العدد 116

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو‬

‫ ‪ 5‬أغسطس ‪)2013‬‬‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫بيان ‪ :‬ليبيا وإن طال املطال‬ ‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫سلوى العالقي ‪ /‬الزواية‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫قال تعاىل ‪ (( :‬وال حتسنب الذين قتلوا يف سبيل اهلل أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )) صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫تلقت املنظمة الليبية للقضاة ببالغ احلزن واألمل خرب أستشهاد املناضل الوطين والناشط احلقوقي احملامي‬ ‫الزميل أالستاذ ‪ /‬عبدالسالم حممد املسماري اثر اطالق النار عليه من جمهولني اثناء خروجه املسجد بعد‬ ‫تأديته لصالة اجلمعة ‪.‬‬ ‫تتواىل املؤامرات و تتدافع املكائد و تس���تعر دوائر الش���ر و احلقد و الظالم والغدر‪ ،‬يس���تعر املرتبصون بليبيا‬ ‫املرتص���دون لفجره���ا و قاطعو الطريق عن غدها ‪،‬فتعمى بصائرهم و تتحجر قلوبهم و تتنكب خطاهم عن‬ ‫جادة الوطن و عن سبيل الدين القيم الدين احلنيف يتغولون فيقتلون و يغدرون‪.‬‬ ‫و ألنه���م موت���ورون و مهووس���ون بالدم و باالغتيال و بالغ���در مل يتوانوا هذه املرة ع���ن اغتيال الصوت الذي‬ ‫جلجل يف بنغازي معلناً انتصار ثورة ‪ 17‬فرباير من قلب بنغازي ليضع روحه دفعة واحدة يف مرمى نريان‬ ‫تتلهف اللتهامه و اإلجهاز عليه‪.‬‬ ‫عبد الس�ل�ام املس���ماري من ال يعرفه يف بنغازي ؟ بل من ال يعرفه يف ليبيا ‪ :‬يعرفه الش���رفاء يعرفه الشهداء‬ ‫يعرف���ه النبالء يعرفه الثكاىل واليتامى ‪،‬يعرفه اجلرح���ى و املوتورون يعرفه كل من صودر صوته فكان له‬ ‫نعم الصوت ‪،‬حني يس���تدعي الوطن رجاله يكون عبد الس�ل�ام املس���ماري يف املقدمة و حني يستنجد الوطن‬ ‫بفرس���انه يكون عبد الس�ل�ام املس���ماري يف الصدارة ‪،‬و حني حتلك احملالك و حتبك املهالك و يهيمن القدر و‬ ‫يفتقد البدر يف ظلمات احملن ‪،‬و حني يس���تصرخ الوطن يبزغ صوت احملامي صوت املناضل أعلى من صوت‬ ‫املدافع صوت القنابل ‪،‬حني تشتعل اهلمم يفتشون عنك و حني ينشدون القمم يقرتبون منك و حني تستعر‬ ‫الشدائد و تنفجر املكائد و تكون املواقف بني راسخ و مائد تشمخ أنت كما شعاع يف أعلى املعابد كما وجه‬ ‫صويف على جدر املساجد ‪.‬‬ ‫من أجلك يا شهيد استعادت الثورة وجهها و صوتها و حياتها ‪،‬استعادت بنغازي شرارتها ‪،‬و استعادت أحياؤها‬ ‫و ساحاتها جذوتها ‪،‬واستعاد حى "الربكة" حيك هتافاته ‪،‬و استعاد شارع االستقالل صيحات رجاله و نسائه‬ ‫‪،‬و استعاد الكيش أناشيد الثورة ‪،‬و سطع كوبري جليانه بأرواح الشهداء ليلة استشهادك أشعلت نار الثورة‬ ‫يف مدينة الثورة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لقد س���طرت صفح���ات من نور يف تارخيك الش���خصي و امله�ن�ي و الوطين ‪.‬لقد صرت منوذجا مش���رفا لكل‬ ‫احلقوقيني الوطنيني و قدوة لكل العاشقني الراسخني ‪ ... .‬كنت دائما مدافعا عن القضاء مطالبا باستقالله‬ ‫وعيا منك بأهميته ودوره بناء الدولة ‪.‬‬ ‫إن فعل املوت يتساوى فيه اجلميع‪ :‬الشجاع وغري الشجاع ‪،‬املقدام و املرتاجع ‪،‬لكن فعل احلياة هو الذي يفرز‬ ‫الرجال يفرز الفرسان يفرزاألبطال‪..........................‬‬ ‫أيه���ا الش���هيد العاب���د القائ���م الصائم س���يكون يف انتظ���ارك موكب مهيب ألف ش���هيد وش���هيد‪ ،‬تعرفهم و‬ ‫يعرفونك‪ ،‬حتبهم و حيبونك ‪،‬سيبكون من أجلك سيبكونك ‪ ،‬يسألونك عن ليبيا ‪،‬يسألونك أي خطب داهمها‬ ‫‪،‬و أي لص نهبها ‪،‬و أي معتد أثيم خطفها ‪،‬يسألونك عن ليبيا و سيبكون مرتني مرة ألجلك و مرة ألجلها ‪.‬‬ ‫الرصاصة اليت اس���تقرت يف قلبك يا عبد الس�ل�ام أصابت ليبيا ألنها هي وحدها من يس���كن قلبك ‪،‬و أصابت‬ ‫بنغازي ألنها هي وحدها من تتش���ح بروحك ‪،‬و أصابت ش���بابها و رجاهلا ونس���اءها و شيوخها الذين رافقتهم‬ ‫كتفاً بكتف و روحاً بروح و جرحاً جبرح منذ الساعات األوىل للثورة‪.‬‬ ‫هذا القلب الذي أس���كنوه رصاصة غادرة ال ينطوي إال على حب ليبيا ‪،‬و ال يس���كنه سوى حمبة الناس حتى‬ ‫الفرقاء منهم ‪،‬هذا القلب قلب شاعر مرهف احلس ضاف باملشاعر اإلنسانية ‪،‬دمعته قريبة و رفقته حبيبة ‪.‬‬ ‫إن املنظم���ة الليبية للقضاة تطالب من وزارة الداخلية وكافة االجهزة الرمسية االمنية بتس���خري كافة‬ ‫امكانياته���م وصالحياتهم من اجل البحث والتحري عن اجلناة والقبض عليهم ‪،‬وتقدميهم للعدالة لينالوا‬ ‫جزائهم الرادع ‪،‬وتؤكد املنظمة عدم قبوهلا واس���تنكارها حلالة العجز التام للحكومة املؤقتة أمام سلس���لة‬ ‫أالغتياالت واجلرائم اليت طالت العديد من رجال الوطن‪.‬‬ ‫ومن خالل هذا البيان تهيب املنظمة الليبية للقضاة بأبناء الش���عب اللييب مبختلف ش���رائحه ومكوناته ‪،‬بأن‬ ‫يتح���دوا ويتجاوزوا كاف���ة العقبات والعوائق اليت تقف ام���ام بناء الدولة ‪،‬وأن يتخ���ذوا من احلوار الوطين‬ ‫أساس���ا ملعاجلة التباين و اخلالفات ‪،‬وتناش���د اجلميع بان نرتقي معا اىل مس���توى املسؤولية حلماية الوطن‬ ‫واملواط���ن يف ه���ذه املرحلة احلرجة ‪،‬وحفظ دمه وماله وعرضه ‪،‬حتى نش���رع معا يف تأس���يس دولة القانون‬ ‫واملؤسس���ات اليت يسودها الس���لم والتنمية واألمن واالس���تقرار ‪..‬وأخريا سنظل أوفياء لش���عار شهيد الوطن‬ ‫عبدالسالم املسماري ‪ :‬ليبيا و إن طال املطال‪.‬‬ ‫حفظ اهلل الوطن وأدام عزته‬ ‫املنظمة الليبية للقضاة بنغازي ‪27/7/2013‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫‪03‬‬

‫احلكومة املؤقتة تدعو اجلميع اىل التحلي باخلطاب املسؤول‬ ‫بنغازى ‪ 27‬يوليو ‪ ( 2013‬وال )‬‫أك���دت احلكوم���ة املؤقت���ة ب���ان ما ذك���ر على لس���ان بعض‬ ‫املتحدث�ي�ن يف وس���ائل االعالم يف س���ياق تداعي���ات االغتيال‬ ‫املفجع للمناضل عبدالس�ل�ام املس���ماري بان احلكومة تدعم‬ ‫امليليش���يات املس���لحة باالموال بانه امر لي���س صحيحا على‬ ‫االط�ل�اق ‪ .‬واوضحت على موقعها االلكرتونى ان ما قامت به‬ ‫احلكومة هو دفع مكافات لشباب ليبيني كلفوا مبهام من قبل‬ ‫وزارة الداخلية ورئاسة االركان ومل يستلموا مرتباتهم منذ‬ ‫يناي���ر ‪ 2012‬وقد زودت وزارت���ي الدفاع والداخلية احلكومة‬ ‫بقوائم هؤالء االفراد وارقامهم الوطنية فطلبت احلكومة من‬ ‫املؤمتر الوطين الع���ام اعتمادات لدفع هذه املرتبات مبذكرة‬ ‫رمسية واجراءات حس���ب القانون املالي للدولة ‪ .‬واضافت فى‬ ‫توضيحها بانه مت ص���رف هذه املبالغ بعلم املؤمتر ويف وضح‬ ‫النه���ار فاحلكومة التدعم اح���د والتنحاز الحد فهي حكومة‬ ‫لكل الليبي�ي�ن تتعامل مع القضايا حبيادية وموضوعية دون‬ ‫احنياز او حماباه‪ .‬وقالت ان ورود هذا االمر نتفهمه يف سياق‬ ‫احلم���اس وردة الفعل حيال ه���ذا احلادث املفجع االليم الذي‬ ‫ه���و مؤمل للحكومة والدولة واملؤمتر الوطين العام والش���عب‬ ‫وتدينه احلكومة وتن���دد به وتدعو اجلميع لرفضه‪ .‬واكدت‬ ‫ان م���ن يق���ول ان احلكوم���ة تعان���ي م���ن ضعف فه���ذا امر ال‬ ‫حيتاج اىل برهان او دليل فيعلم اجلميع ان احلكومة برمتها‬ ‫ليس���ت بالقوة اليت تس���تطيع ان تواج���ه التحدي���ات الراهنة‬ ‫مبا فيها انتش���ار الس�ل�اح الذي عربت احلكومة مرارا عن انه‬ ‫يش���كل تهديدا ملصري الدولة والش���عب ول���ن يكون جمديا اي‬ ‫عم���ل حيال الوضع املتأزم الراهن م���امل يكن عمال جمتمعيا‬ ‫جامع���ا تتبناه كافة مكونات الش���عب اللي�ب�ي ليقول اجلميع‬ ‫‪ :‬ال للس�ل�اح خارج اط���ار اجليش والش���رطة ال للمجموعات‬ ‫املس���لحة ال لتس���يس الس�ل�اح ال العمال العن���ف يف مواجهة‬ ‫اخلصوم والتلويح مبش���ارب البنادق وبالتال���ي تود احلكومة‬ ‫ان تؤك���د انها التتبنى اح���د وتدعمه بامل���ال وال تؤيد طرف‬ ‫على طرف وتس���تنكر وترفض كل انواع العنف املس���لح بني‬

‫صرباته يف بيان له تلقت وكالة األنباء الليبية نسخة منه ‪-‬‬ ‫املؤمتر الوطين واحلكومة باختاذ االجراءات العاجلة لضبط‬ ‫اجلناة وتقدميهم للمحاكمة ‪ ،‬وأن يضعا حدا هلذه األعمال‬ ‫اإلجرامي���ة‪ .‬وج���دد اجملل���س وقوفه م���ع احلكوم���ة واملؤمتر‬ ‫الوطين ‪ ،‬معلنا رفضه لكل ما يدور من أحداث وإشاعات‬

‫•دار اإلفت��اء الليبي��ة تدي��ن سلس��لة جرائم‬ ‫أعم��ال العن��ف واالغتياالت اليت تش��هدها‬ ‫بعض املدن الليبية ‪.‬‬

‫افراد الش���عب‪ .‬واهابت احلكومة املؤقتة باجلميع اىل التحلي‬ ‫باخلطاب املسؤول وجتنب توتري االجواء باخلطاب االنفعالي‬ ‫ال���ذي ال ينج���م عنه اال توت�ي�ر االجواء ودفعه���ا اىل املزيد من‬ ‫التأزم واالحتقان‪.‬‬

‫•اجمللس العس��كري صربات��ه يدين اغتيال‬ ‫الناش��ط السياس��ي واحلقوقي "عبد السالم‬ ‫املسماري"‪.‬‬

‫صربات���ه ‪ :‬أدان اجمللس العس���كري صرباته اغتيال الناش���ط‬ ‫السياس���ي واحلقوق���ي " عبد الس�ل�ام حممد املس���ماري" من‬ ‫قبل مس���لحني جمهول�ي�ن أثناء خروجه من ص�ل�اة اجلمعة‬ ‫مبس���جد بوغولة مبدينة بنغازي‪ .‬وطالب اجمللس العسكري‬

‫أدانت دار اإلفتاء الليبية اليوم سلس���لة جرائم أعمال العنف‬ ‫واالغتي���االت ال�ت�ي تش���هدها بعض امل���دن الليبية ‪ .‬وناش���دت‬ ‫يف بيانه���ا رق���م (‪ )7‬خبص���وص أعم���ال العن���ف واالغتياالت‬ ‫الصادر اليوم الس���بت وتلق���ت وكالة األنباء الليبية نس���خة‬ ‫من���ه خمتلف أجه���زة الدول���ة املعنية حبفظ األم���ن وتنفيذ‬ ‫األح���كام على اجلن���اة أن تتحمل مس���ؤوليتها وان تضع حدا‬ ‫هل���ذه األعمال اإلجرامية ‪..‬مبينة أن وزارة الداخلية والنيابة‬ ‫والقضاء وجملس���ه األعل���ى واحلكومة مجيعهم مس���ئولون‬ ‫عل���ى أرواح الن���اس أم���ام اهلل عز وجل وس���وف يس���ألون عن‬ ‫الته���اون يف القص���اص من اجلن���اة محاية ل�ل�أرواح‪ .‬ولفتت‬ ‫إىل تزاي���د أعم���ال العنف والقتل واالغتياالت والس���طو بقوة‬ ‫الس�ل�اح على املمتل���كات واألنفس يف األي���ام األخرية بصورة‬ ‫خميفة ‪..‬مش�ي�رة إىل بع���ض األعمال اإلجرامي���ة واليت من‬ ‫بينها إطالق بعض القذائف عل���ى اكرب الفنادق بالعاصمة‬ ‫طرابلس‪ ،‬واس���تهداف لبعض الس���فارات واستالب للسيارات‬ ‫بقوة السالح يف الطريق العام حتى املخصصة لنقل القمامة‬ ‫واغتي���االت لألبرياء يف خمتلف امل���دن الليبية‪ .‬وأوضحت يف‬ ‫هذا البي���ان أن مثل ه���ذه األعمال اإلجرامية هي مس���تنكرة‬ ‫يف الش���رع والع���رف وال يرضاه���ا صاحب دي���ن وال من له يف‬ ‫الوطنية نصيب‪.‬‬

‫اغتيال عضو اجمللس التأسيسي التونسي املناضل حممد براهمي‬ ‫اغتيل ي���وم ‪ 25‬يوليو ‪ 2013‬يف حدود الس���اعة‬ ‫‪ 12‬منتص���ف النه���ار ب���ـ‪ 11‬رصاص���ة‪ ،‬يف يوم‬ ‫حيتفل فيه التونس���يني بذكرى اعالن النظام‬ ‫اجلمهوري‪.‬‬ ‫ول���د حمم���د براهم���ي يف ‪ 15‬أماي���و ‪1955‬‬ ‫مبنطقة احلش���انة بوالي���ة س���يدي بوزيد ‪ ،‬أب‬ ‫خلمس���ة أطف���ال‪ ،‬ع���رف بالطيب���ة والنزاه���ة‬ ‫والعفوي���ة والصالب���ة يف املواق���ف‪ .‬كان م���ن‬ ‫رموز «الطلبة الع���رب التقدميون الوحدويون»‪،‬‬ ‫الذي���ن يؤمن���ون بنظري���ة الث���ورة العربي���ة‬ ‫لعصمت س���يف الدولة‪ .‬أعتقل مرتني يف س���نة‬ ‫‪ 1981‬ومت���ت تربئته من قبل احملكمة وس���نة‬ ‫‪ 1986‬مت���ت تربئته أيضاً ‪.‬أصب���ح من قيادات‬ ‫التيار القوم���ي التقدمي‪ ،‬الذي حل نفس���ه بعد‬ ‫إنه���اء حكم زي���ن العابدي���ن بن عل���ي للتجربة‬ ‫الدميوقراطية الوليدة عام ‪.١٩٩١‬أسس حركة‬ ‫«الوحدويون الناصريون» الس���رية عام ‪.2005‬‬ ‫وبعد الثورة‪ ،‬أسس مع جمموعة من املناضلني‬ ‫القومي�ي�ن الناصريني «حركة الش���عب»‪ ،‬اليت‬ ‫خ���اض انتخابات اجمللس التأسيس���ي يف ش���هر‬ ‫تش���رين أول ‪ ،٢٠١١‬يف حمافظ���ة س���يدي بوزيد‪،‬‬ ‫بإمسه���ا ‪.‬يف ي���وم ‪ 2013 / 07 / 07‬اس���تقال‬

‫من األمان���ة العامة للحركة وغ���ادر صفوفها‬ ‫بسبب اجلمود التنظيمي والسياسي اليت تعاني‬

‫منه‪،‬ليباشر على الفور مع جمموعة من رفاقه‬ ‫تأس���يس «التي���ار الش���عيب»‪ .‬وهوعضو مؤس���س‬

‫وقيادي يف اجلبهة الش���عبية ( حتالف اليس���ار‬ ‫والتيار القومي ) ‪.‬‬ ‫ُع���رف الرباهم���ي مبداخالت���ه البليغ���ة ض���د‬ ‫الرتويكا وحركة النهضة حتديداً‪ ،‬كما أعلن‬ ‫منذ أيام مس���اندته حلركة «مترد»‪ ،‬ومطالبته‬ ‫حبل اجمللس التأسيس���ي واحلكومة واس���تقالة‬ ‫رئي���س اجلمهوري���ة‪ .‬وكان ش���خصية قيادية‬ ‫جريئ���ة يف كل حياته مدافعاً صلباً عن كفاح‬ ‫الش���عب الفلس���طيين م���ن أجل حتري���ر وطنه‪.‬‬ ‫حت���دث يف العديد من املواقف عن ضرورة دعم‬ ‫املقاومة املسلحة لتحرير فلسطني‪.‬‬ ‫ماب�ي�ن ‪ 2013 / 02 /0/ 06‬ي���وم استش���هاد‬ ‫القائد ش���كري بلعي���د‪ ،‬و‪ 2013 / 07 / 25‬يوم‬ ‫توق���ف قل���ب القائ���د الرباهم���ي ع���ن اخلفقان‪،‬‬ ‫نتيج���ة طلق���ات الغ���در الس���وداء‪ ،‬الظالمي���ة‬ ‫القاتل���ة‪ ،‬مرحل���ة حامسة يف تاري���خ احلركة‬ ‫الوطني���ة التونس���ية ‪ .‬يتق���دم خالهل���ا ش���عب‬ ‫تون���س بوع���ي وإص���رار عل���ى طري���ق جتديد‬ ‫انتفاضت���ه لتعود جمدداً "حرك���ة مجاهريية‪،‬‬ ‫دميقراطية‪ ،‬قومية‪ ،‬تقدمية " تناضل من أجل‬ ‫تغيري حقيقي "سياسي ‪/‬إقتصادي ‪ /‬إجتماعي"‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫ما ينشر هنا هو أول حوار أجري مع األستاذ عبدالسالم املسماري‬ ‫عقب ثورة ‪17‬فرباير ‪ ،‬وذلك يف االسبوع األول من أبريل يف ‪ 2011‬م‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫‪05‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫تقرير عما جيري يف ليبيا‬

‫طرابلس مل ختذل شهيد ليبيا عبد السالم املسماري‬ ‫زكريا العنقودي‬ ‫الس���بت املاضى وبعد صالة الفجر مباش���رة‬ ‫‪..‬طرابلس مل ختدل شهيد ليبيا عبد السالم‬ ‫املس���ماري اخر ضحاياها كوطين وناش���ط‬ ‫حقوقي هذه املرة فيما يبدو انه اخر ماتطلبه‬ ‫اجن���دة االره���اب والتط���رف بليبي���ا كذلك‬ ‫تضامن���ا م���ع باق���ي من س���قط م���ن ضحايا‬ ‫هذا الوط���ن من قواتن���ا املس���لحة باليوميني‬ ‫املاضيني ‪..‬‬ ‫اليزاي���د احد ع املتظاهري���ن فاملطلب كان (‬ ‫نبوا جيش ونبوا شرطة ليبيا راهي يف ورطة‬ ‫)اما غضبة الش���عب فكانها انفاس فرباير قد‬ ‫فاحت بهذا الصباح ‪..‬فطاملا أن الضحية واحد‬ ‫دائم���ا وميثل قتل لطم���وح كل لييب باالمن‬ ‫والس�ل�ام وقيام دول���ة القان���ون ‪.....‬وطاملا أن‬ ‫رق���م الضحاي���ا ف���ات الس���تون من���ذ انتصار‬ ‫الث���ورة وطاملا أن احلكوم���ة مل تنجح يف قيام‬ ‫جيش والش���رطة والدولة قان���ون وتعتمد ع‬ ‫مس���ميات مل توج���د اال يف دولتن���ا ( كتائ���ب‬ ‫ومليش���يات وماش���ابه ) ومل تنجح ال الدولة‬ ‫وال ه���ؤالء الذين حيملون مس���مياتها يف حل‬ ‫وال قضي���ة واح���دة مما يرتاك���م ( وباهلبل )‬ ‫من ع���دد للضحاي���ا امامه���ا فاملتظاهرين مل‬ ‫يكونوا على غفلة مما جيري على األرض لذا‬ ‫كان لالخوان نصيبه���م األكرب من غصبة‬ ‫املتظاهري���ن يف ح�ي�ن مل ين���ج حت���ى فصيل‬ ‫التحال���ف باملؤمتر م���ن تقري���ع املتظاهرين‬ ‫كونه���م ط���رف يف مؤمت���ر وحكوم���ة‬ ‫ويتداولونه���ا يف مزاي���دات علني���ة وملص���احل‬ ‫خاص���ة مع ح���زب األخوان أم���ا اللييب وامنه‬ ‫وعياله ورجال قانونه بل وابطاله وحقوقييه‬ ‫ه���م الضحي���ة والدم الذي يس���يل هدرا كل‬ ‫يوم ‪.................‬وج�ي�ن يصل األمر اىل القاتل‬ ‫فيقي���د كمجه���ول دائم���ا وهذا مااليس���مح‬ ‫اللييب بتمريره دائما فاالمر قد زاد عن حده‬ ‫وجنازة املسماري س���تكون اكرب رسالة الي‬ ‫ظالمي ومتط���رف ولكل م���ن يقف يف وجه‬ ‫دولة القانون مثمثلة ( جبيش���ها وش���رطتها‬ ‫) فاللي�ب�ي اليراه���ن ب���ه الغري وقت���ل ابطاله‬ ‫ورموزه ليس وس���يلة لتخويف او مترير اي‬ ‫رسالة لليبيني ‪.‬‬ ‫‪......................................................‬‬ ‫•من أهم الش��خصيات اليت مل أحظ مبقابلتها‪،‬‬ ‫احملامي الشريف‬ ‫عادل صنع اهلل‬ ‫خ�ل�ال س���نوات التهج�ي�ر‪ ،‬والعم���ل يف موقع‬ ‫جي���ل‪ ،‬تعرفت على الكثري من الوطنيني عرب‬ ‫اإلنرتن���ت أو اهلاتف‪ ،‬ومل تس���نح لي الفرصة‬ ‫ بع���د عودت���ي للب�ل�اد – للق���اء كثري منهم‬‫والتع���رف عليه���م‪ ،‬لك���ن النف���س مل ينقطع‬ ‫الرجاء فيها مبالقاتهم والتشرف مبعرفتهم‪.‬‬ ‫من أهم الشخصيات اليت مل أحظ مبقابلتها‪،‬‬ ‫احملامي الش���ريف‪ ،‬فقيد الوطن‪ ،‬عبد السالم‬ ‫املسماري‪ ،‬الذي كانت بيين وبينه مراسالت‬ ‫ومكاتب���ات عدة‪ ،‬كله���ا قبل الث���ورة‪ .‬عرفته‬ ‫يف رسائله ش���جاعا‪ ،‬دمث اخللق‪ ،‬وعرفته يف‬

‫مقاالته وطنيا‪ ،‬جماهرا برأيه‪.‬‬ ‫لن أضيف شيئا يف ذكر مآثر املسماري‪ ،‬فقد‬ ‫تكلم فيه من يعرفه أكثر مين‪ ،‬وال أملك إال‬ ‫أن أترحم عليه‪ ،‬واحتفظ له بذاكرة طيبة‪،‬‬ ‫وحس���رة الفقد‪ ،‬وع���دم اللق���اء‪ ،‬وخوف على‬ ‫بل���دي الذي يس���جل اغتي���ال املس���ماري فيه‬ ‫س���ابقة يف بنغازي‪ ،‬باس���تهداف رموز الثورة‬ ‫املدنيني‪ ،‬ويفتح الباب للجرمية السياسية‪.‬‬ ‫رحم اهلل عبد السالم املسماري‪ ،‬وحفظ أبناء‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫•من قتل عبد السالم ؟‬ ‫‏فتحي بن عيسى‏‬ ‫اتهام أي طرف باغتيال املس���ماري دون دليل‬ ‫س���فاهة ‪ ...‬ليست من مصلحة االخوان حتى‬ ‫وان كان هذا منهجهم تصفية املس���ماري !!‬ ‫يف عل���م اجلرمية دائما س���ؤال من املس���تفيد‬ ‫من اجلرمية ؟ االخوان هم اخلاس���ر األكرب‬ ‫يف ه���ذه الفاجع���ة !! خنتل���ف م���ع االخ���وان‬ ‫لكن ه���ذا ال يع�ن�ي أن نلغ���ي عقولنا ونس�ي�ر‬ ‫وراء ش���هوة انتق���ام تعمي البص���ر والبصرية‬ ‫!! اجنرارن���ا وراء ن���زوة التخلص من اخلصم قتل املس���ماري !! وه���م يعلمون ان من حيمل‬ ‫السياسي مهما كان الثمن تعمينا عن العدو املس���ماري اآلالف ان مل يك���ن مالي�ي�ن يف‬ ‫احلقيق���ي !! س���ؤال واحد فق���ط لنجب عليه مش���رق األرض ومغربها!! كما أن التوقيت‬ ‫دون عاطف���ة !!! ماذا سيس���تفيد االخوان من ال خيدمهم !! اس���تمعت اليوم لش���اب غاضب‬ ‫يق���ول ال نريد مؤمتر وال نري���د حكومة وال‬

‫نريد احزاب نريد دس���تور وجيش وشرطة !!‬ ‫فهل هذا يعي ما يقول !!‪.‬‬ ‫•اللهم أني بلغت اللهم فاشهد‬ ‫الزهراء لنقي‬ ‫اآلن يع�ن�ي الس���قوط يف اهلاوي���ة ‪...‬يع�ن�ي أن‬ ‫اإلره���اب سيكش���ف وجه���ه احلقيق���ي ول���ن‬ ‫يكون هناك حاجب بينن���ا وبينه‪..‬نعم املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي واحلكوم���ة قصروا وخذلون���ا ‪..‬نعم‬ ‫حنن حباجة لتغيري خارطة الطريق‪ ..‬ولكن‬ ‫هذه اخلارطة لتنجح ال ميكن أن تبدأ باهلدم‬ ‫واإلقصاء واملغالبة‪..‬اهلدم واإلقصاء واالنتقام‬ ‫ال يقيم دولة الله���م إال دولة احلقراء (دولة‬ ‫القذايف ومن يسري على نهجه)!! هذه حلظة‬ ‫حرج���ة نواج���ه فيها العن���ف واإلرهاب ولكن‬ ‫لي���س بعن���ف مض���اد وانته���اك للحرم���ات!‬ ‫مواجه���ة اإلرهاب والعن���ف والكراهية يكون‬ ‫مبنه���ج حقان���ي رمحان���ي‪ ..‬أن اآلوان للعودة‬ ‫للش���رعية الدس���تورية ولن تعود إال بالنهج‬ ‫الصحي���ح وعرب اآلليات القانونية الش���رعية‬ ‫أي املؤمت���ر الوطين واحلكوم���ة املؤقتة ‪..‬غري‬ ‫ذل���ك فه���و يع�ن�ي الفوض���ى وه���ي تص���ب يف‬ ‫مصلحة الثورة املضادة!!‬ ‫ثم ماذا بعد ‪...................‬؟‬ ‫• ‬ ‫فرج جنم‬ ‫• ‬ ‫دفن���ا ش���هيد الوطن عبد الس�ل�ام املس���ماري‬ ‫ولك���ن تبق���ى تداعي���ات اغتيال���ه معن���ا‪ ،‬ولن‬ ‫نعرف االس���تقرار م���ادام القتل���ة طلقاء وزد‬ ‫عليه���م الس���جناء الذي���ن هرب���وا من س���جن‬ ‫الكويفية اليوم‪.‬‬ ‫الوضع يف غاية اخلطورة يف بنغازي وخاصة‬ ‫يف ‪ 24‬اىل ‪ 48‬س���اعة القادمة ولكن بقدر ما‬ ‫كانت ه���ذه احملنة قاصمة ولكنها س���تكون‬ ‫روح املس���ماري عاصمة لنا من فتنة ال تبقي‬ ‫وال تذر‪ ،‬وكيف ما تق���ول البادية‪ :‬ما تصفه‬ ‫نني تدردر‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫‪07‬‬

‫األمازيغ والدستور حقوق ومطالب !!!‬

‫ميادين‪ :‬احلسني املسوري‬ ‫ليبي���ا ليس���ت غني���ة بالنف���ط فق���ط‬ ‫كم���ا صوره���ا املقبور الق���ذايف للعامل‬ ‫والدكتاتورية ليس���ت س���جان وجالد‬ ‫ون���ار وحدي���د فق���ط كم���ا عاش���ها‬ ‫الليبي�ي�ن خالل حك���م املقب���ور القذايف‬ ‫فمصادرة حق األخر يف تقديم ثقافته‬ ‫وختوين���ه إذا م���ا طال���ب بذل���ك ه���ي‬ ‫اع�ت�ي أن���واع الدكتاتوري���ة والن ليبيا‬ ‫لديه���ا تن���وع ثقايف متمث���ل يف مكونات‬ ‫الش���عب اللي�ب�ي الذين ينح���درون من‬ ‫االمازي���غ والتب���و والعرب وهذا يش���كل‬ ‫موزايي���ك مجيل يغ�ن�ي وينت���ج ثقافة‬ ‫ليبي���ة رائعة لو وجدة م���ن يتعامل مع‬ ‫األخ���ر بالقب���ول واالح�ت�رام والتقدير‬ ‫ومبدأ املواطنة حيث يتس���اوى اجلميع‬ ‫يف احلق���وق والواجب���ات واالمازيغ هم‬ ‫املك���ون األق���دم للش���عب اللي�ب�ي وحتى‬ ‫أن اغلب عادات وتقاليد الش���عب اللييب‬ ‫هي مس���تمدة من االمازي���غ اليوم يأتي‬ ‫اس���تحقاق كتاب���ة الدس���تور ويبق���ى‬ ‫لالما زي���غ مطالبهم وحقوقهم وألجل‬ ‫الوق���وف على هذه املطالب وس���عيا من‬ ‫ميادين إليصال صوت كل لييب كان‬ ‫هذا االستطالع ‪.‬‬ ‫هند صاكي ‪ :‬ضمان حقي يف تعلم لغيت‬ ‫آخ���ى الفاضل قبل أن أجيب أش���كرك جدا على‬ ‫هذه البادرة الرائعة لصحيفة ميادين واليت إن‬ ‫دلت على ش���ئ فإمنا تدل عل���ى أن هذه الثورة‬ ‫املباركة قد بدت مثارها تنضج واقرتب موعد‬ ‫قطافها وها حنن نرى الكل يسعى ألن يالمس‬ ‫هم���وم وطم���وح اآلخر وه���ذا من أه���م أهداف‬ ‫الثورة‬ ‫ثاني��ا ‪:‬إن أهم أهداف االمازيغ الدس���تورية يف‬ ‫ليبيا تتمثل يف نقاط حمدودة أهمها‬ ‫‪ _1‬دسرتة اللغة االمازيغية‪ :‬أى ضمان حقي‬ ‫يف تعلم لغنى قراءة وكتابة وحتدثا‬ ‫‪ _2‬حق���ي يف دراس���ة تارخي���ي س���واء كان‬ ‫التاريخ النضالي الرتاثى الفين اآلدبى والعلمي‬ ‫( احلضارة اآلمازيغية )‬ ‫‪ _3‬دسرتة التأريخ األمازيغى‬

‫‪_4‬حقي يف نشر الثقافة األمازيغية‬ ‫‪_5‬احرتام حقوق اإلنس���ان وه���ذا مطلب كل‬ ‫أهل ليبيا بامتياز وقد يتبادر إىل ذهنك السؤال‬ ‫التالي ‪:‬ما جدوى س���رد النقاط الس���ابقة وهي‬ ‫تندرج حتت بند احرتام حقوق اإلنسان ؟ ولكن‬ ‫ال ننس���ى أن كلم���ة اح�ت�رام حقوق اإلنس���ان‬ ‫كلم���ة فضفاضة من الس���هل االلتفاف عليها‬ ‫و إجي���اد ثغ���رات قانوني���ة ميك���ن التمرير من‬ ‫خالهلا العديد من القوانني االضطهادية حتت‬ ‫بنود ومسميات أخرى‬ ‫أما خبص���وص الوس���ائل اليت متك���ن االمازيغ‬ ‫م���ن املش���اركة الفاعل���ة يف كتابة الدس���تور‬ ‫وإق���رار م���ا يريدون���ه فانن���ى أرى أن اإلع�ل�ان‬ ‫الدس���توري الذي نص على أن تتش���كل اهليئة‬ ‫التأسيسية لكتابة الدستور من ‪ 60‬عضوا ‪/20‬‬ ‫‪ 20/20‬أن ه���ذا التوزي���ع قد اليكون عادال إذا‬ ‫كنا س���نخضع لس���لطة التصويت فالعشرين‬ ‫م���ن املنطقة الغربي���ة قد اليص���ل اى امازيغى‬ ‫إىل ه���ذه اللجنة وبالتالي قد حي���رم االمازيغ‬ ‫م���ن وجود متحدث ع���ن حقوقهم أثن���اء إعداد‬ ‫بنود الدس���تور وعليه فأنا أرى ضرورة اشتمال‬ ‫للجن���ة التأسيس���ية عل���ى أعض���اء امازيغ وان‬ ‫يكون الن���ص صراحة يف التعدي���ل القادم على‬ ‫اإلعالن الدستوري اخلاص بلجنة الستني‬ ‫خماويف من اضطهاد االمازيغ دستوريا كثرية‬ ‫أوهل���ا ختويف م���ن عدم قب���ول أعض���اء اللجنة‬ ‫التأسيس���ية ملطالب االمازيغ وااللتفاف عليها‬ ‫واعتباره���ا مطال���ب غ�ي�ر ش���رعية والتحج���ج‬ ‫بأنه���م أقلية ثانيا ‪ :‬ماجي���رى اآلن من عمليات‬ ‫بث الفتنة بني العرب واالمازيغ وما يش���اع عن‬ ‫رغب���ة االمازي���غ يف االنفص���ال وتكوي���ن دولة‬ ‫مستقلة وغريها من االستفزازات القادرة على‬ ‫خل���ق روح الك���ره ب�ي�ن الع���رب واالمازيغ وهذا‬ ‫س���يؤثر على نتيجة التصويت للدستور واليت‬ ‫هي���ا أوال وأخ�ي�را نتيج���ة الميك���ن االعرتاض‬ ‫عليه���ا إذا كن���ا س���نتحدث دميقراطي���ا ثالثا ‪:‬‬ ‫إن القص���ور اللغ���وي لدى معظ���م االمازيغ يف‬ ‫اللغ���ة العربية جيع���ل فكرة العب���ث مبرادفات‬ ‫بعض الكلمات حبيث تصبح فضفاضة وميكن‬ ‫التمرير م���ن خالهلا أو االلتفاف عليها وإجياد‬ ‫ثغ���رات قانوني���ة ميكنه���ا احل���د م���ن وص���ول‬ ‫االمازي���غ إىل ضم���ان احلقوق الش���رعية اليت‬

‫يطمح���ون به���ا ‪ .‬وأخ�ي�را اك���رر ل���ك ش���كري‬ ‫أس���تاذي الفاضل على هذه املبادرة اليت سعدت‬ ‫كثريا بها فتقبل منى فائق التقدير واالحرتام‬ ‫وفق���ك اهلل إىل كل ما حيبه ويرضاه مع كل‬ ‫ال���ود والتحايا الصادقة جلمي���ع العرب إخوتنا‬ ‫يف الدين والكفاح والنضال ‪.‬‬ ‫أزم محزة العلوصى ‪ :‬لـغـة رمسـية ال وطـنية ‪:‬‬ ‫أزول ف�ل�اون م���ا أريده م���ن الدس���تور اجلديد‬ ‫لليبي���ا اجلدي���دة ه���و أن يكون دس���تور ش���امل‬ ‫جلميع األعراق ويتحدث عن حقوق الش���عوب‬ ‫داخ���ل ليبي���ا فنح���ن نعل���م أن ليبي���ا خلي���ط‬ ‫ومزي���ج متجان���س م���ن األطي���اف والش���عوب‬ ‫فنعل���م أن هناك كوارغلية ‪ -‬وامازيغ ‪ -‬والنبو‬ ‫وكريتلي���ة ‪-‬وأقلي���ات يهودي���ة ‪ -‬وع���رب ‪....‬‬‫اخل فيجب أن حيتوى الدس���تور على التعريف‬ ‫بهده الش���عوب داخل بالدنا أو مينع ذكر هذه‬ ‫الش���عوب أو أن يأخذ بالطريق���ة األمريكية أو‬ ‫الدس���تور االمريك���ى ع���دم ذكر اى ش���عب يف‬ ‫الدس���تور أو أقلية وحتى تك���ون األقليات حرة‬ ‫وهلا اجملال أن متارس ثقافتها ‪.‬‬ ‫أما الوس���ائل للمش���اركة يف كتابة الدستور‬ ‫متع���ددة منه���ا مش���اركة منظم���ات اجملتمع‬ ‫املدنى األمازيغية حنن لدينا أعضاء ودكاترة‬ ‫وفالس���فة وأدب���اء وكذال���ك قانون�ي�ن فهوالء‬ ‫جي���ب أن تك���ون هلم بصمة يف وضع الدس���تور‬ ‫وجي���ب أن يك���ون الدس���تور واض���ح وش���فاف‬ ‫وجيب أن تكون هناك نزاهة يف وضع الدستور‬ ‫وال أنك���ر انه ل���دى خماوف كث�ي�رة وكبرية‬ ‫من اضطهادنا يف الدس���تور دعين أقول كلمة‬ ‫االمازي���غ الذي���ن تتكلمون عنهم ه���م االمازيغ‬ ‫الناطقني باالمازيغية فهناك امازيغ منتشرين‬ ‫يف رب���وع ليبي���ا منهم اهل���وارة فى الغ���رب وهم‬ ‫جن���زور ‪-‬ورفل���ه ‪ -‬مس�ل�اتة ‪ -‬غري���ان ‪ -‬زلينت‬ ‫ ترهون���ة ‪-‬واخلمس ومس���راتة ‪ -‬وتاورغاء ‪).‬‬‫وهن���اك املرابط���ون وهم أوالد بوس���يف ومزدة‬ ‫وما حوهلا وهن���اك زناته وهى جنوب طرابلس‬ ‫والنواح���ى األربع وحتى شكش���وك والرحيبات‬ ‫وهناك اللواتة يف الش���رق وه���م متواجدون يف‬ ‫تاكن���س وامل���رج واوجل���ة وس���لطان وغريهم‬ ‫ويف اجلن���وب ه���م الط���وارق والواح���ات تازربو‬ ‫وس���وكنة وغريه���ا قدمي���ا يعرف���ون نفس���هم‬ ‫بالربب���ر ولك���ن الربب���ر واالمازي���غ ه���م نفس‬

‫االس���م فمخ���اويف كناش���ط امازيغ���ى ه���م‬ ‫تضلي���ل احلقيق���ة عن ه���ؤالء الليبي�ي�ن الذين‬ ‫غ�ي�ر ناطق�ي�ن باالمازيغي���ة األمازيغي���ة لغ���ة‬ ‫حي���ة مازال���وا يس���تعملونها يف مش���ال إفريقيا‬ ‫وتعت�ب�ر هي لغة ليبية الن معظم املصطلحات‬ ‫ف���ى اللهج���ة العامي���ة الليبية أصله���ا بربري‬ ‫أو امازيغ���ى الدس���تور جي���ب أن يدس�ت�ر اللغة‬ ‫األمازيغي���ة كلغ���ة رمسي���ة ال وطنية وجيب‬ ‫أن يعرف االمازيغ دس���توريا وال جيب عليه أن‬ ‫يقول االمازي���غ أقلية فإذا حث الدس���تور على‬ ‫أنن���ا أقلية فأق���ول له ارج���ع لإلحصائيات أيام‬ ‫املللك إدريس السنوسي فسوف تنظر على أننا‬ ‫لسنا أقلية وشكرا لكم جزيال صحيفة ميادين‬ ‫وىل الشرف أن تعمل معي هذه الصحيفة اليت‬ ‫عاصرت ثورة ‪ 17‬فرباير استطالع وأقول لكم‬ ‫باألمازيغى (تدر ليبيا تادرفت ) = عاش���ت ليبيا‬ ‫حرة‪.‬‬ ‫سناء املنصوري ‪ :‬تهـمـيش األمـازيغ الزال مستمراً‬ ‫كأمازيغي���ة أريد أنا ش���خصيا من الدس���تور‬ ‫أن يعطي�ن�ي حق���ي كام���ل كمواط���ن لي�ب�ي‪،‬‬ ‫يف مجي���ع اجملاالت‪ ،‬من حق���ي أن أبين مركز‬ ‫ثق���ايف أمازيغ���ي‪ ،‬ومن حق���ي عل���ى الدولة أن‬ ‫تدع���م ذل���ك وتوفر كاف���ة األمكاني���ات املادية‬ ‫والبشرية واملس���اهمة يف توفري وسائل التعليم‬ ‫باللغة األمازيغية ‪ .‬من حق املواطن األمازيغي‬ ‫أن يتح���ذث بلغت���ه وخياط���ب بها امل�ل�اء أينما‬ ‫كان وعل���ى الدول���ة أن توف���ر ل���ه وس���يلة‬ ‫للرتمج���ة واليرغ���م على التح���دث واملخاطبة‬ ‫يف األماك���ن واملناس���بات الدولي���ة الرمسي���ة‬ ‫باللغ���ة العربية أما الوس���ائل هي عدم حرمان‬ ‫العناص���ر األمازيغ الناطق�ي�ن باألمازيغية من‬ ‫املناصب السياس���ية ومنحهم احل���ق الكامل يف‬ ‫العمل السياس���ي والقي���ادات يف الدولة الليبية‬ ‫بالنس���بة للمخ���اوف م���ن اضطه���اد االمازي���غ‬ ‫دس���توريا توج���د خم���اوف بالتأكي���د نتيجة‬ ‫مل���ا ش���اهدناه يف س���يناريو إختي���ار احلكوم���ات‬ ‫وتش���كيلها إذ مت تهمي���ش األمازي���غ وبش���كل‬ ‫واضح من املناصب اهلامة يف احلكومة بالرغم‬ ‫م���ن كفائتهم العالية وابت���زاز أعضاء اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي س���ابقاً االمازي���غ وعناصر‬ ‫املؤمت���ر الوطين وزرع ال�ت�ردد والتأمر عليهم‪...‬‬ ‫تامنريت فالم‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫أري��د من الدس��تور أن يضم��ن حقوقي وحق��وق أبنائي من حي��ث أن تدرس اللغ��ة االمازيغية يف‬ ‫املدارس كمادة أساس��ية التكلم يف وس��ائل اإلعالم وغريها باللغة االمازيغية دون أن يعرتض أي‬ ‫احد وجيب أن يتضمن الدستور التأكيد على اهلوية األمازيغية لليبيا‬

‫‪‎‬سناء املنصوري‬

‫‪‎‬ازم العلوص‬

‫‪‎‬هند صاكي‬

‫‪‎‬أوس البشيت‬

‫راضــ��ي دهان ‪ :‬التمثيل الع��ادل لألمازيغ يف جلنة‬ ‫وضع الدستور‬ ‫مما الش���ك في���ه أن وطننا احلبي���ب ليبيا مير‬ ‫بف�ت�رة حرج���ة و مهم���ة س���تعكس الق���رارات‬ ‫و التش���ريعات املأخ���وذة فيه���ا مس���تقبل ليبي���ا‬ ‫صياغة الدس���تور هو عمل صعب و شاق‪ ,‬وهي‬ ‫مس���ؤولية سيحاسب عليها العبد أمام ربه قبل‬ ‫أم���ام اجملتمع االمازي���غ و كما أراه���م كانوا‬ ‫مظلومني و حمرومني من ممارس���ة ابسط و‬ ‫أق���دم عاداتهم و هي التحدث بلغتهم األم أثناء‬ ‫حك���م الطاغية أما بعد التحري���ر و بفضل اهلل‬ ‫و بفضل رجال ليبي���ا رجعت الروح هلذه اللغة‬ ‫و انفت���ح اجملتمع االمازيغ���ي و صاروا يقيمون‬ ‫املهرجان���ات و الن���دوات للتعري���ف برتاثه���م و‬ ‫تارخيه���م العتيد ما ال خيتل���ف علية اثنان هو‬ ‫أن االمازيغ هم سكان ليبيا األصليني‪ ,‬و إني ال‬ ‫أقول هذى الكالم تقليل من حق إخوتنا العرب‬ ‫ولكن للتنويه عن عراقة و قدم هذه احلضارة‪.‬‬ ‫لن أطي��ل عليك باملقدمات و أعطي��ك رأي املتواضع‬ ‫و الصريح!‬ ‫ م���ا أريده كأمازيغي هو حفظ حق االمازيغ‬‫(لغة‪,‬ثقافة و تاريخ) حنن متفائلني مبستقبل‬ ‫ليبيا وال نشك بأن كل أمازيغي لييب سيعامل‬ ‫كمواطن لييب مساويا يف احلقوق‪.‬‬ ‫ التمثي���ل الع���ادل لألمازي���غ يف جلن���ة وضع‬‫الدستور‪.‬‬ ‫ ال اعتق���د إن االمازي���غ س���يتم تقلي���ل حقهم‬‫يف الدس���تور‪ ,‬و إن حدث دل���ك فإني مؤمن بان‬ ‫يف ليبي���ا رجال س���يقفون أمام ذل���ك بالتظاهر‬ ‫الس���لمي و الط���رق الش���رعية و س���نرى ليبيا‬ ‫تق���ف صفا واحدا أمام ق���رار كهدى‪.‬هدى هو‬ ‫رأي الش���خصي و أنا ال أمث���ل أي جمموعة أو‬ ‫حزب أو مجعية‪.....‬اخل‪.‬‬ ‫فـ��دوى كم��ال ‪ :‬حص��ة االمازيغ س��تكون ضعيفة يف‬ ‫جلنة الستني‬ ‫أن���ا كامازيغي���ة أري���د م���ن الدس���تور أوال أن‬ ‫حيفظ حقوقي كإنس���انة ومواطنة امازيغية‬ ‫ليبي���ة وألتقل حقوق���ي فاملواطنة ب���أي درجة‬ ‫م���ن األخ���ر ‪ ....‬الوس���ائل لألس���ف صعبة وغري‬ ‫مضمون���ة وخاص���ة إذا مت اعتم���اد اللجن���ة‬ ‫الستينية واملناطقية فحصة االمازيغ ستكون‬ ‫ضعيف���ة ولك���ن ميك���ن لالمازي���غ االعتم���اد‬ ‫واالس���تعانة بالقوانني الدولي���ة هي فقط من‬ ‫س���يضمن هلا مش���اركة عادلة ‪ ...‬أما املخاوف‬ ‫موج���ودة بصراح���ة وبقوة وخاص���ة بعد كل‬ ‫العالمات اليت بدأت تطفو للس���طح خبصوص‬ ‫هض���م ه���ذا احلق م���ن قب���ل الساس���ة الليبيني‬ ‫واملش���اركني بصن���ع الق���رار ‪ ...‬تامنريت افالم‬ ‫ربي ديدم‬ ‫أيوب س��فيان ‪ :‬مس��اواة اللغة االمازيغي��ة مع اللغة‬ ‫العربية‬ ‫أوال حنن نري���د التأكيد على دس���تور مدني‬ ‫يضم���ن احلري���ات و التعددي���ة الفكري���ة و‬ ‫الثقافي���ة و العرقي���ة ‪ ...‬ه���ذا بالوج���ه الع���ام و‬ ‫يعت�ب�ر مطل���ب ع���ام ألي مواطن لي�ب�ي حيمل‬ ‫م���ن الثقاف���ة و الوع���ي م���ا يكف���ي إلس���تيعاب‬ ‫املشهد اللييب على حقيقته ‪ ...‬أما بشكل خاص‬

‫فالطل���ب الرئيس���ي ه���و اإلع�ت�راف دس���تورياً‬ ‫باهلوية األمازيغية و ترسيم اللغة األمازيغية‬ ‫مبصطلح واض���ح يضمن مس���اواتها مع اللغة‬ ‫العربية أما الوس���ائل اليت متك���ن االمازيغ من‬ ‫املش���اركة الفاعلة يف كتابة الدستور وإقرار‬ ‫ما يريدونه أعتقد أنه جيب أن يكون هناك حد‬ ‫أدن���ى ( كوت���ا ) لعدد األعضاء املش���اركني يف‬ ‫جلنة الس���تني ‪ ..‬كما أن آلية األختيار العامة‬ ‫مهمة ج���داً حيث أن اختيار جلن���ة من أعضاء‬ ‫متخصص�ي�ن و عل���ى درجة عالية م���ن الوعي‬ ‫سيس���اعد يف كتابة دس���تور حقيق���ي يضمن‬ ‫املس���اواة و ال يتبنى الفكر العنصري املبين على‬ ‫مفهموم األغلبية أو املفاهي���م العرقية املغلقة‬ ‫و أن���ا يف رأي���ي أن اإلنتخ���اب س���يكون كارثة‬ ‫حقيق���ة ض���د الدس���تور ككل و األمازي���غ‬ ‫حتدي���دا خاصة مع ع���دم وجود أي مؤش���رات‬ ‫تدع���وا للتف���اؤل م���ن ناحي���ة وج���ود ضمانات‬ ‫كتوزي���ع حيم���ل متيي���زاً إجيابي���اُ للدوائ���ر‬ ‫اإلنتخابية بالنس���بة للمخ���اوف من اضطهاد‬ ‫االمازيغ دستوريا ؟ اإلجابة ببساطة هي نعم !‬ ‫‪ ...‬التجارب السابقة منذ بدء الثورة حتى اليوم‬ ‫وضعت األمازيغ أمام اخليبة تلو األخرى حيث‬ ‫أن كل املؤش���رات ال تدع���و للتف���اؤل فثقاف���ة‬ ‫الفكر الواحد ال تزال تعشش بيت ربوع الوطن‬ ‫‪ ،‬و ال ي���درك األغلبية أن ليبيا حتتاج للوطنية‬ ‫و لي���س للقومي���ة ألن الفكر القوم���ي لن يولد‬ ‫ً‬ ‫خاص���ة أن ال أحد‬ ‫إال النزاع���ات و اإلنش���قاقات‬ ‫سيقبل أن يتنازل عن حقوقه بعد الثورة و بعد‬ ‫الثمن الباهظ من دماء أبناء الوطن‪.‬‬ ‫هــدى الغــالي ‪ :‬يصاغ الدس��تور باللغة االمازيغية‬ ‫مع النسخة العربية‬ ‫أريد من الدس���تور أن يضمن حقوقي وحقوق‬ ‫أبنائي من حي���ث أن تدرس اللغ���ة االمازيغية‬ ‫يف املدارس كمادة أساس���ية التكلم يف وس���ائل‬ ‫اإلع�ل�ام وغريه���ا باللغ���ة االمازيغي���ة دون أن‬ ‫يع�ت�رض أي احد وجيب أن يتضمن الدس���تور‬ ‫التأكي���د عل���ى اهلوي���ة األمازيغي���ة لليبي���ا‬ ‫ولي���س الكذب والنف���اق والذي يق���ول أن ليبيا‬ ‫دول���ة عربي���ة ولغته���ا الرمسية ه���ي العربية‬ ‫حتى ول���و مجعت م���ع اللغ���ة األمازيغية على‬ ‫إنه���ا رمسي���ة جيب إظه���ار احلقيق���ة أن ليبيا‬ ‫امازيغي���ة بعده���ا نق���در نق���ول أن ليبيا ممكن‬ ‫ايص�ي�ر منها أو باألحرى اخ���ذ األمازيغ حقهم‬ ‫املغتص���ب على أرضهم وأن يكون يف الدس���تور‬ ‫االمازيغي���ة لغة رمسي���ة و أن تكون الدولة يف‬ ‫الدس���تور دولة الئكيه دستور يدافع و حيرتم‬ ‫ح���ق الفك���ر و الوج���ود و املعتق���د أما الوس���ائل‬ ‫اليت متكن االمازيغ من املش���اركة الفاعلة يف‬ ‫كتابة الدستور وإقرار ما يريدونه فيأتي من‬ ‫خالل مش���اركة مجعيات امازيغية يف اللجنة‬ ‫التأسيس���ية للدس���تور كذلك يصاغ الدستور‬ ‫باللغ���ة االمازيغي���ة م���ع النس���خة العربي���ة‬ ‫بالنس���بة للمخ���اوف م���ن اضطه���اد االمازي���غ‬ ‫دس���توريا نع���م خاص���ة م���ع وج���ود التي���ارات‬ ‫االس�ل�اموية و العروبي���ة ال�ت�ي تقص���ي األخر‬ ‫و كذل���ك مت���ارس االضطهاد الفكري باس���م‬ ‫الدين ‪.‬‬ ‫الطاه��ر االمازيغ��ي ‪ :‬حمصل��ة مرعب��ة‪ ،‬جتع��ل‬

‫االمازيغ يراقبوا حبذر كل جديد‪!...‬‬ ‫ال خيت���ف اثنان على أن نظام القذايف‪ ،‬اضطهد‬ ‫كاف���ة أبن���اء الش���عب اللي�ب�ي‪ ،‬لك���ن بدرج���ات‬ ‫متفاوت���ة‪ ،‬حي���ث كان األمازيغ أكث���ر فئات‬ ‫ألش���عب اللي�ب�ي تعرضاً هل���ذا االضطهاد‪ ،‬حيث‬ ‫جتس���د بعض���اً م���ن مع���امل ه���ذا االضطهاد يف‬ ‫ع���دة أمور اذكر منها أن االمازيغ وفقا ألهواء‬ ‫القذايف انقرضوا ومل يعد هلم وجود‪ ،‬مثلهم يف‬ ‫ذلك مثل قوم عاد ومثود‬ ‫إنه���م بربر جاءوا برا م���ن اليمن‪ ،‬وأنهم العرب‬ ‫املهاجرين قدميا و إصدار القانون ‪ 24‬الش���هري‬ ‫ملنع تسميات غري العربية لسكان ليبيا‬ ‫والدعوة للهوية االمازيغية‪ ،‬هي عمالة للغرب‬ ‫واالستعمار‬ ‫ويف خطاب���ه املش���ؤم ذو النق���اط اخلمس قال‬ ‫ال حري���ة ألعداء الش���عب" االمازي���غ و أن ليبيا‬ ‫ه���ي مجاهريية عربي���ة‪...‬؟ال م���كان فيها لغري‬ ‫العرب‪...‬وجنس���يتها عربي���ة‪ ،‬وكل املف���ردات‬ ‫لتارخيه���ا مزور‪...‬إخل اللج���ان الثورية يف كل‬ ‫م���كان‪ ...‬ال ترف���ع صوت���ك قائ�ل�ا أمازي���غ‪ ...‬بل‬ ‫ميك���ن أن تق���ول ‪ :‬أجبال���ي‪ ،‬أزواري‪ ،‬أو تارقي‪،‬‬ ‫يعين كل ما من ش���انه إخف���اء وجود االمازيغ‬ ‫ميك���ن عمله خمتصراً ه���ذه احملصلة املرعبة‪،‬‬ ‫جتعل االمازيغ يراقبوا حبذر كل جديد‪!...‬‬ ‫ولك���ن اليوم أريد كأمازيغي من الدس���تور أن‬ ‫يك���ون دس���توراً ل���كل الليبي�ي�ن‪ ،‬ال يقصي أحد‪،‬‬ ‫ويضمن حقوق مجيع املواطنني بش���كل عادل‪،‬‬ ‫ومنصف لألمازيغ ويرعى يف هذا الشأن‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬اسم الدولة أن يكون شام ً‬ ‫ال عاماً حمايداً‬ ‫مثل ‪ :‬اجلمهورية الليبية أو دولة ليبيا مبعنى‬ ‫ال تلحق به أي���ة صفة تقصي احد كأن يكون‬ ‫اجلمهوري���ة العربي���ة الليبي���ة أو اجلهوري���ة‬ ‫األمازيغية الليبية‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬أن تك���ون ش���عارات الدول���ة الرمسية متثل‬ ‫كل رم���وز الوطن وس���كانه‪ ،‬دون إقصاء‪ ،‬مث ً‬ ‫ال‬ ‫إذا كان عل���م الدولة س���يحمل حتما النجمة‬ ‫واهل�ل�ال فإن المازيغ ينصفه���م إضافة حرف‬ ‫( ال���زاي) األمازيغ���ي هل���ذا العلم‪....‬وكذل���ك‬ ‫العمل���ة والطواب���ع الربيدية‪ ،‬ومراف���ق العامة‬ ‫للدول���ة‪ ،‬تأخذ نصيبها م���ن اهلوية االمازيغية‬ ‫الليبية‪.‬‬ ‫ج���ـ ‪ -‬لغة الدولة‪ ،‬حبيث تكون اللغتان العربية‬ ‫واألمازيغي���ة عل���ى ق���دم املس���اوة‪ ،‬يف محاي���ة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫االمازي��غ يري��دون يف الدس��تور اجلديد احلري��ة والعدالة واملس��اواة بني كافة أطي��اف وأعراق‬ ‫الش��عب اللييب ‪ ,‬يريدون حقهم الذي س��لب منهم منذ مئات الس��نني يريدون العيش بكرامة يف‬ ‫بلدهم األم مع إخوتهم العرب نريد من الدستور أن حيفظ لنا حقنا فنحن االمازيغ مل نعد نثق‬ ‫بأح��د بع��د أن ضحينا بالغالي والنفيس يف هذه الثورة م��ع إخوتنا العرب يدا بيد نتفاجأ بعدم‬ ‫الوفاء بالوعود اليت أعطت لناش‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫د‪ -‬أن يقر الدستور محاية كل فئات اجملتمع‬ ‫ويص���ون حقوقها‪ ،‬العم���ال‪ ،‬الصحاف���ة‪ ،‬املرأة‪،‬‬ ‫الطفل‪ ،‬األقليات العرقية والدينية‪.‬‬ ‫أما الوسائل اليت متكن االمازيغ من املشاركة‬ ‫الفاعلة يف كتابة الدستور وإقرار ما يريدونه‬ ‫ومب���ا أن ثقاف���ة الدس���تور ودول���ة املؤسس���ات‬ ‫معدومة من قبل يف ليبي���ا‪ ،‬أرى انه من واجب‬ ‫املؤمتر الوط�ن�ي العام بالتعاون مع مؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي أن ينظ���م توعي���ة عام���ة يف‬ ‫ليبي���ا لكي يتمك���ن املواطن م���ن معرفة معنى‬ ‫الدس���تور‪ ،‬وما هي واجباته حن���وه‪ ،‬األمر الذي‬ ‫م���ن ش���انه أن جيعل م���واد الدس���تور تعرب عن‬ ‫كل مكونات الشعب اللييب مبا فيها االمازيغ‪.‬‬ ‫إضاف���ة إىل متثي���ل االمازيغ بش���كل عادل يف‬ ‫جلنة الدس���تور اليت اصطلح على تس���ميتها "‬ ‫جلنة الستني" ‪.‬‬ ‫بالنس���بة للمخ���اوف م���ن اضطه���اد االمازيغ‬ ‫دس���توريا أمتن���ى أن ي���درك األقصائي���ون‪،‬‬ ‫أن ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر املبارك���ة قام���ت م���ن‬ ‫أج���ل حتري���ر مجي���ع الليبي�ي�ن م���ن اإلقصاء‬ ‫والتهمي���ش‪ ،‬ويدرك���وا أن الوط���ن يتس���ع‬ ‫جلميع أبنائه دون إقص���اء أو اضطهاد!وهنا ال‬ ‫أريد أن أذكر بال���دور الذي لعبه االمازيع يف‬ ‫الثورة ‪ ،‬وزهدهم خبالف غريهم يف " الغنائم"‬ ‫ال���وزارات ‪ ،‬مل نقتح���م مؤمتراً ‪ ،‬ومل نس���تولي‬ ‫على الشاحنات!‬ ‫لذلك أفرتض أن هناك أش���خاص مس���ئولني‬ ‫يف مرك���ز صن���ع الق���رار يدرك���ون خطورة‬ ‫اضطهاد االمازيغ دستورياً‪ ،‬وليس لدي تصور‬ ‫مل���ا س���تؤول إلي���ه ليبي���ا يف تلك احلال���ة لذلك‬ ‫أعتق���د أن الدس���تور س���ينصف االمازيغ‪ ،‬ولن‬

‫يضطهدهم‪ .‬رب أجعل هذا البلد آمناً‪.‬‬ ‫مجع��ه ده��ان‪ :‬متثي��ل فعل��ي وحقيق��ي يف الربملان‬ ‫واحلكومة‬ ‫أريد من الدستور األتي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬محاي���ة احلق���وق من حيث اللغة دراس���ة‬‫وإعالن واس���تعمال ونش���ر وإذاع���ة وتلفزيون‬ ‫وثقافة وفن وممارس���ة محاية ح���ق التمثيل‬ ‫الفعل���ي واحلقيق���ي يف الربمل���ان واحلكوم���ة‬ ‫واملؤسسات العلمية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫والسياس���ية والعس���كرية كش���عوب أصلي���ة‬ ‫وحق االعرتاض على كل القوانني والقرارات‬ ‫املتعلق���ة باهلوية ويتع���ارض مع اخلصوصية‬ ‫االماريغية داخليا وخارجيا‬ ‫‪ 2‬املشاركة حبصة مهمة يف جلنة صياغة‬‫الدس���تور حت���ت إش���راف اجملتم���ع الدول���ي‬ ‫ومنظم���ات احلق���وق الدولي���ة واحمللي���ة على‬ ‫الصياغة ط���رح الربامج واملطالب على اللجنة‬ ‫اخلاصة بالدستور والتفاهم معها قبل طرحه‬ ‫لالس���تفتاء الع���ام تكثي���ف النق���اش واحل���وار‬ ‫إعالمي���ا ليك���ون معظ���م الليبيني عل���ى دراية‬ ‫حبقوق إخوانهم‪.‬‬ ‫وائل اندميمم��ر‪ :‬حق الفيتو لالمازيغ أثناء كتابة‬ ‫الدستور‬ ‫ما أريده من الدس���تور اللييب املس���اواة املطلقة‬ ‫ب�ي�ن مكانة اللغ���ة العربي���ة واألمازيغية وحق‬ ‫ممثل���ي األمازيغ إىل ش���رط أي فيتو على أي‬ ‫بن���ود غ�ي�ر عادلة يف الدس���تور وجي���ب أن يتم‬ ‫الرص���د الدولي هلذه العملي���ة وتعيني ممثلي‬ ‫األمازي���غ يف جلن���ة الس���تني قب���ل كتابة أي‬ ‫س���طر من الدس���تور‪ ،‬ويعرض لالستشاريني‬ ‫دولي�ي�ن التخلص منه���ا (املصاريف دفعت من‬ ‫قبل احلكومة الليبية) أما خبصوص املخاوف‬ ‫م���ن اضطه���اد االمازي���غ يف الدس���تور نظ���را‬ ‫للتميي���ز ضد األمازيغ يف متس���قة األش���هر الـ‬ ‫‪ 18‬املاضية‪ ،‬جوابي هو نعم‪.‬‬ ‫عم��ار املنصوري ‪ :‬س��وف نقطع اعرتافن��ا باحلكومة‬ ‫واملؤمتر‬ ‫االمازيغ يريدون يف الدستور اجلديد احلرية‬ ‫والعدالة واملس���اواة بني كافة أطياف وأعراق‬ ‫الش���عب اللي�ب�ي ‪ ,‬يري���دون حقهم الذي س���لب‬ ‫منه���م من���ذ مئ���ات الس���نني يري���دون العيش‬ ‫بكرام���ة يف بلده���م األم م���ع إخوته���م الع���رب‬ ‫نريد من الدس���تور أن حيفظ لنا حقنا فنحن‬ ‫االمازي���غ مل نع���د نث���ق بأحد بع���د أن ضحينا‬ ‫بالغال���ي والنفي���س يف هذه الثورة م���ع إخوتنا‬ ‫الع���رب ي���دا بيد نتفاج���أ بعدم الوف���اء بالوعود‬ ‫ال�ت�ي أعطت لن���ا ‪ ,‬فقد كانت جمرد تش���جيع‬ ‫يف ف�ت�رة احل���رب فق���د كن���ا نش���كل معظ���م‬ ‫الق���وة العس���كرية يف املنطقة الغربي���ة "زوارة‬ ‫ج���ادو يفرن نالوت الرحيب���ات القلعة طمزين‬ ‫جال���و أوجل���ه كاب���او وغريهم حن���ن مطلبنا‬ ‫األول والرئيس���ي والذي لن نتن���ازل عنه وهو‬ ‫(دس�ت�رة اللغة االمازيغية يف الدس���تور اللييب‬

‫مع اللغ���ة العربية كلغة "رمسية"حتى تنفق‬ ‫عليها الدولة وتهتم بها وأيضا تؤس���س قنوات‬ ‫تلفزيوني���ة وتدجمه���ا يف امل���دارس كم���واد‬ ‫اختياري���ة ومراكز ثقافي���ة حكومية إلحياء‬ ‫ه���ذه احلضارة العريق���ة ‪ ,‬وهك���ذا حنيي هذه‬ ‫اللغ���ة ونوس���ع انتش���ارها يف ليبي���ا بالنس���بة‬ ‫للوس���ائل حالي���ا نق���وم بالذي نس���تطيع عليه‬ ‫نق���وم بندوات تعريفي���ة وتوعوية حبقنا وملاذا‬ ‫نطالب به أيض���ا اإلعالم فله الدور األكرب يف‬ ‫توعية الناس قمنا مبظاهرات احتجاجية أمام‬ ‫مقرات احلكوم���ة س���ابقا ويف امليادين وعندما‬ ‫ضاقت بينا السبل جلئنا لألمم املتحدة فا ليبيا‬ ‫عضو يف األمم املتح���دة وتنطبق عليها قوانني‬ ‫األمم املتحدة للشعوب األصلية واألقليات إال‬ ‫وهي اقل حق طالبنا به هوا الدس�ت�رة بالنسبة‬ ‫للمخاوف فا بالطبع موجودة ولكن ردة الفعل‬ ‫س���تكون قوية جدا أوال س���وف نقطع اعرتافنا‬ ‫باحلكوم���ة واملؤمت���ر وسنس���حب ممثل�ي�ن‬ ‫مناطقن���ا من املؤمتر الوط�ن�ي فهذا ما صرحوا‬ ‫ب���ه وعاهدونا عليه أنهم يف حال���ة مت إقصائنا‬ ‫فيس���حبوا الشرعية منه وينس���حبوا ‪ ,‬وهنالك‬ ‫احل���ل األخري أال وه���وا االس���تنجاد باملنظمات‬ ‫الدولي���ة وحق���وق اإلنس���ان للضغ���ط عل���ى‬ ‫احلكومة الليبية ‪.‬‬ ‫ابتهال صاكي ‪ :‬ليس لدي أي خماوف‬ ‫أزول ‪.‬الس�ل�ام عليك���م أن���ي حنتكل���م امع���اك‬ ‫باللي�ب�ي أن���ي أنش���وف ان���ك عن���دك نض���رة‬ ‫متفائل���ة ج���دا ألن���ي حل���د اآلن مش���فتش أي‬ ‫ص���ورة واضح���ة ملرحل���ة وضع الدس���تور من‬ ‫قبل املؤمتر الوطين حلد اآلن مل تش���كل جلنة‬ ‫الس���تني اللي مس���ؤلة عل���ى وضع الدس���تور‪..‬‬ ‫هذا أوال‪...‬ثانيا اجناوبك على األس���ئلة السؤال‬ ‫األول دس�ت�رة اللغة متازيغ���ت واعتبارها للغة‬ ‫رمسية ثانية يف دولة ليبيا‪...‬بالنس���بة لس���ؤال‬ ‫الثاني إذا كانت للجنة الس���تني سوف ختتار‬ ‫حس���ب الكف���اءة ومعاير النزاهة أكيد س���وف‬ ‫نك���ون م���ن ضم���ن م���ن يكتب���ه ‪..‬أم���ا الس���ؤال‬ ‫الثال���ث ال ليس لدي أي خماوف ألني أثق يف‬ ‫الليبي�ي�ن النزيهني واملثقف�ي�ن وأيضا إن احلق‬ ‫الب���د أن ي���رد ألصحاب���ه‪ ..‬وش���كرا لصحيف���ة‬ ‫ميادين ‪..‬تنمريت‬ ‫وسام شلغم ‪ :‬لألسف ال يفهمون حقوق االمازيغ‬ ‫أهم حاجة دسرتة اللغة االمازيغة يف الدستور‬ ‫وتكون اللغة الرمسية م���ع العربية يف الدولة‬ ‫الليبية أما الوس���ائل اليت متك���ن االمازيغ من‬ ‫املش���اركة الفاعلة يف كتابة الدستور وإقرار‬ ‫م���ا يريدون���ه جي���ب فت���ح اجمل���ال للناش���طني‬ ‫االمازيغ للمش���اركة يف صياغة الدستور مع‬ ‫الرج���وع إىل التاريخ االصل���ى لليبيا ومعرفة‬ ‫الس���كان األصليني لليبيا وع���دم التعصب من‬ ‫قب���ل الليبي�ي�ن الغ�ي�ر ناطق�ي�ن باالمازيغي���ة‬ ‫يف ه���ذا اخلص���وص أم���ا املخ���اوف باضطه���اد‬ ‫االمازيغ دس���توريا نعم لدي خماوف كبرية‬

‫‪09‬‬ ‫يف ه���ذا اخلصوص وبالذات من هيئة صياغة‬ ‫الدس���تور وم���ن األش���خاص الذي���ن يتكلمون‬ ‫ب���دون فه���م به���ذا اخلص���وص ومنه���م املفيت‬ ‫الص���ادق الغريان���ى عندما ق���ال إن االمازيغية‬ ‫فتن���ة وال اع���رف عل���ى أي أس���اس تكل���م هدا‬ ‫الكالم هل االمازيغ غري مس���لمني بل قال احد‬ ‫املش���ايخ أن املطالب���ة باللغ���ة االمازيغية فتنة‬ ‫وكف���ر ونس���ى االمازيغ عندما قام���ت الثورة‬ ‫ه���م أول املناط���ق ال�ت�ي ش���اركت يف الث���ورة‬ ‫وحاربت ض���د الطاغية يف مجيع مناطق ليبيا‬ ‫م���ن الش���رق إىل الغ���رب إىل اجلن���وب ووقفوا‬ ‫مع إخوانهم الع���رب وقفة رجل واحد والكثري‬ ‫من األش���خاص الذي���ن ولألس���ف ال يفهمون‬ ‫حقوق االمازيغ بالفعل وهلم خماوف كبرية‬ ‫ويش���عرون انه اس���تعمار يف حالة دسرتة اللغة‬ ‫االمازيغي���ة ب���ل هي���ا بالعك���س إنه���ا حاض���رة‬ ‫قدمية جدا وهى قبل حتى الفراعنة ‪.‬‬

‫‪‎‬هدى الغالي‬

‫‪‎‬وسام شلغم‬

‫‪‎‬عمار املنصوري‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫إستجواب حول جدوى الشعر‬

‫الشاعرة التونسية صاحلة اجلالصي‬

‫ّ‬ ‫الشعر هو قشتنا الوحيدة يف هذا البياض املخيف‪،‬والتذكرة الدائمة لسفر بال حدود‬

‫الفيتوري الصادق‬ ‫* م���ا ج���دوى الش���عر يف ه���ذا الزم���ن املادي‬ ‫الباهت؟‬ ‫ لألس���ف فقد ّ‬‫الش���عر هيبته يف هذا الزمن‪,‬‬ ‫ص���ار أكث���ر خنبوي���ة م���ن ذي قب���ل ‪..‬وهذا‬ ‫مؤش���ر خطري ‪ ..‬شخص ّيا يُرعبين هذا ال ّزمن‬ ‫ّ‬ ‫‪..‬ألن العالقة بني اإلنس���ان والكتاب انعدمت‬ ‫‪..‬و مالمس���ة ال���ورق ص���ارت خارج���ة ع���ن‬ ‫ال ّنظ���ام ‪..‬و كأن الق���رب منه وباء حيذر من‬ ‫اقرتاب���ه اإلنس���ان‪ ،‬لكن م���اذا س���نقول لزمن‬ ‫سطا على أصواتنا ‪..‬ووجوهنا و ْألقى ّ‬ ‫بالشعر‬ ‫على أكتافنا‪..‬وأذ ّلنا‪.‬‬ ‫وبالنس���بة جِلدواه‪ ..‬أق���ول ما جدواي أنا من‬ ‫دون���ه فالش���عر ه���و ّ‬ ‫قش���تنا الوحي���دة يف هذا‬ ‫البياض املخيف و ال ّتذكرة الدائمة لس���فر‬ ‫بال حدود‬ ‫ال أق���در عل���ى العيش م���ن دونه فه���و اهلواء‬ ‫ال���ذي ينعش�ن�ي‪..‬وال ّروح ال�ت�ي حتتويين وهو‬ ‫ال ّزم���ن احلقيقي ال ّذي أعيش���ه و امل���اء ال ّذي‬ ‫يروي خنيلي‪.‬‬ ‫* أي���ن موق���ع الش���عر املعاصر م���ن القضايا‬ ‫اإلنسانية الكربى؟‬ ‫ موقع الش���عر املعاصر من صميم القضايا‬‫اإلنس���انية وهاج���س ّ‬ ‫الش���اعر ه���و ط���رح‬ ‫ه���ذه القضاي���ا ‪..‬وإال فائ���دة ّ‬ ‫الش���عر إن تكن‬ ‫اهتماماته بعيدة عن هاجس اإلنسان‬ ‫وعما نعيشه ونشعر به‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫من منطلق ش���خصي أرى َّ‬ ‫أن الشعر املعاصر‬ ‫يتاج���ر بالقضاي���ا اإلنس���انية الكربى‪..‬فجل‬ ‫يهتم���ون مب���ا ي���در عليهم‬ ‫الش���عراء ص���اروا ّ‬ ‫الش���عر م���ن أُمس���يات و ملتقيات‪..‬وهاج���س‬ ‫اإلنسان يكون آخر حمطة لتفكريهم ‪...‬هلذا‬ ‫أنا قلت جتارة‬ ‫أهم القضايا‬ ‫أنا أعترب القضايا اإلنسانية من ّ‬ ‫‪..‬وإن ْ‬ ‫مل يتط ّرق الشاعر إىل صميم القضايا‬ ‫اإلنس���انية الكربى ومل يكت���ب على هواجس‬ ‫اإلنس���ان وأماله وأحالمه وجرح���ه و الظلم‬ ‫املس���ّلط علي���ه‪..‬إذن لمِ َ يكت���ب أساس���ا ؟!‪،‬هل‬ ‫يكتب ِليتفاخر بعدد الدّواوين؟!‬ ‫ه���ذا م���ا أراه عل���ى الس���احة اآلن ‪...‬وقد قلت‬ ‫ومضة على هذا العامل ‪":‬صار جرحي أكرب‬

‫م���ن الع���امل ْ‬ ‫‪...‬أم ُت���رى العامل ه���و الذي صار‬ ‫جرحي"‬ ‫* ما هو تأثري الثورة الرقمية اليت نش���هدها‬ ‫على الشعر واألدب مبختلف أصنافه؟‬ ‫ْ‬ ‫عامة للث���ورة الرقمية تأثري َس���ليب‬ ‫بصف���ة ّ‬ ‫على الكتاب جبميع أصنافه‬ ‫فهي تلهينا على مالمس���ة الكتاب واالختالء‬ ‫به وهذا البعد يو ّلد اجلفاء والقطيعة مع ّ‬ ‫أن‬ ‫قراءة الكتب ترسخ أكثر يف الذاكرة‬ ‫فالثورة ال ّرقمية هي االنتشار عامليا والسفر‬ ‫الدائم بال رقابة أو حدود‬ ‫فه���ذا الع���امل اإلقرتاض���ي جعل م���ن الكتاب‬ ‫مرجعا أكثر منه قراءة‪.‬‬ ‫* احلرك���ة النقدي���ة ه���ل ه���ي مواكب���ة‬ ‫لتطور النص الش���عري العربي وهل لغيابها‬ ‫تأثري ظاهر؟‬ ‫م���ن وجه���ة نظ���ري‪ ,‬احلرك���ة النقدية ال‬ ‫النص الش���عري‪...‬وطبعا هذا الغياب‬ ‫تواكب ّ‬ ‫ل���ه تأث�ي�ر عل���ى قيم���ة ال ّنص‪..‬وأيض���ا تتيح‬ ‫الفرص���ة لل ّنص���وص ال ّرديئ���ة مبزامح���ة‬ ‫ال ّنصوص اجلي���دة ‪..‬ال أدري لمِ َ كّلما تق ّد َم‬ ‫ال ّنص ‪..‬تراجع ال ّنقد ‪...‬‬ ‫فكيف س���ي ّتم تقيي���م ال ّنص يف غي���اب ال ّنقد‬ ‫البناء ‪..‬وكيف س��� ُيط ّور الشاعر قصائده يف‬ ‫غياب هذه احلركة‪.‬‬ ‫* م���ا ه���و تقييم���ك للقارئ العرب���ي هل هو‬ ‫متابع جيد للمنتج الشعري عربيا وعامليا؟‬ ‫ االهتمام بالش���عر بالنسبة للقارئ العربي‬‫خيتل���ف م���ن بل���د إىل آخ���ر ‪...‬وأن���ا أرى أن‬ ‫للدولة واجملتمع دور يف هذا‪.‬‬ ‫تهت���م وزارة الثقاف���ة يف دول���ة م���ا‬ ‫فعندم���ا‬ ‫ّ‬ ‫بالثقاف���ة ‪..‬أكي���د س���تصل باملواط���ن إىل‬ ‫مس���توى راقي من ال ّتفكري يف ش���أن املثقفني‬ ‫و بالتال���ي تص�ي�ر احلرك���ة الش���عرية ذات‬ ‫جدوى ‪....‬‬ ‫و ش��� ّد انتب���اه الق���ارئ يك���ون بالن���ص اجليد‬ ‫و طريق���ة اإللق���اء ال�ت�ي ُتضي���ف الكثري من‬ ‫اإلحساس وال ّروح للقصيدة ‪.‬‬ ‫للنص الش���عري العاملي طبعا له‬ ‫و بالنس���بة ّ‬

‫ق���راؤه فه���و خيضع لمِ ���دى ق���درة الترّ مجات‬ ‫العربية إليصال ال ّنص العاملي‪.‬‬ ‫*ما ال���ذي أضافته لك جتربتك املس���رحية‬ ‫الش���عرية ‪.‬وه���ل أن���ت راضية على مس���توى‬ ‫التلقي لنصك الش���عري املمسرح "أكرب من‬ ‫أن تراني"؟‬ ‫ّ‬ ‫ بالنس���بة لعرض���ي الفرج���وي الش���عري‪...‬‬‫تتم ّثل اإلضافة يف انبهار املتف ّرج به‪..‬‬ ‫لق���د مسح���ت ل���ي ه���ذه التجرب���ة بتفجري‬ ‫الس���هل‬ ‫القصي���دة على ال ّركح ‪...‬وليس من ّ‬ ‫أن تكون املمثل واملخرج وصاحب ال ّنص ويف‬ ‫نفس الوقت‬ ‫فهذا العرض خيرج على الروتني الشعري‪..‬‬ ‫وه���ذه التجربة فريدة م���ن نوعها يف املغرب‬ ‫العرب���ي واملش���رق وامله���م أيض���ا يف ه���ذه‬ ‫ال ّتجربة هو أنين املخرجة للعمل و صاحبة‬ ‫النص واملمثلة يف اآلن نفسه‪.‬‬ ‫وعموم���ا أن���ا راضية عل���ى مس���توى ال ّتل ّقي‬ ‫لعرض���ي "أك�ب�ر م���ن أن تران���ي" ‪...‬بمِ ���ا َّ‬ ‫أن‬ ‫املتل ّقي يتابع ما أقدّمه ِبش���غف وانبهار فهذا‬ ‫رائ���ع ‪..‬فحني أدخل قل���وب اجلمهور‪..‬وأملك‬ ‫تفكريه���م فه���ذا فخر ل���ي ‪...‬إذن أن���ا راضية‬

‫ّ‬ ‫كل الرض���ي عل���ى مس���توى ال ّتلق���ي الذي‬ ‫السرب‪.‬‬ ‫أشعرني أنين خارجة عن ّ‬ ‫السرية الذاتية ‪-:‬‬ ‫صاحلة اجلالصي "س���ليلة قرطاج"‪ :‬شاعرة‬ ‫تونسية‪..‬تكتب الشعر من سنة ‪-‬‬ ‫‪1975‬م‬ ‫الدواوين الشعرية ‪:‬‬ ‫‪" - 1‬أكرب من أن تراني" سنة ‪2004‬‬ ‫"ارجتال الضوء " سنة ‪-2 2007‬‬ ‫‪ 3‬عرا جني ال ّرغبة سنة ‪2010‬‬‫‪ 4‬ال تزعجوا املاء ‪ /‬حتت الطبع‬‫"أنتهي إليك رحيال " يف طور الكتابة ‪-5‬‬ ‫ويف املسرح ‪:‬‬ ‫‪1‬مسرحية "منامة" سنة ‪2006‬م‬‫"أكرب م���ن أن تران���ي " ‪( 2008‬مس���رحية‬ ‫شعرية )‪2‬‬ ‫" ‪ 3-‬عقبة أبن نافع " ‪2009‬‬ ‫" ثورة الدّيدان " ‪" 2012‬مس���رحية شعرية‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫" ‪ 5‬كاتورة بالص " سرتى النور قريبا‬


‫‪)2013‬‬ ‫أغسطس‬ ‫يوليو ‪-‬‬ ‫يوليو‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫يونيو‪5 /‬يوليو‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪ 26‬ـ‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫‪1530‬‬ ‫‪- 9(( -59‬‬‫‪() -116‬‬ ‫العدد )‬ ‫‪113‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫‪11‬‬

‫خربشات على ذاكرة حرب‬ ‫اجلزء األخري‬

‫رقية دومة‬ ‫•خربشات ‪10‬‬ ‫بع���د إصابة أي���وب إبن أخ���ي يف مواجه���ات الثوار‬ ‫مع مرتزقة القذايف يف حي الدوالر بس���رت رجع‬ ‫إحساسي لنقطة البداية يف ثورتنا اجمليدة حلظة‬ ‫إستشهاد خالد الناجي‪. .‬‬ ‫كن���ت متجه���ة لقس���م الط���واري ألتاب���ع حال���ة‬ ‫مري���ض قم���ت بإحالت���ه هن���اك وه���ي إح���دى‬ ‫عادات���ي اليت كانت أحيان���اً جتعل بعض زمالئي‬ ‫ً‬ ‫قلي�ل�ا ‪ ،‬اس���توقفين إبن عم���ي الذي‬ ‫يتحسس���ون‬ ‫هو خ���ال إبن أخ���ي ليخربني بإصاب���ة أيوب وإنه‬ ‫مت نقل���ه لبنغ���ازي ثم منها لرتكي���ا ‪ ،‬ال أدري إن‬ ‫كنت قد إستمعت لباقي حديثه ‪ ،‬ال أدري كيف‬ ‫وصلت ملنزل أخي‪،‬حتى إنين مل أخذ حقيبة يدي‬ ‫ومل أخ�ب�ر أح���د م���ن موظفي القس���م خبروجي ‪،‬‬ ‫كان���ت كل العائلة هناك ‪ ،‬وقتها ش���عرت بتلك‬ ‫األحاس���يس ‪ ،‬الغض���ب واألمل والكراهي���ة ‪ ،‬تل���ك‬ ‫املش���اعر ال�ت�ي تيقظ���ت حلظ���ة استش���هاد البطل‬ ‫خال���د إنفج���رت حلظ���ة إصابة إبن أخ���ي ‪ ،‬كان‬ ‫كل غضب و أمل نس���اء ليبي���ا داخلي ‪ ،‬كم دفعت‬ ‫نس���اء ليبيا يف هذه الثورة م���ن عواطفها ودموعها‬ ‫وفل���ذات أكبادها ‪ ،‬امل���رأة الليبية اليت كانت من‬ ‫أكثر نساء العامل تعلقاً بأبنائها هاهي تدفع بهم‬

‫لفوه���ة بركان احل���رب اهل���ادر وكأنه���ا تقتلع‬ ‫قلبه���ا بيده���ا وتقذف���ه يف الن���ار ‪ ،‬فس���بحان اهلل !‬ ‫‪،‬من كان يتوقع من���ا أن تقوى أمهاتنا على فراق‬ ‫أخوتنا ؟بل من كان يتوقع إن يكن هن من يدفع‬ ‫بهم ويشجعهم بصالبة ال تصدق‪.‬‬ ‫كان���ت زوج���ة أخي تب���دو أكث���ر ق���وة وحتم ً‬ ‫ال‬ ‫للخرب منا مجيعاً حتى إن البعض أبدى إستغرابه‬ ‫ووصف صربها هذا بالربود ‪ ،‬لكنين كنت أعرف‬ ‫أنها كانت مت���وت يف كل ثانية خاصة إنه أحب‬ ‫أبنائه���ا وأكثرهم قرباً هل���ا ‪ ،‬لكن حب ليبيا الذي‬ ‫مل نك���ن نعرف أبداً إنه داخلنا بكل هذه القوة فاق‬ ‫كل مش���اعر احل���ب واألمومة ‪ ،‬حت���ى إنه مل يعد‬

‫هناك عشق سواه ‪.‬‬ ‫كان الصمت املتقطع بأصوات الدعاء هو الصورة‬ ‫الثابتة للموقف ‪ ،‬أم���ا الزمن فكأنه حتالف ضدنا‬ ‫‪ ،‬ترتقب عيوننا الس���اعة فال مت���ر الثانية ا ّ‬ ‫ال بنفاذ‬ ‫س���اعات صربنا ترقباً خلرب يطمننا‪.‬وقتها عرفت‬ ‫ك���م أنت غالية حقيق���ة ياليبيا ‪ ،‬فه���ا حنن أمام‬ ‫خي���ار فعل���ى بين���ك وب�ي�ن أكبادن���ا ‪ ،‬فأخرتناك‬ ‫وعيونن���ا تدم���ع وقلوبن���ا تنفطر ولك���ن مل نرتدد‬ ‫حلظ���ة عن دف���ع الغالي واحلبيب ألج���ل حبك يا‬ ‫أغلى األوطان ‪.‬‬

‫رتابة األربع أش���هر املاضية عوضت يف هذه األيام‬ ‫األرب���ع ‪ ،‬كان���ت قلوبن���ا تنبض م���ع كل تكبرية‬ ‫م���ن تكبريات الثورة ‪ ،‬أحداث س���ريعة من حترير‬ ‫الزاوي���ة إىل اإلجتاه للعاصم���ة طرابلس الغالية‬ ‫‪ ،‬أحسست نفس���ي أركض يف شوارعها رغم إنين‬ ‫كن���ت يف ودان ‪ ،‬فاحلم���د هلل هاه���و فرع���ون هذا‬ ‫العص���ر ه���و وأبنائه حياص���ر ويطرد م���ن قلعته‬ ‫ذلي ً‬ ‫ال خاس���راً ويط���ارد "زنقة زنق���ة دار دار" فلله‬ ‫احلمد هلل احلمد هلل احلمد ‪.‬‬ ‫(ك ْم َت َر ُ‬ ‫َ‬ ‫َع ُي ٍ ُ‬ ‫َم َق ٍام‬ ‫���ت و ُ‬ ‫وع و َ‬ ‫ك���وا ِمن َجَّن ٍ‬ ‫���ون ‪َ .‬وز ُر ٍ‬ ‫�ي�ن ‪َ .‬‬ ‫���ة َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اك ِه َ‬ ‫ك َذ ِل َك‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ي���م‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كا ُنوا ِفيهَا َف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫اه���ا َق ْوماً آَ ِخ ِر َ‬ ‫َوأَ ْو َر ْث َن َ‬ ‫���ما ُء‬ ‫الس َ‬ ‫ين ‪َ .‬ف َما َب َك ْت َع َل ْي ِه ُم َّ‬ ‫و َ‬ ‫كا ُنوا ُم َ‬ ‫َما َ‬ ‫َاأل ْر ُ‬ ‫نظ ِر َ‬ ‫ين) األيات من ‪ 25‬إىل‬ ‫ضوَ‬ ‫‪ 29‬من سورة الدخان ‪.‬‬ ‫•خربشات ‪12‬‬ ‫مل نتخلى عن طاسة الش���اهي اخلضراء بالرغوة‬ ‫م���ن العال���ة الوداني���ة اجلميل���ة بيد أم���ي الغالية‬ ‫حتى يف أقس���ى ظ���روف ح���رب التحري���ر ‪،‬كان‬ ‫الش���اهي يتكلم وه���و يغلى عل���ى الكان���ون أمامنا‬ ‫‪ ،‬يش���اركنا همومن���ا وفرحن���ا ‪ ،‬حلظ���ات ترقبن���ا‬ ‫وصمتن���ا ‪ ،‬كان صديق���اً وفي���اً مل يرتكن���ا رغم‬ ‫كل حلظات النسيان اليت مر بها معنا ‪ ،‬فغالباًما‬

‫الصغرية اليت أثبت���ت للعامل ولليبيني أنها الرحم‬ ‫الطاه���ر الطيب منجب األبط���ال والرجال حبق ‪،‬‬ ‫رجال س���كبوا دمائهم بسخاء يف الثورة وع ّفوا عن‬ ‫املناصب وترهات السياس���ية يف التحرير‪ ،‬فطوبى‬ ‫هلا من شاخمة استحقت كل دمعاتنا وهي تذبح‬ ‫يف مذب���ح احلري���ة فكانت حريته���ا حرية محراء‬ ‫بكل معن���ى للكلمة ‪،‬عرفنا عند انقط���اع الكهرباء‬ ‫إن س���اعات احل���زم هلت ‪ ،‬رك���ض كل منا على‬ ‫مصدره لألخبار من أجهزة مس���موعة بالبطارية‬ ‫وأجه���زة تولي���د الكهرباء البديل���ة والبعض إجته‬ ‫للمزرعة حيث يوجد مولدات كهرباء ‪.‬‬ ‫كان���ت أرب���ع أيام س���عيدة رغ���م ال���دم والرتقب ‪،‬‬ ‫كان���ت األخبار تالحقن���ا بدل أن نفع���ل ‪ ،‬وكأن‬

‫كانت احلاجة تنساه على الكانون وهي تظن انها‬ ‫وضعته يف العالة فيظل يغلى إىل أن تنش���ف املياه‬ ‫يف عروق���ه فيس���تغيث بصوت مكم���وم يُفيق أمي‬ ‫من سرحانها لتنقذه يف اللحظة األخرية ‪.‬‬ ‫كان���ت أوىل ليال���ي العش���ر بربكته���ا ومجاهل���ا‬ ‫وصفاء مسائها ‪ ،‬وكانت القلوب تتجه طاهرة هلل‬ ‫‪ ،‬كان الوقت قبيل أذان العش���اء بدقائق ‪ ،‬الصمت‬ ‫مطب���ق تتخلله متتم���ات بأيات الق���رآن من أخيت‬ ‫اجلالسة بقربي أنا وأمي يف الفناء اخللفي لبيتنا‬ ‫‪ ،‬فج���أة قط���ع ه���ذا الصمت صوت ش���اب يصرخ (‬ ‫بوشفشوفة مات كربوا ياشباب ) ‪.‬‬ ‫يف حلظة انقلب الصمت تكبرياً واخلش���وع تهلي ً‬ ‫ال‬ ‫‪ ،‬مل يك���ن أي م���ن أخوت���ي يف املن���زل لنتأكد من‬

‫•خربشات ‪11‬‬

‫كن���ت أتف���رج عل���ى برنام���ج الش���اب آرم يف قناة‬ ‫ليبيا األحرار اليت كان���ت األقوى واألوضح على‬ ‫الس���احة وقته���ا ‪ ،‬كان موع���د ع���رض برناجمه‬ ‫قراب���ة موع���د اإلفط���ار يف مدين�ت�ي ودان‪ ،‬فج���أة‬ ‫إنقطع���ت الكهرب���اء ‪ ،‬كان الس���ابع عش���ر م���ن‬ ‫رمضان ‪ ،‬والعجيب إننا بدل أن نتضايق ألنقطاع‬ ‫الكهرب���اء فرحن���ا وهللنا مجيعاً واجتهن���ا بالدعاء‬ ‫لرب العاملني أن ينص���ر أحرار ليبيا على الطاغية‬ ‫الكافر ‪ ،‬كنا مجيعاً يف ليبيا نرتقب يومي السابع‬ ‫عش���ر والعشرين من رمضان فقد كنا موعودين‬ ‫وع���د احلرية ‪ ،‬هف���ت قلوبنا للزاوي���ة تلك املدينة‬

‫اخل�ب�ر ‪،‬ثوان���ي والتكب�ي�ر ع���م البل���دة م���ن املأذن‬ ‫واملدارس ‪ ،‬والش���وارع ترقص مع خطوات ش���بابها‬ ‫الف���رح ‪.‬رن تلفوني فعرف���ت أن التغطية رجعت ‪،‬‬ ‫مسع���ت صوت أخ���ي يصحح لي اخل�ب�ر " القذايف‬ ‫اختف���ى وب���اب العزيزية وطرابل���س كلها يف يد‬ ‫الث���وار " ‪.‬مسعن���ا اص���وات الس���يارات والش���باب يف‬ ‫الشارع فأس���رعت أنا وأخيت جلهة الدرج األمامي‬ ‫للمنزل حبيث نس���تطيع أن نرى الش���ارع املواجه‬ ‫دون أن يرانا من يف الشارع ‪ ،‬بدأ لنا اجلزء السفلى‬ ‫م���ن الرايات للحظ���ة فكدت أصرخ رعب���اً لكن ما‬ ‫لب���ث أن ارتف���ع باقي العل���م رائعاً يكح���ل العيون‬ ‫اليت اصابها الرمد س���نيناً ‪ ،‬وجدت نفس���ي وأخيت‬ ‫نردد النش���يد الوطين بأعلى صوت وكأننا طلبة‬ ‫فرحني بأول يوم دراس���ي ‪ ،‬ش���عرت بنفسي طفلة‬ ‫متل���ك جناح�ي�ن من احلري���ة ترف���رف بهما فوق‬ ‫هذا ال�ت�راب الطاهر ‪.‬أخرياً ودان حرة ‪ ،‬أخرياً ليبيا‬ ‫تتنف���س الصع���داء ‪.‬إنن���ا ياليبيا لن خنذل���ك ‪ ،‬لن‬ ‫خنذلك ‪ ،‬لن خنذلك ‪.‬‬ ‫•خربشات ‪13‬‬ ‫نظرت إىل شاشة التلفاز قبل خروجي من املنزل‬ ‫صباحاً التأكد إن كامريا قناة اجلزيرة ما زالت‬ ‫موجه���ة حلي ال���دوالر بس���رت ‪ ،‬حلظ���ة دخولي‬ ‫للعي���ادة كنت أن���وي أن أخرج بعد س���اعة أللقي‬ ‫نظرة أخرى على شاش���ة التلفاز يف أحد األقس���ام‬ ‫عس���ى أن يص���دف توقي�ت�ي م���ع حلظ���ة حس���م‬ ‫انتظرناها طوي ً‬ ‫ال ‪ ،‬لكنين ُشغلت فلم أنتبه للوقت‬ ‫حت���ى ج���اءت إح���دى صديقاتي لتبلغ�ن�ي بأنه مت‬ ‫اإلعالن عن القاء القبض على شخصية مهمة يف‬ ‫س���رت ‪" ،‬أكيد هو" هكذا صرخ قليب راجياً الفرج‬ ‫والتخلص من هذا الرجل الذي جثم علي حياتنا‬ ‫ردحاً من الدهر ‪.‬‬ ‫مل أع���د أس���تطيع متابع���ة أي حال���ة فاعت���ذرت‬ ‫وطلبت م���ن موظفي القس���م أن اليتصلوا بي إ ّ‬ ‫ال‬ ‫يف ح���ال وج���ود حالة تس���تعصي عليه���م ‪ ،‬ذهبت‬ ‫للقس���م اإلداري حي���ث تع���ودت أن أقض���ي وق���ت‬ ‫اس�ت�راحيت لوج���ود أغل���ب صديقات���ي هن���اك ‪ ،‬مل‬ ‫نكم���ل فنجان القه���وة األول ‪ ،‬خرجنا نتفرج على‬ ‫احتف���االت الش���باب وتوديعه���م لش���باب مصراته‬ ‫‪ ،‬أخذن���ا احلدي���ث فلم نتب���ه للوقت حت���ى مسعنا‬ ‫طرق���اً على الش���باك خلفن���ا ‪ ،‬كان مكت���ب املدير‬ ‫الع���ام ‪ ،‬كان مبتهج���اً ويدي���ر شاش���ة الكمبيوتر‬ ‫ال���ذي كان يعرض قناة اجلزيرة مباش���ر ‪ ،‬كان‬ ‫اخلرب مزلز ً‬ ‫ال‪ ،‬كنا نتمن���اه ونعلم يقيناً إنه قادم‬ ‫ولك���ن حني وقوع���ه ذهلن���ا فرح���اً ‪ ،‬ألول مرة يف‬ ‫حيات���ي أطلق العنان ملش���اعري يف م���كان عام ‪ ،‬مل‬ ‫أك���ن أنا ‪ ،‬كنت ليبية يف قمة حلظات الس���عادة‬ ‫‪ ،‬كن���ت وصديقات���ي يف حلظ���ة مل وال أظن أنها‬ ‫ستمر علينا مرة أخرى ‪ ،‬أختفى كل شي ‪ ،‬فقط‬ ‫ليبيا هي من كانت تعلو على الضحكات ‪ ،‬رجعت‬ ‫للمنزل بس���يارة العمل اليت لف���ت بنا ودان كلها‬ ‫لنهتف م���ع األهالي ونش���اركهم حلظة العرس‬ ‫اللي�ب�ي الص���ادق ‪ ،‬النس���اء والش���باب واألطفال يف‬ ‫الش���وارع دون رش���وة أو تهدي���د م���ن أح���د ‪ ،‬ال���كل‬ ‫حيتضن اخلري وينشره يف وجه األخرين ‪ ,‬يوم لن‬ ‫أمسح ألي فرح أوترح أن ميحوه أو حتى يشوش���ه‬ ‫يف ذاكرت���ي ‪ ،‬يوم نقش���ته ب���دم الش���هداء وزينته‬ ‫بزغاريد النس���اء وحفرت���ه يف قليب بدموع الكهول‬ ‫و الشباب ‪.‬‬ ‫فبحق ال نبالي يا بالدي إن سلمت من هلك ‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫أغسطس ‪)2013‬‬ ‫يوليو‪5 -30‬‬ ‫الثالثة( ‪116-‬‬ ‫السنة العدد‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬ ‫أغسطس ‪)2013‬‬ ‫يوليو ‪5 -‬‬ ‫‪( - 30‬‬ ‫العدد) (‪) 116( -‬‬

‫املشي ليال‬ ‫بقلم ‪ :‬كريسنا بالديف ‪ :‬اهلند‬ ‫قصة قصرية مرتمجة من اهلند‬

‫ترمجة ‪ :‬ساسي محام‬ ‫كرب أطفالنا واس���تقلوا بأنفسهم وتقدم‬ ‫بنا العمر وأصبحنا أشباحا يف هذا املنزل الذي‬ ‫ل���ن نفارقه قب���ل موتنا رغم أنه���م طاروا من‬ ‫العش إال أنهم بقوا معنا سنة أو سنتني ‪ .‬نفكر‬ ‫فيهم يوميا ونش���كو منه���م ونرتقب زياراتهم‬ ‫ال�ت�ي تنمي دائما خالفاتن���ا ‪ ،‬ذهابهم خيجلنا‬ ‫ويش���عرنا بالذن���ب ‪ .‬يذكرن���ي كل بري���ق‬ ‫ش���فقة أو خ���وف يف عيونهم بوال���دي عندما‬ ‫أدركتهم���ا الش���يخوخة وأصبحا ش���بحني ‪.‬‬ ‫أفكر يف بعض األحيان أنهما يعرفان اآلن أن‬ ‫أبناءهما قد كربوا وأصبحوا شيوخا ‪ .‬لذلك‬ ‫أعتق���د أن األبناء عندم���ا يكربون ويصبحون‬ ‫كاألش���باح س���يتذكروننا كلما رأوا بريق‬ ‫الرأف���ة واخل���وف يف عيون أطفاهل���م عندما‬ ‫يغادرون العش ‪.‬‬ ‫يف ه���ذه املرحل���ة الصعب���ة كن���ت‬ ‫أرغب يف بع���ض األحيان أن أمج���ع األطفال‬ ‫حولي ـ مثل اآلب���اء الذين جيمعون أطفاهلم‬ ‫حول س���رير امل���وت يف احلكاي���ات الش���عبية ـ‬ ‫لتزويده���م قب���ل الف���راق ببع���ض النصائ���ح‬ ‫ال�ت�ي جتع���ل ش���يخوختهم أقل ش���بحية من‬ ‫ش���يخوختنا ولكن ما مينعين دائما هو خويف‬ ‫من نف���اد صربهم أو من عجزي عن إكمال‬ ‫حديث���ي ال���ذي ينتاب�ن�ي الش���ك يف حقيقت���ه‬ ‫وقيمت���ه وأن اجله���د ال���ذي س���أبذله لتبديد‬ ‫هذا الش���ك جيعل كالمي غ�ي�ر مقنع ودون‬ ‫ج���دوى ‪ .‬أتس���اءل يف بعض األحي���ان وأنا يف‬ ‫خريف العم���ر هل كانت ألبي نفس الرغبة‬ ‫؟ أخريا اقتنعت أني لن أستطيع التغلب على‬ ‫خويف وشكوكي وما أن أبدأ حديثي املرتبك‬ ‫حت���ى أتوق���ف عن���د رؤي���ة أول بري���ق رأف���ة‬ ‫وخوف يف عيونهم ‪.‬‬ ‫مب���ا أني اس���تطعت وزوج�ت�ي أن نصل إىل‬ ‫هذه السن فاني اعتقد أننا سننجح يف اجتياز‬ ‫ه���ذه املرحل���ة الصعب���ة ال�ت�ي من���ر به���ا اآلن‬ ‫وس���أعلن يوم���ا يف م���كان م���ا أنن���ا جنحنا يف‬ ‫اجتيازها ‪.‬‬ ‫سأستخلص كل ما أستطيع من هذا األمل‬ ‫وم���ن قدرتنا عل���ى العيش وه���ذا لن مينعين‬ ‫م���ن الصي���اح م���ن وق���ت آلخ���ر ويف مواق���ف‬ ‫ضعفي والش���كوى من هذه احلياة اليت يبدو‬ ‫ان املوت أفضل منها ‪ .‬ولكين أرى ان صياحي‬ ‫فقد معن���اه لذلك كثريا ما متوت الرغبة يف‬ ‫الصي���اح مثل الرغبات األخ���رى ‪ .‬ليس للمرء‬ ‫ما يقول���ه ما دام غارقا يف خوف���ه مثلي متاما‬ ‫‪ ...‬نعيش اآلن حتت س���قف واحد مثل أخوين‬ ‫أو ش���بحني أو رمبا مثل توأمني مس���تهلكني‬

‫‪ ...‬مت���ر األيام دون أن ينب���س أحدنا بكلمة أو‬ ‫ينظر يف وج���ه اآلخر ‪ ...‬منذ أي���ام وأنا وحيد‬ ‫يف بيت الش���كوى حدث���ت مضاعفات حاولت‬ ‫أن أعرف أسبابها ‪ ...‬فكرت أن هذه املضاعفات‬ ‫الب���د أن تك���ون نتيج���ة ه���ذه الرائح���ة اليت‬ ‫جعلت هذه املرحلة مرعبة ‪ ...‬أعتقد أن كل‬ ‫شخص مسن البد أن تعذبه هذه الرائحة يف‬ ‫أيامه األخرية ‪ ...‬طبعا الش���عور بهذه الرائحة‬ ‫ومفعوهلا خيتلفان من شخص آلخر‪...‬‬ ‫هذه الرائح���ة اطردت عين النوم ‪ ...‬مل تنفع‬ ‫العقاقري يف طرد األرق الذي أصبح يالزمين‬ ‫وليس مبقدوري أن أحتمله‪ .‬لذلك قررت أن‬ ‫أقوم كل ليل���ة جبولة يف منزلي معتقدا أن‬

‫املش���ي لبضع س���اعات والتنقل من غرفة إىل‬ ‫أخ���رى يتعب�ن�ي وخيلص�ن�ي مؤقتا م���ن هذه‬ ‫الرائحة وجيلب لي النوم أو ما يشبه النوم ‪.‬‬ ‫ش���عرت بالراحة وهو أمر غري متوقع واشتد‬ ‫وعيي باألش���ياء وبالرائح���ة ‪ ،‬حاولت أن أنام‬ ‫ألحترر منها متاما ‪ ،‬يف البداية شعرت باألمل‬ ‫وبالذنب ‪ ،‬اعتقدت أني اخدع نفسي وزوجيت‬ ‫وأني أبذل جهدا الطائل من ورائه ‪ .‬خفت أن‬ ‫تكون النهاية خمجل���ة واجلولة الليلية دون‬ ‫ج���دوى ‪ .‬بدأت الراحة اليت كنت أش���عر بها‬ ‫تش���وبها بعض املنغصات وشيئا فشيئا نزعت‬ ‫عين مجيع األفكار وواصلت جوالتي الليلية‬ ‫بأكث���ر هم���ة ونش���اط وكأن�ن�ي أجتول يف‬

‫حديقة كبرية وليس يف منزل مظلم ‪.‬‬ ‫خف���ت يف البداي���ة أن أزع���ج زوج�ت�ي فكن���ت‬ ‫أحض���ر بعض احلجج املعقول���ة ملواجهتها إذا‬ ‫نهضت وسألتين ماذا أفعل ؟‬ ‫عندما اتاكد أنها اس���تغرقت يف النوم أترك‬ ‫فراش���ي وأش���رع يف جتوالي متأوه���ا حمدثا‬ ‫ضجيجا ‪.‬‬ ‫البد أن يسألين احد ‪ :‬كيف تسمي التنقل‬ ‫يف أرج���اء املن���زل املتس���خ جول���ة ؟ أعتق���د أن‬ ‫أحس���ن إجاب���ة عن ه���ذا الس���ؤال هي وصف‬ ‫أجواء ه���ذه اجلولة ولكن م���ا أن أحاول ذلك‬ ‫حت���ى تتبخ���ر مثل حل���م وال يب���ق إال القليل‬ ‫م���ن اجلزئيات ‪ .‬ليس مبقدوري حتويل هذه‬


‫‪)2013‬‬ ‫أغسطس‬ ‫يونيو‪5 /‬‬ ‫يوليو ‪-‬‬ ‫‪-59‬‬‫‪) 116‬‬ ‫العدد‬ ‫الثالثة‬ ‫السنة السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪ 26 ((30‬ـ‬ ‫الثانية‬ ‫الثالثة ‪-‬السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫أغسطس‬ ‫‪5 --230‬‬ ‫يوليو‬ ‫العدد‪( -‬‬ ‫‪)(116‬‬ ‫العدد‪(-‬‬

‫األجواء إىل كلمات مناسبة ‪ .‬يف تلك الليالي‬ ‫كنت أش���عر عندما أنزل من السرير اني يف‬ ‫غري منزلي ‪ .‬كنت أرى نفسي حماطا بهالة‬ ‫من نور‬ ‫الأس���تطيع وصفه���ا أب���دا ‪ .‬وكان���ت األبواب‬ ‫واجل���دران واألث���اث واخل���وف واحلس���رة‬ ‫واألصوات والرغبات واألشباح ختتفي يف هذا‬ ‫النورالعجيب ‪...‬اش���عر ان���ي خفيف ورائحيت‬ ‫جزء أساس���ي من مش���اعري اليت أش���عر أنها‬ ‫نب���ع غريب ‪...‬افقد الوعي مبا حولي ويتعطل‬ ‫تفك�ي�ري والأش���عر باخل���وف أو الرهب���ة وال‬ ‫أتذكر شيئا مما أراه ‪.‬‬ ‫البد أن أحدا سيس���أل ‪:‬ملاذا الأتذكر شيئا‬ ‫مم���ا أراه حول���ي ؟ الأرى يف هذه اجلولة غري‬ ‫النور ال���ذي اليوصف ‪ ...‬عباراتي املس���تهلكة‬ ‫التكف���ي لوصفه ولي���س غريبا إن مل تش���ف‬ ‫غلي���ل الس���ائل املف�ت�رض ‪ .‬مل أفكر يف وصف‬ ‫اجلول���ة مهما طال���ت ألني وقته���ا أكون يف‬ ‫ع���امل آخروأجه���ل مت���ى وكي���ف أرجع إىل‬ ‫س���ريري ولو مل تبط���ل زوجيت هذا الس���حر‬ ‫يف تلك الليلة لقضيت كل الليالي يف وضع‬ ‫عاجز عن وصفه ونسيانه ‪.‬‬ ‫ب���دأت بس���ؤال ع���ادي ‪ «:‬مل تن���م يف امل���دة‬ ‫األخ�ي�رة ؟» حاول���ت أن أخف���ي حزن���ي ق���در‬ ‫اإلمكان وأجبته���ا ‪ «:‬هذا صحيح » وبعد فرتة‬ ‫م���ن الصم���ت قص�ي�رة س���ألتين ‪ «:‬أين كنت‬ ‫تقض���ي ليالي���ك ؟» حاول���ت أن أخف���ي وق���ع‬ ‫املفاج���أة وأجبته���ا ‪ « :‬ليس يف م���كان معني ‪...‬‬ ‫أجول يف املن���زل حماوال ع���دم إزعاجك عند‬ ‫مغادرة السرير وعودتي إليه »‪...‬‬ ‫متني���ت أن تغ�ي�ر املوض���وع ‪ ...‬ويغ���رق كل‬ ‫واحد يف صمته ولكنها أصرت على املناقش���ة‬ ‫ه���ذه الليل���ة ‪ .‬قال���ت بع���د فرتة م���ن الصمت‬ ‫الثقي���ل ‪ « :‬أمل تنتب���ه اىل أن رج�ل�ا يش���بهك‬ ‫ول���ه نف���س عم���رك يأخ���ذ مكان���ك عندم���ا‬ ‫تب���دأ جولت���ك ؟ عندم���ا نزل���ت من الس���رير‬ ‫أول م���رة تظاه���رت بالنوم وبقي���ت أراقبك ‪.‬‬ ‫رأيت���ه عندما غادرت احلج���رة ‪ ،‬اعتقدت أني‬ ‫أعي���ش كابوس���ا‪،‬رأيت وجه���ه دون مالم���ح‬ ‫وق���د ب���دت عليه عالم���ات امل���وت‪ ،‬نزلت من‬ ‫السريرودفعت هذا الغريب بقوة فبدأ جسمه‬ ‫يتحرك بقيت يف فراش���ي فزع���ة ‪ .‬مل أعرف‬ ‫مت���ى وكي���ف من���ت وأصبحت أعي���ش هذه‬ ‫املغامرة كل ليلة‪ ...‬عندما تنزل من السرير‬ ‫أرى هذا الرجل الذي له نفس س���نك ونفس‬ ‫مالحم���ك ينفص���ل عن���ك ويأخذ مكان���ك ‪...‬‬ ‫أحاول أن أنادي���ك ولكن الصوت الخيرج من‬ ‫فمي ‪ ...‬أحاول أن أنهض المس���ك بك فأعجز‬ ‫عن ذل���ك ‪ ...‬أراك تبتعد عن الفراش فأعتقد‬ ‫أني أعيش كابوسا ‪ ...‬قبل أن تغادر احلجرة‬ ‫تلقي نظ���رة ال معنى هلا علي وعليه يف حني‬ ‫تنتش���ر موج���ة م���ن الن���ور يف احلج���رة ‪ ...‬ما‬ ‫أن تغ���ادر احلج���رة حتى يتقلص ه���ذا النور‬ ‫ليصبح ش���عاعا صغ�ي�را يتجه حن���و وجهه ‪...‬‬ ‫أتأمله طويال فيخي���ل إلي أنه ميت ‪ ...‬عندما‬ ‫أنه���ض وأرجه تدب فيه احلياة ويبقى وجهه‬

‫دون مالمح ‪...‬‬ ‫أريد أن أغادر احلجرة وأن أتبعك ولكين‬ ‫أش���عر أن���ي مقي���دة إىل ه���ذا الغري���ب وأنك‬ ‫تركت�ن�ي له وذهب���ت الجناز مهم���ة حزينة‬ ‫‪ ...‬كل ليلة أبذل كل جهدي ألبقى يقضة‬ ‫وح���ذرة حتى ترجع ألراك تدخل فيه ولكين‬ ‫أنام قب���ل رجوعك ‪ ...‬مل أخربك بش���يء كل‬ ‫ه���ذه املدة آمل���ة أن تعلم�ن�ي بنفس���ك ‪ ...‬وقد‬ ‫تكلم���ت هذه الليل���ة ألني عرفت أنك لس���ت‬ ‫عل���ى علم مبا حيدث ‪ ...‬أخاف أن ختتفي إىل‬ ‫األبد وأبقى وحيدة مع الغريب امليت احلي ‪...‬‬ ‫عرف���ت أن م���ا قلته بع���د مساع حكايتها‬ ‫غ�ي�ر منطق���ي فنهض���ت وغ���ادرت الغرف���ة‬

‫وبقيت وحيدا يف فراشي أين أمضيت كامل‬ ‫الليل مضطربا ‪...‬‬ ‫من���ذ تل���ك الليل���ة مل نتب���ادل كلم���ة‬ ‫واحدة ‪ ...‬أقلعت عن جوالتي الليلية فشعرت‬ ‫باخلجل لبقائي يف سريري‪...‬فكرت أن أقول‬ ‫هلا أننا عشنا كابوسا مشرتكا طيلة الليالي‬ ‫أنهض فيها للتجول يف املنزل‪...‬‬ ‫وأن أتركه���ا غارق���ة يف ش���كوكها وأن أعود‬ ‫اىل جوالت���ي حت���ى تظه���ر احلقيق���ة ولكين‬ ‫خفت أن أفشل يف التغلب على مشاعري ‪...‬‬ ‫فك���رت أق�ت�رح عليها زي���ارة أحد أبنائها‬ ‫ولك�ن�ي أحجم���ت الن���ي ال أس���تطيع البق���اء‬ ‫وحيدا ‪...‬‬

‫‪13‬‬

‫بقيت يف فراش���ي صامتا مس���هدا أترقب‬ ‫حال ملشكلتنا حتى ننهض ليال للتجول بينما‬ ‫يكون صنوانا امليتان ممددين يف فراش���نا دون‬ ‫أن يشعر الواحد باآلخر ‪...‬‬ ‫* كريس���نا بالدي���ف ‪ :‬ول���د س���نة‬ ‫‪ 1927‬بوالي���ة البنج���اب جم���از يف اللغ���ة‬ ‫االجنليزي���ة م���ن جامع���ة البنج���اب وحمرز‬ ‫على الدكتورا من جامعة هرفارد بالواليات‬ ‫املتحدة االمريكية ‪.‬نشر العديد من الروايت‬ ‫واجملموعات القصصية‬


‫‪14‬‬

‫السنة ‪) 116‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‬ ‫‪)2013 )2013‬‬ ‫أغسطس‪ 29‬يوليو‬ ‫يوليو ) ‪- 23 5( -‬‬ ‫الثالثة ‪( -‬العدد‪115 (30‬‬

‫ذاكرة الليبينّ املنسية‬

‫عن الثور الغارق يف الطني‬ ‫اهلوي���ة ال تبنيه���ا األس���اطري وال هرطق���ات املرتزقة وال قم���ع املخربين‪ ،‬وال الرصاص‬ ‫وال أمس���اك القرش‪ ،‬اهلوية تبنيها احلكمة واملعرف���ة دون النظر لألغراض الزائلة وتفاهات‬ ‫وعرب على ح���دة‪ ،‬إنه تصو ٌر ال أس���اس له‪ ،‬كلنا‬ ‫املتملق�ي�ن‪ ،‬ف�ل�ا يوجد هنا برب��� ٌر على حدة‬ ‫ٌ‬ ‫ليبي���ون بالوط���ن بعضنا تعرب لس���اناً والبعض اآلخ���ر ال زال يتكلم الليبية ألس���باب تتصل‬ ‫نسيب ضئيل ‪ /‬سعـيد سيفاواحملروق‪.‬‬ ‫بوعي ٍ‬ ‫بالتضاريس أو ٍ‬ ‫الليبيي���ون‪ ،‬النيوميدي���ون‪ ،‬املور‪ ،‬الرببر‪،‬‬ ‫الشعب األمازيغي‪ ،‬املفعول به دائماً‪ ،‬املنسي يف‬ ‫كت���ب التاريخ‪ ،‬فحتى يف مؤسس���ات التعليم‬ ‫اإلبتدائ���ي واإلع���دادي يف النظ���ام التعليمي‬ ‫اللي�ب�ي‪ ،‬يعامل الليبي���ون معامل���ة الوافد من‬ ‫كاريكاتوري‪،‬‬ ‫بوص���ف‬ ‫الش���رق‪ ،‬فيوصف���ون‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بوصفه���م س���كان ليبي���ا األصلي�ي�ن أحيان���اً‬ ‫وه���ي صف ٌة مش���ين ٌة يف واقع األم���ر تعيد اىل‬ ‫الذاكرة صورة قبائل اهلنود احلمر املوش���كة‬ ‫عل���ى اإلنق���راض‪ ،‬وأحاي�ي�ن كث�ي�رة أخرى‬ ‫أرض‬ ‫يوصف���ون بأنه���م قبائ���ل واف���دة إىل ٍ‬ ‫فارغ���ة‪ ،‬إم���ا انقرض س���كانها‪ ،‬أوأن س���كانها‬ ‫ٍ‬ ‫األصليون أيضاً وافدون‪ ،‬أو بلغة النيهوم ‪... [ :‬‬ ‫شعباً من الالجئني ]‪ ،‬وكما يقول سيجمويد‬ ‫فرويد يف كتابه موس���ى والتوحي���د ‪ ... [ :‬إن‬ ‫شعب من الش���عوب‪ ،‬من الرجل الذي‬ ‫جتريد ٍ‬ ‫مبهم ٍة‬ ‫ليس‬ ‫أبنائه‬ ‫أعظم‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫حيتفى به‬ ‫ّ‬ ‫بهيج���ة ينجزها املرء خبفة قلب ]‪ ،‬يف احلالة‬ ‫ٍ‬ ‫الليب ّي���ة فإ ّن���ه عن���د تدوي���ن الس�ي�رة الذاتية‬ ‫للش���عب اللييب‪ ،‬جند أن أمس���اء مثل يوغرتن‬ ‫وماسينيس���ا ويوغرت���ن وهازروب���ال ويوب���ا‬ ‫والقدي���س وؤغوس���تني و تاش���فني وتوم���رت‬ ‫بل وحتى أكس���ل‪ ،‬تسقط بالسو أو بالنسيان‬ ‫من كتيبات التجميع التارخيي لليب ّيني مما‬ ‫ينتج عنه قطيعة بني الليبينّ أنفسهم وليبيا‬

‫م���ع تغييب العم���ق التارخيي هل���م فوق هذه فكان���ت عالقة األمازيغ م���ع الغرب كما هل‬ ‫األرض‪ ،‬وحتصر إجابة الس���ؤال األول‪ ،‬سؤال عالقته���م مع الش���رق‪ ،‬عالقة غ�ي�ر واضحة‪،‬‬ ‫م���ن ه���م ه���ؤالء الس���كان األصليني‪ ،‬بس���ؤال حتوي ش���كاً وانبهاراً‪ ،‬صداقة وعداوة‪ ،‬وبقرار‬ ‫مض���ا ٍد كما ه���ي الع���ادة الليبي���ة‪ ،‬حيث يتم سياس���ي‪ ،‬دائم���اً‪ ،‬كان الوج���ود األمازيغي يف‬ ‫اإلجابة على كل س���ؤال بسؤال‪ ،‬هذا السؤال الدولة الليبية‪ ،‬مهمش���اً‪ ،‬ملغياً‪ ،‬غائباً ومغيباً‪،‬‬ ‫ه���و‪ ،‬ما هو أص���ل هؤالء الس���كان األصليني ؟‪ ،‬لك���ن ه���ذا الوج���ود ظ���ل حي���اً بفض���ل اللغة‬ ‫وكأن اإلجاب���ة موج���ود ٌة عن���د احلديث عن األمازيغي���ة‪ ،‬الثقاف���ة األمازيغي���ة‪ ،‬الع���ادات‬ ‫الصيني�ي�ن واهلنود احلمر والعرب واجلرمان األمازيغي���ة‪ ،‬وه���ذا الوج���ود يقاب���ل وج���وداً‬ ‫ً‬ ‫قاطبة‪ ،‬هذا السؤال لعرقي���ة توض���ع يف موضع املقاب���ل والنظري‪،‬‬ ‫بل وكل ش���عوب األرض‬ ‫الذي انقاد إىل البحث على إجابته عدد ليس عرقية ذات صفات مساوية‪ ،‬تطرح يف وسائل‬ ‫بالقلي���ل م���ن العامل�ي�ن يف اجمل���ال احلقوقي التعلي���م الليبي���ة‪ ،‬تدف���ع لإلنتم���اء هل���ا دفعاً‪،‬‬ ‫فال ش���يء يف كت���ب التاريخ يع���رف بعظماء‬ ‫وسذاجة‪.‬‬ ‫األمازيغي‪ ،‬بغبا ٍء‬ ‫ٍ‬ ‫ه���ذا اجملتمع األصيل الذي لطاملا كان الشأن األمازيغي‪ ،‬الشان السياسي‪ ،‬العسكري‪،‬‬ ‫خمدوعاً بقوة وحضارة الوافد الذي ما يلبث والثق���ايف أيضاً‪ ،‬هذا الش���ان ال���ذي اخرج أول‬ ‫طامع‪ ،‬قصة مؤلفة يف تاريخ البشرية‪ ،‬قصة احلمار‬ ‫غ���ازي‬ ‫أن يكتش���ف أن���ه لي���س س���وى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فينقل���ب علي���ه بع���د أن كان م���ن جن���وده‪ ،‬الذه�ب�ي للوكي���وس أبولي���وس‪ ،‬مم���ا يدفع‬ ‫فكم���ا وطد ماسينيس���ا عالقاته م���ع الرومان ال���ذات الليبي���ة إىل احتق���ار نفس���ها والبحث‬ ‫وكان يوغرت���ن م���ن جنود روم���ا املخلصني‪ ،‬ع���ن انتماء جلزء اهلوية العرب���ي فقط ملغياً‬ ‫وحتول شيشنق اىل موظف مصري خملص دائماً وأبداً ليبيته وتارخيان ّيته املستمرة على‬ ‫وحت��� ّول س���يبتيموس اىل موظ���ف رومان���ي إمتداد سبعة آالف عام أو أزيد‪.‬‬ ‫ب�ي�ن االغ�ت�راب والتغري���ب‪ ،‬ب�ي�ن عملية‬ ‫مثاب���ر‪ ،‬فانقل���ب األمازي���غ عل���ى الروم���ان‪،‬‬ ‫وقبلها وبعدها على الفينيقيني والبيزنطيني اإلنق���اص املقص���ود والغ�ي�ر مقص���ود م���ن‬ ‫واألمويني والفرنسيني‪ ،‬الذين أتوا بنظريات قيمة الس���اكنة األصلي���ة يف الوطن اللييب‪،‬‬ ‫تس���رد كون األمازيغ روماناً أحياناً وجرماناً والتحقري من ش���أنها‪ ،‬بربط مس���أل العرض‬ ‫أحاي�ي�ن أخرى وأت���راكاً وفرنس���يني وعرباً‪ ،‬التارخيي مبس���أل الغزوالعربي‪ ،‬الذي ينظر‬

‫صالح علي إنقاب‬ ‫مبنظور واح ٍد‪ ،‬وهومنظ���ور القادم اخلري‪،‬‬ ‫له‬ ‫ٍ‬ ‫مقابل األنا الش���ريرة‪ ،‬الواف���د املنري‪ ،‬واملوجود‬ ‫املظل���م‪ ،‬فيحص���ر مس���أل الوج���ود الوط�ن�ي‬ ‫األمازيغ���ي بصورة حتقريية لل���ذات الليبية‪،‬‬ ‫ص���ورة تيهي���ا وأكس���ل‪ ،‬قبال���ة الصحاب���ة‬ ‫األجالء‪،‬فكل ما هو قبل الغزو العربي لشمال‬ ‫إفريقيا س���يء ومظلم‪ ،‬لكن يف املقابل‪ ،‬ينظر‬ ‫لبط���والت الش���رق قب���ل اإلس�ل�ام عل���ى أنها‬ ‫بطوالت تظه���ر نبل وقيم اجلانب الش���رقي‪،‬‬ ‫كبطوالت وأخالقي���ات الزير وامرؤ القيس‪،‬‬ ‫وعب���د املطل���ب اخليال ّي���ة ب���ل وال�ت�ي تفتق���د‬ ‫ألبس���ط شروط الس���ند التارخيي احلقيقي‪،‬‬ ‫أال جي���ب نف���ض الغب���ار‪ ،‬وإزالة اللث���ام‪ ،‬على‬ ‫املرحلة التارخيي���ة اليت متثل الوجود اللييب‪،‬‬ ‫ت���ام‪ ،‬دون العمل‬ ‫قبل الوفود الش���رقي‪ ،‬حبيا ٍد ٍ‬ ‫من أجل توجيه هذا العم���ل للدعاية لعرقية‬ ‫أوأيديولوجية سياس���ية‪ ،‬فكما يقول األستاذ‬ ‫حمم���د ش���فيق ‪ ... [ :‬يعت�ب�ر املكت���وب غ�ي�ر‬ ‫ذي أهمي���ة ك�ب�رى وس���ط اإلنت���اج الثق���ايف‬ ‫مبفهوم���ه الش���امل‪ ،‬وعلين���ا ع���دم تقدي���س‬ ‫املكتوب وعدم اعتب���اره جوهر الثقافة ]‪ ،‬وهذا‬ ‫سليم نس���بياً‪ ،‬لكن األمة األمازيغية‪ ،‬أمة‬ ‫أم ٌر ٌ‬ ‫ً‬ ‫خاص���ة‪ ،‬حي���ث مل يكتب���وا‬ ‫ال متل���ك ذاك���ر ًة‬ ‫تارخيهم‪ ،‬ومل يدون���وه‪ ،‬نعم مل يدونوه اللهم‬ ‫عل���ى رمل الصح���راء‪ ،‬أو مبداد م���ن هواء‪ ،‬يف‬ ‫رياح الصيف‪ ،‬يف ذاكرة السماء‪.‬‬ ‫م���ن الغب���اء الش���ديد‪ ،‬البح���ث عن وطن‬ ‫أصل���ي لألمازي���غ‪ ،‬أوط���رح املس���ألة للج���دل‬ ‫والنقاش‪ ،‬فأي وطن أصلي يبحث عنه لشعب‬ ‫س���كن منطقة جغرافية ملدة تزي���د عن املائة‬ ‫ق���رن‪ ،‬أال تكفي ه���ذه القرون عل���ى امتدادها‬ ‫لتخلق وطناً اصلياً‪ ،‬إ ّنه أم ٌر ج ّد غريب‪ ،‬فلقد‬ ‫ظل األمازيغي حمافظاً على ذاته وعلى لغته‬ ‫وثقافت���ه وعاداته وموروث���ه االجتماعي رغم‬ ‫كون���ه حتول من فينيق���ي‪ ،‬إىل روماني‪ ،‬إىل‬ ‫عربي‪ ،‬وحافظ على لسانه‪ ،‬الناطق باحلرف‬ ‫اللي�ب�ي ومل ينق���رض‪ ،‬إذ هنال���ك عدد كبري‬ ‫م���ن األلق���اب العائلي���ة الليبي���ة‪ ،‬واألمس���اء‬ ‫املكاني���ة الليبية‪ ،‬اليت ال ميكن بأي ش���كل من‬ ‫األش���كال تفس�ي�رها وترمجتها إال بالقاموس‬ ‫األمازيغ���ي املنط���وق يف ليبيا الي���وم‪ ،‬ال ميكن‬ ‫تفس�ي�رها إال بدراس���ة للم���وروث التارخي���ي‬ ‫اللييب وال أقول األمازيغي‪ ،‬هذا التاريخ الذي‬ ‫حبس���ه املنظور القوم���ي العرب���ي‪ ،‬اإلحتوائي‬ ‫ال���ذي طم���س اهلوي���ة الليبي���ة احلقيق���ة‬ ‫داخ���ل أحالم���ه النرجس���ية‪ ،‬داخ���ل نظريات‬ ‫تس���رد س���فر الع���رب األمازي���غ‪ ،‬وجتع���ل من‬ ‫األن���ا الليبي���ة خمتزل���ة يف بعده���ا العرق���ي‬ ‫العرب���ي فق���ط‪ ،‬ه���ذا البع���د العرق���ي العربي‬ ‫ً‬ ‫حقيق���ة ع�ب�ر كل تعاري���ف‬ ‫حقيق���ي‬ ‫الغ�ي�ر‬ ‫ّ‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫ٌ‬ ‫جمتمع‬ ‫توج��د مواقف ومعتقدات خمتلفة‪ ،‬لكن توجد ليبيا واحدة‪،‬‬ ‫ال ميك��ن أن يكون جمتمعًا ديناميك ّيًا إال عرب ذاته‪ ،‬اهلو ّية مبني ٌ‬ ‫ّة‬ ‫على أساس التاريخ واجلغرافيا املشرتكني‬ ‫ً‬ ‫أص�ل�ا بفكرة‬ ‫األنرتوبوجلي���ا ال�ت�ي ال تعرتف‬ ‫العرق النق���ي أوالعرق األوح���د‪ ،‬الذي ميلك‬ ‫عالق���ة غريبة م���ع البع���د االمازيغي‪ ،‬عالقة‬ ‫ب�ي�ن الليبيني والش���رق‪ ،‬فلقد قب���ل األمازيغ‬ ‫اإلس�ل�ام معتقدين بل مؤمنني أنه آت ليزيل‬ ‫عوام���ل االس���تعمار ال�ت�ي مل منه���ا األمازيغ‪،‬‬ ‫لكنه���م رفض���وا النظ���رة اإلس���تعالئية ال�ت�ي‬ ‫ميثلها املد الشرقي األموي‪ ،‬مد ‪ ... [ :‬ألسلطن‬ ‫عليك���م صعاليك الع���رب ]‪ ،‬ويف ذات اللحظة‬ ‫اس���تقبل األمازي���غ اخل���وارج‪ ،‬وتكون���ت دول‬ ‫تلمس���ان وتاهرت وتامس���نا وبرغواطة‪ ،‬اليت‬ ‫حقق���ت االس���تقالل الذاتي باالس���تقالل من‬ ‫اهليمن���ة الش���رقية‪ ،‬وكانت دول���ة املوحدين‬ ‫ذات الطابع األمازيغ���ي الصرف‪ ،‬أعظم دولة‬ ‫لالمازي���غ على مر التاري���خ‪ ،‬ويف الوقت الذي‬ ‫عاد منها األندلسيون من األندلس مهزومني‬ ‫بنظرتهم الضيقة اليت مل تس���تطع أن تواجه‬ ‫اإلنفج���ار الدميوغ���رايف املس���يحي يف ش���به‬ ‫ريية‪ ،‬عادوا حاملني معهم إىل‬ ‫اجلزي���رة اإليب ّ‬ ‫مش���ال إفريقيا مرضاً سياس���ياً ف���وق املرض‬ ‫الذي كانت تعاني منه‪ ،‬ومع ذلك رحب بهم‬ ‫األمازي���غ كتجس���يد للعالق���ة الغريبة بني‬ ‫الشرق والغرب‪ ،‬هذه العالقة اليت ال تسرد يف‬ ‫كتب املنهج الدراسي يف القطر اللييب البتة‪،‬‬ ‫فنج���د أن مناه���ج التعليم اللي�ب�ي تقتصر يف‬ ‫س���ردها على س���رد األحداث بأبعاد توس���عية‬ ‫احيان���اً‪ ،‬واحلدي���ث عنه���ا بتخصي���ص عرقي‬ ‫عربي أحايني كث�ي�رة أخرى‪ ،‬فيتم احلديث‬ ‫فق���ط ع���ن مرحل���ة [ الفتح ] اإلس�ل�امي وما‬ ‫بعده���ا‪ ،‬كأح���داث الغ���زوات الصليبي���ة اليت‬ ‫كان���ت متثل خط���راً يواجه الوج���ود العربي‬ ‫ال���ذي يربط بالوجود اإلس�ل�امي دائم���اً‪ ،‬وما‬ ‫يلي���ه من أحداث تس���رد على أس���اس كونها‬ ‫مس���ألة نظ�ي�ر وط�ن�ي عرب���ي قبال���ة نظ�ي�ر‬ ‫غربي مس���تعمر‪ ،‬فال تطرح ليبي���ة ليبيا أبداً‬ ‫يف الكت���ب املنهجية الدراس���ية‪ ،‬وال يش���ار إىل‬ ‫الوجود اللييب يف مش���ال إفريقيا قبل [ الفتح‬ ‫] اإلسالمي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن التهمي���ش ال���ذي حص���ل للمركب‬ ‫األمازيغي األصي���ل يف اهلويّ���ة الليب ّية كان‬ ‫تهميش���اً عاماً عرب كل اجلوانب‪ ،‬فمن السب‬ ‫العل�ن�ي يف خطاب���ات القائ���د املله���م والزعيم‬ ‫وثقاف���ة يت���م‬ ‫كلغ���ة‬ ‫األوح���د لألمازيغ ّي���ة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وصمها بالعمالة تار ًة وباخليانة تار ًة أخرى‪،‬‬ ‫بالتخل���ف ت���ار ًة و باإلنق���راض ت���ار ًة أخرى‪،‬‬ ‫م���روراً بالقوانني التعس���فية ال�ت�ي متنع حق‬ ‫التداول اللغوي عرب مساحات املطبوع‪ ،‬املرئي‬ ‫واملسموع‪ ،‬بل وحتى التسمي‪ ،‬عرب القنون ‪24‬‬ ‫ال���ذي مينع التس���مي باألمس���اء األمازيغية [‬ ‫ً‬ ‫حقيقة‬ ‫كوميدي‬ ‫تناق���ض‬ ‫الغري عرب ّية ] يف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫للطرح القذايف األس���طوري الذي يك ّرر مراراً‬ ‫و تكراراً ك���ون األمازيغ ع���رب !!‪ ،‬وهوقانون‬ ‫كارث���ي كونه يلغي احلق اإلنس���اني األول‬ ‫ٍّ‬ ‫يف احلي���اة‪ ،‬احل���ق يف التعب�ي�ر ع���ن اهلويّ���ة‪،‬‬ ‫وص���و ً‬ ‫ال اىل اس���تهداف ناش���طني حقوقينّ أو‬ ‫ً‬ ‫رموز خن���ب رأت يف احلق األمازيغ���ي ح ّقا ال‬

‫مكان للعيش بدونه عرب الس���جن واإلعتقال‬ ‫واملط���اردة والتخوي���ن والرتهي���ب‪ ،‬ولن���ا يف‬ ‫كتاب سعيد س���يفاواحملروق [ األسود ] خري‬ ‫حمس���وس عل���ى الذاكرة‬ ‫ملم���وس‬ ‫مث���ال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫املنس���ية من س���نوات الظ�ل�ام القذاف ّي���ة‪ ،‬وال‬ ‫ميكننا اخلوض باحلديث عن املرحوم س���عيد‬ ‫الس���يفاواحملروق‪ ،‬بعيداً عن آالمه‪ ،‬بعيداً عن‬ ‫همنا الذي نس���يناه‪ ،‬فأضح���ى همه اخلاص‪،‬‬ ‫ه���ذا الذي لفظت���ه م���ن أجل���ه كل القبيلة‪،‬‬ ‫ومزق���ت صورت���ه ونث���رت كل أجزائه���ا يف‬ ‫أماك���ن خمتلف���ة بني امل���دن البعي���دة كما‬ ‫القريب���ة‪ ،‬خماف���ة أن يقوم بعض الس���ائلني‬

‫جمب���ول على نس���يان ذاكرته ال�ت�ي حتزنه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫حي���ث يس���رد احمل���روق‪ ،‬بداية من الس���طور‬ ‫األوىل للرس���الة ال�ت�ي يكش���ف عنه���ا الكتاب‬ ‫وألول مرة‪،‬تفاصيل ح���ادث حماولة اغتياله‬ ‫ال�ت�ي وقعت بعد كتابته ملق���ال بعنوان ‪ [ :‬عن‬ ‫االس���تالب التارخيي‪ ،‬لكي ال تصبح العروبة‬ ‫احت���كارا مش���رقيا أوش���عوبية جدي���دة ] يف‬ ‫صحيفة األس���بوع السياس���ي الليبية‪ ،‬والذي‬ ‫كان بن���ا ًء عل���ى طل���ب م���ن عب���د الرمح���ن‬ ‫ش���لقم والذي جيب أن يطرح س���ؤال من قتل‬ ‫احملروق أمامه اليوم‪ ،‬فيقول س���يفاو متوجهاً‬ ‫بكالمه إىل القدايف ‪ ... [ :‬حينما قلت لي ‪ :‬كل‬

‫بتجمي���ع الص���ورة‪ ،‬ليصلوا اىل رت���ل األفكار‬ ‫ال�ت�ي خلصت يف فك���رة مقال���ه األول بُعيد ما‬ ‫كان م���ن أنقالب القذايف احلدث األس���وأ يف‬ ‫تاري���خ الذاكرة اللس���بية احلديث���ة‪ ،‬عندما‬ ‫س���أل ماذا س���يكون مصري الرببر بعد التغيري‬ ‫؟‪ ،‬واس���تمراحملروق يس���أل حت���ى اكتش���ف‬ ‫أن���ه جي���ب أن يصمت لك���ن رغم ذل���ك‪ ،‬حتى‬ ‫صمته مل يكن مقب���و ً‬ ‫ال‪ ،‬فعن معاناة احملروق‬ ‫ال�ت�ي ميك���ن أن ختت���زل معانة ش���عب بكامله‬ ‫ً‬ ‫ش���عب بأسرها يس���رد احملروق نفسه‬ ‫وثقافة‬ ‫ٍ‬ ‫يف كتاب���ه [ األس���ود ] أوحت���ى يف أش���عاره‬ ‫الكامتة للص���وت‪ ،‬وقائع مرعبة عن مالحقة‬ ‫وختويف بع���د أن أصبح ‪[ :‬‬ ‫وختوي���ن‬ ‫���ب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تع ّق ٍ‬ ‫ح���ي ] يف متاهي حلالة الثقافة‬ ‫‪ ..‬ربع‬ ‫كائن ًّ‬ ‫ٍ‬ ‫األمازيغ ّي���ة يف ليبيا حينه���ا‪ ،‬حيث مل حيضر‬ ‫مرتس���خاً يف الذاكرة‬ ‫أحد جنازته لك ّنه بقي ّ‬ ‫حال األمازيغ ّية اليت كادت تذهب يف جناز ٍة‬ ‫شعب‬ ‫ال حيضرها أح ٌد أيضاً بعيداً يف ذاكرة ٍ‬

‫واح���د يع���رف كي���ف يدافع ع���ن مصلحته‪،‬‬ ‫أنت نفدت تهديدك ولك���ن مل أكن أظن انه‬ ‫س���يصل إىل هدا احلد ]‪ ،‬مضيفاً يف الرس���الة‬ ‫ال�ت�ي كان قد ق���رر بعثها إىل الق���ذايف وإىل‬ ‫املنظمات احلقوقية الدولية وحال املوت دون‬ ‫ذلك‪ ،‬ب���ل ودون أن ينه���ي مس���ودتها‪ ... [ :‬لقد‬ ‫ظننت بعد تصفييت جسديا بأن أمري انتهى‬ ‫بأش���ر مم���ا انته���ى إلي���ه الذي���ن صفيتموهم‬ ‫كلية يف الداخل واخلارج‪ ،‬فإذا بكم تسلطون‬ ‫الدنيا كلها علي‪ ،‬حتى يف اجلرائم اجلنائية‬ ‫ال�ت�ي وقع���ت ض���دي وض���د زوج�ت�ي وأبنائي‬ ‫القاصرين]‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هن���ا بعي���دا ع���ن العصب ّي���ة الطفول ّي���ة‬ ‫جي���ب أع���ادة أجابة الس���ؤال اهلويات���ي األهم‬ ‫‪ .. :‬م���ن أنت���م !؟‪ ،‬فنح���ن كليب ّي�ي�ن مل ننت���ج‬ ‫كمصادف���ة عاب���ر ٍة فوق ه���ذه األرض‪ ،‬ولن‬ ‫ٍ‬ ‫حال���ة منس��� ّية يف ذاكرته���ا‪،‬‬ ‫نك���ون جم���رد‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫فش�ل�ا ذريعاً اىل ح ٍّد‬ ‫ليح ّق���ق اجملتمع اللييب‬

‫‪15‬‬ ‫نقاط‬ ‫كب�ي�ر يف تتّبع بصمات هويّته بس���بب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مركزيّ���ة يف من���ط التفك�ي�ر املس���يطر على‬ ‫ال وع���ي الليب ّي�ي�ن يف العم���وم‪ ،‬ه���ذا اجملتمع‬ ‫ال���ذي ال يزال يس���تخدم الالوعي كمح ّر ٍك‬ ‫لش���عوره وأفعاله يف ذات الوقت وهذه مشكلة‬ ‫حل أيضاً‪ ،‬حبيث أصبح التخّلص‬ ‫تبح���ث عن ٍّ‬ ‫من حالة الضي���اع اليت يعاني منها حاله حال‬ ‫اجملتمعات العرب���ـ ـفون ّية‪/‬الناطقة بالعرب ّية‬ ‫خصوص���اً‪ ،‬أم���راً منوط���اً بالصدف���ة ال غ�ي�ر‪،‬‬ ‫عرب مظاهر القطيعة التارخي ّية‪ ،‬االس���تالب‬ ‫التارخي���ي والعنصريّ���ة القوم ّي���ة‪ ،‬ميك���ن‬ ‫للتبصر‪ ،‬ففكرة‬ ‫ب���ة‬ ‫رؤيتها عرب‬ ‫ّ‬ ‫عدس���ة مق ّر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الوط���ن العرب���ي فك���ر ٌة عنصريّ��� ٌة حم���ض‪،‬‬ ‫رغم اس���تقرارها كجز ٍء م���ن الوعي يف دول‬ ‫س���يل‬ ‫العربـ ـفونيك‪/‬الناطقة بالعرب ّية‪ ،‬عرب‬ ‫ٍ‬ ‫م���ن موج���ات اخلط���اب اإلعالم���ي املتكدّس‪،‬‬ ‫إال أن ه���ذه الفك���رة تعلن ش���يئاً م���ن أمرين‪،‬‬ ‫إم���ا أن يك���ون الناطق���ون بالعرب ّية يعيش���ون‬ ‫ّ‬ ‫منع���زل يف الك���ون ال يعيش‬ ‫كوك���ب‬ ‫عل���ى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فيه س���واهم‪ ،‬ك���ي تصب���ح الفك���رة واقع ّي ًة‪،‬‬ ‫عامل م���ن املتغيرّ ات‪،‬‬ ‫أوأن ه���ؤالء يعيش���ون يف ٍ‬ ‫لغات أخرى على امتداد‬ ‫حي���وي آخرين‪ ،‬تب ّنوا ٍ‬ ‫اجلغرافي���ا والتاري���خ‪ ،‬ال مت���ت هل���م بصل���ة‪،‬‬ ‫وه���و حال س���كان غ���رب إفريقي���ا [ ‪ :1‬الوطن‬ ‫الفرنسي ]‪ ،‬شبه اجلزيرة اهلنديّة [ ‪ :2‬الوطن‬ ‫االجنليزي ] وأمريكا الالتين ّية عدا الربازيل [‬ ‫‪ :3‬الوطن اإلسباني ]‪ ،‬فهذه املسم ّيات الثالثة‬ ‫عنصريّ��� ٌة‪ ،‬خيال ّي��� ٌة قام���ت ضدّه���ا حركات‬ ‫واس���تقالل على امت���داد دول العامل يف‬ ‫حت ّر ٍر‬ ‫ٍ‬ ‫تارخي���ه املعاص���ر إلع�ل�ان الدول���ة القوم ّية‪،‬‬ ‫إما أن يكون الوط���ن العربي وهماً‬ ‫بنا ًء علي���ه ّ‬ ‫أوأن يك���ون إش���كال ّي ًة حتت���اج اىل ح���ل‪ ،‬لك���ن‬ ‫الفكرة األكثر عنصري ً‬ ‫ّة هي عزل الناطقني‬ ‫باألمازيغ ّية يف ليبيا ألنفسهم عن هذا الوطن‬ ‫وإرغامه���م على إتباع مسلس���ل االنتحار عرب‬ ‫تبنيّ القطب ّية اللغويّ���ة الغري حقيق ّية‪ ،‬واليت‬ ‫رية‬ ‫ليست سوى انعكاس حلالة تارخي ّية متغ ّ‬ ‫واعتماده���ا كهويّ���ة حب���د ذاتها ليس س���وى‬ ‫إعالنا جمحفاً لنهاية التاريخ‪.‬‬ ‫توجد مواقف ومعتقدات خمتلفة‪ ،‬لكن‬ ‫جمتمع ال ميكن أن يكون‬ ‫توجد ليبيا واحدة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫جمتمعاً ديناميك ّياً إال عرب ذاته‪ ،‬اهلويّة مبن ّي ٌة‬ ‫على أس���اس التاريخ واجلغرافيا املشرتكني‪،‬‬ ‫تراكمي معتمد على‬ ‫مركب‬ ‫اهلويّة الليب ّية‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫حقيقت�ي�ن‪ ،‬احلقيق���ة األوىل ‪ :‬اهلويّة الليب ّية‬ ‫أس���اس من التاري���خ واجلغرافيا‬ ‫مبن ّي��� ٌة على‬ ‫ٍ‬ ‫املش�ت�ركني‪ ،‬عرب عدد من اهلويّ���ات القوم ّية‬ ‫املختلفة‪ ،‬احلقيقة الثانية ‪ :‬أن اهلويّة الليب ّية‬ ‫هو ّي ٌة واسع ٌة تكفي باالحتفاء لكل العرق ّيات‪،‬‬ ‫كمنظوم���ة‬ ‫اللغ���ات‪ ،‬القوم ّي���ات واملذاه���ب‬ ‫ٍ‬ ‫تنظمها وقائع التاريخ الفريد لليبيا‬ ‫أخالق ّي ٍة ّ‬ ‫الغد‪ ،‬واحلل العملي الوحيد‪ ،‬والبديل املعقول‬ ‫بالنس���بة لليب ّي�ي�ن ه���و اح�ت�رام االختالف���ات‬ ‫الثقاف ّي���ة‪ ،‬اللغويّ���ة‪ ،‬الدين ّي���ة ملك ّونات���ه‪ ،‬وأن‬ ‫ترتك األف���كار تنطلق حيث تش���اء‪ ،‬ال تق ّيدها‬ ‫ٍّ‬ ‫س���لطة فقي��� ٍه أوبندق ّي���ة‬ ‫عس���كري‪ ،‬النتائ���ج‬ ‫تتكّلم عن نفسها‪ ،‬احلريّة هي حريّة اخلروج‬ ‫عن العادة‪ ،‬وكسر املعتاد‪ ،‬التعّلم من جتارب‬ ‫اآلخرين‪ ،‬بإلغاء التمييز على أس���اس العرق‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫من���وط‬ ‫اللغ���ة أوالطائف���ة‪ ،‬االنتح���ار أم��� ٌر‬ ‫بصاحبه‪ ،‬لكن قرار احلياة أم ٌر يفس���ح اجملال‬ ‫أمام اإلنسان للبحث عن أسباب هلذه احلياة‪،‬‬ ‫أسباب ال تؤذي أحداً ‪.‬‬ ‫ٌ‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫عفواً أيها اإلسالم !‬

‫احلراك العربي يف معيار األقليات!‬ ‫مرزوق احلليب‬

‫إبراهيم عثمونه‬

‫إثر إصابته���ا بطلقات نارية من داخل الس���فارة الليبية‬ ‫يف لن���دن يف مثانينيات القرن الفائت‪ ،‬وقعت الش���رطية‬ ‫اإلجنليزي���ة عل���ى األرض‪ ،‬وش���رعت تن���زف‪ ،‬وقب���ل أن‬ ‫متوت قالت ملتظاهر لييب قريب منها ‪ :‬حنن نأسف ألننا‬ ‫مل نستطع محايتكم !‬ ‫ما أكرب هذه الشرطية‪.‬‬ ‫َم���ن علمها ه���ذا الكالم وه���ي اليت مل تق���رأ القرآن قط‪.‬‬ ‫ومن‬ ‫َم���ن أش���ار عليها أن تتأس���ف ألنهم طالب حري���ة‪َ ،‬‬ ‫ومن يف‬ ‫ومن منهما الي���وم يف اجلنة‪َ ،‬‬ ‫أش���ار على قاتله���ا! َ‬ ‫تصم يوماً واحداً‬ ‫الن���ار يا ترى‪ .‬هذه الربيطانية ال�ت�ي مل ُ‬ ‫يف رمض���ان‪ ،‬أم ذلك اللييب الذي ال ش���ك أنه قرأ القرآن‬ ‫وصام كل رمضانات العمر؟! ال أعرف‪ ،‬وال أحد يعرف‪،‬‬ ‫واهلل وح���ده يعرف‪ ،‬لكن األكيد الذي ال جيهله أحد أن‬ ‫املسجل مسلماً يف سجالت الدولة الليبية‪ ،‬واملعرتف‬ ‫هذا َ‬ ‫به مس���لماً يف كل اجلوامع الليبية هو الذي قتل‪ ،‬وتلك‬ ‫اليت ليست مسلمة يف السجالت وال يف اجلوامع الليبية‪،‬‬ ‫هي اليت افتدت حبياتها احلرية‪.‬‬ ‫وال أعرف الي���وم إن كانت جتوز عليها الرمحة‪ ،‬ألرفع‬ ‫يدي عالياً إىل السماء‪ ,‬أو ال جتوز !‬ ‫كانت مجيلة يا صاحيب كاحلرية‪ ،‬وكان هو بشعاً‬ ‫كالقذايف‪ ،‬وكان���ت أنثى رقيقة كاحلرية‪ ،‬وكان هو‬ ‫كالقذايف‪ ،‬ووقعت يومها أمام السفارة كاحلرية‪ ،‬وظل‬ ‫هو كالقذايف‪ ،‬وذهبت بها سيارة إسعاف كاحلرية‪.‬‬ ‫وقيل يومها أنها إصابة مباش���رة م���ن رصاصة مصوبة‬ ‫للمتظاه���ر لي�ب�ي خرق���ت ج���دار صدره���ا األمام���ي‪،‬‬ ‫واس���تقرت داخل الصدر‪ ،‬فوقعت على الرصيف‪ ،‬وس���ال‬ ‫ال���دم منها بد ً‬ ‫ال عن اللييب الذي يهت���ف خلفها للحرية‪،‬‬ ‫وتأس���فت هل���م ألنه���ا مل تس���تطع أن حتميه���م‪ ،‬وذهبت‬ ‫وماتت قبل املستشفى‪.‬‬ ‫عفواً أيها اإلسالم !‬ ‫ما حكمك فيها‪ ....‬وما حكمك يف قاتلها ؟!‬ ‫يوم اجلمعة املاضي ُ‬ ‫سألت إمام جامعنا وهو خيطب‪.‬‬ ‫كان���ت أول مجع���ة يف رمض���ان‪ ،‬قاطعت���ه ح�ي�ن أم���ر‬ ‫بتش���كيل جلن���ة جلمع التربع���ات‪ ،‬وطفق يدعون���ا لبناء‬ ‫جامع جديد يف قريتنا‪ُ ،‬‬ ‫وقفت بني املصلني ألعرف حكم‬ ‫جامعن���ا اجلديد يف الش���رطية‪ ،‬وأيضاً يف قاتلها‪ ،‬س���ألته‬ ‫ذل���ك وأنا أس���حب م���ا كان يف جييب م���ن أوراق نقدية‪،‬‬ ‫وأتقدم بينهم إىل جانب املن�ب�ر‪ ،‬وأقدمها له وهو الواقف‬ ‫فوقن���ا مجيعاً‪ ،‬فأخذ مين‪ ،‬ونادى م���ن على منربه العالي‬ ‫ وال���كل كان جالس���اً س���اكتاً ‪ -‬أن���ه م���ا مل تنطق هذه‬‫الش���رطية بالش���هادة قبل أن متوت‪ ،‬وتغطي رأس���ها قبل‬ ‫أن متوت‪ ،‬وتكون قد غضت بصرها عن الذي تأس���فت له‬ ‫قب���ل أن متوت‪ ،‬فإن كل ما عملته لن يحُ س���ب يف ميزان‬ ‫ُ‬ ‫وكنت أعلم متاماً أن كل تلك الشروط اليت‬ ‫حسناتها‪،‬‬ ‫وضعها اإلم���ام مل تنفذ منها الربيطانية ش���رطاً واحداً‪،‬‬ ‫لك���ن ال���ذي أراحين أنه اس���تدرك وفت���ح باب���اً آخر حني‬ ‫ق���ال ‪ :‬واهلل أعلم‪ ،‬ثم أدار وجه���ه إىل اجلهة األخرى من‬ ‫ُ‬ ‫وش���عرت مبلملة َمن كان‬ ‫املصلي�ي�ن وعاود‪ :‬واهلل أعلم‪،‬‬ ‫جيلس عن ميي�ن�ي‪ ،‬كأنه يرفع حج���راً كبرياً ويضعه‬ ‫أمام الباب املفتوح حتى ال تدفعه الريح‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪/5‬رمضان‪2013/‬‬

‫اعت���ادت األنظم���ة العربي���ة بع���د‬ ‫االس���تقالل‪ ،‬على اخت�ل�اف مذاهبها‪،‬‬ ‫على طم���س اخلصوصي���ات الدينية‬ ‫والعرقي���ة والثقافي���ة لألقلي���ات‬ ‫بدع���وى بن���اء العروب���ة ووح���دة‬ ‫املجُ تمع‪ .‬وقد قبلت األقليات التحدي‬ ‫مرغمة أو راضي���ة متمن ّية أن تنتقل‬ ‫األنظم���ة بالدول���ة واجملتم���ع م���ن‬ ‫الثورة إىل املواطن���ة ومن دولة الفئة‬ ‫املهيمن���ة إىل دول���ة مجي���ع املواطنني‬ ‫واجملموع���ات‪ .‬وأفلح���ت األنظم���ة يف‬ ‫غ�ي�ر موق���ع إىل اس���تمالة األقلي���ات‬ ‫ح ّد احتضانه���ا أو االتكاء عليها وعلى‬ ‫خدماتها‪ .‬واعت���اش بعضها على قمع‬ ‫كل إش���ارة إىل خصوصية أو حديث‬ ‫ع���ن متاي���ز ثق���ايف ول���و يف مس���تواه‬ ‫املُث���ري ليحتك���ر ه���و فق���ط مص�ي�ر‬ ‫األقليات الدينية والعرقية والثقافية‬ ‫واللغوية اليت حت ّولت يف يد الس���لطة‬ ‫إىل ورقة تع ّزز من ش���رعيته مرتني‪.‬‬ ‫يف امل���رة األوىل‪ ،‬معنوي���اً م���ن خ�ل�ال‬

‫كانت فيه األقليات غري اإلس�ل�امية‬ ‫ُعرض���ة الضطه���اد محُ يطه���ا‬ ‫اإلسالمي‪.‬‬ ‫وق���د فت���ح ضع���ف الدول���ة العربي���ة‬ ‫القومي���ة ونهايته���ا بأي���دي احل���راك‬ ‫العرب���ي اجلاري ّ‬ ‫مل���ف األقليات على‬ ‫حنو دموي‪ .‬احلاص���ل اليوم ليس أنه‬ ‫يطرح املوضوع بقوة على أجندة قوى‬ ‫احلراك بل يسّلط الضوء شديداً على‬ ‫م���وروث الدول���ة اإلقليمي���ة يف ه���ذه‬ ‫املس���ألة وهو موروث ع ّقدها وزاد من‬ ‫خطورته���ا‪ .‬فالدول���ة ال�ت�ي احتك���رت‬ ‫مصائ���ر األقلي���ات غاب���ت متام���اً أو‬ ‫بش���كل شبه تام أو هي يف طريقها إىل‬ ‫الغياب‪ .‬وهو وضع ألفت فيه األقليات‬ ‫نفس���ها وجهاً لوج���ه أم���ام مصائرها‬ ‫وأم���ام القوى املس���تأنفة على الدولة‬ ‫املندثرة ونظامها‪.‬‬ ‫وحيثم���ا كان اس���تغالل الدول���ة‬ ‫السابقة لألقليات أكرب كان اخلطر‬ ‫عليه���ا أك�ب�ر يف املرحل���ة الراهن���ة‪.‬‬

‫التباه���ي بدع���م األقلي���ات للنظ���ام‬ ‫وم ّرة أخرى باستغالل هذه األقليات‬ ‫وأبنائها قوام���اً ألجهزته األمنية ضد‬ ‫جمموعات الشعب األخرى‪.‬‬ ‫يف أنظم���ة عربي���ة أمني���ة نش���أت‬ ‫بع���د االس���تقالل مال���ت األقليات إىل‬ ‫االنصي���اع واالمتث���ال‪ .‬فاألنظم���ة‬ ‫ال�ت�ي ص���ادرت منه���ا اخلصوصي���ات‬ ‫واحلري���ات باس���م العروب���ة أو األمن‬ ‫أو املواجه���ة مع إس���رائيل‪ ،‬و ّفرت هلا‬ ‫بش���كل أو بآخر األم���ن واألمان الذي‬ ‫كان مفق���وداً قبل االس���تقالل‪ .‬وهي‬ ‫اتسمت بسياسة قبل دوالنية‬ ‫مرحلة ّ‬ ‫قوامه���ا اهلوي���ة بش���كلها البدائ���ي أو‬ ‫بس���يولة يف العالقات بني اجملموعات‬

‫حيثما كانت تبعية األقليات للنظام‬ ‫الس���ابق أش��� ّد ووظيفتها عنده أخطر‬ ‫ص���ار وضعه���ا يف املرحل���ة الراهن���ة‬ ‫أكثر حرج���اً ‪ -‬الدروز واملس���يحيون‬ ‫يف سورية مث ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ومم���ا يزي���د م���ن ح���رج األقلي���ات‬ ‫وخط���ورة موقفه���ا اآلن هو اإلس�ل�ام‬ ‫السياس���ي بش���كليه اإلخوان���ي‬ ‫واجلهادي‪ .‬فهو قوة متن ّفذة يؤس���س‬ ‫جتربت���ه عل���ى مفاهي���م ديني���ة قبل‬ ‫سياسية وعلى بناء اهلوية اإلسالمية‬ ‫املُش���ادة أساس���اً عل���ى اس���تعداء غ�ي�ر‬ ‫املُسلم ال س���يما األقليات غري املسلمة‬ ‫واألقلي���ات الثقافي���ة أو القومي���ة‬ ‫املس���لمة وه���ي ممت���دة م���ن املحُ يط‬

‫إىل اخللي���ج منزرع���ة يف احليز منذ‬ ‫ما قبل اإلس�ل�ام عموماً وقبل وصول‬ ‫اإلس�ل�ام إىل هذا املوق���ع أو ذاك‪ .‬لكن‬ ‫يبدو أن مث���ل هذه التفاصيل ال تعين‬ ‫املتنفذين يف اإلس�ل�ام السياسي حتى‬ ‫عندما يتس���لمون الس���لطة ـ كما يف‬ ‫مصر أو تونس‪.‬‬ ‫ق���د يُق���ال إن ما حيص���ل اآلن يف هذا‬ ‫الب���اب من قم���ع لألقلي���ات يف احليز‬ ‫العربي بدعوى اختالفها «طبيعي» يف‬ ‫ّ‬ ‫ظل وهن س���يادة األنظمة االنتقالية‬ ‫وحاكميته���ا‪ .‬وه���ذا صحي���ح ألول‬ ‫وهلة ومقب���ول إذا أُريد منه أن يكون‬ ‫ً‬ ‫مدخ�ل�ا ملعاجل���ة ه���ذا ّ‬ ‫املل���ف وليس‬ ‫كتربير للقم���ع الالحق بها‪ .‬فيكفي‬ ‫أن ُنشري إىل اضطرار مليون مسيحي‬ ‫يف العراق إىل اهلجرة أو الرحيل عن‬ ‫مواقع سكناهم‪ ،‬أو إىل حرب الفتاوي‬ ‫ض��� ّد األقب���اط يف مصر وه���در دمهم‬ ‫لنفه���م أن املس���ألة يف غاية اخلطورة‬ ‫وأن األقلي���ات يف األقط���ار العربي���ة‬ ‫ق���د تكون ُعرض���ة ملا ه���و أكثر هو ً‬ ‫ال‬ ‫ودموية‪.‬‬ ‫لق���د ُقمع���ت األقلي���ات يف األقط���ار‬ ‫العربي���ة وص���ودرت مصائره���ا بأيد‬ ‫أنظم���ة س���اعية‪ ،‬حبس���ب زعمه���ا‪،‬‬ ‫للتوحيد والدم���ج وصهر اجملموعات‬ ‫يف عروب���ة واح���دة‪ .‬وه���ا ه���ي ُتقم���ع‬ ‫اآلن حت���ت غط���اء احل���راك العرب���ي‬ ‫بدع���وى اختالفها الدي�ن�ي أو الثقايف‬ ‫عن اإلسالم السياس���ي املُهيمن الذي‬ ‫يس���تبعدها من كل عملية بنظريته‬ ‫ريتها‬ ‫وممارس���ته أو جييرّ ه���ا كما ج ّ‬ ‫األنظم���ة م���ن قب���ل‪ .‬وال أس���تبعد أن‬ ‫يضطرها للهجرة يف أحسن األحوال‬ ‫أو إىل إكراهه���ا دينياً (أس���لمتها) أو‬ ‫ارتـــ���كاب أعمال تطهري عرقي حبقها‬ ‫يف أسوأ سيناريو!‬ ‫إن���ه ّ‬ ‫مل���ف آخر سيش���هد عل���ى مدى‬ ‫ن���زوع احل���راك العرب���ي احلاص���ل‬ ‫حن���و جمتمع���ات املعقولي���ة ودول���ة‬ ‫الع���دل النس�ب�ي‪ .‬وأعتق���د جازم���اً أن‬ ‫أي عملي���ة بناء جدي���دة للمجتمعات‬ ‫العربي���ة ينبغ���ي أن مت��� ّر بضم���ان‬ ‫احلق���وق الدس���تورية لألقلي���ات‪.‬‬ ‫وال حاج���ة للع���رب يف ه���ذه املرحل���ة‬ ‫أن يكتش���فوا ال���دوالب م���ن جدي���د‪.‬‬ ‫فيكف���ي أن يع ّول���وا عل���ى م���ا أنتجته‬ ‫اإلنس���انية م���ن معاه���دات ومواثي���ق‬ ‫وقان���ون دولي يتص���ل باألقليات على‬ ‫تنوعه���ا ليس���تفيدوا م���ن نص���وص‬ ‫متط���ورة حتف���ظ حق���وق ه���ذه‬ ‫األقلي���ات وكرامــــته���ا‪ .‬إن���ه املعي���ار‬ ‫الذي ّ‬ ‫يؤش���ر على وجهة اجملتـــمعات‬ ‫الـــعربية املــتح ّركة حنو اإلمس���اك‬ ‫مبصائرها‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫ملف العدد‬

‫خماطر وحتديات األمن الوطين‬

‫وانعكاساتها على بناء الدولة يف املرحلة اإلنتقالية‬ ‫مالك عبيد ابوشهيوة‬ ‫مفتت���ح ‪ :‬هن���اك العدي���د من املخاط���ر و التحديات ال�ت�ي تواجهنا يف ه���ذه املرحلة‬ ‫اإلنتقالي���ة ‪ ,‬البع���ض منه���ا يتخلق داخل أراض���ي الوطن ‪ ,‬و البع���ض ا َ‬ ‫الخر خارج‬ ‫أراضي الوطن ‪ ,‬سواء كان من دول اجلوار اجلغرايف العربي و األفريقي أو غريها‬ ‫من الدول األخرى و خاصة تلك اليت ساعدتنا يف جناح الثورة و اإلطاحة بالنظام‬ ‫الدكتاتوري ‪.‬‬ ‫غري أنين س���أركز هنا على التحديات الوطني���ة أو الداخلية‪ -‬ليس للتهوين من‬ ‫املخاطر اخلارجية ‪ -‬اعتقاداَ مين خبطورتها وخطورة تأثريها على جناحنا ( أو‬ ‫فشلنا ) يف إدارة املرحلة أإلنتقالية ‪ ,‬وهذا يعتمد على قدرتنا على كيفية التعامل‬ ‫م���ع هذه التحديات وعلى س���رعة وكيفي���ة مواجهتها ‪ .‬إن جناحن���ا يف مواجهتها‬ ‫قبل تفاقمها وحتوهلا إىل أزمة هو الس���بيل إىل بن���اء الدولة املدنية الدميقراطية‬ ‫املرتقبة ‪.‬‬ ‫وهذه التحديات هي ‪:‬‬

‫أو ًال‪ :‬حتدي بناء دولة ما بعد الدكتاتورية‬ ‫ومؤسساتها السلطوية وغري السلطوية‬

‫بناء املؤسس���ات لليبيا اجلدي���دة وتوضيح املبادئ‬ ‫األساس���ية ال�ت�ي جي���ب أن يق���وم عليه���ا البن���اء‬ ‫الدميقراط���ي والدس���تور الدميقراط���ي ال���ذي‬ ‫يش���كل الركي���زة هلذا النظ���ام‪ ،‬يتطل���ب إجياد‬ ‫توافق على كل ذلك بني الليبيني‪ ،‬بل واألكثر‬ ‫أهمية من ذلك كله كيف ميكن إجياد اآلليات‬ ‫األساس���ية ال�ت�ي متك���ن مجي���ع املواطن�ي�ن م���ن‬ ‫املس���اهمة يف العملي���ة الدميقراطية ‪ ،‬وكيفية‬ ‫تكري���س الثقاف���ة الدميقراطي���ة ال�ت�ي تس���مح‬ ‫لليبي�ي�ن حب���ل خالفاتهم س���لمياً وع���ن طريق‬ ‫احلوار واحرتام اللييب للييب اآلخر إن االختالف‬ ‫والتن���وع الثق���ايف والفك���ري واإليديولوج���ي هو‬ ‫ث���راء للتجرب���ة الليبي���ة‪ ،‬فمرحلة البن���اء متثل‬ ‫أكرب حتد للسياسة الليبية بصفة عامة‪.‬‬ ‫إن بن���اء جي���ش وطين يأخ���ذ يف اعتب���اره العلوم‬ ‫العس���كرية احلديث���ة والتكنولوجي���ا املتقدم���ة‬ ‫مدعم بعقيدة عس���كرية جديدة أساسها محاية‬ ‫الدول���ة املدني���ة الدميقراطي���ة واحلف���اظ على‬ ‫أرض الوط���ن ‪ ,‬وأن ال���والء للوط���ن بع���د اهلل‪.‬‬ ‫إىل جان���ب توف�ي�ر األم���ن ومحاي���ة املواطن من‬ ‫خ�ل�ال بناء مؤسس���ة األمن الوطين (الش���رطة)‬ ‫للمحافظة على االس���تقرار هو من األسس اليت‬ ‫جيب أن تبنى عليها الدولة ‪.‬‬ ‫بناء السلطة القضائية املستقلة لتحقيق العدل‬ ‫والنزاهة‪ ,‬كل ذلك يؤدي إىل إضفاء الش���رعية‬ ‫عل���ى الدول���ة اجلدي���دة والسياس���ات اجلديدة‪,‬‬ ‫األم���ر الذي يك���رس مكان���ة ليبي���ا وتأثريها يف‬ ‫حميطه���ا ويف العـامل‪ .‬ويضفي عليها الش���رعية‬ ‫لقيادة عملية التحول‪.‬‬ ‫وعل���ى الرغ���م م���ن أن النج���اح يف مواجه���ة هذا‬ ‫التح���دي ق���د مين���ع انهي���ار عملي���ة التح���ول‬ ‫الدميقراطي ‪ ،‬لكنه ال يضمن النتيجة النهائية‪،‬‬ ‫وذلك ألن االنتقال أو التحول إىل الدميقراطية‬ ‫هو واقعي���اً أبعد ما يكون ع���ن التقدم إىل األمام‬ ‫دائم���اً‪ ،‬ب���ل ميك���ن أن يص���ل خ���ط الرج���وع فيه‬ ‫إىل ارت���داد عملية التح���ول بذاته���ا‪ .‬ولكن يبدو‬ ‫أن مفت���اح جناح ه���ذه املرحلة مره���ون مبراعاة‬ ‫الشروط التالية‪-:‬‬ ‫خنب���ة سياس���ية حتم���ل رؤي���ة لبن���اء الدول���ة‬‫وجمتم���ع مدن���ي ق���وي واع خبط���ورة املرحل���ة‬ ‫وأولويات بناء الدولة‪.‬‬

‫الش���رعية‪ :‬القب���ول من أغل���ب املواطنني‪ ،‬وهذه‬‫الش���رعية ال تقتصر على الش���رعية السياس���ية‬ ‫فق���ط‪ ،‬ب���ل الش���رعية اجلغرافي���ة وكذل���ك‬ ‫الشرعية الدستورية‪.‬‬ ‫االتف���اق الع���ام والتواف���ق على قواع���د العملية‬‫السياسية‪.‬‬ ‫إجي���اد قي���ود على حمت���وى السياس���ات العامة‬‫اجلديدة‪.‬‬ ‫ختفي���ض الص���راع أو احل���د من���ه عل���ى املوارد‬‫الن���ادرة أو القابلة للندرة ‪ ,‬األم���ر الذي يتطلب‬ ‫رفع مستوى املعيش���ة للطبقة الوسطى وطبقة‬ ‫املهمشني‪.‬‬ ‫‪-‬طبقة وسطى عريضة و واسعة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬حتدي ثورة التوقعات واملطالب‪:‬‬ ‫التوقعات والواقع‪.‬‬

‫ه���ذا األمر يتعل���ق باملواطن وإدراك���ه للموقف‬ ‫االجتماعي ال���ذي يدفعه إىل اإلحباط والتمرد‪،‬‬ ‫حن���ن هن���ا ال نهت���م بالش���روط االجتماعي���ة‬ ‫واالقتصادية والسياس���ية الفعلية السابقة على‬ ‫موقف اإلحباط قدر اهتمامنا بإدراك املواطنني‬ ‫للموق���ف االجتماع���ي وطريق���ة اس���تجابتهم‬ ‫هلذا املوقف كم���ا يدركون���ه‪ ،‬فالتاريخ يعلمنا‬ ‫ب���أن الش���عوب عام���ة تقب���ل مس���تويات عليا من‬ ‫االضطهاد أو الظلم والبؤس إذ هم يتوقعون بأن‬ ‫مثل هذه املعاناة‪ ،‬واملظامل هي قدرهم يف احلياة ‪.‬‬ ‫عندما يتوقع املواطن���ون حياة أفضل‪ ،‬وتوقعهم‬ ‫حيبط‪ ،‬من احملتمل أن يطوروا مشاعر عدوانية‪.‬‬ ‫لذل���ك أي تغي�ي�ر يف اجملتم���ع يدف���ع توقع���ات‬ ‫املواطن�ي�ن حلياة أفض���ل ‪ ,‬بدون توف�ي�ر اآلليات‬ ‫والوس���ائل لالس���تجابة هلذه التوقعات ميكن أن‬ ‫يكون السبب يف عدم االستقرار السياسي‪.‬‬ ‫فاملواطن���ون حينم���ا يكون���وا يف أتع���س ح���االت‬ ‫وجوده���م وأش���دها فق���راً فه���م ال مييل���ون إىل‬ ‫القيام بالتمرد ‪ ,‬فالفقر الدائم أبعد ما يكون عن‬ ‫دف���ع املواطنني إىل التمرد‪ ،‬ب���ل إنه يدفعهم ألن‬ ‫يهتم كل منهم بأمنه اخلاص أو أمن عائلته يف‬ ‫أفضل األحوال إىل حماولة التكيف‪ ،‬يف أس���وئها‬ ‫إىل اليأس وهن���اك العديد من الدراس���ات حول‬ ‫حي���اة الناس يف معس���كرات االعتق���ال واإلعدام‬ ‫يف احلرب العاملية الثانية‪ ،‬وسلوكهم املستسلم‬ ‫حني يواجهون احتمال املوت‪.‬‬ ‫وطامل���ا املواطن���ون جي���دون ق���دراً معق���و ً‬ ‫ال مم���ا‬ ‫ً‬ ‫حمتم�ل�ا أن يقوم���وا‬ ‫يتوقع���ون وج���وده فلي���س‬ ‫ب���ردة فع���ل‪ ،‬ولكن ح�ي�ن تصبح الفج���وة بني ما‬

‫يري���ده املواطن���ون وما حيصل���ون عليه ال ميكن‬ ‫احتماهل���ا فس���يهب املواطن���ون للقض���اء على ما‬ ‫يتصورونه عقبة يف سبيل ما يريدون احلصول‬ ‫علي���ه ع���ادة تت���م ه���ذه العملي���ة بظه���ور فجوة‬ ‫بني اآلم���ال والتوقع���ات من جان���ب والواقع من‬ ‫جان���ب آخ���ر‪ .‬وم���ع س���قوط الق���ذايف تصاعدت‬ ‫ث���ورة التوقع���ات وختلق���ت آم���ال واس���عة يف‬ ‫حتقي���ق املطال���ب االقتصادي���ة واالجتماعي���ة‬ ‫والسياس���ية‪ :‬املتمثلة يف املش���اركة السياس���ية‬ ‫وتول���ي املناص���ب القيادية واملكان���ة االجتماعية‬ ‫والنفوذ وحتس�ي�ن األوضاع املعيشية والصحية‬ ‫والتعليمي���ة للمواطن�ي�ن‪ ،‬وتص���وروا إمكاني���ة‬ ‫إجناز ذلك بس���رعة باعتبار النظام الذي تسبب‬ ‫يف حرمانهم من ذلك وتهميشهم قد سقط‪ ،‬ومل‬ ‫يع���د هنا ما حيول دون متتعهم بثروات بالدهم‪،‬‬ ‫وقد س���اهمت بعض النخب السياس���ية والقوى‬ ‫الثورية برفع س���قف التوقع���ات جلذب املؤيدين‬ ‫ولتأكيد ش���رعيتهم‪ ،‬دون االنتب���اه إىل أن عدم‬ ‫تلبية هذه التوقعات يف الوقت املناس���ب يقود إىل‬ ‫إحب���اط أغلبية املواطن�ي�ن ‪ ,‬األمر ال���ذي يرتتب‬ ‫علي���ه مواقف ق���د يكون هل���ا تأثري عل���ى عملية‬ ‫بن���اء الدول���ة احلديث���ة واس���تقرارها ‪ ,‬و يف ظل‬ ‫ظروف املرحلة اإلنتقالية ‪ ،‬والرغبة يف اإلجناز‬ ‫من النخ���ب احلاكمة تصدر ق���رارات قد تكون‬ ‫خاطئة ويرتتب عليها‬ ‫نتائج غري متوقعة‪ ،‬مث���ل القرارات اليت صدرت‬ ‫م���ن املؤمت���ر الوطين الع���ام وقبله م���ن اجمللس‬ ‫االنتقالي‪ :‬املنح املالية واليت قدمت يف مناس���بات‬ ‫خمتلف���ة والتعويضات املالي���ة لفئات اجتماعية‬ ‫ولق���وى اجتماعي���ة خمتلفة ‪ ,‬األم���ر الذي أدى‬ ‫إىل استنزاف الثروة املالية للبلد وإعطاء انطباع‬ ‫بأن املؤمتر الوطين العام واحلكومة تريد ش���راء‬ ‫تأيي���د املواطن�ي�ن بعد ت���ردي أدائهما السياس���ي‬ ‫‪ ,‬وأكث���ر من ذلك جيب أن الننس���ى تس���تطيع‬ ‫الدولة االس���تمرار يف تقديم ه���ذه املنح واهلبات‬ ‫طوال الوقت لش���ح املورد‪ ،‬باإلضافة إىل تكريس‬ ‫العقلية الريعية غري املنتجة اليت غرسها النظام‬ ‫الس���ابق يف عقول الليبيني‪ ،‬واألكثر من ذلك ال‬ ‫جي���ب ننس���ى بأنه م���ن الس���هولة تعبئ���ة املوارد‬ ‫املالي���ة لتلبية املطالب اليومي���ة يف هذه املرحلة‬

‫االنتقالي���ة ولكننا ال نس���تطيع أن حنافظ على‬ ‫حج���م هذه املوارد يف ظل ظ���روف إصدار بعض‬ ‫القرارات بعد التهديد باستخدام السالح والعنف‬ ‫من قبل بعض اجلماعات املسلحة ‪ ،‬حتى أصبح‬ ‫هذا األس���لوب هو األس���لوب املتب���ع اآلن خلدمة‬ ‫املص���احل اخلاص���ة ‪ ،‬أو الفئوية ‪ ,‬وش���جع كثري‬ ‫م���ن محلة الس�ل�اح ملمارس���ة ذلك حت���ى ميكن‬ ‫هل���م حتقيق مصاحلهم الفئوي���ة أو اجلهوية أو‬ ‫القبلي���ة ‪ .‬واملفارق���ة ومع كث���رة االحتجاجات‬ ‫وخ���روج الفئ���ات املختلف���ة م���ن املواطن�ي�ن إىل‬ ‫الش���وارع وامليادي���ن أو القي���ام باالعتصام���ات يف‬ ‫مواق���ع اإلنتاج والعم���ل وخاصة تل���ك اليت تتم‬ ‫يف حق���ول النفط وحمط���ات التكرير واملطارات‬ ‫مما ي���ؤدي إىل تعطيل العمل وختفيض اإلنتاج‬ ‫‪ ,‬وبالتال���ي ي���ؤدي إىل اخنفاض دخ���ل ليبيا وما‬ ‫يرتتب على ذلك من تداعيات على الوطن كله‪،‬‬ ‫من تدني اإلنتاج والق���درات املالية ‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يقابل���ه من اجله���ة األخرى تصاع���د التوقعات ‪,‬‬ ‫وبالتالي حت���دث الفجوة ب�ي�ن التوقعات وتدني‬ ‫الق���درات إلش���باعها‪ ،‬األم���ر ال���ذي ي���ؤدي إىل‬ ‫تصاعد التوتر وإىل شعور عام بعدم األمان‪.‬‬ ‫ولو أخذنا يف االعتبار أن الس���لطة السياسية يف‬ ‫حاجة ملدة م���ن الزمن للتعامل مع هذه املطالب‬ ‫وذلك لقلة اخلربة السياس���ية يف بعض األحيان‬ ‫أو لفق���دان الرؤية السياس���ية احملددة ألولويات‬ ‫البن���اء يف املرحل���ة االنتقالية يف أحي���ان أخرى ‪،‬‬ ‫أو رمبا تركة النظ���ام الدكتاتوري مازالت يف‬ ‫الدول���ة‪ ،‬فأمناط الفكر واملمارس���ة اليت أسس���ها‬ ‫القذايف خ�ل�ال عقود من التس���ييس والتنش���ئة‬ ‫السياس���ية والتعبئ���ة الفكري���ة املناوئ���ة لبن���اء‬ ‫الدولة وللدميقراطية ال ميكن اإلطاحة بها يف‬ ‫فرتة قص�ي�رة من الزمن‪ ،‬وبالتالي يصبح الوقت‬ ‫ه���و العام���ل احلاكم بس���بب تعقي���دات املرحلة‬ ‫االنتقالي���ة‪ ،‬لذلك ميكن الق���ول بأن ما حدث يف‬ ‫فرباي���ر ‪ 2011‬هو ثورة سياس���ية إىل حد اآلن‪،‬‬ ‫ليست اجتماعية وثقافية بعد‪ ،‬ويظهر ذلك من‬ ‫خالل نتائجها يف تغيري قمة الس���لطة وخنبتها‬ ‫احلاكمة وما ترتب على ذلك من تداعيات‪.‬‬ ‫لذل���ك وبالرغ���م م���ن أهمي���ة امل���وارد املالي���ة يف‬ ‫املرحل���ة االنتقالي���ة‪ ،‬ف���إن أهم أس���س وعناصر‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫أي حالة عدم س��يطرة الدولة على وسائل العنف وإخضاعها للدولة واليت اجلهة الوحيدة املخولة‬ ‫بامتالك الس�لاح واس��تخدامه ‪ -‬هذه احلال��ة لن تكون عائق ًا أم��ام بناء ليبيا والتح��ول إىل دولة‬ ‫مدني��ة دميقراطي��ة فقط بل رمبا س��تأخذ ليبي��ا إىل ثورة مضادة تك��ون نتيجتها نظام � ًا يفوق يف‬ ‫استبداديته استبداد القذايف‪.....‬اخل ‪.‬‬ ‫عملية التحول املتأزمة من النظام الدكتاتوري‬ ‫ه���ي النخبة السياس���ية القادرة عل���ى خماطبة‬ ‫املواطن�ي�ن وكس���ب ثقتهم ‪ ،‬لك���ي تضمن احلد‬ ‫األدنى من االستقرار السياسي‪.‬‬ ‫حن���ن يف حاجة إىل خنبة سياس���ية ق���ادرة على‬ ‫إدارة ه���ذه املرحل���ة وواعي���ة بأولوي���ات البن���اء‬ ‫م���ن خالل رؤية حم���ددة لبناء ليبيا املس���تقبل ‪،‬‬ ‫خنبة قادرة على كس���ب ثق���ة املواطنني الذين‬ ‫أصبح���وا ال يثق���ون يف أح���د بع���د ف�ت�رة طويلة‬ ‫ً‬ ‫فض�ل�ا‬ ‫م���ن الدكتاتوري���ة واالس���تبداد‪ ،‬ه���ذا‬ ‫ع���ن احلاج���ة إىل الق���درة عل���ى إدارة األزم���ات‬ ‫ال�ت�ي تواج���ه عملية بن���اء الدول���ة والتحول من‬ ‫الدكتاتورية ‪ .‬فالنخبة السياسية أحد عناصر‬ ‫الق���وة يف مواجه���ة حتديات املرحل���ة اإلنتقالية‬ ‫ه���ذه لتجنب انهي���ار عملية بن���اء الدولة ‪ ,‬حتى‬ ‫تس���تطيع هذه النخب���ة قيادة البل���د إىل طريق‬ ‫اخلروج من مرحلة الدكتاتورية ‪.‬‬ ‫وأخ�ي�راً ‪ ،‬ع���وداً على ب���دء ‪ ,‬لألس���ف‪ ،‬نالحظ أن‬ ‫مطالب الليبيني تتزاي���د مقابل اخنفاض قدرة‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام واحلكومة لالس���تجابة‬ ‫الفورية ‪ ,‬األمر الذي سبب تاَكل شعبيتهما ‪.‬‬ ‫إن خط���ورة اس���تمرار هذه الفج���وة رمبا يؤدي‬ ‫إىل إحباط ش���امل قد ميهد الطريق لقيام ثورة‬ ‫مضادة (إذا أخدنا يف االعتبار التحديات األخرى‬ ‫لألم���ن الوط�ن�ي) ومم���ا يزي���د م���ن تعقي���د هذا‬ ‫الوضع‪ ،‬إن النخبة احلاكمة اليت تدير املرحلة‬ ‫االنتقالي���ة يف ه���ذه الف�ت�رة ليس���وا من ش���بابها‬ ‫وقادته���ا ‪ ،‬وبالتالي فإن ه���ذا األمر قد يؤدي إىل‬ ‫س���وء الفهم وانعدام الثقة ب�ي�ن الطرفني خالل‬ ‫عملي���ة االنتقال ‪ ,‬بل قد ي���ؤدي إىل إنهاء عملية‬ ‫بناء الدولة ‪.‬‬

‫إن انتش���ار الس�ل�اح يف ش���وارع وم���دن وق���رى‬ ‫ليبيا‪ ،‬وانتش���ار اجلماع���ات العس���كرية املتنوعة‬ ‫واملتصارع���ة‪ ،‬وس���يطرة معظم ه���ذه اجلماعات‬ ‫عل���ى مجي���ع أن���واع األس���لحة الثقيل���ة منه���ا‬ ‫واخلفيف���ة وبكمي���ات هائلة قد أغ���رى بعضهم‬ ‫عل���ى اس���تخدامه وأصبح الس�ل�اح هو الوس���يلة‬ ‫األساس���ية حلل املشاكل وحسم الصراعات‪ ،‬بل‬ ‫وأكثر من ذلك أدى إىل تقليص سيادة الدولة‬ ‫وسلطتها‪ ،‬فالدولة هي اجلهة الوحيدة املخولة‬ ‫بامتالك هذه األسلحة واستخدامها‪ ،‬ففي حالة‬ ‫ليبيا هذه ونتيجة لعدم اإلس���راع يف الس���يطرة‬ ‫ألس���لحة وهيمنة الس���لطة الشرعية‬ ‫على هذه ا ٍ‬ ‫عليها أصب���ح مصري ليبي���ا وبناءها حتت رمحة‬ ‫هذه اجلماعات املس���لحة اليت ال تدرك املصلحة‬ ‫احلقيقية للوطن‪.‬‬ ‫لي���س هن���اك أح���د ينك���ر ب���أن الدول���ة الليبي���ة‬ ‫ال حتك���م س���يطرتها عل���ى وس���ائل العن���ف‬ ‫واس���تخدامه‪ ،‬واستقالل اجلماعات املسلحة عن‬ ‫س���يطرة الدولة الليبية وع���دم اخلضوع إلرادة‬ ‫صناع القرار يف الدول���ة‪ ،‬ظهر ذلك واضحاً منذ‬ ‫البداي���ات األوىل للث���ورة الليبي���ة عندم���ا اغتيل‬

‫ع���ن خماوفه���م م���ن حت���ول ليبي���ا إىل مركز‬ ‫لتصدي���ر الس�ل�اح واملقاتلني ‪ ,‬بل إن ه���ذا األمر‬ ‫جع���ل الكثري م���ن املنظمات الدولي���ة تعرب عن‬ ‫قلقه���ا‪ ،‬فهذا جمل���س األمن الدول���ي أعرب يوم‬ ‫األربع���اء املوافق ‪ 10‬ش���عبان ‪143‬ه���ـ املوافق ‪20‬‬ ‫يوني���و ‪2013‬م عن قلق���ه إزاء الوضع األمين يف‬ ‫ليبي���ا وما أمساه باملليش���يات املس���لحة اخلارجة‬ ‫عن س���يطرة احلكومة املركزي���ة‪ ،‬وقال رئيس‬ ‫جمل���س األمن الدولي للش���هر احلالي الس���فري‬ ‫الربيطان���ي "م���ارك الي���ل غران���ت" إن األعضاء‬ ‫قلق���ون بش���كل بالغ إزاء الوض���ع األمين يف ليبيا‬ ‫‪ :‬املليش���يات املس���لحة ال�ت�ي مازال���ت خارجة عن‬ ‫س���يطرة احلكوم���ة املركزي���ة‪ ،‬وقضي�ت�ي أمن‬ ‫احل���دود واملعتقل�ي�ن احملتجزي���ن م���ن جه���ات‬ ‫غ�ي�ر حكومي���ة ‪ ,‬ويتف���ق العدي���د م���ن احمللل�ي�ن‬ ‫السياسيني وممارس���ي العمل السياسي والكثري‬ ‫من ضب���اط اجليش بأن هذا ال�ت�ردي يف احلالة‬ ‫األمنية جاء نتيجة للعديد من العوامل أهمها‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال ‪ :‬انتشار السالح يف ليبيا بعد سقوط النظام‬ ‫القديم وقيام مجاعات مس���لحة وجل���ان أمنية‬ ‫متنوعة ومتعددة بعد الثورة مباش���رة‪ ،‬فتشكلت‬

‫ثالثا ‪ :‬حتدي هيمنة الدولة الستخدام القوة‬ ‫والعنف واإلكراه‪.‬‬

‫الدولة يف مفهوم العديد من املفكرين‪ ،‬هي تلك‬ ‫اجلماع���ة اإلنس���انية اليت متلك حق اس���تخدام‬ ‫القوة يف إقليم حم���دد‪ ،‬وإن العالقة بني الدولة‬ ‫والعن���ف عالق���ة أساس���ية وجوهري���ة ‪ .‬ولذلك‬ ‫لي���س مفاجأة لن���ا يف ه���ذه األي���ام العصيبة إذا‬ ‫فهم���ت الدولة من خ�ل�ال عالقاتها باس���تخدام‬ ‫العنف واهليمنة على وس���ائل العن���ف‪ .‬فالدولة‬ ‫ه���ي اآللية األساس���ية واليت م���ن خالهلا ينظم‬ ‫ويدار ويرس���خ احلف���اظ على اس���تخدام العنف‪.‬‬ ‫أم���ن املواطن ال يتع���زز إال عندما تك���ون الدولة‬ ‫وحدها ممس���كة بوس���ائل الق���وة ولتوظيفها يف‬ ‫تطبيق التزاماتها باحرتام حقوق املواطنني‪.‬‬ ‫وعندم���ا تك���ون وس���ائل العن���ف حتت س���يطرة‬ ‫مجاعات أخرى ف���إن النتائج قلما تأتي ملصلحة‬ ‫أم���ن املواط���ن وأم���ن الوط���ن والتج���ارب يف‬ ‫التاريخ عديدة يكف���ي أن نذكر العراق ولبنان‬ ‫والصومال وأفغانس���تان وغريها‪ .‬السيطرة على‬ ‫الوس���ائل الش���رعية للعنف هي جوه���ر حتديد‬ ‫مفه���وم الدول���ة ‪ ,‬فالس���يطرة عل���ى اس���تخدام‬ ‫العنف له العديد من النتائج ‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬ترس���يخ اهليمن���ة عل���ى وس���ائل الدم���ار‬ ‫واستخدام القوة‪ ،‬وثانياً‪ :‬ترسيخ شرعية خضوع‬ ‫وسائل العنف واس���تخدام العنف لصناع القرار‪،‬‬ ‫ثالث���اً‪ :‬اس���تخدام الق���وة وفق���اً لقواع���د ومبادئ‬ ‫حم���ددة ضد ه���ؤالء املواطنني الذي���ن يتحدون‬ ‫شرعيتها‪ ،‬ففشل الدولة يف إحكام هيمنتها على‬ ‫وس���ائل العنف واس���تخدامه تكون له انعكاسات‬ ‫خطرية جداً عل���ى الدولة واجملتمع‪ .‬وخاصة يف‬ ‫املرحلة االنتقالية‪.‬‬

‫اللواء عب���د الفتاح يونس واألحداث اليت حصلت‬ ‫بعد ذلك واليت كان آخرها يوم الس���بت األسود‬ ‫الذي س���قط فيه ع���دد م���ن الضحايا م���ن أبناء‬ ‫الوط���ن‪( .‬حممد نوري الراعي‪ ،‬االنفالت األمين‬ ‫يف ليبي���ا‪ ،‬ميادي���ن‪ ،‬الع���دد ‪ ،110‬املوافق ‪18-24‬‬ ‫يونيو‪ )2013‬وما بني هذين احلدثني ما حصل‬ ‫م���ن اغتي���ال الس���فري األمريك���ي والتفج�ي�رات‬ ‫ال�ت�ي اعقب���ت ذلك أم���ام الس���فارات الفرنس���ية‬ ‫واإليطالية واغتيال العديد من ضباط اجليش‪،‬‬ ‫وخط���ف وس���جن العدي���د م���ن الش���خصيات‬ ‫املرموق���ة يف العديد من الس���جون اخلارجة عن‬ ‫س���لطة الدولة‪ ،‬ب���ل األمر أصبح أس���وأ من ذلك‬ ‫حي���ث أصبح اجلن���وب اللي�ب�ي وبع���ض املناطق‬ ‫األخ���رى م�ل�اذاً أَمن���اً للجماعات املس���لحة اليت‬ ‫هرب���ت من مال���ي إثر هزميتها م���ن قبل القوات‬ ‫الفرنس���ية وليبي���ا الي���وم ص���ارت ه���ي الس���وق‬ ‫األوىل يف املنطق���ة لبي���ع ولتهريب الس�ل�اح إىل‬ ‫كل البل���دان اجمل���اورة ‪ :‬اجلزائر وتش���اد ومالي‬ ‫والس���ودان ومصر ‪ ,‬وحتى غزة غ���زة ‪ ....‬اخل‪ .‬مما‬ ‫جعل العديد من رؤس���اء الدول اجملاورة التعبري‬

‫العدي���د م���ن اجلماع���ات والكتائ���ب ال�ت�ي لقيت‬ ‫مباركة وتش���جيعاً من اجملل���س االنتقالي ‪ ,‬ثم‬ ‫بعد ذل���ك من اجمللس الوط�ن�ي العام واحلكومة‬ ‫يف ه���ذه املرحل���ة‪ ،‬باإلضاف���ة إىل الكتائ���ب اليت‬ ‫تش���كلت بع���د حترير طرابل���س وإعالن حترير‬ ‫ليبيا ومل يكن هلا دور يف الثورة ‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬قي���ام بعض األط���راف اخلارجية (عربية‬ ‫وأخ���رى غري عربي���ة)‪ ،‬بدعم بع���ض اجلماعات‬ ‫املسلحة ومس���اعدتها مالياً وعس���كرياً يف بداية‬ ‫قيام الثورة أو بعد ذلك‪.‬‬ ‫ثالث���اً‪ :‬ضعف وهشاش���ة الس���لطة الليبية وعدم‬ ‫قدرتها على إعادة بن���اء اجليش واألمن الوطين‬ ‫بالرغ���م م���ن م���رور م���دة طويل���ة عل���ى اندالع‬ ‫ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر ‪ ،‬وع���دم الس���يطرة على هذه‬ ‫اجلماع���ات املس���لحة ال�ت�ي ال قواع���د وال مبادئ‬ ‫حتكمه���ا وال قانون وال الت���زام أو خضوع إلرادة‬ ‫الس���لطة الش���رعية املنتخبة من الش���عب واليت‬ ‫متلك الشرعية ‪.‬‬ ‫متكنت هذه اجلماعات املس���لحة من الس���يطرة‬ ‫على الس�ل�اح واس���تخدامه لتكري���س مصاحلها‬

‫املختلف���ة وف���رض س���لطتها بق���وة الس�ل�اح أو‬ ‫التهدي���د باس���تخدامه لف���رض وجودها وتتخذ‬ ‫اإلج���راءات العقابي���ة املناس���بة مل���ن يق���ف أم���ام‬ ‫حتقيق مصاحلها ‪.‬‬ ‫وأفض���ل منوذج جيس���د ذلك حماص���رة املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام ووزارت���ي اخلارجي���ة والع���دل‬ ‫وإجبار املؤمتر على املوافقة على حتصني العزل‬ ‫السياسي وإصدار القانون حبيث ‪ ,‬رضخ املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام واحلكوم���ة ملطالبهم ب���ل أصبح‬ ‫اس���تمرار أعض���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي واحلكوم���ة‬ ‫رهناً بقبول اجلماعات املس���لحة واملتنوعة هلذه‬ ‫السلطة‪ ،‬فهذه اجلماعات هي اليت متلك السلطة‬ ‫الفعلية يف ليبيا ‪ ,‬وهي اليت متتلك ترس���انة من‬ ‫األس���لحة املتنوع���ة‪ :‬اخلفيف���ة والثقيل���ة ومل‬ ‫تس���تطع الس���لطة السياس���ية احلالية من احلد‬ ‫من س���لطات ونف���وذ ه���ذه اجلماعات املس���لحة‬ ‫وأكث���ر من ذل���ك مل تقم الس���لطة يف ليبيا إىل‬ ‫ح���د اآلن باخت���اذ خط���وات س���ريعة وحامس���ة‬ ‫إلنهاء وضع اجلماعات املسلحة ودورها املتزايد‬ ‫يف الوطن ‪.‬‬ ‫ه���ذه احلال���ة الليبي���ة ‪ -‬أي حالة عدم س���يطرة‬ ‫الدولة على وس���ائل العن���ف وإخضاعها للدولة‬ ‫واليت اجلهة الوحيدة املخولة بامتالك الس�ل�اح‬ ‫واس���تخدامه ‪ -‬هذه احلالة ل���ن تكون عائقاً أمام‬ ‫بناء ليبيا والتحول إىل دولة مدنية دميقراطية‬ ‫فقط ب���ل رمبا س���تأخذ ليبيا إىل ث���ورة مضادة‬ ‫تك���ون نتيجته���ا نظام���اً يف���وق يف اس���تبداديته‬ ‫استبداد القذايف‪.....‬اخل ‪.‬‬ ‫بالرغ���م من كل ذل���ك ال جيب جتاهل الفرص‬ ‫املواتي���ة ال�ت�ي أتيح���ت بعد يوم الس���بت األس���ود‬ ‫وماترت���ب عل���ى ذل���ك م���ن نتائ���ج أهمه���ا وعي‬ ‫املواطن خبط���ورة عدم قدرة الدولة الس���يطرة‬ ‫على السالح ‪ ,‬اليت ميكن فيما لو تستثمر النخبة‬ ‫السياس���ية اليت متارس الس���لطة هذه الفرصة‬ ‫جبدية وش���جاعة وبس���رعة أيضاً وتسعى لبناء‬ ‫جبه���ة وطني���ة من الق���وى اجملتمعي���ة صاحبة‬ ‫املصلح���ة يف بن���اء ليبي���ا ملعاض���دة ه���ذا البن���اء‬ ‫وتأيي���ده ضد هؤالء الذين يعيق���ون بناء الوطن‬ ‫و بن���اء اجلي���ش الوط�ن�ي اللييب ال���ذي جيب أن‬ ‫يأخ���ذ يف اعتب���اره العل���وم العس���كرية احلديثة‬ ‫والتكنولوجي���ا املتقدم���ة وخصوصي���ة الدول���ة‬ ‫الليبي���ة وأراضيها وجغرافيتها الواس���عة ويكون‬ ‫مدعماً بعقيدة عسكرية جديدة أساسها محاية‬ ‫الدول���ة املدني���ة الدميقراطي���ة واحلف���اظ على‬ ‫أرض الوطن املوحد وأن ال���والء للوطن بعد اهلل‬ ‫‪ .‬إىل جان���ب توف�ي�ر األمن ومحاي���ة املواطن من‬ ‫خالل بناء مؤسسة األمن‬ ‫الوطين (الشرطة وفروعها املختلفة وأجهزتها)‬ ‫لتوفري االس���تقرار واحلفاظ عليه فباالس���تقرار‬ ‫واألمن تبنى الدول ‪.‬‬ ‫أخ�ي�راً ميك���ن القول بأنه من الس���هولة س���حب‬ ‫السالح من اجلماعات املسلحة فيما لو كانت‬ ‫هناك إرادة وخلصت النية يف فرتة حمدودة قد‬ ‫ال تزيد عن س���تة أش���هر ويف الس���ياق هذا اقرتح‬ ‫اخلطوات التالية‪:‬‬ ‫‪ :1‬إعادة بناء اجليش الوطين اللييب على أسس‬ ‫من املهنية واحلرفية مدعوماً بعقيدة عسكرية‬ ‫تك���رس الوالء للوط���ن بعد اهلل ‪ ،‬وتك���ون مهمته‬ ‫األساس���ية الدفاع عن أمن املواطنني ومحايتهم‬ ‫من االنته���اكات الداخلية واخلارجية ومحاية‬ ‫القانون والنظام وتكريس االستقرار‪.‬‬ ‫‪ :2‬إع���ادة بن���اء وتنظي���م ق���وى األم���ن الوطين‬ ‫(الش���رطة وأجهزته���ا وفروعها) وفق���اً لعقيدة‬ ‫جدي���دة متمثل���ة يف محاية املواط���ن واحلرص‬ ‫عل���ى تطبي���ق القان���ون واحلف���اظ عل���ى النظام‬ ‫العام‪.‬‬ ‫‪ :3‬استدعاء وفرز اجلنود والضباط الذين بادروا‬ ‫باالنضمام للثورة‪ ،‬فهن���اك العديد من الضباط‬ ‫واجلن���ود الوطنيني الذين مل يناص���روا القذايف‬ ‫ب���ل انضموا إىل الثورة ‪ ،‬فينبغي االس���تعانة بهم‬ ‫يف إعادة بناء اجليش الوطين ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫ال ميك��ن لليبي�ين حتقيق املصاحل��ة الوطنية وأهداف العدال��ة االنتقالية وجتنب ليبيا الس��قوط يف‬ ‫احلرب األهلية ‪ ،‬إال من خالل حوار جمتمعي وتوافق مما يس��تلزم معاجلة الفرقة بني أبناء اجملتمع‬ ‫والوطن الواحد‬ ‫‪ :4‬إصدار قانون ‪:‬‬ ‫‌أ‪.‬مين���ع قي���ام اي مجاع���ات مس���لحة أو كتائ���ب‬ ‫مس���لحة خارج إطار الشرعية أو امتالك السالح‬ ‫من أي جهة من اجله���ات غري املخولة قانوناً ويف‬ ‫أي مكان من أرض الوطن‪.‬‬ ‫‌ب‪.‬جيرم محل السالح واس���تخدامه ضد املنشآت‬ ‫العام���ة أو اخلاص���ة‪ ،‬أو ض���د املواطن�ي�ن (أف���راد‬ ‫أو مجاع���ات) أي���اً كان���ت انتماءاته���م الفكري���ة‬ ‫والدينية واأليديولوجية والقبلية و اجلهوية‪.‬‬ ‫‌ج‪.‬يل���زم مجي���ع املواطن�ي�ن‪ :‬األف���راد واجلماعات‬ ‫املختلف���ة واملقاتل�ي�ن الس���ابقني بتس���ليم م���ا‬ ‫حبوزتهم من أس���لحة خفيف���ة وثقيلة واآلليات‬ ‫العس���كرية املختلف���ة يف مدة حم���ددة ال تتجاوز‬ ‫(‪ )3‬أشهر من صدور القانون‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬حتدي تفعيل املصاحلة الوطنية والعدالة‬ ‫االنتقالية‪:‬‬

‫قضي���ة املصاحل���ة الوطني���ة تعترب م���ن القضايا‬ ‫املهم���ة يف املراحل االنتقالي���ة‪ ،‬فهي متس جوهر‬ ‫العالقة ب�ي�ن املواطنني بعضه���م البعض وبينهم‬ ‫وبني الس���لطة السياس���ية ‪ ،‬بل هي متثل اخلطوة‬ ‫األوىل للتح���ول م���ن مرحل���ة الدكتاتورية إىل‬ ‫الدول���ة املدني���ة الدميقراطي���ة‪ ،‬ال�ت�ي حتكمه���ا‬ ‫املواطن���ة كقيم���ة عليا وال�ت�ي تتطلب املس���اواة‬ ‫بني املواطنني ويسودها القانون‪ ،‬وحيرتم املواطن‬ ‫فيها املواطن اآلخر بغض النظر عن االختالفات‬ ‫االجتماعي���ة أو االقتصادي���ة أو الثقافي���ة أو‬ ‫الدينية ‪ ..‬فاملصاحل���ة الوطنية باملقابل ميكن أن‬ ‫تكون معوقاً للتح���ول حنو بناء الدولة املرتقبة و‬ ‫رمبا تكون سبباً أيضاً يف حرب أهلية بني الليبيني‬ ‫و ذريع���ة للتدخل اخلارج���ي‪ .‬لذلك جيب العمل‬ ‫الس���ريع ملواجه���ة ه���ذا التح���دي اخلط�ي�ر الذي‬ ‫ميس أمن واس���تقرار ووحدة ليبيا‪ .‬هذا التحدي‬ ‫هو املصاحلة الوطنية‪.‬‬ ‫فاملصاحل���ة كأح���د مكون���ات منظوم���ة العدالة‬ ‫االنتقالية تش���كل يف حد ذاتها أه���م أهدافها‪ ،‬وأن‬ ‫هناك العديد م���ن الدول اليت ركزت يف املراحل‬ ‫االنتقالي���ة على آلي���ة املصاحلة إلع���ادة حتقيق‬ ‫الس�ل�ام االجتماع���ي يف اجملتم���ع‪ ،‬ولع���ل جتربة‬ ‫جن���وب أفريقي���ا توفر أفض���ل املمارس���ات يف هذا‬ ‫الش���أن‪ ،‬فأهم ما ميز مرحل���ة العدالة االنتقالية‬ ‫يف جن���وب أفريقيا أنها اعتمدت على آلية خاصة‬ ‫لبلوغ املصاحلة الوطنية‪ ،‬تقوم أساس���اً على إقرار‬ ‫املس���ئول مب���ا ارتكبه م���ن انته���اكات وجتاوزات‬ ‫أمام هيئة معرفة احلقيقة كش���رط للحصول‬ ‫عل���ى العفو‪ ،‬بلوغاً للمصاحل���ة الوطنية‪ .‬بغرض‬ ‫حتقي���ق العدال���ة التصاحلي���ة‪ ،‬ولي���س العدال���ة‬ ‫العقابي���ة ‪ ,‬او اإلنتقامي���ة ‪ ( .‬دليل ح���ول العدالة‬ ‫اإلنتقامية ‪ ,‬أمحد ش���وقي بنيوب ‪ ,‬تونس ‪ :‬املعهد‬ ‫العربي حلقوق اإلنسان ‪ , 2007 ,‬ص ‪) 57 , 45‬‬ ‫ولذل���ك فنح���ن يف أح���وج م���ا نك���ون للمصاحلة‬ ‫الوطني���ة فال تزال حاالت االحتج���از ذات الصلة‬ ‫بالص���راع من أجل حترير ليبي���ا دون تغيري‪...‬اخل‪.‬‬ ‫وال يزال م���ا ب�ي�ن ‪ 7000‬إىل ‪ 8000‬حمتجزين‬ ‫يف انتظار توجيه اتهامات إليهم أو اإلفراج عنهم‪.‬‬ ‫وال ت���زال عملي���ة نق���ل احملتجزي���ن إىل س���لطة‬ ‫الدول���ة بطيئة ج���داً ‪ ،‬وال تزال حمنة املش���ردين‬ ‫داخلي���اً‪ :‬وه���م حنو ‪ 35‬ألف ش���خص من س���كان‬ ‫تاورغ���ا وكذل���ك اآلالف م���ن قبيل���ة املشاش���ية‬ ‫وغريهم ‪ ،‬يش���كل مصدر قلق (وتص���دع) (طارق‬ ‫مرتي‪ ،‬جملس األمن‪ 18 ،‬يونيو ‪. )2013‬‬ ‫وأكثر من ذلك مازال عدم التس���امح سائداً بني‬ ‫العديد من املواطنني ‪ :‬الثوار وأنصار الثورة وبني‬ ‫أنصار النظام القديم ‪ ,‬وهي تش���كل قضية مهمة‬

‫ج���داً وال�ت�ي قد تنفج���ر يف أي حلظ���ة مما يؤدي‬ ‫إىل عرقل���ة التحول م���ن الدكتاتورية‪" ،‬بل وقد‬ ‫تع���ززت النعرات القبلية‪ ،‬فالنظام الس���ابق أوجد‬ ‫فئ���ات عريضة يف القبائ���ل واملناط���ق املوالية له ‪,‬‬ ‫خاصة يف س���رت وبين وليد وترهونة والصيعان‬ ‫واجلميل واجلنوب اس���تفادت على حساب قبائل‬ ‫ومناط���ق أخ���رى‪ ،‬وبالتالي ف���إن جتاهل مصاحل‬ ‫ه���ذه الفئات ق���د يولد بعض املش���اكل ‪ ،‬إذا مامت‬ ‫التميي���ز ضدهم باس���م والئه���م للنظ���ام البائد"‬ ‫(أمحد علي حمس���ن ‪ ،‬امللف اللييب ‪ ،‬العدد الثاني‪،‬‬ ‫مارس‪/‬أبريل ‪ ،2013‬ص‪ 28‬وما بعدها)‪.‬‬ ‫با َ‬ ‫إلضاف���ة إىل تهمي���ش النظ���ام الس���ابق للكثري‬ ‫م���ن املناطق واملدن الليبية مثل بنغازي والبيضاء‬ ‫وطربق واجلنوب مثل الكفرة وس���بها‪ ،‬وهذا أحد‬ ‫العوام���ل الذي دفع البعض يف املنطقة الش���رقية‬ ‫للمن���اداة بالفدرالية ‪ ،‬األمر ال���ذي يهدد الوحدة‬ ‫الوطنية لليبي���ا يف هذه املرحل���ة ويعمق الفرقة‬ ‫ب�ي�ن املناط���ق ‪ ,‬بل ميث���ل خط���ورة حقيقية على‬ ‫وح���دة ليبيا ‪ ،‬وكذل���ك حالة الع���داء بني بعض‬ ‫املناط���ق وخاص���ة مصراتة وبين ولي���د وتاورغاء‬ ‫ومصراتة والزاوية وورشفانة‪....‬إخل‪.‬‬ ‫وكذل���ك حال���ة االضط���راب وعدم االس���تقرار‬ ‫يف منطق���ة ب�ن�ي وليد وان���دالع اش���تباكات بني‬ ‫جمموعة موالية للث���ورة وأخرى مازالت موالية‬ ‫للق���ذايف‪ ،‬واالش���تباكات اليت وقع���ت يف أوباري‬ ‫و مبنطق���ة الكف���رة ويف مناطق احل���دود الليبية‬ ‫التش���ادية‪ ،‬باإلضاف���ة إىل قضي���ة األمازي���غ يف‬ ‫اجلبل الغربي ‪.‬‬ ‫ويزداد األمر سوءاً أن هذه املناطق تتبعها كتائب‬ ‫مسلحة‪ .‬فإن ذلك ميثل خطراً على البالد‬ ‫(أمحد علي حمس���ن‪ ،‬امللف اللييب‪ ،‬مرجع سابق ‪,‬‬ ‫ص ‪ 29‬ومابعدها )‪ .‬ه���ذا باإلضافة إىل التيارات‬ ‫اإلس�ل�امية اليت تتبنى كتائب مسلحة وخاصة‬ ‫يف ش���رق ليبيا‪ .‬كل هذا يش���كل خطراً على ليبيا‬ ‫وخاصة يف هذه املرحلة االنتقالية‪.‬‬ ‫(‪Frederic Wehrey, The Struggle‬‬ ‫‪For Security in eastern Libya, the‬‬ ‫‪. Carnegie papers, (m sep. 2012‬‬ ‫ومم���ا زاد من تعقيد احلالة الليبية صدور قانون‬ ‫العزل السياس���ي‪ ،‬وليبيا تعاني من حالة انقس���ام‬ ‫ش���ديد ‪ ,‬األم���ر الذي يث�ي�ر كثرياً من الش���كوك‬ ‫ح���ول ق���درة الس���لطات الليبي���ة احلالي���ة عل���ى‬ ‫تطبيق قانون العزل دون أن تكون لذلك تأثريات‬ ‫على مستقبل ليبيا‪.‬‬ ‫فق���د أق���ر قان���ون الع���زل السياس���ي يف ‪5‬ماي���و‬ ‫‪ 2013‬وه���و ينط���وي على عواق���ب بعيدة األثر‬ ‫عل���ى العملية السياس���ية وعل���ى اإلدارة العامة ‪،‬‬ ‫ويتضم���ن القانون طائفة واس���عة م���ن املناصب‬ ‫السياس���ية واإلدارية وغريها من املناصب وحيدد‬ ‫أنواع االرتباط بالنظام السابق والسلوك بوصف‬ ‫ذلك أساس���اً الس���تبعاد األفراد من احلياة العامة‬ ‫ملدة عشر سنوات‪.‬‬ ‫والبد م���ن القول إن ذلك القانون بالش���كل الذي‬ ‫أق���ر به ال يفي بتلك املعايري يف عدد من اجملاالت‪.‬‬ ‫ويف س���ياق العملي���ة االنتقالي���ة الليبية وتركة‬ ‫مؤسس���ات الدولة الضعيفة‪ ،‬ف���إن تنفيذ القانون‬ ‫جيازف بزيادة ضعف تلك املؤسس���ات‪ .‬ففي ‪5/6‬‬ ‫يونيو أي الي���وم الذي أصبح في���ه القانون نافذاً ‪،‬‬ ‫اض���رب العدي���د من املدعي�ي�ن العام�ي�ن والقضاة‬ ‫احتجاج���اً عل���ى بع���ض أح���كام القان���ون ال�ت�ي‬ ‫يعتقدون بأنها تؤثر عليهم‪.‬‬ ‫وق���د انتق���د العديد م���ن الش���خصيات القانونية‬ ‫والقضائية ومؤسس���ات حقوق اإلنسان وكذلك‬

‫منظمة األم���م املتحدة واملمث���ل اخلاص لألمني‬ ‫الع���ام يف ليبي���ا ه���ذا القانون ‪ .‬وعلى س���بيل املثال‬ ‫انظر ‪ ( :‬س���امل العوكلي ‪ ,‬قانون العزل السياسي‬ ‫‪ ,‬امليادين الع���دد ‪ 27-21 ,106‬مايو ‪ , 2013‬ص‬ ‫‪ ) 35-34‬كذل���ك ليبيا اجلديدة ‪ ,‬العدد ‪, 224‬‬ ‫‪ 20‬يونيو ‪ ) 2013‬وكذلك ( صحيفة فرباير‬ ‫‪,‬العدد ‪ 16 , 471‬يونيو ‪. ) 2013‬‬ ‫وقالت األمم املتحدة ‪ :‬إن قانون العزل السياس���ي‬ ‫يف ليبي���ا ال���ذي مينع كل من له صل���ة بالقذايف‬ ‫من توىل مناصب يف احلكومة هو قانون تعس���في‬ ‫وغام���ض وينتهك على األرج���ح احلقوق املدنية‬ ‫والسياس���ية ‪ .‬وم���ن جهت���ه أبل���غ مبع���وث األم���م‬ ‫املتح���دة اخل���اص إىل ليبيا طارق م�ت�ري أعضاء‬ ‫جمل���س األم���ن الدولي أن���ه ال خ�ل�اف فيه على‬ ‫أن قانون العزل السياس���ي حيظى بدعم سياسي‬ ‫كبري لك���ن تطبيقه يهدد مبزي���د من اإلضعاف‬ ‫ملؤسس���ات الدول���ة املتداعي���ة بالفع���ل ‪ ,‬وأض���اف‬ ‫ً‬ ‫قائ�ل�ا ‪ :‬نعتق���د أن الكث�ي�ر م���ن معاي�ي�ر‬ ‫م�ت�ري‬ ‫االستبعاد هي تعسفية وواسعة النطاق وغامضة‬ ‫يف بعض األحي���ان وتنتهك على األرجح احلقوق‬ ‫املدنية والسياس���ية لعدد كب�ي�ر من األفراد (عن‬ ‫فرباي���ر العدد ‪ 11 ،475‬ش���عبان ‪1434‬هـ املوافق‬ ‫‪ 20‬يونيو ‪2013‬م اخلميس)‪.‬‬ ‫فالعدال���ة االنتقالي���ة ه���ي االضط�ل�اع بتل���ك‬ ‫اجملموع���ة م���ن التداب�ي�ر واإلج���راءات القضائية‬ ‫وغ�ي�ر القضائي���ة‪ ،‬خ�ل�ال مرحلة ما بع���د الثورة‬

‫للتص���دي النته���اكات حقوق اإلنس���ان‪ ،‬وغريها‬ ‫من صور إس���اءة اس���تعمال الس���لطة اليت وقعت‬ ‫يف ظ���ل النظام الس���ابق‪ ،‬وخالل ف�ت�رة تغيري هذا‬ ‫النظام‪ ،‬وهي ترمي أساس���اً إىل القصاص العادل‬ ‫للضحايا وجرب األضرار اليت حلقت بهم وذويهم‬ ‫‪ ،‬وإصالح مؤسس���ات الدولة‪ ،‬وحتقيق املصاحلة‬ ‫الوطني���ة به���دف االنتقال باجملتم���ع إىل صميم‬ ‫مرحل���ة الدميقراطية ‪ ،‬ومنع تكرار ما حدث من‬ ‫انتهاكات وجتاوزات‪.‬‬ ‫وتنبع أهمية العدال���ة االنتقالية من أهميتها يف‬ ‫إمتام املصاحلة الوطنية بعد عقود من الس���لطة‬ ‫الدكتاتوري���ة املقيت���ة إىل جان���ب م���ا صاح���ب‬ ‫ث���ورة ‪17‬فرباير م���ن جرائم القت���ل واالغتصاب‬ ‫واالعت���داءات واالنته���اكات حلق���وق اإلنس���ان ‪،‬‬

‫‪19‬‬ ‫ومن هنا تعترب العدالة االنتقالية يف ليبيا‬ ‫ضرورية لتحقيق االستقرار والبدء يف بناء ليبيا‬ ‫املستقبل والتحول من الدكتاتورية إىل الدولة‬ ‫املدنية الدميقراطية‪.‬‬ ‫وهن���اك العديد من امللف���ات اليت تع�ن�ي بالعدالة‬ ‫االنتقالي���ة يف اجملتم���ع اللي�ب�ي س���واء قب���ل ثورة‬ ‫‪17‬فرباي���ر أو أثناءها وال�ت�ي أهمها قضايا القتل‬ ‫اجلماعي واالغتصاب اليت تعرضت هلا‬ ‫بع���ض املدن أثن���اء فرتة الث���ورة إىل جانب قضايا‬ ‫النازحني وامللفات السابقة على الثورة كقضية‬ ‫أبو سليم وقضية أطفال األيدز واختفاء واعتقال‬ ‫العديد من رموز املعارضة الوطنية الليبية يف‬

‫ظل نظام القذايف ‪ ,‬وتشويه عقول الليبني‬ ‫وتزوير التاريخ اللييب ‪.‬‬

‫وينبغ���ي اإلس���راع يف قضية املصاحل���ة الوطنية‬ ‫والعدال���ة االنتقالي���ة يف هذه األوق���ات العصيبة‬ ‫م���ن تاريخ ليبي���ا ‪ ,‬وذلك لتفوي���ت الفرصة على‬ ‫م���ن هلم مصاحل���ة يف إجه���اض الث���ورة وإعاقة‬ ‫عملية التحول م���ن الدكتاتورية واخلروج من‬ ‫تداعي���ات ما بع���د الثورة‪ ،‬وفتح أبواب املش���اركة‬ ‫جلميع الليبيني فليبيا للجميع وتبنى باجلميع‪،‬‬ ‫وهذا يستدعى حواراً وطنياً يسعى لتوفيق وعلى‬ ‫تواف���ق اآلراء بش���أن أولويات املرحل���ة االنتقالية‬ ‫وال�ت�ي تأت���ي يف مقدمة التحديات ال�ت�ي تواجهها‬ ‫اآلن هي املصاحل���ة الوطنية والعدالة االنتقالية‬ ‫‪ ,‬فالعدال���ة االنتقالية هي التصدي لالنتهاكات‬ ‫اجلس���يمة حلقوق اإلنسان وحماسبة مرتكبيها‪،‬‬ ‫وج�ب�ر أض���رار من تعرض���ت حقوقهم للتعس���ف‬ ‫والضرر‪ ،‬واختاذ التدابري واإلجراءات الالزمة ملنع‬ ‫تكرارها ‪ ( ,‬سيادة القانون والعدالة اإلنتقالية يف‬ ‫اجملتمعات اليت عانت وتعاني الصراعات ‪ ,‬وثيقت‬ ‫األمم املتحدة ‪ , 634‬أكتوبر ‪. ) 2011 ,‬‬ ‫وال ميك���ن لليبيني حتقي���ق املصاحل���ة الوطنية‬ ‫وأه���داف العدال���ة االنتقالي���ة وجتن���ب ليبي���ا‬

‫الس���قوط يف احلرب األهلية ‪ ،‬إال من خالل حوار‬ ‫جمتمع���ي وتوافق مما يس���تلزم معاجلة الفرقة‬ ‫ب�ي�ن أبن���اء اجملتم���ع والوط���ن الواح���د‪ ،‬واخت���اذ‬ ‫التدابري الالزمة للتغل���ب عليها بعيداً عن ثقافة‬ ‫الث���أر واالنتقام‪ ،‬وذل���ك حتى ال تتح���ول العدالة‬ ‫االنتقالي���ة إىل عدال���ة انتقامي���ة‪ ...‬لذل���ك جيب‬ ‫عل���ى مجي���ع املواطن�ي�ن واملكونات السياس���ية يف‬ ‫هذه املرحلة التمس���ك بتغليب املصلحة الوطنية‬ ‫والن���أي ع���ن األه���واء الش���خصية أو اجلهوية أو‬ ‫القبلية ‪.‬‬ ‫وحت���ى يتحق���ق النج���اح للمصاحل���ة والعدال���ة‬ ‫االنتقالية يف ليبيا ينبغ���ي إصدار قانون للعدالة‬ ‫االنتقالية حيدد آليات العدالة االنتقالية الواجب‬ ‫اتباعه���ا واإلج���راءات الواج���ب تبنيه���ا لتحقي���ق‬ ‫أهدافه���ا‪ ،‬كم���ا يوض���ح اختصاص���ات اللج���ان‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫من أجل إجناح عملية التحول من الدكتاتورية البد من توافر الثقة يف عملية التحول هذه وجتسري‬ ‫الفجوة بني السلطة السياسية املتمثلة يف املؤمتر الوطين العام واحلكومة املؤقتة‬ ‫واهليئات القضائية منها وغري القضائية القائمة‬ ‫عليها مبا يضفي على اإلجراءات صفة الشرعية‬ ‫‪ ،‬كذلك جيب أن حيدد قانون العدالة االنتقالية‬ ‫هيئة مستقلة وحمايدة وحيدد القانون إجراءات‬ ‫إنش���ائها ‪ ،‬وتش���كيلها واملعايري والشروط الواجب‬ ‫توافرها يف أعضائها‪.‬‬ ‫إن إص���دار قان���ون العدالة االنتقالي���ة من املمكن‬ ‫أن جين���ب الب�ل�اد املش���كالت واالنقس���امات ال�ت�ي‬ ‫صاحب���ت ث���ورة ‪17‬فرباير وما بعده���ا‪ .‬وما قبلها‬ ‫ولكن يب���دو أن اإلرادة السياس���ية مل تتوافر بهذا‬ ‫األمر الذي س���يرتتب عليه مزي���داً من التداعيات‬ ‫السلبية على الوطن واألمن الوطين‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬حتدي الدولة الريعية واجملتمع‬ ‫الريعي وتداعياته على األمن الوطين‪:‬‬

‫ليبي���ا تعت�ب�ر أفض���ل جتس���يد ملفه���وم الدول���ة‬ ‫الريعي���ة‪ ،‬فهذه الدولة تعتم���د يف اقتصادها على‬ ‫إنتاج النفط وتصديره‪ ،‬ويس���تند اقتصادها على‬ ‫الري���ع اخلارج���ي املعتم���د عل���ى تواف���ر ظ���روف‬ ‫مناس���بة وطلب خارجي‪ ،‬ومتثل إي���رادات النفط‬ ‫العنص���ر املهيم���ن عل���ى النش���اط االقتص���ادي‬ ‫ومبقارن���ة بس���يطة بني عنص���ر العم���ل والناتج‬ ‫تتجل���ى املفارق���ة‪ ،‬حي���ث إن إنت���اج النف���ط ميثل‬ ‫حوالي ما بني ‪ 85-90%‬من الناتج احمللي إال أن‬ ‫ع���دد العاملني يف إنتاج النف���ط ‪ 3%‬من جمموع‬ ‫القوى العاملة الرمسية‪.‬‬ ‫وتتس���م الدول���ة الريعي���ة يف ليبي���ا جبمل���ة من‬ ‫اخلصوصي���ات كلها تش���كل خط���ورة ليس على‬ ‫األمن الوط�ن�ي ‪ ,‬بل على مس���تقبل ليبيا بالكامل‬ ‫ودوره���ا اإلقليم���ي والعامل���ي‪( .‬د‪ .‬عل���ي خض�ي�ر‬ ‫م���رزا‪ ،‬ليبي���ا‪ ،‬ب�ي�روت‪ :‬ال���دار العربية للدراس���ات‬ ‫والنشر‪،2012‬ص‪ 391‬وما بعدها)‪.‬‬ ‫وه���ذه اخلصوصي���ات أهمه���ا تكري���س النظ���ام‬ ‫األب���وي ‪ ,‬تضخ���م ع���دد العامل�ي�ن يف أجه���زة‬ ‫الدولة مب���ا يف ذلك القط���اع االقتصادي ‪ ،‬ضعف‬ ‫وهشاش���ة الطبق���ة املتوس���طة و غي���اب اجملتم���ع‬ ‫املدن���ي ‪ ,‬وضع���ف القط���اع اخلاص الذي يش���كل‬ ‫أح���د العناص���ر األساس���ية للتنمي���ة‪ ،‬أكثر من‬ ‫ذل���ك انتش���ار املمارس���ات غ�ي�ر الدميقراطي���ة ‪:‬‬ ‫فاالس���تقالل املال���ي للدول���ة الريعي���ة جيعله���ا‬ ‫تتجن���ب املس���اءلة مما يس���اهم يف تدعيم وتعزيز‬ ‫الدكتاتورية وخلق ثقافة معادية للمش���اركة‬ ‫السياس���ية واملمارس���ات الدميقراطي���ة‪ ،‬وإعاق���ة‬ ‫ظهور اجملتم���ع املدني‪ ،‬واألخط���ر من ذلك كله‬ ‫هو تأس���يس العقلية والثقافة الريعية اليت ترى‬ ‫أن العائ���د ال يعدو أن يكون رزقاً أو هبة أو غنيمة‬ ‫ولي���س ج���زء من نظ���ام إنتاج���ي وم���ا يرتبط به‬ ‫من جهد وعم���ل ‪ ,‬وتكريس الوظيفة األساس���ية‬ ‫للدولة وه���ي توزي���ع الريع على أف���راد اجملتمع‬ ‫‪ ،‬ه���ذا األمر يعكس نفس���ه عل���ى صياغة عالقات‬ ‫اجملتم���ع حبيث تنظ���م هذه العالق���ات على حنو‬ ‫يس���مح هلؤالء الدين يدي���رون الدولة ومن يدور‬ ‫يف فلكه���م باحلصول عل���ى أكرب قدر ممكن من‬ ‫إعادة توزيع الريع النفطي وبذلك تبتعد الدولة‬ ‫عن الوظائف األساسية وأهمها تنفيذ السياسات‬ ‫ال�ت�ي تلتزم بها أمام مواطنيه���ا وهذا يبدو أكثر‬ ‫وضوحا يف املرحلة اإلنتقالية ا َ‬ ‫الن ‪.‬‬ ‫كل ه���ذه اخلصوصيات املرتبطة به���ذه الدولة‬ ‫الريعي���ة تش���كل تهدي���داً لألم���ن الوط�ن�ي‪ ،‬فهذا‬ ‫الريع الذي يأتي من النفط يعتمد على الس���وق‬ ‫اخلارج���ي والظ���روف احلاكم���ة يف قضي���ة‬ ‫الع���رض والطلب ومص���احل الش���ركات الكربى‬ ‫ودوهلا وما يرتت���ب على ذلك‪ ،‬ملثل هذه الظروف‪,‬‬ ‫األم���ر الذي يؤثر يف ليبيا يف بن���اء الدولة وإعادة‬ ‫اإلعم���ار يف امل���دى القريب وتكري���س هذا النمط‬ ‫م���ن الثقافة والعقلي���ة الريعية اليت لن تس���اهم‬ ‫يف التحوالت الدميقراطية يف املرحلة اإلنتقالية‬

‫وال يف وتكري���س الدميقراطية يف امل���دى البعيد‪.‬‬ ‫وحتى تتجاوز ليبي���ا هذه التحديات جيب العمل‬ ‫عل���ى التح���ول إىل االقتص���اد املتن���وع والتح���ول‬ ‫إىل النش���اطات االقتصادي���ة مس���تدمية النم���و‪،‬‬ ‫واالبتع���اد ع���ن االس���تخدام يف أجه���زة الدول���ة‬ ‫والعم���ل على الوص���ول إىل توافق ب�ي�ن الليبيني‬ ‫يف كيفي���ة توزيع الثروة النفطية بش���كل عادل‬ ‫وش���فاف‪ .‬وحتويل املواطنني إىل منتجني وليس‬ ‫إىل مواطن�ي�ن ينتظ���رون منح الدول���ة ‪ ,‬والعمل‬ ‫على تعزيز ثقافة العمل واإلنتاج بدال من ثقافة‬ ‫اهلبة و الغنيمة ‪.‬‬ ‫س���بل مواجه���ة التحدي���ات وش���روط جن���اح‬ ‫عملية التحول‬ ‫وبناء الدولة اجلديدة املدنية الدميقراطية‬ ‫مواجه���ة التحدي���ات املش���ار إليه���ا مين���ع انهي���ار‬ ‫عملي���ة التح���ول ‪ ,‬ب���ل ويبعدنا عن ش���بح الدولة‬ ‫الفاشلة الذي حييط بنا من كل جهة ‪ ,‬وظروف‬ ‫والدتها متوفرة بدرجة عالية‪ .‬وإن سبل مواجهة‬ ‫ه���ذه التحديات كث�ي�رة أهمها يف ه���ذه املرحلة‬

‫السياس���ي‪ ،‬وطبيعة الدولة وش���كلها‪....‬إخل‪ .‬وهذا‬ ‫يتطل���ب الوح���دة ومل الش���مل بد ً‬ ‫ال م���ن اإلقصاء‬ ‫واالستبعاد (إال وفقاً للقانون والقضاء) حتى تبدأ‬ ‫عملية التحول الدميقراطي بتمثيل كل القوى‬ ‫السياس���ية واالجتماعية مب���ن فيها من يتحفظ‬ ‫عل���ى الدميقراطي���ة ويعتربها كفراً أو وس���يلة‬ ‫غربية للسيطرة على الوطن‪.‬‬ ‫‪.2‬املصاحل���ة الوطني���ة والعدال���ة االنتقالي���ة‪:‬‬ ‫ينبغ���ي اإلس���راع يف قضي���ة املصاحل���ة الوطني���ة‬ ‫والعدال���ة االنتقالي���ة يف هذه األوق���ات العصيبة‬ ‫م���ن تاريخ ليبيا وذلك لتفويت الفرصة على من‬ ‫هل���م مصلحة يف إجهاض الث���ورة وإعاقة عملية‬ ‫التحول من الدكتاتورية واخلروج من تداعيات‬ ‫م���ا بعد الث���ورة‪ ،‬وفت���ح أبواب املش���اركة جلميع‬ ‫الليبيني (إال من يس���تبعد حبك���م قضائي) فليبيا‬ ‫للجميع وتبنى باجلميع ‪ ،‬وهذا يس���تدعى حواراً‬ ‫وطني���اً يس���عى للتوفيق ب�ي�ن ذات الب�ي�ن وتوافق‬ ‫اآلراء بش���أن أولوي���ات املرحل���ة االنتقالية واليت‬ ‫تأت���ي يف مقدمته���ا املصاحلة الوطني���ة والعدالة‬

‫االنتقالية‪-:‬‬ ‫‪.1‬وح���دة اهل���دف‪ :‬جي���ب أن نع���رف بداي���ة إن‬ ‫هن���اك بع���ض عناص���ر الث���ورة املض���ادة يعملون‬ ‫إلعاق���ة املرحل���ة االنتقالي���ة وبن���اء الدول���ة‬ ‫اجلدي���دة ‪ ,‬وبالتال���ي علينا حن���ن الليبيني وعلى‬ ‫الس���لطة السياس���ية املتمثلة يف املؤمت���ر الوطين‬ ‫الع���ام واحلكوم���ة املؤقت���ة اإلس���راع يف إجن���از‬ ‫استحقاقات هذه املرحلة اليت تتطلب تعبئة كل‬ ‫اجلهود وتوحي���د كل الصف���وف القوى صاحبة‬ ‫املصلح���ة يف بناء الدول���ة املدني���ة الدميقراطية‬ ‫والتخلص م���ن مرحلة الدكتاتورية وترس���يخ‬ ‫الدميقراطية‪.‬‬ ‫التجارب السابقة تعلمنا أن هذه العملية صعبة‬ ‫ولكنها ليست مستحيلة الن الثوار وأنصار الثورة‬ ‫و القي���ادات الوطني���ة اليت برزت أثن���اء الثورة قد‬ ‫يضطرون للدخول يف حتالفات جديدة ‪ ,‬بل واىل‬ ‫اس���تبعاد من كان يقف معه���م يف الصف الواحد‬ ‫لذلك املعيار السياس���ي األساسي يف هذه املرحلة‬ ‫االنتقالية هو التمس���ك بوحدة اهلدف من مجيع‬ ‫الق���وى وقب���ول االخت�ل�اف يف الوس���ائل وآلي���ات‬ ‫للتطبي���ق ‪ .‬وتب���دأ وحدة اهل���دف ه���ذه باالتفاق‬ ‫على املبادئ الدس���تورية احلاكمة واليت تش���كل‬ ‫الطري���ق للتح���ول م���ن مرحل���ة الدكتاتوري���ة‬ ‫وتؤك���د عل���ى س���يادة القان���ون ‪ ،‬باإلضاف���ة إىل‬ ‫التع���رض لبع���ض اإلش���كاليات األساس���ية مثل‬ ‫مكانة الش���ريعة اإلس�ل�امية ودورها يف اجملتمع‬ ‫وأهميته���ا يف الدس���تور املرتق���ب‪ ،‬وش���كل النظام‬

‫االنتقالية وكيفية التعامل مع أعداء األمس ‪.‬‬ ‫ه���ذه القضي���ة قد تكون م���ن القضاي���ا اخلالفية‬ ‫ب�ي�ن الليبيني ‪ ،‬بل ومتثل أهم القضايا اليت تواجه‬ ‫الليبيني وهي من أه���م عوامل الفرقة اآلن ‪ ,‬وقد‬ ‫واجه���ت ه���ذه املش���كلة العدي���د من ال���دول اليت‬ ‫ش���هدت عملي���ات حتول خالل الرب���ع األخري من‬ ‫القرن العش���رين والعقد األول من القرن الواحد‬ ‫والعش���رين‪ ،‬وأه���م دول���ة واجهتها هذه املش���كلة‪،‬‬ ‫كانت جنوب أفريقيا اليت عانت لسنوات طويلة‬ ‫الظل���م والتعس���ف والتمييز العنصري يف أبش���ع‬ ‫ص���وره ‪ ،‬والذي قس���م اجملتم���ع إىل أقلية بيضاء‬ ‫حتكم ومتلك كل ش���يء تقريباً وأغلبية س���وداء‬ ‫تعاني االس���تبعاد الكلي من ذل���ك ‪ .‬وعندما بدأت‬ ‫عملي���ة التح���ول لتمك�ي�ن األغلبية الس���وداء من‬ ‫املشاركة السياسية‪ ،‬كان من املمكن أن ميارس‬ ‫الث���أر ض���د األقلي���ة البيض���اء ‪ ،‬ولك���ن "نيلس���ون‬ ‫مانديال" رفض ذلك واقرتح بد ً‬ ‫ال من ذلك طريق‬ ‫العدال���ة االنتقالية واليت تقوم على تكوين جلان‬ ‫تقصي احلقيقة وإحقاق احلق كآلية ملمارس���ة‬ ‫التوب���ة واالعت���ذار والعف���و ( عن جترب���ة جنوب‬ ‫أفريقي���ا ‪ ,‬انظ���ر دليل العدال���ة اإلنتقالية مرجع‬ ‫سابق ص ‪ 55‬ومابعدها ) ‪.‬‬ ‫املطل���وب أن تعم���ل كاف���ة اجله���ات املعني���ة يف‬ ‫ليبيا على زيادة الوعي مبفاهيم س���يادة القانون‪،‬‬ ‫وكذا التوعي���ة بأهداف وآلي���ات تطبيق العدالة‬ ‫االنتقالية‪ ،‬مبشاركة فاعلة من كافة مكونات‬ ‫اجملتمع ‪ ،‬مبن فيهم الضحايا ومنظمات اجملتمع‬

‫املدن���ي لالنتق���ال باجملتم���ع إىل مرحلة الس���لم‬ ‫االجتماعي واالستقرار يف كافة مناحي احلياة‪،‬‬ ‫خاص���ة أن مكون���ات مفه���وم العدال���ة االنتقالية‬ ‫تتف���ق متام���اً م���ع أح���كام الش���ريعة اإلس�ل�امية‬ ‫الغ���راء اليت تدعو إىل تقص���ي ومعرفة احلقيقة‬ ‫‪ ،‬واحملاس���بة‪ ،‬والقص���اص‪ ،‬وإص�ل�اح ذات الب�ي�ن‬ ‫وتعوي���ض الضحاي���ا‪ ،‬والعف���و واملصاحل���ة يف‬ ‫الوق���ت ذاته ( د‪.‬علي حمم���د الصالبي ‪ ,‬العدالة و‬ ‫املصاحله الوطنية ‪ ,‬بريوت ‪ :‬دار املعرفة ‪, 2012 ,‬‬ ‫ص ‪ 28‬وما بعدها ) ‪.‬‬ ‫من أجل إجناح عملية التحول من الدكتاتورية‬ ‫الب���د م���ن تواف���ر الثق���ة يف عملية التح���ول هذه‬ ‫وجتسري الفجوة بني السلطة السياسية املتمثلة‬ ‫يف املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام واحلكوم���ة املؤقت���ة‪،‬‬ ‫والوف���اء بالوع���ود يف املدى القص�ي�ر والعمل على‬ ‫حتقيق إجنازات على مس���توى املعيش���ة اليومية‬ ‫للطبق���ة الوس���طى وللمهمش�ي�ن ‪ ,‬خاص���ة وإننا‬ ‫نع���رف أن ليبيا هي بل���د املليون فق�ي�ر‪ ،‬فبالتالي‬ ‫ينبغ���ي العم���ل عل���ى حتقي���ق ه���ذه اإلجن���ازات‪،‬‬ ‫وإال انف���ض املؤي���دون عن الدولة اليت ن���ادوا بها‪.‬‬ ‫وبالتالي ف���إن تدعيم الثق���ة يف النخبة املوجودة‬ ‫يف الس���لطة اآلن يدعم الثق���ة يف عملية التحول‬ ‫إىل الدميقراطي���ة ‪ ,‬األم���ر ال���ذي يس���اعد عل���ى‬ ‫االستقرار واألمان‪.‬‬ ‫‪.3‬تعزي���ز تواف���ر الثق���ة وجتس�ي�ر الفج���وة بني‬ ‫الس���لطة السياس���ية واملواط���ن ‪ :‬من أج���ل إجناح‬ ‫عملي���ة التح���ول م���ن الدكتاتوري���ة الب���د م���ن‬ ‫تواف���ر الثق���ة يف عملي���ة التحول هذه وجتس�ي�ر‬ ‫الفجوة بني السلطة السياسية املتمثلة يف املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي العام واحلكومة املؤقتة‪ ،‬والوفاء بالوعود‬ ‫يف امل���دى القصري والعمل عل���ى حتقيق إجنازات‬ ‫على مستوى املعيش���ة اليومية للطبقة الوسطى‬ ‫وللمهمش�ي�ن ‪ ,‬خاص���ة وإننا نع���رف أن ليبيا هي‬ ‫بل���د املليون فق�ي�ر‪ ،‬فبالتال���ي ينبغ���ي العمل على‬ ‫حتقيق هذه اإلجنازات‪ ،‬وإال انفض املؤيدون عن‬ ‫الدول���ة اليت نادوا بها‪ .‬وبالتالي فإن تدعيم الثقة‬ ‫يف النخبة املوجودة يف الس���لطة اآلن يدعم الثقة‬ ‫يف عملية التحول إىل الدميقراطية ‪ ,‬األمر الذي‬ ‫يساعد على االستقرار واألمان‪.‬‬ ‫‪.4‬اإلسراع يف بداية حوار وطين ‪ :‬بني كل القوى‬ ‫الوطني���ة والكيان���ات السياس���ية واالجتماعي���ة‬ ‫املختلفة ‪ ،‬فاحل���وار يبقى هو الوس���يلة الناجحة‬ ‫إلجن���از عملي���ة التح���ول يف ه���ذه املرحل���ة‬ ‫االنتقالي���ة املتأزم���ة حي���ث تتعل���م ه���ذه الق���وى‬ ‫التكي���ف مع مطالب اآلخري���ن وجتنب القطيعة‬ ‫اليت تؤدي إىل مجود عملية التحول وال جيب أن‬ ‫يقتصر احلوار على معاجلة املشاكل اآلنية‪ ،‬بل‬ ‫ينبغي أن يوظف هذا احلوار إىل دراس���ة كيفية‬ ‫احلد من تدهور احلالة الليبية وحتول ليبيا إىل‬ ‫دولة فاشلة‪ .‬وال ميكن لليبيني حتقيق املصاحلة‬ ‫الوطني���ة وأهدافه���ا وجتن���ب ليبيا الس���قوط يف‬ ‫احل���رب األهلي���ة إال م���ن خالل ح���وار جمتمعي‬ ‫وتوافق ‪ ,‬مما يس���تلزم معاجل���ة الفرقة بني أبناء‬ ‫اجملتمع والوطن الواحد‪ ،‬واختاذ التدابري الالزمة‬ ‫للتغل���ب عليه���ا واس���تئصال جذورها بعي���داً عن‬ ‫ثقاف���ة الث���أر واالنتقام‪ ،‬لذلك جي���ب على مجيع‬ ‫املواطن�ي�ن واملكونات السياس���ية يف ه���ذه املرحلة‬ ‫التمس���ك بتغليب املصلحة الوطني���ة والنأي عن‬ ‫األهواء الشخصية و القبلية و اجلهوية ‪.‬‬ ‫‪.5‬إصدار قانون للعدالة االنتقالية حتى يتحقق‬ ‫‪ :‬النجاح للمصاحلة الوطنية والعدالة االنتقالية‬ ‫حي���دد آليات العدال���ة االنتقالي���ة الواجب اتباعها‬ ‫واإلج���راءات الواج���ب تبنيه���ا لتحقي���ق أهدافه���ا‬ ‫‪ ،‬كم���ا يوض���ح اختصاص���ات اللج���ان واهليئ���ات‬ ‫القضائي���ة منها وغ�ي�ر القضائي���ة القائمة عليها‬ ‫مبا يضفي على اإلجراءات صفة الش���رعية ‪ ،‬مع‬ ‫أعلى‬ ‫معاي�ي�ر العدال���ة اجلنائي���ة الدولي���ة املعروف���ة‪،‬‬ ‫كذلك جيب أن حيدد قانون‬ ‫العدال���ة االنتقالي���ة هيئ���ة مس���تقلة وحماي���دة‬ ‫وحي���دد القان���ون إج���راءات إنش���ائها وتش���كيلها‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫لش��رعية السياسية والدستورية واجلغرافية هي ش��روط ضرورية لبناء الدولة بالرغم من ذلك هي‬ ‫ليس��ت شروط ًا كافية لتحقيق الدميقراطية ‪ ،‬بل البد من توافر الشروط األخرى مثل االتفاق العام‬ ‫والتوافق حول قواعد العملية السياسية وإجياد القيود على حمتوى السياسات العامة اجلديدة‬ ‫واملعايري والشروط الواجب توافرها يف أعضائها‪.‬‬ ‫إن إص���دار قان���ون العدالة االنتقالي���ة من املمكن‬ ‫أن جين���ب الب�ل�اد املش���كالت واالنقس���امات ال�ت�ي‬ ‫صاحب���ت ث���ورة ‪ 17‬فرباير وما بعده���ا وما قبلها‬ ‫ولكن يب���دو أن اإلرادة السياس���ية مل تتوافر بهذا‬ ‫األمر الذي س���يرتتب عليه مزيد م���ن التداعيات‬ ‫السلبية على الوطن واملواطن‪.‬‬ ‫‪.6‬هيمن���ة الدول���ة على وس���ائل الق���وة والعنف‬ ‫واس���تخدامها ‪ :‬ألنها املؤسس���ة الوحي���دة املخولة‬ ‫بامت�ل�اك الس�ل�اح واس���تخدامه‪ .‬فأم���ن املواط���ن‬ ‫وأم���ن الوط���ن ال يتع���زز إال عندما تك���ون الدولة‬ ‫وحده���ا ممس���كة بوس���ائل الق���وة لتوظيفه���ا يف‬ ‫حتقي���ق التزاماته���ا باح�ت�رام حق���وق املواطن�ي�ن‪،‬‬ ‫وعندم���ا تكون وس���ائل الق���وة والعنف والس�ل�اح‬ ‫حت���ت س���يطرة مجاع���ات أخ���رى غ�ي�ر الدول���ة‪،‬‬ ‫ف���إن النتائج قلم���ا تأتي ملصلحة أم���ن املواطن أو‬ ‫أمن الوط���ن والتجارب التارخيية يف هذا الش���أن‬ ‫عدي���دة ولكن يكفي أن نذكر العراق والس���ودان‬ ‫والصوم���ال ومال���ي ‪ ,‬جي���ب أن تس���تثمر الفرص‬ ‫املواتية اآلن (اليت أتيحت بعد يوم الس���بت األسود‬ ‫وما بعده) بس���رعة وجدية لبناء جبهة من القوى‬ ‫اجملتمعية صاحبة املصلحة يف سحب السالح من‬ ‫اجلماعات املس���لحة وبناء جي���ش وطين ملعاضدة‬ ‫هذا البناء ضد هؤالء الذين يعيقون بناء الوطن ‪.‬‬ ‫‪.7‬بن���اء جيش وط�ن�ي ‪ :‬يأخذ يف اعتب���اره العلوم‬ ‫العس���كرية احلديث���ة والتكنولوجي���ا املتقدم���ة‬ ‫وخصوصي���ة الدول���ة الليبي���ة وأراضيه���ا‬ ‫وجغرافيته���ا الواس���عة‪ ،‬يؤس���س ه���ذا اجلي���ش‬ ‫عل���ى عقيدة عس���كرية جدي���دة أساس���ها محاية‬ ‫املواطن والوطن واحلف���اظ على الوحدة الوطنية‬ ‫وأن ال���والء للوط���ن بع���د اهلل‪ ،‬باإلضاف���ة إىل بناء‬ ‫مؤسس���ة األم���ن الوط�ن�ي (الش���رطة وفروعه���ا‬ ‫وأجهزته���ا) لتوفري االس���تقرار واألمن للمواطن‬ ‫والوطن‪ .‬هذه اخلطوة ستدعم وتعزز عملية بناء‬ ‫الدولة ومؤسساتها وستساهم يف عملية التحول‬ ‫إىل الدولة الدميقراطية ‪.‬‬ ‫‪ .8‬وجود خنبة سياسية وجمتمع مدني ‪ :‬على أن‬ ‫تك���ون هذه النخبة قادرة على خماطبة املواطنني‬ ‫وكس���ب ثقته���م لكي نضم���ن احل���د األدنى من‬ ‫االس���تقرار السياس���ي‪ ،‬وقادرة عل���ى إدارة أزمات‬ ‫املرحلة االنتقالية وواعية مبشاكلها ومدركة‬ ‫لتعقده���ا ومس���توعبة التح���والت العاملي���ة وم���ا‬ ‫يرتب���ط به���ا من مص���احل خمتلف���ة ‪ ،‬وأكثر من‬ ‫ذلك ينبغي أن تكون حاملة لرؤية حتدد أولويات‬ ‫عملية البناء والتح���ول ‪ ،‬فالنخبة عامل جوهري‬ ‫يف جناح عملية التحول إىل ما بعد الدكتاتورية‪،‬‬ ‫خاصة يف وجود جمتمع مدني قوي يوازن سلطة‬ ‫الدولة س���يكون حصنا ضد ع���ودة الدكتاتورية‪،‬‬ ‫بل واس���تمرار التحول وتعزي���ز الدميقراطية يف‬ ‫اجملتمع ‪.‬‬ ‫‪.9‬الش���رعية‪ :‬ال ميك���ن للمجتم���ع أن يس���تمر‬ ‫ً‬ ‫طوي�ل�ا بدونه���ا مبعن���ى أن���ه ال يس���تطيع تعزيز‬ ‫عملي���ة الدميقراطي���ة م���امل يتمتع بالش���رعية‬ ‫وليست الش���رعية السياس���ية فقط بل الشرعية‬ ‫اجلغرافية ونعين أن أولئك الذين يعيشون ضمن‬ ‫نط���اق الدول���ة يقبل���ون حدوده���ا اإلقليمية وال‬ ‫يعارضونها إال عرب الوسائل القانونية‪ .‬والشرعية‬ ‫الدس���تورية مبعن���ى القب���ول العام للدس���تور أي‬ ‫البني���ة الرمسي���ة للقواع���د ال�ت�ي حت���دد تنظيم‬ ‫وتوزي���ع الش���ئون السياس���ية والتناف���س عليه���ا‪.‬‬ ‫والش���رعية السياسية واليت تشري إىل املدى الذي‬ ‫يعترب املواطنون واألحزاب السياس���ية واملنظمات‬ ‫أو املؤسس���ات املدني���ة والسياس���ية األخ���رى أن‬

‫الس���لطة القائم���ة هل���ا احل���ق ‪ ،‬إجرائي���اً يف تولي‬ ‫وممارسة السلطة أي القول إن السلطة القائمة‬ ‫تتمت���ع بش���رعية سياس���ية عندما تعك���س نتائج‬ ‫االنتخاب���ات التنافس���ية تفصي�ل�ات الناخبني من‬ ‫املواطنني وفقاً للرتتيبات القانونية واملؤسسية ‪.‬‬ ‫الش���رعية السياس���ية والدس���تورية واجلغرافية‬ ‫ه���ي ش���روط ضروري���ة لبن���اء الدول���ة بالرغ���م‬ ‫م���ن ذلك هي ليس���ت ش���روطاً كافي���ة لتحقيق‬ ‫الدميقراطي���ة ‪ ،‬ب���ل الب���د م���ن تواف���ر الش���روط‬ ‫األخرى مث���ل االتفاق العام والتوافق حول قواعد‬ ‫العملية السياس���ية وإجياد القي���ود على حمتوى‬ ‫السياس���ات العام���ة اجلديدة‪ ،‬واحل���د من الصراع‬ ‫على امل���وارد النادرة أو القابلة للندرة واليت تتولد‬ ‫نتيجة للفق���ر‪ ،‬وتتج���اوز االختالف���ات الثقافية‬ ‫وذل���ك بالس���ماح هل���ذه اجلماع���ات بالتعب�ي�ر عن‬ ‫نفس���ها واملساهمة يف بناء ليبيا من خالل اآلليات‬ ‫املتع���ارف عليه���ا وحتقي���ق مطالبه���ا املش���روعة‪،‬‬ ‫والعمل عل���ى إجياد مبدأ عام يتج���اوز كل هذه‬ ‫االختالفات الثقافية واملصلحية‪ ،‬هذا املبدأ ميكن‬ ‫أن يتمث���ل يف مبدأ املواطنة وه���ذا اإلجناز حيتاج‬ ‫إىل وقت ميكن حتقيقه يؤدي إىل شرعية احلكم‬ ‫ومشروعية سياساته وتعزيز الدميقراطية‪.‬‬

‫ليبيا إىل أين؟‬

‫" سيناريوهات" ممكنة احلدوث يف هذه املرحلة‬ ‫االنتقالية‪.‬‬ ‫نعرض هنا ثالثة "سيناريوهات" ممكنة احلدوث‬ ‫يف ليبيا يف هذه املرحلة االنتقالية‪ ،‬األول يفرتض‬ ‫تضافر جمموعة من العوامل اإلجيابية وتزامنها‬ ‫معا‪ .‬والثاني يفرتض تردي األوضاع الراهنة مع‬ ‫تزام���ن جمموعة من العوام���ل وتفاعلها معاً مما‬ ‫يؤدي هلذا "السيناريو"‪ .‬والثالث يفرتض استمرار‬ ‫األوضاع الس���ائدة اآلن خاصة يف قدرة الس���لطة‬ ‫السياسية وحتول يف ميزان القوة العسكرية بني‬ ‫اجلماع���ات املس���لحة وتزامنه م���ع عوامل أخرى‬ ‫كما ه���ي موضحة ت���ؤدي إىل هذا "الس���يناريو"‪.‬‬ ‫علماً بأن هذه "الس���يناريوهات" األساسية وميكن‬ ‫أن تكون هناك "س���يناريوهات" أخرى مشتقة من‬ ‫هذه "السيناريوهات" األساسية‪.‬‬

‫واالجتماعية لتحديد أولويات عملية البناءِ‪.‬‬ ‫*متتع السلطة السياس���ية بالشرعية السياسية‬ ‫والشرعية اجلغرافية والدستورية‪.‬‬ ‫*الس���يطرة على مجيع احلدود الليبية س���يطرة‬ ‫كاملة‪.‬‬ ‫*عدم الس���ماح مطلقاً أن تصبح ليبي���ا مالذاً اَمناً‬ ‫جلماعات القاعدة‪.‬‬ ‫*احت���واء اجلماع���ات اإلس�ل�امية املختلف���ة‬ ‫وتضمينها يف عملية التحول‪.‬‬ ‫*تضم�ي�ن الق���وى الثوري���ة الفتي���ة يف العملي���ة‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫*احلد من الصراع على املوارد املالية واملعنوية‪.‬‬ ‫*تضم�ي�ن اجلماع���ات الثقافي���ة املختلفة وذلك‬ ‫بالس���ماح هل���ذه اجلماع���ات بالتعبري عن نفس���ها‬ ‫والرتحيب مبساهمتها يف بناء ليبيا‪.‬‬ ‫*تضم�ي�ن املهمش�ي�ن م���ن اجملتم���ع اللي�ب�ي يف‬ ‫العملي���ة السياس���ية‪ :‬امل���رأة والفق���راء واملعاق�ي�ن‬ ‫وضحايا الدكتاتورية‪.‬‬ ‫دعم خارجي لعملية التحول (عربي وأجنيب)‪.‬‬ ‫"السيناريو" الثاني‬ ‫الدولة الفاشلة والتدخل األجنيب‬ ‫يفرتض هذا "السيناريو" تدهور األوضاع السائدة‬ ‫اآلن وانهي���ار مرحلة التح���ول ‪ ,‬وحتول ليبيا إىل‬ ‫دول���ة فاش���لة ‪ ,‬ووج���ود جمموع���ة م���ن العوامل‬ ‫تتزامن يف حدوثها ‪ ,‬وهذه العوامل هي ‪:‬‬

‫‪21‬‬ ‫األبيض املتوسط‪.‬‬ ‫*تهدي���د املصاحل األوربي���ة (الفرنس���ية خاصة)‬ ‫اإلسرتاتيجية يف أفريقيا‪.‬‬ ‫*إيقاف ضخ النفط والغاز ألوربا‪.‬‬ ‫*س���يطرة اجلماعات املتشددة على الدولة (وفقاً‬ ‫للمقياس الغربي)‪.‬‬ ‫"السيناريو" الثالث‬ ‫الثورة املضادة‬ ‫هذا يفرتض استمرار األوضاع الراهنة كما هي‬ ‫عليه ‪ :‬وبالذات اليت ختص السلطة‬ ‫السياس���ية وإدارته���ا للمرحل���ة االنتقالية وعدم‬ ‫ق���درة الس���لطة السياس���ية اخت���اذ الق���رارات يف‬ ‫الوقت املناس���ب والضعف الشديد أمام اجلماعات‬ ‫املسلحة‪ ،‬وعدم حتديد أولويات‬ ‫املرحل���ة االنتقالية‪ ،‬وعدم ثق���ة معظم املواطنني‬ ‫يف النخبة السياس���ية‪ ،‬يتزامن مع ذلك جمموعة‬ ‫عوامل هي‪-:‬‬ ‫• إحباط متزايد بني املواطنني وخاصة الشباب‪.‬‬ ‫• ارتفاع حجم البطالة بني الشباب‪.‬‬ ‫• ع���دم ق���درة الدولة عل���ى اإليف���اء بالتزاماتها‬ ‫املالية جتاه املواطنني وخاصة يف‬ ‫املناطق النائية‪.‬‬ ‫• إحج���ام اجملتم���ع املدن���ي ع���ن تأييد الس���لطة‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫• دع���م خارجي (عربي أو أجنيب) أو االثنان معاً‬ ‫للثورة املضادة ‪.‬‬ ‫• تغيري يف ميزان القوى بني اجلماعات املسلحة‪.‬‬ ‫• حتال���ف عس���كري ب�ي�ن اجلماع���ات املس���لحة‬ ‫وبعض من اجلماعات اإلسالموية ‪.‬‬ ‫• دعم وتأييد من عناصر النظام السابق‪.‬‬ ‫وأي���راً ينبغ���ي أن نأخ���ذ يف اعتبارن���ا املتغ�ي�رات‬ ‫اليت ق���د تطرأ يف الس���احات احمللي���ة واإلقليمية‬

‫"السيناريو" األول‬

‫جناح إدارة مرحلة التح���ول وبناء الدولة املدنية‬ ‫الدميقراطية‬ ‫ه���ذا يف�ت�رض تواف���ر جمموع���ة م���ن العوام���ل‬ ‫اإلجيابي���ة يتزامن حدوثه���ا وتتفاعل مع بعضها‬ ‫إلنتاج هذه الوضعية وهذه العوامل هي‪:‬‬ ‫*خنب���ة سياس���ية ذات رؤي���ة ملرحل���ة التح���ول‬ ‫وتعقيداتها‪.‬‬ ‫*جمتم���ع مدن���ي ق���وي يؤي���د ويدع���م عملي���ة‬ ‫التحول‪.‬‬ ‫*وحدة اهلدف واختالف اآلليات‪.‬‬ ‫*إصدار قان���ون العدالة االنتقالية والش���روع يف‬ ‫املصاحلة الوطنية‪.‬‬ ‫*بن���اء جي���ش وط�ن�ي وأم���ن وط�ن�ي (الش���رطة‬ ‫وأجهزتها)‪.‬‬ ‫*احت���كار هيمن���ة الدول���ة عل���ى وس���ائل الق���وة‬ ‫والسالح‪.‬‬ ‫*سحب مجيع األسلحة من اجلماعات املسلحة‪.‬‬ ‫*ح���ل مجيع اجلماعات املس���لحة وإصدار قانون‬ ‫حي���رم مح���ل الس�ل�اح واس���تخدامه عل���ى مجيع‬ ‫املواطنني‪.‬‬ ‫*التواف���ق عل���ى املب���ادئ احلاكم���ة للدس���تور‬ ‫واملوافقة على صياغته‪.‬‬ ‫*تعزيز الثقة بني السلطة السياسية واملواطن‪.‬‬ ‫*ح���وار وط�ن�ي ب�ي�ن كل املكون���ات السياس���ية‬

‫*عدم قدرة الس���لطات على الس���يطرة واهليمنة‬ ‫على وسائل العنف والقهر (السالح)‪.‬‬ ‫*ع���دم س���حب الس�ل�اح بالكامل م���ن اجلماعات‬ ‫املس���لحة ومجع���ه يف أماك���ن حم���ددة ويف فرتة‬ ‫حمددة‪.‬‬ ‫*عدم قدرة الدولة على محاية حدودها‪.‬‬ ‫*حت���ول ليبي���ا إىل مكان م�ل�اذ اَم���ن للجماعات‬ ‫املسلحة مثل القاعدة أو اجلماعات املتشددة‪.‬‬ ‫*فشل ليبيا يف إيقاف اهلجرة العاملية واألفريقية‬ ‫ألوربا عرب احلدود الليبية‪.‬‬ ‫*فش���ل الليبيني يف إقامة دولة قادرة على حفظ‬ ‫الس�ل�ام واألم���ن واالس���تقرار يف جن���وب البح���ر‬

‫والدولي���ة واليت بدورها قد تؤث���ر يف أي من هذه‬ ‫"السيناريوهات" ‪.‬‬ ‫ومهم���ا يك���ن األمر ف���إذا توف���رت اإلرادة ال تعدم‬ ‫الوس���يلة‪ .‬واإلنس���ان قادر على أن حيش���د هممه‬ ‫وإرادت���ه وجيس���دها عل���ى أرض الوط���ن كم���ا‬ ‫جس���د اللي�ب�ي حلم���ه بالث���ورة يف الواق���ع‪ ,‬فنحن‬ ‫حنل���م بالدول���ة املدنية الدميقراطي���ة اليت تتيح‬ ‫لليبيني ومتكنهم من املس���اهمة يف بناء املس���تقبل‬ ‫املشرف‪ ،‬فهذه املرحلة متثل أكرب حتد لليبيني‪،‬‬ ‫فهل س���تنتصر استجابتهم هلذا التحدي ؟ هذا ما‬ ‫سيخربنا به املستقبل‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫راكم خوت جديد‬ ‫مسرح السنابل‬

‫ضمن برناجمه ومومسه الرمضاني املسرحي‬ ‫تقدم فرقة مس���رح الس���نابل للطفل والشباب‬ ‫ب���إدارة الفن���ان رج���ب العري�ب�ي مس���رحيتها‬ ‫اجلديدة واليت حتم���ل العنوان ‪ ( :‬راكم خوت‬ ‫) وهي مسرحية إجتماعية كوميدية تتناول‬ ‫قضاي���ا الصلح والتس���امح والتع���اون من أجل‬ ‫اخلري والبناء ‪ ،‬واملس���رحية م���ن تأليف الكاتب‬ ‫املسرحي حممد الصهيب وإخراج الفنان خالد‬ ‫الربعصي ومتثيل ‪ :‬منصور العيس���اوي – علي‬ ‫األش���لم – ط���ارق املس���ماري – م���روان العبار‬ ‫– أك���رم بس���يكري – حممد ب���ن عمران –‬ ‫ومبشاركة املطرب الفنان رافع العكوكي ‪.‬‬

‫عفاف شعيب تطالب‬ ‫اإلفراج عن مبارك‬

‫م���ن خ�ل�ال لق���اء هلا يف برنامج ( أنا والعس���ل‬ ‫) مع اإلعالمي نيش���ان الذي تبث���ه قنوات احلياة‬ ‫املصري���ة و ‪ Lbc‬اللبناني���ة طالب���ت الفنان���ة‬ ‫املصري���ة عف���اف ش���عيب م���ن الرئي���س املخلوع‬ ‫مرسي العفو عن الرئيس حسين مبارك ‪.‬‬ ‫ويف رس���الة منه���ا إل���ي املعتصم�ي�ن مبي���دان‬ ‫رابع���ة العدوي���ة م���ن أنص���ار اإلخوان املس���لمني‬ ‫قال���ت الفنانة عفاف ‪ (:‬إرمحوا مصر حنن وأنتم‬ ‫مس���لمون ‪ ،‬فنح���ن ‪ 120‬ملي���ون مص���ري جيب‬ ‫احلفظ علي مص���ر ) وأضافت ‪ ( :‬أقول لإلخوان‬ ‫املس���لمني هن���اك قول للرس���ول صل���ي اهلل عليه‬ ‫وس���لم [ إذا تكالب رجل الدين علي الس���لطة فال‬ ‫تول���وه ] ومل يك���ن وصول اإلخ���وان خطأ وكنت‬ ‫أظنه���م يف البداية خري ملصر وفرحت مبش���روع‬ ‫النهض���ة ولك���ن م���ا حدث خ�ل�ال ع���ام واحد من‬ ‫حكمهم أدي إلي فتنة طائفية ‪.‬‬

‫ميادين الفن‬ ‫خليل العرييب‬

‫ليالي بنغازي السينمائية‬ ‫تش���هد دار ع���رض وس���ينما الفي���ل بالقري���ة‬ ‫العائلية الس���ياحية ببنغ���ازي يف الفرتة من ‪26‬‬ ‫إل���ي ‪ 28‬يولي���و ‪ 2013‬فعالي���ات ليال���ي بنغازي‬ ‫الس���ينمائية اليت يش���رف عليها الفنان واملخرج‬ ‫الس���ينمائي حمم���د خمل���وف برعاي���ة وزارة‬ ‫الثقاف���ة واجملتم���ع املدن���ي وبرنام���ج بنغ���ازي‬ ‫عاصمة للثقافة الليبية ‪.‬‬ ‫الع���روض الس���ينمائية املش���اركة يف ه���ذه‬ ‫الليال���ي متنوع���ة تش���مل الرس���وم املتحرك���ة‬ ‫واألفالم القصرية مبشاركة خمرجني ليبيني‬ ‫وع���رب وأجانب من مصر واجلزائ���ر واإلمارات‬ ‫وفلس���طني والسودان وس���وريا وكوريا وفرنسا‬ ‫وإسبانيا واهلند وأمريكا باإلضافة إلي ليبيا ‪.‬‬ ‫يش���ارك الفن���ان واملخ���رج الس���ينمائي حممد‬ ‫خمل���وف بفيلم ( يف ظ���ل الش���جرة ) وهو فيلم‬ ‫قص�ي�ر ‪ 35‬دقيق���ة ‪ ،‬وم���ن األف�ل�ام الليبي���ة‬ ‫املش���اركة فيلم (الش���عب يريد ) إخراج عبداهلل‬ ‫هدية وفيلم ( وجيج ) إخراج مصطفي الزاوي ‪.‬‬ ‫تب���دأ الع���روض الس���اعة ‪ 12‬منتص���ف الليل‬ ‫الرمضاني ويش���رف علي برنامج أفالم الرسوم‬ ‫املتحركة الدكتور حممد غزالة كما يشرف‬ ‫عل���ي برنام���ج األف�ل�ام القصرية املخ���رج امحد‬ ‫حسونة ‪.‬‬

‫رحيل فنان مسرح الزاوية‬ ‫إع���داد ‪ :‬عم���ران بش���نة ونصرالدي���ن‬ ‫كرمية‬ ‫ودعت الس���احة الفنية واملسرحية يف‬ ‫بالدنا من���ذ أيام فنان مس���رحي عصامي‬ ‫قدم الكثري للحركة املس���رحية وهو من‬ ‫الرعيل األول للمسرح يف مدينة الزاوية‬ ‫‪ ،‬رحل يف صمت الفنان واملخرج املسرحي‬ ‫عبداهلل القمودي بعد معاناة مع املرض ‪.‬‬ ‫ـ ول���د الفنان عب���داهلل القم���ودي مبدينة‬ ‫الزاوية سنة ‪1955‬م‬ ‫ـ انتس���ب لفرق���ة الزاوية للمس���رح س���نة‬ ‫‪1973‬م وهو طالب باملعهد الديين وكان‬ ‫ام���ام ببع���ض املس���اجد وعم���ل بالفرق���ة‬ ‫كممث���ل حي���ث ش���ارك م���ن بدايت���ه يف‬ ‫اغلب اعم���ال الفرقة ومنه���ا ‪ ( :‬قرقاش ‪،‬‬ ‫والدجال ‪ ،‬والشنطة طارت ‪ ،‬وذهيبة ) ‪.‬‬ ‫ـ خترج من معهد مج���ال الدين امليالدي‬ ‫بطرابلس سنة ‪ 1979‬م وقد عمل مدرساً‬ ‫للمس���رح بالتعلي���م واخ���رج ع���دة اعمال‬ ‫م���ن اهمها ( املل���ك هو املل���ك ) وحتصلت‬ ‫على الرتتي���ب الثاني على مس���توى ليبيا‬ ‫بالبيضاء سنة ‪1980‬م ‪.‬‬ ‫ـ بعد خترجه خمرج���ا متخصصا اصبح‬ ‫خمرجاً للفرقة ابتداء من سنة ‪ 1986‬م‬ ‫‪ ،‬وله العديد من املسرحيات اليت اخرجها‬

‫وشارك بعدد منها يف مهرجانات حملية‬ ‫ليبي���ة وبأحده���ا يف املغ���رب الش���قيق يف‬ ‫س���نوات ماضي���ة وم���ن هذه املس���رحيات‬ ‫نهاية س���وبرمان ‪ /‬املغام���رة – أليف الباء‬ ‫– الصم���ود – صنع���ة إيدي���ك – الواحة‬ ‫واجل���وع – العائ���د والبندقي���ة ‪ -‬وايض���ا‬ ‫مس���رحية لألطف���ال بعن���وان (صفق���وا‬ ‫للثعل���ب ) وله العديد من املش���اركات يف‬ ‫املهرجانات منها ‪ :‬املهرجان الوطين االول أح���د األعم���ال املس���رحية االجتماعي���ة لفرق���ة‬ ‫‪ ,‬والرابع ‪ ،‬واخلامس ‪ ,‬والسابع ‪ ،‬والثامن‪ ،‬الزاوية للمسرح‬

‫والعاشر ‪ ..‬ايضا مهرجان حممد ابوشعالة‬ ‫ببنغازي ‪ /‬ومهرجان الثقافة بطرابلس ‪/‬‬ ‫ومهرجان االبداع االول للفنون بالزاوية‪.‬‬ ‫ـ ش���ارك يف العدي���د من األعم���ال الفنية‬ ‫اإلذاعية واإلعالنية املس���موعة القصرية‬ ‫وبع���ض املسلس�ل�ات يف اذاع���ة الزاوي���ة‬ ‫احمللية كممثل وخمرج ‪.‬‬ ‫( واهلل اكرب وإنا هلل وإنا اليه راجعون ) ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫حارس املرمى و املدرب‬

‫عبد العالي العقيلي ‪..‬معجزة كروية‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫املعج���زة يف لس���ان العرب م���ن ‪(..‬ع ج ز)‬ ‫و هو امر خارق للعادة يعجز االنس���ان ان‬ ‫يأت���ي مبثل���ه ‪..‬و هذا ما فعل���ه عبد العالي‬ ‫العقيل���ي اذ ظ���ل س���بعون عام���ا مي���ارس‬ ‫الرياض���ة ويتنفس���ها كالع���ب و مدرب‬ ‫و اداري و متاب���ع ب���دون توقف و مبنتهى‬ ‫احلرفنة و الربجمة الكروية حتى اصبح‬ ‫مدرسة كروية متنقلة ‪.‬‬ ‫ول���د يف مدين���ة بنغ���ازي ع���ام ‪1930‬‬ ‫‪..‬ع���اش ضن���ك احلي���اة و قس���وتها و م���ع‬ ‫ذلك مل يستس���لم هل���ا و مل يهادنها ‪..‬ابتدأ‬ ‫حيات���ه كعام���ل يف رصف طرق ش���وارع‬ ‫بنغ���ازي لكي يؤمن له و ألس���رته العيش‬ ‫الكري���م ‪..‬ث���م اش���تغل مس���اعد ميكانيكي‬ ‫بورش���ة النق���ل براتب يومي ‪ 15‬قرش���ا ‪..‬‬ ‫كان عاش���قا حلراسة املرمى منذ نعومة‬ ‫اظاف���ره ‪ ..‬وكان معجب���ا باحلارس�ي�ن‬ ‫حممد ادريزة (كوميب)و محد طناني ‪.‬‬ ‫يف اح���دى االي���ام و اثن���اء مب���اراة فريق‬ ‫بن عمران ام���ام فريق النهضة بالربكة‬ ‫طلب من���ه ان حيل حمل ح���ارس املرمى‬ ‫محد طنان���ي و كان ذلك يف عام ‪1943‬‬ ‫م و لعب تلك املب���اراة بطريقة و اداء جيد‬ ‫اعجب االس���تاذ عبد اهلل الش���ريف فضمه‬ ‫فيما بع���د اىل فريق مدرس���ة االمري عام‬ ‫‪ 1945‬م حيث اس���هم يف تأسيس فريق‬ ‫املدرس���ة برفقة مفتاح االصفر و حممد‬ ‫اقعيم و غريهم من عمالقة ذلك الزمن‪.‬‬ ‫يف ع���ام ‪ 1946‬م اس���هم يف تأس���يس‬ ‫فريق الكشاف و اصبح حارسا له ‪.‬‬ ‫و ملوهبت���ه و اخالص���ه س���اعده االس���تاذ‬ ‫مصطف���ى ب���ن عامر و ق���دم ل���ه وظيفة‬ ‫يف املطبع���ة ال�ت�ي كان يديره���ا و تكف���ل‬ ‫مبساعدته لكي ينال قسطا من التعليم ‪.‬‬

‫احل���ارس عب���د العال���ي و لكون���ه موهب���ة‬ ‫ومعج���زة كروية مل يك�ت�رث مبقاييس‬ ‫حراس���ة املرم���ى مث���ل الط���ول الف���اره و‬ ‫النظ���ر الثاق���ب و الش���جاعة املنقطع���ة‬ ‫النظري ألنه كان ميلك اشياء اقوى منها‬ ‫مثل االخالص للعبة و االستعداد البدني‬ ‫و االميان باهلل و باليوم االخر ‪.‬‬ ‫كانت هناك منافس���ات و لقاءات كبرية‬ ‫بني مدرس���ة االمري و مدرسة الربكة و‬

‫انبثق منهما الفريق���ان القويان االهلي و‬ ‫الطليعة و اس���هم عبد العالي يف تأس���يس‬ ‫فري���ق االهل���ي و اصب���ح حارس���ا لعرينه‬ ‫‪ ..‬كان يف بداي���ة التأس���يس زمي�ل�ا‬ ‫لألس���طورة اتعول���ة ثم اصب���ح فيما بعد‬ ‫منافسا شديدا له ‪ ..‬هذه املنافسة الكروية‬ ‫ب�ي�ن االهلي و النجمة القدمية او قل بني‬ ‫قطيب الك���رة يف مدين���ة بنغ���ازي اتعولة‬ ‫و عب���د العالي اس���همت يف رفع مس���توى‬ ‫اللعبة يف مدينة بنغازي فقد كان هناك‬ ‫حتدي و فوز و خس���ارة انه���ا بداية تطور‬ ‫اللعبة ‪.‬‬ ‫و ألن���ه معج���زة مل يكن العب���ا يف االهلي‬ ‫فقط ب���ل كان مدربه ايضا ختيلوا معي‬ ‫ان���ه كان مدرب���ا للمكي و س���عد العبد و‬ ‫اقعي���م و عب���د الس�ل�ام اجع���ودة و كيف‬ ‫كان���وا ميتثل���ون ألوام���ره و يطبقونه���ا‬ ‫انه���ا القدرة على القيادة و ان اردت معنى‬ ‫افضل انه���ا الكاريزما الكروية فهو اعجاز‬ ‫بكل املقاييس ‪.‬‬ ‫قدم لألهلي حياته كلها و فاز معه بأول‬ ‫بطولة يف املوس���م الرياض���ي ‪ 50 – 49‬و‬ ‫كذلك يف املوسم الذي تاله ‪. 51 – 50‬‬ ‫يف عام ‪ 1949‬اس���تعان ب���ه فريق النجمة‬ ‫ليلع���ب له مب���اراة امام فريق امل���رج و فاز‬ ‫معه ‪. 5-2‬‬ ‫و ألن فري���ق االهل���ي كان ل���ه وش���ائج‬ ‫خاصة م���ع مجعي���ة عمر املخت���ار و ألن‬ ‫احلكوم���ة يف ذلك الوقت اقفلت اجلمعية‬ ‫و نادي الكش���افة و فري���ق االهلي فأمتنع‬ ‫عب���د العال���ي من اللع���ب م���ع أي فريق و‬ ‫هل���ذا مل يقع عليه االختيار لكي يش���ارك‬ ‫يف الدورة العربية االوىل يف االسكندرية‬ ‫عام ‪ 1953‬م ‪..‬و لك���ن يف الدورة العربية‬ ‫الثاني���ة و ال�ت�ي ج���رت بب�ي�روت ش���ارك‬ ‫املعجزة عبد العالي و قام حبراسة املرمى‬ ‫اللي�ب�ي و ق���دم مباري���ات رائع���ة اعجب���ت‬ ‫اجلمي���ع و خاصة مدرب الفريق املرحوم‬ ‫سامل بالطيب‪.‬‬ ‫بع���د رجوعه من تلك الدورة و انضمام‬ ‫الظاه���رة الصغري ابراهيم املصري القادم‬ ‫م���ن فري���ق التعاون ق���رر عب���د العالي ان‬ ‫يس���لم له حراس���ة مرمى االهل���ي بعد ان‬ ‫لقن���ه الكث�ي�ر من اس���رار حراس���ة املرمى‬ ‫و وض���ع علي���ه بصمته الكروي���ة و ال زال‬ ‫املص���ري يذك���ر ذل���ك جي���دا و مبنتهى‬

‫الوفاء للمعل���م االول و بعد ترك املصري‬ ‫لألهل���ي اع���د عبد العال���ي قمة اخرى و‬ ‫قدم لألهلي احلارس علي بوعود و يكفي‬ ‫عب���د العالي ش���رفا انه ق���دم لليبيا هاتني‬ ‫القمتني ‪.‬‬ ‫و م���ن ع���ام ‪ 1953‬م و عب���د العال���ي‬ ‫مدربا لألهل���ي قدم يف هذه الفرتة الكثري‬ ‫م���ن الالعب�ي�ن امله���رة و يكف���ي ان���ه قدم‬ ‫اول مدرس���ة كروي���ة يف ليبي���ا يف بداية‬ ‫الس���تينات انتجت فريقا كرويا متكامال‬ ‫ب���رز منه امحد بن صوي���د و قادر رضوان‬ ‫و حمم���د العف���اس و مخي���س الف�ل�اح و‬ ‫ابراهيم كلفة و الرتهوني و غريهم ‪.‬‬ ‫لع���ب عبد العالي الك���رة من عام ‪1943‬‬ ‫و حت���ى ع���ام ‪ 1961‬م كان خالهلا رمزا‬ ‫لإلخ�ل�اص و احل���ب و الوف���اء و العط���اء‬ ‫املتفاني ‪.‬‬ ‫ن���ال ش���رف تدري���ب املنتخ���ب يف مرات‬ ‫عديدة و انا ش���خصيا تدربت على يديه و‬ ‫اختارني ضمن منتخب بغازي حتت سن‬ ‫العش���رين ع���ام ‪ 1968‬م و لعبنا مباريات‬ ‫عديدة اهمها مباراتنا امام فريق موستار‬ ‫اليوغوساليف ‪.‬‬ ‫اختارن���ي ايض���ا عندم���ا اش���رف عل���ى‬ ‫منتخ���ب ليبي���ا (أ)يف دورة اجلالء االوىل‬ ‫عام ‪ 1970‬و اليت فزنا فيها على منتخب‬ ‫مص���ر ‪ 3-2‬و كانت اول مباراة يف تاريخ‬ ‫املنتخبني يفوز فيها الفريق اللييب و هذا‬ ‫حيسب هلذا املدرب املعجزة ‪.‬‬ ‫تاري���خ هذا احلارس و املدرب و االداري‬ ‫ال يوفي���ه حق���ه يف مق���ال و امن���ا كت���اب‬ ‫خاص فه���و تاريخ مش���رف و طويل ملئ‬ ‫بالكف���اح و االنتص���ارات و الدم���وع و‬ ‫احلكمة و االعجاز ‪.‬‬ ‫ملحوظة‬ ‫الص���ورة االوىل منتخ���ب ليبي���ا يف ع���ام‬ ‫‪ 1957‬يف ال���دورة العربي���ة الثاني���ة يف‬ ‫ب�ي�روت وقوفا من اليم�ي�ن حس احلمري‬ ‫و يوس���ف الكب�ت�ي و عبد العالي العقيلي‬ ‫و حممد اجلهاني و مح���د بيوندو و فرج‬ ‫باله و علي الش���عالية و بوبكر مشيس���ة‬ ‫و مفت���اح االصف���ر و حمم���د احل���داد و‬ ‫مصطفى املكي ‪.‬‬ ‫الصورة الثانية مب���اراة االهلي و النجمة‬ ‫‪ 1958\2\16‬م لقط���ة للح���ارس عب���د‬ ‫العالي يف قفزة رائعة امام مرماه ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫املوعظة و العربة و‬ ‫الرجاء‬ ‫ه���ذه الص���ورة جتم���ع صديقني رفيق�ي�ن التقيا و‬ ‫ترافق���ا لعش���رات االع���وام م���ن خالل (مجعي���ة عمر‬ ‫املختار)منذ تأسيسها يف(بنغازي)‪.‬‬ ‫ث���م عم���ق هذه العالق���ة و دعمها (االهلي)االس���م‬ ‫الكب�ي�ر و العريق احناز احلاج (عب���د العالي العقيلي)‬ ‫للرياض���ة و ارتب���ط به���ا العب���ا متمي���زا كح���ارس‬ ‫للمرم���ى ثم مدربا لألهلي و الفريق الوطين و عضوا‬ ‫بإحت���اد كرة الق���دم بعدة م���رات و ارتب���ط باألهلي‬ ‫تارخييا ‪.‬‬ ‫ام���ا احل���اج حممد معت���وق مل ميارس الرياضة و‬ ‫لكن���ه عمل بلجن���ة كرة القدم بالن���ادي االهلي ‪ ..‬ثم‬ ‫ص���ادق ش���اعر الوطن الكب�ي�ر (أمحد رفي���ق)و الزمه‬ ‫كظل���ه و حفظ اش���عاره و صار يردده���ا و يهتف بها‬ ‫بصوت���ه اجله���وري و اصبح عالمة وجنم���ة مضيئة‬ ‫يف مس���اء بنغازي احلبيبة فعرف���ه اجلميع و احبه ‪ ..‬و‬ ‫احرتمه اجلميع بصدقه و طيبة قلبه و دماثة خلقه و‬ ‫حرصه على جماملة الناس و مش���اركتهم افراحهم‬ ‫و احزانهم ‪.‬‬ ‫س���افر احل���اج (حمم���د معتوق)اىل تون���س ألجراء‬ ‫عملي���ة على غضروف الظه���ر و كان يعلم ان احلاج‬ ‫ً‬ ‫العقيلي)نزي�ل�ا يف اح���د مستش���فيات‬ ‫(عب���د العال���ي‬ ‫تون���س ‪..‬ح���رص على زيارت���ه قبل ان يب���دأ يف العالج‬ ‫لالطمئن���ان عل���ى صحت���ه و الدع���اء له م���ن منطلق‬ ‫الوفاء والصداقة اليت اساس���ها احملبة و املودة املنزهة‬

‫عن الغرض و اهلوى ‪.‬‬ ‫ه���ذا اللق���اء ال���ذي جتس���ده ه���ذه الص���ورة و اليت‬ ‫اختطف القدر روح احل���اج (حممد)بعد ايام من هذه‬ ‫الزيارة لتلتحق بالرفيق االعلى‬ ‫يف شهر رمضان الكريم شهر املغفرة و العتق من النار‬ ‫‪..‬و هنا يربز صدق (الق���رآن) و كالم (الرمحن)‪( -:‬و‬ ‫ال تدري نف���س بأي ارض متوت)‪(..‬و اذا جاء اجلهم ال‬ ‫يستقدمون ساعة و ال يستأخرون )‪.‬‬ ‫انتشر اخلرب من خالل مواقع االتصال االجتماعي‬ ‫و اليت اشادت به ومبكانته ‪ ..‬ثم قامت بنغازي بتوديعه‬ ‫ال���وداع االخ�ي�ر هنا املوعظة و عربة امل���وت و يبقى بعد‬ ‫ذلك الرجاء فهو رجاء لرب العزة و السلطان يصحبه‬ ‫دعاء جمليب الدع���وات الرحيم احلليم ان خيفف آالم‬ ‫احلاج (عبد العالي)و ان يزيل غمته و ميتعه بالعافية‬ ‫ليع���ود اىل اهله و حمبي���ه موفور الصح���ة انه مسيع‬ ‫جميب ‪ ..‬اللهم آمني ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 30 ( - ) 116‬يوليو ‪ 5 -‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫لن يكون املسماري إال شهيدا قابل وجه ربه صائما مصليا وليستعد قتلته‬ ‫للوقوف بني يدي اهلل يوم يفر املرء من أمه وأبيه ويقول كل نيب نفسي‬ ‫نفسي ‪.‬‬ ‫* حممد سامل املزوغي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.