الأسرة ذو الحجة 273

Page 1

‫أدب التعامل مع اآلباء‬ ‫المؤلف األخير‬ ‫الصغار‪،،‬ودعوة للعب‬

‫ال�سنة الثالثة والع�شرون ‪ -‬العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ ‪� -‬سبتمرب ‪2015‬م‬

‫تسوق وأنت في بيتك‬ ‫اإلجهـــاض‬

‫خاطـــف األمـــل‬

‫‪alosrahmag‬‬

‫كيـف تستـعد‬ ‫للنفقات المفاجئة‬

‫أغـــذيــــة‬ ‫تعزز مناعتك‬



‫المحتــويــــــــات‬ ‫ال�سنة الثالثة والع�شرون ‪ -‬العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ ‪� -‬سبتمرب ‪2015‬م‬

‫‪18‬‬

‫‪26‬‬

‫‪24‬‬

‫ّ‬ ‫التسوق اإللكتروني‬

‫‪10‬‬

‫تطورا كبيرا‬ ‫شهدت األعوام القليلة الماضية‬ ‫ّ‬ ‫في سوق (التجارة اإللكترون ّية ) وهو ما يعني‬ ‫أن المستهلك ال يحتاج لالنتقال والبحث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ملما‬ ‫عن منتج ما ‪ ،‬كل ما عليه أن يكون‬ ‫ّ‬ ‫باستخدام الكمبيوتر ومتّصال باإلنترنت ‪ ،‬لتبدأ‬ ‫التسوق عبر االنترنت ‪ ،‬بحيث يستطيع‬ ‫رحلة‬ ‫ّ‬ ‫ثم يضيف‬ ‫التسوق من المكان الذي‬ ‫يحدده‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تحدد‬ ‫وبعدها‬ ‫‪،‬‬ ‫المشتريات‬ ‫قائمة‬ ‫إلى‬ ‫المنتج‬ ‫ّ‬ ‫له الشركة موعد االستالم وطريقة الشحن‪.‬‬ ‫لتحمل زحام‬ ‫فلم يعد المشتري بحاجة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ليصف به‬ ‫المواصالت أو البحث عن مكان‬ ‫س ّيارته في ّ‬ ‫وأن‬ ‫ظل الشوارع المزدحمة‪ ،‬السيما ّ‬ ‫المتاجر العادية أصبح لها مواقع على االنترنت‬ ‫لتوسع دائرة‬ ‫تبيع منتجاتها (أون الين)‪ ،‬وذلك‬ ‫ّ‬ ‫عمالئها واجتذاب قاعدة عمالء أكبر‪.‬‬

‫الخادمة األجنبيّة ‪...‬‬ ‫تهدد طفلك‬ ‫وجاهة و ا ّتكالية‬ ‫ّ‬

‫ّ‬ ‫المتوقعة ؟‬ ‫تستعد للنفقات غير‬ ‫كيف‬ ‫ّ‬

‫الحـب ما بقي رفق الـزوج‬ ‫ويبقى ُ‬

‫‪4‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫تنمي‬ ‫كيف ّ‬ ‫قدرات التفكير لديك‪..‬؟‬

‫العدل قوام الدين و ميزان‬ ‫العمل وأساس الملك‬

‫‪50‬‬

‫‪46‬‬

‫اإلجهاض خاطف األمل‬

‫أغذية ّ‬ ‫تعزز جهازك المناعي‬ ‫وتقيك من السرطان‬

‫أين يمضي المسرح اإلسالمي ؟!‬

‫‪alosrahmag‬‬

‫أشيـاء وعادات وأطعمة‬ ‫تدمر بشرتك‪..‬فاحذريهــا!!!‬

‫‪54‬‬

‫المؤلف األخير‬

‫‪58‬‬

‫‪57‬‬

‫المرأة العاملة ‪ :‬طموح يتحداه الواقع‬

‫‪40‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪32‬‬

‫‪14‬‬

‫كيف تربين طفلك‬ ‫الوحيد ‪ ..‬األكبر ‪ ..‬األوسط ‪ ..‬األصغر ‪ ...‬التوأم‬

‫‪62‬‬

‫أكبر‪ 10‬أخطاء في التنظيم نرتكبها ك ّلنا‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪5‬‬


‫احلقيقة امل��رة �أن امل���ر�أة الغربية تدفع ثمنا باهظا ملا �أ�سموه تقدمها‬ ‫وحتررها ‪ ،‬وهو ثمن يكاد يجردها من كينونتها وفطرتها ‪ ،‬املجتمعات‬ ‫الغربية التي فتحت جماالت العمل كافة �أمام املر�أة �أخذت الثمن م�ضاعفا‬ ‫من املر�أة‪ ،‬وهو ثمن ال يعو�ض ‪.‬‬

‫رئي�س جمل�س الأمنــاء‬ ‫معايل ال�شيخ عبداهلل بن �سليمان املنيع‬ ‫رئي ـ ــ�س التحـ ـ ـ ــري ــر‬ ‫عبدالعزيز بن غويزي املطريي‬ ‫مـدير التحـ ـ ـ ــرير‬ ‫عبدال�ســتار �أبو ح�س ــني‬ ‫م�ست�شار التحـ ـ ــريـر‬ ‫د‪� .‬إبراهيم بن عثمان الفار�س‬ ‫مدير الت�سويق و الإعـ ـ ــالنات‬ ‫ح�س ـ ــني �سـ ـ ــليمــان‬

‫‪055 708 708 0‬‬ ‫�إخ ـ ــرج‬ ‫و�سيـ ــم �أب ـ ــو رم�ضـ ــان‬ ‫اال�شرتاكات‬

‫‪053 404 8 404‬‬ ‫املرا�س ـ ـ ـ ـ ـ ــالت‬ ‫املركز الرئي�سي‪ :‬اململكة العربية ال�سعودية‬

‫�ص‪.‬ب ‪ 62497‬الريا�ض ‪11585‬‬ ‫فاك�س‪2054497 :‬‬

‫‪alosrahmag@gmail.com‬‬ ‫ت�صدر عن‬

‫تعب بال�ضرورة‬ ‫الآراء الواردة باملجلة ال رّ‬ ‫عن ر�أي جملة "الأ�سرة" �أو م�ؤ�س�سة الوقف‪.‬‬ ‫�سعـــر الن�سخـــة‪ 10 :‬ريــاالت �سعــوديــــة �أو‬ ‫مايعادلها يف اخلارج‪.‬‬ ‫ال ـتـ ــوزيـ ــع‬ ‫امل��م��ل��ك��ة ال���ع���رب���ي���ة ال�������س���ع���ودي���ة‪ :‬ال�������ش���رك���ة ال�����س��ع��ودي��ة‬ ‫ل����ل����ت����وزي����ع‪ :‬ال�����ه�����ات�����ف امل������ج������اين ‪،8002440076‬‬ ‫ه�����������ات�����������ف‪ 009614779444/0096614418972:‬ف��اك�����س‪:‬‬ ‫‪ ،0096612121766‬هاتف‪ 4871414 :‬نا�سوخ ‪4871460‬‬

‫األمومة ليست فخا !!‬ ‫عاملنا ال يرحم املر�أة ‪ .‬تلك حقيقة �شاخ�صة رغم كل ما يقال عن حترر املر�أة وم�ساواتها و�ضمان حقوقها وغريها‬ ‫من ال�شعارات التي تروجها و�سائط الإعالم وترفعها منظمات دولية ت�سوق العامل كي ت�صبح ن�سا�ؤه على �شاكلة ن�ساء‬ ‫املجتمعات الغربية بادعاء �أن الأخ�يرات �سبقن ن�ساء العامل يف نيل حقوقهن وحتقيق م�ساواتهن ‪ .‬احلقيقة املرة‬ ‫�أن املر�أة الغربية تدفع ثمنا باهظا ملا �أ�سموه تقدمها وحتررها ‪ ،‬وهو ثمن يكاد يجردها من كينونتها وفطرتها ‪،‬‬ ‫املجتمعات الغربية التي فتحت جماالت العمل كافة �أمام املر�أة �أخذت الثمن م�ضاعفا من املر�أة‪ ،‬وهو ثمن ال يعو�ض‪،‬‬ ‫�إذ انه ال يتعلق مبال بل ب�أمومة املر�أة‪ ،‬وذلك عندما جعلت ثمن النجاح يف العمل احلرمان من الأمومة ‪ .‬من امل�سئول‬ ‫عن ف�شل الأم العاملة يف حتقيق امل�ساواة يف الراتب والنجاح ‪ ،‬هل هي املر�أة العاملة الأم والزوجة �أم املجتمع الذي‬ ‫�أجربها على هذا الطريق ؟‬ ‫جملة «نيو�ستيت�سمان» الربيطانية �أثارت الق�ضية حتت عنوان "فخ الأمومة " ك�شفت فيه عن «احلقيقة املزعجة» التي‬ ‫ت�شري �إىل �أن الإناث املتفوقات على الذكور هن يف الغالب بال �أوالد ‪ ،‬و�أن الن�ساء «الأمهات» نادر ًا ما ي�صلن �إىل القمة‬ ‫يف جمال العمل‪.‬‬ ‫متنام للن�ساء هناك‪ .،‬فبني املتناف�سني الأربعة على زعامة حزب‬ ‫ي�أتي هذا اجلدل حول م�ساواة الن�ساء يف ظل دور ٍ‬ ‫العمال الربيطاين املعار�ض هناك امر�أتان ‪ ،‬وبني املتناف�سني اخلم�سة على من�صب نائب زعيم احلزب هناك ثالث‬ ‫ن�ساء ‪ .‬لكن هناك «حقيقة غري مريحة» تختفي وراء كل هذه املعطيات‪ ،‬فن�سبة كبرية جد ًا من بني �أبرز الناجحات‬ ‫مو�سعة �أن ‪ % 45‬من النائبات يف جمل�س العموم هن بال �أوالد‪ ،‬و�أن ‪%20‬‬ ‫هن ن�سوة ال �أطفال لديهن‪ .‬و�أظهرت درا�سة ّ‬ ‫من الربيطانيات اللواتي بلغن ‪� 45‬سنة لي�س لديهن �أطفال‪.‬‬ ‫لقد �أجريت ع�شرات املقابالت مع رجال ون�ساء يعمل كرث منهم يف منا�صب بارزة‪ ،‬وخل�صت �إىل �أن هناك «�إجماع ًا»‬ ‫بينهم‪ ،‬على اختالف انتماءاتهم الأيديولوجية‪ ،‬على �أن «من ال�صعب املوازنة بني م�س�ؤوليات العناية ب�أ�سرة وبني‬ ‫الوظيفة »‪� ،‬إذ تواجه الن�ساء و�ضع ًا بالغ ال�صعوبة‪ .‬ف�إذا كان لديهن �أطفال‪ ،‬ف�إن النا�س �ستنظر �إليهن على �أنهن ال‬ ‫يك ّر�سن وقتهن مبا يكفي ملن�صب عملهن‪ .‬و�إذا مل يكن لديهن �أطفال‪ ،‬ف�إن النا�س �ست�أخذ عليهن �أن لي�س لديهن �أي‬ ‫�شيء يف حياتهن �سوى العمل‪.‬‬ ‫وك�شفت درا�سة �أعدتها الدكتورة مي�شيل باديغ يف جامعة ما�سات�شو�ست�س الأمريكية العام املا�ضي �أن �أرباب العمل‬ ‫يعتربون الآباء �أكرث ا�ستقرار ًا والتزام ًا بعملهم‪ ،‬فلديهم عائلة يحتاجون �إىل �أن يعملوا من �أجل �إعالتها‪ ،‬بالتايل ف�إنهم‬ ‫�أقل احتما ًال لأن يكونوا غري مواظبني‪ .‬وهذا عك�س الطريقة التي ينظرون فيها �إىل املوظفات اللواتي ي�صبحن �أمهات‪.‬‬ ‫وكتبت �أماندا بالتيل‪ ،‬املع ّلقة يف �صحيفة «ديلي ميل» تقول‪ :‬الن�ساء العامالت اللواتي لي�س لديهن �أطفال‪ ،‬لديهن‬ ‫فر�صة �أف�ضل للو�صول �إىل القمة من الن�ساء اللواتي ي�صبحن �أمهات‪ .‬وقد �أظهرت الأبحاث �أن املتخ ّرجات يف‬ ‫اجلامعات اللواتي يعملن يف وظائف وال يزلن يف الثالثينات من العمر يح�صلن على رواتب �أعلى من الرجال‪� ،‬إىل �أن‬ ‫ي�صبح لديهن �أطفال فتنقلب الآية‪.‬‬ ‫تقول بالتيل ‪:‬كما عاينت بنف�سي خالل عملي منذ ‪� 35‬سنة‪ ،‬ف�إن الن�ساء هن غالب ًا من ينزل عن �س ّلم الوظيفة من �أجل‬ ‫تكوين �أ�سرة‪ .،‬ولي�س لدي �شك �أنه لو �أمكنني �أن يكون لدي الأطفال الذين طاملا تطلعت لإجنابهم‪ ،‬ملا كان لدي اليوم‬ ‫الوظيفة التي �أقوم بها‪ .‬كنت �س�أقلب الأولويات بنب�ضة قلب لو �أتيح يل �إجناب �أطفال‪.‬من النادر �أن جتد �أم ًا تقول �أنها‬ ‫كانت تف�ضّ ل لو �أعطت ترقيها يف العمل الأولوية بدل �أن تك ّون �أ�سرة‪.‬‬ ‫لو �أن�صف القوم املر�أة ما كلفوها فوق طاقتها ولأعانوها على مهمتها ودورها االخطر واالهم واالوىل فب�أمومتها‬ ‫ت�صنع احلياة ‪.‬‬

‫املكاتب داخل اململكة‬

‫املنطقة الغربية‪ :‬مكتب جملة الأ�سرة‪ :‬مكة املكرمة‪ :‬هاتف ‪ 5583874‬حتويلة ‪ 202/200‬نا�سوخ ‪ 5562719‬جدة‪ :‬هاتف ‪6707777‬‬ ‫نا�سوخ ‪ 6715868‬املنطقة ال�شرقية‪ :‬جممع الفرقان اخلريي‪� .‬شارع ابن خلدون هاتف ‪ - 8112578‬نا�سوخ ‪ 8433699‬حتويلة ‪-44‬‬ ‫الأح�ساء‪ :‬هاتف ونا�سوخ ‪ - 5887413‬الق�صيم‪3630029 :‬‬ ‫ردمـ ـ ــك ‪ISSN‬‬

‫‪1319-4259‬‬

‫رق ــم الإيـ ــداع‬ ‫‪15 /3599‬‬

‫تـاريـخ الإي ــداع‬ ‫‪1417/11/24‬‬


‫ًّ‬ ‫أنفقها العالم عسكريا عام ‪2014‬‬

‫ماليني ال�شباب ال يجدون عمال وماليني اخ��رون ميوتون‬ ‫جوعا ‪،‬ومليارات يعانون �سوء التغذية‪ ،‬ومليارات تنق�صهم‬ ‫الرعاية ال�صحية والتعليم ‪ .‬هذا حال عاملنا ‪ ،‬ورغم ذلك ف�إن‬ ‫بلدان العامل تنفق ما يكفي حلل كل امل�شكالت ال�سابقة وزيادة‬ ‫على اجليو�ش والت�سلح واحل��روب ‪ .‬فقد ك�شف تقرير معهد‬ ‫�ستوكهومل الدويل (‪� )SIPRI‬أن الإنفاق الع�سكري العاملي‬ ‫و�صل يف عام ‪� 2014‬إىل ‪ 1776‬مليار دوالرحمققا انخفا�ضا‬ ‫مبقدار ‪ %0.4‬باملقارنة بني ‪ 2013‬و‪ ،2014‬وهي ال�سنة الثالثة‬ ‫على التوايل التي ينخف�ض فيها الإنفاق الع�سكري العاملي‪.‬‬ ‫وبينما انخف�ض الإن��ف��اق الع�سكري يف �أمريكا ال�شمالية‬ ‫وغرب وو�سط �أوروبا ودول الكاريبي و�أمريكا الالتينية‪،‬لكنه‬ ‫ارتفع ب�شكل ملحوظ يف �آ�سيا وال�شرق الأو�سط و�شرق �أوروبا‬ ‫و�أفريقيا‪.‬وكانت لكل من �أمريكا وال�صني ورو�سيا واململكة‬ ‫العربية ال�سعودية وفرن�سا الن�صيب الأك�ب�ر م��ن �إجمايل‬ ‫الإنفاق الع�سكري لعام ‪.2014‬‬ ‫وطبقا للتقرير فقد انخف�ض الإنفاق الع�سكري يف �أمريكا‬ ‫مبقدار ‪� ،%6.5‬أي انخف�ض �إىل ‪ 610‬مليار دوالر وذلك كجزء‬ ‫من التدابري التي يتطلبها قانون مراقبة امليزانية الأمريكي‬ ‫لعام ‪ 2011‬للحد من العجز امل�ستمر يف امليزانية‪� .‬إال �أن‬ ‫الواليات املتحدة ظلت �أكرب منفق يف العامل ع�سكريا ‪ ،‬مبا‬ ‫ي�ساوي ‪ %34‬من �إجمايل النفقات العاملية‪� ،‬أي ثالثة �أ�ضعاف‬ ‫نفقات ال�صني تقري ًبا التي ت�أتي يف املرتبة الثانية‪.‬‬ ‫وقد ا�ستمرت ال�صني ورو�سيا وال�سعودية يف رفع النفقات‬ ‫الع�سكرية ب�شكل ملحوظ‪ ،‬ويعترب االرت��ف��اع ال��ذي حققته‬ ‫ال�سعودية – بواقع ‪ -%17‬هو الأعلى بني الدول الـ‪ 15‬الأكرث‬ ‫�إنفا ًقا ع�سكر ًّيا لعام ‪.2014‬و�أنفقت ‪ 20‬دول��ة يف �أفريقيا‬ ‫وغ��رب �أوروب���ا وال�شرق الأو���س��ط �أك�ثر من ‪ %4‬من �إجمايل‬ ‫الناجت املحلي لها على الأغرا�ض الع�سكرية عام ‪ 2014‬مقارنة‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫بـ‪ 15‬دولة فقط يف عام ‪.2013‬‬ ‫كما ارتفعت الإنفاقات الع�سكرية يف �أوروب��ا مبقدار ‪%0.6‬‬ ‫يف ‪ 2014‬لت�صل �إىل ‪ 386‬مليار دوالر وبهام�ش زيادة قدرها‬ ‫‪ 6.6‬عن عام ‪ ،2005‬حيث ارتفع الإنفاق الع�سكري يف �شرق‬ ‫�أوروب��ا �إىل ‪ %8.4‬يف ‪ 2014‬لي�صل �إىل ‪ 93.9‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫بينما انخف�ض جمموع النفقات الع�سكرية يف و�سط وغرب‬ ‫�أوروبا مبقدار ‪ %1.9‬لي�صل �إىل ‪ 292‬مليار دوالر‪.‬كما �شهد‬ ‫الإنفاق الع�سكري الرو�سي زيادة بن�سبة ‪. %8.1‬‬ ‫و ُقدر الإنفاق الع�سكري يف ال�شرق الأو�سط بـ‪ 196‬مليار دوالر‬ ‫لعام ‪ ،2014‬بزيادة قدرها ‪ %5.2‬عن عام ‪ ،2013‬وبزيادة‬ ‫‪ %57‬منذ عام ‪.2005‬‬ ‫قادت العراق الإنفاق يف ال�شرق الأو�سط �إىل تلك الزيادة‬ ‫امللحوظة منذ ‪ ،)%286( 2005‬بينما �شاركت الإمارات العربية‬ ‫املتحدة يف تلك الزيادة مبا يقدر بـ‪ ،%135‬والبحرين (‪)%126‬‬ ‫واململكة العربية ال�سعودية (‪ .)%112‬ويف املقابل ف�إن �إنفاق‬ ‫تركيا منا فقط بـ‪ %15‬منذ عام ‪ ،2005‬بينما ا�ستقرت �إىل حد‬ ‫ما نفقات �إ�سرائيل الع�سكرية منذ ‪� 2005‬إىل ‪ ،2014‬وباالعتماد‬ ‫على البيانات ف�إن الإنفاق الع�سكري لدولة ال�صهاينة انخف�ض‬ ‫مبقدار ‪ %8‬يف ‪ 2014‬مقارنة بعام ‪.2013‬‬ ‫ويف القارة ال�سمراء الفقرية افريقيا ف�إن �إجمايل نفقاتها‬ ‫ع�سكر ًّيا يعترب الأكرب عامل ًّيا‪ ،‬وتقدر زيادة �إنفاقها لعام ‪2014‬‬ ‫عن العام ال�سابق بن�سبة ‪ %5.9‬لت�صل �إىل ‪ 50.2‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫وبزيادة قدرها ‪ %91‬منذ عام ‪ .2005‬وكانت اجلزائر و�أجنوال‬ ‫هما الدولتان الأكرث انفاقا ع�سكريا يف افريقيا بدعم من‬ ‫عائدات النفط املرتفعة‪ ،‬وتقدر الزيادة يف �إنفاق اجلزائر‬ ‫بن�سبة ‪ %12‬بواقع ‪ 11.9‬مليار دوالر‪ ،‬و�أجن��وال التي تقدر‬ ‫زيادة �إنفاقها بن�سبة ‪ %6.7‬لتبلغ ‪ 6.8‬مليار دوالر‪.‬‬

‫عــالمــــنا‬

‫عـــالمـــنا‬

‫‪ 1.776‬تريليون دوالر دوالر‬

‫عادات‬ ‫تـدمــر‬ ‫نجاحك‬ ‫ن�شرت جملة "فورب�س" تقرير ًا ي�ستعر�ض عدد ًا من العادات‬ ‫ال�شائعة ال��ت��ي ت�ضر بالنجاح‪ ،‬حيث يرتكب الأ�شخا�ص‬ ‫ت�صرفات �سواء عن ق�صد �أو ال‪ ،‬قد تعرقل النجاح بدال‬ ‫من امل�ساعدة على �إحراز التقدم‪ ،‬ومن ثم يتعني حتديد تلك‬ ‫ال�سلوكيات من �أجل االمتناع عنها‪.‬‬ ‫الخلط بين االنشغال واإلنتاجية‬

‫ميكن لل�شخ�ص ق�ضاء كل وقته يف العمل �إال �أن ذلك ال يعترب‬ ‫�سبيل الو�صول للنجاح‪ ،‬حيث يجب الرتكيز على الأن�شطة التي‬ ‫لها ت�أثري وتدفع �إىل �إحراز تقدم ويقا�س النجاح يف العمل عن‬ ‫طريق الأهداف املحققة ولي�س نطاق �أو حجم االن�شغال‪.‬‬ ‫السعي إلى الكمال‬

‫ال�سعي لتحقيق الكمال يعد من الأمور املحبطة التي ت�ضيع‬ ‫ال��وق��ت وت��ن��ه��ك ال��ق��وى ح��ي��ث جت��ع��ل ال�شخ�ص ي��راج��ع كل‬ ‫ق��رار اتخذه بالإ�ضافة �إىل القلق امل�ستمر ب�ش�أن القرارات‬ ‫امل�ستقبلية‪ ،‬ولذلك يتعني حتديد �أهداف واقعية للو�صول �إىل‬ ‫النتائج املرجوة‪.‬‬ ‫تجنب المخاطر بشكل كلي‬

‫�أداءه���م ويقي�سون النجاح املحقق يف �إط���ار تلك اخلطط‬ ‫والأه����داف‪ ،‬ول��ذل��ك يجب على ال�شخ�ص �أال تكون معظم‬ ‫�أن�شطته كرد فعل �أو ا�ستجابة لت�صرفات الآخرين‪ ،‬لأن هذا‬ ‫يهدر الوقت وينهك القوى‪.‬‬ ‫معالجة نقاط الضعف‬

‫يتعني على كل �شخ�ص حتديد ومعاجلة نقاط ال�ضعف التي‬ ‫يعانيها‪� ،‬إال �أن هذا لي�س كافي ًا لو�صوله �إىل النجاح املرغوب‪،‬‬ ‫حيث �إن ق�ضاء الوقت يف معاجلة نقاط ال�ضعف التي ال تتعلق‬ ‫بالأهداف يبعد ال�شخ�ص عما قد مُيكن من الو�صول للنتائج‬ ‫امل�ستهدفة‪.‬‬ ‫خوض التحديات بشكل منفرد‬

‫العزوف الكامل عن حتمل املخاطر ال يعترب اال�سرتاتيجية‬ ‫الأمثل للنجاح يف احلياة املهنية‪ ،‬حيث يجب على ال�شخ�ص‬ ‫حتمل بع�ض املخاطر املح�سوبة التي ت�ساعده على موا�صلة‬ ‫التعلم وتعطي �أف�ضل فر�صة للتقدم‪.‬‬

‫من �أكرب التحديات التي تواجه البع�ض ال�شعور باالكتفاء‬ ‫الذاتي و�أنه ال يحتاج �إىل الآخرين‪� ،‬إال �أن الأ�شخا�ص الأكرث‬ ‫جناح ًا هم الذين يح�صلون على دعم وم�ساندة املحيطني‬ ‫بهم ف�ض ًال عن دخولهم يف �شراكات مع �أف�ضل املتخ�ص�صني‬ ‫يف جمالهم‪.‬‬

‫قد يت�سبب اخلوف ال�شديد يف الركود و�إعاقة ال�شخ�ص عن‬ ‫حتقيق �أهدافه‪ ،‬فالت�صورات ال�سلبية ميكن �أن تكون �أ�سو�أ من‬ ‫الواقع‪� ،‬إال �أنه ميكن ا�ستخدام اخلوف كدافع التخاذ خطوات‬ ‫هامة بد ًال من الثبات عند خط البداية‪.‬‬

‫التعامل مع أشخاص مماثلين‬

‫المخاوف الشديدة تعيق التقدم‬

‫االستجابة مقابل التخطيط‬

‫الأف��راد الناجحون يكون لديهم خطط و�أه��داف ويقيمون‬

‫ي�شعر بع�ض الأ�شخا�ص بالراحة عندما يحيطون �أنف�سهم‬ ‫ب���أف��راد مماثلني ل��ه��م‪� ،‬إال �أن ل��ه��ذا الأم���ر ت���أث�يرا �سلبيا‪،‬‬ ‫واملديرون الأكرث جناح ًا هم الذين يختارون جمموعة متنوعة‬ ‫من الأفراد الذين لديهم ر�ؤى و�أفكار وت�صرفات خمتلفة مما‬ ‫يو�سع وجهات النظر‪.‬‬ ‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪9‬‬


‫عــالمــــنا‬

‫عـــالمـــنا‬

‫�أدب التعامل مع الآباء يف �سورة يو�سف ( ‪) 11‬‬ ‫الأدب الثالث ع�شر ‪:‬‬

‫اإلنفاق عليهما‬ ‫عند حاجتهما‬ ‫بق ـ ـلـ ــم ‪ :‬د حم ّمد بن نا�صر الكثريي‬

‫التنصــر‬

‫إرهاب البوذية‬ ‫المسكوت عنه‬

‫مقابل اللجوء‬ ‫ن�شرت وكالة “�أ�سو�شيتدبر�س” تقرير ًا بعنوان‪“:‬يف كني�سة‬ ‫برلني‪ ..‬يتح َّول الالجئون امل�سلمون �إىل امل�سيحية �أفواج ًا”‪،‬‬ ‫ادعت فيه �إقدام كثري من الالجئني امل�سلمني – من �أفغان�ستان‬ ‫و�سوريا وال��ع��راق وباك�ستان – البقاء يف �أملانيا عرب اعتناق‬ ‫الن�صرانية‪.‬‬ ‫ت�ضمن تقرير الوكالة ق�صة اعتناق حممد علي زنوبي‪ ،‬الذي‬ ‫كان يعمل جنار ًا يف مدينة �شرياز الإيرانية‪ ،‬للديانة الن�صرانية‬ ‫بعد �أن و�صل �إىل �أملانيا مع زوجته وطفليه منذ خم�سة �أ�شهر‪،‬‬ ‫حيث ي�شري التقرير �إىل �أن “زنوبي” لي�س �سوى مثال واحد‬ ‫من بني مئات الإيرانيني والأفغان الذين اعتنقوا الن�صرانية‬ ‫يف كني�سة الثالوث الإجنيلية يف برلني طمع ًا يف احل�صول‬ ‫على اللجوء‪ .‬ونقل “التقرير” عن �أف�سانة‪ ،‬زوجة زنوبي‪ ،‬التي‬ ‫�أ�صبح ا�سمها كاترينا‪“ :‬الآن نحن �أحرار‪ ،‬و�أنا �سعيدة جد ًا لأن‬ ‫�أطفالنا �سيكون لهم م�ستقبل �أف�ضل و�سيح�صلون على تعليم‬ ‫جيد يف �أملانيا”‪.‬‬ ‫ونقل “التقرير” اعرتاف الق�س “مارتنز” من كني�سة الثالوث‬ ‫الإجنيلية يف برلني‪ ،‬ب�أن بع�ض معتنقي الن�صرانية كان هدفهم‬ ‫حت�سني فر�ص بقائهم يف �أملانيا‪ ،‬وقال مارتنز‪�“ :‬أعلم �أن النا�س‬ ‫ي�أتون �إىل هنا مرار ًا وتكرار ًا؛ لأن لديهم نوع ًا من الأمل ب�ش�أن‬ ‫جلوئهم‪ ،‬و�أنا �أدعوهم �إىل االن�ضمام �إلينا؛ لأنني �أعرف �أن كل‬ ‫من ي�أتي �إىل هنا �سيطر�أ عليه بع�ض التغيري”‪.‬‬ ‫وقد تزايدت �أعداد معتنقي الن�صرانية على يد الق�س “مارتنز”‬ ‫من ‪ 150‬فقط قبل عامني‪� ،‬إىل �أكرث من ‪� 600‬شخ�ص الآن‪ ،‬يف‬ ‫ظل التزايد الكبري يف عدد الالجئني‪.‬وال ينح�صر دور الق�س‬ ‫“مارتنز” يف تعميد املتحولني �أو يف تعليمهم �أ�س�س الن�صرانية‬ ‫خالل ثالثة �أ�شهر‪ ،‬و�إمنا ي�ساعدهم ب�شكل ر�سمي يف احل�صول‬ ‫على اللجوء‪.‬‬ ‫و�أو�ضح “التقرير” �أن ال �أحد بالطبع من معتنقي الن�صرانية‬ ‫�سيعرتف �صراحة ب�أن هدفه من التحول �إىل الن�صرانية هو‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫احل�صول على اللجوء؛ لأن ذلك �سي�ؤدي �إىل رف�ض طلبه وترحيله‬ ‫كن�صراين �إىل �أر�ض الوطن‪ ،‬كما �أنهم ال ي�صرحون ب�أ�سمائهم‬ ‫خوف ًا من التداعيات املحتملة على �أ�سرهم يف الوطن‪.‬‬ ‫وجاء يف “التقرير” �أن معظم الالجئني يقولون ب�أ ّنهم اتخذوا‬ ‫قرار اعتناق الن�صرانية بناء على �إميانهم‪ ،‬لكن �شابة �إيرانية‬ ‫�أعربت عن اعتقادها ب�أن معظمهم ان�ضموا �إىل الكني�سة فقط‬ ‫لتح�سني فر�ص ح�صولهم على اللجوء‪ ،‬وهو ما �أكده طالب جلوء‬ ‫�آخر‪ ،‬قائ ًال‪“ :‬غالبية الإيرانيني يف �أملانيا ال يعتنقون الن�صرانية‬ ‫بدافع �إمياين‪ ،‬ولكن لرغبتهم يف البقاء”‪.‬‬ ‫وب�ين “التقرير” �أن��ه على ال��رغ��م م��ن غياب الإح�صائيات‬ ‫الدقيقة‪ ،‬فقد �شهدت كنائ�س �أخ��رى يف �أن��ح��اء �أملانيا‪ ،‬مثل‬ ‫الكنائ�س اللوثرية يف هانوفر وراينلند‪ ،‬ت��زاي��د ًا يف �أع��داد‬ ‫رعاياها لل�سبب ذاته‪ ،‬بل �إن مارتنز ي�صف تزايد �أعداد معتنقي‬ ‫معجزة”‪ ،‬و�أن قائمة‬ ‫امل�سيحية م���ؤخ��ر ًا ب�أنه “لي�س �أق��ل من ِ‬ ‫االنتظار ت�ضم ما ال يقل عن ‪� 80‬شخ�ص ًا معظمهم قادمون من‬ ‫�إيران وبع�ضهم من �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫و�أو�ضح “التقرير” �أن �أملانيا ت�شهد طفرة غري م�سبوقة يف عدد‬ ‫طالبي اللجوء هذا العام‪ ،‬ويتوقع �أن ي�صل عدد املهاجرين �إىل‬ ‫‪� 800‬أل��ف؛ �أي بزيادة قدرها �أربعة �أ�ضعاف‪ ،‬مقارنة بالعام‬ ‫املا�ضي‪.‬‬ ‫وذكر “التقرير” �أن معظم الوافدين اجلدد ينتمون �إىل دول‬ ‫م�سلمة‪ ،‬مثل �سوريا والعراق و�أفغان�ستان وباك�ستان‪ ..‬ويف حني‬ ‫يجد الالجئون ال�سوريون �سهولة نوع ًا ما يف احل�صول على‬ ‫اللجوء؛ نظر ًا للحرب التي مزقت بالدهم‪ ،‬ف�إن و�ضع طالبي‬ ‫اللجوء الإيرانيني والأف��غ��ان �أك�ثر �صعوبة؛ لأن بالدهم �أكرث‬ ‫ا�ستقرار ًا‪ ..‬مع العلم �أن �أملانيا �سمحت يف ال�سنوات الأخرية‬ ‫ل��ـ‪ %50 -40‬من مواطني هاتني الدولتني بالبقاء‪� ،‬إىل جانب‬ ‫منحها �أعداد ًا كبرية من الت�صريحات امل�ؤقتة‪.‬‬

‫ره��ب��ان ال��ب��وذي��ة يحر�ضون على قتل امل�سلمني يف ب��ورم��ا بل‬ ‫ويقتلونهم‪ ،‬ورغ��م ذل��ك مل يتهمهم اح��د ب��االره��اب ‪.‬الراهب‬ ‫البوذي البورمي “ويراثو” قال ملجلة " تامي " االمريكية يف‬ ‫تعليقه على عمليات التهجري والقتل �ضد م�سلمي الروهنجا‬ ‫يف بورما‪“ :‬الوقت لي�س موات ًيا اللتزام الهدوء‪ .‬لقد �آن الأوان‬ ‫لالنتفا�ض“‪ .‬ويراثو لي�س هام�ش ًّيا يف بالده �إذ هو ع�ضو اجلمعية‬ ‫البورمية للدفاع عن الدين القومي ا ّلتي اقرتحت قانو ًنا لتنظيم‬ ‫الزيجات املختلطة با�سم حماية املر�أة البوذية‪.‬‬ ‫الغريب ان ال�صورة الذهنية للبوذيني عند الغرب ترتبط‬ ‫بالرحمة والالعنف منذ كتابات الفيل�سوف االملاين نيت�شه عنها‬ ‫يف القرن التا�سع ع�شر امليالدي يقول الدكتور ديفيد ماكماهان‬ ‫املتخ�ص�ص يف درا�سة البوذية “و�صلت البوذية �إىل الغرب‬ ‫يف القرن التا�سع ع�شر خالل الفرتة اال�ستعمارية؛ حيث ر ّكز‬ ‫العديد من البوذيني الآ�سيويني على الالعنف ا ّلذي يتناق�ض‬ ‫مع عنف امل�ستعمر‪ .‬وكان الغربيون املهتمون بهذا اجلانب يف‬ ‫الأغلب من الليرباليني الذين انتقدوا امل�سيحية املحافظة‪،‬‬ ‫و�أملوا �أن يجدوا فيها دين �سالم وعقالنية“‪.‬‬ ‫يف عام ‪ ،2007‬عندما نزل الرهبان البورميون �إىل ال�شوارع‬ ‫قمعهم املجل�س الع�سكري بوح�شية ليظهروا ك�ضحايا‪ ،‬وبعد ‪8‬‬ ‫�سنوات تظاهر بع�ضهم م ّرة �أخ��رى‪ ،‬ولكن من �أجل املطالبة‬ ‫بغ�ضب بطرد الروهينغا امل�سلمني‪.‬‬ ‫ال��ت��زاوج ب�ين ال��ب��وذي��ة والقومية ال��ع��دوان��ي��ة لي�س ج��دي��دً ا يف‬ ‫الواقع؛ ففي تايالند كان الدين يف خدمة الدولة دون �أي وازع‬ ‫حتّى عندما ب ّرر احلرب‪،‬وهو ما مهد ملا �أ�صبح اليوم البوذية‬ ‫التايالندية‪ :‬م�ؤ�س�سة م�س ّي�سة للغاية وهرمية ج��دّا يف خدمة‬ ‫النظام امللكي‪.‬‬ ‫يك�شف برنارد فاور الباحث يف جامعة كولومبيا يف كتابه “البوذية‬ ‫والعنف” ؛ التربيرات البوذية للعنف في�شري �إىل عقيدة “فراغ‬ ‫احلي‪ ،‬لن يوجد القتل) ونظرية‬ ‫الأ�شياء” (�إذ مل يوجد الكائن ّ‬ ‫“القانون اخلتامي” (مبادئ بوذا ال تتك ّيف مع ع�صرنا)‪.‬‬

‫من حقوق الآباء �أن تتفقد �أحوالهم املعي�شية و�أن يقوم �أبنا�ؤهم‬ ‫ب�إغنائهم وحفظ كرامتهم بالنفقة عليهم‪ ،‬وهو من �أعظم وجوه‬ ‫الرب‪ ،‬ويزداد هذا الرب روعة وجماال �إن مل يعلم الآباء بهذه النفقة‬ ‫فهاهو يو�سف عليه ال�سالم وهو الكرمي ابن الكرمي ابن الكرمي‬ ‫ابن الكرمي يتمكن من �سد حاجة والديه و�أهله رغم بعده عنهم‬ ‫ودون �أن ي�شعرهم‪ ،‬بت�صرف غاية يف الذكاء واللباقة وحفظ‬ ‫كرامة النف�س ومراعاة مل�شاعرهم و�صيانة لها من ذل امل�س�ألة‪،‬‬ ‫عندما طلب يو�سف عليه ال�سالم من فتيانه �أن يردوا على �إخوته‬ ‫ب�ضاعتهم التي قدموها ثمنا للكيل‪ ،‬فيو�سف عليه ال�سالم جهز‬ ‫�إخوته على نفقته اخلا�صة كما ذكر بع�ض املف�سرين‪ ،‬من قبيل‬ ‫�صلة والديه و�أهله وجربا لهم يف ما نزل بهم من �شدة‪ ،‬قال ابن‬ ‫جرير رحمه اهلل‪�( :‬إنه ا�ستقبح �أخذ الثمن من والده و�إخوته مع‬ ‫حاجتهم �إليه فرده عليهم من حيث ال يعلمون �سبب رده‪ ،‬تكرما‬ ‫وتف�ضال)‪.‬‬ ‫وهذا الأدب جتلى كذلك عندما ك�شف �شخ�صيته لإخوته فطلب‬ ‫من �أبيه القدوم عليه واالنتقال من فل�سطني للعي�ش معه يف ق�صره‬ ‫ومل يقت�صر على طلب والديه و�إمن��ا وجه الدعوة لإخوته كلهم‬ ‫م�صطحبني معهم عوائلهم وذراريهم‪" :‬و�أتوين ب�أهلكم �أجمعني"‬ ‫وه��ذا هو الكرم احلقيقي ال��ذي ي�برز عند احلاجة �إليه وهو‬ ‫يختلف متاما عن الكرم املزيف الذي ال يتعدى بع�ض املظاهر‬ ‫التي يتفاخر بها النا�س وي�سرتون بها �شحهم و�أنانيتهم‪.‬‬ ‫وقد عد يو�سف عليه ال�سالم جميء والديه و�إخوته و�أهلهم �إليه‬ ‫وا�ستقرارهم عنده ويف �ضيافته من نعم اهلل الكربى عليه وقرنها‬ ‫ب�إخراجه من ال�سجن يف �سياق تعداد نعم اهلل عليه‪" :‬وقد �أح�سن‬ ‫بي �إذ �أخرجني من ال�سجن وجاء بكم من البدو" فهو فرح بهم‬ ‫من�شرحة نف�سه مبا يبذله لهم غري متربم �أو مت�أفف �أو م�ستثقل‬ ‫لكلفة �إنفاقه عليهم‪ ،‬وهذا دليل على �أن الكرم مت�أ�صل يف نف�سه‬ ‫عليه ال�سالم ولي�س طارئا فهو الكرمي ابن الكرمي ابن الكرمي ابن‬ ‫الكرمي كما و�صفه �أخوه حممد �صلى اهلل عليه و�سلم‪.‬‬ ‫وم��ن كمال كرمه عليه ال�سالم ان�شراح �صدره با�ست�ضافتهم‬ ‫وابتهاج نف�سه مبجيئهم من �شظف العي�ش و�شدته‪ ،‬وذلك �أنه‬ ‫عدها نعمة عليه ال عليهم "وقد �أح�سن بي" فقال "بي" ومل يقل‬ ‫بكم رغم �أن ظاهرها �أنها نعمة عليهم ولي�ست عليه‪ ،‬وهذه من‬ ‫�أ�سمى درجات الكرم كما و�صفها حامت الطائي بقوله‪:‬‬ ‫�أ�ضاحـ ــك �ضيفي قبل �إنزال رحله‬ ‫فيخ�ص ـ ــب عندي والـمك ـ ــان ج ــديـب‬ ‫ ‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪11‬‬


‫حتقيق‪ :‬نهى الفخراين‬

‫ووفقا لدرا�سة ن�شرها موقع (ويكيبيديا ) فقد بلغ حجم‬ ‫التجارة الإلكرتون ّية يف العامل ح��وايل ‪ 3.8‬تريليون دوالر‬ ‫يف عام ‪ ،2003‬وذل��ك وفقا لتقديرات‪ ‬الأمم املتّحدة‪ ،‬وقد‬ ‫ت�ضاعف الرقم لي�صل �إىل ‪ 6.8‬تريليون دوالر يف نهاية عام‬ ‫يتم‬ ‫‪ ،2004‬و�إنّ نحو ‪ %80‬من هذا ‪-‬حجم التجارة يف العامل‪ّ -‬‬ ‫يف الواليات املتّحدة الأمريك ّية و ‪ %15‬يف �أوروبا الغرب ّية‪ ،‬و‪%5‬‬ ‫يتم يف اليابان‪.‬‬ ‫يف بق ّية دول العامل‪ ،‬معظمها �أو نحو ‪ %4‬منها ّ‬ ‫وقد �أ�شار عمر ال�صاحي مدير عام �شركة �سوق دوت كوم‬ ‫للت�س ّوق عرب الإنرتنت يف م�صر ‪�،‬إىل �أنّ م�صر ت�شهد من ّوا‬ ‫جوهر ّيا يف جمال التجارة الإلكرتون ّية يف �ضوء ما متتلكه‬ ‫من �سوق وا�سع و»كوادر» ب�شر ّية م�ؤهّ لة تكنولوج ّيا‪ ،‬مو�ضحا‬ ‫يف ت�صريح �سابق ل��ه‪� ،‬أنّ م�صر لديها ال��ع��دد الأك�ب�ر من‬ ‫م�ستخدمي الإنرتنت على م�ستوى العامل العربي‪ ،‬وهم نحو‬ ‫‪ 39‬مليون م�ستخدم بن�سبة انت�شار للإنرتنت تقرتب من ‪%44‬‬ ‫من ال�س ّكان‪ ،‬بينما كان عدد من يت�س ّوقون �إلكرتون ّيا العام‬ ‫املا�ضي حوايل ‪ 3‬ماليني و‪� 582‬ألف �شخ�ص تقريبا‪ ،‬بن�سبة‬ ‫‪ %8‬بعد �أن كان عدد املت�س ّوقني يبلغ ‪ %1.5‬يف عام ‪.2010‬‬ ‫يف حني كان عدد املتعاملني يف الوطن العربي مع هذا النوع‬ ‫من التجارة حوايل ‪ %15‬ليبلغ حال ّيا ‪ %39‬وهو من ّو مت�سارع‬ ‫ومت�ضاعف للتجارة الإلكرتون ّية‪.‬‬ ‫تجارب شخص ّية‬

‫تطورا كبيرا‬ ‫شهدت األعوام القليلة الماضية‬ ‫ّ‬ ‫في سوق (التجارة اإللكترون ّية ) وهو ما يعني‬ ‫أن المستهلك ال يحتاج لالنتقال والبحث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ملما‬ ‫عن منتج ما ‪ ،‬كل ما عليه أن يكون‬ ‫ّ‬ ‫باستخدام الكمبيوتر ومتّصال باإلنترنت ‪ ،‬لتبدأ‬ ‫التسوق عبر االنترنت ‪ ،‬بحيث يستطيع‬ ‫رحلة‬ ‫ّ‬ ‫ثم يضيف‬ ‫التسوق من المكان الذي‬ ‫يحدده‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تحدد‬ ‫وبعدها‬ ‫‪،‬‬ ‫المشتريات‬ ‫قائمة‬ ‫إلى‬ ‫المنتج‬ ‫ّ‬ ‫له الشركة موعد االستالم وطريقة الشحن‪.‬‬ ‫لتحمل زحام‬ ‫فلم يعد المشتري بحاجة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ليصف به‬ ‫المواصالت أو البحث عن مكان‬ ‫س ّيارته في ّ‬ ‫وأن‬ ‫ظل الشوارع المزدحمة‪ ،‬السيما ّ‬ ‫المتاجر العادية أصبح لها مواقع على االنترنت‬ ‫لتوسع دائرة‬ ‫تبيع منتجاتها (أون الين)‪ ،‬وذلك‬ ‫ّ‬ ‫عمالئها واجتذاب قاعدة عمالء أكبر‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫�أ ّكدت كرمية ممدوح (طالبة جامع ّية) �أنّ لها جتربة خا�صّ ة‬ ‫بالتجارة الإلكرتون ّية �إذ �سعت و�صديقتها يف م�شروعها �إىل‬ ‫ت�سويق املنتجات التي تقومان ب���إع��داده��ا يف امل��ن��زل على‬ ‫الإنرتنت‪ ،‬ون�شرها على (جروبات مفتوحة �أو مغلقة) على‬ ‫الفي�س بوك‪ .‬وقد اعتمدتا على تزايد �أعداد امل�شرتكني على‬ ‫ال�صفحة ‪ ،‬حيث ين�شر ك ّل م�شرتك فكرة ال�صفحة وير ّوج له‬ ‫مما يزيد من التفاعل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و�أ�ضافت �أنّ هذا امل�شروع مربح ‪ ،‬ال�سيما و�أنّ العمل مل‬ ‫يتم عمل‬ ‫يكن يتط ّلب دفع �إيجار حم ّل جتاري‪ ،‬بل كان ّ‬ ‫(الأوردارات) يف املنزل ‪� ،‬إذ كانت ك ّل م�شرتكة تكتب‬ ‫على ال�صفحة ما حتتاجه �أو تتوا�صل هاتف ّيا بالرقم‬ ‫املتاح على ال�صفحة ليبد�أ م�شوار جتهيز(الأوردر)‬ ‫يتم االتّفاق عليه‬ ‫وت�سليمه يف موعد حم ّدد ومكان ّ‬ ‫م��ع امل�شرتي‪ ،‬وذل��ك بعد �أن يو�ضح املوا�صفات‬ ‫املطلوبة فيما يحتاجه من متط ّلبات املنا�سبات‬ ‫من الإك�س�سوارات �أو القبعات اخلا�صّ ة بالأطفال‬ ‫واملحفورة ب�أ�سمائهم وغري ذلك من امل�ستلزمات‪.‬‬ ‫ولفتت كرمية �إىل �أنّ��ه رغم املم ّيزات ال�سابقة فقد‬ ‫مل�ست بع�ض ال�سلب ّيات للم�شروع منها تنفيذ (�أوردر)‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫تقـــريـــر‬

‫تقـــريـــر‬

‫تسـوق‬ ‫وأنت في بيتك‬

‫بلغة األرقام‬

‫لأح��د الزبائن ث ّ��م يتخ ّلف عن احل�ضور �أو اال�ستالم رغم‬ ‫جتهيز املطلوب وفقا ملوا�صفات قام بتحديدها‪ ،‬مثل اختيار‬ ‫�أ�سماء حم ّددة تل�صق على الكابات ‪ ،‬مب ّينة �أنّ �أخذ (عربون)‬ ‫من الزبون يق ّلل من ن�سبة اخل�سارة ويوحي باجل ّدية للطرفني‪.‬‬ ‫و�أ���ض��اف��ت كرمية �أنّ انقطاع الإن�ترن��ت يت�س ّبب يف ح��دوث‬ ‫خ�سارة للبائع خا�صّ ة مع (الأوردرات امل�ستعجلة)‪ ،‬ومن‬ ‫ال�سلب ّيات كذلك والتي تفقد م�صداق ّية املوقع �أو ال�شركة‬ ‫الإلكرتون ّية الت�أخري يف ت�سليم الب�ضاعة نظرا الحتجازها‬ ‫يف اجلمارك‪� ،‬أو الت�سليم يف املوعد لكن باملوا�صفات غري‬ ‫املعرو�ضة ك�أن تكون اخلامة امل�شرتاة رديئة �أو بها عيوب يف‬ ‫الت�صنيع �أو املقا�س ‪.‬‬ ‫وق��د ر�أت رحمة �إ�سماعيل �أنّ م�شروعات الت�س ّوق عرب‬ ‫الإن�ترن��ت م�شروعات ناجحة للبنات �أك�ثر م��ن ال�شباب ‪،‬‬ ‫وه��ي منت�شرة بني الطلبة اجلامعيني �أو حديثي التخ ّرج ‪،‬‬ ‫ال�سيما و�أنّ البنات املوهوبات ي�ستطعن ت�سويق املنتجات‬ ‫التي حتتاجها الفتيات وال�س ّيدات عرب الإن�ترن��ت وتعتمد‬ ‫على �صداقاتهنّ و�سرعة انت�شار �صفحتهنّ �إلكرتون ّيا‪ ،‬والتي‬ ‫يتم ت�سويق �أدوات التجميل والأك�س�سوارات‬ ‫م��ن خاللها ّ‬ ‫واملفرو�شات املنزل ّية ب�أ�سعار �أق ّل من املح ّالت ‪ ..‬و�أ�ضافت‬ ‫�أنّ البنات وال�س ّيدات يع�شقن الت�س ّوق و(ال�شوبنيج)‪ ،‬وقد ال‬ ‫يتّ�سع لهنّ الوقت للنزول والتج ّول بني املح ّالت على العك�س‬ ‫من ت�س ّوق الإنرتنت‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت �أنّ بع�ض ال�شباب يقومون بعمل م�شروعات �صغرية‬ ‫عرب �صفحتهم كالطباعة على الأك��واب �أو القم�صان وغري‬ ‫ذلك ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫تجارب سلب ّية‬

‫ومل ت��ك��ن جت��رب��ة ���ص��ف��اء حم��م��ود (ربّ����ة م��ن��زل) ب��ذات‬ ‫الإيجاب ّية التي القتها دعاء �إذ اتّفقت مع �إح��دى ال�س ّيدات‬ ‫التي تعتمد على �شراء �شحنات ف�ساتني من ال�صني وت�سويقها‬ ‫�إلكرتون ّيا على �شراء ف�ستان معرو�ض على املوقع‪� ،‬شرط دفع‬ ‫ن�صف الثمن قبل ال�شراء مع االتّفاق على الت�سليم يف موعد‬ ‫حم ّدد ‪ ،‬وبعد دفع املطلوب فوجئت �صفاء بت�أخري الف�ستان‬ ‫الذي كانت �ستح�ضر به زفاف �أخيها ‪ ،‬و�أرجعت ال�سبب �إىل‬ ‫احتجاز اجلمارك لل�شحنة ورفع ثمن اجلمارك له‪ ،‬وهذا ما‬ ‫�أ ّكدته لها البائعة ‪ ،‬ومن ّثم رفعت الأخرية من �سعر الف�ستان‬ ‫املتّفق عليه ‪ ،‬ومل ت�ستطع �صفاء �إرجاع الب�ضاعة خا�صّ ة �أنّ من‬ ‫يتم �شرا�ؤها بالطلب‪.‬‬ ‫�شروط ال�شراء عدم �إرجاع ال�سلعة التي ّ‬ ‫� ّأ�س�ست جمموعة من املت�ض ّررين من الت�س ّوق الإلكرتوين‬ ‫�صفحة على الفي�س ب��وك لتوعية ال��ن��ا���س بن�صب �إح��دى‬ ‫�شركات الت�س ّوق الإل��ك�تروين‪ :‬وج��اءت �شكوى �أحمد �أمني‬ ‫كالآتي‪»:‬ا�شرتيت موبايل (جراند )واكت�شفت �أنّ به م�شكلة‬ ‫فذهبت لل�ضمان ققالوا يل الب ّد من �إح�ضار فاتورة �ضريب ّية‪،‬‬ ‫وظللت �أتوا�صل مع ال�شركة مرارا وتكرارا ‪ ،‬ويف ك ّل م ّرة يعدون‬ ‫با�سرتجاع املنتج غري املطابق للموا�صفات خالل ‪� 48‬ساعة‪..‬‬ ‫واكت�شفت �أنّ ال�شركة متاطل يف قرار اال�سرتجاع حلني انتهاء‬ ‫الأيّ��ام املخ�صّ �صة لال�ستبدال وهي ‪ 14‬يوما ‪ ،‬لهذا اتّخذت‬ ‫ق��رارا قانون ّيا �ض ّدهم �إذ قمت بتحرير حم�ضر �ض ّد هذه‬ ‫ال�شركة «الن�صّ ابة» ومنتجاتها غري املطابقة للموا�صفات‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫�أ ّكدت د‪.‬هبة علي مد ّر�سة التمويل باجلامعة الأملان ّية بالقاهرة‬ ‫�أنّ من �أبرز مم ّيزات التجارة الإلكرتون ّية هو �سهولة الو�صول‬ ‫�إىل املنتج دون بذل جمهود بدين �أو ق�ضاء �ساعات للبحث عن‬ ‫املنتج املطلوب‪ ،‬بل احل�صول على تن ّوع �شديد يف املعرو�ض‬ ‫مما يتيح للم�شرتي املقارنة بني الأ�سعار وهو يف منزله‪ ،‬ف�ضال‬ ‫ّ‬ ‫عن تقييم ال�سلعة من قبل امل�ستهلكني ‪ ،‬وب ّينت �أنّ املواقع‬ ‫الكربى تقوم بتقييم ال�سلعة بناء على ردود �أفعال امل�شرتين؛‬ ‫ليكون امل�شرتي اجلديد على دراية تا ّمة مبا �سيقوم ب�شرائه‪.‬‬ ‫و ا�ستكملت د‪.‬هبة قائلة �إنّ اال�شرتاك يف �إعالنات �أو كتابة‬ ‫ما يتع ّلق مبعايري البحث اخلا�صّ باملت�ص ّفح يتيح له احل�صول‬ ‫على ك�� ّل جديد يف امل��ج��ال ال��ذي ح��� ّدده دون عناء وب�شكل‬ ‫متج ّدد‪.‬‬ ‫كما �أنّ من مم ّيزات هذه التجارة لأ�صحاب هذا (البيزني�س)‬ ‫هو توفري عمالة ‪� ،‬إذ تعتمد ه��ذه التجارة يف الأغلب على‬ ‫العائلة وهو ما يعرف ب (‪ ،)Family Business‬كما �أ ّنه‬ ‫ي�ستطيع ت�سويق منتجاته وكذلك اخلدمات بطرق �شتّى فقد‬ ‫يعر�ضها ب�شكل فيديوهات تعر�ض على تويرت �أو يوتيوب �أو‬ ‫ان�ستجرام‪ ،‬وعن طريق هذا الإعالن مدفوع الأجر ي�ستطيع‬ ‫�صاحب امل�شروع التفاعل مع �أع��داد كبرية من امل�شرتين يف‬ ‫وقت ق�صري ‪.‬‬ ‫وعن عيوب التجارة الإلكرتون ّية فقد ب ّينت د‪.‬هبة �أنّ من‬ ‫�أكرث امل�شكالت امللمو�سة هي �أن ي�صل �إىل امل�شرتي املنتج غري‬

‫ومن بني املخاطر التي قد يقع فيها امل�شرتي �أي�ضا عند الدفع‬ ‫الإلكرتوين عن طريق (بطاقات االئتمان)‪ ،‬هو دخوله على‬ ‫مما يجعله‬ ‫مواقع لي�س بها نظام ت�أمني كاف لبيانات العميل ّ‬ ‫فري�سة ملخرتقي احل�سابات ‪ ،‬ولتقليل هذه اخلطورة ف�إنّ بع�ض‬ ‫املواقع تتعاقد مع �شركات (دف��ع �أون الي��ن) وهي �شركات‬ ‫موثوق بها وال تعر�ض ح�سابات العميل لأن تكون مك�شوفة و‬ ‫عر�ضة لل�سرقة‪ ،‬مثل �شركة (‪.)PAYPAL‬‬ ‫لهذا ن�صحت هبة امل�شرتين �أن يتعاملوا مع ال�شركات الكربى‬ ‫التي ّمت التعامل معها من قبل‪ ،‬كما دعتهم للدخول على‬ ‫ت�ضم عددا كبريا من الأ�شخا�ص وال�س�ؤال عن‬ ‫املنتديات التي ّ‬ ‫جتارب البع�ض مع �شركة ما‪� ،‬أو منتج ما‪ ...‬مع متابعة ردود‬ ‫الأفعال املن�شورة على املنتج ملعرفة كيف ّية تعامل ال�شركة عند‬ ‫حدوث م�شكلة ‪ ،‬ف�ضال عن الت�أ ّكد من مدى م�صداق ّيتها �أو‬ ‫الت�أ ّكد من جودة منتجاتها‪ ،‬والتزامها عند الت�سليم يف الوقت‬ ‫املتّفق عليه‪.‬‬ ‫م�ضيفة �أ ّنه يجب على العمالء �أن يكونوا �أكرث فاعل ّية و�أكرث‬ ‫نفعا للغري ‪ ،‬بحيث يحر�صون على تقييم اخلدمة‪،‬خا�صّ ة و�أنّ‬ ‫هذه الثقافة ملمو�سة يف ال��دول الأجنب ّية ‪ ،‬عك�س كثري من‬ ‫ال��دول العرب ّية ‪ ،‬ومبوجب هذا التقييم قد حتمي امل�شرتين‬ ‫اجلدد من التع ّر�ض مل�شكلة قد مررت بها �أو منتج غري ج ّيد‬ ‫قمت ب�شرائه‪.‬‬

‫الخدمات اإللكترون ّية‬

‫قال �أحمد عفيفي (حمام) ‪ :‬لفت نظري م� ّؤخرا �أنّ هناك‬ ‫�صفحات تر ّوج( للخدمات) ولي�س ال�سلع فقط ‪ ،‬فقد ر ّوجت‬ ‫�إح��دى ال�صفحات خلدمة (غ�سيل ال�س ّيارات دليفري) ‪،‬‬ ‫بحيث تتم ّكن من عمل ك ّل ما حتتاجه من تنظيف لل�س ّيارة‬ ‫دون عناء الذهاب �إىل ّ‬ ‫حمطات الوقود ‪ ،‬فهذه اخلدمة ت�صل‬ ‫�إىل حيث مكان �إقامتك �أو عملك وتقوم بالالزم ‪ ،‬و�أ�ضاف‬ ‫�أنّ تعليقات امل�شرتكني �أتاحت له التع ّرف �أكرث �إىل اخلدمة‬ ‫ومم ّيزاتها قبل ال�شروع يف ا�ستخدامها‪ ،‬ف�ضال عن انت�شار‬ ‫�صفحات للمطاعم والكافيهات و�صالونات التجميل عرب‬ ‫الو�سائط الإلكرتون ّية املختلفة‪.‬‬ ‫إيجاب ّيات وسلب ّيات‬

‫الدفع اإللكتروني‬

‫تقـــريـــر‬

‫تقـــريـــر‬

‫و�أب����ان جم���دي ي��و���س��ف (م���د ّر����س م��ه��ت ّ��م مبتابعة م��واق��ع‬ ‫الإنرتنت) �أنّ جلوء العديد من ال�شباب �إىل م�شاريع �صغرية‬ ‫يتم الرتويج لها والدعاية عن طريق الإنرتنت‪ ،‬يع ّد‬ ‫‪ ،‬والتي ّ‬ ‫تفكريا �إيجاب ّيا من �أ�صحابها ‪ ،‬بعيدا عن انتظار الوظيفة‪،‬‬ ‫والوقوع فري�سة لالكتئاب‪ .‬‬ ‫وعن جتربتها يف ال�شراء عرب املواقع الإلكرتون ّية قالت‬ ‫دع��اء �أح��م��د (طبيبة �أ���س��ن��ان) �إنّ��ه��ا قامت ب�شراء موبايل‬ ‫معرو�ض على �أحد املواقع ال�شهرية ‪ ،‬وكانت جتربة �إيجاب ّية‬ ‫لها‪ ،‬حيث كانت طريقة الت�سجيل غري مع ّقدة ‪ ،‬ومل تقم بدفع‬ ‫م�سبق لل�سلعة ‪ ،‬لك ّنها دفعت ر�سوم ال�شحن املح ّددة من قبل‬ ‫املوقع‪ ،‬و�أ ّكدت دعاء �أنّ ت�سليم املنتج ّمت قبل انق�ضاء الأ ّيام‬ ‫الع�شرة املح ّددة من قبل ال�شركة ‪.‬‬ ‫وبلهجة توحي بالرجع ّية ‪ ،‬قال عالء خمتار (م�صري يعي�ش‬ ‫يف �أمريكا) �أنّ الت�س ّوق الإلكرتوين منت�شر يف الدول املتق ّدمة‬ ‫ويتم ب�شكل به قدر عال من الت�أمني ف�ضال عن كونه �سل�سا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(النظارات‬ ‫و�سريعا عن املتّبع يف م�صر‪ ،‬و�أ�ضاف �أ ّنه حتّى‬ ‫يتم �شرا�ؤها �إلكرتون ّيا بعد �إدراج الك�شف الط ّبي‬ ‫الط ّبية) ّ‬ ‫ويتم يف بع�ض املواقع طلب خدمات‬ ‫اخلا�صّ بامل�شرتي‪ ،‬بل ّ‬ ‫مثل �سائق �أو �س ّباك �إلكرتون ّيا‪.‬‬

‫وق��ال عمرو �إبراهيم (حما�سب) �إذا ك��ان الت�س ّوق عرب‬ ‫الإنرتنت يو ّفر الوقت واملجهود يف عمل ّيات ال�شراء فيظ ّل‬ ‫الدفع عند ال�شراء عن�صر �أمان للم�شرتي‪ ،‬خا�صّ ة �أنّ هناك‬ ‫بع�ض امل��واق��ع تكون واج��ه��ة مز ّيفة ت�سعى الخ�ت�راق ك��روت‬ ‫االئتمان اخلا�صّ ة بالعمالء و�سرقتها‪ ،‬وقد ال تكون ال�شركة‬ ‫مز ّيفة لكنّ نظام ت�أمني البيانات فيها غري م�ؤ ّمن بال�شكل‬ ‫الكايف‪.‬‬

‫املعرو�ض �أو ي�صل لكن مبقا�س �أو لون خمتلف‪� ،‬أو �أن ينك�سر‬ ‫مما ي�ضيع الوقت يف ا�ستبداله وقد يتح ّمل‬ ‫�أثناء ال�شحن ‪ّ ،‬‬ ‫امل�شرتي ر�سوم ا�ستبدال �إ�ضاف ّية ‪ ،‬والأ�سو�أ �أن ترف�ض بع�ض‬ ‫املواقع �سيا�سة اال�ستبدال ‪.‬‬ ‫ومن خالل �إقامتها يف �إجنلرتا وتعاملها مع هذا النوع من‬ ‫ال��ت��ج��ارة فقد مل�ست د‪.‬ه��ب��ة �إمكانية ا���س�ترج��اع الب�ضاعة‬ ‫وا���س�ترداد املبلغ املدفوع م�� ّرة �أخ��رى خ�لال ‪ 14‬يوما حال‬ ‫اكت�شاف عيوب يف الـمنتج ‪،‬ممّ��ا يق ّلل من عيـ ــوب ه ــذه‬ ‫التجارة ‪،‬ك ّل ما �سيدفعه امل�شرتي وقتها ر�سوم ال�شحن فقط‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت هبة �أنّ اختيار و�سيلة ال�شحن وجودتها وحتديدها‬ ‫من قبل امل�شرتي‪ ،‬يتيح للموقع عدم امل�س�ؤول ّية عن الب�ضاعة‬ ‫مبج ّرد خروجها من ال�شركة‪ ،‬ال�سيما �إذا اختار امل�شرتي‬ ‫خدمة ال�شحن الأق�� ّل تكلفة �أو غري املم ّيزة‪ ،‬يف حني تراعي‬ ‫ال�شركات الكربى (كالأمازون ) هذه امل�شكلة ‪ ،‬فقد تر�سل‬ ‫�إىل امل�شرتي الب�ضاعة م ّرة �أخرى �إذا ت�أ ّكدت من فقدانها‬ ‫عند ال�شحن‪ ،‬لكنّ ذلك ي�ضيع وقتا كبريا على امل�ستهلك‪،‬‬ ‫ور�أت هبة �أنّ التغ ّلب على م�شكالت ال�شحن يف الت�س ّوق عرب‬ ‫الإنرتنت يق ّلل من م�ساوئ هذا الت�س ّوق كثريا‪.‬‬

‫التجارة اإللكترون ّية في الدول النامية‬

‫ونظرا لعدم انت�شار التجارة الإلكرتون ّية يف م�صر كما يف دول‬ ‫اخلليج وال��دول الأجنب ّية ووجود خماوف حولها خا�صّ ة مع‬ ‫الدفع �إلكرتون ّيا‪ ،‬ف�إنّ �أ�صحاب هذه التجارة يف م�صر تعاملوا‬ ‫ب�شكل ج ّيد مع العقل ّية امل�صر ّية – بح�سب هبة‪� -‬إذ جعلوا‬ ‫الدفع عند اال�ستالم‪.‬‬ ‫وع��ن �أ�سباب ع��دم انت�شار ه��ذه التجارة يف م�صر وال��دول‬ ‫النامية ب�شكل عا ّم ‪ ،‬قالت د‪ .‬هبة هناك ع ّدة عوامل لع ّل من‬ ‫�أه ّمها‪:‬‬ ‫عدم انت�شار بطاقات االئتمان يف القطاع الأكرب من النا�س ‪.‬‬ ‫عدم كفاية البنية التحت ّية لالتّ�صاالت الال�سلك ّية والو�صول‬ ‫ب�شبكة الإنرتنت �أو حدوث �أعطال فيها‪.‬‬ ‫عدم انت�شار ثقافة التعامل الإلكرتوين بني امل�صريني وبع�ض‬ ‫الدول النامية ‪ ،‬فهذه التجارة تع ّد ثقافة �أكرث منها مهارة‪.‬‬ ‫االف��ت��ق��ار �إىل نظم ال��دف��ع ال��ت��ي ميكن ب��دوره��ا �أن تدعم‬ ‫ال�صفقات التجار ّية التي جترى على �شبكة الإنرتنت‪.‬‬ ‫ق��لّ��ة الثقة ب�ين امل�ستهلك وال��ب��ائ��ع عند ال�����ش��راء املبا�شر‪،‬‬ ‫يتم �إلكرتون ّيا‪ ،‬وعدم‬ ‫وانعدامها مع التعامل غري املرئي الذي ّ‬ ‫تفعيل دور جهاز حماية امل�ستهلك ‪.‬‬ ‫عدم �إمكان ّية ا�ستبدال �أو �إرجاع املنتج يف بع�ض الأحيان‪.‬‬ ‫أهم �سلب ّيات و�إيجاب ّيات الت�س ّوق الإلكرتوين‬ ‫وبعد ا�ستعرا�ض � ّ‬ ‫ميكن القول �إنّ هذا الت�س ّوق قد �ألغى �أو ق ّلل ما كان ي�سلكه‬ ‫البع�ض قدميا �إذ كانوا يقومون بكتابة قائمة من الطلبات‬ ‫لأحد �أقاربهم �أو معارفهم العاملني باخلارج ل�شراء بع�ض‬ ‫املنتجات امل�ستوردة �أو غري املتو ّفرة لديهم ‪ ،‬لكن الآن ومع‬ ‫الت�س ّوق الإل��ك�تروين و�سهولة ال��دخ��ول على امل��واق��ع املح ّلية‬ ‫والعامل ّية ّمت تغيري كثري من هذه الطلبات القدمية ‪....‬ومع‬ ‫هذا يظ ّل احلذر واجبا والتح ّري عن امل�صدر‪ ،‬واختيار طريقة‬ ‫ال�شحن �ضرورة للت�س ّوق ب�شكل �آمن وف ّعال يحمي املت�س ّوق من‬ ‫اخل�سائر‪.‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪15‬‬


‫حتقيق ‪ :‬فاطمة عليوة‬

‫يقدره إالّ منصف ‪ ،‬وال يعرف‬ ‫للمرأة – كما للرجل ‪ -‬دور عظيم في المجتمع والحياة الحياة ال ّ‬ ‫قيمته إالّ حكيم ‪ ،‬خصوصا المراة العاملة التي تقوم بدورين وتحمل عبئين ‪ ،‬فهل الطرق‬ ‫تؤدي الدور الكبير المنتظر منها ؟ أم أنّها مطالبة‬ ‫مع ّبدة وسهلة أمام المرأة العاملة كي ّ‬ ‫بتحقيق هذا الدور دون مساعدتها في ذلك ؟ من الطبيعي أن تجيب المرأة العاملة عن‬ ‫التحديات التي تواجهها ‪ ،‬و الصعوبات التي تعترض طريقها ‪..‬‬ ‫هذه األسئلة لتوضح لنا‬ ‫ّ‬ ‫وكذلك النجاح الذي تحقّ قه في العمل ‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫التدريب طريق للوظيفة‬

‫يف البداية قالت �سماح ‪ :‬واجهتني حت ّديات و�صعوبات كثرية‬ ‫قبل االلتحاق بعملي ‪� ،‬أه ّمها فر�صة احل�صول على العمل نف�سه‬ ‫‪ ،‬فك ّلما �أتق ّدم لعمل يقولون‪ :‬لديك خربة ؟ �أقول ‪ :‬ومن �أين ت�أتي‬ ‫اخلربة و�أنا حديثة التخ ّرج ‪ ،‬وبقيت على هذه احلال كثري ًا ‪،‬‬ ‫�إىل �أن ن�صحتني �إح��دى �صديقاتي ب�أن �أح�صل على دورات‬ ‫تدريب ّية كثرية يف جمال تخ�صّ �صي ‪ ،‬فهي ت�ساعدين �إىل ح ّد‬ ‫ما يف التغ ّلب على م�شكلة اخلربة ‪ ،‬وخا�صّ ة �إذا كانت الدورات‬ ‫مهن ّية ومتخ�صّ �صة ‪ ،‬وقد �ساعدين �أبي مال ّيا يف ذلك ‪ ،‬وتف ّرغت‬ ‫مل ّدة عام كامل للتدريب ‪ ،‬ومل �أكتف بذلك بل جل�أت �إىل القراءة‬ ‫احل ّرة يف جمال تخ�صّ �صي يف املواقع الكثرية على الإنرتنت ‪،‬‬ ‫تغي ًا كبري ًا يف جمال معرفتي املهن ّية مل تتوافر يل من‬ ‫والحظت رّ‬ ‫خالل �شهادتي اجلامع ّية ‪ ،‬وقلت الآن �أتق ّدم لاللتحاق بالعمل‬ ‫لدي من معرفة وثقافة مهن ّية تكون مع املمار�سة‬ ‫و�أنا ك ّلي ثقة ملا ّ‬ ‫العمل ّية الب�سيطة خبــرة ال بـ ـ�أ�س بها ‪ ،‬وقد كان ‪ ،‬فعندما تق ّدمت‬ ‫يدي �شهادتي اجلامع ّية‪ ،‬وال��دورات التدريب ّية الكثرية‪،‬‬ ‫وبني ّ‬ ‫وردودي املنطق ّية خالل املقابالت ال�شخ�ص ّية ‪ ،‬وبعدها اجتياز‬ ‫االختبارات التحرير ّية ‪ ،‬ك ّل ذلك كان �سببا اللتحاقي بالعمل ‪،‬‬ ‫وللأ�سف ظننت يف البداية �أنّ هذا نهاية املطاف و�أ ّنني التحقت‬ ‫بالعمل‪ ،‬ومن ح ّقي �أن �أ�سرتيح بعد عناء التدريب والدرا�سة‬ ‫الذات ّية املجهدة ‪ ،‬ولك ّني فوجئت ب���أ ّول لفت نظر �شفهي مـن‬ ‫مديرتــي ع ــن تق�صي ــري يف بع�ض الأعمال ‪ ،‬تبعه توجيهات‬ ‫علي و�ضعها �أمامي ويف ذهني حتّى �أحافظ على‬ ‫وتعليمات يجب ّ‬ ‫بقائي يف العمل ‪ ،‬ووجدت نف�سي م�ضط ّرة �إىل االلتحاق بـدورات‬ ‫تدريب ّية لي�ست ت�أهيل ّية كالــدورات التي �سبـق �أن �أخذتها ‪ ،‬ولك ّنها‬ ‫دورات تدريب ّية يف املمار�سة العمل ّية ملها ّم وظيفتي ‪ ،‬وقد و�ضعت‬ ‫ن�صب عيني اال�ستفادة منها ‪ ،‬ومن توجيهات زمالئي ‪ ،‬و�أن‬ ‫�أوا�صل القراءة حتّى �أحافظ على فر�صة العمل التي انتظرتها‬ ‫و�سعيت �إليها ‪ ،‬وحتّى �أ�ستحقّ الرت ّقي يف وظيفتي و�أح ّقق‬ ‫طموحي الذاتي و�أح ّقق املال الذي يو ّفر يل احلياة الط ّيبة‪،‬‬ ‫و�أخ ّفف عن كاهل وال��دي ‪ ،‬واحلمد هلل ن ّفذت ما ق ـ ـ ّررت ‪..‬‬ ‫و�أوا�صـ ــل حياتـي العمل ّية الآن بنجـ ــاح ‪ ،‬واحلمد‬ ‫هلل رزقت بزوج يتف ّهم طبيعة عملي ‪ ،‬و�ساعدين‬ ‫ك��ث�يرا يف ت��وف�ير امل���راج���ع امل��ف��ي��دة يف جم��ال‬ ‫تخ�صّ �صي ‪ ،‬و�أنا الآن يف انتظار مولودي‬ ‫الأ ّول ‪ ،‬و�أدعو اهلل �أن مي ّكنني من التوفيق‬ ‫بني عملي وحياتي اجلديدة بعد جميئه‬ ‫�إىل احلياة‪ .‬ح ّقا هناك �صعوبات وحت ّديات‬

‫تقـــريـــر‬

‫تقـــريـــر‬

‫المرأة العاملة ‪:‬‬ ‫طموح يتحداه الواقع‬

‫ونحن مقبلون على �سنة عمل جديدة بعد انق�ضاء الإج��ازة‬ ‫أم�س احلاجة �إىل التع ّرف �إىل جتارب الأخريات‬ ‫ال�صيف ّية ‪ ،‬يف � ّ‬ ‫يف �سنوات عملهنّ ال�سابقة ‪ ،‬وكيف تغ ّلنب على التح ّديات‬ ‫وال�صعوبات ووا�صلن عملهنّ ‪ ،‬ويف نقل التجارب فوائد ‪..‬‬

‫كثرية تواجه املر�أة العاملة ‪ ،‬ولكن بالعلم والتدريب واملمار�سة‬ ‫العملية ‪ ،‬وال�صرب على ّ‬ ‫م�شاق و�ضغوط العمل املا ّد ّية والنف�س ّية‬ ‫ّ‬ ‫يتح ّقق النجاح الذي تريده كل امر�أة عاملة ‪.‬‬ ‫تحديات كثيرة تواجه المرأة العاملة ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ولكن بالعلم والتدريب ‪ ،‬والصبر على‬ ‫مشاقّ العمل يتحقّ ق النجاح الذي تريده‬ ‫ّ‬ ‫كل امرأة عاملة ‪.‬‬ ‫أقنعت أسرتي‬

‫وق��ال��ت حف�صة‪ :‬عانيت ك��ث�ير ًا قبل ب��دء م�شواري العملي ‪،‬‬ ‫ولك ّني �أحمد اهلل �سبحانه الذي �أعانني على حت ّمل الكثري من‬ ‫ال�صعوبات‪ ،‬التي ك��ادت �أن تق�ضي على جتربتي العمل ّية يف‬ ‫مهدها حتّى و�صلت �إىل من�صبي الوظيفي اليوم ‪ ،‬فقد كانت‬ ‫أهم عقبة يف طريقي ‪ ،‬فهم ممن‬ ‫فكرة �إقناع الأ�سرة بالعمل � ّ‬ ‫ي�ؤمنون �أنّ البنت مكانها بيت زوجها ‪ ،‬فال جمال للعمل الذي‬ ‫هو م�س�ؤول ّية ال��زوج‪ ،‬واحلمد هلل بعد معاناة كبرية اقتنعوا‬ ‫بعملي يف جمال التدري�س ‪ ،‬ومل يكن هذا العمل عائقا يف طريق‬ ‫�شجعني زوجي على اال�ستمرار يف‬ ‫زواجي‪ ،‬بل على العك�س فقد ّ‬ ‫العمل‪ ،‬و�ساعدين كثريا يف البداية ‪ ،‬حيث يعمل �أي�ضا يف جمال‬ ‫التدري�س ‪ ،‬حتّى و�صلت �إىل من�صبي الوظيفي املرموق اليوم‪،‬‬ ‫وت�سري الأمور ب�أ�سرتنا ب�شكل طبيعي‪ ،‬وت�سري �أمور العمل �أي�ضا‬ ‫ب�شكل طبيعي ‪.‬‬ ‫الظروف تفرض العمل‬

‫�أ ّما �سمرية فقالت‪ :‬عمل املر�أة اليوم �أ�صبح من الناحية املال ّية‬ ‫�ضرورة‪ ،‬فظروف احلياة وغالء الأ�سعار يدفعان امل��ر�أة �إىل‬ ‫اخلروج للعمل‪ ،‬لكي تخ ّفف عن زوجها حمل النفقات على الأقل‬ ‫ويوجهها مل�صاريف �أخرى �أكرث �إحلاح ًا ‪ ،‬ف�أنا‬ ‫ال�شخ�صية لها‪ّ ،‬‬ ‫عملت بعد زواجي ب�سنوات عديدة ‪ ،‬وبعد �أن كرب �أ�صغر �أبنائي‬ ‫والتحق باملدر�سة‪� ،‬إذ كانت قناعة زوجي �أنّ عملي الأ�سا�سي‬ ‫والأه ّ��م هو رعاية بيتي وتربية �أبنائي ‪ ،‬و�أ ّنه لن ي ّدخر جهدا‬ ‫يبذله يف عمله الأ�سا�سي ‪� ،‬أو عمله الإ�ضايف حتّى يو ّفر لنا املال‬ ‫الذي يو ّفر لنا حياة كرمية ‪ ،‬واحلقّ �إ ّنه �أوفى مبا قال ومازال ‪،‬‬ ‫ولكنّ الغالء ال�شديد يف ك ّل �شيء جعلني �أقنعه ب�صعوبة كبرية‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪17‬‬


‫ظروف الحياة وغالء األسعار يدفعان المرأة‬ ‫إلى الخروج للعمل ‪ ،‬لكي تخفّ ف عن‬ ‫زوجها النفقات ‪.‬‬ ‫مشكلتي مديرتي !!‬

‫وقالت �أمل‪� :‬أكرب م�شكلة قابلتني يف بداية حياتي العمل ّية هي‬ ‫لوالدي اللذين مل ي�أمراين‬ ‫الأوام��ر‪ ،‬فقد كنت الفتاة املد ّللة‬ ‫ّ‬ ‫بغلظة يف حياتي‪� ،‬أتل ّقى �أوامر من مديرتي‪..‬وملاذا ت�أمرين ؟‬ ‫توجهني برفق ولطف ‪ ،‬و�إن‬ ‫هناك عمل �أقوم بت�أديته‪،‬وميكنها �أن ّ‬ ‫ا�ستم ّرت يف �أ�سلوبها ّ‬ ‫الفظ هذا �س�أترك العمل و�أبحث عن عمل‬ ‫�آخر ‪ ،‬ف�أنا ال �أ�ستطيع حت ّمل هذا الأ�سلوب ‪ ،‬هكذا ق�ص�صت‬ ‫والدي اللذين و�ضّ حا يل �أنّ معاملة الأبوين �شيء ‪ ،‬ومعاملة‬ ‫على ّ‬ ‫ّ‬ ‫مديرتك يف العمل �شيء �آخر ‪ ،‬و�أنّ متطلبات و�ضغوط العمــل‬ ‫موظفيها ‪ ،‬و�أنّ ّ‬ ‫حتتّم على املديرة �أن تكون حا�سمة مع ّ‬ ‫املوظفني‬ ‫املتم ّر�سني يعلمون �أنّ هذا الأ�سلوب طبيعي ‪ ،‬ويف�صلون بني واقع‬ ‫العمل وما يتط ّلبه من �أ�ساليب يف التعامل ‪ ،‬والواقع ال�شخ�صي‬ ‫يف املنزل �أو ال�شارع‪ ،‬فالذي تظ ّنينه �أ�سلوبا غليظا �أو ّ‬ ‫فظا من‬ ‫مديرتك يف العمل لي�س كذلك ‪ ،‬وقد نتج هذا الظنّ من خالل‬ ‫عقد املقارنة مع �أ�سلوب والديك يف التعامل معك ‪ ،‬و�إنّ هذه‬ ‫الـمقارنـة لي�س لها �أ�سا�س ‪ ،‬لأنّ واقع العمل يختلف عن واقع‬ ‫البيت ‪ ،‬و�أنّ املديرة لي�ست والدتك ‪ ،‬فيجب عليك �أن تخل�صي‬ ‫وتتقني عملك ‪ ،‬و�أن ت�ستمعي وت�ستفيـ ــدي م ــن توجيهات‬ ‫مديرتــك ‪ ،‬و�إن �أمرتك ب�شيء فهي ت�أم ــرك بحكم من�صبها‬ ‫طبيعي‬ ‫وطبيعة وظيفتها ‪ ،‬وت�أمر ب�شيء يف العمــل ‪ ،‬وهذا �أمر‬ ‫ّ‬ ‫ومنطقي يف � ّأي عمل ‪ ،‬لأ ّنها امل�س�ؤولة عنه يف نهاية الأمر �أمام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م ــن تر�أ�سها ‪ ،‬وتتلقى منها الأوامــر اخلا�صّ ـة بالعم ــل �أي�ضــا ‪،‬‬ ‫والدي ‪ ،‬وبد�أت �أتعامل مع مديرتي من‬ ‫وقد �أخذت بن�صيحة ّ‬ ‫هذا املنظور ‪ ،‬فوجدت ما كنت �أعتقد �أن ّها م�شكلة قد تت�س ّب ــب‬ ‫يف تركي العم ــل ‪� ،‬إ ّنها كانت م�شكلة يف فهمي اخلا�صّ لطبيعة‬ ‫العم ــل ‪ ،‬ووجدت �أي�ضا �أنّ مديرتي حمبوبة من زميالتي وبد�أت‬ ‫�أ�شعر بهذا الو ّد جتاهها ‪ ،‬خا�صّ ة بعد تع ّريف �إىل �شخ�ص ّيتها‬ ‫الطبيع ّية يف رحلة جمعتنا �سو ّي ًا ‪ ،‬ووجدت �أ ّنها �إن�سانة ط ّيبة‬ ‫وحتب خدمة الآخرين ‪ .‬واحلمد هلل م�ضت �سنوات‬ ‫ومرحة‬ ‫ّ‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫لم استطع التحمل‬

‫�أ ّما غدير فقالت‪ :‬تز ّوجت و�أنا يف املرحلة اجلامع ّية‪ ،‬وقد رزقني‬ ‫اهلل زوج��ا مي�سور احل��ال‪ ،‬ورزقني �أي�ضا بنتا جميلة وول��دا‬ ‫علي قبل الزواج �أ ّنه‬ ‫جميال‪ ،‬وامل�شكلة �أنّ زوجي كان قد �شرط ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال جمال للعمل بعد اجلامعة‪ ،‬و�أ ّنه �سيو ّف ــر يل كل ما �أحتاجه ‪،‬‬ ‫و�أنّ مه ّمتي ك���أ ّم �أه ّ��م بكثري من � ّأي عمل �أو مه ّمة �س�أ�ؤ ّديه ــا‬ ‫خارج البيت ‪ ،‬وقد وافقت على ذلـ ــك ‪ ،‬ولك ّني بعد التخ ـ ـ ّرج‬ ‫بد�أت �ألـمح لزوجـ ــي بحاجتـ ــي النف�س ّي ــة �إلـ ــى العمـ ــل ‪ ،‬ولكنّ‬ ‫الرف�ض التا ّم كان هو اجل��واب ‪ ،‬وانتظرت حتّى كرب الأوالد‬ ‫والتحقوا باملدر�سة ‪ ،‬و�أعدت املحاولة مع زوجي مع ّللة �أنّ فرتة‬ ‫ال�صباح �أك��ون يف البيت لوحدي ‪ ،‬و�أنّ العمل لن ي�ؤ ّثر على‬ ‫م�س�ؤول ّيتي جتاه البيت والأوالد ‪ ،‬و�أ ّنني بحاجة نف�س ّية لأعمل ‪،‬‬ ‫فوافق على م�ض�ض �شرط �أن تكون جتربة ‪ -‬نحكم على جناحها‬ ‫�أو ف�شلها بت أ� ّثر البيت والأوالد بذلك ‪ ، -‬واحلمد هلل اطم�أننت‬ ‫كثري ًا على نف�سي ‪ ،‬وعلى راحتي ال�شخ�ص ّية ‪ ،‬خا�صّ ة بعد العودة‬ ‫من العمل حتّى ال يحدث � ّأي تغيري ‪ ،‬فلم �أق�صّ ر يف واجباتي‬ ‫الزوج ّية جتاه زوجي وال يف واجباتي املنزل ّية ‪ ،‬وال يف واجباتي‬ ‫جتاه الأوالد ‪ ،‬ولكن املفاج�أة �أ ّنني اكت�شفت بعد فرتة ق�صرية‬ ‫�أ ّنني لن �أ�ستطيع حت ّمل هذا التعب املزدوج يف العمل والبيت ‪،‬‬ ‫معاملة مديرتك في العمل‪،‬تختلف عن‬ ‫معاملة والديك‪ ،‬فمتط ّلبات وضغوط‬ ‫العمل تحتّم عليها أن تكون حاسمة مع‬ ‫ّ‬ ‫موظفاتها ‪.‬‬

‫وكان القرار من جهتي �أنّ البقاء يف البيت والت�ضحية بالعمل‬ ‫الب ّد منها ‪ ،‬لعدم ا�ستطاعتي اجل�سمان ّية التوفيق بني العمل‬ ‫وما يحتاجه من ن�شاط وما ي�س ّببه من �إرهاق ‪ ،‬وبني متط ّلبات‬ ‫احلياة الزوج ّية ومتط ّلبات �أ�سرتي ‪ ..‬و�أن��ا واحلمد اهلل الآن‬ ‫ا�ستبدلت العمل يف فرتة ال�صباح بحفظ القر�آن والقراءة يف‬ ‫جماالت متن ّوعة ‪ ،‬و�أ�شعر براحة نف�س ّية وراحة بدن ّية ‪ ،‬وانعك�س‬ ‫أهم ر�ضا زوجي الذي زاد من‬ ‫ذلك على عالقتي بـ�أوالدي ‪ ،‬وال ّ‬ ‫م�صرويف ال�شخ�صي ‪ ،‬وزاد يف تو ّدده وقربه ‪ ،‬ويف ر�أيي �أنّ العمل‬ ‫أهم من العمل خارج املنزل ‪ ،‬و�أنا ل�ست مع الأخريات‬ ‫يف املنزل � ّ‬

‫يسطرن نجاحات في ّ‬ ‫ّ‬ ‫ظل الظروف‬ ‫فلسطينيات‬ ‫محمد البحيصي‬ ‫الصعبة برواز غزّة‪:‬‬ ‫ّ‬

‫ال تزال املر�أة االفل�سطينية تثبت �أ ّنها قو ّية بروحها ‪،‬ت�أخذ بيد‬ ‫الأبناء ومت ّهد لهم الطريق حافرة يف ال�صخر لأجل جيل �صامد‬ ‫‪.‬يف �أحد املعار�ض الن�سو ّية يف قطاع غزّة والذي حمل ا�سم (‬ ‫منتجات ن�سائنا) جت�سدت العديد من النجاحات ‪.‬‬ ‫وت�أخذ احلاجة أ� ّم حم ّمد زاوي��ة يف املعر�ض وتفرد �أمامها‬ ‫تعب‬ ‫امل�شغوالت والأثواب الفل�سطين ّية املنقو�شة بنق�شات تراث ّية رّ‬ ‫عن �أ�صالة و ح�ضارة �شعب عربي ‪.‬تقول �أ ّم حم ّمد‪ :‬جئت اليوم‬ ‫بيدي من م�شغوالت‬ ‫اىل هذا املعر�ض لبيع ما قمت بحياكته ّ‬ ‫وملبو�سات تراث ّية ‪،‬ولأجل �أبنائي ال ت�ستطيع روحي �أن ت ّدخر � ّأي‬ ‫جهد يف �سبيل تقدمي ك ّل ما يحتاجونه‪.‬‬ ‫وكانت �أ ّم حم ّمد قد فقدت زوجها منذ �سنني ووجدت نف�سها‬ ‫هم �أبنائها اليتامى ولك ّنها مل‬ ‫�أمام م�س�ؤول ّية كبرية يف حمل ّ‬ ‫تي�أ�س ‪ ،‬تع ّلمت التطريز واخلياطة وا�ستطاعت فتح م�شروع‬ ‫جتاري من �أروع امل�شروعات‪.‬وو�صف �أحد ز ّوار املعر�ض منتجات‬ ‫�أ ّم حم ّمد ب�أ ّنها حتفة ف ّنية حاكتها يدا ف ّنانة حقّ لها �أن ترفع‬ ‫ر�أ�سها عاليا ملا تفعله ‪.‬‬ ‫قررت البقـاء في البيـت والتضحية‬ ‫بالعمـل ‪ ،‬لعدم استطاعتي التوفيق‬ ‫بين العمل و متط ّلبات حياتي الزوج ّية‬ ‫و أسرتي ‪.‬‬

‫تقـــريـــر‬

‫تقـــريـــر‬

‫يف �أن �ألتحق بعمل يف جمال تخ�صّ �صي الرتبوي ‪ ،‬و�أنّ هذا من‬ ‫باب تخفيف نفقاتي ال�شخ�ص ّية ‪ ،‬وتوجيهها مل�صاريف درا�سة‬ ‫الأوالد يف املدار�س اخلا�صّ ة التي �ضاعفت من م�صروفات‬ ‫الدرا�سة فيها ‪ ،‬واحلمد هلل �أب��ذل جهدا كبريا يف عملي كي‬ ‫�أحافظ على الدخل الذي ي�أتي من ورائه‪ ،‬و�أخ ّفف جزءا من‬ ‫امل�س�ؤول ّية املال ّية عن كاهل زوجي الذي مل يق�صّ ر يوما يف ح ّقنا ‪،‬‬ ‫و�أنا �أرى �أنّ حت ّملي ملتاعب عملي هو جهد ب�سيط �أق ّدمه لزوجي‬ ‫ولأوالدي ‪.‬‬

‫معها ‪ ،‬وقد حزنت كثري ًا عندما نقلت �إىل مكان �آخر مع فرحي‬ ‫لها بالرتقية ‪ .‬والفائدة الكبرية التي ا�ستفدت منها من جتربتي‬ ‫العمل ّية حتّى الآن ‪ ،‬هي الف�صل بني طبيعة العمل وواقعه و�ضغوطه‬ ‫وحيات ـ ــي ال�شخ�ص ّية ‪ ،‬و�أن�صـ ــح ك ّل امر�أة عاملة بذلك ‪ ،‬فهذا‬ ‫الف�صل يح ّقق لها كثريا من التوازن النف�سي وكثريا من التوازن‬ ‫املا ّدي يف تعاملها مع زميالت العم ــل ‪ ،‬ومديرتها و�صديقاتها ‪،‬‬ ‫و�أهل بيتها خارج العمل ‪.‬‬

‫الالئي ينظ ــرن �إىل العمـل خ��ارج الـمنزل ب�أ ّنه يح ّقق لهنّ‬ ‫ذاتهنّ ‪ ،‬بعد �أن خ�ضت التجربة �أق ّر �أنّ العمل يف البيت يح ّقق‬ ‫للمر�أة ذاتها ‪ ،‬ف�ضال عن الثواب العظيم الذي تناله من اهلل‬ ‫�سبحانه �إن �أخل�صت هذا العمل وخرج من مدر�ستها املنزل ّية‬ ‫�شباب �صاحلون وفتيات �صاحلات يكونون ذخر ًا لأ ّمهم ولأبيهم‬ ‫يف امل�ستقبل وذخر ًا لوطنهم ‪.‬‬

‫لرتاكم امل�ستح ّقات املال ّية ‪،‬فتقوم �أ ّم رباح بجمع الأموال ل�سداد‬ ‫تلك امل�ستح ّقات‪.‬‬ ‫النجار �إحدى امل�شاركات يف املعر�ض‪:‬تد ّربت كثريا‬ ‫قالت مي ّ‬ ‫على حياكة املالب�س ال�صوف ّية وغريها من النق�ش على الألب�سة‬ ‫وذلك لأثبت �أنّ امل��ر�أة الفل�سطينية ق��ادرة على حتقيق ذاتها‬ ‫و�أقوم برت�سيخ القيم الرتاث ّية من خالل �أعمايل و�أو�ضحت �أنّ‬ ‫النق�ش ي�ش ّكل لها �أه ّمية بالغة يف احل�صول على م�صدر رزق‬ ‫النجار‬ ‫دون احلاجة �إىل البحث الطويل عن � ّأي عمل ‪.‬وتنوي ّ‬ ‫تطوير م�شروعها للت ّو ّ�سع يف ت�شغيل الأيدي العاملة من الن�ساء‪،‬‬ ‫يف خطوة للتكافل الن�سوي ‪.‬‬ ‫لست ممن ينظرن إلى العمل خارج المنزل‬ ‫ذاتهن ‪ ،‬فبعد أن خضت‬ ‫لهن‬ ‫بأنّه يحقّ ق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن العمل في البيت يحقّ ق‬ ‫التجربة تأكدت ّ‬ ‫للمرأة ذاتها ‪.‬‬

‫ومن جانب �آخر فقد �أ ّكدت امل�شاركة منال �أبو �صفر �أنّ ن�سبة‬ ‫املبيعات لديها قد بلغت ‪ %100‬تقريبا و�أنّ امل�شغوالت مل تكف‬ ‫ل�س ّد طلبات الز ّوار‪.‬وكان م�شروع �أ ّم علي م�شروعا متم ّيزا حيث‬ ‫ق ّدمت فيه �أعماال بالنق�ش الرو�سي ‪،‬الذي كانت قد تع ّلمته على‬ ‫يد �إحدى ال�س ّيدات الرو�س ّيات ‪،‬وهي الآن تتقن ذلك النوع من‬ ‫النق�ش ب�شكل ج ّيد‪.‬‬ ‫وجتل�س �أ ّم علي وخلفها بريق امل�شغوالت الرو�س ّية التي تز ّينها‬ ‫الألوان اجل ّذابة والأ�شكال الالمعة وكان الإقبال كبريا على ما‬ ‫تقوم به �أ ّم علي وال�سيما من الن�ساء الرو�س ّيات املتز ّوجات يف‬ ‫غ ّزة ‪.‬‬

‫�سجلت �أ ّم حم ّمد بع�ض �أبنائها يف اجلامعات وو ّفرت لهم ك ّل‬ ‫ّ‬ ‫ما يحتاجون ‪ ،‬تقول ‪� :‬أبنائي هم �أ ّول �شيء يف حياتي وال�سعادة‬ ‫احلقيق ّية ه��ي عندما �أراه���م �أم��ام��ي وق��د مت ّكنوا م��ن �أخ��ذ‬ ‫�شهاداتهم اجلامع ّية‪.‬‬ ‫ويف زاوي��ة �أخ��رى من املعر�ض نف�سه جتل�س �أ ّم رباح خلف ما‬ ‫تعر�ضه من منتجات الألبان والكعك وتقول ‪ :‬ب�سبب احلالة‬ ‫االقت�صاد ّية ال�س ّيئة لعائلتي قمت ب�إعداد هذا امل�شروع حيث‬ ‫�سعيت بجهد للوقوف بجانب زوجي لرنتقي ب�أبنائنا ‪.‬‬ ‫وكان ــت ما تعر�ض ــه �أ ّم رب ــاح قد جـذب العديد من ز ّوار‬ ‫املعر�ض ‪،‬و كانت االبنة الكربى لأ ّم رباح قد �أنهت درا�ستها‬ ‫اجلامع ّية قبل ثالث �سنوات ولك ّنها مل تتم ّكن من �أخذ �شهادتها‬ ‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪19‬‬


‫يوم ّيات مع الخادمة‬

‫ّ‬ ‫الخادمة األجنبية ‪...‬‬ ‫ّ‬

‫ّ‬ ‫وجاهة و اتكالية تهدد طفلك‬ ‫حتقيق ‪:‬نهى الفخراين‬

‫بات ظاهرا انتشار الخادمات األجنب ّيات داخل األسر المسلمة‪ ،‬السيما في منطقة الخليج العربي‪،‬‬ ‫وإن كثيرا من األسر في الدول العرب ّية قد سلكت هذا المسلك‪.‬‬ ‫بل ّ‬ ‫ّ‬ ‫واألمهات بماهية المخاطر التي قد تؤثر على أطفالهم من‬ ‫هذا التحقيق محاولة لتبصير اآلباء‬ ‫ّ‬ ‫هذا النوع من الخادمات سواء على عقيدتهم أو نفس ّيتهم أو لغتهم وثقافتهم‪ ،‬فضال عن‬ ‫تمتد للزوج ‪.‬‬ ‫المخاطر التي قد‬ ‫ّ‬

‫ملياء – ّ‬ ‫موظفة يف �أحد البنوك ‪ -‬ت�ؤ ّكد من خالل تعاملها مع‬ ‫اخلادمات املح ّليات �أ ّنهنّ لي�س لديهنّ ا�ستعداد للعمل دون‬ ‫كذب ‪ ،‬فقد مل�ست منهنّ كثريا اختالق الأكاذيب للح�صول‬ ‫مما ع ّر�ضها و�أطفالها مل�شكالت كبرية‪،‬‬ ‫على �إجازات �أطول ّ‬ ‫فدفعها ذلك ال�ستقدام خادمة نيجري ّية ملنزلها‪.‬‬ ‫م�ضيفة �أنّ اخلادمة الأجنب ّية تتم ّيز عن بنت البلد لكونها‬ ‫�شخ�ص ّية عمل ّية ج�� ّدا وك�� ّل ما يعنيها هو راتبها ال�شهري‬ ‫(املرتفع ن�سب ّيا) خا�صّ ة �أنّ معظمهنّ قادمات من بيئة �شديدة‬ ‫الفقر‪ -‬لكن يف املقابل تعطيك جمهودا‪ ،‬و�إذا ّمت االتّفاق معها‬ ‫على �أمر يف الغالب تن ّفذه دون جدال �أو تلكّ�ؤ ‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت �أ ّنها حر�صت على �أن تكون خادمتها م�سلمة‪ ،‬ورغم‬ ‫�أنّ عقيدتهنّ يف الغالب تكون غري �صحيحة ب�شكل كبري �إ ّال �أنّ‬ ‫معظمهنّ يلتزمن بال�صوم وبع�ضهنّ يلتزمن بال�صالة‪ ،‬ومن‬ ‫الأمور التي ا�ستح�سنتها ملياء يف خادمتها �أ ّنها ا�ستطاعت �أن‬ ‫تنقل لأطفالها مبادئ وقيما مه ّمة‪ ،‬ف�ضال عن تعاملها بحزم‬ ‫مع الأط��ف��ال ممّ��ا جعل لديهم م�س�ؤول ّية وان�ضباطا داخل‬ ‫املنزل وخارجه‪ ،‬فقد ع ّودت �صغارها على �أن يعتمدوا على‬ ‫�أنف�سهم يف �سنّ �صغرية ‪.‬ور�أت ملياء �أنّ مت ّيز اخلادمة يف‬ ‫اللغة الإجنليز ّية يعني الأطفال على ا�ستذكار درو�سهم ب�شكل‬ ‫مي�سر بل ويك�سبهم اللغة على نحو �أ�سرع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المملكة تنفق ‪ 42‬مليار ريال الستقدام‬ ‫الخادمات ‪ ،‬و خسائر هروبهن أكثر من ‪38‬‬ ‫مليون ريال سنو ّيًا ‪.‬‬

‫وب ّينت بقدر ما للخادمة من ت�أثري �إيجابي على عمل ملياء‬ ‫بحيث ت�ستطيع �أن تعود مت� ّأخرة �أحيانا ‪� ،‬أو تذهب لعمل‬ ‫م�شوار خا�صّ بعد فرتة ال��دوام �إ ّال �أّنّ��ه من املخزي ‪ -‬وفقا‬ ‫لر�أيها‪� -‬أن تكون اخلادمة تعرف �أ�سا�س ّيات �أطفالها �أكرث‬ ‫منها لدرجة �أ ّنها قد تعرف �أحالمهم وطموحاتهم �أكرث من‬ ‫الأ ّم من �ش ّدة الت�صاقها بهم وجلو�سها معهم لفرتات طويلة‪.‬‬

‫تقـــريـــر‬

‫تقـــريـــر‬

‫فال يكفي �أن ت�ستبدل الأ���س��رة باخلادمة الأجنب ّية خادمة‬ ‫عرب ّية‪ ،‬ال�سيما �أنّ بع�ض اخلادمات العرب ّيات لديهنّ من‬ ‫االنحراف وال�ضالل ما يفوق بع�ض اخلادمات الأجنب ّيات ‪.‬‬

‫رغ��م وج��ود اخل��ادم��ات ب�شكل م�ستم ّر يف منزلهم‪،‬فكانت‬ ‫�أ ّمها تكتفي بوجود اخلادمة �صباحا فقط لتعاونها يف �ش�ؤون‬ ‫الـمنزل ‪ ،‬بينما �إعداد الطعام ومها ّم مذاكرتنا وغريها من‬ ‫الـمهـا ّم ظ ّلت من م�س�ؤول ّيتها‪.‬‬ ‫ولفتت �أ ّم يا�سني �أنّ من الأمور التي �أ�ص ّرت عليها �أ ّمي معاونة‬ ‫اخلادمة ‪ ،‬وخا�صّ ة �أ ّنها كانت ت�ؤ ّكد با�ستمرار �ضرورة عدم‬ ‫االعتماد على اخلادمة يف ك ّل �شيء‪،‬وكثريا ما كانت تقول يل‬ ‫ولأخواتي‪ :‬ماذا لو مل ي�ستطع �أزواجكنّ يف امل�ستقبل �أن يجلبوا‬ ‫يهتم بت�أ�سي�س البنت على‬ ‫لكنّ خادمات؟ ولهذا ن�ش�أنا يف بيت ّ‬ ‫التك ّيف مع جميع الظروف وعدم االتّكال على الغري‪.‬‬ ‫وب ّينت �أ ّم يا�سني �أنّ اخلادمة الأجنب ّية قد تلج�أ �إىل �إ�شهار‬ ‫�إ�سالمها حتّى حت�صل على و ّد الأ�سرة وت�ضمن ا�ستمرارها‪،‬‬ ‫ويف بع�ض الأح��ي��ان ق��د ت�شهر �إ�سالمها م��ن ح�سن تعامل‬ ‫الأ�سرة معها والتزامها اخللقي بالفرائ�ض �أمامها فت�س�أل‬ ‫�أكرث عن الإ�سالم وت�شهر �إ�سالمها عن اقتناع تا ّم‪.‬‬ ‫بلغة األرقام‬

‫وفقا لدرا�سة الباحث �سلمان بن حم ّمد ال ُعمري حول «املر�أة‬ ‫ال�سعود ّية واخلادمة»ف�إنّ اململكة ا�ستقدمت خالل عام واحد‬ ‫‪� 186‬ألف عاملة منزل ّية من �أندوني�سيا ‪ ،‬و�أنّ النم ّو ال�سنوي‬ ‫يف مع ّدالت ا�ستقدام اخلادمات واملر ّبيات للمملكة يقرتب‬ ‫من ‪ ،%14‬وتق ّدر املبالغ الإجمال ّية التي �أنفقت ال�ستقدام‬ ‫هذا النوع من العمالة �إىل ما يقرتب من ‪ 42‬مليار ريال‪،‬‬ ‫وتق ّدر خ�سائر هروب اخلادمات من الكفيل ب�أكرث من ‪38‬‬ ‫مليون ريال �سنو ّي ًا ‪ .‬وح��وايل‪ %77‬من الأ�سر ال�سعود ّية التي‬ ‫تقطن يف مدينة الريا�ض لديها خادمات‪ ،‬و‬ ‫‪ %7‬من ه�ؤالء اخلادمات ن�صران ّيات‪،‬‬ ‫و�أك�ثر من ‪ %5‬منهنّ بوذ ّيات ‪..‬‬ ‫وم��ا ي�ضاعف م��ن اخلطر‬ ‫�أنّ ظاهرة ا�ستقدام‬ ‫اخل�������ادم�������ات‬

‫ال لالتّكال ّية‬

‫ت��روي �أ ّم يا�سني (ربّ��ة منزل) �أنّ والدتها ‪ -‬رحمها اهلل ‪-‬‬ ‫حر�صت �أن تكون لها الب�صمة الأوىل والأخ�يرة يف تربيتنا‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪21‬‬


‫سلب ّيات وإيجاب ّيات‬

‫الطب النف�سي بجامعة‬ ‫�أكّ��د الدكتور حم ّمد املهدي �أ�ستاذ ّ‬ ‫الأزه��ر �أنّ تزايد اخلادمات الأجنب ّيات يف البيوت العرب ّية‬ ‫ي��رج��ع يف بع�ض الأح��ي��ان (�إىل ال��وج��اه��ة االجتماع ّية)‪،‬‬ ‫والرغبة يف حماكاة الآخرين‪ ،‬لأنّ ه�ؤالء اخلادمات يعملن يف‬ ‫�صمت وقد تف�ضّ لهنّ كثري من الأ�سر على اخلادمة العرب ّية‪.‬‬ ‫مو�ضحا �أنّ وجود اخلادمة الأجنب ّية يف املنزل مع الأطفال‬ ‫له وجهان ‪�،‬أحدهمـا �إيجابي والآخ���ر �سلـب ــي ‪ ،‬فالوج ــه‬ ‫الإيجابي ‪ ،‬هو �أنّ اخلادمة متنح الطفل وتك�سبه ثقافة ولغة‬ ‫�أخرى‪ ،‬ال�سيما �إن كانت جتيد اللغة الإجنليز ّية‪ ،‬ف�إ ّنها ت�س ّهل‬ ‫على الطفل عن طريق املمار�سة التع ّلم ب�شكل �أ�سرع و�أ�سهل‪،‬‬ ‫و�أ�ضاف �أّن معظم اخلادمات القادمات من �شعوب �شرق‬ ‫�آ�سيا لديهنّ قدر كبري من االن�ضباط يف العمل ‪ ،‬وت�ضفي‬ ‫على الأ�سرة ج ّوا من االلتزام والرتتيب ب�شكل ملمو�س‪.‬‬ ‫‪ % 77‬من األسر السعود ّية التي تقطن في‬ ‫مدينة الرياض لديها خادمات ‪.‬‬

‫ولفت املهدي �إىل �أنّ بع�ض اخلادمات يتح ّدثن مع ال�صغار‬ ‫�أو �أمامهم بلغة ال يحتاجها ال�صغري يف حياته �أو درا�سته‬ ‫(كال�سريلنك ّية ) مثال فيحدث لهم( ت�شتّت لغوي)‪.‬‬ ‫وبينّ املهدي �أنّ ال�شقّ ال�سلبي يف وجود خادمة �أجنب ّية يف‬ ‫بيوت عرب ّية م�سلمة هو �أنّ كثريا من الأ�سر جتعل من اخلادمة‬ ‫حمورا للأ�سرة ‪ ،‬ويركنون �إليها يف ك ّل املها ّم‪ ،‬فكثريا ما تقوم‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫كثير من األسر تجعل من الخادمة محورا‬ ‫لألسرة ‪ ،‬ويركنون إليها في ّ‬ ‫المهام‪،‬‬ ‫كل‬ ‫ّ‬ ‫األم ألطفالها‪ ،‬ويرتبط بها‬ ‫فتقوم بدور ّ‬ ‫األطفال بشكل غير طبيعي‬

‫ا�ستلطاف يف بع�ض الأحيان بني الزوج واخلادمة ‪ ،‬وقد ي�صل‬ ‫الأمر �إىل ارتباط جن�سي �أو عاطفي ‪ ،‬وقد تكون العالقة فوق‬ ‫ال�سطح �أو غري ظاهرة‪.‬‬ ‫ومن خالل كثري من امل�شكالت التي تل ّقاها وعاي�شها املهدي يف‬ ‫ربرون لزوجاتهم بل‬ ‫�إحدى دول اخلليج �أ ّكد �أنّ بع�ض الأزواج ي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويح ّللون عالقتهم باخلادمة بزعم �أ ّنها (ملك ميني له)�أو �أنها‬ ‫تعامل معاملة (الإم��اء)‪ ،‬وهذا مفهوم غري �صحيح �شرعا �أو‬ ‫عرفا‪ ،‬فالزوج مل ي�أخذها من بني ال�سبايا �أو �أ�سرى حرب !!!‬ ‫آثار نفس ّية‬

‫�أو�ضح املهدي �أنّ حدوث جتاذب بني الزوج واخلادمة ب�شكل‬ ‫خفي �أو ظاهر ت�شعر ب��ه ال��زوج��ة ي��ولّ��د لديها غ�يرة جتاه‬ ‫ّ‬ ‫اخلادمة فتعاملها الزوجة بعدوان ّية ‪ ،‬وقد تن�ش�أ حرب م�سترتة‬ ‫جتاهها ‪ ،‬وقد ينتقل �إىل الأطفال ارتباك غري مفهموم لديهم‬ ‫يف العالقات داخل الأ�سرة‪.‬‬ ‫ولفت املهدي �إىل �أنّ �إلقاء امل�س�ؤول ّيات على عاتق اخلادمة‬

‫أثرها على تربية الطفل‬

‫�أكّ���د ال��دك��ت��ور �س ّيد م��رع��ي �أ���س��ت��اذ الرتبية �أنّ (اخل��ادم��ة‬ ‫الأجنب ّية) ظاهرة خليج ّية يف املقام الأ ّول ‪-‬و�إن بد�أت تنت�شر‬ ‫يف بع�ض ال��دول العرب ّية – و�أن��ه خالل تن ّقله يف دولتني من‬ ‫دول اخلليج مل�س هذه الظاهرة وت�أثريها على الأ�سرة امل�سلمة‪،‬‬ ‫ال�سيما �أنّ املنزل الواحد قد يكون به �أكرث من خادمة وخادم‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف مرعي �أنّ كثريا من الزوجات يف اخلليج ال يقمن‬ ‫ب�أدوارهنّ جتاه �أوالدهنّ يف الرتبية ‪ ،‬وال القيام ب�أعباء ومها ّم‬ ‫املنزل ‪ ،‬فمع الطفرة االقت�صاد ّية وحاالت املعي�شة املرتفعة‬ ‫تف ّرغت كثري م��ن الأمّ��ه��ات للعمل �أو الت�س ّوق واحلفالت‬ ‫الن�سائ ّية بعدما �ألقت مها ّمها على عاتق اخلادمة‪.‬‬ ‫م�شريا �إىل �أنّ �أركان الأ�سرة امل�سلمة �أ�صابها (انف�صام)‬ ‫ب�سبب عدم مراعاة الطفل من ِقبل الأ ّم والأب ‪ ،‬ومل يعد‬ ‫الطفل يخ�ضع مع وجود اخلادمة للرتبية العقائد ّية الفكر ّية‪،‬‬ ‫تهتم مب�أكله ونومه ومالب�سه‬ ‫فك ّل ما تفعله اخلادمة �أ ّنها ّ‬ ‫ّ‬ ‫تر�سخ فيه عقيدة �سليمة ‪ ،‬بل �إ ّنها قد تغطي‬ ‫وح�سب‪ ،‬لك ّنها ال ّ‬ ‫على �أفعاله ومعتقداته اخلاطئة يف بع�ض الأحيان وال تخرب‬ ‫بها الأ ّم‪.‬‬ ‫واعترب مرعي اخلادمة ( ج�سما غريبا) يف الأ�سرة قد‬ ‫ي�ؤ ّدي يوما �إىل تف ّككها ‪ ،‬و�أنّ �أثرها لن يظهر �إ ّال على املدى‬ ‫الطويل‪ ،‬ف�أثرها على ال�صغار يظهر يف ت�شتّت (العالقات‬ ‫ال��وال��ديّ��ة)‪ ،‬خا�صّ ة �أنّ �أكث ــر من م�صدر يرعاه ب�أ�شكال‬ ‫خمتلفه ‪ ،‬فلذلك ومع �صغر �س ّنه ال يعرف والءه الوالدي ملن ؟‬ ‫مو�ضحا �أنّ ت�أثريها على املراهق ت�شت ّد خطورته لأنّ املراهق‬ ‫يعتربها مثريا جن�س ّيا له‪ ،‬وقد حتدث وقائع بينهما‪ ،‬وما يزيد‬ ‫من خطورة اخلادمة �أ ّنه مع �سفر الزوجة �أو خروجها للعمل‬ ‫حتدث خلوة غري �شرع ّية بينها وبني الزوج وقد يحدث ما ال‬ ‫حتمد عقباه‪.‬‬ ‫و�أب��ان مرعي �أنّ��ه على قدر مم ّيزات اخلادمات الأجنب ّيات‬ ‫امل�ستقدمات غالبا من �شرق �آ�سيا وما يتح ّملنه من م�ش ّقة‬ ‫العمل ف�ضال عن كونهنّ عمالة غري مكلفة‪� ،‬إ ّال �أنّ عقيدتهنّ‬ ‫يغين خانة‬ ‫يظ ّل بها نوع من اخللل‪ ،‬بل �إنّ كثريا منهنّ قد رّ‬ ‫ال��دي��ان��ة يف ج��وازات��ه��ن للعمل يف ب��ي��وت ت�شرتط �أن تكون‬ ‫اخلادمة م�سلمة‪.‬‬

‫تقـــريـــر‬

‫تقـــريـــر‬

‫الأجنب ّيات جت��اوزت ح�� ّد ال�ضرورة �إىل ال�ترف والوجاهة‬ ‫االجتماع ّية ‪ ،‬وتتزايد من عام �إىل �آخر‪ ،‬حتّى �أ ّنها مل تعد‬ ‫ق�صر ًا على املدن الكربى فقط �أو العائالت الغن ّية وحدها‪،‬‬ ‫املتو�سطة‪.‬‬ ‫بل امت ّدت �إىل الريف وحتّى العائالت ّ‬

‫بدور الأ ّم لأطفالها‪ ،‬ويرتبط بها الأطفال ب�شكل غري طبيعي‪،‬‬ ‫لدرجة قد ت�شعرهم �أنّ��ه��ا �أمّ��ه��م التي حت ّقق احتياجاتهم‬ ‫بينما �أ ّمهم هي �أ ّم �شرف ّية خا�صّ ة لو كانت الأ ّم تعمل فتقوم‬ ‫اخلادمة بك ّل الأدوار ‪.‬‬ ‫و�أب���ان املهدي �أنّ من بني امل�شكالت الكربى التي ترتتّب‬ ‫على وجود �أجنب ّية ب�شكل دائم يف املنزل العربي هو حدوث‬

‫ب�شكل ك ّلي وب�سلب ّية واعتماد ّية من �أفراد الأ�سرة ‪ ،‬مع طاعة‬ ‫مطلقة من اخلادمة وتفان �شديد يف �أداء العمل بالأخ�صّ من‬ ‫اخلادمات امل�ستقدمات من دول �شرق �آ�سيا‪ ،‬يت�س ّبب كثريا يف‬ ‫�ضغط م�ستم ّر على اخلادمة وتخزين مل�شاعر �سلب ّية وعدوان ّية‬ ‫لفرتات طويلة‪ ،‬فتلج�أ �أحيانا �إىل �ضرب الأطفال ب�شكل ظاهر‬ ‫خفي �أو تلج�أ �إىل ال�سرقة �أو الهروب من املنزل ‪ ،‬وقد ت�صل‬ ‫�أو ّ‬ ‫الأم��ور يف بع�ض احل��االت �إىل قتل الأطفال �أو االنتقام من‬ ‫املخدومة‪.‬‬

‫الخادمة والعقيدة‬

‫وفقا لدرا�سة �أع ّدتها جامعة �أ ّم القرى �أ ّكدت بع�ض البحوث‬ ‫امل��ي��دان��يّ��ة يف منطقة اخلليج �أنّ �أك�ث�ر امل�ستقدمات من‬ ‫اخلادمات غري م�سلمات‪� ،‬إذ بلغت ن�سبتهنّ حوايل ‪� %60‬إىل‬ ‫‪ %75‬وعدد كبري منهنّ ينتمي �إىل ديانات غري �سماو ّية تق ّد�س‬ ‫الأوثان‪ ،‬وتعبد الأبقار‪ ،‬وحتوز الديانة الن�صران ّية على املرتبة‬ ‫الأوىل‪ ،‬حيث �أنّ �أكرثهنّ من الن�صران ّيات‪ّ ،‬ثم البوذ ّيات‪ّ ،‬ثم‬ ‫الهندو�س ّيات‪ ،‬والغريب �أنّ حوايل ‪ %97.5‬منهنّ ميار�سن‬ ‫طقو�سهنّ الدين ّية ح�سب الأدي��ان واملعتقدات التي ينتمني‬ ‫مما ي�شري �إىل خطورة هذا ال�صنف من‬ ‫�إليها وي�ؤمنّ بها‪ّ ،‬‬ ‫اخلادمات على الن�شء ‪.‬‬ ‫‪ %25‬من الخادمات في الكويت يك ّلمن‬ ‫األوالد في القضايا المتع ّلقة بالدين‬ ‫واالعتقاد‪.‬‬

‫وتزداد اخلطورة �إذا ُعلم �أنّ حوايل ‪ %50‬من ه�ؤالء املر ّبيات‬ ‫مما ي�ؤ ّكد �سهولة‬ ‫يقمن بالإ�شراف الكامل على الأط��ف��ال‪ّ ،‬‬ ‫ت�أثريهنّ يف الأوالد‪ ،‬وب��ثّ الأف��ك��ار والعقائد املنحرفة يف‬ ‫عقولهم‪ ،‬وقد �أثبتت بع�ض الدرا�سات يف الكويت �أنّ ‪%25‬‬ ‫من اخلادمات يك ّلمن الأوالد يف الق�ضايا املتع ّلقة بالدين‬ ‫واالعتقاد ‪.‬‬ ‫وعن ت�أثري اخلادمة على عقيدة الطفل اتّفق الدكتور عبد‬ ‫الرحمن فودة �أ�ستاذ ال�شريعة مع د‪ .‬مرعي على �أنّ للخادمة‬ ‫غري امل�سلمة ت�أثريا �سلب ّيا على عقيدة الأطفال ‪ ،‬فاخلادمة قد‬ ‫ت�ص ّلي وفقا لديانتها �أمام الأطفال ‪ ،‬فيق ّلد الأطفال حركاتها‬ ‫و�أداءها‪ ،‬فما (تك ّرر تق ّرر)‪� ،‬إ�ضافة �إىل �أنّ اخلادمة بعقيدتها‬ ‫املخالفة وعاداتها وتقاليدها قد تقوم ب�أ�شياء �سلب ّية منافية‬ ‫لل�شريعة الإ�سالم ّية‪ ،‬كم�شاهدة قنوات خم ّلة على التلفاز �أو‬ ‫على الإنرتنت‪� ،‬أو تتح ّدث مع �أحد الرجال وتدخل معه يف‬ ‫عالقات حم ّرمة‪.‬‬ ‫الخادمة ولغة الطفل‬

‫وفقا لدرا�سة جامعة �أ ّم القرى ف���إنّ ن�سبة املل ّمات باللغة‬ ‫العرب ّية من اخلادمات الأجنب ّيات ال تزيد عن ‪ %8‬من جمموع‬ ‫اخلادمات امل�ستقدمات يف منطقة دول اخلليج العربي‪ ،‬و�أنّ‬ ‫‪ %25‬من �أطفال الأ�سر يق ّلدون املر ّبيات يف اللهجة‪ ،‬و�أنّ‬ ‫�أكرث من ‪ %40‬منهم ت�شوب لغتهم لكنة �أجنب ّية‪ ،‬ويتع ّر�ضون‬ ‫مل�ضايقات من �أقرانهم ب�سبب ذلك‪،‬وتكمن اخلطورة يف �أنّ‬ ‫يتم يف ال�سنة الرابعة من عمر الطفل‬ ‫‪ %50‬من النم ّو العقلي ّ‬ ‫‪،‬لهذا ف�إنّ توليّ اخلادمة الأجنب ّية مه ّمة نقل الثقافة والتعليم‬ ‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪23‬‬


‫تقـــريـــر‬

‫ال�صبي خطر فادح‪.‬‬ ‫يف هذه الفرتة من عمر‬ ‫ّ‬ ‫و �أ ّكد الدكتور عرفة حلمي ع ّبا�س �أنّ الأ�صل يف الرتبية �أن‬ ‫يقوم بها الأب والأ ّم التي ال تق ّدم تربية ظاهر ّية �شكل ّية �إنمّ ا‬ ‫تق ّدم تربية حقيق ّية �أ�سا�سها بثّ القيم وال�سلوك واملعارف‬ ‫والأخ�لاق التي يحتاجها الأبناء لتدعيم هو ّيتهم وثقافتهم‬ ‫وانتمائهم‪ ،‬وه��ذه الأ ّم احلقيق ّية التي تتنازل عن دوره��ا‬ ‫للبديلة التي ت�س ّمى اخلادمة �أو جت��اوزا (املر ّبية)‪ ،‬ترتكب‬ ‫ي�شب عليها‬ ‫خط�أ ج�سيما ‪،‬فالعادات والأعراف التي ينبغي �أن ّ‬ ‫الطفل �سيت�ش ّربها من خالل هذه اخلادمة �أو الأ ّم البديلة‪،‬‬ ‫ي�شب غريبا عن عاداته وقيم جمتمعه و�أ ّمته‪.‬‬ ‫وبالتايل ّ‬ ‫تحدث الطفل بلغة أجنب ّية أو بلغة‬ ‫الخادمة ّ‬ ‫فيشب وهو بعيد عن لغته‬ ‫عرب ّية ركيكة ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يهدد هو ّيته الثقاف ّية ويفقده‬ ‫مما ّ‬ ‫األصيلة ّ‬ ‫االنتماء الحقيقي لوطنه و مجتمعه‪.‬‬

‫ب�شكل مبالغ فيه‪ ،‬و�أن يخ�صّ �صوا لها مكانا منا�سبا من حيث‬ ‫الإ�ضاءة والتهوية ‪،‬فعلى الأق�� ّل تكون غرفة �آدم ّية معقولة‪،‬‬ ‫عمال مببد�إ ما ير�ضاه لنف�سه ير�ضاه لغريه‪ ،‬و�أملح �إىل �ضرورة‬ ‫ك�سب و ّد اخلادمة وجذبها لتكون �أحد �أف��راد الأ�سرة حتّى‬ ‫ال ت�ؤ ّثر �سلبا على الأ�سرة �أو تنتقم من الأطفال عند غياب‬ ‫خمدومتها ‪.‬‬ ‫وروى فودة ق�صّ ة خادمة كانت تعمل يف بيت �أحد ال�صاحلني ‪،‬‬ ‫�إذ كان البيت الذي تخدم فيه يعتاد �أن ي�ستيقظ لقيام الليل‬ ‫تع�سر حال �س ّيدها باعها –ومل يكن ت�شريع‬ ‫يوم ّيا‪ ،‬لكن مع ّ‬ ‫منع بيع الرقيق قد �صدر‪ -‬وعندما ذهبت اخلادمة �إىل البيت‬ ‫اجلديد ا�ستيقظت كالعادة ل�صالة الليل فلم جتد �أحدا منهم‬ ‫م�ستيقظا فنادت فيهم فر ّدوا ب�أ ّنهم يقومون ل�صالة الفجر‪،‬‬ ‫فذهبت �إىل �س ّيدها الأ ّول ت�شتكي �إليه �أنّ��ه قد باعها لقوم‬ ‫�سوء‪ ،‬و�أو�ضح فودة �أنّ �صالح البيت والتزامه ينتقل للخادمة‬ ‫والعك�س �صحيح ‪.‬‬ ‫مواصفات الخادمة المناسبة‬

‫و�أو���ض��ح الدكتور ع ّبا�س خطورة الت�أثري اللغوي للخادمة‬ ‫الأجنب ّية على الطفل ‪ ،‬فهي حت ّدثه �إ ّما بلغة �أجنب ّية خال�صة‪،‬‬ ‫وهي اللغة التي ارتبطت بها ون�ش�أت عليها �أو حت ّدثه بلغة‬ ‫ي�شب الطفل وهو بعيد عن لغته‬ ‫عرب ّية ركيكة ‪ ،‬ويف احلالتني ّ‬ ‫العرب ّية الأ�صيلة‪ .‬و ت�ش ّرب الطفل لغة ال حتفظ له هو ّيته‬ ‫الثقاف ّية جتعله يفقد �شيئا ف�شيئا االنتماء احلقيقي لوطنه‬ ‫وجمتمعه‪ ،‬وقال ع ّبا�س‪� :‬إنّ العديد من الدرا�سات �أ ّكدت �أنّ‬ ‫ممن ارتبط تعليمهم بلغات �أجنب ّية ‪ ،‬يف�ضّ لون العمل يف‬ ‫كثريا ّ‬ ‫دول �أجنب ّية‪ ،‬بل وينتاب كثريا منهم لهجة ال�سخر ّية والته ّكم‬ ‫من الدول العرب ّية والثقافة العرب ّية ‪ ،‬وهكذا يرت ّبى الطفل‬ ‫لغرينا ال لنا‪ ،‬فقدميا قالوا ‪”:‬التعليم يف ال�صغر كالنق�ش‬ ‫على احلجر”‪ ،‬وقال ابن خلدون‪�”:‬إنّ تعليم ال�صغي ــر �أ�شـ ـ ّد‬ ‫ر�سوخا ‪..‬وهو �أ�صل ملا بعده”‬ ‫حقوق الخادمة‬

‫للخادمة حقوق كفلتها لها ال�شريعة الإ�سالم ّية وق��د �أكّ��د‬ ‫النبي �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم‬ ‫الدكتور عبد الرحمن فودة �أنّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و�ضع قاعدة للتعامل مع اخل��دم حيث قال �صلى اهلل عليه‬ ‫و�س ّلم ‪�ِ »:‬إخْ َوا ُن ُك ْم َخ َو ُل ُك ْم‪َ ،‬ج َع َل ُه ُم اللهّ ْ‬ ‫حت َت �أ ْي ِدي ُك ْم‪َ .‬ف َمنْ َكانَ‬ ‫مما ي�أ ُك ُل َو ْل ُي ْل ِب ْ�س ُه ممِّ ا َي ْل َب ُ�س‪ .‬وال‬ ‫� ُأخو ُه تحَ ْ َت َي ِد ِه َف ْل ُي ْط ِع ْم ُه ّ‬ ‫ُت َك ِّل ُفوهُ ْم ما َي ْغ ِل ُب ُه ْم ف�إنْ تك َّلفوهُ ْم ف� ِأعي ُنوهُ ْم «‪( .‬متّفق عليه‪،‬‬ ‫واملق�صود بخولكم يف احلديث ‪:‬خدمكم‪.‬‬ ‫وب�ّي�نّ ف��ودة �أنّ من حقّ اخلادمة �أنّ تٌعامل باحل�سنى‪ ،‬و�أن‬ ‫يكون لها احل��قّ يف راح��ة منا�سبة بحيث ال يجعلونها تعمل‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫�أو�ضح د‪ .‬ف��ودة �أنّ��ه عند اختيار اخلادمة يف�ضّ ل �أن تكون‬ ‫م�سلمة ومتز ّوجة وزوجها يخدم معها �أو قريب منها‪ ،‬ومن‬ ‫ال�ضروري الت�أ ّكد من عدم وجود خلوة بني اخلادمة والزوج‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫�أو الأبناء الذكور عند غياب الأ ّم ‪ ،‬مع تف ّقد الأبناء الذكور‬ ‫بالذات وقت غيابها‪ ،‬و�أن تكون اخلادمة حمت�شمة ال تلب�س ما‬ ‫ي�صف �أو ّ‬ ‫ي�شف �أو ما هو �ض ّيق‪ ،‬وب�شكل عا ّم يجب �أن تكون من‬ ‫بيئة م�سلمة حفاظا على الأطفال‪،‬وال ينبغي تكليفها ب�ش�ؤون‬ ‫الأوالد �إ ّال يف �أ�ضيق احلدود‪.‬‬ ‫ون�صح الدكتور ف��ودة الن�ساء الالتي ي�شعرن بتعب وم�ش ّقة‬ ‫يف خدمة �أبنائهنّ و�أزواج��ه��نّ ورعاية بيوتهنّ وال ي�ستطعن‬ ‫النبي �ص ّلى اهلل‬ ‫ا�ستقدام خادمات يع ّنهنّ ‪ ،‬مبا �أو�صى به ّ‬ ‫عليه و�س ّلم ابنته فاطمة عندما ذهبت �إليه ت�شكو هزال‬ ‫ج�سمها وتعبها من العمل يف �ش�ؤون البيت‪ ،‬وقد رغبت هي‬ ‫وزوجها �أن يهبها �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم خادم ًا من الأ�سريات‬ ‫النبي �ص ّلى اهلل‬ ‫الالتي جيء بهنّ بعد �إحدى الغزوات‪،‬فرف�ض ّ‬ ‫ً‬ ‫عليه و�س ّلم طلبهما وقال لهما‪ ،‬كيف �أعطيكما خادما ‪ ،‬و�أهل‬ ‫ال�ص ّفة جياع ال �أجد ما �أطعمهم ‪ ..‬ولكن �أد ّلكما على خري من‬ ‫ذلك ( ت�س ّبحان اهلل دبر ك ّل �صالة ثالث ًا وثالثني وحتمدانه‬ ‫وتكبانه ثالث ًا وثالثني ف�إ ّنهن خري لكما من‬ ‫ثالث ًا وثالثني رّ‬ ‫علي ر�ضي اهلل عنه ما تركتهنّ منذ �سمعتهنّ ‪� .‬إنّ‬ ‫خادم‪ .،‬قال ّ‬ ‫اال�ستغفار يزيد من ق ّوة الإن�سان وطاقته قال تعاىل } َو َيا َق ْو ِم‬ ‫ال�س َما َء َع َل ْي ُك ْم ِم ْد َرا ًرا‬ ‫ا�س َت ْغ ِف ُروا َر َّب ُك ْم ُث َّم تُو ُبوا �إِ َل ْي ِه ُي ْر ِ�س ِل َّ‬ ‫ْ‬ ‫لاَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لىَ‬ ‫َو َي ِز ْدك ْم ق َّو ًة �إِ ق َّو ِتك ْم َو َت َت َو َّل ْوا مجُ ْ ِر ِم َني {‪� - .‬سورة هود ‪-‬‬


‫للنفقــات‬ ‫المفاجئة ؟‬ ‫الأ�سرة ‪ -‬خــا�ص‬

‫نفقات حتم ّية مجهولة !! ‪:‬‬

‫الآن ح��ان الوقت ملواجهة «الأ���ش��ي��اء املجهولة التي ميكن‬ ‫معرفتها» وهي تلك النفقات احلتم ّية احلدوث التي تختبئ يف‬ ‫عامل الغيب ولك ّنها وا�ضحة على مر�أى من اجلميع‪.‬‬ ‫العديد من المفاجآت المكلفة في الحياة‬ ‫يمكنك التن ّبؤ بها تماما وبالتالي يمكنك‬ ‫أن تنقذ نفسك من القلق والتوتّر بأن تكون‬ ‫مستعدا مسبقا لمواجهة هذه المفاجآت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫غالبا ما تكون األشياء أكثر تكلفة عندما ال‬ ‫مستعدا لها في وقت مبكّ ر‪ ،‬وسرعان ما‬ ‫تكون‬ ‫ّ‬ ‫تجد نفسك تهرول في ّ‬ ‫كل اتّجاه لتدبير المال‬ ‫المطلوب لمواجهة هذه المفاجآت ‪..‬‬

‫ك ّلنا لدينا نفقات نعرفها ج ّيدا �أ ّنها قادمة وتلوح يف الأفق‪ ،‬ك�أن‬ ‫يطلب منك طبيب الأ�سنان فج�أة �أ ّنه يجب �أن حت�صل على تاج‬ ‫لإحدى �أ�سنانك يف �أقرب وقت‪� ،‬أو �أنّ ق�سط الف�صل الدرا�سي‬ ‫لأطفالك �سيح ّل بعد �شهرين ‪� ،‬أو ق�سط �س ّيارتك �أو �إيجار‬ ‫م�سكنك ‪ ،‬وغربها من النفقات املجدولة �أو املتو ّقعة ‪.‬‬ ‫�أ�شياء من هذا القبيل مثرية للقلق والتوتّر ومرهقة‪� .‬أنت تعرفها‬ ‫ولك ّنك حتفظها يف اجلزء اخللفي من دماغك‪ ،‬على �أمل �أ ّنها‬ ‫�سوف تذهب بعيدا‪ ،‬ولك ّنها ال تذهب‪ ،‬و عندما حتدث ف�إ ّنك‬ ‫ت�شعر بطريقة ما �أ ّنها غري متو ّقعة‪.‬‬ ‫هذا ما حدث لهدى وزوجها يف العام املا�ضي‪ .‬فلأ ّنهما احتفظا‬ ‫بفكرة دف��ع ر���س��وم املدر�سة البنهما يف اجل��زء اخللفي من‬ ‫عقلهما‪ ،‬مل يكونا على ا�ستعداد و�ضاعت منهما ن�سبة ال‪٪10‬‬ ‫قيمة التخفي�ض يف الر�سوم يف حالة دفعها يف وقت مب ّكر‪.‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬تو�صّ ال �إىل فكرة «�صندوق اال�ستعداد ملا �سي�أتي»‪،‬‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫وهو احل�ساب الذي و�ضعا فيه حوايل ‪ ٪10‬من دخلهما لتغطية‬ ‫النفقات «غري املتو ّقعة؟»‪.‬‬ ‫اخلبري االقت�صادي ح�سن القميحي يق ّدم لأرباب الأ�سر ّ‬ ‫خطة‬ ‫اال�ستعداد للنفقات غري املتو ّقعة ‪:‬‬ ‫إعداد قائمة النفقات القادمة‪:‬‬

‫ا�سحب قلما‪ ،‬وتف ّرغ مل ّدة ‪ 15‬دقيقة وابد�أ يف �إعداد قائمة أ� ّولية‬ ‫بالنفقات املنتظرة التي تلوح يف الأفق لهذا العام‪.‬‬ ‫وقد �أظهرت درا�سة ن�شرت يف جم ّلة �أبحاث امل�ستهلكني �أنّ‬ ‫النا�س مييلون �إىل �أن يكونوا ج ّيدين يف اال�ستعداد لأ�شياء مثل‬ ‫املوا ّد الغذائ ّية والغاز ور�صد تكلفتها يف ميزان ّياتهم‪ ،‬ولك ّنهم‬ ‫مما قد يت�ص ّور‬ ‫ي�ستبعدون النفقات غري اليوم ّية‪ ،‬وهي �أكرث ّ‬ ‫البع�ض‪ .‬اخلطوة الأوىل هي و�ضع هذه النفقات غري املنتظمة‬ ‫على الرادار اخلا�صّ بك‪.‬‬

‫«املجهولة ميكن معرفتها» تعلمونها‪ :‬تنقيط وت�س ّرب للمياه‬ ‫يحدث يف الطابق ال�سفلي ويحتاج �إىل الإ�صالح‪ ،‬تاج ال�سنّ الذي‬ ‫�أو�صى طبيب الأ�سنان برتكيبه‪ ،‬وغري ذلك من الأ�شياء التي كنت‬ ‫ت�ضعها يف م� ّؤخرة العقل وحان الآن و�ضعها يف مذ ّكرة للتعامل‬ ‫معها يف وقت قريب‪.‬‬

‫قم بجرد �سريع ولكن مد ّقق ملنزلك واملمتلكات‪ ،‬ال�س ّيارات‬ ‫والأج��ه��زة‪ .‬قم با�ستدعاء املل ّفات التي قمت بحفظها حتت‬ ‫عنوان «يجب �أن �أجنز هذا» يف جم ّلد يف دماغك ‪.،‬‬ ‫هناك �ضجيج غريب ي�صدر من ال�س ّيارة عندما تنطلق ب�سرعة‬ ‫تزيد على ‪100‬ك��م يف ال�ساعة‪ ،،‬وال�شامة التي طلب الطبيب‬ ‫�إزالتها يف وقت قريب‪ .‬م�� ّرة �أخ��رى‪ ،‬اكتب ك ّل �شيء يتط ّلب‬ ‫املعاجلة �أو الإ�صالح يف حياة عائلتك‪ّ ،‬ثم ح ّدد بعالمة النفقات‬ ‫امللحة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وال حتتاج �إىل معاجلة ك ّل �شيء يف �آن واحد‪ ،‬لذلك قم ب�إعطاء‬ ‫الأولو ّية لبع�ض الأ�شياء (مثل فرع �شجرة ميتة يتدلىّ ب�شكل‬ ‫خطري على امل��ر�آب) التي من �ش�أنها �أن تك ّلف �أق ّل بكثري �إذا‬ ‫قمت بالتعامل معها الآن ولي�س بعد �أن ت�س ّبب �أ�ضرارا ج�سيمة‪.‬‬ ‫أعد ّ‬ ‫وادخر ‪:‬‬ ‫خطة ّ‬

‫حت�سبا‬ ‫ربمّ ا تف ّكر‪ :‬لي�ست هناك طريقة ميكنني بها اال ّدخار ّ‬ ‫جلميع الأ�شياء الع�شوائ ّية يف احل��ي��اة‪ .‬ه��ذا �صحيح‪ ،‬ولكن‬ ‫ميكنك �أن ّ‬ ‫تخطط‪� ،‬إذا كنت م�ستع ّدا ذهن ّيا بن�سبة ‪ ٪100‬وعلى‬ ‫ا�ستعداد ما ّ‬ ‫يل بن�سبة‪ ، ٪ 50‬فهذا �أف�ضل كثريا من �أن تتجاهل‬ ‫عمدا الكثري من الديون التي كان ممكنا الوقاية منها بيديك‪.‬‬ ‫قم ب�إعداد ميزان ّية متو ّقعة للعنا�صر التي د ّونتها يف القائمة‬

‫تقريــــر‬

‫تقريــــر‬

‫كيف تستعدّ‬

‫طالع بت�أنّ التقومي احلايل للعام‪ ،‬و�أعد قائمة بالنفقات التي‬ ‫�إ ّما �أن تعرفها على وجه اليقني �أو ميكنك التخمني ب�أ ّنها �سوف‬ ‫حتدث وتطرق بابك​​قريبا‪ .‬ميكنك الرجوع �إىل اجلدول الزمني‬ ‫اخلا�صّ بالعام املا�ضي �إذا كان لديك‪.‬‬ ‫ت�أ ّكـد من ت�ضمي ــن الــمنا�سبات(حفـ ــالت الزفاف‪،‬العزومات‬ ‫يتم ���ش��را�ؤه��ا يف‬ ‫منا�سبات ال��ت��خ�� ّرج‪ ،‬وال��ه��داي��ا التي �سوف ّ‬ ‫املنا�سبات) �أو ال�سفر‪ ،‬االلتزامات العاد ّية كال�صيانة العاد ّية‬ ‫للمنزل وال�س ّيارات‪.‬‬ ‫و�ض ّمن كذلك ك ّل التكاليف ذات ال�صلة بالطفل يف ك ّل �شيء‪،‬‬ ‫مثل �أجر املع ّلم �أو ر�سوم املخ ّيم‪ ، ،‬وكذلك تكاليف �أ ّيام العطل‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك تكلفة امل�س ّليات‪ .‬حت ّقق يف ك ّل ذلك مع �أفراد الأ�سرة‬ ‫بحيث ميكن �أن يذ ّكروك مبا هو غائب عنك‪.‬‬

‫اخلا�صّ ة بك‪� .‬إذا كنت قد �أنفقت‪ 4000‬ريال على عطلة العام‬ ‫املا�ضي‪ ،‬هذا هو التقدير العادل للعام احلايل �أي�ضا‪ .‬كذلك‬ ‫ميكنك تقدير الأ�سعار املتو ّقعة ملجموعة متن ّوعة من عمل ّيات‬ ‫الإ�صالح واخلدمات املعروفة‪.‬‬ ‫ال داع��ي للذعر‪� ،‬إذ ميكن تغطية بع�ض ه��ذه النفقات ب��� ّأي‬ ‫م�ساحة كبرية للمناورة يف ميزان ّيتك‪ .‬ومن �أجل تغطية هذه‬ ‫النفقات غري املتو ّقعة افتح �صندوق «اال�ستعداد ملا �سي�أتي»‪.‬‬ ‫قم بفتح ح�ساب توفري لهذا الغر�ض وا ّتخاذ الرتتيبات الالزمة‬ ‫للتحويل التلقائي يف ال�صندوق مبع ّدل ك ّل يوم‪ .‬قيامك بهذا‬ ‫الت�أمني يجعلك تقطع �شوطا طويال نحو التقليل من ت�أثري‬ ‫تلك املفاج�آت التي لي�ست مفاجئة يف حقيقة الأمر‪ ،‬وترتكك‬ ‫تنعم ب�شعور هادئ وتتن ّف�س بعمق وارتياح بعد �أن ح�صلت على‬ ‫الو�سيلة التي ّ‬ ‫تغطي تكلفة الأ�شياء املفاجئة‪.‬‬ ‫تجربة واقع ّية‪:‬‬

‫هذه جتربة واقع ّية قام بها �إبراهيم ‪ 36 -‬عاما – ّ‬ ‫موظف يف‬ ‫و�سجل النفقات‬ ‫الريا�ض‪ ،‬حيث قام ب�إخراج دفرت مواعيده ّ‬ ‫املتو ّقعة لأ�سرته لفرتة الأ�شهر ال�ستّة ال��ق��ادم��ة‪....‬ون��ال يف‬ ‫�سجله بكلماته‬ ‫النهاية مكا�سب �أكرث ّ‬ ‫مما تو ّقع‪....‬وفيما يلي ما ّ‬ ‫عن هذه التجربة ‪:‬‬ ‫كتابة قائمتي للنفقات غري املتو ّقعة �ساعدتني على تذ ّكر‬ ‫النفقات التي مل �أكن عادة �أف ّكر فيها �إ ّال بعد و�صول الفواتري‪:‬‬ ‫جتديد ع�ضويتي يف نادي التخ�سي�س يف ال�شهر القادم(‪3000‬‬ ‫ريال) تغيري اجل ّوال القدمي بعد كرثة ّ‬ ‫تعطله (‪ 2500‬ريال)‪.‬‬ ‫الذهاب يف نزهـ ــة �إىل ع�سـيـر يف يوليو‬ ‫كما وع ــدت �أبنائ ــي(‪ 7000‬ريال )‪،‬‬ ‫ور���ص��دت النفقات املتو ّقعة لت�س ّوق‬ ‫العودة �إىل املدر�سة التي عادة ما تك ّلف‬ ‫نحو ‪ 600‬ريال‪ .‬والآن بعد �أن و�ضعت‬ ‫هذه النفقات يف مق ّدمة‬ ‫تي�سر يل‬ ‫ال��ع��ق��ل‪ّ ،‬‬ ‫���ش��راء ت��ذاك��ر‬ ‫ال�����س��ف��ر ج��� ّوا‬ ‫يف وقت مب ّكر‬ ‫ل���ل���ح�������ص���ول‬ ‫على �أرخ�����ص‬ ‫الأ���س��ع��ار و�أن��ا‬ ‫واثق من �أ ّنني‬ ‫�س�أكون �أف�ضل‬ ‫حاال‪.‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪27‬‬


‫الوحيد ‪ ..‬األكبر ‪ ..‬األوسط ‪ ..‬األصغر ‪ ...‬التوأم‬ ‫�سامية ال�سيد‬

‫الطفل الوحيد ‪:‬‬ ‫املالمح ال�شخ�ص ّية النموذج ّية ‪:‬‬ ‫يعب عن وجهة نظره بو�ضوح ويف ثقة ‪.‬‬ ‫‪ .1‬رّ‬ ‫‪ .2‬لديه �سعة تخ ّيل وقدرة على الإبداع ت�ساعدانه‬ ‫على ملء وقت فراغه ‪.‬‬ ‫‪ .3‬يتع ّلق بالكبار �أكرث من تع ّلقه بالأطفال ‪.‬‬ ‫لي�شجعه ذلك على‬ ‫‪ .4‬يحتاج �إىل ر�ضا الكبار ّ‬

‫الإجناز ‪.‬‬ ‫‪ .5‬من املمكن �أن يكون �أنان ّي ًا وال يراعي حقوق الآخرين ‪.‬‬ ‫‪ .6‬يجد �صعوبة يف م�شاركة الآخرين لأ ّنه تع ّود �أن تكون لعبه‬ ‫له وحده ‪.‬‬ ‫‪ .7‬كثري ًا ما ت�صدر منه نوبات من ح�� ّدة اخللق �أو الغ�ضب‬ ‫ربر لأ ّنه يفرت�ض �أنّ له �أن يفعل ما ي�شاء ‪.‬‬ ‫بدون م ّ‬ ‫‪ .8‬ال يحب �أن ينتظر دوره مع غريه من الأطفال ال�صغار ‪.‬‬ ‫و�ضعه يف الأ�سرة ‪:‬‬ ‫يعتقد بع�ض النا�س �أ ّنه ال فرق كبريا بني �أن يكون للطفل �إخوة‬ ‫�أو �أخوات �أو ال ‪ ،‬بينما يرى �آخرون �أنّ الطفل الوحيد ي�شبه‬ ‫متام ًا الطفل الأ ّول ‪ .‬ولكنّ الفرق الأ�سا�سي �أنّ الطفل الوحيد‬ ‫ال يناف�سه �أ بد ًا � ّأي �شخ�ص �آخر يف احل�صول على اهتمام‬ ‫وال��دي��ه ‪ ،‬فهو ين�ش�أ وي�ترع��رع وه��و النجم الالمع اجل�� ّذاب‬ ‫لوالديه ويظ ّل هكذا طوال طفولته ‪ .‬وال يحتاج �إىل جهد كبري‬ ‫لرفع ثقته يف نف�سه ‪ .‬كما �أ ّنه ي�ست�أن�س بوجود الكبار معه ‪.‬‬ ‫ومن ناحية �أخرى ف�إنّ الطفل الوحيد ال يجد فر�صة ل ّلعب مع‬ ‫�أطفال �آخرين �إ ّال �إذا دعا �أحد الأطفال �إىل بيته �أو العك�س ‪.‬‬ ‫وهذا هو �سبب ال�صعوبات االجتماع ّية التي غالبا ما يلقاها‬ ‫هذا الطفل حني يختلط ب�أطفال �آخرين لأ ّول م ّرة وعاد ًة ما‬ ‫يكون هذا يف احل�ضانة �أو املدر�سة ‪ .‬كما �أ ّنه يحتاج �إىل تع ّلم‬ ‫املهارات االجتماع ّية التي يكت�سبها الأطفال الآخرون بطريقة‬ ‫طبيع ّية مثل امل�شاركة و�أخ��ذ ال��دور والتفكري فيما يحتاجه‬ ‫الآخ��رون ‪ .‬ولكن الطفل �إذا كان يف �أ�سرة كبرية ف�إ ّنه يتع ّود‬ ‫امل�شاركة و�أخذ الدور ك�شيء معتاد ّ‬ ‫ومطرد يف حياة الأ�سرة ‪.‬‬ ‫وعادة ما ي�ضع الآباء والأ ّمهات جميع �أمانيهم و �آمالهم يف‬ ‫طفلهم الوحيد ‪ .‬وقد يكون هذا من الأمور الإيجاب ّية لأ ّنهم‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫صبــــــــا‬

‫صبــــــــا‬

‫كيف تربين طفلك‬

‫الطفل الوحيد أو األكبر أو األوسط أو األصغر أو‬ ‫التوأم ـ هل يختلف ّ‬ ‫كل منهم عن اآلخر ؟ وإذا‬ ‫كان كذلك فلماذا ؟ الخبيرة التربو ّية الدكتورة‬ ‫أهمية موقع طفلك بين‬ ‫فايزة عثمان تب ّين‬ ‫ّ‬ ‫أفراد األسرة ‪.‬‬

‫�سري ّكزون جهودهم مل�ساعدة طفلهم لتحقيق كفاءته الكاملة‬ ‫‪ .‬ولكنّ هذا قد يكون كذلك من الأم��ور ال�سلب ّية لأنّ بع�ض‬ ‫الآب��اء والأمّ��ه��ات يرجون من طفلهم الوحيد حتقيق جميع‬ ‫�أحالمهم وقد يكونون غري واقعيني يف ت�ص ّورهم لقدرات‬ ‫طفلهم ‪.‬‬ ‫ال يجد الطفل الوحيد فرصًا كثيرة ل ّلعب‬ ‫مع أطفال آخرين‪ .‬وهذا سبب الصعوبات‬ ‫االجتماع ّية التي غالبا ما يلقاها هذا‬ ‫الطفل ‪.‬‬

‫�إر�شادات للوالدين ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ع ّلمي طفلك م�شاركة الآخ��ري��ن بتعويده عليها وعلى‬ ‫انتظار ال���دور يف البيت ‪ ،‬لي�ساعده ذل��ك على االختالط‬ ‫بطريقة �أف�ضل مع الأطفال الآخرين ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ه ّيئي ل��ه فر�ص ًا كثرية م��ن اللعب م��ع الأط��ف��ال ‪� ،‬إمّ��ا‬ ‫با�ست�ضافة �أطفال �آخرين يف بيتك �أو ب�أخذه �إىل احل�ضانة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬اتركي طفلك يعتمد على نف�سه �إىل ح ّد معقول ‪ ،‬فال يلزم‬ ‫�أن تفعلي له ك ّل �شيء بنف�سك فهو ي�ستطيع مث ًال �أن يرتّب‬ ‫لعبه بنف�سه ‪.‬‬ ‫‪� .4‬ساعدي طفلك كي ي�شارك يف اهتمامات الكبار ‪ ،‬والعبي‬ ‫معه بع�ض الألعاب كي يتع ّود �أخذ الدور وانتظاره‪.‬‬ ‫‪ .5‬الطفل الوحيد كثري ًا ما ي�ستهوي والديه لتدليله ‪ ،‬ولكن‬ ‫ح��اويل �أن تقاومي تلبية طلباته غري املعقولة �أو حماولة‬ ‫تر�ضيته ب� ّأي �شكل ك ّلما فار غ�ضبه ‪.‬‬ ‫الطفل األكبر ‪:‬‬

‫املالمح ال�شخ�ص ّية النموذج ّية ‪:‬‬ ‫‪� .1‬أكرث ذكا ًء من �إخوانه و�أخواته ‪.‬‬ ‫‪� .2‬أكرث جناح ًا و�إجناز ًا يف حياته �سواء يف املدر�سة �أو بعد‬ ‫ذلك ‪.‬‬ ‫‪ .3‬يعمل على حماية الأطفال الأ�صغر منه يف الأ�سرة ‪.‬‬ ‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪29‬‬


‫واألمهات جميع أمانيهم‬ ‫عادة ما يضع اآلباء ّ‬ ‫و آمالهم في طفلهم الوحيد ‪،‬ويرجون منه‬ ‫تحقيق جميع أحالمهم وقد يكونون غير‬ ‫تصورهم لقدرات طفلهم‬ ‫واقعيين في‬ ‫ّ‬

‫وعادة ما ي�شكو الطفل الأكرب من �أنّ �إخوته و�أخواته ي�سمح‬ ‫لهم ب�أ�شياء ـ كالذهاب �إىل فرا�ش النوم مت� ّأخر ًاـ يف �سنّ مب ّكرة‬ ‫ربر �أحد‬ ‫عن ال�سنّ التي ي�سمح له فيها بتلك الأ�شياء ‪ ،‬وهذا ي ّ‬ ‫التح ّديات يف حياة الطفل الأك�بر فهو �أ ّول من يخو�ض يف‬ ‫جم��ال من املجاالت ط��وال ف�ترة الطفولة ويفتح الباب ملن‬ ‫خلفه من �إخوته ‪ ..‬وهذا و�إن كان يجعله �أكرث �صالبة وخ�شونة‬ ‫ويع ّوده كيف ي�ص ّر على ماله من حقوق ومطالب �إ ّال �أ ّنه �أي�ض ًا‬ ‫ي�ضعه حتت �ضغط كبري ‪.‬‬ ‫�إر�شادات للوالدين ‪:‬‬ ‫‪� .1‬أع ّدي طفلك الأكرب ملجيء املولود اجلديد ‪ ،‬فتح ّدثي معه‬ ‫عنه قبل موعد الوالدة بع ّدة �أ�شهر حتّى يتهيّ�أ لتق ّبل ذلك ‪.‬‬ ‫‪� .2‬أ�شركي طفلك الأك�بر يف رعاية امل��ول��ود ال�صغري ك�أن‬ ‫يح�ضر احل ّفاظ النظيف مث ًال ‪ ،‬وكذلك من املمكن تعويده �أن‬ ‫يكون �أ ّول من يق ّبل هذا املولود ك ّل ليلة قبل النوم ‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫الطفل الثاني أو األوسط ‪:‬‬

‫املالمح ال�شخ�ص ّية ‪:‬‬ ‫‪� .1‬أكرث ا�سرتخاء وتهاون ًا يف االلتزام بالعرف والتقليد من‬ ‫�أخيه الأكرب ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تق ّل فيه روح املناف�سة عن �سائر الأطفال يف الأ�سرة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ينتظر دائم ًا من �أخيه �أو �أخته الكربى الدعم وامل�ساندة ‪.‬‬ ‫‪ .4‬يتعامل بهدوء وال يحت ّد �أو يغ�ضب حني ال ت�سري الأمور‬ ‫على هواه ‪.‬‬ ‫يحب الريا�ضة وال�شعر ‪ ،‬وجتذبه املو�ضوعات الأكادمي ّية ‪.‬‬ ‫‪ّ .5‬‬ ‫‪ .6‬ي�شعر �أنّ �إجن��ازات �أخيه الأك�بر ّ‬ ‫تغطي عليه وتق ّلل من‬ ‫�أه ّميته ‪.‬‬ ‫‪ .7‬يخل�ص لأ�صدقائه و�أ�سرته ويحافظ على العهد ‪.‬‬ ‫مما يتط ّلع �إليه �أبواه يف درا�سته ‪.‬‬ ‫‪ .8‬يح ّقق �أق ّل ّ‬ ‫و�ضعه يف الأ�سرة ‪:‬‬ ‫غالب ًا ما تكون هناك روح مناف�سة قو ّية بني الطفل الثاين‬ ‫�أو الأو�سط والطفل الأك�بر خا�صّ ة �إذا كان الكبار يتباهون‬ ‫با�ستمرار بنجاح الطفل الأكرب وتف ّوقه �أمام الأ�صغر ‪ .‬ومن‬ ‫املمكن �أن يحدث هذا يف املدر�سة �أو احل�ضانة �أو حتّى قبل‬ ‫هذه املرحلة حني يعقد الكبار املقارنات بني الطفلني ‪ ،‬وقد‬ ‫ي�صعب على الطفل الأ�صغر �أن يالحق الأكرب والأكرث مهارة ‪.‬‬

‫يصنع اآلباء واألمهات أغلب أخطائهم‬ ‫أول مولود‬ ‫بأنفسهم في تعاملهم مع ّ‬ ‫لهم ‪ ،‬حيث يكونون مشغولين بتع ّلم‬ ‫ألول م ّرة‬ ‫كثير من األمور ّ‬

‫ولكن ربمّ ا وجد الطفل الأو�سط مز ّيته يف �أ ّنه لي�س �أ ّول من‬ ‫يذهب �إىل النوم يف امل�ساء ( فهذا من خ�صو�ص ّيات الطفل‬ ‫الأ�صغر) ‪ ،‬كما �أ ّنه لي�س �أ ّول من يك ّلف ب�أ�شغال البيت الثقيلة‬ ‫( فهذه عادة تخ�صّ �ص للأكرب ) ‪.‬‬

‫صبــــــــا‬

‫صبــــــــا‬

‫تقليدي ج ّد ًا حتّى يف طريقة ملب�سه ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .5‬يف�ضّ ل الأع��م��ال التي تتّ�سم باجل ّدية والر�صانة وروح‬ ‫التح ّدي ‪.‬‬ ‫يحب دائم ًا �أن يت�أ ّمر على �إخوانه ال�صغار ‪.‬‬ ‫‪ّ .6‬‬ ‫‪ .7‬يفتقر �إىل ن�صيحة الآخ��ري��ن خا�صّ ة �أث��ن��اء الأزم���ات‬ ‫وال�شدائد ‪.‬‬ ‫‪� .8‬أق ّل ثقة يف نف�سه من الأطفال الآخرين يف الأ�سرة ‪.‬‬ ‫و�ضعه يف الأ�سرة‪:‬‬ ‫نحن ـ ك�آباء و�أمّ��ه��ات ـ ن�صنع �أغلب �أخطائنا ب�أنف�سنا يف‬ ‫تعاملنا مع �أ ّول مولود لنا ‪ ،‬حيث نكون م�شغولني بتع ّلم كثري‬ ‫من الأمور لأ ّول م ّرة ‪ :‬كتغيري ح ّفاظ الطفل و�إعداد طعامه‬ ‫ومعرفة اللعب الأف�ضل له يف ك ّل فرتة من عمره ‪� ،‬أو مبعنى‬ ‫�آخر تع ّلم الأب ّوة والأمومة لأ ّول م ّرة ‪.‬‬ ‫ورغم وجود نقاط كثرية يف �صالح الطفل الأ ّول مقارنة‬ ‫ب�سائر الأطفال التالني له يف الأ�سرة �إ ّال �أ ّنه مييل عادة �إىل �أن‬ ‫مي�سه‪ .‬ويرجع ال�سبب‬ ‫يكون �أكرث ح�سا�سية وت�أ ّثر ًا لأق ّل �شيء ّ‬ ‫يف هذا �إىل �أنّ��ه يظ ّل فرتة من الزمن وهو الطفل الوحيد‬ ‫يتغي الو�ضع بو�صول طفل جديد ‪ ،‬ال�شيء الذي يزعجه‬ ‫ّثم رّ‬ ‫بالت�أكيد ‪.‬‬

‫‪ .3‬جت ّنبي املبالغة يف دفعه بق ّوة �إىل ما ت�ؤ ّملينه فيه ‪..‬فجميل‬ ‫�أن يكون لديك تط ّلعات و�آمال ولكن يجب �أن تكون وا�ضحة‬ ‫و�أ ّال جتنح �إىل ح ّد يعجز الطفل عن حتقيقه ‪.‬‬ ‫‪ .4‬اتركي له وقت ًا يق�ضيه بح ّريته وكما ي�شاء ‪ ..‬فال تطلبي‬ ‫منه �أن يظ ّل طول الوقت يالحظ �إخوته ال�صغار و يتع ّهدهم ‪.‬‬ ‫‪ .5‬حاويل �أن تق ّوي فيه الثقة بالنف�س با�ستمرار ‪ .‬و�أخربيه‬ ‫�أنّ��ه غري ملزم ـ ملج ّرد �أنّ��ه هو الأك�بر ـ �أن يت�سامح دائم ًا يف‬ ‫ح ّقه مع �إخوته ‪.‬‬

‫تتغي مع ك ّل طفل جديد ‪ ،‬وهذا‬ ‫وكذلك ف�إنّ مواقف الوالدين رّ‬ ‫قد ي�ؤ ّثر على �شخ�ص ّية الطفل الثاين‪ ،‬فخربتك ال�سابقة يف‬ ‫تربية طفلك الأ ّول بنجاح تعطيك ثقة يف مهاراتك الرتبو ّية‬ ‫كما تع ّلمك �أ�سا�س ّيات الرتبية ‪ .‬وهذا ال�شعور بالقدرة على‬ ‫الرتبية الناجحة ربمّ ا يجعلك �أكرث مرونة مع طفلك الثاين ‪،‬‬ ‫فال ت�صبح القوانني �صلبة فقد تنحني بل ربمّ ا تنك�سر وهذا‬ ‫يف�سر ملاذا ي�سمح للطفل الثاين يف �أغلب الأحوال مبدى‬ ‫هو ما ّ‬ ‫�أو�سع من التح ّرر مقارنة ب�أخيه الأكرب ‪ .‬كما قد يكون هذا هو‬ ‫ال�سبب يف كون ه�ؤالء الأطفال �أق ّل التزام ًا بالتقليد اجلاري‬ ‫ولهم طبيعة خ ّالقة ومبدعة ‪.‬‬ ‫ويف املقابل ف�إنّ الطفل الثاين له كذلك م�شكالته التي يعاين‬ ‫منها ‪ .‬ف�ضعي نف�سك مكانه وانظري من خالل وجهة نظره‬ ‫هو ‪ ،‬ف�ستجدين �أ ّنه لي�س هو الطفل الأكرب ولذلك ال ي�سمح‬ ‫له بجميع الأعمال ال�ش ّيقة واملثرية املتاحة لأخيه الأكرب ‪...‬‬ ‫وكذلك لي�س هو الطفل الأ�صغر ومن ّثم فالنا�س من حوله‬ ‫ينتظرون منه دائم ًا �أن يت�ص ّرف بطريقة �أف�ضل من �إخوته‬ ‫الأ�صغر منه ‪ .‬وهذا ك ّله يجعل الطفل الأو�سط ي�شعر �أنّ جميع‬ ‫الأطفال يف الأ�سرة – ماعدا هو‪ -‬يق�ضون �أوقات ًا �أطيب من‬ ‫�أوقاته ويعي�شون حياة �أ�سعد ‪.‬‬

‫�إر�شادات للأ ّم ‪:‬‬ ‫‪ .1‬اهت ّمي بتقدير ما ينجزه طفلك الثاين وجت ّنبي عقد‬ ‫مقارنات قادحة مع منجزات �أخيه الأكرب ‪.‬‬ ‫‪� .2‬أعطيه رعاية خا�صّ ة على انفراد بني الفينة والفينة ف�إ ّنه‬ ‫من ال�سهل �أن تغفلي عن احتياجات الطفل الثاين �أو الأو�سط‬ ‫و�سط االن�شغاالت العا ّمة يف حياة الأ�سرة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ع ّوديه حت ّمل امل�س�ؤول ّية ‪ .‬فلي�س هناك معنى معقول يق�ضي‬ ‫ب�أنّ الطفل الأكرب هو وحده الذي ينتظر منه الن�ضج وحت ّمل‬ ‫امل�س�ؤول ّية ‪.‬‬ ‫‪ .4‬اعملي على تنمية اهتمامات مع ّينة عنده ‪ .‬ف�إحدى‬ ‫الو�سائل التي جتعل الطفل الأو�سط ي�شعر ب�أه ّميته �أن يتقن‬ ‫بع�ض الهوايات التي لي�ست عند �أحد من �إخوته ‪.‬‬ ‫الطفل األصغر ‪:‬‬

‫املالمح ال�شخ�ص ّية النموذج ّية ‪:‬‬ ‫هلّ‬ ‫يدل �أي�ض ًا �إخوته‬ ‫‪ .1‬كما يقال هو» د ّلوعة « الأ�سرة ‪ ،‬حيث ِ‬ ‫و�أخواته الكبار ‪.‬‬ ‫‪ .2‬قد يت� ّأخر يف الو�صول �إىل بع�ض معامل الن�ضج والتط ّور‬ ‫كامل�شي والكالم ‪.‬‬ ‫‪ .3‬لي�س �أنان ّي ًا لأنّ��ه تع ّود منذ البداية �أن ي�شاركه غريه يف‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪31‬‬


‫هناك روح منافسة قو ّية بين الطفل‬ ‫األوسط والطفل األكبر سيما إذا كان‬ ‫الكبار يتباهون باستمرار بنجاح الطفل‬ ‫وتفوقه أمام األصغر ‪.‬‬ ‫األكبر‬ ‫ّ‬

‫و�ضعه يف الأ�سرة ‪:‬‬ ‫يعتمد هذا ب�صفة كبرية على فارق ال�سنّ بينه وبني الأطفال‬ ‫يف الأ�سرة ‪ .‬ف�إذا مل يكن هذا الفارق كبريا ( �أي �أق ّل من ‪� 3‬أو‬ ‫‪� 4‬سنوات ) فال يتو ّقع �أن يح�صل على دالل زائد عن �إخوته‬ ‫بل الأرجح �أ ّنه يعامل كفرد �ضمن جمموعة الأطفال ‪ .‬ولكن‬ ‫�إذا كان فارق ال�سنّ بني الطفل الأ�صغر وبق ّية الأطفال كبري ًا‬ ‫ج ّد ًا ‪ ،‬حينئذ �سيكون الطفل الأ�صغر هو حمور اهتمام الأ�سرة‬ ‫منذ حلظة والدته ‪ ،‬ولذلك ف�سي�شبه كثري ًا الطفل الوحيد يف‬ ‫�صفاته و�شخ�ص ّيته ‪ .‬وك ّلما زاد فارق ال�سنّ ك ّلما ازداد �أفراد‬ ‫الأ�سرة ولع ًا وتع ّلق ًا به ‪.‬‬ ‫ولكن يف مقابل هذا ‪ ،‬ف�إنّ الطفل الأ�صغر هو دائم ًا الواقف‬ ‫ّ‬ ‫ال�صف بالن�سبة ل ّأي �شيء ‪ ،‬فحني تو ّزع احللوى يكون‬ ‫يف �آخر‬ ‫يخي الأطفال يف املكان الذي يتنزّهون‬ ‫وحني‬ ‫‪،‬‬ ‫أخ�ير‬ ‫هو ال‬ ‫رّ‬ ‫فيه يكون هو �آخر من يختار ‪ ،‬و�أي�ض ًا حني ت�شرتي املالب�س‬ ‫اجلديدة فهو �آخر من ين�شغل به بال والديه لأ ّنه من املمكن‬ ‫�أن يلب�س ثياب �إخوته امل�ستعملة ‪ .‬وهذا يجعله من النوع الذي‬ ‫يطالب بحقوقه يف �إ�صرار ‪ ،‬و�أن يفتح املجاالت لنف�سه يف‬ ‫احلياة ‪ ،‬لأ ّنه قد تع ّود ذلك لينال ن�صيبه العادل من الرعاية‬ ‫واالهتمام‪. .‬‬ ‫وكثري من ال�صفات املرتبطة ب�شخ�ص ّية الطفل الأك�بر (‬ ‫كالأنان ّية وعدم الطم�أنينة و�ضعف الثقة بالنف�س ) ن��ادر ًا ما‬ ‫تظهر يف الطفل الأ�صغر فقد تع ّود منذ �أ ّول حلظة �أن يكون‬ ‫ف��رد ًا �ضمن جمموعة و�أنّ احلياة الأ���س��ريّ��ة تعني امل�شاركة‬ ‫وانتظار الدور ‪ .‬وهو ال ينزعج �إذا اقرتب طفل �آخر من �إحدى‬ ‫لعبه ف�إ ّنه مل يكن ّ‬ ‫قط الطفل الوحيد ولو لفرتة ق�صرية ‪.‬كما �أنّ‬ ‫ً‬ ‫هذا يعني �أ ّنه ي�شعر دائما بالأمن واالطمئنان حيث �أ ّنه يعلم �أنّ‬ ‫�إخوته الكبار �سيقومون بحمايته �إذا ا�ضط ّر الأمر لذلك ‪ .‬فال‬ ‫عجب �إذ ًا �أن ي�شعر الطفل الأ�صغر باال�سرتخاء والطم�أنينة ‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫املالمح ال�شخ�ص ّية النموذج ّية ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ي�شعر بالثقة واالطمئنان و�سط املجموعة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬يعترب تو�أمه الآخر �صديقه املف�ضّ ل ‪.‬‬ ‫‪ .3‬م�ستع ّد مل�شاركة الآخرين فيما ميلك لأ ّنه تع ّود �أن ّله رفيق ًا‬ ‫ثابت ًا ‪.‬‬ ‫‪ .4‬قد يبطئ يف تع ّلم الكالم ومع ّر�ض مل�شاكل اللهجة واللغة‬ ‫كثري ًا ‪.‬‬ ‫‪ .5‬قد يتك ّلم بلهجة ال يفهمها �إ ّال �شقيقه التو�أم ‪.‬‬ ‫‪ .6‬يجد بع�ض ال�صعوبة حني ينف�صل عن تو�أمه عند بدء‬ ‫الدرا�سة ‪.‬‬ ‫‪ .7‬ي�ستاء من � ّأي حماوالت جلعله يت�ص ّرف �أو يظهر ب�شكل‬ ‫مماثل ل�شقيقه التو�أم ‪.‬‬ ‫و�ضعه يف الأ�سرة ‪:‬‬ ‫هناك اعتقاد �شائع ـ و�إن كان على غري �أ�سا�س علمي وا�ضح ـ‬ ‫�أنّ هناك عالقة من نوع خا�صّ بني التو�أمني جتعل ك ًّال منهما‬ ‫يدرك �أفكار الآخر وم�شاعره ‪ .‬وحقيقة �أنّ التو�أمني يكون بينهما‬ ‫لهجة خا�صّ ة ال يفهمها �سواهما ـ و�إن كان ذلك ال ي�ستم ّر معهما‬ ‫بعد �سنّ املدار�س ـ ولكن هذا يحدث �أي�ض ًا بني � ّأي �شقيقني يف‬ ‫ال�سنّ قبل املدر�سة �إذا كان فارق ال�سنّ �صغريا ‪.‬‬ ‫والتو�أمان ال ي�شبه ك ّل منهما الآخر يف ك ّل �شيء على وجه‬

‫الطفل األصغر دائمًا هو الواقف في آخر‬ ‫ّ‬ ‫ألي شيء ‪ ،‬وهذا يجعله‬ ‫الصف بالنسبة ّ‬ ‫من النوع الذي يطالب بحقوقه في إصرار‪.‬‬

‫و�إذا كان تط ّور الطفل يت�أ ّثر فع ًال بكونه تو�أم ًا ‪ ،‬ف�إ ّنه ال‬ ‫يعني �شيئ ًا يف احلقيقة �أن يكون ول��د قبل تو�أمه الآخ��ر �أو‬ ‫بعده بدقائق قليلة ‪ .‬ولكنّ النا�س يهت ّمون ج ّد ًا برتتيب والدة‬ ‫التو�أمني خا�صّ ة �إذا كانا متماثلني ‪ ،‬لأنّ هذا الرتتيب مي ّكنهم‬ ‫من متييز ك ّل منهما عن الآخر ل�ش ّدة ت�شابههما ولكنّ هذا‬ ‫التميز الذي ي�صطنعه النا�س من املمكن �أن ي�ؤ ّدي يف الواقع‬ ‫�إىل نوع من التناف�س بني التو�أمني ‪ .‬وي�شعر « الأكرب « منهما‬ ‫�أنّ من حوله ي�ضغطون عليه لي�أخذ دور ال�سيادة و�إن كان هو ال‬ ‫يحب �أن ي�أخذ هذا الدور ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫صبــــــــا‬

‫صبــــــــا‬

‫اهتمام والديه وكذلك يف اللعب والدمى ‪.‬‬ ‫‪ .4‬يندمج مع غريه من الأطفال بطريقة ج ّيدة ‪.‬‬ ‫التغيات التي قد تطر�أ على الأحوال‬ ‫‪ .5‬يتك ّيف ب�سهولة مع رّ‬ ‫التي اعتادها ‪.‬‬ ‫‪ .6‬يتعامل مع الن�شاطات املختلفة ب�إخال�ص تا ّم ومن ك ّل قلبه ‪.‬‬ ‫‪ .7‬فيه براءة و�سذاجة ويتعامل مع النا�س بك ّل ثقة ‪.‬‬

‫�إر�شادات للأ ّم ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تط ّلعي يف طفلك الأ�صغر �إىل نف�س تط ّلعاتك يف �إخوته‬ ‫الآخرين ف�إنّ كونه الأ�صغر ال يعني �أ ّنه �سيكون �أق ّل فهم ًا �أو‬ ‫�أبط�أ تع ّلم ًا ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ينبغي �أن ت�شرتي لطفلك الأ�صغر مالب�س �أو لعبا جديدة‬ ‫من وقت �إىل �آخر �إذا كنت ت�ستطيعني ذلك بد ًال من �أن تعطيه‬ ‫دائم ًا اللعب واملالب�س التي ا�ستعملها �إخوته من قبل ‪.‬‬ ‫�شجعيه على الت�ص ّرف بن�ضج ‪ ،‬وح ّمليه �أحيان ًا بع�ض‬ ‫‪ّ .3‬‬ ‫امل�س�ؤول ّيات التي ت�سندينها عاد ًة �إىل الأطفال الأكرب منه ‪.‬‬ ‫‪ .4‬خ�صّ �صي وقت ًا مع ّين ًا ك ّل يوم له فقط ‪ ،‬وهذا قد ال يكون‬ ‫�سه ًال يف �أ�سرة كبرية ولك ّنه من املمكن �أن يفعل ‪.‬‬ ‫التوأم‬

‫التحديد حتّى و�إن كانا من النوع املتماثل ‪ ،‬فبينما يوجد‬ ‫بينهما فع ًال ت�شابه كبري يف د ّقات القلب ومع ّدل النب�ض �أكرث‬ ‫مما يوجد بني التو�أمني من النوع غري املتماثل �إ ّال �أنّ هناك‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫�أي�ضا بع�ض الفروق بني التو�أمني « املتماثلني « �أع�سر اليدين‬ ‫والآخ��ر �أمين اليدين ‪ ،‬كما �أنّ الأع�سر قد يكون كذلك �أق ّل‬ ‫حجم ًا ‪ .‬وكذلك توجد اختالفات كثرية يف �شخ�ص ّية ك ّل‬ ‫منهما ‪.‬‬

‫ولع ّلك تت�ساءلني هل من الأف�ضل �إب��راز �أوج��ه الت�شابه �أو‬ ‫االختالف بني التو�أمني �أم ال ‪ .‬ولكن احلقيقة �أنّ ك ًال منهما‬ ‫�سيتط ّور وينمو مبفرده بغ�ضّ النظر ع ّما تفعلينه ‪ .‬وبع�ض‬ ‫�آباء التوائم املتماثلني يف�ضّ لون �أن يلب�سوهم مالب�س متماثلة‬ ‫خا�صّ ة يف ال�سنة الأوىل ‪ .‬وهذا ح�سن ‪ ،‬ولكن ال تنتظري من‬ ‫التو�أمني �أن يكونا كح ّبتي الب�سلة يف القرن الواحد ‪ ،‬ف�إنّ هذا‬ ‫ي�ضعهما حتت �ضغوط غري الزمة ‪.‬‬ ‫�إر�شادات للأ ّم ‪:‬‬ ‫‪� .1‬إنّ القيام بتع ّهد ال��ت��و�أم�ين مه ّمة ع�سرية فا�ستعيني‬ ‫مب�ساعدة الآخرين قدر ما ا�ستطعت ‪.‬‬ ‫�شجعي ك ّل تو�أم �أن يكون لديه اهتمامات وهوايات خا�صّ ة‬ ‫‪ّ .2‬‬ ‫‪ .‬ف�إنّ التو�أم ي�شعر ب�سعادة �أكرب حني يكون له جزء خا�صّ يف‬ ‫حياته يت�ص ّرف فيه با�ستقالل ّية ‪.‬‬ ‫‪ .3‬حاويل التع ّرف �إىل مواطن االختالف بينهما ‪ .‬وك ّل تو�أم‬ ‫�سيكون له �شخ�ص ّيته املتم ّيزة ‪.‬‬ ‫‪ .4‬ه ّيئي لهما بع�ض الن�شاطات االجتماع ّية ف�إ ّنه من املفيد‬ ‫لهما اختالطهما ب�أطفال �آخرين‪.‬‬ ‫‪ .5‬ك��وين م�ستع ّدة لدخولهما مدر�ستني خمتلفتني ‪ .‬وقد‬ ‫تف�ضّ لني �أنت �أن يكون طفالك التو�أمان يف ف�صلني خمتلفني‬ ‫يف املدر�سة ‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫جمدي عيـ�سى‬

‫المودة والتراحم ‪ ،‬وهو ما يقتضي من المرء أن يتغافل‬ ‫يؤسس اإلسالم العالقات االجتماع ّية على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عن بعض زالت إخوانه وأن يلتمس لهم األعذار وأن يكون في تعامالته سه ً‬ ‫ال ل ّينًا رفيقًا في غير‬ ‫النبي ص ّلى اهلل عليه وس ّلم ‪ « :‬اإليمان الصبر والسماحة » ‪.‬‬ ‫ضعف وال عجز ‪ ،‬قال‬ ‫ّ‬

‫وهذه الأخالق الب ّد منها ال�ستدامة املو ّدة بني الزوجني ‪ ،‬قال‬ ‫تعاىل ّ‬ ‫مرغب ًا يف العفو عن الزوجة ‪ « :‬يا �أ ّيها الذين �آمنوا‬ ‫�إنّ من �أزواجكم و�أوالدك��م عد ّو ًا لكم فاحذروهم و�إن تعفوا‬ ‫وت�صفحوا وتغفروا ف�إنّ اهلل غفور رحيم »‪.‬‬ ‫النبي ‪� -‬ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم ‪ -‬على الرت ّفق بالن�ساء‬ ‫وقد حثّ ّ‬ ‫ومراعاة �ضعفهنّ وعدم ن�شدان الكمال فيهنّ فقال ‪ « :‬إنّ�‬ ‫املر�أة خلقت من �ضلع و�إنّ �أعوج ما يف ال�ضلع �أعاله ‪ ،‬ف�إذا‬ ‫ذهبت تقيمه ك�سرته وك�سرها طالقها « ‪ ،‬فا�ستو�صوا بالن�ساء‬ ‫خري ًا » ‪.‬‬ ‫وم��ن �أ���س��ب��اب اخل�لاف��ات ال��زوج��يّ��ة ‪ ،‬م��ا يتّ�صف ب��ه بع�ض‬ ‫الأزواج من ال�ش ّدة والغلظة والكرب يف تعاملهم مع ن�سائهم‬ ‫فيعاملونهنّ معاملة ال�سادة للعبيد ويح ّملونهنّ من التكاليف‬ ‫ما يفوق قدراتهنّ ويحا�سبونهنّ حما�سبة ال�شريك ال�شحيح‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫ل�شريكه وي�ستب ّدون بر�أيهم فال �شورى وال مناق�شة لأوامرهم‬ ‫وال تعقيب وال مراجعة لتعليماتهم ‪.‬‬ ‫ومن مظاهر هذه الدكتاتور ّية ‪� ،‬أن ي�س�أل الزوج عن ك ّل �شيء‬ ‫يف البيت ويتلقط �أخطاء الزوجة ويغ�ضب ويثور ويعاقب �إذا‬ ‫ر�أى � ّأي تق�صري ‪ ،‬ويقف لها باملر�صاد كما لو كانت جمرم ًا‬ ‫يجب مالحقته ومراقبته و�إ�ساءة الظنّ به ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وال�شك �أنّ ه��ذا الأ�سلوب من ّفر وق��د يف�ضي بالزوجة �إىل‬ ‫الفرار �إىل بيت �أهلها �أو طلب الطالق ‪.‬ولذلك ‪ ،‬فمن احلكمة‬ ‫التغافل عن الأخطاء الي�سرية التي تقرتفها الزوجة ‪ ،‬وعدم‬ ‫املتابعة الدقيقة لأدائها املنزيل ‪ ،‬والعفو عن ز ّالتها ما مل‬ ‫ت�صل �إىل ح ّد الفاح�شة ‪.‬قال الإمام مالك ‪ « :‬وجدت ت�سعة‬ ‫�أع�شار ح�سن اخللق يف التغافل »‪ .‬وقال الف�ضيل بن عيــا�ض ‪:‬‬ ‫« الفت ّوة هي ال�صفح عن عرثات الإخوان »‬

‫كثرة المحاسبة واالنتقاد والمعاتبة‬ ‫المودة‬ ‫واإلحراج تفضي إلى قطع حبال‬ ‫ّ‬ ‫أن زوجها ال يطيقها‬ ‫وتجعل الزوجة تدرك ّ‬ ‫وأنّه يتر ّبص بها ويضطهدها ويسيء‬ ‫يؤدي إلى بغضها له ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مما ّ‬ ‫الظن بها‪ّ ،‬‬

‫قال الإمام احلجاوي ‪ :‬وال ت�س�ألن ع ّما عهدت وغ�ضّ عن عوار‬ ‫�إذا مل يذمم ال�شرع تُر�شد ‪.‬‬ ‫واملعنى ال ت�س�أل ع ّما عهدته من جتاوزات ي�سرية و�أخطاء ال‬ ‫يخلو منها بيت طاملا مل ت�صل �إىل ح ّد املخالفة ال�شرع ّية ف�إنّ‬ ‫وال�شح ‪.‬‬ ‫التنقيب عن ك ّل كثري وحقري من �أخالق �أهل احلر�ص‬ ‫ّ‬ ‫ولذلك ورد يف منثور احلكم « ما ا�ستق�صى كرمي ّ‬ ‫قط « �أي �أنّ‬ ‫الكرمي ال ي�ستويف حقوقه من النا�س كاملة بل من الإح�سان �أن‬ ‫يتنازل عن �شيء من ح ّقه ‪.‬‬ ‫ويف حدي ــث �أ ّم زرع ‪ « :‬قال ــت اخلام�سة زوج ـ ــي �إن دخل‬ ‫فه ــد ‪ ،‬و�إن خرج �أ�سد‪ ،‬وال ي�س�أل ع ّما عهد « قال ابن الأنباري‬ ‫يف قولها �إن دخل فهد �أي نام وغفل كالفهد لكرثة نومه ‪ .‬ويف‬ ‫ت�شبيه بالأ�سد و�صف له بال�شجاعة‪ .‬وقولها‪ :‬وال ي�س�أل ع ّما‬ ‫عهد‪� ،‬أي ال يفتّ�ش ع ّما ر�أى يف البيت وعرف‪ .‬قال �أبو عبيد ‪ :‬ال‬ ‫يتف ّقد ما ذهب من ماله وال يلتفت �إىل معايب البيت وما فيه ‪،‬‬ ‫فك�أ ّنه �ساه عن ذلك ‪.‬‬ ‫يغض الطرف‬ ‫الزوج العاقل هو من‬ ‫ّ‬ ‫عن األخطاء اليسيرة للزوجة وينظر‬ ‫إلى إيجاب ّياتها ‪ ،‬ويعمل على تنميتها‬ ‫ومعالجة األخطاء برفق ‪.‬‬

‫ومن الأزواج من �إذا دخل البيت ح ّوله �إىل ثكنة ع�سكر ّية في�أمر‬ ‫ومتوعد ًا وحم ّذر ًا‬ ‫وينهى ويثيب ويعاقب ويرفع �صوته مه ّدد ًا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومتدخ ًال فيما هو من �صميم اخت�صا�ص الزوجة‪ ،‬ك�أن‬ ‫ومنذر ًا‬ ‫يقحم نف�سه يف �أمر ترتيب املنزل وتنظيم املطبخ و�إدارت��ه‪،‬‬ ‫ومعلوم �أنّ البيت هو مملكة املر�أة التي ي�سو�ؤها �أن ينازعها‬ ‫فيها �أحد حتّى لو كان الزوج ‪.‬‬ ‫وقد ُو�صف علي ر�ضي اهلل عنه ب�أ ّنه كان عند فاطمة كالثعلب‬ ‫�أي يتناوم ويتغافل ع ّما يف البيت وهذا من كرم خلقه ‪ ،‬فما‬ ‫�أكرمهنّ �إ ّال كرمي وال �أهانهنّ �إ ّال لئيم ‪.‬‬

‫وشــــائج‬

‫وشــــائج‬

‫ُ‬ ‫ويبقى الحـب‬ ‫ما بقي رفق الـزوج‬

‫مما يف�ضي‬ ‫�إنّ كرثة املحا�سبة واالنتقاد واملعاتبة والإح��راج ّ‬ ‫�إىل قطع حبال امل��و ّدة ويجعل الزوجة ت��درك �أنّ زوجها ال‬ ‫مما‬ ‫يطيقها و�أ ّنه يرت ّب�ص بها وي�ضطهدها وي�سيء الظنّ بها‪ّ ،‬‬ ‫ي�ؤ ّدي �إىل بغ�ضها له ‪.‬‬

‫وقد مدحت �أعراب ّية زوج�� ًا لها �إثر موته فقالت‪«:‬كان واهلل‬ ‫�ضحاك ًا �إذا ولج �س ّكيت ًا �إذا خرج غري م�سائل ع ّما فقد �أ ّكا ًال‬ ‫ّ‬ ‫ما وجد» ‪.‬‬ ‫وبع�ض الأزواج تراه دائم التوبيخ والإهانة لزوجته وا ّتهامها‬ ‫بالعجز والك�سل والف�شل ومقارنتها بقريباته �أو �أخواته ‪ ،‬وال‬ ‫ال�سب وال�شتم والتعيري وتهديدها‬ ‫يقبل لها عذر ًا ويكيل لها ّ‬ ‫ب��ال��ط�لاق �إذا مل ت�ستقم ‪.‬وال � ّ‬ ‫��ش��ك �أنّ ه���ذه امل��م��ار���س��ات‬ ‫واملا�سة بكرامتها من �ش�أنها �أن‬ ‫اال�ستبداد ّية املهينة للزوجة ّ‬ ‫تثري العداوة والبغ�ضاء بني الزوجني بد ًال من املو ّدة والرحمة ‪.‬‬ ‫والزوج العاقل هو الذي يغ�ضّ الطرف عن الأخطاء الي�سرية‬ ‫للزوجة وينظر �إىل �إيجاب ّياتها كما �أنّ لها �سلب ّيات ‪ ،‬ويعمل‬ ‫على تنمية الإيجاب ّيات ومعاجلة الأخطاء برفق فما دخل‬ ‫الرفق يف �شيء �إ ّال زانه وال دخل العنف يف �شيء �إ ّال �شانه ‪،‬‬ ‫وغني عن البيان �أنّ الرتكيز على العيوب فقط وتت ّبعها ال يع ّد‬ ‫ّ‬ ‫�إن�صاف ًا ‪ ،‬فالزوجة قد تكون مث ًال مق�صّ رة يف بع�ض اخلدمة‬ ‫املنزل ّية ‪ ،‬لك ّنها عفيفة عن الفاح�شة و�أكل احلرام تق ّية عابدة ‪،‬‬ ‫وقد ال حت�سن الطبخ ‪ ،‬ولك ّنها ماهرة يف تربية الأوالد وحت�سن‬ ‫التب ّعل لزوجها ‪.‬‬ ‫مدحت أعراب ّية زوجًا لها إثر موته فقالـت ‪:‬‬ ‫ضحاكًا إذا ولج‪ ،‬سكّ يتًا إذا خرج‬ ‫« كان واهلل ّ‬ ‫ً‬ ‫أكّ‬ ‫عما فقد‪ ،‬اال ما وجد»‪.‬‬ ‫غير مسائل ّ‬

‫النبي �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم ‪ « :‬ال يفرك م�ؤمن م�ؤمنة �إن‬ ‫قال ّ‬ ‫ً‬ ‫كره منها خلقا ر�ضي منها �آخر « رواه م�سلم عن �أبي هريرة ‪.‬‬ ‫قال ال�شاعر ‪:‬‬ ‫و�إذا احلبـي ــب �أت ــى ب ــذنـ ـ ــب واحـ ـ ـ ــد‬ ‫ج ـ ــاءت مـ ـح ــا�س ـن ــه بـ ـ�ألـف �ش ـفـ ـيـع ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫وقال �آخر‪:‬‬ ‫وم ــن مل يغم�ض عينه عن �صديـقــه‬ ‫وعـ ــن بعـ ــ�ض م ــا في ــه ميــت وهــو عاتب‬ ‫ ‬ ‫ومــن يتطـ ـ ـ ّلب جـ ــاهد ًا ك ـ ـ ـ ّل عثــرة‬ ‫يجدها وال ي�سل ــم ل ــه الده ــر �صاحـ ـ ــب‬ ‫ ‬ ‫وقال �أكثم بن �صيفي‪« :‬من �ش ّدد نفر ‪ ،‬ومن تراخى ت�ألف ‪،‬‬ ‫وال�شرف يف التغافل» ‪.‬‬ ‫�إنّ العالقة الزوج ّية �ساحة الختبار دين ال��زوج و�أخالقه ‪،‬‬ ‫و�شتّان بني زوج ي�ستدمي م��و ّدة زوجته بح�سن خلقه و�صربه‬ ‫و�سماحته وبني زوج يفقد زوجته �سريع ًا لت�ش ّدده وفظاظته‬ ‫وغلظته و�ضيق �صدره‪ .‬فما �أ�صعب البناء وما �أي�سر الهدم ‪ .‬وقد‬ ‫خلقنا للبناء والإعمار والإ�صالح ال للهدم والتخريب والإف�ساد ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪35‬‬


‫قضــــايــــا‬

‫قضــــايــــا‬

‫فما هو العدل وما �أنواعه ‪ ،‬وما ثمرته ‪ ،‬وكيف طب ّقه امل�سلمون‬ ‫يف حياتهم ؟؟ وكيف نح ّققه نحن يف حياتنا اليوم ّية والعمل ّية ؟‬ ‫امل��راد بالعدل �إعطاء ك ّل ذي حقّ ح ّقه ‪� ،‬إن خ�ير ًا فخري ‪،‬‬ ‫و�إن �ش ّر ًا ف�ش ّر ‪ ،‬من غري تفرقة بني امل�ستح ّقني ‪ .‬فالعدل هو‬ ‫الإن�صاف‪ ،‬و�إعطاء املرء ما له‪ ،‬و�أخذ ما عليه‪ .‬وقد جاءت‬ ‫�آي���ات كثرية يف ال��ق��ر�آن ال��ك��رمي ت���أم��ر بالعدل وحت��ثّ عليه‬ ‫التم�سك به‪ ،‬يقول تعاىل‪�} :‬إنّ اهلل ي�أمر بالعدل‬ ‫وتدعو �إىل ّ‬ ‫والإح�سان و�إيتاء ذي القربى{ ‪-‬النحل‪ .-90 :‬ويقول تعاىل‪:‬‬ ‫}و�إذا حكمتم بني النا�س �أن حتكموا بالعدل{ ‪-‬الن�ساء‪:‬‬ ‫‪ .-58‬والعدل ا�سم من �أ�سماء اهلل احل�سنى و�صفة من �صفاته‬ ‫�سبحانه‪.‬‬ ‫والعدل له منزلة عظيمة عند اهلل‪ ،‬قال تعاىل‪} :‬و�أق�سطوا‬ ‫يحب املق�سطني{ ‪-‬احلجرات‪ .-9 :‬وكان ال�صحابي‬ ‫�إنّ اهلل ّ‬ ‫اجلليل �أبو هريرة ‪-‬ر�ضي اهلل عنه‪ -‬يقول‪ :‬عمل الإمام العادل‬ ‫يوما �أف�ضل من عبادة العابد يف �أهله مائة �سنة‪.‬‬ ‫يف رع ّيته ً‬ ‫وقد ُحكي �أنّ �أحد ر�سل امللوك جاء ملقابلة عمر بن ّ‬ ‫اخلطاب‪،‬‬ ‫فتعجب؛ �إذ كيف ينام حاكم امل�سلمني‬ ‫فوجده نائ ًما حتت �شجرة‪ّ ،‬‬ ‫فنمت يا عمر‪.‬‬ ‫حكمت‬ ‫دون َح�� َر� ٍ��س‪ ،‬وق��ال‪:‬‬ ‫أمنت َ‬ ‫فعدلت ف� َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فالعدل �أ�سا�س امللك‪ ،‬فقد كتب �أحد الو ّالة �إىل اخلليفة عمر‬ ‫بن عبد العزيز‪-‬ر�ضي اهلل عنه‪ -‬يطلب منه ما ًال كث ًريا ليبني‬ ‫�سو ًرا حول عا�صمة الوالية‪ .‬فقال له عمر‪ :‬ماذا تنفع الأ�سوار؟‬ ‫ح�صّ نها بالعدل‪ ،‬و َنقِّ طرقها من الظلم‪.‬‬ ‫العدل يشعر الناس باالطمئنان‬ ‫واالستقرار‪ ،‬ويحفّ زهم على العمل واإلنتاج‪،‬‬ ‫فيتّسع العمران وتكثر الخيرات وتزداد‬ ‫األموال واألرزاق ‪.‬‬

‫العدل قوام الدين و ميزان‬ ‫العمل وأساس الملك‬ ‫�إ�سالم �أحمد‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫بعث اهلل رسله وأنزل كتبه لنشر العدل‬ ‫بين األنام ‪ ،‬قال تعالى‪(( :‬لقد أرسلنا ُرسلنا‬ ‫بالب ّينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان‬ ‫ليقوم الناس بالقسط)) والقسط ‪ :‬العدل ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وكل مك ّلف هو صاحب موازين في أفعاله‬ ‫وأقواله وخطراته فالويل له إن عدل عن العدل‬ ‫ومال عن االستقامة ‪ ،‬والعدل وهو قوام الدنيا‬ ‫والدين ‪ ،‬وسبب صالح العباد والبالد‬

‫و�أمر اهلل تعاىل بالعدل لتو ّزع به الأن�صبة واحلقوق‪ ،‬وتق ّدر‬ ‫به الأعمال والأ�شخا�ص‪� ،‬إذ هو امليزان امل�ستقيم ال��ذي ال‬ ‫متيل ك ّفته‪ ،‬وال يخت ّل وزنه وال ي�ضطرب مقيا�سه‪ ،‬فمن رام‬ ‫خمالفته وق�صد مجُ انبته ع�� ّر���ض دينه للخبال وعمرانه‬ ‫للخراب‪ ،‬وعزّته للهوان وكرثته للنق�صان‪ ،‬وم��ا من �شيء‬ ‫قام على العدل وا�ستقام عليه ‪� ،‬إ ّال �أمن االنعدام و�سلم من‬ ‫االنهيار‪ .‬فعندما تختفي �أن��وار العدل عن الب�شر ‪ ،‬يغ�شاهم‬ ‫ب�شكل فظيع‪ ،‬حيث جتد‬ ‫الهرج واملرج ‪ ،‬ويتف�شّ ى الظلم بينهم ٍ‬ ‫القوي يفتك بال�ضعيف ‪ ،‬والقادر ي�سلب حقّ العاجز ‪ ،‬والغالب‬ ‫ّ‬ ‫ُيريق دم املغلوب ‪ ،‬والراعي يه�ضم حقّ املرعى ‪ ،‬والكبري يقهر‬ ‫ال�صّ غري ‪ ،‬وال يخرجهم من هذا الو�ضع امل�شني �إ ّال “العدل”‬ ‫فهو �سعادتهم ‪ ،‬وقاعدة �أمنهم وا�ستقرارهم ‪.‬‬ ‫فالعدل ي�شعر النا�س باالطمئنان واال�ستقرار‪ ،‬وحافز كبري‬ ‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪37‬‬


‫العدل أكثر من مج ّرد االلتزام باللوائح‬ ‫والقوانين واألنظمة ‪ ،‬فتلك تملك من‬ ‫الزواجر ما تلزم به المسلم والكافر على‬ ‫السواء‪.‬‬

‫يقول ابن خلدون‪- :‬اعلم �أنّ العدوان على النا�س يف �أموالهم‪،‬‬ ‫ذاه��ب ب�آمالهم يف حت�صيلها واكت�سابها‪ ،‬ملا يرونه حينئذ‬ ‫من �أنّ غايتها وم�صريها انتهابها من �أيديهم‪ ،‬وعلى قدر‬ ‫االع��ت��داء ون�سبته يكون انقبا�ض ال��رع��اي��ا ع��ن ال�سعي يف‬ ‫االكت�ساب والعمران ‪ ،....‬ف�إذا قعد النا�س عن املعا�ش ك�سدت‬ ‫�أ�سواق العمران‪ ،‬وانتق�صت الأموال‪ ،‬وتف ّرق النا�س يف الآفاق‪،‬‬ ‫ويف طلب الرزق‪ّ ،‬‬ ‫فخف �ساكن القطر‪ ،‬وخ ّلت دياره‪ ،‬وخربت‬ ‫�أم�صاره‪ ،‬واخت ّل باختالفه حال الدولة‪-‬‬ ‫و العدل قيمة �ضرور ّية عمل الإ�سالم على �إثباتها و�إر�سائها‬ ‫ب�ين ال��ن��ا���س‪ ،‬ح��تّ��ى ارتبطت بها جميع مناحي ت�شريعاته‬ ‫ونظمه‪ ،‬فال يوجد نظام يف الإ�سالم �إ ّال وللعدل فيه مطلب‪،‬‬ ‫فهو مرتبط بنظام الإدارة واحلكم والق�ضاء‪ ،‬و�أداء ال�شهادة‬ ‫وكتابة العهود واملواثيق ‪ ،‬بل �إ ّنه مرتبط �أي�ض ًا بنظام الأ�سرة‬ ‫والرتبية‪ ،‬واالقت�صاد واالجتماع‪ ،‬وال�سلوك والتفكري‪� ،‬إىل غري‬ ‫ذلك من �أنظمة الإ�سالم املختلفة وه��ذا ي ّ‬ ‫��دل بو�ضوح على‬ ‫�أنّ الإ�سالم �ضمن قيمة العدل يف جميع جم��االت احلياة‪،‬‬ ‫مما �شهد له التاريخ‬ ‫بل �إ ّنه ر ّكز كا ّفة �أهدافه على �ضوئها‪ّ ،‬‬ ‫على �سالمة املجتمعات التي حكمها من االنهيار اخلطري يف‬ ‫الأخالق ‪ ،‬و�أمنها من ا�ضطراب املوازين واملعايري ‪ ،‬و�صانها‬ ‫من دمار النفو�س وخراب العمران‪.‬‬ ‫أنواع العدل‬

‫ميكن تق�سيم العدل �إىل �أنواع باعتبارات خمتلفة ‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫�أ ‪ -‬ت��ق�����س��ي��م ال����ع����دل ب���اع���ت���ب���ار زم����ان����ه وم����ك����ان����ه ‪:‬‬ ‫وال�����ع�����دل ب����ه����ذا االع����ت����ب����ار ي��ن��ق�����س��م �إىل ق�����س��م�ين‪:‬‬ ‫‪/1‬عدل يف الدنيا ‪ :‬وهو ي�شمل احلياة الب�شر ّية ك ّلها ‪ ،‬منذ �أن‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫ب ‪ -‬تق�سيم العدل باعتبار عمومه و�شموله‪:‬‬ ‫وال��ع��دل ب��ه��ذا االع��ت��ب��ار ي��ع ّ��م الإن�����س��ان واحل���ي���وان و�سائر‬ ‫الكائنات‪� .‬أ ّما �شموله للإن�سان ّ‬ ‫فتدل عليه �أد ّلة كثرية ‪ ،‬منها‬ ‫ّ‬ ‫قوم على �أال تعدلوا اعدلوا‬ ‫قوله تعاىل‪((:‬وال يجرم ّنكم �شن�آن ٍ‬ ‫هو �أقرب للتقوى)) واخلطاب للعقالء ‪ ،‬فك ّل عاقل مطالب‬ ‫ب�إقامة العدل يف حياته ‪ ،‬مع نف�سه وغريه ‪ ،‬حتّى لو كان الغري‬ ‫عد ّوه وخ�صمه لأنّ �سلطان العدل لي�س له حدود ‪ ،‬فهو يتجاوز‬ ‫حدود الدين والعقيدة ‪ ،‬ويتجاوز حدود القرابة وال ّن�سب ‪،‬‬ ‫ويتجاوز حدود الأر�ض �أو الوطن ‪ ،‬فمن كان له حقّ لآخر فال‬ ‫بحجة �أ ّنه يختلف معه يف الدين �أو الن�سب �أو الوطن ‪ ،‬بل‬ ‫يظلمه ‪ّ ،‬‬ ‫الواجب عليه �أن يعطيه ح ّقه لإن�سان ّيته ‪� ،‬إذ العدل حقّ ي�شرتك‬ ‫فيه جميع النا�س‪.‬‬ ‫و�أمّ���ا �شموله للحيوان ‪،‬ف�ل��أنّ الإن�سان م���أم��ور بعدم ظلمه‬ ‫و�إيذائه ‪� ،‬سواء كان بحب�س �أو جتويع �أو حتميل له فوق طاقته‬ ‫�أو غري ذل��ك ‪ ،‬وق��د دخلت ام���ر�أة النار يف ه�� ّرة ‪ ،‬حب�ستها‬ ‫من غري �أن تطعمها �أو تخلــي �سبيلهــا فت�أكـ ــل م ــن خ�شا�ش‬ ‫كلب وجده يلهث وي�أكل الرتاب‬ ‫الأر�ض ‪،‬ودخل رجل اجل ّنة يف ٍ‬ ‫من �ش ّدة العط�ش ‪ ،‬فنزل يف البئر فملأ خ ّفه ماء ‪ ،‬ف�سقاه‬ ‫ف�شكر اهلل له و�أدخله اجل ّنة ‪.‬‬

‫قضــــايــــا‬

‫قضــــايــــا‬

‫لهم على الإقبال على العمل والإنتاج‪ ،‬فيرتتّب على ذلك‪ :‬مناء‬ ‫العمران واتّ�ساعه‪ ،‬وكرثة اخلريات وزيادة الأموال والأرزاق‪،‬‬ ‫وال يخفى �أنّ املال والعمل من �أكرب العوامل لتق ّدم الدول‬ ‫وازده��اره��ا ‪ ،‬بينما يف املقابل تكون عواقب االع��ت��داء على‬ ‫�أموال النا�س وممتلكاتهم ‪ ،‬وغمطهم حقوقهم‪ ،‬هي الإحجام‬ ‫عن العمل ‪ ،‬والركود عن احلركة والن�شاط‪ ،‬لفقد ال�شعور‬ ‫باالطمئنان والثقة بني النا�س‪ .‬وهذا ي�ؤ ّدي بدوره �إىل الك�ساد‬ ‫رّ‬ ‫والتعث ال�سيا�سي ‪.‬‬ ‫االقت�صادي والت� ّأخر العمراين‬

‫خلق اهلل �آدم – عليه ال�سالم – �إىل �أن يرث اهلل الأر�ض ومن‬ ‫عليها‪ .‬قال تعاىل‪ ((:‬ولقد �أر�سلنا ر�سلنا بالب ّينات و�أنزلنا‬ ‫معهم الكتاب وامليزان ليقوم النا�س بالق�سط)) و معلوم �أنّ‬ ‫ر�سل اهلل و�أنبياءه مو ّزعون على الأزمان والأجيال بالتعاقب‪،‬‬ ‫ليقيموا العدل بني النا�س ‪� ،‬إذ النا�س يختلفون ويخت�صمون‪،‬‬ ‫وي�ؤثر فيهم الهوى وال�شهوة‪ ،‬فيقع الظلم بينهم‪ ،‬فجاء الأنبياء‬ ‫بالعدل لرفع ذلك الظلم ومنع �ضرره‪ ،‬ولوالهم لف�سدت حياة‬ ‫النا�س وخربت عليهم الديار ‪ ..‬وهذا العدل الدنيوي عدل‬ ‫ن�سبي لأنّ��ه يقوم وفقا لو�سع الب�شر يف تطبيقهم ملقت�ضيات‬ ‫ّ‬ ‫العدل الإلهي املثبت يف �أحكامه و�شرائعه‪.‬‬ ‫‪/2‬ع���دل يف الآخ����رة‪ :‬وه��و ال��ذي ا�ست�أثر به اهلل تعاىل يوم‬ ‫القيامة ‪� ،‬إذ قد يفلت الظامل يف الدنيا من �سلطة احلكم‬ ‫العادل ‪ ،‬الذي ير ّد عليه ظلمه وي�ؤاخذه بذنبه ‪ ،‬كما �أنّ من‬ ‫التزم العدل يف الدنيا ‪ ،‬يت�ش ّوق �إىل الأج��ر العظيم ‪ ،‬الذي‬ ‫�أع ّده اهلل له يوم القيامة مقابل التزامه و�صربه وحت ّمله‪ .‬ويف‬ ‫هذا وذاك ‪ ،‬يقول اهلل تعاىل ‪ (( :‬ون�ضع املوازين الق�سط ليوم‬ ‫خردل‬ ‫القيامة فال تظلم نف�س �شيئ ًا و�إن كان مثقال ح ّب ٍة من ٍ‬ ‫�أتينا بها وكفى بنا حا�سبني)) وهذا هو العدل املطلق لأنّ‬ ‫الذي يتولىّ القيام به هو اهلل تعاىل الذي ال يعزب عنه مثقال‬ ‫ح ّبة �أو ذ ّرة يف ال�سماوات و ال يف الأر�ض‪.‬‬ ‫وقد حثّ‬ ‫النبي �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم على �أداء احلقوق‬ ‫ّ‬ ‫�إىل �أ�صحابها‪ ،‬قبل �أن ي�أتي يوم القيامة فيحا�سبهم اهلل على‬ ‫ظلمهم‪ ،‬قال �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم‪َ ( :‬لتُ�ؤَ َّدن احلقوق �إىل �أهلها‬ ‫يوم القيامة‪ ،‬حتّى ي َقاد ( ُي ْق َت�صّ ) لل�شاة اجللحاء من ال�شاة‬

‫القرناء) ‪-‬م�سلم‪ .-‬وق��ال �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم‪�( :‬إنّ اهلل‬ ‫َلي ْم ِلي للظامل (�أي‪ :‬ي� ّؤخر عقابه)‪ ،‬حتّى �إذا �أخذه مل يفْلته)‪-‬‬ ‫متّفق عليه‪ّ ،-‬ثم ق��ر�أ‪} :‬وكذلك �أخذ ر ّبك �إذا �أخذ القرى‬ ‫وهي ظاملة �إنّ �أخذه �أليم �شديد{ ‪-‬هود‪.-102 :‬‬

‫ج – تق�سيم العدل باعتبار تع ّلقه بالإن�سان‪:‬‬ ‫وال�����ع�����دل ب����ه����ذا االع����ت����ب����ار ي��ن��ق�����س��م �إىل ق�����س��م�ين‪:‬‬ ‫ع��دل ف��ردي ‪ :‬وه��و ما ك��ان مظهرا للتوازن النف�سي لدى‬ ‫الفرد ‪ ،‬وذلك �أن تنا�سب قوى املرء الثالث – العقل والغ�ضب‬ ‫وال�شهوة – �أمر راجع �إىل الإن�سان نف�سه ‪� ،‬إ ّما لذاته ‪ ،‬نتيجة‬ ‫ت�أ ّمالته و�أفكاره الفرد ّية‪ ،‬و�إ ّما بت�أثري غريه‪ ،‬عن طريق العلم‬ ‫واملعرفة والإدراك مثال ذلك‪ :‬عدل الإن�سان يف نف�سه ‪ ،‬ب�أن‬ ‫يعدل يف ج�سده وروح��ه ‪ ،‬وعقله وفكره ‪ ،‬و�أخ��ذه وعطائه ‪،‬‬ ‫وعمله ون�شاطه ‪ ،‬ونحو ذلك من الأمور التي تخ�صّ الفرد يف‬ ‫هذه احلياة‪.‬‬ ‫العدل قيمة عظمى عمل اإلسالم على‬ ‫إرسائها بين الناس‪ ،‬حتى ارتبطت بها‬ ‫جميع مناحي تشريعاته ونظمه‪ ،‬فال يوجد‬ ‫نظام في اإلسالم إالّ وللعدل فيه مطلب‪.‬‬

‫عدل جماعي ‪ :‬وهو ما روعي فيه حقوق الآخرين ‪ ،‬وما يجب‬ ‫نحوهم من احرتام وتقدير �أي �أنّ الإن�سان يعتدل يف �أخذ ما‬ ‫له من حقوق ‪ ،‬و�أداء ما عليه من واجبات‪ .‬مثال ذلك‪ :‬عدل‬ ‫الإن�سان يف بيعه و�شرائه ‪ ،‬ويف حكمه وق�ضائه ‪ ،‬و�شهادته‬ ‫و�أمانته ‪ ،‬ومنعه وعطائه ‪ ،‬وغري ذلك من املظاهر االجتماع ّية‬ ‫الكثرية التي يجري فيها العدل بني الفرد وغريه‪.‬‬ ‫تطبيقات العدل في اإلسالم‬

‫ط ّبق امل�سلمون «العدل» يف �أعلى �صوره ‪ ،‬بدءا بر�سول اهلل‬ ‫�ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم‪ ،‬الذي حكى عنه القر�آن قوله‪�((:‬إنمّ ا‬ ‫�أنا ب�شر مثلكم)) فقد و�ضع نف�سه يف م�صاف مرتبة الب�شر ‪،‬‬ ‫ومل يحمله �شرفه العظيم لالمتياز عن النا�س تربيرا لأخذ‬ ‫حقوقهم من غري وجه حقّ ‪ ،‬بل كان منوذجا رائعا يف �إقامة‬ ‫نبي اهلل ور�سوله‪.‬‬ ‫العدل ‪ ،‬حتّى على نف�سه الكرمية رغم كونه ّ‬ ‫فقد ُروي �أنّ �أ�سيد ب��ن خ�ضري – ر�ضي اهلل عنه – كان‬ ‫رج ًال �صاحل ًا �ضاحك ًا مليح ًا ‪ ،‬فبينما هو عند ر�سول اهلل ‪،‬‬ ‫يح ّدث القوم وي�ضحكهم ‪ ،‬طعنه ر�سول اهلل يف خا�صرته ‪،‬‬ ‫فقال‪� :‬أوجعتني‪ .‬قال �ص ّلى اهلل عليه و �س ّلم‪« :‬اقت�صّ » قال‪:‬‬ ‫علي قمي�ص‪ .‬قال‪:‬‬ ‫يا ر�سول اهلل �إنّ عليك قمي�ص ًا ‪ ،‬ومل يكن ّ‬ ‫فرفع ر�سول اهلل قمي�صه ‪ ،‬فاحت�ضنه ‪ّ ،‬ثم جعل يق ّبل ك�شحه ‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬ب�أبي �أنت و�أ ّمي يا ر�سول اهلل ‪� ،‬أردت هذا وهذا من �أروع‬ ‫الأمثلة على العدل ‪ ،‬الذي �سيظ ّل يعجز عن حتقيقه �أعظم‬ ‫الزعماء �إن�صافا مع رعاياه عرب القرون والأجيال‪.‬‬ ‫وعندما �سرقت امر�أة �أثناء فتح م ّكة‪ ،‬و�أراد الر�سول �ص ّلى‬ ‫اهلل عليه و�س ّلم �أن يقيم عليها احل َّد ويقطع يدها‪ ،‬فذهب‬ ‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪39‬‬


‫قضــــايــــا‬

‫�أهلها �إىل �أ�سامة بن زيد وطلبوا منه �أن ي�شفع لها عند ر�سول‬ ‫اهلل �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم حتّى ال يقطع يدها‪ ،‬وكان الر�سول‬ ‫يحب �أ�سامة ح َّبا �شديدً ا‪.‬فل ّما ت�ش ّفع‬ ‫�ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم ّ‬ ‫تغي وجه الر�سول �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم‪،‬‬ ‫�أ�سامة لتلك املر�أة رّ‬ ‫النبي‬ ‫قام‬ ‫ثم‬ ‫اهلل؟!)‪.‬‬ ‫حدود‬ ‫من‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫وقال له‪�( :‬أت�شفع يف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم فخطب يف النا�س‪ ،‬وقال‪( :‬ف�إنمّ ا �أهلك‬ ‫الذين قبلكم �أ ّنهم كانوا �إذا �سرق فيهم ال�شريف تركوه‪ ،‬و�إذا‬ ‫�سرق فيهم ال�ضعيف �أقاموا عليه احل�� ّد‪ ،‬وامي اهلل ‪ ,‬لو �أنّ‬ ‫فاطمة بنت حم ّمد �سرقت لقطعتُ يدها) ‪-‬البخاري‪.-‬‬ ‫و روي عن عمر بن ّ‬ ‫اخلطاب ر�ضي اهلل عنه �أ ّنه كان مي ّر لي ًال‬ ‫على عادته – ليتف ّقد �أحوال رع ّيته‪ ،‬فر�أى رجال وامر�أة‬ ‫على فاح�شة‪ ،‬وجمع النا�س وخطب فيهم‪« :‬ما قولكم �أ ّيها‬ ‫النا�س يف رجل وام��ر�أة ر�آهما �أمري امل�ؤمنني على فاح�شة؟‬ ‫علي بن �أب��ي طالب‪ :‬ي�أتي �أم�ير امل�ؤمنني ب�أربعة‬ ‫ف��ر ّد عليه ّ‬ ‫�شهداء‪� ،‬أو يجلد ح ّد القذف‪� ،‬ش�أنه �ش�أن �سائر امل�سلمني‪.‬‬ ‫ّثم تال قوله تعاىل‪(( :‬والذين يرمون املح�صنات ّثم مل ي�أتوا‬ ‫ب�أربعة �شهداء فاجلدوهم ثمانني جلدة وال تقبلوا لهم �شهاد ًة‬ ‫�أبد ًا و�أولئك هم الفا�سقون)) ومل ميلك �أمري امل�ؤمنني �إ ّال �أن‬ ‫مي�سك عن ذكر �أ�سماء اجلناة‪ ،‬حيث �أدرك �أ ّنه ال ي�ستطيع‬ ‫�أن ي�أتي بباقي ن�صاب ال�شهادة و�أ ّنه ال فرق يف هذا بينه وبني‬ ‫�سائر امل�سلمني ‪.‬‬ ‫جاء رجل من �أهل م�صر �إىل عمر بن ّ‬ ‫اخلطاب ‪-‬ر�ضي‬ ‫اهلل عنه‪ -‬وقال له‪ :‬يا �أمري امل�ؤمنني‪ ،‬لقد ت�سابقتُ مع ابن‬ ‫عمرو بن العا�ص وايل م�صر‪ ،‬ف�سبقتُه ف�ضربني ب�سوطه‪ ،‬وقال‬ ‫يل‪� :‬أنا ابن الأكرمني‪ .‬فكتب عمر بن ّ‬ ‫اخلطاب �إىل عمرو بن‬ ‫العا�ص‪� :‬إذا �أتاك كتابي هذا فلتح�ضر �إ ّ‬ ‫يل ومعك ابنك‪ ،‬فل ّما‬ ‫ح�ضرا �أعطى عمر بن اخل��طّ��اب ال�سوط للرجل امل�صري‬ ‫لي�ضرب ابن عمرو قائال له‪ :‬ا�ضرب ابن الأكرمني‪.‬‬ ‫ابن خلدون ‪ :‬العدوان على الناس في‬ ‫أموالهم‪ ،‬ذاهب بآمالهم في تحصيلها‬ ‫واكتسابها‪ ... ،‬وعلى قدر االعتداء يكون‬ ‫السعي في االكتساب‪،‬‬ ‫انقباض ال ّرعايا عن ّ‬ ‫والعمران وانتقاص األموال‪ ،‬وخراب االمصار ‪.‬‬

‫ويف عهد عمر بن ّ‬ ‫اخلطاب ‪-‬ر�ضي اهلل عنه‪� -‬أ�سلم رجل‬ ‫للحج‪ ،‬وبينما ك��ان يطوف حول‬ ‫من �سادة ال��ع��رب‪ ،‬وذه��ب ّ‬ ‫الكعبة‪ ،‬دا���س رج��ل على ط��رف ردائ��ه‪ ،‬ف�ضربه على وجهه‬ ‫�ضربة �شديدة‪ ،‬فذهب الرجل �إىل عمر بن ّ‬ ‫اخلطاب وا�شتكى‬ ‫له‪ ،‬فطلب عمر ‪-‬ر�ضي اهلل عنه‪� -‬إح�ضار ال�ضارب‪ ،‬فل ّما‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫ح�ضر �أمر عمر الرجل �أن يقت�صّ منه ب�أن ي�ضربه على وجهه‬ ‫متعجبا‪ :‬وهل �أ�ستوي �أنا وهو يف ذلك؟‬ ‫مثلما فعل معه‪ ،‬فقال ّ‬ ‫فقال عمر‪ :‬نعم‪ ،‬الإ�سالم �س َّوى بينكما‪.‬‬ ‫سلطان العدل ليس له حدود ‪ ،‬فهو‬ ‫يتجاوز حدود الدين والعقيدة ‪ ،‬ويتجاوز‬ ‫حدود القرابة والنّسب ‪ ،‬و حدود األرض أو‬ ‫حق يشترك فيه جميع‬ ‫الوطن ‪ ،‬إذ العدل ّ‬ ‫الناس‪.‬‬

‫علي بن �أبي طالب – ر�ضي اهلل عنه – اخلليفة الرابع‬ ‫افتقد ّ‬ ‫درع��ه – يوما– فوجدها عند رجل ن�صراين ‪ ،‬فاخت�صمه‬ ‫علي م ّدعي ًا‪ :‬الدرع درعي ‪ ،‬ومل‬ ‫�إىل �شريح القا�ضي ‪ ،‬فقال ّ‬ ‫�أب��ع ومل �أه��ب‪ ،‬و�س�أل �شريح الن�صراين يف ذل��ك فقال‪ :‬ما‬ ‫بكاذب‪ .‬فالتفت‬ ‫ال�� ّدرع �إ ّال درعي‪ ،‬وما �أمري امل�ؤمنني عندي‬ ‫ٍ‬ ‫علي‪ ،‬فقال‪ :‬يا �أمري امل�ؤمنني‪� ،‬إنّ‬ ‫القا�ضي �إىل �أمري امل�ؤمنني ّ‬ ‫الن�صراين �صاحب اليد على ال��درع‪ ،‬وله بذلك ح ٌق ظاهر‬ ‫عليها‪ ،‬فهل لديك ب ّينة على خالف ذلك ت�ؤ ّيد ما تقول؟ فقال‬ ‫�أمري امل�ؤمنني �أ�صاب �شريح‪ ،‬مايل ب ّينة‪ ،‬وق�ضى �شري ٌح بالدرع‬ ‫للن�صراين‪ ،‬و�أخذ الن�صراين الدرع وان�صرف ب�ضع خطوات‪،‬‬ ‫ّثم عاد فقال �أ ّما �أنيّ �أ�شهد �أنّ هذه �أحكام الأنبياء ‪� ،‬أمري‬ ‫امل�ؤمنني يدنيني �إىل قا�ضيـه‪ ،‬فيق�ضي يل عليـه ‪� ،‬أ�شهد �أن‬ ‫ال �إله �إ ّال اهلل و�أنّ حم ّمدا ر�سول اهلل ‪ ،‬الدرع درعك يا �أمري‬ ‫امل�ؤمنني ‪ ،‬اتّبعت اجلي�ش و�أنت منطلق من �ص ّفني ‪ ،‬فخرجت‬ ‫علي‪� :‬أ ّما و قد �أ�سلمت فهي لك ‪.‬‬ ‫من بعريك الأورق‪ .‬فقال ّ‬ ‫أمر اهلل تعالى بالعدل لتوزّع به األنصبة‬ ‫وتقدر به األعمال واألشخاص‪ ،‬إذ‬ ‫والحقوق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كفّ‬ ‫هو الميزان المستقيم الذي ال تميل ته‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يختل وزنه وال يضطرب مقياسه‪.‬‬ ‫وال‬

‫العدل قيمة سلوك ّية‬

‫على ك�� ّل واح ــد م ّنا �أن يجعل العـدل �سج ّية وخلقا داخله‬ ‫يح ّركه ‪ ،‬فهو �أكرث من جم ّرد �إطاعة اللوائح والقوانني ‪،‬فتلك‬ ‫متلك من الزواجر ما تلزم به امل�سلم والكافر على ال�سواء‬ ‫لك ّننا نريد م�سلما ينبع عدله من دينه ‪ ،‬فخلق العدل يحتّم‬ ‫نحب لأنف�سنا ‪ ،‬وال توجد الئحة‬ ‫نحب لأخينا ما ّ‬ ‫علينا �أن ّ‬ ‫قانون ّية و�ضع ّية يف الدنيا تفر�ض علينا ه��ذا‪ .‬وال يوجد ما‬ ‫يلزمنا به �إ ّال �ضمائرنا و�إمياننا‪.‬‬


‫أوال ‪ :‬فهم أنماط التفكير المختلفة‬ ‫ّ‬

‫ّ‬ ‫كيف تنمي‬ ‫قدرات التفكير لديك‪..‬؟‬ ‫�سامية ال�س ّيد‬ ‫لم يعد التنافس بين الدول واألمم مقتصرا على امتالك أحدث األسلحة و أعقد التقنيات بل أصبح‬ ‫التقدم في المجاالت كا ّفة ‪ ،‬والطريق األمثل لذلك‬ ‫يرتكز على تنمية مهارات البشر ‪ ،‬فهم مناط‬ ‫ّ‬ ‫يكمن في تنمية قدرات التفكير واإلبداع لديهم ‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪ .1‬افهم خمتلف �أمناط التفكري‪:‬‬ ‫لي�س هناك طريقة �صحيحة واحدة فقط للتفكري يف الأمور‪،‬‬ ‫و�إنمّ ا بدال من ذلك‪ ،‬هناك الكثري من طرق التفكري‪ ،‬وبع�ضها‬ ‫�أك�ثر فعالية من غريها‪� .‬سوف حتتاج �إىل معرفة الأن��واع‬ ‫املختلفة من التفكري‪ ،‬من �أجل فهم �أف�ضل لعمل ّيات تفكريك‪،‬‬ ‫ف�ضال عن عمليات التفكري اخلا�صّ ة بالآخرين‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تع ّلم التفكري النظري �أو اخلا�صّ باملفاهيم‬ ‫هذا يعني يف الأ�سا�س تع ّلم معرفة الأمن��اط وال�صالت بني‬ ‫الأفكار املج ّردة بحيث ميكنك تكوين �صورة كاملة‪.‬‬ ‫على �سبيل امل��ث��ال‪ :‬قد ت�ستخدم التفكري النظري يف تع ّلم‬ ‫وفهم لعبة ما‪ ،‬ربمّ ا تنظر �إىل لوحة هذه اللعبة وتف ّكر يف �أ ّنها‬ ‫م�ألوفة ؛ ولك ّنك �سرعان ما ت�ستخدم تفكريك لتغيري طريقة‬ ‫اللعب‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تع ّلم التفكري ب�شكل بديهي �أو حد�سي‪:‬‬ ‫هذا يعني �أ�سا�سا �أن تعمل �أو تف ّكر بالغريزة (يجب �أن تعمل‬ ‫فقط على الغريزة)‪ .‬غالبا ما جتد عقلك �أو دماغك يعمل‬ ‫ب�صورة �أك�ثر ممّ��ا كنت ت��درك‪ ،‬وه��ذا هو بال�ضبط غريزة‬ ‫التفكري‪.‬‬ ‫على �سبيل املثال‪ :‬جتد لديك �أحيانا نوعا من النفور من‬ ‫م�صاحبة �شخ�ص ما‪ ،‬و�سرعان ما تبينّ لك التجربة �أنّ هذا‬ ‫ال�شخ�ص هو بالفعل لديه من ال�سمات ال�شخ�ص ّية ال�سلب ّية �أو‬ ‫ال�س ّيئة الكفيلة بابتعادك عن �صحبته‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ا�ستخدم التفكري املت�ش ّعب بدال من التفكري التقاربي‪:‬‬ ‫يتم ّثل التفكري التقاربي يف �أ ّننا نرى �أ�سا�سا خيارين فقط‬ ‫(م��ث��ل‪� :‬أنّ النا�س �إمّ���ا ج��يّ��دون �أو �س ّيئون)‪� .‬أمّ���ا التفكري‬ ‫التباعدي �أو املت�ش ّعب فينظر �إىل الأم��ر من �أوج��ه متع ّددة‬ ‫مبعنى �أن يفتح عقلك يف ك ّل االتجّ اهات (�أي �أن يدرك �أنّ‬ ‫النا�س ميكن �أن يجمعوا بني «اجل ّيد» و «ال�س ّيئ»)‪.‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫فعــــــالية‬

‫فعــــــالية‬

‫التفكري �شيء يحدث ب�شكل طبيعي يف ك ّل فرد ‪ ،‬غري �أنّ هناك‬ ‫طرقا لتعميق قدرات التفكري لديه ‪ .‬الأمر يحتاج بع�ض الوقت‬ ‫واملمار�سة لت�صبح مف ّكرا �أف�ضل‪ ،‬ولك ّنها عمل ّية ميكنك �أن‬ ‫تتب ّناها وحت�س ّنها وتع ّمقها على مدار ك ّل حياتك‪� .‬أن تكون‬ ‫مف ّكرا �أف�ضل و�أن حتافظ على عقلك يف حالة ن�شاط وتركيز‬ ‫بال�صحة العقل ّية والبدن ّية على‬ ‫ميكن �أن ي�ساعد على متتّعك‬ ‫ّ‬ ‫املدى الطويل‪.‬‬ ‫التقينا الدكتور وائل عبد املنعم خبري التنمية الب�شر ّية‬ ‫ليق ّدم لنا �أف�ضل ال�سبل لتنمية قدرات التفكري لدينا والتي‬ ‫تقوم وفقا لر�أيه على ثالثة �أعمدة هي ‪:‬‬

‫ لفتح نف�سك على التفكري التباعدي �أو املت�ش ّعب‪ ،‬ك ّلما‬‫واجهت �أنا�سا �أو و�ضعا مع ّينا‪ ،‬انتبه �إىل الكيف ّية التي تنظر‬ ‫بها �إىل هذا املوقف �أو ال�شخ�ص‪ .‬هل تعطي نف�سك خيارات‬ ‫حمدودة فقط (مثل �أن تف ّكر يف �أنّ هذا ال�شخ�ص يكرهك �إذا‬ ‫كان ال يخ�صّ �ص وقتا لق�ضائه معك �أنت‪ ،‬و�أ ّنه يح ّبك عندما‬ ‫مي�ضي ك ّل وقته معك‪ ،‬وما �إىل ذلك)‪.‬‬ ‫عندما تالحظ نف�سك و�أنت تف ّكر مثل هذا‪ ،‬تو ّقف وف ّكر‪ :‬هل‬ ‫هذه هي ك ّل اخليارات فقط؟ ‪ ..‬يف العادة ال تكون اخليارات‬ ‫كذلك‪.‬‬ ‫التفكري املتقارب لي�س بال�ضرورة �س ّيئا دائ��م��ا‪� ،‬إنّ��ه مفيد‬ ‫ب�شكل خا�صّ لأ�شياء مثل الريا�ض ّيات (حيث يوجد اجلواب‬ ‫ال�صحيح وا�ضحا‪..‬مبعنى‪� :‬صحيح �أو خط�أ)‪ ،‬ولكن ميكن �أن‬ ‫يكون مق ّيدا لك بدرجة كبرية عند ا�ستخدامه على حياتك‪.‬‬ ‫‪ - 5‬قم ببناء مهارات التفكري النقدي اخلا�صّ بك‪.‬‬ ‫التفكري الناقد هو عند التحليل املو�ضوعي ملوقف �أو معلومات‬ ‫عن طريق جمع الكثري من املعلومات واحلقائق من م�صادر‬ ‫خمتلفة‪ّ ،‬ثم تقيم الو�ضع ا�ستنادا �إىل املعلومات التي جمعتها‪.‬‬ ‫هذا يعني �أ�سا�سا �أ ّال ت�أخذ الأمور على �أ�سا�س االفرتا�ضات‪،‬‬ ‫و�أ ّال تفرت�ض �شخ�صا يعرف ما الذي يتح ّدثون عنه‪ ،‬بل تتح ّقق‬ ‫من الأ�شياء بنف�سك‪.‬‬ ‫�سوف حتتاج �أي�ضا �إىل فهم كيف حتدث التح ّيزات اخلا�صّ ة‬ ‫بك واملناظري �أو وجهات النظر التي ترى بها �ألوان الأ�شياء‪،‬‬ ‫وكذلك �أن تعرف ما هي التح ّيزات ووجهات نظر الآخرين‪.‬‬ ‫�سيتعينّ عليك حت ّدي االفرتا�ضات التي تقوم بها على �أ�سا�س‬ ‫وجهة نظر عاملك اخلا�صّ ‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫ثانيا ‪ :‬اكتساب أساس ّيات التفكير‬

‫‪ - 1‬حت ّدي امل�س ّلمات‪:‬‬ ‫�أن تكون مف ّكرا على نحو �أكرث فعال ّية �أنت يف حاجة �إىل حت ّدي‬ ‫االفرتا�ضات �أو امل�س ّلمات التي ت�صطنعها �أو التي جتد نف�سك‬ ‫داخلها‪ .‬فتفكريك يت�أ ّثر مبا�شرة بالبيئة الثقاف ّية واالجتماع ّية‬ ‫اخلا�صّ ة بك‪ .‬ومن ّثم‪� ،‬أنت يف حاجة �إىل �أن تق ّرر لنف�سك ما‬ ‫�إذا كان هذا التفكري مثمرا �أو مفيدا‪.‬‬ ‫�إذا �سمعت �شيئا‪ ،‬حتّى و�إن كان يبدو ج ّيدا‪ ،‬عليك متابعة هذا‬ ‫الأم��ر من خالل م�صادر �أخ��رى‪ .‬ابحث عن احلقائق التي‬ ‫تدعم �أو تدح�ض ذلك‪ ،‬وتع ّرف �إىل ما لدى ال�شعوب الأخرى‬ ‫من وجهات نظر يف هذا ال�ش�أن‪ .‬على �سبيل املثال‪ :‬ن�سمع �أنّ‬ ‫ح ّماالت ال�صدر ميكن �أن ت�س ّبب الإ�صابة بال�سرطان للمر�أة ‪.‬‬

‫ه��ذا يبدو نظر ّية مثرية لالهتمام و�أي�ضا مو�ضوعا مثريا‬ ‫للقلق‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬ميكنك البدء يف النظر يف ذلك‪ .‬يف النهاية عليك �أن‬ ‫ت�صل �إىل ر�أي حا�سم �إ ّما يدعم �أو يدح�ض هذه اال ّدعاءات‬ ‫من خالل الأد ّلة واحلقائق املتو ّفرة ووجهات النظر املتع ّددة‪،‬‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫فعــــــالية‬

‫فعــــــالية‬

‫‪ - 6‬تع ّلم �أمناط التفكري اخلم�سة‪:‬‬ ‫ح ّدد هاري�سون وبرام�سون يف كتابهما «فنّ م�س ّلمات التفكري»‬ ‫خم�سة �أمناط للتفكري‪:‬التوليف ّيون (�أو الرتكيب ّيون)‪ ،‬واملثال ّيون‪،‬‬ ‫الرباجمات ّيون (العمل ّيون �أو النفع ّيون)‪ ،‬واملح ّللون والواقع ّيون‪.‬‬ ‫ومعرفتك �أين تقع �أنت من هذه الأمناط التفكري ّية وما هي‬ ‫الأمناط التي متيل �إىل ا�ستخدامها ميكن �أن ت�ساعدك على‬ ‫اال�ستفادة ب�شكل �أف�ضل من �أمناط التفكري اخلا�صّ ة بك‪.‬‬ ‫ميكنك �أن تتواجد يف منط واحد �أو �أكرث من واحد من هذه‬ ‫الأمناط‪ ،‬ولكنّ ا�ستخدامك ملجموعة متن ّوعة من هذه الأمناط‬ ‫ميكن �أن ي�ساعدك يف ا�ستخدام تفكريك ب�صورة �أكرث فعالية‪.‬‬ ‫التوليف ّيون �أو الرتكيب ّيون‪:‬‬ ‫ه�ؤالء مييلون �إىل اال�ستمتاع بال�صراع و ي�س�ألون نوع الأ�سئلة‬ ‫مثل «ماذا لو» ‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إ ّنهم ي�ستخدمون هذا ال�صراع‬ ‫ل�شحذ قدرات الإب��داع اخلا�صّ ة بهم‪ ،‬وميكنهم يف كثري من‬ ‫الأحيان ر�ؤية ال�صورة كاملة ب�شكل �أف�ضل‪.‬‬ ‫املثال ّيون‪:‬‬ ‫و هم غالبا ما ينظرون �إىل ال�صورة بك ّل معاملها ولي�س �إىل‬ ‫عن�صر واح��د فقط‪ .‬ومن ّثم ف�إ ّنهم مييلون �إىل �أن يكونوا‬

‫�أكرث اهتماما بالنا�س ومب�شاعرهم من اهتمامهم باحلقائق‬ ‫والأرقام‪ ،‬وهم يف�ضّ لون التفكري والتخطيط للم�ستقبل‪.‬‬ ‫الرباجمات ّيون ‪:‬‬ ‫هذا ال�صنف �أو النمط الذي يو�صف بالنفعي �أو العملي يف�ضّ ل‬ ‫�أن يفعل «ك ّل ما يثمر وي�ؤ ّدي له فائدة» ‪ .‬وهم يح�سنون �صنعا‬ ‫بالتفكري ال�سريع والتخطيط على املدى الق�صري‪ ،‬وعادة ما‬ ‫يكون تفكريهم خ ّالقا وقابال للتك ّيف متاما مع التغيري‪ .‬يف‬ ‫بع�ض الأحيان يبدون وك�أ ّنهم يفعلون الأ�شياء «على الطاير»‬ ‫من دون ّ‬ ‫خطة من � ّأي نوع على الإطالق‪.‬‬ ‫املح ّللون‪:‬‬ ‫وه�ؤالء مييلون �إىل حماولة التعامل يف ح ّل امل�شاكل بتفكيكها‬ ‫�إىل مك ّوناتها امل��ح�� ّددة ب��دال من التعامل معها كك ّل‪ ،‬حيث‬ ‫يقومون بعمل قوائم وتنظيم الأم��ور وا�ستخدام الكثري من‬ ‫التفا�صيل‪ ،‬ول��ذا تكون حياتهم وامل�شاكل التي تواجههم‬ ‫ّ‬ ‫منظمة ومت�ضي ب�صورة �سليمة‪.‬‬ ‫الواقع ّيون‪:‬‬ ‫ه���ؤالء يت�س ّمون بالتفكري الب�سيط واملبا�شر‪ .‬ي�س�ألون �أ�سئلة‬ ‫�صعبة‪ ،‬ومييلون �إىل القيام بك ّل ما هو مطلوب من �أجل ح ّل‬ ‫امل�شكلة‪ .‬لديهم فهم ج ّيد للم�شكلة املطروحة والأدوات التي‬ ‫ميكنهم من خاللها ح ّلها‪ .‬كما �أ ّنهم مييلون �إىل �أن يكونوا‬ ‫�أكرث وعيا و�إدراك��ا حلدود ت�ص ّرفهم‪ .‬معظم النا�س لديهم‬ ‫على الأق ّل قدر من الواقع ّية يف نفو�سهم‪.‬‬

‫وبدون ذلك‪ ،‬لن يت�س ّنى لك ك�شف احلقيقة والو�صول �إىل ر�أي‬ ‫باتّ يف هذا الأمر‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تنمية وتطوير الف�ضول‪:‬‬ ‫النا�س الذين يعتربون «مف ّكرين» هم النا�س الذين يزرعون‬ ‫الف�ضول يف عقولهم‪ .‬ي�س�ألون �أ�سئلة كثرية عن العامل وعن‬ ‫�أنف�سهم‪ ،‬ومن ّثم يبحثون عن �إجابات لهذه الأ�سئلة‪.‬‬ ‫ا�س�أل النا�س عن �أنف�سهم‪ :‬لي�س من ال�ضروري �أن تكون‬ ‫فجا‪ ،‬ولكن عندما تقابل �شخ�صا ما‪ ،‬ا�س�أله‬ ‫متط ّفال وف�ضول ّيا ّ‬ ‫�أ�سئلة عن نف�سه (من �أين �أنت؟ ماذا در�ست يف املدر�سة؟‬ ‫مل��اذا اخ�ترت درا���س��ة ذل��ك؟ وه��ل ّ��م ج��� ّرا)‪ .‬النا�س يح ّبون‬ ‫التح ّدث عن �أنف�سهم و�سوف جتد العديد من الأ�شياء املثرية‬ ‫لالهتمام التي ربمّ ا مل تكن �ستعرفها لوال هذا الف�ضول‪.‬‬ ‫حاول ممار�سة الف�ضول عن العامل ب�شكل ع��ا ّم‪ :‬على �سبيل‬ ‫امل��ث��ال‪� ،‬إذا كنت حت��لّ��ق على م�تن ط��ائ��رة‪ ،‬ف��كّ��ر يف �آل��ي��ات‬ ‫ال��ط�يران‪ ،‬وكيف تعمل ت��يّ��ارات ال��ه��واء‪ ،‬وربمّ��ا حتّى تاريخ‬ ‫الطائرة ‪ ..‬ال تكتف مبج ّرد �إلقاء نظرة على الأخوين رايت‪.‬‬ ‫جمانا‪ :‬عندما حت�صل على فر�صة‪،‬‬ ‫�أ�شبع ف�ضولك الإيجابي ّ‬ ‫انتقل �إىل املتاحف (وه��ي غالبا ما تكون يف بع�ض الأيّ��ام‬ ‫جمانا م ّرة واحدة على الأق ّل يف ال�شهر)‪ ،‬اح�ضر الفعال ّيات‬ ‫ّ‬ ‫التي تقيمها املكتبات‪� ،‬أو املحا�ضرات يف اجلامعات املح ّلية‪.‬‬ ‫هذه ك ّلها و�سائل كبرية لإ�شباع ف�ضولك حول العامل دون �أن‬ ‫تتك ّلف كثريا �أو � ّأي �شيء‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ال�سعي ملعرفة «احلقيقة»‪:‬‬ ‫اجلزء ال�صعب يف هذه اخلطوة يتم ّثل يف �أ ّنه‬ ‫ال يوجد دائ��م��ا «حقيقة نهائ ّية وغ�ير خمتلف‬ ‫عليها»(�إ ّال وج��ود اهلل �سبحانه وت��ع��اىل)‪ .‬ومع‬ ‫ذل��ك‪ ،‬يجب �أن تقوم ب�أق�صى جهدك من �أجل‬ ‫لب امل�س�ألة (االجتماع ّية وال�سيا�س ّية‬ ‫الو�صول �إىل ّ‬ ‫وال�شخ�ص ّية‪ ،‬وما �إىل ذلك)‪ ،‬و�سوف ي�ساعدك‬ ‫ذلك بدرجة كبرية على ممار�سة وتعميق مهارات‬ ‫التفكري املوجودة لديك‪.‬‬ ‫ابذل ق�صارى جهدك لتعرف‪ :‬ا�سع الختيار و�شقّ‬ ‫طريقك و�سط الأل��غ��ام البالغ ّية ح��ول ق�ضايا‬ ‫مع ّينة ملعرفة ما هي الأد ّلة (الوقائع احلقيق ّية)‬ ‫التي تظهر يف الواقع‪.‬‬ ‫ت���أكّ��د م��ن االح��ت��ف��اظ بعقل مفتوح و�أن���ت تفعل‬ ‫ه���ذا‪ ،‬و�إ ّال ف���إنّ��ك ���س��وف ت��ب��د�أ يف جت��اه��ل ك�� ّل‬ ‫احلقائق با�ستثناء تلك التي تدعم اال ّدع��اءات‬ ‫التي كنت تعتقدها �أو توافق عليها‪.‬على �سبيل‬ ‫تغي املناخ م�س ّي�سة ب�شكل‬ ‫املثال‪� :‬أ�صبحت ق�ض ّية رّ‬ ‫مما جعل من ال�صعب على النا�س معرفة‬ ‫كبري ّ‬

‫تغي املناخ يحدث‬ ‫احلقائق والوقائع الفعل ّية (املتم ّثلة يف �أنّ رّ‬ ‫بالفعل و�أنّ��ه يحدث ب�سرعة وذل��ك يرجع �إىل الب�شر)‪ ،‬لأنّ‬ ‫هناك الكثري من الت�ضليل وتوجيه �أ�صابع االتّهام التي تتع ّمد‬ ‫جتاهل وحجب الوقائع احلقيق ّية‪.‬‬ ‫‪� - 4‬إيجاد حلول خلاّ قة‪:‬‬ ‫هناك طريقة ج ّيدة لزراعة مهارات التفكري لديك وهي‬ ‫�أن ت�ستخدم التفكري الإب��داع��ي مل�ساعدتك على اخل��روج‬ ‫بخطط وا�سرتاتيج ّيات غري ع��اديّ��ة وخ��ارج��ة عن امل�ألوف‬ ‫لديك للتعامل مع �أحداث غري عاد ّية‪� .‬إ ّنها و�سيلة ملمار�سة‬ ‫ا�ستخدام مهاراتك يف التفكري يف املدر�سة‪ ،‬يف العمل‪ ،‬بل‬ ‫وحتّى على منت احلافلة‪.‬‬ ‫�أحالم اليقظة ميكن �أن تكون م�صدرا مه ّما يف هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫لقد تبينّ �أنّ �أحالم اليقظة ميكن �أن تكون �أداة قو ّية ب�شكل ال‬ ‫ي�ص ّدق للنا�س بالن�سبة للتفكري وح ّل امل�شكالت واتّخاذ القرار ‪.‬‬ ‫خ�صّ �ص ج��زءا قليال م��ن وقتك ك�� ّل ي��وم لت�سمح لنف�سك‬ ‫مبعاي�شة �أح�لام اليقظة‪ .‬يكفيك جم�� ّرد مكان ه��ادئ و�أن‬ ‫ترتك عقلك يجول بح ّرية ‪ ..‬قبل �أن تذهب �إىل الفرا�ش عادة‬ ‫ما يكون الوقت املنا�سب لهذا‪.‬‬ ‫�إذا كنت تواجه �صعوبة يف م�شكلة وتبحث عن طريقة مبتكرة‬ ‫للتغ ّلب على ذلك‪ ،‬هناك ب�ضعة �أ�سئلة ج ّيدة يجب �أن تطرحها‬ ‫على نف�سك‪ :‬ا�س�أل نف�سك ماذا كنت �ستفعل لو تو ّفر لديك‬ ‫الو�صول �إىل � ّأي موارد يف العامل؛ ا�س�أل نف�سك من �ستطلب‬

‫‪45‬‬


‫كيف‬ ‫لماذا‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫التسلسل‬

‫ثالثا ‪ :‬بناء قدرات التفكير لديك‬

‫‪ .1‬ا�ستخدام اللغة لتغيري تفكريك‪:‬‬ ‫لقد وج��د العلماء �أنّ اللغة ت�ساعد فعال على الت�أثري يف‬ ‫طريقة تفكريك‪ .‬على �سبيل املثال‪ ،‬النا�س الذين ين�ش�أون يف‬ ‫الثقافات التي ت�ستخدم اجلهات الأ�صل ّية (ال�شمال واجلنوب‬ ‫وال�شرق والغرب) بدال من �أ�شياء مثل اليمني والي�سار كما هو‬ ‫احلال يف اللغة الإجنليز ّية‪ ،‬يف الواقع يكت�سبون القدرة على‬ ‫حتديد اجلهات الأ�صل ّية مب�ساعدة بو�صلة ‪.‬‬ ‫تع ّلم لغة واحدة �أخرى على الأق ّل �إىل جانب لغتك الأ ّم‪ .‬وجد‬ ‫العلماء �أي�ضا �أنّ ثنائيي اللغة (النا�س الذين يتح ّدثون �أكرث‬ ‫من لغة) يجيدون ر�ؤية العامل وفقا ل ّلغة التي ي�ستخدمونها‪.‬‬ ‫تع ّلم لغة جديدة �سوف ي�ساعد يف تقدمي طرق جديدة يف‬ ‫التفكري لديك‪.‬‬ ‫و�سع نطاق معارفك‪:‬‬ ‫‪ّ .2‬‬ ‫تع ّلم على نطاق وا�سع‪ ..‬التع ّلم لي�س فقط هو الذهاب �إىل‬ ‫املدر�سة وحفظ بع�ض احلقائق‪ .‬التع ّلم هو ال�شيء الذي‬ ‫ي�ستم ّر م��ع العمر وميكن �أن ي�شمل جمموعة وا�سعة من‬ ‫الأ�شياء‪ .‬عندما تتع ّلم دائما‪ ،‬تف ّكر دائما وتتع ّرف �إىل طرق‬ ‫جديدة يف التفكري‪.‬‬ ‫كن ح��ذرا يف تل ّقي معرفك من �أ�شخا�ص �أو �أماكن تتمتّع‬ ‫بال�سلطة‪ .‬ال تعتمد على �آراء النا�س الآخرين‪ ،‬حتّى لو بدوا‬ ‫يعرفون ما الذي يتح ّدثون عنه‪.‬‬ ‫حت ّقق من الوقائع‪ ،‬وانظر يف وجهات نظر بديلة‪� .‬إذا كنت‬ ‫ترى خلال و�أوجه نق�ص وثقوبا يف حججهم �أو منطقهم‪،‬‬ ‫ف ّكر يف ذلك‪.‬‬ ‫ال تتو ّقف يف � ّأي وق��ت ع��ن النظر يف‬ ‫�شيء ملج ّرد �شخ�ص ّية ال�سلطة (مثل‬ ‫و�سائل الأخبار‪� ،‬أو �أ�ستاذك‪ .)،‬الآن‪،‬‬ ‫�إذا تو ّفرت لديك جمموعة متن ّوعة من‬ ‫امل�صادر امل�ستق ّلة التي تق ّدم حججا‬ ‫وا ّدعاءات متن ّوعة‪ ،‬ف�إ ّنك على الأرجح �ستتو�صّ ل من خاللها‬ ‫�إىل الر�أي ال�صحيح‪.‬‬ ‫مار�س ّ‬ ‫ال�صحي �أو الإيجابي يف ك ّل ما تتو�صّ ل �إىل‬ ‫ال�شك‬ ‫ّ‬ ‫معرفته‪ .‬ت���أكّ��د �أنّ��ك حت�صل على املعلومات من �أك�ثر من‬ ‫م�صدر واحد (من الأف�ضل �أن تبحث عن م�صادر م�ستق ّلة)‪.‬‬ ‫انظر فيمن ي�صنع اال ّدع���اءات (ه��ل هي مدعومة من قبل‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫فعــــــالية‬

‫فعــــــالية‬

‫منه م�ساعدتك �إذا كان ميكن �أن ت�س�أل � ّأي �شخ�ص‪ .‬ا�س�أل‬ ‫نف�سك ماذا �ستحاول �أن تفعل لو كنت ال تخاف من الف�شل‪.‬‬ ‫هذه الأ�سئلة ت�سمح لك لفتح عقلك على االحتماالت بدال من‬ ‫ر�ؤية القيود فقط‪.‬‬ ‫‪ - 5‬احل�صول على املعلومات‪:‬‬ ‫�أن���ت ت��رغ��ب يف ال��ت���أكّ��د م��ن معرفة كيف ّية احل�صول على‬ ‫املعلومات اجل ّيدة بالتحديد‪ .‬هناك الكثري من الهراء يف‬ ‫هذا املجال‪ ،‬بع�ضه ميكن �أن يبدو حقيق ّيا ج ّدا‪� ،‬سوف حتتاج‬ ‫�إىل معرفة الفرق بني امل�صادر اجل ّيدة للمعلومات وامل�صادر‬ ‫ال�س ّيئة‪.‬‬ ‫املكتبة مورد مذهل ملعرفة املعلومات! فهي ال حتتوي فقط على‬ ‫الكتب والأفالم والربامج الوثائق ّية التي ميكنك ا�ستعارتها‪،‬‬ ‫جمان ّية وور�ش عمل‪� ،‬أو‬ ‫ولك ّنها �أي�ضا غالبا ما تق ّدم درو�سا ّ‬ ‫املجان ّية وور�ش العمل‪ .‬كما �أنّ لديها‬ ‫معلومات عن الدورات ّ‬ ‫يوجهوك‬ ‫�أمناء املكتبات الذين �إ ّما �أن يجيبوا على �أ�سئلتك �أو ّ‬ ‫�إىل املعلومات املنا�سبة‪.‬‬ ‫املكتبات �أي�ضا‪ ،‬غالبا ما يكون لديها �أر�شيف حمفوظات من‬ ‫ال�صور وال�صحف من بلدتك �أو املدينة‪ ،‬وميكن �أن تكون‬ ‫م�صدرا كبريا ملعرفة املزيد عن املكان الذي تعي�ش فيه‪.‬‬ ‫بع�ض الأماكن على �شبكة الإنرتنت ميكن �أن تكون عظيمة يف‬ ‫تقدمي املعلومات‪ .‬ميكنك احل�صول على املعرفة احل�ساب ّية‬ ‫والعلم ّية اجل ّيدة ‪ ،‬ميكنك �أن تبحث يف املخطوطات املحفوظة‬ ‫رقم ّيا والتي تعود �إىل القرون الو�سطى ونقلها �إىل �أجهزة‬ ‫جمانا على موقع‬ ‫الكمبيوتر املحمولة‪ .‬ميكنك حماولة التع ّلم ّ‬

‫اجلامعة املفتوحة‪ .‬تذ ّكر �أ ّنه يجب عليك دائما ممار�سة قدر‬ ‫من ّ‬ ‫ال�صحي �أو الإيجابي حول ما تتع ّلم (�سواء على‬ ‫ال�شك‬ ‫ّ‬ ‫�شبكة الإنرتنت �أو يف كتاب �أو يف فيلم وثائقي)‪� .‬إ�صرارك‬ ‫على معرفة احلقائق واالحتفاظ بعقلك متفتّحا �سي�ساعدك‬ ‫�أكرث من � ّأي ذكاء طبيعي‪.‬‬

‫�شركات �أو م� ّؤ�س�سات‪ ،‬هل لديهم م�صلحة يف ن�شر معلومات‬ ‫خاطئة‪ ،‬وهل لديهم بب�ساطة �أدنى فكرة ع ّما يتح ّدثون عنه؟)‬ ‫حاول وج ّرب �أ�شياء جديدة واحر�ص على اخلروج من منطقة‬ ‫الأف��ك��ار املريحة وال�سهلة ‪ .‬ك ّلما فعلت ذل��ك‪� ،‬سيكون من‬ ‫الأ�سهل لك النظر يف الآراء والأفكار التي ال تتّفق على الفور‬ ‫مع النظرة اخلا�صّ ة بك‪.‬‬ ‫‪ .3‬ا�ستخدم متارين بناء العقل‪:‬‬ ‫هناك بع�ض الأ�شياء التي ميكنك القيام بها والتي ميكن �أن‬ ‫ت�ساعد على زيادة قدرات تفكريك‪ .‬التفكري مثل � ّأي ع�ضلة يف‬ ‫ج�سمك‪ .‬وك ّلما ت�ستخدم عقلك‪� ،‬سيكون �أقوى و�سوف حت�صل‬ ‫على الأف�ضل و�ستكون قادرا على التفكري‪.‬‬ ‫مار�س الريا�ض ّيات فممار�ستك الريا�ض ّيات على �أ�سا�س‬ ‫منتظم �ستكون دفعة قو ّية لإمكان ّياتك العقل ّية وميكن �أن‬ ‫ت�ساعد يف جعل �أمرا�ض مثل الزهامير �أق ّل احتماال بالن�سبة‬ ‫لك‪ .‬مار�س قليال من الريا�ض ّيات ك ّل يوم (لي�س من ال�ضروري‬ ‫�أن يكون ح�ساب التفا�ضل والتكامل‪ ،‬ولكن �أن تفعل احل�سابات‬ ‫يف ر�أ�سك ولي�س على �آلة حا�سبة‪ ،‬وما �إىل ذلك)‪.‬‬ ‫احفظ من ال��ق��ر�آن والأح��ادي��ث النبو ّية والأ�شعار ق��در ما‬ ‫ت�ستطيع ففائدتها كبرية للغاية يف جمال اكت�سابك قدرات‬ ‫تفكري عالية ‪ ،‬فهي �سوف ت�ساعد يف حت�سني ذاكرتك‪ ،‬والتي‬ ‫بدورها �سوف ت�ساعد مهارات التفكري لديك‪ .‬ميكنك �أي�ضا‬

‫حفظ بع�ض االقتبا�سات لال�ست�شهاد بها يف حم��ادث��ة �أو‬ ‫م�ساجلة‪ ،‬وعندما يحني الوقت املنا�سب‪.‬‬ ‫‪ .4‬مار�س متارين الرتكيز الذهني‪:‬‬ ‫يتم فيها تركيز وعي املرء‬ ‫الرتكيز الذهني هو حالة نف�س ّية ّ‬ ‫على اللحظة احلال ّية‪ ،‬مع الت�أ ّمل يف هدوء ‪ .‬الرتكيز الذهني‪،‬‬ ‫ميكن �أن ي�ساعد يف تو�ضيح �أفكارنا‪ ،‬كما �أ ّنه ميكن �أن ي�ساعد‬ ‫�أي�ضا يف �إخ��راج بع�ض الأفكار من ر�ؤو�سنا عندما نكون يف‬ ‫حاجة �إىل ذلك‪ .‬الرتكيز الذهني ميكن �أن ي�ساعد يف تخفيف‬ ‫امل�شاكل النف�س ّية وميكن �أن ي�ساعد يف ال�سعي وراء املعرفة‬ ‫والتفكري‪.‬‬ ‫ميكنك ممار�سة الرتكيز والت�أ ّمل الذهني بينما ترت ّي�ض يف‬ ‫جوالت امل�شي ‪ .‬بدال من �أن تتوه يف �أفكارك‪ ،‬قم بالرتكيز على‬ ‫حوا�سك اخلم�س‪ :‬الحظ خ�ضرة الأ�شجار‪ ،‬وزرقة ال�سماء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الحظ الغيوم وهي ت�سبح يف عنان ال�سماء؛ ا�ستمع �إىل �صوت‬ ‫خطواتك و�إىل حفيف الرياح يف الأوراق‪ ،‬واىل النا�س وهم‬ ‫يتح ّدثون من حولك‪ .‬قم ب�إيالء الروائح اهتماما‪ ،‬وملا ت�شعر‬ ‫به (هل هو الربد �أو الدفء‪� ،‬أو اجل ّو العا�صف‪ ،‬الخ)‪ .‬ال تركن‬ ‫�إىل الأحكام القيم ّية لهذه الأ�شياء (باردة ج ّدا‪� ،‬سماء جميلة‪،‬‬ ‫رائحة �س ّيئة‪ ،‬وما �إىل ذلك) الحظها فقط ال غري ذلك‪.‬‬ ‫مار�س ما ال يق ّل عن ‪ 15‬دقيقة من الت�أ ّمل ك ّل يوم‪ .‬هذا �سوف‬ ‫ي�ساعد على تطهري وج�لاء عقلك وتفكريك و�سوف يعطي‬ ‫عقلك راحة ت�شت ّد احلاجة �إليها‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫خاطف األمل‬ ‫�سحر ف�ؤاد‬

‫لكن‬ ‫اإلجهاض من أسوإ التجارب التي تم ّر بها المرأة ‪ ،‬فهو يخطف أمال تر ّقبته وحلما انتظرته ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جديد األبحاث والعالجات يحاصر هذا الكابوس ويحمي ماليين األحالم التي كان يختطفها من‬ ‫النساء‬

‫التقينا الدكتورة جنالء ف ــارع ا�ست�شار ّية �أمرا�ض الن�ساء‬ ‫والتوليد لتلقي ال�ضوء على هذا اخلطر املحدق ‪.‬‬ ‫تقول فارع ‪ :‬ت�شري الدرا�سات احلديثة �إىل �أنّ هناك الكثري‬ ‫من حاالت الإجها�ض حتدث يف وقت مب ّكر ج ّد ًا قبل �أن تدرك‬ ‫املر�أة �أ ّنها حامل ‪ ،‬بل قد يكون قبل ت� ّأخر الدورة ال�شهر ّية عن‬ ‫ميعادها �أ�صال‪.‬‬ ‫كما ت�شري الدرا�سات احلال ّية �إىل �أنّ ما يقرب من خم�س‬ ‫ح��االت حمل تنتهي بالف�شل ‪ ،‬وت�صل الن�سبة �إىل ‪� %20‬إذا‬ ‫�أخذ يف االعتبار �أي�ض ًا الإجها�ض الذي قد يحدث قبل التحام‬ ‫اجلنني بالرحم ‪ .‬و الإجها�ض املتك ّرر لي�س من الأمور النادرة‬ ‫�أو غري امل�ألوفة ؛ ف�إنّ امر�أة من ك ّل ‪ 500‬زوجة ينتهي حملها‬ ‫بالف�شل ثالث م ّرات متتاليات ‪.‬‬ ‫وت�ضيف ف��ارع ‪ :‬التق ّدم الط ّبي احلديث قد �أعطى فر�ص ًا‬ ‫�أكرب للمر�أة للتع ّرف �إىل الأ�سباب الـم�ؤ ّدية �إىل الإجه ــا�ض‬ ‫وعالجها ‪ .‬لقد �شهدت ال�سنوات القليلة املا�ضية تق ّدم ًا مثري ًا‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫يف فهم امل�شكلة واكت�شاف حلول جديدة ‪ .‬ف�إنّ ن�سبة كبرية‬ ‫من حاالت احلمل التي كان يعتقد من غري املمكن ا�ستنقاذها‬ ‫�أ�صبح من املمكن �إنقاذها اليوم ‪.‬‬ ‫الإجها�ض املتك ّرر هو �أخطر ما يخيف الن�ساء فما هي حقيقته‬ ‫؟ جتيب فارع ‪ :‬الإجها�ض املتتابع �أو املتك ّررال يعني بال�ضرورة‬ ‫�أنّ املر�أة لن ت�ستطيع �أبد ًا �أن حتمل حم ًال طبيع ّي ًا للنهاية ‪،‬‬ ‫ف�أنا �أعرف امر�أة �أجه�ضت ‪ 6‬م ّرات قبل �أن تلد ابنها يف امل ّرة‬ ‫الأخرية ‪ .‬ولكن قد ال يكفي جم ّرد االنتظار والرجاء ‪ .‬ومازال‬ ‫معظم الأط ّباء حتّى الآن ال يبد�أون �إجراء فحو�صات �شاملة‬ ‫للمر�أة حتّى يف�شل حملها ثالث م�� ّرات متتاليات �أو �أك�ثر ‪،‬‬ ‫واليح ّبذون � ّأي ّ‬ ‫تدخل ملج ّرد حدوث الإجها�ض م ّرة �أو م ّرتني ‪.‬‬ ‫ربره ‪ :‬ف�إنّ ما يقرب من ‪ %90‬من‬ ‫وقد يكون مل�سلكهم هذا ما ي ّ‬ ‫الن�ساء الالتي يحدث لهنّ �إجها�ض لأ ّول م ّرة يكون حملهنّ‬ ‫التايل طبيع ّي ًا متام ًا ‪ ،‬و ‪ %60‬ممّ��ن ح��دث لهنّ الإجها�ض‬ ‫م ّرتني متتاليتني ي�ستم ّر حملهنّ بعد ذلك ب�صورة ج ّيدة بدون‬

‫لهن إجهاض‬ ‫‪ %90‬من النساء الالتي يحدث‬ ‫ّ‬ ‫حملهن التالي طبيع ّيًا‬ ‫ألول م ّرة يكون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لهن اإلجهاض‬ ‫ممن حدث‬ ‫‪%60‬‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫تمامًا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حملهن بعد‬ ‫م ّرتين متتاليتين يستم ّر‬ ‫ّ‬ ‫أي عالج‪.‬‬ ‫ذلك بصورة ج ّيدة بدون ّ‬

‫ويف حاالت كثرية ميكن معرفة �أ�سباب الإجها�ض وعالجها‬ ‫مما يكفي املر�أة مرارة تكراره و�آثاره على بدنها ونف�س ّيتها ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولكن قد يلزم املر�أة �أن ت�أخذ املبادرة بنف�سها ‪� .‬إنّ هناك �آماالً‬ ‫كثرية ولكن للأ�سف كثري من الأط ّباء ال يتابعون التط ّورات‬ ‫العلم ّية اجلديدة ‪ .‬ولذلك فلي�س املر�ضى وحدهم هم الذين‬ ‫يف حاجة �إىل التعليم بل الأط ّباء كذلك ‪.‬‬ ‫جاءتني ام���ر�أة يف الثامنة والع�شرين م��ن عمرها بعد ‪3‬‬ ‫�إجها�ضات متك ّررة ‪ ،‬ورغم �أ ّنها ا�ست�شارت العديد من الأط ّباء‬ ‫�إ ّال �أ ّنهم جميع ًا مل يفعلوا �أكرث من امل�ؤازرة والت�شجيع ‪ « ..‬ال‬ ‫ت�شغلي بالك ‪ ،‬وحاويل من جديد « !! وبعد الفحو�ص اكت�شفنا‬ ‫وجود �أكرث من عامل من �ش�أنه �أن ي�ؤ ّدي �إىل الإجها�ض من‬ ‫�ضمنها م�شكلة تخت�صّ بتفاعالت املناعة ‪ ،‬وعدوى ميكروب ّية‬ ‫ح��ا ّدة احتاجت حقن بع�ض امل�ضا ّدات احليو ّية لعالجها‪،‬‬ ‫ون�سيج ليفي يف ال��رح��م ا�ستلزم �إزال��ت��ه ج��راح��يّ�� ًا ‪ .‬وبعد‬ ‫العالجات حملت هذه امل��ر�أة حمال طبيع ّيا وو�ضعت ولدين‬ ‫بدون � ّأي م�شاكل ‪.‬‬ ‫بالن�سبة للحمل الأ ّول يكون ما يقرب من ‪ %40‬من الإجها�ض‬ ‫مما ي�ؤ ّدي �إىل‬ ‫املب ّكر مرتبط ًا بخلل يف ال�صبغيات الوراث ّية ّ‬ ‫ت�ش ّوهات خلق ّية �شديدة لدرجة ال ميكن معها ا�ستمرار حياة‬ ‫اجلنني ‪ .‬ولكن يف حاالت الإجها�ض املتك ّرر يكون �أق ّل من ‪%5‬‬ ‫منها فقط ب�سبب خلل ال�صبغيات الوراث ّية يف اجلنني ‪ ،‬وهذا‬ ‫يعني �أنّ �أكرث الأج ّنة التي تفقد تكون طبيع ّية وراث ّي ًا ‪.‬‬ ‫تع ّد اال�ضطرابات الهرمون ّية �ضمن الأ���س��ب��اب الرئي�س ّية‬ ‫للإجها�ض الذي يحدث يف الأ�سبوع العا�شر تقريب ًا من احلمل‬ ‫‪ .‬فهرمون الربج�ستريون يلعب دور ًا بالغ الأه ّمية يف حفظ‬ ‫احلمل يف البداية‪ ،‬ف���إذا ك��ان ج�سمك ال ينتج منه الك ّمية‬ ‫الكافية فقد يحدث الإجها�ض ‪ .‬و من املمكن ت�شخي�ص ذلك‬

‫صحـــــة‬

‫صحـــــة‬

‫اإلجهاض‬

‫ح�صولهنّ على � ّأي عالج ‪ .‬وتت�ضاءل بعد ذلك فر�ص احلمل‬ ‫الناجح فت�صل �إىل ‪ %25‬فقط فيمن ت�صاب بالإجها�ض ثالث‬ ‫م ّرات ‪ ،‬و�أق ّل من ‪ %10‬بعد الإ�صابة بالإجها�ض ‪� 4‬أو ‪ 5‬م ّرات ‪.‬‬ ‫ويف مثل هذه احلاالت ف�إنّ �أخذ العالج املنا�سب ي�صبح من‬ ‫الأمور احلا�سمة ‪ ،‬ف�إنّ طول االنتظار و حت ّمل م ّرات عديدة‬ ‫من الإجها�ض من املمكن �أن ي�ضيع الكثري من ال�شهور وربمّ ا‬ ‫الأعوام اخل�صيبة من حياة املر�أة البيولوج ّية ‪.‬‬

‫من خالل اختبارات الدم �أو حتليل غ�شاء الرحم و حينئذ‬ ‫ميكن �إعطاء العالج عن طريق احلقن �أو اللبو�س املهبلي ‪.‬‬ ‫ومن املمكن �أن تكون العدوى املر�ض ّية �أحد عوامل الإجها�ض‬ ‫�أي�ض ًا و �إن كان من ال�صعب حتديد دوره��ا متام ًا ‪ .‬فبع�ض‬ ‫حاالت عدوى اجلهاز التنا�سلي ال يظهر لها � ّأي �أعرا�ض �إ ّال‬ ‫�أ ّنها من املمكن �أن ت�ساعد على الإجها�ض ‪ .‬وهذه احلاالت‬ ‫( كالعدوى مبيكروب الكالميديا �أو امليكوبالزما ) ميكن‬ ‫عالجها ب�سهولة با�ستخدام امل�ضا ّدات احليو ّية ‪.‬‬ ‫كما ميكن �أن تكون بع�ض �أم��را���ض الرحم هي ال�سبب يف‬ ‫الإجها�ض و خا�صّ ة يف الأ�شهر الثالثة الو�سطى من احلمل‬ ‫‪ .‬ففي بع�ض الن�ساء يكون هناك بع�ض العيوب اخللق ّية يف‬ ‫الرحم ك�أن يكون �صغري احلجم ج ّد ًا‪� ،‬أو منق�سم ًا �إىل ن�صفني‬ ‫�سواء انق�سام ًا ك ّلي ًا �أو جزئ ّي ًا‪� ،‬أو �أحيان ًا على �شكل حرف‬ ‫«‪ »T‬وغالب ًا ما حتدث هذه العيوب يف الن�ساء الالتي تناولت‬ ‫�أ ّمهاتهنّ بع�ض هرمونات الأنوثة �أثناء حملهنّ ‪ .‬و من املمكن‬ ‫ت�شخي�ص هذه العيوب الرحم ّية با�ستخدام نوع خا�صّ من‬ ‫�أ�ش ّعة �إك�س �أو �أ�ش ّعة الرت ّدد املغناطي�سي �أو منظار البطن ‪،‬‬ ‫كما ميكن عالج بع�ضها جراح ّي ًا ‪.‬‬ ‫و هناك �سبب �آخر مل�شكلة الإجها�ض املتك ّرر و هو �ضعف عنق‬ ‫الرحم ‪ ،‬فمع من ّو حجم اجلنني يبد�أ عنق الرحم ال�ضعيف يف‬ ‫مما ي�ؤ ّدي �إىل حدوث الوالدة‬ ‫االنفتاح و االتّ�ساع قبل �أوانه ّ‬ ‫قبل اكتمال ن�ضج اجلنني لدرجة تكفي لي�ستم ّر يف احلياة ‪.‬‬ ‫و لكنّ الأط ّباء و ّفقوا لعالج هذه احلالة عن طريق خياطة‬ ‫عنق الرحم ملنع اتّ�ساعه حتّى ي�صل احلمل �إىل الأ�سبوع‬ ‫الثامن والثالثني و عندئذ تزال غرز اخلياطة لي�سمح للجنني‬ ‫بالوالدة‪ .‬وبهذه الطريقة ميكن منع الإجهـا�ض املـتك ّرر فـي‬ ‫‪ % 90‬من هذه احلاالت ‪.‬‬ ‫عالجات جديدة تحيي األمل‬

‫يف الآون��ة الأخ�يرة �أ�صبحت �أمرا�ض جهاز املناعة من �أكرب‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪49‬‬


‫كثري ًا ما حتاول ال�صديقات والقريبات �أن يطمئنّ الأ ّم التي‬ ‫جته�ض ببع�ض العبارات املتك ّلفة والتي تنتهي غالب ًا بازدياد‬ ‫م�شاعر الأ ّم �سوء ًا ‪ .‬ف�إذا كنت تريدين �أن ت�ساعدي �إحدى‬ ‫ال�صديقات �أو القريبات التي مت ّر بتلك الأزمة ف�إليك بع�ض‬ ‫الأ�شياء التي ينبغي جت ّنبها يف الكالم و�أ�شياء �أخرى ينبغي‬ ‫�أن تفعليها ‪.‬‬ ‫ال تقويل للأ ّم �إنّ الإجها�ض كان عمل ّية طبيع ّية للتخ ّل�ص‬ ‫من جنني م�ش َّوه ‪ ،‬وال تقويل �إنّ ذلك مل يكن طف ًال حقيق ّي ًا ‪.‬‬ ‫ف�إ ّنه بالن�سبة للأ ّم ‪ -‬التي ظ ّلت مدّة من�شغلة ب�إعداد مالب�س‬ ‫ذلك الطفل وجتهيزها ‪ -‬كان طف ًال حقيق ّي ًا و�إنكار احلقيقة‬ ‫التي ت�ست�شعرها الأ ّم ي�ؤدّي �إىل �شعورها باالكتئاب ‪.‬‬

‫املجاالت املعن ّية بالبحث العلمي ‪ ،‬فدرا�سة اجلانب املناعي‬ ‫للإجها�ض كانت �أكرث جماالت البحث �إثارة خالل الع�شرين‬ ‫�سنة املا�ضية ‪.‬‬ ‫يمكن اآلن تحديد السبب في ‪ % 70‬من‬ ‫حاالت اإلجهاض المتك ّرر‬

‫وقد مت ّكن الأط ّباء الباحثون من حتديد مر�ض جديد عرف‬ ‫با�سم ( م�ضا ّدة الدهون الف�سفور ّية ) ويف هذه احلاالت توجد‬ ‫عند امل��ر�أة بع�ض الأج�سام امل�ضا ّدة بن�سبة عالية والتي قد‬ ‫ت�ؤ ّدي �إىل حدوث جت ّلطات دمو ّية يف امل�شيمة ينتج عنها وفاة‬ ‫اجلنني �أو �إبطاء من ّوه ‪ .‬كما ّمت ت�شخي�ص حاالت �أخرى يحاول‬ ‫فيها ج�سم الأ ّم �أن يطرد اجلنني باعتباره ن�سيج ًا غريب ًا ‪.‬‬ ‫ف�أثناء احلمل الطبيعي يفرز ج�سم الأ ّم بع�ض املوا ّد تعرف‬ ‫با�سم ( الأج�سام امل�ضا ّدة الإح�صار ّية الواقية ) وهي متنع‬ ‫الأج�سام امل�ضا ّدة املعتادة عند الأ ّم من رف�ض اجلنني ‪ .‬و لكن‬ ‫�إذا وجد بني الأب و الأ ّم ت�شابه وراثي معينّ ‪ ،‬فقد ال ي�ستطيع‬ ‫ج�سم الأ ّم �أن يتع ّرف �إىل اجلنني كن�سيج غريب و بالتايل ال‬ ‫يفرز الأج�سام امل�ضا ّدة الإح�صار ّية الكافية حلمايته ‪.‬‬ ‫و كذلك فقد �أثمر البحث العلمي احلديث طرق ًا ف ّعالة يف‬ ‫العالج تعطي �أم ًال كبري ًا حتّى يف احلاالت العنيدة التي عجزت‬ ‫معها طرق العالج ال�سابقة ‪ ،‬ووفق ًا لبع�ض الإح�صائ ّيات ف�إ ّنه‬ ‫ميكن الآن حتديد ال�سبب يف ‪ % 70‬من ح��االت الإجها�ض‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫املتك ّرر ‪ ،‬ومن املتو ّقع �أن ترتفع هذه الن�سبة مع تق ّدم البحث‬ ‫يف الأ�سباب املناع ّية ‪.‬‬ ‫وهناك عوامل �أخ��رى يف ا�ستطاعتك التح ّكم فيها بنف�سك‬ ‫مثل التدخني وامل�شروبات الكحول ّية وبع�ض الأدوي���ة حيث‬ ‫يعتقد �أنّ ك ّل هذه الأ�شياء لها دور �أي�ض ًا يف بع�ض الإجها�ض‬ ‫املتك ّرر ‪ .‬وكذلك ف�إنّ الأمرا�ض املزمنة بالأ ّم مثل ال�س ّكر ‪ ،‬و‬ ‫الذئبة احلمراء ‪ ،‬و�أمرا�ض القلب من املمكن �أي�ض ًا �أن ته ّدد‬ ‫احلمل ‪ ،‬و كذلك بع�ض املخاطر النا�شئة عن طبيعة العمل‬ ‫ل ّأي من الزوجني كالتع ّر�ض لبع�ض الكيماويات ال�ضا ّرة ‪ ،‬من‬ ‫املمكن �أن تع ّر�ض احلمل للخطر ‪.‬‬ ‫ماذا عن األثر النفسي ؟‬

‫بني ك�� ّل الفحو�ص واالخ��ت��ب��ارات التي جت��رى على امل���ر�أة يف‬ ‫املهم مغفوال عنه �أال و هو الوقع‬ ‫حاالت الإجها�ض يظ ّل ال�شيء ّ‬ ‫النف�سي والعاطفي للإجها�ض وال��ذي قد ي�صل �إىل درجة‬ ‫مر ّوعة‪ .‬تقول الدكتورة جنالء ‪ :‬عندما ينقطع احلمل فج�أة‬ ‫حتتاج املر�أة �إىل بع�ض الوقت كي ي�ستق ّر م�ستوى الهرمونات‬ ‫ويعود �إىل احل ّد الطبيعي‪ ،‬كما تظ ّل عواطفها متق ّلبة ع ّدة‬ ‫�أ�سابيع �أو �أحيانا ع ّدة �أ�شهر ‪ .‬فالب ّد للحزن �أن ي�أخذ وقته‬ ‫ولو مل يكن من ورائ��ه عوامل ف�سيولوج ّية يف ج�سم امل��ر�أة ‪.‬‬ ‫اإلجهاض خسارة فادحة في حياة المرأة‬ ‫وقد يحدث فيها تغ ّيرات دائمة حتّى ولو‬ ‫القصة بنهاية سعيدة‬ ‫انتهت‬ ‫ّ‬

‫تجـربـة أمّ‬ ‫رغم ما و�صفه الأط ّباء بجفاف وغلظة عن كرب �س ّني فقد‬ ‫كان حملي خاليا من � ّأي م�شاكل ط ّبية كان عمري خم�سا‬ ‫و�أرب��ع�ين �سنة ولكنّ ذل��ك مل يجعلني �أ�شعر �أ ّنني كبرية ‪.‬‬ ‫وحيث �إنّ �س ّني هذا كان ي�ضع احتمال خطورة �أكرب على‬ ‫احلمل فقد كنت يف غاية ال�سرور من نف�سي حني و�ضعت‬ ‫طفال جميال ‪ ،‬و�سرعان ما حملت من جديد ‪ .‬ويف يوم ما‬ ‫بد�أت �أنزف قطرات من الدم ‪ ،‬ويف نهاية الأ�سبوع احلادي‬ ‫ع�شر من هذا احلمل حدث الإجها�ض ‪.‬‬ ‫كنت قد بلغت ال�ساد�سة والأرب��ع�ين ويف ه��ذا ال�سنّ ينتهي‬ ‫احل��م��ل يف ‪ %40‬م��ن احل���االت ب��الإج��ه��ا���ض كما �أخربتني‬ ‫طبيبتي‪.‬‬ ‫وبعد ثالثة �أ�شهر حملت م ّرة �أخ��رى ‪ ،‬ويف هذه امل�� ّرة كنت‬ ‫�شديدة احلر�ص على جت ّنب التوتّر النف�سي و الإجهاد و�أنام‬ ‫وقت القيلولة و�آخذ الأمور بب�ساطة ‪ .‬ويف نهاية ال�شهر الثالث‬ ‫طلبت الطبيبة م ّني �أ�ش ّعة باملوجات فوق ال�صوت ّية وحينئذ‬ ‫كنت �شديدة اال�شتياق �إىل ر�ؤي��ة ه��ذا اجلنني ال��ذي ينمو‬ ‫بداخلي ‪ ،‬ولكن ما �إن رقدت على �سرير الفح�ص حتّى بدا‬

‫صحـــــة‬

‫صحـــــة‬

‫حين تجهض إحدى‬ ‫قريباتك ماذا تفعلين ؟‬

‫ال تقويل « �إنّ��ك حا ّال �سوف حتملني م ّرة �أخ��رى » ‪ ،‬ف�أنت ال‬ ‫تعلمني ذلك يقين ًا ‪ ،‬وحتّى لو �أ�صاب كالمك احلقيقة ف�إنّ الأ ّم‬ ‫حني ت�سمع هذه الكلمة يقذف يف قلبها الرعب من احتمال �أّلاّ‬ ‫تنجب �أطفا ًال بعد ذلك ‪.‬‬ ‫ال تقويل «�إنّ هذا لن يتك ّرر م ّرة �أخرى» ‪ ،‬لأنّ هذا قد يحدث‪.‬‬ ‫و �إذا مل يكن لديك علم الغيب فمن �أين لك �أن تقويل ذلك ؟‬ ‫فهذا اجرتاء �شديد وادّعاء مبا لي�س عندك ‪.‬‬ ‫و لكن تذ ّكري �أنّ عمل ّية احلزن الب ّد �أن ت�أخذ وقتها ‪ .‬فمج ّرد‬ ‫�أن تطلبي من الأ ّم �أن تن�سى ما حدث و تلقيه خلف ظهرها قد‬ ‫يجعلها تغ�ضب لأ ّنك ال تدركني ما تعانيه ‪ .‬فالعواطف ال ميكن‬ ‫التح ّكم فيها من خالل ال�ضغط على ز ّر معينّ ‪.‬‬ ‫�أ�شعريها بالعطف‪،‬ولكن ال تقويل «�أنا �أ�شعر مبا ت�شعرين به »‬ ‫�إ ّال �إذا كنت قد مررت بتجربة مماثلة‪ .‬و�إذا كان الزوج من‬ ‫حمارمك فتحدّثي معه �أي�ض ًا وحاويل التخفيف عنه فهو مي ّر‬ ‫بنف�س الظرف و �إن كان ما يعانيه من حزن و�أ�سى عادة ال‬ ‫يهتم به ‪.‬‬ ‫يجد من ّ‬

‫فالإجها�ض حالة و النا�س ال يدركون غالب ًا �أنّ ما حتتاجه‬ ‫املر�أة التي �أجه�ضت هو �أن ي�شاركها �أحد يف حزنها ‪.‬‬ ‫وكثري من الن�ساء تعجب من انفعاالتهنّ ال�شخ�ص ّية جتاه‬ ‫الإجها�ض ‪ ،‬والتي عادة ما تكون خليط ًا من امل�شاعر التي قد‬ ‫تكون متناق�ضة يف بع�ض الأحيان ‪ .‬تقول �إحدى الن�ساء بعد �أن‬ ‫تع ّر�ضت لإجها�ض ‪ :‬يف �أ ّول حلظة �شعرت بنوع من اال�ستنكار‬ ‫الكامل فقد اعتدت �أن يقوم ج�سمي بوظائفه كما ينبغي ‪ ،‬و‬ ‫لذلك فقد كنت يف حالة ر ّثة داخل ّية ‪ .‬وبعد ذلك �أ�صبحت يف‬ ‫غاية الكبت الذي مل �أكن �أعرف له �سبب ًا ‪،‬وبعد �أن انق�شع هذا‬ ‫ال�شعور بالكبت �شعرت بالراحة والتنفي�س والر�ضا وظللت‬ ‫هكذا ب�ضعة �أ�شهر ّثم بد�أت �أ�شتاق �إىل الأطفال من جديد ‪.‬‬ ‫ولك ّنني �أي�ض ًا كنت �أ�شعر بالإحراج فقد �شعرت �أ ّنني ف�شلت‬ ‫يف �شيء طبيعي ‪ ،‬وكانت �صدمة يل �أن �أجد مثل هذا ال�شعور‪.‬‬ ‫وك��� ّأي حادث مفجع ف���إنّ الإجها�ض �أي�ض ًا ي�ؤ ّثر على احلياة‬ ‫الزوج ّية ‪ .‬فكثري ًا ما ي�شكو الأزواج من �شعورهم بالعجز لعدم‬ ‫قدرتهم على تخفيف احلزن عن زوجاتهم خا�صّ ة �إذا م�ضى‬ ‫حت�سن يف م�شاعرهنّ ‪.‬ومن‬ ‫وقت طويل ومل يبد هناك � ّأي ّ‬ ‫ّ‬ ‫املمكن تناول بع�ض العالجات لفرتة ق�صرية للتغلب على فرتة‬ ‫احلزن ‪،‬هذا بالإ�ضافة �إىل العزمية القو ّية وال�صحبة امل�ؤازرة‬

‫‪.‬وبالطبع ف�إنّ ال�شفاء النهائي ال يحدث �إ ّال مبرور الوقت ‪،‬‬ ‫وربمّ ا كان طفل جديد هو العالج الأمثل للتغ ّلب على م�شاعر‬ ‫الأ�سى واحلزن ‪.‬‬ ‫االضطرابات الهرمون ّية من أهم األسباب‬ ‫الرئيس ّية لإلجهاض في األسبوع العاشر‬ ‫من الحمل ‪ .‬وهرمون البرجستيرون يلعب‬ ‫األهمية في حفظ الحمل في‬ ‫دورًا بالغ‬ ‫ّ‬ ‫البداية‬

‫ولكن الإجها�ض يظ ّل خ�سارة فادحة يف حياة امل���ر�أة وقد‬ ‫تغيات دائمة حتّى ولو انتهت الق�صّ ة بنهاية‬ ‫يحدث فيها رّ‬ ‫ً‬ ‫�سعيدة ‪ ..‬ولكن هنا �أي�ضا ي�أتي دور العزمية ال�صادقة والنف�س‬ ‫العالية التي ت�ستطيع به ــا الـمر�أة �أن حت ّول �أثر احلادث �إىل‬ ‫�أث��ر �إيجابي ‪ .‬تقول �أ ّم تع ّر�ضت لإجها�ض متك ّرر ‪ :‬م ّرات‬ ‫الإجها�ض التي حدثت يل جعلتني �أعرف �أ ّية معجزة ه�ؤالء‬ ‫الأطفال ‪ ..‬ومن ّثم ف�أنا �أحنو عليهم ك ّل حلظة فهم حلمي‬ ‫الذي حت ّقق ولن �أن�سى ذلك �أبد ًا ولو ثانية واحدة ‪.‬‬

‫وجه طبيبة الأ�ش ّعة عاب�س ًا وقالت يل ‪� :‬أنا �آ�سفة ‪ ،‬ف�إنّ قلب‬ ‫اجلنني متو ّقف عن النب�ض ‪ .‬كان زوجي بجانبي‪ ،‬قد رمق ك ّل‬ ‫منا الآخر بب�صره يف �صدمة ‪ .‬بالت�أكيد الب ّد �أنّ هناك خط�أ‬ ‫ما قد حدث ‪ ،‬فكيف ميكن �أن يتك ّرر هذا الأمر املفزع م ّرتني‬ ‫؟ وم�� ّرة �أخ��رى وج��دت نف�سي يف امل�ست�شفى لإج��راء عمل ّية‬ ‫الكحت والتو�سيع ‪ .‬وعندما تقدّمت على « الرتوللي « �إىل‬ ‫غرفة العمل ّيات بكيت ب�شدّة ‪ ،‬وظ�� ّل احل��زن يغمرين طوال‬ ‫الأ�سابيع التالية وكانت م�شاعري يف غاية اال�ضطراب‪.‬‬ ‫و�أ�صبحت �أ�ستثار لأتفه الأ�سباب ‪� ،‬أذرف الدمع ك ّل م�ساء ‪.‬‬ ‫طفلي اللذين فقدتهما ‪،‬‬ ‫وكانت تنتابني الأحالم ال�س ّيئة حول ّ‬ ‫و�أخري ًا �أ�سعدين اهلل حيث رزقت يف ال�سنة التالية بولد �سليم‬ ‫مثل �أخيه ‪ .‬وعندما نظرت �إىل وجه طفلي املبهج ف�إنّ ك ّل ما‬ ‫حت ّملته من تعب و�أ�سى حتّى ح�صلت عليه يبدو يل وك�أ ّنه مل‬ ‫يكن �شيئ ًا ‪ ،‬و�إن كان يف احلقيقة �شيئ ًا مهو ًال ومفزع ًا كما‬ ‫ت�شهد بذلك ك ّل امر�أة عانت من الإجها�ض ‪ ..‬وكم عانى منه‬ ‫الكثري ‪ ،‬ف�إنّ امر�أة بني ك ّل �أربع حوامل تعرف �أ ّنها م ّرت بهذه‬ ‫التجربة ‪ ،‬ولكن ربمّ ا كان معدّل الإجها�ض �أكرب من ذلك ‪.‬‬ ‫فما بني ‪� 10‬إىل ‪ %20‬من حاالت احلمل ّ‬ ‫امل�شخ�ص �إكلينيك ّي ًا‬ ‫ينتهي بالإجها�ض كما �أخربتني طبيبتي ‪.‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪51‬‬


‫التوت‬

‫ّ‬ ‫أغذية تعزز مناعتك‬ ‫الأ�سرة ‪ -‬خا�ص‬

‫مما نأكله ‪،‬‬ ‫المعدة بيت الداء ‪ .‬حكمة تثبتها األبحاث العلم ّية الحديثة ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فصحتنا تبدأ ّ‬ ‫الصحية‬ ‫المشاكل‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫تؤدي إلى‬ ‫و العادات غير السليمة أو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصحية لألكل ّ‬ ‫كشفتها األبحاث تتم ّثل في ضعف الجهاز المناعي‪ ،‬وتراجع مستويات الطاقــة‪ ،‬وإبطـــاء‬ ‫عمل ّيــة التمثيــل الغذائي ‪ ،‬والنتيجة‪ :‬مخاطر محتملة مثل األنيميا أو فقر الدم‪ ،‬وعسر‬ ‫والصحة الجنس ّية‪.‬‬ ‫للصحة الج ّيدة‬ ‫الهضم‪ ،‬ومشاكل الجلد‪ ،‬وفقدان شامل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫ربي‪ ،‬يوجد‬ ‫يف الفراولة‪ ،‬التوت الأزرق‪ ،‬توت العليق والتوت ال ّ‬ ‫غني مب�ضا ّدات‬ ‫كنز ّ‬ ‫�صحي يف ع��امل ال��ت��وت‪ .‬فهي م�صدر ّ‬ ‫الأك�سدة واملر ّكبات امل�ضا ّدة لاللتهابات التي حتمي اجل�سم‬ ‫�ض ّد خمتلف امل�شاكل مثل الأنفلونزا ونزالت الربد‪ ،‬وارتفاع‬ ‫�ضغ ــط ال ـ ــدم والته ــاب الـمفا�صـل ‪،‬وه�شا�شة العظام‬ ‫والقلب ‪،‬وال�سكتة الدماغ ّية وال�سرطان‪ .‬كما حتتوي على‬ ‫ما ّدة الأنثو�سيانني الكيميائ ّية النبات ّية‪ ،‬التي تعطي الثمرة‬ ‫لونها الغني‪ ،‬وت�ساعد يف احلفاظ على اجلهاز املناعي الذي‬ ‫يتدهور مع ال�شيخوخة‪.‬‬ ‫امل�ستخل�صات من التوت تد ّمر اخلاليا ال�سرطان ّية على‬ ‫الأرج���ح‪ ،‬وبخا�صّ ة تلك املرتبطة ب�سرطان ال���دم‪ ، .‬هذه‬ ‫الفاكهة لديها م�ستويات عالية من الأنثو�سيانني الذي يزيل‬ ‫�سموم الكبد‪ ،‬ومينحك ب�شرة ن�ضرة‪ ،‬كما تق ّلل من االلتهاب‬ ‫املرتبط بالأمرا�ض املزمنة‪.‬‬ ‫ك��م��ا مي��ك��ن ل��ل��ت��وت �أن ي�ساعد يف ع�ل�اج �أم���را����ض القلب‬ ‫وال�سرطان وال�س ّكري والتهاب املفا�صل ومتالزمات التعب‪،‬‬ ‫ومتاعب اجلهاز اله�ضمي والأوجاع والآالم ‪ ،‬من خالل احل ّد‬ ‫من االلتهابات‪ .‬وللتوت ت�أثري عميق لل�شفاء العميق لأ ّنه يحتوي‬ ‫على م�ضا ّدات الأك�سدة والألياف التي تق ّلل الكول�سرتول ‪،‬‬ ‫�صحية ممتازة!‬ ‫ويحفظ جهازك اله�ضمي يف حالة ّ‬ ‫الطب ال�صيني منذ �آالف ال�سنني توت» جوجي»‬ ‫وقد ا�ستخدم ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتكتظ ثمرة التوت الأحمر هذه الالذعة الطعم‬ ‫يف العالج ‪،‬‬ ‫باملوا ّد امل�ضا ّدة للأك�سدة‪ ،‬وخا�صّ ة الكاروتينات التي حتمي‬

‫قــــــوت‬

‫قــــــوت‬

‫الأغذية الغن ّية مب�ضا ّدات الأك�سدة تلعب دورا رئي�س ّيا يف‬ ‫تعزيز املناعة واحل�صانة وتقوية اجل�سم ملكافحة املر�ض‪.‬‬ ‫ال�صحية‬ ‫الدكتور �إبراهيم �سامر زياد ا�ست�شاري التغذية‬ ‫ّ‬ ‫يق ّدم لنا قائمة بتلك الأغذية ‪.‬‬

‫قلب وجلد وعيون الإن�سان من اال�ضطرابات املرتبطة بالتق ّدم‬ ‫يف ال�سنّ ‪ .‬وهي معروفة مبكافحة العوامل امل�س ّببة للأورام‬ ‫وب��زي��ادة الدافع اجلن�سي‪ ،‬وميكن �إ�ضافتها �إىل اللنب‪� ،‬أو‬ ‫التمتّع بها مع بع�ض حبيبات الكاكاو‪.‬‬ ‫املوا ّد الكيميائ ّية النبات ّية املوجودة يف توت جوجي قد يكون‬ ‫لها ت�أثريات قو ّية م�ضا ّدة لل�سرطان‪ .‬حيث ذكرت درا�سة‬ ‫ن�شرت يف الدور ّية ال�صين ّية لعلم الأورام �أنّ ثمرة توت جوجي‬ ‫لها ت�أثري �إيجابي على العالج عندما ت�ستخدم باالقرتان مع‬ ‫عالجات ال�سرطان الأخرى‪.‬‬ ‫و حتتوي ثمار توت جوجي على مر ّكبات طبيع ّية ت�س ّمى ‪/‬‬ ‫ليبوتروبيك‪� /‬أي ال�صارفة لل�شحم‪ ،‬وهذا يعني �أ ّنها ت�ساعد‬ ‫على �صرف الدهون بعيدا عن الكبد وحرق تلك ال�سعرات‬ ‫احلرار ّية الزائدة‪ .‬كما حتتوي على مر ّكبات تخ ّف�ض ن�سبة‬ ‫الكول�سرتول‪ ،‬وتع ّد مدافعا طبيع ّيا �ض ّد �ضرر اجلذور احل ّرة‪،‬‬ ‫وتفرز م�ستويات من احلم�ض الأميني وهو بروتني يرتبط‬ ‫ب�أمرا�ض القلب وااللتهابات‪.‬‬ ‫ويحتوي توت جوجي على م�ستوى عال من امل��وا ّد امل�ضا ّدة‬ ‫ل�ل�أك�����س��دة‪ ،‬مثل بيتا ك��اروت�ين وزياك�سانثني ال���ذي يحمي‬ ‫العينني‪ ،‬وحتديدا �شبك ّية العني‪ ،‬وميكن �أن يق ّلل من خطر‬ ‫الإ�صابة باالنحالل البقعي املرتبط بالتق ّدم يف ال�سنّ ‪.‬وهو‬ ‫يرفع م�ستويات هرمون ت�ستو�ستريون‪ ،‬وبالتايل يزيد الدافع‬ ‫اجلن�سي لديك‪.‬‬ ‫أعشاب البحر‬

‫وهي كثرية ويه ّمنا منها ‪:‬‬

‫كنافة البحر‪:‬‬

‫كنافة البحر‪ ،‬نوع من الأع�شاب البحر ّية ال�صاحلة للأكل‪،‬‬ ‫�أحمر داكن اللون مع �سعف متف ّرع بالأر�ض‪ .‬وهو �أحد‬ ‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪53‬‬


‫أكامي‪:‬‬

‫خ�ضروات البحر يحتوي على العديد من الفيتامينات واملعادن‬ ‫والأحما�ض الدهن ّية الأ�سا�س ّية‪ ،‬وغريها من املوا ّد الكيميائ ّية‬ ‫الطبيع ّية مع خ�صائ�ص م�ضا ّدة للأك�سدة‪ .‬وكنافة البحر‬ ‫ت�أتي يف �صورة �أوراق كاملة �أو م�سحوق‪� ،‬أو باعتبارها �أحد‬ ‫البهارات‪ .‬وهي تعطي نكهة رائعة لل�سلطات‪.‬‬ ‫هيجيكي ‪:‬‬

‫هذا نوع �آخر من الأع�شاب البحر ّية يتم ّيز بلونه الأ�سود الفاحم‬ ‫وقوامه الذي ي�شبه ال�شعر‪ .‬وهو غذاء ياباين تقليدي‪� .‬أطلق‬ ‫عليه اليابان ّيون و�صف «خ�ضر اجلمال «‪ ،‬لأ ّنه مينح ال�شعر‬ ‫الالمع والب�شرة اجلميلة لأولئك الذين يتناولونه‪ ،‬هذا الع�شب‬ ‫�صحة‬ ‫البحري ي�ساعد على تغذية الغ ّدة الدرق ّية‪ ،‬ويعزّز ّ‬ ‫�صحيا‪ .‬ويلقى‬ ‫اجللد وال�شعر‪ ،‬ويعزّز نظام املناعة ليكون ّ‬ ‫هذا الع�شب البحري التقدير لقيمته نظرا الرتفاع م�ستوى‬ ‫ما يحتويه من احلديد والألياف واليود‪ .‬هذا املزيج يعزّز‬ ‫و�صحة‬ ‫�صحة اجلهاز اله�ضمي ّ‬ ‫املناعة ب�صورة �أف�ضل‪ ،‬ويق ّوي ّ‬ ‫العظام‪.‬وميكن �إ�ضافته �إىل املطبوخات وال�سلطة واملقليات ‪.‬‬

‫�أحد الأع�شاب البحر ّية ‪،‬عظيم الفائدة‪ ،‬يو ّفر طعما ماحلا‬ ‫ي�أتي من توازن ال�صوديوم واملعادن الأخرى يف البحر‪ .‬ميكن‬ ‫�أكله ن ّيئا كوجبة خفيفة �أو �إ�ضافته �إىل احل�ساء �أو و�ضعه بني‬ ‫البطاط�س املقل ّية‪� ،‬أو م�شو ّيا وير�شّ على ال�سلطة ‪.‬‬

‫‪ - 2.‬الليمون‪:‬‬

‫ه��ذه الفاكهة م��ن احلم�ض ّيات ‪،‬ه��ي مط ّهر طبيعي‪ .‬لها‬ ‫خ�صائ�ص مط ّهرة وم�����ض��ا ّدة للفطريات تقتل اجلراثيم‬ ‫وت�ساعد يف �إزالة ال�سموم من اجل�سم ‪.‬و تتمتّع بفوائد فيتامني‬ ‫‪ ،C‬الليمون يح ّفز �إنتاج �سوائل املعدة‪ ،‬التي ت�ساعد على‬ ‫اله�ضم ب�شكل �أف�ضل‪ .‬وقد ثبت �أي�ضا �أ ّنه يعمل على �إبطاء من ّو‬ ‫اخلاليا ال�سرطان ّية‪ .‬ج ّرب فطائر التوت مع الليمون‪.‬‬ ‫‪ - 3‬التفّ اح‪:‬‬

‫الت ّفاح يحتوي على ن�سبة عالية من �ألياف البكتني القابلة‬

‫قــــــوت‬

‫قــــــوت‬

‫الذع‪ ،‬وميكن ا�ستخدامها باعتبارها من توابل الطعام‪.‬‬ ‫نوري ‪:‬‬ ‫هو الع�شب البحري الأكرث �شعب ّية يف اليابان لأ ّنه ي�ستخدم‬ ‫ل�صنع ال�سو�شي‪ .‬وه��و واح��د من �أغنى امل�صادر النبات ّية‬ ‫للربوتني‪ .‬ويحتوي على ن�سبة عالية من احلديد �أي�ضا‪ ،‬يعزّز‬ ‫و�صحة العني‪ ،‬وي�ساعد على اله�ضم‪ ،‬ويق ّلل من‬ ‫ق ّوة العظام ّ‬ ‫خطر الإ�صابة بال�سرطان‪ .‬الأه ّ��م من ذلك �أنّ��ه ي�ساعد يف‬ ‫تلبية احتياجاتك من اليود‪ .‬ميكنك العثور على ن��وري يف‬ ‫الألوان من الأرج��واين الداكن �إىل اللون الأخ�ضر البحري‪.‬‬ ‫ميكنك ا�ستخدامه مبثابة بهار للح�ساء وال�سلطة‪.‬‬

‫حتتوي هذه الفاكهة اللذيذة النكهة �أي�ضا على الكاروتينات‬ ‫وم�ضا ّدات الأك�سدة التي تعزّز التفاعل ب�سهولة مع امل��وا ّد‬ ‫الغذائ ّية‪ ،‬وامل�ساعدة على حت�سني امت�صا�ص املوا ّد الغذائ ّية‬ ‫من قبل اجل�سم‪.‬‬

‫للذوبان‪ ،‬التي ت�ساعد يف الق�ضاء على ال�سموم واملعادن‬ ‫الثقيلة من اجل�سم‪.‬‬ ‫املوا ّد الكيميائ ّية النبات ّية يف هذه الفاكهة تلعب دورا رئي�س ّيا‬ ‫يف احلفاظ على ن�سبة ال�س ّكر يف الدم وم�ستويات الكول�سرتول‪.‬‬ ‫بالإ�ضافة �إىل ذل��ك‪ ،‬ف�إنها ت���ؤ ّدي �إىل ت��وازن البكترييا يف‬ ‫اجلهاز اله�ضمي لدينا‪ ،‬والتي هي بل�سم اله�ضم فح�سب‪ ،‬و‬ ‫ت�ساعد �أي�ضا يف تطهري القولون‪.‬‬ ‫‪ - 4‬البرتقال‪:‬‬

‫الربتقال ثمرة حم ّملة بفيتامني ‪ .C‬حتمي اخلاليا يف اجل�سم‬ ‫عن طريق حتييد اجلذور احل ّرة التي ميكن �أن تتلف الأن�سجة‬ ‫وت�ؤ ّدي �إىل الأمرا�ض املزمنة مثل ال�سرطان و�أمرا�ض القلب‪.‬‬ ‫يحتوي الربتقال �أي�ضا �سيتو�ستريول بيتا‪ ،‬وهو مر ّكب النبات‬ ‫الذي يحافظ على م�ستويات الكول�سرتول وكما هو معروف‬ ‫�أ ّنه يعيق من ّو الورم‪ .‬ميكنك �أكل الربتقال الطازج �أو �شربه‬ ‫ع�صريا منع�شا ‪.‬‬

‫فواكه لتعزيز مناعتك‬

‫تناول الفاكهة هو و�سيلة مريحة ولذيذة مللء نظامك الغذائي‬ ‫لل�صحة املثلى‪ .‬بع�ض‬ ‫اليومي ب��امل��وا ّد املغ ّذية ال�ضرور ّية‬ ‫ّ‬ ‫الفواكه تعمل على نحو �أف�ضل من الأنواع الأخرى وهنا نق ّدم‬ ‫قائمة ب�أمثل هذه الفواكه لتعزيز جهازك املناعي‪:‬‬ ‫‪ -1‬األفوكادو ‪:‬‬

‫كيلب‪:‬‬

‫وهو ع�شب بح ــري ميك ــن �أن جتـ ــد في ــه تقريبــا ك ّل املوا ّد‬ ‫الغذائ ّية‪ ،‬فهو م�صدر كبري لليود‪ ،‬وهو من املغ ّذيات احليو ّية‬ ‫ممن يعانون من خلل يف الغدة الدرقية ب�سبب نق�ص‬ ‫للعديد ّ‬ ‫اليود‪� .‬سيقان ع�شب البحر كيلب لذيذة ‪.‬‬ ‫كومبو ‪:‬‬

‫وهو نوع �آخر من الأع�شاب البحر ّية ‪ ،‬يو ّفر املعادن التي‬ ‫تكت�سب �أه ّمية خا�صّ ة يف النظام الغذائي‪.‬‬ ‫وميكن العثور على ع�شبة كومبو البحر ّية طازجة �أو جم ّمدة‬ ‫�أو جم ّففة‪� ،‬سواء تع ّلق الأمر ب�شرائح �سميكة �أو ورقة لها طعم‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫الحتوائها على الفيتامينات ‪ A، C‬و ‪ E‬تلعب الأفوكادو دورا‬ ‫مه ّما يف تقوية جهاز املناعة عن طريق التح ّكم يف م�ستويات‬ ‫ال�س ّكر يف الدم‪ ،‬وتعترب مه ّدئا لاللتهاب وجتديد من ّو اخلاليا‪.‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪55‬‬


‫ُ ّ‬ ‫المؤلف‬ ‫األخيــر‬ ‫ق�صّ ة ق�صرية ‪ :‬بقلم ‪� :‬أحمد �أبو�شاور‬

‫ ال �أعتقد �أ ّنه �سيت� ّأخر �أكرث من ن�صف �ساعة‪ ...‬ولأ ّنني من‬‫ع�شّ اق املطالعة قلت ‪:‬‬ ‫ �أميكنني �أن �أجل�س يف قاعة املطالعة و�أطالع ما تقع عليه‬‫عيناي ؟‬ ‫ بالطبع ‪،‬تف�ضّ ل !‬‫ �شكرا ‪..‬‬‫نه�ضت من مكاين واتجّ هت نحو قاعة املطالعة ‪..‬وما �أن بلغتها‬ ‫حتّى ا�ستوقفتني الئحة كبرية للإعالنات‪ .‬رمقتها بنظرة‬ ‫�سريعة‪ ..‬وك��دت �أبتعد عنها ‪..‬ل��وال تلك الكلمة الإجنليزية‬ ‫التي وقعت على مييني ‪..‬ا�سم مع ّلم ‪� ،‬أذكر �أ ّنه ع ّلمني بع�ض‬ ‫احل�ص�ص باملرحلة الإع��داديّ��ة ‪ ...‬فدفعني الف�ضول الذي‬ ‫يالزمني ‪-‬دائ��م��ا لال�ستزادة م��ن املعرفة �أي��� ّا ك��ان نوعها‬ ‫مما حملت‬ ‫للتو ّقف ‪ ..‬بل والعودة �إىل تلك اللوحة والتح ّقق ّ‬ ‫من �إعالنات‪..‬خ�صو�صا ذلك الإع�لان ال��ذي يخ�صّ ‪ -‬كما‬ ‫اعتقدت – مع ّلمي ‪ ..‬الذي ما زلت �أكنّ له من االحرتام ما مل‬ ‫تق ّلل من مقداره الأ ّيام والأعوام ‪..‬‬ ‫كان الإعالن عبارة عن تهنئة بال�شفاء من �أمني املكتبة و�سائر‬ ‫العاملني بها للأ�ستاذ الفا�ضل «خالد ح�سن «‪ ..‬هذا ما فهمته‬ ‫من الإع�لان رغم الكلمات املكتوبة باللغة الإجنليزية �إىل‬ ‫جوار اال�سم ‪..‬فكان الإعالن على النحو التايل ‪:‬‬ ‫�أمني املكتبة و�سائر العاملني بها يه ّنئون ‪:‬‬ ‫‪THE A.T.R Mr KHALED HASAN‬‬

‫�أذعنت �أخريا ‪..‬لإرادة زوجتي و�أبنائي ‪..‬والإحلاح احلاجة‬ ‫�إىل امل��ال ‪ ..‬فحملت م�ؤ ّلفي الأخ�ير وم�ضيت �أعر�ضه على‬ ‫امل� ّؤ�س�سات العا ّمة واخلا�صّ ة ودور الكتب ومكتبات اجلامعات‬ ‫والك ّليات واملعاهد ‪ .‬والأمل يحدوين يف �أن �أك�سب من ثمنه ما‬ ‫يكفي لأبتاع حاجيات العيد‪� ..‬أو ما يعيد االبت�سامة �إىل �شفاه‬ ‫�صغاري على الأقل‪ ..‬بعد �أن غ ّيبتها جيوبي الفارغة ‪..‬وترفع‬ ‫نف�سي عن اال�ستدانة من جار �أو قريب ‪.‬‬ ‫املهم �أنني نزلت عند رغباتهم‪ ،‬حملت ما ا�ستطعت من الن�سخ‬ ‫ّ‬ ‫الثقيلة من هذا املجلد وعر�ضت عليهم امل�ؤلف ‪.‬يف البدء كان‬ ‫احلرج‪� ..‬أكرب من �أن يو�صف‪.‬‬ ‫لكن ه��ذا احلـ ـ ــرج �سرعـان م��ا ب ـ ـ ــد�أ يتال�شى �شيئ ـ ــا‬ ‫ف�شيئا ‪ ..‬خ�صو�صـ ــا بع ــد �أن التقـ ـ ـي ــت ب�أحـ ــد الأ�سات ـ ــذة‬ ‫الأكادمي ّيي ــن ‪..‬الذي �أظهر من التعاطف والت�شجيع ما دفعني‬ ‫ملوا�صلة ال�سعي و�إجناز امله ّمة التي خرجت من �أجلها‪..‬ورثى‬ ‫حلايل وح��ال �أمثايل من امل�ؤ ّلفني الفقراء ‪..‬الذين يبيعون‬ ‫ع�صارة قلوبهم و�ضياء عيونهم بثمن بخ�س ‪..‬وح�ين �شعر‬ ‫‪..‬تغيت نربات‬ ‫�أنّ كلماته قد تقودين �إىل حالة من الإحباط رّ‬ ‫‪..‬وغ�ّير من �أ�سلوبه يف التعامل مع �إ�شكال ّية الن�شر‬ ‫�صوته‬ ‫رّ‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫والت�أليف ‪ .‬و�سكب يف �أذين بع�ض الكلمات التي ق ّوت عزميتي‬ ‫‪ ،‬وجعلتني �أوا�صل عر�ض امل�ؤ ّلف بحما�سه طارئة مل �أعهده ــا‬ ‫أهم من هذا �أ ّنه ا�شرتى م ّني �إحدى‬ ‫يف نف�سي م ــن قب ــل ‪ ...‬ال ّ‬ ‫املا�سة للمبلغ‬ ‫الن�سخ ونقدين ثمنها بالكامل‪ ..‬ولوال حاجتي ّ‬ ‫لكنت قد ق ّدمت �إليه امل�ؤ ّلف هد ّية‪.‬‬ ‫وان��ت��ه��ى ب��ي امل��ط��اف –ح�سب ن�صيحة الأ���س��ت��اذ‪ -‬مبكتبة‬ ‫اجلامعة التي قد تتز ّود بع�شرات الن�سخ كما تو ّقع الأ�ستاذ‬ ‫الفا�ضل ‪..‬ق ّلب م�ساعد �أمني املكتبة �صفحات امل�ؤ ّلف‪..‬و�أظ ّنه‬ ‫قر�أ بع�ض العناوين �أو الأ�سطر بدليل �أ ّنه قال ‪- :‬هذا –بحقّ ‪-‬‬ ‫كتاب ق ّيم ‪ ...‬وهو يتط ّرق ملو�ضوع مل يكتب فيه �أحد من قبل‪-‬‬ ‫ح�سب اعتقادي –على ك ّل حال‪ ..‬ميكنك �أن تز ّودنا بن�سختني‬ ‫منه ّ‬ ‫لالطالع وحتديد عدد الن�سخ املطلوبة ‪.‬‬ ‫ث ّ��م �أردف قائال‪ ..‬وق��د ملح يف وجهي �شيئا من دالئ��ل عدم‬ ‫الــر�ض ــا‪:‬‬ ‫الأف�ض ــل – يف ر�أيي‪� ...‬أن تنتظر �أمني املكتبة ‪ ،‬فقد يق ّرر‬‫�شراءه فورا ‪..‬‬ ‫ �أخ�شى �أن يطول انتظاري ‪..‬فالوقت كما ترى مت� ّأخر‪ّ ..‬ثم‬‫�إ ّنني �صائم ومل يتبقّ الكثري من الوقت للغروب‪...‬‬

‫مبنا�سبة جناح العمل ّية اجلراح ّية التي �أجريت له ‪..‬ن�س�أل‬ ‫اهلل له ال�شفاء العاجل والعودة �إىل عمله يف ال�سري ــع العاجـ ــل‬ ‫‪ ..‬التوقيع �أمني املكتبة ‪.‬‬ ‫الغريب يف الإعالن �أ ّنه مل ي�شر �إىل خالد ح�سن �أ ّنه مع ّلم �أو‬ ‫�أ�ستاذ �أو مد ّر�س ‪..‬بل اخت�صر ك ّل هذه امل�س ّميات بحروف‬ ‫ثالثة هي‪ A.T.R:‬وهي اخت�صار للكلمات‪:‬‬ ‫‪RESEARCH AND TEACHING‬‬

‫�شرف ًا �أ ّنها �أطلقت على جمد الدين الفريوزابادي �صاحب‬ ‫كتاب «قامو�س املحيط»والذي كان «معيد ًا»‪�..‬أي معيدا ل�شرح‬ ‫الدر�س �أو لأجزاء منه للطلبة يف حال تغ ّيب العامل �أو الإمام‬ ‫�أو املع ّلم قبل �أن ي�صبح مع ّلما وعامل ًا‪..‬‬ ‫وافرت�ضت ح�سن النية والق�صد يف ا�ستعمال هذا امل�صطلح‬ ‫باعتباره ج��اء من قبيل امل��زاح واملداعبة للأ�ستاذ «خالد‬ ‫�صحته‬ ‫ح�سن « الذي وددت ب�ش ّدة �أن �ألتقيه و�أطمئنّ على ّ‬ ‫‪ ..‬بل و�أ�شكره على جهوده التي �أثمرت ب�إنتاج الع�شرات بل‬ ‫املئات من املواطنني ال�صاحلني النافعني ملجتمعهم و�أ ّمتهم‬ ‫‪..‬وكدت �أ�س�أل م�ساعد �أمني املكتبة عن الأ�ستاذ «خالد» لك ّنني‬ ‫مل �أفعل ‪ ..‬فقد �شغل ذهني �إعالن �آخر يقول ‪:‬‬ ‫ يعلن عميد الك ّلية �أنّ الكور�س ال�صيفي �سيبـد�أ يف‪12‬‬‫متوز‪ 2003-‬ميـالدي – �أي ميالد ّية –و�إىل جانبه �إعالن‬ ‫�آخر يقول ‪:‬‬ ‫ م�ساق العلوم ال�سيا�س ّية ‪ ..‬يبد�أ يف ‪.. 7 – 19‬‬‫لدي من قدرات عقل ّية وخمزونات لغو ّية‬ ‫حاولت بذل ما ّ‬ ‫ومعرف ّية �أن �أ�ستوعب م�ضمون م�صطلح « م�ساق » كلفظة‬ ‫عربية ‪ ..‬مقابلة لكلمة « كور�س « بالإجنليزية ‪ ..‬فلم �أعرث‬ ‫فيها على �شيء ‪..‬من التطور‬ ‫‪� ..‬أو التقدم العلمي ‪� ..‬أو ما ميكن �أن يكون بديال ‪..‬عن كلمة‬ ‫«ما ّدة » �أو كلمة « مو�ضوع »‪ ..‬بل مل �أجد فيها �شيئا �آخر ‪..‬‬ ‫غري �أ ّنها م�صدر ميمي من الفعل «�ساق» وخ ّيل �إ ّ‬ ‫يل و�أنا �أبحث‬ ‫يف مدلوالتها �أ ّنها كلمة جوفاء وغام�ضة ‪ ..‬وما �أدرجت هنا‬ ‫�إ ّال لتغريب الفكر والثقافة ‪� ..‬أو مبعنى �أكرث د ّقة «لأمركتها» ‪..‬‬ ‫ومل جتئ بالطبع عفو اخلاطر ‪ ..‬كما تركت لنف�سي �أن تعتقد‬ ‫يف البدء كان بو ّدي �أن � ّأطلع على املزيد من هذه الإعالنات‬ ‫امل�ضحكة املبكية يف �آن‪ ..‬لوال �أنّ م�ساعد الأمني ‪� ..‬أوم�أ �إ ّ‬ ‫يل‬

‫‪ASSDSTANT‬‬

‫�أي الأ�ستاذ امل�ساعد يف البحث والتدري�س‪ ..‬وك����أنّ لغتنا‬ ‫العرب ّية تعجز عن التعبري الوايف وال�شامل عن املق�صود بهذا‬ ‫امل�صطلح الدخيل علينا وعلى �أبنائنا ‪ ..‬ولغتنا التي ت�ستطيع‬ ‫ا�ستيعاب الآالف من هذه امل�صطلحات بك ّل ي�سر و�سهولة‬ ‫ودون احلاجة لبذل الكثري من الوقت واجلهد ال�ستيعابها ‪..‬‬ ‫ت�ساءلت يف نف�سي – و�أن��ا �أق���ر�أ ‪-‬الإع�ل�ان عن الغاية من‬ ‫نّ‬ ‫والتفن‬ ‫حترير الإع�لان��ات على ه��ذا النحو‪�..‬أهو التط ّور‬ ‫يف الإخ��راج ؟ �أم هو التفذلك من �أمني املكتبة؟ �أم هو من‬ ‫قبيل غاية قد ال تخطر يل على بال ؟‪..‬ماذا لو ا�ستعا�ض عن‬ ‫امل�صطلح ‪ ..‬بكلمة « م�ساعد»�أو بكلمة «معيد» وهي الأوفى‬ ‫والأ�شمل والأو�ضح ‪ ..‬بل والأك�ثر �أ�صالة وتعبريا ‪..‬وكفاها‬ ‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪57‬‬


‫باحل�ضور ومقابلة الأمني الذي عاد وا�ستق ّر يف مكتبه ‪..‬‬ ‫بد�أ �أمني املكتبة مبا بد�أ به م�ساعده ‪..‬فق َّلب �أوراق امل�ؤ ّلف‬ ‫وقر�أ بع�ض العناوين ‪ ..‬ورمبا بع�ض كلمات املق ّدمة ‪ ..‬وما �أن‬ ‫انتهى من ذلك ‪ ..‬حتى قال ‪:‬‬ ‫ الكتاب ‪�..‬أعني املو�سوعة ج ّيدة ‪-‬من غري « ‪�»doubt‬أعني‬‫من غري �شك و�إن كانت يل بع�ض املالحظات التي يجدر‬ ‫بكل ّم�ؤ ّلف �أن ي�ستوعبها متاما قبل و�أثناء الت�أليف ‪..‬‬ ‫ وهي ‪:‬‬‫ مراجعة الن�ص على « الزينكو جرا ف » لأنّ البع�ض من‬‫�أ�صحاب املطابع ‪..‬يعتمدون – يف بع�ض الأحيان – على‬ ‫مما ينعك�س على‬ ‫العاملني اجلهلة �أو غري املد ّربني ‪ّ ..‬‬ ‫امل�ؤ ّلف بالعديد من الأخطاء التي ت�ؤخذ على امل�ؤ ّلف ‪..‬‬ ‫ مالحظتك ج ّيدة ‪� ..‬أ�شكرك عليها ‪..‬‬‫ مالحظة �أخرى ‪..‬الإكثار من امل�صطلحات الغرب ّية �أ�صبح‬‫ملحة‪.‬‬ ‫�ضرورة ّ‬ ‫ ال ب�أ�س يف امل�صطلحات التي ترثي لغتنا ‪..‬‬‫ امل�صطلحات الغرب ّية تك�سب لغتنا حيو ّية – بل تبعث فيها‬‫احلياة!‬ ‫ لغتنا العرب ّية ح ّية ‪ ...‬و�ستبقى كذلك ما بقي القر�آن يتلى‬‫�آناء الليل و�أطراف النهار ‪..‬‬ ‫ لكن الأخطاء املطبع ّية كثرية كما ر�أيت ‪..‬‬‫ هي ح ّقا كثرية ‪..‬واحلقّ فيما تقول ‪..‬‬‫ وامل�صطلحات قليلة وحمدودة‪..‬‬‫ اهتمامك بامل�صطلحات الغرب ّية على لوحة الإعالنات‬‫جعلني �أتبينّ مالمح �شخ�صيتك قبل �أن �أراها ب�أ ّم عيني‪-..‬‬ ‫ �أر�أيت كيف �أخرج الإعالن ؟‬‫مل �أقل �شيئا واكتفيت ب�إمياءات من ر�أ�سي ‪� ..‬أخط�أ يف‬ ‫قراءتها فا�ستطرد قائال ‪:‬‬ ‫ �أر�أيت كيف � نّ‬‫أتفن يف �صياغة الإعالن ‪..‬بحيث يثري اهتمام‬ ‫الرائي له ‪..‬‬ ‫قلت يف نف�سي‪ ..‬الظاهر �أ ّنني �أجال�س �أحمق يعت ّز ويفاخر‬ ‫بحماقاته ‪..‬ولكن‬ ‫ ماذا عن املو�سوعة ؟‬‫ �أجل ‪..‬املو�سوعة تهدي �إىل مكتبة اجلامعة ن�سختني منها‬‫‪ ..‬بحيث ندر�سها ونق ّرر ال�شراء �أ و عدمه ‪.‬‬ ‫‪ -‬ومتى �ستق ّررون ؟‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫ حني جتتمع جلنة امل�شرتيات باجلامعة ‪.‬‬‫ تعني بعد عيد الفطر ‪..‬؟؟‪-‬‬‫ بال�ضبط ‪..‬‬‫وج���دت ي��دي تنتزع امل���ؤلّ��ف م��ن ب�ين ي��دي��ه بغري وع��ي م ّني‬ ‫‪..‬لأخرج ‪ ..‬فيما كانت �صيحاته تالحقني ‪:‬‬ ‫ �أ�ستاذ ‪�..‬أ�ستاذ ‪..‬‬‫ع��دت م��ن ف���وري �إىل البيت مب���زاج متع ّكر ونف�س ّية �شبه‬ ‫ّ‬ ‫حمطمة‪ ..‬ب��خ�لاف ح��ال �أف���راد �أ�سرتي ال��ذي��ن ب��دت على‬ ‫وجوههم مالمح الب�شر وال�سعادة وقد حت ّلقوا حول مائدة‬ ‫الإفطار ‪ ..‬قذفت برزمة الكتب بع�صبية ظاهرة على �أقرب‬ ‫« كنبة « ر�أيتها فيما كانت �صغرى بناتي تقبل نحوى م�سرعة‬ ‫لتطبع على خ ّدي قبلة طويلة اعتادت �أن تفعلها يف ك ّل م ّرة‬ ‫�أرجع فيها �إىل البيت وهي تقول ‪:‬‬ ‫ بابا ‪ ..‬تليفون ‪..‬‬‫ ماذا ؟‪ ..‬ال �أ�سمع ‪...‬‬‫ اتّ�صل بنا نا�شر كتابك ‪ ..‬قالتها زوجتي وهي ّ‬‫تنظم �أطباق‬ ‫املائدة قلت بانفعال وا�ضح وقد قفزت �إىل ذهني �إ�شكالية‬ ‫الأخطاء املطبعية التي حت ّولت �إىل هاج�س ال يفارق ر�أ�سي‬ ‫حلظة من ليل �أو نهار‪..‬‬ ‫ وماذا يريد م ّني ذلك املحرتم ؟‬‫ يريد ما لديك من ن�سخ امل�ؤ ّلف ‪..‬‬‫ كم ‪..‬؟‬‫ك ّلها ‪..‬‬‫ والثمن ‪..‬؟‬‫ ع ّد ًا ونقد ًا‪ ..‬حال الت�سليم‬‫ متى ؟‬‫‪ -‬متى �شئت ‪ ..‬اليوم �أو غدا �صباح ًا!‬

‫أين يمضي‬ ‫المسرح اإلسالمي ؟!‬ ‫بقلم ‪ :‬حم ّمد �شالل احلناحنة‬

‫�أال يحقّ للكاتب يف الأدب الإ�سالمي �أن ي�س�أل اليوم عن‬ ‫�أ�سباب الغياب الوا�ضح للم�سرح ّيات الإ�سالم ّية الفاعلة‬ ‫الكم الهائل من ال�شعر الإ�سالمي �أو حتّى الق�صّ ة‬ ‫�أمام هذا ّ‬ ‫الإ�سالم ّية يف ال�ساحة الأدب ّية ؟! فال تكاد ترى �إ ّال القليل‬ ‫القليل من امل�سرح ّيات الإ�سالم ّية بعد ال��رواد �أمثال علي‬ ‫�أحمد باكثري وجنيب الكيالين رحمهما اهلل !! فهل يجهل‬ ‫�أدبا�ؤنا يف ع�صر التقنية املت�سارع ما لفنّ امل�سرح من دور‬ ‫عظيم يف توجيه معامل حياتنا املتن ّوعة ؟! �إنّ م�سارح الأمم‬ ‫مر�آة �صادقة حل�ضارتها ورق ّيها وتفكريها و�أخالقها و�سلوكها‬ ‫‪ ،‬ف�أين موقعنا ومكانتنا يف هذه امل�سارح ؟! ولع ّل الناقد الأدبي‬ ‫يبحث عن م�سرح ّيات جديدة معا�صرة تواكب معاناة �أ ّمتنا‬ ‫و�شعوبها ‪ ،‬فال يكاد يجد �شيئ ًا من هذا !! ترى �أل�سنا يف حاجة‬ ‫�إىل م�سرح ّيات �إ�سالم ّية رائدة تتجاوز التح ّديات يف واقعنا‬ ‫توجه براعم الطفولة الند ّية‬ ‫املعا�صر ؟! �أجل ‪ ...‬م�سرح ّيات ّ‬ ‫وتر�سخ‬ ‫يف مدار�سنا ‪ ،‬وتعالج م�شكالت �شبابنا وجمتمعاتنا ‪ّ ،‬‬ ‫ف�ضائل الإ�سالم ‪ ،‬ومواقفه ال�سامية وتاريخه املجيد ‪ ،‬فيكون‬ ‫ذلك بدي ًال عن امل�سل�سالت الهابطة والربامج اخلبيثة !! �إنّ‬ ‫توجهه العلمان ّية ال�ساقطة يعمل بج ّد‬ ‫الإع�لام املاكر الذي ّ‬

‫وتخطيط ومكر لتزييف تاريخنا العظيم وح�ضارتنا ال�شاخمة‬ ‫من خالل م�سرح هابط خبيث ! ‪.‬‬ ‫ف ِل َم يتنا�سى �أدبا�ؤنا هذه املنابر الثقاف ّية الرائدة يف التوجيه‬ ‫مما ّ‬ ‫يخطط له ال�سفهاء واملاكرون احلاقدون‬ ‫؟ و�أين نحن ّ‬ ‫يف �إعالمهم وتقن ّياتهم احلديثة ؟ و�إن كان لدينا �شيء من‬ ‫التح ّفظ على فنّ التمثيل امل�سرحي ب�شكل عا ّم ‪ ،‬فل�سنا ندعو‬ ‫�إىل تقليد الآخرين ‪ ،‬بقدر ما ندعو �إىل �إب��راز �شخ�ص ّيتنا‬ ‫الإ�سالم ّية وهو ّيتنا العريقة التي ال تقبل الذوبان يف الثقافات‬ ‫الغازية ‪.‬‬ ‫�إن ّ امل�سرح الإ���س�لام��ي اجل���ا ّد ق��ادر بعون اهلل على تفعيل‬ ‫تراثنا وتاريخنا الأ�صيل لتقدميه ب�صورة م�شرقة ‪ ،‬كما �أنّ‬ ‫تقاليدنا وعاداتنا الإ�سالم ّية ‪ ،‬وواقعنا املعا�صر ‪ ،‬وح�ضارتنا‬ ‫العظيمة تزخر مبواقف ور�ؤى ميكن �أن تكون مرتع ًا خ�صب ًا‬ ‫يتوجه �إىل �أجيالنا ‪ ،‬فنغر�س فيه القيم‬ ‫مل�سرح �إ�سالمي مم ّيز ّ‬ ‫املثلى وامل�شاعر النبيلة ‪ ،‬لتقوم بدورها احلقيقي يف نه�ضة‬ ‫الأمّ��ة وازدهارها ‪ ،‬فهل ت�صافح هذه الدعوة �شغاف القلب‬ ‫و�شفافية الروح ؟!! ‪.‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪59‬‬


‫أشيـاء وعادات وأطعمة‬

‫تدمر بشرتك‪..‬‬

‫فاحذريهــا!!!‬

‫الأ�سرة ‪ -‬خا�ص‬

‫رعاية بشرتك أمر حيوي وضروري للغاية‬ ‫لتكوني جميلة وبوجه يتألق بالشباب‪ .‬ربما‬ ‫تقومين بترطيب جلدك‪ ،‬وتغذيته وتطهيره‬ ‫بانتظام‪ ،‬ولكن في بعض األحيان‪ ،‬هناك عادات‬ ‫وممارسات وأشياء سيئة قد تكون غير مالئمة‬ ‫بالنسبة لك ‪ ،‬يمكن أن تضر وتؤذي الجلد‪.‬‬

‫وجود ب�شرة جميلة قد يكون م�س�ألة ب�سيطة من الناحية النظرية‪،‬‬ ‫ولكن عندما يتعلق الأمر باملمار�سة العملية‪ ،‬رمبا تكون الأمور‬ ‫�أكرث تعقيدا قليال‪ .‬وهذا يعود للعديد من املتغريات التي نحن‬ ‫بحاجة �إىل �أن ن�أخذها يف االعتبار عندما يتعلق الأمر لدينا‬ ‫بنظام للعناية بالب�شرة‪ ،‬ومبعرفة هذه املتغريات وا�ستيعابها‬ ‫والعزم على تغيريها ميكن جتنبها ب�سهولة‪.‬‬ ‫ولأنه‪ ،‬يف بع�ض الأحيان‪ ،‬هناك بع�ض الأ�شياء التي نعتربها غري‬ ‫مهمة؛ ولكنها ميكن �أن ت�سبب الكثري من ال�ضرر عندما تو�ضع‬ ‫�أو جتتمع معا‪ ،‬يعطي الباحثون يف جمال ال�صحة واجلمال‬ ‫دائما لنا ر�ؤى جديدة وقرائن مرجحة وعوامل حمتملة ميكن‬ ‫�أن ت�ؤثر على جلدنا ومظهرنا‪ ،‬من �أجل البقاء على علم ب�أمر‬ ‫بالغ الأهمية‪.‬‬ ‫ولقد حان الوقت لي�ستيقظ فيك الوعي ب�ضرورة حماية نف�سك‬ ‫من الأ�شياء التي تدمر ب�شرتك‪� .‬سوف تفاج�أين ب�أن تعريف �أن‬ ‫بع�ض عاداتك اليومية ميكن �أن تدمر ب�شرتك ب�شكل كبري على‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫مدى فرتة من الزمن‪.‬‬ ‫على �سبيل املثال‪ ،‬عمل ماكياج مفرط كثيف يوميا �سوف ي�سبب‬ ‫جللدك وب�شرتك ال�شيخوخة املبكرة‪ .‬كرثة اال�ستحمام باملاء‬ ‫ال�ساخن ميكن �أن جتعل جلدك يذبل‪ ،‬تقطيبك للجبني ميكن �أن‬ ‫ي�سهل ظهور التجاعيد املزعجة‪ ...‬وهلم جرا‪ .‬م�ستح�ضرات‬ ‫التجميل �أي�ضا تلعب دورا هاما يف تدمري ب�شرتك اجلميلة‪،‬‬ ‫خا�صة �إذا كنت معتادة على تغيري املنتج يف كثري من الأحيان‪.‬‬ ‫عرب ال�سطور التالية تقدم خبرية التجميل مي النجمي بع�ضا‬ ‫من العوامل التي ت�ضر جلدك وقد تدمر ب�شرتك كي ت�ضعيها يف‬ ‫االعتبار وحتذريها وتتجنبيها بقدر الإمكان‪� ،‬إذا كنت ترغبني‬ ‫يف احل�صول على ب�شرة تتمتع بال�شباب واحليوية والإ�شعاع‬ ‫التعرض لكثير من الكلور‪:‬‬

‫نظامك الذي تتبعيه بعد حمامك يف بركة ال�سباحة اخلا�صة بكم‬ ‫�أمر مهم عندما يتعلق الأمر بجلدك‪ .‬فحتى بعد اال�ستحمام‪،‬‬ ‫ميكن للكلور �أن يت�شبث باجللد و�أن يتفاعل مع الأدوية املو�ضعية‬

‫النوم بماكياجك‪:‬‬

‫نومك و�أنت يف زينتك وماكياجك ي�ؤدي �إىل االلتهابات البكتريية‬ ‫وان�سداد م�سام الب�شرة‪ ،‬وهو ما ميكن �أن ي�سبب البثور وحب‬ ‫ال�شباب‪ .‬كما �أن بقايا املاكياج التي تبقى على و�سادتك ميكن‬ ‫�أن ت�صيبك باملر�ض‪ .‬داومي على االحتفاظ مب�سحات �أو مناديل‬ ‫�إزالة املاكياج بجانب �سريرك ال�ستخدامها قبل النوم‪.‬‬ ‫إدمان الكافيين أو القهوة‪:‬‬

‫القهوة قد حتتوي على م�ضادات الأك�سدة الهامة التي متنع‬ ‫ال�شيخوخة املبكرة للجلد‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إنه ميكن �أي�ضا �أن جتعل‬ ‫جلدنا يذوى ب�شكل �سريع جدا‪ ،‬بتجريد املاء من خاليا اجللد‬ ‫لدينا �أي�ضا‪.‬‬ ‫الكافيني هو املتهم الرئي�سي عندما يتعلق الأمر بجفاف اجللد‬ ‫وتكبري التجاعيد‪ .‬عليك ترطيب و�إرواء اجللد عن طريق �شرب‬ ‫الكثري من امل��اء‪ .‬و�إ�ضافة �شرائح الفواكه مثل الربتقال �أو‬ ‫الليمون لتعزيز نكهة املاء وا�ست�ساغة �شرب الكثري منه‪.‬‬ ‫إزالة بثور الوجه‪:‬‬

‫قيامك بنف�سك بالإم�ساك بب�شرتك ملحاولة �إزال��ة بثور فيها‬ ‫بنف�سك يدفع الأو�ساخ والبكترييا يف عمق امل�سام‪ ،‬مما ي�ؤدى‬ ‫�إىل مزيد من تف�شي البثور يف الوجه‪.‬‬ ‫عندما ي�ستنزف طبيب الأمرا�ض اجللدية برثة‪� ،‬سوف ي�ضغط‬ ‫نزوليا عموديا على �سطح اجللد‪ .‬ولكن عندما يحاول النا�س‬ ‫القيام بذلك ب�أنف�سهم‪ ،‬عادة ما يودي ال�ضغط من اجلانب‪،‬‬ ‫وال��ذي ي�سبب العدوى بدخول لنتائج عك�سية ميكن �أن ت�ؤدي‬ ‫لتكبري البرثة امل�سام ب�شكل دائم‪ .‬اغ�سلي وجهك مع من�شفة‬ ‫نظيفة‪ .‬و�إذا كانت توجد برثة جاهزة للت�صريف‪ ،‬كل املطلوب‬ ‫هو ممار�سة �ضغط ي�سري بحذر لت�صريفها‪.‬‬ ‫عدم االنتظام في وجبات الطعام‪:‬‬

‫ميكن لتخطي وجبات الطعام وعدم االنتظام فيها �أن ي�سبب‬ ‫�شيخوخة اجللد ب�صورة �أ�سرع وجفافه ب�سرعة �أكرب‪ .‬حاويل‬ ‫دائما �أن ي�شمل طعامك فيتامني �سي وفيتامني �إي (الأفوكادو)‬ ‫وفيتامني �أيه (الفول ال�سوداين)‪ ،‬وفيتامني بي‪( 3‬الربتقال)‬ ‫(البطاطا احللوة) يف وجبات طعامك لبناء �صحة ب�شرتك‪.‬‬ ‫االستحمام بدش ساخن ولفترة طويلة‪:‬‬

‫اال�ستحمام بد�ش بخاري �أو م�شبع بالبخار ذو فائدة عظيمة‬ ‫بالفعل‪� ،‬إال �أنه يجرد الطبقة اخلارجية من الب�شرة‪ ،‬وهو ما‬ ‫ميكن �أن ي�سبب ق�شور وجفاف اجللد‪ .‬عندما يبد�أ جلدك يف‬ ‫التحول �إىل اللون الأحمر وت�شعرين بحكة حتت الد�ش‪� ،‬إعريف‬

‫جمـــــالك‬

‫جمـــــالك‬

‫واملنظفات‪ ،‬وحتى م�ستح�ضرات النظافة والتجميل‪ .‬ومن �أجل‬ ‫�إزالة الكلور ب�شكل فعال‪ ،‬عليك دائما با�ستخدام �صابون ذي‬ ‫رغوة وفرية بعد �أن تخرجي من بركة ال�سباحة‪.‬‬

‫�أن وقت اخلروج من احلمام قد حان‪.‬‬ ‫هل حتبني �أن تنغم�سي يف د�ش �ساخن بعد يوم حافل يف العمل؟‬ ‫بالت�أكيد نعم! ولكن!! هذه املمار�سة عدو لب�شرتك !! فالد�ش‬ ‫ال�ساخن لفرتات طويلة ي�ؤدي يف الواقع �إىل تلف دهون ب�شرتك‬ ‫الأ�سا�سية مثل الكول�سرتول والدهون و�سرياميد‪.‬‬ ‫املاء ال�ساخن يك�سر حاجز اجللد الذي يحتوي على الأحما�ض‬ ‫الدهنية الأ�سا�سية وه��ي �ضرورية للحفاظ على م�ستويات‬ ‫الرطوبة ال�صحيحة حول حاجز اجللد اخلا�ص بك‪ .‬والنتيجة‬ ‫هي «جفاف وتبلد اجللد»‪ .‬ومن ثم‪ ،‬عليك اختيار اال�ستحمام‬ ‫مباء فاتر‪ ،‬و�إن �أمكن‪ ،‬باملاء البارد‪ .‬و�إذا كنت متيلني �إىل �أخذ‬ ‫د�ش لال�سرتخاء‪ ،‬ال تدللي نف�سك لأكرث من ‪ 15‬دقيقة‪.‬‬ ‫المواد الكيميائية في المياه‬

‫احلرارة من اال�ستحمام حتت الد�ش لفرتات طويلة ميكن �أن‬ ‫ي�ؤدي �إىل جفاف اجللد‪ ،‬ولكن هذا ميكن �أن يحدث �أي�ضا من‬ ‫بل�سم و�شامبو الر�أ�س اخلا�ص بك‪ .‬فمع ا�ستخدام جميع عوامل‬ ‫التنقية لت�صفية وفلرتة املياه العامة‪ ،‬يكون تراكم الكيماويات‬ ‫على الب�شرة مع مرور الوقت هو �أمر �شائع جدا‪.‬‬ ‫من الأف�ضل �أن ت�ستخدمي فلرت �أو م�صفاة لتنقية الر�أ�س من‬ ‫ال�شامبو والبل�سم ملحاربة جفاف اجللد الناجم عن الكلور‬ ‫وغريه من العنا�صر‪.‬‬ ‫اختبار منتجات كثيرة جدا‪:‬‬

‫لتجنب كابو�س جلدي‪ ،‬قومي دائما باختبار املنتجات اجلديدة‬ ‫م�ستح�ضرات التجميل وغريها من امل�ستح�ضرات‪ ،‬واملنظفات‬ ‫ على رقعة �صغرية من جلدك ‪ -‬ميكنك اختيار مكان ما على‬‫ذراعك لتجنب رد الفعل التح�س�سي (احل�سا�سية) غري املتوقع‬ ‫�إذا مت اال�ستعمال على وجهك‪.‬‬ ‫عدم شرب ما يكفي‬ ‫من الماء‪:‬‬

‫قيامك برتطيب نف�سك يوميا‬ ‫ال ي�ساعد فقط على حماربة‬ ‫ال�شيخوخة‪ ،‬ولكنه �أي�ضا يعطي‬ ‫جلدك توهجا �صحيا‪� .‬إذا مل‬ ‫ت�ستخدمي املاء ب�صورة كافية‬ ‫�ستتعر�ضي خل�شونة وانكما�ش‬ ‫اجللد‪.‬‬ ‫التحدث طويال على‬ ‫الهاتف الجوال‪:‬‬

‫ميكن للهواتف املحمولة �أن ت�ؤثر‬ ‫�سلبا على اجللد �إذا مل نكن‬ ‫حذرين‪ .‬فعلى الرغم من �أنه مل‬ ‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪61‬‬


‫جمـــــالك‬

‫يتم حتى الآن �إثبات ما �إذا كان الإ�شعاع الذي ينبعث منها قد‬ ‫ي�ضر �صحتنا‪� ،‬إال �أن �إنفاق الكثري من الوقت يف التحدث على‬ ‫الهاتف ميكن �أن يت�سبب يف حدوث طفح جلدي وبثور يف منطقة‬ ‫الذقن والفك‪ .‬لتجنب املخاطر‪ ،‬عليك بب�ساطة ت�صحيح هذه‬ ‫العادة مب�سح ب�شرتك مبناديل م�ضادة للجراثيم بانتظام‪.‬‬ ‫�إذا كنت مم��ن مي�ضي ���س��اع��ات يف ال��ت��ح��دث على اجل��وال‬ ‫وحلمايتك من انت�شار البثور والطفح اجللدي على طول فكك‬ ‫وخدك‪ ،‬ت�أكدي من �أنك حتتفظني مبناديل م�ضادة للجراثيم‬ ‫معك للحفاظ على هاتفك وب�شرتك نظيفني‪.‬‬ ‫وصول منتجات الشعر الى وجهك‪:‬‬

‫يف كل مرة تقومني فيها بدهان مثبتات ال�شعر‪ ،‬ا�ستخدمي‬ ‫من�شفة نظيفة لتغطية وجهك حلماية جلدك‪ .‬ت�أكدي �أي�ضا من‬ ‫ا�ستخدام ع�صابة الر�أ�س دائما عندما تكونني يف تدريب يف‬ ‫ال�صالة الريا�ضية ‪ ،‬لأن منتجات ال�شعر �سرعان ما تت�سلل �إىل‬ ‫وجهك عندما تبد�أين يف العرق‪.‬‬ ‫ارتداء نظارات شمسية غير نظيفة‬

‫مثل عد�سات العيون العادية اخلا�صة بك‪ ،‬ال تن�سي �أن مت�سحي‬ ‫نظاراتك ال�شم�سية لتكون نظيفة‪ .‬فالبكترييا التي ترتاكم على‬ ‫النظارات اخلا�صة بك ميكن �أن تدخل يف امل�سام حول ج�سر‬ ‫الأنف‪ ،‬مما يت�سبب يف انت�شار البثور واالحمرار‪.‬‬ ‫أحولة العينين‬

‫هل تتجاهلني املوعد ال�سنوي للك�شف عند طبيبة العيون؟‬ ‫حان الوقت لت�سجيل املوعد يف التقومي اخلا�ص بك‪ .‬ارتدا�ؤك‬ ‫العد�سات الال�صقة والنظارات التي عفا عليها الزمن ي�سبب‬ ‫درجة �أخرى من اختالل النظر الذي قد ي�ؤدي �إىل احلول �أكرث‬ ‫من ذلك‪ ،‬وهذا بدوره‪ ،‬ي�ؤدي �إىل زيادة اخلطوط والتجاعيد‬ ‫حول عينيك‪ .‬لتجنب ال�شيخوخة التي ال داعي لها‪ ،‬ت�أكدي من‬ ‫زيارة طبيبة العيون مرة واحدة يف ال�سنة على الأقل‪.‬‬ ‫تناول الكثير من الصوديوم‪:‬‬

‫كميات ال�صوديوم (ملح الطعام) الزائدة يف النظام الغذائي‬ ‫اخلا�ص بك ميكن �أن ميت�ص الرطوبة من اجللد‪ ،‬مما يجعله‬ ‫جافا ومتبلدا‪ .‬لتجنب ه��ذا‪ ،‬قومي بتقلي�ص امل��واد املاحلة‬ ‫وا�ستخدام مرطب للوجه‪.‬‬ ‫عدم التمتع بقسط كاف من النوم‪:‬‬

‫�أول وهلة لظهور �شعر جديد‪ .‬فاملبالغة �أو كرثة عدد مرات‬ ‫�إزال���ة ال�شعر بال داع كبري ميكن �أن ي���ؤدي �إىل �سلخ اجللد‬ ‫وزيادة نتوءاته‪ .‬يجب �أن تعطي جلدك ثالثة �أ�سابيع على الأقل‬ ‫للتجديد‪ ،‬وخا�صة يف املناطق احل�سا�سة‪.‬‬ ‫المبالغة في تقشير الجلد وفي أحيان كثيرة‬

‫الإفراط يف تق�شري جلدك ميكن �أن يجرده من الزيوت الالزمة‬ ‫التي يحتاجها للحفاظ على توهجه الطبيعي‪.‬‬ ‫يكفي تق�شري الب�شرة مرة واحدة فقط يف الأ�سبوع للحفاظ على‬ ‫�صحة جيدة‪.‬‬

‫‪Masajid International Organization‬‬

‫أال تتذكري شفتيك‪:‬‬

‫توجد من ثالث �إىل خم�س طبقات خلوية من اجللد تغطي‬ ‫�شفتيك‪ ،‬ولذلك فمن املهم �أن يهتم نظام جمالك بها �أي�ضا‪.‬‬ ‫بقاء �شفتيك طويال جافتني ي�سبب لهما ال�شيخوخة ب�صورة‬ ‫�أ�سرع‪ .‬ابحثي عن �أحمر ال�شفاه ومرطب ال�شفاه الذي يحتوي‬ ‫على الفازلني‪ ،‬وثنائي امليثيكون‪ ،‬واجللي�سريين للم�ساعدة على‬ ‫�إبقاء �شفتيك رطبتني‪.‬‬ ‫الوسائد الغير منظفة باستمرار‪:‬‬

‫يف الليل يح�صل جلدك على فر�صة للراحة والتخل�ص من‬ ‫خالياه امليتة‪ .‬وميكن لهذه اخلاليا امليتة �أن ترتاكم مع مرور‬ ‫الوقت على و�سادة نومك‪ ،‬تاركة وراءه��ا البكترييا وال�سموم‪.‬‬ ‫من �أجل احلفاظ على �صحة اجللد‪ ،‬ت�أكدي من تغيري غطاء‬ ‫الو�سادة اخلا�صة بك على الأقل مرة كل �أ�سبوع‪.‬‬

‫ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ‬

‫تقطيب الجبين‪:‬‬

‫احلركات امل�ستمرة للع�ضالت من تعابري الوجه ميكن �أن ي�ؤدي‬ ‫�إىل خطوط تقطيب‪ .‬لإعطاء ب�شرتك فرتة راحة‪ ،‬عليك حماولة‬ ‫جتنب العبو�س وتقطيب اجلبني لأن��ه �سوف ي�سبب جتاعيد‬ ‫دائمة وخطوطا يف ب�شرتك‪ .‬تب�سمك يف وجه اختك �صدقة يف‬ ‫االخرة وخدمة لب�شرتك يف الدنيا ‪.‬‬

‫ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻷﺋﻤﺔ واﻟﺨﻄﺒﺎء‬

‫اﻟﺴﻘﻴﺎ‬ ‫ﻃﺒﺎﻋﺔ اﻟﻤﺼﺎﺣﻒ‬

‫أﻋﻤﺎل اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻷﺧﺮى‬

‫‪٠١١٤٤٤٤٤٢٠‬‬

‫‪٠٥٥٠١٧٧٧٧٦‬‬

‫‪٠١١٤٤٤٤٤٧٠‬‬

‫ح�صولك على القدر املو�صى به‪ ،‬وهو ثماين �ساعات من النوم‬ ‫ليال‪ ،‬ال ي�ساعد فقط على �أن تبدو منتع�شة‪ ،‬ولكنه حيوي �أي�ضا‬ ‫لتجديد وترطيب اجللد‪ .‬ومن ثم فعدم ح�صولك على ليلة نوم‬ ‫جيدة ي�ؤدي �إىل تبلد اجللد وان�سداد امل�سام‪.‬‬ ‫المبالغة في إزالة الشعر‪:‬‬

‫قاومي الت�سرع بت�شغيل جهاز �إزال��ة ال�شعر اخلا�ص بك عند‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪email: info@masajid.org.sa‬‬

‫‪www.masajid.org.sa‬‬


‫الأ�سرة ‪ -‬خا�ص‬

‫النا�س يف كثري من الأحيان يرتجمون دافعهم �إىل التنظيم يف‬ ‫�صورة رحلة �إىل متجرهم املف�ضّ ل لتكدي�س رفوف ودواليب‬ ‫التخزين وغريها من منتجات التنظيم‪ .‬العديد من امل�شرتيات‬ ‫بح�سن ن ّية ت�صبح فو�ضى �إ�ضاف ّية!!ما هو النهج الأف�ضل؟‬ ‫ف ّكري ب�إتقان يف م�شروع التنظيم الذي تعتزمني تنفيذه �أوال‪،‬‬ ‫واعريف ما حتتاجني �إليه‪ ،‬وقومي ب�إعداد قائمة بالأ�شياء التي‬ ‫�شراءها‪�.‬سجلي دائما القيا�سات‪ ،‬واحملي معك �شريط‬ ‫تعتزمني‬ ‫ّ‬ ‫قيا�س �صغريا و�أنت ذاهبة �إىل املتجر لتج ّنب �أخطاء ال�شراء‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ّ‬ ‫سيحل مشكلة‪:‬‬ ‫التفكير في منتج‬

‫منتجات التنظيم لي�ست بال�ضرورة �ستح ّل م�شكلة التنظيم‪.‬‬ ‫ف�أف�ضل خزانة للأحذية يف العامل ال ت���ؤ ّدي املطلوب �إذا مل‬ ‫تكوين حري�صة على �أن ت�ضعي فيها الأحذية اخلا�صّ ة بك و�أن‬ ‫تعيديها �إليها بعد ا�ستخدامها با�ستمرار‪ .‬ت�أ ّكدي �أ ّنك تف ّكرين‬ ‫بوعي يف النظام عند �شرائك ل ّأي منتج‪ ،‬و�أ ّنك ت�شرتينه ولديك‬ ‫ر�ؤية وا�ضحة لكيف ّية ا�ستخدامه واال�ستفادة منه‪.‬‬

‫‪ 5‬عدم وجود ّ‬ ‫خطة للتخ ّلص من األشياء غير‬ ‫المرغوب فيها‪:‬‬

‫ّ‬ ‫منظمين‪ ،‬ولكنّك ما زلت تغرقين في الفوضى؟ فيما يلي‬ ‫هل تحاولين جعل حياتك وبيتك‬ ‫نصحح هذه األخطاء لجعل حياتنا وبيوتنا‬ ‫نشرح لك عشرة أخطاء يرتكبها معظمنا‪..‬راجين أن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منظمة ونتخ ّلص من الفوضى الخانقة‬

‫‪1‬‬

‫التفكير في المشروع قبل البدء ‪:‬‬

‫عندما يق ّرر النا�س تنظيم خمزن �أو خزانة‪ ،‬ف�إ ّنهم غالبا ما‬ ‫يقفزون مبا�شرة �إىل تنفيذ امل�شروع دون تفكري م�سبق �أو قبل‬ ‫بدء التفكري يف وظائف ومزايا الفراغ �أو التخطيط انطالقا من‬ ‫نظام نحافظ عليه‪.‬‬ ‫عليك �أن ت�أخذي حلظات قليلة للتفكري يف كيف ّية اال�ستفادة‬ ‫من ال��ف��راغ يف حتقيق ه��ذا النظام‪ ،‬وم��ا هي ال��ع��ادات التي‬ ‫توجد الفو�ضى‪ ،‬ومن هم الذين �سي�ستفيدون وي�ستخدمون هذه‬ ‫املنطقة‪ ،‬وما كنت حتاولني �إجنازه قبل �أن تبدئي يف التنفيذ‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪2‬‬

‫نسيان المنع من المنبع‪:‬‬

‫ميكنك مهاجمة فو�ضى الأ�شياء املرتاكمة واحل�صول على‬ ‫بع�ض النتائج ب�سرعة‪ ،‬ولك ّنها ت�ستم ّر‪ ،‬ولذا �أنت حتتاجني �أي�ضا‪،‬‬ ‫بجانب مهاجمة فو�ضى الأ�شياء املرتاكمة �إىل النظر يف اتّباع‬ ‫نهج �أو �أ�سلوب املنع من املنبع ‪ ..‬مبعنى هل ميكنك منع نف�سك‬ ‫من �شراء هذا الزوج الإ�ضايف من الأحذية؟ هل ميكن �أن تقويل‬ ‫ال لبع�ض املالب�س املهداة من الأقارب والتي ال حتتاجينها ح ّقا؟‬ ‫هل ميكنك جتاوز هذه الن�شرات الرتويج ّية والتخ ّلي عن اقتناء‬ ‫جمانا؟ انظري‬ ‫املوا ّد التي تقبلني على اقتنائها ملج ّرد كونها ّ‬ ‫بعناية يف ك ّل �شيء قبل �أن ت�سمحي لها بعبور عتبة منزلك‪.‬‬

‫النا�س يف كثري من الأحيان يقومون بتنظيف خزانة وينتهي‬ ‫الأم��ر مع �أك��وام من الأ�شياء غري املرغوب فيها مثل املالب�س‬ ‫ولعب الأطفال التي تظ ّل حمدثة فو�ضى خانقة لأ�سابيع؛ بل‬ ‫ولفرتة قد تطول‪.‬‬ ‫ول��ه��ذا‪ ،‬عليك ب��دء عمل ّية تنظيم مع ّ‬ ‫خطة وا�ضحة لكيف ّية‬ ‫التخ ّل�ص من العنا�صر غري املرغوب فيها‪� .‬سيتعينّ عليك �أن‬ ‫ربعات مبثل هذه الأ�شياء‪ .‬كما ميكنك‬ ‫حت ّددي مكانا لقبول الت ّ‬ ‫االتّ�صال بال�شركات القائمة ب�إعادة تدوير القمامة والأ�شياء‬ ‫امل�ستغنى عنها‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫السماح بوجود مساحة غير مستغ ّلة‪:‬‬

‫هل ترين ما على مائدة الطعام من فو�ضى؟ عندما تكون‬ ‫م�ساحة من الف�ضاء متاحة من دون ه��دف وا�ضح لكيف ّية‬ ‫ا�ستخدامها‪ ،‬ف�إ ّنها ع��ادة ما مت�ل�أ بالفو�ضى‪ .‬لدينا قاعدة‬ ‫تقول �إنّ الأ�سطح ّ‬ ‫امل�سطحة الكبرية‪ ،‬مثل املوائد �أو الطاوالت‬ ‫مما عليها يوم ّيا‪� ،‬أو م ّرة‬ ‫يتم تنظيفها ّ‬ ‫واملنا�ضد‪ ،‬يجب �أن ّ‬ ‫واحدة على الأق ّل يف الأ�سبوع‪.‬‬ ‫و�إذا كان لديك رفوف �أو مق�صورات متع ّددة خم�صّ �صة للورق‬ ‫على مكتبك قومي بتوزيع هذه املق�صورات بحيث ت�ضعني فيها‬ ‫املغ ّلفات والكتالوجات والفواتري �أو لأغرا�ض �أخرى متم ّيزة‪،‬‬ ‫بدال من ال�سماح لها ب�أن ت�صبح ع�شّ ا لتجميع � ّأي �شيء ينتهي‬ ‫هناك عن طريق ال�صدفة‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫حفظ أشياء ألنّها تبدو مفيدة‪:‬‬

‫منــزلـــي‬

‫منــزلـــي‬

‫أكبر‪ 10‬أخطاء في‬ ‫تنظيم المنزل‬

‫‪3‬‬

‫شراء منتجات التنظيم قبل التخطيط‪:‬‬

‫‪7‬‬

‫وضع األشياء في مكان ما للتص ّرف فيها الحقـًا‪:‬‬

‫عندما ت�ضعني �شيئا «للت�ص ّرف فيه الحقا»‪ ،‬ف�إ ّنك ترجئني‬ ‫وت� ّؤجلني ا ّتخاذ قرارات ب�ش�أن الإبقاء عليه‪ ،‬ومكان تخزينه‪،‬‬ ‫ومن الذي �ستعطينه �إ ّياه‪� ،‬أو ماذا �سيكون عليه الت�ص ّرف‬ ‫املقبل‪ .‬امنعي نف�سك من قول هذه اجلملة الق�صرية اخلطرية‬ ‫«للت�ص ّرف فيه الحقا»‪ ،‬و�سوف متنعني الفو�ضى من احلدوث‪.‬‬

‫هل حتتفظني بالأ�شياء التي ال حتتاجينها لأنّ��ك ال ميكن �أن‬ ‫تتح ّملي �أن ت�ضيع منك ؟ الكثريون يفعلون ذلك ويحتفظون‬ ‫بالعديد من الأ�شياء ملج ّرد �أ ّنهم يرونها قد تكون مفيدة يوما‬ ‫ما‪..‬مما يوجد فو�ضى ال داعي لها من وجود �أ�شياء ال حاجة‬ ‫ّ‬ ‫لها‪ .‬ال�شيء الذي ال حتتاجينه وترينه قد ال يكون مفيدا بالن�سبة‬ ‫لك‪ ،‬هو على الأرجح مفيد ل�شخ�ص �آخر يحتاجه‪ ،‬لذا يجب �أن‬ ‫تبادري �إىل عدم االحتفاظ �إ ّال مبا حتتاجينه فقط‪ ،‬واال�ستغناء‬ ‫مما ميكن اال�ستغناء عنه‪.‬‬ ‫ع ّما �سواه ّ‬

‫‪9‬‬

‫عدم توصيلك مفهوم التنظيم لآلخرين‪:‬‬

‫بعد انتهائك من تنظيم خزاناتك‪ ،‬حر�صت على فتح الباب‬ ‫�أمام التعبري عن الإعجاب بعملك ّ‬ ‫ال�شاق؛ ولكن بعد �أ�سبوعني‪،‬‬ ‫عادت الفو�ضى �إىل خزاناتك م ّرة �أخرى !!‬ ‫وال�سبب يف ذلك‪� ،‬أنّ �أفراد الأ�سرة الآخرين ال ي ّتبعون دائما‬ ‫�أ�سلوب التنظيم اخلا�صّ بك‪ ،‬ولكن �إذا كنت ت�ضعني ت�سميات‬ ‫على م�ساحات التخزين وجعلت �أ�سلوب النظام اخلا�صّ بك‬ ‫�سهال وا�ضحا قدر الإمكان للحفاظ عليه‪� ،‬سوف جتعلني عملك‬ ‫�أ�سهل بكثري‪ .‬وك ّلما ا�ستطعت‪ ،‬قومي بتوجيه �أفراد �أ�سرتك �إىل‬ ‫النظام اجلديد و�شرح ما يتعينّ عليهم القيام به للحفاظ على‬ ‫�أن تبدو الأ�شياء نظيفة ‪.‬‬ ‫بمهام استمرار ّية النظام‪:‬‬ ‫‪ 10‬عدم القيام‬ ‫ّ‬

‫بعد االنتهاء من م�شروع تنظيم خزانتك ب�صورة جميلة‪ ،‬عليك‬ ‫�أن تتو ّقفي حلظة ملراجعة املها ّم التي ت���ؤ ّدي �إىل ا�ستمرار ّية‬ ‫النظام واحلفاظ عليه‪ ،‬بحيث يجب �أن حتر�صي على �أن تكون‬ ‫املالب�س مع ّلقة يف �أماكنها ك ّل يوم‪ .‬كما حتتاج �أكوام املالب�س‬ ‫لتقوميها وط ّيها ب�شكل منتظم‪ ،‬كما يجب عدم ركن املالب�س‬ ‫القذرة بل يجب غ�سلها يف �أقرب وقت‪.‬‬ ‫المهام ومتى؟‬ ‫من هو الذي يجب أن يقوم بهذه‬ ‫ّ‬

‫العديد ال يقومون مبه ّمة ا�ستمرار ّية النظام‪ ،‬وذلك لأنّ ك ّل‬ ‫طرف يعتقد �أنّ الآخر على و�شك القيام به‪ .‬من �أجل ذلك‪،‬‬ ‫يجب التوا�صل بو�ضوح حول من ينجز مه ّمة من املها ّم لتج ّنب‬ ‫االرتباك وعودة الفو�ضى‪.‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫‪65‬‬


‫حيـــاة‬

‫ّ‬ ‫الصغار‪ ..‬ودعوة للعب‪!..‬‬ ‫بقلم ‪:‬منــال الدغيم‬ ‫انطالق الطفولة و� ُ‬ ‫ُ‬ ‫إقبال احلياة‪ ،‬ي�سري يف ال�صغار من الكائنات‬ ‫جميعها‪،‬فتك ّون لديها غريزة اللعب وفطرة املرح‪ ،‬فالطفل يلعب‬ ‫ليتعلم‪ ،‬ويلعب ليفكر‪،‬ويلعب ليكت�شف‪ ،‬ويلعب ليكرب!ومهما‬ ‫تنوعت الأماكن والأزمان‪ ،‬واختلفت الثقافات والبيئات‪� ،‬إال �أننا‬ ‫جند قوا�سم م�شرتكة بني �أمن��اط اللعب ال�شعبي عند ال�شعوب‪،‬‬ ‫باعتمادها على م�شاركة �أع�ضاء اجل�سم واحل��وا���س‪ ،‬والتفكري‬ ‫والرتكيز‪ ،‬والتناف�س والتحدي‪ ،‬في�ؤتي اللعب �أكله ب�آثار جيدة على‬ ‫بناء الأج�سام ال�صغرية‪ ،‬وتو�سيع املدارك النامية‪.‬‬ ‫ويف هذا اجليل‪ ،‬اقتحمت االلكرتونيات عامل الكبار وال�صغار‬ ‫مع ًا‪ ،‬فا�ستحوذت على م�ساحات اللعب التي كانت رحبة متنوعة‬ ‫عند ال�صغار‪ ،‬فغدت بها �ضيقة حمدودة‪ ،‬تعتمد كثري ًا على حا�سة‬ ‫الب�صر وحدها فت�ستنفد قواها يف التحديق امل�ستمر يف ال�شا�شات‬ ‫امل�شعة‪ ،‬و�أ�صابع معدودة تقوم بحركات معينة مكررة مببالغة‪،‬‬ ‫بينما يركد اجل�سد يف و�ضع معني ل�ساعات طويلة فيعرتيه الك�سل‬ ‫واخلمول‪ ،‬كما تعتمد من القدرات الذهنية على الرتكيز ال�شديد‬ ‫وردات الفعل املت�سارعة املثرية‪ ،‬فترُ هق الأع�صاب وت�ستثار يف غري‬ ‫طائل‪ .‬ولأن الألعاب االلكرتونية �أكرث ت�شويق ًا بالألوان والأ�صوات‬ ‫والإث���ارة‪ ،‬ف���إن ال�صغار يقبلون عليها و ُي�شغفون بها �إىل درجة‬ ‫الإدمان‪ ،‬بينما يجدها بع�ض الآباء ً‬ ‫مالذا �سريع ًا وجذاب ًا لإلهاء‬ ‫الأطفال عنهم واحل ّد من �ضجيجهم وعبثهم‪ ،‬وال ت�سل عن الآثار‬ ‫النف�سية والرتبوية واالجتماعية املرتتبة على هذا الإدمان‪.‬‬ ‫ال �شك �أن الواقع يفر�ض علينا كثري ًا من �أمن��اط احلياة فيه‪،‬‬ ‫ورمبا ي�ستحيل على الوالدين منع ال�صغار من الألعاب االلكرتونية‬ ‫مت��ام�� ًا‪ ،‬وق��د يعود ذل��ك عليه ب���آث��ار نف�سية �أخ���رى م��ن ال�شعور‬ ‫بالنق�ص واحلرمان‪ ،‬لكن اللبيب من �أم�سك بالأمر من منت�صفه‪،‬‬ ‫ف�سمح بها يف حتديد‪ ،‬وو َّفر بتقنني‪ ،‬و�أتاح لهم ب�إ�شراف ووعي‪.‬‬ ‫وبيان ذلك �أن��ه ميكن للوالدين حتديد الأي��ام التي ي�سمح فيها‬ ‫لل�صغري باللعب االل��ك�تروين مع حتديد كذلك �ساعات اللعب‪،‬‬ ‫ومراقبة نوع الألعاب والت�أكد من خلوها من املحظورات كالعنف‬ ‫والإباحية‪ ،‬وموافقة ذلك لعمر ال�صغري وقدراته‪ ،‬مقابل حر�ص‬ ‫ال��وال��دي��ن ع��ل��ى مم��ار���س��ة ال�صغري لأمن����اط ل��ع��ب �أخ����رى غري‬ ‫الكرتونية‪ ،‬فيها التفكري والتحليل‪ ،‬والن�شاط واالنطالق‪.‬‬ ‫ولعله من اخلط�أ الكبري‪� ،‬أن ير�ضخ الوالدان لل�ضغط االجتماعي‬ ‫وينظرا فقط ملا توفره تلك الأجهزة من متعة‪ ،‬فيح�ضرا جهاز ًا‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪ - 273‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‬

‫مث ًال لطفل ذي �أربع �سنوات �أو خم�س‪ ،‬مي�سكه بيديه ال�صغريتني‬ ‫ويحملق فيه ط��وال ال��وق��ت‪ ،‬وه��و معه يف حله وت��رح��ال��ه‪ ،‬وبيته‬ ‫وزي��ارات��ه‪ ،‬فت�ضمحل بذلك مهارات االنطالق لديه‪ ،‬وتنح�سر‬ ‫رغبات التعلم‪ ،‬وهي بعد يف �أطوارها الأوىل!‬ ‫كما �أن من �آثار �سطوة الألعاب االلكرتونية انح�سار مهارات اللعب‬ ‫اجلماعي وما فيها من تطوير للتوا�صل والتناف�س‪ ،‬وا�ستبدال‬ ‫اللعب االل��ك�تروين ب��ه‪ ،‬حتى لو �أ�صيبت تلك اللعب االلكرتونية‬ ‫بعطل ما �ألفيت ال�صغار ينظرون لبع�ضهم يف ملل ووج��وم‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬ ‫يكادون يعرفون من الأل��ع��اب ال�شعبية احلركية ما يق�ضون به‬ ‫الوقت يف مرح ومتعة ومناف�سة‪.‬‬ ‫ومل يقت�صر غ��زو االلكرتونيات على �أمن��اط الرتفيه يف املنزل‬ ‫فقط‪ ،‬بل تعداه �إىل �أماكن الف�سحة واملرح‪ ،‬فكانت �صاالت الألعاب‬ ‫االلكرتونية يف مراكز الت�سوق �أكرث ما يجذب الطفل خارج املنزل‪،‬‬ ‫وغدا خيار احلديقة �أو النزهة الربية خيار ًا غري مرغوب‪ ،‬ب�سبب‬ ‫�ضعف خربة الطفل يف الألعاب احلركية وان�صراف رغباته �إىل‬ ‫االلكرتونية مبا لها من ت�شويق و�إثارة‪.‬‬ ‫فلأجل جمابهة هذا املد العارم ب�آثاره ال�سلبية‪ ،‬ليحر�ص الوالدان‬ ‫على توفري الأل��ع��اب غري االلكرتونية‪ ،‬والتي تعود على الطفل‬ ‫بتنمي ٍة ملواهبه وملكات التفكري لديه‪ ،‬ك�ألعاب الفك والرتكيب‬ ‫والبيوت للأطفال ال�صغار‪ ،‬والألعاب الريا�ضية واحلركية للذين‬ ‫هم �أكرب �سن ًا‪ ،‬ولي�شارك الوالدان �صغارهم فيها‪ ،‬لأجل جذبهم‬ ‫�إليها وا�ستمتاعهم بها‪.‬‬ ‫كما �أن ما مييز �شخ�صية الطفل ويبني ميوله نحو هواية معينة‪،‬‬ ‫كالر�سم والتلوين والأ�شغال اليدوية واالخرتاعات الب�سيطة‪ ،‬قد‬ ‫ي�صيبها ال�ضعف وتتال�شى نتيجة ان�صراف كل االهتمام والوقت‬ ‫والرتكيز �إىل الألعاب االلكرتونية‪ ،‬مما يعني بذل الوالدين ملزيد‬ ‫من اجلهد يف ا�ستعادة هذه الهوايات واكت�شافها واكت�ساب الطفل‬ ‫للمتعة فيها‪.‬‬ ‫�إن ه�ؤالء الأطفال �أمانة يف يدي والديهم‪ ،‬و�إن قدراتهم وملكاتهم‬ ‫ومواهبهم �أمانة كذلك‪ ،‬يجدر بالوالدين �أن يحر�صا على تنميتها‬ ‫وتو�سيعها وتطويرها‪ ،‬والبعد عن كل ن�شاط �صاخب يف ظاهره‪،‬‬ ‫خامل يف حقيقته‪ ،‬يعود على ذكائهم بال�ضمور وعلى مواهبهم‬ ‫بالإنح�سار‪ ،‬وليعيدوهم �إىل اللعب احلقيقي‪ ،‬اللعب الذكي‬ ‫املنطلق‪ ،‬الربيء املرح‪!..‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.