ملحق العدد 127 شهر ماي 2020

Page 1

www.agri-mag.com

127 ‫د‬ 202 ‫حق العد‬ 0 ‫مل ي‬ ‫ما‬


ISO 27001 : 2013

Version 201

8


‫الفهرس‬ ‫تخزين الحبوب‬

‫بنية تحتية في أمس الحاجة إلى العصرنة‬

‫‪4‬‬

‫تحسين أداء‬ ‫الجرارات الفالحية‬

‫‪6‬‬

‫عقلنة إستعمال المبيدات‬ ‫عن طريق تطبيقات فعالة‬

‫‪8‬‬

‫مجموعة حسن الدرهم‬

‫‪agriculturemaghreb@gmail.com‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫األحوال الجوية‬ ‫و الوقاية النباتية‬

‫‪12‬‬

‫شجرة‬ ‫الزيتون و الماء‬

‫‪14‬‬

‫مصدات الرياح‬ ‫و دورها في الزراعة‬

‫‪16‬‬

‫الئحة اإلشهارات‬ ‫‪CMGP‬‬ ‫‪CROPLIFE‬‬ ‫‪MAMDA‬‬ ‫‪plastic puglia‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫تخزين الحبوب‬

‫بنية تحتية في أمس الحاجة إلى العصرنة‬ ‫(عبد المومن كنوني)‬

‫شكلت مسألة تخزين المواد الغذائية و باألخص منها الحبوب‪ ،‬منذ فجر اإلنسانية و إلى يومنا هذا‪ ،‬صداعا متواصال عبر‬ ‫التاريخ‪ .‬و الواقع أن عملية تخزين المحاصيل التي ال مفر منها‪ ،‬تترتب عليها مصاريف إضافية سواء بالنسبة للفالحين أو‬ ‫المصنعين‪ ،‬بل قد تؤدي إلى خسائر مهمة في حالة إنجاز هذه العملية بطريقة سيئة‪.‬‬ ‫يد عاملة‪ ،‬نقل‪ ،)...‬هذا إلى جانب تخزين جزء الوزن‪ ،‬ال يلقى أي اهتمام أو تشجيع لتخزينه‪،‬‬ ‫من اإلنتاج من أجل حاجتهم الخاصة (إستهالك األمر الذي يؤثر بشكل مباشر على تقلبات‬ ‫ذاتي‪ ،‬بذور‪ ،‬إحتياطي مالي)‪.‬‬ ‫العرض و األسعار الخاصة بهذه المادة التي‬ ‫ بالنسبة للمطاحن ‪ ،‬فإن ضمان تموين تشكل جانبا كبيرا من تغذية الماشية‪.‬‬‫متواصل لها‪ ،‬يتطلب عمليات تخزين قصيرة‬ ‫األمد كإحتياط في متناول اليد؛ غير أن طاقتها‬ ‫الحقيقية على التخزين تظل جد محدودة و لماذا التخزين؟‬ ‫ال تمثل إال نسبة ضئيلة مقارنة بالمجموع ال يتم إنتاج الحبوب إال مرة واحدة في السنة‪،‬‬ ‫الوطني‪ .‬و حسب معطيات المكتب الوطني غير أن استهالكها يتوزع على طول السنة‪،‬‬ ‫البيمهني للحبوب و القطاني‪ ،‬فإن إمكانيات مما يستلزم الحفاظ عليها سواء في الضيعات‬ ‫المطاحن على تخزين الحبوب ال تتعدى ‪( 1‬إنتاج وطني) أو لدى هيئات متخصصة‬ ‫مليون طن‪ ،‬أكثر من ‪ 4/3‬منها على شكل (إنتاج وطني و واردات)‪:‬‬ ‫صوامع (‪ . )silos‬وهذه الطاقة اإلستيعابية ‪ -‬بالنسبة للمنتجين‪ ،‬هناك أسباب عدة تدعو‬ ‫تمكن من تخزين الحد األدنى الالزم لتموين إلى تخزين محاصيلهم من الحبوب‪ ،‬لعل أهمها‬ ‫وحدات الطحن و الذي يعادل ‪ 50‬يوما من مشاكل التسويق‪ .‬و الواقع أنه أثناء فترة الحصاد‬ ‫يكون الفالحون ملزمين بمواجهة صعوبات‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫كبيرة في ما يخص التمويل‪ ،‬في حين يكون‬ ‫ مقابل ذلك‪ ،‬فإن الجزء األكبر من الحفظ و المشترون الوحيدون في السوق هم الوسطاء‪،‬‬‫التخزين تقوم به جهات متخصصة (تجار‪ ،‬الذين يستغلون الفرصة لصالحهم من خالل‬ ‫تعاونيات‪ )...‬مرخصة من طرف المكتب عرض أسعار تعادل في الغالب ‪ 60%‬من‬ ‫الوطني البيمهني للحبوب و القطاني‪ ،‬تستفيد السعر المرجعي الذي تحدده السلطات الوصية‪.‬‬ ‫كمقابل لخدماتها من منح تحتسب على أساس و لهذا يكتفي المزارعون بعمليات بيع محدودة‬ ‫عدد القناطير المخزنة‪ ،‬و مدة التخزين و في إنتظار إستقرار األسعار في السوق‪ ،‬مما‬ ‫مبلغ منحة التخزين المحددة من طرف سلطة يستدعي تخزين محاصيلهم بالضيعات مع ما‬ ‫الوصاية‪.‬‬ ‫يترتب عن ذلك من مصاريف إضافية (أكياس‪،‬‬

‫و من المؤسف مالحظة أنه‪ ،‬و بعد ستين‬ ‫سنة من اإلستقالل‪ ،‬تظل البنيات التحتية‬ ‫للتخزين بالمغرب و التي ال تتجاوز طاقتها‬ ‫اإلستيعابية ‪ 45‬مليون قنطار حسب تقديرات‬ ‫المكتب الوطني البيمهني للحبوب و القطاني‬ ‫لسنة ‪( ،2011‬تظل) دون المستوى المطلوب‬ ‫بكثير‪ ،‬بحيث ال تتجاوز إمكانياتها نصف‬ ‫اإلنتاج الوطني؛ هذا إلى جانب كون أغلب‬ ‫هذه البنيات غير مناسب للعمليات المتعلقة‬ ‫بهذا النشاط (تحريك‪ ،‬تداول‪ ،‬نقل)‪ .‬و من جهة‬ ‫أخرى‪ ،‬يبين التوزع الجغرافي الجهوي لهذه‬ ‫البنيات تمركزها بصفة أساسية بجهتي فاس‪-‬‬ ‫بولمان و الدار البيضاء‪ ،‬حيث تضم أكثر من‬ ‫النصف‪ ،‬فيما الباقي مشتت (بين ‪ 2‬و ‪)12%‬‬ ‫عبر الجهات األخرى‪.‬‬ ‫هذه الوضعية‪ ،‬التي يعيها جيدا مجموع‬ ‫المهنيين‪ ،‬من شأنها أن تخلق مشاكل لكامل‬ ‫سلسلة اإلنتاج‪ ،‬و أن تعيق عمل جميع األنشطة‬ ‫المرتبطة بها و باألخص أثناء المواسم‬ ‫اإلستثنائية كما هو حال الموسم الحالي‪ .‬و‬ ‫لإلشارة‪ ،‬فإن الحاجة إلى التخزين تهم أساسا‬ ‫القمح الطري‪ ،‬و بصفة ثانوية‪ ،‬القمح الصلب‪.‬‬ ‫هذا في حين أن الشعير الذي يشكل سنويا نسبة‬ ‫‪ 40%‬من األراضي المزروعة‪ ،‬و أكثر من‬ ‫‪ 35%‬من إجمالي محصول الحبوب من حيث‬


‫طرق التخزين‬

‫بالنسبة للفالحين‪ ،‬و باألخص الصغار منهم‪،‬‬ ‫فإن بناء و تجهيز أماكن مخصصة لتخزين‬ ‫الغالل ال يمكن تبريرها نظرا لإلستثمارات‬ ‫المرتفعة الالزمة لذلك و لقصر مدة بقاء‬ ‫اإلنتاج بعين المكان‪ .‬و لهذا السبب يلجأون في‬ ‫كثير من جهات المغرب‪ ،‬إلى الطرق التقليدية‬ ‫في التخزين كالمطامير‪ ،‬هذا إضافة إلى‬ ‫تخصيص جميع األماكن و المحالت الموجودة‬ ‫لدى الفالح‪ ،‬كيف ما كانت‪ ،‬لهذه العملية‪.‬‬ ‫و بحسب نمط التخزين‪ ،‬فإن الجانب األكبر‬ ‫من اإلنتاج الوطني يتم حفظه في حظائر و‬ ‫مخازن و مستودعات سواء لدى المنتجين أو‬ ‫مهنيي التخزين‪ .‬و يتم وضع الحبوب إما بشكل‬ ‫حر أو‪ ،‬كما هو شائع‪ ،‬داخل أكياس بالستيكية‬ ‫في حالة سيئة يعاد إستعمالها أكثر من مرة‪.‬‬ ‫و مع ذلك‪ ،‬و رغم أن العديد من المهنيين قد‬ ‫إستثمروا في تجهيزات متخصصة‪ ،‬فإن الطاقة‬ ‫اإلستيعابية لهذه الوحدات ال تزال محدودة‬ ‫على الرغم من تزايدها المتصاعد في السنوات‬ ‫األخيرة‪.‬‬ ‫و بالفعل‪ ،‬و حسب المكتب الوطني البيمهني‬ ‫للحبوب و القطاني‪ ،‬فإن ‪ 3/1‬القدرات المغربية‬ ‫لتخزين الغالل‪ ،‬من دون إحتساب المطاحن‬ ‫و الموانئ‪ ،‬تتكون من صوامع للتخزين( (�‪si‬‬ ‫‪ ،)los‬بعضها في حالة سيئة‪.‬‬

‫التخزين في‬ ‫الصوامع‪ ،‬الحل المستقبلي‬

‫يقصد بالصوامع (‪ )silos‬منشئات ذات طاقة‬ ‫إستيعاب كبيرة‪ ،‬تتكون من بنيات معدنية أو‬ ‫من اإلسمنت المسلح‪ ،‬مجهزة بمعدات آلية و‬ ‫مُع َّدة لتخزين كميات مهمة من الحبوب في‬ ‫أضيق حيّز ممكن و في أحسن الظروف‪.‬‬ ‫و تتوفر هذه الصوامع عادة على التجهيزات‬ ‫الضرورية الخاصة بالوزن‪ ،‬و النقل‪ ،‬و‬ ‫النظافة و التجفيف و التهوية و المراقبة‪ ،‬مما‬ ‫يسمح بتدبير كميات هائلة من الحبوب بعدد‬ ‫محدود من اليد العاملة‪.‬‬ ‫و إذا كانت الصوامع الفوالذية أكثر مالءمة‬ ‫و أقل كلفة‪ ،‬فإنها أكثر عرضة إلرتفاع‬ ‫درجة الحرارة بداخلها في الظروف المناخية‬ ‫المغربية‪ ،‬و خاصة في فصل الصيف‪ .‬هذا مع‬ ‫العلم أن الحرارة المرتفعة و المستويات العالية‬ ‫لرطوبة الهواء‪ ،‬المتفاوتة من منطقة إلى‬ ‫أخرى‪ ،‬بإمكانها تسهيل تدهور الحالة الصحية‬ ‫للحبوب من خالل الحشرات و الطفيليات‪.‬‬ ‫و في هذه الحالة‪ ،‬فإن تهوية المخزون و إمكانية‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫تبريد الغالل إضافة إلى اللجوء إلى المكافحة‬ ‫الكيماوية عند الضرورة‪ ،‬تعتبر أمورا أساسية‬ ‫من أجل تحقيق تخزين جيد‪.‬‬ ‫و بالنظر إلى كلفتها المرتفعة و تعقدها‪ ،‬فإن‬ ‫هذه المنشئات تبقى محصورة في وحدات‬ ‫التخزين التجاري الكبير لدى المؤسسات‬ ‫المتخصصة (موانئ‪ ،‬تعاونيات‪ ،‬مطاحن‪)....‬؛‬ ‫بينما بالنسبة للخواص‪ ،‬ال يمكن أن نجد مثل‬ ‫هذه المخازن العمودية المعدنية ذات الطاقة‬ ‫المالئمة للحاجات‪ ،‬إال في بعض الضيعات‬ ‫العصرية الكبيرة‪.‬‬ ‫و تتطلب عملية تسيير مثل هذه الوحدات كفاءة‬ ‫عالية و تجربة كبيرة من أجل إدارة عمليات‬ ‫إستالم و توزيع كميات الحبوب الواردة و‬ ‫مواجهة كل المواقف المعتادة أو الجديدة‪ .‬و‬ ‫على الرغم من كل ذلك‪ ،‬فإن هذا النمط من‬ ‫التخزين‪ ،‬األكثر إنتشارا في العالم‪ ،‬يجد كل‬ ‫مبرراته ببلدنا و كان لزاما تشجيعه و دعمه‬ ‫منذ زمن بعيد‪.‬‬

‫شروط تخزين جيد‬

‫إن نجاح عملية تخزين الحبوب يبدأ من مرحلة‬ ‫الحصاد‪ ،‬ذلك أن حصادا متسرعا و من دون‬ ‫مراعاة للشروط الدنيا لجودة المنتوج‪ ،‬يؤدي‬ ‫حثما إلى إصابة الغالل الحقا بأضرار مكلفة‪،‬‬ ‫و هو أمر يتم غالبا إغفاله من طرف الفالحين‬ ‫نتيجة اإلستعجال الذي تفرضه آجال الحصاد‪.‬‬ ‫و هذا ما يفسر حسب البعض تفضيل المطاحن‬ ‫للحبوب المستوردة على الحبوب المحلية‬ ‫بسبب المشاكل المرتبطة بالجودة‪ .‬و عموما و‬ ‫من أجل تخزين جيد لمحاصيل الحبوب‪ ،‬يجب‬ ‫إحترام الشروط الضرورية التالية‪:‬‬ ‫ تنظيف األماكن و األكياس المعاد إستعمالها‬‫من مخلفات المحاصيل السابقة (غبار‪ )...،‬و‬ ‫القضاء على مصادر العدوى من خالل تبييض‬ ‫المكان بمادة الجير أو إستخدام مواد المعالجة‬ ‫المناسبة (م ّ‬ ‫ُدخنات‪)....‬‬ ‫ أن ال يتم حصاد المحاصيل إال عند نضجها‬‫التام‪.‬‬

‫ تجنب حصاد حقول ال زالت تنتشر بها‬‫األعشاب الضارة بسبب تقصير في مكافحتها‬ ‫أو لكونها ناتجة عن أمطار متأخرة‪.‬‬ ‫ تخزين حبوب نقية ما أمكن‪ ،‬و خالية من‬‫الشوائب أو من أنواع أخرى من الحبوب‪،‬‬ ‫و في حالة صحية جيدة (سليمة من السموم‬ ‫و الطفيليات و الكائنات الحية الدقيقة و بقايا‬ ‫المبيدات‪.)....‬‬ ‫ إحترام المعايير المطلوبة في ما يخص‬‫مستوى رطوبة الحبوب (‪ .)16% - 15‬حيث‬ ‫أن مستوى أعلى من الرطوبة يؤدي إلى‬ ‫ظهور التعفنات و الحشرات‪ ،‬في حين يتسبب‬ ‫مستوى أدنى إلى تكسّر الحبوب أثناء التداول‪.‬‬ ‫ تجنب اإلرتفاع التلقائي لحرارة الغالل‬‫ّ‬ ‫المخزنة و ذلك من خالل وضعها في أكياس‬ ‫فوق منصات على شكل أكداس منفصلة‬ ‫لتسهيل سريان الهواء داخل المخزن (تهوية‬ ‫ستاتيكية أو ديناميكية)‪.‬‬ ‫ في حالة اإلحتفاظ بجزء من المحصول‬‫كبذور للسنة الموالية‪ ،‬فإن العناية بها يجب أن‬ ‫تكون كبيرة من أجل المحافظة على قدراتها‬ ‫اإلنباتية‪.‬‬ ‫و لإلشارة‪ ،‬فإنه يصعب كثيرا إحترام هذه‬ ‫التوصيات في حالة التخزين الحر للحبوب‪ .‬و‬ ‫ألنه حتى في المواسم الجيدة حيث يتم تحقيق‬ ‫إنتاج قياسي‪ ،‬ال يتمكن المغرب من تحقيق‬ ‫إكتفاء ذاتي غذائي‪ ،‬فإنه من غير المقبول‬ ‫اإلستمرار في خسارة جانب مهم من اإلنتاج‬ ‫الوطني نتيجة المشاكل المرتبطة بظروف‬ ‫التخزين‪ ،‬مما يستدعي تفكيرا جديّا في هذا‬ ‫الوضع و اتخاذ التدابير الالزمة من طرف‬ ‫السلطات المعنية بهدف تأهيل هذا القطاع الذي‬ ‫يتحكم‪ ،‬و لو جزئيا في األمن الغذائي للبالد‪.‬‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 127 - Mai 2020‬‬

‫‪5‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫تحسين أداء‬ ‫الجرارات الفالحية‬ ‫يصعب حاليا تصور أي تحسن في مستوى اإلنتاجية الفالحية من دون إعتماد المكننة‪.‬‬ ‫وعلى منوال الدول المتقدمة‪ ،‬فإن اللجوء إلى التجهيزات الفالحية يعتبر وسيلة في غاية‬ ‫األهمية لتطور قطاعنا الفالحي‪ .‬‬ ‫يتزايد شيئا فشيئا إدراك المزارعين بأهمية‬ ‫اإلستثمار في المكننة بإعتبارها اإلمكانية‬ ‫الوحيدة لتحديث اإلستغالليات الفالحية‬ ‫وخاصة لرفع مستوى اإلنتاج الفالحي‪.‬‬ ‫ويمكن مالحظة أن العتاد الفالحي بصفة‬ ‫عامة وباألخص منه الجرار‪ ،‬أصبح يمثل‬ ‫نسبة مهمة ومتزايدة في كلفة اإلنتاج سواء‬ ‫على مستوى اإلستثمار أو على مستوى‬ ‫مصاريف اإلستغالل‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬فان مسألة تثمين أي آلة فالحية‪،‬‬ ‫يجب أن تكون على رأس إنشغاالت‬ ‫المزارعين‪ ،‬خاصة وأن أغلبهم حاليا أقل‬ ‫وعيا بإمكانية تحقيق تحسن مهم على‬ ‫مستوى الكفاءة واإلقتصاد في الطاقة‪.‬‬ ‫لهذا فإن اإلستخدام اإلقتصادي للجرار‬ ‫يتطلب مراعاة مجموعة من العوامل‬ ‫ينعكس بعضها بشكل مباشر على مستوى‬ ‫إستهالك الوقود‪.‬‬ ‫المنتظرة‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬فمن غير‬ ‫المعقول إستعمال جرار بقوة ‪ 120‬حصان‬ ‫إختيار الجرار المناسب‬ ‫لجر محراث صغير كالكوفركروب ‪.‬‬ ‫إن إختيار الجرار يجب أن يستجيب ولهذا فان لآلليات الفالحية المصاحبة دور‬ ‫للمتطلبات التالية‪:‬‬ ‫حاسم في إختيار القوة المناسبة‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫ ‪-‬أن يلبي الحاجيات الحقيقية للعتاد الفالحي ففي حالة آالت خدمة التربة مثال‪ ،‬يجب‬ ‫المستعمل في المزرعة من حيث القوة ‪ .‬الوضع في اإلعتبار كال من عرض وعمق‬ ‫إذ يعتبر تبذيرا كل إستثمار في إقتناء العملية إضافة إلى نوع التربة ودرجة‬ ‫جرارات ذات قوة تفوق بكثير المطلوب‪ ،‬الرطوبة بها‪.‬‬ ‫بالنظر إلى األدوات المتوفرة واإلستخدامات ‪ -‬مدى اإلستفادة القصوى من الجرار‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 127 - Mai 2020‬‬

‫وذلك بحسب الخدمات الفالحية المنتظرة‪.‬‬ ‫ذلك أنه يجب أن يكون حجم األنشطة‬ ‫الزراعية بالضيعة كافيا لتسويغ إقتناءه‪ .‬فقد‬ ‫تمت مالحظة أن معدل إستخدام الجرارات‬ ‫بالمغرب ال يتعدى ‪ 500‬ساعة سنويا‪ .‬في‬ ‫حين أنه‪ ،‬ومن وجهة نظر إقتصادية‪ ،‬يجب‬ ‫أن ال يقل عن ‪ 1000‬ساعة في السنة‪.‬‬

‫معرفة المحرك بشكل جيد‬

‫إن اإلستغالل اإلقتصادي للجرار يتطلب‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫بالضرورة معرفة خصائص محركه‪:‬‬ ‫منحنيات كل من القوة والعزم واإلستهالك‪.‬‬ ‫وهي معطيات يتم الحصول عليها من‬ ‫خالل اإلختبارات الدينامومترية‪.‬‬ ‫ ‪-‬يجب تفادي اإلشتغال في منطقة الحمل‬ ‫الجزئي (ما بين سرعة المحرك القصوى‬ ‫والسرعة اإلسمية) حيث يمكن تسجيل‬ ‫إرتفاع مهم في إستهالك الوقود‪.‬‬ ‫ ‪-‬يكون اإلستهالك أكثر ثباتا وقد يصل‬ ‫مستواه األدنى عند العزم األقصى للمحرك‬ ‫في منطقة الحمل الكلي (ما بين السرعة‬ ‫اإلسمية والعزم األقصى) ‪.‬‬ ‫ ‪-‬وللتمكن من اإلستفادة المثلى من‬ ‫خصائص المحرك‪ ،‬ومن أجل مطابقة‬ ‫سرعة اإلشتغال األفضل مع سرعة التقدم‬ ‫المطلوبة‪ ،‬فإنه من الضروري التوفر على‬ ‫علبة سرعة بمستويات كافية وبترتيب‬ ‫مناسب‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة‬ ‫إلى أن ناقل الحركة األتوماتيكي يتيح‬ ‫مرونة كبيرة في اإلستخدام وجودة عالية‬ ‫في العالقة بين المحرك ونقل الحركة‪.‬‬

‫تحسين مستوى اإللتحام‪:‬‬ ‫تماس العجالت باألرض‬

‫إن قدرة الجرار على بدل أقصى جهد‬ ‫ممكن ال تتوقف على مدى قوته فقط‪،‬‬ ‫بل أيضا على درجة تالمس العجالت‬ ‫باألرض‪ .‬وذلك ألن مستوى التالحم يلعب‬ ‫دورا بالغ األهمية‪ ،‬إذ أن عجالت الجرار‬ ‫تكون معرضة إلنزالقات تؤثر بصفة‬ ‫عامة على مستوى كفاءته‪ .‬واإللتحام هو‬ ‫القدرة على التشبث بسطح األرض بفعل‬ ‫وطء ثقل الجرار‪ .‬وإن إلتحاما جيدا يتيح‬ ‫إمكانية تمرير قوة العزم الالزمة مع‬ ‫إنزالق ضعيف بهدف الحد من الهدر في‬ ‫الطاقة وتآكل اإلطارات المطاطية‪ .‬وللرفع‬ ‫من درجة التالحم مع األرض الفالحية‬ ‫توجد عدة إمكانيات‪:‬‬

‫توسيع مساحة ا َل َتماس‬

‫وكما سلف – فان العتاد الفالحي المحمول‬

‫ ·تثنية العجالت الدافعة‪.‬‬ ‫ ·إستخدام جرارات رباعية الدفع أو ذات يؤدي إلى زيادة الثقل على العجالت‬ ‫جنازير‪.‬‬ ‫الدافعة مما يحسن من مستوى إلتحام‬

‫زيادة الثقل العمودي‬ ‫على العجالت الدافعة‬

‫الجرار باألرض‪.‬‬ ‫ ·بالنسبة لمستويات ضبط العتاد‪ ،‬فقد‬

‫ ‪-‬بصفة عامة‪ ،‬يتم اللجوء إلى إستعمال‬ ‫أثقال إضافية أو تعبئة العجالت بالماء‪ .‬ينجم عن حالة سوء الضبط جهد زائد‬ ‫وهنا تجدر اإلشارة إلى إمكانية إنتقال مربك لعمل الجرار‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬ ‫جزء من ثقل اآلليات المقطورة إلى فان عدم ضبط المحراث لضمان خطوط‬ ‫محور العجالت الخلفية‪ .‬وغالبا ما تتم‬ ‫مالحظة هذا األمر عند إستخدام عتاد حرث مستقيمة وتالفي اإلختالل في خط‬ ‫فالحي محمول على أجهزة التعليق ذات الشد‪ ،‬يؤدي الى جهد مستمر إلعادة توجيه‬ ‫نقاط الشبك الثالث الهيدروليكية‪ ،‬إذ يزداد وتصويب اإلتجاه‪ .‬وهو ما يعد مصدرا‬ ‫وزن الجرار بحوالي ‪ .% 20‬ويتركز‬ ‫بالخصوص على المحور الخلفي مع لزيادة إستهالك الوقود‪.‬‬ ‫تخفيف نسبي على المحور األمامي‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فإن تخفيض مستوى صيانة الجرار‬ ‫اإلنزالق عن طريق اإلثقال المفرط‪،‬‬ ‫يمكن أن يؤدي إلى تبذير في الطاقة بسبب إن أقل ما يمكن القيام به في إطار العناية‬ ‫إرتفاع مستوى مقاومة التدحرج‪.‬‬ ‫بالجرار هو مراقبة مستويات كل من زيت‬ ‫و تجدر اإلشارة الى أن لكل حالة من المحرك والفرامل والماء وتغيير الزيت‬ ‫الحاالت حلوال معينة من خالل التجربة‬ ‫وحالة وطبيعة التربة ونوع العمل المطلوب والفلترات حسب تعليمات المص ٌنع‪ ،‬إضافة‬ ‫‪...‬إلخ‪ .‬وفي المغرب‪ ،‬فان الشائع هو إثقال إلى مصفاة الهواء التي تزيد من إستهالك‬ ‫الجرار بتعبئة اإلطارات بالماء حتى في الوقود ب ‪ 7‬إلى ‪ % 10‬في حالة إختناقها‪.‬‬ ‫الظروف التي ال تستدعي ذلك‪.‬‬ ‫إال أنه يجب القيام بفحص متقدم و دقيق‬

‫تحسين عالقة «جرار‪ -‬عتاد»‬

‫بشكل منتظم وخاصة بالنسبة للمحاقن‪.‬‬

‫ ·إستعمال عجالت عريضة جيدة وذات للعتاد الفالحي المصاحب أيضا‪ ،‬تأثير كما أن مراقبة كفاءة الجرار في محطات‬ ‫قطر كبير‪.‬‬ ‫على أداء وكفاءة الجرار‪:‬‬ ‫ ·تخفيض الضغط الهوائي في حدود ·أوال على مستوى نقل العبء‪ .‬فبالنسبة اإلختبار تمكن من رصد اإلختالالت‬ ‫لجهاز التعليق ذي نقاط الشبك الثالث – الوظيفية وأسباب اإلستهالك الزائد للوقود‪.‬‬ ‫المسموح به‪.‬‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 127 - Mai 2020‬‬

‫‪7‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫عقلنة إستعمال املبيدات‬ ‫عن طريق تطبيقات فعالة‬ ‫العيساوي عبد الله‬ ‫المعهد الوطني للبحث الزراعي‪ -‬سطات‬

‫تزايد الطلب في السنوات األخيرة من طرف العديد من المنظمات غير الحكومية و الدولية (األمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬اإلتحاد األوروبي‪ ،‬منظمة التعاون اإلقتصادي و التنمية‪ ،‬منظمة الصحة العالمية و غيرها) من‬ ‫أجل تقليص إستعمال المبيدات و الحد من تأثيرها الخطير على الصحة البشرية و على البيئة‪.‬‬

‫هذه الدعوات تجسدت في الدول الخطيرة و المصادقة على تشكيالت ‪ -‬إعطاء الطابع المؤسسي لعمليات‬ ‫المتقدمة على مستويات مختلفة من جديدة محدودة الخطورة‪،‬‬ ‫خالل‪:‬‬

‫‪ -‬مراجعة و تأهيل القوانين المتعلقة أجهزة الرش‪.‬‬

‫ تشجيع طرق المكافحة المتكاملة و بالمبيدات‪،‬‬‫إستعمال المبيدات العضوية‪،‬‬

‫التفتيش و المراقبة التقنية آلالت و‬ ‫بالمقابل‪ ،‬يحتاج األمر في الدول‬

‫‪ -‬تشجيع التكنولوجيا الدقيقة في تطبيق النامية‪ ،‬إلى بذل مجهودات جبارة من‬

‫‪ -‬منع و القضاء على المواد الكيماوية المبيدات‪،‬‬

‫أجل وضع و تطبيق القوانين الالزمة‬


‫مشكلة رش المبيد بطريقة دقيقة لمحاربة عشبة الهالوك من زراعة الفول‪.‬‬ ‫تتوقف الفعالية على مدى النجاح في إستعمال جرعة خفيفة من المادة الفعالة‬ ‫بشكل جيد‬

‫من جهة‪ ،‬و تقوية إجراءات إستخدام المبيدات في‬ ‫الحقول من جهة أخرى‪ .‬كما يالحظ أيضا غياب‬ ‫إلستراتيجيات و برامج لتشجيع إستعمال الطرق‬ ‫البديلة و المكافحة المتكاملة‪ ،‬مما يبرز األهمية‬ ‫التي يجب أن يلعبها تطور عقلنة إستخدام المبيدات‬ ‫من خالل تكوين الفالحين و تأهيل معرفتهم و‬ ‫خبرتهم في الموضوع‪.‬‬

‫تطور تكنولوجيا تطبيق المبيدات‬

‫تلعب تقنيات و‪/‬أو تيكنولوجيا تطبيق المبيدات‬ ‫دورا أساسا في تحديد الكيفية التي يتم بها إستخدام‬ ‫المبيد و توزيعه عمليا على الهدف‪ ،‬و بالتالي‬ ‫مستوى المخاطر المحتملة ‪ ،‬ذات العالقة مع كل‬ ‫من الجرعة المطلوبة و سالمة العامل‪ ،‬و اآلثار‬ ‫الغير مقصودة على كل من التربة و الماء و الهواء‬ ‫و الكائنات الحية؛ و أيضا في عالقتها مع مستوى‬ ‫و تفاوت كمية المبيد في الطبيعة‪ .‬وحدها أساليب‬ ‫تطبيق المبيدات تسمح بتحسين عملية اإلستهداف‬ ‫و بتقليص المخاطر على كل من اإلنسان و البيئة‪.‬‬ ‫و من جهة أخرى‪ ،‬فإن تأثير األجهزة و التقنيات‬ ‫المستعملة ليس محدودا بالمخاطر المتعلقة بعملية‬ ‫الرش ذاتها فقط‪ ،‬و إنما أيضا بالمخاطر ذات‬ ‫العالقة بإعداد خليط المبيد و بتعبئة األوعية و‬ ‫بتنظيف آالت الرش‪.‬‬ ‫تتميز الرشاشات المستعملة في الدول النامية و‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 127 - Mai 2020‬‬

‫‪9‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫من بينها المغرب‪ ،‬بكونها ذات صبيب‬ ‫ثابت ال يستجيب إال بشكل جزئي‬ ‫لمتطلبات السالمة و الكفاءة اإللزامية‬ ‫في الدول المتقدمة‪ ،‬حيث تسود‬ ‫تكنولوجيا متطورة ذات صبيب قابل‬ ‫للضبط و التكييف حسب الحاجة‪ .‬بل تم‬ ‫التوصل إلى تكنولوجيا تمكن من رش‬ ‫المبيد حسب الحاجة الحقيقية لمختلف‬ ‫أطراف الحقل و بنسب متفاوتة و بدقة‬ ‫(بداية عهد جديد في عالم الزراعة‪:‬‬ ‫الزراعة الدقيقة)‪.‬‬ ‫في المغرب‪ ،‬يتم إستعمال المبيدات‬ ‫بشكل أساسي عن طريق رش الخليط‬ ‫السائل في حقول الحبوب و القطاني‬ ‫و زراعات الخضر‪ .‬و بصفة عامة‬ ‫يسود إستعمال أدوات بسيطة للرش‬ ‫لدى الفالحين الصغار و المتوسطين‪،‬‬ ‫بينما يستخدم كبار الفالحين آالت رش‬ ‫مجرورة كبيرة‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬يتم‬ ‫اللجوء إلى خدمات شركات مختصة‬ ‫تستخدم طائرات خاصة أو سيارات‬ ‫«جيب» لمعالجة المساحات الكبيرة‬ ‫بالخصوص‪.‬‬

‫إستعمال مفرط و عشوائي للمبيدات عن‬ ‫طريق رشاش محمول على الظهر في حقل‬ ‫بطاطس (البقع البيضاء‪ :‬عالمات تر ٌكز المبيد‬ ‫على أطراف األوراق بسبب تطبيق سيء)‪.‬‬

‫جودة عملية المكافحة بصفة عامة من‬ ‫خالل أدوات مناسبة و متطورة و يد‬ ‫عاملة مكونة و متحكمة جيدا في آلية‬ ‫عمل المع ٌدات و ضبطها و صيانتها ‪.‬‬ ‫فكلما تمت عملية تطبيق المبيد بشكل‬ ‫إمكانيات التخفيف‬ ‫جيد‪ ،‬كلما كانت فعاليته أعلى‪ ،‬بل‬ ‫من إستعمال المبيدات‬ ‫يصبح ممكنا بالتالي تخفيض الجرعات‬ ‫بشأن برنامج للمكافحة الكيميائية‪ ،‬يمكن و عدد عمليات المكافحة خالل الدورة‬ ‫الحديث عن تخفيض مباشر أو غير الزراعية‪.‬‬ ‫مباشر من كمية المبيدات المراد رشها نموذج تطبيق سيء‬ ‫على غطاء نباتي ما على مستوى قطعة للمبيدات ‪ :‬البطاطس‬ ‫أرضية محددة‪ .‬و المقصود بالتخفيض أظهرت الزيارات لحقول البطاطس‪،‬‬ ‫المباشر‪ ،‬تقليص كمية المبيد و إعتماد سواء عند الفالحين الصغار أو‬ ‫عمليات مكافحة مبكرة فعالة و جيدة الكبار‪ ،‬إختالالت تقنية كثيرة في ما‬ ‫على مستوى اإلنجاز‪ ،‬بما يعنيه ذلك يخص تطبيق المبيدات‪ .‬فمن أجل‬ ‫من عتاد كفء و مهارة للعامل الذي إنجاح هذا النوع من الزراعات في‬ ‫يقوم برش المبيد‪ .‬و بإمكان عملية ظل رطوبة عالية‪ ،‬يلجأ الفالحون إلى‬ ‫إزالة األعشاب مبكرا من حقول القمح تكرار عمليات رش المبيدات ألكثر‬ ‫الشائعة لدى الفالحين‪ ،‬أن تقلص من من ‪ 10‬مرات في الدورة الزراعية‬ ‫جرعة المبيد ما بين ‪ 20‬و ‪ 30%‬في الواحدة‪ ،‬مما يعطي فكرة عن إمكانية‬ ‫الهكتار حسب أهمية و حجم األعشاب تقليص كمية الجرعات المستعملة من‬ ‫الضارة المعنية‪.‬‬ ‫خالل تطبيق جيد و فعال‪ .‬فالمالحظ‬ ‫عمليا أن الكثير من صغار الفالحين‬ ‫أما التخفيض غير المباشر‪ ،‬فيقصد به يستعملون أدوات رش بسيطة محمولة‬

‫تواجه عمليات مكافحة األعشاب‬ ‫من زراعة القمح بإستعمال سيارة‬ ‫«جيب»عدة مشاكل من قبيل ضبط‬ ‫جرعة الخليط‪ ،‬مستوى إرتفاع الدعامة‬ ‫الحاملة لفوهات الرش و سرعة التقدم‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 127 - Mai 2020‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫رش سيء و غير فعال للمبيد في‬ ‫زراعات للخضر و إنحراف‬

‫على الظهر غير قادرة على تحقيق تجانس في‬ ‫عملية الرش على مجموع الزراعة نظرا لعدم قدرة‬ ‫العامل على الحفاظ على مستوى الضغط أعلى من‬ ‫‪ 3‬بار طيلة العملية‪ ،‬مما يؤثر على درجة فعالية‬ ‫المبيد بما قد يصل إلى ‪.50%‬‬

‫خاتمة‬ ‫لقد حاولنا أن نناقش مشكلة حقيقية ذات عالقة‬ ‫بطريقة توزيع المبيد في الحقول بشكل جيد و التي‬ ‫يواجهها أغلب الفالحين‪ .‬و هي المشكلة التي تعتبر‬ ‫أكثر حدة في زراعات الخضروات و األشجار‬ ‫المثمرة‪ ،‬حيث يتم إستهالك ‪ 50%‬من كمية‬ ‫المبيدات التي يتم تسويقها سنويا بالمغرب‪ ،‬في ما‬ ‫ال يتجاوز ‪ 10%‬من المساحة اإلجمالية الصالحة‬ ‫للزراعة‪.‬‬ ‫و إعتبارا للطلب الكبير على المبيدات من أجل تكثيف‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬و لكون المغرب أحد الشركاء المهمين‬ ‫لالتحاد األروبي و للواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫فإنه من الضروري إعتماد تدبير عقالني إلستخدام‬ ‫هذه المواد بهدف تقليص الطلب عليها ما أمكن و‬ ‫إحترام الضوابط في ما يخص الحدود القصوى‬ ‫لبقايا المبيدات في المنتوج النهائي‪ .‬إن اإلستعمال‬ ‫األمثل للمبيدات يمكن تحقيقه عبر التطبيق الجيد‬ ‫لها‪ .‬كما أن التقليل من اإلرتهان لها يرتبط بشكل‬ ‫أساسي بطريقة التدبير العقالني إلستخدامها على‬ ‫مستوى الحقل‪ ،‬من دون التأثير على المردودية من‬ ‫جهة و ال على البيئة و صحة المستهلك من جهة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 127 - Mai 2020‬‬

‫‪11‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫األحوال الجوية‬ ‫و الوقاية النباتية‬ ‫)بروفيسور محمد حميمينة(‬

‫تعتبر كل من التساقطات‪ ،‬سرعة الرياح‪ ،‬درجة الحرارة المحيطة‪ ،‬مستوى الرطوبة‬ ‫الجوية النسبية‪ ،‬من العوامل المهمة التي تؤثر بشكل كبير على مدى فعالية تطبيق‬ ‫المبيدات على الزراعة أو ضياعها عن طريق إنحرافها عن الهدف أو انسيابها بفعل‬ ‫المطر‪ .‬إن أي تقييم لتأثير المبيدات على أي آفة يبقى غير تام إذا لم يتم مراعاة تأثير‬ ‫هذه العوامل على العملية ذاتها‪.‬‬ ‫و هناك العديد من المقاالت المتميزة التي تعرض لهذه الحقائق‪ ،‬منشورة في الكثير من‬ ‫المجاالت المتخصصة غير أن االطالع عليها يظل محدودا ببعض العارفين‪.‬‬ ‫في هذا المقال‪ ،‬سنحاول التطرق إلى عالقة‬ ‫إستخدام المبيدات بالعوامل الجوية‪ ،‬بكل‬ ‫ما يمكن من وضوح‪ .‬و ألجل ذلك‪ ،‬سنقوم‬ ‫بوصف كيفية تأثير هذه العوامل‪ ،‬و نحدد بدقة‬ ‫اإلجراءات الالزمة لمالءمة عمليات رش‬ ‫المبيد مع ظروف اللحظة‪ ،‬و ذلك بهدف تحسين‬ ‫فعالية المعالجة و تقليص ضياع المبيد‪ ،‬و‬ ‫تحسين طريقة إستعماله من أجل إنجاح عملية‬ ‫المكافحة‪ .‬كما نشير أيضا إلى كيفية إستخدام‬ ‫أجهزة بسيطة في غاية األهمية بالنسبة ألي‬ ‫ضيعة لتقدير الظروف الجوية محليا‪.‬‬

‫التساقطات المطرية‬

‫هناك سؤال يتكرر دائما‪ ،‬هو‪ :‬هل يجب إعادة‬ ‫تطبيق المبيدات بعد سقوط األمطار‪ ،‬و إنطالقا‬

‫و في كل األحوال‪ ،‬فإنه يجب الحرص دائما‬ ‫على‪:‬‬ ‫ معرفة التوقعات الجوية و تأثيرها على المبيد‬‫المراد إستخدامه‪.‬‬ ‫ تجنب رش المبيد على األوراق و هي مبللة‬‫بالمطر أو الندى‪ ،‬ما عدا في حالة توصية‬ ‫الشركة المنتجة بالعكس‪.‬‬ ‫ تجنب إغراق األوراق بالمبيد ألن الكميات‬‫الزائدة ستنتقل في النهاية إلى التربة‪.‬‬ ‫عمليا‪ ،‬ال يتم إعادة تطبيق المبيد في حالة‬ ‫تساقطات مطرية أقل من ‪ 10‬مم بعد بضع‬ ‫ساعات من العملية األولى (أكثر من ‪4‬‬ ‫ساعات)‪ .‬غير أنه و لتجنب حالة الشك و تفادي‬ ‫غسيل المبيد‪ ،‬فإنه ينصح باإلمتناع نهائيا عن‬ ‫أي مكافحة كيماوية أثناء المطر أو عند توقع‬ ‫سقوطه‪.‬‬

‫الندى‬

‫من أي كمية؟ غير أن الرد على هذا السؤال ينصح بعدم تطبيق المبيد في حالة الندى الكثير‬ ‫ليس بديهيا أبدا إذ ليس لجميع المبيدات نفس لتفادي عملية الغسيل‪ ،‬بالمقابل يساعد الندى‬ ‫القدرة على الثبات على الزراعة في مواجهة الخفيف على تسرب المبيد إلى داخل الورقة‪.‬‬ ‫األمطار التي قد يكون تأثيرها إيجابيا أو سلبيا‬ ‫على عملية رش المبيد‪ .‬فحسب الحالة‪ ،‬فإن‬ ‫سقوط األمطار بعد الرش بفترة قصيرة قد يؤدي يعتبر عامل الرطوبة في غاية األهمية‬ ‫إلى غسل األوراق من المبيد و نقله إلى التربة بالنسبة للمبيدات الورقية لما لها من تأثير‬ ‫و بالتالي إلى إضعاف فعاليته؛ و بالمقابل‪ ،‬قد على تبخر القطرات‪ .‬ففي حالة الجو الجاف‬ ‫تؤدي األمطار إلى المساعدة على توزيع المبيد تتبخر القطيرات الصغيرة حتى قبل أن تلمس‬ ‫بشكل أفضل على الهدف‪ ،‬و إن كان يجب عدم النباتات‪ ،‬في حين يتقلص حجم القطيرات‬ ‫التعويل على هذا الفعل الهامشي لضمان إنتشار الألكبر مما يجعلها أكثر عرضة لإلنحراف‬ ‫جيد للمبيد على الزراعة‪ .‬و لعل بعض مبيدات عن الهدف‪ .‬و يفضل رش المبيد صباحا أو‬ ‫العمق تكون أكثر فعالية مع سقوط األمطار‪ ،‬في المساء حيث تكون نسبة الرطوبة أعلى‬ ‫غير أنه يجب الحرص على أن تؤدي مهمتها و من ‪ ،60%‬لكون هذا المستوى يسهل تسرب‬ ‫المبيد لداخل األوراق و يمنع تبخر القطرات أو‬ ‫تتحلل قبل الوصول إلى المياه الجوفية‪.‬‬ ‫إصابة النباتات المعالجة بالحروق‪.‬‬

‫الرطوبة الجوية‬

‫الرياح‬

‫تعد الرياح العامل األساسي الذي يجب‬ ‫مراعاته لتجنب إنحراف قطرات المبيد‪ .‬فكلما‬ ‫كانت الريح قوية كلما كان اإلنحراف أكبر و‬ ‫كلما تغير حجم القطرات حال خروجها من‬ ‫فوهات الرش‪ .‬إن اتجاه الريح هو الذي يحدد‬ ‫فعليا المآل النهائي لقطرات المبيد‪ ،‬هل هو‬ ‫الوصول إلى الهدف المقصود أم االنحراف‬ ‫إلى وجهات أخرى غير مستهدفة (بحيرات‬

‫‪12‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 127 - Mai 2020‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫توصيات تطبيق المبيدات حسب حالة الرياح‬ ‫حالة الرياح‬

‫ريح هادئة‬ ‫ريح خفيفة‬ ‫نسمة خفيفة‬ ‫نسمة لطيفة‬ ‫ريح معتدلة‬ ‫ريح معتدلة إلى قوية‬

‫سرعة الريح‬

‫أقل من ‪ 2‬كم‪ /‬الساعة‬ ‫‪ 3-2‬كم‪/‬س‬ ‫‪ 7-3‬كم‪ /‬س‬ ‫‪ 10-7‬كم ‪/‬س‬ ‫‪ 15-10‬كم ‪/‬س‬ ‫أكثر من ‪ 15‬كم‪/‬س‬

‫المؤشرات الظاهرة‬

‫صعود دخان بشكل عمودي‬ ‫تحديد اإلتجاه من خالل إنحراف الدخان‬ ‫صدور أصوات عن األوراق و اإلحساس بهبة على الوجه‬ ‫أوراق ال تتوقف عن الحركة‬ ‫غصينات متحركة و إرتفاع للغبار‬

‫التوصية‬

‫اإلمتناع عن رش المبيد في حالة الحرارة المرتفعة‬ ‫ظروف مثالية لرش المبيدات‬ ‫إستعمال فوهات رش مضادة لالنحراف‬ ‫إستعمال فوهات رش مضادة لالنحراف‬ ‫اإلمتناع كليا عن رش المبيد‬

‫إستخدام مبيدات الكلورينات العضوية حين‬ ‫تتجاوز الحرارة الدرجة ‪ 25‬مئوية‪.‬‬

‫مراقبة األحوال الجوية‬

‫‪ ،‬أنهار‪ ،‬زراعات أخرى‪ ،‬مراعي‪ ،‬فضاءات‬ ‫يرتادها الناس‪ ،‬مباني‪...‬الخ)‪ ،‬كما أن قوة‬ ‫الريح هي التي تحدد المسافة التي ستقطعها‬ ‫القطيرات قبل الوصول إلى الهدف‪ .‬الجدول‬ ‫التالي يعطي فكرة عن إحتماالت اإلنحراف‬ ‫حسب سرعة الريح‪ ،‬و يوضح إمكانية تطبيق‬ ‫المبيدات من عدمه‪.‬‬ ‫يجب أن نتذكر دائما التأثير الكبير للرياح‬ ‫في حالة الرش الموجه للمبيدات‪ ،‬حيث يلزم‬ ‫توجيه الفوهات بشكل يقود المبيد المقذوف في‬ ‫إتجاه المجموع الورقي للشجرة و ليس فوقه‪ .‬و‬ ‫يمكن القيام بعمليات الرش حتى عند سرعات‬ ‫تقترب من الحدود المشار إليها للرياح بشرط‬ ‫تقليص المسافة بين الفوهات و الهدف و‪ /‬أو‪:‬‬ ‫ إستخدام فوهات مدعومة بآلية خاصة للحد‬‫من اإلنحرافات؛‬ ‫ ضبط الفوهات إلنتاج قطرات كبيرة الحجم؛‬‫ السير بسرعة بطيئة‪.‬‬‫و في حالة إنعدام مثل هذه اإلمكانيات‪ ،‬يمكن‬ ‫اإلقتصار في تطبيق المبيدات على األوقات‬ ‫الهادئة أو الرجوع إلى تعليمات مصنع العتاد‬ ‫أو المبيد‪.‬‬

‫الحرارة‬

‫بصفة عامة‪ ،‬تتم عملية إمتصاص النبتة‬ ‫للمبيدات بشكل أمثل عندما تكون درجة‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫الحرارة تتراوح بين ‪ 5‬و ‪ 20‬درجة مئوية‪.‬‬ ‫و حتى يتم األمر بفعالية عالية‪ ،‬يجب تطبيق‬ ‫المبيد عند درجة حرارة محيطة منخفضة‬ ‫و رطوبة نسبية مرتفعة‪ ،‬للحد ما أمكن من‬ ‫إنحرافات قطرات المبيد أو تبخرها و ضمان‬ ‫تغطية جيدة للزراعة و بكميات أكبر‪ .‬الهواء‬ ‫الساخن و الجاف يزيد من مخاطر ضياع‬ ‫المبيد عن طريق تبخر القطيرات أو تقلص‬ ‫حجمها أكثر فأكثر أو تحولها إلى مجرد‬ ‫جزيئات مكثفة من المبيد‪.‬‬ ‫و الواقع أن هناك عوامل كثيرة أخرى لها‬ ‫عالقة بإنحراف إتجاه قطيرات المبيدات‬ ‫و وصولها إلى الهدف المحدد‪ ،‬نذكر منها‬ ‫باألخص التشكيل الكيميائي للمبيد‪ ،‬طريقة‬ ‫الرش و حجم القطيرات‪ .‬و يمكن القول أن‬ ‫أفضل أوقات رش الزراعة بالمبيدات هو‬ ‫الصباح الباكر‪ ،‬غير أن الفترة األقل إضرارا‬ ‫بالنحل هي بالتأكيد فترة المساء أو ليال‪.‬‬ ‫إضافة إلى ما سبق‪ ،‬يجب اإلشارة إلى أن لكل‬ ‫مبيد مساحة معينة من درجات الحرارة تكون‬ ‫فعاليته عندها مثالية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يمكن‬ ‫إستعمال مبيد عند درجات حرارة تتراوح‬ ‫بين ‪ 12‬و ‪ 20‬درجة مئوية‪ .‬كما يمكن تطبيق‬ ‫مبيد حشري من عائلة المبيدات الفوسفورية‬ ‫العضوية و مبيدات الكاربامات عند حرارة‬ ‫تتجاوز ‪ 15‬درجة مئوية‪ ،‬في حين ال يجب‬

‫يجب معرفة و تتبع التوقعات الجوية سواء‬ ‫قبل تطبيق المبيد إو حتى أثناء العملية‪ .‬و من‬ ‫أهم الخطوات اإلحتياطية التي ال يجب إغفالها‬ ‫أبدا‪ ،‬ضرورة قراءة الورقة التقنية المرافقة‬ ‫للمبيد لإلطالع على التعليمات المتعلقة‬ ‫بالحرارة المناسبة و السرعة؛ مع العلم أن‬ ‫هذه المعلومات ال تشكل إال عنصرا واحدا من‬ ‫العناصر الواجب مراعاتها عند إتخاذ قرار‬ ‫تطبيق المبيد من عدمه‪ .‬و الواقع أن على كل‬ ‫فالح منشغل بحماية مزروعاته‪ ،‬تتبع و مراقبة‬ ‫األحوال الجوية و تسجيل المعطيات المحلية‬ ‫من خالل اإلستعانة بمحطة أرصاد ثابتة أو‬ ‫محمولة‪ .‬فعن طريق محطة رصد محمولة‬ ‫يمكن قياس مستوى الحرارة و الرطوبة‬ ‫النسبية للهواء‪ ،‬و سرعة الرياح بإجراءات‬ ‫بسيطة و سريعة‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫تعتبر كل من سرعة الرياح و إتجاهها و‬ ‫الحرارة و الرطوبة إضافة إلى التساقطات‬ ‫المطرية‪ ،‬من العوامل المهمة ذات التأثير البالغ‬ ‫على وصول قطيرات المبيد إلى الهدف المحدد‬ ‫و بالتالي نجاح عملية المكافحة الكييائية‪.‬‬ ‫و إذا كان من غير الممكن التحكم في هذه‬ ‫العوامل‪ ،‬فإنه باإلمكان تحقيق نتائج جيدة‬ ‫إستنادا إلى قياسات و إجراءات دقيقة‪.‬‬ ‫و من أجل ذلك ‪ ،‬يكفي فقط معرفة التوقعات‬ ‫الجوية المحلية و العمل على تكييف طريقة‬ ‫إستخدام المبيدات مع التقلبات الجوية‪.‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 127 - Mai 2020‬‬

‫‪13‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫شجرة‬ ‫الزيتون و الماء‬

‫إلى يومنا هذا ظل السقي غالبا يقتصر على الزيتون المخصص إلنتاج زيتون المائدة‪ ،‬بينما الزيتون‬ ‫الموجه إلنتاج الزيت فظلت زراعته تقوم على األمطار عبر الزمن؛ غير أن العديد من التجارب أبانت على‬ ‫أن السقي يعتبر بالفعل أداة أساسية لتحسين اإلنتاج كميا و نوعيا‪ .‬كما أن الطلب الكبير على زيت الزيتون‬ ‫يتطلب من الفاعلين تقديم منتوج و جودة عالية‪ ،‬مع ضمان اإلستمرارية اإلقتصادية لهذا النشاط‪ .‬في نفس‬ ‫الوقت‪ ،‬و في ظل الظروف المناخية الخاصة بمنطقة البحر األبيض المتوسط‪ ،‬يصعب فعال تحقيق هذه‬ ‫األهداف من دون تدبير صحيح لعملية السقي‪.‬‬ ‫و المعروف أن شجرة الزيتون تتميز كما تمتلك مجموعة من الميكانيزمات جد قاسية‪ ،‬مثل الطبقة الوبرية التي تغطي‬ ‫بصفة خاصة بمقاومتها لنقص الماء‪ ،‬ذلك الفيسيولوجية تساعدها على المحافظة أسفل األوراق‪ ،‬و التوصيلية العالية‬ ‫أن لديها قدرة كبيرة على التكيف تشريحيا على وظائفها الحيوية‪ ،‬حتى في ظروف لألنسجة‪ ،‬و العدد المحدود للمسام‪ ،‬و‬

‫‪14‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 127 - Mai 2020‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫القطر الصغير لألنسجة الوعائية‪ ،‬و المميزات الخاصة‬ ‫للنظام الجذري و الكفاءة العالية لألوراق على مستوى‬ ‫التمثيل الضوئي و التبخر‪ ،‬و األلية الفعالة لتنظيم عمل‬ ‫المسام في ما يخص التبادل الغازي حسب الظروف‪،‬‬ ‫و القدرة الكبيرة للرفع من مستوى العالقة بين الجذور‬ ‫و المجموع الخضري في حالة اإلجهاد المائي التي‬ ‫تسمح بتوسيع مدى تمدد الجذور في عمق التربة‪ .‬غير‬ ‫أن تفعيل هذه الميكانيزمات الدفاعية يفترض طبعا بذل‬ ‫مجهود طاقي مهم من طرف الشجرة قد يترتب عنه‬ ‫إنهيار في اإلنتاج و ضعف واضح في النمو الخضري؛‬ ‫و هي وضعية قد تهدد ليس فقط إنتاج السنة الجارية بل‬ ‫أيضا إنتاج السنوات الموالية‪.‬‬ ‫ال يمكن تقدير الحاجيات المائية في مختلف مناطق‬ ‫زراعة الزيتون إال إذا تمكننا من تحديد حالة التربة‬ ‫و المناخ بشكل صحيح‪ .‬و يمكن حينها إستعمال طرق‬ ‫بسيطة لحساب تلك الحاجيات و بالتالي إتخاذ قرار‬ ‫الري األكثر مالءمة‪.‬‬

‫الري في ظروف الخصاص المائي‬ ‫تعتبر شجرة الزيتون من األنواع التي تظهر إستجابة‬ ‫واضحة للري حتى في ظروف النقص‪ .‬هذه الميزة‬ ‫تسمح بتبني إستراتيجيات للري في حالة قلة الموارد‬ ‫المائية‪ ،‬تقوم على تزويد األشجار بكميات تقل عن‬ ‫حاجياتها الفعلية‪ .‬و من بين التقنيات‪ ،‬في هذا الشأن‪ ،‬التي‬ ‫بدأت تنتشر نسبيا‪ ،‬تقنية «الخصاص المائي المتحكم‬ ‫فيه» و تقوم على أساس تقليص حجم مياه السقي في‬ ‫مراحل النمو األقل تأثيرا على اإلنتاج‪ ،‬و زيادته في‬ ‫المراحل األكثر حساسية؛ و هذا يتطلب معرفة دقيقة‬ ‫بآثار الخصاص المائي على كل مراحل نمو الزراعة‪،‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 127 - Mai 2020‬‬

‫‪15‬‬


‫تقنيات زراعية‬ ‫آثار اإلجهاد المائي (الخصاص المائي) على كل من نمو و إنتاجية‬ ‫شجرة الزيتون حسب المرحلة التي يحدث فيها اإلجهاد‬ ‫مراحل النمو الخضري و اإلنتاج‬ ‫نمو خضري‬

‫الفترة‬ ‫نهاية الصيف –الخريف‬

‫تأثير اإلجهاد المائي‬ ‫نمو محدود للبراعم الزهرية و للثمرات‬ ‫في السنة الموالية‬

‫تكون البراعم الزهرية‬ ‫إزهار‬ ‫عقد‬

‫فبراير – أبريل‬ ‫ماي‬ ‫ماي – يونيو‬

‫النمو األولي للثمار‬ ‫النمو الالحق للثمار‬ ‫تكون المادة الذهنية‬

‫يونيو – يوليوز‬ ‫غشت – نونبر‬ ‫يوليوز – نونبر‬

‫و بالميكانيزمات الفيسيولوجية المتعلقة‬ ‫بإستجابة الشجرة لإلجهاد المائي‪.‬‬ ‫و لعل المراحل األكثر حساسية هي‪،‬‬ ‫مرحلة اإلزهار‪ ،‬العقد و مرحلة التمايز‬ ‫الخلوي (تخصص الخاليا) خالل نمو‬ ‫الثمار‪ .‬و قد تم التدليل على أن إجهادا‬ ‫مائيا معتدال أثناء مرحلة تصلب نواة‬ ‫حبة الزيتون‪ ،‬قد يؤثر على الحجم‬ ‫النهائي للثمرة دون المساس باالنتاج من‬ ‫الزيت‪ .‬كما أظهرت تجارب تم إجراءها‬ ‫بإسبانيا أن كميات من مياه السقي توازي‬ ‫‪ 75%‬و ‪ 50%‬من حجم التبخر الكلي‬ ‫األقصى تم إمداد األشجار بها في مرحلة‬ ‫تصلب النواة‪ ،‬لم يترتب عنها إنخفاض‬ ‫ذو معنى في اإلنتاج‪ ،‬مقارنة مع سقي‬ ‫كاف يلبي حاجيات األغراس بشكل تام‪.‬‬ ‫بالمقابل أدى سقي ال يغطي إال ‪25‬‬ ‫‪ %‬من حجم التبخر الكلي األقصى إلى‬ ‫تراجع اإلنتاج بـ ‪ .16%‬و بلغة إقتصاد‬ ‫الماء‪ ،‬فإن هذه التجارب قد أبانت عن‬ ‫إمكانية لتقليص الحجم الموسمي من مياه‬ ‫الري بـ ‪ 35 ،24‬و ‪ 47%‬على التوالي‪.‬‬ ‫و هذه اإلستراتيجية مفيدة جدا لكونها‬ ‫تسمح بتخفيض مستوى المنافسة حول‬ ‫إستعماالت الماء حين يكون ضروريا‬ ‫أكثر لزراعات أخرى أو لإلستهالك‬ ‫‪16‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 127 - Mai 2020‬‬

‫تقلص عدد األزهار‪ :‬إجهاض‬ ‫صبة‬ ‫تقلص عدد األزهار المخ َ‬ ‫تقلص عدد األزهار التي تتحول‬ ‫إلى ثما ر (ارتفاع في فترة التناوب)‬ ‫نقص حجم الثمار (خاليا أقل في الثمرة)‬ ‫تقلص حجم الثمار (خاليا أصغر)‬ ‫محتوى ضعيف من الزيت في الثمرة‬

‫البشري ‪ .‬غير أن هذه المقاربة تحتاج‬ ‫رغم ذلك إلى اإلختبارلكونها قد تعطي‬ ‫نتائج مختلفة حسب البيئة‪ ،‬و مآل المنتوج‬ ‫(زيتون لألكل أم إلستخراج الزيت) و‬ ‫مدى تحمل األصناف لإلجهاد المائي‪.‬‬ ‫بالنسبة للزيتون المخصص لألكل مثال‪،‬‬ ‫فإن اإلجهاد المفروض أثناء تصلب‬ ‫النواة يجب أن يكون أقل حدة و أن‬ ‫ال يستمر طويال‪ ،‬مقارنة مع الزيتون‬ ‫الموجه إلنتاج الزيت‪ ،‬و ذلك ألن لحجم‬

‫الثمار أثناء جني المحصول دور كبير‬ ‫في التثمين التجاري للمنتوج‪.‬‬ ‫في المناطق حيث يتم الحد من إستعماالت‬ ‫الماء خالل فصل الصيف‪ ،‬فإنه يكون‬ ‫من المفيد الري في فصل الشتاء و بداية‬ ‫الربيع‪ ،‬لضمان مخزون كاف في التربة‬ ‫خالل المراحل الحرجة‪ :‬اإلكماخ (تفتح‬ ‫الحراشف التي تغطي البراعم)‪ ،‬اإلزهار‬ ‫و العقد‪ .‬و ستكون هذه المقاربة جد فعالة‬ ‫في حالة التربة العميقة التي تتميز بقدرة‬ ‫كبيرة على المحافظة على الماء‪ .‬و لتقدير‬ ‫الحجم المناسب من المياه المطلوب‬ ‫مد األشجار بها‪ ،‬فإنه من المهم معرفة‬ ‫الخصائص الهيدرولوجية للتربة لتجنب‬ ‫الري المفرط و ضياع الماء‪ ،‬مع مراعاة‬ ‫كون الزراعة ستستهلك بالتأكيد المخزون‬ ‫المائي قبل نهاية الدورة اإلنتاجية‪ .‬لهذا‬ ‫من الضروري مراقبة محتوى التربة من‬ ‫الماء لتحديد الوقت الذي يلزم التدخل فيه‬ ‫بالري أثناء الفترات الحرجة للزراعة‪.‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫مصدات الرياح و‬ ‫دورها في الزراعة‬ ‫(البروفيسور َمحمد حميمينة‪-‬معهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة‪/‬الرباط)‬

‫مع إقتراب فترة إنشاء بساتين جديدة‪ ،‬من المفيد التذكير بممارسة غالبا ما يتم إغفالها؛ وهي إنشاء‬ ‫مصدات للرياح حوالي و بداخل البستان‪ ،‬وعرض مزاياها العديدة في حماية الحيوانات و المباني و التربة‬ ‫و الزراعات‪ .....‬الخ‪.‬‬ ‫وكتعريف مبسط لمصدات الرياح‪ ،‬يمكن‬ ‫القول أنها عبارة عن عوائق في وجه الرياح‬ ‫لكسر حدة سرعتها‪ .‬و يمكن التمييز عمليا‪،‬‬ ‫بين فئتين رئيسيتين من المصدات‪ :‬‬ ‫ المصدات الساكنة‪ ،‬المسماة أيضا المصدات‬‫اإلصطناعية‪ .‬وتتكون من أخشاب و أغصان‬ ‫ميتة أو قصب أو أسالك أو ألواح بالستيكية‬ ‫أو أية مواد إصطناعية مخصصة لحماية‬ ‫زراعات بقولية في مساحات صغيرة أو في‬ ‫أراضي مؤجرة (إستغالل مؤقت) أو كحظائر‬ ‫للمواشي‪ ...‬‬ ‫‪ -‬المصدات الحية أو المصدات النباتية‪ .‬و‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫تتكون في العادة من نباتات حية‪ ،‬مما يجعلها‬ ‫أكثر إندماجا في المنظر العام‪ ،‬وأكثر دواما و‬ ‫جمالية و أقل كلفة‪ .‬غير أنها تحتاج إلى وقت‬ ‫أطول للقيام بدورها بسبب بطء نموها‪ .‬كما‬ ‫أنها ومع تقدمها في السن يمكن أن تنافس‬ ‫الزراعات على الضوء و الماء و العناصر‬ ‫الغذائية‪ .‬‬ ‫لهذا يجب التذكير بأن إنشاء مصدات رياح‪،‬‬ ‫ليس عمال بسيطا و في متناول أي كان و‬ ‫متروك آلخر لحظة؛ و إنما هو عمل عقالني‬ ‫و مدروس بعناية‪ .‬‬ ‫هناك أدبيات عديدة تتحدث عن أهمية وفائدة‬ ‫مصدات الرياح في الحد من التعرية وحماية‬

‫المنشآت والطرق والمحافظة على مجموعة‬ ‫من الكائنات الحية و الحشرات المساعدة‪،‬‬ ‫وتقليص تشتت المبيدات ورفع مردودية‬ ‫الزراعات‪ ....‬‬ ‫وسنحاول فيما يلي‪ ،‬تجميع ما هو مشتت من‬ ‫وقائع ومعلومات حولها بشكل متناسق‪.‬‬

‫‪ 1-‬الحد من التعرية الريحية‬

‫نتيجة قدرتها على كسر حدة الرياح‪ ،‬فإن‬ ‫المصدات تعمل بنجاح في المحافظة على‬ ‫التربة بسبب تقليصها لنسبة تبخر المياه‪.‬‬ ‫ويرجع ذلك إلى العالقة التناسبية بين كل‬ ‫من سرعة الرياح و مستوى المحافظة على‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 127 - Mai 2020‬‬

‫‪17‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫الماء السطحي (الرطوبة)‪ .‬و بصفة عامة الحشرات مفصلية األرجل ذات الفائدة‬ ‫تستطيع المصدات الحد من إنجراف التربة الكبيرة في تحقيق وقاية متكاملة للزراعة‪.‬‬ ‫وذلك بالنظر إلى المزايا التي توفرها لها‬ ‫بنسبة ‪ .50٪‬‬ ‫المكونات النباتية لهذه المصدات‪ ،‬إلى حد أن‬ ‫‪ 2‬رفع المردودية‬‫كثيرا من الطيور و الحشرات تعيش دورتها‬ ‫إضافة إلى ما سبق‪ ،‬فإن لمصدات الرياح الكاملة أو جزءا منها في إرجاءها أو تتخذها‬ ‫دور مهم في زيادة المردودية بما يتراوح ملجأ أثناء المعالجة الكيماوية‪ .‬و لعل هذا ما‬ ‫بين ‪ 8‬و ‪ .77٪‬و يرجع هذا التفاوت يدفع بعض المزارعين إلى إعتبار المصدات‬ ‫الكبير في درجة تفاعل الزراعات إلى عدة النباتية مصدر تهديد للزراعات المجاورة؛‬ ‫من المتغيرات كنوعية الزراعة و التربة و لكونها حسب رأيهم‪ ،‬تعتبر خزانا لآلفات و‬ ‫الظروف المناخية و بنية المصدات ذاتها‪ .‬و الحشرات الناقلة لألمراض؛ مما يدفع البعض‬ ‫تسجل أهم زيادة في المردودية في المواسم منهم إلى رش المصدات ذاتها بالمبيدات‬ ‫الجافة‪.‬‬ ‫لمنع مخاطر تلك الكائنات‪ .‬‬ ‫المردودية‬ ‫منحنى‬ ‫يتطور‬ ‫عامة‪،‬‬ ‫بصفة‬ ‫و‬ ‫و تعمل الحواجز أيضا على حماية البناياتات‬ ‫في مساحة أرضية معينة تناسبيا مع علو و تحسين إطار العيش عبر تقليص كميات‬ ‫المصدات؛ إذ ينخفض في البداية مباشرة بعد الغبار المتطاير‪ ،‬و تخفيض مستوى الضجيج‬ ‫المصد بمسافة تعادل علوه‪ ،‬ثم يرتفع بشكل و توفير الظل عند الحرارة الشديدة‪ ،‬و‬ ‫عام على مدى ‪ 10‬مرات هذا العلو قبل أن المحافظة على التنوع البيولوجي و األنشطة‬ ‫يتناقص ثم يرتفع مرة أخرى عند إقتراب النافعة للحشرات و الطفيليات و الطيور‪ .‬‬ ‫الحاجز الموالي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫و يرجع اإلرتفاع في المردودية بصفة عامة‪ ،‬لإلشارة فإن إدماج أنواع معينة من األشجار‬ ‫إلى إنخفاض حجم األضرار الميكانيكية التي معروفة بجودة أخشابها أو ثمارها سيعطي‬ ‫تصيب مختلف أجزاء النباتات المزروعة للمصدات أيضا قيمة اقتصادية إضافية‪.‬‬ ‫كاألوراق و األزهار و الثمار؛ إضافة إلى‬ ‫التلقيح الجيد بفضل توافر أعداد كبيرة من خصائص و مواصفات‬ ‫الحشرات النشيطة و إلى إرتفاع الحرارة مصد الرياح‬ ‫طيلة النهار‪ .‬كما تجدر اإلشارة أيضا إلى تتوقف كفاءة مصد الريح على مجموعة من‬ ‫دور مصدات الرياح في تسهيل توزيع أفضل الثوابت الواجب مراعاتها عند إنشاءه و التي‬ ‫نعرضها فيما يلي بإيجاز ‪:‬‬ ‫لمياه السقي بالرش‪.‬‬ ‫‪ 3‬تعزيز المكافحة الكيماوية و الحد من‬‫* النفاذية‬ ‫تشتت المبيدات‪.‬‬ ‫بفضل قدرتها على خفض سرعة الرياح‪ ،‬إن مصد الرياح الجيد هو عبارة عن مصفاة‪.‬‬ ‫تساعد المصدات في تطبيق المبيدات بفعالية ذلك أن للنفاذية المتوسطة تأثير جيد على‬ ‫أكبر‪ ،‬من خالل منع تشتتها و تجاوزها إلى الزراعة‪ .‬و تتوقف نفاذية المصد‪ ،‬عموما‪،‬‬ ‫الحقول المتاخمة و الزراعات المجاورة‪ .‬و على نوعية مكوناته و طريقة ترتيبه و مدى‬ ‫ذلك نتيجة الجو الهادئ الذي تخلقه؛ حيث العناية به‪.‬‬ ‫تميل قطيرات المبيد إلى المكوث في المنطقة‬ ‫المستهدفة مما يؤدي إلى تحسن مستوى * العلو‬ ‫يلعب إرتفاع مصد الرياح دورا مهما في‬ ‫المكافحة‪.‬‬ ‫و تكون الحواجز النباتية و هي في ذروة تحديد المساحة الممكن حمايتها؛ مما يستدعي‬ ‫التوريق أكثر إعتراضا للمبيدات (‪ 85-‬إستعمال خليط من األشجار و الشجيرات‬ ‫‪ )60٪‬مقارنة بحالة غياب األوراق أو كونها الكبيرة في إنشاء مصدات للبساتين‪.‬‬ ‫في طور النمو (‪ ،)50-10٪‬و ذلك على‬ ‫* العرض‬ ‫مسافة تعادل ‪ 3‬مرات علو المصدات‪ .‬‬ ‫يقصد بعرض مصد الرياح بصفة عامة‪ ،‬عدد‬ ‫ ‬ ‫الصفوف التي يتكون منها‪ .‬و ترجع أهمية‬ ‫‪ 4‬المحافظة على الحياة‬ ‫النباتية و الحيوانية‬ ‫عامل العرض إلى دوره في تحديد درجة‬ ‫تشكل المصدات النباتية مأوى لكثير من نفاذية المصد‪ .‬و حسب المعتاد‪ ،‬كلما زاد‬ ‫‪18‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 127 - Mai 2020‬‬

‫عرض مصد الرياح كلما كان أقل نفاذية‪.‬‬ ‫لهذا من الضروري توفر حد أدنى متجانس‬ ‫في العرض‪ .‬كما أن تعدد الصفوف يسمح‬ ‫بتجدد الحاجز و يتيح إمكانية إدماج أكبر‬ ‫عدد من أنواع األشجار و الشجيرات لتأمين‬ ‫حماية جيدة‪ .‬لكنه بالمقابل‪ ،‬فان حاجزا من‬ ‫صف واحد لن يتطلب عناية كبيرة و لن‬ ‫يشغل مساحة أوسع؛ و هذا أمر بالغ األهمية‬ ‫لدى المزارع على إعتبار أن تقلص المساحة‬ ‫الصالحة للزراعة هو الثمن األساسي المرتبط‬ ‫بإنشاء مصد نباتي للرياح‪.‬‬ ‫* الطول ‪:‬‬ ‫إضافة إلى مرور الرياح من فوق هامات‬ ‫أشجار المصدات‪ ،‬فإنها تتسرب أيضا من‬ ‫خالل األطراف‪ .‬لهذا‪ ،‬من المطلوب أن‬ ‫يمتد طول المصد بشكل كاف لضمان حماية‬ ‫أفضل للزراعات‪ .‬وحسب بعض التجارب‪،‬‬ ‫فإن الحد األدنى للطول يجب أن يعادل‬ ‫‪ 11,5‬مرة إرتفاع الحاجز‪ .‬و بالتالي‪ ،‬كلما‬ ‫إرتفعت هذه النسبة كلما إزدادت المساحة‬ ‫المحمية‪ .‬‬ ‫* طبوغرافية المكان‬ ‫إلتجاه إنحدار األرض تأثير كبير على طول‬ ‫المساحة المحمية‪ .‬فإذا كان اإلنحدار في إتجاه‬ ‫الحاجز‪ ،‬فإن هذه المساحة تزداد إتساعا و‬ ‫العكس صحيح إذا كان اإلنحدار في اإلتجاه‬ ‫المعاكس‪.‬‬

‫ ‬ ‫* اإلتجاه‬ ‫لتحديد إتجاه المصد دور أساسي في تحديد‬ ‫الظل و منافسة المصد النباتي للزراعات‪.‬‬ ‫لهذا يجب بناءه بشكل متعامد مع إتجاه الرياح‬ ‫السائدة‪ .‬إذ أنه عندما تصطدم هذه األخيرة‬ ‫بالحاجز النباتي بزاوية أقل من ‪ 90‬درجة‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫‪،‬فإنه يصعب عليها تجاوزه‪ ،‬مما يقلل من‬ ‫نفاذية المصد‪ .‬‬ ‫* شكل المقطع العرضي‬ ‫تعمل المصدات المنحنية من جهة هبوب الرياح‬ ‫على رفع الهواء إلى ما فوق هامات األشجار‬ ‫مما يحد من درجة نفاذيتها (المصدات)‪ .‬و‬ ‫على كل حال فإنه في المناطق الصحراوية‬ ‫و الساحلية يصعب تثبيت األشجار‪ ،‬لذا من‬ ‫األفضل إنشاء مصدات مائلة من أشجار‬ ‫سريعة النمو‪ .‬‬

‫ ‬ ‫* عوامل أخرى‬ ‫كلما كان حاجز الرياح مرنا كلما أدى إلى‬ ‫إضعاف الرياح أكثر‪ ،‬و بالتالي إلى حماية‬ ‫أكبر للزراعات‪ .‬ولإلشارة فإن هناك عوامل‬ ‫أخرى تجب مراعاتها عند التخطيط إلنشاء‬ ‫حاجز نباتي للرياح لها دور في إإلضطرابات‬ ‫الهوائية مثل وجود عوائق تعترض مجراه أو‬ ‫خشونة في السطح‪.‬‬

‫أنواع مصدات الرياح‬

‫هناك أنواع عديدة من المصدات ال تحدها‬ ‫إال قدرة المعني باألمر على اإلبداع؛ غير‬ ‫أنه يمكن اإلشارة بصفة عامة‪ ،‬إلى أربع‬ ‫تشكيالت أكثر شيوعا‪ ‬في هذا المجال و هي‪:‬‬ ‫ المصدات الحرجية‪ ،‬وتتكون من نوع‬‫واحد من األشجار متقاربة جدا فيما‬ ‫بينها(سرو‪،‬أكاسيا‪،‬حوُ ر‪ )..‬وتشكل حاجزا‬ ‫َ‬ ‫جيدا للرياح غير ان أخشابها رديئة‪.‬‬ ‫ المصدات الدغلية(أجمات)‪ ،‬و تتكون من‬‫أشجار ذات فروع جانبية كثيرة‪ ‬و تتصف‬ ‫بكفاءتها الممتازة في إعتراض الرياح و‬ ‫بإنتاجيتها الكبيرة من حطب التدفئة‪.‬‬ ‫ مصدات مكونة من أنواع مختلفة من‬‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫الشجيرات نادرا ما تترك حرة من دون‬ ‫تشذيب‪ .‬و تتخذ غالبا كأسيجة أكثر منها‬ ‫كمصدات للرياح (زعرو‪،‬مسك الليل‪،‬دفلى‪)...‬‬ ‫ المصدات المركبة‪ ،‬وتتكون من طبقتين أو‬‫ثالث طبقات من خليط متدرج من الشجيرات‬ ‫و األشجار و الشجيرات المتفرعة من‬ ‫جدورها‪ ،‬و ذلك في خط واحد أو أكثر؛ و هو‬ ‫النوع الحديث في ميدان المصدات و يتميز‬ ‫بتنوع وظائفه اإليكولوجية و تعددها و بكونه‬ ‫ينتج أخشابا جيدة‪.‬‬ ‫وأيا كان النوع المختار‪ ،‬فإنه من األفضل‬ ‫أن يحتوي مصد الرياح‪ ،‬على األقل‪ ،‬على‬ ‫نوعين مختلفين من النباتات‪ .‬و بسبب إحتالل‬ ‫المصدات لجزء مهم من األرض الزراعية‪،‬‬ ‫و بما يترتب عنها من نقص في اإلنتاج‬ ‫يعادل حوالي مرة واحدة إرتفاعها‪ ،‬فأنه‬ ‫يجب الحرص على أن تكون أبعد ما يمكن‬ ‫عن الزراعات‪ :‬على حدود ممر أو خندق أو‬ ‫طريق لتقليص الخسارة في المردودية‪.‬‬

‫األهداف‪ ،‬اإلنجاز و معايير إختيار‬ ‫مكونات المصد‬

‫كما سبق القول‪ ،‬فإن إحداث مصد للرياح‬ ‫يتطلب تخطيطا دقيقا‪ .‬و لعل أول خطوة‬ ‫تقتضي تحديد نفاذية المصد الشتوية و‬ ‫الصيفية و التي تتفاوت بحسب األهداف‬ ‫المراد حمايتها‪ :‬بنايات‪ ،‬حيوانات‪ ،‬زراعات‬ ‫حولية‪ ،‬بساتين ‪ ....‬‬ ‫إن مالئمة النباتات للظروف المناخية‪ ‬و‬ ‫ترتيبها بشكل مناسب إلعتراض الرياح‪ ‬و‬ ‫تعزيز النفاذية الشتوية و الصيفية الضرورية‪،‬‬ ‫هي أمور بالغة األهمية‪.‬‬ ‫إذا كان الهدف هو حماية إسطبالت و حظائر‬ ‫ماشية‪ ،‬فمن الحكمة الجمع بين نوعين من‬ ‫األشجار‪ :‬دائمة الخضرة و نفضية ‪.‬أما‬ ‫بالنسبة للبساتين‪ ،‬فبصفة عامة يتم تفضيل‬ ‫حواجز مكونة من صنف واحد من أشجار‬ ‫نفضية متباعدة في ما بينها بمترين؛ مما يوفر‬ ‫حماية جيدة في أوقات المخاطر‪ ،‬و درعا‬ ‫قليل النفع في الشتاء إبان فترة الراحة النباتية‬ ‫للزراعات‪ .‬إال انه يجب عدم إستبعاد إستعمال‬ ‫األشجار دائمة الخضرة كليا‪ ،‬بشرط التأكد‬ ‫من إرتفاع مستوى نفاذيتها في فصل الشتاء‬ ‫لتفادي التظليل الضار باألشجار‪ ،‬و تجنب‬ ‫تجمع المياه و تشبع التربة مما يعيق العمل‬ ‫في الحقول‪.‬‬ ‫و يمكن تعزيز نفاذية الحاجز من خالل إختيار‬

‫أنواع من النباتات ذات مجموع خضري‬ ‫أقل كثافة‪ ،‬أو بزيادة المسافة الفاصلة بين‬ ‫األشجار‪ ،‬أو بتشذيب قاعدة الحاجز‪ .‬كما‬ ‫يمكن تبني بعض النماذج األوربية حيث يتم‬ ‫مكونة من أشجار عالية جدا‬ ‫بناء مصدات َ‬ ‫تفصل بينها شجيرات على مسافة ‪ 4‬إلى ‪6‬‬ ‫أمتار حسب نوع الشجيرات و عرضها‪.‬‬

‫مساوئ مصدات الرياح‬

‫كما هو حال أية تقنية‪ ،‬فإن لمصدات الريح‬ ‫مساوئ بقدر ما لها من مزايا‪ .‬من بين هذه‬ ‫النقائص أنها ترفع نسبة مخاطر الصقيع‬ ‫الربيعي في البساتين خاصة في الليالي‬ ‫الصافية والهواء الخفيف و ذلك من خالل‬ ‫الحد من إختالط الهواء الذي يسهل إرتفاع‬ ‫الحرارة فوق التربة‪ .‬كما يمكن أن تتسبب‬ ‫المصدات في السنوات الماطرة‪ ،‬في تفاقم‬ ‫األمراض الفطرية في الزراعة نتيجة الحد‬ ‫من سريان الهواء ‪.‬غير اأنه باإلمكان تفادي‬ ‫هذه اآلثار السلبية بزيادة نفاذية مصد الرياح‪.‬‬ ‫و الحقيقة‪ ،‬أنه ال يمكن إنكار أن الحواجز‬ ‫النباتية تعمل على إستقطاب أعداد غفيرة من‬ ‫الحشرات النافعة و اآلفات و الطيور مما‬ ‫يجعل منها خصما لدوداَ لمزارعي الكروم و‬ ‫الزيتون خاصة‪.‬‬ ‫إن منافع مصدات الرياح المنجزة بشكل‬ ‫مالئم‪ ،‬كبيرة في كل مجاالت الفالحة‪ ،‬وذلك‬ ‫بسبب قدرتها على توفير الحماية لكل من‬ ‫التربة و الزراعة و المواشي و مختلف‬ ‫منشآت المزرعة‪ ،‬و بمساهمتها في تحسين‬ ‫اإلطار المعيشي للقرويين‪ .‬بل باإلمكان أن‬ ‫يكون الحاجز النباتي مصدرا معتبرا للخشب‬ ‫و الثمار‪.‬‬ ‫وبهدف ضمان كفاءتها القصوى‪ ،‬فإنه من‬ ‫الضروري إحترام معايير النفاذية و اإلرتفاع‬ ‫و الطول و العرض و اإلتجاه المناسب عند‬ ‫استحداث مصدات الريح النباتية‪.‬‬ ‫إن أفضل نسبة للنفاذية لتحقيق التخفيض‬ ‫األمثل لسرعة الرياح ب ‪ ٪ 50‬هي نسبة‬ ‫‪، 40٪‬أي ما يوازي حماية مساحة تبلغ ‪10‬‬ ‫مرات علو الحاجز‪ .‬وما بين ‪ 10‬و ‪ 20‬مرة‬ ‫هذه العلو بنسبة تخفيض لسرعة الرياح في‬ ‫حدود ‪ ٪ 25‬بنفس مستوى النفاذية (‪.)40٪‬‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 127 - Mai 2020‬‬

‫‪19‬‬


www.agri-mag.com

Agriculture du Maghreb N° 127 - Mai 2020

20


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.