العدد 105

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 105‬‬

‫‪ 20 - 14‬مايو ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫العدد (‪) 77‬‬ ‫الثالثة ‪-‬العدد (‬ ‫السنة الثانية‬ ‫نوفمبر‪)2013‬‬ ‫‪ 20‬مايو‬ ‫‪- 14 30‬‬ ‫‪( - () -105‬‬

‫الثمن ‪:‬‬ ‫ديناردينار‬ ‫الثمن ‪:‬‬

‫اآلن ‪ ..‬ليبيا برميل بارود بعد أن كانت برميل نفط فحسب !‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫اآلن ‪ ..‬ليبيا برميل بارود بعد أن كانت برميل نفط فحسب !‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫ظن الظانون أن فرباير قد حقق املُراد ‪،‬وأن الفوز يف ‪ 7 – 7‬بالكراس���ي فوز باجلولة اخلتامية ‪،‬فخرج الفائزون‬ ‫علينا فرحني يقتسمون كعكة فرباير هذا سفري يُأذن يف مالطا ‪ ،‬وهذا سفري يُصلي يف يالطا ‪،‬وهذا وزير منفوخ‬ ‫الريش ‪،‬وذلك عضو خيرج عن مجاعته بعد أن جنى تسعة االف ومخسمائة دينار يف الشهر ‪،‬هكذا تشتت مشل‬ ‫التحالف ‪،‬ونفخت اجلبهة الوطنية أوداجها‪.‬‬ ‫مل أر فائزا خاس���را كما رأيت يف ليبيا ‪ ،‬احلصان الذي حتصل على األغلبية والفائز يف الس���باق ببس���اطة خسر‬ ‫الرهان ‪،‬بش���كل ال يصدق ‪ ،‬حش���د احلش���ود وحصل على ما يُريد كي يُبدده يف أول جولة ‪ ،‬الكل ترك املعركة‬ ‫كي حيصد أكثر من الفيء فعاد خِ ُ‬ ‫بفي حنني أو أكثر سواء‪.‬‬

‫•اضطرار عضو املؤمتر الوطين حسن األمني للهروب!‬

‫اآلن املُش���كل ليس ما حدث بل فيما س���يحدث ‪ ،‬فما ش���هدناه من اضطرار عضو املؤمتر الوطين (حس���ن األمني)‬ ‫لله���روب إل���ي خارج البالد ‪ ،‬رغم أنه ش���خص ُمنتخب من قب���ل ناخبيه كي ميثلهم يف ه���ذا املؤمتر الذي يقود‬ ‫الب�ل�اد يف أحل���ك ظروفها ‪،‬ما ش���هدناه ومل يُعره أحد أي اهتم���ام قد جيرف اجلمل مبا مح���ل ‪،‬خاصة وأن مثة‬ ‫امجاع علي األقل يف املنطوق به ‪،‬بأن من محلوا السالح وحيملونه قد منحوا صفة الثوار ‪،‬أي أنهم هم من قاموا‬ ‫بإس���قاط نظام الطاغية وعليه ُحق هلم دون غريهم أن يحُ افظوا على هذا املكتس���ب ‪ ،‬مبعنى بات السالح اهلوية‬ ‫والفيصل بني من ثار على الطاغية وبني من هم من أتباع الطاغية‪.‬‬ ‫إذا ع���اد املُش���كل ال���ذي واجهته ثورة فرباير س���اعة قيامها إىل الواجه���ة ‪،‬وليس قانون العزل الصحي و ماش���ابه‬ ‫إال ُن ُتوء من جبل الثلج ‪ ،‬لقد قامت قيامة فرباير كانتفاضة ش���عبية س���لمية ‪،‬وس���قط يف يد ثوار ‪ 17‬فرباير ‪:‬‬ ‫شرق ليبيا من الربيقة حتى امساعد ثم الكفرة واجلبل األخضر ومصراته ‪،‬وح ّيد اجلنوب الغربي للبالد ‪،‬وهذا‬ ‫فرض تدخال دوليا بقرار ‪ُ 1973‬‬ ‫األممي – السارى حتى الساعة ‪ -‬الذي حسم األمر بالتدخل العسكري يف ‪19‬‬ ‫مارس ‪ 2011‬م و ما تبعها‪.‬‬

‫•ليبيا برميل بارود بعد أن كانت برميل نفط فحسب !‬

‫احلرب مل تضع أوزارها بعد ‪ ،‬فالس�ل�اح هو س���يد البالد هنا واآلن ‪ ،‬و ما حنصد ُه‬ ‫اآلن علينا مجيعا أن نعرتف أن‬ ‫َ‬ ‫الس���اعة كان قد زرع يف بنية ثورة فرباير ‪ :‬انعدام األمن ‪ ،‬وس���يطرة الس�ل�اح على كل البالد وما يحُ دثه من‬ ‫مشاكل اقليمية ودولية ‪.‬‬ ‫لي���س م���ن ب�ل�اد و ال دولة ال أمن و ال نظام فيها ‪ ،‬بهذا حنن يف املرب���ع األول ‪،‬وما حدث وحيدث يف كل امليادين‬ ‫يوضح أن البالد يف خطر ‪ ،‬وأن اخلطر على اجلميع دون اس���تثناء ‪،‬و ما التكالب على املكاس���ب السلطوية اآلنية‬ ‫إال هروب إىل األمام ‪،‬وإن متكن العازلون من عزل ما يرونهم مصابني بالطاعون فإن الطاعون كامن يف الدار‬ ‫وه���ذا االنق�ل�اب على ما قبلوا به من ش���رعية بأي مس���وغ كان جمرد من أي فهم لواقع احل���ال ‪،‬حال أن البالد‬ ‫ُمس���تهدفة اآلن م���ن كل األط���راف اليت تنظ���ر حتت أقدامها أو من ه���ي تريد درء اخلطر عنه���ا ‪ ،‬ليبيا جمرد‬ ‫برميل بارود بعد أن كانت زمن الطاغية برميل نفط فحسب ‪.‬‬

‫•رسالة إىل األخوان‬

‫هل���ذا أتوجه إلي من ه���م عقالء األخوان الذين يظن الظان منهم أنهم الكاس���بون وهم مبا كس���بوا فرحني ‪،‬أن‬ ‫ليس يف بالدنا ومن جاورها الس���اعة من كاس���ب ‪،‬مازلت املكاس���ب بعيدة ‪،‬وما عانته وتعانيه اجلزائر ‪،‬والعراق‬ ‫‪،‬والصوم���ال ببعيد ‪ ،‬ولقد ش���اهدت الس���يد على صوان يتح���دث يف حمطة تلفزيونية عن قان���ون العزل يف زهو‬ ‫ظاهر وسكينة كاسب واثق أن يف قبضته احلق ‪،‬واحلق أن ما يف قبضته وقبضة البالد والعباد يف ليبيا وجوارها‬ ‫النار ‪ ،‬وهلذا فحديثه أن الس���يف س���بق العزل وأن ما طاله العزل ميكن تداركه يف الدس���تور هو يسوغ ذا الزهو‬ ‫‪،‬وعن���دى أنن���ا يف مرحل���ة ما قبل ‪،‬ما قبل هذا وذاك ‪،‬ما قبل العزل وقبل الدس���تور حن���ن حباجة الوفاق الوطين‬ ‫‪،‬وأظن�ن�ي قلت ه���ذا يف هذه الصحيفة منذ صدوره���ا يف ‪ 1‬مايو ‪2011‬م ويف عددها هذا ال���ذي يكون بدء عامها‬ ‫الثالث وما بينهما ‪،‬حنن وجوارنا وكل عاقل حباجة الوفاق ‪ ،‬فاحلياة قبل الدول تقام على الس���لم قبل الصراع‬ ‫ُ‬ ‫الطاغية بالس�ل�اح يف احلياة فس���اداً حتى س���اعة‬ ‫والصرع ‪ ،‬و ال تقام البتة ان س���يطر اخلوف واجلوع ‪ ،‬لقد عاث‬ ‫حماصرة ‪ -‬ليس مقار اخلارجية والعدل ‪ -‬بل بيوتنا مجيعا‪.‬‬ ‫مادام الس�ل�اح احلكم حتت أي مس���وغ فال وفاق ‪ ،‬ومل يس���وغ القذايف حماصرتنا وقمعنا بأي ش���ائن بل من أجل‬ ‫س���لطة الشعب‪ ،‬وشرع اهلل‪ ،‬والدميقراطية‪ ،‬والنعيم األرضي‪ .‬والوفاق ليست لغة البنوك واحملاسبني فليس فيه‬ ‫طرف كاس���ب بل أطراف ‪،‬وليس فيه تقس���يم يفء بل تقسيم مهام ‪،‬وليس له لون بل ألوان ‪،‬وليس فيه صكوك‬ ‫أي صك���وك متنح الغفران هلذا وتوصم ذاك ‪،‬ليس يف الوفاق لغ���ة التكفري والتخوين والتهويل بل لغة التفاهم‬ ‫‪،‬وأن سفينة ليبيا للجميع بكل األطياف شئنا أم أبينا ‪ ،‬كما فعل القذايف الذي ضيع البالد وأسر العباد‪.‬‬

‫ُ‬ ‫•طموح ُمربر ملؤمتر للوفا ِق الوطين‪.‬‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫وهل���ذا وغريه أقرتح تكوين جلنة من كل األطراف الفاعل���ة ‪ :‬احلزبية واالثنية واجملتمع املدني واالجتماعية‬ ‫والثقافية ومن يف الداخل ويف اخلارج ‪ ،‬مهمة هذه اللجنة االعداد ملؤمتر حوار وطين ‪،‬هذا املؤمتر يضع خارطة‬ ‫طريق تتدارك ما فات ‪ ،‬وتعمل من أجل التسريع بوضع دستور البالد بكيفية توافقية ‪،‬يضعها هذا املؤمتر أمام‬ ‫املؤمتر الوطين العام ‪،‬وأمام جلنة الس���تني اليت علينا العمل اليوم قبل الغد من أجل انتخابها ‪ ،‬وهذا املقرتح يتم‬ ‫يف مرحلة دراس���ته واإلعداد له بعيدا عن شاش���ات التلفزيون ‪،‬اليت بطبيعتها تبتس���ر املواضيع وتقدم العناوين‬ ‫فق���ط ‪ ،‬وال�ت�ي أرى أنه���ا يف حلظتنا االس���تثنائية هذه علينا االبتع���اد عنها ‪ ،‬فق���د ُجعلت ُمؤخ���را عندنا وغرينا‬ ‫كحلبة لصراع الديكة‪.‬‬


‫‪03‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫يف مؤمتر صحفي رئيس الوزراء علي زيدان‪ :‬ال يستبعد استقالته ‪،‬ويستبعد‬ ‫نقل مقر احلكومة إلي بنغازي رغم طلب وزير العدل نقل وزارته !!‬ ‫خاص – طرابلس ‪.‬‬ ‫‪ ...‬أترح���م عل���ى كل ش���هداء تاري���خ النض���ال اللي�ب�ي‬ ‫ض���د الديكتاتوري���ة ‪ ،‬وختصيص���ا ماواف���ق ‪ 8‬من مايو‬ ‫الذكرى العطرة ملعركة باب العزيزية ‪1984‬‬ ‫بتلك التحية اس���تهل رئيس الوزراء السيد علي زيدان‬ ‫املؤمت���ر الصحف���ي مس���اء ي���وم االربع���اء ‪ 8‬ماي���و‪ ،‬ث���م‬ ‫اس���تعرض حمصل���ة االجتم���اع الوزاري رفقة الس���يد‬ ‫عم���ر املخزوم النائب الثاني للمؤمتر الوطين ‪ ،‬ورئيس‬ ‫اللجن���ة املالي���ة باملؤمتر والذي تابع مناقش���ات البث يف‬ ‫الرتاتيب املالية الس���تحقاقات أسر الشهداء ‪ ،‬واملشاريع‬ ‫االس���كانية ‪ ،‬والبن���ى التحتي���ة ‪ ،‬وق���د تن���اول االجتماع‬ ‫احلكوم���ي الوض���ع الراه���ن يف الب�ل�اد وما يش���هده من‬ ‫اختالل أم�ن�ي كاحتالل الثوار للخارجي���ة ‪ ،‬والدفاع ‪،‬‬ ‫واالعتداء على شركة الكهرباء ‪...‬‬ ‫وقد وجهت احلكومة الشكر للجهود الطيبة اليت بذهلا‬ ‫بعض الثوار ‪ ،‬ومؤسس���ات اجملتمع املدن���ي ‪ ،‬وأفراد من‬ ‫الش���عب ‪ ،‬وخنب م���ن املدن والقبائل واليت س���اهمت يف‬ ‫عالج كثري من االس���تحقاقات ‪ ،‬كما أعلنت تضامنها‬ ‫م���ع الش���رعية وبأن ه���ذه احلكومة جاءت بع���د الثورة‬ ‫ع�ب�ر االنتخابات وصندوق االقرتاع وهي حريصة على‬ ‫تنفيذ استحقاقات الثورة ‪.‬‬ ‫احلكومة وقانون العزل السياسي ‪.‬‬ ‫وفيما تعلق بتداعيات القانون الذي صوت عليه اعضاء‬ ‫املؤمت���ر الوطين العام قال زي���دان ‪ :‬أي قانون يصدر له‬ ‫س���لبيات واجيابيات ‪ ،‬الضرورة تفرض قبول السلبيات‬ ‫لتحقي���ق مصلح���ة أكرب ه���ي مصلحة الوط���ن‪ ،‬وما‬ ‫يق���ره املؤمت���ر س���تنفذه احلكوم���ة نص���ا وحبذافريه ‪،‬‬ ‫وأطل���ب م���ن الش���عب تفه���م ه���ذه املرحل���ة وأن هناك‬ ‫إكراه���ات ‪ ،‬وه���ذه اس���تحقاقات الثورة ‪ ،‬ث���ورة جاءت‬ ‫لرتسي واقع جديد وحياة جديدة ‪ ،‬وقانون العزل ليس‬ ‫موجه���ا اىل فئة بعينها ‪ ،‬أو انه ضد حقوق االنس���ان ‪ ،‬أو‬ ‫لإلنتق���ام ‪،‬القانون ميث���ل اجراءات احرتازي���ة من أجل‬ ‫محاية الثورة واس���تمرارها وينبغي أن ال يس���اء تأويله‬ ‫‪ ،‬هو قانون مؤقت حتى يستقيم عود الثورة ‪.‬‬ ‫•احلكومة وثوار العزل ‪:‬‬ ‫احلكوم���ة كانت متواصلة مع الث���وار ‪ ،‬وأضاف زيدان‬ ‫يف مؤمت���ره الصحف���ي ‪ :‬احلكوم���ة بها عدد م���ن الثوار‬ ‫‪،‬بعضه���م وكالء وزرات ‪ ،‬وبعضه���م دبلوماس���يون ‪،‬‬ ‫وفيما يتعلق بوزارة اخلارجية ليس���ت اخلارجية فقط‬ ‫من حتوي عناصر من النظام السابق أغلب الوزارت بها‬ ‫عناصر عملت مع النظام السابق ‪.‬‬ ‫•سوء الفهم ألن احلوار غري مكثف ‪:‬‬ ‫علق زيدان حول االس���لوب املس���لح الذي انتهجه بعض‬ ‫الثوار وصل حد اقتحام مبنى رئاس���ة الوزراء والدخول‬ ‫اىل مكتبه ووضع املسدس يف مواجهته بل وفك تأمينة‬ ‫قنبلة أمام قدميه ‪:‬‬ ‫ل���ن أقاب���ل وس���ائل العنف بالس�ل�اح م���ن أجل الس���لم‬ ‫وم���ن أج���ل الوط���ن ‪ ،‬وخبص���وص ردود افع���ال بعض‬ ‫الث���وار ‪ ،‬كنت قد اقرتحت منذ بداية ديس���مرب املاضي‬ ‫عل���ى رئي���س املؤمتر الس���يد حممد املقري���ف ‪ ،‬وطارق‬ ‫مرتي مس���ؤل بعث���ة االمم املتح���دة يف ليبي���ا ‪ ،‬برنامج‬ ‫ح���وار وطين ‪،‬والزلن���ا حباجة اىل إرس���اء دعائم ثقافة‬ ‫احلوار ‪ ،‬علينا ترس���يخ آليات فعال���ة للحوار ‪ ،‬للوصول‬ ‫لفهم مش�ت�رك ورؤية مش�ت�ركة ‪ ،‬هناك سوء فهم يف‬ ‫بعض املس���ائل ألن احلوار غري مكثف ووس���ائل احلوار‬ ‫غ�ي�ر فعالة ‪ ،‬قبل يومني اجتمعت مع الكتل السياس���ية‬ ‫واتفقن���ا أن نب���دأ احل���وار ‪ ،‬ح���وار ترعاه وتش���ارك فيه‬ ‫احلكوم���ة مع مؤسس���ات مدنية وخنب ح���وار هاديء ‪،‬‬ ‫متفه���م ‪ ،‬ت���وددي ‪ ،‬يؤكد رغبة احلكوم���ة يف التواصل‬ ‫مع خمتلف فئات الشعب ‪.‬‬ ‫•قلق دولي حول الشأن اللييب ‪.‬‬ ‫أك���د زيدان دعم الدول الصديقة للمؤمتر واحلكومة‬ ‫‪ ،‬وق���د اتص���ل العدي���د منه���م رؤس���اء ووزراء خارجية‬ ‫معربي�ي�ن عن قلقه���م وبعضهم عرب ع���ن انزعاجه من‬ ‫الوض���ع خش���ية االنف�ل�ات ‪ ،‬لك���ن احلكوم���ة ردت ب���أن‬ ‫الوض���ع جيد ول���ن يس���مح الليبي���ون بأن تس���ود حالة‬ ‫االنف�ل�ات ‪ ،‬وبالنس���بة للحكوم���ة فهناك امج���اع بعدم‬ ‫اس���تعمال القوة إال لو أش���هر شخص الس�ل�اح يف وجه‬

‫زيدان يوضح أن االسلوب‬ ‫املسلح الذي انتهجه بعض‬ ‫الثوار وصل حد اقتحام‬ ‫مبنى رئاسة الوزراء‬ ‫‪،‬والدخول اىل مكتبه ووضع‬ ‫املسدس يف مواجهته ‪،‬بل‬ ‫وفك تأمينة قنبلة أمام‬ ‫قدميه‬ ‫ش���خص اخر ‪ ،‬م���ن يعارض س���لميا لن نقابل���ه بالقوة‬ ‫وهذا أمر مت ‪.‬‬ ‫•أسئلة الصحفيني ووسائل االعالم‬ ‫مس���ح املكت���ب االعالم���ي لرئاس���ة ال���وزراي خبم���س‬ ‫أس���ئلة عق���ب تصريح رئيس ال���وزراء وكان���ت اثنتان‬ ‫منه���ا للجزي���رة وقن���اة فران���س ‪ ، 24‬والث�ل�اث االخ���ر‬ ‫لصحفيتني وقناة شبابية مسموعة ‪ ،‬ميادين استأذنت‬ ‫معال���ي رئيس ال���وزراء ‪ -‬رغم التعليق���ات احلادة من‬ ‫بع���ض أعض���اء مكت���ب اع�ل�ام الرئيس ب���أن ذلك يعين‬ ‫عدم احرتامهم واالمثتال ألوامرهم ‪ -‬يف إضافة سؤال‬ ‫مفاده ‪ :‬جرى فرض اقرار قانون العزل السياس���ي بقوة‬ ‫الس�ل�اح أال ختش���ى احلكومة من فرض اس���تحقاقات‬ ‫مقبل���ة بنخب���ة حتمل الس�ل�اح وجترب اعض���اء املؤمتر‬ ‫على اقرار ما ترغبه ؟‬ ‫وق���د كانت اجابة زيدان أنه قد أبلغ رمسيا من اعضاء‬ ‫املؤمتر أن القانون مل يفرض بقوة السالح بل كان يف‬ ‫جو دميقراطي متثل يف التصويت لكل بند من القانون‬

‫‪ ،‬وأن احلكوم���ة يف انتظ���ار جتهي���ز اهليئ���ة القضائي���ة‬ ‫لتشرع يف تنفيذه على الفور ‪.‬‬ ‫ومن ضمن االس���ئلة اليت وجهت لرئيس الوزراء حول‬ ‫أسباب اعالن استقالة السيد وزير الدفاع ثم تراجعه ؟‬ ‫وهل هناك تعديالت وزارية مقبلة ؟‬ ‫اجاب زي���دان من أن س���بب االس���تقالة وجود س���يارات‬ ‫وأفراد من اجليش اللييب ورئاس���ة االركان ضمن من‬ ‫حاصروا وزارة الداخلية وس���اهموا يف تهديد الشرعية‬ ‫‪ ،‬وق���د ابدى الوزي���ر اعرتاضه وبأن ذل���ك فيه خمالفة‬ ‫واخ�ت�راق لصالحي���ات الوزارة ‪ ،‬كما اب���دى رأيه يف أن‬ ‫ذلك خمالف للوجه الدميقراط���ي الذي من املفرتض‬ ‫أن تنتهجه ليبيا املقبلة ‪ ،‬وفيما تعلق بالتعديالت سرتد‬ ‫الحقا ‪.‬‬ ‫وح���ول مدى س���يطرة املليش���يات املس���لجة على صنع‬ ‫القرارات الربملاني���ة واحلكومية ؟ علق زيدان ‪ :‬يف ليبيا‬ ‫ليس���ت لدين���ا مليش���يات مس���لحة ‪ ،‬لدينا ث���وار لديهم‬ ‫وجه���ات نظر ‪ ،‬رأوا أن يقدموه���ا بهذه الطريقة ‪ ،‬حنن‬

‫قوات أمريكية يف أملانيا تتأهب ألجال رعايا‬ ‫أمريكيني يف حالة تدهور الوضع يف ليبيا‬ ‫•واشنطن‪ ،‬الواليات املتحدة األمريكية (‪: -- )CNN‬‬ ‫أكدت مصادر عس���كرية مطلع���ة لـ‪ CNN‬أن ق���وة أمريكية تتمتع جباهزي���ة قتالية موجودة يف‬ ‫جنوبي إسبانيا وضعت يف حال تأهب حتسبا الحتمال إرساهلا إىل ليبيا خالل األيام القليلة املقبلة‬ ‫للمساعدة على إجالء رعايا الواليات املتحدة يف ذلك البلد يف حال استمرار تدهور األوضاع األمنية‪.‬‬ ‫وق���ال املص���در إن القوة‪ ،‬اليت تش���كل ج���زءا من وح���دة تابعة ملش���اة البحرية األمريكية نش���رت يف‬ ‫جنوبي إس���بانيا من أجل االس���تجابة حلاالت الطوارئ والتدخل السريع يف مشال أفريقيا‪ ،‬ما زالت‬ ‫يف قواعده���ا‪ ،‬ولك���ن قد يطلب منها التحرك حن���و نقطة أقرب إىل ليبيا اس���تعدادا للتدخل وإجالء‬ ‫الرعايا إذا تطلب املوقف‪.‬‬ ‫وحتاص���ر جمموع���ات م���ن احملتجني عدة مرافق أساس���ية يف العاصم���ة الليبي���ة للمطالبة بإقالة‬ ‫أش���خاص كانوا على صلة بنظام العقيد الراحل‪ ،‬معمر القذايف‪ ،‬رغم إقرار قانون العزل السياسي‬ ‫حبقه���م‪ ،‬وق���د توترت األوضاع لس���اعات مع خ���روج مظاهرات مض���ادة مطالبة بف���ك احلصار عن‬ ‫الوزارات وتفعيل دور اجليش والش���رطة يف البلد الذي م���ازال يعاني أوضاعا أمنية مضطربة منذ‬ ‫سقوط نظام القذايف‪.‬‬ ‫وحبس���ب املصدر الذي طلب من ‪ CNN‬عدم كش���ف امسه‪ ،‬فإن قوة أخرى من وحدات العمليات‬ ‫اخلاصة وضعت يف حالة تأهل بأملانيا لتقديم املساعدة حبال تطلب األمر ذلك‪.‬‬ ‫ولف���ت املصدر إىل أن الوالي���ات املتحدة كانت قد أجلت عددا من العاملني يف س���فارتها بطرابلس‪،‬‬ ‫ولكنه���ا ق���د تضطر للج���وء إىل اخليار العس���كري من أج���ل إجالء س���ائر العاملني يف ح���ال تدهور‬ ‫األوضاع وعجزهم عن الوصول إىل املطار بسبب إغالق مسلحني ألجزاء من املدينة‪.‬‬

‫راعيناه���م ‪ ،‬بعضهم من محل ذات الس�ل�اح للدفاع عن‬ ‫الوط���ن وخ���اض الث���ورة ‪ ،‬بعضه���م وإن مل نكن نعرف‬ ‫امسائه���م طالبون���ي باالس���تقالة ‪ ،‬وهذا االم���ر يرجع‬ ‫للمؤمتر الوطين ‪ ،‬وأنا لست حريصا على االستمرار يف‬ ‫منصيب ‪ ،‬واذا كانت مصلحة الوطن تتطلب استقاليت‬ ‫فأنا على استعداد ولو رأى املؤمتر ولو مؤشرات ضعيفة‬ ‫تتطلب استقاليت سأس���تقيل ‪ ،‬وضع البلد يتطلب مين‬ ‫أن أؤدي واجيب من أج���ل الوطن أينما كنت ‪ ،‬والدعم‬ ‫استلهمه من شعبنا ‪.‬‬ ‫وح���ول الس�ل�اح والي���ات مجع���ه رد زي���دان ه���ذا ليس‬ ‫دورن���ا ‪ ،‬وكحكوم���ة ق���د ننظم ذل���ك أو نتش���ارك مع‬ ‫القبائ���ل والثوار واملؤمتر واملؤسس���ات املدني���ة علينا أن‬ ‫نعمل مجيعا مع الثوار محلة الس�ل�اح وهناك دراس���ات‬ ‫ومقرتح���ات تعرض م���ن أجل خطة مجع الس�ل�اح يف‬ ‫ليبيا ‪.‬‬ ‫ويف مواجه���ة صحف���ي طل���ب تعلي���ق احلكوم���ة عل���ى‬ ‫عدوان اس���رائيل وقصفها لس���وريا وعن عدم اصدارها‬ ‫بيان يش���جب ذلك أو يس���تنكره ‪ ،‬رد زي���دان ‪ :‬حضرتك‬ ‫عرب���ي ؟ ل���ن أرد على هذا الس���ؤال ‪ ،‬وأعلمك بأن وزارة‬ ‫اخلارجي���ة اص���درت بيان���ا وموقفنا من الع���دوان ومن‬ ‫دولة العدوان معروف ومعلن ‪.‬‬ ‫ويف مع���رض اجابت���ه على س���ؤال ‪ :‬طلب وزي���ر العدل‬ ‫الس���يد صالح املرغ�ن�ي نق���ل وزارته اىل بنغ���ازي حتى‬ ‫تأم���ن الفوضى االمنية واخرتاقات املس���لحني من حني‬ ‫ألخر؟ اس���تفاض رئي���س ال���وزراء يف ش���رحه لعالقته‬ ‫بالعزي���زة الغالية بنغازي ومش�ت�ركه م���ع املرغين يف‬ ‫الدراس���ة اجلامعية به���ا وقضاء أمج���ل اللحظات بها ‪،‬‬ ‫لكنه أشار اىل صعوبة نقل الوزارات خارج العاصمة يف‬ ‫الوق���ت احلالي ‪،‬وحت���ى وإن كان ذلك ق���رارا قد نقدم‬ ‫عليه بوجود فروع للوزرات مستقبال ‪.‬‬ ‫( ميادي���ن يف نهاي���ة املؤمت���ر أه���دت رئي���س ال���وزراء‬ ‫جملدها للسنة االوىل وقد حال رجال االمن واحلرس‬ ‫الش���خصي دون تس���ليمه ش���خصيا ‪ ،‬وفيم���ا مراس���لة‬ ‫ميادي���ن تلق���ي بتلك املهم���ة ملكتب االع�ل�ام ‪ ،‬الذي ما‬ ‫كان من���ه اال املب���ادرة بش���جبه لطلبها إضافة الس���ؤال‬ ‫الصحف���ي دون اعتبار أو إذن ‪ ،‬لكن املُراس���لة ذكرتهم‬ ‫جبمل���ة أوردتها مدي���رة املكتب قبل بدء املؤمتر تش�ي�ر‬ ‫اىل ان���ه ق���د ُتس���تحدث اس���ئلة اذا رأى أو مسح س���يادة‬ ‫داع لكل الردود والعبارات‬ ‫رئيس الوزراء بذلك ‪ ،‬وما من ٍ‬ ‫احل���ادة عق���ب املؤمت���ر ‪ ،‬وبالفع���ل كان ذل���ك ومس���ح‬ ‫س���يادته مليادي���ن بطرح س���ؤاهلا ‪ ،‬والذي ع���ادة ما يكون‬ ‫سؤال الشارع والناس يف هكذا ظروف وأحوال ُمقلقة )‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫العزل السياسي يف ليبيا‬

‫إشكالية تبحث عن حلول استثنائية‬

‫ميادين‪ -‬خلود الفالح‬ ‫وظائف ممنوعة‬

‫مبوج���ب ه���ذا القان���ون‪ ،‬ف���إن كل م���ن ت���وىل‬ ‫مس���ؤولية قيادية‪ ،‬سياس���ية كانت‪ ،‬أو إدارية‪ ,‬أو‬ ‫أمني���ة‪ ,‬أوعس���كرية‪ ,‬أو خمابراتي���ة‪ ,‬أو إعالمية‪,‬‬ ‫أو أكادميي���ة‪ ,‬أو أهلي���ة ضمن منظم���ات داعمة‬ ‫للنظام الس���ابق‪ ,‬يف الفرتة بني األول من سبتمرب‬ ‫_‪" 1969‬تاري���خ ت���وىل الق���ذايف احلك���م" إىل‪23‬‬ ‫أكتوب���ر_ ‪ ،2011‬ممن���وع م���ن تول���ي الوظائف‬ ‫املهم���ة يف الدول���ة اجلدي���دة ملدة عش���ر س���نوات‪،‬‬ ‫ويض���اف إىل ه���ؤالء كل م���ن أيد نظ���ام القذايف‬ ‫علنا عرب وس���ائل اإلعالم أو كان له موقف معاد‬ ‫م���ن ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر ‪ .2011‬ويدخ���ل القان���ون‬ ‫حيز التنفيذ بعد ش���هر من تبني���ه‪ .‬ومبوجب هذا‬ ‫القان���ون املؤلف من ‪ 19‬مادة‪ ,‬تنش���أ هيئة تس���مى‬ ‫هيئة تطبيق معايري تول���ي املناصب العامة‪ ,‬وهي‬ ‫اليت س ُيناط بها تطبيق القانون‪.‬‬ ‫وبص���دور قان���ون الع���زل السياس���ي‪ ,‬يت���م إلغ���اء‬ ‫القان���ون رق���م" ‪ "26‬لع���ام ‪ 2012‬بش���أن تطبي���ق‬ ‫معاي�ي�ر النزاهة والوطني���ة‪ ،‬بعد دخ���ول القانون‬ ‫اجلدي���د حي���ز التطبي���ق‪ .‬ومبدئي���ا‪ ,‬مش���ل قانون‬ ‫الع���زل قيادي�ي�ن يف الس���لطة الليبي���ة اجلدي���دة‪،‬‬ ‫وآخرين حزبيني‪ ،‬مبن فيه���م رئيس الوزراء علي‬ ‫زي���دان‪ ،‬ورئيس املؤمتر الوط�ن�ي حممد املقريف‪،‬‬ ‫ورئيس حتال���ف القوى الوطني���ة‪ ،‬رئيس الوزراء‬ ‫األس���بق حمم���ود جربي���ل‪ ،‬باعتب���ار أنه���م تول���وا‬ ‫وظائف يف عهد النظام السابق مشمولة بالعزل‪.‬‬ ‫يرى رئيس املرصد اللييب حلقوق اإلنسان ناصر‬ ‫اهل���واري يف ه���ذا القان���ون "حرمان م���ن احلقوق‬ ‫للمستهدف بالعزل"‪ ،‬ويضيف‪ :‬جيب‬ ‫الدس���تورية ُ‬ ‫التحقي���ق م���ع من ت���وىل منصبا قبل إص���دار أية‬ ‫عقوب���ات جزائي���ة ضده جتس���يدا لتحقي���ق مبدأ‬ ‫املُس���اواة ال���ذي يس���عى إلي���ه اجلمي���ع كأس���اس‬ ‫لبن���اء ليبيا اجلديدة بعيدا ع���ن االحتقان وتهديد‬ ‫التصاحل اجملتمعي‪.‬‬ ‫وطال���ب احلقوق���ي عب���د الباس���ط أبومزيري���ق‬ ‫بض���رورة أن يتم العزل ع���ن طريق هيئة تقصي‬ ‫احلقائ���ق ال�ت�ي بدوره���ا ينبغ���ي أن تتك���ون م���ن‬ ‫ش���خصيات وطنية ال ُش���بهات عليه���ا تتوىل فتح‬ ‫امللفات من خالل جلس���ات اس���تماع علنية ويكون‬ ‫م���ن صالحياته���ا التامة الع���زل ملن ت���رى أنه قد‬ ‫ارتك���ب جرمي���ة بع���د تقدمي���ه للمحاكم���ة يف‬ ‫حماك���م خاص���ة كض���رورة لتحقي���ق العدالة‬ ‫االنتقالية وليس العزل فحسب‪.‬‬ ‫واعترب رئي���س حزب الوس���ط الدميقراطي عبد‬ ‫احلمي���د النعمي ص���دور قانون العزل السياس���ي‬ ‫خط���وة يف اجت���اه تصحي���ح مس���ار الث���ورة ال�ت�ي‬

‫ص���وت املؤمتر الوطين العام يف جلس���ته املنعق���دة يوم األحد ‪ 5‬مايو ‪ ،2013‬على قانون العزل السياس���ي ال���ذي أثار موجة من‬ ‫االخت�ل�اف ب�ي�ن الليبي�ي�ن بني مؤيد ومعارض‪ ،‬بأغلبي���ة “‪ ”164‬صوت فيما ص���وت اربعة فقط ضده‪ .‬وجاء ه���ذا القرار عقب‬ ‫سلس���لة من املطالب���ات واليت بلغت حد اقتحام وحماصرة مؤسس���ات الدولة واليت كان آخرها وزارت���ي اخلارجية والعدل يف‬ ‫طرابلس وتهديد بتوسيع نطاق احملاصرة إىل مؤسسات اخرى اذا مل يصادق املؤمتر على مشروع القانون وحذر املسلحون من‬ ‫حماولة ان يش���تمل القانون على اية “اس���تثناءات” متكن مسؤولني بارزين من البقاء يف مناصبهم‪ .‬ويف السياق ذاته‪ ،‬دافع نائب‬ ‫رئي���س املؤمت���ر الوطين العام مجعة عتيقة عن الطريقة اليت صوت بها املؤمتر لصاحل ه���ذا القانون‪ .‬ونفى أن يكون املؤمتر قد‬ ‫أقر هذا القانون املثري للجدل حتت تهديد الس�ل�اح أو اإلكراه‪،‬مؤكدا على أن ليبيا تعيش مرحلة غري طبيعية أش���به ما تكون‬ ‫بالسري يف الرمال املتحركة‪ ،‬مشرياً إىل أن املؤمتر واحلكومة االنتقالية أمجعا على رفض استخدام القوة مع املسلحني الذين‬ ‫حاصروا مقرات بعض الوزارات يف طرابلس‪.‬‬ ‫ي���رى معظم الث���وار انها احنرف���ت يف اجتاه إعادة‬ ‫انت���اج النظ���ام الس���ابق من خ�ل�ال متك�ي�ن اعوانه‬ ‫م���ن مفاصل الدول���ة وإعطائهم أولوية يف ش���غل‬ ‫الوظائ���ف احلساس���ة يف الدول���ة كال���وزارات‬ ‫ووكاالت ال���وزارات والس���فارات والش���ركات‬ ‫العام���ة وغريه���ا‪ ...‬ويضي���ف النعم���ي‪ :‬ان ه���ذه‬ ‫اخلط���وة م���ا ه���ي إال حلق���ة يف عملي���ة تصحيح‬ ‫ش���املة تتبعه���ا خط���وات أخرى يف اجت���اه متكني‬ ‫الثوار م���ن املش���اركة يف احلكوم���ة‪ .‬ورمبا طرح‬ ‫افكار جدي���دة تتعلق بتنظيم املرحل���ة االنتقالية‬ ‫خاصة فيما يتعلق بدور االحزاب اليت بدأ البعض‬ ‫ينادي بتعليقها إىل حني صدور الدستور وقانون‬ ‫جديد لألحزاب‪.‬‬

‫مؤسس���ات الدول���ة الج���ل تنفيذ مطال���ب معينة‬ ‫وهكذا أمر يضرب الدميقراطية يف مقتل‪.‬‬ ‫وفيم���ا خي���ص أن القانون خ���اص بالرجال فقط‬ ‫ه���ذا ام���ر غ�ي�ر صحي���ح أن القان���ون يس���تهدف‬ ‫املناص���ب مبعنى متى وجدت املرأة يف عهد النظام‬ ‫الس���ابق يف منص���ب بالتأكي���د سيش���ملها قانون‬ ‫الع���زل السياس���ي وهناك نس���اء يف عه���د القذايف‬ ‫كانوا فيما يس���مى اللجنة الشعبية أو املؤمترات‬ ‫الش���عبية ويف إدارات معين���ة يف النظ���ام الس���ابق‪.‬‬ ‫وتضيف الناش���طة السياس���ية الزهراء لنقي‪ :‬هذا‬ ‫القان���ون يطال النس���اء والرجال على حد س���واء‪...‬‬ ‫فوزية شالبي‪ ،‬هدى عامر‪..‬وهناك أمساء كثرية‬ ‫س���واء م���ن كن���ا منتميات للج���ان الثوري���ة أو يف‬ ‫السلك الدبلوماسي‪.‬‬ ‫وتقول االستاذة آمال بن غزي _ حماضر مساعد‬ ‫_ لغ���ة عربية ختصص لغويات‪ :‬رؤييت للقانون‬ ‫ذاته‪ ..‬أننا فعال حباجة إليه‪ ،‬لنبدأ مرحلة جديدة‬ ‫بكل املعايري بقوانينها ومفاهيمها وشخوصها‪ ،‬أنا‬ ‫مع قان���ون العزل السياس���ي ‪ ،100%‬أعلم أن له‬ ‫م���دة حمددة وليس أبدي���اً هذا أو ً‬ ‫ال ث���م هو مينع‬ ‫املتعاونني مع النظام السابق من تولي املناصب أو‬

‫السياس���ي وكان القان���ون بني مؤي���د ومعارض‪.‬‬ ‫ولك���ن عدلوا ع���ن رأيهم ح�ي�ن مت التلويح بالقوة‬ ‫إلجبار املؤمتر الوطين إلقرار القانون وبالتأكيد‬ ‫إق���رار ه���ذا القان���ون يف ه���ذه االج���واء املش���حونة‬ ‫يعطي إش���ارات غري جيدة أن ه���ذا األمر قد يفتح‬ ‫على الس���لطة التش���ريعية والتنفيذي���ة أبواب قد‬ ‫يعصب إغالقها وهو استخدام القوة أو حماصرة‬

‫الرتشح وال يتضمن سلب حقوق املواطنة ‪...‬‬ ‫أما خبص���وص فرض���ه بالقوة فأعتقد ش���خصياً‬ ‫أن املؤمتر الوطين أجلأ الش���عب اللييب لذلك بعد‬ ‫أن أع���رب عن رغبته ب���كل الوس���ائل يف إقرار هذا‬ ‫القان���ون يف الوق���ت ال���ذي كان املؤمت���ر الوطين‬ ‫يناقش قضايا ش���خصية خاص���ة بأفراده ويتمتع‬ ‫العض���و بإج���ازات لقضاء العمرة وس���كن مرفه يف‬

‫قانون خاص بالرجال‬

‫حتدثت وسائل االعالم كثريا حول قانون العزل‬ ‫السياس���ي واملعزولني ومت طرح أمساء الكثري من‬ ‫الرجال املس���تهدفني ومل نس���مع عن اس���م سيدة‬ ‫قد يش���ملها العزل‪ ،‬فقالت عض���و املؤمتر الوطين‬ ‫أمساء س���ريبة‪ :‬قبل احلديث عن ف���رض القانون‬ ‫بالق���وة آلبد ان نؤكد ان ع���دد كبري من اعضاء‬ ‫املؤمتر الوطين كانوا يريدون إقرار قانون العزل‬

‫العاصم���ة وراتب خيالي ومصاحل قبيلته مقضية‬ ‫غري آبه مبطالب ش���بابه الذين قام���وا بالثورة‪ ..‬ال‬ ‫أل���وم على ش���بابنا جهله بأص���ول التعامل ألنه مل‬ ‫يعلمه���م أح���د مل حيم���ل همومه أح���د ‪ ..‬مل ننتبه‬ ‫إليهم قب ً‬ ‫ال ومل ننتبه إليهم اليوم فإذا ما استمرينا‬ ‫يف هذا التجاهل فسيس���تمرون يف نهجهم هذا يف‬ ‫س���ائر مطالبهم‪ ..‬نعم هو أس���لوب خاط���ئ لكنهم‬ ‫ال يعلم���ون أس���لوبا غ�ي�ره ‪ .‬فه�ل�ا علمناهم وكنا‬ ‫هل���م ق���دوة؟؟؟ بالنس���بة لألمس���اء النس���ائية‪ ..‬أنا‬ ‫أس���تغرب أيضاً فقد كانت هناك امساء نس���ائية‬ ‫تعامل���ت مع النظ���ام وأع���رف بعضها ش���خصياً‪..‬‬ ‫ولع���ل بعضها م���ازال يف عمل���ه يف إدارات املدارس‬ ‫وبعض املؤسسات احلكومية األخرى‪ .‬ال أدري هل‬ ‫يشملهم القانون؟‬

‫مواقع التواصل االجتماعي‬

‫ش���هد يوم إق���رار قانون العزل السياس���ي اش���تداد‬ ‫مح���ى الكتابة يف البوس���تات والاليكات والرس���وم‬ ‫الكاريكاتريي���ة ب�ي�ن مؤي���د ومع���ارض وثال���ث‬ ‫الت���زم الصمت يف ظ���ل عدم اح�ت�رام التعددية يف‬ ‫االراء‪ .‬فيكت���ب هم���ام أبوف���ارس‪ :‬م���اذا فعلت بهم‬ ‫أيه���ا "الع���زل"!!! الدكت���ور حمم���ود جربيل أمني‬ ‫التخطي���ط باللجن���ة الش���عبية العام���ة ورئي���س‬ ‫املكت���ب التنفي���ذي خي���رج عل���ى العربي���ة ُم ْص َفر‬ ‫الوج���ه كئيباً بع���د ُصدور القرار يُلم���ح أن قراراً‬ ‫باحلجم الكبري هذا صدر حتت قوة السالح وعمر‬ ‫محيدان عضو التحالف ينفي!!!‬ ‫الشيخ ُمصطفى عبد اجلليل وزير العدل باللجنة‬ ‫الش���عبية العام���ة ورئيس اجملل���س الوطين يتهم‬ ‫مجاع���ة اإلخ���وان املس���لمني بالتعاون م���ع رئيس‬ ‫األركان بالس���يطرة عل���ى ليبي���ا والدف���ع حن���و‬ ‫اس���تصدار هذا القانون!!! أهلذا احل���د ُزلزلت هذه‬ ‫العروش!!!‪ .‬وآخر يس���مي صفحته "معا لتش���ريع‬ ‫قان���ون العزل السياس���ي وف���اء للش���هداء"‪ ،‬وتكتب‬ ‫أخ���رى "هل النس���اء اللواتى قم���ن بالتدريب على‬ ‫الس�ل�اح واملش���اركة فى احلياة املدنية والشعبية‬ ‫ف���ى ليبيا يش���ملهن العزل السياس���ى‪ ،‬مب���ا فيهن‬ ‫حت���ى جدتي الت���ى كانت تت���درب على الس�ل�اح‬ ‫ورددت ابي���ات م���ن ش���عر لييب ش���عيب متجد فيه‬ ‫القذافى وتتغنى باألمن واألمان وظهرت اعالميا‬ ‫فهل س���وف يت���م حرمانها من معاش���ها الضماني‬ ‫وفق قرار العزل السياس���ي‪ ،‬وحتى اطفالنا كانوا‬ ‫دائما فى معسكرات صيفية حتت اسم معسكرات‬ ‫براع���م وأش���بال الفات���ح واآلن منه���م اعالمي�ي�ن‬ ‫ومثقفني وأطباء ومهندس�ي�ن وخ�ب�راء‪ ...‬فهل هم‬ ‫ممن يش���ملهم هذا القانون وس���وف يطبق عليها‬ ‫قانون العزل السياسي‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫‪05‬‬

‫“الواشنطن بوست” يف افتتاحيتها‪:‬‬

‫ليبيا يف حاجة إىل مساعدة أمريكا حتى تنتقل إىل الدميقراطيّة‪..‬‬ ‫ترمجة‪ :‬مفتاح السيد الشريف‬ ‫[ ه���ذا عن���وان املقالة اإلفتتاح ّية لصحيفة “واش���نطن بوس���ت” بتاريخ ‪ 4‬ماي���و اجلاري‪ ،‬كتبها‬ ‫املختصني يف ش���ؤون ليبيا يف معاهد العاصمة األمريك ّية اليت تؤ ّثر يف صنع‬ ‫ثالثة من اخلرباء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نصها‪ ،‬فلك���ي يطلع الليبيون عل���ى ما يقول عنا‬ ‫الق���رار السياس���ي األمريكي‪ .‬وحن���ن إذا نرتجم ّ‬ ‫اآلخ���رون‪ ..‬ففي اآلونة األخرية ثار الضجي���ج واإلهتمام لدى الرأي العام العاملي‪ ،‬مبا جيري يف‬ ‫بالدنا من أحداث وتط ّورات بعد ثورتها املظفرة‪ .‬ورغم املش���اعر املختلفة واملتن ّوعة؛ قلق وخوف‬ ‫لدى األصقاء واملناصرين‪ ،‬أو تش��� ّفي وتربّص لدى الطامعني أو األعداء‪ ،‬إال أن الرأي املوضوعي‬ ‫الصائب الذي يطفو وس���ط الصخب‪ ،‬قد يبعث بارقة من أمل جديرة بأن حيتضنها املخلصون‪،‬‬ ‫ليعم على اجلميع‪].‬‬ ‫ويعملوا على توسيع ضيائها ّ‬ ‫للدميقراطيات الناشئة يف أماكن أخرى يف‬ ‫املنطق���ة‪ .‬وإن ألتزاما أكرب بالعمل ميكنه أن‬ ‫جيعل م���ن ليبيا حصنا ضد عدم االس���تقرار‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬وليس حم ّفزا له‪.‬‬ ‫مث���ة مزيج نادر م���ن اخلصائ���ص موجود يف‬ ‫ليبي���ا وق���د يس���هل جه���ود الوالي���ات املتحدة‪.‬‬ ‫فليبي���ا ق���د ص ّنف���ت يف مرتبة "ح���رة جزئيا"‪،‬‬ ‫حس���ب تقرير (فري���دوم هاوس) ع���ن حريّة‬ ‫النش���ر يف العامل لس���نة ‪ ،2013‬كما جنحت‬ ‫ليبيا يف إجراء انتخابات برملانية حرة ونزيهة‬ ‫يف يوليو‪ ،‬وسجلت كدولة أحرزت تقدّما يف‬ ‫التط ّور اجلوهري لس���نة واح���دة يف التقرير‬ ‫الذي يصدر ملا يقرب من ‪ 40‬عاما‪ .‬وما متتلكه‬ ‫الب�ل�اد من الثروة النفطية اهلائلة‪ ،‬إىل جانب‬ ‫قلة نس���بية يف عدد س��� ّكانها املتجانسني (‪6.5‬‬ ‫مليون نس���مة)‪ ،‬قد م ّكنها من متويل تنميتها‬ ‫مع اس���تثمارات أجنبية متواضعة فقط‪ .‬وإن‬ ‫جمتمعه���ا املدن���ي املتف ّت���ح الناب���ض باحلياة‪،‬‬ ‫جيعله���ا ختطو خط���وات واس���عة يف مواجهة‬ ‫دولته���ا الضعيفة‪ .‬ورمب���ا األكثر أهمية‪ ،‬أنه‬ ‫بع���د أن عزلت عن اجملتمع الدولي على مدى‬

‫م���ن املق���رر أن تظهر(ديب���ورا جون���ز) ي���وم‬ ‫الثالثاء (أي ي���وم ‪ 7‬مايو اجلاري) أمام جلنة‬ ‫العالقات اخلارجية مبجلس الشيوخ ملناقشة‬ ‫ترش���يحها يف منص���ب الس���فري األمريك���ي‬ ‫اجلديد إىل‪.‬ليبيا‪ .‬وس���وف يقدم هذا تذكريا‬ ‫صارخا باألح���داث اليت أودت حبياة الس���فري‬ ‫كريس س���تيفنز وثالث���ة أمريكيني آخرين‬ ‫يف ‪ 11‬س���بتمرب ‪ .2012‬من���ذ تل���ك املأس���اة‪،‬‬ ‫رك���زت الواليات املتحدة‪ ،‬كم���ا هو مفهوم‪،‬‬ ‫على تقديم املس���ؤولني عن ذلك إىل العدالة‪،‬‬ ‫واخت���اذ خطوات لتعزيز األمن الدبلوماس���ي‪.‬‬ ‫ولكن نتيجة لذلك‪ ،‬ختّل���ت الواليات املتحدة‬ ‫إىل ح���د كبري ع���ن اإللت���زام جت���اه التحول‬ ‫الدميقراطي يف ليبيا‪ .‬ه���ذا التحول أمر بالغ‬ ‫األهمي���ة ‪ -‬ليس فق���ط من أج���ل ليبيا ولكن‬ ‫أيضا لألمن واالس���تقرار السياس���ي جلريانها‬ ‫– ولنجاح الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وما يؤكد حتديّات ليبيا الشاقة‪ ،‬أن هجمات‬ ‫بنغازي وتفجريالس���يارة مؤخرا يف الس���فارة‬ ‫الفرنس���ية بطرابل���س واالعت���داءات املتكررة‬ ‫على ال���وزارات احلكومية‪ ،‬ق���د أعطى مظهرا‬ ‫لبلد خارج نطاق السيطرة‪ .‬وظّلت اجلماعات‬ ‫املس���لحة عقب���ة أم���ام االس���تقرار‪ ،‬كما ظل‬ ‫التعطي���ل املتك��� ّرر للعملي���ة السياس���ية ع���ن‬ ‫طري���ق التخوي���ف والعن���ف‪ ،‬وم���ا ت���زال‬ ‫املؤسس���ات املتداعي���ة عاجزة ع���ن العمل ويف‬ ‫ضعف الفت للنظ���ر‪ .‬وبالتأكيد‪ ،‬فإن األمن‬ ‫أم���ر بال���غ األهمي���ة لضمان أن تك���ون مجيع‬ ‫املكونات األساس���ية لبناء االس���تقرار متو ّفرة‪.‬‬ ‫فاملفاوض���ات الدس���تورية‪ ،‬وخل���ق الوظائف‪،‬‬ ‫وج���ذب االس���تثمار األجن�ب�ي واإلص�ل�اح‬ ‫القانون���ي ه���ي م���ن ب�ي�ن العدي���د م���ن البنود‬ ‫املدرجة على جدول األعمال‪ .‬واألسئلة حول‬ ‫الدور السياس���ي للمس���ؤولني يف عهد القذايف‬ ‫وتنمية القطاع اخلاص ومراقبة احلدود‪ ،‬مل‬ ‫يتم الرد عليها بعد‪.‬‬ ‫إن ه���ذه العقب���ات ّ‬ ‫توض���ح جل ّي���ا ض���رورة‬ ‫اس���تئناف الوالي���ات املتحدة للعم���ل يف ليبيا‪،‬‬ ‫إذ أن لديه���ا مص���احل أمنية قوم ّي���ة هامة يف‬ ‫مشال أفريقيا‪ ،‬مب���ا يف ذلك احلاجة املتزايدة عقود‪ ،‬فإن إرادتها السياسية لتحقيق النجاح‪،‬‬ ‫ملكافحة الش���بكات اإلرهابية اإلقليمية‪ ،‬وملنع ومشاعرها الشعبية اإلجيابية جتاه الواليات‬ ‫تدفق الس�ل�اح ال���ذي يزع���زع االس���تقرار يف املتح���دة‪ ،‬قد فت���ح باب���ا كان مغلق���ا بإحكام‪.‬‬ ‫الش���رق األوس���ط على نطاق أوس���ع‪ ،‬وجتنب ولك���ن اس���تمرار ع���دم اإللتزام يه���دد فرصة‬ ‫تدف���ق الالجئ�ي�ن إىل أوروب���ا‪ .‬فم���ن الناحية الواليات املتحدة لتقديم مساهمة بناءة‪.‬‬ ‫السياس��� ّية‪ ،‬إن االنتق���ال الناج���ح يف ليبي���ا إن غياب س���فري للواليات املتح���د ملدة مثانية‬ ‫س���وف يكون منوذجا مرحيا ومهما بالنس���بة أش���هر قد ق ّوض دورها يف املرحلة االنتقالية‬

‫يف ليبي���ا‪ .‬ولك���ن التأكي���د الس���ريع لس���فري‬ ‫جديد‪ ،‬س���يمكن واشنطن من لعب دور قيادي‬ ‫يف حاجة ماس���ة إليه‪ .‬وعلى الرغم من القلق‬ ‫نتيجة املعو ّقات األمن ّية ّ‬ ‫املتش���دد‪ ،‬فإنه ينبغي‬ ‫على الس���فري األمريكي اجلدي���د إعادة بذل‬ ‫اجله���ود الرامية إىل التواصل واس���ع النطاق‬ ‫م���ع الش���عب اللي�ب�ي‪ ،‬كم���ا فع���ل كري���س‬ ‫ستيفنز وخاصة خارج العاصمة‪ .‬وجيب على‬ ‫حكومة الواليات املتحدة دعم جهود اإلصالح‬ ‫الواس���عة يف قطاع���ي األم���ن والعدالة‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك املساعدة يف تسريح امليليشيات وبناء قوة‬ ‫أمنية داخلية فعال���ة‪ .‬وميكن للتمويل املوجه‬ ‫لربامج الدميقراطية واحلكم تزويد اجملتمع‬ ‫املدن���ي باملس���اعدة التقني���ة وامل���وارد لضمان‬

‫مس���تقبله"‪ .‬ولكن هذه الفرصة هي يف خطر‪.‬‬ ‫وجيب على الواليات املتحدة أن تس���تفيد من‬ ‫جن���اح تدخل منظمة حلف مشال األطلس���ي‬ ‫سنة ‪ ،2011‬وان تعرتف بالتكلفة املنخفضة‬ ‫واملكافأة العالية ملس���اعدة ليبيا‪ ،‬حتى تتح ّول‬ ‫إىل حليف مس���تقر ومزدهر ودميقراطي يف‬ ‫مش���ال أفريقيا‪ .‬وأي إلتزام قوي من الواليات‬ ‫املتح���دة حنو ليبيا‪ ،‬هلو أمر ضروري لتوطيد‬ ‫انتقاهل���ا الدميقراط���ي‪ ،‬ال���ذي م���ن ش���أنه أن‬ ‫يبع���ث على الثقة يف منطق���ة تكافح من أجل‬ ‫التغلب على أجيال من احلكم االستبدادي‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫حمررو املقالة هم‪(:‬تشارلز دون) مدير برامج‬ ‫الشرق األوس���ط ومشال أفريقيا يف مؤسسة‬

‫كريس ستيفنز‬

‫جون كريي‬

‫تعزيز االس���تقرار ومحاية حقوق اإلنسان يف‬ ‫مجيع أحناء البالد‬ ‫خ�ل�ال زي���ارة رئي���س ال���وزراء اللي�ب�ي عل���ي‬ ‫زي���دان لواش���نطن يف ش���هر م���ارس‪ ،‬ق���ال‬ ‫وزي���ر اخلارجي���ة جون ك�ي�ري‪" :‬إن اجملتمع‬ ‫الدول���ي فخ���ور جدا ج���دا بأننا س���اعدنا على‬ ‫إعطاء الش���عب اللييب فرصة القتال من أجل‬

‫فريدوم هاوس‪ ،‬و(س���تيفن مكينريني) املدير‬ ‫التنفي���ذي ملش���روع الدميقراطية يف الش���رق‬ ‫األوس���ط‪ ،،‬و(كري���م مي���زران) زمي���ل قديم‬ ‫مقي���م يف مرك���ز رفي���ق احلريري للش���رق‬ ‫األوس���ط يف اجملل���س األطلس���ي‪ .‬والثالث���ة‬ ‫يش���اركون يف رئلس���ة فريق العمل اخلاص‬ ‫بليبيا‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫مشروع السكه احلديد‪ :‬يشوبه الفساد وجيب إلغاؤه‬

‫سعد حممد بوقعيقيص‬

‫قبل اخلوض يف هذا املوضوع الش���ائك‪ ،‬جيب‬ ‫التط���رق ملا جيري يف س���وريا‪ .‬إن�ن�ي أري أنه‬ ‫م���ن غ�ي�ر الالئق و من املؤس���ف أن نس���تأنف‬ ‫عالقاتنا التجاريه و جندد صفقاتنا امللياريه‬ ‫م���ع روس���يا من غ�ي�ر أي ش���جب أو اس���تنكار‬ ‫للدع���م الالحم���دود لبشاراألس���د وزمرت���ه‪.‬‬ ‫فه���ي مل تتوق���ف عل���ي تزوي���ده باالس���لحة‬ ‫الفتاك���ه لقت���ل أخوتنا الس���وريني الثائرين‬ ‫مع من يتواجد بينهم من الليبيني‪ .‬ال شك أن‬ ‫الليبيني مس���تاؤون من ه���ذا التجاهل‪ .‬كان‬ ‫من املمكن تاجيل اي حمادثات مع روس���يا و‬ ‫الصني ألي أن ينهزم األس���د أو تقف روس���يا‬ ‫علي احلي���اد‪ .‬هذه الدولة ال�ت�ي كانت تقول‬ ‫أنها صديقة للعرب مجيعا‬ ‫وليس بش���ار األس���د فقط‪ .‬فموضوع السكك‬ ‫احلديدي���ه ليس من االولوي���ات اليت جتعلنا‬ ‫نتناسي أهلنا‪.‬‬ ‫إن انتقادن���ا ملش���اريع الس���كك احلديدي���ه ال‬ ‫يس���ري عل���ي ش���بابنا اإلداري�ي�ن و الفني�ي�ن‬ ‫اللذي���ن أرس���لوا ل���دول كثريه لتعل���م أدارة‬ ‫وتشغيل السكك احلديديه وصيانتها والذين‬ ‫جيب ارس���اهلم يف دورات للت���درب علي أدارة‬ ‫قط���ارات األنف���اق يف ال���دول الغربي���ه‪ .‬أنن���ا‬ ‫نفتخربهم و نطلب منهم املطالبه باإلهتمام‬ ‫مبشاريع األنفاق و تاجيل السكك احلديديه‬ ‫يزداد عدد ناو تكثر املصانع وتنتشر املشاريع‬ ‫الزراعي���ه وتتوس���ع احلرك���ه التجاري���ه و‬ ‫عوضا عن الس���كك احلديديه نس���رع بإجراء‬ ‫الدراس���ات الالزمه ملش���اريع قطارات األنفاق‬ ‫اليت حنن يف أشد احلاجة إليها‪ .‬أقرتح تأجيل‬ ‫التفكري يف إنش���اء مش���روع السكك احلديديه‬ ‫‪ 15‬سنه أوأكثر‪.‬‬ ‫ان ق���رار معم���ر الق���ذايف ص���رف بالي�ي�ن‬ ‫ال���دوالرات عل���ي أنش���اء أالف الكيلوم�ت�رات‬ ‫م���ن الس���كك احلديدي���ه لي���س يف مصلح���ة‬

‫يف ينايرعام ‪ 2001‬أدلي الس���يد حممد عبد الس�ل�ام علي ‪ ،‬رئيس اجمللس التنفيذي للسكك احلديديه أنذاك‪ ،‬بتصريح قال فيه ان العمل‬ ‫س���ائر يف بناء ش���بكة س���كك حديديه بطول‪ 3170‬كيلومرتا بتكلفة قدرها عش���رة باليني ديناراً‪ .‬ثم صدر القانون رقم ‪14‬لس���نة ‪2003‬‬ ‫اخلاص يإنشاء جهاز لتنفيذ و إدارة الطرق احلديديه‪ .‬وألسباب مل يُعلن عنها تأخر نظام القذايف يف يف التعاقد علي هذا املشروع حيت عام‬ ‫‪2008‬عندما أبرم عقودا مع روسيا و الصني‪ .‬العقد الذي مت توقيعه مع روسيا يشمل اخلط الذي ميتد من بنغازي الي سرت بطول ‪554‬‬ ‫مليارات و ‪ 500‬ملييون دوالراٌ ‪ .‬أما عقود الشركة الصينية فتشمل أنشاء خط ميتد من اخلمس إىل‬ ‫كيلومرتا والذي تبلغ قيمته أربعة‬ ‫ٍ‬ ‫س���رت بط���ول ‪ 352‬كيلوم�ت�را قيمته حنو ‪ 2.6‬مليار دوالرو خط ثاني من طرابلس ال���ي راس جدير بطول ‪ 172‬كيلومرتا‪ -‬مل تذكر‬ ‫قيمته ‪ -‬وخط ثالث من س���بها الي مصراته طوله ‪ 800‬كيلومرت‪ -‬مل تذكر قيمته‪ .‬وأما خط الس���كه احلديد من بنغازي الي امس���اعد‬ ‫باحل���دود املصري���ة فتم جتاهله من قبل الق���ذايف و مل يتعاقد عليه ‪ .‬و يف نفس هذه الفرته بد أ “فيما خيطط إلنش���اء خط عرب الصحراء‬ ‫الكربى يصل إىل النيجر‪“ .‬‬ ‫ليبي���ا ولك���ن لتحقي���ق طموح���ه و لتأكي���د‬ ‫أستحقاقه للقب ملك ملوك أفريقيا بالفعل‬ ‫ال بالق���ول‪ .‬فه���و ق���د ام���ر أمان���ة املواصالت‬ ‫بالتخطيط إلنش���اء خطوط س���كك حديديه‬ ‫متتد ال عدة دول أفريقيه منها النيجر وز‪....‬‬ ‫وذل���ك ال لش���يء اال لتأكي���د أن���ه فعال ملك‬ ‫امللوك الذي حيب أفريقيا‪ .‬كل هذا انتهي و‬ ‫لكن هناك من يريد حتقي���ق امنية معمرله‬ ‫حيت بعد مماته‪.‬‬ ‫إن أخط���ر أمريف ه���ذا املوضوع ه���و ما كتبه‬ ‫السيد عبد الرمحن شلقم يف الصفحة ‪115‬‬ ‫م���ن كتابه "نهاية الق���ذايف" ‪ .‬فقد كتب أنه‬ ‫قابل السيد مصطفي عبد اجلليل يف روما يف‬ ‫ش���هرإبريل س���نة ‪ 2011‬ويف حديث بينهما‬ ‫ق���ال له الس���يد مصطفي حرفيا أن مش���روع‬

‫"الس���كة احلديد“ الذي وقع عق���وده القذايف‬ ‫ش���خصيا" في���ه فس���اد كب�ي�ر"‪ .‬وهويقص���د‬ ‫املشروع املذكور بش���قيه الروسي والصيين‪.‬‬ ‫وع���ال جاه���ر بانتق���اده هل���ذا املش���روع الذي‬ ‫وصفه بالفاس���د‪ .‬اجلمبع يعرف ماذا يقصد‬ ‫بهذه الكلمه‪ .‬عندما يقول وزيرعدل يف عهد‬ ‫القذايف ورئي���س اجمللس الوط�ن�ي اإلنتقالي‬ ‫يف بداي���ة الث���وره إن هناك فس���ادا كبريا يف‬ ‫هذا املش���روع فم���ا عل���ى الدول���ة احلاليه اال‬ ‫التحقي���ق الفوري والس���عي اجل���اد للوصول‬ ‫الي معرف���ة األزالم الذين كان���و أطرافا يف‬ ‫هذا الفساد بالذات و حماكمتهم‪.‬‬ ‫إن�ن�ي ال اته���م الوزي���ر ال���ذي ال أعرف���ه و ال‬ ‫يعرف�ن�ي بأنه لي���س نزيها و لكن�ن�ي أقول أنه‬ ‫أخط���أ عندم���ا ق���رر ايس���تئناف العم���ل بهذا‬

‫املش���روع ‪ .‬رمبا س���يقول أنه فع���ل ذلك كي‬ ‫ال ترتاجع روس���يا ع���ن ألغاء قرارها بش���طب‬ ‫الديون‪ .‬أوال هذا ليس دينا بل إنه قيمة سالح‬ ‫غري ص���احل رفضه ضباط جيش���نا الوطنيون‬ ‫مثلم���ا رفضت اجلزائر طائ���رات امليج‪ .‬احلل‬ ‫هومن���ح روس���يا ج���زءا كب�ي�را م���ن األعمال‬ ‫املعماري���ه املتعلقه بقطارات أنف���اق املدن مبا‬ ‫يوازي مبل���غ الديون الذي ألغت���ه‪ .‬ويدفع هلا‬ ‫تعويض مناسب تقوم جلنة خرباء بتقديره‪.‬‬ ‫هل���ذا املش���روع قصه‪ ،‬وه���ي أن ليبي���ا كانت‬ ‫مدينه لروس���يا مببل���غ ‪ 4.7‬ملياردوالروهي‬ ‫جمم���وع املبال���غ املتبقي���ة من مثن األس���لحه‬ ‫والذخائر اليت اش�ت�راها الق���ذايف خالل فرتة‬ ‫احلرب البارده‪ .‬وعندما تبني أن جزءا كبريا‬ ‫من هذه األس���لحه مل يكن باجل���ودة املتوقعه‬ ‫قرر الليبيون انذاك رفض تسديد هذا املبلغ‪.‬‬ ‫وبعد س���نوات كث�ي�ره واف���ق الرئيس بوتني‬ ‫الس���باب سياس���يه واقتصاديه علي إلغاء هذا‬ ‫الدي���ن مقاب���ل قب���ول ليبيا بان متنح روس���يا‬ ‫جزءا من مشروع السكك احلديديه البليوني‬ ‫ودفع مثن���ه مقدما‪ .‬إن موافقة روس���يا علي‬ ‫إلغاء هذا املبلغ الكبري مل يكن س���ببه حمبتها‬ ‫ملعم���ر أو ليبي���ا و لك���ن رغب���ة يف االحتف���اظ‬ ‫بالس���وق اللي�ب�ي الغين بأم���وال البرتول اليت‬ ‫س���تصرفها ليبي���ا عل���ي املش���اريع العمرانيه‬ ‫واخلدمات و البضائع‪ .‬ثانيا أس���تالم روس���يا‬ ‫لبالي�ي�ن الدوالرات عدّا و نقدا مقدما س���وف‬ ‫يرفع من اس���هم بوتني ويس���اعده علي الفوز‬ ‫يف اإلنتخاب���ات‪ .‬وهن���اك أيض���ا س���بب مه���م‬ ‫أخره���و أن ال���دول الغربيه قد بدأت سياس���ة‬ ‫إلغاء ديون عدد كب�ي�ر من الدول االفريقيه‬ ‫رغب���ة للتق���رب منه���ا و لإلس���تحواذ عل���ي‬ ‫اسواقها وس���عيا للقضاء علي النفوذ الروسي‬ ‫و الصي�ن�ي يف أفريقي���ا‪ .‬وق���د زار الرئي���س‬ ‫بوتني اجلزائر بعد ليبيا وتقابل مع رئيس���ها‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫أعلم أن معمر ورطنا بتوقيعه عقود هذا املشروع‬ ‫وقيامه بدفع مبالغ كبريه مقدما وقيامه بتسويات‬ ‫ماليه مبليارات الدوالرات‬ ‫بوتفليقه واتفق معه علي ألغاء ديون اجلزائر‬ ‫لروس���يا اليت تف���وق ديون ليبياكث�ي�را‪ .‬فقام‬ ‫بوتفليق���ه ورجال���ه بش���راء منتج���ات أخ���ري‬ ‫اصلح لبلده ورفضوا ش���راء السكك احلديديه‬ ‫من روس���يا ولكنهم قرروا شراءها من فرنسا‬ ‫ال�ت�ي تتق���ن صناعتها‪ ،‬ث���م كلفوا فرنس���ا و‬ ‫أس���بانيا بانش���اء قط���ارات األنف���اق يف امل���دن‬ ‫الرئيس���يه‪ .‬اجلزائركان���ت ثقتها يف نفس���ها‬ ‫كب�ي�ره النهاعندما أس���توردت ع���ددا كبريا‬ ‫من طائرات امليج من روس���با ووجدتها رديئة‬ ‫الصنع صممت علي إرجاعها الي روسيا اليت‬ ‫رفض���ت أرجاعه���ا أوال ثم ما لبثت روس���يا أن‬ ‫لبت رغبة اجلزائرواسرتجعتها‪ .‬وحنن ايضا‬ ‫نريد من الروس و الصني أن يفسخا من تلقاء‬ ‫أنفس���هم عقود الس���كك احلديديه اليت وقعها‬ ‫معم���ر معهما وذلك أس���وة مبا فعلت بوس���يا‬ ‫م���ع اجلزائر عندم���ا الغيت صفق���ة طائرات‬ ‫املي���ج‪ .‬حنن ثرنا علي معم���ر الذي تعاقد مع‬ ‫شركات روس���يا والصني فليس من املعقول‬ ‫أن حن�ت�رم تعاقدات���ه اليت أكد وزي���ر العدل‬ ‫الس���ابق الس���يد مصطفي عبد اجلليل ‪ -‬وهو‬ ‫املطلع علي أس���رار دولة معمر‪ -‬أنها يشوبها‬ ‫الفس���اد‪ .‬وأنا أق���ول لل���روس و الصينيني أن‬ ‫إلغ���اء ه���ذه العق���ود أصل���ح هلم���ا أقتصاديا و‬ ‫سياس���يا‪ .،‬ألنه عندما يتبني لليبيني أن إنشاء‬ ‫الس���كك احلديدي���ه ما هو اال مش���روع فاش���ل‬ ‫ومش���بوه فس���يتوقف تع���اون الليبي�ي�ن معهم‬ ‫مستقبال‪ .‬أن الش���ركات الروسيه قد ختطئ‬ ‫ولكن علي الدولة الروس���يه أن تقوم بإصالح‬ ‫اخلطأ‪.‬‬ ‫جي���ب أن يقتن���ع وزي���ر املواص�ل�ات مب���ا قاله‬ ‫الس���يد مصطفي عبد اجلليل‪ .‬فك���ون أن هذا‬ ‫املشروع فاس���د أمر مؤكد‪ .‬وهلذا وجيب أوال‬ ‫اخت���اذ ق���رار م���ن جمل���س ال���وزراء أواملؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي بع���دم جتدي���د العق���ود ثم مس���اءلة‬ ‫األزالم اللذين دفعوا الباليني هلذه الشركات‬ ‫ع���ن عمله���م‪ .‬إن الث���ورات تلغ���ي اوتوماتيكيا‬ ‫كل املش���اريع الفاس���ــده اليت س���بقتها بل بل‬ ‫تفع���ل أكث���ر من ذل���ك‪ .‬ثورتن���ا رمحتنا بأن‬ ‫اوقفت هذا املشروع الفاسد و لكن حنن البشر‬ ‫نرفض أن ن���دع رمحة اهلل تنزل‪ ,‬إن ثورتنا ال‬ ‫ترف���ض أن ترض���ي بأنصاف احلل���ول‪ .‬جيب‬ ‫علي اجلميع عدم التهاون أوالسكوت‪.‬‬ ‫ي���وم ‪ 29‬مارس ‪ 2012‬نش���رت جري���دة ليبيا‬ ‫هريال���د ال�ت�ي تكت���ب باللغةاإلجنليزيه مقاال‬ ‫قال���ت في���ه م���ا معن���اه أن وزاره املواصالن قد‬ ‫وضعت مشروع السكك احلديديه علي الرف‬ ‫و ذلك كي تتفرغ حلل املشاكل اليت حتيط‬ ‫مبؤسسة الطريان املدني الليبيه اليت تفاقمت‬ ‫ذلك األسبوع و اليت جعلت إإلحتاد األوروبي‬ ‫يعل���ن حظرا كامال على ش���ركات الطريان‬ ‫الليبي���ة ك���ي ال تس���تخام اجمل���ال اجل���وي‬ ‫واملطارات األوروبية‪ .‬ثم استطردت الصحيفه‬ ‫قائلة أن وكي���ل وزارة النقل الليبيه الس���يد‬ ‫ف���وزي بالتمرأعلن ان الش���ركات الروس���يه‬ ‫والصيني���ه ال�ت�ي تعاق���د معه���ا الق���ذايف لبناء‬ ‫مش���اريع الس���كه احلديد البالغة كلفتها‪12‬‬

‫بلي���ون دوالر ال رغبة هلا يف الع���وده الي ليبيا‬ ‫لتنفي���ذ ه���ذه العق���ود‪ .‬ه���ذا رأي صائ���ب من‬ ‫الش���ركات ألن العقود كلها فاس���ده‪ .‬معين‬ ‫ذلك أن سياس���ة الس���يد عبد الرمحن الكيب ‪،‬‬ ‫رئيس الوزراء ‪ ،‬اليت عربعنها وكيل الوزاره‪،‬‬ ‫ه���ي الرتحيب برغب���ة هاتني الش���ركتني يف‬ ‫عدم العودة الس���تئناف العمل بهذه املشاريع‪،‬‬ ‫ومل يقولوا أن ليبيا تريد التجديد‪.‬‬ ‫أؤكد للس���يد وزير املواص�ل�ات أن مطالبتنا‬ ‫بع���دم جتديد هذه املش���اريع وعدم اس���تئناف‬ ‫العم���ل بها له عدة أس���باب‪ .‬الس���بب األول هو‬ ‫ما قاله الرجل الفاضل السيد مصطفي عيد‬ ‫اجللي���ل من أنها فيها فس���اد كبري‪ .‬فهو رجل‬ ‫قانون و قاض وحكم علي عقود هذه املشاريع‬ ‫بالفس���اد وذلك بناءا علي حيثيات ومعلومات‬ ‫تأكد منه���ا‪ .‬فهوقد أختاره الش���عب ليرتأس‬ ‫اول جمل���س بع���د الث���وره‪ ،‬ثم هو م���ن أصدر‬ ‫بالتعاون من اجمللس اإلعالن الدستوري نواة‬ ‫دس���تورنا‪ .‬فالواج���ب علي اجلمي���ع تصديقه‬ ‫فيما قال و ع���دم اإلقدام علي جتديد العقود‪,‬‬ ‫وه���و األم���ر ال���ذي يري���د أن يفعل���ه الس���يد‬ ‫وزيراملاصالت‪.‬‬ ‫الس���بب الثان���ي امله���م هو أن جم���رد التفكري‬ ‫يف جتدي���د الس���يد وزيراملواص�ل�ات لعق���ود‬ ‫ه���ذه املش���اريع يعت�ب�ر كارثة وإلغ���اء هلدف‬ ‫من أه���داف الث���وره اليت قام���ت للقضاء علي‬ ‫الفس���اد وحماكمة املفس���دين‪ .‬فمن املؤكد‬ ‫إن هذه املشا ريع ستبتلع عدة مليارات أخري‬ ‫الن ج���زءا كبريا من مكونات املش���روع ليس‬ ‫مش���موال يف العقود ال�ت�ي وقعه���ا القذايف الن‬ ‫الش���ركات الروس���ية والصيني���ة ال تصنعها‬ ‫وجيب ش���راوها من دول أخري‪ .‬ما ال يعلمه‬ ‫اغل���ب الليبي�ي�ن ه���وأن املش���روع الروس���ي و‬ ‫املش���روع الصيين عباره عن ينس���ئ لنا س���كك‬ ‫حديدي���ه لتس�ي�ر عليه���ا قطارات ال���ركاب و‬ ‫البضائ���ع و لك���ن من غ�ي�ر قط���اراات ركاب‪.‬‬ ‫فاي���ن قطارات ال���ركاب اليت رأيت���م صورها‬ ‫عل���ي صفح���ات اجل���ر ائ���د الليبي���ه؟ ه���ذه‬ ‫القط���ارات احلديثه تعاق���د عليه رجال معمر‬ ‫مع أمريكا مببالغ طائله أخري‪.‬‬ ‫ه���ل يف ص���احل الليبيني إنش���اء هذه املش���اريع‬ ‫العبثيه أم صرف هذه املاليني علي األولويات‬ ‫مث���ل التعلي���م و الصحه و الط���رق و اجملاري‬ ‫واملواصالت السلكيه و الالسلكيه و اهلواتف و‬ ‫املط���ارات و املرضي و اجلرحي والذين فقدوا‬ ‫أطرافهم‪.‬‬ ‫أن الس���يد الوزيرق���ال يف تصرحي���ه أنه قد "‬ ‫خصص���ت للمش���روع ميزاني���ة ‪ 300‬ملي���ون‬ ‫دين���ار‪ ".‬ه���ذا يع�ن�ي لعام���ة الن���اس أن تكلفة‬ ‫هذا املش���روع زهيده وال تس���تدعي األنزعاج و‬ ‫ال تثري إنتباه الثواروالش���عب‪ .‬وملاذا مل يذكر‬ ‫الوزي���ر املبلغ اإلمجال���ي البليوني املذكور يف‬ ‫العقود وتفاصيل املشروع‪ .‬لوأن الوزير ذكر‬ ‫املبلغ االمجالي لكان أكثر شفافيه وألعطي‬ ‫الفرصه ملن يريد أن يسأل أو ينتقد أن يفعل‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫عندم���ا كن���ت يف املهجرتتبع���ت وتتب���ع‬

‫‪07‬‬

‫كثريون غ�ي�ري إخبار هذا املش���روع الكارثه‬ ‫بانزعاج‪ .‬كنا نقول أنه قبل جمرد التفكرييف‬ ‫إنشاء مش���روع الس���كة احلديد و صرف هذه‬ ‫املبال���غ املهوله عليه جي���ب الرتكيزأوال علي‬ ‫األولوي���ات ال�ت�ي ذكرته���ا أع�ل�اه‪ .‬إن الدول‬ ‫الناجحه‪ ،‬مث���ل اليابان مث�ل�ا‪ ،‬اعطت التعليم‬ ‫األولويه القص���وي و هلذا جنحت ووجتاورت‬ ‫دوال كث�ي�ره‪ .‬ذل���ك أل ن التعلي���م ه���و البن���د‬ ‫الوحي���د يف امليزاني���ات الذي ل���ه عائد ال يقدر‬ ‫بثمن‪.‬‬ ‫أريد أن أسأل الس���يد وزيراملواصالت هل قام‬ ‫بدراس���ة جدوي هل���ذا املش���ــــــروع ملعرفة هل‬ ‫حتتاجه بالد عدد س���كانه حمدود يس���افرون‬ ‫بالس���يارات اخلاصه اليت توصل���ه لعتبة بيته‬ ‫ال أن ينزل���ه القطار يف مدينة طرابلس بينما‬ ‫منزل���ه يف جنزور أو تاجوراء‪ ،‬ومن ليس لديه‬ ‫س���ياره اال القليل وه���ل للقطارعائد مادي أم‬ ‫نص���رف علي يتناس���ب مع املبالغ املس���تثمره‬ ‫فيه‪ ،‬هل لدينا مالي�ي�ن االطنان من البضائع‬ ‫س���نويا حتتاج النق���ل بقطار يكل���ف الباليني‬ ‫وه���ل لدين���ا ع���دد م���ن ال���ركاب حيتاج���ون‬ ‫القطارات‪.‬‬

‫والكبريه اليت ستتوقف عن العمل واضطرار‬ ‫أصحابه���ا لبيعها بأخبس االمث���ان إذا وجدوا‬ ‫من يشرتيها‪ .‬أن اصحاب هذه السيارات جيب‬ ‫أن يتحرك���وا فورا و ان يوقفوا هذا املش���روع‬ ‫املهزله بالتظاهر و اإلعتصام الس���لمي‪ ،‬وعلي‬ ‫ثوار ‪ 15‬و ‪ 17‬فرباير أن يدعموهم و يش���دوا‬ ‫من أزرهم قبل أن حتل الكارثه‪ .‬كذلك علي‬ ‫الث���وارأن يوقف���وا هذا املش���روع املهزله لتوفري‬ ‫هذه امليالغ لصرفها علي ما هو أهم وأجدي‪.‬‬ ‫أعل���م أن معم���ر ورطن���ا بتوقيعه عق���ود هذا‬ ‫املش���روع وقيامه بدفع مبال���غ كبريه مقدما‬ ‫وقيامه بتس���ويات ماليه مبليارات الدوالرات‪.‬‬ ‫أن الصيني�ي�ن و ال���روس مل يتوقع���وا وال يف‬ ‫املنام ان ثورة ‪ 17‬فرباير و ش���بابها و ش���اباتها‬ ‫وممثلي الشعب و الوزراء سوف يوافقون علي‬ ‫جتدي���د ه���ذه العقود الفاس���ده ال�ت�ي حتيط‬ ‫به���ا الش���كوك‪ .‬قد تفاج���أ وفرح ال���روس عند‬ ‫عندما س���رب هلم أش���خاص جمهولون خربا‬ ‫أن الوزيرس���وف يوافق علي استئناف العمل‪.‬‬ ‫ق���رات يف جريدة املن���اره الليبيه ان ألكس���ندر‬ ‫س���لطانوف نائ���ب مدي���ر ش���ركه الس���كك‬ ‫احلديدية الروس���ية اليت تعاقد معها القذايف‬

‫ال ش���ك أن س���كان ليبيا حيتاجون اىل التنقل‬ ‫وش���حن منتوجاته���م من مدينة ال���ي أخري‪،‬‬ ‫ولكن هذا ال يستدعي أنشاء األف الكيلومرتات‬ ‫من خطوط السكك احلديديه اليت تزيد علي‬ ‫حاجته���م مئات املرات‪ .‬مل���اذا ال يكون احلل هو‬ ‫توفريع���دد كاف من األوتوبيس���ات احلديثه‬ ‫املعقول���ة األجرة ة وكذلك طائرات بأس���عار‬ ‫خمفض���ه ليتنق���ل يه���ا الليبي���ون ب�ي�ن كل‬ ‫مدنه���م ام أن الطائ���رات خمصص���ه لل���وزراء‬ ‫و األثري���اء فق���ط‪ .‬أذا ارادت وزاره املواصالت‬ ‫مس���اعدة الش���عب فلم���اذا ال تس���اعد عل���ي‬ ‫تأس���يس أو تؤس���س خط���وط أوتوبيس���ات‬ ‫حديثه تص���ل كل مدينة و قري���ة يف البالد‪.‬‬ ‫بدال عن الس���كك احلديديه جيب االس���تعانة‬ ‫بالش���احنات الكث�ي�ره املتوف���رة يف البالد لنقل‬ ‫البضائع والسيارات لنقل الركاب‪ .‬إذا فشلنا‬ ‫يف ايق���اف هذه الكارثه وأص���رت الدوله علي‬ ‫إنشاء هذا املشروع الفاشل فإن ذلك سيتسبب‬ ‫يف إف�ل�اس االف العائ�ل�ات الليبي���ه اصح���اب‬ ‫س���يارات الركاب وس���يارات النق���ل الصغريه‬

‫صرح يوم ‪ 11‬ديسمرب‪ 2012‬لصوت روسيا ”‬ ‫"حصلنا على إشارات بأن هذا املشروع ما يزال‬ ‫سارياً‪ .‬وحنن مس���تعدون الستئناف العمل‪."،‬‬ ‫وأضاف أن���ه مل يتم إيق���اف املش���روع أوإلغاء‬ ‫العقد‪".‬‬ ‫لتفادي اي أش���كاالت مع هاتني الش���ركتني‬ ‫ميكننا اقرتاح أن تقوما بإنشاء مشاريع أخري‬ ‫خمتلفه مقابل املبالغ املذكوره يف العقود‪ ..‬و‬ ‫اتوقع أن توافق هاتان الشركتان ودوهلا علي‬ ‫إلغ���اء هذه العقود الن العقود مل تكن س���ليمه‬ ‫ث���م االتف���اق عل���ي حل���ول ترض���ي اجلمي���ع‬ ‫السباب إقتصاديه وسياسيه ‪.‬‬ ‫إن الث���ورات هل���ا قانونها اخلاص وتس���تطيع‬ ‫أن تلغي العقود اليت تري أنه تش���وبها العيوب‬ ‫والفس���اد‪ .‬حنن لنا احلق يف إلغاء هذه العقود‬ ‫بناء علي كالم السيد مصطفي عبد اجلليل‬ ‫و بن���اء علي التحقيقات ال�ت�ي جتري االن مع‬ ‫املسؤولني الكباريف عهد القذايف‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫نساء الكفرة يطالنب باملساوة ‪ ،‬ونبذ العنف ‪ ،‬ومنح اجلنسية البناء الليبية‬ ‫ميادين – الكفرة ‪.‬‬

‫مت ف���ى مدين���ة الكفرة ي���وم اآلثن�ي�ن املوافق‬ ‫‪ ... 2013 /22/4‬و كذلك ‪2013 /29/4‬‬ ‫‪ ...‬و ‪ 2013 /4/5‬ورش���ة عم���ل ع���ن حقوق‬ ‫امل���رأة الليبية حت���ت عنوان ( إق���رار حقوق‬ ‫امل���رأة الليبي���ة ف���ى الدس���تور الق���ادم ) و هى‬ ‫الورشة نفس���ها التى متت منذ الشهر املاضي‬ ‫وتابعته���ا ميادي���ن يف املدينت�ي�ن ( طرابل���س‬ ‫وبنغازي) من قبل هيئة دعم مشاركة املراة‬ ‫فى صن���ع القرار‪ ،‬و قد مت ذل���ك فى مدينتى‬ ‫بنغ���ازى و طرابل���س حي���ث كان���ت األوىل‬ ‫بتاري���خ ‪ 2013/ 3/ 31 - 30 - 29‬الثاني���ة‬ ‫‪ 2013 / 4 / 3 - 2 1‬و ق���د مت ف���ى ه���ذه‬‫الورش���ة التى أقيمت فى مدينة الكفرة إلقاء‬ ‫احملاض���رات و ألول م���رة م���ن قب���ل عنص���ر‬ ‫نس���ائى و ه���ى أح���دى س���يدات تل���ك املدينة‬ ‫من ش���اركت فى الورش���ة الت���ى إقيمت فى‬ ‫مدينة بنغ���ازى و ه���ى املستش���ارة القانونية‬ ‫واحلقوقية س���ناء الزوى‪ ...‬حيث مت تكليفها‬ ‫من قبل رئيس���ة (هيئة دعم مش���اركة املراة‬ ‫فى صنع القرار) السيدة ‪ /‬وفاء بوقعيقيص‬ ‫إلع���ادة إلقاء نفس احملاضرات على س���يدات‬ ‫املدينة كجزء من دور ومهمة من حيضرن‬ ‫ال���دورات ليك���ن النخبة اليت ت���زرع وحترك‬ ‫الوع���ي بدور امل���رأة يف مرحلة ما ع���د الثورة‬ ‫والتحرير خاصة يف مدن تفتقر اىل نش���اط‬ ‫املتعلم���ات والواعي���ات استس�ل�اما للظ���روف‬ ‫االجتماعي���ة ال�ت�ي مازال���ت س���ائدة رغ���م‬ ‫الربوباغن���دا اليت أكثر منها النظام الس���ابق‬ ‫وحنص���د نتائجها االن بغياب العمل واملبادرة‬ ‫يف مدين���ة كا لكف���رة تش���هد تراج���ع رغ���م‬ ‫امتالئه���ا بالس���يدات محل���ة الش���هادات وهذا‬ ‫اجله���د وإن ج���اء متأخرا فإن���ه أفضل من أن‬ ‫ال جي���يء واالم���ل يف مزيد من اجله���ود ‪ ...‬و‬ ‫أس���تهدفت الورش���ة جل ش���رائح النساء من ‪:‬‬ ‫موظف���ات ‪ ...‬طالب���ات ‪،‬و عام�ل�ات ‪،‬ومعلمات‬ ‫امل���دارس ‪ ...‬و كذلك بعض عضوات مجعية‬ ‫اخلنس���اء للم���راة الليبية‪،‬وعق���ب انته���اء‬ ‫احملاض���رات وال���ورش نوقش���ت احلاض���رات‬ ‫ح���ول قضايا ك�ب�رى منه���ا ما تطم���ح إليه‬ ‫املراة فى الدس���تور الليب���ى القادم وقد أخذت‬ ‫آراء بعض املش���اركات فى الورش���ة و كانت‬ ‫على النحو التاىل ‪-:‬‬ ‫األستاذة‪ /‬رقية فرج الزوى ‪ -‬استاذة حماضرة فى‬ ‫جامعة الكفرة ‪.‬‬ ‫ح���ق امل���راة الليبية فى املس���اواة م���ع الرجل‬ ‫ف���ى كاف���ة اجمل���االت أى التس���اوى ف���ى‬ ‫التمت���ع باحلق���وق املدني���ة و السياس���ة و فى‬

‫تكاف���ؤ الف���رص و ماعليه���م م���ن واجب���ات و‬ ‫التكالي���ف العام���ة اى القضاء عل���ى التمييز‬ ‫ب�ي�ن الرج���ل و امل���راة ‪ ...‬احلرية الش���خصية‬ ‫تكون مكفولة للجميع و مجيع االش���خاص‬ ‫يكونوا متساوون فى احلماية امام القانون ‪....‬‬ ‫كما أمتنى تفعيل قانون اجلنس���ية رقم ‪24‬‬ ‫لس���نة ‪ 2010‬مي�ل�ادى و الذى يعط���ى املرأة‬ ‫الليبية املتزوجة بغ�ي�ر الليبى احلق فى منح‬ ‫جنسيتها ألبناءها أسوة بالرجل‪.‬‬ ‫صاحلة الريفى السكر ‪ -‬مستشارة قانونية ‪.‬‬ ‫ضم���ان إق���رار حق���وق امل���راة الليبي���ة ف���ى‬ ‫الدس���تور الق���ادم طبق���اّ ملعاي�ي�ر الش���ريعة‬ ‫االس�ل�امية و ض���رورة منحه���ا حقه���ا ف���ى‬ ‫املش���اركة السياس���ية و اوج���ه املش���اركة‬ ‫السياس���ة للم���راة وال���ذي نطالب ب���ه هو بان‬ ‫تتس���اوى فيه���ا مع الرج���ل هى مش���اركتها‬ ‫فى صنع القرار و صياغة السياسة العامة و‬ ‫تنفيذها و توىل الوظائف العليا و تأدية املهام‬ ‫العام���ة و على مجيع املس���تويات ‪ ،‬و البد من‬ ‫العمل ‪،‬و بشكل مستعجل على تفعيل قانون‬ ‫اجلنس���ية رق���م ‪ 24‬لس���نة ‪ 2010‬ميالدى و‬ ‫ال���ذى يعطى للم���رأة الليبي���ة املتزوجة بغري‬ ‫ليبيى احلق فى منح جنسيتها ألبناءها‪.‬‬ ‫كرمية حبيب الزوى ‪ -‬معلمة ‪.‬‬ ‫ح���ق امل���راة ف���ى املش���اركة ف���ى احلي���اة‬ ‫السياس���ية و بال���ذات ف���ى املناص���ب قيادية و‬ ‫ض���رورة توليه���ا حلقائ���ب وزاري���ة س���يادية‬ ‫أكثر مم���ا هو موج���ود اآلن حيث ان نس���بة‬ ‫مش���اركتها اآلن س���واء فى املؤمت���ر الوطنى‬ ‫الع���ام أو احلكوم���ة املؤقت���ة أى مش���اركتها‬ ‫فى صنع القرار السياس���ى و رسم السياسات‬ ‫العام���ة للدولة الزالت ف���ى نظرى متدنية ‪/‬‬ ‫ان���ا مع تفعيل قانون اجلنس���ية رقم ‪ 24‬لعام‬ ‫‪ 2010‬ميالدى و لكن أقرتح تعديل فيه و هو‬

‫إش�ت�راط أقامة ابن���اء الليبي���ة املتزوجة بغري‬ ‫ليبى فى ليبيا حتى مينحوا اجلنسية الليبية‬ ‫صاحلة أرحومة ‪ -‬معلمة ‪.‬‬ ‫التأكي���د عل���ى ح���ق امل���رأة فى املس���اوة مع‬ ‫الرج���ل ف���ى املش���اركة ف���ى صن���ع الق���رار‬ ‫السياس���ى ‪ ،‬و كذل���ك حقه���ا ف���ى املس���اواة‬ ‫والتمك�ي�ن فى اجمل���ال االقتص���ادى من حيث‬ ‫تبوأ املناصب اإلدارية العليا حيث ان املس���اوة‬ ‫م���ن ش���أنها حتقي���ق تكاف���ؤ الف���رص ب�ي�ن‬ ‫املواطنيني الليبيني رجال و نساء‪.‬‬ ‫خضرة شعيب مصباح ‪ -‬معلمة ‪.‬‬ ‫البد م���ن التأكيد على ضرورة مش���اركة‬ ‫املرأة فى الس���لطتني التشريعية و التنفيذية‬ ‫اى البد من تبوءها للمناصب القيادية العليا‬ ‫فى الدولة ‪ /‬البد من كفالة حرية الرأى و‬ ‫التعبري للمرأة أسوة بالرجل‪.‬‬ ‫نوال الزوى ‪ -‬معلمة‬ ‫البد من إق���رار حقوقها ف���ى مجيع اجملاالت‬ ‫و ض���رورة املس���اواة بينه���ا و ب�ي�ن الرجل فى‬ ‫حصوهل���ا على نصيبها من الدخل القومى ‪ ،‬و‬ ‫كذلك املساواة مع الرجل فى حصوهلا على‬ ‫البعث���ات الدراس���ية ف���ى اخل���ارج ‪ ،‬و ضرورة‬ ‫وجوده���ا ف���ى كاف���ة الوظائ���ف التنفيذي���ة‬ ‫للدولة‪.‬‬ ‫سعدية حممد على ‪ -‬معلمة ‪.‬‬ ‫البد من أن تكون نس���بة النس���اء املشاركات‬ ‫فى احلياة السياسية بشكل عام مرتفعة و ال‬ ‫تقل ع���ن الرجال حيث أن نس���بتها اآلن و ان‬ ‫وجدت فهى ضئيلة جداّ مقارنة بعدد النساء‬ ‫احلاص�ل�ات على مؤه�ل�ات علمي���ة عليا فى‬ ‫الدول���ة حيث انهن أكرب ع���دداّ من الرجال‪،‬‬ ‫املرأة دافعت عن وجودها بس�ل�اح العلم واالن‬ ‫جاء الوقت لألستفادة من وعيها املعريف ‪.‬‬

‫ صاحلة الغزال ‪ -‬معلمة ‪.‬‬‫البد فى الدس���تور القادم م���ن وجود إحرتام‬ ‫حلقوق االنس���ان و احلريات اإلنسانية اى أن‬ ‫احلرية الشخصية البد من ان تكون مكفولة‬ ‫للجميع كما نص على ذلك االعالن العاملى‬ ‫حلقوق االنس���ان الذى صدر فى عام ‪1948‬‬ ‫مي�ل�ادى و هو الصادر م���ن االمم املتحدة ‪ /‬و‬ ‫البد م���ن متكني املراة إداري���اّ و إلغاء التمييز‬ ‫ضده���ا م���ن حي���ث إقصاءه���ا املس���تمر م���ن‬ ‫وظائف اإلدارة العليا ‪.‬‬ ‫مريم حممد على شقلوف‪ -‬موظفة‬ ‫البد من القضاء على مجيع أش���كال التمييز‬ ‫ضد امل���رأة النه���ا الزالت ضحي���ة للتمييز و‬ ‫خاص���ة ف���ى تب���وأ الوظائ���ف اإلداري���ة العليا‬ ‫حيث املالح���ظ إبعادها املتعم���د و الدائم عن‬ ‫الوظائف العليا فى الدولة‪.‬‬ ‫ سعاد عطية اذويب – معلمة‪.‬‬‫ضم���ان العدل و املس���اواة و تعزي���ز احلريات‬ ‫و احلق���وق العام���ة ب�ي�ن الرج���ال و النس���اءو‬ ‫القض���اء عل���ى التمييز ب�ي�ن املرأة و ش���ريكها‬ ‫الرج���ل ‪ ،‬والعم���ل على خفض نس���ب األمية‬ ‫بني النساء خاصة ‪ ،‬البد من ضرورة االحلاح‬ ‫عل���ى امتالكه���ا للعل���م واملعرف���ة ومتكينها‬ ‫فيم���ا بعد م���ن احلضور يف اجملال السياس���ي‬ ‫واالقتصادي ‪.‬‬ ‫هنية محد أجميحيد – معلمة‪.‬‬ ‫جمتمعن���ا يعان���ي م���ن كثري من املش���اكل‬ ‫‪ ،‬ومش���كلتنا أنن���ا النب���دأ بالوقاي���ة أوال بل ال‬ ‫نعمل إال بعد ان ترتس���خ املش���كلة وتتضاعف‬ ‫‪ ،‬كم���ا انن���ا مل نك���ن نع�ت�رف مب���ا لدينا من‬ ‫قضايا متثل عيوبنا كثريا ما رفعنا ش���عارات‬ ‫الفردوس والنعيم لكن احلاصل كان عكس‬ ‫ذلك واملرأة دفع���ت الثمن كما الرجل ‪ ،‬االن‬ ‫العم���ل هو الفيص���ل ‪ ،‬البد م���ن القضاء على‬ ‫ظاهرة العن���ف ضد امل���رأة و خاصة اللفظى‬ ‫و اجلس���دى و هو أكثر ما تتعرض له املرأة‬ ‫لليبية سواء العنف األسرى أو غري االسرى ‪.‬‬ ‫ ناجية سعيد حوية ‪ -‬معلمة ‪.‬‬‫الب���د من حصول املراة الليبية على املس���اواة‬ ‫ف���ى كاف���ة اجمل���االت مب���ا ال يتع���ارض مع‬ ‫الشريعة االسالمية أى عند مصادقة الدولة‬ ‫الليبية على وثيقة نبذ العنف ضد املراة البد‬ ‫من مطالبتها تعديل بعض بنود تلك الوثيقة‬ ‫مم���ا جيعلها متماش���ية مع ديننا االس�ل�امى‬ ‫احلني���ف إى إلغ���اء املس���اواة التام���ة باملعن���ى‬ ‫الذى تنص عليه تل���ك الوثيقة للقضاء على‬ ‫األمية فى اجملتمع الليبى و خاصة بالنس���بة‬ ‫لشرحية النساء‪.‬‬


‫‪09‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫مع رئيسة مجعية بيت املبدع الدولية باملغرب الشاعرة رحيانة بشري‪:‬‬

‫“ بيت املبدع بيت من ال بيت لقلمه‪ ،‬للوحته ‪،‬ملعزوفته ‪،‬لنصه ‪...‬حنن مع‬ ‫كل األصوات املائزة”‬

‫الرباط ‪ /‬الفيتوري الصادق‬ ‫الشاعرة املغربية رحيانة بشري‪-‬‬ ‫مواليد الرباط‪-‬‬ ‫ حاصل���ة عل���ى دبل���وم الدراس���ات اإلس�ل�امية‬‫املعمقة‬ ‫رئيسة مجعية بيت املبدع الدولية‪-‬‬ ‫ نائبة رئيس مجعية جنمة للفكر واإلبداع‬‫مدير فرع املغرب لرابطة أدباء العامل واملهجر‬ ‫هلا من اإلصدارات الشعرية‪-:‬‬ ‫قبل اإلحبار ‪2002‬م‬ ‫حني يتكلم املاء‪2011‬م‬ ‫اليعنيين هذا العامل‪2012‬م‬ ‫* متى تأسس���ت مجعية بيت املبدع باملغرب وما‬ ‫هي أهدافها‪..‬؟‬ ‫بداية اش���كر جري���دة ميادين املتمي���زة على هذه‬ ‫االلتفات���ة للتعريف جبمعية بي���ت املبدع الدولية‬ ‫تأسس���ت اجلمعي���ة ع���ام ‪2012‬ويف خالل س���نة‬ ‫اس���تطاعت تأس���يس أرضي���ة ألنش���طتها لتحقق‬ ‫معادلة املمكن واملستحيل ولقد مت حبول اهلل فتح‬ ‫فروع على املستوى الوطين وكذا العربي‬ ‫* ع���دد املنتس���بني وجماالت اإلب���داع اليت يركز‬ ‫عليها بيت املبدع‪..‬؟‬ ‫ مجعية بيت املب���دع تهتم بكل األجناس األدبية‬‫والفني���ة ونرك���ز يف أنش���طتها عل���ى التعري���ف‬ ‫باألص���وات ال�ت�ي مل تنل حضها م���ن التواجد على‬ ‫مستوى املش���هد الثقايف الوطين أو العربي فكثريا‬ ‫م���ا حيول ضرف ما من ع���دم إيصال صوت املبدع‬ ‫إىل الق���اريء املتلقي وهذا ه���و هدفنا ‪,‬البحث عن‬ ‫املهمل واملنس���ي م���ن األصوات املبدعة يف الش���عر‪،‬‬ ‫القصة‪ ،‬املس���رح التش���كيل واملوس���يقى وهي اآلن‬ ‫جتم���ع حت���ت مظلته���ا مئ���ات األص���وات األدبية‬ ‫واإلبداعي���ة املغربي���ة والعربي���ة يف خمتل���ف‬ ‫اجملاالت واألصناف اإلبداعية‬ ‫* هل للبيت فروعا خارج املغرب عدديها‪..‬؟‬ ‫للبي���ت ف���روع باملغ���رب وخارج���ه وحن���ن اآلن يف‬ ‫ط���ور التأس���يس فف���ي تون���س هناك ف���رع للبيت‬ ‫مديرته الش���اعرة ضحى بوترعه وكذا اجلزائر‬ ‫مدير الفرع الش���اعر واإلعالمي إمساعيل غربي‬ ‫وبالع���راق كلفنا املبدع مج���ال الكناني ويف ليبيا‬ ‫الزلنا نناقش مع الش���اعر والصحف���ي الفيتوري‬

‫عرفتها شاعرة عرب االفرتاضي تنسج من احلروف حدائق من املعاني والدالالت وتسري‬ ‫خبطى ثابتة صوب التميز بتجربتها اإلبداعية ‪،‬‬ ‫وعرفتها يف الواقع العملي ش���علة من النش���اط التكل وفيضا من الطموح والسعي اجلاد‬ ‫خلدمة اإلبداع واملبدعني العرب وقضاياهم أينما كانوا‬ ‫استقبلتنا حنن املشاركني يف الدورة الرابعة لقافلة احملبة باملغرب مبحبة تفوق الشعار‬ ‫ال���ذي اختري لدورتها الرابع���ة “االنتصار لإلبداع واحملبة” القافل���ة اليت نظمتها بنجاح‬ ‫مجعي���ة بيت املبدع الدولية باملغرب مبعية الرابط���ة العربية لإلبداع من ‪10‬إىل‪21‬من‬ ‫ش���هر إبريل املنصرم وضمت كوكبة من املبدعني العرب شعراء وموسيقيني وكتاب‬ ‫وإعالميني من خمتلف الديار العربية‬ ‫التقيناها على هامش الفعاليات لنطرح عليها مجلة من االستفسارات عن مجعية بيت‬ ‫املبدع الدولية اليت ترأس���ها وعن راهن املثقف العرب���ي ورهاناته وعنها فكان هدا احلوار‬ ‫الذي بدأناه بطلب سرية ذاتية موجزة‪:‬‬ ‫الص���ادق إمكاني���ة بعث ف���رع بالدي���ار الليبية أما‬ ‫فروعن���ا باملغ���رب فلق���د ارتأين���ا ان تك���ون ف���روع‬ ‫البي���ت حس���ب اجله���ات لتوصل���ي بطلب���ات فت���ح‬ ‫ف���روع بامل���دن املغربي���ة لكن ه���ذا الخي���دم البيت‬ ‫يف حتقيق أهدافه املس���طرة ‪,‬وه���ي االعتماد على‬ ‫م���دن اهلامش حتى يتس���نى لس���اكين هذه املدن‬ ‫من املشاركة واالنس���جام يف أنشطة البيت الذي‬ ‫يسعى للتعريف بهم من خالهلا ‪....‬‬ ‫* ما هي الرسالة اليت يتبناها بيت املبدع ‪..‬؟‬

‫الرتمجة واإلب���داع وكانت ناجحة بكل املقاييس‬ ‫‪,‬والدلي���ل احلض���ور املكث���ف ومواكب���ه اجلمهور‬ ‫‪,‬ومس���اهمته يف اغن���اء الندوة مبداخالت���ه الوازنة‬ ‫‪,‬كذا قمنا بتكري���م املخرج التلفزيوني مصطفى‬ ‫فاكر ‪,.‬كما نظمنا أمسيات شعرية أثثها شعراء‬ ‫مغاربة وعرب متميزون‬ ‫* كي���ف تقيم راه���ن املبدع العرب���ي وهل هو يف‬ ‫مستوى الرهانات اليت تواجهها األمة‪.‬؟‬

‫رس���الة بي���ت املبدع نب���ؤه مبيثاق روح���ي لألقالم‬ ‫الغائب���ة احلاضرة على الس���احة حلاملي فكرة ال‬ ‫لإلقص���اء ‪,‬زواي���ا حتديقنا منفتح���ة على كل ما‬ ‫من ش���أنه الرقي بأرواحنا وأفكارنا لنغري الكلمات‬ ‫ال�ت�ي التغرينا ‪,‬نع���م عرفت أنش���طة البيت جناحا‬ ‫جيعلن���ا نفكر كيف حنل���م يف ضرف وجيز قمنا‬ ‫مبلتقانا األول للقصيدة ملتقى الرقراق لإلبداع‬ ‫وكان ضي���ف ال���دورة قافلة احملب���ة اليت عرفت‬ ‫تواج���د دول عربي���ة منه���ا ليبي���ا تون���س اجلزائر‬ ‫األردن العراق وكذا االحتفاء بالش���اعر العراقي‬ ‫ف���رج عب���د الباق���ي وحبض���ور س���فري الع���راق ‪....‬‬ ‫وم���ن أنش���طتنا اليت قمن���ا بها ن���دوة فكرية حول‬

‫راهن املب���دع العربي رهني قلم���ه وفكره ومواقفه‬ ‫‪,‬كي���ف أراد أن يصب���ح عليه هذا الراهن س���يكون‬ ‫‪,‬ألن املساهمة يف توضيحه بكل شفافية أو تعرية‬ ‫هلذا الراهن س���يكون آخر الدواء الكي ‪,‬مبصداقية‬ ‫ما نكتبه ما ننقله ما نتفاعل به ومعه ‪.‬الثبات على‬ ‫مواقفنا تس���هم يف ثبات واقعنا ‪.‬فاملاء ال جيري إال‬ ‫يف األراضي اخلفيضة فيجب أن ال نكون إال قلما‬ ‫ش���فافا ‪,‬غري متخاذل ‪,‬ويس���تطيع املب���دع أن يصل‬ ‫إىل هوام���ش واقع���ة إن مل يصبح تابعا ولألس���ف‬ ‫واق���ع احلال يقول إن األغل���ب األعم كذلك ‪,‬هذا‬ ‫باإلضافة إىل حالة التخلي العام عن القيام بدور‬ ‫التنوير ونش���ر قي���م التس���امح واحملب���ة والدعوة‬

‫للحياة وبع���ث األمل يف النفوس ‪,‬م���ا أحوجنا إىل‬ ‫مبدع فاعل وفعال ونزيه قلما وروحا ‪،‬‬ ‫بيت املبدع بيت من ال بيت لقلمه للوحته ملعزوفته‬ ‫لنص���ه حن���ن م���ع كل األص���وات املائ���زة الغائبة‬ ‫وأح���ب أن يص���ل حبنا واعرتافنا بهم إىل ترس���يخ‬ ‫جتاربه���م ودفعه���م إىل اإلبداع املب���دع ‪,‬وان يصل‬ ‫مس���عانا إىل ابعد نقطة يف قلب هؤالء ‪.‬بيت املبدع‬ ‫بيت احملبة واالرتقاء والتعريف باملنس���ي ‪.‬ليست‬ ‫لنا خطو للوصول ولكن لنا رؤى نتشارك بها مع ا‬ ‫آلخرين بروحانية ذكية بالروح الذكية حتما‬ ‫تصل إشاراتها وذبذباتها إىل اآلخر ‪.......‬‬ ‫* ختاما ما جديد أنشطة بيت املبدع ‪..‬؟‬ ‫جديد أنش���طة البيت بعد استقبالنا لقافلة احملبة‬ ‫العربية الرابعة يف أربع حمطات هي الرباط سال‬ ‫القنيطرة‪ ،‬آسفي‪ ،‬والصويرة واليت عرفت توهجا‬ ‫وتفاع�ل�ا ب�ي�ن ضي���وف القافل���ة و املب���دع احمللي‬ ‫لنعكس ثراء التجارب املغربية الشابة والراسخة‬ ‫يف مش���هدنا اإلبداع���ي ‪.‬وق���د وفقنا جبه���ود جنود‬ ‫البي���ت األوفياء ودعم اخلريين املؤمنني برس���الته‬ ‫وأهداف���ه ‪.‬نس���عى اآلن إىل التحض�ي�ر لربنام���ج‬ ‫ثق���ايف كبري ‪,‬باس���تضافة جمموعة من املبدعني‬ ‫حس���ب األجناس األدبية يف إقامة واحدة مبدينة‬ ‫م���ا ‪,‬هدفها الكتاب���ة والتغين باملدينة املس���تضيفة‬ ‫‪.‬وه���ي عملية نروم من خالهل���ا حتريض الكتاب‬ ‫والش���عراء عل���ى الكتاب���ة ويطب���ع كت���اب املدينة‬ ‫وحنتف���ي بكتاب���ه فور ص���دوره وك���ذا دفع الفن‬ ‫التش���كيلي إىل األفكار املبدعة القابلة للتجس���يد‬ ‫وتأثيث الفضاءات باملدينة برسومات وجمسمات‬ ‫تبق���ى ت���ؤدي دوره���ا يف تنمي���ة ال���ذوق اجلمالي‬ ‫وتعمي���ق احل���س الف�ن�ي ألنه���ا س���تكون مبثاب���ه‬ ‫معرض للفن مفتوح دوما ‪,‬فال أبواب للشوارع ‪..‬‬ ‫بيت املبدع حيتفي بكل الفنون س���واء كان لوحة‬ ‫أو قصيدة أو قطعة موسيقية ‪,‬وهلذا احللم مزايا‬ ‫أهمها االنفتاح على املشهد الثقايف احمللي مبدينة‬ ‫ما وربط عالقات بني املبدعني سواء على املستوى‬ ‫الوطين أو العربي ‪...‬‬ ‫وختاما ش���كري وتقدي���ري هلذا املن�ب�ر اإلعالمي‬ ‫املتميز‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫الشاعر اللييب الراحل السنوسي حبيب يف آخر حوار معه‪:‬‬

‫مصلحة ليبيا ال تقبل املزايدة‪..‬‬ ‫وجيب أن نتوازن بني الشرق والغرب واإلسالم وإال فكلنا خاسرون!‬

‫حسن خضر‬ ‫•للبيئة أثر واضح يف شعرك‪ ..‬فحدثنا عن‬ ‫نشأتك وعن أثر مدينة "بنغازي" عليك؟‬ ‫ول���دت يف "هون" ع���ام ‪ ،1949‬وكان���ت مراحل‬‫تعليم���ي األوىل يف "ه���ون" و"س���بها"‪ ،‬أم���ا أه���م‬ ‫جتاربي فكانت يف مدينة بنغ���ازي‪ ،‬منذ التحقت‬ ‫باجلامع���ة فيها عام ‪ 1970‬طالب���ا بكلية اآلداب‪،‬‬ ‫وفيه���ا بداي���ة تفت���ح وعي���ي الثق���ايف واألدب���ي‪..‬‬ ‫ولبنغ���ازي كمدين���ة مي���زة خاص���ة‪ ،‬أنه���ا دائما‬ ‫نضج‬ ‫ملتهبة الشعور‪ ،‬لديها هلبها اخلاص الذي ُت ِ‬ ‫به الن���اس واألش���ياء‪ .‬وفيه���ا نش���أت أول حكومة‬ ‫ليبي���ة أقامه���ا امللك إدري���س‪ ،‬وأول برمل���ان لييب‪.‬‬ ‫وهي الثانية بع���د طرابلس الغرب من حيث عدد‬ ‫الس���كان‪ .‬يف بنغازي شعرت ألول مرة أنين أعيش‬ ‫يف ج���و مدي�ن�ي‪ ..‬جئته���ا أول مرة وعم���ري أربع‬ ‫سنوات؛ ألن وضع األسرة الفقري‪ -‬خاصة بعد أن‬ ‫بارت الزراعة‪ -‬دفع بأحد إخوتي الكبار لالنتقال‬ ‫بنا إىل بنغازي حبثا ع���ن العيش والرزق‪ .‬وبقينا‬ ‫فيه���ا عام�ي�ن‪ ،‬أمضيتهم���ا يف مدرس���ة ابتدائية‪،‬‬ ‫قب���ل عودتي م���ع ج���زء م���ن عائل�ت�ي إىل "هون"‪،‬‬ ‫بينم���ا بقى اآلخ���رون يف بنغ���ازي‪ .‬يف تلك الفرتة‬ ‫عرف���ت أصناف���ا عجيبة م���ن اجل���وع والفقر‪ ،‬ثم‬ ‫واصلت تعليمي يف "هون" حتى نهاية االبتدائية‪،‬‬ ‫واشتغلت أثناء صباي بعدة أعمال‪..‬‬ ‫•مثل ماذا؟‬ ‫•مث���ل احلالقة‪ ..‬فقد تعلم���ت احلالقة وعملت‬ ‫عاما‪ ،‬ثم عندما عاد أخ���ي الكبري من بنغازي‬ ‫به���ا ً‬ ‫ببع���ض امل���ال وفت���ح مقه���ى‪ ،‬عمل���ت مع���ه صيب‬ ‫مقه���ى‪ ..‬من الناحية املادي���ة‪ ،‬وفرت املقهى بعض‬ ‫الس���يولة لألس���رة‪ .‬لكنه���ا كان���ت بالنس���بة ل���ي‬ ‫كطفل معصرة من األمل‪ ,‬واستمرت األمور على‬ ‫هذا النحو إىل أن تيسر حالنا وحال مجيع شعبنا‬ ‫م���ع الس���بعينيات‪ ،‬ح�ي�ن ب���دأت أعم���ال املقاوالت‬ ‫وإنشاء املدارس وغريها من األعمال اليت ترافقت‬ ‫م���ع ظه���ور النف���ط ال���ذي ارتب���ط لألس���ف منذ‬ ‫وبأش���كال‬ ‫ظهوره بس���يولة مطلوقة يف اجملتمع‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫من البذخ غري الرش���يد‪ ،‬وارتب���ط أيضا مبعدالت‬ ‫عالية من الفس���اد‪ .‬ألن الثروة الليبية من النفط‬ ‫ارتبط���ت من���ذ البداي���ة مبص���احل الربجوازي���ة‬ ‫الناش���ئة‪ ،‬والكومربادور القادم م���ن بلدان إخوتنا‬ ‫العرب‪ ..‬فغرقت ليبيا يف عهد القذايف يف الرش���وة‬ ‫والفساد مبكرا‪ ..‬هذا على املستوى املالي واإلداري‪،‬‬

‫انتق���ل إىل رمحة اهلل تعاىل‪ -‬يوم الثالث من أبريل املاضي‪ -‬الش���اعر واملناضل السياس���ي اللييب السنوس���ي حبيب ع���ن عمر ناهز الـ ‪ 63‬عاما‬ ‫بعد معاناة طويلة مع املرض‪ .‬والشاعر معروف مبواقفه السياسية املعارضة للنظام اللييب السابق‪ ،‬فقد أمضى يف السجن ‪ 11‬سنة امتدت‬ ‫من عام ‪ 1977‬حتى عام ‪ .1988‬وهو ش���عريا ينتمي إىل جيل الس���بعينيات‪ ،‬ويتميز شعره بالبساطة والعمق واالنتماء لقيم اإلنسانية عرب‬ ‫روح خاصة توحي بأثر بيئته احمللية فيه‪ ،‬تدفعه دائما طاقة التجريب والتجديد حتى قارب نثرية رقيقة وش���فافة يف نصوصه األخرية‪..‬‬ ‫ومن إصدارته الش���عرية والنثرية “عن احلب والصحو والتجاوز”‪ ،‬و”ش���ظايا العمر املباح”‪ ،‬و”املف���ازة”‪ ،‬و”قريبا من القلب”‪ ،‬و”من ذاكرة‬ ‫املكان”‪ ،‬وصدر له مؤخ ًرا “أتذكر”‪ .‬درس الش���اعر الراحل اللغة العربية وآدابها جبامعة بنغازي‪ ،‬وش���ارك يف عديد من املؤمترات والندوات‬ ‫واألمس���يات واملهرجانات الثقافي���ة داخل ليبيا وخارجها‪ ،‬ويف إطار اهتمامه املعروف بالعمل املدني واألهلي أس���س “مجعية ذاكرة املدينة‬ ‫للرتاث” عام ‪ ،1992‬وس���اهم يف صيانة املدينة القدمية‪ ،‬ويف تأس���يس وإدارة مهرجان اخلريف السياحي‪ ,‬وكنت قد قرأت له ضمن شعراء‬ ‫ليبيني آخرين قبل أن ألتقيه يف طرابلس الغرب أوائل ش���هر يناير املاضي‪ ،‬وأجريت معه هذا قبيل س���فره إىل باريس للعالج‪ ..‬وقد ش���رفت‬ ‫بالقرب منه عدة أيام‪ ،‬وعرفت خالل األيام القليلة اليت جالسته فيها كيف تتجسد فيه شاعرا وإنساًنا موسيقى حروف كلمة “سن ّيس”‬ ‫ال�ت�ي يداعب���ه بها حمبوه وأصدقاؤه املقربون‪ ..‬رحم اهلل ش���اعرنا العصامي النبيل السنوس���ي حبيب‪ ،‬ونأمل من القائمني على ش���أن الثقافة‬ ‫الليبية اآلن تكرميه الالئق به وبهم وطبع أعماله الكاملة‪.‬‬

‫املرحوم السنوسي حبيب‬

‫وعلى املس���توى السياس���ي مت اس���تحداث "اللجان‬ ‫الثوري���ة" ال�ت�ي ملّ���ت كل الص ّيع‪ ..‬القذايف أفس���د‬ ‫كل ش���يء‪ ..‬جعل ليبيا دولة غري ق���ادرة على أن‬ ‫تك���ون حديثة ومتقدم���ة‪ .‬وهو ما س���وف جيعلنا‬ ‫نعاني لس���نوات قادمة من العمل واإلنفاق الباذخ‬ ‫يف بناء ليبيا اجلديدة‪.‬‬ ‫•ويف رأيك‪ ..‬ما الذي حيتاجه بناء ليبيا‬ ‫اجلديدة اآلن؟‬ ‫•أو ً‬ ‫ال حن���ن حنت���اج إىل كل أموالن���ا ال�ت�ي يف‬ ‫اخل���ارج‪ .‬كم���ا أن الوض���ع احلال���ي حيت���اج إىل‬ ‫ش���جاعة الليبي�ي�ن والق���ادة الرجال ليس���تطيعوا‬ ‫وض���ع اللبنات األساس���ية‪ .‬واألولوية لوضع أمين‬ ‫مالئم يهيئ الظروف للبناء عندما حيفظ الناس‬ ‫والوطن‪ ،‬وجيعل املواطن يأمن على نفسه ورزقه‬ ‫وبالده‪ ،‬ثم يلي ذلك إنش���اء جيش وطين حيافظ‬ ‫على وحدة الوطن وترابه‪ ،‬جيش وطين قادر على‬ ‫الدف���اع عنه يف احلالة اليت تس���تدعي ذلك‪ .‬وبناء‬ ‫وراق وضمانات‬ ‫اجليش حيتاج إىل سالح متطور ٍ‬ ‫دولي���ة‪ ،‬إىل جان���ب عق���د التحالفات م���ع الدول‬ ‫ال�ت�ي وقف���ت إىل جانبن���ا أثن���اء ح���رب التحرير‪،‬‬ ‫كاالحت���اد األوروب���ي واألطلس���ي‪ ،‬اللذي���ن لوال‬ ‫مس���اندتهما لكانت ليبيا احنرقت‪ ..‬وأمحد اهلل أن‬ ‫هذا املخطط مل يتم‪.‬‬ ‫•وثانيا؟‬ ‫•ثاني���ا‪ ..‬أرى أن ليبي���ا اآلن يف حاج���ة إىل‬ ‫رجال حكم���اء‪ ،‬يتحالفون مع األي���ادي احلكيمة‬ ‫املم���دودة هلم‪ ،‬والق���ادرة معهم على إنق���اذ ليبيا‪..‬‬ ‫وعل���ى األم���م املتح���دة أن تق���ف وقفة ش���جاعة‪.‬‬ ‫وعلينا حن���ن الليبيني أن نض���ع مصلحة الوطن‬ ‫فوق أي اعتب���ار‪ ..‬وأن يكون الليبيون من احلكمة‬ ‫والعقل‪ ،‬حبيث ال ينساقون وراء مقوالت ساذجة‪،‬‬ ‫ال تتناسب مع مستقبل حياتهم‪.‬‬ ‫•وما هي املقوالت اليت ال تناسب مستقبل الليبيني‬ ‫يف رأيك؟‬ ‫املق���والت اليت من قبي���ل القول ب���أن كل إنقاذ‬‫وتع���اون ه���و اس���تعمار جدي���د‪ ..‬وأق���ول هل���ؤالء‪:‬‬ ‫هل حن���ن مس���تقلون اآلن؟ ه���ل اللييب مس���تقل‬ ‫اآلن‪ ،‬وهو واقع حتت ش���تى أن���واع اجلوع واجلهل‬ ‫واألمراض والبيوت احملطمة‪ ..‬وهذه كلها أمور‬ ‫حتتاج إىل وقفة جادة من جانبنا كش���عب‪ ،‬ومن‬ ‫جان���ب الساس���ة واملثقف�ي�ن واحلكم���اء ومش���ايخ‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫حنن حنتاج إىل كل أموالنا اليت يف اخلارج‪ .‬كما أن‬ ‫الوضع احلالي حيتاج إىل شجاعة الليبيني والقادة‬ ‫الرجال ليستطيعوا وضع اللبنات األساسية‬ ‫القبائل وعلماء الدين‪ ..‬جي���ب أن ينتبهوا‪ -‬وحنن‬ ‫معه���م‪ -‬إىل أن مصلحة ليبيا عموما واملس���لمني‬ ‫خصوص���ا تكم���ن يف ع���دم املزايدة م���ن أحد على‬ ‫حس���اب أح���د‪ ،‬والتج���رد م���ن املص���احل اخلاص���ة‬ ‫لصاحل املصلح���ة العامة صدقا وإخالصا‪ ،‬ال قوال‬ ‫ومداهن���ة‪ .‬جيب أن نك���ون متوازنني بني الش���رق‬ ‫والغ���رب واإلس�ل�ام‪ ،‬حنت���اج إىل صيغ���ة تواف���ق‪،‬‬ ‫وإال فكلن���ا خاس���رون‪ .‬أق���ول ذل���ك وعين���اي على‬ ‫التجربتني اليابانية واألملانية‪.‬‬ ‫•وإالم ترمز التجربتان يف رأيك؟‬ ‫التجربت���ان مفادهما واحد‪ ،‬هو أنه ال ميكننا أبدا‬‫ادعاء االس���تغناء ع���ن اآلخري���ن‪ ،‬واالنفصال عن‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫•أنت تنتمي إىل اجليل الذي نشأ يف ظل جتربة‬ ‫عبد الناصر‪ ..‬فما تقييمك آلفاقها اآلن على‬ ‫خلفية التغريات السياسية يف الواقع العربي؟‬ ‫بالرغ���م م���ن كث���رة الش���عارات الوهمي���ة اليت‬‫تربين���ا عليه���ا أثن���اء الف�ت�رة الناصري���ة‪ ،‬إال أنها‬ ‫ح ّف���زت فين���ا طاق���ة إجيابي���ة مغموس���ة باملرارة‬ ‫واخليبات‪.‬‬ ‫‪-‬كيف ميكن لإلجيابية أن تتفق مع اخليبة؟‬

‫•م���ن زاوي���ة الطم���وح الذي بث���ه فينا املش���روع‬ ‫الناص���ري القومي من جان���ب‪ ،‬وانهياره يف الواقع‬ ‫م���ن جانب آخ���ر‪ .‬أما م���ن اجلانب احليات���ي‪ ،‬فقد‬ ‫ول���دت يف نوفم�ب�ر ‪ 1949‬م���ع بداي���ة اس���تقالل‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬وتربي���ت يف بيئة ش���ديدة الفق���ر‪ ..‬يف تلك‬ ‫الظ���روف الس���يئة‪ ،‬كان���ت البل���د خلوا م���ن أية‬ ‫جترب���ة سياس���ية‪ .‬ومل���ا قام���ت اململك���ة الليبي���ة‬ ‫املتح���دة‪ ،‬مت إلغ���اء التجرب���ة احلزبي���ة‪ ،‬فلم يقم‬ ‫يف ليبي���ا أي ح���زب‪ ،‬حت���ى األحزاب اليت تش���كلت‬

‫أمحد الفيتوري والسنوسي حبيب‬

‫مع بداية االستقالل‪ ،‬مت غلقها وحبس أصحابها‪.‬‬ ‫ثم بع���د ذلك تنف���س الليبي���ون الصع���داء عندما‬ ‫أقر إدري���س توحيد ليبيا‪ ،‬يف كي���ان احتادي من‬ ‫ثالث والي���ات يف دولة واحدة‪ ،‬وبدأ يتدفق بعض‬ ‫النفط الذي ع���اد على ليبيا ببعض املردود النافع‬ ‫لبناء حياة مدنية‪ .‬وبدأت ليبيا تش���عر بش���يء من‬ ‫اإلنع���اش يف ظ���ل دعم األم���م املتح���دة‪ ،‬وخاصة‬ ‫منظمة اليونس���كو اليت س���اعدت عل���ى بناء نظام‬ ‫تعليم���ي متط���ور‪ ،‬واس���تطاعت ليبي���ا يف س���نوات‬ ‫مع���دودة أن تؤس���س برملان���ا منتخبا يض���م عددا‬ ‫ممن ع ّينهم امللك‪.‬‬ ‫هذا عن اجلانب السياسي فماذا عن اجلانب‬‫الشعري؟‬ ‫•هناك ارتباط يف جتربيت بني السياسة والشعر‪،‬‬ ‫فق���د انعك���س االهتم���ام الفكري عليه���ا حمموال‬ ‫عل���ى رافع���ة ش���عراء ع���رب وأجان���ب كثريي���ن‪،‬‬ ‫أذك���ر منه���م عبد الوه���اب البيات���ي وصالح عبد‬ ‫الصبور وأمل دنقل‪ ،‬وبدر ش���اكر السياب‪ ،‬وبول‬ ‫إيل���وار‪ ،‬وطاغ���ور وجمموعة أخرى من الش���عراء‬ ‫الثوري�ي�ن الذي���ن اهتم���وا باإلنس���ان وباحلري���ة‬ ‫والعدل‪.‬‬ ‫قصرمت يف‬ ‫لدي شعور بأنكم كمثقفني ومبدعني ّ‬‫التواصل مع األجيال اجلديدة إبداعيا وفكريا‪ ..‬فهل‬ ‫هذا صحيح؟‬ ‫•نع���م هن���اك انقط���اع ب�ي�ن التجارب الش���عرية‬ ‫والثقافي���ة‪ ،‬يع���ود إىل خل���و ليبي���ا م���ن جترب���ة‬ ‫سياس���ية مبعن���ى تكوي���ن م���دارس سياس���ية أو‬ ‫حزبي���ة تس���تند عل���ى خل���ق جي���ل م���ن املثقفني‬ ‫والساس���ة‪ ..‬فق���د عرف���ت ليبي���ا األح���زاب لف�ت�رة‬ ‫قليلة يف تارخيها السياسي‪ ،‬وهذا يعود إىل معدل‬ ‫القمع الش���ديد واألجهزة القهرية املدعومة بكل‬ ‫تقني���ات العامل حملاربة الوعي السياس���ي‪ ،‬وإنفاق‬ ‫أموال ضخمة من���ذ ‪1969‬على جتهيل الليبيني‪،‬‬ ‫وجعل الش���عب أم ّيا على كاف���ة األصعدة‪ ..‬يعين‬ ‫ومنع‬ ‫بل���د ُمنعت فيه الصحافة من س���نة ‪ُ 1973‬‬ ‫تداول الكت���ب وجتريم التفكري باعتب���اره خيانة‪،‬‬ ‫وغل���ق وحمارب���ة كل املنتدي���ات السياس���ية‬ ‫واألدبي���ة وإغ�ل�اق احل���دود م���ع تون���س ومصر‪..‬‬ ‫حت���ى مل يب���ق آن���ذاك س���وى بع���ض الصح���ف‬ ‫األجنبية التابعة للسفارات‪.‬‬ ‫لق���د كن���ا كمثقف�ي�ن حن���ارب عل���ى جبهت�ي�ن‪،‬‬ ‫األوىل جبه���ة الفس���اد الذي استش���رى حتى طال‬ ‫القبائ���ل البدوي���ة التقليدي���ة‪ ،‬والثاني���ة جبه���ة‬ ‫القبلي���ة السياس���ية‪ .‬وكان ه���ذا أم���را صعب���ا يف‬ ‫ظ���ل حكم القذايف الذي قضى على ما تبقى لدينا‬ ‫من دميقراطية‪ ،‬لصاحل إقامة جتربة عش���وائية‬ ‫وعنيفة‪ ،‬ليس���ت هلا أي ثواب���ت وال ضوابط‪ ،‬حتى‬ ‫إنه ألغى الدستور والقوانني كلها يف عام ‪،1973‬‬ ‫ومل يُب���ق لن���ا ش���ي ًئا حنتك���م إليه‪ ..‬فه���و احلاكم‬ ‫واحل َك���م الوحي���د األوحد‪ ،‬وإليه تع���ود ومنه تنبع‬ ‫كل األمور‪.‬‬ ‫أن���ت عملت ف�ت�رة باإلذاعة الليبي���ة‪ ،‬حدثنا عن‬‫هذه التجربة‪..‬‬ ‫•للعم���ل يف اإلذاع���ة قصة تبدأ م���ن الصحافة‪..‬‬ ‫فق���د عمل���ت يف جري���دة "الكف���اح" ال�ت�ي كان‬ ‫يديره���ا مه���دي املضطردي عض���و مجاعة "عمر‬ ‫املخت���ار"‪ ،‬ث���م حوّهل���ا النظ���ام إىل جري���دة باس���م‬ ‫"اجله���اد" بع���د تأميمه���ا لتصب���ح تابع���ة إلدارة‬

‫حكومي���ة ب���إدارة األس���تاذ حمم���د الش���ويهدي‪..‬‬ ‫أتذك���ر أنين كنت قد كتبت آن���ذاك عن ديوان‬ ‫للش���اعر حمم���د الفيت���وري‪ ،‬وكان���ت م���ن ب�ي�ن‬ ‫قصائ���ده مرثي���ة ألم�ي�ن ع���ام احلزب الش���يوعي‬ ‫الس���وداني‪ ،‬وكان���ت صفح�ت�ي يف تل���ك اجلريدة‬ ‫بعن���وان "امللتقى" تهت���م بالنقد والش���عر واألدب‪..‬‬ ‫كنا جمموعة من الش���عراء الش���باب‪ ،‬أذكر من‬ ‫بينهم حممد املس�ل�اتي وسامل الكبيت وجمموعة‬ ‫أخ���رى من الكت���اب الليبي�ي�ن‪ ..‬وبع���د أن عرضت‬ ‫لدي���وان الفيت���وري ونش���رت تل���ك املرثية ضمن‬ ‫م���ا كتبته عن���ه‪ ،‬اش�ت�ريت اجلري���دة يف الصباح‪،‬‬ ‫فوجدت بدال من مرثية الفيتوري صورة جلامع‬ ‫و"كمش���ة كالم دش" ع���ن اجلوام���ع‪ ..‬فرتكت‬ ‫العمل بهذه اجلريدة‪ .‬وبع���دة فرتة ويف "بنغازي"‬ ‫جاء الكات���ب الغنائي فرج املدبل واق�ت�رح علينا أن‬ ‫نقدم برناجما يف اإلذاعة باسم "امللتقى" استمرارا‬ ‫لنجاح الصفحة اليت كنت أشرف عليها‪ ..‬أقرينا‬ ‫املوض���وع وبدأنا يف تنفيذ الفك���رة ولقي الربنامج‬ ‫اإلذاعي جناحا مماث ً‬ ‫ال‪ ،‬وكان له مجهور كبري‪..‬‬ ‫اخرتن���ا جمموعة أغان���ي ومقطوعة موس���يقية‪،‬‬ ‫وأق���وال أدبي���ة وقصائد ش���عر ولوحة تش���كيلية‬ ‫ليبي���ة أو عربي���ة أو عاملي���ة‪ ..‬إىل جانب نصوصنا‪،‬‬ ‫م���ع زاوية خاص���ة بالش���باب‪ ..‬بدأ ذل���ك يف يناير‬ ‫‪ 1975‬وكان الربنام���ج ي���ذاع ظهر كل ثالثاء‬ ‫ويعاد مس���اء ومدته نصف ساعة‪ ،‬كانت كافية‬ ‫إلش���باع الذوق العام الراغ���ب يف الفنون والثقافة‬ ‫واألدب‪ ..‬وكتب معنا أمحد الفيتوري يف البداية‪.‬‬ ‫على ذكر اجملايلة‪ ..‬هل كان هناك تواصل بينكم‬‫وبني جمايليكم من الشعراء املصريني؟‬ ‫•نع���م كان هن���اك تواص���ل مس���تمر‪ ،‬وأذك���ر‬ ‫ّ‬ ‫مجاع�ت�ي "إض���اءة"‬ ‫حرصن���ا عل���ى مطبوع���ات‬ ‫و"أص���وات" يف مصر‪ ،‬أما الش���اعر أمل دنقل فكان‬ ‫عل���ى اتص���ال بصديقن���ا الش���اعر حمم���د الفقيه‬ ‫ص���احل ال���ذي كان همزة الوص���ل الثق���ايف بيننا‬ ‫وب�ي�ن جمايلينا من الش���عراء والكت���اب املصريني‪.‬‬ ‫وعل���ى غ���رار "مقه���ى ري���ش" الثق���ايف يف وس���ط‬ ‫القاهرة‪ ،‬تأسس عندنا مقهى "بيزاما" الذي كان‬ ‫ملتق���ى أدبي���ا فكري���ا يف وس���ط حديق���ة البلدية‬ ‫القريب���ة من اجلامع���ة القدمية‪ ،‬وجبوار س���ينما‬ ‫بنغازي‪ .‬وكن���ا نواكب آنذاك م���ن أُطِلق عليهم‬ ‫"ش���عراء الس���بعينيات" يف مصر‪ ،‬مثل علي قنديل‬ ‫وحلمي سامل ورفعت س�ل�ام‪ .‬وجمموعة كبرية‬ ‫من الشعراء هنا وهناك دخل فيها من دخل وخرج‬ ‫منها من خرج‪.‬‬ ‫هل تتحفظ على دعاوى الفيدرالية اليت يرفعها‬‫البعض اآلن‪ ،‬أم توافقها؟‬ ‫•أحتف���ظ عل���ى التعج���ل وع���دم االس���تعانة‬ ‫باملنظم���ات الدولي���ة املعنية‪ ،‬صاحب���ة اخلربة يف‬ ‫مثل هذه األمور‪ ،‬لوضع اخلطط املناس���بة للرؤى‬ ‫الليبية‪.‬‬ ‫بأي معنى؟‬‫•مبعنى أنه ميكن أن تكوّن ليبيا نظاما فيدراليا‬ ‫حكيم���ا بعيدا ع���ن مطامع اآلخري���ن‪ ..‬لكنين مع‬ ‫قبول مس���اعدة اجلريان واألصدقاء‪ ..‬وليس على‬ ‫النحو ال���ذي يتصوره البعض م���ن أن الفيدرالية‬ ‫تع�ن�ي االنفصالي���ة والفوض���ى ال�ت�ي جت���د فيه���ا‬ ‫اهلج���رة غ�ي�ر الش���رعية أفض���ل مرتع هل���ا اآلن‪..‬‬ ‫فاخلط���ر لي���س يف الفيدرالي���ة حب���د ذاته���ا‪ ،‬ب���ل‬ ‫يف ع���دم الفه���م الصحيح هل���ا الذي رمب���ا يذهب‬ ‫بالبع���ض إىل ح���د العمال���ة‪ ،‬خصوص���ا األطراف‬ ‫الضعيف���ة ال�ت�ي ق���د تلج���أ إىل الغ���رب م���ن ه���ذا‬ ‫املنظور‪ ..‬وهذا توجه آخر خيتلف متاما مع ما أراه‬ ‫للفيدرالي���ة كفك���رة قابلة للنقاش‪ ،‬بش���رط إذا‬ ‫توصل اجلميع إىل أنها تصب يف مصلحة الشعب‬ ‫اللي�ب�ي ودون اس���تعجال‪ ،‬ودون اقتصاره���ا عل���ى‬

‫‪11‬‬

‫خدمة مصاحل قبلية أو أغراض أجنبية‪ ،‬تبدو هلا‬ ‫مؤشرات يف األفق اآلن‪.‬‬ ‫هل ترى أن املشهد الثقايف اللييب ميكنه أن ينتعش‬‫يف مناخ احلرية بعد ثورة ‪ 17‬فرباير؟ وما الذي‬ ‫ً‬ ‫وناهضا كما نرجو له؟‬ ‫ينقصه ليصبح حيو ًيا‬ ‫•املش���كلة أن���ه مل يك���ن لدين���ا مش���هد ثقايف من‬ ‫أصل���ه باملعن���ى املع���روف‪ ..‬وأننا حنت���اج إىل البناء‬ ‫م���ن البداي���ة‪ ،‬ينطب���ق ذلك عل���ى املش���هد الثقايف‬ ‫وكل املش���اهد األخرى يف ليبيا‪ ..‬فل���م تكن لدينا‬ ‫مؤسس���ات وانهارت لنعيد بناءها‪ ،‬ليس لدينا بناء‬ ‫باملرة‪ ..‬ولدين���ا القليل من األف���راد‪ ..‬وهذا أصعب‬ ‫وأكث���ر كلف���ة من إع���ادة البن���اء‪ ..‬لذل���ك علينا‬ ‫أن نلم ش���تات املثقف�ي�ن الليبيني م���ن كل أرجاء‬ ‫املعم���ورة ونؤس���س لثقاف���ة ليبي���ة م���ن البداية‪،‬‬ ‫تواكبه���ا مراك���ز أحباث وتدري���ب متخصصة‪،‬‬ ‫وقاع���ات حماض���رات‪ ،‬ورص���د ميزاني���ة مالي���ة‬ ‫ثقافية مناس���بة‪ ،‬وإنشاء جوائز س���نوية مرموقة‬ ‫لتكريم كبار املبدعني وتشجيع الشعراء واألدباء‬ ‫والفنانني الش���باب‪ ،‬حبيث تش���مل كافة األجيال‬ ‫والف���روع‪ ،‬إىل جان���ب عق���د املهرجان���ات الثقافية‬ ‫ً‬ ‫ح���راكا ثقافي���ا عف ًيا‬ ‫احمللي���ة والدولي���ة لنخلق‬ ‫يستطيع القيام على رجليه‪ ،‬ويستطيع أن خيدم‬ ‫اجملتمع‪.‬‬ ‫ما رأيك يف الصحافة الليبية‪ -‬على تنوعها وكثرة‬‫املطبوع منها‪ -‬بعد ثورة ‪ 17‬فرباير؟‬ ‫•حقيق���ة ال أس���تطيع تقويم الصحاف���ة الليبية‬ ‫املطبوع���ة اآلن؛ لكون���ي مع���زو ً‬ ‫ال من���ذ ف�ت�رة يف‬ ‫قري�ت�ي "ه���ون" وبس���بب امل���رض‪ ،‬واآلن أضيف���ت‬ ‫إليهم���ا عزل���ة الس���فر‪ ..‬لذلك كل م���ا عندي هو‬ ‫أن أطال���ب بإظه���ار فعالي���ة الصحاف���ة يف ليبيا‪،‬‬ ‫وتطوير جتاربها‪ ،‬ودعمها ودفعها إىل األمام‪..‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫‪- ) 105‬‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫مايو مايو‬ ‫‪20 -20‬‬ ‫‪14- 14‬‬ ‫‪( - ) (105‬‬ ‫العدد (العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنةالسنة‬

‫قصة قصرية‪.‬‬

‫نصوص حمكية‬ ‫حممد القذايف مسعود‬

‫أمحد يوسف عقيلة‬

‫بياض‬ ‫عقدت العزم‬ ‫وكتبت على صفحة السحاب‬ ‫بياض يواري بياض ‪.‬‬ ‫ووتر نازل‬ ‫يف شهقة ‪.‬‬ ‫السواد حلن املعنى‬ ‫يضوي الغدير يف‬ ‫كف السفر ‪.‬‬ ‫يقطع وصل احلنة‪.‬‬ ‫دمعة إبريق الشاي‬ ‫مرسى لصمت الرحلة ‪.‬‬

‫يف إيــــدك‬

‫راسم يف أيدك بكرة‬ ‫وبكرة يا عامل ‪..‬تالقيه ‪..‬؟‬ ‫محلك يثقل ‪..‬‬ ‫صفحات كتابك مفتوحة‬ ‫بني السطر والسطر‬

‫طعنة وآهة ‪.‬‬ ‫ليل ميد ظالمه ‪.‬‬ ‫الفجر ما يرتوي من واحة‬ ‫ما مد فيها النخل تنهيدة‬ ‫وال مال الركن بسجدة ‪.‬‬ ‫مفروشة املعاني‬ ‫واجلدار ابيض‬ ‫يد بتطفي‬ ‫يد تعلقها ‪.‬‬

‫لو يضحك‬ ‫لو يضحك الناي‬ ‫وتهتز اآلهات‬ ‫تزهر الوعود‬ ‫يرخي الفرح سدوله ‪.‬‬ ‫جرح األمل غادر‬ ‫ويطوي الصفحة بأمل ‪.‬‬ ‫من زمن خارج ‪..‬‬ ‫ومن داخل مسافة ‪.‬‬

‫ضوء أمحر مهبك‬ ‫وغايتك بني الضفاف قمر ‪.‬‬

‫املرايا‬

‫ما تصدق اللي قال‬ ‫املرايا ماهلا وجدان‬ ‫املرايا شعور الناس‬ ‫يف ُعريهم ‪ ..‬يف سرتهم‬ ‫هي الواضح بوضوح‬ ‫لغة اإلنسان يف اإلنسان‬ ‫تروي تاريخ اجلمر‬ ‫وأسطورة السؤال‬ ‫يف سنابل األحالم ‪.‬‬ ‫كل األسئلة غرايب‬ ‫ع املرايا تنكسر ‪.‬‬ ‫املرايا مالت ع الرؤية‬ ‫وماليها مايل‬ ‫واملايل فيه كذبة حلوة ‪.‬‬

‫تنكسر شوكة الدمعة ‪.‬‬

‫‪ ...‬يف وادي النم���ل أص���درت النملة املس���ؤولة عن‬ ‫األمن اخلارجي أوامرها‪:‬‬ ‫ـ (يا أيها النمل ادخلوا مس���اكنكم)‪ ..‬فالرتل قادم‪..‬‬ ‫يدوس كل شيء يف طريقه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وضعت منلة ش ّغالة ّ‬ ‫قشتها جانبا وقالت‪:‬‬ ‫ـ هل هو رتل اجلنرال؟‬ ‫ـ بل هو رتل الث ّوار‪.‬‬ ‫ـ هل سيدوسوننا هم أيضاً؟‬ ‫ـ كل األرتال تدوس‪.‬‬ ‫ـ كل األرتال؟!‬


‫يوليو‪)2013‬‬ ‫يونيو‪ /‬مايو‬ ‫مايو‪20‬‬ ‫‪- 14‬‬ ‫‪(- -14‬‬ ‫‪)( 105‬‬ ‫الثالثة (‪-‬‬ ‫‪)2012‬‬ ‫‪ 26‬ـ‪-220‬‬ ‫‪59‬‬‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫العدد( ‪( -‬‬ ‫العدد )‬ ‫الثانية‪105‬‬ ‫العدد‬ ‫السنة‪-‬‬ ‫السنة الثالثة‬

‫كالنا اليوم موجو ُع‬

‫الرتل‬

‫‏حممد املزوغي‏‬ ‫قليب على قلبك املصدو ِع مصدو ُع‬ ‫فيا صديقي كالنا اليوم موجو ُع‬ ‫قالت حقيبته ينأى به سف ٌر‬ ‫ُ‬ ‫حفيف ال ّريح مسمو ُع‬ ‫فليس إال‬ ‫ال يقرب الزا َد إال وهو منكفئ‬ ‫النوم إال وهو ممنو ُع‬ ‫أو يقرب َ‬ ‫قلق‬ ‫ُ‬ ‫مفتاح غرفته ٍ‬ ‫غاف على ٍ‬ ‫الباب يف جنبيه مزرو ُع‬ ‫كأمنا‬ ‫ُ‬ ‫مازال يذك ُر كيف الضو ُء منسكبا‬ ‫على اجلدار كأ ّن الضو َء مطبو ُع‬ ‫هنا رواي ُة مركي ٍز هنا ور ٌق‬ ‫تلوح فيه من الذكرى تقاطي ُع‬ ‫ُ‬ ‫هناك فنجانه ينأى بقهوته‬ ‫متتم قد م ّرت أسابي ُع‬ ‫الركن َ‬ ‫يف ِ‬ ‫هنا بقاياه يف كل اجلهات وقد‬ ‫أغفت على الصمت ال ٌ‬ ‫نفث وال رو ُع‬ ‫وغاص هنا‬ ‫ياصاحيب مل تكن غريي َ‬ ‫يف القلب سهمان موتور ومدفوع‬ ‫أدري بأن سروج الريح متعبة‬ ‫ُ‬ ‫وصوت ّ‬ ‫يح مقطو ُع‬ ‫كل ُحدَا ِة ِّ‬ ‫الر ِ‬ ‫أدري بأ ّنك م ّوا ٌل على شف ٍة‬ ‫ضمأى وأ ّنك ـ ماغنتك ـ ينبو ُع‬

‫ـ بالتأكيد‪ ..‬هذا هو القاس���م املش�ت�رك‬ ‫لألرت���ال‪ ..‬ت���دوس‪ ..‬تس���حق‪ّ ..‬‬ ‫حتطم‪..‬‬ ‫حتى لو كان الرتل يقوده نيب مبعوث‬ ‫من السماء مباشرة!‬ ‫حس ِك األمين‪.‬‬ ‫أنت تبالغني يف ّ‬ ‫ـ ِ‬ ‫كأنك مل تس���معي حتذير جدّتنا‪( :‬ال‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫حيطم ّنكم سليمان وجنوده)‪.‬‬ ‫ـ لكن النيب ال يفعل ذلك عن قصد‪.‬‬ ‫ـ ما الفرق بالنسبة لنا‪ ..‬أن ّ‬ ‫حيطمنا رتل‬ ‫عن قصد أو غري قص���د؟! ادخلي ودعي‬

‫‪13‬‬

‫ّ‬ ‫القش���ة تذروه���ا الري���اح‪ ..‬فاألولوي���ة‬ ‫لسالمة النمل‪ ..‬إذا م ّر أي رتل فابتهلي‬ ‫إىل الرب حتى يبتعد‪.‬‬ ‫ـ الله���م ج ّنبنا كل أنواع األرتال‪ ..‬ولكن‬ ‫عرفت أنه رتل الثوار؟!‬ ‫كيف‬ ‫ِ‬ ‫ـ م���ن الس���هل معرف���ة ذل���ك‪ ..‬فالث��� ّوار‬ ‫مو َلع���ون دائم���اً بإط�ل�اق الرص���اص‪..‬‬ ‫حتى حني يتأخر املطر!!‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪)2013‬‬

‫أدري بأ ّن حنينا قد تف ّرق يف‬ ‫ّ‬ ‫كل احملبني فيك اليوم جمموع‬ ‫أدري بأنك حز ٌن ُق ّد من َو َل ٍه‬ ‫ّ‬ ‫لكن شاهد أهل الدار مصروع‬ ‫أدري بأنك خاصرت الضياء إىل‬ ‫حد ُي ُّ‬ ‫ظن حراما وهو مشروع‬ ‫ياصاحيب مل نكن نبكي وليس هنا‬ ‫يف درب قيص َر إال ُ‬ ‫املوت واجلو ُع‬ ‫فمن ي َر أننا حنين على وجل‬ ‫رأسا سيخذ ْله أ ّن الرأس مرفوع‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫عدو الشعب؟‬ ‫عبد السالم الزغييب‬ ‫عندما يكتب الكاتب النروجيي( هنريك ابس���ن)‪ ،‬مس���رحية‬ ‫من���ذ ‪ 130‬عاما‪ ،‬وتعرب تعب�ي�را حقيقيا ع���ن واقعنا احلالي‪.‬‬ ‫ه���ذا يعين ان املس���رح تعبري صادق عن هم���وم الناس‪ ،‬ومرآة‬ ‫عاكس���ة للمجتمع‪ ،‬باعتباره أكثر الفنون ارتباطاً حبياة‬ ‫الناس اليومية‪.‬‬ ‫ف���ى قرية صغ�ي�رة بالنرويج تدور أحداث مس���رحية " عدو‬ ‫الش���عب "‪ ،‬قري���ة تعتم���د فى معيش���تها على مي���اه محامات‬ ‫صحية‪ ،‬يستثمر فيها أغنياء املدينة أمواهلم‪ ،‬ويعتمد عليها‬ ‫السياس���يون فى كس���ب انتخاباتهم‪ ،‬وهى أيضا األمل الذى‬ ‫يعيش عليه العامة لرفع مستوى معيشتهم ‪.‬‬ ‫ولكن طبيب القرية العامل " توماس س���توكمان " يكتشف‬ ‫أن ه���ذه املي���اه ملوث���ة متام���ا ‪ ،‬و يصم���م عل���ى فضح فس���اد‬ ‫املسئولني‪ ،‬و تقف معه الصحافة و أصحاب املصاحل ‪.‬‬ ‫وعندم���ا يعق���د مؤمت���ر يدع���ى إلي���ه كل س���كان القري���ة‬ ‫ليعل���ن هل���م احلقائق ‪ ،‬ينقل���ب عليه من س���اندوه و يدعموا‬ ‫أخ���وه احملافظ " بيرت س���توكمان " من أج���ل مصاحلهم ‪،‬‬ ‫مفضل�ي�ن التضحي���ة حبي���اة املواطن�ي�ن علي اإلع�ل�ان عن‬ ‫الفش���ل يف اإلدارة وع���دم قدرته���ا علي حتمل املس���ئولية ‪ ،‬و‬ ‫حيرضون العامة ضد س���توكمان ليحولوه باستفتاء من‬ ‫رمز للشخص الصاحل إىل " عدو الشعب "‪.‬‬ ‫املس���رحية‪ ،‬مرآة صادم���ة لواقعنا احلاىل بكاف���ة متغرياته ‪،‬‬ ‫أنه الصراع بني االنس���ان البسيط من عامة الشعب‪ ،‬والذين‬ ‫ميثل���ون االغلبي���ة‪ ،‬املتواطئ���ة جبهله���ا‪ ،‬ال�ت�ي عمل���ت بنية‬

‫ورثة “ املرحوم “ يقتلون احلياة !!‪ُ ...‬يـــــــ‬ ‫ب�ل�ا مقدم���ة‪ ، ..‬ألن األم���ر ال حيتاج إىل‬ ‫متهي���د ‪ ،‬يا س���ادة إمنا حي���دث يف الغابات‬ ‫من قطع لألش���جار وجتري���ف لألراضي‬ ‫الزراعية ليس انتهاكاً للطبيعة وحدها‬ ‫‪،‬بل هو جرمية وتع��� ٍد على حقوق أجيال‬ ‫بأكملها يف احلياة ‪ ،‬فاألش���جار والغابات‬ ‫هي ج���زء من ه���ذه احلي���اة‪ ،‬وعالوةعلى‬ ‫كونه���ا ُ‬ ‫عش���رات العق���ود وزين���ة يف‬ ‫إرث‬ ‫ِ‬ ‫هذا الوجود‪،‬هي تساعد يف التوازن البيئي‬ ‫وتنقي���ة اجل���و‪ ،‬وتق���وم بعملي���ة التنقية‬ ‫جمان���اً‪،‬ال ُتس���قى بي���د أح���د واليهتم بها‬ ‫ْ‬ ‫���ب األش���جار منذ عش���رات‬ ‫أح���دا‪،‬مل َتطُل ِ‬ ‫الس���نني االهتم���ام‪ ،‬لك���ن أهك���ذا يك���ون‬ ‫جزاءاإلحس���ان؟ !! ع���وض أن ُنس���اعد يف‬ ‫مح�ل�ات التش���جري ‪،‬وزراعة احلي���اة اليت‬ ‫تس���اعدنا على احلياة ‪ ،‬مناخ العامل يتغري‬ ‫واألرض ترتف���ع حرارته���ا " االحتب���اس‬ ‫احلراري " ‪،‬هل سألنا أنفسنا كم شجرة‬ ‫زرعنا هذا األسبوع ‪،‬هذا الشهر ‪،‬هذا العام‬ ‫القلي���ل القلي���ل! باملقاب���ل ك���م اقتلعن���ا‬ ‫ش���جرة هذا األس���بوع ‪،‬ه���ذا الش���هر‪ ،‬هذا‬ ‫الع���ام الكثري الكثري وم���ا تبقى من غابات‬ ‫مازال يش���هد على ذلك‪ ،‬إن مل تستطع أو‬ ‫تبال بزراعة األش���جار ش���كراً‬ ‫مل ُت ِرد ومل ِ‬ ‫! إلص���رارك‪ ،‬لك���ن ال تقطعه���ا ال جتتثها‬ ‫ال تئده���ا‪ ،‬الي���وم يقطع���ون وجي ّرف���ون‬ ‫بدعوى عدم وجود سكن ؛يُع ّرون األرض‬ ‫ليس�ت�روا أنفس���هم ! وتارة بدع���وى أنهم‬ ‫أح���راراً!!‪ ،‬وأخ���رى بدع���وى أنه���ا أرض‬ ‫ورث���ة‪ ،‬وللورث���ة أن يفعلوا م���ا يريدون!!‬ ‫دون االلتف���ات ملا ميكن أن حيدث يف حال‬ ‫فعلهم ملا أرادوا‪ ،‬أقول للذين ي ْ‬ ‫َش��� ُك َ‬ ‫ون من‬ ‫العواص���ف الرملية " العج���اج وال ُغّبريي "‬ ‫انتظروايا س���ادة ما زلتم مل تروا ش���يئا ‪،‬‬ ‫فهذه االش���جار زيادة ع���ن كل ما ُذكر‪،‬‬ ‫ومن���ع‬ ‫فه���ي تعم���ل كمص��� ٍد للري���اح‬ ‫ِ‬ ‫زح���ف الرمال‪.‬وإليك���م قص���ة ح�ب�ي هلا‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫نعم أش���جار ال زهر فيه���ا وال مثر ‪،‬لكنين‬

‫أحببته���ا وأن���ا على قناعة ب���أن هذا احلب‬ ‫ليس حباًّ أحادي اجلانب ‪،‬بدأ حبنا هذا يف‬ ‫مطلع عام ‪ 2000‬ول���و أني مل أكن قبل‬ ‫ه���ذا العام عل���ى جفاء هلا ‪،‬هذه األش���جار‬ ‫اعت���دت عليه���ا عند الس���فر كاألصدقاء‬ ‫واألحب���اب رمبا أكث���ر‪ ،‬وألن���ي مل أعتد‬ ‫أن يس���تقبلين أو يودع�ن�ي أح���د ‪،‬كان���ت‬ ‫تل���ك األش���جار ً‬ ‫وفية ل���ي أو هك���ذا أراها‪،‬‬

‫تودعوني عند مغادرت���ي طرابلس وأراها‬ ‫تس���تقبلوني عندعودت���ي إليه���ا وكأنها‬ ‫طابورشرف اصطف يف مراسم الطبيعة‬ ‫ٍ‬ ‫إللقاء التحية استقبا ً‬ ‫ال أوتوديعاً‪ ،‬حبيبيت‬ ‫ش���جرة آنسة ومؤنسة‪ ،‬لس���ت آبه كونها‬ ‫ال حتب�ن�ي وح���دي‪ ،‬وأن���ا أيض���اً ال أريدها‬ ‫لي وحدي‪ ،‬لس���ت أنانياً وال غي���وراً عليها‬ ‫‪،‬أحبها نعم لكنه���ا حتب اجلميع ‪..‬فؤوس‬

‫إعالن‬ ‫صادق���ة على احداث التغيري‪ ،‬وبني اجملموعات اليت جلس���ت‬ ‫على كرس���ي النظام الس���ابق و معها اإلعالم واملستفيدين‬ ‫من الوضع اجلديد ‪.‬‬ ‫ن���ص الرواية‪ ،‬كأنه إعادة جتس���يد للواقع الراهن فى ليبيا‬ ‫من استقطاب و تفكيك و فساد يساهم فيها املواطن البسيط‬ ‫و النخبة معا‪.‬‬ ‫و كش���ف للدميقراطية الزائفة ‪ ،‬التى تس���تغلها السلطة و‬ ‫اإلعالم و اصحاب املصاحل‪ ،‬خلداع البس���طاء و دفعهم للعمل‬ ‫ضد مصاحلهم ‪.‬‬ ‫وكش���ف للعالقات التى تنش���أ من تقارب املصاحل‪ ،‬وتوجيه‬ ‫العامة خلدمة صراعات الس���لطة والثروة‪ ،‬دفعا للتضحية‬ ‫بنبل االفكار‪.‬‬

‫يعلن املركز الثقايف املصري بطرابلس‪/‬ليبيا عن املسابقات التالية‬ ‫لعام ‪2013/2012‬‬ ‫‪ ) 1‬مسابقة حفظ القرآن الكريم‬ ‫جي���ب أن يتوافر يف املتقدمني واملتقدمات هلذه املس���ابقة الش���روط‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬أال يزيد عمر املتسابق عن ‪ 25‬عاما يف ‪.2013/1/1‬‬ ‫ب ‪ -‬حفظ أكرب قدر من أجزاء القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ج – وسوف يراعي يف التقييم واملفاضلة االلتزام بالقواعد اللغوية‬ ‫يف النطق‪.‬‬ ‫‪ ) 2‬مسابقة القصة القصرية‬ ‫جي���ب أن يتوافر يف املتقدمني واملتقدمات هلذه املس���ابقة الش���روط‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫أ‌‪-‬أن تكون القصة مكتوبة يف صفحة واحدة فلوسكاب‪.‬‬ ‫ب‌‪-‬أن تكون القصة مستوحاة من ثورات الربيع العربي‪.‬‬ ‫ج‌‪ -‬أن ال يزيد سن املتسابق عن ‪ 25‬عاماً يف ‪2013/1/1‬‬ ‫‪ ) 3‬مسابقة الشعر‬ ‫جيب أن تتوافر الشروط التالية يف املتقدمني هلذه املسابقة‪:‬‬ ‫أ‌‪-‬أن يكون الشعر مكتوب بالعربية الفصحى‪.‬‬

‫ب‌‪ -‬ال يزيد سن املتسابق عن ‪ 25‬عاماً يف ‪2013/1/1‬‬ ‫ج‌‪-‬أن يك���ون الش���عر وط�ن�ي أو اجتماع���ي أو وصف���ي ويركز على‬ ‫التالقي بني الشعوب العربية‬ ‫‪ ) 4‬مسابقة أحسن حبث حول أحد املوضوعات التالية‪:‬‬ ‫• تطوي���ر وتعزي���ز العالق���ات الثقافي���ة والعلمية ب�ي�ن مجهورية‬ ‫مصر العربية ودولة ليبيا‪.‬‬ ‫• رؤية سينمائية أو مسرحية للواقع العربي املعاصر‪.‬‬ ‫• املثلث الذهبى( مصر وليبيا والسودان)‬ ‫جيب أن تتوافر الشروط التالية يف املتقدمني هلذه املسابقة‪:‬‬ ‫أ‌‪-‬أال يزيد سن املتسابق عن ‪ 25‬عاماً ‪.‬‬ ‫ب‌‪-‬أال يزيد البحث عن مخسة ورقات فلوسكاب‪.‬‬ ‫ج‌‪-‬أن يكون مكتوباً على الكمبيوتر باللغة العربية الفصحى‪.‬‬ ‫د‪-‬أن يكون املتقدم عربي اجلنسية‪.‬‬ ‫سوف يتم حتكيم مجيع املسابقات عن طريق أساتذة متخصصون‬ ‫وسوف تقدم للفائزين شهادات تقدير وجوائز‬ ‫املستشار الثقايف ‪ /‬مدير املركز‬ ‫أ‪.‬د ‪ .‬اهلاللي الشربيين اهلاللي‬ ‫— يف مقر املركز بالنوفليني‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫ــــــعرون َ‬ ‫األرض ليسرتوا أنفسهم !‬

‫الدستور وحقوق املرأه‬ ‫نسرين عامر‬

‫مجعة فريوان‬ ‫غ���در ومع���اول س���وء امت���دت هل���ا‬ ‫‪،‬لي���س امله���م إن كان ذل���ك لي ً‬ ‫ال أم‬ ‫نه���اراً ‪ ،‬املهم هو النتيج���ة ‪،‬اجتثوها‬ ‫اقتلعوه���ا م���ن جذوره���ا‪ ،‬قتلوا ذاك‬ ‫ال���ذي كان بينن���ا قتل���وه وأحرقوه‬ ‫‪ ،‬دفن���وا حبه���ا للن���اس ‪..‬أصح���اب‬ ‫املع���اول والف���ؤوس ه���ؤالء يفعلون‬ ‫فعله���م فيه���ا وبها ‪،‬ال لالس���تصالح‬ ‫واالس���تزراع‪ ،‬بل للقطع واالقتالع‪،‬‬ ‫إنهم " جرادالبش���ر" قلوبهم قاسية‬ ‫كاحلج���رال يبق���ون منه���ا طوي ً‬ ‫ال‬ ‫أو قصرياً‪،‬ع���ذراً "للج���راد" ؛ألن‬ ‫اجل���راد يا س���ادة ي���أكل‪ ،‬و" يأكل‬ ‫والخي���رب"‪ ..‬وعندم���ا َس ُ‬ ‫���ألت أح���د‬ ‫مساس���رة مكاتب العق���ارات املقامة‬ ‫عل���ى حي���اة أش���جار مت اجتثاثها يف‬ ‫منطق���ة عل���ى الس���احل الش���رقي‬ ‫للعاصمة طرابلس ‪،‬سألته وكانت‬ ‫اإلجاب���ة أش���د م���رارة من الس���ؤال‪،‬‬ ‫س���ألته ع���ن األش���جاراليت كن���ت‬ ‫أُعدها من األصدقاء س���يما وكنت‬ ‫قد درس���ت يف مدين���ة "زلينت" مدة‬ ‫ليس���ت بقص�ي�رة ‪،‬وكان���ت ه���ذه‬ ‫األش���جار أثناء عودت���ي يف الزيارات‬ ‫األس���بوعية واإلجازات هي الرفيق‬ ‫غرياملُراف���ق الوحي���د‪ ،‬س���ألته أي���ن‬ ‫أصدقائي؟ آسف أين األشجار؟ أين‬ ‫ذهبت؟ أم أن "الطاغية" هوالسبب؟!!‬ ‫س���ألت أي���ن اجل���ذوع؟ عّل���ي أُلق���ي‬ ‫عليه���ا نظ���رة وداع أخ�ي�رة‪ُ ،‬و ِئ َ‬ ‫���دت‬ ‫ب�ب�رود يف غفل���ة الراعي‪..‬فق���ال أي‬ ‫السمس���ار‪ :‬منه���ا م���ا أصب���ح فحماً‬ ‫ومنه���ا م���ا بي���ع ‪ ،‬واآلن امل�ت�ر املربع‬ ‫ببضع عش���رات من الدنانري‪ ،‬سألته‬ ‫من فع���ل هذا ؟! ق���ال ورثة املرحوم‬ ‫!‪ ..‬أي���ن كان���وا س���ابقاً ؟ أم أنه���م مل‬ ‫يبلغ���وا س���ن الرش���د آن���ذاك؟ ه���ل‬ ‫املرحوم قبل أن ميوت أوصى باملوت‬

‫لألش���جار أيضاً ؟ ورث���ة املرحوم إذاً‬ ‫يقتل���ون احلي���اة ش���كراً!!‪..‬لكن م���ع‬ ‫قتام���ة املش���هد وس���وداويته هنالك‬ ‫ش���باب وش���ابّات ورج���ال وس���يدات‬ ‫تطوّع���وا هلل وللوط���ن وللحي���اة‬ ‫‪،‬أسس���وا مجعي���ات وأقام���وا ن���دوات‬ ‫وحماض���رات ووزع���وا مطوي���ات‬ ‫ومنش���ورات لتوعي���ة وتثقي���ف‬ ‫َ‬ ‫حضرتك‬ ‫الناس‪ ،‬وم���ن الناس؟ غري‬

‫وحضرتك واجلمي���ع‪ ،‬اهتمامك قد‬ ‫ِ‬ ‫ينق���ذ ما تبق���ى من احلي���اة‪ ،‬وبعدم‬ ‫مباالتك لن ختس���ر ش���يئاً‪ ،‬نعم لن‬ ‫ختس���ر ش���يئاً وحدك‪ ،‬فاجلميع هو‬ ‫اخلاس���ر ‪..‬كس���رمعادلة الت���وازن‬ ‫الش���جر البش���ر‪ .‬ختام���اً حتي���ة ملن‬ ‫ينقذون احلياة‪.‬‬

‫رحيل النغم اللييب‬ ‫كان ليبي���ا أكثر مما جيب هو املوس���يقي والرقة والش���فافية ‪،‬التهمه العجاج وهو‬ ‫يقط���ر روحه كأنغام ‪،‬مل يكن عبد الباس���ط البدري امللحن واالنس���ان يرتضي من‬ ‫احلياة غري احلياة ومل تكن ليبيا بالده جتود بالكثري من احلياة ‪.‬‬ ‫عبدالباس���ط البدري نس���مة حبرية يف مدينته طرابلس ال�ت�ي عمها العجاج خاصة‬ ‫مع بزوغ العس���كر‪،‬ولذا ش���ده حنني للهجرة فيها فكانت مدينته منفاه ما تش���بت به‬ ‫ح���د الضياع ‪،‬ومل يفلح يف ترويض نفس���ه اجلموح فس���كن إىل نف���س متمردة حتى‬ ‫عليه هو نفسه‪.‬‬ ‫عرفت���ه يف فندق أجنحة الش���اطيء حيث يعيش يف طرابل���س غريبا ‪،‬فكان الصديق‬ ‫من ال تلحظه فيبدو كما حزن يش���ع فرحا ‪،‬نغمة مش���تته يف مسفونية روح التوق‬ ‫روح املبدع املكلوم ‪.‬‬ ‫عبدالباسط ‪،‬كما صنوه أمحد احلريري ‪،‬عاش غربته غربة الفنان يف بالد كتفها‬ ‫القمع ‪،‬وغيب حس احلياة فيها ‪،‬فكانت رقته كما شفرة حبدين جترحه أينما وجه‬ ‫قلب���ه‪. .‬حل���ن الكثري مم���ا رددنا دون أن نع���رف واغرتف من املوس���يقي روحها الفرح‬ ‫والراقص و ما يسكر الروح ‪،‬هذا الثمل باحلياة موسقها حد الغياب‪.‬‬ ‫عبد الباس���ط البدري مل يرحل اجلمع���ة احلزينة املاضية ‪،‬بل كان الرحيل يف بالد‬ ‫أحبها أكثر مما جيب فأش���احت عنه بوجهها وكلها ‪،‬وهلذا حق للكمان أن يسرتيح‬ ‫للوتر أن يذهب يف النغم الذي هو عبد الباسط البدري‪.‬‬ ‫•أمحد الفيتوري‬

‫لع���ل من نافلة الق���ول أن غياب املرجعية الدس���تورية يف أي جمتمع‬ ‫ينح���در ب���ه إل���ي هاوي���ة االس���تبداد ولن���ا يف االم���س القري���ب مث�ل�ا‬ ‫واية‪،‬فالرباط الدس���توري ال���ذي يلجم تغول الدولة عل���ي مواطنيها‬ ‫بتحديده لكل س���لطة حمتواه والذي يكشف عن القداسة الدستورية‬ ‫حلقوق االنسان وحرياته ‪،‬يعد مطلب من مطالب ثورتنا ولعل املطلب‬ ‫االساسي الذي بدونه سنعود عاجال أو أجال للمربع االول ‪.‬‬ ‫•فماذا نريد من دستورنا ؟‬ ‫نريد إعالء حقوق الليبني وحرياتهم عاليآ وبغض النظر عن جنسهم‬ ‫فحقوقنا وحرياتنا أوال للمرأة س���واء بالرج���ل ‪ ،‬فلن يُكتب للمجتمع‬ ‫نهضة إذا ما وجد التمييز ضد املرأه طريقاً لدستورنا املقبل ‪.‬‬ ‫فامل���رأة ووفقا للم���ورث الثق���ايف االجتماعي ُتعت�ب�ر احللقة االضعف‬ ‫يف بني���ة اجملتمع ‪،‬وال بد من إيالء الدس���تور العناي���ة الواجبة هلا‪،‬ويف‬ ‫ه���ذا املقام نعرض بإجي���از الهم االس���تحقاقات واليت ن���ري جدارتها‬ ‫بالتدارس س���واء من قبل ال���رأي العام أو من واضعي الدس���تور املقبل‬ ‫وص���وال لبلورتها علي ش���كل نصوص دس���تورية تن���زل مبنزلة االبوة‬ ‫لنصوص القوانني واللوائح ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬الن���ص علي مس���و االتفاقيات واملعاه���دات الدولية اليت صادقت‬ ‫عليه���ا الدول���ة الليبية ع���ن القوانني العادي���ة وذلك حتقيق���ا لتناغم‬ ‫التش���ريعات الوطني���ة م���ع التزامات ليبي���ا الدولي���ة خاصة يف جمال‬ ‫االتفاقيات الدولية ذات العالقة حبقوق االنسان واملرأة‪.‬‬ ‫ثانيا النص علي التزام الدولة بإنشاء الية وطنية ملراقبة عدم التمييز‬ ‫ض���د املرآه وذلك لضمان أال تكون احلقوق واحلريات املمنوحة للمرآة‬ ‫حربا علي ورق وتنزيها للمشرع الدستوري من أن تكون إرادته جمرد‬ ‫ترف وتزيد ال نصيب للواقع منه‪.‬‬ ‫ثالث��ا ‪ :‬النص عل���ي التزام الدول���ة بالرعاية االجتماعي���ة والصحية‬ ‫واالقتصادية للمرأه‪.‬‬ ‫وذل���ك حتس���ينا للصياغ���ة الفضفاض���ة يف هذا الس���ياق وال�ت�ي عادة‬ ‫تستعيض مبصطلح االلزام بكلمة الكفالة ‪.‬‬ ‫رابع��ا ‪ :‬النص عل���ي التزام الدولة بوضع إج���راءات ملزمة متكن املرأه‬ ‫م���ن املش���اركة السياس���ية ‪،‬وذل���ك لضم���ان أن متثل امل���رآه يف احلياة‬ ‫السياسية وان ال تصادر ارادتها يف صنع القرار يف اجملتمع‬ ‫خامس��ا ‪ :‬النص علي الت���زام الدولة باحرتام حق املرأه يف تبوء املناصب‬ ‫القيادي���ة‪ ،‬وذلك لك���ي ال يفرغ مبدأ تكافؤ الفرص ب�ي�ن املرآه والرجل‬ ‫من حمتواه‪.‬‬ ‫سادس��ا ‪ :‬الن���ص علي الت���زام الدول���ة بتذليل العقبات اليت من ش���أنها‬ ‫أن حت���ول دون توفي���ق املرأه بني واجباتها االس���رية ‪ ،‬وحقها يف العمل‬ ‫انطالق���ا من ال تضار املرآه من كونها امراه بأن يس���لب منها احلق يف‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫فهل يا تري يأتي دستورنا ُملبيا لتطلعات املرآه الليبية !!‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫خربشات على ذاكرة حرب ‪8‬‬ ‫رقية دومة‬ ‫مل أجد أي مشكلة يف اللون األخضر فهو متوفر‬ ‫باألمت���ار على طول الش���ارع ‪ ،‬وكانت عباءتي‬ ‫الس���وداء هي احلل األمث���ل ألكثر من مرتين‬ ‫‪ ،‬أم���ا املعضل���ة احلقيقي���ة فهي الل���ون األمحر‬ ‫ال���ذي خل���ى من���ه دوالب مالبس���ي وأخيت عدا‬ ‫قط���ع صغ�ي�رة ال تفي بالغ���رض ‪ ،‬فجأة خطر‬ ‫ببال���ي صن���دوق أمي ( وهو صن���دوق حتتفظ‬ ‫به أغلب نس���اء ودان الكبريات يف السن وحيوي‬ ‫على املالبس واملس���تلزمات اخلاصة بالعروس‬ ‫كالفجرة وخيوط املش���اط وحم���ارم الريش‬ ‫وأش���ياء أخرى تغيب عن بالي حالياً ‪ ،‬أما األهم‬ ‫بالنس���بة لي فهو القم���اش األمحر الذي كان‬ ‫ن���ادراً ألن���ه م���ن احلري���ر الص���ايف وجيلب من‬ ‫احلج���از يف رحالت احلج )‪ ،‬أخذت حاجيت من‬ ‫القم���اش وذهب���ت حلجرتي وقم���ت خبياطة‬ ‫ثالث أعالم ‪ ،‬ش���عرت بالفرحة تعلو حتى على‬ ‫ص���وت أم���ي الغاضب عل���ى ثروته���ا الثراثية ‪،‬‬ ‫وكأن�ن�ي جئ���ت م���ن اجلبهة لف���وري ‪ ،‬عرفت‬ ‫معنى ع���زة العلم ‪ ،‬إنتظرت أخ���ي الذي كان‬ ‫يراب���ط يف أط���راف ودان فالقبض���ة األمني���ة‬ ‫لقوات أبوبكر يونس كانت ختنق األنفاس ال‬ ‫احلركات ‪ ،‬كنت أري���ده أن يرفع العلم على‬

‫اإلنتظ���ار والرتقب بغياب اإلتصاالت وضربات‬ ‫الناتو املس���تمرة جلبال غزي وحماصرة قوات‬ ‫النظ���ام للجف���رة ال�ت�ي كان���ت بواب���ة س���رت‬ ‫واجلنوب ‪.‬‬ ‫كان الوق���ت قرابة العش���اء عندم���ا دخل أخي‬ ‫وقال لنا ‪( :‬حمتاجينكن معانا ووزعوا الصغار)‬ ‫‪ ،‬خرج���ت أن���ا وأخ�ت�ي وأم���ي وأس���تقبلنا أخي‬ ‫بالزغاري���د فه���و قد خ���رج من بط���ن احلوت ‪،‬‬ ‫كانت سيارة "كانرت" تبدو حمملة بالتموين‬ ‫ولكن حقيقة األمر أنها كانت حتمل ما أعان‬ ‫الرج���ال على الوق���وف يف وجه الظل���م ‪ ،‬كان‬ ‫البد أن ننزل املواد الغذائية ونضع الس�ل�اح يف‬ ‫مكان س���ري ثم نرجع املواد الغذائية للس���يارة‬ ‫دون أن يش���هد أحد خاصة األطف���ال الذين ال‬ ‫يدرك���ون خطورة األمر ‪ ،‬ألول مرة يف حياتي‬ ‫أق���وم برف���ع أش���ياء ذات وزن لكن�ن�ي مل أش���عر‬ ‫بوزنه���ا قدر خويف على أخوتي خاصة أن أغلب‬ ‫جرياننا من املؤيدين ‪.‬‬ ‫يف الصب���اح نهضت باكراً ألعط���ي أخي العلم‬ ‫وقلت له وأنا أبتسم ‪ :‬هيا نيب نشوفه يرفرف ‪،‬‬ ‫فكان أن حتولت مدرس���ة اخلنساء إىل معسكر‬ ‫صغ�ي�ر جملموعة من الش���باب حلراس���ة العلم‬

‫فس���معنا صوت ش���اب ينادي بهلع "وين الشيخ‬ ‫وين الش���يخ " ‪ ،‬كان أب���ن جارنا عبداهلل بلحاج‬ ‫يله���ث وه���و يق���ول أن هناك مجاع���ة يريدون‬ ‫الدخ���ول للمدرس���ة وإن���زال العل���م ‪ ، ،‬ألنه���م‬ ‫كمعلمه���م وقائدهم ال يعرفون س���وى الغدر‬ ‫فق���د ترقب���وا حت���ى خروج أخ���ي بس���يارته ثم‬ ‫هجموا على املدرسة ‪،‬واملدرسة بها فقط ثالثة‬ ‫شباب لكنهم رغم إنهم صغار يف السن وبدون‬ ‫س�ل�اح فقد أظهروا بساللة رائعة ‪ ،‬تلك الليلة‬ ‫عرفت أس���اميهم ألول مرة (عب���داهلل ‪ ،‬عابور ‪،‬‬ ‫أي���وب ) ‪ ،‬يف ثواني كان صوت الرصاص ميأل‬ ‫املكان حتى إننا أضطررنا للجلوس يف وس���ط‬ ‫املنزل حتاش���ياً للرصاص الطائش ‪ ،‬مل أش���عر‬ ‫باإلطمئن���ان إ ّ‬ ‫ال بع���د أن مسع���ت ص���وت أخي‬ ‫الش���يخ ‪ ،‬كان���ت ليلة طويلة أختلط س���وادها‬ ‫بضوء صباحها ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واحلم���د هلل ظل العلم مرفرف���ا ومل متتد إليه‬ ‫يد اجلبناء الذين بعث���وا أهلهم صباحاً لوالدي‬ ‫يس���تجدون أن يعفو أخي ع���ن إبنهم احملرض‬ ‫والقائ���د جلماعة اهلجوم الليل���ي والذي هرب‬ ‫م���ن ودان ألنه ع���رف أنه ح���اول التعدي على‬ ‫حرم���ة الرج���ال ‪ ،‬لكنه مل ولن يع���رف أخالق‬

‫مدرسة اخلنس���اء اجملاورة ملنزلنا لكنه قال لي‬ ‫( ت���وا كان رفعت���ه بيج���وا بالس�ل�اح وبينزلوه‬ ‫معناها بنموتوا دونه ‪ ،‬أصربي شوية وحنصلوا‬ ‫س�ل�اح وقتها نرفعه وإلي راجل جبديات جيي‬ ‫ينزله) ‪.‬‬ ‫بعدها بفرتة وجيزة قرر أخي الذهاب ملصراته‬ ‫ألحض���ار الس�ل�اح ‪ ،‬كان���ت ثالث���ة أي���ام م���ن‬

‫‪ ،‬كن���ت أبع���ث هلم كل ي���وم الش���اي والقهوة‬ ‫وأحيان���اً بع���ض املعجن���ات حتي���ة م�ن�ي هل���م‬ ‫جملهوده���م يف محاي���ة الغال���ي ‪ ،‬إىل أن ج���اءت‬ ‫تلك الليلة ‪..‬‬ ‫حوالي الساعة العاشرة والنصف ‪ ،‬كان احلي‬ ‫مظلم وساكن وكأنه حيمل لنا غدراً ‪ ،‬فجأة‬ ‫ٌ‬ ‫ط���رق عنيف عل���ى باب منزلن���ا ‪ ،‬هرعنا للباب‬

‫الرجال ‪ ،‬العفو عند املقدرة ‪.‬‬ ‫خربشات على ذاكرة حرب ‪9‬‬ ‫(صديقن���ا جي )‪...‬هكذا كنا ندعوه ‪ ،‬صديقنا ‪،‬‬ ‫أليس الصديق وقت الضيق ؟‬ ‫الس���اعة الثاني���ة ظه���راً عل���ى قن���اة اجلزي���رة‬ ‫كان موعدنا اليومي مع���ه ‪ ،‬يداعب معنوياتنا‬ ‫بلمس���ته الس���حرية ليجعلها ترتفع كهامات‬

‫رجالن���ا على اجلبهات هن���ا وهناك على إمتداد‬ ‫ليبيا احلبيبة ‪.‬‬ ‫كنا نس���تمع له بامتنان ونتلهف على ظهوره‬ ‫تله���ف التائه يف الصحراء جلرعة ماء ‪ ،‬نش���أت‬ ‫بين���ه وب�ي�ن كل بي���ت يف ليبيا عالق���ة مميزة‬ ‫ختتلف بإختالف أهل ه���ذا البيت ‪ ،‬حنن كنا‬ ‫ننظر إلي���ه وكأنه بطل من أبط���ال اجلبهات‬ ‫يأتي ليطمئننا ويرجع جلبهته مكل ً‬ ‫ال بالدعاء‬ ‫واألمل يف لقاء قريب ‪.‬‬ ‫يف عي�ن�ي كان ه���ذا البط���ل العظي���م ال���ذي‬ ‫ش���اركنا كل حلظ���ات الرتق���ب واخلوف فما‬ ‫تزعزع���ت ثقته بقوتنا وال فقد اليقني بنصرنا‬ ‫القري���ب ‪ ،‬ب���ل كان ه���و م���ن يضع ي���ده على‬ ‫ال ‪ :‬قلي ً‬ ‫كتفن���ا ويطبطب قائ ً‬ ‫ال من الصرب أيها‬ ‫البواسل فنصركم قريب ‪.‬‬ ‫ورغ���م كل وقاحة إعالم املقبور وحماوالتهم‬ ‫البذيئة يف تش���ويه صورته ودفعه للرد عليهم‬ ‫باملث���ل إ ّ‬ ‫ال إن���ه ظ���ل الرجل العس���كري احملنك‬ ‫الش���ريف ‪ ،‬مل يتف���وه ب���أي كلم���ة تقل���ل من‬ ‫هيبت���ه ‪ ،‬بالعكس متاماً كان أس���لوبه احملرتم‬ ‫أكرب م���ن كل قذاراتهم ‪ ،‬فه���و أصر على أن‬ ‫يتعفف عن ذكر اسم القذايف وظل يشري إليه‬ ‫يف أغلب األحيان ب"هذا الرجل" ‪.‬‬ ‫"هذا الرج���ل مل يدرس التاري���خ" ‪،‬كانت هذه‬ ‫أش���هر مجله يف األش���هر األخرية متهكماً على‬ ‫أسلوب النظام الغيب يف مقاومة الثورة‪.‬‬ ‫كم كان معيناً لنا على ملل االنتظار يف تلك‬ ‫األش���هر اليت س���بقت رمضان التحرير ‪ ،‬ثالث‬ ‫أش���هر بطيئة خنرت كالدود يف صربنا فكان‬ ‫"س���يادة العميد أركان ح���رب صفوت الزيات"‬ ‫بوجهه املشبع إميان بأبطال ليبيا مورفني هذه‬ ‫احل���رب ‪ ،‬كلما تأملنا ونتأ اجل���رح فينا جاء هو‬ ‫ليخف���ف ه���ذا األمل ‪ ،‬كان يران���ا أس���وداً ونراه‬ ‫صقراً فال أدري أينا يستمد قوته من الثاني ‪.‬‬ ‫تل���ك األش���هر ال�ت�ي س���بقت التحري���ر كدت‬ ‫أص���ل يقين���اً إن النات���و متواط���ئ م���ع النظام ‪،‬‬ ‫وإ ّ‬ ‫ال مل كل هذا اهلدر يف الوقت ‪ ،‬فال ش���ك إن‬ ‫الغ���رب يتبع مصاحله فقط أما تلك األس���باب‬ ‫اإلنس���انية فما هي إ ّ‬ ‫ال دعاي���ة أصبحت بالية ‪،‬‬ ‫كن���ت أقول بيين وبني نفس���ي ‪ :‬م���اذا لو عقد‬ ‫النظام صفق���ة أكثر رحباً للغ���رب فهل تراه‬ ‫يتخلى عنا ؟‬ ‫فكان صديقنا الكريم يأتي مطمئناً نفس���ي أن‬ ‫هكذا هي احلرب ‪.‬‬ ‫أما أكثر فرتة كنت أحبث يف كلماته حرفاً‬ ‫حرف���اً حبثاً عن جديد ‪ ،‬فه���ي تلك الفرتة اليت‬ ‫صرخ���ت فيها بواب���ة إجدابي���ا " أن ارمحوني "‬ ‫فكلم���ا زينه���ا الثوار بأل���وان الف���رح واالنتصار‬ ‫جاء مرتزق���ة الكافر ليش���وهوا مجاهلا بلونهم‬ ‫القبيح الذي كان رمزاً للحياة فجعلوه كأي‬ ‫شي متسه أيديهم أو يقرتن بهم قبح وقذى ‪.‬‬ ‫هذا رجل نقش���ت مالم���ح وجه���ه يف ذاكرتنا‬ ‫فكأنن���ا ن���راه كل يوم ‪ ،‬فهو مل ينع���ق قائ ً‬ ‫ال أنا‬ ‫هن���ا أنا هنا ولكنه جعلنا نق���ول له ها أنت ذا ها‬ ‫أنت ذا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فلن ننساك أبدا أيها الرجل النبيل ‪ ،‬لن أنساك‬ ‫ما حييت‬


‫‪17‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫مع احلسني املسوري ومقرتح توزيع إداري لليبيا اجلديدة‬ ‫فتحي حممد أمبارك‬ ‫إطلعت يف صحيفه امليادين العدد (‪ )97‬على‬ ‫مقرتح إداري لليبيا اجل��دي��ده ل�لأخ احلسني‬ ‫امل���س���وري وع��ن��دم��ا ق���رأت���ه أص���اب�ن�ي ال��ذه��ول‬ ‫واالس��ت��غ��راب كيف ه��ذا امل��ق�ترح أسئله هل‬ ‫ق��رأت حغرافية وت��اري��خ شعبك كيف تكون‬ ‫وم��ن أي��ن ج��اء وم��ن أي االع��راق وه��ل إطلعت‬ ‫على تاريخ نضاالته ومعاناته إمتداد تارخييه‬ ‫وم��اع��ان��ي م��ن ال���والي���ات وال���ع���ذاب واحل���روب‬ ‫واهل��ج��رات منذ عهد االغريق والفنيقني إىل‬ ‫اجلرامنتني إىل العهد االغ��ري��ق��ي البطلمي‬ ‫والعصر الروماني البيزنطي وهجرات اليهود‬ ‫إىل ب��رق��ه وط��راب��ل��س وص����وال إىل ف��رس��ان‬ ‫القديس يوحنا إىل العهد الرتكي واالستعمار‬ ‫االيطالي والفاشيسيت‪ .‬أستشهد نصف الشعب‬ ‫من أجل احلرية واالستقالل ثم فرتة االنتداب‬ ‫االجنليزي والفرنسي والوصايه االيطالية‬ ‫على طرابلس إىل عهد االستقالل وتوحيد‬ ‫ال��ب�لاد يف دول���ة واح���دة ه��ذه ال��ن��ض��االت اليت‬ ‫ذكرتها (أخ��ي احلسني)قليل من كثرينتج‬ ‫عنها دولة موحدة تسعى إىل الرقي والتقدم‬ ‫وال��ن��م��اء واالزده�����ار ول��ك��ن ج��اء اجمل���رم املفنت‬ ‫ال��ك��ذاب ال��ذي الي��ع��رف إال الفرقة ب�ين كل‬ ‫مكونات اجملتمع من قبائل وبيوت وعائالت‬ ‫وجن��ح يف ذل��ك بامتياز مما جعله يبقى على‬ ‫كاهل الشعب إثنني وأربعني عاما فقد فصل‬ ‫عليهم أم���ورا شيطانيه ي��دع��ى أن��ه��ا نظرية‬ ‫مكونة من أربعة فصول ويدعي أنها االنعتاق‬ ‫النهائي من العبودية كذبا وزورا وبهتانا فقد‬ ‫كرست العبودية واجلهل والفقروشرذمت‬ ‫البالد وفرقت اللحمة الوطنية فأصبح الشعب‬ ‫فارغا من كل القيم بسبب م��اأع��ده هلم مبا‬ ‫يسمى باللجان الشعبية واملؤمترات الشعبية‬ ‫االساسية وبعد فرتة مساها كومونات وهي‬ ‫ف��ك��رة غربية ث��م ي��رج��ع ويقسم ال��وط��ن إىل‬ ‫م��ؤمت��رات أساسية وغ�ير أساسية ث��م يرجع‬ ‫ويقسم الوطن إىل مؤمترات أساسية ثم يرجع‬ ‫ويقسم الوطن إىل شعيبات‪.‬مبثابة حمافظات‬ ‫ومناطق ح��دودي��ة تتبع ال���وزارة خ��ارج نظام‬ ‫اللجان الشعبية والشعبيات هذه التقسيمات‬ ‫عادت على الوطن بالوبال فتجذرت العصبية‬ ‫والقبلية واجلهوية واملناطقية والصراعات‬ ‫بني القبائل وبث الفنت والكراهية وأضرب لك‬ ‫مثال على ذلك لقد ضم يوما سلوق وقمينس‬ ‫واملقرون إىل إجدابيا والوحات االربعة ومساها‬ ‫شعبية الواحات ثم رجع وفصل الوحات جالو‬ ‫واج��خ��رة وأوج��ل��ة وم����رادة ومس��اه��ا شعبية‬ ‫ال��واح��ات ث��م رج��ع وض��م الكفرة هل��ا ومساها‬ ‫منطقة ال���واح���ات ث��م رج���ع ومس��اه��ا شعبية‬ ‫ال��واح��ات وض��م هلا ال��واح��ات االربعة واجدابيا‬ ‫وسلوق وأكرب بلدية تقريبا يف العامل مساحة‬ ‫بلدية خليج سرت وتضم من الكفرة والواحات‬ ‫ح��ت��ى م��ص��رات��ه وم��ق��ره��ا ال��رئ��ي��س��ي اهليشة‬ ‫ه��ذا غيض من فيض واجمل��ال اليتسع لذلك‬ ‫بلغت الشعيبات (مبثابة حمافظات‪ )32‬أما‬ ‫املؤمترات مبثابة بلديات(‪ )468‬مؤمترا جعل‬ ‫من مناطق حدودية قليلة املساحة والكثافة‬ ‫سكانية فيها جعلها شعبية أي حمافظة بهذا‬ ‫ال��ت��ش��رذم ل��ل��وط��ن واخل��ب��ل واجل���ن���ون لذلك‬ ‫املعتوه ويف وسط هذا املخاض أصبح الشعب‬ ‫تائها يرتنح وكأنه شرب أطنانا من الكحول‬ ‫فأخطا الطريق والوجهة واالجتاه بسبب تلك‬

‫النظرية عقيمة االفكار فغدا الشعب جاهال‬ ‫وفقريا ماديا ومنحرفا إجتماعيا إال مارحم‬ ‫اهلل ووصل الليبيون إىل حافة اهلاوية وبلغت‬ ‫القلوب احلناجر والسيل قد بلغ الزبى ابناؤهم‬ ‫علقوا على أعواد املشانق أمام العيون وقتلوهم‬ ‫يف الوديان واجلبال والسهول ويف املدن وبني‬ ‫ال��دروب ومعذبني يف السجون ودموع الثكاىل‬ ‫واالرام����ل واالي��ت��ام روت ك��ل ش�برم��ن ت��راب‬ ‫الوطن وكل حبه رمل إرت��وت بدماء أبطالنا‬ ‫األسود يف ساعة من ساعات القدر ويف‬ ‫يوم إستثنى من التاريخ ملا‬ ‫ح���دث ف��ي��ه من‬ ‫أم��������ر‬

‫عظيم‬ ‫أذه���������ل‬ ‫ال�������ع�������امل‬ ‫مب��ا فيه من‬ ‫علماء وخ�براء‬ ‫وحم���ل���ل�ي�ن (ان����ه‬ ‫يوم‪ 17‬فرباير) ثورة‬ ‫التكبري والتهليل وصل‬ ‫ص���داه���ا إىل رب ال��س��م��اوات‬ ‫واالراضني فكان االله مقدرا لنصرة‬ ‫املظلومني وكانت ثورة قادها شباب غرميامني‬ ‫خرجوا واالميان ميأل قلوبهم واثقني ان النصر‬ ‫آت على الطاغوت وم��ن معه من مستكربين‬ ‫فتحطم ع��رش ف��رع��ون وحتطمت حصونه‬ ‫وص��وام��ع��ه وان��ك��س��رت جيوشه بفعل صالبة‬ ‫وق���وة وش��ج��اع��ة وث���وارن���ا االب��ط��ال ف��أض��اءت‬ ‫الشمس مساء بالدي فكانت احلرية تراها يف‬ ‫كل شئ يف بسمة االطفال يف ضحكة الشباب‬ ‫يف ع��ي��ون االم���ه���ات وب�ي�ن جت��اع��ي��د شيوخنا‬ ‫وعجائزنا يف تغريد الطيور وهى تنتقل بني‬ ‫األغصان يف صوت مياه اجل��داول يف احلدائق‬ ‫واحلقول والوديان كان يوما عظيما لن ينساه‬ ‫شعبنا كان يوم احلريه والتحرير من قيود‬ ‫العبودية والظلم والطغيان (أخ��ي احلسني )‬ ‫هذا هو شعبك عرب التاريخ قدم آالف االرواح‬ ‫م��ن أج��ل احل��ري��ة وال��ع��زة وال��ك��رام��ة واالب���اء‬ ‫ووحدة الرتاب فكيف فكرت أو إستنسخت أو‬ ‫نقلت ه��ذا املقرتح أستغرب كل االستغراب‬ ‫كيف تقدمه للطرح أو للنقاش أيعقل هذا‬ ‫تعرف أنت والكل يعرف أن الشعب خارج من‬ ‫تشرذم وتفكك وعداوات بني املناطق واملكونات‬ ‫ملاذا قمنا بالثورة هذا سؤال لك أن جتيب عليه‬ ‫إذا مسح لك الوقت واملقال ‪:‬ق��رأت إقرتاحك‪.‬‬

‫إل��ي��ك اجل����واب ع��ل��ى ط��رح��ك ال��غ�ير مناسب‬ ‫ل��ل��وط��ن ومستقبل األج��ي��ال قسمت ال��وط��ن‬ ‫(‪)8‬واليات وقد ذكرت ذلك يف البند العاشر‬ ‫ال��ذي ينص على أن رؤساءاجملالس التنفذيه‬ ‫للواليات اعضاء يف جملس ال��وزراء أق��ول لك‬ ‫كيف طرحت ذل��ك واغلبية الشعب اليؤيد‬ ‫نظام الواليات ومل يوافق على ثالث فما بالك‬ ‫(‪ )8‬مل حتدد حدود احملافظات (‪ )38‬هل تعرف‬ ‫ان قبائلنا متداخلة يف االراض���ي فيما بينها‬ ‫منذ ق��دم ال��زم��ان فكيف ستحدد ح��دود تلك‬ ‫احملفظات منحت مناطق ليس فيها كثافة‬ ‫للسكان حم��اف��ظ��ات مثل ودان وه��ون‬ ‫وش��ح��ات وال��زن��ت��ان وج��ال��و واوجلة‬ ‫ونسيت إجخرة هذا تقسيم قبلي‬ ‫بامتياز‪,‬أما منحك ت��اورغ��اء‬ ‫حم���اف���ظ���ة ك����ل ال���وط���ن‬ ‫حبكمائه وأعيانه يسعون‬ ‫جاهدين حلل مشكلة‬ ‫ت����اورغ����اء ورج��وع��ه��ا‬ ‫إىل حضن مصراته‬ ‫فكيف فعلت ذلك‬ ‫أل���ي���س ه�����ذا م��ن‬ ‫ت��ع��ق��ي��د امل��س��ائ��ل‬ ‫وزيادة املشكالت‬ ‫م���������ن���������ح���������ت‬ ‫ص��ل��اح�����ي�����ات‬ ‫ملديري املصاحل‬ ‫يف احمل��اف��ظ��ات‬ ‫م����ن����ح����ت����ه����م‬ ‫رت����ب����ة وزراء‬ ‫ألن�������ك ق��ل��ص��ت‬ ‫وزارات احلكومة‬ ‫واغ���ل���ب���ه���ا اع��ط��ى‬ ‫ل����ل����م����ح����اف����ظ����ات‬ ‫‪:‬ه���ل ت��ع��ل��م أن وزراء‬ ‫احملافظات ‪:‬أطلقت هذا‬ ‫اإلس��م عليهم الن��ك كونت‬ ‫احل���ك���وم���ة امل���رك���زي���ه م���ن (‪)9‬‬ ‫وزارات ومنحت صالحية كاملة ملديري‬ ‫املصاحل من رقم (‪)2‬إىل رقم(‪ )13‬ومن (‪)15‬‬ ‫إىل(‪ )20‬ه��ذه وزارات احملافظة والتوجد يف‬ ‫احلكومة املركزية إذن هم بصالحية وزراء‬ ‫يف حمافظاتهم ه��ل تعلم ك��م يبلغ وزراء‬ ‫احمل��اف��ظ��ات (‪ )760‬وزير‪)760=38*20(:‬‬ ‫وضعت مؤسسات لالستشارات وعددها (‪)6‬يف‬ ‫ختصصات حم��ددة فأين الباقي أالحيتاج يف‬ ‫نظرك إىل إستشارات ومراقبة لقد أهملت‬ ‫مناطق غ��رب بنغازي وج��ن��وب شرقها تفوق‬ ‫مساحتها وك��ث��اف��ة سكانها ب��ع��ض املناطق‬ ‫اليت مسيتها حمافظات –مثل ودان –وهون‬ ‫وت���وك���ورة – وال��زن��ت��ان ‪-‬وش���ح���ات وج��ال��و‪-‬‬ ‫وأوج��ل��ه) أس��رد عليك تلك املناطق –املقرون‬ ‫وس��ل��وق – وقمينس وس��ي��دي ع��ب��د العاطي‬ ‫وقرية الفرجان – وشط البدين – واللوفية‪-‬‬ ‫وبرسس واملبين وج��روث��ة وسيدي بوفاخرة‬ ‫وباحلناش ‪,‬والنواقية – وت��ن سلوخ‪ -‬وقرية‬ ‫الربكات _ والرقطة _وساونو_ وإنتيالت –‬ ‫وخور احلكفه – وسيدي سلطان وغريها كثري‬ ‫أال تستحق هذه أن جتمع يف حمافظة أو إثنني‬ ‫ولقد نسيت ترهونة أال تستحق حمافظة مثل‬ ‫بين وليد او القبة لقد ساويت بني املقاطعات‬

‫يف امليزانية ب��واق��ع (‪ )%25‬و(‪ )%25‬حسب‬ ‫عدد السكان هل قمت بالتعداد أو لديك تعداد‬ ‫دقيق للسكان أعرف واجلميع يعرف أنه خالل‬ ‫حقبة املقبور مل يكن هناك تعداد دقيق للسكان‬ ‫أوأي خطة لإلمناء واالعمار والبناء اليت تبنى‬ ‫على عدد السكان – لقد ساويت بني مقاطاعات‬ ‫ي��ع��رف اجل��م��ي��ع أن��ه��ا ذات ك��ث��اف��ة للسكان‬ ‫حسب تقسيمك ومقاطعات كثافتها قليلة‬ ‫(مثل طرابلس ‪ -‬وبنغازي ‪ -‬وسبها ‪ -‬واجلبل‬ ‫األخضر – ومصراته – والباقي قليلة حسب‬ ‫اق�تراح��ك ك���ان االج���دى ان تقسم (‪)%25‬‬ ‫حسب إمكانيات كل مقاطعة وم��ا فيها من‬ ‫معادن ‪ .‬ومنافذ وصناعة وزراعة وغريها هذا‬ ‫حيفزاملقاطعة على االسراع يف التنمية والبناء‬ ‫وال��دخ��ول يف التنافس للنهوض باملقاطعة‬ ‫البالتساوي – ه��ذا مطبق يف دول عديدة يف‬ ‫العامل وأصبحت من أرقى احلضارات أعذرني‬ ‫إن فكرتك عليها مالحظات كثرية وعالمات‬ ‫إستفهام أكثر أق��ول لك (أخ��ي احلسني) إذا‬ ‫كنت استقيت ال��ف��ك��رة م��ن اخل���ارج ‪ :‬حنن‬ ‫ش��ع��ب ل��ن��ا خصوصية يف ال��ت��ك��وي��ن وال��ع��ادات‬ ‫والتقاليد شعب مجيعة مسلم مذهب واحد‬ ‫الطوائف والشيع والمجاعات شعب متداخل‬ ‫النسب بشكل يفوق الوصف واخليال ولو مل‬ ‫يكن كذلك الستمر القتال إىل يومنا هذا‬ ‫ولكن لطبيعة تكوينه وترابطه وحكمة شيوخه‬ ‫وأع��ي��ان��ه ش��ع��ب ت��رب��ى ع��ل��ى إح��ت�رام شيوخه‬ ‫وعلمائه ‪.‬عندما تشتد االزم��ات حتل بأبسط‬ ‫الطرق دون تأخر وعناد أما طرحك فيصلح‬ ‫لشعب يتكون م��ن ط��وائ��ف وعقائد متنوعة‬ ‫وم��ت��ع��ددة خمتلفة امل��ذاه��ب واالع��ت��ق��اد‪ :‬مثل‬ ‫ال��ع��راق ‪ -‬وإي���ران ‪ -‬وس��وري��ا – والباكستان‬ ‫وافغانستان – واهل��ن��د – وأمريكا – وغريها‬ ‫ه���ذه ش��ع��وب خمتلفة االع�����راق وال��دي��ان��ات‬ ‫أقاليم ومناطق خمتلفة االل���وان واالش��ك��ال‬ ‫تصح فكرتك معهم ختصص مناطق ومدن‬ ‫حسب امل��ذاه��ب واالع��ت��ق��اد مثل (وزي��رس��ت��ان )‬ ‫أم��ا حنن فشعب واح��د موحد الوطن والدين‬ ‫واالعتقاد كفانا تفكك وشرذمة وظلم وهوان‬ ‫ذاهبون إىل اجملد والعالء لبناء دول��ة احلرية‬ ‫وال��دمي��ق��راط��ي��ة وال��ع��دل وامل���س���اواة حيضنها‬ ‫وطن واحد الفرقة والتفريق بني أهله إىل أن‬ ‫يرث اهلل االرض والسماء (أخي احلسني ) لقد‬ ‫قسمت الوطن فأصبح مثل الفسيفساء ولكنه‬ ‫ليس حمكم الرتكيب والتقسيم ومزج األلوان‬ ‫واالشكال وحساب املسافات بني املكونات مثل‬ ‫الفسيفساء يف مجاهلا تبهر األب��ص��ار وختلب‬ ‫األلباب ‪ .‬ولكنك أخطأت الرتكيب والتقسيم‬ ‫وم��زج األل��ون وتقدير املسافات فخرج علينا‬ ‫منظرا مشتت الرتكيب باهت االل��وان مفكك‬ ‫ال��زواي��ا واالرك��ان (اخ��ي احلسني ) هل أردت‬ ‫هذا للوطن الذي مات من اجله آالف الشهداء‬ ‫لكي يبقى حيا لن ميوت مرة اخرى مثلما مات‬ ‫فينا إثنني وأرب��ع�ين عاما إن كنت التقصد‬ ‫فتلك مصيبة وإن كنت تقصد فاملصيبة‬ ‫اعظم‪.‬‬ ‫بنغازي يف ‪2013/3/23/‬م‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫الثورات‬

‫( أن الشعوب ال يهزمها اجلوع والعسف ‪...‬بل اخلوف)‬ ‫سليم احلجاجي‬ ‫مفاهيم وممارسات‬

‫املفهوم احلقيقي والواقعي املفرتض للثورة أنها حالة غضب‬ ‫تتكون نفسيا وعقليا داخ��ل وج��دان مجاعة ‪ /‬مجاعات بشرية ‪....‬ث��م تنمو وتتخذ أشكاال‬ ‫خمتلفة من التعبري عن الرفض بإنسانية االحساس يف األعالن والسلوك واألداء ‪،‬يتشابه أحيانا مبا حيدث‬ ‫جيولوجيا يف باطن االرض ‪ ،‬ويتميز أحيانا أخرى عنه أعين الرباكني وال��زالزل والعواصف واألعاصري إن ذلك التميز‬ ‫والتشابه أو كليهما معا أسبابه مردها أن األنسان كائن حي عاقل أما الطبيعة فوجودها احلياتي خمتلف من حيثيات النشوء‬ ‫والتطور والقيمة والنتائج ‪.‬‬ ‫وكما حقائق التاريخ ال تنفصل عن حقائق اجلغرافيا يف ‪،‬وكما أن حقائق اجلغرافيا يف وحياة اجملتمعات ويف حميطها فإن العالقة‬ ‫جدلية التواصل بني اإلنسان والطبيعة اليت ال تعين التضاريس واملناخ و الفصول األربعة وحسب بل جمموع ذلك كلـه متداخـال‬ ‫( جيوبوليتكيا ) وبعمق مع ما حيدث ظاهر األرض مع مالحظة أن البحار واحمليطات ال تعدو كونها جتمعات مائية‬ ‫مرتاكمة فوق أراض حمددة املساحات وليس العكس مذكرا هنا بآخر أعاصري اليابان أواخر السنة املاضية‬ ‫وتأثرياته على جممل احلياة اليت اجتاحها فوق األرض ‪.‬‬ ‫عندما نعتمد البصر وح��ده ونهمل البصرية ‪،‬‬ ‫تكون كمية وكيفية االض��اءة داخ��ل جماالت‬ ‫وفسح عقولنا بركانية ‪ ،‬ولن نتمكن أو منتلك‬ ‫الفهم املتأمل الذي به تتحقق قدراتنا مبا يكفي‬ ‫إلدراك أن اجملتمعات االنسانية تنشأ وتتطور‬ ‫وتتشكل وتتميز فكريا وسلوكيا واقتصاديا‬ ‫وسياسيا على أسس بعضها ثابت وغريها متغري‬ ‫وأفضلها املشحون باملرونة ‪ ،‬غري أن التوازن يف‬ ‫كل ذلك ‪ ،‬ومن خالل جماميع مراحله يتأثر‬ ‫– تفصيليا – سلبيا وإجيابا مبا ال خيتلف على‬ ‫تسميته "اب��داع " معتذرا هنا ملن ال يفهم أن��ه ال‬ ‫يفهم ! ألن مصطلحات تعبريية شائعة مثل‬ ‫" النخبة " ‪ "،‬العباقرة " ‪ ،‬قد ترسم يف الضباب‬ ‫فتغدو غري مقنعة ‪.‬‬ ‫أيضا أعتقد مبعنى " اجل��زم " وليس " الشك "‬ ‫مستلهما جت���ارب ش��ع��وب ش��واه��ده��ا حضارتها‬ ‫مذكرا بأن هذه املفردة اللغوية تعنى ‪ :‬حضور‬ ‫االنسان الفاعل الطبيعة واجلغرافيا والتاريخ‬ ‫بكل طاقات وجوده وتواجده ‪.‬‬ ‫إن أق��وى جت��ارب ك��ل العصور امل���ؤرخ بها وهلا‬ ‫أكدت أن الثورة هي جوهر ما حيتاجه الفرد غري‬ ‫املعزول والشعب املتماسك كقوة حتمية إلثبات‬ ‫قدرته على البقاء عندما يتأكد أن وجوده مهددا‬ ‫باحلرمان الشامل أو االره��اب املفصل أو االبادة‬ ‫املربجمة‪ ،‬ألن الثورة ليست كينونة رومنسية‬ ‫تسكن كهف االحالم وتقتات االمنيات بل حالة‬ ‫رفض وقوده الغضب إنها مسؤلية مجاعية حتى‬ ‫وإن بدأتها طليعة ‪ /‬طالئع متجانسة االحساس‬ ‫القادرة على تفعيله ‪.‬‬ ‫تلك ه��ي " ال��ث��ورة " مفهوما وم��ع��ان ومضامني‬ ‫أثبتتها وتتواصل حتى االستقرار هو ض��رورة‬ ‫فهم " املمارسة " الثورية سيطرة ونضجا وإهلاما‬ ‫ونبال ال ينفصل عن الواقع املطلوب تغيريه ألن‬ ‫ال��ث��ورة تتفجر ب��دأ انطالقها حالة من الغضب‬ ‫الرافض والرفض الغاضب حبساسية هلا عذرها‬ ‫الذي ينبغي أن يكون واضح االقناع منفصال عن‬ ‫التطرف حمصنا ضد التسلل واقوى من االرتداد‬ ‫أو ال���ردة ‪،‬وح��ت��ى الي��ب��دو ال��ط��رح مقلقا ميكننا‬ ‫استذكار ت��واري��خ وس�ير شعوب ث��ارت وحققت‬ ‫كل اهدافها وغاياتها مطورة بتسلسل عقالني‬ ‫ال��ن��ت��ائ��ج املكتسبة جت���اه م��س��ت��وي��ات م��ن السمو‬ ‫االنساني الشاسع االتساع النها اعتمدت الثقافة‬ ‫والفنون مبادىء وأسسا وأليات متقنة وسياقات‬ ‫عمل مرنة ‪،‬أج�لاه��ا وضوحا الشعب الفرنسي‬

‫يف تارخيه املعاصر حيث أن خصوبة احلضارة‬ ‫الفرنسية بعد الثورة اليت من أب��رز مالحمها ‪:‬‬ ‫بيكاسو ‪ ،‬سارتر ‪ ،‬برجييت ‪ ،‬جالك شرياك ‪ ،‬نيكوال‬ ‫ساركوزي ‪ ،‬برج ايفل ‪،‬أس��س بنياتها التحتية‬ ‫والوسطى العليا مبدعون من أشهرهم ‪ :‬فيكتور‬ ‫هوجو ‪ ،‬دي���درو ‪ ،‬موليري ‪ ،‬فولتيري‪ ،‬ج��ان جاك‬ ‫روسو ‪ ،‬وسط بيئة ومناخ وأريج املزيج املتجانس‬ ‫املبهر االبهار للنسيج الفرنسي انسانيا يف حضن‬ ‫الطبيعة واملناخ ‪.‬‬ ‫يف ف��رن��س��ا ‪ :‬احل��ري��ة واحل���ق واخل�ي�ر واجل��م��ال‬ ‫مباديء مقدسة ومواريث صالت الرحم والقربى‬ ‫لعالقة التاريخ باجلغرافيا أمسا ويوما وغدا حتى‬ ‫أن بعض املبهورين باالبداع الفرنسي عربوا عن‬ ‫ذلك الوجود احلضاري بأنه ( أمجل من أن يكون‬ ‫حقيقة !!!)‪.‬‬ ‫وذلك ما أتصوره – واقعيا – عن املفهوم العقالني‬ ‫لـ " الثورة " من خالل املخزون املرتاكم يف ضمري‬ ‫ذاك��رت��ي خالصة م��ا ق��رأت ومسعت وشاهدت‬ ‫حمتكما وحمكوما وبكل ماتعلمته من منطق‬ ‫االستقراء لـ ديكارت ال��ذي استلهم معارفه من‬ ‫س��ق��راط ‪،‬وأرس��ط��و ‪،‬وأف�لاط��ون قبل أن يوضح‬ ‫معامل منهجه يف منطق االستقراء ‪ ،‬إن الفلسفة‬ ‫تعين علم احلكمة وحيثياتها ‪ ،‬وإذا م��ا فهمت‬ ‫وب��وض��وح هكذا فإنها ستلغي القلق عند طرح‬ ‫وم��ن��اق��ش��ة م��ف��ه��وم وج����دوى وآل��ي��ة " امل��م��ارس��ة‬

‫الثورية " وقبل التفاصيل يفرتض فهم املضمون‬ ‫اللغوي هلذا املصطلح مبفرداته حتى ال نغرق يف‬ ‫الشمولية ‪ ،‬إن كلمة " املمارسة " تعين ‪ :‬االداء‬ ‫النفسي أو العضوي أو كالهما إلنتاج ما يراد‬ ‫حتقيقه ع�بر سلسلة متصلة م��ن االف��ع��ال ألن‬ ‫الشمولية حتتوي يف مضامينها ‪ :‬التخصصات‬ ‫– فالطبيب مي��ارس مهنة العالج ‪ ،‬واملهندس‬ ‫مي��ارس مهنة التصميم ‪ ،‬واالع��م��ار البنائي أو‬ ‫الزراعي ‪....‬وهكذا ‪ ،‬وكل ذلك يتم وفق سياقات‬ ‫عمل معروفة ومدرب عليها املعنيون ويف ظروف‬ ‫مستقرة ‪ ،‬م��ع ت��وف��ر ك��ل أدوات ومستلزمات‬ ‫العمل ‪.‬‬ ‫غري أن املمارسة الثورية تبدأ فعالياتها وسط‬ ‫ظروف غري مستقرة وتواصل حركتها يف كل‬ ‫االجت��اه��ات دون خ��رائ��ط واض��ح��ة امل��ع��امل ‪ ،‬ويف‬ ‫بيئات مدمر معظم بناها التحتية والفوقية إن‬ ‫مل يكن مجيعها ‪ ،‬وق��د يبدو للبعض ويستمر‬ ‫االح��س��اس ب���أن ال��ع��م��ل غ�ير مطمئن ب��ل حتى‬ ‫بال ضمانات ‪ !...‬ألن الغضب الرافض والرفض‬ ‫الغاضب يشحن الوجدان والعقل خاصة إذا كان‬ ‫االداء جيري وفق سياق ما ميكن تسميته باللغة‬ ‫االجنليزية حرية القيادة وحرية التعاون ‪ :‬‬ ‫‪Free leading – Free loobration‬‬ ‫وم���ن خ�ل�ال ال��ت��ج��رب��ة االح����دث ال�ت�ي خربناها‬ ‫جنح هذا االداء بشكل مذهل وحقق نتائج خارج‬

‫التوقعات املألوفة والتقليدية غري أن��ه الميكن‬ ‫اع��ت��م��اده ك��أس��س وس��ي��اق��ات عمل ثابتة حيث‬ ‫أنه كان موصوال بظروف استثنائية جنح من‬ ‫مارسوها بأسباب اكتسابهم اخل�برات الفورية‬ ‫من كل ما كانوا يقومون به ثم يطورون أدائهم‬ ‫وفق النتائج بعزم دؤوب حتى أكملوا بناء صرح‬ ‫امللحمة الكربى القادرة واملبهرة ‪.‬‬ ‫لقد كانوا ينسجون تارخيا جديدا دون كتابة‬ ‫ومل ي��ك��ن ي��ع��رف ل���وال ال��ف��ض��ائ��ي��ات ال��ص��ادق��ة‬ ‫ومراسلوها ومراسالتها مع جماميع متفرقة‬ ‫من الذين كانوا يقاتلون بكل وسائل ووسائط‬ ‫التوثيق املسموع واملرئي ‪.‬‬ ‫•ما الدوافع ؟ ما االسباب ؟‬ ‫ل���ذا س��ن��ح��ت��اج اىل وق���ت غ�ير ق��ص�ير لنستنبط‬ ‫تفاصيل ما حنتاجه لفهم واالستفادة من كل‬ ‫تلك الفعاليات ‪ ،‬غري أننا ينبغي أال ننسى حوادث‬ ‫العنف وما خلفته من ضحايا بعد فرتة االستقرار‬ ‫العام واليت كانت نتائج غياب السيطرة وعدم‬ ‫احكام او تنظيم الفراغات يف النهايات السائبة‬ ‫ملناطق خمتلفة جاورت جبهات وعمليات القتال‬ ‫واليت تتلخص دوافعها وأسبابها يف ‪:‬‬ ‫ ع���دم ت��ك��ام��ل امل��س��ت��ل��زم��ات واالج���ه���زة جلهات‬‫االختصاص القانوني أمنيا وعسكريا واملخولة‬ ‫رمس��ي��ا بالتعامل م��ع مرتكبيها ال��ذي��ن أمكن‬ ‫تصنيفهم لفئتني ‪:‬‬

‫عمر املختار‬

‫كونفشيوس‬

‫روبسبري‬


‫‪19‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫غري أن املمارسة الثورية تبدأ فعالياتها‬ ‫وسط ظروف غري مستقرة وتواصل‬ ‫حركتها يف كل االجتاهات دون‬ ‫خرائط واضحة املعامل‬ ‫االوىل ‪ :‬كانت خمتبئة – خشية املالحقة القانونية – فحاولت وفق توقيتات‬ ‫حدوثها استخدام القوة رغم قلة امكاناتهم لغرض االحياء بأن االمر مل حيسم‬ ‫ولإلنتقام مبواصلة االرهاب املوروث فيهم ولديهم ‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬بسبب عدم انضباطها وأطماعها تصورت أن مكاسبا وزع��ت على من‬ ‫امتلكوا القوة ثم الصالحيات وأنها مل تشملهم ومل يفهموا وبعضهم فهم ورفض‬ ‫حقيقة أن من ينتقدونهم وحياولون تعثري ممارساتهم القانونية هم من حتملوا‬ ‫أعباء املواجهة تفصيليا مع كل ما فرضه واقع القتال من تضحيات ( شهداء‬ ‫– جرحى – دمار عمراني ) وأنهم مل خيتاروا – مناصبا – بل كلفوا من قبل‬ ‫السلطات التشريعية والتنفيذية مبسؤليات الشروع يف اختاذ كل االج��راءات‬ ‫الضامنة للبدء يف االستقرار العام ليتفرغ كل اىل اجلهود املطلوبة ألجل االمن‬ ‫واع��ادة االعمار ألج��ل استعادة احلقوق للمواطنني من الداخل واخل��ارج رغم‬ ‫حمدودية االمكانات واالمكانيات ( املادة – الكوادر الوظيفية واملهنية املؤهلة ‪،‬‬ ‫وسائل ووسائط النقل والتنقل ‪ ،‬املستشارين ‪ ،‬خرباء التخطيط ‪ ،‬مدراء العمليات‬ ‫والعسكرية وذوي االختصاص واخلربة )‬ ‫االم��������ن��������ي��������ة ‪،‬‬ ‫ال��ث��ورة مل تنته من كل مهامها رغ��م نضوج‬ ‫و أل ن‬ ‫ال���ظ���روف ال��ت�ي ه��ي��ئ��ت ف��ه��م ومم��ارس��ة‬ ‫امل��س��ؤل��ي��ة وب��س��ب��ب االع��ت��م��اد امل��ت��وق��ع‬ ‫واحمل���س���وب ب��دق��ة ع��ل��ى أس����اس أن‬ ‫أع����دادا كافية م��ن ث���وار احلرية‬ ‫الزال���وا حشود ح��االت ال��ط��واريء‬ ‫بكل خربتهم وأسلحتهم أمكن‬ ‫احل��س��م غ�ير امل��ت��وق��ع سرعة‬ ‫وأداء ل����دى ت��ل��ك ال��ف��ئ��ت�ين‬ ‫ومعهما ‪.‬‬ ‫•الثورة اليت مل تنته بعد‬ ‫ل��ق��د ت���ع���دى االم�����ر ح���دود‬ ‫ال��ف��ع��ال��ي��ات امل��س��ل��ح��ة رغ��م‬ ‫حمدوديتها اىل ماهو أس��وء ‪:‬‬ ‫م�ب�رجم���ة ‪ ،‬اع��ت��ص��ام��ات غري‬ ‫اش���اع���ات‬ ‫مربرة ‪ ،‬توريط من كانوا خارج‬ ‫شرعية وغري‬ ‫ب��ك��ل م���اح���دث وحي�����دث‪ ،‬االس��ت��ف��زاز‬ ‫ال���ف���ه���م ال����واع����ي‬ ‫واالفرتاء املقصود حملاولة النيل من بعض رموز احلركة الوطنية منذ انطالقها‬ ‫اىل مرحلة البدء يف اعالن مكتسبات النهضة االجتماعية الشاملة طالت حتى‬ ‫من تأكد املواطنون واملواطنات واملراقبون العرب واالصدقاء من مدى صدقهم‬ ‫وجهودهم اليت مل تتوقف عند أي جناح بل مستمرة لتحقيق املزيد من النجاحات‬ ‫يف الداخل واخلارج ‪.‬‬ ‫املؤسف واملدان يف ضمري الذاكرة وذاكرة الضمري أن أولئك الغوغاء ومن برجموا‬ ‫فعالياتهم من حمرتيف االج��رام كانوا يستهدفون أبرز املسؤلني يف السلطتني‬ ‫التشريعية والتنفيذية ‪ ،‬لقد سقطوا مجيعا يف مستنقعات املهانة اليت كانت‬ ‫قواعدهم ومالجئهم ‪ ،‬أما توابعهم فمن وجد وضبط متلبسا أحيل اىل جهات‬ ‫االختصاص االمنية والقضائية النزيهة ‪ ،‬عكس كل ذلك اتسمت ممارسات ثوار‬ ‫احلرية ‪ ،‬وأحرار الثورة باحلكمة وضبط النفس‪ ،‬واملثابرة ‪ ،‬واالبداع ‪.‬‬ ‫لقد خلد قائد ثوار شرق ليبيا عمر املختار مقولة مأثرة عندما أعلن ‪ :‬أن االميان‬ ‫أقوى من كل سالح ‪ ،‬مضيفا ‪ :‬حرييت أوال وحياة بالدي ‪ ،‬فبداهة ال حيافظ على‬ ‫حياة بالده غري احلر سليل احلرية ‪.‬‬ ‫إن االميان الذي ميأل وجدان وضمائر وأفئدة وعقول قادة كل مراحل النهضة‬ ‫ومرسخ يف مفردات ‪ :‬الوطن ‪ ،‬االنسان‪ ،‬احلرية‬ ‫الثورية وممارساتها موصول ُ‬ ‫املسؤولة ‪ ،‬استعادة كل احلقوق حتى مرحلة الرفاه اليت يستحقها شعب امللحمة‬ ‫الكربى ‪.‬‬ ‫هوامش ‪:‬‬ ‫‪-1‬إن أمثن الثروات احلقيقية والفاعلة هي اليت حيتويها عقل االنسان السوي‬ ‫املسؤول واملنتمي لوطنه واملبدع ‪.‬‬ ‫‪-2‬عندما قال " روسبريو" لصديقه وهم يأخذونه جتاه املقصلة خالل الثورة‬ ‫الفرنسية ‪ :‬ستلحقين يا دانتون ‪ ،‬كان يلخص بكلماته القليلة املآل احلتمي‬ ‫حملرتيف االجرام وساللة االرهاب ‪.‬‬ ‫‪-3‬كونفوشيوس أشهر فالسفة اهلند وحكمائها أكد ( أن الشعوب ال يهزمها‬ ‫اجلوع والعسف ‪...‬بل اخلوف)‬ ‫‪-4‬جان جاك روسو قال للفرنسني ومن خالهلم للناس حيثما وجد أناس ‪ :‬إن‬ ‫حرية االنسان تتوقف عند حدود حرية االخرين ‪.‬‬ ‫‪-5‬مفكر فرنسي ينتمي اىل ضمري احلرية قال ألحد معارضيه ‪ :‬إنين ال أومن‬ ‫برأيك ولكنين على استعداد للقتال من أجل أن تقوله ‪.‬‬

‫الدنيا ايام ثالثة‪ ...‬من حكم الطوارق!‬ ‫أكلي شكا‬ ‫لس���ت هن���ا لغ���رض الغ���وص يف‬ ‫ضروب اخلي���ال او إثارة مواضيع‬ ‫غريب���ة حت���ى ال يص���اب قراءن���ا‬ ‫الكرام بالكلل أو امللل‪ .‬لكن الغاية‬ ‫من ه���ذا املوض���وع هو فت���ح نافذة‬ ‫ثقافي���ة تارخيي���ة ح���ول ش���عب‬ ‫عري���ق أصي���ل ش���اءت ل���ه األقدار‬ ‫أن يعي���ش غريب���ا حمتق���را ! بني‬ ‫األم���م األخ���رى ال�ت�ي كان���ت يف‬ ‫يوم قريب نزالء وضيوف كرماء‬ ‫عل���ى أرضه‪ .‬لكن األقدار ش���اء له‬ ‫أن يك���ون كرمه املف���رط فاتورة‬ ‫باهظ���ة يدفعه���ا ه���والء الرح���ل‬ ‫ليكتب هلم الشقاء و العيش حتت‬ ‫أق���دام وحت���ت رمح���ة األنظم���ة‬ ‫الشوفينية اجلائرة‪.‬‬ ‫فم���ا كان أم���ام هوالء الفرس���ان‬ ‫اخلي���ار واح���د وه���و الف���رار يف‬ ‫معرك���ة دموية بش���عة أوش���كت‬ ‫بالوق���وع لت���وة ‪ ،‬معرك���ة رأوه���ا‬ ‫خاس���رة بكل املقايي���س مع اخيهم‬ ‫االنس���ان ‪ .‬فل���م يك���ن ام���ام هوالء‬ ‫اجلند اال خيار التس���كع وجمابهة‬ ‫جماه���ل الصح���راء الوع���رة يف‬ ‫أك�ب�ر عزل���ة انس���انية عرفته���ا‬ ‫البشرية على اإلطالق‪.‬‬ ‫لقد ملس أهل الصحراء منذ األزل‬ ‫احلقيق���ة القائلة أن الدنيا ما هي‬ ‫إال ذلك الس���راب الذي يس���تحيل‬ ‫على اإلنس���ان بلوغ شاطئه و ألقوا‬ ‫يف ذل���ك أآلف القصائد الش���عرية‬ ‫وتغن���وا بذل���ك يف أناش���يد احلنني‬ ‫اجملبولة بروح الفطرة‪.‬‬ ‫الدنيا أيام ثالثة‬ ‫م���ن ب�ي�ن ه���ذه املالحم الش���عرية‬ ‫ال�ت�ي نقش���ت يف ذاك���رة أبن���اء‬ ‫تين�ي�ري ( الصح���راء ) إىل يومن���ا‬ ‫ه���ذا وال�ت�ي عج���ز النس���يان ع���ن‬ ‫مسحها 'الدونيا كراض شيالن‬ ‫نيت" (الدنيا أيام ثالثة (‬ ‫تق���ول مطل���ع ه���ذه املقطوع���ة‬ ‫الغنائي���ة ال�ت�ي توارثته���ا األجيال‬ ‫عن األس�ل�اف وحفظتها األجيال‬ ‫التالي���ة ع���ن ظهر القل���ب ومعهم‬ ‫املتلهف�ي�ن الستكش���اف اخلف���اء‬ ‫والن���زول إىل مكام���ن احلقيق���ة‬ ‫الدنيوي���ة وجتن���ب سفاس���فها‬ ‫الباطني���ة "الدوني���ا أوف���ا أتتهي���د‬ ‫هيد ايسلمانت فالس ورال أماس‬ ‫ايلكام ايباني���ت" (فال تغرنك حياة‬ ‫الدني���ا فإنها حتم���ا فانية احلاذق‬ ‫فيها هو من مل تس���تهويه ملذاتها‬ ‫الزائلة ‪).‬‬ ‫لقد تناقل���ت األجيال عرب التاريخ‬ ‫ه���ذه االغنية ش���فهية حت���ى قبل‬ ‫نزول الرس���ائل الس���ماوية باآلف‬ ‫الس���نني ‪ ,‬حي���ث كان���ت صباي���ا‬ ‫الصح���راء املراهق���ات يتغن�ي�ن‬ ‫به���ذه امللحم���ة املش���هورة ومازلن‬ ‫يفعل���ن حت���ى الس���اعة يف لي���ال‬ ‫الس���مر وعندما تنص���ت الطبيعة‬

‫إىل نفس���ها ويرس���ل الب���در ن���وره‬ ‫وختتف���ي اجللب���ة يف كل أحن���اء‬ ‫الصح���راء يتس���لل الصبي���ان‬ ‫والصباي���ا م���ن خباياه���م املؤقت���ة‬ ‫بع���د أن يطمئن اجلميع أن أولياء‬ ‫األم���ر يف س���بات عمي���ق ‪ ,‬خي���رج‬ ‫اجلمي���ع إىل أط���راف النج���ع و‬ ‫يس���تمر الغناء والرقص إىل وقت‬ ‫متأخر من الليل‪.‬‬ ‫يف حكم ومأث���ورات اهل الصحراء‬ ‫ال ش���ئ ميك���ن ان يق���ارن بوداع���ة‬ ‫راح���ة الب���ال وال ش���يء اس���وأ من‬ ‫ضجيج املدن وأس���وارها الشاهقة‬ ‫ومرابع جدرانها اخلاوية الضيقة‬ ‫وشوارعها املزدمحة وعن جعجعة‬ ‫مطاحنها الصاخبة‪.‬‬ ‫مث���ن التذكرة هل���ذه الرحلة هو‬ ‫الشقاء والعياء‬

‫يف خ���وض هذه املغام���رة ان يضع‬ ‫يف حس���بانه وقبل ان يشد الرحال‬ ‫ان مثن التذكرة هلذه الرحلة هو‬ ‫الشقاء والعياء‪.‬‬ ‫اعظم حضارة يف الوجود!!‬ ‫ش���عب رفض من���ذ االذل تش���ييد‬ ‫احلصون والقالع الضخمة خشية‬ ‫ان يك���ون عب���دا ذلي�ل�ا جلدرانه���ا‬ ‫كم���ا هو ح���ال ام���م املس���تقرين‬ ‫فجبل���ت نفس���ه بالرتح���ال يف‬ ‫جماهل الطبيعة الساحرة تاركا‬ ‫بصماته واث���اره للمارة ولالجيال‬ ‫التالي���ة عل���ى ج���دران وكه���وف‬ ‫اكاكوس ومغاور جرمة وجبال‬ ‫اهق���ار وجب���ال نافوس���ة وق�ل�اع‬ ‫حفصة وعلى قمم جبال االطلس‬ ‫وعل���ى وديان طاوة وس���هول ازواد‬ ‫وايار‪ ,‬حن���ت بيد مفتون���ة ابدعت‬

‫لذا فضل امراء "تينريي" ان يكونوا‬ ‫هائم�ي�ن اح���رارا متجول�ي�ن يف‬ ‫رحاب االرض الشاس���عة فصادقوا‬ ‫الطبيع���ة وش���كوا هل���ا احزانه���م‬ ‫وهمومه���م وتقامس���وا معه���ا‬ ‫حلظ���ات س���عادتهم متحسس�ي�ن‬ ‫حب���ات رماهل���ا ال�ت�ي منه���ا خلقوا‬ ‫متنس���مني عبقها وم���ن صخورها‬ ‫الصم���اء اس���توحوا احلكمة وكل‬ ‫املعان���ي الوجودي���ة العميق���ة‪,‬‬ ‫فباح���وا هلا وباحت هل���م هي ايضا‬ ‫اسرارها‪ .‬فيكف ال؟ فهم االدميني‬ ‫الوحي���دون وب�ل�ا من���ازع الذي���ن‬ ‫ادركوا ان الصحراء ليس���ت مكانا‬ ‫لرتفي���ه او التس���لية بق���در ماهي‬ ‫مكان���ا لتح���دي والرجولة‪ ,‬فكيف‬ ‫ال؟ فه���م االدمي�ي�ن الوحي���دون‬ ‫الذي���ن ادرك���وا ان الصح���راء‬ ‫نقيض ل���كل املناصب الس���طلوية‬ ‫الدونيوية الزائلة‪ ,‬والبد ملن يقدم‬

‫يف حفره���ا وتفننت يف جتس���يدها‬ ‫برغ���م ب���وؤس احليل���ة وتواض���ع‬ ‫االدوات كأن ه���ذا الرح���ال اراد‬ ‫ان يق���ول لن���ا يف رس���الة بس���يطة‬ ‫مفاده���ا‪ " :‬حن���ن ايض���ا كن���ا هنا‬ ‫يوم���ا وما حنن يف الدني���ا اال مارة‬ ‫ورحال���ة وما أنتم س���وى جزء من‬ ‫ه���ذه الرحلة الطويل���ة لذا عليكم‬ ‫ان حتس���نوا مرورك���م انت���م‬ ‫ايضا"م���ن مت���ون ه���ذه الفلس���فة‬ ‫وم���ن ب�ي�ن ثناي���ا ه���ذه املفاهي���م‬ ‫العميق���ة املوق���دة بروح ابن���اء امة‬ ‫الصحراء ال�ت�ي ادت اىل االنفصال‬ ‫الفاجع الذي ش���تت ابن���اء القبيلة‬ ‫الواحدة املس���كونة ب���ورع الرتحال‬ ‫ب�ي�ن ع���دة اوط���ان ومنه���ا انبثقت‬ ‫اعظ���م حض���ارة يف الوج���ود‪ ,‬انه���ا‬ ‫حض���ارة الصح���راء الك�ب�رى انه���ا‬ ‫حضارة الرجال الزرق "الطوارق"‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫اغتيال وطن‬ ‫الفتنة الكربى ‪ ....‬ثاني مرة‬ ‫فوزي عمار‬

‫ب���دأ ظاهرا للعيان ان ما جي���رئ يف ليبيا ليس اال القضاء عل���ي دولة كان امسها‬ ‫ليبيا علي يد ش���لة من األفاقني وطالب الس���لطة مل يس���مع بهم احد أيام الثورة‬ ‫وال قبلها ‪ ،‬لقد ظهروا كما ظهر اخلوارج للقتال دون مساع لصوت عقل وحوار ‪،‬‬ ‫أنه���م خوارج هذا العصر وما رمزية التوابيت اليت محلوها إال صدق نواياهم علي‬ ‫اغتيال الوطن‬ ‫إن إقص���اء الش���رفاء بعش���رات أالف م���ن أمث���ال الش���يخ مصطفي عب���دا جلليل و‬ ‫د‪.‬حمم���ود جربي���ل و د مجعة عتيق���ة و د‪.‬حمم���د املقريف و غريهم م���ن املعادلة‬ ‫السياس���ية وتفريغ الساحة منهم ما هو إال اخلطوة األولي خلطة طويلة وضعت‬ ‫بعناي���ة إلقص���اء كل وط�ن�ي ‪ ،‬ووضع���ه يف خان���ة مع���اداة الوطن بدال م���ن خانة‬ ‫الوطنيني و خاصة إذا مت هلم ذلك علي يد هؤالء اجملهولني‬ ‫لقد بدأ األمر مبناكفة سياسية من قبل حزب اجلبهة بالدعوة لقانون العزل ملن‬ ‫عمل مع النظام يف أخر عش���ر س���نوات ‪ ،‬رد التحالف بتوسيع دائرة العزل ليشمل‬ ‫كل من عمل مع النظام مند االنقالب يف ‪ ، 69‬كان اإلخوان جيلسون القرفصاء‬ ‫ويراقبون املش���هد لينقضوا علي ما تبقي من املنافس�ي�ن هل���م خاصة وأنهم لديهم‬ ‫نهم للوصول للس���لطة بأي مثن ‪ ،‬خرج املارد من القمقم ومل يعد أحدا قادرا علي‬ ‫التحكم فيه‬ ‫يق���ول لنا التاريخ ان موس���ي االش���عري يف قصة التحكيم بعد صفني بني س���يدنا‬ ‫علي ومعاوية وبعد ان اتفق مع عمرو ابن العاص علي ان خيلعوا االثنني قال ‪:‬‬ ‫خلعت صاحيب كما خلعت خامتي هذا ‪ ،‬وبهذا قد خلع سيدنا علي ابن ابي طالب‪.‬‬ ‫اليوم التاريخ يعيد نفس���ه يف ليبيا يف قانون العزل السياس���ي ‪،‬بعد ان خلع أعضاء‬ ‫التحالف صاحبهم يسقط أعضاء اإلخوان بند ‪ ( :‬من تصاحل مع النظام)‬ ‫ليثبتوا صاحبهم كما تبث عمرو ابن العاص داهية العرب صاحبه معاوية ‪،‬‬ ‫أنها لعبة الفتنة الكربى ( ثاني مرة ) ولعبة السياسة القذرة اليت يلعبها امللتحون‬ ‫سابقا والحقا باسم الدين كانت اخلطوة األولي هي سلق قانون اإلقصاء الوطين‬ ‫عل���ي عج���ل لرموز الث���ورة حبجة أنهم عمل���وا مع النظام الس���ابق واليت س���بقها‬ ‫ال���زج بالعديد م���ن الوطنني يف مقصلة هيئة النزاهة أمث���ال الكاتب عبد الرمحن‬ ‫الش���اطر رغم ان���ه مت انتخابه من قب���ل أآلالف من الليبي�ي�ن يف انتخابات نزيهة ‪،‬‬ ‫فكيف يس���تقيم أن تعزله فئة قليلة من عشرة موظفني ال نعرف من أين جاءوا ‪،‬‬ ‫إنهم فعال الفئة الباغية ‪ ،‬اليوم بقايا الفئة الباغية خترج علي الشرعية وحتاصر‬ ‫مؤسس���ات الدولة مدججني بالس�ل�اح الثقيل وتطالب بإس���قاط حكومة منتخبة‬ ‫من قبل برملان منتخب ‪،‬‬ ‫فمن هم هؤالء اجملهولني ؟؟؟ ومن خوهلم باحلديث باس���م الثورة ؟؟ ومن خوهلم‬ ‫باحلديث باسم دماء الشهداء ؟؟؟ ‪ ...‬إن الثورة والشهداء منهم براء ‪،‬‬ ‫أخريا وحتث التهديد والوعيد خيرج قانون معيب ‪ ،‬اقل ما يقال فيه انه ‪:‬‬ ‫قانون يتس���اوي فيه غف�ي�ر يف مثابة ثورية يف قرية مع أمني جلنة ش���عبية عامة‬ ‫‪ ،‬إن الع���دل يف الظل���م عدل أيضا ‪ ،‬قانون س���تعاني منه ليبيا لس���نوات متاما مثلما‬ ‫يعاني اليوم العراق من قانون اجتثاث البعث‪.‬‬ ‫إن احلدي���ث ع���ن تقس���يم ليبي���ا أصبح قاب قوس�ي�ن او ادن���ي فبعد تصري���ح دعاة‬ ‫الفيدرالية أن آي انقالب عن الش���رعية يف طرابلس يعين إعالن حكومة يف برقة‬ ‫ال تتبع طرابلس ها هي ليبيا تتجه للتقسيم‪.‬‬ ‫إن الذي له احلق يف إزاحة من يري إزاحته علي السلطة هو الشعب والشعب فقط‬ ‫ل���ذا البد اآلن وبعد ان صدر هذا القانون من إجراء اس���تفتاء ش���عيب علي القانون‬ ‫الذي مت حتت تهديد الس�ل�اح واإلرهاب املادي واملعنوي وعلي كل الوطنيني من‬ ‫القانوني�ي�ن و اإلعالميني أن يتناولوا هذا املوضوع اخلطري ناهيك عن دعاة حقوق‬ ‫اإلنس���ان خاص���ة بعد تنديد العديد من مؤسس���ات حقوق اإلنس���ان يف العامل علي‬ ‫رأسها مؤسة هيومن رايت واتش‪.‬‬ ‫إننا اليوم أمام مفرتق طرق خطري و بدون عالمات إرشادية ‪ ،‬و أمام أمواج عاتية‬ ‫تضرب سفينة الوطن فإما أن تتكاتف اجلهود لننجو مجيعا او أن نغرق مجيعا‬ ‫و نكون قد اغتلنا الوطن الذي خرجنا كلنا من اجله يف ثورة فرباير اجمليدة‪.‬‬

‫عباقرة يرحلون بصــــمت ‪....‬عبـــ‬ ‫عزالدين عبدالكريم‬

‫يغادرنا عمالق بصمت كبري ‪ ،‬خارجاً من صمت أكرب‬ ‫‪ ،‬رغ���م أنه مأل احلياة الفنية بهج���ة وحنيناً ‪ ،‬غاص يف‬ ‫مش���اعرنا ومش���اعر آبائن���ا وأمهاتنا الذي���ن يذكرونه‬ ‫بش���كل خفي ‪ ،‬ألنه خلف يف ذواتهم همس���ات إنس���انية‬ ‫غردت خبجل ‪ ،‬وعند البعض صدحت بعنفوان ‪....‬‬ ‫عرف���ت الفن���ان عبدالباس���ط الب���دري من���ذ خطوات���ي‬ ‫اإلذاعي���ة األوىل ‪ ،‬فقد مجع مهني���اً ختصصات عديدة‬ ‫حي���ث بدأ كمهندس صوت مع بداي���ات اإلذاعة ‪ ،‬لكنه‬ ‫انتق���ل اىل ف���ن التصوي���ر ‪ ،‬ويف ه���ذه الوظيف���ة عرفته‬ ‫‪ ،‬حبك���م أن بدايات���ي التلفزيوني���ة كان���ت يف جم���ال‬ ‫التصوي���ر كذلك ‪ ،‬كان واحداً من العمالقة يف اجملال‬ ‫‪ ...‬ورغ���م أن من ت���وىل تدرييب كان أس���تاذي حممود‬ ‫على مبفاتيح التميز واليت ال‬ ‫السليين ‪ ،‬إال أنه مل يبخل ّ‬ ‫ميك���ن أن ُتدون يف مناهج وال ُتع َلم يف مدارس ‪ ،‬كانت‬ ‫الكامريات حينها معقدة وبدائية قياساً بزمننا احلاضر‬ ‫‪ ...‬لك���ن ‪ ...‬ما ال يعرفه الكث�ي�رون أنه قد تلقى تدريباته‬ ‫يف فن التصوير مبحطة ( ‪ ) Rai‬اإليطالية ‪ ،‬وإذا أخذنا‬ ‫باالعتبار اس���تثنائية إيطاليا يف الف���ن البصري عموماً‬ ‫‪ ،‬رمس���اً وتصوي���راً ‪ ،‬فإنن���ا س���نتوقف أم���ام اللقب الذي‬ ‫أُطلق على الفنان عبدالباسط البدري هناك ‪ ......‬كان‬ ‫اإليطالي���ون يلقبون���ه بـ ( العني الس���حرية ) مل���ا أنتجه‬ ‫م���ن التقاط غريب واس���تثنائي للمنظ���ور الذي يلتقي‬ ‫اجلمي���ع لتصوي���ره ‪ ،‬كان التقاطه للقط���ة أو تكوينه‬ ‫ل���ـ (الكادر) خمتلف���اً حتى عن أرباب الف���ن البصري ‪....‬‬ ‫وهذا قاده فيما بعد اىل اإلخراج التلفزيوني مع بدايات‬ ‫التلفزيون اللييب خاصة برامج شهر رمضان ‪.....‬‬ ‫لك���ن األم���ر الش���به خمف���ي وال���ذي تبق���ى معرفت���ه‬ ‫حمصورة ب�ي�ن القليلني ‪ ،‬أنه كان من أفضل امللحنني‬ ‫الليبي�ي�ن وأضي���ف هن���ا رأيي اخل���اص بأن���ه كان من‬ ‫األفضل على ( اإلطالق )‪ ...‬ورغم أنين لست متخصصاً‬ ‫موس���يقياً ‪ ،‬لكن�ن�ي أدعي بأن ذوقي املوس���يقي ميكن أن‬ ‫مينح لرأيي حق اإلصغاء ‪ ...‬وأقول ‪:‬‬

‫لقد فوجئت بأن جل ما شدني من أغاني ليبية هي من‬ ‫تلحينه ‪ ،‬وحينها آليت للمس���ألة ش���يئاً م���ن اإلهتمام ‪،‬‬ ‫درجة أنين ذات يوم أس���ريت الي���ه برغبيت يف أن أدرس‬ ‫عالقته باملوس���يقي ملا شابها من تغطية وخجل ومواراة‬ ‫‪ ،‬لكنه وكالعادة ‪ ،‬ابتس���م و ذهب ب���ي بعيدا اىل نواحي‬ ‫أخ���رى ‪ ....‬وطحنت احلياة كلينا وذهب كل اىل حال‬ ‫س���بيله ‪ ....‬فلو راجعنا أعمال الفن���ان نوري كمال من‬ ‫" ن���ار يا حبييب نار " و " ذوقي الش���وق " وغريها س���نجد‬ ‫أن عبدالباس���ط الب���دري ه���و امللح���ن ‪ ،‬ل���و عرجنا على‬ ‫عبداللطي���ف حوي���ل ف���إن األغني���ة ال�ت�ي عاش���ت معي‬ ‫طوي ً‬ ‫ال كانت م���ن أحلانه وهي بعنوان " ليه يا زمان ‪...‬‬ ‫والفتين حبنينه " حت���ى أنه عندما علقت معي األغنية‬ ‫م���ردداً اياه���ا ‪ ،‬وأعربت له ان أغنيته ه���ذه من أمجل ما‬ ‫حلن طيلة حياته ‪ ،‬كان يرمحه اهلل عبدالباس���ط يرد‬ ‫عل���ى مشاكس���اً ‪ ،‬هامس���اً بقوله ‪ ( :‬يف األم���ر فيلم ) ‪....‬‬ ‫َّ‬ ‫وم���ن ال يذكر " خطم حفين ش���يع عيونه َّ‬ ‫يف " حملمود‬ ‫الش���ريف ‪ ،‬ومن منا ال يعرف أغنية " وعيوني س���هارة "‬ ‫اليت غناها الفنان س�ل�ام ق���دري وكتب كلماتها علي‬ ‫السين ‪ ....‬وغريها كثري ‪....‬‬ ‫أحلان���ه خرجت من احل���دود الليبي���ة اىل مصر وتغنى‬ ‫ثالث���ي امل���رح بأغنية " يالعنب ويا لعن���ب " ‪ ...‬ال ميكنين‬ ‫حص���ر أعماله وأمتنى أن يس���اعدني الزمالء بتعدادها‬ ‫‪ ....‬لكن لي مع أحلانه قصة طريفة ‪ ...‬فرغم أنه خمرج‬ ‫فذ وفنان بعني س���حرية كما مس���وه اإليطاليون ‪ ،‬إال‬ ‫أن���ه ذات يوم يف أواخ���ر الثمانينات ‪ ،‬طلب مين أن اخرج‬ ‫ل���ه عمل غن���اه الفن���ان " عل���ي الش���ول " وه���و معروف‬ ‫كممثل أكثر من مطرب ‪ ،‬ومسعت األغنية وأثارتين‬ ‫اىل ح���د كبري ‪ ،‬لكنها كان���ت عبارة عن قنبلة موقوته‬ ‫واعالن حرب صريح ‪ ،‬ال ميكن هلذا اإلعالن أن يصمد‬ ‫ً‬ ‫طوي�ل�ا وس���يأتي عل���ى كل من ل���ه عالق���ة ‪ ....‬وعدت‬ ‫اليه وقلت مس���تغرباً ‪ :‬أحقاً تريد م�ن�ي أن أخرج العمل‬ ‫‪ ،‬فأج���اب ‪ :‬مل ال ‪ ...‬أمل تعجب���ك ؟؟؟ وحينه���ا نصحت���ه‬

‫الثورة لـــ‬ ‫عبداهلل الكبري‬ ‫احل���راك املتصاع���د منذ حنو أس���بوعني يف ليبي���ا من أجل‬ ‫إصدار قانون العزل السياسي‪ ،‬هو موجة جديدة من أمواج‬ ‫املد الثوري‪ ،‬تس���عى عرب س���ن هذا القانون لإلطاحة ببقايا‬ ‫النظ���ام املنه���ار وقط���ع طريق الع���ودة إىل صدارة املش���هد‬ ‫السياسي واالجتماعي أمام أعوان القذايف‪.‬‬ ‫فاهلدوء النس�ب�ي خالل األش���هر القليلة املاضية هو جمرد‬ ‫حال���ة جزر تصيب احلالة الثوري���ة‪ ،‬ال ميكن الركون إىل‬ ‫حتوهلا إىل حالة مس���تدامة طامل���ا مل حتقق الثورة كامل‬ ‫أهدافها‪ ،‬وليس غريباً أبداً هيجان البحر الثوري يف حلظة‬ ‫مفاجئ���ة للتس���ريع بتحقيق مطل���ب مهم واس���تحقاق ال‬ ‫جدال فيه من مطالب واس���تحقاقات الث���ورة‪ ،‬إال لدى من‬ ‫يعتق���دون أن مرحلة الثورة طالت أكثر مما ينبغي‪ ،‬وهو‬ ‫اعتق���اد خاطئ يعكس قلة الوعي بطبيعة الثورات ويعكس‬ ‫أيض���اً الرغب���ة يف الع���ودة الس���ريعة إىل حالة االس���تقرار‬ ‫واالكتفاء مبا حققته الثورة من إجنازات وتغيريات‪.‬‬ ‫ويكش���ف احلراك األخري عن ثالث رؤى خمتلفة للطريق‬ ‫ال���ذي ينبغ���ي ولوجه حن���و تأس���يس الدولة املنش���ودة‪ .‬يف‬ ‫أقص���ى اليس���ار ي�ب�رز ث���وار ال يقبل���ون بأنص���اف احللول‪،‬‬ ‫رؤيتهم هي التغيري الكامل واجلذري بقطع كل الصالت‬ ‫مع إرث النظام الس���ابق‪ ،‬وهم من س���عى واعتصم وتظاهر‬ ‫وص���رخ طوي ً‬ ‫ال من أجل والدة قانون العزل السياس���ي لكل‬ ‫كلمة‬ ‫من شارك يف دعم وتثبيت نظام القذايف ولو بشطر‬ ‫ِ‬ ‫مديح للدكتاتور ونظامه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وعل���ى اجلان���ب اآلخ���ر يف أقصى اليم�ي�ن‪ ،‬الق���وى املضادة‬

‫للث���ورة ورؤيته���ا تنطل���ق م���ن قناعة ب���أن النظ���ام املنهار‬ ‫انته���ى بنهاية القذايف وأعوان���ه املقربني‪ ،‬وهذه النهاية هي‬ ‫نقطة االنطالق حنو بناء ليبيا اجلديدة بإصالح منظومة‬ ‫النظام وإبقاء األوضاع ليس وفق ما هي عليه متاماً‪ ،‬ولكن‬ ‫بدون تغيريات جوهرية تطال مصاحل ومناصب وامتيازات‬ ‫جي���ش جرار م���ن املس���ؤولني واملوظفني يف نظ���ام القذايف‪.‬‬ ‫وهي رؤي���ة تتعارض متاماً مع رؤية الثوار الذين يصرون‬ ‫على املضي قدماً يف مسار الثورة حتى حتقق كل أهدافها‪.‬‬ ‫الرؤي���ة الثالث���ة تقع يف املنتص���ف بني جذب واس���تقطاب‬ ‫الرؤيت�ي�ن ُ‬ ‫األخريني‪ ،‬وهي رؤية عامة الش���عب احلائر بني‬ ‫رغبت���ه يف األمن واالس���تقرار والش���روع يف بناء مؤسس���ات‬ ‫الدولة‪ ،‬وهن���ا تقرتب من اليمني‪ ،‬وب�ي�ن طموحه وأمنياته‬ ‫يف إبعاد رموز مرحلة القذايف والبناء الس���ليم على أس���س‬ ‫صحيح���ة للدول���ة اجلديدة ويف هذه احلال���ة يكون أقرب‬ ‫إىل اليسار الثوري‪.‬‬ ‫خروج قطاعات عديدة من عامة الش���عب إىل االحتفال يف‬ ‫امليادين والشوارع ابتهاجاً بصدور القانون‪ ،‬ال يعكس متاماً‬ ‫حالة وع���ي الناس بض���رورة هذا القان���ون لقطع الطريق‬ ‫أمام أزالم النظام أو فلوله وبناء ليبيا بدماء جديدة‪ ،‬وإمنا‬ ‫كان اخل���روج أقرب للتعبري عن حالة الفرح بنهاية أزمة‬ ‫سياسية عطلت مؤسس���ات الدولة إىل حني‪ ،‬أما احملتجون‬ ‫فأغلبه���م م���ن طاهل���م الع���زل وحط���م آماهل���م يف الصعود‬ ‫السياس���ي واالجتماعي عن طريق املناص���ب واالمتيازات‪،‬‬ ‫م���ن دون جتاهل قلة كان س���بب احتجاجه���ا هو تعارض‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫ــدالباسط البدري ‪ ...‬العني السحرية‬

‫ميدان السؤال‬

‫من شجون الوطن‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬

‫( ليس مثة شيء‬ ‫ال ما يس ُّر‬ ‫و ال ما ال يس ُّر ) ‪..‬‬ ‫أسطر من قصيدة لي كتبتها مطلع التسعينات !! ‪..‬‬ ‫واالن يب���دو أن���ه زمن احلزن حيل م���ن جديد ‪ ..‬زمن البي���ات اللييب يعود‬ ‫ُّ‬ ‫صمت قصائدنا وقصصنا ونغرقها‬ ‫وخنط يف‬ ‫حثيثاً لننكفيء على أنفسنا‬ ‫ٍ‬ ‫بالطالسم والطقوس ‪ /‬احلاالت الوجودية ! ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫قائ�ل�ا ‪..( :‬أن���ا لن أخرجه���ا وأرج���وك أن ال تصورها ‪ ،‬دعها‬ ‫يف إطارها املس���موع فقط ‪ ،‬ألن تصويرها س���يقضي عليها‬ ‫‪ )...‬ومع ذلك حرصت على أن أذيعها يف براجمي املباش���رة‬ ‫يف أوقات حمددة واستعملتها كإسقاط لقضايا سياسية‬ ‫حمددة أخرى ‪ ،‬وبعد أسابيع قليلة مت منعها وسحبت من‬ ‫املكتبة مع أمر شديد اللهجة ‪.....‬‬ ‫كان���ت األغنية هذه ( يدي���ر اهلل طريق ) وحقيقة كانت‬ ‫رائع���ة ب���كل املقايي���س ومن مكام���ن القوة فيه���ا أن " علي‬ ‫الش���ول " هو من غناها ‪ ...‬ويق���ول مطلعها على ما أذكر ‪:‬‬ ‫يدير اهلل طريق ‪..‬ندير اللي يرضيك ‪ ....‬ومتر أيام الضيق‬ ‫‪ ...‬يا غالية ‪...‬‬ ‫لقد كانت رسالة للبالد يف عهد يعرفه اجلميع ‪ ....‬وهكذا‬ ‫كان يعمل الفنانون والش���عراء ‪.....‬عل���ى عكس ما يفهمه‬ ‫جيل هذا الزم���ن من كون أن الصمت خيم على عطاءات‬ ‫الرواد واملبدعني ‪ ...‬وما أس���هل الظلم خاصة عندما يتشح‬

‫باجلهل للتاريخ واألشخاص ‪....‬‬ ‫أتصور أنه لو ُقدر للموس���يقى الليبية أن تؤرخ يوماً ‪ ،‬فإننا‬ ‫س���نجد عبدالباس���ط البدري يرتبع على مساحة كبرية‬ ‫من فرتة عنفوانها ومتيزها ‪ ....‬و ميكن قول الكثري عنه ويف‬ ‫نواحي فنية وش���خصية كثرية ‪...‬لكنين أترك لألس���اتذة‬ ‫الزم�ل�اء إكمال التأريخ ‪...‬ولو أن�ن�ي أود مالحظة أن هذا‬ ‫الفن���ان املبدع غلب حض���وره كش���خصية تلفزيونية عن‬ ‫ش���خصيتة املوس���يقية ‪ ،‬وكم هو م���ؤمل عندما نعرف أنه‬ ‫ع���اش حقب���ة من حياته بدون س���كن بني الفن���ادق ‪ ،‬كان‬ ‫أجنحة الشاطئ واحداً منها ‪..‬‬ ‫يتقبل���ه اهلل بواس���ع رمحت���ه ‪ ...‬وش���كرا عبدالباس���ط فقد‬ ‫تركت ما مييزنا موسيقياً ‪ ...‬و قد رمست خطوطاً مجيلة‬ ‫لوطن مهموم ‪ ...‬فجعلت من املهموم قيمة وعالمة فارقة‬ ‫يف جمال الفن ‪ ....‬شكراً لك أيها األستاذ ‪........‬‬

‫تنته‬ ‫ـــــــم ِ‬ ‫بن���ود القانون مع حقوق اإلنس���ان‪ ،‬وفقاً لوجه���ة نظرهم‪ ،‬من‬ ‫دون أن خيالط هذا االحتجاج أية مصلحة شخصية‪.‬‬ ‫وكان ح���زب حتالف القوى الوطنية من أكثر املس���تميتني‬ ‫ض���د قان���ون العزل لك���ي ال تع���زل قياداته‪ ،‬وق���د أظهر رئيس‬ ‫التحال���ف مجوحاً غري ع���ادي ورغبة قل نظريها يف الس���لطة‬ ‫إىل ح���د جل���وءه للتحاي���ل واخل���داع يف االنتخاب���ات األوىل‪،‬‬ ‫فرغ���م عدم ترش���حه لعضوي���ة املؤمتر الوط�ن�ي إال أنه غطى‬ ‫ليبي���ا كله���ا بصورته فيما توارى مرش���حو احل���زب يف أغلب‬ ‫الدوائ���ر خلفه���ا‪ ،‬وقف���ز بش���عاره حنو املس���تقبل البعي���د‪ ،‬يعد‬ ‫الش���عب ومينيه بتنمية مس���تدامة بدي ً‬ ‫ال عن النفط املوش���ك‬ ‫عن النضوب حسب تصرحياته اإلعالمية‪ ،‬قافزاً عن تعقيدات‬ ‫احلاض���ر وصعوبات مرحلة ما بعد الث���ورة‪ ،‬وصوت الكثريون‬ ‫للص���ورة والش���عار م���ن دون حت���ى معرفة أمساء املرش���حني‬ ‫وسريتهم الذاتية وأفكارهم واجتاهاتهم‪.‬‬ ‫ولك���ن من التحامل والعداوة اتهام الدكتور جربيل باخليانة‬ ‫وعدم الوطنية‪ ،‬وهذه من املناكفات السياس���ية الصادرة عن‬ ‫اخلصوم السياس���يني وهي جتاوز يف املنافسة ال ميكن القبول‬ ‫به���ا ممن يري���د اإلنصاف‪ ،‬وال يصح نس���يان احنياز الدكتور‬ ‫جربي���ل للث���ورة وعمله���ا عل���ى نصرتها مب���ا توف���ر لديه من‬ ‫عالقات دولية وقدرات دبلوماس���ية‪ ،‬وتوليه رئاس���ة احلكومة‬ ‫األوىل بع���د الث���ورة يف ظ���روف بالغ���ة الصعوب���ة‪ ،‬وتصدي���ه‬ ‫حمل���اوالت هيمن���ة بع���ض األط���راف اإلقليمي���ة على املش���هد‬ ‫السياسي اللييب‪.‬‬

‫م���ن املهم القول بأننا حباجة لتحال���ف القوى الوطنية‪ ،‬ولكن‬ ‫ب���دون أع���وان النظ���ام الس���ابق‪ ،‬فاإلخ���وان يف ليبيا يس�ي�رون‬ ‫عل���ى خطى إخ���وان مصر ألخون���ة الدولة بوض���ع رجاالتهم‬ ‫وأنصارهم يف كل مفاصل الدولة ومؤسس���ات السلطة‪ ،‬وهو‬ ‫نه���ج ال خيص اإلخوان وحدهم‪ ،‬يف الواقع السياس���ي تنحرف‬ ‫أغل���ب األح���زاب السياس���ية إىل هذا النه���ج امل���ؤدي حتماً إىل‬ ‫االس���تبداد والدكتاتوري���ة‪ ،‬لنتذك���ر أن الق���ذايف عم���ل عن‬ ‫طري���ق مكت���ب االتصال باللج���ان الثورية إىل وض���ع أنصاره‬ ‫وعمالئه وأعوانه يف كل املناصب العليا واملتوسطة والدنيا‪.‬‬ ‫ولن يق���ف يف وجه تغلغ���ل اإلخوان أو أي فصيل سياس���ي إال‬ ‫حزب���اً وطنياً خالص���اً يضم كافة الق���وى الوطنية الليربالية‬ ‫الوس���طية دين���اً (تل���ك ال�ت�ي ت���رى يف اإلس�ل�ام دين���اً للدول���ة‬ ‫واجملتم���ع‪ ،‬ولك���ن ليس وف���ق إيديولوجيا حم���ددة اخلطوط‬ ‫صارم���ة احل���دود مثل اإلخ���وان أو الس���لفية أو املقاتلة‪ ،‬وإمنا‬ ‫وف���ق رؤي���ة وس���طية معتدلة منس���جمة م���ع حال���ة التدين‬ ‫الشعيب لعامة الناس يف البالد)‪.‬‬ ‫لذلك يتعني على حتالف القوى الوطنية إعادة ترتيب أوراقه‬ ‫وتنظي���م صفوف���ه بإبع���اد بقايا أع���وان النظام الس���ابق أو من‬ ‫حتوم حوهلم ش���بهات مبعاداة الثورة‪ ،‬والدفع بعناصر جديدة‬ ‫هلا أدوار يف دعم الث���ورة إىل الواجهة واملضي قدماً يف التدافع‬ ‫م���ع القوى السياس���ية األخرى يف طريق بن���اء الدولة الليبية‬ ‫اجلديدة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫ُ‬ ‫وجدت نفس���ي يف ص���راع م���ع أص���وات اجله���ل والعنجهية‬ ‫ه���ذه األي���ام‬ ‫والظ�ل�ام ع�ب�ر صفحات موقع فيس ب���وك ‪ ..‬هم ضحايا عق���ود من العوز‬ ‫الذهين املمنهج ‪..‬‬ ‫مل يصمت���ون ومل أصم���ت !! ‪ ..‬يزيدون عين أنهم هم م���ن يتفوق آنياً على‬ ‫األرض ألن الس�ل�اح ه���و لغتهم املوازي���ة ‪ ،‬احرتازاً من أن نق���ول املوازية ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫انش���غلت بهذه اهلس���ترييا رغم وجودي بديار الغربة منس���لخاً متاماً عن‬ ‫عمان حي���ث اقيم للعالج وقد غمرني القلق يف ه���ذا البلد املُكرر ‪،‬‬ ‫مدين���ة َّ‬ ‫فاح���ش الغالء وال�ب�رود ! ‪ ..‬ولكنه أكث���ر آماناً ومساوات���ه ليس عالق بها‬ ‫رائحة البارود وال يف شوارعه مظاهر الكتائب املسلحة ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ُ‬ ‫انش���غلت هذه األي���ام مبلحمة ( الدميوقراطية املس���لحة ) ه���ذا االخرتاع‬ ‫ُ‬ ‫انش���غلت لدرجة‬ ‫اللي�ب�ي العظيم الذي أضحك علين���ا العامل املتحضر ! ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫كدت أنس���ى موعد م���رور ‪ 40‬يوماً عل���ى رحيل صديقنا الش���اعر‬ ‫ان�ن�ي‬ ‫اللي�ب�ي " السنوس���ي حبي���ب " لوال أن كرمييته متاضر و ميس���ون نش���را‬ ‫ُ‬ ‫فوجدت نفسي أكتب ‪:‬‬ ‫بصفحتيهما خرباً ونصاً يرثي الشاعر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫س���فرك األخري ومل‬ ‫( س���احمنا يا حبيبنا السنوس���ي ‪ ..‬وصلت األربعني يف‬ ‫ننتب���ه فقد ش���غلتنا البالد وأحزان الب�ل�اد اليت عاد اليه���ا العنف و احلكم‬ ‫بال���ذراع والتلوي���ح بالس�ل�اح الذي ع���اد برائحة الب���ارود لني���ل " املطالب‬ ‫واحلق���وق " ‪ ..‬و ه���ل نق���ول أن رحيلك فيه رمحة ل���ك كارتياح من األمل‬ ‫َ‬ ‫وألنك رحلت قبل أن ترى هذا األسى يرقص على جبني‬ ‫الوطن ‪ ..‬غفر اهلل لك أخانا وأس���تاذنا السنوس���ي وأجدد التعازي ألوالدك‬ ‫وبنات���ك وزوجتك���م الكرمي���ة فه���م أول وأكث���ر م���ن يفتق���دك مهم���ا‬ ‫شاركناهم ذلك ) ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫فرضوا ويفرضون كل ش���يء بقوة الس�ل�اح متناسني أن ليبيا ليست هلم‬ ‫وحدهم ‪ ..‬وأننا مجيعاً ش���ركاء يف هذا الوطن ‪ ..‬هذا ما مل يفهمه املستبد‬ ‫" معم���ر الق���ذايف " فانتهى كما ينتهي كل َّ‬ ‫عت ٍل ظ���امل جاهل ال يعرتف‬ ‫بغري الق���وة واإلرهاب واإلرع���اب ‪ ..‬وقد خاطبين أحده���م وهو يصر على‬ ‫غيه وجهله ‪:‬‬ ‫( أنظر أليست البنادق هي من حسمت األمور ) ؟! ‪..‬‬ ‫فكان ردي ‪ :‬حس���مته وقت كان نظام الطاغية أيها الثائر الغر الصغري ‪..‬‬ ‫االن م���ن املفرتض أننا نبين النظام الدميوقراطي النزيه الذي ال يحُ س���م‬ ‫بالبندقي���ة بل باحلوار والعم���ل الرصني واملنهج القوي���م ‪ ..‬والكفاءات هم‬ ‫من يقود البلد وعلى الثوار الش���باب أن يرجعوا اىل مدارسهم وجامعاتهم‬ ‫ووظائفه���م ليبنوا ليبيا اليت نريد ويريدون ‪ ..‬وان كانوا قد ثاروا ليكبلوا‬ ‫الب�ل�اد بالذراع س���تأتي ذرا ٌع اق���وى لتأخذ منهم البالد وتأس���ر من جديد‬ ‫العباد ‪ ..‬وكما قال االستاذ حممد بويصري ‪ ،‬مامؤداه ‪:‬‬ ‫( على الشباب الذين يشهرون السالح وبنادقهم يف وجوه أخوتهم الليبيني‬ ‫اليوم أن يتذكروا ويعرفوا ان البندقية الكبرية ليست معهم ! ) ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬ليس���ت معهم عل���ى االطالق ‪ ..‬وإن غداً لناظ���ره قريب إن مل ننتبه‬ ‫للمسار ‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫فن املرحلة‬ ‫اجملت���ع اللي�ب�ي ق���ادم عل���ي مرحل���ة‬ ‫مصريي���ة يف حياة ومس���تقبل ه���ذا اجملتمع‬ ‫‪ ،‬مرحل���ة م���ا بع���د التحرير وس���قوط نظام‬ ‫الطاغية الذي مل يس���عي الي تنمية وتطوير‬ ‫وتق���دم هذا اجملتمع ‪ ،‬بل عم���ل علي تعطيل‬ ‫الدس���تور والقوان�ي�ن وتهمي���ش مؤسس���ات‬

‫خليل العرييب‬

‫كوابيس مسرح املرج‬ ‫تعت�ب�ر فرق���ة مس���رح امل���رج ب���إدارة مشاركة يف يوم املسرح العاملي وكذلك‬ ‫الفن���ان القدي���ر عل���ي ناصر م���ن الفرق يف مدن اخلمس ومصراته وسبها وتعتزم‬ ‫العريق���ة ال�ت�ي ش���قت طريقه���ا بنج���اح‬ ‫وس���اهمت بإثراء احلركة املس���رحية يف‬ ‫بالدنا وش���اركت يف كاف���ة املهرجانات‬ ‫الوطني���ة ويف العدي���د م���ن املهرجان���ات‬ ‫العربية ‪ ،‬وجديد هذه الفرقة املتميزة‬ ‫كان تقدميها لعدة عروض ملس���رحيتها‬ ‫اجلديدة ( كوابيس ) من تأليف وإخراج‬ ‫عبدالس���يد آدم ومتثيل خنب���ة من جنوم‬ ‫التمثيل من عدة مدن ليبية ‪ :‬من مدينة‬ ‫درنة عبدالسالم شليمبو ومجال الفريخ‬ ‫وم���ن بنغ���ازي ناص���ر األوجلي وس���لوي‬ ‫املقص�ب�ي وم���ن مصراته أن���ور التري ومن‬ ‫امل���رج عل���ي القدي���ري ومس���اعد خم���رج‬ ‫ناصر احلاس���ي إضاءة وموسيقي عاشور‬ ‫بوش���وق ‪ ،‬هذه الع���روض مت تقدميها يف‬ ‫املنطق���ة الغربي���ة يف كل م���ن طرابلس‬

‫الفرق���ة تقدي���م مزيد م���ن العروض يف‬ ‫املنطقة الوسطي واملنطقة الشرقية ‪.‬‬

‫مسرح الطفل يتألق يف املغرب‬

‫الدولة العسكرية واإلقتصادية والثقافية ‪.‬‬ ‫م���ن ه���ذا املنطلق ويف ه���ذه املرحلة اليت‬ ‫يس���عي فيه���ا اجلمي���ع لتحقي���ق طموحات‬ ‫وأح�ل�ام ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر يف حي���اة ح���رة‬ ‫كرمية يسودها األمن واإلستقرار مع توفر‬ ‫تعليم راقي وإقتصاد متطور ورعاية صحية‬ ‫عل���ي مس���توي ع���ال م���ن التقني���ة والعناية‬ ‫املتقدم���ة وثقاف���ة عالي���ة تس���اهم يف تنمية‬ ‫الوعي واملعرفة لدي املواطن ‪.‬‬ ‫وحي���ث أن الف���ن كرس���الة توعوي���ة‬ ‫وتثقيفي���ة وجب أن يكون له يف هذه املرحلة‬ ‫احلامس���ة من حياة ش���عبنا أن يك���ون له دور‬ ‫يرقي إل���ي مس���توي طموحات ه���ذه الثورة‬ ‫املبارك���ة وتوجهاتها حنو احلري���ة واحلياة‬ ‫الكرميه واملستقبل املشرق هلذا الشعب ‪.‬‬ ‫مرحل���ة جي���ب أن يك���ون للف���ن فيه���ا دورا‬ ‫إجيابي���ا ال يدغ���دغ العواط���ف ب���ل يق���دم‬ ‫حلوالواقعية للمشكالت والقضايا احلياتية‬ ‫‪ ،‬ف���ن جيمع ب�ي�ن الفائدة واملتع���ة ‪،‬فن ميزج‬ ‫ب�ي�ن املضم���ون اهل���ادف واإلب���داع‪ ،‬ف���ن يعلم‬ ‫األجي���ال قي���م احلري���ة والع���زة والكرام���ة‬ ‫لريفع���وا رؤوس���هم دون خ���وف وال خج���ل‬ ‫ويطالب���وا حبقه���م يف حي���اة ح���رة كرمية‬ ‫ومس���تقبل أفضل ‪ ،‬فن يعلم األجيال الدفاع‬ ‫ع���ن الدي���ن والوط���ن واألرض والع���رض‬ ‫واحلرية ‪ ،‬فن يعلم األجيال حبهم ورغبتهم‬ ‫يف العلم والثقافة واملعرفة واإلبداع والتألق‬ ‫والبحث العلمي واإلستكشاف ‪.‬‬

‫شاركت فرقة الطفل والعرائس بنغازى‬ ‫ف���ى املهرج���ان الربيع���ى الدوىل ملس���رح‬ ‫الطف���ل ف���ى دورته االوىل ‪ ..‬مبش���اركه‬ ‫دوله عمان والدوله املؤسسه دوله املغرب‬ ‫ب ‪ 6‬ع���روض ‪...‬وانس���حبت للظ���روف‬ ‫تونس واجلزائ���ر ‪..‬املهرج���ان أقيم حتت‬

‫شعار حتت شعار (تربيةوتنميه) ‪..‬مسرح‬ ‫الطف���ل والعرائ���س ببنغ���ازي ش���اركت‬ ‫مبس���رحيه (مح���ل اجلماعه ري���ش) اول‬ ‫مبس���رحيه للطف���ل اول مس���رحيه بع���د‬ ‫ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر م���ن تالي���ف حمم���د‬ ‫الصهب���ى ‪.‬واخ���راج ع�ل�اء االوجل���ى‬

‫‪.‬متثي���ل على االوجلى جن���اة عطيه عالء‬ ‫االوجل���ى ديك���ور مجال الس���مني ب���ادارة‬ ‫ف���رج العوام���ى ش���ارك الوف���د اللييب فى‬ ‫االفتت���اح وق���دم رقصه ش���عبيه ف���ى يوم‬ ‫االفتتاح ‪..‬وافتتح العروض املتنافسه يوم‬ ‫‪ 18‬ابريل الس���اعه العاشره صباحا ونال‬ ‫الع���رض اعج���اب اجلميع رغ���م صعوبه‬ ‫اللهج���ه على املتلقى لكن اجتهد املمثلني‬ ‫ف���ى ايص���ال الرس���اله والت���ى متكنوا من‬ ‫ايصاهل���ا للجمهور واثن���ى اجلمهور على‬ ‫العم���ل وكل احلضور وخاص���ة الطفل‬ ‫وحتصلت الفرقه على اربع جوائز افضل‬ ‫ممث���ل رج���ال ع�ل�اء االوجل���ى ‪...‬وافضل‬ ‫ممثله اناث الفنانه جناة عطيه ‪...‬وجائزه‬ ‫ثان���ى ممثل على االوجل���ى وجائزه ثانى‬ ‫اخ���راج الفن���ان ع�ل�اء االوجل���ى ومثلت‬ ‫الفرق���ه ليبيا خري متثي���ل ورفعت رايتها‬ ‫الغاليه خفاقه وحتصلت على اكثر من‬ ‫دعوه للمش���اركه فى مهرجانات اخرى‬ ‫منه���ا مهرج���ان صالله ب���ركان الدوىل‬ ‫ملسرح الطفل ‪.‬‬

‫ا ملطربة ريهانا والئحة أفضل األغاني‬ ‫حتصل���ت املطرب���ة األمريكية ( ريهان���ا ) علي لقب أول‬ ‫مغنية تفوز عش���رين من أغانيه���ا باملرتبة األولي وذلك يف‬ ‫تاريخ الئحة أفضل أغاني البوب اليت بدأت بتدوين أفضل‬ ‫املغنيني علي مدي ‪ 20‬عاما ‪.‬‬ ‫وتوصل���ت ريهان���ا إلي ه���ذه املرتبة بفض���ل أغنية إبقي (‬ ‫‪ ) stay‬ال�ت�ي س���جلت أفضل ثاني أغنية م���ن فئة املراتب‬ ‫األول���ي واملس���جلة بالعزف عل���ي البيانو ‪ ،‬وق���د أثارت هذه‬ ‫األغنية ضجة كبرية ألن املغنية تظهر فيها بشكل حزين‬ ‫خاص���ة نتيجة تعرضها ملواقف صعب���ة وبفرتة عصيبة يف‬ ‫حياته���ا عندما ق���ام صديقه���ا املعين األمريك���ي ( كريس‬ ‫براون ) باإلعتداء عليها بالضرب املربح ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫سي حممد معتوق‬

‫كلمة العدد‬

‫التاريخ الرياضي ميشي على قدمني‬ ‫فتحي علي الساحلي‬ ‫عرفت���ه من���ذ زم���ن غ�ي�ر قري���ب ‪..‬فهو‬ ‫اح���د اعالم مدين���ة بنغازي الذي���ن كانوا‬ ‫يعش���قون الرياضة و يتفانون يف سبيلها ‪..‬‬ ‫و هو شقيق مدربي و استاذي املرحوم عبد‬ ‫احلميد معتوق ال���ذي قدم للرياضة كل‬ ‫جهد و ساهم يف اعداد الكثري من الالعبني‬ ‫الذين برزوا يف الستينيات ‪.‬‬ ‫ول���د يف زمن االحت�ل�ال االيطالي للبالد‬ ‫و تعلم كغريه من ابناء املدينة يف املدارس‬ ‫االيطالي���ة و اج���اد اللغ���ة االيطالي���ة و‬ ‫اليت ع���ن طريقها كان يتابع النش���اطات‬ ‫الرياضي���ة بايطاليا و املاني���ا و بقية الدول‬ ‫االوروبية االخرى ‪.‬‬ ‫عاص���ر عمالق���ة الرياض���ة و عرفه���م عن‬ ‫كث���ب امث���ال س���امل املكح���ل و عيس���ى‬ ‫احمليش���ي و امله���دي املط���ردي و حمم���د‬ ‫الربن���اوي و ف���رج س�ل�احيب و ص���احل‬ ‫اجلهم���ي وعب���د اهلل عثم���ان كان متابع���ا‬ ‫لكل املناش���ط الرياضية يف مدينة بنغازي‬ ‫حت���ى اصبح مع االيام ذاكرة الرياضة يف‬ ‫املدينة ‪.‬‬ ‫بع���د ج�ل�اء االيطالي�ي�ن و انتهاء احلرب‬ ‫العاملي���ة الثاني���ة و تأس���يس مجعي���ة عمر‬ ‫املخت���ار ع���ام ‪ 1943‬م انظ���م اليه���ا حي���ث‬ ‫تع���رف عل���ى رواد اجلمعية امثال الس���ادة‬ ‫عبد الرمحن بركات ومصطفى بن عامر‬ ‫و املهدي املطردي و حممد بش�ي�ر املغريبي‬ ‫و حمم���د الصابري و أمحد رفيق املهدوي‬ ‫طالئع ذلك الفك���ر اجلديد الذي برز بعد‬ ‫املعاناة و احلروب و مسح اهلوية الليبية ‪.‬‬ ‫عاص���ر فري���ق اجلمعي���ة ال���ذي كان‬ ‫يق���وده االس���طورة عب���د املتع���ال ش���توان‬ ‫(اتعول���ة)و تابع���ه يف كل مباريات���ه يف‬ ‫بنغ���ازي و املرج و درن���ة و طرابلس ‪..‬احبه‬ ‫اجلمي���ع لصدق���ه و ش���خصيته املمي���زة و‬ ‫كان ش���اعرنا الكبري امحد رفيق املهدوي‬ ‫حيرص عل���ى مرافقته اىل مباريات كرة‬ ‫القدم اليت كانت جترى يف امللعب االهلي‬ ‫بالربكة لقفشاته و تعليقاته الرائعة ‪.‬‬ ‫و ال خيف���ى عل���ى اح���د بأنه كان عاش���قا‬ ‫لألهل���ي و مؤيدا له بالرغم م���ن انه كان‬ ‫على عالقة جيدة مع كل الفرق االخرى‬ ‫بل و مع العبيها مجيعا فهو جتده يف كل‬ ‫املناسبات يفرح لفرحهم و حيزن حلزنهم‬ ‫و يقدم هلم كل ما يس���تطيع تقدميه من‬ ‫عطاء ‪.‬‬ ‫عندم���ا زار منتخ���ب اجلمعي���ة مدين���ة‬ ‫طرابل���س ع���ام ‪ 1944‬م كان حمم���د‬ ‫معتوق جيلس يف املدرج وس���ط جمموعة‬ ‫من االيطالي�ي�ن كانوا حيض���رون املباراة‬ ‫ال�ت�ي طرفيه���ا فري���ق اجلمعي���ة و فري���ق‬ ‫احتاد طرابلس ال���ذي كان ميثل يف ذلك‬ ‫الوقت منتخ���ب طرابلس ‪..‬و عندما س���دد‬ ‫اتعولة كرة قوي���ة اصدمت بالقائم وقف‬ ‫سي حممد معتوق وصاح بصوت جهوري‬ ‫و محاس���ي( (‪MANIFICA STA N‬‬ ‫‪)GATA‬مبعنى تسديدة رائعة حتى ان‬ ‫اجلمهور االيطالي انتبه اىل هذه الصيحة‬ ‫باللغة االيطالية و صفق هلا كثريا ‪.‬‬ ‫و مل يكن س���ي حمم���د معتوق مقتصرا يف‬ ‫نش���اطه على تش���جيع النش���اط الرياضي‬

‫كك���رة القدم و املالكم���ة و العاب القوى‬ ‫فقط ب���ل كان دائم الكتاب���ة يف الصحف‬ ‫الرياضي���ة ال�ت�ي كان���ت تص���در يف ذل���ك‬ ‫الوق���ت مث���ل صحيف�ت�ي الوط���ن و برق���ة‬ ‫و كان يكت���ب عل���ى الف���رق و املنتخ���ب و‬ ‫الالعب�ي�ن املميزي���ن ‪..‬و كان ل���ه قلم جيد‬ ‫وحماي���د وينص���ف كل جه���د وعط���اء‬ ‫يساهم يف رقي الرياضة و تقدمها ‪.‬‬ ‫و ش���اءت االق���دار ان يصب���ح عن���ده‬ ‫خمزون م���ن الوثائق و الص���ور الرياضية‬ ‫و خاص���ة اليت ختص مجعية عمر املختار‬ ‫و مناش���طها السياس���ية و الرياضي���ة ‪..‬و‬ ‫كان م���ن املمك���ن ان ينش���رها و يتحصل‬ ‫على الش���هرة ألنها وثائ���ق مهمة تارخييا‬ ‫و سياس���يا و رياضي���ا و لكن���ه مل يفعل هذا‬ ‫ب���ل قدمها اىل بعض الباحثني ليصدرونها‬ ‫يف كتبه���م و مقاالته���م و الصح���ف اليت‬ ‫يكتبون فيها ‪.‬‬ ‫و بالرغ���م م���ن ان���ه كان حريص���ا ان‬ ‫اال يذك���ر اح���د منه���م امس���ه او املص���در‬ ‫ال���ذي قدم هلم ه���ذه الوثائ���ق و الصور اال‬ ‫انن���ا نع���رف ذل���ك و نع�ت�رف ل���ه باالمانة‬ ‫و احل���رص و نك���ران ال���ذات ‪..‬و التاري���خ‬ ‫سيذكر له ذلك خاصة من الكتاب الذين‬ ‫يعرتفون باألمان���ة العلمية و لدينا الكثري‬ ‫من الصور يظهر فيه���ا صاحبنا مع فريق‬ ‫االهل���ي و مع منتخب مجعية عمر املختار‬ ‫يف بنغازي و طرابلس و مع شاعرنا الكبري‬ ‫امح���د رفيق املهدوي رمبا سننش���رها يوما‬ ‫لتوثيق املناشط الرياضية ملدينة بنغازي ‪.‬‬ ‫س���ي حمم���د معت���وق ال زال بوجاهت���ه و‬ ‫قيافته الرائعة يذرع شوارع مدينة بنغازي‬ ‫و ازقته���ا امللتوي���ة ليهنئ اصدقائ���ه و ابناء‬ ‫اصدقائ���ه بأفراحهم ‪..‬و ليع���زي اصدقائه‬ ‫و ابن���اء اصدقائ���ه و يواس���يهم يف أحزانهم‬ ‫‪..‬و ال زال ايضا يذرع ش���وارع املدينة ليسلم‬ ‫عل���ى احبابه و يتذكر معه���م ذلك الزمن‬ ‫اجلمي���ل ال���ذي كان احل���ب نرباس���ه و‬ ‫الصداق���ة و االخوة طابعه���م ‪..‬فهو يربطه‬ ‫باملكان عشق ازلي يشم فيه عبق التاريخ و‬ ‫ذكريات الصب���ا و روابط املاضي اجلميل‬

‫حيث كانت جتمعنا معا مس���احة كبرية‬ ‫من احل���ب و الصداق���ة و االيث���ار و نكران‬ ‫الذات ‪.‬‬ ‫حتية حب و تقدير اىل احد رواد احملبة‬ ‫و الصداق���ة يف مدين���ة بنغ���ازي و متنياتنا‬ ‫لك يا سي حممد بطول العمر و الصحة ‪.‬‬ ‫الص���ورة االوىل لفري���ق االهل���ي بنغ���ازي‬ ‫يف بداي���ة اخلمس���ينات و معه س���ي حممد‬ ‫معتوق االول من ناحية اليسار ‪.‬‬ ‫الص���ورة م���ن اليم�ي�ن ‪ :‬القزيري و س���امل‬ ‫الربغثي و امحي���دة جعودة وحممد اقعيم‬ ‫و عب���د العال���ي العقيل���ي و س���عد ف���رج و‬ ‫يوس���ف الكب�ت�ي و بوذين���ة و عبد الس�ل�ام‬ ‫اجعودة و حممد بوبكر و املكي و بوسته ‪.‬‬ ‫الصورة الثانية ‪ :‬التقطت يف رحلة االهلي‬ ‫اىل طرابل���س ع���ام ‪ 1953‬م و يظهر فيها‬ ‫س���ي حمم���د معت���وق و مح���د بيون���دو و‬ ‫االس���تاذ عبد اهلل الش���ريف و حممد ميالد‬ ‫و حممود املكي و بن سعود ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫عندم���ا ترى مش���هدا م���ن املش���اهد بغض‬ ‫النظ���ر عن طبيعت���ه س���واء كان موقفا او‬ ‫حدثا تع���ود بك الذاكرة قلي�ل�ا او كثريا‬ ‫اىل ال���وراء ‪ ..‬وت�ب�رز امام���ك صورة ملش���هد‬ ‫مش���ابه كان ق���د مر بك منذ فرتة تس���مع‬ ‫من يق���ول ‪(:‬التاري���خ يعيد نفس���ه)رغم ان‬ ‫التاريخ ال يعيد نفس���ه ‪..‬الن التاريخ عبارة‬ ‫ع���ن س���جل كب�ي�ر يس���جل و يظ���م كل‬ ‫الوقائ���ع و االح���داث و املواق���ف بش���فافية‬ ‫و مصداقي���ة س���واء كان���ت خت���ص افرادا‬ ‫او مجاع���ات او ش���عوبا ‪ ..‬و ن�ت�رك بعد ذلك‬ ‫للمحلل�ي�ن و املهتم�ي�ن بالتوثي���ق فرص���ة‬ ‫التحلي���ل و الدراس���ة و اس���تنباط العربة و‬ ‫النتائج ‪.‬‬ ‫م���ا جعل�ن�ي اكتب ح���ول ه���ذا املوضوع‬ ‫م���ا مسعت���ه م���ن بع���ض االش���خاص م���ن‬ ‫خالل تعليقهم حول امور ختص الوس���ط‬ ‫الرياضي ‪..‬و ادعاء بعض الناس انهم محاة‬ ‫الرياضة ‪..‬و انهم الفرس���ان الذين ال يش���ق‬ ‫هلم الغبار ‪ ..‬وهم من حقق النتائج و اسس‬ ‫االندية الرياضية بينما واقعهم ال يرتبط‬ ‫و لي���س له عالق���ة بهذا االم���ر ‪..‬ثم ظهروا‬ ‫فجأة مناضلني انقي���اء غري ملوثني ‪..‬هكذا‬ ‫ينته���زون الفرص مرة اخرى كما كانوا‬ ‫يفعلون يف السابق ‪.‬‬ ‫ال تقول���وا ان التاري���خ يعي���د نفس���ه الن‬ ‫ه���ؤالء ليس هل���م تاريخ ألن م���ا حيدث هو‬ ‫تصرفات جمموعة متسلقة مزيفة فقدت‬ ‫كل شئ اال النفاق و االسرتزاق ‪.‬‬ ‫سنعود للبحث عن هذا املوضوع تفصيال‬

‫ألرتاس‬ ‫أل�ت�راس (‪ )Ultras‬هي كلمة التينية تعين الش���يئ الفائق‬ ‫أو الزائد‪ ،‬وهي فئة من مشجعي الفرق الرياضية واملعروفة‬ ‫بانتمائه���ا ووالئها الش���ديد لفرقه���ا وتتواجد بش���كل أكرب‬ ‫بني حم�ب�ي الرياض���ة يف أوروبا وأمري���كا اجلنوبيةو حديثا‬ ‫يف دول مش���ال أفريقي���ا‪ .‬أول فرقة أل�ت�راس مت تكوينها عام‬ ‫‪ 1940‬بالربازي���ل وعرف���ت باس���م "‪ ،"Torcida‬ثم انتقلت‬ ‫الظاهرة إىل أوروبا وبالضبط إىل يوغوسالفيا ثم كرواتيا‬ ‫وبالتحدي���د مجه���ور "‪ "Hajduk Split‬وال���ذي كان أول‬ ‫م���ن أدخل هذا الن���وع‪ .‬ومتيل هذه اجملموعات إىل اس���تخدام‬ ‫األلع���اب الناري���ة أو "الش���ماريخ" كما يطل���ق عليها يف دول‬ ‫مش���ال أفريقي���ا‪ ،‬وأيض���ا القي���ام بالغن���اء وتردي���د اهلتافات‬ ‫احلماس���ية لدعم فرقهم‪ ،‬كم���ا يقومون بتوجيه الرس���ائل‬ ‫إىل الالعب�ي�ن‪ .‬وتقوم هذه اجملموع���ات بعمل دخالت خاصة‬ ‫يف املباريات اهلام���ة‪ ،‬وكل ذلك يضفي بهجة ومحاس على‬ ‫املباريات الرياضية وخاصة يف كرة القدم‪.‬‬

‫فرج العقيلي‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 20 - 14 ( - ) 105‬مايو ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.