Supplément arabe Agri Mag Février 2021

Page 1

‫ملحق العدد ‪133‬‬ ‫فبراير ‪2021‬‬ ‫مجلة مهنية مختصة بقطاع الخضر و الفواكه‪ ،‬الحبوب‪ ،‬الزراعات السكرية و تربية المواشي‬

‫زراعة احلبوب‬

‫تذكير بأهم األمراض الفطرية‬

‫التسميد‪ ‬‬ ‫كل ما يجب معرفته عن‬ ‫هذه العملية األساسية‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫ّ‬ ‫الرش الشتوي‬ ‫أهمية‬ ‫ّ‬ ‫لبساتني الفاكهة وكروم العنب‬

‫أهم آفات زراعة اجلزر‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫‪1‬‬


ISO 27001 : 2013

www.agri-mag.com Version 201

8

Agriculture du Maghreb N° 133 - Février 2021

2


‫الفهرس‬ ‫األمراض الفطرية التي تصيب‬ ‫الجزر‬

‫مجموعة حسن الدرهم‬

‫‪4‬‬

‫الطرق الناجعة لمقاومة‬ ‫األعشاب الضارة‬

‫‪5‬‬

‫التسميد‪ ‬‬ ‫كل ما يجب معرفته عن هذه‬ ‫العملية األساسية‬

‫‪8‬‬

‫أه ّمية ّ‬ ‫الرش الشتوي لبساتين‬ ‫الفاكهة وكروم العنب‬

‫‪agriculturemaghreb@gmail.com‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫‪10‬‬

‫مرض عين الطاووس‬

‫‪14‬‬

‫زراعة الحبوب‬ ‫تذكير بأهم األمراض الفطرية‬

‫‪16‬‬

‫ترشيد إستعمال سماد التغطية‬ ‫في زراعة القمح‬

‫‪18‬‬

‫الئحة اإلشهارات‬ ‫‪9‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫‪FERTIKA‬‬ ‫‪MAMDA‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪CAM‬‬ ‫‪CMGP‬‬

‫أرشيفنا على اإلنترنت‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫‪3‬‬


‫زراعة اجلزر‬

‫أهم آفات زراعة اجلزر‬ ‫تعرف زراعة اجلزر الكثير من األمراض التي قد‬ ‫(جزَر) متفرعة‪ ،‬و ذلك‬ ‫تتسبب يف إنتاج جذور َ‬ ‫مثل البيتيوم و عفن السكليروتينيا و الريزوكتونيا‬ ‫(عفن اجلذور التاجي) و املاكروفومينا (التعفن‬ ‫الفحمي)‪ .‬كما يهاجم مرض البياض الدقيقي‬ ‫(األويديوم) هذه الزراعة يف الفترات الرطبة‬ ‫و احلارة‪ .‬و لتجنب اإلصابة مبرض عفن‬ ‫اجلذور‪ ،‬يجب تفادي زراعة اجلزر على نفس‬ ‫القطعة األرضية التي سبق زراعة الفصة بها‪ .‬و‬ ‫بصفة عامة‪ ،‬فإنه من الضروري التدخل وقائيا‬ ‫ملنع اإلصابة بهذا املرض الفطري‪ .‬و من بني‬ ‫األمراض األكثر إنتشارا باملغرب‪:‬‬

‫األويديوم او البياض الدقيقي‬

‫هو مرض يصيب األوراق خاصة‪ ،‬ويتجلى على‬ ‫شكل غطاء دقيقي أبيض يغطي الورقة من‬ ‫اجلهتني ‪ .‬العوامل املساعدة يف تطوره هي‪:‬‬ ‫* اجلو اجلاف خاصة يف الربيع يف زراعة‬ ‫اجلزر املبكر‬ ‫* احلرارة ما بني ‪ 15‬و ‪ 31‬درجة‬ ‫* غياب الرطوبة على األوراق‬ ‫ً‬ ‫مكافحة األويديوم تعتمد خصوصا على‪:‬‬ ‫* إستعمال أصناف جزر مقاومة‬ ‫* عدم اإلفراط يف التسميد األزوتي‬ ‫* السقي بالرش يساعد على تقليص‬ ‫حدة اإلصابة مع اإلنتباه إلى خطر اإلصابة‬ ‫باأللترناريا‬ ‫* املعاجلة بالكبريت امليكروني (كبريت على‬ ‫هيئة جزيئات دقيقة جدا قابلة للذوبان يف املاء)‬ ‫عند ظهور أولى األعراض‪.‬‬

‫مع مراعاة عدم اإلفراط يف كميات الكبريت‬ ‫املستعملة وذلك ألنه يؤدي إلى حموضة التربة‬ ‫التي ينتج عنه استفحال مشكل مرض آخر وهو‬ ‫البثيوم‪.‬‬

‫البـيـثـيوم‪ : ‬مرض التبقع‬

‫هذا املرض الذي يصيب اجلذور (ظاهرة عفن‬ ‫اجلذور) ينتشر يف أغلب مناطق العالم‪ .‬مسبباته‬ ‫عديدة و تختلف من منطقة إلى أخرى‪ .‬وقد تصل‬ ‫اخلسارة يف املردودية إلى حوالي ‪ 50%‬يف حالة‬ ‫اإلصابة احلادة‪ .‬أعراضه بقع متطاولة شفافة‬ ‫إلى داكنة حتفر سطح الثمار اجلذرية (اجلزر)؛‬ ‫بعد ذلك تتشقق اجلذور ثم تتفجر طوليا‪ .‬و قد‬ ‫تتحول هذه البقع إلى عفن مع إستقرار املرض‬ ‫بها‪ ،‬ويصبح احملصول املصاب حينها غير قابل‬ ‫للتسويق وقد تؤدي اإلصابة املبكرة يف بداية‬ ‫الزراعة إلى موت النبتات الصغيرة و إلى إنتاج‬ ‫جذور متفرعة‪.‬‬ ‫أما العوامل املساعدة فهي عديدة‪:‬‬ ‫ تساقطات مطرية غزيرة و وجود مياه راكدة‬‫ إفراط يف املاء و األزوت‬‫ غياب التناوب الزراعي‬‫ حرارة بني ‪ 15‬و ‪ 25‬درجة‬‫ اإلصابة تكون حادة عند مستوى حموضة‬‫للتربة يقل عن‪.7‬‬ ‫و لإلشارة‪ ،‬فإن مرض عفن اجلذور يرتبط كثيرا‬ ‫مبسألة تدبير السقي و بنسبة املادة العضوية‬ ‫املوجودة يف التربة‪.‬‬ ‫ينصح خبراء مكافحة اآلفات ب ‪:‬‬ ‫‪ -‬إستعمال أصناف مقاومة موازاة مع وقاية‬

‫كيماوية مدروسة‬ ‫ يف بعض الدول يسمح باللجوء الى تطهير‬‫التربة عن طريق عملية التبخير مما يساهم يف‬ ‫السيطرة على املرض‬ ‫ ضمان تصريف جيد للماء‬‫ ترشيد التسميد األزوتي‬‫ إضافة اجلير إلى التربة احلامضية‬‫و يف جميع األحوال‪ ،‬يجب إدراك أن إعدادا‬ ‫جيدا للتربة يسمح بتصريف جيد للماء و بتهوية‬ ‫التربة‪ ،‬هو أساس زراعة سليمة ما أمكن من‬ ‫األمراض البكتيرية و الفطرية‪ .‬كما يلزم إختيار‬ ‫بذور سليمة و إحترام التناوب الزراعي لتجنب‬ ‫أمراض األلترناريا‪.‬‬

‫األلترناريا‬

‫يعتبر مرض األلترناريا املرض األكثر إنتشارا‬ ‫عبر العالم‪ ،‬و يتسبب فيه نوعان من الفطريات‪،‬‬ ‫أحدهما يهاجم املجموع الورقي‪ ،‬بينما اآلخر‬ ‫يصيب اجلذور‪ ،‬و يؤدي إلى ظهور بقع سوداء‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫ األعراض‪ :‬ظهور بقع صغيرة داكنة حتيط بها‬‫هاالت صفراء على األوراق القدمية‪ .‬الوريقات‬ ‫الفتية تنتني لألعلى ثم متوت‪ .‬و قد متتد‬ ‫اإلصابة إلى السويقات (أعناق األوراق) على‬ ‫شكل خطوط نخر منحرفة واضحة‪ .‬و عند‬ ‫تزايد حدة اإلصابة‪ ،‬يجف املجموع الورقي‬ ‫برمته متاما‪.‬‬ ‫‪ -‬تطور املرض‪ :‬تنتقل العدوى من خالل التربة‬

‫األلترناريا‬

‫البياض الدقيقي‬ ‫''ألويديوم''‬ ‫‪4‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫البـيـثـيوم‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫(بقايا زراعية‪َ ،‬جزَر بري) أو عن طريق البذور؛‬ ‫و يتطور املرض حني يكون اجلو رطبا و حارا‬ ‫(الصيف و اخلريف)‪ ،‬و تنتشر األبواغبفعل‬ ‫الرياح و احلشرات و املاء (أمطار أو رش) و عبر‬ ‫اآلالت الفالحية ‪...‬‬ ‫ العوامل املساعدة‪ :‬وجود املاء على سطح‬‫األوراق‪ ،‬الرياح‪ ،‬احلرارة (ما بني ‪ 14‬و ‪35‬درجة‬

‫األعداء الرئيسيون‬

‫‪ 50‬درجة ملدة ‪ 20‬دقيقة للقضاء على الفطريات‬ ‫و الدرجة املثلى هي ‪ )28‬و الرطوبة‪.‬‬ ‫احملتملة‬ ‫ الوقاية و املكافحة‪:‬‬‫* جتنب اإلفراط يف السماد العضوي األزوتي‬ ‫* إختيار أصناف مقاومة أو متحملة‬ ‫* التناوب الزراعي الطويل لكون الفطر املسبب الذي يساعد على النمو الكثيف للمجموع الورقي‬ ‫* تفادي السقي يف املساء أو لي ً‬ ‫ال‬ ‫للمرض يعيش مطوال يف التربة‬ ‫* يف حالة املخاطر القوية ميكن اللجوء الى‬ ‫* جتنب الكثافة العالية‬ ‫* نقع البذور يف ماء تصل درجة حرارته إلى املعاجلة بالنحاس ( أحيانا غير فعال)‬

‫فيروس إحمرار األوراق‬

‫يعتبر كل من ال َمنّ و النيماتودا و الحشرات األوراق تحمر و تصفر‪ ،‬و في حالة اإلصابة الحادة‬ ‫الج َزر‪ ،‬لهذا يجب يتوقف نمو المجموع الورقي مما يؤدي إلى تراجع‬ ‫الحفارة أخطر أعداء َ‬ ‫أن تكون المكافحة وقائية و فعالة مع المردودية‪ .‬و يتغذى المن على النبتة عن طريق‬ ‫مراعاة عدم اإلفراط في إستعمال المبيدات إمتصاص عصارتها مما يتسبب في إضعافها‪،‬‬ ‫الحشرية‪ .‬و تبقى المكافحة المتكاملة التي فتنكمش األوراق و تنتني الوريقات الفتية‪ .‬و على‬ ‫تجمع بين الوسائل البيولوجية و النباتية‪ ،‬الرغم من عدم أهمية الخسارة التي يسببها المن‬ ‫أفضل طريقة لتجنب المشاكل الصحية غالبا‪ ،‬فإن إصابة النبتة في مرحلتها الفتية قد تعطل‬ ‫للزراعة‪ .‬و يجب اإلنتباه إلى عدم زراعة النمو إو توقـفه تماما‪ ،‬مما قد يؤدي إلى تراجع‬ ‫الجزر بالقرب من البطيخ لتجنب تحركات المردودية إن لم تتم السيطرة على الوضع‪ .‬و يجب‬ ‫اإلنتباه في هذا الصدد‪ ،‬إلى عدم الخلط بين هذه‬ ‫المن‪.‬‬

‫األعراض و أعراض نقص العناصر المغذية‪.‬‬ ‫يجب أن يكون الهدف هو القضاء على ال َمنّ‬ ‫بإعتباره ناقال للمرض‪ .‬و بإستعمال المبيدات‬ ‫المرخصة التي تستهدف المن في فترة الطيران‪،‬‬ ‫يمكن السيطرة على المشكلة‪ .‬كما أنه‪ ،‬و لكون‬ ‫تعديات المن على زراعة الجزر تظل ضعيفة‪ ،‬فإن‬ ‫الوقاية الكيماوية الممنهجة ليست مطلبا ضروريا‪.‬‬ ‫كما أن تدخل الحشرات المساعدة (الخنافس‬ ‫المفترسة) يكون فعاال جدا‪ .‬و بصفة عامة‪ ،‬فإن‬ ‫الوضع يتطلب مراقبة بصرية منتظمة للزراعة‬ ‫خاصة في النصف األول من الدورة الزراعية‪.‬‬

‫الطرق الناجعة ملقاومة األعشاب الضارة‬

‫ونوعا‪ ،‬وهذه‬ ‫تسبب األعشاب أضرار ًا بالغة للمحاصيل احلقلية كم ًا ً‬ ‫األضرار إما أن تكون مباشرة‪ ،‬أو غير مباشرة‪ ،‬وأهم تلك األضرار هي‪:‬‬ ‫ • منافسة احملاصيل احلقلية على الغذاء‬ ‫واملاء والضوء‪.‬‬ ‫ • تظليل األعشاب للنباتات الزراعية والتربة‬ ‫وخفض درجة حرارتها‪.‬‬ ‫ • قيام بعض األعشاب بإفراز مركبات ذات‬ ‫تأثير بيولوجي ضار للمحاصيل الزراعية‬ ‫وبعض احليوانات‪.‬‬ ‫ • تردي املواصفات النوعية لإلنتاج الزراعي‪.‬‬ ‫ • حتول األعشاب إلى عوائل مناسبة لكثير‬ ‫من االمراض واحلشرات التي تنتقل‬ ‫بدورها إلى احملصول الرئيسي‪.‬‬ ‫ • زيادة تكاليف خدمة احملصول أثناء فترة‬ ‫النمو وأثناء عملية احلصاد‪ ،‬وعند تنقية‬ ‫البذور‪.‬‬ ‫ • تدني خصوبة األرض الزراعية امللوثة‬ ‫باألعشاب الضارة‪.‬‬ ‫ • خلق مشكالت إدارة واستغالل املياه يف‬ ‫حالة احملاصيل املروية‪.‬‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫ • إيذاء املزارع وإعاقة العمليات الزراعية؛ ‪-‬أهمية التدخل املبكر‪،‬‬ ‫اختيار املبيد املناسب‪،‬‬‫فبعض النباتات لها أشواك‪.‬‬ ‫القيام بضبط محكم آللة الرش‪،‬‬‫تعتبر مكافحة األعشاب الضارة يف مزارع اجلزر ‪-‬مراعاة الظروف املناخية املالئمة للمداواة‪.‬‬ ‫عملية ضرورية للحصول على مردود جيد من‬ ‫حيث الكم واجلودة‪ .‬وتعتمد باألساس علي طبيعة األعشاب الضارة‬ ‫طرق املكافحة املندمجة واملتمثلة يف الطرق تقسم األعشاب الضارة استنا ًدا إلى طبيعة‬ ‫الوقائية والزراعية والكيميائية‪ .‬كما يعتبر منوها وتغذيتها وتكاثرها إلى مجموعات‬ ‫اجلزر من النباتات احلساسة جدا ملنافسة بيولوجية‪ ،‬ومن املهم اإلملام مبعرفتها من أجل‬ ‫األعشاب الضارة خاصة يف بداية الزراعة‪ ،‬حتديد األساليب الصحيحة الواجب اتباعها يف‬ ‫حيث أنه يحتاج إلى وقت معني لينمو بشكل املكافحة‪.‬‬ ‫جيد‪ .‬لذا يجب احلرص على وضع و تنفيذ تتوزع األعشاب التي تنافس اجلزريف احلقول‬ ‫برنامج للقضاء عليها قبل عملية البذار من أجل املغربية أساسا إلى ‪ 4‬مجموعات‪:‬‬ ‫ مجموعة األعشاب احلولية ذات الفلقتني‬‫احلصول على زراعة نظيفة‪.‬‬ ‫ولنجاح هذه العملية يجب إحترام العناصر مثل شقائق النعمان (بلعمان)‪ ،‬التيفاف‪ ،‬عني‬ ‫الفلوس‪ ،‬برمرام‪ ،‬حميضة‪ ،‬خبيزة‪ ،‬األقحوان‪،‬‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫التعرف على أهم األعشاب املوجودة باحلقل حريكة‪ ،‬هندباء (بوعكاد)‪ ،‬اخلردل الخ‪.‬‬ ‫ مجموعة النجيليات احلولية مثل أخالف‬‫والتمييز بينها‪،‬‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫‪5‬‬


‫زراعة اجلزر‬

‫زراعة القمح‪ ،‬نبات املدهون‪ ،‬اخلرطال‪ ،‬زوان‪،‬‬ ‫القبأ احلولي (الدزميي)‪ ،‬نبات ذيل الفأر الخ‪.‬‬ ‫ مجموعة األعشاب املع ٌمرة مثل اللواية‪ ،‬ثارة‪،‬‬‫النجم‪ ،‬يرني الخ‪.‬‬ ‫ مجموعة النباتات الطفيلية مثل احلامول و‬‫الهالوك‪.‬‬ ‫الهدف من مكافحة األعشاب الضارة‬ ‫إن عمليات مكافحة األعشاب تعمل على‪:‬‬ ‫ تفادي وجود األعشاب التي حتد من منو‬‫الزراعة بسبب املنافسة على املاء و الضوء و‬ ‫العناصر املعدنية‬ ‫ احلد من املخاطر الصحية (أعشاب ضارة‬‫= ملجأ للطفيليات و لألمراض‪ ،‬سوء تهوية‬ ‫للمجموع الورقي)‬ ‫ تسهيل عملية جني احملصول و احملافظة على‬‫احلقل نظيفا للزراعة املوالية‪.‬‬ ‫و من األفضل عموما اللجوء إلى اإلجراءات‬ ‫الوقائية من أجل احلد قدر اإلمكان من‬ ‫التدخالت املتكررة‪.‬‬ ‫تقنيات مكافحة األعشاب‬ ‫هناك طريقتان مكملتان لبعضهما البعض‪:‬‬ ‫ الطريقة امليكانيكية‪ :‬قلب التربة و إقتالع أو‬‫قطع األعشاب؛ و تتطلب توفر شروط معينة‬ ‫كقدرة األرض على حتمل ثقل اآلليات‪ ،‬و أن يتم‬ ‫العمل يف فترة جافة؛ و عدم التردد يف إعادة‬ ‫العملية كلما كان ذلك ضروريا‪.‬‬ ‫ الطريقة الكيماوية‪ :‬رش املبيدات؛ و يحتاج‬‫ذلك إلى إحترام شروط عدة من أهمها‪:‬‬ ‫* إستعمال مواد مرخصة تهاجم األعشاب‬ ‫املقصودة دون اإلضرار بالزراعة‬ ‫* إستخدام املبيد يف مرحلة حرجة من منو‬ ‫األعشاب و خاصة يف املرحلة الفتية‬ ‫* احلرث و خصوصا قبل زرع اجلزر (تقليب‬ ‫التربة)‬ ‫تساعد األمطار و السقي السابق للبذار‪ ،‬على‬ ‫خروج األعشاب الضارة و أخالف الزراعة‬ ‫‪6‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫السابقة من طور الراحة و السكون‪ ،‬و حينها يدويا قد تكمل عمل املكافحة الكيميائية‪.‬‬ ‫ميكن القيام بعمليات حراثة سواء لتهيئة‬ ‫خطوط الزراعة أو القضاء على املوجات األولى األعشاب الضارة املعمرة‬ ‫لألعشاب الضارة قبل البذار‪ .‬و تساعد عملية يف مواجهة احلشائش املعمرة مثل النجم‬ ‫تقليب التربة على تسريع إنباث األعشاب ليتم و ثارة و اللواية‪ ،‬ميكن إستعمال مبيد‬ ‫القضاء عليها قبل الزرع‪.‬‬ ‫«الغليفوسات»مبعدل ‪720‬غ من املادة الفعالة يف‬ ‫ يتم اللجوء إلى هذه الوسيلة بالنسبة لزراعة ‪ 100‬لتر من املاء‪ ،‬و أن يتم تطبيقه على هذه‬‫اجلزر املوسمي و جزر اخلريف‬ ‫األعشاب يف مرحلة شبابها‪ ،‬سواء بعد جني‬ ‫ عندما تنبت بذور األعشاب‪ ،‬فإنه يتم عادة احملصول أو قبل زرع البذور‪ ،‬على أن يتم رشها‬‫القضاء عليها إما بإستعمال «املشطة»‪ ،‬و ذلك بشكل جيد و كاف يف غياب الزراعة‪.‬‬ ‫قبل أو بعد البذار‪.‬‬ ‫و قد رخّ ص املغرب إستعمال باقة من املبيدات‬ ‫كما تساعد عملية «تكربيل» التربة يف القضاء العشبية الصاحلة ملا قبل أو بعد فترة الراحة و‬ ‫على األعشاب الضارة‪ ،‬غير أنه يحب احلذر من اخلاصة بزراعة اجلزر؛ غير أنه يجب الوعي‬ ‫املساس باجلذور و اإلضرار بها‪ ،‬مما يستدعي بأن املكافحة املتكاملة التي جتمع بني املبيدات و‬ ‫العمل بعيدا عن النباتات و جتنب التكربيل اإلزالة اليدوية لألعشاب‪ ،‬وحدها كفيلة باحلد‬ ‫العميق‪ .‬وميكن القيام بآخر تكربيل قبيل إنتشار من العدوى و حتقيق أعلى إنتاجية‪.‬‬ ‫املجموع الورقي و تغطيته ملا بني خطوط الزراعة‪.‬‬ ‫و هنا ال بد من اإلشارة إلى قدرة التكربيل على‬ ‫نباتات طفيلية‬ ‫تفادي مشكلة األعناق اخلضراء للجزر‪.‬‬ ‫قبل ظهور نبتات احلامول (‪ )cuscute‬أو مباشرة‬ ‫بعد ظهورها يف حقل اجلزر‪ ،‬ميكن استعمال‬ ‫مبيدات ما قبل اخلروج من طور الراحة‬ ‫مبيد «البوندمييثالني»مبعدل ‪ 660‬غ من املادة‬ ‫تعمل هذه املبيدات على منع األعشاب من‬ ‫الفعالة يف الهكتار‪ .‬غير أنه‪ ،‬و يف كل األحوال‪،‬‬ ‫اإلنبات إثر خروجها من طور الراحة‪ .‬و تكون‬ ‫يوصي املختصون بإزالة نبتات الهالوك( (�‪oro‬‬ ‫املبيدات أكثر فعالية إذا كانت التربة رطبة و‬ ‫‪ )banche‬يدويا و حرقها قبل أن تنتج البذور‪.‬‬ ‫يف غياب الكتل الترابية و مخلفات الزراعات‬ ‫السابقة على السطح‪ .‬و إذا كانت التربة جافة‪،‬‬ ‫نبات الهالوك (‪)Orobanche‬‬ ‫فمن األفضل اللجوء إلى مبيدات ما بعد اخلروج‬ ‫ينمو هذا اجلنس من النباتات و يتطور يف‬ ‫املبكر من فترة الراحة‪ ،‬على أن تكون التربة‬ ‫املناطق اجلافة و شبه اجلافة‪ ،‬و ينتشر خصوصا‬ ‫مبللة أثناء املعاجلة‪.‬‬ ‫بأستراليا و الواليات املتحدة و بحوض البحر‬ ‫مبيدات ما بعد فترة الراحة‬ ‫هناك مبيدان مضادان لألعشاب ذات الفلقتني األبيض املتوسط‪ :‬تركيا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬املغرب‪،‬‬ ‫و كثير من املبيدات املضادة للنجيليات مرخَّ ص ‪ -‬األعراض‪ :‬الهالوك نبات طفيلي يلتصق‬ ‫َُ‬ ‫لها باملغرب إلزالة األعشاب من زراعة اجلزر‪ ،‬يف بجذور نباتات أخرى و يعيش على حسابها من‬ ‫فترة ما بعد الراحة البيولوجية‪ .‬و يجب مراعاة خالل إمتصاص عصارتها‪ .‬و يف حالة إصابة‬ ‫العديد من األمور عند تطبيق هذه املبيدات‪ ،‬اجلزر‪ ،‬يتأخر منو النبتة ثم متوت بعد ذلك‪.‬‬ ‫منها أن تكون الزراعة يف أحسن حال‪ ،‬و أن يتم ‪ -‬الوقاية و املكافحة‪ :‬نظرا لصعوبة املكافحة‬ ‫رش املبيدات يف مرحلة شباب األعشاب لزيادة العالجية ضد الهالوك‪ ،‬فإن التدخالت الوقائية‬ ‫فعالية املعاجلة‪ ،‬و أن يكون ذلك يف حرارة تقل تبقى أفضل اإلجراءات و منها‪:‬‬ ‫عن ‪ 25‬درجة لتجنب التسمم النباتي‪ ،‬و احلرص ‪ -‬إختيار أراضي سليمة‬ ‫ احلرص على التناوب الزراعي (من ‪ 3‬إلى‬‫على أن يتم الرش بالطريقة الصحيحة‪.‬‬ ‫‪ 5‬سنوات)‬ ‫ يف حالة وجود الهالوك يف احلقل املُختار‪،‬‬‫إزالة األعشاب يدويا‬ ‫بعد تطبيق املبيدات سواء قبل أو بعد فترة يجب اإلسراع يف القضاء عليه قبل مرحلة‬ ‫الراحة‪ ،‬يجب اإلنتباه إلى إمكانية العدوى؛ إنتاجه للبذور‬ ‫فقد تتمكن بعض احلشائش الضارة لم تستطع ‪ -‬تطهير األدوات الفالحية التي مت إستخدامها‬ ‫املبيدات القضاء عليها‪ ،‬أن تنتشر يف احلقل كله‪ .‬يف حقل مصاب‬ ‫كما أن بعضها اآلخر قد يتأخر يف اخلروج من و يف بعض البلدان‪ ،‬يسمح بإستعمال مبيدات ما‬ ‫فترة الراحة إلى ما بعد عملية املعاجلة؛ غير بعد اإلنبات‪ ،‬غير أن فعاليتها تبقى رغم ذلك‬ ‫أن القيام بعملية أو عمليتي (‪ )2‬إزالة األعشاب محدودة‪.‬‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬


7

Agriculture du Maghreb N° 133 - FÊvrier 2021

www.agri-mag.com


‫تقنيات زراعية‬

‫التسميد‪ ‬‬

‫كل ما يجب معرفته عن هذه العملية األساسية‬ ‫تعتمد المحاصیل الزراعیة بصفة عامة على التربة إلمدادھا بكل من الماء والعناصر الغذائیة الذائبة الالزمة لنمو النبات وذلك من خالل‬ ‫محلول التربة الذي یمتصه النبات بواسطة مجموعه الجذري المنتشر في التربة‪ .‬ویعتبر التسمید من أھم العوامل المؤثرة في‪ ‬تحسین و‬ ‫زیادة إنتاجیة المحاصیل الزراعیة وخاصة تحت ظروف األراضي الفقیرة في‪ ‬محتواھا من العناصر الغذائیة الضروریة لنمو النبات‪.‬‬ ‫تعريف السماد وأهميته‬ ‫السماد عبارة عن المادة أو المواد المستخدمة‬ ‫في تحسین خواص التربة و تغذیة‬ ‫المحاصیل‪ ‬الزراعیة بھدف زیادة اإلنتاج‬ ‫حیث تمد النباتات بالعناصر المغذیة مباشرة‬ ‫أو غیر مباشرة‪ ‬لكي یتحسن نموھا ویزید‬ ‫إنتاجھا كما ونوعاً‪ .‬ویطلق على األسمدة لفظ‬ ‫المخصبات‪ ‬أي المواد التي تزید من خصوبة‬ ‫التربة من العناصر الغذائیة المیسرة للنبات‬ ‫أي یستطیع النبات امتصاصھا‪ .‬ولقد بدأ إدراك‬ ‫المزارع ألھمیة التسمید في توفیر‪ ‬العناصر‬ ‫الغذائیة الالزمة لزیادة كفاءة إنتاج المحاصیل‬ ‫منذ فترة طویلة‪ .‬ومنذ عام‪1960 ‬م ومع‬ ‫التقدم في تقنیة التسمید واستخدام التغذیة‬ ‫المعدنیة‪ ،‬بدأت إنتاجیة المحاصیل الزراعیة‬ ‫بالتحسن كما ونوعا في معظم مناطق العالم‬ ‫وخاصة المتطورة منھا‪ ‬وقد وجد أن ‪% 50‬‬ ‫من زیادة وتحسن إنتاجیة محصول الذرة‬ ‫وبعض محاصیل الحبوب األخرى یعزى‬ ‫إلى استخدام األسمدة التجاریة‪ ‬ومن أھم فوائد‬ ‫التسمید ما يأتي‪:‬‬ ‫‪ 1‬تحسین الخواص الطبیعیة‬ ‫‪1.‬‬ ‫والكیمیائیة لألرض الزراعیة‪.‬‬ ‫‪ 2‬تحسین نظم الزراعة الكثیفة‪.‬‬ ‫‪2.‬‬ ‫‪ 3‬تحسن صفات المنتجات الزراعیة‪.‬‬ ‫‪3.‬‬ ‫‪ 4‬زیادة اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪4.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫العناصر األساسية لنمو المحاصيل الزراعية‬ ‫لكي یكون العنصر أساسیا وضروریا لنمو‬ ‫النبات البد من توفر الشروط آالتیة‪:‬‬ ‫‪1‬ال یستطیع النبات إكمال دورة حیاته بدون‬‫توفر ھذا العنصر‪.‬‬ ‫‪ 2‬إمكانية منع أعراض نقص العناصر أو‬ ‫عالجها بإمداد النبات بهذا العنصر‬ ‫‪3‬أن یكون العنصر ذا دور مباشر في تغذیة‬‫النبات‪.‬‬ ‫‪4‬أن یشكل العنصر جزءا من تركيب مركب‬‫داخل النبات‪ ‬‬ ‫وعلى العموم تنقسم العناصر األساسیة لنمو‬ ‫المحصول إلى عناصر كبرى وعناصر‬ ‫صغرى أو دقیقة‬ ‫·العناصر الكبرى ھي تلك العناصر‬ ‫ ‬ ‫التي یحتاجھا النبات بكمیات كبیرة تقدر‬ ‫بحوالي واحد جم لكل واحد كجم من المادة‬ ‫الجافة وتشمل الكربون والھیدروجین‬ ‫واألكسجین واآلزوت والفسفور و البوتاسیوم‬ ‫و الكالسیوم و الماغنسیوم و الكبریت‪.‬‬ ‫· أما العناصر الصغرى فھي‬ ‫ ‬ ‫تلك‪ ‬العناصر التي یحتاجھا النبات بكمیات‬ ‫قلیلة تقدر بحوالي ‪ 0,1‬جم لكل واحد كجم‬ ‫من المادة‪ ‬الجافة وتشمل الحدید و المنجنیز‬

‫والزنك والنحاس و البورو المولبدن‪ .‬وقد وجد‬ ‫أن‪ ‬ھناك بعض العناصر الصغرى قد تكون‬ ‫أساسیة لنمو بعض المحاصیل الزراعیة ومن‬ ‫أھم‪ ‬ھذه العناصر الصودیوم و االلومنیوم‬ ‫والسلیكون و الكوبالت و الكلورین فقد وجد‬ ‫أن‪ ‬السلیكون ضروري لنمو محصولي‬ ‫األرز وكذلك قصب السكر بینما الصودیوم‬ ‫ضروري لنمو بعض نباتات رباعیة الكربون‪.‬‬ ‫العوامل المؤثرة في قدرة النبات على‬ ‫امتصاص لعناصر الغذائية‬ ‫یتأثر مقدار ما یمتصه النبات من العناصر‬ ‫الغذائیة من األرض بعدد من العوامل والتي‬ ‫یمكن تقسیمھا إلى عوامل داخلیة متعلقة‬ ‫بالنبات نفسه وأخرى خارجیة تتعلق بالعوامل‬ ‫البیئیة التي ینمو فیھا النبات‪.‬‬ ‫·العوامل الداخلیة وتشمل النوع‬ ‫ ‬ ‫النباتي والتركیب الوراثي ومرحلة نمو النبات‬ ‫وصفات المجموع الجذري من حیث التعمق‬ ‫واالنتشار و النفاذیة وكذلك المجموع الخضري‬ ‫من حیث ازدیاد النمو وكبر المساحة الورقیة‪.‬‬ ‫أیضا ھناك بعض العملیات الفسیولوجیة التي‬ ‫یقوم بھا النبات لھا تأثیر في قدرة االمتصاص‬ ‫مثل عملیات األیض والتنفس والنتح‪.‬‬ ‫· العوامل الخارجیة وتشمل نوع‬ ‫ ‬ ‫العنصر الغذائي وتركیزه ومدى صالحیته‬ ‫لالمتصاص ومدى توزیعه حول جذور النبات‬ ‫وكذلك نوع التربة التي ینمو فیھا النبات من‬ ‫حیث التركیب والقوام أیضا فإن ارتفاع تركیز‬ ‫األمالح في محلول التربة یؤدي إلي التقلیل‬ ‫من قدرة الجذور على امتصاص العناصر‬ ‫الغذائیة نظرا لزیادة االسموزیة وحدوث‬ ‫تنافس بین بعض العناصر المتشابھة الشحنات‬ ‫الكھربائیة‪ .‬كذلك فإن درجة حرارة التربة‬ ‫وتركیز أیون الھیدروجین و تھویة التربة‬ ‫ومدى تیسر المحتوى الرطوبي بھا ‪ ،‬كل ھذه‬ ‫العوامل قد تأثر إما سلبا ً أو إیجابا في‪ ‬قدرة‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬


9

Agriculture du Maghreb N° 133 - FÊvrier 2021

www.agri-mag.com


‫التسميد‬ ‫النبات على امتصاص العناصر الغذائیة من‬ ‫محلول التربة المحیط بالجذور النباتیة‪.‬‬ ‫كما أن بعض العوامل المناخیة المحیطة‬ ‫بالنبات مثل اإلشعاع الشمسي ودرجة الحرارة‬ ‫والرطوبة النسبیة لھا تأثیر في عملیات األیض‬ ‫المرتبطة باالمتصاص االیجابي للعناصر‬ ‫الغذائیة كما تؤثر على معدل النتح الذي بدوره‬ ‫یؤثر في مقدار العناصر الغذائیة التي تنتقل‬ ‫بواسطة آلیة التدفق لالیونات مع حركة الماء‬ ‫خالل الجذور والتي تزید‪ ‬بزیادة النتح مما‬ ‫یسھل حركة االیونات وانتقالھا داخل النبات‪.‬‬ ‫تحديد االحتياجات‬ ‫السمادية للمحاصيل الزراعية‬ ‫تختلف االحتیاجات السمادیة للمحاصیل‬ ‫الزراعیة باختالف نوع المحصول وطبیعة‬ ‫المردود االقتصادي المراد الحصول علیه‬ ‫وكمیة اإلنتاج المطلوبة ونوعیة العناصر‬ ‫الغذائیة‪ ‬المستخدمة‪ .‬وعلى العموم فان ھناك‬ ‫العدید من العوامل المتعددة والمتداخلة‬ ‫التي تؤثر في‪ ‬كمیة السماد الواجب إضافته‬ ‫لمحصول ما ومن أھم ھذه العوامل ما یلي ‪:‬‬ ‫‪1.‬نوع التربة ویشمل الخواص الطبیعیة‬ ‫والكیمیائیة ومستوى خصوبتھا من العناصر‬ ‫األساسیة الضروریة لنمو النبات‪.‬‬ ‫‪2.‬نوع المحصول المراد زراعته‬ ‫‪3.‬كمیة ونوعیة اإلنتاج المطلوبة والتي تحقق‬ ‫العائد االقتصادي من زراعة ھذا المحصول‪.‬‬ ‫‪4.‬المعامالت السابقة للتربة ونوعیة المحصول‬ ‫السابق ( الدورة الزراعیة المستخدمة)‪.‬‬ ‫‪5.‬كمیة ونوعیة میاه الري المتاحة وطریقة‬ ‫الري المتبعة‪.‬‬ ‫أنواع األسمدة‬ ‫تعرّ ف األسمدة بأنھا مواد تستخدم في‬ ‫تحسین الحالة الغذائیة للمحاصیل الزراعیة‬ ‫ومدھا‪ ‬بالعناصر الغذائیة الالزمة لنموھا‬ ‫وزیادة اإلنتاج كما ونوعا‪ .‬ویمكن تقسیم‬ ‫األسمدة إلى‪ ‬األنواع التالیة ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬األسمدة الطبیعیة‬ ‫وھي التي تكونت طبیعیا وتستخدم في‬ ‫صورتھا الطبیعیة وتشمل‪:‬‬ ‫‪ 1‬األسمدة الحيوانية ‪ : ‬و تتميز باحتوائها‬ ‫على نسبة عالية من المادة العضوية و بعض‬ ‫العناصر الغذائية الضرورية مثل اآلزوت و‬ ‫الفسفور و البوتاسيوم و عناصر أخرى كما‬ ‫تحتوي على كائنات حية تقوم بتحليل المادة‬ ‫العضوية‪ .‬كما أن األسمدة العضوية تحسن‬ ‫‪10‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫من الخواص الطبيعية للتربة و تخفض درجة‬ ‫الحموضة‪.‬‬ ‫‪ 2‬األسمدة الخضراء‪ : ‬و هي عبارة عن‬ ‫نباتات خضراء تزرع و تحفظ في التربة‬ ‫بغرض تحسين خواص التربة‪ .‬و من أهم هذه‬ ‫النباتات المحاصيل البقولية المثبتة لآلزوت‬ ‫الجوي و هذه األسمدة لها نفس المميزات‬ ‫المذكورة سابقا‪ ‬‬ ‫‪ 3‬أسمدة عضوية‪ ‬أخرى ‪ :‬و تشمل مخلفات‬ ‫المزرعة الناتجة عن محصول سابق و تحتوي‬ ‫هذه األسمدة على عناصر غذائية تختلف‬ ‫بحسب المصدر الذي صنع منه السماد‪.‬‬ ‫ثانیا ‪ :‬األسمدة الكیمیائیة‬ ‫وھي األسمدة التي تم تصنیعھا بواسطة تقنیات‬ ‫خاصة وتحتوي على العناصر الغذائیة في‬ ‫صورة غیر عضویة‪ .‬واألسمدة الكیماویة‬ ‫یمكن تقسیمھا إلى سماد بسیط وسماد مركب‬ ‫·السماد البسیط ھو الذي یحتوى على‬ ‫ ‬ ‫عنصر مغذى واحد وھو العنصر الذي من‬ ‫اجله یضاف السماد مثل نترات الكالسیوم‬ ‫ونترات األمونیوم وكلوریر الكالسیوم وغیرھا‬ ‫وعلى العموم فأن من أھم األسمدة البسیطة‬ ‫واألكثر شیوعا ھي األسمدة‪ ‬األزوتیة حیث‬ ‫تحتوي على اآلزوت كعنصر سمادي بھا‬ ‫واألسمدة الفوسفاتیة وھي التي‪ ‬تحتوي على‬ ‫الفوسفور كعنصر أساسي واألسمدة البوتاسیة‬ ‫التي تحتوي على البوتاسیوم‪ ‬كعنصر سمادي‪.‬‬ ‫· األسمدة المركبة ھي تلك التي‬ ‫ ‬ ‫تحتوي على أكثر من عنصر سمادي خاصة‬ ‫تلك التي تحتوي على العناصر الثالثة الكبرى‬ ‫مثل ‪ . NPK‬والسماد المركب‪ ‬يحتوي على‬ ‫بعض العناصر الضروریة األخرى‪.‬‬ ‫ویمكن تقسیم األسمدة حسب طبیعة‪ ‬السماد‬ ‫إلى أسمدة صلبة (جافة) كالتي سبق ذكرھا‬ ‫وأسمدة سائلة تستخدم على شكل‪ ‬محالیل ذائبة‬ ‫في الماء حیث تحتوي على جمیع العناصر‬ ‫التي یحتاجھا النبات و أھمیتھا‪ ‬األساسیة ھي‬ ‫رشھا على أوراق النبات وأسمدة غازیة ومن‬ ‫أھمھا سماد ثاني اوكسید الكربون‪ ‬والذي بدا‬ ‫استخدامه حدیثا في غرف النمو والبيوت‬ ‫البالستيكية وأحیانا في الحقل حیث یحقن‬

‫في التربة مع ماء الري وذلك بھدف زیادة‬ ‫معدل‪ ‬البناء الضوئي في النبات وتحسین‬ ‫اإلنتاجیة‪.‬‬ ‫طرق إضافة األسمدة ومواعيدها‬ ‫یجب أن تضاف األسمدة الصلبة بطریقة‬ ‫تضمن وصول العنصر الغذائي إلى منطقة‬ ‫جذور النبات حیث یسھل على النبات‬ ‫امتصاصه ومن أھم طرق إضافة األسمدة‬ ‫الصلبة للتربة ما یلي ‪:‬‬ ‫نثرا أما یدویا أو ألیا وھي أكثر الطرق شیوعا‬ ‫في تسمید المحاصیل الزراعیة‪.‬‬ ‫‪1‬وضع السماد آلیا عند البذار بحیث یكون‬‫وضع السماد أعمق من وضع البذور‪.‬‬ ‫‪2‬وضع السماد في سطور أو جور وذلك‬‫حسب طبیعة النبات المنزرع‪.‬‬ ‫‪3‬استخدام الطائرات في توزیع السماد‬‫خاصة في الحقول الواسعة‪.‬‬ ‫أما األسمدة السائلة والغازیة فیمكن أن تضاف‬ ‫للنبات بإحدى الطرق التالیة‬ ‫‪1‬رش األسمدة السائلة على األوراق‪.‬‬ ‫‪ 2‬إضافة األسمدة مع ماء الري‪.‬‬ ‫‪ 3‬حقن التربة باألسمدة السائلة والغازیة‪.‬‬ ‫‪ 4‬إضافة األسمدة السائلة تحت سطح األرض‪.‬‬ ‫أما مواعید إضافة األسمدة للتربة فھذا یتأثر‬ ‫بعدة عوامل أھمھا نوع النبات وطبیعة‬ ‫نموه‪ ‬وطور النمو واحتیاجاتھ الغذائیة ونوع‬ ‫العنصر المضاف وطبیعة السماد المراد‬ ‫إضافته‪ ‬وعلى العموم فإنه یجب أن یكون‬ ‫السماد متوفرا للنبات في الوقت الذي یكون‬ ‫النبات بحاجة‪ ‬له وھذا یتحدد حسب العوامل‬ ‫السابق ذكرھا‪.‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫ّ‬ ‫الرش الشتوي لبساتني‬ ‫أهمية‬ ‫ّ‬ ‫الفاكهة وكروم العنب‬ ‫عندما يدرك المزارعون أهم ّية الرش الشتوي ألشجارهم‪ ،‬وعندما يتق ّيدون بإلزام ّية هذا الرش‬ ‫وضرورته‪ ،‬يمكن التخ ّلص من ك ّم هائل من اآلفات الزراعية التي تق ًّلص اليوم إنتاج الفاكهة‬ ‫والعنب‪ ،‬وفي بعض الحاالت إلى القضاء عليه ك ّل ًيا‪.‬‬ ‫اآلفات الزراعية‬ ‫يصيب عدد كبيرمن اآلفات الزراعية‬ ‫األشجار المثمرة والعنب‪ ،‬ما يؤ ّدي في‬ ‫بعض الحاالت إلى تدهور كلي لالنتاج‪.‬‬ ‫من هذه اآلفات مرض اللفحة النارية على‬ ‫الت ّفاح‪ ،‬وتجعّد أوراق الخوخ‪ ،‬وتث ّقب‬ ‫أوراق اللوزيّات‪ ،‬والعفن الب ّني المنتشران‬ ‫على جميع أنواع اللوزيّات‪( ،‬الخوخ‬ ‫والمشمش واللوز والكرز‪ -‬حب الملوك)‬ ‫وغيرها من األمراض والحشرات التي‬ ‫ال مجال لحصرها هنا‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من انتشار بعضها في مختلف المناطق‪،‬‬ ‫تدل الخبرة العمليّة على أن الغالبية‬ ‫من مزارعي األشجار المثمرة والعنب‬ ‫ال يستعملون الرش الشتوي‪ ،‬أو أنهم‬ ‫يستعملونه بشكل خاطئ أو ناقص‪ .‬فللرش‬ ‫الشتوي أصول وشروط من الضروري‬ ‫التقيّد بها إن من حيث العمليّات الزراعيّة‬ ‫التي تسبق الرشّ ‪ ،‬أو من حيث التوقيت‬ ‫واختيار المبيدات ونسب تركيزها‪ ،‬أي‬ ‫عيار استعمالها‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫اخلريف هو موسم‬ ‫ّ‬ ‫للرش الشتوي‬ ‫التحضير‬ ‫يدرك مزارعو األشجار المثمرة‬ ‫والكرمة ذوي الخبرة أن التحضيرات‬ ‫للموسم الجديد تبدأ في الخريف بعد‬ ‫قطف المحصول‪ ،‬حيث تبدأ في البستان‬ ‫والكرم أعمال التنظيف‪ ،‬وهي جمع‬ ‫األوراق المتساقطة على األرض والثمار‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫الجافة والمعلّقة على األغصان (المصابة‬ ‫عادة بمرض العفن البني أو المونيليا)‪،‬‬ ‫وإزالة األغصان القديمة واليابسة من‬ ‫تحت األشجار وإخراجها من البستان‬ ‫والكرم وحرقها‪ .‬فبذلك نقضي على نسبة‬ ‫كبيرة من مسبّبات األمراض الزراعية‪.‬‬ ‫من بين العمليّات الزراعية التي تسبق‬ ‫الرش الشتوي نذكر أيضًا تنظيف جذوع‬ ‫األشجار واألغصان الهيكليّة األساسيّة‬ ‫بفرشاة معدنيّة بهدف تنظيف التجويفات‬ ‫والثغرات في القشرة من بيوض ويرقات‬ ‫مختلف الحشرات التي تعشعش فيها‬ ‫خالل فصل الشتاء‪ ،‬وفي حال بقاء كمّية‬ ‫كبيرة من األوراق على األغصان (في‬ ‫ظروف الخريف الدافئ كما هو عليه‬ ‫الحال في المناطق الساحلية والمناطق‬ ‫الجبلية في اآلونة األخيرة نتيجة تغيّر‬ ‫المناخ)‪ ،‬علينا أن نقوم ّ‬ ‫بهز الشجرة ح ّتى‬ ‫يسقط ثلثاها على األقل على األرض قبل‬ ‫القيام بأي رش شتوي‪.‬‬

‫ّ‬ ‫الرش الشتوي وخصائصه‬ ‫توقيت‬ ‫يت ّم الرش الشتوي في مرحلة الثبات‬ ‫الشتوي أي السكون‪ ،‬ويستمر منذ لحظة‬ ‫التساقط الكلي لألوراق في الخريف وحتى‬ ‫مرحلة ما قبل تف ّتح البراعم في الربيع‬ ‫القادم‪ .‬ولإلشارة‪ ،‬فإن أفضل نتائج الرش‬ ‫الشتوي في الظروف المناخية السائدة في‬ ‫المناطق الجبلية والداخلية يمكن الحصول‬ ‫عليها خالل شهري ينايروفبرايربالنسبة‬ ‫إلى التفاحيّات والعنب‪ ،‬أمّا اللوزيّات‬ ‫فينبغي ر ّ‬ ‫شها في فترة أبكر ألن براعمها‬ ‫تتف ّتح باكرً ا‪ .‬أمّا في ما يخصَّ ظروف‬ ‫الرش‪ ،‬فمن الضروري أن يت ّم في‬ ‫خال من الرياح وأن ال‬ ‫طقس جميل‬ ‫ٍ‬ ‫تقل حرارة الهواء عن عشر درجات‪.‬‬ ‫يعرف الرش الشتوي في الكثير من‬ ‫دول العالم باسم التغسيل الشتوي أو‬ ‫التحميم لألشجار‪ ،‬وهذا يعني أن الرش‬ ‫يجب أن يكون غزيرً ا وبضغط عال‪،‬‬ ‫حيث تغسل األشجار والعرائش المقلّمة‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫‪11‬‬


‫تقنيات زراعية‬ ‫ساب ًقا قبل الرش‪ ،‬بشكل كثيف‪ ،‬وهذا‬ ‫يعني ر ّ‬ ‫شها من جميع الجوانب بدءًا‬ ‫ً‬ ‫ونزول إلى األغصان ثم‬ ‫من قمّة تاجها‬ ‫إلى الجذع والكعب بحيث يدخل المبيد‬ ‫ويتسرّ ب إلى جميع ثغرات القشرة‪.‬‬ ‫هذا النوع من الرش ضروري لتنظيف‬ ‫جذوع أغصان األشجار والعرائش‬ ‫وتطهيرها من الجراثيم الكونيديّة‬ ‫لألمراض الفطرية والبكتيريّة التي‬ ‫تتكوّ ن عليها فتنقلها الرياح واألمطار إلى‬ ‫قرب البراعم لتصاب بدورها بالمرض‪.‬‬ ‫كذلك فإن الرش ضروري للتخلُّص من‬ ‫بيوض ويرقات وبالغات الحشرات التي‬ ‫تختبئ في الشتاء في تجويفات الجذع‬ ‫واألغصان وتشققاتها وتحت القشرة‪.‬‬ ‫إنّ غسل الشجرة بغزارة يعني استعمال‬ ‫كميّة كبيرة من محلول الماء يمكن‬ ‫تحديدها بوجه تقريبي على أساس عمر‬ ‫الشجرة بحيث يكون ليتر واحد لكل سنة‬ ‫من عمرها‪ .‬فالشجرة التي عمرها عشر‬ ‫سنوات يلزمها عشرة ليترات من محلول‬ ‫الرش وتلك التي عمرها خمس عشرة‬ ‫سنة تحتاج إلى خمسة عشر ليترً ا من‬ ‫الماء‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ّ‬ ‫الرش الشتوي‬ ‫مبيدات‬ ‫ونسب تركيزها‬ ‫تتكوّ ن أدوية الرش الشتوي من ثالثة‬ ‫مقوّ مات هي‪ :‬مركبات النحاس (البويي‬ ‫بوردوليز – خليط بوردو) والزيت‬ ‫المعدني ومبيد حشري‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫ ·مركبات النحاس المتوافرة في السوق‬ ‫هي نوعان‪ ،‬األول هيدروكسيد النحاس‪،‬‬ ‫والثاني أوكسي كلوريد النحاس وكالهما‬ ‫معروفان باللون األخضر المائل إلى‬ ‫الزرقة‪ .‬وهي مبيد فطري وقائي‪ ،‬غير‬ ‫جهازي‪ ،‬يؤثر باللمس على الفطريّات‪،‬‬ ‫وهذا يعني أنه يؤثر على القشرة الخارجية‬ ‫للنبتة من دون القدرة على التسرّ ب إلى‬ ‫أعضائها الداخلية‪ .‬هذه الخاصية تح ّتم‬ ‫استعمال مركبات النحاس بالعيار المح ّدد‬ ‫ً‬ ‫طبقة تغطي‬ ‫لكل نوع من النبات ليش ّكل‬ ‫أجزاء الشجرة كلها بشكل متجانس بحيث‬ ‫تتلوّ ن بعد الرش بلون مركبات النحاس‪.‬‬ ‫وال نبالغ إذا أ ّكدنا أن كل منطقة ال ّ‬ ‫يغطيها‬ ‫المحلول هي بؤرة إلنبات األمراض‬ ‫الفطرية والبكتيرية‪ ،‬لذلك فإن الشرط‬ ‫األساسي لتأمين فعّالية كاملة هو التقيّد‬ ‫التام بالعيار المح ّدد لها على كل نوع‬ ‫من النبات‪ .‬إالّ أننا‪ ،‬ولألسف‪ ،‬نالحظ أن‬ ‫الغالبية العظمى من المزارعين ال تتقيّد‬ ‫بذلك بل تستعمل ربع الكمية أو نصفها‬ ‫على األكثر‪ ،‬وهذا من األخطاء الشائعة‬ ‫في الرش الشتوي التي يذهب ضحيّتها‬ ‫المزارع الذي يهدر ماله ووقته من دون‬ ‫أي جدوى‪.‬‬ ‫ · بالنسبة للزيت الشتوي المعدني‬ ‫يجب استعمال الكمية المنصوح بها لكي‬ ‫تستطيع تكوين طبقة تغلّف جميع أجزاء‬ ‫النبات وعلى طول المساحة المرشوشة‪،‬‬ ‫ال سيّما أن الزيت المعدني يقطع الهواء‬ ‫عن الحشرات وبيضها ويسبّب اختناقها‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬فإن أي تخفيض للكمية المذكورة‬ ‫يؤدي إلى عدم الجدوى من الرش‬ ‫الشتوي‪.‬‬ ‫ ·المبيدات الحشرية‪ :‬يتم عادة اختيار‬ ‫أحد المبيدات التي تمتاز بفعّالية عالية‬ ‫طويلة األمد وبتأثير خارجي لمسي على‬ ‫الحشرات‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ّ‬ ‫الرش الشتوي‬ ‫فوائد‬ ‫يساعد الرش الشتوي على التخلّص من‬ ‫العديد من األمراض الفطرية التي تصيب‬ ‫الت ّفاح واإلجاص والسفرجل كالرمد‬ ‫والجرب والتب ّقع وغيرها‪ .‬كذلك يساعد‬ ‫على التخلّص من األمراض البكتيرية‬ ‫كاللفحة النارية‪ ،‬ومن بيوض األكاريوز‬ ‫(الرتيلة) والمن األخضر والبسيل ودودة‬ ‫الثمار ومن الت ّفاح القطني وغيرها‪.‬‬ ‫في ما يتعلَّق باللوزيات‪ ،‬يستعمل الرش‬ ‫الشتوي للتخلّص من عدد كبير من‬ ‫األمراض الفطرية كتجعّد ورق الخوخ‬ ‫والعفن الب ّني والبياض الدقيقي والجرب‪،‬‬ ‫ومن األمراض البكتيريّة كالتدرّ ن التاجي‬ ‫على الخوخ والصدأ على المشمش والبقع‬ ‫الحمراء على الخوخ‪ .‬كذلك يساعد‬ ‫الرش الشتوي في القضاء على الكثير‬ ‫من الحشرات وبيوضها كمنّ الخوخ‬ ‫األسود وثاقبة األغصان والمنّ المدرّ ع‬ ‫وخنفساء قلف األشجار ومنّ الكرز‬ ‫األسود ودبّور وذبابة الكرز وغيرها‪.‬‬ ‫ز تجدر اإلشارة أن عمليّة الرشّ الشتوي‬ ‫للوزيّات يجب أن تتم خالل فترة سكون‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫العصارة وقبل انتفاخ البراعم بشهر حشرية فعالة‬ ‫تقريبًا‪ ،‬ألن كل تأخير بإمكانه أن يسبّب‬ ‫أضرارً ا على البراعم المتف ّتحة باكرً ا‪ .‬احتياطات عند رش الزيوت المعدنية‪ ‬‬ ‫كما بالنسبة إلى الت ّفاحيّات و اللوزيّات‪ - ،‬يُمنع منعا ً باتا ً رشها أثناء فترة التزهير‬ ‫فللرشّ الشتوي حسنات جمّة على العنب والعقد ونضج الثمار‪.‬‬ ‫أيضًا‪ ،‬إذ يساعد في القضاء على العديد ‪ -‬يُمنع رش الزيوت الصيفية أثناء ارتفاع‬ ‫من األمراض الفطريّة والبكتيريّة كاللفحة درجة الحرارة وقلة الرطوبة النسبية في‬ ‫والتب ّقع األسود والعفن الب ّني والرمد الهواء‪.‬‬ ‫والتدرّ ن السرطاني‪ ،‬وعلى الحشرات ‪ -‬يمنع رش الزيوت عامة في حالة‬ ‫ّ‬ ‫وبيوضها‪ ،‬أمثال دودة الهريان‬ ‫والبق اإلجهاد والعطش أو في درجات الحرارة‬ ‫الدقيقي والعنكبوت األحمر واألكاريوز المرتفعة أو وجود صقيع حاد‪.‬‬ ‫وغيرها‪ .‬ال ب ّد هنا أيضًا من التذكير ‪ -‬يمنع خلط الزيوت بالكبريت أو أحد‬ ‫بضرورة القيام بجملة من العمليّات التقنيّة مشتقاته‪ ‬‬ ‫الزراعيّة قبل الرش الشتوي وهي التقليم‬ ‫وتقشير العرائش ولو مرّ ة ك ّل عامين مشاكل رش الزيوت المعدنية‬ ‫(الحشرات تقضي الشتاء تحتها وفي ‪ -‬الرش أثناء درجات الحرارة العالية‬ ‫شقوقها)‪ ،‬وجمع األوراق واألغصان يمكن أن يحرق النموات الخضرية‬ ‫اليابسة وإخراجها من الكرم وحرقها‪.‬‬ ‫(يفضل الرش آخر النهار(‬ ‫ الرش بماء اآلبار التي تحتوي علي‬‫ما هي الزيوت املعدنية ؟‬ ‫نسبه عاليه من الكالسيوم والماغنسيوم أو‬ ‫هي مشتقات بترولية تستخدم في صورتها الماء العسر مما يتسبب في ظاهره تسمي‬ ‫المستحلبة لألغراض الزراعية‪ .‬وتتشابه ظاهرة إعكاس المستحلب حيث تتحول‬ ‫الزيوت الصيفية والشتوية في التركيب صوره المستحلب من )‪ O/ W‬الزيت‬ ‫الكيميائي ‪ ،‬لكنها تختلف فيما بينها في في الماء) إلي صورة )‪ W/O‬أي الماء‬ ‫ثالث نقاط أساسية ‪:‬الوزن النوعي في الزيت ) وهذه الصورة تسبب سمية‬ ‫‪,‬الكثافة‪,‬اللزوجة‪ ‬‬ ‫للنباتات‪.‬‬ ‫ يمكن أن تحدث للزيوت أثناء التخزين‬‫ما هي الزيوت الشتوية ؟‬ ‫ظاهرة تسمي كسر المستحلب حيث‬ ‫هي زيوت ثقيلة أكثر لزوجة ويتم تطبيق تنفصل صورتا المستحلب إلي طبقات‬ ‫رشها على األشجار غالبا أثناء فترة واضحة وذلك بسبب تعرض الزيوت‬ ‫السكون أو خلو االشجار من األوراق لدرجات حرارة عالية أو لدرجات حراره‬ ‫حتي ال تسبب سمية لألشجار‪ .‬و تكون منخفضة جداً عن المعدل الطبيعي‪ ،‬كما‬ ‫موجهة غالبا لنظافة أو غسيل األشجار يمكن أن تتعرض الزيوت للرج العنيف‬ ‫من الحشرات التي تقضي فترة الشتاء أثناء النقل فيحدث كسر للمستحلب‪.‬‬ ‫ساكنة عليها كحشرات كاملة أو أطوار ‪ -‬عدم التقليب الجيد للمحلول أثناء الرش‬ ‫متعددة كالبيض والحوريات والعذارى‪ .‬أو استخدام كميه محلول أكثر من الالزم‬ ‫علي األشجار والذي قد يؤدي لنتيجة‬ ‫ما هو الزيت المعدنى الصيفى ؟‬ ‫عكسية‪.‬‬ ‫هي زيوت خفيفة أقل لزوجة ويتم رشها ‪ -‬إضافة مركبات كيميائية ( مبيدات‬ ‫علي األشجار وهي مكتسية بنمواتها أو أحماض أو أسمدة ) غير متوافقة أو‬ ‫و تكون مفيدة كثيراً ضد‪ . ‬الخضرية بتركيزات عالية ‪ ،‬مما يعود بالسمية علي‬ ‫الحلم أو الحشرات القشرية في الحوامض األشجار‪.‬‬ ‫خاصة لو تم خلطها مع مبيدات ومواد ‪ -‬إستخدام أنواع رديئة من الزيوت ‪ ،‬مما‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫يتسبب في زيادة المصاريف مع عدم‬ ‫جدوي نتيجة الرش‪ ‬‬ ‫هل يمكن أن يحل الزيت الصيفي مكان‬ ‫الشتوي أو العكس‬ ‫من الممكن الرش بالزيت الصيفي في‬ ‫الشتاء ‪ ،‬وال يمكن رش الزيت الشتوي‬ ‫في الصيف‪ ‬‬ ‫هل يؤثر الرش بالزيوت المعدنية على‬ ‫األمراض الفطرية وانتشارها ؟‬ ‫ليس للزيوت المعدنية أي مفعول على‬ ‫الفطريات أو انتشار األمراض الفطرية‪ ‬‬ ‫ما هو دور الزيوت المعدنية واستخدامها‬ ‫كمبيدات حشرية ؟‬ ‫لها مفعول مميز علي الحد من نشاط‬ ‫الحشرات القشرية وقد يقضي عليها‬ ‫تماما ً إن تم خلطه مع أحد المبيدات‬ ‫المتخصصة لزيادته لفعاليتها‪ ‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫‪13‬‬


‫وقاية النباتات‬

‫مرض عني الطاووس‬

‫يعتبر مرض عني الطاووس من األمراض املهمة التي تصيب أشجار الزيتون‪ ،‬وهذا املر ض معروف يف معظم البالد املهتمة بزراعة الزيتون‪ ،‬فهو‬ ‫ينتشر يف جنوب أوروبا وشمال إفريقيا و دول البحر املتوسط‪.‬‬ ‫و كغيره من الدول فان هذا املرض منتشر يف كثير من مناطق زراعة الزيتون يف املغرب‪ .‬إال أن شدة اإلصابة ومدى خطورة املرض تتفاوت من منطقة‬ ‫إلى أخرى ومن سنة إلى أخرى‪ ،‬نظر ًا حلاجة الفطر املسبب لهذا املرض لتوفر الظروف والعوامل البيئية املناسبة حلدوث اإلصابة واستقرارها‪,‬‬ ‫و لعل من أبرزها العوامل املناخية من درجة حرارة ورطوبة إلى جانب اإلهمال املتزايد واملستمر يف تقدمي عمليات اخلدمة الزراعية الالزمة التي‬ ‫حتتاجها شجرة الزيتون ‪.‬فنجد اإلصابة شديدة يف الوديان وسفوح اجلبال و املناطق شبه الساحلية‪ ،‬و تكون اإلصابات ضعيفة يف املناطق اجلبلية‬ ‫جيدة التهوية‪ ،‬كما أن هنالك تفاوتا يف حساسية األصناف لإلصابة فبعضها أكثر مقاومة و حتمل‪.‬‬

‫تزداد خطورة املرض مع اشتداد اإلصابة‪,‬‬ ‫فاإلصابات احملدودة و املتفرقة ينتج عنها‬ ‫سقوط األوراق املصابة و تبقى اإلضرار دون‬ ‫حدها االقتصادي و ال تؤثر على منو و إثمار‬ ‫األشجار‪ .‬أما اإلصابات الشديدة فتؤدي إلى‬ ‫تساقط كبير لألوراق املصابة وتعري األشجار‬ ‫منها جزئياً أو كلياً ‪,‬فتفقد األشجار قدرتها‬ ‫على تصنيع الغذاء ‪,‬و إذا ما تكررت اإلصابة‬ ‫مع تردي اخلدمات الزراعية فإن األشجار‬ ‫تسيطر عليها حالة الضعف العام وتظهر عليها‬ ‫األغصان اجلافة و تصبح األشجار عدمية‬ ‫القيمة االقتصادية و غير قادرة على اإلزهار‬ ‫و تكوين الثمار عرضة ملهاجمة أنواع مختلفة‬ ‫من احلشرات ‪ ,‬و عليه فان هذا املرض قد‬ ‫يستغرق عدة سنوات تراكمية إلحداث أضرار‬ ‫اقتصادية‪.‬‬

‫العوامل املساعدة على‬ ‫انتشار املرض‬

‫األصناف ‪ :‬تختلف شدة اإلصابة و نسبتها‬ ‫باختالف أصناف الزيتون‪ .‬أن صفة القابلية‬ ‫لإلصابة يف صنف معني ترجع إلى وجود املواد‬ ‫التي يتطلبها الفطر املسبب بالكمية والنوعية‬ ‫التي تناسبه وهذا بالطبع يرجع إلى وجود‬ ‫تراكيب وراثية أو مايعرف باجلينات املسؤولة‬

‫عن ذلك يف النبات العائل‪ .‬ويف نفس الوقت‬ ‫خلو النبات من العوامل و املؤثرات التي تعاكس‬ ‫أو تقلل من درجة التطفل القائم بني الفطر‬ ‫وعائله‪.‬‬ ‫الفطر املسبب ‪ :‬يعيش الفطر معيشة رمية‬ ‫ساكنة خالل التربة الزراعية املتواجدة فيها‬ ‫شجرة الزيتون وعلى األوراق التي تساقطت‬ ‫ومعيشة طفيلية نشطة على األشجار خالل‬ ‫األوراق واألغصان الغضة احلية و أحياناً على‬ ‫األزهار والثمار‪ ،‬وعلى ذلك فإن حالة التطفل‬ ‫تنجم بعد سقوط جراثيم الفطر الكونيدية‬ ‫الناضجة على أسطح أجزاء النبات املهيأة‬ ‫بالرطوبة ودخولها أنسجة النبات حتت تأثير‬ ‫درجات حرارة املناسبة إلنبات هذه اجلراثيم‪,‬‬ ‫وتزداد حالة التطفل استقراراً كلما كانت كل‬ ‫الظروف والعوامل احمليطة و داخل النبات أكثر‬ ‫مناسبة للفطر ومنوه والعكس صحيح‪.‬‬

‫الظروف والعوامل احملرضة‬ ‫على حدوث املرض‬

‫تزداد مقدرة الفطر على إحداث اإلصابة‬ ‫واتساع رقعة انتشارها بتوفر ما يلي ‪:‬‬ ‫توفر العوامل املناخية ‪ :‬من املعروف أن منو‬ ‫الفطر يتواصل يف مجال حراري واسع يتراوح‬

‫من ‪ 27- 5‬م‪ ،°‬وتعتبر درجة احلرارة وثباتها‬ ‫واستقرارها والتي تقع مابني ‪ 15 - 12‬م ‪ °‬هي‬ ‫الدرجة املثلى لنمو الفطر‪ .‬كما أن األجواء‬ ‫الدافئة الرطبة تساعد وتسرع من عملية‬ ‫تكوين اجلراثيم و إنضاجها وظهور أعراض‬ ‫اإلصابة‪ .‬وبذلك تعتبر أشهر اخلريف والشتاء‬ ‫عادة من أنسب األوقات حلدوث اإلصابة حيث‬ ‫تتوفر درجات احلرارة والرطوبة املناسبتني‬ ‫لتحريض اجلراثيم على إحداث العدوى والتي‬ ‫تكون الرطوبة فيها ناشئة عن سقوط األمطار‬ ‫أو تشكل الندى أو الضباب‪ .‬كما أن األمطار‬ ‫املصحوبة برياح قوية تعمل على نقل وتوزيع‬ ‫وانتشار اجلراثيم من موقع آلخر ومن شجرة‬ ‫ألخرى وعلى أجزاء الشجرة الواحدة‪ .‬إال أن‬ ‫الفطر يدخل يف حالة السكون عندما ترتفع‬ ‫درجة احلرارة عن ‪ 30‬م‪ °‬وتنخفض دون ‪ 5‬م‪°‬‬ ‫وهذا يعني أن فترة نشاط الفطر تتعاظم خالل‬ ‫أشهر اخلريف وتسكن خالل الشتاء البارد‬ ‫وتتواصل خالل أشهر الربيع وتبعاً للظروف‬ ‫املناخية املتقلبة خالل أشهر الصيف‪.‬‬ ‫عمليات اخلدمة الزراعية ‪ :‬من املؤكد أن غياب‬ ‫اخلدمات الزراعية املطلوبة من حراثة وتسميد‬ ‫وتقليم ومكافحة األعشاب يعني خلق أشجار‬ ‫تكون مقدرتها على احتمال اإلصابة باملرض‬ ‫متدنية‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن عدم تنفيذ‬ ‫مثل هذه اخلدمات من شأنه تهيئة الظروف‬ ‫وتوفير مصادر العدوى األولية حلدوث‬ ‫اإلصابة وتعاظمها وتوسيع رقعة انتشار املرض‬ ‫واستقراره‪.‬‬ ‫العوامل الطبوغرافية املتواجدة فيها شجرة‬ ‫الزيتون ‪ :‬أن الوديان و سفوح اجلبال و املناطق‬ ‫الساحلية و شبه الساحلية املتواجد فيها‬ ‫أشجار الزيتون والكثيفة يف زراعتها هي أشد‬ ‫املواقع التي يظهر فيها املرض ‪,‬كما ان كبر ال‬ ‫مساحات و اتصالها يساعد يف انتشار اإلصابة‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫خفيفة يف بعض األحيان‪ .‬و ميكن أن يهاجم‬ ‫الفطر العناقيد الزهرية فتذبل وتتساقط‬ ‫أعراض اإلصابة ‪:‬‬ ‫ان ما ميكن مشاهدته بالعني املجردة يف ويكون سقوطها فجائياً يف حال الفقد الشديد‬ ‫لألوراق الناجم عن اإلصابة ‪ ،‬أما الثمار فنادراً‬ ‫احلقل عبارة عن تطورات اإلصابة وانتهاء فترة‬ ‫حضانتها حتت أنسجة النبات و التي تتراوح ما تصاب‪.‬‬ ‫مابني أسبوعني إلى ثالثة أسابيع وقد متتد‬ ‫إلى أكثر من ثالثة أشهر وذلك تبعاً للظروف مكافحة املرض‬ ‫والعوامل البيئية السائدة ‪ .‬تتمثل األعراض يف ومن األمور الواجب معرفتها قبل البدء‬ ‫ظهور مواقع داكنة اللون على السطح العلوي مبكافحة تبقع عني الطاووس هو أن جزءا من‬ ‫لألوراق غير محددة احلواف عادة خالل شهر األوراق املصابة تبقى على األشجار أضف إلى‬ ‫مارس و ابريل‪ ،‬والتي تتميز خالل أيام عن ذلك أن األوراق التي أصيبت يف فصل الربيع‬ ‫بقية لون الورقة العادي وبشكل أسرع كلما ال تظهر أعراض غالبا‪ ،‬حتى تتوفر الظروف‬ ‫كانت الظروف أكثر مالءمة و تتحول إلى بقع التي تشجع منو الفطر‪ .‬لقد وجد إن نشاط‬ ‫مستديرة داكنة احلواف ذات لون رمادي أو هذا املرض يستمر يف درجات احلرارة ما بني‬ ‫بني عادة أو زيتوني مخضر يف حني يبهت لون ‪5- 27‬مئوي وتعتبر درجة احلرارة من‪15 - 12‬‬ ‫نسيج الورق يف مراكز البقع ويكون حجم هذه هي األفضل لنموه‪ ،‬ولذلك فان نشاط الفطر‬ ‫البقع صغيرا و تتراوح أقطارها من‪ 2.5 – 5‬يبدأ يف فصلي اخلريف والربيع عندما تتوفر‬ ‫الرطوبة املناسبة‪ ،‬و يتوقف نشاطه يف فترات‬ ‫مم و قد تصل إلى ‪ 12‬مم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يستمر بهتان لون نسيج الورقة تدريجيا يف الصيف احلار والشتاء شديد البرودة‪ .‬و عليه‬ ‫مراكز البقع فيصبح أصفر ‪,‬يف حني تدكن فأن جناحنا يف السيطرة و التغلب على هذا‬ ‫احلواف احمليطة بوضوح أكثر‪ ،‬ويزداد لون املرض و احلد من انتشاره و أضراره يتطلب‬ ‫نسيج الورقة اصفراراً خارج هذه احلواف منا إتباع أسلوب املكافحة املتكاملة و املتمثل‬ ‫حتى يشمل كامل نصل الورقة‪ ،‬وقد تبقى بعض يف اآلتي ‪:‬‬ ‫األوراق املصابة على األشجار إال إن األوراق‬ ‫شديدة اإلصابة تسقط حتت األشجار و ميكن أوال‪:‬‬ ‫مشاهدة أعراض املرض عليها عن بعد خالل تنفيذ علميات اخلدمة الزراعية املستمرة‬ ‫أشهر الصيف حتى بعد جفافها ‪,‬ويف اإلصابات والتي تهدف إلى التأثير على منو الفطر‬ ‫الشديدة الناجمة عن جراثيم متوفرة ب أعداد وتكاثره وتقوية طبيعة منو األشجار كما يلي ‪:‬‬ ‫‪1‬احلراثة ‪ :‬إضافة لفائدة احلراثة و‬ ‫كبيرة حتت ظروف احلقل فإن نصيب األوراق ‪.1‬‬ ‫منها يكون عالياً مما ينجم عنه ظهور العديد أهميتها بالنسبة لبساتني الزيتون ‪,‬فإن تنفيذ‬ ‫من البقع على الورقة الواحدة تصل أحيانا عملية احلراثة اخلريفية مباشرة بعد القطاف‬ ‫إلى عشرين بقعة تتداخل مع بعضها وتتبرقش والربيعية قبل تفتح األزهار تعمل على طمر‬ ‫األوراق ‪.‬كما تصاب أعناق األوراق واألنسجة األوراق املصابة و املتساقطة حتت األشجار و‬ ‫القريبة منها فتضمر وجتف مؤدية إلى تؤدي إلضعاف حيوية الفطر وقتله وحتد من‬ ‫تساقط األوراق بسرعة ‪ .‬كما يظهر على البقع انتقاله‪.‬‬ ‫‪2‬التقليم ‪ :‬و هنا نركز على إزالة‬ ‫املتكشفة خالل شهر مارس و ابريل منو فطري ‪.2‬‬ ‫كثيف لونه رمادي مسود يحتوي على اجلراثيم الفروع املصابة و امليتة و تقليل كثافة النمو‬ ‫بكميات كبيرة حيث متيزت تلك الفترة بجو مما يسهل دخول الهواء و تقليل الرطوبة‬ ‫دافئ رطب ملبد بالغيوم تخلله نزول أمطار خالل األشجار و زيادة تعرضها ألشعة الشمس‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫األمر الذي يضعف من فرص حدوث اإلصابة‬ ‫وتطورها على هذه األشجار على أن يراعى‬ ‫إجراء عملية تخفيف لألغصان التي ال يتجاوز‬ ‫قطرها‪ 2‬سم ‪.‬و إزالة السرطانات املتكونة عند‬ ‫اجلذع والتاج‪ ،‬و يف حاالت اإلصابة الشديدة‬ ‫لبساتني ظهرت على أشجارها الضعف العام‬ ‫فإنه ينصح بتنفيذ عملية التقليم اجلائر ليشمل‬ ‫بعض الفروع الرئيسية وما عليها بهدف إعادة‬ ‫تشكيل هيكل منو األشجار وتقليل تواجد‬ ‫الفطر عليها ويف كل احلاالت يجب جمع‬ ‫األوراق املتساقطة ومخلفات التقليم وطمرها‬ ‫أو حرقها على الفور وقبل بدء نشاط الفطر‬ ‫لتكوين اجلراثيم‪.‬‬ ‫‪3‬التسميد املتوازن ‪ :‬ويهدف إلى تقوية‬ ‫‪.3‬‬ ‫منو األشجار ورفع درجة حتملها لإلصابة‬ ‫لتعويض النموات واألوراق التي فقدت‪ ،‬كما‬ ‫أن نثر األسمدة العضوية املتخمرة يف محيط‬ ‫األشجار يساعد بدرجة كبيرة يف حماية‬ ‫األشجار من هذا املرض‪.‬‬ ‫‪4‬مكافحة األعشاب ‪ :‬سواء أكانت‬ ‫‪.4‬‬ ‫بالطرق الكيماوية أو بعمليات اخلدمة الزراعية‬ ‫فان ذلك يعمل على تقليل الرطوبة النسبية‬ ‫احمليطة باألشجار وبالتالي تقليل فرص حدوث‬ ‫اإلصابة ومنو تكاثر الفطر باإلضافة إلى إلغاء‬ ‫أو تقليل منافسة األعشاب ألشجار الزيتون‬ ‫على الغذاء واملاء‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬‬

‫املكافحة الكيماوية ‪ :‬و تتم باستخدام املبيدات‬ ‫الفطرية و النحاسية املناسبة و املرخص‬ ‫باستخدامها حسب الدليل‬ ‫الصادر عن ادارة املبيدات‪ ،‬مع التركيز على‬ ‫استشارة املرشد الزراعي املختص بهدف‬ ‫اختيار املبيد األنسب ‪ ,‬آخذين باحلسبان‬ ‫التغطية الكاملة للمجموع اخلضري و عدم‬ ‫رش املواد النحاسية قبل القطف‪ .‬و يجب‬ ‫إجراء عمليات الرش يف املواعيد التالية‪:‬‬ ‫ ‪-‬رشة أولى يف اخلريف وتفضل بعد‬ ‫القطاف وقبل سقوط األمطار بفترة كافية‬ ‫تسمح إلعطاء املبيد أثره الفعال‪.‬‬ ‫ ‪-‬رشة ثانية أو رشتني خالل شهر‬ ‫مارس و ابريل وخالل األيام الصحوة اخلالية‬ ‫من الرياح واألمطار‪.‬‬ ‫وباعتبار أن محصول الزيتون يف املغرب من‬ ‫احملاصيل الزراعية ذات األهمية الكبرى‪ ،‬فان‬ ‫األمر يتطلب منا مزيدا من االهتمام للحفاظ‬ ‫على هذه الزراعة و النهوض بها‪.‬‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫‪15‬‬


‫وقاية النباتات‬

‫زراعة احلبوب‬

‫تذكير بأهم األمراض الفطرية‬ ‫يبدو أن الفالح كتب عليه أن يعيش طيلة السنوات األخيرة‪ ،‬أزمات متتالية‪،‬‬ ‫أثرت سلبي ًا على مستوى دخله ووضعه املعاشي‪ ،‬بدء ًا من شح األمطار ونقص‬ ‫املوارد املائية‪ ،‬مرور ًا بارتفاع مستلزمات اإلنتاج من بذور‪ ،‬أسمدة‪ ،‬مبيدات‪،‬‬ ‫وصو ًال إلى سوء أصناف البذور‪ ،‬والتي تبقى ‪-‬كما يؤكد الفالحون‪ -‬تتسم بقلة‬ ‫املردودية و اإلنتاجية وعدم مقاومتها وحتملها للظروف احمللية‪.‬‬ ‫و إذا كانت بوادر هذا املوسم تبقى إلى حد تصيب الساق‪.‬‬ ‫اآلن جيدة‪ ،‬مقارنة باملوسم الفارط‪ ،‬فإنه‬ ‫من الواجب على املزارعني اتخاذ احلذر و األعراض‬ ‫االستعداد من أجل حماية محاصيلهم من سيبتوريوز األوراق‬ ‫األمراض التي تتلف االنتاج و تنقص من تتمثل األعراض على شكل بقع ممدة‬ ‫املردود‪ ،‬خاصة األمراض الفطرية‪.‬‬ ‫بأحجام مختلفة على األوراق‪ .‬تكون البقع‬ ‫و نذكر فيما يلي أهم االمراض التي تشكل يف البداية سوداء ثم تتحول لنخور (بقع ميتة‬ ‫تهديدا على زراعة احلبوب لهذا املوسم‪ ،‬من النسيج النباتي)‪ .‬تظهر األبواغ (جيوب‬ ‫و التي تتمثل يف املرضني الفطررين‪ :‬حتمل العضو التناسلي للفطر) على األجزاء‬ ‫السيبتوريوز و الصدأ األصفر الذي قد امليتة من األوراق‪ .‬و تأخذ مظهر نقط‬ ‫يظهر فجأة و ينتشر بسرعة‪ .‬الشيء الذي سوداء‪ ،‬أحادية كروية أو بيضوية‪( .‬صورة‬ ‫يستلزم مراقبة دائمة و دقيقة للحقول و ‪) 1‬‬ ‫التعرف على األعراض املميزة يف الوقت‬ ‫املناسب من أجل الشروع يف مكافحتها و سيبتوريوز الساق‬ ‫احلد من انتشارها‪.‬‬ ‫تظهر األعراض على األوراق و كذلك على‬ ‫الساق‪ ،‬على غالف األوراق و العقد‪.‬‬ ‫و تكون أعراض سيبتوريا نودوروم‪ ،‬على‬ ‫السيبتوريوز‬ ‫يعتبر مرض تبقع األوراق أو املعروف األوراق مميزة و تتمثل يف بقع بيضوية بنية‬ ‫عامة مبرض احلراكية‪ ،‬من أهم األمراض (صورة ‪ ،) 2‬مع اصفرار جانبي‪ .‬و ميكن‬ ‫الفطرية التي تصيب أوراق القمح خاصة لهذه البقع أن تتواجد بكثرة على األوراق و‬ ‫تتطور و تنتشر لتكون بقع كبيرة‪.‬‬ ‫خالل املواسم املمطرة‪ .‬و يسبب املرض‬ ‫يف حالة اإلصابة القوية‪ ،‬يصيب املرض‬ ‫نوعني من الفطر‪« :‬سيبتوريا تريسي»‪ ،‬التي السنبلة‪ ،‬خاصة اجلزء األعلى على‬ ‫تصيب األوراق و» سيبتوريا نودوروم» التي شكل نخر بني و متثل احلبوب املصابة‬

‫أعراض لفحية‪.‬‬

‫حماية القمح من السيبتوريوز‬

‫ترتكز حماية جيدة للقمح من السيبتوريوز‬ ‫على استعمال متكامل لكل الوسائل الوقائية‬ ‫وكذلك العالجية‪ .‬و يتمثل هذا باتباع‬ ‫التقنيات الفالحية املالئمة‪ ،‬األصناف‬ ‫املقاومة‪ ،‬االستعمال العقالني للمبيدات‬ ‫الفطرية إضافة ملعاجلة البذور يف حالة‬ ‫سيبتوريا نودوروم‪.‬‬

‫‪ - 1‬التقنيات الفالحية‬

‫متكن دورة زراعية ثنائية من اجتناب عدوى‬ ‫مبكرة مبسببات مرض السيبتوريوز‪ ،‬التي‬ ‫تختبأ يف ساق الزراعة‪ .‬و ُيكن احلرث‬ ‫العميق من دفن بقايا الزراعة السابقة و‬ ‫بالتالي التقليل من خطر العدوى‪.‬‬

‫‪ – 2‬األصناف املقاومة‬

‫تبقى مقاومة األصناف الطريقة الفعالة و‬ ‫االقتصادية الجتناب أمراض أوراق القمح‪.‬‬ ‫لكن جل األصناف التي يتم تسويقها يف‬ ‫املغرب و املوجودة باألسواق حساسة لهذا‬ ‫املرض‪.‬‬

‫‪ - 3‬احملاربة الكيماوية‬

‫التقلبات السنوية لألحوال الطقسية جتعل‬ ‫من الصعب رصد برنامج عالجي ضد‬ ‫األمراض التي تصيب أوراق القمح‪ .‬و يبقى‬ ‫اللجوء للمحاربة الكيماوية إذن مرهونا‬ ‫بحضور خطر اإلصابة‪.‬‬

‫قبل التفكير يف احملاربة الكيماوية‪ ،‬يجب‬ ‫األخذ دائما بعني االعتبار خطر اإلصابة‬ ‫باملرض‪ ،‬قدرة الصنف على اإلنتاج‪ ،‬نسبة‬ ‫حساسية الصنف مع املرض‪ ،‬نسبة العدوى‬ ‫يف حالة كانت الزراعة السابقة هي القمح‪،‬‬ ‫حتديد األعراض األولية لإلصابة‪ ،‬الظروف‬ ‫املناخية و أخيرا كلفة العالج‪.‬‬

‫مرض الصدأ‬

‫يعتبر مرض الصدأ ثاني أهم األمراض‬ ‫الطفيلية التي تصيب احلبوب‪ ،‬بعد‬ ‫السيبتوريوز‪ .‬و يصيب القمح ثالثة أنواع‬ ‫صورة ‪ : 1‬أعراض مرض السيبتوريوز‬ ‫على أوراق القمح‬ ‫‪16‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫صورة ‪ : 2‬األعراض األولية ملرض السيبتوريوز‬

‫من هذا املرض‪ :‬الصدأ األصفر‪ ،‬البني و يكون ما بني منتصف فبراير و نهاية أبريل‪.‬‬ ‫األسود‪.‬‬ ‫لكن من أهمها و األكثر انتشارا يبقى مرض املرحلة الصعبة من إصابة القمح‬ ‫الصدأ األصفر‬ ‫ميثل الصدأ البني و األصفر انتشارا‬ ‫واسعا منذ مرحلة التفريخ‪ ،‬إذ يأثر املرض‬ ‫باخلصوص على امتالء احلبوب‪ .‬لذا‬ ‫الصدأ األصفر‬ ‫ميكن لهذا املرض أن يكون وبائيا و معديا‪ .‬فاستراتيجية احملاربة الكيماوية يجب‬ ‫لإلشارة فخطر انتشار مرض الصدأ أن تهدف حلماية ‪ 2‬إلى ‪ 3‬أوراق األخيرة‬ ‫األصفر مرتفع يف داخل البالد (تادلة‪ ،‬للقمح‪ ،‬بتطبيق مبيد فطري عند اخلروج‬ ‫سايس و زعير) بحكم أن أصناف القمح الكامل آلخر ورقة‪.‬‬ ‫الطري األكثر استعماال حساسة لهذا‬ ‫املرض‪.‬‬ ‫وقت استعمال املبيدات‬

‫الصدأ البني‬

‫أما الصدأ البني فهو مرض سنوي و يبقى‬ ‫محليا و يوجد يف كل املناطق املعروفة‬ ‫بزراعة احلبوب و خاصة مبناطق عبدة‪،‬‬ ‫دكالة‪ ،‬الشاوية‪ ،‬الغرب‪ ،‬و اللكوس‬

‫أعراض مرض الصدأ‬

‫ الصدأ البني‪ :‬تظهر األعراض على شكل‬‫بثور صغيرة دائرية برتقالية أو بنية‪ ،‬و تظهر‬ ‫غالبا على سطح األوراق‪،‬‬ ‫ الصدأ األصفر‪ :‬على شكل بثور متسلسلة‬‫على طول العروق مشكلة جتاعيد‬

‫محاربة مرض الصدأ‬

‫ترتكز محاربة مختلف أنواع الصدأ على‬ ‫استعمال أصناف مقاومة‪ ،‬أو محاربة‬ ‫كيماوية يف حالة أصناف حساسة مع خطر‬ ‫تطور الصدأ البني أو األصفر‪ .‬و ميكن‬ ‫تقييم هذا اخلطر باألخذ بعني االعتبار‬ ‫قدرة إنتاج األصناف‪ ،‬حتديد األعراض‬ ‫األولية‪ ،‬الظروف املناخية املتواجدة و تكلفة‬ ‫اإلنتاج‪.‬‬

‫حتديد خطر اإلصابة‬

‫يرتكز حتديد خطر الصدأ البني على‬ ‫اكتشاف أولي لبثور املرض على الورقتني‬ ‫األخيرتني‪ .‬أما خطر الصدأ األصفر فيتمثل‬ ‫يف حتديد أول إصابة يف احلقل (صورة ‪.)3‬‬ ‫يختلف تطور املرض باختالف املناطق و‬ ‫فترات الرطوبة (أمطار‪ ،‬ندى‪ ،‬ضباب) حيث‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫السيبتوريوز‬

‫صورة ‪ : 3‬أعراض الصدأ األصفر‬

‫صورة ‪ : 4‬اإلصابا األولية ملرض الصدأ األصفر‬

‫اختيار املبيدات الفطرية‬

‫متنح املبيدات املرخصة مجال فعالية واسع‬ ‫ضد أهم األمراض التي تصيب األوراق‪ .‬و‬ ‫تهم التراخيص سيبتوريوز األوراق و الصدأ‬ ‫البني و األصفر‪.‬‬ ‫و نشير أيضا أنه ميكن ملادة فعالة أن‬ ‫تغطي كل األمراض التي تصيب األوراق‪،‬‬ ‫لكن تبقى درجة فعاليتها متغيرة من مرض‬ ‫آلخر‪ .‬مما يستوجب معرفة هذه املعلومة‬ ‫لتمكني الفالحني من اختيار املبيد املالئم‬ ‫الحتياجاتهم‬

‫عند التعرف على أولى اإلصابات على‬ ‫األوراق القاعدية‪ ،‬فإن قرار استعمال‬ ‫املبيد يتوجب عندما تكون الظروف مالئمة‬ ‫النتشاره‪ ،‬بالنسبة للسبتوريوز فإن األمطار‬ ‫تشكل العامل األساسي لالنتشار‪ .‬املرحلة‬ ‫املثالية الستعمال املبيد هي عندما ظهور‬ ‫عقدتني على الساق و إذا كان ضغط املرض اختيار املبيدات‬ ‫كبيرا فيمكن املعاجلة عند عقدة واحدة‪ `.‬املبيدات الفطرية املسجلة على القمح‬ ‫تعطي مجال فعالية واسعة على أمراض‬ ‫أوراق القمح‪ .‬املبيدات ضد السبتوريوز‬ ‫الصدأ األصفر‬ ‫يحدد تقييم خطر الصدأ األصفر عند تنتمي أساسا للفئة الكيماوية “تريازول”‪.‬‬ ‫ظهور بؤر اإلصابة األولى يف احلقل‪ .‬تظهر املواد الفعالة لهذه الفئة تستعمل وحيدة‬ ‫هذه البؤر عادة عند مارس أبريل‪ .‬و عند أو باملشاركة مع مواد أخرى تنتمي لفئات‬ ‫حتديديها يجب الشروع مباشرة يف املعاجلة كيماوية أخرى (ستروبيليرين‪ ،‬بنزميدازول‪،‬‬ ‫باملبيد خاصة إذا كان القمح بني مرحلتي أوكسازوليدينديون‪ ،‬سبيغوسيتاالمني و‬ ‫فتالونيتريل)‪ .‬يف غياب استراتيجية فعالة‬ ‫االنتفاخ و اإلزهار‪.‬‬ ‫الستعمال املبيدات الفطرية‪ ،‬فخطر تطور‬ ‫املقاومة ضد هذه املواد يكبر‪.‬‬ ‫عدد املعاجلات‬ ‫حتدد عدد املعاجلات عبر املبيد عبر عدد املعاجلات‬ ‫قدرة إنتاج احلقل و كذلك خطر انتشار يبلغ عدد املعاجلات من ‪ 1‬إلى ‪ 2‬حسب‬ ‫أهم األمراض الفطرية من السيبتوريوز و درجة إصابة املرض‪ .‬و يجب القيام عادة‬ ‫الصدأ‪ .‬فمعاجلة واحدة أو معاجلتني تكفي باملعاجلة األولى عند التفريخ و املعاجلة‬ ‫الثانية عند الصعود‪.‬‬ ‫عادة من أجل محاربة األمراض الفطرية‪.‬‬ ‫يف حالة استعمال معاجلتني‪ ،‬فاألولى يجب تستهدف املعاجلة الثانية خاصة و يف‬ ‫أن تتم ما بني مرحلة عقدتني و تستهدف نفس الوقت أمراض فطرية أخرى و التي‬ ‫مرض السيبتوريوز‪ .‬أما املعاجلة الثانية فتتم تصيب األوراق‪ ،‬خاصة الصدأ‪ .‬يف جميع‬ ‫بعد اإلزهار و تستهدف الصدأ األصفر‪ .‬يف األحوال‪ ،‬فاجلماية اجليدة لزراعة القمح‬ ‫جميع احلاالت متكن احلماية الناجحة من من األمراض الفطرية‪ ،‬متكن من اجتناب‬ ‫اجتناب خسائر تتراوح ما بني ‪ 25‬و ‪ 50 %‬خسائر قد تصل إلى ‪. 30 %‬‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫‪17‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫ترشيد إستعمال سماد‬ ‫التغطية في زراعة القمح‬

‫)عبد المومن كنوني(‬

‫يعتبر التسميد واحدا من العناصر األكثر تأثيرا على مردودية أي زراعة مهما كان نوعها‪ .‬لذلك من المهم جدا التحكم‬ ‫في كيفية إستعماله بدراية كبيرة بهدف تحسين اإلنتاج حتى في المواسم الصعبة و في الفالحة البورية‪ ،‬لكون التسميد‬ ‫و لو في هذه الحالة‪ ،‬يساعد النباتات على اإلستفادة من الماء بالشكل األمثل‪.‬‬ ‫و يقصد بسماد التغطية‪ ،‬إضافة سماد معدني‬ ‫سطحي على زراعة قائمة أصال‪ ،‬مقابل سماد‬ ‫العمق الذي يتم إدماجه بالتربة عند الزرع‪.‬‬ ‫ويعد السماد األزوتي‪ ،‬السماد الوحيد القابل‬ ‫لإلستعمال للتغطية لكون جميع األسمدة‬ ‫الفوسفورية و البوتاسية يتم عادة إضافتها يف‬ ‫العمق قبل البذار‪.‬‬ ‫و الواقع أن التسميد األزوتي‪ ،‬الذي ميثل العنصر‬ ‫احلاسم يف تكثيف إنتاج القمح‪ ،‬يتميز بصعوبة‬ ‫التحكم فيه و التمكن منه نظرا لتعقد و تعدد‬ ‫العوامل التي ميكن أن تؤثر يف آلية تفاعله‪.‬‬ ‫إستراتيجية التسميد‬ ‫لترشيد عملية التسميد األزوتي للقمح‪ ،‬سواء‬ ‫الطري أو الصلب‪ ،‬يجب مراعاة ‪ 3‬معايير‪:‬‬ ‫اجلرعة االجمالية‪ ،‬التجزيئي‪ ،‬و نوع السماد‪.‬‬ ‫‪ -1‬اجلرعة‪:‬‬ ‫القاعدة األساسية ألي إستراتيجية لتسميد‬ ‫احلبوب هي البدء أوال بتقدير املردودية املتوخاة‬ ‫يف ظل الظروف احلقيقية للحقل (الزراعة‬ ‫السابقة‪ ،‬نوع التربة‪ ،‬املخزون‪ ،)...،‬و للموسم‬ ‫(التساقطات احملتملة‪ ،‬املناخ)‪ ،‬و الصنف و مدى‬ ‫العناية بالزراعة‪ ...،‬و بعد حتديد املردودية‪،‬‬ ‫يستطيع الفالح املرور إلى حساب الكميات‬ ‫اإلجمالية من األسمدة الالزمة لزراعته خالل‬

‫املوسم كله‪ ،‬و تقسيمها إلى أسمدة عمق (أزوت‪،‬‬ ‫فوسفور‪ ،‬بوتاسيوم) و أسمدة تغطية (ازوتية‬ ‫باألساس)‪ .‬و حتدد كمية األسمدة األزوتية التي‬ ‫ستستعمل للتغطية بالكمية املتبقية من الكمية‬ ‫اإلجمالية التي مت تقديرها يف البداية بعد‬ ‫خصم املقدار الذي مت إستخدامه يف العمق؛‬ ‫هذا مع العلم أن املادة العضوية (إعادة تدوير‬ ‫مخلفات الزراعة السابقة‪ ،‬تسميد حيواني)‬ ‫تلعب دورا بالغ األهمية يف هذا الشأن بصيانتها‬ ‫للتربة و احملافظة على خصوبتها و غناها على‬ ‫املدى البعيد‪ ،‬بالعناصر املعدنية‪.‬‬ ‫و يف ما يتعلق بتقسيم السماد بني العمق و‬ ‫التغطية‪ ،‬و لكون حاجيات احلبوب تكون ضعيفة‬ ‫يف بداية الدورة الزراعية بفضل املخزون الذي‬ ‫تتوفر عليه البذور‪ ،‬فإن الكمية الواجب إضافتها‬ ‫إلى العمق تقدر بـ ‪ 15%‬فقط من الكمية‬ ‫اإلجمالية‪ ،‬على أن يتم إتخاذ الباقي (‪)85%‬‬ ‫سماد تغطية‪.‬‬ ‫‪ -2‬ملاذا يجب جتزيء التسميد األزوتي؟‬ ‫إعتبارا لكون حاجة النبات للعناصر املغذية‬ ‫ليست ثابتة و منتظمة طيلة دورة اإلنتاج‪ ،‬فإنه‬ ‫من األفضل جتزيء األسمدة األزوتية إلى عدة‬ ‫جرعات حسب ظروف الزراعة و مراحل تطور‬ ‫النباتات‪ ،‬ملا لذلك من مزايا كثيرة‪ .‬و الواقع‬

‫أنه‪ ،‬باحلد من اإلضافات املبكرة‪ ،‬فإن جتزيئ‬ ‫إستعمال السماد يسمح مبا يلي‪:‬‬ ‫ تعويض عدم ثبات األزوت بسبب سرعة‬‫ذوبانه؛‬ ‫ تغطية حاجيات الزراعة طيلة الدورة‬‫الزراعية؛‬ ‫ جتنب الضياع بسبب الغسيل أو التطاير و‬‫التبخر أو من خالل عملية «نزع النيتروجني»‬ ‫(حتويل النيترات إلى نتروجني جوي)؛‬ ‫ ضبط اجلرعات حسب حالة املجموع‬‫اخلضري و حجم التساقطات املطرية؛‬ ‫ حتقيق املردودية األمثل؛‬‫ ترشيد إستخدام األزوت حسب احلاجة‬‫احلقيقية للقمح طيلة دورته الزراعية؛‬ ‫ تعظيم احملتوى من البروتينات‪.‬‬‫و بالنسبة للمناطق الكثيرة األمطار‪ ،‬يجب جتزيء‬ ‫سماد التغطية إلى حصتني أو ‪ 3‬حصص‪ ،‬كما‬ ‫يجب إضافة ما يعادل ‪ 5‬إلى ‪ 30%‬من السماد‬ ‫لتعويض الضياع بسبب عملية الغسيل يف حالة‬ ‫التساقطات الغزيرة‪ ،‬خاصة يف التربة اخلفيفة‬ ‫(الرملية)‪.‬‬ ‫و هناك طرق كثيرة لتقدير الكمية اإلجمالية‬ ‫من األسمدة األزوتية و كيفية جتزيئها على‬ ‫مدى الدورة الزراعية‪ .‬و من بني هذه الطرق‬ ‫من يوصي بـ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ثلث (‪ )3/1‬الكمية اإلجمالية عند البذار‪+‬‬ ‫‪ 3/2‬حني يصل طول السنبلة إلى ‪1‬سم‪.‬‬ ‫ ثلث (‪ )3/1‬الكمية اإلجمالية عند البذار‪+‬‬‫‪ 3/1‬حني يصل طول السنبلة إلى ‪1‬سم ‪3/1 +‬‬ ‫يف مرحلة إستطالة النبتة‪.‬‬ ‫ تقسيم حصص سماد التغطية إلى ‪ 3‬جرعات‪.‬‬‫و يجمع املختصون على أن هذه الطريقة هي‬ ‫األكثر فعالية من أجل مردودية جيدة و ضمان‬ ‫محتوى مرتفع من البروتينات يف نفس الوقت‪.‬‬

‫اإلضافات املتأخرة و البروتينات‬

‫إن اإلضافة الثالثة من السماد األزوتي تعتبر‬ ‫مهمة جدا يف الدورة الزراعية للحبوب لكونها‬ ‫تعمل على حتسني مستوى البروتينات يف حبوب‬ ‫‪18‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫القمح‪ ،‬الذي يحدد جودته الفعلية‪ ،‬خاصة من‬ ‫القمح الصلب الذي تتجاوز حاجياته حاجة‬ ‫القمح الطري‪ .‬و لعل النسبة املثلى للمحتوى‬ ‫البروتيني الواجب إستهدافها من خالل‬ ‫التسميد األزوتي املناسب هي حوالي ‪ 14%‬من‬ ‫البروتينات‪ .‬و للتذكير‪ ،‬يعتبر القمح هو األكثر‬ ‫غنى ‪،‬بني احلبوب‪ ،‬بالغلوتني الذي يعد خليطا‬ ‫من البروتينات و له أهمية كبرى يف عملية‬ ‫إعداد اخلبز‪.‬‬ ‫‪ -3‬أنواع أسمدة التغطية‬ ‫يتوفر السوق املغربي على األزوت كسماد بسيط‬ ‫على ‪ 3‬أشكال رئيسية ندرجها أسفله مع اإلشارة‬ ‫إلى خصائصها و إستعمالها الرئيسي‪:‬‬ ‫‪ -1‬سولفات األمونياك (‪ :)21%‬ينتج األزوت‬ ‫األمونياكي عن حتول األزوت العضوي املوجود‬ ‫يف التربة من خالل النشاط امليكروبي‪ .‬و هو‬ ‫شكل إنتقالي قبل التحول إلى أزوت النيتريك‪ .‬و‬ ‫يستعمل سولفات األمونياك كسماد عمق بسبب‬ ‫تفاعله البطيء و املتدرج و ضعف ضياعه‬ ‫بفعل الغسيل‪ .‬كما أن بعض الفالحني يختارون‬ ‫إستخدامه يف بداية الزراعة لدوره كمبيد‬ ‫حشري أيضا نظرا لتأثير محتواه من الكبريت‬ ‫(‪ 23‬إلى ‪.)24%‬‬ ‫‪ -2‬األمونيترات (‪( )33.5%‬نصفه أزوت‬ ‫نيتريك و نصفه أمونيكي)‪ :‬و يعتبر السماد‬ ‫األزوتي األكثر إستعماال أثناء الزراعة نظرا‬ ‫ملرونة إستخدامه و تأثيره الفوري‪.‬‬ ‫‪ -3‬اليوريا (‪ : )46%‬خالل ‪ 7‬إلى ‪ 10‬أيام تعرف‬ ‫حتولني إثنني قبل أن تستطيع النباتات اإلستفادة‬ ‫منها (إلى أزوت أمونيكي ثم إلى أزوت نيتريك)‪.‬‬ ‫و تعتبر السماد األزوتي األكثر إقتصادا (أرخص‬ ‫من نيترات األمونياك و األمونيترات)‪ .‬و هي‬ ‫قابلة لإلستخدام يف كل فترات العام خاصة‬ ‫كسماد تغطية‪ ،‬غير إن إستعمالها على أرض‬ ‫جافة يف فترة حرارة مرتفعة قد يؤدي إلى‬ ‫تطايرها و ضياعها و إلى التسبب يف حروق‬ ‫للنباتات‪.‬‬ ‫هذه األنواع الثالثة‪ ،‬و باألخص سولفات‬ ‫األمونياك‪ ،‬تتميز بخاصية احلموضة‪ ،‬لذا‬ ‫يوصى بها بالنسبة للتربة القاعدية (احلالة‬ ‫األكثر شيوعا يف املغرب)‪.‬‬

‫تسميد التغطية ‪ ،‬الكميات و املراحل‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬على الفالح ترشيد تسميد‬ ‫التغطية على حسب اإلحتياجات احلقيقية‬ ‫للزراعة طيلة الدورة الزراعية‪ ،‬ألن أي جتاوز‬ ‫يف اجلرعات احملسوبة و املدروسة من األزوت‬ ‫ينعكس سلبا على الزراعة‪ ،‬فيؤدي إلى حدوث‬ ‫ظاهرة إنحناء النباتات و إلى إنخفاض‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫املردودية و صعوبة احلصاد‪ ،‬و إستطالة الدورة‬ ‫الزراعية و منو خضري سريع على حساب‬ ‫جودة احلبوب‪ .‬كما يرفع من مستوى مخاطر‬ ‫اإلصابة باألمراض الفطرية؛ هذا إضافة إلى‬ ‫الضياع اإلقتصادي ملا يشكله من مصاريف‬ ‫إضافية غير مبررة و غير منتجة‪ ،‬و دون نسيان‬ ‫تأثيره السلبي على البيئة (تلوث املياه اجلوفية‬ ‫بالنيترات)‪.‬‬ ‫و على سبيل املثال‪ ،‬ميثل اجلدول التالي حالة‬ ‫حقل للقمح مبنطقة بورية مالئمة‪ ،‬يف موسم‬ ‫يعرف تساقطات عادية‪ ،‬على أساس إستهداف‬ ‫حتقيق مردودية تتراوح بني ‪ 30‬و ‪ 50‬قنطار يف‬ ‫الهكتار‪:‬‬ ‫المردودية المرجوة‬ ‫(قنطار‪ /‬هـ)‬

‫الكمية االجمالية‬ ‫لالزوت*‬

‫عمق‬

‫تغطية‬

‫‪30‬‬

‫‪105-90‬‬

‫‪15-13‬‬

‫‪90-77‬‬

‫‪40‬‬

‫‪140-120‬‬

‫‪20-18‬‬

‫‪120-102‬‬

‫‪50‬‬

‫‪175-150‬‬

‫‪25-22‬‬

‫‪150-128‬‬

‫*تم حساب الكمية اإلجمالية لألزوت على أساس ‪ 3‬كغ (بالنسبة‬ ‫للقمح الطري) و ‪ 3.5‬كغ (للقمح الصلب) من األزوت لكل قنطار‬ ‫من القمح المستهدف‪ ،‬تحليل التربة يبقى ضروريا لتحديد الكميات‬ ‫الواجب إضافتها إلى الزراعة بشكل أكثر دقة‪.‬‬

‫يف ظروفنا‪ ،‬فإن الكميات التي يتم حسابها من‬ ‫سماد التغطية األزوتية ال يتم إضافتها إلى‬ ‫الزراعة إال مرتني فقط يف أحسن األحوال يف‬ ‫حالة التساقطات املطرية الكافية‪ ،‬و نادرا ثالث‬ ‫مرات‪:‬‬ ‫ اإلضافة األولى يتم تطبيقها يف مرحلة‬‫اإلشطاء‪( ،‬تفرع) ( و التي تبدأ بعد الورقة‬ ‫الرابعة)‪ ،‬لكن باإلمكان تأخيرها قليال إذا كانت‬ ‫كمية تسميد العمق مرتفعة‪ .‬و لإلشارة يجب أن‬ ‫ال تتجاوز الكميات املضافة ثلث (‪ )3/1‬الكمية‬ ‫اإلجمالية‪.‬‬ ‫ اإلضافة الثانية‪ ،‬شبه متأخرة‪ ،‬يجب أن تتم‬‫عند مرحلة إستطالة النبات و أن يتم إستخدام‬ ‫الثلتني (‪ )3/2‬الباقيني‪ ،‬ما عدا يف حالة ضعف‬ ‫التساقطات املطرية حيث ميكن اإلحتفاظ بجزء‬ ‫منها و إستعمالها يف مرحلة اإلنتفاخ لتحسني‬ ‫مستوى البروتينات يف احلبوب كإضافة ثالثة‪،‬‬ ‫بل و ميكن تأخير هذه اإلضافة حتى «مرحلة‬ ‫الورقة األخيرة» بالنسبة للقمح الصلب‪.‬‬ ‫و يف كل األحوال‪ ،‬فإن الفالح الذي يعرف جيدا‬ ‫أحوال حقله‪ ،‬و على أساس مالحظاته و حتى‬ ‫بناء على التحليالت احملتملة‪ ،‬هو األكثر قدرة‬ ‫على ضبط و مالءمة مختلف احلسابات و توزيع‬ ‫الكميات اإلجمالية حسب احلاجيات احلقيقية‬ ‫للزراعة‪.‬‬ ‫غير أن حقيقة ما يجري به العمل فعليا يف‬ ‫زراعة احلبوب باملغرب‪ ،‬أن غالبية الفالحني‬ ‫الذين يستخدمون األسمدة (‪ 50%‬على ‪20%‬‬ ‫من املساحة الكلية‪ ،‬أغلبها ضيعات متوسطة أو‬ ‫كبيرة) تكتفي عموما بكميات و إضافات أقل من‬

‫املطلوب و سيئة التوزيع أثناء الدورة الزراعية‬ ‫(بضع قناطير من ثنائي فوسفات األمونيوم‬ ‫‪DAP‬للعمق و األمونيترات للتغطية)‪ .‬و يتفاوت‬ ‫مقدار الكميات من سماد التغطية التي متد بها‬ ‫الزراعة حسب حجم التساقطات املطرية من‬ ‫جهة‪ ،‬و أسعار األسمدة األزوتية املتقلبة بفعل‬ ‫املضارية و تعدد الوسطاء‪ ،‬من جهة أحرى‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لصغار الفالحني الذين تأثروا كثيرا‬ ‫بظروف اجلفاف املتكرر و بضعف التساقطات‬ ‫املطرية‪ ،‬فإن قراراتهم تتحكم فيها كثيرا‬ ‫تخوفاتهم من التقلبات املناخية‪ ،‬بحيث يعمدون‬ ‫إلى إستعمال كميات أقل ما ميكن من سماد‬ ‫العمق‪ ،‬على أساس تعويض اخلصاص يف ما‬ ‫بعد من خالل تسميد التغطية يف حال سقوط‬ ‫األمطار الكافية‪ ،‬و من دون إكثرات مبكونات‬ ‫تلك األسمدة‪.‬‬ ‫تنبيه‪ :‬من األفضل‪ ،‬يف حالة سهولة الولوج‬ ‫إلى احلقل‪ ،‬إزالة األعشاب قبل إضافة سماد‬ ‫التغطية لتجنب منافستها للزراعة‪.‬‬

‫تقنيات تطبيق أسمدة التغطية‬

‫بالنسبة للحقول الصغيرة‪ ،‬ميكن تطبيق أسمدة‬ ‫التغطية يدويا‪ ،‬يف حني يجب أن يكون آليا يف‬ ‫املساحات الكبرى ربحا للوقت و إقتصادا يف‬ ‫املصاريف و حتقيقا للتجانس‪ .‬غير أنه يصعب‬ ‫كثيرا املوافقة بني حتركات اجلرار يف احلقل‬ ‫و حالة األرض التي يجب أن تكون رطبة مبا‬ ‫يلزم لتسميد التغطية‪ ،‬حيث تزداد صعوبة تنقل‬ ‫اجلرار مع آلة النتر اململوءة على أرض ثقيلة‬ ‫و كثيرة الرطوبة‪ ،‬كما أن اآلثار العميقة التي‬ ‫تتركها العجالت ستعيق عمل آلة احلصاد يف‬ ‫‪.‬ما بعد‬ ‫أكثرية آالت نتر األسمدة املستعملة يف املغرب‬ ‫هي عبارة عن آالت طرد مركزي حتملها‬ ‫اجلرارات و تتراوح سعتها ما بني ‪ 300‬و ‪400‬‬ ‫كغ أو أكثر بحسب الطراز‪ ،‬و بإمكانها قذف‬ ‫حبيبات السماد حتى حدود ‪10‬م‪.‬‬ ‫عرف إستهالك األسمدة األزوتية باملغرب خالل‬ ‫عقود‪ ،‬تقلبا كبيرا؛ و حسب معطيات منظمة‬ ‫األمم املتحدة للزراعة و التقذية «الفاو»‪ ،‬فإنه‬ ‫لم يعد يغطي أكثر من ‪ 33%‬من االحتياجات‬ ‫احلقيقية لزراعة القمح‪ .‬هذا املستوى الضعيف‬ ‫من إستعمال األسمدة األزوتية أدى إلى تزايد‬ ‫فقر التربة باملغرب و تناقص إنتاج احلبوب‪،‬‬ ‫مما أدى إلى زيادة مصاعب حتقيق إكتفاء ذاتي‬ ‫غذائي وطني‪ .‬و الواقع أن التقلبات املناخية لها‬ ‫دور كبير يف ذلك‪ ،‬لكنها ليست العامل الوحيد‪.‬‬ ‫و من أجل تدارك األمر و تصحيح الوضع‪،‬‬ ‫من الضروري اإلسراع يف تقدمي النصح إلى‬ ‫الفالحني و التحكم يف دورة التسويق و حتسني‬ ‫الدعم العمومي ومداخيل مزارعي احلبوب‪ .‬و‬ ‫إذا كان بالفعل قد بذلت جهود يف هذا الشأن‬ ‫فإن خطوات أخرى أكثر يجب أن تتم‪.‬‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 133 - Février 2021‬‬

‫‪19‬‬


www.agri-mag.com

Agriculture du Maghreb N° 133 - FÊvrier 2021

20


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.