www.agri-mag.com
127 د 202 حق العد 0 مل ي ما
ISO 27001 : 2013
Version 201
8
الفهرس تخزين الحبوب
بنية تحتية في أمس الحاجة إلى العصرنة
4
تحسين أداء الجرارات الفالحية
6
عقلنة إستعمال المبيدات عن طريق تطبيقات فعالة
8
مجموعة حسن الدرهم
agriculturemaghreb@gmail.com
www.agri-mag.com
األحوال الجوية و الوقاية النباتية
12
شجرة الزيتون و الماء
14
مصدات الرياح و دورها في الزراعة
16
الئحة اإلشهارات CMGP CROPLIFE MAMDA plastic puglia
تقنيات زراعية
تخزين الحبوب
بنية تحتية في أمس الحاجة إلى العصرنة (عبد المومن كنوني)
شكلت مسألة تخزين المواد الغذائية و باألخص منها الحبوب ،منذ فجر اإلنسانية و إلى يومنا هذا ،صداعا متواصال عبر التاريخ .و الواقع أن عملية تخزين المحاصيل التي ال مفر منها ،تترتب عليها مصاريف إضافية سواء بالنسبة للفالحين أو المصنعين ،بل قد تؤدي إلى خسائر مهمة في حالة إنجاز هذه العملية بطريقة سيئة. يد عاملة ،نقل ،)...هذا إلى جانب تخزين جزء الوزن ،ال يلقى أي اهتمام أو تشجيع لتخزينه، من اإلنتاج من أجل حاجتهم الخاصة (إستهالك األمر الذي يؤثر بشكل مباشر على تقلبات ذاتي ،بذور ،إحتياطي مالي). العرض و األسعار الخاصة بهذه المادة التي بالنسبة للمطاحن ،فإن ضمان تموين تشكل جانبا كبيرا من تغذية الماشية.متواصل لها ،يتطلب عمليات تخزين قصيرة األمد كإحتياط في متناول اليد؛ غير أن طاقتها الحقيقية على التخزين تظل جد محدودة و لماذا التخزين؟ ال تمثل إال نسبة ضئيلة مقارنة بالمجموع ال يتم إنتاج الحبوب إال مرة واحدة في السنة، الوطني .و حسب معطيات المكتب الوطني غير أن استهالكها يتوزع على طول السنة، البيمهني للحبوب و القطاني ،فإن إمكانيات مما يستلزم الحفاظ عليها سواء في الضيعات المطاحن على تخزين الحبوب ال تتعدى ( 1إنتاج وطني) أو لدى هيئات متخصصة مليون طن ،أكثر من 4/3منها على شكل (إنتاج وطني و واردات): صوامع ( . )silosوهذه الطاقة اإلستيعابية -بالنسبة للمنتجين ،هناك أسباب عدة تدعو تمكن من تخزين الحد األدنى الالزم لتموين إلى تخزين محاصيلهم من الحبوب ،لعل أهمها وحدات الطحن و الذي يعادل 50يوما من مشاكل التسويق .و الواقع أنه أثناء فترة الحصاد يكون الفالحون ملزمين بمواجهة صعوبات العمل. كبيرة في ما يخص التمويل ،في حين يكون مقابل ذلك ،فإن الجزء األكبر من الحفظ و المشترون الوحيدون في السوق هم الوسطاء،التخزين تقوم به جهات متخصصة (تجار ،الذين يستغلون الفرصة لصالحهم من خالل تعاونيات )...مرخصة من طرف المكتب عرض أسعار تعادل في الغالب 60%من الوطني البيمهني للحبوب و القطاني ،تستفيد السعر المرجعي الذي تحدده السلطات الوصية. كمقابل لخدماتها من منح تحتسب على أساس و لهذا يكتفي المزارعون بعمليات بيع محدودة عدد القناطير المخزنة ،و مدة التخزين و في إنتظار إستقرار األسعار في السوق ،مما مبلغ منحة التخزين المحددة من طرف سلطة يستدعي تخزين محاصيلهم بالضيعات مع ما الوصاية. يترتب عن ذلك من مصاريف إضافية (أكياس،
و من المؤسف مالحظة أنه ،و بعد ستين سنة من اإلستقالل ،تظل البنيات التحتية للتخزين بالمغرب و التي ال تتجاوز طاقتها اإلستيعابية 45مليون قنطار حسب تقديرات المكتب الوطني البيمهني للحبوب و القطاني لسنة ( ،2011تظل) دون المستوى المطلوب بكثير ،بحيث ال تتجاوز إمكانياتها نصف اإلنتاج الوطني؛ هذا إلى جانب كون أغلب هذه البنيات غير مناسب للعمليات المتعلقة بهذا النشاط (تحريك ،تداول ،نقل) .و من جهة أخرى ،يبين التوزع الجغرافي الجهوي لهذه البنيات تمركزها بصفة أساسية بجهتي فاس- بولمان و الدار البيضاء ،حيث تضم أكثر من النصف ،فيما الباقي مشتت (بين 2و )12% عبر الجهات األخرى. هذه الوضعية ،التي يعيها جيدا مجموع المهنيين ،من شأنها أن تخلق مشاكل لكامل سلسلة اإلنتاج ،و أن تعيق عمل جميع األنشطة المرتبطة بها و باألخص أثناء المواسم اإلستثنائية كما هو حال الموسم الحالي .و لإلشارة ،فإن الحاجة إلى التخزين تهم أساسا القمح الطري ،و بصفة ثانوية ،القمح الصلب. هذا في حين أن الشعير الذي يشكل سنويا نسبة 40%من األراضي المزروعة ،و أكثر من 35%من إجمالي محصول الحبوب من حيث
طرق التخزين
بالنسبة للفالحين ،و باألخص الصغار منهم، فإن بناء و تجهيز أماكن مخصصة لتخزين الغالل ال يمكن تبريرها نظرا لإلستثمارات المرتفعة الالزمة لذلك و لقصر مدة بقاء اإلنتاج بعين المكان .و لهذا السبب يلجأون في كثير من جهات المغرب ،إلى الطرق التقليدية في التخزين كالمطامير ،هذا إضافة إلى تخصيص جميع األماكن و المحالت الموجودة لدى الفالح ،كيف ما كانت ،لهذه العملية. و بحسب نمط التخزين ،فإن الجانب األكبر من اإلنتاج الوطني يتم حفظه في حظائر و مخازن و مستودعات سواء لدى المنتجين أو مهنيي التخزين .و يتم وضع الحبوب إما بشكل حر أو ،كما هو شائع ،داخل أكياس بالستيكية في حالة سيئة يعاد إستعمالها أكثر من مرة. و مع ذلك ،و رغم أن العديد من المهنيين قد إستثمروا في تجهيزات متخصصة ،فإن الطاقة اإلستيعابية لهذه الوحدات ال تزال محدودة على الرغم من تزايدها المتصاعد في السنوات األخيرة. و بالفعل ،و حسب المكتب الوطني البيمهني للحبوب و القطاني ،فإن 3/1القدرات المغربية لتخزين الغالل ،من دون إحتساب المطاحن و الموانئ ،تتكون من صوامع للتخزين( (�si ،)losبعضها في حالة سيئة.
التخزين في الصوامع ،الحل المستقبلي
يقصد بالصوامع ( )silosمنشئات ذات طاقة إستيعاب كبيرة ،تتكون من بنيات معدنية أو من اإلسمنت المسلح ،مجهزة بمعدات آلية و مُع َّدة لتخزين كميات مهمة من الحبوب في أضيق حيّز ممكن و في أحسن الظروف. و تتوفر هذه الصوامع عادة على التجهيزات الضرورية الخاصة بالوزن ،و النقل ،و النظافة و التجفيف و التهوية و المراقبة ،مما يسمح بتدبير كميات هائلة من الحبوب بعدد محدود من اليد العاملة. و إذا كانت الصوامع الفوالذية أكثر مالءمة و أقل كلفة ،فإنها أكثر عرضة إلرتفاع درجة الحرارة بداخلها في الظروف المناخية المغربية ،و خاصة في فصل الصيف .هذا مع العلم أن الحرارة المرتفعة و المستويات العالية لرطوبة الهواء ،المتفاوتة من منطقة إلى أخرى ،بإمكانها تسهيل تدهور الحالة الصحية للحبوب من خالل الحشرات و الطفيليات. و في هذه الحالة ،فإن تهوية المخزون و إمكانية www.agri-mag.com
تبريد الغالل إضافة إلى اللجوء إلى المكافحة الكيماوية عند الضرورة ،تعتبر أمورا أساسية من أجل تحقيق تخزين جيد. و بالنظر إلى كلفتها المرتفعة و تعقدها ،فإن هذه المنشئات تبقى محصورة في وحدات التخزين التجاري الكبير لدى المؤسسات المتخصصة (موانئ ،تعاونيات ،مطاحن)....؛ بينما بالنسبة للخواص ،ال يمكن أن نجد مثل هذه المخازن العمودية المعدنية ذات الطاقة المالئمة للحاجات ،إال في بعض الضيعات العصرية الكبيرة. و تتطلب عملية تسيير مثل هذه الوحدات كفاءة عالية و تجربة كبيرة من أجل إدارة عمليات إستالم و توزيع كميات الحبوب الواردة و مواجهة كل المواقف المعتادة أو الجديدة .و على الرغم من كل ذلك ،فإن هذا النمط من التخزين ،األكثر إنتشارا في العالم ،يجد كل مبرراته ببلدنا و كان لزاما تشجيعه و دعمه منذ زمن بعيد.
شروط تخزين جيد
إن نجاح عملية تخزين الحبوب يبدأ من مرحلة الحصاد ،ذلك أن حصادا متسرعا و من دون مراعاة للشروط الدنيا لجودة المنتوج ،يؤدي حثما إلى إصابة الغالل الحقا بأضرار مكلفة، و هو أمر يتم غالبا إغفاله من طرف الفالحين نتيجة اإلستعجال الذي تفرضه آجال الحصاد. و هذا ما يفسر حسب البعض تفضيل المطاحن للحبوب المستوردة على الحبوب المحلية بسبب المشاكل المرتبطة بالجودة .و عموما و من أجل تخزين جيد لمحاصيل الحبوب ،يجب إحترام الشروط الضرورية التالية: تنظيف األماكن و األكياس المعاد إستعمالهامن مخلفات المحاصيل السابقة (غبار )...،و القضاء على مصادر العدوى من خالل تبييض المكان بمادة الجير أو إستخدام مواد المعالجة المناسبة (م ّ ُدخنات).... أن ال يتم حصاد المحاصيل إال عند نضجهاالتام.
تجنب حصاد حقول ال زالت تنتشر بهااألعشاب الضارة بسبب تقصير في مكافحتها أو لكونها ناتجة عن أمطار متأخرة. تخزين حبوب نقية ما أمكن ،و خالية منالشوائب أو من أنواع أخرى من الحبوب، و في حالة صحية جيدة (سليمة من السموم و الطفيليات و الكائنات الحية الدقيقة و بقايا المبيدات.).... إحترام المعايير المطلوبة في ما يخصمستوى رطوبة الحبوب ( .)16% - 15حيث أن مستوى أعلى من الرطوبة يؤدي إلى ظهور التعفنات و الحشرات ،في حين يتسبب مستوى أدنى إلى تكسّر الحبوب أثناء التداول. تجنب اإلرتفاع التلقائي لحرارة الغاللّ المخزنة و ذلك من خالل وضعها في أكياس فوق منصات على شكل أكداس منفصلة لتسهيل سريان الهواء داخل المخزن (تهوية ستاتيكية أو ديناميكية). في حالة اإلحتفاظ بجزء من المحصولكبذور للسنة الموالية ،فإن العناية بها يجب أن تكون كبيرة من أجل المحافظة على قدراتها اإلنباتية. و لإلشارة ،فإنه يصعب كثيرا إحترام هذه التوصيات في حالة التخزين الحر للحبوب .و ألنه حتى في المواسم الجيدة حيث يتم تحقيق إنتاج قياسي ،ال يتمكن المغرب من تحقيق إكتفاء ذاتي غذائي ،فإنه من غير المقبول اإلستمرار في خسارة جانب مهم من اإلنتاج الوطني نتيجة المشاكل المرتبطة بظروف التخزين ،مما يستدعي تفكيرا جديّا في هذا الوضع و اتخاذ التدابير الالزمة من طرف السلطات المعنية بهدف تأهيل هذا القطاع الذي يتحكم ،و لو جزئيا في األمن الغذائي للبالد. Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
5
تقنيات زراعية
تحسين أداء الجرارات الفالحية يصعب حاليا تصور أي تحسن في مستوى اإلنتاجية الفالحية من دون إعتماد المكننة. وعلى منوال الدول المتقدمة ،فإن اللجوء إلى التجهيزات الفالحية يعتبر وسيلة في غاية األهمية لتطور قطاعنا الفالحي . يتزايد شيئا فشيئا إدراك المزارعين بأهمية اإلستثمار في المكننة بإعتبارها اإلمكانية الوحيدة لتحديث اإلستغالليات الفالحية وخاصة لرفع مستوى اإلنتاج الفالحي. ويمكن مالحظة أن العتاد الفالحي بصفة عامة وباألخص منه الجرار ،أصبح يمثل نسبة مهمة ومتزايدة في كلفة اإلنتاج سواء على مستوى اإلستثمار أو على مستوى مصاريف اإلستغالل. من هنا ،فان مسألة تثمين أي آلة فالحية، يجب أن تكون على رأس إنشغاالت المزارعين ،خاصة وأن أغلبهم حاليا أقل وعيا بإمكانية تحقيق تحسن مهم على مستوى الكفاءة واإلقتصاد في الطاقة. لهذا فإن اإلستخدام اإلقتصادي للجرار يتطلب مراعاة مجموعة من العوامل ينعكس بعضها بشكل مباشر على مستوى إستهالك الوقود. المنتظرة .وعلى سبيل المثال ،فمن غير المعقول إستعمال جرار بقوة 120حصان إختيار الجرار المناسب لجر محراث صغير كالكوفركروب . إن إختيار الجرار يجب أن يستجيب ولهذا فان لآلليات الفالحية المصاحبة دور للمتطلبات التالية: حاسم في إختيار القوة المناسبة .وهكذا، -أن يلبي الحاجيات الحقيقية للعتاد الفالحي ففي حالة آالت خدمة التربة مثال ،يجب المستعمل في المزرعة من حيث القوة .الوضع في اإلعتبار كال من عرض وعمق إذ يعتبر تبذيرا كل إستثمار في إقتناء العملية إضافة إلى نوع التربة ودرجة جرارات ذات قوة تفوق بكثير المطلوب ،الرطوبة بها. بالنظر إلى األدوات المتوفرة واإلستخدامات -مدى اإلستفادة القصوى من الجرار، 6
Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
وذلك بحسب الخدمات الفالحية المنتظرة. ذلك أنه يجب أن يكون حجم األنشطة الزراعية بالضيعة كافيا لتسويغ إقتناءه .فقد تمت مالحظة أن معدل إستخدام الجرارات بالمغرب ال يتعدى 500ساعة سنويا .في حين أنه ،ومن وجهة نظر إقتصادية ،يجب أن ال يقل عن 1000ساعة في السنة.
معرفة المحرك بشكل جيد
إن اإلستغالل اإلقتصادي للجرار يتطلب www.agri-mag.com
بالضرورة معرفة خصائص محركه: منحنيات كل من القوة والعزم واإلستهالك. وهي معطيات يتم الحصول عليها من خالل اإلختبارات الدينامومترية. -يجب تفادي اإلشتغال في منطقة الحمل الجزئي (ما بين سرعة المحرك القصوى والسرعة اإلسمية) حيث يمكن تسجيل إرتفاع مهم في إستهالك الوقود. -يكون اإلستهالك أكثر ثباتا وقد يصل مستواه األدنى عند العزم األقصى للمحرك في منطقة الحمل الكلي (ما بين السرعة اإلسمية والعزم األقصى) . -وللتمكن من اإلستفادة المثلى من خصائص المحرك ،ومن أجل مطابقة سرعة اإلشتغال األفضل مع سرعة التقدم المطلوبة ،فإنه من الضروري التوفر على علبة سرعة بمستويات كافية وبترتيب مناسب .وفي هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى أن ناقل الحركة األتوماتيكي يتيح مرونة كبيرة في اإلستخدام وجودة عالية في العالقة بين المحرك ونقل الحركة.
تحسين مستوى اإللتحام: تماس العجالت باألرض
إن قدرة الجرار على بدل أقصى جهد ممكن ال تتوقف على مدى قوته فقط، بل أيضا على درجة تالمس العجالت باألرض .وذلك ألن مستوى التالحم يلعب دورا بالغ األهمية ،إذ أن عجالت الجرار تكون معرضة إلنزالقات تؤثر بصفة عامة على مستوى كفاءته .واإللتحام هو القدرة على التشبث بسطح األرض بفعل وطء ثقل الجرار .وإن إلتحاما جيدا يتيح إمكانية تمرير قوة العزم الالزمة مع إنزالق ضعيف بهدف الحد من الهدر في الطاقة وتآكل اإلطارات المطاطية .وللرفع من درجة التالحم مع األرض الفالحية توجد عدة إمكانيات:
توسيع مساحة ا َل َتماس
وكما سلف – فان العتاد الفالحي المحمول
·تثنية العجالت الدافعة. ·إستخدام جرارات رباعية الدفع أو ذات يؤدي إلى زيادة الثقل على العجالت جنازير. الدافعة مما يحسن من مستوى إلتحام
زيادة الثقل العمودي على العجالت الدافعة
الجرار باألرض. ·بالنسبة لمستويات ضبط العتاد ،فقد
-بصفة عامة ،يتم اللجوء إلى إستعمال أثقال إضافية أو تعبئة العجالت بالماء .ينجم عن حالة سوء الضبط جهد زائد وهنا تجدر اإلشارة إلى إمكانية إنتقال مربك لعمل الجرار .فعلى سبيل المثال، جزء من ثقل اآلليات المقطورة إلى فان عدم ضبط المحراث لضمان خطوط محور العجالت الخلفية .وغالبا ما تتم مالحظة هذا األمر عند إستخدام عتاد حرث مستقيمة وتالفي اإلختالل في خط فالحي محمول على أجهزة التعليق ذات الشد ،يؤدي الى جهد مستمر إلعادة توجيه نقاط الشبك الثالث الهيدروليكية ،إذ يزداد وتصويب اإلتجاه .وهو ما يعد مصدرا وزن الجرار بحوالي .% 20ويتركز بالخصوص على المحور الخلفي مع لزيادة إستهالك الوقود. تخفيف نسبي على المحور األمامي. من جهة أخرى ،فإن تخفيض مستوى صيانة الجرار اإلنزالق عن طريق اإلثقال المفرط، يمكن أن يؤدي إلى تبذير في الطاقة بسبب إن أقل ما يمكن القيام به في إطار العناية إرتفاع مستوى مقاومة التدحرج. بالجرار هو مراقبة مستويات كل من زيت و تجدر اإلشارة الى أن لكل حالة من المحرك والفرامل والماء وتغيير الزيت الحاالت حلوال معينة من خالل التجربة وحالة وطبيعة التربة ونوع العمل المطلوب والفلترات حسب تعليمات المص ٌنع ،إضافة ...إلخ .وفي المغرب ،فان الشائع هو إثقال إلى مصفاة الهواء التي تزيد من إستهالك الجرار بتعبئة اإلطارات بالماء حتى في الوقود ب 7إلى % 10في حالة إختناقها. الظروف التي ال تستدعي ذلك. إال أنه يجب القيام بفحص متقدم و دقيق
تحسين عالقة «جرار -عتاد»
بشكل منتظم وخاصة بالنسبة للمحاقن.
·إستعمال عجالت عريضة جيدة وذات للعتاد الفالحي المصاحب أيضا ،تأثير كما أن مراقبة كفاءة الجرار في محطات قطر كبير. على أداء وكفاءة الجرار: ·تخفيض الضغط الهوائي في حدود ·أوال على مستوى نقل العبء .فبالنسبة اإلختبار تمكن من رصد اإلختالالت لجهاز التعليق ذي نقاط الشبك الثالث – الوظيفية وأسباب اإلستهالك الزائد للوقود. المسموح به. www.agri-mag.com
Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
7
تقنيات زراعية
عقلنة إستعمال املبيدات عن طريق تطبيقات فعالة العيساوي عبد الله المعهد الوطني للبحث الزراعي -سطات
تزايد الطلب في السنوات األخيرة من طرف العديد من المنظمات غير الحكومية و الدولية (األمم المتحدة ،اإلتحاد األوروبي ،منظمة التعاون اإلقتصادي و التنمية ،منظمة الصحة العالمية و غيرها) من أجل تقليص إستعمال المبيدات و الحد من تأثيرها الخطير على الصحة البشرية و على البيئة.
هذه الدعوات تجسدت في الدول الخطيرة و المصادقة على تشكيالت -إعطاء الطابع المؤسسي لعمليات المتقدمة على مستويات مختلفة من جديدة محدودة الخطورة، خالل:
-مراجعة و تأهيل القوانين المتعلقة أجهزة الرش.
تشجيع طرق المكافحة المتكاملة و بالمبيدات،إستعمال المبيدات العضوية،
التفتيش و المراقبة التقنية آلالت و بالمقابل ،يحتاج األمر في الدول
-تشجيع التكنولوجيا الدقيقة في تطبيق النامية ،إلى بذل مجهودات جبارة من
-منع و القضاء على المواد الكيماوية المبيدات،
أجل وضع و تطبيق القوانين الالزمة
مشكلة رش المبيد بطريقة دقيقة لمحاربة عشبة الهالوك من زراعة الفول. تتوقف الفعالية على مدى النجاح في إستعمال جرعة خفيفة من المادة الفعالة بشكل جيد
من جهة ،و تقوية إجراءات إستخدام المبيدات في الحقول من جهة أخرى .كما يالحظ أيضا غياب إلستراتيجيات و برامج لتشجيع إستعمال الطرق البديلة و المكافحة المتكاملة ،مما يبرز األهمية التي يجب أن يلعبها تطور عقلنة إستخدام المبيدات من خالل تكوين الفالحين و تأهيل معرفتهم و خبرتهم في الموضوع.
تطور تكنولوجيا تطبيق المبيدات
تلعب تقنيات و/أو تيكنولوجيا تطبيق المبيدات دورا أساسا في تحديد الكيفية التي يتم بها إستخدام المبيد و توزيعه عمليا على الهدف ،و بالتالي مستوى المخاطر المحتملة ،ذات العالقة مع كل من الجرعة المطلوبة و سالمة العامل ،و اآلثار الغير مقصودة على كل من التربة و الماء و الهواء و الكائنات الحية؛ و أيضا في عالقتها مع مستوى و تفاوت كمية المبيد في الطبيعة .وحدها أساليب تطبيق المبيدات تسمح بتحسين عملية اإلستهداف و بتقليص المخاطر على كل من اإلنسان و البيئة. و من جهة أخرى ،فإن تأثير األجهزة و التقنيات المستعملة ليس محدودا بالمخاطر المتعلقة بعملية الرش ذاتها فقط ،و إنما أيضا بالمخاطر ذات العالقة بإعداد خليط المبيد و بتعبئة األوعية و بتنظيف آالت الرش. تتميز الرشاشات المستعملة في الدول النامية و www.agri-mag.com
Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
9
تقنيات زراعية
من بينها المغرب ،بكونها ذات صبيب ثابت ال يستجيب إال بشكل جزئي لمتطلبات السالمة و الكفاءة اإللزامية في الدول المتقدمة ،حيث تسود تكنولوجيا متطورة ذات صبيب قابل للضبط و التكييف حسب الحاجة .بل تم التوصل إلى تكنولوجيا تمكن من رش المبيد حسب الحاجة الحقيقية لمختلف أطراف الحقل و بنسب متفاوتة و بدقة (بداية عهد جديد في عالم الزراعة: الزراعة الدقيقة). في المغرب ،يتم إستعمال المبيدات بشكل أساسي عن طريق رش الخليط السائل في حقول الحبوب و القطاني و زراعات الخضر .و بصفة عامة يسود إستعمال أدوات بسيطة للرش لدى الفالحين الصغار و المتوسطين، بينما يستخدم كبار الفالحين آالت رش مجرورة كبيرة .من جهة أخرى ،يتم اللجوء إلى خدمات شركات مختصة تستخدم طائرات خاصة أو سيارات «جيب» لمعالجة المساحات الكبيرة بالخصوص.
إستعمال مفرط و عشوائي للمبيدات عن طريق رشاش محمول على الظهر في حقل بطاطس (البقع البيضاء :عالمات تر ٌكز المبيد على أطراف األوراق بسبب تطبيق سيء).
جودة عملية المكافحة بصفة عامة من خالل أدوات مناسبة و متطورة و يد عاملة مكونة و متحكمة جيدا في آلية عمل المع ٌدات و ضبطها و صيانتها . فكلما تمت عملية تطبيق المبيد بشكل إمكانيات التخفيف جيد ،كلما كانت فعاليته أعلى ،بل من إستعمال المبيدات يصبح ممكنا بالتالي تخفيض الجرعات بشأن برنامج للمكافحة الكيميائية ،يمكن و عدد عمليات المكافحة خالل الدورة الحديث عن تخفيض مباشر أو غير الزراعية. مباشر من كمية المبيدات المراد رشها نموذج تطبيق سيء على غطاء نباتي ما على مستوى قطعة للمبيدات :البطاطس أرضية محددة .و المقصود بالتخفيض أظهرت الزيارات لحقول البطاطس، المباشر ،تقليص كمية المبيد و إعتماد سواء عند الفالحين الصغار أو عمليات مكافحة مبكرة فعالة و جيدة الكبار ،إختالالت تقنية كثيرة في ما على مستوى اإلنجاز ،بما يعنيه ذلك يخص تطبيق المبيدات .فمن أجل من عتاد كفء و مهارة للعامل الذي إنجاح هذا النوع من الزراعات في يقوم برش المبيد .و بإمكان عملية ظل رطوبة عالية ،يلجأ الفالحون إلى إزالة األعشاب مبكرا من حقول القمح تكرار عمليات رش المبيدات ألكثر الشائعة لدى الفالحين ،أن تقلص من من 10مرات في الدورة الزراعية جرعة المبيد ما بين 20و 30%في الواحدة ،مما يعطي فكرة عن إمكانية الهكتار حسب أهمية و حجم األعشاب تقليص كمية الجرعات المستعملة من الضارة المعنية. خالل تطبيق جيد و فعال .فالمالحظ عمليا أن الكثير من صغار الفالحين أما التخفيض غير المباشر ،فيقصد به يستعملون أدوات رش بسيطة محمولة
تواجه عمليات مكافحة األعشاب من زراعة القمح بإستعمال سيارة «جيب»عدة مشاكل من قبيل ضبط جرعة الخليط ،مستوى إرتفاع الدعامة الحاملة لفوهات الرش و سرعة التقدم. 10
Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
www.agri-mag.com
رش سيء و غير فعال للمبيد في زراعات للخضر و إنحراف
على الظهر غير قادرة على تحقيق تجانس في عملية الرش على مجموع الزراعة نظرا لعدم قدرة العامل على الحفاظ على مستوى الضغط أعلى من 3بار طيلة العملية ،مما يؤثر على درجة فعالية المبيد بما قد يصل إلى .50%
خاتمة لقد حاولنا أن نناقش مشكلة حقيقية ذات عالقة بطريقة توزيع المبيد في الحقول بشكل جيد و التي يواجهها أغلب الفالحين .و هي المشكلة التي تعتبر أكثر حدة في زراعات الخضروات و األشجار المثمرة ،حيث يتم إستهالك 50%من كمية المبيدات التي يتم تسويقها سنويا بالمغرب ،في ما ال يتجاوز 10%من المساحة اإلجمالية الصالحة للزراعة. و إعتبارا للطلب الكبير على المبيدات من أجل تكثيف اإلنتاج ،و لكون المغرب أحد الشركاء المهمين لالتحاد األروبي و للواليات المتحدة األمريكية، فإنه من الضروري إعتماد تدبير عقالني إلستخدام هذه المواد بهدف تقليص الطلب عليها ما أمكن و إحترام الضوابط في ما يخص الحدود القصوى لبقايا المبيدات في المنتوج النهائي .إن اإلستعمال األمثل للمبيدات يمكن تحقيقه عبر التطبيق الجيد لها .كما أن التقليل من اإلرتهان لها يرتبط بشكل أساسي بطريقة التدبير العقالني إلستخدامها على مستوى الحقل ،من دون التأثير على المردودية من جهة و ال على البيئة و صحة المستهلك من جهة أخرى. www.agri-mag.com
Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
11
تقنيات زراعية
األحوال الجوية و الوقاية النباتية )بروفيسور محمد حميمينة(
تعتبر كل من التساقطات ،سرعة الرياح ،درجة الحرارة المحيطة ،مستوى الرطوبة الجوية النسبية ،من العوامل المهمة التي تؤثر بشكل كبير على مدى فعالية تطبيق المبيدات على الزراعة أو ضياعها عن طريق إنحرافها عن الهدف أو انسيابها بفعل المطر .إن أي تقييم لتأثير المبيدات على أي آفة يبقى غير تام إذا لم يتم مراعاة تأثير هذه العوامل على العملية ذاتها. و هناك العديد من المقاالت المتميزة التي تعرض لهذه الحقائق ،منشورة في الكثير من المجاالت المتخصصة غير أن االطالع عليها يظل محدودا ببعض العارفين. في هذا المقال ،سنحاول التطرق إلى عالقة إستخدام المبيدات بالعوامل الجوية ،بكل ما يمكن من وضوح .و ألجل ذلك ،سنقوم بوصف كيفية تأثير هذه العوامل ،و نحدد بدقة اإلجراءات الالزمة لمالءمة عمليات رش المبيد مع ظروف اللحظة ،و ذلك بهدف تحسين فعالية المعالجة و تقليص ضياع المبيد ،و تحسين طريقة إستعماله من أجل إنجاح عملية المكافحة .كما نشير أيضا إلى كيفية إستخدام أجهزة بسيطة في غاية األهمية بالنسبة ألي ضيعة لتقدير الظروف الجوية محليا.
التساقطات المطرية
هناك سؤال يتكرر دائما ،هو :هل يجب إعادة تطبيق المبيدات بعد سقوط األمطار ،و إنطالقا
و في كل األحوال ،فإنه يجب الحرص دائما على: معرفة التوقعات الجوية و تأثيرها على المبيدالمراد إستخدامه. تجنب رش المبيد على األوراق و هي مبللةبالمطر أو الندى ،ما عدا في حالة توصية الشركة المنتجة بالعكس. تجنب إغراق األوراق بالمبيد ألن الكمياتالزائدة ستنتقل في النهاية إلى التربة. عمليا ،ال يتم إعادة تطبيق المبيد في حالة تساقطات مطرية أقل من 10مم بعد بضع ساعات من العملية األولى (أكثر من 4 ساعات) .غير أنه و لتجنب حالة الشك و تفادي غسيل المبيد ،فإنه ينصح باإلمتناع نهائيا عن أي مكافحة كيماوية أثناء المطر أو عند توقع سقوطه.
الندى
من أي كمية؟ غير أن الرد على هذا السؤال ينصح بعدم تطبيق المبيد في حالة الندى الكثير ليس بديهيا أبدا إذ ليس لجميع المبيدات نفس لتفادي عملية الغسيل ،بالمقابل يساعد الندى القدرة على الثبات على الزراعة في مواجهة الخفيف على تسرب المبيد إلى داخل الورقة. األمطار التي قد يكون تأثيرها إيجابيا أو سلبيا على عملية رش المبيد .فحسب الحالة ،فإن سقوط األمطار بعد الرش بفترة قصيرة قد يؤدي يعتبر عامل الرطوبة في غاية األهمية إلى غسل األوراق من المبيد و نقله إلى التربة بالنسبة للمبيدات الورقية لما لها من تأثير و بالتالي إلى إضعاف فعاليته؛ و بالمقابل ،قد على تبخر القطرات .ففي حالة الجو الجاف تؤدي األمطار إلى المساعدة على توزيع المبيد تتبخر القطيرات الصغيرة حتى قبل أن تلمس بشكل أفضل على الهدف ،و إن كان يجب عدم النباتات ،في حين يتقلص حجم القطيرات التعويل على هذا الفعل الهامشي لضمان إنتشار الألكبر مما يجعلها أكثر عرضة لإلنحراف جيد للمبيد على الزراعة .و لعل بعض مبيدات عن الهدف .و يفضل رش المبيد صباحا أو العمق تكون أكثر فعالية مع سقوط األمطار ،في المساء حيث تكون نسبة الرطوبة أعلى غير أنه يجب الحرص على أن تؤدي مهمتها و من ،60%لكون هذا المستوى يسهل تسرب المبيد لداخل األوراق و يمنع تبخر القطرات أو تتحلل قبل الوصول إلى المياه الجوفية. إصابة النباتات المعالجة بالحروق.
الرطوبة الجوية
الرياح
تعد الرياح العامل األساسي الذي يجب مراعاته لتجنب إنحراف قطرات المبيد .فكلما كانت الريح قوية كلما كان اإلنحراف أكبر و كلما تغير حجم القطرات حال خروجها من فوهات الرش .إن اتجاه الريح هو الذي يحدد فعليا المآل النهائي لقطرات المبيد ،هل هو الوصول إلى الهدف المقصود أم االنحراف إلى وجهات أخرى غير مستهدفة (بحيرات
12
Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
www.agri-mag.com
توصيات تطبيق المبيدات حسب حالة الرياح حالة الرياح
ريح هادئة ريح خفيفة نسمة خفيفة نسمة لطيفة ريح معتدلة ريح معتدلة إلى قوية
سرعة الريح
أقل من 2كم /الساعة 3-2كم/س 7-3كم /س 10-7كم /س 15-10كم /س أكثر من 15كم/س
المؤشرات الظاهرة
صعود دخان بشكل عمودي تحديد اإلتجاه من خالل إنحراف الدخان صدور أصوات عن األوراق و اإلحساس بهبة على الوجه أوراق ال تتوقف عن الحركة غصينات متحركة و إرتفاع للغبار
التوصية
اإلمتناع عن رش المبيد في حالة الحرارة المرتفعة ظروف مثالية لرش المبيدات إستعمال فوهات رش مضادة لالنحراف إستعمال فوهات رش مضادة لالنحراف اإلمتناع كليا عن رش المبيد
إستخدام مبيدات الكلورينات العضوية حين تتجاوز الحرارة الدرجة 25مئوية.
مراقبة األحوال الجوية
،أنهار ،زراعات أخرى ،مراعي ،فضاءات يرتادها الناس ،مباني...الخ) ،كما أن قوة الريح هي التي تحدد المسافة التي ستقطعها القطيرات قبل الوصول إلى الهدف .الجدول التالي يعطي فكرة عن إحتماالت اإلنحراف حسب سرعة الريح ،و يوضح إمكانية تطبيق المبيدات من عدمه. يجب أن نتذكر دائما التأثير الكبير للرياح في حالة الرش الموجه للمبيدات ،حيث يلزم توجيه الفوهات بشكل يقود المبيد المقذوف في إتجاه المجموع الورقي للشجرة و ليس فوقه .و يمكن القيام بعمليات الرش حتى عند سرعات تقترب من الحدود المشار إليها للرياح بشرط تقليص المسافة بين الفوهات و الهدف و /أو: إستخدام فوهات مدعومة بآلية خاصة للحدمن اإلنحرافات؛ ضبط الفوهات إلنتاج قطرات كبيرة الحجم؛ السير بسرعة بطيئة.و في حالة إنعدام مثل هذه اإلمكانيات ،يمكن اإلقتصار في تطبيق المبيدات على األوقات الهادئة أو الرجوع إلى تعليمات مصنع العتاد أو المبيد.
الحرارة
بصفة عامة ،تتم عملية إمتصاص النبتة للمبيدات بشكل أمثل عندما تكون درجة www.agri-mag.com
الحرارة تتراوح بين 5و 20درجة مئوية. و حتى يتم األمر بفعالية عالية ،يجب تطبيق المبيد عند درجة حرارة محيطة منخفضة و رطوبة نسبية مرتفعة ،للحد ما أمكن من إنحرافات قطرات المبيد أو تبخرها و ضمان تغطية جيدة للزراعة و بكميات أكبر .الهواء الساخن و الجاف يزيد من مخاطر ضياع المبيد عن طريق تبخر القطيرات أو تقلص حجمها أكثر فأكثر أو تحولها إلى مجرد جزيئات مكثفة من المبيد. و الواقع أن هناك عوامل كثيرة أخرى لها عالقة بإنحراف إتجاه قطيرات المبيدات و وصولها إلى الهدف المحدد ،نذكر منها باألخص التشكيل الكيميائي للمبيد ،طريقة الرش و حجم القطيرات .و يمكن القول أن أفضل أوقات رش الزراعة بالمبيدات هو الصباح الباكر ،غير أن الفترة األقل إضرارا بالنحل هي بالتأكيد فترة المساء أو ليال. إضافة إلى ما سبق ،يجب اإلشارة إلى أن لكل مبيد مساحة معينة من درجات الحرارة تكون فعاليته عندها مثالية .فعلى سبيل المثال ،يمكن إستعمال مبيد عند درجات حرارة تتراوح بين 12و 20درجة مئوية .كما يمكن تطبيق مبيد حشري من عائلة المبيدات الفوسفورية العضوية و مبيدات الكاربامات عند حرارة تتجاوز 15درجة مئوية ،في حين ال يجب
يجب معرفة و تتبع التوقعات الجوية سواء قبل تطبيق المبيد إو حتى أثناء العملية .و من أهم الخطوات اإلحتياطية التي ال يجب إغفالها أبدا ،ضرورة قراءة الورقة التقنية المرافقة للمبيد لإلطالع على التعليمات المتعلقة بالحرارة المناسبة و السرعة؛ مع العلم أن هذه المعلومات ال تشكل إال عنصرا واحدا من العناصر الواجب مراعاتها عند إتخاذ قرار تطبيق المبيد من عدمه .و الواقع أن على كل فالح منشغل بحماية مزروعاته ،تتبع و مراقبة األحوال الجوية و تسجيل المعطيات المحلية من خالل اإلستعانة بمحطة أرصاد ثابتة أو محمولة .فعن طريق محطة رصد محمولة يمكن قياس مستوى الحرارة و الرطوبة النسبية للهواء ،و سرعة الرياح بإجراءات بسيطة و سريعة.
خاتمة
تعتبر كل من سرعة الرياح و إتجاهها و الحرارة و الرطوبة إضافة إلى التساقطات المطرية ،من العوامل المهمة ذات التأثير البالغ على وصول قطيرات المبيد إلى الهدف المحدد و بالتالي نجاح عملية المكافحة الكييائية. و إذا كان من غير الممكن التحكم في هذه العوامل ،فإنه باإلمكان تحقيق نتائج جيدة إستنادا إلى قياسات و إجراءات دقيقة. و من أجل ذلك ،يكفي فقط معرفة التوقعات الجوية المحلية و العمل على تكييف طريقة إستخدام المبيدات مع التقلبات الجوية.
Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
13
تقنيات زراعية
شجرة الزيتون و الماء
إلى يومنا هذا ظل السقي غالبا يقتصر على الزيتون المخصص إلنتاج زيتون المائدة ،بينما الزيتون الموجه إلنتاج الزيت فظلت زراعته تقوم على األمطار عبر الزمن؛ غير أن العديد من التجارب أبانت على أن السقي يعتبر بالفعل أداة أساسية لتحسين اإلنتاج كميا و نوعيا .كما أن الطلب الكبير على زيت الزيتون يتطلب من الفاعلين تقديم منتوج و جودة عالية ،مع ضمان اإلستمرارية اإلقتصادية لهذا النشاط .في نفس الوقت ،و في ظل الظروف المناخية الخاصة بمنطقة البحر األبيض المتوسط ،يصعب فعال تحقيق هذه األهداف من دون تدبير صحيح لعملية السقي. و المعروف أن شجرة الزيتون تتميز كما تمتلك مجموعة من الميكانيزمات جد قاسية ،مثل الطبقة الوبرية التي تغطي بصفة خاصة بمقاومتها لنقص الماء ،ذلك الفيسيولوجية تساعدها على المحافظة أسفل األوراق ،و التوصيلية العالية أن لديها قدرة كبيرة على التكيف تشريحيا على وظائفها الحيوية ،حتى في ظروف لألنسجة ،و العدد المحدود للمسام ،و
14
Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
www.agri-mag.com
القطر الصغير لألنسجة الوعائية ،و المميزات الخاصة للنظام الجذري و الكفاءة العالية لألوراق على مستوى التمثيل الضوئي و التبخر ،و األلية الفعالة لتنظيم عمل المسام في ما يخص التبادل الغازي حسب الظروف، و القدرة الكبيرة للرفع من مستوى العالقة بين الجذور و المجموع الخضري في حالة اإلجهاد المائي التي تسمح بتوسيع مدى تمدد الجذور في عمق التربة .غير أن تفعيل هذه الميكانيزمات الدفاعية يفترض طبعا بذل مجهود طاقي مهم من طرف الشجرة قد يترتب عنه إنهيار في اإلنتاج و ضعف واضح في النمو الخضري؛ و هي وضعية قد تهدد ليس فقط إنتاج السنة الجارية بل أيضا إنتاج السنوات الموالية. ال يمكن تقدير الحاجيات المائية في مختلف مناطق زراعة الزيتون إال إذا تمكننا من تحديد حالة التربة و المناخ بشكل صحيح .و يمكن حينها إستعمال طرق بسيطة لحساب تلك الحاجيات و بالتالي إتخاذ قرار الري األكثر مالءمة.
الري في ظروف الخصاص المائي تعتبر شجرة الزيتون من األنواع التي تظهر إستجابة واضحة للري حتى في ظروف النقص .هذه الميزة تسمح بتبني إستراتيجيات للري في حالة قلة الموارد المائية ،تقوم على تزويد األشجار بكميات تقل عن حاجياتها الفعلية .و من بين التقنيات ،في هذا الشأن ،التي بدأت تنتشر نسبيا ،تقنية «الخصاص المائي المتحكم فيه» و تقوم على أساس تقليص حجم مياه السقي في مراحل النمو األقل تأثيرا على اإلنتاج ،و زيادته في المراحل األكثر حساسية؛ و هذا يتطلب معرفة دقيقة بآثار الخصاص المائي على كل مراحل نمو الزراعة،
www.agri-mag.com
Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
15
تقنيات زراعية آثار اإلجهاد المائي (الخصاص المائي) على كل من نمو و إنتاجية شجرة الزيتون حسب المرحلة التي يحدث فيها اإلجهاد مراحل النمو الخضري و اإلنتاج نمو خضري
الفترة نهاية الصيف –الخريف
تأثير اإلجهاد المائي نمو محدود للبراعم الزهرية و للثمرات في السنة الموالية
تكون البراعم الزهرية إزهار عقد
فبراير – أبريل ماي ماي – يونيو
النمو األولي للثمار النمو الالحق للثمار تكون المادة الذهنية
يونيو – يوليوز غشت – نونبر يوليوز – نونبر
و بالميكانيزمات الفيسيولوجية المتعلقة بإستجابة الشجرة لإلجهاد المائي. و لعل المراحل األكثر حساسية هي، مرحلة اإلزهار ،العقد و مرحلة التمايز الخلوي (تخصص الخاليا) خالل نمو الثمار .و قد تم التدليل على أن إجهادا مائيا معتدال أثناء مرحلة تصلب نواة حبة الزيتون ،قد يؤثر على الحجم النهائي للثمرة دون المساس باالنتاج من الزيت .كما أظهرت تجارب تم إجراءها بإسبانيا أن كميات من مياه السقي توازي 75%و 50%من حجم التبخر الكلي األقصى تم إمداد األشجار بها في مرحلة تصلب النواة ،لم يترتب عنها إنخفاض ذو معنى في اإلنتاج ،مقارنة مع سقي كاف يلبي حاجيات األغراس بشكل تام. بالمقابل أدى سقي ال يغطي إال 25 %من حجم التبخر الكلي األقصى إلى تراجع اإلنتاج بـ .16%و بلغة إقتصاد الماء ،فإن هذه التجارب قد أبانت عن إمكانية لتقليص الحجم الموسمي من مياه الري بـ 35 ،24و 47%على التوالي. و هذه اإلستراتيجية مفيدة جدا لكونها تسمح بتخفيض مستوى المنافسة حول إستعماالت الماء حين يكون ضروريا أكثر لزراعات أخرى أو لإلستهالك 16
Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
تقلص عدد األزهار :إجهاض صبة تقلص عدد األزهار المخ َ تقلص عدد األزهار التي تتحول إلى ثما ر (ارتفاع في فترة التناوب) نقص حجم الثمار (خاليا أقل في الثمرة) تقلص حجم الثمار (خاليا أصغر) محتوى ضعيف من الزيت في الثمرة
البشري .غير أن هذه المقاربة تحتاج رغم ذلك إلى اإلختبارلكونها قد تعطي نتائج مختلفة حسب البيئة ،و مآل المنتوج (زيتون لألكل أم إلستخراج الزيت) و مدى تحمل األصناف لإلجهاد المائي. بالنسبة للزيتون المخصص لألكل مثال، فإن اإلجهاد المفروض أثناء تصلب النواة يجب أن يكون أقل حدة و أن ال يستمر طويال ،مقارنة مع الزيتون الموجه إلنتاج الزيت ،و ذلك ألن لحجم
الثمار أثناء جني المحصول دور كبير في التثمين التجاري للمنتوج. في المناطق حيث يتم الحد من إستعماالت الماء خالل فصل الصيف ،فإنه يكون من المفيد الري في فصل الشتاء و بداية الربيع ،لضمان مخزون كاف في التربة خالل المراحل الحرجة :اإلكماخ (تفتح الحراشف التي تغطي البراعم) ،اإلزهار و العقد .و ستكون هذه المقاربة جد فعالة في حالة التربة العميقة التي تتميز بقدرة كبيرة على المحافظة على الماء .و لتقدير الحجم المناسب من المياه المطلوب مد األشجار بها ،فإنه من المهم معرفة الخصائص الهيدرولوجية للتربة لتجنب الري المفرط و ضياع الماء ،مع مراعاة كون الزراعة ستستهلك بالتأكيد المخزون المائي قبل نهاية الدورة اإلنتاجية .لهذا من الضروري مراقبة محتوى التربة من الماء لتحديد الوقت الذي يلزم التدخل فيه بالري أثناء الفترات الحرجة للزراعة.
www.agri-mag.com
تقنيات زراعية
مصدات الرياح و دورها في الزراعة (البروفيسور َمحمد حميمينة-معهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة/الرباط)
مع إقتراب فترة إنشاء بساتين جديدة ،من المفيد التذكير بممارسة غالبا ما يتم إغفالها؛ وهي إنشاء مصدات للرياح حوالي و بداخل البستان ،وعرض مزاياها العديدة في حماية الحيوانات و المباني و التربة و الزراعات .....الخ. وكتعريف مبسط لمصدات الرياح ،يمكن القول أنها عبارة عن عوائق في وجه الرياح لكسر حدة سرعتها .و يمكن التمييز عمليا، بين فئتين رئيسيتين من المصدات : المصدات الساكنة ،المسماة أيضا المصداتاإلصطناعية .وتتكون من أخشاب و أغصان ميتة أو قصب أو أسالك أو ألواح بالستيكية أو أية مواد إصطناعية مخصصة لحماية زراعات بقولية في مساحات صغيرة أو في أراضي مؤجرة (إستغالل مؤقت) أو كحظائر للمواشي ... -المصدات الحية أو المصدات النباتية .و
www.agri-mag.com
تتكون في العادة من نباتات حية ،مما يجعلها أكثر إندماجا في المنظر العام ،وأكثر دواما و جمالية و أقل كلفة .غير أنها تحتاج إلى وقت أطول للقيام بدورها بسبب بطء نموها .كما أنها ومع تقدمها في السن يمكن أن تنافس الزراعات على الضوء و الماء و العناصر الغذائية . لهذا يجب التذكير بأن إنشاء مصدات رياح، ليس عمال بسيطا و في متناول أي كان و متروك آلخر لحظة؛ و إنما هو عمل عقالني و مدروس بعناية . هناك أدبيات عديدة تتحدث عن أهمية وفائدة مصدات الرياح في الحد من التعرية وحماية
المنشآت والطرق والمحافظة على مجموعة من الكائنات الحية و الحشرات المساعدة، وتقليص تشتت المبيدات ورفع مردودية الزراعات .... وسنحاول فيما يلي ،تجميع ما هو مشتت من وقائع ومعلومات حولها بشكل متناسق.
1-الحد من التعرية الريحية
نتيجة قدرتها على كسر حدة الرياح ،فإن المصدات تعمل بنجاح في المحافظة على التربة بسبب تقليصها لنسبة تبخر المياه. ويرجع ذلك إلى العالقة التناسبية بين كل من سرعة الرياح و مستوى المحافظة على
Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
17
تقنيات زراعية
الماء السطحي (الرطوبة) .و بصفة عامة الحشرات مفصلية األرجل ذات الفائدة تستطيع المصدات الحد من إنجراف التربة الكبيرة في تحقيق وقاية متكاملة للزراعة. وذلك بالنظر إلى المزايا التي توفرها لها بنسبة .50٪ المكونات النباتية لهذه المصدات ،إلى حد أن 2رفع المردوديةكثيرا من الطيور و الحشرات تعيش دورتها إضافة إلى ما سبق ،فإن لمصدات الرياح الكاملة أو جزءا منها في إرجاءها أو تتخذها دور مهم في زيادة المردودية بما يتراوح ملجأ أثناء المعالجة الكيماوية .و لعل هذا ما بين 8و .77٪و يرجع هذا التفاوت يدفع بعض المزارعين إلى إعتبار المصدات الكبير في درجة تفاعل الزراعات إلى عدة النباتية مصدر تهديد للزراعات المجاورة؛ من المتغيرات كنوعية الزراعة و التربة و لكونها حسب رأيهم ،تعتبر خزانا لآلفات و الظروف المناخية و بنية المصدات ذاتها .و الحشرات الناقلة لألمراض؛ مما يدفع البعض تسجل أهم زيادة في المردودية في المواسم منهم إلى رش المصدات ذاتها بالمبيدات الجافة. لمنع مخاطر تلك الكائنات . المردودية منحنى يتطور عامة، بصفة و و تعمل الحواجز أيضا على حماية البناياتات في مساحة أرضية معينة تناسبيا مع علو و تحسين إطار العيش عبر تقليص كميات المصدات؛ إذ ينخفض في البداية مباشرة بعد الغبار المتطاير ،و تخفيض مستوى الضجيج المصد بمسافة تعادل علوه ،ثم يرتفع بشكل و توفير الظل عند الحرارة الشديدة ،و عام على مدى 10مرات هذا العلو قبل أن المحافظة على التنوع البيولوجي و األنشطة يتناقص ثم يرتفع مرة أخرى عند إقتراب النافعة للحشرات و الطفيليات و الطيور . الحاجز الموالي. و يرجع اإلرتفاع في المردودية بصفة عامة ،لإلشارة فإن إدماج أنواع معينة من األشجار إلى إنخفاض حجم األضرار الميكانيكية التي معروفة بجودة أخشابها أو ثمارها سيعطي تصيب مختلف أجزاء النباتات المزروعة للمصدات أيضا قيمة اقتصادية إضافية. كاألوراق و األزهار و الثمار؛ إضافة إلى التلقيح الجيد بفضل توافر أعداد كبيرة من خصائص و مواصفات الحشرات النشيطة و إلى إرتفاع الحرارة مصد الرياح طيلة النهار .كما تجدر اإلشارة أيضا إلى تتوقف كفاءة مصد الريح على مجموعة من دور مصدات الرياح في تسهيل توزيع أفضل الثوابت الواجب مراعاتها عند إنشاءه و التي نعرضها فيما يلي بإيجاز : لمياه السقي بالرش. 3تعزيز المكافحة الكيماوية و الحد من* النفاذية تشتت المبيدات. بفضل قدرتها على خفض سرعة الرياح ،إن مصد الرياح الجيد هو عبارة عن مصفاة. تساعد المصدات في تطبيق المبيدات بفعالية ذلك أن للنفاذية المتوسطة تأثير جيد على أكبر ،من خالل منع تشتتها و تجاوزها إلى الزراعة .و تتوقف نفاذية المصد ،عموما، الحقول المتاخمة و الزراعات المجاورة .و على نوعية مكوناته و طريقة ترتيبه و مدى ذلك نتيجة الجو الهادئ الذي تخلقه؛ حيث العناية به. تميل قطيرات المبيد إلى المكوث في المنطقة المستهدفة مما يؤدي إلى تحسن مستوى * العلو يلعب إرتفاع مصد الرياح دورا مهما في المكافحة. و تكون الحواجز النباتية و هي في ذروة تحديد المساحة الممكن حمايتها؛ مما يستدعي التوريق أكثر إعتراضا للمبيدات ( 85-إستعمال خليط من األشجار و الشجيرات )60٪مقارنة بحالة غياب األوراق أو كونها الكبيرة في إنشاء مصدات للبساتين. في طور النمو ( ،)50-10٪و ذلك على * العرض مسافة تعادل 3مرات علو المصدات . يقصد بعرض مصد الرياح بصفة عامة ،عدد الصفوف التي يتكون منها .و ترجع أهمية 4المحافظة على الحياة النباتية و الحيوانية عامل العرض إلى دوره في تحديد درجة تشكل المصدات النباتية مأوى لكثير من نفاذية المصد .و حسب المعتاد ،كلما زاد 18
Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
عرض مصد الرياح كلما كان أقل نفاذية. لهذا من الضروري توفر حد أدنى متجانس في العرض .كما أن تعدد الصفوف يسمح بتجدد الحاجز و يتيح إمكانية إدماج أكبر عدد من أنواع األشجار و الشجيرات لتأمين حماية جيدة .لكنه بالمقابل ،فان حاجزا من صف واحد لن يتطلب عناية كبيرة و لن يشغل مساحة أوسع؛ و هذا أمر بالغ األهمية لدى المزارع على إعتبار أن تقلص المساحة الصالحة للزراعة هو الثمن األساسي المرتبط بإنشاء مصد نباتي للرياح. * الطول : إضافة إلى مرور الرياح من فوق هامات أشجار المصدات ،فإنها تتسرب أيضا من خالل األطراف .لهذا ،من المطلوب أن يمتد طول المصد بشكل كاف لضمان حماية أفضل للزراعات .وحسب بعض التجارب، فإن الحد األدنى للطول يجب أن يعادل 11,5مرة إرتفاع الحاجز .و بالتالي ،كلما إرتفعت هذه النسبة كلما إزدادت المساحة المحمية . * طبوغرافية المكان إلتجاه إنحدار األرض تأثير كبير على طول المساحة المحمية .فإذا كان اإلنحدار في إتجاه الحاجز ،فإن هذه المساحة تزداد إتساعا و العكس صحيح إذا كان اإلنحدار في اإلتجاه المعاكس.
* اإلتجاه لتحديد إتجاه المصد دور أساسي في تحديد الظل و منافسة المصد النباتي للزراعات. لهذا يجب بناءه بشكل متعامد مع إتجاه الرياح السائدة .إذ أنه عندما تصطدم هذه األخيرة بالحاجز النباتي بزاوية أقل من 90درجة
www.agri-mag.com
،فإنه يصعب عليها تجاوزه ،مما يقلل من نفاذية المصد . * شكل المقطع العرضي تعمل المصدات المنحنية من جهة هبوب الرياح على رفع الهواء إلى ما فوق هامات األشجار مما يحد من درجة نفاذيتها (المصدات) .و على كل حال فإنه في المناطق الصحراوية و الساحلية يصعب تثبيت األشجار ،لذا من األفضل إنشاء مصدات مائلة من أشجار سريعة النمو .
* عوامل أخرى كلما كان حاجز الرياح مرنا كلما أدى إلى إضعاف الرياح أكثر ،و بالتالي إلى حماية أكبر للزراعات .ولإلشارة فإن هناك عوامل أخرى تجب مراعاتها عند التخطيط إلنشاء حاجز نباتي للرياح لها دور في إإلضطرابات الهوائية مثل وجود عوائق تعترض مجراه أو خشونة في السطح.
أنواع مصدات الرياح
هناك أنواع عديدة من المصدات ال تحدها إال قدرة المعني باألمر على اإلبداع؛ غير أنه يمكن اإلشارة بصفة عامة ،إلى أربع تشكيالت أكثر شيوعا في هذا المجال و هي: المصدات الحرجية ،وتتكون من نوعواحد من األشجار متقاربة جدا فيما بينها(سرو،أكاسيا،حوُ ر )..وتشكل حاجزا َ جيدا للرياح غير ان أخشابها رديئة. المصدات الدغلية(أجمات) ،و تتكون منأشجار ذات فروع جانبية كثيرة و تتصف بكفاءتها الممتازة في إعتراض الرياح و بإنتاجيتها الكبيرة من حطب التدفئة. مصدات مكونة من أنواع مختلفة منwww.agri-mag.com
الشجيرات نادرا ما تترك حرة من دون تشذيب .و تتخذ غالبا كأسيجة أكثر منها كمصدات للرياح (زعرو،مسك الليل،دفلى)... المصدات المركبة ،وتتكون من طبقتين أوثالث طبقات من خليط متدرج من الشجيرات و األشجار و الشجيرات المتفرعة من جدورها ،و ذلك في خط واحد أو أكثر؛ و هو النوع الحديث في ميدان المصدات و يتميز بتنوع وظائفه اإليكولوجية و تعددها و بكونه ينتج أخشابا جيدة. وأيا كان النوع المختار ،فإنه من األفضل أن يحتوي مصد الرياح ،على األقل ،على نوعين مختلفين من النباتات .و بسبب إحتالل المصدات لجزء مهم من األرض الزراعية، و بما يترتب عنها من نقص في اإلنتاج يعادل حوالي مرة واحدة إرتفاعها ،فأنه يجب الحرص على أن تكون أبعد ما يمكن عن الزراعات :على حدود ممر أو خندق أو طريق لتقليص الخسارة في المردودية.
األهداف ،اإلنجاز و معايير إختيار مكونات المصد
كما سبق القول ،فإن إحداث مصد للرياح يتطلب تخطيطا دقيقا .و لعل أول خطوة تقتضي تحديد نفاذية المصد الشتوية و الصيفية و التي تتفاوت بحسب األهداف المراد حمايتها :بنايات ،حيوانات ،زراعات حولية ،بساتين .... إن مالئمة النباتات للظروف المناخية و ترتيبها بشكل مناسب إلعتراض الرياح و تعزيز النفاذية الشتوية و الصيفية الضرورية، هي أمور بالغة األهمية. إذا كان الهدف هو حماية إسطبالت و حظائر ماشية ،فمن الحكمة الجمع بين نوعين من األشجار :دائمة الخضرة و نفضية .أما بالنسبة للبساتين ،فبصفة عامة يتم تفضيل حواجز مكونة من صنف واحد من أشجار نفضية متباعدة في ما بينها بمترين؛ مما يوفر حماية جيدة في أوقات المخاطر ،و درعا قليل النفع في الشتاء إبان فترة الراحة النباتية للزراعات .إال انه يجب عدم إستبعاد إستعمال األشجار دائمة الخضرة كليا ،بشرط التأكد من إرتفاع مستوى نفاذيتها في فصل الشتاء لتفادي التظليل الضار باألشجار ،و تجنب تجمع المياه و تشبع التربة مما يعيق العمل في الحقول. و يمكن تعزيز نفاذية الحاجز من خالل إختيار
أنواع من النباتات ذات مجموع خضري أقل كثافة ،أو بزيادة المسافة الفاصلة بين األشجار ،أو بتشذيب قاعدة الحاجز .كما يمكن تبني بعض النماذج األوربية حيث يتم مكونة من أشجار عالية جدا بناء مصدات َ تفصل بينها شجيرات على مسافة 4إلى 6 أمتار حسب نوع الشجيرات و عرضها.
مساوئ مصدات الرياح
كما هو حال أية تقنية ،فإن لمصدات الريح مساوئ بقدر ما لها من مزايا .من بين هذه النقائص أنها ترفع نسبة مخاطر الصقيع الربيعي في البساتين خاصة في الليالي الصافية والهواء الخفيف و ذلك من خالل الحد من إختالط الهواء الذي يسهل إرتفاع الحرارة فوق التربة .كما يمكن أن تتسبب المصدات في السنوات الماطرة ،في تفاقم األمراض الفطرية في الزراعة نتيجة الحد من سريان الهواء .غير اأنه باإلمكان تفادي هذه اآلثار السلبية بزيادة نفاذية مصد الرياح. و الحقيقة ،أنه ال يمكن إنكار أن الحواجز النباتية تعمل على إستقطاب أعداد غفيرة من الحشرات النافعة و اآلفات و الطيور مما يجعل منها خصما لدوداَ لمزارعي الكروم و الزيتون خاصة. إن منافع مصدات الرياح المنجزة بشكل مالئم ،كبيرة في كل مجاالت الفالحة ،وذلك بسبب قدرتها على توفير الحماية لكل من التربة و الزراعة و المواشي و مختلف منشآت المزرعة ،و بمساهمتها في تحسين اإلطار المعيشي للقرويين .بل باإلمكان أن يكون الحاجز النباتي مصدرا معتبرا للخشب و الثمار. وبهدف ضمان كفاءتها القصوى ،فإنه من الضروري إحترام معايير النفاذية و اإلرتفاع و الطول و العرض و اإلتجاه المناسب عند استحداث مصدات الريح النباتية. إن أفضل نسبة للنفاذية لتحقيق التخفيض األمثل لسرعة الرياح ب ٪ 50هي نسبة ، 40٪أي ما يوازي حماية مساحة تبلغ 10 مرات علو الحاجز .وما بين 10و 20مرة هذه العلو بنسبة تخفيض لسرعة الرياح في حدود ٪ 25بنفس مستوى النفاذية (.)40٪ Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
19
www.agri-mag.com
Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020
20