السلفية و منهج السلف

Page 1

‫السلفية و منهج السلف‬ ‫مشروعٌة االنتساب للسلفٌة من كالم العلماء المتقدمٌن والمتأخرٌن رحمهم هللا‬ ‫إن الحمد هلل نحمده‪ ،‬و نستعٌنه‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسٌئات أعمالنا من ٌهده هللا فال مضل له‪ ،‬ومن ٌضلل فال‬ ‫هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شرٌك له‪ ،‬وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ‪ -‬صلى هللا علٌه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم‬ ‫تسلٌما ً كثٌراً‪ .‬أما بعد ‪:‬‬ ‫فإن النتساب إلى السلف فخر وأي فخر وشرف ناهٌك به من شرف‪ ،‬فلفظ السلفٌة أو السلفً ال ٌطلق عند علماء السنة والجماعة إال‬ ‫على سبٌل المدح ‪.‬‬ ‫والسلفٌة رسم شرعً أصٌل ٌرادف {أهل السنة والجماعة} و {أهل السنة } و{أهل الجماعة} ‪ ،‬و{أهل األثر} و {أهل الحدٌث} و‬ ‫{الفرقة الناجٌة} و{الطائفة المنصورة} و{أهل االتباع ‪{.‬‬ ‫والسلف الصالح الذي تنسب إلٌه السلفٌة هم ورثة النبً صلى هللا علٌه وسلم من المهاجرٌن واألنصار والتابعٌن لهم بإحسان‪ ،‬وأئمة‬ ‫الدٌن والهدى‪ ،‬والسلفً هو من رضً بهذا المٌراث واكتفى به ولزم الكتاب والسنة على فهم علماء األمة من الصحابة فمن بعدهم من‬ ‫األئمة‪ ،‬هذا هو السلفً‬ ‫))السلفٌة)) نسبة إلى السلف وقد نص علٌها السلف‬ ‫جاء من أحادٌث النبً صلى هللا علٌه وسلم ما ٌد ُّل على ذلك ‪ :‬من ذلكم ‪ :‬قوله علٌه الصالة والسالم البنته فاطمة رضً هللا عنها ‪:‬‬ ‫((فإنه‪ :‬نعم السلف أنا لكِ )) رواه مسلم (‪(. 2482‬‬ ‫ٌ‬ ‫دارجة عند أئمة السلف ‪:‬‬ ‫وكلمة (السلف)‬ ‫قال البخاري‪ :‬باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخٌل وقال راشد بن سعد كان السلف ٌستحبون الفحولة ألنها أجرى‬ ‫وأجسر‬ ‫ً‬ ‫قال الحافظ ابن حجر رحمه هللا مفسرا كلمة السلف‪" :‬أي من‪ :‬الصحابة ومن بعهدهم" فتح الباري‪( 66/6 ( :‬‬ ‫وقال (‪ :)2068/5‬باب ما كان السلف ٌدخرون فً بٌوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم وغٌره‬ ‫وقال أٌضا ً ‪ :‬قال الزهري فً عظام الموتى – نحو الفٌل وغٌره – ‪":‬أدركت ناسا ً من سلف العلماء ٌمتشطون بها‪ ،‬وٌدّهنون بها وال‬ ‫ٌرون بأساً" فتح الباري (‪( 342/1‬‬ ‫وأخرج مسلم من طرٌق محمد بن عبد هللا قال سمعت علً بن شقٌق سمعت عبد هللا بن المبارك ٌقول على رؤوس الناس دعوا حدٌث‬ ‫عمرو بن ثابت فإنه كان ٌسب السلف‪ ) .‬مقدمة صحٌح مسلم ص‪(6‬‬ ‫وقال األوزاعً‪ :‬اصبر نفسك على السنة‪ ،‬وقف حٌث وقف القوم قل بما قالوا‪ ،‬وكف عما كفوا‪ ،‬واسلك سبٌل سلفك الصالح فإنه ٌسعك‬ ‫ما وسعهم"‪) .‬الشرٌعة لآلجري ص‪(58‬‬ ‫اإلجماع على مشروعٌة االنتساب إلى ‪(( :‬السلف ((‬ ‫و حكى اإلجماع على على صحة االنتساب إلى السلف‪ :‬شٌخ اإلسالم ابن تٌمٌه ـ رحمه هللا ـ فً الفتاوى ‪ )149/1( :‬فً رده على‬ ‫قول العز بن عبدالسالم ‪ .." :‬واآلخر ٌتستر بمذهب السلف"‪ ( :‬وال عٌب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إلٌه واعتزى إلٌه‪ ،‬بل‬ ‫ٌجب قبول ذلك منه باالتفاق؛ فإن مذهب السلف ال ٌكون إال حقاً‪ ،‬فإن كان موافقا ً له باطنا ً وظاهراً‪ ،‬فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على‬ ‫الحق باطنا ً وظاهراً‪ ،‬وإن كان موافقا ً له فً الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق ‪ ،‬فتقبل منه عالنٌته وتوكل سرٌرته إلى هللا‪،‬‬ ‫فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس وال نشق بطونهم ‪( .‬‬


‫عالمة أهل البدع‪ :‬كراهة االنتساب إلى ‪(( :‬السلف ((‬ ‫ذكر شٌخ اإلسالم ابن تٌمٌه فً الفتاوى (‪ )155/4‬أن ((شعار أهل البدع ‪ :‬هو ترك انتحال السلف الصالح))؛ فال تجد َخلَفِ ًٌّا ال سٌما‬ ‫المنتسبون إلى الجماعات الدعوٌَّة الحدٌثة الظاهرة فً الساحة الٌوم والمناوئة ألهل السنة والجماعة إالَّ وهو ٌكرهُ السلفٌة‪ ،‬وٌكره‬ ‫االنتساب إلى السلفٌة ‪.‬‬ ‫))السلفٌة)) فً كتب شٌخ اإلسالم ابن تٌمٌة‬ ‫"درء التعارض" (‪ :)356/5‬فكل من أعرض عن الطرٌقة السلفٌة النبوٌة الشرعٌة اإللهٌة فإنه البد أن ٌضل وٌتناقض وٌبقى فً‬ ‫الجهل المركب أو البسٌط ‪.‬‬ ‫"بٌان تلبٌس الجهمٌة" (‪ : )122/1‬أبو عبدهللا الرازي فٌه تجهم قوي ولهذا ٌوحد مٌله إلى الدهرٌة أكثر من مٌله إلى السلفٌة الذٌن‬ ‫ٌقولون إنه فوق العرش ‪.‬‬ ‫"الفتاوى" (‪ : )28/5‬وأعلم أنه لٌس فً العقل الصرٌح وال فً شًء من النقل الصحٌح ما ٌوجب مخالفة الطرٌق السلفٌة أصال ‪.‬‬ ‫"الفتاوى" (‪ )349/12‬ولهذا كانت الطرٌقة النبوٌة السلفٌة أن ٌستعمل فً العلوم االلهٌة قٌاس األولى كما قال هللا تعالى( وهلل المثل‬ ‫األعلى (‬ ‫"الفتاوى" (‪ :)471/16‬واألشعري وأمثاله برزخ بٌن السلف والجهمٌة أخذوا من هؤالء كالما صحٌحا ومن هؤالء أصوال عقلٌة‬ ‫ظنوها صحٌحة وهً فاسدة فمن الناس من مال إلٌه من الجهة السلفٌة ومن الناس من مال إلٌه من الجهة البدعٌة الجهمٌة ‪.‬‬ ‫"الفتاوى" (‪ : )177/33‬وأما السلفٌة فعلى ما حكاه الخطابً وأبو بكر الخطٌب وغٌرهما قالوا مذهب السلف إجراء أحادٌث الصفات‬ ‫وآٌات الصفات على ظاهرها مع نفى الكٌفٌة والتشبٌه عنها فال نقول إن معنى الٌد القدرة وال أن معنى السمع العلم وذلك أن الكالم فى‬ ‫الصفات فرع على الكالم فً الذات ٌحتذى فٌه حذوه وٌتبع فٌه مثاله فإذا كان إثبات الذات إثبات وجود ال إثبات كٌفٌة فكذلك إثبات‬ ‫الصفات اثبات وجود ال اثبات كٌفٌة ‪.‬‬ ‫"درء التعارض" (‪ : )249/1‬ومن المعلوم أن قول نفات الرؤٌة والصفات والعلو على العرش والقائلٌن بأن هللا لم ٌتكلم بل خلق كالما‬ ‫فً غٌره ونفٌهم ذلك ألن إثبات ذلك تجسٌم هو إلى مخالفة الكتاب والسنة واإلجماع السلفً ‪.‬‬ ‫النسبة إلى‪(( :‬السلف)) جارٌة فً كتب التراجم والسٌر‬ ‫فهذ اإلمام الذهبً قال فً ترجمة‪ :‬الحافظ أحمد بن محمد المعروف بـ أبً طاهر السلفً‪" :‬السلفً بفتحتٌن وهو من كان على مذهب‬ ‫السلف" السٌر (‪(. 6/21‬‬ ‫وقال فً ترجمة محمد بن محمد البهرانً ‪" :‬وكان دٌنا ً خٌراً سلفٌاً"‪ .‬معجم الشٌوخ ‪(280/2( :‬‬ ‫وقال فً ترجمة‪ :‬أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسً‪" :‬وكان على عقٌدة السلف" معجم الشٌوخ ‪( 34/1( :‬‬ ‫وقال فً السٌر(‪ " )457/16‬وصح عن الدارقطنً أنه قال‪ :‬ما شًء أبغض إلًّ من علم الكالم‪ .‬قلت لم ٌدخل الرجل أبداً فً علم‬ ‫الكالم وال الجدال‪ ،‬وال خاض فً ذلك‪ ،‬بل كان سلفٌا ً ‪".‬‬ ‫وقال فً ترجمة ابن الصالح "قلت وكان سلفٌا ً حسن االعتقاد كافّا عن تأوٌل المتكلمٌن " تذكرة الحفاظ (‪( 1431/4‬‬ ‫وقال فً ترجمة الفسوي "وما علمت ٌعقوب الفسوي إال سلفٌا" السٌر (‪( 183/13‬‬ ‫وقال فً ترجمة عثمان بن بن خرزاذ الطبري ‪" :‬فالذي ٌحتاج إلٌه الحافظ أن ٌكون تقٌا ذكٌا نحوٌا لغوٌا زكٌا حٌ​ٌا سلفٌا"‬ ‫السٌر (‪( 380/13‬‬


‫وقال فً ترجمة الزبٌدي "وكان حنفٌا سلفٌا" السٌر (‪( 317/20‬‬ ‫وقال فً ترجمة ابن هبٌرة "وكان ٌعرف المذهب والعربٌة والعروض سلفٌا أثرٌا" السٌر (‪( 426/20‬‬ ‫وقال فً ترجمة ابن المجد "وكان ثقة ثبتا ذكٌا سلفٌا تقٌا" السٌر (‪( 118/23‬‬ ‫وقال فً ترجمة ٌحٌى بن إسحاق‪" :‬وكان عارفا ً بالمذاهب خٌراً متواضعا ً سلفٌا ً حمٌد األحكام … "‪ .‬معجم الشٌوخ رقم {‪{ 957‬‬ ‫))السلفٌة)) فــً كــتــب األنــســاب‬ ‫وقال السمعانً (ت ‪ )562‬فً األنساب (‪" :)273/3‬السلفً؛ بفتح السٌن والالم وفً آخرها فاء‪ :‬هذه النسبة إلى السلف‪ ،‬وانتحال‬ ‫مذاهبهم على ما سعمت منهم "‬ ‫قال ابن األثٌر (ت‪ )630‬عقب كالم السمعانً السابق‪" :‬وعرف به جماعة ‪".‬‬ ‫موقف علماء العصر من االنتساب إلى‪(( :‬السلف ((‬ ‫سماحة الشٌخ اإلمام عبد العزٌز بن باز ‪ -‬رحمه هللا ‪-‬‬ ‫سئل– رحمه هللا ‪ : -‬ما تقول فٌمن تسمى بالسلفً واألثري ‪ ،‬هل هً تزكٌة؟‬ ‫فأجاب سماحته ‪( :‬إذا كان صادقا ً أنه أثري أو أنه سلفً ال بأس‪ ،‬مثل ما كان السلف ٌقول‪ :‬فالن سلفً‪ ،‬فالن أثري‪ ،‬تزكٌة ال بد منها‪،‬‬ ‫تزكٌة واجبة ‪(.‬‬ ‫من محاضرة مسجلة بعنوان‪" :‬حق المسلم"‪ ،‬فً ‪ 1413/1/16‬بالطائف ‪.‬‬ ‫وقال – رحمه هللا ‪ -‬فً وصٌته لبعض طالب العلم‪" :‬ونوصٌك بااللتحاق بالجامعة اإلسالمٌة بالمدٌنة المنورة فهً جامعة سلفٌة ُتعلم‬ ‫طالبها عقٌدة أهل السنة والجماعة"‪ ) .‬فتاواه ‪( 98/1‬‬ ‫اللجنة الدائمة للبحوث العلمٌة واإلفتاء‬ ‫جاء فً فتاوى اللجنة الدائمة رقم { ‪: { 164/2 { }6149‬‬ ‫"س‪ :‬أرٌد تفسٌراً لكلمة السلف ومن هم السلفٌون ‪ . . .‬؟‬ ‫ج ‪ :‬السلف هم أهل السنة والجماعة المتبعون لمحمد صلى هللا علٌه وسلم من الصحابة رضً هللا عنهم ومن سار على نهجهم إلى ٌوم‬ ‫القٌامة‪ ،‬ولما سئل صلى هللا عن الفرقة الناجٌة قال ‪" :‬هم من كان على مثل ما أنا علٌه الٌوم وأصحابً ‪… " .‬‬


‫وجاء فً الفتوى رقم {‪:{ 165/1{ }1361‬‬ ‫"س‪ :‬ما هً السلفٌة وما رأٌكم فٌها ؟‬ ‫ج ‪ :‬السلفٌة نسبة إلى السلف والسلف هم صحابة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثالثة األولى {رضً‬ ‫هللا عنهم} الذٌن شهد لهم رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم بالخٌر فً قوله‪{ :‬خٌر الناس قرنً ثم الذٌن ٌلونهم ثم الذٌن ٌلونهم ثم ٌجئ‬ ‫أقوام تسبق شهادة أحدهم ٌمٌنه وٌمٌنه شهادته} رواه اإلمام أحمد فً مسنده والبخاري ومسلم‪ ،‬والسلفٌون جمع سلفً نسبة إلى السلف‪،‬‬ ‫وقد تقدم معناه وهم الذٌن ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إلٌهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة‬ ‫والجماعة‪ .‬وباهلل التوفٌق وصلى هللا على نبٌنا محمد وآله وصحبه وسلم ‪".‬‬ ‫اللجنة الدائمة للبحوث العلمٌة واالفتاء‬ ‫عضو‪:‬عبدهللا بن قعود‪ ،‬عضو‪:‬عبدهللا بن غدٌان‪ ،‬نائب رئٌس اللجنة‪:‬عبدالرزاق عفٌفً‪،‬‬ ‫الرئٌس‪:‬عبدالعزٌز بن باز‬ ‫محدث العصر العالمة الشٌخ محمد ناصرالدٌن األلبانً – رحمه هللا –‬ ‫قال ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬فً جوابه على سؤال نصه ‪:‬‬ ‫"لماذا التسمً بالسلفٌة؟ أهً دعوة حزبٌة أم طائفٌة أو مذهبٌة ؟ أم هً فرقة جدٌدة فً اإلسالم ؟‬ ‫الجواب‪ :‬إن كلمة السلف معروفة فً لغة العرب وفً لغة الشرع؛ وما ٌهمنا هنا هو بحثها من الناحٌة الشرعٌة ‪:‬‬ ‫فقد صح عن النبً صلى هللا علٌه وسلم أنه قال فً مرض موته للسٌدة فاطمة رضً هللا عنها ‪" :‬فاتقً هللا واصبري‪ ،‬ونعم السلف أنا‬ ‫لك ‪" .‬‬ ‫وٌكثر استعمال العلماء لكلمة السلف‪ ،‬وهذا أكثر من أن ٌعد وٌحصى‪ ،‬وحسبنا مثاالً واحداً وهو ما ٌحتجون به فً محاربة البدع ‪:‬‬ ‫وكل خٌر فً اتباع من سلف وكل شر فً ابتداع من خلف ‪.‬‬ ‫ولكن هناك من مدعً العلم من ٌنكر هذه النسبة زاعما ً أن ال أصل لها فٌقول‪{ :‬ال ٌجوز للمسلم أن ٌقول ‪ :‬أنا سلفً }‬ ‫وكأنه ٌقول ‪{ :‬ال ٌجوز أن ٌقول مسلم‪ :‬أنا متبع للسلف الصالح فٌما كانوا علٌه من عقٌدة وعبادة وسلوك‪{.‬‬ ‫ال شك أن مثل هذا اإلنكار ـ لو كان ٌعنٌه ـ ٌلزم منه التبرؤ من اإلسالم الصحٌح الذي كان علٌه سلفنا الصالح‪ ،‬وعلى رأسهم النبً‬ ‫صلى هللا علٌه وسلم كما ٌشٌر الحدٌث المتواتر الذي فً الصحٌحٌن وغٌرهما عنه صلى هللا علٌه وسلم ‪" :‬خٌر الناس قرنً‪ ،‬ثم الذٌن‬ ‫ٌلونهم ‪ ،‬ثم الذٌن ٌلونهم ‪" .‬‬ ‫فال ٌجوز لمسلم أن ٌتبرأ من االنتساب إلى السلف الصالح ‪ ،‬بٌنما لو تبرأ من أٌة نسبة أخرى لم ٌمكن ألحد من أهل العلم أن ٌنسبه‬ ‫إلى كفر أو فسوق ‪.‬‬ ‫والذي ٌنكر هذه التسمٌة نفسه‪ ،‬ترى أال ٌنتسب إلى مذهب من المذاهب ؟ سواء أكان هذا المذهب متعلقا ً بالعقٌدة أو بالفقه ؟‬ ‫فهو إما أن ٌكون أشعرٌا ً أو ماترٌدٌاً‪ ،‬وإما أن ٌكون من أهل الحدٌث أو حنفٌا ً أو شافعٌا ً أو مالكٌا ً أو حنبلٌاً؛ مما ٌدخل فً مسمى أهل‬ ‫السنة والجماعة‪ ،‬مع أن الذي ٌنتسب إلى المذهب األشعري أو المذاهب األربعة‪ ،‬فهو ٌنتسب إلى أشخاص غٌر معصومٌن بال شك‪،‬‬ ‫وإن كان منهم العلماء الذٌن ٌصٌبون‪ ،‬فلٌت شعري هال أنكر مثل هذه االنتسابات إلى األفراد غٌر المعصومٌن ؟‬


‫وأما الذي ٌنتسب إلى السلف الصالح‪ ،‬فإنه ٌنتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبً صلى هللا علٌه وسلم من عالمات‬ ‫الفرقة الناجٌة أنها تتمسك بما كان علٌه رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم وما كان علٌه أصحابه ‪.‬‬ ‫فمن تمسك به كان ٌقٌنا ً على هدى من ربه … وال شك أن التسمٌة الواضحة الجلٌة الممٌزة البٌنة هً أن نقول ‪ :‬أنا مسلم على الكتاب‬ ‫والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح‪ ،‬وهً أن تقول باختصار ‪{ :‬أنا سلفً {‪" .‬‬ ‫)مجلة األصالة العدد التاسع ص ‪ 86‬ـ‪( 87‬‬ ‫العالمة محمد بن صالح العثٌمٌن ‪ -‬رحمه هللا –‬ ‫قال فً شرح العقٌدة الواسطٌة {‪53/1‬ـ‪ }54‬ما نصه ‪ٌ …" :‬خطئ من ٌقول ‪ :‬إن أهل السنة والجماعة ثالثة ‪ :‬سلفٌون‪ ،‬وأشعرٌون‪،‬‬ ‫وماترٌدٌون‪ ،‬فهذا خطأ نقول ‪ :‬كٌف ٌكون الجمٌع أهل سنة وهم مختلفون فماذا بعد الحق إال الضالل‪ ،‬وكٌف ٌكونون أهل سنة وكل‬ ‫واحد ٌرد على اآلخر؟ هذا ال ٌمكن إال إذا أمكن الجمع بٌن الضدٌن‪ .‬فنعم وإال فال شك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة ‪ .‬فمن هو ؟‬ ‫األشعرٌة ؟ أم الماترٌدٌة ؟ أم السلفٌة ؟ نقول ‪ :‬من وافق السنة فهو صاحب السنة‪ ،‬ومن خالف السنة فلٌس صاحب سنة‪ ،‬فنحن نقول ‪:‬‬ ‫السلف هم أهل السنة والجماعة وال ٌصدق الوصف على غٌرهم أبداً‪ ،‬والكلمات تعتبر بمعانٌها‪ .‬لننظر كٌف نسمً من خالف السنة‬ ‫أهل السنة ال ٌمكن‪ ،‬وكٌف ٌمكن أن نقول‪ :‬عن ثالث طوائف مختلفة إنهم مجتمعون فأٌن االجتماع ؟ فأهل السنة والجماعة هم السلف‬ ‫معتقداً حتى المتأخر إلى ٌوم القٌامة إذا كان على طرٌق النبً صلى هللا علٌه وسلم وأصحابه فإنه سلفً ‪" .‬‬ ‫وقال فً شرح العقٌدة السفارٌنٌة الشرٌط األول ما نصه‪" :‬من هم أهل األثر ؟ هم الذٌن اتبعوا األثار‪ ،‬اتبعوا الكتاب والسنة وأقوال‬ ‫الصحابة رضً هللا عنهم وهذا ال ٌتأتى فً أي فرقة من الفرق إال على السلفٌ​ٌن الذٌن التزموا طرٌق السلف ‪…".‬‬ ‫العالمة الشٌخ صالح بن فوزان الفوزان‬ ‫قال فً كتابه البٌان {ص ‪ }130‬ما نصه ‪:‬‬ ‫… "فهذان الحدٌثان ٌدالن على وجود االفتراق واالنقسام والتمٌز بٌن السلف وأتباعهم وبٌن غٌرهم ‪.‬‬ ‫والسلف ومن سار على نهجهم مازالوا ٌمٌزون أتباع السنة عن غٌرهم من المبتدعة والفرق الضالة‪ ،‬وٌسمونهم أهل السنة والجماعة‪،‬‬ ‫وأتباع السلف الصالح‪ ،‬ومؤلفاتهم مملوءة بذلك‪ ،‬حٌث ٌردون على الفرق المخالفة لفرقة أهل السنة وأتباع السلف ‪".‬‬ ‫وقال أٌضا ً {ص ‪ …" : }156‬كٌف ٌكون التمذهب بالسلفٌة بدعة‪ ،‬والبدعة ضاللة ؟وكٌف ٌكون بدعة وهو اتباع لمذهب السلف‪،‬‬ ‫واتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة ‪ ،‬وحق وهدى ؟‬ ‫قال تعالى ‪{ :‬والسابقون األولون من المهاجرٌن واألنصار والذٌن اتبعوهم بإحسان رضً هللا عنهم ‪..{.‬‬ ‫وقال النبً صلى هللا علٌه وسلم ‪{ :‬علٌكم بسنتً وسنة الخلفاء الراشدٌن {…‬ ‫فالتمذهب بمذهب السلف سنة ولٌس بدعة‪ ،‬وإنما البدعة التمذهب بغٌر مذهبهم ‪".‬‬ ‫وقال فً المصدر السابق ص {‪ }133‬فً رده على قول البوطً ‪" :‬إن السلفٌة ال تعنً إال مرحلة زمنٌة ‪".‬‬ ‫قال‪ " :‬ونقول‪ :‬هذا التفسٌر للسلفٌة بأنها مرحلة زمنٌة ولٌست جماعة تفسٌر غرٌب وباطل‪ ،‬فهل ٌقال للمرحلة الزمنٌة بأنها سلفٌة ؟‬ ‫هذا لم ٌقل به أحد من البشر ‪ ،‬وإنما تطلق السلفٌة على الجماعة المؤمنة الذٌن عاشوا فً العصر األول من عصور اإلسالم والتزموا‬ ‫بكتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا علٌه وسلم من المهاجرٌن واألنصار والذٌن اتبعوهم بإحسان ووصفهم الرسول صلى هللا علٌه وسلم‬ ‫بقوله ‪{ :‬خٌركم قرنً ثم الذٌن ٌلونهم ثم الذٌن ٌلونهم } الحدٌث‪ ،‬فهذا وصف لجماعة ولٌس لمرحلة زمنٌة ‪ ،‬ولما ذكر صلى هللا علٌه‬ ‫وسلم افتراق األمة فٌما بعد قال عن الفرق كلها‪{ :‬إنها فً النار إال واحدة {‪.‬‬ ‫ووصف هذه الواحدة بأنها هً التً تتبع منهج السلف ‪ ،‬وتسٌر علٌه ‪ ،‬فقال ‪{ :‬هم من كان على مثل ما أنا علٌه الٌوم وأصحابً … }‬


‫فدل على أن هناك جماعة سلفٌة سابقة‪ ،‬وجماعة متأخرة تتبعها فً نهجها ‪ ،‬وهناك جماعات مخالفة لها متوعدة بالنار ‪…" .‬‬ ‫وقال فً محاضرة ألقاها فً حوطة سدٌر عام ‪1416‬هـ بعنوان {التحذٌر من البدع } الشرٌط الثانً‪ ،‬وذلك جوابا ً على سؤال نصه ‪:‬‬ ‫"فضٌلة الشٌخ‪ ،‬هل السلفٌة حزب من األحزاب ؟ وهل االنتساب لهم مذموم ؟ ‪.‬‬ ‫قال فً الجواب‪ :‬السلفٌة هً الفرقة الناجٌة هم أهل السنة والجماعة‪ ،‬لٌست حزبا ً من األحزاب التً تسمى اآلن أحزاباً‪ ،‬وإنما هم‬ ‫جماعة‪ ،‬جماعة على السنة وعلى الدٌن‪ ،‬هم أهل السنة والجماعة‪ ،‬قال صلى هللا علٌه وسلم‪{ :‬التزال طائفة من أمتى على الحق‬ ‫ظاهرٌن ال ٌضرهم من خذلهم وال من خالفهم }‪ ،‬وقال صلى هللا علٌه وسلم ‪{ :‬وستفترق هذه األمة على ثالث وسبعٌن فرقة كلها فً‬ ‫النار إال واحدة ‪ .‬قالوا من هً ٌا رسول هللا ؟ قال‪ :‬من كان على مثل ما أنا علٌه الٌوم وأصحابً {‪.‬‬ ‫فالسلفٌة طائفة على مذهب السلف على ما كان علٌه الرسول صلى هللا علٌه وسلم وأصحابه وهً لٌست حزبا ً من األحزاب العصرٌة‬ ‫اآلن وإنما هً جماعة قدٌمة من عهد الرسول صلى هللا علٌه وسلم متوارثة مستمرة ال تزال على الحق ظاهرة إلى قٌام الساعة كما‬ ‫أخبر صلى هللا علٌه وسلم ‪".‬‬ ‫ً‬ ‫وسئل– حفظه هللا ‪ : -‬هل من تسمى بالسلفً ٌعتبر متحزبا؟ ‪.‬‬ ‫فأجاب ‪ :‬التسمًّ بالسلفٌة إذا كانت حقٌقة ال بأس به‪ ،‬أما إذا كان مجرد دعوى؛ فإنه ال ٌجوز له أن ٌتمسى بالسلفٌة وهو على غٌر‬ ‫منهج السلف ‪.‬‬ ‫فاألشاعرة – مثال – ٌقولون‪ :‬نحن أهل السنة والجماعة‪ ،‬وهذا غٌر صحٌح؛ ألن الذي هم علٌه لٌس هو منهج أهل السنة والجماعة‪،‬‬ ‫كذلك المعتزلة ٌسمون أنفسهم بالموحدٌن ‪.‬‬ ‫كل ٌدعً وصالً للٌلى ولٌلى ال تقر لهم بذاكـا‬ ‫فالذي ٌزعم أنه على مذهب أهل السنة والجماعة ٌتبع طرٌق أهل السنة والجماعة وٌترك المخالفٌن‪ ،‬أما أنه ٌرٌد أن ٌجمع بٌن‬ ‫( الضب والنون) – كما ٌقولون ‪ ،-‬أي‪ٌ :‬جمع بٌن دواب الصحراء ودواب البحر؛ فال ٌمكن هذا‪ ،‬أو ٌجمع بٌن النار والماء فً كفه؛‬ ‫فال ٌجتمع أهل السنة والجماعة مع مذهب المخالفٌن لهم كالخوارج‪ ،‬والمعتزلة‪ ،‬والحزبٌ​ٌن ممن ٌسمونهم‪( :‬المسلم المعاصر)‪ ،‬وهو‬ ‫الذي ٌرٌد أن ٌجمع ضالالت أهل العصر مع منهج السلف‪ ،‬فـ (ال ٌصلح آخر هذه األمة إال ما أصلح أولها (‪.‬‬ ‫فالحاصل أنه ال بد من تمٌ​ٌز األمور وتمحٌصها ‪(.‬‬ ‫األجوبة المفٌدة عن أسألة المناهج الجدٌدة ص‪16:‬‬ ‫العالمة الشٌخ محمد أمان الجامً ـ رحمه هللا ـ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قال فً الصفات اإللهٌة ص { ‪" : }65-64‬وٌتضح مما تقدم أن مدلول السلفٌة أصبح اصطالحا معروفا ٌطلق على طرٌقة الرعٌل‬ ‫األول ومن ٌقتدون بهم فً تلقً العلم‪ ،‬وطرٌقة فهمه وبطبٌعة الدعوة إلٌه ‪ .‬فلم ٌعد إذاً محصوراً فً دور تارٌخً معٌن‪ .‬بل ٌجب أن‬ ‫ٌفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحٌاة وضرورة انحصار الفرقة الناجٌة فً علماء الحدٌث والسنة وهم أصحاب هذا المنهج‬ ‫وهً ال تزال باقٌة إلى ٌوم القٌامة من قوله صلى هللا علٌه وسلم ‪{ :‬التزال طائفة من أمتى منصورٌن على الحق ال ٌضرهم من‬ ‫خالفهم وال من خذلهم ‪{".‬‬ ‫فضٌلة الشٌخ بكر بن عبد هللا أبو زٌد – حفظه هللا ‪-‬‬ ‫قال فً حكم االنتماء‪ ( :‬وإذا قٌل‪ :‬السلف أو السلفٌون أو لجادتهم السلفٌة؛ فهً هنا نسبة إلى السلف الصالح‪ :‬جمٌع الصحابة – رضً‬ ‫هللا عنهم – من تبعهم بإحسان‪ ،‬دون من مالت بهم األهواء ‪ ..‬والثابتون على منهاج النبوة نسبوا إلى سلفهم الصالح فً ذلك؛ فقٌل لهم‪:‬‬ ‫السلف‪ ،‬السلفٌون‪ ،‬والنسبة إلٌهم‪ :‬سلفً‪ ،‬وعلٌه فإن لفظ السلف؛ ٌعنً‪ :‬السلف الصالح ‪.‬‬ ‫وهذا اللفظ عند اإلطالق‪ٌ ،‬عنً ‪ :‬كل سالك فً االقتداء بالصحابة – رضً هللا عنهم – حتى ولو كان فً عصرنا‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وعلى هذا‬ ‫كلمة أهل العلم ‪.‬‬ ‫فهً نسبة لٌس لها رسوم خرجت عن مقتضى الكتاب والسنة‪ ،‬وهً نسبة لم تنفصل لحظة واحدة عن الصدر األول‪ ،‬بل هً منهم‬ ‫وإلٌهم ‪.‬‬


‫وأما من خالفهم باسم أو رسم؛ فال‪ ،‬وإن عاش بٌنهم وعاصرهم)‪ .‬اهـ من كتاب "حكم االنتماء" ص‪36 :‬‬ ‫الدولة السعودٌة‪ :‬دولة (( سلفٌة )) وأئمتها أئمة سلفٌ​ٌن‬ ‫إن هذه الدولة السعودٌة حرسها هللا دولة سلفٌة ودعوتها سلفٌة كما نص على ذلك مؤسس دورها الثالث ـ على أساسها األصل ـ الملك‬ ‫عبدالعزٌز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه هللا ـ حٌن قال فً الخطاب الذي ألقاه فً منى خالل موسم الحج للعام ‪1365‬هـ وذلك فً‬ ‫الٌوم العاشر من ذي الحجة‪:‬‬ ‫…"إننً رج ٌل سلفً‪ ،‬وعقٌدتً هً السلفٌة التً أمشً بمقتضاها على الكتاب والسنة "‬ ‫وقال فً الخطاب نفسه‪ٌ" :‬قولون إننا {وهابٌة} والحقٌقة أننا سلفٌون محافظون على دٌننا‪ ،‬ونتبع كتاب هللا وسنة رسوله‪ ،‬ولٌس بٌننا‬ ‫وبٌن المسلمٌن إال كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا علٌه وسلم "[المصحف والسٌف ص ‪] 135‬‬ ‫وقال عنه الشٌخ أحمد شاكر فً مقدمة عمدة التفسٌر{‪" : }7/1‬إمام أهل السنة‪ ،‬ومحًٌ مذهب السلف‪ ،‬وباعث النهضة اإلسالمٌة "…‬ ‫وسئل اإلمام ابن عثمٌن – رحمه هللا – عن من ٌقول‪ :‬أن أكثر الشر فً بلد التوحٌد مصدره الحكومة‪ ،‬وأن والتها لٌسوا بأئمة‬ ‫سلفٌ​ٌن؟‬ ‫فقال‪ :‬ردنا على هذا أنهم كالذٌن قالوا للنبً أنه مجنون وشاعر وكما ٌقال‪ :‬ال ٌضر السحاب نبح الكالب‪ ،‬ال ٌوجد والحمد هلل مثل‬ ‫بالدنا الٌوم فً التوحٌد وتحكٌم الشرٌعة وهً ال تخلو من الشر كسائر العالم‪ ،‬بل حتى المدٌنة فً عهد النبً كان فٌها من بعض الناس‬ ‫شر…"‪ .‬من شرٌط "كشف اللثام…" دار بن رجب‬ ‫هذه بعض أقوال أهل العلم نقلتها لك من كتبهم سائالً هللا تعالى أن ٌنفعك بها‪ ،‬وأظن بعد هذا أن مفهوم السلفٌة قد أصبح واضحا ً لدٌك‬ ‫غاٌة الوضوح‪ ،‬وأنك عرفت أن السلفٌة هم أهل السنة والجماعة وأن السلفٌة تتسع لكل مسلم اتبع ما أنزل على محمد صلى هللا علٌه‬ ‫وسلم واكتفى به ورضً به دٌنا ً ولزم الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح وجانب األهواء والبدع المضلة‪ ،‬ولزم جماعة المسلمٌن‬ ‫وإمامهم‪ ،‬وإن لم ٌتسم بهذا االسم‪ ،‬وإذا كنت قد فهمت أو أُفهمت عن السلفٌة معنى غٌر هذا فصحح ‪.‬‬ ‫ثم أوصٌك أ ُخًَّ بلزوم الجادة وإٌاك وبنٌات الطرٌق فإنها السبل‪ .‬إٌاك أن تدخل فً عجاج الحزبٌة وظلمات القطبٌة فتهلك‪ ،‬إنً‬ ‫أعٌذك باهلل أن تقع فً حبائلهم أو تسمع لقٌلهم‪ ،‬علٌك باألمر األول الذي رضٌه السابقون األولون من المهاجرٌن واألنصار والتابعٌن‬ ‫لهم بإحسان واألئمة األخٌار فإنه سبٌل النجاة‪ .‬وفقك هللا لما ٌحب‪ ،‬وهداك إلى صراطه المستقٌم ‪.‬‬ ‫وصلى هللا على نبٌنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.