Supplément en langue arabe du numéro 130

Page 1

‫‪1‬‬ ‫عدد ‪2 0 2 3 0‬‬ ‫حق ال ر ‪0‬‬ ‫مل توبر‬ ‫ب‪ /‬أك‬ ‫شتن‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


ISO 27001 : 2013

Version 201

8


‫الفهرس‬

‫مجموعة حسن الدرهم‬

‫‪6‬‬

‫جني الحوامض‬ ‫اإلحتياطات الضرورية‬

‫القطاني‬

‫البحث عن مسار تقني‬ ‫مناسب‬

‫الزراعات العلفية‬

‫إحياء زراعة خليط بوزغيبة و‬ ‫الخرطال‬

‫‪10‬‬ ‫‪agriculturemaghreb@gmail.com‬‬

‫‪12‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫الئحة اإلشهارات‬ ‫‪CMGP 2‬‬ ‫‪FERTIKA 7‬‬ ‫‪MAMDA 16‬‬ ‫‪VILMORIN ATLAS 4‬‬

‫أرشيفاتنا على اإلنترنت‬


‫جزر فيلموران ميكادو يف املغرب‬ ‫يواجه مزارعو الجزر في المغرب كل عام مشاكل زراعية متزايدة كأمراض الحفر البنية )‪ (Cavity Spot‬والبياض‬ ‫الدقيقي )‪ (Oïdium‬أو مرض احمرار األوراق )‪ .(Rougissement‬من ناحية أخرى‪ ،‬فهم يبحثون عن أصناف‬ ‫ذات مردودية عالية على سبيل المثال في منطقة برشيد‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬فإن الزبناء المباشرين أو الوسطاء في‬ ‫السوق االستهالكية لديهم مطالب من ناحية الجودة‪ ،‬فهم يرغبون في جذور أسطوانية الشكل مكتملة النمو ذات لون‬ ‫جيد ومقاومة للكسور‪.‬‬ ‫وإدراكا لهذه المتطلبات والقيود المفروضة على مزارعي الجزر المغاربة‪ ‬توفر شركة فيلموران ميكادو‬ ‫للمنتجين عبر فرعها المغربي فيلموران أطلس أصناف متنوعة وكاملة لتلبية احتياجات كل منطقة‪.‬‬

‫موسم الشتاء والربيع‪:‬‬ ‫سوبيتو ف ‪:)Subito F1( 1‬‬

‫لون جيد ومردودية عالية‬

‫جزر نانت للفصل البارد‬ ‫فترة ومناطق الزرع‪ :‬من أكتوبر حتى نهاية فبراير في منطقة برشيد وأكادير‪.‬‬ ‫من أبريل إلى يونيو للمناطق المرتفعة‪.‬‬ ‫الوصف‪ :‬مدة الدورة‪ 130-100 :‬يوما‬ ‫ ‪-‬طول الجزر‪ 20-18 :‬سنتيمتر واسطوانية الشكل‪.‬‬ ‫ ‪ -‬حجم األوراق جيد مع مقاومة مرض االحمرار وتحتفظ بطريقة جيدة في التربة‪.‬‬

‫فوائد‪:‬‬

‫‪ -‬يحتاج أقل تردد من األدوية الكيميائية مقارنة مع األصناف األخرى‬

‫ نسبة الجزر القابلة للتسويق بعد الغسل جد مرتفعة مع مردودية عالية مقارنة مع األصناف‬‫المعروفة في السوق‬

‫مايسترو ف ‪:(Maestro F1) 1‬‬

‫املقاومة‪ : IR :‬ألترنارية ؛‬ ‫سركوسبوريوس‬

‫جزر ذو جودة عالية‬

‫جزر نانت للفصل البارد‬

‫فترة ومناطق الزرع‪ :‬من شهر أكتوبر حتى نهاية مارس في المناطق الشاطئية ‪.‬‬ ‫الوصف‪ :‬مدة الدورة‪140-120 :‬يوما‬ ‫طول الجزر‪ 20-18 :‬سنتيمتر اسطوانية الشكل‪.‬‬ ‫ ‪-‬تجانس كبير للجذور‪ ،‬ولون جيد‬ ‫ ‪-‬أقل حساسية للكسور مع كمية تسويق عالية‬

‫املقاومة ‪:‬‬ ‫البياض الدقيقي ألترنارية ‪HR :‬‬ ‫سركوسبوريوس ‪IR :‬‬

‫‪Contact équipe commerciale Vilmorin Atlas‬‬ ‫‪Bousselham IBNCHAHDIA : Technico-commercial zone Nord - Bousselham.ibnchahdia@vilmorin.com GSM : 06 61 10 25 89‬‬ ‫‪Eddamsyry Samir‬‬ ‫‪: Technico-commercial Zone Centre - samir.eddamsyry@vilmorin.com - GSM : 06 61 28 98 73‬‬ ‫‪BOULAZHAR Said‬‬ ‫‪: Technico-commercial Zone Sud - said.boulazhar@vilmorin.com - GSM : 06 71 40 01 81‬‬


‫سوبرانو ف ‪: (Soprano F1) 1‬‬

‫جذور ذات جودة عالية‬

‫جزر نانت للفصل البارد‬ ‫فترة ومناطق الزرع‪ :‬األشهر من أكتوبر إلى يناير في منطقة برشيد وأوالد‬ ‫تيما‪ ،‬تارودانت‪.‬‬ ‫من أبريل إلى يونيو للمناطق المرتفعة‪ :‬نجيل‪ ،‬جيجو‪ ،‬ملوية‪.‬‬ ‫الوصف‪ :‬مدة الدورة‪ 150-120 :‬يوما‬ ‫طول الجزر‪ 22-18 :‬سنتيمتر أسطواني الشكل‪.‬‬ ‫ ‪-‬أوراق ذات حجم جيد وجدور متجانسة فيما بينها‬ ‫ ‪-‬ذات لون داخلي وخارجي جيد مع مردودية عالية‬

‫املقاومة ‪:‬‬ ‫البياض الدقيقي ألترنارية ‪HR :‬‬ ‫سركوسبوريوس ‪IR :‬‬

‫تينو ف ‪:(Tino F1) 1‬‬ ‫جزر نانت للفصل البارد‬ ‫فترة ومناطق الزرع‪ :‬من أكتوبر إلى يناير في منطقة المناصرة‬ ‫وبركان والوليدية‪.‬‬ ‫الوصف‪ :‬مدة الدورة‪ 120-100 :‬يوما‬ ‫طول الجزر‪ 22-18 :‬سنتيمتر أسطواني الشكل‪.‬‬ ‫ ‪-‬حجم المساحة الورقية جيدة مع جزر ذو لون جيد وطول متميز ومردودية عالية‬

‫نانكو ف ‪:(Nanco F1) 1‬‬ ‫جزر نانت للفصل البارد‬ ‫فترة ومناطق الزرع‪ :‬من أكتوبر إلى يناير في منطقة المناصرة وبركان‬ ‫الوصف‪ :‬مدة الدورة‪ 120-100 :‬يوما‬ ‫طول الجزر‪ 18-16 :‬سنتيمتر اسطوانية الشكل‪.‬‬ ‫ ‪-‬حجم المساحة الورقية جيد مع جذور مكتملة النمو ذات لون جيد ومردودية عالية‬

‫موسم الصيف‪:‬‬ ‫فيرانو ف ‪ :(Verano F1) 1‬جزرة الصيف‬ ‫فترة ومناطق الزرع‪ :‬من أبريل إلى غشت في منطقة أكاديروالوليدية‪.‬‬ ‫الوصف‪ :‬مدة الدورة‪ 120-100 :‬يوما‬ ‫طول الجزر‪ 20-16 :‬سنتيمتر اسطوانية الشكل‪.‬‬ ‫ ‪-‬حجم المساحة الورقية جيد مع جذور متجانسة ذات لون جيد ومحصول عالي الجودة‬ ‫الميزة ‪ :‬يقاوم الحرارة بشكل جيد‬

‫تنبيه‪ :‬ال تزرع في الخريف والشتاء‬

‫املقاومة ‪:‬‬ ‫ألترنارية ‪HR :‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫جني احلوامض‬

‫اإلحتياطات الضرورية‬ ‫تعتبر احلوامض من الفواكه الهشة و سهلة العطب‪ ،‬لهذا يتطلب جنيها إتخاذ أقصى اإلحتيياطات املمكنة‪ ،‬متاما‬ ‫كما هو احلال يف ما يخص تداولها و نقلها لتفادي تضررها و بالتالي إستبعادها من عمليات التصدير و تسويقها‬ ‫محليا بأرخص األثمان‪ .‬كما أن اإلصابات البسيطة التي ال يتم اإلنتباه إليها أثناء التعبئة و التوضيب قد تتسبب يف‬ ‫تعفن جزء كبير من املنتوج‪ ،‬و بالتالي يف تراجع مكانة احلوامض املغربية يف األسواق اخلارجية‪.‬‬

‫تعليمات بجمع الثمار المتساقطة عىل‬ ‫* جمع الثمار‪:‬‬ ‫مرحلة اإلعداد‬ ‫يعد جني محصول الحوامض عملية مع بداية عملية محاربة ذبابة الفاكهة األرض من أجل توجيهها إىل وحدات‬ ‫مهمة تتطلب إعدادا مسبقا قبل يف شهر شتنبر‪ ،‬يتلقى العمال المكلفون التصنيع أو إتالفها‪ ،‬و ذلك لما يشكله‬ ‫إنطالق موسم القطاف‪.‬‬ ‫بالعناية بمصايد هذه الحشرة‪ ،‬بقاءها عىل األرض من مخاطر متعددة‬

‫‪6‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 130 - Septembre/octobre 2020‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


7

Agriculture du Maghreb N° 130 - Septembre/octobre 2020

www.agri-mag.com


‫تقنيات زراعية‬ ‫و موقعها‪ ،‬و ذلك من أجل التمكن من‬ ‫توفير العدد الكايف و أن يكون جاهزا‬ ‫للعمل ليلة موعد القطاف‪.‬‬

‫عىل المحصول بصفة عامة‪.‬‬ ‫* حتديد فترة النضج‪:‬‬ ‫يتم البدء يف جني الحوامض حين‬ ‫تصل إىل مستوى كاف من النمو‪،‬‬ ‫و حين تمتلئ الثمار بما يكفي من‬ ‫العصير‪ .‬و يتم إختبار المحتوى (نسبة‬ ‫مئوية من وزن العينة) لتحديد موعد‬ ‫الشروع يف عملية القطاف‪ .‬و يمكن‬ ‫إحتساب مؤشر النضج‪ ،‬الذي يؤكد‬ ‫القيمة المذاقية للحوامض‪ ،‬من خالل‬ ‫إجراء تحليل لمستوى السكريات و‬ ‫الحموضة‪ .‬و يشرع يف عملية الجني‬ ‫بعد أن يتبخر نهائيا الندى الصباحي من‬ ‫عىل الثمار لتجنب أي ضرر فيسيولوجي‬ ‫قد يصيبها‪ .‬و يجب أن تكون الثمار‬ ‫التي يتم قطفها مطابقة للمعايير‬ ‫المطلوبة‪ ،‬خاصة منها‪:‬‬ ‫اللون‪ ،‬بإعتبار أهميته األساسية‬‫يف تقييم الجودة‪ .‬لهذا يجب إحترام‬ ‫مستوى النضج و التلوين المطلوبين‬ ‫‪8‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 130 - Septembre/octobre 2020‬‬

‫بالنسبة لكل نوع و كل صنف‪.‬‬ ‫المحتوى من العصير‪ ،‬و ترتفع نسبته‬‫مع مستوى نضج الثمار‪ ،‬فإذا كانت‬ ‫أعىل من ‪ 40%‬فذاك يعني أن المنتوج‬ ‫مطابق للمواصفات‪.‬‬ ‫مؤشر النضج‪ ،‬هو معيار لتقييم الجودة‬‫المذاقية للثمار؛ و يقدر مستوى النضج‬ ‫من خالل تزايد محتوى السكريات يف‬ ‫العصير و تدني الحموضة‪.‬‬ ‫* اإلمكانيات‬ ‫اللوجستية و البشرية‪:‬‬ ‫إن مرور موسم القطاف بشكل جيد‬ ‫مرتبط جدا بالتوفر عىل بنية تحتية‬ ‫لوجيستسة مناسبة‪ ،‬جاهزة للعمل‪ ،‬و‬ ‫مكيفة مع ظروف الضيعة‪ .‬فيجب أن‬ ‫يقوم الفالح بإحصاء و تفقد أدواته و‬ ‫آلياته المتنقلة و تحسين مسالك السير‬ ‫و إعداد مستودعات لتخزين محتمل‬ ‫للمنتوج‪ .‬الحاجة إىل اليد العاملة يجب‬ ‫أن يتم تقييمها بحسب حجم الضيعة‬

‫* القطاف‪:‬‬ ‫إن قيمة الممنتوج الذي تم تحقيقه‬ ‫بعد جهد جهيد قد يصاب يف مقتل‬ ‫نتيجة عملية جني لم تتم بشكل‬ ‫جيد‪ ،‬مما يبرز األهمية الكبرى الواجب‬ ‫إعطاءها لمسألة التأطير التقني لهذه‬ ‫العملية بهدف تثمين أفضل لإلنتاج‪.‬‬ ‫فيتم قطف الثمار يدويا بمقصات‬ ‫حادة للتمكن من قطع الساق من الجذر‬ ‫دون المساس بكأس الثمرة للحفاظ‬ ‫عىل قيمتها التجارية‪ .‬و للمحافظة‬ ‫عىل الكأس‪ ،‬بهدف تجنب أي تعفن قد‬ ‫يصيبه‪ ،‬توضع الثمار المجنية أوال يف‬ ‫سطل نصف مملوء بالماء‪ ،‬ثم تفرغ بعد‬ ‫ذلك بكل عناية يف صناديق بالستيكية‪.‬‬ ‫و يمكن القيام بعملية جني إنتقائية‬ ‫من أجل اإلستجابة لبعض البرامج يف‬ ‫ما يخص العيار و التلوين أو يف حالة‬ ‫التفاوت الكبير المالحظ عىل المنتوج‬ ‫بحسب المواصفات المطلوبة‪.‬‬

‫تنظيم عملية القطاف‬

‫يجب أن تتم العملية تحت إشراف‬ ‫رئيس للعمال‪ ،‬يتمثل دوره يف تنظيم‬ ‫و مراقبة حسن سير العمل و معاقبة‬ ‫أي إخالل بالتعليمات التي منها ما ييل‪:‬‬ ‫ التعامل مع الثمار بعناية كبيرة‪.‬‬‫ قص الساق من الجذر‪.‬‬‫ المحافظة عىل الكأس‪.‬‬‫ تفادي إهتزاز الثمار المجنية و‬‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫أماكن التخزين‪:‬‬ ‫قد تؤدي مشاكل آخر لحظة‪ ،‬مثل بعض‬ ‫التغييرات يف البرمجة أو تأخر عملية‬ ‫الشحن أو الزحام يف وحدات التلفيف‬ ‫إىل إرغام الفالح عىل تخزين منتوجه؛‬ ‫و يف هذا الصدد ينصح باإلمتناع‬ ‫مطلقا عن تخزين الحوامض يف الهواء‬ ‫الطلق بسبب األضرار التي تسببها‬ ‫أشعة الشمس للثمار (تصبح رخوة)‪،‬‬ ‫بل ينصح بوضعها يف مستودعات‬ ‫يتم إعدادها مسبقا لهذه العملية و أن‬ ‫تكون مطلية بالجير‪.‬‬ ‫تقادفها بفعل حركة الركبتين‪.‬‬ ‫أدوات القطاف‪:‬‬ ‫تتطلب عملية الجني مجموعة من‬ ‫األدوات و األكسيسوارات‪:‬‬ ‫ مقصات حادة‪.‬‬‫ من مساوئ إستعمال أكياس لتجميع‬‫الثمار‪ ،‬إهتزازها و تقادفها بفعل حركة‬ ‫ركب العاملين‪.‬‬ ‫ سطول بالستيكية نظيفة و يف حالة‬‫جيدة تمثل أوعية مناسبة إلستقبال‬ ‫الثمار المجنية‪.‬‬ ‫ الساللم الضرورية لبلوغ الثمار العالية‬‫يجب أن تكون خفيفة‪ ،‬سهلة التحريك‬ ‫و لها معاليق خاص باألسطل‪.‬‬ ‫ صناديق تجميع المنتوج يجب أن‬‫تكون كافية و يف حالة جيدة لتجنب‬ ‫إصابة الثمار بجروح‪ ،‬و أن يتم تطهيرها‬ ‫بشكل منتظم‪ .‬كما يجب عدم ملئها‬ ‫إىل حد الحافة تفاديا إلنضغاط الثمار‬ ‫أثناء وضع الصناديق فوق بعضها‪.‬‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫القطاف حتت املطر‪:‬‬ ‫يخاطر بعض الفالحين أحيانا بجني‬ ‫محصولهم من الحوامض أثناء هطول‬ ‫األمطار‪ .‬ففي هذه الحالة تنتفخ الثمار‬ ‫و تصبح عرضة لإلصابات‪ .‬لهذا ينصح‬ ‫بعدم قطف الحوامض إال بعد توقف‬ ‫سقوط المطر بيومين عىل األقل‪،‬‬ ‫و إنتظار يومين آخرين يف وحدات‬ ‫التلفيف قبل تعبئتها للتحقق من‬ ‫مدى سالمتها‪.‬‬

‫تقدير املردودية‪:‬‬ ‫إن القدرة عىل تقييم المحصول عىل‬ ‫األشجار تتطلب تجربة كبيرة‪ .‬وبإمكان‬ ‫المبتدئين التوصل إىل تقييم تقريبي‬ ‫مقبول من خالل إحتساب ثمار شجرة‬ ‫متوسطة الحمولة‪ ،‬و من تم القيام‬ ‫بعمليات الضرب الالزمة للوصول إىل‬ ‫عدد األطنان المحتملة يف الهكتار‬ ‫الواحد‪.‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 130 - Septembre/octobre 2020‬‬

‫‪9‬‬


‫القطاني ‪ :‬البحث عن مسار تقني مناسب‬ ‫تعتبر النتائج التي حتققها القطاني يف املغرب دون مستوى اإلنتظارات ‪.‬و بالرغم من أهميتها الفالحية و‬ ‫اإلقتصادية و اإلجتماعية ‪،‬باإلضافة الى حجم اإلكراهات‪ ،‬إال أنها لم حتض باإلهتمام الكايف‪ .‬ذلك أن (عمليات‬ ‫التأطير و اإلرشاد وتطور البحث العلمي‪...‬الخ‪ ،‬ظلت محدودة و محلية يف الغالب و غير مندمجة يف إطار‬ ‫إستراتيجية شاملة طويلة األمد)) حسب إعتراف لوزارة الفالحة ذاتها‪.‬‬

‫وبعد أن كان المغرب من أكبر الدول المصدرة للقطاني‪ ،‬و ‪ 400‬ألف هكتار‪ ،‬طيلة ال ‪ 15‬سنة الماضية‪ .‬وهي البذور‬

‫تحول اىل مستورد منتظم لهذه الغالل إلشباع حاجيات نسبة هزيلة ال تتيح لهذه الزراعة المشاركة الفعالة يف‬ ‫المستهلكين ‪.‬‬ ‫عملية التناوب الزراعي ‪ -‬الضعيفة أصال ‪ ،-‬إىل جانب‬ ‫وبالفعل تشهد هذه الزراعة إنخفاضا متزايدا منذ الحبوب التي تشغل حوايل ‪ 60%‬من مجموع األراضي‬ ‫‪ ،1976‬حيث بلغت المساحة المزروعة آنذاك ‪  617‬المزروعة‪ .‬أي ما يناهز ‪ 5‬مليون هكتار‪.‬‬ ‫ألف هكتار‪ ،‬لتنحذر إىل ‪ 295‬ألف هكتار سنة ‪.81-82‬‬ ‫وهو نفس الوضع الذي عرفه منحنى اإلنتاج‪ .‬فبعد ان خدمة التربة و تخصيبها‬ ‫كان يناهز ‪ 5‬مليون قنطار سنة (‪ ،)76- 75‬لم يتعد يجب التبكير يف عملية إعداد التربة مباشرة بعد جمع‬ ‫‪ 670‬ألف قنطار يف (‪ )80-81‬مما إستدعى إستيراد ما المحصول السابق‪ .‬و يفضل أن ال تكون عمليات‬ ‫بين ‪ 100‬ألف إىل ‪ 360‬ألف قنطار حسب السنوات‪.‬‬ ‫الخدمة جد مكثفة‪ .‬وأن يتم اإلكتفاء بحرث متوسط‬ ‫و‬ ‫و يمكن إعتبار ضعف التحكم يف المسار التقني‬ ‫يليه مرور محراث «الكوفر كروب» مرة إىل مرتين‪ ،‬ال‬ ‫كارثة الهالوك وضعف مستويات الدعم و المساعدة أكثر‪ ،‬حسب طبيعة التربة و نوعية المحصول السابق‪.‬‬ ‫وإنخفاض الربحية و المنافسة العالمية ‪...‬الخ‪ ،‬من هذه العمليات تتيح للتربة إمكانية تخزين مياه‬ ‫العوامل التي تفسر الوضعية المتدهورة لقطاع األمطار المبكرة‪ ،‬وتساعد عىل تهيء فراش البذور‪ .‬كما‬ ‫القطاني‪.‬‬ ‫ينصح أيضا بالقيام بعملية دحرجة (‪ ) routage‬يف‬ ‫فميدانيا و عىل مستوى اإلستغالليات‪ ،‬فإن السلوك حالة إعتماد الجني الميكانيكي‪.‬‬ ‫الزراعي التقليدي هو الغالب ‪.‬كما أن تطبيق السلسلة أما بالنسبة للتخصيب‪ ،‬فغالبا ما يتم إغفاله من طرف‬ ‫التكنولوجية الكاملة يظل ضعيفا خصوصا بالنسبة المزارعين‪ .‬يف حين ان الحصول عىل إنتاجية جيدة‬ ‫إلستعمال البذور المحسنة و التخصيب و المعالجة و المحافظة عىل خصوبة التربة يستوجب دعما «‬ ‫الكيماوية للهالوك و األمراض الرئيسية األخرى‪ ،‬و فوسفو‪ -‬بوتاسي»‪ .‬و بحسب نوعية التربة و غناها و‬ ‫مكننة عمليات البذار و الجني (تتم يدويا)‬ ‫المردودية المستهدفة ‪...‬الخ‪ ،‬فإن تسميدا متوسطا‬ ‫وإنطالقا من هذا التشخيص‪ ،‬فإنه من الضروري إعتماد بنسبة ‪ 40‬وحدة من( ‪ ) P2O2‬و ‪ 10‬وحدات من‬ ‫مسار تقني فعال من خالل تحديد المراحل التقنية البوتاس يعد إجراء ضروريا‪.‬‬ ‫المناسبة الممكن تعميمها عىل صغار المزارعين‪.‬‬ ‫أما األسمدة األزوتية فهي عموما ليست ذات فائدة‬ ‫كبيرة بإعتبار قدرة القطاني عىل تثبيت األزوت‬ ‫التناوب الزراعي‬ ‫الجوي‪ .‬بل ال تعمل سوى عىل رفع كلفة اإلنتاج و‬ ‫لم يتجاوز نصيب القطاني من مجموع األراضي بالتايل تخفيض هامش الربح‪.‬‬ ‫الزراعية يف المغرب نسبة ‪ 3‬إىل ‪ ،% 5‬أي ما بين ‪300‬‬

‫‪10‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 130 - Septembre/octobre 2020‬‬

‫يستعمل أغلب المزارعين البذور العادية الشائعة و‬ ‫المحصل عليها محليا من المحاصيل السابقة‪ .‬كما أن‬ ‫عدد أصناف البذور المسجلة يبقى محدودا‪ ،‬مع ضعف‬ ‫يف إنتاج بذور مصدقة ‪.‬‬ ‫و هكذا‪ ،‬وخالل العقد األخير‪ ،‬إستطاعت شركة ‘’صونا‬ ‫كوس’’ توفير ما يقارب ال ‪ 3500‬قنطار كمعدل سنوي‬ ‫من البذور لم يتم تسويق سوى نسبة ‪ % 33‬منها‪.‬‬ ‫وهو ما يمثل نسبة ‪ 1%‬من حاجيات المساحات‬ ‫المزروعة حاليا ‪.‬‬ ‫وفقط بالنسبة لحمص فصل الربيع ‪،‬الذي الزال يزرع‬ ‫يف بعض المناطق كالشاوية‪ ،‬فان البذر المبكر أو‬ ‫العادي(أكتوبر‪ -‬منتصف نونبر) تتيح إمكانية توفيق‬ ‫الدورة الزراعية مع النظام المائي و الحراري‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة هنا إىل أن عمليات البذار يف شهري‬ ‫دجنبر و يناير‪ ،‬تتزامن مع فترات مناخية صعبة (برودة‬ ‫أثناء مرحلة اإلنبات و حرارة اثناء اإلزهار ) وبالتايل ال‬ ‫تساعد عىل تحقيق مردودية جيدة‪.‬‬

‫أما بالنسبة ملستوى كثافة الزرع‪ ،‬فاألفضل‬ ‫أن يكون كالتالي ‪:‬‬ ‫ ‪ 25- 15‬نبتة يف المتر المربع بالنسبة للفول‬‫ ‪ 120- 100‬نبتة يف المتر المربع للعدس‬‫‪ 35 -25‬نبتة يف المتر المربع للحمص‬‫ولتحقيق هذه النتيجة المدروسة‪ ،‬فإن كميات البذور‬ ‫يجب أن تحدد كالتايل ‪:‬‬ ‫ قنطارواحد إىل قنطار ونصف للهكتار بالنسبة‬‫للفول‬ ‫ ‪ 40‬إىل ‪ 60‬كلغ للهكتار للعدس‬‫ ‪70‬إىل ‪ 100‬كلغ للهكتار بالنسبة للحمص‬‫و غالبا ما يتجاوز المزارعون هذه الحصص‪ .‬ومن‬ ‫األفضل إعتماد البذار اآليل نظرا لمزاياه الكثيرة‪،‬‬ ‫كإمكانية العزيق الميكا نيكي إلزالة األعشاب يف‬ ‫المراحل األوىل للزرع‪ .‬و يمكن اإلكتفاء بالبذار اليدوي‬ ‫التقليدي بالنسبة للرقع األرضية الصغيرة كما ان‬ ‫استعمال بذور مصدقة ضامنة ألصالة الصنف‬ ‫ومصدره‪ ،‬و خلو األرض من نبات الهالوك ‪ ....‬تعد أمورا‬ ‫بالغة األهمية وضرورية‪.‬‬ ‫أما يف حالة إستعمال بذور عادية وشائعة‪ ،‬فيجب‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫الحرص عىل الحصول عليها من أراضي خالية من‬ ‫الهالوك ومعالجة ومغربلة و مخزَنة يف ظروف جيدة‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة هنا و حسب وزارة الفالحة‪ ،‬إىل أن‬ ‫أسعار بذور القطاني المصدقة تعتبر حرة ‪،‬إال أنه يتم‬ ‫تحديدها يف بداية كل حملة حسب الموجود و مستوى‬ ‫الطلب ‪.‬‬

‫اخلاصيات الصحية‬

‫يعتبر الهالوك أكبر معيق لزراعة القطاني يف المغرب‪.‬‬ ‫و لم تستطع عمليات محاربته‪ ،‬إىل جانب طفيليات و‬ ‫أمراض و آفات أخرى‪ ،‬أن تتوفق يف القضاء عليه‪ ،‬رغم‬ ‫توافر أنواع كثيرة من المبيدات يف السوق ‪ .‬وذلك ألن‬ ‫األمر يستوجب التشخيص الصحيح و التطبيق الصارم‬ ‫لبيانات اإلستعمال‪.‬‬ ‫ ويعرف المغرب إنتشار األمراض الرئيسية التالية يف‬‫زراعة القطاني‪:‬‬ ‫التبقع البني أو الشكالطي‪ .‬صدأ الحبوب و بثور‬ ‫الحمص‪.‬‬ ‫ كما يتزايد إنتشار «الديدان الخيطية» حتى أصبحت‬‫أغلب حقول الفول تعاني منها عناء شديدا‪.‬‬ ‫ يعد المن و خنافس السوس و الدود الحفار و حشرة‬‫السوس بالحمص من أخطر الحشرات عىل زراعة‬ ‫القطاني‪.‬‬

‫ األعشاب الضارة‪ :‬تصبح محاربتها كيماويا‬‫أمرا ال مفر منه كلما تمكنت من غزو حقول القطاني‪.‬و‬ ‫تجدر اإلشارة هنا إىل توافرأنواع عديدة من المبيدات‬ ‫اإلنتقاية ‪ .‬كما يلزم القيام بعمليتي عزيق بعد أربعة‬ ‫أسابيع من مرحلة اإلنبات (= بداية التبرعم)‪ .‬و البد‬ ‫من التذكبر هنا بأهمية محاربة النباتات الضارة‬ ‫سواء بالنسبة للمردودية أو بالنسبة لصحة التربة و‬ ‫جاهزيتها للزراعة المناوبة التالية‪.‬‬ ‫تنبيه ‪ :‬إذا تم البذار آليا‪ ،‬يمكن تسهيل عمليات‬ ‫العزيق األوىل بتمرير قبيل بالمسحاة(المشطة)‪.‬‬

‫التخزين‬

‫باإلضافة إىل ضعف اإلنتاج‪ ،‬فإن تخزين محصول‬ ‫القطاني بالطرق التقليدية عند صغار المزارعين و‬ ‫المتوسطين‪ ،‬تزيد من حجم الخسائر‪ .‬غير أنه و حتى‬ ‫يف حالة إنعدام وحدات تخزين حديثة‪ ،‬يمكن التقليل‬ ‫من الضائع من خالل تحسين شروط العملية‪ ،‬و ذلك‬ ‫عن طريق الغربلة و الفرز وإزالة الشوائب و تقسيم‬ ‫عىل أساس مجموعات متجانسة قبل التخزين‪.‬‬ ‫كما أن إستعمال أكياس البالستيك يساعد‬ ‫عىل التقليل من الخسائر التي تسببها‬ ‫الحشرات و اآلفات يف المخازن‪.‬‬

‫يعتبر من أهم المعوقات التي تحد من تطور هذا‬ ‫القطاع‪ .‬مع العلم أن المعدات الالزمة موجودة‪ ،‬بل‬ ‫متوفرة لدى أغلب اإلستغالليات المجهزة بآليات زراعة‬ ‫الحبوب (آالت بذار‪ ،‬أمشاط‪ ،‬آالت حش‪ )...‬وحتى‬ ‫آالت الحصاد متوفرة يف كل مناطق المغرب و يمكن‬ ‫اإلستفادة منها ولو باإليجار‪.‬كما تستطيع الضيعات‬ ‫الكبرى إقتناء آالت البذار الدقيقة‪.‬‬ ‫ويمكن إرجاع أسباب هذا النقص يف المكننة‪ ،‬أساسا‪،‬‬ ‫إىل إنعدام التأطير و التكوين حول التطبيقات‬ ‫التقنية الخاصة بكل مرحلة و كيفية التعامل مع المرتبطة بالمردودية و بالمسار التقني المتبع‪ ،‬تكون‬ ‫اآلالت للحفاظ عليها و من أجل تحقيق أقصى إستفادة أكبر بالنسبة للحمص يليه العدس ثم الفول‪ .‬و يرجع‬ ‫ذلك اىل مستوى تكلفة اإلنتاج الخاصة بكل نوع (كلفة‬ ‫منها‪.‬‬ ‫إنتاج قنطار الفول أعىل من العدس ثم من الحمص)‪.‬‬ ‫التأطير‬ ‫و من جهة أخرى‪ ،‬فإنه يتوجب عىل الجهات الرسمية‬ ‫لقد مرت عملية نشر و إشاعة زراعة القطاني بعدة المختصة إيالء قطاع القطاني إهتماما خاصا‪ ،‬و ذلك‬ ‫مراحل‪ .‬بداية من عمليات التواصل و اإلرشاد الجماعية بإتخاذ إجراءات حيوية عىل المدى الطويل‪ ،‬من خالل‬ ‫(إجتماعات مع الفالحين‪ ،‬أفالم‪ ،‬وصالت تلفزيونية العمل عىل تشجيع ‪:‬‬ ‫‪ ،)..‬و الشروحات الميدانية ثم بعد ذلك‪ ،‬إنسحاب ‪ -‬البحث العلمي و الحصول عىل أصناف جديدة و دعم‬ ‫الدولة من قطاع الخدمات ‪ .‬ثم إنطالق المخطط البذورالمصدقة و إتاحتها للفالحين بأثمنة قريبة من‬ ‫المديري لإلرشاد الفالحي (‪ .)1994 – 1990‬ولجنة نقل أثمنة البذور العادية‪.‬‬ ‫التكنولوجيا (‪. )1994‬‬ ‫لكن كل هذه المقاربات لم تحقق أي من النتائج ‪ -‬التجهيز باألدوات الزراعية المناسبة للتخفف من اليد‬ ‫المتوقعة‪ .‬بل كانت لها تداعيات عكسية‪ .‬فحسب أحد العاملة التي تعد من معيقات هذا النشاط الفالحي ‪.‬‬ ‫تقارير وزارة الفالحة نفسها‪ ،‬فإن (( اإلكراهات التقنية‬ ‫و اإلقتصادية و إنعدام لحصيلة أبحاث علمية قابلة‬ ‫ التكوين واإلرشاد لتسهيل عمليات نقل التكنولوجيا‪.‬‬‫للتبني بسهولة من طرف المزارعين‪ ،‬جعلت العملية‬ ‫مجرد كالم عام و مكرر‪ .‬و غالبا ما ال ينضبط له‬ ‫ تقديم الدعم و المساعدات و التدخل يف تحديد سعر‬‫الفالحون‪ .‬ولم تترتب عنه أية نتيجة تذكر))‪.‬‬ ‫وعىل مستوى اإلستخدام النهائي للقطاني‪ ،‬فإنها البيع‪ ،‬مما يعطي للمنتج إمكا نية أكبر عىل تقدير‬ ‫تستعمل علفا للماشية يف اإلستغالليات الكبيرة‪ ،‬بينما األمور‪ .‬وتحسين القدرة التنافسية للمنتوج الوطني‬ ‫يتم توجيه إنتاج المزارعين الصغار و المتوسطين إىل يف مواجهة الواردات‪.‬‬ ‫السوق أو يتم اإلحتفاظ به لإلستهالك الشخصي‪ .‬أما‬ ‫بخصوص الهامش الربحي لمختلف أنواع القطاني‪ - ،‬اإلنتاج وفق عقود‪ ،‬عىل أن تكون منصفة لجميع‬ ‫فهو يتوقف عىل مستوى ثمن البيع الذي يعرف األطراف لضمان التعهد الجدي باإللتزامات بغض‬ ‫تقلبات كثيرة خالل نفس السنة و بين سنة و أخرى‪ ،‬النظر عن تقلبات السوق‪.‬‬ ‫و عىل حجم األراضي المزروعة‪ .‬ومن تم فإن الفالح‬ ‫يفقد القدرة عىل التكهن بأثمنة البيع المحتملة‪ .‬و قد ‪ -‬التنظيم المهني ‪:‬من الضروري جدا إشراك الفالحين‬ ‫سبق ان أجريت عدة دراسات حول مستوى ربحية زراعة من خالل تنظيماتهم المهنية اىل جانب غيرهم من‬ ‫القطاني غير ان األرقام المقدمة ليس عليها إجماع‪ .‬المتدخلين يف تمويل و تنفيذ أنشطة التوعية‬ ‫لكن يمكن القول أن الهوامش الربحية الخام‪ ،‬واإلرشاد‪.‬‬

‫املكننة‬

‫إن إعتماد الخدمة اليدوية الطاغي‬ ‫عىل زراعة القطاني (البذار ‪،‬إزالة‬ ‫األعشاب ‪،‬الجني‪،‬الدراسة و التنظيف)‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 130 - Septembre/octobre 2020‬‬

‫‪11‬‬


‫تربية مواشي‬

‫العلفية‬ ‫الزراعات‬ ‫إحياء زراعة خليط بوزغيبة و اخلرطال‬ ‫(عبد املومن كنوني)‬

‫بالنسبة لكل من قطاعي الفالحة و تربية املواشي‪ ،‬تعتبر األعالف منتوجات نباتية تستعمل يف تربية املجترات؛ و قد‬ ‫تتكون من أجناس عشبية تزرع منفردة أو مجتمعة‪ ،‬وهي مزيج من جنيليات و قطاني ميكن توزيعها على احليوانات‬ ‫مباشرة يف حالتها الطرية أو بعد تخزينها (علف جاف‪،‬سيالج)‪ .‬و تتيح إمكانية تلبية حاجات املاشية يف كل الفصول‪.‬‬ ‫إال أن اإلقبال الذي عرفته هذه الزراعة بدأ يتراجع بشكل كبير بسبب مشاكل تتعلق بتوفر البذور أساسا‪.‬‬

‫بوزغيبة (نفلة‪ ،‬جلبانة‪(...،‬‬

‫يعتبر نبات بوزغيبة من البقول العلفية الحولية‪،‬‬ ‫و يوجد منها بالمغرب ‪ 60‬نوعا و صنفا يف‬ ‫المراعي‪ ،‬و كأعشاب ضارة يف زراعات الحبوب‪.‬‬ ‫وتعتبر بوزغيبة العادية(‪ )Vicia sativa‬األكثر‬ ‫زراعة‪ .‬و تتميز بقلة حاجتها إىل المياه (إبتداء‬ ‫من ‪ 300‬مم) و بعدم تحملها للتربة المشبعة جدا‬ ‫بالماء‪ .‬و تمتد دورتها الزراعية لما بين ‪ 6‬و ‪7‬‬ ‫أشهر(حتى مرحلة النضج)‪ ،‬بذورها كروية الشكل و‬ ‫ذات قطر يتراوح بين ‪ 4‬و ‪ 6‬مم‪ ،‬و تزن بين ‪ 45‬و‬ ‫‪ 120‬غ (‪60‬غ يف المعدل) لكل ‪ 1000‬بذرة‪.‬‬ ‫و كجميع القطنيات‪ ،‬فإن لبوزغيبة عقيدات‬ ‫جذرية (تتكافل و تتعايش مع بكتيريا من نوع‬

‫«ريزبيوم»‪ ،‬مثبتة لألزوت الجوي) تمد التربة‬ ‫باالزوت العضوي سريع التمعدن‪ ،‬والذي تستفيد‬ ‫منه الزراعة التي تتم مزاوجتها مع بوزغيبة‬ ‫(الخرطال مثال) و الزراعات التالية يف عملية‬ ‫التناوب‪.‬‬

‫اخلرطال‬

‫الخرطال من النجيليات الحولية التي تتم زراعتها‬ ‫إما منفردة كعلف أو من أجل حبوبها‪ ،‬و إما يف‬ ‫إطار مزاوجة مع بوزغيبة أو الحمص العلفي‪.‬‬ ‫و هي نبتة معروفة لدى الفالحين بقوتها و‬ ‫مقاومتها للبرد و للجفاف و لحموضة التربة‪،‬‬ ‫و بقوة االشطاء لديها (التفرع)‪ ،‬و قدرتها عىل‬

‫التكيف مع جميع أنواع التربة و يف جميع جهات‬ ‫البالد‪ .‬وتتراوح دورتها الزراعية بين ‪ 5‬و ‪ 8‬أشهر‪ ،‬و‬ ‫يبلغ وزن ‪ 1000‬من حبوبها حوايل ‪ 40‬غ‪.‬‬ ‫و يستعمل المزارعون نوعين من الخرطال هما‪:‬‬ ‫الخرطال البلدي‪ ،‬و هو صنف عادي غير مختار‪،‬‬‫يفضله الفالحون بسبب سهولة إستهالكه من‬ ‫طرف الماشية‪.‬‬ ‫الخرطال «الداعم»‪ ،‬و هو مجموعة من األصناف‬‫النصف مبكرة و التي تتالءم مع الدورة الزراعية‬ ‫لبوزغيبة‪ .‬و من المهم إختيار صنف قوي بما‬ ‫يكفي ليشكل دعامة جيدة؛ و لكن ليس أكثر حتى‬ ‫ال ترفضه الماشية ( ما عدا يف حالة سحقه)‪.‬‬

‫ملاذا اجلمع بني‬ ‫بوزغيبة و اخلرطال؟‬

‫يتم إستعمال الخالئط العلفية (حبوب‪+‬قطاني)‬ ‫منذ زمن بعيد بسبب قيمتها الغذائية الجيدة‪،‬‬ ‫و لسهولة زراعتها و لتكيفها مع جميع ظروف‬ ‫اإلنتاج و إلستساغتها من طرف المواشي‪ .‬و من‬ ‫الناحية الزراعية‪ ،‬فإن الجمع بين األنواع العلفية‬ ‫يستغل بشكل أفضل ظروف الوسط الجغرايف‪ ،‬و‬ ‫يحقق أحسن إنتاجية و غذاءأ كامال أكثر مما هو‬ ‫األمر يف حالة زراعة نفس األنواع بشكل منفرد‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فإن النظام الجذري الحزمي للحبوب‬ ‫و الوتدي للقطاني يستفيدان بشكل أكبر من‬ ‫إمكانيات التربة (رطوبة‪ ،‬عناصر معدنية)‪.‬‬ ‫و من بين هذه الخالئط‪ ،‬فإن األكثر إنتشارا‬ ‫بالمغرب (‪ )80%‬هي المزاوجة بين بوزغيبة و‬ ‫الخرطال‪ .‬فبوزغيبة تضمن القيمة البيولوجية‬ ‫للعلف بفضل اإلضافة البروتينية‪ ،‬و الخرطال‬ ‫بشكل دعامة تلتصق بها القطنيات بفضل‬ ‫فتالتها‪ ،‬إىل جانب السعرات الحرارية التي يضيفها‪.‬‬ ‫و عالوة عىل دورها يف التناوب الزراعي‪ ،‬فإن‬

‫‪12‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 130 - Septembre/octobre 2020‬‬

‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫‪ 45%‬من الحجم المتوفر من البذور‪ .‬و ترجع هذه إعداد التربة للزراعة‬ ‫الوضعية إىل لجوء جزء من المزارعين إىل إنتاجهم تنطلق عمليات إعداد الحقل للزراعة مباشرة بعد‬ ‫الخاص لتلبية حاجتهم من البذور نتيجة النتائج نهاية أشغال حصاد الزراعة السابقة (نهاية الربيع‬ ‫الجيدة للموسم الفالحي ‪ .2005-2006‬و حسب و بداية الصيف)‪ ،‬و تتوقف عىل طبيبعة هذه‬ ‫معطيات وزارة الفالحة‪ ،‬فإن سعر القنطار الواحد األخيرة و عىل نوعية التربة‪ .‬و قد تتكون من‬ ‫من بذور الخرطال من التكاثر الثاني (‪ ،)R2‬تراوح عملية حرث عميق من غير تقليب للتربة و من‬ ‫بين سنوات ‪ 2002‬و ‪ ،2009‬بين ‪ 470‬و ‪ 665‬دهـ دون كثل ترابية( َم َدر)‪ .‬وقد تقتصر عىل حرث قليل‬ ‫العمق مباشرة بعد الزراعة السابقة (بين ‪ 20‬و ‪25‬‬ ‫و بين ‪ 535‬و ‪ 700‬دهـ لبوزغيبة‪.‬‬

‫الزراعة المختلطة تستطيع ضمان مردودية جيدة‬ ‫للمزارع‪ ،‬معادلة للذرة و بقيمة غذائية أفضل‪.‬‬ ‫ففي المناطق الجافة المناسبة أو المسقية قد‬ ‫تبلغ مردودية الهكتار الواحد ما بين ‪ 8‬و ‪ 10‬طن‬ ‫من المادة الجافة‪ ،‬توازي حوايل ‪ 35‬طن علف‬ ‫طري‪ .‬هذا مع العلم أن النتائج تكون أفضل يف‬ ‫التربة الغنية الخصبة‪ ،‬و يف المناطق المسقية‬ ‫حين تكون الموارد المائية غير كافية لزراعة‬ ‫أخرى أكثر تطلبا‪ .‬و من جهة أخرى‪ ،‬فإن زراعة‬ ‫خليط بوزغيبة و الخرطال تعتبر زراعة «سهلة» أسباب عزوف الفالحني عن‬ ‫مثلها مثل زراعة الحبوب‪ ،‬و تتم ممارستها يف كل هذه الزراعة‬ ‫تعترض زراعة خليط بوزغيبة و الخرطال‪ ،‬رغم‬ ‫مناطق المغرب‪.‬‬ ‫المزايا التي تجلبها لكل من المزارع و مربي‬ ‫القيمة الغذائية‬ ‫الماشية‪ ،‬عدة معوقات تحد من قدرتها عىل‬ ‫تتميز القيمة الغذائية بكونها متغيرة‪ ،‬و ذلك الحصول عىل مكانة أكثر أهمية بين الزراعات‬ ‫لكون العلف خليط من جنسين مختلفين ال يتم العلفية و يف عملية التناوب‪ .‬و من بين هده‬ ‫حصادهما أبدا يف نفس المراحل و بنفس األبعاد المعوقات نذكر‪:‬‬ ‫من قطعة أرضية إىل أخرى‪ .‬إضافة إىل هذا‪ - ،‬مدى توفر البذور‪.‬‬ ‫وحسب اإلستعمال المستهدف من الخليط (طري‪ - ،‬ضعف تحكم الفالحين يف عملية اإلنتاج‬ ‫جاف‪ ،‬سيالج)‪ ،‬فإن موعد الحصاد يختلف‪ ،‬مما (التوازن بين بوزغيبة و الخرطال‪ ،‬التسميد‪،‬‬ ‫يعني إختالف يف القيمة الغذائية يف الحاالت مكافحة األعشاب الضارة‪)....‬‬ ‫الثالثة‪ .‬و حسب المعهد الوطني للبحث الزراعي‪ - ،‬أسعار البدور‪.‬‬ ‫فإنه يفترض يف المتوسط أن‪:‬‬ ‫ مخاطر إنبات يف الموسم الموايل للبذور التي لم‬‫ العلف األخضر الذي تم حصاده أثناء إزهار‬‫تنبت أو المتساقطة نتيجة التأخر يف الحصاد و‬ ‫بوزغيبة يوفر ‪ 0.17‬وحدة علفية (‪ )F.U0.17‬يف تحولها إىل أعشاب ضارة‪.‬‬ ‫الكيلوغرام الواحد‪ ،‬و ‪17‬غ مكافئات بروتينية‪.‬‬ ‫ غياب أي تأطير أو إرشاد للمنتجين‪.‬‬‫ ‪1‬كغ من السيالج يوفر ‪ 0.12‬وحدة علفية فقط ‪ -‬غياب أعمال بحثية حقيقية‪.‬‬‫و ‪8‬غ مكافئات بروتينية ‪.‬‬ ‫ للعلف الجاف قيمة غذائية مختلفة حسب املسار التقني‬‫عملية التجفيف‪ ،‬و تتفاوت بين ‪ 0.4‬و ‪ 0.75‬موقع زراعة اخلليط العلفي يف عملية‬ ‫و حدة علفية يف الكيلوغرام الواحد من المادة التناوب‬ ‫الجافة و ‪ 60‬إىل ‪ 90‬مكافئات بروتينية‪.‬‬ ‫لكونها أقل تطلبا يف مواجهة الزراعة السابقة‪،‬‬ ‫و هناك معطيات أخرى تشير إىل أن القيمة فإن زراعة خليط بوزغيبة و الخرطال تتيح‬ ‫الغذائية تتفاوت بين ‪ 0.66‬و ‪ 0.75‬وحدة علفية إمكانية اإلستغناء عن عملية تبوير األرض (فترة‬ ‫إلنتاج الحليب (‪ )U.F.L‬يف ‪ 1‬كغ من المادة الجافة‪ ،‬إستراحة األرض الزراعية)‪ ،‬و أن تشكل زراعة‬ ‫مع العلم أنها تتحسن‬ ‫سابقة جيدة يف حالة الظروف الجهوية (األمطار)‬ ‫مع زيادة نسبة بوزغيبة يف الخليط‪.‬‬ ‫المناسبة كلما كان الحصاد مبكرا من أجل تجنب‬ ‫تكون بذور األعشاب و لخدمة مبكرة للتربة‪ .‬و‬ ‫البذور‪ :‬توافرها و أسعارها‬ ‫مع ذلك‪ ،‬فإن اإلنتاج يكون أفضل بعد القطاني‬ ‫تعتبر أسعار البذور العلفية المصدقة بالمغرب (فول‪ )...،‬و الزراعات النظيفة من األعشاب‬ ‫أسعارا حرة تتحدد يف بداية الموسم بحسب توافر (نوار الشمس‪ ،‬شمندر‪ ،)...،‬و يستحسن تجنب‬ ‫البذور و مستوى الطلب يف السوق‪ .‬غير أنه‪ ،‬و الحبوب كزراعة سابقة‪ ،‬رغم أن ذلك هو الشائع‬ ‫عىل الرغم من إرتفاع العرض و الثبات النسبي عند الفالحين‪ ،‬لكون هذا النوع من التناوب‬ ‫لألسعار (الفول العلفي‪ ،‬بوزغيبة‪ ،‬الخرطال)‪ ،‬فإن قد يؤدي مع الزمن‪ ،‬إىل تقوية اآلثار المعروفة‬ ‫المبيعات سجلت يف موسم ‪ 2006-2007‬إنهيارا للزراعة األحادية للحبوب‪ ،‬أي إىل انعدام التوازن‬ ‫بنسبة ‪ 8200 ( 32%‬قنطار) مقارنة مع مبيعات بين العناصر المعدنية يف التربة و تكاثر األعشاب‬ ‫‪ 12000( 2005-2006‬قنطار) أي ما يوازي الضارة و األمراض النوعية‪.....‬‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫سم بهدف دفن مخلفات الزراعة و بذور األعشاب‬ ‫الضارة) متبوعا‪ ،‬قبل البذار‪ ،‬بعمليات سطحية‬ ‫(‪ 5-6‬سم) بمعدات ذات أسنان أو أقراص بغرض‬ ‫تسهيل إعداد سرير بذور(خندق) جيد و المحافظة‬ ‫عىل رطوبة التربة الالزمة لإلنبات‪.‬‬ ‫تنبيه‪ :‬إن إعدادا سيئا للتربة يؤدي إىل إنبات‬ ‫غير كامل لبذور الخرطال و بوزغيبة‪ ،‬مما يؤدي‬ ‫إىل بقاءها يف التربة لتنبت يف المواسم الموالية‬ ‫كأعشاب ضارة‪.‬‬ ‫التسميد‬

‫إن إضافة مادة عضوية كسماد قبل أول حرث‪،‬‬ ‫هي من األمور التي ينصح بها نظرا لمزاياها عىل‬ ‫مستوى تغدية المزروعات و عىل بنية التربة‬ ‫و تحسن قدرتها يف المحافظة عىل الرطوبة؛ و‬ ‫الواقع أنه من النادر جدا أن يلجأ المزارعون إىل‬ ‫هذه العملية يف الزراعات الواسعة رغم و عيهم‬ ‫بفوائدها عىل المدى القصير و الطويل إلسباب‬ ‫تتعلق بمدى توافر المادة و الحاجة إىل كميات‬ ‫كبيرة و الكلفة المرتفعة‬ ‫و غالبا‪ ،‬أيضا‪ ،‬ما يتم إهمال السماد المعدني يف‬ ‫حين أنه مك ّون أساسي للمردودية و ضروري جدا‬ ‫للحفاظ عىل غنى التربة و للتوازن المعدني؛ غير‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 130 - Septembre/octobre 2020‬‬

‫‪13‬‬


‫تربية مواشي‬ ‫أنه من الصعب تحديد كمياته نتيجة االختالف البذار‬

‫الموجود بين إحتياجات كل من الزراعتين؛ و وحده‬ ‫تحليل التربة‪ ،‬يبقى الوسيلة األفضل لضبط حجم‬ ‫اإلضافات السمادية وفق حاجات الزراعة‪.‬‬ ‫و تتوقف الجرعات الضرورية‪ ،‬بصفة أساسية‪ ،‬عىل‬ ‫نوعية الزراعة السابقة‪ ،‬وعىل السماد العضوي‬ ‫المحتمل إضافته‪ ،‬و حجم التساقطات المطرية‪،‬‬ ‫و المردودية المستهدفة و نصيب كل نوع يف‬ ‫الخليط المراد زرعه ‪.....‬الخ‪ .‬و الهدف من كل ذلك‬ ‫هو إيجاد أفضل توافق بين إنتاج العلف و قيمته‬ ‫البيولوجية‪.‬‬ ‫بالنسبة لسماد العمق‪ ،‬يجب إضافة كامل األسمدة‬ ‫الفوسفاطية و البوتاسية ليتم خلطها بالتربة‬ ‫أثناء المرحلة األخيرة لإلعداد‪ .‬ويمكن إضافة‬ ‫جزء من األزوت يف نفس الوقت و الباقي يتم‬ ‫إستخدامه كسماد تغطية ؛ مع العلم أن بوزغيبة‪،‬‬ ‫كغيرها من القطاني‪ ،‬هي نبات مثبت لألزوت‬ ‫الجوي (تكافل)‪.‬‬ ‫و يف ما يخص الجرعات المراد إضافتها‪ ،‬وعىل‬ ‫سبيل البيان (بالنسبة لتربة خصبة و خليط عادي‬ ‫و أمطار متوسطة)‪ ،‬فإن المعطيات المرجعية‬ ‫توصي بما بين ‪ 50‬و ‪ 60‬وحدة من خماسي‬ ‫أوكسيد الفوسفور (‪ )P2 O 5‬و حوايل ‪ 50‬وحدة‬ ‫من أوكسيد البوتاسيوم (‪ )K2O‬يف الهكتار الواحد‪.‬‬ ‫يف المقابل فإن الحاجة إىل األسمدة األزوتية‬ ‫تكون ضعيفة بسبب النشاط التمثييل لألزوت‬ ‫الجوي عند بوزغيبة و جميع أنواع القطاني‪ .‬وهي‬ ‫حاجيات تقدر بأقل من ‪ 25‬وحدة‪ ،‬يتم إضافة‬ ‫جزء منها مع أسمدة العمق األخرى‪ ،‬وعىل هيئة‬ ‫سولفات األمونياك أساسا (‪.)21%‬‬

‫ألنه ال يوجد يف السوق خليط جاهز لإلستعمال‪ ،‬فإن‬ ‫عىل المزارع ذاته التوصل إىل تركيبته الخاصة‪.‬‬ ‫إن تحديد كثافة الزرع و مك ّونات الخليط أمران‬ ‫أساسيان للحصول عىل علف متوازن‪ ،‬هذا مع العلم‬ ‫أن القطاني تشكل أساس أي خليط ممكن‪ .‬كما‬ ‫أن عىل المزارع أيضا أن يعمل عىل تفضيل أجناس‬ ‫نباتية ضعيفة نسبيا و متأخرة أكثر (قطاني)‪ ،‬و‬ ‫الحد من هيمنة األجناس «العدوانية» أو الخانقة‬ ‫(الخرطال) للحصول عىل خليط مالئم‪.‬‬ ‫و تتوقف كثافة الزراعة بشكل رئيسي عىل‬ ‫الظروف الخاصة بمنطقة اإلنتاج‪ ،‬وعىل إعداد‬ ‫التربة و حدة المنافسة بين مك ّونات الخليط‪....،‬‬ ‫و بصفة عامة يجب أن تكون الكثافة أضعف يف‬ ‫المناطق القليلة األمطار و يف التربة التي تم‬ ‫إعدادها جيدا‪ ،‬عكس المناطق غزيرة األمطار و‬ ‫التربة األقل إعدادا حيث يجب أن تكون الكثافة‬ ‫مرتفعة‪ .‬و حسب بعض الباحثين‪ ،‬فإن كمية البذور‬ ‫يجب أن تتراوح بين ‪ 90‬و ‪ 180‬كغ يف الهكتار‪ ،‬أي‬ ‫ما يوازي ‪ 350‬إىل ‪ 400‬نبتة يف المتر مربع‪ ،‬عىل‬ ‫أن تكون نسبة بوزغيبة فيها ما بين ‪ 50‬إىل ‪66%‬‬ ‫(‪ 125-200‬بذرة‪/‬م‪ )2‬و الخرطال ‪ 33‬إىل ‪50%‬‬ ‫(‪150-180‬نبتة‪/‬م‪ .)2‬إال أن بعض التجارب بينت‬ ‫أن التركيبة األفضل هي‪ ⅔ :‬من بوزغيبة و ⅓‬ ‫من الخرطال‪ .‬و عموما فإن تجربة الفالح تساعده‬ ‫يف مالءمة كميات البذور مع النتيجة المرجوة و‬ ‫وفق الظروف المحلية الخاصة به‪.‬‬ ‫عىل المستوى التقني‪ ،‬فإنه يجب خلط بذور‬ ‫النوعين النباتيين بشكل جيد‪ ،‬و من األفضل‬ ‫أن يتم الزرع آليا نظرا لما يحققه من توفير يف‬ ‫البذور و تحكم يف العمق (‪ 5-6‬سم) و تجانس يف‬ ‫الزراعة‪.‬‬ ‫و يجب أن يتم البذار مبكرا ما أمكن من أجل‬ ‫الحصول عىل تكاثر كثيف قبل فترة الشتاء‪ .‬و لعل‬ ‫أفضل موعد لذلك هو شهر أكتوبر ليكون باإلمكان‬ ‫تحقيق المردودية األمثل و التوازن األحسن الذي‬ ‫يحدد القيمة البيولوجية للمنتوج المختلط‪.‬‬ ‫اخلروج من طور السكون‪ ،‬و النمو‬

‫المخزون الغدائي فإن أغلب األجناس العلفية‬ ‫تتطلب فترة نهار أطول‪.‬‬ ‫تنبيه‪ :‬إذا ما تم زرع سنيبلة كاملة (‪ 2-3‬بذور)‬ ‫من الخرطال‪ ،‬فلن تنبت إال البذرة األوىل يف الموسم‬ ‫األول بينما يحتفظ الباقي بطاقته اإلنباتية‬ ‫للمواسم التالية (بذرة واحدة يف كل سنة) لتتحول‬ ‫إىل أعشاب ضارة للزراعات المناوبة األخرى‪.‬‬ ‫أشغال الصيانة‬

‫عمليا‪ ،‬غالبا ما يهمل الفالحون عمليات الصيانة‬ ‫عىل أساس عدم ضرورة ذلك بالنسبة لزراعة علفية‪.‬‬ ‫ويمكن تلخيص هذه العمليات يف سقي مك ّمل‬ ‫كلما كان ذلك ممكنا و ضروريا‪ ،‬و تسميد تغطية‪،‬‬ ‫و محاربة األعشاب الضارة و األمراض‪ .‬إن السقي‬ ‫المك ّمل و لو بكميات قليلة قد تكون له آثار‬ ‫هائلة؛ إذ أظهرت بعض الدراسات أن سقي الزراعة‬ ‫لمرة واحدة أو مرتين يعتبر غالبا كافيا لمضاعفة‬ ‫المردودية‪ .‬كما أن السقي المسبق قد يكون ذا‬ ‫فائدة كبيرة خاصة يف حال تأخر أمطار الخريف‪.‬‬ ‫و للتذكير من جهة أخرى‪ ،‬فإنه يستحيل القيام‬ ‫بأعمال العزق و إزالة األعشاب بين الصفوف إذا‬ ‫لم يتم زرع البذور يف سطور متباعدة‪.‬‬ ‫التسميد األزوتي‬

‫إن كميات سماد التغطية األزوتي الواجب‬ ‫إضافتها إىل الزراعة العلفية المختلطة يجب أن‬ ‫تكون تكملة لما تمت إضافته يف بداية الزراعة‬ ‫يف إطار سماد العمق‪ .‬و يجب أن يكون األزوت‬ ‫المضاف عىل هيئة أمونيترات ‪( 33%‬أفضل من‬ ‫اليوريا ‪ )46%‬و يمكن زيادته يف حال التساقطات‬ ‫المطرية الغزيرة خالل الدورة الزراعية‪.‬‬ ‫و لإلشارة فإن جرعة مرتفعة من االزوت قد تكون‬ ‫لها عواقب واضحة عىل نسبة الخرطال يف الخليط‪،‬‬ ‫و عىل حالة العالقة التناسبية أوراق‪/‬سيقان‪ ،‬و‬ ‫بالتايل عىل اإلنتاج الكمي و النوعي للخليط‪ .‬و‬ ‫هذه العواقب مرتبطة بتقوية االشطاء (التف ّرع)‬ ‫الذي يزداد أيضا يف حال البذار الخفيف الكثافة‪،‬‬ ‫المبكر و قليل العمق‪.‬‬

‫حسب ظروف منطقة اإلنتاج و التغيرات المناخية حماية الزراعة‬

‫بوزغيبة‬

‫‪14‬‬

‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 130 - Septembre/octobre 2020‬‬

‫أو النباتية‪ ،‬فإن واحدا من النوعين المكونين‬ ‫للخليط يستفيد أكثر من اآلخر مما يؤدي إىل نمو‬ ‫مختلف و تفاوت من حيث الوزن عىل مستوى‬ ‫الخليط‪.‬‬ ‫و هنا يجب التذكير بأنه بالنسبة للنجيليات‬ ‫تتكون األعضاء الخضرية و التناسلية يف فترة‬ ‫النهارات القصيرة‪ ،‬و بالنسبة لإلزهار و مراكمة‬

‫إن الزراعة المختلطة «بوزغيبة‪-‬خرطال»‪ ،‬هي‬ ‫زراعة منظفة و خانقة و مانعة لتطور أغلب‬ ‫األعشاب الضارة؛ و مع ذلك فإن وجود مثل هذه‬ ‫األعشاب قد يكون له أثر سلبي عىل عملية الحصاد‬ ‫و عىل المحصول‪ .‬و من بين األجناس األكثر خطورة‬ ‫يمكن اإلشارة إىل الهالوك و الذي من األفضل‬ ‫التعامل معه بطريقة وقائية‪ .‬و ألن المكافحة‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬


‫اخلرطال ‬ ‫الكيماوية شبه مستحيلة لكون بوزغيبة و‬ ‫الخرطال ينتميان لمجموعتين مختلفتين (وحيدة‬ ‫و ثنائية الفلقة)‪ ،‬فإنه يجب اللجوء إىل أساليب‬ ‫زراعية وقائية أخرى‪ .‬و لعل أهم هذه األساليب‪:‬‬ ‫التناوب الزراعي‪ ،‬الحرث قبل البذار‪ ،‬موعد و كثافة‬ ‫البذار‪ ،‬إستعمال بذور مختارة خالية من بذور‬ ‫األعشاب المضرة‪ ،‬إزالة األعشاب يدويا يف بعض‬ ‫الحاالت‪ ،‬الحصاد المبكر يف حالة االجتياح القوي‬ ‫لألعشاب الضارة‪.....‬‬ ‫إن الطفيليات و أعداء زراعة خليط بوزغيبة و‬ ‫الخرطال ليسوا كثيرين و هم معروفون باألحرى‬ ‫يف زراعات أخرى (فصة‪ ،)...،‬و خسائرهم محدودة و‬ ‫ال يتطلبون تعامال خاصا‪ .‬و عىل مستوى األمراض‬ ‫الفطرية‪ ،‬فإن الخليط أقل عرضة لها مقارنة الموسم و اإلستعمال المستهدف‪.....‬إلخ‪ .‬و عموما‪،‬‬ ‫بزراعة النوعين بشكل منفرد؛ كما أن اإلجراءات فإنه يتم شهرا قبل بداية حصاد الحبوب بالنسبة‬ ‫للسيالج بإعتباره متأخر نسبيا مقارنة بالحصاد من‬ ‫الوقائية و العالجية معروفة جيدا‪.‬‬ ‫أجل العلف الجاف‪ .‬أما بالنسبة للعلف األخضر فإن‬ ‫الحصاد يمكن أن يتم بشكل متدرج حسب الحاجة‪.‬‬ ‫احلصاد و التخزين‬ ‫إن الهدف هو الحد إىل أقصى درجة من الخسائر و بالنسبة للعلف الجاف‪ ،‬و هو اإلستعمال‬ ‫يف ما يخص القيمة الغذائية‪ ،‬مع العلم أن حصاد المهيمن‪ ،‬فإنه من الضروري إنجاز عملية الحصاد‬ ‫و تخزين أي منتوج يؤدي حثما إىل خسارة أكثر أو يف جو جاف و اإلبقاء عىل المنتوج بعين المكان‬ ‫أقل حجما‪ ،‬و أن أي نبتة تستمر يف الحياة حتى ليجف تحت أشعة الشمس‪ ،‬مع تقليبه بشكل‬ ‫بعد الحصاد طالما بقي مخزونها من الماء يفوق مستمر و تجنب تعريضه للشمس لفترة طويلة‬ ‫جدا تفاديا لحدوث تغيير يف لونه و قيمته‬ ‫‪.35%‬‬ ‫و أيضا‪ ،‬و بما أن خليط بوزغيبة و الخرطال الغذائية (نقص يف البروفيتامين ‪ .)A‬و عند‬ ‫يتكون من جنسين نباتيين مختلفين‪ ،‬فإن تحديد تمام جفاف العلف‪ ،‬يجب إدخاله إىل المخزن سواء‬ ‫الوقت المناسب للحصاد هو بالضرورة عملية بشكل سائب أو عىل شكل حزم (باالت)‪ ،‬مع العلم‬ ‫موافقة بين مراحل تطور النبتتين معا‪ .‬من أجل أن عملية جفاف «الباالت» تبقى مستمرة و هي‬ ‫يف الحقل بل و حتى أثناء تداولها‪.‬‬ ‫هذا يجب مراعاة أن‪:‬‬ ‫ القيمة العلفية لبوزغيبة تزداد حتى مرحلة أما بالنسبة للسيالج‪ ،‬فإن العملية يجب أن تتم‬‫اإلزهار ثم تبدأ يف اإلنخفاض بعد ذلك‪ ،‬و بالتايل بأسرع ما يمكن‪ .‬فبعد سحق الخليط لتسهيل‬ ‫فإنه يجب حصادها قبل تك ّون القرون عىل أبعد مراكمته و الحد من الفراغات الهوائية‪ ،‬يجب ملء‬ ‫و غلق المخازن (الخنادق) بسرعة‪.‬‬ ‫تقدير‪.‬‬ ‫ حصاد الخرطال يجب أن يكون عند مرحلة‬‫التسنبل‪ -‬اإلزهار‪ ،‬و عىل أبعد تقدير عند تكون املكننة‬ ‫إن مكننة األشغال تتوقف عىل حجم المساحات‬ ‫البذور‪.‬‬ ‫و قد أظهرت تجارب أجريت بمكناس عىل مدى المزروعة باألعالف المراد حصادها و التعامل‬ ‫‪ 3‬سنوات‪ ،‬أن خليط بوزغيبة و الخرطال يحقق معها‪ .‬وقد تتكون من أدوات بسيطة و مختلفة‬ ‫أقصى إنتاج له عند مرحلة البذرة الحليبية حسب كل عملية عىل حدة‪ ،‬أو من آالت بإمكانها‬ ‫للخرطال؛ غير أن الحالة األمثل تكون عند مراحل القيام بعدة عمليات يف الوقت ذاته (السيالج)‪ .‬و‬ ‫>>إزهار بوزغيبة أو بداية تك ّون القرون و أثناء عموما‪ ،‬فإن المعدات الالزمة للحصاد و التجفيف‬ ‫تسنبل الخرطال << حسب السيد أوكنيدر من و تجميع العلف متوفرة يف جميع مناطق زراعة‬ ‫المدرسة الوطنية للفالحة‪ .‬و هكذا‪ ،‬حتى و إن الحبوب بالمغرب‪ ،‬و هي معدات شائعة و ال تكلف‬ ‫كانت الدورة الزراعية الكاملة لكل من بوزغيبة و كثيرا‪ ،‬إضافة إىل أن استعمالها يف العمليات‬ ‫الخرطال تستمر لما بين ‪ 7‬و ‪ 8‬أشهر حتى النضج‪ ،‬المتعلقة باألعالف ال تصادف فترة طلب كبير‬ ‫فإن الحصاد يتم غالبا ‪ 6‬أشهر بعد الزرع مع تفاوت عىل خدماتها‪ .‬و هكذا توجد أنواع مختلفة من‬ ‫حسب المناطق‪ ،‬و الممارسات النباتية و ظروف الحاصدات بإمكانها إنجاز المهمة بكل سهولة و‬ ‫‪www.agri-mag.com‬‬

‫سرعة يف حال التوازن الجيد للزارعة‪ ،‬و نفس األمر‬ ‫يمكن أن يقال بالنسبة آلالت تشتيت األعالف‬ ‫من أجل تجفيفها و التي تصلح حتى لتصفيف‬ ‫الحصيد و تقليبه‪.‬‬ ‫بالنسبة للعلف المجفف‪ ،‬فإن كبس (ضغط و‬ ‫تحزيم) األعالف عن طريق آلة التجميع و الكبس‬ ‫ال تطرح مشاكل خاصة‪ .‬و يفضل مزارعو و مربو‬ ‫الماشية آالت الكبس التي تستعمل السلك‬ ‫الحديدي يف تحزيم « الباالت» عوض الخيوط‬ ‫البالستيكية الشائعة أكثر يف الواقع‪.‬‬ ‫و بالنسبة للسيالج أيضا (سواء تم تجفيفه‬ ‫مسبقا أم ال) فإن أنواعا مختلفة من آالت السيلجة‬ ‫تتفاوت يف جودتها متوفرة بالخصوص لدى مربي‬ ‫الماشية الذين ينتجون أعالفهم بأنفسهم‪ .‬كما أن‬ ‫هناك عدة أجهزة يمكن إضافتها إىل هذه اآلالت‬ ‫كأجهزة تطبيق الحمض اللبني و المواد الحافظة‬ ‫أو المصححة للسيالج‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫و عموما‪ ،‬يجب الحد ما أمكن من تنقل اآلالت يف‬ ‫الحقول لتجنب إنضغاط التربة بما يشكله ذلك من‬ ‫مصاعب أمام إعدادها (التربة) للموسم الموايل‪.‬‬ ‫و لإلشارة‪ ،‬فإنه باإلمكان اللجوء إىل آالت و‬ ‫تقنيات أكثر تطورا (تجفيف بالهواء‪ ،‬تنشيف‬ ‫(إمتصاص الرطوبة)‪ ).....،‬من أجل الحصول عىل‬ ‫قيمة غذائية أفضل أو للمحافظة عىل المنتوج أو‬ ‫إلستخدامات خاصة أخرى‪.‬‬ ‫‪Agriculture du Maghreb‬‬ ‫‪N° 130 - Septembre/octobre 2020‬‬

‫‪15‬‬


www.agri-mag.com

Agriculture du Maghreb N° 130 - Septembre/octobre 2020

16


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.