العدد 10

Page 1

‫تنشدني ع الصحة‬ ‫اهلل خيليك‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫السنة األولى‬

‫العدد العاشر‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫إلغاء عملة القذايف ‪ ..‬رحيل هاشم اهلوني وسامل زائد ‪ ...‬ياقاتل‬ ‫الروح وين تروح ‪ ..‬من أجل تيار كهربائي ال ينقطع ‪ ..‬صرف ‪1000‬‬ ‫دينار لرمضان ‪ ..‬االنتخابات اآلن وليس غدا ‪ ..‬احلياة مستمرة‬ ‫يف الظاهر ‪ ...‬لوحة تاسيلي ‪ ...‬كنت عازما على عدم الصمت ‪...‬‬ ‫السجني فرج الصاحل والقاضي مصطفى عبد اجلليل‪.‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬


‫‪02‬‬ ‫تنشدني ع الصحة‬ ‫اهلل خيليك‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫السنة األولى‬

‫العدد العاشر‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫إلغاء عملة القذايف ‪ ..‬رحيل هاشم اهلوني وسامل زائد ‪ ...‬ياقاتل‬ ‫الروح وين تروح ‪ ..‬من أجل تيار كهربائي ال ينقطع ‪ ..‬صرف ‪1000‬‬ ‫دينار لرمضان ‪ ..‬االنتخابات اآلن وليس غدا ‪ ..‬احلياة مستمرة‬ ‫يف الظاهر ‪ ...‬لوحة تاسيلي ‪ ...‬كنت عازما على عدم الصمت ‪...‬‬ ‫السجني فرج الصاحل والقاضي مصطفى عبد اجلليل‪.‬‬

‫‪miadeenm@yahoo.com‬‬

‫يا قاتل الروح وين تروح‬ ‫بيان حول ممارسات التعذيب‬ ‫فجعتنا األنباء منذ يومين بخبر موت فردين أحدهما فلسطيني واآلخر‬ ‫ليبي تحت التعذيب ‪ ،‬علي أيدي مجرمين يدعون أنهم يعملون ألجل إحقاق‬ ‫الحق وإظهار الحقيقة ‪.‬‬

‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬

‫ومهما كانت األسباب والدواعي ‪ ،‬ومهما كانت المالبسات والتبريرات ‪،‬‬ ‫فإن ممارسة تعذيب إنسان أمر مرفوض من حيث المبدأ ‪ ،‬فهو مساس‬ ‫خطر ومنكر بالكرامة اآلدمية التي تحفظها الشرائع والمواثيق ‪ ،‬وينبغي‬ ‫أن نحرص علي حفظها وصيانتها في إطار دولتنا التي نسعى لتأسيها‬ ‫علي مبادئ الحق والعدالة ‪ ،‬وصون كرامة اإلنسان من كل مساس مادي‬ ‫أو معنوي بها ‪.‬‬

‫أمحد الفيتو ري‬

‫وإننا في تجمع ليبيا الديمقراطية نعبر عن إدانتنا الشديدة واستنكارنا‬ ‫المطلق لوقوع مثل هذه الممارسة المرفوضة ‪ ،‬ونطالب الجهات المختصة‬ ‫المسئولة بما يلي ‪:‬‬

‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬

‫مدير التحرير‬ ‫سامل العوكلي‬ ‫مدير فين‬ ‫أمحد العرييب‬ ‫إشراف فين‬

‫عمر جهان‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0926234108‬‬ ‫صورة الغالف‬

‫حممد إزاووي‬

‫إخراج وتنفيذ‬ ‫رؤيا ألعمال الطباعة والتجهيزات الفنية‬

‫أوال – التحقيق في مالبسات وقوع هذه الجريمة ‪ ،‬وكشف المسؤولين‬ ‫عن ارتكابها ‪ ،‬وما إذا كانوا قد ارتكبوها من تلقاء أنفسهم ‪ ،‬أم أن ثمة‬ ‫من أمرهم بها ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬تقديم المسؤولين عن الجريمة إلي محاكمة علنية ‪ ،‬وإنزال العقاب‬ ‫الرادع الذي يستحقونه بهم ‪.‬‬ ‫ثالثا – وضع حد لهذه الظاهرة الخطرة ‪ ،‬وهي تعدد الجهات المسلحة التي‬ ‫ال يعرف أحد من أنشأها وما هويتها وما أهدافها ومن المسئول عنها ‪.‬‬ ‫رابعا – أن يتحمل السيد مسؤول ملف الداخلية واألمن مسؤوليته في هذا‬ ‫الخصوص ‪ ،‬وأن يبين للرأي العام مالبسات الجريمة ‪ ،‬وما يرى اتخاذه‬ ‫من إجراءات حيالها ‪.‬‬ ‫وإننا نؤكد أننا لن نستحق العيش في دولة ليبيا الحرة ‪ ،‬إذا سمحنا بأن‬ ‫تكون دولة تهدر فيها الكرامة اآلدمية ‪ ،‬وتمارس فيها األفعال المهينة‬ ‫لإلنسان ‪.‬‬

‫جتمع ليبيا الدميقراطية – ت ل م ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ميادين‪ :‬نتوجه بالشكر واالمتنان لتجمع ليبيا الديمقراطية ونخص األستاذ يونس فنوش‬ ‫منه ‪ ،‬ونتوجه بنداء إلي كل المؤسسات أن يصدروا بيانا مماثال ‪ ،‬ونذكر منها المجلس‬ ‫الوطني االنتقالي برئيسه وأعضائه ‪ ،‬وهيئة الدعم والمشورة واألحزاب المؤسسة منها وما‬ ‫تحت التأسيس واالتحادات والنقابات كاتحاد الصحفيين واتحاد الكتاب والعمال ونقابة الفنانين‬ ‫‪ ..‬الخ ‪ .‬بل نري أن تقوم تظاهرات شجب ملثل هذا السلوك ‪ ،‬وأن نسرع في التحقيق كي ال‬ ‫تهيمن دولة األمن علي حياتنا مرة ثانية ‪.‬‬ ‫ونذكر أولئك الذين يزورون في شكل استعراضي الجبهة في جبل نفوسة لساعات ‪ ،‬ثم يقيمون‬ ‫في فندق رماده الخمس نجوم أليام ‪ ،‬أن الجبهة الداخلية أيضا تعيش أتون معركة المرحلة‬ ‫االنتقالية ‪ ،‬وما بعد القذافي قاب قوسين أو أدني ‪ ،‬ولذا عليهم واجبات جمة هنا واآلن ‪...‬‬


‫‪03‬‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫إلغاء عملة القذايف‬ ‫صرف ‪1000‬دينار لكل كتيب عائلة خالل شهر رمضان‬ ‫رمضان الذي من المعتاد أن تتضاعف فيه المصاريف‬ ‫ويزداد اإلقبال على األسواق‪.‬‬

‫يتوقع بعض الخبراء أن يلغي المجلس الوطني‬ ‫االنتقالي العملة الصادرة في عهد القذافي ‪،‬‬ ‫وذلك من أجل حل مشكلة السيولة ‪ ،‬وذلك بعد أن‬ ‫واجهت المجلس مشاكل جمة في هذه الموضوعة‬ ‫ولم يتمكن من حلها ‪.‬‬

‫المواطنون يعون هذه األزمة ومعطياتها ويقدرون‬ ‫صعوبة إيجاد الحلول من قبل المسؤولين‪ ،‬ويطرحون‬ ‫العديد من الخيارات في جلساتهم الخاصة كمحاولة‬ ‫منهم للمشاركة في إيجاد مخرج‪ .‬البعض يرى أن‬ ‫إعطاء موعد لتغيير العملة سيعيد السيولة إلى‬ ‫المصارف ‪ ،‬والبعض يرى أن تسييل الدوالر كعملة‬ ‫مؤقتة في التداول باألسواق خيار آخر‪ .‬غير أن الحل‬ ‫المرشح واألكثر فاعلية للخروج من هذه المشكلة هو‬ ‫تغيير العملة والذي يتم نقاشه بجدية في أوساط عدة‪،‬‬ ‫خصوصا أمام انزعاج الناس من الصور المطبوعة‬ ‫على بعض العمالت ‪.‬‬

‫وكانت وزارة المالية قد دعت التجار ورجال‬ ‫األعمال إلي إيداع ما بحوزتهم من عملة ليبية‬ ‫مقابل حصولهم علي الدوالر بالسعر الرسمي‬ ‫المعتمد ‪ ،‬واشترطت أن يودع ضعف المبلغ المراد‬ ‫صرفه ‪.‬‬ ‫يذكر أن تحديد سقف السماح بالمبالغ المسحوبة‬ ‫شهريا هو الذي جعل التجار يحتفظون بالسيولة‬ ‫خارج المصارف‪ ،‬فضال عن وجود مبالغ كبيرة‬ ‫داخل الحدود المصرية في انتظار أي طارئ يرفع من قيمة الدينار الليبي‪.‬‬ ‫وأمام هذه التفسيرات ألزمة السيولة يحاول الخبراء أن يجدوا مخرجا مناسبا بعيدا‬ ‫عن أي إجراء تعسفي تجاه المواطن أو أصحاب األعمال‪ ،‬خصوصا مع اقتراب شهر‬

‫أحد المواطنين يقول أن مثل هذا اإلجراء بقدر ما يشكل عقوبة لتجار األزمة بقدر ما‬ ‫سيسعد المواطنين الذين ستتوفر بين أيديهم عملة جديدة خالية من كل ما يذكرهم‬ ‫باأليام السالفة ‪.‬وأكد مسؤول مالي انه سيتم خالل شهر رمضان صرف ألف دينار‬ ‫لكل كتيب عائلة ‪.‬‬

‫سيد األغنية الليبية الشعبية الفنان سامل زايد يف ذمة اهلل‬ ‫الفنان سالم زايد بن مختار وهذا هو‬ ‫اسمه الحقيقي ‪ ،‬ولد بمدينة بنغازي‬ ‫في العام ‪ 1933‬من أسرة كغيرها‬ ‫من األسر الليبية في تلك المرحلة‬ ‫التي عانت من الحاجة وسوء المعيشة‬ ‫خالل االستعمار االيطالي لبالدنا ‪.‬‬

‫ونشاطات قسم الموسيقى ‪.‬‬

‫مائتي أغنية ‪.‬‬

‫من أغانيه الشعبية الجميلة ( نريد تولى رئاسة قسم الموسيقى في أواخر‬ ‫انقولك ) و ( مقدر جرى مكتوب ) و عمله باإلذاعة حتى أحيل إلى التقاعد ‪.‬‬ ‫( نريد نتوب ) و ( رقيق الحواجب)‬ ‫و ( قوللي هو ) و ( هايم بيه ) رحم هللا الفنان سالم زايد سيد األغنية‬ ‫و ( أيام الغال ) و ( ياطير هدي ) ‪...‬و الشعبية ‪.‬‬ ‫غيرها ‪ ،‬وقد بلغت أغنيه أكثر من‬

‫عمل الراحل سالم زايد الكثير من‬ ‫األعمال من اجل لقمة العيش ؛ التحق‬ ‫بالشرطة في قوات دفاع برقة ‪.‬‬ ‫تم ضمه إلي قطاع الموسيقى بالشرطة‬ ‫وعمل كضابط إيقاع لهذه الفرقة على‬ ‫آلة ( الطبل ) ‪.‬‬

‫ ‬

‫•يوسف بن صريتي‬

‫املكتب التنفيذي للشؤون الثقافية واجملتمع املدني‬ ‫قبل إدارة عمله بالشرطة مما أدى به‬ ‫إلى االستقالة والتفرغ للموسيقى بأجر‬ ‫زهيد ال يحقق مطالب المعيشة ‪ ،‬ولكن‬ ‫حبه للموسيقى جعله يستمر في هذا‬ ‫المجال رغم صعوبة المسيرة والتي‬ ‫كانت ال تالقي من المجتمع قبوال وال‬ ‫توفر ابسط أسباب الحياة ‪..‬‬

‫كان الراحل يحب للفن انظم إلي‬ ‫فرقة رجب البكوش المسرحية ‪ ،‬التي‬ ‫كانت تضم إلى جانب الفنانين علي‬ ‫الشعالية وسليمان بن زبلح ‪ ،‬والراحل‬ ‫رجب بوزنوكة والراحل فرج خميس‬ ‫كانت أول أعمال الفنان سالم زايد‬ ‫وغيرهم من هواة الطرب ‪.‬‬ ‫بصوته بعنوان ( من هان الغية )‬ ‫بعد افتتاح اإلذاعة عام ‪ 1957‬انظم كلمات محمد القداري وألحان الفنان‬ ‫إلى فرقة اإلذاعة الموسيقية كضابط الراحل صبري الشريف ‪ ،‬واستمر‬ ‫إيقاع ‪ ،‬وقد تعرض للنقد والمطالبة من بالغناء فشارك في حفالت اإلذاعة‬

‫دار الكتب الوطنية‬

‫تعمل دار الكتب الوطنية علي جمع واقتناء المنشورات الليبية بكل‬ ‫أشكالها وأنواعها ‪ ،‬ويدعمها في ذلك قانون رقم ‪ 7‬الصادر عام‬ ‫‪ 1984‬م بشأن إيداع المصنفات المعدة للنشر بدار الكتب الوطنية ‪.‬‬ ‫عليه تهيب الدار بالسادة الذين يهمهم األمر ‪ ( :‬ناشرون ‪ ،‬مؤلفون‬ ‫‪ ،‬رؤوسا تحرير دوريات وصحف ‪ ) .....‬إيداع خمس نسخ من‬ ‫إصداراتهم خدمة للباحثين والدارسين ولحفظها لألجيال مستقبال ‪.‬‬

‫والدار تأمل تعاون الجميع‬


‫‪04‬‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫مقرتح ورشة عمل الستقراء وضع الشبكة الشرقية للكهرباء‬

‫من أجل تيار كهربائي ال ينقطع‬ ‫تعتمد الدولة الليبية‬ ‫على شبكة موحدة‬ ‫ت��م��ت��د م��ن أقصى‬ ‫الغرب إل��ى أقصى‬ ‫الشرق‪ ،‬فيما تعول‬ ‫في مصادرها للطاقة‬ ‫ع��ل��ى ن��وع��ي��ن من‬ ‫المحطات اإلنتاجية؛‬ ‫المحطات البخارية‬ ‫وم��ص��در وق��وده��ا‬ ‫عادة الزيت الثقيل‪،‬‬ ‫وال��زي��ت الخفيف‬ ‫ألوق���ات ال��ط��وارئ‬ ‫ول��ب��دء التشغيل؛‬ ‫والمحطات الغازية‬ ‫وم��ص��در وق��وده��ا‬ ‫ع�����ادة ال���غ���از أو‬ ‫ال���زي���ت الخفيف‬ ‫وتعمل هذه الشبكة‬ ‫الموحدة على الجهد‬ ‫الفائق ‪.K V 220‬‬ ‫وت��ع��ت��م��د الشبكة‬ ‫على الموازنة بين‬ ‫المصادر واألحمال‬ ‫ل���ل���ح���ف���اظ ع��ل��ى‬ ‫اس��ت��ق��رار الشبكة‬ ‫وعلى ذبذبة تبلغ‬ ‫ت���س���اوي ت��ق��ري��ب�ا ً‬ ‫خمسين هرتز‪.‬‬

‫والذي حدث أنه بعد ‪ 17‬فبراير انفصلت الشبكتان الشرقية والغربية‬ ‫وأصبحت مدينة سرت تقريبا ً هي الحد الفاصل بينهما‪ ،‬كما يوجد بها‬ ‫أيضا ً مركز العمليات الذي يدير هذه الموازنة بين المصادر واألحمال‬ ‫ويسمى مركز التحكم الوطني‪ .‬وقد توقف هذا المركز عن التحكم في‬ ‫الشبكة الشرقية بالكامل وأصبحت إدارة وتحكم الشبكة الشرقية منوطة‬ ‫بمركز التحكم القديم أو ما يسمى مركز تحكم ‪ KV 220‬شمال بنغازي‪،‬‬ ‫كما أن الشبكة الرئيسة ممتدة شرقا ً لتصل مع شبكتي كهرباء مصر‬ ‫واألردن‪ ،‬وباإلمكان نظريا ً تدفق األحمال من االتجاهين‪.‬‬ ‫وبالوضع الحالي للشبكة الشرقية‪ ،‬وهو وضع حرج للغاية بسبب تغلب‬ ‫األحمال على مصادر الطاقة‪ ،‬فإن الشبكة ستحتاج إلي طاقات إنتاجية‬ ‫من مصر أو األردن أو كليهما وذلك حسب المتوفر من الطاقة الفائضة‬ ‫لدى كل منهما‪ .‬باختصار‪ ،‬يمكن وصف وضع الشبكة الشرقية بالوضع‬ ‫غير المستقر وخاصة إذا ما خرجت أي من الوحدات اإلنتاجية الكبيرة‬ ‫(وحدات شمال بنغازي والزويتينة)‪ ،‬إذ سوف تكون حاجة ماسة لطرح‬ ‫أحمال هائلة من الشبكة للمحافظة على استقرارها‪.‬‬ ‫وتهدف ورشة العمل المقترحة لدراسة ومعالجة بعض المشاكل الحيوية‬ ‫التي تعترض قيام الشبكة الشرقية بأعمالها بطريقة هندسية صحيحة‪،‬‬ ‫آخذة في االعتبار المحافظة على استقرار هذه الشبكة عبر الموازنة بين‬ ‫مصادر الطاقة واألحمال‪ ،‬وصوال إلي جهد وذبذبة قياسية وذلك على‬ ‫النحو التالي‪:‬‬ ‫عرض موجز لمشاكل المحطات اإلنتاجية العاجلة التي تستدعي الحاجة‬ ‫إلى استيراد قطع غيار أو استجالب خبراء من الشركات المنتجة لهذه‬ ‫الوحدات (‪ ABB‬على وجه الخصوص)‪ ،‬وعمل التقديرات المالية‬ ‫الالزمة إلعطاء فسحة من الوقت للمجلس االنتقالي لتوفير هذه األموال‪.‬‬ ‫عمل منحنى لألحمال للفترة الحالية واستقراؤها للفترة القادمة لوضع‬ ‫الخطط الالزمة لمواكبة الزيادة المتوقعة لألحمال خالل فترة الصيف‪.‬‬ ‫وضع خطة للطوارئ لتوقع خروج أي من الوحدات اإلنتاجية الكبيرة‬ ‫نتيجة لنقص الوقود (حاليا ً بالوقود الخفيف النعدام مصدر الغاز‬ ‫الطبيعي)‪ ،‬أو نتيجة لألعطال الرئيسة أو الثانوية تشمل كيفية التخلص‬ ‫من األحمال للمحافظة على ثبات الشبكة‪.‬‬ ‫تشغيل المحطات اإلنتاجية البخارية التي تعتمد أساسا ً على الوقود الثقيل‬ ‫بكامل طاقتها اإلنتاجية الممكنة‪ ،‬أي العمل لتغطية األحمال األساسية‬ ‫طيلة الفترة اإلنتاجية‪ ،‬وذلك لرخص الوقود الثقيل مقارنة بالوقود‬ ‫الخفيف‪.‬‬ ‫تجهيز برنامج زمني الحتياجات الوحدات اإلنتاجية من وقود ثقيل أو‬ ‫خفيف كي ال يتم خروج الوحدات اإلنتاجية بسبب نقص الوقود‪ ،‬والبحث‬ ‫عن المصادر الخارجية الستجالب الوقود‪ ،‬واالستعداد بالتمويل الالزم‪.‬‬

‫فهيم المحجوب الحصادي‬

‫إعادة تشغيل وضبط المرحالت الخاصة بنقص ذبذبة الشبكة التي تقوم‬ ‫بطرح األحمال أوتوماتيكيا من حالة نقص الذبذبة‪ ،‬وعادة ما يكون‬ ‫ذلك على مراحل مختلفة يتم االتفاق عليها‪ ،‬وذلك للمحافظة على ثبات‬ ‫الشبكة من األوضاع الطارئة ومنع حدوث إطفاء شامل‪.‬‬ ‫تنسيق موضوع فصل األحمال يدويا ً ومراعاة احتياجات وظروف‬ ‫كافة المدن المتصلة بالشبكة الشرقية وخاصة من ناحية زمن اإلطفاء‬ ‫وتوخي العدالة ما أمكن ذلك فنياً‪.‬‬ ‫العمل على توفير استهالك الطاقة وخاصة الشوارع الرئيسية التي‬ ‫تعتمد على مصابيح الزئبق أو الصوديوم ‪ ،w 250-400‬ليس عبر‬ ‫إطفائها‪ ،‬ألهميتها من الناحية األمنية‪ ،‬بل للتأكد من عمل اإلضاءة من‬ ‫الفترة الليلية فقط ويرجع ذلك إلى أن تحديد الفترة الزمنية إلضاءة‬ ‫الشوارع عادة ما يعتمد على مؤقتات ميكانيكية –كهربائية‪ ،‬التي حتى‬ ‫إن قمنا بتعديلها بدقة لتعطي أمر اإلضاءة من الساعات المحددة‪ ،‬سوف‬ ‫يحدث عند أول إطفاء اختالف في المواعيد‪ ،‬ونرى تلك الحالة الشائعة‬ ‫من وجود الشوارع مظلمة في الليل ومضاءة طيلة النهار‪ ،‬ما يشكل‬ ‫هدرا خطيرا للكهرباء‪.‬‬ ‫عمل خطة شاملة في كافة أنحاء مدن الجهة الشرقية للتأكيد على آلية‬ ‫عمل إضاءة الشوارع‪ ،‬ويجب تركيب خاليا ضوئية وملحقاتها لضمان‬ ‫اإلضاءة عندما تبدأ العتمة وإطفائها مع تباشير الصباح‪ ،‬وهي معدات‬ ‫يمكن توفيرها ببساطة ونحتاج في العموم إلي خاليا ضوئية‪ ،‬ولواقط‬ ‫مساعدة‪ ،‬وقد نحتاج للواقط كبيرة‪ ،‬وهو عمل سهل فنيا ً ورخيص الثمن‪،‬‬ ‫لكنه يؤدي إلى توفير هائل من الطاقة وضمان توفير اإلضاءة في حالة‬ ‫االحتياج إليها فحسب‪.‬‬ ‫منافشة كيفية االتصال بشركات الطاقة الكهربائية ووزاراتها في مصر‬ ‫واألردن لدراسة موضوع الحصول على طاقة كهربائية خاصة في‬ ‫حاالت الطوارئ‪ ،‬واستدعاء خبراء منهما في مرحلة ثانية من إقامة‬ ‫ورشة العمل‪.‬‬ ‫دراسة موضوع الطاقة غير الفعالة خاصة في المرحلة الثانية‪ ،‬وذلك‬ ‫للمساهمة في المحافظة علي مستوى جهود الشبكة واستقرارها‪.‬‬ ‫وبالمقدور في للمرحلة األولى االكتفاء بالخبراء المحليين في المنطقة‬ ‫الشرقية وخاصة مدراء المحطات اإلنتاجية ومدراء نقل الطاقة ومركز‬ ‫التحكم المحلي‪ ،‬على أن تشمل القائمة أيضا ً بعض األخوة الذين عملوا‬ ‫مدراء لشبكات النقل أو مدراء لإلنتاج‪ .‬أما في المرحلة الثانية لورشة‬ ‫العمل‪ ،‬فيمكن أن تضم خبراء أجانب وخاصة من الشركات المنتجة مثل‬ ‫‪ ،ABB‬وكذلك خبراء من وزارتي الكهرباء المصرية واألردنية‪ .‬‬


‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪05‬‬

‫القضية للسجني السياسي فرج الصاحل‬

‫والقاضي مصطفي عبد اجلليل‬

‫ميادين ‪ :‬هذه الوثيقة‬ ‫ننشرها هنا لنبين‬ ‫ال���ف���رق ب��ي��ن حكم‬ ‫قضائي وحكم أخر ‪.‬‬ ‫وكنا بعيد صدور هذا‬ ‫الحكم قد ذهبنا به إلي‬ ‫المحامي المصري‬ ‫والناشط الحقوقي‬ ‫المعروف ‪ :‬المرحوم‬ ‫نبيل الهاللي الذي‬ ‫علق أن حكما كهذا‬ ‫يحق أن يكون وثيقة‬ ‫م��ن وث��ائ��ق حقوق‬ ‫اإلنسان ‪.‬‬

‫باسم الشعب‬ ‫محكمة‪ :‬الجبل األخضر االبتدائية‬ ‫الدائرة‪ :‬الكلية ‪ /‬مدني‬ ‫بالجلسة المنعقدة علنا ً بتاريخ األحد ‪ 18‬صفر ‪ 1402‬و‪.‬ر الموافق‬ ‫‪1992.8.16‬م‬ ‫برئاسة القاضي مصطفى محمد عبدالجليل‪.‬‬ ‫وبحضور عبدالحكيم خالد الشريف‪ ..‬كاتب الجلسة‪.‬‬ ‫أصدرت الحكم اآلتي‪:‬‬ ‫في الدعوى المقيدة بالسجل العام تحت رقم ‪ 188‬لسنة ‪1992‬م‪.‬‬ ‫المرفوعة من‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ فرج محمد الصالح‪ ..‬أصالة عن نفسه وبصفته والداً ألبنائه‪:‬‬ ‫محمد وجمال ونجوى وعبدالرحيم‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ مستورة حسن صالح‪ ..‬زوجة المدعي األول‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ سليمة سعيد حامد‪ ..‬والدة المدعي األول‪.‬‬ ‫ضد‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ اللجنة الشعبية العامة‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ اللجنة الشعبية العامة للعدل‪.‬‬

‫المحكمة‪:‬‬

‫من حيث أن المدعين قد اختصوا المدعى عليهما بصحيفة أُعلنت‬ ‫لفرع إدارة القضايا بالبيضاء تضمنت القول أن منتسبي األمن‬ ‫الداخلي قد احتجزوا المدعي األول بتاريخ ‪1973.3.9‬م وذلك‬ ‫على ذمة التحقيق بمركز المدينة ببنغازي ثم إلى سجن الكويفية‬ ‫حتى نهاية عام ‪1973‬م وفي بداية عام ‪1974‬م تم نقله إلى السجن‬ ‫المركزي بطرابلس وتم تقديمه لجهات التحقيق بنيابة أمن الثورة‬ ‫والتي قررت بأالّ وجه إلقامة الدعوى وتم اإلفراج عنه‪ ،‬إال أنه‬ ‫فوجئ بالقبض عليه ثانية وهو في قاعة مطار طرابلس وأُودع‬ ‫السجن ثانية وأُعيد للكويفية ثم سجن الجديّدة بطرابلس‪ .‬وبتاريخ‬ ‫‪1977.2.19‬م تم تقديمه للمحاكمة في الدعوى رقم ‪ 2‬لسنة‬ ‫‪1977‬م أمام محكمة الشعب وأُدين بالسجن أربع سنوات‪ ،‬إال أنه‬ ‫بقي بالسجن ولم يُفرج عنه إال بتاريخ ‪1988.3.3‬م عندما أعلن‬ ‫قائد الثورة هدم السجون وتحرير السجناء‪ ،‬وأضاف المدعون‬ ‫في صحيفة دعواهم أن السجن كان تحت إدارة المدعى عليهما‬ ‫ويُدار من تابعيهم‬ ‫احتجزوا‬ ‫الذين‬ ‫المدعي األول بعد‬ ‫المدة المحكوم بها‬ ‫دون مبرر‪ ،‬وقد‬ ‫بلغت المدة الزائدة‬ ‫إحدى عشرة سنة‪.‬‬ ‫وأن المدعي األول‬ ‫كان قبل القبض‬ ‫عليه يعمل موظفا ً‬ ‫بمديرية المواصالت‬ ‫وعلى‬ ‫بالبيضاء‬ ‫السابعة‬ ‫الدرجة‬ ‫وبمرتب قدره مائتان‬ ‫وسبعون ديناراً في‬

‫الشهر‪ ،‬ولو استمر في عمله لكان اآلن موظفا ً بالدرجة التاسعة‬ ‫وفق السلّم المعد بالقانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪81‬م‪ .‬باإلضافة إلى أنه‬ ‫أثناء بقائه في السجن قد عانى ويالت السجن وعذابه مع حرمانه‬ ‫من رؤية والدته وزوجته وأبنائه وحرمانه من العيش مكرما ً‬ ‫وقضى فترة شبابه سجينا ً دون حق‪ ،‬كما فوتت عليه فترة سجنه‬ ‫تحقيق عدة مكاسب كان سيحققها لو كان طليقاً‪ ،‬كما أن أبناءه‬ ‫األربعة قد حُرموا من حنانه وعطفه ورعايته‪ ،‬وتعرضوا آلالم‬ ‫الفرقة والحاجة التي ظلت مصاحبة لحياتهم االقتصادية طيلة‬ ‫فترة سجنه‪ .‬وعانت الزوجة ـ المدعية الثانية ـ ويالت حرمان‬ ‫الزوجة من زوجها ووجدت نفسها مقحمة قسراً لطلب العيش لها‬ ‫وألوالدها مع معاناة الحزن والفرقة‪ ،‬وبقيت كذلك طيلة خمسة‬ ‫عشر عاماً‪ ،‬وال تقل المدعية الثالثة (األم) في معاناتها وحزنها‬ ‫عن معاناة الزوجة‪ ،‬ولما كانت المادة ‪ 166‬مدني قد نصت على‬ ‫أن كل خطأ سبّب ضرراً للغير يُلزم من ارتكبه بالتعويض‪،‬‬ ‫وكانت المادة ‪ 177‬من ذات القانون قد نصت على مسؤولية‬ ‫المتبوع عن الضرر الذي يحدثه تابعه بعمله غير المشروع متى‬ ‫كان واقعا ً منه في حال تأدية وظيفته أو بسببها‪ ،‬فإن المدعي‬ ‫األول يطلب تعويضه بمائة ألف دينار عما فانه من كسب طيلة‬ ‫مدة سجنه دون حق‪ ،‬ومائة ألف دينار عن معاناته وحرمانه طيلة‬ ‫تلك المدة‪ ،‬وخمسون ألف دينار تعويضا ً ماديا ً ومعنويا ً ألبنائه‬ ‫األربعة عن مدة حرمانهم من رعايته وحنانه‪ ،‬وما تعرضوا له‬ ‫من آالم نفسية وبدنية‪ .‬وطلبت المدعية الثانية تعويضها بخمسين‬ ‫ألف دينار عن مدة حرمانها من زوجها وما قاسته من آالم نفسية‬ ‫وبدنية‪ .‬وطلبت المدعية الثالثة تعويضها بستين ألف دينار عما‬ ‫تعرضت له من آالم نفسية بسبب سجن ابنها‪.‬كل هذا مع شمول‬ ‫الحكم بالنفاذ المعجّل والمصروفات القضائية‪.‬وحددت جلسة‬ ‫‪92.4.26‬م‪......‬‬

‫والمحكمة‬ ‫حكمت حضوريا‪ً:‬‬

‫بإلزام المدعى عليهما بأن يدفعا للمدعي األول فرج محمد الصالح‬ ‫مبلغا ً قدره أحد عشر ألفا ً دينار على سبيل التعويض عما فاته من‬ ‫كسب مادي‪ ،‬ومائة ألف دينار على سبيل التعويض المعنوي‪،‬‬ ‫وخمسة وعشرون ألفا ً كتعويض شامل البنيه نجوى وعبدالرحيم‪،‬‬ ‫ولعدم قبول الدعوى لغير ذلك‬ ‫من األبناء لعدم الصفة‪ ،‬وبأن‬ ‫يدفعا لكل واحدة من المدعيتين‬ ‫الثانية الزوجة مستورة حسن‬ ‫صالح‪ ،‬والثالثة األم سليمة‬ ‫سعيد حامد ثالثين ألف دينار‬ ‫على سبيل التعويض المادي‬ ‫والمعنوي وبرفض ماعدا‬ ‫ذلك من الطلبات‪ .‬وألزمت‬ ‫المحكوم عليهما بالمصاريف‪.‬‬ ‫أمين سر اللجنة‬ ‫رئيس الجلسة‬ ‫مصطفى عبدالجليل‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫ملف العدد‬

‫عيسي عبد القيوم‬ ‫حياور اللواء عبد الفتاح يونس ‪:‬‬

‫كنت عازما على عدم الصمت على املسرحية التى جتري فى البالد ‪.‬‬‫ـ السيد اللواء عبدالفتاح يونس ‪ ..‬مرحبا ً بك ‪..‬‬ ‫ودعني أبدا من خواتيم األحداث بعد ان اشبعت‬ ‫بداياتها حديثا ‪ ،‬مؤخرا شاع استخدام لفظ «‬ ‫منشق عن النظام « فهل تفضل وصفك بالمنشق‬ ‫عن النظام أم بالملتحم بالثورة ؟!‪.‬‬ ‫ـ هذا غير صحيح ‪ ..‬ال يوجد شيء أسمه منشقين ‪..‬‬ ‫نحن جبهة واحدة ‪ ..‬مقاتلين ثوار سواء مدنيين أو‬ ‫عسكريين يقاتلون الى جنب بعضهم ‪ ..‬شخصيا هذه‬ ‫أول مرة أسمع كلمة « منشقين « ‪ ..‬الثوار جاءوا‬ ‫من عدة جهات مدنية وبالتالي الجيش إلتحم بهم‬ ‫كما إلتحمت بهم أي جهة أخرى ‪...‬حتى أن هناك‬ ‫عسكريين إلتحقوا بالثورة قبل المدنيين ‪.‬‬ ‫ـ الكثير من الناس ترغب فى معرفة رأي اللواء‬ ‫عبدالفتاح يونس فيما حدث فى سبتمبر ‪1969‬‬ ‫‪ ،‬هل هو إنقالب عسكري ‪ ..‬أم ثورة حرفت عن‬ ‫مسارها ؟!‪.‬‬ ‫بكل تأكيد كانت ثورة ‪ ..‬ما حدث فى ‪ 69‬ثورة‬ ‫‪ .‬ومن اليوم األول كل الشعب الليبي أيدها وسار‬ ‫خلفها ومبادئها التى كانت تنادي بها موجودة‬ ‫وشرعية وكانت كلها جيدة جداً ‪...‬‬ ‫ـ تقصد مبادئ البيان األول ؟!‪.‬‬ ‫نعم فالثورة كانت مبادئها حرية إِشتراكية وحدة‬ ‫‪ ..‬وهنا الحرية لم تكن حرية حقيقية ‪ ..‬والدليل ما‬ ‫حدث فى السنوات الماضية ‪ ..‬وأقربها ما حدث‬ ‫فى سجن أبوسليم ‪ ..‬مجزرة أبوسليم الشنيعة ‪..‬‬ ‫والحرية حتى على مستوى اإلذاعة والصحافة لم‬ ‫يكن يخرج منها إال ما يمدح رئيس النظام ‪ ..‬حتى‬ ‫وصل االمر الى عدم ذكر أسماء الوزراء أو ما‬ ‫كان يسمى أمناء ‪ ..‬بل حتى العبين الكرة لم يكن‬ ‫يذكر أسماءهم ‪ ..‬النه ال يرغب فى بروز أي إسم‬ ‫إال اسم معمر ‪ ..‬وهذه منتهى الصفاقة ‪.‬‬ ‫ـ إذن تعتقد أنها ثورة إنحرفت عن‬ ‫مسارها ؟!‪.‬‬ ‫الثورة لم تنحرف ‪..‬معمر القذافي هو من حرفها‬ ‫عن مسارها ‪ ..‬فبعد سبعة او ثمان سنوات بدأ‬ ‫يصفي فى كل المعارضين له من الضباط األحرار‬ ‫‪ ..‬هناك من أخرجه وهناك من تأمر عليه حتى‬ ‫مسك كل األمور بيده ‪ ..‬وأي شخص يحكم بالد ‪40‬‬ ‫سنة البد أن ينحرف وال يمكن أن يستمر كما بدأ ‪.‬‬ ‫ـ سيادة اللواء قصة انقالب أو ثورة ‪ 69‬سردها‬ ‫العقيد القذافي بعدة روايات ‪ ..‬ففي كل سنة كان‬ ‫هناك جديد أو إضافة الى مشهد الثورة ‪ ..‬ما أبرز‬ ‫مشهد شد إنتباهكم وتعتبره تحريفا فى حكاية‬ ‫الثورة ؟!‪.‬‬ ‫فى الحقيقة كانت فكرته أن يلهي الشعب ‪ ..‬كان‬ ‫يقوم بتغيير القصة حتى تصبح الساحة له وحده‬ ‫‪ ..‬هذا كان واضح امام كل الليبيين ‪ ..‬الناس كانت‬ ‫كارهة لذلك فمن غير المقبول أن يلغي شخص‬ ‫كل الناس ‪ ..‬الشعب الليبي بالنسبة لمعمر القذافي‬ ‫كان كالكومبارس الذي يردد أغاني البطل وكلمات‬ ‫البطل ‪...‬‬ ‫ـ هل كنتم تشعرون باإلحراج عندما كان العقيد‬ ‫القذافي يخرج ليلغي أدواركم واحدا تلو األخر ؟!‪.‬‬ ‫طبعا ‪ ..‬حرج مع الناس وحرج مع انفسنا ‪ ..‬ذات‬

‫مرة قلت له الناس تنتظر خطابك ـ وانا منهم ـ‬ ‫وتخرج انت لتقول مفيش حلوى مفيش حالقين‬ ‫مفيش شكالطة ‪ ..‬والناس بهذا الشكل لن تنظر الى‬ ‫الخطاب بجدية‪.‬‬ ‫ـ هل كان يقبل نقدكم له ؟!‪.‬‬ ‫أنا شخصيا ً كان يقبل نقدي ‪ ..‬حيث كنت استعرض‬ ‫الفكرة بطريقة مبسطة وفيها نوع من السخرية ‪..‬‬ ‫كان يقبل مني ألنه يعرف بأني صادق وليس لدي‬ ‫هدف أخر ‪ ..‬حتى أنني ارسلت له قبل ثورة ‪17‬‬ ‫فبراير ‪ .‬وتحديدا يوم ‪ 21‬يناير مذكرة من هذا‬ ‫المكتب فيها كل ما يعاني الشعب الليبي وكنت‬ ‫انوي الخروج فى مؤتمر الشعب العام ألفضح‬ ‫النظام بالكامل ‪ ..‬كنت عازم على عدم الصمت‬ ‫على المسرحية التى تجري فى البالد ‪.‬‬ ‫ـ هل هناك أي إتصاالت بينكم وبين العقيد القذافي‬ ‫أو أي من زمالئكم الضباط بخصوص الخروج من‬ ‫األزمة التى يعيشها ؟!‪.‬‬ ‫هناك بعض من الضباط األحرار من إتصل بي‬ ‫وطلبت منه أن ينشق ‪ ..‬ورد بعدم استطاعته‬ ‫فعل ذلك وعللوا ذلك بأن القذافي سيمسح أسرهم‬ ‫وأوالدهم من على األرض ‪ ..‬وكذلك طلبت منهم أن‬ ‫ينصحوه بأن ينسحب أو يسافر ‪ ..‬فأخبراني أحدهم‬ ‫بأنه ال يوجد فى ليبيا من يستطيع أن يقول لمعمر‬ ‫أطلع من ليبيا ‪ ..‬حتى المفاوضين ال يستطيعين‬ ‫نقل ما جاء به عبداالله الخطيب من مقترح يطالب‬ ‫برحيل القذافي وخروجه من ليبيا ‪ ..‬ال يستطيع أحد‬ ‫أن يتلفظ أمامه بفكرة الخروج من ليبيا ‪.‬‬ ‫ـ سيادة اللواء ‪ ..‬كيف ترى الوضع العسكري اليوم‬ ‫‪ ..‬وهل دور حلف النيتو مهم فى المعركة؟!‪.‬‬ ‫الوضع العسكري جيد جداً ‪ ..‬وكان من المفترض‬ ‫أن ندخل البريقة من شهر مضى ‪ ..‬ولكن لظروف‬ ‫أخرى خارجة عن إرادتنا ‪ ..‬فبالنسبة لنا فى القوات‬ ‫المسلحة الليبية جاهزون ‪ ..‬واألن الجبهة قوية جداً‬ ‫كان مفروض أن نكون األن فى سرت أو مصراتة‬ ‫‪ ..‬ولكن ألسباب ال أريد ذكرها وخارجة عن‬ ‫إرادتنا عطلتنا عن ذلك ‪ ..‬وبالنسبة للنيتو وجوده‬ ‫ضروري ‪ ..‬فلو سمح لنا بإستخدام طياراننا فلن‬ ‫نحتاج للنيتو ‪ ..‬هو مهم األن النه يمنع استهداف‬ ‫المدنيين ‪ ..‬فعندما تتسلل قوات لضرب مراده او‬ ‫اوجله مثال فمن يستطع ان يلحق هذه القوات سوى‬ ‫الطيران ‪ ..‬وبما أن طيارننا ممنوع فطيران النيتو‬ ‫يؤدي هذا الدور ‪ ..‬وهو دور مفيد لنا ‪.‬‬ ‫ـ هل ترى سيد عبدالفتاح يونس الحل النهائي‬ ‫سيكون عسكريا ً أم سياسيا ً ؟!‪.‬‬ ‫ال أحد يستطيع أن يجزم ‪ ..‬ولكني أعتقد أن الحل‬ ‫العسكري هو األقرب ‪ ..‬رغم أن الحل السياسي‬ ‫أفضل كونه سيوفر الكثير من الدماء الليبية ‪ ..‬من‬ ‫الطرفين فكالهما أبناء ليبيا ‪.‬‬ ‫ـ باإلمس كنت مع أحد قادة االجهزة األمنية‬ ‫وأخبرني بضبط خلية كانت تستهدف بعض‬ ‫الشخصيات ورد من ضمنهم أسمك باإلضافة الى‬ ‫قائمة طويلة ‪ ..‬من تراه يقف وراء هذه العمليات‬ ‫القذرة ؟!‪.‬‬ ‫هذه األمر ال تنتهي إال بالتخلص من معمر القذافي‬ ‫سواء بالسفر أو بالقتل ‪ ..‬فهو المسئول عن هذه‬

‫العمليات ‪ ..‬إما عبر منح المنفذين أمواالً أو لوجود‬ ‫مستمسكات وأخطاء عليهم يهددهم بها ‪ ..‬فال أحد‬ ‫يمكن أن يقتنع بأفكار معمر القذافي حتى من أقرب‬ ‫المقربين له ‪ ..‬ومعمر القذافي يحب تسجيل أخطاء‬ ‫الناس إلبتزازهم بها فى مثل هذه األوقات ‪ ..‬وأتهم‬ ‫مباشرة معمر القذافي ‪.‬‬ ‫ـ هل ستستمر فى الجيش الليبي بعد تحرير‬ ‫طرابلس أم سنرى اللواء عبدالفتاح يونس ضمن‬ ‫الجيش السياسي المنتشر ؟!‪.‬‬ ‫ـ ال موضوع المناصب السياسية شبعت منه ‪ ..‬فانا‬ ‫منذ ‪ 42‬سنة فى ضغط نفسي متواصل فالقوات‬ ‫الخاصة كانت مكلفة بمهام كثيرة داخل وخارج‬ ‫ليبيا ‪ ..‬وانا أخبرت المجلس الوطني بأنني بعد‬ ‫تحرير ليبيا وإنتخاب أول حكومة أو رئيس منتخب‬ ‫عبر صناديق اإلقتراع سوف اعطيه التحية وأغادر‬ ‫الحياة العسكرية نهائيا ‪.‬‬ ‫ـ ما هي أبرز المناصب التى تقلدتها خالص االربع‬ ‫عقود ؟!‪.‬‬ ‫تقلدت الكثير من المناصب ‪ ..‬آمر القوات الخاصة‬ ‫طول حياتي حتى األن ‪ ..‬أمر منطقة بنغازي ‪ ..‬امر‬ ‫منطقة الشرقية ‪ ..‬والمنطقة الجنوبية ‪ ..‬وأخر شيء‬ ‫كان وزيرا للداخلية ‪ ..‬واألن رئيس األركان العامة‬ ‫لجيش التحرير الوطني ‪.‬‬ ‫ـ هل تنفي أو تثبت قصة مشاركتكم فى إخراج‬ ‫عبدهللا السنوسي والساعدي القذافيي من الكتيبة‬ ‫فى أول ايام ثورة ‪ 17‬فبراير ؟!‪.‬‬ ‫بالعكس تماما ‪ ..‬ففي هذا المكتب تحديداً كان‬ ‫موجوداً مصطفى الساقزلي ـ وهو من شباب ثورة‬ ‫فبراير ـ جاء لمقابلتي لثاني مرة حيث قابلني قلبها‬ ‫بيوم من أجل أن نجد حالً لكتيبة الفضيل ‪ ..‬وكان‬ ‫معه األخ عصام الشركسي ووالده لضمان نفسه ‪..‬‬ ‫ونحن متواجدون هنا جاء عبدهللا السنوسي وقال أن‬ ‫لديه لقاء مع الشيخ أسامة الصالبي ‪ ..‬سئلت عبدهللا‬ ‫السنوسي عن اللقاء فقال من أجل أن نجد حالً ‪..‬‬ ‫فقلت له بارك هللا فيه ‪ ..‬طلب مكانا خاليا ً فمنحته‬ ‫مكتبا ‪ ..‬فدخل هو والشيخ أسامة ‪ ..‬دخلت عليهما‬ ‫للسالم فلم أكن اعرف الشيخ اسامة الصالبي ‪..‬‬ ‫وتركتهما ورجعت الى مكتبي إلتمام الحديث مع‬ ‫الساقزلي عما يمكن فعله ‪ ..‬وبعد ساعة تقريبا‬ ‫جاء أكمل السنوسي مع الصالبي الذي غادر الى‬ ‫بنغازي ‪ ..‬وجاء عبدهللا السنوسي الى هنا وطلب‬ ‫اإلذن فى إجراء مكالمة من خط القيادة ‪ ..‬ثم خرج‬ ‫الى المطار وسافر ‪ ..‬ألنه فى االصل مقيم فى‬ ‫المطار وليس فى المدينة ‪ ..‬حدث هذا وقت الظهر‬ ‫بشهادة الصالبي والساقزلي ‪ ..‬وبعد ذلك أخبرت‬ ‫بأنه ركب الطائرة وغادر ‪ ..‬أتصل بي بعد ساعتين‬ ‫وسألني ما هي أخبار بنغازي ؟!‪ ..‬فقلت له ‪ :‬الست‬ ‫موجود فى بنغازي المطار حيث تقيم ليس بعيد عن‬ ‫بنغازي ؟!‪ ..‬فقال لي ‪ :‬ال انا فى طرابلس ‪.‬‬ ‫ـ يعني حضرتك تنفي قصة محاصرة عبدهللا‬ ‫السنوسي فى الكتيبة وأنك قمت بمساعدته فى‬ ‫مغادرتها ‪.‬‬ ‫ال‪ ..‬ال ‪ ..‬أنا لم أغادر مكتبي ‪ ..‬حتى القواد الذين‬ ‫طلبت منهم دخول الكتيبة كان األمر من مكتبي ‪.‬‬ ‫ـ سؤال بعيد عن الساحة العسكرية ‪ ..‬كيف تقيم‬

‫دور المعارضة الليبية السياسي ؟!‪.‬‬ ‫من حق المعارضة المشاركة فى الحياة السياسية‬ ‫‪ ..‬والدور يتوقف على الشخص نفسه وال يمكن‬ ‫التعميم ‪ ..‬هناك أناس معارضين حقيقيين ‪ ..‬وهناك‬ ‫أناس كانوا فى الخارج ألغراض أخرى وأنضموا‬ ‫للمعارضة أسما ً ‪ ..‬ولكن معظمهم أناس وطنيون ‪..‬‬ ‫ومن حقهم المشاركة فى الحياة السياسية بل يجب‬ ‫أن يشاركوا فى الحياة السياسية ‪.‬‬ ‫ـ لو طلبت منكم وضع سقف زمني للحرب فكم‬ ‫يكون يا ترى ؟!‪.‬‬ ‫لو تمت األمور بدون عرقلة أو تعطيل من أحد ‪...‬‬ ‫( مقاطعا) ‪ :‬عرقلة من أي جهة ؟!‪.‬‬ ‫ال استطيع أن اصرح بذلك ‪ ..‬ولكن لو تمت األمور‬ ‫بدون عرقلة ـ وهذه شدد عليها ـ نستطيعوا كقوات‬ ‫مسلحة أن ندخلوا سرت خالل اسبوع ‪ ..‬ونكون فى‬ ‫طرابلس خالل اسبوعين ‪.‬‬ ‫ـ لو طلبت من حضرتك أن توجه برقية الى العقيد‬ ‫القذافي فماذا سيكون فحواها ؟!‪.‬‬ ‫ليس لدي ما أقول له ‪ ..‬لقد خاطبته عديد المرات‬ ‫قبل ثورة فبراير ‪ ..‬فلو سمع كالمي و (بحبح )‬ ‫هذا الشعب لتجنب الكثير ‪ ..‬فهو يشاهد ما يحدث‬ ‫فى تونس ومصر ولكن الثقة الزائدة والغرور‬ ‫وإحساسه بأن الليبيين موتى ‪ ..‬بعد ‪ 17‬ألف شهيد‬ ‫أقول له أطلب من ربك الغفرن ‪| ..‬اما الشعب فال‬ ‫أعتقد أنه سيغفر له واما التنحي فال اعتقد بأنه‬ ‫سيتنحى ‪ ..‬وأطلب أن يعامل أبناء القذافي وأحفاده‬ ‫الذين لم يرتكبوا اعمال اجرامية مثل أي مواطن‬ ‫ليبي ‪ ..‬فنحن شعب طيب وال نحمل أحقادا ‪ ..‬وكما‬ ‫يقال « كل شاة معلقة مع عرقوبها « ‪.‬‬ ‫ـ هل أنت متفائل بالمستقبل ؟!‪.‬‬ ‫متفائل جدا ‪ ..‬وكل من حولي من أصدقاء ومن‬ ‫أقابلهم يقولون لي انت دائما متفائل ‪ ..‬حتى المجلس‬ ‫الوطني عندما أزورهم يقولون دائما تمنحنا جرعة‬ ‫تفاؤل ‪ ..‬فنحن أين كنا وأين أصبحنا ‪ ..‬أنظر قبل‬ ‫اربعة شهور سابقة ‪ ..‬من كان يتصور أن ليبيا‬ ‫ستكون خالل اشهر بهذا الشكل ‪ ..‬لدينا األن كثير‬ ‫من الصحف ‪ ..‬وإذاعات وتلفزيونات ‪ ..‬مصدر‬ ‫تفاؤلي وجود الشباب ‪.‬‬ ‫ـ كلمات أخيرة ؟!‪.‬‬ ‫للشعب الليبي ‪ :‬أثبتوا أنهم من احفاد المختار‬ ‫صحيح ‪.‬‬ ‫للمجلس اإلنتقالي ‪ :‬هللا يكون فى عونكم ‪.‬‬ ‫للصحافة الليبية ‪ :‬أطلب من كل صحفي أن يتقي‬ ‫هللا ويتحقق من األخبار ‪.‬‬ ‫لحلف النيتو ‪ :‬األخوة العداء ‪ ..‬ال أغفر لهم‬ ‫أخطاءهم مع الجيش الوطني والمدنيين ‪.‬‬ ‫كلمة للجزائر ‪ :‬مكنش العشم ‪ ..‬الحكومة الجزائرية‬ ‫وليس الشعب هو من خذلنا ‪ ،‬وانا اعرف لماذا فعل‬ ‫بوتفليقة ذلك ‪ ،‬فقبل أن يختار رئيس للجمهوية كان‬ ‫( يدور) وليس لديه عمل كان ينفق عليه معمر‬ ‫القذافي ‪ ..‬وكان بوتفليقة مرتبط بإمه كثيرا ‪ .‬وعندما‬ ‫مرضت عالجها العقيد القذافي بأموال الشعب الليبي‬ ‫‪ ..‬أمول الشعب فالقذافي ال يملك امواالً ‪.‬‬


‫ملف العدد‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪07‬‬

‫ميادين يف حوار مع ‪:‬‬

‫عبد املنعم اهلوني وعوض محزة‬

‫عضوا جملس قيادة حركة سبتمرب ‪1969‬م‬ ‫عوض حمزة‬

‫عبد المنعم الهوني‬

‫ميادين ‪ :‬كنا في القاهرة نقوم بطباعة جريدة ميادين في اعددها األولي ‪ ،‬حين‬ ‫التقينا السيد عبد المنعم الهوني عن طريق االستاذ خليفة البكوش مشكورا ‪،‬‬ ‫وقد اطلعنا االستاذ عبد المنعم الهوني علي النية في اصدار صحيفة ميادين‬ ‫رحب‬ ‫ورغبتنا في إجراء حوار معه ‪ ،‬كان ذلك خالل شهر مايو الماضي ‪ ،‬وقد ّ‬ ‫بذلك واتاح لنا الفرصة أن نلتقيه وزميله عوض حمزة في عضوية مجلس‬ ‫قيادة حركة سبتمبر العسكرية ‪.‬‬ ‫وهنا لن نقدمهما فالحوار المنشور هنا ‪ -‬وان تأخر نشره ألسباب فنية محض‬ ‫‪ -‬كفيل بذلك بشكل أفضل ‪:‬‬

‫•النظام امللكي كان فيه هامش واسع‬ ‫ــ ما ال يعرفه الشاب الليبي اآلن انه في العهد‬ ‫الملكي كان هناك تيارات عديدة حقيقية‪..‬‬ ‫وكان هذا النشاط السياسي يدار تحت‬ ‫مسميات مثل ندوة في نادي الفكر بطرابلس‬ ‫وجمعية عمر المختار ببنغازي وتنظيمات‬ ‫سياسية كثيرة مثل مجموعة القوميين العرب‬ ‫ومجموعة البعث ومجموعة اإلسالميين‪..‬‬ ‫حيث أن المجموعات اإلسالمية موجودة‬ ‫منذ ذلك الوقت‪ ..‬كان النظام الملكي فيه‬ ‫هامش واسع‪ ،‬وفي كل المجاالت‪ ،‬بالجامعات‬ ‫والمدارس الثانوية والنقابات والتنظيمات‪..‬‬ ‫طالما في حدود الفكر والتنظيم فال مشكلة‬ ‫لذلك‪ ..‬فالحركة بدأت قبل دخولنا للقوات‬ ‫المسلحة‪ ،‬كان هناك وعي سياسي لمعظمنا‪..‬‬ ‫حتى أن بعضنا انضم لتنظيمات سياسية‪ ..‬منا‬ ‫من انضم للقوميين أو اإلسالميين وللبعثيين‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫لقائي بالقذافي ألول مرة كان في يوليو‪1962‬م‬ ‫في امتحان القبول للكلية العسكرية والكشف‬ ‫الطبي مع اللجنة‪ ..‬رجعت للبلد الذي أعيش‬ ‫فيه فوجدته أمامي في جنزور‪ ،‬وكان معه‬ ‫صديق اسمه رجب خليفة‪ ..‬كان شخصية‬ ‫محترمه من زليطن وكان قد درس بمصراته‪..‬‬ ‫فدرس مع القذافي في ثانوية مصراته والتقى‬ ‫به في طرابلس ودعاه للغداء في جنزور‪،‬‬ ‫ألن رجب خليفة كان مدير مدرسة قرآنية‬ ‫بجنزور‪ ..‬فالتقيته مع رجب خليفة وكنت على‬ ‫معرفة سابقة برجب خليفة‪ ..‬وبادر بتعريفي‬ ‫للقذافي‪ ..‬فقال لي القذافي ألم تكن معي في‬ ‫امتحان القبول؟‪ ..‬فجلسنا مع بعض مدة ساعة‬ ‫أو ساعة ونصف‪ ..‬والتقينا مرة أخري عندما‬ ‫نزل كشف أسمائنا بالقبول بالكلية العسكرية‪..‬‬ ‫وبدأت مرحلة الدراسة‪ ..‬حقيقة وال احد ينكرها‬ ‫أن القذافي له الفضل في تشكيل المجموعة‪..‬‬ ‫ولكن الحاج عوض حمزة كانت له عالقة‬ ‫بتنظيمات متواجدة بالساحة ‪,,‬أما بوبكر‬ ‫من البعثيين‪ ..‬معظمنا له عالقات سياسية‬ ‫بالتنظيمات المتواجدة‪ ..‬وفوجئت به في الكلية‬ ‫يقول لي‪ :‬إلي متى نحن نتكلم فرادى‪ ..‬البد‬ ‫من تجميع بعضنا‪ ..‬قبل ذلك كان قد زارني‬ ‫بفندق النهضة فوجد عندي المقدم محمد سعد‬ ‫كان بالشرطة العسكرية‪ ،‬حيث أن محمد‬

‫سعد كان من القوميين النشيطين‪ ..‬سألني ما‬ ‫الذي افعله مع محمد سعد‪ ،‬إنه قومي؟‪ ..‬فقلت‬ ‫االنتماء لتنظيم عسكري ال يخفي العالقات مع‬ ‫المدنيين‪. ..‬أين هو التنظيم؟هو كالم ؟ كان هذا‬ ‫عام ‪1964‬م‪..‬‬ ‫والتقيت به إحدى المرات وقال لي أن التنظيم‬ ‫موجود‪ ..‬وعند حضوري كان بوبكر‪ ،‬وعبد‬ ‫السالم جلود‪ ،‬وعوض حمزة‪ ،‬وأنا‪ ..‬ثم انضم‬ ‫محمد نجم والخويلدي وتوسع التنظيم إلي أن‬ ‫وصل تسعة أشخاص كان هو كثيرا ما يتشبه‬ ‫بجمال عبد الناصر‪ ..‬وكان متمسكا بتوصيل‬ ‫عدد أفراد التنظيم إلي اثني عشر شخصاً‪ ..‬أي‬ ‫حركة الضباط الوحدويين األحرار تكون من‬ ‫اثني عشر شخصاً‪.‬‬

‫•هناك قوة معارضة للصفقة‬ ‫المهم بدأنا نلتقي بشكل دوري وكلما سنحت‬ ‫الفرصة ندرس ونفكر من ينضم إلينا‪ ..‬حتي‬ ‫تكامل العدد في أوائل أغسطس ‪1969‬م‪ .‬كان‬ ‫بشير هوادي ومصطفى الخروبي حيث كان‬ ‫هناك خيار بضم الخروبي أو عبدالرحمن‬ ‫الصيد‪ ..‬كان أغلبنا على معرفة بمصطفى‬ ‫الخروبي فتم اختياره‪ ..‬وانضم الضباط في‬ ‫يناير ‪1969‬م وبدأ التنظيم العسكري في‬ ‫الحراك وتجميع مؤيدين له واجتمعنا كثيرا‬ ‫بطرابلس في كتيبة عمر المختار بمنطقة‬ ‫الهضبة الخضرة‪ ..‬أحسسنا بقوة التنظيم‬ ‫وقدرتنا علي تحقيق أهدافنا‪ ..‬واجتماع آخر‬ ‫للمنطقة الشرقية‪ ..‬فبعد رجوعنا من طرابلس‬ ‫قررنا فحص نظامنا بالمنطقة الشرقية‪ ..‬فقمنا‬ ‫باجتماع وكان موفقا بكل المقاييس‪ ..‬دعانا‬ ‫الضابط محمد الكيالني الذي كان يسمي‬ ‫(جيفارا الثورة) ببيته بمنطقة الكويفية‪ ..‬وفي‬ ‫الطريق كنا محمد نجم ومصطفي الخروبي‬ ‫ومعمر وأنا‪ ..‬والمفترض لقاؤنا في مكان ما‬ ‫ألننا ال نعرف العنوان‪ ..‬كان الطريق ترابيا‬ ‫وانتظرنا‪ ..‬اذكر أن محمد نجم أثار نقطة في‬ ‫منتهى األهمية‪ ..‬قال نحن اآلن ذاهبون لعقد‬ ‫اجتماع ونقوم بثورة‪ ..‬فما هي مظاهر الثورة؟‬ ‫اقترح تشكيل حكومة مدنية‪ ..‬أنا شخصيا‬ ‫وبشكل عفوي كان ردي باإليجاب‪ ..‬فال بد‬ ‫من تشكيل حكومة مدنية ومن اآلن نفكر من‬ ‫يكون علي رأس هذه الحكومة ومن بداخلها‪..‬‬ ‫وكان االجتماع موفقا ً حيث كلفت إنا ومحمد‬

‫نجم بالتحرك وخرجنا للتحرك عام ‪1969‬م‬ ‫وكان القذافي يريد قيامها في يوليو‪ ..‬وحدثت‬ ‫خطة النظام الملكي وهي إعادة تسليح الجيش‬ ‫كانت صفقة أسلحة مع بريطانيا‪ ..‬فالخطة‬ ‫عقدنا عليها عدة اجتماعات في طرابلس‬ ‫وبنغازي ودرنة‪ ..‬كانت االجتماعات مع‬ ‫عبد العزيز الشلحي ونوح وعون شقيفه‪..‬‬ ‫كبار المؤيدين للصفقة ألنه كان هناك من هم‬ ‫معارضون لها‪ ..‬كانت هناك ديمقراطية في‬ ‫الجيش وكانت هناك قوة معارضة للصفقة‬ ‫حيث كان اعتقادهم أنها ستوجه ضد جمال‬ ‫عبد الناصر‪ ..‬ألن الدفاع كان متمركزا في‬ ‫المنطقة الشرقية أكثر‪ ..‬باعتبار وصول‬ ‫طيران عبد الناصر لنا‪ ..‬فقوة الجيش رفضت‬ ‫الصفقة وأيضا كان االعتراض على النوعية‪..‬‬ ‫حيث كانت هناك أنواع أفضل وأرخص سعرا‬ ‫مما كانت عليه الصفقة البريطانية‪ ..‬وكان هذا‬ ‫الرفض قد وجد صدى عند الضباط الصغار‪..‬‬ ‫وكنا قد طبعنا دعاية كتبنا فيها إن الصفقة‬ ‫لدعم إمداد المدفوعات البريطاني ‪,‬هذه خطه‬ ‫لنجدة بريطانيا من اإلفالس‪ ،‬وليس لتسليح‬ ‫الجيش الليبي‪ ..‬كانت هذه الخطة تشكل‬ ‫تهديدا لتنظيمنا‪ ..‬الن أغلب الضباط تم ضمهم‬ ‫للسالح الجوي ‪ .‬هذا كان بعد شهر مارس‬ ‫‪1969‬م عندما ظهرت القوائم بأسماء الضباط‬ ‫الوحدويين األحرار بذهابهم لدورات تدريبية‬ ‫للخارج وبالتالي ستكون هناك صعوبة في‬ ‫تنفيذ العملية ‪ ،‬فكان هناك حراك من قبل‬ ‫الضباط يطلب تعجيل الحراك وإال ستتعرقل‬ ‫حركتنا في ‪1969‬م ‪,‬وكان هناك نقل للكتائب‬ ‫كانت كتيبة عمر المختار خارجة لسبها وكتيبة‬ ‫الزاوية السادسة لتاجوراء‪ ..‬كانت هناك‬ ‫انتقاالت أخافتنا‪.‬‬

‫•هذه خطه لنجدة بريطانيا من اإلفالس‬ ‫حددنا موعدا أوليا الجتماع كان سيعقد بالكلية‬ ‫العسكرية بتاريخ ‪12‬مارس وكان هذا التاريخ‬ ‫يوافق عيد ميالد الملك إدريس‪ ..‬وكان يومها‬ ‫ذاهب في رحلة لطبرق ويوم ‪12‬سيكون في‬ ‫بنغازي‪ ،‬وكنت أنا في معسكر قاريونس‬ ‫ووضعت قائد كتيبة حرس الشرف‪ ..‬وكأن‬ ‫الفرصة جاءت لوحدها !! مما سيسهل المهمة‬ ‫أكثر‪ ..‬في ذلك الوقت لم يكن هناك تدقيق على‬ ‫لم فوارغ إطالقات الرصاص‪ ..‬فكنا نأخذ‬ ‫مثال عشر رصاصات نرمي خمسة ونحتفظ‬ ‫بالباقي‪ ..‬فكانت الذخيرة متوفرة لدينا‪ ..‬فقط‬ ‫نحجز الملك ونعتقله بالمعسكر‪ ..‬ونتحرك‬ ‫لبنغازي للسيطرة على األماكن المهمة ونعلن‬ ‫انتهاء النظام‪ .. ..‬الشخص الوحيد الذي رفض‬ ‫الحراك هو مصطفى الخروبي وبعدها ناقشنا‬ ‫معه سبب رفضه‪ ..‬حيث كانت للخروبي‬ ‫قناعة بان الملك إدريس له محبة خاصة في‬ ‫قلوب أهلنا في المنطقة الشرقية وال يمكن‬ ‫اعتقاله‪ ..‬ولكن اعتقاله كان ضرورة في‬

‫جميع األحوال‪ ..‬فقال وجوده بطبرق يختلف‬ ‫عن وجوده ببنغازي‪ ..‬ألن بنغازي بها تجمع‬ ‫بشري كبير ولو اعتقلناه ستتحرك كل المدينة‬ ‫ضدنا‪ ..‬من هنا أُلغيت حركة ‪12‬مارس‪.‬‬ ‫ثم جاءت فرصة أخرى عندما جاءت المطربة‬ ‫أم كلثوم إلحياء حفل ووزعت بطاقات الدعوة‬ ‫على الضباط مجانا‪ ..‬حيث كانت فرصة‬ ‫تاريخية ال يمكن تضييعها‪ ..‬وللمرة الثانية‬ ‫الكل وافق إال مصطفى الخروبي رفض‬ ‫المشاركة‪ ..‬ألن هذه العملية سيختلط فيها‬ ‫الحابل بالنابل عسكريين مع المدنيين‪ ..‬وقد‬ ‫يضرب أحد العسكريين الناس من حوله‪..‬‬ ‫حيث ال يمكننا التفريق بين العسكري والمدني‬ ‫ذلك الوقت‪ ..‬ولن تكون بهذه السهولة‪..‬‬ ‫وستكون ردة فعل من العسكريين ويضيع‬ ‫فيها المدنيين وقد تكون فكرته وجيهة فألغي‬ ‫الحراك‪.‬‬ ‫ثم كلفت بالذهاب إلى طرابلس لجس‬ ‫النبض لعل الحراك في يوليو أو يونيو ‪..‬‬ ‫التقيت بالحاج عوض هناك وكان الضباط‬ ‫متحمسين‪ ..‬كانت المشكلة في بنغازي وليست‬ ‫في طرابلس‪ ..‬رجعت لبنغازي وبعثت لمفتاح‬ ‫رشيد وكانوا جماعة الدفاع الجوي جاهزين‬ ‫للذهاب لبريطانيا ‪.‬‬ ‫وفي درنه حصل تسرب خبر الحراك فسحبت‬ ‫األسلحة والسيارات وسحب منها الوقود‪..‬‬ ‫فعندما موسى أحمد وأحمد المقصبي رحمهم‬ ‫هللا بلغونا بذلك‪ ..‬كانت تلك المنطقة من‬ ‫المناطق المعتمد عليها بالمنطقة الشرقية‪..‬‬ ‫وتأجل الموضوع‪ ..‬رجعت لبنغازي زعالن‬ ‫على هذا التأجيل‪ ..‬ذهبت لمعسكر قاريونس‬ ‫وجدت عطية الكاسح رحمه هللا‪ ..‬وكان يحلف‬ ‫ويتوعد بأنه لن تكون له عالقة بالتنظيم وأنكم‬ ‫تضيعون أوقاتنا‪ ..‬وأعلن هو واحمد محمود‬ ‫وخليفة حفتر وعبد الرحمن الصيد أعلنوا‬ ‫انسحابهم‪ ..‬وأُجل إلى ‪ 27‬أغسطس‪ ..‬نقلت‬ ‫تلك الفترة إلى طرابلس مؤقتا أو إعارة‪ ..‬وفي‬ ‫ذلك الوقت التقيت به (القذافي) في معسكر‬ ‫طرابلس اسمه معسكر جالو‪ ..‬جاءني وبلغني‬ ‫أن األسبوع القادم الحراك‪ ..‬فقال لي أنت من‬ ‫ستذهب معي لقاريونس وعبد السالم‪ ..‬فقلت‬ ‫له الكتيبة التي سيحركها عبد السالم سأقوم إنا‬ ‫بتحريكها ألني كنت قائد السرية فهي لم تكن‬ ‫كتيبة بعد‪ ..‬وقائدنا الكبير بالمعسكر المرحوم‬ ‫احمد حواس‪.‬‬ ‫عبد السالم كان يعرف القذافي أكثر من‬ ‫الجميع ألنه رافقه في دراسته بسبها من مدة‬ ‫طويلة ومنذ االبتدائية‪ ..‬فيظهر انه كان يشك‬ ‫في قدراته القيادية فرفض‪ ..‬ومصر علي‬ ‫رفضه ‪.‬‬ ‫سافر القذافي إلي بنغازي وبقيت إنا بطرابلس‬ ‫حتى أقوم بتجميع الضباط واتفقنا على نفس‬ ‫الخطة التي أعددتها إنا ومحمد نجم‪ ..‬وقدمناها‬ ‫علي أساس أن ليلة الثورة نخرج نحن الحتالل‬ ‫الغرف المركزية الخاصة باتصاالت كل‬


‫‪08‬‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫ملف العدد‬

‫رؤساء‬ ‫وزراء ليبيا‬ ‫يف العهد‬ ‫امللكي‬ ‫محمود المنتصر‬ ‫الجيش بمعسكر باب العزيزية‪ ..‬وهم يبعثون‬ ‫برقية نسميه أمر التحرك للوحدات الغربية‬ ‫التي كنت علي علم بالمتحركين فيها والوحدات‬ ‫الشرقية لم يكن لي علم بالمتحركين‪ ..‬عند‬ ‫الساعة الواحدة ذهبت واحتللت الغرفة وتم‬ ‫لنا ذلك ووضعنا بها الجنود التابعين لنا‪ ..‬وأي‬ ‫رسالة ترسل يتم إبالغي بها‪ ،‬وتركت الجنود‬ ‫يشتغلون معي بالمحطة ألن األمريكان كانوا‬ ‫قد عملوا شبكة الكترونية بحيث أن الرسائل‬ ‫تأتي مكتوبة أوتوماتيكياً‪.‬‬ ‫ورجعت لمعسكر جالو حتي يتحرك البقية‪..‬‬ ‫وتحركنا وتم احتالل كل األماكن المهمة‪..‬‬ ‫وفي الصبح عند الخامسة بعد سيطرتنا‬ ‫بدأت الحركة لزيارة األماكن وكان عبد‬ ‫السالم قد تحرك معنا بعد أن جاء ليلة ‪31‬‬ ‫وتحرك معنا واخذ دورة بالعملية وهو‬ ‫احتالل مبنى االتصاالت وهو مبنى بلدية‬ ‫طرابلس والسنترال الدولي والمركزي بميدان‬ ‫الجزائر‪..‬‬ ‫عند حراكنا كان أوال على الخويلدي الحميدي‬ ‫أن يمر على قصر ولي العهد ويعتقله ويأتي‬ ‫به لباب العزيزية (معسكر جالو) ويسلمه لي‬ ‫وخصصنا للجنود المعتقلين مكانا ً وللمعتقلين‬ ‫الكبار والوزراء والضباط مكاناً‪ ،‬كنا نحدده‬ ‫من البداية في باب العزيزية الضباط من رتبة‬ ‫رائد فما فوق وحدهم‪ ،‬والوزراء وحدهم‪،‬‬ ‫وولي العهد مع عبد العزيز الشلحي وحدهما‪..‬‬ ‫جاء الخويلدي ولم يكن معه ولي العهد‪ ..‬قال‬ ‫دخلت للقصر ولم يكن موجودا فيه‪ ..‬مع أننا‬ ‫كنا قد استطلعنا الليلة السابقة للحراك‪ ..‬حيث‬ ‫أنني كنت متأكداً من طيبة الليبيين فعندما سألنا‬ ‫العسكر هناك اخبرونا الجواب بدون تحفظ‬ ‫ظنا منهم أننا كنا نريد إرسال رسالة لولي‬ ‫العهد ودلونا على مكتب ولي العهد‪. ..‬‬ ‫المهم كانت سيطرتنا علي المنطقة الغربية‬ ‫كاملة‪ ..‬فكانت القصة انه عندما لم يجد‬ ‫الخويلدي ولي العهد بالقصر خرج الخويلدي‬ ‫وأعقبه عمر الحريري بكتيبة المشاة‪ ،‬وكانت‬ ‫سرعة المدرعات بطيئة‪ ،‬فكان الحريري من‬ ‫باب اإلطمئنان يريد دخول القصر‪ ..‬فلم يجد‬ ‫أمن عند الباب ودخل القصر ليتأكد من تمام‬ ‫العملية فوجد من بالقصر ينوي الهروب‪..‬‬ ‫فقبض على ولي العهد وأحضره معه‪ ..‬وكنت‬ ‫قد مررت على عبدالعزيز الشلحي‪ ،‬وكانت‬ ‫من المفروض مهمة بوبكر القبض عليه‪..‬‬ ‫لكن عند حضور بوبكر لفيال عبد العزيز‬ ‫الشلحي كانت المدرعة قد كسرت الباب حيث‬ ‫كان صغيرا بالنسبة لحجم المدرعة‪ ..‬وبما أن‬ ‫عبد العزيز رجل عسكري خرج من البيت‬ ‫واختبأ بالمزرعة‪ ،‬وعند دخول بوبكر وتفتيشه‬ ‫للبيت لم يجده‪ ..‬فخرج‪ ..‬وصدفة عند خروج‬ ‫بوبكر في عجل ترك جنديين كانوا يبحثون‬ ‫في البيت‪ ..‬وعندما خرج الجنديان من البيت‬ ‫لم يجدا السيارات‪ ..‬فبقوا في المزرعة‪..‬‬ ‫وإذا بعبد العزيز الشلحي يخرج من مخبأه‬ ‫بالمزرعة وجاء للبيت ولم يالحظ وجود‬ ‫الجنود؟ كانت زوجته وأوالد أخيه موجودين‬ ‫بالبيت‪ ..‬وعندما شاهده الجنود القوا القبض‬ ‫عليه وجاءوا به للشارع يبحثون عن سيارة‬ ‫تنقلهم‪ ،‬فقاموا بإيقاف سيارة مدنية وأخذوها‬

‫عثمان الصيد‬

‫وذهبوا لباب العزيزية ووضعوه مع ولي‬ ‫العهد‪ ..‬وقمنا بسؤال ولي العهد إن كان يريد‬ ‫العيش بمفرده أم نحضر له زوجته وأوالده‪..‬‬ ‫فرفض‪ ،‬وطلب إرسال زوجته وأوالده ألهله‪..‬‬ ‫وفعال تم ذلك‪.‬‬ ‫أما عبدالعزيز الشلحي طلب حضورهم الن‬ ‫أهله لم يكونوا بطرابلس وعندما أحضرناهم‪..‬‬ ‫سألني ولي العهد سؤال واحد هل هذا له دور‬ ‫باالنقالب؟ ثم قال الحمد هلل ‪.‬‬

‫•ولي العهد كان على علم بأن هناك‬ ‫تنظيم ًا يتبع الشلحي‬ ‫عرفنا انه كان علي علم بان هناك تنظيم‬ ‫لمجموعة أخرى تتبع عبد العزيز الشلحي‪،‬‬ ‫كان هدفها االستيالء علي الحكم وأنهم كانوا‬ ‫ينوون قتله‪ ..‬حيث لم يكن هناك وفاق بين‬ ‫الشلحي وولي العهد‪ ،‬حتى أننا فصلنا بينهما‬ ‫في الحجز‪ ..‬كان ولي العهد متعاونا معنا‪،‬‬ ‫األمر الذي جعلنا نلبي له طلباته‪ ..‬وسألني عن‬ ‫ماذا تريدون من ّي؟ فقلنا له نريد تنازل منك‬ ‫على العرش كتابيا وتسجيال بالصوت‪ ..‬فلم‬ ‫يتردد في ذلك سجل التنازل وقمنا بإعالنه‪.‬‬ ‫في بنغازي تحركوا الجماعة من قاريونس‪،‬‬ ‫ومن المفترض عند وصولهم مداخل بنغازي‪..‬‬ ‫الطريق األيمن يوصل الفويهات والطريق‬ ‫األيسر يوصل لجليانه‪ ..‬كان المخطط ذهاب‬ ‫الجميع في الطريق األيمن ويدخلوا بطريق‬ ‫البركة ويحدثوا جلبة عالية تخيف األمن‪..‬‬ ‫حيث أن معسكر قاريونس هو خدمي فني‬ ‫وليس مقاتال‪ ..‬المهم أخبرونا عن سلوكهم‬ ‫الطريق األيمن ومعهم مصطفي الخروبي‬ ‫واخبروني أن القذافي خالف المخطط وذهب‬ ‫من الطريق اليسار‪..‬‬ ‫وصلوا لإلذاعة‪ ..‬مصطفي وعبد الفتاح وتم‬ ‫احتاللهم لإلذاعة وبقوا ينتظرون القذافي‪..‬‬ ‫عند حضوره كانت له مبررات غير منطقية‪،‬‬ ‫في األول قال أنه تاه؟ ثم أدعى انه يجهز البيان‬ ‫األول الذي كنا قد أعددناه ووافقنا عليه‪ ..‬كانت‬ ‫الفقرة األخيرة منه لم تكن موجودة وهي‪:‬‬ ‫(التأكيد علي ضمان حياة األجانب وممتلكاتهم‬ ‫والسفارات المعتمدة بليبيا)‪.‬‬ ‫لكن عند قراءتك للبيان تفهم ضمنيا انك‬ ‫ال تصفي الحساب مع أي جهة داخلية أو‬ ‫خارجية‪ ..‬المهم قال انه تذكر هذه النقطة فرجع‬ ‫لقاريونس وكتب هذه الفقرة‪ ..‬عندما كان عبد‬ ‫الفتاح يبحث عنه دخل عليه الغرفة فوجده‬ ‫قد وضع رجال فوق أخرى ويشاهد التلفاز‬ ‫منتظرا سماع موسيقي المنشات العسكرية‪..‬‬ ‫بعد سيطرتنا علي إذاعة طرابلس‪ ..‬علي أي‬ ‫حال كانت لديه مهمة يجب عليه تأديتها قبال ثم‬ ‫ليستمع لما كان يريد؟‬ ‫وبمجرد احتالل اإلذاعة بطرابلس وبنغازي‬ ‫يبدأ الربط والبث من بنغازي ‪,‬تحرك هو‬ ‫عندما سمع المنشات العسكرية تبث‪ ..‬تحرك‬ ‫مع عبد الفتاح يونس وجاء لإلذاعة التي كان‬ ‫قد احتلها مصطفى ومحمد‪ ..‬وألني كنت في‬ ‫طرابلس هذا ما رواه لي عمر المحيشي‬ ‫عندما التقينا بمصر‪.‬‬

‫محيي الدين افكيني‬

‫•أول امرأة ف ّكر يف زواجها خاهلا رئيس‬ ‫األركان‪ ..‬لكنها رفضت!!‬ ‫كانت لدى القذافي القناعة واإلحساس بأن‬ ‫هؤالء الضباط الذين معه لديهم عائالت‬ ‫ومعارف تحميهم وهو يحس بان ال أحد‬ ‫يحميه‪ ،‬حتى في زواجه السابق بفتحية بنت‬ ‫نوري خالد‪ ..‬كان لواء في القيادات المهمة في‬ ‫الشرطة‪.‬‬ ‫كانت أول امرأة فكر القذافي في زواجها‬ ‫هي أخت حسين الصديق كان خالها نوري‬ ‫الصديق رئيس األركان‪ ..‬لكنها رفضت‪.‬‬ ‫ثم فكر في بنت ونيس القذافي‪ ..‬وكنت قد‬ ‫أخذته بسيارتي أكثر من مرة وسألته عن سبب‬ ‫زيارته لونيس القذافي‪ ..‬فرد‪ :‬كان لديه كتاب‬ ‫عسكري قدمه لرئاسة األركان‪( ..‬أي شخص‬ ‫في الجيش جندي أو ضابط لكي يصدر كتاب‬ ‫البد أن يأخذ موافقة من رئيس األركان) وبعد‬ ‫أن بعثه لرئيس االركان للنشر‪ ..‬رفض لعدم‬ ‫وجود القيمة العسكرية‪..‬‬ ‫ولكن اتضح فيما بعد أن كثرة زياراته لنيته‬ ‫في خطبة ابنته؟ وكان يزور المكي بوزيد‪..‬‬ ‫وعندما سألته قال انه يريد القيام بتحالف بين‬ ‫التنظيمين‪ ..‬نحن نعرف رفض الموضوع‬ ‫الن كان عبدالمطلوب عزوز معنا بالمعسكر‬ ‫قاريونس وكان عضواً في تنظيم المكي‬ ‫بوزيد ونحن كنا نتحاور معهم من خالل عبد‬ ‫المطلوب‪ ..‬ولكنهم كانوا يرفضون ذلك‪ ..‬يروا‬ ‫أننا صغار وهم أقدم منّا‪ ..‬المهم ذهب له مرتين‬ ‫وكنت أوصله بسيارتي ويطلب مني أن أعود‬ ‫بعد ساعة‪ ..‬واخبرني بعدها بعدم اتفاقهم‪.‬‬

‫•*قصة ما بعد جناح احلركة ‪:‬‬ ‫نحن كنا عندما نأتي للمعسكر وللكتيبة التابعة‬ ‫لنا نشعر أن لدينا سيطرة كاملة‪ ..‬في مرة‬ ‫لكثرة ثقتنا عندما لم يمتثل أحد ألوامر القائد‬ ‫ويحدث شجار‪ ..‬كان هناك إحساس وثقة في‬ ‫قوة تنظيمنا‪ ..‬كنا نريد ان نوضح بان هناك‬ ‫قوة عسكرية ومدنية غير راضية عن ما‬ ‫يجري بالبلد‪ ..‬وكنا نحن غير راضيين عن‬ ‫حركة التنمية ‪,‬كان نموها بطيئاً‪ ،‬إال إننا كنا‬ ‫نطالب بسرعة النمو للتنمية وكان عتابنا على‬ ‫النظام تأخره وتقاعسه عن تفاعله بما يحدث‬ ‫بالمنطقة‪ ..‬هذه اغلب المآخذ األساسية على‬ ‫النظام‪ ،‬وحتى عندما يتحدثون عن وجود فساد‬ ‫ووجود مفسدين‪ ،‬ولكن عندما يأخذون عمولة‬ ‫يتم استثمارها في بالدهم كانت ميزة في ذلك‬ ‫العهد‪ ..‬العهد الحالي يأخذ من الليبي ويعطي‬ ‫للخارج‪ ..‬وال يوجد فرصة لالستثمار‪ ،‬يريدون‬ ‫خراب البالد‪.‬‬

‫عوض محزة‪:‬‬ ‫*الشئ الذي نؤكده في هذه المرحلة انه‬ ‫ستخرج أصوات بان جماعة الثورة لم يكن لها‬ ‫أي دور‪ ،‬وهم ناس سطحيون وضُحك عليهم‪،‬‬ ‫هذا قد يكون صحيحا‪ ..‬ولكني أريد أن انصح‬ ‫النظام القادم لليبيا الجديدة أن ثورة الفاتح‬

‫حسين مازق‬ ‫هي جزء من تاريخ الشعب الليبي‪ ،‬وإذا كان‬ ‫القذافي قد أساء لهم‪ ..‬فالقذافي مجرد فرد وهذا‬ ‫التاريخ الطويل سواء كان سلبيا أو إيجابيا‬ ‫عليه أن يطرح ويشرح في محكمة شعبية ‪.‬‬ ‫هناك أشياء ايجابية كثيرة جدا هوال يريد‬ ‫قولها‪ ..‬عالقتي بمعمر الشخصية أنها عالقة‬ ‫شباب وكنا نحب جمال عبد الناصر وكنا‬ ‫حريصين على قراءة مقال محمد حسنين‬ ‫هيكل األسبوعي‪ ،‬وعشنا في هذا الجو وكانت‬ ‫لنا انتماءات تكاد تكون سطحية‪ ..‬التقينا بالكلية‬ ‫واتفقنا لمعرفة الدافع للتنظيم وكان الدافع‬ ‫هو بسبب احتالل بالدنا بكامل األقاليم من‬ ‫األمريكان واالنجليز‪ ،‬فكان هناك فقر وسوء‬ ‫إدارة‪ ..‬وحتى الملك كان رجال مسنا ً تجاوز‬ ‫التسعين‪ ..‬عدة عوامل موجودة دفعتنا للقيام‬ ‫بالتنظيم العسكري إلنقاذ البلد‪ ..‬كان هذا‬ ‫تفكيرنا واتفقنا علي هذا األساس‪.‬‬

‫•تتلمذنا على التلفزيون املصري‬ ‫*كانت لنا اجتماعات دورية وعددنا قليل‪..‬‬ ‫وفي الحقيقة كان معمر هو من اتصل بنا‬ ‫وكونا النظام‪ ..‬اذكر عندما كنا نجري تدريبا‬ ‫عسكريا في منطقة طلميثة كانت هناك‬ ‫اجتماعات مكثفة‪ ..‬اذكر مرة كنا مع معمر‬ ‫وكانت معنا ذخيرة ونقوم برماية بطلميثة‪..‬‬ ‫وكان أغلب الطلبة من التنظيم‪ ..‬إال القليل‬ ‫النادر الذي لم يتصل به معمر‪ ..‬كنا فصيلين‪..‬‬ ‫وكل منا يأخذ عشر رصاصات يحضر ‪ 2‬او‪3‬‬ ‫منها على أساس أننا سنحتاجها‪ ..‬فكونا كيس‬ ‫ذخيرة ودفناه بالقرب من بحر طلميثة‪ ..‬ثم‬ ‫بدأت تكثر لقاءاتنا بطلميثة ومنها ليلية‪ ..‬أو‬ ‫متى سنحت الظروف نخصص نشرات نقرأ‬ ‫فيها ميثاق جمال عبد الناصر‪ ..‬حيث تتلمذنا‬ ‫على التلفزيون المصري ونقرأ الحركات‬ ‫الثورية التي حصلت في العالم العربي بالذات‬ ‫حتى تخرّجنا وكل منا راح لحال سبيله‪ ..‬أنا‬ ‫شخصيا ذهبت لكتيبة عمر المختار‪ ،‬كانت في‬ ‫معسكر راس عبيدة ومعي عدد من الضباط‪،‬‬ ‫كانت هذه الكتيبة قديما هي المسيطرة على‬ ‫بنغازي‪ ..‬وكان الجميع مبتدئا ً وفي مرحلة‬ ‫التكوين‪ ..‬كان عبد السالم جلود وعبد‬ ‫المنعم في الهندسة‪ ..‬ومعمر ومصطفى في‬ ‫المخابرات وكتيبة إدريس كانت الكتيبة األولي‬ ‫في درنة بها الخويلدي‪ ..‬كانت كتائب يعتمد‬ ‫عليها‪ ..‬ثم بدأ االنتباه لنا وبدأت تُكتب تقارير‬ ‫عنا‪ ..‬وتم تحويلنا من راس عبيدة إلي االبيار‪..‬‬ ‫وفي االبيار حدثت مشكلة مع آمر الكتيبة‬ ‫حسين الشريف‪ ..‬انا وخيري خالد تم إيقافنا‪،‬‬ ‫ثم خرجنا بالقوة وهربنا من المعسكر‪ ..‬أنا‬ ‫وخيري خالد‪ ..‬جئنا إلي جبريل صالح‪ ،‬وكان‬ ‫آمر لواء‪ ،‬ولم نجده ببيته‪ ،‬وبحثنا عن موسى‬ ‫العبار ولم نجده‪ ،‬وذهبنا لمبروك البسيوني‪..‬‬ ‫واتضح انه آمر كتيبتنا‪ ،‬وكان قد أحضرنا إلي‬ ‫عمر قويدر كان آمر الشرطة العسكرية‪ ..‬قال‬ ‫له يا افندي هذان هربا من السجن ويبحثان‬ ‫عن آمر اللواء فلم يجداه‪ ..‬الخ‪..‬‬ ‫كان المبروك رجال مدنيا‪ ،‬وكان حسين‬ ‫الشريف جهزه بمعلومات عنا‪ ،‬فبعد أن‬ ‫استقبلنا بشئ من السخط قال له اذهب بهما‬


‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫ملف العدد‬

‫عبد الحميد البكوش‬ ‫للسجن‪ ..‬ووضعنا بسجن البركة‪ ،‬والبد من‬ ‫تقديمنا للمحكمة العسكرية‪ ،‬ووضع كال منا‬ ‫في زنزانة لوحده‪( ..‬عمر قويدر كان معنا‬ ‫في راس عبيدة من ضمن الضباط وأقدم‬ ‫منّا)‪ ..‬وضعنا بالسجن وقال لي خيري انه‬ ‫سيتصل بطرابلس وبعدها جاءنا خليل جعفر‪..‬‬ ‫كان شخصية محترمة ومهذبة‪ ،‬يعمل بإدارة‬ ‫االستخبارات ذلك الوقت‪ ..‬جاءنا بسجن‬ ‫البركة‪ ..‬وسألنا ع ّما حدث‪ ..‬فأخبرناه‪ ،‬وقال‬ ‫انه كان على معرفة بحسين الشريف‪ ،‬لكن‬ ‫انتم عليكم فعل ما ترونه صالحاً‪ ..‬وكان يبدو‬ ‫أن حسين الشريف سمع علينا كالما عن‬ ‫التنظيم‪ ..‬فقلت له يا خليل نحن ضباط ارتكبنا‬ ‫خطأ‪ ..‬فعجل بما يصلحنا لكن ال تتركونا ‪7‬‬ ‫أيام مع جنودنا وأنا مثل أبوه‪ ..‬فقال ما الذي‬ ‫تريد؟ فقلت اذهب إليه ليسمع أقوالي وأقوال‬ ‫آمر الكتيبة (وعلى فكرة‪ ،‬من المواقف كان‬ ‫معنا دكتور كوري‪ ،‬طبيب الوحدة‪ ..‬كان يبدو‬ ‫أنه خمران‪ ..‬كان قد رأى حمارا رُبط بسلك‬ ‫معدني بمنطقة االبيار لدرجة أن الحمار ال‬ ‫يستطيع الحركة أمام المعسكر‪ ..‬وسأل عن‬ ‫ضابط الغفر فقالوا له عوض‪ ..‬فاستدعاني‬ ‫وقال هذا الحمار نرفعه للعيادة ونستدعي له‬ ‫الطبيب الكوري‪ ..‬فضحك الطبيب‪ ..‬كانت‬ ‫قصة تافهة لكن لكل شيء سبب‪.‬‬ ‫الصبح التالي بدأ يوبخ فينا أمام الكتيبة‪ ،‬ثم‬ ‫بعدا أدخلونا السجن رجّعنا خليل جعفر فقلنا‬ ‫إذا أردت إيقافنا فالضابط عند إيقافه يوقف‬ ‫بغرفته ومعه حرس‪ ..‬بحيث ال يخرج‪ ..‬هذه‬ ‫من ضمن لوائح الوحدة‪ ..‬فرفض وفعل ما‬ ‫برأسه‪. ..‬بعد أيام حدث مجلس تحقيق فقلت‬ ‫أنا وخيري إن ما حدث لنا سيرفع للقضاء‪..‬‬ ‫كان آمر المخابرة محمد خليفة المسماري‬ ‫وكان برتبة عقيد‪ ،‬وصالح العزابي وجمعة‬ ‫العلوص ضباط من خارج الوحدات‪ ،‬وتم‬ ‫التحقيق واخذوا أقوالنا‪ ..‬أما المسماري قال‬ ‫ليس لديكم حق‪ ..‬فانتم ضباط صغار كان‬ ‫البد منكم إطاعة األوامر‪ ..‬وبدأت المحكمة‬ ‫في البركة؛ الجلسة األولى والثانية‪ ..‬وجاء‬ ‫بعدها أمر سريع بنقل الكتيبة من االبيار إلى‬ ‫منطقة الهضبة‪ ..‬وتوقفت المحكمة بعدها‪..‬‬ ‫توقعنا في عملية النقل السريع وجود شئ‬ ‫لدي المخابرات؟ فخليل جعفر لم يخبرنا‪..‬‬ ‫ونقلنا إلى الهضبة الخضراء مقابل مستشفي‬ ‫صالح الدين‪ ،‬بقينا هناك‪ ،‬وكانت االجتماعات‬ ‫مكثفة‪ ..‬التقينا هناك بعبد السالم جلود وجماعة‬ ‫التنظيم‪ ،‬كنا فيها نعرض إمكانياتنا‪ ،‬وهناك‬ ‫شعرنا بقوتنا ووضعنا النقاط على الحروف‪..‬‬ ‫وفي أحد األيام استدعاني عبد الونيس العبار‪..‬‬ ‫كان آمر اللواء وقتها‪ ..‬وذكرني بالمجلس‬ ‫التحقيقي أنا وخيري‪ ..‬وقال‪ :‬البد أن تاخذ بالك‬ ‫انت وجماعتك‪ ..‬وبعدها تم إلغاء المجلس‪..‬‬ ‫وبعد سنوات سألني الخروبي عن ما حدث‬ ‫بشان المجلس؟ وهل كنت متعاونا مع عبد‬ ‫الونيس العبار؟‬ ‫ثم جاءت االجتماعات التي تتبع الدفاع الجوي‬ ‫حيث اجتمع ضباط الجهة الغربية وعبد‬ ‫العزيز الشلحي وحسونة عاشور وعون شقيفة‬ ‫وعبد هللا سويسي كان في منطقة قرقارش‪..‬‬ ‫وكل واحد كان يتحدث عن ميزات األسلحة‪..‬‬ ‫رفعت يدي للمشاركة فقالوا لي تفضل يا‬

‫ونيس القذافي‬ ‫مالزم‪ ..‬فقلت السالح الذي تحكي عنه عندنا‬ ‫معلومة عنه بأنه فاسد وانه ثبتت عدم فعاليته‪..‬‬ ‫وطالبنا بإيضاح أكثر وال يهمنا دفع المال‪،‬‬ ‫ولكن المهم أن يكون السالح فعاالً‪ ..‬وقلت‬ ‫انه جرب في السعودية وعندنا عليه معلومات‬ ‫لم تذكرها‪ ..‬وجرب بفيتنام ولم تذكر عيوبه‪..‬‬ ‫وعندما رفعت الجلسة تم استدعائي وقت‬ ‫االستراحة‪ ..‬فقال لي عبد العزيز من أين‬ ‫تعرف هذه المعلومات؟‬

‫•كان امللك جالس ًا حتت الشمس‪..‬‬ ‫قلت هذا ما قرأته في مجالت وكتب‪ ،‬وما‬ ‫سمعته من اإلذاعات‪ ،‬وبدأت األمور تتعرقل‬ ‫منذ ذلك الوقت‪ ..‬رجعنا لمعسكر الهضبة‬ ‫وبدأت جماعة األمن في العمل‪.‬‬ ‫في إحدى المرات كنت مع عبد السالم في‬ ‫بهو الضباط‪ ،‬وجاء حسين الشريف‪ ،‬وكان‬ ‫عبد السالم يحكي عن الملك حسين‪ ،‬فطرده‪..‬‬ ‫وقال له أنت من تحكي عن الملك حسين؟‬ ‫وقتها أحسسنا أن هناك شيئا ً غير طبيعي في‬ ‫معاملته لنا‪ ..‬وفي مرة أخرى بعد أن تعاهدنا‬ ‫أن يكون يوم التنفيذ في مارس‪ ..‬قبل التنفيذ‬ ‫بيوم أخذنا خروفا ً وخرجنا ومعي ما يقارب‬ ‫‪ 20‬او‪ 30‬ضابط ‪ ..‬حضرنا الغداء هناك‪،‬‬ ‫تلك الليلة تعهدنا أن نكون في الموعد وال‬ ‫نتأخر‪ ..‬وحجزت نصف الكتيبة بالداخل ألن‬ ‫خروجنا سيكون بالليل وال وقت للمغادرة في‬ ‫المساء والعودة فيما بعد‪ ..‬في المساء جاءني‬ ‫فرج البرغثي ببرقية من معمر قال فيها أن‬ ‫العرس انتهى‪ ..‬فقلت كيف ما الذي حدث بعد‬ ‫أن وصلنا لمرحلة ال رجعة فيها؟جاءت كتيبة‬ ‫مدرعات من ترهونة ووضعت بمعسكر جالو‬ ‫لقمعنا نحن كتيبة عمر المختار‪ ..‬حيث أنهم ال‬ ‫يعرفون أن كل الضباط الذين أحضروهم هم‬ ‫معنا بالتنظيم‪ ..‬في هذه األثناء كان هناك عرس‬ ‫آلل الشلحي وكان هناك حضور لفنانين مثل‬ ‫عبد الحليم حافظ وفنانين مصريين‪ ،‬وأخذت‬ ‫سليمان شعيب وقال لي البد من دخولنا هذا‬ ‫العرس لنعرف مداخل ومخارج المسكن‪..‬‬ ‫تركني بالعرس وبدأ هو بالتسلل داخل البيت‬ ‫وحتى انه رسمه فيما بعد‪ ..‬رجعنا في اليوم‬ ‫التالي ذهبنا لبيت الملك بمنطقة السواني‪..‬‬ ‫كان لديه مخيم للقوة المتحركة أمامه‪ ..‬دخلنا‬ ‫على أساس أننا نبحث عن عمل‪ ..‬وكان الملك‬ ‫جالس تحت الشمس دخلنا البيت ولم يسألنا‬ ‫احد‪ ..‬كنا مثل عمال بالمزرعة كان هذا‬ ‫بمارس ‪1969‬م‪.‬‬ ‫تم استدعائي من آمر كتيبة المخابرات للكتيبة‬ ‫بالصبح‪ ..‬وقالوا لي ستذهب خالل اليومين‬ ‫القادمين لكتيبة سبها‪ ..‬وكل الضباط الذين‬ ‫معنا اخذوا للدفاع الجوي ووضعوا بمعسكر‬ ‫واحد‪ ..‬والبد من ذهابي في المقدمة‪ ..‬ذهبت‬ ‫وكان اغلب ضباط الدفاع الجوي الذين معنا‬ ‫يستعدون للسفر إلي بريطانيا‪ ..‬خرجت مع‬ ‫السرية في المقدمة‪ ..‬وعندما حدث التأجيل‪..‬‬ ‫بلغ عنا الشلماني وكثير من الضباط ارتدوا‪..‬‬

‫•عبد املنعم اهلوني‬

‫كان للشخصية الليبية سمو ورجولة وفروسية‬ ‫الجندي‪ ..‬حتى عندما عرفنا أن التنظيم قد ينجح‬

‫صالح بويصير‬ ‫أو يودي بنا للهالك كانت نفسيتهم وتربيتهم‬ ‫تمنعهم من الحديث عنا بسوء‪ ..‬على عكس‬ ‫ما يحدث اآلن من النذالة الشائعة حيث أن لي‬ ‫أقارب اعتقلوا في المدة السابقة‪ ..‬احد الجنود‬ ‫الذين يريد اعتقالهم من جماعة منصور ضو‪..‬‬ ‫جاء البن أخي قال‪ :‬منكم فيكم‪ ..‬قال التهامي‬ ‫خالد هو الذي كلم عبد هللا منصور وهو الذي‬ ‫اعتقل مجموعة من األقارب‪ ..‬نذالة لدرجة‬ ‫أن هؤالء يتقربون للقذافي علي حساب معاناة‬ ‫اآلخرين بمعلومات خاطئة‪.‬‬

‫•عوض محزة‬ ‫خرجنا من معسكر الهضبة كان معي الضابط‬ ‫محمد مبارك‪ ..‬يعني بعد خروجنا ووصولنا‬ ‫لتاورغاء والطائرات األمريكية فوقنا‪ ..‬كانت‬ ‫قريبة والسيارات غير جيدة وصلنا لمكان‬ ‫اسمه القداحية‪ ..‬استرحنا به والطائرات تلف‬ ‫فوقنا‪ ..‬بقينا ثالث أيام بالطريق والطائرات‬ ‫كل صباح تطير فوقنا حتى وصلنا إلى سبها‪..‬‬ ‫أول وصولنا قال لي آمر الكتيبة انه محذور‬ ‫علّي مغادرة سبها نهائيا ومنعت عني الحركة‪..‬‬ ‫كانت لنا اجتماعات في غربي سرت في منطقة‬ ‫وادي جارف التي وضع فيها نصب تذكاري‬ ‫وهدم فيما بعد‪ ..‬انقطعت اتصاالتي بالتنظيم‬ ‫تماما‪ ..‬وبعد قيام الثورة جاءني ضابط صف‬ ‫بالصبح وأبلغني ذلك‪ ..‬وبعد سماعنا البيان‬ ‫األول وسيطر على الكتيبة أغلق األبواب‪،‬‬ ‫وكان ضابط الوحدة محمد الغول‪ ..‬قلت لهم‬ ‫أنا عضو في الثورة التي أقيمت وأرجوكم‬ ‫أن تتركوني وشأني وان خالفتم تعليماتي‬ ‫سأعاقبكم بالسجن‪ ..‬البعض أيدوني الرأي‪..‬‬ ‫رفض آمر الكتيبة وجاء معنا ضباط آخرون‬ ‫من التدريب العسكري العام وذهبنا للشرطة‪،‬‬ ‫للقوة المتحركة بسبها‪ ..‬هناك تعرفت على‬ ‫حسن اشكال‪ ،‬وكان مدير الشرطة‪ ،‬رجل‬ ‫متجاوب عرض علينا سيارات وذخيرة‪ ،‬المهم‬ ‫أن اكف عنهم األذى ونحن أهل قبل وبعد‪..‬‬ ‫فقلت لهم الثورة بالجميع من يريد المشاركة‬ ‫يذهب معنا‪ ..‬ووافقوا علي الذهاب وإذا به‬ ‫يأتي حسن اشكال بالمساء وعرّف بنفسه بأنه‬ ‫ابن عم معمر وانه سيذهب معنا‪..‬‬ ‫كان هناك حرص علي االجتماعات حتى توثق‬ ‫العالقات بين الضباط األحرار‪ ،‬نحن دائما في‬ ‫المناسبات أو بدونها كنا دائما نلتقي في بهو‬ ‫كتيبة عمر المختار حيث كانت اإلمكانيات‪..‬‬

‫•عبد املنعم اهلوني‬ ‫كنا نلتقي بالعشرات نأكل ونشرب ونتحاور‬ ‫في كتب قراناها‪ ..‬كانت لها األثر في زيادة‬ ‫اللحمة بين أعضاء التنظيم ونوع من التوعية‬ ‫والتثقيف في بنغازي‪ ..‬كنا نلتقي في الهواري‬ ‫عند مصنع االسمنت وقت الربيع بالذات كنا‬ ‫نأخذ السندوتشات وترمس الشاي ونخرج‪.‬‬ ‫ميادين ‪ :‬تجمع الضباط كانت له ريبة في‬ ‫نفوس أي مدني ومن نظام الحكم السابق؟‬ ‫أليس كذلك؟‬

‫•عوض محزة‬

‫كان هناك مجامالت وتحلل إداري‪ ..‬ووجودنا‬

‫‪09‬‬ ‫أحمد الشريف‬

‫كضباط صغار ال يجعلهم يشكون بنا‪..‬‬

‫•عبد املنعم اهلوني‬ ‫من طبع الليبيين‪ ،‬يعتبرون أن التحدث عن‬ ‫الغير من الكبائر‪ ..‬حيث كان هناك الكثير من‬ ‫الضباط فاتحناهم بالتنظيم ولم يوافقوا على‬ ‫االنضمام ولم يبلغوا عنا ّ!! فحتى ضباط‬ ‫األمن أو المخابرات العسكرية كانت ترى أن‬ ‫هناك تنظيما ً من الضباط الصغار‪ ،‬لكن كانوا‬ ‫يعرفون أن هناك تنظيما من الضباط الكبار‬ ‫أيضا‪ ،‬حيث كان هناك تنظيم عبد العزيز‬ ‫الشلحي‪ ..‬كان هناك صراع بين ضباط ليبيا‬ ‫في مصر وفي جماعة العراق‪ ..‬يعتبروا‬ ‫أنفسهم أضداداً‪: ..‬كان عبد العزيز الشلحي‬ ‫يعتقد أن التنظيم ال يستاهل اهتمامه‪.‬‬

‫•عوض محزة‬ ‫قبل الثورة بأيام كان عبد العزيز يجتمع بجمال‬ ‫عبد الناصر ولم يتوقع حدوث الثورة‪ ..‬كانت‬ ‫لنا عالقات عاطفية ببعضنا‪ .‬قبل الثورة ذهبنا‬ ‫لتحديد موعدها‪ ..‬تكلمنا عن شكل الوضع ما‬ ‫بعد الحركة‪ ،‬وما تكلمنا فيه البد من تشكيل‬ ‫حكومة مدنية‪ ..‬كنا قد اخترنا محمود المغربي‬ ‫وهو من اقترحه عمر المحيشي‪ ..‬ألن محمود‬ ‫المغربي في القوميين العرب‪ ..‬ورأينا انه‬ ‫رجل المرحلة القادمة‪ ..‬كان لنا الخيار بين‬ ‫مجموعة محدودة منهم بشير المغيربي‬ ‫والشيخ صبحي‪ ..‬كانت وجوه وطنية معروفة‬ ‫ومعارضة للنظام‪ .‬في حركة ‪ 24‬ديسمبر‬ ‫بعد حادثة آدم حواز منها بدأ الخالف بيننا‪..‬‬ ‫عندما القي القبض علي ‪ 2‬من الوزراء‪ /‬الدفاع‬ ‫والداخلية‪ ،‬فوجئنا أن رئيس الوزراء يأتي إلينا‬ ‫ليقدم استقالته‪ ..‬ويرفض اإلجراء الذي أخذناه‬ ‫باعتقال أعضاء من حكومته دون الرجوع‬ ‫إليه‪ ..‬وأصر علي االستقالة‪.‬‬ ‫كنا قد وضعنا في وضع غير مستعدين له‪..‬‬ ‫تصورنا أن هذه الحكومة ستستمر مدة سنة‬ ‫أو اثنتين للمرحلة االنتقالية‪ ..‬تشاورنا وكان‬ ‫رأي األغلبية قبول االستقالة فقط‪ ..‬وحتى‬ ‫اإلقالة‪ ..‬فطلبناه لقبولنا االستقالة ‪.‬كان محمود‬ ‫المغربي ذكيا‪ ،‬ويبدو أنه استشف اتخاذنا‬ ‫للقرار‪ ،‬فطرح موضوعا آخر وهو‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫بالنسبة الموضوع الذي تحدثنا فيه‪. ..‬أنا ال‬ ‫أريد إحراجكم واقترح عليكم بديالً آخر‪ ..‬يبقي‬ ‫مجلس الوزراء ومجلس قيادة الثورة يشكلون‬ ‫السلطة الشرعية‪ ..‬بهذا الوضع استطيع أن‬ ‫ابرر أن هذين الوزيرين ضمن المجلس‬ ‫الموسع‪ ..‬أخطئوا وسنتأكد من أنهم مدنيين‬ ‫ام ال‪ ..‬مبدئيا عمر المحيشي رفض واعتبره‬ ‫ابتزازا‪ ..‬وطلبنا نحن التفكير‪ ..‬الن ال مجال‬ ‫وقتها إلجراء انتخابات حرة‪ ..‬ال مشكلة في‬ ‫توسيع المجال للمجلس والمشاركة في اتخاذ‬ ‫القرار‪ ..‬واجتمعنا ودرسنا الموضوع‪ ..‬كان‬ ‫هناك صراع بين محمود المغربي وأعضاء‬ ‫داخل الوزارة‪ ..‬منهم محمد مازق وبن‬ ‫عامر والبصير‪ ..‬فقلنا المشكلة محلولة ل َم‬ ‫التعقيد؟ هذا الرجل جماهيريا ً غير مقبول‪..‬‬ ‫لماذا نعطيه مكاسب وبالتالي الجماعة كانوا‬ ‫يشككون في والئه وليبيته‪ ..‬فكلفوني بالتحري‬


‫‪10‬‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫علي حقيقته‪ ..‬كان سليمان شعيب من ككلة‪..‬‬ ‫أخذوا مجموعه من األمن وسليمان شعيب‬ ‫وذهبوا لككلة‪ ..‬وبدءوا بالسؤال عن تاريخه‪..‬‬ ‫فجاءنا تقرير رسمي مضى عليه الجميع أن‬ ‫أباه ككلي وأمه مصراتية‪ ،‬واكتشفنا شيئا ً آخر؛‬ ‫سقطت عنه الجنسية الليبية من الحكومة‪..‬‬ ‫البكوش هو من أسقطها‪ ..‬فقلنا مثلما كان‬ ‫وزير التربية تونسي وطلعناه‪ ..‬يبقي الدكتور‬ ‫محمود المغربي غير سليم‪ ..‬نتركه حتى‬ ‫يسترد الجنسية وبعدها نفكر؟ وفعال وجدنا لها‬ ‫حال قانونيا‪.‬‬ ‫كان القذافي قد اخرج تعليمات من يوم ‪15‬‬ ‫بأن العمل باللباس العسكري‪ ..‬وان يأتي كل‬ ‫مسؤول كل أسبوع لمناقشة القطاع الذي‬ ‫يديره‪ ..‬ويكون قد جهز نفسه وتقاريره‪..‬‬ ‫واالتصاالت من خالل المجلس‪ ،‬فجئته بعد‬ ‫هذا اإلعالن بلباس مدني في إحدى المرات‪..‬‬ ‫فاستشاط غضبا‪ ..‬فقلت له ال نتعامل كضباط‬ ‫وحدة عسكرية‪ ..‬نحن اآلن في منصب‬ ‫سياسي‪ ..‬كان الموضوع بعد خالف في‬ ‫مجلس قيادة الثورة‪ ..‬بعد أن جلسنا وكنا جميعا‬ ‫كلجنة مركزية لتنظيم الوحدويين األحرار‪..‬‬ ‫فاللجنة المركزية المكونة من ‪ 12‬عضو وهي‬ ‫النواة األولي ثم توسع التنظيم بها‪.‬‬ ‫*كان رئيس األركان سعد الدين بوشويرف‪..‬‬ ‫وكلفنا اللواء بوبكر باإلشراف على القوات‬ ‫المسلحة‪ ..‬قمنا بإعداد قائمة وأخبرناه انه‬ ‫إعالن بمجلس قيادة الثورة‪ ..‬فرّد أن ال‬ ‫إعالن‪ ..‬أخذنا الورقة وأعلناها‪ ..‬واعتبرنا‬ ‫منذ ذلك الوقت غير شرعيين‪ ..‬كان ذلك‬ ‫أوائل األيام من سبتمبر بعد الثورة‪ ..‬اعتقد‬ ‫يوم ‪ 18‬سبتمبر (اذكر في ‪ 24‬ديسمبر عند‬ ‫زيارتنا لمصر األولى قابلنا السادات وكان‬ ‫ذاهبا الجتماع القمة اإلسالمية في المغرب‪..‬‬ ‫فمر على بنغازي وطرابلس واتفقنا علي‬ ‫مقابلته قريبا‪ ،‬فتحدد الموعد يوم ‪ 24‬ديسمبر‬ ‫للزيارة السرية‪ ،‬هو (القذافي) كان قد خدع‬ ‫حتى المصريين بأنه رجل مصر في ليبيا‬ ‫وفي التنظيم وهو فقط الوحدوي وهو كان‬ ‫يتظاهر في كالمه باللهجة المصرية باألخص‬ ‫يتعمد عند وجود فتحي الديب أو وزراء‬ ‫مصريين يستعمل كلمات مصرية‪ ..‬فلما‬ ‫اخبرونا بزيارة مصر رتب الموضوع قبل‬ ‫استشارتنا حتى‪ ..‬ثم اخبرنا بنيته في الذهاب‬ ‫لمصر‪ .‬أنا قبل أن أكون مسؤول األمن كنت‬ ‫مكلفا باإلشراف على وزارة الخارجية‪..‬‬ ‫فكانت عالقتي بالسيد صالح مسعود بويصير‬ ‫جيدة‪ ..‬فقلت له سأتصل به للترتيب‪ ..‬فقال من‬ ‫صالح؟ أنا رتبت كل شيء ‪ ..‬قلت له كيف‬ ‫تقوم بالترتيب ونحن في المجلس آخر من‬ ‫نعلم‪ ..‬فمرر الموضوع في ضحكة بقوله وأنته‬ ‫ستذهب معنا‪ ..‬اعتقد معنا محمد المقريف‬ ‫وبشيرهوادي‪ ،‬جئنا لمصر وبدأ الكالم مع عبد‬ ‫الناصر في برنامج تأمين الثورة‪ ..‬كان يتكلم‬ ‫مع الزوار المصريين هيكل أو سامي شرف‬ ‫أو محمود رياض ‪ .‬كانت اول زيارة للسادات‬ ‫وتكلمنا فيها بشكل رسمي محددين أين تكون‬ ‫القوات‪ ..‬واتفقنا علي كل شيء ‪ ،‬على أساس‬ ‫أن القوات المصرية القادمة لليبيا تأخذ مرتب‬ ‫النضير له ـ اعني النقيب يأخذ مرتب النقيب‪..‬‬ ‫العسكري يأخذ مرتب العسكري‪ ..‬والشاويش‬ ‫ياخذ مرتب الشاويش‪ ..‬واتفقنا علي أساس كل‬ ‫‪ 6‬أشهر يتم استبدالهم‪ ..‬تبقى المعدات والتغيير‬ ‫في األشخاص‪ ..‬في مصر عبد الناصر نصحنا‬ ‫بمواصله االتصال باألمريكان والحصول‬ ‫علي تسليح أمريكي متقدم‪ ..‬كانت طائرة‬ ‫الفانتوم األكثر تقدما وتطورا في العالم‪..‬‬ ‫كانت لدينا طائرة ‪ f5‬كانت طائرة مقاتلة لكن‬ ‫‪ f4‬تسمى مقاتلة خاصة‪ ..‬فكان يشجعنا في‬ ‫الحصول علي طائرة الفانتوم الحتياجهم لها‬ ‫في المرحلة القادمة‪ ..‬ورجعنا من مصر على‬ ‫أساس أننا نكمل صفقة ‪ ..f5‬بعد أن استلمنا‬ ‫‪ 9‬طائرات مازال لدينا ‪ 9‬طائرات أخرى‬ ‫و‪ 6‬طائرات نقل‪ ..‬نكمل الصفقة الحالية ثم‬

‫ملف العدد‬

‫نتفاوض على تسليح جديد‪ ..‬حتى عبد الناصر‬ ‫نصح معمر‪ :‬أنت خادم االمبريالية الروسية‬ ‫واألمريكية وابتعد قدر اإلمكان عن الوحدة‬ ‫العربية وعبد الناصر حتى تتحصل علي هذا‬ ‫السالح‪.‬‬ ‫هوكان يعمل العكس‪ ..‬كان في الخطاب يقول‬ ‫أننا شركاء في المعركة‪ ..‬السفير األمريكي‬ ‫يأتي بعد الخطاب وينصحنا يقول من فضلكم‬ ‫تسهيل مهامنا الستكمال الصفقة حتى ال‬ ‫يجمدها الكونغرس ويتحفظ عليها‪ ..‬وأنت‬ ‫حر بعد تمام الصفقة‪ ..‬هو كان يبالغ في تأييده‬ ‫للوحدة حتى ال تكتمل‪ ..‬الن القذافي يحب أن‬ ‫يراه الناس على انه وحدوي وأنه حاول تقديم‬ ‫شيء للمعركة القومية‪ ،‬لكن األمريكان هم من‬ ‫أوقفوا الصفقة‪.‬‬ ‫التفسير ليس سوء الظن‪ ..‬التفسير اآلخر انه‬ ‫ال يريد للصفقة أن تتم‪ ..‬عندما جمد األمريكان‬ ‫الصفقة ذهبنا لفرنسا التي طالبتنا بنفس‬ ‫المطالب وأبدت مساعدتها ولكن بشروط‪،‬‬ ‫أهمها‪ :‬أن ال يستعمل ضد إسرائيل‪ .‬في‬ ‫األول رفضنا الشروط‪ ..‬ولكن عبد الناصر‬ ‫نصحنا بالموافقة المبدئية على كل الشروط‬ ‫حتى حصولنا علي السالح‪ ..‬كانت الدول‬ ‫المعروفة باألسلحة الممتازة هي أمريكا‬ ‫بالدرجة األولى‪ ،‬وخصوصا في السالح‬ ‫الجوي‪ ،‬وبريطانيا ثم فرنسا‪ ..‬لكن من ناحية‬ ‫األسعار رأينا سعر الميراج ‪60%‬من سعر‬ ‫طائرة تورنيدو البريطانية‪ ،‬في نفس الوقت‬ ‫من خالل خبرة الطيارين الموجودين لدينا‪..‬‬ ‫كانت المزايا واحدة‪ ..‬بل الميراج أبعد‪ ،‬وهو‬ ‫انسب للمعركة إذا ساهمنا فيها‪.‬‬

‫•عبد املنعم اهلوني ‪:‬‬

‫في ذلك العهد لم يكن لنا انتماء للروس أو‬ ‫االتحاد السوفيتي‪ ..‬فهم وجدوها فرصة لهم ‪.‬‬ ‫الغرب كانت لهم خطة بان تبيع لنا أمريكا أو‬ ‫فرنسا أو بريطانيا‪ ،‬المهم هو إبعادنا عن روسيا‬ ‫‪ ،‬وعرضوا في صفقة الميراج تسهيالت غير‬ ‫متوقعه بخصوص الدفع‪ ..‬بتسهيل الدفع خمس‬ ‫سنوات بعد استالمنا الطائرات‪ ..‬كان هناك‬ ‫إغراء في الشراء‪.‬‬ ‫عندما ذهبنا اليطاليا وأخذنا منها الطائرات‬ ‫األمريكية والمدفعية ‪( 155‬أحدث مدفعية في‬ ‫وقتها ولم تكن موجود إال بأمريكا وإسرائيل)‪..‬‬ ‫كان المهم هو الحرص على حرمان االتحاد‬ ‫السوفيتي من الدوالر ونحن كنا متأكدين أن‬ ‫السالح الغربي أفضل من الروسي‪.‬‬

‫•كانت له طموحات حلكم مصر‬

‫يريدون‪ ..‬فلو لم يطلبوا محاكمة مبارك في‬ ‫الميدان التحرير لما تمت محاكمته‪.‬‬

‫كل هذه الصفقات بإشراف مصر بشكل‬ ‫مباشر من الناحية الفنية‪ ،‬فقضية الوحدة‬ ‫أدمغتنا‪ ،‬عندنا تصور أن الوحدة ستكون بين‬ ‫مصر وليبيا‪ ..‬لكن أنت تريد وإنا أريد وهللا‬ ‫يفعل ما يريد ‪ .‬لم تكن مصر تريد القذافي‬ ‫أن يهيمن على كل شيء‪ ..‬ولعلمك كانت له‬ ‫طموحات لحكم مصر‪ ..‬نفس الطموحات التي‬ ‫إلى اآلن مستمرة مع إفريقيا‪ ..‬كانت له جهود‬ ‫واضحة‪.‬‬ ‫عبدالمنعم الهوني‪:‬‬ ‫كانت الصفقة من ناحية العدد والنوعية‬ ‫بمناقشة مصرية بحته وبقياداتهم هم‪ ..‬جاءت‬ ‫الصفقة ليبية وفق احتياجات مصرية للمعركة‬ ‫القادمة‪ ،‬ونحن من قام بتمويل الصفقة‪ ،‬ودربنا‬ ‫الطيارين المصريين والليبيين‪ ،‬فعندما جاء‬ ‫السادات إلى ليبيا‪ ،‬وقال المعركة قريبة‪،‬‬ ‫وطلب سربين من الطائرات تنطلق لمصر‬ ‫حتى تتعرف على األرض وعلى المطارات‬ ‫والطيارين المصريين‪ ..‬فعال نقل سربين‬ ‫وكان من تجهيزات قياداتهم سرب وضع‬ ‫بالمنصورة (وضع مقاتلة) وسرب آخر‬ ‫بطنطا (وضع قاذفة)‪ ..‬وكان هناك سرب‬ ‫مصري ‪ 100%‬وسرب مختلط ليبي مصري‪.‬‬ ‫مما حز في أنفسنا فيما بعد أول طلعه للطيران‬ ‫يوم ‪ 6‬أكتوبر كانوا اسقطوا ‪ 4‬طائرات ميراج‬ ‫لكن الشهداء مصريين‪ ..‬مبارك لم يقل يوما أن‬ ‫هناك طائرات ليبية شاركت في حرب أكتوبر‬ ‫وان هناك سرب ليبي ومصري‪ .‬كانت الصفقة‬ ‫بأمانه شديدة لخدمة المعركة القومية‪.‬‬ ‫الن الجيل الذي حارب في أكتوبر ليس هو من‬ ‫يحكم اآلن‪ ..‬لكن دورهم غير واضح‪ ..‬فنحن‬ ‫دولة جارة عمقها في السودان وليبيا‪ ..‬تأخروا‬ ‫في اتخاذ قرار واضح‪ ..‬لما لم يخرجوا بيان‬ ‫بان الجرحى الليبيين في طرابلس والمنطقة‬ ‫الشرقية يتعالجون بدون مقابل أو بمقابل‬ ‫بسيط علي حساب القوات المسلحة في مصر‬ ‫!!!هم ال يريدون التدخل !!‬

‫ما يقوله الرسميون أن هناك ‪ 2‬مليون مصري‬ ‫في ليبيا رجع منهم ‪ 400‬ألف‪ ..‬يعني هناك‬ ‫مليون ونصف مازالوا هنا‪ ..‬والقذافي ال احد‬ ‫يستطيع ضمان ردود فعله‪ ..‬فهم علي يقين لو‬ ‫اتخذنا خطوة واضحة‪ ..‬ردود أفعاله تبقى ضد‬ ‫المصريين الموجودين هنا ويضعهم في مأزق‬ ‫ومجازر للمصريين‪.‬‬ ‫حتى لما كان هناك تجهيز لمظاهرة ضخمة‬ ‫أمام السفارة الليبية‪ ..‬حين اتصل بي احد‬ ‫وزراء الخارجية‪ ..‬مع العلم انه لم يكن لي‬ ‫يد في إعدادها او تنظيمها‪ ..‬رجاني أن ال‬ ‫يرتكبوا خطا بتسلقهم األسوار ودخولهم‬ ‫المبني وينكلون بالموظفين داخل السفارة‬ ‫ويرفعوا العلم‪ ..‬الن هذا سيحدث مثله في‬ ‫طرابلس في نفس اللحظة‪ ..‬اعتقد ما يمنعهم‬ ‫من اتخاذ الموقف هو ردود فعل القذافي غير‬ ‫المحسوبة‪.‬‬

‫عوض محزة‪:‬‬

‫عوض محزة‪:‬‬ ‫السياسة المصرية التي يفصل فيها اآلن هو‬ ‫ميدان التحرير‪ ..‬فمن يريد طلب يقدمه فيه‬ ‫فال وزارة وال المجلس العسكري يتدخل فيما‬

‫عبد املنعم اهلوني‪:‬‬

‫•كيف تكون جملس قيادة حركة سبتمرب‬

‫عبداملنعم اهلوني‪:‬‬

‫تكون مجلس قيادة الثورة من اللجنة‬ ‫المركزية لحركة الضباط الوحدويين األحرار‬ ‫المش ّكلة من ‪ 9‬ضباط والتي انضم لها في‬ ‫األخير عمر المحيشي‪ ،‬وبشير هوادي‪،‬‬ ‫ومصطفي الخروبي حتى اكتمل العدد ‪12‬‬ ‫كما طلب القذافي‪ ..‬لكن في األصل هم تسعة‬ ‫ضباط وانسحب سالم مسعود البصير بعد‬ ‫أن كان قد حضر كل االجتماعات السابقة‪..‬‬ ‫حيث كانوا عشرة وانسحب سالم في منتصف‬ ‫عام ‪1968‬م كان ال يحضر عند استدعائه‬ ‫‪.‬اعتبرناه مثل المستقيل‪ ..‬وهنا نرجع‬ ‫للشخصية الليبية الحسنة األخالق حيث انه‬ ‫على علم بالخلية التي كونها وانسحب دون‬ ‫أن يبلغ عنا ‪.‬انسحب عندما تم نقله من كتيبة‬ ‫المدفعية بالمرج نقل إلى مصراته‪ ..‬وبعد‬ ‫علينا كان مع علي الحداد‪.‬‬ ‫بعثنا في طلبه أكثر من مرة ولكنه‬ ‫انسحب‪. ..‬وعندما حصلت الحركة ونجحت‬ ‫‪.‬هو(القذافي)كان كلما نحضر يريد اإلعالن‬ ‫عن تشكيل المجلس‪ ..‬مع العلم أننا كنا نعرف‬ ‫التشكيل ومتفقين عليه وكتبنا األسماء في‬


‫ملف العدد‬

‫ورقة‪ ..‬ثم رمي الورقة على أنها ستبقى مثار‬ ‫للحساسية ونحن في غنى عنها مع الضباط‬ ‫الكبار‪ ..‬أدخل موسي احمد الوزارة وكذلك‬ ‫ادم حواز على أساس انه يكفيكم لهذا الحد‪..‬‬ ‫وانتم ضباط ولكنكم لستم في المجلس بل في‬ ‫الوزارة‪ ..‬ادم حواز لم تكن له عالقة بالمجلس‬ ‫وال بأي تنظيم‪ ،‬كان من الضباط الجيدين جدا‪،‬‬ ‫ضابط محترف على خلق عالي‪ ،‬ووطني‪..‬‬ ‫وكان قد اخذ دورات في اللغة االنجليزية‬ ‫بأمريكا‪ ..‬فعند شراء معدات اتصال حديثة‬ ‫اخذ هو الكاتلوجات وترجمها للعربية‪ ..‬أخذت‬ ‫منه جهدا غير عادي ودرب عليه الضباط‬ ‫اآلخرين وهو عمل جليل‪ ..‬كذلك احمد حواس‪.‬‬ ‫عندما زادت مبيعات النفط‪ ..‬قرروا خطة‬ ‫إعادة التسليح والتدريب للجيش ‪.‬كان هناك‬ ‫شيء يخصنا وهو صنف المخابرة والهندسة‪..‬‬ ‫فخصصوا لنا ميزانية كبيرة وبدأنا في‬ ‫شراء المعدات‪ ..‬حيث كانت كل المعدات‬ ‫الموجودة متهالكة من الجيش األمريكي‬ ‫وتبعث كمساعدات للدول الصديقة‪ ..‬كان لدينا‬ ‫سيارات ومعدات مستعملة وقديمة وال قطع‬ ‫غيار لها‪ ..‬قمنا بشراء معدات جديدة وسيارات‬ ‫فكان احمد حواس من ترجم الكاتالوجات‬ ‫وعمل عمل يحسب له‪ ..‬احمد حواس شخصية‬ ‫محترمة جدا كان ينتمي لحزب التحرير‬ ‫اإلسالمي أو تنظيم سياسي إسالمي‪ ..‬وكانت‬ ‫عالقتنا به جيده ولم تتأثر بالرغم من معرفته‬ ‫لنا بأننا ناصريون وهو إسالمي‪ ..‬اذكر قبل‬ ‫‪1969‬م بشهرين كان هناك تنظيم‪ ،‬واخبرنا‬ ‫عن دعوة من شخص لجزيرة فروة‪ ..‬إنا لم‬ ‫أكن زرت هذه المنطقة قبال‪ ..‬كنا مجموعة‬ ‫ضباط وافقنا على الدعوة وذهبنا لفروة‪ ..‬وبعد‬ ‫أن أكلنا ونمنا للقيلولة‪ ..‬بالمساء بدا يحدثنا‬ ‫عن مزايا للتنظيم اإلسالمي وأشياء عن الدنيا‬ ‫واآلخرة‪ ،‬وحاول إن يكسبنا معه‪ ..‬فقلنا له يا‬ ‫نقيب احمد لكم دينكم ولنا دين‪ ..‬نحن مسلمون‬ ‫لكن نعتنق قضايا قومية‪ ..‬ونحترم كل ما له‬ ‫عالقة باإلسالم والعروبة ونعتبرهما شيئا ً‬ ‫واحدا وليس شيئين كما تقول‪ ..‬ورجعنا مع‬ ‫بعض وكان معنا ثالث مدنيين‪.‬‬

‫•كان أول شيء قام به هو َش ّق وحدة‬ ‫اجمللس!!‬ ‫كان كل الضباط االحرار واللجنة المركزية‬ ‫ا يروا شيئا ً ما في القذافي‪ ..‬كان هو الذي‬ ‫يرتب كل ما حصل ويخطط له‪ ،‬ونحن كنا‬ ‫حالمين بتحسن األوضاع في ليبيا ‪.‬كان أول‬ ‫شيء قام به شق وحدة المجلس‪ ..‬بقى األربع‬ ‫سنوات األولى يحاول ذلك ولم ينجح‪ ..‬مثال‬ ‫كان في عام ‪1974‬م يطرح علّي أن اتقلد‬ ‫منصبا ً بالوزارة‪ ..‬حيث عينت نائب رئيس‬ ‫وزراء‪ ،‬وعبد السالم رئيس الوزراء‪ ..‬كنت‬ ‫نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات ووزير‬ ‫الداخلية‪ ،‬وفي نفس الجلسة وبعد قراءتنا‬ ‫المرسوم وأذيع باإلذاعة تشاجرنا معا‪..‬‬

‫اختلفنا ورفضت التوقيع علي عقوبة عمر‬ ‫المحيشي‪ ..‬حيث أن عمر اختلف مع معمر‬ ‫وقرر هو معاقبته‪ ..‬وكان لدينا كل عضو له‬ ‫غرفة بمبنى المجلس‪ ..‬هذه الغرفة نتغدى‬ ‫بها إذا كان لنا اجتماع بالظهر مثال‪ ،‬وإذا‬ ‫تأخرنا ننام فيها ونواصل العمل اليوم التالي‪..‬‬ ‫وعندما حدث الخالف بين عمر ومعمر‪..‬‬ ‫كان عمر يساري ولم يكن يخفي ذلك حيث‬ ‫انه بعث بدعوة لنايف حواتمة وجورج حبش‬ ‫لزيارة ليبيا دون الرجوع للمجلس‪.‬‬ ‫وفوجئ معمر أن جورج حبش يعمل مؤتمر‬ ‫بطرابلس او ببنغازي‪ ،‬والقي خطبة نارية ولم‬ ‫يمجد ثورة الفاتح وال قيادتها‪ ..‬اعتبرها عملية‬ ‫تشكيك فيه‪ ..‬استغل هذا الموضوع وقال لعمر‬ ‫المحيشي ابق ثالث أيام معتقال بغرفتك‪..‬‬ ‫فقلت كيف؟ هذا منصب سياسي يجب أن‬ ‫تكون محاكمته بالشكل القانوني‪ ..‬هناك‬ ‫قانون ينص علي كيفية محاكمة وزير أو‪..‬‬ ‫‪.‬أو‪. ..‬ليس بعقلية الكتيبة‪ ..‬فرفضت التوقيع‪..‬‬ ‫وفي نفس الوقت اظهر قرارا بأن عبد المنعم‬ ‫استقال من وزارة الداخلية‪ ..‬وعندما رأى انه‬ ‫ارتكب خطأ في تصرفاته‪ ..‬قرر ثانيا واحتفظ‬ ‫بنيابة رئاسة الوزراء والمخابرات العامة‪.‬‬ ‫كان في ذلك الوقت يحاول قهر أي شخص‬ ‫يرفض له طلب أو يقول له ال‪ ..‬أتذكر محمد‬ ‫المقريف رحمه هللا عندما خرج من وزارة‬ ‫اإلسكان‪ ..‬كانت له عالقة جيدة بمصر‪..‬‬ ‫رجل قومي وبدوي يمثل البداوة بكل معانيها‬ ‫وصاحب كلمة‪ ..‬حيث انه كان متفقا مع شركة‬ ‫عثمان احمد عثمان ببناء منشآت عسكرية‬ ‫جهة وادي الهيرة‪ ،‬وكان من المفترض‬ ‫أن يتبع الجيش‪ ،‬لكن اإلسكان كانت تغطي‬ ‫مصاريف اإلشراف الفني‪ ..‬وألن معمر يريد‬ ‫تدمير محمد المقريف جعل بعض الناس‬ ‫تكتب تقارير فنية بان هذه المنشآت غير‬ ‫مطابقة للمواصفات التي تمت عليها الموافقة‪..‬‬ ‫وأحضر محمد المقريف وبدأ يحاكمه‪ ..‬فطلب‬ ‫محمد إجراء قانوني بماهية االتهام وتحويله‬ ‫كإجراء قانوني وإذا تأكد الكالم تحضر الناس‬ ‫أصحاب التقارير ويحاكموا ‪ .‬هو كان يريد‬ ‫صداما ً مع محمد‪.‬‬ ‫حيث ان محمد كان له ‪ 40‬ضابط دخلوا‬ ‫للجيش وتخرجوا ضباط دفعة واحدة‪ ..‬وتكون‬ ‫معاملته بهذه الطريقة؟‪ ..‬قال أن لمحمد هدف‬ ‫غير شريف وانه يريد االنقالب‪ ..‬مع العلم بأنه‬ ‫هو من اخبرنا بإدخال أقاربنا للجيش‪ ..‬كان‬ ‫يقول ل َم إنا أدخلت ‪ 3‬وهو أحضر ‪ 40‬تخرج‬ ‫منهم ‪ 27‬ضابطا بقرار واحد‪ ..‬وبدا بإضعاف‬ ‫قوة كل شخص من العناصر التي كان يرتكز‬ ‫عليها أو يشتت جهود الشخص أو يقوم بعملية‬ ‫فتنة‪ ..‬واستطاع مع الوقت أن يجعل من أفراد‬ ‫المجلس يعيدوا حسابهم‪ ..‬فعالقتي بمعمر مثال‬ ‫تضمن لي االستمرار لو كنت أريد سلطة‪..‬‬ ‫عبد السالم جلود كان ذكيا يلبي طلبه وفي‬ ‫نفس الوقت يلبي مطالبنا‪ ..‬كان يمسك العصا‬ ‫من المنتصف‪ ..‬فعندما يطلب من عبد السالم‬ ‫القيام بعمل ما‪ ..‬مثال في مشروع وادي‬ ‫الثالث‪ ..‬حين احضر خليفة حنيش وقال هذا‬ ‫الوادي يسيل عام ويجف أعوام‪ ..‬فقال انه يريد‬ ‫عمل سدود لحجز الماء به‪ ..‬وكان المطلوب‬ ‫انه بعد أن احضر دراسة من مهندسين‬ ‫زراعيين تكلّف مليون وأربعمائة ألف‪ ..‬وافق‬ ‫المجلس عليه وتم تحويل المبلغ في حساب‬ ‫خاص للوادي‪ ..‬وبدا خليفة حنيش في العمل‬ ‫بها‪ ..‬بعد مدة ذهب مختار القروي لزيارة عبد‬ ‫السالم في مجلس الوزارة وأعطاه ملفا ً وجد‬ ‫به وصْ ٌل بالمبالغ التي سحبها خليفة حنيش‬ ‫تجاوزت ‪14‬مليون‪ ،‬يعني حوالي ‪ 45‬مليون‬ ‫دوالر حيث قدم مختار القروي استقالته بعدما‬ ‫قال له‪:‬‬ ‫ونحن نعرف من دوافع الثورة أن الملك‬ ‫إدريس كان يهتم بالبيضاء أكثر من أي منطقه‬ ‫أخرى‪ ،‬واآلن انت مهتم بسرت أكثر من أي‬ ‫منطقة أخري وقمنا بتحديد مليون وأربعمائة‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪11‬‬

‫آدم الحواز‬ ‫وموسى أحمد‬

‫وأنت صرفت‬ ‫‪ 50‬مليون دوالر؟ وفعال منها لم يرجع‪..‬‬ ‫كان فعال يفتتنا ببعض‪ .‬كمثال عوض حمزة‬ ‫بالمخابرات العسكرية يختلف معه فيخرجه‬ ‫من عملة ويعينه مسؤوال عن السالح الجوي‪..‬‬ ‫يعني لو عوض نفذ القرار يريد معرفة كل‬ ‫شيء عن المكان الجديد فيطلب من عبدالسالم‬ ‫كل أوراق العمل‪. ..‬وتبقي هناك حساسيات‬ ‫ويخسرون بعضهم‪.‬‬

‫عوض محزة ‪:‬‬

‫كانت هذه أساليبه وهو األسلوب المتبع مع‬ ‫كل القيادات التاريخية حتى مع جمال عبد‬ ‫الناصر‪.‬‬

‫عبد املنعم اهلوني‪:‬‬

‫لكن كنا نقول يجب أن نثبت للعالم العربي‬ ‫واإلسالمي أن ليبيا مختلفة‪ ،‬فقوة لحمتنا تزيد‬ ‫مع المشاكل‪.‬‬

‫عوض محزة ‪:‬‬

‫السويحلي‪ ..‬ومن استمر هم من الوصوليين‬ ‫الموجودين اآلن بقيادات النظام‪ ،‬مثل موسي‬ ‫كوسا‪ ،‬والكثير منهم تم تصفيته مثل إبراهيم‬ ‫البشاري‪ ..‬سمعت أن عبد هللا السنوسي عند‬ ‫ذهابهم لتصفية جماعة بوسليم ومعه عبد هللا‬ ‫منصور وطلب منه مساعدته‪ ..‬بدأ كوسا في‬ ‫شتمهم وقال له‪ :‬القذافي يعرف رقم هاتفي وان‬ ‫كان يريد مني ذلك لطلب بنفسه‪ ..‬وأنا ال اخذ‬ ‫منك التعليمات‪ ..‬وحيث انه لم يتوقع حدوث‬ ‫تلك المجزرة‪ ..‬وهذا ما حدث لموسي كوسا‬ ‫مؤخرا عندما قال قررت أن انسحب عندما‬ ‫سمع القذافي يحاضر لمجموعة من المرتزقة‬ ‫والعسكرية الذين معه وهو يبيح كل شيء‪:‬‬ ‫مالهم وعرضهم ‪.‬اذبحوا واقتلوا وافعلوا كل‬ ‫ما شئتم فيهم‪ ..‬فقال أنهم نفذوا ذلك من ثاني‬ ‫يوم‪ ،‬ذبح علي األرصفة‪ ،‬كان الطفل يخطف‬ ‫من أهله الذين خرجوا في المظاهرة ليذبح‪..‬‬ ‫فقررت أن اخرج مع أول فرصة تتاح لي‪..‬‬ ‫كذلك إبراهيم البشاري بعدما تأكد من مذبحة‬ ‫بوسليم كان يخطط في فرصة للخروج من‬ ‫النظام‪..‬‬

‫عبد الناصر ملك العالم العربي كله لكن بعد‬ ‫اتضاح األمور‪...........‬‬

‫•‪ 37‬سنة بقيت على قارعة التاريخ‬ ‫انتظر شباب مثل شباب ‪ 17‬فرباير‬

‫عند سقوط الطائرة الليبية في سيناء حصلت‬ ‫مظاهرات في بنغازي‪ ..‬واعتدوا علي‬ ‫المصريين وهتفوا ضد الحركة‪ ..‬وجاءوا‬ ‫بي ألني كنت مسؤول األمن‪ ..‬وحصلت‬ ‫المظاهرات بالقاهرة أيضا‪ ..‬حيث قام‬ ‫بمحاكمتي مع جماعه بالمجلس‪ ..‬وقال أنت‬ ‫رئيس المخابرات‪ ..‬أين هي مخابراتك؟ ل َم لم‬ ‫تعلمنا بذلك؟‬ ‫كل هذه األحداث لم يكن احد يتوقعها‪ ..‬فهي أمر‬ ‫خارج عن اإلرادة‪ ..‬الشيء اآلخر إن ما حدث‬ ‫هو رد الفعل الطبيعي أمام استشهاد ‪ 80‬ليبياً‪..‬‬ ‫خروج الناس في مظاهرة طبيعية تعلن عن‬ ‫اعتراضها وإدانتها للتصرف اإلسرائيلي‪..‬‬ ‫قال‪ :‬ل َم لم تبلغنا ولم لم يتم التجهيز لها‪ ..‬ونفاجأ‬ ‫بالضرب والحرق والشعارات المضادة لنا‪.‬‬ ‫من هنا جاءت فكرة تحديد جزء من المخابرات‬ ‫لمتابعة األخبار ‪ ،‬وأخبار الجامعات‪ ،‬كان‬ ‫هناك شاب ناصري جدا ‪:‬رمضان عبدهللا‬ ‫‪،‬وغيره الكثير من يواصل دراسته العليا‪،‬‬ ‫وكنا نشجعهم للدخول بالمخابرات‪ ،‬تعرفوا‬ ‫علي العناصر الوصوليين مثل إبراهيم‬ ‫البشاري وموسي كوسا‪ ..‬كلهم بدؤوا أول‬ ‫عالقة بهم من خالل جهاز األمن وتجنيدهم‬ ‫لمعرفة ما يدور داخل األوساط الطالبية‪،‬‬ ‫ولم نظهر لهم بداية عالقتنا باألمن‪ ..‬أول‬ ‫اجتماع رتبناه مع عبد السالم جلود بهؤالء‬ ‫الجماعة‪ ..‬كانت المجموعة كبيرة واستغلينا‬ ‫حبهم للوطن ووطنيتهم في أن يقوموا بعمل‬ ‫جليل لمصلحة البلد‪ ..‬فقمنا بعدها بترتيب‬ ‫لقاءات واجتماعات واجتمعوا بالقذافي‪ ..‬كانوا‬ ‫هناك ناس وطنيين نرتب معهم لقاءات نصف‬ ‫سنوية أو كل ثالث أشهر‪ ..‬وعندما شعروا أن‬ ‫هذه اللقاءات ليست لوجه هللا والوطن بدءوا‬ ‫في االنسحاب والتراجع ومنهم عبد الرحمن‬

‫مشكلة الوضع الراهن بليبيا اعتقد انها شبه‬ ‫رهينة بين الحلف و اهلها و بين معمر و بين‬ ‫المجلس ‪..‬وهنا يجب علي المجلس االنتقالي‬ ‫تحديد الموقف و بسرعة ‪..‬واال تضيع االمور‬ ‫‪..‬وقضية األمن مهمة جدا ‪..‬يجب استتباب‬ ‫االمن في البقع المحررة دون تأخير ‪.‬قضية‬ ‫تحديد الموقف للسياسة الدولية ‪..‬فنحن‬ ‫أصبحنا نتيجة الظروف أصبح الحلف هو‬ ‫الحل الوحيد المتمسكين به ‪ ..‬هناك حملة ضد‬ ‫الثوار بصورة خاصة ان هذا الحلف سيبتلع‬ ‫ليبيا ونفطها ‪..‬وهذا كالم خطير و يجب وضع‬ ‫حد له و بسرعة ‪..‬في سقف الهيئة الحالية‬ ‫داخل اجتماع و في وجود اإلعالم والصحافة‬ ‫‪..‬في تفاهم ‪..‬مابعد التحرير؟‬ ‫انا شخصيا ‪ 37‬سنة بقيت على قارعة التاريخ‬ ‫انتظر شباب مثل شباب ‪ 17‬فبراير ‪..‬استيقظ‬ ‫كل صباح اطلب الفرج من هللا ‪ 37..‬سنة و‬ ‫انت في بيتك مع اطفالك تغلق عليك الباب‬ ‫‪..‬قد يدخل من يستهتر بك‪.‬هم طغاة ‪..‬اذكر‬ ‫في رمضان دخل علينا وقت االفطار ‪..‬دخلوا‬ ‫علينا بالسالح و اخذوا بالعائلة في المطبخ‬ ‫‪..‬جزعت النساء ‪..‬سالت عن السبب كان يريد‬ ‫ان يقول لي انت تحت رحمتي ‪.‬‬

‫عبد املنعم اهلوني‪:‬‬

‫عوض محزة ‪:‬‬

‫•مل ينته احلديث لكنه انساب فيما‬ ‫حيدث ‪ ،‬كل منا أخذه ما حيدث ‪ .‬كنا‬ ‫ندرك أن احلديث له شجون هلذا اكتفينا‬ ‫حبوار دام أكثر من ساعات أربع ‪..‬‬


‫‪12‬‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫لوحة من لوحات‬ ‫سعيد سيفاو المحروق‬

‫إن لم يكن (جبرين ) صخرا من صخور (تاسيلي ) فهو عقرب أو سحلية أو‬ ‫عظاية أو ضب من زواحفها ‪.‬‬ ‫لذلك ‪ .‬فحينما حطّ (هنري لوت ) في تاسيلي ليسلخ فيها ستة عشر عاما ‪ .‬لم يجد‬ ‫سوى جبرين يدله علي دروب المنطقة الوعرة ‪ .‬ويكتشف له المزيد من الكهوف‬ ‫التي تعج بحضارة ما قبل التاريخ ‪.‬‬ ‫فيما بعد ‪ .‬اصبح كتاب (لوحات تاسيلي ) لمؤلفه هنري ‪.‬من اهم كتب تاريخ ما‬ ‫قبل تاريخنا ‪ .‬بل ما قبل تارخ االنسان اينما كان ‪ .‬هذا ما يقوله المختصون ‪ .‬اما‬ ‫بالنسبة لي فلم يكن يهمني كما لم يرسخ في ذهني من (لوحات تاسيلي ) سوي‬ ‫لوحة واحدة ‪ :‬انها ( لوحة جبرين ) ‪.‬‬ ‫وعلي الرغم من انها تشترك مع بقية اللوحات في كونها – نقشا يعود‬ ‫الي ما قبل التاريخ –فان احدا لم يرسمها ‪ :‬ال فنان عصر الصيادين‬ ‫نقشها و ال هنري لوت استنسخها ‪ .‬والواقع فانه ال يوجد في الكتاب‬ ‫لوحة تحمل هذا العنوان ‪ .‬انما ‪ ..‬بفضل بعض الكلمات التي خطها‬ ‫( لوت ) سنحاول أن نتعرف على ( لوحة جبرين ) ‪.‬‬ ‫كل ذلك يعني ان القارئ هو المدعو الكتشاف اللوحة التي لم ينقشها فنان ما قبل‬ ‫التاريخ ولم ينسخها هنري لوت ‪.‬‬ ‫لم يأت ( لوت ) الي اسيلي ليساهم في اثراء ثقافتنا ‪ .‬ال احد يستطيع ان يدعي ذلك‬ ‫‪ .‬فمن نحن بالنسبة اليه حتي يقدم لنا هذه الخدمه ؟ وهو ايضا لم يأت الي صحرائنا‬ ‫ليريق فيها ستة عشر عاما حبا في هذه الصحراء ‪.‬‬ ‫كان جبرين دليال لحملته العلمية ‪ .‬و الشئ الطبيعي ‪ .‬هو ان يكون جبرين اشد تعلقا‬ ‫بتاسيلي فهو صخر من صخورها و نقش من نقوشها ‪ .‬وهو امتداد لها ايضا ‪.‬‬ ‫لكن ما تقدم لم يكن سوي اطار للصورة ‪ .‬اذ البد من االعتراف بان ( لوت )‬ ‫كان اكثر حبا ل ( تاسيلي ) من جبرين ‪ .‬وهو امر كلفه ان يقضي كل هذه لسنين‬ ‫الطويلة بعيدا عن وطنه فرنسا ‪ .‬في اشد صحاري العالم وحشة و كآبة ‪.‬‬ ‫هذه السنون الطويلة هي التي اخبرت (لوت) بان جبرين لم يكن يحب تاسيلي ‪.‬‬ ‫فماذا كان جبرين يحب ؟ ‪....‬كان يحب اشياء كثيرة ‪ .‬مثال ‪ .‬ساعة اليد التي يحملها‬ ‫(لوت) كانت تثير فضوله فما اشد حاجته لمعرفة الوقت من مثل هذه االلة ؟‬ ‫مالبس هذا النصراني ايضا كانت تستأثر باهتمامه بقدر ما كانت كهوف تاسيلي‬ ‫تدغدغ مشاعر هنري لوت ‪.....‬وكثير من االشياء كان يحبها جبرين ‪ .‬آلة التصوير‬ ‫مثال ‪ .‬تلك التي كان يتقنها افراد الحملة ‪ ..‬كانت بال شك اهم لديه من هذه (الخرابيش‬ ‫) التي تجعل وقت هذا الرومي الغبي يضيع هدرا ‪.‬‬ ‫اما الطائرة العمودية التي كانت تقل افراد الحملة بين الفينة و االخرى من مفازة‬ ‫الي مفازة فقد كانت تستأثر بكامل جوارحه ‪ .‬االمر الذى ال يجعله يتردد في ان‬ ‫يتمني لو خلقه هللا روميا علي اال يبليه بما ابتلي به هنري لوت من غباء و ضياع‬ ‫وقت فيما ال يجدي وال يفيد !‬ ‫جبرين اذن كان قطعة من تاسيلي و كان نقشا من نقوشها لكنه بعد ان راي ما راي‬ ‫اصبح يتعجب ‪.‬‬ ‫لم يتعجب جبرين من مقتنيات هذا الرومي فحسب بل و بالدرجة االولي اصبح‬ ‫يتعجب و يتعذب عجبا من هذا الرومي نفسه ‪.‬‬


‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪13‬‬

‫ت تاسيلي‬ ‫ففي فهم جبرين لم يكن هنري لوت سوي احمق او سخيف او معتوه و هو متاكد بكل مالديه‬ ‫من قدرة علي التمييز بين الخير و الشر ان هذا الرومي الغبي ليس سوي تنبال ال يجد ما‬ ‫يصنع بوقته ‪ .‬ولوال ان وظيفته كدليل تؤكله خبزا ‪ .‬ولوال ان هذه النقوش التافهة التي يعثر‬ ‫عليها في الكهوف الوعرة تسعد هنرى لوت فيجزل له العطاء كلما قاده الي شئ منها ‪ .‬لوال‬ ‫ذلك لما ضاع وقته مع معتوه مثله ‪.‬‬ ‫بكل تاكيد كان جبرين يعتقد ان لوت لم يعثر بعد علي عمل يليق به كبقية الرجال ‪ .‬وبكل تاكيد‬ ‫ايضا كان في قرارة نفسه يشتكي ظلم القدر الذى يهب النعمة و الخير وكل هذه المقتنيات‬ ‫الجميلة لمن ال يستحقونها ‪ .‬وال يقدرونها حق قدرها بل يبعثرونها في الكهوف المعتمة المليئة‬ ‫بخرابيش االطفال‬ ‫(( تري ما الذي ستدره هذه النقوش من ذهب ؟؟))‬ ‫هذا هو السؤال الذي ال يستطيع جبرين ان ينساه كلما اقعي امام هنري لوت المنهمك في‬ ‫استنساخ بعض اللوحات فهو يعلم بكل ما اوتي من قوة تمييز انها لن تدر مثقال ذرة من فضة‬ ‫و لو كانت هذه السفاسف تقدر ان تغني احدا لكانت قد اغنته هو او احد آبائه او اجداده من‬ ‫الفزازنه الذين قضوا نحبهم بين هذه الصخور و المغارات و االدغال ‪ .‬فهل يسارع و يتبرع‬ ‫بالنصيحة لهذا المعتوه ‪ .‬ويحذره بان مقلبا كبيرا سوف يقع فيه ؟‬ ‫لكنه كان ابعد نظرا النه –كان جبرين يفكر‪ -‬لو انقذ هذا النصراني من الهاوية فمن اين له‬ ‫‪ .‬حينئذ قوت العيال ؟‬ ‫لم يكن له بد اذن من ان يحتمل ولو علي مضض ان يشتغل هو االخر في هذه السفاسف ‪.‬ففي‬ ‫جميع االحوال ‪-‬كان جبرين يعزي نفسه – في جميع االحوال هو الرابح ‪ .‬صحيح هو عمل‬ ‫تافه و سخيف ‪.‬والشك انه عمل وضيع ايضا لكنه في النهاية يطعم خبزا ‪ .‬وبمرور االيام و‬ ‫السنوات اصبح يجد فيه تسلية فهو علي االقل عمل مريح و مربح في آن ‪ .‬كل ما يتطلبه‬ ‫ان يقفز وينط بين هذه الصخرة وتلك ‪ .‬بين هذا الكهف وذاك ‪.‬لكي يعود في النهايه الي ذلك‬ ‫المسكين مبشرا بتوافر العديد من هذه( االشياء )‬ ‫التي ال تعني بالنسبة اليجبرين شيئا ‪.‬ثم يعود لكي يقعي امام هنري لوت وهو يتعذب عجبا‬ ‫لطول بال هذا االحمق و هو يستنسخ الخطوط من الصخر دون ان ينسي ان يسال فيما اذا كان‬ ‫يوجد الكثيرون من هذا الرهط في بالد النصاري من اولئك الذين ال يعرفون كيف يستغلون‬ ‫وقتهم !‬ ‫هل اكتملت (لوحة جبرين )؟؟‬ ‫هل كان ما تقدم هو كل الخطوط التي تشكل هذه اللوحة ؟‬ ‫كال ‪.‬لم تكتمل بعد ‪ ..‬النها لوحة لم يرسمها احد ‪.‬ال فنان عصر الصيادين نقشها و ال هنرى‬ ‫لوت استنسخها ‪....‬‬ ‫انها لوحة ال تزال تنمو‪...‬وعلي الرغم من مرور اكثر من ربع قرن علي لوحات تاسيلي‬ ‫المكتملة ‪ .‬فهي ال تزال اللوحة الوحيدة التي لم تكتمل بعد ‪..‬و االن بعد مرور هذه السنوات‬ ‫اصبحت (لوحة جبرين ) مجرد (اسكتش) وخطوط اولية عريضة للوحة اخري اشد تعقيدا‬ ‫الن جبرين لم يمت بعد بل افرخ عددا مهوال من( الجبارين )!‬ ‫لقد اصبح موقف المواطن جبرين من نقوش و ثقافة الصحراء هو نفس موقف المواطن الليبي‬ ‫من قضية الثقافة علي االجمال !‬ ‫هل تطعم الثقافة خبزا ؟‬ ‫اذا هي لم تفعل ذلك فهي ليست بأحسن حاال من نقوش تاسيلي ‪ .‬وكل من يشتق صفة لنفسه‬ ‫من هذه (الثقافة) فهو لن يكون سوي معتوه ال يعرف ماذا سيفعل بوقته ‪.‬هكذا يفكر جبرين‬ ‫‪..‬فهل يستطيع هنري لوت اقناعه بجدوى الثقافة ؟ ربما‪ ..‬لكن ذلك سيحتاج الي وقت !!‬


‫‪14‬‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫املرتاس‬

‫عبد الفتاح البشتي‬ ‫البورتريه للفنان الشهيد عبد العزيز الغرابلي‬

‫ملف العدد‬

‫لغبار ذاكر ٍة تنؤ بحملها‬ ‫ق‬ ‫قل‬ ‫ق من‬ ‫ٍ‬ ‫زخرف ٍ‬ ‫في مطل ٍ‬ ‫ولألضدا ِد تكتبُ ضدها‬ ‫لضنى الزبرج ِد إِذ نالمسهُ‬ ‫فيسرق من أصابعنا براءةَ‬ ‫صوتها‬ ‫لوقع حوافر الزمن العص ّي‬ ‫على تخوم ندائِنا‬ ‫وغمام أشرع ٍة تؤوبُ إلى مرافئ‬ ‫أمسنا‬ ‫ِ‬ ‫فاكتب وقل ؛‬ ‫أُكتب عن السجن الذي صيّرنا‬ ‫أيقونةً‬ ‫األبنوس‬ ‫شمسا ً وقافيةً من‬ ‫ِ‬ ‫النخل‬ ‫صيفا ً من زبيب‬ ‫ِ‬ ‫من إشراقة األنثى‬ ‫ومن إيماض ِة الرؤيا‬ ‫ُّ‬ ‫وب كتاب ٍة‬ ‫ي ٌد‬ ‫ص َ‬ ‫تكتظ باألشولق َ‬ ‫أُخرى‬ ‫فيندلع النهار ‪.‬‬ ‫يوما ً سيغدو القيد‬ ‫أُسورةً من الياقوت‬ ‫يغدو بؤسنا اليوم ّي‬ ‫أشرعةً‬ ‫حصان السجن ذاك األسود‬

‫الحجر ّ‬ ‫ي‬ ‫ُمهراً جامحا ً‬ ‫والسر ُج أحالما ً نسجنا صب َحها‬ ‫بدموعنا‬ ‫د ُمنا المعصّف ُر‬ ‫سوف يغدو زينةً وزخارفا ً‬ ‫ً‬ ‫الفتيات‬ ‫ولظلنا تتبر ُج‬ ‫ُ‬ ‫البيض‬ ‫ء‬ ‫النسا‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫األنوث‬ ‫ترتعش‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تصد ُح الحجالت معلنةً ربيعا ً‬ ‫ليس يشبه يومنا‬ ‫فاكتب‪,‬‬ ‫أكتب لشرنق ٍة هناك بحقلنا‬ ‫الصيف ّي‬ ‫تغفو قليالً ثم تُول ُد في الصباح‬ ‫الحلو‬ ‫أجنحةً ملونةً‬ ‫فما ألوانها القزحية البكماء‬ ‫إالّ روحنا وقد إزدهرت‬ ‫المفتون‬ ‫بالنرجس‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫إالّشوقنا والقُبال ِ‬ ‫إال نحلنا العسل ّي‬ ‫يختصر األنوثة في رحيق النهد ‪.‬‬ ‫ال يحتوينا السجنُ‬ ‫ال قي ٌد يكبِّل عنفوان الروح‬ ‫ال زنزانةٌ مهما علت‬ ‫ستُس ُد عنا النو َر‬

‫ذاكرة تستنطق الوجع‬

‫(‪ ) 1‬شمس‬ ‫تم ّر األيام ‪ ..‬ومازالت شمس ليبيا تشرق – كعادتها‬ ‫كل يوم – على معتقل بوسليم ‪ ..‬الرهيب ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رؤية‬ ‫رأيته في مصراته يحرق دمية ً بكل ما أتيح له‬ ‫من بنزين ونار ‪ .‬التهمت النيران الدمية بشراهة‬ ‫‪ .‬قلت له ‪:‬‬ ‫ ما الذي فعلت ؟‬‫ لقد أحرقت نمرود ليبيا ‪.‬‬‫هكذا قال لي ‪ ،‬وناره تحيل تلك الدمية إلى رماد‬ ‫تناثر في هبّة ريح ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬بنغازي‬ ‫فتحت التلفاز ‪ ،‬فإذا بالنمرود يصيح عبره بغضب‬ ‫المستبد ‪:‬‬ ‫ من انتم ؟!‬‫ثم بعد حين من سؤاله المتلفز هذا كانت أرتال‬ ‫حقده تحتشد في طريقها لسحق بنغازي ‪ .‬غير أن‬ ‫طيوراً أبابيل جيء بها لنصرتنا ‪ ،‬فلم تلبث أن‬ ‫حلقت بأجنحتها الرهيبة فوق أرتال تلكم الدبابات‬ ‫والراجمات لتصب جام الغضب عليها ‪ ،‬فتنتصر‬ ‫للحق ‪ ،‬وللثورة ‪ ،‬ولبنغازي ‪.‬‬ ‫(‪ )4‬بوسليم‬ ‫هنالك ألقوا به ليتعود طعم اإلذالل كما ينبغي أن‬ ‫يكون ‪ .‬هنالك أروه جيداً كيف يتحول من إنسان‬

‫ودمنا طاف ٌح فينا أناشيداً‬ ‫ستح ِملها النوارس للبنات هناك‬ ‫يغزلن الكواكب من خيوط الفجر‬ ‫ومن قصائدنا يُطرّزن المدى‬ ‫ما بينهن ويوم قدومنا اآلتي‬ ‫زغاريداً وأنهاراً من القُبالت‬ ‫فاكتب ‪,‬‬ ‫أُكتب ففي لغتي هنا شب ٌ‬ ‫ق‬ ‫أُخبئهُ‬ ‫لعاشق ٍة تعتَّق بين شفتيها‬ ‫رحي ُ‬ ‫ق اإلنتظار ‪.‬‬ ‫عذبةٌ هذي القصيدةُ‬ ‫ك يا ِخلي‬ ‫ُمرةٌ ذكرا َ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫لماذا كلما‬ ‫حاولت أن أنسا َ‬ ‫ضرُني احتضاركْ‬ ‫يح ُ‬ ‫َّبت بُعداً‬ ‫كلما جر ُ‬ ‫ت‬ ‫عن صراع المال والطبقا ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫نهارك‬ ‫تبعث ف ّي‬ ‫ُّ‬ ‫ك‬ ‫لماذا قط ال أنسا َ‬ ‫صحوتي وفي سُكري‬ ‫في َ‬ ‫تبارحْ‬ ‫المكلوم‬ ‫ي‬ ‫قلب‬ ‫ال‬ ‫لماذا‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫متنُ قصيدتي سكنا َ‬ ‫التكوين‬ ‫منذ بداي ِة‬ ‫ِ‬ ‫حتى آخر الدنيا‬ ‫فهبني من لدنك فرقدا‬

‫ال ‪ ,‬ليس كي أنساك‬ ‫بل كي أكتب األشعا َر‬ ‫عن هاتي النسا ِء‬ ‫ت‬ ‫الغاديا‬ ‫الرائحات‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ت المعرضا ِ‬ ‫المقبال ِ‬ ‫ت‬ ‫الراغبات المانعا ِ‬ ‫الحاسرات النهد‬ ‫ْ‬ ‫والمتقنعات‬ ‫ذرني لتشرابي ولهوي‬ ‫ْ‬ ‫والعاشقات‬ ‫والهوى‬ ‫األرض‬ ‫سرير‬ ‫على‬ ‫هناك‬ ‫ونم‬ ‫ِ‬ ‫ال تقلق سآتي‬ ‫إنني آتيك لن أنسى‬ ‫الشام التي أحببتَ‬ ‫سأحض ُر حلوةَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫واإلزميل والفرشاةَ حيث تركتَه ُم‬ ‫ْ‬ ‫بدأت‬ ‫لتنه َي ما‬ ‫منحوتةً أو لوحةً لم تكتمل‬ ‫طال الجدا ُر وال طللْ‬ ‫ف َّل الحدي ُد ولم نُفَلْ‬ ‫ق‬ ‫من‬ ‫ك نوقِ ُد األف َ‬ ‫وهج جُرح َ‬ ‫ِ‬ ‫قناديالً ونوَّاراً وفلْ‬ ‫وسنحتملْ وسنحتملْ زسنحتملْ‬ ‫ك‬ ‫حاولت أن أبلُغ مدا َ‬ ‫ولم أصلْ‬ ‫ُ‬ ‫حاولت لكن لم أصلْ ‪.‬‬

‫قصة ‪:‬علي العربي‬ ‫رسوم ‪ :‬محمد سالم‬

‫ أعني ما أسم هذا المعتقل ؟‬‫ بوسليم ‪.‬‬‫ بوسليم ؟!‬‫هكذا تساءل األول قبل أن يُردف بسؤال أخر‪:‬‬ ‫ و أين موقع هذا المعتقل بالضبط من جغرافية‬‫العالم ؟‬ ‫ رهيب ‪ ...‬رهيب ‪ ...‬رهيب ‪!!...‬‬‫هكذا ‪ -‬وفي شرود تام – أجاب اآلخر السؤال ‪،‬‬ ‫الذي فتح الذاكرة لت ّوه على نهر من دماء‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )6‬غياب‬ ‫ظلت صورته المؤطرة معلقة بمكانها على أحد‬ ‫جدران البيت ‪ ..‬لتذكر أهله به ‪ ،‬بعد أن صار‬ ‫إلى كائن محتقر ال كرامة له ‪ .‬هنالك ‪ :‬حيث الداخل يسكن بعيدا عنهم ‪ :‬هنالك في الغياب ! لكم كان‬ ‫مفقود والخارج مولود ‪ .‬هنالك ‪ :‬في داخل معتقل لطيفا مع العائلة كبيرها وصغيرها ‪.‬وكم كان كريما‬ ‫وعطوفا ً معهم ‪ ،‬وكم كان تطلعه للمستقبل تطلع‬ ‫بوسليم الرهيب ‪.‬‬ ‫المتفائل الواثق بقدراته الذهنية كليب ّي فَ ِط ْن ‪ .‬لكن‬ ‫(‪ )5‬معتقالت‬ ‫مزاياه الجميلة هذه قد ذهبت كلها عبثا وبال ثمن ‪،‬‬ ‫ ما هذه الصورة ؟‬‫منذ ذلك اليوم األسود ‪ ،‬الذي اختطف فيه إلى تلك‬ ‫ إنها لمعتقل جوانتا نامو ‪.‬‬‫هكذا أجاب األخر السؤال ‪ ،‬وعيناه تتشبثان بتفاصيل المحرقة في غفلة منه واطمئنان ‪ ،‬لتبقى مزاياه‬ ‫الرائعة تلك – والى األبد – حبيسة جثته ‪ ،‬التي ثقبها‬ ‫الصورة ‪ .‬مرّت لحظات‪.‬‬ ‫الرصاص القاتل ‪ ،‬وابتلعتها – إثر هبّة ريح قوية‬ ‫وما هذه الصورة أيضا ؟‬ ‫ ‬‫عاتية – رمال صحراء تشاد ‪.‬‬ ‫عاد األول يتساءل بشأن الصورة األخرى ‪.‬‬ ‫‪ -‬إنها صورة لمعتقل آخر ‪.‬‬


‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫الفكاهة يف مواجهة النظام‬ ‫لم يتخل الليبيون في احتجاجاتهم الشعبية عن‬ ‫روح الفكاهة كما فعل جيرانهم المصريون‬ ‫‪.‬لكنهم ابتكروا هتافات محلية باللهجة العامية‬ ‫تعكس الثقافة الليبية‪ .‬هذه الهتافات‪ ،‬لم تخ ُل‬ ‫من الطرافة والسخرية‪ ،‬لكن على طريقتهم‬ ‫الخاصة‪ .‬وابتداء من «يسقط النظام»‪،‬‬ ‫و»امش»‪،‬‬ ‫و»الشعب يريد إسقاط النظام»‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫و»ارحل»‪ ..‬ابتدع الليبيون شعارات مماثلة‪،‬‬ ‫حيث استبدلوا بكلمة «النظام» كلمة «العقيد»‪،‬‬ ‫ليصبح الهتاف‪« :‬الشعب يريد إسقاط العقيد»‬ ‫‪ .‬وفي بنغازي‪ ،‬حيث اندلعت شرارة الغضب‪،‬‬ ‫ردد المتظاهرون «نوضي نوضي يابنغازي‬ ‫جاك اليوم اللي فيه تراجي»‪ .‬وبعد انضمام‬ ‫منطق الغرب إلى انتفاضة الشرق ردد أهالي‬ ‫وسكان طرابلس وأجدابيا والزاوية شعارات‬ ‫تؤكد تعاطفهم مع المجزرة التي يتعرض لها‬ ‫سكان بنغازي‪ ،‬حيث ردد هؤالء شعارات‪:‬‬ ‫«وهللا وهللا‪ ،‬وهللا‪ ،‬عن بنغازي ما نتخلى»‪،‬‬ ‫للتأكيد على أنهم لم ولن ينسوا تضحيات‬ ‫سكان هذه المدينة األبية‪ .‬وبعد تشييع عشرات‬ ‫الجنازات‪ ،‬ردد المحتجون الغاضبون شعارا‬ ‫يعكس حالتهم النفسية‪« ،‬عدالة حرية كرامة‬ ‫إنسانية»‪ .‬ومن بين الشعارات الساخرة‬ ‫تلك التي رددها المتظاهرون‪« :‬يا معمر يا‬ ‫بوشفشوفة (منكوش الشعر) الشعب الليبي توه‬ ‫تشوفه»‪ ،‬كنوع من السخرية على الطريقة‬ ‫التي يصفف بها القذافي شعره‪.‬‬ ‫ومن هتافات الليبيين‪:‬‬ ‫يا قذافي صبرك صبرك ‪..‬‬ ‫في تاجورا تحفر قبرك‬

‫ليبيا حرة حرة ‪..‬‬

‫والقذافي بره بره‬

‫ففي بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية يصور‬ ‫رسم ساخر على جدران مبنى حكومي الزعيم‬ ‫الليبي على انه «سوبر لص» مرتديا زى‬ ‫سوبرمان الشهير وعلى صدره عالمة الدوالر‬ ‫بدال من حرف اس المميز لشخصية سوبرمان‬ ‫ويصور رسم آخر القذافي داخل سلة قمامة‬ ‫مكتوب عليها (مزبلة التاريخ)‬

‫الدنيا تمشي القدام ‪ ..‬الكرسي مادام لصدام‬ ‫واطي يا العقيد انظارك ‪ ..‬وارحل كيف رحيل‬ ‫امبارك‬ ‫اطلع من تحت الشمسية ‪..‬‬ ‫ِج وخوذ معاك صف ّية‬ ‫ه ّ‬

‫وساعد أسلوب القذافي المراوغ الغريب وميله‬ ‫لألزياء الفضفاضة غير المعتادة وحراسه من‬ ‫النساء على إعطاء الرسامين وغيرهم مادة‬ ‫ثرية للسخرية‪.‬‬

‫رجاله‬ ‫قولوا لمعمر وعياله ‪ ..‬ليبيا فيها ّ‬ ‫جيل غضب وانت س ّميته ‪..‬‬ ‫ردّ عليك غضبهم ريته‬ ‫ع ّلوا الصوت ع ّلوا الصوت ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ ّما عزة واال موت‬ ‫يا شهيد يا شهيد ‪..‬‬ ‫دم الشهداء ‪..‬‬

‫ما يمشيش هباء‬

‫يا شباب الزاوية ‪..‬‬

‫نبو ليلة ضاوية‬

‫النبو سيف وال باته ‪..‬‬ ‫نبو الشعب يعيش حياته‬ ‫وين حوش بوشفشوفه ‪..‬‬ ‫عدي للكتيبة اتشوفه‬ ‫حي علي باتك ياعيشه ‪..‬‬ ‫مصرع ما نتفنه ريشه‬

‫عبد السالم الزغيبي‬ ‫بدأت تخرج الرسوم والصور الكاريكتارية‬ ‫للعلن تعبيرا عن مشاعر طالما حبست في‬ ‫الصدور لسنوات طويلة‪.‬‬

‫رجالة ‪..‬‬ ‫دَ ّز عبيد القي ّ‬ ‫حيه على امعمر وعياله‬

‫مثواك الجنة أكيد‬

‫‪15‬‬

‫يا شباب العاصمة ‪ ..‬نبو ليلة حاسمة‬ ‫ومع الهتافات بدأت الرسوم الساخرة والنكات‬ ‫تنتشر عن القذافي ونظامه بعد التخلص من‬ ‫سطوة النظام وجهازه االمني القمعي‪.‬‬ ‫كان الليبيون حتى وقت قريب يخشون إظهار‬ ‫المشاعر السلبية التي كانوا يضمرونها للقذافي‬ ‫حتى ال يجري اإلبالغ عنهم لألجهزة األمنية‪،‬‬ ‫ويجدون أنفسهم وراء الشمس‪.‬لكن بعد تحرر‬ ‫مدينة بنغازي من احتالل القذافي وأعوانه‬

‫فقد وضع شاب في مدينة بنغازي شعرا‬ ‫مستعارا يشبه شعر القذافي ونظارة شمسية‬ ‫وأمسك بمظلة راكبا شاحنة مفتوحة تجول‬ ‫بها في الشوارع مما جعل الحركة المرورية‬ ‫تتوقف تقريبا ألن المواطنين كانوا يتوقفون‬ ‫ليضحكوا وكان البعض اآلخر يطلق أبواق‬ ‫السيارات‪.‬‬ ‫وفي األسبوع المنصرم جاب بعض المحتجين‬ ‫الشوارع حاملين دمية للقذافي تشبه الجرذ‬ ‫داخل قفص وذلك بعد أن وصف القذافي‬ ‫معارضيه بالجرذان‪ .‬وكتب على جدار في‬ ‫محكمة ببنغازي مطالبة للقذافي بأن يخجل‬ ‫من نفسه وأن يسلم نفسه إلى المجلس الوطني‬ ‫(للحالقين)‪.‬‬

‫عن الصحافة وكرة القدم ‪..‬‬

‫بعيداً عن الحساسية والتعصب‬ ‫الرياضي وغضب الجمهور‬ ‫؟ حينها تكون لدينا كرة قدم‬ ‫جيدة جداً أو ممتازة ‪ ،‬تستطيع‬ ‫أن تنافس الفرق العربية القوية‬ ‫عصام طرخان‬ ‫وحتى العالمية منها ‪.‬‬ ‫تشبيه غريب ‪ ..‬وعالقة وكذا الحال في كل من مدريد‬ ‫نعود إلى الصحافة ‪ ..‬فقد‬ ‫غير منطقية في نفس الوقت ‪ ..‬وبرشلونة ‪ ..‬وغيرها من الفرق ظهرت ‪ -‬ما شاء هللا ‪ -‬أعداد‬ ‫العالمية البارزة والمميزة ‪.‬‬ ‫الصحافة وكرة القدم !‬ ‫كبيرة جداً من الصحف‬ ‫والقدرات‬ ‫المواهب‬ ‫لكن لو نظرنا إلى الموضوع لهذا السبب ‪ ..‬كرة القدم في ومن‬ ‫من زاوية مختلفة ‪ ،‬لوجدنا بنغازي لن تتمكن من الوصول الصحفية المميزة والمبدعة ‪،‬‬ ‫أن العالقة ليست غريبة تماما ً إلى المستوى المطلوب‬ ‫بحيث تجاوز عدد الصحف‬ ‫ألن‬ ‫‪،‬‬ ‫األداء‬ ‫‪ ،‬ففي مدينة بنغازي الحبيبة ‪ ،‬من جودة وفعالية‬ ‫الصادرة أكثر من مائة صحيفة‬ ‫يوجد عدد سبعة أو ثمانية فرق عدد الالعبين الجيدين موزع في بنغازي وحدها ! وذلك إن‬ ‫رياضية تمارس لعبة كرة القدم ‪ ،‬على عدد كبير من الفرق ‪..‬‬ ‫دل على شيء ‪ ،‬فإنما يدل على‬ ‫العبين‬ ‫رغم أن عدد السكان ال يتجاوز فلكل فريق العب واحد أو‬ ‫حرية الفكر والتعبير التي كنا‬ ‫حارس‬ ‫السبعمائة وخمسون ألف مواطن إثنين جيدين ‪ ..‬وربما‬ ‫محرومين منها ولعقود طويلة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ ..‬بينما في مدينة روما اإليطالية مرمى هنا أوهناك ‪ ..‬لنتخيل معا أما اآلن ‪ ..‬فيمكن للجميع التعبير‬ ‫مثالً ‪ ،‬فريقان فقط يمارسان ‪ ..‬كيف ستكون كرة القدم في عن آرائهم بكل شفافية ومن دون‬ ‫اللعبة ‪ ،‬رغم أن تعداد سكان مدينتنا الحبيبة بنغازى ‪ ،‬لو رقيب أو حسيب ‪ ..‬األمر الذي‬ ‫روما أكثر من ستة ماليين تمكنا من‬ ‫يجسد ويعبر عن السبب الحقيقي‬ ‫نسمة ! كذلك مدينة ميالنو تجميع الالعبين الجيدين ومن لثورة ‪ 17‬فبراير ‪ .‬أما القارئ‬ ‫ذات األربعة أو الخمسة ماليين ذوي الكفاءات العالية في فريق المسكين فبالتأكيد لن يتمكن من‬ ‫واحد أو فريقين مثالً ؟‬ ‫بها فريقين ال غير‪،‬‬

‫اإلطالع‬ ‫على أكثر من مائة صحيفة‬ ‫أسبوعيا ً ‪ ..‬فميزانيته لن تسمح‬ ‫بذلك ‪.‬‬ ‫المحررون موزعون على‬ ‫الصحف ‪ ،‬وكذلك المخرجون‬ ‫والمراجعون والفنيون‬ ‫والرسامون‬ ‫والمصورون‬ ‫وكذلك المشاركون بكتاباتهم‬ ‫فهل أستطيع أن أقترح‬ ‫‪..‬‬

‫ بعد إذنكم ‪ -‬تجميع المواهب‬‫والقدرات واإلمكانيات الصحفية‬ ‫في عدد معقول من الصحف ؟‬ ‫حتى يتمكن القارئ العزيز‬ ‫من متابعة صحافتنا الحرة‬ ‫ويمارس هوايته في القراءة‬ ‫واإلطالع بكل تأني وهدوء‬ ‫مجرد‬ ‫ومن دون عجلة ؟‬ ‫سؤال بروح رياضية ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫قبو القذايف احملصن‬

‫احلياة ُمست ِم َّرة يف الظاهر‪ ،‬وترقب وانتظار يف اخلفاء!‬ ‫ترجمة ‪ /‬فضيل المنفي‬ ‫بعد ساعات ِمن إصدار محكمة‬ ‫الجنائيات الدولية في الهاي ُمذكرة‬ ‫اعتقال بحق القذافي‪ ،‬قام مجموعة‬ ‫من الشباب الثُّوَّار في طرابلس‬ ‫تُ َس ِّمي نفسها‪« :‬حركة الجيل الحر»‬ ‫بِن َْزع وتخريب الفتة تحْ ِمل صورة‬ ‫القذافي ُمرتديًا زيًّا رسميًّا! واحْ تَفَل‬ ‫ُس َّكان منطقة سوق الجمعة ‪ -‬أ َحد‬ ‫أفقر األحياء في ضواحي طرابلس‪،‬‬ ‫والتي يكثُر فيها انتِشارالقمامة ‪ -‬بِ َخبَر‬ ‫إصدار مذكرة االعتقال بطريق ٍة‬ ‫هادئة؛ فقد هَ َمس لي أحد ُس َّكان‬ ‫المنطقة ‪ -‬وهو بائع أسطوانات ألعاب‬ ‫ُ‬ ‫شاهدت الخبر‬ ‫إلكترونية ‪ -‬قائالً‪« :‬لقد‬ ‫على التلفاز‪ ،‬لقد انتهى‪ ،‬انتهت اللعبة‬ ‫يا قذافي»!‬ ‫ُربَّ َما يكون كال ُمه صحيحًا‪ ،‬ولكن‬ ‫كتائب القذافي األ ْمنِيَّة ال تزال تتَّخ ُذ‬ ‫ت صارمةً ضد الضواحي‬ ‫إجراءا ٍ‬ ‫التي يو َجد بها تمرُّ ٌد‪.‬‬ ‫فنقاط التفتيش المسلَّحة تعمل ك َّل ليل ٍة‬ ‫على التأ ُّكد ِمن أن كلِّ المناطق تحت‬ ‫السيطرة‪ ،‬ويقوم رجال من الكتائب‬ ‫ت‬ ‫األمنية بزي مدني باال ْنتِقال ِم ْن بي ٍ‬ ‫إلى آخر للقبض على الثُّوَّار المشتبه‬ ‫بهم‪ ،‬أو حتى المتعاطفين معهم! فقد‬ ‫ْ‬ ‫أخبَ َرني أح ُد الشباب الذي كان ُمعتَقالً‬ ‫لمدة ثالثة أيام «أن بعض الثُّوَّار الذين‬ ‫تَ َّم القبض عليهم لن يرجعوا أبدًا»!‬ ‫لقد أصبح الخوفُ يجتاح العاصمة‪،‬‬ ‫الناس عن السياسة ‪-‬‬ ‫وحينما تسأل‬ ‫َ‬ ‫يَتَ َع َّمدون الهُروب إلى متاجر المدينة‬ ‫المهترئة‪ ،‬وإلى األزقة البائدة؛ خوفًا‬ ‫ِمن أن تراهم أعينُ المخبرين! فقد‬ ‫أخبرني أح ُد المواطنين ‪ -‬الذي كان‬ ‫يحدِّثني وفي نفس الوقت كان مشغالً‬ ‫موسيقى صاخبة؛ ليتجنب أن يسمعه‬ ‫أحد ما ‪ -‬أن الخوف أوصلنا للظن‬ ‫َّ‬ ‫بأن «الجُدران لديها آذان»! واستَ ْك َمل‬ ‫حديثَه قائالً‪« :‬إنني أتعمد ر ْفع صوت‬ ‫الموسيقى في الليل؛ ألتجنَّب سماع‬ ‫أصوات األعيرة النارية الصادرة من‬ ‫الكتائب؛ فهم يُطلقون النار لساعات‬ ‫ُمتواصل ٍة‪ ،‬لدرجة أننا ال نستطيع‬ ‫النَّوم»!‬ ‫َ‬ ‫لَم تعد ص َو ُر القذافي والعلم األخضر‬ ‫اللذان يُ َمثِّالن ُح ْك َمه منتشرةً في‬ ‫ْ‬ ‫العاصمة كما‬ ‫كانت سابقًا‪ ،‬فبعضُ‬ ‫واطنين الشجعان التواقين للحديث‬ ‫ال ُم ِ‬ ‫عن األزمة الراهنة يستوقفون‬ ‫األجانب‪ ،‬ويسألونهم إذا كانوا‬ ‫صحافيين ليتحدثوا معهم‪ ،‬وأما‬ ‫أصحابُ المتاجر فيصرون على تقديم‬ ‫الهدايا لألجانب‪ ،‬ويرفضون د ْف َع ثمن‬ ‫البضاعة قائلين‪« :‬شكرًا أمريكا»‪،‬‬ ‫و»أوباما شخص رائع»!‬ ‫حينما ألهمتهم ثورات الوطن العربي‬ ‫وثوار المنطقة الشرقية ـ بنغازي‬ ‫ـ على وجه الخصوص منذ أربعة‬

‫ْ‬ ‫ض آالف من سكان‬ ‫أشهر‬ ‫مضت ‪ -‬ا ْنتَفَ َ‬ ‫طرابلس؛ فكان دافعُهم األساسي هو‬ ‫القضاء على الفقر المدقع الذي عانى‬ ‫منه الليبيون وما يزالون‪ ،‬على عكس‬ ‫الطبَقة التي تعيش في األحياء الراقية‬ ‫في وسط طرابلس؛ حيث ناطحات‬ ‫السحاب التي يسكنها النخبة ال ُم َسي ِْطرة‬ ‫على النفط والمقَرَّبة من القذافي‪.‬‬ ‫ولقد ح َّدثَني أح ُد أصحاب المتاجر‬ ‫ْ‬ ‫قائالً‪« :‬الثورةُ‬ ‫ليست ِمن أجل‬ ‫المال‪ ،‬بل ما نطمح إليه هو الحرية‬ ‫والديمقراطية‪ ،‬ونحن على ثق ٍة َّ‬ ‫بأن‬ ‫الثوا َر قادمون إلنقا ِذنا‪ ،‬ولكنهم‬ ‫سيأخذون بعض الوقت»! فصاحبُ‬ ‫المتجر وجيرانُه متأ ِّكدون ِمن َّ‬ ‫أن‬ ‫القَ َّذافي قد انتهى!‬ ‫يقوم ثوا ُر مدينة طرابلس بتحرُّ كات‬ ‫خفيَّة؛ فالبعضُ يُهاجم نقاط التفتيش‪،‬‬ ‫والبعض اآلخر يقوم بإعمال‬ ‫استفزازية؛ كطالء القطط والكالب‬ ‫بألوان علم االستقالل؛ (أحمر ‪ -‬أسود‬ ‫ أخضر) إلرباك الكتائب األمنية‪،‬‬‫والتي تقوم بِدَوْ رها بإطالق أعير ٍة‬ ‫نارية على تلك الحيوانات‪.‬‬ ‫ولكن في المقابل إغالق شبكة‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬وخدمات الرسائل النصية‬ ‫ عرْ قَلت الثوار عن القيام بأعمالهم‪،‬‬‫وبالرغم من ذلك فهناك حركات مثل‪:‬‬ ‫«حركة الجيل الحر» والتي تُ َع ُّد‬ ‫أرضيَّة للتحوُّ ل ما بعد القذافي وأحد‬ ‫قادة هذه الحركة‪ ،‬قال‪« :‬أنا على ِع ْلم‬ ‫بعشرات المجموعات المعارضة‬ ‫لنِظام القذافي‪ ،‬ولدينا العديد منَ‬ ‫ال ُحلَفاء حتى من الحكومة نفسها»!‬ ‫المناوئُون للقذافي فقد تَ َركوا‬ ‫أ َّما‬ ‫ِ‬ ‫طرابلس‪ ،‬ورحلوا إلى جبل نفوسة‪،‬‬ ‫الذي يبعُد ‪ 100‬كيلو مترًا جنوب‬ ‫غرب العاصمة؛ حيث يُح ِكم الثوا ُر‬ ‫السيطرة على مدن مثل يفرن القريبة‬ ‫ج ًّدا من طرابلس‪ ،‬وبما أن ثوَّار‬ ‫مصراتة يُسيطرون هم أيضًا على‬ ‫ميناء َمدينتهم َّ‬ ‫فإن كتائب القذافي ما‬ ‫تزال تضرب المدينةَ بالمدفعيَّة‪ ،‬وهذا‬ ‫يجعل تق ُّدم الثوار بطيئًا نوعًا ما‪،‬‬ ‫ومدينة زليتن هي األخرى ما زالت‬ ‫تتعرَّض للهجمات‪ ،‬ومدينة البريقة‬ ‫النفطية ما تزال في أيدي كتائب‬ ‫القذافي‪ ،‬لذا فهي أيضًا تتعرَّض‬ ‫للضغط‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى قال بعضٌ من‬ ‫شباب طرابلس‪ :‬إنهم سيحصلون‬ ‫على السالح والتدريب العسكري‬ ‫في الجبال‪ ،‬ومن ثَ َّم سوف يعودون‬ ‫للعاصمة‪ ،‬وقد قال أحدهم‪« :‬سوف‬ ‫يحين وقت القتال في العاصمة»‪.‬‬ ‫فثُوَّار جبل نفوسة قطعوا أنابيب النفط‬ ‫التي تمد آخر مصفاة تعمل تحت إمرة‬ ‫القذافي في الزاوية‪ ،‬وهدفُهم التالي هو‬ ‫مدينة غريان‪ ،‬التي تقع شرقًا‪ ،‬والتي‬ ‫سوف تجعلهم يقطعون طريق إمدا ٍد‬

‫مهم يصل إلى القذافي من الجزائر‪،‬‬ ‫ومن الجهة األخرى يقوم الثوا ُر‬ ‫بالضغط على الحكومة التونسية‬ ‫لكي تقفل الحدود‪ ،‬وبهذا يقطَع الثوار‬ ‫إمدادًا آخر للقذافي!‬ ‫وفي الوقت نفسه تصل إلى طرابلس‬ ‫مئات الشاحنات ِمن تونس كل‬ ‫يوم‪ ،‬فضالً عن السيارات الخاصة‬ ‫المح َّملة بالضائع الناقصة من‬ ‫السوق‪ ،‬وقد تع َّدى سع ُر البنزين في‬ ‫السوق السوداء المعد َل الرسمي في‬ ‫محطات البترول بثالثين مرة‪ ،‬حيث‬ ‫يقف السائقون في طوابير االنتظار‬ ‫التي تمتد لكيلو مترات كبيرة‪ ،‬مما‬ ‫يضطرهم لالنتظار لمدة أسبوع‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫كانت‬ ‫وأ َّما الدرجات الهوائية التي‬ ‫ْ‬ ‫عادت لتكون‬ ‫نادرًا ما ترى‪ ،‬فقد‬ ‫المواصلة الشائعة في المدينة‪ ،‬على‬ ‫الرغم من ارتفاع أسعارها عن‬ ‫السابق‪ ،‬فالتجار يحاولون استجالب‬ ‫المزيد منها من تونس!‬ ‫أما بالنسبة للوضع في طرابلس فما‬ ‫زالت محاصرة حتى اآلن‪ ،‬وحكومة‬ ‫ْ‬ ‫زالت ُمص َّرةً على فرض‬ ‫القذافي ما‬ ‫سيطرتها‪ ،‬وعلى الرغم من ُمواصلة‬ ‫حلف الشمال األطلسي لهجماته على‬ ‫باب العزيزية (حصن القذافي) محط ًما‬ ‫َّ‬ ‫فإن مؤسسات‬ ‫َمبانيه وسراديبه‪،‬‬ ‫الدولة ما زالت مستمرة في عملها‪،‬‬ ‫وزوار باب العزيزية يتم تفتيشهم‬ ‫بدقة؛ حيث إنه يتم تفتيش حقائبهم‬ ‫باألشعة السينية‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬ ‫عملية زج وسقي األعشاب والنباتات‬ ‫تتم يوميًّا داخل باب العزيزية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لما يخصُّ القذافي شخصيًّا‬ ‫فالبعض يعتقد أنه يستخدم عدة أماكن‬ ‫لالختباء؛ حيث يقال‪ :‬إنه ينام في‬ ‫المدارس والمستشفيات؛ ل ِع ْلمه َّ‬ ‫بأن‬ ‫حلف الشمال األطلسي لن يستهدفَ‬ ‫هذه األماكن‪ ،‬أو ربما يقضي لياليه‬ ‫في سراديب محصَّنة وعميقة تحت‬ ‫باب العزيزية!!‬ ‫ففي يوم ‪ 27‬من يونيو‪/‬حزيران‬ ‫استهدف حلف الشمال األطلسي حافلةً‬

‫يُقال‪ :‬إن القذافي قد است َْخد َمها مؤخرًا‪،‬‬ ‫وتم عرض هيكلها المفحم باإلضافة‬ ‫إلى شجرة نخيل محروقة بجانب‬ ‫فيال القذافي البيضاء على الصحافة‬ ‫األجنبية‪.‬‬ ‫واإلعالم الرسمي التابع للقذافي يُحاول‬ ‫ض هجمات‬ ‫إجبار الناس على ر ْف ِ‬ ‫حلف الشمال األطلسي والدِّفاع عن‬ ‫القذافي‪ ،‬والسلطات الرسمية تقول‪:‬‬ ‫إنها سلَّ َم ْ‬ ‫ت أسلحة (‪ 1.2‬ملي) للناس؛‬ ‫لكي يتَ َم َّكنوا من الدفاع عن أنفسهم‪،‬‬ ‫المراسلين األجانب‬ ‫وتَ َّم دعوة‬ ‫ِ‬ ‫ليُشاهدوا تج ُّمع ‪ 500‬امرأة وطفل من‬ ‫الطبقة المتوسطة يلَ ِّوحون باألسلحة‬ ‫التي حصلوا عليها مؤخرًا‪ ،‬وبعد أن‬ ‫الرسمي الخطابات‬ ‫ع َرض التلفزيون‬ ‫ُّ‬ ‫العاطفية‪ ،‬ذهب تلك النسوة ‪ -‬وكان‬ ‫بعضهن يرْ تَدي قُبَّعات تحْ ِمل العالمة‬ ‫الم َسجَّلة التابعة لجورجي أرماني‬ ‫ومنتعالت كعوب عالية حامالت‬ ‫أسلحة (‪ ) AK-47s‬إلى موقف‬ ‫السيارات‪ ،‬وبدأنَ بإطالق األعيرة‬ ‫النارية في الهواء‪ ،‬ومن ثَ َّم ْالتَ َحق‬ ‫بهن رجال األمن‪ ،‬وو َسط هذا التج ُّمع‬ ‫ْ‬ ‫قالت فتاة تبلغ من العمر ‪ 14‬عا ًما‬ ‫تُدعى فاطمة حسن‪« :‬أريد أن أحمي‬ ‫قائدي»‪.‬‬ ‫فمثل هذه السيناريوهات قد يكون‬ ‫لها تأثي ٌر فعا ٌل على أقليات ُم َعيَّنة‬ ‫من المجتمع‪ ،‬والطبقة الفقيرة عامة‬ ‫ال يظهر أنَّها تُ ِحبُّ القذافي‪ ،‬ولكن‬ ‫الوضع ُمتَ َذبذب بالنسبة للطبقة‬ ‫المتوسِّطة‪.‬‬ ‫وفي منطقة أبو سليم التجارية‪ ،‬والتي‬ ‫يوجد بها سجن أبو سليم‪ ،‬الذي قُتل‬ ‫فيه نحو ‪ 1260‬سجينًا سياسيًّا في ليلة‬ ‫واحدة عام ‪ ،1996‬يوجد العدي ُد من‬ ‫الناس المستفيدين من حكم َّ‬ ‫القذافي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حيث قال أ َحد تجار المنطقة ‪ -‬والبالغ‬ ‫من العمر ‪ 26‬عا ًما ‪« :-‬أنا أملك م ْنزالً‬ ‫ُمريحًا‪ ،‬وسيارتين‪ ،‬يُمكنني تركهما‬ ‫في الشارع وأنا شاعر باألمان‪ ،‬فماذا‬ ‫أريد أكثر من ذلك؟!‬ ‫المتاجر الخاصَّة في منطقة‬ ‫أ َّما‬ ‫ِ‬

‫أبو سليم فإنها تقوم بِبَيْع األَوْ ِسمة‬ ‫والشارات التي تُظهر القذافي في ع َّدة‬ ‫َمواقف بُطُوليَّة‪ ،‬وإحدى هذه الص َور‬ ‫تُ ْ‬ ‫َّ‬ ‫القذافي واقفًا بجانب صدام‬ ‫ظ ِهر‬ ‫حسين!‬ ‫كذلك يَقُومون بِت َْزيين الشوارع‬ ‫والمحالت باألعالم الخضراء‪،‬‬ ‫واألناشيد الصاخبة الثورية التي تُ َش ِّوه‬ ‫صورةَ الثُّوَّار في الشرق تُسمع في‬ ‫أرجاء المنطقة‪ ،‬وأحد هذه األناشيد‬ ‫يقول‪ :‬أ ْنقِذوا مصراتة العزيزة من‬ ‫اإلرهابيين»! وأحد ال ُمقيمين في‬ ‫المنطقة قال‪َّ :‬‬ ‫«إن الثُّوَّار عبارةٌ عن‬ ‫مجموعة من السارقين واإلرهابيين‬ ‫كعصابات علي بابا»‪ ،‬وأشار آخر‬ ‫لالزمة على أنها حرْ بٌ أهلية؛‬ ‫ْ‬ ‫حدثت في الجزائر في حقبة‬ ‫كالتي‬ ‫التِّسعينيات‪ ،‬حيث قُتل حوالي ‪200‬‬ ‫واطن‪ ،‬قائالً‪« :‬الحربُ ليست‬ ‫ألف ُم ِ‬ ‫الحرية»!‬ ‫ويشكو الناسُ في منطقة أبو سليم‬ ‫ُّ‬ ‫تضخم األسعار‪ ،‬حتى َّ‬ ‫بعض‬ ‫إن‬ ‫ِمن‬ ‫َ‬ ‫أسعار الموا ِّد ال ِغذائية قفَز ْ‬ ‫َت خمسة‬ ‫أضعاف السِّعر األساسي‪ ،‬وأ َّما‬ ‫الطبقةُ المت َوسِّطة فإنهم يقولون‪ :‬إن‬ ‫أطفالهم على وجه الخصوص يُعانون‬ ‫فأشار أحد اآلباء قائالً‪َّ :‬‬ ‫«إن األطفال‬ ‫مرعوبون من أصوات قنابل حلف‬ ‫الشمال األطلسي»‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من الدِّعاية التي يقوم‬ ‫بها نظا ُم القذافي‪َّ ،‬‬ ‫فإن الرُّ وح المعنويَّة‬ ‫آخذة في اال ْن ِهيار‪ ،‬وآخ ُر تقارير‬ ‫ِ‬ ‫االنشقاقات تُظهر أن نظا َم القذافي‬ ‫َ‬ ‫يتآ َكل؛ حتى َّ‬ ‫أحدث هذه االنشقاقات‬ ‫إن‬ ‫العب‬ ‫كان لمجموعة تتكوَّن ِمن ‪17‬‬ ‫َ‬ ‫كرة قدم من المنتخب الوطني!‬ ‫ْ‬ ‫حددت‬ ‫وللحفاظ على مستوى األسعار‬ ‫حكومةُ القذافي قيمة المسحوبات‬ ‫النقدية من المصارف‪ ،‬بحيث ال‬ ‫تتع َّدى ‪ 800‬دوالر‪ ،‬وخوفُ الناس‬ ‫المصارف‬ ‫من عدَم االستِقرار يُجبر‬ ‫ِ‬ ‫على ال َع َمل طوال اليوم‪ ،‬وفي محالت‬ ‫تجد ربطات األموال‬ ‫السوق السَّوْ داء ِ‬ ‫مك َّدسة بجانب الحائط‪.‬‬ ‫وأما فئة األغنياء من الليبيين‬ ‫ال ُم َح َّملين بالحقائب المليئة بالدِّينار‬ ‫الليبي ‪ -‬والتي تُساوي ‪ 40‬بالمائة أقل‬ ‫من سعرها ما قبل األزمة ‪ -‬يذهبون‬ ‫إلى سوق المشير القريب من الساحة‬ ‫الخضراء؛ حيث يحشد القذافي ُمريديه‬ ‫هناك لتغيير هذه المبالغ إلى الدوالر‪.‬‬ ‫وفي النهاية هناك شعور خفي يقول‬ ‫بأن الناس ينتظرون لحظة نهاية‬ ‫ت‬ ‫النظام‪ ،‬وهناك أيضًا ِع َّدة إشارا ٍ‬ ‫واضح ٍة تُنبئ عن أن انتفاضة عارمة‬ ‫على وشك الحدوث!‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪2011.07.02‬‬ ‫مجلة اإليكونمست‬


‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪17‬‬

‫ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫‪ ‬‬

‫أعظم الثورات العربية‬

‫(‪)1‬‬ ‫بات من المؤكد‪ ..‬كما يبدو انه لم‬ ‫يعد ثمة ما يقال أكثر مما قيل عن‬ ‫االضطرابات التي اكتسحت العالم‬ ‫العربي في األشهر القليلة المنصرمة‬ ‫سوى إنها كانت الحدث العالمي لهذا‬ ‫العام الذي اسر أفئدة العديد منا‪..‬لقد‬ ‫جاء ربيع الثورات العربية حدثا شديد‬ ‫اإللهام فقد مست تلك الشجاعة و البسالة‬ ‫التي أبداها من خرجوا الى الشوارع ‪..‬‬ ‫في تونس و ليبيا و اليمن معترضين‬ ‫مست شغاف قلوب سكان العالم و لقد‬ ‫أوجد العنف الذي شنه معمر القذافي‬ ‫في وجه انتفاضة ليبيا أوجد تعاطفا‬ ‫إنسانيا عالميا قويا و جاءت من ثورة‬ ‫‪ 17‬فبراير دفقه قوية لألمل و الشجاعة‬ ‫مقابل تلك ‪....‬‬ ‫(‪) 2‬‬

‫ضد كتائب القذافي قد يعني بداية نهاية‬ ‫الثورة ضد القذافي‪ ..‬صحيح أن الشعب‬ ‫كما يعتقدون سوف يتم إنقاذه من إبادة‬ ‫جماعية إال انه سوف يفقد زخم المعزز‬ ‫ذاتيا على الثورة ‪..‬فإذ ماتم تحرير ليبيا‬ ‫فان انتفاضتها كما يعتقدون مرة أخرى‬ ‫سوف لن يبدو انه تم إنجازها هكذا‬ ‫معتمدة على ذاتها بل على قوى الغربية‬ ‫‪ ..‬إال إنني أرى رأيا أخر مختلف تماما‬ ‫فانه إذ ما كان للتدخل الغربي‪ ‬ثمة‬ ‫دور في نجاح الثورة الليبية‪ ...‬فان‬ ‫ذلك مرجعه الى إنها كانت أصال من‬ ‫كثر الثورات نجاحا في شمال أفريقيا‬ ‫و الشرق األوسط ‪ ..‬كما انه على‬ ‫الرغم من إلهامية الثورات الشعبية‬ ‫العديدة التي شهدها التاريخ‪ ..‬إال إنها‬ ‫لم تكن فريدة مثل الثورة الليبية في‬ ‫‪ 17‬فبراير‪ ..‬و التي حظيت بشرعية‬ ‫اعترف بها المجتمع الدولي ‪ ..‬و هي‬ ‫االنتفاضة التي إذا ما تكاتفت معها‬ ‫بلدان عربية و غربية للتخلص من‬ ‫الدكتاتور المجنون‪..‬فإنها سوف تشكل‬ ‫حدثا فريدا و نقطة انطالق جديدة في‬ ‫السياسات العالمية ‪...‬‬

‫السيكوباتيا‪ ..‬التي منها القذافي و‬ ‫أوهامه التي جعلته يسفك الدماء‪ ..‬و‬ ‫ينشر المعاناه‪..‬في مدن ليبية كما حدث‬ ‫في الزاوية و مصراتة و الزنتان ‪..‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫لقد استنتج البعض خطأ أن التدخل‬ ‫الغربي بعد قرار المجلس األمن في لقد ساد السياسات العالمية فهما عاما‬ ‫‪ 17‬مارس الذي يسمح باتخاذ كافة بان حالة العمل العسكري و السلطة‬ ‫األجراءات الضرورية لحماية المدنيين الشعبية يمكن أن يتحققا بقدر الحصريه‬

‫بقـــــلم ‪ /‬نيل وارنر‬ ‫ترجمة ‪ /‬اسامة الجارد‬

‫المشتركة التي يمكن أن يصالها ‪ ..‬و السابقين حيث انتهت الحوادث الى‬ ‫هذا يبدو مفهوما من عدة نواحي فان ابادات جماعية ‪....‬‬ ‫حالة العمل العسكري تعد أنموذجا على‬ ‫(‪)4‬‬ ‫فلسفة أن القوة هي الحق ‪ ..‬و هذا نفسة‬ ‫ما تعترض علية السلطة الشعبية و لقد فال ادري لماذا اإلصرار على القول‬ ‫برر هذة المعارضة مثال اليسار على بان التدخل الدولي هناك ينتهي الى‬ ‫مدى التاريخ ‪ ..‬على المستوى الدولي التحيز ‪ ..‬و هو إن حدث في بلد بها‬ ‫حيث ترى أن العمل العسكري قصير صراع داخلي فان هذا له عواقب‬ ‫النظر غير شرعي أناني و مزعزع غير محمودة ‪ ..‬فانا اعتقد أن أكثر‬ ‫لألمن !! لكن هذا ليس ما يعبر عن الشعوب تقدما يمكن أن تتفق على قيم‬ ‫الحال ‪ ..‬في حالة االنتفاضة الليبية إنسانية تمثل السياسات العالمية فانه‬ ‫فمن السهولة أن نرى هنا بنية عسكرية سيكون من المؤسف من ثمة أن تتخلى‬ ‫تكتسب مشروعيتها من األمم المتحدة البلدان باسم الحيادية أن تتخلى عن‬ ‫الملتزمة أساسا بفرض حقوق المدنيين ليبيا ليتركوها وحدها في مواجهة قتل‬ ‫العاديين على األقوياء المسلحين ‪ ..‬جماعي يقوم بها إرهابي مجنون !!!‪.‬‬ ‫لقد كنا قد اعتدنا خالل العشرين سنة لحسن الحظ إننا لم نكن رديئون في هذه‬ ‫المنصرمة سماع أننا محصورين المرحلة ‪ ..‬مع أننا لم نكن دائما كذلك ‪..‬‬ ‫بين إمكانيتين إما مجتمع دولي يؤيد فانه إذا ما نجح التدخل الليبي فان هذا‬ ‫و يسمح بحدوث أبادات جماعية كما سوف يمثل بداية جديدة لنظام عالمي‬ ‫حدث في البوسنة و رواندا و الكونغو يرقى الى المسئولية الجماعية لحماية‬ ‫أو أمم منفردة تورطت بصفة أحادية الشعوب ‪ ..‬و سوف يشكل نظاما عالميا‬ ‫في قرارات إيديولوجية محفزة كما جديدا أماله العمل العسكري المعتدل‬ ‫حدث في غزو العراق حيث جاءت المتعاون المؤيد من قبل األمم المتحدة‬ ‫التدخالت متأخرة أو إنها جاءت لكي من اجل حماية المدنيين و المباديء‬ ‫تزيد األمر سوءا ‪ ..‬أن فكرة إجراءات اإلنسانية األساسية ‪ ..‬و بما أن هذا‬ ‫وقائية منزوعة الشرعية جاءت يكسب االتصال العولمي و الحكم‬ ‫بواسطة جانب أحادي كما حدث في الديمقراطي حول العالم فليس ثمة ما‬ ‫العراق أمر غير مقبول ‪ ..‬بينما تكمن يجعلنا متشائمين حول تحقق هذا‬ ‫هذة الثورية في االنتفاضة الليبية التي األمر ‪ . ‬‬ ‫جاءت مثاال على التوازن الخيارين‬


‫‪18‬‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫اإلنتخابات اآلن‪ ،‬وليس غداً!‬

‫عبدالنبى أبوسيف ياسين‬

‫يُفترض‪ ،‬أن ال صوت يعلو فوق صوت المعركة!‪ ..‬ألننا في وقت عصيب‪ ،‬اليزال شعبنا يناضل‬ ‫فيه من أجل تحرير ليبياه الغالية‪ ،‬من قبضة هذا الطاغية الشرس‪ .‬نحن في وقت يدفع فيه وطننا‬ ‫أغلى األثمان من دماء أبناءه الزكية الطاهرة‪ ،‬ناهيك عن دمار مقدراته وثرواته علي مدار‬ ‫الساعة‪.‬‬ ‫فرغم مرور أكثر من أربعة أشهر على تحرّر معظم مدننا‪ ،‬وتشكيل مجالس محلية بها‪ ،‬وسيرها‬ ‫وكما هو متوقع‪ ،‬بصورة ال يمكن لها أن توصف بالطبيعية‪ ،‬نتيجة إنهيار ذلك أالّ نظام‪،‬‬ ‫الفوضوي البائد‪ ..‬ورغم ظروف معارك الدفاع والتحرير المصيرية والحاسمة‪ ..‬إالّ أننا الزلنا‬ ‫مع األسف‪ ،‬نسمع في مدننا المحرّرة‪ ،‬الكثير من الكالم – واله ّدام ‪ -‬في شكل انتقادات حادة‪،‬‬ ‫وأحاديث عن ثمة قصور هنا‪ ..‬أو عن خيبة أمل هناك‪ ،‬في مجالسهم المحلية تلك‪ ..‬أو اإلشارة‬ ‫إلي عالمات استفهام – مختلفة األحجام!‪ -‬حول أداء مجلسنا الوطني اإلنتقالى‪ ..‬ووفق تحليالت‪،‬‬ ‫يتأرجح فيها مجلسنا الموقر‪ ،‬ما بين الضعف وقلّة الكفاءة تارةً‪ ..‬وبين محسوبية حرفية أو أسرية‬ ‫أو جهوية تلطّخه‪ ،‬تارة أخرى‪ ..‬أو بمخططات جماعات ما الستحواذه‪ ..‬أو عن إختراقات‬ ‫طابورية خامسة بداخله!‪ ..‬أو في شكل إتهامات عن أهلية أو كفاءة أو حتى وطنية‪ ،‬هذا أو ذاك‬ ‫من أعضائه دون ذكر أسماء! وعندما تحاول ّ‬ ‫أن تستوضح وتطلب تفصيالً تدعمه الحقائق‬ ‫واألسماء والدالئل‪ ..‬يكون الرد معظم األوقات‪« :‬هضا موش وقت كالم!»‪ ..‬سؤالنا هنا‪ :‬متى‬ ‫سيحين وقت هذا الكالم الهام؟‬

‫ ‬

‫•سيكون أكثر من نصف المجلس الوطني اإلنتقالى عند اإلنتهاء من اإلنتخابات‬ ‫بالمدن المحررة‪ ،‬منتخبا ً مباشرة من الشعب‪ ..‬وعندها يقوم‪ ،‬بحضور ممثلي المدن‬ ‫والمناطق التي لم تتحرر بعد‪ ،‬وحسب تعداد أعضاءها بالتالي‪:‬‬

‫ ‬

‫•إنتخاب مجلس رئاسي للدولة الليبية من بين أعضاء المجلس الوطنى اإلنتقالى‪،‬‬ ‫يتكوّن من (‪ )3‬شخصيات قيادية‪ ،‬معروف عنها النزاهة والكفاءة والوطنية‪ ..‬وينتخب‬ ‫ثان لرئاسة الدولة الليبية‪ ،‬علي‬ ‫المجلس الوطني من بينهم رئيس ونائب أوّل ونائب ٍ‬ ‫أن تكون فترة رئاستهم إنتقالية مؤقتة‪ ،‬ال تتعدى الثالث سنوات‪.‬‬

‫ ‬

‫•يتق ّدم رئيس الدولة الليبية المنتخب‪ ،‬بتشكيل وزاري لحكومة يختار أعضاءها من‬ ‫داخل أو خارج المجلس‪ ،‬ويعرضه علي المجلس الوطنى اإلنتقالى‪ ،‬إلعتمادها خالل‬ ‫‪ 14‬يوما ً من إنتخابه‪.‬‬

‫ ‬

‫•تتولى هذه الحكومة االنتقالية‪ ،‬تنفيذ السياسة العامة للدولة وفق ما يرسمه المجلس‬ ‫الوطني اإلنتقالي‪ ،‬حيث يضع المجلس ما يلزم من قوانين ولوائح لتنظيم سير العمل‬ ‫‪ ،‬وكذلك تنظيم الهيكلية اإلدارية و الشؤون المالية وآلية االجتماعات والمسائلة لهذه‬ ‫الحكومة االنتقالية من قبل هذا المجلس‪.‬‬

‫ ‬

‫•عندما يكتمل تحرّر بقية المدن واألراضي الليبية‪ ،‬ويتم إجراء اإلنتخابات التشريعية‬ ‫بها لعضوية المجلس الوطني اإلنتقالي والمجالس المحلية؛ ينتخب المجلس الوطني‬ ‫هيئة تأسيسية وطنية لصياغة دستور الدولة الدائم‪ ،‬ويُطرح لالستفتاء العام خالل‬ ‫مدة أقصاها سنة من تاريخ إنعقاد أول إجتماع له‪ .‬وكذلك انتخاب ما يلزم من لجان‬ ‫أخرى لصياغة قانون اإلنتخابات وغيرها من القوانين واللوائح‪ ،‬الالزمة لتسيير‬ ‫البالد والبدء في إعادة إعمارها‪.‬‬

‫ ‬

‫•المجلس الوطني اإلنتقالي مؤتمن على الوحدة الوطنية‪ ،‬وعلى تجسيد ونشر القيم‬ ‫الحضارية المدنية ومكافحة النعرات الجهوية والقبلية واإلثنية‪ ،‬وعلى سالمة‬ ‫المواطنين والمقيمين‪ ،‬وعلي نزع السالح الغير مر ّخص‪ ،‬وعلى الدفاع عن الوطن‪،‬‬ ‫وحماية ثورة السابع عشر من فبراير وإقامة الدولة المدنية الدستورية الديمقراطية‬ ‫التي قامت الثورة من أجل تحقيقها‪.‬‬

‫ ‬

‫•تنتهي والية رئاسة الدولة وحكومتها وكذلك والية المجلس الوطني اإلنتقالي قبل‬ ‫نهاية عامها الميالدي الثالث‪ ،‬عندما يحين إجراء انتخابات وفق دستور جديد ونظام‬ ‫حكم يقرّه الشعب للدولة الليبية الجديدة‪.‬‬

‫وهل سيأتينا الجواب أو الحل الحقاً‪ ،‬عبر أصوات صناديق اإلقتراع؟‪ ..‬أم عبر واقع ‪ ،‬تفرضه‬ ‫أصوات و»كالشنات» مليشيات مسلحة!؟‬ ‫دعونا نختار مدينة بنغازى‪ ،‬عاصمة الثورة ومعقلها‪ ..‬كمثال‪ّ ،‬‬ ‫ألن ما سيسري علي بنغازى‪،‬‬ ‫سوف يسري علي بقية المدن تباعاً‪ ..‬وأن نسأل أنفسنا ‪:‬‬ ‫ما الذي يمنعنا اآلن من تنظيم انتخابات عبر صناديق اإلقتراع النزيه؟‪ ..‬لنضمن بذلك أحقية‬ ‫العضوية في المجالس المحلية وفي المجلس الوطني اإلنتقالي؛ وكذلك الحال في كافة المدن‬ ‫المحرّرة‪ ..‬وليتم نيلها بجدارة واستحقاق وبإرادة األغلبية‪ ..‬خاصة عندما يتم إجراءها تحت‬ ‫إشراف ما من األمم المتحدة‪ ،‬ورقابة بعض المنظمات الدولية األخرى‪ ،‬حتى نحقق أكبر قدر‬ ‫من نزاهتها وشفافيتها‪.‬‬ ‫في إعتقادى‪ ،‬أنها عملية لن يستغرق اإلعداد لها أكثر من شهر واحد؛ كما أراها كافية لتحديد‬ ‫الدوائر اإلنتخابية فى ك ّل منطقة أو مدينة‪ ،‬وفتح باب تسجيل الناخبين بالدائرة وإصدار بطاقات‬ ‫انتخاب لهم‪ ،‬مع فتح باب التر ّشح لك ّل من المجلسين المحلّى واإلنتقالى وشروطهما؛ وبدء ونهاية‬ ‫الحمالت اإلنتخابية المعقولة للمرشحين‪ .‬سأشير الحقاً‪ ،‬لماذا الظرف الذى نحن فيه اآلن‪ ،‬هو‬ ‫الذى يستدعي منّا ك ّل هذه العجالة‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬لماذا ال نعلن غداً في بنغازى‪ ،‬عن فتح باب التر ّشح لعضوية المجلس المحلي ولعضوية‬ ‫المجلس الوطني‪ ..‬حسب قوامهما القانوني المقترح أدناه لهذه المدينة‪ ،‬كما أقترح أن يتحوّل‬ ‫بعدها هذا المجلس الوطني اإلنتقالى إلي ‪:‬‬ ‫ ‬

‫•مجلس « تشريعي» (مؤقت) للبالد يمثّل فيه كل ‪ 30‬ألف مواطن‪ ،‬عض ٌو واحد‬ ‫بالمجلس‪ ..‬أي‪ ،‬إذا كان تعداد ليبيا ‪ 6‬مليون مواطن تقريبا ً حسب آخر إحصاء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فإن المجلس الوطني سيتك ّون من ( ‪ )200‬عضو‪ ..‬وبالتالي‪ ،‬إذا كان تعداد أهل‬ ‫بنغازى يتكون من ‪ 800‬ألف إلي مليون مواطن‪ ،‬فإن عدد ممثليها سيتكون تقريبا ً من‬ ‫( ‪ ) 30‬عضواً ممثالً بالمجلس الوطني‪ ..‬تقسّم علي عدة دوائر انتخابية تناسب‬ ‫الكثافة السكانية لمدينة بنغازى وضواحيها‪ ..‬وهكذا دواليك‪ ،‬بالنسبة للمدن والمناطق‬ ‫الحرّة األخرى‪.‬‬

‫ ‬

‫•كما يتم في نفس الوقت‪ ،‬إجراء انتخابات للمجالس المحلية‪ ..‬علي ّ‬ ‫أن يمثّل ك ّل ‪30‬‬ ‫ألف مواطن‪ ،‬عض ٌو أو عضوان بالمجلس المحلي‪ ..‬فبنغازي مثالً سيكون لها مجلس‬ ‫محلي يتكوّن من ‪ 30‬إلي ‪ 60‬عضواً‪.‬‬

‫ ‬

‫•تتحوّل هذه المجالس المحلية هي األخرى‪ ،‬إلي مجالس تشريعية‪ ،‬حيث يقوم ك ّل‬ ‫مجلس منها بإنتخاب محافظ من داخل أو خارج المجلس المحلي‪ ..‬تتوفر له أو لها‪،‬‬ ‫الكفاءة اإلدارية العالية‪ ،‬وتكون ذات شخصية قيادية‪ ،‬تحظى بشعبية واحترام فى‬ ‫أوساط المدينة‪ ..‬على أن ير ّشح المحافظ المنتخب‪ ،‬طاقمه التنفيذي الذى يحتاجه‪ ،‬وفق‬ ‫السياسة والميزانية المتاحة التى يقرها المجلس المحلى‪.‬‬

‫ ‬

‫• للمجلس – التشريعي‪ -‬المحلى‪ ..‬مناقشة ومسائلة ك ّل مرشح تنفيذي من قبل المحافظ‬ ‫حسب تخصصه في موقعه‪ ،‬والمصادقة على تعينه من عدمها‪ .‬كما يحق للمجلس‬ ‫سحب الثقة من المحافظ وطاقمه‪ ،‬متى رأى ضرورة ذلك‪.‬‬

‫البد من إعطاء هذه المؤسسات التشريعية والتنفيذية اإلنتقالية المنتخبة‪ ،‬فترة أكثر من سنتين‪،‬‬ ‫وأق ّل من ثالثة سنوات‪ ،‬حتى تتمكن كل منها من التعامل مع ما سيحتاجه الوطن من بناء‬ ‫مؤسساتي وهيكلة إدارية جديدة‪ ،‬معظمها ستبدأها من نقطة الصفر؛ وكذلك تنفيذ ما سيحتاجه‬ ‫الوطن من بناء وإعمار فوري‪ ،‬ومعالجة لكل ما يطرأ من أزمات‪ ،‬ومن مظالم‪ ،‬ومن دمار‪ ،‬ومن‬ ‫رعاية ودعم ألسر الشهداء والضحايا‪.‬‬ ‫غير أنّ الهدف األ ّول واألهم من إجراء اإلنتخابات اآلن‪ ..‬باإلضافة إلي إزالة الشكوك‪ ،‬وترسيخ‬ ‫الثقة والطمأنينة في أوساط الشارع الليبي‪ ،‬هو طمأنة دول العالم أيضا ً ّ‬ ‫بأن هذه الدولة الليبية‬ ‫الوليدة‪ ،‬هي دولة ديمقراطية ال دولة متمردين مسلحين! إذ علينا أن نعترف ونقر‪ ،‬بأن التلكؤ‬ ‫الواضح باإلعتراف الكامل بنا‪ ،‬أو بتسليحنا حتى للدفاع عن أنفسنا‪ ،‬أو باإلفراج عن أموالنا‬ ‫المج ّمدة‪ ،‬وقبول عضويتنا فى المحافل الدولية‪ ..‬إنما ناتج عن قلق المجتمع الدولي الواضح –‬ ‫وهاجس حتى البعض منّا ‪ -‬من ّ‬ ‫أن تتحوّل ليبيا إلي رقعة أرض شاسعة‪ ،‬تتحكم فيها المليشيات‬ ‫الجهوية أو القبلية أو العقائدية المسلّحة‪.‬‬ ‫لقد أثبت شعبنا الليبي فى المدن المتحررة بمظاهرته المليونية األخيرة‪ ،‬وبحسه الوطني الغيور‪،‬‬ ‫علي أنه على قدر عال من الوعي‪ ،‬وأه ٌل لتح ّمل مسئولياته الجسام‪ ،‬وقادر على بذل ما تتطلبه‬ ‫مسئولياته الوطنية من حرص وتنظيم ذاتي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن إجراء اإلنتخابات فى هذا الظرف الحرج وفى أقصر وقت ‪ ،‬وتفعيلها بأي صورة أو آلية‬ ‫نستطيعها ‪ ،‬أصبحت ضرورة ال خيار سواها‪ ،‬من أجل بناء مستقبل هذا الوطن وحماية هذه‬ ‫الثورة الحقّة وترسيخ مبادئها النبيلة‪.‬‬ ‫نعم من وجهة نظري‪ ،‬أنّ اإلنتخابات قد وجبت اآلن وليس غداً‪.‬‬


‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫أوارق‬ ‫أوارق‬

‫‪19‬‬

‫أوارق‬

‫جتميد االموال‬

‫عندما صدرت القرارات الدولية وأعلنت‬ ‫بعض دول العالم تجميد أرصدة واستثمارات‬ ‫كثيرة للقذافى وأسرته وأعوانه‪ ،‬وقد بلغت‬ ‫المليارات فرحنا كثيرا بهذه المعلومات‪ ،‬فقد‬ ‫أظهرت مدى فساد هذا النظام ‪ ،‬وبدأنا مطالبتنا‬ ‫باإلفراج عن هذه األموال لدعم الشعب الليبي‬ ‫‪ ،‬ما أردت ان أقوله ان الدول التى أعلنت عن‬ ‫وجود حسابات مصرفية واستثمارات هى دول‬ ‫قليليه وتتمتع بنوع من الشفافية والرقابة على‬ ‫مصارفها‪ ،‬ووقعت على العديد من االتفاقيات‬ ‫التى تمنع غسيل األموال والتهرب الضريبي‬ ‫والتربح الغير مشروع ‪ ،‬ولكن هناك دول‬ ‫كثيرة لم توقع على هذه االتفاقيات ولم تحارب‬ ‫غسيل األموال خصوصا بعضا من دول‬ ‫أسيا وأفريقيا وامريكا الالتينية وبعض الدول‬ ‫العربية ونحن النستبعد ان تكون مصارف‬ ‫تلك الدول تحتفظ بحسابات شخصية للقذافى‬ ‫واعوانه ‪،،‬لذا ينبغى لنا اتخاذ التدابير الالزمة‬ ‫لمطاردته اقتصاديا كما نطارده عسكريا‬

‫ونحاول مع كل المنظمات االقتصادية والمالية‬ ‫البحث عن اموال مخبأة فى بعض مجاهل هذا‬ ‫العالم ‪.‬‬

‫السنوسية‬ ‫لقد ظهرت السنوسية كدعوة دينية‬ ‫إصالحية تحاول العودة باإلسالم إلى أصوله‬ ‫النقية األولى ولم تكون دعوة متشددة وال‬ ‫سياسية ولم تؤمن بالعنف واو بالسالح طريقا‬ ‫او وسيلة لتحقيق الهدف ونمو الدعوة بل‬ ‫كانت الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والدفع‬ ‫بالتي هي أحسن أهم وسائلها فى الوعي‬ ‫واإلرشاد ونشر الدعوة‪ ،‬وتفهمت واقع ليبيا‬ ‫سكانيا وجغرافيا واقتصاديا وكانت زواياها‬ ‫التى انتشرت فى ربوع المنطقة الشرقية‬ ‫خاصة منارات إشعاع فكرى وديني ‪،‬ولم تكن‬ ‫السنوسية عند دخولها الى ليبيا حركة سياسية‬ ‫تسعى لحكم او إقامة دولة او امتالك نقوذ ‪،‬‬ ‫وان أجبرت على ذلك بعد احتالل ايطاليا لهذا‬ ‫الوطن هذه معلومات يعرفها الكثيرين وليست‬ ‫بجديدة وال ادعى اكتشافها ولكن ما أحببت‬

‫ميالد الحصادى‬

‫أن أقوله فى هذه الورقة انه بعد ‪ 42‬عاما‬ ‫من الظلم والتجاهل والطمس لهذه الحركة‬ ‫آن األوان أن نعيد اليها اعتبارها خصوصا‬ ‫وأنها عكس كل الحركات الدينية التى وصلت‬ ‫الى الحكم لم تسعى السنوسية الى إقامة دولة‬ ‫دينية ‪،‬بل وكما يعرف الكثيرين حاولت‬ ‫وفى مجتمع متخلف وقد انهكته الحروب‬ ‫واإلمراض والمجاعات ان تقيم دولة مدنية‬ ‫قابلة للتطور وما وثيقة الدستور الصادرة عام‬ ‫‪ 1951‬وتعديالتها اال دليال على النية الصادقة‬ ‫فى إقامة هذه الدولة ‪،‬التى نسعى جميعا اآلن‬ ‫لقيامها ‪،،‬لست سنوسيا وال أدعو لعودة الملكية‬ ‫فى ليبيا فهذا شأن الشعب الليبي وهو من‬ ‫يقرر شكل النظام الذى يريده ‪،‬ما أريد قوله‬ ‫هو األنصاف لعائلة عاشت بيننا وساهمت‬ ‫فى حركة الجهاد وتحملت الكثير من الظلم‬ ‫واإلقصاء والتشويه طيلة ‪ 42‬عاما من عمر‬ ‫انقالب سبتمبر‪.‬‬

‫الدستور‬ ‫اذكر فى احد األعداد من مجلة ((ال))‬

‫فرباير نقطة بيضاء ‪ ..‬فلنبدأ منها‬

‫إن عظمة الشعوب وجوهرها الحقيقي يظهران‬ ‫في تعاضدها وتكاثفها ‪ ،‬وفي صالبتها في‬ ‫مواجهة األزمات ‪ ،‬وفي اجتياز المنعطفات‬ ‫التاريخية الفارقة ‪ ،‬وفي قدرتها على وضع‬ ‫أحالمها وآمالها وشعاراتها موضع التطبيق‪.‬‬ ‫لقد وجه شعبنا ضربة قاضية لهذا النظام‬ ‫الدكتاتوري المستبد ‪ ،‬فانهار ‪ ،‬وبقي علينا اآلن‬ ‫أن نزيل أنقاضه الثقيلة من النفوس ونحن نزيلها‬ ‫من فوق األرض ‪ ،‬لكي نتمكن من إقامة بناء‬ ‫وطني جديد على ارض خالية من العوائق‬ ‫المعنوية والمادية ‪.‬‬ ‫إن الثورة ليست هدفا في حد ذاتها ‪ ،‬الثورة عمل‬ ‫استثنائي تدعو إليه الضرورة نتيجة خلل يصيب‬ ‫المجتمع في بناه المختلفة ‪ ،‬فيفسد الحياة السياسية‬ ‫واالجتماعية واألخالقية ‪ ،‬بحيث تصبح الثورة‬ ‫هي الحل الوحيد لعالج ذلك الخلل ‪ ،‬فهي ليست‬ ‫مغنما خاصا لفرد أو جماعة ‪ ،‬وليست بعبارة‬ ‫واضحة عملية تغيير جذري شامل ‪ ،‬واكتساح‬ ‫َجسور لواقع متخلف لم يعد يُوجد ما يبرّ ر بقاءه‬ ‫‪ ،‬من أجل إقامة نظام جديد يقوم على مبادئ‬ ‫الحرية والعدل واآلمن والمساواة ويحفظ الحياة‬ ‫الحرة الكريمة لكل مواطن ‪.‬‬ ‫إن هذه المبادئ‪ ،‬على الرغم من سموّ ها‪ ،‬قد ال‬ ‫تساوي في قيمتها قيمة الحبر الذي تكتب به مالم‬ ‫توضع ـ بشكل فعال ـ موضع التطبيق ‪ ،‬فما أكثر‬ ‫الشعارات التي رفعها النظام المنهار ولم نجد‬ ‫على ارض الواقع إال ما يناقضها ‪.‬‬

‫أقول مرة ثانية إن المبادئ العظيمة التي نرفعها‬ ‫اآلن وننادي بها ‪ ،‬قد تظل مجرد هتافات‬ ‫وشعارات ما لم ُنو ِجد بفهم ووعي وإجماع اآللي َة‬ ‫القانونية واإلدارية التي تجسدها على أرض‬ ‫الواقع ‪ ،‬واألهم من ذلك أن نوفرِّ لها الحماية‬ ‫الالزمة حتى ال تنتهك من كائن من كان‪ ،‬فردا‬ ‫أو جماعة‪.‬‬ ‫هذه اآللية لم تعد اآلن ملكا ألحد ‪ ،‬ألنها‬ ‫مستخلصة من تجارب الشعوب في كفاحها‬ ‫الطويل ضد أدوات العسف ‪ ،‬ولذلك نجد شعبنا‬ ‫قد ردد مفردات هذه اآللية في ندواته وملتقياته‬ ‫وأحاديثه اليومية ‪ ،‬فاختصر مطالبه في إقامة‬ ‫دولة عصرية مدنية ‪ ،‬ديمقراطية تعددية ‪ ،‬دولة‬ ‫دستورية ‪ ،‬تقر تداول السلطة سلميا عن طريق‬ ‫انتخابات حرة نزيهة‪ ،‬وتضمن حقوق األفراد ‪،‬‬ ‫والحريات العامة‪ ،‬وتؤمِّن حرية الرأي والتعبير‬ ‫الحر بمختلف وسائل التعبير ‪.‬‬ ‫إن الثورة وضعتنا على الطريق الصحيح ‪،‬‬ ‫وأتاحت لنا فرصة تاريخية نادرة‪ ،‬ألن الفرص‬ ‫التاريخية ال تتكرر في حياة الشعوب كثيراً ‪،‬‬ ‫فقد مرت بنا هذه الفرصة منذ ستين عاما عندما‬ ‫تم إجالء القوات االيطالية عن بالدنا ‪ ،‬فدبت‬ ‫بها حركة سياسية وفكرية وثقافية ‪ ،‬وبدأ األعداد‬ ‫للمستقبل‪ ،‬فتشكلت في البالد أحزاب وطنية‬ ‫وجمعيات أهلية ‪ ،‬وصدرت مجالت وصحف‬ ‫جديدة‪ ،‬وامتألت النفوس باألمل وبالرغبة في‬ ‫بناء مستقبل واعد تسود فيه الحرية والعدالة ‪.‬‬

‫ولكن ما أن أُعلن استقالل البالد حتى تداعى هذا‬

‫نشرت المجلة استبيان حول الدستور يتضمن‬ ‫معناه والحاجة إليه والمبادئ التى يتضمنها‬ ‫الدستور ومن يحمى الدستور ‪،‬وقد جاءت‬ ‫الكثير من اإلجابات مخيبة لآلمال وأظهرت‬ ‫بعضها مدى الجهل بمعنى وماهية الدستور‬ ‫بل ان بعضهم أجاب بانه لم يسمع بهذه الكلمة‬ ‫‪،‬وفهم البعض انها بديال عن القران الذى‬ ‫اعتبره التشريع الوحيد الذى يجب األخذ به‬ ‫كوننا مسلمين ‪ ،‬من هنا تصبح الحاجة ماسة‬ ‫من قبل كل المثقفين واألكاديميين وخبراء‬ ‫القانون الدستوري الى بذل كثيرا من الجهد‬ ‫والعمل بكافة الوسائل واإلمكانيات لتعريف‬ ‫بهذه الوثيقة اإلنسانية ودورها فى الحفاظ على‬ ‫حقوق المواطن وتحديد واجباته ‪ ،‬وترسيخ‬ ‫حريته وتكفل حقه فى التعبير عن رأيه بكل‬ ‫حرية دون المساس به ‪،‬كذلك توضيح ان‬ ‫الدستور لن يكون بديال عن الدين وقيمه‬ ‫الروحية واإلنسانية بل سيكون مستمدا منه‬ ‫‪ ،‬نأمل أن تجد هذه الدعوة اذان صاغية‬ ‫خصوصا اننا مقبلين فى الفترة المقبلة بعد‬ ‫سقوط النظام على اعداد دستور جديد لليبيا‬ ‫المستقبل ‪.‬‬

‫عوض محمد الصالح‬

‫كله حينما منعت األحزاب والجمعيات‪ ،‬وأغلقت‬ ‫بعض المجالت والصحف‪ ،‬وجاءت رابعة ‬ ‫األثافي حينما وُ قعت اتفاقيتا القواعد مع أمريكا ‬ ‫وبريطانيا على الرغم من المعارضة الشعبية ‬ ‫الشديدة ‪.‬‬ ‫اللي في الجرايد نسمعوا في اخباره‬

‫إنني هنا ال أريد أن أدين أحداً وال أُعرِّ ض بأحد‬ ‫‪ ،‬ولكنني أريد أن أُنبه إلي أنه ينبغي علينا أن‬ ‫نستفيد من أخطاء الماضي ونحن نحاول أن نبني‬ ‫المستقبل ‪ ،‬ذلك أن التجربة الديمقراطية الوليدة‬ ‫التي بدأها النظام الملكي بدأت منذ البداية عرجاء‬ ‫حين غابت عنها األحزاب وفقدت حرية الرأي‬ ‫والتعبير واإلعالم الحر‪.‬‬ ‫وكان من األخطاء األخرى التي وقع فيها النظام‬ ‫ـ في تلك الفترة ـ انه لم يتنبهْ أن المؤسسات‬ ‫التعليمية التي بناها النظام نفسه قد أحدثت تغيراً‬ ‫في بنية المجتمع ‪ ،‬وأن جيالً جديداً اكتسب قاعدة‬ ‫واسعة قد بدأ يتطلع إلي نوع جديد من الحياة‬ ‫‪ ،‬وإلى أسلوب جديد في الحكم يكون له دور‬ ‫فيه‪ ،‬ولكن النظام‪ ،‬بدالً من اشتراكه في إدارة‬ ‫شؤون بالده‪ ،‬نراه يزج بعدد من قياداته الشابة‬ ‫في السجن في سنة ‪ ، 1967‬وكان ظهور النفط‬ ‫عامال آخر في تصدع بنية النظام على الرغم من‬ ‫تحذير الملك من خوفه أن يتحول النفط من نعمة‬ ‫إلي نقمة إذا لم يحسن القائمون على شؤون البالد‬ ‫االستفادة منه في نمو البالد وتطويرها ‪ ،‬فتكالب‬ ‫عليه سماسرة الداخل والخارج ‪ ،‬وذهب إلى‬ ‫جيوب الطفيليين واالنتهازيين ‪ ،‬مما دفع شاعراً‬ ‫شعبيا ً على أن يتساءل في قصيدة مشهورة‪:‬‬

‫وين ثورة البترول يا سمساره ‬

‫لقد هيأت هذه األخطاء المجال واسعا ألية‬ ‫مغامرة ‪ ،‬وكان انقالب سبتمبر ‪ 1969‬نتيجة‬ ‫طبيعية لها ‪.‬‬ ‫واليوم تتاح لنا هذه الفرصة مرة ثانية فعلينا إال‬ ‫نفرط فيها ‪ ،‬إننا نبدأ من نقطة بيضاء هيّأتها لنا‬ ‫ثورة السابع عشر من فبراير ‪ ،‬فعلينا أن ننطلق‬ ‫منها نحو المستقبل الذي نريده ‪ ،‬إن بالدنا تزخر‬ ‫بالخيرات والقدرات في الميادين كافة‪ ،‬في الفكر‬ ‫والسياسة واألدب والقانون واالقتصاد ‪ ،‬والعلوم‬ ‫الطبيعية‪ ،‬وهي أيضا تحفل بالثروات الطبيعية‬ ‫المختلفة‪ ،‬وبهاتين الثروتين البشرية والطبيعية‬ ‫نستطيع أن نبني ليبيا التي يريدها كل الليبيين‬ ‫إذا ما أحسنا التخطيط والتوظيف وأخلصنا النية‬ ‫وصممنا على العمل ‪.‬‬ ‫لقد رددنا مع شبابنا الثوار هتافا ً انطلق من القلوب‬ ‫قبل أن يصل إلي الحناجر ‪ (( :‬دم الشهداء ما‬ ‫يمشيش هباء )) هذا الهتاف قسم (( وإنه لقسم‬ ‫لو تعلمون عظيم )) قطعناه على أنفسنا على أن‬ ‫نسير في طريق الثورة ‪ ،‬بال نكوص وال تراجع‬ ‫وال تنازع ‪ ،‬حتى نحقق النصر النهائي وهو ـ‬ ‫بإذن هللا ـ قريب وأن نبني ليبيا الحرة الموحدة‬ ‫كما حلم بها شهداؤنا األبرار وطنا قويا عزيزاً‬ ‫كريما‪ ،‬وطنا ً للحب والخير السالم ‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫الفنان والسلطان‬ ‫الفن الحقيقي ـ وفق تصور سائد ـ‬ ‫يبقى ويخلد؛ أما الفن الزبد فيذهب‬ ‫جفاء‪ ،‬تطفو فقاعاته زمنا ثم يذروها‬ ‫الزمن‪ .‬هذا ما جعل فالسفة اليونان‬ ‫يتحدثون عن ربة الجمال الخالدة‪،‬‬ ‫وجعل درويش يذ ّكر الفناء بهزيمته‬ ‫أمام جحافل المبدعين بقوله «قتلك‬ ‫ياموت الفنون جميعها»‪.‬‬

‫وتماما كما أنه ليس لنا أن نطلب من‬ ‫الفنان أن يمثّل الواقع في فنه‪ ،‬فإنه‬ ‫ليس لنا أن نطلب منه أن يمتثل فيه‬ ‫لقيم أخالقية يتعارف عليها المجتمع‪،‬‬ ‫أو تطلعات سياسية يتوق إليها أبناؤه‪.‬‬ ‫ذلك أن المجتمع‪ ،‬بمنظومته األخالقية‬ ‫والسياسية‪ ،‬يظل في النهاية واقعا‪ ،‬قد‬ ‫ينصاع له الفرد بوصفه عضوا في‬ ‫المجتمع‪ ،‬وقد يرصد العالم ظواهره‪،‬‬ ‫غير أنه ال شيء يلزم الفنان من حيث‬ ‫المبدأ أن يرتهن به‪ .‬وبطبيعة الحال‪،‬‬ ‫ليست هذه دعوة لتعدي الفن على‬ ‫حرمات يقدسها المجتمع‪ ،‬وال للتنكر‬ ‫لقيم قد يرتهن عيشنا الكريم بتحقيقها‪،‬‬ ‫بل هي دعوة إلى الحرص على عدم‬ ‫خلط األوراق والمعايير‪ ،‬والتأكد من‬ ‫الفصل بين قيم الحق والخير والجمال‪.‬‬

‫وألن السياسي في معظمه ممارسة‬ ‫ال يستقر لها حال‪ ،‬وألنه يتعامل في‬ ‫الغالب مع العابر والمتحول‪ ،‬قد يبدو‬ ‫أن فرص تالقيه مع الفني ليست‬ ‫تعبر‬ ‫وافرة‪ ،‬وأن األعمال الفنية التي ّ‬ ‫عن مناسبات سياسية تفقد قيمتها‬ ‫حين يطوي التاريخ صفحتها‪ ،‬وأن‬ ‫الفنان يخاطر بمجده حين يوظف فنه‬ ‫في خدمة السلطان‪ ،‬وأن هناك قيما‬ ‫أخالقية يعلو الفن ما التزم بها‪ ،‬ويدنو إو�ذا كان العمل الفني ال يحوز قيمة‬ ‫ما تخلى عنها‪.‬‬ ‫فنية ألنه انتهك مبادئ أخالقية أو‬ ‫عبث بمقدسات المجتمع‪ ،‬فإن ال‬ ‫وتنهض عالقة الفني بالثابت والراسخ يحوزها لمجرد أنه حافظ على القيم‬ ‫على تصور يحدث قطيعة بين الفني‬ ‫كف عن العبث بالمقدسات‪ .‬وآية‬ ‫أو ّ‬ ‫والنفعي‪ ،‬ويسمو بالفن عن استهداف ذلك أن المجاز خيانة لقيمة الحق‪،‬‬ ‫أية مصالح خاصة‪ .‬في المقابل‪ ،‬فإن رغم أن هذا ال ينقص من جمالياته‬ ‫السياسي نفعي بطبيعته‪ ،‬والمصالح شيئا‪ ،‬فأعذب الشعر كما يقال أكذبه‪.‬‬ ‫التي يستنكف الفن عن‬ ‫ّ‬ ‫تغرضها وحتى في السياقات اليومية‪ ،‬مطلب‬ ‫متضمنة في تعريفه‪ ،‬ما يعمق الهوة الحق مختلف تماما عن مطلب الخير‬ ‫بين السياسي والفني وفق اعتبارات ومطلب الجمال‪ .‬إن من يقول المرأة‬ ‫مفهومية خالصة‪.‬‬ ‫إنها ليست جميلة قد يقول الحق؛‬ ‫غير أن ارتباط الفني بالثابت والراسخ‪ ،‬لكن ديستوفيسكي يعلن على لسان‬ ‫وترفعه عن وحل المصالح السياسية‪ ،‬أجليا‪« :‬أنت تقول الحق‪ ،‬فيا لك من‬ ‫ّ‬ ‫ال يلزم بكف الفنان عن تناول الزائل ظالم»‪ .‬ذلك أن قول الحق ليس دوما‬ ‫ّ‬ ‫والعابر‪ ،‬بل بتناول الزائل والعابر على فضيلة‪ ،‬خصوصا في الفن‪ ،‬ويشهد‬ ‫نحو يسلب زواله وعابريته‪ ،‬ويفلته من على ذلك أنه ال تشفع للقصيدة دعوتها‬ ‫قبضة الزمن‪ ،‬ويؤبد قيمته الجمالية‪ .‬إلى األخالق النبيلة‪ ،‬إذا كان مخيال‬ ‫ومهما اختلفنا حول هوية الفن وجدواه‪ ،‬صاحبها يعاني من ضيق‪ ،‬وأن شاعر‬ ‫يتبدى أن عالمته الفارقة تتمظهر في الخمريات ال يدان فنيا لمجرد أنه يروج‬ ‫كونه احتفاء بالجمال‪ ،‬وأن هذا االحتفاء لبضاعة محرمة‪ ،‬وأنه ال ينقص من‬ ‫سجية تسم كل فن جدير بأن يوصف سيمفونيات موزارت أنه كان شخصية‬ ‫بهذا الوصف‪ .‬وألن السياسي قابل متفسخة أخالقيا‪.‬‬

‫رغم عابريته وزواله ألن يكون موضعا إو�ذا كان عبد الرحمن بدوي يقول إن‬ ‫لالحتفاء الجمالي‪ ،‬فإن حظوظ تالقيه وجد الرذيلة أوفر حظا في التمكين من‬ ‫مع الفني ليست ضئيلة إلى الحد الذي اإلبداع من وجد الفضيلة‪ ،‬فإنه يغفل‬ ‫قد نتوهم‪.‬‬ ‫عن كون الفصل بين األخالق والفن‬ ‫ال يكون عبر الربط بين الفجور والفن‪،‬‬

‫بل بتبيان أن األعمال الفنية‪ ،‬أكانت‬ ‫فاضلة أم فاسفة‪ ،‬ال تعاير إال وفق‬ ‫تحقيقها لقيمة الجمال‪ .‬ولعل بدوي أراد‬ ‫أن وجد الرذيلة‪ ،‬لتحرره من تابوهات‬ ‫األخالق‪ ،‬يطلق سراح المخيال الفني‬ ‫فيعظّم فرصه في اإلبداع‪ .‬غير أن‬ ‫المحك يرتهن في النهاية بمدى استيفاء‬ ‫العمل الفني الستحقاقات جمالية‪،‬‬ ‫بصرف النظر عن بواعثه األخالقية‬ ‫وما تيسر له من سوانح‪.‬‬ ‫ومهما يكن من أمر‪ ،‬للفنان أن يسهم‬ ‫في تكريس قيم إنسانية من قبيل العدالة‬ ‫والحرية والمساواة‪ ،‬وأن يشارك بفنه‬ ‫في النضال في تحرير الوطن‪ ،‬وأن‬ ‫عن له‬ ‫يخوض في الشأن السياسي ما ّ‬ ‫توسل في قيامه بذلك‬ ‫الخوض‪ ،‬طالما ّ‬ ‫أدوات قادرة على التعبير عن احتفائه‬ ‫بالجمال‪.‬‬ ‫وألنه محتم على الفنان ـ كأي مثقف‬ ‫ـ أن يصطدم بالسلطان‪ ،‬خصوصا‬ ‫إذا زعم السلطان امتالك الحقيقة‪ ،‬أو‬ ‫عاث في األرض فسادا‪ ،‬أو حجر على‬ ‫الناس حقهم في التعبير‪ ،‬فإن جدلية‬ ‫الفنان والسلطان تثير أسئلة قد تصعب‬ ‫علينا اإلجابة عنها طالما أصررنا على‬ ‫الخلط بين قيم الحق والخير والجمال‪.‬‬ ‫هكذا قد نتساءل ما إذا كان يلزم الفنان‪،‬‬ ‫حين يتعامل مع سلطة مستبدة‪ ،‬أن‬ ‫يلوذ بصمته فيضحي بتجربته مرة إو�لى‬ ‫األبد؛ أو يفصح عن إبداعاته التي‬ ‫تثير حفيظة السلطان فيعرض حياته‬ ‫وتجربته لموت محقق؛ أو يتخذ من‬ ‫الرمز سبيال للظفر بحسنيين؛ حسنى‬ ‫البوح واإلبداع وحسنى التقية والنجاة؟‬ ‫أم ترى أن هناك سبيال مشروعة لعقد‬ ‫زواج متعة بين الفنان والسلطان‪ ،‬تم ّكن‬ ‫كليهما من قضاء وطره من اآلخر؟‬ ‫وفي معرض مقاربتي لهذه األسئلة أقول‬ ‫إن موقف الفنان الذي يكره على إنتاج‬ ‫أعمال فنية استجابة لممليات السلطان‬ ‫ال يختلف من حيث المبدأ عن موقف‬ ‫أي مواطن يطلب منه االمتثال ألوامر‬ ‫حاكم جائر‪ .‬ذلك ألن هذا المأزق‬ ‫ال يواجه الفنان فنانا‪ ،‬بل مواطنا له‬

‫نجيب الحصادي‬ ‫حقوق وتلزمه واجبات‪ .‬إو�ذا حدث‬ ‫أن امتثل الفنان لمطالب السلطان‪،‬‬ ‫فإن هذا يدينه مواطنا ال فنانا‪ ،‬ألن‬ ‫قيمة ما ينتج من أعمال فنية أجدر‬ ‫تقوم وفق معايير جمالية صرفة‪.‬‬ ‫أن ّ‬ ‫باختصار‪ ،‬فإن السقوط السياسي ال‬ ‫يستلزم السقوط الفني‪ ،‬تماما كما أن‬ ‫مشاركة الفنان في النضال السياسي‬ ‫ال تضمن رقي أعماله الفنية‪.‬‬ ‫وبطبيعة الحال‪ ،‬فإننا ال نقتصر في‬ ‫سياق االستجابة لألعمال الفنية على‬ ‫الركون إلى معايير فنية خالصة‪،‬‬ ‫بل نقحم اعتبارات أخالقية وسياسية‬ ‫ودينية‪ .‬وال تثريب على ذلك بل ال‬ ‫عجب فيه‪ ،‬فالمرء ال يستجيب وال‬ ‫يلزمه أن يستجيب ألي شيء من‬ ‫منظور واحد‪ ،‬بل إن فهمه ألي شيء‬ ‫على نحو مناسب قد يستدعي إعمال‬ ‫معايير ومقاربات متنوعة‪ .‬واألمر‬ ‫المهم في سياق استجابتنا لألعمال‬ ‫الفنية هو أال نركن إلى معايير أخالقية‬ ‫أو سياسية أو حتى دينية في سياق‬ ‫تقويمها فنيا‪.‬‬ ‫غير أن جميع ما أسلفت يتسق تماما‬ ‫وتغرض الفن مآرب مزدوجة‪ ،‬تم ّكن‬ ‫ّ‬ ‫من تفاعل السياسي والفني على‬ ‫نحو يرضي تطلعاتنا السياسية ويلبي‬ ‫احتياجاتنا الفنية‪ .‬إن الفنان كغيره من‬ ‫البشر يتخذ مواقف سياسية‪ ،‬ومن حقه‬ ‫أن يعبر عن هذه المواقف باألسلوب‬ ‫الذي يرتئي‪ .‬وال ريب في أن التاريخ‬ ‫الفني يحفل بأعمال سياسية استوفت‬ ‫أرقى المعايير اإلستطاقية‪ ،‬فحقق‬ ‫أصحابها المجدين‪ ،‬الفني واألخالقي‪.‬‬ ‫غير أنه يلزمنا دوما أن نتذكر أن‬ ‫خي ار وجميال‪ ،‬لكن هذا‬ ‫المحق قد يكون ّ‬ ‫ليس سر أحقيته؛ تماما كما أن الجميل‬ ‫وخيرا‪ ،‬لكن هذا ليس‬ ‫قد يكون محقا ّ‬ ‫مكمن جماله‪ .‬ويلزمنا أيضا أن نتذكر‬ ‫أن دفاع الفنان عن قيم العدل والحرية‪،‬‬ ‫ونضاله ضد الظلم والطغيان‪ ،‬قد‬ ‫يجعل أعماله أكثر نبال وشرفا‪ ،‬لكنه‬ ‫ال يجعلها بالضرورة أشد بهاء وجماال‪.‬‬


‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪21‬‬

‫اجلسد كموضوع عقاب‬ ‫محمد الترهوني‬ ‫ما هو التعذيب ؟ هو عقاب جسدي ‪ ،‬مؤلم ‪ ،‬يتفاقم إلى‬ ‫حد الفظاعة نوعا ما‪ ،‬وليكون التعذيب عقابا يجب‬ ‫أن يتجاوب مع معيار رئيسي وهو أن يحدث كمية‬ ‫من الوجع ‪،‬إذا لم يكن باإلمكان قياسها بدقة ‪ ،‬فإنه‬ ‫يمكن تقديرها ‪ ،‬ومقارنتها وترتيبها ‪ ،‬فالموت مثال‬ ‫يكون تعذيبا بمقدار ما ال يكون فقط حرمانا من الحق‬ ‫في الحياة ‪ ،‬الموت التعذيبي هو فن إمساك الحياة‬ ‫في الوجع ‪ ،‬لهذا يكون التعذيب عقابا عندما يرتكز‬ ‫على فن بأكمله من التحكم في كمية الوجع ‪،‬لقد كان‬ ‫الجسد عبر التاريخ هو الهدف الرئيسي للقمع ‪ ،‬في‬ ‫أثينا وبعد انهيار الديمقراطية ‪ ،‬كان التعذيب وسيلة‬ ‫النتزاع الحقيقة ‪ ،‬واعتبر أرسطو‪ -‬وهو أحد كتاب‬ ‫التعذيب وسيلة مشروعة لتحقيق‬ ‫األدبيات الطبية ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫هذا الهدف ‪ ،‬كان عصر الديمقراطية في أثينا ‪ ،‬عصر‬ ‫الجسد بامتياز ‪ ،‬عصر األلعاب األولمبية ‪ ،‬وعصر‬ ‫االهتمام بالذات من أجل القدرة على ممارسة وظائف‬ ‫مهمة في المدينة ‪ ،‬إنه إصالح دائم للذات من خالل‬ ‫النمط الطبي ‪ ،‬فما نجده في األدبيات الطبية ‪ ،‬كمدونة‬ ‫أبوقراط ‪ ،‬هو ضبطٌ للجسد من خالل تقنية تؤ ِّمن‬ ‫لهذا الجسد القوة الالزمة واإلدارة المعقولة ‪ ،‬فالطب‬ ‫ُولد بحسب أبوقراط من االهتمام األول واألساسي‬ ‫بالحمية ‪ ،‬قامت الديمقراطية والطب بضمان الجسد‬ ‫الذي يلعب ‪ ،‬ويكيف ‪ ،‬ويدرب ‪ ،‬ويطوع ‪ ،‬الذي‬ ‫يستجيب ‪ ،‬ويصبح ماهرا وتتكاثر قواه ‪ ،‬أما في عصر‬ ‫أثينا الدكتاتورية فقد كان الجسد هدفا للقمع والتعذيب‬ ‫‪ ،‬ولم تقتصر عملية التعذيب على العبيد واألسرى ‪،‬‬ ‫بل كل الخصوم بما فيهم المواطنون األحرار كانوا‬ ‫هدفا للعذاب بواسطة المخلعة والكرة النحاسية ‪ ،‬في‬ ‫روما كان على الروماني أن يكون جديا حتى التقشف‬ ‫‪ ،‬رسميا حتى في الرغبات الحسية والتهكمية ‪ ،‬في‬ ‫إمبراطورية تجيد فن الحرب ‪ ،‬كان الطب ضروريا‬ ‫فالتغذية والتدريب كانا عنصرين أساسيين للحمية‬ ‫ومجد اإلمبراطورية ‪ ،‬فروما هي مثال للسيطرة على‬ ‫السلوك من خالل تقنيات طبية وعملية تصنع الجسد‬ ‫المطيع والخاضع ‪ ،‬أي الجسد النافع ‪ ،‬ولكن هذا قبل‬ ‫عام ‪ 43‬قبل الميالد أما بعد انهيار القانون والحقوق‬ ‫المدنية ‪ ،‬فقد أصبح التعذيب يستخدم النتزاع الشهادة‬ ‫ويطبق على الجميع أسرى وعبيد وأحرار ‪ ،‬وبنفس‬ ‫الوسائل ألن األطباء اإلغريق قد جلبوا معهم إلى‬ ‫روما فن الطب وفن التعذيب في نفس الوقت ‪ ،‬كان‬ ‫الطب يتقدم للوصول إلى جسد صحيح فقد تم التحول‬

‫في هذه المرحلة من الترياق إلى العالج ‪ ،‬وكانت‬ ‫تقنية التعذيب تتقدم بجنون لتشمل تعذيب الروح مع‬ ‫الجسد ‪ ،‬ومع بداية النصف األول من القرن الثالث‬ ‫عشر بدأت محاكم التفتيش ‪ ،‬وكانت مجرد نظرة‬ ‫واحدة فقط لغرفة التعذيب وما فيها من معدات كافية‬ ‫لالعتراف بأي شيء ‪ ،‬بعد ذلك توقف العقاب على أن‬ ‫يكون علنيا ‪ ،‬لقد أصبح السجن وبسبب الحجز نوعا‬ ‫من تدبير ألم جسدي ‪ ،‬واختار الطب المستشفى العام‬ ‫مؤسسة لتُجسد الحجز بامتياز ‪ ،‬تم إقصاء المريض‬ ‫بالجذام والمجنون ‪ ،‬وكل من يقع في دائرة المراقبة‬ ‫الطبية تم عزله وإبعاده؛ أي سجنه ‪ ،‬عبر التاريخ كان‬ ‫الجسد موجودا ضمن حقل سياسي ‪ ،‬فعالقات السلطة‬ ‫تعمل فيه عمال مباشرا ‪ ،‬فهي توظفه ‪ ،‬وتطبعه ‪،‬‬

‫وتقومه ‪ ،‬وتعذبه ‪ ،‬وتجبره على أعمال ‪ ،‬والطب‬ ‫كان ضمن هذا الحقل أداة من أدوات تحقيق هدف‬ ‫السلطة ‪ْ ،‬‬ ‫وإن بطريقة غير مباشرة ‪ ،‬فالخدمة الطبية‬ ‫بالنسبة للسلطة ما هي إال تكنولوجيا سياسية للجسد ‪،‬‬ ‫توفر الجسد النافع لكن المستعبد ‪ ،‬والذي يقدم الطب‬ ‫وسائل تعذيبه من أجل إعادة إقرار سيادة السلطة إذا‬ ‫تم معارضتها في أي لحظة ‪ ،‬فالعقاب بالنسبة للسلطة‬ ‫لم يكن يوما ما تمجيدا لقوتها ‪ ،‬بل هو جزء من ذاتها ‪.‬‬ ‫هناك أربعة نماذج كبرى من نماذج المجتمع العقابي‬ ‫‪ ،‬المجتمعات التي تقوم على االستبعاد (النفي) ‪،‬‬ ‫المجتمعات المنظمة على التعويض (العين بالعين)‬ ‫‪ ،‬المجتمعات المنظمة للعقاب انطالقا من الوشم‬ ‫(ترك أثر التعذيب) ‪ ،‬المجتمعات التي ترتكز على‬ ‫السجن ‪ ،‬وال يخفى عليكم أن القذافي قد استخدم كل‬ ‫هذه األنواع ضد المجتمع الليبي ‪ ،‬لكن ما يهمنا هنا‬ ‫هو تاريخ القذافي مع هدم وتحطيم جسد اإلنسان‬ ‫الليبي ‪ ،‬فهدم بنية النظام الطبي ‪ ،‬والمؤسسة الطبية‬ ‫والصحية كان تعبيرا عن كراهية هذا النظام لشعبه ‪،‬‬ ‫وهو في نفس الوقت عقاب جماعي طال كل الليبيين‬ ‫‪ ،‬إنها تقنية عقابية للشعب متمثلة في جسده ‪ ،‬لقد‬ ‫حمل جسد الشعب الليبي قبل الثورة ‪ ،‬و أثناء الثورة‬ ‫وحتى هذه الساعة أثر عقاب القذافي بسبب الثورة‬ ‫عليه ‪ ،‬فأثر الطلقات الحية ‪ ،‬واألعضاء المبتورة ‪،‬‬ ‫وآثار التعذيب في السجون كلها تشهد على العقاب‬ ‫وعلى التعذيب ‪ ،‬هذا غير المضمون الجنسي للتعذيب‬ ‫الجسدي والمتمثل في االغتصاب ‪ ،‬زد على ذلك أن‬ ‫هذا النوع من التعذيب يستخدم لجعل الخوف نوعا‬ ‫من العقاب ‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫الالوعي السياسي‬ ‫ربما ورد هذا االصطالح ألول مرة لدى‬ ‫الروائي الفرنسي موريس باريه‪ ،‬الذي‬ ‫اشتهر بميوله إلى األفكار التي تمثل بدايات‬ ‫الفاشية والعداء للمثقفين والمفكرين‪ ،‬في‬ ‫أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬وكان يدعو‬ ‫لهذه الفكرة التي تقول أن أجناسا ً وأمما ً‬ ‫بأكملها لديها أفكار وميول جماعية يمكن‬ ‫استثمارها بشكل أسهل وأجدى‪ ،‬ومن‬ ‫ثم ليظهر هذا المصطلح في كتابات‬ ‫تشومسكي وبورديو الناقدة لهذا التوجه‪،‬‬ ‫وبشكل أوضح لدى المفكر األمريكي‪ ،‬من‬ ‫أصل فلسطيني‪ :‬إدوارد سعيد ‪ ،‬وباعتبار‬ ‫أن تلك النزعات الشيفونية المتعصبة‪،‬‬ ‫مثل النزعة القومية‪ ،‬والتي تبنتها برامج‬ ‫وأدبيات سياسية كانت تحاول إرضاء هذه‬ ‫الفكرة عبر تأجيج وجدان جماعي خرج‬ ‫مستفزا من حقبة استعمارية صعبة‪.‬‬ ‫يتمظهر مفهوم الالوعي السياسي في‬ ‫الفكرة المسبقة والمتحمسة لدى جمهور‬ ‫واسع‪ ،‬والعمل من أجلها باندفاع دون‬ ‫الخوض في مقتضياتها التاريخية أو‬ ‫محتواها المعرفي‪,‬‬ ‫وأفضل تمثيل لهذا المفهوم هو معاداتنا‬ ‫الالواعية للغرب المسيحي‪ ،‬وفق حالة‬ ‫عامة من االستسالم العقلي أو باألحرى‬ ‫العاطفي لكون كل ما هو غربي عدواً‬ ‫مفترضا ً لنا‪ ،‬وقد لعبت األنظمة العربية‬ ‫باستخدام كل أدواتها التعبوية دورا في‬ ‫تربية هذه النزعة العدائية المستريبة‬ ‫تجاه اآلخر‪ ،‬خصوصا في مرحلة ما بعد‬ ‫االستعمار ‪ ،‬من أجل الحرص على عدم‬ ‫تسرب أية قيم سياسية أو حقوقية جديدة‪،‬‬ ‫مثل الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬والتي‬ ‫قد تفكك بنية أنظمة كانت تبني على مهل‬ ‫منظوماتها ومؤسساتها الشمولية‪ .‬وقد‬ ‫انخرط العديد من المثقفين الذين يعملون‬ ‫في حماية هذه السلطة وإغراءاتها في‬ ‫جوقة المشككين في االنفتاح على الثقافات‬ ‫األخرى عبر حالة شاملة من االستالب‬ ‫تجاه هذه التعميم التاريخي لفكرة اآلخر‬ ‫والغرب خصوصا‪ ،‬والمحصلة أنه لم‬ ‫نعجز عن فهم الغرب فقط ولكننا عجزنا‬ ‫حتى عن فهم أنفسنا‪.‬‬ ‫سيبرز هذا االتجاه من جديد وبقوة مع‬ ‫الثورات العربية الراهنة‪ ،‬والتي يعمل‬ ‫من يحاولون سرقتها على تأجيج مظهر‬ ‫الالوعي السياسي أو استثماره لخلق‬ ‫قاعدة عريضة للتوجهات الحزبية أو‬ ‫البرامج السياسية للوصول بسرعة إلى‬

‫سدة الحكم‪ .‬خصوصا مع اإلحساس بعدم‬ ‫وجود أرضيات شعبية لهذه األحزاب‬ ‫التي تحولت مع الزمن إلى نسخة من‬ ‫األنظمة الساقطة أو المنادى بسقوطها‬ ‫حين أصيبت بعدواها إثر التعايش السلمي‬ ‫معها كديكور ديمقراطي أو مواجهتها من‬ ‫الخارج بنفس آلياتها‪ .‬كانت فعال مصابة‬ ‫بعدوى هذه األنظمة في تنظيمها وفي‬ ‫عالقتها بالشارع ‪ ،‬في بناها اإلدارية وفي‬ ‫سلطة الفرد الواحد إليها‪ ،‬مرشدا كان أم‬ ‫رئيس حزب‪.‬‬ ‫ومع إخفاق جل المشاريع السياسية‬ ‫األخرى شكلت النزعة الدينية في العقود‬ ‫األخيرة في منطقتنا أحد مظاهر الالوعي‬ ‫السياسي بشكل يشبه ما صاحب الحروب‬ ‫الصليبية من دعاية أو تنظيرات النازية‬ ‫والفاشية‪ ،‬باعتبارنا الجنس األفضل‬ ‫الجدير بالحياة والدين الوحيد الحق على‬ ‫األرض‪ ،‬وباعتبار أن الحل الوحيد‬ ‫ألزمات العالم بين أيدينا‪ ،‬متجاهلين‬ ‫األقليات أو األكثريات الطائفية والعرقية‬ ‫التي تشكل نسيج الحياة االجتماعية‪.‬‬ ‫تظهر أزمة مثل هذه الخطابات جليا في‬ ‫أدبيات األخوان التي تنطلق من مرجعية‬ ‫دينية وتدعو في الوقت نفسه لقيام دولة‬ ‫مدنية دستورية في حالة واضحة مما‬ ‫يسميه المفكر اإليراني داريوش شايغن‬ ‫«التصفيح» أو التلفيق الذي يمزج بشكل‬ ‫مضحك بين حقلين معرفيين مختلفين‬ ‫تماماً‪ .‬والنموذج اإليراني هو األوضح‬ ‫لهذا التصفيح الذي وضع تلك األمة‬ ‫العريقة في حالة فصام تاريخي دفعت‬ ‫ومازالت تدفع ثمنه من حريات‪ ،‬وتنمية‬ ‫واستقرار المجتمع اإليراني‪.‬‬ ‫اآلن تراهن هذه األحزاب على مساحة‬

‫الالوعي السياسي لتوظيفها بشكل‬ ‫انتهازي للوصول إلى السلطة عبر وجدان‬ ‫مؤجج بشجون اللحظة ومخدوما بتراث‬ ‫من االستبداد الذي قادته النخب العسكرية‬ ‫في تحالفها مع العائالت الحاكمة‪.‬‬ ‫النموذج الواضح لدينا لهذه النزعة هم‬ ‫جماعة األخوان في مصر حيث يحاول‬ ‫بعض المتنورين الجدد الخروج من عباءته‬ ‫والتأسيس لحزب سياسي أوسع يستمد‬ ‫حيويته من مرجعية دينية‪ ،‬ودليلهم في ذلك‬ ‫النموذج التركي الذي يعمل على توطيده‬ ‫رجل مثقف وسياسي محنك «أردوجان»‬ ‫جاء ليكسب الشارع في دولة ذات بنى‬ ‫علمانية متجذرة وقوية‪ ،‬لكنه لم يأت على‬ ‫جواد (الالوعي السياسي) بل محموال على‬ ‫توجه جديد من (الوعي السياسي) المبني‬ ‫على طبيعة المرحلة التاريخية والواقع‬ ‫على األرض‪ ،‬منطلقا من استلهام الثقافة‬ ‫اإلسالمية وليس من الشريعة‪ ،‬من العقل‬ ‫اإلسالمي الذي تشكل على مدى قرون‬ ‫من التفاعل‪ ،‬وليس من الوجدان فقط ‪،‬‬ ‫وحين نقول الثقافة اإلسالمية نعني تاريخ‬ ‫الحوارات المعرفية والفلسفية والتفاعل‬ ‫مع الحضارات األخرى وعلوم االجتماع‬ ‫والسياسة التي نضجت إبان المراحل‬ ‫المختلفة للتاريخ اإلسالمي‪ ،‬وهو الشأن‬ ‫الذي أعطى هذا التوجه مساحة واسعة من‬ ‫التعايش والتصالح بين المتناقضات في‬ ‫المجتمع التركي‪.‬‬ ‫وبذلك تجاوز أردوغان مشروع أربكان‬ ‫المرتبك الذي كان معتمدا على فكرة‬ ‫الالوعي السياسي في مجتمع تجذر فيه‬ ‫الوعي السياسي ‪ ،‬ما جعله يعمل في‬ ‫أرضية صعبة أدت إلى اإلخفاق ‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلق فإن الالوعي السياسي‬

‫سالم العوكلي‬ ‫الذي حكمنا طيلة عقود النظام‪ ،‬مستعينا‬ ‫بأطروحة سيكولوجية الجماهير في‬ ‫كتاب جوستاف لوبون الذي كان انجيل‬ ‫موسوليني‪ ،‬ومستخدما لغة أورويل الجديد‬ ‫التي تجعل الكلمات منتجة في الواقع‬ ‫لعكس معانيها طبق توصيف امبرتو إيكو‬ ‫للفاشية األصلية‪ ،‬إن هذا الالوعي يترصده‬ ‫اآلن انتهازيو هذه الثورات العظيمة‪،‬‬ ‫وعيونهم على الصندوق الذي سيوصلهم‬ ‫إلى السلطة عبر وجدان مؤجج وليس عبر‬ ‫رأي أو خيار سياسي‪ ،‬عبر ال وعي شائع‬ ‫وليس عبر وعي سياسي‪.‬‬ ‫لذلك ستكون هذه الثورات عقيمة‪ ،‬إن لم‬ ‫تُسقط ليس األنظمة فحسب‪ ،‬ولكن كل‬ ‫بنى الفاشية التي ترعرعت في ظل هذه‬ ‫األنظمة‪ ،‬والتي من الطبيعي أن تصاب‬ ‫بعدواها‪ ،‬ومن خالل حقيقة سيكولوجية‬ ‫تقول أن الضحية سرعان ما تتحول إلى‬ ‫جالد حين تقضي على الجالد‪ ،‬وفي‬ ‫التاريخ السياسي كما في الحياة اليومية‬ ‫الكثير من البراهين على ذلك‪.‬‬ ‫لقدر رأينا كيف صدرت المعارضة‬ ‫الليبية أزماتها القديمة وخالفاتها إلى‬ ‫شباب الثورة وتشكيالته‪ ،‬خصوصا وهم‬ ‫يتباهون بخبرة سياسية يفتقد الجيل الحالي‬ ‫لها‪ ،‬لكن تلك الخبرات تشكلت في حضن‬ ‫األزمة ‪ ،‬بينما األجيال الجديدة تحتاج إلى‬ ‫خبرات تتشكل في قلب النهضة‪ ،‬ولذلك‬ ‫ال معنى لثورة ال تنقض على كل البنى‬ ‫السابقة للعقل وألنماط التفكير وتنتج وعيا ً‬ ‫جديدا‪ ،‬أهم ما فيه القدرة على تجاوز‬ ‫التناقضات الحادة إلى الرغبة الحقيقية‬ ‫في بناء دولة الجميع‪ ،‬واألهم من ذلك‬ ‫إعادة إنتاج عالقتنا بالغرب وبالحضارات‬ ‫على األرض وفق عقل مصلحي يعرف‬ ‫أين يكسب ومتى‪ ،‬وليس عبر انفعاالت‬ ‫وعواطف كاذبة أورثنا إياها نظام‪ ،‬بقدر‬ ‫ما تفاخر بمعاداته للغرب بقدر ما أفصح‬ ‫عن ارتمائه المجاني في أحضانه للحفاظ‬ ‫على سلطته بعد أن فقد أية إمكانية للتصالح‬ ‫مع الداخل‪ ،‬والنتيجة كانت معادلة خبيثة‬ ‫أفضت إلى هذا الخراب‪ ،‬تحقيق مصالح‬ ‫الغرب مقابل االستمرار في السلطة‪ .‬بدل‬ ‫أن تكون حالة من التوافق بين مصالحنا‬ ‫ومصالح العالم كسبيل أجدى لنهضتنا‬ ‫وتنميتنا وتحقيق دولتنا الديمقراطية التي‬ ‫تستمد قوتها من احترام العالم لها وليس‬ ‫من مقايضته باالستمرار في السلطة‪.‬‬


‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫رحيل‬

‫هاشم اهلوني‬ ‫الفنان والصحفي‬

‫• ‬

‫هند علي‬

‫‪23‬‬

‫ولد هاشم الهوني عام ‪ 1942‬م بمدينة طنطا بمصر ‪ ،‬وبدأمسيرته كملحن‬ ‫ومطرب عام ‪ 1965‬م ‪.‬‬ ‫وقد قدم العديد من األغاني من أشهرها ‪ :‬صبر أيوب و تنشدني عن الصحة‬ ‫ويا أمي ‪ .‬وله أغنية باالنجليزية ‪.‬‬ ‫وقد عمل بالصحافة فكان المحرر الفني لصحيفة الحقيقة خالل ستينات‬ ‫القرن الماضي وحتى توقف الصحيفة عن الصدور ‪ .‬اصدر جريدة الحوار‬ ‫بمشاركة أخيه الصغير السنوسي الهوني في اليونان ‪ ،‬ثم بمشاركة الشاعر‬ ‫أحمد فؤاد نجم أصدر جريدة صوت الناس ‪.‬‬ ‫وهذا أخر حوار أجري معه قبيل وفاته ‪ ،‬وذلك عقب إصداره الثاني لجريدة‬ ‫الحقيقة‬

‫"•هاشم اهلوني ‪:‬‬

‫قفل الصحف يف عهد الطاغية كان جرمية وحنن حنتاج إىل جرعة كبرية من حرية الكلمة‬ ‫صحيفة الحقيقة كانت‬ ‫ضمن منابر إعالمية‬ ‫زخرت بها ليبيا ‪ ،‬قبل‬ ‫انقالب سبتمبر كان ثمة‬ ‫براح لتقبل الرأي والرأي‬ ‫اآلخر ‪،‬ومنذ االنقالب‬ ‫المشئوم وما رافقه من‬ ‫قمع واستبداد كان لإلعالم‬ ‫النصيب األكبر حيث تم‬ ‫إغالق الصحف الخاصة‬ ‫واحتكر القذافي القول‬ ‫والفعل ‪ ....‬اليوم وبعد‬ ‫ثورة فبراير المباركة‬ ‫الحراك الواسع‬ ‫نجد هذا ِ‬ ‫يشمل مناحي عدة ما‬ ‫ازدهرت وانتعش بريقها‬ ‫مع هبوب نسائم الحرية‬ ‫؛ ومنها عودة صحيفة‬ ‫الحقيقة التي تعد من رواد‬ ‫الصحف الليبية المهمة‬ ‫‪ ،‬وقد أسسها األخوان‬ ‫محمد ورشاد بشير‬ ‫الهوني عام ‪. 1964‬‬ ‫ضمت الحقيقة قامات من‬ ‫الكتاب واألدباء ‪ ،‬وحققت‬ ‫انتشارا واسعا وقبوال لدي‬ ‫كافة فئات المجتمع ونسبة‬ ‫قراءة عالية ‪ .‬حتى أن‬ ‫قرائها كانوا يصطفون في‬ ‫طوابير القتنائها ‪.‬‬

‫•يستذكر األستاذ هاشم الهوني ‪ -‬وهو‬ ‫أصغر األخوة المؤسسين للصحيفة بعض‬ ‫المحطات في مسيرة عمل يُعرف « بمهنة‬ ‫المتاعب « فيقول ‪ :‬هذا المكان تم الزحف‬ ‫عليه في عام ‪ 1980‬من قبل قطاع الورق‬ ‫والطباعة التابع لعهد الطاغية‪ ،‬ومن ثم‬ ‫استولت المؤسسة العسكرية عليه ‪ ،‬وأخذ‬ ‫الجيش في استعماله لطباعة كل ما يخص‬ ‫النظام ‪ .‬تألمت لما أضحى عليه المكان‬ ‫من دمار وخراب؛ لقد كان نظيفا بحديقته‬ ‫‪ ،‬وهو ملتقى لل ُكتاب و المحررين وكل‬ ‫الضيوف ‪ ،‬كانت الجلسة جميلة بوجود‬ ‫الخضرة والورد‪ ...‬أما عن سبب محاكمة‬ ‫حكومة القذافي لجريدة الحقيقة ‪ ،‬فيمكن‬ ‫القول أن النظام استهداف األعالم بشكل‬ ‫عام فأغلقوا كل الصحف ‪ ،‬وليبيا كلها‬ ‫عانت من ذلك ‪.‬‬ ‫•بخصوص فرحي بالحقيقة وعودتها هو‬ ‫جزء من الكل ؛ فالثورة التي قامت على يد‬ ‫الشباب لم يكن لديها مطامع مادية ‪ ،‬لدي‬ ‫تفاؤل بأننا سنبنى إنسانا و بالدا‪ ،‬علينا‬ ‫فقط التخلص من أنقاض الماضي المبني‬ ‫على باطل ‪ ...‬الحمد هلل أن ليبيا عادت‬ ‫ألبنائها وأتمنى أن ينعم هللا بالمسئولين‬ ‫القادمين حب ليبيا وفهم قيمة الوطن وأن‬ ‫ال يتقاعسوا عن أداء واجبهم ‪.‬‬ ‫وبسؤالنا أستاذ هاشم عن الدافع وراء‬ ‫إعادة جريدة الحقيقة وأجاب ‪ ...‬من‬ ‫‪ 40‬سنة فائته كان الكتاب األخضر يمنع‬

‫الصحف الخاصة ‪ ،‬وهي ضمن بنوده مما‬ ‫خلق منابر إعالمية ضعيفة ماتت على‬ ‫إثرها المهنة ‪ ،‬وانحرفت حتى في المناهج‬ ‫الدراسية عن طبيعة اإلعالم الحقيقي وما‬ ‫يجب عليه أن يكون ‪.‬‬ ‫واليوم نشهد ثورة إعالمية بدليل هذا الكم‬ ‫الهائل من الصحف الصادرة خالل فترة‬ ‫قصيرة من اندالع انتفاضة الحرية للشعب‬ ‫الليبي ‪ ...‬دافعي جاء من منطلق أنه مجال‬ ‫عملي الذي يشاطرني فيه الفن فاخترت‬ ‫الصحافة بهدف أن تكون الحقيقة منبر‬ ‫أعالمي يحاكي ثورتنا ‪ ،‬وهي ليس امتداد‬

‫مع حبيبته‬

‫مع فرج المذبل‬

‫لألصل أو هي بديل عنها ففي أحسن‬ ‫الظروف ستكون « أبنتها « ‪ .‬وفي هذا‬ ‫الوضع تختلف عنها وتخالفها أنما توافق‬ ‫الظروف والمناخ لجيل من القراء وفرسان‬ ‫الكتابة ‪ -‬لمن كان يكتب وكيف كان يكتب‬ ‫ولماذا كان يكتب ‪ -‬أما عن الشكل سيكون‬ ‫ثمة تشابه بالحقيقة األم وقريب مما كانت‬ ‫عليه الترويسة أما االختالف فسيكون في‬ ‫المضمون ‪.‬‬ ‫•كيف ترتقب وقع رجوع صدور جريدة‬ ‫الحقيقة ؟‬ ‫سوف يتوقف على نوع العمل المقدم‬

‫وهي مسؤولية ال ُكتاب ‪ ...‬في السابق‬ ‫مهمة المؤسس أن ينتج عمل وإدارة‬ ‫التحرير تبدأ العمل ومن ثم يتواجد ال ُكتاب‬ ‫ويتنافسوا لجودة العمل ‪ ،‬والحكم الفصل‬ ‫يقع على القارئ واآلن المهمة صعبة في‬ ‫ظل وجود االنترنت والوسائل اإلعالمية‬ ‫المسموعة والمرئية ‪.‬‬ ‫في حين كان لمدير تحرير الصحيفة‬ ‫الكاتب والروائي عبد الرسول العريبي‬ ‫ما يقول بشأن الحقيقة « مؤسسة رائدة‬ ‫نهض من خالله أهم كتاب الصحافة‬ ‫واألدب الليبي « الصادق النيهوم – على‬ ‫الفزاني – خليفة الفاخرى « وسوف تعود‬ ‫إلى رسالتها كمنبر أعالمي مستقل تتابع‬ ‫تيارات الحوار السياسي الليبي بحياد‬ ‫وتكون صوت القارئ وهي تتبنى أصوات‬ ‫أدبية جديدة وتطرحها بشكل الئق بما يعبر‬ ‫عن بيئة صحافية وأدبية جديدة ‪.‬‬ ‫أخيراً ‪ ....‬جاءت هبت شباب ليبيا الحرة‬ ‫قوية ومثالية بحملة نظافة داخل المطبعة‬ ‫من قبل منتدى شباب العمل التطوعي الذي‬ ‫يعبر موقفهم عن وفاء وإخالص جيل ليبي‬ ‫أصيل لعطاء منقطع النظير‪.‬‬


‫‪ 19‬يوليو ‪2011‬‬

‫عدسة ‪ :‬أمحد العرييب‬

‫جممع تيبسيت السياحي مبركز مدينة بنغازي يضم ‪250‬‬ ‫غرفة ‪ 22 ،‬جناحا ممتازا و ‪ 8‬أجنحة رئاسية‬ ‫‪Tel + 218 61 909 0016, 909 0017 Fax + 218 61 909 0016‬‬ ‫‪http://www.tebistyhotel.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.