي���ة لتنفيذ م�شاري���ع تنموية تعمل على‬ ‫�ضم���ه املجتمعات وللم�ؤ�س�س���ة جائزة وطنية ك�ب�رى يف امل�س�ؤولية‬ ‫االجتماعي���ة با�س���م املل���ك خالد ‪-‬رحم���ه اهلل‪ -‬وم���ن امل�ؤ�س�سات‬ ‫الرائ���دة م�ؤ�س�س ��ة خ ��ادم احلرم�ي�ن ال�شريف�ي�ن امللك عب ��داهلل بن‬ ‫عبدالعزي ��ز لوالدي ��ه للإ�س ��كان التنم ��وي((( والت���ي �أ�س�س���ت عام‬ ‫((( م�ؤ�س�سة امللك في�صل اخلريية‪1433 ،‬هـ‪ ،‬املوقع الرئي�سي‪www. kff. com :‬‬ ‫((( م�ؤ�س�سة امللك خالد اخلريية‪1433 ،‬هـ‪ ،‬املوقع الرئي�سي‪www. kkf. org :‬‬ ‫((( م�ؤ�س�سة امللك عبداهلل بن عبدالعزيز لوالديه للإ�سكان التنموي‪ ،‬برو�شور‬ ‫امل�ؤ�س�سة يف �سطور‪ ،‬الأمانة العامة‪ ،‬الريا�ض‪1433 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫‪1424‬هـ وته���دف �إىل ت�أمني م�ساكن مالئمة للفئات الأكرث حاجة‬ ‫يف املجتمع ال�سعودي والرعاية الالحقة لل�سكان من خالل برامج‬ ‫خريي���ة وقد �أنفق���ت خم�سمائة مليون ريال لبن���اء (‪ )1922‬منزل‬ ‫يف خمتل���ف �أنح���اء اململك���ة وم���ن م�ؤ�س�س���ات الأم���راء البارزين‬ ‫م�ؤ�س�س���ة �سلطان ب���ن عبدالعزيز اخلريية(‪ ((1‬الت���ي ت�أ�س�ست عام‬ ‫‪1415‬ه���ـ وته���دف �إىل توف�ي�ر الرعاي���ة االجتماعي���ة وال�صحي���ة‬ ‫والت�أهيل ال�شامل للمعوقني وامل�سنني وقد �أقيمت مدينة ا�ستثنائية‬ ‫عاملي���ة (م�ؤ�س�س ��ة �سلطان ب ��ن عبدالعزي ��ز للخدم ��ات الإن�سانية)‬ ‫كم���ا �أطلق���ت امل�ؤ�س�س���ة برنام���ج الأم�ي�ر �سلطان ب���ن عبدالعزيز‬ ‫لالت�ص���االت الطبية والتعليمية «ميدون ��ت» وتقاطعت مع �أهداف‬ ‫م�ؤ�س�سة خادم احلرم�ي�ن ال�شريفني امللك عبداهلل بن عبدالعزيز‬ ‫لوالدي���ه للإ�س���كان التنموي ف�شيدت (‪ )600‬من���ز ًال وهذا الأخري‬ ‫رحم���ه اهلل‪ -‬كان �أكرث الأبناء �شبه ًا باملل���ك عبدالعزيز ‪-‬رحمه‬‫اهلل‪ -‬يف �صف���ة الكرم بالتحديد ومن امل�ؤ�س�س���ات اخلريية للجيل‬ ‫الثاين من �أحف���اد امللك عبدالعزيز البارزي���ن م�ؤ�س�سة �سعود بن‬ ‫فه���د بن عبدالعزيز اخلريية والت���ي ت�أ�س�ست عام ‪1418‬هـ وتعمل‬ ‫امل�ؤ�س�س���ة على رعاية الأيتام والأرامل ودعم ط ّالب العلم وطباعة‬ ‫الكتب و�إقامة الدورات ال�شرعية و�سداد الديون اخلا�صة والإفراج‬ ‫ع���ن ال�سجناء ورعاية �أ�سرهم والعناي���ة باملر�ضى واملعاقني وبناء‬ ‫امل�ساجد وحفر الآب���ار وقد بلغ �إنفاقها عام ‪1418‬هـ (‪ )40‬مليون‬ ‫ريال منها ‪ %25‬من م�صادر وقفية ل�سموه‪.‬‬ ‫(‪ ((1‬م�ؤ�س�سة �سلطان بن عبدالعزيز اخلريية‪1433 ،‬هـ‪،‬‬ ‫املوقع الرئي�سي‪www. sultanfoundatin. org :‬‬

‫‪25‬‬


‫‪� .3‬أخطار العمل اخلريي‬

‫(‪)Risks‬‬

‫�إنّ العم���ل اخل�ي�ري يواجه �أخطار ًا عدة يف جممله���ا داخلية؛ تعوقه‬ ‫ع���ن ت�أدية دوره املطلوب‪ ،‬ف�ض ًال عن ت�سويق نف�سه للقطاع احلكومي‬ ‫لتفو�ضه بدور �أكرب يف التنمية‪ ،‬ومن تلك الأخطار ما يلي(‪:((1‬‬ ‫�أ‪ ‌ .‬القائ ��د املله ��م‪� :‬أغل���ب امل�ؤ�س�سات �أو الربام���ج اخلريية جتد‬ ‫وراءه���ا قائ���د ًا مب���ادر ًا ع َّب����أ طاق���ات املجتمع م���ن م�س�ؤولني‬ ‫و�شخ�صي���ات ناف���ذة ومتطوع�ي�ن نح���و قي���ام ه���ذا اجل�س���م‪،‬‬ ‫�إال �أنّ ذل���ك القائ���د حت���ول م���ع م���رور الزم���ن بالقاب���ع على‬ ‫كر�س���ي القي���ادة و�إق�ص���اء كل من حول���ه‪ ،‬با�ستثن���اء توا�صله‬ ‫م���ع بع����ض امل�س�ؤول�ي�ن؛ خوف��� ًا م���ن �شك���وى الحق���ة �ض���ده‪.‬‬ ‫�إن القائ���د املله���م قد اخت���زل كل العمل يف �شخ�ص���ه‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ق�ض���ى بعلم���ه �أو دون علم���ه على قل���ب العمل اخل�ي�ري وروحه‪،‬‬ ‫وه���و امل�شاركة‪ ،‬ب���ل نتج من هذا االختزال �أخط���اء ا�سرتاتيجية‬ ‫وقانونية وا�ستثمارية كربى لن ي�ستطيع �أحد �أن يحا�سبه عليها؛‬ ‫فه���و جمل�س الإدارة والع�ضو املنت���دب والرئي�س التنفيذي وبقية‬ ‫العاملني ب�ؤ�ساء ملحق���ون به '�إمعات' ينفذون ما ي�ؤمرون‪ ،‬وغدت‬ ‫امل�ؤ�س�سة �أو الربنامج اخلريي يف ال�شكل م�ؤ�س�سة جمتمعية‪ ،‬ويف‬ ‫امل�ضمون م�ؤ�س�سة فردية ال حتمل حتى �سجال جتاريا‪.‬‬ ‫ب‪ .‬ال�شي ��خ الإداري‪ :‬قام���ت عدي���د م���ن امل�ؤ�س�س���ات والربام���ج‬ ‫اخلريية على �أكت���اف العلماء وطالب العل���م الذين ا�ستجاب‬ ‫لهم النا�س ف���ورا؛ لكون ال�سعوديني من �أكرث املجتمعات تدين ًا‬ ‫(‪ ((1‬احلزمي‪ ،‬د‪ .‬يو�سف‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص‪213‬‬

‫‪26‬‬


‫واحرتام ًا وتقدير ًا للم�شايخ‪� ،‬إال �أن ال�شيخ كان ينبغي عليه بعد‬ ‫�إطالق �شرارة اخلري �أن يرعاها من خالل جمل�س الإدارة‪� ،‬إال‬ ‫�أن عدي���د ًا منهم َّ‬ ‫ف�ضل االنتقال �إىل العمل التنفيذي الإداري‪،‬‬ ‫وه���و ال ميل���ك القدر الكايف م���ن املعارف وامله���ارات الإدارية‬ ‫التي متكن���ه من قيادة املنظمة لتحقي���ق �أهدافها‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫�أنّ اخلل���ط بني ال�شيخ والإداري جعل م���ن ال�صعوبة مراجعته‬ ‫ومناق�شته ح���ول اختيار الق���رار الأف�ض���ل‪ ،‬فتُف�ضي من حيث‬ ‫يعل���م �أو ال يعل���م قدا�س��� ُة ال�شريعة عل���ى اختيارات���ه الفردية‬ ‫القائم���ة على التجرب���ة «اخلربات» واملمار�س���ة ال�ساذجة‪ ،‬وال‬ ‫يعن���ي هذا �أن بع����ض العلماء وطالب العل���م لي�سوا ممن َج َمع‬ ‫اهلل له���م �شريف العلم واملواهب الفطري���ة واالطالع الوا�سع‪،‬‬ ‫وقادوا م�ؤ�س�ساتهم نحو �أهدافها املر�سومة‪.‬‬ ‫ج‪�َ .‬ض ُ‬ ‫عف ال�شفافية‪ :‬تفتقد معظم امل�ؤ�س�سات والربامج اخلريية‬ ‫ملراك���ز مالية وقوائ���م دخل مدققة من مراج���ع خارجي فيها‬ ‫الإف�ص���اح ال���كايف لإبراء الذم���ة وحكم املجتم���ع على حتقيق‬ ‫الأه���داف التي م���ن �أجلها تطوعوا و�أغل���ب امل�ؤ�س�سات ت�صدر‬ ‫تقاري���ر تظهر لك الوجه اجلميل واجلمي���ل فقط واملبالغ فيه‬ ‫�أحيانا �أخرى‪ ،‬مع �صورة بارزة للقائد امللهم‪ .‬و�ضعف ال�شفافية‬ ‫ال يع���ود ل�سوء فيه ال َق��� ّدر اهلل‪� ،‬إمنا قد يكون خوف ًا من الإخوة‬ ‫الأع���داء �أو جه ًال ِمهني��� ًا ب ِعلم املُحا�سبة وا َملالي���ة‪� ،‬أو رغب ًة يف‬ ‫التمل����ص من القي���ود التي قد ي�ضعها النظ���ام املحا�سبي على‬ ‫�صالحيات املديرين‪ ،‬ويف �أحي���ان قليلة جهل كبري املحا�سبني‬

‫‪27‬‬


‫بامل�ؤ�س�س���ة اخلريية ذي الراتب ال���ـ (‪ 1500‬ريال) الذي تطور‬ ‫خ�ل�ال عمله املهني من �أمني �صن���دوق حتى �أ�صبح ملا هو عليه‬ ‫ومل يلتح���ق بت�أهيل علم���ي �أو برنامج تدريب���ي مكثف‪ ،‬وجتده‬ ‫يبعد املحرتفني عن القائد امللهم‬ ‫د‪ .‬االنتماء الفكري‪� :‬أنا �أتفهم �أن تقوم جماعة ما خارج اململكة‬ ‫العربي���ة ال�سعودي���ة ب�أن متار����س التميي���ز يف �أدائها اخلريي‪،‬‬ ‫حيث �ص���راع العقائد والأفكار والأح���زاب والتيارات و�أرف�ضه‬ ‫البت���ة لدينا؛ نظرا �إىل متا�سك املجتم���ع يف �أغلبيته ال�ساحقة‬ ‫ح���ول فكرة التوحيد وتوحيد الدول���ة‪ ،‬وما يفرقنا هو اختالف‬ ‫التنوع الاختالف الت�ضاد‪ ،‬لكن �أن ت�صل امل�ؤ�س�سة �أو الربنامج‬ ‫اخل�ي�ري �إىل �إق�ص���اء وتهمي����ش وت�صني���ف ال�سع���ودي الآخر‬ ‫فه���ذه م�صيبة تع�ب�ر عن حمدودية الأفق وت�أوي���ل معيب �أعوج‬ ‫للن�صو�ص وجهل بقوانني العمران‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬ال‪ ..‬للقان ��ون‪ :‬يت�ص���رف البع�ض عل���ى �أنّ احلق هو ما اتفقنا‬ ‫عليه فق���ط‪ ...‬و�صحيح �أن الر�ضا ركن من �أركان العقد‪ ،‬لكن‬ ‫عل���ى �أال ُيخال���ف االتفاق ن�ص��� ًا نظامي ًا �أو �شرعي��� ًا يف اململكة‬ ‫العربي���ة ال�سعودية‪ ،‬فاحرتام النظ���ام واجب ميليه عليك حق‬ ‫البيع���ة‪ ،‬فالعم���ل املدين واخل�ي�ري ال يعي�ش يف ف�ض���اءٍ مجُ رد‬ ‫خ���ارج النظام العام‪ ،‬وعلى امل�ؤ�س�س���ات والربامج اخلريية �أن‬ ‫تلج�أ �إىل مكاتب حماماة معرتف بها ومرموقة للح�صول على‬ ‫ا�ست�شارات قانونية‪� .‬إنّ القرارات الكربى وامل�صلحة ال�شرعية‬ ‫�أو املدني���ة م���ن وجهة نظرك لي�س���ت قانون ًا‪ ،‬ذل���ك �إن �أقررت‬

‫‪28‬‬


‫بحق���ك يف االجته���اد‪ ،‬ف�أن���ت تقرر م�س�أل���ة عوي�ص���ة �أول من‬ ‫يدف���ع ثمنها �أنت حينما يجتهد ر�أي �آخر يف ت�صفيتك فيتحول‬ ‫الوطن �إىل غابة‪.‬‬ ‫و ‪ .‬الع ��امل قرية �صغ�ي�رة‪� :‬أ�صبح القرار اخل�ي�ري بالعمل خارج‬ ‫اململك���ة العربية ال�سعودية ق���رار ًا �سيا�سي ًا بعد �أحداث ‪ 11‬من‬ ‫�أيل���ول (�سبتمرب) عام ‪2001‬؛ لذا ف�إن باذيل اخلري والراعني‬ ‫للتوحي���د والتكاف���ل والرتاحم يف العاملني العرب���ي والإ�سالمي‬ ‫عليه���م �إدراك حج���م م�س�ؤولي���ة ت�صرفاته���م و�سلوكهم الذي‬ ‫ق���د ي�ؤدي وطننا بالكامل �إىل م����أزق وي�ضعه يف دائرة اخلطر‬ ‫واملحا�سب���ة وال�ضغوط الدولية‪ ،‬فكما قبل���ت �أن تحَ مل اجلواز‬ ‫والهوي���ة ال�سعودي���ة‪ ،‬ثم تتقدم به���ذا ال�شكل القان���وين لدولة‬ ‫�أجنبية‪ ،‬قبلت عهدهم بح�صولك على فيزا دخول �أرا�ضيهم‪،‬‬ ‫فعليك �أن حترتم مواثيقهم وتعمل يف �إطار القوانني املرعية‪.‬‬ ‫ز‪ .‬وق ��ود املعرك ��ة‪ :‬ق���د َي َقع ح�سن���و الني���ة يف �أُت���ون معركة �أكرب‬ ‫منه���م بكثري‪ ،‬تخطط لها قوى عاملية تفهم واقع اخلريين‪ ،‬ثم‬ ‫جتعلهم وقود ًا‪ ،‬وهم يح�سبون �أنهم يح�سنون �صنع ًا؛ لذا فعلى‬ ‫متخذي القرار اخلريي �أن يتناغموا مع �سيا�سة الدولة ويقر�أوا‬ ‫ال�سيا�سة الدولية والفر�ص املتاحة‪ ،‬وهنا يقع التحدي الكبري‪.‬‬ ‫ح‪ ‌ .‬طفاية حريق‪ :‬يفتقد العمل اخلريي التخطيط الإ�سرتاتيجي‬ ‫طوي���ل الأم���د و�إدارة املوازن���ة التخطيطي���ة‪ ،‬و�أغل���ب �أن�شطته‬ ‫وبراجم���ه ردود �أفع���ال كطفاية للحرائ���ق والأزمات التي متر‬ ‫بالعاملني العربي والإ�سالمي‪ ،‬وهي غالبا فزعات عاطفية تخبو‬

‫‪29‬‬


‫بعد زوال الأزمة وبرود الهمة‪ ،‬لكنها ال حتل مع�ضالت تنموية‬ ‫�أو �إ�صالح ًا نوعي ًا للق�ضاء على اجلهل والأمية واملر�ض والأوبئة‬ ‫والإعاقة الثقافية وحتقيق الكرامة الإن�سانية والتقدم‪.‬‬ ‫علي حاالت حمددة ر�أيت‬ ‫ط‪ .‬اال�ستثمار من امل�ستفيد‪ :‬لقد مرت ّ‬ ‫فيها ال�ضعف املهني ملديري اال�ستثمار يف امل�ؤ�س�سات اخلريية‬ ‫�أو الف�ساد اجلزئي با�ش�ت�راط احل�صول على عموالت لإجناز‬ ‫�أي �صفق���ة رابح���ة �أو عموالت كبرية لإجن���از �صفقة خا�سرة؛‬ ‫مم���ا ك َّبد تل���ك اال�ستثم���ارات خ�سائر كب�ي�رة ومل ي�س�أل عنها‬ ‫�أح���د‪ ،‬ومنهم من يدخل �أبناءه �أو �أقرباءه �أو �أ�صدقاءه يف تلك‬ ‫املناف���ع غري امل�شروعة وه���و م�سا ٍو لأكل م���ال اليتيم يف العلة؛‬ ‫قال اهلل تع�إىل‪�} :‬إِنَّ ا َّل ِذي���نَ َي�أْ ُك ُلونَ �أَ ْم َو َال ا ْل َيت َ​َامى ُظ ْل ًما �إِنمَّ َ ا‬ ‫َي�أْ ُك ُلونَ فيِ ُب ُطونِهِ ْم َنا ًرا َو َ�س َي ْ�ص َل ْونَ َ�س ِع ًريا{ الن�ساء �آية (‪.)10‬‬ ‫ي‪ ‌ .‬فو�ض ��ى الإنف ��اق‪� :‬إنّ غي���اب مركز املعلوم���ات املوحد للعمل‬ ‫اخل�ي�ري يجعل ذل���ك العمل �أعمى يف احلقيق���ة‪ ،‬فقد ي�صيب‬ ‫وقد يهدد الأموال؛ الفتقاده الهدف املبني على دقة املعلومات‪،‬‬ ‫خا�ص���ة (تلك ال�شرائح الأك�ث�ر احتياج ًا يف امل���كان ال�صحيح‬ ‫والتوقيت ال�صحيح)‪ ،‬وتالح���ظ �أن م�ؤ�س�سات العمل اخلريي‬ ‫ين�سق جهودها‬ ‫والتطوعي تعي�ش يف ج���زر معزولة عن جمل�س ّ‬ ‫�أو جهة رقابية تفر�ض �سيا�ستها التنموية االجتماعية‪.‬‬ ‫ك‪ .‬ب ��اب النج ��ار خمل ��ع‪ :‬يفتق���د العمل اخل�ي�ري وامل���دين القيادات‬ ‫التنفيذية والعامل�ي�ن املحرتفني يف �إدارة العم���ل املدين والأهلي؛‬ ‫نظر ًا�إىل غياب نظام احلوافز والرواتب اجليدة‪ ،‬ف�أكرث العاملني‬

‫‪30‬‬


‫ب�ؤ�س��� ًا ر�أيتهم يف حياتي املهنية هم من يعملون يف القطاع الأهلي‪،‬‬ ‫فال لوائ���ح للموارد الب�شري���ة حترتم وال �سلم روات���ب‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫الت�أم�ي�ن الطب���ي وانتظام الإج���ازات‪ ،‬بل علي���ك �أن تحُ رم من كل‬ ‫تلك املزايا �أ�سوة ب�أقرانك يف القطاع اخلا�ص‪ ،‬و�أن حتت�سب‪ ،‬فيما‬ ‫القائد امللهم والناف���ذون يف تلك امل�ؤ�س�سات �صنعوا �أجمادا مالية‬ ‫ومعنوية‪�.‬إن كل ما ذكر �آنف ًا من �أخطار تواجه العمل اخلريي هي‬ ‫�أخط���ار ن�سبية وحمدودة‪ ،‬و�أعلم �أنها حمل درا�سة ومتابعة ور�صد‬ ‫حثي���ث من اجلهات احلكومية ذات العالق���ة‪ ،‬و�أن امل�ستقبل يب�شر‬ ‫بخري وفري و�إ�صالح وا�س���ع النطاق للقطاع املدين الأهلي‪� ،‬سيتوج‬ ‫ب�إطالق املنظومة القانونية للعم���ل املدين واالجتماعي يف اململكة‬ ‫العربي���ة ال�سعودية‪ ،‬وقد اطلعت عل���ى م�سودة القوانني‪ ،‬وهي بحق‬ ‫�إذا �صدرت ف�ستكون مفخ���رة ت�شريعية حتاكي �أكرث النظم تطور ًا‬ ‫يف العامل وقفزة كبرية �إىل الأمام‪.‬‬

‫‪ .4‬فر�ص العمل اخلريي‬ ‫(‪)Opportunities of Charitable Work‬‬

‫�أمام العمل اخلريي واملدين فر�ص واعدة �إذا مت الأخذ ببع�ضها‬ ‫وهي يف طريقها للتنظيم‪ ،‬ومنها(‪:((1‬‬ ‫�أ‪ .‬امل�ساعدة ال�سعودية (‪� :)Saudi Aid‬أ�صبح من ال�ضروري جمع‬ ‫كل الأن�شطة اخلريية والإن�سانية ال�سعودية حتت مظلة واحدة‬ ‫تعمل يف �إطار �سيا�سات مر�سومة تنبثق من خطة �إ�سرتاتيجية‬ ‫(‪ ((1‬احلزمي‪ ،‬د‪ .‬يو�سف‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص‪219‬‬

‫‪31‬‬


‫ُتراعي �أولويات احلاجة الوطنية للأمتني العربية والإ�سالمية‬ ‫مم���ا يجعلنا مت�أكدين من حتقيق الأه���داف املحددة بو�ضوح‬ ‫ودق���ة م���ع تفويت الفر�ص���ة على م���ن ي�سعى للفتن���ة وتخريب‬ ‫جهودن���ا التي غايتها النهائية القي���ام بدورنا التاريخي النابع‬ ‫من م�س�ؤوليتنا الدينية والوطنية‪.‬‬ ‫ب‪ .‬الهيئ ��ة ال�سعودية للأزمات والكوارث (‪Saudi Committee‬‬

‫‪ :) for Crises and Disasters‬مررن���ا بتج���ارب ع���دة خالل‬ ‫العق���ود الثالث���ة املا�ضية من ثالث ح���روب يف اخلليج العربي‬ ‫وكوارث طبيعي���ة داخلي���ة يف ال�شمالية واجلنوبي���ة والغربية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ف�ض�ل�ا ع���ن حربن���ا م���ع املتمردي���ن احلوثيني عل���ى احلدود‬ ‫ال�سعودي���ة – اليمنية‪ ،‬واحلاج���ة ما�سة �إىل �إن�شاء كيان مدين‬ ‫م�ستقل عن الدفاع امل���دين التابع لوزارة الداخلية؛ وذلك لأن‬ ‫اجلهاز البريوقراطي لي�س لديه القدرة على تعبئة الإمكانات‬ ‫والفعاليات الأهلي���ة من متطوعني ور�أ�سمال و�إدارة؛ نظر ًا�إىل‬ ‫ك�ب�ر حج���م م�س�ؤوليات���ه التنفيذي���ة مم���ا ي�ستل���زم م�شارك���ة‬ ‫املواطن�ي�ن ك���ي يع�ب�روا ع���ن االنتم���اء والتعاط���ف وامل�شاركة‬ ‫الوجدانية و�إ�شب���اع ال�ضمري و�صقل املهارات وتوظيف الطاقة‬ ‫الفائ�ض���ة لدى املبدع�ي�ن ال�سعوديني والتي �أج���زم �أنها قادرة‬ ‫على �صناعة مالحم وطنية نفخر بها جميعا ويكافئها الوطن؛‬ ‫وبذا نكون قد قللنا التكاليف وزدنا الإنتاجية احل�ضارية‪ ،‬وهو‬ ‫غاية الدولة ومق�صودها‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫ج‪‌ .‬بيت الزكاة ال�سعودي (‪ :)The Saudi Zakat House‬ال بد �أن‬ ‫نعرتف ب����أن جزء ًا من ح�صة الزكاة يت�س���رب خارج امل�ؤ�س�سة‬ ‫الناظم���ة‪ ،‬ذل���ك �أن املزكني يبحث���ون عن �شفافي���ة وم�شاركة‬ ‫وا�سع���ة يف جماالت الإنف���اق‪ ،‬واجلدير بالدرا�س���ة هي �إعادة‬ ‫ت�شكي���ل م�صلح���ة ال���زكاة كي ت�صب���ح هيئة م�ستقل���ة ي�شارك‬ ‫يف جمل����س �إدارته���ا القط���اع اخلا����ص والأهل���ي وامل�ؤ�س�سات‬ ‫املتخ�ص�ص���ة والأكادميية؛ مما ينتج من���ه �إبداعات وفعاليات‬ ‫نوعي���ة لل�شرائ���ح امل�ستهدفة وتعطي املجتم���ع احلق يف حتقيق‬ ‫التكافل الذي يحتاج �إليه الآخذ واملعطي‪.‬‬ ‫د‪ .‬‬

‫�شرك ��ة خري ال�سعودية لال�ست�شارات والتدريب (‪Saudi Khair‬‬

‫‪� :)Co. for Consulting & Training‬إن نق���ل العم���ل اخل�ي�ري‬ ‫وامل���دين لتحقي���ق الأه���داف املبتغ���اة يف النظ���ام اجلديد الذي‬ ‫�سي�ص���در قريب ًا‪ -‬ب����إذن اهلل ‪ -‬ثم مت�شي ًا م���ع تطلعات الإ�صالح‬ ‫والتجدي���د يف منظومة العم���ل الإن�ساين ال�سع���ودي ي�ستدعي �أن‬ ‫ُت�ؤ�س����س �شرك���ة متخ�ص�ص���ة ذات حتالف م���ع م�ؤ�س�س���ة �أجنبية‬ ‫عريق���ة يف تقدمي الإ�ست�شارات والتدريب بالتعاون مع امل�ؤ�س�سات‬ ‫الدولي���ة غري الربحية‪ ،‬ومنها امل�ؤ�س�سات التابعة للأمم املتحدة‪،‬‬ ‫من �أجل م�ساع���دة املجتمع الأهلي واخلريي عل���ى تنظيم نف�سه‬ ‫وت�أهي���ل كوادره املتخ�ص�صة وفق الأنظمة والقوانني وال�سيا�سات‬ ‫التي رعتها احلكومة وجمل�س ال�شورى‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫هـ‪ .‬الأكادميي ��ة الوطني ��ة للعمل اخل�ي�ري (‪National Academy‬‬

‫‪� :)for Charitable Work‬إنّ التدري���ب والت�أهي���ل املتخ�ص����ص‬ ‫لني���ل الدبلوم���ات املتخ�ص�ص���ة والدورات الق�ص�ي�رة والندوات‬ ‫بالتحال���ف مع اجلامع���ات ال�سعودي���ة والأجنبي���ة ذات اخلربة‬ ‫ال�سابق���ة جتع���ل كل م���ن ي���زاول العمل اخل�ي�ري يلتح���ق بتلك‬ ‫الربام���ج واحل�صول على �شه���ادة مزاولة العم���ل اخلريي‪ ،‬كما‬ ‫تق���وم الأكادميية ب�إع���داد الدرا�سات الالزم���ة للعمل التطوعي‬ ‫واملو�ضوع���ات ذات العالقة؛ كي ت�ساع���د �أولئك املخططني على‬ ‫�صياغة ال�سيا�سات كما تعك�سها يف احلقائب والربامج التدريبية‬ ‫مما ي�سهل تنفيذها الحق ًا‪.‬‬

‫و‪ .‬‬

‫جمل� ��س �سيا�س ��ات العمل اخل�ي�ري (‪charity work Policy‬‬

‫‪ :)Board‬م���ن ال�صعوب���ة مب���كان �أن جتع���ل العم���ل اخلريي‬ ‫الداخل���ي يعم���ل �ضمن �آلية واح���دة كجمعية ال�ب�ر فقط‪ ،‬بل‬ ‫دع كال يعم���ل وفق �سيا�سات ونظام ع���ام ي�ضمن تناغم تلك‬ ‫اجله���ود وعدم ت�ضاربها مع خطط الدول���ة التنموية‪ ،‬بل هي‬ ‫عن�ص���ر م�ساع���د ومه���م يف التنفيذ‪،‬مع تفوي����ض �صالحيات‬ ‫وا�سعة لذلك املجتمع املحل���ي لتنفيذ براجمه التنموية حتت‬ ‫�إ�شراف املجل�س في�سعد النا�س لأنهم �صنعوا م�ستقبلهم‪.‬‬

‫ز‪ .‬املراجع ��ة اخلارجي ��ة (‪ :)External Audit‬عل���ى اجله���ة‬ ‫املخت�ص���ة �أن تتف���ق م���ع بي���وت اخل�ب�رة الدولي���ة واملحلي���ة‬ ‫املرخ�ص���ة من حما�سبني قانوني�ي�ن با�ستقطاب كوادر مهنية‬ ‫متخ�ص�ص���ة بالعمل اخل�ي�ري لتحقيق الرقاب���ة على �سالمة‬

‫‪34‬‬


‫تنفي���ذ الأنظم���ة املرعية‪ ،‬م���ع امل�ساهمة الحق��� ًا يف تطويرها‬ ‫وحتديثها؛ حتى ال تغرق اجلهة يف التفا�صيل ثم تفقد الر�ؤية‬ ‫الإ�سرتاتيجيةالوطنية‪.‬‬ ‫ح‪‌ .‬اجلائ ��زة الوطني ��ة للعم ��ل اخل�ي�ري (‪National Award of‬‬

‫‪ :)charity work‬يف الي���وم الوطني للعم���ل اخلريي علينا �أن‬ ‫نحتفل مب���ن قدم م�صلحة الوطن عل���ى م�صلحته ال�شخ�صية‬ ‫«الإيثار العام»‪ ،‬وهو حقيقة العمل اخلريي وهو �أجدر بالتكرمي‬ ‫يف ذلك اليوم من قبل امللك التي �ستحمل اجلائزة ا�سمه‪.‬‬

‫املوح ��د (‪:)United Information Center‬‬ ‫ط‪‌ .‬مركز املعلوم ��ات ّ‬ ‫�ضع���ف املعلومات يعني �أنك ال تخطط‪ ،‬و�إمنا تتنب�أ؛ فاالنتقال‬ ‫للتخطي���ط يحتاج �إىل مركز معلوم���ات موحد فاعل وم�ستقل‪،‬‬ ‫كما ذكرت ذلك �سابق ًا‪ ،‬فتكون له هيئة غري ربحية فيها جميع‬ ‫املن�ش���ورات والكت���ب واملجالت املتخ�ص�صة الت���ي �سي�صدرها‬ ‫بعد حركة ترجمة وا�سعة لنقل خربات العامل اخلارجي‪.‬‬ ‫ي‪ .‬امللتق ��ى الوطني ال�سنوي للعمل اخلريي (‪Annual National‬‬

‫‪ :)Charity Forum‬هن���اك ملتقيات عدة حتت���اج تلك التجربة‬ ‫للتق���ومي نح���و التوحيد وتك���ون له �أمان���ة متفرغ���ة للإعداد ثم‬ ‫التنفي���ذ ومتابع���ة الن�شر والتو�صي���ات‪� .‬إنّ الق�ض���اء على عوائق‬ ‫العم���ل اخل�ي�ري العمل اخل�ي�ري والتطوع���ي وال�سع���ي لتحقيق‬ ‫الفر����ص �ستعبئ طاق���ات املجتمع لتك���ون بدي ًال �صحي��� ًا مثمر ًا‬ ‫للم�شارك���ة ال�سيا�سي���ة يف بن���اء الوط���ن وه���و تطلع���ات �أغل���ب‬ ‫ال�سعوديني لإ�شباع وطنيتهم و�شعورهم باالنتماء‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫اإليثار العام‬ ‫الصـدقة‬

‫المروءة‬


‫ثانيًا‪..‬‬ ‫تعريف التطوع‬



‫فع���ل التطوع يكاد يتطابق ومفهوم العمل اخلريي �أو مفهوم املجتمع‬ ‫امل���دين �أو القط���اع الثال���ث‪ ،‬و�أغل���ب املنظري���ن واخل�ب�راء الذي���ن‬ ‫ا�ستطلعت �آراءهم ي�ؤكدون على �أنها ذات مفهوم واحد‪� ،‬إال �أنني �أجد‬ ‫�أن الرب «ال�صدقة»‪� ،‬أعم و�أ�شمل من فعل التطوع فالأول ي�شمل جميع‬ ‫الت�صرف���ات القولية والفعلية مثل �إف�شاء ال�س�ل�ام وعيادة املري�ض‪،‬‬ ‫�أما التطوع و�إن كان جزء ًا من الرب �إال �أنه �أخ�ص من حيث املمار�سة‬ ‫التطبيقية لكونه عم ًال منظم ًا غري عفوي وميار�س يف �إطار جماعي‬ ‫ويخ���رج من دائرته الواج���ب الأ�سري كرعاية الوالدي���ن �أو الأوالد‪،‬‬ ‫كما �أ�شري �إىل �أنّ العمل اخلريي باململكة العربية ال�سعودية يف غالبه‬ ‫للأ�س���ف يقوده وينفذه موظفون متفرغون ون�سبة التطوع تكاد تكون‬ ‫حمدودة ومق�ص���ورة على امل�ؤ�س�س���ات امل�شه���ورة ر�سميا مما يجعل‬ ‫م�صطلح التطوع �أخ�ص عندنا من مفهوم العمل اخلريي‪.‬‬

‫‪ .1‬التطوع لغة‬ ‫التط���وع «ت َف َعل» من الطاعة و« َت َط ّوعَ» ك���ذا �أي حتمله طوعا‪ ،‬وتكلف‬ ‫ا�ستطاعت���ه‪ ،‬وتط���وع ل���ه‪ :‬تكل���ف ا�ستطاعته حت���ى ي�ستطيع���ه‪ ،‬قال‬ ‫الأزه���ري‪ :‬وم���ن يط ّوع خ�ي�ر ًا‪ ،‬والأ�صل في���ه يتط���وع ف�أدغمت التاء‬ ‫يف الطاء‪ ،‬ويقال‪ :‬تطاوع لهذا الأمر حتى ت�ستطيعه(‪.((1‬‬ ‫(‪� ((1‬أبادي‪ ،‬الفريوز‪ ،‬القامو�س املحيط‪ ،‬دار اجليل م�صورة عن طبعة البابي‬ ‫احللبي‪ ،‬بريوت‪ 1371 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫‪ .2‬التطوع ا�صطالح ًا‬ ‫�أ‪ .‬التطوع مبفهومه العام‪:‬‬ ‫«بذل الرب»‪ ،‬والرب جماع اخلري‪ ،‬قال تعاىل‪َ }:‬ف َمنْ ت َ​َط َّو َع َخيرْ ً ا َف ُه َو‬ ‫َخ�ْي�رْ ٌ َلهُ{ البقرة‪ ،182 :‬ويقول فايق �سعيد وال�ضرمان‪ :‬وجاء يف‬ ‫تف�س�ي�ر الثعالب���ي يف رواية احل�س ��ن الب�صري �أنه ق���ال يف تف�سري‬ ‫الآي���ة الكرمية‪� :‬أنه يعن���ي الدين كله �أي فعل غ�ي�ر املفرت�ض عليه‬ ‫م���ن �صالة �أو زكاة �أو نوع من �أن���واع الطاعة وقد رجح العلماء يف‬ ‫قوله تعاىل«خري» عموم �أفع���ال اخلريات‪ ،‬ويدخل فيه منح احلب‬ ‫و�إف�شاء ال�سالم و�إدخال ال�سرور‪ ،‬قال النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪:‬‬ ‫«وتب�سم���ك يف وجه �أخيك �صدقة» رواه اب���ن حبان‪ ،‬وبذل الطعام‬ ‫قال تعاىل‪َ }:‬و ُي ْط ِع ُمونَ َّ‬ ‫الط َع َام َع َلى ُح ِّب ِه ِم ْ�س ِكي ًنا َو َي ِتي ًما َو�أَ ِ�س ًريا *‬ ‫الل لاَ ُن ِري ُد ِم ْن ُك ْم َجزَ ا ًء َولاَ ُ�ش ُكو ًرا{ الإن�سان‪:‬‬ ‫ِ�إ َمّ َنا ُن ْط ِع ُم ُك ْم ِل َو ْج ِه َهّ ِ‬ ‫‪ ،9–8‬وق�ض���اء احلاج���ات قال ر�سول اهلل �صل���ى اهلل عليه و�سلم‪:‬‬ ‫«لئ���ن مي�ش���ي �أحدك���م يف حاجة �أخي���ه خري له م���ن �أن يعتكف يف‬ ‫م�سج���دي هذا»‪ ،‬ون�ص���رة املظلوم قال ر�س���ول اهلل �صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم‪« :‬من خ َ‬ ‫���ذ َل م�سلم ًا يف موطن وهو قادر على ن�صره خذله اهلل‬ ‫يف موط���ن يحب �أن ين�صر فيه» رواه �أب���و داوود‪� ،‬إنّ التطوع مبفهومه‬ ‫الوا�سع هو مرادف لل�صدقة يف الإ�سالم‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫ب‪ .‬التطوع مبفهومه ال�ضيق‪:‬‬ ‫يعرفه �آندي فرير و�آخرون‪« :‬العمل الذي ي�ستفيد منه املجتمع حينما‬ ‫يقوم به الفرد مبطلق حريته دون عائد نقدي»‪� .‬إن ا�ستفادة املجتمع‬ ‫تخرج منها الأعم���ال ال�ضارة وغري منتجة‪ ،‬واحلرية ت�ؤكد االختيار‬ ‫دون �إكراه ك�أن يكون مفرو�ضا من املحاكم �أو �إلزامي ًّا يف �إطار مادة‬ ‫درا�سية �أو برنامج تخرج ثم دون عائد نقدي لتمييز دافعه اخلريي‬ ‫وي�ستثن���ى منه م�صروف اجليب �أو بد ًال النتقال �أو املالب�س‪ ،‬اجلدير‬ ‫بالذك���ر �إن اخلدمات التي يقدمها الفرد داخل نطاق �أ�سرته ال تعد‬ ‫ً‬ ‫عم�ل�ا تطوعي ًّا بالرغم م���ن �أنه يقدمها مبطلق حريت���ه ودون عائد‬ ‫نقدي‪ ،‬ولكنها تتعلق بالتزام م�شرتك(‪.((1‬‬ ‫كم���ا عرفته دائرة املع���ارف الربيطانية‪ :‬الكلمة م�أخ���وذة من اللغة‬ ‫الفرن�سي���ة (‪ ،)Voluntaire‬وتعن���ي ال�شخ����ص ال���ذي ُيق���دم عل���ى‬ ‫امل�شاركة ب�شكل جماين يف عمل م�ؤ�س�سي �أو القيام مبهمة(‪.((1‬‬ ‫وعرف���ه الدكتور نايف املرواين‪« :‬التط���وع عبارة عن اجلهد املبذول‬ ‫بطريق���ة اختيارية وبدون ق�سر‪ ،‬مر�ضاة هلل تعاىل وم�صلحة الوطن‬ ‫ب�إيثار الغري على الذات دون انتظار عائد ما»(‪.((1‬‬

‫(‪ ((1‬فرير‪� ،‬آندي و�آخرين‪ ،‬الدليل الأ�سا�سي لإدارة برامج العمل التطوعي‪،‬‬ ‫مركز بناء الطاقات‪1431 ،‬هـ‪� ،‬ص‪23‬‬ ‫(‪ ((1‬موقع دائرة املعارف الربيطانية‪ ،‬عام ‪2012‬م‪www.britannica.com ،‬‬ ‫(‪ ((1‬املرواين‪ ،‬د‪ .‬نايف‪ ،‬درا�سة العمل التطوعي‪� :‬إ�شكاالته وتطبيقاته‪ ،‬عام ‪ 1432‬هـ �ص‪5‬‬

‫‪41‬‬


‫‪ .3‬م�صطلحات ذات عالقة‬ ‫�إنّ مفه���وم التطوع العام مفهوم ذو �أ�صل فقهي وهو «ال�صدقة»‪ ،‬وله‬ ‫داللة ذات ُبعد ثقايف عربي وهي «املروءة» و«النخوة»‪.‬‬ ‫�أ‪ .‬ال�صدقة (‪:)Charity‬‬ ‫ت�صدقات و�أق َر�ض���وا اهلل قر�ضا‬ ‫ت�صدق�ي�ن واملُ َ‬ ‫ق���ال تع���اىل‪�} :‬إن املُ َ‬ ‫ًح�سن���ا ً َ‬ ‫مي{ احلدي���د‪ ،18:‬وقال تعاىل‪:‬‬ ‫ي�ض َاعف له���م ولهم �أج ٌر كر ٌ‬ ‫للهّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫} َّم َث��� ُل ا َّل ِذينَ ُين ِف ُقونَ �أ ْم َوا َل ُه ْم فيِ َ�س ِبي ِ���ل ا ِ َك َم َث ِل َح َّب ٍة �أن َبت َْت َ�س ْب َع‬ ‫َ�س َنا ِب َ‬ ‫���ل فيِ ُك ِّل ُ�سن ُب َل��� ٍة ِّم َئ ُة َح َّب ٍة َواللهّ ُ ُي َ�ض ِاع ُف لمِ َ���ن َي َ�شا ُء َواللهّ ُ َو ِا�س ٌع‬ ‫َع ِلي ٌم{البق���رة‪ ،261:‬ويق���ول النبي �صلى اهلل علي���ه و�سلم‪�« :‬صنائع‬ ‫املعروف تقي م�صارع ال�سوء» رواه احلاكم‪ ،‬و«ال�صدقة خفية تطفئ‬ ‫غ�ض���ب الرب‪ ،‬و�صل���ة الرحم تزي���د يف العمر وكل مع���روف �صدقة‬ ‫و�أهل املع���روف يف الدنيا هم �أهل املع���روف يف الآخرة و�أهل املنكر‬ ‫يف الدني���ا هم �أهل املنكر يف الآخرة و�أول من يدخل اجلنة هم �أهل‬ ‫املعروف» رواه الطرباين يف الأو�سط‪.‬‬ ‫�إن ال�صدق���ات لي�س���ت قا�صرة عل���ى نوع معني من �أعم���ال الرب‪ ،‬بل‬ ‫القاع���دة عام���ة �أن كل معروف �صدق���ة‪َ ،‬ق َال �أَ ُب���و َذ ٍّرالغفاري ر�ضي‬ ‫اهلل عن���ه‪ :‬قال ر�س���ول �صلى اهلل عليه و�سلم‪«َ :‬ع َل���ى ُك ِّل َن ْف ٍ�س فيِ ُك ِّل‬ ‫َي��� ْو ٍم َط َل َع ْت ِفي ِه َّ‬ ‫هلل‪،‬‬ ‫ال�ش ْم ُ�س َ�صدَ َق ٌة ِم ْن ُه َع َلى َن ْف ِ�س ِه‪ُ .‬ق ْلتُ ‪َ :‬يا َر ُ�س َول ا ِ‬ ‫ال�صدَ َق ِة‬ ‫����س َل َنا �أَ ْم َوا ٌل؟ َق َال‪ ِ :‬أ‬ ‫«لَنَّ ِم���نْ �أَ ْب َو ِاب َّ‬ ‫ِم���نْ �أَ ْينَ َ�أ َت َ�صد َُّق َو َل ْي َ‬ ‫هلل‪َ ،‬والحْ َ ْم��� ُد للِهَّ ِ ‪َ ،‬ولاَ ِ�إ َل َه ِ�إلاَّ ُ‬ ‫اهلل‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْغ ِف ُر َ‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ال َّت ْك ِب َري‪َ ،‬و ُ�س ْب َحانَ ا ِ‬ ‫���ن المْ ُ ْن َك ِر‪َ ،‬و َت ْع ِ���زل ُ َّ‬ ‫ال�ش ْو َك��� َة َعنْ َط ِر ِيق‬ ‫َو َت�أْ ُم��� ُر ِبالمْ َ ْع��� ُر ِ‬ ‫وف‪َ ،‬و َت ْن َهى َع ِ‬ ‫ال ْب َك َم‬ ‫الَ َ�ص َّم َو َْ أ‬ ‫الَ ْع َمى‪َ ،‬و ُت ْ�س ِم��� ُع ْ أ‬ ‫ا����س َوا ْل َع ْظ َم َوالحْ َ َج��� َر‪َ ،‬و َت ْه ِدي ْ أ‬ ‫ال َّن ِ‬

‫‪42‬‬


‫َحتَّى َي ْف َقهَ‪َ ،‬و ُت ِ���د ُّل المْ ُ ْ�ست َِد َّل َع َلى َح َاج ٍة َل ُه َق ْد َع ِل ْمتَ َم َكا َن َها‪َ ،‬و َت ْ�س َعى‬ ‫ِب ِ�ش��� َّد ِة َ�سا َق ْي َ‬ ‫���ث‪َ ،‬و َت ْر َف ُع ِب ِ�ش��� َّد ِة ِذ َر َاع ْي َك َم َع‬ ‫���ك �إىل الل ْه َف ِان المْ ُ ْ�س َت ِغي ِ‬ ‫َّ‬ ‫ال�صدَ َق��� ِة ِم ْن َك َع َلى َن ْف ِ�س َك‪َ ،‬و َل َك فيِ‬ ‫ال�ض ِعي ِ‬ ‫���ف‪ُ ،‬ك ّل ُ َذ ِل َك ِمنْ �أَ ْب َو ِاب َّ‬ ‫َ‬ ‫ِج َم ِاعك َ َز ْو َجت َ​َك �أ ْج ٌر» رواه الإمام �أحمد‪.‬‬ ‫���ال َر ُ�س ُ‬ ‫و َق َ‬ ‫���ول اللهَّ ِ �صل���ى اهلل عليه و�سلم‪«َ :‬م���نْ ْا�ست َ​َط���ا َع ِم ْن ُك ْم �أَنْ‬ ‫���ي ال َّنا َر َف ْل َيت َ​َ�ص���د َّْق َو َل ْو ِب ِ�ش ِّق تمَ ْ َر ٍة‪َ ،‬ف َمنْ لمَ ْ َي ِج��� ْد َف ِب َك ِل َم ٍة َط ِّي َب ٍة»‬ ‫َي َّت ِق َ‬ ‫رواه الإمام �أحمد‪.‬‬ ‫�إن نط���اق امل�ستفيدي���ن م���ن التط���وع «ال�صدق ��ة» تبد�أ م���ن الدائرة‬ ‫الأق���رب ث���م تت�سع‪ ،‬ف����أوىل النا����س‪� :‬أوالد املت�صدق و�أهل���ه و�أقاربه‬ ‫وال يج���وز الت�ص���دق عل���ى �أجنب���ي وهو حمت���اج �إىل م���ا يت�صدق به‬ ‫لنفقته ونفقة عياله‪.‬‬ ‫ع���ن جابر بن عب���داهلل �أن ر�س���ول اهلل �صلى اهلل علي���ه و�سلم قال‪:‬‬ ‫�ي�را‪َ ،‬ف ْل َي ْب���دَ ْ�أ ِب َن ْف ِ�س��� ِه‪َ ،‬و ِ�إنْ َكانَ َف ْ�ض�ًلَاً ‪َ ،‬ف َع َلى‬ ‫«�إِ َذا َكانَ �أَ َح ُد ُك ْ‬ ‫���م َف ِق ً‬ ‫ِع َيا ِل��� ِه‪َ ،‬و�إِنْ َكانَ َف ْ�ضلاً َف َع َل���ى َذ ِوي َق َرا َب ِت ِه‪�َ ،‬أ ْو َق َال‪َ :‬ع َلى ِذي َر ِح ِم ِه‪،‬‬ ‫َو�إِنْ َكانَ َف ْ�ضلاً ‪َ ،‬ف َه ُه َنا َوهَ ُه َنا» رواه �أحمد وم�سلم‪.‬‬ ‫جت���وز ال�صدقة على الغني َق َال‪َ :‬ق َال َر ُ�س ُول اللهَّ ِ �صلى اهلل عليه و�سلم‪:‬‬ ‫�ي�ر‪�َ ،‬ص َد َق ٌة»‪ .‬وجت���وز ال�صدقة‬ ‫« ُك ُّل َم ْع��� ُر ٍ‬ ‫���ي‪� ،‬أَ ْو َف ِق ٍ‬ ‫وف َف َع ْل َت��� ُه �إىل َغ ِن ٍّ‬ ‫عل���ى الذم���ي واحلربي ويثاب امل�سل���م على ذلك‪ ،‬وق���د �أثنى اهلل على‬ ‫قوم فق���ال‪َ } :‬و ُي ْط ِع ُمونَ َّ‬ ‫الط َع َام َع َل���ى ُح ِّب ِه ِم ْ�س ِكي ًن���ا َو َي ِتي ًما َو َ�أ ِ�س ًريا{‬ ‫الإن�س���ان‪ ،8 :‬والأ�س�ي�ر كافر حربي‪ .‬وجتوز ال�صدق���ة على احليوان‬ ‫قال النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪َ « :‬ب ْي َن َما َك ْل ٌب ُي ِط ُ‬ ‫يف ِب َر ِك َّي ٍة َكا َد َي ْق ُت ُل ُه‬ ‫ا ْل َع َط ُ‬ ‫����ش �إِ ْذ َر�أَ ْت ُه َب ِغ ٌّي ِمنْ َب َغا َيا َب ِني ِ�إ ْ�س َرا ِئ َيل‪َ ،‬ف َنزَ َع ْت ُمو َق َها َف َ�س َق ْت ُه‬ ‫َف ُغ ِف َر َل َها ِب ِه» رواه م�سلم‪.‬‬ ‫‪43‬‬


‫و�أف�ض���ل ال�صدق���ة «التط ��وع» م���ا كان �أثره���ا دائم ًا وممت���د ًا يف حياة‬ ‫الإن�س���ان وبع���ده‪ ،‬وال يك���ون ذل���ك �إال بالعم���ل امل�ؤ�س�س���ي ذي البع���د‬ ‫الإ�سرتاتيج���ي واهلل �أعلم ف َعنْ َ�أ ِب���ي هُ َر ْي َر َة ر�ضي اهلل عن���ه‪� ،‬أَنّ ال َّن ِب َّي‬ ‫الث‪:‬‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم‪َ ,‬ق َال‪�ِ « :‬إ َذا َماتَ المْ ُ�ؤْ ِمنُ ا ْن َق َط َع َع َم ُل ُه ِ�إال ِمنْ َث ٍ‬ ‫َ�ص َد َق ٍة َجا ِر َي ٍة‪� ،‬أَ ْو ِع ْل ٍم ُي ْن َت َف ُع ِب ِه‪� ،‬أَ ْو َو َل ٍد َ�صا ِل ٍح َيدْعُ و َل ُه» رواه م�سلم‪.‬‬ ‫ويح���رم �أن مينّ املت�صدق على من ت�صدق علي���ه �أو ي�ؤذيه �أو يرائي‬ ‫ب�صدقته‪ ،‬لقول اهلل تعاىل‪َ } :‬يا �أَ ُّي َها ا َّل ِذينَ � َآم ُنو ْا َال ُت ْب ِط ُلو ْا َ�صدَ َقا ِت ُكم‬ ‫ا�س { البقرة‪.264 :‬‬ ‫ِبالمْ َنِّ َوال َأذى َكا َّل ِذي ُين ِف ُق َما َل ُه ِر َئاء ال َّن ِ‬ ‫ب‪ .‬املروءة (‪:)Virility‬‬ ‫من املرتادف���ات يف اللغة العربية مل�صطلح التطوع‪ ،‬الفزعة والنخوة‬ ‫و�أبرزه���ا امل���روءة‪ ،‬قيل ملهدي بن ح���رب الهاليل‪ :‬ق���د �أكرث النا�س‬ ‫يف امل���روءة ف�صفها لنا و�أوجز‪ ،‬قال‪ :‬عل���ى اخلبري بها �سقطت‪ ،‬هي‬ ‫ال ْح َ�س ِان‬ ‫بحذافريها يف قول اهلل جل ذكره‪�ِ } :‬إنَّ اللهَّ َ َي�أْ ُم ُر ِبا ْل َع ْد ِل َو ْ ِإ‬ ‫���ي َي ِع ُظ ُك ْم‬ ‫َو�إِيتَ���ا ِء ِذي ا ْل ُق ْر َب���ى َو َي ْن َهى َع ِ‬ ‫���ن ا ْل َف ْح َ�ش���ا ِء َوالمْ ُ ْن َك ِر َوا ْل َب ْغ ِ‬ ‫���م َت َذ َّك ُرونَ { النح���ل‪ ،90 :‬وقيل ل�سفيان ب���ن عيينة رحمه اهلل‬ ‫َل َع َّل ُك ْ‬ ‫تعاىل‪ :‬قد ا�ستنبطت من القران كل �شيء‪ ،‬ف�أين املروءة فيه؟ فقال‬ ‫يف قول���ه تعاىل‪ُ :‬‬ ‫}خ ِذ ا ْل َع ْف َو َو ْ�أ ُم ْر ِبا ْل ُع ْر ِف َو�أَ ْع ِر ْ�ض َع ِن الجْ َ ِاه ِل َني *‬ ‫للهّ‬ ‫َو�إِ َّم���ا َينزَ َغ َّن َك ِمنَ َّ‬ ‫ا�س َت ِع ْذ ِبا ِ �إِ َّن��� ُه َ�س ِمي ٌع َع ِلي ٌم{‬ ‫ال�ش ْي َط ِان َن��� ْز ٌغ َف ْ‬ ‫الأع���راف‪ ،200 - 199 :‬ويروى عن ابن عبا�س قال‪ :‬قال ر�سول اهلل‬ ‫�صل���ى اهلل عليه و�سل���م‪�« :‬أهل املعروف يف الدنيا ه���م �أهل املعروف‬ ‫يف الآخ���رة» فقيل البن عبا�س ما معنى قول الر�سول �صلى اهلل عليه‬ ‫مناد من بطنان‬ ‫و�سلم؟ فقال ابن عبا�س‪� :‬إذا كان يوم القيامة نادى ٍ‬ ‫العر�ش‪ :‬ليتقدم �أهل املعروف يف الدنيا‪ ،‬فيقومون فيها‪ ،‬فيقول اهلل‬ ‫تعاىل‪�« :‬إين قد غفرت لكم على ما كان منكم و�أر�ضيت عنكم خلقي‬ ‫‪44‬‬


‫فيم���ا كان لهم قبلك���م‪ ،‬و�ضمنت عليك���م تبعة كان���ت خللقي قبلكم‬ ‫وجعل���ت ح�سناتكم اليوم تعرفونها على �أهل اجلمع حتى تكونوا �أهل‬ ‫املعروف يف الدنيا و�أهل املعروف يف الآخرة» رواه احلاكم‪.‬‬ ‫ومما ينق���ل يف املروءة قول به���رام‪ :‬املروءة ا�سم جام���ع للمحا�سن‬ ‫كله���ا وكان املهلب ابن �أبي �صفرة يقول‪ :‬امل���روءة �أن يركب الإن�سان‬ ‫وح���ده ويرجع بجي����ش‪ ،‬ومن كتاب ابن احل�سن حمم���د بن �إبراهيم‬ ‫«امل���روءة ترفيه اجل�س���م وحت�سني الذك���ر وتنعيم العي����ش وتنظيف‬ ‫امللب�س وتفخيم الغرف»‪.‬‬ ‫وكان �أب����و احل�س����ن عل����ي بن مو�سى الف����رات يق����ول‪« :‬واهلل ما �أرى‬ ‫الدني����ا تف����ي بهمتي ومروءتي وم����ا �أريد الوزارة �إال ل����ويل �أرفعه �أو‬ ‫ع����دو �أقمعه وم����ا ر�أيت �أحد ًا عل����ى باب����ي �أو يف داري �أو يف موكبي‬ ‫ولي�����س يل علي����ه �إح�س����ان �إال ا�ستحيي����ت منه و�صرف����ت همتي على‬ ‫�إرفاقه والإف�ضال عليه»‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫ويحك���ى �أن عبداملل���ك ب���ن مروان دخل عل���ى ابن �أب���ي �سفيان فلما‬ ‫خ���رج قال معاوية لعمرو بن العا�ص‪« :‬ما �أكمل مروءة الفتى‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫�أ�صل���ح اهلل الأم�ي�ر! لقد �أخذ ب�أخالق �أربعة ‪ ,‬وت���رك �أخالق ًا �أربع ًة‪:‬‬ ‫�أخذ ب�أح�سن ال ِب�شر �إذا لقي‪ ،‬وب�أح�سن احلديث �إذا حدَّث‪ ،‬وب�أح�سن‬ ‫اال�ستم���اع �إذا ُحدِّ ث‪ ،‬وب�أح�سن الوف���اء �إذا وعد‪ ،‬وترك مزاح من ال‬ ‫يث���ق بعقله‪ ،‬وترك جمال�سة م���ن ال يرجع �إىل احلق‪ ،‬وترك خمالطة‬ ‫الدينعنده‪،‬و ترك من الق���ول والعمل كل ما يعتذر منه وترك‬ ‫م���ن ال �أدب‬ ‫خمالطة لئام النا�س»‪.‬‬ ‫وق���ال بع�ض الأم���راء يوم ًا للمغ�ي�رة بن �شعبة‪ :‬ما الفت���وة واملروءة؟‬ ‫قال‪� :‬سخاوة النف�س وح�سن اخللق‪.‬‬

‫الجماعة‬

‫أنـا‬


‫ثالثًا‪..‬‬ ‫دوافع التطوع‬



‫للتط���وع حوافز ودوافع تتجل���ى يف ثالثة �أمور‪ ،‬هي الدافع الديني‬ ‫ودافع الع�صبية «اجلماعة» ودافع الفطرية‪.‬‬

‫‪ .1‬الدافع الديني‬

‫(‪)Religious Motivation‬‬

‫احلكم���ة من �إيج���اد اخللق هي العب���ادة‪ ،‬قال تعاىل‪َ } :‬و َم���ا َخ َل ْقتُ‬ ‫ُون{ الذاريات‪ ،56 :‬وتتجلى �صوره فيما يلي‪:‬‬ ‫ن�س �إِلاَّ ِل َي ْع ُبد ِ‬ ‫ال َ‬ ‫الجْ ِ نَّ َو ْ إِ‬ ‫�أ‪� .‬أن غر�ض وجود الإن�سان وعلة خلقه هو العبادة‪:‬‬ ‫ور�أ�سه���ا توحيد اهلل الذي بعث به الر�سل والأنبياء‪ ،‬وهي احلقيقة‬ ‫املطلقة والأزلية منذ �أن نفخ الروح ب�أبينا �آدم و�أنزله �إىل الأر�ض‪،‬‬ ‫«ا�س ٌم َج ِام ٌع ِل ُك ِّل َما‬ ‫ويعرف �شيخ الإ�سالم ابن تيمية العبادة ب�أنها‪ْ :‬‬ ‫الَ ْع َم ِال ا ْل َب ِاط َن ِة َو َّ‬ ‫الظ ِاه َر ِة»‪� ،‬إن‬ ‫الَ ْق َو ِال َو ْ أ‬ ‫ُي ِح ُّب��� ُه اللهَّ ُ َو َي ْر َ�ضا ُه ِمنَ ْ أ‬ ‫�سلوك «فعل» الإن�س���ان ال�صادر عن �إميان و�إرادة �سواء كان ديني ًا‬ ‫حم�ض��� ًا بين ًا �أو حياتي ًا معا�ش��� ًا هو جزء من الدين وخا�ضع للثواب‬ ‫والعقاب قال تعاىل‪ُ } :‬ق ْل ِ�إنَّ َ�صال ِتي َو ُن ُ�س ِكي وَمحَ ْ َي َاي وَممَ َ ا ِتي للِهَّ ِ‬ ‫َر ِّب ا ْل َعالمَ ِنيَ{ الأنعام‪ .162 :‬فالإن�سان م�سئول عن جميع ت�صرفاته‬ ‫قال تعاىل‪ُ } :‬ك ُّل َن ْف ٍ�س بمِ َ ا َك َ�سبَتْ َر ِهي َن ٌة{ املدثر‪.38 :‬‬

‫‪49‬‬


‫يقول الدكتور يو�س���ف القر�ضاوي عن التطوع ب�أنه‪« :‬النفع املادي �أو‬ ‫املعن���وي الذي يقدمه الإن�سان لغريه م���ن دون �أن ي�أخذ عليه مقاب ًال‬ ‫مادي��� ًا‪ ،‬ولك���ن ليحقق هدف��� ًا خا�ص ًا له �أكرب من املقاب���ل املادي‪ ،‬قد‬ ‫يكون عند بع�ض النا�س احل�صول على الثناء وال�شهرة‪� ،‬أو نحو ذلك‬ ‫من �أغرا����ض الدنيا‪ ،‬وامل�ؤم���ن يفعل ذلك لأغرا����ض تتعلق بالآخرة‬ ‫رجاء الثواب عند اهلل تعاىل والدخول يف جنات النعيم‪ ،‬ف�ضال عما‬ ‫�سينال���ه يف احلياة من برك���ة وحياة طيبة و�سكين���ة نف�سية و�سعادة‬ ‫روحية ال تقدر بثمن عند �أهلها»(‪.((1‬‬ ‫ب‪ .‬التدافع �ضرورة للعمران‪:‬‬ ‫ال ْر ُ�ض‬ ‫ا�س َب ْع َ�ض ُه ْم ِب َب ْع ٍ�ض َل َف َ�سدَ ِت َْ أ‬ ‫قال تعاىل‪َ } :‬و َل ْوال َد ْف��� ُع اللهَّ ِ ال َّن َ‬ ‫َو َل ِك���نَّ َ‬ ‫اهلل ُذو َف ْ�ض ٍل َع َل���ى ا ْل َعالمَ ِنيَ{ البق���رة‪� ،251:‬إن ال�صراع بني‬ ‫اخل�ي�ر وال�ش���ر وب�ي�ن العقي���دة ال�صحيح���ة املتج�س���دة يف الإ�سالم‬ ‫والعقائ���د الوثنية الباطلة منه���ا ماله تراث ديني �سماوي �أو مذهبي‬ ‫حم ّرف �أو نحلة ب�شرية �أر�ضية هو تدافع حمتوم وفق قواعد الإ�سالم‬ ‫والت�سام���ح والتعاي����ش الإن�س���اين‪ .‬وعلي���ه ف�إن التط���وع ميليه واجب‬ ‫االجتماع الدين���ي ورابطة الأخوة‪ ،‬قال تعاىل‪�} :‬إِ َمّ َنا المْ ُ�ؤْ ِم ُنونَ �إِ ْخ َو ٌة‬ ‫َف�أَ ْ�ص ِل ُحوا َبينْ َ �أَ َخ َو ْي ُك ْم َوا َّت ُقوا َهّ َ‬ ‫الل َل َع َّل ُك ْم ُت ْر َح ُمونَ {احلجرات‪.10 :‬‬ ‫�إن الأخوة احلقيقي���ة تتج�سد يف التعاون‪ ،‬قال النبي �صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم‪«َ :‬م َث ُل المْ ُ�ؤْ ِم ِن َني فيِ َت َواد ِ​ِّه ْم َو َت َر ُاح ِم ِهم َو َت َع ُاط ِف ِه ْم َم َث ُل الجْ َ َ�س ِد‪،‬‬ ‫ال�س َه ِر َوالحْ ُ َّمى»‪.‬‬ ‫���ي ٌء َتدَ َاعى َل ُه َ�سا ِئ ُر الجْ َ َ�س ِ���د ِب َّ‬ ‫ِ�إ َذا ْا�ش َت َك���ى ِم ْن ُه َ�ش ْ‬ ‫رواه الإمام �أحمد‪.‬‬ ‫(‪ ((1‬القر�ضاوي‪ ،‬د‪ .‬يو�سف‪� ،‬أ�صول العمل اخلريي يف الإ�سالم‪ ،‬دار ال�شروق‪،‬‬ ‫القاهرة‪ ،‬عام ‪2008‬م‪� ،‬ص‪21‬‬

‫‪50‬‬


‫�إن امل�سل���م يف �سعي���ه لتحقي���ق الأخوة ودف���ع العدو ال�صائ���ل فكري ًا‬ ‫ومادي��� ًا من �أج���ل البناء‪ ،‬عليه �أن يلت���زم ب�أخالقيات التدافع وهما‪:‬‬ ‫الع���دل وبذل اخلري للمخالف املحايد‪ ،‬ق���ال اهلل تعاىل‪}:‬لاَ َي ْن َها ُك ُم‬ ‫َهّ ُ‬ ‫���م ِمنْ ِد َيا ِر ُك ْم‬ ‫���ن ا َّل ِذي���نَ لمَ ْ ُي َقا ِت ُلو ُك ْم فيِ ِ‬ ‫ّين َولمَ ْ ُي ْخ ِر ُجو ُك ْ‬ ‫الد ِ‬ ‫الل َع ِ‬ ‫�أَنْ َتبرَ ُّ وهُ ْم َو ُت ْق ِ�س ُطوا �إِ َل ْي ِه ْم ِ�إ َّن َهّ َ‬ ‫الل ُي ِح ُّب المْ ُ ْق ِ�س ِطنيَ{ املمتحنة‪.8 :‬‬ ‫غالب ًا يظهر ال�شب���اب انتماء ًا حل�ضارتهم الإ�سالمية العربية‪ ،‬حيث‬ ‫ت�ش�ي�ر �أحد الدرا�س���ات التي �أجريت على عين���ة وطنية من ال�شباب‬ ‫الأردين مكون���ة من (‪� )2000‬شاب و�شابة من كافة مناطق الأردن‪،‬‬ ‫و�ضم���ن الفئ���ة العمري���ة (‪� ،)30-18‬أن ‪ 34,1‬م���ن ال�شب���اب يرون‬ ‫�أن هويته���م يف املق���ام الأول �إ�سالمية‪ ،‬فيما �أج���اب ‪� 7,3‬أنه عربي‪.‬‬ ‫كم���ا �أظه���ر م�سح �آخ���ر �أجري عل���ى ال�شباب املغرب���ي‪� ،‬أن ‪ %67‬من‬ ‫ال�شب���اب املغربي يرون �أنف�سهم �أق���رب �إىل الأفغان امل�سلمني‪ ،‬منهم‬ ‫�إىل املغارب���ة اليهود �أو الفل�سطيني�ي�ن امل�سيحيني‪ .‬ويف �أحد التقارير‬ ‫�أ�ش���ار ال�شب���اب العرب���ي بن�سبة ‪ %68‬ب����أن الدين هو ال�ش���يء الأكرث‬ ‫تعبري ًا عنهم‪ ،‬مقابل ‪ %16‬من ال�شباب الغربي‪ ،‬حيث اعترب ال�شباب‬ ‫الغربي ب�أن الوظيفة هي �أف�ضل �شيء يعرب عنهم‪ ،‬وكان ذلك بن�سبة‬ ‫(‪((1‬‬ ‫‪.%29‬‬

‫(‪  ((1‬مو�سى‪� ،‬سناء‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص‪34‬‬

‫‪51‬‬


‫ج‪ .‬عاملية الوازع الديني‪:‬‬ ‫�إن قاعدة املعاملة باملثل من القواعد امل�ستقرة يف القانون والأعراف‬ ‫الدولي���ة‪ ،‬فامل�ؤ�س�س���ات الديني���ة امل�سيحي���ة يف الوالي���ات املتح���دة‬ ‫الأمريكي���ة و�أوروب���ا تعترب م���ن �أن�شط الكنائ�س يف جم���ع التربعات‬ ‫و�إنفاقه���ا لأغرا����ض تب�شريي���ة تن�صريي���ة‪ ،‬فق���د بلغ���ت التربع���ات‬ ‫للكنائ����س بالوالي���ات املتح���دة الأمريكي���ة ع���ام ‪2008‬م مبلغ ًا قدره‬ ‫(‪ )390‬ملي���ار دوالر فيما بلغت يف �إ�سرائيل مبلغ ًا قدره (‪ )11‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬وجن���د البع�ض من���ا بح�سن نية ين�أى بالعم���ق الديني للتطوع‬ ‫وي�ب�رزه عل���ى �أنه ن�شاط م���دين �إن�ساين بحت‪ ،‬خوف��� ًا �أو حترج ًا من‬ ‫�إحلاقه بالن�شاط الدعوي �أو تقليد ًا �أجوف لثقافة غربية ذات تطور‬ ‫تاريخ���ي خا�ص متل���ي على الع���امل النامي م�ضام�ي�ن م�صطلحاتها‬ ‫االجتماعية وال�سيا�سية واالقت�صادية املنت�صرة وال�شائعة(‪.((1‬‬

‫(‪ ((1‬ال�سلومي‪ ،‬د‪ .‬حممد‪ ،‬القطاع اخلريي ودعاوي الإرهاب‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬جملة‬ ‫البيان‪ 1424 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫‪ .2‬دافع اجلماعة «الع�صبية»‬ ‫(‪)Community Motivation‬‬

‫�إنّ داف���ع االنتم���اء �إىل اجلماع���ة هو �أ�صيل يف �سل���وك املتطوعني‬ ‫وال�سيما يف جمتمعاتنا التقليدية التي تت�سم بالتما�سك الإجتماعي‬ ‫ويذه���ب البع�ض �إىل فهم مغلوط عن الع�صبية يف �سياق التع�صب‬ ‫واملفهوم العلمي الذي �أطلقه عامل االجتماع ال�سيا�سي ابن خلدون‬ ‫عن���د درا�سة االنتماءات التي هي حقيق���ة يف �سلوك الب�شر‪ ،‬يقول‬ ‫اب ��ن خل ��دون(‪« :((2‬يف �أن (الع�صبي���ة) �إمن���ا تكون م���ن االلتحام‬ ‫بالن�س���ب ب�سب���ب �أن �صلة الرح���م طبيعية يف الب�ش���ر �إال يف الأقل‪،‬‬ ‫وم���ن �صلتها الن�صرة على ذوي القرب���ى و�أهل الأرحام �أن ينالهم‬ ‫�ضي���م �أو ت�صيبه���م هلكة‪ ،‬ف����إن القريب يجد يف نف�س���ه غ�ضا�ضة‬ ‫م���ن ظلم قريبه �أو العداء عليه وي���ود لو يحول بينه وبني ما ي�صله‬ ‫م���ن املعاط���ب واملهالك نزعة طبيعية يف الب�شر من���ذ كانوا‪ ،‬ف�إذا‬ ‫كان الن�س���ب املتوا�صل بني املتنا�صرين قريب���ا جد ًا بحيث ح�صل‬ ‫ب���ه االحت���اد وااللتم���ام كان���ت الو�صل���ة ظاه���رة فا�ستدعت ذلك‬ ‫مبجرده���ا وو�ضوحه���ا‪ ،‬و�إذا بع���د الن�س���ب بع����ض ال�ش���يء فرمبا‬ ‫تنو�س���ي بع�ضه���ا ويبق���ى منها �شه���ر فتح ّمل عل���ى الن�صرة لذوي‬ ‫ن�سب���ه بالأمر امل�شهور منه فرار ًا م���ن الف�ضا�ضة التي يتوهمها يف‬ ‫نف�س���ه من ظلم من هو من�سوب �إليه بوجه‪ ،‬ومن هذا الباب الوالء‬ ‫واحلل���ف �إذا ن�صره كل �أح���د على �أهل والئه وحلف���ه للألفة التي‬ ‫(‪ ((2‬ابن خلدون‪ ،‬عبدالرحمن بن حممد‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬مكتبة‬ ‫لبنان وبريوت‪ ،‬عام ‪1992‬م‪� ،‬ص ‪55‬‬

‫‪53‬‬


‫تلح���ق النف�س من اهت�ضام جاره���ا �أو قريبها �أو ن�سيبها بوجه من‬ ‫وج���وه الن�سب‪ ،‬وذلك لأجل اللجمة اجلاهلة من الوالة مثل حلمة‬ ‫الن�سب �أو قريبا منها‪ ،‬ومن هذا معنى قوله �صلى اهلل عليه و�سلم‪:‬‬ ‫«تعلم���وا من �أن�سابكم م���ا ت�صلون به �أرحامك���م»‪ .‬رواه الرتمذي‪،‬‬ ‫مبعن���ى �أن الن�س���ب �إمنا فائدت���ه هذا االلتحام ال���ذي يوجب �صلة‬ ‫الرح���م حت���ى تق���ع املنا�ص���رة والنع���رة وما ف���وق ذل���ك م�ستغنى‬ ‫عن���ه �إذ الن�س���ب �أمر وهمي ال حقيق���ة له ونفعه �إمن���ا هو يف هذه‬ ‫الو�صل���ة (االلتح ��ام)»‪ ،‬وهذا ما �أكدته �أي�ض��� ًا درا�سة قام بها كري‬ ‫�آي���ت يف عام ‪2001‬م حتت عنوان (خ�ب�رات التطوع عند ال�سكان‬ ‫الأ�صليني واملجتمعات غري الناطقة بالإجنليزية)‪ ،‬حيث تو�صل‬ ‫الباحثون �إىل �أن العامل الثقايف يلعب دور ًا هام ًا يف تقييم التطوع‬ ‫وت�صرفات الأفراد حياله‪ ،‬وقد ات�ضح من البحث �أن قيم و�أعراف‬ ‫وهياكل املجتمع ت�ؤثر ب�شكل كبري على �إدراك �أفراد املجتمع ملاهية‬ ‫التطوع و�أهميته االجتماعية‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫وق���د �أو�ضح البحث �أن الأ�سرتالي�ي�ن البي�ض من البيئات املتحدثة‬ ‫للإجنليزي���ة بطالق���ة كانوا قادري���ن ب�شكل عام عل���ى و�ضع خط‬ ‫فا�صل ب�ي�ن حياتهم ال�شخ�صية والنطاق الع���ام الذي اختاروا �أن‬ ‫يقوموا فيه بعملهم التطوعي‪.‬‬ ‫فالعم����ل التطوع����ي بالن�سبة له����ذه اجلماعة هو عب����ارة عن ن�شاط‬ ‫يقوم����ون ب����ه من منطل����ق �إرادتهم احل����رة ولي�س من قبي����ل القيام‬ ‫بالواجب‪ .‬يف حني �أظهر كثري من ال�سكان الأ�صليني والقادمني من‬ ‫بيئات غري ناطق����ة بالإجنليزية ارتباط ًا �أعم����ق مبجتمعاتهم التي‬ ‫ت�أ�س�س����ت على ما �أ�سماه التقرير «تبادل املنفعة‪ ،‬وااللتزام املتبادل‬ ‫(التكاف����ل) والروابط الأ�سرية العميق����ة (�صلة الرحم) التي تولد‬ ‫امل�س�ؤولية العامة واالحرتام»(‪.((2‬‬

‫(‪ ((2‬فرير‪� ،‬آندي و�آخرون‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص‪.25‬‬

‫‪55‬‬


‫‪ .3‬الدافع الفطري‬

‫(‪)Innate Motivation‬‬

‫يندف���ع الإن�س���ان بفطرت���ه لتلبي���ة حاجات���ه الت���ي يع�ب�ر عنها عامل‬ ‫االجتم���اع ما�سل ��و (‪ )Maslow‬مبثلث���ه (�سل ��م احلاج ��ات) حينم���ا‬ ‫ق�سمها �إىل خم�سة‪:‬‬ ‫�أ‪ .‬احلاج ��ات املادي ��ة‪ :‬الالزم����ة للبق����اء كامل����اء واله����واء والغذاء‬ ‫وامل�أوى واجلن�س‪.‬‬ ‫ب‪ .‬الأم ��ان واال�ستقرار‪ :‬كاحلماية من الآخرين واحلكم بال�شريعة‬ ‫�أو القانون �أو النظام االجتماعي‪.‬‬ ‫ج‪‌ .‬احل ��ب واالنتماء االجتماعي‪ :‬للأ�س���رة وفيه العالقات والعمل‬ ‫اجلماعي (التعاون)‪.‬‬ ‫د‪ .‬احرتام الذات‪ :‬الإجناز‪ ،‬ال�سمعة‪ ،‬اال�ستقالل‪ ،‬املكانة االجتماعية‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬النم ��اء والتط ��ور ال�شخ�ص ��ي‪� :‬إن التط���وع ه���و نتيج���ة فطري���ة‬ ‫للم�ست���وى الثالث من االحتياجات‪ ،‬علم��� ًا ب�أن املتطوع يحمل كل‬ ‫الدواف���ع يف �آن واح���د ولك���ن ن�سب���ة ت�أثري كل داف���ع تختلف من‬ ‫متطوع لآخر‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫�إن دواف���ع التط���وع باململكة العربي���ة ال�سعودية ال تختل���ف عن دوافع‬ ‫�أي جمتم���ع �آخر �س���وى �أن الدافع الديني يلع���ب دور ًا كبريا فقد قام‬ ‫د‪� .‬إبراهي���م القعيدب�إع���داد درا�س���ة بعن���وان‪( :‬و�سائ ��ل ا�ستقط ��اب‬ ‫املتطوع�ي�ن واالنتفاع الأمثل بجهودهم)‪ ،‬وقد خل�صت �إىل �أن �أهم‬ ‫داف���ع للعمل التطوعي عند ال�سعودي�ي�ن هو الرغبة يف احل�صول على‬ ‫الأجر والثواب‪ ،‬والرغبة يف حتقيق الذات‪ ،‬والتعلم واكت�ساب املعارف‬ ‫اجلدي���دة والنمو ال�شخ�صي‪ ،‬والرغبة يف �شغل �أوقات الفراغ‪ ،‬وتلبية‬ ‫حلاجة فطرية لدى الإن�سان وهي الرغبة يف االت�صال بالآخرين(‪.((2‬‬

‫مثلث ما�سلو (‪)Maslow‬‬

‫(‪ ((2‬القعيد‪ ،‬د‪� .‬إبراهيم‪ ،‬بحث بعنوان و�سائل ا�ستقطاب املتطوعني واالنتفاع الأمثل‬ ‫بجهودهم‪ ،‬الندوة العاملية لل�شباب الإ�سالمي‪1997 ،‬م‬

‫‪57‬‬


‫صحة‬ ‫سعادة‬ ‫تعزيز االنتماء‬ ‫صداقة‬ ‫معرفة‬ ‫مهارة‬


‫رابعًا‪..‬‬ ‫منافع التطوع‬



‫�إن ق���وة التط���وع تتمث���ل يف ق���وة �شموله للف���رد املتط���وع واملنظمات‬ ‫التطوعية والوطن ومن منافعه ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬املنافع الذاتية‬

‫(‪)Self-Benefits‬‬

‫يكت�سب املتطوع الفرد منافع جمة منها‪:‬‬ ‫�أ‪ .‬التمت ��ع ب�صح ��ة جيدة‪ :‬ن�شرت جمل���ة «‪»American Health‬‬ ‫ع���ام ‪1988‬م درا�سة �أجريت بوالي���ة «‪� »Michigan‬أظهرت �أن‬ ‫العمل التطوعي املنتظم يزيد من متو�سط العمر املتوقع للفرد‬ ‫و�أن الرج���ال الذي���ن مل يقوم���وا بعم���ل تطوعي كان���وا عر�ضه‬ ‫للوف���اة مبق���دار مرتني ون�ص���ف �أكرث من ه����ؤالء الذين قاموا‬ ‫بعمل تطوعي مرة �أ�سبوعي ًا على الأقل(‪� .((2‬إن العمل التطوعي‬ ‫يقوي جهازك املناعي ويقلل من معدالت الكولي�سرتول ويقوي‬ ‫القل���ب ويقلل من فر�ص التعر����ض لآالم ال�صدر وب�صفة عامة‬ ‫يقلل من ال�شعور بالإجهاد‪.‬‬ ‫ب‪ .‬ال�صع ��ود للقم ��ة‪ :‬للحي���اة قوان�ي�ن منه���ا �س�ن�ن كوني���ة‪ ،‬وقدر‬ ‫�أولئ���ك املتطوع�ي�ن �أ�صحاب العط���اء‪ :‬ال�سمو وال�س����ؤدد‪ ،‬فهم‬ ‫يعط���ون �أو ًال ث ��م ي�أخ ��ذون الحق� �اً‪ ،‬يحكى لنا امل�ؤل���ف «ايريل‬ ‫نايتنجي ��ل» «‪ »Ariel Nightingale‬ع���ن ق�صة رجل ذهب �إىل‬ ‫مدف�أت���ه اخلاوية وخاطبه���ا‪« :‬امنحيني ال���دفء‪ ،‬و�س�أمنحك‬ ‫اخل�ش���ب» ولكن العطاء ال يك���ون وال يجري على ه���ذا النحو‪.‬‬ ‫(‪ ((2‬جمال‪ ،‬عظيم و�آخر‪ ،‬قوة العطاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة جرير‪ ،‬الريا�ض‪،‬‬ ‫‪2011‬م‪� ،‬ص ‪22‬‬

‫‪61‬‬


‫�إنّ العطاء يعمل وفق ًا للقانون الكوين اخلا�ص بال�سبب والنتيجة‬ ‫ف�إن����ك يف حاجة �إىل �أن تعم����ل من �أجل احل�صول على اخل�شب‬ ‫قب����ل �أن حت�صل عل����ى الدفء‪.‬بعب����ارة �أخرى �س����وف تتما�شى‬ ‫املكاف�����أة التي �سنح�صل عليها دائم���� ًا مع اخلدمة التي قدمتها‬ ‫�أي �ستجن����ى ما زرعت‪ ،‬يق����ول النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪« :‬ما‬ ‫نق�ص مال من �صدقه بل تزده بل تزده» رواه ابن ماجه‪.‬‬ ‫�إنّ الزي���ادة �إما تكون كمية ومعنوية فال���رازق واملانع هو اهلل املُطلع‬ ‫الك���رمي على نوايا و�أفعال النا�س فيفت���ح كنوز الأر�ض وال�سماء على‬ ‫املُنفق�ي�ن ويحب����س بركته عن املُم�سكني البخ�ل�اء �شحيحي ال�ضمري‬ ‫والعط���اء فيق���ول النبي �صل���ى اهلل عليه و�سلم‪« :‬ما م���ن يوم ي�صبح‬ ‫العباد فيه �إال ملكان ينزالن فيقول �أحدهما اللهم �أعط منفق ًا خلف ًا‪،‬‬ ‫ويقول الآخر‪ :‬اللهم �أعط مم�سك ًا تلف ًا» متفق عليه‪.‬‬ ‫ج ‪ .‬ظل ��ك يوم القيام ��ة‪ :‬يقول النبي �صل���ى اهلل عليه و�سلم‪« :‬كل‬ ‫ام���رئ يف ظل �صدقته ي���وم القيامة حتى يق�ض���ى بني النا�س»‬ ‫رواه �أحم���د‪� .‬إن التطوع �سيبني ل���ك ر�صيد ًا �أنت بحاجة له يف‬ ‫حلظة ما‪،‬وما �أوجل تلك اللحظة يف يوم العر�ض الأكرب‪.‬‬ ‫ات‬ ‫د‪ .‬نظ ��ف �سجلك �أ ّو ًال ب�أ ّول‪ :‬يق���ول اهلل عز وجل‪�}:‬إِ َّن الحْ َ َ�س َن ِ‬ ‫ات{ه���ود‪� ،114 :‬إن ب�شريتن���ا تقت�ض���ي الولوج‬ ‫ُي ْذ ِه نْ َ‬ ‫ال�س ِّي َئ ِ‬ ‫�ْب� َّ‬ ‫يف املع�صي���ة كبريه���ا و�صغريه���ا يقول النبي �صل���ى اهلل عليه‬ ‫و�سلم‪«:‬لوال �أنكم تذنبون لأتى اهلل ب�أقوام يذنبون في�ستغفرون‬ ‫ف�أغف���ر له���م»‪ .‬رواه �أحم���د‪ ،‬وعليه ف����إن اخلط�أ لي����س الوقوع‬

‫‪62‬‬


‫يف اخلط�أ و�إمنا اال�ستمرار فيه �أو عدم التكفري عنه بالإ�ستغفار‬ ‫والأعمال ال�صاحلة ومنها التطوع‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬بناء عالقات جديدة‪� :‬إن التطوع ميكنك من اكت�ساب �صداقات‬ ‫ليع ّرفك بالعامل م���ن حولك فتتبادل املنافع معهم حني حتقق‬ ‫التفاعل االجتماعي الذي ي�ساعدك للو�صول �إىل كامل قدرتك‬ ‫وطاقتك ويقوي روح���ك لقد كتب توما�س مريتون (‪Thomas‬‬ ‫‪�« :)Merton‬إن الأرواح مث���ل الريا�ضي�ي�ن الذي���ن بحاجة �إىل‬ ‫خ�صوم جديرين بهم من �أجل اختبار قدراتهم وتدفعهم �إىل‬ ‫ا�ستخدام كامل طاقاتهم»‪� .‬إن اعتزال العمل التطوعي �سيدفع‬ ‫بك لالنزواء عاطفي ًا لنق�ص التوا�صل والرتابط‪.‬‬ ‫و‪� .‬شع ��ور خمتل ��ف‪ :‬قادتني الفزعة �أو النخ���وة �إىل العمل خارج‬ ‫الوط���ن وعنده���ا اكت�شفت جوه���ر احلياة حينم���ا �أطلعت عن‬ ‫كثب على معاناة �أولئ���ك املهاجرين على احلدود الباك�ستانية‬ ‫يف ب�ش���اور �أو بابي �أو مان�سهريه فمنهم من فقد والده �أو زوجه‬ ‫�أو �إبن���ه �أو طرف مبت���ور من يده �أو قدم���ه وجتتمع الأ�سرة يف‬ ‫بيت طني‪،‬دعاين �أحد ال�شباب الأفغان العاملني مبعيتي لتناول‬ ‫طع���ام الغداء على مائدته���م املفرو�شة على الأر�ض فما مل�ست‬ ‫�إال الر�ض���ا بق�ضاء اهلل وقدره وتطلعهم حلياة �أف�ضل يفخرون‬ ‫مب���ا �ضحوا ومتلكهم روح التحدي وكان طعام ًا نظيف ًا لذيذ ًا ال‬ ‫ميكنن���ي �أن �أن�ساه‪ ..‬ال ميكنني �أن �أن�سى تلك االبت�سامة وذلك‬ ‫ال���كالم ودع���وات والدت���ه و�إخوته عل���ى الباب عن���د توديعي‪.‬‬ ‫�إن ذلك ال�شع���ور املختلف عما عاي�شته ح�ضر يف ذاكرتي تلك‬ ‫النعم التي نرفل بها ونحن عنها غافلون‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫ز‪ .‬مه ��ارات جدي ��دة‪� :‬إنّ العم���ل التطوعي ُينمي ال���ذات ويك�سب‬ ‫�صاحبه مهارات الإت�صال الفعال والت�أثري يف الآخرين والعمل‬ ‫ب���روح الفري���ق والتنظي���م والتقيي���م باملراجع���ة والت�صحي���ح‬ ‫كما �أنه حق���ل لإختبار القدرات القيادي���ة والأفكار الإبداعية‬ ‫واالبتكارية حينما تقل �أخطار املبادرات التطوعية ف�ض ًال عن‬ ‫البيئة املحفزة وامل�شجعة من من�سقي برامج التطوع واملفتقدة‬ ‫يف بيئة القطاع الع���ام �أو اخلا�ص‪� ،‬إن العمل التطوعي ميكنك‬ ‫من التجمع والتوا�ص���ل مع جميع �أفراد املجتمع عرب الت�شبيك‬ ‫االجتماع���ي (‪)Social networking‬ال���ذي طامل���ا كان �سبب ًا‬ ‫لت�سوي���ق ال���ذات واحل�صول عل���ى وظائف‪� .‬إن و�ص���ول ال�سيد‬ ‫ب���اراك ح�سني �أوبام���ا‪ -‬رئي�س الواليات املتح���دة الأمريكية ‪-‬‬ ‫ل�س���دة احلكم يعد �أهم دليل عل���ى �أهمية املنظمات والأن�شطة‬ ‫غري الربحية وو�سائل التوا�صل االجتماعي‪.‬‬ ‫ح‪ .‬البطال ��ة واالنتظ ��ار‪� :‬إن من نعم اهلل عل���ى ال�شباب ال�صحة‬ ‫والفراغ يقول الر�س���ول �صلى اهلل عليه و�سلم‪« :‬نعمتان مغبون‬ ‫بها كثري من النا�س‪ :‬ال�صحة والفراغ» رواه البخاري‪.‬‬ ‫�إن ال�شب���اب كمرحل���ة عمري���ة تت�ص���ف بال�صح���ة ف�سيولوجي��� ًا ولي�س‬ ‫فيه���ا �إلت���زام بزوج���ة و�أوالد �أو وظيف���ة ر�سمي���ة فيظهرالفراغ خالل‬ ‫�أو بع���د تخرج���ه م���ن الثانوية العام���ة �أو بع���د تخرجه م���ن اجلامعة‬ ‫خ�ل�ال انتظار الوظيف���ة «البطالة»‪� ،‬إنّ ال�شعور بق���وة ال�صحة والفراغ‬ ‫�ستدف���ع ال�ش���اب �إىل خيارين ال ثالث لهم���ا �إما ال�سه���ر لوقت مت�أخر‬ ‫والن���وم �صباح ًا �أو مرافقة الأ�شقياء والت���ورط بق�ضايا ف�ساد �أخالقي‬

‫‪64‬‬


‫ال ق���در اهلل (التحر����ش اجلن�س���ي – الل���واط – ال�سح���اق) �أو تعاطي‬ ‫امل�سك���رات واملن�شط���ات و�أف�ضل الأ�سو�أ هدر الوق���ت با�ستماع الأغاين‬ ‫والتدخني و�إدمان الأكل الرديء ال�سريع والقطيعة مع املحيط الأ�سري‬ ‫(الوالدين والأقارب)‪.‬‬ ‫يب���دو �أن ما ن�شك���و منه الآن يف �شارع التحلي���ة بالريا�ض على �سبيل‬ ‫املث���ال كان ي�شكو منه �أني�س من�صور يف مدينة القاهرة قدمي ًا بقوله‬ ‫«ويكفي �أن نلقي نظرة على �شارع �سليمان با�شا يف القاهرة‪ ..‬لنعرف‬ ‫م���ا الذي ت�صنعه هذه الألوف م���ن ال�شبان‪ ..‬ال �شيء ي�صنعونه غري‬ ‫الذه���اب والإي���اب والتزاح���م «واللطعة» عل���ى الأب���واب ومعاك�سة‬ ‫ال�سي���دات �إنه���ا طاق���ات مبددة �ضائع���ة‪ .‬ال �أحد يت���وىل ت�شغيلها �أو‬ ‫اال�ستف���ادة منه���ا ال يف املدينة وال يف الري���ف‪ ..‬وال حتى يف الأحياء‬ ‫التي ي�سكنونها ال يف ال�سلم وال يف احلرب»‪.‬‬ ‫�إن خيار التط���وع �سيك�سبك املنافع �سالف���ة الذكر ويجعلك يف حالة‬ ‫منو وا�ستعداد دائم فهو ا�ستثمار ذكي لل�صحة والفراغ‪.‬‬ ‫ط‪ .‬املعرف ��ة والتطبي ��ق‪� :‬أتذكر منذ ن�ش�أت���ي باملدر�سة االبتدائية‬ ‫موقفني �أولهما ا�ستيقاظي يف �ساعة مبكرة جد ًا �صباح ًا لأقف‬ ‫بطاب���ور املدر�سة‪ ..‬عذر ًا‪ :‬طاب���ور اخلباز ثم �أقطع كيلومرتين‬ ‫بعده���ا كي �أ�صل للمدر�سة وعنده���ا كان ينتظرين لوح خ�شبي‬ ‫«م�سط���رة» بي���د مدي���ر املدر�س���ة الذي يق���ف على ب���اب بيت‬ ‫م�ست�أج���ر من طابق واح���د في�سرع �إىل �ض���رب كفي ال�صغري‬ ‫ذي ال�ست �سنوات دون �شفقة �أو رحمة ولو �أدركته هيئة حقوق‬ ‫الإن�سان ال�سعودية اليوم لأقاموا الدنيا ومل يقعدوها‪..‬‬

‫‪65‬‬


‫�أما املوقف الث���اين‪ :‬فهو امتناعي عن دخول احلمام «�أكرمكم اهلل»‬ ‫بالرغ���م من احتياجي ال�شديد‪� ..‬أتدرون ملاذا ؟ لأن احلمام لي�س له‬ ‫باب‪ ..‬مع هذا العذاب ماذا كنا نتعلم ؟ كانت املدر�سة تقوم بواجبها‬ ‫املعريف بح�شو عقلنا بكم هائل من املعلومات النظرية التي نحفظها‬ ‫ثم نعود �إىلكتابتهامن جديد على ورقة االمتحان وك ٌل و�شطارته يف‬ ‫احلفظ و�أف�ضل راديو م�سجل كان يحظى ب�أعلى الدرجات‪ ،‬و�أبنائي‬ ‫يحك���ون يل �أن مباين التعلي���م �أ�صبحت حديث���ة ف�أ�صبح احلمام له‬ ‫ب���اب و�ألغي ال�ض���رب من املدار����س متام��� ًا‪� ،‬إال �أن التعليم الزال يف‬ ‫اجلمل���ة تلقين ًا نظري��� ًا‪ ،‬وهنا ي�أتي ال�شاهد ب����أن التطوع هو الو�سيلة‬ ‫الأه���م يف حتوي���ل املعرف���ة �إىل تطبيق ميكن الط�ل�اب من مالم�سة‬ ‫العل���م و�أث���ره يف احلياة‪ ،‬ولذا عل���ى ال�شباب �أن ي�سع���وا مببادراتهم‬ ‫الذاتية يف التطوع للتغلب على هذه املع�ضلة الرتبوية والتعليمية‪.‬‬ ‫�أم���ا عن منافع التطوع ل���دى ال�شباب يف اململك���ة العربية ال�سعودية‬ ‫فق���د �أظهرت درا�سة ق���ام بها د‪ .‬را�ش ��د الباز(‪ ((2‬بعن���وان (ال�شباب‬ ‫والعمل التطوع ��ي)‪ ،‬درا�سة ميدانية على طالب املرحلة اجلامعية‬ ‫يف مدين���ة «الريا����ض»‪ ،‬وتو�صل���ت الدرا�س���ة �إىل �أن غالبية ال�شباب‬ ‫لي�س���ت لديهم م�شارك���ة يف العمل التطوعي‪ ،‬رغ���م وجود وقت فراغ‬ ‫ل���دى معظمهم‪ .‬وعرب غالبي���ة املبحوثني عن رغبته���م يف امل�شاركة‬ ‫يف العم���ل التطوع���ي وخدمة جمتمعهم‪ ،‬كما تطرق���ت الدرا�سة �إىل‬ ‫عوائق العمل التطوعي‪ ،‬وتبنت نظرية التبادل االجتماعي يف تف�سري‬ ‫(‪ ((2‬الباز‪ ،‬د‪ .‬را�شد‪ ،‬درا�سة بعنوان ال�شباب والعمل التطوعي‪ ،‬املركز الوطني‬ ‫لأبحاث ال�شباب – جامعة امللك �سعود‪ ،‬الريا�ض‪2002،‬م‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫العالقة بني رغبة ال�شباب يف امل�شاركة يف العمل التطوعي وعدد من‬ ‫العوام���ل املرتبطة بتلك الرغبة‪ .‬وك�شفت الدرا�سة عن وجود عالقة‬ ‫بني امل�شاركة يف العمل التطوعي ومتغري اكت�ساب اخلربة حيث �أفاد‬ ‫بذلك ‪ %92‬م���ن املبحوثني‪ .‬ودلت الدرا�سة عل���ى وجود عالقة قوية‬ ‫ب�ي�ن امل�شاركة يف العمل التطوع���ي والرغبة يف احل�صول على الأجر‬ ‫والثواب ومثلها ‪ %99‬منهم‪.‬‬

‫‪ .2‬منافع امل�ؤ�س�سات غري الربحية‬

‫(‪)Benefits of NPO‬‬

‫�إن العم���ل التطوع���ي ل�صيق‪ ،‬ب���ل ومتطاب���ق وحاج���ة امل�ؤ�س�سات غري‬ ‫الربحية‪ ،‬فهي �أكرب راعية وم�ستفيدة منه عرب ما ي�أتي‪:‬‬ ‫�أ‪� .‬إنّ تع���اون امل�ؤ�س�سات واملنظمات غري الربحي���ة مع التنظيمات‬ ‫وامل�ؤ�س�سات املجتمع املحلي فيما ي�سمى (الت�شبيك االجتماعي)‬ ‫يمُ ك���ن امل�ؤ�س�س���ات املانح���ة م���ن خ�ل�ال اجلمعي���ات التطوعية‬ ‫امليداني���ة حتدي���د االحتياج���ات و�أولوياتها حتدي���د ًا دقيق ًا كما‬ ‫�أنّ التنفي���ذ �سيكون فعا ًال ويحقق الأبع���اد والعوائد االجتماعية‬ ‫امل�شرتكة‪ :‬كالتكافل والرتابط والت�آزر‪ .‬ويحكم الرقابة املتبادلة‬ ‫للح���د م���ن اله���در و�ضع���ف الكف���اءة كم���ا تخف����ض التكاليف‬ ‫الت�شغيلية للأعمال اخلريية‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫ب‪� .‬إنّ املتطوعني م�صدر رئي�س���ي للتربعات كونهم يتمتعون ب�صالت‬ ‫وعالق���ات موثوق���ة يف حميطهم الأ�سري والأ�صدق���اء والعمل كما‬ ‫�أنهم ميلكون فكرة مهمة ي�ؤمنون بها و�صادقني يف التعبري عنها‪.‬‬ ‫ج‪ .‬يتمتع بع�ض املتطوعني مبهارات فنية دقيقة وخربات متخ�ص�صة‬ ‫ال متك���ن �أي منظم���ة �س���واء �أكان���ت ربحي���ة �أو غ�ي�ر ربحي���ة من‬ ‫ا�ستقطابه���ا وال�سيما يف امل�ستويات القيادية ب�سبب ارتفاع تكلفتها‬ ‫ولك���ن التطوع يجع���ل ه�ؤالء ي�شاركون يف اتخ���اذ القرارات الهامة‬ ‫ف�ض ًال ع���ن الإدارة التنفيذية لبع�ض امل�شاري���ع والربامج النوعية‬ ‫واملحدودة الزمن‪.‬‬ ‫�إنّ بع�ض القلوب العطوفة والنبيلة من علماء ورجال �أعمال ومفكرين‬ ‫وقادة ر�أي ور�ؤ�ساء تنفيذيني منحوا املنظمات غري الربحية امل�صداقية‬ ‫لتعبئ���ة ال���ر�أي الع���ام نحو تروي���ج العمل اخل�ي�ري وذل���ك برت�ؤو�سهم‬ ‫جمال�س الإدارة �أو افتتاح فعالياتها و�إطالق حمالت التربع‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫‪ .3‬منافع التطوع الوطنية‬ ‫(‪)Benefits of National Volunteer‬‬

‫�إن ّتط��� ّوع املجتم���ع امل���دين جزء �أ�سا�س���ي يف احلي���اة الدميقراطية‬ ‫التعددي���ة وف���ق القانون �أم���ا يف املجتمع���ات النامية ف�إن���ه �ضرورة‬ ‫لال�ستقرار والبناء والتحديث‪.‬‬ ‫�أ‪� .‬إنّ التطوع يع���زز امل�شاركة التنموية بد ًال م���ن امل�شاركة ال�سيا�سية‬ ‫التي ال تتوافر يف املجتمعات غري الدميقراطية كالنظام ال�سيا�سي‬ ‫ال�سع���ودي املعتم���د عل���ى فل�سف���ة النظ���ام ال�سيا�س���ي يف الإ�سالم‬ ‫واحلك���م الر�شيد حينما يعبئ طاقات املجتمع الفائ�ضة للم�شاركة‬ ‫يف خط���ط التنمية واجتاهاته���ا امل�ستقبلية وانخ���راط ال�شباب يف‬ ‫التخطيط والتنظيم والتنفيذ والرقابة على امل�شروعات والربامج‬ ‫احلكومية �أو اخلا�صة يف جماالت التعليم والعمل وال�صحة والبيئة‬ ‫والريا�ض���ة والفن���ون كما يق���ود اجله���ود الفعلية بح�س���ب املوارد‬ ‫املتاح���ة عرب املنظمات غ�ي�ر الربحية ال�ست���دراك �إخفاقاتها‪� .‬إن‬ ‫تل���ك امل�شاركة التنموية �ستكون �صحي���ة للتعبري عن الر�أي وكفالة‬ ‫احلقوق وال�سيما لتلك ال�شرائ���ح الأقل حظ ًا �أو قدرة على �إي�صال‬ ‫�صوته���ا ملتخذ القرار كما �أنها �أداة ج���ادة وفعالة ل�ضمان اجلودة‬ ‫وتطويق الف�ساد الإداري واملايل‪.‬‬ ‫ب‪� .‬إنّ التطوع يعزز ال���روح الوطنية وال�سيما يف احلروب والكوارث‬ ‫والأزم���ات حينما يتوح���د املجتمع بجميع تنوعات���ه املناطقية �أو‬ ‫املذهبي���ة �أو العرقية فيتفانى يف خدمة غ�ي�ره تطوع ًا‪ ،‬متنا�سي ًا‬ ‫خالفاته و�إنكاره حلقوقه وم�صاحله الفردية مل�صلحة اجلماعة‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫ج‪� .‬إنّ التط���وع ُيح�سن م���ن م�ستوى خدمات ال���وكاالت احلكومية‬ ‫بتوفري اخلربة والدعم الفني املهاري �أو اليد العاملة ويتالحم‬ ‫مع القطاع اخلا�ص وغري الربحي باجتاه هدف �إجناز املهمة‪.‬‬ ‫د‪� .‬إنّ العم���ل اجلماعي الكبري يعزز ال���روح املعنوية �أي�ض ًا حينما‬ ‫يعيد املجتمع اكت�شاف نف�سه وقدراته الكامنة ويخترب مهاراته‬ ‫ف�ض ًال عن �إكت�سابه مهارات جديدة فيفخر مبنجزاته ويحقق‬ ‫الر�ض���ا اجلماعي‪�،‬إما بالتغلب على الكارث���ة �أو التخفيف من‬ ‫�آثاره���ا وامل�شارك���ة تالي ًا يف ابت���كار واقرتاح احلل���ول العملية‬ ‫والتطبيقية النابعة من حاجات املجتمع املحلي‪.‬‬ ‫هـ‪� .‬إنّ العم���ل التطوعي العاطفي ي�سه���م ال حمالة يف خلق فر�صة‬ ‫ذهبي���ة نح���و �إدم���اج �أولئك املهم�ش�ي�ن �أو العاطل�ي�ن �أو الذين‬ ‫تعر�ض���وا ل�صدم���ات �أو ح���وادث معينة يف حياته���م و�ستجعل‬ ‫منهم �أ�صحاء نف�سي��� ًا‪ ،‬م�ستعيدين ثقتهم بوطنهم‪ .‬ان التطوع‬ ‫ه���و ر�أ�س امل���ال االجتماعي الذي ال غنى عن���ه لأي دولة تن�شد‬ ‫التط���ور‪ ،‬يق���ول كوك����س(‪�« :)Cox‬إنّ ر� َأ�س امل���ال االقت�صادي‬ ‫ال يكف���ي ل�ضمان �س�ي�ر املجتمع بال�شكل املطل���وب فر�أ�س املال‬ ‫االجتماعي يتولد من حتم���ل الأفرادللم�س�ؤولية وعملهم �سوي ًا‬ ‫وتعلمهم �أن يثقوا يف بع�ضهم البع�ض �أمر �ضروري �إذا ما �أردنا‬ ‫�أن نتحرك نحو جمتم���ع �أكرث متدن ًا ي�شعر كل فرد من �أفراده‬ ‫بقيمت���ه»‪ ،‬يق���ول النبي �صل���ى اهلل علي���ه و�سلم‪�«:‬إمن���ا تغلبون‬ ‫وتن�ص���رون ب�ضعفائكم» الإمام �أحمد‪ ،‬واملراد �أن الأمة حينما‬ ‫تهتم بال�ضعيف وغري القادر تكون يف حالة ّ‬ ‫حت�ضر متك ّنها من‬

‫‪70‬‬


‫االنت�ص���ار والغلبة‪ .‬فف���ي عام ‪1999‬م �أ�ص���در مركز درا�سات‬ ‫املجتمع املدين درا�سة بعنوان‪( :‬املجتمع املدين‪:‬العاملي حجم‬ ‫القط ��اع غري الربحي)(‪ ،((2‬وهي ح�صيلة �سل�سلة من الأبحاث‬ ‫الت���ي قاده���ا املرك���ز يف (‪ )22‬بلد ًا حول القط���اع الأهلي وقد‬ ‫خل�صت الدرا�سة �إىل نتائ���ج ترتبط مب�ساهمة القطاع الأهلي‬ ‫يف االقت�صاد العاملي من �أهمها‪:‬‬ ‫‪  .1‬ب���رز القطاع الأهل���ي يف بداية القرن الواح���د والع�شرين القوة‬ ‫االقت�صادي���ة الأكرث منو ًا ب�ي�ن القطاعات املجتمعي���ة الأخرى‪ ،‬وهو‬ ‫كما ع�ب�رت الدرا�سة (ق ��وة اقت�صادية كربى يف ال ��دول التي متت‬ ‫درا�سته ��ا) فن�سب���ة الإنف���اق لهذا القط���اع ت�ص���ل يف متو�سطها �إىل‬ ‫(‪ )%5.7‬م���ن �إجمايل الناجت الداخلي‪ ،‬حيث م ّث���ل هذا القطاع ما‬ ‫يزيد على تريلون دوالر الذي يبوئه مركز ثامن اقت�صاد عاملي‪.‬‬ ‫‪  .2‬يف ثمانية بلدان من العينة كانت ن�سبة النمو يف وظائف القطاع‬ ‫الأهلي يف الفرتة الفا�صلة بني (‪ 1990‬ـ ‪1995‬م) (‪� )%24‬أي بن�سبة‬ ‫�سنوية تعادل (‪ ،)%4‬و�أما منو جممل الوظائف الأخرى فلم يتجاوز‬ ‫(‪� )%8‬أي (‪� )%2‬سنوي��� ًا‪ ،‬وم���ن ث���م فقد قارب منو القط���اع الأهلي‬ ‫ثالثة �أ�ضعاف منوها يف القطاعات الأخرى (العام واخلا�ص)‪.‬‬ ‫‪  .3‬يوف���ر القط���اع التطوع���ي م���ا يع���ادل (‪ )%4.8‬م���ن �إجمايل‬ ‫الوظائ���ف يف الدول عين���ة الدرا�سة‪ ،‬وبن�سبة قطاعي���ة تعادل ثالثة‬ ‫�أ�ضعاف ما يوفره قطاع املرافق‪ ،‬و�أكرث من �ضعفني مما يوفره قطاع‬ ‫(‪ ((2‬جمموعة م�ؤلفني‪ ،‬الإ�سهام االقت�صادي واالجتماعي يف املنظمات الأهلية‬ ‫العربية يف الدول العربية‪،‬الأردن‪ -‬لبنان‪-‬م�صر‪ -‬تون�س‪1999 ،‬م‪� ،‬ص ‪20‬‬

‫‪71‬‬


‫الن�سي���ج‪ ،‬وتقريب ًا ن�صف ما يوفره قطاع النقل‪ ،‬والأهم من ذلك ما‬ ‫يعادل (‪ )%27‬من الوظائف احلكومية‪.‬‬ ‫‪  .4‬بين���ت الدرا�س���ة �أن التو�صي���ف القطاع���ي للوظائ���ف الثابت���ة‬ ‫ومدفوع���ة الأج���ر املرتبط���ة بالأن�شط���ة التطوعية تت�ص���ف بهيمنة‬ ‫ثالث���ة قطاع���ات رئي�سي���ة‪ :‬ترتك���ز (‪ )%30‬م���ن ه���ذه الوظائف يف‬ ‫قط���اع التعليم‪ ،‬مقابل (‪ )%20‬يف قطاع ال�صحة‪ ،‬و(‪ )%18‬يف قطاع‬ ‫اخلدمات االجتماعية‪.‬‬ ‫وق���د �أظهرت درا�سة تف�صيلي���ة(‪� ((2‬أخرى عن حجم التوظيف الذي‬ ‫يولدها القطاع اخلريي منذ ‪1990‬م – ‪1995‬م ح�سب ما يلي‪:‬‬ ‫الدولة‬ ‫�إ�سرائيل‬

‫البيان‬ ‫وظف القطاع الثالث يف عام ‪1995‬م‪،‬‬ ‫(‪� )145‬ألف �شخ�ص‪.‬‬

‫هولندا‬

‫يوفر القطاع التطوعي ‪ %12,6‬من الوظائف الثابتة‪.‬‬

‫بلجيكا‬

‫يوفر القطاع التطوعي (‪ )%10,5‬من الوظائف الثابتة‪.‬‬

‫�أمريكا‬

‫يف �أمريكا املوظفون يف اجلمعيات غري الربحية (‪)11‬‬

‫مليون‬

‫والقطاع اخلريي يوظف تقريب ًا (‪ )%10.5‬من جمموع‬ ‫القوى العاملة‪.‬‬

‫�إيرلندا‬

‫يوفر القطاع التطوعي (‪ )11.5‬من الوظائف الثابتة‪.‬‬

‫(‪ ((2‬الربكاتي‪ ،‬عمر‪ ،‬درا�سة بعنوان الأثر االقت�صادي للأعمال التطوعية‪ ،‬الريا�ض‪1429 ،‬هـ‬ ‫‪72‬‬


‫و‪ .‬ي�ساهم التطوع يف زيادة حجم الإنفاق الكلي وبالتايل �إجمايل‬ ‫الن���اجت الوطني املعبرّ عن الق���وة االقت�صادية من خالل جمع‬ ‫التربع���ات «ال�صدق���ات» �أو دف���ع ال���زكاة الواجبة ث���م اعادة‬ ‫توزيعها لتحق���ق العدالة االجتماعية وتعزي���ز القوة ال�شرائية‬ ‫للفقراء واملحتاجني �أو املعوزين‪.‬‬ ‫�إنّ التط���وع �أداة وطني���ة مهمة لل�سعودي�ي�ن �أكدتها درا�س���ة قام بها‬ ‫معل���وي ال�شهراين ع���ام ‪2006‬م بعنوان «العم���ل التطوعي وعالقته‬ ‫ب�أمن املجتمع»(‪ ،((2‬وقد تو�صل الباحث �إىل �أنّ جميع الأدوار الأمنية‬ ‫التي يقوم بها املتطوعون هي �أدوار هامة جد ًا كالإ�سهام يف مكافحة‬ ‫الت�س���ول‪ ،‬وم�ساع���دة املعوزي���ن على مواجه���ة الفق���ر‪ ،‬والإ�سهام يف‬ ‫وقاي���ة �أ�سر و�أطفال نزالء ال�سجون من الت�شرد واالنحراف والوقاية‬ ‫من اجلرمي���ة و�أخطار املخ���درات‪ ،‬وم�ساعدة املجتم���ع يف مواجهة‬ ‫الكوارث‪ ،‬مثل احلريق وال�سي���ول واالنفجارات‪ ،‬وم�ساعدة الأجهزة‬ ‫الأمنية يف تعقب املجرمني والإبالغ عن امل�شبوهني‪.‬‬

‫(‪ ((2‬ال�شهراين‪ ،‬معلوي‪ ،‬درا�سة بعنوان العمل التطوعي وعالقته ب�أمن املجتمع‪،‬‬ ‫جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية‪ ،‬الريا�ض‪1428 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪73‬‬


‫مدرسة‬ ‫جامعة‬

‫حكومة‬ ‫إقليمي‬ ‫دولي‬ ‫خاص‬


‫خامسًا‪..‬‬ ‫أنماط التطوع وتطبيقاته‬



‫تتن���وع �أمناط التط���وع بح�سب امل�ؤ�س�سة �إن كان���ت عامة �أو خا�صة �أو‬ ‫غري ربحية �أو التي متار�س التطوع لفرتة زمنية حمدودة �أو طويلة �أو‬ ‫برنامج ون�شاط عر�ضي يحقق �أغرا�ضه ثم ينتهي �أو ن�شاط م�ؤ�س�سي‬ ‫دائ���م ومتط���ور كذلك قد يكون التط���وع جزء ًا من نتائ���ج امل�س�ؤولية‬ ‫االجتماعي���ة للقط���اع اخلا�ص �أو �أن تك���ون امل�ؤ�س�س���ة برمتها قائمة‬ ‫عل���ى ن�شاط التط���وع نف�سه وميكن تق�سيم التط���وع على �سبيل املثال‬ ‫ال احل�صر �إىل ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬التطوع املدر�سي‬

‫(‪)Schools Volunteering‬‬

‫يع���د التط���وع املدر�سي م���ن التطبيقات املهمة يف جم���ال التطوع‪،‬‬ ‫حي���ث �أنه ي�ساعد عل���ى حتقيق �أه���داف تربوية وقائي���ة و�إمنائية‬ ‫وعالجية ومن هذه الأمثلة‪:‬‬ ‫�أ‪ .‬ثانوية امللك عبداهلل بن عبدالعزيز مبحافظة �شقراء‪:‬‬ ‫ق���ام عدد م���ن املعلمني يف ثانوي���ة امللك عب���داهلل مبحافظة �شقراء‬ ‫بالتط���وع لتقدمي درو����س تقوية جمانية لطالبهم خ�ل�ال اختبارات‬ ‫الف�ص���ل الدرا�س���ي الأول وملدة �أ�سبوعني وعل���ى فرتتني تبد�أ الفرتة‬ ‫الأوىل من بعد �صالة الع�صر حتى �أذان املغرب‪ .‬والفرتة الثانية من‬ ‫بعد �صالة املغرب وحتى �أذان الع�شاء‪ ،‬وت�أتي هذه البادرة التطوعية‬ ‫من املعلمني جتاه طالبهم مل�ساعدتهم يف حت�سني م�ستوياتهم‪.‬‬ ‫‌‬

‫‪77‬‬


‫ب‪ .‬م�شروع «هذه مدر�ستي» يف متو�سطة حمد اجلا�سر‪:‬‬ ‫يف ه���ذه املدر�سة ال يوجد �أي عام���ل للنظافة منذ عامني‪ ،‬فمنذ �أن‬ ‫�أطل���ق مديرها الأ�ستاذ‪� /‬ضيدان ب ��ن عبدالرحمن اليامي م�شروع‬ ‫(ه���ذه مدر�ستي) وهي جماعة الن�شامى الت���ي تقوم ب�صيانة املبنى‬ ‫املدر�س���ي‪� ،‬أ�صبحت املدر�سة منوذج ًا ح�ضاري ًا ورائع ًا‪ ،‬حيث يتناوب‬ ‫الطالب وب�ش���كل دوري ح�سب ح�ص���ة الأن�شط���ة �أو الرتبية البدنية‬ ‫�أو الفني���ة ويق���وم جمموعة منه���م بتنظيف املم���رات ودورات املياه‬ ‫والف�صول الدرا�سية‪.‬‬ ‫كان الهدف من ذلك هو الرقي باملدر�سة يف م�صاف املدار�س املتطورة‬ ‫مثل التجربة اليابانية‪ ،‬حيث �أن امل�سلمني �أوىل بذلك‪ ،‬للمحافظة على‬ ‫البيئ����ة املدر�سي����ة‪ .‬وكان من �أبرز نتائج هذا امل�ش����روع هو عدم وجود‬ ‫كتاب����ة على جدران املدر�سة �أو الط����اوالت‪ ،‬وكذلك �أي زجاج مك�سور‪.‬‬ ‫لق����د مت تغيري يف �سلوك الطالب ب�شكل وا�ض����ح و�أ�صبح �أولياء الأمور‬ ‫ي�أت����ون ب�أنف�سهم للمدر�سة وي�ؤكدون على �ضرورة م�شاركة �أبنائهم يف‬ ‫فريق �صيان����ة املبنى املدر�سي حتى قال �أح����د الطالب «�أ�ستاذ دعني‬ ‫�أم�سح املمر كام ًال ولكن ال تخ�صم علي درجة !»‪.‬‬

‫‪ .2‬التطوع اجلامعي‬

‫(‪)Universities Volunteering‬‬

‫�أ‪ .‬نادي حياة بجامعة امللك �سعود‪:‬‬ ‫هو �أول ناد جامعي متخ�ص�ص يف جمال التطوع على م�ستوى اجلامعات‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬تابع لعمادة �ش�ؤون الطالب بجامعة امللك �سعود‪.‬‬

‫‪78‬‬


‫�أ�س�سه طالبان من كلية الطب هما (زياد اليحيى‪ ،‬وبدر العمري)‬ ‫رغب���ة يف �إقام���ة برام���ج تطوعي���ة طبي���ة ته���دف �إىل تعزيز روح‬ ‫اخلدم���ة املجتمعية لدى ط�ل�اب الطب وتلم�س حاج���ات املجتمع‬ ‫الفعلي���ة‪ ،‬حي���ث �أن ر�سالة النادي هي �إحي���اء �إرثنا التطوعي لدى‬ ‫ال�شباب ون�شر الإن�سانية بالأعمال التطوعية‪.‬‬ ‫وقد �أق���ام النادي العديد من الربامج املتمي���زة والأوىل من نوعها‬ ‫يف املج���ال‪ ،‬كربنامج (لبي���ه يا وطن) وهو برنام���ج طبي مل�ساعدة‬ ‫الالجئ�ي�ن يف منطقة جازان خالل �أحداث احلرب يف عام ‪2010‬م‬ ‫وق���د كان النادي هو اجلهة املدنية الوحيدة على خط النار �آنذاك‪،‬‬ ‫وح���از على ذلك درع التميز من جامع���ة امللك �سعود لعام ‪2010‬م‪،‬‬ ‫و�أق���ام برنام���ج التط���وع ال���دويل �إىل الهن���د مب�شارك���ة ع���دد من‬ ‫اجلمعيات التطوعية الدولية‪ ،‬وبرنامج رحلة الإن�سانية وهو برنامج‬ ‫طبي يه���دف لتق���دمي اخلدم���ات الإ�سعافية لزوار احل���رم النبوي‬ ‫ال�شري���ف خ�ل�ال الع�ش���ر الأواخر من رم�ض���ان بالتع���اون مع هيئة‬ ‫الهالل الأحمر ال�سع���ودي‪ ،‬وبرنامج تفطري ال�صائمني خالل �شهر‬ ‫رم�ضان‪ ،‬والعديد من الربامج التوعوية والتثقيفية الأخرى(‪.((2‬‬ ‫ب‪ .‬مهرجان جامعة امللك فهد للبرتول واملعادن‪:‬‬ ‫تقيم جامعة امللك فهد للبرتول واملعادن مهرجان ًا �سنوي ًا ملدة خم�سة‬ ‫�أي���ام يت�ضمن فعاليات العمل التطوع���ي ومعر�ض للفر�ص التطوعية‬ ‫وي�ش���ارك ع���ادة �أكرث م���ن (‪ )1700‬طال���ب وغريهم م���ن من�سوبي‬ ‫(‪ ((2‬موقع نادي حياة – جامعة امللك �سعود‪2012 ،‬م‪،‬النبذة التعريفية‪،‬‬ ‫‪www.life-ksu.org‬‬

‫‪79‬‬


‫اجلامع���ة يف فعاليات���ه‪ ،‬ويق���دم املتطوع���ون �أكرث م���ن (‪)10,000‬‬ ‫�ساع���ة تطوعية خلدم���ة املجتم���ع يف �أن�شطة متع���ددة منها برنامج‬ ‫رعاية الأيتام وزيارة امل�سن�ي�ن وموا�ساة املر�ضى وذوي االحتياجات‬ ‫اخلا�ص���ة وزي���ارة دور الرعاي���ة االجتماعي���ة وم�ست�شفي���ات الأم���ل‬ ‫وت�شم���ل الزيارات �أي�ض���ا الأ�سر الفقرية يف بيوته���م وتقدمي الدعم‬ ‫له���م وم�ساعدة بع�ض طالب املرحلة االبتدائية واملتو�سطة والثانوية‬ ‫لالرتق���اء مب�ستواه���م التعليم���ي وتق���دمي دورات تقني���ة متنوعة يف‬ ‫احلا�سب الآيل ودورات تدريبية تعن���ى بتعزيز القدرات ال�شخ�صية‬ ‫واالعتناء بالواجهات البحرية واحلدائق العامة وامل�ساجد(‪.((2‬‬

‫‪ .3‬تطوع امل�ؤ�س�سات احلكومية‬ ‫(‪)Governmental Volunteering‬‬

‫�أطلق����ت �أمانة منطقة الريا�ض حملته����ا لنظافة (‪ )20‬مليون مرت‬ ‫مرب����ع‪ ،‬حتت �شعار نظاف����ة املليون تبد�أ ب�شعار (ب����ر بال نفايات)‪،‬‬ ‫يف الثمام����ة مب�شاركة �إدارة الرتبي����ة والتعليم يف منطقة الريا�ض‪،‬‬ ‫حي����ث ت�شتم����ل احلملة عل����ى �أربع مراح����ل للتوعية ونظاف����ة البيئة‬ ‫الربي����ة‪ ،‬وقد مت اعتماد يوم اخلمي�س م����ن كل �أ�سبوع ولفرتة �شهر‬ ‫كامل‪ ،‬حيث �شارك يف احلملة كبار موظفي الأمانة وكذلك ر�ؤ�ساء‬ ‫البلدي����ات وطالب املدار�����س وامل����رور وال�شرطة واله��ل�ال الأحمر‬ ‫والدوريات الأمنية‪.‬‬ ‫(‪ ((2‬موقع جامعة امللك فهد للبرتول واملعادن‪2012 ،‬م‪� ،‬أخبار اجلامعة‪،‬‬ ‫‪WWW.KFUPM.COM‬‬

‫‪80‬‬


‫وتغط���ي احلملة عدد ًا من مواقع التن���زه الربية الواقعة قرب ال�سور‬ ‫ال�شرقي ملطار امللك خالد الدويل �شمال دوار العوي�ضة‪ ،‬وركزت على‬ ‫جمع النفايات املتناثرة يف مواقع التنزه املحددة‪� ،‬إ�ضافة �إىل توزيع‬ ‫م���واد التوعية و�أكيا�س النفايات الكب�ي�رة وال�صغرية على املخيمات‬ ‫واملتنزه�ي�ن‪ ،‬واحتوت احلملة �أي�ض ًا عل���ى �إن�شاء مركز توعية‪ ،‬تقدم‬ ‫ع���دد ًا من اخلدمات املجانية مثل امل���اء واحلطب و�أكيا�س النفايات‬ ‫الكب�ي�رة وال�صغ�ي�رة‪� ،‬إ�ضافة �إىل تنظيم م�سابق���ات وتقدمي جوائز‬ ‫قيمة منا�سبة لع�شاق الرحالت الربية‪.‬‬

‫‪.4‬تطوع القطاع اخلا�ص«امل�س�ؤولية االجتماعية»‬ ‫(‪)Social Responsibility‬‬

‫تعد برام���ج خدمة املجتمع من �أهم الربام���ج التي حتر�ص العديد‬ ‫من ال�شركات وامل�ؤ�س�سات التجارية على تنفيذها من خالل �أن�شطة‬ ‫وفعاليات خمتلفة‪ ،‬وقد �أخذ مفهوم امل�س�ؤولية االجتماعية يف التو�سع‬ ‫واالنت�ش���ار خالل ال�سنوات الأخ�ي�رة‪ ،‬وحر�صت �شركة عبداللطيف‬ ‫جمي���ل املحدودة على تر�سي���خ هذا املفهوم من���ذ ت�أ�سي�سها يف عام‬ ‫‪ 1945‬م‪ ،‬وذلك عل���ى يد ال�شيخ‪ /‬عبداللطيف جميل (رحمه اهلل)‬ ‫حي���ث كان يحر����ص دائم ًا عل���ى امل�ساهمة يف العدي���د من الربامج‬ ‫االجتماعي���ة املختلفة‪ ،‬ونتج عن ذلك ع ��ام ‪ 2003‬م ت�أ�سي�س برامج‬ ‫عبداللطي ��ف جمي ��ل خلدم ��ة املجتم ��ع‪ ،‬والت���ي ترك���ز على توفري‬ ‫فر����ص العم���ل لل�شباب وال�شاب���ات من خالل العديد م���ن الأن�شطة‬ ‫املتنوع���ة كما �أنها قامت بتنظيم برامج �أخ���رى �إجتماعية و�صحية‬ ‫ودولية ومن تلك الربامج ما يلي ‪:‬‬ ‫‪81‬‬


‫�أ‪ .‬ب ��اب رزق جميل‪ :‬ه����و الربنامج الذي يركز ب�شكل مبا�شر على‬ ‫جم����االت توفري فر�ص العم����ل‪ ،‬فجميع ما كان يقدم يف ال�سابق‬ ‫من قب����ل برامج عبداللطيف جميل خلدم����ة املجتمع يف جمال‬ ‫توفري فر�ص العمل �أ�صبح حت����ت مظلة واحدة وهي مظلة باب‬ ‫رزق جمي����ل‪ . ‬وبد ًال م����ن �أن يقدم باب رزق جميل خدماته من‬ ‫خ��ل�ال مكات����ب �إدارية معزولة ع����ن الفئ����ة امل�ستهدفة‪ ،‬فقد مت‬ ‫اخل����روج �إىل الأ�سواق وه����ي من �أهم املناط����ق التي يكرث فيها‬ ‫تواجد الباحثني عن فر�ص العمل �سواء من ال�شباب وال�شابات‪.‬‬ ‫ب‪ .‬برنام ��ج دع ��م امل�شاري ��ع ال�صغرية‪ :‬يعترب ه����ذا الربنامج من‬ ‫�أه����م الربام����ج التي يقدمها (ب����اب رزق جمي����ل)‪ ،‬وقد انطلق‬ ‫الربنامج منت�صف ع����ام ‪2004‬م‪ ،‬وي�ستفيد من هذا الربنامج‬ ‫ال�شباب وال�شابات الذين لديه����م رغبة يف ت�أ�سي�س م�شاريعهم‬ ‫�صغ��ي�رة وال يوج����د لديهم ر�أ�س امل����ال لهذه امل�شاري����ع‪ ،‬فيقدم‬ ‫له����م الربنامج قرو�ض���� ًا ح�سنة (بدون فوائ����د‪� ،‬أو ر�سوم) تبد�أ‬ ‫م����ن ‪ 10,000‬ري����ال وحت����ى ‪ 150,000‬ري����ال �سع����ودي‪ ،‬ويتي����ح‬ ‫(باب رزق جميل) الفر�صة لل�سداد لفرتة ت�صل �إىل ‪� 4‬سنوات‪.‬‬ ‫ج‪ .‬برنام ��ج االمتي ��از التج ��اري‪ :‬يعد هذا الربنام���ج �أحد برامج‬ ‫دع���م امل�شاري���ع ال�صغرية‪ ،‬ويتمي���ز هذا الربنام���ج ب�أنه يقوم‬ ‫على جترب���ة �أثبتت جناحها من جانب وتتوف���ر فيها مقومات‬ ‫الدع���م وامل�ساندة من جانب �آخر‪ ،‬ويق���وم (باب رزق جميل)‬ ‫عل���ى ح�صر فر�ص االمتياز املوجودة لدي���ه وعر�ضها لل�شباب‬ ‫الباحث�ي�ن عن عمل يف جم���ال امل�شاريع ال�صغ�ي�رة بحيث يتم‬ ‫تق���دمي قرو�ض ح�سنة لهم المتالك حق هذا االمتياز ومن ثم‬ ‫اال�ستفادة منه كن�شاط جتاري‪.‬‬ ‫‪82‬‬


‫د‪ .‬برنام ��ج متلي ��ك �سيارات النق ��ل‪ :‬يعد ه���ذا الربنامج امتداد ًا‬ ‫لربنام���ج متلي���ك �سي���ارات الأجرة العام���ة �إذ يق���دم الربنامج‬ ‫لل�ش���اب الباحث عن العمل فر�صة ممي���زة للعمل ك�سائق �سيارة‬ ‫نق���ل حي���ث ي�ستطي���ع ال�ش���اب �أن ينقل به���ذه ال�سي���ارة املعدات‬ ‫واخل�ضروات والركاب وغريها من الأ�شياء التي حتتاج �إىل نقل‬ ‫ويبل���غ عدد ال�شباب الذين ا�شرتك���وا يف هذا الربنامج �أكرث من‬ ‫‪� 1000‬شاب �سعودي حول اململكة‪.‬‬

‫‪ .5‬تطوع املبادرات‬

‫(‪)Initiative Volunteering‬‬

‫ينطلق تط���وع املب���ادرات من �شخ�صي���ات نافذة وقيادي���ة ت�ست�شعر‬ ‫�أهمي���ة احل���راك املجتمع���ي �أو تنطلق م���ن قيادات �شاب���ة جتمعهم‬ ‫غايات مت�شابهة نحو خدمة ال�صالح العام ومن �أبرز تلك املبادرات‪:‬‬ ‫�أ‪ .‬منتدى الغد‪ :‬يعمل املنتدى على رفع م�ستوى الوعي واالهتمام‬ ‫بق�ضاي���ا ال�شب���اب وي�شجع املب���ادرات النوعية الت���ي ت�سهم يف‬ ‫تنميته���م م���ن خ�ل�ال ال�شراكة م���ع القطاع���ات ذات العالقة‬ ‫بال�شب���اب‪ ،‬و�أما عن �آلياته لتحقيق تلك االهداف فهي تنظيم‬ ‫منتدى كل عامني لطرح املب���ادرات ومناق�شة الق�ضايا العامة‬ ‫الت���ي ت�سل���ط ال�ضوء عل���ى ق�ضاي���ا ال�شباب وتنظي���م لقاءات‬ ‫وور����ش عمل دورية ت�سهم يف �إ�شاعة مبد�أ احلوار والنقا�ش مع‬ ‫ال�شب���اب للتعرف عل���ى م�شكالته���م واحتياجاتهم يف املجتمع‬ ‫والتفاع���ل معه���م وامل�شارك���ة يف جميع االن�شط���ة املحلية التي‬ ‫تنفذه���ا امل�ؤ�س�س���ات احلكومية واخلا�ص���ة وم�ؤ�س�سات التعليم‬

‫‪83‬‬


‫والت�أهيل والتعريف بالتجارب وامل�شروعات املحلية والإقليمية‬ ‫والعاملي���ة الناجحة يف جم���ال تنمية ال�شب���اب واال�ستفادة من‬ ‫و�سائل االت�صال احلديثة للتعامل مع ال�شباب وحتقيق �أهداف‬ ‫املنتدى(‪.((3‬‬ ‫ب‪ .‬جمموعة �ساك ��ورا اململكة(‪ :((3‬جمموعة �شبابية تطوعية تهتم‬ ‫بن�ش���ر الثقافتني ال�سعودي���ة والياباني���ة يف كال املجتمعني من‬ ‫خ�ل�ال فعاليات ثقافي���ة واجتماعية‪ ،‬ومن �أه���داف املجموعة‬ ‫تعري���ف املجتمعني ال�سع���ودي والياباين بثقاف���ة الآخر وتقوية‬ ‫رواب���ط ال�صداق���ة بينهم���ا والت�شجي���ع عل���ى اال�ستف���ادة من‬ ‫التجربة اليابانية يف تطوير جوانب احلياة املختلفة من خالل‬ ‫الندوات واملحا�ضرات التي يقدمها عدد من الكتاب والباحثني‬ ‫واملتخ�ص�صني يف جماالت علوم وفنون وتاريخ اليابان و�إن�شاء‬ ‫مرجعي���ة معرفية متمثلة يف قاعدة معلومات عن البلدين وقد‬ ‫قامت املجموعة التطوعية بع���دد من الأن�شطة من بينها عمل‬ ‫دورات تعلي���م اللغة اليابانية وعم���ل دورة اليوم الواحد لتعلم‬ ‫ف���ن طهي الورق االوريجامي وزراعة �شجر ال�ساكورا بالتعاون‬ ‫م���ع جمعية زراعة ال�ساكورا يف اليابان وكلية الزراعة بجامعة‬ ‫طوكي���و ودورة تعليم ر�س���م ب�أ�سلوب املاجن���ا واالينيمي وعمل‬ ‫�أي���ام ثقافي���ة �سعودية ياباني���ة و�إنتاج منتج���ات بطابع ياباين‬ ‫�سعودي مميز‪.‬‬ ‫(‪ ((3‬منتدى الغد (نحن وال�شباب �شراكة)‪2012 ،‬م‪www.alghadforum.org.sa ،‬‬

‫(‪ ((3‬موقع �ساكورا اململكة‪2012 ،‬م‪www.sakura-almamlakh.com ،‬‬

‫‪84‬‬


‫‪ .6‬التطوع الإقليمي‬

‫(‪)Regional Volunteering‬‬

‫ت�أ�س�س عامل التطوع العربي كمبادرة �سعودية عربية �إقليمية بقيادة‬ ‫الأ�ست���اذ‪ /‬خالد حممد احلجاج‪ ،‬وذلك يف �أكتوبر لعام ‪ 2006‬لن�شر‬ ‫ودعم وتعزيز العمل التطوعي ون�شر ثقافته يف العامل العربي(‪.((3‬‬ ‫يعت�ب�ر منت���دى التط���وع العرب���ي م���ن �أكرث مب���ادرات التط���وع نفعا‬ ‫للمتطوع�ي�ن‪ ،‬وذلك لأهمية احلم�ل�ات وامل�شاري���ع والفعاليات التي‬ ‫ينفذه���ا ع���امل التط���وع العربي بامل�شارك���ة والتعاون م���ع عدد كبري‬ ‫من اجله���ات الر�سمية واجلمعيات والهيئ���ات التطوعية التي تعترب‬ ‫امت���داد ًا لتفعيل ر�سالة ع���امل التطوع العربي يف ن�ش���ر ثقافة العمل‬ ‫التطوعي‪.‬ومن �أهم �أن�شطة املنتدى‪:‬‬ ‫�أ‪ .‬ملتق ��ى ع ��امل التط ��وع العربي‪ :‬ملتقى لتب���ادل اخلربات بني‬ ‫املتطوع�ي�ن يف العامل العربي‪ ،‬ويعت�ب�ر �أكرب جتمع للمتطوعني‬ ‫و�أهم مرجع للعمل التطوعي يف العامل العربي‪.‬‬ ‫ب‪ .‬بن ��ك العطاء‪ :‬دليل �شامل يه���دف خلدمة العمل التطوعي يف‬ ‫جمي���ع جماالته‪ ،‬وذلك عرب قواعد بيانات متخ�ص�صة لعر�ض‬ ‫جميع الربامج والأن�شطة التي قد يبحث عنها‪.‬‬

‫(‪ ((3‬موقع منتدى عامل التطوع العربي‪2012 ،‬م‪www.arabvolunteering.org ،‬‬

‫‪85‬‬


‫‪ .7‬التطوع الدويل‬

‫(‪)International Volunteering‬‬

‫(‪((3‬‬

‫�أطل���ق االحت���اد ال���دويل جلمعي���ات ال�صلي���ب الأحم���ر والهالل‬ ‫الأحم���ر مبادرة عاملية با�سم «ال�شباب و�سط ��اء لتغيري ال�سلوك»‬ ‫والت���ي تهدف �إىل متك�ي�ن ال�شباب من اال�ضط�ل�اع بقدر �أخالقي‬ ‫رائد يف �إلهام تغيري �إيجاب���ي للعقليات واملواقف و�أمناط ال�سلوك‬ ‫م���ن خالل ثالثة ركائز هي‪ :‬متك�ي�ن ال�شاب‪ ،‬والعمل وفق ًا لل�سالم‬ ‫الداخل���ي‪ ،‬والتوا�صل م���ع املجتم���ع‪ ،‬فركيزة التمك�ي�ن ت�سعى �إىل‬ ‫تطوي���ر امله���ارات لدع���م ثقاف���ة ال�س�ل�ام ونب���ذ العن���ف باعتماد‬ ‫منهجي���ة غري معرفي���ة �أو �أ�سلوب «م���ن القلب �إىل العق���ل» �أي �أن‬ ‫الأحا�سي����س واحل�ضور ال�شخ�صي والتحليل الفكري ت�شكل املدخل‬ ‫�إىل التعلم‪،‬وعنده���ا يتع���رف ال�شب���اب على الق�ضاي���ا املو�ضوعية‬ ‫�أو يط���ورون مهاراته���م بوا�سطة الألعاب �أو لع���ب الأدوار بوا�سطة‬ ‫متاري���ن الو�سائل الب�صري���ة و�سرد الق�ص����ص‪ ،‬ويف مرحلة ثانية‬ ‫يتقا�س���م ال�شباب جتاربهم مع الزمالء بع���د ذلك �سي�سعى �أولئك‬ ‫املتخرج���ون من الربنام���ج لتعميم املعلومات وامله���ارات املكت�سبة‬ ‫بنق���ل تل���ك الثقاف���ة �إىل �أقرانهم م���ن ال�شب���اب واملتطوعني عرب‬ ‫التدري���ب يف جمتمعاته���م املحلية وحتت �إ�ش���راف مدربي مثقفي‬ ‫الأقران ثم ينطلق تاليا �أولئك ال�شباب ملمار�سة تدريب غريهم‪.‬‬

‫(‪ ((3‬موقع االحتاد الدويل جلمعيات ال�صليب الأحمر والهالل الأحمر ‪2012‬م‪،‬‬ ‫باملوقع الرئي�سي‪WWW.IFRC.ORG :‬‬

‫‪86‬‬


‫وم ��ن �أب ��رز م�شاري ��ع ال�شباب و�سط ��اء لتغيري ال�سل ��وك والتوا�صل‬ ‫يف املرحلة الأوىل (�أمثلة) مايلي‪:‬‬ ‫�أ‪ .‬التنمي ��ة امل�ستدام ��ة‪ :‬والتدريب املهني للفئ���ات امل�ست�ضعفة من‬ ‫ال�شباب (�سرياليون)‪.‬‬ ‫ب‪ .‬احلمل ��ة الإقليمي ��ة وامل�شاريع ال�صغرى ح ��ول ق�ضايا الهجرة‬ ‫(اجلزائر وليبيا واملغرب وتون�س)‪.‬‬ ‫ج‪ .‬تق ��دمي اخلدم ��ات خ�ل�ال اال�ضطراب ��ات االجتماعي ��ة (ك���وت‬ ‫ديفوار وم�صر وتون�س)‪.‬‬ ‫د‪ .‬الدعم النف�سي واالجتماعي (باك�ستان و�سريالنكا)‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬مراك ��ز و�أندي ��ة ال�شب ��اب وال�صغ ��ار يف املدار� ��س والكلي ��ات‬ ‫واملجتمعات املحلية (غانا وفرن�سا ولبنان ومقدونيا و�سوي�سرا)‪.‬‬ ‫و‪ .‬دورات يف القيادة (الدمنرك والفلبني)‬ ‫ز‪� .‬إدارة الكوارث (م�صر وباك�ستان)‬ ‫ح‪ .‬الإ�سعافات الأولية (م�صر وفرن�سا وباك�ستان)‬ ‫ط‪ .‬التوعي ��ة ب�ش� ��أن مر� ��ض الإي ��دز وفريو�س ��ه (كولومبي���ا وبابوا‬ ‫غينيا اجلديدة)‪.‬‬

‫‪87‬‬


‫مزايا‬ ‫حقوق‬

‫التزام‬


‫سادسًا‪..‬‬ ‫قوانين التطوع‬



‫ينظم العمل التطوعي باململكة العربية ال�سعودية عدة �أنظمة تفتقد‬ ‫يف جمملها الوعي الكامل وال�صحيح مبفهوم التطوع العام كما �أنها‬ ‫مل ت���رق لأن تكون قانون ًا ذا لوائح تنفيذية ي���دار من قبل م�ؤ�س�سات‬ ‫�أو قطاع���ات متخ�ص�صة ذات ا�ستقاللية �إداري���ة وفنية‪ ،‬و�أبرز تلك‬ ‫الأنظم���ة الوطني���ة هي‪ :‬الئح���ة املتطوع�ي�ن لأعمال الدف���اع املدين‬ ‫وكذلك الدليل اال�سرت�شادي للتطوع بدول جمل�س التعاون اخلليجي‬ ‫وه���و نظ���ام غري مل���زم‪ ،‬وهن���اك نظام طم���وح يجري العم���ل عليه‬ ‫مبجل����س ال�شورى ال�سع���ودي يتوقع �أن يكون نظام���ا مبتكر ًا ومبدع ًا‬ ‫يف جع���ل التطوع �أداة تنموية وطني���ة‪ ،‬ي�سهم يف متكني ال�شباب على‬ ‫التحديد ولي�س �أداة لإدارة الكوارث والأزمات وح�سب‪.‬‬

‫‪ .1‬الئحة املتطوعني لأعمال الدفاع املدين‪:‬‬ ‫ع َرف���ت الالئحة(‪ ((3‬يف مادتها الأوىل‪� ،‬أعم���ال الدفاع املدين‪ :‬ب�أنها‬ ‫جميع الإج���راءات والأعم���ال الالزمة حلماية ال�س���كان واملمتلكات‬ ‫العام���ة واخلا�ص���ة م���ن �أخط���ار احلرائ���ق والك���وارث واحل���روب‬ ‫واحلوادث املختلف���ة والأوبئ���ة والأمرا�ض و�إنقاذ و�إ�سع���اف و�إغاثة‬ ‫املنكوبني وت�أم�ي�ن �سالمة املوا�صالت واالت�ص���االت و�سري العمل يف‬ ‫املراف���ق العام���ة وحماي���ة م�صادر ال�ث�روة الوطنية وذل���ك يف زمن‬ ‫ال�سلم وحاالت احلرب والطوارئ والكوارث‪.‬‬

‫(‪ ((3‬موقع املديرية العامة للدفاع املدين‪2012 ،‬م‪www.998.gov.sa ،‬‬

‫‪91‬‬


‫كم���ا عرفت جهة التطوع‪ :‬ب�أنها اجلهات احلكومية امل�صرح بها وفق‬ ‫اخت�صا�صات �أو وفق ما يحدده وزير الداخلية رئي�س جمل�س الدفاع‬ ‫املدين با�ستقبال املتطوعني وتدريبهم‪.‬‬ ‫وعرف���ت املتطوع ب�أن���ه ال�شخ�ص ال���ذي يتقدم جله���ة االخت�صا�ص‬ ‫بداف���ع من حبه لوطنه ورغب���ة يف امل�شاركة يف تنفيذ �أعمال وتدابري‬ ‫الدفاع املدين والإغاثة يف الداخل واخلارج مبدي ًا رغبته وا�ستعداده‬ ‫الت���ام يف ت�سخري كامل �أو بع�ض قدرات���ه و�إمكاناته يف خدمة البالد‬ ‫وامل�ساهم���ة يف دف���ع �أخط���ار احل���وادث والكوارث واحل���روب بدون‬ ‫مقابل ومتعه���د ًا ببذل كل ما ي�ستطيع من جهد يف �سبيل �أداء العمل‬ ‫التطوع���ي يبتغي من اهلل الأجر والث���واب «و يقت�صر دور املر�أة على‬ ‫م���ا ينا�سب قدرته���ا وال يتعار�ض م���ع الأحكام ال�شرعي���ة والعادات‬ ‫والتقالي���د (مثل الإ�سعاف���ات الأولية ورعاية الطفول���ة والأمومة يف‬ ‫مراكز الإيواء وا�ستقبال النازحني)»‪.‬‬ ‫و�أب���رزت الالئح���ة يف مادته���ا الثانية �ش���روط قبول املتط���وع ثم �صنفت‬ ‫املتطوع�ي�ن يف مادت���ه الثالثة �إىل متط���وع عام ومتط���وع متخ�ص�ص ويف‬ ‫مادته الرابعة حددت م�شاركة املتطوعني يف جماالت خمتلفة من �أبرزها‪:‬‬ ‫�أ‪‌ .‬امل�شاركة يف عمليات الإنقاذ والبحث عن املفقودين‪.‬‬ ‫ب‪‌ .‬امل�شارك���ة يف عملي���ات الإ�سعاف���ات الأولي���ة ونق���ل امل�صابني‬ ‫ملراك���زالع�ل�اج‪.‬‬ ‫ج‪ .‬امل�ساع����دة يف عمليات الإخالء والإيواء وتقدمي اخلدمات‬ ‫االجتماعي����ة‪.‬‬

‫‪92‬‬


‫د‪‌ .‬امل�شارك����ة يف تنفيذ خمتلف عملي����ات الإغاثة الداخلية‬ ‫واخلارجي����ة‪.‬‬ ‫هـ‪‌ .‬امل�شاركة يف �أعمال احلج‪.‬‬ ‫و‪‌ .‬رف���ع ال���روح املعنوي���ة لل�س���كان و�إذكاء روح املقاوم���ة‬ ‫وال�صمود لديهم‪.‬‬ ‫وتناولت امل���ادة اخلام�سة تخ�ص�ص املتطوع ون�صت املادة ال�ساد�سة‬ ‫تدري���ب املتطوع�ي�ن �أم���ا امل���ادة ال�سابعة فق���د ح���ددت االلتزامات‬ ‫واحلقوق واملزايا ومنها‪:‬‬ ‫‪ .1‬االلتزامات (‪:)Obligations‬‬ ‫�أ‪‌ .‬احل�ضور واالنتظام �أثناء عقد الدورات التدريبية‪.‬‬ ‫ب‪‌ .‬تلبية النداء ب�أ�سرع وقت‪.‬‬ ‫ج‪‌ .‬التقيد بالأوامر والتعليمات ال�صادرة �إىل املتطوع وعدم االمتناع‬ ‫عن �أداء العمل املكلف به �أو رف�ض اال�ستمرار فيه بغري عذر‪.‬‬ ‫د‪‌ .‬االلتزام بال�صدق والأمانة وعدم �إف�شاء �أ�سرار العمل املكلف به‪.‬‬ ‫هـ‪‌ .‬االلتزام بال�سلوك والآداب العامة واحرتام ر�ؤ�سائه وزمالئه‪.‬‬ ‫و‪� .‬إ�شع���ار اجله���ة املخت�ص���ة عن �أي تغ�ي�رات تطر�أ عل���ى عنوان‬ ‫عمله �أو �سكنه‪.‬‬ ‫ز‪‌ .‬التطوع ملدة ال تقل عن �سنة جتدد ح�سب رغبة املتطوع‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫ح‪ .‬املحافظ���ة على العه���د امل�سلمة له من مالب����س ومعدات و�أدوات‬ ‫وا�ستخدامه���ا يف الغر����ض املح���دد له���ا م���ع �ضم���ان �إعادته���ا‬ ‫عن���د ترك���ه للعمل التطوعي �أو ع���دم االنتظام في���ه لئال تلحقه‬ ‫امل�س�ؤولية‪.‬‬ ‫ط‪ .‬ع���دم الإدالء �أو الت�صريح ب�أي معلوم���ات �صحفية �أو �إعالمية‬ ‫تتعلق بالعمل التطوعي‪.‬‬ ‫‪ .2‬احلقوق واملزايا (‪:)Rights and Benefits‬‬ ‫�أ‪ .‬ي�سم���ح للموظ���ف ال�سع���ودي العام���ل يف الأجه���زة احلكومية‬ ‫املتطوع يف �أعم���ال الدفاع املدين بالغياب عن عمله ملدة �شهر‬ ‫كامل لراتب كامل بناء على قرار جمل�س اخلدمة املدنية رقم‬ ‫‪ 248/3‬وتاري���خ ‪1412/5/27‬هـ ووف���ق ال�ضوابط الواردة يف‬ ‫قرار جمل�س اخلدمة املدنية رقم ‪ 1031‬وتاريخ ‪1406/7/8‬هـ‬ ‫التي تقت�ضي االلتزام بالقواعد الآتية‪:‬‬ ‫‪ .1‬موافقة كل من اجلهة التي تطوع لديها واجلهة التي يتبعها‬ ‫املوظف على م�شاركته يف �أعمال التطوع‪.‬‬ ‫‪ .2‬ي�ص���در الوزير املخت�ص �أو رئي�س امل�صلحة املخت�صة القرار‬ ‫الإداري اخلا�ص بذلك‪.‬‬ ‫‪ .3‬ال يح���ق للموظ���ف املتغي���ب ع���ن عمل���ه احل�صول عل���ى �أية‬ ‫مزاي���ا �أو بدالت �سوى الراتب وبدل النقل ال�شهري فقط خالل‬ ‫فرتة الغياب‪.‬‬ ‫‪� .4‬أال يرتت���ب على فتح باب التطوع الإخالل ب�أعمال االدارة �أو‬ ‫الق�سم �أو الفرع الذي يتبعه املوظف املتطوع وذلك بغياب �أكرث‬ ‫من موظف يف ذلك الق�سم �أو الفرع‪.‬‬ ‫‪94‬‬


‫‪ .5‬ي�ستثنى من ه���ذه القاعدة الأ�شخا�ص الذين ي�ستلزم تركهم‬ ‫لأعمالهم ت�سليم م���ا بحوزتهم من عهد مثل (�أمني ال�صندوق)‬ ‫و(�أم�ي�ن م�ستودع) وكذل���ك الوظائف التي يتع���ذر توفري البدل‬ ‫فيها فه�ؤالء الي�سمح لهم بالتغيب للم�شاركة يف �أعمال التطوع‪.‬‬ ‫‪ .6‬ال تزي���د ف�ت�رات انقطاع املوظ���ف عن عمله للم�شارك���ة يف �أعمال‬ ‫التطوع عن خم�سة و�أربعني يوم ًا بح�سب القرار خالل ال�سنة الواحدة‪.‬‬ ‫ب‪ .‬تق���وم جهة التط���وع بت�أمني املالب����س وال�سك���ن وو�سيلة النقل‬ ‫واالعا�شة املنا�سبة على نفقتها للمتطوع لأداء عملها التطوعي‬ ‫يف حال���ة ع���دم توفر املبال���غ الالزمة من التربع���ات والهبات‬ ‫املن�صو�ص عليها يف املادة (‪ )11‬من هذه الالئحة‪.‬‬ ‫ج‪ .‬تعت�ب�ر املدة الت���ي يق�ضيها املتط���وع يف التدري���ب �أو يف العمل‬ ‫التطوعي امتداد ًا خلدمته الفعلية يف وظيفته الأ�صلية‪.‬‬ ‫د‪ .‬يعالج املتطوع الذي ي�صاب خالل التدريب �أو ممار�سته العمل‬ ‫التطوعي يف امل�ست�شفيات وامل�ستو�صفات احلكومية‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬يجوز للوزير املخت�ص منح املتطوع الذي يقوم ب�أعمال بطوليه‬ ‫غ�ي�ر عادي���ة مكاف����أة مالية وف���ق ال�ضواب���ط واحل���دود التي‬ ‫ي�صدرها رئي�س جمل�س الدفاع املدين‪.‬‬ ‫و‪ .‬مع عدم الإخالء مبا تقرره الأنظمة الأخرى يعامل املتطوع يف‬ ‫حالة الوفاة �أو الإ�صابة وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪95‬‬


‫‪� .1‬إذا تويف املتطوع �أو �أ�صيب بعجز كلي دائم �أو بعاهة كلية متنعه‬ ‫م���ن العمل ب�صورة قطعي���ة وكان ذلك ب�سبب العم���ل �أو التدريب‬ ‫التطوعي ي�صرف له �أو لذويه ال�شرعيني تعوي�ض ًا قيمته (�سبعون‬ ‫�أل���ف ري���ال �سع���ودي) ويك���ون ال�صرف م���ن ح�س���اب التربعات‬ ‫والهبات املالية يف حالة توفرها �أو من ميزانية جهة التطوع‪.‬‬ ‫‪� .2‬إذا �أ�صي���ب املتط���وع بعج���ز �أو عاه���ة جزئية ب�سب���ب العمل �أو‬ ‫التدري���ب التطوع���ي ي�صرف ل���ه ن�سبة من التعوي����ض املن�صو�ص‬ ‫عليه يف الفقرة ال�سابقة تعادل الن�سبة املئوية للعجز �أو العاهة‪.‬‬ ‫‪ .3‬حت���دد الن�سبة املئوية النهائية للعجز �أو العاهة مبوجب تقرير‬ ‫اللجنة الوطنية الع�سكرية بعد الت�صديق عليه من وزير الداخلية‪.‬‬ ‫ز‪ .‬لوزي���ر الداخلي���ة رئي����س جمل�س الدف���اع املدين �أو م���ن ينيبه‬ ‫منح �شه���ادات �شكر وتقدير للمتطوعني الذين يبذلون جهود ًا‬ ‫ملمو�سه يف �أعمالهم‪.‬‬ ‫ح‪ .‬لوزي���ر الداخلية رئي�س جمل�س الدفاع املدين بنا ًء على اقرتاح‬ ‫جه���ة التطوع منح الأو�سم���ة وامليداليات والأن���واط الع�سكرية‬ ‫للمتطوع�ي�ن الذي���ن ات�سم���ت �أعماله���م بالتف���اين والت�ضحية‬ ‫و�إنكار الذات‪.‬‬ ‫ط‪ .‬يتمت���ع املتط���وع الذي تتوف���ر فيه ال�ش���روط املح���ددة بالنظم‬ ‫الع�سكرية ب�أولوية االلتحاق باخلدمة بقوات الدفاع املدين‪.‬‬ ‫ي‪ .‬مين���ح املتطوع الذي ي�ستم���ر يف تطوعه بانتظ���ام (ملدة ثالث‬ ‫�سن���وات) متتالية �شه���ادات تدريب وخربة تعطي���ه الأف�ضلية‬

‫‪96‬‬


‫يف العم���ل بفرق ال�سالمة والأم���ن ال�صناعي باملن�ش�آت العامة‬ ‫واخلا�صة عند توفر �شروط الوظيفة املطلوبة فيه‪.‬‬ ‫ك‪ .‬متنح جه���ة التطوع لكل متطوع بطاق���ة �شخ�صية وفق �شروط‬ ‫حتددها املديرية العامة للدفاع املدين‪.‬‬ ‫ل‪ .‬ه���ذا وا�شتملت باقي امل���واد الأخرى والبالغ���ة (‪ )13‬مادة على‬ ‫���واح تنظيمي���ة منه���ا قب���ول التربع���ات وزي املت�ب�رع وطريقة‬ ‫ن ٍ‬ ‫اال�ستدع���اء وتظلمات املتطوع�ي�ن والدور املناط ب���وزارة املالية‬ ‫واملديرية العامة للدفاع املدين وجمل�س الدفاع املدين‪.‬‬

‫‪ .2‬الدليل اال�سرت�شادي للتطوع لدول اخلليج العربي‬ ‫�أ�ص���درت الأمان���ة العام���ة ملجل����س التعاون ل���دول اخللي���ج العربية‬ ‫ع���ام ‪ 1423‬هـ نظاما للتط���وع(‪« :((3‬النظام املوح���د للتطوع و�إعداد‬ ‫املتطوع�ي�ن لأعم���ال الدف���اع امل���دين»‪ ،‬يحت���وي عل���ى �س���ت ع�ش���ر‬ ‫مادة‪،‬عرف���ت مادت���ه الأوىل املتطوع ب�أنه كل �شخ����ص يقوم بطوعه‬ ‫واختياره للعمل مع فريق الدفاع املدين يف ال�سلم واحلرب والكوارث‬ ‫دون مقابل مادي‪ ،‬يدفعه لذلك الواجب واالنتماء الإن�ساين حلماية‬ ‫الأرواح واملمتل���كات واملحافظة على ثروات البالد‪ ،‬على �أن ينح�صر‬ ‫عم���ل املر�أة يف تقدمي الإ�سعافات الأولي���ة ورعاية الطفولة والأمومة‬ ‫يف مراكز الإيواء وا�ستقبال النازحني وما ينا�سب طبيعتها بح�سب‬ ‫(‪ ((3‬الأمانة العامة ملجل�س التعاون لدول اخلليج العربي‪ ،‬النظام املوحد للتطوع‬ ‫و�إعداد املتطوعني لأعمال الدفاع املدين مبجل�س التعاون لدول اخلليج العربي‪،‬‬ ‫الطبعة الثالثة‪1423 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪97‬‬


‫ظ���روف كل دولة وفق م���ا ت�سمح به ال�شريع���ة الإ�سالمية ثم حددت‬ ‫املادة الثانية �شروط املتطوع وحددت املادة الثالثة مهام املتطوع‪:‬‬ ‫‪ .1‬يف حالة ال�سلم‪:‬‬ ‫�أ‪� .‬إطفاء احلرائق وحما�صرتها واحلد من انت�شارها‪.‬‬ ‫ب‪�‌ .‬إ�سعاف امل�صابني و�إخالء اجلرحى املحتجزين‪.‬‬ ‫ج‪� .‬إيواء امل�شردين من الكوارث وتقدمي اخلدمات الالزمة لهم‪.‬‬ ‫د‪‌ .‬امل�شاركة يف �أعمال الإغاثة‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬امل�شارك���ة يف �أعم���ال ال�سالم���ة الوقائي���ة وتوزي���ع الن�ش���رات‬ ‫واملل�صقات لتوعية املواطن‪.‬‬ ‫و‪� .‬أي واجبات �أخرى يتطلبها املوقف‪.‬‬ ‫‪ .2‬يف حالة احلرب والكوارث‪:‬‬ ‫�أ‪� .‬إطفاء احلرائق وحما�صرتها واحلد من انت�شارها‪.‬‬ ‫ب‪� .‬إ�سعاف امل�صابني واجلرحى ونقلهم �إىل �أقرب مركز طبي‪.‬‬ ‫ج‪ .‬امل�ساهم���ة يف عملي���ات تطهري املخلف���ات النا�شئة ع���ن املواد‬ ‫الكيماوية وامل�شعة‪.‬‬ ‫د‪ .‬الإب�ل�اغ عن �أي مواد غريبة ي�شتبه فيها كاملتفجرات والقنابل‬ ‫بالإ�ضافة �إىلالأخطارالأخرى‪.‬‬ ‫هـ‪� .‬إر�شاد املواطنني �إىل املخابئ وتقدمي اخلدمات الالزمة لهم‪.‬‬ ‫و‪‌ .‬الإنذار بقرب وقوع الأخطار املختلفة‪.‬‬

‫‪98‬‬


‫ز‪ .‬امل�شارك���ة يف عملي���ات الإخالء والإي���واء بالن�سبة للم�شردين‬ ‫واملحا�صرين‪.‬‬ ‫ح‪‌ .‬امل�شاركة يف �أعمال الإغاثة‪.‬‬ ‫ط‪‌ .‬تقدمي مواد الإغاثة وامل�ساعدة يف عميات التوزيع‪.‬‬ ‫ي‪ .‬رفع الروح املعنوية بني ال�سكان‪.‬‬ ‫ك‪ .‬حرا�سة املرافق واملن�ش�آت والأحياء‪.‬‬ ‫ل‪ .‬ت�شغيل و�صيانة املرافق العامة‪.‬‬ ‫م‪�‌ .‬أي واجبات �أخرى يتطلبها املوقف‪.‬‬ ‫وحددت املادة الرابعة متطلبات االلتحاق بربامج التطوع‪ ،‬وحددت‬ ‫امل���ادة اخلام�س���ة برام���ج تدري���ب املتطوع�ي�ن‪ ،‬فيما ن�ص���ت املادة‬ ‫ال�ساد�سة على حقوق املتطوعني وهي‪:‬‬ ‫�أ‪ .‬ي�سمح للمتطوعني باالنقطاع عن عملهم بعد موافقة جهاتهم‬ ‫الأ�صلي���ة يف مواجه���ة الك���وارث الداخلي���ة واخلارجية وذلك‬ ‫مبوج���ب طلب يقدم من مدي���ر عام الدفاع امل���دين وت�صرف‬ ‫رواتبهم كاملة من جهة عملهم الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫ب‪‌ .‬يقوم الدفاع املدين بت�أم�ي�ن املالب�س وامل�سكن والإعا�شة �أ�سوة‬ ‫برجال الدفاع املدين‪.‬‬ ‫ج‪ .‬يقوم الدفاع املدين بت�أمني و�سيل���ة االنتقال املنا�سبة للمتطوع‬ ‫يف حال���ة ا�ستدعائه �إذا كان يقطن خ���ارج منطقة العمليات‪،‬‬ ‫�أو تعوي�ضه مادي���ا عن املبالغ التي تكلفها يف حالة عدم ت�أمني‬ ‫و�سيلة النقل‪.‬‬

‫‪99‬‬


‫د‪‌ .‬تعت�ب�ر املدة التي يق�ضيها املتطوع يف خدم���ة الدفاع املدين �أو‬ ‫يف ال���دورات التدريبية امت���داد ًا خلدمته الفعلي���ة يف وظيفته‬ ‫الأ�صلية دون امل�سا�س ب�أي حقوق التي يتمتع بها‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬يج���وز منح املتطوع ال���ذي يبذل جهودا كب�ي�رة ومتميزة �أثناء‬ ‫تطوعه مكاف�أة مالية مقطوعة حتددها اللوائح التنفيذية‪.‬‬ ‫و‪ .‬يت���م من���ح املتطوع�ي�ن ال�شه���ادات التقديري���ة والأو�سم���ة‬ ‫وامليدالي���ات والأن���واط الع�سكرية عن كل عم���ل بطويل يت�سم‬ ‫بالت�ضحية والفداء‪.‬‬ ‫ز‪ .‬تطب���ق القوان�ي�ن والأنظم���ة املعم���ول به���ا يف كل دول���ة ب�ش�أن‬ ‫التعوي�ض ع���ن الوفيات �أو الإ�صابات يف حال���ة �إ�صابة املتطوع‬ ‫�أثناء التدريب �أو يف ميادين العمليات‪.‬‬ ‫ح‪ .‬يعو����ض املتطوع غري موظف والذي ي�صاب �أثناء التدريبات �أو‬ ‫خالل العمليات وفق ما حتدده اللوائح التنفيذية لكل دولة‪.‬‬ ‫ط‪ .‬مينح كل متطوع بطاقة �شخ�صية تثبت انتماءه لهذا العمل‪.‬‬

‫‪100‬‬


‫�أم���ا املادة ال�سابع���ة فحددت التزامات املتط���وع ويف الثامنة ذكرت‬ ‫مزاي���ا التطوع وتن�ص التا�سعة على قبول تطوع غري مواطن املجل�س‬ ‫والعا�ش���رة ح���االت �إعف���اء املتط���وع و�أو�ضحت احلادي���ة ع�شرة زي‬ ‫املتطوع وحددت الثاين ع�شرة طرق ا�ستدعاء املتطوع والثالثة ع�شر‬ ‫التحقيق واخلام�سة ع�شرة التظلمات وال�ساد�سة ع�شرة توكيل وزراء‬ ‫الداخلية �إ�صدار اللوائح والقرارات الالزمة لتنفيذ النظام‪.‬‬ ‫�إن النظ���ام كم���ا يت�ضح ي�سته���دف التطوع يف �ضوء �أه���داف الدفاع‬ ‫املدين الذي هو مفهوم جزئي وحمدود من مفهوم التطوع العام‪.‬‬ ‫‪ .3‬نظام التطوع اجلديد‪:‬‬ ‫واف���ق جمل�س ال�شورى عل���ى م�شروع نظام العم���ل التطوعي املقرتح‬ ‫مبوجب مبوجب املادة الثالث���ة والع�شرين من نظام جمل�س ال�شورى‬ ‫و�سريف���ع امل�ش���روع ‪-‬م�شيئ���ة اهلل‪� -‬إىل خادم احلرم�ي�ن ال�شريفني‬ ‫ح�س���ب النظام‪ ،‬ويقع م�شروع النظام يف ت�سع وع�شرين مادة موزعة‬ ‫على �أربعة ف�صول يحدد فيها واجبات املتطوع وحقوقه وين�شر ثقافة‬ ‫التطوع يف املجتمع‪.‬‬ ‫كم���ا يت�ضمن و�ض���ع ال�ضواب���ط واال�شرتاطات التي ت�سه���م يف ن�شر‬ ‫العم���ل التطوعي ون�شره بني فئات املجتمع وين�شئ امل�شروع يف �إحدى‬ ‫م���واده جمل�س��� ًا �أعلى لتنظي���م العم���ل التطوعي كم���ا يت�ضمن حث‬ ‫اجلهات احلكومية على امل�شاركة يف دعم العمل التطوعي(‪.((3‬‬ ‫(‪  ((3‬موقع جمل�س ال�شورى‪ ،www.shura.gov.sa ،‬عام ‪.2012‬‬

‫‪101‬‬


‫شفافية‬ ‫المصداقية‬ ‫مساءلة‬ ‫تضارب مصالح‬

‫إحترام اإلنسانية‬


‫سابعًا‪..‬‬ ‫أخالقيات العمل‬ ‫التطوعي‬



‫�إن �أخالقي���ات �أي عمل ه���ي املعرب عن ال�ضم�ي�ر والنوايا ال�صادقة‬ ‫الت���ي توجه املتطوع �أو املنظمة التطوعية نحو �أغرا�ض التطوع‪ ،‬فهي‬ ‫البو�صل���ة الوجدانية وحتكي �أي�ض ًا عن التطور ال�سلوكي املدون الذي‬ ‫جاء غالبه من التجربة الإن�سانية للتطوع وحظي بالقبول العام‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف �أخالقيات التطوع‬ ‫�أ‪ .‬تعري ��ف الأخالقي ��ات (‪ :)Ethics‬ت�ش�ي�ر �إىل م�س�ؤولي���ات‬ ‫وواجب���ات معنوية والتزامات تع�ب�ر عنها �أفع���ال (‪،)Actions‬‬ ‫تك���ون مهم���ة للتقييم باعتبارها جي���دة �أو �سيئ���ة �أو �صحيحة �أو‬ ‫خاطئة‪.‬‬ ‫ب‪‌ .‬تعري ��ف �أخالقي ��ات التط ��وع‪ :‬املواثيق الأخالقي���ة �أو مدونات‬ ‫ال�سل���وك‪ ،‬حي���ث تت�ضم���ن اخلط���ط اال�سرت�شادي���ة القيم���ة‬ ‫ال�سلوكية التي مت التوافق عليها يف �إطار املجموعة املعنية لكي‬ ‫عمل ما �أو ممار�سة �أنه �صواب �أو خط�أ مبا‬ ‫ميك���ن احلكم على ٍ‬ ‫يتفق م���ع امل�صالح العامة واملب���ادئ‪ .‬وتعري ��ف الأخالقيات‪:‬‬ ‫امل�س�ؤولي���ات والأدوار وااللتزام���ات �إزاء الآخري���ن واح�ت�رام‬ ‫القواعد القانوني���ة وامل�صالح العامة وتطوير املمار�سة املهنية‬ ‫واحرتام الفئات امل�ستهدفة‪.‬‬

‫‪105‬‬


‫‪ .2‬املفاهيم والقيم الرئي�سية لأخالقيات العمل‬ ‫(‪((3‬‬ ‫التطوعي‬ ‫�أ‪ .‬ال�شفافي ��ة (‪ :)Transparency‬تعن���ي الإف�ص���اح واملكا�شف���ة‪،‬‬ ‫وتوف�ي�ر كل املعلوم���ات والبيان���ات‪ ،‬و�ضم���ان تدفقه���ا ب�ي�ن‬ ‫الأط���راف‪ ،‬وع���دم حجبها عن الر�أي الع���ام‪ ،‬وهذه املعلومات‬ ‫والبيانات تتعلق ب�شكل رئي�سي‪ ،‬بالإعالن عن م�صادر التمويل‬ ‫وامل�شروع���ات والربام���ج التي تقوم بها املنظم���ات التطوعية‪،‬‬ ‫�أهدافها وامل�ستهدفني منها‪.‬‬ ‫ب‪ .‬امل�ساءل ��ة واملحا�سب ��ة (‪:)Accountability & Accounting‬‬ ‫تعن���ي امل�ساءلة �إقرار حق اجلمعي���ة العمومية وجمل�س الإدارة‬ ‫مب�ساءل���ة الأع�ضاء يف حالة خمالف���ة التزاماتهم‪ ،‬و�إقرار حق‬ ‫ال���ر�أي العام �أو املجتم���ع يف م�ساءلة املنظم���ة �إزاء �أي موقف‬ ‫�أو ت�ص���رف يت�ضم���ن �شبه���ة الإخ�ل�ال بامل�س�ؤولي���ة وامل�سا����س‬ ‫بالأخالقي���ات‪ ،‬وتعن���ي املحا�سبة «عملية �إلت���زام ال�شخ�ص �أو‬ ‫اجله���ة‪ ،‬بتربير �أو تف�سري فعل ما»‪� ،‬إن املحا�سبة هي فعل �أكرث‬ ‫قوة م���ن امل�ساءلة‪ ،‬حيث �أن الت�شريع���ات والقواعد (يف الئحة‬ ‫�أي منظم���ة تطوعية) حت���دد امل�س�ؤولي���ات يف �شخ�ص �أو جهة‬ ‫معينة‪ ،‬وقد ي�صل ذلك �إىل تطبيق جزاءات عليه‪ /‬عليهم‪.‬‬

‫(‪ ((3‬قنديل‪ ،‬د‪� .‬أماين‪� ،‬أخالقيات العمل التطوعي‪ ،‬م�ؤ�س�سة العنود اخلريية‪،‬‬ ‫الريا�ض‪1430 ،‬هـ‪� ،‬ص ‪32‬‬

‫‪106‬‬


‫ج ‪ .‬ع ��دم حتقي ��ق منفع ��ة �شخ�صي ��ة وجتن ��ب ت�ض ��ارب امل�صالح‪:‬‬ ‫ه���ذا املبد�أ الأخالقي على درج���ة عالية من الأهمية‪ ،‬وحتاول‬ ‫الت�شريع���ات العاملية احلديثة‪ ،‬و�ض���ع �ضوابط حمددة ملراقبة‬ ‫و�ضم���ان حتقيق���ه‪ .‬ومن هنا ف����إن ال�سع���ي �إىل حتقيق املنفعة‬ ‫العام���ة للمجتمع‪� ،‬أو فئات مهم�شة‪ ،‬ه���و الهدف الرئي�سي من‬ ‫التط���وع‪ ،‬ومن ت�أ�سي����س منظمات تطوعية‪ ،‬ي�ض���اف �إىل ذلك‬ ‫�أن �أح���د �سم���ات العمل التطوع���ي‪ ،‬واملعايري املح���ددة له‪ ،‬هو‬ ‫ع���دم الربحية (‪ ،)Non Profit‬وم���ن ثم ف�إن مواثيق ال�شرف‬ ‫الأخالقية املختلفة ت�ؤكد على‪:‬‬ ‫ • التزام املتطوعني بعدم حتقيق منافع �شخ�صية لهم‪.‬‬ ‫• ع ��دم ال�سع ��ي للربح‪ :‬وال���ذي �إذا حتقق من منظمة تطوعية‬ ‫تبي���ع �سلع ًا �أو خدمات‪ ،‬البد �أن يتجه ه���ذا الربح �إىل تطوير‬ ‫املنظمة ذاتها‪ ،‬والإعالن عن ذلك يف امليزانية‪ ،‬وعدم توزيع‬ ‫�أي �أرباح على الأع�ضاء �أو جمل�س الإدارة‪.‬‬

‫‪107‬‬


‫• جتنب ت�ضارب امل�صلحة‪ :‬ل�ضمان النزاهة وجتنب الف�ساد يف‬ ‫املنظمات التطوعية‪ .‬وميكن تعريف ت�ضارب امل�صالح‪ ،‬باعتباره‬ ‫«عملي���ة تت�أث���ر فيها ق���رارات املنظم���ة التطوعي���ة وم�صاحلها‬ ‫بتوجيه���ات م�صال���ح فردي���ة لأح���د �أع�ض���اء جمل����س الإدارة‬ ‫املتطوع�ي�ن‪ ،‬مم���ا ي�ؤث���ر �سلبا عل���ى اال�ستثمار الر�شي���د لأموال‬ ‫املنظمة‪� ،‬أو ي�ؤثر يف الربامج وال�سيا�سات‪� ،‬أو الأبعاد التنظيمية‬ ‫ذاتها»‪� .‬إذ ًا امل�سا����س بنزاهة العمل التطوعي من خالل حتقيق‬ ‫م�صال���ح �شخ�صية‪ ،‬وعلى ح�ساب امل�صلح���ة العامة‪ ،‬وم�صلحة‬ ‫املنظمة ي�شكل جوهر‪ ،‬الأبعاد الأخالقية للعمل التطوعي‪.‬‬ ‫• امل�صداقي ��ة والثقة واحرتام املنتفع�ي�ن‪ :‬احرتام املنتفعني‪،‬‬ ‫�أو الفئ���ات امل�ستهدف���ة‪ ،‬قيمة �أخالقية تعن���ي احرتام كرامة‬ ‫املنتفعني باخلدمات املنظم���ة‪ ،‬وتقدمي نوعية خدمات عالية‬ ‫حت���ى و�أن كان���ت املنظمات التطوعية ال حت�ص���ل على مقابل‬ ‫م���ادي له���ا و�إن تقدم ه���ذه اخلدمات يف �إطار م���ن امل�ساواة‬ ‫وع���دم التمييز‪ ،‬يرتتب عل���ى ذلك االلتزام بقيم���ة �أخالقية‬ ‫�أخرى‪ ،‬وهي بناء الثقة يف املنظمة من جانب املجتمع والر�أي‬ ‫الع���ام وحتقي���ق م�صداقيتها‪ ،‬مبا ي�ؤثر �إيجاب���ا على اكت�ساب‬ ‫متطوعني ومانحني لدعم العمل‪.‬‬

‫‪108‬‬


‫• احرتام ا�ستقاللية املنظمات التطوعية‪ :‬يتوجه هذا املبد�أ‪،‬‬ ‫القائ���م يف كل املواثيق للعمل التطوعي‪ ،‬نحو احلكومات‪ ،‬التي‬ ‫ينبغ���ي �أن تلتزم من خالل الت�شريع���ات واملمار�سات باحرتام‬ ‫ا�ستقاللية هذه املنظم���ات التطوعية الإرادية‪ ،‬وعدم التدخل‬ ‫يف حتدي���د �أهدافها �أو م�شروعاته���ا‪� ،‬أو ا�ستبعاد �أ�شخا�ص من‬ ‫الإدارة‪� ،‬أو فر�ض �أ�شخا�ص بعينهم‪� ،‬أو �إلغاء قرارات للمنظمة‪.‬‬ ‫يلخ����ص ذلك املبد�أ املعروف بالإدارة الذاتية وهو �أحد �سمات‬ ‫املنظمات التطوعية والتي ينبغي �أن حترتمها الت�شريعات‪.‬‬ ‫• الق�ض ��اء ه ��و احلك ��م يف النزاع ��ات‪ :‬هن���اك قيم���ة �أخالقية‬ ‫�أخ���رى‪ ،‬ترك���ز عليها املواثي���ق‪ ،‬وهي �أنه يف حال���ة ن�شوب �أي‬ ‫منازعات �أو خالفات ب�ي�ن احلكومات واملنظمات التطوعية‪،‬‬ ‫ف�إن���ه لتجنب ت�ضارب امل�صالح �أي�ض��� ًا ينبغي �أال تكون اجلهة‬ ‫الإدارية �أو التنفيذية طرف ًا يف النزاع واحلكم فيه‪ ،‬يف الوقت‬ ‫نف�س���ه‪ ،‬وهو الأمر الذي يق���ود �إىل �أن ال�سلطة الق�ضائية هي‬ ‫احلكم (كما �أن لها احلق يف حل �أو ت�صفية املنظمة)‪.‬‬ ‫ ‬


‫متعاون‬ ‫متوفر‬ ‫مبادر‬ ‫موثوق به‬ ‫مرتب‬ ‫مؤهل‬ ‫معبر‬ ‫مالزم‬


‫ثامنًا‪..‬‬ ‫سمات المتطوع‬



‫�إن جناح عملية التطوع تقوم على �أ�سا�س جوهري يف اختيار املتطوع‬ ‫الذي ي�شرتط فيه ما يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬م�ؤه ��ل (‪ :)Capable‬عل���ى املتط���وع �أن يك���ون م� ً‬ ‫ؤه�ل�ا لأداء‬ ‫العم���ل املوك���ول �إليه فلكل �إن�س���ان بع�ض امل�ؤه�ل�ات حتى الأطفال‬ ‫ال�صغار والعاجزون ج�سدي ًا وفكري ًا وعاطفي ًا ومن ثم ف�إن الأهلية‬ ‫منوط���ة بعملية مالءمة قدرات املتطوع مع فر�ص التطوع املنا�سبة‬ ‫فيج���ب �أن تكون املهمة مثرية لالهتم���ام و�أن تتطلب بذل اجلهود‬ ‫الكت�س���اب معلومات �أو مهارات جديدة ويف حال مل يكف التدريب‬ ‫واجله���ود املبذول���ة للقيام بالعمل بال�ش���كل املنا�سب فعلى املتطوع‬ ‫�أن يت�صرف بقدراته املح���دودة وير�ضخ لها و�أن يطلب مهمة �أقل‬ ‫حتدي��� ًا‪ .‬وعلى امل�ؤ�س�سة من جهته���ا �أال تتوقع من املتطوع ما يفوق‬ ‫قدراته وم�ؤهالته‪.‬‬ ‫‪‌ .2‬متوف ��ر (‪ :)Available‬على املتطوع �أن يكون متوفر ًا لإجناز‬ ‫فر�ص���ة التطوع املمنوح���ة له‪ .‬وحتى يكون متوف���ر ًا يجب �أن يتوفر‬ ‫لدي���ه الوقت و�أن يك���ون قادر ًا على التوجه �إىل م���كان التطوع‪� .‬إن‬ ‫جزء ًا م���ن امل�شكلة تتحملها امل�ؤ�س�سات مقدمة اخلدمة «الفر�صة»‬ ‫ف�أغلبه���ا تقف���ل بنهاية النه���ار كما �أنه���ا ت�ضع قي���ود ًا زمنية على‬ ‫ف�ت�رات التطوع ف�ض ًال عن البعد اجلغرايف عن �سكن املتطوع ولذا‬ ‫على من�سقي التطوع بذل جمهود ا�ضايف للتوفيق بني وقت املتطوع‬ ‫املتاح والفر�ص التطوعية مل�ساعدة املتطوع لأن ي�صبح متوفر ًا‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫‪ .3‬موث ��وق ب ��ه (‪ :)Reliable‬على املتطوع �أن يك���ون موثوق ًا به �أي �أن‬ ‫يح�ت�رم التزامات���ه �أي ا�ستقامة املتطوع االخالقي���ة و�أهمها العفة عند‬ ‫تعامل���ه مع امل���ر�أة والأمانة التي تقت�ضي حفظ اال�شي���اء من ال�سرقة �أو‬ ‫من اله���در �أو التلف واملتطوع املوثوق به يحاف���ظ على �سرية املعلومات‬ ‫امل�س ّلم���ة �إلي���ه فال يف�شيه���ا لغريه مما ق���د يعر�ض امل�ش���روع وامل�ؤ�س�سة‬ ‫�أو الوكالة الداعية للخطر و�أحيان ًا دون وعي �أو ق�صد املتطوع‪.‬‬ ‫‪ .4‬ملتزم (‪ :)Engaged‬ب�سبب عدم تلقي املتطوعني تعوي�ضات مادية‬ ‫�أو لي����س هناك التزام قانوين وظيفي ف�إنهم غالب ًا ما ي�شعرون بالرغبة‬ ‫يف التط���وع عندم���ا ال يكون لديهم عم���ل �آخر ميل�ؤون ب���ه وقتهم‪ ،‬فاذا‬ ‫مادعاه���م بع�ض الأ�صدق���اء للقيام بعمل ما جدي���د ف�إنهم ي�ستجيبون‬ ‫دون تقدمي االت�صال وتق���دمي االعتذار‪�.‬إن املتطوع امللتزم �صبور ي�ؤدي‬ ‫العهود ويلتزم ب�إجناز املهمة بدقة(‪.((3‬‬ ‫‪ .5‬متعاون (‪ :)Cooperate‬على املتطوع �أن يتعاون مع �إدارة التطوع‬ ‫في�ستجي���ب للتوجيهات والتعليم���ات و�أن يعمل بروح الفريق مع زمالئه‬ ‫املتطوع�ي�ن مرك���ز ًا على الهدف الرئي����س من امل�ش���روع التطوعي عرب‬ ‫اجن���از املهمة واكت�ساب منافع التط���وع‪�.‬إن املتطوع اجليد يحافظ على‬ ‫ال���روح املعنوي���ة لبيئة التطوع فيحف���ز ال�شركاء ويعزز ب���ود ال�صدقات‬ ‫البيني���ة مبتع���دا عن الغيبة والنميم���ة واحل�س���د‪� .‬إن ال�ضمانة لتحقيق‬ ‫التعاون هو �إعالء املتطوع لقيم امل�صلحة العامة‪.‬‬ ‫‪ .6‬مع�ب�ر (‪ :)Expressive‬قب���ل �أن يكون املتطوع مع�ب�ر ًا عن فكرته‬ ‫عليه �أن يكون م�ستمع ًا جي���د ًا مب�ساعدة املتكلم على �أن يتحدث بحرية‬ ‫و�صراح���ة وط���رح اال�سئلة التي ت�ساع���د على الفهم بطري���ق االهتمام‬ ‫مبتعدين عن احلدة يف النقا�ش «اجلدل» واملقاطعة والت�سرع يف �إ�صدار‬ ‫(‪ ((3‬ميهايل‪ ،‬د‪ .‬باتري�سيا‪ ،‬تعلم االهتمام‪ ،‬جمعية خدمات التطوع‪ ،‬بريوت‪� ،2009 ،‬ص‪.179‬‬

‫‪114‬‬


‫الأح���كام امل�سبقة �أو القفز �إىل اال�ستنتاج���ات �أو تقدمي الن�صيحة قبل‬ ‫�أن يطلبها الآخرون‪� .‬إن التعبري الفعال بعد اال�ستماع يحتاج �إىل ر�سالة‬ ‫«معلوم���ات» وا�ضحة يقدمها املتطوع يف كلم���ات لفر�ض الت�أثري وك�سب‬ ‫امل�ستم���ع م�ستخدم ًا لغة اجل�س���د والتعبريات االيجابي���ة ودرجة �صوت‬ ‫تنا�س���ب احل���دث‪ .‬ان االت�صال اجلي���د يمُ كن املتطوع م���ن التعبري عن‬ ‫ر�أي���ه بجدية و�صراحة وهي الفر�صة الأك�ث�ر منا�سبة يف �أجواء التعاون‬ ‫وارتكاب الأخطاء بالتجريب واملحاولة دون اخلوف من العواقب‪.‬‬ ‫‪ .7‬مب ��ادر (‪ :)Enterprising‬عل���ى املتطوع �أن ي�ستغ���ل فر�صة حرية‬ ‫تن���وع الآراء بطرح الأف���كار االبتكارية واخلالق���ة دون توج�س �أو خوف‬ ‫م���ن التوبي���خ �أو خجل من االغ���راب وي�سعى للت�صريح به���ا حيثما كان‬ ‫ذل���ك ممكن��� ًا ودون انتظار‪� .‬إن العم���ل اجلماعي التطوع���ي يرتكز يف‬ ‫جناحه على امل�شاركة الفعال���ة الذي ال ي�ستثني �أحد ًا بحجة اجلن�س �أو‬ ‫القدرات �أو القيود االجتماعية �أو الظروف املالية �أو امل�شاكل ال�سلوكية‪،‬‬ ‫�إن �إ�سهاماتك �ست�صنع فرق ًا ولو كان �صغري ًا‪.‬‬ ‫‪ .8‬مرت ��ب (‪ :)Organized‬على املتطوع �أن يكون منظم ًا يف تنفيذ‬ ‫املهام حمرتم ًا مب���د�أ التخ�ص�ص وتق�سيم العمل‪ ،‬منتق ًال بروية من‬ ‫خط���وة �إىل �أخرى وفق دليل الإر�شادات واجل���دول الزمني‪ .‬كما �أن‬ ‫احلف���اظ على نظافة وجمال مكان التطوع �أي�ض��� ًا �سيعطي انطباع ًا‬ ‫�إيجابي��� ًا ع���ن و�ضوح م�ش���روع التط���وع وجناح التخطي���ط وجناعة‬ ‫الت�أهيل والتدريب‪.‬‬

‫‪115‬‬


‫النفقات‬

‫إتفاق‬ ‫التظلم‬

‫اإلشراف والتوجيه‬ ‫التدريب‬ ‫التقدير‬ ‫وضوح المهمة‬ ‫السالمة‬


‫تاسعًا‪..‬‬ ‫حقوق المتطوع‬



‫�إن املتط���وع هو الطرف الأ�ضع���ف يف حلقة التط���وع‪ ،‬لكونه مندفع ًا‬ ‫بعاطف���ة جمانية «الإيثار»‪ ،‬ويفتقد �أحيان ًا للخربة القانونية حلماية‬ ‫نف�س���ه وكفالة �أداء مهمته يف بيئة �آمنة‪ ،‬وعليه ف�إن املتطوع من حقه‬ ‫احل�صول على ما يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬اتف ��اق (‪ :)Agreement‬ع���ادة ال يح�ص���ل املتطوع على عقد‬ ‫نوع ما «تع���اوين»‪ ،‬يحدد فيه‬ ‫عم���ل وميك���ن ا�ستعا�ضته باتفاق من ٍ‬ ‫تعري���ف املنظمة للمتط���وع ومدة ونطاق التط���وع للمتطوع وو�صف‬ ‫ال���دور املنوط به‪ ،‬مق���ارب مبا ي�سمى بالو�ص���ف الوظيفي وكذلك‬ ‫الت�شريعات وال�سيا�سات العامة الواجب احرتامها‪.‬‬ ‫‪ .2‬النفق ��ات (‪� :)Expenditure‬إن التط���وع �شرطه �أال يتقا�ضى‬ ‫املتط���وع مقابل العمل با�ستثناء الب���دالت كبدل التنقالت وال�سفر‬ ‫ووجب���ات الطعام ويف بع�ض احلاالت الإقامة �أو النرثيات الآخرى‬ ‫ك�شراء الل���وازم املكتبية واملكاملات الهاتفية وغريها كما �أن بع�ض‬ ‫املنظمات التابعة للأمم املتح���دة كقوات حفظ ال�سالم �أو �أعمال‬ ‫الإغاث���ة يف الع���امل غري النامي «املتخلف» متن���ح راتب ًا حمدود ًا ال‬ ‫يقارن على االطالق مبا يتقا�ضاه املتطوع يف مكان عمله الأهلي‪.‬‬ ‫‪ .3‬التدري ��ب (‪ :)Training‬م���ن ح���ق املتط���وع احل�ص���ول على‬ ‫كاف ومعرتف به للقيام بواجبه التطوعي وتتدرج‬ ‫ت�أهي���ل وتدريب ٍ‬ ‫الربام���ج التدريبي���ة م���ن الأ�سا�سي���ة «التعريفية» م���رور ًا بربامج‬ ‫تدريبية متخ�ص�صة وانته���ا ًء بالدبلوم التطبيقي والدبلوم العايل‬ ‫بل �إن بع�ض الدول ال ت�سمح للمتطوع مبزاولة الن�شاط التطوعي �إال‬ ‫بعد احل�صول على هذه ال�شه���ادات‪ ،‬وقد �أوجدت هذه ال�شهادات‬ ‫‪119‬‬


‫فر�ص��� ًا للمتطوع�ي�ن للح�ص���ول عل���ى تقري���ر ر�سمي ع���ن عملهم‬ ‫وتدريبه���م والبدء يف درا�سة م���ا �أو مهنة وتعد ادارة برامج العمل‬ ‫التطوع���ي مهنة جتت���ذب اليه���ا ذوي امل�ؤهالت يف جم���ال املوارد‬ ‫الب�شري���ة و�إدارة العم���ل التطوعي‪ ،‬وقد �ساعد ن�ش���ر بع�ض الدول‬ ‫ك�أ�سرتالي���ا معايريه���ا الوطنية مل�شاركة املتطوع�ي�ن يف املنظمات‬ ‫غري ربحية �أثره يف امل�صداقية‪.‬‬ ‫‪ .4‬و�ض ��وح املهم ��ة (‪ :)Clarity of Mission‬ينبغ���ي للمتطوع �أن‬ ‫يعلم �أهداف املهمة التي يقوم بها و�أثرها على املجتمع مما يدفعه‬ ‫لزيادة الإميان وح�سن الإتقان وامل�شاركة يف طرح الأ�سئلة وتقدمي‬ ‫االقرتاحات والتفك�ي�ر يف ابتكار و�سائل �إبداعية ومفيدة �أو توفري‬ ‫نفق���ات كما قد يعتذر املتطوع عن �أداء املهمة �إذا كانت ال تنا�سب‬ ‫ا�ستعداداته �أو مهاراته �أو �أولوياته التطوعية‪.‬‬ ‫‪ .5‬الإ�ش ��راف والتوجي ��ه (‪:)Supervision and Guidance‬‬ ‫ينبغي للمتطوع �أن يخ�ضع لإ�شراف �إداري خمطط وتوجيه مبا�شر‬ ‫و�سرع���ة ت�صحيح الأخط���اء عند انطالق العمل وعل���ى املوجه �أن‬ ‫يك���ون ذا خربة خا�صة يف التعامل م���ع املتطوعني باحرتام ولطف‬ ‫وي�ساعده���م عل���ى حت�سني مه���ارات املتطوعني ب�ص�ب�ر وفق دليل‬ ‫اجراءات وار�شادات مكتوبة‪.‬‬ ‫‪ .6‬مكان حمدد (‪ :)Specific Place‬يحق للمتطوعني احل�صول‬ ‫على مكان حم����دد مرتب ونظيف وتتوافر في����ه الأدوات الأ�سا�سية‬ ‫الفني����ة واملكتبي����ة وو�سائل االت�صال يف حده����ا الأدنى‪ ،‬كي ميار�س‬

‫‪120‬‬


‫املتطوع����ون مه����ام عملهم املطلوب����ة كما يكفل له����م حرية الدخول‬ ‫واخلروج وحفظ �أ�شيائهم يف �صناديق �أو �أرفف خا�صه ال ي�شاركهم‬ ‫بها بقية املوظفني‪.‬‬ ‫‪ .7‬ال�سالم ��ة والأم ��ن (‪ :)Safety & Security‬يخ�ض���ع كاف���ة‬ ‫املوظف�ي�ن الر�سميني ع���ادة للتغطية ال�صحي���ة (الت�أمني) وتوافر‬ ‫بيئ���ة ال�سالمة واالم���ن ويتحتم �أن ي�شمل ذل���ك املتطوعني خا�صة‬ ‫�صغ���ار ال�سن �أو الفتيات الالتي قد يتعر�ضن للتحر�ش اجلن�سي �أو‬ ‫االيذاء والعن���ف ال قدر اهلل من زمالئه���م املتطوعني الأكرب �سن ًا‬ ‫�أو من الآخرين‪.‬‬ ‫‪ .8‬التقدي ��ر (‪ :)Appreciation‬يحق للمتط���وع احل�صول على‬ ‫�شه���ادة تقدي���ر �أو ميدالي���ة �أو غريه���ا يف احتف���ال ت�شكر خاللها‬ ‫جهوده���م م���ع �إب���راز دوره���م خا�صة يف الإع�ل�ام �أو عن���د الآباء‬ ‫واالق���ارب واجل�ي�ران وقد يتع���دى التقدير ملنح درج���ات �إ�ضافية‬ ‫عل���ى املواد الدرا�سية �أو ت�سجيل ك�ساع���ات اختيارية وي�شمل ذلك‬ ‫احل�صول على �إفادة وتقييم مكتوب جلهود املتطوع‪.‬‬ ‫‪ .9‬التظل ��م (‪ :)Grievance‬يحق للمتط���وع احل�صول على جهة‬ ‫اخت�صا����ص للف�ص���ل يف اخل�صوم���ات �أو الدع���اوي الت���ي ي�شتكي‬ ‫منه���ا املتطوع ومن جهة عليا يوث���ق يف قراراتها ي�ستطيع الو�صول‬ ‫حلقوق���ه عند التعدي عليه���ا ويف�ضل �أن ين�ص االتف���اق التعاوين‬ ‫على تلك اجلهة واجراءات عملها‪.‬‬

‫‪121‬‬


‫فوق القانون‬ ‫سوبرمان‬ ‫اإلنفعال‬

‫ضعف التدريب‬ ‫الحزبية‬ ‫نقص المعلومات‬


‫عاشرًا‪..‬‬ ‫الممارسات الثماني‬ ‫الخاطئة للمتطوعين‬



‫عمل���ت مدي���ر ًا �إقليميا لهيئ���ة الإغاث���ة الإ�سالمية العاملي���ة بالأردن‬ ‫ع���ام ‪1991‬م وكان���ت الهيئة ت�شج���ع ومتنح املكات���ب املحلية ب�أنحاء‬ ‫اململك���ة العربي���ة ال�سعودي���ة فر�ص���ة االت�ص���ال املبا�ش���ر مبكاتبه���ا‬ ‫باخل���ارج والت���ي بلغ���ت (‪ )45‬مكتب��� ًا فتقوم تل���ك املكات���ب املحلية‬ ‫برت�شيح �أولئك املتطوعني الذين يعملون يف جمع التربعات �أو �إدارة‬ ‫الأن�شطة والربامج واللجان لل�سفر يف مهمات �إن�سانية وبالرغم من‬ ‫ح�سن النوايا ال�صادقة واجلهود الكبرية واملتفانية اال �أنني الحظت‬ ‫على �أولئك املتطوعني ما يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬ف ��وق القان ��ون‪ :‬يت�ص����رف بع�����ض املتطوع��ي�ن وف����ق الرابطة‬ ‫الدينية �أو الوطنية في�شرعن �سلوكه التطوعي دون �أن ي�أبه بالقانون‬ ‫والت�شريع����ات والأنظم����ة ال�ساري����ة يف العمل اخل��ي�ري �أو التطوعي‬ ‫ال����دويل‪ ،‬مع �أن الواج����ب على املتطوع �أن يع����رف �أن االنخراط يف‬ ‫الن�شاط الع����ام هو ن�شاط �سيا�سي وان كان غ��ي�ر مبا�شر‪ ،‬ذلك �أن‬ ‫القوانني املرعية واللوائح املف�سرة لها ال ت�أخذ �شرعيتها من قبولك‬ ‫�أو رف�ضها �إمنا ت�ستمد ت�أثريها من ال�سلطة الت�شريعية وت�ستمد قوة‬ ‫نفاذه����ا من ال�سلط����ة التنفيذية و�سيطال العق����اب �أي خارج عنها‬ ‫وعلى املتطوع �أن يختار عند رغبته يف التغيري‪ ،‬وذلك �إما بال�ضغط‬ ‫على امل�شرعني �أو بالطرق الآخرىاجلائزة �شرع ًا ونظام ًا‪.‬‬

‫‪125‬‬


‫‪ .2‬ال�سوبرم ��ان‪ :‬م���رت عل���ي �شخ�صي���ات يف العم���ل التطوعي‬ ‫بع�ضه���ا انعزايل خائف ويلع���ب دوره يف غاية اللط���ف املبالغ فيه‬ ‫�شاع���ر ًا بالدونية مفرت�ض ًا هام�شيته‪ ،‬وبع�ضهم يرى لنف�سه مطلق‬ ‫الق���وة «مت�سلط» حني تتملكه نف�سية فوقية وال�سيما �إذا كان يتمتع‬ ‫بقيادة دينية �أو رجل �أعمال �أو وريث ن�سب مبجل �أو ثروة �سقطت‬ ‫علي���ه م���ن ال�سماء ب�سبب �أبي���ه �أو �أمه‪ ،‬ودافع���ه الظهور امل�سرحي‬ ‫والوجاه���ة والرتفي���ه بالتجري���ب‪ ،‬و�سبيل���ه التمرد عل���ى النظام‬ ‫والإر�ش���ادات وفر�ض ر�أيه بالق���وة الأبية على بقية املتطوعني دون‬ ‫احرتام قوانني العمل التطوعي اجلماعي الذي عماده ثراء الر�أي‬ ‫والتعاون امل�شرتك بعد االلتزام باملهمة‪.‬‬ ‫‪ .3‬احلزبية وال�شللية‪ :‬يقول �صلى اهلل عليه و�سلم‪« :‬بينما كلب‬ ‫يطي���ف بركية‪ ،‬قد كان يقتله العط����ش‪� ،‬إذ ر�أته بغى من بغايا بني‬ ‫�إ�سرائي���ل‪ ،‬فنزعت موقها «خفها» فا�ستقت ل���ه به‪ ،‬ف�سقته‪ ،‬فغفر‬ ‫لها ب���ه» رواه البخ���اري‪ .‬فانظ���ر �إىل �سعة رحمة اال�س�ل�ام وبذله‬ ‫حت���ى للكلب ث���م �أعد الب�ص���ر لريتد �إلي���ك ح�س�ي�ر ًا حينما يقوم‬ ‫متط���وع ببذل جمه���ود خمل�ص م�شكور ًا وقد يقط���ع �آالف الأميال‬ ‫ولكن���ه ينحاز �إىل جماعة م���ن امل�سلمني بل �إىل ع���رق داخل هذه‬ ‫اجلماع���ة وكل ذلك ب�سبب مرجعية فكرية �ضيقة الأفق متخندقة‬ ‫على حاله���ا يف فهم �أعوج للعقيدة �أو احلرك���ة الدعوية ك�أولويات‬ ‫مقد�سة ال ميكن اخلروج عنها‪� .‬إن بع�ض املتطوعني ميار�س �أي�ض ًا‬ ‫�سلوكيات خاطئة وهو يحول املعاين اجلميلة من اكت�ساب �صدقات‬ ‫جديدة و�إدماج كافة �أفراد املجتمع‪� ،‬إىل تكتل بغي�ض يقو�ض فيها‬ ‫فر�ص الآخرين وين�سف هدف التطوع وهو‪ :‬النمو والتنوع‪.‬‬

‫‪126‬‬


‫‪� .4‬ضع ��ف الت�أهي ��ل والتدري ��ب‪ :‬بالرغم م���ن �ضخامة التطوع‬ ‫غ�ي�ر املنظم من���ذ ع���ام ‪1980‬م �إال �أنن���ا نفتقد ملراك���ز�أو برامج‬ ‫متخ�ص�ص���ة يف الت�أهي���ل والتدري���ب اخلارجي‪،‬علم��� ًا ب����أن هناك‬ ‫حم���اوالت ومبادرات ال ترتقى �إىل �أن تك���ون وطنية كربى‪ ،‬ويعود‬ ‫ذل���ك فيما يبدو للفهم املحدود لفل�سف���ة العمل املدين حني �سخر‬ ‫التط���وع ملفهوم الن�شاط الدع���وي �أي �أ�صبح و�سيل���ة للهداية �أكرث‬ ‫من���ه اجتاه ًا ا�سرتاتيجي ًا للتنمية مم���ا انعك�س على ثقافة التطوع‬ ‫حني ي�شرتط يف املتطوع فق���ط احلما�س والعاطفة اجليا�شة جتاه‬ ‫ق�ضاي���ا امل�سلمني العام���ة و�أن يو�صف بااللت���زام «التدين» وميلك‬ ‫احل���د االدنى من التنظيم «االن�ضب���اط»‪� .‬إن �ضعف �إدارك �أهمية‬ ‫التطوع �أو �آثاره القانونية رمبا مل ت�شجع املتطوع نف�سه على تثقيف‬ ‫نف�س���ه‪ ،‬وم���ا يعمق امل�شكل���ة �ض�آلة الن�ش���ر الورق���ي �أو االلكرتوين‬ ‫امل�شجع �أو املثقف‪.‬‬ ‫ونق�ص الإعالم التنموي ّ‬

‫‪127‬‬


‫‪ .5‬نق� ��ص املعلوم ��ات‪ :‬ما يعجبني يف الغرب ملك���ة �أفراده على‬ ‫التدوي���ن وال�س���رد الق�ص�ص���ي ومه���ارة �إع���داد التقاري���ر وكتابة‬ ‫الر�سائ���ل وجت���د ذل���ك يف البعث���ات الدبلوما�سي���ة �أو العلمي���ة �أو‬ ‫الرح�ل�ات فاملكتب���ة الأوروبي���ة والأمريكي���ة زاخ���رة باملذك���رات‬ ‫ال�شخ�صية والأر�شيف العام ال���ذي يلخ�ص جتارب الأمة يف �شتى‬ ‫املو�ضوع���ات مم���ا مكنه���م من حف���ظ ونق���ل املعلوم���ات وال�سيما‬ ‫يف البح���وث االجتماعي���ة �أو التخطيط امل�ستقبل���ي وعليه جتد قلة‬ ‫وقوعهم يف اخلط�أ بل ي�سعون لتدعيم العمل ال�سابق والبناء عليه‪،‬‬ ‫�أما ع���ن جتربتي مع املتطوعني ف�إنني �أعي���د تالوة ق�صة ن�شاطنا‬ ‫االغاثي �أو الدعوي �أو املدين ونقاط القوة �أو ال�ضعف والتهديدات‬ ‫�أو الفر����ص املتاحة يف كل مرة يحل علين���ا �ضيف جديد «متطوع»‬ ‫ف�أب���د�أ معه م���ن املربع الأول و�أن���ا حتت رحمة قناعت���ه‪ ،‬علم ًا ب�أن‬ ‫املتط���وع الذي تر�سله املنظمة ببع���د زمني عن الزيارة ال�سابقة ال‬ ‫يتعدى (‪� )6‬أ�شهر‪ ،‬ومن املحتمل �إذا �أح�سنا الظن ف�إنه قد ح�صل‬ ‫عل���ى تلخي�ص �شفه���ي من زمالئه املتطوع�ي�ن ال�سابقني ال يتعدى‬ ‫(‪ )15‬دقيق���ة‪� .‬إننا نعي�ش يف العمل اخل�ي�ري داخل �صناديق ذات‬ ‫ح���رز‪ ،‬ب�سبب اخلوف من الآخر ونعت�ب�ر جتاربنا الناجحة ف�ض ًال‬ ‫عن اخلا�سرة �سر ًا من الأ�سرار ال يطلع عليه �إال نخبة النخبة‪.‬‬

‫‪128‬‬


‫‪� .6‬شب ��ه خيان ��ة‪� :‬أفه���م �أن املتط���وع يف طريق���ه لتحقيق املهمة‬ ‫ي�سع���ى لإك�ساب نف�سه مه���ارات �إدارية �أو العم���ل اجلماعي بروح‬ ‫الفريق والت�أثري يف الآخرين مع اكت�ساب �صداقات جديدة والتمتع‬ ‫بال�صح���ة النف�سي���ة ولكن م���اال �أفهم���ه حر�ص بع����ض املتطوعني‬ ‫بال�سع���ي الواعي لتحقيق مكا�سب مادية مبا�شرة �أو غري مبا�شرة‪،‬‬ ‫ك�أن يتط���وع بال�سفر �صيف ًا ملناطق �شرق �أ�سيا �أو �أوروبا – ال �أدري‬ ‫ملاذا لي�س �أفريقيا‪ -‬وي�سك���ن يف فنادق خم�س جنوم وتذاكر �سفر‬ ‫عل���ى الدرج���ة الأوىل �أو الأف���ق و�س���ط حفالت �أو عزائ���م باذخة‬ ‫م�صطحب��� ًا معه زوجته «املدام» املن�شغل���ة بالأ�سواق �صباح ًا‪ ،‬فيما‬ ‫يق���وم املتطوع ب����أداء ربع الواجب بل ر�أي���ت بع�ضهم يف امل�ؤمترات‬ ‫يتجر�أ على امل���ال العام �أو اخلريي بت�سجي���ل م�شرتيات �شخ�صية‬ ‫عل���ى فات���ورة الإقام���ة‪ ،‬وبع�ضه���م يه���در الوقت بك�ث�رة االت�صال‬ ‫باجل���وال �أو م���ن خ�ل�ال و�سائ���ط التوا�صل االجتماعي���ة احلديثة‬ ‫�أو الدخ���ول يف نقا�شات �سيا�سية عقيم���ة‪ ،‬والطامة الكربى يرجع‬ ‫ه���ذا املتطوع مزهو ًا منتفخ ًا تتملكه م�شاعر الفاحتني فيحكي لك‬ ‫ق�ص�ص البطولة على م�سمع من الب�سطاء وذوا النوايا احل�سنة‪.‬‬

‫‪129‬‬


‫‪ .7‬االنفع ��ال‪ :‬تق���ود العم���ل التطوع���ي �شخ�صي���ات ذات ذكاء‬ ‫عاطف���ي �أو �شباب تت�س���م مرحلتهم العمري���ة بالعاطفة اجليا�شة‬ ‫في�سطو القلب على العقل‪�،‬إن ما يحتاجه العمل التطوعي �أن تكون‬ ‫امل�شاع���ر متدفق���ة باعت���دال وفيا�ضة لبذل اخل�ي�ر وحب اخلدمة‬ ‫بعيد ًا عن الغلو الذي قد يدفع البع�ض لالندفاع والع�شوائية نتيجة‬ ‫�ضعف التخطي���ط �أو عدم منح التخطيط الوق���ت الكايف لإن�ضاج‬ ‫الأفكار واختيار الر�ؤية �أو امل���كان «املوقع» �أو املوارد �أو التحالفات‬ ‫«ال�شركاء» �أو الربامج واخلطط التنفيذية ال�صحيحة‪.‬‬ ‫‪ .8‬اخل�صو�صي ��ة‪� :‬إنّ النواي���ا الطيبة ال ت�سوغ االختالط املح ّرم‬ ‫حينم���ا يت�صور املتطوع �أن املتطوع���ة غنيمة �سهلة يف ملتقى عام‪.‬‬ ‫�إنّ النف�س املري�ضة لي�س مكانها �شرف اخلدمة ونبالة الفار�س العربي‬ ‫امل�سل����م‪ ،‬ولذا على املنظمني �إعطاء �أهمية كربى لأعرا�ض املتطوعني‬ ‫الق�صر وحمايتهم من التحر�ش‬ ‫واملحافظ����ة عليها وال�سيما الأطف����ال ّ‬ ‫اجلن�سي وذلك عرب خلق بيئة يقظة حتكمها قواعد �صارمة‪.‬‬

‫‪130‬‬


‫‪ .9‬ال�سق ��وط �أول الطري ��ق‪ :‬يع���اين ن�شاط التط���وع من �ضعف‬ ‫ا�ستمرارية الع�ضو ب�سبب م�شكالت م�ؤ�س�سية �سبق �أن ذكرناها �أو‬ ‫لأ�سباب متعلقة باملتطوع نف�سه ذكرتها �أ‪ .‬فاطمة التميمي(‪:((3‬‬ ‫‪�1 .1‬ضعف تف ّهم املتطوع لر�سالة املء�س�سة و�أهدافها‪.‬‬ ‫‪�2 .2‬ضعف ا�ستيعاب املتطوع ملا �أُ�سند �إليه من مهام‪.‬‬ ‫‪3 .3‬الفتور الذي قد يعرتي الإن�سان يف كل عمل يت�صدى له‪.‬‬ ‫‪�4 .4‬ضع���ف ثقاف���ة التط���وع يف املجتم���ع‪ ،‬وع���دم �إدراك �ضرورة‬ ‫اال�ستمرار فيه‪.‬‬ ‫‪ِ 5 .5‬ق َ�ص ُر ال َّن َف�س‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل االندفاع يف البداية ثم االنقطاع‪.‬‬ ‫‪6 .6‬ع���دم الق���درة عل���ى املوازن���ة ب�ي�ن العم���ل التطوع���ي وبقية‬ ‫التزامات املتطوع االجتماعية والأ�سرية‪.‬‬ ‫‪7 .7‬الت�شتت و�ضع���ف القدرة على حتديد الأه���داف‪ ،‬مما ي�ؤدي‬ ‫�إىل الدوران يف دائرة مغلقة‪.‬‬

‫(‪ ((3‬التميمي‪ ،‬فاطمة‪ ،‬كلنا متطوعات‪ ،‬الريا�ض ‪1430‬هـ‪� ،‬ص‪41‬‬

‫‪131‬‬


‫الرؤية‬

‫ال‬

‫الرسالة‬

‫علمية‬ ‫نظام‬ ‫تصميم‬ ‫تمويل‬ ‫تفويض‬

‫فريق عمل‬ ‫تأثير‬ ‫تنفيذ‬


‫حادي عشر‪..‬‬ ‫إدارة التــطـــوع‬



‫‪ .1‬قيادة التطوع‬

‫(‪)Volunteering Leadership‬‬

‫يع���رف الأ�ستاذ في�ص���ل با�شراحيل القيادة ب�أنه���ا‪« :‬عملية حتريك‬ ‫النا����س نحو اله���دف »‪ ،‬ويعرفها هيم���ان ‪ Hyman‬ب�أنه���ا‪« :‬العملية‬ ‫الت���ي يتمكن من خاللها الفرد من توجيه وار�شاد الآخرين والت�أثري‬ ‫عل���ى �أفكاره���م و�سلوكه���م و�شعورهم»‪ ،‬ويع���رف القي���ادة الدكتور‬ ‫يو�س���ف احلزمي ب�أنها «حالة ظرفية لفرد ميلك فطرة وقيم ومعرفة‬ ‫ومه���ارات مقبول���ة اجتماعي��� ًا وعلمي ًا ي�سعى من خالله���ا للت�أثري يف‬ ‫الآخري���ن بط���رق �إبداعية مقنعة نحو حتقي���ق الأهداف ال�صحيحة‬ ‫املو�ضوع���ة �أو الت���ي �ساه���م يف و�ضعه���ا واملنبثقة م���ن ر�ؤية مالئمة‬ ‫وحمددة ت�ضم���ن النمو ومواجهة التحديات وحتقيق اال�شباع املادي‬ ‫(‪((4‬‬ ‫واملعن���وي للأتب���اع» ‪ ،‬ويعرفها بي�ت�ر نورث هاو����س (‪Peter north‬‬ ‫‪ )house‬ب�أنها «عملية من خاللها ي�ؤثر فرد يف جمموعة من الأفراد‬ ‫لتحقيق هدف م�شرتك»‪ ،‬ومن ثم ف�إن القيادة‪:‬‬ ‫• عملية (‪)Process‬‬ ‫• ت�أثري (‪)Influence‬‬ ‫• تن�ش�أ داخل جماعة (‪)Group‬‬ ‫• حتقيق الهدف (‪)Goal‬‬ ‫وعلي����ه ف�إن قي����ادة التط����وع تنق�س����م �إىل قي����ادة ا�سرتاتيجية‬ ‫وقي����ادة تنفيذي����ة‪.‬‬ ‫(‪ ((4‬احلزمي‪ ،‬د‪ .‬يو�سف‪� ،‬أركان القيادة‪ ،‬دار ال�سالم‪ ،‬الريا�ض‪ ،‬عام ‪1429‬هـ‪� ،‬ص‪23‬‬

‫‪135‬‬


‫• القيادة الإ�سرتاتيجية (‪:((4()Strategic Leadership‬‬ ‫وهي اجلمعيات العمومية وجمال�س الإدارة ومديرو العموم ور�ؤ�ساء‬ ‫القطاع���ات الرتبوي���ة والتطوعية وال�شبابية «القي���ادة العليا» وتقوم‬ ‫القيادة بعدة مهمات �أبرزها‪:‬‬ ‫�أ‪� .‬إيج���اد ر�ؤي���ة ور�سال���ة للعم���ل التطوع���ي وو�ض���ع الأه���داف‬ ‫الإ�سرتاتيجي���ة النابعة من احتياج���ات املجتمع و�أولوياته عرب‬ ‫الدرا�سات وور�ش العمل مب�شارك���ة اخلرباء �أ�صحاب الت�أهيل‬ ‫الأكادمي���ي املعريف والتجربة التطوعي���ة امليدانية ال�سابقة مع‬ ‫�أخذ االعتبار باملبادرات الآخرى وطني ًا ودولي ًا وعلى القيادات‬ ‫�أن يك���ون لديه���ا العل���م مبفه���وم التط���وع و�أبع���اده ال�سيا�سية‬ ‫واالجتماعية واالقت�صادية وو�سائل حتقيق فعاليته وكفاءته‪.‬‬ ‫ب‪� .‬إبرام التحالفات والتعاون مع م�ؤ�س�سات املجتمع املدين اخلريي‬ ‫وال�سيما الدولية والإقليمي���ة كاملنظمة العاملية للتطوع ومنظمة‬ ‫التط���وع العرب���ي ف�ض ًال عن ال�ش���ركاء يف القطاعات احلكومية‬ ‫وابرزها الوزارات والهيئات ذات ال�صلة بن�شاط التطوع‪.‬‬ ‫ج‪‌ .‬توفري القيادات التنفيذية وتطوير املوارد الب�شرية الإ�شرافية‬ ‫امل�ؤهل���ة والق���ادرة عل���ى �إدارة العم���ل التطوع���ي والت�أكد من‬ ‫منا�سبتها لأغرا�ض و�أهداف امل�شروع‪.‬‬ ‫د‪ .‬احل�صول على الرتاخي����ص القانونية والنظامية من اجلهات‬ ‫املخت�صة وو�ضع النظام اال�سا�س���ي وال�سيا�سات «الت�شريعات»‬ ‫للعمل التطوعي ولوائحه التنفيذية و�أدلة الإجراءات‪.‬‬ ‫(‪  ((4‬الفقي‪ ،‬د‪� .‬إبراهيم‪ ،‬العمل اجلماعي‪ ،‬الراية للن�شر‪ ،‬القاهرة‪2010 ،‬م‪.‬‬

‫‪136‬‬


‫هـ‪‌ .‬تدب�ي�ر التموي���ل ال�ل�ازم م���ن تربع���ات وت�سهي�ل�ات ومعدات‬ ‫لإط�ل�اق امل�شروع التطوعي وت�سويق ال�شراكات والرعايات من‬ ‫القطاع الأهلي اخلا�ص �أو التحويل من امل�ؤ�س�سات احلكومية �أو‬ ‫ال�صناديق املتخ�ص�صة �أو امل�ساعدات غري امل�شروطة �سيا�سي ًا‬ ‫من املنظم���ات الدولية وم�ؤ�س�سات النف���ع العام الوطنية‪ .‬كما‬ ‫ت�سع���ى الإدارة �إىل احلف���اظ عل���ى تلك امل���وارد وا�ستخدامها‬ ‫اال�ستخدام الأمثل‪.‬‬ ‫و‪�‌ .‬ضمان �أثر التطوع بالت�شبيك االجتماعي مع م�ؤ�س�سات املجتمع‬ ‫املحلي مث���ل املدار�س واجلامعات وامل�ؤ�س�سات الطوعية باملدن‬ ‫ال�صغرية والأرياف �أو الأحياء‪.‬‬ ‫ز‪ .‬و�ض���ع موازن���ة تخطيطية ومعاي�ي�ر لقيا����س الأداء وم�ؤ�شرات‬ ‫التحق���ق والرقابة من خ�ل�ال تقارير الأداء على ح�سن حتقيق‬ ‫مهمه التطوع‪.‬‬ ‫ح‪ .‬خل���ق ثقاف���ة تنظيمي���ة تر�س���خ نط���اق املنظم���ة وح���دود‬ ‫جهوده���ا والط���رق الت���ي يت���م بها العم���ل «قن���وات االت�صال»‬ ‫(‪ )Communications Channels‬والعالق���ة ب�ي�ن �أع�ض���اء‬ ‫املنظم���ة ونظام معلوم���ات فع���ال ي�ضمن ان�سي���اب القرارات‬ ‫والتوجيه���ات والتعليم���ات واملعرف���ة مب���ا يف ذل���ك التغذي���ة‬ ‫الراجع���ة (‪ )Feedback‬وحرية اجلميع يف امل�شاركة بالتعبري‬ ‫ع���ن �آرائه���م واقرتاحاتهم ثم الت�أكيد عل���ى اخالقيات العمل‬ ‫التطوعي واحرتام املتطوع�ي�ن و�سالمتهم وح�سن التعامل مع‬ ‫امل�ستفيدين من التطوع‪.‬‬

‫‪137‬‬


‫ط‪‌ .‬الت�أك���د م���ن �أن العم���ل التطوع���ي ال تطغ���ى علي���ه امل�صال���ح‬ ‫ال�شخ�صي���ة �أو التوجي���ه الفكري جتاه معتق���دات وقيم ت�ضاد‬ ‫الدي���ن �أو تهدد الوحدة الوطني���ة ومتا�سك املجتمع وممار�سة‬ ‫�أي �ش���كل من �أ�شكال التحيز الطائف���ي �أو املناطقي �أو العرقي‬ ‫�أو اجلن����س او الل���ون و�أف�ض���ل و�سيلة لتحقيق ذل���ك هو الت�أكد‬ ‫وفح�ص مدخالت التوظيف (عاملني �أو متطوعني)‪.‬‬ ‫ي‪ .‬ال�سعي لو�ضع نظام للحوافز واملكاف�آت ورعاية احتفاالت التقدير‬ ‫لل�شركاء واملمولني واملتطوعني وامل�ستفيدين من اخلدمة‪.‬‬ ‫• القيادة التنفيذية (‪:((4()Executive Leadership‬‬ ‫يتمت���ع املدي���ر وامل�شرفني بت�أثري كب�ي�ر على بيئة العم���ل وعلى مدى‬ ‫�شعور العاملني باحلرية �أو الر�ضا وعلى حتقيق االهداف كما ميكن‬ ‫�أن تتغ�ي�ر ثقاف���ة املنظم���ة �أو الوحدة �أو امل�ش���روع التطوعي مع تغري‬ ‫املدير‪ ،‬وم���ن ب�صرف النظر عن �إمكاني���ات العاملني �سوف يحدث‬ ‫املدير اختالف ًا �إما �إىل الأف�ضل �أو الأ�سو�أ‪.‬‬ ‫و�أف�ض���ل ا�ستخ���دام م�صطلح من�س���ق عام بد ًال م���ن مدير يف العمل‬ ‫التطوع���ي ك���ون �أغل���ب العامل�ي�ن متطوعني‪،‬حينم���ا ت�ب�رز املواهب‬ ‫القيادي���ة �أكرث م���ن الإداري���ة فالأوىل تعتم���د عل���ى اجلاذبية وقوة‬ ‫الت�أثري ال�شخ�ص���ي �أما الثانية فتعتمد على ق���وة الإلتزام التعاقدي‬ ‫امل�ستمدة من الوظيف���ة‪ .‬ويحتاج من�سق العمل التطوعي �إىل قدرات‬ ‫�إدراكي���ة متكنه من الربط بني النظري���ة وممار�سة العمل التطوعي‬ ‫(‪ ((4‬فرير‪� ،‬آندي‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص‪206‬‬

‫‪138‬‬


‫ونظري���ات الإدارة واحتياجات وم�شكالت املنظمة واملجتمع وكذلك‬ ‫القدرة على الر�ؤية ال�شاملة للمنظمة وفهم العالقات بني �أجزائها‪.‬‬ ‫ويحت���اج �أي�ض��� ًا �إىل املع���ارف املتعلق���ة ب�أه���داف املنظم���ة والهيكل‬ ‫التنظيم���ي والعاملني ب�أجر واملتطوعني والبيئة املحيطة مبا يف ذلك‬ ‫املنظمات ذات امل�صالح امل�شرتكة وامل�شهد الأكرب للمتطوعني ومنها‬ ‫حج���م العمل التطوعي وت�أث�ي�ره وطبيعة متطوع���ي الوقت احلا�ضر‬ ‫والدواف���ع التي حتف���ز العاملني وامكانياته���م والت�شريعات واللوائح‬ ‫املتعلقة بالأوامر الإدارية وال�صحة وال�سالمة‪.‬‬ ‫ويحت���اج املن�س���ق الع���ام �إىل مه���ارات القي���ادة والتخطي���ط وو�ضع‬ ‫الأولوي���ات والتنظي���م وو�ض���ع ار�ش���ادات توجيهي���ة لل�سيا�س���ات‬ ‫واملمار�س���ات واتخ���اذ الق���رارات الفعال���ة والتفوي����ض والت�ش���اور‬ ‫والتوا�صل وحتفيز الآخرين واالرتقاء بروح الفريق وعقد املقابالت‬ ‫ال�شخ�صية والتوجيه والتدريب وا�ستخ���دام تقنية املعلومات و�إدارة‬ ‫الوق���ت والإجتماع���ات وكتاب���ة التقاري���ر وبن���اء �شبك���ة الدعم من‬ ‫الزم�ل�اء داخل �أو خارج املنظمة وتقيي���م الربامج بفح�ص املعايري‬ ‫واملتطلبات وامل�ساءلة واتخاذ مايلزم من اجراءات‪.‬‬ ‫�أم���ا ال�سم���ات ال�شخ�صية للمن�سق فه���ي االلتزام وقب���ول امل�س�ؤولية‬ ‫والتعاط���ف م���ع الآخري���ن والرغبة يف التع���ارف وتب���ادل املعلومات‬ ‫والنفوذ وح�سن اال�ستماع والقبول بالتجديد واالبتكار والتكييف مع‬ ‫التغيري وال�صرب واملثابرة واال�صرار واحلزم وروح الدعابة و�إن كان‬ ‫لنا و�صف وظيفي للمن�سق العام ف�إنه يتمثل يف الآتي‪:‬‬

‫‪139‬‬


‫‪ .1‬الرتويج للربنامج التطوعي يف املجتمع‪.‬‬ ‫‪ .2‬عقد مقابالت �شخ�صية مع املتطوعني وتقييمهم واختيارهم‪.‬‬ ‫‪ .3‬توجيه املتطوعني وتدريبهم وتطويرهم با�ستمرار‪.‬‬ ‫‪� .4‬إع���داد ميزانية للربنامج و�ضمان ع���دم جتاوز امل�صروفات‬ ‫للتمويل املتوافر‪.‬‬ ‫‪� .5‬ضمان تطبيق ال�سيا�سات واالر�شادات التوجيهية واالجراءات‬ ‫على الوجه ال�سليم مما يوفر للمتطوعني ظروف عمل �آمنة وغطاء‬ ‫ت�أميني��� ًا‪ ،‬وتعوي�ض��� ًا عن امل�صروف���ات النرثية وق���درة على تقدمي‬ ‫اخلدمات بكفاءة ويف نف�س الوقت حتقيق توقعاتهم ال�شخ�صية‪.‬‬ ‫‪� .6‬ضم���ان �إم���داد املتطوعني باملعلوم���ات املتعلق���ة بواجباتهم‬ ‫ومنحهم فر�ص ًا للم�شاركة يف عمليات اتخاذ القرار‪.‬‬ ‫‪ .7‬تقدمي �إ�شراف م�ستمر ودعم للمتطوعني �سواء ب�شكل مبا�شر‬ ‫�أو بوا�سطة املوظفني ب�أجر الذين يعملون مع املتطوعني‪.‬‬ ‫‪ .8‬اال�ستفادة الق�صوى من املهارات واخلربات و�ساعات العمل‬ ‫التي يقدمها املتطوعني‪.‬‬ ‫‪ .9‬و�ضع وتنظيم �إجراءات تقييم املتطوعني للت�أكيد من مالءمة‬ ‫كل منهم لوظيفته و�ضمان الأداء اجليد والر�ضا عن العمل‪.‬‬ ‫‪ .10‬االرتق���اء ب���روح الفري���ق ب�ي�ن املتطوع�ي�ن وب�ي�ن املتطوعني‬ ‫والعاملني ب�أجر‪.‬‬

‫‪140‬‬


‫‪ .11‬تقدمي املعلومات والدعم للعاملني ب�أجر الذين ي�شرفون على‬ ‫املتطوعني والإ�شراف عليهم وتدريبهم عند ال�ضرورة‪.‬‬ ‫‪ .12‬تقييم طلبات زيادة خدمات املتطوعني‪.‬‬ ‫‪� .13‬ضمان فعالية جدولة املتطوعني لتوفري التغطية ال�ضرورية‪.‬‬ ‫‪ .14‬تقدمي تقارير �شهرية ملجل�س الإدارة تهدف �إىل �ضمان وفاء‬ ‫اخلدمات املقدمة باملتطلبات‪.‬‬ ‫‪ .15‬القي���ام بدور املتح���دث با�س���م املنظمة يف الأم���ور املرتبطة‬ ‫بالعمل التطوعي‪.‬‬ ‫‪ .16‬حفظ ال�سجالت عن املتطوعني ومهامهم و�ساعات خدمتهم‪.‬‬ ‫‪� .17‬إعادة النظر يف الربنامج با�ستمرار ل�ضمان تعظيم �إمكانياته‪.‬‬

‫‪ .2‬العمل اجلماعي‬

‫(‪)Team Work‬‬

‫ال �أحد يف احلياة ي�ستطيع �أن يعمل وحده دون النا�س فالإن�سان �إجتماعي‬ ‫بطبعه ب����ل وحتى احليوان‪ ،‬ول����ذا ف�إن العمل اجلماع����ي �ضرورة متليها‬ ‫الفط����رة واحلاج����ة وتخلق بيئ����ة عالية التحفي����ز ومناخ ًا يقل����ل ال�شعور‬ ‫بالوح����دة ويزي����د م����ن الإح�سا�����س بالهوي����ة امل�شرتكة كما يع����زز اتخاذ‬ ‫القرارات ب�سرع����ة وان�سيابية يف املعلومات ع��ب�ر تبادلها املبا�شر وحتد‬ ‫من ال�صراعات عرب التفاهم املبا�شر‪ ،‬وهناك عوامل �أ�سا�سية ل�صناعة‬ ‫فرق العمل وخطوات تنفيذية لبنائه وتقنيات حمددة حلل امل�شكالت‪.‬‬

‫‪141‬‬


‫ويع ��رف فري ��ق العمل ب�أن���ه «جماعات يتم �إن�شا�ؤه���ا داخل الهيكل‬ ‫التنظيم���ي لتحقي���ق ه���دف �أو مهم���ة تتطل���ب التن�سي���ق والتفاع���ل‬ ‫والتكام���ل بني �أع�ضاء الفريق»‪ ،‬وغاية الفريق هو متكني الأفراد من‬ ‫العمل اجلماعي وغالبا م���ا ي�ستخدم لفظ اجلماعة عندما تتحدث‬ ‫عن ديناميكية اجلماعة ولكن عندما يكون احلديث عن التطبيقات‬ ‫العملية ف�إننا ن�ستخدم لفظ «فرق العمل»‪.‬‬ ‫• عوامل �صناعة فريق العمل‪:‬‬ ‫‪ .1‬الثق ��ة (‪ :)Trust‬فالقائ���د الناج���ح يزرع يف فريق���ه م�شاعر‬ ‫الثق���ة يف �أنف�سه���م ويف الكي���ان الذي ينتم���ون �إليه كم���ا �أن �أفراد‬ ‫الفريق نف�سه ي�ؤمن بع�ضهم ببع�ض‪.‬‬ ‫‪ .2‬االهتم ��ام والتقدير (‪ :)Interest & appreciation‬البد من‬ ‫التعب�ي�ر ع���ن الثقة بالعناي���ة بالأ�شياء اخلا�صة ل���كل ع�ضو يف الفريق‬ ‫و�إظهار التقدير ال�شخ�صي له‪.‬‬ ‫‪ .3‬االلت ��زام (‪� :)Commitment‬إن ق����وة االنتماء لهدف الفريق‬ ‫�سيظهر يف مدى التزام �أع�ضائ����ه بالتعليمات والإر�شادات وح�سن‬ ‫تنفيذها ولتعزيز ذلك فالبد من تطبيق مبد�أ العقوبات واحلوافز‪.‬‬ ‫‪ .4‬التع ��اون (‪� :)Cooperation‬إن العم���ل �ضم���ن فري���ق عم���ل‬ ‫يعن���ي �أن���ك �ست�ضحي بج���زء من هويت���ك وقناعت���ك الذاتية من‬ ‫�أج���ل الآخرين ولن يح�صل التعاون ب����أن تك�سب كل �شيء وتك�سب‬ ‫اجلماعة معك‪.‬‬ ‫‪ .5‬التفوي� ��ض (‪� :)Authorization‬إن العمل التطوعي قائم على‬ ‫الت�شاركي���ة فاملتطوع ع�ضو يف جماع���ة ولي�س موظف ًا يتلقى الأوامر‪،‬‬ ‫ولذا ف�إن نقل �صالحيات املدير لي�صبح من�سق ًا بدل �أن يكون رئي�سا‬ ‫�سيع���زز الثق���ة‪ ،‬ويفخ���ر املتطوعون بالإجن���از‪ ،‬كونه���م �ساهموا يف‬ ‫اتخاذ قرارته وتنفيذه‪.‬‬ ‫‪142‬‬


‫• خطوات بناء الفريق‪:‬‬ ‫‪ .1‬ت�شكيل الفريق (‪:((4()Composition of the Group‬‬ ‫ينبغي على القائد طرح الأ�سئلة التالية قبل البدء يف تكوين الفريق‪:‬‬ ‫�أ‪ .‬من الذي يجب �أن ين�ضم للفريق؟‬ ‫ب‪ .‬ماهي الأ�س�س التي �سين�ضم على �أ�سا�سها للفريق؟‬ ‫�إن القائد الناجح لن يخ�ض���ع للعواطف بل �سيطبق املعايري العلمية‬ ‫واملهنية يف اختيار الفريق باختيار الأع�ضاء املنا�سبني بحيث ي�صبح‬ ‫كل ع�ضو ذا مهارة وقيمة م�ضافة‪ ،‬يفلح القائد يف توظيفها جميعا‪.‬‬ ‫‪ .2‬حتديد الهدف (‪:)Target Identification‬‬ ‫�سي�شارك الفريق يف �صناعة الر�ؤية «املهمة»‪ ،‬بت�شجيعهم طرح �أفكارهم‬ ‫وامتداحه���م حينما يبتكرون جديد ًا‪ ،‬يلي ذلك و�ضع وحتديد الأهداف‬ ‫الك�ب�رى الإ�سرتاتيجية ثم حتويلها �إىل خطوات �صغرية �ست�سمى خطة‬ ‫العمل‪ ،‬ان تلك امل�شاركة �ست�ساعد كثري ًا يف االلتزام بها الحقا‪.‬‬ ‫‪ .3‬التعليم والتدريب (‪:)Education & Training‬‬ ‫يختلف كل ع�ضو من الأع�ض����اء يف الثقافة العامة واملعرفة واملهارات‬ ‫ذات العالق����ة مبو�ض����وع التط����وع‪ ،‬ول����ذا ي�سعى املنظم����ون من خالل‬ ‫احلوار والنقا�ش �أو الدورات التدريبية الق�صرية مع ا�ستخدام و�سائل‬ ‫العر�����ض والإي�ض����اح م����ن رفع م�ست����وى اجلماعة للدرج����ة التي متكن‬ ‫املتطوع��ي�ن يف ح����ده الأدنى من التناغ����م والفهم العمي����ق للأهداف‬ ‫العامة وبيئة التطوع‪.‬‬ ‫(‪ ((4‬الفقي‪ ،‬د‪� .‬إبراهيم‪ ،‬العمل اجلماعي‪ ،‬الراية للن�شر‪ ،‬القاهرة‪2010 ،‬م‪� ،‬ص ‪15‬‬ ‫‪143‬‬


‫‪ .4‬التوجيه (‪:)Guidance‬‬ ‫�سيت���م اختي���ار املتطوع�ي�ن الأكرث خ�ب�رة �أو ق���درة فني���ة على منح‬ ‫الن�صائح والإ�شراف عل���ى �إدارة بقية املتطوعني والت�أكد من ح�سن‬ ‫وج���ودة التنفيذ وت�صحي���ح الأخطاء‪ ،‬مع مراع���اة الأ�سلوب الأخوي‬ ‫والعر�ض الب�سيط وال�سهل والهادف دوم ًا لإك�ساب املتطوع التجربة‪.‬‬ ‫‪ .5‬التقييم واملكاف�أة (‪:)Evaluation & Reward‬‬ ‫عل���ى منظم���ي التطوع و�ضع معاي�ي�ر وم�ؤ�شرات متك���ن من التعرف‬ ‫على الأداء وقيا�سه وخلق التناف�سية بني جمموعات التطوع للو�صول‬ ‫�إىل الأهداف املرجوة ومكاف�أة املجموعات على حتققها مع الت�أكيد‬ ‫عل���ى االلت���زام بقواع���د ال�سالمة ونظاف���ة املكان وحماي���ة الأدوات‬ ‫امل�ستخدمة من العبث �أو التلف‪.‬‬

‫‪ .3‬التخطيط مل�شروع تطوعي وتنفيذه‬

‫(‪((4‬‬

‫مير التخطيط وتنفيذ امل�شروع التطوعي ب�أربع ع�شر مهمة هي‪:‬‬ ‫املهمة الأوىل‪ /‬حتديد امل�شروع (‪:)Project Definition‬‬ ‫مب�شروع م���ا على امل�شاركني �أن ي�أخذوا‬ ‫قب���ل اتخاذ قرار فيما يتعلق‬ ‫ٍ‬ ‫باالعتبار �ستة عنا�صر هي‪:‬‬ ‫‪ .1‬ما هو املجتمع الذي ن�سعى �إىل خدمته ؟‬ ‫‪ .2‬ما هي احلاجة التي ن�سعى �إىل تلبيتها ؟‬ ‫(‪ ((4‬ميهايل‪ ،‬د‪ .‬باتري�سيا‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص‪146‬‬

‫‪144‬‬


‫‪ .3‬ما هي الأمور التي نهتم بالقيام بها ؟‬ ‫‪‌ .4‬ماذا ميكننا �أن نفعل ؟‬ ‫‪ .5‬هل يلبي م�شروعنا خدمة حقيقية ؟‬ ‫‪ .6‬هل يعترب م�شروعنا م�ستدام ًا ؟‬ ‫فلننظ���ر يف �إجن���از م�ش���روع متعل���ق بالأه���داف التنموي���ة للألفية‬ ‫الثانية‪�،‬إذا بد�أت املجموع���ة باختيار املجتمع الذي تريد �أن تخدمه‬ ‫ف����إن ذل���ك ي�ساعدها على معرف���ة احتياجات املجتم���ع وتقييمها �أو‬ ‫�إج���راء م�سح لذلك املجتمع وحتليل موجودات���ه وحتديد احتياجاته‬ ‫وو�ض���ع الئحة ق�ص�ي�رة بامل�شاري���ع املمكنة ث���م حتلي���ل الإيجابيات‬ ‫وال�سلبيات الختيار امل�شروع الأن�سب بالن�سبة �إىل املجموعة‪.‬‬ ‫املهمة الثانية‪ /‬حتديد �أ�صحاب العالقة و�إن�شاء فريق امل�شروع‬ ‫(‪:)Team Work‬‬ ‫م���ن ه���م الأ�شخا����ص الذين له���م م�صلح���ة يف امل�ش���روع؟�أو الذين‬ ‫يهتم���ون به والذين قد ي�ساع���دون ب�شكل ما‪،‬فعليك و�ضع الئحة بهم‬ ‫لتجنيده���م يف امل�ش���روع �أو لت�أمني الدعم العين���ي �أو امل�ساعدة على‬ ‫متويل امل�شروع‪.‬‬ ‫املهم ��ةالثالث ��ة‪/‬جم ��عاملعلوم ��ات (‪:)InformationCollection‬‬ ‫كلما كان امل�شاركون بامل�شروع ملمني به كان امل�شروع �أف�ضل‪ ،‬يف بداية‬ ‫ببحث عرب االنرتنت والتدقيق‬ ‫التخطيط للم�شروع من املفيد القيام ٍ‬ ‫يف املعلوم���ات يف املكتبة و‪�/‬أو االجتم���اع بامل�ستفيدين املحتملني من‬ ‫اخلدمة وباخلرباء يف املو�ضوع للتعلم منهم‪.‬‬

‫‪145‬‬


‫املهمة الرابعة‪ /‬حت�ضري عر�ض امل�شروع‬ ‫(‪:)Prepare the project proposal‬‬ ‫ا�شرح امل�شروع يف ن�صف �صفحة‪ ،‬ترد فيها على الأ�سئلة التالية‪:‬‬ ‫من؟ ا�سم املجموعة‪ ،‬ومع من تتعاون‪.‬‬ ‫ماذا؟ ا�سم امل�شروع‪ ،‬وعر�ض املهمة‪.‬‬ ‫�أين؟ موقع امل�شروع‪.‬‬ ‫متى؟ �إطار امل�شروع الزمني‪.‬‬ ‫ملاذا؟ عر�ض االحتياجات‪ ،‬وعر�ض الر�ؤية‪.‬‬ ‫كيف؟ تلخي�ص امل�شروع‪ ،‬و�أهداف امل�شروع‪.‬‬ ‫املهمة اخلام�سة‪ /‬و�ضع التخطيط وفقاً للمبادئ‬ ‫والعوامل الأ�سا�سية (‪:)Planning‬‬ ‫مبد�آن‪ :‬فكر قبل �أن تفعل‪،‬واعمل من العام �إىل اخلا�ص‪.‬‬ ‫�أربعة عوامل‪ :‬الوقت‪ ،‬و�إدارة املعلومات‪ ،‬والنوعية‪ ،‬والتنظيم‪.‬‬ ‫املهمة ال�ساد�سة‪ /‬حتديد االعمال اال�سا�سية والوظائف‬ ‫املحددة وتوزيعها (‪:)Tasks Distributions‬‬ ‫ّ‬ ‫ح�ض���ر الئحة بالأعمال الأ�سا�سية التي ينبغي �إمتامها لبلوغ �أهداف‬ ‫امل�ش���روع‪ ،‬مع حتديد ما ينبغي �إجن���ازه من وظائف معينة لكل عمل‬ ‫م���ن الأعمال (من العام �إىل اخلا�ص) وحدد ال�شخ�ص امل�س�ؤول عن‬ ‫كل عمل ووظيفته وعينّ املهلة الأخرية للتنفيذ‪.‬‬

‫‪146‬‬


‫املهمة ال�سابعة‪ /‬حتديد احتياجات امل�شروع وموجوداته‬ ‫(‪:)Needs & Availability‬‬ ‫�ضع ج���دو ًال مبوجودات امل�شروع وحاجاته وح���دد م�صدر ًا ما ميكن‬ ‫توفريه ب�سهولة واملوارد املحتملة ملا ي�صعب توفريه ب�سهولة مع البدء‬ ‫ب�أ�صحاب العالقة ومعارفهم‪،‬و�أدرج �أ�سعار االحتياجات التي ينبغي‬ ‫�شراءه���ا وا�ستخدم الئح���ة احلاج���ات واملوجودات لو�ض���ع موازنة‬ ‫امل�شروع واجمع الأموال الالزمة واح�صل على كل ماحتتاج �إليه‪.‬‬ ‫املهمة الثامنة‪ /‬القيام ب�إدارة الأخطار (‪:)Risk Management‬‬ ‫ت�شتمل �إدارة الأخطار القي���ام على ا�ستباق اخلطر وحماولة جتنبه‬ ‫وتطوي���ر خطط بديلة لبع�ض امل�شاكل وا�ستباقها (خطط الطوارئ)‬ ‫ومعاجل���ة امل�ش���اكل الت���ي تن�ش����أ وحله���ا �أو تقليل عواقبه���ا الوخيمة‬ ‫حد ممكن‪.‬‬ ‫(احتواء ال�سلبيات) �إىل�أق�صى ٍ‬ ‫املهمة التا�سعة‪ /‬التهي�ؤ للتنفيذ(‪:)Ready for Execution‬‬ ‫تب���د�أ هن���ا مرحل���ة تعل���م امله���ارات و�إمت���ام التماري���ن والتح�ضري‬ ‫للن�شاط���ات املحددة يف املهم���ة العا�شرة‪ ،‬هذا وعل���ى امل�شاركني �أن‬ ‫يط���وروا فهم ًا �أو�سع للق�ضية الت���ي يخدمونها و�أن يخ�ضعوا للتدريب‬ ‫املنا�سب‪،‬وينبغي كذلك حت�ضري خطط الطوارئ املذكورة يف املهمة‬ ‫الثامنة «يف حال دعت احلاجة �إىل اللجوء �إليها»‪.‬‬

‫‪147‬‬


‫املهمة العا�شرة‪ /‬التنفيذ (‪:)Execution‬‬ ‫غالب��� ًا ما ُيعتق���د �أنّ التنفيذ ه���و امل�شروع بحد ذاته‪ ،‬م���ع �أنه ي�شكل‬ ‫املهم���ة العا�ش���رة من �أ�صل �أربع ع�شرة مهمة فف���ي هذه املرحلة يتم‬ ‫تنفي���ذ املهم���ة فعلي��� ًا (طالء اجل���دار فعلي ًا وتت���م زي���ارة االيتام �أو‬ ‫ت�سحب علب املنتجات القابلة لإعادة الت�صنيع من ال�صوف وتو�ضع‬ ‫يف املخ���ازن ا�ستعداد ًا لأخذها�إىل املعامل) وهي �أي�ض ًا املرحلة التي‬ ‫يكت�شف فيها امل�شاركون �إن كان حت�ضريهم منا�سب ًا ومن ثم ح�صاد‬ ‫ثمار اجلهود التي يبذلونها‪.‬‬ ‫املهمة احلادية ع�شر‪ /‬التوثيق والإعالن‬ ‫(‪:)Documentation & PR‬‬

‫تتع���دد طرق توثيق امل�ش���روع‪� ،‬سوا ًء قبل التنفي���ذ �أو خالله �أو بعده‪،‬‬ ‫وذل���ك ب�إعداد دف�ت�ر يومي���ات امل�ش���روع‪ ،‬والتقاط ال�ص���ور‪ ،‬وجمع‬ ‫االي�ص���االت والكتيب���ات‪ ...‬الخ‪ .‬وي�سهم التوثي���ق والإعالن �أي�ض ًا يف‬ ‫ت�أمني التموي���ل للم�شروع وغري ذلك من �أ�شكال الدعم‪�.‬إن من �ش�أن‬ ‫الإعالن زيادة الوعي حول امل�س�ألة و�إلهام الآخرين‪،‬بالإ�ضافة�إىل�أنه‬ ‫ي�ؤ ّمن نوع ًا من التقدير للعاملني على امل�شروع‪.‬‬ ‫املهمة الثانية ع�شرة‪ /‬الرتتيب واملتابعة‬ ‫(‪:)Arrangement & Follow Up‬‬ ‫م���ن ال�ضروري �أن يتحمل العاملون عل���ى امل�شروع م�س�ؤولية الرتتيب‬ ‫فيم���ا بع���ده �أي �أن يعرف���وا �أنّ العم���ل ال ينجز كلي��� ًا �إال بعد تنظيف‬ ‫كل �ش���يء و�إع���ادة كل غر����ض �إىل مكان���ه والتخل����ص مم���ا ينبغ���ي‬

‫‪148‬‬


‫التخل�ص منه‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬ت�سمح املتابعة بتحويل امل�شروع اجليد �إىل‬ ‫م�ش���روع ممتاز من خ�ل�ال ا�ستدامته �أو تك���راره بانتظام �سوا ًء عرب‬ ‫جهود املجموعة نف�سها �أو جهود جمموعة �أخرى‪.‬‬ ‫املهمة الثالثة ع�شرة‪ /‬التفكري اال�سرتجاعي والتقييم‬ ‫(‪:)Retrospective Thinking& Evaluation‬‬ ‫ميك���ن زيادة التعلم �إىل حده الأق�ص���ى من خالل �إعطاء امل�شاركني‬ ‫فر�صة مراجعة جتربتهم اخلدماتي���ة قبل التنفيذ �أو خالله وبعده‪.‬‬ ‫ماذا تعلموا ؟ كي���ف ا�ستفادوا من التجربة؟ ميكن ا�ستخدام تقييم‬ ‫�أوج���ه امل�شروع كافة لتح�سينه �أو لتح�سني امل�شاريع امل�ستقبلية‪ .‬ماذا‬ ‫جن���ح وماذا ف�شل؟ ومل���اذا؟ ينبغي على امل�شاركني كاف���ة �أن يفكروا‬ ‫ويعيدوا التفكري يف امل�شروع و�أن يقيموه‪.‬‬ ‫املهمة الرابعة ع�شرة‪ /‬التقدير واالعرتاف باجلهود واالحتفال‬ ‫(‪:)Appreciation & Ceremony‬‬ ‫ينبغ���ي �أن يبد�أ التقدير من خالل جع���ل املتطوعني ي�شكرون النا�س‬ ‫الذي���ن �ساعدوه���م يف �إط���ار امل�ش���روع (م���ن املعلم�ي�ن �إىلالأه���ل‬ ‫�إىلالأخ�صائي�ي�ن �إىل م�س�ؤول�ي�ن حكوميني‪ ...‬ال���خ)‪ ،‬وينبغي �أي�ض ًا‬ ‫االع�ت�راف بجهود امل�شارك�ي�ن كافة من خالل مل�ص���ق عن امل�شروع‬ ‫�أو كت���اب �أو زي���ارة يقوم بها امل�س�ؤول عن املنظم���ة �أو رئي�سها �أو من‬ ‫خ�ل�ال �شه���ادة بامل�شارك���ة‪ .‬يجب �أن يتوف���ر ل���دى املتطوعني بع�ض‬ ‫ال�سبل املالئمة للإحتفال باجلهود التي بذلوها �سوا ًء وحدهم �أو مع‬ ‫امل�شاركني الآخرين بامل�شروع‪.‬‬

‫‪149‬‬


‫تقييم األسرة‬ ‫القيم‬

‫تنشأة المدرسة‬

‫الجامعة‬ ‫التحفيز‬ ‫إعالم العام‬


‫الثاني عشر‪..‬‬ ‫تـنـمـيـة التـطـوع‬



‫�إن التعاطي مع التطوع ك�أمر طارئ يف حياتنا �سيحرمنا من �أ�سا�س‬ ‫�أخالق���ي متني لإدارة عي�شنا‪ ،‬فالتطوع ه���و ممار�سة دائمة ُ‬ ‫وخلق ال‬ ‫ميك���ن جتزئته زمان ًا ومكان ًا فثماره كبرية كما ذكرنا �سابقا‪ ،‬وحري‬ ‫بنا �أن ننميه ونغذيه على الدوام و�أن جنعله ثقافة ممنهجة و�أ�صيلة‬ ‫ومتوارثة من خالل الأ�سرة واملجتمع املدين والإعالم العام‪.‬‬

‫‪ .1‬ثقافة التطوع‬

‫(‪)Volunteering Culture‬‬

‫(‪((4‬‬

‫�أ‪ .‬تعريف ثقافة التطوع‪ :‬جمموعة القيم واملعتقدات واالجتاهات‬ ‫واملعرفة التي ت�شكل وعي االن�س���ان و�سلوكه �إزاء الآخرين و�إزاء‬ ‫املجتمع ب�صف���ة عامة لكي يخ�ص�ص الوق���ت واجلهد دون توقع‬ ‫عائ���د م���ادي لتحقيق منفع���ة للمجتم���ع ككل او لبع����ض الفئات‬ ‫املحتاجة املهم�شة وذلك ب�شكل �إرادي ودون �إجبار‪.‬‬ ‫ب‪� .‬أهم م�صادر ت�شكيل ثقافة التطوع‪:‬‬ ‫• امل�ص ��در الأول‪ ،‬الأ�س ��رة‪ :‬فه���ي �أوىل م�ؤ�س�س���ات التن�شئ���ة‬ ‫االجتماعي���ة وهي التي ت�ستطيع ت�شكي���ل �شخ�صية الطفل يف‬ ‫اجت���اه يبتعد ع���ن االنانية ومبا يعيق ح���ب الآخرين والتعاون‬ ‫و�إر�ساء القيم الدينية التي تدفع االطفال �إىل فعل اخلري وهو‬ ‫م���ا يتطلب «الق���دوة» ال�صاحلة داخل الأ�س���رة فهناك بع�ض‬ ‫الدرا�سات العربية الت���ي مت تطبيقها على متطوعني للتعرف‬ ‫عل���ى دوافع التطوع‪ ،‬قد ك�شف���ت �أن �أكرث من ‪ %50‬من العينة‬ ‫(ذك���ور و�إناث ًا) ق���د اكت�سبوا قيمة حب العم���ل التطوعي من‬ ‫(‪ ((4‬قنديل‪ ،‬د‪� .‬أهاين‪ ،‬ثقافة التطوع‪ ،‬م�ؤ�س�سة العنود اخلريية‪ ،‬الريا�ض ‪1430‬هـ‪� ،‬ص‪14‬‬

‫‪153‬‬


‫الأ�س���رة ومن عمق الوازع الديني‪ ..‬هناك �إ�شكاليات متعددة‬ ‫ترتبط بذلك يف الوقت احلايل �سوف نعود �إليها فيما بعد‪.‬‬ ‫• امل�ص ��در الث ��اين‪ ،‬ال ��ذي يتكام ��ل ويعم ��ق اجتاه ��ات العمل‬ ‫التطوع ��ي‪ ،‬ه ��و امل�ؤ�س�س ��ة التعليمي ��ة (املدر�س ��ة واجلامعة)‬ ‫وذلك من خالل‪:‬‬ ‫‪� .1‬إع�ل�اء قيم واجتاهات ايجابية ت�سهم يف ار�ساء ون�شر ثقافة‬ ‫التط���وع �أبرزه���ا قيمة العمل اجلماع���ي وقبول الآخ���ر والت�سامح‬ ‫مع���ه (حت���ى و�إن كانت هن���اك اختالف���ات)‪ ،‬والتع���اون‪ ،‬و�إر�ساء‬ ‫فك���رة «امل�صلح���ة العام���ة»‪ ،‬الإ�سه���ام يف تعمي���ق فك���رة املواطنة‬ ‫(‪� ،)Citizenship‬إر�س���اء مفه���وم امل�س�ؤولي���ة املجتمعي���ة‪ ..‬ه���ذه‬ ‫وغريه���ا �أبع���اد قيمية مهم���ة ينبغ���ي �أن تتعامل معه���ا م�ؤ�س�سات‬ ‫التن�شئة االجتماعية و�أبرزها امل�ؤ�س�سة التعليمية‪.‬‬ ‫‪ .2‬البعد الآخرلإر�ساء ثقافة التطوع م�صدره املمار�سة واعتماد‬ ‫فكرة احلوافز ل���دى الن�شء من �أبرز �صورها‪ :‬امل�شروعات البيئية‬ ‫املب�سط���ة يف م�ؤ�س�سات التعليم‪ ،‬وخدمة املجتمع املحلي‪ ،‬والتعرف‬ ‫على احتياجات املجتمع املحلي‪ ،‬وتنظيم الزيارات من �أجل الدعم‬ ‫ملنظم���ات تطوعي���ة تهتم ب���ذوي االحتياج���ات اخلا�ص���ة والفئات‬ ‫املهم�شة والفقراء‪.‬‬ ‫‪ .3‬ت�ب�رز احلوافز يف ه���ذا ال�سياق يف �صورته���ا «الأدبية» ولي�س‬ ‫املادي���ة مث���ل‪ :‬اجلوائ���ز‪ ،‬وتوفري من���ح درا�سي���ة كلي���ة �أو جزئية‪،‬‬ ‫واالهتمام االعالمي‪ ،‬واعتبار امل�شاركة التطوعية خلدمة املجتمع‬ ‫«مي���زة ن�سبية» ملن بادر بها الط�ل�اب والطالبات فعمل بعد �إنتهاء‬ ‫املرحلة التعليمية لت�صبح جزء من «ال�سرية الذاتية» لهم‪ ..‬وهكذا‬ ‫‪154‬‬


‫هناك �أ�ش����كال خمتلفة من احلوافز تعمق الأبع����اد القيمية‪ ،‬وكلها‬ ‫�أم����ور معتمدة ومعروفة يف املجتمع����ات الغربية وهي مكون رئي�سي‬ ‫يف العملية التعليمية لإر�ساء مبادئ امل�شاركة وامل�س�ؤولية املجتمعية‪.‬‬ ‫• امل�ص ��در الثال ��ث‪ ،‬و�سائل الإعالم‪ :‬وه���ي القادرة على �إبراز‬ ‫«منظوم���ة قيمي���ة» تعك����س املب���ادرات التطوعي���ة وامل�شاركة‬ ‫املجتمعي���ة والعم���ل اجلماع���ي يف اجت���اه ال�صال���ح الع���ام‪..‬‬ ‫ه���ذه املنظومة ال ت�ب�رز وال ت�ؤثر �إعالمي ًا م���ن خالل �أ�ساليب‬ ‫خطابي���ة ولك���ن م���ن خ�ل�ال مراعاته���ا يف �أ�ش���كال الدراما‬ ‫والفن���ون والربام���ج املتمي���زة (برنامج «�صن���اع احلياة» وما‬ ‫تبع���ه من ت�أ�سي����س ع�ش���رات اجلمعيات من جان���ب ال�شباب‬ ‫حتم���ل نف����س اال�سم هو �أح���د النم���اذج االيجابي���ة احلديثة‬ ‫يف االع�ل�ام املرئ���ي) ومن جانب �آخر ت�سلي���ط الأ�ضواء على‬ ‫مب���ادرات تطوعي���ة متميزة يف املجتمع به���دف �إبراز مردود‬ ‫العمل التطوعي‪.‬‬ ‫امل�صدر الرابع‪ ،‬املجتمع املدين نف�سه م�صدر لثقافة التطوع‪ :‬و�إذا‬ ‫كانت م�ؤ�س�سات التن�شئة االجتماعية املذكورة ت�شكل امل�صادر الأ�سا�سية‬ ‫لثقافة التطوع ف�إنه من املهم الت�أكيد على املالحظات التالية‪:‬‬ ‫�أولها‪� :‬إن هناك م�س�ؤوليات حمددة و�أدوار ينبغي �أن يلعبها املجتمع‬ ‫املدين ذاته لإر�ساء ثقافة التطوع من �أبرزها ما يلي‪:‬‬ ‫تخطي الأ�س���وار التقليدية للمنظمات الأهلي���ة �أو منظمات املجتمع‬ ‫املدين للو�صول �إىل القواعد ال�شعبية من ناحية واجتذاب املتطوعني‬ ‫(خا�صة ال�شباب وال�شابات) �ضمن جماالت �أن�شطة هذه املنظمات‪.‬‬

‫‪155‬‬


‫ثانيه ��ا‪ :‬التعاون والتن�سيق بني هذه املنظمات وامل�ؤ�س�سات التعليمية‬ ‫(املدار�س واجلامعات) وهناك مناذج متميزة �أمكن فيها ملنظمات‬ ‫�أهلية حتقق هذا التعاون والدخ���ول �إىل�أ�سوار املدار�س واجلامعات‬ ‫لتنظي���م برامج تطوعية ‪ -‬و�أحيان��� ًا من خالل مع�سكرات �صيفية –‬ ‫مع الطالب والطالبات من خالل التعلم واكت�ساب اخلربة واملمار�سة‬ ‫للمو�ضوعات التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬الرتبية الت�شاركية والعمل اجلماعي‪.‬‬ ‫‪ .2‬النهو����ض بالبيئة من خالل منظمات �أهلية وطالب مدار�س‬ ‫ابتدائية و�إعدادية‪.‬‬ ‫‪ .3‬امل�شارك���ة يف �أعم���ال خريي���ة من خ�ل�ال �إقام���ة معار�ض يف‬ ‫املدر�سة �أو اجلامعة وبالتن�سيق مع منظمات �أهلية‪.‬‬ ‫‪ .4‬مع�سكرات �صيفية يت���م تنظيمها بني مدار�س وجامعات من‬ ‫جان���ب ومنظمات املجتمع املدين من جانب �آخر للتدريب املب�سط‬ ‫على احرتام حقوق االن�سان باملفهوم الوا�سع‪.‬‬ ‫ثالثه ��ا‪ :‬قناع���ة من جانب قي���ادات منظمات املجتم���ع املدين لفتح‬ ‫�أبوابه���ا مل�شارك���ة الفئات امل�ستهدفة ذاتها و�إر�س���اء مفاهيم احلوار‬ ‫وتبادل الآراء لتطوير عملها وا�ستقطاب املتطوعني‪.‬‬ ‫رابعه ��ا‪ :‬اجتذاب قيادات م���ن املجتمع املحل���ي امل�ستهدف مل�شاركة‬ ‫املنظمات التنموي���ة واملنظمات احلقوقي���ة يف م�شروعاتها وهو بعد‬ ‫مه���م يحق���ق ا�ستدام���ة الربامج وامل�شروع���ات حتى بع���د ان�سحاب‬ ‫املنظمة من املنطقة‪.‬‬

‫‪156‬‬


‫‪ .2‬تعلم الإهتمام «املدار�س»‬

‫(‪((4‬‬

‫�إن املدر�سة ه���ي اخلطوة الرئي�سة لتنمية وتن�شئ���ة �صغار ال�سن من‬ ‫الط�ل�اب على ح���ب اخلدمة والعطاء م���ن خالل رعايته���ا م�شاريع‬ ‫التطوع‪ .‬وميك���ن للمدر�سة ا�ستغالل املنا�سب���ات والأن�شطة الوطنية‬ ‫والأي���ام العاملي���ة للخدم���ة ال�شبابية كفر����ص مواتية مث���ل (�أ�سبوع‬ ‫ال�شجرة‪ ،‬اليوم العاملي ملكافحة املخدرات‪ ....‬وغريها)‪.‬‬ ‫وتتخ���ذ الرعاية املدر�سي���ة مل�شاريع اخلدمة �أ�ش���كا ًال خمتلفة‪ ،‬منها‬ ‫�إ�ص���دار الإذن وتعي�ي�ن مدير للخدم���ة املدر�سية وا�ستخ���دام موارد‬ ‫املدر�سة والدعم املايل والتقدير‪.‬‬ ‫التعلم عرب اخلدمة طريقة تدري�سية‪:‬‬ ‫�إن التعل���م ع�ب�ر اخلدمة طريق���ة تدري�سية (تربوي���ة) بحيث تدمج‬ ‫اخلدم���ة فيها ع�ب�ر منهج املدر�سة ب�ش���كل يعزز التعل���م ويف الوقت‬ ‫نف�س���ه ي�ؤمن خدمة حقيقي���ة للمجتمع‪ .‬ولي�س كل �ش���كل من �أ�شكال‬ ‫التطوع املدر�سي يعترب تعلم ًا عرب اخلدمة‪ ،‬حتى و�إن ت�ضمن عن�صر‬ ‫التقييم والتفكري اال�سرتجاعي الذي يعزز التعلم الناجت من التجربة‬ ‫اخلدماتية‪ .‬وال�شك �أن كل من يتطوع يتعلم من التجربة �إال �أن ذلك‬ ‫ال يكف���ي ليعت�ب�ر تعلما عرب اخلدم���ة‪ .‬ينبغي �أن ي�شم���ل التعلم عرب‬ ‫اخلدمة �أهداف ًا تعليمية وا�ضحة حتقق‪ ،‬من خالل جتربة اخلدمة‪.‬‬

‫(‪ ((4‬ميهايل‪ ،‬د‪ .‬باتري�سيا‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص‪100‬‬

‫‪157‬‬


‫الإ�سرتاتيجيات التدري�سية يف التعلم عرب اخلدمة‪:‬‬ ‫يلج����أ التعلم عرب اخلدمة �إىل عدد م���ن الإ�سرتاتيجيات التدري�سية‬ ‫املتنوع���ة الت���ي تكم���ل طريق���ة التدري����س الأخ���رى دون �أن تلغيه���ا‬ ‫كاملحا�ض���رات والقراءات والعرو�ض وم���واد املرئي وامل�سموع‪ .‬عادة‬ ‫تك���ون �إ�سرتاتيجيات التعلم عرب اخلدم���ة �أكرث تركيز ًا على التلميذ‬ ‫وعل���ى التوا�صل والتفاعل‪ ،‬و�أكرث ا�ستناد ًا�إىل جتارب احلياة الفعلية‬ ‫الأكرث تقليدية‪ ،‬عندها ميكن اللجوء �إليها يف �أي �صف من ال�صفوف‬ ‫ويف �إطار �أي مادة يجري تعليمها يف املدر�سة‪.‬‬ ‫وهن���اك �أدلة عديدة ت�ستند �إىل �أبح���اث‪ ،‬وت�شري �إىل �أن التعلم عرب‬ ‫اخلدم���ة ذا النوعي���ة العالية يع���زز التعل���م والأداء الأكادميي‪ ،‬ويف‬ ‫الوق���ت نف�سه ينم���ي ال�شخ�صية واملواطنية‪ ،‬ويق���دم خدمة حقيقية‬ ‫للمجتمع‪ .‬ومن الفوائد اخلا�صة التي ي�ؤمنها التعلم عرب اخلدمة �أنه‬ ‫يحفز التالميذ للتعلم كثري ًا ويزيد من ح�ضورهم يف بع�ض احلاالت‪.‬‬ ‫وهو �أي�ض ًا ي�ضفي بعد ًا جديد ًا على التعلم‪ ،‬وي�ساعد التالميذ الذين‬ ‫ي�صع���ب عليهم التعلم من خ�ل�ال طرق التدري����س املعهودة‪ ،‬كذلك‬ ‫ي�ؤم���ن التعلم عرب اخلدمة فر�ص ًا للتالميذ لتطبيق ما تعلموه يف حل‬ ‫م�شاكلهماحلقيقي���ة‪ ،‬كما يظهر يف ه���رم التعلم‪ .‬ي�صح هذا الكالم‬ ‫خا�صة فيما يتعلق بن�شاطات اخلدمة التي تت�ضمن تدري�س الآخرين‬ ‫(امل�ستوى ال�سابع من هرم التعلم)‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪158‬‬


‫هرم التعلم (معدل ا�ستبقاء املعلومات بالن�سبة لطرق التعلم املختلفة)‪:‬‬

‫املحا�ضرة‪%5‬‬ ‫القراءة‪%10‬‬ ‫الو�سائطال�سمعيةوالب�صرية‪%20‬‬ ‫التعلم بالعر�ض واملالحظة‪%30‬‬ ‫املناق�شة�ضمناملجموعة‪%50‬‬ ‫التطبيق‪%75‬‬ ‫تعليم الغري‪%90‬‬

‫ويف الط����رق املذكورة كافة يف هرم التعلم‪ ،‬البد من توفر �أ�ستاذ كفء‬ ‫يوج����ه عملية التعل����م ليت�أكد من الو�ص����ول �إىل املجموعة املنا�سبة من‬ ‫الط����رق التدري�سي����ة‪ ،‬ومن �إعط����اء التالميذ ال����كالم يف امل�ستوى ويف‬ ‫ال�سي����اق املنا�سب��ي�ن‪ .‬يف امل�ستويات التي تق����ع يف �أ�سفل الهرم‪ ،‬ي�صبح‬ ‫املعلم����ون مي�سرين للم�س����ار التعلمي وم�شرفني علي����ه �أكرث من كونهم‬ ‫يكتفون ب�إعطاء املعلومات للتالميذ لكي يحفظوها غيب ًا‪� .‬أما التالميذ‬ ‫فيت�شارك����ون م����ع الآخري����ن فيما تعلم����وه من خالل جترب����ة اخلدمة‪،‬‬ ‫فيم����ا ي�ساعدهم املعلم يف التحقق من �صح����ة ما تعلموه ودجمه فيما‬ ‫يتعلمونه يف ال�صف‪ ،‬وفهمه يف �سياقه الأكادميي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪159‬‬


‫ومم���ا ال �شك فيه �أنه ينبغي الإقرار بالعوائق العلمية املرتبطة بهذه‬ ‫الطريق���ة يف التدري�س‪ .‬ذلك �أن القيود الزمنية واملالية وغريها من‬ ‫العوائ���ق حتول دون ا�شرتاك التالمي���ذ يف ن�شاطات خدماتية تتعلق‬ ‫بكل ما يدر�سون‪ .‬ومن ثم فعلى املعلمني �إحالل التوازن بني الفعالية‬ ‫والعلمي���ة يف اللجوء �إىل طرق تدري�سية خمتلفة يكمل بع�ضها بع�ض ًا‬ ‫يف امل�سار التعلمي‪.‬‬ ‫�إ�صدار الإذن‪:‬‬ ‫ق���د ي�سمح املدي���ر بكل ب�ساط���ة للإداريني والتالمي���ذ بامل�شاركة يف‬ ‫م�شاريع اخلدمة وقد يحتاج���ون �إىل احل�صول على �إذنه قبل البدء‬ ‫يف كل م�ش���روع يف املدر�س���ة �أو قد ي�سمح له���م بالقيام ب�أنواع معينة‬ ‫م���ن الن�شاطات على �أن يكتفوا فقط ب�إعالمه بها عند قيامهم بها‪،‬‬ ‫�إال �أن الإذن ال يكف���ي ع���ادة وعلى املديرين �أن يدرك���وا �أن املعلمني‬ ‫والتالمي���ذ غالب ًا م���ا يرف�ض���ون �أو حت���ى يخ�شون اتخ���اذ املبادرة‪،‬‬ ‫فاخل���وف م���ن الإنتق���اد واخل���وف م���ن الف�ش���ل واخلوف م���ن كون‬ ‫جناحهم اخلا�ص �سي�ؤدي �إىل �شعور الآخرين بالتهديد مينع النا�س‬ ‫من جترب���ة �أمر جديد ولتجنب هذه املخاوف عل���ى املدير �أن يخلق‬ ‫جو ًا ي�شج���ع الإداريني واملعلمني والتالميذ عل���ى املبادرة �إىل تنفيذ‬ ‫ن�شاطات خدماتية‪ ،‬وقد متكن �إحدى طرق تنفيذ ذلك يف �أن يحدد‬ ‫خط���وط توجيهية وا�ضحة للم�شاري���ع ويف �إعالم املعلمني والتالميذ‬ ‫ب����أن الإذن ميك���ن احل�صول علي���ه يف حال احرتام ه���ذه اخلطوط‬ ‫التوجيهية وقد تت�ضمن هذه اخلطوط التوجيهية ما يلي‪:‬‬

‫‪160‬‬


‫‪� .1‬إ�شراف �أحد �إداري املدر�سة �أو االع�ضاء يف جلنة الأهل‪.‬‬ ‫‪ .2‬التخطي���ط الوا�ض���ح ال���ذي ق���د ي�ستل���زم اتب���اع اخلطوات‬ ‫الأربع ع�شرة‪.‬‬ ‫‪ .3‬حتديد وقت امل�شروع �ضمن خطوط توجيهية وا�ضحة (خالل‬ ‫الف�سحات‪� ،‬أو قبل دوام املدر�سة �أو بعده‪� ،‬أو خالل بع�ض الفرتات‬ ‫الزمنية املحددة)‪.‬‬ ‫‪ .4‬تق���دمي التقاري���ر قب���ل امل�ش���روع وخالل���ه وبع���د الإنته���اء‬ ‫من���ه (ميك���ن ت�سهي���ل ه���ذه املهم���ة م���ن خ�ل�ال حتدي���د مناذج‬ ‫خا�صة لهذه التقارير)‪.‬‬ ‫‪ .5‬احل�ص���ول على �إذن خطي من الأهل فيما يتعلق بالعمل على‬ ‫امل�شروع خارج املدر�سة‪� ،‬أو يف غري �ساعات الدوام املدر�سي (هنا‬ ‫�أي�ض ًا ميكن ا�ستخدام منوذج حمدد للإذن)‪.‬‬

‫‪161‬‬


‫مدير الن�شاطات اخلدماتية‪:‬‬ ‫تع�ي�ن العدي���د م���ن املدار����س �شخ�ص ًا يك���ون م�س����ؤو ًال ع���ن تنظيم‬ ‫الن�شاطات الرتفيهية (احلفالت واملهرجانات والرحالت امليدانية‬ ‫والن���وادي والفرق الريا�ضية) من خالل مراجعة ب�سيطة ملوا�صفات‬ ‫ه���ذا املن�ص���ب ميك���ن ت�شجي���ع امل�س����ؤول �أو حت���ى �إلزام���ه بتنظيم‬ ‫ن�شاط���ات اخلدمة �أو توجيه الن�شاطات املتوفرة نحو اخلدمة‪ ،‬فعلى‬ ‫�سبي���ل املث���ال ميكن ا�ستخ���دام احلفالت يف متويل ق�ضي���ة ما‪ ،‬وقد‬ ‫تدع���و املدر�سة االطفال امل�شردين �أو العامل�ي�ن �أو الأيتام �أو تالميذ‬ ‫املدار�س الر�سمية �إىل مهرجانها ال�سنوي‪ ،‬وقد تنظم رحلة ميدانية‬ ‫�إىل مرك���ز تدريب مهني خا�ص باملعوقني تت�ضمن ن�شاط ًا ي�سهم فيه‬ ‫التالميذ‪ .‬ه���ذا وب�إمكان النوادي والف���رق الريا�ضية �أن ت�شارك يف‬ ‫الن�شاطات اخلدماتية‪.‬‬ ‫وي�ستطي���ع مدي���ر الن�شاطات تنظي���م م�شاريع خدم���ة �أ�سبوعية من‬ ‫خ�ل�ال العطل �أو بعد الدرا�سة لعدد من التالميذ يرتاوح بني خم�سة‬ ‫ع�ش���ر وع�شرين‪ ،‬م���ع اتاحة حري���ة امل�شارك���ة فيه���ا للجميع كذلك‬ ‫ب�إمكانهتنظي���م م�شاري���ع لتالمي���ذ م���ن �أعم���ار معين���ة ويف مراحل‬ ‫مدر�سي���ة خمتلفة‪ .‬هذا وقد تتنقل ن�شاطات اخلدمة مابني املراحل‬ ‫الآنف���ة الذكر‪� ،‬ضمن م�شاريع تنا�سب كل فئة من العمر بهذا ال�شكل‬ ‫يتمت���ع كل تلميذ بفر�صة امل�شاركة يف امل�ش���روع كل خم�سة �أ�سابيع �أو‬ ‫�ست���ة �أو اقل من خم�س م���رات يف ال�سنة �إىل �ست‪ .‬م���ع �أن امل�شاركة‬ ‫يف ه���ذه الن�شاطات لها طابع طوع���ي �إال انه ميكن ت�شجيع التالميذ‬ ‫عليها ولو مرة واحدة يف ال�سنة‪.‬‬

‫‪162‬‬


‫ا�ستخدام موارد املدر�سة‪:‬‬ ‫تت�ضم���ن الرعاية املدر�سي���ة �أحيان ًا و�ضع م���وارد املدر�سة بت�صرف‬ ‫م�شاري���ع اخلدمة‪،‬وقد يت�ضمن ذلك ت�أمني حافلة تقل التالميذ �إىل‬ ‫مكان امل�شروع يف حال توفرت لدى املدر�سة حافالت خا�صة بها‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪163‬‬


‫مفوضية سعودية‬

‫قانون وطني للتطوع‬

‫اليوم العالمي للتطوع‬


‫الثالث عشر‪..‬‬ ‫ماذا نحتاج كسعوديين‬



‫على املجتمع اخلريي ال�سعودي �أن يعرف ماذا يريد من �أجل جتميع‬ ‫اجلهود الوطنية جتاه �أهداف حمددة‪:‬‬

‫‪ .1‬تطلعات العمل التطوعي امل�شرتك‬ ‫�أ‪ .‬ملتق ��ى التط ��وع (‪ :)Volunteer Forum‬انطلق���ت مبادرات‬ ‫وطني���ة كبرية وال�سيم���ا يف ال�سنت�ي�ن املا�ضيت�ي�ن وتعي�ش تلك‬ ‫التجارب يف جزر معزولة عن بع�ضها البع�ض‪ ،‬ولذا ف�إن االلتقاء‬ ‫�سنوي��� ًا يف ور�ش عمل م�شرتكة �ستحق���ق التعاون والتن�سيق مع‬ ‫تبادل التجارب واخلربات وتعميم جتارب النجاح‪.‬‬ ‫ب‪ .‬قاعدة بيانات (‪� :)Database‬إن �أف�ضل عمل لتوفري الطاقات‬ ‫العامل���ة اجلدي���دة الداخلة لعامل التطوع ه���ي �أن جتد ذاكرة‬ ‫وطني���ة حتف���ظ بها كل جت���ارب العم���ل التطوع���ي مماميكن‬ ‫انطالقه���ا من حيث انتهى العمل التطوعي‪ ،‬ف�ض ًال عن متكني‬ ‫الباحث�ي�ن الأكادميي�ي�ن م���ن م���ادة معرفي���ة من �أج���ل تعميم‬ ‫درا�سته وتقييم وتقومي التجربة ال�سعودية‪.‬‬ ‫ج‪ .‬التدري ��ب امل�ش�ت�رك (‪ :)Joint Training‬نتف���ق �سوي���ة عل���ى‬ ‫ن���درة الك���وادر ال�سعودية املحرتفة يف العم���ل التطوعي ولي�س‬ ‫�أمامنا �سوى ا�ستجالب اخلربات الدولية والإقليمية والتي قد‬ ‫تعجز عن توفريها مب���ادرات وم�ؤ�س�سات حمددة املوارد ولذا‬ ‫ف����إن تكاتف جهود اجلميع يف تنفي���ذ برامج تدريبية م�شرتكة‬ ‫�سيوف���ر التكالي���ف ويحق���ق خلق ثقاف���ة م�شرتك���ة ت�ساعد يف‬ ‫التفاهم والتعاون الالحق‪.‬‬

‫‪167‬‬


‫د‪ .‬الت�شجيع املتبادل (‪:)Exchanged Promotion‬‬ ‫�إن التناف����س حال���ة �إن�ساني���ة فطري���ة‪ ،‬و�ضرورة خلل���ق احلما�س‬ ‫واالندف���اع لل�صعود ولكن على نب�ل�اء العمل التطوعي والقادة‬ ‫دعم املبادرات املناف�س���ة بح�ضور الفعاليات وتوفري اخلربات‬ ‫الفني���ة �أينم���ا كان ذلك ممكن ًا‪ ،‬ف�ض ًال ع���ن الرتويج لتجارب‬ ‫النج���اح‪� ،‬إن التع���اون املتبادل ه���و ال�سلوك الر�شي���د للعقالء‬ ‫املقدرين للم�صلحة العامة والإيثار امل�ؤ�س�سي امل�شرتك‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬امل�شاركة الدولية (‪:)International Participation‬‬ ‫تعق���د العدي���د م���ن امل�ؤمت���رات الدولي���ة بالتطوع وتظاف���ر جهود‬ ‫امل�ؤ�س�س���ات واملب���ادرات التطوعي���ة بالتحفي���ز املبك���ر لتل���ك‬ ‫امل�ش���اركات والتن���اوب على ح�ضوره���ا �سيجع���ل متثيلنا �أكرث‬ ‫ق���وة وت�أثري ًا و�سيمكننا من جلب اخل�ب�رات الدولية كممار�سة‬ ‫لتكون ر�صيد ًا معرفيا ميكن تعميمه على جميع فعاليات العمل‬ ‫التطوعي ال�سعودي‪.‬‬

‫‪168‬‬


‫‪.2‬التطلعات الوطنية‬ ‫�أ‪ .‬‬

‫املفو�ضي ��ة ال�سعودي ��ة للتط ��وع (‪The Saudi Commission‬‬

‫‪ :)of Volunteer‬التط���وع تعبري عن حرية الفعل والتعبري يف‬ ‫حماية حق���وق اجلماعة املدنية ولذا ف�إن �إخ�ضاع تلك احلرية‬ ‫مل�ؤ�س�س���ات بريوقراطية عامة �سيق�ضي على ا�ستقالليتها ومن‬ ‫ثم عطاءها‪ ،‬واملفو�ضية هو اختيار ر�شيد يجمع مابني التنظيم‬ ‫ومرون���ة احل���راك ت�ضمن �سعي املجتمع لأه���داف وطنية عليا‬ ‫وحتقي���ق �أغرا�ض التط���وع الأخرى يف �إخاء وتع���اون ال تناحر‬ ‫و�إق�صاء‪ .‬و�ستقوم تلك املفو�ضية بالتخطيط التطوعي وقيادة‬ ‫الوع���ي الع���ام‪ ،‬والت�صري���ح للمب���ادرات التطوعي���ة وتر�شي���د‬ ‫�سلوكه���ا بالرقاب���ة الفني���ة لتحقيق اجل���ودة والكفاي���ة املالية‬ ‫ل�ضم���ان ا�ستثم���ار وتوظي���ف الأم���وال ب�ص���ورة �أمث���ل و�أكف�أ‪،‬‬ ‫ف�ضال ع���ن حمايتها م���ن اال�ستخدام احلزب���ي �أو ال�شخ�صي‬ ‫بالتعدي �أو بالتق�صري‪.‬‬

‫ب‪ .‬القانون الوطني للتطوع (‪:)National law of volunteer‬‬ ‫�إن قان���ون التط���وع ال�سعودي �سوف يطلق وم���ن �أجل تر�سيخه‬ ‫الب���د م���ن �أن ميار�س يف بيئ���ة قانوني���ة م�ؤ�س�سي���ة كاملفو�ضية‬ ‫الت���ي اقرتحتها �أو �أي كيان قانوين �آخ���ر يتمتع بنف�س املزايا‪،‬‬ ‫كم���ا يجب علينا ا�ستقط���اب وجلب �أف�ضل الق���ادة ال�سعوديني‬ ‫�أ�صحاب املمار�سة والتجرب���ة امليدانية املالكني للقوة والأمانة‬ ‫وت�شغيله���م يف تلك البيئة لتحقيق �أغرا�ض القانون وامل�ؤ�س�سة‪،‬‬

‫‪169‬‬


‫ف����إن اهلل لي���زع بال�سلط���ان «الق���ادة» م���ا ال ي���زع بالق���ر�آن‪،‬‬ ‫ث���م �إن دلي���ل جناحن���ا �سيع�ب�ر عن م���دى انت�ش���ار التطوع يف‬ ‫املدار����س واجلامع���ات ال�سعودي���ة‪ ،‬وازدياد مع���دالت �ساعات‬ ‫التط���وع وقيا�سها باملع���دالت العاملية يف ال���دول الأكرث تقدم ًا‬ ‫والأكرث جتربة‪.‬‬ ‫(‪International Volunteer‬‬

‫ج‪ .‬الي ��وم العامل ��ي للتط ��وع‬ ‫‪� :)Day‬سن�ستغ���ل الي���وم العامل���ي للتط���وع ب�إط�ل�اق مبادرات‬ ‫وطني���ة تطوعية جديدة و�إطالق جائ���زة وطنية كربى ملكاف�أة‬ ‫املب���ادرات ال�سابق���ة الأك�ث�ر توفيق��� ًا وجناح��� ًا‪ ،‬وت�أثريه���ا يف‬ ‫الو�سائ���ل الإعالمي���ة واالحتف���ال يف جمي���ع املناط���ق بتكرمي‬ ‫الباذل�ي�ن للخ�ي�ر من كبار رج���ال �أعمال والعلم���اء واملفكرين‬ ‫وكذلك املتطوعني وال�سيما املر�أة والطفل الذين نحن بحاجة‬ ‫ال�ستنها�ض طاقاتهم ال�ساكنة يف منزلنا‪.‬‬ ‫�إن من �أف�ضل التو�صيات(‪ ((4‬الوطنية هي تلك ال�صادرة عن امل�ؤمتر‬ ‫ال�سعودي الثاين للتطوع وكانت كما يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬يو�ص���ي امل�ؤمت���ر بامل�سارعة يف �إ�ص���دار م�شروع نظ���ام التطوع‬ ‫باململكة العربية ال�سعودية (املقرتح) من قبل اللجنة امل�شكلة بالأمر‬ ‫ال�سام���ي الك���رمي ‪/7‬ب‪18594 /‬وتاريخ ‪19/4/1424‬ه���ـ واملوافق‬ ‫علي���ه مبوج���ب حم�ضر اجتم���اع بتاري���خ ‪2/11/1426‬ه���ـ واملرفوع‬ ‫(‪ ((4‬ال�شايجي‪ ،‬د‪ .‬حميد‪ ،‬درا�سة بعنوان العمل التطوعي �أهميته – معوقاته –‬ ‫عوامل جناحه‪� ،‬أ�سبار‪2007 ،‬م‬

‫‪170‬‬


‫من قبل اللجن���ة امل�شكلة بوزارة الداخلية وكافة اجلهات املعنية برقم‬ ‫‪/3/2/5/136‬د ف وتاري���خ ‪27/11/1426‬ه ليك���ون �أ�سا�س��� ًا لنظام‬ ‫التطوع يف اململكة‪ ،‬وميكن فيما بعد تطويره مبا يتنا�سب مع ما يرد من‬ ‫ر�ؤى ومقرتحات حول تعديل بع�ض بنوده من خالل تطبيقه على �أر�ض‬ ‫الواقع ومن خالل اللوائح التي �ستعد للتنفيذ من قبل تلك اجلهات‪.‬‬ ‫‪ .2‬تق���وم كل م�ؤ�س�سة �أو جمعي���ة تطوعية ب�إع���داد وتنفيذ دورات‬ ‫للمتطوعني لإتقان املهارات املطلوبة والتي تعينهم على �أداء عملهم‬ ‫التطوعي باحرتافية ومهنية عالية‪.‬‬ ‫‪ .3‬حث اجلامعات ومراكز البحث العلمي على �إجراء الدرا�سات‬ ‫والبحوث املتعلقة بالأعمال التطوعية‪.‬‬ ‫‪ .4‬تخ�صي����ص و�سام يحمل ا�سم مل���ك الإن�سانية خادم احلرمني‬ ‫ال�شريف�ي�ن متن���ح للعم���ل التطوع���ي املمي���ز املق���دم م���ن الأف���راد‬ ‫وامل�ؤ�س�سات وفق نظام خا�ص ملنح هذا الو�سام �سنوي ًا‪.‬‬ ‫‪ .5‬العم���ل على بناء وتوفري قاعدة بيان���ات للعمل التطوعي تتبناه‬ ‫اجلهات ذات العالقة بالأعمال التطوعية احلكومية والأهلية وتبنى‬ ‫على ر�ؤية �إ�سرتاتيجية وا�ضحة‪.‬‬ ‫‪ .6‬مطالبة و�سائل الإعالم املختلفة املرئية واملقروءة وامل�سموعة‬ ‫بتوعية �أفراد املجتمع مباهية العمل التطوعي وحاجة املجتمع �إليه‬ ‫ودوره يف التنمي���ة ال�شاملة‪ ،‬كما يدع���و امل�ؤمتر �إىل �إعداد حمالت‬ ‫�إعالمية وا�سعة على غرار احلمالت التي قامت بها وزارة الثقافة‬ ‫والإع�ل�ام تهدف �إىل دعم العم���ل التطوعي و�إي�صال مفهومه �إىل‬ ‫اجلمهور ب�صورة �سهلة ووا�ضحة‪.‬‬

‫‪171‬‬


‫‪ .7‬يطال���ب امل�ؤمت���ر بقي���ام جمعي���ة وطني���ة �سعودي���ة للخدمات‬ ‫التطوعي���ة ت�سه���م يف تطوير العم���ل التطوعي يف اململك���ة تخطيط ًا‬ ‫وت� ً‬ ‫أهي�ل�ا وتدريب��� ًا و ُتفتح لها ف���روع يف خمتلف املناط���ق وتن�سق مع‬ ‫اجلهات العاملة يف اخلدمات التطوعية مبختلف جماالتها‪.‬‬ ‫‪ .8‬يطال���ب امل�ؤمت���ر بتفعي���ل دور الأ�س���رة يف توجي���ه �أفراده���ا‬ ‫للم�شارك���ة يف الأعمال التطوعي���ة كما يثني امل�ؤمتر على الدور الذي‬ ‫تقوم به املر�أة من خدمات تطوعية يف املجتمع ال�سعودي وم�ساهمتها‬ ‫الفاعلة يف الأعمال اخلريية ويو�صي بدعم هذا الدور وتطويره‪.‬‬ ‫‪ .9‬اطلع امل�ؤمتر على م�سودة امل�شروع الوطني ل�شغل فراغ ال�شباب‬ ‫م���ن خالل مق�ت�رح الرابط���ة ال�سعودي���ة لل�شباب املتط���وع‪ ،‬ويو�صي‬ ‫باال�ستفادة منها فيما يخدم العمل التطوعي لهذه الفئة‪.‬‬ ‫‪ .10‬اال�ستفادة م���ن اخلربات العاملية يف جم���ال التطوع والأعمال‬ ‫الإن�ساني���ة يف كاف���ة املجاالت وعلى �سبيل املث���ال الإغاثة والإ�سعاف‬ ‫واحلماية املدنية‪.‬‬ ‫‪� .11‬إن�ش���اء �صندوق للعمل التطوع���ي وامل�شاريع اخلريية ميول من‬ ‫الأوق���اف والزكوات وغريها‪ ،‬وي���وزع دخله ح�سب ج���دوى امل�شاريع‬ ‫املنفذة يف كل م�ؤ�س�سة �أو جمعية خريية‪.‬‬

‫‪172‬‬


‫‪ .12‬ت�شكل جلنة م���ن وزارة ال�ش�ؤون االجتماعية واجلهات املنظمة‬ ‫للم�ؤمت���ر ملتابع���ة تنفي���ذ تو�صي���ات ه���ذا امل�ؤمتر مع اجله���ات ذات‬ ‫العالق���ة وتقدم تقري���ر ًا عنها للم�ؤمتر الق���ادم يو�ضح ما مت تنفيذه‬ ‫منها وما مل يتم والعوائق التي حالت دون التنفيذ‪.‬‬

‫‪173‬‬


‫العـنـود‬ ‫وارف‬ ‫الشباب‬


‫الرابع عشر‪..‬‬ ‫مبادرة العنود‬ ‫(مركز وارف)‬



‫علينا �أال نقف منتظري���ن حتقيق تطلعاتنا بل علينا املبادرة الذاتية‬ ‫واملمار�س���ة امليدانية بخو�ض التجارب التطوعية ال�شبابية امل�ؤ�س�سية‬ ‫و�أثن���اء الطري���ق نط��� ًور ونحدث فرق��� ًا ومرون���ة يتمتع به���ا القطاع‬ ‫الثالث‪� ،‬إننا �سنكون �أداة تنفيذية لال�سرتاتيجية ال�سعودية لل�شباب‬ ‫ال�صادرة عن وزارة التخطيط والتي تهدف �إىل‪:‬‬

‫‪ .1‬ملاذا ال�شباب؟‬

‫(‪((4‬‬

‫ي�ش�ي�ر قامو����س وب�س�ت�ر �إىل �أن ال�شب���اب‪« :‬فرتة من مراح���ل النمو‬ ‫املبكرة بني مرحلتي الطفولة واملراهقة»‪.‬‬ ‫وق���د اختلف يف حتديد مدى تلك املرحلة‪ ،‬فهل هي بني (‪� )15‬سنة‪،‬‬ ‫وقد متتد �إىل (‪� )30‬سنة‪� ،‬أم هو ما حددته الأمم املتحدة ب�أنها بني‬ ‫(‪� )15‬سنة و(‪� )24‬سنة؟‬ ‫يذه���ب علماء الأحياء�إىل �أن مرحل���ة ال�شباب هي تلك املرحلة التي‬ ‫تكتمل فيها كل الأع�ضاء والأجه���زة الوظيفية الداخلية واخلارجية‬ ‫يف ج�س���م الإن�سان‪ ،‬فيما يذهب علماء النف�س بالقول �إىل �أن مرحلة‬ ‫ال�شب���اب ترتبط باكتمال البن���اء الدافعي واالنفعايل للفرد يف �ضوء‬ ‫ا�ستعدادات���ه واحتياجات���ه اال�سا�سي���ة‪ ،‬واكتم���ال منو كاف���ة جوانب‬ ‫�شخ�صيته الوجداني���ة واملزاجية والعقلية ب�شكل ميكنه من التفاعل‬ ‫ال�سوي مع الآخرين يف املجال االجتماعي‪.‬‬ ‫(‪ ((4‬احلزمي‪ ،‬د‪ .‬يو�سف‪ ،‬قوانني احلياة �إياك �أن تك�سرها‪ ،‬دار ابن الأزرق‪ ،‬الريا�ض‪،‬‬ ‫‪1432‬هـ‪� ،‬ص ‪83‬‬

‫‪177‬‬


‫�أم���ا ع���ن �سمات ال�ش���اب يف تلك املرحل���ة فتحدث عنه���ا د‪ .‬حممد‬ ‫�سيد فهم���ي بقوله‪« :‬تتميز مرحلة ال�شباب بالتوتر والقلق‪ ،‬وي�شوبها‬ ‫الكثري من امل�شكالت‪� ،‬سواء بالن�سبة �إىل ال�شاب �أو �أهله �أو املجتمع‪،‬‬ ‫فبع���د فرتة طويلة ن�سبي ًا من النمو الهادئ غري امللحوظ واال�ستقرار‬ ‫االنفعايل(مرحلة الطفولة)‪ ،‬ي�صبح الفرد غري متزن وغري م�ستقر‪،‬‬ ‫وال ميك���ن التنب�ؤ باجتاه���ات ت�صرفاته‪ ،‬فهو غ�ي�ر قابل لالن�صياع‪،‬‬ ‫متم���رد على طلب���ات الأ�سرة‪ ،‬يرف�ض حترمياته���ا‪ ،‬وغري مت�أكد من‬ ‫حقيق���ة ذاته‪ ،‬يتعامل مع الكبار ب�ش���يء من احل�سا�سية وقدر وا�ضح‬ ‫م���ن العن���اد‪ ..‬وعموما جن���د �أن���ه نتيج���ة للتح���والت الف�سيولوجية‬ ‫واجلن�سي���ة والعقلي���ة التي مير بها ال�شباب تظه���ر حاجات جديدة‪،‬‬ ‫فق���د �أ�صب���ح �شخ�ص ًا �آخ���ر يختلف عن كث�ي�ر من رف���اق �سنه‪ ،‬كما‬ ‫ت�ضايقه بع�ض الأف���كار واخلواطر‪ ،‬والرغبات اجلديدة التي خلقها‬ ‫في���ه النم���و‪ ،‬ومن ث���م ي�سعى �إىل احل�ص���ول على تقب���ل الآخرين يف‬ ‫و�ضع���ه اجلديد‪ ،‬ويرتتب على كل ذل���ك – على الأقل يف جمتمعاتنا‬ ‫املعا�صرة – وجود �أزمة لدى ال�شباب‪ ،‬وهذه الأزمة تكون �أكرث حدة‬ ‫بالن�سب���ة للذين ين�ضج���ون مبك���ر ًا‪ ،‬لأن النمو اجل�سم���ي واجلن�سي‬ ‫ق���د ال يوازيه منو عقل���ي واجتماعي‪ ،‬بالإ�ضاف���ة �إىل اندفاعهم �إىل‬ ‫االبتعاد ع���ن �أترابهم والإن�سحاب وحماول���ة الإنتماء �إىل جماعات‬ ‫الكبار الذي���ن ال يبدون ‪-‬عادة‪ -‬ترحيب���ا بالقادمني اجلدد‪ ،‬وتدفع‬ ‫هذه التحوالت اخلطرية �أحيان ًا يف نفو�س ال�شباب انفعاالت اخلوف‬ ‫م���ن الذات بعد �أن �أ�صبحت غري م�ألوفة له���م وللآخرين‪ ،‬وبخا�صة‬ ‫الآباء نتيجة للخالفات معه���م وامل�ستقبل الذي يبدو غام�ض ًا ومليئ ًا‬

‫‪178‬‬


‫باالحتماالت وي�صاحب ذلك القلق والتوتر �سهولة اال�ستثارة وق�ضم‬ ‫االظاف���ر وبع����ض الل���وازم الطبيعي���ة �أو الع�صبية‪ ،‬كم���ا يغلب على‬ ‫ال�شب���اب تقلب احلال���ة املزاجية‪ ،‬و�أخط���ر ما يف �أزم���ة املراهقة �أو‬ ‫بداية ال�شباب هي ما يعرف با�سم �أزمة الهوية(‪.»)Identity Crisis‬‬ ‫ويف نف�����س املج����ال ي�ش��ي�ر �أح����د اال�ستطالع����ات ال����ذي قام����ت به‬ ‫م�ؤ�س�سةغال����وب وا�ستهدف����ت في����ه ال�شباب العرب����ي الذين ترتواح‬ ‫�أعماره����م ب��ي�ن ‪ 29-15‬ع����ام‪ ،‬لتقيي����م م�ست����وى ر�ضاه����م ع����ن‬ ‫حياتهم‪،‬غلب����ة امل�شاع����ر ال�سلبي����ة من قل����ق وغ�ضب عل����ى امل�شاعر‬ ‫الإيجابي����ة‪ ،‬فعندم����ا ُ�سئ����ل ال�شباب يف ح����ال كانوا ق����د تعر�ضوا �أو‬ ‫�أح�س����وا مب�شاعر القلق‪ ،‬احلزن‪ ،‬امللل‪ ،‬الإحباط والغ�ضب يف اليوم‬ ‫الذي �سبق اال�ستطالع‪ ،‬عبرّ ‪ %37‬من ال�شباب العربي من �أنهم قد‬ ‫عانوا من م�شاعل ال�ضجر وامللل‪ ،‬يليها م�شاعر القلق بن�سبة ‪،%34‬‬ ‫ث����م الغ�ضب بن�سبة ‪ ،%29‬ويليها الإحباط واحلزن بن�سب متقاربة‪،‬‬ ‫‪ %18‬و ‪ %17‬عل����ى الت����وايل‪ .‬ملزيد م����ن التفا�صيل ح����ول ن�سبة هذه‬ ‫(‪((4‬‬ ‫امل�شاعر يف كل دولة عربية (انظر اجلدول الآتي)‬

‫(‪  ((4‬مرجع �سابق‪� ،‬ص‪19‬‬

‫‪179‬‬


‫امل�شاعر ال�سلبية لدى ال�شباب العربي‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬هل مررت بامل�شاعرالتالية خالل الأم�س‬ ‫م�شاعر القلق م�شاعر احلزن‬ ‫الدولة‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪%43‬‬ ‫م�صر‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫الأردن‬ ‫‪%16‬‬ ‫‪%21‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪%16‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫املغرب‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫فل�سظني‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫ال�سعودية *‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫تون�س‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫الإمارات العربية املتحدة‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫اليمن‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫املتو�سط الإقليمي‬

‫م�شاعر امللل‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫‪%43‬‬ ‫‪%16‬‬ ‫‪%47‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪%37‬‬

‫م�شاعر الإحباط م�شاعر الغ�ضب‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪%16‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪%23‬‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪%23‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%16‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%18‬‬

‫ويواج���ه بع����ض ال�شب���اب ال�سع���ودي مبا يحم���ل من �سم���ات نف�سية‬ ‫وبيولوجي���ة وف�سيولوجية م�شكالت عدة يف تلك املرحلة العمرية بني‬ ‫(‪� )15‬سنة و(‪� )24‬سنة �أبرزها ما يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬ت�ضارب م�صادر �صناعة الهوية‪� :‬إن املنزل من �أب و�أم و�أخوة‬ ‫يحمل هوية مرغوبة واملدر�سة حتمل هوية التن�سجم بال�ضرورة مع‬ ‫هوي����ة املنزل‪ ،‬ب����ل داخل املدر�سة ق����د تكون هناك �أك��ث�ر من هوية‬ ‫مرغوبة فمناهج التعلي����م ت�سعى لهوية وطنية جامعة‪ ،‬بينما املع ّلم‬ ‫له فهمه اخلا�ص لهذه الهوية‪ ،‬و�إذا ح ّل امل�ساء كانت هناك هويتان‬ ‫�أخريتان تناف�سان الهويات الأخرى‪ ،‬وقد تتغلب فت�صرعهما وهما‬ ‫الأ�صدقاء ال �سيما من ميلك الت�أثري والقيادة والقنوات الف�ضائية‪.‬‬ ‫____________‬ ‫* الحظ �أن ال�شباب ال�سعودي يحتل مرتبة �أقل يف امل�شاعر ال�سلبية‪.‬‬

‫‪180‬‬


‫�إين �أج����زم ب�����أن �شبابنا يعاين فو�ضى غري خالق����ة ال تتيح لل�شاب‬ ‫االختيار وتق����ف موقف احلياد‪ ،‬بل �إن تل����ك الهو ّيات ت�صوغ عقول‬ ‫بع�ض �أبنائنا فت�صنع من ف�ؤاده هوية تائهة �ضائعة �أو متطرفة !!!‪.‬‬ ‫�إنه����ا �ص����راع الهو ّيات احل����ادة يف توقيت �سيء‪ ،‬حي����ث ي�صارع هو‬ ‫ذاته فتنظر ل����ه �أحيان ًا على �أنه �شاب متدين يحدثك عن الأحكام‬ ‫التف�صيلي����ة بالفقه ثم تراه يف مكان �آخر على �أنه لقيط ال�شهوانية‬ ‫الليربالية الغربية‪ ،‬ثم ي�أخذك لقبيلته ذات ال�سبعمائة عام �أو �أكرث‬ ‫ويزعم �أن الرجولة وقفت هناك‪� ،‬أو ي�ستميت يف الدفاع الهائل عن‬ ‫قريته النائية وال�صغرية جد ًا ويدعي �أنها مهد احل�ضارة‪.‬‬ ‫‪ .2‬ال�سطحي ��ة‪ ..‬ال�سطحي ��ة‪ :‬يق���ف �أمام���ك ال�ش���اب فيعجب���ك‬ ‫هندام���ه املبالغ في���ه ويت�ساوى في���ه الغني والفقري‪ ،‬لكن���ه بعد �أن‬ ‫يتحدث ‪-‬تقول الع����رب للقادم اجلديد حتدث حتى نعرف من �أنت‪-‬‬ ‫ت�ص���اب بالذه���ول فج�سم���ه كبري ول�سان���ه يعبرّ عن عق���ل ب�سيط‬ ‫حت���اول �أن تفهم���ه ب�صعوب���ة‪ ..‬غري ق���ادر على التعب�ي�ر فعباراته‬ ‫ركيكة وحم�صوله املعريف �شذارات من الكالم جمعه من جل�سات‬ ‫�سابق���ة‪ ،‬و�أفكاره م�شو�شة ذات اليم�ي�ن وذات ال�شمال‪ ،‬ثم ترحمه‬ ‫لأن نواياه طيب���ة‪ ،‬وت�س�أل نف�سك من ت�سبب يف ذلك؟ هل هي الأم‬ ‫�أم الأب ال���ذي تخل���ى ع���ن دوره الرتب���وي يف غر�س قي���م النجدة‬ ‫والفزع���ة و�إرادة الرجال احل���رة �أم املدر�س���ة �أم النظام الثقايف‬ ‫ال�سائد‪� ..‬أم‪� ..‬أم‪..‬‬ ‫‪ .3‬الف ��راغ العاطف ��ي‪ :‬يق���ال �إن فاق���د ال�ش���يء ال يعطيه‪ ..‬ال‪..‬‬ ‫ب���ل �إن مال���ك ال�شيء ال يع���رف كيف يعطيه‪� ..‬إنن���ي على يقني �أن‬ ‫اجلزي���رة العربي���ة هي خم���زن هائل لل���روح‪ ،‬ولكنها غ�ي�ر قادرة‬ ‫للتعب�ي�ر عن تلك العاطفة اجليا�شة‪ ،‬فنحن نعاين معاناة تاريخية‬

‫‪181‬‬


‫م���ن �سوء االت�صال‪ ..‬فتقبيل االبن على ر�أ�سه وو�ضع اليد احلانية‬ ‫عل���ى كتفه والثناء عليه يف ح�ضرة املعارف واجللو�س �أمام ال�شاب‬ ‫يف توا�ض���ع وندية‪ ،‬وتبادل وجهات النظر و�شد الأزر عند �إخفاقه‪،‬‬ ‫كل تلك املعاين نرغب فيها ولكننا ب�صراحة ال ن�ستطيع �أن نفعلها‬ ‫فيحدث الف���راغ العاطفي وما يعمق ذلك الفراغ والطامة الكربى‬ ‫هو �أن الكبري من���ا يحتاج ذاته للعاطفة‪ ،‬ب�سبب فقدان ذلك يقوم‬ ‫ب�صب جام غ�ضبه و�إحباطاته على ذلك ال�شاب في�ضخم �أخطاءه‬ ‫ثم ينتقم منه ب�شرا�سة‪.‬‬ ‫‪ .4‬الرفاه‪ :‬ال �أقول �إن كل ال�شعب ال�سعودي مرفه �أنظر مقالتي‬ ‫الطبقة الو�سط���ى لكن �أغلبه من الطبقة الو�سط���ى التي �أفرزتها‬ ‫التنمي���ة احلديثة بدء ًا م���ن عام ‪ 1975‬م فنقلت ج���زء ًا كبري من‬ ‫حم���دودي الدخل �إىل تلك ال�شريحة �إال �أن هذه ال�شريحة جنحت‬ ‫يف �أ�شي���اء كث�ي�رة و�أخفقت يف �أخ���رى ومنها �س���وء �إدارة امليزانية‬ ‫املنزلي���ة ف�إنفاقها �أكرب م���ن �إيراداتها فح�ص���ل العجز وازدادت‬ ‫املديوني���ة ال�شخ�ص���ي �أنظر مقالت���ي �ستة و�سائ���ل ملعاجلة الدين‬ ‫ال�شخ�ص���ي والإخف���اق الآخ���ر �إغداقها عل���ى �شبابه���ا باملال دون‬ ‫ح�ساب العواق���ب وكل ذلك الرفاه جاء حتى من حمدودي الدخل‬ ‫يف رف���اه م�صطن���ع‪� ..‬إن عق���دة ع���وز املا�ضي قد �أث���رت علينا بال‬ ‫�ش���ك وعو�ضناه ف�أحتنا كل �شيء لل�شب���اب‪ ،‬ففقد �شعوره باحلاجة‬ ‫والدافعي���ة للعم���ل فانت�ش���رت لديه���م ظاه���رة الك�س���ل واخلمول‬ ‫واالتكالي���ة والب�ل�ادة حتى جت���د �أن يف املنزل به �أك�ث�ر من ثالثة‬ ‫�شب���ان بالغني والأب ال يزال ميار����س دوره التاريخي التقليدي يف‬ ‫رعاية ه�ؤالء الأطفال الكبار‪.‬‬

‫‪182‬‬


‫‪� .5‬ضع ��ف الرقابة‪ :‬قدمي ًا كنت ت�ستطيع �أن تعرف كل �أ�صدقاء‬ ‫ال�ش���اب و�سلوكه ال�شخ�صي‪ ،‬وذلك لأن املجتم���ع كان �صغري ًا وك ُّل‬ ‫يق���وم بدوره يف الت�أدي���ب �أو الإبالغ عن ت�صرف غ�ي�ر الئق فتتاح‬ ‫لك املعلومات ثم تتم املعاجل���ة �أما الآن ف�أبنا�ؤنا ميار�سون �أدوار ًا‬ ‫متثيلي���ة يف غاي���ة االحرتافي���ة وي�صنع���ون لن���ا ال�شخ�صي���ة التي‬ ‫نري���د‪ ،‬ولك���ن احلي���اة يف تنوعه���ا وحقيقتها �أ�صبح���ت بعيدة عنا‬ ‫جغرافي ًا فاملجتمع �أ�صبح مدينة واملدينة �أ�صبحت دولة بل الدولة‬ ‫�أ�صبحت العامل فبع�ض ًا من �أبنائك يف بيون�س �أير�س يف الأرجنتني‬ ‫�أو يف بك�ي�ن بال�صني يحاور ويتبادل الثقافة وغري الثقافة‪� ..‬إننا ال‬ ‫ن�ستطي���ع الرقابة ب���ل �إنها غري ممكنة مما عقد م���ن دور الأ�سرة‬ ‫واملجتمع يف حماية �أبنائه‪.‬‬

‫بوادر الأمل‪:‬‬ ‫�إن مم���ا يثلج ال�صدر ذلك الوعي ال�سعودي الأهلي حيال م�شكالتنا‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ف�أخ���ذ الأب والأم وال�شاب زمام املبادرة باجتاه احلل‬ ‫دون انتظ���ار الدول���ة الأم الت���ي عليه���ا �أن تفعل كل �ش���يء‪ ،‬ثم ذلك‬ ‫الوع���ي الر�سم���ي ب�أهمي���ة قيا�س �أث���ر التنمية والت�أكد م���ن و�صولها‬ ‫لأهدافها احلقيقية‪ ،‬ولن يتم �إال باجلودة والإتقان واملحا�سبة‪ ،‬ومن‬ ‫تلك البوادر ما يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬الريا�ض ��ة‪� :‬إن الريا�ض���ة عندنا ر�أ�سي���ة �أي �أن هناك (‪)22‬‬ ‫العب��� ًا ي�ستمتع���ون بال�ث�روة وال�صح���ة يف ح�ي�ن يتف���رج عليه���م‬ ‫(‪ )2.200.000‬بامللع���ب وع�ب�ر الف�ضائي���ات‪ ،‬ينفق���ون �أموالهم‬ ‫ويب���ددون طاقاته���م املعنوية عند الف���رح‪ ،‬ويعمقون من جراحهم‬

‫‪183‬‬


‫النف�سي���ة عند اخل�سارة‪ ،‬ولذا علينا �أن جنعل الريا�ضة �أفقية عرب‬ ‫التخطيط ال�سليم للريا�ضة الذي يبد�أ بال�س�ؤال اجلوهري والكبري‪..‬‬ ‫ملاذا الريا�ضة ؟ �إن هدف الريا�ضة هو بناء الأج�سام ال�سليمة من‬ ‫�أجل عقول �صحيحة‪ ،‬فتكافح املر�ض وحت�سن املزاج وتهذب الطاقة‬ ‫ّ‬ ‫وتر�شد ال�سلوك من �أجل هدف نبيل هو ال�صحة النف�سية ل�شبابنا‪،‬‬ ‫ول���ذا ال يهمنا يف هذا املقام كم هي �إي���رادات النقل �أو الرعاية ؟‬ ‫وه���ل و�صلنا لك�أ�س الع���امل �أم ال ؟ �أو هل حققنا ك�أ�س �آ�سيا �أم ال ؟‬ ‫ب���ل املقيا�س ه���و �أن جنعل الريا�ض���ة �أفقية‪ ،‬ونعيد ط���رح الأ�سئلة‬ ‫ال�صحيحة كم �شاب ًا �سعودي ًا يزاول الريا�ضة؟ هل ق�ضت الريا�ضة‬ ‫عل���ى ال�سمن���ة ؟ ما م���دى م�ساهمة الريا�ضة يف احل���د من تف�شي‬ ‫الأمرا�ض النف�سية �أو تف�شي ظاهرة املخدرات؟ هل �أدت الريا�ضة‬ ‫دور ًا ثقافي ًا يف تعزيز ال�سلوك الإيجابي لل�شباب فامت�صت طاقته‬ ‫الفائ�ض���ة ف�أعادته للمنزل ك���ي يتمتع بعالقات دافئ���ة مع والديه‬ ‫ث���م خل���د �إىل النوم جمه���د ًا كي يبد�أ حي���اة التعلم غ���د ًا �صباح ًا‪.‬‬ ‫�إن اخلط����أ الإ�سرتاتيج���ي �أن نذه���ب لنناف�س غرين���ا من فاقدي‬ ‫الر�ؤي���ة فنهتم باملالع���ب الكب�ي�رة احلديثة والربام���ج احلوارية‬ ‫التلفزيونية اجلذابة ث���م نن�سى �س�ؤال كم عدد املالعب ال�صغرية‬ ‫يف �أحيائنا ؟‪.‬‬ ‫����اي‬ ‫‪ .2‬الدي ��ن‪ :‬ق����ال تع����اىل‪ُ } :‬ق����ل ْ ِ�إنَّ َ�صلاَ ِت����ي َو ُن ُ�س ِك����ي وَمحَ ْ َي َ‬ ‫وَممَ َ ا ِتي لهلِ ِ َرب ِّا ْل َعالمَ ِ َني (‪ )162‬لاَ َ�ش ِريك َ َل ُه َو ِب َذ ِل َك �أُ ِم ْرتُ َو�أَ َنا�أَ َّول‬ ‫��ي�ن (‪ {)163‬الأنع����ام‪� ،163 :‬إن الدع����وة الدينية مبا متلك‬ ‫ُالمْ ُ ْ�سلِمِ َ‬ ‫من طاق����ات مادية ومعنوية هائلة ركزت ب�شكل كبري على ال�صالة‬

‫‪184‬‬


‫والن�س����ك واملم����ات و�أهملت «املحي����ا» فلم تنخرط كلي���� ًا يف م�شروع‬ ‫التنمي����ة الوطني����ة ب����ل ّ‬ ‫ف�ضلت بن����اء م�شروعه����ا اخلا�����ص‪ ،‬و�أ�صبح‬ ‫ال�ش����اب �أمام مفرتق طرق ف�أم����ا �أن يكون م�ش����روع ال�شاب امللتزم‬ ‫�أو م�ش����روع ال�شاب غري امللتزم يف ح��ي�ن �أن هذا امل�شروع طر�أ عليه‬ ‫ت�صحيح حقيقي ي�شكر لأولئك العلماء الذين بادروا باالنخراط يف‬ ‫امل�ش����روع التنموي الوطني عرب ما ي�سم����ى «بالإ�صالح االجتماعي»‬ ‫�إن الدي����ن الإ�سالم����ي ودعوت����ه ال�سلفية عميق اجل����ذور يف نف�سية‬ ‫ال�شاب ال�سعودي وي�ستطيع �أن يلعب دور ًا كبري ًا وم�ؤثر ًا وحا�سم ًا‪.‬‬ ‫‪ .3‬الق ��دوة‪ :‬يبح���ث ال�شاب يف �سن الثامن���ة ع�شرة وبعدها عن‬ ‫بط���ل يج�سد فيه كل طموحاته امل�ستقبلية بل قد يكون هو امل�شروع‬ ‫ال���ذي يرغب يف الو�ص���ول ملثله‪ ،‬وعاد ًة البطل ل���ن يكون والده لأن‬ ‫ال�ش���اب ي�سع���ى يف ذلك التوقيت للقطيعة م���ع ما�ضيه‪ ،‬ولذا فعلى‬ ‫و�سائ���ل الإع�ل�ام م�س�ؤولية ك�ب�رى يف تعميم من���اذج الأبطال عرب‬ ‫التعريف ب�سريهم الذاتية و�إجنازاتهم املهنية والعلمية والتجارية‬ ‫واالجتماعي���ة وو�سائ���ل حتقيق النجاح وال�ث�روة والقوة واجلرمية‬ ‫الك�ب�رى �إال يقف الإعالم حمايد ًا وح�سب‪ ،‬و�إمنا بت�سويق بطوالت‬ ‫وهمي���ة �أو بطوالت �ضالة‪ ،‬كما هي يف قناة الأ�سرة العربية �شقيقة‬ ‫قناة �أن تعرف �أكرث‪.‬‬ ‫‪ .4‬التعلي ��م والتدري ��ب النوع ��ي‪� :‬إن التعلي����م الع����ام والتعلي����م‬ ‫الع����ايل خالل ن�صف قرن ق����ام بواجبه يف حم����و الأمية (اجلهل)‬ ‫وتزويد الطالب باملعرفة (املعلومات) لكنه ف�شل ن�سبي ًا يف �إك�ساب‬ ‫املهارات وبناء ال�شخ�صية املتوازنة الناجحة (�إدارة الذات) وكال‬

‫‪185‬‬


‫الأمري����ن يحتاجهم����ا ال�شب����اب لبناء احلي����اة املهني����ة (الوظيفة)‬ ‫واالجتماعية (العالقات) ف�أ�صبح ال�شاب معلق ًا يف الهواء (ن�صف‬ ‫متعلم) فظهرت لنا من ذلك م�شاكل نف�سية و�أخالقيات عدة ولذا‬ ‫علينا �أن ن ّقوم نظام التعليم والتدريب من تعليم املعرفة �إىل تعليم‬ ‫جودة احلياة ليح ّل لنا �أغلب م�شكالتنا وعلى املدى الق�صري علينا‬ ‫�أن نهتم بال�سن����ة التح�ضريية كمدخل للجامع����ة ومعاهد التدريب‬ ‫لتج�سري الفجوة بني التعليم العام والتعليم العايل �أو التعليم الفني‬ ‫ث����م نهتم بال�سنة التطبيقية فنج�سر الفجوة بني خمرجات التعليم‬ ‫وحاجات �سوق العمل‪.‬‬ ‫‪ .5‬امل�شارك ��ة التنظيمي ��ة‪ :‬مهم���ا حاولن���ا �أن نخط���ط لل�شباب‬ ‫فل���ن ميكننا ذلك لأن تقدير احتياجه���م بنا ًء على فهمنا اخلا�ص‬ ‫ملا�ضين���ا ك�شب���اب غري �صحي���ح لأن مرحل���ة ال�شباب ل���كل ع�صر‬ ‫خمتلفة عم���ا �سبقها و�أحيان ًا يكون اختالف��� ًا جذري ًا ثم ما نفهمه‬ ‫ع���ن ال�شباب الآن بعد فهم��� ًا خاطئ ًا ذلك لأنه���م ميار�سون علينا‬ ‫الت�ضلي���ل �أم���ا بالتمثي���ل �أو النفاق‪ ،‬ولذا ال بد م���ن �إ�شراكهم عرب‬ ‫اجلمعيات ال�شبابية يف املدار�س واجلامعات و�أال نخاف التنظيم‪،‬‬ ‫وميكن تطوير ور�ش عمل دائم���ة �أو �إيجاد موقع �إليكرتوين خا�ص‬ ‫«‪ »Facebook‬ب����إدارة مرك���ز احل���وار الوطن���ي ال�ستق�ص���اء �آراء‬ ‫ال�شباب يف �أي نظام �أو لوائح قد ت�ؤثر على واقعهم وم�ستقبلهم‪.‬‬ ‫‪ .6‬اال�ست�ش ��ارات النف�سي ��ة‪� :‬إن كان هناك عل���م مل يجد العناية‬ ‫الكافي���ة م ّنا فهو عل���م النف�س‪ ،‬فنحن و�شبابنا نئ���ن من �صراعنا‬ ‫النف�س���ي ونخاف املجتمع ك���ي ال يقال جمنون �أو �ضعيف �أو نخاف‬

‫‪186‬‬


‫م���ن بع�ض الغيوري���ن املخطئني ال���ذي يقول �إن عل���م النف�س علم‬ ‫ديني بح���ت و�أي تدخل مو�ضوعي هو تدخ���ل تغريبي مادي يعاين‬ ‫م���ن ال�ضياع � ً‬ ‫أ�ص�ل�ا وفاقد ال�ش���يء ال يعطي���ه‪ ،‬وال�صحيح �أن كال‬ ‫الر�أي�ي�ن �صحي���ح فالروح (النف����س) ميكن ف���ك �أ�سرارها بالعلم‬ ‫ال�شرع���ي وكذلك العل���م التقني التطبيق���ي والتجرب���ة الإن�سانية‬ ‫ونح���ن يف اململكة العربية ال�سعودية ق���ادرون على فهم هذا الدور‬ ‫ال���ذي يجب علينا متجيده و�إعالء �ش�أن���ه واال�ستثمار فيه و�إتاحته‬ ‫ل���كل مواطن‪ ..‬فم���ن م ّنا ال يئن؟ �إن وح���دات اال�ست�شارة النف�سية‬ ‫واالجتماعية ونوعية القائمني عليها هي املدخل للحل‪.‬‬ ‫‪ .7‬الرتفي ��ه‪ :‬لق���د ح���ان الوق���ت وق���د ت�أخرنا يف عق���د م�ؤمتر‬ ‫با�س���م‪« :‬ترفي���ه ال�شباب ال�سع���ودي الواق���ع وامل�أم���ول»‪ ،‬علينا �أن‬ ‫جن���د ر�ؤية وطنية جامعة تخرجنا من ثنائية االنفتاح التغريبي �أو‬ ‫التعن���ت االجتماعي الديني يف حني �أن �شبابنا يتيهون يف ال�شوارع‬ ‫مطرودين عند الأبواب وخا�ضعني ملطرقة الهيئة و�سندان الأجهزة‬ ‫احلكومي���ة البريوقراطية الفاقدة حل�س ال�شب���اب وهمومهم‪� .‬إن‬ ‫الهيئ���ة العامة لل�سياحة والآثار قد رعت �أن�شطة حمافظة ومبدعة‬ ‫مث���ل رايل حائل و�سوق الكليجا بالق�صيم و�سباق ال�سيارات بجدة‬ ‫ونادي الط�ي�ران بالريا����ض‪ ،‬واملدخل املنا�سب لقي���ادة احلل هي‬ ‫الهيئ���ة العليا بالتعاون مع الرئا�سة العامة لرعاية ال�شباب فريبط‬ ‫االقت�ص���اد بالرتفي���ه وبالتنمية م���ن خالل برامج غ�ي�ر تقليدية‪،‬‬ ‫ويقا�س جناحها الكبري بانخراط �أكرب قدر من ال�شباب فيها‪.‬‬

‫‪187‬‬


‫ّ‬ ‫التط ��وع‪� :‬إن الع���امل املتق���دم ح�ضاري��� ًا واقت�صادي��� ًا كم���ا‬ ‫‪ .8‬‬ ‫ر�أين���ا ي�ستخ���دم التط���وع لل�شب���اب كرافع���ة تنموي���ة لت�سخ�ي�ر‬ ‫طاق���ات املجتم���ع وتوظيفه���ا نح���و م�ش���روع الأم���ة والوط���ن‪،‬‬ ‫وحماي���ة له���ا م���ن �س���وء اال�ستغ�ل�ال فطاق���ة ال�شب���ان متحرك���ة‬ ‫متدفق���ة‪ ،‬وعلين���ا ط���رح ال�س����ؤال الوحي���د وه���و‪� :‬إىل �أي���ن ؟ لقد‬ ‫بتن���ا يف حاجة ملح���ة للإجابة على ه���ذا ال�س����ؤال الكبري واملهم‪.‬‬ ‫�إن �إدارة طاقة �شبابنا الآن هو حل لكثري من م�شكالتنا الأخالقية‬ ‫والنف�سية واجلنائي���ة‪ ،‬و�إن ح�سن توظيف مواردنا ال�شابة �ستجني‬ ‫من خالل التطوع قفزة هائلة للتنمية‪.‬‬

‫‪188‬‬


‫‪ .2‬التعريف مب�ؤ�س�سة الأمرية العنود اخلريية‬

‫(‪((5‬‬

‫امل�ؤ�س�س���ة حتم���ل ا�س���م �سمو الأم�ي�رة العن���ود بن���ت عبدالعزيز بن‬ ‫م�ساع���د ب���ن جل���وي �آل �سع���ود رحمها اهلل م���ن موالي���د حائل عام‬ ‫‪1351‬هـ‪1932/‬م‪ ،‬وهي زوجة خادم احلرمني ال�شريفني امللك فهد‬ ‫ب���ن عبدالعزي���ز – رحمه اهلل – مل���ك اململكة العربي���ة ال�سعودية‪.‬‬ ‫والده���ا �سم���و الأم�ي�ر عبدالعزيز ب���ن م�ساعد بن جل���وي ووالدتها‬ ‫الأم�ي�رة طرف���ة البت���ال‪ .‬وللأمري من الأبن���اء الذكور �إثن���ان‪� ،‬سمو‬ ‫الأمري عبداهلل ب���ن عبدالعزيز بن م�ساعد �أمري احلدود ال�شمالية‪،‬‬ ‫و�سم���و الأمري جلوي بن عبدالعزيز ب���ن م�ساعد نائب �أمري املنطقة‬ ‫ال�شرقية ول�سموه �سبع من الإناث وهنّ �صاحبات ال�سمو الأمريات‪:‬‬ ‫• �سم���و الأم�ي�رة منرية‪ :‬وهي كربى بن���ات �سموه وهي زوجة‬ ‫�صاح���ب ال�سم���و امللكي الأم�ي�ر �سلط���ان ب���ن عبدالعزيز �آل‬ ‫�سع���ود –رحم���ه اهلل– ويل العه���د نائ���ب رئي����س جمل����س‬ ‫الوزراء وزير الدفاع والطريان واملفت�ش العام‪.‬‬ ‫• �سم���و الأمرية �س���ارة‪ :‬زوجة �سمو الأمري �سعود بن عبداهلل‬ ‫بن جلوي – رحمه اهلل – �أمري املنطقة ال�شرقية �سابق ًا‪.‬‬ ‫• �سم���و الأمرية لولوة‪ :‬زوجة �سمو الأمري فهد بن حممد بن‬ ‫عبدالعزيز �آل �سعود‪.‬‬

‫(‪ ((5‬احلزمي‪ ،‬د‪ .‬يو�سف‪ ،‬امر�أة ا�ستثنائية زوجة ملك‪ ،‬م�ؤ�س�سة العنود اخلريية‪،‬‬ ‫الريا�ض‪1427 ،‬هـ‪� ،‬ص ‪13‬‬

‫‪189‬‬


‫• �سمو الأمرية اجلوهرة‪ :‬زوجة �صاحب ال�سمو امللكي الأمري‬ ‫ناي���ف ب���ن عبدالعزيز �آل �سع���ود – ويل العه���د نائب رئي�س‬ ‫جمل�س الوزراء ‪ -‬وزير الداخلية‪.‬‬ ‫• �سم���و الأمرية مو�ضي‪ :‬زوجة �سم���و الأمري بدر بن فهد بن‬ ‫�سعد بن عبدالرحمن �آل �سعود‪.‬‬ ‫• �سمو الأم�ي�رة نورة‪� :‬صغرى بنات �سموه وهي زوجة الأمري‬ ‫عبداهلل بن �سلمان بن حممد �آل �سعود‪.‬‬ ‫وكان �سم���وه رحم���ه اهلل �ش����أن كل الآباء يحب �أبن���اءه وبناته كثري ًا‪.‬‬ ‫وكان���ت عالقته به���م ي�سودها احلزم‪ ،‬ويعامله���م معاملة الند للند‪،‬‬ ‫ومل يك���ن ه���ذا احلزم يفق���د �أبناءه احل���وار ال�صريح مع���ه بل كان‬ ‫ي�ستمع ب�أناة‪.‬‬ ‫ه���ذا وات�صف���ت والدته���ا الأمرية طرف���ة البت���ال – رحمها اهلل –‬ ‫بالتدي���ن والت�سام���ح واحلن���ان عل���ى �أوالده���ا وقربه���ا للجميع كما‬ ‫ات�سم���ت بالعفو عمن �أ�س���اء �إليها قال تع���اىل‪َ } :‬وا ْل َك ِاظ ِم َني ا ْل َغ ْي َظ‬ ‫ا�س َواللهّ ُ ُي ِح ُّب المْ ُ ْح ِ�س ِن َني { �آل عمران‪ ،134 :‬وكما‬ ‫َوا ْل َعا ِف َني َع ِن ال َّن ِ‬ ‫متيزت برعاية بيتها‪ ،‬ذلك البيت الذي يعج باجلهاد والتحديات‪.‬‬ ‫وتول���ت الأمرية ح�ص���ة ال�سديري والدة خ���ادم احلرمني ال�شريفني‬ ‫املل���ك فهد بن عبدالعزيز – طيب اهلل ث���راه – جتهيز البيت املعد‬ ‫ل�سكن الأمرية العنود‪ ،‬وقد �أظهرت لها املودة والإكرام والتقدير‪.‬‬

‫‪190‬‬


‫و�أك���دت يل �سم���و الأمرية من�ي�رة بن���ت عبدالعزيز ب���ن م�ساعد بن‬ ‫جل���وي‪ ،‬زوجة �صاح���ب ال�سمو امللكي الأمري �سلط���ان بن عبدالعزيز‬ ‫رحم���ه اهلل‪ ،‬وذلك بقولها‪( :‬كانت تعاملنا الأمرية ح�صة بنت �أحمد‬ ‫ال�سديري مثل الوالدة متام ًا وكنا نذهب معها �سوي ًا يوم اجلمعة بعد‬ ‫�ص�ل�اة املغرب لل�سالم عل���ى امللك عبدالعزي���ز – طيب اهلل ثراه –‬ ‫وكانت عالقتنا مع �صاحبات ال�سمو امللكي الأمريات‪ :‬لولوه‪ ،‬ولطيفة‪،‬‬ ‫وجواه���ر‪ ،‬واجلوه���رة‪ ،‬كعالقة الأخ���ت ب�أختها مما جعلن���ا ال ن�شعر‬ ‫مطلقا بانتقالنا من كنف �سمو الوالد والوالدة بحائل �إىل الريا�ض)‪.‬‬ ‫وكان �سمو الأمري عبدالعزيز بن م�ساعد بن جلوي – رحمه اهلل –‬ ‫يعمد وكيله املرحوم عبداهلل بن ح�سن يف الريا�ض بالتوا�صل معهن‬ ‫كي يطمئن عليهن وذلك ل�صعوبة االت�صال �أنذاك‪ .‬وكان رحمه اهلل‬ ‫يف���رح كثريا �إذا زارته �إح���دى بناته بحائل ويقي���م لها حفال كبريا‬ ‫ي�ضم زوجات كبار الوجهاء‪.‬‬ ‫وق���د ت���وج التعا�ضد بني جاللة املل���ك عبدالعزي���ز – رحمه اهلل –‬ ‫و�سم���و الأم�ي�ر عبدالعزي���ز ب���ن م�ساع���د – رحم���ه اهلل – �أنها قد‬ ‫توج���ت بتل���ك املودة حي���ث تزوج���ت الأم�ي�رة العنود بن���ت م�ساعد‬ ‫(وكان عمره���ا يف حينه (‪� )13‬سن���ة �أي يف عام ‪ 1364‬هـ)‪ ،‬بخادم‬ ‫احلرم�ي�ن ال�شريف�ي�ن امللك فهد ب���ن عبدالعزي���ز �آل �سعود – طيب‬ ‫اهلل ث���راه – رائ���د التنمي���ة ال�سعودي���ة املعا�ص���رة ونا�ش���ر اال�سالم‬ ‫امل�ستن�ي�ر وعقيدة التوحيد واحلدي���ث ال�صحيح يف العامل احلديث‪،‬‬ ‫وم�ؤ�س����س التعليم‪ ،‬الذي تلق���ى تعليمه الأول يف مدر�سة الق�صر التي‬ ‫اخت���ار لها والده امللك عبدالعزيز عددا من املعلمني لتدري�س �أبنائه‬ ‫العل���وم ال�شرعية والعربية ثم يف مدر�سة الإعداد التي �أن�ش�أها والده‬

‫‪191‬‬


‫ع����ام ‪ 1354‬ه����ـ ‪ 1935 /‬م لتعلي����م �أبنائ����ه ثم التحق باملعه����د العلمي‬ ‫ال�سع����ودي مبكة املكرمة الذي يعن����ى بتدري�س العل����وم الدينية واللغة‬ ‫العربي����ة‪ ،‬وق����د متي����ز رحم����ه اهلل ب�صف����ات �شخ�صية منه����ا احلكمة‬ ‫واحلزم والفرا�سة والإقدام املتدرج‪ ،‬وتوقع امل�ستقبل ومركزية الإدارة‬ ‫والقيادة والإحاطة بالتفا�صيل مما جعل جل حياته مليئة بالبناء‪.‬‬ ‫بني���ت ال�شخ�صية القيادية ع�ب�ر الأدوار التي قام بها يف �سن مبكرة‬ ‫منه���ا ع�ضويته يف وفد للمملكة الجتم���اع جامعة الدول العربية عام‬ ‫‪ 1380‬ه���ـ ‪1960 /‬م بلبن���ان‪ ،‬وزار باري�س ع���ام ‪ 1387‬هـ ‪ 1667 /‬م‬ ‫بدع���وة من الرئي����س ديغول ور�أ�س وف���د اململك���ة �إىل بريطانيا عام‬ ‫‪ 1390‬هـ ‪ 1970 /‬م ملناق�شة م�ستقبل اخلليج‪.‬‬ ‫�أم���ا عن جتربت���ه الداخلية فب���د�أت مبهم���ة �ضخم���ة وا�سرتاتيجية‬ ‫(حيث كان ال�شيء يذكر م�ؤ�س�سي���ا) بقطاع الرتبية والتعليم‪ ،‬فكان‬ ‫�أول وزي���ر للمعارف عام ‪ 1373‬ه���ـ ‪ 1953 /‬م ثم توالت امل�س�ؤوليات‬ ‫الت���ي �أنيطت بخادم احلرمني ال�شريف�ي�ن امللك فهد بن عبدالعزيز‬ ‫حي���ث عني وزير ًا للداخلي���ة يف عام ‪1382‬هـ ‪ 1962/‬م ثم عني نائب ًا‬ ‫لرئي����س جمل�س الوزراء يف ع���ام ‪ 1387‬هـ‪ ،‬ويف عام ‪ 1395‬هـ �أ�صبح‬ ‫ولي ًا للعهد ثم ملك ًا للمملكة العربية ال�سعودية عام ‪ 1402‬هـ‪.‬‬ ‫وللأم�ي�رة العن���ود بن���ت عبدالعزي���ز ب���ن م�ساع���د ب���ن جل���وي‬ ‫– رحمه���ا اهلل – �ست���ة من الأبن���اء هم �أ�صح���اب ال�سمو امللكي‬ ‫الأمراء والأمريات‪:‬‬

‫‪192‬‬


‫• ‬

‫• ‬

‫• ‬

‫• ‬ ‫• ‬ ‫• ‬

‫في�ص���ل – رحم���ه اهلل ‪ :-‬الرئي����س الع���ام لرعاية ال�شباب‬ ‫(�سابق��� ًا)‪ ،‬متزوج من �صاحبة ال�سم���و امللكي الأمرية منرية‬ ‫بن���ت �سلط���ان ب���ن عبدالعزي���ز �آل �سع���ود‪ ،‬وله م���ن الأبناء‬ ‫�أ�صح���اب ال�سمو امللك���ي الأمراء والأمريات‪ :‬ن���واف‪ ،‬وخالد‪،‬‬ ‫وهيفاء‪ ،‬و�شاهيناز‪ ،‬ون�سرين‪.‬‬ ‫حمم���د‪� :‬أمري املنطقة ال�شرقي���ة متزوج من �صاحبة ال�سمو‬ ‫امللك���ي الأمرية جواهر بنت نايف ب���ن عبدالعزيز �آل �سعود‪،‬‬ ‫ول���ه من الأبناء �أ�صح���اب ال�سمو امللكي الأم���راء والأمريات‪:‬‬ ‫تركي‪ ،‬وخالد‪ ،‬وعبدالعزيز‪ ،‬ونوف‪ ،‬ونورة‪ ،‬وم�شاعل‪.‬‬ ‫�سعود‪ :‬نائب رئي����س اال�ستخبارات العامة (�سابق ًا) متزوج‬ ‫م���ن �صاحبة ال�سمو امللكي الأم�ي�رة م�ضاوي بنت م�ساعد بن‬ ‫عبدالعزيز �آل �سع���ود‪ ،‬وله من الأبناء �أ�صحاب ال�سمو امللكي‬ ‫الأمراء والأمريات‪ :‬عبدالعزيز‪ ،‬وحممد‪ ،‬ونورة‪ ،‬و�سارة‪.‬‬ ‫�سلطان‪ :‬الرئي�س الع���ام لرعاية ال�شباب (�سابق ًا)‪ ،‬متزوج من‬ ‫�صاحب���ة ال�سم���و الأمرية اجلوه���رة بنت في�صل ب���ن تركي �آل‬ ‫�سعود‪ ،‬وله من الأبناء �أ�صحاب ال�سمو الأمريات‪ :‬نوف‪ ،‬و�سارة‪.‬‬ ‫خال���د‪ :‬ع�ض���و جمل�س �أمن���اء م�ؤ�س�سة الأم�ي�رة العنود بنت‬ ‫عبدالعزيز بن م�ساعد بن جلوي �آل �سعود اخلريية‪.‬‬ ‫لطيفة‪ :‬رئي�سة املجل�س الن�سائي مب�ؤ�س�سة الأمرية العنود بنت‬ ‫عبدالعزيز بن م�ساعد بن جلوي �آل �سعود اخلريية‪ ،‬متزوجة‬ ‫من �صاحب ال�سمو الأمري خالد بن �سعود بن حممد �آل �سعود‪،‬‬ ‫ولها ولدان هما �صاحب ال�سمو الأمريان‪ :‬في�صل‪ ،‬و�سعود‪.‬‬

‫‪193‬‬


‫وقد كتب����ت الأمرية العنود ‪-‬رحمها اهلل‪ -‬و�صيتها وكان ن�صها‪« :‬هذا‬ ‫م����ا �أو�صت به احلرة الر�صينة العنود بنت عبدالعزيز بن م�ساعد بن‬ ‫جل����وي �أو�ص����ت �أنه����ا ت�شهد �أن ال �إل����ه �إال اهلل وحده ال �شري����ك له و�أن‬ ‫حمم����د ًا عبده ور�سول����ه و�أن عي�سى عب����داهلل ور�سوله وكلمت����ه �ألقاها‬ ‫�إىل م����رمي وروح من����ه و�أن اجلن����ة حق والنار ح����ق و�أن ال�ساع����ة �آتية‬ ‫ال ري����ب فيه����ا و�أن اهلل يبعث م����ن يف القبور‪ ،‬و�أو�صت م����ن خلفها من‬ ‫الذرية والأق����ارب �أن يتقوا اهلل وي�صلح����وا ذات بينهم‪ ،‬ويطيعوا اهلل‬ ‫ور�سول����ه �إن كان����وا م�ؤمنني‪ .‬و�أو�صت بثلث ماله����ا �أن يجعل يف بيت يف‬ ‫حم����ل منا�سب‪ ،‬م����ن بلد الريا�ض يك����ون يف غلته �أ�ضحي����ة واحدة لها‬ ‫ولوالديه����ا‪ ،‬والباقي من الغل����ة بعد الأ�ضحية ي�ص����رف يف وجوه الرب‬ ‫و�أعمال اخلري كال�صدقة على الفقراء من االقارب وغريهم وعمارة‬ ‫امل�ساج����د وتعليق قرب املاء يف امل�ساج����د يف �أوقات احلاجة �إىل ذلك‬ ‫و�صناعة طعام للفقراء يف رم�ضان وغريه ح�سب ما يراه الوكيل وغري‬ ‫ذلك من وجوه الرب والنظر على الثلث املذكور للأر�شد من ذريتها ما‬ ‫تنا�سلوا الأقرب فالأقرب من احتاج من ذريتها �إىل الفا�ضل من الغلة‬ ‫فه����و �أوىل به من غريه‪� ،‬شهد عل����ى اعرتاف العنود املذكورة بالو�صية‬ ‫املذك����ور عبداهلل بن فه����د الطال�سي وفهد بن حمم����د الربيدي قاله‬ ‫الفق��ي�ر �إىل اهلل عبدالعزي����ز بن عبداهلل بن ب����از �ساحمه اهلل وكتبه‬ ‫م����ن �إمالئه �إبراهيم بن عبدالرحمن احل�صني و�صلى اهلل على نبينا‬ ‫حمم����د و�آل����ه و�صحبه » وقد وفق اهلل �أبناءه����ا لإطالق وقف يتمثل يف‬ ‫م�ؤ�س�سة خريية يحمل ا�سمه����ا وقد �صدر الأمر ال�سامي برقم ‪�/239‬أ‬ ‫بتاري����خ ‪ 1420/10/22‬هـ القا�ض����ي بت�أ�سي�س م�ؤ�س�سة الأمرية العنود‬ ‫اخلريي����ة‪ ،‬وي����دار ذل����ك الوقف من خ��ل�ال م�ؤ�س�س����ة �أوق����اف العنود‬ ‫لال�ستثم����ار ال�ص����ادر ترخي�صه����ا بتاري����خ ‪1428/10/22‬هـ����و رق����م‬

‫‪194‬‬


‫‪ 1010239620‬وريع تلك اال�ستثمارات الوقفية ت�صرف يف �أوجه الرب‬ ‫كما ن�صت علي����ه الو�صية و�أغرا�ض امل�ؤ�س�سة امل�ش����ار �إليها يف النظام‬ ‫الأ�سا�سي‪ ،‬ومن �أعمال الرب ت�أ�س�س مركز (وارف) لتنمية ال�شباب‪.‬‬

‫‪ .3‬مركز الأمرية العنود لتنمية ال�شباب «وارف»‬ ‫ي�أت���ي ت�أ�سي�س وارف �إدراك ًا م���ن م�ؤ�س�سة الأمرية العنود اخلريية‬ ‫بالتزامها بحاجات املجتمع ال�سعودي‪ ،‬وحماكاة التطور واحلراك‬ ‫الثق���ايف باململك���ة العربية ال�سعودي���ة‪ .‬ومن ذلك �أهمي���ة ال�شباب‬ ‫ودوره���م يف املجتم���ع‪� ،‬إذ ي�ش���كل ال�شب���اب م���ن الفئ���ة العمري���ة‬ ‫(‪ 16‬وحت���ى ‪ )30‬قرابة ‪ %70‬من �سكان اململكة ح�سب اح�صائيات‬ ‫وزارة االقت�صاد والتخطيط م�ؤخر ًا‪.‬‬ ‫يع���اين ال�شب���اب من �ضي���اع الطاق���ة الفائ�ض���ة وقن���وات التعبري‬ ‫وامل�شارك���ة االجتماعي���ة والتنموي���ة‪ ،‬ف�ض�ل�ا عن فر����ص اكت�ساب‬ ‫امله���ارات والفخ���ر بالإجن���از‪ ،‬وقل���ة يف املب���ادرات املنظمة التي‬ ‫حتت���وي ال�شب���اب وتوجههم بالطريق���ة التي ت�ضم���ن لهم �سالمة‬ ‫املنهج وقوة الـ ُمخرج‪.‬‬ ‫وارف‪:‬‬

‫مركز متخ�ص�ص يهتم بت�أهيل وتنمية ال�شباب وتعزيز م�شاركتهم‬ ‫يف الربام���ج اخلريي���ة والتطوعي���ة وتبن���ي واحت�ض���ان مب���ادرات‬ ‫وم�شاري���ع �شبابي���ة نوعي���ة ليكون �ساح���ة تتالقى فيه���ا القيادات‬ ‫ال�شابة مبراكز النفوذ والت�أثري‪.‬‬

‫‪195‬‬


‫• الأهداف‪:‬‬

‫ امل�ساهمة يف ت�أهيل وتنمية ال�شباب ال�سعودي‪.‬‬‫ ن�شر ثقافة العمل التطوعي واخلريي‪.‬‬‫ تبني مبادرات تطوعية �شبابية‪.‬‬‫• برامج وارف‪:‬‬

‫�أ‪� .‬إطالق املبادرات‪:‬‬ ‫يقوم املرك���ز ب�إطالق مب���ادرات تخدم ال�شباب وته���دف للتوعية‬ ‫وتعزيز ثقافة التطوع فيما بينهم‪ ،‬كما يقوم على احت�ضان العديد‬ ‫من املبادرات التطوعية ال�شبابية‪.‬‬ ‫‪ .1‬مبادرة «م�سجدي»‬ ‫تهدف املب���ادرة العناية بامل�ساجد على �أيدي �شباب متطوعني من‬ ‫ناحي���ة �صيانتها و نظافتها وتعريف املجتمع ب�أهمية و قدا�سة هذا‬ ‫املكان والعناية بحار�س امل�سجد و �إح�سا�سه ب�أهمية وجوده كمحور‬ ‫مهم يف نظافة امل�سجد‪.‬‬ ‫‪ .2‬مبادرة الوقاية من املخدرات «من قرين على قرين»‬ ‫�إع���داد مدرب�ي�ن �شباب يقوم���ون بزيارات للمدار����س واجلامعات‬ ‫لن�شر الوعي يف �أو�س���اط ال�شباب ب�أ�ضرار املخدرات وذلك بطرق‬ ‫و�آليات جديدة م�ستمدة من جتارب دولية و�أخرى حملية‪.‬‬

‫‪196‬‬


‫ب‪ .‬حا�ضنات الأعمال التطوعية‪:‬‬ ‫يت���م يف ه���ذا الق�سم احت�ض���ان الأعمال التطوعي���ة ودعمها ماليا‬ ‫ولوج�ستي ًا لإط�ل�اق املبادرات وامل�شاريع املعتم���دة من قبل املركز‬ ‫وقد مت احت�ضان املبادرات التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬جمموعة ‪: Totally English‬‬ ‫يهدف لإتقان اللغة االجنليزية يف جو ممتع حيث يوفر بيئة متكن‬ ‫�أفرادها من ممار�س���ة مهاراتهم يف اللغة الإجنليزية واال�ستمتاع‬ ‫بذلك وتبادل اخل�ب�رات يف التخ�ص�صات املختلفة ويتم االجتماع‬ ‫ب�شكل �أ�سبوعي‪.‬‬ ‫‪ .2‬جمموعة �صيديل ويل ب�صمة‪:‬‬ ‫جمموعة تطوعية ت�ضم ط�ل�اب و طالبات ‪ ,‬وخريجني وخريجات‬ ‫من كليات ال�صيدل���ة تهدف الحت�ضان العمل التطوعي ال�صيديل‬ ‫بكافة �أنواعه و�إظهاره بطريقة فعالة ليكون لهم دور فعال وب�صمة‬ ‫مغاير‪.‬يف املجتمع ومنهـا ال�سعي للرقي باملهنة ب�أ�سلوب مميز‪.‬‬ ‫ج‪ .‬برامج التدريب‪:‬‬ ‫يقدم املركز الربامج التدريبية من خالل الآتي‪:‬‬ ‫‪ .1‬برام��ج التطوع‪ :‬تقدمي الربامج التدريبي���ة املخ�ص�صة بتطوير‬ ‫وت�أهيل املتطوعني‪.‬‬ ‫ قوة التطوع ‪ :101‬ت�أهيل ال�شباب من اجلن�سني للعمل يف برامج‬‫اخلدمة العامة‪.‬‬ ‫ قوة التطوع ‪( :202‬تدريب مدربني برنامج قوة التطوع ‪.)101‬‬‫�إعداد قيادات العمل التطوعي‪.‬‬‫‪197‬‬


‫‪ .2‬‬

‫برام��ج تطوي��ر الذات‪� :‬إع���داد وتنفيذ برام���ج تدريبية متميزة‪،‬‬ ‫تلبي احتياج ال�شباب يف حياتهم‪.‬‬

‫ من �أنا ؟‪ :‬حتديد هوية ال�شاب ليتمكن من حتديد �أهدافه يف احلياة‪.‬‬‫ حيات ��ي ق ��راري‪ :‬م�ساع���دة ال�شاب التخاذ ق���رارات احلياة يف‬‫درا�سة الثانوية وحتديد عالقاته ال�شخ�صية وم�ساره امل�ستقبلي‪.‬‬ ‫ ال�سوبرمان (القياة ال�شابة)‪ :‬كيف تكون قائد ًا‪.‬‬‫ ال ‪ :Menu‬اختيار امل�سار العلمي يف اجلامعة وامل�سار املهني‪.‬‬‫ ‪ 101‬وظيفة‪ :‬ت�أهيل ال�شباب للبحث عن الوظيفة واالندماج العملي‪.‬‬‫‪  .3‬برنامج الدبلوما التطبيقية يف العمل التطوعي‪:‬‬

‫برنامج �صيفي ملدة �شهر يحتوي على عدد من الربامج والدورات‬ ‫التدريبي���ة واللقاءات الت���ي ت�ؤهل ال�شباب ليك���ون رائد اجتماعي‬ ‫فعال‪ ،‬ويهدف الربنامج �إىل‪:‬‬ ‫ تعزيز قيمة العمل التطوعي لدى ال�شباب‪.‬‬‫ الإملام باملهارات التطبيقية للعمل التطوعي‪.‬‬‫‪ -‬تنمية املهارات ال�شخ�صية واكت�شاف الذات‪.‬‬

‫‪198‬‬


‫د‪ .‬وارف الإع�ل�ام‪ :‬لنكون اكرث قربا ينتج وارف ويرعى برامج �إعالمية‬ ‫تع��زز القي��م احلياتي��ة الناجحة ل��دى ال�شب��اب عرب و�سائ��ل الإعالم‬ ‫التقليدية وقنوات االعالم اجلديد‪:‬‬

‫برنام��ج (حكايت��ي ) على اذاع��ة ‪ :U FM‬برنامج يهدف اىل اي�صال‬ ‫ر�سال���ة‪ ،‬يتناول من خالله ق�صة �شاب م���ن الطبقة املتو�سطة‬ ‫تغل���ب على ظروف احلياة التي واجهت���ه وحقق جناحات على‬ ‫�أ�صع���دة خمتلفة‪ ،‬حي���ث كان عنده اال�ستع���داد للبدء يف رحلة‬ ‫البحث عن م�ستقبله‪.‬‬ ‫برنام��ج ( متطوع��ون ) على قناة املجد الف�ضائي��ة‪ :‬و يهدف �إىل تعزيز‬ ‫ثقافة العمل التطوعي لدى ال�شباب و �إك�سابهم مهارات التخطيط‬ ‫لف���رق العمل لتنتقل من واقع العمل التطوعي �إىل العمل امل�ؤ�س�سي‬ ‫بعي���د املدى حيث تتناف����س فيه جمموعات و ف���رق عمل تطوعية‪،‬‬ ‫يكلف���ون ب�إيجاد حل���ول مل�شكالت اجتماعية‪ ،‬بيئي���ة �أو �سلوكية من‬ ‫خالل العمل املنظم ابتدا ًء من الفكرة والآليات �إىل التنفيذ‪ ،‬ويتم‬ ‫تقييم امل�شاريع وتطوير عملها من خالل جلنة التحكيم‪.‬‬

‫‪199‬‬


‫هـ‪  .‬وارف الدرا�سات والبحوث‪:‬‬ ‫يقدم وارف تقرير وطني عن التطوع يف اململكة م�ستعين ًا باخلرباء‬ ‫ومقدما �أبح���اث وا�ستطالعات الر�أي الع���ام لل�شباب ليكون عمل‬ ‫وارف مبن���ي على �أُ�س�س علمية تك�شف الواق���ع وتلبي االحتياجات‬ ‫وترف���ع م���ن م�ست���وى الطموح���ات وق���د مت ت�شكيل فري���ق �شبابي‬ ‫يقي���م الأعمال اخلريية وتطويرها من خ�ل�ال الزيارات املبا�شرة‬ ‫للم�ستفيدين النهائيني من برامج م�ؤ�س�سة االمرية العنود اخلريية‬ ‫وتق���دمي ر�ؤية تطويرية مبعايري عاملية تخدم امل�ؤ�س�سة واجلمعيات‬ ‫اخلريية الأخرى نحو جودة الرعوية والتمكني‪.‬‬ ‫و‪ .‬وارف «فرن�شايز»‪ :‬نت ّبع يف وارف �آلية عمل وفق املراحل التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬املرحلة الأوىل‪ :‬بناء الفكرة ا�ستناد ًا على احتياجات ال�شباب‪.‬‬

‫‪200‬‬

‫‪ .2‬‬

‫املرحلة الثانية‪ :‬ت�صميم الربنامج والفعاليات واالن�شطة‪.‬‬

‫‪ .3‬‬

‫املرحل��ة الثالث��ة‪ :‬تطبيق الربنام���ج والفعاليات والأن�شطة على‬ ‫عينة خمتارة من ال�شباب واحل�صول على التغذية الراجعة‪.‬‬

‫‪ .4‬‬

‫املرحل��ة الرابعة‪ :‬و�ضع الربنام���ج كمنتج نهائي متكامل �شامل‬ ‫الأدلة االجرائية و�آلية العمل‪.‬‬

‫‪ .5‬‬

‫املرحل��ة اخلام�سة‪ :‬عقد �ش���راكات وطنية حملية مع اجلمعيات‬ ‫ال�شبابي���ة والتطوعية واخلريية مبختلف انح���اء اململكة يقوم‬ ‫وارف مبوجبها بت�أهيل وتدريب ال�شباب القيادي التطوعي مع‬ ‫تقدمي دعم مادي لإطالقه‪.‬‬


‫ال�شراكات‪:‬‬ ‫م‬

‫اجلهة‬

‫‪1‬‬

‫الرئا�سة العامة‬ ‫لرعاية ال�شباب‬

‫نبذة عن ال�شراكة‬

‫املدة‬

‫املخرجات‬

‫تت�ضمن ال�شراكة مع الرئا�سة تطوير برامج‬ ‫�شبابية م�شرتكة واال�ستفادة من مرافق‬ ‫الرئا�سة العامة لرعاية ال�شباب يف اململكة‪،‬‬ ‫و�إن�شاء قاعدة بيانات لل�شباب املتميز لتكون‬ ‫مرجع ًا هام ًا يف امل�شاركات املحلية والدولية‪.‬‬

‫مع�سكر �سنوي للعمل‬ ‫التطوعي على م�ستوى‬ ‫‪� 3‬سنوات‬ ‫اململكة‬ ‫بطولة دوري احلواري‬ ‫من بداية‬ ‫مار�س ‪2012‬م والتي تهدف �إىل حت�سني‬ ‫البيئة الداخلية للحواري‬ ‫واحلد من �أ�ضرار املخدرات‬

‫‪2‬‬

‫تعد �شراكة مركز وارف مع الربنامج‬ ‫الإمنائي �شراكة ا�سرتاتيجية لدرا�سة واقع‬ ‫العمل التطوعي يف اململكة وتقدمي تقرير‬ ‫برنامج الأمم‬ ‫وطني بذلك‪ ،‬كما �سيتم و�ضع خطة مركز‬ ‫املتحدة الإمنائي‬ ‫وارف خالل الثالث �سنوات القادمة بناء على‬ ‫خمرجات اال�سرتاتيجية الوطنية لل�شباب يف‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية وا�ستقطاب �أف�ضل‬ ‫التجارب الدولية يف التطوع‪.‬‬

‫�سنة واحدة‬ ‫من‬ ‫يونيو‪2012‬م‬

‫ و�ضع خطة وارف خالل‬‫الثالث �سنوات القادمة‬ ‫واالحتياج الب�شري واملادي‬ ‫ تقدمي تقرير وطني عن‬‫التطوع يف اململكة‬ ‫‪ -‬تو�أمة مع منظمتني دولية‬

‫‪3‬‬

‫يرعى مركز وارف الربنامج التناف�سي‬ ‫«حكايتي» مع �إذاعة ‪ U Fm‬وذلك لتعزيز‬ ‫قيم النجاح يف احلياة وتعميم التجارب‬ ‫ال�شبابية املتميزة ومتت ال�شراكة مع‬ ‫الإذاعة على �أ�سا�س الروح ال�شبابية التي‬ ‫متتلكها وكذلك للو�صول لل�شباب ب�أ�ساليب‬ ‫متنوعة وم�شوقة يف نف�س الوقت‬

‫�سنة واحدة‬ ‫‪ 25‬حلقة‬ ‫من بداية‬ ‫مار�س ‪2012‬م‬

‫متتاز هذه ال�شراكة ب�أنها ت�ستقطب �أف�ضل‬ ‫املنظمات والهيئات الدولية التي لها نف�س‬ ‫االهتمام يف جمال ال�شباب يف العامل‪،‬‬ ‫وتقدمي اال�ست�شارات املتخ�ص�صة يف برامج‬ ‫تنمية ال�شباب مثل حلول البطالة‪ ،‬و�إيجاد‬ ‫فر�ص العمل‪ ،‬وامل�شاكل املالية لدى ال�شباب‪.‬‬ ‫من خالل جتارب عربية وحملية‪.‬‬

‫ثالث �سنوات‬ ‫من بداية‬ ‫مار�س ‪2012‬م‬

‫‪4‬‬

‫�إذاعة ‪U FM‬‬

‫املعهد العربي‬ ‫لإمناء املدن‬ ‫مبادرة الأطفال‬ ‫وال�شباب يف‬ ‫ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شمال �أفريقيا‬

‫عر�ض مناذج �سعودية‬ ‫�شابة من الطبقة الو�سطى‪،‬‬ ‫ا�ستطاعت حتقيق جناحات‬ ‫يف �أ�صعدة خمتلفة‬ ‫ �إ�صدار كتيب مبادئ‬‫النجاح وتوزيعه على‬ ‫متقدمي برنامج حافز‬ ‫عمل حما�ضرات حتفيزية‬ ‫يف ال�سنوات التح�ضريية‬ ‫ التعرف على املنظمات‬‫الدولية مثل البنك الدويل‪،‬‬ ‫واملنظمة الدولية لل�شباب‬ ‫ تقدمي وارف كنموذج‬‫حملي مل�ؤ�س�سات املجتمع‬ ‫املدين يف اململكة‬ ‫‪201‬‬


‫• �إدارة املركز‪:‬‬

‫يت����وىل املرك����ز من�سق برتبة مدي����ر �إدارة ي�ساعده ق�س����م العمليات‬ ‫املتخ�ص�ص يف الدعم الإداري‪ ،‬كما يتعاون املركز مع قطاع عري�ض‬ ‫م����ن املخت�ص��ي�ن الإ�ست�شاريني‪� .‬أما ع����ن الأق�س����ام التنفيذية فقد‬ ‫نظم����ت بنا ًء على �أه����داف املركز‪ ،‬وهي‪ :‬املب����ادرات واحلا�ضنات‪،‬‬ ‫والتدريب‪ ،‬والدرا�سات‪ ،‬والإعالم‪ ،‬ويو�ضح ذلك الهيكل التنظيمي‬ ‫للمركز واملوازنة التقديرية لعام ‪1433‬هـ‪:‬‬ ‫ﳒﺮﺍﻥ‬ ‫ﺍﳌﻀﻴﻠﻒ‬ ‫ﺃﻣﻠﺞ‬ ‫ﺍﻷﺣﺴﺎﺀ‬

‫ﻓﺮﻭﻉ ﻭﺍﺭﻑ‬

‫ﻣﺤﺎﻳﻞ ﻋﺴﻴﺮ‬ ‫ﺣﻔﺮ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ‬

‫ﻣﺪﻳﺮ ﺍﳌﺮﻛﺰ‬

‫ﻣﻨﺴﻖ‬ ‫ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﺍﳊﺎﺿﻨﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﻮﻗﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ‬ ‫ﻭﻹﻋﻼﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ‬

‫ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ‬

‫‪202‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ‬


‫املوازنة التخطيطية للمركز لعام ‪1433‬هـ‪:‬‬ ‫م‬

‫البند‬

‫‪1‬‬

‫م�صاريف �إدارية‬

‫‪2‬‬

‫الربامج والفعاليات‬

‫‪3‬‬

‫م�صاريف‬ ‫الت�سويق‬

‫‪4‬‬

‫الأ�صول والتجهيزات‬

‫امل�صروفات‬ ‫�أجور املوظفني‬ ‫م�صاريف بريد‬ ‫م�صاريف �أدوات مكتبية‬ ‫�ضيافة‬ ‫انتداب وح�ضور م�ؤمترات‬

‫التف�صيل‬

‫املبلغ‬

‫مبادرة م�سجدي‬ ‫املبادرات واحلا�ضنات‬

‫�صيديل ويل ب�صمة‬ ‫‪Totally English‬‬

‫مبادرة الوقاية من املخدرات‬ ‫حقيبة قوة التطوع (تطوع ‪)101‬‬ ‫التدريب‬ ‫مهارات احلياة لل�شباب‬ ‫رعاية برنامج‬ ‫الإعالم‬ ‫(حكايتي) الإذاعي‬ ‫م�شروع تقييم الأعمال اخلريية‬ ‫الدرا�سات والبحوث‬ ‫م�شروع املبادرات ال�شبابية املحلية‬ ‫الهوية واملوقع الإلكرتوين‬ ‫ت�صميم وتركيب جناح‬ ‫معار�ض‬ ‫برو�شورات – كتيبات‬ ‫مطبوعات‬ ‫�أجهزة حا�سب �آيل‬ ‫طابعات‬ ‫�أجهزة توا�صل برافو‬ ‫بروجكرتات‬ ‫�سيارة‬ ‫مكاتب‬

‫‪203‬‬


‫الكتب‬ ‫الدراسات واألبحاث‬ ‫المواقع‬


‫الخامس عشر‪..‬‬ ‫المـــراجـــع‬


‫الكـتـب‬ ‫‪�1 .1‬أبادي‪ ،‬الفريوز‪ ،‬القامو����س املحيط‪ ،‬دار اجليل م�صورة عن‬ ‫طبعة البابي احللبي‪ ،‬بريوت‪ 1371 ،‬هـ‪.‬‬ ‫‪2 .2‬ابن خل���دون‪ ،‬عبدالرحمن بن حممد‪ ،‬مقدم���ة ابن خلدون‪،‬‬ ‫الطبعة الأوىل‪ ،‬مكتبة لبنان وبريوت‪ ،‬عام ‪1992‬م‪.‬‬ ‫‪3 .3‬الأمانة العام���ة ملجل�س التعاون لدول اخللي���ج العربي‪ ،‬النظام‬ ‫املوحد للتطوع و�إعداد املتطوعني لأعمال الدفاع املدين مبجل�س‬ ‫التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1423 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪.4‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫‪.9‬‬

‫‪206‬‬

‫ ‪ 4‬التميمي‪ ،‬فاطمة‪ ،‬كلنا متطوعات‪ ،‬الريا�ض ‪1430‬هـ‪� ،‬ص‪.41‬‬ ‫‪5‬الثعالب���ي‪ ،‬عبداملل���ك ب���ن حمم���د – حتقي���ق ولي���د‬ ‫احل�س�ي�ن‪ -‬م���ر�آة امل���روات‪ ،‬الطبع���ة الأوىل‪ ،‬دار احلكم���ة‪،‬‬ ‫الريا�ض‪ ،‬عام ‪1419‬هـ‪.‬‬ ‫‪6‬احل���زمي‪ ،‬د‪ .‬يو�س���ف‪� ،‬أركان القي���ادة‪ ،‬دار ال�س�ل�ام‪،‬‬ ‫الريا�ض‪ ،‬عام ‪1429‬هـ‪.‬‬ ‫‪7‬احل���زمي‪ ،‬د‪ .‬يو�س���ف‪� ،‬أف���كار يف التنمية ال�سيا�سي���ة‪ ،‬الطبعة‬ ‫الأوىل‪ ،‬دار ابن الأزرق‪ ،‬بريوت‪.2012 ،‬‬ ‫‪8‬احلزمي‪ ،‬د‪ .‬يو�س���ف‪ ،‬امر�أة ا�ستثنائية زوج���ة ملك‪ ،‬م�ؤ�س�سة‬ ‫العنود اخلريية‪ ،‬الريا�ض‪1427 ،‬هـ‪.‬‬ ‫‪9‬احل���زمي‪ ،‬د‪ .‬يو�س���ف‪ ،‬قوانني احلياة �إي���اك �أن تك�سرها‪ ،‬دار‬ ‫ابن الأزرق‪ ،‬الريا�ض‪1432 ،‬هـ‪.‬‬


‫‪1010‬ال�سلوم���ي‪ ،‬د‪ .‬حمم���د‪ ،‬القط���اع اخلريي ودع���اوي الإرهاب‪،‬‬ ‫الطبعة الأوىل‪ ،‬جملة البيان‪1424 ،‬هـ‪.‬‬ ‫‪1111‬الفق���ي‪ ،‬د‪� .‬إبراهي���م‪ ،‬العم���ل اجلماع���ي‪ ،‬الراي���ة للن�ش���ر‪،‬‬ ‫القاهرة‪2010 ،‬م‪.‬‬ ‫‪1212‬القر�ض���اوي‪ ،‬د‪ .‬يو�سف‪� ،‬أ�صول العم���ل اخلريي يف الإ�سالم‪،‬‬ ‫دار ال�شروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عام ‪2008‬م‪،‬‬ ‫‪1313‬جمال‪ ،‬عظي���م و�آخر‪ ،‬قوة العط���اء‪ ،‬الطبع���ة الثانية‪ ،‬مكتبة‬ ‫جرير‪ ،‬الريا�ض‪2011 ،‬م‪.‬‬ ‫‪�1414‬سع���ود ب���ن حمم���د‪ ،‬اململك���ة العربي���ة ال�سعودي���ة وال�سج���ل‬ ‫الأبي����ض للم�ساع���دات اخلارجي���ة‪ ،‬وزارة التعلي���م الع���ايل‪،‬‬ ‫الريا�ض عام ‪1422‬هـ‪.‬‬ ‫‪1515‬فرير‪� ،‬آندي و�آخ���رون‪ ،‬الدليل الأ�سا�سي لإدارة برامج العمل‬ ‫التطوعي‪ ،‬مركز بناء الطاقات‪1431 ،‬هـ‪.‬‬ ‫‪1616‬قندي���ل‪ ،‬د‪� .‬أم���اين‪� ،‬أخالقي���ات العم���ل التطوع���ي‪ ،‬م�ؤ�س�سة‬ ‫العنود اخلريية‪ ،‬الريا�ض‪1430 ،‬هـ‪.‬‬ ‫‪1717‬قندي���ل‪ ،‬د‪� .‬أم���اين‪ ،‬الدور امل���دين ملنظم���ات املجتمع املدين‬ ‫م���ن اخلريية �إىل التمك�ي�ن‪ ،‬الطبع���ة الأوىل‪ ،‬م�ؤ�س�سة العنود‬ ‫اخلريية‪ ،‬عام ‪1430‬هـ‪.‬‬ ‫‪1818‬قندي���ل‪ ،‬د‪� .‬أماين‪ ،‬ثقافة التط���وع‪ ،‬م�ؤ�س�سة العنود اخلريية‪،‬‬ ‫الريا�ض‪1430 ،‬هـ‪.‬‬ ‫‪1919‬مان‪ ،‬مي�شيل – نقلها للعربية‪ :‬عادل الهواري و�سعد م�صلوح‬ ‫ مو�سوع���ة العل���وم االجتماعي���ة‪ ،‬الطبع���ة الأوىل – مكتبة‬‫الفالح‪ ،‬بريوت ‪1414‬هـ‪.‬‬ ‫‪207‬‬


‫‪2020‬جمموع���ة م�ؤلف�ي�ن‪ ،‬الإ�سه���ام االقت�ص���ادي واالجتماعي يف‬ ‫املنظم���ات الأهلية العربية يف الدول العربية‪،‬الأردن‪ -‬لبنان‪-‬‬ ‫م�صر‪ -‬تون�س‪1999 ،‬م‪.‬‬ ‫‪2121‬مو�س���ى‪� ،‬سن���اء‪ ،‬اجتاه���ات ال�شب���اب العرب���ي نح���و العن���ف‬ ‫والالعنف وحوار احل�ضارات ‪2012‬م‪.‬‬ ‫‪2222‬ميه���ايل‪ ،‬د‪ .‬باتري�سي���ا‪ ،‬تعل���م الإهتم���ام‪ ،‬جمعي���ة خدم���ات‬ ‫التطوع‪ ،‬بريوت‪2009 ،‬م‪.‬‬ ‫الدرا�سات والأبحاث‬ ‫‪1 .1‬الب���از‪ ،‬د‪ .‬را�شد‪ ،‬درا�سة بعنوان ال�شب���اب والعمل التطوعي‪،‬‬ ‫املرك���ز الوطن���ي لأبح���اث ال�شب���اب – جامعة املل���ك �سعود‪،‬‬ ‫الريا�ض‪2002،‬م‪.‬‬ ‫‪2 .2‬الربكات���ي‪ ،‬عمر‪ ،‬درا�سة بعنوان الأث���ر الإقت�صادي للأعمال‬ ‫التطوعية‪ ،‬الريا�ض‪1429 ،‬هـ‬ ‫‪3 .3‬ال�شايج���ي‪ ،‬د‪ .‬حميد‪ ،‬درا�سة بعنوان العمل التطوعي �أهميته‬ ‫– معوقاته – عوامل جناحه‪� ،‬أ�سبار‪2007 ،‬م‪.‬‬ ‫‪4 .4‬ال�شهراين‪ ،‬معل���وي‪ ،‬درا�سة بعنوان العمل التطوعي وعالقته‬ ‫ب�أم���ن املجتم���ع‪ ،‬جامع���ة ناي���ف العربي���ة للعل���وم الأمني���ة‪،‬‬ ‫الريا�ض‪1428 ،‬هـ‪.‬‬ ‫‪5 .5‬القعي���د‪ ،‬د‪� .‬إبراهي���م‪ ،‬بح���ث بعن���وان و�سائ���ل �إ�ستقط���اب‬ ‫املتطوع�ي�ن والإنتف���اع الأمث���ل بجهوده���م‪ ،‬الن���دوة العاملي���ة‬ ‫لل�شباب الإ�سالمي‪1997 ،‬م‬ ‫‪6 .6‬امل���رواين‪ ،‬د‪ .‬نايف‪ ،‬درا�سة بعنوان العمل التطوعي �إ�شكاالته‬ ‫وتطبيقاته‪ ،‬عام ‪ 1432‬هـ‪.‬‬ ‫‪208‬‬


‫املواقع‬ ‫‪7 .7‬موقع املديرية العامة للدفاع املدين‪2012 ،‬م‪،‬‬ ‫‪www.998.gov.sa‬‬ ‫�موقع دائرة املعارف الربيطانية‪ ،‬عام ‪2012‬م‪،‬‬

‫‪8 .8‬‬

‫‪www.britannica.com‬‬

‫‪9 .9‬موقع �ساكورا اململكة‪2012 ،‬م‪،‬‬ ‫‪www.sakura-almamlakh.com‬‬

‫‪1010‬موقع عامل التطوع العربي‪2012 ،‬م‪،‬‬ ‫‪www.arabvolunteering.org‬‬

‫‪1111‬موقع منتدى الغد (نحن وال�شباب �شراكة)‪2012 ،‬م‪،‬‬ ‫‪www.alghadforum.org.sa‬‬

‫‪1212‬موقع نادي حياة – جامعة امللك �سعود‪2012 ،‬م‪ ،‬النبذة التعريفية‪،‬‬ ‫‪www.life-ksu.org‬‬

‫‪1313‬م�ؤ�س�سة امللك خالد اخلريية‪1433 ،‬هـ‪ ،‬املوقع الرئي�سي‪:‬‬ ‫‪www. kkf. org‬‬

‫‪ 1414‬م�ؤ�س�سة �سلطان بن عبدالعزيز اخلريية‪1433 ،‬هـ‪،‬‬ ‫املوقع الرئي�سي‪www. sultanfoundatin. org :‬‬ ‫‪ 1515‬موقع االحتاد الدويل جلمعيات ال�صليب الأحمر والهالل‬ ‫الأحمر‪2012 ،‬م باملوقع الرئي�سي‪WWW.IFRC.ORG :‬‬ ‫‪1616‬موقع جمل�س ال�شورى‪ ،www.shura.gov.sa ،‬عام ‪.2012‬‬ ‫‪1717‬م�ؤ�س�سة امللك عبداهلل بن عبدالعزيز لوالديه للإ�سكان‬ ‫التنموي‪ ،‬برو�شور امل�ؤ�س�سة يف �سطور‪ ،‬الأمانة العامة‪،‬‬ ‫الريا�ض‪1433 ،‬هـ‪.‬‬ ‫‪209‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.