العدد32

Page 1

‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫من أجل االنتخابات‬ ‫الليبية القادمة‬ ‫السنة األولى‬

‫العدد ‪32‬‬

‫‪ 20‬ديسمبر ‪2011‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬


‫‪02‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬سالم العوكلي‬

‫الدستور أو ًال‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri_55@hotmail.com‬‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫‪00218925117123‬‬

‫مدير التحرير‬ ‫سامل العوكلي‬ ‫إشراف فين‬ ‫عمر جهان‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫الغالف‬ ‫وثيقة ‪ :‬ميثاق احلرابي‬

‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬

‫حرصت في عدد سابق من صحيفة ميادين على نشر مقالة مهمة للكاتب اإليطالي إمبرتو إيكو بعنوان "الفاشية‬ ‫األصلية" وأرفقت بهامش يحذر من عودة الفاش��ية في أكثر األش��كال براءة‪ ،‬يحدد إيكو جوهر الفاشية بكونها‬ ‫تتحدر من أطروحة تتعلق بالعنصر س��واء أكان قوميا أو إثنيا أو دينيا لتس��ويقه في عالم السياس��ة‪ ،‬والذهاب‬ ‫إلى صيغة تاريخية طوباوية تجعل من النموذج المنتقى والوجدان المش��بع به طريقا للوصول إلى الس��لطة‪،‬‬ ‫وطبيعة هذا النموذج الذي يقولب في اتجاه سياسي طبيعة فاشية ‪ ،‬أي ‪،‬بمعنى آخر‪ ،‬المتاجرة السياسية بوجدان‬ ‫جمعي وتحويل العقيدة إلى سوق للدعاية ال تخلو من المزادات العلنية وأحيانا ً من التخفيضات إذا لزم األمر‪،‬‬ ‫فموضوع المتاجرة بالدين مسألة أخالقية قبل أن تكون سياسية‪.‬‬ ‫قال لي مواطن بس��يط من درنة ‪ ،‬ماذا تعني "األخوان المس��لمون" هل يعني أننا بالمقابل األعداء الكفرة‪ ،‬أنا‬ ‫مس��لم مؤمن أقوم بفرائضي على أكمل وجه ‪ ،‬وما أريده لهذه البالد تنمية حقيقة وديمقراطية وحقوق إنس��ان‬ ‫ومستقبل زاهر ألوالدي المسلمين أيضا ً ‪ .‬كان يتحدث ببساطة وحرقة وبإحساس من يخاف من الضحك عليه‬ ‫باس��م الدين كما س��بق وأن فعل الطغاة الذي رفعوا ش��عارات اإلس�لام وأعلنوا في بعض األحيان أنهم أمراء‬ ‫المؤمنين ‪ ،‬ومنهم من طبق الحدود ‪ ،‬من الس��ادات‪ ،‬إلى النميري‪ ،‬إلى نظام القذافي الذي رفع ش��عار القرآن‬ ‫ش��ريعة المجتمع وبنى المس��اجد ومنح حفظة القرآن درجة ليسانس وحرم الخمر وعارك العالم باسم اإلسالم‬ ‫ولم يمنعه ذلك من أن يكون مستبدأ وقاتال لشعبه ‪.‬‬ ‫النظام الس��ابق ومن أجل تس��ويق أيديولوجيته العسكرية قام بتفريغ الساحة الثقافية فيما يسمى بالثورة الثقافية‬ ‫التي ذهبت إلى تس��مية المثقفين الوطنيين بالمرضى‪ ،‬ما أدى إلى عزلهم لسنوات طويلة داخل سجونه ‪ .‬وهذا‬ ‫ما يتم اآلن تحت راية من يتخذون اإلس�لام ش��عارا في أكبر مظهر للمزايدة على ش��عب متدين حتى النخاع ‪.‬‬ ‫انتهك��ت كل أماكن الثقافة في مدينة مثل درن��ة وفي غيرها من المدن وحوربت الكثير من الصحف المحايدة‬ ‫أو المنتمي��ة إلى تي��ارات أخرى‪ ،‬وضخت أموال إلى كل منبر يخدم أجندة األخ��وان (وأقول أجندة ألنه حتى‬ ‫اآلن ال يقدمون أي برنامج سياسي أو تنموي واضح)‪ .‬ضخت أموال ال نعرف من أين أتت وأجزلت مكافآت‬ ‫ف��ي وق��ت عانى فيه المواطن م��ن العوز وفقدان الس��يولة المالية‪ ،‬في بروفا انتخابية جربت فيها آلية ش��راء‬ ‫األصوات بالمال ‪ ،‬كما فعل الحزب الوطني في مصر ويفعل اآلن األخوان المس��لمون الذين زرعوا أكش��اك‬ ‫شراء األصوات في كل دائرة انتخابية‪.‬‬ ‫بدأ شهر العسل بين النظام المنهار في ليبيا واألخوان المسلمون منذ بداية األلفية الثالثة تقريبا‪ ،‬عبر مرحلة ما‬ ‫يسمى باإلصالح‪ ،‬وتحول بعض رموز األخوان إلى عجالت إصالحية تدور في مكانها‪ ،‬وإلى سدنة محترفين‬ ‫لمشروع التوريث الذي كان يطبخ على نار هادئة ‪ ،‬ومن هذا المنطلق قاطع األخوان مؤتمر المعارضة المقام‬ ‫في لندن عام ‪ ، 2005‬ألن مطلبه كان تنحي القذافي عن السلطة ‪ ،‬واشترطوا لحضورهم أن يتنازل المؤتمر‬ ‫ع��ن ه��ذا الطلب ‪ .‬وكان نهم الوصول إلى الس��لطة أعمى حتى وإن كان ركوب��ا في العربة األخيرة في قطار‬ ‫التوريث المنطلق في طول المنطقة وعرضها‪.‬‬ ‫واآلن يركب األخوان ثورة ش��عبية ش��املة بدأها ش��باب ال منطلق له س��وى الكرامة ‪ ،‬كرامة أن تعيش دون‬ ‫خ��وف في وطن حر يضمن حياة كريمة ومواطنة حقيقية‪ .‬كتب الش��باب الذين جاءوا من نواصي الش��وارع‬ ‫وم��ن صفحات الفيس بوك ومن س��نين القه��ر وصاياهم على جدران الم��دن المتهالكة (نريده��ا ليبيا واحدة‬ ‫ديمقراطية مدنية حرة ‪ ..‬نريد دولة القانون الدس��تورية) لقد كتبوا مبادئ الدس��تور على الجدران وذهبوا إلى‬ ‫الجبهة ليستش��هدوا من أجل هذه المبادئ وإذا لم تتحقق فس��نكون قد خنا وصاياهم ويكون حقا أن دم الش��هداء‬ ‫قد ذهب هباء‪.‬‬ ‫واآلن نحن مقبلون على انتخابات المؤتمر الوطني الذي س��يكون من أهم مهامه صياغة دستور الدولة الليبية‬ ‫لنا وألجيالنا القادمة ‪ ،‬والخوف أن يضع حزب ما أجندته كمبدأ حاكم في هذا الدستور ‪ ،‬ليكون دستور الحزب‬ ‫الواحد وليس دس��تور ش��عب بكل أطيافه‪ ،‬مثل دس��تور الحزب الوطني في مصر أو الحزب الدس��توري في‬ ‫تونس أو البعثي في سوريا أو غيرها من الدساتير التي فصلت على مقاس الحزب الفائز ‪.‬‬ ‫ستجرى هذه االنتخابات ـ التي دون قانون انتخابات ‪ ،‬وفي شارع مسلح حتى النخاع‪ ،‬وفي وجود قوي لحزب‬ ‫واحد ‪،‬استطاع أن يخلق أرضيته في العقد األخير كحزب دخل في صفقات مع النظام تحت الفتة اإلصالح ـ‬ ‫س��تجري بشكل يعطي التغيير السياسي مظهرا انقالبيا أكثر منه مظهرا ديمقراطيا في غياب المناخ السياسي‬ ‫واالجتماعي الصحي لالنتخابات‪.‬‬ ‫ويالتالي أتوقع أن الدستور سيصاغ برؤية حزب واحد وعلى مقاسه وهو المنحى الذي سيجعل سقف تغييرنا‬ ‫ال يصل إال إلى ما آلت إليه الحياة الديمقراطية في دول سلطة الحزب الواحد واالنتخابات المزيفة‪ .‬والخطورة‬ ‫تكمن في أن هذه االنتخابات ستش��كل رحم الدس��تور الليبي القادم الذي يعني كل الليبيين بكل رؤاهم وأطيافهم‬ ‫‪ .‬إنها لحظة تاريخية فارقة ال تحتمل المغامرة وال الظروف االس��تثنائية التي تس��تغل بشكل ال يهدد الحاضر‬ ‫فقط ولكن المستقبل برمته ‪.‬‬ ‫ألن طبيعة الدساتير الديمقراطية أن تكون عقدا اجتماعيا حاميا ً للحريات الواسعة التي تنظمها القوانين المنبثقة‬ ‫عن هذا الدستور‪ ،‬وأي تضييق لفضاء الدستور فيما يتعلق بالحريات سيخلق شرعية إلقصاء فئات واسعة من‬ ‫الناس وإلقصاء أجيال قادمة قد تكبل بمبادئ دس��تورية سُ��نت وفق ظرف تاريخي اس��تثنائي ولحظة عاطفية‬ ‫مفعم��ة بهي��ام ثوري كان ضروريا لنجاح الثورة لكنه لن يكون ملهما لمس��تقبل أمة يحتاج أكثر ما يحتاج إلى‬ ‫التخطيط العلمي وسعة األفق والحوار العقالني‪ ،‬التي في مجملها تؤسس لمجتمع الرفاه والمواطنة والحريات‪.‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫استطالع‬

‫استطالع‬

‫‪03‬‬

‫استطالع‬

‫االعالم يف ليبيا على طاولة ويسرتن نورث‬ ‫ميادين – الدوحة ‪ :‬فاطمة غندور‬ ‫سؤال االعالم في ليبيا ( وسأستبعد هنا الصحافة‬ ‫الي��وم ألن واقعه��ا أفض��ل حاال) س��ؤال عن‬ ‫تركة مؤدلجة لنظام ش��مولي قبيح عمل خطابه‬ ‫االس��تبدادي طوال اربعة عقود على االقصاء‬ ‫والتهمي��ش ل��كل ما من ش��أنه أن يُعلي من قيم‬ ‫حري��ة التعبي��ر واالختالف في ال��رأي ‪ ،‬االن‬ ‫وليبيا م��ا بعد الطاغية وقد بادرت مؤسس��ات‬ ‫اعالمية حرة تحمل رسالة بناء الوطن وهموم‬ ‫المواط��ن كمبادرة الش��هيد محم��د نبوس التي‬ ‫تحول��ت من قناة عبر ش��بكة االنترنت الى قناة‬ ‫ليبيا الحرة وبمحاوالت شبابية مبادرة ومثابرة‬ ‫ناضل��ت من��ذ تحري��ر الش��رق الليب��ي وحتى‬ ‫تحري��ر تراب كام��ل البالد ‪ ،‬وخ��ارج الوطن‬ ‫أيضا تصدى س��واء ممن تمكن��وا من مغادرة‬ ‫البالد أو من كانوا مهاجرين منذ س��نوات حكم‬ ‫الطاغية من فتح قنوات تحاول أن تشبع عطش‬ ‫الليبين لس��ماع خبر من جبه��ة الحرب أو من‬ ‫مجلس��هم وحكومتهم المؤقت��ة وكانت قناة ليبيا‬ ‫األحرار الرائدة زمنيا ‪.‬‬ ‫بع��د التحري��ر وكأي بقعة ف��ي العالم تتعرض‬ ‫الزم��ات ‪ :‬ح��روب او ك��وارث طبيعية بيئة‬ ‫‪ ،‬تب��دو ليبي��ا كب��ؤرة ج��ذب لعم��ل تتدافع فيه‬ ‫مؤسس��ات متع��ددة عربي��ة ودولي��ة لع��رض‬ ‫خدماتها االستش��ارية والداعمة معنويا وماديا‬ ‫(بم��آرب أو بدون م��آرب ) والحال وكما نعلم‬ ‫في أغلب القطاعات في الالنظام المباد محملة‬ ‫بأوجه الفس��اد والخراب مم��ا يجعل من أغلبها‬ ‫تحتاج الى مباش��رة البن��اء من جديد (بداية من‬ ‫الصف��ر) وكذا حال االعالم فالمجلس االنتقالي‬ ‫والحكوم��ة المؤقت��ة عجزا حتى ه��ذه اللحظة‬ ‫ف��ي افتت��اح رس��مي لقن��اة تلفزيوني��ة (كمثال‬ ‫) توص��ل رس��التهما للجمه��ور وم��ن داخ��ل‬ ‫الوطن وبعناصر وطنية وظل ش��غلها الشاغل‬ ‫حص��ر مباني االذاعات وموظفيها ‪،‬فيما كانت‬ ‫المحطات المس��موعة التي ب��ادرت بالبث قبل‬ ‫وبعد تحرير طرابل��س تفتقد للخطة البرامجية‬ ‫وللعناص��ر المؤهلة التي تجعل منها أداة جذب‬ ‫وتواصل مع مس��تمعيها بع��د ثورتهم العظيمة‬ ‫وبحجم نضال شعبها‪.‬‬ ‫والس��تقراء واقع هكذا اع�لام واقتراح حلول‬ ‫وط��رح أراء تم��ت استش��ارة جامع��ة نورث‬ ‫ويس��ترن االمريكي��ة(‪ 1851‬وله��ا ف��رع في‬ ‫قطرفقط عربيا) وبالتعاون مع اللجنة االعالمية‬ ‫بالمجلس االنتقالي قاد الناطق الرس��مي باسمه‬ ‫المحامي عبد الحفيظ غوقة (ورد في التعريف‬ ‫االعالم��ي به ان��ه تال اع�لان التحرير الكامل‬ ‫) مجموع��ة م��ن المهتمين بالش��أن االعالمي‬ ‫المس��تهدفين م��ن ش��عار المؤتم��ر (الرؤي��ة‬ ‫االعالمية لليبيا ‪..‬مؤتمر المس��اعي االيجابية )‬ ‫فقد غلب على معظم من ش��اركوا في المؤتمر‬ ‫قصر س��نوات المعرفة والدراية بواقع اعالمنا‬

‫في ش��تى ص��وره صحافة ورادي��و وتلفزيون‬ ‫الج��اري البحث واالستش��ارة فيه مع أس��اتذة‬ ‫خب��راء من الجامع��ة ‪ ،‬ولم يظه��روا أال أثناء‬ ‫الث��ورة ويمكن تس��ميتهم بإعالم��ي ثورة ‪17‬‬ ‫فبرايرالجُ��دد‪ ،‬من خالل م��اورد في التعريف‬ ‫بهم عب��ر الكتاب الذي أعدت��ه الجامعة‪ ،‬وكان‬ ‫على رأسهم االخوة ‪:‬‬ ‫س��الم قنان ‪ :‬عض��و اللجنة االعالمي��ة التابعة‬ ‫للمجلس االنتقالي‪ ،‬محمد بالة من لجنة االعالم‬ ‫التابعة للمجلس االنتقالي‪ ،‬وس��اهم بجهوده في‬ ‫ايص��ال صور ويوتيب ألحداث الثورة و مدير‬ ‫مشروعات في شركة المدار ‪ ،‬رمضان مطاوع‬

‫االتصاالت ‪.‬عمر أبو ش��اح صحفي من مدينة‬ ‫البيض��اء‪ ،‬ولي��د اس��تيته طال��ب جامعي عمل‬ ‫برادي��و درن��ة أثناء الث��ورة ‪ ،‬حس��ام الزقعار‬ ‫المنس��ق االعالمي للمجلس المحلي بطرابلس‬ ‫‪ ،‬أس��امة مطاوع من المش��اركين الفاعلين في‬ ‫تحرير مدن مصراته طرابلس سرت ‪ ،‬فاطمة‬ ‫غن��دور كاتب��ة صحفي��ة ‪ ،‬بكالوري��وس فنون‬ ‫واعالم ‪ ،‬معدة ومقدمة برامج راديو وتلفزيون‬ ‫من��ذ ‪ ،1988‬ورئيس��ة برامج رادي��و ليبيا من‬ ‫طرابلس ‪،‬أستاذة بكلية الفنون واالعالم ‪.‬‬ ‫جلسات المؤتمر يومي السبت ‪ 10‬واالحد ‪11‬‬ ‫ديسمبر‪: 2011‬‬

‫سالم قنان وعبدالحفيظ غوقة و أمين جامعة الدول العربية‬

‫‪ :‬تج��ارة وأعمال و يع��د لمنظمة غير حكومية‬ ‫العالم حر ومس��تقل ‪،‬عادل عيس��ى الزنتاني‬ ‫مراسل س��احة معارك الزنتان للعالم ‪،‬ومنسق‬ ‫المجلس المحلي بها‪ ،‬أمل الجراري أستاذة لغة‬ ‫ومترجمة وعضو في لجنة االتصال واالعالم‬ ‫بالمجل��س االنتقالي الليبي ‪،‬خالد نجم مراس��ل‬ ‫قن��اة العربي��ة أثناء الث��ورة ‪ ،‬ممث��ل ومخرج‬ ‫مس��رحي ‪ ،‬ش��مس الدين حبيب عل��ي مترجم‬ ‫ف��وري ‪،‬ورج��ل أعمال‪،‬مدي��ر لجن��ة االعالم‬ ‫واالتصال بالمجلس االنتقالي ‪ ،‬أبوبكر مجاور‬ ‫صحف��ي ومقدم اخبار بليبي��ا االحرار وصباح‬ ‫الخي��ر برادي��و طب��رق ‪،‬محمد طري��ش يعمل‬ ‫بقط��اع الطيران وه��و مدير مركز التس��جيل‬ ‫االعالمي ف��ي المجلس االنتقال��ي بطرابلس ‪،‬‬ ‫حسين عبدالقادر قانون وإدارة ‪ ،‬رئيس المكتب‬ ‫القانون��ي باالع�لام الخارج��ي من��ذ ‪، 2006‬‬ ‫جالل القالل تاجر والمتحدث الرس��مي المدني‬ ‫باس��م المجلس الوطني االنتقالي الليبي ومدير‬ ‫االتصاالت االستراتيجية واالعالم أثناء الثورة‬ ‫‪ ،‬أحمد س��والم ادارة مالية واستثمار مصرفي‬ ‫‪،‬مدي��ر العالق��ات العامة والدولي��ة في وزارة‬

‫االفتت���اح ‪ :‬برئاس��ة عميد الجامع��ة والرئيس‬ ‫التنفيذي بها البروفسور ايفيريت دينيس والذي‬ ‫ق��دم المحامي عبدالحفيظ غوق��ة ورئيس الوفد‬ ‫المش��ارك وال��ذي ش��كر وأثنى عل��ى مبادرة‬ ‫الجامعة وعرضها المقدم كرؤية علمية أكاديمية‬ ‫في تصور مس��تقبلي لالع�لام الليبي على أمل‬ ‫أن يتم االس��تفادة من النقاش��ات التي س��تطرح‬ ‫لنصل الى رؤية اعالمية حرة ‪ ،‬ووجه ش��كره‬ ‫لقناة الجزيرة التي قامت بدور اعالمي ش��فاف‬ ‫وص��ادق تجاه ث��ورة ‪ 17‬فبراير‪،‬ثم قدم رئيس‬ ‫المؤتمر دينيس لمن كان ضيف الشرف لجلسة‬ ‫المؤتم��ر الصباحية االول��ى نبيل العربي أمين‬ ‫ع��ام جامعة الدول العربية ‪ ،‬والذي تحدث عن‬ ‫أهمية االعالم المستقل ولماذا هو بهذه االهمية‬ ‫بعد أن أبدى سعادته لوجوده بين ليبين متعددي‬ ‫االهتمامات مشيرا الى أن الثورة الليبية شهدت‬ ‫استش��هاد اعداد ضخمة من رجالها ونس��اءها‬ ‫وأطفاله��ا فقد كانت ث��ورة تونس ويليها مصر‬ ‫أخ��ف وطأة تج��اه الحالة الدموي��ة التي أبداها‬ ‫النظام الدكتاتوري في ليبيا ‪ ،‬ثم س��رد العربي‬ ‫حكايته مع النظام المباد إذ زار ليبيا في ‪1970‬‬

‫ثم زارها ‪2009‬ف��ي دعوة من نقيب المحامين‬ ‫ألمر قضائي ويومها قرر الخروج الى وس��ط‬ ‫المدينة بطرابلس للبحث عن أي صحيفة وبأي‬ ‫لغ��ة فلم أج��د أي��ة صحيفة من صح��ف العالم‬ ‫المعروف��ة والمتداولة ‪ ،‬وذك��ر أن عينه وقعت‬ ‫على الفتة كتب عليها ‪ :41‬ليست رقما إنه حياة‬ ‫‪....‬وأي��ة حياة !! ‪،‬ومن أهم النقاط التي وردت‬ ‫في ورقته للمشاركين ‪:‬‬ ‫_ م��اذا تري��د الش��عوب العربي��ة ‪ :‬س��لطة‬ ‫ديمقراطية واضحة وش��فافة ‪ ،‬س��لطة قضائية‬ ‫مستقلة ‪ ،‬سلطة رابعة حرة الصحافة واالعالم‬ ‫_ ف��ي مصر أيض��ا نحت��اج تقدم في وس��ائل‬ ‫االعالم ‪.‬‬ ‫_كثي��ر من الحكومات ت��رددت في موقفها من‬ ‫الث��ورات العربية داخل الجامعة العربية ولكن‬ ‫الق��رار النهائي كان أنه يمكن للجامعة أن تمثل‬ ‫تطلعات ش��عوبها كما ج��رى تجاه ليبيا ‪.‬ثم فتح‬ ‫باب النق��اش تعرف من خالله��ا العربي على‬ ‫نمط االعالم الليبي أثناء الثورة الليبية‪.‬‬ ‫_يج��ب ان تنته��ي حال��ة اعالم خل��ق ليصفق‬ ‫للرئيس ‪.‬‬ ‫بعد اس��تراحة قصيرة عاد المشاركون للتداول‬ ‫مع االس��اتذة الخبراء عن وضع االعالم الليبي‬ ‫واالحتم��االت والتوقعات المس��تقبلية وأصداء‬ ‫الربي��ع العربي والتداعيات العالمية وقد قدمت‬ ‫اللجن��ة االعالمية بالمجل��س مخططا توضحيا‬ ‫باللغ��ة االنجليزي��ة !! ح��وى التص��ور العام‬ ‫لمحطت��ي رادي��و وتلفزيةن يخص��ان المجلس‬ ‫ضمن ش��بكة قن��وات أخ��رى متخصصة ولم‬ ‫يتم طرح ماتم حص��ره وتقييمه من قبل اللجنة‬ ‫التس��يرية التي جرى اختيار أعضاؤها برئاسة‬ ‫خال��د نجم مما غيب عن المس��تمعين االطالع‬ ‫وعن قرب عن آخر الجهود التي وصلت اليها‬ ‫اللجنة‪.‬‬ ‫ث��م كانت ورقة( نم��اذج الحوكمة واس��تقاللية‬ ‫مجاالت االعالم) للبروفس��ور روبرت بيكارد‬ ‫وه��و خبير واخصائي رائد ف��ي علوم اقتصاد‬ ‫االعالم ومن ابرز ماورد فيها من نقاط‪:‬‬ ‫ _ كيف س��تكون رؤيتكم بشأن مستوى حرية‬‫التعبير التي س��ينص عليها الدس��تور بعالقتها‬ ‫باالعالم كيف سيتم تحديد العالقة القانونية مع‬ ‫الهيئات القضائية أيضا‬ ‫ _كيف ستتعاملون مع تركة الوظائف السابقة‬‫و المؤدلجين أعالميا‬ ‫ _ هل تطرحون إعالما مركزيا في طرابلس‬‫مثال ‪،‬‬ ‫ ‪ -‬يج��ب اقت��راح مؤسس��ات تنظيمية مؤثرة‬‫عل��ى االع�لام الخ��اص والعام ليس��ت رقابية‬ ‫متسلطة ‪.‬نوع من االطار يجمع بين التشريعي‬ ‫والتنفيذي‪.‬‬ ‫‪_ -‬هل س��يتم انتاج محتوى اعالمي محلي ذو‬


‫‪04‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫أصوات متعددة نحترم فيها الرأي االخر‬ ‫ثم قدم االس��تاذ الخبيرروبرت بيير في الجلسة‬ ‫الثالث��ة محاضرته المدعم��ة بالنماذج واالمثلة‬ ‫لتكنولوجي��ات االع�لام – منص��ات االع�لام‬ ‫العملي الناج��ح مبرزا حالة الرقابة في االعالم‬ ‫االمريكي وحالة اعالم وسط وشرق اروبا ‪.‬‬ ‫رأس المال البش��ري ‪:‬التعليم والتدريب عرض‬ ‫وتحليل لنماذج (منها التجربة الرومانية) كانت‬ ‫مقدمة من رئيس��ة المركز الدول��ي للصحفيين‬ ‫جوي��س بارناث��ان وهو جهة رائدة تأس��س في‬ ‫ع��ام ‪1984‬مليك��ون أول جهة تدريبي��ة رائدة‬ ‫للصحفيي��ن الدوليي��ن والمؤسس��ات االعالمية‬ ‫العالمي��ة حيث ط��رح المرك��ز برامج وورش‬ ‫عم��ل ومقاعد زمالة إضافة الى منح تبادلية لما‬ ‫يزيد على اربعين ألفا من صحفي العالم ‪.‬‬ ‫وق��د اعقب��ت كل الجلس��ات نقاش��ات مفتوحة‬ ‫وتبادل لوجهات نظر فيما يتعلق بعالقة االعالم‬ ‫بالدستور والبرلمان واالنتخابات المقبلة‬ ‫المؤتمر الصحفي وإعالن المباديء‬ ‫ف��ي الجلس��ة الختامية وبعد ان ت��م تدوين نقاط‬ ‫االتف��اق وكذل��ك وجه��ات النظ��ر المعارضة‬ ‫ومناقش��تها بي��ن خب��راء االع�لام م��ن جامعة‬ ‫ويس��ترن تم االعالن عن عدد من المبادي التي‬ ‫س��تمثل أرضية أولى مقترحة للتدوال والنقاش‬ ‫والتفتيح مع اعالمي ليبيا وقد تم اقتراح لقاءات‬ ‫وح��وارات ومناظرات تجرى ف��ي ذلك داخل‬ ‫الوطن‪ .‬وكان من أهم تلك المباديء التي قدمت‬ ‫في المؤتمر الصحفي ليوم االحد ما يلي ‪:‬‬ ‫_ ض��رورة أن تحظى ليبي��ا بمنظومة اعالمية‬ ‫حرة ومستقلة ‪.‬‬ ‫_السماع باالعالم الخاص وتشجيعه‪.‬‬ ‫_ الجه��ة التنظيمي��ة الحكومي��ة ف��ي ليبيا جهة‬ ‫مس��تقلة تقوم عل��ى توجيه االنظم��ة والقوانين‬ ‫الخاصة بالنواح��ي التقنية والبنيوية اضافة الى‬ ‫ترويج عملية تطوير خدمات البث واالتصاالت‬ ‫‪.‬‬ ‫_ أن يت��م الحد من التحكم في المحتوى ألن اي‬ ‫حد لهذا المحتوى يجب ان يتم بموافقة البرلمان‬ ‫وأن يت��م الفص��ل فيه م��ن قبل س��لطة قضائية‬ ‫مستقلة ‪.‬‬ ‫_ ض��رورة أن يكون هناك نظ��ام متقدم يعنى‬ ‫بالتعليم والتدريب الصحفي ‪.‬‬ ‫_ تأس��يس وعقد مجلس استشاري من الخبراء‬ ‫لتقدي��م المش��ورة فيم��ا يتعل��ق بمس��يرة ه��ذه‬ ‫المباديء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫المتح���دث‬ ‫وكان أن ق���دم عمي��� ُد الجامع���ة‬ ‫االعالم���ي بالمجلس االنتقال���ي المحامي عبد‬ ‫الحفيظ غوقة والذي قال ‪:‬‬ ‫أرحب بجميع الصحفيين الموجودين هنا وباسم‬ ‫المجل��س الوطن��ي االنتقالي أوج��ه كل التقدير‬ ‫واالحت��رام والش��كر لجامعة نورث ويس��ترن‬ ‫وأس��اتذتها الخب��راء على ما أتاح��وه من خدمة‬ ‫عظيمة في مج��ال االعالم ‪،‬ولتقدي��م رؤية لما‬ ‫يجب أن يكون عليه االعالم وتأس��يس االعالم‬ ‫الليبي في المستقبل ‪،‬وقد اتينا بوفد متميز كانوا‬ ‫مع ثورة ش��عبهم ث��ورة ‪ 17‬فبراي��ر ‪ ،‬حيث لم‬ ‫يكن هناك إعالم إال إعالم القذافي يتحدث باسم‬ ‫نظام��ه المس��تبد ‪،‬وق��د تفاجأنا بش��عبنا أن لديه‬ ‫ق��درات عظيمة‪ ،‬ومنهم من عم��ل بعضهم في‬ ‫س��ن أبنائي ومنهم أخ��وة تفاجأت بعطائهم غير‬ ‫المحدود‪ ،‬اس��تطاعوا أن يس��اهموا في ايصال‬ ‫صوتهم ‪ ،‬فاللجنة االعالمية أنشأت منذ البداية ‪،‬‬ ‫وهناك االعالم االجتماعي الذين نقلوا الصورة‬

‫وحولوا مبنى المحكمة الى نش��اط غير مسبوق‬ ‫وف��ور تحرير العاصم��ة كان لدينا أيضا اللجنة‬ ‫االعالمية ‪،‬االن هناك مئة عضو أتى منهم الى‬ ‫الدوح��ة ‪ 15‬عضو تحية نوجهها لهم‪ ،‬وكان لي‬ ‫شرف ترأسهم تولوا مهمة االعالم في المرحلة‬ ‫الصعبة ‪.‬‬ ‫وكان أن التقيت على هامش المؤتمر الصحفي‬ ‫بطالبتين من قسم الصحافة بالجامعة ‪:‬‬ ‫أسماء العجرودي تونسية‬ ‫كن��ت في تونس أثناءها وتابعت نش��اط الجالية‬

‫الح��وار هنا في المؤتم��ر بين كل االطراف ذو‬ ‫منزع تعددي وفيه كالم عن مصلحة عامة عند‬ ‫الجميع ‪.‬‬ ‫هال بجاني (ناشرة )‬ ‫عندما قابلت المش��اركين وربما سمعت بالبداية‬ ‫باسماءهم والمعلومات الواردة عنهم وانا مقررة‬ ‫جلسات بالجامعة كان عندي تحفظات عن كيف‬ ‫ت��م اختياره��م ‪ :‬هل ه��م يمثلون النخب��ة الليبية‬ ‫؟الصحفيي��ن هل ه��م ممثلين للس��لطة الحاكمة‬ ‫عادة الصحفي يكون ممثل للسلطة الرابعة ليس‬

‫الليبي��ة كانوا يتظاهرون كل ليلة وكنت اتظاهر‬ ‫معهم أش��اركهم هتافاتهم وأغانيه��م ودعواتهم‬ ‫بتحري��ر العاصم��ة وباق��ي الم��دن الليبية كلما‬ ‫س��معوا خبر بغلقاء القبض على أحد من ازالم‬ ‫الطاغي��ة كان��وا يخرج��ون بأعالمه��م الجميلة‬ ‫يصيحون فرحا كن��ت في اغلب وقفاتهم أخرج‬ ‫لثورة شعبية أدهشتني االن وبعد التحرير الكامل‬ ‫أض��ع يدي على قلب��ي أخاف من االنقس��امات‬ ‫االيدولوجي��ة االس�لاميين ض��د االئكيين ربما‬ ‫انقسامات مدفونة وبقايا من النظام الدكتاتوري‬ ‫الس��ابق أخاف على ثورة اتحدت كل التيارات‬ ‫فيها تجاه عدو واحد طوال أش��هر الثورة واالن‬ ‫أتمن��ى أن ال يخرج��وا منفصلين ف��ي مواجهة‬ ‫أنتصار الثورة ‪.‬‬ ‫ريتا الطحان ‪:‬من فلسطين‬ ‫س��أتحدث عن متابعتي للثورة الليبية فقد كانت‬ ‫قناة الجزيرة هي ش��باكي لالطالع عما يحصل‬ ‫طوال الوقت في الجبهات في الشوارع الرجال‬ ‫الشباب منهم والنساء واالطفال يواجهون أتون‬ ‫الموت القادم من الدكتاتور القذافي لكي يبقى في‬ ‫الحكم هو وعائلته يجثمون على صدر الش��عب‬ ‫‪...‬تابعت أش��ياء وأحداث كثيرة شكلت رزنامة‬ ‫يوم��ي أتمنى أن ال يخذلنا الثوار والش��عب كله‬ ‫النه��م قدموا ش��كل لثورتهم ال تش��بهه ثورات‬ ‫العرب والعالم أيضا ‪.‬‬ ‫لمياء الراسي شريكة في دار نشر‬ ‫أكيد تابعتها مثل كل الناس المهتمين بما يحدث‬ ‫على الس��احة العربي��ة مؤخرا والث��ورة الليبية‬ ‫تابعتها بحذافيرها فرحت بتحرر الشعب الليبي‬ ‫م��ن المجرم القذافي ‪ ،‬وهن��ا وأنا مع االعضاء‬ ‫المش��اركين بالمؤتمر رأيت أناس من ليبيا وأنا‬ ‫منذ طفولتي أعرف أصدقاء لي من ليبيا ‪،‬هناك‬ ‫رق��ي بالتعامل العمار البالد ولو برز اختالف‬ ‫بالرأي وببع��ض التفاصيل ولك��ن هناك اتفاق‬ ‫ع��ام هن��اك معرف��ة بالقواع��د والتفاصيل كان‬

‫تابع ألحد ‪ ،‬ولكن لما التقيت باالخرين ووجدت‬ ‫أن طريقة النقاش جيدة وأن العمل الرئيسي هنا‬ ‫إعط��اء أرضية للمباديء المقترحة التي س��يتم‬ ‫النقاش حولها حين العودة لليبيا النقاش وما قرر‬ ‫هنا ضروري يعرض على المهتمين بالمجتمع‬ ‫الليبي وقبل أن يتم تنفيذه هنا وضعت فقط أليات‬ ‫وفي مجال االعالم الش��أن الحياتي للناس التي‬ ‫عليها أن تستشار حوله‬ ‫زيارة قناة الجزيرة ‪:‬‬ ‫برفق��ة عمي��د جامعة ويس��ترن كان��ت الجولة‬ ‫بقن��اة الجزيرة ف��ي الدوحة ‪ :‬القن��اة االنجليزية‬ ‫‪،‬والجزيرة مباشر‪ ،‬ومركز التدريب والتطوير‪،‬‬ ‫وف��ي كل هذه االقس��ام حظي المش��اركون في‬ ‫المؤتم��ر بجلس��ات حواري��ة مطول��ة ت��م فيها‬ ‫طرح عديد من نق��اط والخطوط المعنية بكيفية‬ ‫خل��ق اعالم ليبي حر وش��فاف بعيدا عن مظلة‬ ‫حكومي��ة أو أجن��دة خارجية ‪،‬كان��ت الجولة قد‬ ‫ب��دأت بلقاء رئيس مجلس االدارة لش��بكة القناة‬ ‫الشيخ (الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني) الذي أبدى‬ ‫س��عادة غامرة بالوفد وعبر عن اعجابه بالثورة‬ ‫في ليبيا ونضال ش��عبها رجال ونساء حتى أنها‬ ‫أثارت حمية بعض من ش��باب قطر ليش��اركو‬ ‫فيه��ا بنزولهم لمدينة بنغازي من ش��هر مارس‬ ‫(وكن��ت قد قابل��ت الس��يدة نجوى الغان��م التي‬ ‫روت لي حكاية مشاركة ابنها في حرب تحرير‬ ‫طرابل��س ) وق��د ابلغن��ي الش��يخ ان بعض من‬ ‫شباب عائلته ومنهم ابن شقيقته المتوفية والذي‬ ‫روى ل��ه بطوالت واقدام ش��باب بنغازي وكل‬ ‫المنطق��ة الش��رقية في مواجهة جن��ود الطاغية‬ ‫القذافي ‪،‬وقد أبدى الشيخ استعداده لدعم االعالم‬ ‫الليبي الجديد بكل ما لدى الجزيرة من امكانيات‬ ‫‪ ،‬وق��د قدم كل من مدير ش��بكة القن��اة ‪،‬ومدير‬ ‫غرفة االخبار‪ ،‬ومدير الجزيرة مباشر ‪،‬ومدير‬ ‫مركز الدراس��ات ‪،‬ومدي��ر القن��اة االنجليزية‪،‬‬ ‫عرضوا لرؤيتهم لقناة اعالمية حرة كانت نتاج‬

‫نظام ديكتاتوري ذو رأي واحد‪.‬‬ ‫د‪.‬مصطفى سواق مديرقناة الجزيرة ‪.‬‬ ‫اعتق��د ان الثورة الليبية وككل الثورات العربية‬ ‫الت��ي حدثت حت��ى االن هي ج��زء طبيعي من‬ ‫حرك��ة التاري��خ لم يك��ن باالمكان أن يس��تمر‬ ‫الليبي��ون في مثل الوضع السياس��ي الذي كانوا‬ ‫يعش��يونه تحت حكم القذاف��ي ونظامه هذا نظام‬ ‫عتيق تجاوزه الزمن ومكان باالمكان أن يستمر‬ ‫واعتق��د أن الش��عب الليبي عندما ب��دأت ثورته‬ ‫وبعدم��ا رأى ما حدث ف��ي تونس تفطن الى أن‬ ‫القوة في يد الشعب لكن على الشعب أن يتحرك‬ ‫بجماعي��ة أن يق��وم بالعم��ل مع بع��ض وليس‬ ‫بش��كل فردي اعتقد هذا الذي اكتشفته الشعوب‬ ‫العربية بعد الثورة التونسية واعتقد انه هو الذي‬ ‫سيس��تمر الليبيون اعتقد انهم قدموا نموذجا في‬ ‫التضحي��ة من أجل الحري��ة ومن أجل التخلص‬ ‫من االستبداد وأرجو أن يكون لهم نفس االرادة‬ ‫ونفس المس��توى من االرادة والعزيمة والقدرة‬ ‫على مواجه��ة التحدي��ات المقبلة وه��ي تتمثل‬ ‫في الدرجة االولى في بن��اء ديمقراطية حقيقية‬ ‫في احترام حقيقي للحرية المس��ؤلة في احترام‬ ‫حقيقي لمب��اديء العدالة والنزاه��ة والعمل من‬ ‫أج��ل الجمي��ع ولي��س من أج��ل ف��رد معين أو‬ ‫مصالح ضيقة مشكلتنا االولى في العالم العربي‬ ‫أننا ال نعرف العمل الجماعي نحن إما نش��تغل‬ ‫تحت مس��ؤلية قائد يفرض علينا سلوكا هو في‬ ‫خدمت��ه ه��و أو أن كل ط��رف يعم��ل من أجل‬ ‫مصلحته الخاصة اعتقد أن الش��عوب والشعب‬ ‫الليب��ي علي��ه أن ينتبه ال��ى أنه الش��عوب التي‬ ‫تقدمت تقدمت عندم��ا بلغت من النضج مرحلة‬ ‫بدأ الن��اس يفكرون جميعا ف��ي الكل في الوقت‬ ‫الذي يخدمون فيه مصالحهم الش��خصية و ليس‬ ‫عيبا أن يخدمها االنس��ان ولكن لتكون في إطار‬ ‫خدمة الكل ومصلحة الجماعة ينبغي أن تس��بق‬ ‫مصلحة الفرد اعتقد أن الشعب الليبي قادر على‬ ‫ذلك ان شاء هللا وهذا الذي نتمناه له ‪.‬‬ ‫تُتهم قن���اة الجزيرة بأنها غي���ر حيادية وانها‬ ‫تابعة لسياس���ة قطر وفي احيان أخرى أن لها‬ ‫اجندة سياس���ية خارجية ما ردك���م حول تلك‬ ‫االتهامات؟‬ ‫س��ؤال جي��د أوال الجزيرة قناة تحت��رم مهنيتها‬ ‫وبغض النظر عن القرارات التي تتخذها ودولة‬ ‫قطر فيما يتعلق بسياستها الخارجية والداخلية ‪،‬‬ ‫الجزيرة تتبع سياسة تحريرية والتي أقرت منذ‬ ‫أن أسس��ت الجزيرة وهذه السياس��ة التحريرية‬ ‫التي تتعلق باس��تقالل العم��ل المهني االعالمي‬ ‫باعتماد المهنية اساس��ا لعم��ل الجزيرة باعتماد‬ ‫الت��وازن ف��ي تغطياته��ا وف��ي تعامالتها وهي‬ ‫سياس��ة الجزي��رة الت��ي أق��رت حتى م��ن قبل‬ ‫الطرف المؤسس أمير البالد نفسه عندما بدأت‬ ‫وال تتغير بتغير الوزارات أو المس��ؤلين أو كذا‬ ‫‪..‬الن هذا جزء من جوهر الجزيرة عندما نقوم‬ ‫بتغطي��ة الثورات العربية ومنه��ا الثورة الليبية‬ ‫قمنا بعملنا المهن��ي نحن لم نخلق هذه الثورات‬ ‫والذي يقول بأن الجزي��رة خلقت هذه الثورات‬ ‫اعتقد أنه يتعدى على حق الش��عوب التي قامت‬ ‫به��ذه الث��ورات وقدمت كل ه��ذه التضحيات ‪،‬‬ ‫أس��همت الجزيرة ف��ي توعية الش��عب العربي‬ ‫وخاص��ة بحقه ف��ي أن يعبر عن رأي��ه بحرية‬ ‫نع��م اس��همت في توعيت��ه بحقوقه فيم��ا يتعلق‬ ‫بالديمقراطية والحرية وحقوق االنسان لكنها لم‬ ‫تقم به��ذه الثورة نحن غطينا ه��ذه الثورات إذا‬ ‫كانت التغطية في الجزيرة لهذه الثورات بشكل‬


‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫متوازن وبش��كل مهني يتماش��ى وسياسة قطر‬ ‫فهذا ال عالقة ل��ه بالجزيرة ‪،‬وألن هذه التغطية‬ ‫يمكن أن تتماش��ى مع س��لوك وسياسات الدول‬ ‫االخ��رى ال عالقة لنا به��ا وال عالقة لقطر بها‬ ‫أما أن نقول بأنه��ا كانت في خدمة قطر فمعنى‬ ‫ذلك أن الجزيرة كانت في خدمة قطر في تونس‬ ‫وفي مصر وفي س��وريا وهكذا م��ع أن تغطية‬ ‫الجزي��رة وإذا أخذن��ا س��وريا كمث��ال ونموذج‬ ‫ص��ارخ يعن��ي تغطي��ات الجزيرة كان��ت كلها‬ ‫تختل��ف عن المواقف القطرية في البداية والتي‬ ‫كان��ت على عالق��ة وثيقة قوية ج��دا مع النظام‬ ‫الس��وري باعتبارها كانت م��ن الجماعة الذين‬ ‫يدعم��ون الممانعة ومع ذل��ك لم يأت أحد ليقول‬ ‫لن��ا توقفوا هذا ليس موقف قطر ‪،‬ال دخل لقطر‬ ‫في تغطي��ات الجزيرة ‪ ،‬الجزي��رة تقوم بعملها‬ ‫المهني إذا كان حدث أن قطر انضمت لمطالب‬ ‫الشعوب فهذا موقف يجب أن تمدح عليه القيادة‬ ‫القطري��ة ال أن تالم علي��ه الجزيرة النها قامت‬ ‫بالتغطية لكن الجزيرة بالمناس��بة ظلت منذ أن‬ ‫أنشئت تهاجم من طرف النظم السياسية القمعية‬ ‫الت��ي ال تعترف باالع�لام الح��ر ودائما كانت‬ ‫تبحث عن مبررات لمهاجمة الجزيرة ولتشويه‬ ‫صورتها فقط الن تشويه صورة الجزيرة خدمة‬ ‫للنظم الدكتاتورية ال أكثر وال أقل ‪.‬‬ ‫ص�لاح الدي��ن الزي��ن مدي��ر مرك��ز الجزيرة‬ ‫للدراسات‬ ‫اكي��د أن للثورة الليبية نفس اس��تثنائي ليس فقط‬ ‫إذا نظرنا له في سياق الوضع في العالم العربي‬ ‫بل أيضا في سياق الثورات ال أحد كان يتصور‬ ‫بالوحش��ية التي قابل بها النظ��ام الثوار أنه في‬ ‫فترة وجيزة يس��تطيع الثوار أن يسيطروا على‬ ‫االوض��اع وتع��ود ليبيا الى س�لامها الكل كان‬ ‫يتوق��ع أن ه��ذه عملي��ة س��تأخذ س��نوات ثالث‬ ‫سنوات على االقل خمس سنوات والبعض كان‬ ‫يقول بأن ليبيا ستنقس��م ‪ ،‬الثوار اس��تطاعوا ان‬ ‫يهزموا كل السيناريوهات المتشائمة التي تنظر‬ ‫للوضع الليبي وحققوا س��يناريو لم يكن يتوقعه‬ ‫أحد هو حس��م س��ريع وع��ودة الى االس��تقرار‬ ‫وبداي��ة عملية البناء في وقت وجيز ما كان أحد‬ ‫يتصوره أتصور هذا أهم شيء ممكن نصنف به‬ ‫الثورة الليبية في مقابل الثورات االخرى بحكم‬ ‫التعقي��دات طبعا يجب أن ال ننس��ى أن الوضع‬ ‫الليب��ي وجد مقاومة حتى م��ن محيطه االقليمي‬ ‫وأن��ا كن��ت أتاب��ع مث�لا مس��ألة عم��ل االتحاد‬ ‫االفريقي وعمل الدول االفريقية المجاورة بحكم‬ ‫عالقتها بالنظام الس��ابق وبعض قادة تلك الدول‬ ‫أو مع بعض المؤسسات ‪ ،‬النظام التونسي مثال‬ ‫لم يجد ذلك الدعم والمس��اندة السياس��ية وكذلك‬ ‫مص��ر لك��ن النظام ف��ي ليبيا وج��د ولكن رغم‬ ‫عن ذلك هذه المس��اندة خلق��ت تحد جديد للقيادة‬ ‫الليبي��ة الجديدة لكيفي��ة تواصلها م��ع محيطها‬ ‫االفريق��ي واعتقد أن هذه القضية وبالنظر إليها‬ ‫من زاوية اس��تراتيجية مهمة جدا ليبيا س��تظل‬ ‫طول عمرها جزء م��ن افريقيا مثلما هي جزء‬ ‫من العالم العرب��ي وان الجيران االفارقة الذين‬ ‫أخذوا مواقف مختلفة ‪،‬االن تحت القيادة الجديدة‬ ‫والنخب السياس��ية الجديدة هو التواصل معهم‬ ‫وتقدي��م وجه ليبي��ا الجديد انا كن��ت قريبا وفي‬ ‫بعض ال��دول االفريقية وج��دت ان الموقف لم‬ ‫يكن موقفا سياس��يا ‪ ،‬حتى أن بعض المؤسسات‬ ‫والنخ��ب االكاديمي��ة وبعض النخ��ب الثقافية‪،‬‬ ‫كي��ف تنظر الى ليبيا ‪ ،‬ان ه��ذا الذي حدث هو‬ ‫اعادة اس��تعمار للقارة ‪،‬هناك جهد كبير ينتظر‬

‫النخب السياسية في ليبيا تجاه قارة افريقيا ‪.‬‬ ‫أراء المشاركين في المؤتمر‬ ‫أمل الجراري‬ ‫ألنن��ا نفتقر ف��ي ليبيا ال��ى الكثير م��ن الدراية‬ ‫حول كيفية تأس��يس وإدارة إعالم حر كان هذا‬ ‫المؤتم��ر مفيدا جدا‪ ،‬فقد تمكنا خالله من النقاش‬ ‫والتشاور مع نخبة من خبراء العالم في مجاالت‬ ‫اعالمية مختلفة ‪ ،‬ووصلنا الى رؤية لمس��تقبل‬ ‫االعالم في ليبيا يتناس��ب مع ظروفنا وتاريخنا‬ ‫ومس��تقبلنا ‪ ،‬أتمنى أن يكون هذا المؤتمر بمثابة‬ ‫الخطوة االولى في سبيل الوصول الى قرارات‬ ‫وتش��ريعات ومن ثم التنفيد على االرض وهذا‬ ‫هو التحدي االكبر‪.‬‬ ‫خالد نجم‬ ‫لق��اء أثم��ر ع��ن نتائج ممت��ازة ف��ي الوصول‬ ‫لمقترح��ات ورؤية لمس��تقبل االع�لام في ليبيا‬ ‫عل��ى أن تتوس��ع دائ��رة الح��وار لتش��مل كل‬ ‫االعالميي��ن والمهتمين لوضع رؤية لمس��تقبل‬ ‫االعالم‪.‬‬ ‫محمد عبد الباسط طريش‬ ‫مؤتم��ر رؤية لمس��تقبل االعالم الح��ر في ليبيا‬ ‫الحبيبة كان مثمرا ومفيدا وتاريخيا نحو خطوة‬ ‫بن��اءة وجريئ��ة في االتج��اه الصحي��ح بالنظر‬ ‫للحاضر والمستقبل القريب والبعيد‪ ،‬حيث كان‬ ‫المؤتم��ر ملم بجميع الجواني الش��رعية ويجب‬ ‫على جمي��ع االعالمين والصحفيين تطوير هذا‬ ‫المقترح عن طريق ندوات في عدة مناطق لفتح‬ ‫باب النقاش والتح��اور البناء في المناطق مثال‬ ‫طرابلس وبنغازي وطبرق وسبها وجبل نفوسه‬ ‫حيث نس��تطيع أن ننمي ه��ذا المقترح أو النظر‬ ‫في مقترحات أخرىم��ن أجل الوطن والمواطن‬ ‫الليب��ي الحر وم��ن أجل االرتق��اء الى االفضل‬ ‫بإع�لام حر ونزيه والذي نفتقر اليه طيلة ارعة‬ ‫عقود من الزمن ‪....‬ومن ثم نس��تطيع االستعانة‬ ‫بخبراء اعالميين وصحفيين وقنوات ذات خبرة‬ ‫ف��ي مجال االع�لام الحر حيث نض��ع الهيكلية‬ ‫لالعالم الذي يتماشى مع شريعتنا ومجتمعنا‪.‬‬ ‫عمر ابو شاح‪:‬‬ ‫ف��ي اعتقادي أن مثل ه��ذه المبادرات تأتي في‬ ‫االتجاه الصحيح حي��ث أننا في مرحلة بناء من‬ ‫الصفر ونحتاج الى خبرات في جميع المجاالت‬ ‫وخاصة في مجال االعالم وباس��تضافة كريمة‬ ‫من جامعة نورثويس��ترن في قطر وهي جامعة‬ ‫عريق��ة ومتميزة في مجال االع�لام وكان لهم‬ ‫اش��راف مميز على مؤتمر المساعي االيجابية‬ ‫م��ن أجل وض��ع رؤية لمس��تقبل االع�لام في‬ ‫ليبيا حيث ت��م االتفاق من قبل الوفد الليبي على‬ ‫مقترح مبدئي يضمن حرية واستقاللية االعالم‬ ‫وه��ي توصي��ات وقواعد مهمة يج��ب أن تأخذ‬ ‫بعي��ن االعتبار‪،‬م��ع تمنياتي للجمي��ع بالتوفيق‬ ‫ولوطننا مستقبل مشرق‪.‬‬ ‫حسام الزقعار‬ ‫المؤتمر كان باسم رؤية لمستقبل االعالم في ليبيا‬ ‫وهو منظم تنظيم عالي وباحترافية ممتازة وهذا‬ ‫ماجعله مثمرا وبناء والهدف الرئيسي للمؤتمر‬ ‫هو بادرة لتجهيز البنية التحتية للمنظومة العامة‬ ‫لالع�لام الح��ر في ليبي��ا كبادرة يمك��ن أن يتم‬ ‫تطويرها من قبل كل االعالميين والحقوقيين ‪،‬‬ ‫بالنس��بة لالساتذة المحاضرين كانوا على كفاءة‬ ‫عالية وش��موليين حيث كان��وا من تخصصات‬ ‫مختلفة لتغطية جوانب عديدة يمكن التطرق لها‬ ‫في المستقبل القريب والبعيد وذلك بعد التطوير‬ ‫والتحوي��ر العام من قب��ل االعالميين والمثقفين‬

‫اللبين كافة ويكون العمل بطرق عديدة يمكن أن‬ ‫نبدأ في العمل على التجهيز ابتداء من االسبوع‬ ‫القادم وعلى سبيل المثال ال الحصر (مؤتمرات‬ ‫وندوات ومحاضرات في مختلف المدن للنقاش‬ ‫واس��تعمال الطرق االلكترونية مثال ذلك انشاء‬ ‫صفحة على الفيس بوك واس��تبيان بالخصوص‬ ‫لالنته��اء ال��ى مؤتم��ر ع��ام يتم في��ه االتصال‬ ‫بجامعة نورث ويست وفريق من شبكة الجزيرة‬ ‫االخبارية واستضافتهم في ليبيا لألدالء بالرأي‬ ‫ومشاركة واستجالب المعرفة والخبرة العالمية‬ ‫ف��ي المجال وكل هذا للنه��وض باالعالم عامة‬ ‫لخدمة المواطن والوطن واالعالم واالعالميين‬ ‫بصفة خاصة ‪.‬‬ ‫أبوبكر أمجاور العبيدي‬ ‫ليبي��ا تمر االن بمرحل��ة تاريخية وعظيمة نحو‬ ‫الديمقراطي��ة ف��كان هذا المؤتم��ر خطوة اولى‬ ‫نحو الحرية والديمقراطية وذلك من خالل ما تم‬ ‫نقاش��ه إال أنني أقول لم يكن البيان الختامي لهذا‬ ‫المؤتمر واضحا ف��كان بيان مبدئي كنت اتمنى‬ ‫أن يكون في��ه تص��ورات ومقترحات واضحة‬ ‫وحلول جذرية ‪.‬‬ ‫أحمد سوالم‬ ‫كان��ت زيارة مهم��ة ومفيدة للوف��د الليبي حيث‬ ‫ش��ارك فيها ش��خصيات من مختلف انحاء ليبيا‬ ‫للحوار ووض��ع مقترح للرؤي��ة االعالمية في‬ ‫بلدنا الحبيب‪.‬‬ ‫مالك ستيته‬ ‫فك��رة جميلة وخطوة كبيرة ف��ي مجال االعالم‬ ‫الليب��ي وخب��رات كثي��رة اكتس��بناها وفي فترة‬ ‫وجي��زة ‪ ،‬ولك��ن وبعيد عن النق��د عندما تكون‬ ‫عضو غيب الربعين عام عن الحرية واالعالم‬ ‫المنفت��ح المت��وازن يك��ون من الس��ها أن يضع‬ ‫االخرون برأسك أفكارا ويضعونك على طريق‬ ‫اخترتها دون أن تعلم ‪.‬‬ ‫هوامش على جانب المؤتمر ‪:‬‬ ‫* ش��ن المحامي ورئي��س الوفد االعالمي عبد‬ ‫الحفيظ غوقة هجوما الذعا على صحافة الثورة‬ ‫وقال ‪ :‬نعاني من صحافة متسلطة على المجلس‬ ‫االنتقال��ي ط��وال الوق��ت ‪ ،‬ال تم��دح الجوانب‬ ‫االيجابي��ة الت��ي نقدمه��ا وال تنش��غل اال بنقدنا‬ ‫والتهج��م علينا ‪،‬وأضاف ال أعرف أي صحفي‬ ‫أشير إليه بالبنان أال وكان من خارج ليبيا ‪ ،‬كما‬ ‫قلل من أهمية تنظيمات مجتمع مدني في مجال‬ ‫االعالم !!!‬ ‫* ش��ابت المؤتم��ر حالة اس��تعراضية لبعض‬ ‫من المش��اركين حيث تم ع��رض ارائهم باللغة‬ ‫االنجليزي��ة رغ��م أن الحض��ور والموض��وع‬ ‫المعروض عن اعالم عربي لدولة لغتها عربية‬ ‫‪،‬وق��د تواف��رت الترجم��ة اليومية ل��كل أوراق‬ ‫الجلسات ‪.‬‬ ‫* غاب االهتمام االعالمي بالمش��اركين الليبين‬ ‫( ع��دا رئيس الوفد ) والذي��ن يحضرون ألول‬ ‫مرة الى قطر باس��تثناء قناة ليبيا االحرار وهي‬ ‫قناة ليبية ‪.‬‬ ‫* ف��ي اس��تراحة الجلس��ة الصباحي��ة الثاني��ة‬ ‫توج��ه عمي��د الجامع��ة واالعض��اء المقررين‬ ‫والمشاركين الى غرفة االعالمي عادل عيسى‬ ‫الزنتاني وقدموا له واجب العزاء في وفاة شقيقه‬ ‫نتيجة المناوشات بين الزنتان والمشاشية ‪.‬‬ ‫* افتق��د التقرير الوارد بالكت��اب المعد من قبل‬ ‫الجامعة الى المصداقية المنقولة عن واقع حال‬ ‫الصحافة واالعالم في ليبيا ومثال ذلك ‪:‬‬ ‫تتمي��ز ليبيا بأنه��ا لوح نظيف الختي��ار نوعية‬

‫‪05‬‬

‫اعالمية ‪...‬وه��ي تختلف عن مجتمعات اخرى‬ ‫م��رت بمراح��ل انتقالية كش��رق اروب��ا والتي‬ ‫كانت تمتل��ك اعالم��ا متحجرا تابع��ا لألنظمة‬ ‫السابقة قبل انهيار الشيوعية‪..‬‬

‫أمل الجراري‬

‫أسامة مطاوع‬

‫أحمد سوالم‬

‫محمد بالة‬


‫‪06‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫كفيف بفعل مُبصر ‪....‬‬ ‫الكفيف سامل امحيده رئيس حترير صحيفة البيان الليبية الورقية‬ ‫ألتقته ‪ /‬هند على ‪ :‬عدسة ‪ /‬نادين الشريف‬

‫أرادة قوي��ة يغذيها عقل رش��يد تجتمع فى‬ ‫المواطن الليبي س��الم أحميده الس��ليماني ‪/‬‬ ‫رئيس تحرير جريدة البيان الليبية الورقية‬ ‫واإللكتروني��ة ‪ .‬فلم يكن الحوار ُمدبر بقدر‬ ‫م��ا كانت مش��يئة هللا حاضرة ف��ي أظهار‬ ‫أعجازه من خالل بعض مخلوقاته ‪.‬‬ ‫س��الم م��ن خص��ه هللا بالعمى أن��ار عقله‬ ‫وأصب��ح رج�لاً صالحا ً ‪ .‬يس��عى بطموح‬ ‫كبي��ر كي يُفيد وتكن ليبيا االفضل ‪ .‬عبر‬ ‫هذه الفسحه كان لنا شغف السرد وكان له‬ ‫جميل البوح ‪....‬‬ ‫• أردنا تقديم ما نس��تطيع فى الثورة الليبية‬ ‫وه��و ما يُعتب��ر واجب��ا ً وطني��ا ً ‪ ،‬وبالفعل‬ ‫قدرن��ي هللا عزوج��ل على المش��اركة فى‬ ‫ع��دة برامج منه��ا األغاثة واألم��داد ومن‬ ‫ثم اتجه��ت لألعالم من أج��ل التعبير عن‬ ‫الواق��ع بإيجابيته وس��لبيته ‪ ،‬عندما فكرت‬ ‫ف��ى إنش��اء الصحيفة لم أس��عى الن أكون‬ ‫رئي��س تحريرها نظراً لخبرتي البس��يطة‬ ‫ولكن شاء االقدار أن أتولى هذه المهمة مع‬ ‫مجموعة من الصحفيين الش��باب فالهدف‬ ‫الرئيس��ي من الصحافة هو إيصال صوت‬ ‫المواطن للمس��ؤول والعكس بكل ش��فافية‬ ‫وصدق ومهنيه ‪ .‬من الضروري أن يتجرد‬ ‫اإلعالمي من عالقته الش��خصية لتوصيل‬ ‫الحقيقة ‪.‬‬ ‫• لنتح���دث عن ظروف نش���أة الصحيفة‬ ‫وطبيعتها ؟‬ ‫ب��رزت كفك��رة في ش��هر م��ارس وبدأت‬ ‫بخط��وات بطيئ��ة حت��ى تكون له��ا قواعد‬ ‫أساس��ية وص��درت بش��كلين اإللكتروني‬ ‫والورق��ي ومن ث��م تأخر الورقي بس��بب‬ ‫مش��اكل الطباعة وهي نقطة مهمة وأعتقد‬ ‫أن أغل��ب الصح��ف تعاني منه��ا وال نعلم‬ ‫السبب الرئيسي ‪.‬‬ ‫صحيفة البيان الليبية صحيفة شاملة نصف‬ ‫ش��هرية لثبات كل القواعد االساس��ية حتى‬ ‫تطبع بش��كل أس��بوعي وهذا مب��دأ أنتهجه‬ ‫للسير بتأني من أجل تفادي أي مشاكل ‪.‬‬ ‫• س���الم ‪ ...‬ماذا ع���ن كيفية التغلب على‬ ‫عدم البصر في إدارة صحيفة ورقية ؟‬ ‫ه��ذه الصحيفة هي مجهود كل طاقم العمل‬ ‫وأن كانت قائمة على " سالم " فقط لما كان‬ ‫له��ا أي نج��اح ‪ ،‬الصحيف��ة نجاحها بكفاح‬ ‫المجموعة ‪ .‬فقدان البصر ليس عجزاً بقدر‬ ‫ما هو تغلب يأت��ي باإلرادة وخصوصا ً أن‬ ‫األعالم هو س�لاح فك��ري بواجب وطني‬

‫كيف تقود من خ�لال القلم فكر وإرادة في‬ ‫المجتمع بوسيلة األعالم ‪.‬‬ ‫س���بل تأهيلك ووالوس���ائل التي‬ ‫• ما هي ُ‬ ‫تستمد من خاللها العلم والمعرفة ؟‬ ‫ال أنكر بأن الفضل بعد هللا سبحانه وتعالي‬ ‫يرج��ع لجمعي��ة الكفيف بنغ��ازي – حيث‬

‫المبص��رون والمبصرات تعاملو معنا بكل‬ ‫بس��اطة وفي ش��كل عادي النه بمجرد أن‬ ‫يعرف بأن��ه كفيف وس��ائل التعامل تجعل‬ ‫التواص��ل س��هالً وبحك��م م��ا تلقين��اه في‬ ‫الجمعي��ة من اإلعتماد على النفس وتحقيق‬ ‫الذات مع غيرك من االصحاء ‪.‬‬

‫أعمل – هذه الجمعية درس��ت فيها إلى أن‬ ‫تخرجت من المرحلة الثانوية وقد تابعتني‬ ‫كم��ا تتاب��ع كل كفيف في الجامع��ة ‪ ...‬في‬ ‫الجمعية لم نس��تمد الجانب العلمي فقط بل‬ ‫تربينا على األرادة وتعلمنا األصرار نحو‬ ‫تحقي��ق الهدف بكل عزيم��ة وأعتماد على‬ ‫النفس ‪.‬‬ ‫• كون��ك موج��ود بجمعي��ة الكفي��ف الذي‬ ‫تتوف��ر بداخلها ط��رق المعيش��ه الخاصة‬ ‫ضم��ن وس��ائل معينة فكيف كيفت نفس��ك‬ ‫مع العالم الخارجي وأنت تعلم أن ظروف‬ ‫الحياة ف��ي ليبيا ال تراعي في الغالب ذوي‬ ‫االحتياجات الخاصة ؟‬ ‫أهم��ال الدول��ة ج��اء م��ن النظ��ام طوال‬ ‫‪ 42‬عام س��اد فيهم الفوض��ي ‪ ،‬أنما الخير‬ ‫موج��ود لدى عامة الش��عب الليبي فأقراننا‬

‫• ه���ل التعاطي مع مكون���ات الحياة هي‬ ‫باألمر المتاح ؟‬ ‫أحم��د هللا أن طموحات��ي في الحياة تس��ير‬ ‫بش��كل جي��د ‪ ،‬فق��د تخرج��ت م��ن جامعة‬ ‫بنغازي – كلية اآلداب قس��م التاريخ حيث‬ ‫قمت بالتخصص في العلوم السياسية ومن‬ ‫ثم أنتقلت إلى تحضير رس��الة الماجس��تير‬ ‫ف��ي التاري��خ وأس��تطعت تحقي��ق الجانب‬ ‫اإلعالم��ي خ�لال الثورة ‪ .‬بمعن��ى كل ما‬ ‫أتمن��ى تحقيق��ه يكون بفض��ل هللا وجمعية‬ ‫الكفيف بنغازي ووجود الناس الخيره في‬ ‫الدنيا ‪.‬‬ ‫• الخير موجود ولكن كيف أعتمدت على‬ ‫نفسك ؟‬ ‫األنس��ان بطبيعت��ه يس��عى الن يعتمد على‬ ‫نفس��ه وال يكون متكل على أحد من خالل‬

‫أنخراط��ه بالمجتم��ع ‪ .‬أول الخط��وات أن‬ ‫يتالشى هاجس بأني كفيف وغيري مبصر‬ ‫ليكن لدينا يقين بأننا والمبصرون سواس��ية‬ ‫في العق��ل والتفكير الن التعامل مع األخر‬ ‫يرتكز على التفكير وليس بإكتمال الحواس‬ ‫‪ ،‬لذل��ك تب��ادل األفكار كان له��ا الدور في‬ ‫اإلعتماد عل��ى النفس وأنا أس��اعد غيري‬ ‫وغيري يس��اعدني وهذا ما يسمى بالتكافل‬ ‫االجتماعي أو تبادل المنفعة ‪.‬‬ ‫• ما هي هواياتك أو أنشطتك ؟‬ ‫م��ن محبي الرياض��ة ‪ ،‬أتابع ك��رة القدم ‪.‬‬ ‫م��ن هواياتي " ركب الصع��اب " أي كل‬ ‫ش��ئ فيه مش��قه أجد المتعه في التوجه إليه‬ ‫‪ .‬أيض��ا هوايتى األعالم بإعتباري لس��ت‬ ‫متخصص وف��ي العموم أح��ب كل ما فيه‬ ‫فائدة لي ولغيري ‪.‬‬ ‫• ماذا تقول للشباب ؟‬ ‫ليبيا بعد الثورة ‪ ...‬للشباب ‪ ...‬الثورة جاءت‬ ‫مباركة بقيادتهم وال نغفل األشخاص ذوي‬ ‫الخبرة ‪ .‬اآلن فرصة الش��باب في التعبير‬ ‫ب��كل قوته م��ن خالل األعالم – السياس��ة‬ ‫– األقتص��اد – األدب فعل��ى كل الش��باب‬ ‫العطاء بكل قدرتهم ‪ .‬عليهم أخراج الطاقة‬ ‫الت��ي بداخلهم ولم يس��تطيعوا تقديمها قبل‬ ‫ث��ورة فبراير بس��بب ع��دم الرضى على‬ ‫الوضع السياس��ي الذي عايشناه ولكن اآلن‬ ‫الدولة لكل الليبيين وخاصة الش��باب فعلي‬ ‫الشباب العطاء‬ ‫• كلمة أخيره ‪....‬؟‬ ‫أود أن تهت��م الدول��ة بقط��اع األعالم حتى‬ ‫نعترف باإلعالم كسلطة رابعة فمن خالل‬ ‫متابعتي أجد ثمة تجريح لهذا القطاع بنعته‬ ‫أن��ه يثير النعرات ويس��بب فتن��ه ‪ .‬أطالب‬ ‫م��ن خالل منبركم تذلي��ل الصعوبات لدى‬ ‫اإلعالميي��ن اآلن فرغ��م كل العقبات أجد‬ ‫أعالميي��ن وأعالمي��ات يقوم��ون بمجهود‬ ‫رائع للسير بشكل صحيح ‪.‬‬

‫من هواياتي ( ركب الصعاب )‬ ‫ليبيا بعد الثورة للشباب فعلى كل الشباب العطاء بكل قدرتهم‬ ‫التعامل مع األخر يرتكز على التفكري وليس باكتمال احلواس‬ ‫األعالم هو سالح فكري بواجب وطين‬


‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫‪07‬‬

‫ً‬ ‫مثانون عاما على آخر معارك اجلهاد املسلح ضد الغزاة الطليان‬

‫‪ ...‬واستشهاد البطل يوسف بورحيل‬ ‫أبوبكر الشكري‬

‫في التاسع عشر من ديسمبر قبل ثمانين عاما ً وقعة معركة‬ ‫أم ركب��ة التي جرت بين عدد قلي��ل من المجاهدين الليبيين وقوة‬ ‫م��ن الغزاة الطليان في مثل هذا اليوم من عام ‪ 1931‬وتكتس��ب‬ ‫ه��ذه المعرك��ة أهميتها من كونه��ا آخر معارك الجهاد المس��لح‬ ‫الت��ي خاضها المجاه��دون األبطال ضد ق��وات الغزو اإليطالي‬ ‫فبعد ه��ذه المعركة توقفت تماما ً الحرب بي��ن الطرفين وأعلنت‬ ‫إيطاليا الفاش��ية بسط س��يطرتها على برقة وبالتالي كافة أجزاء‬ ‫ليبيا بالكامل كما تكتس��ب هذه المعركة أهميتها في تاريخ حركة‬ ‫الجه��اد الوطني من استش��هاد البطل المجاهد يوس��ف بو رحيل‬ ‫فيه��ا وهو الرجل ال��ذي تولى قيادة حركة الجهاد بعد استش��هاد‬ ‫عمر المختار في ‪.1931 /9 /16‬‬ ‫• ميالد يوسف بوخديدة‬ ‫ولد يوسف بورحيل أو (يوسف بوخديدة) كما عُرف بين أقرانه‬ ‫المجاهدي��ن بمنطق��ة مدور الزيت��ون إلى الجنوب الش��رقي من‬ ‫مدينة المرج عام ‪ 1866‬تقريبا ً وكان أصغر أبناء الس��يد رحيل‬ ‫المس��ماري وتلقى علومه بالزوايا السنوسية‪ .‬حيث حفظ القرآن‬ ‫الكريم و درس العلوم الش��رعية وما أمكنه دراس��ته من العلوم‬ ‫األخرى في زاويةالجغبوب والتي كانت معقالً للحركة السنوسية‬ ‫و مرك��زاً إلش��عاع نور العلم واإليمان ف��ي قلب الصحراء وقد‬ ‫تخ��رج من تل��ك الزاوية وم��ن الزواي��ا التابعة له��ا التي كانت‬ ‫منتش��رة في كل األراضي الليبية كثي��ر من قادة الجهاد الذين ال‬ ‫يتسع المجال لذكرهم ويُعرف الكثيرون منهم ومن أشهرهم شيخ‬ ‫الشهداء عمر المختار ‪ .‬وما إن وطئ الغزاة الطليان أرض ليبيا‬ ‫ووجه الس��يد أحمد الش��ريف السنوس��ي نداءه الش��هير إلى كل‬ ‫مشايخ الزوايا وأتباعهم ومشايخ القبائل المحيطة بها وكافة أبناء‬ ‫الوطن يدعوهم إلى الجهاد وقال عبارته الشهيرة(سأحاربهم ولو‬ ‫حاربتهم بعصاتي هذه) حتى امتش��ق يوس��ف بورحيل س�لاحه‬ ‫مجاهداً في س��بيل هللا من أجل دح��ر المعتدين ورفع راية الدين‬ ‫ول��م يتوقف جهاده من��ذ ذلك الحين إلى آخ��ر لحظة في حياته ‪،‬‬ ‫وكان أح��د الذي��ن اختارهم عم��ر المختار ـ بن��اء على تعليمات‬ ‫األمير إدريس السنوس��ي ـ ليكونوا تحت قيادته رؤساء لألدوار‬ ‫الثالثة التي أنش��أها بالجب��ل األخضر في آواخ��ر عام ‪1923‬م‬ ‫واوئ��ل ع��ام ‪1924‬م فق��د كان المجاهد حس��ين الجويفي لدور‬ ‫البراعص��ة والمجاهد الفضيل بوعمر لدور الحاس��ة والمجاهد‬ ‫يوسف بورحيل لدور العبيد‪ .‬واستمر يوسف بورحيل في جهاده‬ ‫إل��ى جانب عم��ر المختار حتى غدا مستش��اره ونائبه ‪.‬و عالوة‬ ‫عل��ي م��ا جمع بي��ن المختار وبورحي��ل من رواب��ط كثيرة فقد‬ ‫جمعتهما كذلك رابطة أس��رية فقد كان االثنان ‪ -‬باإلضافة إلى‬ ‫المجاهد السيد الحس��ن الرضا السنوسي (الكبير)(‪ )1‬والمجاهد‬ ‫علي خليل المس��ماري والمجاهد عقيلة موس��ى بونجوى‪ -‬كلهم‬ ‫كانوا متزوجين من بنات المجاهد الشهيد محمد سعيد المسماري‬ ‫الش��هير بـ (بونجوى) رحمه هللا‪ .‬وبعد استش��هاد عمر المختار‬ ‫في ‪16/9/1931‬م قام الس��يد أحمد الش��ريف السنوس��ي بتعبين‬ ‫يوس��ف بورحي��ل ‪ -‬خلفا ً ل��ه‪ -‬قائداً للمجاهدي��ن أو كما ورد في‬ ‫رسالة السيد أحمد (نائبا ً عاماً) كما كان يُطل ُ‬ ‫ق على عمر المختار‬ ‫ففي رس��الة موجهة إلي الش��يخ عبد الحميد العب��ار قائمقام دور‬ ‫العواقير بتاريخ ‪29/10/1931‬م ‪.‬‬ ‫• األسالك الشائكة تحاصرهم‬ ‫يقول الس��يد احمد الش��ريف رحمه هللا (وهانحن نوبنا عنا عليكم‬ ‫حض��رة أخيك��م المجاهد الغيور الصادق ولدنا الش��يخ يوس��ف‬ ‫بورحيل فإنكم ستلقونه‪ .‬بحول هللا وقوته مثل سيدي عمر وأكثر‬ ‫ونحن ما قدمناه إال بتقديم سيدي عمر له في حياته فامتثلوا أمره‬ ‫واس��معوا كالم��ه وكونوا له عون��ا ً معينا ً وم��ن خالفه منكم فال‬ ‫يلومن إالّ نفس��ه‪...‬الخ) وكان تولي يوسف بورحيل لهذه المهمة‬

‫من أجل تحرير أرضه بوس��ائل أخرى حتى تحقق له ذلك ونال‬ ‫الش��عب الليبي استقالله الذي س��تحل بنا بعد أيام ذكراه الستون‬ ‫بفضل هللا سبحانه و تعالى ثم بفضل تضحيات ومجهودات أولئك‬ ‫اآلب��اء واألج��داد ‪ .‬وكما هو معلوم فقد ظ��ل الطاغية طيلة فترة‬ ‫حكم��ه البغيض يعمل على طمس تاريخ المجاهد البطل الش��هيد‬ ‫يوس��ف بورحيل بكل الوس��ائل ومن صور ذل��ك مثالً تهميش‬ ‫دور يوسف بورحيل في شريط الخيالة المعروف بعمر المختار‬ ‫كم��ا لم تمنح ألس��رته أية ميزة من المي��زات التي ُمنحت ألبناء‬ ‫بعض المجاهدين والس��بب في ذلك ع�لاوة على منهج الطاغية‬ ‫الدج��ال في العمل على تزييف وتش��ويه تاري��خ الكفاح الوطني‬ ‫لهذا الشعب وصياغته بالصورة التي تحلو له فإنه على األرجح‬ ‫كان نتيجة لعدائه البنه أحمد بورحيل ذلك المحامي المثقف الذي‬ ‫أظهر بغضه ومعارضته لس��لطة العسكر ورفضه لحكم الدجال‬ ‫منذ أيامه األولى وها نحن والحمد هلل رب العالمين نحيي ذكرى‬ ‫تلك المعركة وذلك البطل الش��هيد ونحتفل بعيد استقاللنا المجيد‬ ‫بع��د أن زال عن ظهر األرض ذلك الطاغية الدجال وذهب إلى‬ ‫غير رجعة عهده االستبدادي الظالم البغيض ‪.‬‬ ‫السيد الحسن الرضا السنوسي(الكبير) هو شقيق السيد الحسن‬ ‫(‪ )1‬‬ ‫الرضا السنوس���ي الذي أصبح وليا ً لعهد المملكة الليبية أسره االيطاليون‬ ‫ف���ي ‪ 1930 /1 /10‬ونفوه إلى جزيرة اوس���تيكا ثم إلى فلورنس���ا وبقى في‬ ‫المنفى إلى وفاته عام‪ 1936‬م‬

‫الصعبة في ظروف ش��ديدة القسوة‪ ،‬فقد انقطعت اإلمدادات عن‬ ‫المجاهدين بس��بب األسالك الشائكة التي أقامها اإليطاليون على‬ ‫الح��دود مع مصر ومحاص��رة األهالي في المعتق�لات هذا في‬ ‫الوق��ت الذي ترك فيه إعدام ش��يخ الش��هداء عم��ر المختار أثرا‬ ‫عميق��ا ً في نفوس المجاهدي��ن وبعد عدة اش��تباكات مع الطليان‬ ‫كان فيه��ا مي��زان القوة في غير صال��ح المجاهدين ‪ -‬وحيث أن‬ ‫االستس�لام للعدو أمراً ال يمكن التفكير فيه لدى يوسف بورحيل‬ ‫ومن معه ‪ -‬فقد رأوا أن السبيل الوحيد هو مغادرة البالد والهجرة‬ ‫إل��ى مصر فهي كما يقول موجه��ا ً كالمه إلى رفاقه (أما الهجرة‬ ‫فه��ي إعالن عن اس��تمرار صراعنا مع العدو ولعلها اس��تعداد‬ ‫لمعرك��ة قادم��ة) وحتى في هذا الس��بيل يؤثر يوس��ف بورحيل‬ ‫أصحابه على نفسه للنجاة و اجتياز األسالك الشائكة إلى مصر‬ ‫أم��ا ه��و وثالثة م��ن رفاقه فتباغته��م قوة إيطالي��ة صباح يوم‬ ‫‪19/12/1931‬م ويشتبكون معها في معركة كبيرة غير متكافئة‬ ‫عند زاوية أم ركبة إلي الش��رق من مدنية طبرق يستش��هد فيها‬ ‫األربع��ة عليهم رحمة هللا وق��د جاء في البالغ اإليطالي ما نصه‬ ‫(( وقد اظهر يوس���ف بور حيل ورفقاؤه الثالثة بسالة مدهشة‬ ‫حتى آخر دقيقة من حياتهم وهكذا انتهت حياة الرئيس العظيم‬ ‫البرقاوي أحد تالميذ مدرس���ة الجغبوب القرآنية و مستش���ار‬ ‫عمر المختار )) و قد قام االيطاليون بقطع رأس الش��هيد يوسف‬ ‫ب��ور حيل وإحض��اره إلى بنغازي حيث عرض على الس��جناء‬ ‫المعتقلين في س��جن بنينا الذين كانوا يعرفون بـ (مراهين بنينا)‬ ‫وهم من الوجهاء وش��يوخ القبائل وأعيان بنغازي كان الطليان‬ ‫يعتقلونهم في س��جن بمنطقة بنينا ثم أحضر رأس الش��هيد البطل‬ ‫وعلق بميدان س��وق الحوت ‪ ،‬كما س��بق أن علق رأس الفضيل‬ ‫بو عمر في ميدان البركة‪ .‬وقد كان استش��هاد يوس��ف بور حيل‬ ‫في ‪ 19‬ديس��مبر ‪ 1931‬م تاريخ��ا ً لتوقف المقاومة الحربية ضد‬ ‫االيطاليي��ن في الجبل األخضر وبرق��ة و بالتالي في كل أرجاء‬ ‫ليبي��ا ‪ .‬وعلى اثر ذلك أرس��ل غراس��ياني برقية إلى بادوليو‬ ‫بتاري��خ ‪ 21‬ديس��مبر ‪1931‬م يعلم��ه بخب��ر مقتل يوس��ف بور‬ ‫حي��ل ويقول فيها (انه يعتبر المقاومة ف��ي حكم المنتهية) وهكذا‬ ‫باستش��هاد يوس��ف بور حيل أعلن الطليان بسط سيطرتهم على‬ ‫هذه األرض لكن الش��عب الليبي لم يستس��لم واس��تمر في كفاحه‬

‫تعيين الشهيد يوسف بوحيل نائبا عام بعد وفاة الشهيد عمر المختار‬ ‫ارس���ل قرار التعيين بتاريخ ‪ 16‬جمادى الثاني ‪1350‬الموافق ‪29-‬‬ ‫‪10-1931‬م من أحمد الش���ريف إلى قائمقام دور العواقير الش���يخ‬ ‫عبدالحميد العبار‬


‫‪08‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫وراء كل ليبيـا مدينة عاصيـة‪..‬امسها بنغــازى‪..‬‬ ‫عـلى الرفـاعـى زوبــى‬

‫فى هذا المخاض العسير واالرهاصات‬ ‫المتالحقة فى مدينة الشرارة األولـى‬ ‫بنغـازى‪ ،‬حيث ظهر ش���يبها وشبابها‬ ‫للش���ارع‪ ،‬تقول الللتهميش‪،‬وال لعدم‬ ‫الشفافية‪..‬فألتحمت جماهير المديـــنة‬ ‫وتالزم���ت معه���ا مدين���ة العاصمة‬ ‫طرابلس‪ ،‬فى وقت واحـد‪ ،‬عصر يوم‬ ‫األثنين الماضـى‪ ،‬بميدان الش���جرة‪،‬‬ ‫الميدان ال���ذى أنطلقت منه ش���رارة‬ ‫ثورة ‪ 17‬فبراير المجيدة الس���لمية‪..‬‬ ‫هذه الجــــم���وع خرجت بعد أن طفح‬ ‫بهـا الكيل‪...‬وكثر التسيب والتهميش‪،‬‬ ‫وعدم األكتـــراث بم���ا هو آدمـــــــى‬ ‫للمواطن الليبـ���ى الحــر الذى بدونه‪،‬‬ ‫الزالت ليبيا تقبع تحت سلطة المقبور‪..‬‬ ‫هذا التســـيب جاء من خالل المجلس‬ ‫األنتقـالى المؤقت وأعضاؤه‪ ،‬والذين‬ ‫لألســـــف النـــــــــعرف من هـم ومن‬ ‫يمثلون‪..‬؟‪..‬وكي���ف جاؤا‪..‬؟‪..‬وب���أى‬ ‫صف���ة ومعيـار‪..‬؟‪..‬وماهى س���يرهم‬ ‫الذاتية‪..‬؟‪..‬وم���ن هـ���م أزالم القذافى‬ ‫الذين بينهم هؤالء الش���باب خرجوا‬ ‫بع���د أن ملوا الوعود تل���و الوعود‪..‬‬ ‫واألمـانى والجنة الموعودة‪،‬والعيش‬ ‫الرغـد‪..‬والنعيم الدائم‪..‬وستعيشون فى‬ ‫بحبوحة أيها الليبيون‪”!!..‬عـــــــلى‬ ‫الترهونى‪..”!..‬ه���ذا المجل���س جعل‬ ‫هؤالء الش���باب كأنهم يعيشون قصة‬ ‫أل���ف ليلة‪..‬وش���ــــــهرزاد وصياح‬ ‫الدي���ك ف���ى الصب���اح‪ ،‬فأيقضهم من‬ ‫حلمهم الـوردى‪..‬ووجدوا أن عمـرهم‬ ‫األفتراضى زاد من(‪ )42‬سنة و ثمانيـة‬ ‫أش���هر من عمـ���ر الث���ورة‪!..‬؟‪..‬كان‬ ‫ش���بابنا يحلم بمرتبات مــــــــــجزية‬ ‫ومرتبات ميس���ـرة‪ ..‬وقروض بدون‬ ‫فوائد‪..‬ودوالر ف���ى كل مكان‪..‬وحتى‬ ‫من األزواج سينعمون بأربع‪..!..‬‬

‫أيه���ا الس���ادة المجل��س األنتقال��ى‬ ‫المؤقت‪..‬وأص��ر عل��ى كلم��ة‬ ‫مؤقت‪،‬ألن��ه أت��ى م��ن الش��ارع‪..‬‬ ‫حيث خ��رج ه��ؤالء الشباب‪..‬ش��باب‬ ‫مؤسس��ات المجتم��ع المدن��ى لميادين‬ ‫القـــــــــــتال‪،‬اليخش��ون لومـة الئـم‪..‬‬ ‫قدم��وا أرواحهم ف��داء له��ذا الوطن‪..‬‬ ‫ب��ل ودفع��وا الضريبة دمـ��ا وأرواحا‬ ‫تق��درب(‪ )40‬ألـــف ش��هيد عند هللا‪..‬‬ ‫وأكث��ر م��ن(‪ )35‬أل��ف جري��ح بي��ن‬ ‫جنبات مستش��فيات داخلية وخارجية‪،‬‬ ‫يش��حذون الكلمة الطيبة‪ ،‬من سفاراتنا‬ ‫فى الخارج‪!..‬‬ ‫قل��ت ل��م يتوانوا حت��ى بالتفكير مع‬ ‫أنفس��هم‪..‬أنهم ذاهب��ون ال��ى التهلكة‪..‬‬ ‫ل��م يفكروا فى منصب��ا‪..‬أو جاهــا‪..‬بل‬ ‫كانوا يهـرول��ون للش��هــادة‪..‬توحدوا‬ ‫على اس��قاط من ق��ال عليهم جرذان‪..‬‬ ‫فأقس��ـــــــموا بأغل��ظ األيمان‪،‬أنه��م‬ ‫سيتعقبون الطاغية أينما كان‪،‬وكان لهم‬ ‫ماأرادوا‪..‬وأصدقهم هللا القــــــول‪..‬‬ ‫ث��م ظهرت��م علين��ا أنتم(المجل��س‬ ‫األنتقالى المؤقت) مع المجلس المحلى‬ ‫فى آن واح��د وآلــــــي��ة واحدة‪،‬وهى‬ ‫أس��تطيع أن أقولها أنه��ا ضربة حظ‪..‬‬ ‫حي��ث تل��ك الساعة‪..‬س��اعة الثورة لم‬ ‫يفكر أحدا ف��ى انتخابكم‪..‬من أتـى بكم‬ ‫هللا أعلم‪.‬؟‪.‬المه��م أتف��ق الجمي��ع على‬

‫أن يك��ون هن��اك جس��ما‪ ،‬يمثـ��ل هذه‬ ‫الجمـ��وع أم��ام العالم‪ ،‬وال��ذى أصبح‬ ‫يراق��ب ويتوجـس‪..‬وس��ارت األمور‬ ‫توافقي��ة‪..‬ألن الث��ورة كان��ت محمي��ة‬ ‫م��ن رب العالمين‪..‬وتحـ��رر الت��راب‬ ‫الليب��ى بأكمله وبأمتي��از بفضل الثوار‬ ‫األش��اوس‪ ،‬وليس بفض��ل أى مخلوق‬ ‫يدعـى غير ذلك‪!!..‬‬ ‫وبـدأ عدد أعضاء مجلس��كم الموقر‬ ‫فى ازدي��اد غـريب وغي��ر متكافىء‪،‬‬ ‫وبأهــــــ��واء غريبـــ��ة مس��تهجنة‪،‬‬ ‫حتى وصل عددكم الى(‪ )63‬عضوا‪..‬‬ ‫ب��دون آليـ��ة أو ش��فافية ظاهرة‪..‬حتى‬ ‫أطيــــــ��اف مؤسس��ات المجتم��ع‬ ‫المدنـ��ى‪ ،‬كان��ت مغيبـ��ة وبأمع��ان‬ ‫بالغ‪..!!..‬‬ ‫س��ــارعتم الخطـ��ى عن��د تحري��ر‬ ‫طرابلس‪ ،‬وفى س��باق مارثـونى على‬ ‫م��ن يتحـــــــصل عل��ى أحد األجنحة‬ ‫بفنادق(‪ )5‬نجـوم‪..‬فى س��ابقة أش��مئز‬ ‫منه��ا الكثيرون‪..!!..‬وتركت��م مدين��ة‬ ‫الش��رارة األول��ى وحده��ا‪ ،‬حتى من‬ ‫األذاعات هـرع��ن ليجدن لهــن مكان‬ ‫هناك فى العاصمـة‪..!..‬ولكنكم نس��يتم‬ ‫أن بنغــ��ازى‪ ،‬تعـ��ودت عل��ى هك��ذا‬ ‫تهميش منذ األزل علىالرغم من كونها‬ ‫دائم��ة المــــب��ادرة فى كل ش��ـىء‪...‬‬ ‫ث��م مــاذا‪..‬؟‪..‬فرضتم علينا ما يس��مى‬

‫بميثـــــ��اق المجل��س‪ ،‬وكان��ت احدى‬ ‫نقاطه��ا عـــدم الترش��ح ألى منصب‬ ‫سياس��ى اال بعد مضى أربعة أعوام‪..‬‬ ‫وضربتــــ��م به��ذا التعه��د ع��رض‬ ‫الحائ��ط‪ ،‬منكم من عين نفس��ه س��فيرا‬ ‫ف��وق العادة فى الس��لك الدبلوماس��ى‪،‬‬ ‫ولم يقدم استقالته‪..!..‬ومنكم من أنتخب‬ ‫رئيس��ا للحكومة‪،‬ولم يقدم اس��تقالته‪..‬‬ ‫ومنك��م م��ن رش��ح وزي��را ألح��دى‬ ‫حقائب الحكــومـــــة‪ ،‬ولم يستقيل من‬ ‫المجلس‪..‬والبعض األخر منكم ينتظر‬ ‫فى الفرص الس��ـــــانحة تأتى‪ ،‬ليكون‬ ‫جزء م��ن الكعكــ��ة المعروضة على‬ ‫طاولة اجتماعات المجلس‪.‬‬ ‫ياســادة ياكرام‪..‬حتى مرتباتكم كانت‬ ‫تب��دأ م��ن ‪ 3600‬د‪.‬ل‪.‬ث��م عدل��ت الى‬ ‫‪ 5000‬ث��م ف��ى اجتماع أجدابي��ا كنتم‬ ‫تناقش��ون برف��ع س��قف مرتباتكم بين‬ ‫(‪)7000‬و(‪..)10000‬ماه��ى نظرية‬ ‫ال��ذرة الت��ى تصنعونه��ا حت��ى تكون‬ ‫مرتباتك��م به��ذا الحجم‪..‬؟؟‪..‬واألدهـى‬ ‫واألمـر ماأكتشفه ثوار الزنتــــان من‬ ‫أحد أعضاء مجلسكم الموقر فى فندق‬ ‫أريكسوس احدى فنادق الخمس نجوم‪،‬‬ ‫بع��د الكش��ــف ع��ن فواتير ش��هران‬ ‫مجموعهما(‪ )43‬ألف دينار ليبى‪.!!..‬‬ ‫وثوارن��ا وش��عبنا الطي��ب يعيش حـد‬ ‫الكف��اف‪ ،‬والمص��ارف تص��رف لهم‬


‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫مرتباتهم"بالقطــارة‪"..‬وهـ��م من فدوا هذه‬ ‫البالد بالدم والعــرق ودعاء الوالديــــن‪..‬‬ ‫وأخيـرا قد ش��هـد ش��اهدا م��ن أهلها كما‬ ‫يقولون‪..‬عندم��ا ص��رح أح��د أعضاؤك��م‬ ‫المخضرمون‪،‬ب��أن ماحدث ف��ى بنغـازى‬ ‫العصي��ة عل��ى الكل‪..‬هو س��ببه مجلس��كم‬ ‫الموق��ر‪ ،‬م��ن تس��يب‪،‬واهمال‪،‬وأهــــدار‬ ‫للمال العام‪..‬ووعــود كاذبة‪..‬وكلمة الصبر‬ ‫التى ب��دأ الكثير م��ن الث��وار اليطيقونها‪،‬‬ ‫فالصـــب��ر على ماذا ‪..‬؟‪..‬على مجلس��كم‪..‬‬ ‫أو قراراته‪..‬أو عدم الش��فافية‪..‬أو التخبط‪..‬‬ ‫أو األعمال المستغربـــة‪!..‬‬ ‫اليوم عمـراألعتصام فى ميدان الش��جرة‬ ‫يرب��و عل��ى س��بعة أيام‪..‬وجــــ��اء بعضا‬ ‫م��ن أعضـــــــ��اء مجلس��كم‪ ،‬وأقـ��روا‬ ‫بمطال��ب تغيي��ر مس��ــار الثورة‪..‬ولكنهم‬ ‫تراجـــــــــع��وا ع��ن فـكرة األس��تقالة من‬ ‫المجل��س‪ ،‬وغــ��ادروا الس��ــاحة منعـ��ا‬ ‫لألحــراج‪!!..‬‬ ‫وله��ذا الس��بب ظه��رت أطي��اف واألم��ر هو فك��رة طوابي��ر الدوالر(نفس‬ ‫مؤسس��ات المجتم��ع المدن��ى ف��ى مدين��ة فكرة النظام البأس‪..)!..‬مشـــكلة قــــــــتل‬ ‫بنــــغازى‪،‬مطالبة بتصحيح مسار الثـورة اللواء عبدافتاح‪..‬مش��كلة السالح‪ ..‬كل هذه‬ ‫فى (‪ )17‬مطلبا‪..‬فس��نرى كي��ف تتدبرون الترك��ة نقلتوها الى حكومة الس��يد الكيب‬ ‫أمركم‪ ،‬وتش��رعوا فى حل هذه المطالب‪ ،‬قصيرة العمــــــر‪..!!..‬ثم مــاذا‪..‬؟‬ ‫ألن الثـورة التكون اال بنبض الش��ــارع‪ ..‬تس��ـربت بع��ض األخب��ار من مجلس��كم‬ ‫ومطلبه��م األن يع��د مهمــ��ا وملـــزما أن الموقر‪..‬أنكم شكلتم لجنة لألنتخابات تكون‬ ‫تعمــــــلوا عليه جاهدين‪..‬اال وهو تش��كيل ه��ذه األخــــبار غير مؤك��دة‪ ..‬وان كانت‬ ‫المفوضية العليا لألنتخابات‪ ،‬وبأسرع وقت فس��تكون طام��ة كبرى ألح��دى قراراتكم‬ ‫ممكن‪..‬ثــم يجب أن نقـول لكــم شــكر هللا المستغربة‪!!..‬‬ ‫س��عيكم فيما لم تفعلوه‪..!..‬ألنك��م لم تفعلوا‬ ‫شيئا لهذا البلد‪..‬هـى وعــود متالحقـة بدون‬ ‫جــدوى‪..‬ملف الجـرحى كما هو‪..‬أختناقات‬ ‫المص��ارف ف��ى ازدياد‪..‬ب��ل األدهــــ��ى‬

‫أتمنـ��ى أن تش��رعوا ف��ى اق��رار‬ ‫المفوضي��ة العلي��ا لألنتخاب قب��ل عـــــيد‬ ‫األس��تــــــقالل هـــ��ل تــذكرتمــوه‪..‬؟‪..‬أو‬ ‫هــو من الماضـى البعيد‪..‬؟‪..‬كما أتمنى أن‬

‫التتدخلوا فى مهام وزارة السيد الكيب‪ ،‬كما‬ ‫فعلت��م بالمكتب التنفيذى الس��ابق‪..!..‬حتى‬ ‫جامعة بنغازى لم تتركوها من تدخلكم‪!..‬‬ ‫( ‪ )+‬أمـ��ا مجلس��نا المحلـ��ى‪ ،‬فأعتقد‬ ‫أنن��ى أضــــ��م صوت��ى الى الدكت��ور بن‬ ‫عـام��ر فى ايج��اد مدخل ألنتخ��اب عميدا‬ ‫لبلدي��ة بنغـازى‪..‬فلندع بنغ��ازى أن تكون‬ ‫نموذج��ا له��ذا األنتــخاب‪ ،‬وتكون س��ابقة‬ ‫م��ن نوعهـا لهذه المدينة فى كل األش��يئا‪..‬‬ ‫ليك��ون أنتخابا مباش��را‪ ،‬م��ع مجلس بلدى‬

‫‪09‬‬

‫لقسم مدينة بنغازى المركز‪ ،‬وقسم لمنطقة‬ ‫البركة مثال ‪ ..‬ودعونا من المجلس المحلى‬ ‫األن‪ ،‬والذى اليمثل اال نفس��ه‪،‬ألنه لم يأتى‬ ‫م��ن خ�لال ش��رعية أنتخاب��ات حرة‪..‬هذا‬ ‫المجــــلس والذى أتبــــــع نظرية"الأسمع‬ ‫الأرى‪ ،‬والأتكلم‪،"!..‬حيث هذا المجلس لم‬ ‫يفعل ولن يفعل ش��يئا فكر فى هـــدم أحــد‬ ‫معالم المدينة التاريخـــى‪!..‬‬ ‫فمؤسس��ات المجتم��ع المدن��ى بالمدين��ة‬ ‫أقرت بعدم جـدوى هذا المجلس‪..‬فليتنحـوا‬ ‫المشكوريـــن على ش��ـىء فعلوه‪..!!..‬هم‬ ‫مثل األشباح النعرفهم من خالل األعالم‪،‬‬ ‫أو م��ن خ�لال قراراتــــــه��م‪ ،‬فاليرحلوا‬ ‫عنــأ‪..‬وشكر هللا سعيــكم‪..‬فى مــاذا‪..‬؟‪..‬‬ ‫وأخيــرا‪..‬أتمنــ��ى عل��ى رب العالمين‬ ‫أن نعبــ��ر عنـ��ق الزجــاجة‪..‬بع��د تنحـى‬ ‫المجلس األنتقالى والمجلس المحــلى وفى‬ ‫أقــرب وقت ممــكن‪..‬عل��ى أن يكون قبل‬ ‫عي��د األس��تقالل‪..‬حتى النــس��مع خطــابا‬ ‫باهتــا يلي��ق بهــكذا حــدث‪،‬قتل من أجلــه‬ ‫األجــداد‪..‬كم��ا يس��عنــى أن أؤكــ��د أن��ه‬ ‫اليوجــ��د أى رمــز لــرم��وز الثورة‪..‬اال‬ ‫رمــز الثــوار والش��هــداء‪ ،‬والجــرحى‪..‬‬ ‫ه��م أصـــــح��اب المصلح��ة الحقيقي��ة‬ ‫للثـــ��ورة‪ ،‬وهــم الخــ��ط األحمـــر‪..‬أمــا‬ ‫غيــ��ر ذلك فهــ��و مبــالغ��ا فيــه‪..!!..‬كما‬ ‫أجــزم "أن بنغـــازى تغفــــــو‪ ،‬ولكنهـــــا‬ ‫التمـــــوت‪.."..‬‬

‫حتكيم العقل أو الفوضى ‪..‬‬ ‫عبد السالم الزغييب‬

‫التظاهر ظاهرة ايجابية‪ ،‬حرم منها الش��عب‬ ‫الليبي طوال حكم المقبور القذافي‪ ،‬وصحية‬ ‫عندم��ا يت��م االلت��زام باألص��ول والقواع��د‬ ‫والقواني��ن التي تنظمه��ا ‪ ،‬وال تصل إلى حد‬ ‫الفوض��ى‪ ،‬التي يقوده��ا الغوغاء وأصحاب‬ ‫المصلح��ة‪ ،‬والطابور الخامس والش��امتون‬ ‫في ثورتنا‪.‬‬ ‫نحت��اج في هذه المرحل��ة الصعبة من تاريخ‬ ‫ليبي��ا أكثر م��ن أي وق��ت آخر إل��ى تحكيم‬ ‫العقل و التحكم في انفعاالتنا حتى نتمكن من‬ ‫الخروج من عن��ق الزجاجة‪ ،‬ألن األوضاع‬ ‫هذه تثير الرعب والقلق‪.‬‬ ‫من حق الشعب أن ينفعل وان يطالب بتحقيق‬ ‫مطالبه اليوم قبل الغد‪ ،‬ولكني ال أفهم إطالقا‬ ‫أن تس��مح األغلبي��ة م��ن الش��عب‪ ،‬لقلة بأن‬ ‫تخرب بوعي أو بغير وعي ما بنيناه‪.‬‬ ‫إن االعتصام��ات والحش��ود واإلضراب��ات‬ ‫والتظاه��رات‪ ،‬تعرق��ل حرك��ة اإلنت��اج‬ ‫االقتص��ادي‪ ،‬وال تزي��ده‪ ،‬ونح��ن في حاجة‬ ‫إل��ى العمل‪ ،‬والى س��واعد لتبن��ي الوطن‪،‬ال‬ ‫لتنش��ر الفوضى‪ .‬ال نريد أن نبعث برس��الة‬

‫للعال��م تقول أن األمن ف��ي ليبيا مضطرب‪،‬‬ ‫وان أه��ل الب�لاد أنفس��هم ال يئمن��ون على‬ ‫حياتهم‪ ،‬وأننا ال نستطيع حكم أنفسنا وتنظيم‬ ‫حياتنا‪ ،‬وبالتالي نحن ش��عب غير متحضر‪،‬‬ ‫ال يفه��م إال لغة الخوف والعنف‪ ،‬وكل واحد‬ ‫منا يحمل سالحه‪ ،‬ويريد فرض إرادته على‬ ‫اآلخر‪ ،‬لي��س بالمنطق والعقل‪ ،‬والحجة‪ ،‬بل‬ ‫بالقوة‪.‬‬ ‫نجتاح في هذه المرحلة إلى أن تهدئة النفوس‬ ‫وكب��ح االنفع��االت‪ ،‬وان يس��تمع بعضن��ا‬ ‫للبعض‪ ،‬وان ال يستبد أحد برأيه‪ ،‬وأن تكون‬ ‫بوصلتنا في التفكير هي ليبيا أوال‪..‬‬ ‫نحن نحت��اج في هذه المرحلة إلى "الحوار"‬ ‫أكثر مما نحتاج للهتاف واالنفعال‪.‬‬ ‫رف��ض كل شش��يء ومحاول��ة تش��ويه كل‬ ‫الرم��وز أمر غي��ر مقبول وتص��رف غير‬ ‫مسؤول‪.‬‬ ‫ظه��ر المجل��س الوطن��ي االنتقال��ي الليبي‪،‬‬ ‫ف��ي ظروف غي��ر طبيعية‪ ،‬أوصلت الس��يد‬ ‫المستش��ار مصطفى عبد الجليل لرئاس��ته‪،‬‬ ‫وتحصل المجلس على الشرعية واالعتراف‬ ‫المحل��ي والدول��ي‪ ،‬وق��اد البالد ف��ي أحلك‬

‫الظ��روف حت��ى التحري��ر‪ .‬بعده��ا اس��تلم‬ ‫الدكت��ور الكيب رئاس��ة المكت��ب التنفيذي‪،‬‬ ‫واختل��ف الن��اس حول��ه‪ ،‬ه��ذا يؤي��د وهذا‬ ‫يرفض‪ ،‬وهذا من حق الناس‪ ،‬ولكن الرفض‬ ‫لمجرد الرفض‪ ،‬هو انفعال‪ ،‬وليس موقف‪.‬‬ ‫أعج��ب من المواق��ف االنفعالية التي تصدر‬ ‫ع��ن البع��ض‪ ،‬دون وعي ومعرف��ة بدقائق‬ ‫األم��ور‪ .‬بعضهم يرفض أن يعطي الفرصة‬ ‫للرج��ل إلتم��ام مهمت��ه‪ ،‬وه��ي بطبيعته��ا‪،‬‬ ‫محدودة وانتقالية‪ ،‬وستنتهي بعد شهور ستة‪.‬‬ ‫بعدها تنتقل الس��لطة لمجل��س وطني‪ ،‬ومنه‬ ‫النتخاب��ات‪ ،‬تص��ل بنا إلى الس��لطة المدنية‬ ‫ال��ذي يختارها الش��عب‪ ،‬فننتقل إل��ى النظام‬ ‫الديمقراط��ي الذي اهتدت إليه البش��رية بعد‬ ‫تج��ارب عديدة وث��ورات واتجاهات فكرية‬ ‫مختلفة ‪ ،‬النظام الوحيد القادر على تصحيح‬ ‫نفس��ه من داخل��ه‪ ،‬والذي يقوم على أس��اس‬ ‫تداول الس��لطة وليس احتكارها‪ ،‬وفقا إلرادة‬ ‫الناس وفي ظل سيادة القانون‪.‬‬ ‫في هذا النظام الناس يختار الشعب من يريد‬ ‫للمجلس النيابي ولرئاسة الدولة‪ .‬الشعب هو‬ ‫الذي ينتخب ويحاس��ب ويراق��ب ويغير إذا‬

‫أراد ف��ي انتخابات قادم��ة‪ .‬وهكذا يتم تداول‬ ‫الس��لطة برضا الناس ووفقا للدس��تور الذي‬ ‫اعتمدوه‪.‬‬ ‫إذا ارتضين��ا بالنظ��ام الديمقراط��ي‪ ،‬ليحكم‬ ‫بيننا‪ ،‬فإننا س��نتعلم من تجاربنا وأخطائنا‪ .‬ال‬ ‫أحد معصوم من الخطأ‪ ،‬ال المجلس االنتقالي‬ ‫وال المكتب التنفيذي‪.‬‬ ‫ال��كل يصي��ب ويخط��ئ ويصح��ح أخطاءه‬ ‫ويتعل��م منه��ا‪ .‬هذه ه��ي الديمقراطي��ة التي‬ ‫تضمن التغيير والتطور نحو أفضل ما يريده‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫الحرية هي نتاج الديمقراطية‪ .‬وهي ششيء‬ ‫مختل��ف ع��ن الفوض��ى‪ ،‬فالحري��ة تعن��ي‬ ‫المس��ؤولية‪ ،‬والفوضى تعن��ي انفالت وعدم‬ ‫تحم��ل المس��ؤولية‪ .‬والش��عب الليبي في يده‬ ‫االختيار ما بين تحكيم العقل أو الفوضى!‬


‫‪10‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫حياة الع ِّز ال ُت َ‬ ‫ُ‬ ‫عطى اجتدا ًء‬ ‫ِ‬

‫للشاعر الكبري ( حسن السوسي )‬ ‫تقديم نور الدين الثلثي الذكرى الستون لعيد االستقالل األول على األبواب‪ ،‬ما جعلني‬ ‫أستعيد قصيدةً بمناسبة حدث االستقالل نفسه لشاعرنا الكبير حسن السوسي رحمه هللا‪.‬‬ ‫نُشرت هذه القصيدة بمجلة "السِّراج" الصادرة عن مدرسة األبيار الداخلية في عدد‬ ‫شهر مارس سنة ‪ ،1952‬وال أحسبها قد نُشرت فيما صدر لشاعرنا من دواوين‪ .‬عنوان‬ ‫القصيدة "حياةُ ال ِع ِّز ال تُعطَى اجتدا ًء"‪ ،‬وهو عنوان يحمل أكثر من معنى‪ ،‬فقد كانت حياة‬ ‫نفسه حياةَ عز؛ عاش عزيزاً عفيفا ً نزيها مترفعا ً عن الصغائر‪ .‬رحمه هللا وجزاه‬ ‫شاعرنا ِ‬ ‫عنا خيراً‪ ...‬القصيدة‪:‬‬ ‫النسائم أ ّ‬ ‫نفس‬ ‫ى في كل‬ ‫ي جرْ ٍ ‬ ‫س‬ ‫َس َرى مس َرى‬ ‫فكان له صد ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وحسّ‬ ‫ ‬ ‫ب‬ ‫سرى‬ ‫نغم طرو ٍ‬ ‫فأرقص ك َّل جارح ٍة ِ‬ ‫كاللحن في ٍ‬ ‫ِ‬ ‫كأس‬ ‫خمر‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫سعاد‬ ‫بخمر‬ ‫ ‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫َشا‬ ‫ن‬ ‫فرح‬ ‫من‬ ‫م‬ ‫القو‬ ‫فظ ّل‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ُرس‬ ‫ ‬ ‫فأنّى تتج ْه تلف احتفاال‬ ‫كأن القو َم في ِ‬ ‫أيام ع ِ‬ ‫ّ‬ ‫س‬ ‫ ‬ ‫األرض شاركت األناسي‬ ‫كأن‬ ‫َ‬ ‫ح وأُ ْن ِ‬ ‫بما هم فيه من َم َر ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ْس‬ ‫ورونق‬ ‫ ‬ ‫بدت في نظر ٍة وصفا ِء وج ٍه‬ ‫ٍ‬ ‫منظر وبها ِء لب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ ‬ ‫لعرس‬ ‫ئزر طهرا‬ ‫ ‬ ‫وماست كالخريد ِة حين تجْ لى‬ ‫نقية ِم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ ‬ ‫شمس‬ ‫وطلوع‬ ‫ة‬ ‫دول‬ ‫د‬ ‫بمول‬ ‫ ‬ ‫أجلْ ق ْد ع ّم ذا القُط َر ابتها ٌج‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ت يصف فيها ما ح ّل بالبالد خالل سنوات‬ ‫ويمضي شاعرنا في قصيدته هذه بأبيا ٍ‬ ‫االستعمار والرجا َل الذين ضحّوا بأرواحهم لتحريرها‪ .‬ولم يكن أحد يدري أن األبيات‬ ‫نفسها تحمل وصفا ً مطابقا لما سيح ّل بليبيا بعد نظم القصيدة بثمانية عشر عاما‪ ،‬ووصفا ً‬ ‫لثور ٍة لم يمهلْ القدر صاحبنا حتى يشهدها ويشهد االستقال َل الثاني الذي أنجزته‪:‬‬ ‫ ‬ ‫س‬ ‫ ‬ ‫ليل بهيم‬ ‫فيا لَ َ‬ ‫ك من دُجى ٍ‬ ‫تبلّ َج بحرُه من بعد يأْ ٍ‬ ‫ي ُِطبُّ جراحةَ الماضي ويُؤسي ‬ ‫ ‬ ‫بهيج‬ ‫يوم‬ ‫ويا لَ َ‬ ‫ك من ضُحى ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الدهر شهْبٌ‬ ‫ ‬ ‫س‬ ‫ ‬ ‫رمتنا من سنا‬ ‫أحالت ك َّل مورق ٍة بيُب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫عجاف قد مضت من بعد خم ٍ ‬ ‫س‬ ‫س ‬ ‫َم‬ ‫خ‬ ‫بعد‬ ‫من‬ ‫انقضت‬ ‫ثالثونَ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫أذاقتنا صروفُ‬ ‫س ‬ ‫ ‬ ‫الدهر صرفا‬ ‫وعاطتنا الهمو َم بكلِّ كأ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫وحبس‬ ‫وإذالل‬ ‫لم‬ ‫ظ‬ ‫إلى‬ ‫ ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ون‬ ‫د‬ ‫وتشري‬ ‫قتل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فَ ِم ْن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ ‬ ‫بأس‬ ‫سوى ِه َم ٍم لنا ومضا ِء‬ ‫ ‬ ‫ُسلِبنا ك َّل ما ملكت يدانا‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫إذا نادى المنادي غي ُر قع ِ ‬ ‫ْس‬ ‫ ‬ ‫وقد ش ِه َد الجمي ُع لنا بأنّا‬ ‫بيعت ْ‬ ‫ْ‬ ‫ببخ ِ ‬ ‫س‬ ‫وال تُشرى إذا‬ ‫ ‬ ‫حياةُ ال ِع ِّز ال تُعطى اجتدا ًء‬ ‫ُ‬ ‫ب ُح ْم ِ ‬ ‫س‬ ‫ّان كرام ‬ ‫وأشياخ كأ ْس ِد الغا ِ‬ ‫شريْناها بشب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ِ ‬ ‫عبس‬ ‫ولفحل‬ ‫ء‬ ‫طي‬ ‫لحاتم‬ ‫ ‬ ‫ا‬ ‫انتساب‬ ‫له‬ ‫بك ِّل فت ًى كان‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وإن قيل النِّزا ُل فليث ِح ِ ‬ ‫لس‬ ‫ ‬ ‫إذا قيل النّوا ُل فبح ُر جو ٍد‬ ‫ ‬ ‫األخس‬ ‫ِشراه ليس بالثمن‬ ‫ ‬ ‫ليوم‬ ‫ِّ‬ ‫أولئك ق ّدموا ثمنا ً ٍ‬ ‫ ‬ ‫وبؤس‬ ‫أفراح‬ ‫ب بين‬ ‫ ‬ ‫طلب المعالي‬ ‫كذلك كلُّ َمن‬ ‫تقلّ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أغصان وشو ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫تدمي راحةَ الجاني وتخسي‬ ‫ ‬ ‫ك‬ ‫ودون ال َورْ ِد‬ ‫ويختم شاعرنا قصيدته قائالً‪:‬‬ ‫ِ ‬ ‫بأس‬ ‫ى لك كلُّنا من ك ِّل‬ ‫ ‬ ‫أال يا أيها الملك المف ّدى‬ ‫فِد ً‬ ‫َ‬ ‫ِ ‬ ‫وشمس‬ ‫س‬ ‫ ‬ ‫زمانَ الراشدين أ ِع ْدهُ فينا‬ ‫ودولة ِ‬ ‫آل عبا ٍ‬ ‫يشي ُد ك َّل باذخ ٍة ويُرسي‬ ‫ ‬ ‫بان‬ ‫فإنّك لم تزلْ للمج ِد ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُنسي‬ ‫ ‬ ‫ُمن‬ ‫فعهدُك ينسخ الماضي وي ِ‬ ‫ف ِعشْ والشعب في ر َغ ٍد وي ٍ‬ ‫بقي أن نالحظ أن مجلة "السراجّ‪ ،‬التي رأس تحريرها الشاعر سليمان الحصادي رحمه‬ ‫هللا‪ ،‬كانت ‘مجلة شهرية‪ ..‬علمية أدبية تصدرها مدرسة اآلبار الداخلية’‪ ..‬وهي مدرسة‬ ‫داخلية في شرق ليبيا في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي!‬

‫يا وطين‬ ‫صالح انقاب‬ ‫يا وطني‬ ‫ك ‪.. .‬‬ ‫أحبُّ َ‬ ‫لكنّي أكره ُج َّل ما فِ ْ‬ ‫يك ‪. ..‬‬ ‫أكرهُ من يرغبُ‬ ‫في أن يحت ْ‬ ‫َويك ‪.. .‬‬ ‫من ُّ‬ ‫يظن أنّهُ‬ ‫ك َّل من فِ ْ‬ ‫يك ‪.. .‬‬ ‫أخاف تصديق تلك األكاذيب‬ ‫و مشاعر الخوف التي‬ ‫الصيف‬ ‫عبر رياح‬ ‫ِ‬ ‫و أمطار الشتا ِء‬ ‫ُر ْغ َم أنفك تَ ْعت َِر ْ‬ ‫يك ‪.. .‬‬ ‫أخافُ الح ِد َ‬ ‫َّخر‬ ‫َير لُ َغ ِة الص ِ‬ ‫يث بِغ ِ‬

‫و الحجر ‪.. .‬‬ ‫أخاف نسيان موسيقى المطر‬ ‫أخاف البحث عن ترجم ٍة‬ ‫ْ‬ ‫يعنيك‬ ‫س ال‬ ‫في قامو ٍ‬ ‫و أنا أقرأ‬ ‫ْ‬ ‫أياديك ! !؟‬ ‫ما خطّتهُ‬ ‫فيا وطني‬ ‫ك‬ ‫كأني بمن يسكنُ فِي َ‬ ‫ك يُنَا ِد ْ‬ ‫يك ! !!‬ ‫َار ِج َ‬ ‫من خ ِ‬ ‫ك‬ ‫كأني بك ِّل من ال يَر َغبُ َ‬ ‫ْ‬ ‫يأتيك ‪.. .‬‬ ‫يا وطني‬

‫جوع ‪. ..‬‬ ‫أليس فيك من‬ ‫ٍ‬ ‫جهل ‪.. .‬‬ ‫من‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫يكفيك ! !؟‬ ‫ما‬ ‫ألست كلمة هللا ! !؟‬ ‫فلِ َم ُكلُّ هذه المآ ِذ ِن الخَرسا ُء‬ ‫تَعتَلِ ْ‬ ‫يك ! !؟‬ ‫يا وطني‬ ‫ك ‪.. .‬‬ ‫أحبُّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ك ! !؟‬ ‫أج ُد َ‬ ‫لكن أين ِ‬ ‫كفن‬ ‫و كيف يمكنني النو َم دونما ٍ‬ ‫ْفِ ْ‬ ‫يك ! !؟‬ ‫كيف أستطي ُع ‪. ..‬‬ ‫ك ‪.. .‬‬ ‫الفَ َرا َر ِم ْن َ‬

‫ْ‬ ‫أراضيك ! !؟‬ ‫إليك ‪ ،‬عبر‬ ‫كيف أتنفّس‬ ‫ك ‪ ،‬كي أُحْ يِيِ ْك ! !؟‬ ‫عبر رئتي َ‬ ‫كيف أسير‬ ‫بخطواتك ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ألتقيك ! !؟‬ ‫كي أصل حيث‬ ‫يا وطني‬ ‫ك‪..‬‬ ‫أحبُّ َ‬ ‫ِ‬ ‫و أدعوا هللا رب العالمين‬ ‫أن يهدينا ‪. .‬‬ ‫و أن يَ ْه ِد ْ‬ ‫يك ‪.. .‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫‪11‬‬

‫قصائد‬ ‫للشاعر البولندي‪ :‬زبيغنيف هربرت ‪1998-1924‬‬ ‫ت‪ :‬عاشور الطوييب‬ ‫حصاة‬ ‫الحصاة‬ ‫كائن كام ٌل‬ ‫مسا ٍو لذاته‬ ‫عاق ٌل بحدوده‬ ‫معبأ ٌ تماما ً‬ ‫صويّة‬ ‫بمعاني َح َ‬ ‫برائحة ال تُذ ِّك ُر أحداً بشيء‬ ‫ال تُبع ُد أحدأً ال تثير أية شهوة‬ ‫حماستها وبرودتها‬ ‫عدل و مشبعتان بالكرامة‬ ‫أشعر بندم ثقيل‬ ‫حين أمسكها بيدي‬ ‫وجسدها النبيل‬ ‫يتخلله دف ٌء زائف‬ ‫الحصى ال يدجّن‬ ‫حتى النهاية سيح ّدق فينا‬ ‫بعين هادئة صافية‪.‬‬ ‫دقّاقة باب‬ ‫هناك من يزرعون‬ ‫حدائق في رؤوسهم‬ ‫دروب تؤدي من شعر رؤوسهم‬ ‫إلى مدن مشمسة بيضاء‬ ‫سهل عليهم الكتابة‬ ‫يغمضون أعينهم‬ ‫مباشرة مدارس من أخيلة‬ ‫تسيل إلى أسفل جباههم‬ ‫مخيلتي‬ ‫لوح خشب‬ ‫أداتي الوحيدة‬ ‫عصا خشبية‬ ‫أضرب اللوح‬ ‫تر ّد عل ّي‬ ‫نعم‪-‬نعم‬ ‫ال‪-‬ال‬ ‫للآلخرين جرس األشجار األخضر‬

‫جرس الماء األزرق‬ ‫لد ّ‬ ‫ي دقّاقة باب‬ ‫من الحدائق المهملة‬ ‫أخبطُ على اللوح‬ ‫يشجّعني بقصيدة جافة لشاعر أخالق ّي‬ ‫نعم‪-‬نعم‬ ‫ال‪-‬ال‬ ‫حكاية روسية‬ ‫القيص��ر‪ ،‬أبون��ا القصير تقدم ف��ي العمر‪ ،‬صار‬ ‫مس��نا ج��دا‪ .‬غير ق��ادر اآلن على خن��ق يمامة‬ ‫بيدي��ه‪ .‬جالس��ا ف��وق كرس��ي عرش��ه‪ ،‬الذهب ّي‬ ‫واله��ش‪ .‬لحيته فقط تنمو‪ ،‬إل��ى أرضية المكان‬ ‫وأبعد من ذلك‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ثم َحك َم حاكم آخرُ‪ ،‬ال أحد يعلم َمن‪ .‬الفضوليون‬ ‫ه��م الذي��ن نظ��روا م��ن نواف��ذ القص��ر‪ ،‬لك��ن‬ ‫كريفونوس��وف غطّى النوافذ بالمشانق‪ .‬لذا فقط‬ ‫المشنوقون َم ْن شاهد أي شيء‪.‬‬ ‫في النهاي��ة القيصر أبونا القصير مات‪ .‬قرعت‬

‫األج��راس وقرع��ت‪ ،‬مع ذلك لم تس��تطع إعادة‬ ‫جس��ده‪ .‬قيصرنا نما في العرش‪ .‬أرجل العرش‬ ‫اختلط��ت بأرج��ل القيص��ر‪ .‬ذراع��اه وذراعا‬ ‫الكرس��ي صارا واحدا‪ .‬كان من الصعب فصله‬ ‫منه‪ .‬أن يدفن القيصر وكرسي العرش الذهبي‪-‬‬ ‫ياللعار‪.‬‬ ‫وفد السيد كوغيتو‬ ‫امض إلى حيث ذهب اآلخرون إلى الحد المظلم‬ ‫ِ‬ ‫لج ّز الالشي الذهب ّي جائزتك األخيرة‬ ‫ام��ض مم��دود القامة وس��ط اؤلئ��ك الذين على‬ ‫ِ‬ ‫ركبهم‬ ‫وسط أؤلئك الذين ظهورهم ناحية الجهة األخرى‬ ‫وأؤلئك اسقطوا في الغبار‬ ‫أنقذت ال لتعش‬ ‫وقتك قصير يجب أن تعطي شهادتك‬ ‫كن شجاعا حين يخدعك العقل كن شجاعا‬ ‫في الحساب اآلخير هذا هو المهم‬ ‫دع غضبك اليائس كبحر‬

‫وقتما تسمع صوت المهانين والمعذبين‬ ‫ال تترك أختك سكورن ترحل عنك‬ ‫ألن المخبرين الجالدين الجبناء‪-‬سيربحون‬ ‫سيذهبون إلى جنازتك بارتياح سيقذفون بقبضة‬ ‫تراب‬ ‫النقاش سيكيب سيرتك المهذبة‬ ‫وال تسامح حقا ليس في قوتك‬ ‫أن تسامح باسم من تمت خيانتهم في الجر‬ ‫كن يقظا بأي فخر غير ضروري‬ ‫استمر في النظر إلى وجهك البهلواني في المرآة‬ ‫ك��رر‪ :‬لقد نوديت‪-‬ألم يكن هناك من هو أحس��ن‬ ‫مني‬ ‫كن متنبها لقسوة القلب حب ربيع الصباح‬ ‫الطائر مجهول االسم بلوط الشتاء‬ ‫اضيء على الحائط عجائب السماء‬ ‫ال حاجة لهم بنفسك الدافيء‬ ‫هم هناك ليقولوا‪ :‬ال سيواسينا‬ ‫ك��ن متيقظ��ا‪ -‬عندما يعطي الض��وء فوق الجبل‬ ‫اإلشارة‪-‬انهض وامض‬ ‫طالما يتحرك الدم في نجم صدرك المظلم‬ ‫أعد التعازيم القديمة لحكايا االنسانية وأبطالها‬ ‫ألن هكذا ستححق الخير الذي لن تحققه‬ ‫كرر الكلمات العظيمة كررهم بغطرسة‬ ‫مث��ل أؤلئك عاب��ري الصح��راء يتالش��ون في‬ ‫الرمال‬ ‫وسيجازوك بما في أيديهم‬ ‫بسوط ضحكة بمقتلة على تبة قمامة‬ ‫امضّ ألن هذه هي طريقة انضمامك إلى جماعة‬ ‫الجماجم الباردة‬ ‫إلى جماعة أسالفك‪ :‬جلجامش هيكتور روالند‬ ‫المدافعين عن المملكة بال حدود ومدينة الرماد‬ ‫وامض‬ ‫كن وفيا‬ ‫ِ‬ ‫ميادين‬ ‫النصوص التي نشرت في العدد الماضي ‪ :‬قصائد‬ ‫هايكو على السلم الخماسي هي من تأليف الشاعر‬ ‫وليس ترجمة كما وردا بالصحيفة‬

‫وصية بوصلة‬ ‫مهند ّ‬ ‫بنانه‬

‫قبل أن اترك وصيتي فيكم أريد أن اعرف أين وصلتم؟‬ ‫وكيف كانت الطريق بدوني؟‬ ‫وهل أنتهى الضياع وتالشت الحيرة؟‬ ‫تساؤالت سجنتها وأنا حبيسة السفن الغريقه‬ ‫فـمن كان مرشدكم وأنا يأكلني الصدأ؟‬ ‫كيف كانت خرائط الدنيا بدون اتجاهات‬ ‫وكيف كانت الليالي الطويلة تحت السماء الفارغة‬ ‫فارغة حتى الهلع‬ ‫تقتسمون القلق و تفترشون أحالم اآلخرين‬ ‫ترحلون في ضالل جيوشهم كالعبيد‬ ‫تحملون أعالمهم وتصرخون بـِ حريتهم‬ ‫وأنا أنادي الطريق أن ترحمكم وترحم ذريتكم‬ ‫في غيابي كنت هناك حيث ذلك الساحل‬ ‫حيث األشباح الهزيلة و األسلحة الروسية الرديئة‬ ‫أجساد عليلة وقوارب من المقبرة العتيدة‬

‫وقعت األبراج و غرقت الصواري‪ ،‬بيوت األنوار أكلتها ظلمة‬ ‫انتحاري‬ ‫المنارة ممنوعة و الحرائق تنير أوهامي‬ ‫الصخور مختبئة و السفن المهجورة نقاط اهتدي بها‬ ‫البرد ينزف لها و النهار إلى األبد انتهى‬ ‫سفينتنا تسير على امتداد القرن األفريقي‬ ‫البحارة رحلوا و القرصان صديقي‬ ‫هو صديق البصر المفقود و الببغاء الموجود‬ ‫يضحي من أجل العلم األسود و انقراض القرود‬ ‫أه��ل رأيت س��فينة تأكل و تجوع؟ أهل رأيت س��فينة تس��كر و‬ ‫تطلب الرجوع؟‬ ‫قبطاننا رسمـ المسار‪ ،‬نسى المسطرة و حجم البحار‬ ‫قبطاننا رسم المحار و تخيل نمو الصبار‬ ‫تخيل الجبال و أرض الرمال و نساء الشمال‬ ‫قبطاننا أحب هذا الساحل ولكنه انتهى ال محال!‬

‫وصيتي لكم قصيرة ومرهقة‬ ‫ال تبحثوا عني في الغابات المحروقة‬ ‫ال تبكوا على أيام مضغتموها‬ ‫فـ لكم أن تبصقوا قوالبكم بعيداً من هنا‬ ‫فهذه الطريق لـِ األقدام الصغيرة‬


‫‪12‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬ ‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫البو رتريه فى احلركة التشكيلية الليبية‬ ‫عوض عبيده – على غانا – رمضان البكشيشى‬ ‫مجال الشريف‬

‫رمضان البكشيشى ‪ -‬بورتريه لالديب على مصطفى‬ ‫المصراتى‬

‫عند استعراضنا لفن البورتريه كأحد الموضوعات التى تناولها‬ ‫الفن��ان الليب��ى فى أط��ار الحركة التش��كيليه الليبية بش��كل عام‬ ‫تس��توقفنا العديد من التجارب الجاده من قبل العديد من الفنانين‬ ‫الذين اولولهذا الموضوع حيز من تجربتهم الفنية والذين وجدو‬ ‫ف��ى الوجوه وماتحمل��ه من تعبيرات وأنفع��االت محفز لالبداع‬ ‫لديهم ’ فلم تكن عالقتهم مع الش��خصية عالقة تسجيلية سطحية‬ ‫لمج��رد نقل الش��به بل تجاوزة ذلك لما هو ابع��د وذلك بالقراءه‬ ‫العميقة للشخصية وصياغتها صياغة فنية تشكيلية حقيقية ‪...‬‬ ‫وفى س��رد موجز ألهم محط��ات البورتريه واه��م اعالمه فى‬ ‫الحركة التشكيلية الليبية المعاصرة نجد ان من ابرز فنانين الجيل‬ ‫االول الذي��ن تناول��و البورتريه بمفهومه الحقيق��ى والذى يحدد‬ ‫بأظهار الس��مات المتفردة للشخصية وذلك خالل بدايات القرن‬ ‫الماض��ى الفنان عوض عبي��ده والذى يمكن اعتب��اره رائد لفن‬ ‫البورتريه فى ليبيا وذلك خ�لال فترة الثالثينانت واالربيعنيات‬ ‫من القرن الماضى حيث نجده اتخذ من بسطاء الناس من احياء‬

‫عوض عبيده‬

‫على قانا‪ -‬بورتريه‬

‫طفل ‪ -‬عوض عبيده‬

‫وازقة بنغازى القديمة نموذجا النجاز اعماله فصورهم بمختلف‬ ‫اعمارهم اطفال ونس��اء وش��يوخا بمالبسهم الش��عبية البسيطة‬ ‫وتعبيراتهم العفوية وفق اسلوب فنى ناضج يهتم بالصياغة الفنية‬ ‫لعناصر العمل بش��كل لم يكن مسبوق خالل تلك الفترة حيث لم‬ ‫تكن واقعيته مبتذله او تسجيلية بقدر ماهى واقعية حميمة تعكس‬ ‫واق��ع مجتمعه ‪ ,‬ومن ثم اصبح فن البورتري��ه اكثر نضجا فنيا‬ ‫واكاديميا خالل مرحلة الخمس��ينات وبداية الستينات من القرن‬ ‫الماضى من خالل العدي��د من البوتريهات النصفية للفنان على‬ ‫غانا الذى يعتبر ابرز اعالم الحركة التش��كيلية الليبية من خالل‬ ‫اسلوبه الواقعى المتفرد وقد كانت دراسته بالخارج االثر الكبير‬ ‫ف��ى نضج تجربته والت��ى نالحظ تميزها بواقعي��ة رصينة ظل‬ ‫الفنان مخلصا لها طوال تجربته الفنية فنجده يصور ش��خوصه‬ ‫بتعبيرات هادئه بعيد ع��ن االنفعاالت الوقتيه العابرة من خالل‬ ‫وضعيات اس��تاتيكية مثالية اليغيب عنها مهارة وحرفية االداء‬ ‫وقدرة على خلق عالقة تنظيمية لكافة العناصر التشكيلية للعمل‬

‫حيث كانت لذاكرته البصرية وخبرته التى اكتسبها‬ ‫م��ن خ�لال الف��ن االوروبى االث��ر الواض��ح ف��ى صياغتها ’‬ ‫وتس��توقفنا كذلك تجربة الفنان رمضان البكشيش��ى حيث نجده‬ ‫ف��ى اعمال البورتريه والتى اغلبها لش��خصيات عامة من ادباء‬ ‫ومثقفي��ن اكثر قربا للواق��ع من باقى الموضوعات التى تناولها‬ ‫مع وجود بعض التحريفات والمباالغات فى النس��ب والتشريح‬ ‫للش��خصية فنجده مضحيا بالتفاصي��ل والنقل الحرفى من خالل‬ ‫تحريف��ه المقص��ود للخط��وط وتحوي��ره لمالمح الوج��ه تاركا‬ ‫العنان لعفوية االنطباعات البصرية والش��عورية فتميزة اعماله‬ ‫بالبساطة والتلقائية البعيدة عن التكلف فأكتسبت بورتريهاته من‬ ‫خالل مالمح شخوصه واسلوبه بعدا تعبيريا حققت بذلك صيغا‬ ‫اخ��رى للواقعية ف��ى واحدة من التج��ارب المتميزة فى الحركة‬ ‫التشكيلية الليبية ‪.‬‬

‫ذات اللياقه البيضاء ‪ -‬للفنان على قانا ‪ -‬زيت على‬ ‫خشب‬

‫رمضان البكشيشى ‪ -‬بورتريه للمربيه حميده العنيزى‬


‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬ ‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫‪13‬‬

‫بوح البقايا‪......‬وسرد الرتاب‬ ‫حسني ديهوم‬

‫ان حالة التماس اليومى مع كل المتغيرات الحياتية الثقافية‬ ‫واالبداعية تجعل الفنانين كل منهم دون شك يسعى للبحث‬ ‫وبأص��رار عن هويت��ه الخاصة ‪ ,‬وبرغ��م تعددية األفكار‬ ‫والتج��ارب من حول��ه ووجود األنم��اط الحياتية المحيطة‬ ‫وتناقضاته��ا أحيانا وتس��ارعها بالتأكيد يؤدى كل ذلك الى‬ ‫ظه��ور أنماط أبداعي��ة جديدة وتوجه��ات خاصة تتفاوت‬ ‫فيم��ا بينها بالطبع من حي��ث طبيعة النصوص المطروحة‬ ‫ومضامينها وكثافتها ومدى قابلية النتلقى واس��تعداده لتقبل‬ ‫اى اقتراح ابداعى ‪...‬‬ ‫من هنا فأن تجربة الفنان على الوكواك ال ش��ك تس��توقفك‬ ‫بكل حدوء وشفافية وتدعوك للتوغل فى مفرداتها وللتفكير‬ ‫بكل عقالنية وجدية ‪,‬فهى تجربة لها خصوصيتها وتفردها‬

‫الفن��ان على الوكواك بجوار احد اعماله‪ – 2011 -‬قصر‬ ‫المناره – بنغازى‬ ‫فه��و يس��تطيع وب��كل حنكة ومه��ارة ان يتعام��ل مع كل‬ ‫ماحول��ه من مواد مختلفة وبقايا وحتى مخلفات ألة الحرب‬ ‫وجذوع االش��جار وقطع المعادن واالس�لاك وما الى ذلك‬ ‫‪.....‬وبعي��ن ذكي��ة يعيد بناء وتش��كيل كل ذلك ليتحول الى‬ ‫نصوص بصرية متفردة وبذلك يخلق للمتلقى حالة دهشـة‬ ‫حقيقيـة (أو صدمة ممتعة ) ان جاز التعبير ‪ ,‬وهو اليعمل‬ ‫احيان��ا كثيرة وفق خط��ة ممنهجة ومعدة س��لفا انما يندفع‬ ‫بأيمان وعاطفة عارمة يتفجران بداخله لحظيا فيتحول هو‬ ‫شخصيا والعمل الذى امامه الى حالة توحد ال نهائى ‪.‬‬ ‫وان كان الف��ن وليد لحالة من الدهش��ة التى تش��به الى حد‬

‫كبير دهشة طفل وهو يكتشف العالم بأسره فى كل لحظة ‪,‬‬ ‫برغم صالبة وقساوة المواد التى يستخدمها وبرغم بشاعة‬ ‫أل��ة الحرب العنيفة فأنها تتحول بين اصابع صديقى الفنان‬ ‫على الوكواك الى حالة من الجمال والسكون والطمأنينة‬ ‫عم��ل للفن��ان م��ن مخلف��ات االس��لحة – ‪ – 2011‬قصر‬ ‫المناره ‪ -‬بنغازى‬ ‫ويقول لمن كان يحاول ان يسكب السواد على ضوء القمر‬ ‫ويذبح عصافير الوقت البريئة ان هناك فضاءات شاس��عة‬ ‫ومساحات للحب‪.....‬والنقاء ‪.‬‬ ‫تفصي��ل م��ن احد اعمال الوك��واك منفذ ببقاي��ا ومخلفات‬ ‫االسلحة ‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫ماذا يريد املثقف من السلطة اليوم ؟‬ ‫استطالع ‪ /‬حممد القذايف مسعود‬ ‫العالق��ة بين المثقف والس��لطة في الحالة‬ ‫العربية متداخلة ومتشابكة منسجمة لدرجة‬ ‫العش��ق أحيانا ومتوت��رة لدرجة تصل حد‬ ‫الص��دام أحيان��ا أخ��رى وال ثب��ات للحال‬ ‫بينهم��ا وكل طرف منهم��ا يتهم اآلخر أو‬ ‫يلقي باللوم أو يحاول خلق وفاق معين ولو‬ ‫بحدود حذرة ‪ ،‬وللمثقفين العرب المتابعين‬ ‫والفاعلين رأي حاولنا رصد بعض آرائهم‬ ‫فكانت ‪:‬‬ ‫علي الموسوي ‪ /‬شاعر عراقي‬ ‫ ‬ ‫‪ ( .‬مغترب )‬ ‫في زم��ن النظام البائد ف��ي العراق كانت‬ ‫مهمة المثقف صعبة إال إنها ليست أصعب‬ ‫من الزمن الحالي‪...‬في ما مضى كان هناك‬ ‫ح��زب أوحد ودولة واحدة وحاكم واحد‪...‬‬ ‫لهذا تستطيع أن تبتعد عن محرماته إال انك‬ ‫اآلن أن كتبت عن الدين صرخ العلمانيون‬ ‫وان كتبت عن الجنس صرخ اإلسالميون‬ ‫وان كتب��ت عن التطبي��ع صرخ القوميون‬ ‫وان كتبت عن القومي��ة صرخ التقدميون‬ ‫وربما تتس��لل بين هذا الصراخ رصاصةٌ‬ ‫ما لتقبِّ��ل جبينك كما يقول الش��اعر عمر‬ ‫الجفّال‪...‬ال يري��د المثقف من الدولة حاليا‬ ‫س��وى "جفي��ان الش��ر" واعن��ي ب��ه أن‬ ‫يتركوننا وش��أننا فال نريد منهم نقوداً وال‬ ‫رعاية وال طباعة فنحن منذ آدم لم نس��تلم‬ ‫من ال��وزارات وخاصة وزارة الثقافة إي‬ ‫ش��يء لألديب العراقي‪...‬تص��وّر أن بلداً‬ ‫بحجم العراق ثروت��ه ال يصدر عنه أكثر‬ ‫م��ن ‪ 4‬مجالت وعدة صحف (واعني بها‬ ‫الحكومية) وال يُنشر عن وزاراته إال نزر‬ ‫قليل م��ن مؤلفاتنا (بع��د أن يعمل الرقيب‬ ‫موظفا ً صحيا حينما يُشذب ويختن النص)‬ ‫وبطباعة رديئة وبعد انتظار يتع ّدى السنة‬ ‫الكاملة‪...‬عالقة الس��لطة بالمثقف على مر‬

‫الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة‬

‫العص��ور ه��ي عالقة قط وف��أر وخاصة‬ ‫بالمجتمع��ات العربي��ة‪...‬ال نبح��ث نح��ن‬ ‫كمثقفين عن ش��يء س��وى كس��رة هدوء‬ ‫وقطرة حُرية‪...‬وكفى بهن منشأ ً لإلبداع‪..‬‬ ‫صبيحة شبر ‪ /‬قاصة وروائية عراقية (‬ ‫مغتربة )‬ ‫ج��واب هذا الس��ؤال يختل��ف ‪ ،‬باختالف‬ ‫المثقفي��ن ‪ ،‬واخت�لاف الس��لطات ‪،‬بعض‬ ‫المثقفي��ن يري��دون الش��هرة ‪،‬وان تترجم‬ ‫كتبهم إلى اللغات األخرى ‪ ،‬وان يتمتعوا‬ ‫بالتف��رغ لإلب��داع ‪ ،‬وان يحصل��وا عل��ى‬ ‫إش��باع م��ا يريدون من حاج��ات ‪ ،‬بمعنى‬ ‫أن يك��ون لهم راتب جيد ‪ ،‬قادر على تلبية‬ ‫حاجاته��م ‪ ،‬والتي تتزايد باس��تمرار ‪ ،‬هذا‬ ‫النوع من المثقفين بإمكانه أن يحصل على‬ ‫رضا السلطة عنه ‪ ،‬فتمنحه ما يريد ‪ ،‬لقاء‬ ‫إغم��اض العين ‪ ،‬عما ي��راه من انتهاكات‬ ‫صارخ��ة ‪ ،‬لحقوق اإلنس��ان ‪ ،‬ما دامت‬ ‫بعي��دة عن��ه ‪ ،‬وع��ن أحباب��ه المقربين ‪،‬‬ ‫وبع��ض المثقفين ال يرضيهم ان يس��كتوا‬ ‫‪،‬ع��ن التج��اوزات الكثي��رة ض��د بن��ي‬ ‫اإلنس��ان س��واء كانت صادرة ‪ ،‬من جهة‬ ‫حكومية أو ش��عبية ‪ ،‬فيظ��ل محتجا بقلمه‬ ‫‪ ،‬فال يكس��ب رضا الس��لطة ‪ ،‬بل نقمتها ‪،‬‬ ‫وكما أن المثقفين يختلفون ‪ ،‬فان الس��لطة‬ ‫تتنوع أيضا‪.‬‬ ‫وف���اء عبدال���رزاق ‪ /‬ش���اعرة وكاتبة‬ ‫عراقية ( مغتربة ) ‪.‬‬ ‫الش��يء‪ ،‬فق��ط تعطي��ه حقه ف��ي الحياة‬ ‫والتعبير عن رأي��ه بكل حرية وأن تتركه‬ ‫يختارها وبحرية أيضا دون شروط سياسية‬ ‫مس��بقة ‪ ،‬وأن تضع المثقف المناس��ب في‬ ‫المكان المناس��ب وال تجعل من س��لطتها‬ ‫عين رقيب كي يس��تطيع المثقف أن يجعل‬ ‫للحياة قيمتها اإلنس��انية‪ .‬ما أجده اليوم هو‬

‫الشاعرة الليبية أم الخير الباروني‬

‫خداع النفس وخداع اآلخرين ‪.‬‬ ‫د‪ .‬سناء شعالن ‪ /‬كاتبة وباحثة أردنية‬ ‫المثق��ف الحق الذي لم تعبث به الوصوليّة‬ ‫والمصلح��ة ‪ ،‬وبق��ي نظيف��ا ً بعي��داً ع��ن‬ ‫االنحي��از والبيع وال ّش��راء واالس��تجداء‬ ‫والتكسّب على حس��اب المصالح الوطنية‬ ‫واالعتب��ارات اإلنس��انية ه��و باختصار‬ ‫أنموذج اإلنس��ان التقدمي الطليعي الحالم‬ ‫بغد أفض��ل للجمي��ع‪ ،‬وهو بذل��ك يطالب‬ ‫السّ��لطة بم��ا تمل��ك م��ن قيم��ة اعتبارية‬ ‫وأدوات إدارة وس��لطة وتح ّك��م أن تق��وم‬ ‫بدورها الطبيعي في إحقاق الحق‪ ،‬وإدارة‬ ‫مق ّدرات الوطن عبر حمايتها واستثمارها‬ ‫وتنميته��ا ليع ّم خيرها عل��ى أكبر عدد من‬ ‫أبن��اء الوطن عبر منظوم��ة عملية عادلة‬ ‫تحقق العدل واإلخاء واالحترام إلنس��انية‬ ‫ك ّل ف��رد م��ن أف��راد منظومته��ا الوطنيّو‬ ‫عام��ة‪ ،‬إل��ى جانب رس��م خط��ط تنموية‬ ‫وسياس��ية تح ّدد مالم��ح العالقة مع الذات‬ ‫والوطن واآلخر بما يصون كرامة الوطن‬ ‫أوالً‪ ،‬ويحت��رم إنس��انيّة اإلنس��ان في ك ّل‬ ‫مكان ثانياً‪ ،‬فالوظيفة األولى للسّلطة يجب‬ ‫أن تكون وظيفة حيوية إحيائية تبغي البناء‬ ‫و اإلصالح والتنمي��ة والحماية‪ ،‬والمثقّف‬ ‫علي��ه أن يكون الرّقي��ب الذي ال يغفل وال‬ ‫ين��ام وال يس��اوم على ه��ذا الحق‪ ،‬ويكون‬ ‫الضمي��ر الضّاب��ط للسّ��لطة لتضطلع كما‬ ‫يجب بهذا ال ّدور الخطير واألساسي‪.‬‬ ‫إباء إس��ماعيل ‪ /‬شاعرة س��ورية تقيم في‬ ‫أمريكا ‪.‬‬ ‫يريد المثقف أن تكون له سلطة في السلطة‬ ‫دون أن يك��ون في الس��لطة‪ ،‬بمعنى آخَر‪،‬‬ ‫أن يمتد تأثيره الثقافي اإلبداعي والتعبوي‬ ‫إن ش��ئت‪ ،‬لتمت��د قوت��ه لتؤثر في مس��ار‬ ‫اتجاه الس��لطة‪ ،‬وب��ذات الوقت‪ ،‬ال يرغب‬

‫لوركا بيراني ‪ /‬شاعر وكاتب كوردي‬

‫أن يك��ون جزءاً من الس��لطة‪ ،‬ألنه حينها‬ ‫‪ ،‬قد ينقلب الس��حر على الس��احر ويصبح‬ ‫هو السلطة!‬ ‫د ‪ .‬كاتري���ن ميخائيل ‪ /‬كاتبة وناش���طة‬ ‫حقوقية عراقية ‪.‬‬ ‫دعن��ي أوضح بعض األمور وبعدها أتكلم‬ ‫عن مطاليب المثقف ‪.‬‬ ‫الصراع كان موجودا منذ ظهور األديان‬ ‫بي��ن رجال الدي��ن والمثقفين من��ذ الخليقة‬ ‫وكان المثقفين يتمثلون بالشعراء والخطباء‬ ‫حي��ن ذاك ‪ .‬لعب رجال الدي��ن دورا ذكيا‬ ‫كلما ظهر ش��اعر أو ناقد أو خطيب كانوا‬ ‫يحاول��ون احتوائه ودعمه ماديا بجلبه إلى‬ ‫الب�لاط وجعل��ه اح��د المستش��ارين للقائد‬ ‫الدين��ي أو السياس��ي ‪ .‬هن��ا س��وف أتكلم‬ ‫بشكل رئيسي عن بلدي العراق‬ ‫المثقف ه��و النور الذي يضيء الطريق‬ ‫للش��عب عامة إال في الع��راق الذي غيب‬ ‫المثقف من الساحة السياسية ؟‬ ‫هج��رة المثقفين واالكادميي��ن من العراق‬ ‫منذ زمن الملكي��ة وليس اآلن فقط ‪ .‬يترك‬ ‫المجتم��ع العراق��ي يعي��ش يتي��م ‪ .‬يترك‬ ‫المجال واسع لرجل الدين الذي لم يتطور‬ ‫م��ع تطور اآللة والمجتم��ع والتكنولوجية‬ ‫ب��ل يريد أن يبقي الناس أميين كي يس��هل‬ ‫عليه بسط نفوذه ‪ .‬يستثنى القليل منهم ‪.‬‬ ‫ع��دم وجود الفهم الواضح لعبارة _ فصل‬ ‫الدي��ن عن الدولة عند رجال الدين_ وعند‬ ‫غالبي��ة المجتم��ع وباألخص عن��د الجيل‬ ‫الجدي��د الذي ه��و اآلن ضحي��ة اإلرهاب‬ ‫القومجي واإلرهاب الطائفي المستورد من‬ ‫الخارج وهو دخيل على الش��عب العراقي‬ ‫بش��كل عام ‪ .‬رجال الدين الموجودون في‬ ‫المنطقة غالبتهم من المس��تبدين ولم يقبلو‬ ‫بثقاف��ة الحوار كل يعتب��ر دينه أفضل من‬

‫د‪ .‬أم العز الفارسي ‪ /‬كاتبة ليبية‬


‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫سناء الشعالن‬

‫الدكتورة كاترين ميخائيل‪.‬‬

‫اآلخر وعليه يجب أن تكون زمام إدارة الدين ومؤسس��اته‬ ‫والمجتمع والدولة بيده فقط ‪.‬‬ ‫غي��اب دولة المؤسس��ات هو عامل رئيس لع��دم االهتمام‬ ‫بالمثقف العراقي ‪ .‬كان في العراق نقابات تابعة لألحزاب‬ ‫السياس��ية بالتالي ليس للمثقف حرية التفكير والتعبير عن‬ ‫رأي��ه الش��خصي ‪ .‬العراق بحاج��ة إلى مؤسس��ات ثقافية‬ ‫لتنش��يط الحرك��ة الثقافي��ة وإط�لاق س��راحها من خطر‬ ‫المتخلفي��ن الذين يخرجون كل يوم بفت��وى إلرجاعنا إلى‬ ‫زمن القرون الوسطى ‪.‬‬ ‫ف��ي العراق يقيم الكاتب أو الفن��ان وحتى األكاديمي وفق‬ ‫نهجه السياسي في عمله وليس وفق إمكانياته المهنية ‪ .‬هذا‬ ‫مما يفقد الش��عب العراقي طاقات هائل��ة واكبر مثال على‬ ‫ذلك قتل مستشار وزير الثقافة قبل أيام كامل شياع الرجل‬ ‫الذي لم يعرف السالح ولم يعرف الطائفية ‪.‬‬ ‫لم تس��تطع الحكومات الس��ابقة والحالية المتتالية التمييز‬ ‫بين المثقف السياس��ي والسياس��ي المثقف ‪ .‬المثقف الذي‬ ‫يحمل هموم الناس ويضعها أمام السياس��ي ويتمعن بأمور‬ ‫السياس��ة ‪ ,‬وله وظيفة تش��خيص أخطاء السياس��يين وفق‬ ‫وجه��ة نظ��ره ممكن أن تك��ون صحيحة أو خط��ا ‪ .‬أزمة‬ ‫حقيقية تعاني منها الحكومة العراقية هي سيطرة السياسي‬ ‫غير المثقف على هيكل الحكومة ‪.‬‬ ‫التغيي��رات السياس��ية واالنقالبات المس��تمرة كلها كانت‬ ‫تص��ب باتجاه واح��د إال وهو فكر فردي يمج��د فكر الفئة‬ ‫الحاكم��ة فقط ‪ .‬لم يش��هد الع��راق حكومة تتح��اور وتقبل‬ ‫المثقف فقط ألنه يملك ملكة ثقافية رغم أن عهد الديكتاتور‬ ‫ف��ي تاريخ العراق يعتبر قص��اب الثقافة العراقية األصيلة‬ ‫‪.‬‬ ‫مهتما فقط بالثقافة القومية الصدامية‬ ‫المناه��ج الدراس��ية المغلوط��ة الباقية كما ه��ي قبل مئات‬ ‫الس��نين لم تقبل أن تغير ثوبه��ا رغم أن هذا الثوب قذر ال‬ ‫يتماش��ى مع متطلبات العصر‪ .‬هذا الثوب دون غس��يل أو‬ ‫تغيي��ر أو تجديد ‪.‬تم��زق الثوب ونحن نتف��رج عليه ‪ .‬هذا‬ ‫الثوب يحتاج التجديد وليس الترقيع ‪.‬‬ ‫د ‪ .‬محمد جاس���م فلحي ‪ /‬أس���تاذ اإلع�ل�ام بجامعة عمر‬ ‫المختار الليبية ‪.‬‬ ‫ الحري��ة‪ ،‬ثم الحرية‪ ،‬ثم الحرية‪ ،‬تل��ك هي غاية المثقف‬‫ومطلبه األساسي من الس��لطة‪ ،‬وهي محور الصراع بين‬ ‫الطرفي��ن منذ فجر عصر الحضارة والكتابة واإلبداع‪ ،‬ثم‬ ‫هناك مطالب أخرى تتفرع منها‪ ،‬لعل من أهمها الحصول‬ ‫عل��ى التقدي��ر المادي والمعن��وي‪ ،‬م��ن المجتمع بصورة‬ ‫عامة‪ ،‬ومن الس��لطة الحاكمة بصورة خاصة‪..‬وان يكون‬ ‫ص��وت المفك��ر والمثق��ف حاض��را وفاعال ف��ي صياغة‬

‫ياسمين مجدي‬

‫القرار السياسي‪ ،‬من خالل مساحة الحرية المتاحة للتعبير‬ ‫والتفكير والنشر‪.‬‬ ‫نارين عمر ‪ /‬شاعرة وكاتبة كوردية ‪.‬‬ ‫يري ُد المثقفُ من السّ��لطة أ ّوالً وقب َل ك ّل ش��ي ٍء أال تحتك َر‬ ‫فك��ره وضميره‪,‬ب��ل تمنحه متس��عا ً من الحرّي�� ِة لينق َل من‬ ‫ث كما كانت أو كما هي أو‬ ‫ت الواقع واألحدا ِ‬ ‫خاللها مجريا ِ‬ ‫كم��ا يجب أن تكون من دون أن يش��ع َر براص ٍد أو رقيب‪,‬‬ ‫وأن تفص َل السّ��لطة بين ما هو سياس ّي وأمني وبين ما هو‬ ‫ثقاف�� ّي وأدب ّي ومعرف ّي ّ‬ ‫اإلبداع الحقيق ّي في رأيي وفي‬ ‫ألن‬ ‫ِ‬ ‫أ ّ‬ ‫مجال ‪/‬علم ّي ‪ ,‬أدب�� ّي‪ ,‬اقتصاديّ‪ ,‬مجتمع ّي‪ ,‬ثقاف ّي‪.....‬‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ال��خ ‪ /‬ال يكتم�� ُل وال ينت ُج اإلنتا َج الوفي�� َر إال إذا كان فك ُر‬ ‫المب��دع وضميره ح�� ّراً وآمن��ا ً ومطمئن��اً‪ّ ,‬‬ ‫ألن الكتابة في‬ ‫ت فكره وضميره‬ ‫ب ورغبا ِ‬ ‫مجملها تعتم ُد على أهوا ِء الكات ِ‬ ‫ً‬ ‫وكلّم��ا ُخيّ َر في ذلك كلّما أنت�� َج ثمارا صالحة ونافعة‪ ,‬لهذا‬ ‫ب و َمن يتخصّصُ‬ ‫ب َم ْن يتخصّصُ في األد ِ‬ ‫نج ُد من الكتّ��ا ِ‬ ‫في العلم أو الفلسف ِة أو االقتصا ِد أو السّياسة‪.‬‬ ‫فاطمة بوهراكة ‪ /‬شاعرة مغربية‬ ‫هن��اك عالق��ة أخ��د ورد بي��ن المثقف من جهة والس��لطة‬ ‫المعنوي��ة للدولة من جهة أخرى فهما يش��كالن قوة كبرى‬ ‫لتس��يير المجتم��ع ‪ ,‬أولها ظاهرة وهي الس��لطة في قالبها‬ ‫المع��روف ‪ ,‬والثاني��ة غفي��ة يمثلها المثق��ف بصفة عامة‬ ‫والمبدع بش��كل خاص ‪ ,‬فهناك أمور يريدها أهل الس��لطة‬ ‫م��ن المثقف وه��ي كثيرة ‪ ,‬وهناك أش��ياء يرغبها المثقف‬ ‫من الس��لطة تتمحور باألس��اس في ضمان حريته الفكرية‬ ‫والتعبيرية خدمة للمجتمع ‪ ,‬مع التواجد الفعلي على أرض‬ ‫الواقع لهذه الس��لطة لكن في ش��كل أخوي وليس سلطوي‬ ‫خان��ق للثقافة والفكر ‪ .‬متمثال في الدعم المادي والمعنوي‬ ‫لنجاح مهمته هذا المثقف في الوجود ‪.‬‬ ‫لوركا بيراني ‪ /‬شاعر وكاتب كوردي‬ ‫المثقف هو نتاج للحالة الجمعية التي ينشأ فيها ويترعرع‪,‬‬ ‫وبذلك يش��كل الممث��ل لمجمل الهم اإلنس��اني الذي يعانيه‬ ‫م��ع غيره ممن يعي��ش معهم وبالطبع نقصد هنا ( المثقف‬ ‫الحقيق��ي ) وبذلك فإن ما يريده من الس��لطة ليس إال قائمة‬ ‫ما يطالب به هذا الجمع من هذه السلطة ( السلطة بمعناها‬ ‫اإلداري والخدم��ي ) ال بمعناها التس��لطي فهنا س��يختلف‬ ‫األمر ‪ ,‬ألن المثقف هنا س��يمثل حقيق��ة وجوهر المطالب‬ ‫الساذجة للشعب فيتعمق في جوهر المسألة ليطالب بإلغاء‬ ‫السلطة كحالة قهر وقمع أو محاولة العمل معها أو ضدها‬ ‫ألجل تغييرها لألفضل ‪.‬‬ ‫أم الخير الباروني ‪ /‬شاعرة ليبية‬ ‫المثق��ف الواعي ي��درك جي��دا‪ ،‬مهاوي ومهالك الس��لطة‬

‫‪15‬‬

‫الشاعرة الكوردية نارين عمر‬

‫وثأثيرها السيئ على مساره وإبداعه‪ ،‬فالمثقف يسعى دوما‬ ‫للتحرر من كل القيود‪ ،‬ومن المفترض أنه ال يتوقع أن يلقم‬ ‫الحرية من اآلخر في طبق وبملعقة من ذهب كائنا ً من كان‬ ‫طالم��ا توجد الذبقي��ة والفوقية بينهما‪ ،‬معان��اة المثقف هي‬ ‫الفيص��ل بين أن يكون قلمه واعي وحقيقي أو يكون مزيفا ً‬ ‫وفق أهواء ورغبات السلطات العليا‪.‬‬ ‫د‪ .‬أم العز الفارسي ‪ /‬كاتبة ليبية‬ ‫أن ترفع سوطها عن رقبته‪ ،‬وقيدها عن معصمه‪.‬‬ ‫ياسمين مجدي ‪ /‬روائية من مصر‬ ‫يريده��ا قاس��ية كما هي‪ ،‬كن��وع من أن��واع التواطؤ غير‬ ‫المعلن‪ ،‬فطالما هي قاس��ية‪ ،‬سيظل هو قادرًا على ممارسة‬ ‫الكتابة الحقيقية عن األلم‪ .‬أعتقد أن السلطة األهم المجتمع‬ ‫نفسه‪ .‬تم حرق جان دارك بتهمة الشعوذة ألنها كانت تستمع‬ ‫ألصوات تخبرها بقيادة المعركة‪ .‬بعد س��نوات تم تبرئتها‪،‬‬ ‫لكن الناس خذلوها جدًا‪ ،‬حينما لم يقدروا أن شخصًا تندهه‬ ‫األصوات‪ .‬يريد المثقف من سلطة المجتمع أن تحنو عليه‬ ‫كاألطف��ال‪ ،‬وأن يفهموا أنه يكتب أش��يا ًء مختلفة‪ ،‬ألنه تألم‬ ‫في حياته بشدة‪.‬‬

‫قصيدة ‪ :‬ليبيا األحرار‬

‫جدي��د الفن��ان الكبير ع��ادل عبد المجيد يع��ود الفنان‬ ‫ع��ادل عبد المجيد إلى نش��اطه اإلبداعي الموس��يقي‬ ‫والغنائي حيث قام بالكتابة الموسيقية وغناء قصيدة ‪:‬‬ ‫ليبيا األحرار للشاعر هليل البيجو ‪ ،‬وقد قام بتوزيعها‬ ‫وقي��ادة االوركس��ترا الموس��يقي المص��ري عاطف‬ ‫صبحي ‪.‬‬ ‫وق��د تم تس��جيل هذا العم��ل باس��تديوهات القاهرة ‪،‬‬ ‫وينتظر بثه قريبا عبر المحطات الليبية والعربية ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫يــــــــا زاوي‬ ‫إبراهيم عثمونة‬ ‫ل��م أراه ولم تطأه قدماي أب��داً‪ ,‬وال أعرف من‬ ‫أي��ن بي��داء وال أين ينتهي‪ ,‬وال ك��م طوله‪ ,‬وال‬ ‫أع��رف عن��ه أي ش��يء‪ ,‬فقط س��معت أن في‬ ‫بنغازي صار شارع أسمه الزنتان‪ ,‬فبت أحدث‬ ‫أهلي عنه صباح مساء كأني أملك نصفه‪ ,‬وبعد‬ ‫يوم أو اثنان س��معت أن شارعا ً آخر مماثل له‬ ‫صار في الزنتان اس��مه بنغ��ازي‪ ,‬أيضا ً‬ ‫ُ‬ ‫حدث‬ ‫أهلي عنه‪ ,‬ورجالً م��ن مدينة البيضاء قيل أن‬ ‫زوجت��ه أنجبت له طفلة س�� ّماها مصراتة‪ ,‬هذه‬ ‫تحدث عنها أكثر من أي شيء آخر حتى ملني‬ ‫أهلي والناس‪.‬‬ ‫كان��ت دالالت تلك األس��ماء تبعث‬ ‫ ‬ ‫ف��ي داخل��ي ش��عوراً بالغبطة‪ ,‬فوطن��ي الذي‬ ‫اعتقدته م��ات منذ زمن تبين ل��ي انه لم يمت‪,‬‬ ‫وطني الذي أس��تهدفه القبلية بفعل فاعل ألكثر‬ ‫من أربعي��ن عاماً‪ ,‬وطعنته ف��ي كل مكان من‬ ‫جس��ده‪ ,‬ظهر الزال فيه رم��ق‪ ,‬والذي انتفض‬ ‫في فبراير لم ينتفض ألج��ل الحرية والكرامة‬ ‫فحسب‪ ,‬بل ألجل وطنيته أيضاً‪.‬‬ ‫وهكذا بت أتحدث عن شارع الزنتان وبنغازي‬ ‫والطفلة مصراتة‪ ,‬إلى أن فاجأتني ذات صباح‬ ‫زغ��رودة من بي��ت الجي��ران‪ ,‬وهبت زوجتي‬

‫وعادت منهم وقالت أنجبت طفالً‪ ,‬أمهم أنجبت‬ ‫لهم طفالً‪ ....‬ذكر‪.‬؟! نعم ذكراً‪.‬‬ ‫في المساء قابلت أباه وباركت له وتمنيت عليه‬ ‫لو يسميه الزاوي‪ ,‬س��عيت إلى إقناعه‪ ,‬قال إن‬ ‫أب��اه ‪ -‬أي جد المولود ‪ -‬جاءه في المنام وطلب‬

‫أجل سعيد إلى طفل آخر‪.‬‬ ‫قلت له ِ‬ ‫أنت في أول الطريق ومازالت الفرصة سانحة‬ ‫أمامك تسمي فيها سعيد وسعد ومسعود‪.‬‬ ‫لم يعدني بشيء حك رأسه وذهب‪.‬‬ ‫في صباح اليوم التالي وفي طريقه إلى السجل‬

‫منه أن يسميه سعيد‪.‬‬

‫المدني ليس��جل طفله أكدت عليه أن ال ينسى‪,‬‬

‫أجابن��ي انه لن يعدني فص��ورة أبيه في المنام‬ ‫الزال��ت ماثلة أمامه‪ ,‬طلبت منه على األقل أن‬ ‫يسميه أس��ما ً مركبا ً وهو سعيد الزاوي‪ ,‬وحين‬ ‫عاد عرفت أنه سماه س��عيد فقط‪ ...‬قلت له في‬ ‫سري سيكون أسعد لو نودي يوما ً يا زاوي‪.‬‬ ‫وتمني��ت لو أنجبت لي زوجت��ي توأم في بادية‬ ‫ذل��ك العام وت��وأم ف��ي نهايته‪ ,‬وبينه��م طفلة‪,‬‬ ‫لكنت سميتهم الش��رقاوي والزاوي والزنتاني‬ ‫‪ ,‬ومصراتة‪ ...‬وحدها مصراتة‪.‬‬ ‫ولكن ما علينا‪ ,‬علبة طالء صغيرة قد تكفي‪!.‬‬ ‫كان��ت أيامها مدينة الزاوي��ة تتعرض لحصار‬ ‫وقص��ف بدباب��ات ومداف��ع كتائ��ب القداف��ي‪,‬‬ ‫فذهبت واشتريت فرش��اة وعلبة طالء‪ ,‬وعلى‬ ‫غرفة صغيرة لمح��ول كهرباء تقف هناك في‬ ‫البداية‪ ,‬رس��مت سهما ً يشير إلى عمق الشارع‬ ‫الذي أقيم فيه‪ ,‬وكتبت عليه "شارع الزاوية"‪.‬‬ ‫لم يكمل هذا االس��م على غرفة الكهرباء يوما ً‬ ‫واحداً‪...‬‬ ‫مسحوه‪.‬‬ ‫طلوا جدران الغرفة بالكامل‪!.‬‬ ‫ولكن هيهات هيهات‪....‬‬

‫“السويقة”‬ ‫أقف مع جملة ناس ال أعرفهم وال يعرفونني‬ ‫وال أظ��ن أن أح��داً فين��ا يعرف أح��داً‪ ,‬قد ٌر‬ ‫جمعنا هنا عند هذا الجدار العالي‪ ,‬لتش��رأب‬ ‫أعناقنا وراء بعضها صوب الباب األس��ود‬ ‫الكبير‪ ,‬الذي يقذف ش��قه بعد حين ش��خصا ً‬ ‫ويوصد بس��رعة‪ ,‬فنتدافع جميعا ً مرة واحدة‬ ‫نح��وه‪ ,‬لكن��ه يغلق وال يران��ا أو ال يريد أن‬ ‫يرانا‪.‬‬ ‫ونتدافع نحوه مرة أخرى وأخرى‪ ,‬وينهرنا‬ ‫ويوصد ضلفته ف��ي كل مرة‪ ,‬فيعود بعضنا‬ ‫يس��ند ظه��ره للج��دار العال��ي‪ ,‬وآخ��رون‬ ‫يفضل��ون الوقوف وآخ��رون الجلوس على‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫رائحة "السويقة" تمأل المكان‪.‬‬ ‫جاءت من ش��رق البالد وغربه��ا‪ ,‬جلبناها‬ ‫معن��ا‪ ,‬أوصتن��ي أمي وه��ي تناولني صرّة‬ ‫الس��ويقة التي أعدتها ألبنها البكر خصيصا ً‬ ‫أن أسلم لها عليه‪ ,‬وأسأله عن حاله وهل ثمة‬ ‫خبر عن خروجه قريباً‪ ,‬كانت تدمع‪ ,‬تحبس‬ ‫العبرة كلماتها‪ ,‬تخنقها‪ ...‬ودعتني عند الباب‬ ‫وترك��ه مفتوح��ا ً خلفي‪ ,‬وفي صب��اح اليوم‬ ‫التالي كنت عند باب السجن‪.‬‬ ‫في المرة الس��ابقة عندما جئ��ت إلى هنا كنا‬ ‫اقل عدداً‪ ,‬واليوم أكثر‪.‬‬ ‫كان يوم عيد األضحى‪.‬‬ ‫تصورتها الزالت تبكي ف��ي ركنها المعتاد‬ ‫م��ذ تركته��ا ظهر أمس‪ ,‬أعرفه��ا‪ ,‬حتى في‬ ‫األي��ام العادية فما بالك صباح عيد‪ ,‬الش��ك‬ ‫أنها عافت الناس وصدت بابها عنهم‪..‬‬

‫تل��ك كانت زيارت��ي الثانية ألخ��ي "محمد‬ ‫عثمونة" في سجن "الحصان األسود"‪.‬‬ ‫في الداخل جلست معه في غرفة ضيقة‪.‬‬ ‫كان معنا ش��خصا ً ثالثا ً ال يتكل��م‪ ,‬في المرة‬ ‫السابقة كان أيضا ً معنا شخصا ً ثالثا ً ال يتكلم‪,‬‬ ‫قل��ت ألخي إن س��ويقة أمي لوثته��ا أيديهم‪,‬‬ ‫فتحوه��ا وفتش��وها عن��د الب��اب‪ ,‬غاص��ت‬ ‫أصابعهم القذرة ف��ي دقيقها‪ ,‬وكدت أتركها‬ ‫لهم‪ ,‬فتشوا كل السويقة التي دخلت السجن‪,‬‬ ‫ش��خص واحد لم تكن معه‪ ,‬س��أله الس��جان‬ ‫إن كانت معه س��ويقة اتضح أنه ال يعرفها‪,‬‬ ‫قلت في نفس��ي لو كان ليبيا ً لعرفها وعرف‬ ‫"الزميتة"‪ ,‬سجان آخر قال لنا هذه آخر مرة‬ ‫يسمح فيها بدخول السويقة‪.‬‬ ‫***‬ ‫ص��ار الج��دار أعلى م��ن قبل‪ ,‬ف��ي المرة‬ ‫الماضي��ة كان طول نفرين يالمس الس��لك‬ ‫الشائك على السور‪ ,‬وهذه المرة طول ثالثة‬ ‫ال يالمس الس��لك‪ ,‬والباب ليس ذات الباب‪,‬‬ ‫ه��ذه المرة جديد وال يس��مح إال بدخول أقل‬ ‫عدد ممكن‪ ,‬وعلى زوايا الس��ور ثمة أبراج‬ ‫جدي��دة‪ ,‬وفي داخلها قناص��ة‪ ,‬ووراء الباب‬ ‫الزال مجس��م الحصان األس��ود جامح كما‬ ‫تركناه المرة السابقة‪.‬‬ ‫أدرت له وجهي وأنا داخل‪.‬‬ ‫وقلت في نفس��ي ل��و قدرة ق��ادر نفخت فيه‬ ‫ليه��دأ قلي�لاً‪ ,‬ويقع بحافري��ه على األرض‪,‬‬ ‫ويحدثنا عن عدد الش��باب الذي��ن فاتوا إلى‬ ‫الداخ��ل من هن��ا‪ ,‬وعدد َمن خرج��وا منهم‬

‫لجلسة نطق الحكم ثم عادوا‪ ,‬وعدد َمن ليس‬ ‫لهم جلس��ة نط��ق حكم‪ ,‬وكم ع��دد الجثامين‬ ‫التي رآها تخرج من هنا‪.‬‬ ‫كان حصانا ً أسود كقلوب سجانيه‪.‬‬ ‫ف��ي الغرفة الضيقة س��ألت أخي عن تاريخ‬ ‫بناء السجن‪.‬‬ ‫قال أنه من عهد اإليطالي لكنه طور الحقاً‪..‬‬ ‫حكي عن زنزانة إنفرادي أقام فيها شهوراً‪,‬‬ ‫كانت نافذتها أوسع وقلصت فيما بعد‪ ,‬سدوا‬ ‫نصفها وبقي نصفه��ا اآلخر‪ ,‬والزالت أثار‬ ‫التطوي��ر موج��ودة‪ ,‬الش��خص الثالث الذي‬ ‫يجلس معنا وال يتكل��م كأن الحديث لم يرق‬ ‫له حين سلط على أخي نظره المدبب‪.‬‬ ‫***‬ ‫ث��م خ��رج‪ ...‬بع��د عم��ر م��ن الع��م خرج‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫وخصصت له نغمة في نقالي‪ ,‬أسمعها على‬ ‫الطاولة أو في جيبي‪ ,‬وأعرفه على الطرف‬ ‫اآلخر للخط‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كم م��رة التف��ت لجي��وب قريبة دق��ت فيها‬ ‫هذه النغمة‪ ,‬وراقبت بخلس��ة كيف يس��تقبل‬ ‫صاحب الهاتف مكالمته‪.‬‬ ‫وتصورته أخيه‪.‬‬ ‫وتس��اءلت ماذا ل��و كان فعالً أخي��ه‪ ,‬وكان‬ ‫س��جيننا ً هو اآلخ��ر في يوم م��ن األيام في‬ ‫الحصان األس��ود‪ ,‬وخص��ص له هو اآلخر‬ ‫هذه النغم��ة‪ ,‬وماذا ل��و خصصوها آخرين‬ ‫مثل��ه‪ ,‬ولو صارت حكراً عل��ى كل َمن هُم‬ ‫في حكمه‪.‬‬ ‫عنده��ا ي��ا س��ادة يا كرام س��اعة ت��دق هذه‬

‫النغم��ة في جي��وب المارة‪ ,‬اعلم��وا أن َمن‬ ‫على الط��رف اآلخر للخ��ط كان نزيالً في‬ ‫" الحص��ان األس��ود"‪ ,‬ف��ي طرابل��س باب‬ ‫بن غش��ير‪ ,‬وقض��ى معية ش��بابه هناك‪ ,‬ال‬ ‫لش��يء إال ألنه يحمل معه كلمة "ال"‪ ,‬ولكم‬ ‫أن تتصوروا معي يا س��ادة يا كرام كم هي‬ ‫الجي��وب التي س��تدق فيها‪ ,‬واألي��ادي التي‬ ‫س��تهرع إل��ى جيوبها ظن��ا ً منه��ا أن أخيها‬ ‫ينادي‪ ,‬و َمن ينادي هو سجين آخر في جيب‬ ‫آخر قريب‪,‬‬ ‫فيسحبون أيديهم من جيوبهم‪.‬‬ ‫ويراقب��ون بخلس��ة مس��تقبِل المكالم��ة‪,‬‬ ‫ويتعاطف��ون معه ألن هما ً واحداً جمعهم في‬ ‫ث��وان أنهم‬ ‫ي��وم من األي��ام‪ ,‬ويخال لهم في‬ ‫ٍ‬ ‫التقوا معا ً أمام باب كبير أس��ود‪ ,‬وانتظروا‬ ‫أياما ً عنده‪.‬‬ ‫يحملون الش��وق والحزن وعلب الس��جائر‬ ‫والثمر و"السويقة"‪.‬‬ ‫انتظروا وتحملوا كلمات ونظرات ازدراء‪,‬‬ ‫ث��م ع��ادوا بش��وقهم وحزنه��م وثمره��م‬ ‫وسويقتهم‪ ....‬فيزدادون تعاطفا ً مع المتحدث‬ ‫ف��ي الهاتف‪ ,‬ويتصورون ش��كل وأوصاف‬ ‫أخي��ه الذي معه على الطرف اآلخر للخط‪..‬‬ ‫أبيض ال��رأس‪ ,‬ناهز الس��تين‪ ,‬ت��زوج بعد‬ ‫كل الن��اس‪ ,‬وأنجب بع��د كل الناس‪ ,‬زاهداً‪,‬‬ ‫يقض��ي معظ��م وقته في الق��راءة‪ ,‬عليه من‬ ‫سيماء الس��جن‪ ,‬ويريد أن ينقل ألخيه خبراً‬ ‫ورد اآلن عل��ى الفضائي��ات ع��ن انتصاراً‬ ‫جديداً لفبراير‬


‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫‪17‬‬

‫ضريح املختار‬ ‫سليمان عوض الفيتوري‬ ‫تن��اول البعض موض��وع نقل رفات عمر‬ ‫المختار ‪ ،‬للمرة الثالثة إلى ضريح جديد ‪.‬‬ ‫وبداي��ة م��ن غير الجائز ذلك ش��رعا ً ‪ ،‬ودون‬ ‫الس��ؤال عن عدم اعتراض ذوي��ه على النقل‬ ‫‪، 1980‬‬ ‫واآلن ينبغي على الطب الش��رعي ‪ ،‬استنطاق‬ ‫الجمجمة ‪ ،‬س��نا ً وجنسا ً ‪ ،‬ثم الحمض النووي‬ ‫إذا ل��زم األمر ‪ ،‬فالقذافي نباش القبور ‪ ،‬لربما‬ ‫دس في التراب ما ال يخطر على البال ‪،‬‬ ‫وكان الباع��ث عل��ى بن��اء الضري��ح األول‬ ‫‪ : 1960‬التعصّ��ب الجهوي لبرقة ‪ ،‬على أنها‬ ‫ه��ي المجاه��د ‪ ،‬في مواجهة والي��ة طرابلس‬ ‫‪ ،‬فال الس��ويحلي وال الس��عداوي ‪ ،‬وال طاهر‬ ‫الزاوي ‪.‬‬ ‫وكان حضور وهيمنة عبد هللا عابد السنوسي‬ ‫الم��ادي ‪ ،‬إظهاراً لتبعية عمر المختار ألميره‬ ‫‪ ،‬تزلفا ً وانسجاما ً مع النص األساسي في جعل‬ ‫اإلدريس مل��كا ً للمملكة الليبية المتحدة وأميراً‬ ‫لبرقة‪.‬‬ ‫وبالنظر إلى أسلوب التشويه والتحريف الذي‬ ‫مارس��ه القذافي في شتى مناحي الحياة ‪ ،‬للنيل‬ ‫من صفح��ات العهد الملك��ي ‪ ،‬فكانت باكورة‬ ‫خطابات��ه ف��ي ‪ ، 16/9/1969‬على الضريح‬ ‫نكاي��ة في المل��ك إدريس ‪ ،‬ليجع��ل منه رمزاً‬ ‫(للجهاد) ‪ ،‬وعبارة بيانه األول (يا من شاهدتم‬ ‫لعم��ر المختار جهاداً مقدس��اً‪ ،‬م��ن أجل ليبيا‬ ‫والعروبة واإلسالم)‬ ‫ووضع صورته على فئة عش��رة الدنانير في‬

‫حين اكتفى بدينار ليضع يده على خده‪.‬‬ ‫وجع��ل له فلما ً باس��مه ‪ ،‬بعد نقله من الضريح‬ ‫إلى سلوق ‪ ،‬ومن الطريف أن الخويلدي زاره‬ ‫ليج��د الق��اذورات وال��كالب ‪ ،‬وهناك وصف‬ ‫لهذا المش��هد عل��ى موقع أخب��ار ليبيا بعنوان‬ ‫(بين عمر المختار وسمير القنطار) ‪ ،‬واألكثر‬ ‫طراف��ة ‪ ،‬التصميم الهندس��ي ملحق به موقف‬ ‫حلزوني لسيارات الزوار‪.‬‬ ‫أما الصحيح للتصحي��ح ‪ ،‬فعمر المختار قاتل‬ ‫مع السنوس��ية ض��د الفرنس��يين واإليطاليين‬

‫واإلنجليز تحت راية األتراك ‪ ،‬وقاتل الليبيين‬ ‫منش��قا ً على سياسة اإلدريس ‪ ،‬الذي من سمو‬ ‫تسامحه لم يعترض على إقامة الضريح ‪ ،‬وال‬ ‫على الش��بهة ف��ي تمويله ‪ ،‬رغم أنه ال ش��أن‬ ‫للمختار في االس��تقالل الذي تحقق على يدي‬ ‫الملك إدريس بعد عش��رين عاما ً على إعدامه‬ ‫(‪.)1931‬‬ ‫وم��ن أس��وأ المفاهي��م م��ا يح��رص البعض‬ ‫عل��ى ترديد القول المنس��وب إلي��ه ‪( :‬ننتصر‬

‫أو نم��وت) (نك��ون أو ال نك��ون) ‪ ،‬فاالنتحار‬ ‫كف��ر ويأس وقنوط ‪ ،‬ومن تجنّيه تلك الغارات‬ ‫عل��ى المنتجع��ات اآلمنة لس��لب ونهب حتى‬ ‫أق��راط النس��اء ‪ ،‬مما جع��ل إيطالي��ا ترحلهم‬ ‫رغم تس��ليحهم لمجابهته ‪ ،‬ويكفي ذكر أسراه‬ ‫األربعمائ��ة م��ن الليبيين ‪ ،‬فقد ق��ام بإعدامهم‬ ‫دفع��ة واح��دة ‪ ،‬مخالفا ً القوانين وش��رع هللا ‪،‬‬ ‫ولهذا قام الليبيون بأسره وتسليمه لإليطاليين ‪،‬‬ ‫وف��ي مقالة بعنوان (رؤوس أقالم) على موقع‬ ‫جي��ل ليبيا ‪ ،‬تطالب بمحاكمت��ه لخلو المحكمة‬ ‫اإليطالي��ة من قض��اة مس��لمين ‪ ،‬وعليه فكل‬ ‫تكريم له هو تكري��م للقذافي ‪ ،‬وإقصاء للعديد‬ ‫من األبطال في شرق البالد وغربها وجنوبها‬ ‫‪ ،‬أليس كذلك؟‬ ‫وفي ذكرى رحيله الثمانين ‪ ،‬نش��رت صحيفة‬ ‫فبراير عدد ‪ 8‬يوم ‪ ، 2011 /9/ 19‬نبأ ً مفاده ‪:‬‬ ‫(إن��ه بمبادرة م��ن البرلمانيي��ن اإليطاليين ‪،،‬‬ ‫بتش��ييد نصب تذكاري وميدان للشهيد البطل‬ ‫عم��ر المخت��ار ‪ ،‬بمدين��ة مي��زارا دي�لا فالو‬ ‫‪ ،‬بتاري��خ ‪ ، 1996 /7 /26‬اعتراف��ا ً منه��ا‬ ‫بش��جاعته ‪ ،‬بالتص��دي للنظ��ام الفاشيس��تي‬ ‫اإليطال��ي الذي عانت من��ه إيطاليا الويالت ‪،‬‬ ‫وما صاحبه من تنكيل بالشعب اإليطالي ‪.‬‬

‫أحـــذروا أخطــــاءنا السـابقة‬ ‫أحـــمد بشــــــون‬ ‫عندما تس��تولي مجموعة على الس��لطة في‬ ‫اى بل��د من البلدان بغض النظ��ر عن الطريقة‬ ‫الت��ي تم فيها ه��ذا االس��تيالء ‪ ..‬إن كان بصفة‬ ‫ش��رعية أو غير ش��رعية ‪ ...‬سواء تم ذلك عن‬ ‫طري��ق ‪ ..‬المدفع والدبابة ومق��ر اإلذاعة ‪ ..‬أو‬ ‫ع��ن طريق انتخابات يزوره��ا الحزب الحاكم‬ ‫‪ ..‬أو مجموع��ة من األح��زاب ‪ ..‬أو حتى جاء‬ ‫عن طريق انتخابات نزيهة وشفافة حصل فيها‬ ‫الحزب الفائز على أغلبية ساحقة أوصلته للحكم‬ ‫‪ ....‬بمج��رد أن يحدث هذا األم��ر تبرز أمامنا‬ ‫من خالل الصحف واإلذاعات المرئية صورة‬ ‫" الزعي��م ‪ ..‬البطل ‪ ..‬القائد ‪ ...‬الذي تمكن من‬ ‫الوصول للس��لطة ‪ ..‬الذي ح��رر البالد والعباد‬

‫‪ ...‬يحدث هذا ف��ي كثير من الدول وعلى وجه‬ ‫الخصوص المتخلفة منها ‪ ..‬والذي حدث عندنا‬ ‫بعد انقالب ‪1969‬م أن الصورة المقيتة ظهرت‬ ‫وتس��ربت إلى كل موقع فل��م يتوقف ظهورها‬ ‫على الصحف والقنوات المرئية ولكنها وصلت‬ ‫بسرعة إلى المكاتب واإلدارات ‪ ..‬ثم الشوارع‬ ‫والميادي��ن ‪ ..‬والمدارس والجامعات والمراكز‬ ‫والمعس��كرات ‪ ..‬ثم المنازل ب��ل حتى الغرف‬ ‫‪ ...‬والحمام��ات ثم تس��ربت إلى س��اعات اليد‬ ‫وساعات الحائط والكاميرات ‪ ..‬ثم النقود وكل‬ ‫األوراق وصاحب هذه الصورة الس��يئة حزمة‬ ‫م��ن الصفات واأللقاب التي روج لها المرتزقة‬ ‫والمتس��لقون والت��ي أح��اول أالن أن أحصيها‬

‫واجمعها إن اس��تطعت ومنها ‪ 1-:‬قائد الثورة ‪.‬‬ ‫‪ 2‬قائد القيادة العالمية ‪ 3- .‬عميد القادة العرب‬‫‪ 4-.‬أمي��ن القومية العربي��ة ‪ 5- .‬صقر إفريقيا‬ ‫‪ 6- .‬الصق��ر الوحيد ‪ 7- .‬الف��ارس األول ‪8-.‬‬ ‫الرياض��ي األول ‪9-.‬مهن��دس النهر الصناعي‬ ‫العظي��م ‪ 10-.‬إم��ام المومني��ن ‪ 11-.‬رس��ول‬ ‫الصحراء ‪ 12-.‬المفكر واألديب ‪ 13-.‬موسس‬ ‫النظري��ة العالمي��ة الثالث��ة ‪ 14-.‬مل��ك الملوك‬ ‫‪ 15-.‬عظيم الشأن ‪ ..‬والحول وال قوة إال باهلل ‪.‬‬ ‫واستمر هذا الزيف وهذا التجني على الناس‬ ‫وعل��ى رب العب��اد ‪ ..‬وه��و األمر ال��ذي يزيد‬ ‫الطغاة تجبرا واس��تكبارا ‪ ...‬ويجعلهم يعتقدون‬ ‫أن الدني��ا قد ص��ارت بين أيديهم وينس��ون أن‬ ‫األم��ر مرهون بلحظة يأذن فيه��ا ملك الملوك‬ ‫الحقيقي الذي يقول " للشيء كن فيكون " رب‬ ‫األرض والس��ماء ومابينهما ‪ ..‬لحظة يأذن فيها‬ ‫لجموع المظلومين والمقهورين ويش��د أزرهم‬ ‫ويس��تجيب لدعائه��م فيخرجون ع��ن صمتهم‬ ‫‪.‬فتزح��ف جموعه��م لت��دك حص��ون الطغ��اة‬ ‫وأزالمه��م وتتجه هذه الجموع أول ماتتجه إلى‬ ‫هذه الصور واألصنام لتحطمها في الش��وارع‬ ‫والميادي��ن واألقبي��ة والمواخي��ر والس��جون‬ ‫ولتصبح هباء منثورا ‪ ..‬هذا ما حدث في كل‬

‫الثورات العربية وغيرها هذا الواقع الماساوى‬ ‫المتكرر الذي عشناه في ليبيا الحبيبة يؤدى بنا‬ ‫إل��ى رغبة يفرضها األمل وهى أن يصدر عن‬ ‫المس��ؤلين في هذا الوطن قرار بل لعله قانون‬ ‫يحرم بش��كل صري��ح وواض��ح تعليق صور‬ ‫المسؤلين في كل الشوارع والميادين والمكاتب‬ ‫واإلدارات وكل مراف��ق الدول��ة والش��ركات‬ ‫وغيرها ويفرض على كل من يقوم بهذا الفعل‬ ‫العقوبة التي يقرها هذا القانون ‪ ..‬وكذلك تحريم‬ ‫وتجريم اس��تعمال األلقاب وتمجيد األشخاص‬ ‫‪ ..‬الن المجد للوطن وللش��عب وللذين يقدمون‬ ‫دماءه��م وأرواحهم من اجل الوطن وس��عادته‬ ‫وحريته ‪.‬‬ ‫طه��روا ش��وارعنا وميادينن��ا ومرافقنا من‬ ‫مظاه��ر الزيف والنفاق وتأليه األفراد ‪ ...‬كفانا‬ ‫أربع��ة عقود من الزمن اله فيها بعضنا طاغية‬ ‫متجبر حتى حق علينا قول هللا سبحانه وتعالى‬ ‫" فاس��تخف قوم��ه فأطاعوه إنهم كان��وا قوما‬ ‫فاسقين " ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫فيسبوكيات‬ ‫إبراهيم محدان‬ ‫اإلقالع عن التدخين‬ ‫ما أسهل اإلقالع عن التدخين؛ لقد قمت بذلك‬ ‫مئات المرات‪.‬‬ ‫مارك توين‬ ‫طحالب‬ ‫ذات صباح دخل المواطن ( ن ق ) إلى محل‬ ‫لبيع الخض��روات‪ .‬وقف أمام أحد الصناديق‬ ‫وأش��ار إلى ماتحتويه بس��بابته وصاح وهو‬ ‫ينظر إلى البائع ‪:‬‬ ‫قداش كيلو الطماطم األخضر ياخوي ؟‬‫دمدم البائع قائال ‪ :‬يافتاح ياعليم‬ ‫صاح المواطن ( ن ق ) الذي يش��كو من ثقل‬ ‫في السمع ‪:‬‬ ‫قداش قتلي ‪...‬ماسمعتكش ؟‬‫رد البائع على مضض ‪:‬‬ ‫زوز جنيه‬‫ والفاصوليا الخضرا ء بقداش ؟‬‫ اللهم ماطولك ياروح‬‫قال البائع بصوات خفيض‬ ‫‪-‬ماسمعتكش‬

‫قال المواطن ( ن ق )‬ ‫ الفاصوليا بأربع جنيه‬‫ والبازيليا الخضرا قداش‬‫ الحول والقوة إال باهلل اللهم اعطيني الصبر‬‫‪....‬ماناقصني في هالصبح إال الطحالب‬ ‫ ماسمعتكش‬‫ق��ال المواطن ( ن ق ) الذي يش��كو ثقال في‬ ‫السمع‬ ‫بخمسة جنية قال البائع وهو يصيح‬‫دمدم المواطن ( ن ق )‬ ‫ه��اهلل هاهلل ه��اهلل ‪....‬والس�لاطة الخضراء‬‫‪..‬بقداش ؟‬ ‫قال البائع وهو يحدث نفسه ‪:‬‬ ‫الهكي هلب��ه علي ‪...‬بعد ش��وية اني بندير‬‫جريمة‬ ‫اتجه نحو مدخل المحل وس��حب ( السراندي‬ ‫) بق��وة حتى منتصف المس��افة نحو األرض‬ ‫وأخ��ذ ينظ��ر إل��ى المواط��ن ( ن ق ) الذي‬

‫فوجئ بالموقف فتساءل ‪:‬‬ ‫شنو تبو تسكروا‬‫إيه نبو نس��كروا ‪....‬ت��رى اطلع من المحل‬‫باهلل عليك‬ ‫عالش ؟‬‫تساءل المواطن ( ن ق ) ثقيل السمع‬ ‫جدي طاح ‪...‬رجله انكس��رت ‪...‬اتصلوا بيا‬‫توا وقالولي عليه بالموبايل اطلع بسرعة من‬ ‫المحل قبل ما نسكره عليك ‪.‬‬ ‫غ��ادر المواط��ن ( ن ق ) المح��ل مس��رعا‬ ‫‪،‬وس��حب البائ��ع ( الس��راندي ) بق��وة نحو‬ ‫األسفل ليصطدم باألرض في جلبة ‪ ،‬وغادر‬ ‫المكان متوجها نحو سيارته هو يلعن ويسب‬ ‫‪ ،‬وحي��ن وصله��ا أخ��رج حامل��ة المفاتيح ‪،‬‬ ‫وقبل أن يفتح الباب س��مع صوتا خلفه يناديه‬ ‫‪ ،‬التفت فوجد المواطن ( ن ق ) وقد لحق به‬ ‫‪ ،‬وقبل إن يسأله عن سبب مالحقته له ‪ ،‬سمع‬ ‫المواطن يقول له ‪:‬‬ ‫عفوا باهلل عليك ‪...‬تقدرش تنعتني وين يبيعوا‬ ‫في الشاهي األخضر ؟‬

‫مثل شعبي‬ ‫قاله ‪ :‬يابوزنان خيرك تزن ؟‬ ‫قاله ‪ :‬خايف من صهد غدوة‬ ‫قصة قصيرة ‪...‬واقعية ‪..‬مؤلمة ‪...‬مخيفة‬ ‫ش��ابان ش��قيقان من جيراني قت�لا يوم أمس‬ ‫الجمع��ة أحدهم ت��رك وراءه زوجة أس��مها‬ ‫اآلن أرمل��ة وثالثة أطفال صغ��ار أصبحوا‬ ‫منذ األم��س يتامى والعائل��ة فقيرة تقطن في‬ ‫مس��كن ش��عبي والش��قيق الثان��ي أعزب في‬ ‫ريعان الش��باب إضافة إلى شخص ثالث قتل‬ ‫هو اآلخر في هذه الحادثة التي وقعت مس��اء‬ ‫أمس حيث جرى اشتباك مسلح بالكالشنكوف‬ ‫بالق��رب من جامع الهاني بطرابلس على إثر‬ ‫خ�لاف بي��ن س��لفيين وآخرين ينتم��ون إلى‬ ‫الصوفي��ة ش��رعوا مؤخرا يقيم��ون حضرة‬ ‫ف��ي جام��ع الهاني بش��كل يوم��ي ‪....‬خالف‬

‫حول مس��الة فقهية كان من الممكن أن ينتهي‬ ‫بالحوار لكنهم فضلوا لغة الرصاص لحس��م‬ ‫األمر ‪...‬ليس��ت هذه هي الحادثة الوحيدة في‬ ‫مدننا وقرانا ‪.....‬قتلى يس��قطون عبثا في هنا‬ ‫وهناك بس��بب خالفات بسيطة يمكن أن تحل‬ ‫بالنقاش أو االحتكام إلى القضاء لكن كل من‬ ‫امتلك س�لاحا أصبح يسارع إلى إشهاره في‬ ‫وجوه اآلخرين عند أبسط مشكلة ‪...‬‬ ‫شئ مرعب ‪..‬مخيف ‪...‬ينذر بعواقب وخيمة‬ ‫مت��ى يتخل��ى الليبي��ون ع��ن اللج��وء إل��ى‬ ‫الرصاص في فض منازعاتهم ؟‬ ‫متى يس��ود القانون في هذه البالد ويس��حب‬ ‫السالح من الناس المدنيين ؟‬

‫حوار عن السكين واللحم‬ ‫قال لي ‪ :‬انت الموس واحنا اللحم‬ ‫قل��ت له ‪ :‬كي��ف يكون األمر كذل��ك إذا كان‬ ‫دمي مايزال ينزف وسكينك مايزال مغروزا‬ ‫في خاصرتي ؟‬ ‫الطوابير‬ ‫الطوابير في المجتمعات المتقدمة لها ش��كل‬ ‫واح��د ‪ :‬خط مس��تقيم يقف في��ه جميع الناس‬ ‫الف��رق بينهم في ص��ف منتظ��م ‪...‬طوابير‬ ‫المجتمع��ات المتخلف��ة لها اش��كال اخرى ‪،‬‬ ‫تش��ابكات ألجساد بش��رية متداخلة متراصة‬ ‫متدافع��ة ‪ .‬تجم��ع ال يخلومن ص��راخ ومن‬ ‫احتكاك ومن تشنج ومن نقاش قد يتحول إلى‬ ‫عراك باأليدي وأحيانا بأشياء أخرى ‪.‬‬ ‫ياليبيا ياجنة‬ ‫المش��هد األول ‪ :‬مدين��ة ليبية م��ا أواخرعام‬ ‫‪1981‬م تجم��ع جماهيري حاش��د ‪ .‬ضجيج ‪.‬‬ ‫ص��راخ ‪ .‬منصة وجمه��ور وصوت المغني‬ ‫يأتي من ميكرفون بعيد مرددا ‪ :‬فراسين وفي‬ ‫يدينا سالح ‪ .‬وشخص ال تبين مالمحه يصيح‬ ‫في الميكرفون‬ ‫متشنجا ‪:‬‬ ‫ يجب أن نعلن حربا الهوادة فيها ضد قوى‬‫االستغالل وضد اليمين الرجعي المتعفن من‬ ‫عم�لاء وتجار ومصاصي دم��اء ورجعيين‬ ‫س��ارقي عرق الكادحين يجب تصفية القوى‬ ‫المضادة للثورة الثورة العظيمة التي س��لمت‬ ‫الس��لطة والسالح للش��عب ‪...‬الحرية للشعب‬ ‫وال حرية ألعداء الشعب ‪..‬‬ ‫المش��هد الثان��ي ‪ :‬مدين��ة ليبي��ة م��ا أواخ��ر‬ ‫‪. 2011‬تجمع جماهيري حاش��د ‪ ..‬ضجيج ‪.‬‬ ‫ص��راخ ‪ .‬منصة وجمه��ور وصوت المغني‬ ‫يأت��ي م��ن ميكرفونات بعيد م��رددا ‪ :‬يا ليبيا‬ ‫ياجنة ‪ .‬وش��خص ال تبين مالمحه يصيح في‬ ‫الميكرفون متشنجا ‪:‬‬ ‫ يج��ب أن نعلن تطهير الب�لاد من الطابور‬‫الخامس ‪...‬وأن نشن حربا الهوادة فيها ضد‬ ‫الطحالب ‪...‬ضد المندس��ين ضد المتس��لقين‬

‫ضد الخونة نعلن باننا س��وف نسحق كل من‬ ‫تس��ول له نفسه سرقة ثورة سبعطاش فبراير‬ ‫‪..‬أعداء الشعب الخونة المتآمرين ‪..‬مروجي‬ ‫اإلش��اعات ومثي��ري البلبل��ة وأصح��اب‬ ‫األجندات المريبة‬ ‫مساكين‬ ‫كم هم مساكين من ليس عندهم صبر! ‪...‬هل‬ ‫من جرح إال ويلتئم على درجات؟‬ ‫وليم شكسبير‬ ‫لعنة األسماء‬ ‫دخل الممرض إلى إحدى غرف المستشقى ‪،‬‬ ‫كانت تضم سريرين ‪ ،‬األول يرقد عليه شاب‬ ‫في مطلع الثالثينات وقد ربطت ساقه اليمنى‬ ‫بالجب��س األبي��ض ‪ ،‬والثاني كان ش��ابا دون‬ ‫العش��رين وقد التفت ش��رائط بيض��اء كثيفة‬ ‫ح��ول جبينه ‪ ،‬نظ��ر الممرض إلى الش��اب‬ ‫الثالثيني وسأله ‪:‬‬ ‫شنو اسمك انت ؟‬ ‫أجاب المريض بصوت واهن ‪ :‬احمد إبراهيم‬ ‫نظر إلى المريض الثاني المجاور له وس��أله‬ ‫‪ :‬وأنت شنو اسمك ؟‬ ‫أجاب الفتى ‪ :‬محمد حسن‬ ‫قال الممرض ‪ :‬بوجه ارتسمت عليه عالمات‬ ‫االمتع��اض ‪ :‬ام��اال وي��ن معم��ر القذاف��ي‬ ‫ماجبتوشي معاكم ؟‬ ‫ثم غادر الغرفة‬ ‫خشية‬ ‫األم��س كنت اخش��ى انتقاد القذاف��ي ‪...‬اليوم‬ ‫صرت اخشى انتقاد الثوار‬ ‫شرطة مرور اتصاالتية‬ ‫كنت جالسا إلى طاولة المكتب ‪ ،‬أتأمل شاشة‬ ‫جه��از الكومبيوت��ر أمام��ي ‪ ،‬وقد انش��غلت‬ ‫بمتابع��ة صفحت��ي على الفيس ب��وك ‪ ،‬وفي‬ ‫ذات الوق��ت كان جه��از التلفزي��ون مفتوحا‬ ‫على قناة الجزيرة ‪ .‬وكنت أرفع رأس��ي بين‬ ‫الحين واآلخر أتابع شيئا ما للحظات ثم أعود‬ ‫لشاشة الكومبيوتر ‪.‬‬ ‫بع��د قليل أط��ل صديق عبرغرقة الدردش��ة‬ ‫بالفي��س بوك ‪ ،‬فأخذت أتح��اور معه كتابة ‪.‬‬ ‫رن هاتف��ي النقال تأملت اس��م المتصل ‪ ،‬إنه‬ ‫زمي��ل يطلبني عب��ر الهاتف أخ��ذت أحادثه‬ ‫وأتابع دردشتي مع صديقي على الفيس بوك‬ ‫رفعت عيناي نح��و التلفزيون فوجدت خبرا‬ ‫عاج�لا مكتوبا على ش��ريط اأخبار الجزيرة‬ ‫‪ ،‬ش��دني الخبر إليه فش��رعت ف��ي قراءته ‪.‬‬ ‫في ه��ذه األثناء جاءتني مكالم��ة أخرى من‬ ‫أح��د أقارب��ي ‪ ،‬وظل صاحبه��ا ينتظر حتى‬ ‫أكم��ل مكالمت��ي الس��ابقة ‪ ،‬ث��م طرقت أذني‬ ‫رنت��ان مميزت��ان من جهازي النق��ال تعلنان‬ ‫ع��ن وصول رس��الة ‪ sms‬ياله م��ن ازدحام‬ ‫مروري اتصاالتي كثيف‬ ‫هل س��نرى في المس��تقبل ش��رطة مرورية‬ ‫لتنظيم "حركة االتصاالت" ؟‬


‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫عقول‬ ‫العقول العظيمة تناقش األفكار‪ ،‬وتلك العادية‬ ‫تناق��ش األح��داث ‪ ،‬أم��ا الصغي��رة فتناق��ش‬ ‫األشخاص " إلينور روزفلت "‬ ‫دبابة وميكروفون‬ ‫عن طريق الدبابة والميكرفون استولى معمر‬ ‫القذافي على الس��لطة في ليبيا وس��يطر على‬ ‫الحكم لمدة اثنتين وأربعين عاما ‪.‬‬ ‫الش��عب الليبي ه��زم الدبابة عب��ر ثورة ‪17‬‬ ‫فبراير ‪...‬لكنه س��يظل يكافح لسنوات طويلة‬ ‫ليمحو ماتركه الميكرفون في العقول ‪.‬‬ ‫مزرعة البصل‬ ‫كل واح��د يريد أن يك��ون مدي��را ‪....‬زعيما‬ ‫‪ ...‬رئيس��ا ‪ ...‬إنها حالة عب��ر عنها ذات يوم‬ ‫الش��اعر العراقي علي الشرفي حين قال ‪” :‬‬ ‫قوم��ي رؤوس كله��م ‪...‬أراي��ت مزرعة من‬ ‫البصل ؟ “‬ ‫بين الصباح والمساء‬ ‫في ي��دي حقيبة يد ‪ .‬كان الن��اس في األماكن‬ ‫العامة ينادونني ‪ :‬يادكتور ‪.‬‬ ‫في المس��اء ارتديت سروال كاتفة ودجيبوتي‬ ‫كان الن��اس ينادونني ‪ :‬ياحاج ‪ .‬وهكذا منحني‬ ‫الناس في يوم واحد وبالمجان شهادة دكتوراه‬ ‫‪..‬وحججوني !!‬ ‫الدرس الذي لم يستوعبوه‬ ‫ابني محمد ( عش��ر س��نوات ) ‪ :‬ي��ا بابا ‪..‬لو‬ ‫نصبح لما نكبر رئيس البالد ‪....‬كان طلعولي‬ ‫الناس ف��ي مظاهرات وقالولي حول ‪..‬انحول‬ ‫‪...‬عالش نقعد لين يقتلوني !‬

‫درس اس��توعبه حت��ى األطف��ال لكن بعض‬ ‫حكام األمة لم يتعظوا بعد !!‬ ‫عن الصافي سعيد ر و ‪ 1‬فبراير‬ ‫ش��اهدت البارحة الصحفي التونسي الصافي‬ ‫سعيد في ضيافة قناة تونس األولى كان يقول‬ ‫كلم��ا غريب��ا من ن��وع ‪ " :‬أول قرار أصدره‬ ‫المجلس االنتقالي في ليبيا اعطاء الناتو قاعدة‬ ‫عسكرية على األراضي الليبية !!" وأيضا "‬ ‫فرنس��ا تحتل ليبيا وهي تقرر كل ش��ئ فيها "‬ ‫إضاف��ة إلى تكرار كالم هي��كل عن المؤامرة‬ ‫والناتو والغرب ومن أطرف ماقاله قتل آخر‬ ‫القوميي��ن العرب معمر القذافي ‪...‬صحيح ان‬ ‫القذافي ديكتاتور قال الصافي سعيد مستدركا‬ ‫ولكن " أبصر شنو وأبصر شنو "‬ ‫‪...‬ذهب��ت هذا الصب��اح إلى اليوتي��وب لعلي‬ ‫أحظى بالمقابلة كاملة واش��اهده مافاتني منها‬ ‫فلم اج��د المقابلة لكن اليوتي��وب أخبرني بان‬ ‫الصاف��ي س��عيد كان ضيفا على س��ئ الذكر‬ ‫يوس��ف ش��اكير وبرنامجه " عش��م الوطن"‬ ‫تأس��فت كثيرا ‪...‬ألن الصافي الصحفي المهم‬ ‫ال��ذي احبه وتعجبن��ي كتاباته كان له باألمس‬ ‫ه��ذا الموقف من الثورة الليبي��ة ويقول اليوم‬ ‫كالما اليقوم على معلومات صحيحة اللش��ئ‬ ‫إال ليبرر ‪...‬وتحري الدقة في المعلومات أول‬ ‫درس يتعين على الصحفي المبتدئ أن يتعلمه‬ ‫‪ !! .‬المفارق��ة أن المذيع��ة أخبرت��ه أنه مدح‬ ‫القذاف��ي وهاج��م الثوار في م��ارس الماضي‬ ‫فص��اح بها س��أغضب منك لو قل��ت لي هذا‬ ‫الكالم‬ ‫تعددية‬ ‫تم االعالن عن التعددية الزوجية ‪....‬ومازلنا‬

‫بانتظار اإلعالن عن التعددية الحزبية !‬ ‫الطفل والزرزور‬ ‫ذات يوم ناديت طفلي محمد وقلت له لقد كتبت‬ ‫لك قصة جميلة بعن��وان " الطفل والزرزور‬ ‫" ‪ ،‬هل تريد أن أقرأها لك ؟ أجابني متش��وقا‬ ‫وهو يجلس بجانبي ‪ :‬نعم اقرأها ‪.‬‬ ‫ورح��ت أروي لطفلي قصة ذلك الطفل الذي‬ ‫خرج من بيته ذات صباح فوجد في الش��ارع‬ ‫زرزورا يتقاف��ز متعثرا هنا وهناك ‪ ،‬فركض‬ ‫الطفل نحوه وأمس��ك به ‪ ،‬وحينئذ اكتشف أن‬ ‫س��اق الزرزور مجروحة فع��اد به إلى البيت‬ ‫وضمد له جرحه بمساعدة والده وراح يسقيه‬ ‫ويطعم��ه كل ي��وم و‪....‬وهن��ا قاطعني طفلي‬ ‫قائ�لا ‪ :‬قص��دك أن قصت��ك ع��ن الحري��ة ؟‬ ‫وقبل أن أجيبه قال مس��تطردا ‪ :‬ليس��ت حلوة‬ ‫يابابا ‪...‬قصتك ليس��ت حلوة ‪..‬ثم نهض وراح‬ ‫يرك��ض بعيدا عني ‪ .‬مزقت قصتي وأدركت‬ ‫أنن��ي الأصل��ح لكتاب��ة قصص ألطف��ال هذا‬ ‫الزمان ‪.‬‬ ‫اختزال‬ ‫اليع��ض يري��د اخت��زال ليبي��ا في ث��ورة ‪17‬‬ ‫فبراير ‪..‬ويريد اختزال ثورة ‪ 17‬في جماعته‬ ‫أو قبيلته أو منطقته ويريد اختزال جماعته أو‬ ‫قبيلته أو منطقته في شخصه ‪.‬‬ ‫حب من طرف واحد‬ ‫هي زميلة تنشر منذ فترة ليست بالقصيرة في‬ ‫الصحف أشياء لم أستطع أن أتبين ماإذا كانت‬ ‫ش��عرا أم نثرا أم ش��يئا آخ��را ‪ .‬لم أفصح عن‬ ‫رأي ف��ي ما تكتبه ألحد وال حتى لجاري اللي‬ ‫س��اكن أوص��ادي وبحبه ‪ ،‬أن��ا متأكد من هذا‬

‫‪19‬‬

‫تماما ‪ ،‬كما أنني لس��ت انتحاريا آلكتب رأيي‬ ‫في ش��عرها ( بكسر الش��ين من فضلك ) ‪ .‬ال‬ ‫يتع��دى حديثي معها " خير ‪..‬مس��اء الخير "‬ ‫وبضع عبارات مجاملة كلما التقينا في نشاط‬ ‫ثقافي ما أو في احدى المؤسس��ات الثقافية أو‬ ‫اإلعالمية‪...‬تكرر ظهور صورتها على جانب‬ ‫صفحت��ي على الفي��س بوك ‪ ..‬وف��ي يوم من‬ ‫األيام غرن��ي الفيس الرجيم وطلبت صداقتها‬ ‫بضغطة زر من طرف سبابتي ( سبابتي التي‬ ‫كرهتها منذ أن اشهر سيف القذافي سبابته في‬ ‫وجوهن��ا ) ‪ .‬وبع��د فترة تذك��رت أنها لم ترد‬ ‫عل��ى طلبي ‪...‬بحثت عن اس��مها على الفيس‬ ‫فاكتش��فت أنه��ا قام��ت باس��تئصالي وحظر‬ ‫اس��مي وصورتي ب��را وبحرا وج��وا ‪....‬من‬ ‫الواضح أن��ه حب من طرف واحد ‪...‬والحب‬ ‫في زمن الحرب مرع��ب إذا كان من طرف‬ ‫واحد ‪..‬إنني اتوجس اآلن خيفة من قدوم قذيفة‬ ‫آربي جي تأتين��ي على حين غرة خاصة بعد‬ ‫أن انخفض سعره مؤخرا وأصبح ثمن المدفع‬ ‫الواحد في ش��ارع الرش��يد بطرابلس بعشرة‬ ‫دناني��ر ومع��اه أربع قذائف بللوش��ي ‪...‬فري‬ ‫على رأي االنجليز !‬ ‫قناة الجزيرة‬ ‫"الجزيرة " دولة ذات س��يادة عاصمتها قطر‬ ‫!‬

‫عبداجلليل ختصص قنابل كالمية ‪..‬انشطارية‬ ‫سعاد سامل‬ ‫جلس��ت وس��المة المدن��ي خ��ارج حضي��رة‬ ‫خصص��ت لنس��اء اليتج��اوزن الثالثي��ن ف��ي‬ ‫المؤتم��ر األول للمصالح��ة واإلنص��اف ‪..‬ولم‬ ‫يح��دث أي ش��ىء للق��وم الذين وص��ل عددهم‬ ‫ال ‪ 500‬تقريب��ا وكنا وس��طهم تماما ‪..‬صحيح‬ ‫احتياطيا ظل الكرس��ي يس��اري وكرسي يمين‬ ‫س��لمى ش��اغرين ولكن لم ي��زد األمر عن ذلك‬ ‫‪..‬ويسألونك عن الشيوخ في مؤتمر أول بشعار‬

‫مؤك��د بآية ‪..‬من منهم مش حاضر ‪..‬ع ّد وأغلط‬ ‫‪..‬م��ن القرض��اوي العالّم��ة م��رورا بعبجليل‬ ‫والكيب والص��ادق الغرياني وبلحاج ووصوال‬ ‫للغنوش��ي مع حفظ األلقاب ‪..‬وطبعا في القاعة‬ ‫بضعة ش��وائب علمانية التؤثر والحمد هلل على‬ ‫ق��وة ايم��ان الحاضري��ن المتدفق ف��ي الدعاء‬ ‫والتكبي��ر ‪..‬تحملّ��ت عل��ى مض��ض الكلمات‬ ‫اإلنش��اء الت��ي راوح مس��تواها بين المتوس��ط‬

‫والهاي��ف ‪..‬و من بين المتكلمي��ن جميعا انتزع‬ ‫اعترافي بتخصصه العالي في تسديد األهداف‬ ‫بع��د موج��ة التصفي��ق الت��ي رافق��ت توجهه‬ ‫للمنبر‪..‬كان الس��يد المستش��ار عبجليل ‪..‬الذي‬ ‫بدأ كلمت��ه باقتراح اس��تبدال التصفيق بالتكبير‬ ‫‪..‬إلتصقت بفمي ابتس��امة الترعبها فتختفي إال‬ ‫تحمس أحد الحضور خلفي مباشرة الذي امتثل‬ ‫فورا ‪ -‬مع انه اقتراح وليس أمرا ‪ -‬فما أن يقفل‬ ‫الس��يد المستش��ار جملة حتى تندفع من ورائي‬ ‫هللا أكبر مزلزلة طبلة أدني ‪..‬فأنحني لألمام مع‬ ‫تأكدي امتالء ش��عري برذاذ لعاب��ه في األثناء‬ ‫‪..‬قنبلة عبجليل االنشطارية الجديدة تمنح خيالي‬ ‫رخصة الستبدال المنصة التي أمامي إلى ركح‬ ‫‪..‬وثمة مس��رحية أو أغني��ة تنفعل فوقه ‪..‬فتأبى‬ ‫الستارة النزول ‪..‬لذا ‪..‬ياترى ماذا يقول ضمنيا‬ ‫رئي��س المجل��س اإلنتقالي باقتراح��ه ؟ ولماذا‬ ‫استبدل التصفيق باقتراحه العبقري عوضا عن‬ ‫ُ‬ ‫‪:‬لست من يس��تحق التصفيق ‪..‬أو ‪..‬لم أقل‬ ‫قوله‬ ‫ش��يئا هاما ‪..‬أو ‪..‬أنتم من يستحق التصفيق ‪..‬أو‬ ‫‪..‬اس��معوني أوال وإن ُ‬ ‫قلت مايستحق التصفيق‬ ‫فأفعلوا ‪..‬أو اكتفى بأن استمع للتصفيق وبس ‪..‬‬ ‫هامش‬

‫‪/1 /‬المؤتم��ر دعي��ت وس��لمى إلي��ه م��ن قبل‬ ‫األس��تاذة عزة المقهور (مع خاص الش��كر في‬ ‫تصورها الصحفيات الزم يحضروا )ببطاقات‬ ‫دع��وة بعدما اقترح��ت اس��مينا ‪/2/..‬الورقات‬ ‫المع�� ّدة تش��ابهت ف��ي المضمون وف��ي كونها‬ ‫رؤوس اقالم لمشروع غير مكتمل ألن السؤال‬ ‫ال��ذي لم يطرحه المؤتمر هو ‪:‬من المس��تهدف‬ ‫بالمصالح��ة ؟وبالتأكي��د ل��م يج��ب عن اس��ئلة‬ ‫س��تدور في رأس��ك وعيناك تدوران في القاعة‬ ‫على وجوه الحض��ور من هؤالء ؟ متى أعدت‬ ‫المجموع��ة الوطنية اإلستش��ارية لهذا المؤتمر‬ ‫وبتكليف من المجل��س اإلنتقالي ‪...‬هل حصلوا‬ ‫على بطاقة دع��وة لموضوع مجهول واتصلوا‬ ‫بداعيه��م العش��رة ونص في الليل يس��ألوا وين‬ ‫بينعق��د المؤتمر الممنوع دخول الش��ارع الذي‬ ‫ب��ه القاعة م��ن دون بطاقة حض��ور ‪..‬؟بالحق‬ ‫مانعرفش ‪..‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫املرأة واألمن القومي‬ ‫حممد اهلادي اجلزيري‬ ‫" كث��ر الحديث عن التي أهواه��ا "‪ ،‬عن التي‬ ‫ه��ي أ ّمي وأختي وحبيبت��ي وصديقتي‪ ،‬إذ يبدو‬ ‫أنّنا ش��فينا من ك ّل أمراضن��ا القديمة والجديدة‪،‬‬ ‫ونجحنا كذلك في ح ّل ك ّل مش��اكلنا االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والوجوديّة ‪ ،‬وقضينا على البطالة‬ ‫والخصاص��ة واالنتهازيّ��ة والرش��وة والظل��م‬ ‫بأش��كاله المختلفة‪..‬إلخ‪ ،‬ولم يبق لنا سوى خلق‬ ‫ح�� ّل حاس��م لمعضلة وجود الم��رأة على ظهر‬ ‫ه��ذا الكوكب‪ ،‬وث ّم��ة في هذا المج��ال الخطير‬ ‫اقتراحات وجيهة‪ ،‬تتّس��م بالحكمة ومش��تقاتها‪،‬‬ ‫ونظ��را لتهاطله��ا عل��ى دماغي عل��ى طريقة‬ ‫األمطار الطوفانية‪ ،‬س��أقتصر على ذكر القليل‬ ‫منه��ا‪ ،‬ف�لا قدرة له��ذا الن��صّ التنفيس�� ّي على‬ ‫اس��تيعاب آراء إخوتي العرب الشبيهة بالسيول‬ ‫الهادرة‪:‬‬ ‫ـ��ـ ضرورة الدفاع عن ح�� ّ‬ ‫ق المرأة في التجوّل‬ ‫م��ن المطبخ إلى غرفة الن��وم ( ث ّمة من يقترح‬ ‫تسميتها بغرفة "إبداع النسل")‬ ‫ــ وج��وب االنتص��ار للم��رأة ومؤازرتها في‬ ‫حربها الضروس مع جس��دها الشيطاني‪ ،‬حتّى‬ ‫ترت��اح المس��كينة وتري��ح جميع ذك��ور األ ّمة‬ ‫الناشطين على مدار الساعة‬ ‫ـ��ـ تغليفه��ا بإح��كام‪ ،‬إذا اقتض��ت الض��رورة‬ ‫القصوى أخذه��ا إلى المستش��فى‪ ...‬إلى غرفة‬ ‫اإلنع��اش تحدي��دا ‪ ،‬ف�لا ب ّد أن تك��ون في حالة‬

‫احتضار لنتّخذ قرار حملها إلى المستشفى‪ ،‬فهو‬ ‫قرار خطير لما قد يترتّب عنه من إرباك ألمن‬ ‫الشارع والح ّي والوطن واأل ّمة‬ ‫ــ الح��رص على تلقينها الم��واء الخافت ‪ :‬لغة‬ ‫الطاعة واالنصياع ‪ ،‬مع تذكيرها ّ‬ ‫بأن الصمت‬ ‫أفض��ل‪ ،‬وال بأس من البك��م ‪ ،..‬إذ أنّه ال يعوق‬ ‫قيامها بأقدس واجباتها ‪ :‬الطبخ وتنفيس (س��ي‬

‫ــ تحميلها مس��ؤولية ما ح��دث وما يحدث وما‬ ‫س��يحدث من ك��وارث ومصائب وانتكاس��ات‬ ‫وفت��ن ومحن‪ ،‬وال يخفى ع��ن ك ّل نزيه وعاقل‬ ‫ما تس��بّبت فيه من أزمات بطال��ة عالميّة ومن‬ ‫مجاعات وح��روب وقرف‪ ،‬وقد ت ّدخل الس��يّد‬ ‫الذك��ر وعال��ج ك ّل م��ا اقترفته الم��رأة بحكمة‬ ‫واقتدار‪ ،‬وأبدع حل��وال ناجعة ‪ ،‬ففي الصومال‬

‫الس��يّد) والدعم الدؤوب للس�لالة ( مع تح ّملها‬ ‫طبع��ا لك ّل خطأ مطبعي‪ ،‬ق��د ينج ّر عنه إنجاب‬ ‫أنثى وإضافة ع��ورة أخرى إلى مملكة الذكور‬ ‫األبديّة)‬

‫مثال‪ ،‬و ّزع السالح على البطون الخاوية قصد‬ ‫الترفيه عن النفس وتصفية أكثر عدد ممكن من‬ ‫األفواه المفتوحة للريح‪.‬‬ ‫هذه بعض المقترح��ات النيّرة التي يتفضّل بها‬

‫يوميّ��ا أبن��اء المرأة‪ ،‬بع��د أن اس��تنزفوا ثدييها‬ ‫وش��بّوا في ظلّها وتحت حمايته��ا واقتاتوا من‬ ‫خبزها وعرقها وأعصابها( ياكلو الغلّة ويسبّو‬ ‫الملّة) كما يقول المثل الشعبي‪ ...‬سبحان هللا‬ ‫ّ‬ ‫أعتق��د ّ‬ ‫أن النظ��ام الذكوري العرب��ي لن يحقق‬ ‫أمنه القومي‪ ،‬إالّ إذا أخذ برأيي القاطع السديد‪:‬‬ ‫الب ّد م��ن تنظيم حفل تاريخي ب��اذخ‪ ،‬ممت ّد من‬ ‫المل��ح إلى الملح ‪ ،‬يقع فيه إع��دام المرأة ودفن‬ ‫هذه العورة‪ ..‬اللوثة‪ ..‬العار ‪ ..‬الخزي‪..‬إلخ‪ ،‬في‬ ‫الدرك األسفل من المحو‪ ،‬لتسلم األ ّمة وينتعش‬ ‫االقتصاد وتستشري الس��كينة واألمن واألمان‬ ‫في أجمل األوطان‬ ‫( اطمئنّوا ‪ ،‬س��يبدع لنا الغرب الشيطان ّي آالت‬ ‫رائع��ة لإلنج��اب‪ ،‬مختصّة ف��ي والدة الذكور‬ ‫فق��ط‪ ،‬وال خ��وف عل��ى س�لالتنا الرهيبة من‬ ‫االنقراض‪ .‬دام لنا الع ّز )‬ ‫آخر القول‪:‬‬ ‫" إنّ��ي أحبّك منذ كان ج��دار بيتك عالقا بجدار‬ ‫بيتي‬ ‫كنت لي واألرض كانت لوحة لرسوم قلبي‬ ‫ه��ل تذكرين طلوع وجهي ف��ي طقوس عناقنا‬ ‫وغروب صوتي‬ ‫كنت لي ‪ ،‬مازلت لي‬ ‫وإن انتهينا شاعرا وقصيدةً "‬

‫املرجعية السياسية الغائبة‬ ‫مريم حممد الغزاوي‬ ‫ق��رر الش��عب الليبي أن يس��جل في تاريخ��ه قطع أوصال‬ ‫القذاف��ي‪ ،‬واجتثاث فكره من جذوره ف��ي حرب دفع ثمنها‬ ‫من مستقبلنا كليبيين‪.‬‬ ‫أربع��ة عق��ود‪ ،‬خالله��ا تش��كلت ثقافتن��ا تح��ت التأثيرات‬ ‫االجتماعي��ة‪ ،‬واالقتصادي��ة ‪،‬والسياس��ية ‪،‬وكل تأثير كان‬ ‫س��لبه أكثر من إيجابه بحس��ب ما نراه ونعيشه من فوضى‬ ‫اليوم ‪.‬‬

‫لم يتفاعل الش��ارع الليب��ي على مر عقود حكم القذافي مع‬ ‫النظرية السياس��ية آن ذاك‪ ،‬بل ش��كلت هذه السياس��ة أكبر‬ ‫تأثير سلبي عليه؛فقد مورست عليه سياسة عدم االستقرار؛‬ ‫لنجده منغمس��ا في الهموم االجتماعي��ة ‪،‬تاركا الحبل على‬ ‫الغارب لمن استطاع االنسالخ عن القيم والمثل التي يعيش‬ ‫عليها الليبي��ون ‪،‬واآلن نقطف جميعنا ثم��ار هذا اإلقصاء‬ ‫والجه��ل؛ فنجد صعوبة بالغة في إيص��ال ثقافة االختالف‬

‫‪،‬وأهميته في بناء مؤسسات المجتمع المدني ؛إذا ليس لدينا‬ ‫قاعدة نستند عليها في بناء ليبيا وفقا لمعطيات الواقع الذي‬ ‫كان يحك��م ليبيا‪ ،‬خصوص��ا وأننا لم نكن نفهم أصال ماهية‬ ‫الس��لطة الت��ي نخضع لها‪ ،‬والتي حاول��ت أن تخضعنا لها‬ ‫وبكافة الوس��ائل ‪،‬واليوم كيف س��نفهم الس��لطة ؟ وما هي‬ ‫رؤيتنا لمفاهيم السلطة وفقا لما يقتضيه الشرع‪ ،‬وما نحدده‬ ‫بالقانون ‪.‬‬ ‫إن مجتمعنا البسيط يمكن تقسيمه بناء على ثقافته ؛ فالنخبة‬ ‫ه��ي التي ت��درك أن الث��ورة لم تقت��ل الجه��ل االجتماعي‬ ‫والسياس��ي؛ بل قتلت نظام يبني الخ��وف والجهل فينا ‪ ،‬ثم‬ ‫الفئ��ة الواعية وهي الفئ��ة التي تتعلم ولديه��ا القابلية لذلك‬ ‫‪ ،‬ومنه��ا من يس��تثمر الفرص المتاحة تح��ت أي ظرف ‪،‬‬ ‫ث��م الفئة الس��لبية التي تتفرج دون أن تح��اول أن يكون لها‬ ‫دور ‪،‬وتمارس على نفس��ها اإلقصاء ‪ ،‬واألبعاد حتى وان‬ ‫كانت على ثقافة ودراية ؛ ثم تأتي الفئة الجاهلة التي تجادل‬ ‫بالباط��ل ‪،‬وتناقش الثوابت ‪،‬رؤيتها ضيقة فهي ال ترى إال‬ ‫جانبا واحدا وشعارها الرأي والرأي نفسه والسؤال هنا هل‬ ‫س��تكون لليبيا مرجعية سياسية جديدة للبناء وكيف ستكون‬ ‫؟ والش��ارع الليبي مازال في تخبط عل��ى جميع األصعدة‬ ‫؟؟؟؟‪.‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫‪21‬‬

‫مخسون ً‬ ‫عاما على رحيله‬

‫فرانز فانون‪..‬كعالمة تدل على الطريق‬ ‫بسام اهللسه‬ ‫ه��ذا وقت للتذكر وللحف��اوة بواحد من بين‬ ‫أكثر أبناء عصرنا نُبالً‪.‬‬ ‫أتحدث ع��ن "فرانز فان��ون"‪ ،‬ابن "جزر‬ ‫المارتيني��ك" وخريج األكاديميا الفرنس��ية‬ ‫ال��ذي خ��رج عل��ى منظوم��ة الس��يطرة‬ ‫واإلس��تالب اإلس��تعماري‪-‬العنصري‬ ‫وغواياته��ا واخت��ار اإلنضم��ام إلى خندق‬ ‫المقاوم��ة الجذرية العنيفة له��ا‪ .‬ال كمثقف‬ ‫ث��وري فحس��ب‪ ،‬وإنم��ا كمناض��ل ف��ي‬ ‫صفوف" جبه��ة التحري��ر الوطني" قائدة‬ ‫كفاح الش��عب الجزائري وثورته الوطنية‬ ‫التحرري��ة ضد اإلس��تعمار اإلس��تيطاني‬ ‫الفرنسي(‪.)1954-1962‬‬ ‫فان��ون(‪ )1925-1961‬لي��س لحظ��ة‬ ‫آفل��ة توهج��ت في زم��ن مضى‪ .‬ف��آراؤه‬ ‫وتحاليله السوس��يولوجية آللي��ات وأفعال‬ ‫التش��ويه والتدمي��ر ال��ذي تمارس��ه قوى‬ ‫الهيمنة العالمية ضد الشعوب المستضعفة‬ ‫المس��تهدفة باإلس��تتباع‪ ،‬ما زال��ت جديرة‬ ‫بال��درس في عهد العولمة اإلمبريالية‪ ،‬كما‬ ‫في عصر اإلس��تعمار‪ .‬وإقتراحاته لس��بل‬ ‫التصدي له��ا ومواجهتها‪ ،‬ما زالت تحظى‬ ‫باإلهتم��ام‪ -‬أو ينبغ��ي أن تك��ون كذل��ك‪-‬‬ ‫وبخاصة‪ ،‬بالنس��بة لش��عوب البل��دان التي‬ ‫ما زال اإلس��تعمار جاثما ً على أرضها‪ ،‬أو‬ ‫البلدان المهددة بعودته في أي وقت‪ .‬ذلك انه‬ ‫لمن الس��ذاجة بمكان‪ ،‬اإلعتقاد بأن مطامع‬ ‫وطبائ��ع الهيمنة واإلس��تغالل ق��د تغيرت‬ ‫لمجرد أنها غيرت من أش��كالها وذرائعها‪.‬‬ ‫وإذا كنا نعرف أن فلس��طين لم تزل محتلة‬ ‫من��ذ أواخر الحرب العالمي��ة االولى‪ ،‬فلقد‬ ‫رأينا عودة االس��تعمار المباشر مع الغزو‬ ‫واإلحتالل االميركي ألفغانستان والعراق‪.‬‬ ‫ورأيناه يتهافت عل��ى ليبيا‪ ،‬وينقض عليها‬ ‫كغنيمة سانحة قابلة لإلفتراس‪.‬‬ ‫وف��ي متابع��ة وتحلي��ل األوض��اع المالية‬ ‫واإلقتصادي��ة المضطرب��ة الت��ي تعصف‬ ‫بال��دول الغربية‪ ،‬لن��ا أن نتوق��ع أن يكون‬ ‫خيار تصدير األزمة‪-‬إضافة إلى ما يسمى‬ ‫بسياس��ة التقش��ف داخلياً‪ -‬أح��د الخيارات‬ ‫التي س��تنال الحظوة لدى صانعي القرار‬ ‫وجماعات المصالح ف��ي هذه الدول‪ .‬وهو‬ ‫م��ا يعن��ي ف��ي الترجم��ة العملي��ة‪ ،‬وضع‬ ‫سياسة نهب األمم والطبقات المستضعفة‪،‬‬ ‫قي��د العمل ومباش��رتها بكل الط��رق‪ ،‬بما‬ ‫فيها الطرائق اإلس��تعمارية القديمة العائدة‬ ‫للقرنين الماضيين‪.‬‬ ‫ه��ذا التش��خيص‪ ،‬ال يعن��ي تجاهل نضال‬ ‫الش��عوب المحق في بلدانها ض��د احتكار‬ ‫الس��لطة والفس��اد واإلقص��اء والحرمان‪،‬‬ ‫م��ن أج��ل الكرام��ة والحري��ة والعدال��ة‬

‫والديمقراطي��ة‪ ،‬وس��ائر حق��وق اإلنس��ان‬ ‫السياس��ية واإلقتصادي��ة واألجتماعي��ة‬ ‫والثقافية‪ .‬لكنه يؤكد على البيئة اإلستراتيجية‬ ‫الت��ي يجري فيها هذا النضال‪ ،‬والش��روط‬ ‫الت��ي تفرضها على الش��عوب‪ ،‬كي ال تتوه‬ ‫وتضي��ع بوصلتها‪ ،‬فتس��لم بأيديها ما قاتل‬

‫عنصرية مض��ادة‪ .‬كما هي حال المناضل‬ ‫األميرك��ي األس��ود‪":‬مالكولم إكس"‪ -‬قبل‬ ‫زيارته للبالد العربية وقيامه بالحج‪ -‬حيث‬ ‫عاد ليعلن خالفه مع مواقف قيادته السابقة‬ ‫في جماعة "أمة اإلس�لام" التي ضاقت به‬ ‫وبدعواه‪ ،‬فإغتالته‪.‬‬

‫األجداد واآلباء وضحوا من أجله‪ :‬استقالل‬ ‫األوط��ان‪ ،‬وس��يادة ال��دول‪ ،‬واس��ترداد‬ ‫الثروات‪ ،‬وتقرير المصير‪.‬‬ ‫* * *‬ ‫ثمة مس��ألة اُخرى ميزت "فرانز فانون"‪،‬‬ ‫يعرفه��ا من اطلع عل��ى أعماله‪ ،‬وبخاصة‬ ‫كتابي��ه‪ ":‬بش��رة بيض��اء‪ ،‬أقنعة س��وداء"‬ ‫و"المعذبون في األرض"‪ .‬أال وهي رفضه‬ ‫الحاسم لما عرف بتيار اإلندماج في الدولة‬ ‫والثقاف��ة االس��تعمارية المهيمنة من جهة‪،‬‬ ‫ورفضه في الوقت نفس��ه لتيار العنصرية‬ ‫المض��ادة‪ .‬فم��ع إلحاحه على اإلس��تقالل‬ ‫الت��ام الناج��ز‪ ،‬والقط��ع م��ع اإلس��تعمار‬ ‫والعنصرية‪ ،‬إال أنه رفض تفسير الصراع‬ ‫الدائر كصراع بين ألوان البش��ر المختلفة‪.‬‬ ‫إن ه��ذه الفكرة بديهية بالنس��بة لنا كعرب‬ ‫ورثة رس��االت ذوات توجه انساني‪ .‬لكنها‬ ‫لم تكن كذلك بالنس��بة آلخري��ن في القرن‬ ‫الماض��ي‪ .‬ف َر َّداً على ضغط التمييز والقهر‬ ‫اللذي��ن مارس��هما البيض االس��تعماريون‬ ‫العنصريون‪ ،‬تعالت أصوات‪ -‬وبخاصة في‬ ‫أوساط السود‪ -‬تش��يطن الملونين اآلخرين‬ ‫عموماً‪-‬وبخاص��ة البي��ض‪ -‬وتدع��و إل��ى‬

‫نذكر ه��ذا‪ ،‬ألننا نرى هنا وهناك مش��اهد‬ ‫خل��ط بي��ن عولم��ة إمبريالي��ة اس��تغاللية‬ ‫مراتبي��ة تفريقي��ة مرفوض��ة‪ ،‬وعالمي��ة‬ ‫انس��انية جامعة تدعو إلى ما هو مش��ترك‬ ‫بين األمم وتؤكد على ضرورة تعزيزه‪.‬‬ ‫ف��إذا كان��ت العنصرية اللوني��ة قد خفتت‪،‬‬ ‫فقد حلت محله��ا دعاوى الهويات الفرعية‬ ‫المغلق��ة‪ ،‬الت��ي أجج��ت نيرانها سياس��ات‬ ‫وآلي��ات العولمة كمس��عى لتمزي��ق األمم‬ ‫إلحكام السيطرة عليها من ناحية‪ ،‬وللحيلولة‬ ‫دون قيام تضامن بينها في الكفاح المشترك‬ ‫ضدها من ناحية ثانية‪ .‬وهذا ما تتواطأ معه‬ ‫وتستفيد منه زعامات الجماعات الفرعية‪،‬‬ ‫الت��ي تري��د ني��ل حصته��ا من اس��تغالل‬ ‫"جماعتها" بالذات‪ ،‬وايجاد موضع مناسب‬ ‫لها ف��ي إط��ار النظ��ام الرأس��مالي القائم‬ ‫وليس ض��ده‪ .‬أي أن "نضاله��ا" ال يهدف‬ ‫إل��ى تغيير النظام العالمي المش��وه الجائر‬ ‫وبناء نظ��ام عالمي جديد عادل‪ ،‬كما يتوق‬ ‫مستضعفو األرض‪ ،‬بل اإلندماج فيه‪ .‬وقد‬ ‫س��بق وأن فعلت ه��ذا فئات م��ن الطبقات‬ ‫العامل��ة ف��ي ال��دول الرأس��مالية‪ ،‬وفئات‬ ‫م��ن البرجوازي��ة الس��وداء ف��ي الواليات‬

‫المتحدة‪ ،‬وبرجوازيات العالم الثالث‪ ،‬التي‬ ‫توقفت أحالمها بالتغيير عند حدود تحسين‬ ‫فرصه��ا‪ .‬فانقلب��ت على ماضيه��ا وأخذت‬ ‫تش��ارك أس��ياد العالم في اضطهاد ونهب‬ ‫اآلخرين وبضمنهم رفاق كفاحها السابقين!‬ ‫وال يعارض النظ��ام اإلمبريالي هذا النوع‬ ‫م��ن النضال بجد‪ -‬إال في بداياته‪ ،‬وبش��كل‬ ‫جزئي‪ -‬ما دام ال يس��عى إل��ى القطع معه‪،‬‬ ‫ويتطلع إلى وضع نفس��ه في خدمته‪ .‬وهو‬ ‫م��ا يس��اعدنا مث�لاً عل��ى معرفة الس��بب‬ ‫ال��ذي أت��اح للنظ��ام االميرك��ي أن يمكن‬ ‫رج�لاً أس��ود‪"-‬باراك أوبام��ا"‪ -‬من تولي‬ ‫منصب الرئاس��ة‪ .‬انه "خادم المنزل"‪ ،‬كما‬ ‫قال"مالكولم إكس" ذات مناظرة ش��هيرة‪.‬‬ ‫وال غراب��ة ف��ي األم��ر! وإال‪ ،‬فم��ن ه��و‬ ‫األحم��ق الذي يبالي بل��ون القطة ما دامت‬ ‫قادرة عل��ى صيد الفئران‪ ،‬كما يقول المثل‬ ‫الصيني؟‬ ‫ولكي ال نضرب أمثلة بعيدةً‪ ،‬فإننا نحيل إلى‬ ‫ما نش��هده أمام أنظارنا في البالد العربية‪،‬‬ ‫لنرى كيف تتقب��ل الواليات المتحدة ودول‬ ‫الغرب‪ ،‬اإلطاحة بأتباعها المخلصين‪ ،‬فيما‬ ‫تذود بض��راوة عن األنظم��ة الحليفة لها‪،‬‬ ‫وتتمسك بما اتبعته من سياسات؟‬ ‫ه��ذا يعني ببس��اطة‪ ،‬أنها مس��تعدة للتكيف‬ ‫م��ع تغيير الطاقم الحاك��م البالي في الدول‬ ‫التابع��ة‪ ،‬بش��رط الحف��اظ عل��ى األنظمة‬ ‫والسياس��ات واإللتزام��ات‪ ،‬وبخاص��ة‬ ‫تجاه"إسرائيل" و"العملية السلمية"‪.‬‬ ‫وعل��ى ذك��ر "العملية الس��لمية" َح ِر ٌّ‬ ‫ي بنا‬ ‫أن نتذك��ر موقف "فانون" الجلي‪ ،‬المضاد‬ ‫ألية عملية سلمية مع المستعمرين‪ .‬بل ضد‬ ‫أش��باه وأنصاف الث��ورات التي ال تتجاوز‬ ‫تخوم اإلستقالل السياسي‪.‬‬ ‫***‬ ‫في كانون األول‪ -‬ديسمبر من العام ‪،1961‬‬ ‫أودى س��رطان الدم "بفران��ز فانون" عن‬ ‫س��تة وثالثين عاماً‪ ،‬قبل أن يشهد استقالل‬ ‫الجزائر‪ -‬بعد شهور سبعة فقط‪ -‬في تموز‪-‬‬ ‫يوليو‪ .-1962‬ووري جسده بكرامة حيث‬ ‫يلي��ق به ف��ي مقبرة الش��هداء إل��ى جانب‬ ‫رفاق��ه المجاهدي��ن الش��هداء‪ .‬وإذا كان‬ ‫الجزائريون يس��تعيدون في ذكراه‪ُ ،‬من ِّ‬ ‫ظ َر‬ ‫ثورته��م‪ ،‬والطبيب النفس��ي في مستش��فى‬ ‫مدين��ة "البليدة"‪ ،‬والمح��رر في صحيفة"‬ ‫المجاه��د"‪ ،‬ومبع��وث الث��ورة وس��فيرها‬ ‫في "غان��ا"‪ ،‬فإن أحرار وحرائ��ر العالم‪،‬‬ ‫والمعذبين ف��ي األرض‪ ،‬الذين كتب عنهم‬ ‫وله��م‪ ،‬يس��تعيدونه كصديق مش��ترك‪ ،‬ما‬ ‫زالت روحه باقية نابضة في تراثه الحي‪،‬‬ ‫كعالمة تدل على الطريق‪..‬‬


‫‪22‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫االنتخابات هي احلل‬

‫االنتخابات احمللية وتغيري اجمللس‪ :‬اقرتاح عملي للحل‬ ‫فضيل األمني‬ ‫من��ذ مدة وانا اتش��اور مع عدد م��ن المختصين في‬ ‫الشأن الليبي داخليا والخبراء العالمية الذين عايشوا‬ ‫التح��والت نح��و الديموقراطي��ة الت��ي م��رت به��ا‬ ‫مجتمعات عدة في العالم‪.‬‬ ‫الحل هنا هو‪:‬‬ ‫‪ .1‬اقامة انتخابات محلية لكل المدن من اجل اختيار‬ ‫مجال��س محلية للمدن وحيث تكون القيادات المحلية‬ ‫له��ذه المدن قيادات منتخبة من قبل الش��عب في كل‬ ‫بلدية أو مدينة‪.‬‬ ‫‪ .2‬يتم اختيار من بين المنتخبين من يمثل هذه المدن‬ ‫في المجلس االنتقالي‬ ‫‪ .3‬يتحول المجلس االنتقالي بهذا الش��كل من مجلس‬ ‫غي��ر منتخب وال يمتلك الش��رعية التمثيلية الحقيقية‬ ‫وهي احدي مشكالته‪ ،‬إلى مجلس اعضاؤه منتخبون‬ ‫من قبل مدنهم وقراهم‪.‬‬ ‫‪ .4‬تس��تمر الحكوم��ة االنتقالي��ة في ادارة الش��ؤون‬ ‫التنفيذية للدولة وال يكون هناك فراغ سياسي تنفيذي‬ ‫‪ .5‬يق��وم المجل��س ال��ذي يمث��ل البالد عب��ر ممثلي‬ ‫الم��دن باختيار رئبس وادارة للمجلس واقرار الئحة‬ ‫داخلية الدارة شؤونه بطريقة مفتوحة وشفافة وذات‬ ‫مصداقية‪.‬‬ ‫‪ .6‬يتعه��د اعضاء المجلس القدي��م والمجلس الجديد‬ ‫بعدم المش��اركة ف��ي االنتخابات لم��دة دورة واحدة‬ ‫عل��ى االق��ل تبدأ من ال��دورة البرلمانية والرئاس��ية‬ ‫القادمة‬ ‫‪ .7‬يق��وم المجل��س عب��ر اعضائ��ه المنتخبين الجدد‬ ‫باع��ادة النظ��ر في ق��رارات وتوصي��ات وتعيينات‬ ‫المجل��س الس��ابق‪ .‬فيعتم��دون ما يس��تحق االعتماد‬ ‫ويغي��رون م��ا يس��تحق التغيير ويلغون ما يس��تحق‬ ‫االلغاء‬ ‫‪ .8‬ينظ��ر المجل��س الجدي��د ف��ي البيان الدس��توري‬ ‫وخارط��ة الطريق والجداول الزمنية المقترحة ويتم‬ ‫تعديلها بما يتناس��ب مع الواق��ع العملي واحتياجات‬ ‫المرحلة‬ ‫‪ .9‬ال يتدخ��ل المجلس في اعم��ال الحكومة وال في‬ ‫االعمال التنفيذية للحكومة وتكون مهامه االش��راف‬

‫العام ومناقش��ة اعم��ال الحكومة ش��هريا من خالل‬ ‫جلسات اس��تماع مفتوحة للجميع وتنقل على الهواء‬ ‫في االذاعة الرسمية‬ ‫‪ .10‬يح��ق العض��اء المجل��س االنتقال��ي الحال��ي‬ ‫طرح انفس��هم للترشح في مجالس مدنهم ويخضعوا‬ ‫النتخ��اب الناس له��م كممثلين عن مدنه��م ان رأي‬ ‫الناخبون انتخابهم‪.‬‬ ‫‪ .11‬يص��در المجلس االنتقالي الحالي قرارا بإجراء‬ ‫االنتخاب��ات المحلي��ة لكل الم��دن ويح��دد المعايير‬ ‫االساس��ية وتتم االنتخابات في فت��رة ال تتجاوز ‪15‬‬

‫المحلي��ة من مجالس عس��كرية أو أمنية أو ما ش��ابه‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫‪ .14‬تتب��ع المجال��س المحلي��ة في خططه��ا العامة‬ ‫وش��ؤون األم��ن والسياس��ة الخارجي��ة والش��ؤون‬ ‫االقتصادي��ة العام��ة ال��وزارت العام��ة للدول��ة في‬ ‫الحكومة االنتقالية‪.‬‬ ‫‪ .15‬تثم��ن الحكومة االنتقالية والمجلس الجديد دور‬ ‫المجل��س االنتقال��ي الحالي الريادي خ�لال مرحلة‬ ‫الثورة ومراحل التحرير ودورهم القيادي في خالل‬ ‫الث��ورة وتضحاياهم خالل فترة حرب التحرير ضد‬

‫فبراير ‪2012‬‬ ‫‪ .12‬تق��وم لجان خاص��ة تعينها الحكومة باش��راف‬ ‫وزارة الثقاف��ة المجتم��ع المدني ومراقبي��ن دوليين‬ ‫باالشراف على االنتخابات المحلية‪.‬‬ ‫‪ .13‬تك��ون المجال��س المحلي��ة المنتخب��ة الس��لطة‬ ‫الش��رعية العليا في المدن وتخضع لها كل االجهزة‬

‫نظام الطاغية‬ ‫‪ .16‬االنتخاب��ات المحلية للمدن س��تكون مهمة جدا‬ ‫في اس��تقرار االمن والعمل في المدن‪ ،‬كما س��توفر‬ ‫للقي��ادات المحلي��ة الش��رعية والمصداقي��ة الالزمة‬ ‫الدارة الشؤون المحلية بشفافية ومسؤولية‪.‬‬ ‫‪ .17‬تنته��ي دورة المجال��س المحلي��ة باالنتخاب��ات‬

‫العام��ة لالجه��زة التش��ريعية والتنفيذية بع��د اقرار‬ ‫الدس��تور‪ .‬ويتم انتخاب مجالس محلية جديدة حسب‬ ‫الهي��اكل واالش��كال والمهام التي يقررها الدس��تور‬ ‫الذي ستم اقراره‬ ‫‪ .18‬تك��ون هذه االنتخابات المحلية فرصة للش��عب‬ ‫الليبي للبدء في ممارسة الديموقراطية في المستوى‬ ‫المحل��ي كبداية للممارس��ة على المس��توى الوطني‬ ‫بعد ذلك‪ .‬كما ستس��اعد ه��ذه االنتخاب��ات الحكومة‬ ‫واالجه��زة المختصة التعرف عل��ى افضل االنظمة‬ ‫والس��بل لتنظي��م االنتخاب��ات العامة وح��ل وتفادي‬ ‫المشاكل التي قد االنتخابات العامة القادمة‬ ‫‪ .19‬ف��ي حال��ة تقاعس المجل��س االنتقال��ي الحالي‬ ‫ورفضه اص��دار قرار بش��أن االنتخاب��ات المحلية‬ ‫والتغيي��رات المطلوب��ة للمجلس‪ ،‬تتول��ى الحكومة‬ ‫االنتقالية بالتش��اور مع كل الفعالي��ات الليبية وقوى‬ ‫المجتم��ع المدن��ي باتخ��اذ ق��رار االنتخاب��ات وكل‬ ‫االجراءات التي تصاحبه بعد ذلك‪.‬‬ ‫نقاط هامة‬ ‫االعالن الدس��توري‪ :‬االعالن الدستورى يتكلم عن‬ ‫مجلس انتقالي كجهاز ليس اش��خاصا ً بعينهم‪ .‬ولهذا‬ ‫المقت��رح يحاف��ظ ويفع��ل دور المجل��س االنتقالي‪.‬‬ ‫الطرح الجديد هو تطوي��ر للعملية وليس اخالالً بها‬ ‫او الغائها‪ .‬اما الهرج والمرج فان كان سيحدث االن‬ ‫فس��يحدث في االنتخابات القادمة ايضا‪ .‬التخوف من‬ ‫اآلثار الجانبية ال يجب ان تمنعنا عن اخذ الدواء‪.‬‬ ‫المقاع��د المخصصة للم��دن في المجل��س‪ :‬المقاعد‬ ‫ممك��ن ف��ي ه��ذ المرحل��ة مث��ل مجل��س الش��يوخ‬ ‫االميريكي‪ .‬كل والية عندها س��يناتورين‪( .‬مقعدين)‬ ‫فق��ط بغض النظ��ر عن عدد الس��كان ف��ي الوالية‪.‬‬ ‫كاليفورني��ا فيه��ا اكثر من ‪ 37‬ملي��ون وهناك والية‬ ‫وايمون��غ ‪ 500‬أل��ف فقط‪ .‬لهما نفس ع��دد المقاعد‪.‬‬ ‫لكل مدنية مقعدان‪.‬‬ ‫المؤتم��ر الوطن��ي لن يكون الفانوس الس��حري‪ .‬ان‬ ‫لم يت��م معالجة جادة لالمور اآلن فه��ذا المجلس لن‬ ‫يك��ون قادرا على الوصول إلى المؤتمر الوطني بل‬ ‫قد يعرقل الوصول إلى المؤتمر الوطني‪.‬‬

‫وزير اخلارجية الفرنسي السيد آالن جوبيه يلقي كلمة يف جامعة طرابلس‬ ‫أشكركم على الكلمة اللطيفة وعلى الهدايا اللتى سأحملها لفرنسا‬ ‫‪ ،‬بثأت��ر وأم��ل أعود إلى ليبي��ا المحررة ففي الش��هور األخيرة‬ ‫اعطى الليبيون درس في الش��جاعة وتأث��رت من تعبير الليبيين‬ ‫عن ش��كرهم وإمتنانهم ‪ ،‬والحكوم��ة الليبية تعمل اليوم من أجل‬ ‫ترسيخ الديمقراطية ‪ ،‬ليبيا الجديدة أنتم عملتموها وأنتم ستبنوها‪.‬‬ ‫كان نظ��ام القداف��ي مثاليا ً ف��ي القمع ‪ ،‬مثاليا ً ألن الش��عب الليبي‬ ‫قاد نضال في اإلنس��انية‪ .‬وفي هدا النظال ‪ ،‬فتح الش��باب الليبي‬ ‫ال��درب ‪ ،‬وهم مصدر أم��ل وثروة للمس��تقبل ‪ ،‬وليس من قبيل‬ ‫الصدفة أن يثورو من بنغازي الى جبل نفوس��ة وحتى أس��قطوا‬ ‫باب العزيزية واليوم عليكم أن تبنو ليبيا الجديدة وهذه المس��ألة‬ ‫هي ورقة رابحة في أيديكم كل في مكانه من أجل ليبيا المستقبل‪.‬‬ ‫نع��رف جميعا ً أن بناء مجتمع سياس��ي على أس��اس ديمقراطى‬ ‫ليس باألمر السهل وألن هذه الصعوبات ال تعنى أن نتشائم ففي‬ ‫هذا األمر لن تكونوا لوحدكم ففرنسا كانت وستستمر في دعمها‬ ‫لكم فهذه الصداقة س��تبقى لتحقيق أحالمكم ونحن نود مساعدتكم‬ ‫لبناء ش��راكة حقيقية ‪ ،‬التعليم سيكون من أولويات هذه الشراكة‬ ‫ف�لا يمكن للمرء أن يكون حراً بدون تعليم أو عمل ‪ ،‬ونحن نود‬ ‫أن يأتى عدد كبير من الطلبة الليبيين للدراس��ة في فرنس��ا فنحن‬

‫بإنتظاركم ‪.‬‬ ‫ونحن كذلك مصممون للعمل على ترس��يخ اللغة الفرنس��ية في‬ ‫الم��دارس اإلبتدائي��ة والثانوي��ة وحت��ى الجامعة وس��نقوم بفتح‬ ‫مرك��زاً ثقافيا ببنغازي وسنس��ميه بيت الحري��ة وباإلضافة إلى‬

‫التعل��م فنحن بص��دد التعاون معكم في مجال الصحة وس��يزور‬ ‫ليبيا قريبا وزير الصحة ‪ ،‬وأخيراً فإننا مس��تعدون للمساعدة في‬ ‫إنشاء قوى أمنية لكى تعيش ليبيا في أمن وإستقرار‪.‬‬ ‫أولوياتن��ا األولى ه��ي انتص��ار الديمقراطية وحقوق اإلنس��ان‬ ‫والم��رأة ولهذا الس��بب جرصنا على إقامة ح��وار مع الثورات‬ ‫لضمان حقوق المرأة والرجل وفهم لعبة الديمقراطية ‪ .‬ونش��ير‬ ‫أنه يجب علينا أن ال نخون النوايا وأن نعطي الفرصة للمسؤولين‬ ‫الجدد إلثبات مقدرتهم على‬ ‫فأنا أرفض فكرة أن اإلسالم والديمقراطية ال يتفقان ‪ ،‬فالمرحلة‬ ‫اإلنتقالي��ة ستس��تغرق بع��ض الوق��ت ‪ ،‬أعرف أن الش��باب ال‬ ‫يس��تطيعوا الصب��ر ‪ ،‬فالصب��ر ال يعنى التخلي ع��ن قيمكم ‪ ،‬بل‬ ‫هو فضيلة إلنجاح ثورتكم ‪ ،‬آمل أن األمور ستس��ير أس��رع في‬ ‫بالدكم ‪ .‬وأحيي إ نضمام ليبيا إلى إتحاد المتوسط للنمو إقتصاديا‬ ‫بجان��ب مصر وتونس و االردن و المغرب و هده فرصة لخلق‬ ‫ف��رص العمل ايض��ا من خالل القطاع الخاص لق��د كان الربيع‬ ‫العربي رهانا للمستقبل فمن اجل سالم المنطقه نعمل لكي نحول‬ ‫المخاطر الي فرص فانتم متاال يحتدى به في العالم فانتم مستقبل‬ ‫ليبيا و اتمنى لكم التوفيق و النجاح ‪.‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫‪23‬‬

‫عليكم ّ‬ ‫أن تضعوا احلصان أمام العربة يا سادة!‬ ‫عبدالنبى أبوسيف ياسني‬ ‫لس��ت من الباحثين عنما خلق هللا أ ّوالً‪ :‬البيضة‬ ‫أم الدجاج��ة؟ ولكنّ��ك عندم��ا تق��رأ اإلع�لان‬ ‫الدس��تورى ال��ذى س��نّه المجل��س اإلنتقال��ي‬ ‫(المؤقت)‪..‬ستكتش��ف ّ‬ ‫أن مخل��وق الث��ورة هو‬ ‫ك من غي��ر بيض��ة‪ ..‬يم�لأ دنيان��ا اختيالاً ً‬ ‫دي�� ٌ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ت صحفي��ة‪ ،‬تناقض ك ّل‬ ‫وصياح��ا‪ ..‬ومؤتمرا ٍ‬ ‫منها ما س��بقها‪ ..‬كما تكتش��ف أنّه أعطي لنفسه‬ ‫س��لطات م��ا أنزل هللا به��ا من س��لطان‪ .‬وبما‬ ‫ّ‬ ‫أن س��لطات هذا المجلس المؤقت خالل الفترة‬ ‫الماضية كانت مفهومة‪ ،‬بس��بب ظروف حرب‬ ‫التحري��ر‪ ،‬إالّ ّ‬ ‫أن اس��تمراره كمش��رّع أوح��د‬ ‫(دونما إنتخاب!) ومقرّر لما ستؤول إليه بالدنا‬ ‫ربما ألجيال قادمة‪ ..‬لهو مغامرة فُرضت علينا‬ ‫وال أرى سببا ً لقبولها والرضوخ لها‪.‬‬ ‫لقد س��بق لي وأن دعوت إل��ى إجراء إنتخابات‬ ‫للمجل��س اإلنتقال��ي والمجال��س المحلي��ة ف��ى‬ ‫المدن المحرّرة‪،‬تباعاً‪،‬فى منتصف ش��هر مايو‬ ‫الماضى‪ ،‬ونش��رت تلك المقال��ة فى صحيفة "‬ ‫ميادين" الورقية ببنغازى‪ ،‬وفى صحيفة " ليبيا‬ ‫المس��تقبل" األليكتروني��ة وقته��ا‪ ..‬وكان رأي‬ ‫ّ‬ ‫ب��أن ننتظر حتّى تتحرر‬ ‫الكثي��ر حولها آنذاك‪،‬‬ ‫بالدن��ا بأكمله��ا وعندها س��يكون ل��ك ّل حادث‬ ‫حديث‪.‬‬ ‫وها نح��ن قد تحررن��ا‪ ..‬وها نحن كم��ا كنّا!‪..‬‬ ‫يتح ّك��م فى مصائرنا مجلس ال نعرف أس��ماء‬ ‫ثالث��ة أرب��اع أعضائ��ه!‪ ..‬وحت��ى الربع الذى‬ ‫نعرفه ‪ -‬فى الحقيقة ال نعرفه ‪ -‬وال نعرف كيف‬ ‫اختار بعضه��م البعض وصاروا أولياء الثورة‬ ‫ورموزها‪ ..‬وهم الممثلون الوحيدون للشعب!‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫وكأن الش��عب قاصر أو فى غيبوبة فى غرف‬

‫العناية!؟ وألنهم ‪ -‬ماش��اهللا عليهم ‪ -‬يس��تمدون‬ ‫ش��رعيتهم من ث��ورة ‪ 17‬فبراير مباش��رة؟!‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫وكأن الث��وار إ ّما استش��هدوا‪ ،‬وإ ّم��ا فى خارج‬ ‫البالد يتلقون العالج!‬ ‫وإن كنتم ال تصدق��ون‪ ،‬فإطلعوا على ما تقوله‬ ‫الم��ادة ‪ 17‬من اإلع�لان الدس��تورى المؤقت‬ ‫للمجلس الموقرّ‪:‬‬ ‫[ (المادة ‪)17‬المجلس الوطني االنتقالي المؤقت‬ ‫ه��و أعلي س��لطة في الدول��ة الليبية‪ ،‬ويباش��ر‬ ‫أعم��ال الس��يادة العلي��ا‪ ،‬بما في ذلك التش��ريع‬ ‫ووض��ع السياس��ة العامة للدول��ة‪ ،‬وهو الممثل‬ ‫الشرعي الوحيد للشعب الليبي‪ ،‬يستمد شرعيته‬ ‫من ثورة السابع عشر من فبراير‪ ،‬وهو المؤتمن‬ ‫على ضمان الوحدة الوطنية‪ ،‬وس�لامة التراب‬ ‫الوطن��ي‪ ،‬وتجس��يد القيم واألخالق ونش��رها‪،‬‬ ‫وس�لامة المواطني��ن والمقيمي��ن‪ ،‬والمصادقة‬ ‫عل��ى المعاهدات الدولية‪ ،‬وإقامة أس��س الدولة‬ ‫المدنية الدستورية الديمقراطية]‪.‬‬ ‫ب��ل‪ ،‬ويستمرالس��ادة‪ ،‬اإلنتقال��ي والمحلّي فى‬ ‫إختي��ار بعضعهم البعض‪ -‬لما ال نهاية ‪ -‬دونما‬ ‫إنتخاب‪:‬‬ ‫[(الماادة ‪ .....)22‬وفي حالة إس��قاط العُضوية‬ ‫أو انتهائه��ا يتول��ى المجل��س المحل��ي المعني‬ ‫اختيـار من يحل محل العُضو الذي أسقطت أو‬ ‫انتهت عضويته‪].‬‬ ‫الحظوا ّ‬ ‫أن ال ذكر للش��عب الغائب أو األصحّ‪،‬‬ ‫شعبليبيا ال ُمغيّب!‬ ‫أين نحن اآلن؟‬ ‫الثورة الليبية (‪ 17‬فبراير العظيمة) هى الثورة‬ ‫الوحي��دة التى أزال��ت نظاما ً دكتاتوري��ا ً ظالما ً‬

‫برمت��ه‪ ..‬أي ّ‬ ‫أن النتيج��ة‪ ،‬ال وج��ود لدول��ة‪،‬‬ ‫ناهيك عن النظام أوالدس��تور‪ .‬وك ّل مؤسسات‬ ‫الدولة إما ّ ال وجود لها بالمرّة أو ال تبتعد كثيراً‬ ‫عن نقطة الصفر‪ ،‬إبتداءاً من الجيش والشرطة‬ ‫وإنته��اءاً باإلع�لام الرس��مي وم��ا بينهما من‬ ‫مؤسسات هامة‪.‬‬ ‫يحكم ويتح ّكم فى البالد‪ ،‬قرابة خمسين شخصا ً‬ ‫أو يزي��د قليالً؛أناس لم ينتخبهم أحد‪ ،‬وال يدرى‬ ‫أح��د كي��ف حكمونا على م��دى ثمانية أش��هر‬ ‫مضت‪ ..‬وعلى أ ّ‬ ‫ي أس��اس س��يحكموننا ثمانية‬ ‫أش��هر قادمة!‪ ..‬والت��ى قرّر هوالء الس��ادة –‬ ‫المؤقت��ون ‪ -‬عن��د إنتهاء تلك األش��هر الثمان‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫أن يقيموا لنا إنتخاب��ات إلختيار مؤتمر وطنى‬ ‫– مؤق��ت ه��و اآلخر ‪ -‬وتعيي��ن حكومة مؤقتة‬ ‫أخرى! وتعيين هيئة– لصياغة دستور – سيتم‬ ‫إس��تفائنا عليه – بنعم أو ال‪،‬الغير – ثم يقوموا‬ ‫بإج��راء إنتخابات أخرى!‪ ..‬تكون هى الدائمة‪،‬‬ ‫والدايم هو هللا‪.‬‬ ‫بمعن��ى‪ ،‬أننا س��نعيش قرابة عامي��ن فى حالة‬ ‫مؤقته على أ ّ‬ ‫ي حال‪ ..‬تحكمنا خاللها حكومتان‬ ‫مؤقتت��ان! تح��ت إش��راف وس��يادة مجلس��ان‬ ‫مؤقتان! والسؤال هنا ‪ :‬لمــــاذاااااااااا‬ ‫الحــ ّل –من وجهة نظرى!‪-‬‬ ‫• هو ّ‬ ‫أن ننتخب– اآلن – مجلس وطنى مؤقت‬ ‫(ثلثه‪ ،‬م��ن الثّوار الش��باب)‪ ..‬ومجالس محلية‬ ‫موقتة‪ ،‬والتى تباش��ر صالحياته��ا لمدة عامين‬ ‫أو أكثر‪ ،‬حتى تكون لنا حكومة مؤقتة ومجالس‬ ‫محلي��ة مؤقت��ة‪ ،‬تس��تطيع أن تنجز ش��يئا ً لهذا‬ ‫الشعب المغبون (المغيّب)عقوداً من الزمن‪.‬‬ ‫أن يتم اس��تفتاء الش��عب خالل ‪ 8‬أشهر ‪ّ -‬‬ ‫• ّ‬ ‫إن‬

‫أحبنن��ا رقم ‪ 8‬بالذات‪ -‬عن نظ��ام الدولة الذى‬ ‫يريده الش��عب‪ :‬نظام جمهورى دس��تورى‪ ..‬أ ّم‬ ‫نظام ملكى دس��تورى‪ ..‬بما معناه‪ ،‬ملكا ً أردناه‬ ‫أ ّم رئيس‪ ،‬س��يكون رمزاً فقط‪ ،‬ال حاكما ً مبجالً‬ ‫؛ألن من س��يحكم البالد‪ ،‬نريده رئيسا ً‬ ‫متس��لّطا ً ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ل��وزارة‪ ،‬منتخب��ة برلماني��ا‪ ..‬ليت��م محاس��بته‬ ‫أسبوعيّا ً أمام برلمان منتخب من الشعب‪.‬‬ ‫• كذلك إس��تفتاء الش��عب عن النظام اإلداري‬ ‫الذى يرتضونه‪ :‬أمحافظات ‪ 31‬أغس��طس ‪69‬‬ ‫العش��ر؟‪ ،‬أم واليات ‪ 64‬الث�لاث الفيدرالية؟‪..‬‬ ‫وهل نريد العمل أم ال بدس��تور اإلستقالل لسنة‬ ‫‪ 51‬مع تعديله لما يتم ّشى مع المرحلة؟‬ ‫البد من اس��تفتاء الشعب وأخذ رأيه‪ ،‬ال التقرير‬ ‫نيابة عنه‪.‬‬ ‫• تك��ون مدة المرحلة اإلنتقالية‪ -‬مجلس وطنى‬ ‫مؤق��ت وحكومة إنتقالية مؤقت��ة ‪-‬قرابة عامين‬ ‫من الزمان على األقل‪ ..‬حتى يس��تطيع شعبنا‪،‬‬ ‫الذى كان ُمه ّمش��أ ً عقود من الزمان‪ ،‬إستيعاب‬ ‫دوره ف��ى هذه الدول��ة الديمقراطية التى يتطلّع‬ ‫لها‪ ..‬وذل��ك بتنظيم صفوف��ه وتيّراته وأحزابه‬ ‫ومؤسساته المدنية‪ ،‬قبل يستولى عليها السرّاق‬ ‫المحترفون‪ ..‬وما أكثرهم هذه األيام!‬ ‫هذا ما أراه صائباً‪ ،‬وأتمنّى أن يناقشه أصحاب‬ ‫اإلهتمام والخبرة واإلختصاص‪ ،‬بالنقد المفيد‪،‬‬ ‫أو باإلضاف��ة أو بالتعدي��ل‪ ،‬لم��ا في��ه خير هذا‬ ‫الوط��ن‪ ..‬والذى أراه متجه��ا ً على عجل‪ ،‬نحو‬ ‫مستقبل مجهول ال يعلمه إالّ هللا؛‬ ‫وهللا من وراء القصد‪.‬‬

‫لنحتفل بستينية االستقالل‬ ‫احلسني عبد الكريم املسوري‬ ‫ف��ي الرابع والعش��رين م��ن ديس��مبر الجاري‬ ‫تط��ل علينا الذكري الس��تين لالس��تقالل ولعل‬ ‫ه��ذه الذكري التاريخية الس��تقالل ليبيا تدعونا‬ ‫للتوق��ف عندها كثيرا لنعرف كيف صنع اإلباء‬ ‫واألجداد اس��تقالل هذه البالد التي كانت تعاني‬ ‫م��ن صعاب وعراقيل يس��تحيل معها أن تكون‬ ‫دول��ه مس��تقلة وبغ��ض النضر ع��ن األطماع‬ ‫االستعمارية فان ليبيا ‪ 1951‬ليست ليبيا ‪1969‬‬ ‫حيث كانت ليبيا مجرد مسرح للحرب العالمية‬ ‫الثانية وكانت اإلمراض واالوبئه والفقر المدقع‬ ‫والجه��ل والتخلف تفتك بحياة الليبيين يعني أن‬ ‫بالحس��ابات العملية اليمكن إقامة دوله مس��تقلة‬ ‫ف��ي ارض كبي��رة اغلبها صحراويه ويس��كنها‬ ‫ع��دد قلي��ل معدومة الم��وارد علي المس��توي‬ ‫السياس��ي كان��ت الجهوي��ه والقبلي��ة تضرب‬ ‫جذورها لكن إصرار الرجال المخلصين صنع‬ ‫هذا االستقالل واهدي لنا ليبيا الحديثة التي لوال‬ ‫نضاله��م وكفاحهم ونظرته��م التقدمية لما كان‬ ‫هناك ليبيا وال شعب ليبي لقد كان لجمعية عمر‬ ‫المخت��ار بقي��ادة المناضل مصطف��ي بن عامر‬

‫ورفاقه دوراً كبيراً حيث كانت الجمعية تحمل‬ ‫مش��روع ليبيا الموحدة بأقاليمه��ا الثالث برقه‬ ‫وطرابل��س وفزان في مواجهة تيار اس��تقالل‬ ‫برقه وكانوا بحق رجال الوحدة الوطنية علي‬ ‫الجان��ب األخ��ر كان المؤتمر الوطني بزعامة‬ ‫المناض��ل بش��ير الس��عداوي ورفاقه الفضل‬ ‫األكب��ر في ني��ل ليبيا االس��تقالل حي��ث كانت‬ ‫األمور تس��ير إلي رفض الطرابلسيين مبايعة‬ ‫األمير إدريس السنوسي ملكا للبالد لكن وطنية‬ ‫بش��ير الس��عداوي غلبت مصلحة الوطن علي‬ ‫مصلحة الحزب وبحنكه سياس��يه نادرة عرف‬ ‫الس��عداوي أن رف��ض مبايع��ة األمير إدريس‬ ‫السنوسي سيؤدي إلي تقسيم ليبيا وان االستقالل‬ ‫لن تناله ليبيا وس��تكون الوصاية علي كل إقليم‬ ‫لدول الحلفاء نتيجة حتمية فكان قراره الشجاع‬ ‫بقب��ول مبايعة األمي��ر إدريس السنوس��ي ملكا‬ ‫لليبيا رغم امتعاض أنصار السعداوي ومؤيديه‬ ‫ليبي��ا اليوم احدي دول الربيع العربي الذي بدا‬ ‫خطواته الكبيرة منذ ‪ 14‬يناير ‪2011‬‬ ‫في تونس وتأتي ذكري االستقالل الستين وكأن‬

‫الليبيين عادوا إلي س��نة ‪ 1951‬حيث ال دستور‬ ‫وال مؤسس��ات إنن��ا نعي��ش مرحل��ه تاسيس��يه‬ ‫جديدة وطريق��ة االحتفاالت هي االخري يجب‬ ‫أن نؤس��س له��ا برتوكوال جدي��دا ً لنري كيف‬ ‫س��نحتفل بهذه المناسبة العظيمة هل بالعروض‬ ‫العس��كرية والجرافات والش��احنات وسيارات‬ ‫القمام��ة أم بالمس��يرات الش��عبية والخطابات‬ ‫الرنان��ة وس��ط الجماهير وإط�لاق الرصاص‬ ‫والقذائف اعتقد أن كل ماسبق ذكره يدفعنا نحوا‬ ‫أن نغير طريقة احتفالنا فال نريد تكرار مأس��اة‬ ‫إعالن التحرير حي��ث كان الزحام في المنصة‬ ‫والفقرات غير مرتبه والعروض غير مجدوله‬ ‫وحتي بيان التحرير أعلن وسط فوضي وزحام‬ ‫ذكرن��ي ببرقي��ات التأي��د والتهنئ��ة إب��ان حكم‬ ‫المقبور لذلك اقترح أن يكون االحتفال بطريقه‬ ‫حضاري��ه دون تكل��ف وال ارتج��ال أن يق��وم‬ ‫كل مواطن بوضع علم االس��تقالل علي منزله‬ ‫وس��يارته دون إجبار وبرغبة المواطن أن يتم‬ ‫بث كلمة عيد االس��تقالل للمستش��ار مصطفي‬ ‫عبد الجليل أو رئي��س الحكومة الدكتور الكيب‬

‫عبر التلفزي��ون وهو موجود في قاعه المجلس‬ ‫الوطني االنتقالي تكون مزينه بأعالم االستقالل‬ ‫أو مقر الحكومة ونتمنى أن نري الكلمة مكتوبة‬ ‫وموزونة ومعب��ره وال نريدها وليدة االرتجال‬ ‫ال��ذي عودن��ا علي��ه المستش��ار ومن ث��م نقل‬ ‫احتف��ال أطف��ال الروض��ة أو مدرس��ه ابتدائية‬ ‫بعيد االستقالل عبر التلفزيون وعرض شريط‬ ‫وثائق��ي عن مرحلة اس��تقالل ليبيا ودفع مرتب‬ ‫عيديه للموظفين و إلغاء العروض العس��كرية‬ ‫وجميع مظاهر االحتفاالت المسلحة‬ ‫كم��ا يمكن إضاف��ة فقره في الدس��تور الجديد‬ ‫بع��دم تخصيص أي مبالغ لالحتفال من ميزانية‬ ‫الدولة وذلك بترك القطاع الخاص والجمعيات‬ ‫االهليه والمواطنين يحتفلون وفق القانون بعيد‬ ‫استقالل بالدهم ‪.‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 20 ( 32-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫( إعــالن عن مناقصة عامـة )‬

‫جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي‬ ‫يعلن جهاز تنفيذ وإدارة مش���روع النهر‬ ‫الصناعي عن طرح عطاء مناقصة عامة‬ ‫بش���أن تقديم خدمات اإلعاشة والنظافة‬ ‫العام���ة بمواقع المش���روع ف���ي كل من‬ ‫(الحساونة والشويرف والسدادة ومركز‬ ‫الدعم بقصر بن غشير وترهونة والقره‬ ‫بولل���ي وأبوزي���ان) التابع���ة لمنظومة‬ ‫الحساونة ‪ /‬سهل الجفارة‪ ،‬فعلى الشركات‬ ‫والتش���اركيات المتخصصة والتي ترغب‬ ‫بالمش���اركة ف���ي هذه المناقص���ة التقدم‬ ‫إل���ي جهاز تنفيذ وإدارة مش���روع النهر‬ ‫الصناعي بمقره الكائ���ن ببنغازي وذلك‬ ‫لسحب مستندات طلب العروض (كراسة‬ ‫الشروط والمواصفات) في أوقات الدوام‬ ‫الرس���مي ابت���دا ًء من تاريخ نش���ر هذا‬ ‫اإلعالن وفقا ً للشروط التالية‪-:‬‬ ‫‪ )1‬أن يكون لدى المتقدم الخبرة والقدرة‬ ‫على تنفيذ مشاريع مش���ابهة لموضوع‬ ‫المناقصة‪.‬‬

‫‪ )2‬أن يرفق المتقدم بعرضه المستندات الدالة على خبرته وصورة رسمية‬ ‫لعقد التأسيس والنظام األساسي والوضع المالي له‪.‬‬ ‫‪ )3‬يمكن للمتقدمين ش���راء مس���تندات طلب الع���روض حتى يوم الخميس‬ ‫الموافق ‪ 2012 /01 /12‬م‪.‬‬ ‫‪ )4‬أن تكون صالحية العروض س���ارية المفعول لمدة س���تة (‪ )6‬أشهر من‬ ‫تاريخ تقديمها‪.‬‬ ‫‪ )5‬مقابل سحب مس���تندات طلب العروض يدفع مبلغ مالي وقدره (‪1000‬‬ ‫د‪.‬ل) أل���ف دينار غير قابل���ة للترجيع وذلك بموجب ص���ك مصرفي يودع‬ ‫بحساب جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي رقم (‪ )550020‬طرف‬ ‫مصرف الوحدة وكالة النهر الصناعي بمدينة بنغازي‪.‬‬ ‫‪ )6‬يرفق بالعروض المقدمة تأمين ابتدائي قدره (‪ 20,000‬د‪.‬ل) عش���رون‬ ‫أل���ف دينار ال غي���ر وذلك بموجب صك مصدق يتم ترجيعه لمن ال يرس���ي‬ ‫عليهم العطاء‪.‬‬ ‫‪ )7‬تُقدم العروض (التجارية والفنية) بواقع أصل وثالثة نسخ إلى أمين سر‬ ‫لجنة العطاءات بمقر الجهاز ببنغازي في مظاريف مغلقة ومختومة بالشمع‬ ‫األحمر بحلول الس���اعة الثانية عش���رة (‪ )12‬ظهراً من يوم األحد الموافق‬ ‫‪ 2012 /01 /15‬م حيث س���يتم فتح المظاريف فى جلس���ة علنية بحضور‬ ‫مندوبين عن الشركات والتشاركيات المتقدمة‪.‬‬ ‫‪ )8‬لمزي ِد من االستفسارات يرجى االتصال باألرقام التالية ‪-:‬‬ ‫هاتف‪ /‬بريد مصور ‪-0612223705 -0612238347 -:‬‬ ‫إدارة مشروع النهر الصناعي‬

‫ينطلق يوم ‪ 24‬ديسمرب القادم‬

‫العدد ‪ 20( 32‬ديسمبر‪2011‬م)‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.