العدد 113

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪9 ( - ) 113‬‬

‫ ‪ 15‬يوليو ‪)2013‬‬‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫قيام ُ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ص‬ ‫ر‬ ‫‪:‬ا‬ ‫ل‬ ‫ش‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ٍ سكري ال مثي َل له !‬

‫ا‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ص‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫العامل حوهلا !‬

‫(‬

‫ة العليا )‬

‫ح‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫مل‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ق‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫رئيس‬ ‫القادم !!‬

‫ة اإلرهابي‬

‫كرًا اللجن‬ ‫ش‬

‫االنتماء الربقاوي ومستقبل ليبيا‬

‫رياح التغيري الليبية قادمة‬ ‫قا‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ع‬

‫ز‬

‫لا‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫سي‪.‬‬

‫إستئناف العمل بدستور دولة االستقالل‪....‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ذا‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫؟‬ ‫!‬

‫أ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫دا‬ ‫ئ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫تون‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫…‪.‬‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ُ‬ ‫قيامة مصر‪:‬‬ ‫بانقالب عسكري ال َ‬ ‫مثيل له !‬ ‫الشعب يقوم‬ ‫ٍ‬ ‫مصر يا مه يا بهية ‪ ..‬يا أم طرحه وجلبية‬ ‫الزمن شاب و انت شابة‬ ‫هو رايح وانت جاية‬ ‫•أمحد فؤاد جنم‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫سلوى العالقي‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫ُ‬ ‫بنف���س حمبوس ما حيدث يف مصر حرك���ة مترد ‪،‬وكنت قبل يف القاهرة يوم ش���د العامل‬ ‫كن���ت اتابع‬ ‫ٍ‬ ‫أنفاس��� ُه وه���و يتابع ثورة ‪ 25‬يناير‪،‬ومل أنقطع ع���ن مصر من يومها حتى ‪ 30‬يوني���و ‪2013‬م يوم املوجة‬ ‫الثانية يف ثورة مصر ‪،‬مل يتوقف الش���عب عن التظاهر أو االعتصام أو االصطدام منذ ‪ 25‬يناير ‪2013‬م‬ ‫حت���ى الي���وم ‪،‬ويف كل ذل���ك كان اجليش املصرى العبا مهما وحزب االخوان املصريني منافس���ا شرس���ا‬ ‫‪،‬وهذا املشهد سيطر على حياة املصريني ‪،‬وكان سيناريو ثورة مصر فريدا يف أول ثورة شعبية يف تاريخ‬ ‫مصر احلديث ‪،‬والكاتب الرئيس هلذا السيناريو كان الشارع الذي كل طرف يف العملية السياسية يلجأ‬ ‫اليه حينا وكثريا ما ينصاع له ‪.‬‬

‫•احلاكمية للشارع !‬

‫اذا م���ا ص���ار عنوان املس���ألة املصرية بع���د ‪ 25‬يناي���ر ‪2011‬م ‪ :‬أن احلاكمية عند االخوان للش���ارع كما‬ ‫بقية االطراف ‪،‬وبان الصراع على السلطة يف مصر صراع ارادات ضعيفة وخائرة القوى ‪،‬واسرتاتيجياتها‬ ‫ظه���رت كتكتيكات يومية تتقلب و ال تتغري ‪،‬الوهن ضرب قيادات كل االطراف العجوز ‪،‬فبديع مرش���د‬ ‫التنظي���م احلديدي يف العقد التاس���ع والربادعي أيقونة املعارضة املدنية ق���ارب ذلك ‪،‬أما طنطاوي فكان‬ ‫العجز خمتزال املُؤسس���ة العس���كرية املصرية اليت انهكت نفسها بتاريخ من الصراعات الداخلية واهلزائم‬ ‫اخلارجية‪.‬‬ ‫•الشارع الشاب‬ ‫فيما كان الش���ارع املصري – كما كل دول الربيع العربي – ش���ابا ويف مقتبل العمر ‪،‬وبالتالي قياداته‬ ‫الغري خبرية و ال متمرس���ة تطلع كالنجوم اليت س���رعان ما خيتفي بريقها ‪،‬لكن ذلك مل مينع أنها وهي‬ ‫الفاعلة واملنفعلة أن يكون يف يدها املبادرة واخليال اخلصب ‪،‬لذلك ش���دت العامل وأدهش���ته بهذه القدرة‬ ‫على احلش���د ال���ذي ال مثيل ل���ه ‪،‬يف بالد بريوقراط���ي متربقع بالس���واد وحمافظ حتى الثمال���ة ‪،‬وأنهكه‬ ‫العسكر بنظام ديكتاتوري عجوز يف العقد السابع من الفساد والقمع واحتكار السلطة ومصادرة احلياة ‪.‬‬

‫•الزمن شاب وأنت شابة‬

‫لقد خرج ش���باب مصر من هذا الزمن الش���ائب مبصر الش���ابة يف حش���د هو القيامة اآلن ‪،‬هذا احلش���د هو‬ ‫الش���رعية الثورية اليت بنيت عليها كل البنايات املؤقت���ة ‪،‬فالدولة املصرية منذ ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬عطلت‬ ‫مجيع مؤسس���اتها وأقيمت هياكل تسرييه هنا وهناك ‪،‬وش���اب الكثري مما مت اجرائه على عجل القصور‬ ‫‪،‬حت���ى أن الربملان ّ‬ ‫حل ‪،‬والش���ورى صار مش���رعا بقدرة ق���ادر ‪،‬والرئيس انتخ���ب دون حتديد اختصاصاته‬


‫‪03‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫‪،‬والدس���تور قدم بفاحتة اعالن دس���توري فاشي‬ ‫ومل يت���م الوف���اق علي���ه ‪ ،‬ص���ارت مص���ر دول���ة‬ ‫كراكيب دون أن تعلم ‪،‬وعاش املصريون حالة‬ ‫تلفيق وقص ولصق غريبة ‪،‬واجلميع يف حاهلم‬ ‫ه���ذا اختذوا م���ن الش���ارع احلكم ‪،‬الش���ارع الذي‬ ‫من���ذ ما يق���ارب الثالثة أعوام مل ين���م و ال ارتاح‬ ‫‪،‬وغطى الدم فرتة حكم اجمللس العس���كري ‪11‬‬ ‫فرباي���ر ‪2011‬م – ‪ 30‬يوني���و ‪ 2013‬م ‪،‬وف�ت�رة‬ ‫أول رئيس مدني يف تاريخ مصر عضو التنظيم‬ ‫احلديدي حممد مرس���ى ‪ 30‬يونيو ‪3 – 2012‬‬ ‫يوليو ‪2013‬م‪.‬‬

‫•قيامة مصر‬

‫خ���رج املصري���ون يف ‪ 30‬يوني���و كم���ا مل خيرج‬ ‫شعب الي الشوارع ‪،‬وقاد كما مل يفعل أحد غريه‬ ‫انقالبا عسكريا كما حدث يف ‪ 25‬يناير ‪2011‬م‬ ‫‪،‬الش���عب املصري الذي منح صوت���ه يف صندوق‬ ‫االقرتاع حملمد مرس���ى ‪،‬حامال ش���عار االخوان و‬ ‫ال الفلول ‪،‬وجد نفسه يوقع عريضة ال شبيه هلا‬ ‫يف التاري���خ ك���ي يُرحل الرئي���س اإلخواني من‬ ‫اضطرت���ه ظروفه املضطربة النتخابه ‪،‬وكانت‬ ‫اخلرج���ة كم���ا االنتخاب���ات من لزوم م���ا يلزم‬ ‫‪،‬يف االنتخابات كما يف ‪ 3‬يوليو انقس���م الشعب‬ ‫املص���ري ويف احلال�ي�ن كان���ت حرك���ة مت���رد‬ ‫الشعب املصري على نفس���ه قد قسمته وقسمت‬ ‫العامل حوله ‪.‬‬ ‫انق�ل�اب قام به ش���عب أو ش���عب عس���كر ثورته ؟‬ ‫‪،‬دخل العامل يف حيص بيص ‪،‬مل يتفق املصريون‬ ‫مجيعا ‪،‬رغ���م أن األغلبية حس���مت موقفها لكن‬ ‫األقلية رفعت املصاحف على السيوف ‪ :‬الشرعية‬ ‫املستمدة من الدستور وصندوق االقرتاع ؟‪.‬‬ ‫طرق الباب املُش���رع لكل االحتم���االت ‪ :‬أن مصر‬ ‫عل���ى أب���واب التجرب���ة اجلزائرية ال�ت�ي ادخلها‬ ‫صن���دوق االق�ت�راع احلرب األهلية غري املس���مى‬ ‫‪ .‬وص���ار ش���بح األس���د يلع���ب يف خميل���ة كل‬ ‫ُمس�ت�ريب ‪ .‬ورغ���م أن الغد يف يد األق���دار أي غد‬ ‫كان لك���ن الن���اس كاف���ة ُمتيقنة م���ن احلياة‬ ‫وهل���ذا املُعطي���ات اجلمة ال�ت�ي يوفره���ا احلراك‬ ‫املصري وحركة ش���باب مصر م���ن ال يكل و ال‬ ‫مي���ل ‪،‬مجيعها ُتدلل أن ما حيدث اآلن هو قيامة‬ ‫مص���ر ال انتكاس���تها ‪،‬وه���ذا ليس دافع���ه تفاؤل‬ ‫اإلرادة وتش���اؤم العق���ل أو كما يعرب غرامش���ي‬ ‫فحس���ب بل أن كل دول الربي���ع العربي تعيش‬ ‫اللحظة االس���تثنائية ما دفعت جن���وب أفريقيا‬ ‫حلظته���ا مكن���ة أن تقع حربه���ا األهلي���ة لكنها‬ ‫فجاءت العامل وطلعت من حمنتها‪.‬‬

‫•بوابة اخلروج ‪ ..‬بوابة الدخول‬

‫ما حيدث يف مص���ر كالبغثة ليس مبُكنتنا غري‬ ‫الدهش���ة اجت���اه لكن املعط���ى الرئي���س اآلن أنه‬ ‫بقدر ما أن كل االحتماالت واردة حتى اقاساها‬ ‫‪ :‬االحتم���ال اجلزائ���ري ف���إن االحتم���ال األول‬ ‫واملُتوفر هو ارادة الش���عب املصري اليت بانت يوم‬ ‫‪ 30‬يونيو ‪،‬واليت بش���رت بها حركة مترد ومل‬ ‫يصدقها أحد فمن ذات البوابة اليت خرجت منها‬ ‫مصر ‪ 25‬يناير بإس���قاط النظام الذي يس���تمد‬ ‫ش���رعيته من ثورة يوليو ‪ /‬االنقالب العس���كري‬ ‫األول ‪ ،‬م���ن بواب���ة اخلروج ه���ذه خرجت مصر‬ ‫على دولة التنظيم احلدي���دي والدولي مجاعة‬ ‫االخ���وان ‪ .‬ومل يكن األمر س���هال يف احلالني ألن‬ ‫الدميقراطي���ة ليس���ت تغ�ي�ر النظام السياس���ي‬ ‫فحس���ب ‪ ،‬من ه���ذا مصر دخل���ت يف أتون حتول‬ ‫جذرى وتأثريه س���يكون عل���ى جممل احلياة يف‬ ‫مصر ويف كل دول الربيع العربي ‪،‬عقد كامل‬ ‫قد ميكن الش���عوب هذه من مستقبلها بعد عقود‬ ‫ليال السكاكني الطويلة‪.‬‬

‫تعليق على خرب‬

‫رياح التغيري الليبية قادمة‬ ‫نوري الراعي‬ ‫تناقل���ت االخب���ار ص���دور بيان���ات ع���ن‬ ‫التحال���ف واالخ���وان تعك���س ردود فعل‬ ‫ثورة التصحي���ح املصري���ة ‪ .‬االول يعلق‬ ‫حض���وره يف املؤمتر يف ما عدا اجللس���ات‬ ‫اخلاصة بلجنة اعداد الدس���تور والثاني‬ ‫جيم���د عضويت���ه يف املؤمت���ر ويص���ف‬ ‫اعضائ���ه باملس���تقلني يف نش���اطاتهم عن‬ ‫والئاته���م وانتماءاته���م احلزبي���ة‪ .‬اتفق‬ ‫اخلصم���ان على ان زل���زال مصر امتدت‬ ‫هزاته اىل الساحة الليبية‪ .‬اسئلة ال بد من‬ ‫طرحها‪ :‬ه���ل هذه القرارات هي حماولة‬ ‫للقفز من الس���فينة الغارق���ة؟ التحالف‬ ‫يدع���ي انه ال قوة عددية له داخل املؤمتر‬ ‫لتسري االمور‪ ،‬والثاني ال يعرتف بالفشل‬ ‫كما انه خي���اف حتميله كما حدث يف‬ ‫مصر أخطاء سياس���ة التمكني واالنفراد‬ ‫بالس���لطة وتس�ي�ر احلكوم���ة حس���ب‬ ‫األجن���دات احلزبي���ة‪ .‬اق���ول ان مي���زان‬ ‫الق���وى تغري واصب���ح يف ص���احل امليادين‬ ‫والس���احات الش���عبية املطالب���ة بالدولة‬ ‫املدني���ة وبض���رورة اح�ل�ال االم���ن وفك‬

‫حممود جربيل‬

‫حممد صوان‬

‫املليشيات الشرعية منها وغري الشرعية‬ ‫وان���ه ال بدي���ل ع���ن اجلي���ش والش���رطة‬ ‫لقي���ام الدول���ة الوطني���ة‪ .‬ه���ل تتخل���ى‬ ‫مجاعات االسالم السياسي عن اجنداتها‬ ‫السياس���ية وخصوصا سياس���ة التمكني‬ ‫وتعل���ن التزامه���ا بالدول���ة الوطني���ة‬

‫والتعددية واملش���اركة السياسية؟ وهل‬ ‫يتح���ول التحال���ف اىل تنظيم ش���عبوي‬ ‫يف���رز قيادات سياس���ية فاعل���ة ويتخلى‬ ‫عن عقلي���ة االرادة الفردية‪ .‬رياح التغري‬ ‫قادم���ة وس���تغري الكث�ي�ر م���ن مع���ادالت‬ ‫الصراعات السياسية الليبية ‪..‬‬

‫مباحثات ليبية ‪ -‬صينية لتفعيل تنفيذ مشروع‬ ‫مسارات السكك احلديدية‬ ‫طرابلس‪-‬ميادين ‪-‬‬ ‫أج���رى جه���از تنفي���ذ إدارة مش���روع‬ ‫الط���رق احلديدي���ة يف ليبي���ا حمادثات‬ ‫مع الشركة الصينية املدنية للهندسة‬ ‫املعمارية لتفعيل تنفيذ مشروع السكك‬ ‫احلديدية ‪.‬‬ ‫وأوضح مصدر مطلع يف قسم العالقات‬ ‫الداخلية واالع�ل�ام جبهاز تنفيذ وإدارة‬ ‫مش���روع الط���رق احلديدي���ة ان���ه عق���د‬ ‫اجتماع بني مسؤولني باجلهاز وممثلني‬

‫عن الشركة الصينية املدنية للهندسة‬ ‫املعماري���ة املتعاق���د معه���ا عل���ى تنفي���ذ‬ ‫مسارات السكك احلديديـة (طرابلس ‪-‬‬ ‫اخلمس ‪ -‬سرت ) و ( اهليشة ‪ -‬سبها ) " ‪.‬‬ ‫وكان جه���از تنفي���ذ وإدارة مش���روع‬ ‫الط���رق احلديدية قد أب���رم عام ‪2008‬‬ ‫عقدي���ن م���ع ش���ركة الص�ي�ن املدني���ة‬ ‫للهندس���ة املعماري���ة ‪ ،‬لتنفيذ مس���اري‬ ‫السكة احلديدية (طرابلس ‪ -‬اخلمس ‪-‬‬ ‫سرت ) و ( اهليشة ‪ -‬سبها ) بطول مسار‬

‫يقارب (‪ 1000‬كلم) وبقيمة إمجالية‬ ‫‪ 3‬مليارات و‪ 200‬مليون دينار لييب حنو‬ ‫(‪ 2.4‬مليار دوالر) ‪.‬‬ ‫وأض���اف املص���در ال���ذي رفض الكش���ف‬ ‫عن هويت���ه‪ ،‬أن " االجتماع حبث الطرق‬ ‫املمكن���ة لتفعيل هذه العق���ود من خالل‬ ‫صيغة تفاه���م تقضي بالب���دء يف تنفيذ‬ ‫مشروع مسارات س���كك احلديد‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن الش���ركة الصينية قطعت ش���وطاً‬ ‫كبرياً يف إجناز املشروع ناهزت الـ‪40%‬‬ ‫‪ ،‬وأن احلكومة املؤقتة قد شددت مؤخراً‬ ‫عل���ى تنفي���ذ املش���روع يف أق���رب وق���ت‬ ‫ممكن ملا له من أهمية على مستوى حل‬ ‫مشاكل خمتنقات التنقل بني املدن "‪.‬‬ ‫وكان وزي���ر املواص�ل�ات والنقل اللييب‬ ‫أمح���د عبد الق���ادر أمح���د ق���د أعلن يف‬ ‫أبري���ل املاضي ‪ ،‬على موافق���ة احلكومة‬ ‫املؤقت���ة عل���ى اس���تئناف تنفيذ مش���روع‬ ‫الس���كك احلديدي���ة ومس���اراته ‪ ،‬م���ن‬ ‫خ�ل�ال الدخ���ول يف حمادثات مباش���رة‬ ‫م���ع الش���ركتني الصيني���ة والروس���ية‬ ‫املتعاقد معهما للوصول آلليات مرضية‬ ‫للطرف�ي�ن خبص���وص خمصص���ات‬ ‫املش���روع والتعويض���ات املتوقع���ة إث���ر‬ ‫توقف���ه ألكثر من عامني بس���بب ثورة‬ ‫فرباير ‪. 2011‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫بعد املوجة الثانية لثورة ‪ 20‬يناير ‪:‬‬

‫انقسمت مصر فانقسم العامل حوهلا !‬ ‫•ميادين – وكاالت أنباء‬

‫مل تتوق���ف التظاه���رات والتظاه���رات املض���ادة‬ ‫يف مص���ر ‪ ،‬وق���د س���قط الكثري م���ن القتلي حيث‬ ‫جت���اوز عددهم ‪ 34‬قتي�ل�ا واملئات م���ن اجلرحى‬ ‫بع���د خطاب مرش���د مجاع���ة االخ���وان يف ميدان‬ ‫رابع���ة العدوي���ة اجلمعة املاضي���ة ‪،‬وكان وصل‬ ‫اىل املي���دان متنك���را يف زي ام���رأة متربقعة ‪.‬وقد‬ ‫تظاهر االخوان بعد اخلطاب واستعرضوا قوتهم‬ ‫يف الكث�ي�ر م���ن املدن املصري���ة‪ .‬قال املرش���د العام‬ ‫جلماعة اإلخوان املسلمني حممد بديع إن أنصار‬ ‫اجلماعة س���يبقون باملاليني يف ميادين مصر إىل‬ ‫حني عودة "الرئيس الشرعي حممد مرسي" إىل‬ ‫احلكم وأعلن أنهم على استعداد للموت من أجل‬ ‫الرئيس ال يف ش���خصه ولكن من أجل الش���رعية‬ ‫الدس���تورية‪ .‬وق���ال بدي���ع أم���ام حش���د ألنص���ار‬ ‫مرس���ي‪ ،‬إن األخري هو الرئيس الشرعي ورئيس‬ ‫كل املصريني‪.‬‬ ‫كم���ا ناش���د بديع يف كلمة له م���ن على منصة‬ ‫رابع���ة العدوي���ة يف مدينة نصر ش���رقي القاهرة‬ ‫اجلي���ش املص���ري بالع���ودة إىل الش���عب على حد‬ ‫قوله‪.‬وق���ال إنه مس���تعد للتفاهم م���ع اجليش إن‬ ‫عاد مرس���ي للحكم‪ ،‬مؤكدا أنهم على استعداده‬ ‫الفتدائ���ه بأرواحه���م‪ ،‬ومؤك���دا أن مص���ر "ل���ن‬ ‫تعرف حكما إسالميا بعد اآلن"‪.‬‬ ‫وخاطب مرش���د اإلخ���وان اجلي���ش بقوله "حنن‬ ‫نفدي���ك من خلفك وأنت حتمينا من أعدائنا‪ ،‬فال‬ ‫يكن رصاصك ضد ش���عبك املسلم‪ ،‬فنحن نفديك‬ ‫وأن���ت تفدين���ا"‪ ،‬داعيا إياه إىل ع���دم االحنياز إىل‬ ‫طرف على حساب طرف آخر‪.‬واتهم بديع وسائل‬ ‫اإلعالم بـ"تزوير ما حيدث يف مصر"‪ ،‬مش�ي�را إىل‬ ‫أن���ه ليس يف مص���ر إال رئيس واح���د منتخب هو‬ ‫مرس���ي حلى حد تعب�ي�ره‪ ،‬وخاطب احملتش���دين‬ ‫قائال "هو رئيس���ي ورئيس���كم أفتخ���ر وأعتز بأنه‬ ‫رئيس���كم ورئيس مجي���ع املصريني‪.‬كما خاطب‬ ‫بدي���ع ش���يخ األزهر‪ ،‬أمح���د الطيب‪ ،‬بقول���ه "أنت‬

‫رم���ز لكنك ال حتتك���ر خطاب الش���عب"‪ ،‬وخاطب‬ ‫بابا األقباط تواضروس بالقول "ال تتحدث باسم‬ ‫األقباط فأنت رمز فقط"‪.‬‬ ‫مترد تدعو ملواجهة احلشد حبشد‬

‫ورداً عل���ى كلم���ة بدي���ع‪ ،‬دع���ا منس���ق حرك���ة‬ ‫"مت���رد" حمم���ود ب���در‪ ،‬يف اتص���ال هاتف���ي م���ع‬ ‫"س���كاي نيوز عربي���ة" اتهم بدر مجاع���ة اإلخوان‬ ‫املس���لمني مبمارس���ة "اإلره���اب" إلخافة الش���عب‬ ‫املص���ري لالنقضاض على إجنازاته ومكتس���باته‬ ‫ال�ت�ي حققه���ا‪ ،‬مضيفاً أن "م���ا نراه ه���و إمعان يف‬ ‫القمع واإلرهاب وحماولة إجبار الشعب املصري‬ ‫عل���ى أن حيكمه رئي���س ال يريدونه"‪.‬وقال إن ما‬ ‫حي���دث هو حماولة جلر الب�ل�اد إىل حرب أهلية‬ ‫والفوض���ى وحماول���ة لالصط���دام م���ع اجليش‬ ‫والق���وات املس���لحة حت���ى يت���م تصوي���ر األم���ور‬ ‫ال�ت�ي يروج هل���ا اإلخوان املس���لمون ب���أن ما حدث‬ ‫ه���و انقالب عس���كري‪.‬وأكد ب���در أن الدعوة إىل‬ ‫مليونية الشرعية الشعبية ما زالت قائمة‪.‬‬ ‫م���ن جهت���ه‪ ،‬ق���ال املتحدث باس���م جبه���ة اإلنقاذ‪،‬‬ ‫خالد داوود‪ ،‬إن خط���اب بديع يؤكد وجهة نظر‬ ‫من خرج���وا معارضني ملرس���ي وأيدهم اجليش‪.‬‬ ‫وأضاف داود يف تصرحيات لـ"سكاي نيوز عربية"‬ ‫إن بديع أفرط يف اس���تخدام الش���عارات الدينية‪،‬‬ ‫وكأن من خرجوا ضد مرس���ي ليس���وا مسلمني‪.‬‬ ‫وأضاف "لألس���ف لن يعود مرسي وعلى اإلخوان‬ ‫أن يدركوا ذلك"‪.‬‬

‫متى يكون االنقالب ليس‬ ‫انقالبا؟ أوباما يواجه وضعا‬ ‫حمريا يف مصر‬

‫واشنطن (رويرتز) –‬ ‫التحرك ال���ذي اختذه اجليش املصري لالطاحة‬ ‫بالرئيس املنتخب حممد مرس���ي وضع الرئيس‬ ‫األمريك���ي ب���اراك أوبام���ا يف مواجه���ة مس���ألة‬ ‫دبلوماس���ية صعبة وهو يتعام���ل مع أكرب دولة‬ ‫عربية من حيث عدد السكان وهي "هل كان هذا‬ ‫انقالبا؟‬ ‫وبينم���ا يبح���ث أوباما ومس���اعدوه هذه املس���ألة‬ ‫يف االي���ام القادم���ة هن���اك قضي���ة عل���ى احمل���ك‬ ‫وه���ي املس���اعدات ال�ت�ي تبل���غ قيمته���ا ‪ 1.5‬مليار‬ ‫دوالر ال�ت�ي تقدمها الوالي���ات املتحدة ملصر كل‬ ‫ع���ام ‪ -‬معظمه���ا تذه���ب للجي���ش ‪ -‬وأيض���ا رأي‬ ‫الرئيس األمريكي بش���أن أفضل السبل لتشجيع‬ ‫الدميقراطية العربية‪.‬‬ ‫وإذا أعلنت الوالي���ات املتحدة رمسيا أن االطاحة‬ ‫مبرس���ي انقالب فان القانون األمريكي سيقضي‬ ‫بوقف معظم املس���اعدات للحلي���ف القديم‪ .‬وهذا‬ ‫ق���د يضع���ف اجلي���ش املص���ري وهو م���ن أكثر‬ ‫املؤسسات اس���تقرارا يف مصر وله عالقات قدمية‬ ‫بالس���لطات األمريكية‪.‬وم���ا يزي���د م���ن صعوب���ة‬ ‫حس���ابات أوبام���ا ان ماليني املصريني احتش���دوا‬ ‫لصاحل رحيل مرس���ي وان اجليش أعلن خارطة‬ ‫طري���ق لع���ودة احلك���م املدن���ي مببارك���ة رجال‬ ‫الدين املسلمني واملسيحيني‪.‬لكن مرسي ومجاعة‬ ‫االخوان املس���لمني ال�ت�ي ينتمي اليه���ا حيتفظون‬ ‫بتأييد قطاع عريض م���ن اجملتمع املصري حتى‬ ‫رغم انه أقصى كثريين من ابناء بلده‪.‬‬ ‫وق���ال أوباما بعد االجتماع مع كبار مستش���اريه‬ ‫يف البي���ت االبيض يف بيان انه يش���عر "بقلق بالغ"‬ ‫الج���راءات اجليش واعطى تعليم���ات للوكاالت‬ ‫األمريكي���ة املعني���ة ملراجع���ة تداعي���ات ذل���ك‬ ‫عل���ى املس���اعدات األمريكية ملصر‪.‬لك���ن الرئيس‬

‫باراك أوباما‬ ‫األمريك���ي مل يس���تخدم كلم���ة "انق�ل�اب" ومل‬ ‫يص���ل اىل ح���د الدعوة اىل اعادة تنصيب مرس���ي‬ ‫فيم���ا يش�ي�ر اىل ان واش���نطن قد تكون مس���تعدة‬ ‫لقب���ول االجراء ال���ذي اختذه اجليش كوس���يلة‬ ‫النهاء االزمة السياس���ية يف بلد عدد س���كانه ‪83‬‬ ‫ملي���ون نس���مة يعان���ي م���ن مصاع���ب اقتصادية‬ ‫بالغة‪.‬‬ ‫ويش�ي�ر التاري���خ احلديث اىل ان أوبام���ا قد يأخذ‬ ‫وقتا ليقرر مس���تقبل املساعدات األمريكية ملصر‬ ‫وبالتالي عالقات واشنطن مع هذ البلد‪.‬‬ ‫وحيظر القانون األمريكي "تقديم أي مساعدات‬ ‫حلكوم���ة دول���ة يط���اح فيه���ا برئي���س حكوم���ة‬ ‫منتخ���ب بطريق���ة صحيحة من خ�ل�ال انقالب‬ ‫أو مرس���وم عس���كري‪".‬وعندما أطي���ح برئي���س‬ ‫هندوراس مانويل سياليا يف يونيو ‪ 2009‬علقت‬ ‫واش���نطن مؤقت���ا املس���اعدات لكنه���ا مل تقطعه���ا‬ ‫اال بع���د أكثر م���ن ش���هرين‪ .‬وتقدر املس���اعدات‬ ‫األمريكي���ة بنحو ‪ 30‬ملي���ون دوالر‪.‬وحتى آنذاك‬ ‫مل تق���ل وزي���رة اخلارجي���ة هي�ل�اري كلينتون‬ ‫بشكل قاطع ان انقالبا قد وقع‪.‬‬ ‫وق���ال اري���ك تراجر اخلبري يف ش���ؤون السياس���ة‬ ‫املصرية مبعهد واشنطن لسياسة الشرق االدنى‬ ‫ان أوبام���ا جيب اال يصف االطاحة مبرس���ي بأنه‬ ‫انقالب أو يقطع املساعدات األمريكية‪.‬‬ ‫وق���ال تراجر يف اتصال هاتف���ي من مصر "ينبغي‬ ‫عل���ى ادارة أوبام���ا ان تعرتف ب���أن االنقالب مهما‬ ‫كان غري دميقراطي فه���و حدث نتيجة حقيقة‬ ‫أساس���ية هي ان الرئيس مرس���ي فقد الس���يطرة‬ ‫متام���ا عل���ى الدولة‪".‬وأض���اف "الدميقراطية مل‬ ‫تكن الشيء الرئيسي على احملك يف مصر يف هذه‬ ‫الش���هور القليلة االخرية" وامنا سوء ادارة مرسي‬ ‫وخماوف من انهيار الدولة املصرية‪.‬‬ ‫وباعالنه االطاحة مبرسي وتعليق الدستور وعد‬ ‫القائ���د العام للقوات املس���لحة املصري���ة بانتقال‬ ‫سياسي سريع‪ .‬فقد وضع اجليش خططا الجراء‬ ‫انتخابات ومراجعة الدستور‪.‬‬ ‫وح���ذر رئي���س هيئ���ة االركان األمريكي���ة‬ ‫املشرتكة اجلنرال مارتن دميبسي قادة اجليش‬ ‫املص���ري م���ن العواق���ب اذا مت تقيي���م االطاح���ة‬ ‫مبرس���ي على انه انقالب‪.‬وقال دميبس���ي لشبكة‬ ‫س���ي‪.‬إن‪.‬إن‪ .‬االخباري���ة األمريكي���ة "يف النهاي���ة‬ ‫ه���ذا بلده���م وس���يجدون طريقهم لكن س���تكون‬ ‫هن���اك عواقب اذا أدير االمر بش���كل س���يء‪ ".‬كما‬ ‫ح���ذر أوبام���ا من وق���وع مزيد من اعم���ال العنف‬ ‫فيما يش�ي�ر اىل ان قرار واش���نطن النهائي بش���أن‬

‫حممد بديع‬ ‫املس���اعدات ملص���ر يتوقف عل���ى كيفي���ة تعامل‬ ‫القوات املسلحة املصرية مع االنتقال يف االسابيع‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫وعل���ى نط���اق واس���ع مح���ل مرس���ي ال���ذي توىل‬ ‫الس���لطة مل���دة ع���ام مس���ؤولية الرتاجع املس���تمر‬ ‫لالقتص���اد املصري خالل حكمه ولتقاعس���ه عن‬ ‫تش���كيل حكوم���ة ائتالفي���ة ذات قاع���دة عريضة‬ ‫تضم طوائف أخرى شاركت يف انتفاضة ‪2011‬‬ ‫اليت أطاحت بالرئيس السابق حسين مبارك‪.‬‬ ‫كم���ا رح���ب اعض���اء يف الكوجن���رس األمريكي‬ ‫برحي���ل مرس���ي لكنهم دع���وا اىل عودة س���ريعة‬ ‫للحك���م الدميقراط���ي والنظ���ر ع���ن كث���ب يف‬ ‫ميزانية املس���اعدات‪.‬ووعد السناتور الدميقراطي‬ ‫باتري���ك ليه���ي ال���ذي ي���رأس اللجن���ة الفرعية‬ ‫للمساعدات االجنبية مبجلس الشيوخ مبراجعة‬ ‫املساعدات العس���كرية اليت تبلغ ‪ 1.3‬مليار دوالر‬ ‫و‪ 250‬ملي���ون دوالر مس���اعدات اقتصادية ملصر‬ ‫كل عام‪.‬‬ ‫وقطعت واشنطن مساعداتها بعد وقوع انقالبات‬ ‫عسكرية مرات كثرية من قبل‪ .‬ويف ابريل نيسان‬ ‫‪ 2012‬علقت الواليات املتحدة ‪ 13‬مليون دوالر‬ ‫على االقل من مساعداتها السنوية اليت تبلغ ‪140‬‬ ‫ملي���ون دوالر ملالي بع���د انق�ل�اب يف الدولة اليت‬ ‫تق���ع يف غرب افريقيا‪.‬ومل تتأث���ر الربامج اليت ال‬ ‫ترسل مباش���رة اىل الوزارات احلكومية‪.‬ومن غري‬ ‫املرج���ح ان يلقى أي دعم يقدمه أوباما للحكومة‬ ‫اجلديدة يف مص���ر معارضة من اجلمهوريني يف‬ ‫الكوجن���رس الذين كانوا متش���ككني يف حكومة‬ ‫مرس���ي االس�ل�امية‪ .‬وق���ال النائ���ب اجلمه���وري‬ ‫إي���د روي���س رئي���س جلن���ة الش���ؤون اخلارجية‬ ‫مبجلس الن���واب األمريكي "كان مرس���ي عقبة‬ ‫أم���ام الدميقراطي���ة الدس���تورية ال�ت�ي اراده���ا‬ ‫معظ���م املصريني‪".‬وعرب اجلمهوري���ون أيضا عن‬ ‫تأييده���م القوي للجي���ش املصري ال���ذي ترجع‬ ‫عالقته الوثيقة مع واشنطن اىل معاهدة السالم‬ ‫املصرية االسرائيلية يف عام ‪. 1979‬وقال النائب‬ ‫األمريكي ايريك كانت���ور وهو ثاني أكرب نائب‬ ‫مجه���وري يف جملس الن���واب "اجلي���ش املصري‬ ‫من���ذ ف�ت�رة طويل���ة ش���ريك رئيس���ي للوالي���ات‬ ‫املتح���دة وقوة اس���تقرار يف املنطق���ة ورمبا كان‬ ‫املؤسس���ة الوطنية الوحي���دة يف مصر اليت تتمتع‬ ‫بالثق���ة اآلن‪".‬وأض���اف "الدميقراطية تتعلق مبا‬ ‫هو أكثر من االنتخابات‪".‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫اجمللس األعلى ألمازيغ‬ ‫ليبيا يطالب بالتوافق‬ ‫يف صياغة الدستور‬

‫‪05‬‬

‫الرئيس نوري بوسهمني يستقبل‬ ‫السيدة‪ /‬ديبورا جونز‬

‫طالب اجملل���س األعلى ألمازيغ ليبي���ا بأن يكون‬ ‫"التوافق" هو الس���مة الغالبة يف صياغة الدستور‬ ‫اللييب‪.‬‬ ‫وقال رئيس اجمللس األعلى ألمازيغ ليبيا نوري‬ ‫الش���روي إن اجملل���س مل يرف���ض ختصي���ص ‪6‬‬ ‫مقاع���د للمكون���ات ذات اخلصوصي���ة الثقافي���ة‬ ‫واللغوية يف اهليأة التأسيسية لصياغة الدستور‪،‬‬ ‫مؤكدا أنه طالب بالتواف���ق يف بعض املواد منها‬ ‫اسم الدولة وعلمها وهويتها ولغتها‪.‬‬ ‫وأوض���ح الش���روي أن آلي���ة عم���ل اهلي���أة ه���و‬ ‫التصوي���ت بالثلث�ي�ن وبه���ذا لن يك���ون لألمازيع‬ ‫الثل���ث املعط���ل ألي قان���ون‪ ،‬مبينا أنه���م تقدموا‬ ‫مبذكرة طالبوا فيها بالتوافق يف بعض املسائل‬ ‫والفقرات اليت ختص املكونات ذات اخلصوصية‬ ‫الثقافي���ة واللغوي���ة ألن التواف���ق ه���و الش���رط‬ ‫األساسي لضمان حقوق املكونات‪.‬‬

‫نوري الشروي‬ ‫وب�ي�ن الش���روي أن بع���ض األح���زاب السياس���ية‬ ‫يرفض���ون فك���رة التواف���ق وه���ذا س���يؤثر عل���ى‬ ‫املكون���ات ولن يس���مح هل���م بالقي���ام بدورهم يف‬ ‫بن���اء ليبيا‪ ،‬مؤك���دا أنهم سيس���حبون ممثليهم‬ ‫يف املؤمت���ر وس���يقاطعون الدول���ة ول���ن ينتخبوا‬ ‫وس���يلجؤون لألمم املتح���دة إذا مت إلغ���اء فقرة‬ ‫التوافق‪.‬‬ ‫وأك���د الش���روي عل���ى أن التواف���ق هو الس���مة‬ ‫الغالبة يف أغلب الدساىتري يف العامل‪ ،‬مشريا إىل‬ ‫أن اإلع�ل�ان الدس���توري واض���ح وصريح وحيث‬ ‫على محاية املكونات وحفظ حقوقهم‪.‬‬ ‫يشار إىل أن اللجنة املكلفة بوضع مسودة قانون‬ ‫انتخاب اهلي���أة التأسيس���ية النتخاب الدس���تور‬ ‫الدائم للب�ل�اد خصصت ‪ 6‬مقاعد للمكونات ذات‬ ‫اخلصوصية اللغوية والثقافية‪.‬‬

‫اس���تقبل رئي���س املؤمت���ر الوط�ن�ي العام‬ ‫الس���يد‪ /‬ن���وري أب���و س���همني الس���فرية‬ ‫األمريكية الس���يدة‪ /‬ديب���ورا جونز مبقر‬ ‫املؤمتر الوطين العام بطرابلس ‪.‬‬ ‫و رح���ب أبو س���همني بالس���فرية جونز و‬ ‫ش���دد على العالقات الطيبة و املشرتكة‬ ‫بني الش���عبني اللي�ب�ي و األمريكي‪ ،‬وقال‬ ‫إنها ترتكز علي االح�ت�رام و الود و تبادل‬ ‫املص���احل املش�ت�ركة ‪ ،‬كما ابدي ش���كره‬ ‫لس���عادة الس���فرية عل���ي كل املواق���ف‬ ‫االجيابية اليت اختذتها الواليات املتحدة‬ ‫م���ع ليبيا منذ ان���دالع الث���ورة الليبية ‪ ،‬و‬ ‫ح���زن الليبيني عل���ي الس���فري األمريكي‬ ‫الفقيد كريستوفر ستيفنز‪.‬‬ ‫و قال���ت جون���ز أنه���ا متفائلة مبس���تقبل‬ ‫العالق���ات ب�ي�ن البلدي���ن ‪ ،‬ووصفته���ا‬ ‫بأنها س���تتقدم وتس�ي�ر رمبا ببطء لكنها‬ ‫ستمضي خطوة خبطوة ‪.‬‬ ‫و ش���ددت جونز علي أن الواليات املتحدة‬ ‫ستعمل علي مس���اعدة ليبيا فيما تطلبه‬ ‫و حتتاج إلي���ه دون تدخالت أو أمالءات ‪،‬‬ ‫مضيفة أن الواليات املتحدة تدرك حجم‬ ‫التحديات اليت تواجهها ليبيا فيما يتعلق‬ ‫ببن���اء البي���ت اللي�ب�ي الداخل���ي و تقريب‬ ‫وجه���ات النظ���ر ‪ ،‬كما تش���ارك ليبيا يف‬ ‫اهتمامها ببناء األمن و كتابة الدس���تور‬ ‫و تطوير مؤسسات اجملتمع املدني و كل‬ ‫ما يدعم العملية الدميقراطية ‪.‬‬ ‫و قال أبو سهمني انه و منذ توليه رئاسة‬ ‫املؤمتر الوطين العام يهتم بإنش���اء اهليئة‬ ‫التأسيس���ية للدستور كأولوية مطلقة‪،‬‬

‫يتبعها مباشرة ملف العدالة االنتقالية و‬ ‫املصاحلة الوطنية ‪،‬و العمل علي حتقيق‬ ‫األمن و األمان للمواطن يف ذات الوقت ‪.‬‬ ‫و حتدث���ت الس���فرية األمريكي���ة ع���ن‬ ‫التجرب���ة اجلن���وب افريقي���ة يف حتقيق‬ ‫املصاحل���ة الوطني���ة وال�ت�ي اعتربته���ا‬ ‫جتربة رائدة جيب االستفادة منها ‪ ،‬كما‬ ‫حتدثت عن احلرب األهلية األمريكية‬ ‫و م���ا تبعها م���ن جهود لتقري���ب وجهات‬ ‫النظ���ر و توحيد الواليات املتحدة ‪ ،‬و أنها‬ ‫تتفهم ما متر به الدول بعد الثورات ‪.‬‬ ‫وق���ال أبو س���همني إن احل���وار و االتصال‬ ‫م���ع مجيع الكت���ل السياس���ية و األحزاب‬ ‫و مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي اللي�ب�ي و‬ ‫والنخ���ب الثقافي���ة و الث���وار قائ���م من���ذ‬ ‫ف�ت�رة ب�ي�ن املؤمتر الوط�ن�ي الع���ام و بني‬ ‫اجلمي���ع‪ ،‬و انه ش���خصيا و مبجرد توليه‬ ‫مهام الرئاس���ة يقوم هو و أعضاء املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي ‪ ،‬باالتصال املكثف بهم للوصول‬ ‫إىل نتائ���ج مرضي���ة ‪،‬كم���ا أك���د علي‬ ‫أن العدي���د من نش���اطي اجملتم���ع املدني‬ ‫اللييب يتابعون كل التجارب العاملية يف‬ ‫املصاحل���ة و لديهم رؤى ممت���ازة يف هذا‬ ‫اجملال ‪.‬‬ ‫كما تط���رق إىل دور النخب الثقافية و‬ ‫دور املرأة يف ليبيا اجلديدة حيث شدد أبو‬ ‫سهمني علي مكانة املرأة يف اإلسالم و ما‬ ‫أكرم���ه اهلل به���ا ‪ ،‬كما حت���دث عن دور‬ ‫النخب الثقافية يف االرتقاء بالوطن ‪.‬‬ ‫و يف النهاي���ة طل���ب أب���و س���همني م���ن‬ ‫الس���فرية جون���ز نق���ل حتي���ات الش���عب‬

‫اللي�ب�ي و حتيات���ه إىل الش���عب األمريكي‬ ‫و الرئي���س اوباما ووزي���ر خارجيته جون‬ ‫كريي‪.‬‬

‫املشروع الوطين لالستثمار‬ ‫يف الشباب‬

‫كلف املؤمتر الوطين جلنة لدراسة وتقييم مقرتح‬ ‫املشروع الوطين لالس���تثمار يف الشباب اللييب املقدم‬ ‫من عضو املؤمتر الدكتور عبد املنعم اليسري ‪.‬‬ ‫وهو برنامج يطمح إليفاد ‪ 41000‬ألف شاب وشابة‬ ‫لدراسة لغة أجنبية ملدة ‪ 12‬شهرا ‪ ،‬ثم حسب درجة‬ ‫امتح���ان ال���ـ ‪ TOFEL‬أو ما يعادل���ه يتمكن الطالب‬ ‫م���ن احلص���ول عل���ى تكالي���ف دراس���ة املاجس���تري أو‬ ‫برامج تدريبية مهنية ملن ال حيمل شهادة جامعية‪.‬‬ ‫ويف حال عدم اجتياز امتحان اللغة يكون قد اكتسب‬ ‫الطالب لغة أجنبية ويعطى له دعم مادي ملدة س���تة‬ ‫أشهر يف ليبيا ويتلقى مساعدات من املشروع الوطين‬ ‫للبحث عن عمل يف القطاع اخلاص‪.‬‬ ‫املش���روع يف آخر مراحل الدراس���ة والتقييم وهناك‬ ‫ف���رص جلميع املدن والقرى ب���دون تهميش وهناك‬ ‫فرصة لذوي االحتياجات اخلاصة‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫مجعية شباب صرباته ‪ :‬عمل مجاعي بروح واحدة‬

‫ميادين – صرباته ‪:‬‬ ‫سلوى الغالقي‬ ‫ه���م جمموع���ة م���ن ش���باب‬ ‫مدينة صرباتة تن���ادوا بعد ثورة فرباير‬ ‫‪ ،‬بع���د أن كان���ت ه���ذه الفئ���ة مهمش���ة‬ ‫يف تكوي���ن جس���م يدع���م ويق���دم ويهتم‬ ‫بالش���باب ‪ ،‬ويف يوم ‪ 20‬اغسطس ‪2011‬‬ ‫كانت انطالقة مؤسسة شباب صرباتة‬ ‫حتت مسمى ( مجعية ش���باب صرباتة ‪،‬‬ ‫يتطلعون إىل أن يصبحوا مؤسسة رائدة‬ ‫يف جم���ال تنمية ورعاية ودعم الش���باب‬ ‫على املستوى احمللي والوطين ‪ ،‬شعارهم‬ ‫( أمل البالد على رقي ش���بابها *** إن‬ ‫كان حيا ال ختاف زواال ) ‪ ،‬أمحد املعاوي‬ ‫‪،‬حممد الكواش ‪ ،‬درار مرسيط وغريهم‬ ‫م���ن أعض���اء املؤسس���ة ش���باب متلؤه���م‬ ‫احليوية والنش���اط وكله���م ٌ‬ ‫اقبال على‬ ‫احلي���اة ب���كل تف���اؤل واص���رار وعزمية‬ ‫ألنه���م يعرف���ون انهم أمل ه���ذا الوطن ‪،‬‬ ‫ميادي���ن زارت مق���ر املؤسس���ة بصرباتة‬ ‫وكانوا يف االستقبال وال ميكن التحدث‬ ‫عن هذه املؤسسة وشبابها دون للتحدث‬ ‫مع املؤسسني‪ ،‬فكان درار مرسيط مدير‬ ‫املكت���ب االعالم���ي للمؤسس���ة موج���ود‬ ‫وعرف باملؤسسة ونشاطاتها وأحالمهم‬ ‫‪ ،‬وبدأنا حوارنا باحلديث عن فكرة انشاء‬ ‫املؤسسة ‪...‬‬

‫إنش���اء املؤسس���ة كانت فكرة أمح���د املعاوي‬ ‫ال���ذي ه���و اآلن مدي���ر املؤسس���ة م���ع بع���ض‬ ‫ش���باب املدين���ة منه���م أمح���د مس���لم وعب���د‬ ‫الرمح���ن الغرابلي وغريه���م ‪ ...‬يف البداية مل‬ ‫يك���ن للجمعي���ة مقر مس���تقل فكان���ت تعقد‬ ‫االجتماعات يف قاعة الش���عب س���ابقا باملدينة‬

‫‪ ،‬املع���اوي اقرتح أن تق���وم اجلمعية حبمالت‬ ‫اغاث���ة للمقاتلني يف اجلبه���ات كجبهة بين‬ ‫ولي���د وجارتنا العجيالت ومحالت نظافة يف‬ ‫املدينة نتيجة احلرب ‪.‬‬ ‫صدر عن املؤسس���ة عددين قط من صحيفة‬ ‫(ليربتون) وذلك لسببني األول الوضع املادي‬ ‫وثانيا الكادر البش���ري فأعضاء املؤسس���ة هم‬ ‫أنفسم من كانوا يقومون بإعداد الصحيفة‬ ‫ومل نس���تطع التوفيق بني عملنا يف املؤسس���ة‬ ‫وعملن���ا يف الصحيف���ة ‪ ،‬ومن ث���م اجتهنا إىل‬ ‫ورش العم���ل واحملاض���رات عل���ى التنمي���ة‬ ‫البش���رية واالحتف���االت باملناس���بات القومية‬ ‫والديني���ة ومل يغب م���ن بالنا أب���دا أن هدفنا‬ ‫األول واألخ�ي�ر الرق���ي مبس���توى الش���باب‬ ‫عل���ى كافة األصع���دة ‪ ،‬ومتيزت مؤسس���تنا‬ ‫بالتنظي���م اجلي���د للحف�ل�ات داخ���ل املدينة‬ ‫‪ ،‬ف���أول حف���ل أش���رفنا عل���ى تنظيم���ه كان‬ ‫على ركح مس���رح األثار ‪ ،‬وأحيا هذا احلفل‬ ‫الفن���ان عب���د الباس���ط القطعان���ي والفن���ان‬ ‫سامي حممود ‪ ،‬وقمنا بالعديد من احلمالت‬ ‫التوعوية فأبرزها كانت يف فرتة االنتخابات‬ ‫حيث جتولنا بها يف املؤسسات التعليمية ويف‬ ‫اجلامع���ات ووصلنا به���ا إىل مدينة صرمان‬ ‫‪،‬وكان���ت احلملة حتت عن���وان ( جرها باش‬ ‫تعرفه���ا ) وذل���ك لتعري���ف الن���اس بالعملية‬ ‫االنتخابية وكانت محلة ناجحة ‪ ،‬وكذلك‬ ‫قمن���ا حبملة ( حبه���ا وابنيه���ا ) وهي خاصة‬ ‫بنظاف���ة املدين���ة وف���ازت صربات���ة بأنظ���ف‬

‫مدين���ة وأفض���ل ق���روب (‪Cleanest city‬‬ ‫‪. )and the best group‬‬ ‫ويواص���ل درار احلدي���ث ع���ن الدع���م امل���ادي‬ ‫للمؤسسة بقوله ‪:‬‬ ‫بالنس���بة للدع���م يف حال���ة احلف�ل�ات ف���إن‬ ‫الداعم الرئيس هو اجمللس وبعض من رجال‬ ‫األعمال ‪ ،‬أما بالنسبة للمحاضرات ومحالت‬ ‫التوعي���ة غالب���ا م���ا نك���ون الداع���م ألنفس���نا‬ ‫( متوي���ل ذات���ي ) ولك���ن يف بداي���ة انط�ل�اق‬ ‫املؤسسة كان‬ ‫الدعم األساس���ي من رجال األعمال وأغلبهم‬ ‫كان م���ن مدين���ة صرم���ان ‪ ،‬ولك���ن بع���د أن‬ ‫كون���ا عالق���ات واس���عة أصبحنا نس���تطيع‬ ‫تدبري أمورنا ومل أعد أجد أي عائق أمامنا ‪.‬‬ ‫وبالرغ���م م���ن أن العمل املؤسس���اتي يف ليبيا‬ ‫وال سيما صرباتة شيء جديد على جمتمعنا‬ ‫إال أن العامل�ي�ن يف مؤسس���ة ش���باب صرباتة‬ ‫يقول���ون أن هناك تقبل واض���ح وفاعل أيضا‬ ‫هلذه النشاطات من قبل الناس ‪.‬‬ ‫ويضيف مرسيط ‪:‬‬ ‫إىل أن العمل املؤسسي الناجح جيب أن يكون‬ ‫عمل مجاعي بروح واحد ‪ ،‬فنحن مثال عندما‬ ‫نود إجراء أي مش���روع جنتمع كلنا ونبحث‬ ‫ونتش���اور وكل ش���خص فينا يط���رح فكرته‬ ‫ووجهة نظ���ره يف املوض���وع إىل أن نصل إىل‬ ‫الشكل األفضل ‪.‬‬ ‫وال يفوتن���ا طبع���ا أن نس���أل ع���ن مش���اريع‬ ‫املؤسسة املستقبلية ‪:‬‬

‫من مش���اريعنا املس���تقبلية محلة ( مس���تقبل‬ ‫ليبيا بني ايديكم ) خلرجيي الثانويات وذلك‬ ‫لتهيئته���م للمرحل���ة اجلامعي���ة وكيفي���ة‬ ‫التعام���ل معه���ا ومس���اعدتهم عل���ى اختي���ار‬ ‫اجملال الذي يناس���بهم ‪ ،‬وأيضا سنشرف على‬ ‫برنامج ألف مهندس كمبيوتر ‪ ،‬مع برنامج‬ ‫خاص لشهر رمضان الكريم ( سلة رمضان ‪،‬‬ ‫خيمة الس���بيل ‪ ،‬محلة لينا الش���رف ) ‪ ،‬كما‬ ‫أننا نعمل على جتهيز مطوية أو دليل خاص‬ ‫ع���ن اآلث���ار ألي س���ائح أو زائ���ر ه���ذا الدليل‬ ‫يش���رح للس���ائح كل معامل اآلث���ار ‪ ،‬بالرغم‬ ‫م���ن أن هناك أن���اس كاجلهادي�ي�ن ال يرون‬ ‫يف االهتمام بالس���ياحة أم���ر حمبذ ‪ ،‬و حنن‬ ‫تعرضن���ا يف اح���دى احلفالت إىل مش���اكل‬ ‫معهم ووصل بهم األمر إىل التهديد ‪ ،‬ورغم‬ ‫كل ه���ذا أن���ا متفائ���ل وأرى للس���ياحة يف‬ ‫صرباتة مستقبل زاهر ‪.‬‬ ‫وأخريا ‪...‬‬ ‫أوجه ش���كري لصحيفتكم (ميادين ) واطلب‬ ‫م���ن كل الش���باب أن ينخرط���وا يف العم���ل‬ ‫التطوعي رمب���ا لن يس���تفيدوا ماديا ولكنهم‬ ‫حتما سيس���تفيدون معنوي���ا ‪ ،‬فعلى الصعيد‬ ‫الش���خصي اس���تفدت م���ن العم���ل املؤسس���ي‬ ‫والعم���ل التطوع���ي يف تكوي���ن ش���خصييت‬ ‫وارتقيت مبس���توى ح���واري فكأني أصبحت‬ ‫شخص آخر ‪.‬‬


‫‪07‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫احلضور‬

‫م���ن اليمني افيلني ميدزاروم���ا ‪,‬الدكتورة ديانا اليف���را‪ ,‬الدكتورة من اليمني س���عادة س���فريليبيا بدولة الفاتيكان حممد عرييب‪,‬الدكتورة‬ ‫وفاء الشيخي ‪,‬السيدة فتحية املعداني‪,‬السيد امحد عبد اهلادي‬ ‫جراتسيا جيجر‪,‬الدكتورة وفاء الشيخي‪.‬‬

‫لقاء رابطة املرأة الليبية االيطالية بروما‬ ‫ميادين – روما – جناة عقيلة ‪.‬‬ ‫اللقاء االول لرابطة امل���رأة الليبية االيطالية‬ ‫اقي���م ي���وم ‪ 01‬م���ن ش���هر ماي���و ‪ 2013‬عند‬ ‫الس���اعة الرابع���ة عص���را بتوقي���ت روم���ا يف‬ ‫قاع���ة(كازا دي���ل افياتوري)اس���تضافت فيه‬ ‫الرابطة سعادة وكيل وزارة الثقافة للمرأة‬ ‫والطف���ل الس���يدة مجيل���ة الف�ل�اق ومدي���ر‬ ‫مش���روع مركز تنمية قدرات امل���رأة الليبية‬ ‫الس���يدة فتحي���ة حمم���د املعدان���ي وتضم���ن‬ ‫احلض���ور خنبة م���ن الضيوف الك���رام ليبني‬ ‫وايطالي�ي�ن كس���عادة س���فري ليبي���ا بدول���ة‬ ‫الفاتي���كان بروم���ا وحرم���ه ‪,‬و س���عادة قنصل‬ ‫ليبي���ا بالس���فارة الليبية الس���يدة مها عثمان‬ ‫وبعض من اجلالي���ة الليبية املقيمة بايطاليا‬ ‫وممثل�ي�ن م���ن الغرف���ة التجاري���ة الليبي���ة‬ ‫بايطالي���ا والدكت���ورة ديان���ا اليف���را الكاتبة‬ ‫االيطالية واالستاذة يف كلية االداب جامعة‬ ‫باس���كارا واعطت نبذة ع���ن (االديبة الليبية)‬ ‫وذلك النها باحثة يف هذا اجملال‪ ،‬وهلا العديد‬ ‫م���ن املُؤلف���ات به���ذا اخلصوص وه���ي جتيد‬ ‫اللغة العربية الفصحى والفنانة التش���كيلية‬ ‫الليبية انتص���ار بوبا ‪.‬اضافة ال���ي العديد من‬ ‫احلضور الذي���ن كان هلم مداخالت غاية يف‬ ‫االهمية ُمعربين عن مدي سعادتهم بتحرير‬ ‫ليبي���ا و املراة من نظ���ام الدكتات���ور البالي ‪،‬‬ ‫وسعي ليبيا حنو حتقيق الدميقراطية ‪.‬‬ ‫وق���د كان اللق���اء يف قمة التنس���يق والنظام‬ ‫وتقدمت بالقاء الكلمة يف البداية الدكتورة‬ ‫وفاء الش���يخي مرحب���ة باحلض���ور وباعطاء‬ ‫نب���ذة ع���ن الرابط���ة و ع���ن اهدافه���ا ومن ثم‬ ‫حتدت���ث علي التوال���ي الدكتورة جراتس���يا‬ ‫جيجر املتخصصة يف تنمية املوارد البش���رية‬ ‫بالرابطة واحدي اعضاءها املؤسيسني ويليها‬ ‫حتدتث احملامية االيطالية ماريا كرستيانا‬

‫جامباروت���ا املتخصص���ة حبق���وق االس���رة‬ ‫والطف���ل وم���ن ثم اعطي���ت الكلمة لس���عادة‬ ‫وكي���ل وزارة الثقاف���ة للم���رأة والطف���ل‬ ‫مجيل���ة فالق ال�ت�ي رحبت بالدع���وة من قبل‬ ‫الرابط���ة وحتدت���ث ع���ن امل���رأة يف عهد الال‬ ‫نظ���ام وكذلك عن دور املرأة الرائد يف ليبيا‬ ‫اب���ان ثورة ‪ 17‬فرباير اجمليدة و الس���عي الي‬ ‫تش���جيعها عل���ي االس���تمرارية يف العمل من‬ ‫اجل حتقيق ذاتهاو لبناء ليبيا املستقبل احلر‬ ‫الس���عيد ‪ .‬وحتدتث بعد ذلك خبرية يف شئون‬

‫ديانا اليف���را اثناء حديثها عن االديبات الليبيات ومش���وارهم االدبي ما قبل‬ ‫الثورة‬

‫اعاق���ة االطف���ال والتأهي���ل الس���يدة افيل�ي�ن‬ ‫ميدزاروم���ا ومن ثم الس���يدة فتحية املعداني‬ ‫مديرة مشروع يف مركز تنمية قدرات املراة‬ ‫الليبية واليت كانت مداخلتها ش���يقة وغاية‬ ‫يف االهمي���ة مل���ا حتمل���ه املداخلة م���ن معاني‬ ‫بناءة ‪.‬‬ ‫اضاف���ة ال���ي مداخلة الس���يد روبريت���و ميتزا‬ ‫روما وهو مستش���ار خارج���ي بالرابطة يليه‬ ‫مداخل���ة الدكت���ور فرج بوغ���رارة وهو ايضا‬ ‫يع�ن�ي بالش���ئون الصحي���ة بالرابط���ة يلي���ه‬

‫السيدة فتحية املعداني وهي تلقي الكلمة‬

‫اعطيت الكلمة الي باقي احلضور وقد كانت‬ ‫امس���ية اثناء عليها مجي���ع احلضور مقدمني‬ ‫مجيع التربيكات للرابطة بالعمل ملا فيه خري‬ ‫للوطن واملواط���ن ‪ .‬ويف النهاية تضمن اللقاء‬ ‫حفل عشاء‬ ‫ويف الي���وم ال���ذي يلي���ه صباح���ا ج���رى لق���اء‬ ‫صحف���ي لس���عادة وكي���ل ال���وزارة مجيل���ة‬ ‫الف�ل�اق ورئيس���ة الرابط���ة وف���اء الش���يخي‬ ‫م���ع اجلري���دة االيطالية الس���تانبا قامت به‬ ‫الصحافية الشهرية ماريا كوربي ‪.‬‬

‫من اليمني الدكتورة وفاء الشيخي وسعادة وكيل وزارة الثقافة للمرأة‬ ‫والطفل السيدة مجيلة فالق وهي تلقي الكلمة‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫الشاعر التونسي املنصف الوهاييب‪:‬‬

‫أقول دائما أن الثورة التونسية ولدت بال رأس …‪.‬‬

‫ساسي جبيل‬

‫ي��ع��ت�بر ال���ش���اع���ر االس���ت���اذ‬ ‫الدكتور منصف الوهاييب‬ ‫واح�����دا م���ن أب�����رز ال��ش��ع��راء‬ ‫ال��ت��ون��س��ي�ين وال���ع���رب إالأن‬ ‫ال��������دراس��������ات اجل���ام���ع���ي���ة‬ ‫وإنشغاله بالبحوث العلمية‬ ‫منعه من االنتشار كثريا يف‬ ‫العديد من الفضاءات خارج‬ ‫ت���ون���س ب���اخل���ص���وص ‪,‬ع���ن‬ ‫القصيدة باشكاهلا وآلياتها‬ ‫املختلفة والكثري من احملاور‬ ‫وخصوصا تلك املتعلق منها‬ ‫بالراهن التونسي ك��ان لنا‬ ‫معه هذا احلوار‬ ‫القصيدة قصائد ‪:‬‬

‫"يرى منصف الوهاييب أن ‪:‬القصيدة قصائد‪.‬‬ ‫عاما‬ ‫ق��د يصعب أن نستخلص منها حكما ًّ‬ ‫اجلزئي والكّل َّي م ًعا‪ّ ,‬‬ ‫ألن‬ ‫تصنيف ّيا يستوعب‬ ‫َّ‬ ‫هذين‪ ،‬كثريا ما يتدافعان‪ .‬األمر الذي يكاد‬ ‫يقتضي يف ّ‬ ‫استتب من‬ ‫نص‪ ,‬مراجعة ما‬ ‫كل ّ‬ ‫ّ‬ ‫قوانني‪ ,‬ونظرا آخر يف كفايتها‪ ,‬فقد جيّلي‬ ‫ً‬ ‫صفة من صفات ه��ذا أو ذاك‪,‬‬ ‫لنا القانون‪,‬‬ ‫ولك ّنه حيجب على أخ��رى م��ن ه��ذا أو ذاك‬ ‫َب� يف ال� ّ‬ ‫�ظ� ّ�ن ّ‬ ‫يف ذات اآلن‪ .‬وق��د ي��ذه� نَ َّ‬ ‫أن هذه‬ ‫ال ّنصوص تنهض على قواعد ال على قوانني‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫اجلزئي‬ ‫وأن من كفاية القاعدة أن حتوز‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫�اص أو اململوك الّل ّ‬ ‫ولكن القاعدة‬ ‫غوي‪.‬‬ ‫اخل� َّ‬ ‫�ص��واب أو اخل��ط��أ‪ .‬ف��إذا‬ ‫تستتبع احل��ك��م ب��ال� ّ‬ ‫اخلاص ّ‬ ‫الش ّ‬ ‫عري –وهو كثريا‬ ‫تعارض معها‬ ‫ّ‬ ‫ما يتعارض‪ُ -‬ع� َّ�د خطأ أو ش��ذوذا أو عدوال‬ ‫ّ‬ ‫معياري‪.‬ز‬ ‫ونظاما من الكالم غري‬ ‫ّ‬ ‫فالقصيدة يف نظره ْ‬ ‫وتوسط‬ ‫قص ٌد يف اللغة ّ‬ ‫(أي نوع من االقتصاد الّل ّ‬ ‫غوي) يفضيان إىل‬

‫ّ‬ ‫"حرف ّية" يف‬ ‫نظام‬ ‫شعري ص��ارم‪ ,‬وجيّليان َ‬ ‫إدارة ّ‬ ‫فن القول ‪,‬هي جتري إىل مستق ّر هلا‪,‬‬ ‫أو هي تتبع نسقها بنية ونظاما وتحَ ْ � ِ�ر ُف � ُه‬ ‫ً‬ ‫مجلة وصور ًة ‪ ،‬حبيث َت ْب َد ُهنا ذات ال ّثنائ ّية‪:‬‬ ‫"أبولون ّية" من جهة‪ ,‬و"ديونيزوس ّية" من‬ ‫أخرى‪ .‬األوىل حت ّد نظام القصيدة وتضبطه‪,‬‬ ‫�ص��ورة يف فضاء املتخ ّيل‬ ‫وال ّثانية تطلق ال� ّ‬ ‫وترسلها‪ .‬وك� ّ‬ ‫�أن ح� ْ�رص بعضهم على أن‬ ‫ّ‬ ‫يفهم‪ ,‬ال يعادله إال ْ‬ ‫حرص آخرين على أن‬ ‫ال يفهموا؛ أو ّ‬ ‫أن مناهضة بعضهم النسياح‬ ‫ّ‬ ‫ال� ّ�ش��ك��ل‪ ,‬ال ي��ع��ادهل��ا إال مناهضة اآلخ��ري��ن‬ ‫�ص��ورة‪ .‬واحل� ّ‬ ‫��ق ّ‬ ‫أن "الفهم" ق��د ال‬ ‫لتقييد ال� ّ‬ ‫مجالي خالص‪.‬‬ ‫يكون ضروريّا‪ ،‬من منظور‬ ‫ّ‬ ‫الشعريّة احلديثة مقارنة ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫ذلك ّ‬ ‫بالشعريّة‬ ‫بالنص على الفهم‪.‬‬ ‫األقدم‪ ،‬تقدّم "االنفعال"‬ ‫ّ‬ ‫غري ّ‬ ‫أن ه��ذه ال ّثنائ ّية تتق ّوض يف نصوص‬ ‫ّ‬ ‫أخرى؛ أشبه بـ"طاق زخريف" هو جم ّرد رسم‬ ‫يف جدار قائم‪ .‬أعين نافذة صغرية مرسومة‬ ‫ال تفتح على شيء وال على فضاء‪ْ .‬‬ ‫ألقل نافذة‬ ‫عمياء! ليس هلا من كلمة "نافذة" إ ّ‬ ‫ال الدّال‪,‬‬ ‫ْإذ هي ال خترق احلائط وال جتوز منه وال‬ ‫ختلص عنه‪ .‬عتمة للعني وغشاوة‪ ,‬ما دام هذا‬ ‫ّ‬ ‫الشعر جيري وينعطف يف مناطق الدّهشة‬ ‫وال��غ��راب��ة وامل��ص��ادف��ة و"ال��ع��ش��وائ � ّي��ة"‪ ,‬حيث‬ ‫"ينهل ال���د ّ‬ ‫ّال م��ن م��دل��ول ال ينضب" أو من‬ ‫الّلغة اليت ال ذاك��رة هلا إ ّ‬ ‫ال ال ّنسيان‪ .‬أشبه‬ ‫بنوافذ بودلري وم��راي��ا ماالرميه وأدون��ي��س‪.‬‬ ‫عتمة لليد أي��ض��ا‪ .‬ل��ك� ّ�ل م��ا يستعصي على‬ ‫اال ّتصال واكتناه املعنى‪.‬‬ ‫بيت الشعرية ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫أساله كيف تقرأ كل هذه القصائد وأنت‬ ‫الشاعر؟فريد‪ :‬لكأ ّني وأنا أقرأ هذه القصائد‬ ‫الصباح األوىل‪ .‬أرى‬ ‫أمتّلى امليناء يف ساعات ّ‬ ‫م��راك��ب وزوارق ص��غ�يرة ب��أل��وان رم��اد ّي��ة‬ ‫مبلولة‪ .‬أق��ول هي "هنا" مثلما هي "هناك"‬ ‫ْ‬ ‫استنر ُت بلغة‬ ‫مثلما هي "هنالك"‪ .‬أعين‪ ،‬إذا‬ ‫املعاصرين‪" ،‬وجودها يف الكون" و"وجودها يف‬ ‫اخلاص"‪.‬‬ ‫كونها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذلك هو بيت الشعر الذي تسكن فيه الشعريّة‪.‬‬ ‫لكأ ّني أنظر إىل صورتي يف امل��رآة وأمت ّ‬ ‫الها‬ ‫���ي وال ت���ران���ي‪ .‬م��زي��ج من‬ ‫وه����ي ت��ن��ظ��ر إل� ّ‬ ‫شفيف العني وعتمتها‪ .‬أشبه بامرأة يانيس‬ ‫ريتسوس‪:‬‬ ‫"فتحت املصاريع‪ .‬عّلقت املالءات على عتبة‬ ‫ال ّنافذة‪.‬‬ ‫حدّق طائر يف عينيها‪.‬‬

‫همست‪" :‬إ ّنين وحيدة"‪.‬‬ ‫دخلت الغرفة‪.‬‬ ‫املرآة –أيضا‪ -‬نافذة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ذراعي‪".‬‬ ‫لسقطت بني‬ ‫قفزت منها‬ ‫لو‬ ‫ّ‬ ‫ذلكم هو كثري من ّ‬ ‫الشعر احلديث‪ ,‬من هذه‬ ‫القصائد املوضوع ّية ّ‬ ‫تلتف على نفسها‪ ,‬ويلوي‬ ‫جمهوهلا على معلومها‪ ,‬وتتح ّول لغتها من‬ ‫أداة معرفة إىل موضوع معرفة‪ّ .‬‬ ‫فبأي قانون؟‬ ‫وعلى أ ّي��ة قاعدة‪ ,‬حنوز هذا املزيج املربك؟‬ ‫هل��ن��اك" و"ا ُ‬ ‫هلنا" و"ا ُ‬ ‫هذا "ا ُ‬ ‫هلنالك"؟ أعين هذا‬ ‫َ‬ ‫والبعيد مكانا وزمانا يف‬ ‫واملتوسط‬ ‫القريب‬ ‫ّ‬ ‫ذات اآلن؟‬ ‫أن هذا ّ‬ ‫إن اعرتاض كثري أو قليل على ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشعر‬ ‫غري مفهوم‪ ,‬اعرتاض غري وجيه‪ .‬صحيح أنّ‬ ‫بعضهم يستخدم تقنية يف الكتابة هي أشبه‬ ‫ب"الدريبينغ"‬ ‫‪Dripping‬‬ ‫األمريكي "بولوك"‪ .‬وهي‬ ‫املنسوبة إىل ال ّر ّسام‬ ‫ّ‬ ‫تقوم على أن حيمل الف ّنان علب األلوان بعد‬ ‫ثم مي ّررها فوق الّلوحة‪ ,‬ويه ّزها‪.‬‬ ‫أن يثقبها‪ّ ,‬‬ ‫ّ‬ ‫الشعر وكأ ّننا ّ‬ ‫فنحن نقرأ هذا ّ‬ ‫اخلط‬ ‫نفك‬ ‫املصري‪ .‬صحيح ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫املسماري أو اهلريوغليف‬ ‫بعضهم يتعامل مع ّ‬ ‫الشعر من حيث هو حلم‪.‬‬ ‫واحللم –كما يقول املعاصرون‪" -‬شعر غري‬ ‫إرادي"‪ ,‬حبيث يفضي إىل كثري من ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشبهة‬

‫والّلبس‪ .‬إ ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫أن ما يغفله كثري أو قليل‪ ,‬أ ّنه ال‬ ‫وج���ود يف ال� ّ�ش��ع��ر ال��ع��رب� ّ�ي احل��دي��ث ملفهوم‬ ‫أن ه��ذا ّ‬ ‫"ال��ق��ارئ"‪ .‬وك� ّ�ل ما يف األم��ر ّ‬ ‫الشعر‬ ‫يتخيرّ "ق���� ّرا َءهُ"‪ ,‬أو ربمّ ��ا ك��ان من مقاصد‬ ‫أصحابه أن ال يتواصلوا مع ّ‬ ‫أي كان‪ .‬ومن‬ ‫ثم يرسم حدّا لصنف آخر من ق� ّراء ّ‬ ‫الشعر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واحل �د يصل على ق��در ما يفصل‪ .‬إن طلب‬ ‫ال��ف��ه��م‪ ،‬أو البحث ع��ن معنى‪ ،‬ي��ف�ترض يف‬ ‫�ص��ورة أن ت��ؤدّي��ه‪ ،‬حيصر األث��ر أو املفعول‬ ‫ال� ّ‬ ‫ّ‬ ‫الش ّ‬ ‫عري يف وظيفة بعينها هي زخرفة "واقع"‬ ‫معطى وتزيينه‪ ،‬واقع تنضاف إليه "جتربة‬ ‫هو"خيالي" أو‬ ‫شخص ّية معيشة" تتعّلق مبا‬ ‫ّ‬ ‫"متخ ّيل "‪ .‬وسواء كان ذلك بإملامة خاطفة‬ ‫وبراعة بهلوان‪ ،‬أو بق ّوة واختالق وتكّلف‪ّ ،‬‬ ‫فإن‬ ‫الصورة يف هذا ال ّنوع من املقرتبات ليست إالّ‬ ‫ّ‬ ‫كالما يلوي بكالم‪ ،‬وخيالف به عن جهته‬ ‫ومألوف استعماله‪ .‬ونقدّر ّ‬ ‫الصورة فيما‬ ‫أن ّ‬ ‫نب ّينه صريورة وسريورة‪.‬‬ ‫أما القول إ ّنها صريورة فليس املقصود منه‬ ‫ّ‬ ‫أن يبلغ ّ‬ ‫بالصورة شكال من ال ّتماثل أو‬ ‫الشاعر ّ‬ ‫احملاكاة وإنمّ ا العثور على منطقة تتجاور‬ ‫فيها األشياء أو يتلّبس بعضها ببعض‪.‬‬

‫الصورة والسريورة ‪:‬‬

‫��ص���ورة س��ي�رورة؟ ف�يرد‬ ‫وأس���ال���ه‪ :‬أل��ي��س��ت ال� ّ‬ ‫ّ‬ ‫حمط‬ ‫بالفعل‪ ،‬فاملقصود أ ّنها على غرابتها‬ ‫يف حم� ّ‬ ‫�اط ّ‬ ‫الشعر العربي وليست انقطاعا‬ ‫يف س�يرورت��ه‪ ،‬م��ن جهة‪ .‬فمثلما ال تتجّلى‬ ‫األب��د ّي��ة إ ّ‬ ‫�ص�يرورة‪ -‬بعبارة أهل‬ ‫ال ضمن ال� ّ‬


‫‪09‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫الزمان هنا‬ ‫شعر ‪ :‬املنصف الوهاييب‬ ‫ال ّزمــان هــنــا‬ ‫ّ‬ ‫دائري كــوقـع الغــنا ْء‬ ‫واملـكان هــنـا‬ ‫لـيـس إ ّ‬ ‫َ‬ ‫املـكـان اخلـطأ ْ‬ ‫ال‬ ‫واحلـيـاة كـما ُ‬ ‫املـوت‪،‬‬ ‫تـأتــي ســريــعا‬ ‫كـأن احلــياةْ‬ ‫وتــمــضي بــطيـئا ّ‬ ‫ْ‬ ‫الوفــاة‬ ‫خــرب فـي عـمـود‬ ‫طبيعي‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال‬ ‫الفلسفة‪ -‬وال ي��ت��ب�دّى مشهد‬ ‫ّ‬ ‫�إن احمل��دث ال يتجّلى إ ّ‬ ‫ضمن احلركة‪ ،‬ف� ّ‬ ‫ال‬ ‫يف عالقة ّ‬ ‫بالشعر األقدم منه‪ ،‬ح ّتى أ ّننا نكاد‬ ‫نفتقد احملدث إذا افتقدنا القديم‪ .‬فهو أشبه‬ ‫ما يكون بـ"ال ّنبتة يف البذرة"‪.‬‬ ‫ولنالحظ ج� ّي��دا كيف ّ‬ ‫أن غ�ير امل��أل��وف يف‬ ‫ال��ق��دي��م (م��واق��ع ال��غ��راب��ة واحل��س��ن بعبارة‬ ‫القاضي) يغدو مألوفا يف احمل��دث‪ ،‬وكيف‬ ‫ّ‬ ‫أن امل��أل��وف يف األوّل ي��غ��دو غ�ير م��أل��وف يف‬ ‫ّ‬ ‫��ص���ورة‪ ،‬من‬ ‫ال �ث��ان��ي‪ .‬وامل��ق��ص��ود ب��س�يرورة ال� ّ‬ ‫جهة أخ��رى‪ ،‬أ ّنها ال متلي على امل��ادّة املعيش‬ ‫ش��ك�لا ب��ع��ي��ن��ه ي��ت��ك � ّرر يف ك� ّ‬ ‫��ل ص����ورة من‬ ‫الصور "املشكلة"‪ .‬بل هي تنطوي على‬ ‫ه��ذه ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت��رك��ي��ب��ة ان���ف�ل�ات جت��ع��ل��ه��ا ت���ت���وارى ح�ت��ى‬ ‫�اص‪ .‬وليس لنا من تفسري‬ ‫على تش ّكلها اخل� ّ‬ ‫�ص�يرورة‪ ،‬س��وى اإليقاع‪،‬‬ ‫هل��ذه ال� ّ�س�يرورة‪ -‬ال� ّ‬ ‫الصورة من حيث هو حادث‬ ‫وحتديدا إيقاع ّ‬ ‫يقع يف األثر وبه‪ ،‬وليس وزنا منتظما وال هو‬ ‫ّ‬ ‫"موضع" أو " متح ّيز"منحصر‬ ‫جمسد‬ ‫زمن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النص دون آخ��ر‪ ،‬حتى ميكن‬ ‫يف موضع من ّ‬ ‫ثم يتس ّنى‬ ‫القول إ ّنه يتك ّرر أو يتعاود؛ ومن ّ‬ ‫لنا إدراكه‪.‬‬ ‫بل ّ‬ ‫لعل األص��وب أن نقول إ ّن��ه ينضوي إىل‬ ‫إحساس يسبق فعل اإلدراك‪ .‬ومن هذا املأتى‬ ‫ذه���ب ب��ع��ض امل��ع��اص��ري��ن إىل ّ‬ ‫أن "ال��ف� ّ�ن هو‬ ‫حقيقة احمل��س��وس‪ّ ،‬‬ ‫ألن اإلي��ق��اع هو حقيقة‬ ‫اإلح���س���اس"‪ .‬وإذا ك���ان ذل���ك ك��ذل��ك ف� ّ‬ ‫�إن‬ ‫الص ّ‬ ‫اإليقاع يثبت ّ‬ ‫وري‪،‬‬ ‫ألي نوع من اإلدراك ّ‬ ‫وال ميكن ب� ّ‬ ‫��أي ح��ال أن حن���وزه فضال عن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن ن��ق��ي��س��ه‪ .‬ف��ه��و ي �ت��ص��ل ب��ك��ل ع��ن��ص��ر من‬ ‫ع��ن��اص��ر اجل��م��ل��ة وي�لاب��س��ه م�لاب��س��ة‪ ،‬فهو‬ ‫الصائت ومعناه اجملّ��رد يف آن‪ّ :‬‬ ‫حيل‬ ‫جرسه ّ‬ ‫حيث حت� ّ�ل اللـّفظة‪ ،‬وجي��ري حيث جتري‬ ‫اجلملة‪ ،‬ويتو ّقف حيث تتو ّقف الفاصلة‪ ،‬أي‬ ‫هذه احلروف املتشاكلة يف املقاطع اليت "ال‬ ‫ختضع ّ‬ ‫للضرورة"‪ ،‬خبالف القافية‪ .‬ومن هذا‬ ‫اجلانب ّ‬ ‫فإن اإليقاع قائم يف تآلف احلروف‬ ‫يف ال ّنغم ويف انتظام اجلمل‪ ،‬مثلما هو قائم‬ ‫يف الفواصل ّ‬ ‫واطرادها وتغيرّ ها من نسق إىل‬ ‫آخر‪ .‬وهو‪ ،‬بعبارة جمازيّة‪ " ،‬يف دوّام��ات املاء‬ ‫وليس يف جريان ال ّنهر"‪ .‬ولذلك ّ‬ ‫يظل عص ّيا‬ ‫نلم بشروطه الفيزيولوج ّية‬ ‫على احلدّ‪ ،‬فقد ّ‬ ‫والفيزيق ّية والنـّفس ّية امل�لازم��ة لظهوره‬ ‫وحت� ّوالت��ه وزوال���ه‪ّ .‬‬ ‫ولكن ه��ذا كّله ال حي ّد‬ ‫اإليقاع يف ذاته‪ .‬والذين يزعمون إمكان حدّه‬ ‫إنمّ ا خيلطون بينه وبني الوزن‪.‬‬ ‫أم��ا إذا م ّيزنا اإلي��ق��اع من ال��وزن وح� ّررن��اه‪-‬‬ ‫ّ‬

‫نــتــهــجــاه واملـوت لــيــس سـوى املبـتـدأ ْ‍‍‍‍‍‍‍‍‬ ‫ّ‬ ‫احلــيــاة هــنــا‬ ‫تـتـغـ ّذى كــعــادتــهــا‬ ‫مــن فــتات احلـيـاة‍ْ‬ ‫حــارس كــان يـشــكو إلــيـنا‬ ‫غالء املـعـيـشة‪ :‬فـاتورة املاء والكـهــربا ْء‬ ‫حـكـمة ّ‬ ‫ــة‬ ‫لـم أجـد مــا أقـول سـوى‬ ‫هـش ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫"احلــياة هلــا ثـمن"‬ ‫شــفــيـف‬ ‫زجــاج‬ ‫حــكــمـة مـن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كـهـذا اهلــواء‍ْ‬ ‫وليس لنا إ ّ‬ ‫ال أن ننحو به هذا املنحى‪ -‬فقد‬ ‫ال جند له يف العرب ّية أفضل من مصطلح‬ ‫استتب له يف مباحث‬ ‫" ال ّنظم" باملعنى الذي‬ ‫ّ‬ ‫���اص����ة ع��ن��د ع��ب��د ال��ق��اه��ر‬ ‫اإلع����ج����از‪ ،‬وخب� ّ‬ ‫اجلرجاني‪.‬‬

‫النظم صورة اللغة ‪:‬‬

‫وع��ن ال ّنظم يقول الشاعر ‪:‬إنمّ ��ا هو صورة‬ ‫اللـّغة وهي تتأدّى بطريقة فن ّية خمصوصة‪،‬‬ ‫وحتمل يف فعل نشوئها حيث تتجلـّى‪ ،‬حلظة‬ ‫بداءتها‪ .‬وهذه اللـّحظة ال تتعلـّق بالكالم وإنمّ ا‬ ‫بالكلم أو بـ"اخلطاب" إذا أردن��ا‪ ،‬وهو يصنع‬ ‫جزءا جزءا ببنى األثر وهي تكون‪ .‬والقاعدة‬ ‫هنا واض��ح��ة جل ّية‪ -‬على حن��و م��ا ب�ّي�نّ عبد‬ ‫ين كالقرآن أو هذا ّ‬ ‫القاهر‪ -‬ففي أثر ف ّ‬ ‫الشعر‬ ‫ّ‬ ‫الذي حنن فيه‪ ،‬ليس مثة من عنصر حرفا‬ ‫كان أو صوتا أو جرسا أو كلمة‪ ،‬ال ينضوي‬ ‫إىل ف��ض��اء ال� ّن��ظ��م ال��ك��ـ��ل��ـ�ّ�ي‪ .‬وال � ّن��ظ��م‪ -‬بهذا‬ ‫املعنى‪ -‬هو فعل ّ‬ ‫الشكل بعينه أي الفعل الذي‬ ‫يتش ّكـل به وفيه شكل م��ا‪ .‬ولذلك ميكن أن‬ ‫نعدّه اإليقاع نفسه‪ّ ،‬‬ ‫ألن اإليقاع ليس قاعدة‬ ‫ّ‬ ‫خارج ّية خيضع هلا ّ‬ ‫الشكل الش ّ‬ ‫عري‪ ،‬أو ميكن‬ ‫استنباطها من هذا ّ‬ ‫الشكـل‪ ،‬وإنمّ ا هو تك ّونه أو‬ ‫تولـّده ال ّذاتي‪ .‬اإليقاع يف ال ّنظم وال ّنظم يف‬ ‫اإليقاع‪ .‬وهو أبعد من أن يكون ّ‬ ‫خطا مستقيما‬ ‫حيدّد وجهة اتجّ اهه ومقدوره‪ ،‬إذ ال يكون إالّ‬ ‫اخلاص‪ ،‬حبيث‬ ‫وهو يفتتح سبيله إىل تك ّونه‬ ‫ّ‬ ‫ال ميكن تعيينه أو إح��ص��اؤه‪ ،‬م���ادام يبتدع‬ ‫نظامه يف ّ‬ ‫كل حلظة من تك ّونه‪.‬‬ ‫وه��ذا ما جيعله يستعصي على ّ‬ ‫أي ن��وع من‬ ‫�ص��وري‪ ،‬إذ تتظافر فيه الكتابة‬ ‫اإلدراك ال� ّ‬ ‫ّ‬ ‫وال ّتعليق‪ ،‬تعليق الكلم وهو يتح ّرك يف خطه‬ ‫�اص ويتشكـّل ويعلق بعضه ببعض‪ ،‬يف‬ ‫اخل� ّ‬

‫حت ّول دائم‪ .‬وربمّ ا وهمنا بسبب من القافية‬ ‫يف ّ‬ ‫الشعر‪ ،‬أو الفاصلة يف القرآن أن ال حت ّول‪،‬‬ ‫وإنمّ ا عودة ّ‬ ‫الشيء عينه (اهلو‪ -‬هو)‪ .‬وهو فعال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فثمة عودة ال شك‪ ،‬ولكنها‬ ‫وهم وانطباع خادع‪ّ ،‬‬ ‫عودة متح ّولة تقع يف"زواج ال ّزمن" وحركة‬ ‫الكل يف ّ‬ ‫ّ‬ ‫الكل ال�تي ال يق ّر هلا ق��رار‪ .‬وك� ّ‬ ‫�أن‬ ‫يرتجح بني حدّين أو‬ ‫قدر اإليقاع ـ ال ّنظم أن ّ‬ ‫طرفني‪ :‬فال هو يسكن أو يهمد وال هو يتبدّد‬ ‫أو يتش ّتت‪ .‬بل هو ال ميكن إ ّ‬ ‫ال أن يقع يف ما‬ ‫وراء ّ‬ ‫املؤسسة‬ ‫الظواهر الفيزيق ّية وعناصرها ّ‬ ‫الشاعر والثورة ‪:‬‬ ‫وم��ا ال��ذي تغري يف تونس اليوم س��ؤال مهم‬ ‫للجميع يف ظل التجاذبات واالضطرابات‬ ‫واحل��س��اب��ات الكثرية ال�تي ختفيها خمتلف‬ ‫األطراف ‪...‬؟‬ ‫جييب الشاعر ال��ذي كان باألمس القريب‬ ‫م���ع���ارض���ا ل��ن��ظ��ام ال���رئ���ي���س األس���ب���ق زي��ن‬ ‫العابدين ب��ن علي ‪:‬م��ا ب�ين ت��ون��س ب��ن علي‬ ‫وتونس ‪ 14‬جانفي(يناير) جيسر التونس ّيون‬ ‫اهل������ ّوة ال���ت���ارخي��� ّي���ة ال��ت�ي ك����ان اجل���ن���رال‬ ‫وبطانته من كتـَبة وأساتذة قانون وأحزاب‬ ‫دي��ك��ور‪،‬حي��ف��رون��ه��ا مبعاول'الدميقراط ّية'‬ ‫وفؤوس'احلرية'‪ ..‬أن متكر اللغة مبعنى أن‬ ‫مت ّوه وختاتل من أجل ترويض هذا احليوان‬ ‫أو ذاك أو من أجل تدجني هذه الق ّوة الغامشة‬ ‫أو تلك‪ ،‬على حن��و م��ا ك��ان يفعل أسالفنا‬ ‫الغابرون وقد ع ّزت بهم التقنية‪،‬فالذوا باللغة‬ ‫وبالتصوير على ج���دران الكهوف‪،‬ومازلنا‬ ‫ن�ترس��م أث���ر ه���ذه ال��ذه��ن � ّي��ة يف ك��ث�ير من‬ ‫ّ‬ ‫استعماالتنا اللغويّة اليوم ّية؛حتى أضحى‬ ‫هذا األثر من صميم بنية اللغة االستعاريّة‪..‬‬ ‫أن متكر اللغة مبثل ه��ذا املعنى ف��ذاك ْ‬ ‫مكر‬ ‫أم���ا أن متكر اللغة كما كان‬ ‫حم��م��ود‪ّ ...‬‬ ‫يفعل اجلنرال يف خطبه ال�تي ك��ان يكتبها‬ ‫ل��ه ب��ع��ض زم�لائ��ن��ا يف اجل��ام��ع��ة م��ن ال��ذي��ن‬ ‫أحلقهم ب'ديوان اإلنشاء'‪ ،‬وأ ّنى منه رسائل‬ ‫عبد احلميد الكاتب الديوان ّية‪ ..‬أن متكر اللغة‬ ‫ّ‬ ‫وحتق‬ ‫مبعنى أن تغالط وتزيّف فتبطل حقا‬ ‫باطال ‪،‬فذاك ال عالقة له باعتباط ّية العالمة‬ ‫اللغويّة‪ ،‬بل باعتباط ّية املعنى‪ ،‬وم��ا تـُحقن‬ ‫به اللغة من خارج بنيتها بتزويق أو بإتقان‬ ‫بالغ‪،‬حتى لكأ ّنه من بداهات اللغة نفسها‪ :‬فأن‬ ‫يلوذ اجلنرال بالصمت‪،‬فليس ّ‬ ‫ألن السعوديّني‬

‫حرموه نعمة الكالم‪،‬أو أل ّنه مل جيد ما يواجه‬ ‫به التونس ّيني‪ ،‬وإنمّ ا أل ّنه تكّلم إلينا من خالل‬ ‫ال��ص��ورة‪ ،‬أبلغ ما يكون ال��ك�لام‪ ...‬وق��د متكر‬ ‫الصورة‪،‬ولكن على الذاكرة أن متكر أيضا‪،‬‬ ‫ذلك ّ‬ ‫أن لصور الشباب املقنوص بالرصاص‬ ‫احلي‪،‬مرجع وذاك��رة ـ وال أفهم مل��اذا ي ُ‬ ‫ُنعت‬ ‫ّ‬ ‫ب'احلي' وه��و ال��ذي يصنع امل��وت؛ول��ك��ن هل‬ ‫ّ‬ ‫احل���ي���اة س��وىب��ع��ض م���ن امل����وت وه���ل امل���وت‬ ‫س��وى بعض م��ن احل��ي��اة؟ وب��ع��د ه��ذا وذاك‬ ‫فهل ك ّنا ننتظر من اجلنرال أن يستعمل‬ ‫ال���رص���اص األب��ي��ض ل��ت��ف��ري��ق املتظاهرين‬ ‫��ج�ي�ن؟ال���رص���اص األب���ي���ض للسينما‬ ‫احمل���ت� ّ‬ ‫وهذه ليست سينما‪ .‬السينما للفرجة وهذه‬ ‫أم��ا‬ ‫األح����داث مل ت��ك��ن للفرجة وال��ك��ت��اب��ة‪ّ ..‬‬ ‫الذاكرة فهي ذاكرة السجون‪:‬‬ ‫'المبيز' يف عهد الفرنسيني و'برج الرومي'‬ ‫بعد االس��ت��ق�لال حيث ك��ان بورقيبة قبل‬ ‫ني‪،‬ثم‬ ‫بن علي يستكمل استئصال اليوسف ّي ّ‬ ‫ال��ش��ي��وع � ّي�ين ف��اإلس�لام � ّي�ين؛وال��ت��ه��م��ة هي‬ ‫ذات التهمة! والسجان ه��و نفس السجان‪،‬‬ ‫وإن تبدلت األمس��اء! ما الفرق بني 'بيرتي'‬ ‫و'التيجاني'؟ ك��ان السجانون يف 'المبيز'‬ ‫أو ج��ه � ّن��م ال��ب��ي��ض��اء ك��م��ا ك���ان السجناء‬ ‫يسمونه‪،‬لكثرة الثلوج املتهاطلة جبهته‪ ،‬من‬ ‫ّ‬ ‫حثالة األوروب��ي�ين‪ ..‬خليطا من الفرنسيني‬ ‫واألملان والبولنديني والروس‪ ..‬ويف 'الربج' من‬ ‫حثالة البدو وبيوت الصفيح يف املدن(ميليشيا‬ ‫احل��زب احل��اك��م)‪ ..‬يف األوّل ويف الثاني‪ ..‬ال‬ ‫فرق‪ ..‬كانوا يدفعون بالوطنيني إىل كهوف‬ ‫مظلمة وده��ال��ي��ز وس���رادي���ب حم��ف��ورة يف‬ ‫األرض‪ ،‬تتدلىّ من سقوفها رواسب كلس ّية‪،‬‬ ‫وض��وء ضئيل متخافت‪' ..‬منس ّيات' أرضها‬ ‫واجلص والبوتاس‪ ،‬وجدران‬ ‫خملوطة باملاء‬ ‫ّ‬ ‫تنضح ماء ورطوبة‪ ..‬على ّ‬ ‫أن من يقرأ ليس‬ ‫كمن يرى‪.‬‬

‫املثقف والثورة ‪:‬‬

‫ي��ؤك��د الشاعر منصف ال��وه��اي�بي دائما‬‫أنه كان من القالئل من الشعراء واألدباء‬ ‫عموما الذين عارضوا نظام بن علي‪ ،‬وكان‬ ‫ذلك يف صلب حركة التجديد منذ ‪2003‬‬ ‫حت���دي���دا‪ .‬ول��ك� ّ�ن ال � ّن��ش��ط��اء م��ن حقوقيني‬ ‫والسياسيني ليسوا على أ ّي��ة حال‬ ‫ونقابيني ّ‬ ‫علي‪ .‬على‬ ‫بن‬ ‫عارضوا‬ ‫الذين‬ ‫األدباء‬ ‫قي قّلة‬ ‫ّ‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫مل اكن معارضا لنب علي بشكل عال بل بشكل واضح…‬ ‫ّ‬ ‫أن صوته ض � ّد نظامه واملنظومة القيمية‬ ‫اليت دعمته مل يكن عاليا وإنمّ ا كان واضحا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪:‬حرصت دائما على أن يكون واضحا‬ ‫ويضيف‬ ‫تفاديا ّ‬ ‫لكل تلبيس أضحى كثري من املث ّقفني‬ ‫يف ت��ون��س م��اه��ري��ن فيه وحي��ذق��ون��ه بشكل‬ ‫يسمح هلم باالنتقال من موقف إىل موقف‬ ‫ببهلوان ّية يتص ّورونها خارقة لك ّنها يف حقيقة‬ ‫األمر مضحكة؛ وشواهد ذلك كثرية اليوم‬ ‫بعد ‪ 14‬جانفي‪ .‬لكن ما ينبغي ال ّتذكري به‬ ‫أ ّني مل أخنرط يف معارضة منظومة احلكم‬ ‫السياس ّية والقيم ّية يف نصوصي ّ‬ ‫الشعريّة‬ ‫ّ‬ ‫واألدب ّية؛ فأنا ال أعترب نفسي كاتبا ملتزما‬ ‫باملعنى امل��ع��ه��ود‪ ،‬وإنمّ ����ا أس��ع��ى إىل كتابة‬ ‫ق��ص��ي��دة أف � ّع��ل م��ن خ�لاه��ا حياتي‘ م��ا هو‬ ‫ميتافيزيقي‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫ي��وم� ّ�ي فيها وم��ا ه��و‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ياسي الذي احتّله‬ ‫الس‬ ‫للمشهد‬ ‫فإن مناهضيت‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫علي تعكس ما أت��ص� ّوره الشرط األدن��ى‬ ‫بن ّ‬ ‫لعالقة املث ّقف ّ‬ ‫بالشأن العامّ‪ ،‬وهذا يقتضي‬ ‫تدبريا مع ّينا هلذه املناهضة ّق��د ُ‬ ‫رت أن يكون‬ ‫سياسي واضح‬ ‫من خالل انتسابي إىل هيكل‬ ‫ّ‬ ‫نصي ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشعري يتح ّرك يف أفق وجودي‬ ‫ألن ّ‬ ‫غ�ير مس ّيس باملعنى احل��ريف للسياسة ويف‬ ‫ياسي‬ ‫حساس ّية مجال ّية ال تقطع م��ع ّ‬ ‫الس ّ‬ ‫لك ّنها ليست على أ ّي��ة حال مس ّيسة‪ .‬وح ّتى‬ ‫القصائد اليت كتبتها يف تفاعل مع بعض‬ ‫السياس ّية أو تنديدا ببعض املواقف‬ ‫األحداث ّ‬ ‫وامل��م��ارس��ات ال�تي ت��و ّرط��ت فيها هياكل ما‬ ‫كان هلا أن تو ّرط نفسها بذلك ّ‬ ‫الفج؛‬ ‫الشكل ّ‬ ‫إنمّ ا أعدّها مناسبت ّية ومنربيّة وال أعتربها‬ ‫مم ّثلة لتجربيت ّ‬ ‫الشعريّة‪.‬‬ ‫أما بعد ‪ 14‬جانفي‪ ،‬فأنا مل أصمت يف واقع‬ ‫ّ‬ ‫السياق تغيرّ ؛ فلم نعد ضمن‬ ‫ولكن‬ ‫�ر‪.‬‬ ‫�‬ ‫األم‬ ‫ّ‬ ‫معادلة تقليديّة معقودة على تقابل بني‬ ‫سلطة وم����واالة م��ن جهة وم��ع��ارض��ة ل ّينة‬ ‫أو راديكال ّية من جهة ثانية‪ ،‬وإنمّ ��ا حنن يف‬ ‫وضع انتقالي نتيجة "حدث ّية" استثنائ ّية يف‬ ‫تاريخ تونس املعاصر تأ ّتى لي أن أمت ّثلها يف‬ ‫بعض ال ّنصوص ّ‬ ‫الشعريّة‪ .‬وق��د أمتثلها يف‬ ‫نصوص أخرى‪ .‬ويف اجلملة‪ ،‬فأنا مثلي مثل‬ ‫أتهجى‬ ‫مث ّقفني كثريين أتعّلم بع ُد كيف ّ‬ ‫هذا الوضع االنتقالي‪...‬‬

‫الركوب على الثورة‪:‬‬

‫واملالحظ يف الشأن التونسي اليوم يقف عند‬ ‫ظاهرة ملفتة لالنتباه واالنزعاج يف آن وهي‬ ‫الركوب على الثورة ‪.‬فماذا يقول منصف‬ ‫الوهاييب عن هذه الظاهرة؟‬ ‫يؤكد أن هذا على أيّة حال سلوك يصاحب‬ ‫ّ‬ ‫جل ال ّثورات إن مل يكن كّلها‪ .‬وليس معنى‬ ‫ّ‬ ‫ب�رر‪ .‬لكن م��ا تنتظر م��ن مث ّقف‬ ‫ذل��ك أن��ه م� ّ‬ ‫علي؟ ّ‬ ‫أتظن أ ّنه كان يفعل‬ ‫بن‬ ‫يبارك سياسة‬ ‫ّ‬ ‫ذلك من منطلق قناعة إيديولوج ّية أو رؤية‬ ‫ثقاف ّية رصينة؟ هو على األرجح يصدر عن‬ ‫الصعب أن يتخّلى عن‬ ‫طبع‬ ‫وصولي؛ ومن ّ‬ ‫ّ‬ ‫هذا ّ‬ ‫الطبع‪ ..‬وليس خافيا ّ‬ ‫أن الذين يتهافتون‬ ‫اليوم على ال ّركوب على ال ّثورة ببهلوان ّية‬ ‫الفتة هم أنفسهم الذين زيّنوا لنب علي أ ّنه‬

‫مف ّكر ومث ّقف وصاحب رؤي��ة‪ ..‬وهم الذين‬ ‫مل يتخّلفوا عن ركب مناشدته احلكم سنة‬ ‫‪( 2014‬فهم مل يفعلوا إ ّ‬ ‫ال أن ح ّولوا ركب‬ ‫املناشدة إىل رك��وب على ال��ث��ورة)‪ .‬إ ّ‬ ‫ال أ ّنين‬ ‫أتص ّور أ ّنهم حي ّولون أنفسهم إىل أضحوكة‬ ‫مسجة‪..‬‬ ‫واس��ال��ه ‪ :‬ه��ل ك��ان حكم ب��ن علي كارثيا‬ ‫اىل ه��ذه ال��درج��ة؟ف�يرد ال��ش��اع��ر ‪:‬ح��ك��م بن‬ ‫ع��ل��ي م��رح��ل��ة ك��ارث � ّي��ة يف ت��اري��خ تونس‬ ‫سنعاني منها طويال‪..‬أخشى أن نكتشف يوما‬ ‫حقيقة مرعبة مفادها ّ‬ ‫أن بن علي حكمنا‬ ‫بذلك ّ‬ ‫الشكل القبيح والبائس ّ‬ ‫ألن تونس ّيني‬ ‫كثريين يشبهونه‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫‪:‬كتبت ذات م ّرة يف ركن صحفي‬ ‫ويضيف‬ ‫ّ‬ ‫أسبوعي أواظب عليه منذ مدّة أن هذه الثورة‬ ‫ولدت بال رأس‪ ،‬أل ّنه مل يكن ّ‬ ‫مثة فكر يقودها‪.‬‬ ‫إما‬ ‫والذين يضطلعون اليوم باجلدل الدّائر ّ‬

‫مهمة ثقاف ّية عن جدارة‬ ‫مسار ال� ّث��ورة" هو ّ‬ ‫وليس جم � ّردة مسرية أو اعتصام‪ ..‬لكن ال‬ ‫أدري كيف نضطلع بع ُد بهذا ال ّرهان‪..‬‬ ‫هي خماوف مشروعة وأتص ّور ّ‬ ‫أن منظومة‬ ‫احل��ك��م امل��ن��ح �ّل��ة ه���ي ال�ت�ي مت � ّه��د مل��ث��ل ه��ذا‬ ‫االستبداد‪..‬‬

‫سرية ذاتية‬

‫ملنصف الوهاييب‬ ‫��ال بكّلية اآلداب والعلوم‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫ـ أس��ت��اذ تعليم ٍ‬ ‫االنسان ّية‪:‬سوسة ـ تونس‬ ‫ح��اص��ل على دك��ت��وراه ال �دّول��ة ‪" :‬صناعة‬ ‫ّ‬ ‫الشعر عند أبي ّ‬ ‫متام‬ ‫املرئي واجلسد‬ ‫ـ ودكتورا احللقة‪" :3‬اجلسد‬ ‫ّ‬ ‫املتخ ّيل يف شعر أدونيس‬ ‫من أعماله الشعرية‬ ‫ـ من البحر تأتي اجلبال ‪،‬دار أم ّية ‪،‬تونس‬

‫املنصف الوهاييب‬

‫سياس ّيون ناشطون قبل ‪ 14‬جانفي تربّوا ‪1991‬‬ ‫على املمارسة السياس ّية يف ح��رم اجلامعة‬ ‫وعلى مقوالت وأدب ّيات تط ّورت مرجع ّياتها ـ ميتافيزيقا وردة ال ّرمل ‪،‬القريوان‪.2000‬‬ ‫إّ‬ ‫ال ّ‬ ‫أن قّلة منهم انتبهت إىل ه��ذا ال ّتط ّور حصل على جائزة البنك ال ّتونسي "أبوالقاسم‬ ‫ّ‬ ‫وتعهّدت نفسها ب��االخن��راط فيه من خالل الشابي" لعام ‪1999‬‬ ‫تهوئة مشاريعها ب��رؤى وت� ّ‬ ‫�ص��رات ثقاف ّية‪ ..‬ـفهرست احليوان تونس ‪ُ 2007‬ترجم إىل‬ ‫ّ‬ ‫وإما سياس ّيون خرجوا علينا كالفطر وليس االسبان ّية‪،‬منشورات املركز الوطين للرتمجة‬ ‫فقط مل نسمع هلم صوتا قبل ‪ 14‬جانفي تونس‪2010‬‬ ‫وإنمّ ا مل ننتبه أصال إىل ما خ ّيم عليهم من ـ أش��ي��اء الس ّيدة ال�تي نسيت أن تكرب تونس‬ ‫صمت‪ ..‬واملخيف ح ّقا أ ّ‬ ‫ال تنتج ال ّثورة خطابها ‪2009‬‬ ‫ال ّثقايف اخل ّ‬ ‫أمس ـ مترين على كتابة يوم اجلمعة ‪ 14‬جانفي‬ ‫الق وال ّريادي الذي حنن يف ّ‬ ‫احلاجة إليه أكثر من ّ‬ ‫أي حتّ��رك "ث��وري" ‪2011‬‬ ‫آخ��ر‪ ..‬ال أح� ّ‬ ‫�ب ال ّتنظري ملستقبل تونس؛ لكن ـ عشيقة آدم(رواي����ة فايسبوكية) جائزة‬ ‫يسميه بعض ّ‬ ‫أتص ّور ّ‬ ‫الشباب "استكمال الكومار الذهيب تونس ‪2012‬‬ ‫أن ما ّ‬

‫ـ خمطوط متبكتو‪ ،‬ط‪ 1.‬دار صامد ‪،‬تونس ‪1998‬‬

‫قصيدة قيد‬ ‫الكتابة‬ ‫للشاعر املنصف الوهاييب ‪:‬‬

‫�وح) أنت تع��رف ّ‬ ‫ْ‬ ‫(إىل عبدالوه��اب املل� ّ‬ ‫الكالم مل‬ ‫أن‬ ‫يكن ق� ّ‬ ‫�ط نفحة آهل��ة‪ ..‬أنت تع��رف ّ‬ ‫ْ‬ ‫أن الكالم ما‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫الر ّ‬ ‫تضيفه أن��ت ّ‬ ‫األرض أعين‬ ‫واقي كل صب��اح إىل‬ ‫ِ‬ ‫إىل املاء والنار‪)..‬‬

‫ّ‬ ‫أن اهلواء الذي نتن ّفسه‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫نسمي‬ ‫يتنفسنا إذ ّ‬ ‫ونكتب أشياءنا‬ ‫أنت تعرف ّ‬ ‫أن القصيدة تبدأ بعدك‪..‬‬ ‫حني ْ‬ ‫تنام‬ ‫َ‬ ‫جفونك‬ ‫الليل ملء‬ ‫آخر ِ‬ ‫ْ‬ ‫قل آن للكلمات إذن بعد عشرتنا‬ ‫أن تكون هلا يدها‬ ‫أن تشري إلينا بإصبعها‬ ‫أن تنادي علينا‬ ‫وأن تتهدّل من فوقنا مثلما‬ ‫تتهدّل فوق السياج‬ ‫مثار احلديقة يف بيت جارتنا‬ ‫****‬ ‫فاكهة‬ ‫حلم‬ ‫صاحيب‬ ‫يا‬ ‫للسعادة‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫الزرق‬ ‫إذ تلوح ستائرها‬ ‫ـ حني ّ‬ ‫تطل بثوب الصباح املق ّور‬ ‫البيت ـ‬ ‫من شرفة ِ‬ ‫قة‬ ‫مثل جسور معّل ٍ‬ ‫يف الطريق من القريوان‬ ‫َ‬ ‫حضرموت‬ ‫إىل‬ ‫حضرموت إىل القريوانْ‬ ‫َ‬ ‫ومن‬ ‫ُ‬ ‫'سيدي خليفة'‬ ‫اسرتاحة‬ ‫‪:‬ثم‬ ‫قلت‬ ‫م ّرة‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ثم نشرب قهوتنا‬ ‫أركن سيارتي ّ‬ ‫َ‬ ‫قلت‪ :‬هل نسرتيح سوى يف دواخلنا‬ ‫حني أسند رأسي إىل راحيت‬ ‫قلت بيين وبي َ‬ ‫ُ‬ ‫ين‪:‬هذي احلياة‬ ‫ورم ال شفاء له‬ ‫ثم يعود ترابا‬ ‫دمنا يتي ّبس ّ‬ ‫ت��رمج��ت خم���ت���ارات م���ن ه����ذه ال��ك��ت��ب إىل‬ ‫والسويديّة‬ ‫الفرنس ّية واألنقليزيّة واألملان ّية ّ‬ ‫وال�برت��غ��ال� ّي��ة واإلس��ب��ان � ّي��ة‪.‬وآخ��ره��ا كتاب‬ ‫شعري صدر عن دار برونو دوساي بفرنسا‬ ‫‪Moncef Ouhaibi,Que toute‬‬ ‫‪chose se‬‬ ‫‪taise,Paris 2012‬‬ ‫وقد حصل على جائزة جلنة التحكيم‪:‬جائزة‬ ‫املتوسط للشعر‪:‬نيكوس غاتسوس‬ ‫ّ‬ ‫‪PRIX MEDITERRANEE DE‬‬ ‫‪» LA POESIE « NIKOS GATSOS‬‬ ‫ـ يابلدا يشبهين ‪ ،‬فلم وثائقي خيالي عن‬ ‫واحلمامات‬ ‫زيارة ال ّر ّسام بول كلي لتونس‬ ‫ّ‬ ‫والقريوان عام‪1914‬‬ ‫باالشرتاك مع املخرج هشام اجلربي ‪ ،‬كتابة‬ ‫وسيناريو‪.‬تونس‪1996‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪maisserrim2004@yahoo.fr‬‬


‫‪)2012 )2013‬‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو‬ ‫‪-2‬يوليو‬ ‫‪ 26‬ـ‪15‬‬ ‫‪- 9( 59‬‬‫العدد ) ‪( -‬‬ ‫الثانية ‪113‬‬ ‫السنةالعدد (‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬

‫‪11‬‬

‫تأمالت يف زمن النار والدخان‬ ‫إىل حممد البوعزيزي ضمري الذاكرة يف ذاكرة الضمري ‪.‬‬

‫سليم احلجاجي‬ ‫ش��اه��د ش��ه��ود ال��ع��ص��ر ش���اب ان��س��ان‬ ‫م��ن ت��ون��س ول���د م��ن رح���م مجاهلا‬ ‫وخ��ض��اره��ا لكنه رض���ع م��ن ص��در‬ ‫شحوبها ومنا بني منحدرات أزقتها‬ ‫‪“ ،‬البوعزيزي” اجليل الرمز الصرح‬ ‫أعلن شهادة السرية الذاتية لضحايا‬ ‫العسف املسبوق وغري املسبوق وهلث‬ ‫اىل أن توقف ألن الظلم والظالم‬ ‫ي��ن��ت��م��ي ك�لاه��م��ا اىل ج��غ��راف��ي��ة‬ ‫واح����دة مفصولة ع��ن ال��ت��اري��خ يف‬ ‫ان��ت��ش��ار ف��ي��زي��ائ��ي ( ال��ف��ي��زي��اء علم‬ ‫ح����رك����ة احل����رك����ة ) ومت������ازج‬ ‫كيميائي ( الكيمياء علم التفاعل‬ ‫) يف سياق متعمد لتدمري االحياء‬ ‫اليت هي علم احلياة (علم الكائنات‬ ‫احلية) ‪.‬‬ ‫اخ��ت��ار البوعزيزي لشهادته منطا‬ ‫من التعبري غري املألوف وال متعارفا‬ ‫عليه اتفاقا ودون احلاجة لالتفاق‬ ‫عليه تعارفا ‪.‬‬ ‫احل���دث ق���د ال تتقبل���ه مؤسس���ات حق���وق‬ ‫االنس���ان النه���ا تعتربه تضحية فتخش���ى أن‬ ‫تتحول اىل ظاهرة دراية منها حبجم وعمق‬ ‫املس���احة ومدى ما تعني���ه (الفداحة ) الكلمة‬ ‫هنا حتمل مضمونها تفصيليا ألن املاليني يف‬ ‫مواطن االغرتاب ومالي�ي�ن يف غربة املواطن‬ ‫غ�ي�ر مش���مولني بعل���م االحصاء م���ن أي نوع‬ ‫‪ ،‬ال ه���م وال ماه���و موصول به���م وبهن ‪ ،‬غري‬ ‫أن هذه املمارس���ات املعنية حبقوق االنسان ال‬ ‫تس���تطيع رده وال حتى رفضه بل لن تتمكن‬ ‫حت���ى من حج���ب االدانة – العملي���ة للتهمة‬ ‫ال�ت�ي توج���ه إليه���ا وس���ط ص���راخ االح���داث‬ ‫بأنه���ا متواطئ���ة – صمت���ا – جتاه الش���عوب‬ ‫ض���د انظمة االنظ���ام اليت بدوره���ا تؤمن أن‬ ‫ش���رعيتها مس���تمدة من القوة اليت تفرتض‬ ‫ومن س���طح واقع احلال أن الشعوب تفتقدها‬ ‫وتعط���ي تفس�ي�رات متباين���ة حملاول���ة اقناع‬

‫مراقيب ومراقبات االحداث يف العوامل احلرة‬ ‫بأن ش���عوبهم تعودت ثم أعت���ادت أن حيكمها‬ ‫من ‪:‬‬ ‫يستطيع أن (يدسرت) الدستور وفق مفهومة‬ ‫جمهول���ة أو ي���رث الرئاس���ة م���ن أبي���ه الذي‬ ‫بنى س���وريا احلديثة كما روجت مبنهجية‬ ‫خط���ط هل���ا ج���راء النفاق ث���م صحح���وا هلا‬ ‫خرائ���ط ط���رق مليئ���ة ب���كل أن���واع االلغ���ام‬ ‫املعروفة واملعروضة واخلفية ‪.‬‬ ‫أو م���ن يطبخ قت�ل�ا واغتياال وب���كل من أطاح‬ ‫باالمام يف اليمن وأنه ال حيق ألحد أن يسأله‬ ‫عن الس���بب متزيق ب�ل�اده ردا بأن���ه هو الذي‬ ‫وجدها ‪.‬‬ ‫أو االعالن املتكرر عن الرئاس���ة مدى احلياة‬ ‫وه���و يعلم أن ب�ل�اده تعي���ش وال حتيا اىل أن‬ ‫هرب ‪.‬‬ ‫أو أفني���ت عم���ري يف خدمة مصر يف الس���لم‬

‫واالس���تخباراتية يف ايران كرى أنو شروان‬ ‫ملك امللوك أورثهم بصمات وأختام مقدسة‬ ‫يعتمدونه���ا تعاوي���ذ وأحجب���ة ق���ادرة عل���ى‬ ‫حتصينه���م حتى ضد ق���رارات االمم املتحدة‬ ‫وال���رأي الع���ام العامل���ي ال���ذي ال يأبه���ون ل���ه‬ ‫حي���ث أنه برأيهم خارج الق���درة على فهم ان‬ ‫(فارس) قادرة على فصل حقائق التاريخ عن‬ ‫حقائ���ق اجلغرافي���ا بإبداعها اخل���اص ‪ ،‬إنهم‬ ‫يدين���ون الع���امل كله بتهمة أن���ه ال يفهم أن‬ ‫ايران هي العامل وعليه���م التعامل معها على‬ ‫أساس أو حتى ال أساس ذلك وبكل مفرداته‪.‬‬ ‫الزال التأم���ل يف زم���ن الن���ار والدخ���ان الذي‬ ‫رس���م الش���هيد البوعزي���زي مالم���ح خارطة‬ ‫االنسانية وأضاء شعاعها يفرتض أن نستنج‬ ‫أن قضية " حممد البوعزيزي" مل ولن تكون‬ ‫حملي���ة أو وطني���ة أو قومي���ة ألنه���ا فتحت‬ ‫والزال���ت تواص���ل فت���ح املس���ارات يف اجت���اه‬

‫قيوده حد االذابة منبه���ا احلكام واحملكومني‬ ‫بزلزل���ة غ�ي�ر مس���بوقة أيض���ا اىل ش���ريعة‬ ‫السماء وش���رائع االرض اللذيم أصيبوا رعبا‬ ‫بصرخت���ه الصامت���ة كبينة ه���ي أيضا غري‬ ‫مألوف���ة أفاقوا من ذهوهل���م لينحدروا اىل ما‬ ‫هو أشد هوال من الذهول ‪.‬‬ ‫حممد طعن الفقر يف مقتل ثم أش���عل وقود‬ ‫منط���اد احلري���ة مل يع���رف الن���اس مثله وال‬ ‫مثلها يف زمن تأتي فيه الريح بال قوة ويضيع‬ ‫ب���ذار االرض ‪ ،‬كان حمروما حتى من حقه‬ ‫يف التعلي���م من بداية االجبدي���ة حتى نهاية‬ ‫الع���وز غري أن���ه علم املالي�ي�ن أن تبصر االفق‬ ‫مليا لتحطم االصنام وعبيدها مسقطا أقرب‬ ‫ع���رش للطغي���ان فاحت���ا املس���اراتكلها لرواد‬ ‫احلياة كي يس���قطوا كل أيل للسقوط ثم‬ ‫يُئي ُلو! غريه لإلسقاط ‪.‬‬ ‫لقد ب���ذر مزرع���ة بذور ث���م أغناه���ا لتتفتح‬

‫واحلرب أفال يعطي ذلك ش���رعية االمتالك‬ ‫والتمل���ك إلبنه االكرب – سياس���يا – وجنله‬ ‫الثاني – اقتصاديا ‪-‬؟؟‬ ‫أو من ينظ���م اجلماهري يف خط���وط دفاعية‬ ‫متتالي���ة لتقات���ل م���ن يهامجه���ا م���ن ذات‬ ‫اجلماه�ي�ر وهن���ا تكم���ن أهمية مقول���ة ‪ :‬أن‬ ‫اجلماهري جيب أن حتكم نفس���ها ‪،‬أما كيف‬ ‫يت���م ذلك ؟ كان���ت االجاب���ة أن فتح خمازن‬ ‫االس���لحة ب���كل مصاريعه���ا قب���ل أن يط���رح‬ ‫الس���ؤال س���ؤاله فكان���ت التجرب���ة الطويل���ة‬ ‫الط���ول حافل���ة وحبل���ى ب���كل املمتل���كات‬ ‫‪...‬والزالت ‪.‬‬ ‫أو ش���رعية االمام القائد اليت ورثها ووريثها‬ ‫يف بالد – ايران – مؤسس���ات غري متجانس���ة‬ ‫بعد وفاته كذلك مؤسس�ي�ن الرؤس���اء منهم‬ ‫ب�ل�ا مقاع���د وق���ادة بالجي���وش وموج���ه بال‬ ‫بوصلة ‪.‬‬ ‫والزال���ت فك���رة (ضحي���ة) تصدي���ر الث���ورة‬ ‫تهيمن على العقول السياس���ية واالقتصادية‬

‫كل تضاريس ب���ل وجيولوجية االحتماالت‬ ‫املمكنة واملستعصية ‪.‬‬ ‫لق���د كانت حج���ة البوعزي���زي عندما حرر‬ ‫جسده ليحرر احلرية (مضمخة) فالكربيت‬ ‫والوق���ود والنريان والدخان ونس���يج اجلس���د‬ ‫االنس���ان املقات���ل كان���ت مجيعه���ا ومجعه���ا‬ ‫ومجع مجع مجعها والزالت شاهدة وشهيدة‬ ‫خطوات���ه الواثقة ومالحمه من أي انفعال او‬ ‫خوف او توتر إدانة هي االخرى غري مسبوقة‬ ‫ل���كل امن���اط خروقات حق���وق االنس���ان قبل‬ ‫س���حقها ثم س���حقه هو ليس يف بالده حسب‬ ‫بل حيث املعتقالت وكه���وف الظلم واملهانة‬ ‫أك���د ذل���ك كل من ح���ذوا ح���ذوه تواليا يف‬ ‫الالمواطن االخرى ‪.‬‬ ‫البوعزي���زي مل حي�ت�رق بل أح���رق تفصيليا‬ ‫كل املهانات واملظامل واملعوقات اليت صممها‬ ‫ونش���رها وجرس���ها طغاة االرض متصورين‬ ‫أنه���م جباب���رة ‪ ،‬لق���د ح���رر روح���ه ‪ ،‬والروح‬ ‫ْ‬ ‫���رق ‪ ،‬صه���ر‬ ‫ال تحَ �ت�رق وال تحُ ���رق والتحَ ِ‬

‫بغري حس���ابات علم الزراعة بداهة ألن بذرة‬ ‫االنسان غري نباتية !إن اللذين حياربون منع‬ ‫تك���رار بركانه حتس���با أو خش���ية أو تعاطفا‬ ‫أو خوف���ا من االختن���اق بالدخان ق���د يتمكن‬ ‫بعضه���م – نس���بيا – الن إمكاناته���م ال تعدو‬ ‫وال تتعدى حدود التقنيات املألوفة ‪.‬‬ ‫غري أنهم وكذلك املرعوبني لن يتمكنوا من‬ ‫خن���ق أو حج���ب أو اغتيال أو حم���و ( الفكرة‬ ‫القرار ) النها تس���تمد شريعتها من شريعتها‬ ‫مرسخة قاعدة (مبدأ املبدأ) ‪.‬‬ ‫البوعزيزي الربكان الزل���زال أطلق منضاد‬ ‫احلري���ة يف كل االجتاه���ات حم���ددا بداي���ة‬ ‫تاري���خ جديد ق���د يبدأ منه وب���ه كثري مينى‬ ‫بش���يء هلم أن يكونوا مستضعفني يف االرض‬ ‫فرفض���وا ليقتحم���وا دروب االنعت���اق حن���و‬ ‫رح���اب االرض ومنه���ا وفيه���ا ‪..‬إنه���ا ملحمة‬ ‫متألقة االلق اليت أدعها (البوعزيزي ) ضمري‬ ‫الذاكرة كي حتفظ يف ذاكرة الضمري ‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫العدد‪9 ((-‬‬ ‫‪) 113‬‬ ‫السنةالعدد (‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬ ‫يوليو ‪)2013‬‬ ‫يوليو‪15 -‬‬ ‫‪9 15‬‬ ‫‪( - -) 113‬‬ ‫الثالثة ‪-‬‬

‫كنت خيا ًال‪...‬‬ ‫عندما َ‬ ‫عليا الفيتوري‬

‫كانت لك صوالت وجوالت‬ ‫كنت متضغين حبواسك‬ ‫تستنشقين‬ ‫تزفرني‬ ‫تذوب يف خطوط يدي‪..‬‬ ‫بسملتك وختام يومك‬ ‫ُ‬ ‫كنت أنا‬ ‫وم���ا إن تداركت���ك ألغمس‬ ‫أصابعي‬ ‫بذلك الشعور الشهي ‪..‬‬ ‫أصبحت خياال‬ ‫ليت�ن�ي اكتفي���ت مبج���رد‬ ‫اخليال‬ ‫‪....................‬‬ ‫•لست لي‪!!..‬‬ ‫احلسرة متأل املكان‬ ‫جتتاح كل كياني‬ ‫الدموع ال تغسل ‪ ..‬األمل‬ ‫تزيدني زهدا‪ ..‬تزيدني متسكا‬ ‫بك‬ ‫كم من الليالي‪ ..‬استحضرت‬ ‫فيها ذكراك‬ ‫والفك���رة اجملنونة بأنك متأل‬ ‫احضانها تقتلين‬ ‫س���أجعلك س���رابا‪ ..‬وهما ‪ ..‬ال‬ ‫حقيقة‪..‬‬ ‫ويح قليب اللعني‪..‬‬

‫وويح ذكراك املتهالكة‪...‬‬ ‫‪......................................‬‬ ‫جاحد بطبعه‬ ‫يرفل باجتاهي‬ ‫يرس���م خطوات واثق���ة ‪،‬على‬ ‫ضفاف قليب‬ ‫يع���رف أن���ي انتظ���ره يف ذات‬ ‫املكان وذات الزمان‬ ‫ألوان الغسق اكسبتين محرة‬ ‫كالقرمز‪..‬‬ ‫انعكاسها واضح بكلتا عينيه‬ ‫ينظر إلي خلسة‪...‬‬ ‫خماف���ة أن أقط���ن قليال عند‬ ‫الغروب‬ ‫واس���توحي م���ن نبضات���ه‬ ‫معزوفة قيثارية‬ ‫جتعل عيناه س���امرة للشفق‬ ‫الثاني‬ ‫جاحد هو بطبعه‬ ‫‪.................................‬‬ ‫•سطو‪..‬‬ ‫سارق حبلة سوداء‪..‬‬ ‫خطواته الرشيقة‬ ‫تنذر حواسي‬ ‫أغمض عي ّ‬ ‫ين‬ ‫فقط ليشعر باألمان‬ ‫أراقب عن كثب ‪ ..‬وأخدعه‬

‫أضحك بداخلي‬ ‫وأتبعه‪!!..‬‬ ‫يبعثر آهات الشوق‬ ‫يلملم قبالت مسروقة قبال‬ ‫يتوشح اللهفة‪..‬‬ ‫ويفك أزرار الغياب‬ ‫يربت على جراحي‪..‬‬ ‫آالمي‪..‬‬ ‫يدع أصابعه تتسلل‬ ‫هلضاب أس���دل عليه���ا نثرات‬ ‫اهلجر‬ ‫ويوق���د مشوع���ا كنن���ت ق���د‬ ‫خبأتها للحظه كهذه‬ ‫سارق‬ ‫متسلل‬ ‫يسطو علي‬ ‫‪...................................‬‬ ‫•صهيل الذكرى‬ ‫عند ناصية الشوق‬ ‫صهيل الذكرى‬ ‫ينفض غبار األسى‬ ‫يراودني احلنني‬ ‫للمكوث فيك للحظات‬ ‫وتنتشي ‪ ..‬انفاسي!!‬ ‫ببزوغ أول ابتسامة‪.‬‬


‫‪)2012 )2013‬‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو‬ ‫‪-2‬يوليو‬ ‫‪ 26‬ـ‪15‬‬ ‫‪- 9( 59‬‬‫العدد ) ‪( -‬‬ ‫الثانية ‪113‬‬ ‫السنةالعدد (‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬

‫‪13‬‬

‫قصص ‪......‬‬ ‫فتحي نصيب‬

‫خلع خامت اخلطوب���ة من بنصره األمين‬ ‫لوحة‬ ‫ووضع���ه أمامه���ا بعد أن احتس���ى فنجان‬ ‫هذا باب ‪.‬‬ ‫قهوة بدون س���كر ‪ ،‬فيما مل تلمس كوب‬ ‫تلك آنية طعام‪.‬‬ ‫عصري الربتقال ‪.‬‬ ‫هذه كوة خلفها ليل ‪.‬‬ ‫صدفة ‪ ،‬وعلى أحد مقاعد حديقة عامة‬ ‫هذا فراش ووسادة ووقت رتيب ‪.‬‬ ‫ويف مس���اء خريف���ي ‪ ،‬التقيا بع���د أربعني‬ ‫ذاك مرحاض وأدوات حالقة ‪.‬‬ ‫عاماً ‪.‬‬ ‫هذه جدران ‪.‬‬ ‫تراكم���ت التجاعيد على رقبتها وظاهر‬ ‫تلك أبيات شعر ‪.‬‬ ‫كفيه���ا ‪ ،‬أما هو فقد فقد نصف أس���نانه‬ ‫هذا قميص به رتق ‪.‬‬ ‫وت���آكل النص���ف املتبقي ج���راء تدخني‬ ‫هذا كوب شاي بارد ‪.‬‬ ‫هذه ملعقة وعلبة حليب فارغة وزيت ‪ .‬التب���غ واحتس���اء القه���وة الس���وداء بدون‬ ‫سكر ‪.‬‬ ‫هناك ضجر ‪.‬‬ ‫أخربه���ا أن���ه أج���رى عملي���ة عل���ى "‬ ‫هذه صورة امرأة ذات جدائل ‪.‬‬ ‫الربوس���تاتا " ويعان���ي م���ن داء املفاص���ل‬ ‫تلك سجائر وعلبة ثقاب وسهاد ‪.‬‬ ‫‪ .‬وأخربت���ه أنه���ا اس���تأصلت أح���د ثدييها‬ ‫ذاك مصباح نوره ساطع ‪.‬‬ ‫وتعاني من القولون ‪.‬‬ ‫هذه كومة مالبس داخلية ‪.‬‬ ‫سألته ‪ :‬هل ‪ ..‬؟‬ ‫هذه علبة دون هوية ‪.‬‬ ‫وأنت ؟‬ ‫‪،‬‬ ‫كال‬ ‫‪:‬‬ ‫أجاب‬ ‫ِ‬ ‫هذه صورة أمي ودفء وحنني ‪.‬‬ ‫قالت ‪ :‬وأنا أيضا ‪ ..‬مل أتزوج ‪.‬‬ ‫هذا مصحف ورواية ل ( ماركيز ) ‪.‬‬ ‫هنا هواء عطن وحواس معطلة ووحدة ‪ .‬ش���عرا بربد املساء ‪ ،‬نهضا ‪ ،‬س���ارا معاً عرب‬ ‫ه���ذه صحيف���ة وتل���ك منفضة س���جائر ممرات احلديق���ة املتعرجة كصديقني‬ ‫قدميني ‪.‬‬ ‫ورماد ‪.‬‬ ‫البيت‬ ‫ ‬ ‫هذا حذاء اسود دون خيوط ‪.‬‬ ‫تل���ك بضعة من���ال س���ارحة وباقة أحالم للمرة اخلامس���ة أو رمبا السادس���ة يعيد‬ ‫مؤجلة ‪.‬‬ ‫هنالك قنينة ماء واشتهاء ‪.‬‬ ‫وهنا غطاء صويف ‪.‬‬ ‫هذه ذاكرة س���اكنة ومشجب ومسمار‬ ‫معقوف ‪.‬‬ ‫هذه س�ت�رة ح���ال لونه���ا وص���ور ألحباب‬ ‫قضوا ‪.‬‬ ‫ه���ذه أرضي���ة إمسنتي���ة وتل���ك م���رآة‬ ‫مشروخة ‪.‬‬ ‫هنا وهم كثيف وخبز وبرد ‪.‬‬ ‫هذه حكايات صبايا وهذا سرد ‪.‬‬ ‫ذاك تأويل ‪.‬‬ ‫وهنالك صمت راسخ ‪.‬‬ ‫تلك وحشة وثوان متمهلة ‪.‬‬ ‫وهذا رجل ينهشه احلزن والوجد ‪.‬‬ ‫احلديقة‬ ‫ ‬ ‫بات���ا حائرين ‪ ،‬ومل يعرف���ا كيف يرتبان‬ ‫اخلامتة بش���كل أكث���ر حتض���را ‪ ،‬أخريا‬ ‫ق���ررا وضع حد لف�ت�رة اخلطوبة اليت مل‬ ‫تدم س���وى ش���هر واح���د ‪ ،‬يف ردهة فندق‬ ‫فئة مخس جنوم ‪.‬‬

‫ترتي���ب املقاعد يف غرف���ة اجللوس ‪ ،‬على‬ ‫ش���كل نص���ف دائ���رة ه���ذه امل���رة تقابلها‬ ‫مرصعة‬ ‫طاول���ة مربع���ة فوقها زهري���ة ّ‬ ‫بأصداف البحر ‪.‬‬ ‫يف الرك���ن الش���مالي وأس���فل الناف���ذة‬ ‫املطل���ة عل���ى احلديق���ة وض���ع خزان���ة‬ ‫صغ�ي�رة للكت���ب وداخله���ا جه���از اهلاتف‬ ‫ووارى سلكه خلف ستارة النافذة ‪.‬‬ ‫ابتعد قلي ً‬ ‫ال ليعاين هندس���ة املكان ‪ ،‬محل‬ ‫عدة طنافس وو ّزعها يف املساحة الفارغة‬ ‫لتكون مع املقاعد دائرة شبه كاملة ‪.‬‬ ‫قال لنفس���ه ‪ :‬لو أن ( مجان���ة ) معي اآلن‬ ‫لرتـّبت األثاث يف وقت أقصر ‪.‬‬ ‫لقد جذبته هذه الفتاة اليت تنطق السني‬ ‫ثاءا منذ أن جاورتهم أس���رتها ‪ ،‬ش���يء ما‬ ‫جذبه حنوها وحتى هداياها مميزة ‪ ،‬لقد‬ ‫أهدت���ه ذات يوم عدة فراش���ات حم ّنطة ‪،‬‬ ‫ولكن أمجلها فراش���ة اللي���ل ذات اللونني‬ ‫الربتقالي واألس���ود ‪ ،‬وأهدته مرة أخرى‬ ‫كائنات حبرية كنج���م البحر وبعض‬ ‫ال���ودع و( توتي���اء الرم���ال ) ليضعه���ا يف‬ ‫حوض مسك الزينة‪.‬‬ ‫اجته حن���و املطب���خ وغيرّ م���كان الثالجة‬ ‫لتك���ون ق���رب الب���اب وتأكد م���ن أن باب‬

‫الثالج���ة وباب املطب���خ يفتح���ان يف ذات‬ ‫االجت���اه ‪ ،‬أما موق���د الغ���از فوضعه جوار‬ ‫النافذة كي ال تتس���رب رائح���ة الطعام‬ ‫إىل داخ���ل البي���ت ‪ ،‬ويف املنتص���ف وض���ع‬ ‫طاول���ة األكل ذات املف���رش املقّل���م‬ ‫وكرسيني متقابلني ‪.‬‬ ‫كان يذاكران معاً ويله���وان معاً ولكنه‬ ‫انقطع ع���ن زيارتها حني ق���ال له والدها‬ ‫ذات يوم ‪ :‬امسع ابنيت ال وقت لديها للهو‬ ‫‪ ..‬هيا اغرب عن وجهي ‪.‬‬ ‫كان���ت غرف���ة الن���وم صغ�ي�رة ففكر يف‬ ‫االس���تغناء ع���ن بع���ض قط���ع األث���اث ‪..‬‬ ‫احتفظ بالسرير املزدوج وخزانة املالبس‬ ‫وأخرج جهاز التلفزيون والكرسي اهلزاز‬ ‫‪ ..‬وقال لنـفـسه ‪ :‬ال معنى لوجود كـرسي‬ ‫جيلب النوم يف غرفة خمصـصــة للــنــوم‬ ‫‪ ،‬أمــــ���ا " التلفزيون " فق���د قال والده مرة‬ ‫أن���ه ال جيل���ب إال الص���داع ‪ ..‬ولقد حتقق‬ ‫من ص���دق كالم والده ‪ ،‬فأغلب القنوات‬ ‫ت���ردد أخب���ار اإلضراب���ات واالحتجاجات‬ ‫واجملاع���ات والصدام���ات واالنقالب���ات‬ ‫واالغتياالت ‪.‬‬ ‫محل جهاز التلفزيون ورماه يف صندوق‬ ‫مك ّعب ووضعه يف مرآب الس���يارات خلف‬ ‫املن���زل ‪ .‬لدي���ه ش���احنة صغ�ي�رة ومتل���ك‬ ‫مجانة سيارة رياضية محراء اللون ‪.‬‬ ‫ودّا ل���و يبني���ا بيتهما كما يش���اءان ‪ ،‬وان‬ ‫تك���ون هلما حي���اة مش�ت�ركة بعيدة عن‬ ‫أنوف ووساوس اآلخرين ولذا ابتكرا ذات‬ ‫يوم لغة خاصة بهما تعتمد على األرقام‬ ‫بد ً‬ ‫ال من احلروف ‪.‬‬ ‫و ّزع خارج البيت عدة شجريات استوائية‬ ‫وأحاطها بسياج خشيب قصري ‪.‬‬ ‫لق���د افتقده���ا األس���بوع املاض���ي نتيجة‬ ‫إصابتها بلفح ب���رد ‪ ،‬فامحر أنفها وذبلت‬ ‫عيناها ‪ ،‬ومل جيرؤ على عيادتها خوفا من‬ ‫والدها الذي مل يره مبتسماً قط ‪.‬‬ ‫رن جرس البي���ت وتناهى إليه صوت أمه‬ ‫قائلة ‪:‬‬ ‫ـ���ـ ف���ارس ‪ ..‬لق���د حضرت مجان���ة لتلعب‬ ‫معك ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قف���ز م���ن مكان���ه منش���رحا ولكن���ه تعثر‬ ‫بالبي���ت الذي بن���اه منذ قلي���ل ‪ ..‬تبعثرت‬ ‫القطع الصغرية واختلطت ‪ ..‬ابتسم وقال‬ ‫‪ :‬س���نعيد معاً ترتيب البي���ت ‪ ،‬ورمبا على‬ ‫حنو أفضل مما كان عليه ‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫اإلعالم اللييب ‪...‬احللقة‬ ‫األضعف !!!‬ ‫احلسني املسوري‬

‫فوج���يء مذيع قناة ليبي���ا األحرار نبيل احل���اج برئيس‬ ‫هيئ���ة احملارب�ي�ن مصطفى الس���اقزلي حيم���ل اإلعالم‬ ‫مسؤولية اهلجوم الذي حدث من قبل عصابات مسلحة‬ ‫على معسكرات الصاعقة يف بنغازي وكان مفيت الديار‬ ‫الليبية الشيخ الصادق الغرياني هو األخر محل اإلعالم‬ ‫مس���ؤولية ما حيدث وكذلك السيد علي زيدان رئيس‬ ‫احلكوم���ة والنائب���ة عن حتالف الق���وى الوطنية أمساء‬ ‫س���ريبة هي األخرى محلت اإلعالم جزءا من املسؤولية‬ ‫وقب���ل ه���ؤالء مجيع���ا مح���ل الرئي���س حمم���د يوس���ف‬ ‫املقريف اإلعالم مس���ؤولية ماحي���دث يف ليبيا وذلك يف‬ ‫خطاب استقالته ‪.‬‬ ‫فدائم���ا ما يكرر املس���ؤلني والسياس���يني يف ليبيا توجيه‬ ‫الته���م اىل اإلعالم بأنه س���بب ما حي���دث يف البالد وهذا‬ ‫يأتي لسبب بس���يط الن اتهام اإلعالم اللييب هو التفاف‬ ‫على احلقيقة وحماولة بائسة ومضحكة لتغطية عني‬ ‫الش���مس بالغرب���ال فالبالد تعاني من كتائب مس���لحة‬ ‫مرتبط���ة بتيارات سياس���ية ودينية وحتاول الس���يطرة‬ ‫على البالد وفرض رؤيتها وكل حياول إقصاء خصمه‬ ‫وبدل أن يش�ي�رو اىل سبب املشكلة احلقيقي فان اإلعالم‬ ‫ه���و الش���ماعة ال���ذي م���ن املمك���ن أن تعل���ق علي���ه هذه‬ ‫املشاكل بس���هولة فلن تتعرض للمساءلة أو العقاب إذا‬ ‫محلت املسؤولية لإلعالم وهو الطريق األفضل للهروب‬ ‫من املشكلة ‪.‬‬ ‫اإلعالم اللييب مبختلف وس���ائله هو إعالم ضعيف فكل‬ ‫احملط���ات الليبي���ة تعي���د براجمه���ا ألكثر م���ن مرتني‬ ‫خ�ل�ال الي���وم لفقرها مالي���ا وفنيا وعدم وج���ود معدين‬ ‫حمرتفني يقومون خبل���ق أفكار وإعداد برامج خمتلفة‬ ‫جت���ذب املش���اهد أم���ا الصحاف���ة املكتوبة فه���ي األخرى‬ ‫تعاني مشاكل كثرية فالصحف اخلاصة تواجه أزمة‬ ‫التموي���ل وضعف س���وق اإلعالنات مم���ا جعلها تقفل يف‬ ‫اغلبه���ا رغم صمود القليل منها واليت تقوم بدورها وفق‬ ‫إمكانياتها لكن ال مس���ؤل يهتم وال مواطن يقرأ فأرقام‬ ‫املبيعات والتوزيع تعين اس���تمرار هذه الصحف معجزة‬ ‫أم���ا الصحف ال�ت�ي حتظى بدع���م الدول���ة ولديها كل‬ ‫اإلمكانيات فهي استنساخ لصحافة عهد القذايف تغريت‬ ‫األمس���اء والصور لكن النهج واحد م���ع احرتامي لبعض‬ ‫الصحف القليلة ‪.‬‬ ‫ق���د نقتنع أن اإلعالم هو س���بب املش���كلة إذا كان هناك‬ ‫إعالم ق���وي ومؤثر يف ليبيا فحتى احملط���ات اليت تلقى‬ ‫دعم���ا أجنبيا م���ن دول خارجي���ة فان أداءها م���ازال مثل‬ ‫أداء احلكومة والدولة ضعي���ف ومتخبط ومازالت هذه‬ ‫احملط���ات تعم���ل كما مرحل���ة الثورة حي���ث اجلود من‬ ‫املوج���ود وال وج���ود خلارط���ة برامج يومية وأس���بوعية‬ ‫حت���ى إن املواهب اليت التحق���ت بهذه احملطات مل تتطور‬ ‫ومازال���ت ت���راوح مكانها معتمدة عل���ى موهبتها دون أي‬ ‫ارتف���اع يف مس���توى األداء وق���د يكون الس���بب هو ضعف‬ ‫أو حت���ى ع���دم وج���ود معدي���ن برامج حمرتف�ي�ن وعدم‬ ‫استمرار التدريب هلم ‪.‬‬ ‫والن اإلعالم اللييب هو احللقة األضعف فان اس���تهداف‬ ‫احملط���ات من حني ألخ���ر أصبح أم���را مألوفا واختطاف‬ ‫الصحفيني يتم يف وضح النه���ار وال يتم معاقبة اجلناة‬ ‫يف كل احلاالت واالعتداءات املختلفة ‪.‬‬

‫إستئناف العمل بدستور دولة االستقالل‪....‬‬ ‫مسري أمحد الشارف‬ ‫يف ظ���ل الظ���روف الراهن���ة اليت ٌ‬ ‫متر‬ ‫به���ا الب�ل�اد م���ن إختناقات سياس���ية‬ ‫تعص���ف مبقدراتها وتعيق مس�ي�رتها‬ ‫االنتقالي���ة م���ن مرحلة الالش���رعية‬ ‫اىل مرحل���ة الش���رعية الدس���تورية‬ ‫‪ .‬بالرغ���م م���ن اجي���اد اجلس���م ال���ذي‬ ‫تعرب من خالله وه���و املؤمتر الوطين‬ ‫الع���ام ال���ذي ول���د ضعيف���ا نتيج���ة‬ ‫الكيان���ات السياس���ية ال�ت�ي تتجادب���ه‬ ‫مم���ا أفق���د أهليت���ه يف إدارة املرحل���ة‬ ‫وفقا ملا رمسه له االعالن الدس���توري‬ ‫‪ ،‬وتعثره واضطراب���ه يف اجياد اهليئة‬ ‫الدس���تورية املعني���ة بوض���ع دس���تورا‬ ‫للبالد يكفل هلا االستقرار والنمو ‪.‬‬ ‫وليبي���ا ال�ت�ي ولدت أساس���ا م���ن رحم‬ ‫دس���تور وضع���ه هل���ا االباء املؤسس���ون‬ ‫يف ‪ 7‬أكثوب���ر س���نة‪ 1951‬م‬ ‫وهوالدس���تور الذي يعد حبق ش���هادة‬

‫ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر ‪2011‬م ه���ي ثورة‬ ‫لرفع الظل���م ودحر الطغ���اة ويف ذات‬ ‫الوقت هي ثورة الس�ت�رداد الش���رعية‬ ‫الدس���تورية ال�ت�ي صنعه���ا االب���اء‬ ‫املؤسس���ون امللتئم���ون يف اجلمعي���ة‬ ‫الوطني���ة التاسيس���ية ال�ت�ي صاغ���ت‬ ‫ووضع���ت ه���ذا الدس���تور ‪ .‬وم���ن ث���م‬ ‫فاننا نرى أن يتطلب األمر الستئناف‬ ‫العمل بالدستور اللييب هو العودة اىل‬ ‫الشرعية الدستورية كما هي يف ‪31‬‬ ‫‪1969 / 8 /‬م ‪.‬‬ ‫وألن املؤسسة امللكية قد خلت وحصل‬ ‫فيه���ا فراغ���ا دس���توريا ف���إن معاجلة‬ ‫االم���ر ق���د كفل���ه الدس���تور الجياد‬ ‫حلقة التواصل به وفق هذه اآللية ‪:‬‬ ‫آلية استئناف العمل بالدستور اللييب‬ ‫‪:‬‬ ‫لق���د وضع لن���ا اباؤنا املؤسس���ون هذه‬

‫ميالده���ا كدول���ة مس���تقلة جعله���ا‬ ‫يف مص���اف ال���دول املتمدن���ة ‪ .‬والذي‬ ‫جاء مع�ب�را عن ارادة االمة ‪ ،‬واس���تمر‬ ‫العمل به طيلة س���بعة عشر عاما اىل‬ ‫ان ج���اءت طغم���ة االنقالب الفاش���ي‬ ‫فقاموا بتعطيله ومن ثم صادروا تلك‬ ‫االرادة ال�ت�ي التفت حوله وقت نش���وء‬ ‫الدول���ة ‪ .‬فهي يف حاج���ة االن للعودة‬ ‫اىل ه���ذا الدس���تور واس���تئناف العمل‬ ‫ب���ه ملا يهي���ؤه هلا من اس���تقرار ويكفل‬ ‫انتظام واط���راد مس�ي�رتها االنتقالية‬ ‫ع�ل�اوة على كون���ه ميثل الش���رعية‬ ‫الدس���تورية اليت مت اغتصابها يف ‪/ 1‬‬ ‫‪ 69 /9‬م ‪.‬‬ ‫اننا م���ن خالل هذه املب���ادرة نعترب ان‬

‫االلية يف حالة فراغ املؤسس���ة امللكية‬ ‫الدس���تورية كمرحل���ة انتقال حيث‬ ‫نصت املادة ‪ 52‬من الدستور على انه (‬ ‫من حني وفاة امللك اىل أن يؤدي خلفه‬ ‫أو الوصي أو أعضاء جملس الوصاية‬ ‫اليم�ي�ن الدس���تورية ي���زاول جملس‬ ‫الوزراء حتت مسؤوليته سلطات امللك‬ ‫الدستورية باسم االمة الليبية ) ‪.‬‬ ‫ويفهم من ذلك ان النص جاء مفتوحا‬ ‫غري مقيدا مبدة زمنية وبالتالي فإنه‬ ‫تعترب املدة املمتدة من تاريخ اغتصاب‬ ‫السلطة الش���رعية اىل االن هي فرتة‬ ‫خلو دستوري للمؤسس���ة املذكورة ‪.‬‬ ‫وألن الدس���تور كان مغيب���ا اذ مل يلغ‬ ‫ومل يس���قط بل ظل معلقا طيلة تلك‬

‫السنوات فان استئناف العمل به يأتي‬ ‫من خ�ل�ال اعم���ال هذا الن���ص وذلك‬ ‫ب���أن تتوىل احلكوم���ة القائمة كأمر‬ ‫واقع أو أي حكومة يتم التوافق عليها‬ ‫جمتمعي���ا وليس سياس���يا الس���لطات‬ ‫الدس���تورية للملك خالل هذه الفرتة‬ ‫وان يوكل اليها مهمتني اساسيتني ‪:‬‬ ‫األوىل ‪ /‬وه���ي الش���روع يف ط���رح‬ ‫اس���تفتاء ع���ام على االمة حول ش���كل‬ ‫احلك���م ال���ذي تريد ف���إن كان ملكيا‬ ‫دس���توريا قامت بالدع���وة النتخابات‬ ‫جملس���ي الش���يوخ والن���واب وفق���ا‬ ‫لقانون انتخاب���ات يتوافق مع املرحلة‬ ‫ومن ث���م متك�ي�ن وريث الع���رش من‬ ‫ان ي���ؤدي اليم�ي�ن الدس���تورية وفق���ا‬ ‫للدستور ويش���رع يف استئناف الدولة‬ ‫الدس���تورية بط���رح التعدي�ل�ات‬ ‫املطلوب���ة يف الدس���تور وفق���ا اللي���ة‬ ‫التعديل وتش���كيل حكومة دس���تورية‬ ‫تستانف مسرية الدولة ‪.‬‬ ‫واذا كانت نتيجة االستفتاء غري ذلك‬ ‫‪ .‬فتدعوا احلكومة النتخابات مجعية‬ ‫تاسيس���ية الجراء املالحق التعديلية‬ ‫الالزم���ة بالش���كل اجلمه���وري عل���ى‬ ‫الدستور مع بقائه كدستورا للدولة‬ ‫ضامنا لتواصل االجيال ‪.‬‬ ‫الثان���ي ‪ /‬عل���ى احلكوم���ة ووفق���ا‬ ‫للس���لطات الدس���تورية خ�ل�ال ه���ذه‬ ‫املرحلة االش���راف على اعادة س���لطة‬ ‫وهيبة الدولة من خالل بناء املؤسسة‬ ‫العس���كرية واالمنية وضبط مكونات‬ ‫الدول���ة االداري���ة ‪ .‬عل���ى ان ال تتعدى‬ ‫ه���ذه املرحلة س���ته اش���هر م���ن تاريخ‬ ‫توليها هذه السلطات الدستورية ‪.‬‬ ‫وض���ع املؤمت���ر الوط�ن�ي خ�ل�ال هذه‬ ‫املرحلة ‪:‬‬ ‫يعت�ب�ر املؤمت���ر الوط�ن�ي منح�ل�ا من‬ ‫تاريخ تولي احلكومة لتلك السلطات‬ ‫كما يعترب االعالن الدستوري ملغيا‬ ‫‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫‪15‬‬

‫ما قاله يف حقي سيادة وزير الصحة !‬ ‫سراج الدين عبدالوهاب الزنتاني‬ ‫يف احد اجتماعات سيادة وزير الصحة‬ ‫مبدراء مستش���فيات بنغ���ازي و مدير‬ ‫الش���ئون اإلدارية باملنطقة ( اعتقد أن‬ ‫هنا ما يسمي به اآلن ) قال التالي ‪-:‬‬ ‫انه ( أي سيادته ) أقال مدير مستشفي‬ ‫اهل���واري الع���ام الس���ابق ( أي انه يعين‬ ‫ش���خصي الضعي���ف ) ألنه أه���در املال‬ ‫العام بأن اشرتي مولد كهرباء مببلغ‬ ‫ضخ���م و املستش���في لي���س حباجت���ه‬ ‫‪ ،‬ف���كان علي���ه ان يقيلين هلذا الس���بب‬ ‫‪ ..‬و كان أن ص���ادق ه���ذا االته���ام‬ ‫مدي���ر املستش���في احلالي ب���أن أكيد‬ ‫أن املستش���في مل يك���ن حباج���ة هل���ذا‬ ‫ املول���د و األمر أن ه���و إال إهدار للمال‬ ‫العام ‪...‬‬ ‫و ه���ذا خمتص���ر ما قيل و م���ا أريد أن‬ ‫أرد علي���ه ‪:‬بداي���ة أق���ول أن التبيني يف‬ ‫مث���ل هذا األم���ور أمر م���ن األخالق و‬ ‫الدي���ن و حنن نعلم مجيع���ا ان حديثا‬ ‫م���ا يدور يف جخره يس���معه من كان‬ ‫يف طربق ه���ذه الع���ادة ‪ ...‬فاهلل احلمد‬ ‫أن بالدن���ا ال يوجد فيها س���ر و أؤكد‬ ‫أن اخلرب وصلين من بعض الغيورين‬ ‫الذين يعرفونين و يثقون بأمانيت‬ ‫ و احل���ق أق���ول أن�ن�ي اش���تطت غضب���ا لع���دة‬ ‫أسباب ‪:‬‬ ‫أوهل��ا ‪ :‬أن�ن�ي ما كن���ت يوما ارغ���ب أن أكون‬ ‫مديرا و ال حتى فيمن ينتمون لإلدارة ‪ ،‬إميانا‬ ‫مين بان ( كل مسخر ملا خلق اهلل ) فانا جراح‬ ‫أعص���اب و ال ارغ���ب أن اعمل يوم���ا ما إال من‬ ‫خالل مهنيت ‪.‬‬ ‫ثانيه��ا ‪ :‬أن�ن�ي جئت ل�ل�إدارة مكره���ا ال راغبا‬ ‫‪ ،‬وحاول���ت أن أمتل���ص م���ن املس���ئولية و لكن‬ ‫ اجلمي���ع أص���ر أن أك���ون مرحل���ة انتقالية‬ ‫( كعادة الدولة اآلن ) حتى تس���تقر األوضاع‬ ‫يف الب�ل�اد ال�ت�ي غ���دت الس���لطة بالفع���ل فيها‬ ‫شعبية‪.‬‬ ‫ثالثه��ا ‪ :‬إميان���ا م�ن�ي بان خدم���ة الوطن رمبا‬ ‫حتمل���ك عل���ي أم���ور أن���ت كاره هل���ا و لك���ن‬ ‫املصلح���ة العامة تقتضي ان ترضخ فال بد أن‬ ‫تقب���ل ‪ ،‬خصوص���ا أننا مجيع���ا ننتقد األوضاع‬ ‫فبالك عندما تعرض عليك أن تكون طرفا يف‬ ‫إصالحها أتراك تتأخر ‪..‬‬ ‫ال أن جت���ري وراء املناص���ب ذهاب���ا و إيابا من‬ ‫طائ���رة ذاهب���ة و طائ���رة راجع���ة تبح���ث عن‬

‫منص���ب تت���واله أو ط���رف تتزل���ف إليه حتى‬ ‫ترك���ب س���فينة م���ا يس���مي باملناص���ب اليت‬ ‫أصبح أناس���ها بعيدي���ن كل البعد عن املهنية‬ ‫‪ ،‬ناهيك عن الوطنية و تغلب مصلحة الوطن‬ ‫عن مصاحل األشخاص ‪.‬‬ ‫رابعه���ا ‪ :‬أن ت���داول مثل ه���ذه االتهامات أمام‬ ‫زم�ل�اء ( احس���بهم كذل���ك ) يث�ي�ر ش���بهات‬ ‫كث�ي�رة ‪ ،‬و باملفض���وح أن اجلمي���ع يعل���م أن‬ ‫الصفق���ات جت���ري ب���ل العموالت م���ن خالل‬ ‫املعطاءات للدولة املس���كينة فعندما يتم شراء‬ ‫أو ترس���يه أو صرف مبلغ و قدره !!! فاعلم أن‬ ‫وراء األمر نس���ب توزع و أم���وال تصرف ‪ ،‬إلي‬ ‫درجة خمزية و مقززة ‪.‬‬ ‫ف���كان الب���د ل���ي أرد عالنية و عل���ي صفحات‬ ‫الن���ت اليت زلزلت ع���روش و قلبت دول ‪ ،‬فجأ‬ ‫دور األش���خاص و الكفاءات ال أن أضع راس���ي‬ ‫يف األرض كالنعامة ‪ ...‬فالذي يعمل بوضوح‬ ‫و نزاهة ال خيش���ي شيئا و ال يهمه التهم اليت‬ ‫تطلق بال سند او من ورائها قصد ‪...‬‬ ‫و إنا هن���ا أريد أن أطرح املس���ألة برمتها علي‬ ‫العلن ‪،‬لكي يعل���م اجلميع من الذي علي حق‬ ‫‪ ،‬و م���ن ل���ه ان توجه الي���ه أصابع االته���ام ‪ ...‬و‬ ‫احت���دي اجلمي���ع ان يكون���وا مبث���ل صراحيت‬ ‫و صدق���ي الذي سيحاس���بين علي���ه املولي عز‬ ‫و ج���ل قبل القان���ون أو الوزي���ر أو حتى مدراء‬ ‫إدارات ‪.‬‬ ‫فتع���ال عزيزي القارئ أحدث���ك مبا ميكن أن‬ ‫تتأك���د منه و تبح���ث عنه من خ�ل�ال الذين‬ ‫يعملون مبستشفي اهلواري العام ‪.‬‬ ‫قال سيادة الوزير ‪:‬‬ ‫( إهدار للمال العام )‬ ‫املس���ألة كالتال���ي ‪:‬مت ش���راء مول���د كهرباء‬ ‫ملستش���في اهل���واري مببلغ حوال���ي مئيت ألف‬ ‫دينار من شركة معروفة اجلودة و الصناعة‬ ‫(ك�ت�ر بلر ) ‪ ..‬علي ان يكون الدفع و التكليف‬ ‫م���ن قب���ل ال���وزارة ‪..‬اي ان ادارة املستش���في يف‬ ‫ذل���ك الوق���ت مل تدخ���ل يف أي تفاصيل مالية‬ ‫!!! و رمب���ا تس���أل أخ���ي الق���ارئ ( ال يوجد يف‬ ‫املستش���في مول���د كهرب���اء !!! أم ه���و إهدار و‬ ‫ص���رف عالفاض���ي ‪.‬و ق���د أجاب علي تس���اؤل‬ ‫س���يادة الوزير يف ذلك االجتماع املدير احلالي‬ ‫للمستشفي فزاد الطني بله و أكد االتهام ‪:‬‬ ‫ان املول���د ال حاج���ة للمستش���في ب���ه ‪ ،‬فيوجد‬ ‫مولدان للكهرباء منذ افتتاح املستش���في بعيد‬ ‫الصيان���ة املزعوم���ة هك���ذا يتضح ان الش���راء‬ ‫كان إه���دارا للمال الع���ام و الذي اوجب علي‬ ‫سيادة الوزير أن يقيلين !!!‬ ‫فما هي احلقيقة !!!‬ ‫احلقيقة ال�ت�ي ال ميكن إنكارها و اليت حاولوا‬ ‫أن يضعوها جانبا ‪ ..‬حتى يبدو االتهام حقيقة‬

‫نور الدبن دغمان‬

‫ه���ي أن اإلدارة الفني���ة باملستش���في و ال�ت�ي‬ ‫يديرها و ينتس���ب اليها مهندسون و مدعومة‬ ‫من تقرير ملؤسسة الكهرباء اورد التالي ‪:‬‬ ‫إن املول���دات املوجودة و اليت مت اس���تالمها مع‬ ‫صيان���ة املستش���في علي أنها جدي���دة ‪ ،‬اتضح‬ ‫أنها مستعملة و قد أجريت هلا عمرة و تلميع‬ ‫‪ ،‬ف�ل�ا ميك���ن االعتماد عليه���ا يف حالة انقطاع‬ ‫التي���ار الكهربائ���ي لتس�ي�ر عمل املستش���في و‬ ‫الذي به اكثر من أربعون سرير عناية فائقة‬ ‫و أكثر من اثنا عشر صالة عمليات ‪.‬‬ ‫ه���ذا أوال ‪ :‬أن أصح���اب ال���رأي و االستش���ارة‬ ‫رفع���وا يديهم عن املول���دات املفك���رة املوجودة‬ ‫‪ ،‬و كتب���و ذلك يف تقرير رمس���ي و التوصية‬ ‫كانت بضرورة ش���راء مولد جديد ‪.‬و من ثم‬ ‫ب���دأ الصراع مع ال���وزارة ‪ ،‬من أين نأتي مبولد‬ ‫جديد فالوزارة تريد ان تشرتي و تبعث املولد‬ ‫من طرابلس من الشركة اليت تراها مناسبة‬ ‫‪.‬و املستش���في ع�ب�ر ادارت���ه الفني���ة و ال���رأي‬ ‫التخصص���ي يري أن أفضل املول���دات موجود‬ ‫عندنا يف بنغازي و وكالئه علي مس���افة اقل‬ ‫م���ن كيلو مرت م���ن املستش���في ‪.‬و بعد كر و‬ ‫ف���ر ( كأن األم���ر جلل ) وافق���وا علي إصدار‬ ‫تكليف أن نش�ت�ري علي حس���اب الوزارة املولد‬ ‫من ش���ركة معروفة ( كرتبل���ر) يف بنغازي‬ ‫‪.‬و هنا أعلن علي املأل ( و ليت اجلميع يكونون‬ ‫علي مس���توي الش���فافية ) متحدي���ا كل من‬ ‫يشكك فيما أقول و اشهد اهلل علي ذلك ‪.‬‬ ‫اذهب���وا إلي الش���ركة و اس���ألوا و تس���اءلوا و‬ ‫استفسروا هال الشراء كان نظيفا و ال تشوبه‬ ‫ش���ائبة !! علي غري العادة املتعارف عليها ‪ ،‬من‬ ‫عموالت و قاذورات ال جيب ان نذكرها هنا ‪.‬‬ ‫و ه���ذا مفص���ل م���ا ح���دث و حيق لي س���يادة‬

‫ الوزي���ر أن أس���أل اتعلم���و به���ذه التفاصي���ل‬ ‫ام ال ؟؟؟‬ ‫ف���أن كنت تعل���م فتلك مصيب���ة و أن كنت‬ ‫ال تعل���م فاملصيب���ة أعظم ‪،‬فان كن���ت تعلم ‪..‬‬ ‫فهذا بهتان و قذف و اتهام خطري لي بالفساد‬ ‫؟؟‪،‬و إن كن���ت ال تعل���م ‪ ..‬فهو بي���ان منك انك‬ ‫ال تعل���م ما يدور يف إط���راف وزارتك ‪ ،‬فكيف‬ ‫تق���ود قافلة نصفها مرتش���ي و النصف األخر‬ ‫تائ���ه ‪.‬و إن كن���ت تعل���م ‪ ..‬و تصم���ت فكي���ف‬ ‫ت�ت�رك مدير يفس���د و يه���در املال الع���ام ‪ ،‬و ال‬ ‫تقدم���ه للقض���اء و القان���ون ‪.‬و كي���ف تقيله‬ ‫فق���ط ‪ ،‬و ال حتاس���به علي مئ���ات األلوف من‬ ‫الدين���ارات ال�ت�ي أهدرها ‪ ..‬و ه���ذا يعين أن من‬ ‫يتالع���ب باملاليني لن يضريه يف ظل وزارتكم‬ ‫ش���يئا اللهم إال اإلقصاء بعد "خ���راب مالطه "‬ ‫‪،‬و إن كنت ال تعلم أقول لس���يادتكم أال تتقي‬ ‫اهلل يف رم���ي اآلخرين بالته���م جزافا ‪.‬و ما زاد‬ ‫يف غض�ب�ي أخ���ي الق���ارئ ‪ ،‬ان االجتماع كما‬ ‫قلت كان حبضور املدير احلالي للمستشفي‬ ‫ال���ذي يعرف�ن�ي جيدا كم���ا اعرفه جي���دا ‪ ..‬و‬ ‫الذي صادق علي ما قاله وزيره ‪.‬‬ ‫و له أقول أيضا ‪:‬أليسا عيبا أن تصادق وزيرك‬ ‫علي تهمه و أنت تعلم يقينا حقيقة األمر ‪،‬أم‬ ‫ان���ك ال تس���تطيع أو ال تريد ذك���ر احلقيقة‬ ‫!!!أم أن املنصب الزائل يهزه االعرتاض ‪،‬و لكي‬ ‫تبق���ي يف كرس���يك ال بد ان تتماش���ي مع ما‬ ‫يقوله الوزير‪.‬‬ ‫أخ��ي الق��ارئ ‪ ...‬أن القاعدة ال�ت�ي تعلمناها من‬ ‫تارخين���ا تق���ول ‪:‬ال تعرف احل���ق بالرجال بل‬ ‫اعرف احلق ‪...‬تعرف رجاله‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫االنتماء الربقاوي ومستقبل ليبيا‬ ‫حممد خليل الزروق‬ ‫حقيقة‬ ‫ما يطل���ق عليه اليوم التي���ار الفيدرالي ليس‬ ‫فيدراليا على املعنى العلمي للمصطلح‪ ،‬وإن‬ ‫ًّ‬ ‫كان هن���اك قل���ة م���ن املنظري���ن تذهب هذا‬ ‫ُس���مون‬ ‫املذهب‪ ،‬أم���ا الغالبية العظمي ممن ي َّ‬ ‫بالفيدرالي�ي�ن‪ ،‬ومنه���م منظ���رون‪ ،‬يصح أن‬ ‫يس���مى اجتاهه���م باالنتماء الربق���اوي‪ ،‬وفيه‬ ‫درج���ات م���ن األف���كار واملطالب���ات ال يص���ل‬ ‫أكثرها إىل الفيدرالية‪.‬‬ ‫البدء‬ ‫وقد بدأت مش���اعر االنتم���اء إىل برقة تظهر‬ ‫وتقوى منذ انتقل اجمللس الوطين االنتقالي‬ ‫إىل طرابل���س‪ ،‬وش���عر الربقاوي���ون أن قيادة‬ ‫الثورة والدولة ق���د ابتعدت عنهم‪ ،‬على حني‬ ‫كان���ت بنغ���ازي عاصم���ة للث���ورة‪ ،‬وحمط‬ ‫أنظار الليبيني‪ ،‬وجمم���ع الصحفيني‪ ،‬ومزار‬ ‫السياسيني‪ ،‬ومصنع القرار‪.‬‬ ‫وهن���اك رأي يق���ول‪ :‬كان يف نق���ل اجملل���س‬ ‫ٌّ‬ ‫عفوي‪،‬‬ ‫إىل طرابل���س اس���تعجال متعم���د أو‬ ‫وعل���ى احلال�ي�ن ف���إن طرابل���س العاصم���ة‬ ‫كان���ت مرك���ز حك���م الطاغي���ة‪ ،‬وكان���ت‬ ‫قاعدة مؤيديه وأنصاره‪ ،‬انبنت فيها عالقات‪،‬‬ ‫ونشأت فيها عادات ذلك احلكم‪ ،‬فما إن انتقل‬ ‫إليها اجمللس‪ ،‬وتعامل الثوار هناك بكثري من‬ ‫الرف���ق و(الطيبة)‪ ،‬وانضم إىل ذلك سياس���ة‬ ‫معلنة للمجلس ورئيسه ومكتبه التنفيذي‪،‬‬ ‫حتى عادت عجلة اإلدارة إىل س���ابق عهدها‪،‬‬ ‫يف عزلته���ا عم���ا ب ُع���د عنه���ا من أقط���ار‪ ،‬ويف‬ ‫طريق���ة عمله���ا ال�ت�ي ال حتس���ب للزمن وال‬ ‫للمال الع���ام وال لإلجناز وال خلدمة املواطن‬ ‫حسابًا‪.‬‬ ‫وهذا إمن���ا أدت إليه ظروف واقعية؛ إذ ركز‬ ‫نظام الطاغية السلطة واألموال يف العاصمة‬ ‫ليكون���ا حتت نظره ويده مع أعوانه‪ ،‬وإال فإن‬ ‫ناصره أناس من كل املناطق‬ ‫حكم الطاغية َ‬ ‫وامل���دن والقبائ���ل‪ ،‬وعارض���ه أن���اس من كل‬ ‫املناطق وامل���دن والقبائل‪ ،‬وش���ارك يف الثورة‬ ‫عليه أناس من كل املناطق واملدن والقبائل‪،‬‬ ‫وق���د كان ألهل طرابل���س يف الثورة مواقف‬ ‫ال تنسى من الصرب واجلهاد ومقاومة الظلم‬ ‫وحت�ّي�نّ الفرص���ة لالنقضاض علي���ه‪ ،‬ومن‬ ‫انتفاضة التحرير يف رمضان‪.‬‬ ‫حقوق‬ ‫ويف غي���اب الدولة تنبع���ث كل النزعات اليت‬ ‫هي أدنى منها‪ ،‬العائلية والقبلية واإلقليمية‬ ‫واجلهوية حت���ى االنفصالي���ة‪ ،‬وعند كثرة‬ ‫املظامل وغي���اب القان���ون واإلنص���اف يتطلع‬ ‫كل صاح���ب مطلب إىل م���ا ميكنه أن ينتزع‬ ‫به مطلبه‪ ،‬رف ًقا أو عن ًفا‪.‬‬ ‫وما مل تتحقق للناس ثالثة حقوق أساس���ية‬ ‫فإن الش���عور باالنتم���اء اإلقليم���ي وتوظيفه‬ ‫والبناء عليه‪ -‬سيزداد‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ أحده���ا الفاعلية اإلدارية‪ ،‬بأن تنجز أعمال‬‫املواطن�ي�ن يف وق���ت مناس���ب‪ ،‬وتص���ل إليه���م‬

‫أعماهل���م يف أماكنه���م‪ ،‬بغ�ي�ر أن يُضط���روا‬ ‫إىل متابعته���ا بأنفس���هم يف العاصم���ة‪ ،‬ويف‬ ‫ميس���ر‪،‬‬ ‫الع���امل املتحضر هناك بريد منتظم ّ‬ ‫ثم متابع��� ٌة إدارية ج���ادة ال تهمل ش���يئا من‬ ‫مص���احل املواطن�ي�ن أو غريه���م‪ ،‬وه���ذا قب���ل‬ ‫أن يُع���رف الربي���د اإللكرتون���ي ال���ذي جع���ل‬ ‫املراسالت تذهب وجتيء يف ملح البصر‪.‬‬ ‫ والثاني البنية التحتية اليت تتس���اوى فيها‬‫كل أصقاع البالد وال تتفاوت‪.‬‬ ‫ والثالث معاملة املواطنني على قدم املساواة‬‫دون متييز يف احلقوق والواجبات‪.‬‬ ‫ف���إذا أدت الدولة هذه احلق���وق الثالثة قرت‬

‫الث���ورة على حكم الطاغية يف الس���ابع عش���ر‬ ‫م���ن فرباير‪ ،‬وأرجو ‪-‬ولعل���ه لن خييب ظين‪-‬‬ ‫أن يك���ون عودة ليبيا إىل املس���ار الدس���توري‪،‬‬ ‫واالس���تقرار السياس���ي‪ ،‬واهل���دوء األم�ن�ي‪،‬‬ ‫والرضى اجملتمعي‪ ،‬ستبدأ منها ً‬ ‫أيضا‪ ،‬وذلك‬ ‫إذا اجتمعت األسباب اآلتية‪:‬‬ ‫ ختل���ص االنتم���اء الربق���اوي مم���ا ش���ابه‬‫وش���وهه م���ن عنص���ري (األزالم واإلج���رام)‪،‬‬ ‫فق���د ركب ه���ذه املوج���ة أق���وام ال ميثلونها‬ ‫وال يفهمونه���ا‪ ،‬بل هم بقاي���ا عصر الطاغية‪،‬‬ ‫قائم���ا عل���ى الفس���اد واملفس���دين‪،‬‬ ‫إذ كان ً‬ ‫وه���ؤالء مل جيدوا هل���م إال ه���ذه املوجة‪ ،‬بعد‬

‫االختالف ثان ًيا‪ ،‬فإنه مل يبق شيء من أسباب‬ ‫الش���قاق‪ ،‬وليجتمع الفريق���ان على مقاومة‬ ‫اإلجرام واخلروج عن الشرعية‪.‬‬ ‫ولنواج���ه احلقائ���ق بصراح���ة‪ ،‬ف���إن التي���ار‬ ‫اإلس�ل�امي تي���ار أصي���ل ال ميك���ن جتاهله أو‬ ‫إلغ���اؤه‪ ،‬ولو كان ذل���ك ممك ًنا الس���تطاعته‬ ‫األنظم���ة الطاغية يف كل البل���دان العربية‪،‬‬ ‫وتسميته بهذا االسم تسمية فكرية سياسية‬ ‫ال دينية‪ ،‬فوصف اإلنس���ان بأنه مس���لم شأن‬ ‫ديين‪ ،‬ووصفه بأنه إس�ل�امي ش���أن فكري أو‬ ‫سياسي‪ ،‬وما دمنا قد ارتضينا العمل السلمي‬ ‫يف عص���ر احلرية فإنه ال حج���ر على األفكار‬

‫بوبكر بعرية‬

‫أمحد الزبري‬

‫حممد صاحل بويصري‬

‫النفوس‪ ،‬وغاب الس���خط والتعصب لإلقليم‪،‬‬ ‫وحماولة نيل احلق���وق بانتماءات إىل دوائر‬ ‫أصغر من الدولة‪.‬‬ ‫التاريخ واجلغرافيا‬ ‫وال ميكن لن���ا أن خنرج من حقائ���ق التاريخ‬ ‫واجلغرافي���ا‪ ،‬فبلدن���ا بلد مرتام���ي األطراف‪،‬‬ ‫تفصل ب�ي�ن بع���ض أقاليمه ومدن���ه مفازات‬ ‫تنقط���ع فيه���ا األعن���اق‪ ،‬وكان ألقاليم���ه‬ ‫الثالث���ة خصوصي���ة يف التاري���خ والظروف‪،‬‬ ‫وإن مجعتهم جوامع من مقاومة االستعمار‬ ‫داخل البلد وخارجه‪ ،‬واملطالبة باالس���تقالل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ممث�ل�ا يف‬ ‫ث���م مجعه���م اإلط���ار القانون���ي‬ ‫الدستور والتاج السنوسي‪.‬‬ ‫إن تناس���ي التاري���خ وإغم���اض الط���رف عنه‬ ‫ال يفي���د ب���ل يضر‪ ،‬وهو س�ي�ر بغري ش���عور أو‬ ‫بشعور على منهج الطاغية يف حماولته حمو‬ ‫التاري���خ من األذهان‪ ،‬وإس���قاط ما ال يعجبه‬ ‫منه من احلس���بان‪ ،‬والصحي���ح أن ننظر إىل‬ ‫كل ذل���ك بواقعي���ة جمتمعي���ة وتارخيي���ة‬ ‫وسياسية‪.‬‬ ‫العودة إىل األصل‬ ‫ق���د كان���ت برق���ة قاط���رة حتري���ر ليبي���ا‬ ‫واس���تقالهلا وصن���ع دس���تورها‪ ،‬وقاط���رة‬

‫يأسهم واس���تخدامهم لكل أسلحتهم‪ ،‬لتكون‬ ‫ه���ي األداة اليت يضربون به���ا الثورة والدولة‬ ‫يف آن‪ ،‬ذل���ك أن مطلوبه���م أن تس���تمر أج���واء‬ ‫الفوض���ى‪ ،‬وال يرتض���ون أن تق���وى الدول���ة‬ ‫مبعزل ع���ن نفوذهم وس���يطرتهم‪ ،‬فيفقدوا‬ ‫كل امتيازاته���م اليت كانت هل���م‪ ،‬ويفقدوا‬ ‫الفس���حة ال�ت�ي جيدونه���ا الي���وم وتتيح هلم‬ ‫سهولة األعمال اإلجرامية‪.‬‬ ‫ التخل���ص من التحس���س اجله���وي القائم‬‫عل���ى الغرائ���ز الدوني���ة يف االنتم���اء‪ ،‬فيكون‬ ‫هناك نفور أو عدواة جملرد اختالف االنتماء‪،‬‬ ‫وإع�ل�اء االنتم���اء اإلجياب���ي ال���ذي ال يلغ���ي‬ ‫التماي���ز واالنتم���اءات املختلف���ة للن���اس يف‬ ‫األنس���اب وامل���دن واألقالي���م‪ ،‬ويس���تثمره يف‬ ‫األعمال النافع���ة‪ ،‬ويعده ثروة للوطن‪ ،‬ويعد‬ ‫التعدد بكل ألوان���ه مدعاة للتحاور فالتفاهم‬ ‫فالتعاون‪.‬‬ ‫ تص���احل التياري���ن اإلس�ل�امي والربق���اوي‪،‬‬‫فمن الواضح أنه ال مصلحة ألحد يف العداوة‬ ‫ب�ي�ن فريقني يف الوطن اللي�ب�ي‪ ،‬مهما كانت‬ ‫الظ���روف‪ ،‬وأن���ه إذا انتهجن���ا س���بيل التعامل‬ ‫الس���لمي‪ ،‬الذي له طريقان‪ :‬احلوار والتفاهم‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ ،‬واالحتكام إىل اختيار األمة الليبية عند‬

‫واالجتاه���ات السياس���ية‪ .‬ومم���ا ي���دل عل���ى‬ ‫االلتب���اس أو اإللب���اس املتعمد تس���مية كل‬ ‫من انتمى إىل ه���ذا التيار بـ"اإلخ���وان"‪ ،‬وهذا‬ ‫فضال ع���ن أن فيه من اخلب���ث والالأخالقية‬ ‫يف اخلصومة‪ ،‬فيه من الس���ذاجة ممن يقبله‬ ‫وينساق وراءه بال وعي‪.‬‬ ‫األفق‬ ‫كان���ت انتخاب���ات املؤمت���ر الوط�ن�ي ي���وم‬ ‫‪ 2012/7/7‬مشحونة مبشاعر التطلع إىل‬ ‫ليبي���ا اجلدي���دة‪ ،‬كما هو التطل���ع اليوم إىل‬ ‫انتخاب اهليئة التأسيس���ية لوضع الدس���تور‪،‬‬ ‫ث���م ملا ولد املؤمتر مل يك���ن أداؤه هو ما يريده‬ ‫الليبيون ويتوقعونه‪ ،‬واليوم يتعثر املؤمتر يف‬ ‫كل ش���ؤونه‪ ،‬ومنها الشأن الدس���توري‪ ،‬بد ًءا‬ ‫من قانون انتخاب اهليئة التأسيسية‪ ،‬فهناك‬ ‫اختالف عميق يف‪:‬‬ ‫ التقس���يم الثالث���ي وتس���اوي املقاعد الذي‬‫كنا ظننا أنه اتفاق وشبه إمجاع‪.‬‬ ‫ ويف النظ���ام االنتخاب���ي ب�ي�ن الف���ردي‬‫والقائمة‪ ،‬ومشاركة األحزاب‪.‬‬ ‫ ويف حجز مقاعد للمرأة على النظامني‪.‬‬‫ ويف متثي���ل ما مس���ي "املكون���ات الثقافية"‪،‬‬‫يقص���دون األمازي���غ والتب���و والط���وارق‪،‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫وم��ا مل تتحق��ق للن��اس‬ ‫ثالث��ة حق��وق أساس��ية فإن‬ ‫الشعور باالنتماء اإلقليمي‬ ‫وتوظيف��ه والبن��اء علي��ه‪-‬‬ ‫سيزداد‪:‬‬ ‫وبعضهم زاد القريت والشراكسة والكراغلة‪.‬‬ ‫ ويف الدوائر االنتخابية‪ ،‬وتقسيم املقاعد عليها‪.‬‬‫ ويف املكان الذي تعقد فيه اللجنة جلساتها‪ ،‬بل يف‬‫مكان اجللس���ة األوىل مع ترك اجللس���ات األخرى‬ ‫على حنو ما تقره اللجنة‪.‬‬ ‫وم���ع كل هذه الصعوبات يف إجناز هذا القانون ال‬ ‫أرى األوض���اع مالئم���ة اآلن ألن ُنقب���ل على وضع‬ ‫دس���تور جدي���د‪ ،‬فما الدس���تور إال عقد ُترس���م فيه‬ ‫إراداة املتعاقدين‪ ،‬وم���ا مل تكن هذه اإلرادة متهيئة‬ ‫للذه���اب إىل مضم���ون ه���ذا العقد‪ ،‬فإن���ه لن يكون‬ ‫ممث ً‬ ‫ال هلا على احلقيقة‪ ،‬وما نش���هده اليوم هو قلة‬

‫حممد رضا السنوسي‬ ‫الثقة أو انعدامها بني القوى السياسية واملناطقية‬ ‫والقبلية‪ ،‬وتعقي���دات يف احلالة األمنية‪ ،‬ومعضلة‬ ‫جمتمعي عام‪.‬‬ ‫حكومية‪ ،‬وقلق‬ ‫ّ‬ ‫دولة دستورية‬ ‫من���ذ أوائل هذه الثورة كانت هن���اك دعوة للعودة‬ ‫إىل الدستور اللييب‪ ،‬فليبيا دولة هلا دستور وجذور‪،‬‬ ‫وق���ام على هذا الدس���تور حكم مؤسس���ي ش���رعي‪،‬‬ ‫ثم ج���اء االنقالب علي���ه وعلى الش���رعية واإللغاء‬ ‫للدس���تور‪ ،‬ودخلت ليبيا يف حك���م الفوضى وإهدار‬ ‫كل القيم القانونية واملؤسسية واإلنسانية‪.‬‬ ‫ريا ما كنا نلتقي اخلرباء الدوليني مبناسبة‬ ‫وكث ً‬ ‫عملن���ا يف املؤمتر‪ ،‬فينربي بع���ض األعضاء للقول‪:‬‬ ‫إننا س���نة أوىل قانون وسياسة ودستور‪ ،‬أو روضة‪،‬‬ ‫ولي���س لدينا خ�ب�رة س���ابقة‪ ،‬ونبدأ م���ن الصفر أو‬ ‫من حت���ت الصف���ر‪ !!...‬إىل ما هنالك م���ن حنو هذا‬ ‫ال���كالم‪ ،‬وتأخذن���ي احلس���رة فأق���ول‪ :‬ي���ا مجاع���ة‬ ‫اخلري! ال تقولوا هذا‪ ،‬فليبيا دولة عرفت الدس���اتري‬ ‫منذ عش���رينيات القرن املاض���ي‪ ،‬وكان فيها حياة‬ ‫برملانية راقية أصيلة‪ ،‬ما زال شهودها أحياء!‬ ‫وعلى كل حال كان هناك حيال األخذ بالدستور‬ ‫اللييب بعد الثورة رأيان‪:‬‬ ‫أحدهم���ا يقول‪ :‬إنه ال ميكن األخذ بهذا الدس���تور؛‬ ‫ألن���ه ال ب���د ل���ه م���ن (تعديل) يأت���ي عل���ى أكثره‪،‬‬ ‫وه���و م���ا يعين وضع دس���تور جدي���د‪ ،‬ويف األخذ به‬

‫دائما‬ ‫تفوي���ت للفرص���ة التارخيي���ة اليت ال توات���ي ً‬ ‫لصناعة الدستور‪ ،‬واس���تبعاد للمشاركة الشعبية‬ ‫يف ه���ذا العص���ر الرقمي الذي يتح���اور فيه الناس‬ ‫ويتواصل���ون يف واقع افرتاض���ي مل يكن يف املاضي‪،‬‬ ‫وم���ا احلاج���ة إىل كل ه���ذا العن���اء يف انتخاب���ات‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي إن مل توصلنا إىل نص دس���توري‬ ‫جديد؟‬ ‫واآلخر يق���ول‪ :‬ليبيا دولة هلا دس���تور قائم ونافذ‪،‬‬ ‫وال ش���رعية إللغائ���ه‪ ،‬واالع�ت�راف بإلغائه اعرتاف‬ ‫باالنقالب وتصرفاته غري الش���رعية‪ ،‬وهو دس���تور‬ ‫االس���تقالل الذي أخرج ليبيا دولة حديثة مبعاملها‬ ‫وحدودها املعروفة‪ ،‬وقد أخذنا منه العلم والنشيد‪،‬‬ ‫وإن مل يكن لنا وعي بقدر الدس���تور وأنه ال يوضع‬ ‫وال يرف���ع وال ينق���ح إال بالط���رق الش���رعية‪ ،‬فم���ا‬ ‫جدوى نص ليس له يف وعي الناس ويف أوضاعهم‬ ‫القانونية والسياس���ية قدر وال نفاذ؟ والش���روع يف‬ ‫عم���ل دس���توري جدي���د س���يفتح كل املوضوعات‬ ‫اجملتمعية وأس���س الدولة وهويتها جلدل ليس���ت‬ ‫البالد مهي���أة إلدارته على ما ينبغ���ي والوصول به‬ ‫إىل نتائج حتظى بالرضى والتسليم‪.‬‬ ‫وق���د كن���ت مقتن ًع���ا به���ذا ال���رأي األخ�ي�ر‪ ،‬ولكنه‬ ‫كان صو ًت���ا ضعي ًف���ا ال جي���د من يتحم���س له‪ ،‬أو‬ ‫يدافع عن���ه‪ ،‬واليوم أظ���ن أن األح���وال تدعونا إىل‬ ‫اجلهر به‪ ،‬والس���عي يف إقراره‪ .‬وبدأت مع أخي عبد‬ ‫الرمح���ن الديبان���ي جوالت ح���وار ومناقش���ات مع‬ ‫القوى السياس���ية والناش���طني واملؤثرين يف املشهد‬ ‫السياس���ي‪ ،‬وأظن أننا وصلنا حت���ى اآلن إىل نتائج‬ ‫حس���نة‪ ،‬فهناك قيادات يف حزب العدالة ويف حزب‬ ‫التحال���ف ويف التكت���ل الفيدرالي بربق���ة ومثانون‬ ‫عض ًوا يف املؤمتر يذهبون إليه‪.‬‬ ‫حيتاج األمر إىل خطة طريق‪ ،‬وحتديد التنقيحات‬ ‫املطلوبة‪.‬‬ ‫• أم���ا أنا ف���أرى أنه ميكن أن تكون خطة الطريق‬ ‫على هذا النحو‪:‬‬ ‫ اتف���اق القوى األساس���ية يف املؤمتر أو عدد كاف‬‫على املبدأ‪.‬‬ ‫ تجُ رى التنقيحات املطلوبة على الدستور‪.‬‬‫ رمبا احتجنا إىل استفتاء على شكل الدولة‪.‬‬‫ يلغ���ى اإلع�ل�ان الدس���توري ويع َل���ن ع���ن وض���ع‬‫الدستور موضع التنفيذ‪.‬‬ ‫ جترى االنتخابات على أساس هذا الدستور‪.‬‬‫ تنظر السلطة التشريعية اجلديدة يف أمر مزيد‬‫من تنقيح الدستور أو وضع دستور جديد‪.‬‬ ‫• وأهم التنقيحات املطلوبة فيما أرى‪:‬‬ ‫ توزي���ع صالحي���ات امللك عل���ى جملس���ي النواب‬‫والشيوخ‪.‬‬ ‫ الش���ريعة اإلس�ل�امية مص���در التش���ريع وكل‬‫قانون خيالفها يعد باط ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ إق���رار عمل األحزاب‪ ،‬ورمبا إجراء (تعديالت) يف‬‫القانون‪.‬‬ ‫ إق���رار مب���دأ الع���زل السياس���ي‪ ،‬ورمب���ا إج���راء‬‫(تعديالت) يف القانون‪.‬‬ ‫الشرارة‬ ‫أظ���ن أن ه���ذا املش���روع م���ن جه���ة املب���دأ س���يجد‬ ‫قبو ً‬ ‫ال واس��� ًعا يف أقلي���م برقة ث���م طرابلس وفزان‪،‬‬ ‫وس���يأتلف حوله الليبيون ‪-‬إن شاء اهلل‪ -‬وليس من‬ ‫قصد وراءه إال أن تصل هذه البالد إىل االس���تقرار‬ ‫القانوني والسياس���ي واالجتماعي املطلوب‪ ،‬لتقوم‬ ‫عليه مش���روعات البناء‪ ،‬وأن حيقق اإلنسان اللييب‬ ‫نفسه‪ ،‬مستندًا على تارخيه‪ ،‬مستمدًّا من جذوره‪.‬‬ ‫اللهم كن لليبيا وأهلها واكتب هلم اخلري‪..‬‬ ‫طرابلس ‪2013/7/1‬‬

‫‪17‬‬

‫ميدان السؤال‬

‫حرب امليادين ‪ :‬يسقط‬ ‫الرئيس القادم !!‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬

‫(‪)1‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ففش���لت أن أه���رب م���ن املش���هد السياس���ي والتاريخ‬ ‫قاوم���ت‬ ‫ه���ذه األي���ام‬ ‫املضطرم يف مصر بواس���طة تلك املالي�ي�ن القاهرية مبيدان التحرير اليت‬ ‫تتظاهر لتنحية الرئيس املنتخ���ب ‪ ،‬تقابلها املاليني املضادة مبيدان رابعة‬ ‫العدوية بذات القاهرة اليت مل تعد مقهورة مذ يناير الشهري ‪..‬‬ ‫ووجدت�ن�ي مش���تتاً وكأن���ه جيب علين���ا أن نتخ���ذ موقفاً ما حت���ى عندما‬ ‫يكون األمر ال يعنينا متاماً ‪ ،‬فالزال خيار " معنا أو ضدنا " يتس���يد رؤانا يف‬ ‫السياس���ة والصراع الذي مل يهدأ منذ عام�ي�ن يف دول الربيع وثوراته اليت‬ ‫ال تنتهي ! ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫" حممد مرسي " حيتفل املصريون بإسقاطه‬ ‫أكثر من فرحتهم باإلطاحة حبسين مبارك !! ‪..‬‬ ‫هل ميكن أن نضع حاكماً مس���تبداً لس���بعة عش���ر عاماً يف مقام واحد مع‬ ‫رئيس ُمنتخب مل تكد متضي ً‬ ‫سنة على تقلده مهام الرئاسة ؟ ‪..‬‬ ‫نَ‬ ‫ُ‬ ‫ولس���ت من املقتنع�ي� حبركة األخوان املس���لمني ‪..‬‬ ‫ال أدافع عن مرس���ي‬ ‫ولكن عن الدميوقراطية الوليدة يف هذه املنطقة املظلمة من العامل !! ‪..‬‬ ‫أع���رف أن الدميوقراطية ليس���ت جمرد صندوق انتخاب���ات ولكنها أيضاً‬ ‫كذلك ! ‪..‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ُ‬ ‫وجدت نفس���ي مش���تتاً بني استهجان اسقاط مرس���ي وبني االعجاب‬ ‫نعم‬ ‫بهذا الش���عب الذي أس���قط ُه ‪ ..‬الش���عب املتحرر منذ عام�ي�ن وألول مرة يف‬ ‫تارخي���ه من فراعين���ه ‪ ..‬الش���عب الذي حق���ق ارادته للم���رة الثانية خالل‬ ‫عامني وكأنه يأتي بصيف الثورات بعد ان ذبل ربيعه ‪..‬‬ ‫وأرجع ألحتفظ ألن مرسي ظهر من ميادين ثورة يناير وهو أول رئيس‬ ‫مصري منتخب من نفس الشعب !! ويرتسم أمامي سؤال خميف ‪:‬‬ ‫هل الدميوقراطية يف مصر وبالتالي دول الربيع على احملك ؟ ‪..‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫مث���ة حائ���ط يف القاه���رة كتبوا علي���ه ‪ :‬يس���قط الرئيس الق���ادم ! ‪ ..‬رمبا‬ ‫كت���ب ه���ذه العبارة ش���اب متحمس تط���رف يف روحه الثوروي���ة النزاعة‬ ‫اىل احلساس���ية العربي���ة اجلدي���دة باحلرية ‪ /‬التعطش هل���ا ‪ ..‬فبعد عقود‬ ‫م���ن الكب���ت واجل���ور ورب���ط األلس���نة وتقميط األح�ل�ام وس���جن الرؤى‬ ‫هاه���ي الناس تش���عر باحلرية كما مل تش���عر بها من قب���ل ‪ ..‬ولكن أليس‬ ‫تنحي���ة رئيس دولة بق���وة التظاهر وهيمنة ‪ /‬عنجهي���ة اجليش طعناً يف‬ ‫الدميوقراطية اجلديدة اختلفنا على مرسي او اتفقنا ‪..‬‬ ‫أليس أحذية العسكرتارية السوداء تركل صناديق االقرتاع ؟!! ‪..‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫ويف اجتاه آخر يصل بي اىل حالتنا الليبية كانت لي هذه العبارة ‪:‬‬ ‫حممد مرسي سقط وسط صمت رمسي لييب ! ‪..‬‬ ‫نع���م ‪ ،‬فقد أوردت القنوات الفضائي���ة الرتحيب منقطع النظري من طرف‬ ‫احلكومات العربية بآخر صيحات التغيري السياسي الكبري يف مصر ماعدا‬ ‫حكومتنا الليبية مل نس���مع تأييدها لعدلي منص���ور رئيس مصر اجلديد‬ ‫‪ /‬املؤق���ت ‪ ..‬ملاذا ؟ ‪ ..‬هل ألن حكومتنا أيض���اً مؤقتة ؟ ‪ ..‬هل وصلت حكومتنا‬ ‫اىل نض���ج م���ا مؤداه أن هذا األم���ر هو انقالب على الش���رعية مهما كانت‬ ‫األس���باب ؟ ‪ ..‬هل ألننا مل نؤسس دولة بعد ؟ هل ألن التيار الساعي للحكم‬ ‫الديين هو من يقبض على زمام أمور ليبيا والليبيني وخيشاه اجلميع من‬ ‫أصغر طفل اىل زيدان وأبوسهمني ؟!! ‪..‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫“ ليلة اهلجوم على عائليت “‬

‫( شكراً اللجنة اإلرهابية العليا )‬

‫كرمية فرج الفاسي‬ ‫ما فعل ِته يا ثورة فرباير باجملتمع اللييب‬ ‫خط�ي�ر جدا‪ ،‬لق���د كش���فت املخفي من‬ ‫ٌ‬ ‫عقلي���ة ليبية ال تنفك تتش���دق بالتدين‬ ‫واإلس�ل�امية‪ ،‬فف���رزت ش���رحية أثن���اء‬ ‫الث���ورة م���ن بع���ض املوال�ي�ن للق���ذايف‪،‬‬ ‫املهووس�ي�ن والقتل���ة واملارق�ي�ن اللذي���ن‬ ‫ابتدع���وا كل بش���ع إلرض���اء آل���ة ال���دم‬ ‫املتوحش���ة والنهم���ة ألجس���اد الليب�ي�ن‬ ‫وأعراضه���م وأمواهل���م‪ ،‬ث���م وم���ن بع���د‬ ‫إنتص���ارك خرجت علينا ذات الش���رحية‬ ‫بذات الصفات من قتل وتعذيب وخطف‬ ‫واغتص���اب‪ ،‬غري أنها تق���ف على اجلانب‬ ‫االخر‪ ،‬منتمي���ة اىل فرباير الثورة‪ ،‬هكذا‬ ‫ظهر أس���وأ من فين���ا ح�ي�ن وضعنا على‬ ‫احمل���ك‪ ،‬ذات احمل���ك ال���ذي أخ���رج أمجل‬ ‫م���ا يف الليب�ي�ن م���ن تالح���م أي���ام حرب‬ ‫ً‬ ‫التحري���ر وال���ذي ق���اد خماض���اً‬ ‫طوي�ل�ا‬ ‫حري���ة جترمثت عليها‬ ‫وعس�ي�راً لوالد ِة‬ ‫ٍ‬ ‫وتكاث���رت تكوين���ات هجين���ة بعضه���ا‬ ‫سياس���ي‪ ،‬وأخطرها العسكري فانتشرت‬ ‫على ط���ول الب�ل�اد وعرضها تش���كيالت‬ ‫مليليش���يات مس���لحة‪ ،‬بعضه���ا يدع���ي‬ ‫التوج���ه الدي�ن�ي واالخ���ر ذو توجه���ات‬ ‫عصبي���ة جهوي���ة وثالث ال يهم���ه إال ما‬ ‫حيمله ب�ي�ن يديه م���ن غنائم وس���رقات‬ ‫مستغلني حالة الفوضى اليت تعم البالد‬ ‫وغي���اب اجلي���ش والش���رطة‪ ،‬وكان لي‬ ‫مع عائليت نصيب من جتربة مع هؤالء‪:‬‬ ‫ثالث سيارات تتبع اللجنة االمنية العليا‬ ‫ب���دون لوح���ات تطوق بيتنا عن���د الثالثة‬ ‫والنص���ف صباح���ا وتهامجن���ا عناصرها‬ ‫املدجج���ة بالس�ل�اح واملخمورين معلنني‬ ‫نية السرقة والقتل وهذا ما حدث معي ‪:‬‬ ‫"اهلجوم"‬ ‫لس���ت ممن يس���تغرقون يف نوم عميق‪ ،‬وأبس���ط‬ ‫خشخشة تش���ق س���كون الليل توقظين‪ ،‬ويف هذه‬ ‫الليل���ة‪ ،‬الس���بت عن���د الثالث���ة والنص���ف املوافق‬ ‫‪ 22/2/2013‬تناه���ى لس���معي دوس أق���دام يف‬ ‫فناء البيت قريبا من الباب‪ ،‬اس���تيقظت وجلس���ت‬

‫يف مكان���ي ظناً أن أخي عاد ومعه بعض الضيوف‬ ‫للمبي���ت وهذا حي���دث كثريا‪ ،‬عندم���ا راح الباب‬ ‫يُقرع كنت أحاول إيق���اظ أخيت الصغرى (‪)18‬‬ ‫عام لتفتح الباب فلست بأفضل أحوالي الصحية‬ ‫ألغادر فراش���ي بس���رعة وأنا مثقل���ة حبملي يف‬ ‫الش���هر الثامن‪ ،‬ازداد الط���رق بقوة وصوت ينادي‬ ‫م���ن اخل���ارج‪( :‬افتحوا‪..‬افتح���وااااا)‪ ،‬ف���ردت أخيت‬ ‫األخ���رى وهي أم لث�ل�اث أطف���ال (أن من يطرق‬ ‫الباب؟ من أنت؟)‪ .‬يف تلك احلظة استش���عرت انه‬ ‫لي���س اخي غري أن ظين ال يزال يدور قريبا حول‬ ‫أحد األقارب الذي قد يأتينا مس���افراً ليجد مكاناً‬ ‫للراحة بعد رحلته من إحدى املدن اىل طرابلس‪،‬‬ ‫لص‬ ‫ه���ي ثواني لي���س إال ألدرك أن القارع لص‪ٌ ،‬‬ ‫خممور بدأ يف الصراخ‪" :‬هاتوا مفاتيح الس���يارات‬ ‫الل���ي ق���دام احل���وش ‪ ،‬طلع���وا تريس���كم‪ ،‬افتحوا‬ ‫الباب‪ ،‬احن���ا مداهمة من اللجن���ة االمنية العليا"‬ ‫والكث�ي�ر م���ن العرب���دة‪ .‬حاولت أخ�ت�ي جمادلته‪:‬‬ ‫(كي���ف نفت���ح الب���اب انت س���كران ش���وفلي حد‬ ‫فاي���ق نتكلم مع���اه واال تعالي بكرة ي���ا مداهمة‪..‬‬ ‫اخل)‪ ،‬عندما س���ألته ع���ن امسه أجابها (حس�ي�ن)‪.‬‬ ‫هرع���ت اس���تفقد أخي إن كان ين���ام يف حجرته‬ ‫حني اطلق املخمور الرصاص يف اهلواء فأرعبتين‬ ‫وتعثرت يف ثوبي وس���قطت على ركبيت وبطين‬ ‫واصبت فيهما‪ .‬مل أجد أخي يف فراش���ه‪ ،‬انه يبيت‬ ‫يف اخل���ارج والوالد والوالدة يبيت���ان خارجا ايضا‬ ‫يف مناس���بة اجتماعية وال أحد س���واي مع طفلي‬ ‫وأخت���اي ذات ال‪ 18‬ربيعا واألخ���رى ام األطفال‬ ‫الثالث���ة وأخ آخر يبلغ الـ‪ 19‬عام���ا‪ ،‬اجتمعنا تلك‬ ‫الليلة يف بيت والدي‪.‬‬ ‫جاء أخي ذو ال‪ 19‬عاما متعثرا من فراشه يغالب‬ ‫النعاس ويظن ان الوقت عشيه‪ ،‬فقد كان صائما‬

‫واختلط علي���ه الوقت فيما كنت احاول إفهامه‬ ‫أن ال يتكل���م بصوت مس���موع لعل وعس���ى تنجح‬ ‫حم���اوالت اخ�ت�ي ومفاوضاته���ا يف إبعادهم‪ ،‬غري‬ ‫أن املوقف تطور بش���كل س���ريع جدا عندما تواىل‬ ‫إطالق الرصاص يف اهلواء ثم وجهوا أس���لحتهم‬ ‫حن���و ب���اب البي���ت حماول�ي�ن اقتحامه وب���دؤا يف‬ ‫إطالق النريان‪.‬‬ ‫أخرج أخي بندقية روسية قدمية وملئها ذخرية‬ ‫مبساعدة أخيت الصغرى‪ ،‬أخذت بعض االطفال‬ ‫اىل الغرف���ة الداخلي���ة اليت كنا نن���ام فيها بينما‬ ‫قف���زت أخ�ت�ي حن���و غرفته���ا م���ع ابنه���ا وابنته���ا‬ ‫واليت من س���وء حظها كانت مقابلة لباب البيت‬ ‫لينص���ب عليها وابل الرص���اص( اخلارق حارق)‬ ‫ال���ذي كان خي�ت�رق باب البي���ت احلديدي وباب‬ ‫غرفته���ا اخلش�ب�ي ويصط���دم باحلائ���ط ويفزع‬ ‫الصغريان اللذان راحا يصرخان مذعوران‪.‬‬ ‫ه���ي دقائ���ق حت���ى اش���تعل امل���كان بالرص���اص‬ ‫والش���تائم والتهدي���د‪ ،‬عندما س���حب أخي تأمني‬ ‫البندقية ليبدأ يف الرد عليهم انتبه أحدهم وقال‬ ‫(حيييه صوت سحبة يا اوالد) وكان ردهم على‬ ‫ذاك الص���وت جنوني���ا فأمطرونا ب���ارود وأصيب‬ ‫أخي برصاصة يف فخ���ده‪ .‬اتصلت بزوجي الذي‬ ‫كان يعم���ل خارج املدينة تل���ك الليلة وأرعبه ما‬ ‫مسع من أصوات القصف والضرب‪ ،‬بدوره اتصل‬ ‫مباشرة بالنجدة بـــ(‪ )1515‬وطلب منهم الغوث‬ ‫معطيا إياه���م العنوان ورقم هات���ف أخي‪ ،‬وفعال‬ ‫وصل���ت النج���دة لكن بع���د أكثر من ‪ 4‬س���اعات‬ ‫من وقت البالغ وبعد أن أنتهى كل ش���ئ‪ ،‬وجدوا‬ ‫أخي جيلس أم���ام فناء البيت وبيده بندقيته ورد‬ ‫عليهم حني س���ألوه ‪( :‬احنا جانا بالغ عن مداهمة‬ ‫هن���ا؟ وينه���ا و وين ترخي���ص س�ل�احك؟!)‪ ،‬فرد‬

‫عليه���م (انا بروح���ي ردع مش مس���تحقكم‪ ،‬صح‬ ‫النوم) وطردهم‪.‬‬ ‫اهلج���وم ب���دأ الس���اعة ‪ 3:36‬واس���تمر حت���ى‬ ‫اخلامس���ة صباح���ا قاومه���م أخي قدر املس���تطاع‬ ‫ورد عل���ى نريانه���م الكثيفة بعزمية ومبس���اندة‬ ‫أخ�ت�ي الصغرى‪ ،‬أنظ���ر اليه وأقول‪ :‬س���بحان اهلل‬ ‫لق���د وضع اهلل فيه ق���وة ‪ 100‬رجل‪ ،‬كان يرمي‬ ‫عليهم الرص���اص من خلف الب���اب ثم يقفز اىل‬ ‫ناف���ذة الغرفة اجملاورة ويع���ود للباب مرة أخرى‬ ‫واخيت تسانده وإن كان هناك سالح آخر ألبلت‬ ‫مثل���ه ورمب���ا يزيد‪ ،‬ه���ذه املن���اورات والقنص من‬ ‫ع���دة أماكن جعلته���م يظنون أن هن���اك أكثر‬ ‫من ش���خص مس���لح داخل البيت وعتاد وذخرية‪،‬‬ ‫وكونه���م مث���اىل كان تركيزه���م عل���ى الباب‬ ‫فق���ط دون أي مناورات أخ���رى فقد أعماهم اهلل‪.‬‬ ‫بكاء أطفال اخ�ت�ي ونواح أمهم جعلهم يظنون أن‬ ‫هناك قتل���ى يف الداخل‪ ،‬حاول���ت أختى الصغرى‬ ‫أن تس���تنجد باجلريان وراح���ت تصرخ من نافذة‬ ‫الغرفة اخللفية بعد أن اش���رعتها غري مهتمة أن‬ ‫قنصوه���ا برصاصه���م‪ ،‬وال جميب الس���تغاثتها‪.‬‬ ‫خط���ر ببالي م���اذا لو نتس���لل من الب���اب اخللفي‬ ‫الذي مل ينتبه���وا له‪ .‬ماذا لو نركض حتى نصل‬ ‫إىل أح���د جرياننا ف���إن اقتحم���وا البي���ت وجدوه‬ ‫خالياً‪ ،‬غري أن احلي الذي نسكنه عبارة عن بيوت‬ ‫يف أراض���ي زراعية تفصلها عن بعضها مس���افات‬ ‫واس���عة وكانت فكرة غريذات نفع بوجود الكثري‬ ‫من األطفال وأنا يثقلين محلي يف الشهر الثامن‬ ‫ال ميكنين الركض‪.‬‬ ‫كلما ارتعد الباب يس���ألين صوت يف داخلي‪ :‬هل‬ ‫ُفتح؟ هل اقتحموه وابتهال هلل وحده‪ ،‬الرصاص‬ ‫يص���دع يف كل م���كان‪ ،‬عل���ى اجل���دران والنوافذ‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ويف الس���ماء‪ ،‬وم���ع اق�ت�راب آذان الفجر‬ ‫وخ���روج املصلني للصالة أم���ل يف فرج‬ ‫م���ن اهلل قريب‪ ،‬وغوث منه يف فئة ظاملة‬ ‫ما انفكت تهددنا بالقتل والسرقة‪.‬‬ ‫"ما بعد اهلجوم"‬ ‫شقش���قة الضوء بدأت تكش���ف سرتهم‪،‬‬ ‫الب���اب متماس���ك رغم مط���ر الرصاص‬ ‫والذخ�ي�رة ال�ت�ي أفرغ���ت في���ه صهرت���ا‬ ‫ضفت���ا الب���اب فالتحما وصمد اجلس���د‬ ‫احلديدي أمام نريانهم‪ ،‬حدثت املعجزة‬ ‫ح�ي�ن مل يكس���ر قفل الب���اب بالرغم من‬ ‫حماوالته���م تفجريه فتج���د الرصاص‬ ‫مغ���روس حول���ه خمطئا هدف���ه بفارق‬ ‫ملليم�ت�رات صغرية‪ ،‬مل يكس���روا القفل‬ ‫فلم يُفتح الباب بعد كل هذه الوحشية‬ ‫ركب���وا يف س���ياراتهم وغ���ادروا‪ .‬يف تلك‬ ‫اللحظ���ة كان���ت الس���يارات الث�ل�اث‬ ‫يف مرم���ي رص���اص س�ل�اح أخ���ي الذي‬ ‫أوش���ك على قنصهم ح�ي�ن راحت أخيت‬ ‫الصغ���رى تتوس���ل إلي���ه ب���أن يرتكهم‬ ‫يف���رون فنح���ن ال نري���د أن نقتل أحد‪،‬‬ ‫واستجاب هلا‪.‬‬ ‫أول الواصل�ي�ن كان جارن���ا‪ ،‬الرج���ل‬ ‫الطيب يف آخر س���تينيات العمر‪ ،‬عندما‬ ‫تأك���د من مغ���ادرة الس���يارات املعتدية‬ ‫ج���اء زاحف���ا على وجهه يرتع���د يف ذلك‬ ‫الربد الشديد ويعتذر أنه مل يتمكن من‬ ‫مس���اعدتنا فليس بيده حيلة أمام ذلك‬ ‫العت���اد أما غريه م���ن باقي اجلريان فقد‬ ‫أنك���روا أنهم مسع���وا أي ضجة !‪ .‬وصل‬ ‫أب���ي وأمي يف ح���ال انهيار ت���ام وكانت‬ ‫أم���ي تتفقدن���ا الواح���د تل���و اآلخر غري‬ ‫مصدقة أننا خبري‪ ،‬أخذ زوج أخيت أخي‬ ‫للمستش���فى إلس���عافه من إصابته‪ ،‬ثم‬ ‫وصل���ت جارتن���ا زوجة الرج���ل الطيب‬ ‫وهي مفجوعة وال أزال أتذكر مالمح‬ ‫وجهه���ا وقد كانت يف حالة صدمة‪ .‬يف‬ ‫فن���اء البي���ت وجدن���ا كلبنا ال���ويف جير‬ ‫مؤخرته ب���أمل وينطوي يف ركن بعيد‪،‬‬ ‫لقد ضرب���وا ظهره بأمخ���ص البندقية‬ ‫فكس���روه ح�ي�ن ب���دأ بالنب���اح عليه���م؟‬ ‫وس���يارتي مهش���مة متام���اً‪ ،‬بالرغم من‬ ‫طلوع النهار وتوافد الناس علينا الواحد‬ ‫تل���و اآلخ���ر‪ ،‬إال أن حال���ة م���ن الريب���ة‬ ‫والرتق���ب جعلت اجلمي���ع ينتبهون ألي‬ ‫حركة غريبة أو س���يارة جمهولة متر‬ ‫فلعلهم يعودون؟‪.‬‬ ‫"تداعيات احلدث"‬ ‫انتش���ر اخل�ب�ر يف املنطق���ة‪ ،‬اجتهن���ا‬ ‫اىل مرك���ز الش���رطة بع���د إستش���ارة‬ ‫احملامي فنصح أن كل من وصل السن‬ ‫القانونية وكان بالبيت س���اعة اهلجوم‬ ‫جي���ب أن يفتح حمضراً فهذه اجلرمية‬ ‫خط�ي�رة ال يس���قطها الزم���ن‪ .‬مرك���ز‬ ‫ش���رطة عني زارة أقل م���ا يقال عنه أنه‬ ‫بائ���س‪ ،‬جدرانه رمادية موحش���ة‪ ،‬خيلو‬ ‫م���ن أي أث���اث واملوجود به هو كراس���ي‬ ‫ومكات���ب عتيق���ة وحمطم���ة‪ ،‬داخ���ل‬ ‫حجرة التحقيق أكوام الورق مكدسة‬ ‫يف كل م���كان مثلم���ا الغب���ار‪ ،‬انتظرت‬ ‫أكث���ر من ثالث س���اعات حت���ى حضر‬ ‫ضابط التحقيق ال���ذي كان يف مهمة‬ ‫خ���ارج املرك���ز‪ ،‬يف البداي���ة رفض فتح‬ ‫حمضر ل���ي عندما عرف أن أخي كان‬ ‫قد سبقين بالتبليغ متذرعا أنه ال ميكن‬ ‫فت���ح أكثر من حمضر ل���ذات القضية‬ ‫وحت���ى بع���د ان قلت له أن هذه مش���ورة‬ ‫احملام���ي ظ���ل م�ت�رددا‪ ،‬لكن�ن�ي صممت‬ ‫عل���ى إكم���ال االج���راءات القانوني���ة‬ ‫فوافق وأخذ أقوالي‪ ،‬ثم ماذا؟ سألته‪ ،‬أنا‬ ‫مصابة يف ركبيت وال أش���عر أني خبري‬

‫وسيارتي مهش���مة‪ ،‬أجابين‪ :‬ال شئ على‬ ‫اإلطالق‪ ،‬ال ميكننا فعل أي ش���ئ أكثر‬ ‫من إثبات الواقعة‪.‬‬ ‫يف املساء‪ ،‬اس���تيقظت على صوت جدل‪،‬‬ ‫قط���ع قيلول�ت�ي الطويلة بع���د عناء يوم‬ ‫مره���ق يف مرك���ز الش���رطة‪ ،‬وفيم���ا‬ ‫يب���دو أن ع���ودة الش���باب املخموري���ن‬ ‫ملقره���م وتفاخره���م مب���ا ح���دث وأنهم‬ ‫ترك���وا ورائه���م قتل���ى انتش���ر يف ب�ي�ن‬ ‫اعضاء الكتيبة ال�ت�ي ينتمون إليها‪ ،‬فتم‬ ‫التحف���ظ عليه���م وجاء آمره���ا مهروال‬ ‫لوالدي يف إجتماع طارئ من غري موعد‬ ‫حضره بع���ض وجهاء املنطقة واألقارب‬ ‫اللذين تن���ادوا مس���رعني وتداولت فيه‬ ‫البنود التاليه ‪:‬‬ ‫*) ندين ونس���تنكر العدوان اآلثم الذي‬ ‫وقع عليكم من بعض عناصر كتيبتنا‬ ‫والذي متنينا لو أرديتومهم قتلى‪.‬‬ ‫*)بدورن���ا قمن���ا مبعاقبتهم وس���جنهم‬ ‫ول���ن نته���اون معه���م وس���يتم إحالتهم‬ ‫اىل اجله���ات املختصة لينال���وا العقوبة‬ ‫العادلة‬ ‫يا أخي املواطن‪:‬‬ ‫عائلت���ك عائل�ت�ي وبنات���ك بنات���ي ومن‬ ‫وص���ل اىل ب���اب دارك معت���دي ال ع���ذر‬ ‫له وحن���ن مبا أنن���ا نعتذر لك ونأس���ف‬ ‫مل���ا حدث‪(....‬انتبه فهذه املرة األوىل اليت‬ ‫تعت���ذر فيه���ا كتيبة ملواطن�ي�ن) فنحن‬ ‫ن���ود إنه���اء األم���ر ودي���اً وعف���ا اهلل عما‬ ‫س���لف‪ ،‬وغري ذلك فنح���ن نريد تنبيهك‬ ‫اىل‪:‬‬ ‫"الب�ل�اد يف ح���ال فوضى ف�ل�ا جيش وال‬ ‫ش���رطة‪ ،‬وه���ذه الكتيبة مص���در رزقنا‬ ‫وال نريد أي شبهات حوهلا ولن نقبل أن‬ ‫يت���م حلها كما أنه ال ميكننا أن نضمن‬ ‫الش���باب أبدا يف حال م���ا قررمت تصعيد‬ ‫املوق���ف‪ ،‬ال نضمن أن ال يعاودوا اهلجوم‬ ‫عليك���م‪ ،‬ال نضم���ن أن ال تث���أر منك���م‬ ‫عائالته���م (وأنتم ج�ي�ران؟!)‪ ،‬ال نضمن‬ ‫أنكم ستعيش���ون يف س�ل�ام والدولة غري‬ ‫قادرة على محايتكم"‪.‬‬ ‫ح�ي�ن مس���ع أخ���ي ه���ذا ال���كالم خ���رج‬ ‫عليهم شاهراً سالحه وقال‪ " :‬أنا حسني‬ ‫ه���ذا امت���ى م���ا نلق���اه بنقتل���ه اىل ي���وم‬ ‫الدي���ن" وغادر‪ .‬أما ع�ن�ي فقد دخلت إىل‬ ‫املستش���فى وتده���ورت صح�ت�ي كثرياً‬ ‫وكن���ت ق���د حاول���ت االس���تئذان م���ن‬ ‫أب���ي م���رارا أن أكلم آم���ر الكتيبة وأرد‬ ‫عليه وإن من وراء س���تار فرفض بشدة‬ ‫وبالرغم ِمن أن َمن حضر االجتماع هم‬ ‫أبي وأخي األكرب وأزواج أخواتي إال أن‬ ‫ال أح���د منهم كان داخل البيت س���اعة‬ ‫اهلجوم حتى يوقف ذلك الشخص وهو‬ ‫يلوي عنق احلقيق���ة بني يديه متالعباً‬ ‫بها‪.‬‬ ‫اخلامتة‪:‬‬ ‫مت إط�ل�اق س���راح املعتدي���ن وه���م‬ ‫يتجول���ون آمنني مطمئنني (أحدهم أب‬ ‫الربع���ة أطفال) وعلين���ا التزام الصمت‬ ‫والتحل���ي ب���روح التس���امح (ف�ل�ا منلك‬ ‫غريه)‪ .‬جي���ب عدم تصعي���د املوقف ألن‬ ‫ال وج���ود للدولة ال�ت�ي ينبغي أن حتمي‬ ‫مواطنيه���ا حت���ى اآلن‪...‬كتب���ت مقالي‬ ‫ه���ذا ‪،‬ويف اعماقي يق�ي�ن ان دولة احلق‬ ‫والقان���ون قادم���ة رغ���م أن���ف األش���رار‬ ‫وحت���ى ذاك احل�ي�ن لي حق لن أس���كت‬ ‫عنه‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫قانون العزل السياسي‪......‬وماذا بعد ؟!‬ ‫مسرية العجيلي‬

‫تق���ول س���ارة لي���ا ويت���س‪ ،‬املديرة‬ ‫التنفيذية لقس���م الش���رق األوسط‬ ‫ومشال أفريقي���ا يف منظمة هيومن‬ ‫رايت���س ووتش ‪ " :‬من ح���ق الليبيون‬ ‫أن يتوقع���وا إزاحة املس���ئولني الذين‬ ‫أس���اءوا اس���تغالل مناصبه���م حتت‬ ‫حك���م لق���ذايف يف ارت���كاب جرائ���م‬ ‫وانته���اك حق���وق اإلنس���ان ‪ ،‬وع���دم‬ ‫الس���ماح هل���م بتولي مناص���ب عامة‬ ‫جم���دداً‪ ،‬لكن ه���ذا القان���ون مفرط‬ ‫الغم���وض ‪ ،‬وينطوي عل���ى إمكانية‬ ‫من���ع أي ش���خص س���بق ل���ه العم���ل‬ ‫مع الس���لطات أثناء العق���ود األربعة‬ ‫حلكم لقذايف "‬ ‫وأخ�ي�راً مت إق���رار قان���ون الع���زل‬ ‫السياسي وماذا بعد ؟!‬ ‫م���ن خ�ل�ال الق���راءة األولي���ة هل���ذا‬

‫للقذايف أو نظام���ه أو دعوته للكتاب‬ ‫األخضر س���واء كان ذلك يف وسائل‬ ‫اإلع�ل�ام املختلف���ة أو باحلدي���ث‬ ‫املباشر للجمهور‪,‬‬ ‫‪ -3‬كل م���ن أخت���ذ موقف���اً معادياً‬ ‫لث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر بالفع���ل أو‬ ‫التحريض أو االتفاق أو املساعدة‪,‬‬ ‫‪-4‬كل م���ن أق�ت�رف أو س���اهم بأي‬ ‫وجه من الوجوه يف قتل أو س���جن أو‬ ‫تعذي���ب املواطنني الليبني يف الداخل‬ ‫واخلارج لصاحل النظام السابق‪.‬‬ ‫‪-5‬كل م���ن قام بعمل م���ن أعمال‬ ‫االس���تيالء أو اإلض���رار باملمتل���كات‬ ‫العام���ة أو اخلاص���ة خ�ل�ال ف�ت�رة‬ ‫احلكم السابق ألسباب سياسية‪.‬‬ ‫‪-6‬كل م���ن تورط يف نه���ب أموال‬ ‫الش���عب اللييب أو أثرى على حسابه‬

‫القان���ون يالحظ أنه س���تكون هناك‬ ‫العدي���د م���ن الصعوب���ات ال�ت�ي ق���د‬ ‫تع���وق عملي���ة التطبي���ق‪ ،‬وبالنظ���ر‬ ‫إىل مادته األوىل على س���بيل املثال‪،‬‬ ‫واليت تتعل���ق مبعايري تولي املناصب‬ ‫العام���ة‪ ،‬وبالتحدي���د الفئ���ة الثانية‬ ‫من هذه املادة واليت تنص‪:‬‬ ‫" يتعل���ق العزل السياس���ي واإلداري‬ ‫هل���ذه الفئ���ة بالس���لوك امل���ؤدي‬ ‫إىل إفس���اد احلي���اة السياس���ية و‬ ‫االقتصادي���ة واإلداري���ة يف الب�ل�اد‬ ‫خ�ل�ال الفرتة املش���ار إليه���ا يف املادة‬ ‫الس���ابقة ( األوىل) كما هو وارد يف‬ ‫أمناط السلوك التالية‪:‬‬ ‫‪-1‬املدني���ون املتعاونون مع األجهزة‬ ‫األمنية لنظام معمر لقذايف وترتب‬ ‫عن تعاونهم انتهاك حق من حقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫‪-2‬كل م���ن تك���رر من���ه متجي���د‬

‫أو حتص���ل على ث���روات أو منافع أو‬ ‫أرصدة يف الداخل دون وجه حق‪.‬‬ ‫‪-7‬كل من كان له نشاط أو نتاج‬ ‫علم���ي أو ف�ن�ي أو فك���ري أو ديين أو‬ ‫ثق���ايف أو اجتماع���ي يه���دف متجيد‬ ‫معم���ر لقذايف أو نظام���ه أو الرتويج‬ ‫ملا كان يس���مى املشروع اإلصالحي‬ ‫( ليبيا الغد)‬ ‫‪-8‬كل م���ن اس���تعمل اخلط���اب‬ ‫الدي�ن�ي يف دعم أو إضفاء الش���رعية‬ ‫عل���ى حكم ا لق���ذايف أو تصرفاته أو‬ ‫اعترب ثورة الس���ابع عشر من فرباير‬ ‫خروج���اً ع���ن طاع���ة ول���ي األم���ر و‬ ‫جاهر بذلك‪.‬‬ ‫وبالنظ���ر إىل النق���اط ال���واردة يف‬ ‫الفئة الثانية الس���ابق ذكرها هناك‬ ‫تس���اؤل يطرح نفس���ه‪ :‬ما هي اإللية‬ ‫املقرتحة لتطبيق هذه املعايري ؟!‬ ‫كيف س���يتم حتديد الس���لوك؟ هل‬

‫م���ن خ�ل�ال مالحظ���ات ش���فوية أم‬ ‫من خ�ل�ال أدل���ة مكتوب���ة و موثقة‬ ‫وقانونية‪.‬؟‬ ‫أعتقد أن بعض هذه املعايري وضعت‬ ‫كما توضع العقدة يف وجه املنشار‪،‬‬ ‫معاي�ي�ر تعجيزية حتت���اج إىل فرتة‬ ‫زمني���ة طويلة رمبا تتج���اوز الفرتة‬ ‫احملددة للعزل السياسي!!‬ ‫الع���زل ه���و وس���يلة ولي���س غاي���ة‬ ‫يف ذات���ه‪ ،‬وس���يلة لعق���اب ه���ؤالء‬ ‫عل���ى اخلل���ل السياس���ي واإلداري‬ ‫واالقتصادي‪....‬ال���ذي تس���ببوا في���ه‬ ‫خ�ل�ال فرتة حك���م املقبور‪ ،‬فه���و أداة‬ ‫يعرب فيها اجملتمع عن الرفض العام‬ ‫هلذا الس���لوك يف إدارة الدولة‪....‬وهو‬ ‫يف ذات الوق���ت حتذي���ر مباش���ر مل���ن‬ ‫يتقلد املناصب العامة يف املستقبل‪,‬‬ ‫هن���اك م���ن يط���رح فك���رة تطبي���ق‬ ‫العدالة االنتقالية ويس���تبعد العزل‬ ‫السياسي‪.....‬ولكن العدالة االنتقالية‬ ‫ال جيب أن تك���ون انتقائية‪ ،‬حيث أن‬ ‫أه���داف العدال���ة ( غ�ي�ر انتقامي���ة)‬ ‫إظه���ار احلقيق���ة‪ ،‬ورد املظ���امل عن‬ ‫املتضرري���ن ومعاقبة املذنبني‪ ،‬كما‬ ‫أن املصاحل���ة الوطني���ة ل���ن تتحقق‬ ‫ول���ن تقوم هل���ا قائم���ة دون حتقيق‬ ‫العدالة االنتقالية‪.‬‬ ‫إن حتقي���ق وتطبي���ق قان���ون العزل‬ ‫السياس���ي يس���تلزم العدي���د م���ن‬ ‫املتطلبات أبرزها‪ :‬اإلرادة السياسية‪،‬‬ ‫س���يادة القانون‪ ،‬اس���تقالل الس���لطة‬ ‫القضائية‪ .‬أي���ن حنن من كل هذه‬ ‫املتطلبات ؟!‬ ‫هل هناك ضمانات حتول دون س���وء‬ ‫اس���تخدامه ؟ هل هن���اك ضمانات ال‬ ‫جتعل من هذا القانون أداة لتصفية‬ ‫اخلصوم السياسيني ؟ وهل سيتمكن‬ ‫ه���ذا القان���ون م���ن إجثت���ات أدوات‬ ‫الفس���اد داخ���ل مؤسس���ات الدولة يف‬ ‫الس���ابق ‪ ،‬واحلاض���ر ‪ ،‬والس���نوات‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫هل كنا حنتاج إىل قانون للعزل‬ ‫السياس���ي طامل���ا هن���اك هيئ���ة تقوم‬ ‫به���ذا ال���دور وتعمل عل���ى احليلولة‬ ‫دون وصول هؤالء للوظائف العامة‬ ‫داخل الدولة!‬ ‫إن العربة ليست يف إصدار القوانني‬ ‫‪ ،‬ولكن املهم كيفية تفعيلها ‪ ،‬والية‬ ‫تنفيذه���ا ‪ ،‬فهل ستس���تطيع اجلهة‬ ‫امل���وكل إليه���ا تنفي���ذ ه���ذا القانون‬ ‫أن جت���د اآللية اليت تس���اعدها على‬ ‫التطبيق ب���كل تعقيداته من الناحية‬ ‫العملية؟‬ ‫ه���ل بتطبيقن���ا لقان���ون الع���زل‬ ‫السياسي نكون قد أنصفنا الضحايا‬ ‫من جالديهم ؟!‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫ليبيا اجلديدة بعيون أملانيّة‬

‫ترمجة ‪:‬‬ ‫مفتاح السيد الشريف‬ ‫((مطال���ب بع���ض الث��� ّوار ملصاحله���م‬ ‫الش���خص ّية‪ ،‬ول���ذا اخنفض���ت مسعته���م‬ ‫العامة))‬ ‫((ع���دد اهلاربني إىل تونس ومصر يقدّرما‬ ‫بني مليون ومليون ومائيت ألف لييب))‬ ‫املعس���كر الثوري خليط متباين من العناصر‬ ‫الفاعلة‪ ،‬وهي حتى اآلن ال متثل ق ّوة سياس ّية‬ ‫وطن ّية (أي على مستوى ليبيا كلها)‪ .‬وعدد‬ ‫قلي���ل من ق���ادة وأعضاء كتائب م���ا يدّعون‬ ‫تس���مية (الثوار)‪ ،‬حت ّولوا اآلن إىل السياس���ة‬ ‫املدنية‪ .‬ومتثيلهم يف املؤمتر الوطين ضعيف‪،‬‬ ‫بينما ّ‬ ‫ظل الكثريون يف املؤسس���ات العسكرية‬ ‫واألمنية اجلديدة س���اعني إىل حتقيق نفوذ‬ ‫مس���تقبلي يف القط���اع األم�ن�ي‪ ،‬أو االنتظ���ار‬ ‫جل�ن�ي مي���زة م���ن التس���ريح أو اإلندماج يف‬ ‫املس���تقبل يف املناص���ب املدني���ة‪ .‬ولك���ن م���ن‬ ‫املتص��� ّور أن ه���ؤالء الفاعلني س���وف ينفذون‬ ‫عل���ى حنو متزاي���د إىل السياس���ة‪ ،‬مس��� ّببني‬ ‫مزيدا م���ن التغيريات يف املش���هد السياس���ي‪.‬‬ ‫وم���ا توافق علي���ه الث ّوار‪ ،‬هو وجوب إس���تبعاد‬ ‫م���ا يُفرتض أنه���م (أزالم) أي أنص���ار النظام‬ ‫السابق من الوظائف العامة‪ ،‬وأن على أبطال‬ ‫االنتفاض���ة لعب الدور الرئيس���ي يف الدولة‬ ‫اجلدي���دة‪ .‬ومن هن���ا جاءت مطالبهم لش���غل‬ ‫مناص���ب يف احلكومة واألجه���زة األمنية‪ ،‬أو‬ ‫ني���ل فوائد مال ّي���ة وماديّة‪ .‬ولكن م���ا أن يتم‬ ‫توزيع املناصب أو الفوائد حتى تصبح قض ّية‪،‬‬ ‫ف���كل فصيل ثوري يتب���ع مصاحله اخلاصة‪.‬‬ ‫ومث���ال واح���د على ذل���ك كان���ت اهلجمات‬ ‫العنيفة على املس���ؤولني احلكوميني من قبل‬ ‫الثوار‪ ،‬مطالبني بالرواتب أو العالج الطيب يف‬ ‫اخلارج ‪ . 71‬ولذا إخنفضت الس���معة العامة‬ ‫للثوار بسبب هذه األعمال‪ ،‬وجرت مناقشات‬ ‫ع���ن “ الثورةالزائف���ة”‪ ،‬وحت���ى مقارنات مع‬ ‫جلان القذايف الثورية‪ .‬وإىل اآلن فشلت كل‬ ‫احملاوالت خلل���ق متثيل مش�ت�رك للمصاحل‬ ‫تأسس���ت العدي���د م���ن‬ ‫الثوري���ة ‪ . 72‬وق���د ّ‬ ‫املنظم���ات اليت تدعي متثيل الث���وار يف ليبيا‪،‬‬ ‫ولكن ه���ذه يف معظمها تتأل���ف من كتائب‬ ‫من مدن أو مناطق معينة ‪. 73‬‬ ‫وبينم���ا كان جي���ري تش���كيل احلكوم���ة‪،‬‬ ‫إقتحمت مجاع���ات ثوريّ���ة خمتلفة املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي ث�ل�اث م���رات إحتجاج���ا عل���ى‬ ‫تكوينه���ا‪ ،‬ألس���باب خمتلفة‪ .،‬وص��� ّرح زيدان‬

‫املعسكر الثوري ومعارضوه‬

‫فولفرام الخري‬ ‫(احللقة السابعة)‬

‫بأن���ه م���ن املس���تحيل تقريب���ا أخ���ذ مطال���ب‬ ‫الث���وار يف اإلعتبار ما مل يك���ن لديهم متثيل‬ ‫موح���د‪ .‬وقال إنه اجتمع م���ع اثنني وثالثني‬ ‫جمموعة كل منها يدّع���ي متثيل الثوار يف‬ ‫مجي���ع أحناء ليبيا ‪ . 74‬ومن���ذ ابريل ‪2012‬‬ ‫عمل ق���ادة مع ّين���ون بعناد لتش���كيل جملس‬ ‫أعل���ى للثوارالليبيني يكون منربا وطت ّيا هلم‪،‬‬ ‫ولكن نشاطات اجمللس مل تتع ّد عقد سلسلة‬ ‫م���ن املؤمت���رات م���ع مش���اركني خمتلفني‪.‬‬ ‫وجيري يف كل واحد منها تأس���يس اجمللس‬ ‫م���ن جديد‪ ،‬دون اإلتفاق على تكوينه الفعلي‬ ‫‪ . 75‬وم���ع ذل���ك‪ ،‬فمثل ه���ذه اخلالفات مل‬

‫زي���دان واحلص���ارات املتكررة لل���وزارات اليت‬ ‫قامت بها مجاعات مسّلحة ‪. 77‬‬ ‫بي���د أن املعس���كر الث���وري يض���م جمموع���ة‬ ‫أوس���ع نطاقا من العناص���ر الفاعلة‪ ،‬وأكثر‬ ‫م���ن جم���رد الكتائ���ب الثوريّة‪ .‬فهن���اك جزء‬ ‫كب�ي�ر م���ن التي���ارات اإلس�ل�امية ميكن أن‬ ‫ُتنس���ب إليه���ا‪ ،‬جنب���ا إىل جن���ب م���ع ممثلي‬ ‫املعاق���ل الثوري���ة‪ ،‬إنهم مجيعا يس���تخدمون‬ ‫لغة الثورة إلضفاء الش���رعية على مطالبهم‬ ‫م���ن أج���ل النف���وذ‪ ،‬ولتس���جيل نق���اط ض���د‬ ‫اخلص���وم السياس���يني‪ .‬وحت���ى إذا م���ا أدان‬ ‫الكثري م���ن السياس���يني يف املعس���كر الثوري‬

‫فوزي بوكتف‬

‫علي زيدان‬

‫متن���ع الق���ادة الثوريني م���ن املطالب���ة بعزل‬ ‫زي���دان باس���م اجملل���س األعل���ى – وبعبارات‬ ‫تعكس العداء املتزاي���د بني احلكومة وأولئك‬ ‫الذين يعتربون أنفس���هم الث���وار احلقيقيني‬ ‫‪ . 76‬وعل���ى الرغم من حقيقة أن احلكومة‬ ‫تضم عددا من الثوار السابقني‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال أن العديد‬ ‫م���ن( الث���وار) ينظ���رون إىل احلكومة ككل‬ ‫كأنها معادي���ة ملصاحلهم‪ .‬ويرجع ذلك إىل‬ ‫ح���د كب�ي�ر إىل اإللت���زام القوي ال���ذي عرب‬ ‫عن���ه زيدان ووزراء الدفاع والداخلية والعدل‬ ‫لتفكي���ك اجلماعات املس���لحة‪ ،‬ودمج القوات‬ ‫املوازي���ة يف قط���اع األم���ن‪ ،‬ووضع الس���جون‬ ‫حتت سيطرة الدولة‪ .‬ويف النصف األول من‬ ‫ع���ام ‪ ،2013‬ظهرت على الس���طح التوترات‬ ‫املتزاي���دة ب�ي�ن الق���وى الثوري���ة واحلكومة‪،‬‬ ‫واتضحت يف حوادث مثل اختطاف مستش���ار‬

‫التكتي���كات املس���تخدمة م���ن قب���ل كتائ���ب‬ ‫الث���وار املس���لحة لبس���ط نفوذه���ا‪ ،‬فالبعض‬ ‫يش���جع– حتركاتها‬ ‫منه���م يس���تغل – ب���ل‬ ‫ّ‬ ‫ض���د املؤسس���ات احلكومية لص���احل ميزاتهم‬ ‫السياس��� ّية‪ .‬وضغطه���م جمتمع�ي�ن‪ ،‬أج�ب�ر‬ ‫السياس���ية‪.‬‬ ‫كثريا على اخلروج من احللبة‬ ‫ّ‬ ‫مج���ع غري‬ ‫ويف معارض���ة املعس���كر الث���وري‬ ‫ٌ‬ ‫متجان���س إىل ح��� ّد كب�ي�ر م���ن احملافظ�ي�ن‬ ‫واملعتدل�ي�ن والقوى املعادية للثورة‪ .‬وتش���مل‬ ‫تلك أقس���اما م���ن النخب ال�ت�ي تصاحلت مع‬ ‫النظ���ام (الس���ابق)‪ ،‬أو فش���لت يف اإلس���تثمار‬ ‫بكثافة يف الث���ورة‪ .‬والعديد من نواب حتالف‬ ‫الق���وى الوطنية هم من هذه الفئة‪ ،‬جنبا إىل‬ ‫جنب م���ع العديد م���ن املس���تقلني يف املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي‪ .‬ونفس العمل قام به زعماء القبائل‬ ‫الذين يعملون من أج���ل املصاحلة الوطنية‪،‬‬

‫مبن فيه���م كل الش���خصيات ال�ت�ي خدمت‬ ‫يف عه���د الق���ذايف‪ ،‬وغريهم مم���ن مل يتل ّوثوا‬ ‫يف ه���ذا الصدد‪ .‬وكثري م���ن طبقة الضباط‬ ‫داخ���ل الش���رطة واجليش خيش���ون طردهم‬ ‫من قب���ل الثوار‪ .‬كما أن الكث�ي�ر من القبائل‬ ‫اليت اعتربت مناصرة للنظام الس���ابق‪ ،‬تشعر‬ ‫كذل���ك بالتهديد أو أنه���ا مهزومة من قبل‬ ‫املعسكر الثوري‪.‬‬ ‫وأخ�ي�را‪ ،‬مثة جمموع���ة كبرية أس���تبعدت‬ ‫بالفع���ل من السياس���ة يف ليبيا اجلديدة‪ .‬هي‬ ‫ذل���ك اجل���زء من الس���كان ‪ -‬وهم أساس���ا من‬ ‫أف���راد نفس ه���ذه القبائل ‪ -‬الذي���ن فروا إىل‬ ‫تونس ومص���ر اجملاورتني‪ ،‬أثناء أو بعد زوال‬ ‫النظ���ام‪ ،‬لله���روب من االعتق���ال أو االنتقام‪.‬‬ ‫وال توج���د أرقام موث���وق بها هلذه اجملموعة‪،‬‬ ‫ول���و أن التقدي���رات يف منتص���ف عام ‪2012‬‬ ‫وضع���ت هلا ما ب�ي�ن مليون وملي���ون ومائيت‬ ‫أل���ف لي�ب�ي‪ ،‬أو حنو س���دس الس���كان‪ .‬وحتى‬ ‫إذا كان الع���دد احلقيقي نص���ف هذا الرقم‬ ‫فقط‪ ،،‬فهو ما يزال كبريا ‪ 78‬وقد اس���تبعد‬ ‫اجملل���س الوط�ن�ي اإلنتقال���ي متعم���دا ه���ذه‬ ‫الفئ���ة من االنتخاب���ات للمؤمتر الوطين ‪79‬‬ ‫‪ .‬كم���ا أحبطت حماولة م���ن جانب الداعية‬ ‫اإلس�ل�امي عل���ي الصالب���ي‪ ،‬للتوس���ط م���ع‬ ‫ممثليه���م وس���ط احتجاج���ات غاضب���ة من‬ ‫وتعمق���ت الفجوة بني‬ ‫املعس���كر الثوري ‪ّ . 80‬‬ ‫املعس���كرين املتعارض�ي�ن من���ذ نهاية احلرب‬ ‫األهلي���ة‪ .‬واملب���ادرات الفردي���ة بواس���طة‬ ‫ش���خص ّيات بارزة مث���ل رئيس املؤمترحممد‬ ‫املقري���ف‪ ،‬مل���د الي���د إىل اخلاس���رين‪ ،‬أثارت‬ ‫عاصفة من اإلحتجاجات من الثوار‪ ،‬ما جعل‬ ‫مثل ه���ذه التح���ركات خماطرة سياس��� ّية‬ ‫‪ .81‬والت���و ت���ر وتبعاته املتس���ارعة ليس���ت‬ ‫وحدها املس���ؤولة ع���ن الصراع���ات احلالية‪،‬‬ ‫لكنه���ا مركزية لنجاح العملي���ة اإلنتقالية‬ ‫واستقرار البالد على املدى املتوسط‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫اهلوامش‪:‬‬ ‫‪ ) 71‬أو الطل���ب ال���ذي أث���اره احتاد س���رايا‬ ‫الث��� ّوار يف الف�ت�رة ال�ت�ي س���بقت اإلنتخابات‪،‬‬ ‫يؤم���ن هل���م عدد‬ ‫وه���و أن الث���وار ينبغ���ي أن ّ‬ ‫مع�ّي�نّ م���ن املقاع���د يف املؤمت���ر الوط�ن�ي‪.‬‬ ‫“هجوم على مكتب رئيس الوزراء بعد تعليق‬ ‫املدفوع���ات إىل الثوري�ي�ن “‪ ،‬صحيفة الوطن‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫وما عاد وسيمًا‬ ‫ابراهيم عثمونه‬

‫احتاد ثوار ليبيا‬ ‫الليب ّي���ة يف ‪ 10‬أبري���ل ‪،2012‬؛ “اإلحتج���اج‬ ‫من قبل االحتاد من كتائب الثوار‪ -‬اجمللس‬ ‫اإلنتقالي يقبل معظ���م املطالب “‪ ،‬صحيفة‬ ‫الوط���ن الليب ّي���ة‪ ،‬ماي���و ‪2012‬؛ “موت وحلد‬ ‫يف هج���وم على مب���ان حكومية يف طرابلس‪:‬‬ ‫اللجن���ة األمن ّي���ة العلي���ا تدي���ن احل���ادث “‪،‬‬ ‫قورينا‪ 8 ،‬مايو ‪.2012‬‬ ‫‪ ) 72‬أول حماول���ة لتأس���يس إحت���اد لييب‬ ‫للكتائب الثورية ( إحتاد س���رايا ثوار ليبيا)‪،‬‬ ‫كان يف مصرات���ة يف ‪ 22‬س���بتمرب ‪.2011‬‬ ‫وق���د ش���ارك في���ه ف���وزي بوكت���ف (انظ���ر‬ ‫الصفح���ة ‪ 15‬من الدراس���ة)‪ ،‬وعبد احلكيم‬ ‫بلح���اج (صفحة ‪ )11‬وس���امل جحا (صفحة‬ ‫‪ .)19‬ومل تصل املبادرة إىل أي شيء‪ ..‬ومنذ‬ ‫ذل���ك احلني اس���تخدمت التس���مية (س���رايا‬ ‫الث���وار) بش���كل خ���اص م���ن قب���ل بوكت���ف‬ ‫الئتالفه من الكتائب يف بنغازي‪.‬‬ ‫‪ ) 73‬مث���ل التحال���ف م���ن الث���وار الليبيني‬ ‫أسس���ه‬ ‫ّ‬ ‫املس���مى (جتم���ع ث���وار ليبي���ا) الذي ّ‬ ‫عبد اجملي���د مليقطه (انظ���ر الصفحة ‪)10‬‬ ‫يف أكتوب���ر ‪ ،2011‬وال���ذي يس���يطر عليه‬ ‫الزنتان ّيون‪.‬‬ ‫‪ ) 74‬يق���ول زي���دان إن���ه تش���اور م���ع ق���ادة‬ ‫كتائ���ب معظمه���ا ذات مي���ول إس�ل�امية‪.‬‬ ‫ووفق���ا حملم���د غراب���ي م���ن كتيب���ة (راف‬ ‫اهلل الس���حاتي) أن الث ّوار م���ن خمتلف املدن‪،‬‬ ‫إتفق���وا عل���ى مرش���ح ملنص���ب وزي���ر الدفاع‬ ‫‪ ،‬ولك���ن زي���دان جتاه���ل ه���ذا‪ .‬وفق���ا ملؤمتر‬ ‫صحف���ي لعلي زيدان‪ ،‬طرابل���س‪ 1 ،‬نوفمرب‬ ‫‪ ،2012‬ومناقش���ة م���ع حمم���د الغراب���ي‪،‬‬ ‫طرابلس‪ ،‬نوفمرب ‪.2012‬‬ ‫‪”) 75‬أحد عشر توصية يف يف بيان اجمللس‬ ‫األعل���ى للثوار الليبي�ي�ن “‪ ،‬املن���ارة‪ 5 ،‬أبريل‬ ‫‪ ،2012‬كما نش���رت نف���س اخلرب‪ ،‬قورينا‪،‬‬ ‫‪ 29‬يولي���و ‪ ،2012‬واملن���ارة‪ 12 ،‬أغس���طس‬ ‫‪،2012‬؛ و”اقتح���ام الربمل���ان اللييب‪ :‬تصدع‬ ‫يف الصفوف الثوريّ���ة حول حكومة زيدان”‪،‬‬ ‫صحيف���ة احلياة‪ 2 ،‬نوفم�ب�ر ‪2012‬؛ “الثوار‬ ‫يعق���دون املؤمت���ر الس���ادس يف مصرات���ة‬ ‫ملناقش���ة اهليكل التنظيمي للمجلس األعلى‬ ‫للثورة “‪ ،‬صحيفة الوطن الليب ّية‪ ،‬ديس���مرب‬ ‫‪. .2012‬‬ ‫‪“ ) 76‬بيان اجمللس األعلى للثوار الليبيني”‪،‬‬ ‫‪ 19‬مارس ‪.2013‬‬

‫‪“ ) 77‬حماص���رة وزارة الع���دل م���ن قب���ل‬ ‫اللجن���ة األمن ّي���ة العلي���ا وط���رد ّ‬ ‫املوظفني”‪،‬‬ ‫ليبي���ا هريال���د‪ 31 ،‬م���ارس ‪2013‬؛ “إطالق‬ ‫س���راح مس���اعد رئي���س ال���وزراء حمم���د‬ ‫ّ‬ ‫القط���وس م���ن قب���ل اخلاطف�ي�ن”‪ ،‬ب���ي ب���ي‬ ‫س���ي ني���وز‪ 9 ،‬أبري���ل ‪2013‬؛ “اامس���لحون‬ ‫يقتحم���ون وزارة اخلارجي���ة الليبية لطرح‬ ‫طرح مطالبهم”‪ ،‬رويرتز‪ 28 ،‬أبريل ‪.2013‬‬ ‫‪ 78‬قدّر مس���ؤولون ليبييون ودبلوماسيون‬ ‫مصري���ون يف منتص���ف ‪ ، 2012‬أن هن���اك‬ ‫أربعمائ���ة إىل مخس���مائة أل���ف لي�ب�ي يف‬ ‫تون���س‪ ،‬ومخس���مائة إىل س���بعمائة أل���ف‬ ‫لييب يف مص���ر‪ .‬وال توجد أرقام رمسية من‬ ‫اجلانب املصري أو التونسي ‪ ،‬حسب مناقشة‬ ‫مع علي الصالب���ي‪ ،‬طرابلس‪ ،‬يونيو ‪2012‬؛‬ ‫ومناقش���ة م���ع الدبلوماس���يني املصري�ي�ن‪،‬‬ ‫القاه���رة‪ ،‬أكتوبر عام ‪2012‬؛ ويف تصريح‬ ‫للس���فري اللي�ب�ي يف تون���س‪ “ :‬أكث���ر م���ن‬ ‫‪ 500،000‬لي�ب�ي يف تونس هم هاربون من‬ ‫العدالة الليب ّية‪ ”.‬املنارة‪ 8 ،‬يونيو ‪. 2012‬‬ ‫‪ 79‬بينم���ا كان الليبي���ون يف واش���نطن‬ ‫وأوتاوا و لن���دن‪ ،‬وبرلني وأبو ظيب وعمان‪،‬‬ ‫قادرين عل���ى التصويت‪ ،‬مل يكن هذا اخليار‬ ‫متاح���ا لألعداد األكرب بكثري من املواطنني‬ ‫حتج���ج‬ ‫الليبي�ي�ن يف مص���ر وتون���س‪ .‬وق���د ّ‬ ‫أعضاء اللجنة االنتخابية‪ ،‬بشكل غري مقنع‪،‬‬ ‫أن���ه م���ن الس���هل عل���ى الليبي�ي�ن يف البلدان‬ ‫اجملاور أن يأتوا إىل الوطن للنصويت‪.‬‬ ‫‪“ 80‬إجتم���اع الصالبي مع أعض���اء النظام‬ ‫الس���ابق ح���دث بن���اء عل���ى طل���ب م���ن عبد‬ ‫اجللي���ل‪ ،‬يف إط���ار املصاحل���ة الوطني���ة‬ ‫“‪،‬وكالة أنباء التضامن‪ 1 ،‬يونيو ‪2012‬‬ ‫‪ 81‬سافر املقريف إىل بين وليد يف سبتمرب‬ ‫‪ 2012‬للتوس���ط ‪ ،‬وحص���ل عل���ى االف���راج‬ ‫عن ثالث���ة من الرهائ���ن احملتجزين هناك‪.‬‬ ‫ويف نوفم�ب�ر ‪ 2012‬زار(الش���قيقه) حلضور‬ ‫إندم���اج وح���دة حمل ّية من قبيلة املشاش���يه‬ ‫يف (درع 'ليبي���ا)‪ .‬وق���د أدّت الزي���ارة إىل‬ ‫احتجاجات من قب���ل الزنتانيني‪،‬الذين قالوا‬ ‫إن الوح���دة حتتوي على أعضاء س���ابقني يف‬ ‫كتائب القذايف‪“ .‬املقري���ف يلتقي وفدا من‬ ‫الزنت���ان معرتضا عل���ى زيارته للش���قيقه”‪،‬‬ ‫كما نشرت قورينا‪ 11 ،‬نوفمرب ‪،2012‬‬

‫مؤخ���راً وبع���د ‪ 2011‬الذي أطل���ق احلريات‪،‬‬ ‫أطل���ق ه���ذا الفت���ى حليت���ه م���ع احلري���ات‪،‬‬ ‫وتركه���ا تك�ب�ر م���ع احلري���ات‪ ،‬وتتغ���ول مع‬ ‫احلري���ات‪ ،‬إىل احلد الذي بات���ت فيه خميفة‪،‬‬ ‫وب���ات ال يس���تطيع إال أن ينظ���ر هل���ا يف املرآة‬ ‫خبشوع‪.‬‬ ‫نبهته من ذلك‪.‬‬ ‫حبكم أنن���ا جريان نبهت���ه منذ األي���ام األوىل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وقف���ت معه وع���رف مين أنه ق���د تنطلق كل‬ ‫األش���ياء اليت كانت مكبوتة يف س���باق مبا يف‬ ‫ذل���ك اللح���ى‪ ،‬وأنه م���ا مل ينتبه‪ ،‬فق���د تتغول‬ ‫حليت���ه الفتية يف ه���ذه األج���واء وتلتهم كل‬ ‫وجهه اجلميل‪.‬‬ ‫يومها كانت س���هلة‪ ،‬وكان حني ميلها وال‬ ‫يريده���ا‪ ،‬أراه دائماً ميش���ي إىل حالق القرية‪،‬‬ ‫فيهذب ش���عر رأس���ه وخيرج ويرتكها خلفه‬ ‫ملقاة على البالط‪ ،‬وقبل أن يصعد زبون آخر‬ ‫عل���ى الكرس���ي‪ ،‬يك���ون احلالق ق���د مجعها يف‬ ‫صندوق قمامة صغري يقف خلف باب احملل‪،‬‬ ‫وقبل أن يغلق باب���ه يف نهاية ذلك اليوم يكون‬ ‫ه���ذا احلالق قد ألقى ما يف الصندوق الصغري‬ ‫إىل صن���دوق أك�ب�ر يف الش���ارع‪ ،‬ويف الفج���ر‬ ‫وقبل ش���روق مشس النهار التالي تأتي سيارة‬ ‫البلدي���ة وجتمع الصنادي���ق الكبرية إىل مكب‬ ‫أكرب خارج القرية‪.‬‬ ‫مؤخراً تغولت وصارت خميفة‪.‬‬ ‫وص���ار عاجزاً عل���ى الذهاب به���ا إىل احلالق‪.‬‬ ‫التهم���ت وجه���ه ومل يع���د في���ه س���وى أن���ف‬ ‫وعينني صغريتني ال يريان على املرآة س���واها‪،‬‬ ‫وما عادت مرآته تعكس ش���يئاً آخر‪ ،‬وال وجهه‬ ‫يعين شيئاً آخر‪ .‬تطفلت هذه اللحية وضربت‬ ‫جذوره���ا حت���ت اجللد وص���ارت متتص كل‬ ‫الدم املخص���ص للوجه‪ ،‬واستس���لم هذا الوجه‬ ‫الذي كان يف يوم من األيام وسيماً‪.‬‬ ‫وما عاد وسيماً‪.‬‬ ‫ي���وم وقفن���ا مع���اً يف األي���ام األوىل ل���ـ ‪2011‬‬ ‫ُ‬ ‫ش���رحت ل���ه عم���ا ق���د حي���دث لوجه���ه‪ ،‬وعن‬ ‫اللحي���ة اليت هي كائ���ن متطفل على الوجه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وأك���دت ل���ه أن���ه ل���و مل يك���ن هناك وج���ه ملا‬ ‫كانت هن���اك حلي���ة‪ ،‬لذلك هذبه���ا واحلقها‬ ‫مرة بعد مرة‪ ،‬واترك وجهك عرضة للشمس‬ ‫جيدد خالياه‪ ،‬وال ترتك���ه هلا متحوه وتفعل‬ ‫به ما تشاء‪.‬‬ ‫وجهك هو وجهك يا فتى‪.‬‬ ‫وعلي���ه ُ‬ ‫كتب���ت كل عناوي���ن ش���خصيتك‪،‬‬ ‫فانتب���ه له وال جتعل���ه كله حلية‪ .‬ال ختتصر‬ ‫وجهك فيه���ا‪ ،‬ب���ل اختصرها يف عن���وان واحد‬ ‫ميكن أن تذهب به للحالق يف أي وقت‪.‬‬ ‫كان يومه���ا يف العش���رينات م���ن العمر‪ ،‬ويف‬ ‫ظ���رف عام واح���د ص���ار يف األربعين���ات‪ .‬قفز‬ ‫عش���رين ع���ام م���رة واح���دة‪ .‬بدى ذل���ك على‬ ‫حركاته وعين���اه وحنكه وكل خياله‪ ،‬وحني‬ ‫أصادفه اليوم يفتح أو يغلق باب بيتهم‪ ،‬أشعر‬ ‫حبجم املأس���اة اليت وقع فيها‪ ،‬وأتعجب لقدرة‬ ‫اللحية على اختصار األشياء‪ ،‬وألوم املرآة اليت‬ ‫ُتكرب صورة اللحية وتنفي صورة العقل‪.‬‬ ‫وما ُ‬ ‫عدت أحب املرآة‪.‬‬ ‫فعلت بهذا الفتى ما ْ‬ ‫‪ ...‬بع���د أن ْ‬ ‫فعلت‪ ،‬ما ُ‬ ‫عدت‬

‫أحبها‪ ،‬خلعتها م���ن كل بييت‪ُ ،‬‬ ‫وبت حني أرى‬ ‫َمن حيمل مرآة ليزين بها مدخل بيته‪ ،‬أشعر‬ ‫أن���ه حيم���ل عم ً‬ ‫ال يُك�ب�ر اللحي���ة وينفي عقل‬ ‫كل َمن يدخل بيته‪ ،‬وما أكثر أولئك الذين‬ ‫ُ‬ ‫اعرتض���ت طريقهم ونبهتهم ع���ن خطورتها‪،‬‬ ‫وكانوا لألسف يعطونين ظهورهم حمتفيني‬ ‫به���ا‪ ،‬وهم ال يعرفون أنهم حمتفيني مبا يُكرب‬ ‫صورة اللحية وينفي صورة العقل‪ ،‬حتى أنين‬ ‫عمدت مؤخراً معم ً‬ ‫ُ‬ ‫ال صغرياً يف القرية يقص‬ ‫ُ‬ ‫وأخ�ب�رت مالكه‬ ‫الزج���اج ويصن���ع منه امل���رآة‪،‬‬ ‫أن���ه بعمله هذا س��� ُيكرب حلية القري���ة وينفي‬ ‫ُ‬ ‫فأخذت‬ ‫عقله���ا‪ ،‬هو اآلخ���ر أعطان���ي ظه���ره‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وش���رعت‬ ‫حدي���دة كان���ت ملقاة عن���د الباب‪،‬‬ ‫يف تهش���يم كل م���ا ه���و مع���روض يف املعمل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وأصبت أنا‪،‬‬ ‫وتناثرت الش���ظايا يف كل اجتاه‪،‬‬ ‫وص���ار الدم ينزف مين‪ ،‬لك���ن ذلك مل مينعين‬ ‫أن أهش���م وأهاج���م كل م���ا يُك�ب�ر اللحي���ة‬ ‫وينف���ي العقل‪ ،‬وحني أش���يع خرب م���ا أقوم به‪،‬‬ ‫أسرعت القرية ووقفت بيين وبني ما أقوم به‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أك���دت هلا‪ ،‬أنه ال أحد يا قرييت‬ ‫فأخربتها بل‬ ‫اردت‬ ‫بعد معمر القذايف س���وى هذه املرآة‪ ،‬وإذا ِ‬ ‫أن تنظ���ري إىل األم���ام يا قري�ت�ي أزحيها عن‬ ‫اردت أن تنظ���ري إىل ال���وراء‬ ‫وجه���ك‪ ،‬أم���ا إذا ِ‬ ‫فضعيه���ا أمام���ك‪ ،‬وانظري فيها جي���داً إذ هي‬ ‫أداة ال ترى إال إىل الوراء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أثب���ت لقري�ت�ي أن كل ما يظهر على س���طح‬ ‫املرآة يقع يف الوراء‪ ،‬أما ما هو موجود يف األمام‬ ‫ال ميك���ن هلا أن ت���راه‪ ،‬زد على ذلك أن امسها ‪-‬‬ ‫أي امل���رآة ‪ -‬ه���ي كلمة قريبة ج���داً يف مبناها‬ ‫ويف معناها م���ن كلمة "املُرائ���ي"‪ ،‬واحلقيقة‬ ‫عن���دي أن���ه ال خ�ي�ر يف امل���رآة وال يف املُرائ���ي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ورمي���ت قطعة احلدي���د من يدي‬ ‫قل���ت ذل���ك‬ ‫ُ‬ ‫وترك���ت القرية يف املعمل تتفاهم‬ ‫وخرجت‪،‬‬ ‫مع مالكه‪...‬‬ ‫‪2013/6/20‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫سعاد خليل رئيسا‬ ‫للجنة التحكيم‬

‫أختارت جلنة املهرجان الدولي للمسرح مبدينة‬ ‫س�ل�ا املغربية يف دورته الثالثة ‪ ،‬أختارت الفنانة‬ ‫سعاد خليل من ليبيا رئيسا للجنة التحكيم بهذا‬ ‫املهرجان الدولي الذي أقيم مبدينة سال بالقرب‬ ‫من العاصمة الرباط خ�ل�ال الفرتة من ‪ 26‬إلي‬ ‫‪ 30‬من ش���هر يونيو ‪ 2013‬وشارك يف عضوية‬ ‫ه���ذه اللجن���ة م���ع الفنان���ة س���عاد خلي���ل كل‬ ‫م���ن ‪ :‬الدكت���ور عبد الرضا جاس���م م���ن العراق‬ ‫والدكتور عبد الفتاح القيطاني واالستاذ أمحد‬ ‫القروي من املغرب‬

‫خليل العرييب‬

‫إختتام فعاليات مهرجان أنا املسرح ‪...‬أنا األستاذ‬ ‫بع���د ع���روض ون���دوات وورش عمل‬ ‫ومعارض تواصلت علي مدى س���بعة أيام‬ ‫مبس���رح فندق املهاري مبدينة طرابلس‬ ‫وسط حضور كبري من الفنانني والكتاب‬ ‫واإلعالمي�ي�ن وحم�ب�ي املس���رح أختتمت‬ ‫ه���ذه التظاهرة الكبرية مبش���اركة فرق‬ ‫مس���رحية م���ن تون���س واملغ���رب وليبي���ا‬ ‫وفنان�ي�ن م���ن األردن وس���وريا واإلمارات‬ ‫العربية ‪ ،‬جس���دت هذه التظاهرة تالحم‬ ‫الفنانني من هذه األقطار ليقدموا إبداعا‬ ‫أس���عد الناس وبعث برس���الة إل���ي العامل‬ ‫ب���أن ليبيا خبري وآمن���ة وأن اإلبداع الفين‬ ‫يش���ق طريقه بثبات يف س���بيل بن���اء ليبيا‬ ‫اجلديدة ليبيا املستقبل ‪.‬‬ ‫وكان ل���دور اجملل���س األعلي للثقافة‬ ‫الراع���ي واملنظ���م هلذه التظاه���رة اهلامة‬ ‫وكذل���ك اهليئ���ة العربي���ة للمس���رح يف‬ ‫جن���اح ه���ذا الربنام���ج الش���امل لعدي���د‬ ‫الفعالي���ات الفني���ة والثقافي���ة مما ترك‬ ‫إنطباعا جيدا لدي متتبعي هذا املهرجان‬

‫الفنانون املصريون ومسرية ‪ 30‬يونيو‬

‫مخيس ومسلسل‬ ‫إدريس‬

‫إنته���ي الكات���ب واملخ���رج النش���ط مخيس‬ ‫امب���ارك م���ن تنفي���ذ املسلس���ل املس���موع ( امللك‬ ‫إدري���س ) وذل���ك لص���احل إذاع���ة ليبي���ا الوطن‬ ‫املس���موعة ‪ ،‬واملسلس���ل يتحدث عن س�ي�رة حياة‬ ‫امللك إدريس السنوس���ي قبل وبعد توليه احلكم‬ ‫يف ليبي���ا كما يتناول الش���خصيات اليت رافقته‬ ‫يف هذه املسرية إلي أن ترك احلكم وغادر البالد‬ ‫وأستقر أخريا يف مصر حيت وفاته ‪.‬‬ ‫يش���ارك يف جتس���يد ش���خصيات مسلسل امللك‬ ‫إدري���س كل م���ن الفنان�ي�ن ‪ :‬حمم���د جن���م يف‬ ‫دور املل���ك ونعيم���ة العجيل���ي يف دور امللك���ة‬ ‫فاطم���ة باإلش�ت�راك م���ع فتحي ب���در وعبداهلل‬ ‫أمح���د عب���داهلل وجيه���ان إمساعي���ل وخنب���ة‬ ‫م���ن جن���وم التمثي���ل اإلذاع���ي ‪ ،‬وكان الكات���ب‬ ‫واملخرج مخيس امبارك ق���د إعتمد يف كتابته‬ ‫هلذا املسلس���ل عل���ي املراج���ع الليبي���ة والعربية‬ ‫واألجنبية وش���هادات من عدد من الش���خصيات‬ ‫اليت واكبت تلك الفرتة من تاريخ ليبيا ‪.‬‬

‫والذي���ن طالب���وا يف مداخالتهم بضرورة‬ ‫إس���تمراية مث���ل ه���ذه األنش���طة ال�ت�ي‬ ‫بعث���ت الروح يف الوس���ط الف�ن�ي والثقايف‬ ‫‪ ،‬وق���د إنتظمت عدة لق���اءات بني اجمللس‬ ‫األعل���ي للثقاف���ة واهليئ���ة العربي���ة‬

‫للمس���رح لتأكي���د التواص���ل والتع���اون‬ ‫الف�ن�ي والثق���ايف يف جم���االت املس���رح‬ ‫والنش���ر والدورات الفني���ة وورش العمل‬ ‫واملش���اركة يف املهرجان���ات واملس���ابقات‬ ‫اليت تنظمها اهليئة العربية للمسرح ‪.‬‬

‫يش���ارك الفنان���ون واملثقف���ون‬ ‫املصري���ون بق���وة يف مس�ي�رة ‪ 30‬يوني���و‬ ‫مبي���دان التحري���ر بالقاه���رة ‪ ،‬وكان‬ ‫الفنان���ون ق���د إنتقلوا م���ن وزارة الثقافة‬ ‫حيث كانوا معتصم�ي�ن هناك مطالبني‬ ‫بإس���تقالة وزير الثقافة احملس���وب علي‬ ‫اإلخوان املس���لمني ‪ ،‬وتواصلت مسريتهم‬ ‫ح�ت�ي مي���دان التحري���ر لينضم���وا إل���ي‬ ‫بقية اجلماهري احملتش���دة هناك ‪ ،‬ومحل‬ ‫الفنان�ي�ن الفتات تطالب برحيل الرئيس‬ ‫حممود مرس���ي وأخري تعرب عن آرائهم‬ ‫كمعتصم�ي�ن ومتظاهري���ن ‪ ،‬وكان‬ ‫يف مقدم���ة هؤالء الفنان�ي�ن هاني رمزي‬ ‫واإلعالمي���ة هال���ة س���رحان وحمم���ود‬ ‫قابي���ل وهاني س�ل�امة وع���زت العاليلي‬ ‫وليل���ي عل���وي وإهلام ش���اهني وعش���رات‬ ‫املمثلني واملطربني والسينمائيني ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫اوىل مالعب كرة القدم يف مدينة‬ ‫بنغازي‬ ‫فتحي الساحلي‬

‫ال يش���ك احدا على االطالق اننا عرفنا‬ ‫ك���رة القدم يف زمن االحت�ل�ال االيطالي‬ ‫للمدين���ة ‪.‬يف اكتوب���ر ‪ 1911‬م ‪ ..‬وان‬ ‫االيطالي�ي�ن ه���م الذي���ن احض���روا ك���رة‬ ‫القدم و علموها لنا ‪.‬‬ ‫و يف البداية كانت كرة القدم احد انواع‬ ‫الرتفي���ه للجن���ود االيطالي�ي�ن املتحصنني‬ ‫داخ���ل ثكناته���م العس���كرية اي ان لع���ب‬ ‫ك���رة الق���دم اقتصر يف تل���ك الفرتة على‬ ‫املعس���كرات و لكن مع بداية س���نة ‪1918‬‬ ‫م بدأ االيطاليون ينش���ؤون بعض املالعب‬ ‫يف اجلهة الشرقية من املدينة و بالتحديد‬ ‫حبي الصاب���ري مقاب���ل املستش���فى الذي‬ ‫كان يطلق عليه املستش���فى الكبري و ذلك‬ ‫متيي���زا له عن املستش���فى الصغري و الذي‬ ‫يعرف باسم صاحبه (برزدومشو)‪.‬‬ ‫و كان���ت املالع���ب اليت انش���أت يف حي‬ ‫الصاب���ري يف املنطقة املمت���دة من الفندق‬ ‫البل���دي و حت���ى مق�ب�رة س���يدي عبي���د‬ ‫ارضيتها بيضاء لوجودها وس���ط السبخة‬ ‫البيض���اء و لذلك اطلق عليها اس���م امللعب‬ ‫االبيض او (‪)CAMPO – BIANCO‬‬ ‫و يصف االدي���ب عبدربه الغناي هذا املكان‬ ‫بقول���ه ‪( -:‬مل يكن مواجها للمستش���فى اال‬ ‫امليدان الرملي احملدود قبلة بالس���ور الذي‬ ‫يفص���ل املدين���ة ع���ن منطق���ة دكاكني‬ ‫محيد ‪..‬و كان ذلك املي���دان ملعبا نتخذه‬ ‫حن���ن االطف���ال لقض���اء فراغن���ا يف لع���ب‬ ‫ك���رة الق���دم ‪..‬ث���م هن���اك ايض���ا ملعبان‬

‫احدهم���ا يقع عن���د زاوية س���يدي عبيد و‬ ‫االخر كان ذل���ك الرباح املمت���د من زنقة‬ ‫الزرق���ة ال�ت�ي بناحيتها قهوة الطرابلس���ي‬ ‫اىل املستشفى )‬ ‫و ه���ذا ي���دل على ان منطق���ة الصابري‬ ‫كان���ت نقط���ة االنط�ل�اق االوىل ملالعب‬ ‫ك���رة القدم يف مدينة بنغازي و ان امللعب‬ ‫االبيض هو اول ملعب للمدينة ‪.‬‬ ‫ام���ا امللع���ب الثاني يف املدين���ة هو ملعب‬ ‫اللوح او ملعب النديين رئيس احتاد كرة‬ ‫الق���دم مبدين���ة بنغازي و هو الذي اس���س‬ ‫هذا امللعب سنة ‪ 1920‬م ‪ ..‬و قد اطلق عليه‬ ‫ملعب اللوح نس���بة اىل سياجه اخلشيب ‪..‬و‬ ‫كان ه���ذا امللعب قانوني يف مقاييس���ه ‪ ..‬و‬ ‫قد قام عل���ى االرض القريبة من ش���اطئ‬ ‫البح���ر و بالتحديد يف املكان الذي ش���يدت‬ ‫علي���ه فيم���ا بع���د الكنيس���ة الكاثوليكي���ة‬ ‫‪..‬و ق���د عرف ه���ذا امللعب بع���دة امساء من‬ ‫بينه���ا امللع���ب االمح���ر او (– ‪CAMPO‬‬ ‫‪)ROSSO‬نس���بة اىل ارضيت���ه الطيني���ة‬ ‫احلمراء ام���ا االيطاليون كان���وا يطلقون‬ ‫عليه ملع���ب النديين نس���بة اىل الكافالري‬ ‫النديين رئي���س جلنة املنطقة العش���رين‬ ‫املكلفة باالشراف على الرياضة يف مدينة‬ ‫بنغازي ‪.‬‬ ‫و ق���د ش���هد هذا امللع���ب اول بطول���ة لكرة‬ ‫الق���دم س���نة ‪ 1920‬م و ه���ي بطول���ة‬ ‫عس���كرية ش���اركت فيها مجيع الوحدات‬ ‫العس���كرية االيطالي���ة و فري���ق واح���د‬

‫مدن���ي ه���و فريق املس���تعد على ال���دوام او‬ ‫(‪ )CEMPRE – PRONTO‬و كان‬ ‫يلعب هل���ذا الفريق اربع���ة العبني ليبيني‬ ‫و ه���م حممد دومه ح���ارس مرمى و علي‬ ‫دومه مدافع و ف���رج روقاب مهاجم و فرج‬ ‫الرقي���ق وال���د دمي���س الكب�ي�ر و الصغ�ي�ر‬ ‫اضافة اىل اخ���وان كريداكس (اليونان)‬ ‫و اخ���وان نيكولوس���ي ايطالي�ي�ن و الع���ب‬ ‫يهودي يطلق عليه دوسا ‪.‬‬ ‫و ق���د ف���از به���ذه البطول���ة فري���ق‬ ‫اهلداف�ي�ن الثال���ث (‪TERZA -‬‬ ‫‪)CALCIATORE‬ام���ا امللع���ب الثالث‬ ‫الذي اس���س باملدينة فهو امللعب البلدي او‬ ‫(‪)CAMPO – MUNCIPALE‬و‬ ‫هو القريب من ضري���ح عمر املختار و دار‬ ‫الكتب الوطنية و قد اس���س س���نة ‪1929‬م‬ ‫و ذل���ك بع���د ه���دم ملع���ب الل���وح و اقامة‬ ‫الكنيسة على انقاضه ‪.‬‬ ‫و قد ش���هد هذا امللعب الكثري من املنافسات‬ ‫و البطوالت لي���س يف كرة القدم فقط و‬ ‫امنا ايضا يف منافسات املالكمة و سباقات‬ ‫الع���دو و ق���د اخربن���ا االرش���يف االيطالي‬ ‫عل���ى ه���ذه املناش���ط و الالعب�ي�ن الذي���ن‬ ‫ش���اركوا وبرزوا ‪..‬و يف املس���تقبل س���نقدم‬ ‫لك���م بعض هذه االخب���ار الرياضية و اليت‬ ‫بالرغ���م من احلرب و احلص���ار و ما كان‬ ‫يفعل���ه بنا املس���تعمر اال انن���ا كنا منارس‬ ‫الرياض���ة و نبدع فيه���ا و نقدم االبطال يف‬ ‫كل االلعاب ‪.‬‬

‫بصراحة‬

‫فرج العقيلي‬

‫طري���ق فريقن���ا الوط�ن�ي للوص���ول اىل نهائي���ات كأس الع���امل ‪ 2014‬بالربازيل يبدو‬ ‫قصريا لكنه صعب للغاية بداية من مباراة الكامريون ‪.‬‬ ‫منتخ���ب الكام�ي�رون يب���دو مبعنويات عالية بع���د حصوله على ثالث نق���اط مثينة من‬ ‫منتخب التوجو الذي اشرك العبا باخلطأ امام الكامريون حلصوله على انذارين ‪.‬‬ ‫منتخ���ب الكام�ي�رون س���يقابل فريقن���ا الوطين عل���ى ارضه و يع���رف انها مب���اراة حامسة‬ ‫‪..‬التع���ادل س���يجعله يرتش���ح اىل الدور احلاس���م ‪..‬لك���ن منتخب الكامريون سيحش���د كل‬ ‫امكانياته للفوز بنتيجة املباراة ‪.‬‬ ‫امام فريقنا الوطين امتحان صعب و عسري حيتاج اىل جهد مضاعف ‪..‬و خربة كافية ‪ ..‬و‬ ‫مهارة فائقة إلجتياز هذا االمتحان الذي ال يبدو سهال ‪.‬‬ ‫كلنا نتمنى الفوز لفريقنا الوطين لكن االماني و حدها ال تكفي ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫البحر االبيض و‬ ‫الغرق احملتوم ‪!..‬‬ ‫عندم����ا اق��ت�رب موع����د دورة البحر االبيض املتوس����ط‬ ‫االخ��ي�رة و ال��ت�ي انته����ت منذ اي����ام يف تركيا خ����رج علينا‬ ‫بعض م����ن رؤس����اء االحت����ادات الرياضي����ة يف قن����اة ليبيا‬ ‫الرياضي����ة و غريها يتحدثون و يؤكدون ان االس����تعداد‬ ‫لل����دورة مل يكن جي����دا و االمكانيات غري متوف����رة و انهم‬ ‫مل يس����تطعوا توفري معس����كرات الئقة و لك����ن كل واحد‬ ‫منهم ينهي كالمه بالتأكيد على الرغبة يف املشاركة‬ ‫حرصا على تواجد ليبيا يف هذا احملفل و ألجل االحتكاك‬ ‫و التجربة ‪.‬‬ ‫كتبن����ا يف حينه����ا عل����ى ه����ذه الصفح����ة حت����ت عنوان‬ ‫(كالم قديم متكرر)ألن هذا املسلس����ل كان سائدا منذ‬ ‫عش����رات الس����نني و قلنا يف وقتها و نق����ول االن ‪(-:‬ان مثل‬ ‫هذه الدورات ليس����ت للتجرب����ة و االحتكاك و ال من اجل‬ ‫التواج����د الذي ال حيقق اال النزهة و مصروف اجليب ‪..‬و‬ ‫لكنه����ا دورات ألجل اثب����ات الذات من اج����ل التنافس على‬ ‫الصعود على منصات التتويج و عزف االناش����يد الوطنية‬ ‫و رفع االعالم)‪.‬‬ ‫ث����م فاجئن����ا الس����يد رئي����س املكتب التنفي����ذي للجنة‬ ‫االوملبية باالعتذار عن رئاس����ة الوفد املش����ارك يف الدورة‬ ‫‪ ..‬و اوضح ان السبب الرئيسي يرجع لقناعته بأن النتائج‬ ‫ستكون متدنية و خميبة لألمال ‪.‬‬ ‫و اض����اف ايض����ا ان بعض االحت����ادات الرياضية ترغب‬ ‫يف املش����اركة جمل����رد املش����اركة ‪ ..‬كتبن����ا يف نفس هذه‬ ‫الصفحة ايضا حتت عنوان(اعتذار مقبول‪..‬و لكن‪.)..‬‬ ‫‪(-:‬انه كان على السيد املذكور باعتباره رئيسا للمكتب‬ ‫التنفيذي للجنة االوملبية و رئيسا للجنة االعداد للدورة‬ ‫ان يتص����دى هلذه الرغب����ات اليت تنطلق م����ن حب النزهة‬ ‫و الس����فر عل����ى حس����اب الوط����ن و مسعت����ه و مين����ع هذه‬ ‫املش����اركة اهلزيل����ة و خاصة انه اوضح ان����ه يتوقع نتائج‬ ‫سيئة متدنية) ‪.‬‬

‫و لكن االن بعد ان وقع الفأس يف الرأس ‪..‬وعدنا بهذه‬ ‫احلصيلة من االصفار و اليت جتسد واقعا مريرا حمزننا‬ ‫خيرج علينا بعض من يتس����ائل و يقول‪(:‬هل سيفتح باب‬ ‫للتحقيق فيما حدث؟)‬ ‫و منهم م����ن كان باالمس يهلل و يصفق للوفد الكبري و‬ ‫االلقاب العديدة اليت ستشارك فيها؟‬ ‫و اليوم يريد ان جيعل من نفس����ه مدافعا للحق و ملتزما‬ ‫بالصدق ‪!!..‬‬ ‫لق����د حتملنا نتائجنا املاضية و محلنا مس����ئوليتها لنظام‬ ‫فاس����د منه����ار‪..‬و استبش����رنا خ��ي�را بثورتنا ثورة الش����هداء‬ ‫الش����باب ‪..‬و تطلعن����ا اىل مش����اركات جي����دة تعتم����د على‬ ‫االستعداد و املصداقية ‪..‬و حترتم مسعة الوطن و مكانته ‪.‬‬ ‫و لكن لألسف يبدو اننا نعيش الوهم و منارس النفاق و‬ ‫نركز على السفر و الفسحة و الدوالرات ‪ ..‬ولك ‪(..‬اهلل)‪..‬‬ ‫يا (ليبيا)العزيزة و رحم ‪(..‬اهلل)‪(..‬شهدائك)‪!!!..‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 9 ( - ) 113‬يوليو ‪)2013‬‬

‫لوحات الفنان االيراني‬ ‫مانا نیستانی‬

‫لوحة ‪ :‬الفنان حممد األمني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.