العدد 111

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫تقسيم ليبيا ‪!! ...‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫تقسيم ليبيا ‪...‬‬ ‫فرق كبري جدًا بني القلق واالهتمام ‪..‬الش���خص القلق يرى املش���كلة ‪،‬أما الش���خص املهتم حيلها‪ - .‬هارلد‬ ‫ستفنس‬

‫‪...‬يف حالنا الفيدراليون طالب وحدة!‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫تنتابنا حالة من القلق على حالنا وحال البالد ‪،‬مجيعا ينتابنا هذا القلق ‪،‬الذى يف يده السالح والذى خياف‬ ‫هذا السالح فالسالح يف كل األحول ذو حدين ‪ ،‬ويف حالنا الكثري من محلة السالح خصوم ‪،‬ومن هذا بالدنا‬ ‫مركب يف حبر هائج ‪،‬هذا املركب من ديناميت ‪،‬جمرم صغري قادر على ش���عل فتيله ‪،‬وعليه فكل حي منا‬ ‫هو حى بالصدفة ‪،‬ويف هكذا حال ليس مثة ناج من الغرق‪.‬‬ ‫رئيس احلكومة املؤقتة هو اآلن مبثابة رئيسنا مجيعا حبكم الظرف املوضوعي ‪ ،‬وهكذا يتعامل معه العامل‬ ‫‪،‬هو يقود بالد تعوم على برميل من النفط األصح اآلن برميل من ديناميت ‪ ،‬وبالد مقسم موضوعا وموحد‬ ‫ش���كال ليس الفيدراليون فيه إال طالب وحدة وليس كما يظهر جبل الثلج ‪ .‬ورئيس احلكومة هذا ينتابه‬ ‫القلق مثلنا وهذا من ش���ر البلية ‪ ،‬فالقلق هذا عالمة س���يئة‪ :‬أن الرئيس يرى املشكلة لكنه إن مل يكن ليس‬ ‫مهتم���ا فعل���ى األقل ليس بيده أي حل ‪ ،‬وهو يظهر من قبعة الس���احر أحالما ال تس���من وال تغنى من جوع‬ ‫‪ ،‬فاملهادن���ة اليت ميارس���ها اجتاه اخلطر تكث���ر األخطار على البالد والعباد مجيع���ا ‪ ،‬ألن احلالة حباجة إىل‬ ‫ش���جاعة الرجال ومغامرة الثوار‪ ،‬فالركود يف برميل مش���تعل من دواعى انفجاره وليس انطفائه ‪،‬وأن ما‬ ‫حيدث ليس قضاء وقدر فحسب بل من فعل فاعل إن مل يعاقب فأنت تصوغ الفعل ورد الفعل وتربره أيضا‬ ‫‪،‬وهكذا فعل حيال على احملاكم والقانون ككل جرم ‪.‬‬

‫‪ ...‬وليبيا بالد اآلخرين‬

‫ويف حالن���ا عج���ز الدولة يضعها عل���ى احملك ‪ ،‬فرتك األمور تس�ي�ر بالدفع الذاتي يعن���ى تفاقم احلالة اليت‬ ‫تنبئ بأننا على أبواب تقس���يم ‪ ،‬فما أظهره الس���بت األسود أن الشامي ش���امي والبغدادي بغدادي ‪ ،‬فقد خرج‬ ‫علين���ا م���ن يق���ول إن الدولة تكيل مبكيالني ووجدنا أنفس���نا م���رة ثانية قضية دولية على مس���توى األمم‬ ‫املتحدة وجملس األمن ‪،‬ومما يعنيه هذا أن يف ليبيا صراعا على السلطة ال يرتضي بصندوق االقرتاع حال‬ ‫و ال يقبل بنتائجه بالتالي ‪،‬وأن هذا يكش���ف املتس�ت�ر عليه ويفضح املس���كوت عنه ‪:‬ليبيا دولة األمم املتحدة‬ ‫تارخيا لكنها الساعة دولة اقليمية الصراع الدائر يف اقليمها يؤجج النار يف مرجلها ‪،‬وهذا الصراع اإلقليمي‬ ‫يري���د حتويله���ا م���ن دولة ( معرب ‪ -‬كم���ا اصطالح املفكر عب���داهلل القويري ) إىل دولة ( جونتا ) جس���ر أي‬ ‫رابط بني اإلخوان يف مصر وتونس ‪،‬ووضعها احلالي مربك ويساعد يف خلخلة وضع اإلخوان يف كل من‬ ‫تونس ومصر ‪،‬وحاهلا كبالد منقسم على نفسه جييز ويتيح التدخل من خالل حالة القلق والقالقل اليت‬ ‫تعيش���هما البالد ‪،‬وصب البنزين على النار من عادة الساسة الضعاف والقوى اهلشة ألن زيادة ضعف البالد‬ ‫من سعد اخلاسر أو اخلائب‪.‬‬ ‫هلذا ستتكس���ر األنص���ال اإلقليمية والدولية على رؤوس���نا وحتى اآلن البئر الذي يش���كل اخلطر علينا هو‬ ‫نفس���ه احلامين���ا أعنى بئ���ر النفط بطبيعة احلال ‪ ،‬إن���ه قوتنا اليت ترصنا وتصفنا مجع���ا يف الداخل والقوة‬ ‫اليت تشكل مطمعا ‪-‬ال بأس به‪ -‬لكل طامع من اخلارج ‪،‬اخلارج الذي طمعه وإمكانية عدوانه غدرا أي عرب‬ ‫املؤامرات ميكنه أن يساهم يف الوحدة الوطنية ‪،‬إذا ما جعلنا من ليبيا فرباير ليبيا ديسمرب‪،‬فليبيا املهددة من‬ ‫اخلارج هي ليبيا اليت ختصنا مجعا وفرادة ألنه ساعتها يكون املهددون هم حنن الليبيني‪.‬‬ ‫‪...‬واإلخوان الليبيون إخوان وطنيون‬ ‫لنك���ن واضح�ي�ن القول بأنه على اإلخوان الليبيني اخلروج من جلب���اب أبيهم املصري التارخيي واجلغرايف‬ ‫‪،‬وه���م من هل���م يف العباءة الوطني���ة مرجعية اصالحية تارخيية تتمثل يف السنوس���ية من أسس���ت الدولة‬ ‫الليبية ‪،‬وأن خيرجوا من س���جون القذايف ومن عنفه الس���بيل السيئ ‪،‬وكنت منذ األيام األوىل للثورة قلت‬ ‫‪،‬يف افتتاحي���ة يف ميادي���ن ه���ذه ‪،‬لإلخوان " اطل���ع وبان عليك األم���ان " ‪،‬نعم على إخ���وان الليبيني أن ينتموا‬ ‫لليبيا أوال وأن يتخذوا من تارخيها نرباس���ا ومن مسحات السنوس���ية طريقة ‪،‬وبهذا خيرجون من جلباب‬ ‫غموضهم ويتيحون لشبابهم التجديد واالجتهاد والقيادة مبتعدين عن ما أصاب جريانهم من مجود حتت‬ ‫قي���ادات هرم���ت فماتت وهي حية ‪،‬وبذا سيس���همون يف توحي���د البالد ويف مجع ش���تاتها وإخراجها من جب‬ ‫العنف الغميق الذي دفعت إليه غصبا‪.‬‬

‫‪...‬وليبيا دولة األمم املتحدة‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫وم���ن جهة أخرى كانت ليبيا دولة األمم املتحدة كنا أول أمة متنحها هذه املنظمة الدولية االس���تقالل‬ ‫والدستور واملعونة حينها كنا يف عوز ‪،‬مرة ثانية حنن من طالب تدخل هذه املنظمة الدولية فكان قرارها‬ ‫‪ 1973‬قرارا صدر بإمجاع الدول والشعوب وهذا يف ضين مل حيدث يف تاريخ قراراتها‪ .‬إذا بإرادتنا وبدعم‬ ‫ال نض�ي�ر له حصلنا على هذا ‪،‬واليوم تأتي كلمة الس���يد طارق مرتى األمني اخلاص لألمني العام لألمم‬ ‫املتحدة يف ليبيا اليت ألقاها األس���بوع املاضى يف مقال املنظمة يف هذا اإلطار‪،‬وعليه جاء بيان جملس األمن‬ ‫ال���ذي خ���ص ليبيا باعتبار أنها حتى الس���اعة دولة األمم املتحدة وهكذا يعيد التاريخ نفس���ه وإن مبتغريات‬ ‫نوعية وقد جاء يف الفقرة األخري من بيان جملس األمن التاىل ‪ :‬علي اجملتمع الدولي االخنراط املتواصل‬ ‫واملستمر بهدف دعم جهود احلكومة الليبية لزيادة فعالية وقدرة مؤسساتها األمنية والقضائية‪ ،‬إلكمال‬ ‫االنتقال الناجح إىل الدميقراطية‪ ،‬وتطوير االقتصاد اللييب وحتسني تقديم اخلدمات العامة‪.‬‬ ‫وه���ذا الق���ول امله���م يف القضية الليبية القضي���ة الدولية ‪ ،‬اليت صارت س���ابقة خرج املتظاهرون يف س���وريا‬ ‫لتطبيقها من أجل اخراجهم من اجلحيم الوطين أو ما مسي بالنظام الوطين‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫مشاركة ليبيا فى‬ ‫قمة الثمانية‬

‫فى إطار بن���اء عالقات صداقة وتعاون مع مجيع‬ ‫دول الع���امل مبني���ة على االح�ت�رام املتبادل وعقب‬ ‫تلبية دعوة الس���يد عل���ى زيدان للمش���اركة فى‬ ‫قم���ة الثمانية بدورتها ‪ 39‬فى ايرلندا الش���مالية‬ ‫اجتمع اليوم الثالثاء املوافق ‪ 18/6/2013‬السيد‬ ‫رئي���س احلكومة بقادة ال���دول الصناعية الكربى‬ ‫ومن جانبه عرب عن ش���كره وس���عادته على دعوته‬ ‫للمشاركة فى هذه القمة كما استعرض خالل‬ ‫اللق���اء العدي���د من القضاي���ا والعالق���ات الثنائية‬ ‫والس���بل الكفيلة بتطويرها فى خمتلف اجملاالت‬ ‫خدمة للمصاحل والقضايا ذات االهتمام املشرتك ‪.‬‬ ‫وعقب مش���اركته فى قمة الثمانية (‪ )G8‬التقى‬ ‫الس���يد على زيدان رئيس احلكومة املؤقتة الوزير‬ ‫األول اليرلن���دا الش���مالية الس���يد “ه���ون بي�ت�ر‬ ‫روبنس���ون” ووكي���ل أول وزارة الس���يد “مارت���ن‬ ‫ماغني���س” ملناقش���ة تطوي���ر العالقات ب�ي�ن ليبيا‬ ‫وايرلندا الش���مالية وتبادل اخلربات فى العدد من‬ ‫اجمل���االت لبناء الس�ل�ام وبن���اء الرواب���ط التفافية‬ ‫والتجارية واألكادميية ‪.‬‬

‫‪03‬‬

‫بيان جملس األمن الدولي بشأن ليبيا‬ ‫ص���در بي���ان اجلمع���ة ‪ 21‬يوني���و ع���ن‬ ‫جملس األمن جاء فيه ‪:‬‬ ‫ نرحب بالتقدم الذي أحرزته احلكومة‬‫الليبي���ة حتت قيادة رئيس ال���وزراء علي‬ ‫زي���دان وش���جعها عل���ى مواصل���ة ه���ذا‬ ‫التقدم‪ ،‬وتقديم نتائج ملموسة‬ ‫ نش���عر بالقل���ق الش���ديد الس���تمرار‬‫االحتجاز التعس���في آلالف األش���خاص‪،‬‬ ‫احملتجزي���ن خارج س���لطة الدول���ة‪ ،‬دون‬ ‫إج���راءات قضائية مناس���بة‪ ،‬وندعوا إىل‬ ‫إط�ل�اق س���راحهم ف���ورا أو نقله���م إىل‬ ‫مراكز احتجاز ختضع لسلطة الدولة‬ ‫ جمل���س األمن يدين ح���االت التعذيب‬‫وس���وء املعاملة اليت لوحظت يف مراكز‬

‫االحتجاز غري القانونية يف ليبيا‪.‬‬ ‫ ال جي���ب التس���امح م���ع ممارس���ات‬‫التعذيب والقت���ل خارج نطاق القضاء يف‬ ‫ليبيا‪.‬‬ ‫ندع���وا الس���لطات الليبي���ة للتحقي���ق‬‫يف كاف���ة انته���اكات حق���وق اإلنس���ان‬ ‫وتقدي���م مرتك�ب�ي ه���ذه األعم���ال إىل‬ ‫العدالة‬ ‫ ندع���وا مجي���ع الليبي�ي�ن إىل االلتفاف‬‫ح���ول مؤسس���اتهم الش���رعية‪ ،‬املدني���ة‬ ‫والعسكرية‬ ‫نش���عر بالقلق الش���ديد ألعم���ال العنف‬ ‫األخ�ي�رة يف بنغ���ازي‪ ،‬ال�ت�ي أودت حبي���اة‬ ‫العديد من املواطنني‬

‫ نشجع مجيع الليبيني على التعامل مع‬‫العملية السياس���ية اخلاص���ة باملصاحلة‬ ‫واإلصالح الدس���توري من خالل وسائل‬ ‫س���لمية وش���املة‪ ،‬ترتك���ز عل���ى اح�ت�رام‬ ‫سيادة القانون‪.‬‬ ‫ عل���ي اجملتم���ع الدول���ي االخن���راط‬‫املتواص���ل واملس���تمر به���دف دع���م جهود‬ ‫احلكوم���ة الليبية لزي���ادة فعالية وقدرة‬ ‫مؤسساتها األمنية والقضائية‪ ،‬إلكمال‬ ‫االنتق���ال الناج���ح إىل الدميقراطي���ة‪،‬‬ ‫وتطوي���ر االقتص���اد اللي�ب�ي وحتس�ي�ن‬ ‫تقديم اخلدمات العامة‪.‬‬

‫احلكومة املؤقتة تبحث املشاكل األمنية‬ ‫واخلدمية مبنطقة اجلنوب‬

‫زوبي‪ :‬يسمي املرجح‬ ‫توليهم رئاسة املؤمتر‬

‫أجواء لبالد‬ ‫أك���د عضو املؤمتر الوطين س���ليمان زوبي ألجواء‬ ‫لبالدي���وم الس���بت املاض���ي ‪ ،‬أن األمس���اء ال�ت�ي يتم‬ ‫تداوهل���ا داخل املؤمتر للرتش���ح النتخابات رئاس���ة‬ ‫املؤمتر‪ ،‬هم عبد املنعم الوحيش���ي ومجعة الس���ايح‬ ‫والش���ريف الوايف وموس���ى فرج ونوري أبو سهمني‬ ‫وحممد امعزب وفوزي العقاب ‪.‬‬ ‫وقال زوبي إن االنتخابات اخلاصة برئاسة املؤمتر‬ ‫اليت س���تجرى اليوم الثالثاء القادم س���تكون بذات‬ ‫النس���ق األول الذي أجريت ب���ه انتخابات واليت فاز‬ ‫به���ا حممد املقريف‪ ،‬حيث س���تقام انتخابات أولية‬ ‫بني مجيع املرتش���حني‪ ،‬ثم ستنحصر املنافسة بني‬ ‫االثنني املتحصلني على أكرب نسبة من األصوات‪.‬‬ ‫يش���ار إىل أن النائ���ب الثاني لرئي���س املؤمتر كان‬ ‫قد أعلن أن االثنني القادم س���يكون آخر يوم لتقدم‬ ‫املرشحني للرئاسة من األعضاء‪.‬‬

‫ف���ى خضم زي���ارة احلكوم���ة املؤقت���ة ملناطق‬ ‫اجلن���وب صب���اح ه���ذا اجلمع���ة املواف���ق‬ ‫‪ 14/6/2013‬وصل السيد رئيس احلكومة‬ ‫الليبي���ة املؤقتة على رأس وفد ضم كل من‬ ‫الس���يد وزير الداخلية والسيد وزير الصحة‬ ‫والس���يد وزير اإلسكان والسيد وزير التعليم‬ ‫العاىل ملدينة الغريفة ‪.‬‬ ‫التق���ى الوف���د احلكومى ف���ور وصوله رئيس‬ ‫وأعض���اء اجملل���س احملل���ى الغريف���ة وع���دد‬ ‫‪ 25‬جمل���س من جمال���س املناطق اجملاورة‬ ‫‪,‬تطرقت اجملال���س للعديد م���ن امللفات منها‬ ‫ملف األمن الذى ش���دد على أهميته رؤس���اء‬ ‫وأعضاء جمالس املنطقة كما أشاروا لسوء‬ ‫اخلدم���ات الصحية والطرق وذكروا س���وء‬ ‫ح���ال الطري���ق الواصل بني بنت بيه وس���بها‬ ‫وتطرقوا اىل ملف العمل والتش���غيل وطلبوا‬ ‫إعطاء فرص عمل وتعليم ألبناء املنطقة ‪.‬‬

‫وم���ن جانب���ه أكد الس���يد رئي���س احلكومة‬ ‫عل���ى أهمية مس���اهمة أهل وأعي���ان املنطقة‬ ‫فى ارس���اء األمن وأوضح أن احلكومة مقبلة‬ ‫على تأهيل وإعادة بناء اجليش والش���رطة ‪.‬‬ ‫هذا وحث الرئيس أعيان املنطقة على توجه‬ ‫أبنائه���م للجيش والش���رطة حلاجة الدولة‬ ‫جليش بدماء جديدة ونوه إىل أنه الدولة ال‬ ‫جتد جت���اوب فى هذا اجلانب بس���بب ضعف‬ ‫املرتب���ات الس���ابقة وأض���ح س���عى احلكوم���ة‬ ‫ملعاجلة ذلك ‪.‬‬ ‫كما أكد عل���ى اهتمام احلكوم���ة باملوطن‬ ‫واخلدم���ات الت���ى حيتاجه���ا ف���ى خمتل���ف‬ ‫القطاع���ات وف���ى كل أرج���اء الوط���ن حيث‬ ‫أك���د على مض���ى وزارة الصحة فى جتهيز‬ ‫كل املراك���ز واملستش���فيات ف���ى منطق���ة‬ ‫ال���وادى وصيانة ما حتتاج منه���ا إىل صيانة‬ ‫وفيم���ا خيص الطرق أش���ار الس���يد الرئيس‬

‫اىل أن تطويره���ا موج���ود ف���ى اخلط���ة وأن‬ ‫احلكومة ستفعل مشروع بناء الطريق بدفع‬ ‫‪ 50%‬من املس���تخلصات السابقة للشركة‬ ‫والباق���ى عل���ى مراح���ل اىل ان ينته���ى اجناز‬ ‫الطريق‪.‬‬ ‫وأشار الس���يد الرئيس إلي اهتمام احلكومة‬ ‫مبلف التش���غيل وأوضح أنه ق���د تباحث هذا‬ ‫األمر مع وزي���ر النفط لوض���ع خطة لذلك‬ ‫أم���ا فيم���ا خي���ص قط���اع التعليم ذك���ر أن‬ ‫ال���وزارة بصدد اقامة ‪ 500‬ألف فصل متنقل‬ ‫‪ 200‬أل���ف منه���ا ملناط���ق الن���زوح والباق���ى‬ ‫م���وزع على كاف���ة املناطق كم���ا أن الوزارة‬ ‫أيضا بصدد صيان���ة وجتهيز بعض املدارس‬ ‫املتضررة‪.‬‬ ‫وش���دد الس���د الرئيس عل���ى ضرورة إنش���اء‬ ‫البلدي���ات وطلب من اجملالس س���رعة البدء‬ ‫فى انتخاب جمالسها ‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ليبيا يف االسبوع‬

‫التونسية يف األبرق‬

‫رئيس احلكومة الليبية يقول إن بالده تلقت‬ ‫ضمانات أمريكية بعدم التدخل فيها‬ ‫أعل���ن رئي���س احلكومة الليبي���ة‪ ،‬علي‬ ‫زي���دان‪ ،‬ع���ن تلقيه ضمان���ات أمريكية‬ ‫مباش���رة م���ن الرئي���س ب���ارك أوباما‪،‬‬ ‫تؤك���د ع���دم ني���ة أمري���كا التدخل يف‬ ‫ليبيا ألي سبب من األسباب‪.‬‬ ‫وق���ال زيدان يف مؤمت���ر صحايف عقده‬ ‫يف طرابل���س ظه���ر اخلمي���س املاضى‪،‬‬

‫إن الرئيس�ي�ن األمريكي باراك أوباما‪،‬‬ ‫والفرنس���ي فرنس���وا هوالند‪ ،‬ورؤس���اء‬ ‫وزراء بريطانيا‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬واملستش���ارة‬ ‫األملاني���ة أجني�ل�ا مريكل‪“ ،‬نف���وا نية‬ ‫دوهل���م التدخ���ل يف ليبي���ا وأك���دوا‬ ‫اس���تعدادها لدع���م ليبيا أمني���اً يف بناء‬ ‫َ‬ ‫اجليش والش���رطة”‪.‬وأضاف أن أوباما‬

‫محله رس���الة للش���عب اللييب‪ ،‬مفادها‬ ‫َ‬ ‫ألي‬ ‫ليبيا‬ ‫يف‬ ‫تتدخ���ل‬ ‫ل���ن‬ ‫أمري���كا‬ ‫“أن‬ ‫ِ‬ ‫س���بب م���ن األس���باب‪َ ،‬‬ ‫وأن هن���اك م���ا‬ ‫ٍ‬ ‫يش���غلها عن ه���ذا التدخل م���ن اهتمام‬ ‫للمواط���ن‬ ‫بتوف�ي�ر‬ ‫عي���ش كري���م ُ‬ ‫ٍ‬ ‫األمريكي وحتقيق مطالبه”‪.‬‬

‫خرب يف صورة‬

‫أقيم���ت ظهر الثالث���اء املاضى مبط���ار األبرق الدولي‬ ‫مبنطقة اجلب���ل األخضر احتفالية مبناس���بة افتتاح‬ ‫ش���ركة اخلطوط اجلوية التونس���ية ملكتبها اجلديد‬ ‫باملط���ار حبض���ور الوكي���ل الثاني ل���وزارة الس���ياحة‬ ‫الليبي���ة “ خالد خليفة “ ومدير مطار األبرق الدولي‬ ‫“ أبوبكر مفتاح “ واملدير التجاري لشركة اخلطوط‬ ‫اجلوية التونسية “فوزي املوهلي”‪.‬‬

‫تعيني صحفي لييب مديرا‬ ‫ليب بي سي العربية‬

‫وصـــول سفرية الواليات املتحدة االمريكية اجلديدة يف ليبيا السيدة ( دبرا جونز ) إىل مطار طرابلس الدولي‬ ‫السفري الربيطاني "مايكل أرون " يزور خميم نازحي تاورغاء يف طرابلس‬

‫اخلارجية املصرية تستحدث‬ ‫( شؤون ليبيا ) بديوان الوزارة‬ ‫القاهرة ‪ -‬أ ش أ ‪:‬‬ ‫ أص���در حمم���د كامل عم���رو وزير‬‫اخلارجي���ة قرارا بإنش���اء واس���تحداث‬ ‫“ش���ؤون ليبيا” بدي���وان عام ال���وزارة ‪،‬‬ ‫ويرأس���ها الس���فري هش���ام عبد الوهاب‬

‫بدرجة نائب مس���اعد وزير اخلارجية‬ ‫‪ ،‬والذي س���بق له ش���غل منصب س���فري‬ ‫مصر السابق فى طرابلس‪.‬‬ ‫وصرح مص���در دبلوماس���ي ب���أن قرار‬ ‫وزي���ر اخلارجي���ة يأتي يف إط���ار توجه‬

‫وزارة اخلارجي���ة إىل تعي�ي�ن نائ���ب‬ ‫مس���اعد لش���ؤون كل ال���دول اجل���ارة‬ ‫ملصر مثل فلسطني ‪.‬‬

‫علم���ت القدس العربي أن قرارا ص���در بتعيني طارق‬ ‫كفالة (لييب) رئيسا للقسم العربي يف هيئة اإلذاعة‬ ‫الربيطاني���ة ‘ب���ي بي س���ي ـ والذي يش���مل التلفزيون‬ ‫واإلذاع���ة واخلدم���ة اإللكرتوني���ة (اون الي���ن) وذلك‬ ‫خلفا للزميل فارس خوري‪.‬‬ ‫وقال���ت مص���ادر وثيقة ل���ـ القدس العرب���ي إنه جرى‬ ‫أيض���ا تعيني رؤس���اء أقس���ام ج���دد هم بس���ام عنداري‬ ‫لديسك التحرير‪ ،‬ادغار اجلالد ( األخبار)‪ ،‬مسري فرح‬ ‫(الربامج)‪ ،‬وراغدة الزويين مساعدة للرئيس‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ليبيا – اتهامات بالتجديف بسبب ملصقات انتخابية‬

‫‪05‬‬

‫ميكن أن حُيكم باإلعدام على مسؤولني حبزب سياسي‬ ‫قال���ت هيوم���ن رايت���س ووت���ش الي���وم إن‬ ‫على القض���اء اللييب أن يُس���قط ف���وراً مجيع‬ ‫االتهامات اجلنائية اليت خترق حرية التعبري‬ ‫بس���بب رس���وم كاريكاتوري���ة يف ملصق���ات‬ ‫انتخابي���ة‪ ،‬وه���ي االتهام���ات املنس���وبة إىل‬ ‫مس���ؤولني اثنني من احل���زب الوطين اللييب‪.‬‬ ‫مبوجب القوان�ي�ن املطبقة على هذه القضية‪،‬‬ ‫فم���ن املمكن أن يحُ كم على الرجلني باإلعدام‬ ‫بس���بب الفتات عرضها حزبه���م أثناء احلملة‬ ‫االنتخابي���ة يف ‪ 2012‬اخلاص���ة باملؤمت���ر‬ ‫الوطين العام‪.‬‬ ‫اتهمت السلطات علي التكبالي منسق الدائرة‬ ‫السياس���ية يف احلزب واملسؤول عن احلمالت‬ ‫االنتخابي���ة‪ ،‬وفتح���ي صقر الس���كرتري العام‬ ‫للحزب‪ ،‬مبوجب أربع تهم يف قانون العقوبات‪،‬‬ ‫يُعاق���ب يف اثنت�ي�ن منهم���ا باإلع���دام‪ .‬تش���مل‬ ‫االتهامات اإلس���اءة إىل اإلسالم و"بث الفرقة‬ ‫بني الن���اس"‪ .‬حضرت هيوم���ن رايتس ووتش‬ ‫اجللس���ة الثاني���ة للمحاكم���ة يف طرابل���س‬ ‫بتاري���خ ‪ 16‬يونيو ‪.2013‬وقال جو س���تورك‪،‬‬ ‫نائب املدير التنفيذي لقس���م الشرق األوسط‬ ‫ومش���ال أفريقي���ا يف هيومن رايت���س ووتش‪:‬‬ ‫"مل���اذا يضطر الناس للقل���ق يف ليبيا اجلديدة‬ ‫من إمكاني���ة مواجهة عقوبة اإلعدام بس���بب‬ ‫ما ي���راه الغري أمر في���ه عدم اح�ت�رام للدين؟‬ ‫جيب على الس���لطات إلغاء ه���ذا القانون بالغ‬ ‫التعس���ف وأال تس���تخدمه أدا ًة خلن���ق حرية‬ ‫التعبري"‪.‬‬ ‫•احلزب الذي يواجه حمكمة يشبه‪...‬‬ ‫احل���زب الوطين اللييب من بني مثانية أحزاب‬ ‫سياس���ية ممثل���ة يف الربمل���ان‪ ،‬طب���ع احل���زب‬ ‫امللصق���ات املزعوم كونها مس���يئة وعلقها يف‬ ‫مس���احات عام���ة يف طرابلس‪ ،‬يف ش���هر يونيو‬ ‫‪ .2012‬يف امللصقات رسوم على صلة بقضايا‬ ‫اجتماعية منها دور املرأة يف اجملتمع‪ .‬وتص ّور‬ ‫امللصقات عدة ش���خصيات‪ ،‬منها رجل مس���ن‬ ‫عم���ة‪ .‬يزعم‬ ‫ملتح���ي بأن���ف كب�ي�ر يرت���دي ّ‬ ‫االدع���اء أن إح���دى الش���خصيات يف الرس���وم‬ ‫تشبه ش���خصية من الكاريكاتري املثري للجدل‬ ‫الذي نشرته جملة "تشارلي إبدو" الفرنسية‪،‬‬ ‫وكانت تلك الش���خصية متثل النيب حممد‪.‬‬ ‫ظه���ر الرس���م الكاريكات�ي�ري عدة م���رات بني‬ ‫‪ 2011‬و‪ 2012‬مم���ا أدى إىل احتجاجات يف‬ ‫ع���دة بل���دان‪ .‬وقد داه���م مس���ئولو األمن مقر‬ ‫احلزب يف طرابلس يف ‪ 30‬نوفمرب ‪ 2012‬بعد‬ ‫االنتخاب���ات بأربعة ش���هور‪ .‬وتزع���م املداهمة‬ ‫عبد الرمحن القريري العضو بسرية اإلسناد‬ ‫األمين رق���م ‪ ،12‬من اللجنة األمني���ة العليا‪،‬‬ ‫اليت تتبع نظرياً وزارة الداخلية‪.‬‬ ‫وق���ال املدعى عليهما لـ هيومن رايتس ووتش‬ ‫إن املسؤولني صادروا مواد الدعاية االنتخابية‬ ‫وأغلق���وا املق���ر بأم���ر م���ن النائب الع���ام‪ .‬وقد‬ ‫اته���م الرجل�ي�ن مبوج���ب امل���ادة ‪ ،203‬بتهمة‬ ‫"بث الفرق���ة بني الناس" وامل���ادة ‪ 207‬بتهمة‬ ‫اإلس���اءة إىل اإلس�ل�ام والنيب‪ ،‬ومبوجب املادة‬ ‫‪ 291‬بتهمة اإلساءة إىل الدين بعد أن "نشروا‬ ‫رسوم تهكمية يف مساحات عامة" واملادة ‪318‬‬ ‫بتهمة "التحريض عالنية على بغض طائفة‬ ‫من الناس" و"اإلض���رار باألمن الوطين"‪ .‬املواد‬

‫‪ 203‬و‪ 207‬م���ن بني ‪ 30‬مادة على األقل يف‬ ‫قانون العقوبات اللييب ميكن أن يُعاقب عليها‬ ‫باإلعدام‪.‬كما ذك���رت النيابة املادة ‪ 76‬اليت‬ ‫ورد فيه���ا أنه يف ح���ال تعدد االتهام���ات ُتنزل‬ ‫العقوبة القصوى‪.‬‬ ‫•النيابة تؤكد االتهامات‬ ‫يف ‪ 6‬م���ارس أك���دت غرف���ة االته���ام – اليت‬ ‫تراج���ع االتهام���ات قب���ل أن تنقله���ا قدماً إىل‬ ‫احملاكم���ة – أكدت االتهامات طبقاً لوثائق‬ ‫احملكم���ة اليت اطلع���ت عليها هيوم���ن رايتس‬

‫ووت���ش‪.‬ويف جلس���ة ‪ 16‬يونيو أرج���أ القاضي‬ ‫بالقاس���م مكت���وف القضي���ة إىل جلس���ة ‪13‬‬ ‫أكتوبر‪/‬تش���رين األول‪ ،‬نظراً لتغيب ش���هود‬ ‫وأح���د املدع���ى عليهما‪ .‬ق���ال حمام���و املدعى‬

‫تعليق على خرب‬

‫علي الفالح‬

‫عليهم���ا للمحكمة إنهم يري���دون رأي املفيت‬ ‫اللي�ب�ي بش���أن الرس���وم الكاريكاتورية‪.‬وق���ال‬ ‫صقر ل���ـ هيومن رايتس ووتش‪ ،‬وهو مهندس‬ ‫ومتخصص يف إدارة املش���روعات‪:‬ال أفهم ملاذا‬ ‫أنا يف هذا الوضع حتى‪ .‬لقد اختلفت مع نشر‬ ‫هذه امللصقات من البداية‪ ،‬ليس حملتواها‪ ،‬بل‬ ‫ألنين حس���بت أن ليس لدينا امليزانية الكافية‬ ‫للحمل���ة‪ ،‬كم���ا أن الرس���وم ليس���ت جي���دة‪،‬‬ ‫وش���عرت بأن اجلمهور قد يشعر بالضيق ألن‬ ‫الرجل املرس���وم قبيح الشكل‪ .‬لكن هذا غريب‪.‬‬ ‫ه���ذه املواد من قان���ون العقوب���ات القصد منها‬ ‫تكمي���م أف���واه املعارضة السياس���ية‪ .‬املواد اليت‬ ‫ذكرته���ا النيابة خترق اإلعالن الدس���توري‬ ‫اللي�ب�ي والقان���ون الدول���ي حلق���وق اإلنس���ان‬ ‫والبد م���ن إلغائها أو تعديله���ا‪ ،‬على حد قول‬ ‫هيومن رايتس ووتش‪.‬‬ ‫•اإلعالن الدستوري اللييب‬ ‫ورد يف املادة ‪:14‬‬ ‫تضم���ن الدولة حرية ال���رأي وحرية التعبري‬ ‫الف���ردي واجلماع���ي [‪ ]...‬وحري���ة االتص���ال‪،‬‬ ‫وحرية الصحافة ووسائل اإلعالم والطباعة‬ ‫والنشر [‪]...‬‬ ‫ورد يف امل���ادة ‪ )1( 19‬م���ن العه���د الدول���ي‬ ‫اخلاص باحلقوق املدنية والسياس���ية – وقد‬ ‫صدقت علي���ه ليبيا يف عام ‪ – 1976‬أن‪" :‬لكل‬ ‫إنس���ان ح���ق يف اعتن���اق آراء دون مضايق���ة"‬ ‫و"لكل إنس���ان حق يف حري���ة التعبري"‪ .‬وقالت‬

‫جلنة حقوق اإلنس���ان – اليت توفر تفسريات‬ ‫ملزم���ة للعه���د – إن���ه باس���تثناء م���ا جيد يف‬ ‫ظ���روف حم���دودة للغاية‪ ،‬ف���إن احلظر على‬ ‫مظاه���ر ع���دم اح�ت�رام الدي���ن أو أي���ة نظ���م‬ ‫اعتقاد أخرى‪ ،‬مب���ا يف ذلك قوانني التجديف‪،‬‬ ‫أمر ال يس���تقيم م���ع العهد وأحكام���ه‪ .‬وقالت‬ ‫أيضاً إن "احلرية يف تناق���ل املعلومات األفكار‬ ‫وتوصيلها‪ ،‬بش���أن القضايا العام���ة والقضايا‬ ‫السياسية بني املواطنني واملرشحني واملمثلني‬ ‫النيابيني املنتخبني أم���ر ضروري"‪.‬كما ورد‬ ‫يف امل���ادة ‪ )2( 9‬من امليث���اق األفريقي حلقوق‬ ‫اإلنس���ان والش���عوب – وليبي���ا صدق���ت عليه‬ ‫يف ع���ام ‪ – 1986‬أن‪" :‬حي���ق ل���كل إنس���ان أن‬ ‫يعرب عن أفكاره وينش���رها فى إطار القوانني‬ ‫واللوائح"‪.‬‬ ‫تع���ارض هيوم���ن رايت���س ووت���ش عقوب���ة‬ ‫اإلع���دام يف كافة ال���دول ويف كل الظروف‬ ‫من حيث املبدأ‪ ،‬نظراً ألن كرامة اإلنس���ان ال‬ ‫تس���تقيم مع عقوبة اإلعدام‪ .‬هذا الش���كل من‬ ‫أش���كال العق���اب متف���رد يف قس���وته ونهائيته‬ ‫وهو بطبيعة احلال ويف كل احلاالت تش���وبه‬ ‫ش���بهة التعس���ف والتحي���ز واخلط���أ‪ .‬يطالب‬ ‫القان���ون الدولي ال���دول اليت م���ا زالت تطبق‬ ‫اإلع���دام ب���أال تطبق���ه إال يف أكث���ر اجلرائم‬ ‫جسامة‪.‬‬

‫األومريتا الليبية ‪...........‬‬

‫تتعاىل األصوات يف ليبيا املناهضة لإلعالم والفيس بوك وأعتبارهما وجها‬ ‫من وجوه األزمة والتهييج والتحريض وكذلك هما س���بب كل الكوارث‬ ‫ال�ت�ي حدث���ت يف ليبي���ا ‪ ...‬ولعل من العجي���ب أن الفيس ب���وك كان متهما‬ ‫بنف���س التهم على أي���ام الدكتاتور الق���ذايف أما األعالم عل���ى أيامه فكان‬ ‫مسيطرا عليه بقبضة من حديد ‪...‬‬ ‫وقد تناسى املهامجون للفيس بوك واإلعالم ما بعد فرباير أن الفيس بوك‬ ‫مث�ل�ا كان الثائر رقم واحد وكان يش���كل بؤرة الفعل والتنس���يق الثوري‬ ‫واإلع�ل�ام يف األي���ام األوىل لث���ورة فرباير كان رقما صعب���ا يف املعركة و‬ ‫ش���كل رموزا يف بل���د حرص طاغيتها عل���ى مر عقود أربع���ة أن يكون فيها‬ ‫املبت���دأ واخلرب وخاض مواجهة صعبة مع أعالم عتيد يف الكذب والتزوير‬ ‫والتطبيل لدكتاتور حكم ش���عبه ( بذراع القمع والرعب والكذب ) ‪ ..‬ودرج‬ ‫على وصف الفيس بوك بأقذع الشتائم ‪ ..‬الفيس بوك الذي قدم الشهداء و‬ ‫طالئع املعتقلني يف هذه الثورة ‪.......‬‬ ‫إن هذه األصوات املتعالية اآلن ضد األعالم ال يس���تحي بعضها وال خيجل‬ ‫من ذلك وهو حيول منابر مساجد اهلل اىل ملكية خاصة للدعاية والرتويج‬ ‫والتحريض والش���تم والعمل السياس���ي بل سيغضب لو أن اإلعالم مل يقم‬ ‫بنق���ل خطبت���ه على اهل���واء مباش���رة ‪ ..‬ه���ؤالء اللذي���ن يهامج���ون اإلعالم‬ ‫والفي���س بوك مل ينقطع حضورهم الدائم على القنوات كافة ليال ونهارا‬ ‫ومل يتحرج���وا يف التحريض علن���ا على الفيس واإلع�ل�ام ‪ ..‬هؤالء اللذين‬ ‫يتماهون مع نظام املافيا ‪....‬‬ ‫املافيا ‪ ..‬هلا قانونان أساسيان ‪..‬‬ ‫أوال ‪ ....‬العائل���ة ‪ ..‬ال���والء للعائل���ة أوال وأخريا ‪ ..‬العائل���ة مبعناها البيلوجي‬ ‫والعملياتي أيضا ‪.‬‬ ‫ثاني���ا ‪ ...‬األومريتا ‪ ..‬الصمت ‪ ..‬االلتزام الت���ام بالصمت مهما وقع على هذه‬

‫العائلة من خسائر ومكاسب ‪.‬‬

‫ه���ل املؤدجل���ون الذين حولوا حتى بيوت اهلل إىل تقس���يمات أش���به ما تكون‬ ‫بالعائلي���ة الديني���ة ‪ ( ..‬ه���ذا مس���جد التيار الفالن���ي وذاك مس���جد التيار‬ ‫الفالن���ي وذاك مس���جد هلل ) ‪ .‬ب���دؤوا يف تطبيق القانون الثان���ي‪ ..‬الصمت ‪..‬‬ ‫( األومريتا ) ‪.‬‬ ‫إنه���م بذلك مل يغاي���روا الق���ذايف الطاغية يف ش���يء من نظام���ه املافيوزي‬ ‫بأمتياز والذي دشنه لعقود على أسس ( العائلة والصمت )‪..‬‬ ‫ه���ل قم���ع األصوات حت���ى غ�ي�ر املوضوعي منه���ا وكبتها هو من مكاس���ب‬ ‫ومطال���ب ث���ورة فرباي���ر ؟ أم أن املافي���ا ق���دراً ليبي���اً وأن تغ�ي�رت اهلوي���ات‬ ‫والتصنيفات والوجوه ؟‬ ‫هل مازال هناك من واهم مش���تبه بأن الش���عب اللييب الذي عزل منذ عقود‬ ‫سيخرج من عزلة ليدخل يف عزلة حبكم ( ختويفه وإجباره على الصمت‬ ‫) والعمل بقوانني املافيا املنتهية الصالحية ؟‪..‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•املصدر صفحته على الفيس بوك‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫وثيقة‬

‫إحاطة املمثل اخلاص لألمني العام يف ليبيا‪،‬‬

‫طارق مرتي‪ ،‬أمام جملس األمن ( ‪ 18‬يونيه ‪) 2013‬‬ ‫يف ‪ 8‬يوني���ه‪ ،‬ش���هدت بنغ���ازي حدثا‬ ‫مأس���اويا تسبب يف خس���ائر كبرية‬ ‫يف األرواح‪ ،‬وه���ي األك�ب�ر يف ش���رق‬ ‫ليبي���ا من���ذ قي���ام الث���ورة‪ .‬م���ا بدأ يف‬ ‫ش���كل مظاهرة س���لمية خارج ثكنة‬ ‫إلحدى الكتائب املس���لحة يف املدينة‬ ‫تصاع���د إىل تب���ادل إلط�ل�اق الن���ار‬ ‫خلف العديد من القتلى واجلرحى‪،‬‬ ‫معظمه���م م���ن املتظاهري���ن‪ .‬كان‬ ‫املتظاهرون يدعون إىل حل كتائب‬ ‫درع ليبي���ا‪ ،‬ال�ت�ي تتك���ون أساس���ا من‬ ‫تش���كيالت ثوري���ة حت���ت اإلش���راف‬ ‫التنفي���ذي لرئيس هيئ���ة األركان‬ ‫العام���ة للجي���ش اللي�ب�ي‪ ،‬وإىل أن‬ ‫يعهد بالدور احلصري لقوات األمن‬ ‫إىل اجليش والشرطة‪.‬‬ ‫اختذت الس���لطات الليبي���ة إجراءات‬ ‫س���ريعة يف أعق���اب ذل���ك احل���ادث‬ ‫ونقل���ت اإلش���راف عل���ى ع���دة م���ن‬ ‫ثكن���ات الكتائ���ب يف بنغ���ازي إىل‬ ‫اجلي���ش اللي�ب�ي‪ .‬وأص���در املؤمت���ر‬ ‫الوط�ن�ي العام ق���راره رقم ‪ ،53‬الذي‬ ‫يوكل إىل احلكومة مهمة التعامل‬ ‫م���ع اجلماع���ات املس���لحة ال�ت�ي ال‬ ‫تزال خارج س���يطرة الدولة وتقديم‬ ‫مقرتح عل���ى الفور إلدم���اج الكتائب‬ ‫املس���لحة‪ .‬اس���تجابت احلكومة على‬ ‫وجه الس���رعة بقرار يقضي باملضي‬ ‫قدما يف إنش���اء حرس وطين س���يتم‬ ‫إدم���اج الكتائب املس���لحة في���ه‪ ،‬غري‬ ‫أن اخلالفات ح���ول مركز الكتائب‬ ‫الثوري���ة وعالقته���ا بالدولة ال تزال‬ ‫بال حل‪.‬‬ ‫تدهورت احلالة األمنية مرة أخرى‬ ‫ببنغ���ازي يف ‪ 15‬يوني���ه‪ .‬يف م���ا يبدو‬ ‫أن���ه انتق���ام بس���بب األح���داث ال�ت�ي‬ ‫وقع���ت يف ‪ 8‬حزيران‪/‬يوني���ه‪ ،‬هاجم‬ ‫مس���لحون قاعدة للجيش ومديرية‬ ‫األم���ن الوط�ن�ي‪ .‬وقد ُقت���ل عدد من‬ ‫جنود القوات اخلاص���ة‪ .‬ودانت بعثة‬ ‫األمم املتحدة للدعم يف ليبيا بش���دة‬ ‫تل���ك اهلجمات‪ ،‬وكذل���ك اهلجمات‬ ‫الس���ابقة‪ ،‬ودعت مجيع الليبيني إىل‬ ‫االلتفاف حول املؤسسات الشرعية‪.‬‬

‫•مركزية أم والية برقة!‬

‫أود أن أتط���رق بإجياز إىل اإلعالن االنفرادي عن‬ ‫إقلي���م احتادي يف ش���رق ليبيا م���ن جانب اجمللس‬ ‫االنتقالي يف برقة‪ -‬والية برقة يف ‪ 1‬يونيه‪ .‬بررت‬ ‫قيادة جمل���س برقة االنتقالي ه���ذه اخلطوة مبا‬ ‫تتصوره من فشل احلكومة املركزية يف معاجلة‬ ‫مسائل األمن واحلكم يف منطقتها‪ .‬لئن كان من‬ ‫الصعب قي���اس الدعم الش���عيب للنظام االحتادي‬ ‫يف املنطقتني الش���رقية واجلنوبية من ليبيا‪ ،‬فإنه‬ ‫م���ن الصع���ب جتاه���ل الدع���وات إىل المركزية‬ ‫حقيقية وتوزيع أفضل للموارد الوطنية‪ .‬ولذلك‬ ‫ق���د ال يك���ون م���ن قبي���ل املصادفة إع�ل�ان رئيس‬ ‫ال���وزراء‪ ،‬يف ‪ 5‬حزيران‪/‬يونيه‪ ،‬الق���رار بنقل املقار‬ ‫الرئيسية ألربع من الشركات اململوكة للدولة‬ ‫من طرابلس إىل بنغازي‪.‬‬ ‫عندم���ا قدم���ت إحاط�ت�ي اإلعالمي���ة األخ�ي�رة‬ ‫للمجلس يف مارس (انظر ‪ ،)S/PV.6934‬أشرت‬ ‫إىل االس���تقطاب املتزايد على الس���احة السياسية‬ ‫الليبي���ة‪ ،‬واملتجل���ي يف االنقس���امات بش���أن قانون‬ ‫العزل السياسي املقرتح‪ ،‬الذي ينص على استبعاد‬ ‫األش���خاص املرتبطني بالنظام السابق واآلخرين‬ ‫الذي���ن ارتكب���وا انته���اكات حق���وق اإلنس���ان عن‬ ‫تول���ي املناص���ب العامة‪ .‬ب���دأ عدد م���ن اجلماعات‬ ‫الثوري���ة يف ‪ 28‬أبريل‪ ،‬بفرض حص���ار على عدة‬ ‫وزارات حكومي���ة يف حماولة لإلرغام على اعتماد‬ ‫القانون‪ .‬وقد س���بق هذه اإلجراءات يف آذار‪/‬مارس‬ ‫اقتح���ام املؤمتر الوط�ن�ي العام واالعت���داءات على‬ ‫بعض أعض���اء املؤمتر‪ ،‬مبا يف ذل���ك حادث إطالق‬ ‫نار استهدف الرئيس املقريف آنذاك‪ .‬وشكل ذلك‬ ‫التصعي���د يف الضغط الذي كان يمُ ا َرس س���ابقة‬ ‫خطرية للجوء إىل استخدام القوة العسكرية من‬ ‫أجل انتزاع تنازالت سياسية‪.‬‬ ‫ومهم���ا يكن علي���ه األمر‪ ،‬فق���د اُقر قان���ون العزل‬ ‫السياس���ي يف ‪ 5‬ماي���و‪ .‬وه���و ينطوي عل���ى عواقب‬ ‫بعيدة األثر على العملية السياسية وعلى اإلدارة‬

‫العام���ة‪ .‬ويتضم���ن القان���ون طائف���ة واس���عة من‬ ‫املناصب السياسية واإلدارية وغريها من املناصب‬ ‫وحيدد أنواع االرتباط بالنظام الس���ابق والسلوك‬ ‫بوصف ذلك أساس���ا الس���تبعاد األفراد من احلياة‬ ‫العامة ملدة عشر سنوات‪ .‬لقد مت رفض املقرتحات‬ ‫بأن يتضمن القانون أحكاما تس���تبعد األشخاص‬ ‫على أساس تأييدهم للثورة‪.‬‬

‫•استبعاد املقريف املعارض للقذايف!‬ ‫إن حممد املقريف‪ ،‬على الرغم من س���جله املميز‬ ‫يف املعارض���ة القوية لنظ���ام القذايف‪ ،‬قد اس��� ُتبعد‬ ‫م���ن املنصب اس���تنادا إىل ذل���ك القان���ون‪ .‬فقد آثر‬ ‫االستقالة من منصب رئيس املؤمتر الوطين العام‬ ‫يف ‪ 28‬أيار‪/‬ماي���و‪ ،‬وأود أن أغتن���م ه���ذه الفرصة‬ ‫ألش���يد بقي���ادة الس���يد املقري���ف للمؤمت���ر من���ذ‬ ‫إنشائه‪ ،‬وألعرب له عن شكري وتقديري لتأييده‬ ‫دور األم���م املتحدة يف ليبي���ا وثقته يف بعثة األمم‬ ‫املتح���دة للدعم يف ليبي���ا‪ ،‬وبي ش���خصيا‪ ،‬منذ أن‬ ‫توليت مه���ام عملي بوصفي ممثال خاصا لألمني‬ ‫الع���ام‪ .‬وندي���ن له أيض���ا بالثن���اء واالح�ت�رام على‬ ‫قيادته املش���رفة‪ ،‬إذ أن���ه آثر االبتعاد عن الس���احة‬ ‫السياسية الليبية‪.‬‬ ‫ُق ِدم���ت مش���ورة خطي���ة للمؤمت���ر الوط�ن�ي العام‬ ‫بش���أن املعاي�ي�ر الدولي���ة وع���ن أفضل املمارس���ات‬ ‫واملخاطر احملتملة لتدابري االس���تبعاد‪ .‬وال بد لي‬ ‫من القول إن ذلك القانون بالشكل الذي أُقر به ال‬ ‫يفي بتلك املعايري يف عدد من اجملاالت‪.‬‬ ‫ويف س���ياق العملي���ة االنتقالية الليبي���ة وتركة‬ ‫مؤسس���ات الدولة الضعيفة‪ ،‬ف���إن تنفيذ القانون‬ ‫جيازف بزي���ادة ضعف تلك املؤسس���ات‪ .‬بتاريخ ‪5‬‬ ‫حزيران‪/‬يونيه‪ ،‬أي اليوم الذي أصبح فيه القانون‬ ‫ناف���ذا‪ ،‬أض���رب العدي���د م���ن املدعي�ي�ن العام�ي�ن‬ ‫والقضاة احتجاجا على بعض أحكام القانون اليت‬ ‫يعتقدون بأنها تؤثر عليهم‪.‬‬ ‫إن تلك التطورات تبني احلاجة املاس���ة إىل اعتماد‬ ‫قان���ون عدال���ة انتقالي���ة يرتك���ز عل���ى التماس‬

‫احلقيقة‪ ،‬واملس���اءلة والتعويضات‪ .‬ومثة مشروع‬ ‫قانون ينظر فيه حالي���ا املؤمتر الوطين العام‪ ،‬وما‬ ‫انفكت بعثة األمم املتحدة للدعم يف ليبيا تس���دي‬ ‫املشورة بشأن نطاقه وتنفيذه‪.‬‬

‫•البد من حوار سياسي وطين‬ ‫باإلضاف���ة إىل ذل���ك‪ ،‬ف���إن البعث���ة عل���ى أهب���ة‬ ‫االستعداد ملساعدة الس���لطات الليبية يف اجلوانب‬ ‫التقنية املتمثلة يف إجراء التحقيقات واحملاكمات‬ ‫بوصف ذلك جزءا م���ن عملية حتقيق العدالة يف‬ ‫املرحل���ة االنتقالي���ة‪ .‬وه���ذا ينطوي عل���ى أهمية‬ ‫كب�ي�رة يف س���ياق الق���رار األخري ال���ذي أصدرته‬ ‫الدائ���رة االبتدائية للمحكم���ة اجلنائية الدولية‬ ‫فيما يتعلق بس���يف اإلسالم القذايف‪ .‬وذلك القرار‬ ‫مره���ون حالي���ا باس���تئناف لييب‪ .‬وس���وف نواصل‬ ‫أيضا تأكيد أهمية التعاون من جانب الس���لطات‬ ‫الليبية مع احملكمة اجلنائية الدولية‪.‬‬ ‫ويف أعقاب التش���جيع األولي من جانب احلكومة‬ ‫والطلب���ات ال���واردة م���ن ثوريني ميثل���ون قناعات‬ ‫خمتلفة‪ ،‬شرعت يف سلسلة من املناقشات لتيسري‬ ‫احملادث���ات املباش���رة ب�ي�ن اجلانب�ي�ن‪ .‬وحن���ن على‬ ‫استعداد لالستمرار يف مساعينا احلميدة‪.‬‬ ‫إن التحدي���ات السياس���ية واألمني���ة ال�ت�ي تواجه‬ ‫البل���د اآلن رمب���ا ه���ي ترك���ة لعقود م���ن احلكم‬ ‫االس���تبدادي‪ ،‬واخلل���ل يف عمل مؤسس���ات الدولة‬ ‫وال ُلب���س ال���ذي يكتنف املعاي�ي�ر السياس���ية‪ .‬تلك‬ ‫احلقيقة تستدعي حوارا سياسيا وطنيا يسعى إىل‬ ‫توافق اآلراء بش���أن أولويات املرحل���ة االنتقالية‪-‬‬ ‫وهي رس���الة قمت بنقلها مرارا وتكرارا للسلطات‬ ‫الليبية‪ .‬وقامت بعثة األمم املتحدة بإسداء النصح‬ ‫واملش���ورة للحكومة ولقيادة املؤمتر الوطين العام‬ ‫بش���أن املس���ائل والطرائق الالزمة حلوار سياسي‬ ‫وطين‪.‬‬ ‫•دور األمم املتحدة يف ليبيا‬ ‫ويف حمادثاتن���ا م���ع س���ائر األط���راف الفاعل���ة‪،‬‬ ‫تطرقنا أيضا إىل ال���دور املتصور واملتوخى لألمم‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫إن التحدي��ات السياس��ية واألمنية ال�تي تواجه البلد‬ ‫اآلن رمب��ا هي ترك��ة لعقود م��ن احلكم االس��تبدادي‪،‬‬ ‫واخللل يف عمل مؤسسات الدولة واللُبس الذي يكتنف‬ ‫املعايري السياسية‬ ‫املتح���دة يف ليبي���ا‪ .‬وق���د كان ذل���ك ال���دور الزما‬ ‫بش���دة يف ضوء اجلدل غري املتوقع الذي برز فيما‬ ‫يتعل���ق بالدور ال���ذي ت�ل�ا اعتماد الق���رار ‪2095‬‬ ‫(‪ )2013‬يف آذار‪/‬م���ارس ‪ .2013‬وق���د ظهر ذلك‬ ‫اجل���دل جنب���ا إىل جن���ب م���ع األزمة السياس���ية‬ ‫الوطنية‪ .‬وظهرت أصوات تشكك يف نوايا اجملتمع‬ ‫الدول���ي وق���د ع���زت إىل األم���م املتح���دة القي���ام‬ ‫مبخط���ط تدخلي‪ .‬وألن الق���رار ‪)2013( 2095‬‬ ‫اُخت���ذ مبوجب الفصل الس���ابع من ميث���اق األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬فقد أثار مزيدا من إساءة الفهم‪ ،‬والشك‬ ‫ب���ل حتى القلق‪ .‬وعلى اجلانب املتش���دد للمش���هد‬ ‫السياس���ي‪ ،‬ظهرت أص���وات تطالب بوج���ود أقوى‬ ‫لألمم املتحدة‪ ،‬وتذكر الليبيني أو حتذرهم من‬ ‫أن الفصل السابع يشري إىل شدة القلق الدولي‪.‬‬ ‫ويف س���ياق كهذا‪ ،‬كان علين���ا أن نركز جهودنا‬ ‫عل���ى تبدي���د التص���ورات اخلاطئ���ة‪ ،‬وكذل���ك‬ ‫التوقع���ات الزائف���ة ال�ت�ي غذاه���ا التدف���ق اهلائ���ل‬ ‫ملعلومات مغلوطة‪.‬‬

‫• جلنة صياغة الدستور‬ ‫ويف س���ياق التحض�ي�ر النتخابات جلن���ة صياغة‬ ‫الدس���تور‪ ،‬يس���رت األمم املتحدة إجراء مناقشات‬ ‫بني طائفة واس���عة م���ن صناع الق���رار والرأي يف‬ ‫ليبيا حول مس���ائل األنظمة االنتخابية وتسجيل‬ ‫الناخب�ي�ن‪ ،‬واأله���م م���ن ذل���ك‪ ،‬مش���اركة املرأة‪.‬‬ ‫ومن خ�ل�ال ه���ذه املناقش���ات‪ ،‬أدرك الليبيون من‬ ‫خمتل���ف ألوان الطيف السياس���ي أهمية تصميم‬ ‫عملية نزيهة وش���املة للجميع وذات مصداقية‪.‬‬ ‫وبينم���ا تقدم بعثة األم���م املتحدة للدعم يف ليبيا‬ ‫املش���ورة التقنية وتس���تفيد من أفضل املمارسات‪،‬‬ ‫مب���ا يف ذلك االنتخاب���ات الوطنية ال�ت�ي جرت يف‬ ‫ليبيا نفس���ها يف يوليه ‪ ،2012‬فإنها تسلط الضوء‬ ‫أيضا على أهمية اعتماد تدابري خاصة تهدف إىل‬ ‫تعزيز مشاركة املرأة يف جلنة صياغة الدستور‪.‬‬ ‫ويف الفرتة املقبلة‪ ،‬جيب أن تكون التوعية املدنية‬ ‫وتيس�ي�ر عقد مناقشات حول القضايا الدستورية‬ ‫من بني األولويات‪.‬‬ ‫ال ت���زال ح���االت االحتج���از ذات الصل���ة بالصراع‬ ‫دون تغيري‪ ،‬يف معظمها‪ ،‬منذ اإلحاطة اإلعالمية‬ ‫الس���ابقة اليت قدمته���ا إىل اجملل���س‪ .‬وال يزال ما‬ ‫ب�ي�ن ‪ 7000‬إىل ‪ 8000‬محُ تجز يف انتظار توجيه‬ ‫اتهامات إليهم أو اإلف���راج عنهم‪ .‬وال تزال عملية‬ ‫نقل احملتجزين إىل س���لطة الدول���ة بطيئة‪ .‬ويف‬ ‫بين ولي���د‪ ،‬ال�ت�ي كانت مس���رحا لصراع مس���لح‬ ‫يف تش���رين األول‪/‬أكتوبر‪ ،‬ال تزال هناك أس���ئلة‬ ‫بال أجوبة بش���أن حاالت اجلثث اليت ُس���لمت من‬ ‫مصراتة يف نيس���ان‪/‬أبريل‪ .‬ويف عدد من مراكز‬ ‫االحتج���از‪ ،‬رصدنا حاالت تعذي���ب‪ .‬وهناك أيضا‬ ‫أدل���ة عل���ى ح���دوث وفي���ات يف احلج���ز نتيج���ة‬ ‫التعذي���ب‪ .‬وم���ا فتئ���ت البعث���ة تؤك���د عل���ى أنه‬ ‫ينبغ���ي ع���دم التغاضي عن ح���االت اإلعدام خارج‬ ‫نط���اق القض���اء والتعذيب يف ليبي���ا‪ ،‬وخاصة من‬ ‫قب���ل أولئك الذين كانوا ضحاي���ا للظلم والقمع‬ ‫يف ظ���ل نظام الق���ذايف‪ .‬والتوافق الوطين يف اآلراء‬ ‫حول األهمية املركزية لتعزيز حقوق اإلنس���ان‬ ‫ينبغي أال يسمح بأي تربير هلذه االنتهاكات‪.‬‬ ‫•السجون واالختفاء القسري‬ ‫ونواص���ل العمل بش���كل وثي���ق م���ع وزارة العدل‬ ‫وس���لطات الس���جون املختلفة لتحسني احلالة يف‬ ‫الس���جون‪ .‬ومت حتقيق جناح بدرج���ات متفاوتة‪،‬‬

‫وذل���ك يف املق���ام األول من خالل توف�ي�ر الرعاية‬ ‫الطبية الالئقة للسجناء‪ .‬وجتدر اإلشادة ببعض‬ ‫املبادرات التش���ريعية اليت اخت���ذت يف أبريل‪ .‬فقد‬ ‫واف���ق املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام على قان���ون جيرم‬ ‫التعذي���ب واالختف���اء القس���ري والتميي���ز وعلى‬ ‫قان���ون آخر يبني اختصاص نظ���م العدالة املدنية‬ ‫والعس���كرية ويلغي الوالية القضائية العسكرية‬ ‫عل���ى املدني�ي�ن‪ .‬ونرح���ب أيض���ا بتقديم مش���روع‬ ‫قان���ون جديد يهدف إىل توفري املس���اعدة للنس���اء‬ ‫من ضحايا العنف اجلنسي‪.‬‬ ‫وال ت���زال البعث���ة تش���عر بالقل���ق إزاء حال���ة‬ ‫املهاجري���ن يف ليبيا‪ .‬واألوضاع داخل تلك املراكز‬ ‫ال تزال تدعو إىل الرثاء‪ .‬وسنواصل تقديم الدعم‬ ‫اإلنس���اني هلذه الفئات الضعيفة وحث السلطات‬ ‫احلكومية واحمللية على معاجلة املشاكل بشكل‬ ‫فع���ال م���ع االح�ت�رام الكام���ل لكرام���ة املهاجرين‬ ‫وحقوقهم‪.‬‬

‫•حمنة سكان تاورغاء‬ ‫وال تزال حمنة املش���ردين داخلي���ا‪ ،‬وهم حنو ‪35‬‬ ‫ألف ش���خص من سكان تاورغاء وكذلك اآلالف‬ ‫من قبيلة املشاش���ية وغريهم‪ ،‬تش���كل مصدر قلق‬ ‫كب�ي�ر‪ .‬وإع�ل�ان زعماء س���كان تاورغ���اء األحادي‬ ‫اجلانب عن اعتزامهم العودة إىل مس���قط رأسهم‬ ‫يف ‪ 25‬يوني���ه ميث���ل خطوة حمفوف���ة باملخاطر‪.‬‬ ‫وبينم���ا ال ت���زال البعث���ة تدع���م م���ن حي���ث املبدأ‬ ‫حق س���كان تاورغاء يف الع���ودة إىل ديارهم بأمان‬ ‫وكرامة‪ ،‬من الضروري أن تهيئ مجيع األطراف‬ ‫املعني���ة ظروف���ا مقبول���ة ملمارس���ة ه���ذا احل���ق‪.‬‬ ‫وحتقيقا هلذه الغاية‪ ،‬كثفنا جهودنا‪ ،‬مؤكدين‬ ‫على ضرورة إنش���اء آلية لتقص���ي احلقائق تكون‬ ‫جزءا ال يتجزأ من العدالة االنتقالية‪.‬‬ ‫ال ي���زال أم���ن احل���دود أولوية واضحة بالنس���بة‬ ‫لليبي���ا وجريانه���ا واجملتم���ع الدول���ي عموم���ا‪.‬‬ ‫والتطورات األخ�ي�رة يف منطقة الس���احل تؤكد‬ ‫عل���ى أهمي���ة تأم�ي�ن احل���دود وإدارته���ا بص���ورة‬ ‫فعال���ة‪ .‬وعل���ى الرغم من التصرحي���ات الرمسية‬

‫م���ن قب���ل الس���لطات الليبي���ة‪ ،‬فق���د أدت القي���ود‬ ‫الش���ديدة على القدرات إىل حتقي���ق تقدم فعلي‬ ‫ضئيل حتى اآلن‪ .‬وجه���ود احلكومة ملعاجلة أمن‬ ‫احلدود تتطلب وضع اسرتاتيجية وطنية شاملة‬ ‫ومعاجلة قضايا إدماج الثوار وحتس�ي�ن التنسيق‬ ‫بني ال���وكاالت والتدريب والفعالية التش���غيلية‬ ‫واهلي���اكل األساس���ية يف املنطق���ة احلدودي���ة‬ ‫اجلنوبية‪ .‬وس���تكون ليبيا حباجة أيضا إىل زيادة‬ ‫االخن���راط يف احل���وار م���ع جريانه���ا والش���ركاء‬ ‫الدولي�ي�ن‪ .‬وبالت���وازي م���ع ه���ذا اجله���د‪ ،‬يُنتظر‬ ‫أن تب���ذل احلكوم���ة املزيد م���ن اجلهد خبصوص‬ ‫تس���ريع تنفيذ مش���اريع إمنائية يف اجلنوب‪ ،‬وهو‬ ‫منطق���ة لطاملا عانى س���كانها م���ن التهميش‪ .‬وقد‬ ‫زار رئيس ال���وزراء زيدان اجلن���وب مؤخرا وقطع‬ ‫وعودا باملضي قدما يف التعمري والتنمية‪.‬‬

‫•ضعف مؤسسات األمن‬ ‫وال ت���زال احلال���ة الضعيفة املس���تمرة ملؤسس���ات‬ ‫القطاع األمين‪ ،‬مقرتنة بعدم وجود تنس���يق أمين‬ ‫فع���ال عل���ى الصعي���د الوط�ن�ي‪ ،‬متثل مش���كلة يف‬ ‫الوقت الذي تزداد فيه احلوادث األمنية يف مجيع‬ ‫أحن���اء البلد من حيث عددها ونطاقها‪ .‬وقد توقف‬ ‫التقدم بش���أن خطة ليبيا ال�ت�ي مت االتفاق عليها‬ ‫يف املؤمت���ر الوزاري الدولي ال���ذي عقد يف باريس‬ ‫يف ش���باط‪/‬فرباير م���ن ه���ذا الع���ام‪ ،‬ويرجع ذلك‬ ‫جزئيا إىل األزمة السياس���ية ال�ت�ي تلت ذلك‪ .‬ويف‬ ‫نيسان‪/‬أبريل‪ ،‬قدمنا كتابا أبيض يتعلق بالدفاع‬ ‫إىل وزي���ر الدفاع ورئيس هيئ���ة األركان العامة‬ ‫لك���ي ينظرا في���ه‪ .‬ويتضمن هذا اجلهد املش�ت�رك‬

‫لوزارة الدف���اع والقوات املس���لحة الليبية والبعثة‬ ‫‪ 52‬توصية لوضع اسرتاتيجية دفاعية ليبية يف‬ ‫املستقبل و‪ 18‬أولوية فورية‪.‬‬ ‫وال ت���زال ق���درة الدول���ة الليبي���ة عل���ى التأكيد‬ ‫الكامل لس���لطتها على اجلنوب حمدودة‪ .‬ونعتقد‬ ‫أن السلطات الليبية ال تزال لديها فرصة لتكثيف‬ ‫اجله���ود ملواجه���ة التهدي���دات الناش���ئة من هناك‬ ‫بص���ورة فعالة‪ .‬وس���يكون تقديم دعم ومس���اعدة‬ ‫من قبل ش���ركاء ليبيا الدوليني وتعاون جريانها‬ ‫اإلقليمي�ي�ن أم���را حامسا يف ه���ذا اجله���د‪ .‬وعلى‬ ‫نطاق أوس���ع‪ ،‬فق���د تعلمنا من جتربتن���ا يف ليبيا‬ ‫على مدى العش���رين ش���هرا املاضية أن اتباع نهج‬ ‫تدرجيي لبن���اء الدولة ال ميثل وس���يلة لتحقيق‬ ‫نتائج جيدة‪ ،‬ال سيما يف قطاع األمن‪ ،‬حيث تتسم‬ ‫االحتياجات بأنها ضخمة وفورية‪.‬‬

‫•شدة املخاطر يف ليبيا‬ ‫وينبغي عدم التهوي���ن من املخاطر يف ليبيا‪ .‬ومن‬ ‫نف���س املنطل���ق‪ ،‬ينبغ���ي ع���دم جتاه���ل الفرص‪.‬‬ ‫وبالنظ���ر إىل الس���رعة اليت جرت به���ا انتخابات‬

‫‪07‬‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي العام يف العام املاض���ي‪ ،‬بعد فرتة‬ ‫قصرية ج���دا من توق���ف األعم���ال العدائية‪ ،‬فقد‬ ‫يُغف���ر لنا اعتقادنا أن الطري���ق إىل الدميقراطية‬ ‫ه�ي�ن مثلم���ا ب���دا يف ذل���ك احل�ي�ن‪ .‬ورغ���م أهمية‬ ‫تلك االنتخابات يف اإليذان ببدء عملية سياس���ية‬ ‫جديدة وبناء مؤسس���ات الدولة الشرعية‪ ،‬سيظل‬ ‫أبناء الشعب اللييب يتحملون يف املستقبل املنظور‬ ‫وط���أة الرتك���ة الثقيل���ة ال�ت�ي خلفها هل���م حكم‬ ‫وحش���ي اس���تمر على م���دى عقود‪ .‬وم���ن ثم‪ ،‬فإن‬ ‫إدارة عملي���ة االنتق���ال س���تكون صعب���ة‪ ،‬ورمب���ا‬ ‫أكثر صعوبة مما كنا نظن قبل عام‪.‬‬ ‫رمب���ا تكون األجواء يف ليبيا الي���وم قد تغريت منذ‬ ‫آخر مرة وافي���ت فيها اجمللس مبعلومات يف آذار‪/‬‬ ‫م���ارس (انظ���ر ‪ .) S/PV.6934‬فعلى الرغم من‬ ‫خطورة بعض التطورات األمنية والسياسية اليت‬ ‫وقعت خالل األش���هر الثالثة األخ�ي�رة‪ ،‬مل يفقد‬ ‫الليبي���ون الثقة‪ .‬وال يزال الكثري منهم متش���بثني‬ ‫على حنو ثابت باملبادئ اليت قامت عليها ثورتهم‪،‬‬ ‫وبرغبتهم يف بن���اء دولة عصري���ة ودميقراطية‪،‬‬ ‫اس���تنادا إىل فص���ل الس���لطات واح�ت�رام حق���وق‬ ‫اإلنسان وسيادة القانون‪.‬‬

‫الس�يرة الذاتي��ة ( ‪ ) c v‬لألم�ين اخل��اص‬ ‫ط��ارق مرتي لألم�ين العام لألم��م املتحدة‬ ‫يف ليبيا‬

‫طارق مرتي (‪ 16‬س���بتمرب ‪ ،)- ]1[ 1950‬سياسي‬ ‫وأكادميي لبناني‪.‬‬ ‫دراسته اجلامعية كانت يف اجلامعة األمريكية‬ ‫يف ب�ي�روت وال�ت�ي حص���ل منه���ا على الش���هادة يف‬ ‫العلوم والفلسفة‪.‬‬ ‫حصل على شهادة الدكتوراه يف العلوم السياسية‬ ‫من «جامعة باريس العاشرة»‪.‬‬ ‫عمل مدرس جامعي منذ عام ‪ ،1979‬كما عمل‬ ‫أس���تا ًذا ب�ي�ن ‪ 1982‬و‪ 1991‬يف جامع���ة القديس‬ ‫يوس���ف‪ ،‬كم���ا د ّرس يف كل م���ن "«جامع���ة‬ ‫أمس�ت�ردام احل���رة» بع���ام ‪ 1998‬اليت عم���ل فيها‬ ‫أستاذا زائرا وجامعة هارفارد اليت عمل بها أستاذا‬ ‫زائرا ً‬ ‫أيضا بعام ‪ ،2003‬كما أنه عمل أس���تاذا يف‬ ‫جامعة جنيف وجامعة البلمند‪.‬‬ ‫عم���ل يف جملس كنائس الش���رق األوس���ط بني‬ ‫عام ‪ 1984‬و‪.1991‬‬ ‫كان مس���ؤولاً ع���ن العالق���ات املس���يحية ‪-‬‬ ‫اإلس�ل�امية يف جملس الكنائ���س العاملي جبنيف‪،‬‬ ‫كما أنه أحد مؤسس�ي�ن «اللقاء اللبناني للحوار»‪،‬‬ ‫وهو عضو يف اللجنة التنفيذية ملؤسسة الدراسات‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫لديه عدة مؤلفات يف الفلسفة واألدب والشعر‪.‬‬ ‫بداي���ة دخول���ه إىل جملس ال���وزراء وزيرا كانت‬ ‫ع���ام ‪ ،2005‬ومحل عدة حقائ���ب وزارية بأكثر‬ ‫من تشكيل وزاري‪:‬‬ ‫وزي��� ًرا للبيئ���ة ووزي���ر دول���ة لش���ؤون التنمي���ة‬ ‫اإلداري���ة م���ن ‪ 19‬أبري���ل ‪ 2005‬إىل ‪ 19‬يولي���و‬ ‫‪ 2005‬يف حكومة الرئيس جنيب ميقاتي يف عهد‬ ‫الرئيس إميل حلود‪.‬‬ ‫وزي ًرا للثقافة من ‪ 19‬يوليو ‪ 2005‬إىل ‪ 11‬يوليو‬ ‫‪ 2008‬يف حكومة الرئيس فؤاد السنيورة يف عهد‬ ‫الرئي���س إميل حلود‪ ،‬كما توىل وزارة اخلارجية‬ ‫بالوكال���ة م���ن ‪ 11‬نوفمرب ‪ 2006‬بعد اس���تقالة‬ ‫الوزي���ر األصيل للوزارة ف���وزي صلوخ مع الوزراء‬ ‫الشيعة‪.‬‬ ‫وزي��� ًرا لإلعالم من ‪ 11‬يولي���و ‪ 2008‬يف حكومة‬ ‫الرئيس فؤاد الس���نيورة يف عهد الرئيس ميش���ال‬ ‫س���ليمان‪ .‬ويف ‪ 9‬نوفم�ب�ر ‪ 2009‬أعي���د تعيين���ه‬ ‫بنف���س ال���وزارة حبكوم���ة الرئي���س س���عد الدين‬ ‫احلريري بعهد الرئيس ميش���ال س���ليمان‪ ،‬وبقي‬ ‫يف املنصب إىل ‪ 13‬يونيو ‪.2011‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫علي العكرمي يف أول مقابلة حيكي سريته وسرية سجنه لـ (ميادين) ‪:‬‬ ‫ومبجرد وصولي إىل مطار عمان وبعد التدقيق يف جواز سفري قال لي الضابط كنت‬ ‫مسجونا يف ليبيا ؟ فأجبته بأني قد نسيت ذلك‬ ‫ثالثون عاما هي س���نوات اجلمر واملُر يف حياة علي العكرمي ‪،‬هو ثاني أقدم س���جني لييب (وعاملي) ‪ ،‬يتجاوزه السيد أمحد الزبري‬ ‫السنوس���ي بس���نة س���جنية واحدة ( حتس���ب ب‪ 9‬أش���هر ) ذاكرته مل تغيبها عقود الس���جن وال عذاباته مازالت حواس���ه تتذكر‬ ‫التفاصي���ل ما مسع ما رأى وحتس���س‪ ...‬وأكثر من ذلك عش���رات احلكايا ملن كان ش���اهدا لوجودهم مع���ه بعضهم قضى حنبه‬ ‫ظلما واغتياال وبعضهم انتظر حظه حتت ظالل وبؤس السجن‪ ،‬يف حديثه معنا وعد بكتابة سرية الظالم مفصلة وواسعة‪ ،‬هو‬ ‫منوذج للتسامح رغم صالفة وقساوة سجانيه ‪،‬ونظام سرق منه أحلى سين عمره وشبابه لكنه يرى يف أبنائه األربع ‪ :‬دعاء ‪ ،‬نور‪،،‬‬ ‫بشرى‪ ،‬وحممد ما يُطري خشونة ما مضى ويُبلسم ما تبقى من العمر ‪...‬‬ ‫هو اليوم رئيس اجلمعية الليبية لسجناء الرأي‪ ،‬ومستشار رئيس املؤمتر الوطين حلقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫ميادين ‪ -‬طرابلس‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫اجلزء األخري‬

‫يف سجن بوسليم بعد الثورة‬

‫وج���دت احتضان���ا م���ن أبن���اء الش���عب اللييب‬ ‫قدروا تضحياتن���ا واعتربونا رموزا وقفنا ضد‬ ‫الطاغية ‪.‬‬ ‫اس���تجاب اهلل لتمنيات أخينا علي الكاجيجي‬ ‫فوجد أحد زمالء الدراس���ة القدام���ى فأهدا ُه‬ ‫ش���قة مكتملة يف مدين���ة طرابلس وس���يارة‬ ‫جديدة ‪ ،‬أما أنا فخرجت إىل الدنيا من جديد‬ ‫بعد ثالثني عاما من سنوات اجلمر يف سجون‬ ‫الطاغي���ة فق���دت أثناءها الكثري م���ن أقربائي‬ ‫فلم يبق لي س���وى أخ شقيق وخال رمحه اهلل‬ ‫داوم عل���ى زيارتي طيلة مدة الس���جن والقى‬ ‫يف س���بيل ذل���ك الكثري من العن���ت ‪ ،‬وابن خال‬ ‫ل���ي يدعى ( س���عيد التاي���ب كان ينفق علي‬ ‫انف���اق إنس���ان ال خيش���ى الفق���ر‪ ،‬وتأت���ي يف م���ن جارتنا ‪ ،‬ف���أراد اهلل أن يدخر هذا الصنيع‬ ‫مقدم���ة هؤالء مجيعا خال�ت�ي املقيمة بتونس اجلمي���ل لوالدت���ي ويُكافئ�ن�ي بال���زواج م���ن‬ ‫(مبارك���ة حمم���د التاي���ب) ال�ت�ي كان���ت ابنتهما ال�ت�ي ولدت ‪ 1973‬هي س���نة دخولي‬ ‫لثالثني عاما تتكبد مش���اق الس���فر وتزورني اىل السجن ‪ ،‬سنة ‪ 2004‬رزقنا مبولود ذكر‬ ‫مبع���دل زي���ارة أو زيارت�ي�ن كل س���نة ‪ ،‬ولن يف غاية اجلم���ال تويف عند الوض���ع ‪ ،‬ملا رأيت‬ ‫أنسى املرحوم فؤاد عرييب‪ ،‬وأخيه عبد الرزاق الدموع تتس���اقط يف عيون زوج�ت�ي قلت هلا ‪:‬‬ ‫اللذي���ن أهدي���ا لي ش���قة مجيل���ة يف منطقة ال تقول���ي ش���يئا يغض���ب اهلل ‪ ،‬ف���ردت ‪ :‬اللهم‬ ‫بوهري���ده وقدما لي خدم���ة ال تقدر بثمن يف أجرني يف مصيبيت وعوضين عنها خريا ‪.‬‬ ‫تلك الظروف العصيبة ‪ ،‬ومن الوفاء البد من ذهب���ت إىل مق�ب�رة اهلان���ي صحب���ة صه���ري‬ ‫ذكر الوقفة النبيل���ة لقبيليت قبيلة الغوالي لدف���ن املولود فوجدت مواطن���ا مصريا يتوىل‬ ‫بقري���ة متزدة اليت قدمت لي يد املس���اعدة يف حفر القبور فس���ألته عن املكان فقال ‪ :‬خيتاره‬ ‫حل الكثري من املش���اكل املادية اليت واجهتين اهلل ‪ ،‬وم���ا أش���د درجة الذهول ال�ت�ي أصابتين‬ ‫‪ ،‬وعموم���ا وج���دت احتضانا من أبناء الش���عب عندم���ا وجدت أن القرب يتواجد على مس���افة‬ ‫اللي�ب�ي ق���دروا تضحياتن���ا واعتربون���ا رموزا قريبة م���ن قرب والدتي ال�ت�ي توفيت منذ ‪35‬‬ ‫عام���ا ويف ‪ 2005 – 7 28-‬دخل���ت زوج�ت�ي‬ ‫وقفنا ضد الطاغية ‪.‬‬ ‫ب���دأت مرحل���ة البح���ث ع���ن زوج���ة صاحلة لغرف���ة العملي���ات إلجراء عملي���ة قيصريية‬ ‫تس���اعدني يف مواجهة أعب���اء احلياة اجلديدة لوضع ابنتنا اجلميل���ة ( دعاء) وعندما أفاقت‬ ‫كن���ت العري���س املفض���ل ل���دى الكثريي���ن ‪ :‬سألتين عن تاريخ اليوم فقلت ‪28-7-2005‬‬ ‫‪ُ ،‬‬ ‫مسعة حس���نة ‪ ،‬أمتل���ك املس���كن الالئق ليس فقالت لي إنه نفس اليوم من الس���نة املاضية‬ ‫ل���دي أم وال أب ميك���ن أن يقل���ق الع���روس الذي وضعت فيه ابننا البكر الذي تويف فقلت‬ ‫اجلدي���دة ‪ ،‬دلين أحد األق���ارب (أمحد اجلذر) هلا ها قد اس���تجاب اهلل لدعائي وعوضك عنه‬ ‫على عائلة كرمية مبنطق اهلاني ‪ ،‬األب ابن خريا ‪ ،‬ث���م جاءت نور وحممد ‪ ،‬وبش���رى اليت‬ ‫عم الوالدة ‪ ،‬يف ‪ 1971‬توسطت أمي يف زواجه اقرتن جميئه���ا بنحاح هذه الث���ورة املباركة‬ ‫فش���كرا هلل ال���ذي عوضين عن س���نوات القهر‬

‫بهذه األس���رة الطيبة املبارك���ة وأغدق على‬ ‫من النعم ما ال حيصى وال يعد‪.‬‬ ‫ماذا عنت لك الثورة وكيف اس���تقبلت حالة‬ ‫الشعب املطالبة بالتغيري وأنت سابقا السجني‬ ‫املعارض لنظام جثم ألربعني عاما ؟‬ ‫شاءت األقدار أن أسافر يوم ‪ 2004 13-2-‬يف‬ ‫مهم���ة عمل إىل األردن ومبجرد وصولي إىل‬ ‫مط���ار عمان وبع���د التدقيق يف جواز س���فري‬ ‫ق���ال لي الضاب���ط كنت مس���جونا يف ليبيا ؟‬ ‫فأجبت���ه بأن�ن�ي قد نس���يت ذل���ك ‪ ،‬أبقاني ملدة‬ ‫س���اعة ث���م أعطاني اس���تدعاء للحض���ور إىل‬ ‫مبن���ى املخاب���رات بع���د أربعة أي���ام ذهبت إىل‬ ‫هن���اك حي���ث خضع���ت لتحقيق مط���ول ملدة‬ ‫أربع س���اعات كاملة ‪ ،‬بدأت األحداث يف ليبيا‬ ‫وكان من املفرتض أن يلتحق بي إىل األردن‬ ‫األخ علي كاجيجي الذي يعمل معي يف نفس‬ ‫الش���ركة ي���وم ‪ 19-2-2011‬فأبلغ�ن�ي ‪ :‬بأن‬ ‫الس���يد عبد الفتاح يون���س عندما كان وزيرا‬ ‫للداخلي���ة أصدر أم���را مبنع���ي (كاجيجي)‬ ‫من الس���فر اعتبارا من ش���هر ديسمرب ‪2010‬‬ ‫‪ ،‬اتصل���ت بزوجيت فأحلت عل���ي بعدم العودة‬ ‫إىل البالد يف الظروف الراهنة‪.‬‬ ‫وصل���ت إىل تونس ي���وم ‪ 21-2-2011‬حيث‬ ‫أجريت عمليتني جراحيتني ‪ ،‬وبقيت زوجتى‬

‫م���ع أختها يف بيت عديل���ي مبنطقة تاجوراء ‪،‬‬ ‫تصاعدت أحداث الث���ورة وبدأ يظهر أصدقاء‬ ‫احملنة حمللني على شاشات الفضائيات مثل‬ ‫األخ فوزي أبو كت���ف وحممد التومي وعلي‬ ‫الصالب���ي وغريهم وكان���ت زوجيت تعرفهم‬ ‫وامتنعت عن التصريح ألية قناة حفاظا على‬ ‫س�ل�امة أس���رتي وخوفا على عديل���ي عبداهلل‬ ‫اليونس���ي الذي قدم لي خدمة جليلة صحبة‬ ‫زوجت���ه الفاضل���ة ( نادي���ة) بإيوائه ألس���رتي‬ ‫طيلة شهرين ونصف ومع ما كان ميكن أن‬ ‫جي���ره عليه ذلك من خماطر وبتاريخ ‪14-4‬‬ ‫‪ 2011‬جن���ح أح���د أقارب���ي ( مس�ي�ر اجلدر)‬ ‫وابن أخ���ي ( عبد املطل���ب ) يف تهريب عائليت‬ ‫وأوصلوهم إىل تونس حيث استقبلتهم بفرح‬ ‫كب�ي�ر ‪ ،‬وب���دأت يف اتصاالتي برج���ال الثورة‬ ‫الذين كان���وا يرتددون على تونس من أمثال‬ ‫الس���ادة عمر احلريري وأمحد الزبري وصاحل‬ ‫الغ���زال وغريه���م م���ن املناضل�ي�ن ‪ ،‬يف بداي���ة‬ ‫يوني���و صودر بي�ت�ي بغوط الش���عال ووضعت‬ ‫عليه لوح���ة كتب عليها جلنة حصر أمالك‬ ‫العمالء واخلونة ‪ ،‬ختوفت زوجيت من عملية‬ ‫االغتي���ال فقل���ت هل���ا األعمار بي���د اهلل ‪ ،‬قالت‬ ‫البيت ص���ودر ‪ ،‬قلت هلا ليبي���ا كلها مصادرة‬ ‫ف���إذا حت���ررت اس���تعدنا بيتن���ا ‪ ،‬قال���ت ل���ي‬ ‫سيوقفون راتبك ؟ بعد أن ذهب األمن الداخلي‬ ‫إىل املصرف وراجعوا حس���ابك ‪ ،‬أجبتها الرزق‬ ‫بيد اهلل ‪ ،‬قالت سيطارد أبناء أخيك وأخي قلت‬ ‫هل���ا عليهم أن يدفعوا نصيبهم من النضال يف‬ ‫بداي���ة ش���هر يوليو علم���ت بأن امس���ي مدرج‬ ‫عل���ى قائم���ة التصفي���ة وطل���ب م�ن�ي بعض‬ ‫اإلخ���وة اخل���روج م���ن العاصمة تون���س بعد‬ ‫إرس���ال الطاغية رجاله وق���ام خبطف أربعة‬ ‫م���ن املعارضني الليبني يقيم���ون حبي النصر‬ ‫فاضطرت للخ���روج وإجيار بي���ت مبنطقة (‬ ‫قرب���ه) تقع على مس���افة ‪ 60‬كم من تونس‬ ‫العاصمة ‪.‬‬ ‫وبع���د أن حت���ررت طرابل���س ع���دت إليه���ا‬ ‫ع���ودة الفرح�ي�ن بنص���ر اهلل وتوجه���ت ف���ورا‬ ‫إىل باس���تيل ليبيا س���جن أبي س���ليم الرهيب‬ ‫فاس���تعدت ذكريات سنوات اجلمر وسجدت‬ ‫مطوال ش���كرا لربي ودعوت لش���هدائنا األبرار‬ ‫ش���هداء جمزرة سجن أبوس���ليم الرهيب اليت‬ ‫راح ضحيتها ‪ 1270‬ش���خصيا من أنبل شباب‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫نأمل يف إقامة مشروع جمتمعي يتجمع حوله‬ ‫الليبيون ويجُ معون فيه على استقالل القرار‬ ‫السياس��ي وحرم��ة ال��دم اللي�بي وتكريس‬ ‫ثقافة التداول السلمي على السلطة‬ ‫هذه البالد كانوا يصوم���ون النهار ويقيمون‬ ‫اللي���ل قتلوا ص�ب�را يف أقل من ثالث س���اعات‬ ‫وه���م يك�ب�رون تله���ج حناجره���م بذكر اهلل‬ ‫ولق���د قلبت صفحات التاري���خ فلم أجد هلذه‬ ‫اجلرمية نظ�ي�را إال قصة أصح���اب األخدود‬ ‫وم���ا نقصوا منه���م إال أن يؤمنوا ب���اهلل العزيز‬ ‫احلمي���د ث���م توجه���ت إىل ب���اب العزيزي���ة‬ ‫والتقط���ت ص���ورا تذكاري���ة داخ���ل أوكار‬ ‫الطاغية وش���اهدت بأم عيين آيات اهلل البينات‬ ‫متجسدة حتكي نهاية اجلبابرة ‪.‬‬ ‫ماذا ع���ن نش���اطك يف مجعية س���جناء الرأي‬ ‫وكيف تأسست ؟‬ ‫لق���د ب���دأت ه���ذه اجلمعي���ة فك���رة يف أذهان‬ ‫بع���ض اخلريين يف إح���دى املقاه���ي ثم منت‬ ‫وتط���ورت حتى أصبح���ت مكتمل���ة الذات هلا‬ ‫قانونه���ا األساس���ي وش���خصيتها االعتباري���ة‬ ‫وأهدافه���ا الواضح���ة البنية وخطها املس���تقل‬ ‫ال���ذي يه���دف إىل حمارب���ة ظاهرة الس���جن‬ ‫السياس���ي ومكافح���ة االس���تبداد ب���كل صوره‬ ‫وأشكاله والتوثيق لسنوات اجلمر حتى تعلم‬ ‫الناشئة حجم التضحيات اليت بذلت من أجل‬ ‫اإلطاح���ة بالطاغي���ة ويعض���وا عل���ى النواجذ‬ ‫عل���ى م���ا حتقق من اجن���ازات لق���د اخرتنا أن‬ ‫تك���ون من���ذ البداية عل���ى مس���افة واحدة من‬ ‫مجي���ع الفرق���اء السياس�ي�ن مهم���ا اختلف���ت‬ ‫مش���اربهم الفكري���ة وتوجهاته���م السياس���ية‬ ‫‪ ،‬نق���رب الش���قة بينه���م وجنس���ر اهل���وة اليت‬ ‫تفصلهم إحساس���ا منا بدقة املرحلة اليت متر‬ ‫بها البالد واختي���ارا واعيا ميكننا من أن نكون‬ ‫قوة ضاغطة على رامسي السياسات وسلطة‬ ‫رقابة على منفذي القرارات وقوة دافعة حنو‬ ‫البناء واالستقرار‪.‬‬ ‫م���ا رأيك���م يف موض���وع العدال���ة االنتقالي���ة‬ ‫واملصاحلة الوطنية ؟‬ ‫حنن يف اجلمعية الليبية لس���جناء الرأي مع‬

‫املصاحل���ة الوطنية اليت تول���د والدة طبيعية‬ ‫وال�ت�ي تس���تجيب للظ���روف املوضوعية اليت‬ ‫تضم���ن جناحه���ا ودميومتها ‪ ،‬حن���ن نعارض‬ ‫الث���أر والتش���في واالجتث���اث ‪ ،‬حن���ن ض���د‬ ‫مداهمة البي���وت وترويع األهالي حنن ندين‬ ‫احملاكم���ات االس���تثنائية والتج���اوزات أي���ا‬ ‫كان مصدره���ا ولكنن���ا بذات الق���در نرفض‬ ‫اإلفالت من العق���اب ‪ ،‬وما مل ميثل اجلالد يف‬ ‫إطار العدالة االنتقالية أم���ام القضاء العادل‬ ‫النزي���ه وتوفر ل���ه كل الضمان���ات القانونية‬ ‫للدف���اع عن نفس���ه ويق���ول القض���اء كلمته‬ ‫فل���ن يكون للمصاحلة معنى ‪ ،‬وما مل يتحقق‬ ‫ذل���ك فم���اذا نقول للص���ادق الش���ويهدي وهو‬ ‫يران���ا نصاف���ح هدى ب���ن عام���ر ‪ ،‬م���اذا نقول‬ ‫للدكتور عبد املنع���م النجار وزوجته وأبناءه‬ ‫وه���و يرانا نتصاحل م���ع التهام���ي خالد الذي‬ ‫لفق له قضية من نس���ج اخليال أودع بسببها‬ ‫الس���جن س���بعة عش���ر عاما خرج بعدها وهو‬ ‫مصاب جبلطة مل يعم���ر بعدها طويال ‪ ،‬ماذا‬ ‫نق���ول لعب���د الرمح���ن بي���وض وق���د أطلقوا‬ ‫النار على رأس���ه من مس���افة قريبة فهش���موا‬ ‫مججمت���ه م���اذا نق���ول للطبيب الفلس���طيين‬ ‫ماجد القدسي وقد مزقوا جسده إربا إربا بعد‬ ‫أس���بوع من التحقيق الوحش���ي املرع���ب ‪ ،‬ماذا‬ ‫نقول ملوسى أمحد وقد طعنوه بست وثالثني‬ ‫طعن���ة ‪ ،‬ماذا نقول لعثمان زرتي الذي هدموا‬ ‫بيته وصلبوه على جذع شجرة ومثلوا جبثته‬ ‫‪ ،‬م���اذا نق���ول للش���يخ البش�ت�ي ‪ ،‬ومصطف���ى‬ ‫النويري‪ ،‬ورش���يد كعب���ار‪ ،‬وأصحاب اجلثث‬ ‫ال�ت�ي بقيت س���بعة وعش���رين عام���ا جممدة‬ ‫يف الثالج���ات ‪ ،‬م���اذا نق���ول للذي���ن قصف���وا‬ ‫باألس���لحة الكيمائي���ة جبب���ال كرس���ه البد‬ ‫للعدال���ة أن تظهر للعامل احلر مدى بش���اعة‬ ‫ه���ذا النظام ومدى بش���اعة زبانيته من أمثال‬ ‫‪ :‬صالح املش���ري ‪،‬عبد احلميد الس���ائح ‪ ،‬عامر‬

‫يف لقاء املبادرة الليبية للعدالة االنتقالية‬

‫‪09‬‬

‫عب���داهلل الريان���ي والش���هيد ص���احل الن���وال‬ ‫وعلي العكرميوصاحل القصيب‬

‫املس�ل�اتي ‪ ،‬نصر امل�ب�روك ‪ ،‬وجممد املصراتي‬ ‫وغريهم كثري ‪.‬‬ ‫كيف ترى قانون العزل السياسي ؟‬ ‫حن���ن م���ن حي���ث املب���دأ م���ع قان���ون الع���زل‬ ‫السياس���ي وال نقب���ل باس���تمرار بع���ض م���ن‬ ‫أتب���اع النظ���ام الس���ابق يف االمس���اك بالعديد‬

‫يسلم ميادين بعض من صوره‬ ‫م���ن مفاص���ل الدول���ة لك���ن يف الوق���ت ذات���ه‬ ‫نعتقد بأن التجاذبات بني الكتل داخل املؤمتر‬ ‫الوطين العام والضغوطات املسلطة عليه من‬ ‫اخل���ارج ذهبت ب���ه إىل أبعد مم���ا كان يأمله‬ ‫غالبية ش���عبنا وخرج ع���ن الضوابط الدقيقة‬ ‫اليت كانت س���تعطيه ما يستحقه من الدعم‬ ‫وتس���اهم يف عدم إقصاء العديد من املناضلني‬ ‫الشرفاء عن الساحة السياسية ‪.‬‬ ‫‪ ..‬رأيك أو ما تس���تنتجه من قرار ‪ 50‬اخلاص‬ ‫السجناء السياسني ؟‬ ‫بتعويضات ُ‬ ‫القان���ون ج���اء تتوجي���ا لربنام���ج املصاحل���ة‬ ‫الوطني���ة الذي أق���ره النظام الس���ابق والذي‬ ‫خيري فيه السجني بقبول مبدأ املصاحلة نظري‬ ‫التعويض مادي أو اللجوء إىل احملاكم ‪ ،‬بعد‬ ‫الثورة أصدر اجملل���س االنتقالي هذا القانون‬ ‫لك���ي ال يثقل كاهل القضاء ويعاجل األوضاع‬ ‫املزرية اليت يعيشها الس���جناء وعوائلهم وملن‬ ‫ال يعل���م هن���اك زوج���ات معلق���ات ال يعرف���ن‬ ‫مص�ي�ر أزواجه���ن وال ميلك���ن ش���هادة وف���اة ‪،‬‬ ‫ويعشن على صدقات أهل الرب واإلحسان منذ‬ ‫ثالث�ي�ن عاما ‪ ،‬هناك مئات الس���جناء جتاوزوا‬ ‫س���ن اخلمس�ي�ن وهم غري قادرين على الزواج‬ ‫وال ميلك���ون بيوت���ا ُتؤويه���م ‪ ،‬هن���اك العدي���د‬ ‫م���ن الس���جناء الذي���ن يعان���ون من مش���اكل‬ ‫صحية وعاهات مستدامة ‪ ،‬ولقد اختري مبلغ‬ ‫التعوي���ض من واقع متوس���ط األح���كام اليت‬ ‫س���بق أن حكمت به���ا احملاكم الليبية س���واء‬ ‫يف العهد الس���ابق أو عهد الثورة املباركة فإذا‬

‫كان الش���عب اللييب ق���د وافق عل���ى القانون‬ ‫رق���م ‪ 4‬لتعوي���ض املتضرري���ن ع���ن انت���زاع‬ ‫ممتلكاته���م فهل يعقل أن يرفض جرب بعض‬ ‫أضرار السجناء الذين أمضوا عشرات السنني‬ ‫يف سجون الطاغية وأفنوا زهرة شبابهم فيها‬ ‫‪ ،‬أال حيق ملن تش���ردت أسرته وضاع مستقبل‬ ‫أبنائه وصودرت أمالكه وحورب كل أقاربه‬ ‫يف رزقهم ‪ ،‬ومنعوا من الس���فر وفرضت على‬ ‫بعضهم اإلقام���ة اجلربية وعان���وا كل أنواع‬ ‫الع���ذاب داخل الس���جون ووقفوا عل���ى املواقد‬ ‫الكهربائي���ة أن نس���تكثر عليه���م احل���ق يف‬ ‫حياة كرمي���ة وبيت مريح ورات���ب تقاعدي‬ ‫جمزي حتى يقرتب على األقل من املس���توى‬ ‫املعيش���ي لزميله ال���ذي كان معه على مقعد‬ ‫الدراس���ة ومل يدخل الس���جن إننا نراهن على‬ ‫وفاء أبناء شعبنا الذي احتضننا عند خروجنا‬ ‫من الس���جن وإنن���ا على يقني أن هذا الش���عب‬ ‫العظيم لن ينس���ى رموزه ولن يتنكر ألبطاله‬ ‫وعوائلهم ولن يقبل أن تظلم هذه الش���رحية‬ ‫مرتني م���رة يف عهد الطاغية ومرة أخرى يف‬ ‫عه���د هذه الث���ورة املباركة ‪ ،‬هذه الش���رحية‬ ‫املتجملة بالصرب اليت مل تعتصم ومل تتظاهر‬ ‫ومل تلوح مبمارس���ة العنف الستيفاء حقوقها‬ ‫ال�ت�ي تقره���ا الش���رائع الس���ماوية والقوانني‬ ‫الوضعية وه���ي يف نفس الوق���ت تؤكد على‬ ‫أنه���ا ال تس���تكثر على ش���عبها م���ا قدمته من‬ ‫تضحيات وما عانته من عذابات ‪.‬‬ ‫ميادي���ن مازال���ت توج���ه الدعوة ل���ك لتدوين‬ ‫س�ي�رتك وس�ي�رة م���ن رافقته���م يف س���جون‬ ‫الطاغية ‪ ...‬ولك كلمة إىل قرائنا ‪.‬‬ ‫نأم���ل يف إقام���ة مش���روع جمتمع���ي يتجمع‬ ‫حوله الليبيون ويجُ معون فيه على اس���تقالل‬ ‫القرار السياسي وحرمة الدم اللييب وتكريس‬ ‫ثقاف���ة الت���داول الس���لمي على الس���لطة وأن‬ ‫يتب���وأ اإلس�ل�ام املكانة الالئقة ب���ه يف صياغة‬ ‫الدولة وصياغة اجملتمع‪ ،‬إن الليبني يريدون‬ ‫الي���وم نظام���ا يتص���ف مبواصف���ات الكرام���ة‬ ‫الوطني���ة والعدالة االجتماعي���ة ينهي تبعية‬ ‫البالد لألجنيب ويبعد غول الطبقية املفرتس‬ ‫وحي���ارب ما فيا الفس���اد ‪ ،‬إن الليبني يريدون‬ ‫احلاك���م القدوة الذي خيدمه���م يأكل من‬ ‫خبزهم ويتحس���س عمق مواجعهم ويتعامل‬ ‫بالعمل���ة احمللي���ة املمه���ورة بع���رق الكادحني‬ ‫واملعدم�ي�ن وإىل أن يتحقق ذل���ك ندعوا أبناء‬ ‫ش���عبنا إىل وح���دة الص���ف ووح���دة الكلم���ة‬ ‫‪،‬عاش���ت ليبيا ح���رة أبية وش���كرا مليادين على‬ ‫هذه االستضافة الكرمية ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ال بيه ‪ ..‬ال عليه‬ ‫عمر عبدالدائم‬

‫كان يتماي���ل ‪ ،‬ولوال وجود رأس���ه ب�ي�ن كتفيه‬ ‫ألعتق���دت أنمّ ���ا ه���ي مالب���س تتح���رك ‪ ،‬يس���ند‬ ‫جس���ده ال ّنحي���ل عل���ى احلائ���ط حين���اً ‪ ،‬وأحياناً‬ ‫يجُ ه���ده الوق���وف فيجل���س يف أي م���كان يصله ‪،‬‬ ‫على طول مم ّر العيادة مل يس���تطع املش���ي أكثر‬ ‫خطوات ُم ّتصلة ‪ ،‬خرجت املمرضة من‬ ‫م���ن أربع‬ ‫ٍ‬ ‫غرفة الطبيب الذي كان احلاج "جماهد" عنده ‪،‬‬ ‫أس َن َد ْت ُه وهي تقول له‬ ‫ُ‬ ‫ضغ���ط دم���ك غري‬ ‫ـ���ـ ال ميك���ن أن تبق���ى هك���ذا ‪،‬‬ ‫طبيعي عل���ى اإلطالق ‪ ،‬جيب أن تذهب فوراً إىل‬ ‫املستش���فى املركزي كما أخ�ب�رك الطبيب قبل‬ ‫حلظات ‪....‬‬ ‫ّ‬ ‫مل يجُ ِ ْ‬ ‫وظ���ل مس���تنداً عل���ى ذراع املمرض���ة‬ ‫���ب ‪،‬‬ ‫اليت أوصلت ُه إىل كرس���ي االنتظار حيث ُ‬ ‫كنت‬ ‫جالس���اً ‪ ،‬حينها ق ّر ُ‬ ‫رت أن ألغي ما جاء بي للعيادة‬ ‫وأن أتولىّ أمر العودة به إىل بيته ‪ ،‬ومن ثم أذهب‬ ‫إىل عمل���ي فالس���اعة مل تتج���اوز بع���د الثامن���ة‬ ‫والنصف صباحاً ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫طلبت منه ذلك‬ ‫ـ���ـ ه ّيا خليين أن ّروح بيك يا حاج ‪،‬‬ ‫انتظار لإلجابة س���اعد ُته يف النهوض يف‬ ‫ودومنا‬ ‫ٍ‬ ‫حني كان هو ُمستسلماً ّ‬ ‫لكل ما قل ُته له ‪.‬‬ ‫أركب ُت ُه الس���يارة وأنا أس���أله ه���ل بيته يف نفس‬ ‫احل���ي ‪ ،‬فأجاب باإلجياب ‪ُ ،‬‬ ‫أدرت الس���يارة عندما‬ ‫ُ‬ ‫عرفت من خالهلا ناحية بيته ‪،‬‬ ‫متتم بكلمات‬ ‫ُ‬ ‫مسع���ت املمرض���ة تق���ول إن ضغ���ط دم���ك ال‬ ‫ـ���ـ‬ ‫يتعدّى ‪ 80‬على ‪ 40‬وقالت هذا يعين هبوط حاد‬ ‫‪ ،‬فكيف جئت هنا وحدك؟‬ ‫ــ إييه ‪ ..‬خّليها يف س ّرك ‪..‬‬ ‫أجاب ببطء‬ ‫ــ خري يا حاج بالك نقدر نساعدك؟‬ ‫اهلم من كل تركينه‬ ‫ـ���ـ باهلل فاش بتس���اعدني ‪ّ ،‬‬ ‫‪ ،‬الول���د الوحي���د اللي قاع���د معايا ما ي���روّح لعند‬ ‫الفجر ‪.‬ش‬ ‫ــ خريه ؟ يشتغل ُمناوب؟‬ ‫ــ ُمناوب يف احلش���يش واملخذرات ــ حاش���اك ــ من‬ ‫أمس قلت له نيب املستشفى ما ريته منه ‪.‬‬

‫ــ ال حول وال قوة إال باهلل ‪ ..‬وخريهم باقي األوالد‬ ‫وين ؟‬ ‫ـ���ـ واح���د حمبوس له أكثر من س���نة م���ا نندروا‬ ‫عليه حي وإال ميت ‪ ،‬والثاني هارب ب ّرا ‪ ،‬واملشكلة‬ ‫ّ‬ ‫أن البيت اللي ساكنني فيه باعه واملشرتي يهدد‬ ‫فينا كل يوم يبينا نطلعوا ‪.‬‬ ‫ــ يعين مل تذهب للطبيب إطالقاً ؟‬ ‫ــ ُ‬ ‫كنت منذ يومني يف املستش���فى العام ‪ ،‬وكانت‬ ‫هن���اك اعتصام���ات ‪ ،‬وأس���لحة ‪ ،‬و فوض���ى ‪ ،‬كل‬ ‫شيء كان فيه ‪ ..‬إال األطباء واملمرضات ووسائل‬ ‫العالج ‪ ...‬احلمد هلل على كل حال ‪.‬‬ ‫كان بني الفينة واألخرى يُشري بإصبعه مييناً و‬ ‫يساراً لتحديد مكان بيته ‪ ،‬وفجأ ًة قال ‪:‬‬ ‫ــ خالص خالص هنا ‪ ..‬هذا هو البيت ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فتح���ت ل���ه باب الس���يارة ‪ ،‬أنزل ُت��� ُه ‪ ،‬أوصل ُت ُه وهو‬

‫إلي حتى باب بيته ‪ ،‬متتم بكلمات شكر‬ ‫مس���تنداً ّ‬ ‫ُ‬ ‫وانطلقت إىل عمل���ي وطوال الطريق‬ ‫‪ ،‬ودّعت���ه ‪،‬‬ ‫كن���ت أحد ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّث نفس���ي ع���ن احلاج "جماه���د" وما‬ ‫ٌ‬ ‫م���وروث ُ‬ ‫وص���ل إليه من ب���ؤس ‪ُ ،‬‬ ‫وبعض ُه‬ ‫بعض��� ُه‬ ‫ُمك َت َسب ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حاول���ت أن أع���دّد هموم���ه ‪ ،‬فل���م اس���تطع ‪ ،‬فقد‬ ‫كانت همومه حبجم الوطن الذي يعيش فيه ‪.‬‬ ‫عصراً ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫وأن���ا عائ ٌد م���ن عملي قادتين طريقي ـ���ـ صدفة ــ‬ ‫ُ‬ ‫فرأيت‬ ‫للش���ارع الذي يس���كنه احل���اج "جماه���د" ‪،‬‬ ‫بعض الش���باب يقوموم���ن برتكي���ب خيمة من‬ ‫إطار حديدي ‪ ،‬وبعض الرجال جلوس���اً وآخرون‬ ‫ٍ‬ ‫وج َلب���ة هن���ا وهن���اك ُ‬ ‫‪،‬أدرت س���يارتي‬ ‫واقف���ون ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫س���ألت أول رج���ل‬ ‫باجتاهه���م ‪ ،‬و ح�ي�ن وصل���ت‬ ‫قابلين عن هذه احلركة االستثنائية يف الشارع‬

‫‪ ،‬فأجاب ‪:‬‬ ‫ــ احلاج جماهد عطاك ُعمره ‪..‬‬ ‫���ر ْت قش���عرير ٌة غريب���ة يف كام���ل جس���مي ‪،‬‬ ‫َس َ‬ ‫ُ‬ ‫وأحسس���ت أ ّن���ي أع���رف هذا االس���م من���ذ دهور ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حاولت أن أبدو ُمتماسكاً وأنا أنطق بالشهادة ‪:‬‬ ‫ــ ال إله إال اهلل ‪ ..‬خريه؟ حادث وإال مريض؟‬ ‫ــ ال واهلل ‪ ،‬أهله يف البيت قالوا ‪ ..‬ال بيه ‪ ..‬ال عليه ‪..‬‬ ‫ناضوا الصبح لقيوه متويف يف فراشه ‪.‬‬ ‫ـ���ـ ال بي���ه ‪ ..‬ال علي���ه ‪ُ ،‬‬ ‫أدرت س���يارتي وأن���ا أمتتم‬ ‫بهذه الكلمة اجلوفاء الب���اردة ‪ ،‬كربودة حياتنا ‪،‬‬ ‫ولس���ان حالي يقول ‪ ،‬إ ّنين أدرى ال ّناس مبا كان‬ ‫ب���ه ‪ ..‬وعليه احلاج "جماهد" ‪ ،‬فما كان به وعليه‬ ‫ٌ‬ ‫كفيل بأن يقتل شعباً بكامله ‪.‬‬ ‫طرابلس ‪2013/6/16 :‬‬

‫قصة قصرية‪.‬‬

‫أمحد يوسف عقيلة‬

‫‪1‬‬ ‫‪ ...‬األرمل���ة ختل���ع الس���واد‪ ..‬يظه���ر عل���ى‬ ‫كتفيها شال أمحر‪ ..‬يف يديها تشرق نقوش‬ ‫احلن���اء‪ ..‬جس���دها يتغرب���ل لص���وت الذكر‬ ‫ّ‬ ‫األج���ش‪ ..‬تطيل النظ���ر إىل قمصان الرجال‬ ‫وسراويلهم اليت تقطر فوق حبال الغسيل‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ ...‬بقرته���ا من���ذ األم���س وه���ي تن���ط فوق‬ ‫األبق���ار األخ���رى‪ ..‬تل���ك ه���ي طريقته���ا يف‬ ‫اإلعالن ع���ن رغبته���ا يف الثور‪ ..‬تنظ���ر إليها‬ ‫بش���يء م���ن احلس���د‪ ..‬فالبق���رة تفص���ح عن‬

‫ثور االستيالد‬

‫اشتهائها يف وضح الش���مس‪ ..‬ختور‪ ..‬تتشمم‬ ‫اهلواء حبثاً عن رائحة الثريان‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ...‬متش���ي م���ع الس���فح الش���رقي‪ ..‬تتلف���ت‪..‬‬ ‫القش يقرمش حتت حذائها‪ ..‬ش���اهلا األمحر‬ ‫يربق يف خلوات الغابة‪ ..‬دخان خفيف يصعد‬ ‫م���ن مصب ال���وادي‪ ..‬إنها ش���اي الضحى عند‬ ‫ُس���مع ّ‬ ‫متقطعاً خلف‬ ‫الرع���اة‪ ..‬خ���وار الث���ور ي َ‬ ‫األجراف‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ ...‬جتل���س على صخ���رة عريضة بعيداً عن‬

‫الن���ار‪ ..‬تش���بك يديه���ا ف���وق ركبتيه���ا‪ ..‬ميد‬ ‫هلا كوب الش���اي‪ ..‬يرتعش الكوب‪ ..‬تنس���كب‬ ‫بعض القطرات على أصابعها‪.‬‬ ‫ـ ال تقلق���ي من ناحي���ة الثور‪ ..‬إن���ه مروَّض‪..‬‬ ‫هادئ‪ ..‬بإمكان أية أنثى أن تقوده‪.‬‬ ‫ـ هل هو مناسب‪ ..‬أعين‪...‬‬ ‫ـ أوووه‪ ..‬يف كامل النضج‪ ..‬منوذج!‬ ‫ـ أال يبدو قصرياً بعض الشيء؟‬ ‫ميكن���ك أن حتكم���ي علي���ه وه���و نائ���م‪..‬‬ ‫ـ ال‬ ‫ِ‬ ‫انتظري حتى يقف‪.‬‬ ‫ـ أخشى أن يكون حنيفاً‪.‬‬

‫ـ إطالقاً‪ ..‬اقرتبي منه‪ ..‬ها هو يقف‪ ..‬ميد عنقه‬ ‫ناحيت���ك‪ّ ..‬‬ ‫ف�ت�ي‪ ..‬ممتلئ‪ ..‬مس���تقيم الظهر‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ميكنك أن تتحسس���يه‪ ..‬لن‬ ‫أكث���ر‪..‬‬ ‫اقرتب���ي‬ ‫ِ‬ ‫ينطحك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ـ أوووه‪ ..‬داف���ئ‪ ..‬على الرغ���م من أنه كان يف‬ ‫الظل‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ ...‬تع���ود مع الس���فح الغربي َّ‬ ‫املظل���ل‪ ..‬تقود‬ ‫الث���ور‪ ..‬متش���ي به���دوء‪ ..‬وعل���ى ش���اهلا يعلق‬ ‫الكثري من ّ‬ ‫القش‪.‬‬ ‫(‪)2013‬‬


‫كتاب ميادين ‪11‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫‪ 25‬ـ ‪-2‬‬ ‫‪26 ( (59‬‬‫الثانية (العدد‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو ‪)2013‬‬ ‫يونيو ‪1 -‬‬ ‫‪- ) 111‬‬ ‫السنة‪ -‬العدد‬ ‫السنة الثالثة‬

‫إعالم ما بعد الثورات ‪...‬الواقع واملأمول‬ ‫ليبيا اجلديدة بني نظامي املركزية والالمركزية‬

‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬


‫‪12‬‬

‫يوليو‪)2013‬‬ ‫يونيو‪1 1- -‬يوليو‬ ‫‪2525( -( )- 111‬يونيو‬ ‫العدد (‪) 111‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫إعالم ما بعد الثورات ‪...‬الواقع واملأمول‬

‫احلسني املسوري‬ ‫يف الثالث من ش���هر مايو حيتفل العامل‬ ‫بالي���وم العاملي حلري���ة الصحافة وبات‬ ‫يوم ‪ 3‬مايو من كل عام موعد االحتفال‬ ‫باملبادئ األساس���ية حلري���ة الصحافة‪،‬‬ ‫وتقيي���م حرية الصحافة ح���ول العامل‪،‬‬ ‫والدف���اع ع���ن وس���ائل اإلع�ل�ام ضد ما‬ ‫يهدد اس���تقالهلا‪ ،‬والتعبري عن اإلجالل‬ ‫للصحافيني الذين فقدوا حياتهم أثناء‬ ‫ممارس���ة عملهم ومب���ا ان الصحافة يف‬ ‫بل���دان ربيع الثورات ليس���ت كما قبله‬ ‫فإنن���ا يف هذا امللف نس���لط الضوء حول‬ ‫اإلع�ل�ام يف تونس ومص���ر وليبيا حيث‬ ‫ال خيتل���ف اثن���ان عل���ى أن اإلع�ل�ام يف‬ ‫دول الث���ورات مثل تونس ومصر وليبيا‬ ‫لي���س إعالم ما قب���ل هذه الث���ورات وان‬ ‫كان اإلع�ل�ام املص���ري متقدم���ا نوعا‬ ‫ما من ناحية حري���ة الصحافة والبنية‬ ‫اللوجس���تية عن مثيله يف تونس وليبيا‬ ‫رغ���م أن اإلعالم التونس���ي الذي كان‬ ‫أ قل حرية من اإلع�ل�ام املصري ولكنه‬ ‫ظل يتمتع بكوادر فنية تستطيع العمل‬ ‫مبهني���ة وحرفي���ة مت���ى توف���ر املن���اخ‬ ‫السياسي لذلك يف ليبيا األمر خمتلف‬ ‫فال حري���ة وال بني���ة لوجس���تية و قلة‬ ‫ك���وادر فنية حرفية فق���د دمر احلكم‬ ‫الدكتات���وري يف ليبيا كل املؤسس���ات‬ ‫اإلعالمي���ة وحوهل���ا إىل أوكار لكتابة‬ ‫التقاري���ر وملوظفي األم���ن ومل يتمكن‬ ‫اإلعالميون والفنيون حتى من تطوير‬ ‫مهارتهم وبعد أن جنحت هذه الثورات‬ ‫يف إس���قاط احلكام الدكتاتوريني فتح‬ ‫الب���اب على مصراعيه لوس���ائل اإلعالم‬ ‫واإلعالميني خ�ل�ال أيام انتصار الثورة‬ ‫غ�ي�ر أن ه���ذه احلري���ة مل ت���دم طويال‬ ‫فقد اصطدم���ت مرة أخرى بالس���لطة‬ ‫اجلديدة املنتخبة من الشعب واألحزاب‬ ‫الديني���ة كم���ا يف مص���ر وتون���س‬ ‫وبالفلتان األمين وانتشار السالح كما‬ ‫يف ليبيا و حرية األعالم تعين أن يكون‬ ‫اإلعالم حرا من أي رقابة مس���بقة وأن‬ ‫يكون كل شيء متاحا أمام اجلميع بال‬ ‫أية قيود وأن تكون هناك حرية النتقاد‬ ‫املؤسس���ات احلكومية وغ�ي�ر احلكومية‬ ‫على حد سواء فأحد اجلوانب األساسية‬ ‫للدميقراطية الس���ليمة ه���و أن يتمكن‬ ‫الناس من انتق���اد حكومتهم‪ ،‬وأن يكون‬ ‫هناك إعالم حر يعمل مبهنية وضمري‬

‫تونس مواجهة بني اإلعالم والتيار الديين‬ ‫كانت األشهر القليلة املاضية مضطربة بالنسبة‬ ‫لوس���ائل اإلعالم التونسية بس���بب االصطدامات‬ ‫املس���تمرة ب�ي�ن احلكوم���ة والصحافي�ي�ن وأظهر‬ ‫إغ�ل�اق بع���ض املؤسس���ات اإلعالمي���ة املس���تقلة‬ ‫والرقاب���ة واالعتق���االت واالعت���داءات الوحش���ية‬ ‫ال�ت�ي تعرض هل���ا الصحافي���ون أن حل���م حصول‬ ‫الصحاف���ة يف تون���س عل���ى احلري���ة الكامل���ة قد‬ ‫يك���ون بعي���د املنال كم���ا مثلت مناقش���ة الربملان‬ ‫التونس���ي إدخ���ال تعدي�ل�ات مثرية للج���دل على‬ ‫قان���ون الصحاف���ة اجلديد يف الب�ل�اد تقيد حرية‬ ‫التعبري ضربة قوية يف وجه حرية اإلعالم‪..‬حيث‬ ‫اعترب املراقبون أن املادة الثالثة اليت متنع االعتداء‬ ‫على املقدس���ات ما هي إال ستار للحكومة متارس‬ ‫من خلفها الرقابة على وسائل اإلعالم‪ ،‬حيث أنها‬ ‫مل حت���دد بالضبط ما ه���ي تلك "املقدس���ات" اليت‬ ‫مينع التط���اول عليها وترك���ت املصطلح عائما‪،‬‬ ‫قبل أن يعلن مصطفى بن جعفر رئيس اجلمعية‬ ‫التأسيس���ية الوطني���ة أن األح���زاب الثالث���ة اليت‬ ‫تش���كل االئتالف احلاك���م يف البالد ق���ررت بعد‬ ‫عدة نقاشات إلغاء اجلزئية اخلاصة بـ "املقدسات‬ ‫ومن جهته أش���ار كمال العبي���دي رئيس اهليئة‬ ‫الوطني���ة إلص�ل�اح اإلع�ل�ام واالتص���ال أن���ه بعد‬ ‫اإلطاح���ة بالرئيس بن علي‪ ،‬اتس���ع هامش حرية‬ ‫التعب�ي�ر والصحاف���ة واختفت اخلط���وط احلمر‬ ‫مالحظ���ا أنه رغ���م تغري املنت���وج اإلعالم���ي‪ ،‬فإن‬ ‫العقلي���ات مل تواك���ب ه���ذا التح���ول الس���يما يف‬ ‫بع���ض املؤسس���ات اإلعالمي���ة وبني ان���ه لتحقيق‬ ‫تغري عميق‪ ،‬جيب إرس���اء ثقافة تش���ريعية قادرة‬ ‫على وضع أس���س حوكمة جيدة وهو ما يتطلب‬ ‫جه���دا كب�ي�را وإرادة سياس���ية قوي���ة وأك���د‬ ‫العبيدي أن التش���ريع اخل���اص باإلعالم اجلاري‬ ‫ب���ه العم���ل حالي���ا جيرم عم���ل الصحف���ي وحيد‬ ‫م���ن حقوقه ومن حق���وق املواطن�ي�ن اآلخرين يف‬ ‫حرية التعبري والنشر مضيفا أن قانون الصحافة‬ ‫ال يتضم���ن أي���ة أح���كام تنظ���م القطاع الس���معي‬

‫البصري أو الصحافة االلكرتونية وأش���ار إىل أن‬ ‫الصحافيني التونس���يني يطالبون الي���وم بأن يتم‬ ‫إدراج احل���ق يف حرية التعب�ي�ر والصحافة ضمن‬ ‫الدس���تور طبقا للقوانني الدولي���ة أما خبصوص‬ ‫املس���ائل املتعلقة جبرائم الصحافة على الش���بكة‬ ‫االنرتن���ات وبالقوانني الدولي���ة الواجب احرتامها‬ ‫من قبل املدونني والنش���طاء على شبكة االنرتنت‬ ‫فق���د أوضح كم���ال العبي���دي أنها حالي���ا بصدد‬ ‫الدرس ‪.‬‬ ‫وقال���ت جنيب���ة احلمرون���ي نقيب���ة الصحفي�ي�ن‬ ‫التونس���يني يف مقر النقابة أن احلكومة اجلديدة‬ ‫مازالت تنظ���ر إىل اإلعالم بعني الريبة‪ ،‬وأضافت‬ ‫جنيبة ال�ت�ي انتخبت للمنصب العام املاضي أن ما‬ ‫حيدث يومي���ا يف تونس ليس عودة للرقابة وإمنا‬ ‫هي جهود للتأث�ي�ر يف الصحفيني وتوجيههم إىل‬ ‫سياس���ة حتريري���ة معين���ة وش���خصيات معينة‬ ‫وقضاي���ا معينة‪،‬ويف اح���د االحتجاج���ات أطلقت‬ ‫الش���رطة الغاز املس���يل للدموع لتفريق املظاهرة‬ ‫وقالت أن االحتجاج اس���تنفذ الوقت املخصص له‬ ‫وتع���رض العديد من الصحفي�ي�ن الذين ظلوا يف‬ ‫املكان للض���رب واالهانة من الش���رطة‪ ،‬وانتقدت‬ ‫نقاب���ة الصحفي�ي�ن ما ح���دث ورغم ن���درة جلوء‬ ‫الش���رطة التونس���ية للعنف ضد الصحفيني بعد‬ ‫الث���ورة فان العنف يف هذا الي���وم أعاد إىل األذهان‬ ‫األس���اليب اليت كانت تس���تخدمها الشرطة أيام‬ ‫ب���ن عل���ي‪ ،‬وقال���ت منظمة مراس���لون ب�ل�ا حدود‬ ‫ومقرها باري���س يف بيان حينها "تش�ي�ر الطريقة‬ ‫اليت أهانت بها الش���رطة الصحفيني ووحش���يتها‬ ‫مع بعضه���م إىل عودة واضحة الس���تخدام عنف‬ ‫الشرطة ضد اإلعالم‪ ،‬وأضافت "التفسري الوحيد‬ ‫هل���ذا التصرف من قبل الش���رطة ه���و خوفها من‬ ‫ب���ث صور ولقطات فيدي���و ألفعاهلا غري املربرة يف‬ ‫اإلعالم وهذا الظهور اجملدد للتوتر بني الشرطة‬ ‫والصحفي�ي�ن يث�ي�ر كثريا من القل���ق جيب فعل‬ ‫ش���يء لن���زع فتي���ل ذلك وإال س���تتكرر مث���ل هذه‬ ‫املش���اهد‪ ،‬وتنف���ي احلكومة تضيي���ق اخلناق على‬

‫حري���ة الصحافة يف الب�ل�اد‪ ،‬ويف مؤمتر صحفي‬ ‫قبل يومني من هذه الواقعة واجه راشد الغنوشي‬ ‫زعيم حزب النهضة وابال من األس���ئلة حول هذه‬ ‫احلريات ورد الغنوش���ي بالق���ول إن زمام اإلعالم‬ ‫قد انفلت وانه يس���اعد على االستقطاب يف املشهد‬ ‫السياسي‪ .‬حبسب رويرتز‪.‬‬ ‫وق���ال الغنوش���ي ان���ه يري���د أن يتحل���ى اإلع�ل�ام‬ ‫باملهني���ة وان���ه ال أح���د يري���د أن يث�ن�ي اإلع�ل�ام‬ ‫الرمسي أو اخلاص عل���ى احلكومة وال أن ينتقل‬ ‫م���ن إط���راء إىل إط���راء وإمنا ق���ال ان���ه يريده أن‬ ‫يتحلى باملوضوعية‪ ،‬ويقول صحفيون تونس���يون‬ ‫أنه���م رغ���م التحدي���ات ف�ل�ا يزال���ون م���ن أكرب‬ ‫الفئ���ات اليت حققت مكاس���ب من الث���ورة‪ ،‬وبدأت‬ ‫أكث���ر م���ن مئ���ة صحيف���ة جدي���دة يف الصدور‬ ‫بع���د الث���ورة وب���دأ ب���ث ‪ 12‬إذاع���ة جدي���دة كما‬ ‫انطلقت ث�ل�اث قنوات فضائية جدي���دة‪ ،‬ومل يعد‬ ‫الصحفيون التونس���يون يواجه���ون الرتويع كما‬ ‫انته���ت الرقاب���ة احلكومي���ة وظه���ر جي���ل جديد‬ ‫يف الص���ورة‪ ،‬فف���ي املكات���ب الصاخب���ة لصحيف���ة‬ ‫(تونيزي���ا الي���ف) االلكرتوني���ة ال�ت�ي تص���در‬ ‫باالجنليزي���ة وخرج���ت من رحم الث���ورة تناقش‬ ‫جمموع���ات م���ن الصحفي�ي�ن الش���بان حبم���اس‬ ‫أكثر أحداث اليوم س���خونة‪ ،‬ومل تكن النقاش���ات‬ ‫اليت تدور بني العاملني يف الصحيفة اليت يشرف‬ ‫مؤسس���وها على مبنى استديو تلفزيوني لتخطر‬ ‫عل���ى بال أح���د يف أيام الرقاب���ة احلكومية عندما‬ ‫اقتص���رت الصحف على مديح ب���ن علي وحفلت‬ ‫بص���ور الس���يدة األوىل يف الب�ل�اد‪ ،‬وش���ارك زي���اد‬ ‫حمريس���ي ويوس���ف جاجيي وكالهم���ا يتحدث‬ ‫االجنليزي���ة بطالقة يف تأس���يس (تونيزيا اليف)‬ ‫الذي س���اعد اإلع�ل�ام الدولي عل���ى معرفة أخبار‬ ‫تون���س أي���ام الث���ورة ويعك���س ذل���ك امل���دى الذي‬ ‫ميكن أن يصل إليه الش���بان التونسيون املتعلمون‬ ‫يف خالل ش���هور فقط‪ ،‬وقال حمريس���ي عند بدء‬ ‫الث���ورة ش���عرنا بأن���ه ال يوجد أحد ينق���ل األخبار‬ ‫باالجنليزي���ة‪ ،‬وأضاف حمريس���ي ال���ذي زاد عدد‬


‫‪)2013‬‬ ‫يونيوـ ‪1-2-‬‬ ‫العدد(‬ ‫‪- ) (111‬‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫‪)2012‬‬ ‫يوليو يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪26 ( (25‬‬ ‫‪59‬‬‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫يونيو ‪1 -‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪- ) 111‬‬ ‫العدد‪( -‬العدد‬ ‫الثالثة‬ ‫السنةالسنة‬

‫يف مصر ال تزال عالقة اإلعالم بالسلطة مضطربة ومتوترة‬ ‫رغم مرور السنتني على سقوط نظام الرئيس حسين مبارك‬ ‫فعلى الرغم من تغري أمساء املسؤولني‬ ‫العاملني معه اآلن إىل ‪ 30‬ش���خصا "بدأنا مبدونة‬ ‫بس���يطة للغاي���ة ومل تك���ن ذات ج���ودة عالية لكن‬ ‫س���رعة وحج���م التغي�ي�ر يف تون���س جع�ل�ا قطاع‬ ‫اإلع�ل�ام يعان���ي م���ن التخب���ط فاإلث���ارة كبرية‬ ‫خاصة عندما يتعل���ق األمر باجلدال مع التيارات‬ ‫الدينية كما أن املصادر قليلة واإلشاعات تنتشر‬ ‫بسرعة‪ ،‬وبالنس���بة لوس���ائل اإلعالم االلكرتوني‬ ‫الرائ���دة مث���ل (تونيزي���ا الي���ف) فإنه���ا كافحت‬ ‫حتى تصبح معروفة وحتصل على متويل‪ ،‬وعلى‬ ‫الناحية األخرى أصدرت ش���خصيات سياسية أو‬ ‫اقتصادي���ة كب�ي�رة صحفا ال تك�ت�رث بالصحافة‬ ‫املوضوعي���ة بق���در اهتمامها بالرتوي���ج حلمالتها‬ ‫االنتخابي���ة أو مصاحلها‪ ،‬وقال حمريس���ي هناك‬ ‫ف���راغ بالفعل وال���كل حياول ملء ه���ذا الفراغ مبا‬ ‫يس���تطيع‪ ،‬وأثن���ى خ�ب�راء قانوني���ون وإعالميون‬ ‫على قانون جديد لإلعالم وضعت مسودته جلنة‬ ‫مس���تقلة خالل الف�ت�رة االنتقالية الع���ام املاضي‬ ‫لك���ن صحفيني يقولون انه مل ينفذ بعد‪ ،‬ومل يعد‬ ‫هن���اك يف تونس وزارة لإلعالم بعد الثورة لتجيز‬ ‫أو متنع إصدار الصحف لكن احلكومة مل تنش���ئ‬ ‫بعد س���لطة إعالمية مستقلة نص عليها القانون‬ ‫اجلدي���د العتم���اد الصحفي�ي�ن ومراقب���ة ش���ؤون‬ ‫املهنة‪ ،‬ومينع القانون اجلديد اعتقال الصحفيني‬ ‫إال أن���ه عندم���ا اعتقل ابن س���عيدة بس���بب صورة‬ ‫الع���ب ك���رة الق���دم وبتهم���ة اإلس���اءة لألخالق‬ ‫وال���ذوق الع���ام جتاه���ل النائ���ب الع���ام التونس���ي‬ ‫قان���ون اإلعالم‪ ،‬وجل���أ النائب الع���ام يف قراره إىل‬ ‫القان���ون اجلنائ���ي الذي س���تعاد كتابت���ه ومازال‬ ‫يس���مح باعتق���ال الصحفيني‪ ،‬وقال���ت احلمروني‬ ‫إن الصحفيني يطالب���ون بتنفيذ القانون اجلديد‬ ‫لكنهم يطالب���ون أالن أيضا بإلغاء بنود يف القانون‬ ‫اجلنائ���ي تضي���ق عل���ى احلري���ات‪ ،‬وأضاف���ت أن‬ ‫األم���ر كان مفهوما يف عهد ب���ن علي وأن النظام‬ ‫كان ديكتاتوريا لكنها تس���اءلت عن السبب الذي‬

‫جيعل احلكومة اجلدي���دة تلجأ للقانون اجلنائي‬ ‫رغم أنه يف�ت�رض أن تكون حكوم���ة ثورية‪ ،‬فيما‬ ‫تظاهر أالف التونس���يني بشوارع العاصمة تونس‬ ‫للتحذي���ر م���ن تراج���ع احلري���ات اجلدي���دة يف‬ ‫الب�ل�اد بع���د الثورة‪ ،‬وتأتي املس�ي�رة وس���ط موجة‬ ‫انتق���ادات تقودها املعارضة ضد احلكومة بدعوى‬ ‫إخفاقها يف معاجلة عدد من القضايا االجتماعية‬ ‫واالقتصادي���ة والس���عي للتضييق عل���ى احلريات‬ ‫بع���د أس���ابيع قليلة من تس���لمها مقالي���د احلكم‪،‬‬ ‫وجتمع حوالي مخس���ة أالف متظاهر يف مس�ي�رة‬ ‫ته���دف للمطالب���ة حبماي���ة احلريات ال�ت�ي قالوا‬ ‫أنها مهددة بدعوة من أحزاب يس���ارية ومنظمات‬ ‫اجملتم���ع املدني‪ ،‬ودع���ت املعارضة للمس�ي�رة بعد‬ ‫تع���رض صحفي�ي�ن وحقوقي�ي�ن إلعم���ال عن���ف‬ ‫م���ن قبل إف���راد من مجاعات متش���ددة ومتطرفة‬ ‫وبع���د مثول مدي���ر ع���ام تلفزيون نس���مة احمللي‬ ‫أم���ام القض���اء بتهمة اإلس���اءة للش���عائر الدينية‪،‬‬ ‫ورف���ع املتظاه���رون الذي���ن جتمع���وا أمام س���احة‬ ‫حقوق اإلنس���ان بالعاصمة قبل أن جيوبوا ش���ارع‬ ‫احلبيب بورقيبة بقل���ب العاصمة‪ -‬الفتات كتب‬ ‫عليه���ا "الس���يطرة عل���ى اإلع�ل�ام ع���ودة للظالم"‬ ‫و "ال خ���وف ال رع���ب ‪ ..‬الس���لطة ملك الش���عب" و‬ ‫"خب���ز وماء والتط���رف ال‪ ..‬ومل خيف املتظاهرون‬ ‫غضبه���م من احلكومة وردد مئات منهم ش���عارات‬ ‫مناهض���ة للحكوم���ة وحلركة النهض���ة ورددوا‬ ‫ش���عار "الش���عب يريد إس���قاط احلكومة"‪ ،‬وانتقد‬ ‫املتظاه���رون م���ا قال���وا ان���ه س���عي احلكوم���ة اليت‬ ‫تقوده���ا حرك���ة النهضة م���ع حليفيه���ا املؤمتر‬ ‫م���ن اج���ل اجلمهوري���ة والتكتل من اج���ل العمل‬ ‫واحلري���ات إىل الس���يطرة عل���ى قط���اع اإلع�ل�ام‬ ‫احلكوم���ي مثل التلفزيون احلكومي بعد تعيينات‬ ‫جدي���دة أعلنته���ا احلكوم���ة وطالت حتى رؤس���اء‬ ‫حترير نشرات األخبار حبسب رويرتز‪.‬‬ ‫ورغ���م أن احلكوم���ة قالت أنها ال تس���عى لتكميم‬

‫حري���ة التعب�ي�ر وال الس���يطرة على اإلع�ل�ام وان‬ ‫التعيين���ات مؤقت���ة حتى إج���راء انتخاب���ات داخل‬ ‫املؤسس���ات اإلعالمية احلكومية‪ ،‬إال أن احملامية‬ ‫س���عيدة ق���راش ال�ت�ي كان���ت ترفع عل���م تونس‬ ‫وس���ط حش���ود املتظاهرين قالت حنن هنا لنقول‬ ‫أن الناش���طني واملنظم���ات واألح���زاب باملرص���اد‬ ‫حلماية احلريات من الرتاجع وس���ط ما نش���اهده‬ ‫م���ن خطاب متطرف متش���نج وتعدي على حرية‬ ‫اإلع�ل�ام واملعتق���د والتفك�ي�ر‪ ،‬واتهم���ت ق���راش‬ ‫حرك���ة النهض���ة بالتواط���ئ والتغاض���ي عل���ى‬ ‫اخلطاب املتش���دد والعنف بدع���وى الدين‪ ،‬وكان‬ ‫الص���ادق ش���ورو عض���و اجملل���س التأسيس���ي عن‬ ‫حركة النهضة وس���جني سابق قد استشهد بأية‬ ‫قرآني���ة يف اجمللس تدعو إىل قت���ل اخلارجني عن‬ ‫القان���ون يف إش���ارة للمعتصمني الذي���ن يعطلون‬ ‫اقتصاد البالد وأثار تدخله جدال واسعا يف اجمللس‬ ‫وضمن األوساط احلقوقية ووصفت الدعوة بأنها‬ ‫حتري���ض على القت���ل والفتنة بني أبناء الش���عب‬ ‫الواح���د رغم س���عي أعضاء من حرك���ة النهضة‬ ‫التقليل من حدة التصريح‪ ،‬من جهته قال محادي‬ ‫الرديس���ي وهو أس���تاذ باجلامعة وناشط حقوقي‬ ‫تعرض للعنف على يد ش���اب من التيار الس���لفي‬ ‫"حن���ن هنا لنطل���ق صيحة فزع ضد تي���ار جارف‬ ‫من التشدد يف اخلطاب املتشدد وعدم قبول الرأي‬ ‫املخال���ف والعنف"‪ ،‬وش���اركت نقابة الصحفيني‬ ‫التونسيني يف املسرية ورفعت شعارات تنادي بعدم‬ ‫الوصاي���ة عل���ى اإلعالم والتمس���ك باس���تقاللية‬ ‫القطاع الذي عاني لعقود من هيمنه النظام عليه‪،‬‬ ‫وتعهد مح���ادي اجلبال���ي رئيس الوزراء األس���بق‬ ‫حبماي���ة كل احلريات مب���ا فيها حري���ة التعبري‬ ‫واالحتج���اج واحرتام حقوق اإلنس���ان لكنه طالب‬ ‫املعارض���ة باح�ت�رام خي���ار الش���عب الذي جس���ده‬ ‫يف االنتخاب���ات املاضي���ة غري أن مكتب املستش���ار‬ ‫اإلعالم���ي ل���دى رئاس���ة احلكوم���ة أص���در بالغا‬ ‫أوض���ح في���ه أن رئيس احلكومة األس���بق محادي‬ ‫اجلباىل س���يقدم تصرحيا يف خص���وص التحوير‬ ‫ال���وزاري ل���ن يك���ون مش���فوعا بطرح أس���ئلة من‬ ‫قب���ل اإلعالميني‪.‬وقد أعترب هذا القرار إس���تهانة‬ ‫بالصحافي�ي�ن وتضييق���ا عل���ى مهنته���م وضرب���ا‬ ‫مس���بقا للح���ق يف احلص���ول عل���ى املعلوم���ة‪ ،‬إىل‬ ‫ذلك حذر مس���ئولون مبنظمة العفو الدولية من‬

‫‪13‬‬ ‫أن تعي�ي�ن رئيس وزراء تونس لرؤس���اء حترير يف‬ ‫التلفزيون الرمسي يعترب مؤشرا خطريا النتهاك‬ ‫حرية التعبري يف البالد وس���ط احتجاجات واسعة‬ ‫للصحفي�ي�ن بعد حنو عام من اإلطاحة بالرئيس‬ ‫السابق زين العابدين بن علي‪ ،‬وقال بيان لرئاسة‬ ‫احلكومة انه مت تعيني مسئولني يف وسائل إعالم‬ ‫عمومية من بينها رؤساء حترير يف نشرة اإلخبار‬ ‫بالتلفزي���ون احلكوم���ي مم���ا أث���ار غض���ب مئ���ات‬ ‫الصحفي�ي�ن الذي���ن جتمع���وا أمام مكت���ب رئيس‬ ‫ال���وزراء بالقصب���ة لالحتجاج على ه���ذه اخلطوة‬ ‫مطالب�ي�ن بالرتاج���ع عنه���ا‪ ،‬ورف���ع الصحفي���ون‬ ‫ش���عارات تطالب احلكومة بعدم السعي لرتكيع‬ ‫اإلع�ل�ام ورفع يد احلكومة ع���ن القطاع‪ ،‬وهددت‬ ‫نقابة الصحفي�ي�ن بالقيام بإض���راب عام يف حال‬ ‫مل ترتاج���ع احلكومة عن ه���ذه التعيين���ات‪ ،‬وقال‬ ‫لطفي ع���زوز املدي���ر التنفي���ذي مبنظم���ة العفو‬ ‫الدولية ف���رع تونس أن مثل هذه اخلطوة تؤش���ر‬ ‫النتهاك حرية اإلعالم الذي يتعني أن يكون حرا‬ ‫وحمايدا‪ ،‬وأضاف "تعيني رؤس���اء حترير من قبل‬ ‫احلكومة هو تدخل مباشر من السلطة التنفيذية‬ ‫يف حرية التعبري وهو مؤشر خطري لرتاجع حرية‬ ‫الصحاف���ة يف املرحل���ة املقبل���ة‪ ،‬وق���ال "يف ح���ال‬ ‫س���يكون اإلعالم صوتا للحكوم���ة فإننا بذلك لن‬ ‫خنرج من املنظومة اليت سادت سابقا يف تونس‪.‬‬ ‫وق���ال حممد لطف���ي الباحث باملنظم���ة بربنامج‬ ‫الش���رق األوس���ط ومشال أفريقي���ا "املفروض أن‬ ‫يكون اإلعالم العموم���ي صوتا للجميع وأن يتيح‬ ‫اجمل���ال لكل التيارات ال أن يك���ون صوتا للحكومة‬ ‫فق���ط‪ ،‬وأض���اف "وس���ائل اإلع�ل�ام احلكومي���ة‬ ‫ال�ت�ي يدف���ع هل���ا املواطن���ون ج���زءا م���ن االدعاءات‬ ‫يتع�ي�ن أن تك���ون حماي���دة متام���ا وال ينبغ���ي أن‬ ‫تك���ون حمس���وبة عل���ى أي ط���رف‪ ،‬وكان رئيس‬ ‫احلكوم���ة االس���بق محادي اجلبال���ي عرب يف وقت‬ ‫س���ابق عن عدم رضاه ع���ن أداء الصحافة احمللية‬ ‫وخصوصا احلكومية منها وقال أنها مل ترتق إىل‬ ‫تطلع���ات الش���عب ومل حترتم خيارات���ه من جهتها‬ ‫ع�ب�رت اهليئة الوطنية العلي���ا لإلصالح واإلعالم‬ ‫واالتصال اليت تش���كلت بعد الثورة التونس���ية عن‬ ‫"استغرابها للتعيينات" اليت أعلنها رئيس الوزراء‪،‬‬ ‫وأعربت "عن عميق اس���تيائها من ه���ذه القرارات‬ ‫ال�ت�ي مت اختاذه���ا يف غياب التش���اور مع األطراف‬ ‫املعنية"‪ ،‬ورأت يف ذلك "تناقضا مع مسار االنتقال‬ ‫م���ن إع�ل�ام حكوم���ي موج���ه إىل إع�ل�ام عمومي‬ ‫دميقراطي تعددي ومس���تقل"‪ ،‬وأعلنت احلكومة‬ ‫التونس���ية عن تعيينات على رأس ابرز املؤسسات‬ ‫اإلعالمية التونس���ية‪ ،‬وطال���ت التعيينات وكالة‬ ‫تونس إفريقيا لإلنباء احلكومية (وات) ومؤسسة‬ ‫التلف���زة الوطني���ة التونس���ية والصحيفت�ي�ن‬ ‫اليوميت�ي�ن "الب���راس" الناطق���ة بالفرنس���ية‬ ‫و"الصحافة" الناطقة بالعربية وكذلك شركة‬ ‫الطباع���ة والصحافة والنش���ر (س���نيب)‪ .‬حبس���ب‬ ‫فران���س ب���رس وع�ي�ن حمم���د الطيب اليوس���في‬ ‫ال���ذي كان ملحق���ا إعالمي���ا يف حكومة الرئيس‬ ‫الس���ابق زي���ن العابدين بن عل���ي يف منصب املدير‬ ‫الع���ام لوكال���ة تون���س أفريقي���ا لإلنب���اء خلف���ا‬ ‫لنجيب الورغي الذي ش���غل هذا املنصب منذ مايو‬ ‫‪ ،2010‬وق���د كلف هذا األخري بإدارة صحيفيت‬ ‫البراس والصحافة والشركة اجلديدة للطباعة‬ ‫والصحافة والنشر‪ ،‬كما عني عدنان خذر رئيسا‬ ‫ومديرا عاما ملؤسس���ة التلف���زة الوطنية واملخرج‬ ‫صادق بوعبان مديرا للقناة التلفزيونية الوطنية‬ ‫األوىل واإلعالمي���ة والناش���طة إمي���ان حب���رون‬ ‫عل���ى رأس القن���اة التلفزيوني���ة الثانية‪ ،‬ومشلت‬ ‫التعيين���ات اجلديدة رئيس���ي حتري���ر صحيفيت‬ ‫الب���رس والصحافة ومدي���ر األخب���ار يف التلفزة‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫دع��ا املرك��ز وزارة الداخل ّية إىل محاي��ة الصحافيني واملؤسس��ات اإلعالم ّية‬ ‫خاصة وأ ّن جتارب سابقة قد أ ّكدت أ ّن‬ ‫الذين يتع ّرضون إىل تهديدات جد ّية ّ‬ ‫شجع على األسوأ‪.‬‬ ‫التهاون يف معاجلة حاالت مماثلة قد ُي ّ‬ ‫التونس���ية‪ ،‬وأضاف���ت اهليئ���ة الوطني���ة العلي���ا‬ ‫إلص�ل�اح اإلع�ل�ام يف بي���ان أن "م���ا يبع���ث عل���ى‬ ‫املزي���د من االس���تغراب ه���و أن هذه الق���رارات مل‬ ‫تتوقف عند املناصب اإلدارية فحس���ب بل طالت‬ ‫أقس���ام التحري���ر مم���ا يش���كل عودة إىل أس���لوب‬ ‫الرقاب���ة والتقيي���د واالم�ل�اءات السياس���ية‪ ،‬من‬ ‫جهتها اس���تنكرت نقابة الصحافيني التونس���يني‬ ‫ه���ذه التعيين���ات وع�ب�رت ع���ن رفضه���ا هل���ذه‬ ‫األساليب املعتمدة ونددت مبواصلة جتاهل أهل‬ ‫االختص���اص‪ ،‬ودع���ت النقابة احلكوم���ة املؤقتة‬ ‫إىل حتم���ل مس���ؤولياتها وما س���يرتتب عن هذه‬ ‫التعيين���ات العش���وائية م���ن نتائج خط�ي�رة على‬ ‫املهن���ة والقطاع وترديه وعزت ذلك إىل أن بعض‬ ‫املعينني كانوا خداما طيعني للنظام االستبدادي‬ ‫الس���ابق‪ ،‬واس���تنكرت النقاب���ة "التع���دي الذي مل‬ ‫يتوقف عند تس���مية املديرين فحس���ب بل مشل‬ ‫يف س���ابقة غريبة هي األوىل من نوعها تعيينات‬ ‫رؤس���اء التحرير ال�ت�ي من املف�ت�رض أن تتم عن‬ ‫طري���ق االنتخ���اب أو التوافق"‪ ،‬ودع���ت احلكومة‬ ‫إىل الرتاجع ع���ن هذه التعيين���ات" اليت وصفتها‬ ‫"باإلجراء الفوقي واالنفرادي‪ ،‬وكتبت صحيفة‬ ‫الصب���اح عل���ى الصفح���ة األوىل ((الصحاف���ة‬ ‫التونس���ية وعادت حليمة إىل عادتها القدمية))‪،‬‬ ‫يف إش���ارة إىل أس���اليب نظ���ام زي���ن العابدين بن‬ ‫علي الذي أطاحت به ثورة ش���عبية غري مسبوقة‬ ‫يف ‪ 14‬يناي���ر ‪ 2011‬بع���د أن حك���م الب�ل�اد بي���د‬ ‫م���ن حديد طيل���ة ‪ 23‬عاما كم���ا فجرت قضية‬ ‫اإلعالمي س���امي القهري عدم احرتام احلكومة‬ ‫لقرارات القض���اء وعدم تنفيذه���ا بعدما رفضت‬ ‫وزارة العدل إطالق س���راح س���امي الفهري رغم‬ ‫ص���دور ق���رار بذلك بع���د أن اتهم يقضية فس���اد‬ ‫مال���ي وبعدم���ا نش���رت املدون���ة الف���ت الرياحي‬ ‫وثائق تكش���ف فيها عن إقام���ة وزير اخلارجية‬ ‫رفي���ق عبد الس�ل�ام صه���ر راش���د الغنوش���ي يف‬ ‫فن���دق الش�ي�راتون وحج���زه غرف���ة لس���يدة قام‬ ‫ه���و بدف���ع حس���ابها وكش���ف الف���ت الرياح���ي‬ ‫أن هن���اك مبل���غ قيمت���ه ملي���ون دوالر دخل إىل‬ ‫حس���اب وزارة اخلارجي���ة ومل يت���م حتويل���ه إىل‬ ‫حس���اب اخلزينة التونس���ية يف خمالفة للقانون‬ ‫التونس���ي واثر ذلك منعت الس���لطات القضائية‬ ‫يف تونس‪ ،‬املدون���ة ألفة الرياحي‪ ،‬من الس���فر أو‬ ‫اخل���روج خارج األراضي التونس���ية‪ ،‬على خلفية‬ ‫القضية املرفوعة ضدها أتى ذلك بعد أن وجهت‬ ‫إليها تهم نش���ر النميمة‪ ،‬واإلساءة إىل الغري عرب‬ ‫الش���بكة العمومية لالتصاالت ونش���ر مستندات‬ ‫غريه���ا دون ترخي���ص م���ن صاحبه���ا األصل���ي‪،‬‬ ‫ونسبة أمور غري حقيقية ملوظف دون اإلدالء مبا‬ ‫يفي���د ذلك‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن نش���ر معطيات ش���خصية‬ ‫بغاي���ة تض���ر املع�ن�ي باألم���ر‪ ،‬وحتقيق فائ���دة أو‬ ‫منفعة لنفسها أو لغريها ونشر أخبار زائفة‪ ،‬من‬ ‫شأنها تعكري صفو النظام العام‪.‬‬ ‫وكم���ا ذكر مرك���ز تونس حلري���ة الصحافة‬ ‫أن البالد شهدت تصاعدا لوترية االعتداءات على‬ ‫الصحافي�ي�ن‪ ،‬إذ رص���دت وح���دة رص���د وتوثيق‬ ‫االنته���اكات الواقع���ة عل���ى اإلع�ل�ام التونس���ي‬ ‫حصول انته���اكا طالت صحاف ّيني ومؤسس���ات‬ ‫إعالم ّي���ة والح���ظ التقري���ر أن االعت���داءات‬

‫األمن ّي���ة ترك���ت مكانه���ا للتتبع���ات القضائ ّية‪،‬‬ ‫اس���تدعي العديد من الصحافيني للوقوف‬ ‫حيث‬ ‫َ‬ ‫أم���ام العدالة وخل���ص التقري���ر إىل أن موضوع‬ ‫الرقابة عاد إىل السطح وتعّلق حبالتني تؤشران‬ ‫عل���ى ّ‬ ‫أن القط���اع العمومي كم���ا اخلاص ليس‬ ‫يف من���أى م���ن ردّة يف احلري���ات الصحفي���ة ق���د‬ ‫جت���دد املخ���اوف من هشاش���ة حري���ة التعبري يف‬ ‫تون���س خاص���ة ّ‬ ‫وأن ح���االت كث�ي�رة مش���ابهة‬ ‫امتن���ع أصحابه���ا ع���ن التصريح به���ا لإلعالم او‬ ‫للمنظم���ات املعني���ة حبري���ة الصحاف���ة خمافة‬ ‫رد فع���ل أرباب العم���ل أو لعدم الثقة يف وس���ائل‬ ‫التش���هري‪ .‬وج���اء يف التقري���ر أن ‪ 13‬صحفي���ا‬ ‫ّ‬ ‫امل���ادي أثن���اء‬ ‫"تعرض���وا إىل اعت���داءات بالعن���ف‬ ‫تغطيته���م ألح���داث متف ّرقة ترك بعضه���ا آثارا‬ ‫خط�ي�رة على أجس���ادهم وه���و ما يؤك���د انعدام‬ ‫احلماي���ة واحلصان���ة وجت��� ّرؤ املهامج�ي�ن عل���ى‬ ‫التنكي���ل بالصحافيني رغ���م ارتدائهم لصدريات‬ ‫خمصوص���ة وق���ال التقرير((مازال���ت قن���وات‬ ‫نسمة والتونسية تتعرض للتهديد واالعتداءات‬ ‫وس���جل أيضا االعتداء على مصور قناة الزيتونة‬ ‫التابع���ة حلرك���ة النهض���ة وتبقى قن���اة احلوار‬ ‫التونس���ي هي األكثر عرض���ة لالعتداء مبعدل‬ ‫‪ 5‬اعت���داءات طال���ت ‪ 6‬م���ن طاقمه���ا مب���ا يف‬ ‫ذل���ك مديره���ا وتتعّل���ق أغل���ب هذه االعت���داءات‬ ‫مبحاسبتها على ّ‬ ‫خطها التحريري الذي يوصف‬ ‫"باملس��� ّيس وغري احملاي���د وباملناه���ض للحكومة‬ ‫واملش���جع على احل���راك ضدها وأض���اف‪ ":‬تعمد‬ ‫ّ‬ ‫جمموع���ات‪ ،‬بعضه���ا حمس���وب عل���ى احلكومة‬ ‫وأخ���رى على الت ّيارات الس���لفية‪ ،‬إىل اس���تهداف‬ ‫الصحافي�ي�ن مبع���دّل ‪ 4‬اعت���داءات تض���رر منها‬ ‫كث�ي�را ‪ 5‬صحفي�ي�ن‪ ".‬وطال���ت االنته���اكات‬ ‫مؤسستني عموميتني ومؤسس���تني تنتميان إىل‬ ‫مجعيتني غري حكوميتني ومؤسس���تني حزبيتني‬ ‫و‪ 4‬مؤسس���ات أجنبي���ة و‪ 13‬مؤسس���ة خاص���ة‬ ‫منها ‪ 7‬مؤسس���ات إعالمية تأسس���ت بعد الثورة‬ ‫وأمام تط���وّر اإلنته���اكات يف ّ‬ ‫ح���ق الصحافيني‬ ‫كما وكيف أوص���ى مركز تونس‬ ‫التونس���يني ّ‬ ‫حلرية الصحافة بتفعيل ّ‬ ‫كل اآلليات الضامنة‬ ‫حلصان���ة الصحفي أثناء أدائ���ه لعمله واجمل ّرمة‬ ‫ّ‬ ‫ل���كل اإلنتهاكات اليت تطاله‪ ،‬ونب���ه إىل التباطؤ‬ ‫خاص���ة ّ‬ ‫وأن أكثر‬ ‫يف ذلك رغ���م عديد النداءات ّ‬ ‫من صحايف ومؤسس���ة إعالم ّية قد تع ّرضوا إىل‬ ‫إنته���اكات متكر ّرة دون حت ّرك األمن أو النيابة‬ ‫العموم ّي���ة كم���ا دع���ا إىل"مراجعة ته���م الثلب‬ ‫والش���تم والقذف العلين ونش���ر األخب���ار الزائفة‬ ‫س���واء يف املرس���وم ‪ 115‬أو يف اجملل���ة اجلزائ ّي���ة‬ ‫يف عالق���ة مبحاكم���ة الصحافيني مل���ا ميكن أن‬ ‫العام���ة والفضفاض���ة إىل‬ ‫ت���ؤدي فيه���ا الصي���غ ّ‬ ‫التضيي���ق عل���ى حريّ���ة الصحاف���ة واستس���هال‬ ‫حماكم���ة الصحافي�ي�ن‪ ،‬وبص���ورة إحتياط ّي���ة‬ ‫إىل مزي���د توضيح هذه املفاهي���م والتضييق من‬ ‫جماالت إس���تعماهلا عمال بقاع���دة "احلرية هي‬ ‫األصل وأوصى املركز ب���ـ إعادة النظر يف موقع‬ ‫النيابة العموم ّي���ة يف منظومة العدالة يف تونس‬ ‫خاص���ة ّ‬ ‫وأن وقوعه���ا حتت س���لطة وزارة العدل‬ ‫ّ‬ ‫وتلقيها التعليمات منها بالنس���بة حلاالت التتبع‬ ‫يف القضايا الصحف ّية باخلصوص يثري ش���بهات‬

‫تسييس ودعا املؤسس���ات اإلعالم ّية إىل مساندة‬ ‫صحافييها الذين يتع ّرضون إىل اإلنتهاك س���واء‬ ‫بالتحس���يس أو التقاض���ي أو ضم���ان احلق���وق‬ ‫وعدم تركه���م يُواجهون التج���اوزات مبفردهم‬ ‫والصحافي�ي�ن الذين يتع ّرض���ون إىل رقابة على‬ ‫منتوجاتهم الصحف ّية إىل رفضها والتش���هري بها‬ ‫وفضحها واإللتج���اء إىل ّ‬ ‫كل الس���بل القانون ّية‬ ‫واحلقوق ّية للتصدّي إليها‪.‬‬ ‫وأخريا دع���ا املرك���ز وزارة الداخل ّية إىل محاية‬ ‫الصحافي�ي�ن واملؤسس���ات اإلعالم ّي���ة الذي���ن‬ ‫خاص���ة ّ‬ ‫وأن‬ ‫يتع ّرض���ون إىل تهدي���دات جديّ���ة ّ‬ ‫جتارب سابقة قد ّ‬ ‫أكدت ّ‬ ‫أن التهاون يف معاجلة‬ ‫ُشجع على األسوأ‪.‬‬ ‫حاالت مماثلة قد ي ّ‬ ‫مصر اإلعالم يصطدم بالسلطة مرة أخرى‬ ‫يف مص���ر ال ت���زال عالق���ة اإلع�ل�ام بالس���لطة‬ ‫مضطرب���ة ومتوت���رة رغم مرور الس���نتني على‬ ‫س���قوط نظ���ام الرئي���س حس�ن�ي مب���ارك فعلى‬ ‫الرغم من تغري أمساء املسؤولني‪ ،‬يرى كثريون‬ ‫أن هيكل القوة وممارس���ة الس���لطة مل يتغري يف‬ ‫التعام���ل مع اإلع�ل�ام‪ ،‬رغ���م أن هتاف ث���وار ‪25‬‬ ‫يناي���ر باحلرية كانوا يعن���ون بذلك احلرية يف‬ ‫كافة اجملاالت ومنها حرية اإلعالم و الصحافة‬ ‫ال�ت�ي تعد أه���م ضمان حلري���ة التعب�ي�ر وبدونها‬ ‫تك���ون حرية التعب�ي�ر جمرد افرتاض���ات نظرية‬ ‫فلطامل���ا صفق ثوار يناير للقنوات الفضائية اليت‬ ‫نقلت احلدث كما ه���و وليس كما يراه النظام‬ ‫املصري يف ذلك الوقت‬ ‫وانتظ���ر اجلميع ما س���يحدث لإلعالم يف مصر‬ ‫بعد وصول رئي���س منتخب بصورة دميقراطية‬ ‫إىل س���دة احلكم وس���رعان م���ا تبني ما س���يطرأ‬ ‫عل���ى اخلريط���ة اإلعالمي���ة يف مصر بع���د أيام‬ ‫م���ن انتخ���اب الرئي���س اجلدي���د وع���د الرئي���س‬ ‫مرس���ي يف بداي���ة حكم���ه بإط�ل�اق احلري���ات‬ ‫ولك���ن الكثري يش���كك يف س���عي النظ���ام اجلديد‬ ‫إىل حتري���ر اإلع�ل�ام وس���رعان م���ا أضحت تلك‬ ‫الش���كوك واقع���ا فكثرية هي اإلش���ارات على عدم‬ ‫رغب���ة الدول���ة اجلدي���دة عل���ى حتري���ر اإلعالم‬ ‫ومتسكها مبمارسات النظام السابق ففي البداية‬ ‫مت اختي���ار صالح عب���د املقصود وزي���را لإلعالم‬ ‫وهو م���ن املنتمني إىل مجاعة اإلخوان املس���لمني‬ ‫وبع���د اختي���ار الدكتور هش���ام قندي���ل لصالح‬ ‫عب���د املقص���ود وزي���را لإلعالم مت تعيني رؤس���اء‬ ‫حتري���ر ج���دد للمؤسس���ات الصحفي���ة القومية‬ ‫(فت���م تغيري ‪ %75‬من رؤس���اء جمالس اإلدارات‬ ‫منه���م نقيب الصحفيني مم���دوح الولي لألهرام‬ ‫ومصطف���ى أمح���د للجمهورية وأوص���ى تقرير‬ ‫هيئ���ة مفوضي الدولة مبجل���س الدولة بصدور‬ ‫حك���م من حمكم���ة القض���اء اإلداري‪ ,‬بإلغاء قرار‬ ‫جملس الش���ورى بتعيني رؤس���اء جمال���س إدارة‬ ‫الصحف القومية فيما تضمنه من اس���تبعاد عبد‬ ‫الفتاح اجلبالي من رئاسة جملس إدارة مؤسسة‬ ‫األه���رام وتعيني ممدوح الولي بدال منه يف نهاية‬ ‫ع���ام ‪ 2012‬و قد صدر حكم���ا بإعادة مجال عبد‬ ‫الرحي���م رئيس���ا لتحرير جري���دة اجلمهورية و‬ ‫تبعها تغيري يف جمالس إدارتها ثم أعيد تش���كيل‬ ‫اجملل���س األعل���ى للصحافة ع���ن طريق جملس‬ ‫الش���ورى ال���ذي م���ا زال���ت هن���اك دع���وات بع���دم‬

‫دستورية قانون النتخابه و بالتالي ضرورة حله‪.‬‬ ‫و بالنس���بة للتش���كيل اجلدي���د للمجلس األعلى‬ ‫للصحاف���ة مل يك���ن خمتلف���ا بش���كل كبري عما‬ ‫كان عليه يف ف�ت�رة مبارك بعد الثورة مت إعادة‬ ‫تش���كيل اجملل���س األعل���ى للصحاف���ة ف���ى عه���د‬ ‫اجمللس األعلى للقوات املسلحة و على الرغم من‬ ‫وجود أمساء كثرية منتمية إىل النظام الس���ابق‬ ‫وع���دد من املنتمني إىل مجاعة اإلخوان حينها يف‬ ‫التشكيل إال انه وجد صحفيون كبار معروفون‬ ‫بتوجههم املعارض إال أن تشكيل اجمللس األعلى‬ ‫للصحافة يف عهد الرئيس مرس���ى قوبل مبزيد‬ ‫م���ن االس���تهجان نظ���را لع���دم تواج���د أمس���اء‬ ‫صحفي���ة معروف���ة مبعارضته���ا للنظ���ام رغ���م‬ ‫مهنيته���ا العالي���ة م���ن التش���كيل ووج���ود أمساء‬ ‫مغم���ورة مل يت���م طرحها يف الس���ابق و ترش���يح‬ ‫أمساء مل تتمرس يف الصحافة يف السابق ‪.‬‬ ‫و يوج���د بالقطع انتقادات ش���ديدة على اجمللس‬ ‫األعل���ى للصحاف���ة منذ بداية تأسيس���ه حيث له‬ ‫صالحي���ات مشولي���ة على الصح���ف ومل يطرح‬

‫سليمان دوغة‬

‫هبة الشيباني‬

‫خالد املهري‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫مل يطرح اإلخوان حتى اآلن أية رؤية إصالحية إلدارة ش��ئون الصحافة‬ ‫يف مصر فلم يتبدل احلال بوجود حزب احلرية و العدالة حمل احلزب‬ ‫الوطين حزب الرئيس املخلوع حسين مبارك‬

‫فاطمة غندور‬

‫حممود املصراتي‬

‫خدجية بسيكري‬

‫اإلخ���وان حت���ى اآلن أي���ة رؤية إصالحي���ة إلدارة‬ ‫ش���ئون الصحاف���ة يف مص���ر فل���م يتب���دل احلال‬ ‫بوج���ود ح���زب احلري���ة و العدال���ة حم���ل احلزب‬ ‫الوط�ن�ي ح���زب الرئي���س املخلوع حس�ن�ي مبارك‬ ‫فم���ازال يرأس اجمللس األعل���ى للصحافة رئيس‬ ‫جمل���س الش���ورى و يض���م نقي���ب الصحفي�ي�ن و‬ ‫مس���ئولي الصح���ف القومي���ة و بع���ض الصحف‬ ‫احلزبية و ش���خصيات عام���ة ‪ .‬و مازالت الصحف‬ ‫تأخذ الرتاخيص من اجمللس األعلى للصحافة و‬

‫ال تعم���ل مبجرد اإلخطار و ه���ذا يعنى أننا مازلنا‬ ‫يف مرحلة التقييد ‪.‬‬ ‫ومازال���ت الصح���ف القومي���ة كم���ا ه���ي مقيدة‬ ‫و مازال���ت الس���لطة السياس���ية تتدخ���ل يف‬ ‫السياس���ات التحريري���ة‪ .‬وتص���در الصح���ف‬ ‫القومي���ة م���ن مث���ان مؤسس���ات هي ( األه���رام –‬ ‫أخب���ار الي���وم – دار التحري���ر للطب���ع و النش���ر‬ ‫– دار اهل�ل�ال – روزا ليوس���ف – دار املع���ارف‬ ‫– دار التع���اون للطب���ع و النش���ر – مؤسس���ة دار‬ ‫"‬ ‫الشعب )‪.‬‬ ‫ورغ���م انتص���ار الث���ورة يف مص���ر إال أن معان���اة‬ ‫اإلعالميني مع الس���لطة مل تنته���ي فأصبح اتهام‬ ‫اإلعالمي�ي�ن باهان���ة الرئي���س حمم���د مرس���ى‬ ‫كم���ا كان حيدث م���ن الرئيس الس���ابق مبارك‬ ‫و بالعك���س فق���د زادت ع���دد الدع���اوى املرفوع���ة‬ ‫من الرئاس���ة ض���د اإلعالميني فقدمت الرئاس���ة‬ ‫ع���دة بالغات ض���د اإلعالمي�ي�ن‪ .‬فامل���ادة ( ‪) 179‬‬ ‫م���ن قان���ون العقوبات املص���ري اليت جت���رم كل‬ ‫من أهان الرئيس ففي النظام الس���ابق حكم على‬ ‫رؤس���اء حترير صحيفة الدستور إبراهيم عيسى‬ ‫و الفج���ر لع���ادل مح���ودة و ص���وت األم���ة لوائ���ل‬ ‫االبراش���ى و رئيس حترير الكرام���ة عبد احلليم‬ ‫قندي���ل و كان ذل���ك التهامه���م باهان���ة الرئيس‬ ‫مب���ارك بصفت���ه رئيس���ا للجمهوري���ة ورئي���س‬ ‫احلزب الوطين احلاك���م و تلك املادة اليت تعاقب‬ ‫كل من أهان رئيس اجلمهورية باحلبس مدة ال‬ ‫تقل عن ‪ 24‬ساعة وال تزيد عن ثالث سنوات لكل‬ ‫من أهان الرئيس و لطاملا مت اس���تخدام تلك املادة‬ ‫سياس���يا لتجريم املعارضة و هو ما يكرس حبس‬ ‫الصحفيني يف قضايا النش���ر و يف خالل أشهر من‬ ‫تولي الرئيس حممد مرس���ي رئاسة اجلمهورية‬ ‫تهم العديد من الصحفيني بإهانته و هو‬ ‫املصرية اُ ِ‬ ‫م���ا حدث مع وكيل أول نقابة الصحفيني مجال‬ ‫فهم���ي يف بع���ض تل���ك احل���االت ُقدم الب�ل�اغ عن‬ ‫طريق أحد احملاميني‪ ،‬فيما ُقدمت بالغات أخرى‬ ‫مباش���رة من مؤسس���ة الرئاس���ة‪ ،‬بش���كل مل تعتد‬ ‫عليه الدولة املصرية من قبل وقد قدمت الرئاسة‬ ‫بالغا تتهم فيه وكيل أول نقابة الصحفيني بأنه‬ ‫أهان الرئيس مرسى هذا البالغ قدم بالتزامن مع‬ ‫كلم���ة لص�ل�اح عبد املقص���ود وزي���ر اإلعالم‪ ،‬يف‬ ‫اجتم���اع احتاد الصحفيني الع���رب الذي قال فيها‬ ‫أن الدولة تدافع حرية الصحافة!!!‬ ‫و قد ذكر مجال فهم���ي ردا على تلك االدعاءات‬ ‫أن توجيه التهمة إليه نظرا لتصرحياته السابقة‬ ‫ب���أن مقتل احلس���يين أبو ضيف جاء بعد كش���فه‬ ‫أن زوج أخ���ت الرئي���س مت اإلف���راج عن���ه ضم���ن‬ ‫ق���رارات العفو الرئاس���ي وكان حمك���وم عليه يف‬ ‫قضية رش���وة وأن خطابات البالغات املقدمة ضد‬ ‫الصحفيني واليت تتهمه���م بإهانة الرئيس ُتكتب‬ ‫عل���ى (( أوراق مؤسس���ة الرئاس���ة)) وأن كل من‬ ‫الرئيس املخلوع حس�ن�ي مبارك‪ ،‬والرئيس حممد‬ ‫أن���ور الس���ادات مل حي���دث يف عهدهم���ا ذلك على‬ ‫اإلطالق‪.‬‬ ‫فالف�ت�رة الس���ابقة ش���هدت بالغات رئاس���ية إىل‬ ‫النياب���ة ض���د خالد صالح رئي���س حترير جريدة‬ ‫اليوم الس���ابع‪ ،‬ورئيس قس���م الفن باجلريدة عال‬

‫الش���افعى‪ ،‬وض���د د‪.‬عب���د احللي���م قندي���ل رئيس‬ ‫حتري���ر أس���بوعية ص���وت األم���ة‪ ،‬وض���د جمدي‬ ‫اجلالد رئي���س حترير الوطن ‪ ،‬وضد ياس���ر رزق‬ ‫رئي���س حتري���ر املص���ري الي���وم‪،‬و قام���ت اللجنة‬ ‫الوطني���ة للدف���اع ع���ن حري���ة التعب�ي�ر حبص���ر‬ ‫االنته���اكات اليت طالت حري���ة الصحافة طيلة‬ ‫الس���تة أش���هر املاضية ‪.‬فذك���ر التقري���ر أن تلك‬ ‫الفرتة ش���هدت مالحقة الصحفي "عادل محودة"‬ ‫رئي���س حتري���ر جري���دة "الفجر"‪ ،‬وخال���د حنفي‬ ‫مدي���ر التحري���ر باجلري���دة قضائيا‪ ،‬م���ن خالل‬ ‫القضية رقم (‪ )1693‬لسنة ‪ ،2012‬املرفوعة من‬ ‫د‪.‬حمم���د بديع املرش���د العام لإلخوان املس���لمني‪،‬‬ ‫وأيضاً مالحقة الصحفي "إسالم عفيفي" رئيس‬ ‫حترير جريدة الدستور قضائيا‪ ،‬يف قضية حبسه‪،‬‬ ‫وال�ت�ي حتم���ل رق���م ‪ 255‬لس���نة ‪ ،2012‬وذل���ك‬ ‫بدعوى قيامهم بس���ب وقذف رئيس اجلمهورية‪،‬‬ ‫والتحريض على الفتن���ة الطائفية‪ ،‬والتحريض‬ ‫على الفوضى باجملتمع‪ ،‬ومالحقة الصحفي عبد‬ ‫احلليم قنديل رئيس حترير جريدة صوت األمة‬ ‫قضائيا‪ ،‬حتت دعوى س���ب وق���ذف وإهانة رئيس‬ ‫اجلمهورية والتشهري به‪ ،‬وإشاعة أخبار مغرضة‬ ‫وكاذبة‪ ،‬ودعاية مثرية صادرة على هيئة بيانات‬ ‫صحفية من ش���أنها إحلاق الضرر بالبالد‪ ،‬وإثارة‬ ‫الف�ت�ن والف���زع ب�ي�ن الن���اس‪ ،‬وكذل���ك زعزع���ة‬ ‫االس���تقرار‪ ،‬وتهديد السلم االجتماعي‪ ،‬وقد محل‬ ‫الب�ل�اغ رقم ‪2012/ 8213‬م ويس���تمر مسلس���ل‬ ‫من���ع مق���االت الصحفي�ي�ن و األدب���اء من النش���ر‬ ‫ابت���داء من من���ع مقال عبل���ة الروين���ى يف جملة‬ ‫أخبار األدب إىل منع مقال الكاتب الكبري إبراهيم‬ ‫عب���د اجمليد و من���ع كاتيب األه���رام القدامى من‬ ‫الكتابة مثل منع الكاتبة " منى رجب " من كتابة‬ ‫عموده���ا الصحف���ي يف جري���دة األه���رام يف حني‬ ‫اس���تدعى النائب العام اإلعالميان وائل االبراشى‬ ‫و دينا عبد الفتاح بس���بب استضافتهما أعضاء من‬

‫‪15‬‬ ‫البالك بلوك و اعتقال حمرر موقع اليوم السابع‬ ‫( حمم���د إبراهي���م ص�ب�رى ) التهام���ه بانضمامه‬ ‫للبالك بلوك عندما كان يقوم بتغطية األحداث‬ ‫كما مل تعاد حتى اآلن حقوق الصحفيني الذين‬ ‫دفع���وا حياتهم مثنا من أجل حرية البالد يف ثورة‬ ‫اخلامس و العش���رين من يناير فعلى سبيل املثال‬ ‫مل يتم حتديد املسئول عن مقتل الصحفي أمحد‬ ‫حمم���ود أثن���اء وبس���بب عمل���ه حت���ى اآلن‪ ،‬وبعد‬ ‫أكثر م���ن عامني على مقتله يف يناير ‪2011‬م و‬ ‫مازال االس���تهداف املتعمد للصحفيني حتى هذه‬ ‫اللحظة مث���ل مقتل الصحفي احلس���يين حممد‬ ‫أب���و ضي���ف احملرر بصحيف���ة الفجر أثن���اء عمله‬ ‫الصحف���ي يف توثي���ق وقائ���ع اعت���داء جمموعات‬ ‫مس���لحة عل���ى احملتج�ي�ن أم���ام قصر الرئاس���ة‬ ‫بالقاه���رة مس���اء ي���وم ‪ 5‬ديس���مرب ‪ 2012‬حي���ث‬ ‫أطلقوا عليه النار و قامت املليشيات املسلحة أيضا‬ ‫بإطالق طلقات النار على الصحفي حممد عزوز‬ ‫احمل���رر بصحيف���ة اجلمهوري���ة يف ذات اليوم مما‬ ‫نتج عنه إصابات ش���ديدة هذا و يستمر استهداف‬ ‫الصحفي�ي�ن من ع���دد من رج���ال الش���رطة أثناء‬ ‫تأدي���ة عمله���م و توجد عدة بالغ���ات مقدمة من‬ ‫الصحفيني للنائب العام جتاه ذلك‪.‬‬ ‫و أيضا يف تصعيد آخر لقضية إعالميو التلفزيون‬ ‫املص���ري تقرر وق���ف هالة فهم���ي وبثينة كامل‬ ‫عن العمل وكانت هالة فهمى قد خرجت حامله‬ ‫كفنها علي الشاشة يف برنامج الضمري معارضة‬ ‫لسياس���ة تكميم األفواه اليت تتبعها وزارة اإلعالم‬ ‫حالي���ا و كانت بثينة كامل ق���د أضافت عبارات‬ ‫يف النشرة اإلخبارية يف برنامج أحداث ‪ 24‬ساعة‬ ‫أيض���ا احتجاجا عل���ى تدخل اإلخوان سياس���يا يف‬ ‫اإلع�ل�ام الذي البد أن يك���ون حياديا فمازال يصر‬ ‫قيادات اإلع�ل�ام أن التلفزي���ون املصرى هو إعالم‬ ‫الدولة و ليس إعالم الشعب ‪.‬‬ ‫وقد ظهرت قن���وات جديدة منها جمموعة "س���ي‬ ‫بي سي" و" النهار" و"مصر ‪ " 25‬و"إم بي سي مصر‬ ‫فقد أطلق���ت مجاعة اإلخوان املس���لمني أول قناة‬ ‫هلا و ه���ي "مصر ‪"25‬يف نهاية ع���ام ‪ 2011‬و اليت‬ ‫كان���ت تعتمد على التقاري���ر اإلخبارية ومتابعة‬ ‫األح���داث‪ ،‬وب���دأت تدرجي ًّيا تغري مس���ارها لتتجه‬ ‫إىل برام���ج إل���ـ "ت���وك ش���و" ومنافس���ة غريها من‬ ‫الفضائيات‪ , ،‬أما السلفيون فمثلت قناة "احلافظ"‬ ‫أداة إعالمي���ة جي���دة هلم لع���رض أفكارهم و هي‬ ‫فضائي���ة متخصصة يف حتفيظ الق���رآن الكريم‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫مما الشك فيه أنه من املبكر اآلن احلكم على الصحافة الوليدة يف ليبيا‪ ،‬فنجاحها‬ ‫رهن بظهور تش��ريعات تكفل حرية التعبري عن الرأي بعيداً عن شبح املوت إضافة‬ ‫إىل اعتمادها على احلرفية‬ ‫وتعلي���م التجوي���د بطريقه توفر اجله���د والوقت‬ ‫عل���ى احلفظ���ة واحملفظ�ي�ن‪ ،‬وبع���د ث���ورة يناير‬ ‫اخت���ذت االجتاه السياس���ي‪ ،‬وبعد تول���ي الرئيس‬ ‫مرس���ي احلكم أصب���ح للقن���اة توج���ه واضح من‬ ‫خالل الدفاع عن حكم اإلخوان وتوجيه االتهامات‬ ‫إىل كل املعارضني السياس���يني بالتآمر ومعاداة‬ ‫الدين اإلسالمي‪.‬‬ ‫أم���ا القنوات اليت حس���بت على معارض���ة النظام‬ ‫اجلديد فمنها قناة " س���ى بى س���ى " اليت انطلقت‬ ‫يف نهاي���ة ‪ ،2011‬وعمل���ت عل���ى تق���دم عدد من‬ ‫برامج الـ "توك ش���و" والربام���ج الدينية‪ ،‬وحاولت‬ ‫التزام احليادية وأال يكون هلا توجهات سياسية أو‬ ‫ديني���ة‪ ،‬إال أنها يف بعض األحيان تكون ذات توجه‬ ‫خاص ملعارضة حكم اإلخوان املسلمون ‪.‬‬ ‫و رغ���م ظه���ور ع���دد م���ن القن���وات احلديث���ة يف‬ ‫الفرتة األخرية‪ ،‬إال أن هناك عددًا من الفضائيات‬ ‫م���ا زالت ق���ادرة عل���ى املنافس���ة و منه���ا "احلياة"‬ ‫و"دري���م" و"أون تي يف" و"احمل���ور‪ "2‬هذا يف الوقت‬ ‫الذي تتج���ه فيه الدعوة الس���لفية الفتتاح القناة‬ ‫الفضائية الرمسية هلا باسم "أجماد"‪.‬‬ ‫و ق���د مت رفع عدد من القضاي���ا ضد اإلعالميني‬ ‫منه���ا قضي���ة حمم���ود س���عد و توفيق عكاش���ة و‬ ‫غريه���ا و كانت آخره���ا قضية اإلعالمي باس���م‬ ‫يوس���ف الذي رفض���ت احملكمة قضي���ة وقف بثه‬ ‫وس���حب تراخيص وإغالق قناة الـ"س���ى بى سى"‪،‬‬ ‫كان���ت القضية ق���د رفعت م���ن حمامى مجاعة‬ ‫اإلخ���وان املس���لمني بادعاء أن باس���م يوس���ف دأب‬ ‫خ�ل�ال الف�ت�رة املاضي���ة عل���ى تقدي���م برناجمه‬ ‫ومحل���ت حلقاته الكث�ي�ر من التهكم واالس���تهزاء‬ ‫بالرئي���س حمم���د مرس���ي و بالنس���بة لقضي���ة‬ ‫قناة دريم قضت حمكم���ة القضاء اإلداري بعودة‬ ‫ب���ث قن���وات دري���م‪ ،‬حي���ث أقام���ت قن���وات دري���م‬ ‫الفضائي���ة دع���وى قضائية طالب���ت فيها بإصدار‬ ‫حكم بإلغ���اء قرار وزير اإلع�ل�ام واملنطقة احلرة‬ ‫والش���ركة املصري���ة لألقمار الصناعي���ة‪ ،‬النايل‬ ‫س���ات‪ ،‬بقط���ع بث قن���وات دريم م���ن مدينة دريم‬ ‫الن���د وكانت صحيفة الدعوة قد اش���تملت على‬ ‫أن قرار وزير اإلع�ل�ام بوقف بث قنوات دريم‪ ،‬مل‬ ‫يكن س���وى تصفية حسابات نتيجة ملوقف قنوات‬ ‫دريم من معاجلة القضايا السياس���ية املطروحة‬ ‫عل���ى اجملتمع املص���رى بصدق وأمان���ة وحرفية‬ ‫إعالمي���ة عالية فيم���ا تقرر وقف قن���اة احلافظ‬ ‫ملدة شهر بسبب القضية اليت رفعتها اهلام شاهني‬ ‫متهم���ة عبد اهلل بدر بس���بها و ال�ت�ي طالبت فيها‬ ‫بغلق قناة احلافظ وإلغاء تراخيصها ‪.‬‬ ‫لقد مت التحايل على حرية اإلعالم يف الدس���تور‬ ‫املص���ري اجلدي���د بوضع م���واد معرقل���ة حلرية‬ ‫اإلع�ل�ام تعق���ب امل���واد ال�ت�ي تتحدث ع���ن حرية‬ ‫اإلع�ل�ام فقد ج���اء يف ديباجة الدس���تور اجلديد‬ ‫مبادئ أساس���ية حاكم���ة للمجتمع منه���ا املبدأ‬ ‫الرابع‪ :‬احلري���ة حق‪ ،‬فكرا وإبداعا ورأيا‪ ،‬وس���كنا‬ ‫وأم�ل�اكا وحال وترحا ً‬ ‫ال‪ ،‬وض���ع اخلالق أصوهلا‬ ‫يف حرك���ة الكون و فطرة البش���ر و هن���اك مواد‬ ‫كث�ي�رة تكف���ل حرية الصحافة منه���ا املادة ( ‪48‬‬ ‫) ال�ت�ي تؤك���د أن حري���ة الصحاف���ة و الطباع���ة‬ ‫و النش���ر و س���ائر وس���ائل اإلعالم مكفول���ة و أن‬

‫الرقابة على ما تنش���ره وسائل اإلعالم حمظورة‬ ‫و جيوز اس���تثناء أن تف���رض عليها رقابة حمددة‬ ‫يف زم���ن احل���رب أو التعبئ���ة العام���ة و يف امل���ادة‬ ‫( ‪ ) 49‬أن حري���ة الصح���ف و متلكه���ا جبمي���ع‬ ‫أنواعها مكفول���ة مبجرد اإلخط���ار و على الرغم‬ ‫من وجود تلك املواد الدس���تورية املبش���رة حلرية‬ ‫الصحاف���ة تأتى امل���ادة ( ‪ ) 215‬ال�ت�ي تنص على ‪:‬‬ ‫يتوىل اجملل���س الوط�ن�ي لإلعالم تنظيم ش���ئون‬ ‫الب���ث املس���موع و املرئ���ي و تنظي���م الصحاف���ة‬ ‫املطبوع���ة و الرقمي���ة و غريه���ا و يك���ون اجمللس‬ ‫مس���ئوال ع���ن ضم���ان حري���ة اإلع�ل�ام مبختلف‬ ‫ص���وره و أش���كاله و احملافظ���ة عل���ى تعدديته ‪ ،‬و‬ ‫عدم ترك���زه أو احتكاره ‪ ،‬و ع���ن محاية مصاحل‬ ‫اجلمه���ور ‪ ،‬ووض���ع الضوابط و املعاي�ي�ر الكفيلة‬ ‫بالت���زام وس���ائل اإلعالم املختلف���ة بأصول املهنة‬ ‫و أخالقياته���ا ‪ ،‬و احلف���اظ على اللغ���ة العربية و‬ ‫مراع���اة قيم اجملتم���ع و تقاليده البن���اءة فحرية‬ ‫اإلع�ل�ام هنا مب���ا يقره اجملل���س الوطين لإلعالم‬ ‫الذي و إن اختلف يف املس���مى ع���ن وزارة اإلعالم‬ ‫و جملس الش���ورى و اجمللس األعل���ى للصحافة‬ ‫و لك���ن يتمتع ب���ذات االختصاصات وتعي���د املادة‬ ‫((‪ ))47‬إىل السلطة مرة أخرى إصدار قوانني قد‬ ‫تقي���د حرية اإلع�ل�ام فتنص امل���ادة ( ‪ (() 47‬من‬ ‫الدس���تور بأن احلصول على املعلومات و البيانات‬ ‫و اإلحص���اءات و الوثائ���ق ‪ ،‬و اإلفص���اح عنه���ا ‪ ،‬و‬ ‫تداوهل���ا ‪ ،‬حق تكفله الدولة ل���كل مواطن ‪ ،‬مبا ال‬ ‫ميس حرمة احلياة اخلاصة ‪ ،‬و حقوق اآلخرين ‪،‬‬ ‫و ال يتعارض مع األمن القومي و ينظم القانون‬ ‫قواعد إيداع الوثائق العامة و حفظها ‪ ،‬و طريقة‬ ‫احلص���ول على املعلوم���ات ‪ ،‬و التظل���م من رفض‬

‫إعطائه���ا ‪ ،‬و م���ا قد يرتتب على ه���ذا الرفض من‬ ‫مس���اءلة)) و اعرتض كث�ي�رون على ه���ذه املادة‬ ‫باعتبارها فضفاضة وتسمح للسلطة بالسيطرة‬ ‫على اإلعالم ‪.‬‬ ‫ليبي��ا الفلت��ان األم�ني ومش��كلة التموي��ل ت��ؤرق‬ ‫اإلعالميني‬ ‫يش�ي�ر بعض املراقبني إىل تغري حال الصحافة يف‬ ‫ليبي���ا حنو األفض���ل‪ ،‬حيث كان املقب���ور القدايف‬ ‫يك���ره الصحافة احل���رة ويعتربها ع���دوه األول‪،‬‬ ‫وهلذا أغلق الصح���ف اخلاصة وقمع الصحفيني‬ ‫ووضعه���م يف الس���جون ومنع الصح���ف الدولية‬ ‫م���ن دخ���ول البالد‪ ،‬كم���ا راق���ب اإلنرتن���ت على‬ ‫حنو ش���ديد‪ ،‬و ي���رى البعض اآلخ���ر أن ما حتقق‬ ‫للصحافيني الليبيني هو حرية نسبية‪ ،‬إذ ظهرت‬ ‫ق���وى جدي���دة تري���د تكمي���م األف���واه وترهي���ب‬ ‫اإلعالميني وكان اإلعالمي س���ليمان دوغة احد‬ ‫املنظرين ملشروع س���يف القذايف والذي انشق مع‬ ‫بداية الثورة وكان احد كوادرها اإلعالمية قد‬ ‫مت اختطاف���ه من قب���ل كتيبة مس���لحة تعرض‬ ‫من خالهلا للتعذيب واالهانة وبعد تدخل بعض‬ ‫املسؤلني مت اطالق سراحه دون أي رادع أو عقاب‬ ‫للجناة كما مت اختطاف اإلعالميني عبد القادر‬ ‫فس���وك و يوس���ف بادي من قبل عصابة مسلحة‬ ‫ومت إطالق سراحهم بعد تدخل اجمللس الوطين‬ ‫االنتقال���ي دون الكش���ف عن اجلن���اة ومعاقبتهم‬ ‫كما مت إبعاد املذيعة س���ارة املسالتي من تقديم‬ ‫حف���ل تس���ليم الس���لطة بس���بب ع���دم ارتداءه���ا‬ ‫احلجاب و قام احد األش���خاص يف مطار بنغازي‬ ‫باالعتداء بالعنف اللفظي على اإلعالمية س���ناء‬ ‫املنص���وري لنف���س الس���بب تقريب���ا ويف بنغ���ازي‬

‫أيض���ا قام جمموعة م���ن املتظاهري���ن الغاضبني‬ ‫مبهامج���ة مقر قناة "ليبيا احل���رة" وإطالق النار‬ ‫عل���ى مكاتبها وحتطي���م معداته���ا دون أي تدخل‬ ‫من قوات األم���ن أو اعتق���ال الفاعلني وتقدميهم‬ ‫للعدالة كما تعرض مكتب قناة اجلزيرة مباشر‬ ‫بطرابل���س للهج���وم بقنبلة يدوية أس���فرت عن‬ ‫أضرار مادية دون إصابات بشرية كما تعرض‬ ‫مكت���ب قناة ليبي���ا أوال يف طرابلس لالقتحام من‬ ‫مس���لحني قاموا خالهلا برتويع املوظفني وتوجيه‬ ‫الش���تائم هلم كما نظم حش���د م���ن الصحافيني‬ ‫واإلعالمي�ي�ن من خمتلف املؤسس���ات اإلعالمية‬ ‫ونش���طاء اجملتم���ع املدني وقف���ة احتجاجية أمام‬ ‫مق���ر قن���اة العاصم���ة تضامنا م���ع فري���ق القناة‬ ‫ال���ذي تع���رض لالعتداء م���ن قبل ح���رس األمن‬ ‫الرئاس���ي للمؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام معربين عن‬ ‫اس���تنكارهم الشديد ملثل هذا االعتداء على حرية‬ ‫اإلع�ل�ام والصحافة يف ليبيا ورفع املش���اركون‬ ‫يف الوقف���ة الفت���ات أك���دوا فيه���ا وقوفه���م م���ع‬ ‫مصور قن���اة العاصمة (منصور احل���راري) الذي‬ ‫تع��� ّرض للض���رب وال���ركل أم���ام مق���ر املؤمتر‬ ‫وأم���ام م���رأى اجلميع خ�ل�ال قيام فري���ق القناة‬ ‫بتغطية جلس���ة استثنائية عقدها املؤمتر وطالب‬ ‫احملتج���ون بضرورة حماس���بة املعتدي���ن‪ ،‬مبدين‬ ‫عزمه���م الكامل عل���ى مواصلة العم���ل اإلعالمي‬ ‫يف ظ���ل احلري���ة ال�ت�ي ناهل���ا الليبي���ون ب���كل قوة‬ ‫وش���رف وطال���ب احملتج���ون بإص���دار تش���ريع‬ ‫حيم���ي الصح���ايف واإلعالم���ي ويضم���ن له حق‬ ‫احلص���ول عل���ى املعلومة وجتري���م االعتداء على‬ ‫الصحافيني واإلعالميني بكل الصور واألش���كال‬


‫‪)2013‬‬ ‫يوليو ‪)2013‬‬ ‫يونيو ‪ 11 --‬يوليو‬ ‫‪ 25‬يونيو‬ ‫‪25 (( -- )) 111‬‬ ‫العدد (( ‪111‬‬ ‫الثالثة ‪ --‬العدد‬ ‫السنة الثالثة‬ ‫السنة‬

‫‪17‬‬

‫رأى بعض اإلعالميني أن إنش��اء ال��وزارة اجلديدة حماولة م��ن احلكومة لتكبيل‬ ‫اإلعالم‪ ،‬فيما أيد ذلك آخرون واعتربوها خطوة على طريق "تنظيم الفورة اإلعالمية‬ ‫اليت صاحبت ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫اللي�ب�ي فمصادر التمويل غ�ي�ر واضحة فهي إما‬ ‫أجنبية أو من الذين كان���وا يعملون مع النظام‬ ‫املقبور وانش���قوا عنه وبعضه���ا األخر من متويل‬ ‫األح���زاب وال�ت�ي بدورها غ�ي�ر واضح���ة مصادر‬ ‫متويلها أصال لكن املش���كلة تكمن يف التلفزيون‬ ‫الرمسي‪ ،‬الذي ينطق بإسم الدولة فهو مل ينجح‬ ‫يف فت���ح جس���ر تواصل ب�ي�ن احلكوم���ة واملواطن‬ ‫وقال���ت اإلعالمي���ة هب���ة الش���يباني(( إعالمن���ا‬ ‫اللي�ب�ي الزال جدي���دا و الزال يفتقر إلي اخلربة‬ ‫و التدري���ب باإلضاف���ة إىل املهني���ة و احليادي���ة‬ ‫و قضاي���ا امل���رأة يف جمتمعن���ا اللي�ب�ي احملاف���ظ‬ ‫بالذات تعترب أكثر القضايا حساسية ويعتربها‬ ‫اغلب اإلعالمي�ي�ن حقل ألغ���ام يصعب التحرك‬ ‫فيه وبالتال���ي أصبحت قضايا امل���رأة من بعد ما‬ ‫كان���ت تتصدر العناوين الرئيس���ية أثناء و بعد‬ ‫الثورة ترتاجع ش���يئاً فش���يئاً عن ب���ؤرة الرتكيز‬ ‫اإلعالمي))‬ ‫ومم���ا الش���ك في���ه أن���ه م���ن املبك���ر اآلن احلكم‬ ‫على الصحافة الولي���دة يف ليبيا‪ ،‬فنجاحها رهن‬ ‫بظه���ور تش���ريعات تكف���ل حري���ة التعب�ي�ر ع���ن‬ ‫الرأي بعيداً عن ش���بح املوت إضافة إىل اعتمادها‬ ‫‪ ،‬كم���ا طالب���وا املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام بتقديم‬ ‫تفس�ي�ر لوجود مدني�ي�ن ضمن طاقم حراس���اته‬ ‫ومعرف���ة من خوهل���م بالقيام به���ذه التصرفات‬ ‫كما طالب���وا تقديم اجلناة على وجه الس���رعة‬ ‫للعدال���ة ‪ ،‬حممل�ي�ن رئاس���ة املؤمت���ر الوط�ن�ي‬ ‫املس���ؤولية الكاملة عما يتعرض له اإلعالميون‬ ‫والصحافي���ون يف ليبيا ج���راء التأخري يف إصدار‬ ‫التش���ريعات الالزم���ة حلمايته���م وحيوا موقف‬ ‫النائ���ب العام وس���رعة حتركه مش���ددين على‬ ‫ض���رورة رؤية نتائج س���ريعة لتحقيقاته وأن ال‬ ‫تكون ح�ب�را عل���ى ورق وأكدت قن���اة العاصمة‬ ‫أن االعت���داء الذي تعرض ل���ه فريقها كان من‬ ‫قب���ل عناص���ر احل���رس يف مقر املؤمت���ر الوطين‬ ‫موضح���ة أن ه���ذا االعتداء مت أم���ام مقر املؤمتر‬ ‫حي���ث ق���ام املعت���دون بض���رب املص���ور (منصور‬ ‫احلراري) ضربا مربحا‪.‬‬ ‫وي���رى بعض اإلعالمي�ي�ن الليبي�ي�ن أن اإلعالم‬ ‫اللي�ب�ي م���ازال ي���رزح حتت قي���ود كث�ي�رة منها‬ ‫ع���ادات وتقالي���د اجملتمع اليت تقص���ي املرأة من‬ ‫العم���ل يف جم���ال اإلع�ل�ام وتعت�ب�ر املمارس���ة‬ ‫اإلعالمية حك���را على الرجل وي���رى آخرون أن‬ ‫الس���احة اإلعالمي���ة الليبية تعي���ش حالة فراغ‬ ‫كب�ي�رة رغم الك���م اهلائ���ل من وس���ائل اإلعالم‬ ‫الناش���ئة وذلك بسبب قلة الكوادر املدربة وغياب‬ ‫املهني���ة واح�ت�رام التخص���ص وقل���ة اخلربة بني‬ ‫القائمني على تلك املؤسسات اإلعالمية الناشئة‬ ‫لقد ظهرت عقب الث���ورة أكثر ‪ 300‬صحيفة‬ ‫وجمل���ة وأكث���ر م���ن ‪ 30‬حمط���ة تلفزيونية‬ ‫فضائي���ة وأكث���ر م���ن ‪ 70‬إذاع���ة مس���موعة‬ ‫لرتوي عطش ش���عب متعط���ش للحرية ولكنها‬ ‫خيافه���ا ويرفضه���ا أحيان���ا خاصة فيم���ا يتعلق‬ ‫األم���ر حبري���ة اإلع�ل�ام وكل ه���ذه الوس���ائل‬ ‫اإلعالمي���ة تعان���ي م���ن مش���اكل مش�ت�ركة‬ ‫فأصح���اب الصح���ف يعانون من قل���ة احملررين‬

‫واملراس���لني احملرتفني رغم وجود مواهب حتتاج‬ ‫اىل الصق���ل والتدري���ب باإلضاف���ة اىل ضع���ف‬ ‫البنية اللوجستية للصحافة من مطابع جمهزة‬ ‫وحمرتفة وسريعة وعدم وجود منظومة توزيع‬ ‫فاعلة وس���وق اإلعالن���ات الضعيف ج���داً وقالت‬ ‫اإلعالمي���ة فاطمة غندور املدير العام لصحيفة‬ ‫ميادي���ن أن الصحافة احل���رة تعرضت لإلقصاء‬ ‫م���ن حكومة الكي���ب اليت أبدت رفض���اً حادا حني‬ ‫طالبنا بس���عر تش���جيعي والحقا جاءت الضربة‬ ‫م���ن املفوضي���ة العلي���ا لالنتخاب���ات وهي جهة‬ ‫مس���تقلة ألزمه���ا القان���ون بنش���ر إعالناتها عرب‬ ‫وس���ائل اإلعالم الليبي���ة ولكن املفوضي���ة العليا‬ ‫لالنتخاب���ات تنصلت م���ن التزامه���ا املالي جتاه‬ ‫صحيف���ة ميادي���ن وتنك���رت هل���ا بس���بب هروب‬ ‫مدي���ر املكت���ب اإلعالم���ي للمفوضي���ة واملته���م‬ ‫باختالس أموال املفوضية و تضيف غندور هذه‬ ‫ليس���ت قصتنا فحسب هي قصة صحف توقفت‬ ‫وأخ���رى تتهي���أ لذلك وك���ذا صحيف���ة ميادين‬ ‫مهددة بذل���ك يف تواصل هلضم احلقوق وانعدام‬ ‫مب���ادرات التش���جيع والدع���م وم���ن حي���ث املبدأ‬ ‫واإلمي���ان الذي يعول على الصحافة ممارس���ته‬ ‫وباملقاب���ل إمي���ان األط���راف املتعاطي���ة ملنتجه���ا‬ ‫بأحقي���ة احلي���اة أينم���ا ظه���رت احلقيق���ة على‬ ‫صفحاته���ا ودأبت على أداء رس���التها كس���لطة‬ ‫رابعة ‪.‬‬ ‫أم���ا احملط���ات التلفزيوني���ة وإذاع���ات الرادي���و‬ ‫فتعان���ي م���ن ع���دم توف���ر ك���وادر ذات خ�ب�رة‬ ‫ومتمرسة يف هذا احلقل فاغلب احملطات تعاني‬ ‫م���ن نقص يف مع���دي الربامج و ف�ن�ي التصوير‬ ‫وف�ن�ي الص���وت وفين املونت���اج واملخرج�ي�ن وقلة‬ ‫االس���توديوهات اجمله���زة هل���ذا العم���ل وه���و م���ا‬ ‫جيعل الربام���ج تغيب عليها االحرتافية يف اغلب‬ ‫احملط���ات وه���ذه املش���اكل تأت���ي بعد مش���كلة‬ ‫التموي���ل الذي هو أهم مش���كلة يواجهها اإلعالم‬

‫عل���ى احلرفية‪ ،‬وابتعادها ع���ن احلزبية الضيقة‬ ‫ومص���احل ش���خصية وس���عيها لتكون س���لطة يف‬ ‫مواجه���ة كل م���ا يعيق حتقيق الدول���ة الليبية‬ ‫احلديث���ة املبنية على املؤسس���ات وتربز خماوف‬ ‫حقيقي���ة مقلق���ة م���ن أن حري���ة التعب�ي�ر فيها‬ ‫ترتاج���ع ما ينذر باخلطر عل���ى أوضاع احلريات‬ ‫اليت من أجلها قامت ثورات تونس ومصر وليبيا‬ ‫والشك أن قيام دولة املؤسسات ال األفراد‪ ،‬ودولة‬ ‫التش���ريعات العادل���ة ال االمالءات‪ ،‬ه���ي الكفيلة‬ ‫وحده���ا بضم���ان أقص���ى درج���ات احلري���ة يف‬ ‫التعب�ي�ر عن الرأي وصو ً‬ ‫ال إىل اجملتمعات املدنية‬ ‫احلديثة ‪.‬‬ ‫كم���ا اعتص���م مجع م���ن اإلعالمي�ي�ن مبجالي‬ ‫الصحاف���ة واإلذاعة أمام مقر اجمللس االنتقالي‬ ‫وذلك استنكاراً على اإلجراءات الظاملة من رئيس‬ ‫هيئة الدعم الصحافة إدريس املسماري و تنديداً‬ ‫عل���ى القرار رق���م ” ‪ 7‬الصادر م���ن رئيس وزراء‬ ‫احلكوم���ة الليبي���ة عب���د الرحيم الكي���ب وقالت‬ ‫الصحفي���ة خدجي���ة بس���يكري ج���اء االعتصام‬ ‫اس���تنكاراً عن نوع م���ن الس���لوكيات الغري جادة‬ ‫يف اإلع�ل�ام وغي���اب التواص���ل اإلعالم���ي مابني‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫جي��ب الضغط عل��ى الس��لطات من أجل اإلس��راع يف مس��اءلة ّ‬ ‫كل‬ ‫اجملموع��ات اليت تورطت يف االعتداء على اإلعالميني ومعاقبتها وفق‬ ‫القانون واليت ترى يف إفالتها من العقاب تشجيعا على مواصلة ترويع‬ ‫اإلعالميني والتدخل يف مهنتهم‬ ‫املواط���ن ومابني اجملل���س االنتقال���ي واحلكومة‬ ‫الليبي���ة وه���ذا نتيج���ة لس���وء إدارة اإلع�ل�ام يف‬ ‫ليبيا وحنن ال منلك إذاعة وطنية حقيقية تبث‬ ‫للشارع اللييب ولألسف كل ما يوجد يف اإلعالم‬ ‫ه���و خي���دم قضاي���ا خاصة ف�ل�ا خت���دم املواطن‬ ‫اللي�ب�ي بالكامل وال يعرب عن رأي الش���ارع اللييب‬ ‫بالكامل وهذا اس���تنتاج من الشارع نفسه إضافة‬ ‫إىل أن لدين���ا احتج���اج على هيئة دعم تش���جيع‬ ‫الصحافة اليت لألس���ف تعاملت بعقلية قذافية‬ ‫فيم���ا ي���رى البع���ض أن هيئ���ة دع���م وتش���جيع‬ ‫الصحاف���ة قدمت الدعم للصحف بدفع رس���وم‬ ‫الطباعة وجتهي���ز مقرات الصح���ف التابعة هلا‬ ‫بأحدث الوسائل واإلمكانيات لكن اخلالف يبقى‬ ‫عل���ى تعيني رؤس���اء حترير الصح���ف وأطقمها‬ ‫واملكاف���آت املالي���ة كم���ا قدمت دعم���ا للصحف‬ ‫اخلاصة وذلك بتوفري بعض الدورات التدريبية‬ ‫للصحفي�ي�ن وطباعة ع���دد ل���كل صحيفة على‬ ‫نفق���ة اهليئة كما ش���هدت ليبيا ختب���ط إداري‬ ‫بالنس���بة لقط���اع اإلع�ل�ام حيث اص���در اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي الق���رار رق���م ((‪ ))44‬لس���نة‬ ‫‪2012‬م بإنشاء جملس مؤقت يسمى ((اجمللس‬ ‫األعلى لإلعالم ))يقوم على الش���ؤون اإلعالمية‬ ‫مب���ا حيق���ق حريتها واس���تقالليتها غ�ي�ر أن هذا‬ ‫الق���رار مل يعجب بعض م���ن اإلعالميني فدعوا‬ ‫إىل ملتق���ى إعالم���ي عق���دوه يف مدين���ة ج���ادو‬ ‫انتخبوا فيه ((جمل���س أعلى لإلعالم منتخب))‬ ‫ليك���ون بذلك وجود جس���مني واحد معني وأخر‬ ‫منتخ���ب والن كال اجمللس�ي�ن مل يقدم���ا ش���يئا‬ ‫ملموس���اً لقط���اع اإلع�ل�ام فق���د ض���ل دون أن‬ ‫يش���عر بوجوده���م اح���د إىل أن ج���اءت حكوم���ة‬ ‫دول���ة الرئيس علي زيدان ال���ذي قال إن املرحلة‬ ‫تتطل���ب وزارة لإلع�ل�ام تش���رف وتنظ���م عم���ل‬ ‫اإلع�ل�ام خ�ل�ال املرحل���ة االنتقالي���ة فقط وقد‬ ‫وافق املؤمتر الوطين على طلب رئيس احلكومة‬ ‫وقد أح���دث القرار الذي أخت���ذه املؤمتر الوطين‬ ‫باملوافق���ة عل���ى إنش���اء وزارة جدي���دة لإلع�ل�ام‬ ‫ملعاجل���ة ما اعت�ب�ره فوض���ى إعالمية تش���هدها‬ ‫البالد بعد ظهور عش���رات الفضائيات والصحف‬ ‫املس���تقلة واخلاصة‪ ،‬ردود فع���ل متباينة وجد ً‬ ‫ال‬ ‫واس���عاً ب�ي�ن الصحافي�ي�ن والعاملني يف وس���ائل‬ ‫اإلعالم احمللية‪.‬‬ ‫ورأى بع���ض اإلعالمي�ي�ن أن إنش���اء ال���وزارة‬ ‫اجلديدة حماولة من احلكومة لتكبيل اإلعالم‪،‬‬ ‫فيم���ا أي���د ذلك آخ���رون واعتربوه���ا خطوة على‬ ‫طريق "تنظيم الف���ورة اإلعالمية اليت صاحبت‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباير فقد أيد رئيس حترير صحيفة‬ ‫ليبيا اجلديدة املستقلة حممود املصراتي بشدة‬ ‫تكوي���ن وزارة لإلع�ل�ام رغم أنه كان من أش���د‬ ‫املعارض�ي�ن هلا وقال إن ما يش���هده ه���ذا القطاع‬ ‫م���ن فوضى وختب���ط وغياب املهني���ة جيعل من‬ ‫الضرورة أن يكون هناك جس���م أو كيان يتوىل‬ ‫إدارة ه���ذه املرحل���ة ولتك���ن وزارة تنتهي بنهاية‬ ‫احلكوم���ة احلالية وأكد يف ه���ذا الصدد أن هذا‬ ‫األم���ر يتطل���ب من اللج���ان الربملاني���ة املختصة‬ ‫مراقبة هذه الوزارة ومتابعتها ضد أية خروقات‬

‫قد حت���دث يف منه���ج احلرية اإلعالمي���ة وقال‬ ‫‪( :‬ال أعتق��� ُد بع���د ثورة ‪ 17‬فرباي���ر أن هناك أية‬ ‫جه���ة تفكر بتكميم األف���واه واحلد من احلريات‬ ‫أمام الصحافة واإلعالم) بينما رفض الصحايف‬ ‫خال���د امله�ي�ر م���ن بنغ���ازي بش���دة ع���ودة وزارة‬ ‫اإلع�ل�ام بأي���ة صيغ���ة وق���ال أنا ش���خصياً ذقت‬ ‫م���رارة ه���ذه ال���وزارة يف عه���د الق���ذايف وحن���ن‬ ‫خنشى بعد أن حتررنا أن نعود لنفس السياسات‬ ‫السابقة واملطاردات اجلنائية وذهب (املهري) إىل‬ ‫وصف إعادة وزارة اإلع�ل�ام باخلطوة اخلطرية‬ ‫واالنق�ل�اب اخلطري على احلرية اليت ش���عر بها‬ ‫الليبيون بعد ثورة ‪ 17‬فرباير وقال حنن نتوقع‬ ‫ُ‬ ‫حتدث‬ ‫كل ش���يء حبج���ة مص���احل الب�ل�اد ق���د‬ ‫بفع���ل هذه الوزارة مطاردات ومالحقات جنائية‬ ‫وتكمي���م لألفواه ولف���ت إىل أن املؤمت���ر الوطين‬ ‫بقراره هذا س���يرتك لنا (جلثامة) وزارة اإلعالم‬ ‫رغم أنه برملان تأسيسي وسريحل بعد ‪ 18‬شهرا‬ ‫وتأتي لنا حكومة دائمة سياس���ية تستخدم هذه‬ ‫الوزارة يف تصفية احلس���ابات السياس���ية وأكد‬ ‫على أن احلل ملعضلة اإلعالم يف ليبيا هو تكوين‬ ‫جمل���س إع�ل�ام يت���م انتخاب���ه م���ن اإلعالميني‬ ‫ويض���م الصحاف���ة واإلذاع���ة والتلفزي���ون وهو‬ ‫الرأي ال���ذي أمجع علي���ه أغل���ب اإلعالميني يف‬ ‫ليبي���ا بينما قلل رئيس جلنة اإلع�ل�ام والثقافة‬ ‫واجملتم���ع املدن���ي باملؤمت���ر الوط�ن�ي (حس���ن‬ ‫األم�ي�ن) من هواجس الصحافي�ي�ن بتأكيده أن‬ ‫الربملان سيس���تمر يف دوره الرقابي والتش���ريعي‬ ‫ع�ب�ر جلانه املتخصصة‪ ،‬وس���يتابع ه���ذه الوزارة‬ ‫لضم���ان حري���ة اإلع�ل�ام واس���تقالليته‪ ،‬وع���دم‬ ‫هيمنة أية جه���ة عليه أو توجيه���ه وقال األمني‬ ‫إن الوزارة تتمثل مهمتها يف إدارة ومتويل قطاع‬ ‫اإلعالم معتربا أن عمر هذه الوزارة س���يكون من‬ ‫عمر احلكومة املؤقتة ‪.‬‬ ‫مستقبل اإلعالم يف تونس ومصر وليبيا‬ ‫وم���ع اس���تمرار املرحل���ة االنتقالي���ة يف تون���س‬ ‫ومص���ر وليبي���ا ‪ ،‬يبقى مس���تقبل حرية اإلعالم‬ ‫يف هذه الدول غامض���اً‪ ،‬إال أن املدة القادمة اليت‬ ‫ستش���هد صياغ���ة الدس���تور وإقراره س���تثبت ما‬ ‫إذا كان���ت ه���ذه الدول ق���د تعلمت م���ن أخطاء‬ ‫األنظمة السابقة وستسمح مبؤسسات إعالمية‬ ‫حرة تعددية‪ ،‬تلتزم مبعايري املهنية واملوضوعية‪،‬‬ ‫أم أنه���ا س���تنزلق إىل دوامة املاضي وتس���تمر يف‬ ‫قمع وسائل اإلعالم أو توجيهها خلدمة مصاحل‬ ‫النخ���ب احلاكم���ة وال ميكن منع ذل���ك إال من‬ ‫خالل اخلطوات اآلتية اليت أرى أنها ضرورية ‪:‬‬ ‫‪-1‬جيب عل���ى اإلعالميني العمل على صياغة‬ ‫ميثاق ش���رف املهنة وااللت���زام به حتى حتافظ‬ ‫عل���ى مكانته���ا ومصداقيته���ا بعي���دا ع���ن كل‬ ‫حم���اوالت التوجي���ه أو االس���تغالل وجيب على‬ ‫اإلعالم���ي أن يعرف ان���ه ال توج���د حرية بدون‬ ‫مس���ؤولية وأن اإلعالم جيب أن يكون مدققا وذا‬ ‫مصداقية‪.‬‬ ‫‪-2‬أهمي���ة تامني محاي���ة حقيقية لإلعالميني‬ ‫دس���توريا وتكريس اس���تقاللية اإلعالم لضمان‬ ‫وج���ود إعالم حر وحماي���د وتأتي حرية اإلعالم‬

‫م���ن خ�ل�ال املش���اركة يف صياغ���ة الوثائ���ق‬ ‫األساس���ية الدس���تورية والقانوني���ة ال�ت�ي تنظم‬ ‫ش���ئون الصحافة واإلعالم ودس�ت�رة حق حرية‬ ‫تبادل املعلومات وإطالق حرية إصدار الصحف‬ ‫والقن���وات واإلذاع���ات وكاف���ة وس���ائل اإلعالم‬ ‫املختلفة‪.‬‬ ‫‪-3‬جي���ب العم���ل ب���كل الوس���ائل القانوني���ة و‬ ‫العلمي���ة والعملي���ة إلنهاء ثقافة تبعية وس���ائل‬ ‫اإلع�ل�ام ألصح���اب الس���لطة ال�ت�ي أث���رت علي‬ ‫درج���ة اس���تقاللية اإلعالمي�ي�ن مم���ا أدي إل���ي‬ ‫اس���تبدال التبعي���ة للرئي���س الس���ابق للرئي���س‬ ‫اجلديد‪،‬وم���ن احل���زب الس���ابق إىل احل���زب‬ ‫احلاك���م اجلدي���د وجتل���ت ثقاف���ة التبعية يف‬ ‫احنياز بعض وس���ائل اإلعالم للسلطة اجلديدة‬ ‫كما انه ظهر اس���تمرار سياسة تعيني القيادات‬

‫للوالء الش���خصي ملن ميلك قرار التعيني والذي‬ ‫نتج عنه الوقوع يف أخطاء مهنية وأخالقية‪.‬‬ ‫‪-4‬أن يتم رفع املس���توى املهين لإلعالميني عن‬ ‫طريق صق���ل املواهب وإعداد الكوادر وتش���جيع‬ ‫حري���ة التعب�ي�ر وإنش���اء قاع���دة بيان���ات دقيقة‬ ‫للممارس���ات الصحفي���ة واإلعالمي���ة ملس���اندة‬ ‫البح���ث العلم���ي واملس���اعدة عل���ي تطوي���ر أداء‬ ‫اإلعالميني واملؤسسات اإلعالمية‪.‬‬ ‫‪-5‬جي���ب الضغ���ط عل���ى الس���لطات م���ن أجل‬ ‫اإلس���راع يف مس���ائلة ّ‬ ‫كل اجملموع���ات ال�ت�ي‬

‫تورط���ت يف االعت���داء عل���ى اإلعالمي�ي�ن‬ ‫ومعاقبته���ا وفق القانون وال�ت�ي ترى يف إفالتها‬ ‫م���ن العق���اب تش���جيعا عل���ى مواصل���ة تروي���ع‬ ‫اإلعالمي�ي�ن والتدخل يف مهنتهم وجيب توثيق‬ ‫حالة االعتداءات ومتابعتها عرب القضاء وإيقاف‬ ‫مسلس���ل حماكم���ة اإلعالمي�ي�ن عل���ى خلف ّية‬ ‫خاص���ة ّ‬ ‫وأن اجل���زء األكرب‬ ‫أدائه���م اإلعالم���ي ّ‬ ‫من القضايا ال�ت�ي ّ‬ ‫مت الفصل فيها قد قضي فيها‬ ‫بع���دم مس���اع الدعوى ممّ ���ا جيعل م���ن تواصلها‬ ‫ختويف���ا لإلعالمي�ي�ن وح���دّا من ش���جاعتهم يف‬ ‫التطرق إىل امللفات احلارقة واخلطرية‪.‬‬ ‫‪-6‬جي���ب على اهليئ���ات احلكوم ّية واألحزاب أن‬ ‫تلت���زم بالضواب���ط املهن ّي���ة يف تنظي���م الن���دوات‬ ‫واملؤمت���رات واالجتماع���ات ح ّت���ى ال يقع اخللط‬ ‫ب�ي�ن التصرحي���ات واالجتماع���ات م���ن جه���ة‬ ‫واللق���اءات الصحف ّي���ة م���ن جه���ة أخ���رى وعلى‬ ‫ّ‬ ‫كل املعنيني بقطاع اإلعالم بالتصدي لظاهرة‬ ‫اس���تثناء بعض وسائل اإلعالم من تغطية بعض‬ ‫الفعالي���ات ملا قد ينج ّر عنه من تقس���يم األعالم‬ ‫وضرب ّ‬ ‫حق الوصول إىل املعلومة‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫املصادر‪:‬‬ ‫‪-1‬العدد ((‪ ))79‬من صحيفة ميادين‬ ‫‪-2‬تقارير لوكالة رويرتز‬ ‫‪-3‬تقارير لوكالة فرانس برس‬

‫‪-4‬تقري���ر املنظم���ة املصري���ة حلقوق اإلنس���ان‬ ‫حول اإلعالم‬ ‫‪-5‬تقرير مركز تونس حلرية الصحافة‬ ‫‪-6‬تقرير منظمة مراسلون بال حدود‬ ‫‪-7‬التقرير الس���نوي ملعه���د فريدم هاوس حول‬ ‫حرية اإلعالم‬


‫‪19‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ليبيا اجلديدة بني نظامي املركزية والالمركزية‬ ‫صاحل سامل الطرشول‬ ‫يش���هد اجملتم���ع اللي�ب�ي ح���راكا و‬ ‫تفاعال سياسيا كبريا بني األطياف‬ ‫السياس���ية و الفكرية املتنوعة حول‬ ‫النظ���ام السياس���ي املطل���وب للدولة‬ ‫الليبي���ة اجلدي���دة و خاص���ة فيم���ا‬ ‫يتعل���ق بش���ان النظ���ام ال���ذي ينظـم‬ ‫س���لطتها السياس���يـة و جهازه���ا‬ ‫االدارى من أعلي سلطة اىل أدناها ‪.‬‬ ‫م���ن ب�ي�ن الش���عارات املرفوع���ة من‬ ‫يطال���ب بتطبي���ق النظ���ام االحتادي‬ ‫أو الفيدرالي���ة و جتيء هذه املطالبة‬ ‫نتيج���ة مل���ا عن���اه الش���عب اللي�ب�ي‬ ‫خ�ل�ال العق���ود املاضي���ة م���ن ع���دم‬ ‫اس���تقرار بس���بب مركزية السلطة‬ ‫و البريوقراطي���ة املميت���ة ومنها من‬ ‫يطالب بتطبيق نظام احلكم احمللي‬ ‫و اإلدارة احمللية عن طريق البلديات‬ ‫و احملافظات ‪ ....‬اخل ‪.‬‬ ‫فم���ا هي املركزي���ة و الالمركزية‬ ‫يف نظام احلكم و اإلدارة يف الدولة و‬ ‫ماهو افضلها لدولة ليبيا اجلديدة ‪.‬‬ ‫املركزي���ة و الالمركزي���ة وجهان‬ ‫من وج���وه بن���اء الدول���ة و تنظيمها‬ ‫االدارى و الدول���ة ق���د تتب�ن�ي ه���ذا‬ ‫النظ���ام أو ذاك ‪ ،‬وقد تعمل يف أحيان‬ ‫كثرية بالنظامني معا ‪.‬‬

‫*املركزية ‪:‬‬

‫نظام قانوني يقوم علي مبدأين أساسيني‬ ‫( ‪ ) 1‬مب���دأ تركي���ز الس���لطة يف ي���د‬ ‫احلكومة املركزية وال م���كان يف هذا النظام‬ ‫جملالس إقليمية حملية منتخبة ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬خض���وع موظف���ي احلكوم���ة‬ ‫املركزية لنظام التسلس���ل االدارى اهلرمي و‬ ‫السلطة الرئاسية ‪.‬‬ ‫املركزية و الالمركزية‬ ‫ولنظام املركزية صورتان ‪:‬‬ ‫*املركزي���ة احلصري���ة حيث يت���م تركيز‬ ‫كل الصالحيات يف أيدي السلطة املركزية‬ ‫دون أن يكون ملمثليها ‪ ،‬يف العاصمة أو األقاليم‬ ‫أية سلطة خاصة يف تصريف األمور ‪.‬‬ ‫*املركزي���ة الالحصري���ة وتعن���ى توس���يع‬ ‫صالحي���ات ممثل���ي الس���لطة املركزي���ة يف‬ ‫املناط���ق و األقالي���م م���ع بق���اء تبعيته���ا هلـا و‬ ‫معينني من قبلها وممارسة هذه الصالحيات‬ ‫ال تع�ن�ي االس���تقالل عن الس���لطة املركزية‬ ‫فه���ي تت���م دائم���ا حت���ت إش���راف الوزي���ر أو‬ ‫الرئيس اإلداري املختص ‪.‬‬ ‫أنصار األخذ بنظ���ام املركزية يعددون عدة‬ ‫حسنات هلذا النظام منها ‪:‬‬

‫*تقوية السلطة احلكومية و تعزيز نفوذها ‪.‬‬ ‫وهلذا فإن الدولة عند نشأتها تشعر بضرورة‬ ‫اللجوء اىل املركزية املتطرفة املكثفة ‪.‬‬ ‫*إن النظ���ام املرك���زي يه���دف اىل حتقي���ق‬ ‫العدال���ة و مس���اواة اإلفراد بتأم�ي�ن اخلدمات‬ ‫ل���كل املواطن�ي�ن و األقالي���م يف الدول���ة ال�ت�ي‬ ‫تقدمه���ا حبكم أش���رافها علي املراف���ق العامة‬ ‫و إنش���ائها هلا يف مجيع األقاليم مما يس���اعد‬ ‫علي توزيع اخلدمات و تنظيمها بشكل عادل‬ ‫وموحد ‪.‬‬ ‫*اس���تقرار األنظم���ة اإلداري���ة ‪ ،‬وضم���ان‬ ‫وحدتها و جتانس���ها و تناسقها يف كل إدارات‬ ‫الدولة و مرافقها ‪.‬‬ ‫* إن الدول���ة مب���ا متلكه م���ن إمكانيات فنية‬ ‫و مادي���ة ضخم���ة تس���تطيع القي���ام باملرافق‬ ‫الوطني���ة الك�ب�رى اليت تعجز عنه���ا الوحدات‬ ‫اإلقليمية ‪.‬‬ ‫*إدارة أموال الدول���ة و االقتصاد يف النفقات‬ ‫العام���ة و تاليف عمليات التكرار و االزدواجية‬ ‫‪ ،‬و االعتم���اد يف تس���يري الدوائ���ر العامة على‬ ‫اخلل���ل ففضل���ت الكثري م���ن ال���دول التخلي‬ ‫اخلرباء و الفني�ي�ن و االختصاصيني املعينني‬ ‫ع���ن نظ���ام املركزي���ة و الس�ي�ر يف طري���ق‬ ‫ال عل���ي الرجال املنتخبني الذين قد تنقصهم‬ ‫الالمركزية ‪.‬‬ ‫يف اغلب األحي���ان اخلربة و التأهيل العلمي و‬ ‫القدرة و املهارة املهنية ‪.‬‬ ‫أم���ا معارض���ي النظ���ام املركزي ف�ي�رون أن‬ ‫هناك كثريا من الس���لبيات عن���د األخذ بهذا‬ ‫النظام منها ‪:‬‬ ‫*تركي���ز الس���لطة يف املرك���ز وتأثريه���ا‬ ‫الس���ليب عل���ي اخلدم���ات املقدم���ة للمواط���ن‬ ‫و املش���اريع املنف���ذة عل���ي املس���توي احمللي أو‬ ‫اإلقليمي ‪.‬‬ ‫*اإلقص���اء و التهمي���ش لبع���ض الق���درات‬ ‫و اخل�ب�رات باألقالي���م مـ���ن التمتـ���ع بش���غل‬ ‫بعـ���ض الوظائـ���ف اإلداريـة و اإلس�ت�راتيجية‬ ‫العلي���ا بالدول���ة و الرتكيز عل���ي مبدأ الوالء‬ ‫للحكومة أكثر من القدرة و الكفأة العلمية‬ ‫و املهنية ‪.‬‬ ‫*إهم���ال البني���ة التحتية لعدد م���ن املناطق‬ ‫و اس���تحواذ املراكز الرئيس���ية لتلك املناطق‬ ‫بأكث���ر اهتم���ام ‪ .‬وكذلك تفضي���ل مناطق‬ ‫عن أخري ‪.‬‬

‫املركزية و الالمركزية ( ‪) 3‬‬

‫* تأخ�ي�ر اإلج���راءات املالي���ة و اإلداري���ة ويف‬ ‫بع���ض األحيان تعطيله���ا و جتميدها نتيجة‬ ‫هرمي���ة القرار و تركيز الس���لطة يؤدي إلي‬ ‫نش���ر الفس���اد اإلداري و املالي و ينعكس ذلك‬ ‫بالتالي علي االقتصاد الوطين للدولة ‪.‬‬ ‫*ارتف���اع التكاليف املالية و إهدار املال العام و‬ ‫اجلهد و الوقت لعدم وجود صالحيات إدارية‬ ‫ومالية للوحدات احمللية ‪.‬‬ ‫ونظ���ام املركزي���ة مل يعد مقبوال و الس���يما‬ ‫بعد انتشار األنظمة الدميقراطية واستتباب‬ ‫االستقرار السياسي يف عديد من‬ ‫الدول حيث تكاثرت واجبات الدولة وتعددت‬ ‫أعماهلم���ا حتى ناءت به���ا إدارته���ا املركزية‬ ‫‪ ،‬واضح���ي م���ن الواجب و املصلح���ة معاجلة‬

‫*( ‪ ) 3‬الالمركزية ‪:‬‬

‫الالمركزي���ة نظ���ام قانون���ي ال‬ ‫ ‬ ‫يظه���ر مبظه���ر واح���د وال بصيغ���ة واح���دة‬ ‫‪ ،‬وإمن���ا يتخ���ذ أش���كاال خمتلف���ة و متع���ددة‬ ‫حبسب الشكل الدستوري للدولة ‪.‬‬ ‫*تنقسم الالمركزية إلي‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫*الالمركزية اإلدارية‬ ‫* الالمركزية السياسية‬ ‫الالمركزي���ة اإلداري���ة ‪ :‬ه���ي طريق���ة م���ن‬ ‫ط���رق اإلدارة تقض���ي بتوزي���ع الوظيف���ة‬ ‫اإلدارية بني احلكومة ة و هيئات عامة أخري‬ ‫( حملي���ة – مرفقي���ه ) تباش���ر اختصاصاتها‬ ‫حتت إش���راف الس���لطة املركزي���ة و رقابتها‬ ‫وم���ن ابرز مظاهر الالمركزي���ة اإلدارية يف‬ ‫دولة ما قيام س���كان مدينة معين���ة بانتخاب‬ ‫هيئاتها اإلدارية احمللية دون تدخل الس���لطة‬ ‫املركزية يف االنتخاب ‪.‬‬ ‫تقوم الالمركزية اإلدارية علي أربع أس���س‬ ‫مهمة ‪:‬‬ ‫‪- 1‬التس���ليم بوجود مصاحل حملية متميزة‬ ‫م���ن املص���احل الوطني���ة وال تتع���ارض م���ع‬ ‫املصلحة الوطنية إال أنهـا‬ ‫تس���تلزم أس���اليب خمتلف���ة ملعاجلته���ا مم���ا‬ ‫يستحس���ن يف هذه احلالة ت���رك االهتمام بها‬ ‫و اإلش���راف عليها للمواطنني احملليني الذين‬ ‫يستفيدون منها بشكل مباشر ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الس���ماح بقيام هيئ���ات أو أجهزة حملية‬ ‫تؤمن هذه املصاحل ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬االع�ت�راف لتل���ك اهليئ���ات بالش���خصية‬ ‫املعنوية و االس���تقالل املال���ي و اإلداري ‪ .‬فقد‬ ‫يتضمن الدستور‬ ‫أحيان���ا ‪ ،‬مب���ادئ أو توجيهات عام���ة حول هذا‬ ‫االستقالل ‪.‬‬ ‫‪- 4‬احتف���اظ الس���لطة الالمركزي���ة حب���ق‬

‫مراقبة اهليئات احمللية فهذه الس���لطة تبقي‬ ‫خاضعة لرقابة السلطة املركزية أو لرقابة‬ ‫ممثليه���ا احملليني وهو ما يعرف بالوصاية أو‬ ‫الرقابة اإلدارية ‪.‬‬ ‫املركزية و الالمركزية ( ‪) 4‬‬ ‫ولالمركزية اإلدارية وجهان ‪:‬‬ ‫*الالمركزية اإلقليمية أو احمللية وتسمي‬ ‫كذلك اإلدارة احمللية أو احلكم احمللي وهي‬ ‫تقض���ي مبنح األقاليم يف الدولة الش���خصية‬ ‫املعنوي���ة و س���لطة اإلش���راف عل���ي املراف���ق‬ ‫احمللية ‪ ،‬ويش�ت�رط لقيام ه���ذه الالمركزية‬ ‫أن تك���ون للمجموعة احمللية ش���ؤون خاصة‬ ‫بها وان تدير هذه اجملموعة ش���ؤونها بنفسها‬ ‫مع ع���دم خضوع أجهزته���ا للرقابة الصارمة‬ ‫من قبل السلطة املركزية ‪.‬‬ ‫*لالمركزي���ة املرفقي���ة أو املصلحي���ة‬ ‫أو التقني���ة وه���ي المركزي���ة املص���احل أو‬ ‫الالمركزي���ة يف املص���احل ‪ ،‬وغايته���ا إنش���اء‬ ‫مؤسس���ات عامة ‪ ،‬وطنية كان���ت أم إقليمية‬ ‫ومنحه���ا الش���خصية املعنوي���ة وق���درا م���ن‬ ‫االس���تقالل اإلداري و املال���ي ‪ ،‬مما يس���مح هلا‬ ‫بإدارة ش���ئونها بنفس���ها دون تدخل الس���لطة‬ ‫املركزي���ة ولك���ن ضمن إطار رقاب���ة اإلدارة‬ ‫‪ .‬وتعت�ب�ر الالمركزي���ة املرفقي���ة ش���كال من‬ ‫أشكال التنظيم اإلداري و إنشاؤها حيتاج إلي‬ ‫نص قانوني ‪ .‬وهي تتمتع بالشخصية املعنوية‬ ‫و تس���تهدف حتقي���ق الص���احل العام وتباش���ر‬ ‫أعماهل���ا حت���ت مراقب���ة األجه���زة املركزية‬ ‫وابرز صورة هلذا الن���وع من الالمركزية يف‬ ‫ليبيا هي املؤسسات و الشركات العامة ‪.‬‬ ‫املركزية و الالمركزية ( ‪) 5‬‬ ‫*لالمركزية السياسية ‪:‬‬ ‫هي نظام سياس���ي وشكل من أش���كال الدولة‬ ‫وصيغة من صيغ البناء السياس���ي للدولة ال‬ ‫جند له أثر إال يف‬ ‫ال���دول املركب���ة ال�ت�ي تتك���ون م���ن ع���دة (‬ ‫دول ‪ ،‬والي���ات ‪ ،‬مقاطع���ات ‪ ) .....‬تت���وزع فيه���ا‬ ‫مظاهر الس���يادة بني احلكوم���ة املركزية ‪ ،‬و‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫جيب أن تبقى دوما من اختصاص السلطة املركزية وهذه‬ ‫املرافق ال ميكن أن تدار بغري النظام املركز ي وإال تفككت‬ ‫أواصر الدولة و حتولت إىل عدة دويالت ‪.‬‬ ‫احلكوم���ات اإلقليمية ويتجلي ذلك يف وجود‬ ‫س���لطات تش���ريعية ‪ ،‬تنفيذي���ة ‪ ،‬و قضائي���ة‬ ‫خاص���ة بكل مك���ون من مكون���ات الدولة إلي‬ ‫جان���ب الس���لطات الث�ل�اث االحتادي���ة ال�ت�ي‬ ‫مت���ارس اختصاصاته���ا عل���ى إقلي���م الدولة‬ ‫االحتادية بكامله ‪.‬‬ ‫الالمركزية السياسية قد تصلح لشعب وقد‬ ‫ال تصلح ألخر حبسب عناصر كثرية تلعب‬ ‫دورها يف املوضوع منه���ا العناصر اجلغرافية‬ ‫و كيفي���ة توزي���ع الطوائ���ف االجتماعي���ة‬ ‫و العناص���ر الثقافي���ة و االجتماعي���ة و‬ ‫االقتصادية ‪ . .‬اخل ‪.‬‬

‫تتخ��ذ الالمركزي��ة السياس��ية قوال��ب و‬ ‫أش��كال متعددة تقوم علي املبادئ التالية‬ ‫‪:‬‬

‫*مبدأ االستقالل الذاتي‬ ‫*مبدأ املشاركة وتوزيع الصالحيات‬ ‫*الرقابة الدستورية‬ ‫( ‪ ) 1‬مبدأ االستقالل الذاتي‬ ‫يتيح هذا املبدأ ( للدول ‪ ،‬الواليات ‪ ،‬املقاطعات‬ ‫) يف الدول���ة ذات النظ���ام الالمركزي���ة‬ ‫السياس���ية وحبس���ب اللب���اس القانون���ي و‬ ‫الدس���توري ال���ذي تلبس���ه الالمركزي���ة أن‬ ‫حتكم نفسها بنفس���ها ضمن حدود الدستور‬ ‫االحت���ادي فيك���ون لكل دولة عض���و احلق يف‬ ‫امت�ل�اك دس���تور خـ���اص بهـ���ا ‪ ،‬و تش���ريعات‬ ‫تصدرها عن طريق جمالس���ها و مؤسس���اتها‬ ‫السياسية املنتخبة ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬مبدأ املشاركة و توزيع الصالحيات‬ ‫يق���وم ه���ذا املب���دأ عل���ى مش���اركة الكيانات‬ ‫السياس���ية يف ه���ذا النظ���ام ( دول ‪ ،‬والي���ات ‪،‬‬ ‫مقاطعات ‪ ...‬اخل ) يف تكوين اإلرادة السياسية‬ ‫للدول���ة االحتادي���ة ‪ ،‬م���ن خ�ل�ال املؤسس���ات‬ ‫السياس���ية ال�ت�ي تق���وم عليه���ا ‪ ،‬الس���يما من‬ ‫خ�ل�ال اجملل���س التش���ريعي االحت���ادي الذي‬ ‫متثل���ه فيه هذه الكيانات بصورا متس���اوية أو‬ ‫نسبية حسبما ينص عليه الدستور االحتادي‬ ‫‪ .‬كم���ا أن صالحي���ات ال���دول تتن���اول يف‬ ‫نطاق حدودها الس���لطات الث�ل�اث يف الدولة‬ ‫التش���ريعية ‪ ،‬التنفيذي���ة ‪ ،‬القضائي���ة ‪ ،‬بينما‬ ‫تنحص���ر صالحي���ات اجملموع���ات احمللية يف‬ ‫الشئون اإلدارية فقط ‪.‬‬

‫املركزية و الالمركزية ( ‪) 6‬‬

‫( ‪ ) 3‬الرقابة الدستورية‬ ‫العالق���ة ب�ي�ن الدول���ة االحتادي���ة وال���دول‬ ‫األعضاء يف النظام الالمركزية السياس���ية‬ ‫حيكمها الدس���تور ‪ ،‬وليس لس���لطات الدولة‬ ‫االحتادي���ة أي ح���ق بالرقاب���ة عل���ي ال���دول‬ ‫األعضاء ‪ ،‬وتقوم عادة حمكمة دستورية عليا‬ ‫‪ ،‬تراقب دس���تورية القوان�ي�ن ‪ ،‬وتعترب ضمانة‬ ‫كافية الستقالل الدول األعضاء ‪.‬‬ ‫واملنادي���ن بتطبي���ق نظ���ام الالمركزي���ة‬ ‫السياس���ية يع���ددون كث�ي�ر م���ن حماس���نها‬ ‫واليت منها ‪- :‬‬ ‫( ‪ ) 1‬الالمركزي���ة السياس���ية تتج���اوب‬ ‫وتتالءم مع املفهوم احلديث للدميقراطية ‘‪،‬‬

‫إهمال املصلحة العامة ‪.‬‬ ‫املركزية و الالمركزية ( ‪) 7‬‬ ‫وي���ري البع���ض ب���أن املأخ���ذ املذك���ورة ق���د‬ ‫تتالشي باعتبار إن ‪-:‬‬ ‫( ‪ ) 1‬اهليئ���ات احمللية أو املصاحل املس���تقلة ال‬ ‫ينبغي هلا أن تتمتع باستقالل مطلق ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬أن القانون العام ( الدستور ) يضع‬ ‫عادة حدود الستقالهلا ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 3‬الرقاب���ة أو الوصاي���ة اإلداري���ة ال�ت�ي‬ ‫متارس���ها الس���لطة املركزي���ة ه���ي األداة أو‬ ‫الوس���يلة الق���ادرة عل���ي حتقي���ق التالح���م‬ ‫و التع���اون ب�ي�ن ه���ذه الس���لطة و اهليئ���ات‬ ‫الالمركزية ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 4‬الالمركزي���ة ال ميكن أن تش���مل كل‬ ‫الوظائ���ف و املرافق يف الدولة فهناك ش���ئون‬ ‫وطنية عامة‬ ‫* اخلارجية‬ ‫*الدفاع‬ ‫* االقتصاد‬ ‫* الرتبية‬ ‫جي���ب أن تبقي دوما من اختصاص الس���لطة‬ ‫املركزية وهذه املرافق ال ميكن أن تدار بغري‬ ‫النظام املركز ي وإال تفككت أواصر الدولة‬ ‫و حتولت إلي عدة دويالت ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫تارخيي���ا م���رت الالمركزي���ة السياس���ية‬ ‫مبرحلتني لتكوينها ‪- :‬‬ ‫*املرحل���ة األولي ‪ - :‬وفيها ظهرت بش���كل (‬ ‫كونفيدرالية ‪ -‬تعاهديه ) مبعين أن أساسها‬ ‫القانوني وجود‬ ‫معاه���دة دولية تربط بني ال���دول األعضاء و‬ ‫التحالف ‪.‬‬ ‫*ملرحل���ة الثاني���ة ‪ - :‬حي���ث ظهرت بش���كل (‬ ‫فيدرالي���ة – احتادي���ة ) أ ساس���ها دس���توري‬ ‫واحد ملزم تشرتك‬ ‫في���ه كل ال���دول ‪ ،‬األقالي���م ‪ ،‬املقاطع���ات ‪،‬‬ ‫الوالي���ات‪ ..‬اخل ) األعضاء ‪ .‬وتلت���زم به التزاما‬ ‫نهائيا ‪.‬‬

‫وتتيح للمواطنني فرصة اإلسهام‬ ‫يف إدارة شئونهم اخلاصة احمللية و التمرس‬ ‫بالعم���ل اإلداري و السياس���ي مم���ا يؤدي إلي‬ ‫إعدادهم و تهيئتهم ملعاجلة الشئون الوطنية‬ ‫العامة وحتمل املسؤوليات اجلسام ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬الالمركزي���ة تكف���ل ق���درا كبريا من‬ ‫العدال���ة يف توزي���ع النفق���ات و املش���روعات‬ ‫العامة علي خمتلف املناطق يف الدولة ‪.‬‬ ‫( ‪) 3‬الالمركزية تعترب عامال له أثره البعيد‬ ‫يف إذكاء احليوي���ة الوطني���ة حيث يتخلص‬ ‫الن���اس م���ن ع���بء تل���ك الس���لطة املركزية‬ ‫ال�ت�ي كان���ت ال تقب���ل النق���اش يف مقرراتها‬ ‫وال اجل���دل يف أعماهلا أي فقدان روح احلوار‬ ‫البن���اء ‪ ،‬وي���رون يف العناص���ر الالمركزي���ة‬ ‫جم���اال حيويا يتفت���ق فيه نش���اط األفراد يف‬ ‫كافة أقس���ام الدولة ‪ ،‬ويكون العمل اإلداري‬ ‫احمللي مدرسة للعمل السياسي العام ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 4‬املواطن�ي�ن يف املناط���ق ‪ ،‬األقالي���م ادري‬ ‫الن���اس مبصاحلهم ‪ ،‬حاجاته���م ‪ ،‬وأكثرهم‬ ‫معرف���ة بش���ئون مناطقه���م ‪ ،‬وأش���د حرص���ا‬ ‫عليه���ا واهتمام���ا بها ‪ ،‬وهم يرغب���ون يف إدارة‬ ‫شئونهم بأنفسهم عن طريق انتخاب اهليئات‬ ‫املوجلة بإدارة هذه الشئون ‪.‬‬ ‫وق���د تعرض���ت الالمركزي���ة السياس���ية‬ ‫لالنتقاد حيث أخذ عليها أنها ‪- :‬‬ ‫( ‪) 1‬تفت���ت و تضع���ف الس���لطة التنفيذي���ة‬ ‫املركزية يف الدولة ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬ته���دد الوح���دة السياس���ية و القانوني���ة‬ ‫وتعرضها للخطر ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 3‬تشجع خمتلف الوحدات الالمركزية‬ ‫عل���ي التناح���ر و التناب���ذ و تغ���ري الوح���دات‬ ‫الالمركزية برعاي���ة مصاحلها اخلاصـة و ( ‪) 3 / 2 / 1‬‬

‫*الكونفدرالية ( التعاهدية )‬

‫ه���و نظ���ام سياس���ي مبقتضاه تدخ���ل دولتان‬ ‫أو أكث���ر يف احت���اد لغ���رض حتقيق مصاحل‬ ‫مشرتكة بينها ‪ .‬وهذا‬ ‫االحت���اد ال خيل���ق دول���ة جدي���دة يعرتف هلا‬ ‫بالش���خصية الدولية وتتمت���ع حبق التمثيل‬ ‫السياس���ي ‪ ،‬كم���ا أن���ه ال يلغي الش���خصيات‬ ‫الدولي���ة ألعض���اء اإلحتاد كحق ممارس���ة‬ ‫التمثيل السياسي املس���تقل وحق الدخول يف‬ ‫عالقات دولية م���ع دول أخري ‪ .‬كما يتميز‬ ‫حبق أي دولة يف االنفصال ‪.‬‬ ‫يق���وم ه���ذا االحت���اد عل���ي أس���اس معاه���دة‬ ‫دولية بني دولت�ي�ن أو أكثر ينص فيها علي‬ ‫األغ���راض من قيـ���ام االحت���اد و اختصاصاته‬ ‫وم���دي س���لطته ‪ .‬وته���دف األغراض املش���ار‬ ‫إليها يف العادة اىل ‪- :‬‬ ‫*احملافظة علي استقالل الدول األعضاء ‪.‬‬ ‫*تنسيق خطط الدفاع فيما بينها ‪.‬‬ ‫*توثيق الصالت السياسية و االقتصادية ‪.‬‬

‫املركزية و الالمركزية ( ‪) 8‬‬

‫يق���وم بتنفي���ذ أهداف االحت���اد جملس أعلي‬ ‫يتأل���ف م���ن ممثل�ي�ن ختتارهم دوهل���م ( من‬ ‫مرتبة الوزراء عادة ) ويصدر‬ ‫توصي���ات ترفع إل���ي حكوم���ات دول االحتاد‬ ‫للنظ���ر و ال توض���ع موض���وع التنفي���ذ إال‬ ‫مبوافقة كل منها ‪.‬‬ ‫ويعت�ب�ر البع���ض أن االحت���اد الكونفيدرالي‬ ‫متهي���دا لقي���ام احت���اد فيدرال���ي حقيق���ي‬ ‫كتح���ول االحت���اد السويس���ري م���ن النظام‬ ‫التعاهدي الكونفيدرال���ي إلي احتاد فيدرالي‬ ‫فعل���ي منذ الق���رن التاس���ع عش���ر و كذلك‬ ‫االحتاد الكونفيدرال���ي األمريكي أبان القرن‬ ‫نفسه ‪.‬‬ ‫(‪)3/2 /2‬‬

‫*الفيدرالية ( االحتادية ) ‪-:‬‬

‫نظام سياس���ي وشكل من أش���كال الدولة ذات‬ ‫النظ���ام الالمركزية السياس���ية يق���وم بناء‬ ‫علي احتاد مركزي‬ ‫ب�ي�ن كيان�ي�ن سياس���يني أو جمموع���ات‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫تطبيقا ملب��دأ تداول الس��لطة س��لميا على كافة‬ ‫مس��تويات احلك��م و اإلدارة يف الدول��ة اجلديدة‬ ‫يتطلب‬ ‫كيان���ات ( دول ‪ ،‬مقاطع���ات ‪ ،‬والي���ات ‪ ..‬اخل )‬ ‫حبيث ال تكون شخصية الدولة إال للحكومة‬ ‫املركزي���ة م���ع احتف���اظ كل وح���دة م���ن‬ ‫الوحدات املكونة لالحتاد ببعض االس���تقالل‬ ‫الداخل���ي بينم���ا تفق���د كل منه���ا مقوم���ات‬ ‫س���يادتها اخلارجية اليت تنف���رد بها احلكومة‬ ‫االحتادية ‪ ،‬كعق���د االتفاقي���ات ‪ ،‬املعاهدات ‪،‬‬ ‫التمثيل السياس���ي الدبلوماسي ‪ ،‬و يكون علي‬ ‫رأس ه���ذا االحت���اد الفيدرال���ي رئي���س واحد‬ ‫للدولة هو الذي ميثلها يف احمليط الدولي ‪.‬‬ ‫يتألف رعايا الدول���ة الفيدرالية من جمموع‬ ‫رعاي���ا ال���دول ‪ ،‬املقاطع���ات ‪ ،‬الوالي���ات املكونة‬ ‫لالحت���اد ‪ ،‬و ال�ت�ي تعترب وحدات دس���تورية ال‬ ‫وحدات إدارية ‪ .‬ويكون لكل وحدة دس���تورية‬ ‫نظامه���ا األساس���ي الـ���ذي حيـدد س���لطاتها (‬ ‫التشريعية ‪ ،‬التنفيذية ‪ ،‬و القضائية ) ‪.‬‬ ‫تنش���أ الدولة الفيدرالية يف األغلب بانضمام‬ ‫عدد من الدول ‪ ،‬اإلمارات املستقلة بسبب ‪:‬‬ ‫*ضرورات إثنية ‪ ،‬لغوية ‪ ،‬دينية ‪ ،‬قومية‬ ‫*رورات اقتصادية ‪ ،‬سياسية‬ ‫*ضرورات جغرافية ‪ ،‬اجتماعية‬ ‫فهـ���ذه الض���رورات كض���رورات التكام���ل‬ ‫االقتص���ادي و اجلغ���رايف و التنوع االجتماعي‬ ‫‪ ،‬و ضرورات النفوذ‬ ‫السياس���ي و العس���كري تف�ت�رض التع���اون و‬ ‫التضام���ن ب�ي�ن الكيان���ات ال�ت�ي جتم���ع بينها‬ ‫بعض العناصر املشرتكة علي أسس قوية يف‬ ‫الوقت الذي تبقي فيه كال من هذه الكائنات‬ ‫علي ميزاتها و خصائصها الذاتية وبعض من‬ ‫استقالهلا ‪.‬‬

‫أقاليـم‬ ‫( برقة – طرابلس – فزان ) خضع كل منها‬ ‫إلدارة ووصاية دولة كربي فخضعت فـزان‬ ‫للسلطات الفرنس���ية بينمـا طرابلس و برقة‬ ‫للوصاية الربيطانية ‪.‬‬ ‫* يونيو اعرتفت بريطاني���ا بصفتها وصية‬ ‫عل���ي إقلي���م برق���ة و القائم���ة عل���ي إدارت���ه‬ ‫ ‬ ‫حممد‪1949‬‬ ‫ ‬ ‫باألمري‬ ‫إدري���س امله���دي السنوس���ي أمريا عل���ي إمارة‬

‫تتألف مـن‬ ‫‪ 1951‬ث�ل�اث والي���ات ل���كل منه���ا اجملل���س‬ ‫التشريعي املزدوج وعلي رأس كل واليـة‬ ‫حاك���م عام يعاونه جملس وزراء وتأس���يس‬ ‫دول���ة دميقراطي���ة فيدرالي���ة عل���ي ص���ورة‬ ‫ملكية دس���تورية يقدم عرش���ها إل���ي إدريس‬ ‫املهدي السنوسي الذي قبل التاج ‪.‬‬ ‫*‪ 15‬أبريل مت تعديل الدس���تور جلهة ترك‬ ‫الش���كل الفيدرالي للدولة نظرا ملـا أثـاره مـن‬ ‫مصاعب‬ ‫‪1963‬وتعقي���دات احتجاج���ا عل���ي تداخ���ل‬ ‫الصالحيات و استقالل الوالية الكبرية وعدم‬ ‫انصياعهم‬ ‫ألوامر احلكومة املركزية ‪.‬‬ ‫وقد نص التعديل الدس���توري عل���ي أن ليبيا‬ ‫دولة موحدة مس���تقلة ذات سيادة وهي دولة‬ ‫ملكي���ة وراثي���ة ونظامها نيابي تعرف باس���م‬

‫كالتالي ‪ -:‬‬ ‫*اختي���ار نظ���ام توافق���ي ماب�ي�ن املركزية و‬ ‫الالمركزي���ة يس���مح باالس���تقالل اإلداري‬ ‫و املال���ي للوح���دات احمللي���ة اإلقليمية تتمتع‬ ‫مبوجب���ه بإدارة ش���ئونها احمللي���ة دون التأثري‬ ‫علي القرارات الس���يادية للحكومة املركزية‬ ‫‪ ،‬وتداخ���ل الصالحي���ات ماب�ي�ن املرك���ز‬ ‫واألطراف أو األطرف فيما بينها ‪.‬‬

‫الفيدرالية ( ‪) 11‬‬

‫*تطبيق نظام إداري توافقي لش���غل وظائف‬ ‫اإلدارة العلي���ا باملناط���ق باجلمـع مابيـن نظام‬ ‫االنتخاب ونظ���ام التعيني حبيث يتم انتخاب‬ ‫املوظف�ي�ن حملي���ا وم���ن ث���م إع���داد قوائ���م‬ ‫باملرشحني الفائزين موضحا فيه مؤهالتهم‬ ‫العلمي���ة و خرباته���م العملي���ة وقدراته���م‬ ‫الذاتية مم���ا يتيح ل�ل�إدارة املركزية اختيار‬

‫املركزية و الالمركزية ( ‪) 9‬‬

‫قد تنشأ الدولة الفيدرالية االحتادية بتفكك‬ ‫دولة موحدة إلي واليات ذات استقالل داخلي‬ ‫تربطه���ا حكوم���ة مركزية فق���د متلي علي‬ ‫الدولة انته���اج هذا األس���لوب نزاعات ودوافع‬ ‫( اململك���ة الليبي���ة ) وتكون���ت اإلدارة احمللي���ة‬ ‫قومية ودينية ولغوية تؤدي إلي انفراط‬ ‫عق���د الدولة املوحدة ومللمة أجزائها و اللجوء برقة ‪.‬‬ ‫اجلديدة علي ش���كل حمافظ���ات وظلت علي‬ ‫إلي الشكل الفيدرالي حماولة لتجنب ما هـو *‪ 11‬أكتوب���ر إص���دار مرس���وم ين���ص ذلك حتى انقالب سبتمرب ‪. 1969‬‬ ‫اخطـر أي لالس���تقالل و االنفص���ال الكامل ‪ .‬عل���ي قي���ام جمل���س وزراء يس���اعد ( ‪) 5‬‬ ‫وعل���ي هذا األس���اس فإن تغيري ش���كل الدولة األم�ي�ر إدري���س السنوس���ي يف تص���ر *خالصة و توصيات ‪-:‬‬ ‫م���ن دولة موحدة إلي دولة مركبة ال ميكن يف‬ ‫بع���د ه���ذا االس���تعراض املوج���ز لنظام���ي‬ ‫جملس‬ ‫جانب‬ ‫إل���ي‬ ‫العام���ة‬ ‫الش���ئون‬ ‫‪1949‬‬ ‫أن يعت�ب�ر توحيدا ولكنه نوع من التقس���يم بل‬ ‫املركزي���ة و الالمركزي���ة وبعض مناذجها‬ ‫أن‬ ‫لألميـر‬ ‫حيـ���ق‬ ‫نائبا‬ ‫‪60‬‬ ‫م���ن‬ ‫مؤلف‬ ‫ن���واب‬ ‫ه���و حبد ذاته تقس���يم ‪ ،‬وان مل يك���ن انفصاال‬ ‫ومن���ه النظ���ام االحت���ادي أو الفيدرالية الذي‬ ‫‪10‬‬ ‫يعني‬ ‫ألن���ه يقوم علي تقس���يم أراض���ي الدولة إلي‬ ‫ين���ادي البع���ض بتطبيق���ه يف ليبي���ا اجلديدة‬ ‫مناط���ق خمتلف���ة ‪ ،‬متمايزة يف مس���احاتها ‪ ،‬ن���واب منه���م ناهيك عن حق���ه يف االعرتاض بع���د م���رور ( ‪ 48‬عاما ) علي إلغ���اءه مبوجب‬ ‫يف جمتمعاتها ‪..‬اخل حبي���ث تتطور كل منها علي القوانني اليت يصدرها هذا اجمللس ‪.‬‬ ‫التعديل الدس���توري امللكي الص���ادر يف ابريل‬ ‫العام���ة‬ ‫يف عزل���ة عـن االخري ‪ ،‬فـ���ي خمتلف امليادين *‪ 21‬نوفمربوافق���ت اجلمعي���ة‬ ‫‪ ، 1963‬اقتناع���ا م���ن حكماء ليبي���ا و اإلدارة‬ ‫االجتماعي���ة ‪ ،‬و االقتصادي���ة و الثقافي���ة ‪ ،‬و للمنظمة الدولية علي قرار يرتاء اس���تقالل الرش���يدة للدولة الليبية يف ذاك الوقت بعدم‬ ‫الرتبوية ‪ .‬مما يؤدي اىل توس���يع شق اخلالف الواليات الليبية الثالث‬ ‫صالحيت���ه للتطبيق يف ليبي���ا باعتبارها وإن‬ ‫(‬ ‫شهـر‬ ‫مـن‬ ‫األول‬ ‫قبل‬ ‫ب�ي�ن املناط���ق و املواطنني فيه���ا لدرجة يغلب ‪ 1951‬علي أن تتحد‬ ‫تعددت األعراق وطن���ا واحدا ذو هوية واحدة‬ ‫املساعد‬ ‫األميـن‬ ‫وعينت‬ ‫فيها الواقع التقس���يمي علي الواقع االحتادي يناير ) ‪. 1952‬‬ ‫‪ ،‬دي���ن واحد نس���يج اجتماعي واح���د مرتابط‬ ‫الس���يما اذا ما أتس���م جهاز الدول���ة املركزي ( أدري���ان بل���ت ) مبعوثا هل���ا يف ليبي���ا ملعاونة بأواص���ر القرب���ة الدموي���ة و املصاه���رة بني‬ ‫بالضعف و التمزق ‪.‬‬ ‫الش���عب اللييب علي وض���ع دس���توره و إقامة مفردات مكوناته االجتماعية املختلفة ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫مستقلة‬ ‫حكومة‬ ‫‪-:‬‬ ‫احلديثة‬ ‫*مراحل بناء ليبيا‬ ‫ومن منطلق ضرورة مس���اهمة كل مواطن‬ ‫)‬ ‫‪10‬‬ ‫(‬ ‫الالمركزية‬ ‫و‬ ‫املركزية‬ ‫‪1969‬‬ ‫ما قبل انقالب‬ ‫لي�ب�ي برأي���ه ح���ول بن���اء ليبي���ا اجلدي���دة –‬ ‫اسم‬ ‫حتت‬ ‫ليبيا‬ ‫استقالل‬ ‫أعلن‬ ‫ديسمرب‬ ‫*‪24‬‬ ‫*بع���د احل���رب العاملي���ة الثاني���ة و انتص���ار‬ ‫أط���رح بع���ض النق���اط اليت ق���د تس���اهم ولو‬ ‫احللف���اء علي احملـور قس���مت ليبيا إلي ثالث ( اململك���ة الليبي���ة املتح���دة ) دول���ة فيدرالية بالن���ذر البس���يط يف بن���اء ليبي���ا اجلدي���دة‬

‫و تعي�ي�ن األفضل من بينهم لش���غل الوظيفة‬ ‫طبقا للش���روط املوضوعة ويف ضوء شفافية‬ ‫دقيقة ‪.‬‬ ‫*تطبيق���ا ملب���دأ تداول الس���لطة س���لميا على‬ ‫كافة مس���تويات احلك���م و اإلدارة يف الدولة‬ ‫اجلديدة يتطلب‬ ‫حتدي���د ف�ت�رة زمني���ة لش���غل كل وظيفـ���ة‬ ‫مـ���ن وظائ���ف اإلدارة العلي���ا علـ���ي مس���توي‬ ‫اإلدارة املركزي���ة و اإلدارات احمللية مبا فيها‬ ‫املرفقية حبيث ال تتعدي هذه الفرتة الزمنية‬ ‫( ‪ ) 4‬سنوات جيوز متديدها ملدة سنتني فقط‬ ‫مع عدم جواز الرتشح لفرتة زمنية أخري ‪.‬‬ ‫*إدارة الدول���ة اجلديدة حتت مب���دأ العدالة‬ ‫و املس���اواة مب���ا يؤك���د الوح���دة و اللحم���ة‬ ‫الوطنية يف ظل دميقراطية حقيقية تتداول‬ ‫فيها السلطة س���لميا دون تهميش أو إقصاء ‪.‬‬ ‫عل���ي أن يتم تضمني هذه النقاط للمش���روع‬ ‫الدستوري ‪.‬‬ ‫بنغازي ‪ 20 :‬سبتمرب ‪2011‬‬


‫‪22‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ميدان السؤال‬

‫قصيدة املائدة‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬

‫سلفادور دالي‬

‫(‪)0‬‬

‫أين يُبا ُع النوم؟!‬ ‫فخلف الروح‬ ‫اختفت حفنة ورد وكلمات‪،‬‬ ‫خلف شجر الضفة اختفت األغنيات‬ ‫وخلف احلائط املرسوم‬ ‫اختفت عربات مؤجلة‬ ‫واختفى بعض ارتياب!! ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫َذ َ‬ ‫اك األ َّف ُ‬ ‫اق‬ ‫ثوب املتمدين!! ‪،‬‬ ‫يف ِ‬ ‫م���ن ف���رط تلون���ه يث�ي�ر الدهش���ة‬ ‫فالشفقة‬ ‫ً‬ ‫وإطالق���ا ال يدفع إىل احلذر ألنه أقل‬ ‫من أن يُلتفت إليه ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫أغنية يف البال ‪ ..‬اآلن !‬ ‫أحتسس معها دموع القلب‬ ‫وليس العينني بالضرورة ‪.‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫من تفاصيل غداً ؟! ‪:‬‬ ‫تتحركان‬ ‫قدماي‬ ‫ِ‬ ‫فوق طني الوادي اجلاف ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ربيع برده غري مؤ ٍذ‬ ‫حافيا ذات ٍ‬ ‫أو حافياً فوق رمال البالد " احلويلة "‬ ‫خريف الزالت به سخونة وفوقها‬ ‫ذات‬ ‫ٍ‬ ‫حفيف ‪..‬‬ ‫أستلقي حتت ظل " آبل "‬ ‫أو " تغيات " بكر وارفة ‪..‬‬ ‫أجلس ها ِدئاً‬ ‫أو‬ ‫ُ‬ ‫دكان أمامه أصدقاء ‪.‬‬ ‫حتت مظلة‬ ‫ٍ‬ ‫(‪)4‬‬ ‫ُ‬ ‫الكتابة عنو ًة ؟! ‪..‬‬ ‫أهي‬ ‫أستحضر الكلمات‬ ‫أجرجر ما تيسر من مسرة فال أجد ‪..‬‬ ‫ال أجربها ‪ ..‬ال أصنعها‬ ‫ولكنين اآلن‬ ‫أقتطفها من شجرة الليل ‪..‬‬

‫معي اآلن غمرة‬ ‫فجر أمس !‬ ‫من ُف ٍل اشرتيت ُه من ِ‬ ‫ال أتوانى أن ‪:‬‬ ‫أتاخم الصباح إىل أن تركع الكلمات‬ ‫ُ‬ ‫وختتبئ حتت أكمامي أو يف دمي‬ ‫رغم أملي ‪ ..‬رغم وجعي ‪..‬‬ ‫و رغم سأمي ‪:‬‬ ‫االنتظار والساعات املكرورة ‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫من تفاصيل أمس ‪:‬‬ ‫بها ٌء ال يُهادن ‪..‬‬ ‫بروك شيلدز ‪،‬‬ ‫كانت جنمة‬ ‫يف ظالم الثمانينات‬ ‫هائلة ُ‬ ‫احللم‬ ‫وتفتح نوافذها‬ ‫يف وجه العصافري‬ ‫وشجر األغاني‬ ‫(‪)6‬‬

‫يف طريق العودة‬ ‫من ذاك املبعوث ‪،‬‬ ‫سأحرص على ما سلمين ‪..‬‬ ‫أمحيه جيداً‬ ‫ُ‬ ‫أدخنة الطريق‬ ‫كي ال تصبه‬ ‫وأال يعفر ُه الغبار‬ ‫الذي أثارته جرافة‬ ‫تلملم بقايا بناية انهارت ‪..‬‬ ‫أحاذر من عيون الفضوليني‬ ‫يف بلد بارد‬ ‫ال يعرف إال اخلبز احمللى‬ ‫َ‬ ‫ألتهمك‬ ‫و قبل أن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫در ُك منك فوح البالد ‪..‬‬ ‫سأ ِ‬ ‫أيها الرغيف اللييب اللذيذ !! ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عمان – يونيو ‪ 2013‬م‬ ‫يف َّ‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫‪23‬‬

‫املرأة املسلمة وكرسي الوالية ‪!!..‬‬ ‫حممد عمر حسني بعيو‬ ‫���ون َوالمُْ ْؤ ِم َن ُ‬ ‫���ات ب َْع ُضه ْ‬ ‫( َوالمُْ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫ُ���م‬ ‫َ‬ ‫���ض ي َْأ ُم��� ُر َ‬ ‫وف‬ ‫ون ِبالمَْ ْع ُر ِ‬ ‫أ ْو ِل َي���اء ب َْع ٍ‬ ‫َ���و َن َع لمْ‬ ‫َوي َْنه ْ‬ ‫يم َ‬ ‫���ون‬ ‫���ر َو ُي ِق ُ‬ ‫���ن ا ُن َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص َ‬ ‫الز َ‬ ‫ون َّ‬ ‫ُطي ُع َ‬ ‫ال َة َوي ُْؤ ُت َ‬ ‫ون‬ ‫َّ‬ ‫كا َة َوي ِ‬ ‫ُم اللهُّ‬ ‫اللهَّ َو َر ُسو َل ُه أُ ْو َلـ ِئ َك َسيرَ ْ حمَ ُ ه ُ‬ ‫ي���م ) التوبة ‪، 71‬‬ ‫ِإ َّن اللهَّ َع ِز ٌي���ز َح ِك ٌ‬ ‫وصلى اهلل وسلم على معلم الناس‬ ‫اخلري وىله وصحابته ومن تبعهم‬ ‫بإحسان إىل يوم الدين ‪..‬‬ ‫ج���رت الع���ادة يف أن نتعام���ل يف‬ ‫الكثري من ش���ؤون حياتنا وننطلق‬ ‫فيه���ا م���ن خ�ل�ال حزم���ة م���ن‬ ‫املس���لمات ؛ هي مزيج م���ن العادات‬ ‫واألمناط واملفاهيم والسلوكيات‬ ‫وم���ا نظن أن���ه م���ن ثواب���ت الدين‬ ‫املن���زل ومقررات���ه العتي���دة ‪ ،‬وال‬ ‫خيط���ر بالب���ال أب���داً أن نب���دئ أو‬ ‫نعيد النظ���ر يف مدى صحة وقوة‬ ‫وس�ل�امة وحاج���ة جمتمعاتن���ا‬ ‫لنفض الغبار ع���ن الكم اهلائل من‬ ‫موروثن���ا الثق���ايف ‪ ،‬أو أن نتأك���د‬ ‫من مدى صالحي���ة أجزاء كثرية‬ ‫م���ن الرتك���ة الكن���ز ؛ للتعب�ي�ر‬ ‫ع���ن األح���كام الش���رعية املختصة‬ ‫بعصرن���ا وثقافتن���ا وضروراتن���ا ‪،‬‬ ‫وع���ن م���دى حتقيقه���ا للمقاصد‬ ‫الشرعية املعتربة ‪.‬‬ ‫ه���ل حنن حباج���ة إىل إع���ادة ترتي���ب البيت‬ ‫الفقه���ي ‪ ،‬والنظ���ر يف الرتجيح���ات ‪ ،‬وترتيب‬ ‫االختي���ارات لتتناس���ب م���ع ثقاف���ة عص���ر‬ ‫احلق���وق واحلري���ات والش���راكة واملواطنة‬ ‫‪ ،‬وأن نب���ذل الوس���ع يف ترمج���ة قي���م احل���ق‬ ‫والعدل والرمح���ة واإلحس���ان ‪ ،‬إىل مفاهيم‬ ‫ومناه���ج وس���لوكيات ‪ ،‬ونظ���م وتش���ريعات‬ ‫وثقافة ‪ ،‬يك���ون هلا ثقل التوجيه والتس���هيل‬ ‫والضبط واإلعان���ة على متطلبات الس���لوك‬ ‫االجتماعي والفردي واملؤسسي ‪.‬؟‬ ‫ال���ذي أعلم���ه م���ن دي�ن�ي ‪ ،،‬أن اإلس�ل�ام ق���د‬ ‫أعط���ى احل���ق للمس���تبصرين يف أحكام���ه‬ ‫ومقاصده من املش���تغلني بهم���وم احلياة ؛ أن‬ ‫يوظف���وا قواع���د التش���ريع اليت أح���ال عليها‬ ‫الش���ارع احلكيم ؛ يف ترقية فه���م النصوص ‪،‬‬ ‫وحتقيق املقاصد املعتربة ‪ ،‬وفتح آفاق التدين‬ ‫املستبصر الواعي ‪ ،‬والتبشري بهدايات الرسالة‬ ‫اإلهلية ‪ ،‬لبناء اإلنس���ان وعمارة األرض ‪ ،‬وقد‬ ‫وضعت مصادر التشريع األصلية املتمثلة يف‬ ‫الكت���اب العزيز وم���ا صح من الس���نة النبوية‬ ‫الش���ريفة املطه���رة ‪ ،‬أقباس���اً للتفك�ي�ر احلر ‪،‬‬

‫وهدايات مكمل���ة تابعة منضبطة جتس���دت‬ ‫يف مصادر فرعية الس���تنباط األحكام وهي (‬ ‫اإلمجاع ‪ ،‬القياس ‪ ،‬العرف ‪ ،‬املصاحل املرس���لة‬ ‫‪ ،‬االستحس���ان ‪ ،‬سد الذرائع ‪ ،‬قول الصحابي ‪،‬‬ ‫شرع من قبلنا ) ‪.‬‬ ‫فدعون���ا أيه���ا اإلخ���وة األع���زاء نق���رع أبواب‬ ‫الفه���م والتدب���ر وإع���ادة الق���راءة ‪ ،‬لنعي���د‬ ‫ترتي���ب بيت االختي���ارات ‪ ،‬ويفيئ الناس إىل‬ ‫ظالل الش���ريعة الوارفة ‪ ،‬وينهلوا من مثارها‬ ‫اليانع���ة ويصدروا عن مواردها الباذخة ‪ ،‬وأن‬ ‫يستمس���كوا بالعروة الوثقى يف س�ي�رة البناء‬ ‫واإلصالح واإلعمار اليت ننشد لوطننا ‪.‬‬ ‫لقد س���اوت الش���ريعة اإلس�ل�امية بني املرأة‬ ‫والرج���ل فيم���ا يتعل���ق بالوالي���ة اخلاص���ة‬ ‫والعام���ة ‪ ،‬وق���د تق���ررت ه���ذه املس���اواة يف‬ ‫نص���وص الق���رآن الكري���م والس���نة املطهرة‬ ‫والقواع���د الفقهي���ة العام���ة ‪ ،‬إال ما اس���تثين‬ ‫بنص قطعي ؛ وتأس���س على هذه املساواة أن‬ ‫كل حق للمرأة والرجل يقابله واجب عليها‬ ‫وعليه ‪..‬‬ ‫قال سبحانه وحبمده ( َو َل َق ْد َ‬ ‫ك َّر ْم َنا َبنيِ آ َد َم‬ ‫) اإلسراء ‪70‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫لهَ‬ ‫ْ‬ ‫وقال تبارك امسه ( َو َّ‬ ‫���ن ِمثل ال ِذي َعلي ِه َّن‬ ‫وف ) البقرة ‪228‬‬ ‫ِبالمَْ ْع ُر ِ‬ ‫وق���د تضمن���ت ه���ذه اآلي���ات ع���دة مب���ادئ‬ ‫دستورية هي على النحو اآلتي ‪:‬‬ ‫‪ ) 1‬التكريم واملساواة واستقالل الذمة املالية‬ ‫والشخصية وحتمل املسؤولية القانونية ‪.‬‬ ‫‪ ) 2‬تقري���ر الوالي���ة املطلق���ة ب�ل�ا قي���د بني‬ ‫املؤمن�ي�ن واملؤمن���ات بعضه���م لبع���ض ؛ م���ا‬ ‫خي���ص منه���ا ويع���م ‪ ،‬وتتمث���ل يف تعاونه���م‬ ‫وتناصره���م مل���ا في���ه خريه���م وصالحه���م‬ ‫‪ ،‬األم���ر ال���ذي يس���توعب كاف���ة املناح���ي‬

‫االجتماعية واالقتصادية والسياسية ‪.‬‬ ‫‪ ) 3‬القي���ام بأعب���اء ومس���ؤوليات وواجب���ات‬ ‫األم���ر باملعروف والنهي عن املنكر ‪ ،‬يف كافة‬ ‫جوان���ب ومناحي البناء واإلص�ل�اح اليت يأتي‬ ‫على رأس���ها االش���تغال بإصالح أدوات احلكم‬ ‫وذرائعه ومقتضياته ‪.‬‬ ‫لق���د زاول���ت امل���رأة املس���لمة ه���ذه احلق���وق‬ ‫واملهم���ات يف ص���در اإلس�ل�ام مبك���راً ‪ ،‬ب���دءاً‬ ‫م���ن عهد اإلش���راق النب���وي وعص���ر اخللفاء‬ ‫الراش���دين ‪ ،‬حي���ث التق���ت هداي���ات الس���ماء‬ ‫بصفوة اإلنس���انية الراش���دة ؛ قي���ادة ملهمة‬ ‫وأتباع���اً مس���تبصرين وبيئ���ة صاحل���ة ‪،‬‬ ‫وابتالءات متجددة يف مش���هد شكلت خلفيته‬ ‫أوه���ام وأوح���ال وركام جاهلي���ة مرتبص���ة‬ ‫ومتنك���رة ألحقي���ة محل���ة الل���واء يف القيادة‬ ‫والتميز واالستعالء ‪.‬‬ ‫يف بيعة العقبة الثانية ويف فتح مكة ‪ ،‬بايعت‬ ‫النساء السيد الرس���ول صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫وه���و إمام األم���ة يف بواكري دع���وة التوحيد‬ ‫؛ عل���ى أص���ول وعزائ���م ه���ي صل���ب االلتزام‬ ‫السياس���ي ‪ ،‬وقد كان للس���يدة عائشة رضي‬ ‫اهلل عنه���ا ‪ ،‬آراء واعرتاض���ات معروف���ة عل���ى‬ ‫سياس���ة اخلليف���ة عثم���ان ب���ن عف���ان ‪ ،‬وقد‬ ‫خرج���ت عل���ى اإلم���ام عل���ي عق���ب واليت���ه‬ ‫للخالف���ة ‪ ،‬وإن كان���ت ق���د ندم���ت على ما‬ ‫كان منها من خطأ يف التقدير ؛ إال أن ندمها‬ ‫مل يك���ن منصباً على أصل ممارس���تها حلقها‬ ‫يف خوض معرتك السياس���ة وش���ؤونها ‪ ،‬وقد‬ ‫كانت زوجة اخلليفة عثمان بن عفان تشري‬ ‫عليه بالرأي فيما يتصل بسياسة احلكم فال‬ ‫يعرتض عليه���ا وهو يف أحلك ظروف الفتنة‬ ‫ال�ت�ي ثارت حول سياس���اته ‪ ،‬ومل يتوانى عمر‬ ‫بن اخلطاب يف تولية قضاء احلسبة يف سوق‬

‫املدينة المرأة امسها الشفاء ؛ اليت كانت هلا‬ ‫والية مطلقة على أهل الس���وق رجا ً‬ ‫ال ونسا ًء‬ ‫؛ حتل احلالل وحترم احلرام ‪ ،‬وتقيم العدل‬ ‫ومتن���ع املخالف���ات ‪ ،‬وتراق���ب حرك���ة امل���ال‬ ‫والتجارة يف عاصمة اخلالفة املنورة ‪.‬‬ ‫خنل���ص مب���ا تق���دم ‪ ،،‬إىل أن الوالية بش���كل‬ ‫عام ليست ممنوعة عن املرأة ‪ ،‬وحسبنا دلي ً‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫وصي���ة على الصغار‬ ‫أن امل���رأة يصح أن تكون‬ ‫وناقص���ي األهلي���ة ‪ ،‬وأن تك���ون ناظ���رة على‬ ‫الوق���ف ‪ ،‬ووكيل���ة ألية مجاعة م���ن األفراد‬ ‫يف إدارة أمواهلم ‪ ،‬وأن تكون ش���اهداً والشهادة‬ ‫والي���ة كما هو مقرر عند الفقهاء ‪ ،‬وبإجازة‬ ‫اإلمام أبو حنيفة حي���ق هلا أن تتوىل القضاء‬ ‫يف حاالت وكما هو معلوم فالقضاء جزء من‬ ‫الوالية العامة ‪.‬‬ ‫وق���د تأس���س عل���ى ه���ذا ‪ ،‬أن أب���اح اإلس�ل�ام‬ ‫للمرأة احلق يف االنتخاب ‪ ،‬الذي هو جزء من‬ ‫اختي���ار األمة لوكالء ينوب���ون عنها يف إدارة‬ ‫احلكم والتش���ريع واملراقبة ‪ ،‬وهذا جائز سواء‬ ‫بتوكيل املرأة لغريها أو بتوكيل من سواها‬ ‫هلا ‪ ،‬سواء للدفاع عن حقوقها ‪ ،‬أو للتعبري عن‬ ‫إرادته���ا كمواطنة ‪ ،‬وال يوجد على مس���توى‬ ‫املضمون الرسالي ؛ أي مانع معترب حيول بني‬ ‫حق املرأة بكفاءته���ا وعدالتها ؛ أن تكون جزءاً‬ ‫م���ن مؤسس���ات التش���ريع والرقاب���ة واإلدارة‬ ‫واملراجعة والتقييم والنقد يف الدولة ‪.‬‬ ‫لق���د ج���اء اإلس�ل�ام ليعط���ي للم���رأة احل���ق‬ ‫يف احلي���اة ‪ ،‬ويف أن تك���ون ج���زءاً مهم���اً م���ن‬ ‫مشروعات ومؤسس���ات صناعة احلياة ‪ ،‬وقد‬ ‫حباه���ا بالتكري���م والتأهي���ل والتوقري ‪ ،‬وإمنا‬ ‫تأت���ي املش���كالت واالعرتاض���ات م���ن الفق���ه‬ ‫اإلنتقائ���ي األعوج ‪ ،‬وم���ن الفهم العش���ائري‬ ‫والثقاف���ة املتحي���زة ‪ ،‬وم���ن ضي���ق هوام���ش‬


‫‪24‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫لو أن األمر يف فارس ش��ورى وكانت‬ ‫احلاكم��ة تش��به غول��دا مائ�ير‬ ‫اليهودية اليت حكمت إسرائيل‬ ‫الوعي احلقوقي وحاجات اجملتمع ‪ .‬‬ ‫إننا الي���وم أمام مدرس���تني ومنهجني ‪ ..‬كل‬ ‫واح���د منهما له مثراته وينضح مبخرجاته ‪..‬‬ ‫وقد أردت أن أخوض مفازة املقارنة النقدية‬ ‫‪ ،‬لنقف على مراد الشارع احلكيم ‪ ،‬وأن حنرر‬ ‫حمل النزاع ‪ ،‬ونس���تهدي بأحس���ن القول إىل‬ ‫أحسن الفعل ‪ ..‬‬ ‫فلنبدأ يف احملاورة ومناقشة االعرتاضات ‪..‬‬ ‫‪ ) 1‬مفهوم وحدود القوامة ‪ :‬يستند القائلون‬ ‫ال َع َل ْي ِه َّن‬ ‫باملن���ع على قوله عزوج���ل ( َو ِل ِّ‬ ‫لر َج ِ‬ ‫َد َر َج ٌة ) البق���رة ‪ ، 228‬ويدفعون باملفهوم يف‬ ‫مقاب���ل قاع���دة املس���اواة العامة ال�ت�ي قررتها‬ ‫الشريعة يف احلقوق والواجبات ‪ ،‬وحنن ندفع‬ ‫هذا االعرتاض بأن القرآن قد بني حدود هذه‬ ‫الر َج ُ‬ ‫ال َق َّو ُام َ‬ ‫ون َع َلى‬ ‫الدرجة يف قوله تعاىل ( ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َع‬ ‫ب‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ُم‬ ‫ض َوبمِ َا‬ ‫الن َساء بمِ َا َف َّض َل اللهُّ ب َْع َضه َ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫أَنفقوا ِمن أم َوالهِ​ِ م ) النساء ‪.. 34‬‬ ‫لقد بينت اآلية الكرمية أن درجة املس���ئولية‬ ‫والقوامة املش�ت�ركة يف حدود شئون األسرة‬ ‫والبي���ت ؛ فالرج���ل ه���و املكل���ف باإلنف���اق‬ ‫على امل���رأة وتربي���ة األوالد ورعاية األس���رة‬ ‫ومحايتها ‪ ،‬وبهذا اإلعتبار فهو املسئول األول‬ ‫ع���ن األس���رة واألح���ق بإدارته���ا ‪ ،‬والتفضيل‬ ‫هن���ا ليس منص���ب على تفضي���ل معدن على‬ ‫آخر ‪ ،‬وال ميكن أن تؤس���س عليه س���لوكيات‬ ‫القهر واحلجر واالستبداد والتفرد واإلهدار‬ ‫اليت يعيش���ها البيت املس���لم ‪ ،‬فاإلسالم مينع‬ ‫الرج���ل م���ن الوالية عل���ى مال زوجت���ه ‪ ،‬وال‬ ‫مين���ح الرج���ل س���لطاناً عل���ى دي���ن زوجته ؛‬ ‫فال حي���ق ل���ه أن يكرهها على تغي�ي�ر دينها ‪،‬‬ ‫والس���لطة اليت أعطيت له إمنا هي يف مقابل‬ ‫املسئولية اليت فرضت عليه تطبيقاً للقاعدة‬ ‫الشرعية العامة اليت تنص على أن ( السلطة‬ ‫باملس���ئولية ) ‪ ،‬وه���ي م���ن أه���م القواعد اليت‬ ‫جاءت بها الش���ريعة لتحكم وتضبط وحتدد‬ ‫عالقة أه���ل كل دائرة س���لطة مبن حوهلم‬ ‫وم���ن يف رعايته���م ‪ ،‬وهي اليت عناها الس���يد‬ ‫الرس���ول املكرم يف قوله ( كلكم راع وكلكم‬ ‫مسئول عن رعيته ‪ ،‬فاإلمام راع وهو مسئول‬ ‫عن رعيته ‪ ،‬والرجل راع يف أهله وهو مسئول‬ ‫عن رعيته ‪ ،‬واملرأة راعية يف بيت زوجها وهي‬ ‫مسئولة عن رعيتها ) البخاري ومسلم ‪ ،‬وهي‬ ‫مبدأ دس���توري إس�ل�امي معروف حتى لدى‬ ‫رجال الفقه الدستوري الفرنسي يف قوهلم (‬ ‫حيثما تكون املسئولية تكون السلطة ) ‪..‬‬ ‫وعل���ى ه���ذا فنخل���ص للق���ول ب���أن القوامة‬ ‫ليس���ت صفة أصلية يف الرجل ‪ ،‬بل يكتسبها‬ ‫مبوجب قيامه مبسئوليته حنو بيته وأسرته‬ ‫‪ ،‬ف���إن امتن���ع أو عج���ز أو ح���اد ع���ن القي���ام‬ ‫بواجبات���ه ومس���ئولياته حنوه���ا ارتفعت عنه‬ ‫صفة القوامة ‪!!..‬‬ ‫قال العالمة حممد رش���يد رضا رمحه اهلل (‬ ‫فإذا اقتضت طبيعة الوضع أن تكون رئاس���ة‬ ‫البيت له دون املرأة فهي رئاس���ة املس���ئوليات‬ ‫ال التحك���م الذي جي���ور على حق���وق العدل‬

‫واملساواة والشورى ‪ ..‬رئاسة تلقي عليه عبء‬ ‫نفقته وعبء محايته ) الوحي احملمدي ‪284‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ) 2‬امل���رأة ووالي���ة القض���اء ‪ :‬ي���رى مجهور‬ ‫الفقهاء أنه ال جيوز للمرأة أن تتوىل القضاء‬ ‫‪ ،‬وق���د اسس���وا قوهل���م باملنع عل���ى مقدمة أن‬ ‫مهم���ات القض���اء تعترب من الوالي���ات العامة‬ ‫اليت ال جتوز للمرأة ؛ قياساً على مسلمة املنع‬ ‫من تولي اإلمامة الكربى ‪ ،‬وقد استدلوا على‬ ‫صح���ة منحاهم بقوله صلوات اهلل وس�ل�امه‬ ‫علي���ه ( ل���ن يفل���ح قوم ول���وا أمره���م امرأة )‬ ‫‪ ،‬وه���ذا احلدي���ث الش���ريف م���روي بألف���ظ‬ ‫متعددة ع���ن الصحابي أبي بك���رة رضي اهلل‬ ‫عن���ه ‪ ،‬وقد أخرجه كل من أمحد والبخاري‬ ‫والنسائي والرتمذي وصححه رواه البخاري‬ ‫وأمحد ‪ ..‬‬ ‫ف���إذا م���ا جتاوزن���ا اخل���وض يف إش���كالية‬ ‫الدراس���ات ال�ت�ي تنته���ي إىل ع���دم التس���ليم‬ ‫بصح���ة احلدي���ث ‪ ،‬بالنظ���ر إىل احتم���ال‬ ‫عدم املعاص���رة اليت تكتن���ف اخلرب من جهة‬ ‫االفتق���ار للوق���وف عل���ى تاري���خ والدة بن���ت‬ ‫كس���رى وربطه���ا بتاري���خ وف���اة الرس���ول‬ ‫الكريم صلوات اهلل وسالمه عليه ‪!!..‬‬ ‫فقد قال فقه���اء األحناف بصحة قضاء املرأة‬ ‫يف األم���وال وفيم���ا تصح فيه ش���هادتها ‪ ،‬ألن‬ ‫يف الش���هادة معن���ى الوالية وش���هادتها تصح‬ ‫عنده���م إال يف احل���دود والقص���اص ‪ ،‬وعللوا‬ ‫جواز واليتها جبواز ش���هادتها ‪ ،‬وأفتوا بقوهلم‬ ‫أن م���ن قل���د امل���رأة القض���اء ال يأث���م وتكون‬ ‫واليتها صحيح���ة وأحكامها نافذة ‪ ..‬اهلداية‬ ‫ج‪ 3‬ص‪ ، 107‬شرح فتح القدير ج‪ 7‬ص‪253‬‬

‫‪ ،‬االختيار ج ‪ 2‬ص‪.. 83‬‬ ‫وم���ن األئم���ة والفقه���اء من ذه���ب إىل جواز‬ ‫تول���ي امل���رأة القض���اء مطلقاً ‪ ،‬وعلى رأس���هم‬ ‫إمام املفس���رين ابن جري���ر الطربي ‪ ،‬وكبري‬ ‫الظاهري�ي�ن اإلم���ام اب���ن ح���زم األندلس���ي ‪،‬‬ ‫وق���د علل اب���ن جرير ج���واز توليه���ا للقضاء‬ ‫جب���واز فتياه���ا وقال ‪ :‬إن األص���ل هو أن كل‬ ‫م���ن يس���تطيع الفصل ب�ي�ن الن���اس فحكمه‬ ‫جائ���ز إال م���ا خصص���ه الن���ص ‪ ،‬أي أن املرأة‬ ‫كالرج���ل صاحلة يف األصل لتولي األحكام‬ ‫والفص���ل ب�ي�ن الن���اس وه���ذا حك���م ع���ام ال‬ ‫خيصص���ه إال ن���ص ‪ ،‬والنصوص مل تس���تثن‬ ‫إال اإلمام���ة الكربى ؛ فإن إحل���اق القضاء بها‬ ‫يعترب ختصيصاً ب�ل�ا خمصص ‪ ،‬ومنهم من‬ ‫أس���ند هذا القول لإلمام حممد بن احلس���ن‬ ‫الش���يباني م���ن األحناف ‪ ،‬والبن القاس���م من‬ ‫املالكية اللذان قاال جبواز قضائها يف األموال‬ ‫وما ال يطلع عليه الرجال كالوالدة وعيوب‬ ‫النس���اء ‪ ..‬حاش���ية الدس���وقي ج‪4‬ص‪، 188‬‬ ‫املبس���وط ج‪16‬ص‪ ، 88‬املغ�ن�ي ج‪ ، 11‬احمللى‬ ‫ج‪9‬ص‪.. 429‬‬ ‫وعل���ى ه���ذا ‪ ،،‬فنخل���ص إىل الق���ول بأن���ه ال‬ ‫يوج���د دليل قطعي يُعتمد عليه يف منع املرأة‬ ‫م���ن تول���ي القضاء ‪ ،‬وأن ه���ذا األمر يعود إىل‬ ‫الظروف واملالبسات االجتماعية والسياسية‬ ‫والثقافي���ة ال�ت�ي مير به���ا اجملتم���ع ‪ ،‬ويتأثر‬ ‫مبدى جت���ذر الوعي احلقوقي وتكون وتدرج‬ ‫القدرات العلمية النسائية يف السلك املهين ‪..‬‬ ‫‪ )3‬امل���رأة ورئاس���ة الدول���ة ‪ :‬يس���تند األئمة‬ ‫والفقه���اء القائل���ون بع���دم جواز تول���ي املرأة‬ ‫املس���لمة لرئاس���ة الدولة ‪ ،‬على ذات احلديث‬ ‫النبوي الش���ريف ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم‬ ‫امرأة ) ‪ ،‬فهل قياس رئاسة الدولة يف عصرنا‬ ‫هذا ؛ على اإلمامة العظمى هو قياس صحيح‬ ‫معترب ‪..‬؟؟‬ ‫لق���د كان���ت رئاس���ة الدول���ة إب���ان ص���در‬ ‫اإلس�ل�ام “ زمن اخلالفة “ ؛ جتمع للخليفة‬ ‫املس���لم صالحي���ة كل الس���لطات الثالث���ة ‪،‬‬ ‫التش���ريعية والتنفيذي���ة والقضائي���ة ‪ ،‬وهو‬ ‫خ�ل�اف م���ا تواض���ع علي���ه احل���ال يف أنظمة‬ ‫اإلدارة السياس���ية يف واقعن���ا املعاصر ؛ حيث‬

‫تق���رر يف فقه إدارة الدول���ة مبدأ الفصل بني‬ ‫السلطات ‪ ،‬وحددت صالحيات الرئيس طبقا‬ ‫لدس���تور ونظ���ام وقوانني ولوائ���ح ‪ ،‬وخيضع‬ ‫لرقاب���ة دس���تورية متمثل���ة يف احملكم���ة‬ ‫الدس���تورية العيا ‪ ،‬وبرمل���ان ال يبقي وال يذر‬ ‫‪ ،‬وق���د جت���د الرئي���س يف بع���ض األنظم���ة‬ ‫الدس���تورية املعاصرة جمرداً إال من وظائف‬ ‫ش���رفية رمزي���ة بروتوكولي���ة ‪ ،‬ال يتعداها‬ ‫ألي شكل من أشكال ممارسة احلكم الفعلي‬ ‫املتب���ادر للكث�ي�ر م���ن الألذه���ان والتص���ورات‬ ‫النمطية ‪..‬‬ ‫وعوداً على ذي بدء ‪ ،،‬فقد قال السيد الرسول‬ ‫الكريم صلوات اهلل وس�ل�امه عليه كلماته ‪،‬‬ ‫عندم���ا بلغه أن أهل فارس ملكوا عليهم بنت‬ ‫كس���رى بعد موته ‪ ،‬وكان ذلك متزامناً مع‬ ‫هزمي���ة اجلي���وش الفارس���ية أم���ام الرومان‬ ‫الذي���ن أح���رزوا نصرهم الكب�ي�ر بعد هزمية‬ ‫ماحقة ‪ ،‬فكان ذلك إيذان���اً بأن الدولة كلها‬ ‫إىل زوال ‪ ،‬ويف التعليق على ذلك احلدث قال‬ ‫الرس���ول كلمت���ه الصادق���ة ‪ ،‬فكان���ت وصفاً‬ ‫لألوضاع السياس���ية يف ذلك الوقت ‪ ،‬ال حكماً‬ ‫نهائيا باتاً يف حق بنات حواء ‪!!..‬‬ ‫قال الش���يخ حممد الغزالي رمح���ه اهلل ( ولو‬ ‫أن األمر يف فارس شورى وكانت احلاكمة‬ ‫تش���به غول���دا مائ�ي�ر اليهودي���ة ال�ت�ي حكمت‬ ‫إس���رائيل ‪ ،‬ل���كان هن���اك تعلي���ق آخ���ر عل���ى‬ ‫األوض���اع القائم���ة ‪ ،‬لق���د أذاق���ت غولدمائري‬ ‫جي���وش الع���رب مصائب وهزائ���م قد حنتاج‬ ‫إىل جي���ل آخ���ر حملوه���ا ‪ ،‬وقد بلغ���ت اجنلرتا‬ ‫عص���ر نفوذها الذهيب أيام امللك���ة فيكتوريا ‪،‬‬ ‫أما أخط���ر الضربات القاصم���ة اليت أصابت‬ ‫املس���لمني يف الق���ارة اهلندي���ة فق���د كان���ت‬ ‫عل���ى ي���دي أندي���را غان���دي ‪ ،‬ال�ت�ي ش���طرت‬ ‫الكيان اهلندي اإلسالمي شطرين ‪ ،‬فحققت‬ ‫لقومها ما يصبون إليه ‪ ،‬يف حني عاد املارشال‬ ‫حيي خ���ان جير أذيال اخليبة واهلزمية ‪ ..‬إن‬ ‫القصة ليس���ت أنوث���ة وذك���ورة ؛ إنها قصة‬ ‫أخالق ومواهب نفسية ) بتصرف من السنة‬ ‫النبوي���ة بني أه���ل الفقه وأه���ل احلديث ص‬ ‫‪.. 58‬‬ ‫ح�ي�ن ق���رأء الرس���ول العظي���م صل���وات اهلل‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫إن الفرصة ساحنة اليوم ‪ ،‬وحنن نتنفس برئة احلرية ‪ ،‬ونستنشق‬ ‫عب�ير أزه��ار الربيع املاج��د ؛ أن نعيد ترتيب بيتن��ا ‪ ،‬على أصول‬ ‫الشراكة والتكافؤ والتكريم الالئق باإلنسان املؤمن‬ ‫وس�ل�امه علي���ه ؛ عل���ى الناس يف مكة س���ورة‬ ‫النمل وقص عليهم ذكر بلقيس ملكة س���بأ‬ ‫ذات املل���ك العري���ض ؛ ال�ت�ي ق���ادت قومها إىل‬ ‫اإلمي���ان والف�ل�اح حبكمتها وذكائه���ا ‪ ،‬فهل‬ ‫كان املقصد أن يفهم القوم أنه قد خاب قوم‬ ‫ول���وا أمرهم إمرأ ًة من ه���ذا الصنف النفيس‬ ‫‪!..‬؟‬ ‫إنه مما يتبادر إىل ذهين وفهمي من مالبسات‬ ‫ن���زول القرآن بتكريم ملكة س���بأ ‪ ،‬أنين أكاد‬ ‫أستش���ف حجم التبكيت والتعي�ي�ر لرجاالت‬ ‫قري���ش املتورط�ي�ن يف وأد البن���ات ‪ ،‬واملوغلني‬ ‫يف الص���د ع���ن س���بيل اهلل والتنك���ر هلداي���ات‬ ‫السماء ‪ ،،‬وكيف كان القرآن يتنزل بذكر‬ ‫امرأة س���ارعت لإلهتداء وأوردت قومها حمل‬ ‫الكرام���ة واالس���تقامة يف رح���اب التوحي���د‬ ‫واإلناب���ة ‪ ..‬وكل ه���ذا فيم���ا يتعلق بأس���باب‬ ‫ورود احلديث النبوي الشريف ‪..‬‬ ‫أم���ا م���ن جه���ة الدالل���ة التش���ريعية ‪ ،‬فه���ذا‬ ‫احلدي���ث ال يتضم���ن أي أم���ر أو نه���ي موجه‬ ‫للمس���لمني بع���دم ج���واز تول���ي نس���اءهم‬ ‫للرئاسات الكربى ‪!!..‬‬ ‫وإن س���لمنا ‪ -‬ج���د ً‬ ‫ال ‪ -‬بأن ل���ه داللة تتضمن‬ ‫أم���راً أو نهي���اً ‪ ،‬فه���و ال يع���د حج���ة ملزم���ة ‪،‬‬ ‫ألن الس���نة املتعلق���ة بالش���ئون الدس���تورية ‪،‬‬ ‫أي ش���ئون احلكم والسياس���ة ال تعد تش���ريعاً‬ ‫عام���اً ‪ ،‬أي ال تع���د ذات حجية ملزمة جلميع‬ ‫املسلمني يف كل حني وزمان ‪!!..‬‬ ‫لقد قرر علم���اء األصول أن كالم الرس���ول‬ ‫الكري���م صلوات اهلل وس�ل�امه عليه يف األمور‬ ‫السياس���ية ؛ إمن���ا يع���د م���ن اآلراء احملض���ة‬ ‫ويس���مونه إرش���اداً ‪ ،‬أي أنه غري مقصود لذاته‬ ‫وغ�ي�ر متعبد بصورت���ه ‪ ،‬وال يعترب فيه معنى‬ ‫القرب���ى ‪ ،‬وكما هو مقرر فإن���ه ال إجياب أو‬ ‫ندب إال بدليل خاص ‪!!..‬‬ ‫ق���ال اإلم���ام الق���رايف ( وأم���ا تصرف���ه علي���ه‬ ‫الص�ل�اة والس�ل�ام باإلمام���ة ‪ ،‬فه���و وص���ف‬ ‫زائد عل���ى النبوة والرس���الة والفتيا والقضاء‬ ‫‪ ،‬ألن اإلم���ام هو الذي فوضت إليه السياس���ة‬ ‫العام���ة يف اخلالئ���ق وضبط معق���د املصاحل‬ ‫ودرء املفاس���د ) ‪ ..‬راج���ع لزاماً كتاب األحكام‬ ‫يف الف���رق بني الفتاوى واألح���كام وتصرفات‬ ‫القاضي واإلمام بتحقيق الش���يخ عبد الفتاح‬ ‫أبو غدة رمحه اهلل ص‪.. 93‬‬ ‫ق���ال إم���ام احلرم�ي�ن اجلوي�ن�ي رمح���ه اهلل‬ ‫( السياس���ة الش���رعية كله���ا مبني���ة عل���ى‬ ‫اجتهادات تغليب املصلحة ) ‪..‬‬ ‫وق���د علمن���ا أن الش���ريعة اإلس�ل�امية ‪ ،‬إمن���ا‬ ‫جاءت يف اجلانب الدستوري مببادئ عامة هلا‬ ‫من العمومية واملرونة ‪ ،‬ما يسمح بأن تتالءم‬ ‫تطبيقاتها مع خمتلف ظروف الزمان واملكان‬ ‫‪ ،‬فهي ال تتع���رض للجزئيات املتعلقة بنظام‬ ‫احلكم ألنها بطبيعته���ا متطورة متغرية تبعاً‬ ‫لتط���ور وتغ�ي�ر ظ���روف البيئ���ة االجتماعية‬ ‫والسياسية والثقافية ‪..‬‬ ‫وعليه ‪ ،،‬فالقول بأن الش���رع اإلسالمي وضع‬ ‫ش���روطاً معينة جلزئيات أنظم���ة احلكم هو‬

‫ق���ول ال خيدم الش���رع اإلس�ل�امي ‪ ،‬بل يس���ئ‬ ‫ً‬ ‫فض�ل�ا عن أنه‬ ‫إىل القواع���د واألح���كام مع���اً ‪،‬‬ ‫يتع���ارض م���ع أه���م خاصية م���ن خصائص‬ ‫التش���ريع اإلهل���ي ‪ ،‬اليت هي خاصي���ة املرونة‬ ‫ومراع���اة مقتضي���ات ظ���روف الص���احل العام‬ ‫الثابت منه واملتغري ‪ ،‬وذلك لرتاعي فيها كل‬ ‫أمة م���ا يالئم حاهل���ا وتقتضي���ه مصاحلها ‪..‬‬ ‫انظر املعنى للشيخ عبد الوهاب خ ّ‬ ‫الف رمحه‬ ‫اهلل ‪ ،‬يف كتابه السياسة الشرعية ص‪.. 19‬‬ ‫قال الش���يخ حممود ش���لتوت ( أن تفصيل ما‬ ‫ال يتغ�ي�ر وإمجال ما يتغري إحدى الضرورات‬ ‫ال�ت�ي تقضي به���ا ويتطلبه���ا خلود الش���ريعة‬ ‫ودوامه���ا ) انظ���ر اإلس�ل�ام عقيدة وش���ريعة‬ ‫ص‪.. 417‬‬ ‫ولرمب���ا س���نحتاج إىل اإلع�ت�راف والتذكري‬ ‫بوج���ود أح���كام كان منطلقه���ا األساس���ي‬ ‫املصلح���ة املعت�ب�رة بالنظر اىل الع���رف املتبع‬ ‫يوم نش���أتها ‪ ،‬ث���م أدرجت لتصبح م���ع األيام‬ ‫كجزء م���ن منظوم���ة األحكام عل���ى الرغم‬ ‫من تب���دل العرف املنش���أ هل���ا ‪ ..‬وعلى س���بيل‬ ‫املث���ال فخالف���ة أبوبك���ر الصدي���ق رضي اهلل‬ ‫عن���ه ‪ ،‬كان معللة بكونها الضمانة األكيدة‬ ‫ملصلح���ة الدولة بالنظر اىل أن التقليد املتبع‬ ‫ل���دى الع���رب يومه���ا أنه���م ال يعرف���ون ه���ذا‬ ‫األم���ر إال فى قري���ش ‪ ،‬ثم صار األم���ر جزءاً‬ ‫من مق���ررات ش���رعية يعدها الكث�ي�رون من‬ ‫أصول السياس���ة الش���رعية ‪ ،‬وه���ذا ما ميكن‬ ‫أن يفس���ر ظاهرة إقصاء املرأة عن الرئاس���ات‬ ‫الك�ب�رى ‪ ،‬باعتبار أنه كان عرفاً مس���تحكماً‬ ‫ولرمبا مصلحة معتربة يف زمن من األزمان‬ ‫‪ ،‬ث���م أصبحت بتدرج اإلفت���اء والتداول ؛ أمراً‬ ‫شرعياً اصلياً يصعب الفكاك عنه ‪ ،‬ويستبعد‬ ‫إعادة النظر يف مربراته ‪!!..‬‬ ‫وفيم���ا ذكرنا ‪ ،،‬قدر كاف ملن كان له قلب‬ ‫أو ألقى السمع وهو شهيد ‪..‬‬ ‫وإن كان مث���ة عج���ب ‪ ،،‬ف�ل�ا ينقض���ي ه���ذا‬ ‫العجب من أقوام حمس���وبني على الش���ريعة‬ ‫؛ مم���ن ينادون للقول بعدم ج���واز تولي املرأة‬ ‫املس���لمة ملهمات القضاء والرئاس���ات الكربى ‪،‬‬

‫على الرغم أن جلهم يعيش���ون يف ظل أنظمة‬ ‫حكم تسوق الناس س���وق القطعان ‪ ،‬بأنظمة‬ ‫وراثي���ة بالي���ة مس���تنزفة ‪ ،‬ال تراع���ي حرمة‬ ‫لش���رع ‪ ،‬وال تقي���م حقوقاً أوكرامة إلنس���ان‬ ‫‪ ،‬ف�ل�ا ش���ورى ‪ ،‬وال انتخاب ‪ ،‬وال م���كان لرأي‬ ‫خمالف ‪!!..‬‬ ‫مل���وك وأمراء ورؤس���اء وأنظمة ودس���اتري ‪،،‬‬

‫ق���د متلكوا ناقة اهلل وس���قياها ‪ ،‬وبني أياديهم‬ ‫ش���عوب تس���اق س���وق القطع���ان ‪ ،‬وق���د حيل‬ ‫بينها وبني دينها وقرآنها وس���نة نبيها املعظم‬ ‫؛ إال بالق���در الذي يعزز س���لطانهم ويبس���ط‬ ‫س���يطرتهم ‪ ،‬ويحُ ك���م اس���تبدادهم وتفردهم‬ ‫‪ !! ..‬‬ ‫دول وش���عوب مس���لمة يتداول عل���ى مرياثها‬ ‫ومقدس���اتها وكرامتها وحرماتها وثرواتها‬ ‫قطعان م���ن املس���تبدين جي ً‬ ‫ال بع���د جيل ‪ ،‬يف‬ ‫جتاه���ل لبدهيات ش���رعية أصلي���ة مؤصلة ‪،‬‬ ‫تعطي ألمة اإلس�ل�ام احلق يف اختيار اإلدارة‬ ‫السياسية اليت ستحكمها وترعى مصاحلها ‪،‬‬ ‫وتعطيه���ا احلق يف حتديد م���دة احلكم ‪ ،‬وأن‬ ‫تضع آلي���ة الرقابة واملتابعة ‪ ،‬وس���بل النصح‬

‫‪25‬‬ ‫واإلعانة ‪ ،‬وطرق العزل وسحب الثقة ‪!!..‬‬ ‫قال د‪ .‬مصطفى احلفناوي ( إن احلكم امللكي‬ ‫الوراث���ي يف نظ���ر اإلس�ل�ام يوش���ك أن يكون‬ ‫صورة من صور الوثنية ويتنافر كل التنافر‬ ‫مع أصول احلكم يف اإلس�ل�ام ) فكرة الدولة‬ ‫يف اإلسالم ص‪.. 19‬‬ ‫فأوىل بهؤالء احملسوبني على شرعة اإلسالم‬ ‫‪ ،‬أن ي���ذودا ع���ن حي���اض األم���ة املس���تباحة‬ ‫وكرامة اإلنسان املنتهب ‪..‬‬ ‫أختتم كلماتي ‪ ،،‬وكل يقني بأن الش���ريعة‬ ‫اإلهلي���ة املنزل���ة ‪ ،‬ليس���ت مس���ؤولة ع���ن أية‬ ‫انتهاكات يتعرض هلا اإلنسان ‪ -‬رج ً‬ ‫ال كان‬ ‫أو إم���رأة أو طف ً‬ ‫ال ‪ -‬جراء مفاهيم واختيارات‬ ‫بش���رية قاصرة جامدة ؛ هي نتاج ثقافة جيل‬ ‫معاصر أثقلته مواري���ث ال تعرب عن مقاصد‬

‫التكري���م الذي نزلت به األح���كام ‪ ،‬واننا اليوم‬ ‫ضحي���ة لتلقي اجته���ادات عفا عنه���ا الزمن ‪،‬‬ ‫وسلوكيات مس���تورة أو حتى حملية رديئة‬ ‫الصنع ‪..‬‬ ‫إن الفرص���ة س���احنة اليوم ‪ ،‬وحن���ن نتنفس‬ ‫برئ���ة احلري���ة ‪ ،‬ونستنش���ق عب�ي�ر أزه���ار‬ ‫الربي���ع املاج���د ؛ أن نعيد ترتي���ب بيتنا ‪ ،‬على‬ ‫أصول الش���راكة والتكاف���ؤ والتكريم الالئق‬ ‫باإلنس���ان املؤمن ‪ ،‬يف ظالل ش���ريعة الس���ماء‬ ‫اخلال���دة املنزل���ة ‪ ،‬وبواقعي���ة تتحرك ضمن‬ ‫دائرة ربانية القيم وبشرية املمارسة ‪..‬‬ ‫إنن���ا حباجة ماس���ة إىل الثقافة الدس���تورية‬ ‫‪ ،‬وإىل الوع���ي احلقوق���ي ‪ ،‬وإىل الضمان���ات‬ ‫الفكرية واألخالقية الضابطة ‪..‬‬ ‫أش���عر بالقلق على املستقبل احلقوقي لألمة‬ ‫الليبية ‪ ..‬‬ ‫املوض���وع كبري ‪ ،،‬وحيت���اج إىل رائد ال يكذب‬ ‫أهله ‪ ..‬‬ ‫إىل األمني الواعي ‪ ..‬وإىل الذك���ي صاح���ب‬ ‫اخللق ‪ ..‬‬ ‫أمامن���ا تضحي���ات مس���تحقة ‪ ،‬وبط���والت ال‬ ‫يكافئ عليها بشر ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫للهّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َمنهَا‬ ‫قال س���بحانه ( َ‬ ‫وع َلى ا ِ قص ُد َّ‬ ‫يل و ِ‬ ‫الس ِب ِ‬ ‫َجآ ِئ ٌر َو َل ْو َشاء لهَ َ َد ُ‬ ‫اك ْم أَجمْ َ ِع َ‬ ‫ني ) النحل‬ ‫ ‬ ‫‪ 2013 / 06 / 12‬م‬


‫‪26‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ليبيا اجلديدة بعيون أملانيّة‬ ‫((تغلغل اإلسالمويني يف كافة أجهزة األمن‪،‬‬ ‫هدفه إنشاء دولة إسالميّة من نوع ما))‬ ‫ترمجة ‪:‬‬ ‫مفتاح السيد الشريف‬

‫((مدمرو األضرحة موالون للداعية السعودي ربيع املدخلي))‬ ‫ّ‬

‫اإلسالمويون الربملانيون وخارج الربملان‬ ‫تس���تحق الق���وى اإلس�ل�امية داخ���ل وخ���ارج‬ ‫املؤمتر الوطين اهتماما خاصا‪ ،‬وذلك لسببني‪.‬‬ ‫أوال‪ ،‬ألن ه���ذا الطي���ف يش���تمل عل���ى القوى‬ ‫السياس���ية الوحيدة اليت لديها خطة وطنية‬ ‫ميكن حتقيقها‪ ،‬على النقيض من التحالفات‬ ‫الفضفاض���ة للجه���ات الفاعل���ة احمللية اليت‬ ‫تس���يطر على بقية املش���هد السياس���ي‪ .‬ثانيا‪،‬‬ ‫ألن اإلس�ل�اميني ميارس���ون تأث�ي�را قويا من‬ ‫خالل الش���بكات اليت تضم على غري اتس���اق‪،‬‬ ‫السياس���ات الوطنية واحمللي���ة‪ ،‬وقطاع األمن‬ ‫و املؤسس���ات الديني���ة‪ .‬ويعتق���د كث�ي�ر م���ن‬ ‫خصومه���م أنه منذ س���قوط النظ���ام كانت‬ ‫هن���اك مؤامرة إس�ل�امية كربى للس���يطرة‬ ‫عل���ى احلكوم���ة واألجه���زة األمني���ة‪ .‬ولك���ن‬ ‫نظري���ات مؤامرة كه���ذه تفتق���ر املعقولية‪،‬‬ ‫فالطيف اإلس�ل�امي يشتمل على العديد من‬ ‫التيارات واملنظمات املتنافسة‪.‬‬ ‫شبكة املفيت ونفوذها‬ ‫إن الرق���م األكث���ر تأث�ي�را يف الطي���ف‬

‫يف األشهر اليت تلت سقوط النظام‪ ،‬إذ كانت‬ ‫تدي���ن اهلجم���ات عل���ى األضرح���ة الصوفية‬ ‫اليت ش��� ّنها الس���لف ّيون املتش���دّدون‪ ،‬وكذلك‬ ‫قتل ضباط أجهزة األمن يف عهد الق ّذايف‪27.‬‬ ‫وتبعا لذلك لعب دورا حامسا بش���كل متزايد‪:‬‬ ‫فقبل يوم من انتخابات املؤمتر الوطين‪ ،‬أعلن‬ ‫الغريان���ي أن���ه م���ن غ�ي�ر اإلس�ل�ام التصويت‬ ‫لصاحل األحزاب اليت تهدف إىل تقييد نطاق‬ ‫الش���ريعة‪ ،‬يف هجوم واضح عل���ى (التحالف)‬ ‫‪ . 28.‬وبع���د االنتخابات ّ‬ ‫ش���ن مح�ل�ات قويّة‬ ‫من أج���ل نظ���ام مص���ريف إس�ل�امي‪ .‬وبذلك‬ ‫ع ّزز املبادرات يهذا الش���أن يف املؤمتر الوطين‪،‬‬ ‫كم���ا دافع ع���ن ش���رعية العمل العس���كري‬ ‫ض���د ب�ن�ي ولي���د يف أكتوب���ر ‪ ،2012‬ودع���ا‬ ‫إىل تأيي���د فرض حظر واس���ع النطاق على‬ ‫مس���ؤولي النظ���ام الس���ابق من خ�ل�ال قانون‬ ‫"الع���زل السياس���ي"‪ .‬ويف أبري���ل ‪ 2013‬ذهب‬ ‫إىل حد إع�ل�ان أن املظاهرات لصاحل القانون‬ ‫ه���ي واجب ديين (فرض) عل���ى الليبيني‪.29.‬‬ ‫أج���ج الغريان���ي أيض���ا املخ���اوف م���ن‬ ‫وق���د ّ‬

‫النقاش الدس���توري بشكل رئيسي حول‪ :‬هل‬ ‫ينبغي أن تكون الش���ريعة املص���در الوحيد أم‬ ‫املصدر املهيمن على القانون‪.‬‬ ‫ومتت���د ش���بكة الغريان���ي إىل أبعد م���ن ن ّواب‬ ‫حرك���ة األصال���ة الذين يعتربون أنفس���هم‬ ‫– مثل���ه‪ -‬س���لفيني معتدلني‪ .‬فه���و حيافظ‬ ‫عل���ى عالق���ات وثيق���ة م���ع ق���ادة اجلماع���ة‬ ‫اإلس�ل�امية الليبي���ة املقاتل���ة س���ابقا‪ ،‬ولق���د‬ ‫تدخل ش���خصيا لغرض ختصيص ميزانية‬ ‫مستقلة للصديق املربوك‪ ،‬الذي كان عضوا‬ ‫س���ابقا باجلماعة الليبية اإلسالمية املقاتلة‬ ‫والذي ش���غل منصب نائب وزير الدفاع حتى‬ ‫يناي���ر ‪ .30 2013‬وح���رس احل���دود ال���ذي‬ ‫يرأسه املربوك يش���مل شخصيات سابقة يف‬ ‫اجلماع���ة املقاتلة ‪ .31‬ويف أغس���طس ‪2012‬‬ ‫قال رئي���س الوزراء عبد الرحي���م الكيب أمام‬ ‫املؤمتر الوطين إن احلكومة ومسؤولي األمن‬ ‫اتفق���وا على أنه ينبغ���ي وضع حرس احلدود‬ ‫حتت س���لطة رئيس األركان‪ ،‬ولكن "مقاما‬ ‫عالي���ا" اعرتض عل���ى ذل���ك ‪ . 32‬وهذا ميكن‬

‫علي الصالبي‬

‫عمر حسن اخلضراوي‬

‫الصادق الغرياني‬

‫اإلس�ل�اموي‪ ،‬ورمب���ا يف السياس���ة الليبي���ة‬ ‫مجع���اء‪ ،‬ه���و املف�ت�ي األك�ب�ر الص���ادق‬ ‫الغرياني‪ .‬فقد كان س���ريعا يف إعالن دعمه‬ ‫لالنتفاضة‪ ،‬ويف فرباير ‪ 2012‬ع ّينه اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي أول مدي���ر ل���دار االفتاء‬ ‫اليت أعيد إنش���اؤها‪ .‬وهي الس���لطة املسؤولة‬ ‫ع���ن تفس�ي�ر الش���ريعة اإلس�ل�امية‪ .‬وتن���ص‬ ‫أح���كام الق���رار عل���ى م���دى تأث�ي�ر الغرياني‬ ‫بالفع���ل‪ :‬فقد ُعينّ م���دى احلياة‪ ،‬ومينع على‬ ‫وسائل اإلعالم مناقشة فتاويه ‪ . 26‬وقد بثت‬ ‫تصرحيات الغرياني وفتاواه نفوذا واستقرارا‬

‫مزاعم "تس���ّلل" ش���يعي‪ ،‬ضاغطا عل���ى وزارة‬ ‫الش���ؤون االجتماع ّي���ة لكي متن���ع الزواج من‬ ‫غري الليبيني املس���لمني لتف���ادي هذا اخلطر‬ ‫املفرتض‪ .‬وقد أصبح الغرياني مثريا للجدل‬ ‫عل���ى حنو متزايد بس���بب ه���ذه املواقف‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن موقفه جتاه الشريعة والدستور –‬ ‫أي قول���ه بأن الش���ربعة مص���درا للقانون هو‬ ‫أمر غري قابل لالس���تفتاء – ق���د قوبل بقليل‬ ‫م���ن االنتق���اد‪ ..‬إذ ال يوجد معس���كر علماني‬ ‫املرج���ح أن يرك���ز‬ ‫يف ليبي���ا‪ ،‬وبذل���ك فم���ن ّ‬

‫أن يش�ي�ر فق���ط إىل الغريان���ي‪ .‬ويف نهاي���ة‬ ‫املط���اف وضع ح���رس احلدود حت���ت رئيس‬ ‫هيئة األركان بع���د تنحية املربوك يف يناير‬ ‫‪ ،2013‬ولكن هذا ّ‬ ‫مت فقط بعد تعيني خالد‬ ‫الش���ريف‪ ،‬القيادي السابق باجلماعة الليبية‬ ‫اإلس�ل�امية املقاتل���ة وال���ذي حيتف���ظ أيضا‬ ‫بعالق���ات طيب���ة مع املف�ت�ي‪ ،‬مس���اعدا لوزير‬ ‫الدف���اع‪ .‬ويف وق���ت س���ابق انتق���د الغريان���ي‬ ‫املظاه���رات اليت قامت يف بنغ���ازي ضد وجود‬ ‫الكتائب ذات امليول اإلسالمية‪.‬‬

‫فولفرام الخري‬ ‫(احللقة اخلامسة)‬ ‫و‬ ‫باختص���ار‪ :‬ميكن اعتبار املفيت بش���كل واضح‬ ‫ضمن الطيف اإلس�ل�امي يف املعسكر الثوري‪.‬‬ ‫بي���د أن الرق���م املرك���زي املض���اد للغرياني‪،‬‬ ‫هو الباح���ث الديين علي الصالب���ي‪ ،‬الذي هو‬ ‫عل���ى عالقة م���ع التنظيم الدول���ي لإلخوان‬ ‫املس���لمني‪ ،‬ويرتب���ط ارتباطا وثيق���ا بالباحث‬ ‫يوسف القرضاوي ذي النفوذ الواسع واملقيم‬ ‫يف قط���ر‪ .‬ولك���ن الصالب���ي لي���س ج���زءا من‬ ‫ش���بكة اإلخ���وان املس���لمني يف ليبي���ا‪ .‬وبع���د‬ ‫جتريب���ه لفرتة وجيزة مب���ادرة إلعداد حزب‬ ‫الوطن مع قوى يتداخل فيها الطيف السلفي‬ ‫مع غري اإلس�ل�امويني‪ ،‬انسحب الصالبي من‬ ‫السياسات احلزبية‪ .‬وهو يدعو بشكل ال لبس‬ ‫فيه إىل املصاحلة الوطن ّية‪ ،‬وينتقد حماوالت‬ ‫االستبعاد الكاسح للمسؤولني السابقني‪ .‬وقد‬ ‫أدان استخدام القوة ضد بين وليد‪ .33‬ومثل‬ ‫هذه املواقف ال حتظى بشعبية داخل التيارات‬ ‫اإلس�ل�امية‪ .‬وبذا ف���إن تأثري عل���ي الصالبي‬ ‫اخنفض من���ذ قي���ام الث���ورة‪ . 34‬بينما يقود‬ ‫ش���قيقه إمساعيل كتيبة ثوريّة يف بنغازي‪،‬‬ ‫ووجهات نظر الش���قيقني السياس���ية تتباعد‬ ‫بش���كل واضح‪ .‬كما ال ينبغي استخالص أي‬ ‫اتصال مباش���ر بني عل���ي الصالبي وكتائب‬ ‫بنغازي‪.‬‬ ‫نفوذ التيارات اإلسالمية يف قطاع األمن‪.‬‬ ‫مبا أن اإلخوان املسلني ال ميكنهم أن ينافسوا‬ ‫الغريان���ي يف إغرائ���ه وس���لطته الديني���ة‬ ‫الواس���عة‪ ،‬إال أنهم ميارس���ون نفوذا ملحوظا‬ ‫يف مواقع هامة‪ .‬فهم يسيطرون على اجمللس‬ ‫احملل���ي يف بنغ���ازي‪ ،‬ال���ذي انتخ���ب يف ماي���و‬ ‫‪ ،2012‬وكذلك عل���ى نظريه غري املنتخب‬ ‫يف طرابل���س‪ .‬كم���ا أنه���م ممثل���ون بقوة يف‬ ‫األجه���زة األمنية اجلديدة اليت أنش���ئت بعد‬ ‫س���قوط النظ���ام‪ .‬ويف س���بتمرب ‪ ،2011‬ق���ام‬ ‫عبد الرزاق العرادي‪ ،‬وهو أحد قادة اجلماعة‬ ‫وكان عضوا يف اجملل���س الوطين االنتقالي‪،‬‬ ‫باملس���اعدة يف تكوي���ن اللجنة األمني���ة العليا‬ ‫يف طرابل���س‪ .‬وهن���اك ممثل���ون ب���ارزون‬ ‫آخ���رون كنائب وزير الداخلية عمر حس���ن‬ ‫اخلض���راوي ونائ���ب رئيس اللجن���ة األمنية‬ ‫العلي���ا يف بنغازي فوزي وني���س القذايف ‪35‬‬ ‫‪ .‬وهناك أعضاء يف مجاعة اإلخوان املس���لمني‬ ‫يق���ودون كتائب ثوريّة‪ ،‬فكتبية ‪ 17‬فرباير‬ ‫يف بنغازي‪ ،‬واليت ظهرت يف األس���ابيع األوىل‬ ‫من الثورة‪ ،‬واحتاد كتائب الث ّوار الذي انبثق‬ ‫منه���ا‪ ،‬هم���ا ائت�ل�اف تق���وده ش���خصيات من‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ع���ن تنفيذ اهلجمات‪ ،‬هو صغ�ي�ر احلجم لكنه‬ ‫منظم تنظيما جيدا‪ ،‬ويعترب بشكل خاص قويّا‬ ‫يف مدين���ة (درن���ه)‪ .‬ومن املعروف أن عش���رات‬ ‫املقاتل�ي�ن م���ن درن���ه‪ ،‬وبعض أعض���اء مجاعة‬ ‫انضموا إىل‬ ‫أنصار الش���ريعة من بنغازي‪ ،‬ق���د ّ‬ ‫كفاح اجلماعات املرتبطة بالقاعدة يف مشال‬ ‫مالي ض���د القوات الفرنس���ية‪ . 44‬ويبقى من‬ ‫غ�ي�ر الواض���ح إىل أي م���دى قد يك���ون أعضاء‬ ‫اجلماعة اإلسالمية الليبية املقاتلة السابقة‪،‬‬

‫‪ )30‬انظر خطابه أمام االجتماع األول جمللس‬ ‫وزراء زيدان بتاريخ يف ‪ 21‬أكتوبر ‪،2012‬‬ ‫‪ ) 31‬وهذه تش���مل عبد الوه���اب قايد (انظر‬ ‫إيض���اح ‪ )14‬و قائ���د املنطق���ة اجلنوبي���ة‪.‬‬ ‫واالس���م الكام���ل حل���رس احل���دود ه���و "ق���وة‬ ‫ح���رس احل���دود واملنش���آت احليوي���ة" وه���ي‬ ‫تشمل الوحدات اليت يتم نشرها حول منشآت‬ ‫النفط والغاز‪.‬‬ ‫‪ ) 32‬اس���تجواب عبد الرحيم الكيب من قبل‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي‪،‬يف طرابلس‪ 24 ،‬أغس���طس‬ ‫‪.2012‬‬ ‫‪ )33.‬مناقش���ة مع عل���ي الصالبي‪ ،‬طرابلس‪،‬‬ ‫يوني���و ‪2012‬؛ "بع���د األح���داث يف ب�ن�ي وليد‪:‬‬ ‫وقد دعا علي الصالب���ي الليبيني إىل الضغط‬ ‫عل���ى احلكوم���ة لتنفي���ذ العدال���ة االنتقالية‬ ‫‪ ،‬قورين���ا‪ 13 ،‬أكتوب���ر ‪" . 2012‬الصالب���ي‬ ‫للقدس برس‪:‬وكتب يقول "فكار املنتصرين‬ ‫واملغلوبني ال ميكن أن تكون أساس���ا الدس���تور‬

‫وبع���ض منه���م اآلن يف احلكوم���ة واملؤمت���ر‬ ‫الوط�ن�ي واألجه���زة األمني���ة‪ ،‬متواطئ�ي�ن يف‬ ‫أنش���طة هذه الفرق���ة اجلهادي���ة الراديكالية‪.‬‬ ‫واألوس���اط احمليط���ة باجلماعة اإلس�ل�ام ّية‬ ‫املقاتل���ة الس���ابقة جت��� ّزأت إىل ع���دة تي���ارات‪،‬‬ ‫وككل ال ينبغي اعتبارها مرتبطة بالتطرف‬ ‫العنيف‪ .‬وبعض أعضاء اجلماعة اإلس�ل�امية‬ ‫الليبية املقاتلة البارزون انتقلوا إىل الس���احة‬ ‫السياسية‪ ،‬واضطلعوا بالتزامات يف مؤسسات‬ ‫الدولة والسياسات املدن ّية‪ .‬وآخرون‪ ،‬مثل قادة‬ ‫كتيبة ش���هداء بوسليم يف درنه‪ ،‬يستخدمون‬ ‫وزنه���م العس���كري ملمارس���ة الضغ���ط عل���ى‬ ‫املؤسس���ات املدني���ة‪ .‬والط���رق املتش���عبة ال�ت�ي‬ ‫ّ‬ ‫انتهجها قدامى اجلماعة اإلس�ل�امية‪ ،‬تش���رح‬ ‫إىل ح��� ّد ما مل���اذا فش���ل املعتدل���ون يف أن يثنوا‬ ‫العناصر الراديكال ّية عن اللجوء إىل العنف‪.‬‬ ‫اهلوامش‬ ‫‪ )26‬القان���ون رق���م ‪ 15/2012‬م���ن اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي "يف إنش���اء دار اإلفت���اء "‪،‬‬ ‫طرابلس‪ 20 ،‬فرباير ‪2012‬‬ ‫‪ )27‬هان���ز بيرت ماتيس‪" ،‬ليبيا بعد القذايف –‬ ‫النهضة اإلس�ل�ام ّية وتقوية املواق���ع الدين ّية"‬ ‫يف‪.‬حبث ‪Islamische‬‬ ‫‪Akteure in Nordafrika, ed. Sig‬‬‫‪)rid Faath (Berlin, 2012‬‬ ‫‪) 28‬الص���ادق الغريان���ي‪ ،‬يف خطب���ة اجلمعة‬ ‫مبسجد عقبة‪ ،‬يف ‪ 6‬يوليو ‪2012‬‬ ‫‪) 29‬مداخل���ه علن ّية م���ن قبل الغرياني يف ‪4‬‬ ‫أبريل ‪ ،2013‬على شبكة االتصاالت العاملي‪.‬‬

‫واملصاحلة "‪ ،‬املنارة‪ 17 ،‬نوفمرب ‪،2012‬‬ ‫‪ )34‬وينظ���ر أيض���ا إىل الصالبي على نطاق‬ ‫واس���ع على أنه قريب جدا من قط���ر‪ ،‬ويُنتقد‬ ‫يف الدوائ���ر اجلهادي���ة الس���لفية ل���دوره يف‬ ‫التوس���ط نيابة عن س���يف اإلس�ل�ام القذايف‪،‬‬ ‫فيما يتصل باخلط���أ األيديولوجي للجماعة‬ ‫اإلسالمية الليبية املقاتلة‪.‬‬ ‫‪ )35‬اخلض���راوي كان ق���د ع�ي�ن م���ن قب���ل‬ ‫الكي���ب‪ ،‬واحتف���ظ مبنصبه حتت زي���دان مما‬ ‫يؤكد نفوذه‪ .‬وفوزي ونيس كان يف البداية‬ ‫رئيس���ا للجنة األمن ّية العلي���ا ببنغازي‪ ،‬ولكنه‬ ‫تنازل عن منصبه يف س���بتمرب ‪ 2012‬ليصبح‬ ‫نائبا للرئيس‪.‬‬ ‫‪ )36‬الغراب���ي ه���و قائ���د كتيب���ة (راف اهلل‬ ‫الس���حاتي ) وإمساعي���ل الصالب���ي نائ���ب له‪.‬‬ ‫والكتيب���ة انتش��� ّقت عن كتيب���ة ‪ 17‬فرباير‬ ‫بعد س���قوط النظام‪ ،‬ولكنها انضمت إىل (درع‬ ‫ليبيا) حتت ضغط ش���عيب ق���وي يف أكتوبر‬ ‫‪2012‬؛ لكن هيكلها املليش���ياوي ال يزال دون‬ ‫تغي�ي�ر حتى بعد عودة إمساعيل الصالبي إىل‬ ‫احلياة املدنية‪ .‬والوح���دات الفردية التابعة ل‬ ‫‪ 17‬فرباير انضمت إىل درع'ليبيا‪ ،‬والش���رطة‬ ‫العس���كرية واملخابرات ولكنها أيضا احتفظت‬ ‫بهياكلها الداخلية‪ .‬حس���ب مناقشات أجراها‬ ‫الباح���ث يف طرابل���س م���ع حمم���د الغراب���ي‬ ‫القي���ادي الب���ارز يف هيئ���ة احملارب�ي�ن‪ ،‬نوفمرب‬ ‫‪.2012‬‬ ‫‪ )37‬اثن���ان م���ن الق���ادة الس���ابقني لكتيب���ة‬ ‫‪ 17‬فرباي���ر‪ :‬مصطف���ى الس���اقزلي وحممد‬

‫الرقم األكثر تأثريا يف الطيف اإلسالموي‪،‬‬ ‫ورمبا يف السياسة الليبية مجعاء‪ ،‬هو املفيت‬ ‫األكرب الصادق الغرياني‬ ‫الطيف اإلس�ل�امي‪ .‬لكنهما ال يعتربان مبثابة‬ ‫اجلناح العس���كري جلماعة اإلخوان املسلمني‪،‬‬ ‫ألنهما غري متجانس�ي�ن يف التكوين‪ .‬ومن بني‬ ‫الق���ادة ف���وزي بوكت���ف‪ ،‬وحمم���د األش�ت�ر و‬ ‫ف���وزي وني���س‪ ،‬إضافة إىل أف���راد من الطيف‬ ‫الذي جيمع ما بني اإلخوان ووسط اجلماعة‬ ‫اإلس�ل�امية الليبي���ة املقاتلة‪ ،‬مث���ل إمساعيل‬ ‫الصالب���ي و حمم���د غرابي‪ . 36‬ومن���ذ نهاية‬ ‫أس���س عدد م���ن الق���ادة البارزين‬ ‫عام ‪ّ 2011‬‬ ‫من هذه الكتائب هيئة ش���ؤون احملاربني‪ ،‬اليت‬ ‫ختط���ط إلعادة إدماج الثوار يف احلياة املدنية‬ ‫مع برنامج حيتمل أن يكلف املليارات‪37‬‬ ‫والتأثري اإلس�ل�امي يف جه���از األمن ميتد إىل‬ ‫أبعد من ش���بكات مجاعة اإلخ���وان واجلماعة‬ ‫املقاتلة‪ .‬فالعديد من قادة (درع ليبيا) واللجنة‬ ‫األمن ّية العليا ال س���يما يف الشرق وطرابلس‪،‬‬ ‫ميك���ن توصيفه���م بت ّي���ار اإلس�ل�امويني ‪38‬‬ ‫‪ .‬وحت���ى عندم���ا ال ينتم���ون إىل منظم���ات‬ ‫سياس���ية معينة‪ ،‬فكثري منهم يسعى صراحة‬ ‫إىل اس���تخدام نفوذهم يف قطاع األمن‪ ،‬إلنشاء‬ ‫دولة إسالمية من نوع ما‪. 39‬‬ ‫اجلماعات املتطرفة‬ ‫إن سلس���لة اهلجم���ات املعادي���ة للغ���رب‪40 ،‬‬ ‫وكذلك احلوادث املتكررة ليت أدّت إىل تدمري‬ ‫امل���زارات الصوفي���ة‪ ،‬كانت نقطة إش���ارة إىل‬ ‫ظه���ور اجلماعات املتطرفة املنظمة اليت تتبع‬ ‫خمتلف التيارات السلفية املتشددة‪ .‬ويف حني‬ ‫أنها تعم���ل يف الغال���ب خارج إطار املؤسس���ات‬ ‫الرمسي���ة اجلدي���دة‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال أن بعضه���ا أعت�ب�رت‬ ‫كأنه���ا تعتم���د عل���ى الدع���م من داخ���ل هذه‬ ‫املؤسس���ات‪ .‬فالكتائب املسلحة تس���ليحا جيدا‬ ‫ّ‬ ‫دم���رت األضرحة الصوفي���ة على نطاق‬ ‫ال�ت�ي‬ ‫ّ‬ ‫واس���ع يف غ���رب الب�ل�اد‪ ،‬اتضح���ت اتصاالتها‬ ‫اجلي���دة م���ع اللج���ان األمني���ة العلي���ا‪ ،‬ألن‬ ‫عناصره���ا طوقت يف عدة مناس���بات احمليط‬ ‫القري���ب منه���ا‪ ،‬حت���ى تس���مح للمتطرف�ي�ن‬ ‫بالعمل دون عقوبة ‪41‬‬ ‫ومدمرو امل���زارات هؤالء مي ّثلون ت ّي���ارا مواليا‬ ‫ّ‬ ‫للداعية الس���عودي (ربيع املدخلي) ذي النفوذ‬ ‫املؤ ّث���ر ب�ي�ن الس���لفيني يف الش���مال الغرب���ي‪.‬‬ ‫وخ�ل�ال الثورة‪ ،‬ظلت مجاع���ات املدخل ّية على‬ ‫احلياد‪ .‬وحتى يف بعض احلاالت أيدت صراحة‬ ‫النظام‪ .‬ولكن بعد سقوط القذايف كانوا على‬ ‫م���ا يب���دو قادري���ن عل���ى االعتماد عل���ى دعم‬ ‫مالي كبري من مصدر جمهول لكي ينش���ئوا‬ ‫مستودع أسلحة عجيبا ‪ 42‬وعلى العكس من‬ ‫املدخل ّية‪ ،‬لعب الطيف الس���لفي اجلهادي دورا‬ ‫كبريا يف الثورة‪ ،‬كما متكن يف يونيو ‪،2012‬‬ ‫من تنظيم كتائب���ه من خمتلف أحناء ليبيا‪،‬‬ ‫وأن يس���تحوذ عل���ى جمم���ع مس���ّلح باس���م‬ ‫"املنتدى من أجل نصرة الش���ريعة" يف وس���ط‬ ‫بنغازي‪ . 43‬وهذا التجمع مل يكن ممكنا دون‬ ‫قب���ول ضمين من قبل عناص���ر يف (درع ليبيا)‬ ‫ومش���اركة من الكتائب الرئيس ّية يف املدينة‪،‬‬ ‫وال�ت�ي تس���يطر عليه���ا وزارة الدف���اع رمس ّيا‪.‬‬ ‫وإن هذا الطيف اجلهادي اهلامش���ي املس���ؤول‬

‫‪27‬‬ ‫الش���اطر‪ ،‬هما اآلن مدير ونائ���ب مدير هيئة‬ ‫احملاربني‪.‬‬ ‫‪ )38‬يهيم���ن الس���لف ّيون بق��� ّوة عل���ى قي���ادة‬ ‫اللجن���ة األمن ّي���ة العلي���ا يف طرابل���س‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذل���ك رئيس���ها‪ ،‬هاش���م بش���ر‪ ،‬وقائ���د وحداتها‬ ‫املس���اندة عبد الرؤوف كاره‪ .‬كما أن القائد‬ ‫الس���ابق للجنة األمنية الوطن ّية عبد اللطيف‬ ‫ق���دور‪ ،‬يعتنق الس���لف ّية بوض���وح‪ .‬وداخل درع‬ ‫'ليبي���ا يف بنغازي‪ ،‬توجد عدة كتائب ثورية‬ ‫توجهات سلف ّية صرحية‪.‬‬ ‫سابقة هلا ّ‬ ‫‪ )39‬يف ض���وء مناقش���ات أجري���ت م���ع ق���ادة‬ ‫اللجن���ة األمن ّية العليا يف طرابلس‪ ،‬وكذلك‬ ‫م���ع إمساعي���ل الصالب���ي‪ ،‬وحمم���د غراب���ي‬ ‫والعناص���ر األخ���رى املرتبط���ة بكتيب���ة راف‬ ‫اهلل الس���حاتي‪ ،‬ببنغازي وطرابلس‪ ،‬ويف يونيو‬ ‫ونوفم�ب�ر ‪ ،2012‬وكذل���ك ش���هري م���ارس‬ ‫وأبريل ‪.2013‬‬ ‫وتضمن���ت سلس���لة اهلجم���ات عل���ى مكتب‬ ‫)‬ ‫ّ‬ ‫االتصال االمريكي يف بنغازي‪ ،‬وقوافل السفري‬ ‫الربيطان���ي ومبعوث األم���م املتحدة اخلاص‪،‬‬ ‫ومكات���ب جلن���ة الصليب األمح���ر الدولية يف‬ ‫بنغ���ازي ومصرات���ة‪ .‬وأخطر احل���وادث كان‬ ‫اهلج���وم عل���ى مكت���ب االتص���ال األمريكي يف‬ ‫بنغ���ازي ي���وم‪ 11‬س���بتمابر ‪ ،2012‬ال���ذي‬ ‫قتل فيه س���فري الوالي���ات املتح���دة‪ ،‬وكذلك‬ ‫الس���يارة املفخخة اليت دمرت جزئيا السفارة‬ ‫الفرنس���ية يف طرابلس يوم ‪ 23‬بريل ‪.2013‬‬ ‫ولالط�ل�اع عل���ى حمل���ة عام���ة عن احل���وادث‬ ‫حتى ديس���مرب ‪ ،2012‬انظر وزارة اخلارجية‬ ‫األمريكي���ة‪( ،‬تقري���ر عرض املس���اءلة جمللس‬ ‫املديرين التنفيذيني)‪ 18 ،‬ديسمرب ‪،2012‬‬ ‫‪ )41‬كم���ا ه���و احل���ال يف تدم�ي�ر مس���جد‬ ‫الش���عاب املقاب���ل لفن���ددق املع���ري راديس���ون‬ ‫وسط طرابلس يف أغس���طس ‪ 2012‬وتدمري‬ ‫ضري���ح زبي���دة يف ب�ن�ي ولي���د يف أكتوب���ر‬ ‫‪ .2012‬وحس���ب مناقش���ات مع ش���هود عيان‪،‬‬ ‫ب�ن�ي وليد‪ ،‬نوفمرب ‪2012‬؛ "وتصريح املقريف‬ ‫ال���ذي وص���ف في���ه تدم�ي�ر املقاب���ر "بأنه غري‬ ‫مش���روع‪ ،‬كما أن اللجنة األمن ّية العليا تنفي‬ ‫أي مش���اركة هلا يف تدمري م���زار "‪ ،‬صحيفة‬ ‫الوطن الليبية ‪ 25 ،‬أغسطس ‪.2012‬‬ ‫‪ )42.‬حسب مناقش���ات مع رجال األعمال من‬ ‫الوس���ط الس���لفي‪ ،‬طرابل���س‪ ،‬نوفمرب ‪2012‬؛‬ ‫وكذلك مقال الصادق (رمبا سليم) الرقعي‬ ‫"اإلس�ل�اميون يف ليبيا‪ :‬التاريخ واجلهاد (‪،" )3‬‬ ‫املنارة‪ 14 ،‬يناير ‪.2012‬‬ ‫‪ )43‬اجملموعات اليت حضرت املنتدى‪ ،‬مشلت‬ ‫ ب�ي�ن العديد م���ن اآلخرين ‪ -‬أب���و عبيدة بن‬‫اجل���راح‪ ،‬أنص���ار الش���ريعة وكتيبة ش���هداء‬ ‫بوس���ليم م���ن بنغ���ازي ودرن���ة‪ ،‬وعناص���ر من‬ ‫قوات درع ليبي���ا ومقرها يف بنغازي‪ ،‬وكتيبة‬ ‫الف���اروق من مصرات���ة‪ ،‬وكذلك كتيبة من‬ ‫سرت‪ .‬وهي مالحظات من املؤ ّلف حتت عنوان‬ ‫‪":‬املنت���دى أجل نص���رة الش���ريعة"‪ ،‬بنغازي‪7 ،‬‬ ‫يونيو ‪2012‬؛ و"أول حشد ألنصار الشريعة يف‬ ‫بنغازي‪ :‬استعراض للقوة من قبل متظاهرين‬ ‫مس���لحني‪ ،‬خماوف من أن تتح���ول ليبيا إىل‬ ‫دول���ة متطرف���ة "‪ ،‬جريدة قورين���ا‪ 14 ،‬يونيو‬ ‫‪ ،2012‬على شبكة االتصاالت العاملية‪.‬‬ ‫‪ )44‬حس���ب مناقشات مع سكان من بنغازي‬ ‫لديه���م معرف���ة مباش���رة باألف���راد املعني�ي�ن‪،‬‬ ‫بنغازي‪ ،‬مارس ‪.2013‬‬


‫‪28‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫على وجه واحد من القلق‬

‫سوريــــــــــ‬

‫األغنية احلزينة‪........‬‬ ‫ساسي جبيل‬ ‫‪1‬‬ ‫لقد فعلها والدها املتسول‪ ،‬قتلها وهي يف ربيع‬ ‫الطفولة املزه���ر‪ ...‬قتلها ألج���ل احلاجة‪ ،‬كم‬ ‫هي مهلكة هذه احلاج���ة‪ ...‬إنها تقصف القلب‬ ‫واإلحس���اس وتأت���ي عل���ى كل عاطف���ة‪ ...‬مل‬ ‫حيص���ل أن قتل والد ابنته مبثل ذلك اإلصرار‬ ‫مثلما فعل خوني أمحد الرجل املتس���ول الذي‬ ‫يبلغ من العمر الثانية واألربعني ومع أن سرد‬ ‫قصة كهذه يعت�ب�ر أمرا مؤملا فماذا لو كانت‬ ‫ّ‬ ‫قصيدة عنوانه���ا (األغنية احلزينة‪ :‬ملتس���ولي‬ ‫القصب���ة الع���رب وللصغ�ي�رة يامس�ي�ن ال�ت�ي‬ ‫قتلها والدها) واليت نظمها الش���اعر اجلزائري‬ ‫إمساعي���ل آيت جعف���ر ونقلها عن الفرنس���ية‬ ‫بإتقان وحرفية أمحد منور الكاتب اجلزائري‬ ‫املعروف‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫األغني���ة احلزين���ة كان قد قدمها كاتب‬ ‫ياس�ي�ن بل ق���ل صدّره���ا للطبع���ة الثانية اليت‬ ‫أعيد نش���رها يف العام ‪ 1986‬قائ�ل�ا‪" :‬أن يقتل‬ ‫أب ابنت���ه هي مأس���اة يومية ص���ارت اعتيادية‬ ‫وعلي���ك لكي جتعل منها قصيدة أن تكون آيت‬ ‫جعفر‪ .‬وأية قصيدة؟ إنها صرخة أمل طويلة‪،‬‬ ‫ه���ي من احلدّة حبي���ث أنها تنبئ عن���د نهايتها‬ ‫بالقدوم الوشيك للعاصفة"‪.‬‬ ‫‪ ...‬إن ه���ذه األغنية احلزينة تكفي وحدها‬ ‫النص‬ ‫لك���ي جتعل من كاتبها ش���اعرا‪ ،‬وه���ذا ّ‬ ‫ال���ذي ظه���ر بباري���س يف جمل���ة "ج���ان ب���ول‬ ‫س���ارتر" (األغني���ة احلديثة) وهذه األنش���ودة‬ ‫يقول كاتب ياس�ي�ن "هي صفح���ة من تاريخ‬ ‫اجلزائ���ر أثن���اء ف�ت�رة االحت�ل�ال الفرنس���ي‬ ‫االس���تيطاني‪ ،‬تلقي بظالهلا يف أعماق مرحلة‬ ‫عصيب���ة م���ن تاري���خ ش���عب ع���رف بالنض���ال‬ ‫واملقاومة واالنتصار للحرية‪...‬‬

‫‪3‬‬ ‫يقول كاتب ياس�ي�ن‪" :‬إن الش���هداء ليس���وا‬ ‫فق���ط أولئك الذين ماتوا أثن���اء احلرب‪ ،‬حتت‬ ‫ضربات األع���داء‪ ،‬فهناك ش���هداء الف���ن أيضا‪،‬‬ ‫الفنانون املبدعون الذين هم يف حالة استشهاد‬ ‫دائم يف س���بيل بلد يبحث عن نفسه منذ آالف‬ ‫الس���نني‪ "...‬وقصة يامسني حادث���ة من أحداث‬ ‫كل ي���وم كما يق���ول كاتبها وه���ي قصيدة‬ ‫مبثابة مقدمة خاطفة وهي حصيلة ش���حاذة‬ ‫عمومية وعصارة أعش���اب الشقاء‪ ،‬منقوعة يف‬ ‫علبة صفي���ح التقطت من الش���ارع وال بد من‬ ‫ش���ربه على خنب الفقيدة‪ ...‬م���ن هذه األغنية‬ ‫تطف���ح روائح كثرية تض���وع يف أرجاء جزائر‬ ‫األربعيني���ات واخلمس���ينيات حي���ث يتداف���ع‬ ‫الن���اس العرب يف القصبة عل���ى اخلبز للحياة‬ ‫والكاغذ للنوم‪ ...‬واملقاومة للتحرير‪"...‬‬ ‫‪4‬‬ ‫إذا كن���ا ق���د توارثنا ع���ادة الصمت دقيقة‬ ‫للرتح���م ف���إن آيت جعف���ر يطلب من���ا الوقوف‬ ‫س���اعتني ترمح���ا عل���ى الصغ�ي�رة يامس�ي�ن‬ ‫وترمح���ا على أرواح موتى اجل���وع وعلى أرواح‬ ‫موت���ى الربد وعلى أرواح موت���ى النعاس وعلى‬ ‫أرواح من ماتوا مفلس�ي�ن‪ ...‬وترمحا أيضا على‬ ‫األموات األحياء وعلى من ليس���وا أمواتا متاما‪،‬‬ ‫وال أحي���اء متام���ا‪ ...‬وعل���ى م���ن مل يزال���وا بعد‬ ‫أحياء النعدام ما هو أفضل‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫األغنية احلزينة رحلة يف عامل املتشردين‬ ‫وه���م يع���دّون خس���اراتهم‪ :‬الرباغي���ث والقمل‬ ‫والب���ق وأثوابهم اليت كانت تغلف أجس���امهم‬ ‫النحيف���ة‪ ...‬وم���ع أن الفق���راء ال حيس���نون‬ ‫احلس���اب ف���إن خون���ي أمح���د خ�ّي�رّ الس���جن‬ ‫واحملاكم���ة والتش���هري بالصح���ف الس���يارة‬ ‫على أن تعيش يامسني عيش���ة الكالب‪ ...‬كان‬ ‫خون���ي عب���ارة ع���ن خرق���ة بش���رية حقيقية‪،‬‬ ‫مك ّوما على نفس���ه‪ ،‬شاحبا وحنيفا تهزه نوبات‬ ‫الس���عال‪ ،‬كأن���ه يف الس���بعني‪ ،‬مثريا للش���فقة‬ ‫أم���ام احملكم���ة رغم جرم���ه‪ ...‬الش���حاذ امللعون‬ ‫غادرت���ه زوجت���ه ومل يب���ق ل���ه أق���ارب‪ ...‬ومتى‬ ‫كان للفق���راء أق���ارب!!‪ ...‬دف���ع خون���ي ابنت���ه‬ ‫ذات التس���عة س���نوات حت���ت ش���احنة ثقيل���ة‪،‬‬ ‫تدحرج���ت بني الرصيف والعجالت فأمس���ك‬ ‫بها وجرى حنو الش���احنة ودفعه���ا من جديد‪،‬‬ ‫أرادت أن تفل���ت ولكنه كان مص ّرا على قتلها‪،‬‬ ‫توفيت يف املستش���فى بعد أن أدلت للمحققني‬ ‫باحلقيقة ناصع���ة واعرتاف خوني جبرمه يف‬ ‫البداية لكنه مبجرد أن وجد أكال وسريرا يف‬ ‫السجن عاد إليه رشده فأنكر‪ ...‬غري أن تقريرا‬ ‫لطبيب نفس���اني شرح باس���تفاضة كل ردود‬ ‫الفع���ل هل���ذا البائس أنق���ذه فح ّولته الش���هادة‬ ‫الطبية من شيطان إىل مريض يف مستشفى‪.‬‬

‫*كاتب صحفي من تونس‬ ‫‪maisserrim2004@yahoo.fr‬‬

‫مع قرار أمريكا بتس���ليح املعارضة بأسلحة‬ ‫حقيقية‪ ،‬يبدو أن س���وريا بدأت تدخل «الزمن‬ ‫اللي�ب�ي»‪ .‬وهذا مصطلح أقصد ب���ه أن وضعها‬ ‫بدأ حيس���م يف ض���وء موازين الق���وى العاملية‪،‬‬ ‫أكث���ر بكثري مما سيحس���م يف ضوء موازينها‬ ‫اخلاص���ة؛ موازي���ن املعارض���ة والنظ���ام‪ ،‬اليت‬ ‫مالت يف اآلونة األخرية لصاحل األخري‪ ،‬مثلما‬ ‫مال���ت موازين القوى لصاحل القذايف يف األيام‬ ‫الس���ابقة للتدخ���ل اخلارج���ي يف ليبي���ا‪ ،‬حتى‬ ‫إن س���يف اإلس�ل�ام‪ ،‬ابن «األخ العقي���د»‪ ،‬أعلن‬ ‫بلغ���ة ال لبس فيها أن التدخل لن يغري ش���يئا‬ ‫من واق���ع األمور عل���ى األرض‪ ،‬ألن املعركة‬ ‫ضد املعارضة ستحس���م خالل أربع وعشرين‬ ‫س���اعة مقبلة‪ .‬غ�ي�ر أن تقدير الق���ذايف االبن‬ ‫مل يك���ن س���ليما‪ ،‬ألن التدخ���ل أخ���رج دبابات‬ ‫أبيه من ش���ارع مجال عب���د الناصر يف مدينة‬ ‫بنغازي‪ ،‬حيث دمرت ‪ 30‬دبابة‪ ،‬فكان تدمريها‬ ‫بداي���ة الرتاج���ع الكب�ي�ر لقوات النظ���ام‪ ،‬الذي‬ ‫توقف بعد أشهر قليلة يف العاصمة طرابلس‪،‬‬ ‫قبل مقتل القذايف نفسه بأيام معدودة‪ ،‬وفرار‬ ‫أركان نظامه يف كل حدب وصوب‪.‬‬ ‫اختالل التوازن أدى إىل خسائر‬ ‫• ‬

‫فادحة نزلت بالشعب األعزل‬ ‫مث���ة‪ ،‬يف الص���راع الس���وري‪ ،‬مفارق���ة لطامل���ا‬ ‫طرحت أس���ئلة حم�ي�رة خبصوص أس���بابها‪،‬‬ ‫ونتائجه���ا بالنس���بة إىل الط���رف املع���ارض‪،‬‬ ‫جس���دها التناقض الصارخ ب�ي�ن حجم الدعم‬ ‫الدول���ي املفت���وح بالسياس���ة والس�ل�اح‪ ،‬اآلتي‬ ‫من روس���يا وإي���ران‪ ،‬والدع���م العرب���ي املادي‬ ‫واملعن���وي‪ :‬اجلزائ���ري والس���وداني والعراقي‪،‬‬ ‫الذي ق���دم للنظ���ام‪ ،‬وحجم التخل���ي الدولي‬ ‫الش���امل ع���ن ث���ورة س���وريا‪ ،‬ال�ت�ي تركت يف‬ ‫مواجهة قوة عظمى دولي���ة وأخرى إقليمية‬ ‫ونظ���ام مدج���ج بالس�ل�اح‪ ،‬م���ع م���ا أدى إلي���ه‬ ‫اخت�ل�ال الت���وازن من خس���ائر فادح���ة نزلت‬ ‫بالشعب األعزل‪ ،‬وتضحيات ال تصدق قدمها‬ ‫كي يقي���م توازنا م���ا مع اجلي���ش النظامي‪،‬‬ ‫جن���ح بأعجوب���ة يف احملافظ���ة علي���ه طيل���ة‬ ‫عامني ش���هدا معارك ضارية احنس���ر النظام‬ ‫خالهلا عن مناطق واسعة من وطننا‪ ،‬وقلص‬ ‫سيطرته حتى داخل املدن الكبرية واملتوسطة‪،‬‬ ‫ال�ت�ي حاف���ظ عل���ى س���طوته عليه���ا بالق���وة‬ ‫العاري���ة‪ .‬يف النم���وذج اللي�ب�ي‪ ،‬رج���ح التدخل‬ ‫اخلارج���ي كف���ة املعارض���ة‪ ،‬أم���ا يف احلال���ة‬

‫عن فاعــــــــ‬ ‫سامر فرجن ّية‬ ‫أتقن���ت املمانع���ة‪ ،‬بس���ائر فصائله���ا‪ ،‬منوذج���اً‬ ‫م���ن اخلطاب قائم���اً على ال مس���ؤولية الفاعل‬ ‫املمانع ع���ن أفعاله‪ .‬يقوم ه���ذا التهريب ّ‬ ‫املنظم‬ ‫للمس���ؤولية على ثالث أفكار‪ ،‬أوالها ّ‬ ‫أن أفعال‬ ‫املمانع «سلبية»‪ ،‬كالصمود أو الرفض‪ ،‬بالتالي‬ ‫فه���ي خارجة عن حس���اب الربح واخلس���ارة أو‬ ‫ميزان اخلري والش���ر أو حتى منطق الس���ببية‪.‬‬ ‫و ُتدع���م س���لبية الفع���ل بالفك���رة الثانية وهي‬ ‫طابع���ه ك���ر ّد فع���ل‪ ،‬حياس���ب علي���ه فق���ط‬ ‫صاح���ب الفعل األوّلي‪ .‬فاملمانع���ة هي مقاومة‬ ‫ومعارض���ة ومواجه���ة م���ع فاع���ل‪ ،‬بالتال���ي ال‬ ‫أم���ا الفك���رة األخرية‪،‬‬ ‫حتاس���ب عل���ى أفعاهل���ا‪ّ .‬‬ ‫َ‬ ‫فهي ش���خصنة املمانعة واستقالهلا عن الفعل‪.‬‬ ‫ففي ع���امل املمانع���ة‪ ،‬هناك جمموع���ات ودول‬ ‫تبقى ممانع���ة مهما فعلت‪ ،‬وهن���اك متآمرون‬ ‫ومتواطئون مهما فعلوا‪.‬‬ ‫هك���ذا اس���تطاعت املمانعة إرس���اء من���وذج من‬ ‫اخلطاب جيعلها حم ّرك���ة التاريخ وضحيته‬ ‫يف آن‪ ،‬وصاحبة أفعال ال حتاس���ب عليها مهما‬ ‫كانت شنيعة‪.‬‬ ‫يف هذه املدرسة املؤامراتية للتاريخ‪ ،‬برع «حزب‬ ‫ّ‬ ‫ومنظروهم���ا حي���ث‬ ‫اهلل» والنظ���ام الس���وري‬ ‫اس���تطاعوا اعتبار أنفسهم منتصرين وضحايا‬ ‫يف آن‪ .‬ف���ـ «حزب اهلل» مث ً‬ ‫ال‪ ،‬ب���دأ ومل يبدأ حرب‬ ‫ال���ـ‪ ،2006‬وانتص���ر ومل ينتص���ر عل���ى العدو‪،‬‬ ‫وحك���م لبن���ان ومل حيكم���ه‪ ،‬يس���تفيق جانب���ه‬ ‫الفاع���ل م���ع اإلجن���ازات ليع���ود ويتح���وّل إىل‬ ‫جم ّرد ر ّد فعل مع كل انتكاس���ة‪ .‬وباألس���لوب‬ ‫ذات���ه‪ ،‬ب���رع النظ���ام البعث���ي يف ال���رد عل���ى‬ ‫إس���رائيل من خالل جتاهلها‪ ،‬ودع���م اإلرهاب‬ ‫واحل���رب عليه يف الع���راق‪ ،‬واملتاجرة بالقضية‬ ‫الفلسطينية واحلفاظ على لقب املقاوم األول‪.‬‬ ‫فه���ذان الالعبان ال حياس���بان كباقي البش���ر‪،‬‬ ‫وأفعاهلم���ا تتع���دى قوانني األخالق والس���ببية‬ ‫املعتادة‪.‬‬ ‫كان م���ن الطبيع���ي أن تق���ف تل���ك املنظومة‬

‫ض���د الث���ورات‪ .‬لق���د ج���اءت الث���ورات العربية‪،‬‬ ‫خباص���ة الس���ورية‪ ،‬لتفض���ح ه���ذا التخ���اذل‬ ‫والتالع���ب‪ ،‬فارض���ة عل���ى مجي���ع املعني�ي�ن‬ ‫مواجه���ة مس���ؤوليتهم ودورهم ال���ذي مل يعد‬ ‫ميكن متريره كمج��� ّرد رد فعل‪ .‬وفجأة وجد‬ ‫النظام الس���وري نفس���ه يف موقع الفاعل الذي‬ ‫يذبح ش���عبه‪ .‬وبدأ مسلس���ل خطاب���ات املمانعة‬ ‫حملاولة االلتفاف على هذا الدور‪.‬‬ ‫يف البداي���ة‪ ،‬ح���اول بعضه���م متري���ر نظري���ة‬ ‫مدعم���ة بالعبني ج���دد‪ ،‬كمحطات‬ ‫املؤام���رة‪ّ ،‬‬ ‫فضائي���ة أو دول ش���قيقة‪ ،‬إىل جان���ب امل ّتهمني‬ ‫املعتادي���ن كالوالي���ات امل ّتح���دة وإس���رائيل‪.‬‬ ‫ف�ل�ا وجود لثورة ش���عبية‪ ،‬ب���ل جم ّرد خمطط‬ ‫دولي جي�ب�ر النظ���ام الس���وري عل���ى اغتصاب‬ ‫النس���اء وقلع أظافر األطفال‪ ،‬بالتالي ال ميكن‬ ‫حماس���بة النظام‪ ،‬فهو جم��� ّرد رد فعل‪ .‬غري أن‬ ‫املتآمري���ن األساس���يني‪ ،‬أي الوالي���ات امل ّتح���دة‬ ‫وإس���رائيل‪ ،‬يص���ران يف كل تصري���ح هلم���ا‬ ‫على إبداء اخلش���ية على املس���تقبل بعد األسد‪،‬‬ ‫وحي���اوالن ب���كل الط���رق املمكنة منع تس���ليح‬ ‫املعارض���ة الس���ورية‪ .‬هك���ذا فاملؤام���رة مل يطل‬ ‫العهد بها بسبب فقدان املتآمرين‪.‬‬ ‫لك���ن منظوم���ة املمانع���ة مل تستس���لم‪ .‬فإذا مل‬ ‫تكن هناك مؤامرة‪ ،‬فهذا يعين ّ‬ ‫أن املوجود أس���وأ‬ ‫م���ن املتوقع وأكثر تس���بباً يف خوف املتآمرين‪.‬‬ ‫ويف حلظة استش���راقية نادرة‪ّ ،‬‬ ‫وطن املمانعون‬ ‫اخلط���اب املناه���ض لإلس�ل�ام وح���ددوا ه���دف‬ ‫املرحلة وامسه «جبهة النصرة»‪.‬‬ ‫اس���تفاد املمانع���ون م���ن دع���م غ�ي�ر متوقع من‬ ‫جوق���ة م���ن املثقف�ي�ن احمللي�ي�ن والسياس���يني‬ ‫الغربيني‪ ،‬الذي���ن رأوا يف تلك اجملموعة عنواناً‬ ‫هلواجس���هم الكث�ي�رة‪ .‬فعل���ى عك���س الث���ورة‬ ‫الس���ورية وأطيافها الكثرية واملتناحرة‪ ،‬يتمتع‬ ‫ذل���ك التنظي���م بهوي���ة ثابت���ة وهي���كل ّ‬ ‫منظم‬ ‫وأيديولوجي���ة معروفة وه���دف حمدد‪ ،‬فض ً‬ ‫ال‬ ‫عن طائفيت���ه العلنية اليت تبدو أكثر صالبة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫‪29‬‬

‫منطق علي زيدان ‪!....‬‬

‫ــــــــــا تدخل الزمن اللييب!‬ ‫ميشيل كيلو‬ ‫الس���ورية‪ ،‬ف���كان التدخ���ل اخلارج���ي لصاحل‬ ‫النظام‪ ،‬ضد املعارضة‪ ،‬اليت اتهمت منذ بداية‬ ‫األح���داث باألصولي���ة والتكف�ي�ر وتعرض���ت‬ ‫حلرب شعواء ال رمحة فيها‪.‬‬ ‫هل س���يبدل الق���رار األمريكي ه���ذا الواقع‪،‬‬ ‫وه���ل س���يقيم الت���وازن املطلوب م���ع التدخل‬ ‫الروس���ي ‪ -‬اإليران���ي‪ ،‬م���ع م���ا س���يؤدي إلي���ه‬ ‫ذلك م���ن اس���تمرار للصراع بط���رق ختتلف‬ ‫عم���ا عرفناه إىل الي���وم؟ أم أن حجم التدخل‬ ‫األمريك���ي س���يتفوق عل���ى تدخ���ل الطرف‬ ‫املقاب���ل وس���يفضي إىل هزمي���ة النظ���ام‬ ‫وحليفي���ه‪ ،‬بع���د زم���ن يقصر أو يط���ول وفقا‬ ‫حلج���م الدع���م ونوع���ه‪ ،‬فتخ���رج بالدن���ا من‬ ‫امل���أزق العصي���ب ال���ذي زج به���ا في���ه حتالف‬ ‫موس���كو ‪ -‬طه���ران ‪ -‬األس���د‪ ،‬وكلفه���ا م���ا‬ ‫كلفه���ا من دماء ودمار؟ هذا الس���ؤال املهم ال‬ ‫يلغ���ي واقعة أكثر أهمي���ة منه؛ هي أن احلل‬ ‫يف س���وريا ل���ن يتع�ي�ن بالعالق���ات واملوازي���ن‬ ‫الداخلية املباش���رة‪ ،‬ب���ل بالعالق���ات واملوازين‬ ‫اخلارجي���ة‪ ،‬اليت ل���ن تكون متعادل���ة‪ ،‬بالنظر‬ ‫إىل غلب���ة الق���وة األمريكي���ة على م���ا لدى‬ ‫روس���يا وإي���ران يف املنطق���ة العربي���ة عام���ة‬

‫وقرب س���وريا خاص���ة‪ ،‬وما ميك���ن أن تفضي‬ ‫إلي���ه غلبة اخلارج من غلبة ميدانية للجيش‬ ‫الس���وري احلر عل���ى جيش النظ���ام وحلفائه‬ ‫م���ن غزاة ح���زب اهلل والعراقي�ي�ن واحلوثيني‬ ‫واألفغان واإليرانيني واألذربيجانيني‪.‬‬ ‫•انتصار بشار خط أمحر أمريكي‬ ‫بالق���رار األمريكي‪ ،‬صار العام���ل اخلارجي‬ ‫مرجحا‪ ،‬بل وحامسا لسببني‪:‬‬ ‫ أوهلما أنه أتى قبل «جنيف‪ ،»2‬الذي يقال إنه‬‫س���يعقد يف فرتة غري بعيدة تقاس باألسابيع‪.‬‬ ‫فال عجب أن ال يعق���د «جنيف» قبل أن يفعل‬ ‫هذا البعد اخلارج���ي فعله يف الصراع وتظهر‬ ‫نتائجه على األرض السورية‪.‬‬ ‫ وثانيهم���ا‪ :‬أن القرار يعطي األولوية إلمداد‬‫اجلي���ش الس���وري احل���ر بالس�ل�اح‪ ،‬ولتغيري‬ ‫موازي���ن الق���وى لصاحل���ه‪ ،‬ويتح���دث ع���ن‬ ‫ً‬ ‫مهمة أمريكي���ة أو دولية تالية‪،‬‬ ‫«جني���ف‪»2‬‬ ‫ويق���ول إنها س���تنجز «يف وقت م���ا»‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فه���و ال يرب���ط نتائ���ج «جني���ف» بالعالق���ات‬ ‫األمريكي���ة ‪ -‬الروس���ية‪ ،‬ب���ل بالتب���دالت‬ ‫امليدانية املطلوبة على األرض‪ ،‬اليت يرجح أن‬ ‫تتي���ح للمعارضة وقت���ا كافيا الختاذ موقف‬

‫موحد من املؤمتر الذي سيعقد فيها‪ ،‬يف وقت‬ ‫ما‪.‬‬ ‫وكان���ت هي�ل�اري كلينت���ون قد قال���ت ذات‬ ‫ي���وم‪« :‬يكون األس���د واهم���ا‪ ،‬إن ه���و تصور أنه‬ ‫س���يهزم املعارضة»‪ .‬كعادته‪ ،‬مل يفهم األس���د‬ ‫الرس���الة ومل يدرك أن انتص���اره خط أمحر‬ ‫أمريك���ي‪ ،‬فاس���تعان بإي���ران وأتباعه���ا عّل���ه‬ ‫حيس���م األم���ر ميداني���ا ويذه���ب إىل جنيف‬ ‫لفرض ش���روطه منتصرا‪ .‬وعندم���ا خال أنه‬ ‫اق�ت�رب من هدفه‪ ،‬ب���دأ العام���ل الدولي يفعل‬ ‫فعله‪ ،‬ألس���باب منها أن هزمية ش���عب سوريا‬ ‫خ���ط أمح���ر‪ ،‬وأن انتص���ار نظامه���ا وحلفائه‬ ‫س���يكون كارثة حتل بأمريكا يف مواجهتها‬ ‫مع طهران خاصة‪.‬‬ ‫س���يظهر ق���ادم األي���ام أن م���ن أخ���رج دبابات‬ ‫الق���ذايف م���ن ش���وارع بنغ���ازي‪ ،‬لي���س مطالبا‬ ‫بإخ���راج دباب���ات األس���د م���ن م���دن س���وريا‪،‬‬ ‫وأن ش���عبها الثائ���ر ومقاومت���ه هم���ا الل���ذان‬ ‫سيتكفالن بذلك‪.‬‬

‫ــــــــل امسه بشار األسد‬ ‫من اخلطابات األخ���رى‪ ،‬بالتالي له صفات‬ ‫الفاعل الواضحة‪ .‬وباتت العلمانية مدخ ً‬ ‫ال‬ ‫إىل القت���ل وحت���وّل ش���عار «احل���رب عل���ى‬ ‫ّ‬ ‫للتدخ���ل يف املنطقة‪،‬‬ ‫اإلرهاب» م���ن عنوان‬ ‫إىل عذر أساس���ي لرتك السوريني يُذحبون‬ ‫يومياً‪.‬‬ ‫أزيلت لعنة الفاعل عن بشار األسد و«حزب‬ ‫اهلل»‪ ،‬ليتحوال إىل أصحاب ر ّد فعل تنويري‬ ‫يف وج���ه ظالمية الش���عب الس���وري‪ ،‬الذي‬ ‫حت���وّل‪ ،‬ب���دوره‪ ،‬م���ن ضحية مؤام���رة إىل‬ ‫إرهابي بطبيعته‪ .‬غ�ي�ر ّ‬ ‫أن «جبهة النصرة»‬ ‫مل تنجح يف لعب ه���ذا الدور طوي ً‬ ‫ال‪ ،‬كون‬ ‫النظ���ام أص��� ّر عل���ى ارتكاب جم���ازر أفظع‬ ‫من كل اهلواجس اليت تنس���ج حول التيار‬ ‫الس���لفي‪ .‬فمهم���ا ح���اول بعضه���م إقام���ة‬

‫معادل���ة دامي���ة ب�ي�ن «جبهة النص���رة» من‬ ‫جه���ة والنظ���ام البعث���ي من جه���ة أخرى‪،‬‬ ‫تك ّف���ل النظام بض���رب تلك املعادل���ة مراراً‬ ‫م���ن خالل تصعيد وت�ي�رة القتل والتطهري‬ ‫العرق���ي واإلب���ادة الكيماوية‪ .‬وع���اد النظام‬ ‫إىل الواجه���ة بوصفه الفاعل املس���ؤول عن‬ ‫القتل‪.‬‬ ‫مل يستسلم املمانعون أيضاً‪ ،‬فهم معروفون‬ ‫بقدرته���م الفائق���ة عل���ى مواجه���ة الواقع‬ ‫واملنطق‪ .‬وانتظروا حتى جاء الفرج يف شكل‬ ‫صواريخ إس���رائيلية طاولت بعض خمازن‬ ‫األس���لحة‪ ،‬كم���ا قي���ل‪ .‬وهّل���ل املمانع���ون‬ ‫والنظ���ام للصواري���خ كم���ن كان ينتظر‬ ‫املط���ر بعد اجلف���اف‪ ،‬معلن�ي�ن عودتهم إىل‬ ‫حياس���ب‪ .‬وحتوّل‬ ‫موق���ع ر ّد الفعل الذي ال َ‬

‫بشار األس���د بني ليلة وضحاها من مقاوم‬ ‫ملؤامرة دولية س���احة معركتها األساسية‬ ‫يف تلكل���خ‪ ،‬وعض���و يف حتال���ف تنوي���ري‬ ‫يضم «حزب اهلل» واجلمهورية اإلس�ل�امية‬ ‫اإليرانية‪ ،‬إىل مقاوم صفته األساس���ية أ ّنه‬ ‫أما الش���عب الس���وري فبات‬ ‫تلقى صواريخ‪ّ .‬‬ ‫جم ّرد خائن‪ ،‬جيب طرده من سورية!‬ ‫مجال تلك السلس���لة من األعذار أ ّنها تهدّم‬ ‫أمناطاً فكرية‪ ،‬واحداً تلو اآلخر‪ .‬فمع كل‬ ‫حماول���ة بائس���ة إلع���ادة بش���ار إىل دوره‬ ‫بوصفه ر ّد فعل‪ ،‬يتح ّرر اخلطاب السياسي‬ ‫م���ن بع���ض عق���ده‪ ،‬كالنزع���ة املؤامرتية‬ ‫أو أبلس���ة اإلس�ل�ام كمدخ���ل لقمعي���ة‬ ‫رث���ة‪ .‬وم���ع آخر حمط���ة من األع���ذار‪ ،‬بدأ‬ ‫الصنم األكرب باالنهي���ار‪ ،‬وهو ّ‬ ‫أن مقاومة‬ ‫ت�ب�رر كل ش���يء‪ .‬فاملعادلة اليت‬ ‫إس���رائيل ّ‬ ‫يرعاها داعمو بش���ار ه���ي ّ‬ ‫أن القتل والذبح‬ ‫واالغتص���اب واالعتق���ال واإلب���ادة ت���وازي‬ ‫مقاوم���ة إس���رائيل‪ .‬أو مبعن���ى آخ���ر‪ ،‬حيق‬ ‫للمق���اوم‪ ،‬جمل��� ّرد كون���ه تلق���ى بضع���ة‬ ‫صواريخ يف ش���حنة أسلحة‪ ،‬أن ينهال على‬ ‫ش���عبه ً‬ ‫قت�ل�ا وفت���كاً‪ .‬وإذا تس���اءل بعضه���م‬ ‫عن ج���دوى تلك املقاوم���ة‪ ،‬كان التخوين‬ ‫حاضراً‪.‬‬ ‫غ�ي�ر ّ‬ ‫أن ه���ذه اللعب���ة انته���ت‪ .‬ف�ل�ا مؤامرة‬ ‫أو قص���ف إس���رائيلي أو تصري���ح ملس���ؤول‬ ‫أمريك���ي أو فيدي���و لـ «جبه���ة النصرة» أو‬ ‫خ���وف لألقلي���ات وعليها أو تنوي���ر أو حتى‬ ‫إعالن حرب على إسرائيل ورمبّا حتريرها‬ ‫بالكامل‪ ،‬س���يعيد عقارب الساعة إىل وراء‪.‬‬ ‫هناك فاع���ل واح���د وراء القت���ل والتطهري‬ ‫العرق���ي واإلب���ادة الكيماوي���ة واالغتصاب‬ ‫اجلماع���ي والتعذي���ب ّ‬ ‫املنظ���م والقص���ف‬ ‫الصاروخ���ي‪ ،‬وه���و ليس متآم���راً أمريكياً‬ ‫أو سلفياً ظالمياً أو صهيونياً حمـــت ً‬ ‫ال‪ .‬هذا‬ ‫الفاعل اســـمه بشار حافظ األسد‪.‬‬

‫مسري بن علي‬

‫على املستوى الرمسي عندما يتحدث رئيس وزراء‪ ،‬حديثه‬ ‫م���ن املف�ت�رض أن يه���دف مس���اعدة الن���اس عل���ى فه���م ما‬ ‫جيري‪ ،‬ومس���اعدتهم على تشكيل اجتاههم مبا يتوافق مع‬ ‫الش���رعية‪ ،‬أو لتحريكه���م إىل األداء الداع���م لذلك‪ ،‬واختاذ‬ ‫م���ا يلزم من أنش���طة تعني على االس���تقرار وتثبيت األمن‪.‬‬ ‫الس���يد رئي���س ال���وزراء كان خائفا مرعوب���ا‪ ،‬وهو صاحب‬ ‫املراهنة اخلاس���رة عل���ى أنصار النظام وعل���ى دعم اإلحتاد‬ ‫األوربى نوعا من احنيازه حنو قوة أخرى غري قوة الكتائب‬ ‫املس���لحة عندن���ا التى أصبح���ت أمام حتد حقيقي بس���بب‬ ‫نفور الناس منها‪ ،‬وس���يطرة فك���رة اخلالص عند اجملتمع‬ ‫الليبى من املظاهر املس���لحة التى قادت إىل التقاتل داخليا‪.‬‬ ‫الس���يد زي���دان مل يفت���ح نافذة مطل���ة على املظه���ر اآلخر‬ ‫من القضي���ة‪ ،‬أعنى فكرة اخلالص مما حن���ن فيه ونعاني‬ ‫من���ه وتش���كيل إرادة جمتمعية بص���ورة عام���ة أمام خطر‬ ‫انقس���ام اجملتم���ع انقس���اما حقيقا من���ذرا حب���رب داخلية‬ ‫بس���بب التعنت وختويف الناس بنفس أدوات قمع القذافى‬ ‫وأنصاره "وحاش���ا للث���وار الصادقني احلقيقي�ي�ن أن يكونوا‬ ‫كذل���ك"‪ .‬كما أنه مل يب���دد قلق الناس من إش���اعة وجود‬ ‫غرب���اء يتقاتل���ون مع الصاعق���ة ويصفونهم بالكفر أس���وة‬ ‫بوصفه���م بأكل امليتة من قبل الس���يد س���امي الس���اعدي‬ ‫عض���و تنس���يقية العزل السياس���ى فى طرابل���س‪ .‬وبدال أن‬ ‫يقدم آلية تعبري عن هذه اإلرادة‪ ،‬ومظهر تدش���يين جملتمع‬ ‫يت���وق لدولة مس���تقرة بعد هذا الرتاك���م الطويل املرهق‪،‬‬ ‫وجهد الثوار‪ ،‬وتضحيات الش���هداء األب���رار‪ ،‬قدم منطق املن‬ ‫واهلبات واملكافآت املع���روف واملكرر من قبل اجلميع الذين‬ ‫تولوا الس���لطة بعد الثورة فى ليبيا‪ .‬فش���ل رئيس احلكومة‬ ‫يف أن يس���تثمر ه���ذه اللحظة التارخيية للث���ورة املباركة‬ ‫اليت س���اقتها لنا س���نة اهلل املقتدر يف ن���زع امللك من الظامل‪،‬‬ ‫والتعاط���ف الدول���ي واإلقليمي وش���جاعة الش���عب اللييب‬ ‫مبختل���ف مكوناته‪ ،‬والظهور بكونه مس���ؤوال جاهزا حلمل‬ ‫رس���الة إىل الليبي�ي�ن تزح���زح اخل���وف عنه���م‪ ،‬والبش���رى‬ ‫بالعيش يف وطن ممتلئ بالتعاون‪ ،‬ووضوح استعداده ليكون‬ ‫حادى جتديد ووالدة استقالل ثان هلذا الشعب الذي تأذى‬ ‫كثريا‪ .‬مل يك���ن حديثه مفصليا ومالئم���ا للحدث الدامي‬ ‫ال���ذي ينتظ���ر الليبي���ون بع���ده م���ن املؤمتر ومن���ه بوصفه‬ ‫رئيس���ا للوزراء أن يعملوا على سد الفراغ‪ ،‬وتثبيت األوضاع‬ ‫وحتس���ينها‪ .‬مل نر حصادا وخربة وعقلية رش���يدة صاحبة‬ ‫قرار سياس���ي متزن ذي رؤي���ة رصينة‪ ..‬يتحدث عن البناء‪،‬‬ ‫واملستقبل املشرتك لليبيني‪ ،‬وكيفية إدارة خالفهم‪ ،‬يقدم‬ ‫ش���روحا مس���ؤولة ملا ح���دث‪ ،‬ويضيء لش���عبه فس���حة أمل‬ ‫حتى يعلم الوضعي���ة اليت تكتنف مصريه‪ .‬كما أنه ارتكب‬ ‫فعال شنيعا بتأخره وتركه ملدينة بنغازي تنزف‪ ،‬وشبابها‬ ‫م���ن مجيع األط���راف يقدم حمرقة لفوه���ات املدافع‪ .‬كم‬ ‫كنت آس���فا لظهور السيد علي زيدان كشخص ال ميتلك‬ ‫برناجما وال مفهومية‪ ..‬بل مازال حيري الوطنيني الواعني‪.‬‬


‫‪30‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫دليل املمثل‬ ‫العربي‬ ‫عن���وان لكت���اب ف�ن�ي جديد أو موس���وعة‬ ‫فني���ة أو قاموس يش���تمل علي س���رد كامل‬ ‫لكل املمثلني العرب والذين عملوا بالس���ينما‬ ‫العربي���ة خ�ل�ال الق���رن العش���رين أي من���ذ‬ ‫ظهور الس���ينما العربية الع���ام ‪ 1924‬وحيت‬ ‫‪. 1999‬‬ ‫عن���وان الكت���اب ( دلي���ل املمث���ل العربي )‬ ‫من تأليف الكاتبان ‪ :‬حممود قاس���م ويعقوب‬ ‫وه�ب�ي ص���در عن جمموع���ة الني���ل العربية‬ ‫للنشر والتوزيع ‪ ،‬وسيضم كتاب دليل املمثل‬ ‫العرب���ي كل البيان���ات ع���ن فناني الس���ينما‬ ‫العربي���ة ( أكثر م���ن ‪ 800‬ممثل وممثلة )‬ ‫شاملة السم الشهرة وصور شخصية وسنة‬ ‫املي�ل�اد وس���نة الوف���اة للمتوفي�ي�ن واألعمال‬ ‫اليت ش���اركوا فيه���ا ونبذة ع���ن كل ممثل‬ ‫‪ ،‬ويعت�ب�ر ه���ذا الكت���اب املوس���وعة مرجع���ا‬ ‫للدارس�ي�ن يف جم���ال الس���ينما العربية من‬ ‫طلب���ة املعاهد واجلامع���ات والعاملني حبقل‬ ‫السينما والباحثني ‪.‬‬

‫ممثل فرنسي‬ ‫وجواز سفر جزائري‬

‫ميادين الفن‬ ‫خليل العرييب‬

‫املسرح والربيع العربي‬ ‫برعاي���ة وتنظي���م جملس الثقاف���ة العام‬ ‫وبالتع���اون م���ع اهليئ���ة العربي���ة للمس���رح‬ ‫تنطلق يف األول من شهر يوليو ‪ 2013‬وعلي‬ ‫خش���بة مس���رح امله���اري مبدين���ة طرابلس‬ ‫فعالي���ات األيام املس���رحية حتت ش���عار (أنا‬ ‫األس���تاذ ‪ ....‬أن���ا املس���رح ) بعن���وان املس���رح‬ ‫والربيع العربي ‪ ،‬يتضمن برنامج هذه األيام‬ ‫املسرحية عروض مسرحية ليبية وتونسية‬ ‫ ومغربية ‪ ،‬حيث ستشارك املغرب مبسرحية‬ ‫( دموع الكحول ) لفرقة أنفاس املغربية من‬ ‫مدينة الرباط العاصمة املغربية ومن تونس‬ ‫مسرحييت ( كراسي ) لفرقة عني املسرحية‬ ‫ ومسرحية ( سنديانة ) ومن ليبيا مسرحية‬ ‫( احل���ي املي���ت) ملخت�ب�ر العالق���ي للمس���رح‬ ‫ومس���رحية ( بي���ت الن���ور ) لفرق���ة املس���رح‬ ‫اجلامعي ببنغازي‪.‬‬ ‫كما تشتمل هذه الفعاليات علي معرض‬ ‫لصور تاريخ املس���رح اللييب ومعرض لكتاب‬ ‫املس���رح م���ن إص���دارات اهليئ���ة العربي���ة‬ ‫للمسرح ‪ ،‬كذلك ستقام ورش فنية حول ‪:‬‬ ‫•أع���داد املمث���ل‪ :‬تش���رف عليها‬ ‫الفنان���ة التونس���ية زه�ي�رة بن‬ ‫عمار‪.‬‬ ‫•مس���رح الطف���ل‪ :‬بإش���راف‬ ‫الفنان السوري عدنان سلوم‪.‬‬ ‫•ن���دوة ح���ول املس���رح والربيع‬ ‫العرب���ي ‪ :‬مبش���اركة الفن���ان‬ ‫حس�ي�ن اخلطي���ب م���ن األردن‬ ‫والفنان���ة زه�ي�رة ب���ن عمار من‬ ‫تونس والكاتب البوص�ي�ري عبداهلل والفنان‬ ‫ميلود العمروني من ليبيا ‪.‬‬

‫مهرجان نوافذ يكرم أمحد فكرون‬ ‫املمث���ل واملخ���رج الفرنس���ي املش���اكس‬ ‫(ج�ي�رارد ديبارديو) م���ن موالي���د ‪ 1948‬والذي‬ ‫س���بق له احلص���ول عل���ي اجلنس���ية الروس���ية‬ ‫بداي���ة هذا الع���ام علي خلفية خ�ل�اف مع بالده‬ ‫األصلية فرنس���ا ح���ول الزي���ادة الضريبية اليت‬ ‫فرضته���ا احلكوم���ة الفرنس���ية اجلدي���دة علي‬ ‫أصح���اب الدخ���ول الكب�ي�رة واألغني���اء وع���دم‬ ‫رغبته االنصي���اع هلذه الزي���ادة الضريبة ‪ ،‬علما‬ ‫بأنه حاصل علي س���تة جوازات س���فر جلنسيات‬ ‫خمتلف���ة ويرغ���ب اآلن احلص���ول عل���ي ج���واز‬ ‫يف���ر جزائري مش�ي�را بأنه بذلك س���يوفر عليه‬ ‫احلصول علي تأشريات ‪.‬‬ ‫يذك���ر أن ج�ي�رارد بع���د حصول���ه عل���ي‬ ‫اجلنس���ية الروس���ية طل���ب من���ه التعلي���ق علي‬ ‫س���جن املطربتني الروسيتني من فرقة ( بوسي‬ ‫دارب���وت ) بس���بب أغني���ة معارض���ة للرئي���س‬ ‫الروس���ي بوتني حي���ث اكتفي ج�ي�رارد بالقول‬ ‫أن بوت�ي�ن فع���ل الكثري يف س���بيل الثقاف���ة ‪ ،‬ويف‬ ‫املقابل فضل الدفاع عن الناش���طات املس���جونات‬ ‫يف تونس بس���بب تظاهرهن عاريات الصدور يف‬ ‫إحدي الساحات بالعاصمة تونس ‪.‬‬

‫بتنظيم من اجلمعية املغربية للفنون‬ ‫والثقاف���ة مبدين���ة احملمدي���ة باململك���ة‬ ‫املغربية إنطلقت فعاليات مهرجان نوافذ‬ ‫لثقافات املغرب العربي الذي تشارك فيه‬ ‫ال���دول املغاربي���ة ‪ :‬املغ���رب وليبيا وتونس‬ ‫واجلزائر وموريتاني���ا ‪ ،‬ويهدف املهرجان‬ ‫إلي تقريب ثقافة البلدان املغاربية ونشر‬ ‫ثقاف���ة احلوارواإلنفت���اح عل���ي الثقافات‬ ‫األخ���ري إضاف���ة إل���ي متت�ي�ن األواص���ر‬ ‫املغاربي���ة بني دول االحتاد وترس���يخ قيم‬ ‫الوحدة والتسامح واال حرتام املتبادل بني‬ ‫ش���عوب اإلحت���اد املغاربي وح���ث طاقاتها‬ ‫اإلبداعية حنو اإلنتاج خاصة فئة الشباب‬ ‫من رس���امني وفنانني وصن���اع تقليديني ‪ ،‬وسيقوم املهرجان بتكريم فنانني جنوم املهرجان عروض مسرحية متنوعة ‪ :‬من‬ ‫‪ ،‬كم���ا يه���دف املهرج���ان إل���ي تش���جيع م���ن دول املغ���رب العرب���ي مث���ل ‪ :‬حي���اة ليبيا مس���رحية (خراري���ف) ومن املغرب‬ ‫السياحة بني بلدان املغرب العربي ‪.‬‬ ‫اإلدريس���ي من املغرب وأمحد فكرون من مس���رحية ( امل���رأة ال�ت�ي ) وم���ن اجلزائر‬ ‫ويش���مل الربنام���ج الع���ام للمهرج���ان ليبيا ولطفي بوش���ناق من تونس والشاب مس���رحية (القايدة حليمة ) ومن تونس‬ ‫علي عروض مس���رحية وسهرات غنائية خال���د من اجلزائ���ر ومعلومة بن���ت املداح مس���رحية ( كي���ف ما يرج���ع فرططو )‬ ‫ومعرض للصناع���ات التقليدية والكتاب م���ن موريتاني���ا كم���ا سيش���اهد مجهور ومن موريتانيا مسرحية ( ترانيم ) ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫‪31‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫لو كنت وزيرا للشباب و الرياضة ‪!..‬‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫بطبيع���ة احل���ال ه���ذا لن حي���دث ابدا‬ ‫‪ ..‬ألنين و باختصار ش���ديد ال أعرف أحدا‬ ‫م���ن األوزان الثقيل���ة و ال م���ن مراك���ز‬ ‫القوى و لس���ت منتميا اىل حزب ما ‪..‬بل و‬ ‫حتى ال اعرف اين يقع فندق روكس���س‬ ‫يف مدينة طرابلس ؟‪.‬‬ ‫و يف املقاب���ل أع���رف أن س���يدنا عيس���ى‬ ‫تكلم يف املهد ‪ ..‬و أن عصاة س���يدنا موس���ى‬ ‫حتول���ت اىل حية تس���عى ‪..‬و أع���رف ايضا‬ ‫كي���ف اش���تغل االخ���رون لك���ي يش���يدوا‬ ‫صرح���ا رياضيا هائال و كيف بنوا قواعد‬ ‫و اساسات متينة للرياضة يف بالدهم ‪.‬‬ ‫ل���و كن���ت وزيرا‪ ...‬جللس���ت مع وزير‬ ‫الرتبي���ة و التعلي���م وعملنا مع���ا على بناء‬ ‫قاعدة رياضية يف املدارس بإقامة املالعب‬ ‫ل���كل االلع���اب و اع���ادة حص���ة الرياض���ة‬ ‫البدنية ‪..‬و س���عيت اىل اس���تقطاب العيب‬ ‫ك���رة الق���دم يف تدريس م���ادة الرياضة‬ ‫يف امل���دارس ‪ ..‬و تعلي���م النشء االس���اليب‬ ‫و الط���رق و القوان�ي�ن الصحيح���ة لكافة‬ ‫االلع���اب كم���ا كان حي���دث يف الزم���ن‬ ‫اجلمي���ل ‪ ..‬أي���ام األس���تاذ عل���ي بوش���ناك‬ ‫وعراب���ي العني���زي و عبد اهلل الش���ريف و‬ ‫خالد الغناي و مفتاح فنه و حويو وحسني‬ ‫بوحليقة و مفتاح الرتكي و عبد الرحيم‬ ‫جرب الذين خلق���وا الرياضة يف املدارس و‬ ‫قدموا لألندية افضل املواهب ‪.‬‬ ‫ل���و كن���ت وزيرا ‪...‬أللغي���ت االحرتاف‬ ‫املزيف الذي خلقه ابناء الطاغية و اعدت‬ ‫اىل ك���رة الق���دم و االلع���اب االخ���رى و‬ ‫جهها اجلميل حيث اهلواية و عشق اللعبة‬ ‫وتقدي���م كل االمكان���ات هلا لك���ي تتقدم‬ ‫وليك���ن االحرتاف بعد وصولنا اىل اهلدف‬ ‫و احي���اء اللعب���ة و ب���زوغ العب�ي�ن مه���رة‬ ‫نس���تطيع ان نقدمه���م اىل الع���امل االخ���ر‬ ‫‪ ..‬ولي���س كما حي���دث االن و احتدى أي‬ ‫العب لي�ب�ي يتقدم اىل االختب���ار يف اوربا‬ ‫و جيت���از ه���ذا االختب���ار ألنه صع���ب و ال‬ ‫يع�ت�رف اال مبقايي���س معين���ة يف عناصر‬ ‫اللياق���ة البدني���ة و االداء املهاري و املوهبة‬ ‫و العقلية اجلماعية و اخل ‪!..‬‬ ‫و اين العبينا من هذا كله ؟‬ ‫لو كنت وزيرا ‪ ...‬ألجريت دراس���ة عن‬ ‫حال���ة مجيع االندي���ة و دخله���ا العام من‬ ‫الدكاك�ي�ن و مصاريفه���ا حت���ى يتضح‬ ‫لن���ا جليا مدى التالع���ب يف الدخل الكبري‬ ‫الذي جيبى يف االندية و ال يعلم احد اين‬ ‫يذه���ب ؟ ‪..‬و عل���ى الرغم من ه���ذا الدخل‬ ‫رياضيين���ا بال احذية و ال مالبس متارين‬ ‫و ال تغذية صحية ‪..‬و على الرغم من هذا‬ ‫الدخ���ل االندية ب�ل�ا صيانة ب���ل و تصيح‬ ‫من العجز املادي و الفقر ‪..‬و االحصائيات‬ ‫تش�ي�ر ان دخل بع���ض االندية ق���د تعدى‬ ‫املليون دينار يف الس���نة م���ن هذه احملالت‬ ‫(الدكاكني)‪.‬‬ ‫ل���و كن���ت وزي���را ‪ ...‬لس���عيت اىل اعداد‬ ‫كوادر اداري���ة ورياضية يف كل االندية‬ ‫و اقام���ة ال���دورات التأهلي���ة لالعب�ي�ن‬ ‫املتقاعدي���ن لكي يس���تفاد منه���م يف اعداد‬ ‫مدارس الكرة باالندية ‪.‬‬ ‫لو كنت وزيرا ‪ ...‬جللست كل يوم يف‬ ‫نادي و استمعت اىل االداريني و املناصرين‬

‫و الالعب�ي�ن و حت���ى غف�ي�ر الن���ادي لك���ي‬ ‫اعرف متطلباتهم و تطلعاتهم و لس���عيت‬ ‫بكل جهدي لتحقيق كل تلك الرغبات ‪.‬‬ ‫ل���و كن���ت وزيرا ‪ ...‬ألعلن���ت عن رؤية‬ ‫او تصور عام بأن ننتمي اىل مدرس���ة من‬ ‫مدراس ك���رة الق���دم العاملي���ة و نتعاقد‬ ‫معه���ا لك���ي تق���د لن���ا خربته���ا يف جم���ال‬

‫اع���داد الف���رق و مبعنى اخر نش���تغل على‬ ‫مدرس���ة كروية واح���دة يف االندية و يف‬ ‫املنتخب و ان تكون هذه املدرس���ة جمهزة‬ ‫بأطقم ادارية و طبي���ة و رياضية و نوفر‬ ‫هل���ا كل االمكانيات مبا فيه���ا املرتمجني‬ ‫املتخصصني و حناس���بها بعد فرتة معينة‬ ‫لن���رى ماذا صنع���ت و ماذا قدم���ت لنا من‬ ‫انت���اج خاصة يف جم���ال املراحل الس���نية‬ ‫الصغ�ي�رة و بن���اء القاع���دة ل���كل لعب���ة‬ ‫بطريقة علمية ؟‬ ‫ل���و كن���ت وزيرا ‪ ...‬لس���عيت وبكل قوة‬

‫عل���ى توف�ي�ر املالع���ب يف كل االحي���اء و‬ ‫توف�ي�ر االدوات الالزم���ة ل���كل االلع���اب‬ ‫و بأس���عار جي���دة و مبواصف���ات طبي���ة‬ ‫صحيحة ‪.‬‬ ‫ل���و كن���ت وزي���را ‪ ...‬لس���عيت م���ع وزي���ر‬ ‫الصحة إلعداد عي���ادات للعالج الطبيعي‬ ‫و الكش���ف الرياض���ي بأطباء عل���ى درجة‬ ‫كب�ي�رة م���ن املعرفة بإصاب���ات املالعب و‬ ‫طرق عالجها ‪.‬‬ ‫لو كنت وزيرا ‪ ...‬جللس���ت مع اس���اتذة‬ ‫علم االجتم���اع إلجياد ح���ل علمي لعالج‬ ‫االم���راض ال�ت�ي عرفناه���ا اخ�ي�را يف زمن‬ ‫الطاغي���ة مث���ل ش���غب املالع���ب و التحيز‬ ‫االعمى و الكراهي���ة و احلقد املوجود بني‬ ‫االندية و كيفية التخلص منها ‪ ..‬و زرع‬ ‫املنافسة الرياضية الش���ريفة و العالقات‬ ‫الطيبة بني انديتن���ا و العبينا كما كان‬ ‫حي���دث يف زم���ن الس���تينيات اي���ام الك���رة‬ ‫اجلميل���ة و التش���جيع الرائع و املنافس���ة‬ ‫الشريفة ‪.‬‬ ‫و لكين و كما قلت لكم دائما لس���ت‬ ‫س���وى العب س���ابق لكرة القدم و عاش���ق‬ ‫للرياضة بشكل عام و يؤملين حاهلا املرتدي‬ ‫و م���ا وصلت اليه من اخف���اق على مجيع‬ ‫املس���تويات و كذل���ك يف العالقات العامة‬ ‫م���ا ب�ي�ن االندي���ة و بعضه���ا و الالعبني و‬ ‫بعضهم و رمبا حتى املدن و بعضها ‪.‬‬ ‫فه���ل يأت���ي احد يوم���ا حيمل لن���ا افكارا و‬ ‫تص���ورات مصدره���ا العش���ق للرياض���ة و‬ ‫ي���زرع فينا احملبة و املنافس���ة الش���ريفة و‬ ‫يعي���د لنا حبن���ا ال���ذي فقدن���اه نتيجة ما‬ ‫اصابن���ا من اهمال و احب���اط و هزمية يف‬ ‫كل امليادين ؟‬

‫اعتذار مقبول ‪..‬‬ ‫ولكن!‬ ‫أن يعتذر الس���يد رئيس املكت���ب التنفيذي للجنة‬ ‫األوملبية عن مهمته يف رئاس���ة البعثة الرياضية‬ ‫اليت ستش���ارك يف دورة البحر االبيض املتوس���ط‬ ‫القادمة يف تركيا و هو امر مقبول بعد أن اوضح‬ ‫السبب يف هذا االعتذار و الذي جتسد يف افصاحه‬ ‫بأن نتائج هذه البعثة ستكون متدنية املستوى ‪.‬‬ ‫و انتقد كذلك بعض االحتادات اليت تصر على‬ ‫املش���اركة و هي تعرف و تدرك ان مش���اركتها‬ ‫ستكون سيئة وخميبة لآلمال ‪.‬‬ ‫و لك���ن كان عليه و من خالل موقعه الرمسي‬ ‫رئيسا للمكتب التنفيذي للجنة األوملبية و الذي‬ ‫م���ن املف�ت�رض ان يك���ون رئيس���ا للجن���ة االعداد‬ ‫بهذه ال���دورة ان يتصدى لرغبات هذه االحتادات‬ ‫القدمي���ة اجلدي���دة و ال�ت�ي تعودت منذ عش���رات‬ ‫السنني التمسك باملش���اركة حبجة االحتكاك و‬ ‫التجربة ‪.‬‬ ‫و ه���و ام���ر مرف���وض ألن مث���ل ه���ذه الدورات‬ ‫ليس���ت من أج���ل االحت���كاك و التج���ارب و لكنها‬ ‫دورات للمنافس���ة و اثب���ات ال���ذات و الدف���اع ع���ن‬ ‫الوط���ن ‪ ..‬الدفاع ع���ن األناش���يد الوطنية و لرفع‬ ‫أعالم الدول يف منصات التتويج ‪.‬‬ ‫كان على الس���يد رئيس املكتب التنفيذي و من‬ ‫مع���ه التصدي لرغبات فارغة ال تقدر املس���ئولية‬ ‫ألن ليبي���ا لن تس���تفد من ه���ذا االعت���ذار عندما‬ ‫حتني س���اعات احلس���م وحتصل النتائج السيئة‬ ‫وقد تسبقنا دوال ليس هلا شأن و ال امكانيات‬

‫احلياد بطال للكأس للمرة األوىل‬ ‫فرج العقيلي‬

‫فري���ق احلي���اد للك���رة الطائ���رة‬ ‫مبصرات���ه كان واح���دا م���ن اب���رز‬ ‫فرقنا احمللية منذ مواس���م و كان‬ ‫جدي���را بالفوز ببطول���ة الدوري و‬ ‫الكأس يف اكثر من موسم ‪.‬‬ ‫لق���د ظهر فري���ق احلي���اد مبظهر‬ ‫جي���د يف نهائيات بطول���ة الدوري‬ ‫ال�ت�ي اقيم���ت مبدين���ة البيض���اء و‬ ‫كان الفري���ق الوحي���د ال���ذي فاز‬ ‫على فريق االهلي بطرابلس ‪.‬‬ ‫و ك���رر ه���ذا الف���وز يف بطول���ة‬ ‫الكأس جبدارة و استحقاق ليظفر‬ ‫ببطولة الكاس للموس���م الرياضي‬ ‫‪ 2013\2012‬م للمرة االوىل يف‬ ‫تارخيه‪.‬‬ ‫فتحي���ة هل���ذا الفري���ق اجملتهد‬ ‫و ل���كل م���ن كان وراء هذا االجناز‬ ‫الرائع ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 ( - ) 111‬يونيو ‪ 1 -‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ُيعل���ن جهاز تنفيذ وإدارة مش���روع النه���ر الصناعي عن رغبته بإجراء مزاد علين لبيع الطائرة التابعة له نوع (جيت اس�ت�ريم ‪،)3200‬‬ ‫وفق اآلتي‪-:‬‬ ‫تت���م معاينة ملحقات الطائرة وقطع غيارها ومس���تنداتها مبقر اجلهاز بقصر بن غش�ي�ر كما تت���م معاينة الطائرة مبطار طرابلس‬ ‫الدولي ابتداء من تاريخ نش���ر هذا األعالن حتى تاريخ يوم األثنني املوافق ‪24/06/2013‬م بالتنس���يق مع إدارة منظومة احلساونة‪/‬‬ ‫سهل اجلفارة مبقر اجلهاز بقصر بن غشري (طريق وادي الربيع) مبدينة طرابلس‪.‬‬ ‫‪ -1‬آخر موعد الستالم طلبات االشرتاك باملزاد وتقديم العروض‬ ‫‪Aircraft Data‬‬ ‫يف مظاري���ف مغلقة بالش���مع األمحر س���يكون يوم األثن�ي�ن املوافق‬ ‫‪1. Aircraft Type: Jet Stream 3200‬‬ ‫‪2013/06/24‬م‪.‬‬ ‫‪2. Aircraft Registration Marks: 5A-DGR‬‬ ‫‪3. Constructor: British Aerospace‬‬ ‫‪ -2‬س���يتم فتح املظاريف املس���تلمة يف جلس���ة علنية مبقر اجلهاز‬ ‫‪4. Constructor Number (S/N): 945‬‬ ‫بقصر بن غش�ي�ر وذلك يوم األربعاء املواف���ق ‪2013/06/26‬م عند‬ ‫الس���اعة ‪ 12:00‬ظهراً حبضور مجيع املتقدمني املشاركني يف املزاد‬ ‫‪5. Date of Construction: 1991‬‬ ‫مع ضرورة إحضار وإبراز رس���الة ختويل بالنسبة ملندوبي اجلهات‬ ‫‪6. Owner: The Man-Made River Authority‬‬ ‫أو الشركات وإثبات هوية بالنسبة لألفراد‪.‬‬ ‫‪7. Aircraft Hours Since New: 3770‬‬ ‫‪ -3‬يلت���زم املتق���دم للمزاد بأن يرف���ق تأمني مالي بصك مصدق‬ ‫‪8. Aircraft Landing Since New: 2930‬‬ ‫علي���ه بقيمة ‪ %10‬م���ن قيمة عرضه داخل مظ���روف مغلق وكل‬ ‫‪9. There are some quantities of spare parts‬‬ ‫ع���رض غ�ي�ر مصحوب بقيم���ة التأمني ل���ن يلتفت إلي���ه وكل من‬ ‫‪(rotable / consumables) which would be sold‬‬ ‫يتخل���ف ع���ن املوعد احملددة جللس���ة فت���ح املظاريف يعت�ب�ر تأمينه‬ ‫‪along with the aircraft.‬‬ ‫مصادر ويتم البيع لغريه من املتقدمني‪.‬‬ ‫‪ُ -4‬تسلم العروض بظرف مغلق ومشمع بالشمع األمحر للسيد‪/‬‬ ‫‪10. Some other special equipment / tools for‬‬ ‫مدير عام منظومة احلس���اونة‪ /‬س���هل اجلفارة مبقر اجلهاز بقصر‬ ‫‪this aircraft will be included for this deal. These‬‬ ‫بن غشري طيلة مدة األعالن‪.‬‬ ‫‪are available for inspection in the warehouse.‬‬ ‫‪ -5‬يرجع التأمني للمزيد يف حالة عدم رسو املزاد عليه‪.‬‬ ‫‪11. Transport Category: Passenger‬‬ ‫‪ -6‬يلتزم من يرسو عليه املزاد بإيداع القيمة املالية حبساب اجلهاز‬ ‫‪This aircraft conforms to noise type certificate‬‬ ‫رق���م (‪ )4‬مبصرف الصحاري وكالة النه���ر الصناعي الكائن مبقر‬ ‫‪No. 110 issue 1 with modification.‬‬ ‫اجلهاز بقصر بن غش�ي�ر مبوجب رس���الة صادرة ع���ن إدارة اجلهاز‪،‬‬ ‫‪Aircraft specification book is available and‬‬ ‫خالل مخسة عشر يوماً من تاريخ رسو املزاد عليه‪ ،‬ويف حالة تأخره‬ ‫عن ذلك يُصادر منه قيمة التأمني‪.‬‬ ‫‪can be provided on demand.‬‬ ‫‪ -7‬يلتزم من يرس���و عليه املزاد بس���داد كافة الرسوم اليت ترتتب‬ ‫‪Complete aircraft log books for aircraft fly‬‬‫على البيع ونقل ملكية الطائرة‪.‬‬ ‫‪ing hours; aircraft engines and propellers and‬‬ ‫‪ -8‬إذا تأخ���ر م���ن رس���ي علي���ه امل���زاد يف إس���تالم ونق���ل الطائ���رة‬ ‫‪modification books. available‬‬ ‫وملحقاته���ا خ�ل�ال أس���بوعني م���ن تاري���خ آدائ���ه الثم���ن ومل يُقدم‬ ‫‪Since the manufacture of the aircraft; it has‬‬ ‫م�ب�ررات يقبله���ا اجله���از ُحصل���ت من���ه مصروفات ختزين حس���ب‬ ‫‪been used and operated as VIP aircraft. Also‬‬ ‫الئحة التعاقدات باجلهاز‪.‬‬ ‫‪VIP maintenance program approved by the‬‬ ‫‪ -9‬حي���ق للجه���از أن ميتن���ع ع���ن البي���ع يف حالة كون األس���عار‬ ‫املقدمة من قبل املتقدمني غري مناسبة ‪.‬‬ ‫‪Civil Aviation Authority.‬‬ ‫‪-10‬تعت�ب�ر الئح���ة التعاقدات جبه���از تنفيذ وإدارة مش���روع النهر ‪All inspection record and status available and‬‬ ‫الصناعي هي األساس يف فصل أي خالف بشأن املزاد‪.‬‬ ‫‪can be verified any time.‬‬ ‫‪-11‬فيما يلي بعض املعلومات األساسية عن الطائرة وملحقاتها‪-:‬‬

‫للمزيد من املعلومات أو االستفسارات يرجى اال تصال باألرقام اهلاتفية التالية‪-:‬‬ ‫جلنة العطاءات‪0918288004 :‬‬ ‫إدارة منظومة احلساونة‪ /‬سهل اجلفارة‪0913807634 – 0917970331 :‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.