العدد64

Page 1

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪-6‬‬

‫يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 63‬ـ ( ‪ 24‬ـ ‪ -30‬يوليو ‪)2012‬‬

‫شادي اجلبل ‪ ..‬موسوعة الغنـــاء الشعيب أو الفرادة يف مقام احلب‬

‫مسلسالت رمضانية بنكهة ليبية‬

‫الزاوية تنتخب جملسها احمللي‬

‫حالة ترقب!!‪ ..‬ليبيا احلديثة‬

‫تشلسى والبطولة األوىل‬

‫((إحياءات الريشة ))‬

‫سكان مدينة تاورغاء ‪ ....‬الجئون داخل الوطن‬ ‫الدور األبرز للشباب يكمن يف البناء الشامل لقدراتهم الذاتية‬ ‫واالجتاه إىل ميادين العمل‪ ،‬السياسي والثقايف والعلمي‬

‫األزهر حيسم اجلدل‪ :‬احلجاب عادة وليس فريضة اسالمية‬

‫ِإستقالة شحات ‪ :‬كي ال حنرث يف البحر‬

‫((العمق باكورة أعمال فرقة درنة املسرحية ))‬ ‫قاتل اهلل التعصب جزء من تقرير االمم املتحدة حول ليبيا‬ ‫راديو ليبيا التعاقدات القائمة االستمرار أو اإلنهاء أو اإللغاء‬ ‫احلرة بعدة لغات رحيل االصدقاء سرية عبدالنيب يوسف ياسني ‪:‬‬

‫عضو املؤمتر الوطين د‪.‬مجعة عتيقة ‪ :‬نريد دولة دستورية وليس دولة لديها دستور‬

‫حكاية ابن حارس امللعب الذي أصبح بطل لعبة التنس األرضي‬ ‫مسلسل سعودي ينتقد املسؤولني القضاء املالي املغاربي يلتقي يف تونس‬

‫الدستور اللييب السابق يعترب من‬ ‫احسن الدساتري يف مرحلته ورمبا‬ ‫حتى االن بشهادة فقهاء الدساتري‬

‫مشاركة اعالمية ليبية يف لقاء مناقشة مسودة‬ ‫مقرتحات اليونسكو للصحافة واالعالم يف تونس‬

‫درنة تودع احد أعالمها أمحد الغزواني‬

‫مالحظات حول الرأي‪ ...‬والرأي اآلخر‬

‫شباب ليبيا‪ ....‬ودورهم يف رسم معامل الدولة اجلديدة‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫ِإستقالة شحات ‪ :‬كي ال حنرث يف البحر‬ ‫لو كان علينا أن نغرق مجيعا ‪ ،‬فإتركوني أجنو حتى أحاول أن أرسل لكم ولو مبجداف – الروائي ماركيز‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri_55@hotmail.com‬‬ ‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان‬ ‫السلفيوم خلف عمارة شركة ليبيا‬ ‫للتأمين ‪ -‬فندق مرحبا سابقا ‪ -‬الدور‬ ‫األول‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫حسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزواية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬

‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫كنا غرقنا يف حبر الثورة يف تونس ثم مصر حني َجاءني نبأُ اندالعها يف بنغازي ليلة ‪ 15‬فرباير ‪ ،‬منذها بدا‬ ‫وكأننا يف دوار من ركب الس���فينة والبحر هائج‪ ،‬حيثما وليت وجهي أجد اضطراما واضطرابا ‪ ،‬ووجوها‬ ‫ُمصف���رة الن���اس غرق���ى وما هم بغرقى‪ ،‬وحني حطت مرس���اها مل تك���ن مبيناء بل والبح���ر هائج مل تعرف‬ ‫مرسى‪ ،‬هكذا حال البالد الثائرة كأمنا هي خارجة من كابوس تتخبط وتتعثر يف خيوط الناجى من نار‪.‬‬ ‫ب���ذا تس���تبدل البالد حاهلا بذات الوس���ائل اليت اعتادتها وما ث���ارت عليها ‪ ،‬لنفصح الق���ول ‪ :‬لقد دخلنا حربا‬ ‫مل خن���رج منها ب���ل نعاني من آثارها حتى النخ���اع ‪ ،‬ومل نتبني اخليط األبيض من األس���ود فكأمنا كتائب‬ ‫مخيس‪ ،‬قد استبدلت امسها فصارت كتائب مجعة مثال ‪.‬‬ ‫هل���ذا كان الب���د أن يق���دم رئيس اجملل���س احمللي ملدين���ة بنغازي ش���حات العرييب اس���تقالته حتت ضغط‬ ‫التهدي���د والوعي���د‪ ،‬ومل يس���تطع منتخب���وه أن حيم���وه‪ ،‬و ال صندوق االق�ت�راع أن يكون الدرع‪ ،‬فاس���تخدام‬ ‫الوس���ائل الدميقراطية واملظاهر الس���لمية والش���كل احلضاري ال تفصح عن صلب احل���ال‪ ،‬أحيانا كثرية‬ ‫مُتوه و ُتسربل احلال و ُتعقد املسائل‪.‬‬ ‫ِإس���تقالة ش���حات ُمؤش��� ٌر ٌ‬ ‫باهض لبيان حال ساس��� ِتنا‪ ،‬أو من يدعى منهم ذلك من يتنطعون لقيادة البالد‪،‬‬ ‫فه���م يف غيهم يعمهون‪ ،‬كأمنا املس���ألة الليبية حله���ا يف قبضة اليد ‪ ،‬فهم س���يخرجون من القبعة األرنب‪،‬‬ ‫وهم مبجرد تقسيم كعكة فرباير ستكون ليبيا بفضل وجودهم يف رغيد‪ ،‬هم غائبون عنا وعن حالنا وعن‬ ‫البالد‪ ،‬كثريهم جاء كنجم‪ ،‬وحصد املراد يف شخصه وهذا يرضي غرور كل جنم ‪ :‬احلصول على الرقم‬ ‫األكرب يف بورصة االنتخابات‪ ،‬وليس يعنيهم – و ال نقول ال يدركون – معنى استقالة شحات‪.‬‬ ‫ان أهم ما ميز االنتخابات الليبية هو مكمن ضعفها‪ ،‬أن الناس صوتت لالشخاص‪ ،‬للشخص بذاته – كما‬ ‫يقول اخوتنا الس���ودانيني‪ -‬مما جيعله ينفخ أوداجه ‪ ،‬وهذا من حقه فقد اكتس���ح يف الس���باق كل ُمتوقع‪،‬‬ ‫وهنا مكمن أخر للضعف أننا حنصد ما مل نزرع بل ما زرع العقيد‪ ،‬أن خترج بنتيجة مل تتوقعها سيصيبك‬ ‫يتجرعها َ‬ ‫سكران غصبا‪ ،‬فهي مؤشر‬ ‫كل‬ ‫الدوار فتس���كر وما أنت بس���كران‪ ،‬لكن استقالة ش���حات قهو ٌة مر ٌة‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫إلي أننا وإن كنا جنحنا وجئنا مبعجزة جعلت العامل مشدوها‪ ،‬فإننا يف نفس الوقت كنا خارج التوقعات‪،‬‬ ‫هذا هو الوجه املظلم لنجاحنا أن العامل مل يتوقع منا خريا‪.‬‬ ‫مس���ألة اس���تقالة ش���حات تعيدنا إىل النقطة املتوقعة ‪ :‬االقتتال هكذا صورة العامل اليت كونها عنا بفضل‬ ‫أفعالن���ا الصغ�ي�رة لكنها املرعبة ‪ ،‬فالس�ل�اح النارى لي���س لعبة حتى يف يد طفل‪ ،‬والتهديد ما جعل ش���حات‬ ‫يستقيل هو اشارة إىل أن املهمة االوىل أو حجر األساس مازال مستبعدا يف حسباتنا‪.‬‬ ‫املستشار استبعد حجر األساس!‬ ‫املستش���ار مصطفي عبد اجلليل أبلى بالء حس���نا لكنه أخفق اخفاقا كبريا ‪ ،‬هو مل يكن يستشري أحدا كما‬ ‫يوكد ّ‬ ‫جل العاملني معه‪ ،‬وكان يعتقد أنه رس���ول حامل لرس���الة هي ايصال الس���فينة إىل بر األمان‪ ،‬لكن‬ ‫أي بر هذا والبحر هائج‪ ،‬وعبد الفتاح يونس القائد العسكري يغتال يف اللحظة اليت تبتلع فيها البالد طعم‬ ‫االنقس���ام إىل كتائب مسلحة‪ ،‬لقد مت اقتس���ام البالد حتت راية اجمللس الوطين االنتقالي‪ ،‬وساعتها كان‬ ‫املستشار رئيس اجمللس الوطين يريد أو يتصور أنه قادر على انقاذ البالد بدحر العدو فحسب‪ ،‬حاط نفسه‬ ‫بكل النفوس اليت تس���ول له ذلك‪ ،‬وبذا وبغريه نقل عدوى كتائب القذايف أي الكتائب اليت والئها ش���خصي‬ ‫إىل كل كتائب الثوار‪ ،‬اآلن س���يعود املستش���ار إىل س���ريره لكنه لن ينام قرير الع�ي�ن‪ ،‬فهو حيصد ما زرع‬ ‫تهاونه واس���تبعاده حلجر األساس‪ ،‬لقد ضيع يف الصيف اللنب ‪ -‬جمده‪ ،‬حني كنت أطلب دعمه للصحافة‬ ‫كس���لطة رابعة متيسرة‪ ،‬والسلطة القضائية غائبة كان يستظل عنا بظل البندقية‪ ،‬ولسان حاله ‪ :‬يقول‬ ‫وقته���ا‪ .‬حينها كن���ا نبحث عن ظل اجليش الوطنى وهو يف أردأء حال ك���ي يضم ما تبدد‪ ،‬كان مصطفي‬ ‫عبداجلليل ال يستشري أحد‪ ،‬ويوكد ذلك من أعلن أنهم مستشاريه الرمسيني‪.‬‬ ‫وبه���ذا فاملستش���ار مصطف���ي عبد اجلليل هو املس���ؤول صاحب املقدم���ة اليت ختمها رئي���س اجمللس احمللي‬ ‫املنتخب ملدينة بنغازي شحات العرييب باالستقالة‪.‬‬ ‫عبد الرحيم الكيب رئيس احلكومة املؤقتة من جنح يف أن ال ينجح!‬ ‫ه���و أول رئي���س وزراء لفرباير جاء يف انتخاب ضيق يف اطار اجمللس الوط�ن�ي االنتقالي‪ ،‬وهو كما حممود‬ ‫املنتص���ر أول رئي���س وزراء للب�ل�اد من قدم���ت له البالد عل���ي طبق من ذه���ب‪ ،‬لكن الكيب ذهب بالس���لطة‬ ‫التنفيذية إلي مذهب جهوي كتائيب‪ ،‬منذها كتبت أن مذهبا كهذا يس���لب الس���لطة س���لطتها وحيوهلا‬ ‫إلي عفريت سلطة‪.‬‬ ‫وهكذا إذا كان العقيد قد س���رق الس���لطة والثروة والس�ل�اح ‪ ،‬فإن الكيب قد س���رقت منه السلطة والثروة‬ ‫والس�ل�اح‪ ،‬وإذا كان���ت كتائب العقيد والءها له ‪،‬وبالتالي ش���غلها محايته‪ ،‬فإن الكتائ���ب يف عهد الكيب قد‬ ‫س���لبته حت���ى مهابته كرئي���س حكومة‪ ،‬ال ميكن نس���يان اقتحامها ملق���ر احلكومة وس���يطرتها على املطار‬ ‫الرئيس لدولته‪ ،‬و ال هتكها لفندق تيبسيت ساعة اجتماع رمسى له‪.‬‬ ‫الكي���ب أخلص حلس���ه الوطين وأدار ش���ئون البالد به���ذا احلس ال���ذي كان جمدافا واح���دا يف حبر الثورة‬ ‫اهلائج‪،‬وحاط نفسه مبرتاس اجمللس الوطين االنتقالي فالكثري ممن معه هم أصال أعضاء من هذا اجمللس‬ ‫ووالئه���م ل���ه‪ ،‬أو ه���م مفروضني بق���وة الكتائب ووجوده���م من وجودها‪ ،‬وهك���ذا منذ جن���ح يف االنتخابات‬


‫‪)2012‬م‬ ‫أغسطس‬ ‫‪ 31‬ـ ‪-6‬‬ ‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ (‬ ‫يونيو ‪)2012‬‬ ‫‪ 12‬ـ ‪-18‬‬ ‫يوليوــ‪( 57-‬‬ ‫الثانية العدد‬ ‫السنة‬

‫القاص���رة ول���دت حكومت���ه خدجية مل حتى‬ ‫ومل مت���ت‪ ،‬وإن جنح���ت فيم���ا جنح���ت فقد‬ ‫كفل ذل���ك باحلس الوطن���ى العاطفي وهو‬ ‫لي���س بقليل لكن���ه يكلف الكثري لي���س أقلها‬ ‫األص���وات املرتفع���ة مبحاس���بة حكومت���ه‬ ‫باحلس���بة!!‪ ،‬أو م���ن قب���ل ديوان احملاس���بة ما‬ ‫يعنى أن حكومة الكيب يف قفص االتهام عند‬ ‫مثل هذه االصوات اليت ليست بالقليلة‪.‬‬ ‫الناطق الرمسي حلكومته قال أنه تسلم من‬ ‫اجملل���س التنفيذي البالد بالتم���ام والكمال ‪،‬‬ ‫وهذا جع���ل حكومته تواج���ه يف ضمري األمة‬ ‫احلس���اب العسري‪ ،‬ومنها أن اس���تقالة شحات‬ ‫س���ببها ‪،‬املرتع الذي وفرت���ه حكومته لال أمن‬ ‫– وإن كانت تريد األمن و ال تستطيع اليه‬ ‫س���بي ً‬ ‫ال‪ ،‬فهي حكومة نش���أت بإرادة منش���ئها‬ ‫حت���ت مظلة كتائب الثوار اليت حتولت بعد‬ ‫احلرب إىل كتائب أمنية! ‪.‬‬ ‫كي ال حنرث يف البحر ؟‬ ‫اآلن اس���تقال أول رئي���س جملل���س منتخ���ب‬ ‫بالقوة والغصب حتت طائلة التهديد‪ ،‬واآلن‬ ‫انتخب الليبيون مبظهر أذهل العامل اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي العام واألول يف تارخيهم‪ ،‬ومن نتاج‬ ‫هذه االنتخابات جناح قياسي حملمود جربيل‬ ‫وثلة من جنوم اجلزيرة والتلفزيون‪ ،‬وكذا‬ ‫جن���اح ضعي���ف جلماع���ة االخوان املس���لمني‬ ‫حتت راية حزب أو افرادا‪ ،‬وفشل الكثري ممن‬

‫قدم الكثري هلذا الوطن‪.‬‬ ‫صن���دوق االقرتاع خماتل بطبع���ه خاصة يف‬ ‫ب�ل�اد كبالدن���ا فم���زاج البش���ر حتكمه حكم‬ ‫عدة ليس أقله���ا التخلص من ماض بغيض‬ ‫؛ “ انع���دام األم���ل كان يصيبه���م باالحباط‬ ‫أكثر م���ن نقص امل���ال”‪ ،‬وهلذا وق���د قبضوا‬ ‫عل���ى زم���ام األم���ل اندفع���وا زراف���ات حن���و‬ ‫صندوق االق�ت�راع كي يأتوا مبجلس وطنى‬

‫عام أيقونته‪ :‬حممود جربيل‪.‬‬ ‫الس���يد حممود جربي���ل من ي���درك جيدا أن‬ ‫املستشار مصطفي عبد اجلليل كان أيقونة‬ ‫اجملل���س الوط�ن�ي االنتقال���ي عن���د الش���عب‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي‪ ،‬وهو يدرك أن���ه قد نزل‬ ‫منزلة حام���ل األمانة كما املستش���ار‪ ،‬ليس‬ ‫مث���ة فارق كب�ي�ر – كم���ا قد يب���دو – بني‬ ‫املرحل���ة االنتقالية يف اس���قاط النظام أو يف‬

‫‪03‬‬ ‫بن���اء نظ���ام فحج���ر األس���اس واح���د ‪ :‬األمن‬ ‫واألمن من اجلوع وم���ن اخلوف‪ ،‬وهما واحد‬ ‫أفلي���س اجلائ���ع خائ���ف من امل���وت واخلائف‬ ‫جائع لالمان؟‪.‬‬ ‫اس���تقالة ش���حات مؤش���ر إىل أنن���ا حباج���ة‬ ‫لألمان كي يقوم يقوم املؤمتر الوطين العام‬ ‫م���ا انتخبن���ا أف���راده ومجاعات���ه مبهامه‪ ،‬و ال‬ ‫يتوف���ر األمان باملال‪ ،‬فامل���ال مصدر للقالقل‪،‬‬ ‫واس���ألوا ُحكوم���ة الكيب فهي خ�ي�ر خبري ‪ ،‬و‬ ‫ال يتوفر ببيع األحالم يف عز الظهر واس���ألوا‬ ‫س���جني الزنت���ان فه���و أيض���ا خ�ي�ر خب�ي�ر يف‬ ‫ه���ذا‪ ،‬كما ال يتوف���ر بس���لق دورات تدريبية‬ ‫وتثقيفي���ة كالوجب���ات الس���ريعة واس���ألوا‬ ‫منظمات ومؤسس���ات العامل اليت طفح جسد‬ ‫الب�ل�اد به���ا ووكيل���ة أغلبها ام���رأة تدعى “‬ ‫هن���ادي “ توف���ر لكم املش���ورة يف ذل���ك‪ ،‬كما‬ ‫ليست بتوفر مواعيد جعودة القبلية ‪.‬‬ ‫استقالة ش���حات توفر لكم اجلهد ‪ :‬من حكم‬ ‫الب�ل�اد وبدده���ا ليس العقي���د مف���ردا ولكنه‬ ‫العقي���د بكتائبه‪ :‬كتائب مخي���س وكتائب‬ ‫الساعدي وكتائب وكتائب ‪ ......‬اخل ‪.‬‬ ‫وإن���ي متوكد من أنه لي���س مثة أحد يتوقع‬ ‫م���ن أو يف مقال ّ‬ ‫حل ذا الوضع الش���ائك‪ ،‬لكن‬ ‫استقالة شحات ناقوس يف رقبة القط ‪.‬‬

‫رحيل االصدقاء‬ ‫ان عش���ت س���تكون يف مق���ام الودع ‪ ،‬س���يكون‬ ‫قلب���ك مقربة االصدقاء الذين يرحلون عنك‬ ‫بغتة‪.‬‬ ‫هكذا نام���وس احلياة أن تول���د لتموت‪ ،‬املوت‬ ‫زوج احلي���اة ال���ذي ترتك لك م���ن حتب قبل‬ ‫أن يباغث���ك‪ ،‬الي���وم اودع يف القاهرة الصديق‬ ‫الش���اعر حلمي س���امل من ربطتين به عالقة‬ ‫الش���عر واحلياة منذ التقينا يف ن���دوة العقل‬ ‫العربي اليت عقدت يف طرابلس عام ‪1989‬م‬ ‫وكان برفقة االصدقاء حممود أمني العامل‬ ‫وحمم���د عفيفي مط���ر من رح�ل�ا قبله ومل‬ ‫تتكحل عيونهما بالربيع العربي‪.‬‬ ‫حلم���ي س���امل كان بيت���ه كم���ا قلبه يس���ع‬ ‫االصدق���اء واالحبة وآل الش���عر والفن ‪ ،‬لقد‬ ‫ذه���ب حلم���ي س���امل يف الوظيف���ة كثريا يف‬ ‫الف�ت�رة االخ�ي�رة وهكذا امتص���ت روحه لكن‬ ‫روح الشاعر ستبقي ما بقي الشعر‪.‬‬

‫حلمي سامل‬

‫وودع���ت كما ودعت درنة قرن���ا من الزمان‬ ‫ه���و عمر الصدي���ق أمحد الغزوان���ي‪ ،‬املصور‬ ‫واحمل���ب للف���ن والش���خصية الثقافي���ة‬ ‫االجتماعي���ة ‪،‬والذي مل ينقطع عن الش���غل‬ ‫كالنحل���ة متنق�ل�ا يف الب�ل�اد ويف قل���وب‬ ‫اصدقائ���ه ‪ ،‬كن���ا صديق�ي�ن رغ���م الزم���ن‬ ‫فالرج���ل عام���ر باحلياة وحمب���ة احلياة هو‬ ‫ال���ذي ال يكمل يف عمله االجتماعي والثقايف‬ ‫يف مدينة درنة‪.‬‬ ‫أمح���د الغزواني خص���ب أرض الوطن أحب‬ ‫الب�ل�اد كم���ا مل حيبها أح���د ‪ ،‬اختص���ر فيه‬ ‫الوط���ن واإلنس���ان‪ ،‬وليبي���ا ال ت���درك أهمية‬ ‫مثل هؤالء الرجال لالس���ف ‪،‬ل���ذا فإن أمحد‬ ‫الغزواني ذهب عنا دون أن حنس كما ذهب‬ ‫أمثال���ه ‪ ،‬عليه الس�ل�ام يوم ول���د ويوم عاش‬ ‫ويوم يبعث حيا‪.‬‬

‫أمحد الغزواني‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫سكان مدينة تاورغاء ‪ ....‬الجئون داخل الوطن‬ ‫قاربت الثورة الليبية من دخول عامها الثاني‬ ‫ومازال���ت أزمة تهجري م���ا يزيد عن ‪ 35‬ألف‬ ‫مواطن لي�ب�ي قائمة واجلميع ينتظر تفعيل‬ ‫القض���اء ليت���م حماس���بة اجلن���اة بالقوان�ي�ن‬ ‫املنصوص عليها وليس وفق ميزان القوى‪.‬‬ ‫وخبص���وص ذل���ك التقينا احلقوق���ي عقيلة‬ ‫عمر ش���نينة الذي قال‪ :‬مهت���م حالياً بامللف‬ ‫القانون���ي لش���ئون النازح�ي�ن م���ن مدين���ة‬ ‫تاورغ���اء يف النياب���ات واحملاك���م ومتابع���ة‬ ‫املنظم���ات احمللي���ة والدولي���ة واحلقوقي���ة‪،‬‬ ‫املل���ف ش���ائك وكب�ي�ر ونعت�ب�ره قانوني���اً‬ ‫تهج�ي�ر‪ .‬وأض���اف تاورغ���اء أثن���اء األح���داث‬ ‫كان���ت تعيش ظروف اس���تثنائية خمتلفة‬ ‫ع���ن كل مناط���ق ليبي���ا باعتب���ار ان املدينة‬ ‫كانت جبهة قوية وساخنة دخلتها كتائب‬ ‫اجلي���ش واملتطوع�ي�ن من خمتل���ف املناطق‬ ‫كانت ثكنة عس���كرية ألكث���ر من ‪ 8‬أالف‬ ‫مقاتل وكل ذلك كان حمسوباً على أهالي‬ ‫تاورغاء‪.‬‬

‫بع���د تقهق���ر اجليش بفع���ل ضرب���ات الناتو‬ ‫تعرضت تاورغاء لعملية قصف قوية من قبل‬ ‫ثوار مصرات���ة ملدة ثالث أيام‪ ،‬ف���كان النزوح‬ ‫حنو منطقة اهليش���ة اليت تبع���د عن تاورغاء‬ ‫حوال���ي ‪ 7‬كيلومرتات وس���قوط العديد من‬ ‫الضحاي���ا نتيج���ة القصف والش���ظايا‪ ،‬ومن‬ ‫اهليش���ة حدت ن���زوح اجتاه الش���رق والغرب‬ ‫إىل ترهون���ة وطرابل���س واجلف���رة وس���بها‬ ‫وبنغازي اليت يوجد بها حوالي العشرة آالف‬ ‫ن���ازح يف املدينة الرياضية ومنطقة س���يدي‬ ‫فرج وقاريونس واحلليس‪.‬‬ ‫يف اجلف���رة تعرض نازحي تاورغ���اء ملعاملة‬ ‫س���يئة جدا لدرج���ة مت التعام���ل معهم على‬ ‫أس���اس مواطن وغري املواط���ن ويف طرابلس‬ ‫املالحق���ة مس���تمرة يف املخيمات والش���وارع‬ ‫واملصارف ويف س���جون مصرات���ه مات أكثر‬ ‫م���ن أل���ف ش���اب حت���ت التعذي���ب والتهم���ة‬ ‫تاورغي‪ .‬ويف ترهون���ة وبنغازي حصلوا على‬ ‫بعض احلماية‪.‬‬ ‫مل���ف تاورغ���اء كما ق���ال احلقوقي ش���نينة‬ ‫حيت���اج إىل نزاه���ة يف التحقي���ق وجل���ان‬ ‫لتقص���ي احلقائ���ق عل���ى درج���ة عالي���ة من‬ ‫الشفافية والشجاعة‪.‬‬ ‫إذا مل يفع���ل القان���ون س���نطالب بإنش���اء‬

‫ميادين‪ -‬خلود الفالح‬ ‫حماك���م خاصة ليأخذ كل ش���خص حقة‬ ‫بالقانون وليس بالقوة وسنتعاون مع مجيع‬ ‫اجلهات م���ن اجل ذلك‪ .‬أما م���ا حيدث اليوم‬ ‫فلن يقود إال إىل ردة فعل عنيفة جداً خاصة‬ ‫وان األم���ور بدأت تضيق عل���ى النازحني وال‬ ‫حلول تذكر لتجاوز هذه احملنة‪.‬‬ ‫خطر على املدى البعيد‬ ‫رئي���س املرص���د اللي�ب�ي حلق���وق اإلنس���ان‬ ‫ناصر اهل���واري قال‪ :‬مش���كلة تاورغاء س���بق‬ ‫وأمسيناه���ا ج���رح ليبي���ا النازف ال���ذي طال‬ ‫أمده‪ ،‬وه���ى ندبة يف جبني العدال���ة الليبية‪،‬‬ ‫إن ع���دم ق���درة اجملتمع اللييب ب���كل أطرافه‬ ‫على حل قضية تاورغاء يلقى بظالل الش���ك‬ ‫عل���ى ق���درة ليبيا عل���ى إجناز مل���ف العدالة‬ ‫االنتقالي���ة واملصاحل���ة الوطني���ة‪ ،‬املش���كلة‬ ‫ط���ال أمدها واس���تعصى حلها‪ ،‬وس���بب ذلك‬ ‫ع���دم توف���ر الني���ة واملس���اعي احلقيقية من‬ ‫كل األط���راف حلله���ا‪ ،‬اجملل���س االنتقال���ي‬ ‫املنتهي���ة واليت���ه ه���و املته���م األول‪ ،‬إذ أنه مل‬ ‫يق���م ب���أي عم���ل خيف���ف املعاناة ع���ن أهالي‬ ‫تاورغاء‪ ،‬الذين ظلوا ألكثر من عام ونصف‬ ‫يعتمدون يف أغلب معيش���تهم على التربعات‬ ‫واإلعانات‪ .‬وأضاف اهل���واري إن ما حدث وال‬ ‫زال حي���دث للمهجرين من أه���ل تاورغاء ما‬ ‫إال استمراراً ملسلس���ل التعدي على احلقوق‬ ‫واحلري���ات يف ليبي���ا اجلدي���دة‪ ،‬ال�ت�ي قامت‬ ‫ثورتها من أجل العدالة وسيادة القانون‪ ،‬فإذ‬ ‫بنا نفاجأ أننا أمام وضع‪ ،‬غوغائي تتحكم فيه‬ ‫املليشيات املسلحة اليت هي احلاكم الفعلي‬ ‫للبالد‪ ،‬وس���ط غياب واضح ومتعمد للدولة‬ ‫الرمسي���ة‪ ،‬ال�ت�ي جي���ب أن حتم���ي حق���وق‬ ‫مواطنيها وتدافع عن احلريات العامة‪.‬‬ ‫وأوض���ح اهلواري إن اس���تمرار وض���ع أهالي‬ ‫تاورغاء على ه���ذا النحو‪ ،‬ينذر خبطر وخيم‬ ‫ويدف���ع القضية باجتاه التدويل‪ ،‬خاصة وان‬ ‫أغل���ب املنظم���ات الدولي���ة املهتم���ة حبقوق‬ ‫اإلنسان تضع القضية‪ ،‬على قائمة أولوياتها‪.‬‬ ‫إن املرص���د اللي�ب�ي حلق���وق اإلنس���ان ي���وىل‬ ‫قضاي���ا األقليات أهمية خاصة وعلى رأس���ها‬ ‫قضي���ة نازح���ي تاورغ���اء‪ ،‬لذل���ك س���نتوجه‬ ‫مبب���ادرة للمؤمت���ر الوط�ن�ي لتعزي���ز حقوق‬ ‫اإلنس���ان واحلريات العامة وح���ل الكثري من‬ ‫املش���اكل ال�ت�ي فش���ل جملل���س االنتقالي يف‬ ‫حلها وأوهلا تاورغاء‪.‬‬ ‫عقاب مجاعي‬ ‫الناشط احلقوقي عبد السالم املسماري قال‪:‬‬ ‫كناش���ط حقوق���ي مل أعت���د أن أجامل على‬

‫حس���اب املبادئ اليت أومن بها‪ ،‬ال ميكن حتت‬ ‫أي م�ب�رر قب���ول تهج�ي�ر عائ�ل�ات بأكملها‬ ‫م���ن بيوتها ومواط���ن س���كناها األصلية‪ ،‬إننا‬ ‫إزاء جرمية ضد اإلنس���انية‪ ،‬ضحاياها أس���ر‬ ‫بأكملها مبا تضم من نساء وشيوخ وأطفال‬ ‫ورج���ال وش���باب‪ ،‬هذه اجلرمية هل���ا وصفها‬ ‫القانون���ي الذي ال يقبل اجملاملة وهلا حكمها‬ ‫القانون���ي ال���ذي ال يقبل التق���ادم مهما طال‬ ‫أمد السكوت والتجاهل‪.‬‬ ‫ووصف املس���ماري القضي���ة التاورغية بإنها‬ ‫جرمي���ة "التهج�ي�ر القس���ري" اليت س���تطال‬ ‫ي���د العدال���ة كل م���ن أس���هم فيه���ا وكل‬ ‫مس���ئول خت���اذل عن من���ع حدوثه���ا‪ .‬ناهيك‬ ‫عم���ا يتع���رض ل���ه املهج���رون م���ن عمليات‬ ‫اعت���داء واعتقال تعس���في‪ .‬وأض���اف‪ :‬ال يقبل‬ ‫تهج�ي�ر مدين���ة بأكملها حت���ت أي ذريعة‪.‬‬ ‫ال يستس���اغ ذل���ك ال يف ش���رع اهلل وال يف‬ ‫قوانني العب���اد‪ ،‬كما ال يقب���ل التذرع بوجود‬ ‫متهمني جبرائ���م اغتصاب أو قتل من أهالي‬ ‫تاورغاء‪ ،‬فمع التس���ليم جد ً‬ ‫ال بصحة ذلك ال‬ ‫ميك���ن أخذ كل أه���ل املدينة جبرم البعض‪،‬‬ ‫وكذل���ك القان���ون ال يس���وغ للمج�ن�ي عليه‬ ‫أن يقتص لنفس���ه من اجلان���ي فما بالك بأن‬ ‫يأخذ القصاص ش���كل العق���اب اجلماعي يف‬ ‫صورة تهجري قس���ري شامل لس���كان مدينة‬ ‫بأكملها‪.‬‬

‫إن اس���تمرار الس���كوت عل���ى التج���اوزات‬ ‫وانته���اكات حق���وق اإلنس���ان س���يؤدي بن���ا‬ ‫يف النهاي���ة إىل إع���ادة إنت���اج من���وذج طغيان‬ ‫أس���وا مما ثرنا ضده‪ ،‬ألن بداية الطغيان هو‬ ‫الس���كوت على الظل���م‪ ،‬فيتح���ول الظلم إىل‬ ‫س���لوك طبيع���ي حيظى مب���ا يش���به القبول‬ ‫والرضا ويدجن الش���عب ويع���وده على تقبله‬ ‫كأمر واقع حتت وط���أة حالة فقدان األمل‬ ‫يف التغي�ي�ر حنو األفض���ل وكأنك يا أبو زيد‬ ‫ما غزيت!‬ ‫وأوضح املسماري أن االنتهاكات احلالية ال‬

‫عبدالسالم املسماري‬


‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫حتظى بقب���ول مواطن الش���ارع اللييب الذي‬ ‫بدأ يستهجن كل أنواع االعتداء على حقوق‬ ‫اآلخرين اليت ترتكب حتت بند التسلق على‬ ‫ث���ورة ‪ 17‬فرباير وجعل هذه الثورة مش���جباً‬ ‫تعل���ق عليه ه���ذه التج���اوزات ممن يس���عون‬ ‫إىل خلق ش���رعية ثورجي���ة قوامها الفوضى‬ ‫واس���تيفاء احلق بال���ذات خ���ارج القانون مما‬ ‫جعل كثرياً من املواطنني يشعرون بأن مثل‬ ‫هذه السلوكيات ال تعرب عنهم وال تعرب عن‬ ‫القيم اليت ثاروا من أجل إحقاقها‪.‬‬ ‫وع���ن احل���ل هل���ذه املس���ألة ق���ال‪ :‬أن تس���ارع‬ ‫اجله���ات املس���ئولة يف الدول���ة إىل جع���ل‬ ‫منطق���ة تاورغ���اء منطق���ة مغلق���ة حت���ت‬ ‫محاي���ة اجلي���ش اللييب‪ ،‬وأن توف���ر احلماية‬ ‫لع���ودة النازح�ي�ن إىل مدينتهم ‪،‬وأن تباش���ر‬ ‫الس���لطات القضائي���ة الليبي���ة حتقيق���ات‬

‫ناصر اهلواري‬

‫جدية واحرتافية يف ظروف ومالبسات كل‬ ‫الوقائ���ع املتصل���ة باملوض���وع لتحقيق العدل‬ ‫واإلنصاف للضحايا من اجلانبني‪ ،‬وأن توفر‬ ‫قوات نظامية حلماية سكان مدينة تاورغاء‬ ‫يف مدينتهم‪ .‬ألن يف ذلك محاية الس���تقالل‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬نظراً لتنام���ي االهتم���ام الدولي بهذا‬ ‫املوضوع وعليه فإن اس���تمرار الس���كوت على‬ ‫ه���ذه االنته���اكات يع���رض الب�ل�اد للتدخل‬ ‫األجن�ب�ي حت���ت ذريع���ة محاي���ة املدني�ي�ن‬ ‫ومكافح���ة التطه�ي�ر العرق���ي إىل غ�ي�ر ذلك‬ ‫م���ن الذرائع ال�ت�ي تتخذ للتدخل يف ش���ؤون‬ ‫ال���دول الداخلي���ة‪ .‬ع�ل�اوة عل���ى أن مرتكيب‬ ‫ه���ذه التج���اوزات س���يجدون أنفس���هم يف‬ ‫نهاية املطاف على قوائ���م املطلوبني للعدالة‬ ‫الدولي���ة كمرتكبني جلرائم حرب وجرائم‬ ‫ضد اإلنسانية‪.‬‬ ‫حوار الطرشان‬ ‫يرى الكاتب مج���ال احلاجي أن التعدي على‬ ‫ال مش���يناً‬ ‫حق���وق أي مواط���ن لي�ب�ي يعد عم ً‬ ‫وكذلك العقاب اجلماع���ي هو األخطر وما‬ ‫حيدث مع النازحني جرم تتحمل الس���لطات‬ ‫الليبي���ة كام���ل املس���ئولية فواجبهم محاية‬ ‫الوطن واملواطن واستعادة حقوق املظلومني‬ ‫وكذل���ك مت االعت���داء عليه���م وال خيف���ى‬ ‫عل���ى اجلميع تواط���ؤ اجملل���س االنتقالي يف‬ ‫إعادة هيكلة القضاء وتطهريه ومن مت يبين‬ ‫القضاء نفس���ه ويُفعل بقوة لتحقيق العدالة‬ ‫املفقودة ‪..‬‬ ‫وع���ن مناقش���ة قضي���ة النازح�ي�ن دوليا ويف‬ ‫املقاب���ل ال جه���ود تذك���ر يف اجلان���ب اللييب‬ ‫ق���ال‪ :‬الع���امل ال���ذي تتحدث�ي�ن عن���ه ط���رف‬

‫رئيس���ي ملا آل���ت إلي���ه األوض���اع يف ليبيا من‬ ‫فوض���ى ممنهج���ة لقد كانوا يدي���رون دفة‬ ‫األم���ور يف ليبي���ا قب���ل حتري���ر طرابلس وال‬ ‫زال���وا وميلك���ون كل األدوات ال�ت�ي تؤهلهم‬ ‫الخت���اذ إجراءات من ش���أنها الس���يطرة على‬ ‫املوقف قبل حترير طرابلس ومن مت إرس���اء‬ ‫قواعد األمن‪..‬‬ ‫أم���ا من اجلان���ب اللي�ب�ي اجملل���س االنتقالي‬ ‫ً‬ ‫فش�ل�ا‬ ‫واملكت���ب التنفيذي واحلكومة فش���لوا‬ ‫ذريع���اً عن حتقي���ق األمن أو حت���ى التفاهم‬ ‫فيم���ا بينهم حول مس���ألة األم���ن وما خفي‬ ‫كان أعظ���م يف ش���أن األم���ن س���وى عل���ى‬ ‫مس���توى وزارتي الداخلية والدفاع أو اللجان‬ ‫األمنية‪.‬‬ ‫وأض���اف احلاج���ي احلل من وجه���ت نظري‬ ‫لي���س يف يد هذه الس���لطة احلالية فالضرب‬ ‫يف امليت حرام علينا أن نتمس���ك بدور عاجل‬ ‫م���ن قبل املؤمتر الش���رعي املنتخب يكون من‬ ‫أولويات���ه تطه�ي�ر القض���اء ودع���م ب���كل قوة‬ ‫وزارت���ي الدفاع والداخلية غري ذلك س���يبقى‬ ‫ح���وار مرابيع كتلك ال�ت�ي انتهجها اجمللس‬ ‫واملكت���ب واحلكوم���ة‪ .‬الق���رار بيد الش���ارع أن‬ ‫يفرض على الس���لطة القادم���ة خيار األمن‬ ‫وعدال���ة القضاء النزيه العادل أو نكرر نفس‬ ‫السيناريو ‪!...‬‬ ‫ويعت�ب�ر الناش���ط السياس���ي ص�ل�اح املرغين‬ ‫مل���ف "تاورغاء" أحد أب���رز أخفاقات اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي واحلكوم���ة االنتقالي���ة يف جم���ال‬ ‫العدال���ة وحق���وق اإلنس���ان‪ .‬فاإلخفاق كان‬ ‫كامال يف التعامل م���ع اصل االنتهاك الذي‬ ‫متثل يف االعتداء البشع على أهالي مصراته‬ ‫من النظام السابق باستخدام آلته العسكرية‬ ‫واالس���تخباراتية الق���ذرة موقع���ا مبجندين‬ ‫من املنطقة اجملاورة هلا تاورغاء‪.‬‬ ‫مل تتمك���ن الس���لطات م���ن فه���م وال تفعي���ل‬ ‫آلي���ات العدال���ة االنتقالي���ة ملعاجل���ة اآلث���ار‬ ‫ال�ت�ي ترتبت على هذه اجلرمية ثم س���قوط‬ ‫نظ���ام الق���ذايف وتهج�ي�ر س���كان تاورغاء عن‬ ‫بكرة أبيهم "قرابة األربعني ألف" كرد فعل‬ ‫ملواق���ف املدينة اليت قيل أنه���ا كانت مؤيدة‬ ‫لنظام القذايف ولو يف ظاهرها‪.‬‬ ‫وأض���اف املرغين وبرد الفعل حتولت املأس���اة‬ ‫إىل مأس���اتني واملش���كلة إىل مش���كلتني فل���م‬ ‫تتحقق العدالة وال املصاحلة ومل حتدث أي‬ ‫حماوالت جدية للتعامل معها بشكل علمي‬ ‫حقيق���ي من تق���ص واس���تماع وحماكمات‬ ‫وتعويض بل أهملت كل الدعوات والطلبات‬ ‫إلحال���ة املل���ف ووضع���ه على س���كة العدالة‪.‬‬ ‫خمطئ من ظن أن انتهاك األعراض والقتل‬

‫‪05‬‬

‫والتدم�ي�ر ث���م العق���اب والتهج�ي�ر ميكن أن‬ ‫ينتهي جبلس���ة صلح شعبية بواسطة فريق‬ ‫م���ن الناس الطيبني ف�ل�ا الدين وال األخالق‬ ‫وال القان���ون يدعم حم���اوالت "الكلفته" اليت‬ ‫مل تص���ل بالطب���ع إال إىل طري���ق مس���دود‬ ‫وجتذر للمشكلة وخماطر اكتسابها ألبعاد‬ ‫تارخيي���ة وعرقية مبرور الزم���ن‪ .‬يقع على‬ ‫الدول���ة العبء كام�ل�ا يف التعام���ل مع هذا‬ ‫املل���ف بعدال���ة وموضوعي���ة وعلمي���ة فذاك‬ ‫واج���ب أخالقي وديين وسياس���ي بامتياز أما‬ ‫الس���كوت وجتاهل األمر على أمل أن تتبخر‬ ‫املشكلة فذلك هو العجز بعينه‪.‬‬ ‫رأي الفيسبوكيني‬ ‫يق���ول امل���دون مهن���د ش���ريفة إن م���ا جيرى‬ ‫للمهجري�ي�ن س���واء من بلدة تاورغ���اء أو من‬ ‫س���رت أو من الطوراق الذين أجربهم سكان‬ ‫املدينة العرب يف غدامس على اخلروج عنوة‬ ‫إىل منطق���ة درج هل���و أم���ر ف���ادح وجرمي���ة‬ ‫كربى تقس���م وتهدم أي أس���اس رمبا يبنى‬ ‫عليه صرح احلرية والدميقراطية يف بالدنا‬ ‫يف الس���نني وحيزنن���ا مانراه فع�ل�ا‪ .‬ويضيف‬ ‫ش���ريفة يبدو أن املفارقات تزج برأسها بيننا‬ ‫دوم���ا ألنه من املفرتض أن الث���ورة اليت قيل‬ ‫أنه���ا قامت تكون س���يفا على رق���اب الظاملني‬ ‫وجس���را لعب���ور املكلوم�ي�ن واحلزان���ى ولكن‬ ‫املؤسف أن نكتشف أن العكس العوكاس هو‬ ‫املاضي بنا حثيثا دون توقف‪.‬‬ ‫ويعت�ب�ر أمح���د العبي���دي األمر تع���دي على‬ ‫احلريات‪ .‬ويضيف هنا س���ؤا ً‬ ‫ال يطرح نفس���ه‬ ‫متى يؤخ���ذ االبن جبريرة أبي���ه؟ إذا كانت‬ ‫الث���ورة قام���ت من اج���ل إحقاق احل���ق ورد‬ ‫املظ���امل والدف���اع ع���ن احلقوق جي���ب علينا‬ ‫أن نك���ون صادقني مع أنفس���نا وع���ودة أهلنا‬ ‫يف تاورغ���اء إل���ي ديارهم‪ .‬مع احلف���اظ على‬ ‫احلق���وق وحماس���بة اجلان���ي بالقان���ون‪ .‬أما‬ ‫التهج�ي�ر بالش���كل اجلماعي يعت�ب�ر انتقاماً‬ ‫عرقي���اً ليس إال‪ .‬ويضي���ف العبيدي أصبحنا‬ ‫فوضويني‪ .‬ف���إذا أراد كل ش���خص أن يأخذ‬ ‫حق���ه بي���ده فم���ا قيم���ة الث���ورة‪ .‬لذل���ك من‬ ‫الضروري فص���ل العواطف عن القانون وان‬ ‫نكون موضوعي�ي�ن جدا وتتحم���ل احلكومة‬ ‫واملفيت واجمللس ما حيدث ألهلنا من مأساة‪.‬‬ ‫واقرتح ناصر املقرحي أن تقوم الدولة ببناء‬ ‫مس���اكن هلم يف مناطق الن���زوح باعتبارهم‬ ‫ليب�ي�ن وتس���ليم كل من هو مطل���وب منهم‬ ‫يف قضاي���ا وي���رى املقرح���ي أن ع���ودة أهالي‬ ‫تاروغاء إىل مصراتة مستحيلة‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫((إحياءات الريشة ))‬ ‫حتت هذا العنوان أقيم معرض شامل للخط‬ ‫العرب���ي والزخرف���ة والرس���م باإلضافة إىل‬ ‫أش���غال يدوية وكانت اللوحات واملش���غوالت‬

‫ميادين درنة‬ ‫تصوير ‪:‬شحات اشليمبو‬ ‫اليدوي���ة من عمل الفنانت�ي�ن زكية التارقي‬ ‫وس���عد الش���هييب وحمم���د املزيين وق���د أقيم‬ ‫املع���رض بقاع���ة فن���دق لؤل���ؤة درن���ة وقدم‬ ‫الفنانني عدة لوحات مجيلة س���واء يف الرسم‬ ‫أو اخل���ط العرب���ي وق���ام بافتت���اح املع���رض‬ ‫املهن���دس حمم���د بوليف���ة رئي���س اجملل���س‬ ‫احملل���ى مبدينة ودرنة واملستش���ار عبد املنعم‬

‫الطرابلس���ي وع���ن فك���رة املع���رض حتدثت‬ ‫لنا الفنان���ة التش���كيلة زكية عي���اد التارقي‬ ‫ال�ت�ي تتبع املدرس���ة الكالس���يكية حيث قالت‬ ‫أن إحي���اءات الريش���ة ه���و نتيج���ة لإلص���رار‬ ‫والطم���وح وم���ا قدمت���ه الث���ورة الليبي���ة من‬ ‫ص���ور وحكاي���ات رائع���ة وحماول���ة لتقدي���م‬ ‫الفنان اللييب للزائرين ورس���م صورة مجيلة‬ ‫لبالدنا احلبيبة ليبيا يف أذهان العامل وس���بق‬ ‫أن شاركت يف معرض اخللود مبدينة درنة‬ ‫ومع���رض مهرجان الربي���ع ‪2011‬م مبدينة‬ ‫البيض���اء ولك���ن أمتنى أن نق���دم عروضنا يف‬ ‫اخلارج وباقي دول العامل خاصة أن مستقبل‬ ‫الفن التش���كيلي يف ليبيا سيكون واعد وزاهر‬ ‫بالرغ���م م���ن نق���ص اإلمكاني���ات واألماكن‬ ‫املخصص���ة لع���رض لوح���ات الف���ن واملواهب‬ ‫الكثرية فاقت حدود اإلبداع‬ ‫الفنان س���عد الش���هييب ‪:‬منذ الس���نوات األوىل‬

‫يف الدراس���ة االبتدائي���ة كن���ت أح���ب م���ادة‬ ‫اخل���ط العرب���ي وعندما وصل���ت إىل الصف‬ ‫األول اإلع���دادي بانت مالم���ح اخلط العربي‬ ‫واضحة جلية فواظبت على التمرين اليومي‬ ‫واقتني���ت جمموع���ة كب�ي�رة م���ن الكتب أي‬ ‫كت���ب اخل���ط العرب���ي األم���ر ال���ذي كان‬ ‫ل���ه األث���ر الكب�ي�ر يف دفع���ي إىل اإلم���ام وقد‬ ‫انتقلت نقلة نوعي���ة بتلك الكتب وهلل احلمد‬ ‫وهناك بعض النماذج للمدرسة الكالسيكية‬ ‫وكذلك الميكن نس���يان األتراك واملصريني‬ ‫ول���دي كذلك صور لبعض أعمال أس���اطني‬ ‫ف���ن اخل���ط العرب���ي كذلك فق���د حتصلت‬ ‫علي املركز األول مبدرس���ة حممد إبراهيم‬ ‫للخط العربي باإلس���كندرية وقد شاركت‬ ‫يف العديد من املعارض منها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬مع���رض الصريفي���ة للش���باب اللي�ب�ي‬ ‫‪2009‬م‬

‫‪ .2‬املهرج���ان الراب���ع حلفظ الق���ران الكريم‬ ‫واإلنشاد واخلط العربي ‪2010‬م بنغازي‬ ‫‪ .3‬مهرج���ان الش���باب اللي�ب�ي مبصرات���ة‬ ‫‪2010‬م وحتصلت على الرتتيب األول‬ ‫‪ .4‬مس���ابقة جام���ع بالل بن رب���اح بالبيضاء‬ ‫وحصلت على الرتتيب األول‬ ‫الفن���ان حمم���د ف���رج جمي���د املزي�ن�ي ‪:‬بدأت‬ ‫عالقيت بالرسم منذ الطفولة ولكين اجتهت‬ ‫إىل النح���ت وتصمي���م األعم���ال اليدوية من‬ ‫حت���ف وغريه���ا وق���د ش���اركت يف مخس���ة‬ ‫مع���ارض وه���ي مع���رض مدرس���ة الزه���راء‬ ‫بدرن���ة ‪2011‬م ومع���رض ربي���ع اجلب���ل‬ ‫بالبيض���اء ‪2012‬م ومع���رض روضة الزهور‬ ‫‪2012‬م يبقى أن مس���تقبل الفن التش���كيلي‬ ‫يتوق���ف عل���ى الدع���م امل���ادي وورش عم���ل‬ ‫وأماك���ن خمصصة للعرض رغ���م أن ليبيا‬ ‫لديها الكثري من املبدعني‬

‫((العمق باكورة أعمال فرقة درنة املسرحية ))‬ ‫برعاي���ة وزارة الثقاف���ة‬ ‫واجملتم���ع املدن���ي مكت���ب‬ ‫درن���ة تق���دم فرق���ة درن���ة‬ ‫املس���رحية باكورة أعماهلا‬ ‫مس���رحية ((العمق )) وهي‬ ‫من تأليف الكات���ب الراحل‬ ‫عب���د العظي���م ش���لوف‬ ‫ومن إع���داد وس���ينوغرافيا‬ ‫وإخ���راج ط���ارق س���رقيوة‬ ‫ومتثي���ل ف���رج املاج���ري‬ ‫وفوزي املباركي ومحد ي‬ ‫التاوسكي ومفتاح العبيدي‬ ‫ومحدي املس���ماري وطارق‬ ‫س���رقيوة وحمم���د منصف‬ ‫وإدارة مس���رحية عل���ي‬ ‫احلاس���ي وانطل���ق العرض‬ ‫على خشبة املسرح الوطين‬ ‫درنة وتستمر عروض هذا‬ ‫العمل خالل ش���هر رمضان‬ ‫املبارك‬

‫األزهر حيسم اجلدل‪ :‬احلجاب عادة وليس فريضة اسالمية‬ ‫القاه���رة‪ -‬من���ح األزه���ر ش���هادة الدكت���وراه‬ ‫للش���يخ مصطفى حممد راش���د يف الش���ريعة‬ ‫والقان���ون بتقدير ممتاز ع���ن اطروحته اليت‬ ‫تن���اول فيه���ا احلجاب م���ن الناحي���ة الفقهية‬ ‫مؤكداً أنه ليس فريضة اسالمية‪.‬‬ ‫واش���ار الشيخ يف رسالته اىل ان "تفسري اآليات‬ ‫مبع���زل ع���ن ظروفه���ا التارخيي���ة واس���باب‬ ‫نزوهل���ا" ادى اىل االلتب���اس وش���يوع مفه���وم‬ ‫خاطئ حول حجاب املرأة يف االسالم "املقصود‬ ‫ب���ه غطاء ال���رأس الذي مل يُذك���ره لفظه يف‬

‫القرآن الكريم على االطالق"‪.‬‬ ‫واعت�ب�ر الش���يخ راش���د ان بع���ض املفس���رين‬ ‫رفض���وا إعم���ال العق���ل واقتبس���وا النصوص‬ ‫الديني���ة يف غ�ي�ر موقعه���ا‪ ،‬وان كل واحد من‬ ‫هؤالء فس���رها اما على هواه بعيدا من مغزاها‬ ‫احلقيقي‪ ،‬واما لنقص يف "القدرات التحليلية‬ ‫لديهم ناتج عن آفة نفس���ية"‪ .‬الس���بب يف ذلك‬ ‫يع���ود اىل تعطي���ل االجته���اد رغ���م ان اجملتهد‬ ‫ينال حسنة من اهلل حتى وإن اخطأ‪.‬‬ ‫وي���رى اصحاب هذا الرأي ان الس���بب يف ذلك‬

‫يكمن يف قاعدة "النقل قبل العقل" املعتمدة يف‬ ‫البحث االسالمي‪.‬‬ ‫وينطل���ق معارض���و فرضي���ة احلج���اب يف‬ ‫االس�ل�ام من تفس�ي�ر غري صحي���ح من وجهة‬ ‫نظره���م لآلية "‪ "53‬من س���ورة االحزاب اليت‬ ‫ج���اء فيها "واذا س���ألتموهن متاعاً فاس���ألوهن‬ ‫من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن‬ ‫وم���ا كان لك���م ان ت���ؤذوا رس���ول اهلل وال ان‬ ‫تنكح���وا ازواج���ه من بعده اب���دا ان ذلكم كان‬ ‫عن���د اهلل عظيم���ا"‪ ،‬اذ يرى ه���ؤالء انها ختص‬

‫امه���ات املؤمنني فقط وض���رورة وضع حاجز‬ ‫بينهن وبني صحابة الرسول‪.‬‬ ‫وجاء ايضا يف اآلية "‪ "59‬من الس���ورة ذاتها "يا‬ ‫أيها النيب قل ألزواجك وبناتك ونساء املؤمنني‬ ‫ّ‬ ‫عليه���ن م���ن جالبيبهن ذل���ك ادنى ان‬ ‫يُدن�ي�ن‬ ‫يعرفن فال يؤذي���ن وكان اهلل غفورا رحيما"‪،‬‬ ‫واليت نزلت حبس���ب قوهل���م لتحض احلرائر‬ ‫على وض���ع ما يس�ت�ر وجوههن ك���ي ال يكن‬ ‫عرض���ة لرجال يس�ت�رقون النظر اليهن كما‬ ‫يفعلون مع اجلواري‪.‬‬


‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫‪07‬‬

‫الزاوية تنتخب جملسها احمللي‬ ‫يف ‪ 17‬يولي���و ‪ 2012‬أول انتخ���اب تجُ ري���ه‬ ‫مدينة الزاوية جمللسها احمللي بعد ان شكلت‬ ‫جملس���اً حملي���اً توافقي���اً أثناء ث���ورة فرباير‬ ‫والذي مت تش���كيله يف تونس ‪ ،‬واس���تمر بعد‬ ‫التحرير ‪،‬ومارس دوره يف املدينة ‪ ،‬علما بأنه‬ ‫قد تزام���ن انتخاب اجمللس احملل���ي للزاوية‬ ‫م���ع انتخاب اجملل���س احمللي درن���ة ‪ ،‬كيف‬ ‫كانت أج���واء االقرتاع ‪ ،‬و ما هي اآلمال اليت‬ ‫يعقده���ا اهال���ي الزاوي���ة على ه���ذا اجمللس‬ ‫املنتخ���ب ‪ ،‬أراء الن���اس يف الزاوي���ة كان���ت‬ ‫معظمه���ا يش���وبها القل���ق من اآلت���ي وعدم‬ ‫االرتي���اح ألعض���اء اجملل���س احملل���ي احلالي‬ ‫فكانت األراء كاآلتي ‪:‬‬ ‫الطاهر قباصه – ناشط سياسي‬ ‫بالنس���بة لألنتخاب���ات كانت دون املس���توي‬ ‫من ناحية األقبال ‪ ..‬اما من ناحية املرتشحني‬ ‫م���ع اني ال اع���رف منهم الكث�ي�ر ولكن كما‬ ‫مسعت حيت هم دون املس���توي (والكل خاش‬ ‫ي�ب�ي ممك���ن حيصل فت���ات )بعض م���ا ترك‬ ‫اجملل���س األول�ي�ن ‪،‬طبع���آ امنية كل انس���ان‬ ‫حي���ب ليبي���ا والزاوي���ة ان يكون���وا وطني�ي�ن‬ ‫وغيورين علي الزاوية من ناحية الس���يطرة‬ ‫عل���ي األمن ‪ ..‬واإلهتمام بالش���باب ‪..‬و تفعيل‬

‫يف الف�ت�رة الس���ابقة ‪ ..‬دع���م كل اجلمعيات‬ ‫الفاعل���ة وتقويته���ا ومس���اعدتها ‪ ..‬والكث�ي�ر‬ ‫الكث�ي�ر ال���ذي ال خيتلف عليه اثن���ان والذي‬ ‫يصب يف مصلحة ليبيا والزاوية ‪..‬‬ ‫الصادق الشرع – ناخب‬ ‫•كان���ت اج���واء االنتخابات مجيل���ه و لكن‬ ‫االقب���ال كان ضعيف���اً ‪ 38000‬مق�ت�رع من‬ ‫اص���ل ‪ ، 60000‬و اهلل ع���دة اس���باب م���ن‬ ‫اهمه���م ق���رب ي���وم االنتخاب م���ن انتخابات‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي ‪ ،‬التح���دي كب�ي�ر و‬ ‫صالحي���ات اجمللس غري واضح���ة ‪ ،‬ال يوجد‬ ‫قانون واضح ينظم عمل اجملالس احمللية يف‬ ‫ليبيا‪،‬و الرتكة من اجمللس احمللي الس���ابق‬ ‫كبرية ج���دا ‪،‬كما هو املع���روف اجمللس يف‬ ‫البداية كان يف تونس و بعد ذلك انتقل اىل‬ ‫داخل الزاوية و الشغل كان كله غري مقنن‬ ‫و فيه كثري من التجاوز ات‬ ‫عبد العظيم البشيت – ناشط سياسي‬ ‫حس‬ ‫كان���ت أج���واء االنتخابات تعب�ي�ر عن ّ‬ ‫وط�ن�ي ومس���ؤول عرب عن���ه زخ���م احلضور‬ ‫ال���ذي فاج���أ اجلمي���ع وف���اق كل التو ّقعات‬ ‫برغب���ة اجلمي���ع يف ممارس���ة ه���ذا احل���ق‬ ‫والواج���ب االنتخاب���ي ‪ ،‬وامللف���ت للنظ���ر هو‬

‫وتق���دّم احللويات واملياه الباردة ‪ ،‬كما كان‬ ‫مي���دان الزاوي���ة يف ذلك الي���وم يعكس حالة‬ ‫من البهجة عكست نفسها مبمارسة طقس‬ ‫جديد متثل يف دلق املياه على املارة بينما هم‬ ‫مس���تمتعون بذلك ومل يبدوا أي استياء رغم‬ ‫بلل مالبس���هم وسياراتهم ‪ ،‬يش���عر املرء بأن‬

‫عبد العظيم البشيت‬

‫الطاهر قباصه‬

‫الصادق الشرع‬

‫النوادي واملناش���ط الثقافية ‪ ..‬واهم من كل‬ ‫هذا حماس���بة كل من أفس���د أو جت���اوز أو‬ ‫س���رق يف اجملل���س الس���ابق ‪ ،‬تنظي���م صرف‬ ‫امليزاني���ة يف مس���ارها الصحي���ح ‪ ..‬حماول���ة‬ ‫حتييد بعض املتسلقني (اللي ركبو املوجة)‬

‫حضور النساء الذي تقرتب نسبته باعتقادي‬ ‫من اخلمس�ي�ن باملائه تقريب���ا ‪ ،‬كما أن هذا‬ ‫احل���ق والواج���ب االنتخابي متت ممارس���ته‬ ‫يف أجواء فرح وس���عادة عل���ت وجوه اجلميع‬ ‫ع�ب�رت ع���ن فرح الن���اس بأنه���م اآلن فقط‬ ‫‪ّ ،‬‬

‫شعبا أدرك أنه على أعتاب حياة دميقراطية‬ ‫حتقق هلم احلرية والكرامة ‪.‬‬ ‫شادي قباصة – ناخب‬ ‫ي���وم انتخ���اب جمل���س حمل���ي الزاوي���ة‬ ‫كان ي���وم اك�ت�ر من ع���ادي اخ���دت قراري‬

‫أصبحوا أس���ياد مصائرهم ‪ ،‬وه���م من يقرر‬ ‫مس���تقبل بالدهم ‪ ،‬فكان الفرح يعلو الوجوه‬

‫ميادين ‪ -‬الزاوية ‪ -‬سلوى حممد العالقي‬

‫كم���ا يؤكد من يتبنى هذا الفكر ان اآلية رقم "‪ "31‬من س���ورة‬ ‫النور "وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن وحيفظن فروجهن‬ ‫وال يبدي���ن زينته���ن اال ما ظهر منها وليضرب���ن خبمرهن على‬ ‫جيوبهن وال يبدين زينتهن اال لبعوهلن او آبائهن او آباء بعولتهن‬ ‫أو ابنائه���ن أو ابناء بعولته���ن أو اخوانهن او ب�ن�ي اخوانهن او بين‬ ‫اخواتهن او نس���ائهن او م���ا ملكت اميانه���ن او التابعني غري أولي‬ ‫االرب���ة من الرج���ال او الطف���ل الذي���ن مل يظهروا عل���ى عورات‬ ‫النساء وال يضربن بأرجلهن ليعلم ما خيفني من زينتهن وتوبوا‬ ‫اىل اهلل مجيع���ا ايه���ا املؤمنون لعلك���م تفلحون"‪ ،‬نزلت لالش���ارة‬ ‫بس�ت�ر النحر‪ ،‬اي اعلى الصدر والعنق‪ ،‬بسبب انتشار حالة سادت‬ ‫عند نساء العرب ال يسمح بها االسالم‪.‬‬ ‫وي���رى مهتمون ان االزهر قطع الش���ك باليق�ي�ن‪ ،‬وانهى النقاش‬ ‫الدائ���ر ح���ول احلج���اب وم���ا اذا كان "ع���ادة ام عب���ادة" ليصرح‬ ‫وبشكل قاطع ان الدين االسالمي مل يفرضه‪.‬‬

‫يف التصوي���ت للش���خص الل���ي ن�ب�ي نعطيه‬ ‫صوتي عندما كنت خارج من البيت ذهبت‬ ‫وصوت���ت مل يك���ن هن���اك ازدح���ام اب���دا ويف‬ ‫احلقيقة مل يكن هذا املوضوع مهم بالنس���بة‬ ‫وبالنس���بة الغلبية الزاوي�ي�ن ‪،‬اعتقد وهناك‬ ‫م���ن كان يقول انها انتخاب���ات مزيفة لكن‬ ‫أنا ال يوجد ل���دي معلومات عن هذا املوضوع‬ ‫‪ ، ...‬واحلقيق���ة اني مل اعق���د اآلمال الكبرية‬ ‫على هذا اجمللس ‪ ،‬ولس���ت متوقع منهم خري‬ ‫‪ ،‬وأنا اش���كك يف مصداقية هذه االنتخابات ‪،‬‬ ‫والش���يء اآلخر الذي أود قوله هو أن مرحلة‬ ‫كهذه مرحلة البلد حتتاج فيها مؤسس���ات‬ ‫كبرية حمتاجة تغ�ي�رات كبرية حمتاجة‬ ‫ميزاني���ات ان���ي انق���ول كل���ه عل���ى املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي ‪ ،.‬فاألم���ل كل���ه يف املؤمتر الوطين‬ ‫العام ‪.‬‬ ‫أمرية الشرع – ناخبة‬ ‫نس���بة اقبال الناس حس���ب م���ا رأيت كانت‬ ‫اقل من االنتخاب���ات يف املؤمتر الوطين العام‬ ‫‪ ،‬أرج���و منهم حتقيق الكت�ي�ر ملدينة الزاوية‬ ‫‪ ،‬فاجملل���س احمللي الس���ابق الغري منتخب مل‬ ‫يقدم شيء للزاوية ومل يكن لديه أي هدف ‪،‬‬ ‫أمتنى على من جيلس اليوم يف أي كرسي‬ ‫أو يتول���ي أي منصب يف اجملل���س احمللي أي‬ ‫يهت���م به���ذه املدينة عل���ى كاف���ة األصعدة‬ ‫‪ ، ،‬فمث�ل�ا من الفس���اد ال���ذي كنا ن���راه من‬ ‫اجمللس السابق االموال اليت كانت تصرف‬ ‫هلم م���ن اجمللس االنتقال���ي واليت مفروض‬ ‫ان تصرف علي مدينة الزاوية مل نر منها اي‬ ‫ش���ي ‪ ,‬يف فرتة اجلرحي مل نر دور للمجلس‬ ‫احملل���ي ‪ ,‬نتمن���وا عل���ي أعض���اء اجملل���س‬ ‫املنتخبني ان يكونو اكرت مس���ؤولية واكرت‬ ‫جدية يف العمل ويش���تغلو بدون جهوية وال‬ ‫قبلية خلدمة الزاوية الن الزاوية حمتاجة‬ ‫الكت�ي�ر م���ن اجلمب���ع ‪ ،‬متين انه���م يكونو قد‬ ‫املس���ؤولية ‪ ,‬وصراحة العدي���د من الناس مل‬ ‫يصوتوا الي احد الن انتخاب اجمللس احمللي‬ ‫حتى بعد املؤمتر العام والناس مل تس���توعب‬ ‫الوضع وحيت املرش���حني انفس���هم مل يعطو‬ ‫‪ ،‬فرص���ه لك���ي تعرفه���م أكثر لك���ن نتمنوا‬ ‫اخلري للزاوية وليبيا‪.‬‬ ‫عم���ران مرغ���م – مراقب���ة االنتخاب���ات يف‬ ‫الزاوية ‪.‬‬ ‫كان���ت االج���واء االنتخابات فرح���ة عارمة‬ ‫الهالي مدين���ة الزاوية وكانت االحتفاالت‬ ‫يف ش���وارعها وميادينه���ا النه���ا اللحظة اليت‬ ‫لطامل���ا حل���م به���ا اه���ل املدين���ة الن اجمللس‬ ‫االول اليعرب عن اهلها واالن اصبح للمدينة‬ ‫ال���راي احل���ر باختي���ار ابنائه���م وممتليهم‪،‬‬ ‫س���ارت بطريقة صحيحة وناجحة وس���ط‬ ‫اج���واء هادئة وممتعة وس���ط التكبري هلل عز‬ ‫وجل‪،‬ورغ���م ان الدعاي���ة االنتخابية مل تكن‬ ‫كافية ولكن اهالي املدينة قاموا بتس���جيل‬ ‫اش���رطة تق���ول ‪(:‬اذه���ب وس���جل وانتخ���ب‬ ‫جملس���ك احملل���ي) فه���ذا احد اس���باب جناح‬ ‫انتخاب���ات الزاوية ‪،‬املرجو من اجمللس هو ان‬ ‫يقف مع اهل الزاوية يداً بيد الجل النهوض‬ ‫باملدينة وحتقيق متطلباتها واحتياجاتها ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫درنة تودع احد أعالمها أمحد الغزواني‬ ‫ودع���ت مدين���ة درن���ة األس���بوع املاض���ي احد‬ ‫أعالمها األس���تاذ امحد مفت���اح الغزواني عن‬ ‫عم���ر ناهز الواحد والتس���عني عام���ا وهو من‬ ‫رج���ال التعلي���م يف ليبي���ا ومن الناش���طني يف‬ ‫حق���ل الثقاف���ة واح���د املهتمني بالش���أن العام‬ ‫وقضاي���ا اجملتم���ع املدن���ي ولد األس���تاذ امحد‬ ‫مفت���اح الغزوان���ى مبدين���ة درن���ة ي���وم ‪/27‬‬ ‫‪ /4‬س���نة ‪1921‬م التحق كغ�ي�ره من جيل‬ ‫ذل���ك الوق���ت بالكتاتي���ب حلف���ظ الق���ران ثم‬ ‫باملدرس���ة االبتدائي���ة االيطالي���ة العربي���ة‬ ‫حتى س���نة ‪1935‬م فنال الش���هادة االبتدائية‬ ‫عربي ايطال���ي لينتقل بعدها ملدينة البيضاء‬ ‫وبها عمل موظفا مبكت���ب اهليأة االجتماعية‬ ‫للرعاي���ة الوطني���ة ‪ ،‬ويس���مى بااليطال���ي (‬ ‫بارت���و نات���و ناس���ينو اىل برس���ينواىل ) وتعلم‬ ‫اللغت�ي�ن االجنليزية وااليطالي���ة وعني إبان‬ ‫عه���د اإلدارة الربيطانية مدرس���ا خالل العام‬ ‫‪1944‬م مبدرسة طلميثه وفى عام ‪1955‬م‬ ‫مت إيفاده للدراس���ة بربيطانيا لدراس���ة اللغة‬ ‫االجنليزي���ة والتاري���خ القدي���م ‪ ،‬ورج���ع مع‬ ‫منتصف عام ‪1956‬م اس���تدعى لتوكل إليه‬ ‫إدارة معه���د العويليه الزراع���ي وبعدها عمل‬ ‫مفتش���ا للتاريخ واجلغرافيا مب���دارس والية‬

‫برقه من العقيلة حتى أمس���اعد ‪ ،‬وفى س���نة‬ ‫‪1959‬م عني مديرا للشؤون االداريه واملالية‬ ‫للتعلي���م مبحافظ���ة درنه ‪ ،‬س���افر إب���ان تلك‬ ‫الفرتة لبريوت بلبنان لدراسة طريقة تعليم‬ ‫اللغات االجنبيه ‪ ،‬وتلقى حماضرات من املؤرخ‬ ‫الش���هري ( نيقوال زي���اده ) وزار مدينة القدس‬ ‫عام ‪1965‬م وألف كتاب عن القدس بعنوان‬ ‫( عروب���ة الق���دس ) طبعت���ه مؤخ���را جامعة‬ ‫درنه ‪ ،‬يف ع���ام ‪1966‬م انتخب رئيس���ا لنادي‬ ‫احت���اد درنه وعق���ب انق�ل�اب س���بتمرب اختار‬ ‫التقاعد مبكرا وذلك سنة ‪ 1971‬وتفرغ منذ‬ ‫ذل���ك الوق���ت إلي العم���ل التطوع���ي والبحث‬ ‫والتأليف وفى س���نة ‪1998‬م انتخب رئيس���اً‬ ‫جلمعية اهلالل األمحر اللييب وهو واحد من‬ ‫مؤسس���ي اهلالل األمحر اللييب ليؤس���س من‬ ‫خالله ش���بيبة اهلالل األمحر ‪ ،‬وهو مستش���ار‬ ‫مجعية اهليلع للدراس���ات امليدانية وكان قد‬ ‫من���ح عضوية اجلمعية الوطني���ة اجلغرافية‬ ‫ومقرها واش���نطن ‪ ،‬وعض���وا جبمعية محاية‬ ‫درن���ه القدمي���ة ‪ ،‬منس���ق ع���ام اللجن���ة العليا‬ ‫لرعاي���ة الطفول���ة ‪1995‬م ‪ ،‬ورئيس فخري‬ ‫جلمعي���ة محاي���ة البيئ���ة ‪ ،‬وتنس���يق املدينة ‪،‬‬ ‫ش���ارك م���ع امل���ؤرخ ( ب���ار ) يف كتاب���ة تاريخ‬

‫احلملة االمريكي���ه اليت قام‬ ‫بها ايتون على درنه ‪.‬‬ ‫عاص���ر مراح���ل والدة‬ ‫دول���ة ليبي���ا احلديث���ة من���ذ‬ ‫نهاي���ة االحت�ل�ال االيطال���ي‬ ‫م���روراً ب���اإلدارة الربيطانية‬ ‫وفرح���ة إعالن االس���تقالل‬ ‫ومفاج���أة انق�ل�اب س���بتمرب‬ ‫وص���و ً‬ ‫ال لث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر‬ ‫ال�ت�ي ق���ال عنها(( أي ش���عب‬ ‫لديه ش���باب يتعلم���ون داخل‬ ‫الب�ل�اد وخارجه���ا الميكنهم‬ ‫أن يقبل���وا بالظلم فالش���باب‬ ‫هم ركيزة اجملتمع ومادام‬ ‫هناك شباب يتابع ويتحرك‬ ‫وحيلم خاصة أمام وس���ائل‬ ‫االتصال احلديثة أصبح من‬ ‫الض���روري أن حت���دث ه���ذه‬ ‫الركيزة ثورة))‪.‬‬ ‫رح���م اهلل األس���تاذ امح���د‬ ‫الغزوان���ي واس���كنه فس���يح‬ ‫جناته‬

‫القضاء املالي املغاربي يلتقي يف تونس‬ ‫أقيم���ت أالي���ام املاضي���ة يف مدين���ة طربق���ة‬ ‫التونس���ية ن���دوة قانوني���ة نظمته���ا كل‬ ‫م���ن دائرة احملاس���بات بوزارة املالي���ة بتونس‬ ‫ومجعية القضاة التونس���يني بعنوان ((دوائر‬ ‫احملاس���بات املغاربية ب�ي�ن الواق���ع والقانون))‬ ‫وقد حضر الندوة ستون مشاركا ومشاركة‬ ‫من قضاة بلدان املغرب العربي اخلمسة حيث‬ ‫تركزت الندوة على ثالثة حماور رئيس���ية‬ ‫أوهلا دائرة احملاس���بات ورقابته���ا على املالية‬ ‫العام���ة وإجراءاتها والتط���ور الدولي يف عمل‬ ‫احملاس���بات بينم���ا تناول احمل���ور الثاني دوائر‬ ‫احملاس���بات املغاربي���ة والواق���ع السياس���ي من‬ ‫حي���ث إألس���تقاللية ودور القض���اء وكيفية‬ ‫تطويره ‪.‬‬ ‫وتن���اول احمل���ور الثال���ث ورش���ات دراس���ية‬ ‫ح���ول موقع احملاس���بات يف الدس���تور اجلديد‬ ‫وتصورات حول القضاء املالي ‪.‬‬ ‫وكان���ت مش���اركة اجلان���ب اللي�ب�ي‬ ‫ممثل���ة يف املنظم���ة الليبي���ة للقض���اة وه���ي‬ ‫مؤسس���ة جمتم���ع مدن���ي مس���تقلة تضم يف‬ ‫عضويتها أكثر من مأتني ومخس�ي�ن قاضياً‬ ‫وعضونيابة وقد حض���ر بالنيابة عن منظمة‬ ‫القض���اة أألس���تاذة أن���س حمم���ود برط���وع‬ ‫قاض���ي مبحكمة مش���ال بنغ���ازي أالبتدائية‬ ‫وعض���و اهليئ���ة أإلداري���ة باملنظم���ة الليبي���ة‬ ‫للقضاة حي���ث قدمت ورقة عم���ل بينت فيها‬ ‫الواقع الفعلي لدائرة احملاسبة املالية يف ليبيا‬ ‫أو مايس���مى بدي���وان احملاس���بة الذي أنش���ىء‬ ‫بقرار اجملل���س الوطين أالنتقال���ي رقم ‪119‬‬ ‫لسنة ‪2011‬م‬ ‫و ال���ذي ن���ص يف املادة األوىل منه على إنش���اء‬ ‫دي���وان للمحاس���بة ومهمت���ه رقاب���ة ص���رف‬

‫األموال العامة و نص القرار يف مادته الثالثة‬ ‫على إلغاء القانون رقم ‪ 2‬لس���نة ‪ 2007‬بشأن‬ ‫تنظيم التفتيش و الرقابة الشعبية و القانون‬ ‫رق���م ‪ 3‬لس���نة ‪ 2007‬بش���أن إنش���اء و تنظيم‬ ‫جه���از املراجع���ة املالي���ة و أع���اد القرار املش���ار‬ ‫إليه العم���ل بالقانون رقم ‪ 11‬لس���نة ‪1995‬‬ ‫بشان إنش���اء جهاز الرقابة اإلدارية و الئحته‬ ‫التنفيذي���ة و نص على دمج جه���از التفتيش‬ ‫والرقابة الشعبية مع جهاز املراجعة املالية يف‬ ‫كيان واحد هو ديوان احملاس���بة تكون مهمته‬ ‫الرقابة املالية و اإلدارية و الفنية على كافة‬ ‫اجله���ات اخلاضعة لرقابته للتأكد من مدى‬ ‫حتقيقه���ا ألهدافها و أدائه���ا لواجباتها إال أنه‬

‫يع���اب عل���ى ق���رار الدم���ج التس���رع و إنعدام‬ ‫اإلع���داد اجلي���د و التخطيط امل���دروس وفقا‬ ‫لرؤي���ة ش���املة لتأس���يس الدي���وان و كم���ا‬ ‫س���لطت الباحث���ة الضوء علي رقاب���ة القضاء‬ ‫على أعمال اإلدارة من خالل احملاكم املدنية‬ ‫و القض���اء اإلداري و ال�ت�ي هل���ا صالحية إلغاء‬ ‫القرار اإلداري أو وقف تنفيذه و احلكم بإلزام‬ ‫اإلدارة بالتعوي���ض أو ال���رد وكم���ا أن ه���ذه‬ ‫الرقاب���ة تقتصر على حبث مدى مش���روعية‬ ‫الق���رار أو العم���ل اإلداري و احلك���م بالغائ���ه‬ ‫يف ح���ال عدم مش���روعيته فال حم���ل لتعديل‬ ‫الق���رار أو اس���تبداله أو إل���زام اإلدارة بإج���راء‬ ‫عم���ل مع�ي�ن أو حب���ث م���دى مالءم���ة القرار‬

‫املطعون فيه من حيث موضوعه و ال من حيث‬ ‫وقت صدوره كما أنها رقابة الحقة لصدور‬ ‫القرار االداري او اجراء التصرف ‪.‬‬ ‫وق���د إس���تعرض املش���اركون يف أحباثه���م‬ ‫وضع احملاسبات يف بلدانهم وبيان مدى‬ ‫جناع���ة الرقاب���ة وفاعليته���ا كم���ا حض���ر‬ ‫ممث���ل لدائ���رة احملاس���بات األوربي���ة والذي‬ ‫إس���تعرض النموذج األورب���ي يف جمال رقابة‬ ‫األجهزة العليا على األم���وال العمومية كما‬ ‫متت مناقش���ة الس���بل الكفيلة بإح���داث جهاز‬ ‫رقاب���ي موح���د عل���ى أم���وال مؤسس���ات دول‬ ‫املغ���رب العرب���ي وتب���ادل اآلراء والتص���ورات‬ ‫ح���ول تنظيم ه���ذه املؤسس���ة ويف اختتام هذه‬ ‫الن���دوة وق���ع اإلع�ل�ان عل���ى إح���داث مجعية‬ ‫تضم قضاة ماليني من بل���دان املغرب العربي‬ ‫س���يتولون التعمق يف االقرتاحات اليت صدرت‬ ‫عن هذه الو رشة إلحداث هيكل أعلى مغاربي‬ ‫للرقاب���ة املالية كم���ا مت أيض���ا احلديث عن‬ ‫وض���ع القضاء املال���ي يف الدس���تور وقد مثلت‬ ‫املنظمة الليبية للقضاة يف هذه اهليئة املزمع‬ ‫تأسيسها االستاذة أنس برطوع ‪.‬‬ ‫وقد صرح القاضي أالس���تاذ مروان الطشاني‬ ‫رئيس املنظمة الليبية للقضاة أن املش���اركة‬ ‫يف مث���ل ه���ذه الن���دوات وورش العم���ل مه���م‬ ‫ج���دا وفعال لتأهيل القض���اة الليبني وتطوير‬ ‫أدائه���م ولإلط�ل�اع على جت���ارب دول اجلوار‬ ‫وتش���ريعاتهم احلديثة أالمر الذي ينتج عنه‬ ‫تقدي���م املقرتحات القانوني���ة الكفيلة بالرقي‬ ‫بالتش���ريعات احمللي���ة ومواكب���ة التط���ور‬ ‫الدولي يف التشريع القضائي ‪.‬‬ ‫بنغازي ‪2012.7.27‬‬


‫‪09‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫جزء من تقرير االمم املتحدة حول ليبيا‬ ‫احاطة السيد ايان مارتن أمام جملس األمن‬ ‫يف ‪ 18‬متوز‪/‬يوليو ‪2102‬‬ ‫السيد الرئيس‪،‬‬ ‫عندم���ا قدم���ت للمجل���س إحاط���ة إعالمية‬ ‫للم���رة األوىل بع���د إع�ل�ان حتري���ر ليبيا يف‬ ‫تش���رين األول‪/‬أكتوب���ر املاض���ي‪ ،‬قل���ت إن‬ ‫ش���عبها قد يس���عى إىل تل ّقي الدروس منا عن‬ ‫تفاصيل الدميقراطية‪ ،‬إمنا بإمكانه أن يقدم‬ ‫دروس���ا تتعلق بروحها‪ .‬يف ‪ 7‬متوز‪/‬يوليه‪ ،‬مت‬ ‫إظهار تلك الروح بطريقة كان‬ ‫هلا تأث�ي�ر عميق يف نفوس مجي���ع املراقبني‪.‬‬ ‫فالرج���ال والنس���اء والصغ���ار والكب���ار م���ن‬ ‫الليبيني‪،‬وقف���وا يف طوابري االنتظ���ار لإلدالء‬ ‫بأصواته���م ومن ثم كش���فوا ع���ن أصابعهم‬ ‫ال�ت�ي يعلوه���ا احلربباعت���زاز وفخ���ر كونهم‬ ‫ً‬ ‫طوي�ل�ا م���ن احلري���ات‬ ‫الش���عب ال���ذي ح���رم‬ ‫الدميقراطي���ة‪ ،‬والعدي���د م���ن أس���ره عان���ى‬ ‫وضحى بأحباء له يف سبيل احلق الذي متكن‬ ‫من ممارسته يف نهاية املطاف‪ .‬وحيثما‬ ‫ه���دد العن���ف االنتخاب���ات‪ ،‬وق���ف الناخب���ون‬ ‫أنفسهم بعزم وشجاعة ملقاومته بنجاح‪.‬‬ ‫انطالق���ا من ندرة اخلربة االنتخابية الكاملة‬ ‫واجل���دول الزم�ن�ي الكث�ي�ر التطل���ب‪ ،‬كان‬ ‫تنظي���م االنتخابات إجنازا رائعا‪ .‬فقد ش���ارك‬ ‫فيه���ا م���ا جمموع���ه ‪ 1052‬م���ن املرش���حني‪،‬‬ ‫مب���ن فيه���م ‪48‬ام���رأة‪ ،‬كأف���راد يف س���باق‬ ‫األغلبي���ة‪ ،‬بينما تناف���س ‪ 2157‬مرش���حيناً‪،‬‬ ‫مبينهم ‪ 080‬امرأة‪ ،‬يف س���باقالتمثيل النسيب‬ ‫عل���ى قوائم الكيانات السياس���ية‪ .‬ولقد مضت‬ ‫احلمل���ة االنتخابي���ة بسالس���ة‪ ،‬م���ع ع���دم‬ ‫حصول مشاكل بني املرشحني أو أنصارهم‪،‬‬ ‫وكان���ت الش���كاوى املتعلقة بس���وء الس���لوك‬ ‫قليلة‪،‬وس���ارت االنتخاب���ات بروح من حس���ن‬ ‫النية يف ما بني الكيانات السياس���ية‪ ،‬والتقيد‬ ‫مبدون���ة طوعي���ة لقواع���د الس���لوك ال�ت�ي‬

‫س���اعدت بعثة األمم املتح���دة للدعم يف ليبيا ‪Public Information and Com-‬‬ ‫‪ munication Office‬مكت���ب اإلع�ل�ام‬ ‫على تيسريها‪.‬‬ ‫بيد أن الفرتة املفضية إىل االنتخابات شابتها واالتصال‬ ‫ح���وادث عنيف���ة‪ ،‬ترك���ز معظمها يف ش���رق ‪For more information, please‬‬

‫البلد‪ ،‬كما مت طرح عدد من املظامل أساس���ها‬ ‫توزي���ع املقاعد كم�ب�رر للس���عي إىل عرقلة‬ ‫االنتخابات‪ .‬ومشلت – ‪-‬‬ ‫اجله���ود املبذول���ة لتخري���ب التحض�ي�رات‬ ‫االنتخابي���ة حريقا أتى على بطاقات االقرتاع‬ ‫ل ‪ 84‬م���ن مراك���ز االق�ت�راع قب���ل يوم�ي�ن‬ ‫م���ن موعد االنتخاب���ات‪ ،‬وعش���ية االنتخابات‬ ‫أطلقت النار على مروحيةكانت تنقل مواد‬ ‫انتخابي���ة‪ ،‬مما أس���فر ع���ن مصرع مس���ؤول‬ ‫انتخاب���ي واحد‪ .‬وواجه���ت امل���واد التيكانت يف‬ ‫طريقه���ا إىل مراك���ز االق�ت�راع حواجز على‬ ‫الطرق‪2 .‬‬ ‫‪United Nations Support Mis‬‬‫‪)sion in Libya (UNSMIL‬‬ ‫بعثة األمم املتحدة للدعم يف ليبيا‬

‫‪contact‬‬ ‫‪Spokesperson/UN‬‬‫‪SMIL, Ms. Radhia Achouri,‬‬ ‫‪achouri@un.org or +(218) 92‬‬ ‫‪ 307 0209 achouri@un.org‬ملزي���د‬ ‫م���ن املعلوم���ات الرج���اء االتص���ال باملتحدثة‬ ‫باس���م بعثة األم���م املتح���دة للدع���م يف ليبيا‬ ‫السيدة راضية عاشوري لكن وقفت املفوضية‬ ‫الوطني���ة العلي���ا لالنتخاب���ات وموظفوه���ا‬ ‫املتفان���ون يف مواجه���ة مثل ه���ذه التحديات‪.‬‬ ‫فبطاق���ات االق�ت�راع مت طبعه���ا م���ن جديد يف‬ ‫اليوم نفسه يف إطار عقد األمم املتحدةونقلت‬ ‫جوا من دبي‪ .‬ومراكز االقرتاع اليت مل تتمكن‬ ‫من فتح أبوابها يف الوقت احملدد ظلتمفتوحة‬ ‫إىل وق���ت متأخ���ر أو فتحت أبوابه���ا يف اليوم‬ ‫التال���ي‪ .‬واهلجمات على مراك���ز االقرتاع يف‬

‫يوم االنتخابات ال س���يما يف بنغازي فشلت يف‬ ‫وقف عملية االنتخاب‪ .‬وإصرار الليبيني على‬ ‫ممارس���ة حقه���م يف التصويت ال���ذي حصلوا‬ ‫علي���ه بش���ق األنفس س���اعد يف التغل���ب على‬ ‫مجيعاحملاوالت الرامية إىل حرمانهم منه‪.‬‬ ‫وكان هناك سبب للخوف من أن الصراعات‬ ‫احمللية اليت ذكرته���ا يف إحاطيت اإلعالمية‬ ‫األخ�ي�رة ميك���ن أن تؤثر عل���ى االنتخابات يف‬ ‫األماك���ن املعني���ة‪ .‬والواق���ع أن ه���ذا اخلوف‬ ‫تع���زز بفع���ل عودةجدي���دة للقت���ال يف جبال‬ ‫نفوس���ه بني قبيل�ت�ي الزنتان واملشاش���ية‪ ،‬ويف‬ ‫الكف���رة‪ .‬ولك���ن مجي���ع احلاالتقد اس���تقرت‬ ‫مبا في���ه الكفاي���ة لالقرتاع ال���ذي جرى يف ‪7‬‬ ‫متوز‪/‬يوليو‪ ،‬باستثناء مركزين من مراكز‬ ‫االق�ت�راع يف الكفرة‪ .‬فهناك‪ ،‬تضافرت اجلهود‬ ‫ال�ت�ي ش���اركت فيه���ا بعث���ة األم���م املتح���دة‬ ‫ع���ن كث���ب وأدت إىل اتفاق بني قي���ادة التبو‬ ‫واملفوضي���ة الوطني���ة العلي���ا لالنتخاب���ات‬ ‫لتمك�ي�ن التصوي���ت يف ‪ 25‬و‪ 22‬متوز‪/‬يوليو‪.‬‬ ‫وكان ذلك دلي ً‬ ‫ال آخ���ر على التزام املفوضية‬ ‫بإج���راء انتخابات ش���املة‪ ،‬مما أدى إىل وضع‬ ‫تدابري خاص���ة للنازحني داخلي���ا من تاورغاء‬ ‫والطوارق وقبيلة املشاشية كي يتمكنوا‬ ‫م���ن التصويت‪.‬ويتع�ي�ن الثن���اء أيض���ا عل���ى‬ ‫املفوضي���ة واجملتم���ع املدن���ي لش���فافية‬ ‫االنتخاب���ات‪ .‬فق���د مت اعتم���اد م���ا يزيدعل���ى‬ ‫‪ 15555‬م���ن املراقب�ي�ن احمللي�ي�ن ووكالء‬ ‫األح���زاب‪ ،‬فض�ل�ا ع���ن ‪ 245‬مراقب���ا دولي���ا‪.‬‬ ‫والبيان���ات الصادرة ع���ن جمموعات املراقبني‬ ‫احمللي�ي�ن‪ ،‬فض�ل�ا ع���ن البيان���ات األولية من‬ ‫االحت���اد األفريقي‪،‬وجامعة ال���دول العربية‪،‬‬ ‫واالحتاد األوروبي‪ ،‬ومركز كارتر‪ ،‬كانت‬ ‫إجيابية عموما‪ ،‬مع توصيامتفيدة للعمليات‬ ‫االنتخابية يف املستقبل‪.‬‬

‫أوباري ‪ :‬مخسون عامًا من احلجب السياسي واالقصاء الشعيب‬ ‫متابعة ‪ :‬خدجية األنصاري‬ ‫يف ه���ذا اليوم التارخيي و بعد مرور مخس�ي�ن‬ ‫عام���اً م���ن احلج���ب السياس���ي واالقص���اء‬ ‫الش���عيب ‪ ،‬تش���هد مراكز اإلق�ت�راع يف مدينة‬ ‫أوب���اري إقباال ش���ديدا للناخبني يف الس���اعات‬ ‫األولي من هذا الي���وم و من خالل جتوالنا يف‬ ‫إحدي أو معظ���م املراك���ز اإلنتخابية ورغم‬ ‫الصعوب���ات ال�ت�ي واجهتنا فلم تش���فع بطاقة‬ ‫االذاع���ة وال بطاق���ة املرك���ز االعالم���ي يف‬ ‫التعامل معنا كإعالمي�ي�ن من أوباري نتابع‬ ‫ه���ذا الي���وم االس���تثناء حبيادي���ة كم���ا دخل‬ ‫أمامن���ا مراس���لني أجانب‪ ،‬وكنت ق���د تابعت‬ ‫على قناتن���ا الوطنية التلفزيونية متابعة من‬ ‫أوب���اري س���عدت به���ا ولك���ن كان يف االمكان‬ ‫مس���اواتنا باجلميع ‪،‬وكان أن التقينا ببعض‬ ‫الناخبني و املراقبني و املرشحني! ‪.‬‬ ‫ليلي فنايت ‪ :‬مراقب إعالمي‬ ‫أهن���ئ الش���عب اللييب به���ذا الع���رس الوطين‬ ‫و ألول م���رة يف التاري���خ حيق���ق هذا الش���عب‬ ‫إنتصارات���ه و يكم���ل مس�ي�رة ث���ورة الس���ابع‬

‫عش���ر من فرباير ‪.‬أنا أول م���ن أنتخب يف هذا‬ ‫املركز و أنا س���عيدة جدا ألني تس���ابقت علي‬ ‫أن أك���ون أول م���ن أدلي بصوت���ه يف مركز‬ ‫مدرس���ة الوح���دة العربي���ة ‪.‬و أن���ا كمراقبة‬ ‫يف ه���ذا املرك���ز أري إقباال كب�ي�را للناخبني‬ ‫الرجال علي عكس إقبال النس���اء فهو إلي حد‬ ‫م���ا ضعيف مقارن���ة بالرج���ال و خصوصا يف‬ ‫الس���اعات األولي من يوم اإلق�ت�راع ‪.‬أنا أعتقد‬ ‫أني أنتخبت املرشح املناسب مراعاة للوطنية‬ ‫و الكف���اءة و النزاهة فاطم���ة أبوبكر املربوك‬ ‫‪ :‬مدي���رة حمط���ة نس���اء مت إفتت���اح احملط���ة‬ ‫الس���اعة الس���ابعة و النص���ف صباح���ا و ب���دأ‬ ‫اإلقرتاع علي متام الس���اعة الثامنة و مت أيضا‬ ‫قف���ل الصناديق حبضور مراقب�ي�ن و وكالء‬ ‫و متت هذه العملية بش���كل س���ريع و ممتاز و‬ ‫بالنس���بة إلقبال الناخبني حلد اآلن احلمدهلل‬ ‫إقبال جيد و آمتين التوفيق للجميع بإذن اهلل‬ ‫* أن���ت كمدي���رة حملط���ة نس���اء كي���ف هو‬ ‫إقبال النساء علي مراكز اإلقرتاع ؟‬ ‫ إلي حد الس���اعة نري إقباال جيداً من النس���اء‬

‫و أيضا العملية اإلنتخابية منظمة جدا ‪.‬‬ ‫أنا انتخب���ت اليوممراعاة للمعايري الوطنية و‬ ‫أهم ش���ئ هو أال ختيب أم���ال الناخبني يف من‬ ‫وضع���وا الثقة و مت ترش���يحهم ألنن���ا عندما‬ ‫أنتخبن���ا أبتعدنا متاما عن القبلية و اجلهوية‬ ‫و احملس���وبية و عليه���م أيض���ا أن يراعوا كل‬ ‫هذه املعايري عند ترشحهم ‪.‬‬ ‫حممد أمحد وانتة ‪ :‬مراقب حملي‬ ‫مراقب حملي عن الدائرة الس���ابعة و احملطة‬ ‫رق���م أربع���ة بالنس���بة لتدفق الناخبني ش���به‬ ‫ممتاز يف هذا املركز و خصوصا يف الس���اعات‬ ‫األول���ي و حيت ال أنس���ي أريد أن أش���كر كل‬ ‫القائمني عل���ي تأمني العملي���ة اإلنتخابية و‬ ‫من أهم القائمني رجال األمن الذين حرصوا‬ ‫عل���ي أن تس�ي�ر ه���ذه العملي���ة الدميقراطية‬ ‫علي أكمل وج���ه يف أمن و أمان حرصا علي‬ ‫أم���ن املواطن ‪.‬انا عندما انتخب���ت وفقا ملعايري‬ ‫النزاه���ة و الوطني���ة و أيض���ا أخرتت املرش���ح‬ ‫املناس���ب ل���ي عل���ي األس���اس الدي�ن�ي و أيضا‬ ‫الش���خص الذي أنتخبته هو ليس من أقاربي‬

‫و ال من أصدقائي ‪.‬‬ ‫خدجية أال مالك ‪ :‬ناخبة‬ ‫أن���ا الي���وم س���عيدة ج���دا ألن���ي و ألول م���رة‬ ‫أخ���وض هذه التجرب���ة الدميقراطية بعد أن‬ ‫كن���ت أمسع عنها فق���ط و اليوم بالفعل يعد‬ ‫يوم تارخيي و انا اليوم انتخبت شخص آمتين‬ ‫ أن يكون ش���خص املناس���ب يف املكان املناسب ‪..‬‬ ‫و شخص حيرص علي مصلحة البالد‬ ‫مريم مؤمن خليل أمغار ‪ :‬ناخبة‬ ‫أنا أعتقد أن املشاركة يف العملية اإلنتخابية‬ ‫دليل علي الوعي بالدرجة األولي و املسؤولية‬ ‫الوطني���ة بالدرجة الثاني���ة و الوصول لدولة‬ ‫دميقراطي���ة حتثن���ا عل���ي املش���اركة يف‬ ‫اإلنتخاب���ات ‪ .‬بالطبع إقب���ال املرأة كبري جدا‬ ‫عل���ي املراك���ز اإلقرتاعي���ة و إن كان إقباهلا‬ ‫ضعيف فالس���بب يع���ود لعدم وعيه���ا بدورها‬ ‫يف ه���ذه املرحل���ة احلساس���ة ‪..‬آمت�ن�ي من أي‬ ‫مرش���ح مت ترشيحه أن يساهم يف بناء الدولة‬ ‫و أن يس���اهم يف تقدم ليبيا يف مجيع اجملاالت‬ ‫لألحسن ‪...‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫عضو املؤمتر الوطين د‪.‬مجعة عتيقة ‪ :‬نريد دولة دستورية وليس دولة لديها دستور‬ ‫متابعة –ميادين طرابلس ‪)-2 1 (.‬‬ ‫ تنوي���ه ‪ :‬اس���تجابة لرغب���ة ق���اريء ومتاب���ع مليادي���ن( ال أع���رف أمسه‬ ‫لالس���ف ) والذي س���ألين عقب انته���اء احملاضرة ‪ :‬هل س���نقرأ متابعة‬ ‫للمحاض���رة يف ميادي���ن ‪ ،‬أجبته فورا بالتأكي���د ‪ ،‬ورغم اخللل (وعدم‬ ‫نقاوة الصوت )الذي ش���اب التس���جيل أثناء احملاضرة ( األلة س���جلت‬ ‫صدى ص���وت احملاضر وذلك خلط���أ بدر مين يف ع���دم اختيار الوضع‬ ‫الصحيح أللة التس���جيل) نفي بوعدنا لقارئنا الكريم ‪ ،‬ونس���تفيد مما‬ ‫أتيح لنا تسجيله وعذرا للمحاضر وللقاريء ‪.‬‬ ‫ضمن النش���اط الثق���ايف الرمضان���ي ملركز‬ ‫اجله���اد اللي�ب�ي االربع���اء ‪ 6‬رمض���ان املواف���ق‬ ‫‪ ،-2012 -7 26‬ألقى عضو املؤمتر الوطين‬ ‫د‪.‬مجع���ة عتيقة حماضرة ( الدس���تور الذي‬ ‫نري���د ) وبع���د إفتت���اح وتقدي���م م���ن مدي���ر‬ ‫املركز د‪.‬حممد الطاه���ر اجلراري مبعايدة‬ ‫احلض���ور ألول لق���اء ثق���ايف رمضان���ي بع���د‬ ‫الث���ورة وتقديم نب���ذة عن املحُ اضر‪ ،‬اس���تهل‬ ‫د‪.‬عتيق���ة بتعريف���ه للدس���تور ال���ذي اصب���ح‬ ‫مبدارس���ه املختلفة تراثا انس���انيا وقد يتفق‬ ‫فيه كث�ي�ر م���ن اجملتمع���ات م���ع اختالفات‬ ‫بس���يطة يف بع���ض اجلزئيات وذل���ك من بلد‬ ‫اىل بل���د من تركيبة اجتماعية اىل اخرى او‬ ‫وضع سياسي ‪..‬اخل ‪ ،‬الدستور كنظام اساسي‬ ‫للدول���ة كعقد اجتماعي ينظم العالقة بني‬ ‫االفراد وينظم العالقة بني الس���لطات ينص‬ ‫عل���ى احلق���وق والواجب���ات ايض���ا ينص على‬ ‫بعض املباديء او االس���س اليت جيب ان تأخذ‬ ‫مكانتها الن خرقها يؤدي اىل بطالنها ‪ ،‬يعين‬ ‫الدس���تور كقيمة عليا ‪،‬وحنن االن بعد هذا‬ ‫االنقط���اع والعب���ث والتج���ارب العبثي���ة اليت‬ ‫عايش���ناها طيلة االربعني س���نة املاضية ‪،‬من‬ ‫قبيل سلطة الشعب فلسنا حباجة اىل دستور‬ ‫‪......‬س���يطرة عقلي���ة التفرد بالس���لطة ‪،‬عدم‬ ‫االميان باجملم���وع أو العقد االجتماعي الذي‬ ‫يتن���ازل في���ه كل طرف عن احل���ق للطرف‬ ‫االخر ويعرتف في���ه كل طرف حبق االخر‬ ‫‪،‬االن نريد ان نس���عى لدولة هلا دس���تور وهذا‬ ‫لي���س باالمر الصعب أش���هر كفيل���ة بعمل‬ ‫دس���تورمثالي نصوص���ا وحمت���وى ‪ ،‬وتب���ذل‬ ‫من اجل ذلك جهود داخلية ويتم االس���تعانة‬ ‫خب�ب�رات خارجي���ة عاملية ولكن هناك ش���يء‬ ‫مهم جيب الرتكيز عليه وهو واجب النخب‬ ‫واجملتم���ع املدني والفاعلني واملس���تنريين يف‬ ‫اجملتمع ‪،‬وهو أننا نريد دولة دستورية وليس‬ ‫دول���ة لديه���ا دس���تور نري���د ترس���يخ مفهوم‬ ‫الدس���تورمعنى الدستور حتى يصبح املواطن‬ ‫الع���ادي حي���س ان االم���ر حيمي���ه الس���رته‬ ‫مللكيت���ه حت���ى يف مف���ردات حيات���ه اليومية‪..‬‬ ‫الش���ارع‪ ،‬العم���ل ‪...،‬حي���س ان ه���ذه املب���اديء‬ ‫عمل���ت ألجل���ه وأن غيابه���ا يهدد اس���تقراره‬ ‫وس���لمه وأمن���ه االجتماع���ي عندم���ا يتغلغل‬ ‫القان���ون يف املواطن وحيس به س���يدافع عنه‬ ‫‪،‬ل���ن يس���مح ألي كائ���ن أن يعت���دي علي���ه‬

‫‪،‬وساش�ي�ر هن���ا اىل نقطة تدعو اىل التس���اؤل‬ ‫وامع���ان النظر فيما اش���رت الي���ه من عالقة‬ ‫املواطن بالدس���تور ‪ ،‬الدس���تور اللييب السابق‬ ‫قي���ل لي ان���ه يعترب من احس���ن الدس���اتري يف‬ ‫مرحلت���ه ورمب���ا حت���ى االن م���واده واحكامه‬ ‫نصوصه من احسن ‪ ،‬وبشهادات اكرب فقهاء‬ ‫الدس���اتري ‪،‬منها شهادة السيد حممود عزمي‬

‫الدس���تور اللييب الس���ابق يعترب من احسن الدساتري يف‬ ‫مرحلته ورمبا حتى االن بشهادة فقهاء الدساتري‬

‫مش���ارك حت���ى يف االع�ل�ان العامل���ي حلقوق‬ ‫االنس���ان‪ ،‬وه���و اح���د الش���خصيات املهمة يف‬ ‫مص���ر عندما قرأ نس���خة يف جنيف قال هذا‬ ‫ارقى مس���توى لدس���تور دولة عربية كنص‬ ‫‪ ،‬لكن عندما أس���قط الدستور عام ‪ 1969‬يف‬ ‫انقالب العس���كر مل يدافع عنه أحد مل يشعر‬ ‫أح���د أنه فقد ش���يئا وه���ذه حقيق���ة فعندما‬ ‫أص���در االنقالبيون بيان س���قوط املؤسس���ات‬ ‫الدس���تورية ‪ ،‬مل يتح���رك أح���د والن���اس‬ ‫خرج���ت يف مظاه���رات مؤي���دة لالنق�ل�اب‬ ‫مل حيس���وا انه���م فقدوا ش���يئا ‪ ،‬الدس���تور يف‬ ‫االرش���يف الثقاف���ة الدس���تورية مل تتغلغ���ل‬ ‫يف ذه���ن املواط���ن ‪،‬يومه���ا حت���ى االنتخابات‬ ‫كان���ت تت���م بالتعين���ات باحملاصص���ات االن‬ ‫وبع���د التجرب���ة املريرة اليت عش���ناها ‪ ،‬جيب‬ ‫ان تش���عر الناس ان وجود دستور واحملافظة‬ ‫علي���ه ومحايت���ه والدف���اع عنه مب���ا تعنيه يف‬ ‫البداية املصلح���ة الذاتية للفرد قبل اجملموع‬ ‫ث���م مصلح���ة للوط���ن والتعاي���ش ماب�ي�ن‬ ‫الن���اس النتظام حياتهم وللعمران البش���ري‬ ‫وموجبات االستخالف يف االرض اليت وهبها‬ ‫اهلل لالنس���ان ‪ ،‬ولكي حيميهم هذا الدس���تور‬ ‫وبالتال���ي ه���م يدافع���ون عنه جي���ب أن يليب‬ ‫طموحاتهم مل�ب�ي لتطلعاتهم البد ان يكونوا‬ ‫شركاء يف وضعه املش���اورات الوطنية حول‬ ‫الدس���تور جي���ب ان تواكب مرحل���ة وضعه‬ ‫عن طرق وسائل االتصال وليس بالضرورة‬ ‫ان م���ن س���يقول رايه الزم يك���ون متخصص‬ ‫حمامي او دستوري ‪ ،‬مواطن مهتم قد يدلي‬ ‫بصياغة تلهم ومتثل اضافة للدس���تور‪ ،‬النه‬

‫س���يلتقطها وم���ن واقع���ه ومعربة عن���ه ‪،‬البد‬ ‫ان يك���ون س���اكن يف فناعاتهم وليس جمرد‬ ‫ش���كل لبن���اء الدولة ‪ ،‬جيب ان حيس���وا انه اي‬ ‫خرق ل���ه هو اعتداء ش���خصي عليه���م ‪ ،‬على‬ ‫س���بيل املثال لو صدر ق���رار يتكلم عن حرية‬ ‫الرأي والتعبريحتت اي مسمى فأي حماولة‬ ‫للتدخ���ل او للهيمن���ة معناها تع���دي ‪ ،‬عندها‬ ‫النص الدس���توري ال���ذي يتحدث عن حرمة‬ ‫املساكن مهدد وسيمسه يف بيته املفهوم هذا‬ ‫مهم جيب على النخ���ب والفاعلني الرتكيز‬ ‫عل���ى نش���ر الثقاف���ة الدس���تورية يف مناه���ج‬ ‫التعليم وجيب ان ال تدرس بشكل منطي بل‬ ‫بوسائل عصرية حتس���س التلميذ او الطفل‬ ‫بأنه الدس���تور مثل الس���قف بالبيت اذا تهدم‬ ‫فاجلدران مأهلا للس���قوط منظمات اجملتمع‬ ‫املدن���ي اجلامع���ة املناب���ر اللق���اء م���ع الن���اس‬ ‫مباش���رة اخل���روج م���ن منطي���ة احملاضرات‬ ‫والقاع���ات املغلقة نبحث عن وس���ائل جديدة‬ ‫لاللتق���اء بالن���اس ‪ ،‬عش���نا زمنا س���ابقا رديئا‬ ‫العالقة للناس باملناش���ط اشخاص معينني‬ ‫يعرف���ون بعضه���م يف موس���م ثق���ايف ممزوج‬ ‫‪،‬ش���وارع واحي���اء وحارة وزنقة ه���ؤالء نذهب‬ ‫اليه���م ونقدم هل���م مفه���وم الدس���تور ‪ ،‬رمبا‬ ‫الن���اس يف البداي���ة ترتدد وال حتض���ر (مالي‬ ‫ومال الدس���تور) لكنه سيكون اجيابي يف املرة‬ ‫الثاني���ة او الثالث���ة ‪،‬عل���ى منظم���ات اجملتمع‬ ‫املدن���ي االتص���ال بالبي���وت ووس���ائل االعالم‬ ‫أيض���ا بال تقعر لغ���وي ‪،‬فالدس���تور لو فككته‬ ‫لوجدته جمموعة من املفردات اليومية اليت‬ ‫حتفظ حياة الناس‪،‬الدس���تور يضمن حقوق‬

‫حق التجمع ‪ ،‬ويضم���ن حريات ‪...‬فقط دون‬ ‫ان يتم ترمجته للناس بواقع حيسوه حيسوا‬ ‫ان الن���ص الدس���توري خيل���ق هل���م حركية‬ ‫وحياة وتغري يف حيلتهم على كل االصعدة‬ ‫‪ ،‬هن���اك مباديء اساس���ية متع���ارف عليها يف‬ ‫الفق���ه الدس���توري ال أظن ان هن���اك خالف‬ ‫حوهلا تتعلق بالعناصر االساس���ية اليت جيب‬ ‫ان حيتويها اوهلا ‪:‬‬ ‫مب���دأ مصدر الس���لطات ‪ :‬يف اجملتم���ع عندما‬ ‫ينص عليه���ا الدس���تور ‪ ،‬املفه���وم املعاصر ان‬ ‫الش���عب مص���در الس���لطة مجيع الس���لطات‬ ‫تس���تمد م���ن الش���عب بطريق مباش���ر او غري‬ ‫مباشر ‪ ،‬مباشر بواسطة رأيه غري مباشر عن‬ ‫طريق ممثليه ‪،‬عن طريق االنتخابات احلرة‬ ‫لالش���خاص الذين يتولون الس���لطة‪،‬مصدر‬ ‫الس���لطات هذا املوضوع ق���د يثري جدل كون‬ ‫باقي املوضوعات متفق بش���أنها ‪ ،‬هناك جدل‬ ‫االن يف موضوع السيادة ملن ؟هناك من يقول‬ ‫ان الس���يادة هلل والميك���ن الق���ول ان الش���عب‬ ‫مصدر الس���لطات هذا رأي معلن من مراجع‬ ‫ديني���ة بالب�ل�اد حن���ن حنتك���م اىل نص���وص‬ ‫دستورية عاشتها بالدنا وهو الدستور السابق‬ ‫وحنتك���م اىل قواع���د اساس���ية يف الش���ريعة‬ ‫االسالمية ‪ ،‬طبعا السيادة هلل قول الميكن ان‬ ‫جنادل فيه الس���يادة هلل يف كل ش���يء صغري‬ ‫وكبري يف دستور ويف غري الدستور‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫شباب ليبيا‪ ....‬ودورهم يف رسم معامل الدولة اجلديدة‬

‫حممد فرج ادغيم‬

‫سامل الكبيت‬

‫يرجتى منهم الكثري يف التكاتف‬ ‫والتضامن وتقديم املصلحة العليا‬ ‫على املكاسب اخلاصة‬

‫احلبيب األمني‬

‫الدور األبرز للشباب يكمن يف البناء الشامل لقدراتهم الذاتية واالجتاه إىل ميادين العمل‪ ،‬السياسي والثقايف والعلمي‬ ‫ميثل الش���باب يف ليبيا نس���بة كبرية حبسب‬ ‫أخر اإلحصائيات " ‪ "%60‬من تكوين اجملتمع‬ ‫اللي�ب�ي‪ .‬ه���ذه الش���رحية ق���ادت التغي�ي�ر يف‬ ‫البالد أثناء انتفاضة احلرية للش���عب اللييب‬ ‫وكانت ش���علة الثورة ووقود اس���تمرارها يف‬ ‫فرباي���ر ع���ام ‪ .2011‬وبدخ���ول الدول���ة إىل‬ ‫مرحلة التأس���يس كان على الشباب النضال‬ ‫م���ن أجل قضيته���م " متكني الش���باب يف ليبيا‬ ‫اجلديدة وضمان مش���اركتهم السياسية يف‬ ‫صنع الق���رار" فمن حارب يف جبه���ات القتال‬ ‫لإلنعتاق من الظلم والضيم قادر على رس���م‬ ‫معامل الدولة‪ .‬والش���باب كق���وة فاعلة قادرة‬ ‫على أن تكون ضاغطة ألي سلطة تسري حكم‬ ‫البالد‪ .‬ويف هذا الشأن ترشح للمؤمتر الوطين‬ ‫الع���ام ال���ذي يؤس���س ليبي���ا اجلدي���دة‪ .‬ليبيا‬ ‫الدولة ما يفوق املائة شاب‪ .‬وأكثر من تسعة‬ ‫كيانات سياس���ية على مس���توى ليبيا‪ .‬ومن‬ ‫ه���ذا املنطلق ج���اء اس���تطالع رأي ملعرفة دور‬ ‫الش���باب يف بناء ليبيا اجلديدة من شخصيات‬ ‫ليبية بارزة يف الساحة الداخلية‪....‬‬ ‫عمي���د جامعة بنغازي وأس���تاذ األدب العربي‬ ‫بكلي���ة اآلداب – حممد ف���رج ادغيم – يقول‬ ‫"الشباب عماد مستقبل ليبيا وال شك يف ذلك‬ ‫ونري���د منهم أيضاً االس���تفادة م���ن التجارب‬ ‫السابقة‪ ،‬حبيث يس���اهم اجلميع يف بناء هذه‬ ‫الدول���ة‪ ،‬يف كل مرافقها الن الدولة مدمرة‬ ‫يف كل مؤسس���اتها وهي حتت���اج إلعادة بناء‬ ‫يف كل اجلوان���ب وأن يعمل���وا بإخالص دون‬ ‫طمع ب���ل احل���رص على بن���اء ه���ذه الدولة‪.‬‬ ‫والش���باب حت���ى يس���اهموا يف بن���اء الدول���ة‬ ‫ينبغ���ى أن يكونوا على معرف���ة جيده فمن ال‬ ‫ميلك معرفة ال يقدم ش���يئاً‪ .‬كما أن املعرفة‬ ‫العلمي���ة واخل�ب�رة أساس���ان لبن���اء أي دول���ة‬ ‫ب���كل مرافقها والش���باب لديهم احلماس وهو‬ ‫مرغ���وب وعليه���م أن يس���تفيدوا ممن أكثر‬ ‫منهم خربة ‪ .‬وملن خاض املشاركة السياسية‬ ‫يف املؤمت���ر الوط�ن�ي م���ن الش���باب عليه���م أن‬ ‫يكون لديهم نوع من املوضوعية والتسامح يف‬ ‫التنافس الش���ريف ومن ينجح ويوفق جيعل‬ ‫خدمة الوطن نصب عينيه على أال ينظر إىل‬ ‫هذا الواجب كون���ه غنيمة يريد أن يتحصل‬ ‫منها الشاب أو املرشح مصاحل ذاتيه بل يكون‬ ‫هدفه بناء هذه الدولة‪.‬‬ ‫املؤرخ س���امل الكبيت قال "الش���باب ه���م الذين‬ ‫خلق���وا الثورة‪ ،‬هم صانعي الثورة‪ ،‬فينبغي أن‬ ‫ال يقصوا‪ ،‬ينبغي أن يأخذوا دورهم بأنفسهم‬ ‫الن مس���تقبل ليبي���ا عل���ى ه���ؤالء الش���باب‪،‬‬ ‫هؤالء الش���باب هم الذي���ن صنعوا الث���ورة إذاً‬

‫يتحت���م أن حيرتم���وا ويق���در دوره���م ألنهم‬ ‫حارب���وا واستش���هدوا‪ ،‬امت���داد جله���اد أبائهم‬ ‫وأجدادهم‪ ،‬وأجد أن دورهم طبيعي ومشرف‬ ‫ويستحقون الكثري من الرعاية والعناية وأن‬ ‫ال يُهمل���وا أو يُقصوا‪ .‬ب���ل ينبغي أن يكون هلم‬ ‫دور يف ه���ذه املرحل���ة ويف املرحل���ة القادم���ة‪.‬‬ ‫يصنعون حاضرنا ويصنعون مستقب ً‬ ‫ال أيضاً‪.‬‬ ‫أنا ال أقصى الشباب‪ .‬أنا أحرتم الشباب وينبغي‬ ‫أن حيرتم رأيهم س���واء ذكور أو إناث كلهم‬ ‫بذلوا دوراً يف هذه الثورة‪ .‬كلهم حلموا بثورة‬ ‫وإسقاط الطاغية فينبغي أن يكون هلم الدور‬ ‫الكبري والرائد الن على سواعدهم وعزماتهم‬ ‫تبنى بالدنا ليبيا العزيزة‪ ،‬بدون ش���باب أشعر‬ ‫أن البل���د لن تعي���ش فع ً‬ ‫ال‪ .‬والش���اعر يقول ‪...‬‬ ‫أمل البالد على رقي ش���بابها‪ ..‬أن كان حياَ ال‬ ‫ختاف زواهلا‪.‬‬ ‫الكاتب عبد الفتاح الشلوي يشارك بالقول"أن‬ ‫تك���ون للش���باب اللي�ب�ي الق���درة والرغبة فى‬ ‫التح���ول لبن���اء ليبي���ا الدميقراطي���ة‪ .‬لك���ن‬ ‫عليهم قبل كل ذلك هدم سلوكيات القذايف‬ ‫وإع���ادة الثقة بالش���عب اللييب عل���ى انه قادر‬ ‫على بناء دولته والتكيف مع العصر‪ .‬التحرر‬ ‫م���ن األف���كار األربعيني���ة‪ .‬القب���ول بالتغي�ي�ر‬ ‫وال���ذي ال ولن يكون س���هال‪ .‬ايضا وقبل كل‬ ‫ذلك على الشباب املرشح لبناء ليبيا اجلديدة‬ ‫ان يعي ويفهم مهام املؤمتر الوطين وانه جهة‬ ‫تشريعية ال تنفيذية ‪.‬‬ ‫الدكت���ور عم���ر خليف���ة قني�ب�ر كان ل���ه‬ ‫رأيه اخلاص الذي يش�ي�ر فيه إىل التأس���يس‬ ‫ملنظومة فكرية تكتمل من خالهلا الشخصية‬ ‫الليبية ملن س���يعقد عليهم أمل قيادة الدولة‬ ‫برصان���ة‪ .‬ويضي���ف "أن���ا ال أش���جع م���ن ال‬ ‫تتوف���ر لديهم احلنكة والتجرب���ة إال بصنع‬ ‫املنظوم���ة اجلدي���دة ال�ت�ي س���يكونون نواته���ا‬ ‫وأهم مفص���ل يف مفاصلها‪ .‬على أال يكون يف‬ ‫املقدمة من مل يدركه غبار سنابك املقدمة"‬ ‫ونص���ح الدكتور قنيرب يف أخ���ر حديثه إىل‬ ‫أهمية دور الش���باب واخنراطهم مبؤسس���ات‬ ‫اجملتمع املدني وإعداد العدة لبناء املنظومة‪.‬‬ ‫الكات���ب ومس���ؤول وزارة الثقاف���ة واجملتمع‬ ‫املدن���ي ببغازي – احلبيب األمني ‪ -‬يش�ي�ر يف‬ ‫كالم���ه إىل "على الش���باب الواع���ي بطبيعة‬ ‫املرحلة واملتصل بقضايا الشأن العام الراهنة‬ ‫تب�ن�ي دوائ���ر التفك�ي�ر والعمل عل���ى خطوط‬ ‫الربام���ج املؤط���رة ل���رؤاه وأخذ زم���ام املبادرة‬ ‫دائم���ا وممارس���ة دوره مبس���ئولية ومن دون‬ ‫انتظ���ار دع���وات م���ن أح���د‪ .‬مس���تقبل ليبي���ا‬ ‫س���يظل رهن���ا مبا س���تطرحه كل الش���رائح‬

‫اجملتمعية ومنها ش���رحية الشباب العريضة‬ ‫والواع���دة واألكث���ر ارتباط���ا باملس���تقبل‬ ‫كونهم س���يكونون رجال الغد وصناع القرار‬ ‫م���ن أفكار عملية تتجاوز األمنيات العاطفية‬ ‫العاجلة وانتظار حتققها من دون املشاركة‬ ‫يف مناقش���تها وصياغته���ا وتناوهل���ا جبدي���ة‬ ‫وكذلك ما س���يخوضونه من أنشطة فاعلة‬ ‫وعل���ى كل الصع���د‪ .‬الدميقراطية‪،‬احلي���اة‬ ‫املدني���ة واملواطن���ة الفعالة ودولة املؤسس���ات‬

‫‪ :‬هند علي‬ ‫والقانون لليبيا جديدة واحدة وإعادة األعمار‬ ‫الشامل‪ .‬يبقى القول أن ال ينسى الشباب وهم‬ ‫يف محاس���ة اخل���وض واالرتب���اط الوجدان���ي‬ ‫واالنفعال���ي م���ع مرحلة االنتق���ال أن يكونوا‬ ‫عل���ى وع���ي وح���ذر م���ن تربيطات السياس���ة‬ ‫وجتاذبات تياراتها ومضاربات أس���همها حني‬ ‫ال تك���ون لص���احل الوطن واملواطن���ة وحني ال‬ ‫تع���زز الكرام���ة االنس���انية والوف���اق الوطين‬ ‫حت���ى ال خيت���زل دورهم عددي���ا وحضورهم‬ ‫ش���كليا وأحالمهم بانتهازي���ة آخرين !! ‪.‬كما‬ ‫أن إدراك الش���باب وثقت���ه بوج���وده وحضوره‬ ‫وتأث�ي�ره ال ينبغ���ي أن تس���تغرقه س���جاالت‬ ‫الراه���ن وتلهي���ه ع���ن قيم���ة ذات���ه وحجم ما‬ ‫ميل���ك م���ن أدوات‪ .‬فالس�ل�اح ال���ذي ال ينبغي‬ ‫نس���يانه يعول عليه فى معركة قهر اجلهل‬ ‫والتخلف ولصنع املس���تقبل هو بعقله بالعلم‬ ‫واملعرفة ورف���ع معدالت التحصي���ل العلمي‬ ‫والوع���ي الثقايف‪ .‬فاألمم املتقدمة والس���اعية‬ ‫للرخ���اء والرف���اه االجتماع���ي واالقتص���ادي‬ ‫تستثمر برؤوس أفكار عقول شبابها وتراهن‬ ‫على اجتهاداتهم على مقاعد الدرس والبحث‬ ‫وعلى ما ستبنيه سواعدهم‪.‬‬ ‫مدي���ر إذاع���ة الق���رآن الكري���م مبدين���ة‬ ‫البيضاء واملش���رف على موقع ب�ل�ال بن رباح‬ ‫اإللكرتوني – صالح س���امل‪ -‬يقول " الش���باب‬

‫كما كان هلم الدور فى إشعال فتيل الثورة‬ ‫واملض���ي بها يف كل جبهاته���ا فإنهم فى هذه‬ ‫املرحلة احلساس���ة جدا وهي مرحلة التحول‬ ‫م���ن الث���ورة إىل الدول���ة وبن���اء املؤسس���ات‬ ‫وصيانة املكاسب‪ .‬هؤالء يرجتى منهم الكثري‬ ‫ف���ى التكات���ف والتضام���ن وتقدي���م املصلحة‬ ‫العليا على املكاس���ب اخلاصة‪ .‬وتفعيل العمل‬ ‫الشبابي بكل ما هو متاح ليكونوا وقودا للثورة‬ ‫ال ضدها بنشر الوعي والتعريف باألولويات‪.‬‬ ‫رئي���س اجلمعي���ة الليبي���ة ل�ل�أوراق املالية–‬ ‫س���ليم النعاس قال‪" :‬بناء ليبيا اجلديدة رهن‬ ‫جهود كافة ش���رائح اجملتمع وعلى االخص‬ ‫ش���رحية الش���باب الذين يش���كلون أكثر من‬ ‫‪ %60‬م���ن اجملتمع اللييب وعل���ى احلكومة‬ ‫املنتخب���ة أن تك���ون من أولوياتها وسياس���اتها‬ ‫إش���راك الش���باب فى كافة اجملاالت والدفع‬ ‫بهم لتحمل مسؤولياتهم جتاه الوطن"‪.‬‬ ‫الناش���ط السياس���ي حممد س���عيد العاش���ق‬ ‫يق���ول "رغ���م أن كل الليبي�ي�ن ش���اركوا يف‬ ‫ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر وبزخ���م ف���ان مش���اركة‬ ‫الش���باب وتضحيتهم كانت األبرز‪ ،‬فأطلقت‬ ‫العن���ان لإلب���داع يف عدي���د اجمل���االت‪ ،‬س���واء‬ ‫يف مي���دان الش���رف بالقت���ال واملواجه���ة رغم‬ ‫أن أغل���ب الش���باب مل يك���ن يفق���ه ش���يئا يف‬ ‫االمور العس���كرية واحلربي���ة لكن عزميتهم‬ ‫وإصرارهم يف التخلص من حكم فاسد جثم‬ ‫على القلوب وهمش الش���باب وسفه احالمهم‬ ‫وحرمهم حقهم يف احلياة وحوهلم الي طاقة‬ ‫عاطلة ومن س���عي وتعب وجد نفس���ه أما يف‬ ‫بطال���ة وقل���ق او يف بطال���ة مقنع���ة يف دوائر‬ ‫حكومية مهرتئة س���قيمة مات فيه���ا االبداع‬ ‫وض���اع يف أروقته���ا املتعفنة العل���م والتطور‪.‬‬ ‫ال���دور األب���رز واألك�ب�ر الي���وم للش���باب‬ ‫يكم���ن يف البن���اء الش���امل لقدراته���م الذاتية‬ ‫مثلم���ا ابدع���وا يف الث���ورة س���يكون اإلبداع يف‬ ‫إلقاء الس�ل�اح واالجت���اه إىل ميادي���ن العمل‪،‬‬ ‫السياس���ي والثق���ايف والعلم���ي‪ ،‬االجتماع���ي‬ ‫واالقتصادي واألم�ن�ي ويف كل النواحي‪ ..‬ال‬ ‫نريد بعد اليوم ش���اب (مكسد) فدولة الكساد‬ ‫ق���د انته���ت‪ ..‬ش���بابنا الي���وم حرك���ة وطاقة‬ ‫وعم���ل‪ ،‬فقط حيت���اج كثري منه���م إىل منح‬ ‫الفرص���ة والتأهي���ل واملس���اندة واألخذ بيده‪،‬‬ ‫فالكثري من الش���باب حرم���وا حقهم يف تعليم‬ ‫حقيقي واقعي فعال يؤدي إىل إنتاج مفرزات‬ ‫تعطي مثارها على ارض الواقع‪ ..‬الدور اليوم‬ ‫للش���باب وليبي���ا دولة الش���باب ب���إذن اهلل بال‬ ‫منازع"‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2012‬م‬ ‫يوليوــأغسطس‬ ‫‪31‬ـ ـ‪ -6-6‬يوليوــ‬ ‫‪64‬ـ ـ((‪31‬‬ ‫العدد ‪64‬‬ ‫الثانيةـ ـالعدد‬ ‫السنةالثانية‬ ‫السنة‬ ‫أغسطس ‪)2012‬‬

‫شادي اجلبل ‪ ..‬موسوعة الغنـــاء‬ ‫شادي اجلبل شاهد على الزمن ‪:‬‬ ‫لق���د ش���هد الس���يد بومدي���ن عل���ى األجيال ‪،‬‬ ‫ورص���د مجي���ع تط���ورات ‪ ،‬فض���م م���ا تناثر ‪،‬‬ ‫ومجع ما تفرق يف حياتنا االجتماعية ‪ ،‬فكان‬ ‫حياة يف أغنية ‪ ،‬وأغنية يف احلياة ‪ ،‬فما عرفت‬ ‫قبله عمرا حيل يف مجلة موسيقية ‪ ،‬وال أمال‬ ‫خيط���ر يف حلي���ة فني���ة ‪ ،‬لقد كن���ت أمسعه‬ ‫فيس���بح بي اخليال يف عوامل املاض���ي البعيد ‪،‬‬ ‫وتتصور بني نواظري مشاهد األمس السعيد‬ ‫؛ مشاهد البساطة والعفوية ‪ ،‬مشاهد التكافل‬ ‫والتالحم ‪ ،‬مش���اهد الطمأنينة واألمان ‪ ..‬هذا‬ ‫ش���يخ احلي مي���ر ش���اخما كالط���ود ‪ ،‬يطرد‬ ‫الريبة ‪ ،‬وجيلب الس���كينة ‪ ،‬ال ينظر إىل عورة‬ ‫مببتلى ‪ ،‬وال يصد سائال ‪ ،‬وال مينع‬ ‫وال يشمت‬ ‫ً‬ ‫حمروم���ا ‪ ،‬يقبل املعذرة ويقيل العثرة ‪ ،‬جيرب‬ ‫املكس���ور ويرحم املقهور ‪ ،‬يغ���ار على أعراض‬ ‫الناس ‪ ،‬ويراها من عرضه ‪ ،‬وحيفظ حرمات‬ ‫البشر ‪ ،‬ويعدها من فرضه ‪ ،‬يأخذ األمور بقوة‬ ‫ويفصلها حبكمة ‪.‬‬ ‫وه���ؤالء الصبي���ة ميرح���ون ويلعب���ون ‪ ،‬ف���إذا‬ ‫ما مسع���وا طرق ب���اب قريب ‪ ،‬أو ن���داء عجوز‬ ‫عل���ى الب���اب ‪ُ ،‬هرع���وا ص���وب ذل���ك الص���وت ‪،‬‬ ‫وفاز أقربهم بش���رف تأدية اخلدمة املطلوبة‬ ‫‪ ،‬وحتقيق احلاجة املرغوبة ‪ ،‬وأولئك الش���باب‬ ‫يف عنفوان القوة واش���تداد الس���اعد ‪ ،‬يلمحون‬ ‫الش���يخ الفان���ي قادما ‪ ،‬فيخفض���ون أصواتهم‬ ‫‪ ،‬وحين���ون رؤوس���هم ‪ ،‬يبدأون���ه بالتحي���ة يف‬ ‫وق���ار وج�ل�ال ويش���يعونه بنظ���رات التبجيل‬ ‫واالحرتام ‪ .‬وهناك النسوة يف البيوت حيفظن‬ ‫أزواجهن ‪ ،‬ويرعني أبناءهن ‪ ،‬يرضني بالقليل‬ ‫‪ ،‬ويبذل���ن الكث�ي�ر ‪ ،‬عفيف���ات يف طعامه���ن‬ ‫وطباعهن ‪ ،‬نظيفات يف لباس���هن وضمائرهن‬ ‫‪ ،‬ال يتطلع���ن إىل غ�ي�ر م���ا يف أيديه���ن ‪ ،‬وال‬ ‫يضيق���ن برق���ة حاهلن ‪ ،‬ومن خلفهن ش���ابات‬ ‫آنس���ات ‪ ،‬ملتحف���ات بالعف���اف ‪ ،‬مكتس���يات‬ ‫باحلي���اء ‪ ،‬ال خيرجن لغري حاجة ‪ ،‬وال يتهمن‬ ‫يف جلاجة ‪ .‬مشاهد عظيمة وشواهد كرمية‬ ‫متث���ل أصالة هذا الش���عب الطي���ب ‪ ،‬تفوح من‬ ‫أنغام ش���ادي اجلبل ‪ ،‬وينبعث من خالهلا حب‬ ‫يتجدد هلذا الوطن وأهله الطيبني ‪.‬‬ ‫وكان الفنان شادي اجلبل ‪ ،‬مسكونا حبب هذا‬ ‫الوط���ن وأهله ‪ ،‬وعندما تس���معه يغين للمرأة‬ ‫تراه يغ�ن�ي للوطن ‪ ،‬فقد تغن���ى باحلبيب وما‬ ‫كان إال مالعب الصبا ومعاهد الفتوة ‪ ،‬وبكى‬ ‫احلبي���ب وم���ا كان إال عه���ودا غض���ة ‪ ،‬وأياما‬ ‫طيبات رائعات ‪ ،‬ووصف احلبيب وما كان إال‬ ‫ظل الناس يف ذلك الوطن ‪ ،‬وحن إىل احلبيب‬ ‫وما كان إال مس���قط الرأس ووكر الشباب‬ ‫‪ .‬إن كل م���ن ميعن النظر يف قصائد ش���ادي‬ ‫اجلبل وأحلانه ويستنطق ظالل ذلك ‪ ،‬ويقرأ‬ ‫م���ا بني س���طوره يقف عل���ى ه���ذه احلقيقة ‪،‬‬ ‫ومازلت أذكر ما كان له من شأن مع أمحد‬ ‫رفي���ق ش���اعر الوط���ن ‪ ،‬والش���يخ الصفران���ي‬ ‫عالم���ة بنغازي ومفتيه���ا ‪ ،‬إذ اجتمعا يف قول‬

‫أرساله إىل فناننا ‪ -‬أخربني به ذات يوم ‪ -‬وهو‬ ‫َ‬ ‫مستنطق ملهَم‬ ‫شهادتهما بأن شادي اجلبل (‬ ‫) يف كثري من إبداعه الفين ‪.‬‬ ‫وكن���ت قد ذكر يف م���رة س���ابقة أن الفنان‬ ‫ش���ادي اجلبل ‪ ،‬كان خالل املدة اليت توطدت‬ ‫فيه���ا عالقيت به ‪ ،‬قد رجع إىل مدينة بنغازي‬ ‫‪ ،‬بعد سنوات طويلة قضاها مبدينة طرابلس‬ ‫‪ ،‬وكان���ت جتمع�ن�ي به لق���اءات عديدة مبقر‬ ‫عمل���ي يف جملة الثقاف���ة العربي���ة ‪ ،‬وكنت‬

‫هليل البيجو‬

‫قد حتدثت إليه بش���أن توثيق مسريته الفنية‬ ‫‪ ،‬فأب���دى كث�ي�را م���ن ال�ت�ردد ؛ حي���ث كان‬ ‫حمتجب���ا عن اللقاءات ممتنع���ا عن أي ظهور‬ ‫؛ لوجهة نظر خاصة مل أش���أ مناقش���تها معه ‪،‬‬ ‫عموم���ا بعد ألي ش���ديد ‪ ،‬واف���ق الفنان الكبري‬ ‫على املش���روع ‪ ،‬وبدأنا فعال اإلعداد له ‪ ،‬وزرته‬ ‫يف بيت���ه حبي الربكة ‪ ،‬و كانت لنا جلس���ات‬ ‫طويل���ة ‪ ،‬ومن خالل تلك اجللس���ات ‪ ،‬عرفت‬ ‫من���ه قص���ة األغنية املش���هورة ( ماضي زال ) ‪،‬‬ ‫حي���ث قال ‪ " :‬كانت ل���ي معاناة كبرية جدا ‪،‬‬ ‫امتدت مخسة عشر عاما ‪ ،‬أو يزيد ‪ ،‬ثم حادث‬ ‫م���ا حيدث بني الناس ‪ ،‬وانتهت بعد طول عناء‬ ‫وش���قاء ‪ ،‬وم���ا إن وضعت ع�ن�ي أوزارها ‪ ،‬حتى‬ ‫كتب���ت القصيدة م���دار حديثنا ‪ ،‬وقد كانت‬ ‫بالفعل بلسما شافيا ‪ ،‬تنفست بعدها الصعداء‬ ‫‪ ،‬وفرح���ت بها كث�ي�را ‪ ،‬وصغتها حلنا مجيال‬ ‫‪ ،‬وق���ررت تس���جيلها وضرب���ت لذل���ك موعدا‬ ‫باإلذاع���ة ‪ ،‬وق���د كان يف الش���هر الثان���ي من‬ ‫س���نة ‪ 1960‬م ‪ ،‬غ�ي�ر أنين مل امتالك نفس���ي‬ ‫وقطعن���ا التس���جيل يف بدايت���ه ‪ ،‬ومت التأجيل‬ ‫إىل الي���وم الالح���ق ‪ ،‬غ�ي�ر أن�ن�ي مل امتكن من‬ ‫إمتامه ؛ للس���بب نفسه ‪ ،‬إىل آخر ما كان من‬ ‫قصة ( ماض���ي زال ) ‪ ،‬اليت ذكرناها كاملة‬ ‫عند حديثنا عن الفنان حممد صدقي ‪" .‬‬ ‫وأذكر أنين كتبت مرة إىل الس���يد بومدين‬ ‫أق���ول له ‪ " :‬فن���ان بالدي العزي���ز ‪ :‬لقد كنت‬ ‫أمسع���ك تتح���دث بإكب���ار وإج�ل�ال ‪ ،‬ع���ن‬ ‫بالدن���ا العزيزة ‪ ،‬فتق���ول ( ليبيا ) ‪ ،‬ثم تردفها‬ ‫ب���ـ ( العزي���زة ) ‪ ،‬وال يش���ك مس���تمع يف صدق‬ ‫ه���ذا اإلرداف ‪ ،‬وأمسع���ك تقول أبن���اء بالدي ‪،‬‬

‫وتصله���ا باألع���زاء ‪ ،‬لقد كن���ت ودودا صادق‬ ‫الود ‪ ،‬وكان إحساس���ك بالوطن رائعا مجيال‬ ‫‪ ،‬وانفعال���ك بأح���وال الن���اس ح���ادا عنيف���ا ‪،‬‬ ‫وجتاوبك مع آالمهم وأحزانهم صادقا واعيا ‪.‬‬ ‫فن���ان ب�ل�ادي العزي���ز ‪ ،‬لق���د فك���رت ملي���ا يف‬ ‫تارخي���ك احلاف���ل الطوي���ل ‪ ،‬ووقف���ت عن���د‬ ‫لون���ك اخل���اص ‪ ،‬وطابع���ك املمي���ز ‪ ،‬فقل���ت‬ ‫كي���ف حافظ الس���يد بومدين على أس���لوب‬ ‫ونهج فري���د يف غنائه ‪ ،‬ومل���دة طويلة‬ ‫واح���د ‪ٍ ،‬‬ ‫‪ ،‬مل جترف���ه تي���ارات التجديد ‪ ،‬ومل يطمس���ه‬ ‫الصخب الش���ديد ‪ ،‬فاتضح لي الس���بب ‪ ،‬وثبت‬ ‫عندي الدليل ؛ فالسبب هو ذكاؤك ‪ ،‬وفهمك‬ ‫الواع���ي ‪ ،‬حلاجتك ؛ فلقد عرف���ت ماذا تريد ‪،‬‬ ‫وح���ددت هدف���ك بوض���وح ‪ ،‬وس���خرت مجيع‬ ‫إمكانات���ك للوص���ول إىل م���رادك ‪ ،‬وكان‬ ‫م���رادك هو جع���ل الفن رس���الة ‪ ،‬وق���د فعلت‬ ‫‪ ،‬وكان هدف���ك إمس���اع ص���وت أبن���اء بالدك‬ ‫األعزاء – كما حيلو لك وصفهم – وترمجة‬ ‫إحساس���هم والتعبري عن خواجلهم ‪ ،‬وال ريب‬ ‫أن ه���ذا ق���د حص���ل ‪ ،‬وكان ذكاؤك عظيما‬ ‫‪ ،‬عندم���ا حافظ���ت عل���ى ق���رارك ‪ ،‬والتزم���ت‬ ‫رصانت���ك ؛ فق���د أج�ب�رت الق���وم عل���ى غض‬

‫الص���وت وإرهاف الس���مع ؛ لفس���حوا املس���رح‬ ‫ملوجات���ك تته���ادى فوق ش���طوطهم ‪ ،‬حمدثة‬ ‫صدى عجيبا يف نفوس���هم ‪ ،‬وجتاوبا رائعا مع‬ ‫ذواتهم ‪ ،‬وكم كان رائعا ترسلك والقوم من‬ ‫حولك يلهثون ‪.‬‬ ‫فن���ان ب�ل�ادي العزي���ز ‪ ،‬لق���د كان���ت لوحتك‬ ‫الفني���ة متناس���قة األلوان ‪ ،‬مل يش���ذ فيها لون‬ ‫عن آخ���ر فكأن���ك يف كل ح�ي�ن ت���زدان بلون‬ ‫ميت���زج م���ع صاحبه ‪ ،‬امتزاج���ا كامال ‪ ،‬حتى‬ ‫اكتملت يف عي���ون الناس ‪ ،‬فلم يضطربوا يف‬ ‫أخذ ورد يف احلكم‬ ‫فهمك ‪ ،‬ومل يتأرجحوا بني ٍ‬ ‫عليك ‪ ،‬فكان فنك كأنه سلك نظام ‪ ،‬وكانت‬ ‫أعمال���ك كأنه���ا حب���ات اللؤل���ؤ يف كل مرة‬ ‫توض���ع حب���ة يف ذلك الس���لك ‪ ،‬فتزين أختها ‪،‬‬ ‫وحتلو لناظرها ‪ ،‬حتى اكتمل العقد حبباته‬ ‫املتش���ابهات ‪ ،‬ونظامه الرائق ‪ ،‬وحسنه الفائق‬ ‫‪ ،‬وم���ا كان ليكتمل على تل���ك الصورة ‪ ،‬لوال‬ ‫أنه اعتمد أص�ل�ا واحدا ‪ ،‬أخذ عنه كل زينته‬ ‫‪ ،‬وم���ادة فري���دة جعله���ا معدن مجيع وش���يه‬ ‫‪ ،‬ومازل���ت أذك���رك وأنت تص���ف لي إحدى‬ ‫حفالت���ك ال�ت�ي أقمتها مبرافق���ة رفيق دربك‬ ‫الفنان الكبري علي الش���عالية ‪ ،‬يف حمل فضاء‬


‫أغسطس‬ ‫أغسطس‬ ‫العددـ ‪-6‬‬ ‫‪31‬‬ ‫الثانية(ـ ‪-6‬‬ ‫‪31‬‬ ‫السنةـ (‪ 64‬ـ‬ ‫العدد‬ ‫العدد ‪64‬‬ ‫الثانية ـ‬ ‫الثانية ـ‬ ‫السنةالسنة‬ ‫‪)2012‬م‪)2012‬‬ ‫‪)2012‬يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫يوليوــ ـ ‪-2‬‬ ‫يوليوــ( ‪26‬‬ ‫‪59-‬‬

‫‪13‬‬

‫الشعيب أو الفرادة يف مقام احلب‬ ‫قرب شاطئ س���يدي خريبيش ‪ ،‬حيث اجتمع‬ ‫الن���اس من أه���ل املناطق القريب���ة والبعيدة ‪،‬‬ ‫واكتظ بهم املكان حمل احلفل ‪ ،‬مما جعلك‬ ‫حت���س بالرهب���ة ‪ ،‬والطري���ف أن مجه���ورك‬ ‫ال���ذي ج���اء لس���ماعك ‪ ،‬ق���د محل���ت بأميان���ه‬ ‫مقاعد جلوس���ه ‪ ،‬واألطرف م���ن ذلك ‪ ،‬هو أن‬ ‫ه���ذه املقاع���د ‪ ،‬مل تكن إال علبا م���ن الصفيح ‪،‬‬ ‫كانت خاصة بالزيت والس���من ‪ ،‬الذي كان‬ ‫التجار يسوقون فيها إنتاجهم "‬ ‫نريد نرسلك يا روح‬ ‫نريد نرسلك يا روح للي غالي ‬ ‫تشيلي سالمي وتشرحيله حالي‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫حالي منه مريض ودمعي ما قدرت نعنه‬ ‫جمور غاله وما قدرت نكنه‬ ‫ ‬ ‫عليا إنكان يسال هذا حالي‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫نريد نرسلك متشيله‬ ‫نريدك حبالي غاليا تشكيله‬ ‫ ‬ ‫اخلاطر ذبل منه وسامر ليله‬ ‫ ‬ ‫زعم شاغال وال نسى موالي‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫تش���كيله‬

‫حبال���ي ‬

‫زعم شاغله مشكانه وال نوى تركه س���ريب نريدك يا روحي ‬ ‫وأجروحي‬ ‫غالنا‬ ‫قوليله ما بطل نوحي‬ ‫ ‬ ‫إنصان الغال نصونه كيفه رانا‬ ‫ ‬ ‫حتى ليله نا دمعي ما وقف سيله‬ ‫ ‬ ‫وإنبوزعه نرد الكفا يف احلالي‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫مشكايا لو كان نصيده‬ ‫مشتاق أنريده ‬ ‫أنرد أساليف‬ ‫نا مرايف والكبد ثريده‬ ‫ ‬ ‫سواء خري وال شر بيه نكايف‬ ‫ ‬ ‫طايل ليله عقلي وعيوني ترعيله‬ ‫إن كان غالني ما زال عهده وايف ‬ ‫ ‬ ‫احنا زاد دميه كيف قبل وتالي‬ ‫ ‬ ‫الربول‬ ‫كذا يا روح أمشي قوليله ‬ ‫فايز جيله مشتاق اخلاطر لزويله ويقول ش���ادي اجلب���ل ‪ " :‬كتبت هذه األغنية‬ ‫ ‬ ‫‪ ،‬كمطل���ع وكوبلي���ه واح���د خ�ل�ال الش���هر‬ ‫ ‬ ‫الثاني من عام ‪ ، 1961‬ثم أعدت فيها النظر‬ ‫مرسول نباه جتيبيلي‬ ‫نريدك تبقيلي ‬ ‫‪ ،‬وأكملته���ا خ�ل�ال ع���ام ‪ 1963‬م ‪ ،‬ووافقت‬ ‫يا روح أنكنك ترثيلي‬ ‫ ‬ ‫ب���كل وس���يلة ‪ /‬أنا حبال���ي نريدك عليها جلنة النصوص يف بنغازي ‪ ،‬وس���جلت‬ ‫ ‬ ‫يوم ‪ 12/2/1963‬م ‪ ،‬ولعلي مل أجد من أثق‬ ‫تشكيله‬ ‫ ‬ ‫زتزهيبه لريل غاليك‬ ‫به ‪ ،‬لينقل س�ل�امي س���وى الروح ال�ت�ي نقلته يرجع وجييك ‬ ‫اللي عقلي متولع بيه‬ ‫مشتاق نبيه ‬ ‫بأمان���ة ‪ ،‬وأبلغته إىل احلبيب بس���رعة الربق اللي بناره ريدك طانيك‬ ‫زها اخلاطر راه بطاريه‬ ‫ ‬ ‫‪ ،‬وع�ب�ر أمواج األث�ي�ر ‪ ...‬وال أبال���غ إذ أقول إن كالتك نني ‪ /‬أبقييت مستوها يف احلني‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫العني ظليله خالها يف حال هبيلة ه���ذه األغنية نقلت س�ل�امي بأمانة ‪ ،‬وجعلت ‬ ‫ ‬ ‫مرادك بعد غيابا طال‬ ‫احلبيب يعود إىل صوابه ‪ ،‬وما هي إىل سحابة يرجع عاحلال ‬ ‫واجنلت ‪ ،‬وكانت الروح خري‬ ‫رسول يوثق به جديد تزهي بريم اجلفال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ،‬كما قاهلا لي األس���تاذ ( حممد عبد الوهاب بعد ياس�ي�ن ‪ /‬وضيماً شني ‪ /‬عليك صارن يف‬ ‫) ‪ ،‬خالل زيارته لليبيا سنة ‪ 1968‬م "‬ ‫شان الزين‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫رميت النظر‬ ‫خيال أبقييت من ناره‬ ‫مافيك عزا ‬ ‫رميت النظر ما ألقيت فيكن والي ‬ ‫مرادك بعد اليوم جفى‬ ‫اليوم يا مكانات العزيز خوالي‬ ‫ ‬ ‫وحق الدين ‪ /‬حالل تركه أرتاحي يا عني‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫يا طول ما ميعدنا ‬ ‫وال عقلك جيبد طاريه‬ ‫ارتاحي وانسيه ‬ ‫وجبنا سهاري باهية وطربنا‬ ‫بعد دار الشينه هو نيه‬ ‫واليوم وين الوقت ما فرقنا‬ ‫حرام يا عني ‪ /‬معازاتك للي عفنني‬ ‫على صعب موىل النيات جمالي‬ ‫ ‬ ‫وبع���د ف���إن املس�ي�رة الفني���ة للفن���ان الكب�ي�ر‬ ‫بقني مغري أوهامه‬ ‫ش���ادي اجلبل ( حممد السيد بومدين ) ‪ ،‬اليت‬ ‫ ‬ ‫مليح العضى ريدي لذيذ كالمه انطلقت منذ سنوات النصف األول من القرن‬ ‫وين ما العقل يقول ننسى أيامه‬ ‫املاضي ‪ ،‬وامت���دت إىل ما يقرب من أعوام من‬ ‫خيطر على غفالت يشغل بالي‬ ‫نهايته ‪ ،‬قد كانت مس�ي�رة زاخرة حافلة بكل‬ ‫ ‬ ‫ش���يء ‪ ،‬باألمل ‪ ،‬باحلرمان ‪ ،‬باإلبداع ‪ ،‬بالشهرة‬ ‫يبات يفكر‬ ‫‪ ،‬وكانت يف جمملها عطا ًء ثريا ‪ ،‬له إس���هامه‬ ‫اخلاطر بعد غيبة مناه تعكر‬ ‫ ‬ ‫ال���ذي ال جيحد يف تاري���خ األغنية الش���عبية‬ ‫أشوي وين ما باب العزيز أسكر‬ ‫ببالدن���ا الغالي���ة ‪ ،‬ولعلن���ا نعود ك���رة أخرى‬ ‫اللي يف منامي دوم يتهايالي‬ ‫للوقوف عند حمطات مهمة يف احلياة الفنية‬ ‫ ‬ ‫لفنانن���ا الكبري ‪ ،‬الذي تركن���ا حائرين ‪ ( ،‬من‬ ‫الربول‬ ‫القل���ب وإال العني أصل الغية ) ‪ ،‬ومل نزل معه‬ ‫دموعك شليهن يا عني ‬ ‫متعاطفني ‪ ،‬وهو يش���كو ‪ ( ،‬إيش درت له جايف‬ ‫ ‬ ‫عل���ى الزينني ‪ /‬علي���ك غابوا اليوم قدي���م الغي���ة ) ‪ ،‬ونبقى على ال���دوام مرددين‬ ‫أنظر وين‬ ‫وراءه ‪ ( ،‬حم���ال ما ح���ب العزيز إحيول ‪ ...‬وال‬ ‫كبيهن بزيادة‬ ‫ ‬ ‫ينتسى مهما الزمان يطول ) ‪.‬‬ ‫خليها دموعك بدادة‬ ‫ ‬ ‫عقلي راه ما يطيب ارقاده‬ ‫نني الزين ‪ /‬عليك يرجع ضاوي اجلبني‬ ‫ ‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫مشاركة اعالمية ليبية يف لقاء مناقشة مسودة مقرتحات اليونسكو‬ ‫للصحافة واالعالم يف تونس‬ ‫تونس – ميادين ‪.‬‬ ‫بدعوة م���ن منظمة االمم املتح���دة للرتبية‬ ‫والعل���وم والثقاف���ة ( اليونس���كو ) – مكت���ب‬ ‫تونس – شاركت االعالمية فاطمة غندور‬ ‫يف جلسات املناقش���ة واحلوار(‪17-7-2012‬‬ ‫– قاع���ة فن���دق افريقي���ا بالعاصمة) حول‬ ‫املس���ودة ال�ت�ي احت���وت اربعة عش���ر مقرتحا‬ ‫خلص احوال الصحاف���ة واالعالم يف تونس‬ ‫م���ا بع���د الث���ورة ‪ ،‬وحبض���ور مدي���ر املكت���ب‬ ‫مه���دي ب���ن ش���لح الذي رح���ب باملش���اركة‬ ‫الليبية ملتابعة ماقد يبدو مشرتكا لثورتني‬ ‫عربيتني ختط���وان من االع�ل�ام الواحد اىل‬ ‫اعالم يعرب عن اجلميع ‪،‬وقد خصت منظمة‬ ‫اليونس���كو تون���س احتف���اء بربيعه���ا وبي���وم‬ ‫الصحافة ‪ 3‬مايو ‪ ،2012‬كما وانها ستقدم‬ ‫ع�ب�ر مكتبه���ا (بطرابل���س وبنغ���ازي) ال���ذي‬ ‫س���يفتتح يف س���بتمرب برامج متع���ددة تعنى‬ ‫بالصحافة واالعالم ‪.‬‬ ‫وق���د أدىل خنب���ة م���ن العامل�ي�ن مبجاالت‪:‬‬ ‫صحاف���ة ‪،‬ورادي���و‪ ،‬وتلفزي���ون والصجاف���ة‬ ‫االلكرتوني���ة ‪ ،‬واملهتم�ي�ن م���ن االس���اتذة يف‬ ‫املؤسس���ات التعليمي���ة العلي���ا واجلامعي���ة‬ ‫املتخصص���ة ‪،‬بأرائه���م ال�ت�ي المس���ت هموم‬ ‫ومش���كالت االع�ل�ام االنتقال���ي فق���د عانى‬ ‫االعالم من س���يطرة ال���رأي الواحد الذي مل‬ ‫ْ‬ ‫َيع���ن إال مبتابعة أخب���ار ونش���اطات النظام‬ ‫الس���ابق ورموزه بل وصل االمر حد امتالك‬ ‫االس���رة احلاكم���ة مؤسس���ات اعالمي���ة‬ ‫واالش���راف عل���ى م���ا تقدمه تلك الوس���ائل ‪،‬‬ ‫وكان م���ن ضم���ن احمل���اور ال�ت�ي مت تداوله‬ ‫وإضافتها اىل مسودة املقرتحات العالجية‬ ‫ وقوع االعالم االنتقالي بني طائليت ‪ :‬بقايا‬‫الرم���وز الس���ابقة‪ ،‬وب�ي�ن الث���وب النهض���وي‬ ‫ال���ذي عرب ع���ن حال���ة مغلق���ة ال تق���دم اال‬ ‫خط���اب احلكوم���ة املنتخبة مؤخ���را ‪.‬وقد مت‬ ‫عرض من���اذج حملطات منعت اغاني وبرامج‬ ‫ترفيهي���ة (وقعت ب�ي�ن التحلي���ل والتحريم‬ ‫والتمس���ك باالخالق احلميدة! ) فيما ركز‬ ‫خطابها السياس���ي االخباري على تبين خط‬

‫حتريري واحد ( احلزب احلاكم )‪.‬‬ ‫ اع���ادة النظر يف التعلي���م املهين للصحافة‬‫واالع�ل�ام وه���ل س���يتم قب���ول ه���واة للعمل‬ ‫االعالمي ال حيملون ش���هادات ختصصية (‬ ‫دفعات مؤسس���ة الصحافة أيضا يشكون من‬ ‫ضعف املستوى يف السنوات االخرية )‪.‬‬ ‫وم���ن س�ي�رخص هلم حبم���ل بطاق���ة نقابة‬ ‫الصحفي�ي�ن ‪ ،‬فقد مأل الدخالء النقابة (امن‬ ‫وخمابرات وكتاب تقارير‪.)..‬‬ ‫– العناي���ة بتكوي���ن الصحفيني الرقميني(‬‫املدونيني واصح���اب املواقع احل���رة ) الذين‬ ‫قدموا املعلومات الصحيحة وساندوا ودعموا‬ ‫احلق���وق واحلريات لكن بعضهم غري مطلع‬ ‫على مدونة الس���لوك او ميثاق ش���رف املهن‬ ‫لذلك يقرتح أن يتم اعدادهم وتدريبهم عرب‬ ‫حلقات حرة وورش عمل يتبناها خمتصون‬ ‫من قطاعات حرة وعمومية ‪.‬‬

‫ ‪ -‬حضور املرأة يف املش���هد االعالمي دراسة‬‫احصائي���ة تش�ي�ر اىل ك���م كب�ي�ر ويزي���د‬ ‫من النس���اء املمتهن���ات للصحاف���ة واالعالم‬ ‫‪،‬والالتي وصلن اىل منصب توجه حنو تبين‬ ‫خ���ط احلكوم���ة ‪ ،‬واليت حاول���ت أن ختتلف‬ ‫فقد مت ش���ن احل���روب واحلكم املس���بق على‬ ‫إدارة املرأة للعم���ل إال ان هناك جهود تبذهلا‬ ‫امل���رأة الن التغيري حيت���اج اىل وقت (حمطة‬ ‫يرأسها السيد الشعانباي شغل النساء ‪80%‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫_ ضرورة الرصد والتقييم االني لوسائل‬‫االع�ل�ام املختلف���ة وق���د اضطلع���ت بع���ض‬ ‫املؤسس���ات اخلاصة ومهتم�ي�ن يف تنظيمات‬ ‫مدنية بتقييم أداء حمطات تلفزية وجرائد‬ ‫يف اصداه���ا ما بعد الثورة ملتابعة مدى وجود‬ ‫املعلوم���ة ال�ت�ي حيتاجه���ا الن���اس والكش���ف‬ ‫بش���فافية عن ماتقدمه مؤسس���ات حكومية‬ ‫وخاص���ة م���ن خدم���ات خملصة وكش���ف‬ ‫العيوب واملالبسات واىل حد تتوفر ضمانات‬ ‫ملن يلقي باملعلومة يف الوسيلة االعالمية ‪.‬‬ ‫ويف اجللس���ة املس���ائية ق���دم رئي���س مكتب‬ ‫اليونس���كو السيد املهدي لورقة طرحت فيها‬ ‫االعالمي���ة فاطم���ة غن���دور عرض���ا حلالة‬ ‫الصحاف���ة واالع�ل�ام يف ليبيا م���ا قبل وبعد‬ ‫ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر‪ (،‬ونظ���را العتم���اد اللغة‬ ‫الفرنس���ية خالل اجللس���ات فق���د مت توفري‬ ‫الرتمجة لالعالمي���ة الليبي���ة وللحضور !)‬ ‫وقد أش���ارت غن���دور اىل بعض م���ن مالمح‬ ‫التاثريات املشرتكة بني التجربة التونسية‬ ‫والليبي���ة من من���ع احلريات حري���ة التعبري‬ ‫وحرية الرأي وعدم ضمان حقوق العاملني‬ ‫باجملال وقد تع���رض صحفيون واعالميون‬ ‫للقمع واالعتقال ومنع الكتابة واملش���اركة‬ ‫يف احلي���اة املهني���ة جمل���رد ادالئه���م بأرائهم‬ ‫حول سلطة تعمدت تهميش واقصاء واهانة‬

‫اصح���اب تل���ك املهن���ة ‪ ،‬كم���ا عرج���ت على‬ ‫العقلي���ة ال�ت�ي مازال���ت تس���يطر على بعض‬ ‫م���ن مؤسس���ات االعالمية هي حت���ت مظلة‬ ‫احلكوم���ة االنتقالي���ة فق���د فش���ل االع�ل�ام‬ ‫العموم���ي يف تقدي���م خط���اب يلي���ق بث���ورة‬ ‫حرية وتغيري ‪،‬مش�ي�رة اىل ظاه���رة صحية‬ ‫متثل���ت يف خ���روج العدي���د م���ن الصح���ف‬ ‫واجمل�ل�ات وإن انعدم���ت اجلري���دة اليومية‬ ‫ال�ت�ي تواكب الش���ارع اللييب ب���كل حتوالته‬ ‫وظروفه ومش���كالته وتعان���ي الصحافة من‬ ‫عوائ���ق يف الطباعة والكادر املتمرن كما أن‬ ‫غياب ثقافة االعالن ودوره الداعم للصحف‬ ‫احلرة واملس���تقلة واش���ارت اىل أن مؤسسات‬ ‫حكومي���ة وخاص���ة ت�ت�ردد كث�ي�را لتواف���ق‬ ‫عل���ى دع���م جري���دة م���ا او جملة مس���تقلة‬ ‫لغياب ثقافة املش���اركة والدعم للصحافة‬ ‫كمث���ال ال�ت�ي متث���ل س���لطة رابع���ة تظهر‬ ‫احلقيقية وتنقل الرأي والرأي االخر ‪،‬كما‬ ‫أش���ارت اىل تك���ون جمل���س اعل���ى لالع�ل�ام‬ ‫بإش���راف ومظل���ة احلكوم���ة االنتقالي���ة مت‬ ‫انتخاب أعضائه مؤخرا ومل يعلن عن برامج‬ ‫أو اهداف س���يقع تقدميها من قبله كما أن‬ ‫هن���اك ختوفات م���ن صحفي�ي�ن واعالميني‬ ‫م���ن ع���دم اس���تقاللية املن���اخ االعالم���ي ‪،‬‬ ‫واجلري وراء ضم كل االدارات واملؤسس���ات‬ ‫حتت وصاية حكومية مقبلة ‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫حالة ترقب!!‪ ..‬ليبيا احلديثة‬ ‫مل يكن الس���ابع من متوز (يولي���و) يوماً عادياً االنتقالي‪ ،‬حتى تنتهي مها ّم "اجمللس الوطين‬ ‫يف ليبيا وال يف تارخيها‪ ،‬وس���يبقى حمفوراً يف االنتقال���ي" بعدها يتم انتخ���اب جلنة ُحكماء‬ ‫الذاك���رة متاماً كيوم ‪ 17‬ش���باط (فرباير)‪ ،‬مؤ ّلفة من ‪ 60‬عضواً‪ ،‬لكتابة دس���تور يُعرض‬ ‫تفج���ر الثورة ضد النظام الس���ابق‪ .‬خرج الحقاً على استفتاء شعيب‪.‬‬ ‫يوم ّ‬ ‫اجلميع م���ن منازهلم يف مس�ي�رات ومواكب اآلن أصب���ح لن���ا أول مؤمت���ر وط�ن�ي منتخب‬ ‫تعبرياً عن فرح يصعب وصفه‪ ،‬على رغم كل وغدا س���تكون لن���ا حكوم���ة منتخب���ة وجلنة‬ ‫تأسيس���ية منتخب���ة‪ ،‬وم���ا يل���ي ذل���ك من من‬ ‫املن ّغصات اليت حاولت تعطيل هذه‪.‬‬ ‫انتخاب���ات برملاني���ة كامل���ة هي أول املش���وار‬ ‫التجربة األوىل يف حياة الليبيني‪.‬‬ ‫كثري من الناخب�ي�ن الوطنيني‪،‬رمبا مل يبدوا ولي���س نهايته‪ ،‬وهي جتس���د حلظة تارخيية‬ ‫عابئ�ي�ن مبا س���تؤول إلي���ه نتائ���ج االنتخابات عظيمة صنعها الشعب اللييب‬ ‫بق���در م���ا حرصوا عل���ى إجناحه���ا‪ ،‬باعتبارها بالتضحيات والدماء والثورة على نظام فاسد‬ ‫انتخاب���ات التح���دي للتجرب���ة االنتقالية يف ُمس���تبد أضاع م���ن عمر الش���عب وليبيا أربعة‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬وذه���ب البع���ض اىل الق���ول ان���ه ليس عقود كاملة وأهدر ثروات ال ُتتصور‪.‬‬ ‫مهما م���ن س���يفوز بأغلبية مقاع���د اجلمعية ال���كل يف حالة ترقب ملا ستس���غر عنه األوضاع‬ ‫الوطني���ة يف االنتخابات الليبي���ة‪ ،‬املهم هو أن بع���د إع�ل�ان نتائ���ج االنتخاب���ات الليبي���ة إن‬ ‫ليبيا اجلديدة تؤسس اآلن لقيام اجلمهورية حالة الرتق���ب التى متر بها ليبيا حاليا ش���يء‬ ‫األوىل القائمة على أسس دستورية يف تاريخ طبيع���ي‪ ،‬واجملتم���ع الذي حرم م���ن التجربة‬ ‫الدميقراطي���ة الصحيح���ة لس���نوات طويلة‪،‬‬ ‫ليبيا احلديثة‪.‬‬ ‫خارط���ة الطري���ق الّليبية ترم���ي إىل انتخاب س���وف يتعل���م معن���ى الدميقراطي���ة وه���و‬ ‫«مؤمت���ر وط�ن�ي ع���ام»‪ ،‬وه���و برمل���ان انتقالي ميارس���ها‪ ،‬وليس ع���ن طريق التلق�ي�ن‪ ،‬فاملرء‬ ‫مؤ ّلف من مائيت عـضو‪ ،‬من بينهم ‪ 80‬مقعداً يتعل���م الس���باحة عندما يدخ���ل البحر وليس‬ ‫خمصصاً ملندوبي الكيانات السياسية‪ ،‬و‪ 120‬وهو على الشاطئ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ان ه���ذه املرحلة تعرب عن حال���ة الرتقب التى‬ ‫مقعداً فردياً‪ .‬وما أن يُنتـخب هذا الربملان‬

‫عبد السالم الزغييب‬ ‫مت���ر بها الب�ل�اد‪ ،‬خاص���ة مفكريه���ا وكتابها‬ ‫الذي���ن يتابعون بقلق تطورات عملية التحول‬ ‫الدميقراطي املتالحقة‪.‬‬ ‫وال���دور امله���م اآلن ه���و اإلع�ل�ام اللييب‪،‬الذي‬ ‫جي���ب ان يك���ون يف مس���توى التحدي���ات‪ ،‬وال‬ ‫يوث���ر بش���كل س���ليب عل���ى مرحل���ة التح���ول‬ ‫الدميقراطي فى ليبيا‪.‬‬ ‫م���ن واق���ع املعايش���ة اليومية حل���االت الكثري‬ ‫م���ن الليبيني ف���ان أول مطالبهم هواالمن فى‬ ‫الفرتة احلالية‪.‬‬ ‫بعده���ا تب���دأ أول خط���وات التح���ول حن���و‬

‫الدميقراطية‪..‬الدميقراطي���ة ليس���ت فق���ط‬ ‫انتخاب���ات‪ ،‬ب���ل تتطل���ب إقامة حوار سياس���ي‬ ‫واسع وشامل‪ ،‬مبشاركة قوى اجملتمعاملدني‪.‬‬ ‫أول هذه اخلط���وات ‪..‬التأكي���د على ضرورة‬ ‫احل���وار وتضافر جهود اجلمي���ع فى حماولة‬ ‫للتعام���ل مع املش���اكل املعلق���ة والتى يتعني‬ ‫حله���ا به���دف جتنب أي ن���وع م���ن الصعوبات‬ ‫التى قد تعرقل عملي���ة االنتقال اجلارية فى‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫ومب���ا ان ال���كل يع���رف أن التغي�ي�ر صع���ب‬ ‫ول���ن حي���دث يف بضع���ة أي���ام او ش���هور‪ ،‬أن‬ ‫الش���هور املاضية أكدت أن هن���اك الكثري من‬ ‫العم���ل لإلبقاء عل���ى التح���ول واالنتقال إىل‬ ‫الدميقراطية بش���كل س���لس فأن���ه جيب على‬ ‫الق���وى السياس���ية ان حت���دد أهدافها بش���كل‬ ‫واضح وحترتم إرادة واختيار الذين أعطوهم‬ ‫أصواته���م‪ ،‬وتس���رع يف تش���كيل حكومة وحدة‬ ‫وطنية تتخذ القرارات التى تسري بالبالد إىل‬ ‫األمام‪.‬‬ ‫والعمل على تأس���يس دولة يكون والء الناس‬ ‫فيها ليس للقبيلة أو املنطقة أو اجلهة بل اىل‬ ‫دول���ة القانون‪،‬الذي يتس���اوى أمامه اجلميع‪،‬‬ ‫وهو احلامي والصائن حلقوقهم‪.‬‬

‫التعاقدات القائمة االستمرار أو اإلنهاء أو اإللغاء‬ ‫التعاق���دات يف ليبي���ا كان���ت نتيج���ة إح���دى‬ ‫طرق إج���راءات التعاقد املتبع���ة طبقا للوائح‬ ‫والقوان�ي�ن الص���ادرة فهي ‪ ،‬ام���ا نتيجة تعاقد‬ ‫مباش���ر أو مناقصة عامة وال�ت�ي يعلن عليها‬ ‫للجمي���ع أو مناقص���ة حمدودة وال�ت�ي يعلن‬ ‫عليه���ا لعدد حمدد م���ن املقاولني املس���جلني‬ ‫ل���دى اجله���ة صاحب���ة العم���ل او املمارس���ة‬ ‫اليت تتم فيه ممارس���ة خمتص�ي�ن حمددين‬ ‫مس���جلني ل���دى صاح���ب العم���ل أو مزايدة‬ ‫عام���ة واملختص���ة ببي���ع األش���ياء وتت���م عن‬ ‫طريق عطاءات الشراء ‪.‬‬ ‫العدي���د م���ن من���اذج التعاق���د انتش���رت يف‬ ‫مؤسس���ات وأجه���زة النظام املنه���ار ومجيعها‬ ‫تضم���ن كل أو ج���زء م���ن بن���ود او نص���وص‬ ‫وردت يف اللوائح الص���ادرة وباألخص الئحة‬ ‫العق���ود اإلداري���ة والص���ادرة بق���رار اللجن���ة‬ ‫الش���عبية العامة رق���م ‪ 2007-563‬ومنوذج‬ ‫عقد األشغال العامة‪.‬‬ ‫يف جممله���ا تس���ري إح���كام الئح���ة العق���ود‬ ‫اإلداري���ة عل���ى العق���ود اليت تربمه���ا اجلهات‬ ‫والوح���دات اإلداري���ة لتنفي���ذ مش���روعات‬ ‫التنمية املمولة من امليزانية العامة وكذلك‬ ‫الغ�ي�ر ممولة م���ن امليزانية العام���ة يف بعض‬ ‫احلاالت وهذه العقود تش���مل عقود املقاوالت‬ ‫والصيانة والتش���غيل وبيع األش���ياء واإلدارة‬ ‫واستخدام املكاتب االستشارية ‪.‬‬ ‫نتيجة حلرب التحرير اليت خاضها الليبيون‬ ‫ضد الظلم واالس���تبداد والطغاة تأثر الوضع‬ ‫التعاق���دي للعقود املربم���ة واخلاصة بتنفيذ‬ ‫العدي���د م���ن املش���روعات ‪ ،‬وبالتالي س���تكون‬ ‫ه���ذه العقود حمل نقاش ب�ي�ن الطرف األول‬ ‫املال���ك أي الدولة الليبية ممثل���ة يف وزاراتها‬ ‫املختلفة وبني الط���رف الثاني وهم مقاولون‬

‫خمتلفون اجلنسية واهلوية واملصاحل ‪.‬‬ ‫نص���ت كل العق���ود املربمة يف الس���ابق على‬ ‫جمموعة من اإلجراءات لتس���يري أمور العقد‬ ‫منه���ا اإليق���اف ع���ن العم���ل ‪ ،‬إنه���اء التعاقد‪،‬‬ ‫إلغ���اء العق���د ‪ ،‬الق���وة القاه���رة ‪ ،‬اختص���اص‬ ‫القض���اء‪ .‬ومن هن���ا نود املرور على تفس�ي�رات‬ ‫هذه اإلج���راءات بق���ا طبق���اً للوائ���ح املنظمة‬ ‫للتعاق���دات القائمة واليت ابرمها ووقع عليها‬ ‫الطرف���ان األول والثان���ي م���ن أج���ل تنفي���ذ‬ ‫األعمال‪.‬‬ ‫لف���ض املنازعات م���ا بني الطرف�ي�ن أوضحت‬ ‫العق���ود املربمة اختصاص القض���اء اللييب يف‬ ‫ذل���ك ما ع���دا يف بعض احل���االت واذا اقتضت‬ ‫الض���رورة ويف حال���ة التعاقد م���ع جهات غري‬ ‫وطني���ة ومبوافق���ة مس���بقة أجي���ز االلتجاء‬ ‫اىل التحكيم مبش���ارطة حتكيم خاصة تكفل‬ ‫للجانب اللي�ب�ي فرص متكافئة يف اختيارهم‬ ‫احملكمني ‪.‬عرفت الق���وة القاهرة او الظروف‬ ‫الطارئة اليت مل يكن يف الوسع توقعها وكان‬ ‫من شأنها ان جتعل تنفيذ االلتزام مستحيال‬ ‫ويس���بب خس���ارة فادحة ‪ ،‬ويف بعض احلاالت‬ ‫أشارت بعض العقود اىل انه اذا زادت مدة هذه‬ ‫الظروف عن س���تة أش���هر وجب إنه���اء العقد‬ ‫من قبل الط���رف الثاني وميكن الدخول معه‬ ‫يف مفاوض���ات ح���ول التعوي���ض ‪.‬وهنا ميكن‬ ‫ان يش���مل التعوي���ض قيمة األعم���ال املنجزة‬ ‫واملس���تلمة‪ ،‬قيمة مق���درة لألعم���ال املنجزة‬ ‫جزئيا‪،‬قيم���ة املواد والس���لع املس���تلمة مبوقع‬ ‫العم���ل والغ�ي�ر مس���تعملة‪،‬قيمة اجل���زاءات‬ ‫املرتتب���ة عل���ى إلغاءأوام���ر الش���راء املعتم���دة‬ ‫‪ ،‬أي مصاري���ف معقول���ة حتمله���ا او س���وف‬ ‫يتحمله���ا الط���رف الثان���ي نتيج���ة التوق���ف‬ ‫وليست مصروفات مسرتدة مبوجب أي نص‬

‫بالعقد ‪ ،‬والنقاش األكرب س���وف يكون حول‬ ‫اإلرب���اح اليت كان���ت متوقعة لتنفي���ذ العقد‬ ‫وحجم اخلسائر اليت حلقت بالطرف الثاني‬ ‫نتيجة ه���ذه الظروف ‪ ،‬هذا مع اإلش���ارة بان‬ ‫بعض العقود القائمة جتيز عملية التفاوض‬

‫علي افتيته‬ ‫عل اإلرباح واخلس���ائر املتوقعة على األعمال‬ ‫املنفذة‪.‬‬ ‫طبق���ا للوائ���ح املنظم���ة لعملي���ات التعاقد يف‬ ‫الس���ابق أجي���ز موض���وع إلغ���اء التعاقد ونص‬ ‫علي���ه صراح���ة يف مجي���ع العق���ود املربم���ة‬ ‫وأوضح���ت الئح���ة العق���ود اإلداري���ة بأنه اذا‬ ‫اخ���ل املتعاق���د بالتزامات���ه "كان���ت للجه���ة‬ ‫املتعاق���دة ان توقع على املتعاقد كل او بعض‬ ‫اجلزاءات التالية‪:‬‬ ‫غرامة التأخري –سحب العمل والتنفيذ على‬ ‫حس���اب املتعاق���د‪ -‬مص���ادرة التأم�ي�ن – إلغاء‬ ‫العقد‬ ‫وايضا حددت احلاالت ال�ت�ي جيوز فيها إلغاء‬

‫العق���د منه���ا اذا انس���حب املق���اول م���ن موقع‬ ‫العم���ل ‪ ،‬اذا تأخ���ر يف التنفي���ذ ول���ن تك���ون‬ ‫ل���ه الق���درة عل���ى إكم���ال العمل ‪،‬اذا أش���هر‬ ‫إفالس���ه ‪ ،‬اذا أهمل إهماال جس���يما ‪،‬واذا ثبت‬ ‫عليه تعامالت غ�ي�ر قانونية مع احد موظفي‬ ‫الدول���ة او احد العاملني لدى اجلهة املتعاقدة‬ ‫او املشرفة‪.‬طبعا مع ضرورة إخطاره كتابيا‬ ‫مبدة كافيه قبل تطبيق اجلزاء‪.‬‬ ‫ايضا جيوز" إنهاء التعاقد يف بعض العقود من‬ ‫قبل الطرف األول يف أي وقت دون وقوع خطأ‬ ‫من جانب الطرف الثاني اذا اقتضت املصلحة‬ ‫العامة ذلك بش���رط تعوي���ض الطرف الثاني‬ ‫اذا كان للتعوي���ض حمل"‪.‬وهن���ا ايضا ميكن‬ ‫للط���رف الثان���ي املطالب���ة بنف���س التكاليف‬ ‫اليت اش���رنا إليها أعاله يف حال���ة إلغاء العقد‬ ‫ولكن هنا س���يكون موضوع اإلرباح واخلسائر‬ ‫املتوقع���ة والفعلي���ة حم���ل تف���اوض ونقاش‬ ‫كبريي���ن قد يت���م تس���ويتهم ودي���ا واألقرب‬ ‫سيكون القضاء هو الفيصل يف املوضوع‪.‬‬ ‫التعاق���دات القائم���ة طبق���ا للجه���ة املتعاقدة‬ ‫وم���دى تنظيمه���ا يف الس���ابق واجتهاده���ا يف‬ ‫وض���ع بن���ود العق���د طبق���ا للوائ���ح الناف���ذة‬ ‫إضاف���ة اىل لوائحه���ا الداخلي���ة والش���روط‬ ‫العام���ة واخلاصة بالعقد وتفاس�ي�ر الكلمات‬ ‫واملفردات واملعاني ‪ ،‬س���يكون هل���ا األثر الكبري‬ ‫يف حتدي���د حقوقه���ا يف ح���االت الن���زاع ‪ ،‬ان‬ ‫موضوع االس���تمرار يف تنفي���ذ االلتزامات مع‬ ‫املقاول�ي�ن القائمني او إنه���اء بعض التعاقدات‬ ‫وإلغ���اء البع���ض اآلخ���ر‪ ،‬موضوع سيحس���مه‬ ‫ق���درة الدولة على أع���داد التقدي���رات املالية‬ ‫املتوق���ع صرفها لكل اخلي���ارات مع التذكري‬ ‫ان النزاع���ات ما بني أط���راف التعاقد عادة ما‬ ‫تنتهي بتسوية مالية تنهي التزام الطرفني ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫سرية عبدالنيب يوسف ياسني ‪:‬‬ ‫ بداي���ة نرح���ب ب���ك بني صفح���ات جريدت���ك ميادين ‪،‬ونرغ���ب أن نع���رف قراءنا‬‫مبشوارك السياسي والعسكري ‪،‬دعنا نبدأ سرية الطفولة والعائلة ‪ ،‬فمن أنت أوال ؟‬ ‫اجلزء االول ‪:‬‬ ‫أمسي ‪..‬عبدالنيب بوس���يف ياس�ي�ن ‪ ،‬أس���رتي‬ ‫كانت تس���كن يف ش���ارع العرفية يف منطقة‬ ‫الربكة ‪ ،‬يف فرتة األربعينيات ‪ ،‬كان والدي‬ ‫ُمط���ارد ‪ ،‬ومت القب���ض عليه ‪ ،‬وه���ذه القصة‬ ‫غريب���ة بعض الش���يء ‪ ،‬أول مرة يتم القبض‬ ‫عليه وهو يف منطقة الربيقة ‪ ،‬ومت سجنه يف‬ ‫س���جن مدين���ة بنغ���ازي ‪ ،‬وكان مدي���ر‬ ‫الس���جن(دار فتيت���ه) وقته���ا حمم���د افتيت���ه‬ ‫وحتى ابنه بعده فتح���ي افتيتة اصبح مديراً‬ ‫للسجن ‪ ،‬وكان مدير منطقة الربيقة عمر‬ ‫درفيلي‪ ،‬ضمن تش���كيل احلكوم���ة اإليطالية‬ ‫ومعه���ا وكان ش���خصية معروفة ‪ ،‬بعد ذلك‬ ‫مت القبض على عمر درفيلي‪ ،‬وبفرتة وجيزة‬ ‫مت القب���ض عل���ى وال���دي بتهم���ة مقت���ل ‪6‬‬ ‫ضباط مبنطقة ش���ط الربيق���ة ‪ ،‬وكان أحد‬ ‫من أبناء عمومة أبي قال‪ :‬هذا يف جرة حصان‬ ‫بوس���يف! ‪ ،‬وأودعوه السجن وكان معه عمر‬ ‫درفيل���ي يف نف���س الزنزان���ه ‪ ،‬يف تلك الفرتة‬ ‫ب���دأت احل���رب العاملي���ة نهاي���ة ‪ 1939‬بداية‬ ‫االربعيني���ات‪ ،‬يف الظاه���ر أن اجلي���ش‬ ‫االجنلي���زي ق���د تق���دم باجت���اه بنغ���ازي يف‬ ‫هجم���ة روم���ل االوىل‪ ،‬واإليطالي���ون أرادوا‬ ‫االنس���حاب من بنغازي‪ ،‬قالوا أن اجملرمني أو‬ ‫املقب���وض عليه���م جبرائ���م عادية س���رقة ‪...‬‬ ‫س���يتم إخالء س���بيلهم ‪ ،‬وأصح���اب اجلرائم‬ ‫السياس���ية واخلط�ي�رة س���يتم نقله���م إىل‬ ‫إيطالي���ا عن طري���ق الباخرة ‪ ،‬طبع���ا والدي‬ ‫وعم���ر درفيل���ي ضم���ن اجلرائ���م اجلدي���ة ‪،‬‬ ‫وحممد إفتيتة كان صديق عمر درفيلي ‪، ،‬‬ ‫وكان خال���ي ‪،‬أو األص���ح أب���ن ع���م والدتي ‪،‬‬ ‫أيضا مس���جون بنفس تهم���ة مقتل الضباط‬ ‫الطلي���ان‪ ،‬حضر فتح���ي افتيتة وق���ال لعمر‬ ‫درفيل���ي س���أخرجك من الس���جن ‪ ،‬فرد عليه‬ ‫عمر لن أرضى باخلروج أال ومعي صديقي(‬ ‫وهن���ا يقص���د وال���دي) نبق���ى م���ع بعضنا أو‬ ‫خن���رج مع بعضن���ا ‪ ،‬فقال له س���وف يذهبون‬ ‫بك���م إىل إيطالي���ا ويقوم���ون بتنفي���ذ حك���م‬ ‫اإلعدام ‪ ،‬وليس من املس���تبعد أن يقوموا بأي‬ ‫تصرف آخر ‪ ،‬فرد عليه مرة أخرى ‪ ،‬سنخرج‬ ‫مع���اً أو نبق���ى مع���اً ‪،‬كان موقف���ه ش���جاعاً‬ ‫بصراح���ة ‪ ،‬فقال ل���ه لك ما تري���د‪ ،‬وقال هلم‬ ‫عندم���ا أقرأ وان���ادي على األمساء ل���ن أنادي‬ ‫على أمسائكم احلقيقية ‪ ،‬بل سأنادي عليكم‬ ‫بأمس���اء مس���تعارة ‪ ،‬ومدهم وقته���ا باألمساء‬ ‫اليت ال أتذكرها االن ‪ ،‬وحينما نقوم بعملية‬ ‫النداء س���نقرأ مث ً‬ ‫ال االس���م الفالني واالس���م‬ ‫الفالن���ي وقتها حيق لكم اخل���روج ‪ ،‬وبالفعل‬ ‫نادي على األمساء املوجودة بالقائمة ‪ ،‬وكان‬ ‫ضمنها بعض اجملرمني العاديني وحتى هذه‬ ‫األمس���اء كان���وا ق���د خرج���وا ‪ ،‬ولك���ن اآلمر‬

‫الكومن���دان يبدو أنه ش���ك يف األم���ر (مع أنه‬ ‫لي���س له عالق���ة) ‪ ،‬وق���ال ال ‪ ،‬يرجعوا كلهم‬ ‫وعلي���ك أن تبدأ م���ن جديد ق���راءة االمساء ‪،‬‬ ‫يبدو لي أنه ش���ك يف عملية العدد أو أن لديه‬ ‫ش���كوك أخ���رى ‪ ،‬وهن���ا أتذك���ر ملا حك���ي لنا‬ ‫وال���دي عن املوض���وع وقتها مخ���ن وانتابه ان‬ ‫املوض���وع خس���ران ‪ ،‬بطبيع���ة احل���ال دائم���ا‬ ‫اإلنس���ان الذي يبدو مشغول دائما لديه أفكار‬ ‫حول موض���وع تفكريه ‪ ،‬وقال ‪ :‬وقتها خالص‬ ‫سلمت أمري هلل رب العاملني ‪ ،‬وقلت يف نفسي‬ ‫أن حممد أفتيته ال يعقل أن يضحي حبياته‬ ‫من أجل���ي ‪ ،‬ألنه مل يكن لديه س���ابق معرفة‬ ‫ب���ي ‪ ،‬ميكن له ان يغفل ع���ن أمسي ويتذكر‬ ‫فقط اس���م صديقه درفيل���ي‪ ،‬وانا موضوعي‬ ‫مت وانته���ى ‪،‬وم���ع ذل���ك أخذ ينتظ���ر الفرج ‪،‬‬ ‫لكن الرجل املش���رف ذكر األمس���اء وكانوا‬ ‫ضم���ن القائم���ة وبالفعل خرج���وا ‪ ،‬وقتها مل‬ ‫يع�ت�رض الكومندان ‪ ،‬والباق�ي�ن ركبوا ظهر‬ ‫الباخ���رة ‪ ،‬وال اعرف مصريه���م رمبا ُض ِربت‬ ‫من قب���ل احللفاء‪ ..‬الق���وات اإليطالية‪ ،‬أو أنها‬ ‫غرق���ت يف البح���ر مب���ا فيه���م طبع���اً خال���ي‬ ‫‪،‬وانتهوا ‪ ،‬والدي مل يق���در أن يرجع للربيقة‬ ‫وقته���ا ألنه���ا منطقة صغرية ‪ ،‬كي���ف له أن‬ ‫يرج���ع لدكان���ه وه���و ال���دكان الوحي���د يف‬ ‫الربيق���ة ‪ ،‬أس���تقر يف بنغازي ‪ ،‬بع���د ذلك جاء‬ ‫الطلي���ان من جديد ‪ ،‬وقتها أس���تطاع أن يغري‬ ‫مالحم���ه ‪ ،‬وغري يف اهلن���دام حي���ث أختار أن‬ ‫يرت���دي مالب���س ( أفرجني���ة ) وأس���تقر ب���ه‬ ‫احلال ان افتتح دكان يف منطقة الرويس���ات‬ ‫يف بنغ���ازي ‪ ،‬بع���د ع���ام ونصف فيم���ا كانت‬ ‫األمور مستقرة حضر عنده شخص من أبناء‬ ‫عمومت���ه وعرف���ه وانتبه ل���ه ‪،‬مل متض فرتة‬ ‫وجي���زة حت���ى مت القب���ض عليه م���رة ثانية‪،‬‬ ‫و ُق��� ِدم للمحكم���ة وعني له حمام���ي وكان‬ ‫إيطال���ي ‪،‬وقالوا له أخرت ان���ت املرتجم ‪ ،‬فقال‬ ‫هلم عندي زوجي أبنيت يتقن اللغة اإليطالية‬ ‫حي���ث أنه تعلم يف امل���دارس اإليطالية‪ ،‬وزوج‬ ‫ابنته هو (يوسف بوكريشة ) كان دارس يف‬ ‫املدارس االيطالية ‪ ،‬حي���ث كانت مهمته أن‬ ‫يرتج���م ما ي���دور بني والدي وب�ي�ن الطليان ‪،‬‬ ‫واحل���ق يقال لق���د دافع عنه دفاع مس���تميت‬ ‫وق���ال هلم ‪:‬ج���رة احلصان ال ميك���ن ان تكون‬ ‫دلي���ل لقتل وال���دي للطلي���ان الس���تة ‪،‬ولكن‬ ‫فشلت القضية ‪،‬وباءت باخلسارة وحكم عليه‬ ‫باإلع���دام ‪ ،‬وحتكي لي والدت���ي كان عندها‬ ‫بنت ووليد صغري ‪،‬وياس�ي�ن كان من زوجة‬ ‫والدي املتوفية وكان كبري‪،‬وهي اليت قامت‬ ‫برعايت���ه وتربيت���ه ‪،‬وقال���ت اتصل���وا بنا كي‬ ‫نذهب ونس���لم علي���ه ونودعه حيث اس���تلمنا‬ ‫الدزدان(حقيبة صغ�ي�رة ختصه) والفرملة‪،‬‬

‫والطاقية ‪،‬ودعهم الوالد على اساس أن األمر‬ ‫انته���ي وأم���ر اإلع���دام س���ينفذ ‪ ،‬ولكن تش���اء‬ ‫الظ���روف ان خي���رج ثالث ليل���ة عندما دخل‬ ‫االجنلي���ز ‪ ،‬مبا معنى انه دخ���ل وخرج أكثر‬ ‫من مرة وكتبت ل���ه احلياة!‪ ،‬وبعدها تكونت‬ ‫حكوم���ة اإلدارة ‪،‬ك���ى يقول���وا ل���ه ان هنالك‬ ‫توصي���ة م���ن األم�ي�ر بش���أنك أن تذه���ب إىل‬ ‫مدين���ة اجدابي���ا وهنال���ك تعم���ل ( مدي���ر )‬ ‫ويومه���ا كان ما عليك إال الس���مع والطاعة‬ ‫ومت هل���م م���ا أرادوا بقي وال���دي مدير حتت‬ ‫أم���رة املتصرف الربيطان���ي ‪،‬ويف عام ‪1946‬‬ ‫مت نقل���ه إىل مدين���ة ط�ب�رق بوظيف���ة نائب‬ ‫املتص���رف يف طربق ‪ ،‬هذا ح���دث حينما رجع‬ ‫امللك واس���تقر يف طربق ‪ ،‬وولدت أنا يف نهاية‬ ‫‪، 1947‬طبع���اً حتك���ي لي والدتي ان طربق‬ ‫ح���ل بها الدم���ار ‪ ،‬حيث هنال���ك حوالي ‪ 20‬أو‬ ‫‪ 15‬بيت فقط قائمات‪ ،‬والباقي كله مدمر‬ ‫وكان بيتن���ا م���ن ضم���ن البي���وت املدم���رة‬ ‫وبع���ض العائالت يف طربق ‪،‬وأيضا بيت امللك‬ ‫مل يكن لديه قصر‪ ،‬ويف اسبوع والدتك ‪ -‬قالت‬ ‫والدت���ي‪ -‬حض���ر املل���ك واألم�ي�رة فاطم���ة‬ ‫‪،‬وكانت بالنس���بة لنا ش���يء خاص ومتميز‪،‬‬ ‫وبع���د اقامتنا يف طربق بع���ام مت نقل والدي‬ ‫إىل مدين���ة درن���ة ليكون متصرفه���ا يف العام‬ ‫‪ ،1948‬ويف ع���ام ‪ 1950‬رج���ع اىل بنغ���ازي‬ ‫‪،‬دخلت أول حكومة والية أي قبل االستقالل‬ ‫‪،‬وم���ن ه���ذا التاريخ أقمنا يف ش���ارع عمرو بن‬ ‫الع���اص ‪ ،‬وب���دأت يف مرحل�ت�ي الدراس���ية‬ ‫الروض���ة يف مدرس���ة البن���ات ‪ ،‬ال�ت�ي كانت‬ ‫تلحق معها أيضا السنة األوىل االبتدائي ويف‬ ‫هذه املدرسة درست سنة واحدة ثم التحقت‬

‫مبدرس���ة األم�ي�ر ألن اخوتي مجيع���اً كانوا‬ ‫هنال���ك ‪،‬لغاية الس���نة الرابع���ة االبتدائي ‪،‬ال‬ ‫أذكر وقتها أس���م ناظر املدرس���ة ‪ ،‬الشخص‬ ‫الوحي���د الذي اتذكره االس���تاذ خالد الغناي‬ ‫اعتق���د ان���ه كان م���درس الرياض���ة ‪،‬أذكر‬ ‫كانت هنالك حديقة تابعة للمدرس���ة كنا‬ ‫نتخذها للزراعة وكن���ت وقتها صغري كنا‬ ‫نتف���رج على التالميذ االخرين‪ ،‬لكنين كنت‬ ‫أذهب كي اتعلم من األخرين ما يقومون به‬ ‫م���ن أعم���ال ‪،‬ورغ���م االمكاني���ات البس���يطة‬ ‫املتواضع���ة ‪ ،‬كان مقابل ذلك جمهود عظيم‬ ‫للتعلي���م‪ ،‬حي���ث املدرس���ة ل���ه مكان���ة جليلة‬ ‫وخاصة للناظر وللمدرس وكذلك التلميذ‬ ‫كذل���ك له تقدير واح�ت�رام ‪ ،‬بعد ذلك بداية‬ ‫الس���نة الرابع���ة االبتدائ���ي أنتق���ل الوالد إىل‬ ‫منطق���ة الربك���ة وهنالك وفقه اهلل لش���راء‬ ‫بي���ت وحل���د االن البيت موج���ود حيث مت يف‬ ‫ف�ت�رة س���ابقة أن اخت���ذه بعضه���م مدرس���ة ‪،‬‬ ‫كن���ت صغ�ي�را و أبك���ي وحبرق���ة حينم���ا‬ ‫مسعته���م يقول���ون سنس���كن يف الربك���ة‬ ‫(وكأنك ستس���كن يف ش���يكاغو!)‪ ،‬معي خوي‬ ‫حممد كان يه���دي فيا ويقولي ما ختافش‪،‬‬ ‫وقته���ا كن���ا نس���مع ع���ن الربك���ة ‪،‬القصة‬ ‫كانت بالنس���بة لي كأنين ذاهب إىل حتفي‬ ‫ورغماً عين ‪ ،‬وبالفعل انتقلنا ملنطقة الربكة‬ ‫واس���تقر بنا احلال هناك وعملنا صحبة مع‬ ‫عبداحل���ق الل���ي تع���ارك م���ع خ���وي حممد‪،‬‬ ‫وتكونت بيننا وبني اجلريان صداقة وخاصة‬ ‫بش���ارع عب���د املطلوب���ن اخنرط���ت يف تنظيم‬ ‫الكش���افة وبقي���ت يف الكش���افة ف�ت�رة طويلة‬ ‫‪،‬السنوس���ي العني���زي قائ���د الفرق���ة ‪ ،‬راش���د‬


‫‪)2012‬م‬ ‫أغسطس‬ ‫‪ 31‬ـ ‪-6‬‬ ‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ (‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫‪ 26‬ـ ‪-2‬‬ ‫يوليوــ‪( 59-‬‬ ‫الثانية العدد‬ ‫السنة‬

‫الزب�ي�ر وجربي���ل ال���واداوي كان النائ���ب‬ ‫متاع‪،‬الكشافة االش���بال ثم الفتيان ‪...‬حقيقة‬ ‫علمت�ن�ي الكثري ومنه���ا االعتماد على النفس‬ ‫اخلل���ق واالبداع‪،‬ولقد مررن���ا على عدة دول‬ ‫أروب���ا بريطاني���ا ورحالت بالقط���ار قطعناه‬ ‫جلمهوري���ات ‪،‬وتعرفن���ا عل���ى العدي���د م���ن‬ ‫املنظمات الكشفية األخرى واالصدقاء أيضا‬ ‫من الكش���افة ‪،‬د‪.‬منصور الكيخيا اهلل يرمحه‬ ‫يعترب من الذين س���اهموا يف صقلنا‪ ،‬وهنالك‬

‫يف س���يارات (عطون���ا طرحي���ة) ونقلن���ا إىل‬ ‫مديري���ة األمن كان���ت وراء احملافظة ‪،‬ومت‬ ‫تقدمين���ا للمحكمة ومت نقلن���ا يف احملافظة‬ ‫ثم الوالية ‪ ،‬وهنالك وجدنا مئات من اجلنود‬ ‫املتحركة بزيهم العس���كري ‪ ،‬ولقد كتبت‬ ‫عن هذا املوضوع يف ليبيا وطننا ش���هادتي عن‬ ‫اح���داث ‪64‬م ‪ ،‬املهم هنالك تلقينا الكثري من‬ ‫الض���رب وال���ركل ‪،‬وأدخلون���ا يف زنزان���ة‬ ‫كبرية ‪ ،‬فيما بعد بدأوا ينادوا علينا باالس���م‬

‫اننا كن���ا يف طريقنا ملنطقة اجلبل االخضر‬ ‫واحضرنا معنا بطاقات وكأننا كنا نستعري‬ ‫بعض الكت���ب‪ ،‬ولقد حصل م���ا حصل ‪،‬فقال‬ ‫لنا س���هل س���وف احتدث مع االس���تاذ حممد‬ ‫مرتض���ي وافهمه بكل ما حصل معكم وبأذن‬ ‫اهلل س���وف يتفهم الوضع ‪ ،‬وطمأننا االس���تاذ‬ ‫س���امل وفرحنا طبعا‪،‬وهل���ذا قررنا ان نتخلف‬ ‫عن احلصتني االوليتني هل���ذا النجاح الكبري‬ ‫‪،‬وكان اجل���وع قد اخذ من���ا نصيبه من اليوم‬

‫فتحي إفتيتة قال لعمر درفيلي سأخرجك من السجن ‪ ،‬فرد عليه عمر لن‬ ‫أرضى باخلروج أال ومعي صديقي‪.‬‬ ‫ودعهم الوالد على اس���اس أن األمر انتهي وأمر اإلعدام سينفذ ‪ ،‬ولكن تشاء‬ ‫الظروف ان خيرج ثالث ليلة عندما دخل االجنليز‪.‬‬ ‫منص���ور الكيخيا يعترب من الذين س���اهموا يف صقلنا‪ ،‬وهنالك أيضا حممد‬ ‫املغبوب ‪،‬وعبدالس�ل�ام الضراط وحس�ي�ن الشطش���اط ‪ ،‬ونظي���م مفراكس ‪،‬‬ ‫وحممد جحا‪.‬‬ ‫أيض���ا حمم���د املغب���وب ‪،‬وس���ليمان الضراط‬ ‫وحس�ي�ن الشطش���اط ‪ ،‬ونظي���م مفراك���س‬ ‫‪،‬حمم���د جحا اهلوني‪،‬كله���م كانوا بالفعل‬ ‫ش���خصيات متمي���زة وكان���وا الق���ادة لنا يف‬ ‫تنظي���م الكش���افة ‪ ،‬بعد ذلك حدث���ت أحداث‬ ‫يناي���ر‪ ،‬وان���ا كن���ت وقته���ا يف وس���ط ه���ذه‬ ‫األحداث ‪،‬ميكن القول بطريق اخلطأ ‪،‬ألنين‬ ‫مل أكن عضواً يف احتاد الطلبة ‪،‬بل كنت يف‬ ‫هيئة حترير صحيفة باملدرسة ‪،‬يف مدرسة‬ ‫ش���هداء يناير‪ ،‬وكنت وقتها يف القسم الفين‬ ‫أي رس���م كاريكات�ي�ر ‪،‬أذك���ر يف ذلك اليوم‬ ‫‪، 1964.1.13‬كان���ت عندنا بطولة فصول‬ ‫‪،‬سداس���ية بطول���ة ب�ي�ن الفص���ول‪ ،‬وكان‬ ‫يش���رف عليها س���عد اصنيدل يف ذلك الوقت‬ ‫‪،‬البطولة كانت تبدأ بعد الساعة الثانية أي‬ ‫نرتاح عشر دقائق ‪،‬وبعدها نبدأ يف التصفيات‬ ‫‪،‬وكنت أقوم بدور احل���ارس ‪،‬بعد ما انتهينا‬ ‫م���ن املباراة ‪،‬مسعنا أحدهم يق���ول لنا هنالك‬ ‫مظاهرة وفي���ه ضرب يف اجلامع���ة وهنالك‬ ‫ش���رطة ‪،‬احلدث كان غري مألوف بالنس���بة‬ ‫لنا يف بنغازي ‪،‬ترجلن���ا على دراجاتنا وكان‬ ‫ذلك الوقت الشاب منا ميلك دراجة ‪،‬وخاصة‬ ‫منطقة الربكة ‪ ،‬وكانوا أيضاً معنا ش���باب‬ ‫م���ن مجاع���ة الب�ل�اد ‪،‬وذهبنا ال���ي اجلامعة ‪،‬‬ ‫وتش���اء الص���دف أن أرى صديق���ي س���امل‬ ‫بوشريده ومعه مفتاح النقاز ‪ ،‬واحب ان أشري‬ ‫أنهم���ا األثن���ان قد أصيب���ا يف تل���ك املظاهرة‬ ‫‪،‬كان���وا بالقرب م���ن حم���ل‪ ،‬وكان والده (‬ ‫صديقي سامل ) يعمل فيه قاللي وين ماشي‬ ‫راه���و كل ش���ي مت‪ ،‬وكان ل���دي ح���ب‬ ‫االستطالع ذهبنا إىل اجلامعة ‪ ،‬مل جند احداً‬ ‫فق���ط حج���ارة متناث���رة ‪ ،‬وحينه���ا اتينا من‬ ‫اخلل���ف م���ن جهة البح���ر ‪ ،‬نفس الش���يء مل‬ ‫جند إال تلك البقاي���ا ‪ ،‬هنالك خراب ومقاعد‬ ‫خملوع���ة ‪ ،‬مجاع���ة البالد ذهب���وا من ناحية‬ ‫وحنن ركبنا دراجاتنا وقررنا نروحوا ذهبنا‬ ‫من ناحية أخرى ‪،‬وهنالك قبضوا علينا قرب‬ ‫الشجر ومت ضربنا ( باحلبلة ) ومت حتميلنا‬

‫‪،‬وكان معه���م ضابط حتقي���ق واحد رائد او‬ ‫نقي���ب ـ وقته���ا ‪ -‬وال���دي مل يك���ن يعم���ل يف‬ ‫احلكوم���ة ‪،‬كان فاتح حم�ل�ات ‪،‬كان تاجر‪،‬‬ ‫ومقاول خارج احلكوم���ة ‪،‬فقال لي هذا بوك‬ ‫أن���ا أعرفه‪ ،‬انت لي���ش تتظاهر‪،‬قلن���ا له جئنا‬ ‫نتف���رج على املب���اراة فقط ‪ ،‬فقال لنا س���وف‬ ‫ت���رون م���ا مل يك���ن يف خيالك���م ‪،‬أوال س���وف‬ ‫حترمون من االنتظام يف الدراس���ة يف مجيع‬ ‫مدارس���كم ‪،‬الدراسة انس���وها ‪ ،‬وسوف نبعث‬ ‫معكم أحدهم كي حيضركم ومعكم ولي‬ ‫أمرك���م ‪،‬وق���ال لن���ا اآلن أذهب���وا وأنا عندي‬ ‫عناوينك���م ‪،‬وغ���دا صباح���ا س���وف يأتيك���م‬ ‫شاويش بسيارة كي تأتوا الينا سعياً‪،‬ومعكم‬ ‫ولي أمركم ‪ ،‬طبعاً غادرناهم الي بيوتنا بعد‬ ‫الثاني���ة صب���اح الي���وم التالي يف ش���هر يناير‬ ‫كان يوم مرعب‪ ،‬وكان وقتها املدينة تقفل‬ ‫حمالته���م وتغف���و باك���راً ‪ ،‬مل يك���ن هنالك‬ ‫مواصالت فس���رنا على أقدامن���ا إىل منطقة‬ ‫الربكة ‪،‬ولقد ضربنا ضرباً مربحاً ‪،‬وكنت‬ ‫وقتها افكر كي���ف اقابل امي وابي ولكن اهلل‬ ‫كان رحي���م بي ‪..‬وجدتهم ُنيام‪ ،‬وكان أخي‬ ‫وصديق���ي حممود ينتظ���ران قدومي للبيت‬ ‫‪،‬وقالوا لي هيا ادخل البيت ‪،‬مل يكن أحد يعلم‬ ‫ب���ك ‪،‬ومن���ت ولكن�ن�ي قل���ت هلم���ا ان�ن�ي غ���دا‬ ‫س���أنهض باك���را بس���بب الش���اويش ال���ذي‬ ‫س���يحضر للبيت غدا‪،‬وكان أخ���ي خائفا ان‬ ‫يران���ي اب���ي به���ذه الص���ورة‪ ،‬وان���ا مض���روب‬ ‫واالثار واضحة علي‪ ،‬والدي ينهض باكرا‪،‬‬ ‫بالفع���ل غريت مالبس���ي وخرج���ت من غري‬ ‫افطار وال محام ‪ ،‬وذهبنا تالقينا مع الضحايا‬ ‫كن���ا حوالي ‪ 7‬أف���راد أو ‪ ، 8‬ووجدنا انفس���نا‬ ‫نتجاذب الفكرة ‪،‬ماذا سنقول يف االستجواب؟‪،‬‬ ‫وكلنا ق���د طردنا من الدراس���ة ‪،‬وذهبنا اىل‬ ‫االس���تاذ سامل اهلل يرمحه‪ ،‬وكان صعب جدا‬ ‫يف التعام���ل ‪،‬ولكننا حكينا له م���ا حدث معنا‬ ‫ب���كل ص���دق ولق���د أطلعن���اه عل���ى اجلروح‬ ‫والكدم���ات اليت يف اجس���ادنا ‪،‬ولك���ن كذبنا‬ ‫عليه يف س���بب هذه اجلروح والكدمات ‪ ،‬قلنا‬

‫الس���ابق مل نأكل‪،‬وذهبنا للمقصف اخللفي‬ ‫ال���ذي كان صاحب���ه فهيم قاع���د لعند االن‬ ‫س���بحان اهلل ‪ ،‬فطرن���ا واخذن���ا سندويتش���ات‬ ‫وحتدثنا وبدأنا يف الش���كوى لبعضنا البعض‬ ‫وقررن���ا أن نتخلف عن يومنا الدراس���ي هذا‬ ‫‪،‬وقتها رن اجل���رس وقبلها فيما اذكر خرج‬ ‫الطلب���ة وتن���ادى ال���ي امساعنا بانهم س���وف‬ ‫يذهب���ون مظاهرة وقال���وا لنا وكنا يف فصل‬ ‫واح���د قالوا من الضروري ان تذهبوا معنا يف‬ ‫املظاه���رة ألنه���م عرفوا بطريق���ة أو بأخرى‬ ‫أننا كنا يف املظاهرة الس���ابقة‪ ،‬لكننا حاولنا‬ ‫افهامه���م بأننا البارحة كنا يف املعتقل ولقد‬ ‫مت ضربنا ‪ ،‬وكان قائدنا حممود مشام أحد‬ ‫اف���راد احت���اد الطلبة ( ومن يوم���ه وهو أمتاع‬ ‫مش���اكل يضح���ك) كان عض���واً فع���ا ً‬ ‫ال يف‬ ‫احت���اد الطلبة ‪ ،‬وقتها أصروا على وجودنا يف‬ ‫املظاه���رة ‪،‬ومت هلم م���ا أرادوا ولكننا بقينا يف‬ ‫اخلل���ف ‪،‬وأعينن���ا يف ح���ذر ش���ديد ‪ ،‬حملنا يف‬ ‫ش���ارع مقابل مدرس���ة لنقي هنالك حمطة‬ ‫للحافالت ‪ ،‬حملنا سيارات القوات املتحركة‬ ‫والكث�ي�ر م���ن املس���لحني باخل���وذات ‪،‬قلن���ا‬ ‫مجاعتن���ا أمتاع�ي�ن البارح���ة الل���ي حقق���وا‬ ‫ومس���كونا هنا يف انتظارنا ‪،‬وحاولنا بس���رعة‬ ‫أن حن���ذر باق���ي اجملموع���ة ال�ت�ي يف املقدمة‬ ‫وكانت تهتف حبم���اس ‪ ،‬ولكن الوضع بات‬ ‫علين���ا م���ن احمل���ال ‪،‬اس���تمرينا يف مواصل���ة‬ ‫املُظاهرة ‪ ،‬ولكننا كنا على حذر ش���ديد ويف‬ ‫حتف���ز يقظ لله���روب يف أي حلظ���ة ‪ ،‬طبعاً‬ ‫كان الي���وم األول للتظاه���رة يف اجلامع���ة‬ ‫‪ 1964.1.13‬ذهبنا وتفرجنا وألقي القبض‬ ‫علين���ا في���ه ‪،‬وبعده���ا أي ي���وم ‪1964.1.14‬‬ ‫كانت يف مدرس���ة ش���هداء يناي���ر الثانوية ‪،‬‬ ‫فج���اءة بدأت عملي���ة رمي احلجارة بش���كل‬ ‫متالح���ق ومنظ���م الط�ل�اب كان���وا مرتبني‬ ‫كل ش���يء ‪،‬وباملقابل فقد كان���وا يف عملية‬ ‫اس���تنفار هلذه املظاه���رة ‪،‬ويف نفس اللحظة‬ ‫ب���دأت الق���وات املس���لحة باهلج���وم علين���ا ‪،‬‬ ‫وكن���ت وقتها ش���ديد االنتباه لذاك الش���ارع‬

‫‪17‬‬

‫ال���ذي كان���ت تتواجد به تل���ك القوات فقلت‬ ‫جملموعيت جيب علينا احلذر ورجعنا بش���كل‬ ‫عكسي من شارع الربكة ‪ ،‬وحاولنا االختباء‬ ‫يف ركن خلف عمارة إيطالية مجيلة البناء‬ ‫اهلندس���ي ‪،‬وكان البيج���و يقي���م هنال���ك‬ ‫‪،‬بطبيع���ة احلال نتذكر هذه اجملموعة اليت‬ ‫تفوق يف عددها سبعني‪ ،‬مثانني طالباً ‪،‬وقتها‬ ‫كان البيج���و يط���ل من حني آلخ���ر ‪،‬خيرج‬ ‫يقذف بعض احلج���ارة ويرجع وكنا نفعل‬ ‫مثل���ه ال���كل خت���رج دفعة ث���م تتلوه���ا دفعة‬ ‫اخرى ‪ ،‬ولكن البيجو كان ميتلك جرأة غري‬ ‫عادية هل���ذا كان يتقدمنا كثرياً ‪،‬فيما بعد‬ ‫مسعن���ا ص���وت إط�ل�اق رص���اص مس���تمر‬ ‫ومتالح���ق لثالث مرات ‪،‬أحدهم صرخ ( لقد‬ ‫أصي���ب البيجو ) وبالفعل كان قد وقع على‬ ‫االرض مضرجا بدمائه ‪،‬ويف ذات اللحظة مل‬ ‫يتوق���ف إط�ل�اق الرصاص م���ن االول ثالث‬ ‫مصوب‬ ‫طلق���ات وبعدي���ن كث���روا ‪،‬هل ه���و‬ ‫ٌ‬ ‫ناحيتنا أم يف اهلواء لتخويفنا فقط اهلل اعلم‬ ‫؟؟‪،‬امله���م أنن���ا وجدن���ا انفس���نا فج���أة ننطلق‬ ‫ناحي���ة (مق�ب�رة س���يدي حس�ي�ن ) بطبيع���ة‬ ‫احل���ال الزالت نف���س اجملموعة ال�ت�ي يفوق‬ ‫عدده���ا الس���بعني طالباً ‪ ،‬وأيض���اً ال نعلم من‬ ‫يقودن���ا م���ن األم���ام‪ ،‬كن���ا جن���ري وفق���ط‬ ‫‪،‬وصلنا لس���ور مقربة س���يدي حسني وكان‬ ‫عالياً وضخماً ومسيك‪ ،‬وقتها كيف امتلكنا‬ ‫اجلرأة والقوة والش���جاعة ك���ي نقفز كل‬ ‫ه���ذا العدد م���ن القبور وه���ذا الس���ور العالي‬ ‫والضخ���م ‪ ،‬ال نعل���م كي���ف حدث ه���ذا ؟اهلل‬ ‫وحده يعلم بقدرتنا وقتها ‪ ،‬وكأننا من غري‬ ‫وعي وإدراك ‪ ،‬وخرجنا للمنطقة اليت خلف‬ ‫مقربة س���يدي حس�ي�ن على ما اظن منطقة‬ ‫الس���كابلي ‪ ،‬فيم���ا أذك���ر كان هنال���ك‬ ‫مس���توصف (وراء مدرس���ة االم�ي�ر) قدي���م‬ ‫يطل���ق عليه بغداد ‪ ،‬وأذكر ذلك بكل وضوح‬ ‫كان الطبي���ب واملم���رض امس���ه بوش���يحه ‪،‬‬ ‫وخطمنا علي شارع عمر بن العاص ‪،‬وهنالك‬ ‫توجهن���ا مليدان الش���جرة حي���ث املظاهرة قد‬ ‫اشتد أوارها ‪،‬كنت أري املتظاهرين هائجني‬ ‫‪،‬الكثري من مئات الطلبة عدد كبرييتوافدون‬ ‫على امليدان ‪ ،‬وتلك اجملموعة املسلحة تباغتنا‬ ‫من ناحية مركز الشرطة ‪،‬املهم أننا توجهنا‬ ‫جله���ة أخ���رى ودخلن���ا م���ن ش���ارع ‪ ،‬وفجأة‬ ‫وجدنا حمم���ود مشام مرمي���اً على األرض ‪،‬‬ ‫وكان حمم���ود مشام معروف لدينا نش���ط‬ ‫والعب س���لة ‪ ،‬مبا معنى على مس���افة بعيدة‬ ‫ميك���ن لنا التعرف عليه من جس���مه وش���كله‬ ‫وكان ش���اباً قوي���اً ‪ ،‬حاولن���ا التق���رب من���ه‬ ‫ووجدن���اه م���ازال حي���اُ‪ ،‬وال اخفي���ك كان‬ ‫يتملكن���ا اخل���وف من تتب���ع خطواتن���ا ‪،‬طبعاً‬ ‫هنالك من املتظاهرين من استمر يف التقدم‬ ‫‪،‬وحنن طلعنا وكان اجتاهي جهة مفوضية‬ ‫الكش���افة باعتب���ار انه امل���كان واملِعقل األقرب‬ ‫‪،‬وكن���ا جن���ري م���ن جه���ة اإلذاع���ة ‪ ،‬وقتها‬ ‫تذك���رت ج���دي بيديروله عملي���ة ‪،‬جدي (‬ ‫ج���دي ه���ذا أس���طورة ب���كل م���ا حتم���ل هذه‬ ‫الكلمة فيما بعد س���أحكي عنه ) امسه صاحل‬ ‫بو مخ���ادة ‪ ،‬وقبل���ه بفرتة كان���ت امي أيضا‬ ‫عمل���ت عملية فان���ا اعرف امل���كان وتفاصيله‬ ‫وبدات أرى القادمني من اجلرحى واملصابني‬ ‫ج���اءت ايض���ا الس���وريال ملداواتن���ا بقين���ا اىل‬ ‫العصر ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫اتذكر‬ ‫اجلزء الثاني‬

‫ناشطي العمل التطوعي كاحلاج غرياني الذي نذر عمره بالكامل‬ ‫لألعم���ال اخلريي���ة التطوعية أو حمّ ���ود الذي كان ش���رطيا منذ‬ ‫اإلدارة الربيطانية‪.‬‬

‫السنوسي حبيب‬

‫ذاكرة املدينة‬ ‫كن���ا نداوم يف املقر بش���كل يوم���ي يف الفرتة‬ ‫املسائية أو األدق الليلية‪ ،‬كنا نستقبل الزوار‬ ‫ونسجل آراءهم ومالحظاتهم ونقضي اوقاتا‬ ‫يف الدردش���ة يف األم���ور الرتاثي���ة ومقابل���ة‬ ‫بعض الرواة يف خمتلف أمور الرتاث الشعيب‪،‬‬ ‫جنح���ت الذاك���رة يف ان تكون مكان���ا لتداول‬ ‫األف���كار يف الرتاث وكيفي���ة مجعه‪ ،‬وكانت‬ ‫اجللس���ات املفتوحة هذه تس���تمر احيانا حتى‬ ‫س���اعات متاخرة من الليل وق���د يتم التط ّرق‬ ‫أحيان���ا ألم���ور الش���أن الع���ام باملدين���ة خارج‬ ‫نط���اق املوض���وع الرتاث���ي وق���د حقق لن���ا هذا‬ ‫الوضع مركزا مهما يف األوس���اط الش���عبية‬

‫ان تع���د ملف���ا متكام�ل�ا مدعم���ا باخلرائ���ط‬ ‫واجل���داول‪ ،‬حولن���اه إىل جه���ات االختصاص‬ ‫ولكنه���ا تباط���أت يف تنفي���ذه األم���ر ال���ذي‬ ‫دفعن���ا وبالتعاون مع مجعية تش���جري املدينة‬ ‫اىل تنفي���ذ ه���ذا املش���روع بامكانيات بس���يطة‬ ‫وبالتع���اون م���ع كلي���ة اهلندس���ة مت تعلي���ق‬ ‫لوح���ات معدني���ة مبيادي���ن وش���وارع املدين���ة‬ ‫‪.‬يف نفس اإلطار انش���أنا ش���عبة لبيت اجملاهد‬ ‫س���أتناوهلا الحقا وش���عبة للمدين���ة القدمية‬ ‫س���أعود اىل احلدي���ث عنه���ا يف حلق���ة خاصة‬ ‫بها وش���عبة ل���دار احل���رف التقليدية اوكل‬ ‫امره���ا اىل بقصيص���ة عب���داهلل ال���ذي التحق‬

‫السوق ما أمسيناه دار احلرف التقليدية‪،‬ومل‬ ‫نتمكن من تشغيله كدار للحرف التقليدية‬ ‫وال���ذي اصب���ح الحق���ا مق���رأ مؤقت���ا دائم���ا‬ ‫لذاك���رة امل���د ين���ة‪ ,‬اضاف���ة اىل ذلك س���عينا‬ ‫إلقامة مش���روع ملتحف صحراوي يف القلعة‬ ‫العسكرية اليت كان اإليطاليون قد ش ّيدوها‬ ‫يف املدخ���ل الش���مالي للمدينة ومل نتمكن من‬ ‫إجنازه‪،‬وق���د قام���ت أمانة الس���ياحة بصيانة‬ ‫أس���واره اخلارجي���ة‪ ،‬وقد اس���تعملناه يف فرتة‬ ‫الحقة حني قام خصومنا بهدم مق ّرنا خمزنا‬ ‫لتجهيزات الذاكرة ولكن لألس���ف الش���ديد‬ ‫تعرض للسرقة عدة مرات‪.‬‬

‫كان خصومن���ا يف اللجنة الش���عبية واملؤمتر الش���عيب ه���ون ! قد رتبوا‬

‫احتفائية ترحيبية بأمحد ابراهيم يف مسعى للتق ّرب منه‪.‬‬

‫حني سلمت عليه وعرفته بامسي سألين (ما زال شيوعي ؟ وكان ردي‬ ‫‪ :‬شن رايك انت ؟)‬

‫وعند جمموعات صياغة الرأي العام باملدينة بالذاكرة يف فرتة متاخرة نس���بيا ولكنه قام‬ ‫واصب���ح رأي مجاعة الذاك���رة مطلوبا فيما مبجهود استثنائي يف صيانةوطالء وزخرفة‬ ‫يع���ن م���ن أم���ور يف املدين���ة ‪,‬لقد حق���ق ذلك احد بيوت املدين���ة القدمية الواقع يف منطقة‬ ‫لذاك���رة املدين���ة حض���ورا متمي���زا وفاع�ل�ا‬ ‫لس���نوات عدي���دة ولك���ن ع���اد عليه���ا بض���رر‬ ‫كبري حني بدا بع���ض ذوي املصاحل اخلاصة‬ ‫يستش���عرون خطره���ا عل���ى مصاحله���م‬ ‫املتضارب���ة م���ع آراء ومقرتح���ات مجاع���ة‬ ‫الذاك���رة كما كانوا يدعونن���ا‪ .‬إضافة إىل‬ ‫املداومة اليومية كنا نعقد اسبوعيا إجتماعا‬ ‫بكامل اعضاء اللجنة اإلدارية مسموح للزوار‬ ‫حبضوره‪ ،‬نناقش فيه سري العمل ويستعرض‬ ‫املكلفون باعمال ما مت إجنازه خالل األس���بوع‬ ‫املنقض���ي‪ ،‬كنا نثبت كل م���ا يقرتح وما يتم‬ ‫اإلتف���اق علي���ه باحملضر وخنتتمه بتس���جيل‬ ‫امساء احلاضرين مبن فيهم من يكون حاضرا‬ ‫م���ن ال���زوّار‪ ،‬كنا نش���تغل بصيغ���ة مجاعية‬ ‫نتع���اون فيما بيين���ا يف إجناز ما يت���م التوافق‬ ‫عليه من أفكار ومقرتحات‪ .‬ش���كلنا جمموعة‬ ‫جل���ان منه���ا جلنة مج���ع تاريخ اجله���اد اليت‬ ‫ب���دأت اعماهل���ا بتس���جيل بع���ض الرواي���ات‬ ‫الش���فوية مع ش���هود عصر تلك املرحلة ممن‬ ‫اليزال���ون احي���اءا وكان���وا يتناقص���ون بفعل‬ ‫الكرب وامل���وت األمر ال���ذي كان ميثل حتديا‬ ‫مقلقا لنا وجلنة أخرى القرتاح أمساء مليادين‬ ‫وش���وارع املدينة وقد اس���تطاعت هذه اللجنة‬

‫كانت أمانة مؤمتر الش���عب ق���د انتقلت إىل‬ ‫ه���ون‪ ،‬وكان امح���د إبراهي���م امينا مس���اعد‬ ‫وي���كاد يكون هو األمني الفعلي‪ ،‬كان قد نقل‬

‫مكتبه إىل هون بشكل دائم‪ ،‬كان اخلالف مع‬ ‫خصومنا حممد حامد أمني اللجنة الشعبية‬ ‫هون‪ ،‬واحممد خمتار األمني املس���اعد ملؤمتر‬ ‫ه���ون ومن ل���ف لفهم���ا‪ ،‬ق���د بل���غ درجة غري‬ ‫مس���بوقة‪ ،‬قام هوالء اخلص���وم وعرب عرابهم‬ ‫يف العالق���ة م���ع امحد ابراهي���م النقيب طيار‬ ‫حمم���د عبدالس�ل�ام حبي���ب ال���ذي دعى هلم‬ ‫امحد ابراهيم فقاموا بأخذه يف جولة باملدينة‬ ‫القدمية واطرافها اليت بها بعض املباني اليت‬ ‫ش ّيدت يف العهد اإليطالي ويف مسعى كيدي‬ ‫ادخلوه املدينة القدمية ومدرستها املركزية‬ ‫ال�ت�ي درس بها اغلب طالب هون عرب س���نوات‬ ‫طويل���ة فاصبح���ت بذل���ك متثل رم���زا مهما‬ ‫يف ذاك���رة األجي���ال‪ ،‬أخ���ذوه إىل مي���دان‬ ‫الش���هداء حيث ذاك���رة املدينة واس���تصدروا‬ ‫من���ه تعليم���ات بازال���ة مبنى املدرس���ة ومبنى‬ ‫الذاك���رة ‪ ,‬مل نعل���م بذل���ك حينه���ا حي���ث‬ ‫كان���وا متكتمني على ذلك‪ .‬بعد ايام من ذلك‬ ‫اللقاء طلب امحد إبراهي���م االلتقاء جبماعة‬ ‫الذكرة‪ ،‬تدارس���نا األم���ر فيما بينن���ا وذهبنا‬ ‫ملقابلته‪ ،‬حني مسح لن���ا بالدخول كان عنده‬ ‫منسق القيادات اإلجتماعية باجلفرة االستاذ‬ ‫عم���ر الغليظ وامني مؤمتر الش���عبية بش�ي�ر‬ ‫حي���ي‪ ،‬ح�ي�ن س���لمت علي���ه وعرفت���ه بامسي‬ ‫س���ألين (م���ا زال ش���يوعي؟وكان ردي ش���ن‬ ‫رأيك أنت؟ بعد أن جلس���نا وقبل ان يس���تغرق‬ ‫يف احلديث س���ألين مرة ثانية مازلت شيوعي‬ ‫واعدت عليه اجابيت الس���ابقة شن رأيك أنت)‬ ‫مل يتناول معنا سوى موضوع املدينة القدمية‬ ‫ال�ت�ي ي���رى انه���ا حتول���ت اىل م���كان لتجمع‬ ‫األفارق���ة والعائدي���ن ومكب���ا للقمام���ة وان���ه‬ ‫جي���ب وضع حد لذلك‪ ،‬وافقناه على توصيفه‬ ‫وأطلعناه على أفكارنا جتاهها وعن اجملهودات‬ ‫ال�ت�ي نبذهلا من اجل تنظيفها وصيانتها واننا‬ ‫عل���ى اس���تعداد ت���ام لتس���ويرها واإلس���تمرار‬ ‫يف صيانته���ا إن قام���ت الدول���ة بإخالئها من‬ ‫القاطن�ي�ن بها‪ ،‬حني وع���د بإخالئه���ا‪ ،‬التفت‬ ‫إىل االس���تاذ عمر الغليظ وبش�ي�ر حيي‪ ،‬قلت‬ ‫هلم أظن الكالم واضح ونرجوا ان تعملوا على‬ ‫تنفيذه‪.‬‬ ‫كان خصومن���ا يف اللجنة الش���عبية واملؤمتر‬ ‫الش���عيب ه���ون ق���د رتب���وا احتفاي���ة ترحيبية‬ ‫بأمحد ابراهيم يف مسعى للتق ّرب منه‪ ،‬صباح‬ ‫ي���وم االحتفالية‪ ،‬اتصل بي عراب العالقة مع‬ ‫امح���د إبراهي���م‪ ،‬النقي���ب طيار حمم���د عبد‬ ‫الس�ل�ام حبيب املشهور مبحمد اسلومة طالبا‬ ‫م�ن�ي حض���ور االحتفالي���ة بقاع���ة اجملمعات‬ ‫اإلداري���ة‪ ،‬اعت�ب�رت تل���ك فرص���ة إلغاظ���ة‬ ‫خصومن���ا الذين كان���وا اليريدون حضور ايا‬


‫‪19‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫م���ن عناصر ذاك���رة املدينة بعد ان مسع���وا باتفاقنا مع أمح���د ابراهيم على إخالء‬ ‫املدينة القدمية وتسويرها‪ ،‬حني وصلت املكان كان امحد ابراهيم خارجا من صالة‬ ‫على باألحضان واصطحبين معه اىل املعرض الذي‬ ‫االستقبال فالتقينا يف املمر‪ ،‬سلم ّ‬ ‫كان ّ‬ ‫املنظم���ون قد اعدوه خصيصا له كان احممد خمتار متجهزا للقيام مبهمة‬ ‫ش���رح اللوحات اليت جتسد تاريخ نشأة هون وتطورها حتى مرحلة إنشاء اجملمعات‬ ‫اإلداري���ة‪ ،‬ولكن���ه حني رآن���ي جبانب أمح���د ابراهيم ُّ‬ ‫ختث���ر الكالم على لس���انه ومل‬ ‫يستطع ان يقوم بالشرح‪ ،‬واصلنا اجلولة باملعرض دون شروحه وكنت احيانا اقوم‬ ‫بش���رح بعض لوحات املعرض‪ ،‬حني انتهينا من اجلولة امس���ك أمحد إبراهيم بيدي‬ ‫لنتقدّم يف اجتاه مدخل قاعة اإلحتفال حيث كان طفالن ميس���كان طريف شريط‬ ‫تقليدي‪ ،‬طلب مين أمحد إبراهيم التقدم لقص الش���ريط ولكنين اجبته باصرار ان‬ ‫يقوم هو بذلك كونه الضيف احملتفى به‪ ،‬اضطر خصومنا منظمي احلفل ان يقفوا‬ ‫خلفن���ا حمرومني م���ن اخلروج يف الص���ورة رفقة امحد إبراهي���م ‪،‬كانوا يتميزون‬ ‫غيضاً من املوقف الصعب الذي وضعهم فيه صديقهم حممد اس���لومة حني دعاني‬ ‫ورمب���ا برتتيب من أمحد ابراهيم الذي جييد لعبة ضرب اخلصوم بعضهم ببعض‪،‬‬ ‫ح�ي�ن دخلنا القاع���ة تعمدت أن أال اجلس يف الصف األمام���ي رفقة أمحد إبراهيم‪،‬‬ ‫تعمدت‬ ‫وحيث كان الصف الثاني خاليا متاما من اجلالس�ي�ن رمبا برتتيبات امنية‪ّ ،‬‬ ‫اجللوس مباش���رة خلف امح���د ابراهيم زيادة يف إغاضة خصومن���ا‪ ،‬حيث كان من‬ ‫الي مستفس���را عن بعض ما يقدّم عل���ى منصة اإلحتفال كون‬ ‫ح�ي�ن ألخر يلتفت ّ‬ ‫اجلالس�ي�ن جواره مباش���رة ليس���وا من هون فال إملام هلم بذلك‪،‬اغت���اظ خصومنا من‬ ‫ذل���ك وبعث���وا لي مع احد الش���باب طالب�ي�ن ان اتو ّقف عن اهلاء ضيفه���م عن متابعة‬ ‫العرض قلت لذلك الش���اب والذي كانت تربطين به عالقة تواد وحمبة فهو فنان‬ ‫ع���ود موه���وب قلت له (قوهلم ين ّيكو) اس���تمرت مش���اهدتنا للحف���ل وكان ضيفهم‬ ‫يلتفت اليّ من حني اىل آخر وكانوا يتميزون غيظا وال يستطيعون فعل أي شيء‪.‬‬ ‫مل يك���ن امح���د إبراهيم حيمل لي م���ودة او حبا بل العك���س كان يعتربني خصما‬ ‫رغم ما يظهره من س���لوك خمالف‪ ،‬كان حني يلتقي مس���ؤلي منطفة اجلفرة يف‬ ‫اجتماع���ات وخاص���ة مجاعة هون‪ ،‬يوصيه���م إىل وجوب احلذر م���ن أعضاء ذاكرة‬ ‫املدين���ة‪ ،‬ويذكرني أحيانا باالس���م‪ ،‬كانت عالقيت به متوت���رة بل عدائية منذ أيام‬ ‫جامعة بنغازي‪ ،‬كذلك األمر بالنس���بة للش���اعر عبداهلل زاق���وب الذي اعتدى عليه‬ ‫بالضرب امحد ابراهيم ومجاعته يف حادثة احتفالية الشاعر علي الرقيعي مبدينة‬ ‫بنغ���ازي واليت اعتقل فيها مجاعة الصحافة وجنا عب���د اهلل زاقوب بأعجوبة‪ ،‬كان‬ ‫عبد اهلل يشغل مدير إذاعة اجلفرة احمللية ‪،‬إضافة إىل عضويته املركزية بذاكرة‬ ‫املدينة‪،‬ق���ام امح���د إبراهي���م بإبع���اد زاقوب من اإلذاع���ة‪ ،‬يف إح���دى دورات مهرجان‬ ‫اخلريف وكان احممد علي يش���غل موقع أمني مؤمتر ه���ون دعاه إىل حضور تلك‬ ‫منصة الضيوف حيث كان موقفنا يف املهرجان‬ ‫ال���دورة‪ ،‬تعمدت عدم اإلقرتاب من ّ‬ ‫عدم دعوة املس���ؤلني احلكوميني اىل املهرجان بإس���تثناء امني السياحة أو من ميثله‬ ‫‪،‬وكانت دعوة األمني املس���اعد ملؤمتر الش���عب العام خرقا للتقليد الذي التزمنا به‪،‬‬ ‫بعد انتهاء احتفال افتتاح املهرجان‪ ،‬كنت متوجها إىل سيارتي اليت كانت بساحة‬ ‫اجلامع وإذا بي التقي بأمحد ابراهيم صحبة أمني مؤمتر هون‪ ،‬كانا قد خرجا من‬ ‫ش���ارع جانيب يفضي اىل س���احة اجلامع حني التقينا ومرة اخرى م ّد وجهه جتاهي‬ ‫مق ّبال وافرتقنا كلّ إىل س���يارته‪ ،‬حني التقيت احممد على يف نفس الليلة قال لي‬ ‫مل اع���د افهم عالقتكم انت وامحد ابراهيم يلتقيك بالقبالت وحني جيتمع بنا حيذ‬ ‫رنا منك‪ ،‬قلت تلك لعبة السياسيني القذرين‪.‬‬ ‫بع���د فرتة وجيزة قام خصومنا يف اللجنة الش���عبية ه���ون ومن لف لفهم باحضار‬ ‫ج���راف ضخم وب���داوا يف ه���دم ذاك���رة املدينة عل���ى أثاثه���ا وحمتوياته���ا مجيعا‪،‬‬ ‫ال���ي اخلرب قلت له الذاكرة ليس���ت ملكا خاصا‬ ‫ح�ي�ن جاءني من الش���باب من ينقل ّ‬ ‫للسنوسي حبيب‪ ،‬هي ملك ملدينة هون وعليها ان توقف اهلدم ‪ ,‬كان األستاذ ابوبكر‬ ‫قرينق���و عض���وا بالقيادة اإلجتماعية ه���ون وموظفا منتدبا باللجنة الش���عبية هون‬ ‫تص���دى للجرافة واوقف اهل���دم حتى يتاح اخالء حمتويات الذاكرة ‪ ,‬لقد احلق بنا‬ ‫خصومنا ضرب���ة موجعة حيث حرمونا من مقرنا واحلق���وا ضررا بالغا مبحتويات‬ ‫الذاكرة اليت س���تكون بعدها عرضة للس���رقة وس���وء التخزين اىل ان حنصل على‬ ‫مق��� ّر مالئم‪ ،‬يف نفس مرحلة اهلدم هذه ونكاية بنا قاموا بهدم املدرس���ة املركزية‬ ‫ملحقني بنا ضربة موحعة أخرى وحني اتصلت بامني مؤمتر الش���عيبة بشري حيي‬ ‫طالبا منه عدم السما ح بهدم املدرسة افادني بان تلك توجيهات امحد إبراهيم‪.‬‬ ‫يف الع���ام ‪2006‬م وبع���د أن اجنزنا اخالء املدينة القدمية م���ن القاطنني بها‪،‬قررت‬ ‫تقديم اس���تقاليت من أي مركز قيادي بالذاكرة مع اإلستمرار يف خدمة اهدافها‬ ‫كعضو عادي لثالثة أس���باب‪ ،‬األول إمياني املطلق بأن من يتوىل قيادة موقع جيب‬ ‫ان اليس���تمر به فرتة طويل���ة (أي أن اليع ّقره مدى حياته)‪ ،‬والس���بب الثاني مل يعد‬ ‫األداء بالذاكرة يتوافق مع اس���لوبي يف الش���غل حيث اتس���م بالب���طء األمر الذي ال‬ ‫أحب���ذه‪ ،‬والس���بب الثال���ث كثرة مالحظ���ات امح���د ابراهيم جتاه الذاك���رة األمر‬ ‫جعلين أخش���ى ان يقوم بإغالقها بس���بب وجودي فيها‪ .‬وهكذا يف ش���هر ديسمرب من‬ ‫العام ‪2006‬م قدمت إىل زمالئي يف الذاكرة اس���تقاليت مع رفض مناقشة ذلك او‬ ‫الرتاجع عنه‪.‬‬ ‫مستشفى جورج مببيدو‪ -‬باريس‬ ‫‪2012-4-10‬م‬

‫رمضان‬

‫شعر صالح نقاب‬

‫يف رمضان‬ ‫منذ ألف عام‬ ‫حبجة العباد ِة‬ ‫ّ‬ ‫ُنعلن اإلضراب شهراً عن الطعام‬ ‫لك ّنا طول تلك املدّة‬ ‫حج ٍة‬ ‫و دومنا ّ‬ ‫صمنا أمام ( الفقيه ) عن الكالم‬ ‫تعودّنا الطاعة‬ ‫تع ّودنا الوقوف‬ ‫يف الطوابري‬ ‫يف الصفوف‬ ‫بكامل االحرتام ! !!‬ ‫أمام الشرطي يف املخفر‬ ‫أمام العسكر‬ ‫أيضاً وراء اإلمام‬ ‫نهمس بالسر نوايانا فقط‬ ‫يف صالة القيام‬ ‫سبب‬ ‫فيأتي العيد دومنا ٍ‬ ‫فقط مسكاً للختام‬ ‫ذحبنا أطفالنا‬ ‫قربان العجز‬ ‫أشرقت الشمس فلم نرى شيئاً‬ ‫عرب الظالم‬ ‫قال اجلميع ‪ ( :‬أسلمنا )‬ ‫و ُذبح السالم‬ ‫مذ ذاك احلني مل يلتقوا‬ ‫فأين ! !؟‬ ‫متى و كيف خلف (إفك الفقيه)‬

‫غاب دين اإلسالم ! !؟‬ ‫بقينا منارس الركوع و السجود‬ ‫حنج البيت‬ ‫و ماء زمزم املقصود‬ ‫منارس أيضاً طقس الصيام‬ ‫أصومنا حالل‬ ‫بعد اهلالل‬ ‫و إمامنا ( غالم ) ! !؟‬ ‫و طال بيننا اخلصام‬ ‫شيعي ‪...‬‬ ‫هذا‬ ‫ّ‬ ‫و ذلك سنيّ ‪...‬‬ ‫اشتعل بينهما فقه الكالم‬ ‫فقيهنا يف خدمة ّ‬ ‫جتار السالح‬ ‫بصوته الصدّاح‬ ‫يروي لنا عن حق االنتقام‬ ‫منذ ألف عام‬ ‫رغم اجلوع و الفقر‬ ‫رغم القهر‬ ‫يبحث‬ ‫يشك ح ّتى يف الرضيع‬ ‫يسأل اجلميع‬ ‫من ذا الذي ‪...‬‬ ‫قتل ( اإلمام ) ! !؟‬ ‫ليخنقنا‬ ‫ح ّتى يف املنام‬ ‫و بقينا رغم أنوفنا نعيش‬ ‫ونور القرآن بني أيدينا عصوراً‬ ‫يف الظالم‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫مالحظات حول الرأي‪ ...‬والرأي اآلخر‬ ‫التمهيد‪ :‬ملا كانت املما َرس���ة الدميوقراطية‬ ‫احلق���ة ‪ -‬داخل ُ‬ ‫َّ‬ ‫األط���ر التنظيمية املختلفة‬ ‫– تقتض���ي بطبيعتها وجود ال���رأي والرأي‬ ‫ع���ارض أو ال���رأي اآلخ���ر‪ ،‬داخ���ل إطارها‪،‬‬ ‫املُ ِ‬ ‫وكأس���اس مبدئ���ي لوجودها واس���تمرارها‪،‬‬ ‫فم���ن الطبيع���ي إذن توف���ر إمكاني���ة إدراك‪،‬‬ ‫ومعرف���ة أهمية املغ���زى واملعن���ى احلقيقي‬ ‫مل���ا ُع ِرف مبصطل���ح املعا َرضة السياس���ية أو‬ ‫حيزاً‬ ‫الرأي اآلخ���ر‬ ‫(املعارض) الذي يش���غل ِّ‬ ‫ِ‬ ‫هاماً يف إطار املا َرسة الدميوقراطية‪ ،‬والذي‬ ‫س���نحاول أن ُن ِّ‬ ‫س���لط عل���ى مفهوم���ه بعض‬ ‫الضوء من خالل حديثنا هذا‪.‬‬ ‫التوطي���د‪ :‬إذا نظرن���ا إىل معن���ى أو مفه���وم‬ ‫املعا َرض���ة بصف���ة عامة لوجدن���ا أنه يرتبط‬ ‫أص ً‬ ‫ال بالنشأة التارخيية ملعنى حق املما َرسة‬ ‫الدميوقراطي���ة‪ ،‬حي���ث جند إنه من���ذ بداية‬ ‫عص���ر املما َرس���ة الدميوقراطي���ة ‪ -‬والقبول‬ ‫ب���رأي األغلبية – نش���أت املعا َرضة‪ ،‬اليت هي‬ ‫عب���ارة ع���ن ال���رأي اآلخ���ر أو رأي األقلي���ة‪،‬‬ ‫مبعنى ارتب���اط املعا َرض���ة بالدميوقراطية‪،‬‬ ‫أي ال تك���ون هن���اك دميوقراطي���ة ب���دون‬ ‫معا َرض���ة‪ .‬وكم���ا نع���رف فإن���ه نظ���راً‬ ‫الس���تحالة اتف���اق كل الن���اس عل���ى رأي‬ ‫واح���د‪ ،‬أصب���ح م���ن الطبيع���ي إذن توزعه���م‬ ‫(داخل اإلط���ار الدميوقراطي) بني موافقني‬ ‫ومعارض�ي�ن‪ .‬وكان م���ن الطبيع���ي أيض���اً‬ ‫لضمان س�ي�ر احلياة أن يسود رأي األغلبية‪،‬‬ ‫م���ع األخ���ذ يف االعتب���ار أنه لي���س لألغلبية‬ ‫(داخ���ل إي إط���ار دمبوقراط���ي) احلق يف أن‬ ‫(املعارضة)‬ ‫ت ُغ���ض النظر ع���ن رأي األقلي���ة‬ ‫ِ‬ ‫أو تتجاهله بأي حال من األحوال‪ ،‬يف مقابل‬ ‫إلت���زام املعا َرض���ة (صاحب���ة ال���رأي اآلخر)‬ ‫جبميع أص���ول ومقتضيات النقد املوضوعي‬ ‫واحل���وار اإلجياب���ي الب ّن���اء أثناء ممارس���تها‬ ‫ِّ‬ ‫ونذكر هنا‬ ‫حل ّقها الدميوقراطي املش���روع‪.‬‬ ‫بض���رورة ع���دم اخللط بني مفه���وم كلمة‬ ‫(املعا َرض���ة) كتعبري سياس���ي‪ ،‬وبني مفهوم‬ ‫الكلمة اللغ���وي الذي قد يع�ن�ي التناقض أو‬ ‫يع�ن�ي جم ّرد املخا َلفة‪ .‬وقد ورد يف القاموس‬ ‫أن (عا َرض) مبعن���ى جا َنب‪ ،‬وعا َرض الكتاب‬ ‫بالكت���اب‪ :‬قابله به‪ .‬وع���ا َرض الرجل‪ :‬مبعنى‬ ‫نا َقض كالمه‪ ،‬وقاومه‪ ،‬وباراه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ولع���ل أه���م مالم���ح وأساس���يات العملي���ة‬ ‫الدميوقراطية هو توفر عنصر احلوار داخل‬ ‫إطارها‪ ،‬وفاعليته بني ممارس���يها‪ ،‬حيث إنه‬ ‫واملكون اهلام يف مكونات العملية‬ ‫هو األساس ِّ‬ ‫الدميوقراطي���ة‪ ،‬مب���ا ل���ه من عالق���ة متاس‬ ‫مباش���رة بقضية الرأي وال���رأي اآلخر‪ ،‬ومبا‬ ‫عرف يف معظمها بأدب‬ ‫حيمله من قيم عليا ُت َ‬ ‫احل���وار‪ ،‬وحتك���م مبا يُع���رف ع���ادة بأصول‬ ‫التعب�ي�ر واملما َرس���ة الدميوقراطي���ة داخ���ل‬ ‫اجملتمع‪.‬‬ ‫وخنل���ص م���ن ذل���ك إىل أن املعا َرض���ة ال‬ ‫تع�ن�ي فق���ط املض���ادة والتناق���ض التض���اد‪،‬‬ ‫وإمن���ا قد تع�ن�ي أيض���اً اإلخت�ل�اف والتقابل‬ ‫واملنا َفس���ة‪ .‬ونلف���ت النظ���ر هن���ا إىل أنه عند‬ ‫املما َرس���ة الفعلي���ة للدميوقراطي���ة‪ ،‬حيدث‬ ‫يف اجملتمعات حديثة العهد بهذه املما َرس���ة‪،‬‬ ‫أن يُس���اء فه���م املعا َرض���ة ودوره���ا احلقيقي‬

‫بها يف إطار املؤسس���ات الدستورية املختلفة‪،‬‬ ‫القائم���ة داخ���ل اإلط���ار الدميوقراط���ي‬ ‫املذكور‪.‬‬ ‫املوض���وع‪ :‬ي ّت ِضح لنا مما س���بق م���دى أهمية‬ ‫وحيوية وج���ود املعا َرضة (أو ال���رأي اآلخر)‬ ‫داخ���ل أي إطار دميوقراط���ي حقيقي‪ ،‬حيث‬

‫يف س�ل�امة س�ي�ر احلي���اة السياس���ية داخ���ل‬ ‫اجملتم���ع‪ ،‬إذ حيدث أن ُتفه���م املعا َرضة بإنها‬ ‫جم ّرد املخا َلفة لآلراء أو املواقف اليت يتبناها‬ ‫اآلخرون‪.‬‬ ‫املقدِّم���ة‪ :‬وحي���ث إن الدميوقراطي���ة تع�ن�ي‬ ‫حك���م األغلبي���ة‪ ،‬فيح���دث أن تلج���أ األقلية‪،‬‬ ‫ال�ت�ي اضط���رت إىل أن تك���ون يف موق���ع أو‬ ‫موق���ف املعا َرض���ة‪ ،‬إىل اإلجت���اه املض���اد‪،‬‬ ‫ملعا َرض���ة ورف���ض ّ‬ ‫كل أو معظ���م ما يصدر‬ ‫ع���ن األغلبية م���ن سياس���ات وآراء ومواقف‪،‬‬ ‫إىل جتاوز ح ّد النقد واملوضوعية يف التناول‬ ‫إىل اإلتهام والقذف والتشهري‪.‬‬ ‫ومع األسف فإن هذا هو الذي حيدث فع ً‬ ‫ال يف‬ ‫كثري من الدول واجملتمع���ات النامية‪ ،‬اليت‬ ‫ّ‬ ‫ختتط لنفسها الطريق واألسلوب‬ ‫حتاول أن‬ ‫الدميوقراطي املناس���ب‪ .‬إذ حتاول املعا َرضة‬ ‫الوق���وف يف وج���ه األغلبية بهدف اس���قاطها‬ ‫والتغّل���ب عليه���ا‪ ،‬دون حتكي���م املوضوعي���ة‬ ‫والص���دق والنزاه���ة يف تقوي���م مواقف وأراء‬ ‫األغلبي���ة‪ ،‬نتيجة قل���ة اإلس���تيعاب املطلوب‬ ‫لفه���م وإدراك معن���ى املعا َرض���ة ودورها يف‬ ‫تعضيد املسرية الدميوقراطية يف اجملتمع‪.‬‬ ‫وإذا نظرن���ا إىل العدي���د م���ن اجملتمع���ات‬

‫إنن���ا نعل���م يقين���اً ب���أن الدميوقراطية تعين‬ ‫يف جوهره���ا "ق���درة الش���عب عل���ى التغيري‪..‬‬ ‫واإلختي���ار‪ ..‬وه���ذه القدرة تع�ن�ي ‪ -‬يف نفس‬ ‫اللحظة ولنفس السبب – أن ميتلك الشعب‬ ‫كل الوس���ائل املش���روعة‪ ،‬املُفضي���ة إىل م���ا‬ ‫يريد م���ن تغي�ي�ر واختي���ار‪ ،‬وهذه الوس���ائل‬ ‫نتظ���م القول والفع���ل‪ ..‬الكلمة واحلركة‪،‬‬ ‫َت ِ‬ ‫ومج���اع ذل���ك كل���ه (معا َرض���ة) ش���جاعة‬ ‫وأمين���ة‪ ،‬تقبض بكلت���ا يديها عل���ى حقوقها‬ ‫الكاملة ال�ت�ي تفيئها عليه���ا الدميوقراطية‪،‬‬

‫البش���رية‪ ،‬على صعيد املما َرس���ة السياس���ية‬ ‫م���رت مبراحل عديدة‬ ‫َّ‬ ‫بعام���ة‪ ،‬جن���د أنها قد َّ‬ ‫يف تارخيه���ا‪ ،‬حتى انتهت إىل وضع وإرس���اء‬ ‫أس���س النظام الدميوقراطي ف���وق أراضيها‪،‬‬ ‫وهو النظ���ام الذي يعين اس���تمداد الس���لطة‬ ‫من الش���عب وس���يادة رأي األغلبي���ة‪ ،‬ويعين‬ ‫يف الوق���ت نفس���ه احملا َفظة عل���ى إقرار مبدأ‬ ‫اح�ت�رام حري���ة اإلنس���ان يف امت�ل�اك رأي���ه‬ ‫اخل���اص والتعب�ي�ر عن���ه‪ ،‬والعمل م���ن أجل‬ ‫وضعه موضع املما َرس���ة والتنفيذ‪ .‬ويف ذلك‬ ‫كم���ا نرى اع�ت�راف كامل وصري���ح مببدأ‬ ‫وج���ود الرأي اآلخر وح ّريت���ه يف التعبري عن‬ ‫نفس���ه‪ ،‬ال بل واملشا َركة واملساهمة يف ُصنع‬ ‫واخت���اذ الق���رارات‪ ،‬عل���ى أن يت���م ذلك كله‬ ‫بالطبع من خالل القنوات الشرعية املعمول‬

‫ثم تحُ سن استخدامها"‪.‬‬ ‫وم���ن هن���ا ف���إن املعا َرضة احلقيقي���ة تصبح‬ ‫إذن هي ع�ي�ن الرقيب األمني‪ ،‬الس���اهر على‬ ‫مصاحل الش���عب‪ ،‬حيث إنها جي���ب أن تقوم ‪-‬‬ ‫بطري���ق أو بآخ���ر – بامداد وتزويد الش���عب‬ ‫باحلقائ���ق ع���ن طري���ق البح���ث والتنقي���ب‬ ‫بوس���ائلها املختلفة‪ ،‬باإلضاف���ة إىل تقدميها‬ ‫ملختلف صور النقد املوضوع���ي الب ّناء‪ ،‬الذي‬ ‫يتميز باجلدّية والص���دق واإللتزام جبميع‬ ‫َّ‬ ‫مب���ادئ احل���وار اجمل���دي واملناقش���ة املفي���دة‬ ‫يرسخ من خالهلا‪ ،‬القول والعمل‬ ‫املثمرة‪ ،‬ما ِّ‬ ‫مببدأ الرقابة الش���عبية على س�ي�ر خمتلف‬ ‫اخلط���ط والربام���ج واملش���اريع احلكومي���ة‬ ‫وغريها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ولع���ل املعا َرض���ة املعتدل���ة ه���ي ال�ت�ي مت ّثل‪،‬‬

‫البيجو‬ ‫السنوسي ُّ‬

‫غالباً‪ ،‬جوهر وأصل املعا َرضة داخل خمتلف‬ ‫أُطر املمارسات الدميوقراطية على مستوى‬ ‫والتجمع���ات البش���رية املختلف���ة –‬ ‫ال���دول‬ ‫ّ‬ ‫العلني���ة منها والس��� ّرية – وه���ي اليت تلتزم‬ ‫بالدّق���ة يف موضوعي���ة اإلجت���اه وحزهرية‬ ‫املنه���ج عن���د معاجلته���ا ملختل���ف القضاي���ا‬ ‫واألم���ور‪ .‬إضاف���ة إىل ص���دق وطنيته���ا‪،‬‬ ‫وتقيده���ا باصول اجل���دل والنقاش املنطقي‬ ‫الذي يق��� ّرب بني وجهات النظ���ر املتباينة أو‬ ‫املختلف���ة وال���ذي يدع���و إىل خل���ق العوامل‬ ‫َ‬ ‫املش�ت�ركة بني املختلفني واملتخالفني‪ .‬وهنا‬ ‫جي���ب التنبي���ه إىل أن أي عج���ز أو فش���ل يف‬ ‫قدرة األفراد على السري باملبادئ واملمارسات‬ ‫الدميوقراطي���ة حن���و األفض���ل‪ ،‬أو حماولة‬ ‫مي���س‬ ‫متيي���ع جم���رى تل���ك املمارس���ات‪ ،‬ال‬ ‫ّ‬ ‫جوه���ر الدميوقراطية ق���ط‪ ،‬بقدر ما يصبغ‬ ‫املمارسني هلا بالفوضوية والقصور والنزوع‬ ‫ِ‬ ‫حنو الديكتاتورية واألنانية‪.‬‬ ‫وجت���در اإلش���ارة يف ه���ذا الس���ياق إىل أن‬ ‫النظ���رة العامة للمما َرس���ة الدميوقراطية‪،‬‬ ‫تتج���اوز حمدودية القول ب���أن لكل جمتمع‬ ‫خصوصيته يف تطبيع الدميوقراطية‪ ،‬حيث‬ ‫إننا نرى بأن الدميوقراطية كقيمة يف حد‬ ‫ذاته���ا‪ ،‬ال ميكن هلا أن تتج���زأ من حيث املبدأ‬ ‫أو اجلوه���ر َّ‬ ‫إال أن تل���ك اخلصوصية املعنية‬ ‫قد يكون القصد من ورائها القول بأنها تنبع‬ ‫تنوع القنوات امل ّتب َعة والسلوك السائد يف‬ ‫من ِّ‬ ‫ذلك اجملتمع عند تطبيق���ه للدميوقراطية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫إال أن ذل���ك يتو ّق���ف بالطب���ع عل���ى تكيي���ف‬ ‫س ُبل ووس���ائل املما َرسة الدميوقراطية وفقاً‬ ‫لظروف هذا اجملتمع أو ذاك‪ ،‬حيث جيب َّ‬ ‫أال‬ ‫ً‬ ‫أص�ل�ا مببدأ أو جبوهر‬ ‫يكون هناك مس���اس‬ ‫الدميوقراطية على اإلطالق‪.‬‬ ‫امل���راد يف كثري م���ن هذه املعاني ه���و احرتام‬ ‫اآلخ���ر ش���خصاً وفك���راً‪ ،‬ال ب���ل والدف���اع عن‬ ‫ه���ذا املعنى بكل ما أُوت���ى املرء من قوة وعزم‪.‬‬ ‫ومن ه���ذا املنط َلق ش���اعت العبارة املنس���وبة‬ ‫للكاتب والفيلس���وف الفرنس���ي فولتري اليت‬ ‫تق���ول‪" :‬قد أختل���ف معك يف ال���رأي ولكنين‬ ‫عل���ى اس���تعداد أن أموت دفاع���اً عن حقك يف‬ ‫أن تقول رأي���ك"‪ .‬وأيضاً العب���ارة اليت تقول‪:‬‬ ‫"رأيك صواب وحيتم���ل اخلطأ و ورأي خطأ‬ ‫حيتمل ان يكون صواباً"‪.‬‬ ‫اخلامت���ة‪ :‬لعّل���ه من نافل���ة الق���ول‪ ،‬أن يكون‬ ‫الرتكي���ز األول للمعا َرض���ة – داخ���ل‬ ‫اإلط���ار الدميوقراط���ي – منصّب���اً ح���ول‬ ‫املطل���ب الدس���توري والدميوقراط���ي من���ذ‬ ‫بداي���ة مما َرس���ة اجملتم���ع حل ّق���ه يف احلياة‬ ‫الدميقراطي���ة‪ ،‬باعتب���ار أنهما أص���ل احلياة‬ ‫الكرمي���ة جلمي���ع املواطن�ي�ن م���ن جه���ة‪،‬‬ ‫ولتتمك���ن املعا َرضة بع���د ذلك من اإلنطالق‬ ‫مس���تقب ً‬ ‫ال – بكل اطمئنان – صوب مما َرسة‬ ‫ح ّقه���ا ودوره���ا املطل���وب واملش���روع‪ ،‬م���ن‬ ‫جه���ة أخ���رى‪ .‬ح���ي إن املطل���ب الدس���توري‬ ‫والدميوقراط���ي يُعت�ب�ران هم���ا الدعائ���م‬ ‫والركائ���ز األساس���ية لضمان اس���تمرارية‬ ‫املس�ي�رة الدميوقراطية وازدهارها وحفظها‬ ‫من أية تعديالت ق���د تلوح يف األفق القريب‬ ‫أو البعيد‪.‬‬


‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫ينصب أص ً‬ ‫ال‬ ‫ومب���ا أن حديثنا يف هذه املقال���ة‬ ‫ّ‬ ‫ُع���رف بال���رأي اآلخ���ر أو املعا َرضة‪،‬‬ ‫عل���ى ما ي َ‬ ‫األقلي���ة‪ ،‬فإنن���ا ن���رى بأن���ه حت���ى وإن ص���ح‬ ‫ق���ول البعض جم���ازاً ب���أن املعا َرض���ة ال ِّ‬ ‫متثل‬ ‫َّ‬ ‫س���ة‬ ‫ي���ة املما َر ِ‬ ‫إال جزئي���ة مع ّين���ة م���ن كّل ِ‬ ‫الدميوقراطية‪ ،‬فإن���ه ال ميكن بالطبع إغفال‬ ‫ه���ذه (اجلزئي���ة) اهلام���ة على اإلط�ل�اق‪ ،‬بل‬ ‫جي���وز لنا ‪ -‬وفق���اً لضرورة وأهمي���ة وجودها‬ ‫ أن نعم���ل عل���ى تأصيله���ا‪ ،‬وترس���يخ مبادئ‬‫العم���ل به���ا‪ ،‬إضاف���ة إىل حماول���ة تقنينه���ا‬ ‫بص���ورة مرنة دون اللجوء إىل قولبتها‪ ،‬وذلك‬ ‫وفقاً للمالحظات التالية‪:‬‬ ‫يتجس���د من‬ ‫•إن احرتام املعا َرضة للدس���تور‬ ‫َّ‬ ‫خ�ل�ال احرتامها حل ّريات األف���راد وحرماتهم‬ ‫وعدم التعدّي عليها بغري وجه حق‪.‬‬ ‫•إن تو ّفر ُحس���ن الن ّية املسبق لدى املعا َرضة‬ ‫ِحي���ال م���ا يُط���رح أمامه���ا م���ن موضوع���ات‬ ‫ومس���ائل م���ن ِقب���ل األغلبي���ة‪ ،‬يتو ّق���ف عليه‬

‫ختص‬ ‫م���ا قد حي���دث أو ينعكس م���ن مواقف ّ‬ ‫مجيع األطراف‪.‬‬ ‫•ال يكون الس���عي إىل الرف���ض أو إىل املناداة‬ ‫بكلمة (ال) لذاتها‪ ،‬أي جمل���رد حب املخا َلفة أو‬ ‫املعا َرض���ة غي اجملدي���ة‪ ،‬أو غ�ي�ر املنطقية‪ ،‬أو‬ ‫عرف)‪،‬‬ ‫جمل��� ّرد الرغبة يف رفع ش���عار (خا ِلف ُت َ‬ ‫بل يكون سعي اجلميع من أجل الصاحل العام‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫املعارض���ون‬ ‫ين���ادي‬ ‫أن‬ ‫بالض���رورة‬ ‫•لي���س‬ ‫ِ‬ ‫(بالرفض) أو (بالءاتهم) حيال األمور واألراء‬ ‫َّم���ة من األغلبية – الط���رف املقابل – إذا‬ ‫املقد َ‬ ‫كانت ه���ذه األراء ق ّيمة ومنطقية‪ ،‬بل ميكن‬ ‫للمعا َرض���ة تب�ّن�يّ مث���ل تل���ك األراء النافع���ة‬ ‫والقيمة‪ ،‬والدفاع عنها يف حال إدراك جدواها‬ ‫وأبعادها‪.‬‬ ‫•تقدي���م النق���د املوضوع���ي الب ّن���اء اهل���ادف‪،‬‬ ‫ملختل���ف األراء املطروحة – متى لزم األمر –‬ ‫مع حماولة إجي���اد احللول املناس���بة جلميع‬

‫املش���اكل والثغرات‪ .‬والس���عي من أجل إجياد‬ ‫البديل املالئم واملناسب‪.‬‬ ‫•التعام���ل بالنزاهة والص���دق واإلحرتام مع‬ ‫املقابل���ة‪ .‬وال ُبعد‬ ‫خمتل���ف التوجه���ات واألراء ِ‬ ‫عن التشهري باخلصوم أو باملخالفني للرأي‪.‬‬ ‫املعارض أو كلمة (ال) عن‬ ‫•الس���مو بالرأي ِ‬ ‫األه���واء ونزعات النفس املنحرف���ة‪ .‬واإللتزام‬ ‫األدب���ي واألخالق���ي جبمي���ع القي���م النبيل���ة‬ ‫الس���امية ال�ت�ي حتك���م العالقات ب�ي�ن األفراد‬ ‫خ�ل�ال املمارس���ات الدميوقراطي���ة‪ ،‬واإللتزام‬ ‫أيض���اً باألنظمة والقوان�ي�ن واللوائ���ح امل ّت َبعة‬ ‫ّ‬ ‫واملنظمة ملسار تلك املما َرسات‪.‬‬ ‫امللحة واهلامة‪ ،‬والعمل‬ ‫•اإلهتم���ام بالقضايا ّ‬ ‫على مناقش���تها ومتابعتها م���ن حني إىل آخر‪.‬‬ ‫وع���دم اإللتف���ات إىل صغائ���ر األم���ور‪ ،‬وعدم‬ ‫تضخيمه���ا ألغ���راض الف�ت�ن واملش���اكل بني‬ ‫خمتلف األطراف‪.‬‬ ‫•ضرورة اإلمل���ام أو ال ِعلم مبختلف اجلوانب‬

‫‪21‬‬ ‫اخلاصة بأي موضوع أو مس���ألة‬ ‫واحليثي���ات‬ ‫ّ‬ ‫ُتطرح للبحث أو النقاش‪.‬‬ ‫•اإلعت���داد باحلقائ���ق واألرقام عن���د تقديم‬ ‫األدل���ة والرباه�ي�ن‪ ،‬مع إق���رار مبدأ َ‬ ‫املكاش���فة‬ ‫(الش���فافية) بني كا ّفة األطراف‪ ،‬وال ُبعد عن‬ ‫اجل���دل العقيم وجدل العمومي���ات املبهَمة أو‬ ‫غري َّ‬ ‫املؤكدة يف جوهرها‪.‬‬ ‫•تكاتف مجي���ع اجلهود املخِلصة ‪ -‬لألغلبية‬ ‫واملعا َرض���ة – عن���د م���رور الب�ل�اد باحمل���ن‬ ‫واألزمات‪ ،‬ومن أجل املصلحة العليا للوطن‪.‬‬ ‫احملافظة الدائمة على مكس���ب أو حق ح ّرية‬ ‫املما َرس���ة الدميوقراطي���ة داخ���ل الب�ل�اد م���ن‬ ‫كي���د الكائدي���ن ومن غوغ���اء اجلاهلني‪ ،‬لكي‬ ‫ال ينحرف املس���ار الدميوقراطي حنو اهلاوية‬ ‫بفع���ل األج���واء املش���حونة بالعن���اد والتك�ّب�رّ‬ ‫واألحقاد اليت تؤدّي إىل ضياع الدميوقراطية‬ ‫وظهور اإلستبداد والدكتاتورية‪.‬‬

‫قاتل اهلل التعصب‬ ‫أن التعص���ب ض���د الغ�ي�ر يك���ون نتيج���ة أما‬ ‫للش���عور باحلرمان مبس���توياته األقتصادية‬ ‫واألجتماعية‏والنفس���ية ‪ ،‬أو بدافع احلصول‬ ‫عل���ي مكاس���ب ق���د ال تتح���ق اال م���ن خ�ل�ال‬ ‫ممارسة التعصب ضد األخر ‪.‬‏‬ ‫احلال���ة الليبي���ة يف احل���وار يغل���ب عيه���ا‬ ‫التمرك���ز والتم�ت�رس والتعص���ب م���ن قبل‬ ‫طريف احلوار‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لك���ي يك���ون احل���وار ح���وارا‪ ،‬ال بد م���ن وجود‬ ‫أطراف للحوار‪ ،‬أي شخصني أو أكثر‪ ،‬ومن‬ ‫ث���م التس���ليم من قبل ط���ريف احل���وار بأنهما‬ ‫متس���اويني يف احلق���وق‪..‬أي أن ل���كل منهم���ا‬ ‫احل���ق يف التعبري بكل حرية وبدون ش���روط‬ ‫ُمس���بقة ‪ ،‬والدخ���ول يف احل���وار بفكر مفتوح‬ ‫يُري���د أن يفه���م ويتفه���م ويعل���م ويتعل���م ‪،‬‬ ‫مبع�ن�ي ان يكون مفت���وح الطرفني من الذات‬ ‫وعل���ي األخرين‪.‬ما حي���دث يف احلالة الليبيه‬ ‫يف أغل���ب األح���وال ه���و الدخ���ول يف احل���وار‬ ‫ُ‬ ‫س���جلت نقاط‬ ‫بعقلية املنتصر واملهزوم‪..‬فان‬ ‫ومرتفع‬ ‫وبشوش‬ ‫علي اخلصم ‪ ،‬فأنا ُمنتصر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫املعنوي���ات ‪،‬أم���ا يف حالة ان خس���رت اجلولة‬ ‫فالش���عور باهلزمي���ة واألنكس���ار‪ ،‬وق���د يعين‬ ‫دل���ك القطيع���ة بيين وب�ي�ن احمل���اور ‪ ،‬احلوار‬ ‫يتطلب الرأي وال���رأي األخر‪ ،‬مبعين انين مل‬ ‫ادخ���ل احلوار لكي احاور نفس���ي بل هو حوار‬ ‫يس���تلزم وج���ود األخ���ر‪ ،‬أي ال���رأي وال���رأي‬ ‫االخر ‪ ،‬وهدا يس���تلزم بالضروة نقاط اتفاق‬ ‫ونق���اط اختالف‪..‬فان دخلت للح���وار ألتفق‬ ‫م���ع رأي���ي فه���و من ب���اب حتصي���ل احلاصل‬ ‫مبعين عق���م احل���وار‪...‬وان فهم���ت وتفهمت‬ ‫ال���رأي األخ���ر فقد تك���ون النتيج���ة مثمرة‪..‬‬ ‫مبع�ن�ي ان أزيد من مع���اريف ومعارف احملاور‬ ‫وأوس���ع مداركي ومدارك املحُ ِاور وبالتالي‬ ‫افت���ح نوافد وابواباً للمعرفة للجميع وعلي‬ ‫اجلميع‪...‬‬ ‫احلوار يتناقض مع التعصب يف الرأي‪:‬‬ ‫م���ادا يعين التمركز والتم�ت�رس والتخنذق‬ ‫يف احلوار‪ ،‬أنه التعصب بكل ما حتمله الكلمة‬ ‫م���ن مع�ن�ي‪ ،‬فعندما يعتق���د احمل���اور أن رأيه‬ ‫يص���ل اىل درج���ة “احلقيق���ة " أي ال جم���ال‬ ‫للشك فيه ‪ ،‬يتحول الرأي يف هده احلالة الي‬ ‫حالة دوغمائية ُمصابة بالتش���نج‪ ،‬مصحوبة‬

‫مبا يش���به املرض النفس���ي ‪ ،‬ال���ذي قد يؤدي‬ ‫ال���ي العن���ف إن احت���دم النقاش‪،‬احلال���ة‬ ‫الدُغمائي���ه يف احلوارق���د تتخ���د مظاه���ر‬ ‫وأوجه متعددة يف حياة األنسان األجتماعية‬ ‫‪ ،‬فق���د يتعصب االنس���ان الي معتق���ده ورأيه‬ ‫السياس���ي فيتحول هذا املعتقد و ذاك الرأي‬ ‫ال���ي ايديوجلي���ة يفس���ر بها األنس���ان احلياة‬ ‫األجتماعية والسياس���ية واألقتصادية مثل‬ ‫االنس���ان ال���دي يلب���س نظارة س���وداء جتعل‬ ‫كل ما من حوله مطبوعا باألس���ود‪ .‬املاضي‬ ‫واحلاض���ر واملس���تقبل يف حرك���ة اجملتم���ع‬ ‫ال ب���د ان جتد تفس�ي�را ول���و قس���ريا من قبل‬ ‫املتعصب لتل���ك األيديوجلية‪ ،‬من هنا يصبح‬ ‫احل���وار ب�ل�ا ج���دوى ‪ ،‬فالتس���ليم بالرؤي���ا‬ ‫الش���مولية للنظريه ه���و املطللوب وباحللول‬ ‫الكاملة والش���املة هو املبتغ���ي ومن ال يتفق‬ ‫م���ع النظري���ة الش���مولية وخصوص���ا ان‬ ‫كانت األيدولوجية أو النظرية هي نظرية‬ ‫السلطة يصبح مصرياحملاورالسجن والرمي‬ ‫وراء القضب���ان لزم���ن يتناس���ب مع اس���تبداد‬ ‫الس���لطة ‪ ،‬ان مل تك���ن التصفي���ة اجلس���دية‬ ‫الصحاب ال���رأي املخال���ف ‪ ،‬االمثلة كثرية‬ ‫عل���ي دلك ومن اهمها النازية والفاش���ية وما‬ ‫تبعها م���ن نظريات مشولي���ة قوجمية علي‬ ‫رأسها العراق وليبيا وسوريا ومذهبية دينية‬ ‫كما يف ايران‪.‬أو أحزاب دينية متطرفة ذات‬ ‫بُع���د واح���د ‪ ،‬كاحلركة الوهابي���ة ‪ ،‬كما‬ ‫ال يس���تتنى م���ن ه���دا التعص���ب النظري���ات‬ ‫الش���مولية اليسارية واليت س���ادت منظومة‬ ‫الدول االشرتاكية يف القرن املاضي‪.‬‬ ‫احلوار يتناقض مع التعصب للجنس‪.‬‬ ‫ق���د يأخد التعصب ايض���ا مظهر التعصب يف‬ ‫ال���رأي للجن���س ‪ ،‬فيتعصب الذك���ر يف رأيه‬ ‫ال���ي جنس���ه من الذك���ور وبالتال���ي يزدري‬ ‫ويس���فه ويقل���ل كل ما يصدر ع���ن اجلنس‬ ‫االخ���ر‪ ،‬جمتمعاتن���ا العربيه ه���ي جمتمعات‬ ‫ذكورية حافلة بقولبة اجلنسني يف امناط‬ ‫تفكريهما ‪ ،‬فاجملال العام هو من شأن الذكر‬ ‫‪ ،‬ام���ا رأي املرأة حس���ب رأيه���م فهو دوني وال‬ ‫يعت���د به‪،‬ينعكس دلك يف انتخاب الذكور يف‬ ‫كحرص علي‬ ‫اجملالس واالدارات الرمسية‬ ‫ٍ‬ ‫ذكوري���ة اجملتم���ع وس���يادة أراء ومفاهي���م‬

‫حممد نوري الراعي‬ ‫الذكور ‪ ،‬وقد يساهم يف دلك النساء انفسهم‬ ‫حبك���م الرتبي���ه والتنش���ئه االجتماعي���ة ‪.‬أو‬ ‫تنفيدا لرغبات األباء واألزواج‪.‬‬ ‫احلوار يتناقض مع التعصب للون‪.‬‬ ‫هناك ايض���ا التعصب يف الرأي بس���بب اللون‬ ‫‪ ،‬فق���د ي���ري اصحاب البش���رة البيض���اء أنهم‬ ‫أذك���ى بالفط���رة وأن اراءه���م ومعارفه���م‬ ‫تف���وق اراء امللون�ي�ن م���ن األجن���اس األخري‪.‬‬ ‫وهن���اك جمتمع���ات مورس فيه���ا األضطهاد‬ ‫العنص���ري وس���يادة ال���رأي الواح���د لعق���ود‬ ‫بس���بب تباين البش���رة‪ ،‬مثل الواليات املتحدة‬ ‫األمريكي���ة وجنوب افريقي���ا ‪, .‬كما ميارس‬ ‫ه���دا الن���وع م���ن التعص���ب يف جمتمعاتن���ا‬ ‫العربي���ة باش���كال متفاوت���ة جت���اه أصحاب‬ ‫البش���رة الس���وداء وخصوص���ا يف العالق���ات‬ ‫االجتماعية وعلي راس���ها ال���زواج‪ ،‬كما أنها‬ ‫تشمل املراكز األدارية والعسكرية‪.‬‬ ‫احل���وار يتناق���ض م���ع التعص���ب القبل���ي‬ ‫واجلهوي‪.‬‬ ‫أم���ا التعص���ب يف اش���كاله األجتماعي���ة فقد‬ ‫يتخد اش���كاال متع���دده أهمه���ا التعصب يف‬ ‫ال���رأي للقبيل���ه و بش���كل اوس���ع للمنطق���ة‬ ‫اجلغرافي���ة اليت ينتمي اليه���ا صاحب الرأي‬ ‫وهو ما يعرف بالتعصب اجلهوي ‪ ،‬وهو بقدر‬ ‫ما يتعصب فيه احملاور لقبيلته ومنطقته أو‬ ‫مدينت���ه ويداف���ع عنه���ا ويس���تميت يف اب���راز‬ ‫حماس���نها واخفاء عيوبها ‪ ،‬بق���در ما يتحول‬ ‫احملاور فيه الي شخص ال ينطق اال ما تنطق‬ ‫ب���ه قبيلت���ه ومدينت���ه و جهويت���ه‪ ،‬فيتح���ول‬

‫احل���وار يف ه���دة احلال���ة الي ح���وار مغلق ال‬ ‫ي���ري فيه احملاوراال ما ت���راه قبيلته ومدينته‬ ‫وجهت���ه ‪ ،‬ال خيض���ع ال���رأي يف التعص���ب‬ ‫القبل���ي واجله���وي واملناطق���ي الي س���لطان‬ ‫العقل والتمحي���ص والتدقيق بل هو تعصب‬ ‫أعم���ي يتمس���ك مبس���لمات واحكام مس���بقة‬ ‫وموروث���ات اجتماعي���ة تس���تلزم التعص���ب‬ ‫اىل جان���ب القبيل���ه واجله���ة واملنطق���ة اليت‬ ‫ينتم���ي اليه���ا كم���ا تس���تلزم التعصب ضد‬ ‫الغري‪ ،‬مبع�ن�ي أصدار أح���كام قبلية يصدرها‬ ‫املتعص���ب عل���ي قبيل���ة او قبائل أوجه���ات أو‬ ‫مناط���ق أخ���رى بعينه���ا‪ ،‬وبق���در م���ا يس���عي‬ ‫املتعص���ب الي التطابق م���ع قبيلته و جهويته‬ ‫ومنطقت���ه ومدينته بقدر ما يتضح ويتس���ع‬ ‫التباي���ن يف الرأي مع الطرف االخر‪ .‬من هنا‬ ‫تنش���أ العصبية القبلية أو العصبية املكانية‬ ‫أو املناطقي���ة أواجلغرافي���ة وال�ت�ي تتخد من‬ ‫امل���كان حصن���ا لل���رأي الدي حتمل���ه وتدافع‬ ‫عن���ه ‪ ،‬يف هده احل���االت ينعكس رأي القبيلة‬ ‫واجلهة أو املنطقة على أطراف احلوار وال‬ ‫يسمح باي نش���از خيرج عما هو مطلوب من‬ ‫احملاوري���ن ‪ ،‬مبع�ن�ي أن املتعص���ب ال يري اال‬ ‫لول�ي�ن أما أبيض وأما اس���ود ‪ ،‬ويغي���ب اللون‬ ‫الرمادي والذي يطب���ع عالقاتنا األجتماعية‬ ‫يف اغل���ب االوقات علي س���احة احلوار‪ .‬عرف‬ ‫هدا التمرتس وقولبة الرأي بس���يادة العقل‬ ‫اجلمع���ي مبفهوم دوركاي���م أو مبا اصطلح‬ ‫علي���ه بعق���ل القطيع‪ ،‬يس���ود احل���وار القبلي‬ ‫واجلهوي هذا روح احلماس والوالء االعمي‬ ‫للقبيلة أو اجله���ة أو املنطقه أو املدينة ومن‬ ‫جهة أخري الع���داء والكراهية واحلقد على‬ ‫االخ���ر مبعين عل���ى من ه���و خ���ارج القبيلة‬ ‫واجلهة واملنطقة‪ ،‬ويتميز مبمارسة سلوك‬ ‫األقصاء للغرييف احلي���اة العملية ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يصبح من العس���ف اطالق اس���م ح���وار علي‬ ‫املتحاوري���ن ‪ .‬أن التعص���ب يف ال���رأي ض���د‬ ‫الغري يك���ون نتيجة أم���ا للش���عور باحلرمان‬ ‫مبس���توياته األقتصادي���ة واألجتماعي���ة‬ ‫والنفسية ‪ ،‬واما بدافع احلصول علي مكاسب‬ ‫قد ال تتحق اال من خالل ممارس���ة التعصب‬ ‫ضد الغريأو كالهما‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬

‫خليل العرييب‬

‫ليالي بنغازي‬ ‫املسرحية‬ ‫تتمي���ز مدين���ة بنغازي بنش���اطها املس���رحي ال���ذي يتواصل‬ ‫عل���ي مدار العام ‪ ،‬ولقد إس���تطاع املس���رحيون يف هذه املدينة‬ ‫من إكتس���اب مجهور مسرحي يتابع هذه العروض وأصبح‬ ‫للمسرح يف بنغازي جنومه من الرواد وجيل الشباب اجلديد‬ ‫ال���ذي بدأ يش���ق طريقه بنج���اح وإقت���دار ‪ ،‬وتبل���غ ذروة هذا‬ ‫النشاط يف املوسم الرمضاني حيث تتسابق الفرق املسرحية‬ ‫بأعداد أعمال مسرحية خصيصا هلذا الشهر الكريم ‪.‬‬ ‫وتستقبل مسارح بنغازي هذا العام خالل هذا الشهر املبارك‬ ‫عدة عروض مسرحية رمضانية علي النحو التالي ‪:‬‬ ‫•مسرح الطفل والعرائس ( سينما احلمراء سابقا ) حيتضن‬ ‫مس���رحية (( رايح يف رايح )) تأليف وإخراج خالد الربعصي‬ ‫ومتثي���ل جن���م الكوميدي���ا الش���اب هيث���م درب���اش وعائش���ة‬ ‫العبيدي –محزة بليبلو‪ -‬طارق املسماري ‪ ،‬املسرحية تقدمها‬ ‫فرقة ذات الرمال املس���رحية وهي من الفرق املسرحية اليت‬ ‫أنشأت جديدا يف مدينة بنغازي ‪.‬‬ ‫•مس���رح الس���نابل حيتضن مسرحية (( قالك ولعلي )) من‬ ‫تأليف الدكتور أس���امة الش���يخي وإخراج عوض الفيتوري‬ ‫ومتثي���ل ‪ :‬حمم���د بعي���و – ح���امت قرق���وم – حس�ي�ن تربه –‬ ‫ابراهيم الزروق ‪ ،‬املس���رحية تقدمها فرقة مس���رح الس���نابل‬ ‫للطفل والشباب بأدارة الفنان رجب العرييب ‪.‬‬

‫حنان ترك حتارب‬ ‫الفتنة الطائفية‬

‫فرج عبد الكريم‬

‫صاحل األبيض‬

‫ميلود العمروني‬

‫مسلسالت رمضانية بنكهة ليبية‬ ‫رغ���م أن غالبية القن���وات الفضائية‬ ‫الليبية قد بدأت إس���تعدادها لش���هر‬ ‫رمضان املبارك يف وقت متأخر جدا‬ ‫إال أن بعض هذه القنوات إستطاعت‬ ‫أن تت���دارك ه���ذا التأخ�ي�ر بتقدي���م‬ ‫منوعات ومسلسالت خفيفة لتلحق‬ ‫بركب القن���وات الفضائية األخري‬ ‫ال���ذي إس���تطاعت أن تس���تقطب‬ ‫املش���اهد العرب���ي مب���ا تقدم���ه م���ن‬ ‫مسلس�ل�ات درامي���ة وتارخيي���ة‬ ‫ودينية من الواضح أنها قد إستعدت‬ ‫بشكل مبكر هلذا املوسم الرمضاني ‪،‬‬ ‫وللرجوع لقنواتنا الفضائية الليبية‬ ‫وما تقدمه م���ن أعمال رمضانية يف‬ ‫ح���دود إمكانياته���ا املتواضع���ة رغم‬ ‫معرفتها بأن املش���اهد اللييب حيتاج‬ ‫يف ه���ذا الش���هر الكريم إل���ي برامج‬ ‫بنكه���ة ليبي���ة ‪ ،‬وعن���د إس���تعراضنا‬ ‫حلصيل���ة م���ا تقدم���ه الفضائي���ات‬ ‫الليبية جيد املش���اهد أمامه األعمال‬ ‫التالية موزعة بني هذه القنوات ‪:‬‬

‫•حلق���ات (( قلية والدميقراطية ))‬ ‫تقدمه���ا قناتي الوطني���ة و ليبيا ‪tv‬‬ ‫وهي م���ن تأليف الفن���ان الكوميدي‬ ‫صاحل األبيض وإخراج حممد بلعم‬ ‫متثي���ل ‪ :‬ص���احل األبي���ض – مح���د‬ ‫الغرب���اوي – س���لوي املقصيب ‪ -‬عيد‬ ‫س���عيد – حمم���د األم�ي�ن – جيهان‬ ‫إمساعيل – علي الفيتوري ‪.‬‬ ‫•حلقات (( مقالب البيتزا )) تقدمها‬ ‫قن���اة ليبي���ا األح���رار م���ن تألي���ف‬ ‫مخيس أمبارك وإخراج مفتاح بادي‬ ‫ومتثي���ل ‪ :‬ميلود العمروني – طارق‬ ‫الش���يخي – نعيم���ة بوزي���د – عي���د‬ ‫س���عيد – ف���وزي العبي���دي – م���راد‬ ‫العريف ‪.‬‬ ‫• حلق���ات (( خطره���ا )) تقدمه���ا‬ ‫قن���اة ليبي���ا ‪ 1‬تألي���ف مجاعي ومن‬ ‫إع���داد وإخ���راج خال���د الش���يخي‬ ‫ومتثيل ‪ :‬ف���رج عبدالكريم – ميلود‬ ‫العمرون���ي – ط���ارق الش���يخي –‬ ‫امحد بوفردة – منصور العيس���اوي‬

‫– خالد الفاضلي – جناة عطية –‬ ‫خلود نافع – عبدالس�ل�ام اهلواري –‬ ‫جيهان إمساعيل – عالء األوجلي –‬ ‫رياض التاورغ���ي – علي الفيتوري‬ ‫– عائشة العبيدي ‪.‬‬ ‫•حلقات (( هدرازي )) تقدمها قناة‬ ‫ليبي���ا األح���رار من تألي���ف مجاعي‬ ‫وإخ���راج فرج عبدالكري���م ومتثيل ‪:‬‬ ‫عبري الرتهوني – ف���رج عبد الكريم‬ ‫– عبدالس�ل�ام اهل���واري – ري���اض‬ ‫التاورغي – وش���باب ورش���ة بنغازي‬ ‫الفنية ‪.‬‬ ‫•حلق���ات (( ليبيات فري )) تقدمها‬ ‫قن���اة ليبيا األحرار وه���ي من تاليف‬ ‫وإخراج الفنان مؤيد الزابطية ‪.‬‬ ‫•حلق���ات (( العيل���ة )) تقدمها قناة‬ ‫ليبي���ا ‪ tv‬من إع���داد فائز س���ويري‬ ‫وإخراج حممود الزردومي ومتثيل ‪:‬‬ ‫حممد الشوبكي وعبدالنيب املغربي ‪.‬‬

‫راديو ليبيا احلرة بعدة لغات‬

‫حتاول الفنان���ة املصرية حنان ترك معاجلة قضية الوحدة‬ ‫الوطنية بني املسلمني واألقباط يف مصر من خالل حلقات‬ ‫مسلسلها اجلديد (األخت تريزا ) من تأليف بالل فضل ومن‬ ‫إخراج حس���ام اجلوهري ولقد صرحت حنان ترك لوس���ائل‬ ‫اإلع�ل�ام عن أمله���ا يف أن حيقق ه���ذا املسلس���ل النجاح وأن‬ ‫جيد القبول عند املش���اهدين مؤكدة عل���ي أهمية القضية‬ ‫اليت يتناوهلا املسلسل وهي الفتنة الطائفية ‪ ،‬وكانت حنان‬ ‫ترك قد محلت اإلعالم مس���ئولية كبرية يف إشعال الفتنة‬ ‫الطائفي���ة يف مصر قائلة بأن العديد من القنوات الفضائية‬ ‫ميكن أن نطلق عليها فضائيات الفتنة تساهم بشكل كبري‬ ‫يف تزكي���ة نريان األزمات املفتعلة ‪ ،‬فاألعالم حس���ب قوهلا‬ ‫س�ل�اح ذو حدين مس���يطر علي عقول الناس بش���كل كبري‬ ‫وأحيانا ما يساهم يف إشعال الفنت حسب التوجهات يف كل‬ ‫مرحلة ‪.‬‬ ‫وأك���دت حنان ترك أنها مل تقرر بعد إعتزال الفن حس���ب‬ ‫الش���ائعات اليت تتناوهلا بعض وسائل اإلعالم قائلة بأنها ال‬ ‫تفكر يف اإلعتزال ما دام���ت هناك أعمال تعرض عليها ذات‬ ‫مضمون وحتمل هدفا يفيد اجملتمع وينهض بالوطن ‪.‬‬

‫ب���دأ رادي���و ليبيا احلرة ب���ث براجمه‬ ‫بعدة لغ���ات اوروبية وأس���يوية منها‬ ‫اللغ���ات اإلجنليزي���ة والفرنس���ية‬ ‫واإليطالي���ة والرتكي���ة واألوردية‬ ‫وقريب���ا األملاني���ة واألس���بانية‬ ‫والربتغالي���ة واللغ���ات اإلفريقي���ة ‪،‬‬

‫رادي���و ليبيا احلرة ب���أدارة اإلعالمي‬ ‫مجال اجملربي ويش���ارك يف اإلعداد‬ ‫الفنان���ة س���عاد خلي���ل واملهن���دس‬ ‫عبداملنع���م حيدر والش���ئون اإلدارية‬ ‫حمم���د س���امل ويعت�ب�ر رادي���و ليبيا‬ ‫احلرة باللغ���ات األجنبية أحد فروع‬

‫اإلذاعة الوطنية ‪ ،‬ويسعي اإلعالمي‬ ‫مج���ال اجمل�ب�ري مؤس���س ه���ذه‬ ‫احملطة اإلذاعية جلعلها تلفزيونية‬ ‫مس���تقبال ‪ ،‬وتقتص���ر برام���ج ه���ذه‬ ‫اإلذاع���ة يف الوق���ت احلاض���ر عل���ي‬ ‫الربامج الثقافية والسياحية ‪,‬‬

‫مسلسل سعودي ينتقد املسؤولني‬ ‫املسلس���ل التلفزيون���ي الس���عودي (‬ ‫كالم الناس ) الذي تعرضه القناة‬ ‫األولي الس���عودية تتواصل حلقاته‬ ‫الرمضاني���ة الناق���دة للمس���ئولني‬ ‫التنفيذيني الذين يعرقلون مصاحل‬ ‫الناس اليومية س���واء كانت قضايا‬ ‫الس���كن أو املش���اكل املختلف���ة‬ ‫واألوض���اع الس���لبية يف اجملتم���ع‬ ‫الس���عودي ‪ ،‬املسلس���ل م���ن بطول���ة‬ ‫الفن���ان حس���ن العس�ي�ري والفن���ان‬ ‫خال���د س���امي ‪ ،‬ولق���د تصاع���دت‬ ‫العديد من ردود األفع���ال الغاضبة‬ ‫م���ن املس���ئولني ح�ي�ن بث���ت حلقة (‬ ‫ب���دل س���كن ) ال�ت�ي طال���ت أعض���اء‬

‫جمل���س الش���وري بس���بب رفضهم‬ ‫مقرتح���ا ألعط���اء موظف���ي الدولة‬

‫بدل سكن مبربرات واهية ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫فتحي الساحلي‬

‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬ ‫أمحد بشون‬

‫حكاية ابن حارس امللعب‬ ‫الذي أصبح بطل لعبة التنس األرضي‬

‫نش���أت لعبة التنس األرضي يف بريطانيا‬ ‫يف الق���رن التاس���ع عش���ر أي حوالي عام‬ ‫‪1886‬م ‪ .‬حيث كانت تلعب يف احلدائق‬ ‫العامة بدون حتديد ملساحة امللعب كما‬ ‫هو معروف اآلن ‪.‬‬ ‫وشيئاً فشيئاً بدأت توضع هلا قوانني من‬ ‫حيث مساحة امللعب واخلطوط احمليطة‬ ‫بامللعب وحجم املضرب والكرات ‪.‬‬ ‫أم���ا يف ليبيا وخاص���ة يف مدينة بنغازي‬ ‫فق���د عرفناه���ا م���ع جم���يء اجلي���ش‬ ‫الربيطان���ي ( احللف���اء ) عق���ب احل���رب‬ ‫العاملي���ة الثاني���ة أي يف حوال���ي ع���ام‬ ‫‪1941‬م حي���ث أنش���ئت هل���ا مالعب يف‬ ‫معس���كرات اجليش الربيطاني يف الفرتة‬ ‫اليت يطلق عليها ( زمن االنتداب ) ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بط�ل�ا‬ ‫وحكاي���ة صغرين���ا ال���ذي أصب���ح‬ ‫وال���ذي كان وال���ده يف ع���ام ‪1948‬م(‬ ‫حارساً ) مللعب كرة املضرب ( التنس ) ‪..‬‬ ‫وتق���ول احلكاي���ة أن���ه كان يذه���ب مع‬ ‫وال���ده للملع���ب ويش���اهد الربيطاني�ي�ن‬ ‫ميارس���ون لعبة التنس األرضي ‪ ،‬وكان‬ ‫املرح���وم عب���داهلل الش���ريف ه���و اللي�ب�ي‬ ‫الوحي���د ال���ذي مي���ارس ه���ذه اللعبة يف‬ ‫ذل���ك الزم���ن ‪ ،‬ولذل���ك يعترب رائ���داً هلا ‪.‬‬ ‫كان صغرين���ا ش���حات عصم���ان معجباً‬ ‫به���ذه اللعب���ة الرائعة حت���ى أنه حتصل‬ ‫عل���ى ك���رة تنس وصن���ع لنفس���ه عصا‬ ‫خش���بية تقليداً للمضرب وب���دأ يقذفها‬ ‫يف احلائ���ط وترج���ع إلي���ه كان منبهراً‬ ‫بهذا جداً ‪ .‬ويف إحدى املرات ش���اهده أحد‬ ‫الالعب�ي�ن الربيطانيني فقدم له مضرب‬ ‫قدي���م وقال ل���ه عندما تران���ي يف امللعب‬ ‫أحضر ه���ذا املضرب ودعنا نلع���ب معاً ‪...‬‬ ‫وأراهن أنين سأهزمك ‪! ..‬‬ ‫ف���رح الصغري باملض���رب وبالفرصة اليت‬ ‫ستجعله يدخل امللعب ليلعب مثل الكبار‬ ‫وكان س���عيداً للغاية ‪ .‬وبالفعل يف اليوم‬ ‫التال���ي دخ���ل إىل امللعب ولع���ب مع ذلك‬ ‫الربيطاني ‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الي���وم أصبح قريباً من امللعب‬ ‫والالعب�ي�ن حي���ث ب���دأ يف مج���ع الكرات‬ ‫ال�ت�ي خت���رج خ���ارج امللعب وتع���رف عن‬ ‫كث���ب عل���ى قوان�ي�ن اللعب���ة وكيفي���ة‬ ‫الع���د ومجع النق���اط والصح واخلطأ يف‬ ‫لعبة التنس األرض���ي – وكان املرحوم‬ ‫عبداهلل الش���ريف ذو فضل ال ينسى على‬ ‫العبنا الصغري إذ قدم له كل املس���اعدة‬ ‫والعون ألنه رأى فيه األمل والقدرة على‬ ‫بن���اء جيل هل���ذه اللعبة يف ع���ام ‪1955‬م‬ ‫أقيمت بطولة للناش���ئني فاز فيها العبنا‬ ‫ش���حات بالبطول���ة وب���دأ مس�ي�رته حنو‬ ‫حتقيق األفض���ل والفوز بالبطوالت وقد‬ ‫عاص���ر العبنا اجلي���ل األول هلذه اللعبة‬ ‫ونس���تطيع أن نق���ول بأنه���م رواد ه���ذه‬ ‫اللعبة األوستقراطية ‪ !..‬وهم ‪:‬‬ ‫‪1‬األستاذ عبداهلل الشريف ‪.‬‬‫‪2‬عبدالقادر املطردي ‪.‬‬‫‪3-‬السيد علي صفي الدين السنوسي ‪.‬‬

‫البطـل شحــات عصــمـان مع بطل مصر امساعيل الشافعي عام ‪1973‬م‬

‫‪4‬حممد بن يونس ‪.‬‬‫‪5‬حممد البعجة ‪.‬‬‫‪6‬مفتاح مصباح الورفلي ‪.‬‬‫‪7‬د ‪ .‬نوري جعفر ‪.‬‬‫‪8‬املهدي كويري ‪.‬‬‫‪9‬علي فرهود ‪.‬‬‫‪10‬نوري املغربي ‪.‬‬‫‪11‬عبدالقادر الشريف ‪.‬‬‫‪12‬عمر الدلنسي ‪.‬‬‫‪13‬حممد سالمة العمامي ‪.‬‬‫يف ع���ام ‪ 1957‬ش���ارك العبن���ا ش���حات‬ ‫عصم���ان يف بطول���ة برق���ة ال�ت�ي أقامها‬ ‫اجليش الربيطاني وجاء ترتيبه الثاني ‪.‬‬ ‫ويف أع���وام ‪58/59/1960‬م ف���از منه���ا‬ ‫ببطول���ة األس���بوع اجلامع���ي يف وع���ام‬ ‫‪ 1965‬اخت�ي�ر لتمثيل ليبي���ا مع البطل‬ ‫حمم���د اجلطيل���ي يف ال���دورة العربي���ة‬ ‫بالقاه���رة حي���ث حتص���ل الثنائ���ي على‬ ‫الرتتي���ب الثان���ي عل���ى مس���توى الوطن‬ ‫العربي وفازوا بالقالدة الفضية ‪.‬‬ ‫ويف ع���ام ‪ 1970‬اعت���زل بطلنا حمبوبته‬ ‫التنس وقرر الدخول يف جمال التدريب‬ ‫للمس���اهمة يف تقديم اجيال هلذه اللعبة‬ ‫ويف ع���ام ‪ 1975‬أصب���ح رئي���س وف���د‬ ‫املنتخب اللييب لكرة املضرب يف البطولة‬ ‫العربية األوىل مبدينة بنغازي ‪.‬‬ ‫ويف ع���ام ‪ 1985‬كلف باإلش���راف على‬ ‫تدري���ب منتخ���ب ك���رة املض���رب عل���ى‬ ‫مس���توى ليبي���ا يف البطول���ة االفريقي���ة‬ ‫املقامة يف مدينة طرابلس ‪.‬‬ ‫أنه���ا رحل���ة ذل���ك الصغ�ي�ر ال���ذي صنع‬ ‫مض���رب م���ن اخلش���ب وحل���م أن يك���ون‬ ‫بط ً‬ ‫ال وحقق حلمه ألنه ليس هناك شيء‬

‫امسه املستحيل املهم العزمية واإلصرار‬ ‫واإلق���دام هذا هو الطري���ق إىل االنتصار‬ ‫على املستحيل ( وال يأس مع احلياة )‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫كلمة العدد‬

‫زمان األندية ‪!! ...‬‬ ‫م���رت األندي���ة الرياضي���ة خالل مس�ي�رتها‬ ‫الطويل���ة بف�ت�رات م���ن االزده���ار والتأل���ق‬ ‫وأس���همت أس���هاماً كبرياً يف دعم احلركة‬ ‫الرياضي���ة وتطويره���ا وقدم���ت للوس���ط‬ ‫الرياض���ي مئات م���ن الرياضي�ي�ن يف مجيع‬ ‫األلع���اب الرياضية والذين أس���هموا يف رفع‬ ‫مكانة الب�ل�اد وأعالمها يف احملاف���ل العربية‬ ‫واألفريقية والدولي���ة وقدمت للوطن أيضاً‬ ‫عشرات من القيادات الرياضية والذين قادوا‬ ‫احلركة الرياضية بصدق وش���جاعة بعيداً‬ ‫عن املصاحل الش���خصية ‪ ...‬حيث ال ابتزاز وال‬ ‫اس�ت�رزاق ‪ ..‬ث���م ج���اءت فرتة تغ�ي�ر فيها حال‬ ‫األندية الرياضية ووصل إىل قيادتها كثري‬ ‫من الدخالء على الرياض���ة والذين أغرتهم‬ ‫اس���تثمارات األندي���ة ومرضى ح���ب الظهور‬ ‫والذي���ن دفع بالبعض منهم النظام الفاس���د‬ ‫املنه���ار بفع���ل ثورتن���ا اجمليدة ثورة الش���باب‬ ‫والتضحي���ات ‪ ..‬ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر اجملي���دة‬ ‫وتطلع الش���باب الرياضي بعد هذا االنتصار‬ ‫الرائع إىل اللحظة اليت تنطلق فيها األندية‬ ‫من جديد ألداء دورها الصحيح وبعد أن يتم‬ ‫بنائها على أس���س س���ليمة ولوائح تنظيمية‬ ‫تتوافق مع الواقع اجلدي���د الذي ميكنها من‬ ‫تأدي���ة دورها الرائع القدي���م واحلديث بأذن‬ ‫اهلل ‪...‬ه���ل س���تعود األندي���ة الرياضي���ة مرة‬ ‫أخرى لتصبح ‪ ..‬أندية زمان ‪!!..‬‬

‫تشلسى والبطولة األوىل‬

‫ال���كل راه���ن عل���ى أن ط���ريف املب���اراة النهائية يف‬ ‫بطول���ة أوروب���ا لألندية س���تكون بني برش���لونة‬ ‫وري���ال مدريد وبع���د خروجهم���ا األول عاى يد‬ ‫تشلسي والثاني على يد بايرن ميونيخ ‪.‬‬ ‫ال���كل راه���ن بعد ذل���ك عل���ى أن باي���رن ميونيخ‬ ‫صاح���ب األرض واجلمه���ور س���يفوز بالبطولة‬ ‫للم���رة اخلامس���ة يف تارخي���ه وبنف���س النس���ق‬ ‫الذي اجتاز به تشلس���ي حمطة برش���لونة اجتاز‬ ‫به بايرن ميونيخ ورف���ع العبوه كأس البطولة‬ ‫للم���رة األوىل ومبدرب خي���وض جتربيه األوىل‬ ‫فى عامل التدريب ‪.‬‬ ‫لق���د كان م���درب الفريق دى ماتي���و واقعياً إىل‬ ‫أبعد ح���د ‪ ،‬قدر خطورة الفري���ق املنافس وعرف‬ ‫ع���ن يقني إمكانية العبي���ه فلم جيازف وإحتاط‬

‫لق���درات الع�ب�ي باي���رن ميوني���خ بش���كل دقي���ق‬ ‫واس���تطاع إن ينفذ من عنق الزجاجة بكل جناح‬ ‫واألمجل يف املباراة مراس���م االحتفال والتشجيع‬ ‫املهذب‪.‬وس���عى الفريقان حلس���م النتيجة خالل‬ ‫(‪ 120‬د) مائ���ة وعش���رين دقيق���ة بكافة الس���بل‬ ‫املتاح���ة واملش���روعة وف���ق املنافس���ة الش���ريفة‬ ‫واخلالقة‪.‬ف���از تشلس���ي وخس���ر باي���رن ميونيخ‬ ‫ومل نر واقعة ش���غب واحدة ‪ ،‬إنها ثقافة املنافسة‬ ‫الفائ���ز اصط���ف للخاس���ر وحي���اه وه���و يصع���د‬ ‫للمنصة الس���تالم القالئد واخلاس���ر حيا الفائر‬ ‫وه���و يصع���د للمنص���ة الس���تالم ال���كأس ‪ ،‬هذه‬ ‫الثقافة اليت نفتقدها يف مبارياتنا ومالعبنا‬ ‫نأم���ل أن نراه���ا إذا م���ا هدأت األم���ور وعم األمن‬ ‫واألمان وعادت مسابقاتنا من جديد !!‬


‫السنة الثانية ـ العدد ‪ 64‬ـ ( ‪ 31‬ـ ‪ -6‬يوليوــ أغسطس ‪)2012‬م‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.