العدد46

Page 1

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪46‬‬

‫‪ 27‬مارس ‪2012‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪:‬عصام طرخان‬

‫حتى الخييّم الظالم ‪..‬‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫مدير التحرير‬ ‫سامل العوكلي‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫إشراف فين‬ ‫عمر جهان‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫رسوم داخلية‬ ‫عادل فورتيه‬

‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬

‫ف��ي مطل��ع ثورتن��ا المباركة ‪ ..‬باش��رت بل��دان العالم الصديق��ة والحليفة‬ ‫والشقيقة ‪ ،‬حتى المحايدة منها والمشككة ‪ ،‬بل وتلك التي تكن لنا العداء‬ ‫‪ ..‬باشر الجميع في تحذيرنا من انتشار التطرف واإلرهاب بصورته الجديدة‬ ‫ذات المظهر األفغاني ‪ .‬وكنا وقتها نطمئن العالم وأنفسنا في ذات الوقت‬ ‫‪ ،‬بأن ال وجود لمتطرفين في ليبيا الحرة ‪ ،‬وأننا ش��عب بس��يط ‪ ..‬مس��الم‬ ‫خ��ال من العنف ‪ ..‬ديننا وس��طي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬نحل��م بالديمقراطي��ة ‪ ..‬و بوط��ن‬ ‫ٍ‬ ‫والحري��ة مطلبنا ‪ ..‬نس��عى لصداق��ة الجميع ‪ ..‬ونحترم إختالفات اآلخرين‬ ‫‪ ..‬لنا تاريخنا‬ ‫ال��ذي نعت��ز ب��ه ‪ ..‬نحاف��ظ على تراثنا ‪ ..‬وننظر بتفاؤل تجاه المس��تقبل ‪.‬‬ ‫هكذا كنا نجيب المحذرين ‪ ،‬وهكذا كنا نرد على المتس��ائلين والمش��ككين‬ ‫‪ .‬بعد أن تحررنا ‪ ..‬وبعد مضي عدة أش��هر ‪ ..‬بدأت بوادر التطرف في‬ ‫الظهور ‪ ..‬مستغلة غياب األمن ‪ ،‬وبطء أداء المجلس اإلنتقالي ‪ ،‬ورعونة‬ ‫الحكومة المؤقتة ‪ ..‬مجموعات مس��لحة تعمل في الخفاء دونما رقيب أو‬ ‫حس��يب ‪ ..‬باش��رت بتحطيم األضرحة ونبش القبور وهدم التماثيل ‪ ،‬ثم‬ ‫وبقدرة قادر ُمنعت من تحطيم تمثال ميدان الغزالة ‪ ،‬وبعد ذلك جاء دور‬ ‫مقابر جنود الحرب العالمية الثانية ‪ .‬وال ندري‬ ‫ما سوف يحدث بعد ذلك ؟‬ ‫هكذا بدأ الحال في أفغانستان ‪ ،‬حين تم تدمير المعالم األثرية ‪ ،‬وتحطيم‬ ‫تماثي��ل ب��وذا الت��ي يرجع تاريخها إلى ألفي عام ‪ .‬األمر الذي نبه العالم‬ ‫إلى والدة ظاهرة‬ ‫اإلره��اب بإس��م الدي��ن ‪ ،‬بع��د أن كان الش��عب األفغان��ي مثال البس��الة‬ ‫والتضحية في سبيل تحرير بالدهم من الغزو السوفيتي ‪ -‬في ذلك الوقت‬ ‫هكذا‬ ‫ وتنادي ش��باب العالم اإلس�لامي لنصرة إخوانهم في الدين ‪.‬‬‫‪ ..‬وبكل بس��اطة ‪ ..‬تغيرت نظرة ش��عوب العالم تجاه القضية األفغانية‬ ‫‪ ،‬وتحولت من دولة مناضلة إلى دولة إرهابية مدانة من قبل مؤسسات‬ ‫الحف��اظ عل��ي التراث اإلنس��اني التابعة لهيئة األم��م المتحدة ‪ ،‬وغيرها‬ ‫من منظمات عالمية ومدنية ذات نفوذ وتأثير في الرأي العام العالمي ‪..‬‬ ‫وكلنا نعلم ما حدث بعد ذلك !‬ ‫إن أكثرنا تفاؤالً ‪ ..‬يخشى من تحول ليبيا الثورة إلى النسخة األفغانية‬ ‫ ال سمح هللا ‪ -‬فبالدنا مليئة باآلثار ‪ ..‬اإلغريقية والرومانية والعثمانية‬‫‪ ..‬وغيرها الكثير ‪ ،‬مما نعول عليه في مجال السياحة ‪ ..‬بإعتبارها البديل‬ ‫األمث��ل للبت��رول ‪ ،‬والدخ��ل األكثر ضمانا ً ‪ ،‬في غي��اب الزراعة ‪ -‬رغم‬ ‫األمطار الغزيرة هذا العام المبارك ‪ -‬وفي غياب إستثمار الثروة الحيوانية‬ ‫ رغ��م غالء اللحوم وعدم إس��تغالل المراع��ي الوفيرة الصالحة لزراعة‬‫أعالف المواش��ي ‪ -‬وفي غياب الثروة البحرية ‪ -‬رغم طول ش��واطئنا‬ ‫الممتدة أللفي كيلومتر ‪ -‬وبطبيعة الحال ‪ ...‬في غياب الصناعات بمختلف‬ ‫أنواعه��ا ‪ .‬كل ذل��ك ‪ ..‬ف��ي غي��اب التخطي��ط ‪ -‬رغ��م وجود وزارة‬ ‫بالخصوص ‪ -‬إن أكثرنا تفاؤالَ ‪ ..‬يقول لسان حاله ‪ :‬بما أننا نستورد‬ ‫كل شئ ‪ ..‬فالبد من الحفاظ على آثارنا ‪ ..‬حتى نتمكن من تفعيل دور‬ ‫الس��ياحة النظيفة ‪ ..‬وحتى يتمكن أطفالنا من تحقيق الدخل المناس��ب لهم‬ ‫‪ ..‬في المستقبل القريب ‪ ..‬قبل نفاذ آخر قطرة من نفطنا ‪ ..‬وحتى يصبح‬ ‫بإمكانهم العيش في النور ‪ ،‬قبل أن يخيّم الظالم ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫‪03‬‬

‫تقارير إخبارية‬ ‫احتفالية سنة أولي ميادين تبدأ بلقاء مع الروائي اللييب هشام مطر‬ ‫روايته االوىل ( يف بالد الرجال ) ترتجم لـ ‪ 29‬لغة من لغات العامل ‪.‬‬ ‫هند علي عدسة ‪ /‬نادين الشريف‬

‫الباين من كتاباتي هوس بليبيا ‪.‬‬ ‫الكتابة نوع من حالة احلرية املطلقة ‪.‬‬ ‫أنت ال ختتار ما تكتب فالكاتب يكتب ما هو حباجة إىل كتابته‬ ‫ح��ري به��ا ان تحتف��ل بس��نتها األولي ‪...‬‬ ‫ميادين ال��ذي انطلقت ف��ى األول من مايو‬ ‫عام ‪ 2011‬مع بداية عهد جديد في ليبيا ‪...‬‬ ‫تس��تضيف حض��ور اول للكاتب والروائي‬ ‫الليبي هش��ام مطر ‪ ...‬من غربة دامت ‪33‬‬ ‫عام ليشكل الحدث نقطه فارقه عبر أمسية‬ ‫أدبي��ة راقي��ه حضرها المثقف��ون ووبعض‬ ‫الكتاب واألعالميين فى دار الكتب الوطنية‬ ‫بمدينة بنغازي ‪.‬‬

‫أس��تهل رئي��س تحري��ر جري��دة ميادي��ن‬ ‫األس��بوعية " أحم��د الفيت��وري " حديث��ه‬ ‫بالتعريف بالضي��ف والترحيب به ‪ ،‬وكان‬ ‫كت��ب كلمة في كتي��ب وزع علي الحضور‬ ‫‪ .‬وم��ن ثم قام الفنان خال��د الفاضلي بقراءة‬ ‫مميزة لقصة هش��ام مط��ر ‪ ( :‬مندس ‪ ..‬أو‬ ‫المالمح الصامتة لسليمان الديواني ) وهي‬ ‫أول عمل ينش��ر له في ليبيا؛ حيث نشر في‬ ‫الع��دد ‪ 41‬م��ن جريدة ميادي��ن ‪ .‬بعدها تم‬

‫االنتقال إلى حالة جمالية أخرى وهي حوار‬ ‫تناول فيه المترجم وأستاذ اللغة اإلنجليزية‬ ‫نافع الطشاني األسئلة واطراف الحديث مع‬ ‫الروائي هش��ام مطر ال��ذي جاء فى حقيقته‬ ‫باللهجة الليبية العامية الصادرة منه بش��كل‬ ‫مختل��ف وجميل ولكن قمن��ا بصياغته بما‬ ‫يتناسب مع وضع النشر الصحفي ‪-:‬‬ ‫كيف تع���رف نفس���ك للجمهور‬ ‫• ‬ ‫الليبي ‪ ....‬هل أنت ليبي تكتب باإلنجليزية‬

‫أم بريطاني تكتب ع���ن القضايا الليبية أم‬ ‫أنسان فقط ؟‬ ‫نشكر كل الموجودين ونشكر األستاذ أحمد‬ ‫الفيتوري وجريدة ميادين التي ش��دتني فى‬ ‫ليبي��ا بعد التغيير الكبي��ر ‪ .‬أعتذر عن لغتي‬ ‫العربية المتكسره وهي أحد تأثيرات الغربة‬ ‫وأش��كر مخرجي شريط األمسية " مروان‬ ‫ونافع الطشاني " أصدقاء الطفولة وحبايبى‬ ‫وأوالد خالتي الحبيبة المرحومه ‪......‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫بالنس��بة لي أشعر بنوع من السحر ‪ ...‬غير‬ ‫مصدق أني بليبيا وبجنب صديقي نافع الذي‬ ‫كنا نتبادل رس��ائل الحب في األدب والفكر‬ ‫وما يسمى " حياة العقل "‬ ‫أثناء قدومي لألمسية كنت اتحدث مع نفسي‬ ‫عن كيفية التعبير عن هذه اللحظة بالرجوع‬ ‫بع��د فت��رة طويلة إل��ى ليبي��ا ‪ .‬وقبل وصفه‬ ‫نش��كر أبناء وبنات ليبيا لمحاربتهم من أجل‬ ‫ه��ذه اللحظة ونترحم على أرواح الش��هداء‬ ‫وندعي بالصبر والرحمة ألمهاتهم ‪.‬‬

‫الوقت المعلومات عن الوالد مقطوعة تماما‬ ‫‪ .‬الحكوم��ة المصري��ة من عامي��ن حاولت‬ ‫طمئنتن��ا ب��أن الوالد موجود ف��ي مصر كما‬ ‫حاول��ت تهديدنا بطريقة المخابرات العربية‬ ‫‪ .‬تهدي��د بالذوق مثالً هو موجود وبخير لكن‬ ‫ل��و تتكلمو أو يعلى صوتكم لن نأكد لكم بأن‬ ‫الموضوع سيكون على ما يرام ‪.‬‬ ‫وال��دي نجح في تهريب رس��الة من س��جن‬ ‫بوس��ليم مكتوبه بخطه يذك��ر ما حدث معه‬ ‫بالتفصيل ‪. .‬‬

‫والدة الروائي هشام جاب هللا وزوجة الشهيد جاب هللا مطر‬

‫س��وف أذكر أمرين يعبران عن ما حصل‬ ‫م��ن أول وصول��ي وممك��ن بطريق��ة غير‬ ‫مباش��رة تعبر عن ش��عوري عندما رجعت‬ ‫ليبي��ا ‪ ...‬تفاجأة بأحس��اس عجي��ب بالراحة‬ ‫م��ع أن المف��روض أن ال نتفاجأ ولكن الن‬ ‫لي زم��ان عليه فتظهر بأنها ش��ئ عجيبة ‪.‬‬ ‫أكتشفت أني لست بضيف أثناء المشي على‬ ‫كورني��ش بنغازي في حين كنت ضيف قبل‬ ‫ذلك ‪ .‬ولس��ت مطالب بش��ي وال أعتذر عن‬ ‫شي ‪.‬‬ ‫وصلتن��ي ه��ذه الحال��ة أيض��ا حينما كنت‬ ‫متواج��د في بي��ت خالتي وكان قف��ل الباب‬ ‫خارب جاء واح��د مصري يصلح في القفل‬ ‫والني عشت وتربيت في مصر فترة طويلة‬ ‫حكي��ت مع��ه باللهجة المصري��ة ‪ .‬قال لي ‪:‬‬ ‫أن��ت مصري ؟ ‪ .‬قل��ت ال مش مصري بس‬ ‫عش��ت في مصر فترة طويل��ة وأخذ يحكي‬ ‫كي��ف ج��اء وع��اش بليبي��ا ‪ .‬فج��أة فصلت‬ ‫الح��وار وبكل تلقائية قل��ت له " مرحبا بيك‬ ‫ف��ي ليبيا " وفج��أة في هذه اللحظة لم أقل "‬ ‫مرحبا بي��ك " ألحد بالطريقة ه��ذي ‪ ..‬هذا‬ ‫نوع من جوانب سؤلك ‪.‬‬ ‫س��أتحدث ككاتب وأخ ومواطن ولكن هناك‬ ‫أجاب��ة هي أني فن��ان ‪ ..‬ال أفكر في هويتي‬ ‫أنها تعني لي شئ ‪ .‬الفنان جزء من البشرية‬ ‫واألرض ‪.‬‬ ‫•قضية أختفاء وال���دك ومن خاللها قضية‬ ‫القمع الليبي ‪ .....‬ما المجهودات الذي قمت‬ ‫بها ‪ ..‬اآلثر ‪ ..‬الوطئه ؟‬ ‫في م��ارس ‪ 1990‬خطفت الس��فارة الليبية‬ ‫وال��دي من بيت��ه في مص��ر بالتع��اون مع‬ ‫المخابرات المصرية ونحن كأس��رة عش��نا‬ ‫ف��ي ن��وع م��ن العزل��ة ‪ .‬هناك م��ن تجنب‬ ‫التواص��ل معنا نتيج��ة الخ��وف وفي نفس‬

‫بدأنا نش��تغل م��ع المنظم��ات الحقوقية في‬ ‫مصر ولكنها كانت مح��دودة والني ندرس‬ ‫ف��ي بريطاني��ا جعل الموض��وع يختلف مع‬ ‫صدور الرواية فى ‪ 2006‬وتكلمت بطريقة‬ ‫مختلفة في الراديو والتلفزيون أعطاني دافع‬ ‫نوض��ح الواقع الليبي – الليبي عموما ً يحس‬ ‫بالعزلة بطريقة عجيبة – موقف سريالي –‬ ‫ب�لادك ووضعك صعب جداً ‪ .‬أما العالم في‬ ‫الخارج ينظر ل��ه ديكتاتورية ‪ .....‬ينضحك‬ ‫عليه ‪ ...‬مش عارفين أن كميات في السجن‬ ‫مقتوله‬ ‫هذا النش��اط بدأ ف��ى األزديادعامي ‪2010‬‬ ‫– ‪ 2009‬أخ��ذ وزن‪...‬كما ش��ارك فيه ناس‬ ‫محللين وكتاب ‪ ..‬عملنا رس��الة مفتوحه في‬ ‫التايمز وق��ع عليه ‪ 270‬وهذه صدفة رهيبة‬ ‫فتحن��ا التوقيع م��ن ‪ 9‬صباحا إل��ى الواحده‬ ‫ظهرا ف��ي الي��وم التالي وكن��ا نتمنى أن ال‬ ‫تقل عن ‪ 50‬توقي��ع فوقفت على ‪ 270‬نفس‬ ‫ع��دد قتلي طائرة لوكوربي وأيضا من قتلوا‬ ‫في س��جن بوس��ليم ‪ 1270‬اللي وقعوا على‬ ‫الرسالة من ال ُكتاب الكبار أربعه منهم فازو‬ ‫بجائزة نوبل ‪ ..‬بدأت تأثيرات الحملة لدرجة‬ ‫أن مجل��س اللوردات تكلم ع��ن الموضوع‬ ‫وجاب سيرة الوالد‬ ‫لننتقل إل��ى األدب وأنت تكتب في القضايا‬ ‫الليبية‬ ‫•كيف ترى نج���اح الرواية لطفل عاش في‬ ‫طرابلس وترجم���ت لتقراءه في اليابان ‪...‬‬ ‫هل في س���ر أنس���اني جعلها تلقى كل هذا‬ ‫النجاح ؟‬ ‫هن��اك مقولة للكاتب هام��ل ‪ ...‬لمن تكتب ؟‬ ‫نكتب لمتعه في نفس��ي وللم��رأة التي أحبها‬ ‫حتى ولو هي ال تستطيع أن تقرأ أعمالي ‪.‬‬ ‫لتمضية الوقت ‪ ...‬الكتابة مشروع متواضع‬

‫ومتطلبات��ه كبيرة وخاص��ة الروائي كمهنة‬ ‫حتى أني أذكر أن المخابرات الليبية حاولت‬ ‫تهديدي أو بما معناه " أسكت " كما حاولت‬ ‫تغريني بأشياء معينة ‪.‬‬ ‫وأيضا ً ‪ ..‬ذهبت ألس��تخراج جواز سفر بعد‬ ‫أنته��اء مدته س��ألوني عن الوظيف��ة ‪ :‬قلت‬ ‫كات��ب ويبدو أنها مش��كلة ‪ ...‬في اخر األمر‬ ‫استقرينا على أعمال حره ‪...‬‬ ‫نجاح الرواية ‪ ...‬لو قلت حاجة معناه نمدح‬ ‫ف��ي روح��ي ‪ .‬ج��دوى الكتاب��ة والدافع لها‬ ‫والس��ر وراء ه��ا بعد االنته��اء ‪ ...‬نوع من‬ ‫الرجعه للوطن كانت في ذاكرتي ‪ ...‬الجميل‬ ‫ف��ي الكتاب��ة ‪ ...‬الكاتب ال يس��تطيع التحكم‬ ‫كيف للقاري أن يقراء أعماله ‪.‬‬ ‫•هل يمكن أعتبار أعمالك سيرة ذاتيه لليبيا‬ ‫كلها أم لمواليد تلك الحقبة ؟‬ ‫هي س��يرة واح��دة من س��يرات " واجده "‬ ‫نتفك��ر زمان الكتاب الل��ي يأثر فيا اللي نجد‬ ‫نفس��ي فيه ‪ ،‬نقاب��ل روحي ف��ي الكتاب ‪...‬‬ ‫أنت جزء من حياة أكبر جزء من األنس��انية‬ ‫والطبيعة ‪ .‬كقارئ قليل جدا لقيت هذا النمط‬ ‫•هل نتوق���ع أن تكتب رواية ع���ن الربيع‬ ‫العربي والثورات و‪ 17‬فبراير ؟‬ ‫ال أعرف ‪ ..‬تاريخ الرواية ليس في س��رعة‬ ‫كتابت��ه بخ�لاف الصحافة مث�لا رواية بلد‬ ‫الرج��ال كتبته��ا ف��ي ‪ 2006‬وأحداثه��ا في‬ ‫الس��بعينات ‪ ...‬الرواي��ة تحت��اج لعقود حتى‬ ‫تفهمها ‪.‬‬ ‫كمواط��ن مقتنع بما حصل في ليبيا وأمنحها‬ ‫أسماء " ثورة ‪...‬‬ ‫أم��ا الفن��ان بداخلي مش ع��ارف ‪ .‬ال أعتقد‬ ‫كتابة رواية على الثورة الليبية لكن لو كتب‬ ‫رواية عل��ى أهتمامي بالذي حصل س��وف‬ ‫يكون له أثر‬ ‫•ليبي���ا ‪ ...‬أنطباع���ك عنه���ا ‪ ...‬كيف كنت‬ ‫تراها بعد طول غياب مقارنة بالطفل الذي‬ ‫غادرها مبكرا ؟‬ ‫في ليبيا عاوتدني الثقه في األنس��انية ‪ ..‬حكم‬ ‫فاق ‪ 40‬س��نة حاول تدمير الشعب وكرامته‬ ‫وقدرت��ه على الث��ورة وال ينج��ح ‪ ...‬هدف‬ ‫رهيب‬ ‫عندما ش��اهدت البحر في بنغ��ازي أدركت‬ ‫المش��كلة ف��ي م��ا رأيته م��ن بح��ور العالم‬

‫عش��تها وما فيش حاجة تضحكنى اكثر من‬ ‫النكت��ه الليبية وما فيش حاجة اتزعلني اكثر‬ ‫من همنا ‪.‬‬ ‫•هل نحن كدولة ‪ ...‬ما هي تصورات ؟‬ ‫أختلف عن معظم الناس ‪ ...‬أنا مليان بالتفائل‬ ‫والخوف والتفائل يغلب الخوف‬ ‫اصفه��ا بلمحه مث��ل حيات��ك اليومية عندك‬ ‫عالقة بشخص وفجأة تشوف فيه جانب أخر‬ ‫في ش��خصيتة ‪ ...‬ممك��ن التغيير لن يحدث‬ ‫بكره‬ ‫بعد أن اس��تمتع الحض��ور بالمالمح العامه‬ ‫التي أش��ار إليها الروائي الليبي هشام جاب‬ ‫هللا مط��ر عبر حواره ‪ ..‬أقدم االس��تاذ نافع‬ ‫الطش��اني على كش��ف م��ا وصف��ه رئيس‬ ‫تحري��ر ميادين أنه��ا مفاج��أة – وذكر نافع‬ ‫أن بحوزت��ه عن طريق الح��اج عبد الحميد‬ ‫عمران ع��دد يوليو من جري��دة المعلم لعام‬ ‫‪ 1957‬نش��ر بداخله��ا أأقصوص��ه للكاتب‬ ‫ج��اب هللا مطر وال��د الروائي هش��ام مطر‬ ‫بعنوان " في س��كون الليل " وهو في السنة‬ ‫الثالثة بمعهد المعلمين ‪ ...‬أخذ فيما بعد على‬ ‫قراءة مقطع منها ‪.‬‬ ‫تليها ش��ريط مرئي يعرف بهش��ام وأعماله‬ ‫ومنجزاته العملية ‪.‬‬ ‫فتح المجال بعدها للحضورمن أجل النقاش‬ ‫و الحدي��ث م��ع الضيف ‪ ...‬ج��اءت ردوده‬ ‫على المداخالت كتالي ‪-:‬‬ ‫ل��م أش��اء التعمق في الحدي��ث عن قضية‬‫أختط��اف الوال��د النه��ا مدون��ه ومكتوب��ه‬ ‫ولك��ن بأختص��ار وصلتن��ا ثالث رس��ائل‬ ‫خ�لال االع��وام ( ‪ ) 92-94-95‬تص��ف‬ ‫ت��ورط المخابرات المصرية الذين س��لموه‬ ‫بع��د يومين من القبض عليه إلى المخابرات‬ ‫الليبي��ة وكان برفقت��ه ع��زت المقريف وتم‬ ‫التحقيق معهم ‪ .‬س��وف أرك��ز على الفصل‬ ‫النهائي من الموضوع وهو مكان وجوده ‪...‬‬ ‫لم نعلم عنه ش��ئ ‪ ..‬مع العل��م ان المحاكمة‬ ‫الت��ي أقيمت ألعمامي وأب��ن عمتي فى عام‬ ‫‪ 2001‬ذكرته ‪.‬‬ ‫روايت��ي " بلد الرجال " لها أكثر‬ ‫ ‬‫من معني غير والدي ‪ ،‬تخص بطل الرواية‬ ‫المهموم بما معنى الرجوله وهذا ما تضمنه‬ ‫أسم الكتاب ‪.‬‬

‫األخرى أنها جميلة لكنها مزورة ‪ ...‬الشمس‬ ‫والبح��ر هي األص��ل خالل الطفول��ه التي‬

‫كانت توقعاتي بس��يطة بأن تنشر‬ ‫ ‬‫دار معروفة منجزي األدبي ‪ .‬كما أن عالقتي‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫بروايت��ي مختلفة وأحد األش��كاليات أني ال‬ ‫أق��راء أعمالي ‪ .‬ولك��ن عند قراءة أي عمل‬ ‫يجب أن تش��عر بأنه أم��ر تحتاجه وحلمت‬ ‫ب��ه وقد يكون حدث معك واألخر فكر فيه ‪.‬‬ ‫تمثل لي الكتابة تحدى كبير كيفية التكلم عن‬ ‫متطلبات بتركيز وهدوء تام ‪ .‬الرواية " بلد‬ ‫الرج��ال " أثن��اء كتابته��ا راودتني تيارات‬ ‫عدي��دة من كل جانب أحداه��ا تقول أجعلها‬ ‫هج��وم على النظ��ام وتصبح غير مس��تقله‬ ‫تعبر عن مش��اعرى كش��خص ومن ناحية‬ ‫أخ��رى تيار يق��ول أن العواط��ف ال تكتب‬ ‫بهذا الش��كل ‪ .‬كما أن تصفيات عهد القذافي‬ ‫ل��م يتطرق إليها أحد وه��ذا نوع من التهور‬ ‫‪ .‬وأصابتن��ي الرواي��ه بتأثيرات مثل أني لم‬ ‫أذهب لمصرحتى ال أرى أهلي والعواطف‬ ‫تؤث��ر على العم��ل وجيراني ل��م يروني ‪.‬‬ ‫كي تس��تحق القراءة يجب أن أكون مستقل‬ ‫‪ .‬وخلصت إلى أنه ما نؤمن به فكر وجمال‬ ‫وتح��رك العقل والعاطف��ة فخرجت رواية‬ ‫على ليبيا والرجول��ة وعلى المرأة في ليبيا‬

‫‪05‬‬

‫القصة القصرية جتربة بالنسبة لي ذات أهمية بدرجة أهمية الرواية‬ ‫ً‬ ‫قاصا ‪.‬‬ ‫ولكين روائي وليس‬ ‫مشاعري حنو ليبيا مشاعر خاصة ‪.‬‬ ‫اجملتمع اللييب أوجد احتمال خمتلف للحياة وفكرة خمتلفه عن الوطن‬ ‫‪.‬هن��اك مثل صينى يق��ول القراءمثل الطير‬ ‫ال��ذي يحلق فوق النار بينم��ا الكاتب يقتحم‬ ‫النار ‪.‬‬ ‫قلقي ينبع من الشكليات البدائية للمؤسسات‬‫ف��ي ليبي��ا مم��ا س��ببت مش��اكل ‪ ،‬أيض��ا‬ ‫الس��رعة فى االتهامات ل��دى الحوار العام‬ ‫مش��اكل الس�لاح واآلمان ‪ .‬في حين تفائلي‬ ‫عمي��ق الن ال��ذي حدث ف��ي ليبي��ا أحداث‬ ‫تخل��ق البل��د وترس��م معالمه القادم��ة ‪ .‬مع‬

‫زوجة الروائي هشام مطر‬

‫امكانية منظمات المجتمع المدني وش��غلهم‬ ‫وتحمس��هم وتركيزه��م عل��ى التفاصي��ل ‪.‬‬ ‫حتى اش��كالية كمية االسلحة ليس بالصورة‬ ‫المأس��اوية حتى في ال��دول المتقدمة عندما‬ ‫يغيب البوليس تتحول إلى غابة ‪.‬‬ ‫أجمل ش��ي أقول��ه ألصدقائي في‬ ‫ ‬‫بريطاني��ا ‪ ...‬تع��ال زور بنغ��ازي ‪ .‬العديد‬ ‫من االصدقاء حضرت لذلك لس��ت بحاجة‬ ‫للحك��ي عنه��ا وال أح��د يتص��ور على مر‬ ‫التاريخ أن ثمة حركات حدثت في الجنوب‬ ‫" ليبي��ا " وتأث��ر بها الش��مال " بريطانيا ‪،‬‬ ‫أمريكا ‪ ،‬فرنس��ا ‪ "....‬كانت ليبيا بلد منسيه‬ ‫أو ملكية ش��خص خبي��ث ومن هذا الموقف‬ ‫خرجت للوجود ‪ .‬ش��اهدت كل ش��ئ ‪ .‬جئنا‬ ‫من الصمت ‪.‬‬ ‫الرواي��ة ف��ي ليبي��ا تحت��اج ألن‬ ‫ ‬‫يكون بالبلد " س��كة حديدية "ربط المعلومة‬ ‫بالمكان والتواصل واألشياء ‪.‬‬ ‫الجمي��ل ف��ي الرواي��ة ‪ ...‬كي��ف‬ ‫ ‬‫تتص��ور الموقف لو أنا لس��ت بأن��ا أو أني‬ ‫ع��دوي ‪ .‬كيف يكون الوجود ل��و أنا أنت ‪.‬‬ ‫الرواية تبث الصور من أماكن مختلفة‬ ‫الرواية الجديدة صدرت باللغة االنجليزية‬‫العام الفائت ‪ 2011‬بعنوان " تشريح أختفاء‬ ‫" وبص��دد تس��ميتها إلى العربي��ة " أختفاء‬

‫" تص��در من دار الش��روق ف��ي مصر مع‬ ‫نهاية العام الحال��ي ‪ .‬موضوعها يدور عن‬ ‫تأثيرات األختفاء الذي يختلف عن الموت ‪.‬‬ ‫بعد تجربة صعبة استمرت ‪ 21‬سنة خلقت‬ ‫فيها كيان جديد عبر أحداث هذه الرواية‬ ‫أن تكتب كقارئ ‪ ..‬من يمتلك العقل يخش��ى‬ ‫كتابة الرواية ‪.‬‬ ‫األمس��ية تخللتها لمس��ات جمالية ؛ بعد أن‬ ‫تح��دث االس��تاذ خال��د الترجمان وبش��كل‬ ‫عفوي عن دور والدة هشام كمناضلة فتحت‬ ‫بيته��ا ألهل س��جناء الراي‪ ،‬ث��م دورها في‬ ‫قضية زوجها جاب هللا مطر وما عانته في‬ ‫المنفي‪ ،‬بعدها تقدمت االستاذة تهاني دربي‬ ‫بتقديم باقة ورد بسم جريدة ميادين لهذه األم‬ ‫والزوجة والمرأة الليبية المناضل‪ ،‬وقد كان‬ ‫مدير األمسية االستاذ خليل العريبي كعادته‬ ‫صاحب اللمسة فبعدها مباشرة قدمت للسيدة‬ ‫زوجة الكاتب المحتفي به هدية قدمتها بسم‬ ‫ميادين الدكتورة منى الس��احلي ‪.‬أما الدرع‬ ‫الذي قدم للكاتب فقد قدمه الكاتب المعروف‬ ‫رمضان بوخيط ‪ ،‬وكان مروان الطش��اني‬ ‫في الصورة فقد س��اهم في احياء هذا اللقاء‬ ‫بدور مميز ليس أقله الش��ريط الذي عرض‬ ‫مجموعة من الص��ور توجز حياة الروائي‬ ‫هشم مطر‪.‬‬

‫من “ أصابع لوليتا “ إىل “ بالد الرجال “ ‪!!..‬‬ ‫الناجي الحربي‬ ‫م��ا أن فرغ��ت م��ن ق��راءة رواي��ة "‬ ‫أصاب��ع لوليت��ا " لألدي��ب الجزائ��ري "‬ ‫واس��يني األع��رج " حتى تلقي��ت مكالمة‬ ‫هاتفية من الصدي��ق الودود ‪ ..‬طيب القلب‬ ‫" أحم��د الفيت��وري " يدعون��ي لحض��ور‬ ‫احتفالية " س��نة أولى ميادين " في لقاء مع‬ ‫الكاتب والروائي الليبي " هشام " صاحب‬ ‫رواية " في بالد الرجال " و ابن المناضل‬ ‫المعروف " جاب��اهلل مطر " ‪ ..‬وحيال هذه‬ ‫الدع��وة الكريم��ة كان ال ب��د م��ن ميادين‬ ‫ولو طال الس��فر ‪ ..‬فقررت تأجير س��يارة‬ ‫ولحس��ابي من البيضاء إل��ى بنغازي ذهابا ً‬ ‫وإيابا ً مهما كلف الثمن ‪..‬‬ ‫ال أع��رف عل��ى وج��ه التحديد الش��به‬ ‫الكبير والواضح في الجوهر بين الروايتين‬ ‫‪ ،‬ربما ألنهم��ا تتناوالن القمع وإن اختلفت‬ ‫التفاصي��ل رغم أنه لم يتيس��ر لي اإلطالع‬ ‫على رواية " هش��ام مطر "إال ما نشر هنا‬

‫وهناك نتيجة للخ��وف والمنع والمصادرة‬ ‫زمن النظام المنه��ار ‪ ..‬لكنه عمل إبداعي‬ ‫متكام��ل الش��روط تن��اول قضي��ة القم��ع‬ ‫والتس��لط والخط��ف دون وج��ه قانون في‬ ‫ليبي��ا فترة النص��ف الثاني من س��بعينيات‬ ‫الق��رن الفائت ‪ ،‬ومع أنه��ا كتبت بلغة غير‬ ‫لغتنا العربية وترجم��ت للعديد من اللغات‬ ‫إال أنها ال تنس��لخ ع��ن وجداننا الليبي ‪ ،‬بل‬ ‫تتح��دث عنا ومنا ولنا ‪ ،‬وبذلك اس��تطاع "‬ ‫هش��ام مطر " أن يضيف أش��ياء إنس��انية‬ ‫مهمة ف��ي حياة الليبيين كان��ت من الكبائر‬ ‫وم��ن الممنوعات عن��د الحديث عنها أثناء‬ ‫حك��م اللج��ان الثورية ‪ ،‬حي��ث تمثل جزءاً‬ ‫م��ن أدب المهجر أثار الكثير من الش��جن‬ ‫‪..‬والكثير من األس��رار الغائبة عن الوطن‬ ‫‪..‬‬ ‫أكد " هشام مطر " من خالل لقاء سنة‬ ‫أولى ميادين " في إجابة لس��ؤال ابن خالته‬

‫" نافع الطشاني " الذي يبدو أن دوره كان‬ ‫قويا ف��ي الترجمة من اللغة اإلنجليزية إلى‬ ‫العربي��ة القريبة من أفكار الش��عب الليبي‬ ‫وتراث��ه ‪ ،‬والذي أمس��ك بدفة الحوار طيلة‬ ‫ساعة كاملة في طريقة جديدة تضفي حالة‬ ‫من الدهش��ة وتطرد الملل وتكسر الروتين‬ ‫المأل��وف في األمس��يات والندوات ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫"إن الداف��ع م��ن وراء كتاب��ة رواية " في‬ ‫ب�لاد الرج��ال " هو العجز القس��ري الذي‬ ‫فرض��ه النظام ع��ن العودة إل��ى الوطن ‪،‬‬ ‫فج��اءت الرواية كما لو أنه��ا عودة ذهنية‬ ‫وروحية دون عناء الس��فر إل��ى ليبيا الذي‬ ‫عادة ما يرافقه حجز وتحقيق وس��جن ‪" ..‬‬ ‫تماما كم��ا هي رواية " واس��يني األعرج‬ ‫" ‪ ،‬الت��ي تعد س��ردا لس��يرة ذاتية ألديب‬ ‫طار]ته عيون المخابرات وأيدي المجندين‬ ‫للنيل من��ه بتفاصيل مثيرة ‪ ،‬وش��خصيات‬ ‫س��بر أغوارها م��ن الداخل بدق��ة متناهية‬

‫‪ ،‬ي��روي المش��اهد ببالغ��ة الص��ورة ‪،‬‬ ‫وبمنولوج داخلي مبدع يس��تدعي الذاكرة‬ ‫فيكش��ف عنها العقد الدفينة التي تسرطنت‬ ‫في نفس المواطن العربي جراء الحكومات‬ ‫القمعية ‪ ،‬ليضيف " واسيني " بعداً إنسانيا ً‬ ‫مناديا ً بحرية الفكر دون أن يش��ير إلى ذلك‬ ‫مباشرة ‪..‬‬ ‫عل��ى كل ح��ال ‪ ..‬ال أدع��ي النق��د ‪..‬‬ ‫لكنن��ي على أقل تقدير اس��تطيع اس��تنباط‬ ‫الرسائل واعترف بأنني قد وجدت العالقة‬ ‫بي��ن الروايتين اللتين تذوق��ت نكهتهما هذا‬ ‫األسبوع ‪ ..‬ففي طريق عودتي من بنغازي‬ ‫إل��ى البيض��اء كنت اس��تعيد لق��اء ميادين‬ ‫بالروائي " هش��ام مطر " واستمتع بجمال‬ ‫وروعة وألم الغربة التي أفرزت (أكسجين‬ ‫المنف��ى ) عل��ى ح��د قول األدي��ب " أحمد‬ ‫الفيتوري " ‪..‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫ندوة كتاب ميادين ( ليبيا ‪ :‬الصراع من أجل االستقالل)‬ ‫(‪10‬ـ ‪ )2012 -3‬بقاعة املتحف الوطين بطرابلس (السريا احلمراء)‬

‫كتاب من الناحية التوثيقية من أفضل ما كتب ووثق ملرحلة املخاض لالستقالل‬ ‫ميادين – مكتب طرابلس‬ ‫الس���يد مفتاح الش���ريف ل���م يرجع ال���ى البعد‬ ‫التاريخي لهذا التقس���يم االقليم���ي الذي فرض‬ ‫نفسه على قرار االمم المتحدة‬ ‫اس��تلم دفة الن��دوة القانوني المختص في الش��أن‬ ‫الدس��توري األستاذ سمير الش��ارف الذي استهل‬ ‫حديثه ببس��طة تُعن��ى بالخلفي��ة التاريخية لحدث‬ ‫االستقالل ‪:‬‬ ‫حقيق��ة اني أم��ام كتاب بي��ن يدي اعتق��د أنه من‬ ‫الناحي��ة التوثيقي��ة م��ن أفض��ل ما كت��ب ووثق‬ ‫لمرحلة المخاض لالس��تقالل خالل فترة زمنية ‪،‬‬ ‫س��نة ‪1949‬الى س��نة ‪، 1951‬نح��ن أمام جهد لم‬ ‫يس��تند على محاضر اجتماعات الجمعية الوطنية‬ ‫التأسيس��ية ‪ ،‬ومحاضر لجنة الدس��تور وحس��ب‬ ‫وانم��ا حقيق��ة وهو مايمي��زه أنه اس��تند على من‬ ‫أوكل��ت له مهم��ة تنفيذ قرار االم��م المتحدة وهو‬ ‫السيد أدريان في كتابه الصادر ‪( 1970‬استقالل‬ ‫ليبيا واالمم المتحدة )وهو المرجع الذي أعتقد أنه‬ ‫غ��اب عن من كتب أو من س��بق االس��تاذ مفتاح‬ ‫السيد الش��ريف في توثيقه لهذه المرحلة الدكتور‬ ‫مجيد الدوري غاب��ت عنه بعض هذه المعلومات‬ ‫وبع��ض هذه الوثائق ‪،‬التي تفي��د في قراءتنا لهذه‬ ‫المرحل��ة ‪،‬س��وف اتن��اول جزئية تتعلق بنش��ئة‬ ‫الدس��تور الليبي وقد تناولها مفتاح السيد الشريف‬ ‫من خ�لال محاضراجتماع��ات الجمعية الوطنية‬ ‫ورك��ز أكثر على كتاب الس��يد أدريان بيلت ‪،‬أي‬ ‫الحراك السياس��ي الذي جاء بعد قرار تنفيذ قرار‬ ‫االمم المتحدة الس��تقالل ليبيا ‪ ،‬وهو الذي حصره‬ ‫ف��ي فصول الكتاب من الفصل الثامن الى الفصل‬ ‫الثاني عش��ر ‪،‬وتناول في��ه أهم معضلة ‪ ،‬معضلة‬ ‫تكوي��ن الجمعي��ة الوطني��ة التأسيس��ية‪ ،‬المكون‬ ‫االساس��ي لألس��تقالل ال��ذي تناوله ق��رار االمم‬ ‫المتحدة هو كيفية وضع دس��تور لهذه الدولة التي‬ ‫ستنال استقاللها ‪ ،‬ومن خالل جمعية وطنية يلتئم‬ ‫فيه��ا ممثلون م��ن أقاليم برق��ة وطرابلس وفزان‬ ‫‪،‬كنت أتمنى على الس��يد مفتاح الشريف أن وقف‬ ‫أم��ام قرار االمم المتحدة ف��ي مادته االولى وهي‬ ‫مس��ألة المكون االقليمي لدولة ليبي��ا التي منحت‬ ‫بموجب هذا القرار إس��تقاللها ‪ ،‬ولكنه كغيره من‬ ‫الباحثين مر على هذه المس��ألة مرور استعراض‬ ‫لها فق��ط دون أن يبحث عن جذورها وأصولها ‪،‬‬ ‫ألن ه��ذا الق��رار وبهذه الصياغة ف��ي تقديري لم‬ ‫يأتي عبثا وإنما ج��اء حقيقة ترجمة لواقع إقليمي‬ ‫موج��ود ‪،‬عل��ى ه��ذه االرض ‪ ،‬حينما نق��رأ ليبيا‬ ‫المكونة م��ن طرابلس وبرقة وف��زان‪ ،‬هذا يعني‬ ‫أن هناك أقاليم موجودة ومقس��مة إداريا ‪،‬تشملها‬ ‫الدول��ة او الوحدة السياس��ية التي ه��ي ليبيا ‪،‬من‬ ‫أين جاء هذا التقس��يم ؟ الس��يد مفتاح الشريف لم‬ ‫يرج��ع الى البعد التاريخي لهذا التقس��يم االقليمي‬ ‫الذي فرض نفس��ه على قرار االمم المتحدة وفي‬ ‫ذات الوقت فرض نفس��ه كما سنرى على دستور‬ ‫دولة االستقالل ‪ ،‬ليبيا ومن الناحية التاريخية منذ‬ ‫الق��رن وأنا أتي عل��ى الدول��ة العثمانية منتصف‬ ‫القرن السادس عشرحينما دخلت الدولة العثمانية‬ ‫ال��ى طرابلس‪ ،‬تعاملت مع أقلي��م طرابلس كأقليم‬ ‫مس��قل بذات��ه‪ ،‬ألن برق��ة كانت في ذل��ك الوقت‬ ‫خاضعة لسلطة المماليك ‪،‬لم تلتحق برقة بالسلطة‬ ‫العثمانية المركزية إال بعد س��قوط دولة المماليك‬

‫أي بع��د م��ا يقارب مئة س��نة بعد ه��ذا التاريخ ‪،‬‬ ‫وأخضعت برقة الى السلطة العثمانية المركزية‪،‬‬ ‫كيف تعاملت معها هذه الس��لطة؟ لم تتعامل معها‬ ‫كأقلي��م مك��ون لليبيا الت��ي نعرفه��ا االن ‪ ،‬وانما‬ ‫اداري��ا كان ف��ي فت��رة تعامله��ا كمتصرفية تتبع‬ ‫ألقليم طرابلس ش��كليا فقط ‪ ،‬وفي أغلب االحيان‬ ‫إقليما مستقال كغيره من االقاليم التي نعرفها يتبع‬ ‫لألس��تانة مباش��رة توحدت هذه االقاليم فترة حكم‬ ‫االس��رة القرمانلية ولكن من بعد س��نة ‪ 1830‬لم‬ ‫نعد ن��رى اقليمين في إط��ار اداري واحد ‪ ،‬اقليم‬ ‫برقة يتبع لالستانة مباشرة ‪،‬اقليم طرابلس وأقليم‬ ‫ف��زان يتب��ع لالس��تانة مباش��رة وكلم��ة اقليم هنا‬ ‫حينم��ا أقولوها هذا اقليم مس��تقل بذات��ه يتبع اقليم‬ ‫الحكم المركزي في االس��تانة باس��تنبول ‪ ،‬وليس‬ ‫ف��ي اطار الدول��ة الواحدة يعني الدول��ة العثمانية‬ ‫تعامل��ت م��ع ليبي��ا ‪،‬كعنصر خارجي ه��ذا على‬ ‫أس��اس أنها أقاليم مقسمة ‪ ،‬حينما استلمت ايطاليا‬

‫هو العامل أو العنصر في تقس��يم هذين االقليمين‬ ‫‪ ،‬العنصر الداخلي قد اس��تقبل العنصر الخارجي‬ ‫وتكي��ف معه ‪ ،‬وترتب عنه خصوصية يراها في‬ ‫نفس��ه ‪ ،‬في أثناء هذه الفترة ‪،‬فترة مناقشة المسألة‬ ‫الليبية الش��ك ان هن��اك ادارة أجنبية وهي إدارة‬ ‫الحلف��اء التي كانت تس��يطر عل��ى االرض ‪ ،‬في‬ ‫طرابلس وبرق��ة إدارة بريطانية ‪،‬وفزان االدارة‬ ‫الفرنس��ية ‪ ،‬هذه هي االشكالية التي واجهها السيد‬ ‫أدري��ان بيلت حينما ج��اء الى ليبي��ا تنفيذا لقرار‬ ‫االمم المتحدة ‪ ،‬السيد مفتاح السيد الشريف حقيقة‬ ‫يط��رح أو يعرض علينا هذه المس��ألة من خالل‬ ‫كت��اب الس��يد أدريان بيلت مما عاصره وعاش��ه‬ ‫بمعالجة هذه المس��ألة قب��ل مجيئه الى طرابلس ‪،‬‬ ‫الس��يد أدريان الصور التي عن��ده وفي ذهنه بان‬ ‫هن��اك دولة وأنه س��يجد ألي��ة لتنفيذ ق��رار االمم‬ ‫المتح��دة في عنصر االساس��ي والجوهري وهو‬ ‫إنشاء جمعية وطنية تأسيسية لوضع دستور للدولة‬

‫من تركيا ليبيا استلمتها كأقاليم وكان يطلق عليها‬ ‫وف��ق اتفاقية ل��وزان طرابلس وبرقة ‪ ،‬في س��نة‬ ‫‪ 1931‬اصدرت الس��لطات االيطالية قانونا وهذا‬ ‫ه��و القانون ال��ذي وحد ليبيا ‪ ،‬باس��م ليبيا كوحدة‬ ‫سياس��ية واح��دة لها حاكم واح��د ونائبين احدهما‬ ‫ف��ي برقة واالخر ف��ي طرابلس ‪ ،‬لم يمضي تنفيذ‬ ‫هذا القانون فترة سنتين ‪،‬وأعيدت الحالة كما هي‬ ‫عليه في س��نة ‪،1830‬وكما اس��تلمتها ايطاليا من‬ ‫تركيا بهذا الوضع فقس��متها الى اقليمين طرابلس‬ ‫يتبع ل��وزارة الخارجية او وزارة المس��تعمرات‬ ‫‪ ،‬وبرقة نفس الش��يء تتبع وزارة المس��تعمرات‬ ‫ه��ذه الخلفي��ة التاريخية التي ق��د يتجاهلها بعض‬ ‫الباحثين صحيح تقسيم إداري لكنها تعطي لألقليم‬ ‫خصوصية في ذاته أو تش��عره بهذه االس��تقالل‬ ‫ية‪.‬‬ ‫مما أورده السيد مفتاح السيد الشريف وما لفت‬ ‫انتباهي هو موقف السيد بشير السعداوي‪.‬‬ ‫حينما تمت مناقشة المسألة الليبية في االمم المتحدة‬ ‫بعد اتفاقية الصلح ناقشتها على هذا االساس ‪ ،‬لقد‬ ‫اس��تقبلت وفدين وفد برقة ووفد عن طرابلس ‪،‬أنا‬ ‫أتح��دث عن هذا العنص��ر الخارجي ‪،‬ولكن ليس‬

‫‪ ،‬لتصبح دولة مس��تقلة حينما جاء الى طرابلس ‪،‬‬ ‫وجد االمر بغير ما كان يتصور ‪ ،‬وجد أن االدارة‬ ‫البريطانية وضعت هياكل حكومة اقليمية ‪ ،‬وهي‬ ‫ذات الحكوم��ة التي وضعته��ا برقة ‪ ،‬هذا الهيكل‬ ‫س��يعيق ادري��ان بيلت عند تنفيذه الق��رار ‪ ،‬أيضا‬ ‫فرنس��ا كانت تس��عى الى إقامة حك��م أقليمي في‬ ‫من��أى عن الحكم المحلي ف��ي طرابلس ‪ ،‬والحكم‬ ‫المحل��ي ببنغ��ازي اوفي برقة ‪ ،‬م��ا نالحظه مما‬ ‫أورده الس��يد مفتاح وما لف��ت انتباهي هو موقف‬ ‫الس��يد بشير الس��عداوي ‪،‬من هذه المس��ألة الذي‬ ‫كان غائبا عن��ا ‪،‬أثناء صدور قرار االمم المتحدة‬ ‫باستقالل ليبيا أنا سأعطي هذه البسطة لكي أصل‬ ‫الى معضلة تش��كيل الجمعية الوطنية التأسيس��ية‬ ‫‪ ،‬كم��ا أوردها الس��يد مفتاح ‪ ،‬من خ�لال متابعة‬ ‫الس��يد أدريان بيلت نفس��ه لهذه المس��ألة ‪ ،‬السيد‬ ‫بش��ير السعداوي التقى بالس��يد عمر شنيب ‪ ،‬في‬ ‫رواق االمم المتحدة وكانوا موافقا حسبما ورد في‬ ‫تقرير السيد عمر شنيب الذي بنتائج أعمال الوفد‬ ‫البرقاوي الذي قدمه الى الس��يد أدريس السنوسي‬ ‫‪ ،‬ويقول ل��ه بالحرف الواحد ‪ :‬لقد اتفقنا مع الوفد‬ ‫الطرابلسي ‪ ،‬السيد بشير السعداوي على مسألتين‬

‫ملكية الدولة الدستورية ‪ ،‬والفيدرالية ‪ ،‬يؤكد ذلك‬ ‫م��رة أخرى الس��يد أدري��ان بيلت في لقاء الس��يد‬ ‫بش��ير الس��عداوي مع الس��يد أدريس السنوسي ‪،‬‬ ‫وم��ع المندوب المصري ف��ي مجلس ليبيا ‪ ،‬يؤكد‬ ‫بأن بشير السعداوي كان له امران ‪ ،‬االمر االول‬ ‫الموافق��ة على الفيدرالي��ة ‪ ،‬واالمر الثاني الطلب‬ ‫بوج��ود عضو م��ن االقليات االيطالي��ة في لجنة‬ ‫الواحد والعش��رين‪ ،‬وأيضا ف��ي الجمعية الوطنية‬ ‫التأسيس��ية‪ ،‬وهو ما كان يرفضه الوفد البرقاوي‬ ‫والسيد ادريس السنوسي ‪،‬وسبب هذه الزيارة هي‬ ‫القناع الس��يد ادريس بقبول العضو عن االقليات‬ ‫ف��ي ه��ذه اللجنة‪ ،‬أو المؤسس��ة الدس��تورية التي‬ ‫ستضع دستور مؤسس��ات الدولة‪ ،‬وأيضا يكشف‬ ‫لنا السيد مفتاح من خالل كتاب أدريان بيلت الذي‬ ‫لم يترجم لألسف يقول السيد أدريان بيلت ‪ :‬مشكلة‬ ‫بشير السعداوي أن قبل بالفيدرالية وكان مناصرا‬ ‫له��ا لكنه لم يعلن عنها ‪ ،‬كلم��ة لم يعلن عنها هذه‬ ‫ه��ي التي أربكت أعضاء حزب المؤتمر ألن في‬ ‫محاضر الجمعية الوطنية نجد الس��يد عبدالعزيز‬ ‫الزقلع��ي في أحدى الجلس��ات وأثناء مراجعة أو‬ ‫االط�لاع على تقرير وفد الجمعية الوطنية حينما‬ ‫زار مصر لكي يوض��ح موقف الجمعية الوطنية‬ ‫م��ن فكرة الفيدرالية والتي كانت تش��كل الهاجس‬ ‫لبعض الدول العربية أس��تغرب فيما ذكره الس��يد‬ ‫(خلي��ل الق�لال ) من أنه التق��ى بوزير الخارجية‬ ‫اللبنان��ي ‪ ،‬وأن وزي��ر الخارجي��ة اللبناني أبلغه‬ ‫بأن��ه مندهش من تغير موقف بش��ير الس��عداوي‬ ‫م��ن الفيدرالية ‪ ،‬ألنه كان يحدثنا عن الفيدرالية ‪،‬‬ ‫الس��يد عبدالعزيز الزقلعي حينما سمع هذا الكالم‬ ‫قال أن ف��ي حزب المؤتمر وبالبي��ان الصادر قد‬ ‫أقرينا مبدأ الملكية الدس��تورية ووحدة ليبيا ‪ ،‬هذا‬ ‫حينم��ا أطلعت على هذا الكالم من الس��يد أدريان‬ ‫بيلت ‪ ،‬فس��رت فعال ما هو الغموض الذي س��ببه‬ ‫لحزب��ه وألعض��اء حزبه ‪،‬كان يتفق على ش��يء‬ ‫دون أن يعل��ن عن��ه وه��ذا نقطة يج��ب أن نقف‬ ‫أمامه��ا بأن فكرة الفيدرالي��ة ‪ ،‬هي أمر واقع كان‬ ‫ف��ي ذلك الوق��ت ‪ ،‬وكان كل االطراف الموجودة‬ ‫وفق��ا للوثائق ‪،‬متفقة عليها ‪ ،‬متى تغير الموقف ‪،‬‬ ‫تغير في دعوة عبدالرحمن عزام أثناء سير عمل‬ ‫الجمعي��ة الوطنية بأن هذه الجمعية غير ش��رعية‬ ‫وأنها التعبر عن الش��عب الليبي ‪ ،‬هذه المسألة قد‬ ‫أوضحها السيد مفتاح بوضوح من خالل مرجعه‬ ‫االساس��ي وهو كتاب الس��يد أدري��ان بيلت الذي‬ ‫غاب ع��ن الباحثين ما قبله‪ (...‬لألس��ف ضاعت‬ ‫بعض الكلمات تكملة الموضوع )‪.‬‬ ‫‪...‬من يقرأ محاضر الجمعية الوطنية‪ ،‬ومحاضر‬ ‫لجنة اعداد الدستور ‪،‬وأقولها من هنا واالن أن‬ ‫الدستور الليبي حقيقية ُكتب بقلم ليبي ‪.‬‬ ‫الس��لطة س��واء أكانت مؤسس��ة ادارية أو سلطة‬ ‫انتخابية قائمة ‪،‬س��يد أدري��ان بيلت كان في ذهنه‬ ‫مثلم��ا يقول هو إجراء االنتخاب��ات لهذه الجمعية‬ ‫أنا س��أذكر ه��ذا الكالم لس��بب بس��يط وهو مهم‬ ‫ألنن��ا نعرف أن الدس��اتير تنش��أ بألي��ات محددة‪،‬‬ ‫وأن الدس��تور سنة ‪ 1951‬نش��أ بأسلوب الجمعية‬ ‫الوطني��ة التأسيس��ية ‪ ،‬ومع��روف أن الجمعي��ة‬ ‫الوطني��ة التأسيس��ية البد تكون ُمنتخب��ة ‪ ،‬الخطأ‬ ‫(والغلط) الذي س��ائد االن أن هذه الجمعية ُمعينة‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫وهذا ما يؤكده مفتاح السيد الشريف من خالل هذه‬ ‫الوثائ��ق ‪ ،‬وكم��ا انا علمت من قب��ل ‪،‬وزاد أكدها‬ ‫لي أنها ليس��ت ُمعينة ؟ ولماذا لم تكن باالنتخاب ‪،‬‬ ‫يوضحه لنا وبجهد مش��كور جدا عليه ويقول ‪ :‬أن‬ ‫عملية االنتخاب في طرابلس كانت مرفوضة ‪ ،‬من‬ ‫قبل من ؟ من قبل السيد بشير السعداوي الذي يقود‬ ‫حزب المؤتمر‪ ،‬وبقية االحزاب ‪ ،‬كيف يعلل السيد‬ ‫أدري��ان بيلت ‪،‬وحقيقة تعليل��ه دقيق جدا ‪ (،‬اتمنى‬ ‫ه��ذا الكتاب يترج��م) يق��ول ‪ :‬أن أهالي طرابلس‬ ‫قد رفضوا االنتخاب��ات بحجة وجود أدارة محلية‬ ‫أجنبية وهي أدارة بريطانية وقد تلعب وتزور في‬ ‫ه��ذه العملية االنتخابية ‪ ،‬الحقيقة كما يقول أدريان‬ ‫بيل��ت ألن في معايش��ته للواقع الليب��ي تبين له أن‬ ‫قوة االحزاب التي كانت موجودة حزب المؤتمر‪،‬‬ ‫وحزب االس��تقالل ‪،‬حزب الجبه��ة الوطنية ‪ ،‬أو‬ ‫حزب االتحاد المصري ‪ ،‬ليس��ت قوى كما يدعي‬ ‫أصحابها ‪ ،‬هناك أحزاب من أش��خاص محدودين‬ ‫وم��ن أصدقاء ‪ ،‬هذا كم��ا يقول لذلك يخش��وا إذا‬ ‫اجري��ت االنتخابات أن تتعرى هذه الصورة ‪،‬هذا‬ ‫عنص��ر دعاهم الى التخلي عن عملية االنتخابات‬ ‫‪،‬وبالفعل أنا أذكر أن حزب االتحاد المصري كان‬ ‫مكون من ش��خصين وهذا كالم أفادني به مؤسس‬ ‫هذا الحزب الس��يد على رجب المدني (هللا يطول‬ ‫ف��ي عمره) وس��معته منه ‪ ،‬وأن ه��ذا الحزب قد‬ ‫أس��س بإيعاز من عبدالرحمن ع��زام ‪،‬لم يذكرها‬ ‫الس��يد مفتاح كون��ه لم يتحدث ع��ن عملية تكوين‬ ‫االح��زاب ‪ ،‬ربما ف��ي كتابه اآلخ��ر ‪ ،‬حينما جاء‬ ‫عبدالرحمن عزام الى الوفد الطرابلس��ي ‪ ،‬والوفد‬ ‫البرقاوي وقال لهم سوف تأتي اليكم لجنة التحقيق‬ ‫الرباعية ‪ ،‬وس��وف لن تجد لديكم مقومات الدولة‬ ‫‪ ،‬ل��ن تمنحوا اس��تقاللكم ولذلك عليك��م أن تطلبوا‬ ‫اتح��اد كنفدرال��ي مع مص��ر وهذا االم��ر يحتاج‬ ‫الى أداة حزبية له وس��ط الش��عب والجماهير ألن‬ ‫اللجن��ة ل��ن تلتقي بالنخ��ب ولكنها س��تلتقي بعامة‬ ‫الش��عب – لم يقبل هكذا قال لي اس��تاذ رجب ‪،‬أي‬ ‫م��ن الموجودين هذه الفكرة فقبلتها أنا – وأس��س‬ ‫ه��ذا الحزب هو والس��يد المش��يرقي‪ ،‬وعلمت أن‬ ‫من انتس��ب الي��ه أن له امتداد ال��ى ‪ 16‬عضو أو‬ ‫‪ 200‬عض��و ال أذك��ر بالضبط ولك��ن حقيقة هذه‬ ‫هي االحزاب الت��ي كانت موجودة في تلك الفترة‬ ‫ليست لها تلك القوة إنما النخبة موجودة فعال ‪،‬في‬ ‫وس��ط كأنه أُمية‪ ،‬في برقة أجروا انتخابات سابقة‬ ‫‪ ،‬انتخابات البرلمان البرقاوي وجدوا صعوبات ‪،‬‬ ‫حت��ى أذا أعطيت لطرابلس فرصة كبيرة الجراء‬ ‫هذه االنتخابات ستأخذ وقت وسينتهي موعد االمم‬ ‫المتحدة وهو زمنيا س��نتين ‪ ،‬هذه الفترة هي التي‬ ‫وضعت بصراحة أنا ف��ي تقديري وضعت بنوع‬ ‫من الخب��ث ‪ ،‬ألن واضعي القرار صياغته حينما‬ ‫تضع فترة زمنية لس��نتين وفي مجتمع انت تلقيت‬ ‫تقريرهيئ��ة أو لجنة التحقي��ق الرباعية جاء فيه ‪:‬‬ ‫أن هذا الش��عب نس��بة االمية في��ه ‪ 98%‬ليس فيه‬ ‫إال عش��رة خريجين ‪ ،‬ليس من بينهم طبيب ‪ ،‬هذا‬ ‫تقرير لجنة التحقيق الرباعية وكان تقرير صادق‬ ‫‪ ،‬ففترة الس��نتين التي أعطيت في القرار هو نهاية‬ ‫‪ ،1951‬ال تس��مح بأن تج��ري عملية انتخابية في‬ ‫جسم‪ ، ...‬أن تنشيء جسم انتخابي لتأسيس سلطة‬ ‫ُمؤسس��ة‪ ،‬الذي كان يقبل بهذا االج��راء هو أقليم‬ ‫فزان ‪ ،‬لماذا ؟ أنا نفس��ي لما كن��ت نقرأ ‪ ،‬لم تكن‬ ‫الصورة واضحة عندي وقد أوضحها لي االستاذ‬ ‫مفت��اح من خالل كتاب أدري��ان بيلت الذي يرجع‬ ‫له ‪ ،‬ألن االنتخابات في فزان‪ ،‬كان عندهم ألية أو‬ ‫إجراء بس��يط وهو مجلس الجماع��ة ‪ ،‬ويعتقدون‬ ‫أن ه��ذه هي اج��راءات االنتخاب��ات ‪ ،‬وفعال من‬ ‫خاللها انتخبوا السيد سيف النصر رئيسا للمجلس‬ ‫االداري ف��ي ف��زان ‪ ،‬ه��ذه (االش��كالية) وه��ذه‬ ‫(المعضلة ) التي س��ماها الس��يد مفتاح كانت هي‬ ‫العقبة أمام إنشاء جمعية وطنية أو دستور‬ ‫في ف���زان‪ ،‬كان عنده���م ألية أو إجراء بس���يط‬

‫وهو مجلس الجماع���ة ‪ ،‬ويعتقدون أن هذه هي‬ ‫اجراءات االنتخابات‪.‬‬ ‫‪،‬فم��ا هي االلية بإمكان أن تنش��يء جمعية وطنية‬ ‫تأسيس��ية ‪ ،‬وتلق��ى قب��ول من المجتم��ع الدولي ‪،‬‬ ‫ه��ذا ما ابتكره الس��يد أدريان بيلت واس��تقل به ‪،‬‬ ‫أم��ام هذا الواقع وأمام رف��ض أهالي هذه المنطقة‬ ‫‪،‬إجراء االنتخابات ‪،‬وال توجد س��لطة تمتلك حق‬ ‫التعي��ن له��ذه الجمعية فه��و أمام أمري��ن ‪ :‬إما أن‬ ‫يطلب إعادة نظر في هذا القرار من االمم المتحدة‬ ‫ويعيد الموضوع الى الجمعية العامة ‪،‬أو أن يبتكر‬ ‫إجراء أو ألية معينة هنا فكر في إيجاد جس��م غير‬ ‫الجمعي��ة الوطنية التأسيس��ية وهي لجن��ة الواحد‬ ‫والعش��رين)هذا الجسم مهمته محددة فقط الختيار‬ ‫أعضاء للجمعية الوطنية التأسيس��ية ‪ ،‬فكانت هذه‬ ‫اللجنة وكان��ت هنا المعضلة التي واجهها الس��يد‬ ‫أدري��ان بيل��ت ‪ ،‬ويعرضه��ا علينا الس��يد مفتاح‬ ‫الش��ريف ‪ ،‬ف��ي تعقيداتها وكي��ف أجريت عملية‬ ‫االختي��ار ‪ ،‬الوفد االمريكي في مجلس ليبيا طرح‬ ‫مقت��رح بأن يس��تمر أدريان بيل��ت (الحظوا هذه‬ ‫النقطة ) في المشاورات مع االحزاب ومع النخب‬ ‫ومع المس��تقلين حت��ى يصل الى إيج��اد عناصر‬ ‫له��ذه اللجنة هذا الوقت س��يحتاج الى إطالة وقت‬ ‫‪...‬زظهر مندوب باكستان واقترح بأن يتولى أمير‬ ‫برق��ة في ذلك الوقت وه��و كيان موجود ‪ ،‬عندهم‬ ‫مجلس منتخب برلمان ‪ ،‬يختار س��بع اش��خاص ‪،‬‬ ‫والسيد سيف النصر باعتباره شخص منتخب من‬ ‫مجلس الجماعة في فزان ‪ ،‬يختار س��بع أشخاص‬ ‫‪ ،‬وي��وكل أمر طرابلس ألعيان طرابلس يختاروا‬ ‫ويتفقوا بينهم الختيارس��بعة ‪ ،‬ل��كل حزب يختار‬ ‫للمجلس االستشاري الذي يجد االسماء المتطابقة‬

‫ه��ي مجلس ليبي��ا ومندوب أقنعوا الس��يد أدريس‬ ‫السنوسي بأن وجود هذا العضو من االقليات كما‬ ‫يذكر أدري��ان بيلت ‪،‬ألنه أحس أنها مؤمرة التفت‬ ‫من خلفه كما يذكر السيد مفتاح الشريف ‪ ،‬أو ينقل‬ ‫النص من كتاب الس��يد أدريان بيلت ‪ ،‬بأنه لم يكن‬ ‫راضي��ا عن هذه المس��ألة ‪ ،‬أقنعوا الس��يد أدريس‬ ‫أن اختياره��م له��ذا العضو س��يجلب معهم الكتلة‬ ‫الالتيني��ة التي وافق��ت على قرار االم��م المتحدة‬ ‫‪ ،‬فل��و لم يس��مح بوجود عضو م��ن أقليات داخل‬ ‫اللجنة ‪ ،‬فهي اللجنة التي ستصنع الدستور يقولون‬ ‫هكذا س��وف تؤلب عليهم الكتلة الالتينية التي هي‬ ‫متحالفة مع أيطاليا وس��تعيد النظر في قرار االمم‬ ‫المتح��دة مرة أخرى لتعطيه فترة أضافية ‪ ،‬ومتى‬ ‫س��يحصل هذا االس��تقالل ‪ ،‬وضعوا هذا الضغط‬ ‫أمام السيد أدريس فقبل به ‪ ،‬النقطة االخرى المهمة‬ ‫ه��ي في تكوي��ن الجمعية الوطنية هن��ا كيف جاء‬ ‫التس��اوي فلذلك أنا طرحت نبذة تاريخية لتقس��يم‬ ‫االقاليم والخصوصية التي أمتلكها كل أقليم ‪ ،‬هذا‬ ‫عنص��ر ‪ ،‬العنصر االخر وهو عنصر التس��اوي‬ ‫والذي نعيشه االن عدم التناسب السكاني والمواقع‬ ‫الجغرافية كان التوافق ‪،‬أنك تريد أن تنش��أ سلطة‬ ‫لتضع دستور مؤسس للبالد هذا البد أن يكون فيه‬ ‫مش��اركة بين االقاليم ‪ ،‬والمشاركة تقوم بالتساوي‬ ‫حتى يكون كل أقليم شارك في هذا المشروع لبناء‬ ‫الدول��ة دون أن يقول بأن هن��اك أغلبية أهملت ‪،‬‬ ‫فحصل هذا التوافق ‪ ،‬وتش��كلت الجمعية الوطنية‬ ‫التأسيسية وهذا أمر معروف ‪ ،‬لكن أنا في قراءتي‬ ‫لم��ا ورد عند الس��يد مفتاح الش��ريف كنت أتمنى‬ ‫وهو يعرض هذه الس��لطة المؤسسة التي وضعت‬ ‫الدس��تور ‪ ،‬أن يبين النه عنده محاضر اجتماعات‬

‫م��ن نخب االحزاب ‪،‬يواف��ق عليه ويعتبره عضو‬ ‫في هذه اللجنة ‪ ،‬نال هذا االقتراح موافقة االغلبية‬ ‫في المجلس االستش��اري‪ ،‬وأوكل االمر تس��هيال‬ ‫لالم��ور بعد جدل ‪،‬ال أري��د أن أتطرق للتفاصيل‬ ‫والتعقي��دات التي حصلت ‪ ،‬أوكل االمر الى مفتي‬ ‫طرابل��س ‪ ،‬لكونه ليس كما يعتق��د البعض ‪ ،‬كان‬ ‫مفتي��ا وجيها ومقبوال م��ن مختلف االحزاب وأنه‬ ‫كان نائ��ب رئيس حزب المؤتم��ر ‪ ،‬وأنه كان في‬ ‫ح��زب الجمعية الوطنية ‪ ،‬رجل سياس��ية ‪،‬أختار‬ ‫السيد أبواالسعاد تسع أعضاء من حزب المؤتمر‬ ‫‪ ،‬وك��م عضو من حزب االس��تقالل ‪ ،‬ومن حزب‬ ‫االتح��اد المص��ري عض��و ‪ ،‬ومن ح��زب الكتلة‬ ‫عضو ‪ ،‬اكتمل إذا العدد باختيار س��بعة أسف هذا‬ ‫االختي��ار كان للجنة العش��رين ‪ ،‬هن��اك معضلة‬ ‫كانت تمثيل االقليات في هذه اللجنة ويش��رحها لنا‬ ‫الس��يد مفتاح الش��ريف ‪ ،‬أنا لم أك��ن مطلع عليها‬ ‫حقيقة وأفادتني كثيرا وعرفت مواقف كل النخب‬ ‫الت��ي كانت موجودة ‪ ،‬وجود العضو االيطالي في‬ ‫اللجنة ربما كان بس��بب الس��يد بش��ير السعداوي‬ ‫‪ ،‬وباالتف��اق مع من��دوب مصر ف��ي اللجنة التي‬

‫الجمعي��ة الوطنية ‪ ،‬عالقتها بش��خصين ‪ :‬أدريان‬ ‫بيلت ‪ ،‬والس��يد أدريس السنوسي ألننا نسمع االن‬ ‫ويس��مع الكثيرون أن دس��تور دولة االستقالل قد‬ ‫ت��م وضعه من قبل هيئة االم��م المتحدة ‪،‬وعن ما‬ ‫ق��د أعده المستش��ار القانوني ألدري��ان بيلت ‪،‬هو‬ ‫دكت��ور مصري كان مستش��ار م��ع أدريان بيلت‬ ‫‪ ،‬أن��ا حقيقة ومن يقرأ محاض��ر الجمعية الوطنية‬ ‫ومحاض��ر لجنة اعداد الدس��تور أقوله��ا من هنا‬ ‫واالن أن الدس��تور الليبي حقيقي��ة كتب بقلم ليبي‬ ‫‪ ،‬أق��ول لكم كيف ؟ه��ذه اللجنة التي تش��كلت من‬ ‫‪ 18‬شخص من ابرز اعضائها على القالل ومنير‬ ‫برشان وعمر شنيب ‪،‬وحتى في لجنة التنسيق هذه‬ ‫كانت ما قد خفيت علينا سابقا‪ ،‬طلبوا من مستشار‬ ‫الوفد البرقاوي –هكذا كان يس��مى‪ -‬وهو الدكتور‬ ‫عوني الدجاني أن يمدهم بدس��اتير الدول العربية‬ ‫الملكي��ة ألنه��م اتفق��وا عل��ى الملكية الدس��تورية‬ ‫والفيدرالية ‪ ،‬وهو مدهم بأربع دساتير‪ :‬االردني‪،‬‬ ‫اللبنان��ي ‪،‬العراقي‪ ،‬المص��ري ‪، 1923‬حقيقة أن‬ ‫الدس��تور الليب��ي من يق��رأه ويرجع ال��ى أصوله‬

‫‪07‬‬

‫الدس��تورية ‪ ،‬يجده يرجع الى الدس��تور االردني‬ ‫في كثي��ر من نصوصه ‪،‬وقام��وا بتحوير وبتغير‬ ‫وبإع��ادة صياغ��ة بالنص��وص الت��ي وردت فيه‬ ‫‪ ،‬ه��ذه نقطة مهم��ة ‪ ،‬وأريد أن أبين نقطة الس��يد‬ ‫مفتاح الش��ريف لم يحدده��ا العالقة بين الجمعية‬ ‫ومندوب االم��م المتحدة‬ ‫ومحاض��ر اجتماع��ات‬ ‫الجمعي��ة حينم��ا وج��ه‬ ‫الس��يد أدري��ان بيل��ت‬ ‫رس��الة ال��ى رئي��س‬ ‫الجمعي��ة بإيقاف اعمال‬ ‫الجمعية الى حين عودته‬ ‫م��ن الس��فر فع��رض‬ ‫الس��يد مفت��ي طرابل��س‬ ‫ف��ي ذل��ك الوقت الس��يد‬ ‫أب��و االس��عاد ررئي��س‬ ‫سمير الشارف‬ ‫الجمعي��ة الوطني��ة هذه‬ ‫الرس��الة ‪:‬على أعضاء‬ ‫الجمعي��ة‪ ،‬فم��اذا قالوا ل��ه ‪( :‬نحن نقب��ل نصائح‬ ‫ووجهات نظر السيد أدريان بيلت التي تتمشى مع‬ ‫مصلحتنا )‪ ،‬وهوفي ذلك الوقت كان يريد تعطيل‬ ‫اعمال الجمعية الوطنية التأسيسية‪ ،‬لتحديد عالقة‬ ‫الحكوم��ة المركزية مع الحكومات أو الس��لطات‬ ‫المحلية في الدس��تور ‪ ،‬أحس أن هناك خلط فيريد‬ ‫أن يهدأ هذا االمر لحين عودته ليمدهم باستشارته‬ ‫‪ ،‬فرفض��وا ذلك واس��تمروا في أعماله��م ‪ ،‬وهذا‬ ‫يعن��ي وفي أكثر من موض��ع وجدت هذا الموقف‬ ‫وه��ذا يعن��ي ان الجمعية الوطنية التأسيس��ية منذ‬ ‫تش��كيلها كانت سيدة نفسها هذه هي النقطة المهمة‬ ‫النقط��ة الثانية عالقة الجمعية الوطنية التأسيس��ية‬ ‫بالس��يد أدريس السنوسي‪ ،‬والذي لم تعرض عليه‬ ‫إال تلك النصوص التي تخصه هو كملك دستوري‬ ‫‪ ،‬وم��ن بين ه��ذه النصوص الت��ي عرضت عليه‬ ‫هي توقيع معاه��دات وابرامها واعالن الحرب ‪،‬‬ ‫هذا النص كان أصله النص الدس��توري االردني‬ ‫رفضه الس��يد ادريس السنوس��ي وعرض النص‬ ‫عل��ى الجمعي��ة من خ�لال (خليل الق�لال ) الذي‬ ‫كان ف��ي هذا الموقف بأن الملك ال يبرم معاهدات‬ ‫أال بع��د اعتمادها من مجلس النواب ألنه ال يملك‬ ‫الس��لطة به��ذه المداخل��ة ‪ ،‬أما بخصوص الس��يد‬ ‫( ُمنير برش��ان) فقد كان من ألم��ع المتداخلين في‬ ‫الجمعي��ة الوطنية التأسيس��ية‪ ،‬وهو صاحب كلمة‬ ‫(الفيدرال��ي الع��ادل)‪ ،‬الكت��اب بصراح��ة يحوي‬ ‫الكثي��ر من المفاوضات والرح�لات المكوكية ما‬ ‫بي��ن النخب والوف��ود‪ ،‬تبين لنا حقيق��ةً‪ ،‬قيمة هذا‬ ‫الح��راك السياس��ي‪ ،‬ومس��ابقة الزم��ن للحصول‬ ‫على هذا االس��تقالل‪ ،‬وهو أهم ح��راك في الفترة‬ ‫أو في مرحلة مس��يرة اس��تقالل ليبي��ا ‪،‬وهوأقوى‬ ‫م��ن الحراك الذي كان قب��ل ‪ 21‬نوفمبر ‪، 1949‬‬ ‫لذلك أشكرأوال الس��يد مفتاح السيد الشريف ألني‬ ‫مهت��م بهذا الموض��وع ‪،‬وقد أفادن��ي كثيرا ورفع‬ ‫عني اللبس والغموض حول الكثير من المس��ائل‪،‬‬ ‫وجعلني أضع إش��ارات اس��تفهام ‪،‬وسأبحث فيها‬ ‫حول شخصيات كنا نرى غير ما نقرأ عنها ‪.‬‬ ‫االستاذ نورالدين النمر يعلق عقب ختام االستاذ‬ ‫سمير لعرضه ‪:‬‬ ‫الكتاب س��فر ال تس��تطيع ندوة مهما كان تنظيمها‬ ‫وإدراكها كتاب كبير وضخم ومتش��ابك ‪ ،‬االستاذ‬ ‫سمير الش��ارف وضلوعه التخصصي وقد اثرى‬ ‫الكتاب بمالحظاته الن محوره هذا هو االن مثار‬ ‫كثير من االش��كاليات وم��ن التاؤالت والجدل في‬ ‫مرحلتنا الراهنة وقد اعطته ادارة الجلسة فرصة‬ ‫ليقدم عرض بانورامي ودقيق دستوري من مجال‬ ‫اختصاصه تعميما للفائدة ‪.،‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫(لنا) و(اجمللس الثقايف الربيطاني) ُينظمان ‪ :‬منتدى الشباب‪ ...‬متهيد للمستقبل‬ ‫ميادين – طرابلس – فاطمة غندور ‪.‬‬

‫منتدى الش���باب (تمهيد للمستقبل‬ ‫‪ 11-14‬م���ارس ‪ 2012‬كورنثي���ا‬‫ طرابل���س) بي���ن رعاية المجلس‬‫الثقافي البريطاني فيما أُعلن ُمرفقا‬ ‫بالش���عار ‪ ،‬ومؤسس���ة ( لنا ‪ -‬نحن‬ ‫الليبي���ون) الت���ي يديره���ا الخبير‬ ‫االس���تراتيجي الليب���ي د‪.‬محم���ود‬ ‫جبري���ل ‪ ،‬ول���ذا كانت ال ُمش���اركة‬ ‫الوطني���ة الرئيس���ية والوحيدة للد‬ ‫‪:‬جبريل ب���دءا من تقدي���م االفتتاح‬ ‫والخطاب الرس���مي الذي تقاسمه‬ ‫و مدي���رة المجل���س صب���اح األحد‬ ‫الي���وم االول ‪،‬وحتى اليوم الختامي‬ ‫إذ قدم الش���باب الحض���ور رؤيتهم‬ ‫لمس���تقبل ليبيا ضمن لقاء مفتوح‬ ‫بمعيت���ه ‪(،‬ميادي���ن) كانت حاضرة‬ ‫في بعض من صباحات ومس���اءات‬ ‫اللق���اء ‪،‬وق���د كان���ت القاعة تضج‬ ‫بنش���اط الش���باب المش���اركين في‬ ‫حواراتهم ومناقشاتهم مع الخبراء‬ ‫من الضي���وف المحاضرين‪ ،‬والذي‬ ‫كان ال ُملفت أوال ‪ :‬هو كم المعلومات‬ ‫الت���ي كان بعض الش���باب يقدمها‬ ‫سواء عن أوضاع ليبيا في مجاالت‬ ‫مختلف���ة وتخصيصا ع���ن أحداث‬ ‫الث���ورة ‪،‬أثناء طرحهم ألس���ئلتهم‬ ‫أو تفتيحهم لبع���ض الموضوعات‬ ‫‪،‬م���ا خفي ع���ن المحاضرين الذين‬ ‫طرح���وا موضوعاته���م وس���اقوا‬ ‫أمثل���ة لمجتمعات متع���ددة إال ليبيا‬ ‫!‪ ،‬وال ُملف���ت ثانيا هو المش���اركة‬ ‫الش���بابية العربي���ة م���ن مص���ر‪،‬‬ ‫تون���س‪ ،‬اليم���ن‪ ،‬المغرب‪،‬والذين‬ ‫استكش���فوا ألول مرة الش���خصية‬ ‫الليبية ال ُممثلة في ش���بابها ‪ ،‬بدوا‬ ‫مدهوش���ين !‪،‬ومندهش���ين ‪ ،‬فمن‬ ‫الحضور من حمل السالح وكان في‬ ‫الجبهة ُمش���اركا أو قريبا من جبهة‬ ‫الحرب‪،‬ومنهم من تطوع منذ االيام‬ ‫االولى للث���ورة وكان الواقع مازال‬ ‫في مرحلة الخطر ‪ ،‬حكايات استمع‬ ‫إليها الضي���وف ألول مرة عن ليبيا‬ ‫وأهل ليبيا أثناء الثورة المباركة ‪.‬‬

‫وكان أن تن��اوب الخب��راء م��ن الضي��وف‬ ‫الع��رب واألجانب في تقدي��م موضوعاتهم‬ ‫ضمن (سيناريوهات) تعقبها ورش ونقاشات‬ ‫متنوع��ة ‪،‬وعل��ى م��دى االربع��ة أي��ام من‬ ‫التاسعة وحتى الخامسة مساء ومن أبرزها‪:‬‬ ‫س��يناريو المستقبل ‪ :‬الس��يناريو االجتماعي‬ ‫الخبيرة مها الخطيب – االردن ‪ ،‬اس��تطالع‬ ‫رأي الش��باب ألرس��اء الخ��ط االساس��ي‬ ‫لمواق��ف الش��باب – د‪.‬محم��د المص��ري‬ ‫مركز الدراس��ات االس��تراتيجية – االردن‬ ‫‪،‬ركن وس��ائل االعالم ‪،‬عرض الس��يناريو‬ ‫االقتص��ادي الخبي��رة د‪.‬كاثري��ن فييس��كي‬ ‫‪،‬ح��وار و نقاش والعم��ل ضمن مجموعات‬ ‫‪ :‬العالق��ات الدولية – القضاي��ا االقتصادية‬ ‫واالجتماعي��ة والسياس��ية – مجموع��ات‬ ‫التخطيط لس��يناريوهات المس��تقبل ‪ :‬ماهي‬ ‫القضاي��ا ذات االولوي��ة الت��ي تهم الش��باب‬ ‫بش��كل كبير ف��ي الحاضر والمس��تقبل على‬ ‫الم��دى المتوس��ط؟ ماهي االج��راءات التي‬ ‫يبغون اتخاذها لضمان مس��تقبل أفضل ؟ما‬ ‫نوع الدعم الذي يسعون للحصول عليه ؟‬ ‫أسئلة ميادين االستطالعية شملت من أعدوا‬ ‫لهذا اللقاء وكاشفناهم بما نحمل من عالمات‬ ‫استفهام قد يحملها غيرنا أيضا ‪ :‬كيف جاءت‬ ‫فك��رة تنظي��م هذا اللق��اء ؟ وم��ا االلية التي‬ ‫اعتمدها المنظمون والرعاة ألختيار هؤالء‬ ‫الش��باب المئة ؟ و لماذا المجلس البريطاني‬ ‫في الرعاية التامة أو المتقاس��مة للقاء شباب‬ ‫ليبيا ؟ أما بالنس��بة للش��باب المشاركين فقد‬ ‫كانت االس��ئلة تستهدف معرفة أدوارهم في‬ ‫المجتم��ع ؟ ث��م انطباعاتهم عن ه��ذا اللقاء‬ ‫‪ ،‬وق��د لمس��نا أريحي��ة ورحاب��ة صدر من‬ ‫الطرفين في ردهم على جميع االسئلة ‪.‬‬ ‫عالء مجعة عتيقة‬ ‫املنتدى بداية ملشاريع تنبثق عنه‬ ‫وختص الشباب اللييب‬ ‫سأجيب على سؤالك كيف بدأنا في فكرة هذا‬ ‫اللقاء ؟ولماذا التعاون والرعاية من المجلس‬ ‫الثقاف��ي البريطاني ؟ أوال عن البداية ‪ ،‬االخ‬ ‫محمد الش��اوش مدير المشاريع في المركز‬ ‫الثقاف��ي البريطان��ي التقي��ت ب��ه صدفة في‬ ‫مقهى قلنا ليبيا تحررت وماذا يمكن أن نقدم‬ ‫لشباب مثلنا ومناسب جاءت الفكرة لبرنامج‬ ‫حضرته ش��خصيا ف��ي دبي التعل��م بطريقة‬ ‫مس��تقبلية ‪ ،‬قلنا كيف نعمله ف��ي بالدنا ليبيا‬ ‫لنظرة مستقبلية ‪ ،‬كان عنوانه في دبي الشباب‬ ‫يرسم مستقبل العالم‪ ،‬قلنا نحن ‪ :‬شباب ليبيا‬ ‫يرس��م مس��تقبل ليبيا ‪ ،‬ولكن كيف سنترجم‬ ‫ه��ذه الفك��رة ؟ كيف نش��رك رع��اة محلين‬ ‫من ليبيا وأيضا الش��باب المش��اركين كيف‬ ‫نحضره��م من مدن ليبي��ا المختلفة وتذكرنا‬ ‫الخطأ الدائم طرابلس وبنغازي نفس الوجوه‬ ‫نف��س المش��اركين ؟ كان المركز الثقافي قد‬

‫اقت��رح اس��تبيانا قمنا بنش��ره عب��ر المواقع‬ ‫وصفح��ة الفيس بوك لتصل الى ش��باب كل‬ ‫المدن وبع��د جمع االجابات منه��م‪ ،‬أتصلنا‬ ‫به��م وفق مواعيد تلفونية للتأكد وللمصداقية‬

‫شعار النشاط‬

‫‪،‬ونرى من خالل س��ماع أصواتهم ش��غفهم‬ ‫للعم��ل وللتع��اون وللمش��اركة واالضاف��ة‬ ‫والمساهمة في تغير ليبيا الى االفضل ‪،‬مثال‬ ‫سؤال مالصعوبات التي تواجهها في عملك‬ ‫م��ع المجتمع المدني؟ ‪...‬أس��ئلة استكش��افية‬ ‫ومس��تقبلية أيضا ‪،‬حاولن��ا أن نتيح الفرصة‬ ‫لش��بابنا م��ن كل الم��دن س��بها ‪،‬ونزريك‪،‬‬ ‫مس�لاته ‪،‬اجدابي��ا ‪،‬درن��ة ‪،‬مصرات��ه ‪،‬من‬ ‫الن��وادر أن أجتمعوا في منتدى ش��بابي من‬ ‫هكذا نوع ‪ ،‬أتحنا لهم مائة كرسي مشارك ‪،‬‬ ‫وهذه بداية لمشاريع أخرى ‪ ،‬والشباب الذين‬ ‫شاركوا سيرجعوا الى مدنهم ليكونوا ناقلين‬ ‫كما الس��فير يعمل إضاءة ويؤثر في مجتمع‬ ‫مدينت��ه هذا ما نطم��ح إليه ‪ ،‬وهن��اك نقطة‬ ‫هامة حتى الذين لم يحالفهم الحظ ويأتوا الى‬ ‫هنا إجاباتهم محفوظة ولم نستبعدها ونعدهم‬ ‫بفرص قريبة ‪ ،‬بالتعاون مع المجلس الثقافي‬ ‫البريطاني ‪،‬وه��ذا المنتدى بداية لمش��اريع‬ ‫تنبث��ق عنه وتخ��ص الش��باب الليبي‪.‬وثانيا‬ ‫ح��ول رعاية المجل��س الثقاف��ي البريطاني‬ ‫وال��ذي عن��ده مي��زة أن��ه ال يف��رض عليك‬ ‫العناص��ر المش��اركة وعملنا كش��باب ليبي‬ ‫بحت دون أي تأثير‪ ،‬هو يوفرلك الوس��ائل‪،‬‬ ‫واالدوات ‪،‬الم��كان‪ ،‬وه��ذا العم��ل ليس مع‬ ‫ليبيا فقط هم يقدمون رعايتهم عربيا وعالميا‬ ‫وليس ذلك بجديد عليهم ‪ ،‬لذلك ما من اجندة‬ ‫خارجي��ة أنا ال أرى تدخ��ل بريطاني‪ ،‬أرى‬ ‫تعاون تدريبي كتمويل داعم ال يفرض عليك‬ ‫إال ماتقرره وتخت��اره بل ويتواصلون معك‬ ‫للتحق��ق م��ن النتائج ‪،‬وتقديم دراس��ة تقيمية‬ ‫‪،‬ونح��ن نتمنى وننتظر مراك��ز ثقافية ليبية‬ ‫ترعى وتعمل برامج لنا ولغيرنا ‪ ،‬بالنس��بة‬

‫للش��باب المش��اركين ُمس��تواهم كان جميل‬ ‫و ُمفاج��أ لم نكن نعرف عن بعضنا ش��يء ‪،‬‬ ‫كش��باب ليبين ‪ ،‬تفوقوا في إظهار مهاراتهم‬ ‫ودرايتهم بالسياس��ة ‪ ،‬خاص��ة من جاؤا من‬ ‫م��دن خارج طرابلس وبنغازي كانوا كأبناء‬ ‫مدينة مركزية ال فرق ‪ ،‬ونحن راضين عن‬ ‫مستوى المشاركة وفرحنا بهم ‪.‬‬ ‫حممد الزروق كوتال من اللجنة‬ ‫املنظمة للمنتدى‬ ‫‪...‬إختيار ش��باب ناش��ط عملوا بالتنظيمات‬ ‫المدني��ة ‪،‬وس��اعدوا ف��ي الثورة ونش��اطهم‬ ‫مازال قائم‬ ‫أن��ا متطوع ُمس��اعد ‪ ،‬ما تابعت��ه في عملي‬ ‫مثال بالنس��بة لالس��تبيان لم يكن واضحا في‬ ‫مس��تهدفاته للبعض من الشباب ‪ ،‬في اختيار‬ ‫الناشطين فبعضهم أجاب بنعم أو ال‪ ،‬لم يمأل‬ ‫الشباب االس��تمارة بطريقة صحيحة ‪،‬رغم‬ ‫أن المعل��ن أن خيار اللجن��ة المنظمة يعتمد‬ ‫إختي��ار ش��باب ناش��ط عمل��وا بالتنظيمات‬ ‫المدني��ة ‪،‬وس��اعدوا ف��ي الثورة ونش��اطهم‬ ‫م��ازال قائم ‪ ،‬وركزوا عل��ى أن يكونوا من‬ ‫جمي��ع أنح��اء ليبيا ‪ :‬س��بها ‪،‬ب��راك‪ ،‬الجبل‬ ‫االخض��ر‪ ،‬الكف��رة ‪،‬وبنغازي‪ ،‬وه��م أكثر‬ ‫حضورا هن��ا ‪،‬واعتقد ألنهم تحرروا مبكرا‬ ‫‪،‬فكان نش��اطهم مبكر‪ ،‬وتركز في مشهدهم‬ ‫الفاعل‪ ،‬سأش��ير هنا أيضا الى أن هناك من‬ ‫خانه��م الحظ ألخطاء ارتكبوه��ا أثناء تعبئة‬ ‫االس��تمارة الموجودة على صفحة الفيس أو‬ ‫البريت��ش كانس��ر فاالجابة يج��ب أن تكون‬ ‫مفصل��ة لكن إجاباتهم س��يتم تفعيلها لنش��اط‬ ‫قادم ‪ ،‬وكنا قد حددنا أيضا الش��ريحة السنية‬ ‫ل��م نكن نرغب بأكبر س��نا من ‪ 29‬عام فقط‬ ‫ال أكثر‪.‬‬ ‫مها اخلطيب مستشارة يف مواضيع‬ ‫التنمية احمللية والتنمية االجتماعية‬ ‫‪.‬‬ ‫أنا عندي عقدة ذنب ش��خصية ما كان الزم‬ ‫نستسلم للهدف الذي كان يريده ‪ ،‬وهو هدف‬ ‫اختزال ليبيا فيه‬ ‫مش��اركتي تمثلت حين قدمت ورقة في أول‬ ‫ي��وم ‪،‬وكانت أول ورقة عن س��يناريوهات‬ ‫التنمي��ة االجتاعية ‪،‬كيف يمكن لليبيا أن تبدأ‬ ‫بتأسيس قطاع اجتماعي صحي ليس بمعنى‬ ‫صح��ة بل بمعنى صحي��ح ‪ ،‬وصدقا لم أقدم‬ ‫ش��يء بشأن ليبيا بشكل مباشر‪ ،‬ولكن قدمت‬ ‫للش��باب تصور عن الممارسات الصحيحة‬ ‫في بناء قطاع وخدمات اجتماعية تليق بليبيا‬ ‫ومق��درات ليبيا ‪ ...‬بالنس��بة لي أنا أول مرة‬ ‫أحض��ر ال��ى ليبيا كان عندي أفكار مس��بقة‬ ‫ولألسف ‪ ،،‬لكن المفاجأة العكسية كانت جدا‬ ‫جميلة ‪ ،‬مس��توى التفكير والوعي السياسي‬ ‫والنضوج والتحليل الذي رأيته عند الشباب‬ ‫أنا مستغربة كيف تعافوا بسرعة بعد ثورتهم‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫وجاؤا ليعلنوا عنه لبعضهم هنا ‪ ،‬لما س��ألتهم‬ ‫هل إش��تغلتوا سياسة سابقا قبل الثورة وقالوا‬ ‫ل��ي لكننا في هذه الس��نة أث��رت فينا ودعكتنا‬ ‫الثورة واألحداث ‪ ،‬أنا مذهولة ألنهم عارفين‬ ‫م��اذا يري��دون ؟ وعندهم مه��ارات كثيرة ‪،‬‬ ‫الليبين بفكرتي الس��ابقة ليس��وا كالمصريين‬ ‫مث�لا عنده��م إرث م��ن الديمقراطي��ة ‪،‬ولو‬ ‫كان��ت في ظل نظ��ام اس��تبدادي لكن عندهم‬ ‫نش��اطات والكل كان عنده فكرة بنش��اطاتهم‬ ‫‪ ،‬كان��ت ليبي��ا صندوق أس��ود ‪،‬مجهولة ‪ ،‬أو‬ ‫مختصرة في القذافي وأبنائه ‪،‬أنا عندي عقدة‬ ‫ذنب ش��خصية ما كان الزم نستس��لم للهدف‬ ‫ال��ذي كان يريده ‪ ،‬وهو ه��دف اختزال ليبيا‬ ‫في��ه ‪ ،‬كان الزم نب��ادر بالتع��رف أكثر على‬ ‫الليبين ‪،‬ننفتح عليهم أكثر ‪ ،‬ولكن كانت بلدكم‬ ‫مغلقة على االخر ‪ ،‬ال أعرف الذنب ذنب من‬ ‫‪،‬أنا فرحة وأخجل حين أقول فرحة بالتعرف‬ ‫ألول مرة ‪ ،‬واالن وهي ليست بلد بعيدا عنا ‪،‬‬ ‫اس��تمتعت بمشاهدة المدينة القديمة بطرابلس‬ ‫وتمردن��ا عل��ى توصي��ات الح��ذر وخرجنا‬ ‫وش��اهدت وعلمت بوجود مؤسس��ات مدنية‬ ‫كثيرة من خ�لال الش��باب الموجودين هنا ‪،‬‬ ‫برامجهم وطموحاتهم وحماس��هم وخططهم‬ ‫التي أعلنوها لمستقبل ليبيا ‪ ،‬أنا سعيدة بذلك ‪،‬‬ ‫حسين ُمغرم عضو المركز االعالمي بساحة‬ ‫التغيرفي صنعاء‪:‬‬

‫خديجة علي‬

‫رنا دوزان‬

‫ش��باب كثر يحبون التفكير بشكل عملي جدا‬ ‫خاص��ة وأنه االن أتيحت له��م فرصة كبيرة‬ ‫بعد الثورة‬ ‫ليبي��ا كطبيع��ة وأرض جميل��ة ‪ ،‬وكش��عب‬ ‫وإنسان رأيتها أجمل من بعض الدول العربية‬ ‫‪ ،‬ثورته��ا أبهرتن��ا وكذل��ك الش��عب الليب��ي‬ ‫‪،‬لدي��ه ق��درة عجيبة على خل��ق صداقة معك‬ ‫‪ ،‬خطاب��ات الطاغي��ة الس��اخرة والمضحكة‬ ‫جعلتن��ا نرأف بحال ش��عبنا في ليبي��ا الواقع‬ ‫تح��ت رحمت��ه ‪ ،‬الش��عب الليبيى م��ن أروع‬ ‫الشعوب في الثورة ‪ ،‬تعرفت هنا على شباب‬ ‫كثر يحبون التفكير بش��كل عملي جدا خاصة‬ ‫وأنه االن أتيحت لهم فرصة كبيرة بعد الثورة‬ ‫‪،‬وقد س��معنا تفاصيل كثي��رة عن الحياة أثناء‬ ‫حكم القذافي ‪ ،‬والتغي��رات التي حصلت بعد‬ ‫التخلص منه ‪ ،‬بالنسبة لثورتنا اليمنية نظامنا‬ ‫الديكتات��وري بذل جهود إعالمية‪ ،‬فيما كانت‬ ‫جهودنا بسيطة ومتفرقة حاولنا وعملنا جهدنا‬ ‫لتوصيل رس��التنا للعالم ع��ن ثورتنا اليمينة‬ ‫وفي ظن��ي أنن��ا نجحن��ا وأوصلنا الرس��الة‬ ‫وراضين الى حد ما ‪.‬‬ ‫هاشم الصويف – اليمن‬ ‫تعلمن��ا كي��ف تك��ون التضحية وكن��ا نتفاجأ‬ ‫عندما نرى الش��باب الليبي ومجازفته بحياته‬ ‫مقابل تحرير بالده‬

‫جئت ال��ى طرابلس وليبيا ‪،‬بصراحة أش��كر‬ ‫الش��باب الليبي‪ ،‬وأنا س��عيد جدا وس��ط هذه‬ ‫الكوكبة ‪،‬الشكر موصول في البداية لثورات‬ ‫الربي��ع العرب��ي الت��ي جعلتني أتع��رف بهم‬ ‫‪،‬وللمجلس الثقاف��ي البريطاني الذي أتاح لنا‬ ‫هذه الفرصة‪ ،‬وفي الحقيقة تفاجأت وأعجبت‬ ‫بتفكير الش��باب هنا تحمس��هم في المش��اركة‬ ‫في الحياة السياس��ية تخوفهم من إعادة انتاج‬ ‫النظام الس��ابق لنفس��ه ‪،‬حرصه��م على بناء‬ ‫الوطن وتحمس للبناء في كل المجاالت س��نة‬ ‫كامل��ة هناك تقدم وتطور في عقلية الش��باب‬ ‫الليب��ي‪ ،‬ويب��دو لي أن��ه الش��عب الوحيد بين‬ ‫ش��عوب الثورات العربية الذي سينجح شبابه‬ ‫في بناء نفس��ه إحنا متأخرين ف��ي البناء لكن‬ ‫الش��باب الليبي مس��تعد للبناء عل��ى أرضية‬ ‫ج��ادة أم��ا نحن ف��ي اليمن فما ن��زال نهييء‬ ‫االرضية ‪ ،‬فالش��باب اليمن��ي كان يعاني من‬ ‫حرمان في المشاركة السياسية رغم االدعاء‬ ‫أن لدين��ا نظ��ام ديمقراط��ي ظاهري��ا وف��ي‬ ‫الباطن نظام الفرد الواحد واالسرة الواحدة ‪،‬‬ ‫والحمدهلل نحن في اليمن اس��تفدنا من ثورتي‬ ‫مص��ر وتون��س وليبي��ا ‪،‬تعلمنا كي��ف تكون‬ ‫التضحي��ة وكن��ا نتفاجأ عندما نرى الش��باب‬ ‫الليبي ومجازفت��ه بحياته مقابل تحرير بالده‬ ‫وهذا يوجب الشكر لهم‬ ‫حممد املصري استاذ باجلامعة االردنية‬

‫ريم المصري‬

‫‪ ،‬وهناك اجماع لديهم أنهم لن يعودوا للوراء‬ ‫‪.‬وأنا واثق بهم ‪.‬‬ ‫ريم املصري مسؤلة التعليم اإللكرتوني‬ ‫مبؤسسة حرب – األردن ‪.‬‬ ‫تعرف��ت عل��ى ش��باب ش��اركوا ف��ي الثورة‬ ‫‪،‬مثقفين ‪ ،‬حاملي كالشنكوف ‪ ،‬لتحرير بلدهم‬ ‫هذه هي الدهشة العظيمة لدي‪.‬‬ ‫جئ��ت ليبيا ألول م��رة ولم أحمل أي هاجس‬ ‫بالخ��وف أو توقع��ات س��لبية ما بع��د الثورة‬ ‫‪،‬وعن��دي اعتق��اد أن االع�لام دائم��ا يهول‬ ‫ويضخ��م األخب��ار وخصوص��ا م��ع طبيعة‬ ‫منطقتن��ا العربي��ة االن ‪،‬من ناحية األس��لحة‬ ‫في الشارع ‪،‬والخطر عليك كسائح ‪ ،‬بالنسبة‬ ‫لمؤسس��تنا تعنى بتش��جيع الش��باب بأساليب‬ ‫بس��يطة وحديث��ة وباس��تخدام التكنولوجيات‬ ‫الكامي��را الديجيتل ‪،‬والمق��االت المصورة ‪،‬‬ ‫نعنى بإعطاء مساحة على اإلنترنت وللشباب‬ ‫في أن ينش��روا مقاالته��م الواقعي��ة بطريقة‬ ‫مبتكرة ‪ ،‬عملنا داخل اللقاء وكوني أنا مدربة‬ ‫(كورن��ر لي��در ) إلحدى الزواي��ا والتي هي‬ ‫زاوية (ال ُمناظرة والحوار) والحوار أكثر منه‬ ‫مناظرة ‪ ،‬أوال ‪ :‬حاولنا أن نعطي أساس��يات‬ ‫للش��باب في مجال الحورات السياسية بشكل‬ ‫ع��ام ‪ ،‬كي��ف تُقن��ع األخرين برأي��ك ‪،‬وتفتح‬ ‫وجهات نظ��رك وتطورها من خالل األمثلة‬

‫حسين مغرم من اليمن‬

‫علوم سياسية ‪:‬‬ ‫الشباب والشابات املوجودين كنت‬ ‫أراهم مشاريع لنواب ووزراء وقادة‬ ‫كنت مبس��وط بالمش��اركة في ه��ذا المنتدى‬ ‫‪،‬محاضرت��ي كان��ت عن المرحل��ة االنتقالية‬ ‫ف��ي دول الث��ورات ‪،‬ماألش��ياء المهمة التي‬ ‫ينبغ��ي تحريكه��ا بعدها كالدس��تور ومراقبة‬ ‫االنتخاب��ات وغيرها ‪،‬وأنا ش��خصيا فرحان‬ ‫ب��أن أك��ون بليبيا بع��د الثورة ‪ ،‬الت��ي كانت‬ ‫ذات صورة نمطية ف��ي عهد القذافي صورة‬ ‫ارتبط��ت باختصارها في نش��اطات القذافي‬ ‫وأبنائ��ه ولم نكن نع��رف غير هذا عن ليبيا ‪،‬‬ ‫الش��يء المهم والذي عرفته عن ش��باب ليبيا‬ ‫هو وعيهم الش��ديد وعي مصحوب بالتفاؤل‬ ‫‪ ،‬حت��ى وإن ابدوا بع��ض مخاوفهم من أن ال‬ ‫يكون��وا العبين جديين ف��ي المرحلة القادمة‬ ‫ولذلك ه��م لن يتنازلوا ع��ن حقهم في ذلك ‪،‬‬ ‫يش��عروا أن تضحيات الش��باب كانت كبيرة‬ ‫‪ ،‬وحقوقه��م أصبحت مهضوم��ة ولكن ذلك‬ ‫ال يعن��ي نهاي��ة المطاف وأن هن��اك مراحل‬ ‫أساس��ية عليه��م أن يم��روا به��ا وليصبحوا‬ ‫ش��ركاء أساسين ‪،‬وأغلب الش��باب والشابات‬ ‫الموجودي��ن كن��ت أراه��م مش��اريع لنواب‬ ‫ووزراء وقادة ألن رأيت عندهم وعي عالي‬

‫أماني العقبي‬

‫م��ن خ�لال األس��باب والبحوث��ات المختلفة‬ ‫‪،‬واألرق��ام ‪،‬والمق��االت الموجودة بالصحف‬ ‫الرس��مية ‪،‬و من خالل قص��ص الناس ‪،‬هذه‬ ‫كله��ا من ُمجمل الموضوع��ات التي قدمناها‬ ‫‪ ،‬والج��زء الثاني كيف تك��ون أداة فاعلة في‬ ‫متابعة السياس��ين أو االش��خاص المرشحين‬ ‫ألنفس��هم ف��ي االنتخابات‪ ،‬وخصوص��ا ليبيا‬ ‫ُمقبل��ة اآلن على االنتخابات ‪ ،‬كيف تس��ألهم‬ ‫أسئلة وتستخرج منهم معلومات عن برامجهم‬ ‫ال ُمعلنة والمخفية ‪ ،‬لديهم اعالناتهم ودعاياتهم‬ ‫في الوسائل المختلفة ‪ ،‬هذا هو المجمل بشكل‬ ‫عام ‪ ،‬بالنسبة للشباب هنا من كل ليبيا الحظت‬ ‫مس��توى عال��ي ف��ي الح��وار‪ ،‬عندهم نضج‬ ‫سياسي ‪ ،‬ونضجهم أيضا في طريقة تعبيرهم‬ ‫عن رأيهم وشغفهم بأن يكونوا ُمشاركين في‬ ‫صناعة مس��تقبل ليبيا ‪،‬و ُمؤسساتها المختلفة‬ ‫ومن ناحية الدستور ‪،‬ومش��اركتهم السياسية‬ ‫وفي أكثر من مجال ‪،‬وصراحة هؤالء النخبة‬ ‫عندهم استعداد كبير ألبداء وجهات نظرهم‪،‬‬ ‫والتعبير عنها بطريقة فعالة ‪ ،‬بوسائل حديثة‬ ‫وليس��ت تقليدي��ة ‪ ،‬هن��اك التط��وع ‪ ،‬وهناك‬ ‫كتابة المقاالت ‪ ،‬هم يريدون تأس��يس أحزاب‬ ‫‪،‬ويعمل��وا صالون��ات سياس��ية ‪،‬ومناظرات‬ ‫لدفع الحوار وس��كوب أعلى وسكوب أكبر ‪،‬‬ ‫هذا انطباعي بعدما كانت ليبيا عندنا صندوق‬

‫‪09‬‬

‫مغل��ق حتى حي��ن تابعنا الث��ورة ظلت هناك‬ ‫أش��ياء غير مفهومة لم نعرف من هم الثوار‬ ‫كان في��ه تضليل وتعمية ع��ن ما كان يصير‬ ‫في ليبيا ‪،‬هنا تعرفت على شباب شاركوا في‬ ‫الثورة ‪ ،‬مثقفين ‪ ،‬حاملي كالشنكوف لتحرير‬ ‫بلده��م هذه الدهش��ة العظيمة لدي ‪،‬ش��اهدت‬ ‫الناس هنا ومعظمهم شاركوا في الثورة ثوار‬ ‫أو ف��ي الميديا‪ ،‬بأكثر من طريقة ش��اركوا ‪،‬‬ ‫منحوني قوة عظيمة لمستها منهم ‪.‬‬ ‫أراء وانطباعات الشباب املشاركني من‬ ‫خمتلف املدن الليبية‬ ‫طه سعد حممد – بنغازي ‪:‬‬ ‫كنت أتمنى أن يكون هناك شرح أكثر والفترة‬ ‫أطول ‪ ،‬وعموما كان لقاء ومنتدى جيد جدا‬ ‫أول ما سمعت ببرنامج يرعاه المجلس الثقافي‬ ‫البريطاني للشباب الليبي حسيت بأني ممكن‬ ‫نكون واحد من ال ُمختارين‪ ،‬عملت وشاركت‬ ‫سابقا في الملتقى االول للقيادات الشبابية بعد‬ ‫الثورة ‪ ،‬وكانت هذه المش��اركة التي شعرت‬ ‫أنها فرصة أكبر ‪ ،‬لذلك أستوفيت المعلومات‬ ‫التي طلبت مني كشرط للمشاركة ‪ ،‬والحمدهلل‬ ‫تعرفت هنا على ش��باب كثيرين فمئة ش��اب‬ ‫ف��ي مكان وزمان واحد قلم��ا يحصل ‪ ،‬لذلك‬ ‫كان��ت فائدت��ي كبيرة خاصة وأن��ي كنت في‬ ‫مجموعة الح��وار والمناظرة‪ ،‬ولغة الجس��د‬

‫أحمد بلقاسم‬

‫بشرى الحضيري‬

‫‪ ،‬محاض��رات مها الخطي��ب ‪ ،‬ومحاضرات‬ ‫محمود جبريل وتفاعل الش��باب كان ايجابي‬ ‫عل��ى طاولة الورش ‪ ،‬كن��ت أتمنى أن يكون‬ ‫هناك ش��رح أكثر والفترة أط��ول ‪ ،‬وعموما‬ ‫كان لقاء ومنتدى جيد جدا وش��كرا للش��باب‬ ‫الذين خططوا لهذا والذين شاركوا ‪.‬‬ ‫ايناس أمحد – طرابلس ‪:‬‬ ‫ش��كرا لحدث الثورة ال��ذي جعلنا نتحدث مع‬ ‫بعضنا بحرية وخاصة كشباب كنا مهمشين ‪.‬‬ ‫قدمت أعمال تطوعية أعتقد انها بس��يطة جدا‬ ‫‪ ،‬ل��م أنض��م لجمعية ‪ ،‬كنت أق��وم مع أخرين‬ ‫بحم�لات تنظي��ف ‪،‬وجمع تبرعات لألس��ر‬ ‫النازحة ‪ ،‬وبصراحة هنا في هذا اللقاء عرفنا‬ ‫ع��ن قرب ش��بابنا ‪ ،‬فتي��ان وفتي��ات مافيش‬ ‫فرق ‪،‬كذل��ك خزنا عندنا معلومات ومعارف‬ ‫وخبرة واحتكاك ‪ ،‬فقط أتمنى أن ال يكون هذا‬ ‫اللق��اء مرة في الس��نة ! ولي��س في طرابلس‬ ‫‪ ،‬دائم��ا ف��ي المركز فق��ط ‪ ،‬نحت��اج الى أن‬ ‫يك��ون في الدواخل ‪ ،‬ه��م يحتاجون أكثر من‬ ‫المركز فهي االوفر حظا طوال الوقت ‪ ،‬وفي‬ ‫المحصل��ة ش��كرا لحدث الثورة ال��ذي جعلنا‬ ‫نتح��دث مع بعضنا بحرية وخاصة كش��باب‬ ‫كنا مهمشين ‪.‬‬ ‫أمحد بلقاسم صنع اهلل ‪ -‬بنغازي ‪:‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫‪ ...‬لألس��ف كل ه��ؤالء الش��باب الطموحين‬ ‫همشوا االن من جانب صناع القرار‬ ‫جاوب��ت عل��ى االس��ئلة المطروح��ة بالنت‬ ‫‪،‬وأنا كنت من ال ُمؤسسين للمركز االعالمي‬ ‫ببنغ��ازي ‪ ،‬قس��م الصحاف��ة ‪ ،‬وعمل��ت في‬ ‫وح��دة التواص��ل االجتماع��ي عب��ر الفيس‬ ‫والتويت��ر بين المجلس والش��ارع الليبي في‬ ‫ذل��ك الوقت ‪،‬جئ��ت الى هن��ا والتقيت بنخبة‬ ‫من الش��باب ماش��اء هللا عليهم لم أعرف هذه‬ ‫الكوادر خارج دائرة مدينة بنغازي ‪ ،‬لألسف‬ ‫كل هؤالء الش��باب الطموحين همش��وا االن‬ ‫م��ن جانب صن��اع القرار ‪ ،‬كما في الس��ابق‬ ‫‪ ،‬كان��وا ضحية جس��دية قدم��وا أراواحهم ‪،‬‬ ‫هن��ا قدم��وا أراء قد تكون مرش��دة للحكومة‬ ‫ويمكن يجري تطبيقها من قبل صناع القرار‬ ‫لك��ن ال أحد يهت��م وال يعدل على الش��باب ‪،‬‬ ‫هنا ناقشنا مستقبل ليبيا والمشاركة السياسية‬ ‫ل��كل طبق��ات المجتم��ع الليب��ي ‪ ،‬وتحاورنا‬ ‫حول الدستور وحول المرأة ‪ ،‬ومستقبل ليبيا‬ ‫االقتص��ادي ‪ ،‬واالمني ‪.‬والعالق��ات الدولية‬ ‫والتي لالسف انتهت بعد ما تركها د‪.‬محمود‬ ‫جبريل االن ليس��ت لدينا عالقات دولية ‪.‬وال‬ ‫سياس��ة خارجية ‪،‬كل التحدي��ات المطروحة‬ ‫االن والت��ي تواجهه��ا ليبيا ناقش��ناها ممكن‬ ‫يق��ول أحد ليس بتعم��ق أو بطرح حلول لكل‬ ‫المشاكل لكننا طرحنا أراءنا وبدون تحفظ ‪.‬‬ ‫بشرى عبدالقادر احلضريي (سبها ‪-‬‬ ‫طبيبة أسنان )‬ ‫الش��باب من الحضور بقدرتهم على المبادرة‬ ‫خلقوا عندي روح المنافسة ‪،‬والثقة بالتأثير‬ ‫تم إختياري بعدما أجبت على إستبيان جرى‬ ‫وضع��ه عل��ى الفيس بوك ‪،‬كانت فيه أس��ئلة‬ ‫مختلفة تعريفية ‪،‬وأس��ئلة تتكش��ف نش��اطك‬ ‫المدن��ي في مجتمعك أو مدينتك ‪ ،‬عن دورك‬ ‫‪ ،‬مبادرات��ك ‪ ،‬ل��م أك��ن أتوقع أننا س��نجتمع‬ ‫بهذا الش��كل ‪،‬يعني عينة من كل ش��باب ليبيا‬ ‫‪ ،‬تفاج��أت لما جيت الى هنا ‪،‬وس��أمنح اللقاء‬ ‫درج��ة جي��دة ‪،‬تعارفنا عل��ى بعضنا في كل‬ ‫المناط��ق ‪ ،‬على طاولة ورش��ات العمل كنا‬ ‫من مناطق مختلفة‪ ،‬ألتقينا ألول مرة إكتسبت‬ ‫معلوم��ات جدي��دة عن نش��اط ش��باب مدننا‬ ‫الليبي��ة ‪ ،‬المحاضرات كانت عملية وممتازة‬ ‫‪ ،‬وجديدة وتعطي��ك دافع للعطاء أكثر وأكثر‬ ‫‪،‬الشباب من الحضور بقدرتهم على المبادرة‬ ‫خلقوا عندي روح المنافس��ة ‪،‬والثقة بالتأثير‬ ‫‪ ،‬لنكون ش��خصيات فعالة مستقبال ومؤثرين‬ ‫كال في منطقته‪.‬‬ ‫خدجية علي ‪ :‬صحفية – بنغازي‬ ‫بالنتيجة كانت عندي أفكار مزدحمة تغيرت‬ ‫أو باألصح رتبتها ونظمتها ‪،‬‬ ‫مش��اركاتي في نش��اطات مدنية س��ابقة هي‬ ‫الت��ي جعلتني أترش��ح لهذا اللق��اء ‪ ،‬المقابلة‬ ‫والتحاور معي كانت أيضا سببا في وجودي‬ ‫‪،‬هنا ألربعة أيام تناقش��نا ف��ي عدة مواضيع‬ ‫‪ :‬المجتم��ع المدني ‪ ،‬السياس��ة ‪ ،‬الفيدرالية ‪،‬‬ ‫‪...‬الفكرة من المنتدى أننا كشباب ماذا نقترح‬ ‫كمس��تقبل لليبيا ‪ ،‬هنا مع بعضنا وأكثر شيء‬ ‫أستفدنا منه هو أننا تعلمنا كيف ننظم أفكارنا‬

‫‪ ،‬يبدو ل��ي أنها كانت كثيرة ومش��تتة ‪ ،‬ثانيا‬ ‫كانت لنا خياراتنا ستجدين ورش متنوعة هنا‬ ‫السياسة ‪ ،‬هناك في قاعة شحات ورشة حول‬ ‫االعالم ‪ ،‬والسوش��ل ميدي��ا ‪ ،‬والقاعة الثانية‬ ‫عالقات دولي��ة أو مناظرات ‪،‬بالنتيجة كانت‬ ‫عندي أف��كار مزدحمة تغي��رت أو باألصح‬ ‫رتبتها ونظمتها ‪.‬‬ ‫أماني العقيب – صرمان‬ ‫نحن جيل هذه الثورة ‪ ،‬وبعدنا جيل يجب أن‬ ‫نُعد له ‪،‬وهو يتمم ما بدأنا به‬ ‫وج��دت الدع��وة عل��ى االنترن��ت ‪ ،‬قررت‬ ‫المش��اركة ‪ ،‬أمال مني كشابة ليبية أني نقدر‬ ‫نقوم بحل مش��اكلنا العام��ة ‪ ،‬بدال من الكالم‬ ‫نب��دأ بالفعل الن فترة الثورة هي بداية جديدة‬ ‫لنا كلن��ا أنا نعتز بحياتي بع��د التغير ‪ ،‬وأني‬ ‫حضرت ه��ذه الثورة العظيمة ‪ ،‬وبدأنا ننتقل‬ ‫للمجتمع المدني ‪ ،‬علينا االن كشباب أن نعمل‬ ‫ونقرر ماذا يجب أن نفعل ونعطي ليبيا‪،‬االن‬ ‫م��ا هو دوري كفرد فعال في المجتمع وعلي‬ ‫أن أقت��رح حلول مبتك��رة ‪،‬نحاولوا‪ ،‬نجربوا‬

‫التي تمنيت أن تكون أكثر تركيزا ‪،‬‬ ‫أن��ا ناش��ط ف��ي مج��ال التنمي��ة الش��بابية‬ ‫والمجتم��ع المدن��ي ‪ ،‬وأعمل أيض��ا بجمعية‬ ‫آزر الخيرية‪،‬ه��ذا لق��اء هو فرص��ة لنجتمع‬ ‫كليبين ومن المنطقة العربية أيضا ونتوصل‬ ‫لص��ورة لمس��تقبل ليبي��ا ‪ ،‬بعض م��ن جاؤا‬ ‫هن��ا كن��ت على تواص��ل معه��م وأعرفهم ‪،‬‬ ‫الجميل هنا عدا التعارف هو توسيع المدارك‬ ‫‪ ،‬وتتعل��م أن تقب��ل الرأي االخ��ر ‪ ،‬فقط هنا‬ ‫التنظيم مرتبك قليال بسبب كثرة العدد وربما‬ ‫أيض��ا الفئة العمرية المس��تهدفة لها إفرازها‬ ‫الغي��ر منضبط أحيانا ‪ ،‬كذل��ك أحيانا النقاش‬ ‫كان ع��ام في بع��ض الموضوع��ات ‪ ،‬التي‬ ‫تمنيت أن تكون أكثر تركيزا ‪ ،‬خاصة ونحن‬ ‫ننظر ونعد لمستقبلنا كشباب ليبيا‪.‬‬ ‫دانيا زادة – بنغازي – مجعية‬ ‫التواصل‪.‬‬ ‫هن��اك انفتاح من الش��باب حت��ى في اقتراح‬ ‫المشاريع الصغرى‬ ‫كانت نش��اطتنا كثيرة ومتعددة كجمعية ‪،‬وتم‬

‫جانب من الحضور‬

‫‪،‬نفش��لوا‪ ،‬فق��ط نتعلم حت��ى وإن تعبنا ‪ ،‬هذه‬ ‫الفترة تتطل��ب منا بذل الجهد والتعب ‪ ،‬نحن‬ ‫جي��ل هذه الثورة وبعدنا جيل يجب أن نعد له‬ ‫وه��و يتمم م��ا بدأنا به ‪ ،‬هنا س��معنا لبعضنا‬ ‫البعض تجادلنا أنا دخلت في مناظرة أعلنت‬ ‫ع��ن رأي وأرى الص��ورة ب ‪ 360‬درجة ‪،‬‬ ‫ليس هناك م��كان لما كنا نردده زمان عندما‬ ‫نفش��ل (هللا غالب) ‪،‬أو أنن��ا ال نعمل أو نقبل‬ ‫الخطأ ونقول هللا غالب‪.‬‬ ‫غادة القيب ‪-‬طبيبة ‪ -‬وعضو مؤسس‬ ‫يف حركة حرية ‪ -‬وعضو ناشط‬ ‫يف حركة ‪ 7‬فرباير حلقوق املرأة –‬ ‫بنغازي‪.‬‬ ‫فرح��ت جدا بهذا اللق��اء قابلت ناس مختلفين‬ ‫من ش��باب ليبيا الواسعة ‪ ،‬انا مبسوطة حتى‬ ‫بمشاركة شباب من دول عربية مصر تونس‬ ‫اليمن تش��اركنا في األفكار ‪ ،‬كان لقاء فاعل‬ ‫وجمي��ل ‪ ،‬أنا األن عرفت كيف يفكر ش��باب‬ ‫ب�لادي في مدنهم البعيدة عنا ‪ ،‬بعد هذا اللقاء‬ ‫س��أتواصل معهم ‪ ،‬س��نقيم عالقة تفاعلية مع‬ ‫بعضنا ‪ ،‬كل واحد تعلم أش��ياء جديدة سيعود‬ ‫به��ا ألعضاء منظمت��ه أزدادت خبرته ‪،‬جدد‬ ‫أفكاره وسينقلها لألخرين ‪.‬‬ ‫عباس انديشة – مصراته‬ ‫النق��اش كان عام في بع��ض الموضوعات ‪،‬‬

‫االتصال بنا مباش��رة من قبل اللجنة المنظمة‬ ‫لهذا اللق��اء ‪ ،‬وعملوا معنا لقاء عبر التليفون‬ ‫‪ ،‬أعجبتني الموضوعات ‪،‬والشغل الجماعي‬ ‫‪ ،‬أهم ش��يء مث�لا تعلمته وأسس��ته عندي ‪،‬‬ ‫الموضوع��ات االقتصادية خاص��ة وأني ال‬ ‫أمل��ك خلفية إقتصادي��ة ‪ ،‬التفاعل هنا ضمن‬ ‫دائ��رة الح��وار وطاول��ة النق��اش ‪ ،‬وتحديد‬ ‫المش��كلة واقتراح النتائ��ج ‪ ،‬هناك انفتاح من‬ ‫الشباب حتى في اقتراح المشاريع الصغرى‬ ‫‪ ،‬كانت تجربة رائعة ‪.‬‬ ‫رنا دوزان – طرابلس ‪.‬‬ ‫تقالي��د ُمدنن��ا ال ُمختلفة عرفتها هن��ا فقط من‬ ‫الش��باب المش��اركين ‪،‬وأنا أنبهرت بش��باب‬ ‫بنغازي إمكانياتهم ومواهبهم ‪.‬‬ ‫هذا ليس النش��اط االول الذي أش��ارك فيه ‪،‬‬ ‫نش��اطات كثيرة س��ابقة ‪ ،‬جمعي��ات ‪،‬ومجلة‬ ‫(الف دري��م ) وتنظيمات أهلي��ة ‪(،‬وان ليبيا‬ ‫لدع��م االع�لام ) وفيه��ا حاولنا اس��تجالب‬ ‫تنظيم��ات خارجية لتعليم التنظيمات المحلية‬ ‫كيف تنظ��م عملها وتط��وره ‪ ،‬أن��ا متعاونة‬ ‫ُمس��بقا مع المجلس الثقاف��ي البريطاني‪ ،‬وقد‬ ‫ملئت االستبيان الذي تم وضعه على صفحة‬ ‫الفي��س بوك ‪،‬أن��ا االن زعالنه ألن النش��اط‬ ‫س��ينتهي اليوم ‪ ،‬االس��تفادة التي حصلت هنا‬ ‫لم استفدها طوال العشرين سنة من عمري ‪،‬‬

‫الجوانب والمواضيع االقتصادية والسياسية‬ ‫‪ ،‬المتعلق��ة ببالدنا هذا لم نكن لنعرفه أو حتى‬ ‫نتحدث عنه ‪،‬كلنا هنا تحدثنا وأفكارنا تقاربت‬ ‫م��ن ليبيا كله��ا ‪ ،‬حتى تقاليد مدنن��ا المختلفة‬ ‫عرفتها هنا فقط من الشباب المشاركين ‪،‬وأنا‬ ‫أنبهرت بشباب بنغازي إمكانياتهم ومواهبهم‬ ‫وفاء سيف النصر ‪ -‬سبها ‪:‬‬ ‫غاب��ت ف��ي نظ��ري الخب��رات الوطنية وتم‬ ‫االكتفاء بخبرات عربية وأجنبية ‪.‬‬ ‫تعرفوا علينا من خالل أس��ئلة مفتوحة مثل ‪:‬‬ ‫ما تخصصك – كيف تصف نفسك في سطور‬ ‫– ماذا قدمت أثناء الثورة – مالمواضيع التي‬ ‫تقترحا لليبيا الجديدة ‪،‬ما لمنظمة التي تمثلها‬ ‫ماه��ي أهدافه��ا ‪ ،‬بالنس��بة لي أن��ا أتبع منبر‬ ‫المرأة الليبية من أجل الس�لام ‪ ،‬وفي مدينتي‬ ‫االن لدين��ا منظمات في س��بها تنش��ط حول‬ ‫قانون االنتخاب بشكل مكثف ‪ ،‬هناك ندوات‬ ‫في الجامعات خصوص��ا ‪،‬أقصد االئتالفات‬ ‫ف��ي الكليات وهن��اك مطويات ومنش��ورات‬ ‫يت��م توزيعها والفت��رة المقبلة نخطط للذهاب‬ ‫الى المدرسين والممرضين نقترب من فئات‬ ‫المجتمع ال ُمهمش��ة والبعي��دة ‪ ،‬في هذا اللقاء‬ ‫رأي��ت عن قرب القدرات الش��بابية المختلفة‬ ‫من أغلب مناطق ليبيا ومنها ألول مرة تلتقي‬ ‫هنا أوباري الش��اطي والجن��وب له حضور‬ ‫كبي��ر كذل��ك معنا ش��باب الث��ورات العربية‬ ‫مصر تون��س واليمن والمغ��رب واالردن‪،‬‬ ‫وخب��رات أجنبية تم االس��تعانة به��ا ‪،‬غابت‬ ‫في نظ��ري الخبرات الوطنية وت��م االكتفاء‬ ‫بخبرات عربية وأجنبي��ة والتي اعترفت لنا‬ ‫بأنه��ا ألول مرة تدخل ليبي��ا ‪،‬وقدموا أوراق‬ ‫نظرية لم تالم��س واقعنا وكانوا بعيدين عن‬ ‫الشارع الليبي وثورته ‪.‬‬ ‫هاجر علي عطية – القبة ‪.‬‬ ‫‪..‬هنا تعلمت أش��ياء كثيرة ‪،‬وتناقضت معهم‬ ‫في بعض االشياء ‪،‬والموضوعات السياسية‬ ‫كانت أكثر تفاعال‬ ‫كن��ت رئيس��ة صحيف��ة (ص��دى الجامعة )‬ ‫بجامع��ة عم��ر المخت��ار القب��ة وكن��ت في‬ ‫المؤسس��ة لمح��و االمي��ة السياس��ية ‪،‬وله��ا‬ ‫صفحة عل��ى الفيس ب��وك كان عندي خلفية‬ ‫ليس��ت بمثل ما رأيت بصراحة ‪ ،‬أنا مبهورة‬ ‫بشبابنا‪ ،‬وهنا تعلمت أشياء كثيرة ‪،‬وتناقضت‬ ‫معه��م ف��ي بع��ض االش��ياء والموضوعات‬ ‫السياس��ية كان��ت أكث��ر تفاع�لا وخاص��ة‬ ‫موضوع عالقة الدين بالسياس��ة ‪،‬وكذلك ما‬ ‫أث��ار كثير من الج��دل موض��وع الفيدرالية‬ ‫‪،‬كنت أتمنى خب��رات أفضل من الموجودين‬ ‫‪،‬عندما حضرنا توقع��ت أن يعلمونا كيف‪...‬‬ ‫مث�لا انا اخترت قس��م الحوار كن��ت متخيلة‬ ‫انه��م س��يعلموني كي��ف أح��اور الش��خص‬ ‫المقاب��ل لي‪ ..‬كيف أتح��اور معه ‪ ،‬فالحظت‬ ‫أنهم يأخذوا ويلتقط��وا أفكارنا فقط‪،‬أنا طالبة‬ ‫جامعية وال أعرف ماه��ي اللغة أو الطريقة‬ ‫الصحيحة التي أتحاور فيها مع شخص اخر‬ ‫‪ ،‬أقصد يأخذون أفكارنا وال يعطون مقدمات‬ ‫للعمل‪،‬أن��ا حاول��ت أخ��ذ الموضوعات التي‬ ‫تهمني كلغة الجسد‪...‬‬


‫‪11‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫جامعة طرابلس‬ ‫طاء للمشاريع التالية ‪:‬‬ ‫ن رغبتها في طرح ع‬ ‫سياج حول الحضيرة‬ ‫تعلن ع‬ ‫رة الحيوانات وتركيب‬ ‫شاء مظلة لمبنى حظي‬ ‫‪ – 1‬إن‬ ‫مامات كلية الصيدلة ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬صيانة ح‬ ‫كيمياء بكلية العلوم ‪.‬‬ ‫صيانة حمامات قسم ال‬ ‫‪–3‬‬ ‫لتربية قصر بن غشير‬ ‫صيانة حمامات كلية ا‬ ‫اتة ) أعمال التخريب‪.‬‬ ‫بن غشير ( فرع العو‬ ‫‪–4‬‬ ‫انة كلية التربية قصر‬ ‫‪ – 5‬صي‬ ‫لفنية والمشروعات ‪.‬‬ ‫صيانة إدارة الشؤون ا‬ ‫‪–6‬‬ ‫ى اإلداري كلية العلوم‬ ‫بن‬ ‫– صيانة حمامات الم‬ ‫رجية لكلية الزراعة‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ت مياه الحمامات الخا‬ ‫‪ – 8‬صيانة دورا‬ ‫كلية التربية البدنية ‪.‬‬ ‫صيانة اسطح صاالت‬ ‫‪–9‬‬ ‫المتضررة بالقاطع ب‬ ‫صيانة عمارة رقم ‪18‬‬ ‫‪– 10‬‬ ‫مكتب الشؤون الفنية‬ ‫‪ – 11‬صيانة مبنى‬ ‫كلية التربية جنزور‪.‬‬ ‫‪ – 12‬صيانة‬ ‫كلية التربية الزهراء‪.‬‬ ‫‪ – 13‬صيانة‬ ‫لية القانون ( إنجيلة )‬ ‫‪ 14-‬صيانة ك‬

‫بكلية الطب البيطري‪.‬‬

‫وفقا للشروط التالية ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬تس���حب كراسة المواصفات من مقر إدارةالشؤون الفنية والمش���روعات خالل ساعات الدوام الرسمي بداية من صدور‬ ‫اإلعالن ‪ 7‬مارس ‪2012‬م ‪ ،‬مقابل ‪ 150‬دينار لكل كراسة مواصفات غير قابل للترجيع ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬علي الراغبين في التقدم للعطاء احضار ملف كامل للشركة يتضمن المستندات اآلتية ‪ ،‬وذلك عند إستالم مستندات العطاء‬ ‫قيد ساري المفعول للشركة أو التشاركية بالسجل التجاري‪.‬‬ ‫رخصة في مجال المهنة سارية المفعول‪.‬‬ ‫النظام االساسي للشركة أو التشاركية ساري المفعول‪.‬‬ ‫شهادة تفيد الخبرة في مجال التخصص ‪.‬‬ ‫رسالة من المصرف تفيد رصيد الشركة أو التشاركية‪.‬‬ ‫شهادة تفيد السداد الضريبي سارية المفعول‪.‬‬ ‫‪ – 3‬تقدم العروض خالل الدوام الرس���مي إلى إدارة الش���ؤون الفنية والمش���روعات في مظاريف مغلقة ومختومة بالش���مع‬ ‫األحمريتضمن عرض فني ومالي منفصلين لكل مشروع على حدة‪.‬‬ ‫‪ – 4‬يجب أن يرفق مع العرض تأمين إبتدائي بقيمة‪ ، % 05‬نصف في المائة من قيمة العرض لكل مشروع على حدة بموجب‬ ‫صك مصدق من أحد المصارف العاملة بالدولة الليبية و ال يقبل أي عرض غير مصحوب بالتأمين المذكور أو يصل بعد الموعد‬ ‫المحدد بهذا اإلعالن ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬س���وف لن يقبل أي عرض غير مس���توفي للش���روط الواردة أعاله وإن كان أقل سعرا ‪ ،‬ولن يكون السعر المعيار الوحيد‬ ‫إلرساء العطاء ‪.‬‬ ‫‪ – 6‬آخر موعد لتقديم العروض الساعة ‪ 12‬ظهراً يوم األربعاء الموافق ‪ 21‬مارس ‪2012‬م‪.‬‬ ‫‪ – 7‬يكون فتح المظاريف والترسية يوم األربعاء الموافق ‪ 28‬مارس ‪2012‬م‬ ‫جامعة طرابلس‬


‫‪12‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫اجمللس الوطين‬ ‫احلكومة الليبية االنتقـ‬ ‫اللجنة التحضريية لــ‬ ‫انطالقا من أن التطوير التربوي الواعد ينبغي‬ ‫أن يتم وفق خطة وطنية منظمة ومدروس���ة ‪،‬‬ ‫تصاغ بش���فافية من خالل مشاركة موسعة من‬ ‫كافة القائمين على العملية التعليمية والمهتمين‬ ‫بها‪ ،‬تكون معززة بإرادة سياس���ية جادة تنشد‬ ‫التطوير والتحديث‪.‬‬ ‫وإيمانا بأن اإلصالح التربوي وتطويره ينبغي‬ ‫أن يعتمد على البحث العلمي الجاد‪ ،‬وأن يكون‬ ‫مؤسس���يا ثابتا ومس���تديما‪،‬ومرنا يتطور و ال‬ ‫يتغير بتغير القيادات المسئولة‪.‬‬ ‫لذلك شرعت وزارة التربية والتعليم في اإلعداد‬ ‫لعقد المؤتم���ر الوطني للتعليم بتش���كيل لجنة‬ ‫تحضيرية لهذا المؤتمر بمقتضى قرار الس���يد‬ ‫وزير التربية والتعليم رقم ‪ 140‬لسنة ‪2011‬م‪.‬‬ ‫وقد تم تقس���يم اإلج���راءات التنفيذية لعقد هذا‬ ‫المؤتمر إلى مرحلتين ‪:‬‬ ‫المرحل���ة األولى‪ :‬يتم فيها عقد ملتقيات وطنية‬ ‫للتربي���ة والتعليم في ش���كل ورش عمل بكافة‬ ‫مناط���ق ليبيا ف���ي الفترة من ‪31‬م���ارس إلى‬ ‫‪ 04‬ابريل ‪2012‬م ‪ .‬بمش���اركة كل المختصين‬ ‫من معلمين‪ ،‬ومفتش���ين تربويي���ن وأكاديميين‬ ‫‪،‬وأولي���اء األم���ور‪،‬وكل المهتمي���ن بالعملية‬ ‫التعليمية‪،‬لدراسة مشكالتها ومعوقاتها وتقديم‬ ‫مقترح���ات حلول في ضوء المح���اور والبنود‬ ‫المطروحة‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪:‬يتم فيها تجميع نتائج المرحلة‬ ‫األول���ى م���ن أراء ومقترح���ات وصياغته���ا‬ ‫وتأثيرها في شكل علمي يكون قاعدة للتخطيط‬ ‫اإلس���تراتيجي في المس���تقبل يتم عرضها في‬ ‫المؤتمر الوطني للتعليم الذي سيتم اإلعالن عن‬ ‫تاريخ انعقاده في وقت الحق‪.‬‬ ‫أهداف المؤتمر‬ ‫‪ – 1‬مراجع���ة للسياس���ات التعليمية في ضوء‬ ‫المستجدات والمتغيرات المحلية والعالمية‪.‬‬ ‫‪ – 2‬دراسة تحليلية للمناهج التعليمية في ضوء‬ ‫التطورات العالمية‬ ‫‪ – 3‬دراس���ة تحليلي���ة لبرام���ج إع���داد‬ ‫المعلمين‪،‬وتدريبهم‪،‬وتأهيله���م أثن���اء الخدمة‬ ‫وقبلها بما يجعلهم قادرين على القيام بأدوارهم‬ ‫المتجددة‪.‬‬ ‫‪ – 4‬دراس���ة آليات االرتقاء بتجويد مخرجات‬ ‫التعليم‪،‬ومدى ارتباطها بسوق العمل‪.‬‬ ‫‪ – 5‬تش���خيص البيئ���ة التعليمية‪،‬وتحدي���د‬ ‫معوقاتها‪،‬واقتراح الحلول المالئمة لها‪.‬‬ ‫‪ – 6‬االستفادة من التجارب والخبرات التعليمية‬ ‫العالمية المعاصرة‪.‬‬ ‫المحاور وبنودها‬ ‫‪ – 1‬السياسات التعليمية في ضوء المستجدات‬ ‫والمتغيرات المحلية والعالمية‪.‬‬ ‫‪ – 2‬التشريعات‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس‪)2012‬‬

‫‪13‬‬

‫االنتقالي – ليبيا‬ ‫ــالية ‪ -‬وزارة الرتبية والتعليم‬ ‫ــلمؤمتر الوطين للتعليم‬ ‫‪ – 3‬تأنيث التعليم‪.‬‬ ‫‪ – 4‬السلم التعليمي‪.‬‬ ‫‪ – 5‬رياض األطفال‪.‬‬ ‫‪ 6‬التعليم األساسى‪.‬‬‫‪ 7‬التعليم المتوسط‪.‬‬‫‪ – 2‬المناه���ج التعليمية في ض���وء التطورات‬ ‫العالمية‪.‬‬ ‫ األهداف التعليمية‪.‬‬‫المقررات الدراسية‪.‬‬‫الوعاء الزمني للمقررات‪.‬‬‫ طرائق التدريس وأساليبه واستراتيجياته‪.‬‬‫ أساليب القياس والتقويم‪.‬‬‫‪ – 3‬برامج إعداد المعلمين وتدريبهم‪ ،‬وتأهيلهم‬ ‫قبل الخدمةوبعدها‪.‬‬ ‫ سياسات إعداد المعلمين‪.‬‬‫ برامج إعداد المعلمين وتأهيلهم‪.‬‬‫ تدريب المعلمين ورفع كفاءتهم‪.‬‬‫ تج���ارب عالمي���ة في مجال إع���داد المعلمين‬‫وتأهيلهم‪.‬‬ ‫ ‪ – 4‬آليات االرتقاء بتجويد مخرجات التعليم‪.‬‬‫ طبيعة مخرجات التعليم‪ ،‬وارتباطها بس���وق‬‫العمل‪.‬‬ ‫ طبيع���ة مخرجات التعليم في ضوء المتغيرات‬‫المحلية واإلقليمية والعالمية‪.‬‬ ‫‪ – 5‬واقع البيئة التعليمية‪.‬‬

‫ اإلدارة المدرسية‪ ،‬والتعليمية‪.‬‬‫ مستوى أداء المعلمين والمفتشين التربويين‪.‬‬‫ المبنى المدرسي والبيئة المحيطة‪.‬‬‫ خدم���ات الدع���م التعليمي���ة ( المعام���ل‬‫المدرسية‪،‬تقنيات التعليم‪،‬وسائل اإليضاح‪...‬الخ‬ ‫)‪.‬‬ ‫ النشاط المدرسي‪.‬‬‫‪ - 6‬التج���ارب والخب���رات التعليمي���ة العالمية‬ ‫المعاصرة‪.‬‬ ‫ التج���ارب والخبرات الناجح���ة التي توصلت‬‫إليها بعض الدول في مجال التعليم العربية منها‬ ‫والدولية‪.‬‬ ‫وضمان���ا لنجاح ه���ذا العم���ل تهي���ب اللجنة‬ ‫التحضيرية ب���كل المهنيين والباحثين في قطاع‬ ‫التعلي���م وأولياء األمور ومؤسس���ات المجتمع‬ ‫المدني ذات العالقة المش���اركة في أعمال هذا‬ ‫الملتق���ى الوطني للوصول إل���ى أفضل النتائج‬ ‫وأنج���ع الحلول لتتمكن من تأطيرها في ش���كل‬ ‫علمي تك��� ّون قاعدة لوضع خطة إس���تراتجية‬ ‫تتصف بالموضوعية والشمولية للوصول إلى‬ ‫الهدف المنشود وهو تطوير المنظومة التعليمية‬ ‫لبناء ليبيا‪.‬‬ ‫وفقنا هللا وإياكم لما فيه خير البالد والعباد ‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫وزارة التعليم والبحث العلمي‬ ‫تهيب بجميع الطلبة الليبيين واألجانب الراغبين‬ ‫في الدراسة بالجامعات ومؤسسات التعليم العالي‬ ‫الخاصة‪ ،‬ضرورة االتصال ب���إدارة التعليم العالي‬ ‫الخ���اص بال���وزارة أو إدارة التعليم العالي بمركز‬ ‫ضمان جودة واعتماد المؤسسات التعليمية‪،‬للتأكد‬ ‫من أهليتها القانونية لتقديم خدمات التعليم العالي‬ ‫قبل الشروع بالتسجيل للدراسة بهذه المؤسسات‪.‬‬ ‫هذا وستقوم الوزارة في المدة القريبة القادمة بنشر‬ ‫المعلومات والبيانات المتعلقة بهذه المؤسس���ات‬ ‫عبر وسائل اإلعالم المختلفة‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫‪15‬‬

‫ال َعقول‬ ‫إبراهيم عثمونة‬ ‫من��ذ زم��ن و"ال َعق��ول" ه��ذا النب��ات‬ ‫الصح��راوي يظه��ر أس��فل الج��دران في‬ ‫هذا الركن من القرية‪ ,‬يرس��م بشوكه خطا ً‬ ‫أخض��ر أس��فل البني��ان‪ ,‬حت��ى إذا وصل‬ ‫أي ب��اب تخطاه وواصل نم��وه من الجهة‬ ‫األخ��رى‪ ,‬كان دائما ً يترك مس��افة للدخول‬ ‫والخروج عند كل باب‪.‬‬ ‫هذا العام أختلف األمر‪.‬‬ ‫وأمس��ى بابه��ا اس��تثناء ع��ن كل األبواب‬ ‫المج��اورة له‪ ,‬فنب��ت أمامه ليش��ير ال أحد‬ ‫هنا‪....‬‬

‫من��ذ الصيف ح��دث هذا‪ ,‬وأصب��ح يظهر‬ ‫أكثر فأكثر أمام باب بيتها األمامي‪ ,‬ويشير‬ ‫لنا ال أح��د هنا‪ ,‬في حي��ن كانت هي تدخل‬ ‫وتخرج من الباب الجانبي‪ ,‬وتشيح بوجهها‬ ‫عن��ه في كل م��رة‪ ,‬وتمني نفس��ها وطفلها‬ ‫بأمل بات يتضاءل أسبوعا ً بعد أسبوع‪.‬‬ ‫سيعود ذات ليلة‪...‬‬ ‫هكذا كانت تهمس بصوت مس��موع وغير‬ ‫مس��موع حينا ً آخر‪ ,‬وهي تنصت في الليل‬ ‫لرادي��و مصرات��ة‪ ,‬س��يعود وعل��ى ظهره‬ ‫جراب��ه البني ال��ذي خرج به‪ ,‬ي��وم وقفت‬

‫سيارة غريبة تنتظره هناك على مسافة من‬ ‫الباب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لن تنسى أبدا تلك الساعة‪.‬‬ ‫كان لي�لاً‪ ,‬وطفله��م نائماً‪ ,‬وه��ي وهو عند‬ ‫الباب يلقيان على بعضيهما النظرة األخيرة‪,‬‬ ‫لحظات واختفى عنها في السيارة‪ ,‬واختفت‬ ‫ْ‬ ‫وجلست هي في‬ ‫الس��يارة عنها في الظالم‪,‬‬ ‫مكانها على العتبة حت��ى خروج المصلين‬ ‫إل��ى الجامع‪ ,‬وتغيبت بع��د ذلك أثار الناس‬ ‫عن��د الباب‪ ,‬ومضت أش��هر‪ ,‬ونبت العقول‬ ‫وكبر‪ ,‬وصار يشير لنا من بعيد ال أحد هنا‪,‬‬

‫وال داع��ي لطرق الباب فمن تس��ألون عنه‬ ‫لم يعد‪.‬‬ ‫من يومها‪ ...‬من تلك الليلة وجّهت راديوها‬ ‫جهة مصراتة‪ ,‬وباتت أدنها ال تعرف سوى‬ ‫هذا الراديو الذي ماانفك يذيع قوائم ألسماء‬ ‫ش��هداء وجرح��ى ومفقودي��ن م��ن جبه��ة‬ ‫مصراتة‪.‬‬ ‫كان��ت كل ليلة تلتقط ذبذبته البعيدة‪ ,‬وتضع‬ ‫رأسها قريبا ً منه حتى يُغيّبها النوم‪.‬‬ ‫وكان��ت تمني نفس��ها وطفلها ف��ي الصباح‬ ‫بأمل بات يتضاءل أسبوعا ً بعد أسبوع‪.‬‬

‫ليبيا ‪ ..‬إعادة انتاج الديكتاتورية بني الشرعية الدستورية والشرعية الثورية!‬ ‫عبد السالم الزغييب‬ ‫م��ن يج��رؤ عل��ى نق��د الث��ورة الليبي��ة منذ‬ ‫انطالقتها ف��ي ‪ 17‬فبراي��ر وتكوين إئتالف‬ ‫الشباب ومن ثم المجلس االنتقالي‪،‬والمجلس‬ ‫التنفي��ذي والمجال��س المحلي��ة والمجال��س‬ ‫العسكرية واعالن التحرير‪ .‬وتشكيل حكومة‬ ‫الكيب‪.‬‬ ‫ومث�لا م��ن يق��وم بتأييد أعتصام��ات ثورة‬ ‫تصحيح المسار التي بدأت في ميدان الشجرة‬ ‫وانتشرت في مدن اخرى‪.‬يتهم بتشجيع فلول‬ ‫نظ��ام القذاف��ي‪ ،‬وانه من الطاب��ور الخامس‬ ‫وغي��ر ذلك م��ن التهم الجاه��زة‪ .‬ومن ينتقد‬ ‫المجل��س أو اعضائ��ه‪ ،‬يقولون ان��ه يحاول‬ ‫زرع الفتنة وزعزعة ثقة المواطن في قيادته‬ ‫الجديدة!‪.‬‬ ‫من مآخذي على الذين يطلقون على انفس��هم‬ ‫وص��ف " الثوار" والذي يعتب��ر انهم ثاروا‬ ‫عل��ى نظام الطاغية القذافي( وهذا ما حصل‬ ‫مع��ي ش��خصيا أثن��اء اقامتي ف��ي ليبيا في‬ ‫الشهور الماضية)‪ ،‬أنه كان ال يسمح بالنقد‪،‬‬ ‫وال يحتمل��ه‪ ،‬لكنه��م ه��م كذلك يقع��ون في‬ ‫نفس الخطأ؟ وم��ن دون تعميم أقول‪ .‬فما إن‬ ‫تدخل في مناقش��ة مع هذا أو ذاك من الناس‪،‬‬ ‫المحسوبين على الثوريين‪ ،‬وما إن تمس هذه‬ ‫الثورات والقائمي��ن عليها بنقد ما حتى تعلو‬ ‫أصوات االعت��راض واالحتجاج‪ ،‬ويطلبون‬ ‫منك س��رعة تحديد موقفك هل أنت معنا‪ ،‬أو‬ ‫ضدن��ا؟ أم أنت مازلت تحن للعهد الس��ابق؟‬ ‫وكآنه��م ه��م الذين عمل��وا الث��ورة لوحدهم‬ ‫وينس��ون أو يتناس��ون ان هناك ارهاصات‬ ‫ومح��اوالت وانتفاض��ات ومعارضة للنظام‬ ‫في الداخل والخارج عملت حتى أخر لحظة‬ ‫في مقاوم��ة نظام الطاغي��ة القذافي ودفعت‬ ‫االنفس والنفيس لكي يتحقق اليوم الذي كان‬ ‫ينشده الشعب الليبي‪.‬‬

‫انها عملية جديدة الع��ادة إنتاج الدكتاتورية‬ ‫وفق موديالت تختلف باختالف الش��خوص‬ ‫والمسرحيات‪ ،‬حيث تتغير األقنعة والوجوه‬ ‫َّ‬ ‫لك��ن االس��تبداد واحد‪ .‬فمن اس��تبداد الحكام‬ ‫ننتقل تدريجيا الى اس��تبداد الش��ارع‪ ،‬وتأليه‬ ‫الش��عوب بعد ان آلهنا الحكام‪ ،‬فالرأي العام‬ ‫لي��س دائما عل��ى صواب‪ ،‬والغوغ��اء عادة‬ ‫يتقدم��ون الصفوف‪.‬ويغل��ب عليه��م طاب��ع‬ ‫االنفع��ال الذي ينتقل كالعدوى من ش��خص‬ ‫الى اخر!! وه��ذه االلهة الجديدة أو الجموع‬ ‫تتحول الى شبه دولة تكمم أفواه الفكر الحر‪،‬‬ ‫وتعمل عل��ى قمع الرأي الفردي‪ ،‬وتس��حق‬ ‫الفردي��ة وه��ي ف��ي طريقه��ا زاحف��ة ربما‬ ‫نح��و المجه��ول!! وتحيل الف��رد الى مجرد‬ ‫من��زوي في مكان معزول اليس��مع له رأي‬ ‫ويتحول تدريجيا الى انس��ان س��لبي التهمه‬

‫الشؤؤن العامة‪ ،‬الن رأيه غيرمسموع وسط‬ ‫الضوض��اء والصخب!الن الجم��وع تمنعه‬ ‫م��ن ابداء رأيه المس��تقل المخالف‪ ،‬بدال من‬ ‫محاولة اقناعه بالحسنى‪.‬‬ ‫ان ش��عارات مث��ل التأييد المطل��ق للثورة‪،‬‬ ‫وبال��روح بال��دم نفديك يا ثورتنا‪ ،‬وس��يروا‬ ‫ونحن من ورائكم‪،‬عفا عليها الزمن وال نريد‬ ‫ان نكرر قصة الش��رعية الثورية بش��رعية‬ ‫‪ 17‬فبراي��ر‪ .‬نري��د ان ننتق��ل س��ريعا ال��ى‬ ‫شرعية الدولة‪.‬‬ ‫عندم��ا انطلق��ت الث��ورة الليبي��ة رف��ع‬ ‫المتظاه��رون عل��م االس��تقالل( ب��و نجمة‬ ‫واه�لال)‪ ،‬ف��ي رس��الة واضحة عل��ى أننا‬ ‫نري��د أن نبدأ من هناك‪ ،‬م��ن نقطة الصفر‪..‬‬ ‫الس��تئناف التاريخ‪ ،‬وتعويضا عن س��نوات‬ ‫محمل��ة ومثقلة بإخفاقات وكوارث العس��كر‬

‫الذين تحولوا من ثوار إلى مماليك يتوارثون‬ ‫وأبناؤهم وعش��يرتهم الحكم‪.‬وانتفاضة على‬ ‫الفق��ر والبطال��ة والظلم والقم��ع وتطلع إلى‬ ‫الكرام��ة والحقوق‪ ،‬والس��عي نح��و الحرية‬ ‫والمشاركة والرخاء والسعادة كقيم مشتركة‬ ‫للمجتمع‪،‬ونح��ن ال نري��د أن نك��رر اخطاء‬ ‫الماض��ي ونع��ود خطوة واح��دة للوراء‪.‬أننا‬ ‫نحلم بنظام حكم يمتلك الشرعية الدستورية‪..‬‬ ‫نظاما حزبيا الحزاب تتمتع بش��عبية حقيقية‬ ‫حتى تكون معبرة عن صوت الناس لمتابعة‬ ‫ومراقبة الحكوم��ة عن طريق تكوين الراى‬ ‫العام الضاغط باالساليب الشرعية والقانونية‬ ‫مثل التظاه��ر واالعتص��ام واالحتجاجات‪.‬‬ ‫ولي��س نظ��ام يعتمد على الش��رعية الثورية‬ ‫التي تفرض نفسها بالقوة!!‬ ‫انن��ا نحت��اج ال��ى رؤية صحيح��ة متوازنة‬ ‫وتقدير لالمور بش��كل عقالن��ي‪ .‬البأس من‬ ‫ظهور أصوات معارض��ة وهذا مايجب ان‬ ‫نعمل على تشجيعه ليستقيم الميزان‪.‬فال أحد‬ ‫فوق المس��ألة والكل سواسية امام القانون‪...‬‬ ‫مجلس انتقال��ي‪ ..‬حكومة‪ ..‬ث��وار‪ ..‬مجالس‬ ‫عسكرية‪..‬الخ‪.‬‬ ‫نعم ان هناك مطالب مشروعة‪ ،‬لكن اليجب‬ ‫مجامل��ة ومج��اراة اصحاب ه��ذه المطالب‬ ‫والخوف منهم‪ ،‬ومن الفوضى التي يمكن أن‬ ‫يتس��ببوا فيها اذ لم يتم االس��تجابة لمطالبهم‪.‬‬ ‫ان الفوضى تتس��بب في ش��ل الحي��اة العامة‬ ‫وتخريب االقتصاد‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫قانون اجلنسية واستحقاقات املرحلة‬ ‫عمر عبد الدائم بشري‬ ‫كثُ��ر الج��دل في اآلون��ة األخيرة بعد مش��روع‬ ‫قان��ون اإلنتخاب للمؤتم��ر الوطني ‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫فيم��ا يتعلق بالفقرة التي تمنع مزدوج الجنس��ية‬ ‫من الترشح لإلنتخابات ‪.‬‬ ‫فمن جهة ‪ ،‬يقول من يؤيد هذه الفقرة أن الجنسية‬ ‫ـ باعتباره��ا رابطة سياس��ية وقانونية بين الفرد‬ ‫والدولة ـ أو بمعنى أد ّ‬ ‫ق ألنها الرابطة التي تحدد‬ ‫مركز الش��خص من حيث إنتس��ابه لدولة معينة‬

‫‪ ،‬وارتباط��ه به��ا برابطة التبعي��ة والوالء ‪ ،‬من‬ ‫هذا المنطلق يُفترض أن ال يحمل الشخص الذي‬ ‫يترش��ح للمناصب القيادية العليا في الدولة غير‬ ‫جنسية وطنه ‪.‬‬ ‫وتبرز مسألة الوالء بشكل أكبر في حالة نشوب‬ ‫ن��زاع بين الدولتين اللتين يحمل ذلك الش��خص‬ ‫جنس��يتيهما معا ً ‪ ..‬فإلى أيٍّ م��ن هاتين الدولتين‬ ‫سيكون والؤه وانتماؤه باعتباره مواطنا ‪.‬؟؟‬ ‫أم��ا وجهة النظ��ر األخرى ‪ ،‬الت��ي ترفض ـ أو‬ ‫عل��ى األقل تتحفظ ـ على ه��ذه الفقرة فتقول أن‬ ‫معظم الذين اكتسبوا جنسية أخرى غير الجنسية‬

‫ظروف‬ ‫الليبية ‪ ،‬إنما طلبوها و اكتس��بوها نتيجة‬ ‫ٍ‬ ‫سياس��ي ٍة تحدي��داً ‪ ،‬واضطه��ا ٍد أجبره��م عل��ى‬ ‫الهج��رة من الوطن ‪ ،‬فكي��ف يُعاقب من ضاقت‬ ‫به سُ��بل العيش الكريم في وطنه ‪ ،‬فلجأ ش��ريداً‬ ‫طري��داً لدول�� ٍة أخ��رى ‪ ،‬آوته قوانينه��ا فمنحته‬ ‫الجنس��ية ‪ ،‬بع��د أن كاب��د األمرّين في س��نوات‬ ‫الغربة والش��تات ‪ ،‬وناضل ‪ ،‬وكافح ‪ ،‬ثم شارك‬ ‫في ثورة الوطن ‪ ..‬وبعد كل ذلك نُعاقبه ونحرمه‬ ‫من حق من حقوقه السياس��ية الت��ي يعترف بها‬ ‫القانون الدولي وحقوق اإلنس��ان ‪ ،‬اال وهو حق‬ ‫المشاركة السياسية في الترشح لإلنتخابات ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ولس��ت هنا ألرجّح إحدى وجهتي النظر هاتين‬ ‫عل��ى األخ��رى ‪ ،‬فه��ذا أم�� ٌر مت��رو ٌ‬ ‫ك للحوار‬ ‫والح��راك ال��ذي ي��دور وم��ا س��يتمخض عنه‬ ‫بالخص��وص ‪ ،‬ولكن��ي أري��د أن أس��لّط بعض‬ ‫وباختص��ار ش��ديد ـ عل��ى موضوع‬ ‫الض��وء ـ‬ ‫ٍ‬ ‫الجنس��ية الليبية في الدس��تور الليب��ي والقوانين‬ ‫الالحقة ‪.‬‬ ‫ف��ي ‪ 7‬أكتوب��ر ‪1951‬م صدر الدس��تور الليبي‬ ‫متضمن��ا ً بعض النصوص فيما يتعلق بجنس��ية‬ ‫التأس��يس ‪ ،‬أو الجنس��ية الليبية المفروضة بقوة‬ ‫القان��ون ‪ ،‬والتي بمقتضاها يتم حصر الوطنيين‬ ‫الذين تأسست بهم جنسية الدولة ‪.‬‬ ‫فق��د نصّت المادة الثامنة من الدس��تور على أنه‬ ‫‪ " :‬يُعتب��ر ليبيّا ً كل ش��خص مقيم في ليبيا وليس‬ ‫ل��ه جنس��ية أو رعوية أجنبي��ة إذا توفر فيه أحد‬ ‫الشروط اآلتية ‪:‬ـ‬ ‫‪ 1‬ـ أن يكون قد ُولِ َد في ليبيا ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ أن يكون أحد أبويه ولِد في ليبيا ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ أن يكون أقام في ليبيا مدة ال تقل عن عش��ر‬ ‫سنوات إقامة عادية ‪" .‬‬ ‫وهكذا نرى أن الدستور الليبي قد أخذ بحق الدم‬ ‫مقترنا ً بحق اإلقليم في اكتساب الجنسية الليبية ‪.‬‬ ‫ويعني حق الدم ‪ ,‬حق الفرد في اكتس��اب جنسية‬ ‫الدولة التي ينتمي إليها آباؤه وذلك بمجرد تحقق‬ ‫ميالده ‪ ,‬أي أن أس��اس الجنس��ية في هذه الحالة‬ ‫هو األصل العائل��ي ‪ ,‬بينما يعني حق اإلقليم أن‬ ‫العبرة في تأسيس رابطة الجنسية باألرض التي‬ ‫يولد عليها الشخص ال باألصل الذي ينحدر منه‬ ‫‪.‬‬ ‫كذلك نصّت المادة التاس��عة من الدس��تور على‬ ‫أن��ه ‪ " :‬م��ع مراعاة أح��كام الم��ادة الثامنة من‬

‫هذا الدس��تور ‪ ،‬تح ّدد بقانون الش��روط الالزمة‬ ‫الكتس��اب الجنس��ية الليبية ‪ ،‬وتُمنح التسهيالت‬ ‫للمغتربي��ن الذين هم من أص��ل ليبي وألوالدهم‬ ‫وألبناء األقطار العربية ولألجانب الذين أقاموا‬ ‫ف��ي ليبيا إقام��ة عادي��ة لمدة ال تقل عن عش��ر‬ ‫س��نوات عند العم��ل به��ذا الدس��تور ومازالوا‬ ‫مقيمين فيها ‪" .‬‬ ‫أما المادة العاش��رة ‪ ،‬فقد نصّت على عدم جواز‬ ‫الجمع بين الجنسية الليبية وأية جنسية أخرى‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالقوانين الالحقة للدس��تور ‪ ،‬صدر‬ ‫القان��ون رق��م ‪ 17‬لس��نة ‪1954‬م ‪ ،‬وهو قانون‬ ‫الجنس��ية الليبي ‪ ،‬والذي يُعتبر أول قانون ينظم‬ ‫الجنس��ية بش��كل ع��ام ‪ ،‬حي��ث ح�� ّدد الوطنيين‬ ‫الذي��ن يتكون منهم الش��عب الليبي فيؤس��س لهم‬ ‫الجنس��ية الليبي��ة ‪ ،‬ويُذكر أن ه��ذا القانون ُع ّدل‬ ‫س��نة ‪1963‬م ‪ ،‬و سنة ‪1974‬م ‪ ،‬وسنة ‪1976‬م‬ ‫‪ ،‬وس��نة ‪1979‬م ‪ ،‬وقد رُوعيت في هذا القانون‬ ‫وتعديالت��ه المب��ادئ العام��ة المعتَ��رف بها في‬ ‫قوانين الجنس��ية ف��ي الدول المتمدن��ة ‪ ،‬وبما ال‬ ‫يتعارض والمصلحة الوطنية للدولة ‪.‬‬ ‫ثم صدر بعد ذلك القانون رقم ‪ 18‬لسنة ‪1980‬م‬ ‫‪ ،‬والذي يُعرف بقانون الجنس��ية العربية ـ وهو‬ ‫المعم��ول به اآلن ـ صدر ُملغيا ً قانون الجنس��ية‬ ‫الليبي��ة ومتضمنا ً العديد م��ن النصوص التي ال‬ ‫تخ��دم واقع الحال ‪ ،‬وال المرحلة المس��تقبلية في‬ ‫ليبيا الجديدة ‪.‬‬ ‫ولتبي��ان بع��ض النق��اط الس��لبية ‪ ،‬والثغ��رات‬ ‫القانوني��ة في��ه على س��بيل المث��ال ال الحصر ‪،‬‬ ‫نورد اآلتي ‪:‬‬ ‫أوالً ‪ ..‬عل��ى الرغ��م م��ن أن القان��ون رقم ‪18‬‬ ‫لس��نة ‪1980‬م أش��ترط تواج��د طال��ب التجنس‬ ‫ف��ي ليبيا ‪ ،‬إال أنه لم يحدد م��دة اإلقامة الالزمة‬ ‫لمنحه الجنسية ‪ ،‬وكذلك لم يشترط توافر وسيلة‬ ‫مش��روعة للكس��ب كما جاء في قانون الجنسية‬ ‫لس��نة ‪1954‬م ‪ ،‬وأيض��ا ً ـ وه��ذا أم�� ٌر في غاية‬ ‫الخطورة ـ لم يش��ترط أن تك��ون اإلقامة أصال‬ ‫مش��روعة ‪ ،‬وبذل��ك ف��إن المتس��للين ـ مث�لاً ـ‬ ‫بإمكانهم إكتساب الجنسية ‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ ..‬فيما يتعلق بآثار اكتس��اب الجنسية الليبية‬ ‫‪ ،‬ف��إن القانون رقم ‪ 17‬لس��نة ‪1954‬م فرّق بين‬ ‫الوطن��ي األصيل و الط��ارئ ( المتجنس ) من‬ ‫حيث الحقوق السياس��ية وتولي الوظائف العامة‬

‫‪ ،‬حيث نصّ��ت المادة الحادية عش��رة منه على‬ ‫أن��ه ‪ " :‬ال يجوز للمتجن��س بموجب المادة (‪)2‬‬ ‫أو (‪ )5‬أو (‪ )6‬م��ن هذا القان��ون تولي الوزارة‬ ‫‪ ،‬أو التمثيل الديبلوماس��ي ‪ ،‬ا وان يكون واليا ً ‪،‬‬ ‫أو ناظراً ‪ ،‬أو أن يش��غل أي منصب آخر يمكن‬ ‫ان يش��غله ليبي ‪ ،‬وال يجوز له حق الترش��ح او‬ ‫التعيين لمجلس األمة ‪ ،‬أو المجالس التش��ريعية‬ ‫إال بع��د مضي عش��ر س��نوات ألبن��اء أألقطار‬ ‫العربية ‪ ،‬وخمس عشرة سنة لألجانب اآلخرين‬ ‫من تاريخ اكتسابهم للجنسية ‪" .‬‬ ‫في حي��ن أن قانون الجنس��ية العربي��ة رقم ‪18‬‬ ‫لس��نة ‪1980‬م اقر في مادته الرابعة أن العربي‬ ‫الذي يتحصل على الجنسية العربية يتمتع بكامل‬ ‫حقوق المواطن الليبي ‪ ،‬ويتحمل واجباته حسب‬ ‫القوانين النافذة في ليبيا ‪!! ..‬‬ ‫ثالث��ا ً ‪ ..‬إن أخط��ر ما يمكن مالحظت��ه في هذا‬ ‫القانون ما ورد في حاالت إس��قاط الجنسية عن‬ ‫المواط��ن الليب��ي ‪ ،‬فقد أورد به��ذا الخصوص‬ ‫ت عديدة يجب أن يُعاد فيها النظر ‪ ،‬السيما‬ ‫فقرا ٍ‬ ‫فيم��ا يتعلق بالوالء للنظام الس��ابق ‪ ،‬والبقاء في‬ ‫الخ��ارج بع��د إكمال الدراس��ة ‪ ،‬و كذل��ك فقرة‬ ‫اللجوء السياسي ‪ ...‬وغيرها ‪.‬‬ ‫أخيراً نقول ‪ ..‬أن قانون الجنس��ية يُعتبر في عالم‬ ‫الي��وم من أهم القوانين التي تؤكد س��يادة الدولة‬ ‫وحريته��ا ف��ي وضع ش��روط منح الجنس��ية ‪،‬‬ ‫وتحديد أس��باب فقدها ‪ ،‬وس��حبها ‪ ،‬وإسقاطها ‪،‬‬ ‫والتميي��ز بين الوطنيين واألجان��ب في الحقوق‬ ‫والواجب��ات ‪ ،‬وتقرير األح��كام الخاصة بتنازع‬ ‫القوانين ‪ ،‬والقضاء المختصّ بالنظر في حاالت‬ ‫ازدواج الجنسية وانعدامها ‪.‬‬ ‫ل��كل ذلك أرى أنه من الض��روري جداً في هذه‬ ‫المرحل��ة الهامة من تاريخ ليبيا إعادة النظر في‬ ‫قانون الجنس��ية الليبي بما يتمش��ى واستحقاقات‬ ‫ه��ذه المرحل��ة ‪ ،‬وبما يجع��ل المواط��ن الليبي‬ ‫م��دركا ً لحقوقه المدنية والسياس��ية ‪ ،‬والتزاماته‬ ‫التي تفرضها عليه جنس��يته ‪ ،‬ويكون في الوقت‬ ‫ذاته فخوراً بها ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪2012 /1 /26‬‬

‫‪ ..‬الشفـافــية ‪....‬‬ ‫سامل يوسف‬

‫احدى الكلمات المنسية في ليبيا قبل فبراير‬ ‫الماضي ‪ ..‬لتصبح إح��دى الكلمات االكثر‬ ‫استعماالً بعده‪.‬‬ ‫ال��كل يطالب به��ا ‪ ..‬الثوار ف��ي الثغور ‪..‬‬ ‫المعتصم��ون في الميادين‪ ..‬السياس��يون و‬ ‫المثقفون‪ ..‬القائمة تطول ‪ ..‬و لكن ال انس��ى‬ ‫المواطني��ن العاديي��ن و الراقدي��ن ريح ‪..‬‬ ‫فكلهم يريدون ان يروا و يعرفوا ما يجري‬ ‫و يدب��ر لهم و بإس��مهم خل��ف الكواليس و‬ ‫االبواب المغلقة‪.‬‬ ‫المضح��ك المبك��ي ان��ه حت��ى المجل��س‬

‫االنتقالي الذي يطالبه الش��عب بالشفافية ‪..‬‬ ‫هو ايضا ً يطالب بها‪.‬‬ ‫لم يطلب الناس الكثير ‪ ..‬فقط ان نعرف من‬ ‫يحكمنا و يقرر بالنيابة عنا‪..‬‬ ‫و عندم��ا طال��ب بعضن��ا بالس��يرة الذاتية‬ ‫له��ؤالء الحكام المجهول��ي الهوية اصال ‪..‬‬ ‫اعتبروه و كأنه ترف ال نستحقه ‪..‬‬ ‫و لعلني اجد نفسي مضطراً ان افكر مرتين‬ ‫او اكثر قبل ان اجرؤ على المطالبة بإقرار‬ ‫الذم��ة المالية لكل منهم ‪ ..‬او عل االقل لكل‬ ‫من س��يضاف ال��ى قائمة حكامن��ا الحقا ً ‪..‬‬

‫لي��س خوفا ً من عقاب س��ينزل بي او تهمة‬ ‫جاهزة تلفق لي ‪ ..‬ولكن خش��ية ان اكتشف‬ ‫م��ع غي��ري ان ذلك ه��و اح��دى الخطوط‬ ‫الحم��راء التي يريد البعض ان يرس��مها و‬ ‫ياللمفارقة ‪ ..‬بكل شفافية‪.‬‬ ‫و هنا أتس��اءل ‪ ..‬هل يمكننى ان احلم حتى‬ ‫مج��رد الحل��م ان ارى اعض��اء مجلس��نا‬ ‫الموقر يتناقش��ون و يتجادلون بالنيابة عنا‬ ‫على شاشـات التلفاز؟؟‬ ‫هل يمك��ن ان يرضوا بنقل جلس��اتهم التي‬

‫ال نعل��م عنه��ا اال القليل و غالب��ا ً بعد حين‬ ‫‪ ..‬اق��ول هل يمكن ان يرض��وا بنقلها على‬ ‫الهواء مباشرة؟‬ ‫و لعل��ي ف��ي ه��ذه العجالة اود ان اس��جل‬ ‫تقديري لش��فافية الحكوم��ة المؤقتة ‪ ..‬فهي‬ ‫وإن لم ترقى الى مس��توى طموحاتنا ‪ ..‬إال‬ ‫انها تظل افضل بكثير من مس��توى شفافية‬ ‫المجلس الوطني االنتقالي (المؤقت ايضا)‬ ‫الشبه معدومة‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫إسالم األمني ‪ ،‬أم إسالم املأمون‬ ‫صالح علي إنقاب‬ ‫النّ��ص القرآن��ي مص��در الش��رع االجتماعي‬ ‫بالدرجة األولى ‪ ،‬والذي ينشأ عن طريق إعالء‬ ‫شأن العقل ‪ ،‬شأنه ش��أن ‪َ ( :‬كلِ َمةً طَيِّبَةً َك َش َجر ٍة‬ ‫طَيِّبَ ٍة أَصْ لُهَا ثَابِ ٌ‬ ‫ت َوفَرْ ُعهَا فِي السَّ�� َماء) إبراهيم‬ ‫‪ ، 24‬يؤسّ��س لمفهوم الحريّة واالس��تقالليّة في‬ ‫اس��تيعاب معاني النّص ‪ ،‬عبر استنباط األحكام‬ ‫الناتج��ة عن تفعيل أساس��يّات المعرفة الفطريّة‬ ‫ومقادير الطاعات داخل مساحة الحالل والحرام‬ ‫الواضحة والمقيّدة داخله مع الواقع االجتماعي‬ ‫وتفاعل‬ ‫للجماع��ة خارجه عبر فاعليّ�� ٍة إيجابيّ ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫مس��تدام ‪ ،‬ك ّل هذا داخل إطار العقد االجتماعي‬ ‫ٍ‬ ‫ال��ذي يتغيّر بتغيّ��ر الش��روط االجتماعية أوالً‬ ‫وأخي��راً ‪ ،‬توص��ل إلى نتيجة النّ��ص الفعال ‪( :‬‬ ‫ين بِإِ ْذ ِن َربِّهَا ) إبراهيم ‪، 25‬‬ ‫تُ ْؤتِ��ي أُ ُكلَهَا ُك َّل ِح ٍ‬ ‫بحيث ال يمكن القبول بجمود الشريعة في تراث‬ ‫المذهب دون المذهب أو الس��لف دون الس��لف‬ ‫‪ ،‬م��ا دام الواصل الزمان��ي و المكاني مقطو ٌ‬ ‫ع‬ ‫ومنته��ي أص�لاً ‪َ ( :‬و َمث ُل َكلِ َم ٍة َخبِيثَ ٍة َك َش�� َج َر ٍة‬ ‫َخبِيثَ ٍة اجْ تُثَّ ْ‬ ‫ار)‬ ‫ض َما لَهَا ِمن قَ َر ٍ‬ ‫ت ِمن فَوْ ِ‬ ‫ق األَرْ ِ‬ ‫إبراهي��م ‪ ، 26‬هذا الت��راث الذي يش�� ّكل قيوداً‬ ‫تكبح جماح العقل ‪ ،‬أساسها العصبيّة ‪ ،‬واالنتماء‬ ‫السياسي لمسلسل الصراع والتصارع المذهبي‬ ‫واإليديولوج��ي ال��ذي أسّ��س لمفاهي��م القه��ر‬ ‫والتس��ليم بالجه��ل المق ّدس كما يق��ول أركون ‪،‬‬ ‫في رحل ٍة جعلت اإلنسان ينزل من مرتبته العليا‬ ‫‪ ،‬مرتبة االختي��ار واالختبار ‪ ،‬إلى مرتبة أدنى‬ ‫وهي مرتبة التقليد والتكرار ‪ ،‬فالشراكة المعلنة‬ ‫داخ��ل النّ��ص القرآن��ي بين هللا والن��اس والتي‬ ‫أساسها شكل الخطاب المباشر بين طرفين يتّجه‬ ‫من األعلى إلى األس��فل عب��ر الترغيب ‪ ،‬ومن‬ ‫األس��فل إلى األعل��ى عبر الترهي��ب ‪ ،‬لينتج ما‬ ‫أطلق عليه النّص القرآني وصف ‪ ( :‬أُ َّمةً َو َسطا ً‬ ‫) البقرة ‪ ، 143‬والذي يمكن تتبّعه عبر التكرار‬ ‫المضطرد للخطاب المباشر للناس عبر أسلوب‬ ‫الن��داء ‪ ( :‬يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) في أكثر من ‪ 20‬آي ٍة ‪،‬‬ ‫( يَ��ا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬ ‫��وا ) في أكثر من ‪ 90‬موقعا ً‬ ‫ت أخرى مباشر ٍة وغير مباشر ٍة‬ ‫‪ ،‬وعبر س��ياقا ٍ‬ ‫‪ ،‬صريح�� ٍة وغي��ر صريح ٍة تحم��ل نفس معنى‬ ‫الخطاب المباش��ر للناس ‪ ،‬حيث يتاح لإلنس��ان‬

‫الح��ق و المق��درة على االختي��ار‪ ( :‬إِنَّ��ا هَ َد ْينَاهُ‬ ‫السَّ��بِي َل إِ َّما َش��ا ِكراً َوإِ َّما َكفُوراً ) اإلنس��ان ‪، 3‬‬ ‫وهي الحالة التي يمتاز بها هذا اإلنس��ان العاقل‬ ‫الم��درك عن المالئكة نفس��ها ‪ ،‬و التي ال تمتلك‬ ‫هذا الحق وهذه المقدرة ‪َ ( :‬ملاَ ئِ َكةٌ ِغلاَ ظٌ ِش��دَا ٌد‬ ‫لاَ يَ ْعصُونَ للاهَّ َ َما أَ َم َرهُ�� ْم َويَ ْف َعلُونَ َما ي ُْؤ َمرُونَ‬ ‫) التحري��م ‪ ، 6‬حيث ال يتاح لها س��وى المقدرة‬ ‫على الطاعة العمياء ‪ ،‬هذه اإلتاحة والميّزة التي‬ ‫تنطلق من امتالك العقل المعرفي أوالً وأخيراً ‪،‬‬ ‫والذي يؤسس للقدرة على التمييز والفصل بين‬ ‫الض��ار والنافع ‪ ،‬الخط��أ والصواب ‪ ،‬والتنازل‬ ‫عن ه��ذا العق��ل بتغييبه أو تجاه��ل تفعيله عبر‬ ‫النّ��ص القرآني األص��ل بالتقيّ��د بالنًص الفقهي‬ ‫الف��رع أو المذه��ب دون المذهب ‪ ،‬يجعل نفس‬ ‫اإلنس��ان ينزل إلى مس��توى أدنى من المالئكة‬ ‫عبر المس��توى المعرفي ‪ ،‬ليك��ون ‪َ ( :‬كاألَ ْن َع ِام‬

‫البره��ان والدليل ‪ ،‬حيث العقل الخالص والحياة‬ ‫بمعنى نقطة اليقظة ‪ ،‬تمنع التصادم الذي يعلنه‬ ‫الفق��ه بين الواجب االجتماع��ي واإلرادة الحرة‬ ‫المنفردة ‪ ،‬حيث ينحاز الفقه دائما ً ناحية السلطة‬ ‫بتقدي��م المبرّرات المعلّلة لقيود التس��لّط ال غير‬ ‫‪ ،‬تلك التي تبيح إرادة القوّة المتس��لّطة للجماعة‬ ‫‪ ،‬على ق��وّة اإلرادة الفرديّة ‪ ،‬الفقه ليس س��وى‬ ‫قان��ون صاغ��ه المجتم��ع في مرحل ٍة م�� ّر بها ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫تلغ��ى فاعليّت��ه بم��رور المرحلة الت��ي واكبت‬ ‫صياغت��ه ‪ ،‬و هذه هي حقيقة كل المذاهب دونما‬ ‫استثناء ‪ ،‬فلطالما كان االستبداد السياسي مرادفا ً‬ ‫للتحالف مع الس��لطة الدينية ال ُم ْختَلَقَةُ ‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أتى اإلس�لام ليلغيه ‪ ( ،‬هللا أكبر ) والتي تتكرّر‬ ‫في س��ياق الصالة م��رّات عديد ٍة ‪ ،‬تعطي معنى‬ ‫مركزيّ��ة س��لطة هللا ‪ ،‬وكون التس��لّط الكهنوتي‬ ‫ليس س��وى إعالنا ً على التطاول اإلنساني على‬

‫ضلُّ ) األعراف ‪ ، 179‬بل ويلغي عنه‬ ‫بَ��لْ هُ ْم أَ َ‬ ‫حتى صف��ة التكلي��ف التي ينتج عنه��ا البعث ‪،‬‬ ‫الحس��اب والعقاب ‪ ( :‬إِ َّن َش�� َّر ال�� َّد َوابِّ ِعن َد للاهّ ِ‬ ‫الصُّ �� ُّم ْالبُ ْك�� ُم الَّ ِذي��نَ الَ يَ ْعقِلُ��ونَ ) األنفال ‪، 22‬‬ ‫هذه الش��راكة التي تنطلق نحو اإلنسان مباشرةً‬ ‫‪ ،‬في تح ّدي مس��تمر للمس��ير نحو الخوض في‬ ‫تجربة االستدالل من األصل القرآن أو الشريعة‬ ‫وص��والً إلى الفرع الفقه أو الش��رع ‪ ،‬عبر تتبّع‬

‫هذا المبدأ ‪ ،‬لق��د تحوّلت روما من إمبراطوريّة‬ ‫إقطاع إل��ى إمبراطوريّة كنيس��ة عندما اتح ّدت‬ ‫الس��لطتان السياس��يّة والدينيّ��ة ‪ ،‬حدث ذلك كي‬ ‫تنقذ روما نفس��ها من الهالك بعد أن أخفقت في‬ ‫مقاومة الغزو الجرماني ‪ ،‬وعلى الجانب اآلخر‬ ‫تحولت رسالة اإلس�لام إلى أيديولوجيا سياسيّة‬ ‫بعد أن كانت مستقراً للحضارة اإلنسانيّة مباشرةً‬ ‫بعد وفاة الرس��ول الكريم ‪ ،‬فغاب دين اإلس�لام‬

‫‪2/2‬‬ ‫ناف ال‬ ‫عن واقع الناس ‪ ،‬منذ تحول اإلسالم إلى ٍ‬ ‫مك ّمل لما س��بقه من أديان ‪ ( :‬يا أَيُّهَا الَّ ِذينَ أُوتُ ْ‬ ‫وا‬ ‫َاب آ ِمنُ ْ‬ ‫صدِّقا ً لِّ َما َم َع ُكم ِّمن قَب ِْل‬ ‫وا بِ َما نَ َّز ْلنَا ُم َ‬ ‫ْال ِكت َ‬ ‫ت‬ ‫) النساء ‪ ، 47‬وتكوّنت أثناء ذلك سلطة كهنو ٍ‬ ‫عبر نصوص الفق��ه والمذهب ‪ ،‬وأصبح هنالك‬ ‫أناسٌ اس��مهم رجال دي��ن ‪ ،‬يتحالفون مع رجال‬ ‫السياسة ‪ ،‬ليغيب شرع هللا عن واقع الناس عبر‬ ‫طالس��م كتب الفقه ‪ ،‬ويس��تمر االس��تبداد تحت‬ ‫عب��اءة الدي��ن وتصبح الدول اإلس�لاميّة مجرّد‬ ‫اسم ال يمت لإلسالم بصل ٍة ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ل��م يخرج اإلس�لام من مأزق��ه التاريخي وظل‬ ‫ع��ام و نيف ‪ ،‬كل هذا حدث‬ ‫ي��راوح مكانه ألف‬ ‫ٍ‬ ‫عندم��ا أصبح الدي��ن من موجّه لس��لوك الناس‬ ‫قان��ون إداريٍّ يكبّل حرك��ة الناس ويمنع‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫ٍ‬ ‫عنهم الحق في تقرير مصيرهم ‪ ،‬فاللغة ال تعني‬ ‫شيئا ً خارج النّص ‪ ،‬والنّص ال يعني شيئا ً خارج‬ ‫الشريعة ‪ ،‬والشريعة نفسها ال تعني شيئا ً خارج‬ ‫واق��ع النّ��اس ‪ ،‬فالدين ال يخاط��ب الدولة ‪ ،‬وال‬ ‫يخاطب مؤسّس��اتها أو أجهزتها البوليسيّة ‪ ،‬بل‬ ‫يخاط��ب النّ��اس جميعا ً دونما تميي��ز أو تجاه ًل‬ ‫لطائف�� ٍة دون أخ��رى أو جماع�� ٍة دون جماع ٍة ‪،‬‬ ‫فال يح��ق للدولة أن تتبنّى مذهب��ا ً بعينه ‪ ،‬وبنا ًء‬ ‫علي��ه ال يمك��ن تطبيق الش��ريعة التي س��تكون‬ ‫مخالفةً لتطبيق روح القرآن وهي إشاعة العدالة‬ ‫االجتماعيّ��ة ‪ ،‬ه��ذه العدال��ة الت��ي تختل��ف من‬ ‫ب آلخر ‪ ،‬فقناعة اإلنس��ان مرتبطة بوعيه‬ ‫مذه ٍ‬ ‫الخ��اص ‪ ،‬وال يح��ق للدول��ة أن تف��رض عليه‬ ‫منهجيّةً بعينها ‪ ،‬فليس هللا ِملكا ً ألحد ‪( :‬ا ْد ُ‬ ‫ع إِلِى‬ ‫ك بِ ْال ِح ْك َم ِة َو ْال َموْ ِعظَ ِة ْال َح َسنَ ِة َو َجا ِد ْلهُم‬ ‫يل َربِّ َ‬ ‫َسبِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض َّل‬ ‫بِالَّتِ��ي ِه َي أحْ َس��نُ إِ َّن َربَّ َ‬ ‫ك هُ َو أ ْعل�� ُم بِ َمن َ‬ ‫عَن َس��بِيلِ ِه َوهُ َو أَ ْعلَ�� ُم بِ ْال ُم ْهتَ ِدينَ ) النحل ‪125‬‬ ‫‪ ،‬المش��كلة هي فقدان الحق في االختيار ‪ ،‬يح ّ‬ ‫ق‬ ‫للمواط��ن المس��لم أن يك��ون زيديّ��ا ً ‪ ،‬إباضيّا ً ‪،‬‬ ‫ش��افعيّا ً ‪ ،‬جعفريّا ً ‪ ،‬متصوّفا ً ‪ ،‬معتزليّا ً أو مالكيّا ً‬ ‫أو ب��دون مذه��ب ‪ ،‬هنا ال يمك��ن للدولة تطبيق‬ ‫حدود الش��ريعة وفق المذهب الذي تختاره هي‬ ‫مؤمن بمذهب‬ ‫ولم يفع��ل هو ‪ ،‬فالمواطن غي��ر‬ ‫ٍ‬ ‫الدولة ‪ ،‬وهذه هي المس��افة الشاسعة بين الدولة‬ ‫المسلمة ‪ ،‬المواطنين القاطنين فيها واإلسالم ‪.‬‬

‫كلمة السر يف ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫امساعيل عبد اجمليد احمليشي‬ ‫عانى الش��عب الليب��ي وال زال يعاني الويالت‬ ‫تل��و الويالت منذ عقود‪ ,‬يتس��اءل البعض عن‬ ‫س��بب قيام ثورة ‪ 17‬فبراير وانتفاضة الشعب‬ ‫الليبي ف��ي يوم وليلة‪ ,‬أس��قط الجدار وصحت‬ ‫العي��ون ووحدت الصفوف واألهداف وكبرت‬ ‫العزائ��م وارتفع��ت األصوات “الش��عب يريد‬ ‫اسقاط النظام” ‪.‬‬ ‫وكانت كلمة السر في تلك الليلة “أن دما ً طاهراً‬ ‫سفك في شرق البالد” فقامت ليبيا وقام أبنائها‬ ‫وانتزعوا الظلم من جدوره واعتبر الليبيون أن‬ ‫الث��ورة من جانبها العس��كري انتهت بتحرير‬

‫س��رت وقطع رأس الطغيان ودابره إلى األبد‪,‬‬ ‫ثم بدأت ثورة البناء وتصحيح المسار و كشف‬ ‫الحقائ��ق وراء الكثير من الس��تائر واالقنعة ‪,‬‬ ‫فسقط الكثيرون من على الساللم التي تسلقوها‬ ‫بينم��ا كانت الدماء تج��ري كأالنهار وبقى من‬ ‫بق��ى منهم‪ ,‬وعرف الش��عب الليب��ي من الذي‬ ‫يحب��ه ويح��ب ليبيا وم��ن الذي سيس�� ّخر كل‬ ‫قواه لخدمة وتنمية ليبيا الفتيه وشعبها العظيم‪,‬‬ ‫أطفأت ثورتنا ش��معتها االولي وفرح الليبيون‬ ‫بإنقض��اء عام على أول يوم تاريخي لمولودته‬ ‫الجديدة‪ “ :‬الحرية “ ولكن ؟؟؟ !!!! ال نامت‬

‫أعين الجبناء‪.‬‬ ‫ما إن ألقى الثوار بأس��لحتهم حتى ظهر وحش‬ ‫جديد جاء ليلتهم “الكفرة” تلك الواحة الجميلة‬ ‫القابع��ة في أقصى الجنوب الليبي‪ ,‬جاء ش��بح‬ ‫الموت من جديد ليطل برأس��ه على ليبيا ‪ ,‬لكن‬ ‫هيهات فالش��عب الليب��ي ال زال يعيش الثورة‬ ‫وكلمة الس��ر ال زالت عالق��ة في ذهنه الغض‪,‬‬ ‫وستكون بوادر الثورة الجديدة قريبة إلى ذهن‬ ‫كل ليب��ي‪ ,‬فق��ط ألن دما ً حراما ً س��ال مجدداً‬ ‫على أرض ليبيا الغالية‪ ,‬وما زال الجرح الذي‬ ‫تخفي��ه قلوبنا ينزف وبش��دة على ما فقدناه من‬

‫نفيس ف��ي معركتنا مع الس��فاح و أعوانه فلن‬ ‫تكون “الكفرة” اإل مفتاح��ا ً جديداً لهذه الثورة‬ ‫ولن ترضى اإل أن تعيش حرة ش��اء من ش��اء‬ ‫و أب��ى من أب��ى ‪ ,‬وكل روح ضحت من أجل‬ ‫ليبيا ستكون أمانة في أعناقنا لنطالب بمحاسبة‬ ‫من س��اهم في ازهاقها ومن أغمض عينيه عن‬ ‫رؤية الحقيقة ومن رفض مد يد العون ألطفال‬ ‫وأبرياء يستغثيون فهل من مغيث‪.‬‬ ‫اللهم فرج كربهم وس��خر له��م جنداً من عندك‬ ‫‪ .....‬يارب العالمين‬ ‫عاشت ليبيا حرة والمجد للشهداء‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫إبراهيم أصالن ‪...‬احلزين الغلبان‬ ‫حممد حممد مستجاب‬ ‫إبراهيم أصالن‪ :‬اس��م له رنين خاص على‬ ‫الس��مع‪ ،‬ودبيب حاد عل��ى القلب يجعلك ال‬ ‫تنس��ي هذا االس��م‪ ،‬كأنه نب��ي أو قديس أو‬ ‫ولي من أولياء هللا الصالحين‪ ،‬اسم يدعوك‬ ‫دائما ً الن تتمسك بمصريتك وخصوصيتك‬ ‫وتفاصيلك‪ ،‬فإذا أضفت لهما هذا الش��ارب‬ ‫ال��ذي يزين وجهه تعرف انك مصري ابن‬ ‫بلد ومطحون وغلبان‪ ،‬انه ش��ارب الحزن‬ ‫والنجاة والعالمة المصرية المميزة‪.‬‬ ‫كمس��يح أو نب��ي يحم��ل كل ه��ذه الهموم‬ ‫يق��ف إبراهيم أص�لان وكتاباته وقصصه‬ ‫ومقاالته‪ ،‬ولو تم شرح عناوين كل كتاباته‬ ‫لعرفنا مدي الطهر والنقاء والرؤية الواعية‬ ‫التي كان يعيش بها‪ ،‬ومع أننا نري الغضب‬ ‫في الكثير م��ن رواياته وقصصه‪ ،‬وأحيانا‬ ‫الوص��ول إلى عدم القدرة على التغيير‪ ،‬أال‬ ‫أن الكتابة بالنسبة له – كما هي بالنسبة لكل‬ ‫جيل��ه ‪ -‬فهي النجاة‪ ،‬لذا تصبح الكتابة ضد‬ ‫الموت‪ ،‬وض��د االنتحار‪ ،‬وض��د األنظمة‬ ‫المستبدة الجاهلة‪ ،‬هي فارب النجاة له ولنا‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫هكذا هو إبراهيم أصالن ابن الكيت كاتب‬ ‫وأبو هش��ام الجمي��ل‪ ،‬وكلماته ف��ي كتابه‬ ‫الصغي��ر الج��اد‪ ،‬الكبير كجب��ل‪ ،‬الواضح‬ ‫كالشمس‪ ،‬الش��فاف كالمالئكة‪ ،‬يصيب به‪،‬‬ ‫واعتقد أن هذا الوطن لو به بعض المثقفين‬ ‫مثل إبراهيم أصالن لتغيرنا كثيرا‪.‬‬ ‫فهو س��اعي بريد يحمل رسالة ألبناء بلدة‪،‬‬ ‫رسالة هي سفر للحرية وللرفض وللتغير‪،‬‬ ‫لق��د ظل��ت المجموع��ة القصصي��ة بحيرة‬ ‫المس��اء في ذهني إنها بالية لم يري النور‪،‬‬ ‫إال أن فهم��ي الصغير تغي��ر عندما كبرت‬ ‫فعرف��ت أن ه��ذا الرج��ل مايس��ترو كبير‬ ‫مسيطر على أدوات حرفته بمنتهي النعومة‬ ‫والصرامة‪ ،‬فال تخرج القصة عن إطارها‬ ‫المرس��وم والمحدد لها‪ ،‬قصص غارقة في‬ ‫التفاصيل ألشخاص ال نراهم إال في أحياء‬ ‫وحواري إمبابة والكيت كات‪ ،‬لذا فقد حفر‬ ‫هو المكان بكل تلك الجدية‪ ،‬لتأتي بعد ذلك‬ ‫عصافي��ر الني��ل‪ ،‬نحن المطحوني��ن الذين‬ ‫نريد أن نغرد‪ ،‬لك أقفاصنا الصدرية مغلقه‬ ‫على همومن��ا‪ ،‬اس��تطاع أن يجعلنا نغرد‪،‬‬ ‫نحن لم نبصر إال من خالل الش��يخ حسني‬ ‫تلك الش��خصية التي إن تمس��كنا بها – في‬ ‫وقتنا الحاضر سوف نس��تفيد كثيراً‪ ،‬كيف‬ ‫ي��ري هذا الكفيف‪ ،‬انه الم��رادف إلبراهيم‬ ‫أصالن‪ ،‬يس��خر منن��ا‪ ،‬نحن الذي��ن نمتلك‬ ‫عيون ( مفنجلة ) للكنها ال تري أي شيئا‪.‬‬ ‫إبراهيم أصالن الخجول المتواضع‪ ،‬الذي‬ ‫يوظ��ف كافة الحواس في كتاباته الروائية‪،‬‬ ‫فمن منا ال يذكر ش��خصية الش��يخ حسني‪،‬‬ ‫أحد ش��خصيات رواية "مال��ك الحزين"‪،‬‬

‫الضرير‪ ،‬الذي ال تس��عفه بصيرته برصد‬ ‫يومي��ات أبن��اء الحي فق��ط‪ ،‬بل ه��و يقود‬ ‫الدراجة‪ ،‬في شوارع القاهرة‪ ،‬كأي شخص‬ ‫مبص��ر‪ ،‬ل��ذا جعل تل��ك الحال��ة تنتقل إلى‬ ‫القاري والمشاهد أن يري‪.‬‬ ‫كان يوظ��ف إبراهيم أصالن كافة الحواس‬ ‫في كتاباته الروائية‪ ،‬من ال يذكر ش��خصية‬ ‫الش��يخ حس��ني‪ ،‬أح��د ش��خصيات رواية‬ ‫"مالك الحزين"‪ ،‬الضرير‪ ،‬الذي ال تسعفه‬ ‫بصيرته برصد يومي��ات أبناء الحي فقط‪،‬‬ ‫بل هو يقود الدراجة‪ ،‬في شوارع القاهرة‪،‬‬ ‫كأي شخص مبصر‪ ،‬تلك الشخصية‪ ،‬كأنها‬ ‫مجاز لمنظور أصالن للتصوير الروائي‪،‬‬ ‫ورغبت��ه بتح��دي المس��تحيل‪ :‬أن يجع��ل‬ ‫الق��ارئ يبصر ال من خ�لال عينيه بل من‬ ‫خالل "بصيرت��ه"‪ ،‬التي هي في لغته النقد‬ ‫األدبي "القدرة التخيلية‪.‬‬ ‫يمتل��ك عين كامي��را‪ ،‬وألنه يعل��م أن بحر‬ ‫اللغ��ة عاجز أحيان��ا أمام التعبي��ر‪ ،‬إال انه‬

‫التش��ويق والمتع��ة في��ه ل��ذا كان يق��ول‪:‬‬ ‫إذا اخترع��ت ش��خصية واخترع��ت له��ا‬ ‫س��يكولوجية واخترعت له��ا مصيرا‪ ،‬فقد‬ ‫اخترعت جثة‪.‬‬ ‫إبراهيم أصالن عاش��ق الورقة والقلم‪ ،‬لغز‬ ‫ال يمك��ن فكه أب��دا‪ ،‬ثروته الحقيق��ة وذاته‬ ‫وعكازه وسيفه‪ ،‬هناك وسط الورق والكتب‬ ‫يشعر بالطمأنينة‪ ،‬يزور مكتبته كأنها معبد‬ ‫يتعبد في محرابه‪ ،‬يقرا آياته‪ ،‬يهتم بتفاصيله‬ ‫وهو داخلها‪ ،‬يجلس بالس��اعات‪ ،‬ش��غوف‬ ‫بالقراءة وكتابة المالحظات على الهوامش‬ ‫وفي أوراق صغيرة بيضاء‪ ،‬يجلس يبحث‬ ‫عن ش��كل وفكرة وصيغة وأس��لوب جديد‬ ‫يخترق به بط��ن وارض الورقة البيضاء‪،‬‬ ‫لتكون تلك الورق��ة قارب النجاة في الحياة‬ ‫وفي الكون‬ ‫لق��د عرفنا عمنا إبراهي��م أصالن ونحن لم‬ ‫نزل نرضع من أث��داء أمهاتنا‪ ،‬لذا رضعنا‬ ‫كتابات��ه وأصبح��ت ف��ي نس��يج أجس��ادنا‬

‫اقتن��ص تلك المي��زة المبهرة ف��ي الكاميرا‬ ‫ونقله��ا على ال��ورق‪ ،‬يهتم بكل ش��رخ في‬ ‫الجدار‪ ،‬وكل رقعة في الثياب‪ ،‬وكل حرف‬ ‫تنطق به شخصياته‪.‬‬ ‫وفه��م إبراهي��م أص�لان ان��ه يمتل��ك تلك‬ ‫المي��زة‪ ،‬وفه��م ان��ه لي��س مص��ورا‪ ،‬ب��ل‬ ‫كاتب وموهوب‪ ،‬وألنه ي��درك حدود لغته‬ ‫وصعوبة المهمة التي يقوم بها ككاتب‪ ،‬لذا‬ ‫فهو يس��تنجد بكل حواس القراء "السمعية‬ ‫والبصرية وحتى حاسة الشم" حتى يوصل‬ ‫رائح��ة وتفاصيل"الصورة" إل��ى القارئ‬ ‫بأق��رب ش��كل ممك��ن لما يدور ف��ي خيال‬ ‫الكاتب‪.‬‬ ‫اس��تطاع إبراهيم أص�لان‪ ،‬أن يقدم تناوال‬ ‫جدي��دا للواق��ع االجتماع��ي وش��خصياته‬ ‫وواقع��ه‪ ،‬وبقي مخلص��ا للرؤي��ة التقليدية‬ ‫للعال��م الروائ��ي‪ ،‬ال��ذي يتمس��ك بعناصر‬

‫وعقولن��ا‪ ،‬فرضعن��ا " مال��كا ً الحزي��ن "‬ ‫ليصب��ح الطائ��ر الكفيف بروح��ه الصافية‬ ‫وعبل��ة المص��ري الخال��ص‪ ،‬يلق��ي علينا‬ ‫الحكايات واألس��رار‪ ،‬ي��زاوج بين األفكار‬ ‫ويري ويشتم روائح األجساد‪ ،‬طائر حزين‬ ‫حزنا ً مصريا ً خالصاً‪ ،‬طائر يظل ملحقا ً في‬ ‫وج��دان األمة العربية‪ ،‬ارتدي أفكار ومداد‬ ‫قل��م إبراهيم أصالن حيث يتح��ول الطائر‬ ‫إلى لحم ودم مصري يبث شكاوي إحباطه‬ ‫وتباري��ح أحزانه وصرخ��ات جروحه إلي‬ ‫مقام العدال��ة المتوارية الغائبة والتي يؤمن‬ ‫الضمير دائما بأنها قادمة ولو طال الزمن‪.‬‬ ‫إبراهيم أصالن المج��د والمعتني بموهبته‬ ‫وفكره وقلمه‪ ،‬عابد تراب الحواري وهواء‬ ‫الش��بابيك وجلس��ه الحريم وخبص البنات‬ ‫وقع��ده القه��وة‪ ،‬وأكاد اجزم ان��ه ال يوجد‬ ‫مقه��ى في بر مصر لم يجل��س عليها عمنا‬

‫إبراهيم أصالن‪.‬‬ ‫لقد خ��اض إبراهيم أص�لان الحياة ببراءة‬ ‫األطفال وطموح المالئكة ودهاء الشياطين‬ ‫وتقلبات الساس��ة وحكم��ة العجائز‪ ،‬وكتب‬ ‫علي��ه المغام��رة والمقام��رة وامتط��اء‬ ‫المس��تحيل‪ ،‬فتعلمنا منه إن األدب مجاهدة‬ ‫وعزيم��ة وصبر وح��ب ودأب‪ ،‬ل��ذا كان‬ ‫ف��ي محرابه ومكتبه وعمل��ه كالمتصوف‪،‬‬ ‫فه��و المثاب��ر والمهاب��ر والصاب��ر‪ ،‬حتى‬ ‫تكتم��ل فكرته عل��ى األوراق‪ ،‬يقدم لنا فيها‬ ‫ش��خصيات من لح��م ودم‪ ،‬وأماك��ن نراها‬ ‫ألول م��رة في كل مرة نق��رأه فيها مع إننا‬ ‫نمر على تلك األماكن كل يوم‪.‬‬ ‫إبراهيم أصالن ال��ذي علمنا وجعلنا ندرك‬ ‫ونفهم ونش��م ونحس بالواقع‪ ،‬وأن نري ما‬ ‫ال يمك��ن أن تلحظه عين أو يدركه س��مع‪،‬‬ ‫ونش��عر بالزم��ان ككائ��ن‪ ،‬ذل��ك الزم��ان‬ ‫ال��ذي يف��رق ويجمع‪ ،‬يحب ويك��ره‪ ،‬يقف‬ ‫ويتط��ور وينم��و‪ ،‬مع تطور الش��خصيات‬ ‫وتطور طموحاتهم وتطور المكان‪ ،‬الزمان‬ ‫يغرق كل ه��ذا في بوتق��ة الرواية الحديثة‬ ‫والجديدة‪ ،‬ان��ه الكاتب المدهش الفذ المولع‬ ‫بتفاصي��ل ودقائ��ق الحي��اة‪ ،‬وطقوس��ها‪،‬‬ ‫الصغي��رة والكبي��رة‪ ،‬الت��ي نس��تطيع أن‬ ‫نمس��كها والت��ي ال نس��تطيع أن نحس بها‪،‬‬ ‫انه يجس��دها ويكتبها على أرواقه‪ ،‬تأخذك‬ ‫فيه��ا لغت��ه الش��عرية‪ ،‬وحوارات��ه الذكية‪،‬‬ ‫وأس��ئلته العميقة‪ ،‬وش��خصياته المحورية‬ ‫والثانوية والهامش��ية‪ ،‬ال��كل بطل‪ ،‬والكل‬ ‫تحت س��يطرة قلمه وفكره‪ ،‬ال احد يشت أو‬ ‫يهرب‪ ،‬لذا جاءت روايات��ه مكتملة البناء‪،‬‬ ‫مكتملة بالفكر الذي يريد طرحه وتوصيله‪،‬‬ ‫للقارئ في رواياته وللمشاهد في أفالمه‪.‬‬ ‫تم��ر األي��ام ويظ��ل إبراهيم أص�لان في‬ ‫الف��ؤاد‪ ،‬معل��ق ويمتلك مس��احة كبيرة من‬ ‫أرضه‪ ،‬تجلس معه في ليال طويلة ومظلمة‬ ‫وال يضيئها أال ش��معة من كتاباته وأوراقه‬ ‫ونوادره وحكاياته وقفش��ته‪ ،‬ليالي تقضيها‬ ‫وس��ط القراءة والتج��وال والجدال والمتعة‬ ‫والمناكف��ة واألح�لام الت��ي ال تنقض��ي‪،‬‬ ‫ال تع��رف عن م��اذا تحكى وع��ن ماذا ال‬ ‫تلتف��ت‪ ،‬إال ان��ه يريك ما لم ت��راه من قبل‪،‬‬ ‫فهو المهيمن على حارته الرطبة بابتسامته‬ ‫الحكيم��ة‪ ،‬ينقلها لك بخبرة ومعرفة وإبداع‬ ‫خ��اص به‪ ،‬فه��و بائع الفول ف��ي الصباح‬ ‫المبك��ر‪ ،‬والس��يدة الت��ي تبي��ع الفجل على‬ ‫ناصية الحارة‪ ،‬هو الس��قا وق��اري الكف‪،‬‬ ‫وش��يخ الكتّاب الضرير‪ ،‬ذل��ك الغارق في‬ ‫رائحة الشاي‪ ،‬تعلمت منه أن الحياة قصيرة‬ ‫لذا يجب أن نعيش��ها لكن بدون خوف‪ ،‬الن‬ ‫الحياة وسط جبال وأسوار الخوف ليس لها‬ ‫مبرر‪ ،‬لق��د وعي إبراهي��م أصالن حدوده‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫وح��دود قلم��ه وح��دود بني البش��ر الغالبة‬ ‫مثله‪ ،‬وطموحهم وخوفهم وقوتهم المدفونة‪،‬‬ ‫إبراهيم أصالن الذي خاص الحياة كس��مكة‬ ‫ف��ي بح��ر الكي��ت كات‪ ،‬س��مكة تعرف أن‬ ‫الخ��روج عن حدود هذه الحارة وهذا البحر‬ ‫س��وف تقابل القروش والحيات المفترسة‪،‬‬ ‫ل��ذا لم يب��ارح بحره الصغي��ر‪ ،‬هناك حيث‬ ‫األم��ان الفقي��ر واألمل المتواض��ع والحب‬ ‫الكبير‪ ،‬قلب هو العين في نفس الوقت‪ ،‬الن‬ ‫البصر بدون إحساس عمي وجهل كبيرين‪،‬‬ ‫ش��اهد إبراهي��م أصالن أن الوط��ن ممتلئ‬ ‫بأس��ماك القرش التي ال تري إال نفسها‪ ،‬إال‬ ‫انه ظل يراوغها ويطاردها بقلمه وش��اربه‬ ‫وكتاباته‪.‬‬ ‫ل��ذا كلما اقترب��ت من��ه وأحببت��ه وأحببت‬ ‫كتاباته‪ ،‬تش��عر بالوطنية المفقودة وتش��عر‬ ‫بمن يحاصرها‪ ،‬كان يعيش الحالة الخاصة‬ ‫لإلنس��ان المصري البس��يط‪ ،‬أف��كار الناس‬ ‫وأمثالهم وتفسيراتهم للحياة والكون‪ ،‬وألنه‬ ‫لم يكن يمتلك ثقافة أكاديمية‪ ،‬فقد اعتمد على‬ ‫قراءت��ه ورؤيته وموهبة التي حباه بها هللا‪،‬‬ ‫فلم يجلس ويش��ذب تلك األفكار‪ ،‬بل جعلها‬ ‫كما هي‪ ،‬ب��كل التفاصيل الصغيرة والدقيقة‬ ‫والمحرج��ة أيضا‪ ،‬فهو يعري بس��وط ناعم‬ ‫كل الصغ��ار الت��ي نترف��ع عنه��ا‪ ،‬ليصبح‬ ‫أدب��ه أدب مكان وأدب أش��خاص تعيش في‬

‫ه��ذا المكان‪ ،‬هذه الموهب��ة التي أفرزت لنا‬ ‫أس��ماء قصص وردية ليل وبحيرة المس��اء‬ ‫وحجرتان وصالة وشقة مجاورة أخري‪....‬‬ ‫إبراهيم أص�لان الذي ارت��دي كل الوجوه‬ ‫في رؤيته للعالم ليري هذا الوطن من عقب‬ ‫ب��اب‪ ،‬ي��ري الص��ورة المحزنة والقاس��ية‬ ‫والجميل��ة‪ ،‬يري العظم��ة والجمال والحب‬ ‫والرحم��ة والحري��ة والفقر األب��دي‪ ،‬يري‬ ‫كيف تتساقط األحالم والكبار ويحل محلهم‬ ‫أشباح ممسوخة وقتلة مع إنهم يرتدي البدل‬ ‫الش��يك واألنيقة ويتحدثون بكالم معس��ول‬ ‫عن الغد وعن السعادة الموعودة‪.‬‬ ‫إبراهيم أصالن الذي يستطيع أن يسحبك في‬ ‫وقت متأخر من الليل إلى شوارع وحواري‬ ‫وأزقة ومقاهي والقاهرة‪ ،‬يسحبك في ظلمة‬ ‫اللي��ل وهو كفيف كي يري��ك وتبصر الدنيا‬ ‫من حول��ك‪ ،‬مع أنها قد تحولت إلى مش��هد‬ ‫غائم بالغ السواد‪ ،‬هنا يبرق الكفيف ويبرق‬ ‫قلبه بالضوء الباهر‪ ،‬نعم نحن الذين ال نري‬ ‫وال نفه��م مثلما كان يريد منا‪ ،‬نعم كان يري‬ ‫وه��و كفي��ف العين‪ ،‬لكنه يري بقلبه ويش��م‬ ‫بأنفه‪ ،‬رائحة وطن ممتد في أعماق التاريخ‪.‬‬ ‫رأيته أول مرة في شقتنا‪ ،‬كنت طفال‪ ،‬أمرني‬ ‫والدي أن أتقدم واس��لم علي��ه‪ ،‬ظللت انظر‬ ‫ل��ه وأنا أق��ف بجوار الحائط‪ ،‬كنت اخش��ي‬ ‫أن اسلم عليه‪ ،‬ش��اربه كان يخيفني‪ ،‬وكنت‬

‫‪19‬‬

‫أظن انه سوف يأكلني‪ ،‬إال انه ظل يداعبني وبكائن��ا له��ذا الرج��ل‪ ،‬ألنني اعل��م انه ال‬ ‫بالكلم��ات‪ ،‬وعندما اخرج لي قلم من بذلته‪ ،‬توجد قوة في الكون تس��تطيع أن تقف أمام‬ ‫أخذته منه وجري��ت للغرفة االخري‪ ،‬فظل الموت‪...‬رحمك هللا يا عمنا الكبير‪.‬‬ ‫يضحك وظلت الضحكة عالقة بقلبي لالن‪،‬‬ ‫وعلم��ت حينئذ أن هذا الرج��ل هو إبراهيم‬ ‫أصالن‪.‬‬ ‫أال انه س�لامه المهذب لي ف��ي عزاء عمنا‬ ‫خيري شلبي‪ ،‬وهو يثني عل ّي وعلى والدي‪،‬‬ ‫وان ال��ذي خل��ف ما متش‪ ،‬فقبلت��ه قبله ابن‬ ‫لوال��ده‪ ،‬وظللت أتذكر تاري��خ طويل معه‪،‬‬ ‫أتذكر وأنا أصل مقاالت وقصص مستجاب‬ ‫لجري��دة الحي��اة‪ ،‬ومش��كلته الكب��رى أثناء‬ ‫رواي��ة وليم��ة ألعش��اب البح��ر‪ ،‬وموقف‬ ‫مس��تجاب من تلك المشكلة والموقف ذد كل‬ ‫من يريد لهذه األمة أن تعيش في الظالم‪.‬‬ ‫وفي النهاي��ة ‪ -‬أفزعتني المذيعة وهي تلقي‬ ‫الخب��ر ( إبراهيم أص�لان – وداعا ) كنت‬ ‫مع حبيبتي وخطيبتي الروائية نهي محمود‪،‬‬ ‫لم تكن تصدق‪ ،‬ان��زوت في احدي المقاعد‬ ‫تبك��ي‪ ،‬نبه��ا والده��ا بأنن��ا جميعا ً س��وف‬ ‫نم��وت‪ ،‬قالت في ارتب��اك ‪ :‬كنت أتمني أن‬ ‫أقابله‪ ،‬وماذا س��وف يفعل ابنه هشام اآلن؟‪،‬‬ ‫وأكمل��ت‪ :‬لقد كان��ت أثمن تقيم ل�� ّي أن قال‬ ‫اح��د النقاد إنني س��أصبح ذات يوم إبراهيم‬ ‫إبراهيم أصالن‬ ‫أص�لان مصر‪ ،‬وظلت تبك��ي‪ ،‬نظرت لها‬ ‫وب��دأت أواس��يها‪ ،‬بينم��ا قلبي ينفط��ر حبا ً‬

‫حتررنا ولكن ‪.....‬‬ ‫جنوان رشاد اهلوني‬ ‫ق��د تحررنا وحررنا الوطن ‪..‬نش��يدنا الوطني‬ ‫ال��ذي لطالم��ا تغن��ى ب��ه أجدادن��ا وآباؤنا وما‬ ‫كن��ا نحلم يوما أن يصبح نش��يدنا الوطني مرة‬ ‫أخ��رى بعد أن حكمن��ا معمر القذاف��ي وأحكم‬ ‫قبضته علينا بأمنه الداخلي والخارجي وكتابئه‬ ‫وكاتب��ي تقاريره ووش��اته وكل وس��ائل قمعه‬ ‫القديم��ة والحديثة‪..‬ما كن��ا نتخيل ولو في غفلة‬ ‫من أوهامنا أن يأتي يوم��ا نخرج فيه للتظاهر‬ ‫الس��لمي لنعلن عن مطالبنا الش��رعية دون أن‬ ‫يصب على رؤوس��نا وابل الرصاص وتصفد‬ ‫أيدين��ا بالقي��ود ونق��اد إل��ى وجه��ات مجهولة‬ ‫نتعلم فيها أدب الصمت واإلس��تكانة والخنوع‬ ‫‪..‬وم��ا كن��ا نجرؤ حتى ف��ي أح�لام يقظتنا أن‬ ‫نعق��د اللقاءات ونلقي المحاض��رات والندوات‬ ‫لمناقشة دستورا جديدا بدال من الكتاب األغبر‬ ‫ونش��كيل األحزاب بدون أن يش��كل هذا خيانة‬ ‫تستحق الشنق في الميدان‬ ‫ق��د تحررنا وحررن��ا الوط��ن ‪ ..‬وخرجنا إلى‬ ‫الميادي��ن نعان��ق الف��رح ونقبل علمن��ا الجديد‬ ‫ونطي��ر بأحالمن��ا إل��ى س��ابع س��ماء ونتغنى‬ ‫بأغانينا الوطنية الجديدة التي أبكتنا أيام الثورة‬ ‫حي��ن كن��ا نخ��اف أن يقب��ض علينا متلبس��ين‬ ‫باإلس��تماع إليها على القنوات الليبية التي تبث‬ ‫م��ن خارج أس��وار س��جن ليبيا الكبي��ر آنذاك‬ ‫‪..‬أيام الثورة التي أمتدت بس��بب العناد والكبر‬ ‫والطغيان إلى أشهر من نار تغذت على أرواح‬ ‫ش��بابنا ورجالنا البواسل الشجعان الذين قدموا‬ ‫أرواحهم قرابين لتحريرنا وتحرير الوطن‪..‬‬

‫قد تحررنا وحررنا الوطن ‪..‬ولكن ‪ ،‬وآسفة من‬ ‫كلم��ة لكن ‪ ،‬قد تحررنا فقط من ش��خص واحد‬ ‫يعيش في مستنقع أفكار الكثيرين منا من خالل‬ ‫الثقافات التي رس��خها طوال مدة إعتقاله لليبيا‬ ‫وعلى مدى ‪ 42‬عاما‪ ..‬ثقافة الكذب للتملص من‬ ‫المس��ئوليات وتلفيق االتهام��ات‪ ،‬وثقافة الغاية‬

‫وتمكن��ت من النف��وس الضعيفة حتى أصبحت‬ ‫نمط حياة مقبول ومبارك بينهم‪..‬‬ ‫ق��د تحررنا وحررن��ا الوطن ولك��ن لم نحرر‬ ‫أنفس��نا بعد من رزيلة توجيه اإلنتقاد لكل عمل‬ ‫وكل تص��رف ب��دون إقت��راح بدائ��ل منطقية‬ ‫تناس��ب المرحلة الحرجة الت��ي يمر بها وطننا‬

‫تبرر الوس��يلة‪ ،‬و ثقافة الفس��اد ب��كل ما يعني‬ ‫وثقافة المطالبة بالحقوق دون حتى التفكير في‬ ‫أداء الواجب��ات‪ ،‬والكثير م��ن الثقافات القبيحة‬ ‫األخ��رى الت��ي تغلغلت في العق��ول المريضة‬

‫في الوقت الحالي‪..‬لم نحرر أنفس��نا من الغيرة‬ ‫التي تكب��ل قدراتنا على اإلب��داع حيث تصبح‬ ‫العقول مش��غولة بنجاحات اآلخرين وينحصر‬ ‫إبداعن��ا فقط في إع��داد الخط��ط الخبيثة التي‬

‫تدمرهم وتحجب عطاؤهم‪..‬لم نحرر أنفسنا من‬ ‫اإلستناد على الوس��اطة والمحسوبية والتزلف‬ ‫التي مكنت عديمي الش��رف ومعدومي الخبرة‬ ‫من التسلق إلى سلم المناصب بينما يسقط ذوو‬ ‫الخبرات والشرفاء من على أول درجات السلم‬ ‫في حال عدم توف��ر القريب أو الصاحب الذي‬ ‫يساعدهم على الوصول‪.‬‬ ‫قد تحررنا وحررنا الوطن‪ ..‬وأهدينا المناصب‬ ‫في ليبيا الجديدة لرجال معمر القذافي وإصدقاء‬ ‫سيف اإلسالم الذين سبق لهم أن عبأوا أفواههم‬ ‫وعيونه��م بالدينارات الليبي��ة حتى لم يعد لهم‬ ‫القدرة على رؤي��ة المظالم أو الحديث عن كل‬ ‫االنتهاكات التي كان يقوم بها الالنظام الس��ابق‬ ‫في حق ليبي��ا والليبيين ‪..‬ق��د تحررنا وحررنا‬ ‫الوط��ن بينما تتقات��ل قبائلنا ويس��تميت رجالنا‬ ‫على جبهة المناصب ومراكز السلطة وأماكن‬ ‫الق��وة ‪..‬تحررن��ا وحررنا الوطن بينما يس��قط‬ ‫األبرياء يوميا برصاص الطائشين والمجرمين‬ ‫في ظل تغييب القانون والجيش والشرطة‪...‬‬ ‫م��اكان هذا ه��و التحرير الذي أراده ش��هدائنا‬ ‫وفي سبيله أستحبوا توديع الحياه لنستقبل نحن‬ ‫الحرية والعدال��ة واألمن الحقيقي وليس األمن‬ ‫الش��كلي الذي كنا نعيشه على مدى ‪ 42‬عاما‪..‬‬ ‫م��ازال مش��وارنا طويل حتى نحق��ق ما أراده‬ ‫ش��هداءنا حقا وحينئذ سينش��دون هم من جنات‬ ‫الخل��د حيث ه��م (بإذن هللا) لم تذه��ب دماؤنا‬ ‫هباء وقد تحررنا وحررنا الوطن‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫الثورة لن تكتمل إال بقضاء مستقل‬ ‫مروان أمحد الطشاني‬ ‫منذ إس��تقالل ليبيا مر القض��اء فيها بعدة‬ ‫مراحل طيلة تاريخه س��اهمت في تش��كيله‬ ‫وبنائ��ه كان أوله��ا التأكي��د ف��ي دس��تور‬ ‫س��نة‪1951‬م على إستقالل القضاء وإتخاذ‬ ‫نظ��ام القضاء الموحد الذي تبناه المش��رع‬ ‫الليب��ي وكان ن��ص الم��ادة (‪(} ) 42‬‬ ‫السلطة القضائية تمارس��ها المحكمة العليا‬ ‫والمحاكم األخرى ){‪ ،‬اللبنة أالساس��ية في‬ ‫بن��اء النظ��ام القضائي الليب��ي لتبدأ رحلة‬ ‫أس��تصدار القوانين والتش��ريعات المنظمة‬ ‫للعم��ل القضائي إبت��داء بقان��ون المحكمة‬ ‫العلي��ا إألتحادي��ة ث��م قان��ون المرافع��ات‬ ‫المدني��ة التجاري��ة و قان��ون اإلج��راءات‬ ‫الجنائي��ة (‪1953‬م) ثم صدر قانون المنظم‬ ‫لإلج��راءات الش��رعية س��نة( ‪1958‬م )‬ ‫وقانون نظام القضاء رقم ‪ 29‬لسنة ‪1962‬م‬ ‫ويمكن القول أن المرحلة الثانية بدأت بعد‬ ‫إنقالب سبتمبر ‪1969‬م حيث إستمر العمل‬ ‫بذات التنظيم حتى ص��در القانون رقم ‪78‬‬ ‫لسنة ‪1973‬م بش��أن توحيد القضاء والذي‬ ‫ت��م بوجبه دمج القضاء الش��رعي والمدني‬ ‫في جهة واحدة ‪,‬وكانت هذه المرحلة شديدة‬ ‫القس��وة على النظام القضائي الليبي وعلى‬ ‫أستقالله والتدخل في إختصاصاته والتأثير‬ ‫على حياده وكان الفيصل الرئيسي إستبداد‬ ‫رأس الس��لطة ف��ي ليبيا وتبنيه لما يس��مى‬ ‫بالنظ��ام الجماهي��ري ما س��اهم في أرباك‬ ‫النظام القضائي الليبي ‪.‬‬ ‫ب��ل لعل ّ المتأمل بدقة س��يُالحظ وجود‬ ‫تعم��د ممنهج للعبث به��ذا الجهاز باعتباره‬ ‫حام��ي الحقوق والحري��ات التي هي عماد‬ ‫أي دولة وضمانا ً من ضمانات االس��تقرار‬ ‫فيه��ا وق��د كان��ت البداية من خ�لال أعادة‬ ‫تنظيم المحكمة العليا بالقانون رقم ( ‪ 6‬لسنة‬ ‫‪1982‬م ) ال��ذي جاء خاليا من أية أش��ارة‬ ‫ألختصاصها بالنظر في المسائل الدستورية‬ ‫مما يعني ألغاء الدائرة الدستورية‪.‬‬ ‫ب��ل ذهب النظ��ام إلى إبعد م��ن ذلك حين‬ ‫ألغى منصب ووظيفة النائب العام ً بموجب‬ ‫القانون رقم ‪ 8‬لسنة ‪ 1983‬م بشأن تعديل‬ ‫بع��ض أحكام نظ��ام القض��اء لم��دة تزيد‬ ‫عن تس��ع س��نوات حتى أعيدت إستجابة‬ ‫لضغوط المجتمع الدول��ي نتيجة لتداعيات‬ ‫قضية لوكربي ‪.‬‬ ‫وإستحدث النظام السابق تشريعات تدخلت‬ ‫ف��ي العم��ل القضائ��ي و عرقلت مس��يرته‬ ‫س��نحاول إيجاز بعضا ً منه��ا كألغاء مهنة‬ ‫المحام��اة الخاص��ة لم��دة تس��ع س��نوات‬ ‫بموجب القانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪1981‬م بشأن‬ ‫أنشاء أدارة المحاماة الشعبية ‪.‬‬ ‫‪ )1‬وإس��تحداث قض��اء أس��تثنائي م��واز‬ ‫للمحاكم العادية والنيابات كمحكمة الشعب‬ ‫ومكتب إألدعاء الشعبي التي نشأت بموجب‬

‫القانون رقم ‪ 5‬لس��نة‪1988‬م وأش��تهرت‬ ‫بأحكامه��ا التعس��فية والظالمة ضد كل من‬ ‫يخرج عن دائرة النظام ‪.‬‬ ‫‪ )2‬وإنش��اء نياب��ة ومحكم��ة أم��ن الدولة‬ ‫بموج��ب ق��رار المجلس أألعل��ى للهيئات‬ ‫القضائي��ة رقم ‪ 2007/ 27‬م وصدور عدد‬ ‫كبير م��ن القوانين الت��ي أعطت حصانات‬ ‫لموظفين عموميين تابعين للسلطة التنفيذية‬ ‫س��اهمت ه��ذه الحصانات ف��ي إفالتهم من‬ ‫المحاكمة والعقاب بل صدرت تش��ريعات‬ ‫تمن��ع التقاض��ي ف��ي دع��اوي معين��ة‬ ‫كص��دور قان��ون رقم ‪ 7‬لس��نة‪ 88‬م الذي‬ ‫يحظر رف��ع الدعاوي المتعلق��ة بالعقارات‬

‫النزاع��ات أمام اللجنة الش��عبية للمحلة قبل‬ ‫رفع الدعاوى وهو شرط يقيد حق دستوري‬ ‫للمواطن وهو حق التقاضي دون قيود‪,‬‬ ‫‪ )4‬كما أدى إألسهاب في أصدار التشريعات‬ ‫والقوانين بش��كل مبالغ فيه ودون دراس��ة‬ ‫مس��تفيضة لمدى أهميتها أو الحاجة الفعلية‬ ‫أليه��ا إلى التضارب فيم��ا بينها والتناقض‬ ‫ف��ي نصوصها مم��ا أرب��ك المحاكم وحير‬ ‫القضاة في تفسير أحكامها ‪.‬‬ ‫‪ )6‬وتجلت س��يطرة السلطة التنفيذية على‬ ‫القضاة والتأثير على أس��تقاللهم من خالل‬ ‫رئاسة وزير العدل للمجلس األعلى للهيئات‬ ‫القضائية وعضوي��ة الكاتب العام لوزارة‬

‫ولع��ل أألغرب ه��و صدور قواني��ن تحد‬ ‫من الس��لطة التقديرية للقاض��ي في تقديره‬ ‫للتعوي��ض الجاب��ر للض��رر ومنها وضع‬ ‫س��قف للتعويض في االحكام الصادرة ضد‬ ‫الدول��ة وبع��ض الش��ركات مث��ل القانون‬ ‫رقم‪213‬لس��نة‪ 2003‬م بش��أن تحديد أسس‬ ‫وضواب��ط التعويض عن االضرار المادية‬ ‫والمعنوية الناش��ئة عن ح��وادث المركبات‬ ‫االلي��ة المؤمن��ة بموجب القان��ون رقم ‪28‬‬ ‫لسنة ‪1971‬م بشأن التأمين االجباري ‪.‬‬ ‫‪ )3‬كذل��ك إل��زام المتقاضي��ن بع��رض‬

‫العدل للمجلس أألعل��ى للقضاء المنوط به‬ ‫تعيين وترقية ونقل وعزل وتأديب القضاة‬ ‫بل إقحام غير القض��اة لترأس اعلى الهرم‬ ‫القضائ��ي مث��ل تعيي��ن ضاب��ط مخابرات‬ ‫برتب��ة عمي��د نائبا عاما من س��نة ‪ 2002‬م‬ ‫إلى ‪ 2007‬م وكذلك تكليف أس��تاذ اكاديمي‬ ‫وعض��و لج��ان ثوري��ة رئيس��ا ً للمحكمة‬ ‫العليامن س��نة ‪2005‬م ال��ى ‪2009‬م وهما‬ ‫عضوان أساس��يان ف��ي المجل��س األعلى‬ ‫للهيئات القضائية ‪.‬‬ ‫‪ )7‬وكان تدخل الس��لطة التنفيذية (( وزير‬

‫العدل )) في عمل المحاكم واضحا كإصدر‬ ‫ق��رارا ً يمنع المحاكم من ش��مول أحكامها‬ ‫بالنف��اذ المعجل في األح��كام الصادرة ضد‬ ‫الش��ركات النفطية القاضي��ة بأحقية العمال‬ ‫ف��ي مرتباتهم بع��د الحكم بإعادتهم لس��ابق‬ ‫عملهم في الدعاوي التي ترفع منهم اللغاء‬ ‫قرارات فصلهم تعس��فيا وصرف مرتباتهم‬ ‫مخالف��ا بذلك المادة ‪ 3‬من قانون العمل رقم‬ ‫‪ 58‬لسنة ‪70‬م‪.‬‬ ‫‪ )8‬وأخي��را تقاع��س أجه��زة الدول��ة عن‬ ‫تنفي��ذة أألح��كام القضائي��ة النهائية خاصة‬ ‫تل��ك أألحكام التي تتنافى في مضمونها مع‬ ‫رغبات وتوجهات الس��لطة السياس��ية في‬ ‫الدولة مث��ل إالمتناع عن دف��ع تعويضات‬ ‫عن فترة السجن في قضاياالسياسين‪.‬‬ ‫بالرغم من كل ماذكرناه من أنتهاك السلطة‬ ‫التنفيذية والسياس��ية لمبدأ أستقالل القضاء‬ ‫وتدخله��ا بش��كل س��افر ف��ي صمي��م عمل‬ ‫القضاء إبان النظام الس��ابق أال أن القضاة‬ ‫لم يس��تكينوا لهذه التدخالت ب��ل حاولوا و‬ ‫حاربوا وقاموا بكل قوة للحفاظ على نزاهة‬ ‫وأستقالل جهاز القضاء وكان منهم بالفعل‬ ‫قض��اة مس��تقلين بش��خصيتهم وضمائرهم‬ ‫لكنه��م يتبعون لمجلس قضاء غير مس��تقل‬ ‫ولع��ل أب��رز أألمثل��ة عن ح��وادث دفاع‬ ‫القضاة عن إستقالل القضاء‬ ‫إلغ��اء ق��رار وزير الع��دل الق��رار رقم ‪7‬‬ ‫لس��نة‪2000‬م بش��أن أع��ادة تش��كيل دائرة‬ ‫القضاء أألداري بمحكمة أستئناف بنغازي‬ ‫من غير أألعضاء المش��كلة بهم والصادر‬ ‫بتاري��خ ‪2000 /10/ 16‬م وقي��ام رئي��س‬ ‫الدائ��رة بالطعن في الق��رار واعتبر قرار‬ ‫الوزي��ر مش��وبا بعي��ب انحراف الس��لطة‬ ‫وأس��اءة أس��تعمالها طعن رقم ‪31/2000‬‬ ‫أستئناف محكمة الجبل أألخصر ‪.‬‬ ‫وقي��ام قاضي بالطعن في دس��تورية عجز‬ ‫نص المادة (‪ )93‬من القانون رقم ( ‪ 6‬لسنة‬ ‫‪2006‬م ) بش��أن نظ��ام القض��اء ‪ ،‬والذي‬ ‫يحص��ن ق��رار المجل��س األعل��ى للهيئات‬ ‫القضائي��ة ويمنع الطعن فيها وأس��تجابت‬ ‫المحكمة العليا لطلبه في الطعن الدستوري‬ ‫رقم ‪ 5/55‬قضائية بتاريخ ‪11/11/2009‬‬ ‫وألغ��ت النص لعدم دس��توريته بأعتبار أن‬ ‫حق التقاضي مكفول للجميع ‪.‬‬ ‫كذل��ك رف��ض الجمعي��ة العمومي��ة لقضاة‬ ‫محكمت��ي ش��ما ل وجنوب بنغ��ازي لقرار‬ ‫رئي��س المجلس أالعل��ى للهيئات القضائية‬ ‫ووزير العدل بش��أن الزام القضاء بالعمل‬ ‫عل��ى فترتي��ن صباح��ا ومس��اء بالمخالفة‬ ‫لقانون نظام القضاء ‪.‬‬ ‫لنص��ل بعدها للمرحل��ة الثالثة ف��ي تاريخ‬ ‫القض��اء الليب��ي بع��د ث��ور ‪ 17‬فبراير إن‬ ‫ج��از التعبير ومطالبة الليبيين بإس��تقالل‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫القضاء و قدسية رسالته و ضرورة دعمه‬ ‫وتقويت��ه وإعطائ��ه الصالحي��ة دون غيره‬ ‫ف��ي التصدي لجمي��ع الوقائع ولي��وكل إليه‬ ‫وحده مس��ئولية محاس��بة جميع من خالف‬ ‫القانون سواء قبل ثورة فبراير أم بعدها ‪ً ،‬و‬ ‫نرى أن دعم اس��تقاللية القضاء بعد الثورة‬ ‫تجلى في أإلعالن الدس��توري الصادر في‬ ‫(‪ ) 03/08/2011‬ف��ي المادتين (‪33 ، 32‬‬ ‫) والن��ص صراحة على اس��تقالل القضاء‬ ‫وحظ��ر المحاك��م االس��تثنائية وكفالة حق‬ ‫التقاضي وحظر تحصين أي قرار إداري‬ ‫من الرقابة القضائية ‪.‬‬ ‫وكذلك صدور القانون رقم (‪ 4‬لسنة ‪2011‬‬ ‫) بتعديل قان��ون نظام القضاء حيث ألغى‬ ‫رئاسة وزير العدل للمجلس األعلى للقضاء‬ ‫وش��كل مجل��س القض��اء برئاس��ة رئي��س‬ ‫المحكم��ة العليا ونائب الرئيس النائب العام‬ ‫وعضوي��ة رؤس��اء محاكم أألس��تئناف في‬ ‫خط��وة لدعم اس��تقالل القضاء وفصله عن‬ ‫الس��لطة التنفيذية كما ألغى حصانة قرارت‬ ‫المجلس أألعلى للقضاء ‪.‬‬ ‫وبالرغ��م م��ن س��عي المجلس الوطني‬ ‫أألنتقال��ي المؤقت لترس��يخ مبدأ اس��تقالل‬ ‫القض��اء والعم��ل عل��ى تفعيل��ه وتوفي��ر‬ ‫كاف��ة الضمان��ات له إأل أن��ه حدوث بعض‬ ‫األزم��ات وطبيعة مرحل��ة النزاع أظهرت‬ ‫حاالت تجس��د تدخ�لا في أعم��ال القضاء‬

‫كتعامل المجلس مع قضية أغتيال الش��هيد‬ ‫الل��واء عبدالفت��اح يونس وظهور رئيس��ه‬ ‫برفقة س��لطة التحقيق أمام وس��ائل أالعالم‬ ‫وأص��داره لألتهام��ات ألش��خاص ل��م يتم‬ ‫أس��تدعائهم وال التحقي��ق معه��م و التأثي��ر‬ ‫على صالحيات مجل��س القضاء في تعيين‬ ‫رؤساء بعض الهيئات القضائية كقيام رئيس‬ ‫المجلس المحلي لمدين��ة مصراتة بتوصية‬ ‫رئي��س المجلس الوطن��ي أإلنتقالي بتحديد‬ ‫أس��ماء رؤس��اء المحاكم والنيابات بمنطقة‬ ‫مصراتة وأخيرا كث��رة مراكز أألحتجاز‬ ‫وع��دم خضوعه��ا لرقاب��ة النياب��ة العامة‬ ‫واس��تمرار أحتجاز العديد من أالش��خاص‬ ‫المنتس��بين لكتائ��ب القذافي والمحس��وبين‬ ‫عل��ى نظامه دون التحقي��ق معهم وتقديمهم‬ ‫لمحاكمات عادلة‪.‬‬ ‫وف��ي النهاية نرى ب��أن أألنتقال من مرحلة‬ ‫الث��ورة إل��ى الدولة يس��تلزم وقت��ا وجهدا‬ ‫وترس��يخ مب��دأ إس��تقالل القض��اء يتطلب‬ ‫خطوات سريعة وفعالة كالعمل على تأهيل‬ ‫القض��اة فني��ا ً وعلمي��ا ً لمواكب��ة الوض��ع‬ ‫بع��د الث��ورة ومواكبة التطور ف��ي القضاء‬ ‫المقارن ومنح الفرصة للخبراء لدراسة كل‬ ‫عيوب ومش��اكل نظام القضاء والمعوقات‬ ‫التي تمنع أس��تقالله وحي��اده والعمل بتأني‬ ‫عل��ى صياغ��ة التش��ريعات وتضمي��ن‬ ‫الدس��تور القادم للدول��ة الليبية كل المبادئ‬

‫التي تضمن إس��تقالل القضاء والفصل بين‬ ‫السلطات وأختصاص المحاكم الدستورية‬ ‫وتنظي��م الحصان��ات القانوني��ة ومراجعة‬ ‫قان��ون نظام القضاء رقم ‪ 6‬لس��نة ‪ 2006‬م‬ ‫وتعديله وأالضافة أليه ومراجعة ألية تعيين‬ ‫النائ��ب ورئيس المحكم��ة العليا وضرورة‬ ‫إختيارهم��ا من الجهاز القضائي بإالنتخاب‬ ‫وضرورة إستقالل المجلس أألعلى للقضاء‬ ‫ماليا وإداريا عن وزارة العدل‪.‬‬ ‫ومن��ع ص��دور أي تش��ريعات من ش��أنها‬ ‫التعدي على سلطات القضاء بأنشاء محاكم‬ ‫أس��تثنائية ولج��ان خاص��ة خ��ارج النظام‬ ‫القضائ��ي الع��ادي و العم��ل على تحس��ين‬ ‫األوض��اع أالقتصادية للقض��اة وأألرتقاء‬ ‫بمس��توى معيشتهم كوس��يلة للنأي بهم عن‬ ‫الفس��اد والتبعية وإبعاد من ثبت فساده بعد‬ ‫التحقي��ق معه وإعطائه فرص��ة للدفاع عن‬ ‫نفس��ه والطعن في قرار إألبع��اد بإالضافة‬ ‫إل��ى دع��م المؤسس��ات األمني��ة الس��يادية‬ ‫وتوفي��ر الج��و األمن��ي المناس��ب للقضاة‬ ‫والمحاك��م وتفعي��ل آلي��ات تنفي��ذ األحكام‬ ‫القضائي��ة فال معنى ألي حكم قضائي مالم‬ ‫توجد وس��يلة لتنفيذه اختي��ارا ً أو إجبارا ً و‬ ‫تطوي��ر وتدريب أعوان القض��اء من كتبة‬ ‫وأق�لام وخب��راء وإع��ادة تأهي��ل وتجهيز‬ ‫المحاكم وتطوير مبانيه��ا وإدخال الميكنة‬ ‫والنظم الحاس��وبية بش��كل أكبر في العمل‬

‫‪21‬‬

‫القضائي‬ ‫والبد من إنش��اء مؤسس��ة مجتم��ع مدني‬ ‫مس��تقلة للقض��اة ككي��ان مس��تقل تجمعهم‬ ‫وتدافع عن إس��تقالل القضاء وتكون أداة‬ ‫ضاغطة عل��ى الدولة لتوجيهها في أإلتجاه‬ ‫الصائ��ب كم��ا يمك��ن له��ذه المؤسس��ة أن‬ ‫تس��اهم في تطوير وتدريب القضاة والرقي‬ ‫بمستواهم المهني والفني ونشر ثقافة حقوق‬ ‫إألنس��ان في وج��دان القاض��ي والتوصية‬ ‫بإص��دار التش��ريعات ذات العالقة بالعمل‬ ‫القضائي ‪.‬‬ ‫وأخي��را فإن تطوي��ر النظ��ام القضائي في‬ ‫ليبيا بما يكفل إس��تقالله وحي��اده ونزاهته‬ ‫يتطل��ب عمال ومجهودا كبيرين من الجميع‬ ‫إلعداد البحوث والدراسات ومعالجة أوجه‬ ‫القصور في التشريعات القائمة وإستحداث‬ ‫تش��ريعات حديث��ة متوازنة تلب��ي مطالب‬ ‫إألس��تقاللية وتع��زز دور القان��ون وتكفل‬ ‫الحري��ات والحق��وق‪ ,‬حت��ى نص��ل للدولة‬ ‫الحلم دولة سيادة القانون ‪ ,‬تكون خاضعة‬ ‫للمس��اءلة وال يهمه��ا إال مصلح��ة افرادها‬ ‫ويحكمها قضاء نزيهه غير تابع للنظام في‬ ‫ظل حماية دستورية وقانونية لتتحق بالفعل‬ ‫أهداف الثورة من حرية وعدالة ومس��اواة‬ ‫وكرامة والتي ل��ن يكفل حمايتها إأل قضاء‬ ‫محايد ومستقل ‪.‬‬

‫إىل من تهمه ليبيا والثورة الليبية‬ ‫وأمر م���ن يرتكبون باس���مها الممارس���ات‬ ‫الخاطئة التي تسيء لثورتنا وأهدافها النبيلة‬ ‫من حرية وعـــدل وسيادة القانون‬ ‫أنا المواطن الليبي‪ /‬عبد الرزاق بشير العبارة‬ ‫والمولود في طرابلس في ‪1945 /1 /15‬‬ ‫الصف���ة‪ :‬معل���م * فن���ان * إعالمي * رجل‬ ‫أعمال *‬ ‫تعرض��ت عن��د عودت��ي م��ن الس��فر لإلهانة‬ ‫المباش��رة وغير مباش��رة من قبل بعض ثوار‬ ‫الزنتان في مطار طرابلس بتاريخ ‪5/2/2012‬‬

‫حي��ث احتجزت لم��دة س��اعتين تقريبا ً وحجز‬ ‫جواز سفري وال يزال عندهم والزلت مطلوبا ً‬ ‫لديهم‪.‬‬ ‫الموضــ��وع‪ :‬كان نقاش��ا ً حول س��لوك بعض‬ ‫م��ن يدعون الثورية والث��وار منهم يراه تحول‬ ‫إلى اتهامات بخيانة ليبيا والش��هداء والجرحى‬ ‫ومزاي��دات س��خيفة بنف��س الس��لوك والعقلية‬ ‫البوليسية المتبعة عند اللجان الثورية سابقاً‪.‬‬ ‫كان ذلك كله في مطار قرطاج الدولي بتونس‪.‬‬ ‫وفــي طريقنا إلى أرض الوطن بعد أن شاركت‬ ‫في المهرجان الدولي للمسرح التجريبي وذلك‬ ‫بعرض صور للوحات الجدارية للثورة الليبية‬

‫كان قد رسمها الشباب الليبي الثائر أثناء حرب‬ ‫التحرير ضد الطاغية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اتصل أحدهم هاتفيا ً بطرابلس طالبا بأن‪:‬‬ ‫(بهدلوه وأعطوه كفين)‬ ‫الحمد هلل لم أض��رب كفين ولكن اإلهانة كانت‬ ‫أقسى وأمر وأعمق في نفسي‪.‬‬ ‫الخالصــ��ة‪ :‬من أعطاكم ه��ذا الحق في حجز‬ ‫المواطنين الش��رفاء النب�لاء وإهانتهم وحجز‬ ‫جوازات سفرهم‪.‬‬ ‫أن��ا أع��رف أخ�لاق ث��وار الزنتان الش��رفاء‬ ‫ولكن لألس��فل ما فعله بعضهم معي في مطار‬ ‫طرابلس أوجد شرخا ً عميقا ً في نفسي‪.‬‬ ‫االهان��ة الت��ي تعرضت له��ا لم أتع��رض لها‬ ‫طول حكم الظلم والقهر والطغيان خالل اثنين‬ ‫وأربعين سنة الماضية‪.‬‬ ‫فأنـا أعني من مارس علي هذا القهر النفسي‪.‬‬ ‫لــذا أناش��د كل الليبيين النس��اء قبل الرجال أال‬ ‫يس��محوا وال يس��كتوا ب��ل يطالب��وا بحقهم في‬ ‫ظل دول��ة القانون والعدل والمس��اواة وينبذوا‬ ‫كل مظاه��ر القبلي��ة والجهوي��ة والتعص��ب‬ ‫بكل أش��كاله وأن نفوت الفرص��ة على الجهل‬ ‫والتسلق والغوغاء‪.‬‬ ‫ولـي��س كل من يمتلك (قطع��ة حديد) يفكر أن‬ ‫يحك��م ليبيا بها وأنا واث��ق كل الثقة أن الليبيين‬ ‫جميع��ا ً بعد ث��ورة الس��ابع عش��ر المجيدة لن‬ ‫يكونوا عبيداً‪.‬‬

‫عبد الرزاق بشير العبارة ‪:‬‬

‫‪-‬عضو هيئة التدريس بكلي��ة الفنون واألعالم‬

‫سابقا ً‬ ‫عض��و هيئة التدريس للمعه��د العالي لتقنيات‬‫الفنون‪.‬‬

‫عض��و المجل��س المحل��ي لمحل��ة الظه��رة‬‫طرابلس‪.‬‬ ‫رئي��س لجنة العروض المس��رحية‬ ‫ ‬‫في لجن��ة االحتف��االت العامة ل��وزارة الثقافة‬ ‫والمجتمع المحلي‪.‬‬ ‫عضو مؤسس لمنتدى الحكمة لحماية ورعاية‬‫المسنين‪.‬‬ ‫الهاتف‪091 3715162- :‬‬ ‫البريد االلكترون��ي‪palm@palmtravel. :‬‬ ‫‪com.ly‬‬ ‫‪a.abara@palmtravel.com.ly‬‬


‫‪22‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫سوابق التجربة الدستورية الليبية‬ ‫قدري األطرش‬ ‫بم��ا أن المواطنين الليبيين مقبلون في ش��هر‬ ‫يوني��ه الق��ادم عل��ي األرج��ح عل��ي عملية‬ ‫انتخاب أعضاء المؤتمر الوطني كما ورد في‬ ‫اإلعالن الدس��توري‪ ،‬وحي��ث أننا بصدد أهم‬ ‫فترات المرحلة االنتقالية إلعادة بناء الدولة ‪،‬‬ ‫وذلك بحسن اختيار أعضاء المؤتمر الوطني‬ ‫المكلفين بهذه المس��ئولية الوطنية األساس��ية‬ ‫والذي��ن بدوره��م يخت��ارون أعض��اء الهيئة‬ ‫التأسيسية لصياغة الدس��تور المنتظر والذي‬ ‫يعي��ن هوية الدولة الليبي��ة ويحدد نظام الحكم‬ ‫وتداول السلطة وحقوق المواطنين‪....‬الخ‪.‬‬ ‫إذن م��ن الواجب تهيئ��ة المواطن العادي إلي‬ ‫حس��ن معرفة التعامل الصحيح مع ممارس��ة‬ ‫اختياراته الوطنية الدستورية‪.‬‬ ‫وله��ذه الغاية رأينا من المفيد التذكير بالخلفية‬ ‫التاريخي��ة للتجربة الدس��تورية وذلك بإعادة‬ ‫نش��ر المقال التالي بعن��وان {طبيعة الوثائق‬ ‫الدس��تورية} ال��ذي س��بق أن نش��رناه ف��ي‬ ‫الماض��ي بتاري��خ {‪ }2009.7.25‬وال��ذي‬ ‫ينص على النحو التالي ‪-:‬‬ ‫الدستـور في جوهـره وثيقة قانونيـة وضعية‬ ‫تجس��د اإلرادة الوطني��ة المعب��رة ع��ن أمال‬ ‫وطموحات أي شعب في العيش في ظل نظام‬ ‫سياس��ي مقنن ومس��تقـر ‪ ،‬أثنـاء فترة زمنية‬ ‫معين��ة ‪ ،‬ويعتبر الدس��تور المرجعية لصحة‬ ‫جميع التش��ريعات القانونية ‪ ،‬وه��و غالبا ما‬ ‫يكون ص��ادراً عن جمعية تأسيس��ية مختارة‬ ‫وفق معايير وطنيـة وقوميـة مميـزة ‪.‬‬ ‫غايـة الدس��تور الوضعي تحديد هوية الدولة‬ ‫وش��كل نظ��ام حكمه��ا ‪ ،‬ويعي��ن حدوده��ا‬ ‫الجغرافي��ة ‪ ،‬وحق��وق وحري��ات مواطنيها ‪،‬‬ ‫ويبين س��لطات رئيس الدولة واختصاصات‬ ‫الس��لطات السيادية ‪ ،‬ويحكم تصرفات هيئات‬ ‫الدول��ة عل��ي المس��توي الوطن��ي والصعيد‬ ‫الدولي ‪ ،‬ولذلك فهو وثيقـة غير قابلة للتعديل‬ ‫إال وف��ق نص��اب قانون��ي معي��ن وباألغلبية‬ ‫المطلق��ة ‪ ..‬وان أي انتهاك ألحكام الدس��تور‬ ‫قد يعرض البـالد إلي أزمات دستوريـة حادة‬ ‫وقالق��ل خطيرة ‪ ..‬والمث��ال الحالي علي ذلك‬ ‫األح��داث التي تش��هدها دولة الهن��دوراس ‪،‬‬ ‫وموريتانيا ‪ ،‬وجورجيا وغيرها ‪.‬‬ ‫هذه الخواص المش��تركـة تب��دو واضحـة في‬ ‫أغلـب دس��اتيـر الدول األجنبيـة ‪ ،‬ولكن بدال‬ ‫م��ن االس��تـدالل عليها ف��ي احـد الدس��اتيـر‬ ‫األجنبيـ��ة ‪ ..‬أعتقـد من المفضل والمناس��ب‬ ‫أن نالحـظ تطبيقاتها في تجربتنا الدس��توريـة‬ ‫الماضية المتمثلة في دس��تورنا الس��ابق لعام‬ ‫‪ ، 1951‬ال��ذي حك��م الحي��اة السياس��ية ف��ي‬ ‫بالدنا في فترة زمنية معينة ‪ ..‬بعد إقراره من‬ ‫الجمعية الوطنية التأسيسية المكونة من ستين‬ ‫عضوا ( عش��رين عن كل من األقاليم الليبية‬ ‫الثالث ) ‪ ،‬وصدوره في مدينة بنغازي في ‪7‬‬ ‫أكتوبر عام ‪ ، 1951‬ثم تاله إعالن اس��تقالل‬ ‫ليبي��ا ف��ي ‪ 24‬ديس��مبر ‪ ، 1951‬وأخي��راً‬ ‫أصبح��ت ليبيـا عضوا ف��ي األمم المتحدة في‬ ‫فبراير عام ‪. 1952‬‬

‫لقد حدد ذلك الدس��تـور نظ��ام الحكم في ليبيـا‬ ‫آنذاك في شكل دولـة اتحادية ( المملكة الليبية‬ ‫المتحدة ) ‪ ،‬ثم بعد تنامي المطالب الوحدويـة‬ ‫‪ ،‬عدل الدس��تـور في ‪ 1963‬إلي نظـام الدولة‬ ‫الموح��دة ( المملك��ة الليبية ) ‪ ،‬وبقي س��اريا‬ ‫إل��ي أن ألغ��ي ضمنياﹰ بقيام ثـ��ورة الفاتح من‬ ‫سبتمبر ‪ ، 69‬حيث استبدل بإعالن دستوري‬ ‫‪ ،‬ما لبث أن تجاوزته التطورات بإعالن قيام‬ ‫س��لطة الش��عب ع��ام ‪ ، 1977‬التي توصف‬ ‫بأنها وثيقـة ذات طابع دستـوري ‪.‬‬ ‫بالطب��ع ال أحد يجهل أن دس��تور ‪ 51‬أصبح‬ ‫ج��زءاﹰ من ماضين��ا ‪ ،‬وفي حك��م مرحلة من‬

‫والحري��ات العام��ة ‪ ،‬مقتبس��ة م��ن اإلعالن‬ ‫العالمي لحقوق اإلنسان لعام ‪، 48‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ -:‬حدد هيئـات السلطات العامة‬ ‫وبين اختصاصاتها ‪:‬‬ ‫ـ الس��لطة التنفيذي��ة ‪ :‬يتوالها رئيس الدولة و‬ ‫يباشرها بواسطة الحكومة والوزراء ‪.‬‬ ‫ـ الس��لطة التش��ريعية ‪ :‬يتوالها مجلس األمـة‬ ‫باالشتراك مع رئيس الدولة ‪ ،‬ويتكون مجلس‬ ‫األمـة من‪:‬‬ ‫ـ مجل��س الش��يوخ يختاره��م رئيـ��س الدولة‬ ‫لثمان سنوات‬ ‫ـ ومجلس النواب ينتخبهم الش��عب باالقتراع‬

‫تاريخنا السياس��ي ‪ ،‬ولك��ن ذلك ال يعني عدم‬ ‫بقائه حاضراﹰ في ذاكرتنا الوطنية ‪ ،‬علي األقل‬ ‫من باب المعرف��ة والعلم بالمراحل التاريخية‬ ‫والسياسية التي مرت بها بالدنا ‪ ،‬خاصة وان‬ ‫ذلك الدستور المشـار إليه بسلبياتـه وايجابياتـه‬ ‫‪ ،‬ارتضاه آباؤنا لتنظيم حياتهم السياس��ية في‬ ‫فترة زمنية معينـة ‪ ..‬ومن المنظور التاريخي‬ ‫نحاول قدر المس��تطاع تلخي��ص أهم أحكـام‬ ‫ذلك الدستور علي النحو األتـي ‪- :‬‬ ‫الفص��ل األول ‪ -:‬ح��دد هوية الدول��ة الليبيـة‬ ‫وش��كل نظ��ام حكمه��ا ‪ ،‬وعي��ن حدوده��ا‬ ‫الجغرافي��ة ‪ ،‬ون��ص عل��ي أن ليبيـ��ا دول��ة‬ ‫إس�لاميـة ديمقراطية مس��تقلة ذات س��يادة ‪،‬‬ ‫تؤم��ن بالوحدة القومي��ة ‪ ،‬وجزء من الوطـن‬ ‫العربي وقس��م من القـ��ارة اإلفريقيـة ‪ ..‬تكفل‬ ‫إقام��ة العدل ‪ ،‬وتضم��ن الحرية والمس��اواة‬ ‫واإلخ��اء ‪ ،‬وترع��ي الرق��ي االقتص��ادي‬ ‫واالجتماعي والخير العـام ‪ ..‬الخ ‪.‬‬ ‫الفص��ل الثان��ي ‪ - :‬عين حق��وق المواطنيـن‬ ‫وحرياتهم األساس��ية ‪ ،‬بالنص علي الحق في‬ ‫الجنس��ية والحرية والمساواة والتعليم والعمل‬ ‫والملكية وحرمة المس��كن وتكوين الجمعيات‬ ‫السلميـة ‪ ..‬ونص علي حرية الرأي والتعبير‬ ‫واالعتقاد والصحاف��ة ‪ ،‬واحترام خصوصية‬ ‫المراس�لات واالتصاالت وح��ق اللجوء إلي‬ ‫القضاء العـادل ‪ ..‬الخ ‪.‬‬ ‫يالح��ظ أن جمي��ع ه��ذه الحق��وق األساس��ية‬

‫السري العام لمدة أربع سنوات ‪.‬‬ ‫ـ السلطة القضائيـة ‪ :‬ويتوالها المحكمة العليـا‬ ‫‪ ..‬والقضاة مس��تقلون ال س��لطان عليهم لغير‬ ‫القانـون ‪.‬‬ ‫الفص��ل الخام��س ‪ - :‬يخ��ول رئي��س الدولة‬ ‫السلطات التالية ‪:‬‬ ‫الرئي��س األعلى للدولة والقائ��د العام للقوات‬ ‫المسلحة ‪.‬‬ ‫يصادق علي القوانين ‪ ،‬ويصدر المراس��يم ‪،‬‬ ‫ويعلن األحكام العرفية ‪.‬‬ ‫يدع��و مجلس األمة لالجتم��اع ويحل مجلس‬ ‫النواب ‪.‬‬ ‫يعين رئي��س الوزراء ‪ ،‬ويصادق علي تعيين‬ ‫الوزراء ويقيلهم من مناصبهم ‪.‬‬ ‫يعين المبعوثين السياسيين ويعتمد المبعوثين‬ ‫األجانب ‪.‬‬ ‫يص��ادق عل��ي أح��كام اإلع��دام ويعف��و عن‬ ‫السجناء ‪.‬‬ ‫يعلن الحرب ويعقد الصلح ويبرم المعاهـدات‬ ‫‪ ..‬الخ ‪.‬‬ ‫ه��ذه باختص��ار أه��م األح��كام ال��واردة في‬ ‫دس��تورنا الس��ابق لعام ‪ ، 51‬وه��ي مطابقة‬ ‫للخواص المشتركة الواردة في أغلب الوثائق‬ ‫الدس��تورية المعاص��رة ‪ ،‬وبما ان��ه ال توجد‬ ‫صيغ��ة دس��تورية نموذجي��ة تحك��م اختالف‬ ‫أوضاع الدول وظروفها وتعدد خصوصياتها‬ ‫‪ ،‬فبعض ال��دول الكبيرة تتك��ون من واليات‬

‫وأقالي��م مث��ل ( الواليات المتح��دة األمريكية‬ ‫والصين وبريطانيا وكندا) ‪ ،‬والبعض األخر‬ ‫يض��م قومي��ات متع��ددة مث��ل ( دول البلقان‬ ‫والهند وأفغانستان ) ‪ ،‬أو طوائف مذهبية مثل‬ ‫( لبن��ان والعراق وايرلندا ) ‪ ،‬أو ذات ثقافـات‬ ‫ولغات متع��ددة مثل ( سويس��را وبلجيكا ) ‪،‬‬ ‫وكل م��ن هذه الدول اختارت الدس��تور الذي‬ ‫يناس��ب أوضاعه��ا السياس��ية واالجتماعي��ة‬ ‫ويحافظ عل��ي خصوصياته��ا ‪ ،‬ولذلك توجد‬ ‫عدة أنواع من الدساتير الوحدوية واالتحادية‬ ‫والكنفدراليه ‪ ..‬الخ ‪ ،‬وعليـه ينبغي علي الدول‬ ‫التي تشرع في إعـداد دساتيرها الرجوع إلي‬ ‫تجاربه��ا التش��ريعية الس��ابقة ‪ ،‬وتقي��م ما قد‬ ‫تنط��وي عليه م��ن ايجابيات لالس��تفادة منها‬ ‫ف��ي صياغة دس��اتيرها الجديدة بحيث تحافظ‬ ‫علي قيمه��ا األخالقية ومعتقداته��ا وتقاليدها‬ ‫السياس��ية وخصوصياته��ا االجتماعي��ة ‪،‬‬ ‫وتواك��ب المس��تجدات الحضاري��ة ‪ ،‬وتؤكد‬ ‫التزامه��ا باحترام حقوق وحريات وس�لامة‬ ‫مواطنيه��ا وحماية الوط��ن ‪ ،‬وذلك ما يمكنها‬ ‫م��ن تبؤ مكان��ه الئقة بي��ن أعضاء األس��رة‬ ‫الدوليـ��ة المتحض��رة ويضم��ن تق��دم البـالد‬ ‫وأمنها واستقرارها ‪.‬‬ ‫ختاما‬ ‫أعتق��د م��ن المناس��ب والمفيد أن أس��جل في‬ ‫هذا المقام إفادة األس��تاذ ( دي فيشير ) أستاذ‬ ‫القانون الدس��توري في (جامعة لوفان ) الذي‬ ‫أكد في احدي محاضراته عام ‪ 1955‬أن أول‬ ‫وثيقة دستورية عثر عليها في ليبيـا في القرن‬ ‫الرابع قبل الميالد أثن��اء عمليات التنقيب في‬ ‫أثار مدينـة قورينـا ‪ ،‬ويرجح إنها من صياغة‬ ‫المش��رع ( ديموناك��س ) ‪ ،‬عل��ي أث��ر ثورة‬ ‫الفالحي��ن التي جردت الملك ( أركيس�لادس‬ ‫الثال��ث ) م��ن الحكم المطلق واس��تعادت من‬ ‫النبالء األراضي الزراعية المغتصبة ‪ ...‬الخ‬ ‫‪ ،‬حت��ى وان كان��ت هذه اإلش��ـارة التاريخيـة‬ ‫أس��طورية فإنها تؤكد أن التقاليـد الدس��تورية‬ ‫ف��ي ليبيـ��ا عريق��ة وذات ج��ذور تاريخيـة ‪،‬‬ ‫ونحن نعتز بذلك ثقافيا ‪ ،‬ونتمنى أن تترس��خ‬ ‫ويحافظ عليها ‪.‬‬ ‫أعتقد أن��ه من الواجب الوطني توثيق بعض‬ ‫ه��ذه الحقائ��ق التاريخي��ة الهام��ة م��ن حياة‬ ‫مجتمعن��ا ألنها ج��زء من المس��يرة النضالية‬ ‫الطويلة للش��عب الليبي من اجل تحقيق حرية‬ ‫وعزة هذا الوطن ‪.‬‬ ‫لع��ل فيم��ا تقدم ما يس��اعدنا علي االس��تفادة‬ ‫م��ن ايجابي��ات تجربتنا الدس��تورية الماضية‬ ‫ف��ي تقرير اختياراتنا الوطنية الصحيحة التي‬ ‫سوف يتأسس عليها الدستور المنتظر الجديد‬ ‫للدولة الليبي��ة الحديث��ة الديمقراطية الواحدة‬ ‫والموحدة في عهد ثورة التكبير المباركة التي‬ ‫أطاحت بالحكم االنقالبي االس��تبدادي الفاسد‬ ‫المتخلف‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 7‬أغسطس ‪2009‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫الفوز األول للمنتخب اللييب على املنتخب املصري‬ ‫فتحى على الساحلى‬ ‫حدث هذا ف��ى دورة الجالء األولي التي‬ ‫أقيمت فى مدينت��ي بنغازي وطرابلس فى‬ ‫ش��هر يوليو ع��ام ‪ 1970‬م وقد ش��اركت‬ ‫فى هذه الدورة منتخبات كل من الس��ودان‬ ‫والجزائ��ر ومص��ر ولبن��ان وس��وريا‬ ‫وشاركت ليبيا ‪ ،‬الدولة المضيفة بمنتخبين‬ ‫(أ‪-‬ب) وأش��رف عل��ى المنتخب الليبي ( أ‬ ‫) ش��يخ المدربين عبدالعالي العقيلي بينما‬ ‫أش��رف على المنتخب الليبي ( ب ) على‬

‫فى ش��وط المباراة األول س��جل الش��اذلي‬ ‫هدفي��ن فيى مرمي فريقنا وبين أس��تراحة‬ ‫الش��وطين حضر إلينا المدرب عبدالعالي‬ ‫وقال لنا ‪ :‬هل تذكرون مباراة ليبيا ومصر‬ ‫ف��ى القاه��رة وكن��ا ف��ى الش��وط األول‬ ‫متفوقي��ن بهدفي��ن ولك��ن المب��اراة أنتهت‬ ‫بف��وز مصر ( ‪ ) 3-2‬أي خس��رنا النتيجة‬ ‫‪ ،‬فه��ل تؤمن��ون ب��أن التاريخ يعيد نفس��ه‬ ‫نحن نحتاج إل��ي جهد وحرص أكبر ربما‬

‫الزقوزي ‪ ،،‬وتكون المنتخب الليبي ( ب )‬ ‫م��ن عمالقة الكرة الليبية أنذاك مثل نوري‬ ‫الترهوني وعلى المبسكي وأحمد األحول‬ ‫ومحم��ود الجفايري بينم��ا تكون المنتخب‬ ‫الليب��ي ( أ ) ال��ذي يلعب ف��ى بنغازي من‬ ‫العبي��ن صغار الس��ن وتنقصه��م الخبرة‬ ‫الكروي��ة ولكنه��م كان��وا يتقدون حماس��ا‬ ‫وموهبة ‪.‬‬ ‫فى المب��اراة األولي التي لعبها المنتخب‬ ‫الليب��ي ( أ ) ض��د المنتخ��ب الجزائ��ري‬ ‫تعادل فيه��ا المنتخب��ان ( ‪ ) 2-2‬وقد ضم‬ ‫المنتخب الجزائري أغلبية الالعبين الذين‬ ‫لعبوا للجزائر فى كأس العالم ‪1982‬م مثل‬ ‫الحارس س��رباح وعصاد وفرقاني ورابع‬ ‫ماجر وهدفي وبقيادة المدرب رابح سعدان‬ ‫وقد س��جل هدفي المنتخب الليبي الالعب‬ ‫محمد بوغالية العب األهلي الطرابلس��ي‬ ‫وف��ى المباراة الثانية الت��ي لعبها المنتخب‬ ‫الليب��ي ( أ ) ضد المنتخب المصري كانت‬ ‫من أقوي المبارايات الن العبي المنتخب‬ ‫المص��ري كانوا من أفض��ل الالعبين فى‬ ‫مصر قاطبة برغم أيقاف الدوري المصري‬ ‫بس��بب النكس��ة بيونيو ‪1967‬م وقد تكون‬ ‫المنتخ��ب المصري م��ن العمالق��ة أمثال‬ ‫طه بصري وحس الش��اذلي ‪ ،‬ومصطفي‬ ‫رياض وعلى أبو جريشة وميمي دوريش‬ ‫والحم�لاوي العب الترس��اته ‪ ،‬وفى تلك‬ ‫الليل��ة كانت اعصابنا مضطري��ة النناكنا‬ ‫نع��رف أمكاني��ات أولئك الالعبي��ن جيداً‬

‫نس��تطيع الفوز و فى شوط المباراة الثاني‬ ‫س��جل التهامي هدفي التعادل وفى الدقيقة‬ ‫األخيرة سجل عبدالبارئ الشركسي هدف‬ ‫الفوز ولم اش��اهد ف��ى حياتي فرحة تعادل‬ ‫تلك الفرح��ة فقد نزل الجمهور إلي أرض‬ ‫الملعب وحملون��ا على االعناق واذكر أن‬ ‫االداريين أس��تحموا معنا بمالبسهم وبكى‬ ‫فى تل��ك المباراة م��درب المنتخب الليبي‬ ‫وكان��ت تل��ك دموع الف��رح ألول انتصار‬ ‫للمنتخب الليبي عل��ى المنتخب المصري‬ ‫الشقيق يسجل دولياً‪.‬‬ ‫ضمت تش��كيلة المنتخب الليبيي‬ ‫ ‬ ‫المرح��وم محم��د مفتاح ح��ارس المرمي‬ ‫‪ ،‬وب��و الروس وجمعه رج��ب وعزالدين‬

‫الترهون��ي ‪ ،‬وعبدالق��ادر التهام��ي لخ��ط‬ ‫الظهر وناج��ي المعداني ومفتاح بن حامد‬ ‫وعبدالب��اري الش��ر كس��ي لخط الوس��ط‬ ‫وثالث��ي الهج��وم بوغالي��ة والس��احلي‬ ‫والحش��اني فى المب��اراة الثالثة التي كانت‬ ‫ض��د منتخب ليبيا ( ب ) فقد كانت النتيجة‬ ‫س��تة أهداف مقابل ال شئ ( ‪ ) 0 6-‬سجل‬ ‫األهداف بوغالية هدفين ومحمد عبدالسالم‬ ‫هدفين والس��احلى هدف ومحمود عوض‬ ‫هدف‪.‬‬ ‫وق��ررت اللجن��ة المش��رفة أن‬ ‫ ‬ ‫يتقاب��ل كل م��ن بط��ل مجموع��ة بنغازي‬ ‫مع بطل مجموع��ة طرابلس أي المنتخب‬ ‫الليبي ( أ ) مع نظيره المنتخب الس��وداني‬ ‫وكن��ا نتمن��ي أن تكون المب��اراة فى مدينة‬ ‫بنغ��ازي ولك��ن اللجنة ق��ررت أن تكون‬ ‫المباراة فى مدينة طرابلس‪.‬‬ ‫ولم تكن إقامتنا هناك مريحة فقد‬ ‫ ‬ ‫وضعون��ا في اس��تراحة المدينة الرياضية‬ ‫ول��م تكن جي��دة وال األكل جيد ‪ ،‬وأضطر‬ ‫المدرب ان يض��ع برنامج تدريب صباحا ً‬ ‫ومس��ا ًء ولك��ن المعنويات لم تك��ن عالية‬ ‫ولس��ت أداري إل��ى ه��ذه اللحظ��ة لم��اذا‬ ‫رفض عبدالجليل الحشاني اللعب معنا في‬ ‫المب��اراة التي كانت النهائي��ة وافتقدته في‬ ‫الملعب رغم وجود أبو غالية وبذل الجميع‬ ‫جهداً كبيراً ولكن العبي الس��ودان المهرة‬ ‫مثل عزالدين الدحيش العب المريخ وديم‬ ‫الكبير وأيمن زكي وقاقارين استطاعوا أن‬ ‫يرجحوا كفة الفريق الس��وداني واستمرت‬ ‫المب��اراة إلى الدقائق األخيرة حيث فوجئنا‬ ‫به��دف قات��ل وأكتفين��ا بالترتي��ب الثان��ي‬ ‫وبالميدالي��ات الفضي��ة وال يعل��م أح��د ما‬ ‫أنتابنا من حزن فقد فقدنا كأس الدورة وكنا‬ ‫قاب قوسين أو أدنى وتمنينا أن نرجع إلى‬ ‫بنغازي حاملين الكأس ‪ ،‬ولكنها كرة القدم‬ ‫المستديرة ‪.‬‬

‫أرشيف‬ ‫األخ الصدي��ق العزي��ز عبدالمنعم‬ ‫الب��اح عض��و مجل��س إدارة اللجن��ة‬ ‫االولمبية لسنوات عديدة ورئيس فرع‬ ‫اللجنة بدرنة وال��ذي يعانى من وعكة‬ ‫صحية منذ عدة سنوات أيضا‬ ‫التقطت له ه��ذه الصورة أثناء الزيارة‬ ‫الت��ي قام بها وف��د رياض��ي ليبي إلى‬ ‫بغداد س��نة ‪ 1976‬والت��ي ضمت عدة‬ ‫منتخبات رياضية ف��ي اغلب األلعاب‬ ‫الرياضية وذلك تعويض��ا للرياضيين‬ ‫بع��د أن تقرر االنس��حاب م��ن الدورة‬

‫العربية في سوريا في تلك السنة ‪.‬‬ ‫ف��ي ه��ذه الص��ورة يم��ازح األخ‬ ‫عبدالمنع��م طف�لا عراقي��ا وه��و بطل‬ ‫العال��م في المصارعة وزن ( ‪ 17‬كجم‬ ‫) وحذرت��ه أن يأخذ االحتياط من يقوم‬ ‫الطفل ( البطل ) بحركة قد تؤدى إلى‬ ‫سقوطه ومن ثم خسارة اللقاء ‪.‬‬ ‫أدعو هللا سبحانه وتعالى أن يشفى األخ‬ ‫العزيز عبدالمنعم مما الم به وان يمتعه‬ ‫بالصحة وطول العمر‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫كلمـة العـدد‪..‬‬ ‫كن��ت أتمن��ى أن تس��رع وزارة الش��باب‬ ‫والرياض��ة باتخ��اذ بع��ض اإلج��راءات‬ ‫والترتيب��ات الس��ريعة خاص��ة أنه��ا وزارة‬ ‫ف��ي حكوم��ة مؤقت��ة ل��ن يمكنه��ا الوقت من‬ ‫انج��از الكثير من برامجه��ا ‪ ..‬وفى يقيني أن‬ ‫أه��م ما يمك��ن أن تقوم به هو إنش��اء إداراتها‬ ‫وأقس��امها واختي��ار عناص��ر ذات الكف��اءة‬ ‫اإلدارية الرياضية الفنية والقانونية لقيادة هذه‬ ‫اإلدارات ‪ ،‬انطالقا من مبدأ الرجل المناس��ب‬ ‫في المكان المناس��ب وان يكون التركيز على‬ ‫عنصر الش��باب وان يتم االبتعاد عن األزالم‬ ‫والمتس��لقين الذي��ن س��اهموا في دع��م نظام‬ ‫الطغي��ان المنه��ار وخاص��ة مرتزق��ة الكالم‬ ‫والشعارات ‪!...‬‬

‫كم��ا يجب أن تش��كل اللجان الق��ادرة إلعادة‬ ‫صياغ��ة القواني��ن واللوائ��ح المنظمة لألندية‬ ‫الرياضية واالتح��ادات الرياضية وتضمينها‬ ‫مواد بشروط وقواعد واضحة وقوية وملزمة‬ ‫التس��مح بتس��رب الجهل��ة والدخ�لاء عل��ى‬ ‫الرياض��ة إل��ى المؤسس��ات الرياضية وعلى‬ ‫وجه الخصوص األندي��ة الرياضية التي تبدأ‬ ‫منها عملية بناء االتحادات الرياضية ثم اللجنة‬ ‫االولمبي��ة وكذلك عدم تمكي��ن مرتزقة الكالم‬ ‫م��ن اإلعالميين الذين يهاجم��ون ( المغادر)‬ ‫ويصفقون للقادم دون خجل أو حياء ‪!!..‬‬ ‫إن الوق��ت يم��ر بش��كل س��ريع ونحن في‬ ‫الرياضة الزلنا محلك سر ‪!!...‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 27 ( 46-‬مارس ‪)2012‬‬

‫العدد‪ 27( 46‬مارس ‪2012‬م)‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.