العدد 119

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 119‬‬

‫‪ 26 - 20‬أغسطس ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫اجليش هو احلل يف مصر اليت يف خطر ‪!!!...‬‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫اجليش هو احلل يف مصر اليت يف خطر ‪!!!...‬‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫سلوى العالقي ‪ /‬الزواية‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫اجلي���ش ه���و احل���ل يف مواجهة االس�ل�ام هو احل���ل ‪،‬هك���ذا املش���هد اآلن يف مصر ‪،‬وذل���ك ما متنحه‬ ‫الس���عودية ودول اخلليج واألردن ودول أخر مؤزراتها ‪ ،‬باس���تثناء قطر طبعا اليت تقف يف مواجهة‬ ‫هذا احلل كتابع للموقف االمريكي والغربي ‪.‬‬ ‫لقد حتول اجليش اىل كيان ُطهراني يستعري بعض احملللني املصريني دوره من ذات الطرح الذي‬ ‫تطرح���ه مجاع���ة االخوان لدورها ‪ :‬دور مقدس وخارج النق���د والتعيري ‪،‬وصار اجليش بغثة ممثال‬ ‫إهليا للدميقراطية ‪،‬وأجهزة بوليس مبارك حارس���ا لبوابة اجلنة القادمة ‪،‬فيما أمس���ى الكثري من‬ ‫املثقفني يُرتلون آيات تاريخ هذه اجليش الوطين منذ عبد الناصر والسادات قفزا إىل السيسي ‪.‬‬ ‫وغدت الس���عودية وخادم احلرمني محاة القومية العربية واإلس�ل�ام ‪،‬وب���ات الغرب وأمريكا حلفاء‬ ‫اجلماعات االس�ل�امية االرهابية حتى صار الش���يطان األكرب يف حجم قطر ‪،‬ورسول الشيطان هو‬ ‫الربادعي‪.‬‬ ‫غ���داة الربيع العرب���ي اختلط احلابل بالنابل حت���ى أن املالئكة تقتل رجال األمن يف مصر ‪،‬وبش���ار‬ ‫األس���د يقاتل االرهابيني وأن حس���ن نصراهلل مي���ارس عادة املقاومة يف ريف دمش���ق ‪،‬وعلى زيدان‬ ‫سيقصف بالطريان وعرب البحر لصوص النفط الذين يقامسون لصوص البنكوت حصتهم ‪،‬وقس‬ ‫على ذلك‪.‬‬ ‫التمرتس قائم على قدم وس���اق من قبل أغلب االطراف خلف الالعقالنية ‪،‬والتمسرح الالمعقول‬ ‫هو الوس���يلة ملخاطبة اجلميع كقطيع ‪،‬هكذا بات القتل يس���وغ ويربر كقربان هلذا احلرية اليت‬ ‫باتت كإله وثين ‪،‬والعنف تربره الشعارات واالتهامات املختلفة‪.‬‬ ‫وحتولت املس���اجد وامليادين كقاعات وس���احات حملاربة اخلصوم ‪،‬الشرعية تكمن يف هذه احلشود‬ ‫وصناديق االقرتاع متاريس كما الدبابات ‪،‬خالئط من كل ش���يء زعيق وصراخ وشتائم وختوين‬ ‫‪،‬واللغة املسيطرة بعد لغة الرصاص لغة األنظمة الفاشية اليت قامت الثورات عليها وأسقطتها‪.‬‬ ‫مصر اآلن تعيش خماضا أصعب من اللحظة االس���تثنائية اليت عايش���تها عقب ثورة ‪ 25‬يناير ‪،‬ما‬ ‫أهدر من دم لفض اعتصام ميدان رابعة العدوية أضعاف ما اهدر إلس���قاط نظام مبارك الذي هو‬ ‫م���ا أوصل مصر إىل حلظة فض اعتصام رابعة ‪،‬هذه التكاليف العالية قد جترجر مصر واملنطقة‬ ‫إىل تكالي���ف باهظ���ة أكثر ‪،‬خاصة و أن النخب���ة املصرية أكثرها قد ت���ورط يف تأييد ما حيصل‬ ‫رافعني ش���عار ‪:‬اجليش هو احلل‪.‬وحنن مورطون غصبا فيما حيدث يف مصر ألن حدة االنقسامات‬ ‫تع���م املنطق���ة ‪،‬وألن الدي���ن أدخ���ل يف هذا االقتت���ال الذي صريه حاملو ش���عار ‪ :‬االس�ل�ام هو احلل‬ ‫كحرب مقدس���ة واحلال يحُ يلنا إىل أكتوبر ‪ 1988‬م يف اجلزائر وتبعات ما حصل ما امتد حتى‬ ‫الساعة ‪،‬ويف مشهد كاملشهد العراقي ليس مثة حوار ممكن ‪،‬وحتى اليأس يكون ترفا ‪.‬‬ ‫وهذا احلاصل ال ينعكس علي ليبيا فحس���ب بل يفعل فعل���ه يف بالد الدولة فيها ُمغيبة واحلكومة‬ ‫املؤقتة منحس���رة يف قلع���ة طرابلس ‪،‬فيما املؤمتر الوطين العام قد تف���كك ودخل يف غيبوبة ‪،‬وهلذا‬ ‫كما يبدو فإن البالد داخلة على مصري غامض يتطلب من ما تبقي من القوى الوطنية أن خترج‬ ‫من حالة التشتت والوهن ‪،‬وليدرك اجلميع أن موحد البالد املتبقي هو النفط الذي أيضا يف خطر ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫علي الرتهوني يطرح مشروع مبادرة قوى احلراك‬ ‫الوطين النقاد ليبيا‬ ‫تنادت قوى احلراك الوطنى جملموعة‬ ‫م���ن مكون���ات اجملتم���ع الليب���ى م���ن‬ ‫خن���ب ومثقف�ي�ن وأس���اتذة جامعات و‬ ‫نشطاء اجملتمع املدنى وذوي الكفاءات‬ ‫املختلف���ة يتقدمه���م الدكت���ور علي‬ ‫الرتهون���ي عض���و املكت���ب التنفي���ذي‬ ‫خالل الث���ورة ورئيس التي���ار الوطين‬ ‫الوسطي وذلك استشعارا منهم خبطر‬ ‫االزم���ة التى مت���ر بالب�ل�اد ‪ ،‬والتى قد‬ ‫حت���ول دون الوص���ول إىل دولة احلق‬ ‫والقان���ون ال�ت�ي يتطلع إليه���ا املواطن‬ ‫اللييب‪.‬‬ ‫ه���ذه األزم���ة بوجوهه���ا املتع���ددة‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫تستلزم املراجعة املعمقة ألداء املؤمتر‬ ‫الوطين و احلكوم���ة املؤقتة‪ ،‬حيث نأوا‬ ‫بأنفس���هم عن التصدي أله���م امللفات‬ ‫األساس���ية من السري حنو االستحقاق‬ ‫الدس���تورى خبط���ى ثابت���ة االم���ر قد‬ ‫خيلق ازمة فراغ دس���توري مس���تقبال‬ ‫بس���بب عدم القدرة على وضع دستور‬ ‫للب�ل�اد يف املوع���د احمل���دد‪ ،‬و كذل���ك‬ ‫معاجل���ة قضي���ة األم���ن وفوض���ى‬ ‫انتشار السالح والكتائب اخلارجة عن‬ ‫الش���رعية وإهدار املال الع���ام وضمان‬ ‫الس���يادة الوطنية وعدم ضبط املشهد‬ ‫اإلعالم���ي مبيث���اق ش���رف وط�ن�ي‬ ‫يؤس���س ملس���ؤولية أدبي���ة وأخالقي���ة‬ ‫مهني���ة حي���ال وس���ائل اإلع�ل�ام‬ ‫املنحرف���ة‪ .‬و كذل���ك احلال بالنس���بة‬ ‫للكيانات السياس���ية اليت وقعت يف فخ‬ ‫التجاذبات السياسية قبل االتفاق على‬ ‫مبادئ وأس���س العملية الدميقراطية‬ ‫ال�ت�ي ميث���ل الدس���تور املنش���ود حج���ر‬ ‫األساس فيها‪.‬‬ ‫ه���ذا فضال عن تغيي���ب املواطن اللييب‬ ‫عن املش���هد وع���دم إش���راكه يف إدارة‬ ‫الش���ؤون العامة‪ ،‬بس���بب ع���دم القدرة‬ ‫عل���ى فه���م متطلبات���ه وتطلعات���ه يف‬ ‫اس���تعادة مظاه���ر الدول���ة وضم���ان‬ ‫األم���ن ودفع عجل���ة التنمي���ة احمللية‬ ‫وضمان حق العمل ومعاجلة احلقوق‬ ‫املغتصبة وإقامة قضاء مستقل ونزيه‬ ‫حيم���ى احلق���وق ويعززه���ا وتفعي���ل‬ ‫اجله���از االداري وتقريب���ه منه���م إىل‬ ‫أقصى درجة ممكنة‪.‬‬ ‫إن ق���وى احل���راك الوط�ن�ي اجملتمعة‬ ‫الي���وم إذ تؤكد على ش���رعية املؤمتر‬ ‫الوطن���ى الع���ام وتتمس���ك به���ا‪ ،‬فإنها‬ ‫تستش���عر م���دى عم���ق ه���ذه األزم���ة‬ ‫وأثره���ا على أم���ن واس���تقرار الوطن‬ ‫واملواطن وعلى مش���روع إرساء مبادئ‬

‫‪03‬‬

‫احلكومة الليبية تنفي‬ ‫احنيازها ألي طرف يف‬ ‫وكاالت األزمة املصرية‬

‫نف���ت احلكوم���ة أن يكون قد ص���در عنها موق���ف مفاده‬ ‫احنيازه���ا لط���رف دون أخر يف األزم���ة املصرية‪ .‬وقالت‬ ‫احلكوم���ة يف بيان أصدرت���ه اليوم "إن موق���ف ليبيا مما‬ ‫جيري يف مصر من الناحية السياسية تراه شأنا مصريا‬ ‫داخلي���ا حبت���ا ال تتدخ���ل فيه الدول���ة الليبي���ة وتقبل ما‬ ‫جيمع عليه الشعب املصري"‪ .‬وأضاف البيان أن احلكومة‬ ‫الليبي���ة "تع�ب�ر عن أس���فها الش���ديد وأملها ل�ل�أرواح اليت‬ ‫أزهقت والدماء اليت س���فكت وتض���رع إىل اهلل أن يصلح‬ ‫ذات البني وحيفظ مصر وشعبها من كل مكروه ومين‬ ‫عليها بالسالمة واملناعة واالستقرار"‪.‬‬

‫انطالق مشروع (أنرتنت‬ ‫للجميع) يف مدينة‬ ‫غريان‬ ‫علي الرتهوني‬

‫الدميقراطي���ة يف العم���ل السياس���ي‬ ‫الوط�ن�ي فإنه���ا تتق���دم به���ذه املبادرة‬ ‫الوطنية واليت تقوم على ما يلي ‪:‬‬ ‫•م���ع إدراكن���ا التام ألهمي���ة العمل‬ ‫احلزب���ي الصحيح كرك���ن مهم يف‬ ‫العملية الدميقراطية‪ ،‬إال أننا ونزوال‬ ‫عند رغب���ة املواط���ن الليب���ى وإدراكا‬ ‫الس���تحقاقات املرحلة الراهن���ة‪ ،‬فإننا‬ ‫نناش���د الكيان���ات السياس���ية تأجي���ل‬ ‫نش���اطها السياس���ي مؤقتا حتى يصار‬ ‫إىل إق���رار دس���تور وطن���ى ينبثق عنه‬ ‫قانون ينظم و يؤطر للعمل احلزبي‪.‬‬ ‫• إج���راء التعدي�ل�ات الالزم���ة عل���ي‬ ‫الدس���تور ع���ام ‪1951‬م وتعديالت���ه‬ ‫التارخيي���ة ملواجه���ة حال���ة الف���راغ‬ ‫الدس���توري املقبلة عليه���ا البالد فيما‬ ‫بع���د تاري���خ ‪7/2/2013‬م وذل���ك اىل‬ ‫ح�ي�ن انته���اء جلنة الس���تني من وضع‬ ‫الدستور اجلديد للبالد إقراره شعبيا‪.‬‬ ‫•ان الق���وى الوطني���ة تدي���ن وبش���دة‬ ‫اس���تخدام الس�ل�اح يف العملي���ة‬ ‫السياس���ية‪ ،‬وتدع���وا كل الق���وي‬ ‫السياس���ية اىل اعتم���اد آلي���ات العم���ل‬ ‫السياس���ي الس���لمي واحلوار واملقارعة‬ ‫باحلجة لتسوية أي خالفات سياسية‬ ‫على ارضية املصاحل العليا للوطن‪.‬‬ ‫•حتدي���د ج���دول زم�ن�ي للمؤمت���ر‬ ‫الوطنى الع���ام الجناز االس���تحقاقات‬ ‫الوطني���ة امللحة بعيدا ع���ن التجاذبات‬ ‫السياسية ‪:‬‬ ‫أ ‪ /‬وض���ع خارط���ة طري���ق واضح���ة‬

‫املع���امل للوص���ول اىل اس���تحقاق‬ ‫املصاحلة الوطنية والسلم االجتماعي‬ ‫مب���ا يف ذل���ك إق���رار قان���ون العدال���ة‬ ‫االنتقالية‪.‬‬ ‫ب ‪ /‬نناش���د املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام‬ ‫التقييد مؤقت���ا بالقواعد الدس���تورية‬ ‫ال���واردة يف االع�ل�ان الدس���توري اىل‬ ‫ح�ي�ن العم���ل بدس���تور ع���ام ‪1951‬م‬ ‫وتعديالت���ه‪ ،‬وكذل���ك إق���رار الئحة‬ ‫العمل الداخلي والتقييد بها‪.‬‬ ‫•تش���كيل حكوم���ة وح���دة وطنية يف‬ ‫ش���كل فريق أزم���ة بعدد حم���دود من‬ ‫الوزارات م���ن خالل إجراء مش���اورات‬ ‫وطني���ة عل���ى أوس���ع نط���اق‪ ،‬الختيار‬ ‫من يتوىل رئاسة احلكومة‪.‬‬ ‫•يلتزم رئيس احلكومة املُكلف بطرح‬ ‫برنام���ج حكومته على املؤمتر الوطنى‬ ‫خالل مخس���ة عش���ر يوما م���ن تاريخ‬ ‫تكليفه للتصويت عليه‪.‬‬ ‫•تلتزم حكومة االزمة بضمان محاية‬ ‫الس���يادة الوطني���ة‪ ،‬ومن���ع التدخالت‬ ‫األجنبية يف القرار السيادي الوطين‪.‬‬ ‫•يت���وىل املؤمتر الوط�ن�ي مراقبة أداء‬ ‫احلكوم���ة على النحو املتع���ارف عليه‪،‬‬ ‫مع ع���دم التدخ���ل إطالق���ا يف صميم‬ ‫مهام احلكومة التنفيذية‪.‬‬

‫ب���دأ ي���وم الس���بت املاض���ي أول تدري���ب للتعري���ف باإلنرتنت يف‬ ‫مدين���ة غري���ان الذي تق���وم ب���ه منظمة ‪ H2O‬بدعم ش���ركة‬ ‫مايكروس���فت والس���فارة األمريكية ومبادرة الش���رق األوس���ط‪.‬‬ ‫وقال رئيس جملس إدارة منظمة ‪ H2O‬حممد محودة ألجواء‬ ‫لب�ل�اد إن مش���روع انرتن���ت للجميع يه���دف لتدري���ب املواطنني‬ ‫على كيفية اس���تخدم األنرتنت ومعرفة مدى أهميته وفوائده‬ ‫والتحذي���ر من خماطره ومتكينهم م���ن احلصول على املعلومة‬ ‫وإمكاني���ة توصيل آرائهم‪ .‬ويهدف املش���روع عل���ى املدى الطويل‬ ‫وفق ما أوضح محودة التقدم خطوة حنو احلكومة اإللكرتونية‬ ‫ودعم التحول الدميقراطي‪ ،‬كذلك زيادة دعم الدخل القومي‪.‬‬ ‫وأضاف محودة أن املش���روع يس���تهدف املناطق النائية أو اليت ال‬

‫تتوف���ر بها تغطي���ة األنرتنت حبيث يتم توف�ي�ر خدمة األنرتنت‬ ‫يف ه���ذه املناط���ق باإلمكاني���ات املتاح���ة ال�ت�ي توفره���ا ش���ركة‬ ‫االتصاالت‪ ،‬مبيناً أن التدريب يس���تهدف العامة الذين ليس هلم‬ ‫معرفة باألنرتنت ونوع أخ���ر من التدريب خيص املدربني الذي‬ ‫يستهدف املدرس�ي�ن يف املدارس حتى يقوموا بتدريب غريهم يف‬ ‫املس���تقبل‪ .‬وس���يكون التدريب يف مدرس���ة أو مرك���ز ثقايف ألن‬ ‫اجلميع يس���تطيع احلضور يف هذه األماكن مبا فيهم العنصر‬ ‫النس���ائي يذك���ر أن التدري���ب يس���تهدف ‪ 32‬منطقة يف مجيع‬ ‫أحناء ليبيا‪ ،‬ويستمر ليوم واحد يف كل منطقة‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬أجواء لبالد‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫تعاون ثقايف بني ليبيا وأمريكا يف الفنون واآلثار‬ ‫أبرمت وزارة الثقافة واجملتمع املدني‪ ،‬صباح يوم‬ ‫‪ 15‬أغس���طس ‪ ،2013‬اتفاقية تعاون ثقايف بني‬ ‫ليبيا وأمريكا‪ ،‬وقعها وزير الثقافة السيد احلبيب‬ ‫األمني‪ ،‬وسفري الواليات املتحدة األمريكية لدى‬ ‫ليبي���ا الس���يدة ديب���ورا جون���ز‪ ،‬وحبض���ور وزي���ر‬ ‫اخلارجي���ة والتعاون الدولي الس���يد حممد عبد‬ ‫العزيز‪.‬‬ ‫ته���دف االتفاقي���ة إىل تعزي���ز وتطوي���ر أس���س‬ ‫التع���اون الثقايف يف اجمل���االت الفنية واإلبداعية‪،‬‬ ‫كاملس���رح والس���ينما‪ ،‬ومحاي���ة وصيان���ة‬ ‫اآلث���ار‪ ،‬وتب���ادل املكتب���ات وتطويرها‪ ،‬واألرش���فة‬ ‫اإللكرتوني���ة‪ ،‬وتطوي���ر إمكاني���ات املثقف�ي�ن‬ ‫واملبدع�ي�ن وإفس���اح اجمل���ال أمامهم لالس���تفادة‬ ‫من اخل�ب�رة العاملية‪.‬وصرح وزي���ر الثقافة بهذه‬ ‫املناسبة قائال‪" :‬أن هذه االتفاقية الثقافية تؤكد‬ ‫ب���أن ليبيا اجلديدة س���تبنى بالكلم���ة وبالثقافة‪.‬‬ ‫ليبي���ا بع���د التحري���ر تس���عى ألن تق���دم نفس���ها‬ ‫كدول���ة متحضرة وتتمتع بعالق���ات طيبة مع‬ ‫كل دول العامل حملو الصورة الباهتة اليت قدمها‬ ‫النظ���ام الس���ابق على م���دار ‪ 42‬عاما م���ن القهر‬ ‫والظل���م وكب���ت احلري���ات"‪.‬ويف س���ياق متصل‬ ‫أش���ار األمني‪ ،‬إىل أن ه���ذه االتفاقية س���تتضمن‬ ‫جمموع���ة اتفاقيات فرعي���ة يف كل جمال على‬ ‫حدة‪ ،‬كالفنون‪ ،‬واآلثار‪ ،‬واملكتبات‪ ،‬وغريها‪.‬ومن‬ ‫جانبها أعربت الس���يدة جونز عن س���عادتها بهذا‬ ‫التطور فى العالقات ب�ي�ن ليبيا وأمريكا‪ ،‬وقالت‪:‬‬ ‫"إن الش���عب اللييب ش���عب عريق ويتمتع بأصالة‬ ‫وحض���ارة وه���و ق���ادر عل���ى النهوض م���ن جديد‬ ‫يف عهد احلري���ة"‪ .‬وأش���ارت إىل أن هذه اخلطوة‬ ‫ستس���هم يف ربط أواص���ر التب���ادل الثقايف ونقل‬ ‫املعرفة وتطوير القدرات والكفاءات‪.‬‬ ‫م���ن جانب آخ���ر ّ‬ ‫مثن وزي���ر اخلارجي���ة خطوات‬ ‫وزارة الثقاف���ة يف س���بيل توطي���د العالق���ات‬ ‫الثقافي���ة م���ع كل دول الع���امل مب���ا يس���اهم يف‬ ‫التنمية واإلبداع‪.‬‬ ‫ه���ذا وقد تزام���ن احلدث م���ع افتتاح مبن���ى (بلد‬ ‫الطي���وب) وه���و املبن���ى اجلدي���د ال���ذي اس���تكمل‬

‫حديث���ا بدي���وان وزارة الثقاف���ة‪ ،‬وحض���ر حف���ل‬ ‫االفتت���اح وتوقي���ع االتفاقي���ة‪ ،‬رئي���س اجملل���س‬ ‫احملل���ي ملدينة طرابلس الس���يد س���ادات البدري‪،‬‬ ‫ووكي�ل�ا وزارة الثقاف���ة الس���يدة مجيل���ة فالق‬ ‫والس���يد عبد الرزاق العبارة‪ ،‬كما حضر أعضاء‬

‫م���ن الس���لك الدبلوماس���ي‪ ،‬وخنبة م���ن املثقفني‬ ‫واملبدعني واإلعالميني‪ ،‬ولفيف من الضيوف‪.‬‬ ‫وقد جت���ول احلاض���رون بأروقة املبن���ى اجلديد‬ ‫صحب���ة وزي���ر الثقاف���ة والس���فرية األمريكي���ة‪،‬‬ ‫واطلعوا على جتهيزاته ومرافقه‪ ،‬وقدمت فرقة‬

‫طرابلس للمالوف واملوش���حات‪ ،‬بعض وصالتها‬ ‫الفني���ة خ�ل�ال احلف���ل‪ ،‬وق���ام الوزي���ر بتس���ليم‬ ‫بع���ض اهلدايا الرمزية إىل الس���فرية‪ ،‬متثلت فى‬ ‫جمموعة من اإلصدارات احلديثة للوزارة‪.‬‬

‫املؤمتر الدولي األول لتنمية املوارد البشرية‬ ‫تزخ���ر ليبي���ا مب���وارد إس�ت�راتيجية متنوع���ة أهلته���ا لتكون‬ ‫مركزا مهما حيث أنها تتوسط العامل وهي بؤرة اهتمام الدول‬ ‫املتقدم���ة والنامية على حد س���واء‪ -‬وم���ع أهمية امل���وارد املادية‪،‬‬ ‫يظل املورد البش���ري هو املورد األعلى واألمسى والدائم‪ ,‬وتش�ي�ر‬ ‫اإلحصائيات إىل أن حوالي ‪ % 60‬من سكان ليبيا الذي ال يزيد‬ ‫عدده���م عن ‪ 6‬مليون نس���مة ه���م من فئة الش���باب‪ ،‬األمر الذي‬ ‫خيلق حتدياً ملحاً يف حسن إدارة هذا املورد واالستغالل األمثل‬ ‫ل���ه‪ ،‬ومن هن���ا تنبع أهمية ( املؤمتر الدول���ي األول لتنمية املوارد‬ ‫البش���رية ) وال���ذي يركز على إبراز أهمية رأس املال البش���ري‬ ‫باعتباره احملرك األساسي للموارد األخرى والقادر على تعظيم‬ ‫الفائدة منها خلدمة اجملتمع ‪.‬‬

‫‪-‬أهداف املؤمتر‬

‫‪ - 1‬إب���راز أهمي���ة دور املوارد البش���رية يف االس���تغالل األمثل‬ ‫لرأس املال البشري ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الرتكي���ز عل���ى أهمي���ة وض���رورة االس���تثمار يف امل���وارد‬ ‫البشرية تأهي ً‬ ‫ال وتدريباً وحتفيزا ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تس���ليط الضوء عل���ى دور إدارة املوارد البش���رية يف تعزيز‬ ‫القدرات القيادية وبناء الصف الثاني من القيادات وختطيط‬ ‫املسار الوظيفي ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬التعري���ف ب���دور تقنية املعلومات احلديث���ة يف التخطيط‬

‫األمثل للموارد البشرية ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ع���رض اإلطار املتكامل للتمي���ز التنظيمي وعرض بعض‬ ‫التجارب الناجحة يف إدارة املوارد البشرية ‪.‬‬

‫حماور املؤمتر‬‫احملور األول ‪ :‬رأس املال البشري احملرك األساسي لبقية املوارد‬

‫‪ - 1‬املوارد البشرية يف ليبيا‪ :‬االكتفاء يف التكامل ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬االستثمار يف البشر قبل االستثمار يف احلجر ‪.‬‬ ‫احملور الثاني ‪ :‬ختطيط وتطوير املوارد البشرية ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬إس�ت�راتيجية امل���وارد البش���رية و ربطها باملس���ار الوظيفي‬

‫واملسار التدرييب ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬املوارد البشرية وربطها باإلسرتاتيجية العامة للمنشأة ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬بناء الصف الثاني من القيادات ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬اكتشاف التميز ورعاية املبدعني ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬حتقيق التميز واحملافظة عليه ‪.‬‬ ‫احمل��ور الثالث ‪ :‬اس���تخدام تقنية املعلوم���ات يف ختطيط املوارد‬ ‫البشرية ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬دورة تقنية املعلومات يف املساهمة يف تنمية املوارد البشرية‬ ‫‪ - 2‬دراس���ة س���وق العم���ل واس���تقطاب وتعي�ي�ن واالحتف���اظ‬ ‫بالكفاءات ‪.‬‬ ‫احمل��ور الراب��ع ‪ :‬أهمي���ة التنمية البش���رية يف إح���داث التنمية‬ ‫الشاملة ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬تطبي���ق مبادئ اجلودة الش���املة يف إط���ار التكامل ما بني‬ ‫املؤسسات التدريبية العربية ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬اجلودة الشاملة يف التدريب بني الواقع واملأمول ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬حتدي���د االحتياجات التدريبية باعتبارها دراس���ة اجلدوى‬ ‫للمشاريع التدريبية ‪.‬‬ ‫احمل��ور اخلام��س ‪ :‬جت���ارب ناجح���ة يف تنمي���ة و إدارة امل���وارد‬ ‫البشرية لتحقيق التنمية الشاملة واملستدامة ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬التجربة املاليزية يف تنمية املوارد البشرية ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫‪05‬‬

‫رحيل احملامي «جاك فريجيس» املدافع عن مجيلة بوحريد ثم زوجها‬ ‫غيب املوت يف العاصمة الفرنس���ية باريس‪ ،‬أمس‬ ‫اخلميس‪ ،‬احملام���ي املثري للجدل جاك فريجيس‬ ‫‪ ،‬عن عمر يناهز الـ"‪ 88‬س���نة"‪ ,‬ويعترب فريجيس‬ ‫من أه���م احملام�ي�ن الفرنس���يني األكثر ش���هرة‬ ‫يف الع���امل بدء مبرافعاته الش���هرية ع���ن املناضلة‬ ‫اجلزائري���ة مجيلة بوحريد‪ ،‬إبان حرب التحرير‬ ‫اجلزائرية داف���ع عنها حتى نالت حريتها بعد أن‬ ‫كاد ينف���ذ به���ا حكم اإلعدام من قبل الس���لطات‬ ‫الفرنس���ية‪ ،‬ثم تزوجها ش���اهرا إس�ل�امه وأجنب‬ ‫منها طفلني مريم وإلياس ‪.‬‬ ‫وكان فريجي���س ال يبال���ي بالقض���اء الفرنس���ي‬ ‫االس���تعماري‪ ،‬حي���ث كان يس���تفزه م���ن خالل‬ ‫إنش���اده النش���يد الوطين اجلزائري أمام احملكمة‬ ‫الفرنسية‪ ,‬إضافة إىل اعتزازه بالعالقة القدمية‬ ‫والتارخيي���ة مع منظمة التحرير الفلس���طينية‬

‫ورموزه���ا‪ ،‬م���ن أمث���ال الراحل�ي�ن ياس���ر عرفات‬ ‫واحلكيم جورج حبش وغريهما‪.‬‬ ‫وق���د انتس���ب إىل احل���زب الش���يوعي الفرنس���ي‬ ‫ودافع ع���ن جورج إبراهيم العب���د اهلل وعن زعيم‬ ‫اخلم�ي�ر احلم���ر وأني���س النق���اش بع���د اتهام���ه‬ ‫باغتيال رئيس الوزراء اإليراني األس���بق ش���ابور‬ ‫خبتي���ار ودافع أيضا ع���ن الفنزويلي "كارلوس"‬ ‫وع���ن املتهم بالنازي���ة كالوس باربي ودافع عن‬ ‫العدي���د من الرؤس���اء والس���يما يف إفريقيا حيث‬ ‫توىل الدفاع عن قضية وزير اخلارجية الفرنسي‬ ‫األس���بق روالن دوما‪ ،‬بعد اتهامه باس���تالم أمواال‬ ‫من رئي���س كوت ديف���وار لوران غباغب���و ‪.‬انتهاء‬ ‫باس���تعداده للدفاع عن الرئي���س العراقي الرحل‬ ‫صدام حسني إال أن السلطات العراقية مل تذعن‬ ‫لطلبه‪.‬وألهمي���ة ه���ذه الش���خصية ق���ام املخ���رج‬

‫الفرنسي باربت ش���رويدر بعمل فيلم عن حياته‬ ‫املليئة باملفاجأة‪ ،‬حيم���ل عنوان "حمامي الرعب"‬ ‫يتناول سرية حياة احملامي جاك فريجيس‪ ،‬الذي‬ ‫اختفى ع���ن األنظار ملدة مثانية س���نوات من عام‬ ‫"‪ 1970‬إىل ‪ ،1978‬و يب�ي�ن الفيل���م أن���ه كان‬ ‫يتنق���ل بني البلدان العربي���ة وحتديدا بني لبنان‬ ‫واألردن ومص���ر والعراق واليمن وس���وريا‪ ،‬كما‬ ‫ينف���ي الفيلم م���ن خالل عدة ش���هادات ما يعتقد‬ ‫به معظم الفرنس���يني حول أن فريجيس اختفى‬ ‫إىل جانب بول بوت زعيم اخلمري احلمر‪.‬‬ ‫وم���ن النق���اط املهمة ال�ت�ي يؤكده���ا الفيلم هي‬ ‫العالق���ة ال�ت�ي ربط���ت بين���ه وب�ي�ن كارل���وس‬ ‫ومجاعت���ه‪ ،‬باالس���تناد خاص���ة إىل أرش���يف‬ ‫املخابرات يف أملانيا الشرقية حيث تورد املعلومات‬ ‫أن فريجي���س التقى كارل���وس ومجاعته أكثر‬

‫من م���رة يف وقت ظ���ل فيه احملام���ي ينفي ذلك‪.‬‬ ‫وكان فريجي���س ال���ذي ناه���ض االس���تعمار‬ ‫الفرنس���ي للجزائ���ر وه���و يف األس���اس م���ن أم‬ ‫فيتنامي���ة وأب من ج���زر الريونيون الفرنس���ية‪،‬‬ ‫حيث ول���د يف ‪ 5‬م���ارس ع���ام ‪ 1925‬يف تايالند‪،‬‬ ‫ووض���ع ع���ددا م���ن الكتب ونش���ر كتاب���ا يف تلك‬ ‫الف�ت�رة بعنوان "فدائيون"‪ ،‬ويق���ول أحد أصدقائه‬ ‫إن���ه من غ�ي�ر املمك���ن أن ال يك���ون هل���ذا احملامي‬ ‫ارتباط���ات باالس���تخبارات الفرنس���ية وإال مل���ا‬ ‫كانت عودته بهذه الس���هولة بعد اختفائه مثاني‬ ‫س���نوات‪ .‬كما التحق فريجيس يف فرتة شبابه يف‬ ‫احلرب يف صفوف اجلنرال شارل ديغول‪.‬‬

‫االغتياالت السياسية يف ليبيا‬

‫غياب احملاسبة يهدد بتصاعد العنف‬ ‫قال نائب املدير التنفيذي لقسم الشرق األوسط‬ ‫ومش���ال أفريقي���ا يف هيوم���ن رايت���س ووتش جو‬ ‫س���تورك‪" :‬لق���د تفاقم م���ا بدأ كعملي���ات اغتيال‬ ‫ألفراد الشرطة وجهاز األمن الداخلي واملخابرات‬ ‫العس���كرية‪ ،‬بفع���ل اغتي���ال قاضي�ي�ن وناش���ط‬ ‫سياس���ي‪ .‬ومن شأن اإلخفاق يف حماسبة شخص‬ ‫واحد أن يس���لط الض���وء على فش���ل احلكومة يف‬ ‫بناء نظام فاعل للعدالة"‪.‬‬ ‫اع�ت�رف بع���ض موظفو إنف���اذ القانون ل���ـ هيومن‬ ‫يتم���وا أي حتقي���ق‪،‬‬ ‫رايت���س ووت���ش بأنه���م مل ّ‬ ‫رغ���م أنه���م حاولوا إج���راء حتقيق���ات يف عمليات‬ ‫االغتي���ال‪ .‬وقال���وا إنه���م يفتق���رون إىل وس���ائل‬ ‫التحقي���ق املتقدم���ة‪ ،‬ويواجهون عقب���ات كثرية‬ ‫بس���بب الوض���ع األمين الس���ائد‪ ،‬وتنقصهم س���بل‬ ‫استدعاء الش���هود دون اللجوء إىل القوة اجلربية‪.‬‬ ‫مل تق���م أي���ة جمموع���ة أو أف���راد بتب�ن�ي عمليات‬ ‫االغتي���ال‪ ،‬كم���ا فر الش���خص الوحي���د الذي مت‬ ‫اإلعالن عن إلقاء القبض عليه‪.‬‬ ‫يف ‪ 23‬يولي���و ق���ال وزير الداخلية خليفة الش���يخ‬ ‫يف مؤمت���ر صحف���ي إن "أش���خاصا م���ن أصحاب‬ ‫الس���وابق" وراء عملي���ات القت���ل‪ .‬وق���ال إن هويات‬ ‫البعض منهم معروفة لكن ال ميكن الكشف عنها‬ ‫مب���ا أن املعلوم���ات س���رية‪ ،‬وإن احلكوم���ة حتقق‬ ‫وجتمع املعلومات‪.‬‬ ‫يف ‪ 28‬يولي���و ق���ال ص�ل�اح املريغين وزي���ر العدل‬ ‫إن احلكوم���ة عازمة على تقديم "املس���ؤولني عن‬ ‫االغتي���االت" يف بنغازي ودرن���ة إىل العدالة‪ .‬وقال‬ ‫إن احلكوم���ة س���تدرس قب���ول الدع���م م���ن فرق‬ ‫دولية للتحقيق اجلنائي‪.‬‬

‫حصيلة املوت‬ ‫أجرت هيومن رايتس ووتش مقابالت مع عائالت‬ ‫وأصدقاء وشهود على مقتل مثانية من الضحايا‪،‬‬ ‫وراجع���ت معلوم���ات قدمه���ا نش���طاء وقض���اة‬

‫ووكالء نياب���ة وتقاري���ر إعالمي���ة‪ .‬كما وفرت‬ ‫إح���دى اجلمعيات األهلي���ة احمللي���ة قائمة بـ‪12‬‬ ‫عملي���ة اغتي���ال واثنتني من عملي���ات االختطاف‬ ‫حبق أفراد من قوة الشرطة ببنغازي‪ .‬مل تستطع‬ ‫هيومن رايتس ووتش التحقق من رتبة ما ال يقل‬ ‫عن س���بعة من الضحايا‪ ،‬وعالقتهم بقوات األمن‬ ‫احلكومية‪ ،‬أو تواريخ وفاتهم‪.‬‬ ‫يف ‪ 30‬يولي���و قتل أمحد فراج الربناوي‪ ،‬قائد قوة‬ ‫محاي���ة بنغ���ازي‪ ،‬بفعل عبوة ناس���فة اس���تهدفت‬ ‫منزل���ه يف بنغ���ازي‪ .‬يف ‪ 26‬يولي���و قت���ل العقي���د‬ ‫خط���اب يون���س ال���زوي‪ ،‬والعقي���د متقاعد س���امل‬ ‫الس���راح‪ ،‬بالرص���اص يف واقعت�ي�ن منفصلتني يف‬ ‫بنغ���ازي‪ .‬يف ‪ 8‬يولي���و يف بنغازي اس���تهدفت عبوة‬

‫ناسفة سيارة العقيد فوزي حممد علي الربكي‪،‬‬ ‫أحد ضباط جهاز األمن الداخلي السابقني‪.‬‬ ‫يف ‪ 4‬يوليو تسبب إطالق الرصاص من سيارة‪ ،‬يف‬ ‫حماولة ظاهرية الغتيال العقيد حامد احلاسي‪،‬‬ ‫يف قتل رجلني‪ ،‬مع جناة احلاس���ي‪ .‬كان احلاسي‬ ‫أحد ضب���اط القوات اجلوي���ة يف النظام الس���ابق‪.‬‬ ‫يف ‪ 26‬يونيو تس���ببت عبوة ناس���فة مثبتة بسيارة‬ ‫مجع���ة املصرات���ي يف قتله‪ ،‬وه���و قائد لواء مش���اة‬ ‫يف اجلي���ش اللي�ب�ي وعم���ل كضاب���ط خمابرات‬ ‫عس���كرية‪ .‬انفج���رت س���يارة املصرات���ي على بعد‬ ‫‪ 150‬مرتاً من منزله يف بنغازي‪.‬‬ ‫يف يناي���ر مت خطف عبد الس�ل�ام املهدوي‪ ،‬رئيس‬ ‫قسم املباحث اجلنائية بش���رطة بنغازي‪ ،‬على يد‬ ‫مسلحني جمهولني يف بنغازي‪.‬‬ ‫إخفاق الشرطة يف التحرك‬ ‫ق���ال حممد احلج���ازي‪ ،‬املتحدث الرمسي باس���م‬ ‫عملي���ات بنغ���ازي األمنية املش�ت�ركة‪ ،‬وهو جهاز‬ ‫أم�ن�ي يت���وىل التنس���يق ب�ي�ن حت���ركات اجليش‬ ‫والش���رطة وأجه���زة املخابرات‪ ،‬بتس���ليط الضوء‬ ‫عل���ى املش���اكل ال�ت�ي تواجهه���ا الس���لطات عن���د‬ ‫التحقي���ق يف اجلرائ���م منذ إطاحة الق���ذايف‪ .‬قال‬ ‫احلج���ازي لـ هيومن رايتس ووت���ش يف يوليو" إن‬ ‫الس���لطات "تواجه عقبات كثرية" حينما "حتاول‬ ‫إج���راء حتقيقات" ومل توفر هلا الوس���ائل الالزمة‬ ‫هل���ذا‪ .‬وق���ال إن "نوعي���ات اجملرم�ي�ن واألس���اليب‬ ‫املس���تخدمة" تغريت يف األشهر األخرية‪ ،‬وصارت‬ ‫"أكث���ر خط���ورة"‪ .‬مل تب���دأ الق���وات إال مؤخ���راً‬ ‫يف تس���لم الوس���ائل واملع���دات الالزم���ة إلج���راء‬ ‫التحقيقات‪ ،‬حبسب قوله‪.‬‬

‫مشكالت أمنية أوسع نطاق ًا‬ ‫من���ذ انته���اء ن���زاع ع���ام ‪ ،2011‬ش���هدت بنغ���ازي‬ ‫هجم���ات واس���عة النط���اق م���ن قب���ل مليش���يات‬ ‫خمتلف���ة عل���ى مق���ار أجه���زة األم���ن احلكومية‬ ‫ومواقع اجليش‪ ،‬عالوة على اش���تباكات مسلحة‬ ‫ب�ي�ن فصائ���ل املليش���يات واعت���داءات عل���ى بعثات‬ ‫دبلوماس���ية أجنبي���ة‪ .‬يف ‪ 8‬يوني���و‪،‬أدت أح���دث‬ ‫االشتباكات واس���عة النطاق يف بنغازي إىل وفاة‬ ‫‪ 32‬ش���خصاً‪ ،‬معظمهم م���ن املتظاهرين‪ ،‬وأفراد‬ ‫وحدة الق���وات اخلاصة التابعة للجي���ش‪ ،‬وأفراد‬ ‫املليش���يات‪ ،‬فيم���ا ص���ار معروفاً بأحداث "الس���بت‬ ‫األسود"‪.‬‬ ‫يف ماي���و ‪ ،2012‬تع���رض مكتب اللجن���ة الدولية‬ ‫للصليب األمحر للهجوم‪ ،‬وتبنته ميليش���يا باسم‬ ‫"كتائ���ب الش���يخ األس�ي�ر عم���ر عب���د الرمحن"‪،‬‬ ‫متهمة الصليب األمحر مبمارسة أعمال التبشري‬ ‫باملس���يحية‪ ،‬مب���ا فيه���ا توزيع نس���خ م���ن الكتاب‬ ‫املقدس‪ .‬مل تتم مالحقة أحد على اهلجوم‪.‬‬ ‫يف ‪ 11‬س���بتمرب ‪ ،2012‬قامت مجاعات مس���لحة‬ ‫مبهامج���ة القنصلي���ة األمريكي���ة يف بنغ���ازي‪،‬‬ ‫فقتل���ت الس���فري كريس���توفر س���تيفنز وثالثة‬ ‫م���ن مس���اعديه‪ .‬نتيج���ة هل���ذا‪ ،‬س���حبت البعث���ات‬ ‫الدبلوماس���ية واملنظمات الدولية وجودها الدائم‬ ‫من بنغازي‪ .‬ويف مايو نش���رت املباح���ث الفدرالية‬ ‫األمريكية صور ستة أشخاص كانوا موجودين‬ ‫أثن���اء اهلجوم على جمم���ع القنصلية األمريكية‪.‬‬ ‫مل يتم اإلعالن عن اتهام أحد جبرائم القتل‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫ليبيا اجلديدة بعيون أملانيّة‬ ‫واقع اجليش النظامي اللييب‬

‫ترمجة ‪:‬‬ ‫مفتاح السيد الشريف‬ ‫يف أقس���ام م���ن اجليش(النظام���ي)‪ ،‬وضعت‬ ‫هي���اكل حملية غري نظامي���ة مماثلة لتلك‬ ‫يف الكتائ���ب الثوري���ة‪ .‬ووح���دات اجلي���ش‬ ‫يف الش���مال الش���رقي (برق���ة)‪ ،‬ال�ت�ي غ�ّي�رّ ت‬ ‫موقعه���ا يف بداي���ة الث���ورة‪ ،‬كان���ت قيادته���ا‬ ‫حتت الل���واء عبد الفتاح يونس‪ .‬وبعد اغتياله‬ ‫يف نهاي���ة يولي���و ‪ 2011‬وس���قوط اللنظ���ام‬ ‫الحق���ا‪ ،‬تركت بقاي���ا القوات املس���لحة دون‬ ‫هي���كل وطين‪ .‬وب���دأت حتالف���ات جهويّة من‬ ‫الضب���اط العمل إلعادة تنظي���م اجليش من‬ ‫تلقاء أنفس���هم‪ ،‬كما أخذوا يتنافس���ون على‬ ‫منصب رئي���س األركان ‪ . 92‬ففي الش���رق‬ ‫ش���كلت جمموعة من الضباط جملس برقة‬ ‫العس���كري‪ .‬وبع���د تعي�ي�ن يوس���ف املنقوش‬ ‫رئيس���ا ل�ل�أركان يف يناي���ر ‪،2012‬‬ ‫فإن الوح���دات املك ّونة م���ن الكتائب‬ ‫الثوريّة مثل (درع ليبيا) أُعطيت‬ ‫وظائ���ف قياديّ���ة‪ ،‬يف ح�ي�ن‬ ‫شعرت القوات النظامية أنها‬ ‫مهمش���ة على حن���و متزايد‬ ‫‪ . 93‬ويف ه���ذا الس���ياق‪،‬‬ ‫فوحدات مثل فرقة املش���اة‬ ‫األوىل يف بنغ���ازي أخذت‬ ‫تتب���ع مصاحله���ا اخلاصة‬ ‫بشكل متصاعد‪ .‬ويف املعاقل‬ ‫الثوري���ة يف الغ���رب‪ ،‬لع���ب‬ ‫الضب���اط املنش��� ّقون (الذي���ن‬ ‫هج���روا اخلدم���ة) دورا حامسا‬ ‫يف اجملال���س العس���كرية احمللي���ة‪،‬‬ ‫والكثريون منهم واصلوا العمل خارج‬ ‫هياكل القيادة العس���كريةالرمس ّية‪ .‬ويف‬ ‫أماك���ن أخ���رى ف���إن عناصر م���ن كتائب‬ ‫الق���ذايف الذي���ن أفلت���وا من القب���ض عليهم‪،‬‬ ‫إنضم���وا إىل ضب���اط ثوري�ي�ن ومدني�ي�ن‬ ‫ّ‬ ‫لتش���كيل وح���دات جدي���دة عل���ى قواع���د‬ ‫حمل ّية‪ . 94‬والتميي���ز بني القوات النظامية‬ ‫وغ�ي�ر النظامي���ة أصب���ح على حن���و متزايد‬ ‫ضبابيا‪ .‬وهذا التش���رذم ج���رى تعديله فقط‬ ‫يف منطق���ة طرابلس تدرجي ّيا‪ ،‬فعدّة ضباط‬ ‫من الذي���ن ق���ادوا كتائب ثوريّة ع���ادوا إىل‬ ‫مناص���ب علي���ا يف اجلي���ش ووزارة الدف���اع‪،‬‬ ‫كما أن وحدات من اجليش يف مجيع أحناء‬ ‫البالد أخذت تس���تخلص جم ّندين جددا ‪95‬‬ ‫‪ .‬والقادة الثوريون املمس���ؤلون عن املؤسسات‬ ‫اجلدي���دة‪ ،‬يش�ت�ركون يف ه���دف سياس���ي‬ ‫واضح أال وهو‪ :‬إزالة تلك اليت تعترب "مؤيدة‬ ‫يس���مون (أزالم‬ ‫للنظ���ام (الس���ابق)‪ ،‬أو م���ن‬ ‫ّ‬

‫((حماوالت متواصلة بدون جدوى إلعادة‬ ‫تأسيس اجليش ودمج اللجان األمنيّة يف‬ ‫الشرطة)‬ ‫النظ���ام) ‪ . 96‬والكث�ي�ر من الق���ادة الثوريني‬ ‫فهم���وا هذا عل���ى أنه يعين مجيع املؤسس���ات‬ ‫الس���ابقة م���ن اجلي���ش واألجه���زة األمنية‪،‬‬ ‫حت���ى مبن فيهم تل���ك العناص���ر اليت غيرّ ت‬ ‫موقفه���ا يف بداي���ة اإلنتفاض���ة ‪ . 97‬وه���م‬ ‫يس���عون إىل إنش���اء املؤسس���ات اليت يسيطر‬ ‫عليه���ا الثوار ‪،‬وتش���مل يف األغل���ب جزءا من‬ ‫ق���وات األم���ن القدمي���ة‪ .‬وكما س���بق القول‬ ‫املؤسس���ات اجلديدة‪،‬‬ ‫فإن قس���ما م���ن قي���ادة ّ‬ ‫إتبع أجندة إسالمية بشكل‬ ‫صري���ح‪ .‬فف���ي‬

‫الثورية ذات امليول االس�ل�امية‪ ،‬واليت إشتبه‬ ‫ضباط الش���رطة واجليش يف أعضائهم من‬ ‫أجل إستخدام هذه املناسبة لكسب السيطرة‬ ‫على بع���ض أس���لحتهم‪ .‬وق���د ردّت الكتائب‬ ‫بأن أخذت عش���رات من الضب���اط كرهائن‪،‬‬ ‫يف حماولة إلجبار قائد فرقة املش���اة األوىل‬ ‫حتى يقنع املتظاهرين باإلنسحاب ‪.99‬‬ ‫خالل الش���هرين التالي�ي�ن‪ ،‬إزدادت اهلجمات‬ ‫م ّرة أخرى‪ ،‬وبلغت ذروتها يف اغتيال رئيس‬ ‫الشرطة يف بنغازي يوم‬ ‫‪ 20‬نوفمرب‬

‫بنغ���ا ز ي ‪،‬‬ ‫غ��� ّذى هذا الصراع من‬ ‫أجل الس���يطرة على القط���اع األمين اجلديد‬ ‫التوت���رات العنيف���ة‪ .‬رغ���م أن سلس���لة م���ن‬ ‫التفجريات وعمليات القتل يف بنغازي ودرنه‬ ‫من���ذ أوائ���ل ع���ام ‪ 2012‬ه���ي جزئي���ا تتعّلق‬ ‫باإلنتق���ام (وهو ما سنناقش���ه أدن���اه يف إطار‬ ‫جوانب العدالة)‪ ،‬وبعض هذه األفعال ميكن‬ ‫أن تعزى بوضوح إىل الصراع على الس���لطة‬ ‫بني الوحدات القدمية واجلديدة ‪ . 98‬كما‬ ‫أن التوت���رات تصاعدت بع���د صدمة اهلجوم‬ ‫عل���ى القنصلي���ة االمريكي���ة يف بنغازي يوم‬ ‫‪ 11‬س���بتمرب ‪ .2012‬وقد وجهت املظاهرات‬ ‫الالحق���ة ض���د اثن�ي�ن م���ن أك�ب�ر الكتائب‬

‫‪،2012‬‬ ‫والذي بدوره أثار‬ ‫موج���ة جديدة من العن���ف ‪ . 100‬وبعد فرتة‬ ‫هدوء يف يناي���ر و فرباير ‪ ،2013‬إس���تؤنفت‬ ‫اهلجمات على مراكز الشرطة والضباط يف‬ ‫املؤسسات القدمية‪ .‬وهذا النوع من الصراعات‬ ‫ال�ت�ي اندلع���ت يف بنغ���ازي للس���يطرة عل���ى‬ ‫اجلهاز األمين‪ ،‬ظهرت فقط بش���كل متقطع‬ ‫يف مناطق أخرى‪ .‬وفقط يف الشمال الشرقي‬ ‫(برقة) إس���تطاع هيكل اجلي���ش القديم من‬ ‫النجاة سليما نس���ب ّيا من حرب أهلية‪ .‬ولكن‬ ‫يف مناطق أخرى‪ ،‬فإن شبكات فردية منبثقة‬ ‫من خملفات اجلي���ش أصطدمت مع القوى‬ ‫اجلدي���دة‪ .‬فعل���ى س���بيل املث���ال‪ ،‬يف نوفم�ب�ر‬

‫فولفرام الخري‬ ‫(احللقة العاشرة)‬ ‫‪ 2011‬فإن اللواء خليفة حفرت عينّ نفس���ه‬ ‫رئيس هيئة االركان من قبل جمموعة من‬ ‫الضباط‪ ،‬وبعد ش���هر حاول إنتزاع السيطرة‬ ‫على مط���ار طرابل���س من كتائ���ب الزنتان‬ ‫‪ .101‬ويف وق���ت الحق انتحل صفة املدافع‬ ‫عن مصاحل اجليش‪ ،‬متهما الكتائب الثورية‬ ‫مبنع إعادة بناء للقوات املسلحة‪ ،‬وناكرا أن‬ ‫اجليش كان أحد أعمدة النظام‪ .‬وقد اشتبه‬ ‫الق���ادة الثوري���ون يف أن حف�ت�ر يس���عى إىل‬ ‫إنش���اء قاعدة لسلطة عس���كريّة بني ضباط‬ ‫اجليش فيرتهونه‪ ،‬ويف يوليو ‪ 2012‬جنا من‬ ‫حماولة اغتيال يف بنغازي ‪.102‬‬ ‫يف أغسطس‪ ،2012‬وضعت اللجنة األمن ّية‬ ‫العليا الوس���طى حدا لطموحات ضباط‬ ‫ترهون���ه‪ ،‬باإلاس���تيالء عل���ى أكثر‬ ‫من مائ���ة دبّابة يف املدينة ‪103‬‬ ‫‪ .‬وبصفة عام���ة‪ ،‬فإن العديد‬ ‫من أعضاء طبقة الض ّباط‬ ‫يش���عرون بتهميش���هم‬ ‫م���ن قب���ل رئي���س هيئة‬ ‫والق���وى‬ ‫االركان‬ ‫الثورية‪ ،‬س���واء بس���بب‬ ‫أصوهل���م اجلهويّ���ة‪ ،‬أو‬ ‫لدورهم يف ظل النظام‬ ‫الس���ابق‪ .‬وهم يتهّبيأون‬ ‫إلع���ادة بن���اء الق���وات‬ ‫املس���لحة‪ .‬ويف ديس���مرب‬ ‫‪ 2012‬إنعقدت سلسلة من‬ ‫"مؤمترات اس���تثنائية للجيش‬ ‫اللييب" يف أماكن خمتلفة‪ ،‬صدر‬ ‫عنها بي���ان ختامي بإقالة رئيس هيئة‬ ‫االركان وأن ّ‬ ‫حتل حمل���ه قيادة مجاع ّية‪.‬‬ ‫وجوهر املبادرة مت تش���كيلها من قبل ضباط‬ ‫م���ن الزنتان وبرقة الذي���ن غريوا والءهم يف‬ ‫بداي���ة الث���ورة‪ .‬ويف أبري���ل ‪ ،2013‬فإن هذه‬ ‫الدائ���رة اليت لعب فيها (حف�ت�ر) دورا قياديا‪،‬‬ ‫أسس���ت مجعية الضباط الليبي�ي�ن األحرار‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وك���ررت مطالبها الس���ابقة مع مس���اندتها‬ ‫للتح���ركات داخ���ل املؤمتر الوط�ن�ي إلقالة‬ ‫رئي���س األركان‪ .104‬بينم���ا يس���عى وزير‬ ‫الدف���اع حمم���د الربغث���ي إىل لتوفي���ق ب�ي�ن‬ ‫املعسكرات املختلفة من خالل تكوين "جلنة‬ ‫نزاه���ة للجيش" برئاس���ة ضباط منش��� ّقني‬ ‫إنضم���وا إىل الث���ورة يف وق���ت مب ّك���ر ‪. 105‬‬ ‫ّ‬ ‫وحتى ل���و حاولت هذا املب���ادرة جت ّنب زيادة‬ ‫صف���وف الضب���اط الس���اخطني‪ ،‬فيبق���ى من‬ ‫غري الواضح اعتبارا من مايو ‪ ، 2012‬كيف‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫يف بداية يناير ‪ 2013‬اقتحم أعضاء من اللجنة األمنيّة العليا‬ ‫مقراملؤمتر الوطين واعتدوا جس��ديا على نائب�ين‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من أن دمج قوات اللجنة األمنيّة يف الشرطة قد بدأت‬ ‫ويف أي إطار زمين س���يتم دم���ج بقايا القوات‬ ‫املس���لحة القدمية يف وح���دات جديدة‪ .‬ولكن‬ ‫يف ض���وء الصراع���ات احلادة بني املعس���كرين‬ ‫فم���ن الواض���ح أن عمل ّي���ة الدم���ج ميك���ن ان‬ ‫ُتذكي التو ّترات‪ .‬الش���يء نفسه ينطبق على‬ ‫احمل���اوالت لتكوي���ن الش���رطة اجلدي���دة من‬ ‫اللجان األمن ّية العليا وفلول اجلهاز القديم‪..‬‬ ‫وقد بدأت اإلستعدادات ّ‬ ‫حلل اللجان األمن ّية‬ ‫العلي���ا يف وق���ت مبك���ر من���ذ منتص���ف ع���ام‬ ‫‪ ،2012‬ولكنها جوبهت مبقاومة قويّة ‪106‬‬ ‫‪ .‬ففي ديسمرب ‪ 2012‬صدرمرسوم من قبل‬ ‫نائب رئيس ال���وزراء‪ -‬بصفته القائم بأعمال‬ ‫وزي���ر الداخلي���ة – دعا فيه إىل ّ‬ ‫ح���ل اللجان‬ ‫ودم���ج أفرادها يف الش���رطة من خالل هيئة‬ ‫خمت���ارة‪ .‬إ ّ‬ ‫ال أن عاصف���ة م���ن االحتجاجات‬ ‫تل���ت ذلك‪ ،‬م���ع مطالبة قادتها بتش���كيل قوة‬ ‫منفصل���ة بدال م���ن االندماج يف م���ا اعتربوه‬ ‫ش���رطة فقدت املصداق ّي���ة يف خدماتها ‪107‬‬ ‫‪ .‬ويف بداي���ة يناي���ر ‪ 2013‬اقتح���م أعض���اء‬ ‫م���ن اللجن���ة األمن ّي���ة العلي���ا مقراملؤمت���ر‬ ‫الوطين واعتدوا جس���ديا عل���ى نائبني‪ .‬وعلى‬ ‫الرغ���م م���ن أن دمج ق���وات اللجن���ة األمن ّية‬ ‫يف الش���رطة ق���د ب���دأت‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال أن اإلحتجاجات‬ ‫إنطلقت بش���كل غري متس���او م���ن مدينة إىل‬ ‫إنضم م���ا يقرب من‬ ‫أخ���رى‪ ،‬ففي بنغ���ازي‬ ‫ّ‬ ‫نصف اإلثين عش���ر ألف من عناصر اللجنة‬ ‫إنضم���وا إىل الش���رطة‪ .‬ام���ا النص���ف اآلخر‬ ‫ّ‬ ‫فانقس���م إىل أولئ���ك الذي���ن انضم���وا فق���ط‬ ‫األجر‪،‬ثم اختفوا ببساطة من‬ ‫للحصول على‬ ‫ّ‬ ‫قوائم اخلدمة‪ ،‬بينم���ا النواة الصلبة الثورية‬ ‫إنضموا إىل(‬ ‫منهم‪ /‬وهم حن���و ثالثة آالف ‪ّ ،‬‬ ‫درع ليبي���ا)‪ .‬ويف طرابل���س واف���ق ج���زء م���ن‬ ‫القي���ادة الثوريةعل���ى الدمج‪ ،‬ولك���ن الفريق‬ ‫األكرب عارض وواصل املطالبة بإنشاء قوة‬ ‫أومهم���ة‬ ‫خمتص���ة بالتحقيق���ات اجلنائي���ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املخاب���رات ‪ . 108‬ويف ماي���و ‪ ،2013‬تواصلت‬ ‫عملي���ة اإلحن�ل�ال واإلندم���اج‪ ،‬وأخ���ذ ع���دد‬ ‫عناص���ر اللجن���ة العلي���ا يف التناقص بش���كل‬ ‫ملحوظ‪ ،‬إال أن املسألة األساسية يف كيفية‬ ‫دمج النواة الثوريّة الصلبة يف قوات األمن‪ ،‬ال‬ ‫تزال دون حل‪.‬‬ ‫اهلوامش‬

‫‪ 94‬عل���ى س���بيل املث���ال كتيب���ة األوفي���اء يف‬ ‫ترهون���ه‪ ،‬والل���واء مش���اة‪ 138‬يف (رقدال�ي�ن) أو‬ ‫لواء املشاش���يه يف (الش���قيقه) ال�ت�ي مت دجمها يف‬ ‫درع ليبي���ا يف نوفم�ب�ر ‪ .2012‬وأنظ���ر خرب "دمج‬ ‫لواء املش���اة ‪ 138‬يف اجلي���ش اللييب"‪ ،‬قورينا‪31 ،‬‬ ‫أكتوبر ‪.2012‬‬ ‫‪ 95‬ا يف ضوء مناقش���ات م���ع ضباط اجليش يف‬ ‫فرقة املش���اة ‪ 2‬و وزارة الدف���اع‪ ،‬طرابلس‪ ،‬مارس‬ ‫وأبريل ‪.2013‬‬ ‫‪ 96‬وفق���ا اقائ���د اللجن���ة األأمن ّي���ة العلي���ا ق���ي‬ ‫بنغازي‪ ،‬فوزي وني���س القذايف‪ ،‬يف أبريل ‪.2012‬‬ ‫وباملثل‪ ،‬فإن املتحدث باس���م من القس���م الغربي‬ ‫م���ن درع ليبي���ا يف أبري���ل ‪ ، 2012‬ف���إن القب���ض‬ ‫على األزالم واحدة من املهام الرئيس���ية للوحدة‪.‬‬ ‫وردّدت ه���ذا الرأي ش���خصيات رائ���دة يف اللجنة‬ ‫ّ‬ ‫األم�ن�ي بطرابل���س يف احملادث���ات م���ع املؤلف يف‬ ‫مارس ‪ -‬أبريل ‪ .2013‬مقابلة مع الناطق باس���م‬ ‫القس���م الغربي من درع ليبيا‪ 12 ،‬أبريل ‪،2012‬؛‬ ‫وأنظر مقال "قائد اللجنة العليا بنغازي‪ :‬اللجنة‬ ‫ّ‬ ‫س���تحل يف غضون س���تة أش���هر إذا م���ا حتققت‬ ‫األهداف "‪ ،‬قورينا‪ 4 ،‬أبريل ‪. .2012‬‬ ‫‪ 97‬أح���د رؤس���اء هيئ���ة ش���ؤون احملارب�ي�ن له‬ ‫خلفي���ة يف الكتائ���ب االس�ل�امية ببنغ���ازي‪ ،‬ق���ال‬ ‫يف نوفم�ب�ر ‪" :2012‬إن جن���ود اجلي���ش كله���م‬ ‫من األزالم ونفس الصفة تس���ري على الشرطة‬ ‫أيضا‪ ،‬فقد كان���وا يعملون للنظام‪ .‬حنن حباجة‬ ‫إلنش���اء مؤسس���ة جدي���دة م���ن اللجن���ة األمن ّية‬ ‫العليا وأفضل ما يف الشرطة‪ .‬ولكن حنن حباجة‬ ‫للتخلص من معظم من يف الشرطة واجليش "‪.‬‬

‫يف بنغ���ازي"‪ ،‬قورينا‪ 11 ،‬أبري���ل ‪" ،2012‬هجوم‬ ‫جمهول على مبنى اإلدارة العس���كرية يف بنغازي‬ ‫"‪،‬وكالة التضامن‪ 1 ،‬يوليو ‪.2012‬‬ ‫‪ 99‬حماول���ة إغتي���ال قائ���د جي���ش برقة حامد‬ ‫احلاس���ي‪ ،‬م���ن احملتم���ل أنه���ا كان���ت تتعل���ق‬ ‫باقتح���ام قواع���د الكتائ���ب‪ .‬وادع���ى أعض���اء من‬ ‫الكتائ���ب أن احلاس���ي ش���خصيا ش���ارك يف‬ ‫العملية‪ .‬وجرى ذلك يف مناقشات أجراها املؤ ّلف‬ ‫يف طرابل���س نوفم�ب�ر ‪2012‬؛ ويف خرب"حام���د‬ ‫احلاس���ي ينج���و من حماول���ة اغتي���ال "‪ ،‬وكالة‬ ‫التضام���ن ‪ 5‬نوفم�ب�ر ‪ ،2012‬وخ�ب�ر "باخل�ي�ر‪:‬‬ ‫"فاعل���ون م���ن خ���ارج الب�ل�اد وراء خطف���ي –‬ ‫اخلاطفون تل ّق���وا تعليمات باهلاتف"‪ ،‬قورينا‪23 ،‬‬ ‫س���بتمرب ‪ .2012‬و خرب ‪" :‬إحتجاز ‪ 13‬ضابطا يف‬ ‫بنغازي "‪ ،‬وكالة التضامن‪ 22 ،‬سبتمرب ‪2012‬؛‬ ‫وخرب بعنوان "أعضاء من اجليش ينعتون أعضاء‬ ‫كتيب���ة راف اهلل الس���حاتي بالزنادق���ة "‪ ،‬املنارة‪،‬‬ ‫‪ 25‬سبتمرب ‪.2012‬‬ ‫‪ 100‬بعد أن اعتقل مشتبه فيه يف مقتل رئيس‬ ‫الش���رطة ف���رج الدرس���ي‪ ،‬هومج���ت مراك���ز‬ ‫الش���رطة به���دف حتري���ر املش���تبه ب���ه‪ .‬وجاء يف‬ ‫خرب وكال���ة التضام���ن يف ‪ 20‬منوفمرب ‪2012‬‬ ‫‪" :‬جمهول���ون يغتالون العقيد فرج الدرس���ي أمام‬ ‫منزل���ه يف بنغ���ازي "‪ ،‬وخ�ب�ر "قتي���ل وجريح بعد‬ ‫ليل���ة دامي���ة"‪ ،‬املن���ارة‪ 16 ،‬ديس���مرب ‪ ،2012‬و‬ ‫"بنغ���ازي تهت ّز ليل���ة ثانية من اهلجم���ات"‪ ،‬ليبيا‬ ‫هريالد‪ 17،‬ديسمرب ‪.2012‬‬ ‫‪ 101‬لق���د انضم حفرت إىل نق�ل�اب القذايف يف‬ ‫ع���ام ‪ ،1969‬وق���اد الق���وات الليبي���ة يف تش���اد يف‬

‫‪" 92‬إعادة تنظيم القوات املسلحة الليب ّية‪ :‬جدل‬ ‫ح���ول تعيني حفرت رئيس���ا ل�ل�أركان "‪ ،‬مقال يف‬ ‫صحبف���ة قورين���ا‪ 21 ،‬نوفم�ب�ر ‪ ،2011‬ومق���ال‬ ‫آخر "اجمللس العس���كري س���بها مناقشات إصالح‬ ‫اجلي���ش اللي�ب�ي "‪ ،‬قورين���ا‪ 16 ،‬نوفم�ب�ر ‪2011‬؛‬ ‫و"اجلن���رال حممود يعلن دع���م املنقوش ويعترب‬ ‫جملس برقة العس���كري غري قانوني "‪ ،‬قورينا‪5 ،‬‬ ‫يناير ‪، .201‬‬

‫‪ 93‬مت ّث���ل فرق���ة قوات الصاعق���ة اخلاصة يف‬ ‫بنغ���ازي اس���تثناء يف ه���ذا الص���دد‪ .‬فق���د انضمت‬ ‫اىل الث���ورة يف مرحل���ة مبكرة‪ ،‬و ُنش���رت يف وقت‬ ‫الحق لتحقيق االستقرار يف فزان‪.‬‬

‫مناقشة‪ ،‬طرابلس‪ ،‬نوفمرب ‪.2012‬‬ ‫‪" 98‬مظاهرات يف بنغازي تطالب حبل منظمات‬ ‫األم���ن "‪،‬صحيف���ة ليبيا الي���وم ‪ 7‬أبريل ‪،2012‬؛‬ ‫"اش���تباكات بني الش���رطة واملنظمات املس���لحة‬

‫الثمانين���ات‪ .‬والق���ي القبض عليه هن���اك يف عام‬ ‫‪ 1987‬م���ع آخري���ن كثريي���ن‪ ،‬ث���م تع���اون مع‬ ‫‪( CIA‬وكالة اإلستخبارات األمريك ّية) خالل‬ ‫العقدين التالي�ي�ن‪ .‬وعندما قامت الثورة عاد إىل‬

‫‪07‬‬ ‫بنغازي‪.‬‬ ‫‪ 102‬حف�ت�ر يق���ول لصحيفة الوط���ن الليب ّية‪:‬‬ ‫"مس���ؤولون عرقلوا عمدا إنش���اء اجليش ملصاحل‬ ‫بع���ض ال���دول "‪،‬صحيف���ة الوط���ن الليبي���ة‪21 ،‬‬ ‫يولي���و ‪ ،2012‬و"حماولة إغتي���ال العقيد حفرت‪،‬‬ ‫صحيفة الوطن الليبية‪ 30 ،‬يوليو ‪.2012‬‬ ‫‪ 103‬يف أوائ���ل يوني���و ‪ 2012‬خطف���ت وحدات‬ ‫ثوري���ة لقائ���د كتيب���ة (أوفي���اء) يف ترهون���ه‪،‬‬ ‫ال�ت�ي كان���ت تش���مل ضباط���ا منش���قني ع���ن‬ ‫اجلي���ش وجمندي���ن مدني�ي�ن وأعضاء س���ابقني‬ ‫م���ن كتائب الق���ذايف‪ ،‬وكانت متتل���ك خمزونا‬ ‫كب�ي�را م���ن األس���لحة‪ .‬وردا على ذل���ك‪ ،‬احتلت‬ ‫كتيب���ة أوفي���اء مط���ار طرابلس لعدة س���اعات‬ ‫قب���ل أن تتغل���ب عليه���ا القوات الثوري���ة ‪ .‬وخالل‬ ‫احل���ادث ال���ذي وق���ع يف أغس���طس ‪ 2012‬قامت‬ ‫ق���وّة ثورية بقي���ادة وح���دة من مرك���ز اللجنة‬ ‫األمن ّية العليا باإلس���تيالء عل���ى أكثر من مائة‬ ‫دباب���ة م���ن كتيب���ة أوفي���اء‪ ،‬وكم���ا يف اهلجوم‬ ‫عل���ى بين ولي���د‪ ،‬صوّراملعس���كر الث���وري العملية‬ ‫ضد اجملموعة باعتباره قتاال ضد (األزالم)‪ .‬وقد‬ ‫ورد يف دراس���ة (مركز األزم���ات العاملي) بعنوان‬ ‫"معا نقف منقس���مني"‪ -‬أنظراهلامش ‪ 48-‬حتت‬ ‫عن���وان "فش���ل املط���ار الذريع"‪،‬واخل�ب�ر يف ليبي���ا‬ ‫هريالد‪ 8 ،‬يونيو ‪2012‬؛ و قورينا‪ 22 ،‬أغس���طس‬ ‫‪" : 2012‬مقتل ش���خص وجرح مثانية‪ :‬اللجنة‬ ‫األمن ّية يف ترهونه تس���يطر على ( سوق االحد)‪،‬‬ ‫وتكتشف خمزنا لألسلحة الثقيلة‪".‬‬ ‫‪ 104‬باإلضافة إىل حفرت‪،‬أحد أبرز املشاركني‬ ‫كان حامد احلاس���ي (انظر املالحظة ‪ .)99‬وبني‬ ‫أولئ���ك الذي���ن حضروا ه���ذا التجم���ع يف أبريل‪،‬‬ ‫كان مجع���ة الس���ايح (انظ���ر املالحظ���ة ‪،)136‬‬ ‫رئي���س جلنة الدفاع يف املؤمت���ر الوطين والعضو‬ ‫ع���ن العزيزيّة‪ ،‬وه���ي دائرة تهيم���ن عليها قبيلة‬ ‫ورش���فانة‪ .‬وج���اء يف خرب وكال���ة التضامن‪30 ،‬‬ ‫ديس���مرب ‪" : 2012‬املؤمتر االس���تثنائي اخلامس‬ ‫لبن���اء اجلي���ش اللي�ب�ي يطال���ب يإقالةرئي���س‬ ‫األركان "‪ ،‬وخ�ب�ر املن���ارة‪ 20 ،‬إبري���ل ‪: 2013‬‬ ‫"اإلع�ل�ان عن تأس���يس مجعية ضب���اط اجليش‬ ‫اللييب األحرار"‪.‬‬ ‫‪" 105‬وزي���ر الدف���اع يعل���ن ع���ن تكوي���ن جلنة‬ ‫النزاه���ة واإلص�ل�اح يف اجلي���ش اللي�ب�ي"‪،‬‬ ‫و"استعراض املناطق العس���كرية العشرة إلنشاء‬ ‫أربعة "‪ ،‬وكالة األنباء الليب ّية ‪.2013/04/15‬‬ ‫‪ 106‬االعتق���االت التعس���فية على أي���دي أفراد‬ ‫م���ن اللج���ان األمن ّي���ة‪ ،‬والتواط���ؤ الواض���ح م���ع‬ ‫مدم���ري امل���زارا‪-‬ت‪ ،‬و ّلدت انتق���ادات متزايدة يف‬ ‫ّ‬ ‫منتص���ف ع���ام ‪ ،2012‬مب���ا يف ذلك ب�ي�ن أعضاء‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي‪ .‬وعندما ه���ددت قي���ادة اللجان‬ ‫األمن ّية بتعليق عملياتها بس���بب عدم وجود دعم‬ ‫م���ن احلكومة‪ ،‬اس���تقال وزي���ر الداخلي���ة فوزي‬ ‫عبد العال بغد ف�ت�رة وجيزة‪ .‬وخضعت احلكومة‬ ‫للضغوط وأعلنت دعمها الس���ابق للجان األمن ّية‬ ‫(تنظر در اس���ة "نقف معا منقسمني ‪ -‬احلاشية‬ ‫‪.)48‬‬ ‫‪ 107‬ينظ���ر وكال���ة التضام���ن ‪ 12‬ديس���مرب‬ ‫‪ " : 2012‬مراس���يم عب���د الكري���م بدمج أعضاء‬ ‫اللجن���ة األمن ّي���ة يف وزارة الداخلي���ة "‪ ،‬وم���ا جاء‬ ‫يف املن���ارة ‪ 12‬ديس���مرب ‪" :.2012‬رف���ض ق���رار‬ ‫وزارة الداخلي���ة بدمج اللج���ان األمن ّية‪ :‬مطالب‬ ‫بتشكيل جهاز أمين منفصل"‪.‬‬ ‫‪ 108‬مناقش���ات م���ع عناصر قياديّ���ة يف اللجنة‬ ‫األمن ّية يطرابلس‪ ،‬مارس ‪ -‬أبريل ‪.2013‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫عثمان القاجيجي ‪ :‬رئيس اللجنة املركزية النتخابات اجملالس احمللية يف اول مقابلة حصرية وموسعة مليادين ‪:‬‬

‫سنعتمد املنظومة اإللكرتونية والوضع القانوني لتسجيل البطاقة االنتخابية‬ ‫مرفقة بالصورة والرقم‬

‫فاطمة غندور‬ ‫دعنا يف البدء ُنعرف قراءنا مبؤسستكم ؟‬ ‫ال��ل��ج��ن��ة امل���رك���زي���ة ل�لان��ت��خ��اب��ات اجمل��ال��س‬ ‫ال��ب��ل��دي��ة ت��ت��ب��ع وزارة احل��ك��م احمل��ل��ي وتتبع‬ ‫للسلطة ال��ت��ن��ف��ي��ذي��ة ب��اع��ت��ب��ار أن اجمل��ال��س‬ ‫احمللية واجملالس البلدية هي جمالس حكم‬ ‫حملي وهي تتبع للسلطة التنفيذية وبالتالي‬ ‫وزارة احلكم احمللي هي املسؤلة عن ما يسمى‬ ‫باجمللس البلدي ‪ ،‬مما يتكون اجمللس البلدي؟‬ ‫تقسم اىل جمموعة من البلديات وقد وصلنا‬ ‫اىل ح��وال��ي ‪ 105‬بلدية (ك��ان��وا ‪ 99‬وظلت‬ ‫فكرة ال��زي��ادة مستمرة ) حنن نعلم أن��ه عادة‬ ‫ما توضع معايري لتكوين البلدية وهي تتعلق‬ ‫بتنوع اخلدمات اليت تقدم للمواطن ( منطقة‬ ‫حضرية يتجمع فيها أكرب عدد من الناس وال‬ ‫يتم التعويل على املساحة ‪ ،‬واحيانا املساحة اليت‬ ‫خارج املخطط ال تتبع البلدية‪ ،‬وهناك من يرى‬ ‫أن البلدية تعتمد على املساحة ) لتشكل وحدة‬ ‫واحدة ‪ ،‬هناك دراسات فنية علمية حتدد عدد‬ ‫البلديات يف ليبيا ب ‪ 66‬و‪ 15‬حمافظة‪.‬‬ ‫س���أع���ود اىل مم���ا ي��ت��ك��ون اجمل��ل��س ال��ب��ل��دي ؟‬ ‫يف ك��ل بلدية سيكون لدينا جملس بلدي‬ ‫يتكون م��ن سبعة أع��ض��اء ‪ :‬مخسة فئة عامة‬ ‫‪ ،‬واألثنان االخ��ران ‪ :‬فئة النساء ‪ ،‬وفئة الثوار‬ ‫ذوي االعاقة ‪ ،‬كان هناك تفسري يشري اىل أنه‬ ‫مقعد للثوار ‪،‬ثم حدد أنه للثوار ذوي االعاقة‬ ‫أثناء حرب التحرير وقد مت التنسيق مع وزارة‬ ‫رعاية شؤون اجلرحى واسر الشهداء ‪ ،‬النقطة‬ ‫الرئيسية يف املوضوع من هو العميد ؟ سيتم‬ ‫اختيار العميد يف اجللسة االوىل للمجلس‬ ‫البلدي ملا يرشح مخسة من الفئة العامة ( اليت‬ ‫قد يشرتك فيها ثوار وأيضا نساء فقائمة النساء‬ ‫سيتم اختيار واحدة فقط ولذلك بإمكانها أن‬ ‫تتقدم للفئة العامة)اجمللس البلدي حبكم‬ ‫القانون سيستمر ألربع سنوات هؤالء األعضاء‬ ‫السبعة الذين ذكرتهم سابقا ‪ :‬مخسة فئة‬ ‫عامة ‪ ،‬وسيدة ‪،‬وواحد من الثوار ذوي االعاقة ‪.‬‬ ‫ال��ق��ان��ون (‪ )59‬ي��ق��ول أن��ه يتم اخ��ت��ي��ار عميد‬ ‫البلدية يف االجتماع االول للمجلس البلدي‬ ‫بعد أن يتم انتخابه ويف االجتماع االول ‪،‬‬ ‫وهناك بدائل أخرى أن يتم اختيار العميد‬ ‫من القاعدة وممكن يُعني ‪ ،‬رغم أن التعني‬ ‫حتسس منه املؤمتر الوطين وأخت��ذ موقفا‬

‫تلقين���ا الدع���وة كمؤسس���ة صحفية كما غرينا من الصحف والوس���ائل االعالمي���ة ‪،‬لكننا فوجئنا ب���أن ميادين كانت‬ ‫احلاض���ر الوحي���د وقد أش���ار ضيفنا د‪.‬عثمان أبوبك���ر القاجيجي رئيس اللجن���ة املركزية النتخاب���ات اجملالس البلدية‬ ‫(املُخت���ص يف تقنية املعلومات) اىل قيامه واالعضاء املش���اركني معه بدعوة ملحة ومس���تمرة مل���ن ميثلون صلة الوصل‬ ‫بني املواطن ومؤسس���اته التنفيذية والتش���ريعية ‪ ،‬محلنا أسئلتنا وكنا حمملني ببعض املرجعيات والشواهد ذات الصلة‬ ‫مبوضوع اجملالس البلدية واحملافظات ‪ ،‬ومنها ما مت نشره يف اجلريدة من مقرتحات أو ما متت متابعته من ُمشادات بل‬ ‫ومظاهرات خرجت يف بعض املناطق رافضة خلارطة مت حتديدها لتحديد اجملالس البلدية واحملافظات بعضها خضع‬ ‫اىل اعتبارات قبلية ومناطقية وكذا خالفات احلرب والتحرير ( بني مع وضد )‪ ،‬وأش���يع أثناءها أن رئيس الوزراء توىل‬ ‫املوضوع بنفسه حني عال صوت من استنكروا أن يتم ضمهم اىل جريان ال يرغبونهم ! وحينها خضع واستجاب ملا فرضه‬ ‫وضغ���ط به بعضهم ‪ ،‬يف بداية ش���هر ابريل ‪ 2013‬تش���كلت جلنة بقرار من جملس ال���وزراء الغرض منه تكوين اجمللس‬ ‫البل���دي الذي يتوىل التنفيذ واالش���راف واملتابعة والتنس���يق خبصوص اخلدمات املتعددة ال�ت�ي ختص املواطن يف حياته‬ ‫اليومية ‪.‬‬ ‫منذ شهر فرباير ‪ ، 2013‬ويف هذا االطار ويف‬ ‫العملية االنتخابية لدينا مخ��س م��راح��ل ‪:‬‬ ‫التجهيز الداخلي لدينا وقد استكملنا اهليكلية‬ ‫وادارات العمل حنن مؤسسة وليدة ‪،‬العاملون‬ ‫معنا يف اللجنة املركزية اغلبهم هلم خربة‬ ‫يف االن��ت��خ��اب��ات ( امل��ؤمت��ر أو احمللية ) وحنن‬ ‫نستعني ببعثة االم��م املتحدة يف توفري بعض‬ ‫الدعم الفين واالستشاري فهناك فريق زارنا‬ ‫م��ن ن��ي��وي��ورك وه���و م��ب��ع��وث خ���اص م��ن ب��ان‬ ‫كي مون معه ستة أعضاء متابعني لالطالع‬ ‫على االج����راءات ال�تي اخت��ذن��اه وق��د رح��ب بها‬ ‫ووافق عليها وبلغ جملس األمن أن اخلطوات‬ ‫تسري س�يرا حسنا وقريبا سيكون التقرير‬ ‫لدينا ‪ ،‬ومازلنا متعاونني مع برنامج‬ ‫االم���م امل��ت��ح��دة االمن��ائ��ي لتوفري‬ ‫م��س��ت��ش��اري��ن متخصصني يف‬ ‫ب��ع��ض امل��واض��ي��ع واحل��م��دهلل‬ ‫االم��ك��ان��ي��ات ال��ل��ي��ب��ي��ة جيدة‬ ‫وس���أع���ود ألك��م��ل م��راح��ل‬ ‫سري االنتخابات للمجلس‬ ‫البلدي ‪ :‬التجهيز الداخلي‬ ‫– ت��س��ج��ي��ل ال��ن��اخ��ب�ين –‬ ‫ت���س���ج���ي���ل امل����رش����ح��ي�ن –‬ ‫مرحلة الطعون – مرحلة‬ ‫يوم االق�تراع وخ��روج النتائج‬ ‫ ه�����ذه مخ����س م���راح���ل‬‫رئ��ي��س��ي��ة للعملية‬ ‫االنتخابية ‪.‬‬ ‫م���اه���و‬

‫جديد يف انتخابات البلدية ما يؤكده القانون‬ ‫‪ 59‬وهو اضح جدا وخيص الالوائح وقرارات‬ ‫جملس الوزراء من أن الناخب واملرشح جيب أن‬ ‫يكون مسجال يف داخل حدود البلدية ‪ ،‬سنعتمد‬ ‫امل��ن��ظ��وم��ة االل��ك�ترون��ي��ة وال���وض���ع ال��ق��ان��ون��ي‬ ‫للتسجيل وال��ب��ط��اق��ة االن��ت��خ��اب��ي��ة مرفقة‬ ‫بالصورة وال��رق��م ‪ .‬كل بلدية بها جمموعة‬ ‫من مكاتب السجل املدني ‪ ،‬وكل مكتب سجل‬ ‫مدني يصدر كتيبات عائلة ‪ ،‬القانون يؤكد‬ ‫على أن عملية الناخب واملرشح جيب أن يكون‬ ‫مسجال يف اح��د مكاتب السجل املدني الواقع‬ ‫يف احل���دود اجلغرافية للبلدية ‪ ،‬وه��ذا ليس‬ ‫يف نطاق عملنا كلجنة مركزية يف‬ ‫ه��ذه املرحلة ستتم االستعانة‬ ‫مبصلحة االح����وال املدنية‬ ‫وقد كانوا مثال للتعاون‬ ‫ومت اع��������داد م��ن��ظ��وم��ة‬ ‫ب�����اس�����ت�����خ�����دام ت��ق��ن��ي��ة‬ ‫املعلومات لتسجيل كل‬ ‫ال��ل��ي��ب�ين ع�ب�ر كتيبات‬ ‫ال���ع���ائ���ل���ة ‪ ،‬وك���ذل���ك‬ ‫م�����ع�����رف�����ة ع����������دد م���ن‬ ‫أعمارهم من ‪ 18‬سنة وقد‬ ‫ع��م��ل��ت امل��ن��ظ��وم��ة ب��ك��ف��اءة‬ ‫عالية هناك بعض املشاكل‬ ‫اإلداري��������ة ح��ي��ث ال خيلو‬ ‫االمر وخاصة بالنسبة‬ ‫األجهزة االداري��ة‬ ‫يف ل��ي��ب��ي��ا‬ ‫م�����������ن‬

‫عثمان القاجيجي‬

‫بعض اخللل اإلداري لكين أؤك��د أن جهودا‬ ‫تبذل منذ العمل الذي ارتبط بتسجيل بيانات‬ ‫املواطن أثناء املكافأة ‪ 2000‬جنيه ‪ ،‬ويف ظين‬ ‫أن تعرض رئيس السجل لالغتيال من قبل‬ ‫بعضهم ي��دل على أن عمله وزمالئه فيه من‬ ‫اجلدية الكثري اليت حت��اول النأي بنفسها عن‬ ‫حماوالت التزوير فيما يتعلق ببيانات الليبني‬ ‫وما حققوه أعتربه اجناز ‪.‬‬ ‫ه��ن��اك ق��ض��ي��ة م��ه��م��ة وه����ي م��ن��ح اجلنسية‬ ‫لألقليات يف بعض امل���دن الليبية وأن���ا أدع��و‬ ‫امل��ؤمت��ر ال��وط�ني لتحمل مسؤليته القانونية‬ ‫وأمام الشعب اللييب عليه أن يضع حال إما قرار‬ ‫بضمهم أو استبعادهم ‪ ،‬ويف رأي أن دول العامل‬ ‫سنويا تضم مواطنني وهو ال يؤثر على النسيج‬ ‫االج��ت��م��اع��ي ‪،‬ألن ه��ن��اك ف��رق ب�ين ‪ :‬اهل���ارب ‪،‬‬ ‫واملقيم اقامة غري شرعية وب�ين ان��ك مواطن‬ ‫أستطيع أن اح��دد مكانك ووض��ع��ك يف البلد‪،‬‬ ‫ولنفرض أننا ضممنا ‪ %10‬منهم مالضري يف‬ ‫ذلك ‪ ،‬القضية حتتاج موقف شجاع من املؤمتر‬ ‫الوطين ‪.‬‬ ‫نريد أن حنيط املواطن لدينا مبن هي االط��راف‬ ‫اليت تشارك يف خطواتكم للعملية االنتخابية‬ ‫للمجالس؟‬ ‫خل��ط��وات س�يرن��ا للعملية االن��ت��خ��اب��ي��ة أش�ير‬ ‫اىل اننا نسقنا مع مصلحة االح��وال املدنية و‬ ‫كلفناهم بتحمل املسؤلية بالتعريف من هو‬ ‫اللييب؟ ومن اجراءاته سليمة وحيق له عملية‬ ‫االق�ت�راع ‪ ،‬واستخدمنا ال��رق��م ال��وط�ني املوحد‬ ‫تنفيذا لتعليمات جملس ال����وزراء ‪ ،‬ومجيع‬ ‫االجراءات املالية والتسجيل دائما تعتمد الرقم‬ ‫الوطين املوحد باعتباره ميثل مرجعية متوافق‬ ‫عليها ‪ ،‬واي��ض��ا حن��ن على ت��واص��ل م��ع وزارة‬ ‫احلكم احمللي حبكم التبعية ‪ ،‬لدينا ايضا وزارة‬ ‫التعليم الن م��راك��ز التسجيل لالنتخابات‬ ‫جلها ستتم يف امل���دارس مثلها مثل انتخابات‬ ‫امل��ؤمت��ر ال��وط�ني وأي��ض��ا سيتعاون معنا اع��داد‬ ‫كبرية من املوظفني لديهم ومنهم املدرسني‬ ‫الذين سيشاركون يف عملية تسجيل الناخبني‬ ‫وق���د مت التنسيق م��ع س��ي��ادة وزي���ر الرتبية‬ ‫والتعليم ‪ ،‬لدينا أيضا تعاون مع وزارة شؤون‬ ‫اسر الشهداء ‪ ،‬ونتعاون ايضا مع هيئة النزاهة‬ ‫ومكافحة الفساد فكما تعلمني على املرشحني‬ ‫احلصول على املوفقة من هيئة املناصب العليا‬


‫أغسطس ‪)2012‬‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو‬ ‫‪ 26( (- 59‬ـ‬‫الثانية‬ ‫السنةالسنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫‪26 -2‬‬ ‫‪- 20‬‬ ‫العدد‪) 119‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬

‫أن��ا أرى أن انتخاب��ات اجملال��س البلدية اهم من الدس��تور النها من‬ ‫القواعد لبناء الدولة‪.‬‬

‫‪09‬‬ ‫وليدة ومهامها كبرية وع��دد موظفيها قليل‬ ‫جدا قياسا باملهمة ‪.‬‬ ‫سأترك لك كلمة ختتتم بها هذا التعريف املوسع‬ ‫ملُقبل انتخابات اجملالس ؟‬ ‫أنا أرى ان انتخابات اجملالس البلدية اهم من‬ ‫ال��دس��ت��ور كقواعد لبناء ال��دول��ة ألن��ه��ا تؤثر‬ ‫يف امل���واط���ن وق��ري��ب��ة م��ن��ه م��ن ن��اح��ي��ة توفري‬ ‫االستقرار‪،‬على مستوى اقامته وحمل عمله‬ ‫حن��ن ن���رى أن امل��واط��ن ل��دي��ن��ا وه���ذا م��ا جيب‬ ‫ان تنتبه ل��ه احلكومة وامل��ؤمت��ر فالألسف مل‬ ‫ختاطب ه��ذه املتطلبات بل أوج��دت حالة من‬ ‫املنح السهل وع��ززت ثقافة سيئة دف��ع مبالغ‬ ‫للمواطن احملتاج وغري احملتاج مما أعاد النموذج‬ ‫االت��ك��ال��ي املستسلم ( ق��رارامل�لاك الوظيفي )‬ ‫‪ ،‬ك��ان م��ن أه���داف ال��ث��ورة تقديم اخل��دم��ات‬ ‫الصحيحة للمواطن والقضاء على املركزية‬ ‫‪ ،‬امل��واط��ن أول��وي��ات��ه وال�ت�ي رمب��ا ت��ك��ون خطوة‬ ‫انتخاب اجملالس البلدية دافعة لتحقيقه من‬ ‫قبيل ‪ :‬املواطن يريد طريق يسلكها اىل عمله‬ ‫ليست معطوبة أو م�لان��ة باحلفر ‪ ،‬امل��واط��ن‬ ‫يرغب يف حل جذري للقمامة اليت متأل املدينة ‪،‬‬ ‫يرغب يف أن يرى مدرسة أبنائه سليمة وليست‬ ‫ب��ن��واف��ذ م��ك��س��ورة ويقتله ب��رد ال��ش��ت��اء مرضا‬ ‫مزمنا ‪،‬يرغب يف قطاع صحي مأمون العالج‬ ‫وال���دواء هذا أوال وسأضيف نقطة اخ��رى انه‬ ‫لدينا االن مرحلة االنتقال من اجملالس احمللية‬ ‫اىل اجملالس البلدية ذات الوظائف الرئيسية ‪:‬‬ ‫اإلدارة ‪،‬والطرق العامة ‪،‬واحلدائق‪ ،‬واملقابر ‪ ،‬هو‬ ‫اختصاص أصيل للبلدية ‪ ،‬باإلضافة اىل توفري‬ ‫اخلدمات للمواطن ‪ :‬احلرس البلدي ‪،‬السجل‬ ‫امل��دن��ي خ��دم��ات اإلط��ف��اء واحل��ري��ق ‪ ،‬وميلك‬

‫حتى ينخرطوا يف العملية االنتخابية باعتباره‬ ‫أحد املتطلبات ‪ ،‬هناك تعاون مع وزارة الداخلية‬ ‫‪ ،‬ومع هيئة املعلومات وعموما مؤسسات الدولة‬ ‫أغلبها متعاونة وتبدي استعدادها ومتجاوبة‬ ‫وجي��ب أن أش�ير اىل أن السيد رئيس ال���وزراء‬

‫املبذولة إال أن االستجابة كانت ضعيفة أعين‬ ‫املشاركة والسباب أعتقد أنها ظروف الدولة‬ ‫اليت متر بها أثناء البدء يف العملية االنتخابية‬ ‫بالبيضاء وحيث شهر رمضان حيث يقل تفاعل‬ ‫املواطن ‪،‬ومن املتوقع دائما بعد احلروب وبعد‬

‫على اطالع ومهتم شخصيا باملوضوع ‪ ،‬املؤمتر‬ ‫الوطين أيضا هناك جلنة احلكم احمللي وكنا‬ ‫ق��د أطالعنا أعضائها على اتصاالتنا وعلى‬ ‫االج��راءات اليت نقوم بها ولدينا اتصال مباشر‬ ‫معهم أس��ب��وع��ي��ا يف ال��ب��داي��ة واج��ه��ت��ن��ا بعض‬ ‫املشاكل يف حتويل امليزانية وحنن مل نطلب‬ ‫مبالغ كبرية وال�تي ت��أخ��رت لشهرين ولكن‬ ‫تدخل السيد رئيس الوزراء حل املشكلة ‪ ،‬قريبا‬ ‫سننتقل ملقر أخر حيث أن هذا املبنى مشرتك‬ ‫مع وزارة احلكم احمللي وحنن حنتاج اىل مكان‬ ‫خيصنا ‪.‬‬ ‫م��اذا عن ما نشرمتوه اعالميا حول خوض مدينة‬ ‫البيضاء لالنتخابات كتجربة منوذجية مبكرة ؟‬ ‫س��أذك��ر جت���ارب م��ف��ي��دة ون��اج��ح��ة حملية ‪:‬‬ ‫اجمل��ل��س احمل��ل��ي م��ص��رات��ه ع��ل��ى سبيل امل��ث��ال‬ ‫وط��راب��ل��س وإن توقفت وص��ادف��ت��ه��ا ع��وائ��ق ‪،‬‬ ‫وبنغازي خاضت وبقوة عملية انتخاب جملسها‬ ‫احمل��ل��ي كجسم ت��ك��ون م��ع اجمل��ل��س ال��وط�ني‬ ‫االنتقالي واالن سينتهي بقيام اجمللس البلدي‬ ‫ألن القانون يقول مبجرد أن يتشكل اجمللس‬ ‫البلدي ينتهي دور اجمللس احمللي واحلقيقة‬ ‫أن االخ���وة يف اجمل��ل��س احمل��ل��ي منقسمني اىل‬ ‫فئتني فئة تناصر وتساند ومتعاونة يف اجتاه‬ ‫تبين خطوات انتخاب اجمللس البلدي وهناك‬ ‫فئة أخرى تساند موضوع استمرار أداء اجمللس‬ ‫احمللي ‪ .‬االن ننتقل اىل مرحلة الدولة اجمللس‬ ‫احمللي التسريي أدى دورا هاما أول الثورة االن‬ ‫حان دور اجملالس البلدية املنتخبة ‪،‬بالنسبة‬ ‫لبلدية البيضاء بدأ التسجيل يف مدينة البيضاء‬ ‫ي��وم ‪ 2013-7-17‬ثم مت التمديد اىل ‪-8-5‬‬ ‫‪ 2013‬رمبا ألنه تزامن مع يوم ‪ 7-17‬ليوم‬ ‫اع�لان البيضاء الستضافة االحتفال بصدور‬ ‫ق���رار ان��ت��خ��اب جل��ن��ة ال��س��ت�ين ‪ ،‬م���رت عملية‬ ‫التسجيل ببعض املشاكل املوجودة على أرض‬ ‫الواقع حبيث طالبت اللجنة الفرعية هناك‬ ‫ب��ف�ترة مت��دي��د ومنحناهم التمديد وأوقفنا‬ ‫التسجيل يف ‪ -8-5‬واالن ندرس النتائج املفضية‬ ‫اىل أننا سنستمر أو نتوقف ألنه رغم اجلهود‬

‫بعد املرور بسنتني ويزيد انتقاليتني أالحظ استياء من املواطنني جتاه أداء‬ ‫أعضاء املؤمتر وقد يلقي ذلك بظالله على انتخابات اجملالس البلدية‬ ‫مرحلة التحرير تكون املشاركة مرتفعة جدا‬ ‫للمواطنني ولكن من خالل مشاهداتي وبعد‬ ‫املرور بسنتني ويزيد انتقاليتني أالحظ استياء‬ ‫من املواطنني جتاه أداء أعضاء املؤمتر وقد يلقي‬ ‫ذلك بظالله على انتخابات اجملالس‪،‬‬ ‫بالنسبة لباقي البلديات هل باشرمت بالدعوة أو‬ ‫إعطاء االذن بالبث يف خطوات االنتخابات للجانكم‬ ‫الفرعية ؟‬ ‫من ‪ 105‬بلدية حم��ددة أصدرنا إذن��ا حلوالي‬ ‫‪ 50‬بلدية لتباشر اللجان الفرعية مهمتها‬ ‫‪ ،‬بعد أن ب��دأن��ا يف البيضاء وحن��ن يف مرحلة‬ ‫تسجيل الناخبني ‪ ،‬واملرحلة القادمة تسجيل‬ ‫للمرشحني ‪ ،‬اللجنة املركزية تعتمد على‬ ‫ال��ل��ج��ان ال��ف��رع��ي��ة يف ك��ل ب��ل��دي��ة ‪ ،‬اللجنة‬ ‫الفرعية تتوىل يف ح��دوده��ا اجلغرافية ادارة‬ ‫العملية االنتخابية بالكامل وق��د شكلنا ‪50‬‬ ‫جل��ن��ة ف��رع��ي��ة وق���د ت��ع��اون��وا م��ع��ن��ا اجمل��ال��س‬ ‫احمللية واالن ندربهم ومننحهم االمكانيات‬ ‫واخل��ب�رة واالج������راءات وال��ل��وائ��ح ونستهدف‬ ‫استكمال تشكيل مجيع اللجان لتتوىل التنفيذ‬ ‫‪ ،‬حنن نعمل بنظام ال مركزي ومننح نفس‬ ‫اختصاصاتنا للفروع وهل��م أن يتعاونوا مع‬ ‫ال��وزارات ك��وزارة الرتبية والتعليم ومصلحة‬ ‫االحوال املدنية ومديرية االمن وهكذا القانون‬ ‫‪ 59‬ي��ق��ول أن ان��ت��خ��اب��ات اجمل��ال��س البلدية‬ ‫التتم يف نفس اليوم بل ميكن أن تتم يف أيام‬ ‫خمتلفة مثال االن البيضاء جاهزة يليها لدينا‬ ‫شحات ووازن ‪،‬وبنت بيه ‪،‬وغات ومؤخرا زوارة‬ ‫مت تشكيل اللجنة الفرعية بها ‪ ،‬كل بلدية‬ ‫تجُ هز من ناحية لوجستية وتدريبية وأهمها‬

‫االمنية ألن الناخب لو تعرض ألي خطر أو‬ ‫اعضاء اللجنة الفرعية لن تتحقق االنتخابات‬ ‫احلرة ال جيوز أن يكون سالح على أرض العمل‬ ‫ويذهب املواطن لألنتخاب ‪.‬‬ ‫السيد رئ��ي��س ال����وزراء يطالبنا ب��أن نستكمل‬ ‫االن��ت��خ��اب��ات البلدية م��ع نهاية ه��ذه السنة ‪،‬‬ ‫عمليا اخ��ذن��ا ث�لاث��ة أش��ه��ر م��ن اع�ل�ان ال��ق��رار‬ ‫الستكمال جتهيز انفسنا ‪ ،‬وبعدها مباشرة‬ ‫بدأنا يف البيضاء ال�تي أب��دت استعدادا ورغبة‬ ‫رغم أننا واجهنا بعض التسريبات اىل أن التيار‬ ‫الفيدرالي ال يرغب يف املشاركة ‪ ،‬وكذلك‬ ‫تيارات سياسية خمتلفة ال ترغب ايضا ‪ ،‬هناك‬ ‫صراع أثر على تلك الرغبة واالستعداد الذي مت‬ ‫اعالنه مبكرا للمشاركة ‪.‬‬ ‫ماذا عن أدوار اجملتمع املدني على مستوى البالد يف‬ ‫انتخابات اجملالس ؟‬ ‫هو موضوع مهم بالتأكيد فنحن نعمل دائما‬ ‫من خ�لال اجملتمع املدني ولدينا فريق على‬ ‫ات��ص��ال ومتابع للمجتمع امل��دن��ي ن��ع��ول على‬ ‫م��ن يقوم منهم بعملية التوعية والتعريف‬ ‫والرقابة على العملية االنتخابية ‪،‬بيننا تواصل‬ ‫مع وزارة الثقافة واجملتمع املدني واالستاذ‬ ‫عمر بوسبيحة عضو اللجنة املركزية مهتم‬ ‫وعلى اتصال بهم ‪ ،‬واالس��ت��اذ املهدي البهلول‬

‫ي��ت��وىل ك��ع��ض��و أي��ض��ا م��ه��ام��ه يف ذل���ك وق��د‬ ‫كلفا جمموعة م��ن امل��درب�ين أي��ض��ا لتوعية‬ ‫اجملتمع املدني ونفذنا أكثر من ‪ 15‬ورشة‬ ‫عمل بالتعاون مع االكتيد ‪ ،‬اخر نشاطاتنا مع‬ ‫مجعية لبيك ليبيا عملت ن��دوة ح��ول احلكم‬ ‫احمللي ‪ ،‬وسنخرج على القنوات التلفزيونية ‪،‬‬ ‫وهناك خطني خمتلفني يف موضوع التوعية‬ ‫باحلكم احمل��ل��ي وب���اال م��رك��زي��ة غ��رس هذه‬ ‫املفاهيم لدى املواطن وهذا ليس دورن��ا بشكل‬ ‫مباشر هو دور وزارة احلكم احمللي بأن تعرف‬ ‫ب��ه��ا ‪ :‬ال�لام��رك��زي��ة ومب��ش��اك��ل��ه��ا ‪ ،‬وه��ن��اك‬ ‫خط كتعلق بالتوعية بالعملية االنتخابية‬ ‫وامل���ش���ارك���ة يف االن��ت��خ��اب��ات ‪،‬ك��ي��ف أج��ع��ل‬ ‫الناس تشارك واملرشحني يتطوعوا ويدركون‬ ‫أدواره����م ؟‪ ،‬وأمت��ن��ى أن أرى أداء أف��ض��ل من‬ ‫وزارة احلكم احمللي ألن هذه اخلطوات مهمة‬ ‫يف الدفع بالناس للمشاركة ‪،‬ادرك انها وزارة‬

‫اجمللس البلدي مساحة من امليزانية يتحرك‬ ‫ب��ه��ا ل��ل��ض��رورات م��ن أم��ث��ال أع��م��ال الصيانة‬ ‫داخ���ل البلدية ‪ ،‬وس��أش�ير هنا اىل أن املؤمتر‬ ‫الوطين أجل تنفيذ قرار احملافظات أو جتميد‬ ‫العمل باحملافظات قانون رق��م ‪ 9‬ال��ذي صدر‬ ‫يف ‪ 2013‬وهذا القانون اعتمده املؤمتر نتيجة‬ ‫ظ��روف وكنت خاطبت بعض م��ن االعضاء‬ ‫فنحن نعرف مستويات مركب احلكم احمللي‬ ‫‪،‬املواطن يهمه (اجمللس البلدي) ‪ ،‬الدولة يهمها‬ ‫(املحُ افظة) لعدة اعتبارات (كمشاريع تقام‬ ‫بني احملافظات حتتاج ترتيب أوسع)‪.‬‬ ‫ختاما أدعو املواطن كال يف حدود البلدية اليت‬ ‫يقيم بها أن ي��ش��ارك يف العملية االنتخابية‬ ‫‪ ،‬واجملتمع امل��دن��ي يوضح متطلبات اجملتمع‬ ‫احمللي ‪،‬وامتنى التوفيق للجميع ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫األموال الليبية املنهوبة واملهربة ‪ ......‬على “ كف عفريت “‬

‫مجعية الشفافية الليبية توجه إنذار على يد حمضر لرئيس‬ ‫احلكومة علي زيدان‬

‫احلسني املسوري‬ ‫كما أكد رئيس مجعية الش���فافية الليبية‬ ‫انه البد من التفرقة بني احلديث عن جتميد‬ ‫األموال‪ ،‬واسرتدادها‪ ،‬فمن حق الدولة التقدم‬ ‫بطلب جتميد أرصدة أي شخص أو مسئول‬ ‫به���ا يف الداخ���ل أو اخلارج‪ ،‬مبوج���ب اتفاقية‬ ‫األم���م املتحدة ملكافحة الفس���اد لعام ‪،2003‬‬ ‫لكن هذا حيت���اج إلج���راءات قضائية صادرة‬ ‫م���ن ال���دول املطالب���ة بالتجميد‪ ،‬وبن���اء علي‬ ‫ه���ذا الطلب تتخ���ذ الدول االخ���ري إجراءات‬ ‫التجمي���د‪ ،‬أما االس�ت�رداد فيتطل���ب اإلفصاح‬ ‫ع���ن س���رية األم���وال املطل���وب جتميده���ا‪،‬‬ ‫وتوقي���ع ال���دول عل���ي االتفاقي���ة مكافح���ة‬ ‫الفس���اد‪ ،‬أما االسرتداد نفس���ه فيتطلب وجود‬ ‫حك���م قضائ���ي‪ ،‬وحت���ى يف حالة وج���ود هذه‬ ‫األح���كام تع�ت�رض بع���ض ال���دول عل���ي رد‬ ‫األموال‪ ،‬وحتدث مس���اومة ب�ي�ن الدول ويتم‬ ‫االتفاق علي رد جزء منها‪.‬‬ ‫وأض���اف ان���ه م���ن الواج���ب اإلس���راع ب���كل‬ ‫اإلجراءات اخلاصة بعملية التجميد متهيداً‬ ‫السرتداد هذه األموال‪.‬‬ ‫وأوضح أن هناك تدابري احرتازية أو إجراءات‬ ‫حتفظية تأخذه���ا الدولة لتجمي���د األموال‬ ‫حلمايته���ا وه���ذه اإلج���راءات الب���د أن تت���م‬ ‫من خ�ل�ال إجراء رمس���ي قضائ���ي واتفاقية‬ ‫مكافحة الفس���اد تق���ر مثل ه���ذه اإلجراءات‬ ‫بش���رط تبليغ ه���ذا اإلجراء لل���دول االخري‬ ‫بع���د معرف���ة أماكن هذه األم���وال وقيمتها‬ ‫وإرسال طلبات بتجميدها‪ ،‬وهذه اإلجراءات‬ ‫جيب أن تتخذ بش���كل س���ريع حيت ال يتمكن‬ ‫أصحاب هذه األموال من تهريبها إلي جهات‬ ‫غ�ي�ر معلومة‪ ،‬وهنا عنصر الوقت يكون مهما‬ ‫لضم���ان عدم خروج األموال ومحايتها فقط‬

‫وجه الس���يد إبراهيم أبو أصبع رئيس مجعية الش���فافية الليبية إنذارا اىل رئي���س احلكومة الليبية علي زيدان‬ ‫جاء فيه ‪:‬‬ ‫(( إن اختاذكم إي موقف سليب اجتاه هذه القضية جتميد األموال الليبية املنهوبة واملهربة يف مصر مبحكمة‬ ‫القض���اء اإلداري يف القضي���ة املرفوعة من مجعية الش���فافية الليبي���ة‪ ،‬واليت تطالب فيها بتجمي���د أموال رموز‬ ‫النظ���ام اللييب الس���ابق املوجودة يف مصر س���يجعلكم حتت ربطة املس���ؤولية القانوني���ة والتارخيية يف مواجهة‬ ‫الشعب اللييب أن مل يكن اآلن ففي قادم األيام‪.‬‬ ‫وتكمن أهميتها يف كونها أول جلس���ة س���يحضرها بعض رموز النظام اللييب السابق الذين تدخلوا يف الدعوى‬ ‫ضد مجعية الشفافية الليبية‪ ،‬مطالبني برفض الدعوى‪.‬‬ ‫إن جتميد و اس�ت�رداد األموال الليبية املنهوبة قضية كل لييب وواجب وطين ومطلب ش���عيب ‪ ،‬وإننا لن نتوانى‬ ‫يف دعم اجلهود املخلصة اليت تؤدي إىل مكافحة الفساد كما أننا سنكون سداً منيعاً يف وجه من تسول له نفسه‬ ‫اللعب مبقدرات هذا الشعب اليت حياول البعض نهبها واملتاجرة فيها))‬

‫علي زيدان‬

‫ولك���ن ح���ق الدول���ة الليبية لن يضي���ع‪ ..‬وان‬ ‫هن���اك أصاب���ع خفي���ة حتمي ه���ؤالء وهو ما‬ ‫جيب االنتباه له وما حيدث حالياً هو نوع من‬ ‫أنواع التسكني والتحذير للشعب‬ ‫أننا نضع عالمة االس���تفهام أم���ام احلكومة‬ ‫الليبي���ة‪ ..‬فم���ا ال���ذي مين���ع ح�ت�ي اآلن م���ن‬ ‫اختاذ اإلجراءات القانونية السريعة بطلبات‬ ‫جتمي���د األموال الليبية املنهوبة واملهربة من‬ ‫أعوان النظام السابق ‪..‬‬ ‫املوق���ف القانون���ي والقضائ���ي ح���ول دع���وى‬ ‫قضائية مرفوعة من قبل مجعية الش���فافية‬ ‫الليبي���ة بطل���ب جتمي���د واس�ت�رداد األم���وال‬ ‫الليبية املنهوبة واملهربة يف مصر )‬

‫إبراهيم أبو أصبع‬

‫الس���يد احمل�ت�رم ‪ /‬رئي���س جمل���س ال���وزراء‬ ‫التاريخ‪2013/05/27 :‬م‬ ‫حتية طيبة وبعد‪،،،‬‬ ‫لق���د أخذت مجعي���ة الش���فافية الليبية على‬ ‫عاتقه���ا من���ذ تأسيس���ها يف ‪ 5‬ماي���و ‪ 2011‬م‬ ‫أمري���ن أثنني هم���ا تعزيز مفهوم الش���فافية‬ ‫ومكافح���ة الفس���اد ومن أح���د أه���م أهدافها‬ ‫تفعيل بن���ود اتفاقية األم���م املتحدة ملكافحة‬ ‫الفس���اد اليت أقرتها اجلمعي���ة العامة لألمم‬ ‫املتح���دة مبوج���ب الق���رار ( ‪ ) 4/58‬تاري���خ‬ ‫أكتوب���ر ‪ 2003‬وال�ت�ي دخل���ت ح ّي���ز النفاذ‬ ‫يف ‪ 14‬ديس���مرب ‪ 2005‬وه���ي أول ص���ك‬ ‫قانون���ي عاملي ملكافحة الفس���اد‪ ،‬وأهمية هذه‬

‫اإلتفاقي���ة تكم���ن يف إنها ترتب عل���ى الدول‬ ‫املصادقة عليه���ا التزام���ات قانونية تصب يف‬ ‫خان���ة مكافحة ممارس���ات الفس���اد‪ ،‬و حتدد‬ ‫ه���ذه االتفاقية التداب�ي�ر الوقائية اليت جيب‬ ‫على ال���دول األط���راف اختاذها س���واء كان‬ ‫يف جم���ال تب�ن�ي السياس���ات واملمارس���ات أو‬ ‫اختاذ اإلجراءات اإلدارية واملالية والقضائية‬ ‫ملن���ع وقوع الفس���اد يف القطاع الع���ام والقطاع‬ ‫اخل���اص‪ ،‬باإلضاف���ة إىل إجي���اد وتطوي���ر‬ ‫مؤسس���ات وطني���ة ملن���ع ممارس���ات الفس���اد‬ ‫ومالحقة مرتكبيها‪ ،‬والتعاون مع احلكومات‬ ‫األخ���رى الس���تعادة املمتل���كات واألم���وال‬ ‫املس���روقة ومس���اعدة بعضه���ا البعض مبا يف‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫قمن��ا بإخط��ار النائب العام املص��ري ورفعنا دعوى قضائي��ة بطلب جتميد‬ ‫واس�ترداد األم��وال الليبي��ة املنهوب��ة واملهربة يف مص��ر أس��تنادا على بنود‬ ‫اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد‬ ‫ذلك ع���ن طريق املس���اعدات الفني���ة واملالية‬ ‫يف مكافحة الفس���اد وتقليص فرص ظهوره‬ ‫وتعزيز النزاهة واملس���اءلة واإلدارة السليمة‬ ‫للممتلكات العمومية‪.‬‬ ‫قمن���ا بإخطار النائ���ب العام املص���ري ورفعنا‬ ‫دع���وى قضائي���ة بطل���ب جتمي���د واس�ت�رداد‬ ‫األم���وال الليبي���ة املنهوبة واملهرب���ة يف مصر‬ ‫أس���تنادا عل���ى بن���ود اتفاقي���ة األم���م املتحدة‬ ‫ملكافحة الفس���اد بتوكيل الس���يد ‪ /‬ش���حاتة‬ ‫حمم���د ش���حاتة احملام���ي عن طري���ق املمثل‬ ‫القانون���ي جلمعي���ة الش���فافية الليبية وذلك‬ ‫بغ���رض التقاض���ي أم���ام احملاك���م املصرية‬ ‫الس�ت�رداد األموال الليبية املهرب���ة اىل مصر‬ ‫ع���ن طري���ق رم���وز النظ���ام اللي�ب�ي الس���ابق‬ ‫والص���ادر بش���أن هذه األم���وال القان���ون رقم‬ ‫‪ 47‬لسنة ‪ 2012‬م بتعديل القانون رقم ‪36‬‬ ‫لسنة ‪ 2012‬م عن اجمللس الوطين االنتقالي‬ ‫والذي حيدد على سبيل احلصر األموال اليت‬ ‫جي���ب جتميده���ا و اس�ت�ردادها واألش���خاص‬ ‫ال���ذي جيب جتميد أمواهلم واس�ت�ردادها ‪ ،‬يف‬ ‫دعواه رقم ‪ 867‬لس���نة ‪ 67‬قضائية كل من‬ ‫النائ���ب الع���ام املستش���ار عبد اجملي���د حممود‬ ‫بصفته‪.‬‬ ‫وأضافت الدع���وى‪ ،‬أن الدولتني ليبيا و مصر‬ ‫موقعتان على اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة‬ ‫الفس���اد والربوتوك���والت اإلضافي���ة املنفذة‬ ‫لالتفاقية‪ ،‬وملا كانت ه���ذه االتفاقية تعطى‬ ‫احلق للدول املوقعة عليها يف إرس���ال طلبات‬ ‫التجمي���د واملصادر وما ب�ي�ن الدول األطراف‬ ‫فيه���ا ومن ث���م رد ه���ذه األم���وال إىل الدولة‬ ‫األصل طالبة االسرتداد ‪.‬‬ ‫وبع���د مرافع���ة احملامي عن الدع���وى يف أول‬ ‫جلس���ة بتاري���خ ‪2013/01/01‬م اس���تجاب‬ ‫املستش���ار فريد نزيه تناغ���و رئيس حماكم‬ ‫القض���اء اإلداري وق���ال بإعط���اء فرص���ة‬ ‫للحكوم���ة الليبي���ة وكن���ا ننتظ���ر منك���م‬ ‫الوق���وف إلي جانبن���ا ‪ ،‬ولكن الوق���ت مضى و‬ ‫ق���ررت تأجي���ل الدع���وى يف اجللس���ة الثانية‬ ‫وث���م الثالثة وذلك يف ي���وم ‪2013 /06 /11‬‬ ‫املقبل ‪.‬‬ ‫وذل���ك نظراً لعدم أختاد النائ���ب العام اللييب‬ ‫الس���ابق وجلنة اس�ت�رداد األم���وال اإلجراءات‬ ‫الصحيحة واالس���تعانة ببنود إتفاقية األمم‬ ‫املتح���دة ملكافحة الفس���اد يف جتميد األموال‬ ‫الليبي���ة املنهوبة واملهربة يف اخلارج ‪ ،‬بأن يتم‬ ‫العم���ل عل���ى مرحلة طلب بتجمي���د األموال‬ ‫املش���تبه فيه���ا كمرحل���ة أوىل ‪ ،‬والتجمي���د‬ ‫كم���ا عرفته االتفاقية يف امل���ادة الثانية منها‬ ‫فقرة (و) بأنه فرض حظر مؤقت على إحالة‬ ‫املمتلكات أو تبديلها أو التصرف فيها أو توىل‬ ‫عه���دة املمتل���كات أو الس���يطرة عليه���ا مؤقتاً‬

‫بن���اء على أمر ص���ادر من حمكمة أو س���لطة‬ ‫خمتصة أخ���رى”‪ .‬ويعت�ب�ر التجمي���د إجراء‬ ‫حتفظي���اً خش���ية التص���رف يف األم���وال من‬ ‫جانب املشتبه فيه أو حتويلها أو نقلها ‪.‬‬ ‫واس���تند حمام���ي الدعوي املوكل م���ن قبلنا‬ ‫يف حيثي���ات ه���ذا الدع���وى إىل اتفاقية األمم‬ ‫املتح���دة ملكافحة الفس���اد ال�ت�ي وقعت مصر‬ ‫وليبي���ا عليها وتعط���ى احلق لل���دول املوقعة‬ ‫يف إرس���ال طلبات التجميد واملصادرة ما بني‬ ‫الدول األطراف فيها ومن ثم رد هذه األموال‬ ‫إىل الدول���ة األص���ل ‪ .‬واستش���هد حمامين���ا‬

‫مالي���ة‪ ،‬وتس���مح امل���ادة ‪ 54‬الفق���رة “ أ ” بأن‬ ‫تتخ���ذ كل دول���ة ط���رف وفق���ا لقانونه���ا‬ ‫الداخل���ي م���ا ق���د يل���زم م���ن تدابري للس���ماح‬ ‫لدول���ة ط���رف أخ���رى برف���ع دع���وى مدنية‬ ‫أم���ام حماكمه���ا لتثبت احل���ق يف ممتلكات‬ ‫اكتسبت بارتكاب فعل جمرم‪.‬‬ ‫ونص���ت يف امل���ادة (‪ )51‬من االتفاقي���ة األمم‬ ‫املتح���دة ملكافح���ة الفس���اد ب���أن ” اس�ت�رداد‬ ‫املوج���ودات (املمتل���كات) ه���و مبدأ أساس���ي يف‬ ‫ه���ذه االتفاقي���ة‪ ،‬وعل���ى الدول األط���راف أن‬ ‫مت���د بعضه���ا البعض بأكرب ق���در من العون‬

‫بالفق���رة ‪ 1‬م���ن امل���ادة ‪ 3‬من ه���ذه االتفاقية‬ ‫وال�ت�ي تنص عل���ى أن ه���ذه االتفاقية تنطبق‬ ‫وفقا ألحكامه���ا على منع الفس���اد والتحري‬ ‫عن���ه ومالحق���ة مرتكبي���ه وجتمي���د وحجز‬ ‫وإرجاع العائدات اآلتية من األفعال اجملرمة‬ ‫وفقا هل���ذه االتفاقية‪ ،‬كما تن���ص الفقرة ‪8‬‬ ‫من املادة ‪ 46‬عل���ى أال جيوز للدول األطراف‬ ‫أن ترفض تقديم املساعدة القانونية املتبادلة‬ ‫حبج���ة الس���رية املصرفي���ة‪ ،‬وتن���ص الفقرة‬ ‫‪ 22‬م���ن نفس املادة على أنه ال جيوز للدول‬ ‫األطراف تقديم املس���اعدة القانونية املتبادلة‬ ‫حبجة أن اجلرم يعت�ب�ر أيضا مرتبطا بأمور‬

‫واملس���اعدة يف ه���ذا اجمل���ال ‘‘ وبالتال���ي وفقا‬ ‫ألح���كام القان���ون الدول���ي فال���دول أط���راف‬ ‫ه���ذه املعاه���دة ملتزم���ة ب���أن مت���د بعضه���ا‬ ‫البعض باملساعدة من أجل جتميد و اسرتداد‬ ‫املمتل���كات‪ ،‬وإال ترت���ب على الدول���ة املمتنعة‬ ‫املسئولية الدولية‪.‬‬ ‫وتفاجئن���ا بتدخ���ل هجوم���ي يف دع���وي رقم‬ ‫‪ 867‬لسنة ‪ 67‬ق ‪ ،‬جملس الدولة ‪،‬مبحكمة‬ ‫القضاء اإلداري القاهرة من قبل أعوان نظام‬ ‫الق���ذايف ومندرج�ي�ن يف قائمة بقان���ون رقم‬ ‫‪ 47‬لسنة ‪ 2012‬م بتعديل القانون رقم ‪36‬‬ ‫لس���نة ‪2012‬م بش���أن إدارة أموال وممتلكات‬

‫‪11‬‬ ‫بع���ض األش���خاص م���ن اجملل���س الوط�ن�ي‬ ‫االنتقالي وهم ‪:‬‬ ‫‪ -1‬عمران إبراهيم حممود أبوكراع‬ ‫‪ -2‬مفتاح حممد السنوسي كعيبة‬ ‫‪ -3‬ميالد أحسني أحممد بن عيسى‬ ‫‪ -4‬فؤاد حممد عبد اهلل‬ ‫‪ -5‬علي حممد حامد جار اهلل‬ ‫ض���د إبراهي���م عبدالكري���م إبراهي���م احل���اج‬ ‫بصفته ممث���ل القانوني جلمعية الش���فافية‬ ‫الليبي���ة يف قضية جتميد واس�ت�رداد األموال‬ ‫الليبية املنهوبة واملهربة يف مصر‬ ‫فأنن���ا نطالب منكم تقديم الدعم اللوجس�ت�ي‬ ‫يف القضية املرفوع���ة من قبل اجلمعية وفقا‬ ‫لالتفاقي���ة األم���م املتح���دة ملكافحة الفس���اد‬ ‫‪ ،‬مص���ر وليبي���ا طرف�ي�ن فيه���ا وملتزم�ي�ن‬ ‫باألح���كام الوارد فيها مب���ا يف ذلك تقديم إي‬ ‫معلومات أو مستندات أو وثائق أو تسجيالت‬ ‫ختص املتدخل�ي�ن هجومياً يف القضية ‪ ،‬ونود‬ ‫أن نلف���ت انتباهك���م بأن أي حك���م يصدر من‬ ‫القض���اء املص���ري لص���احل املعني�ي�ن (( ال قدر‬ ‫اهلل )) متث���ل أنتص���اراً معنوياً هلم وس���يتخذ‬ ‫حجة من قبلهم كدليل على نظافة ذمتهم‬ ‫وحسن سلوكهم وهو ما جيايف الواقع‪.‬‬ ‫إن جتميد و اس�ت�رداد األموال الليبية املنهوبة‬ ‫قضي���ة كل لي�ب�ي وواج���ب وط�ن�ي ومطلب‬ ‫ش���عيب ‪ ،‬وإنن���ا ل���ن نتوان���ى يف دع���م اجلهود‬ ‫املخلص���ة ال�ت�ي ت���ؤدي إىل مكافحة الفس���اد‬ ‫كم���ا أنن���ا س���نكون س���داً منيع���اً يف وجه من‬ ‫تس���ول له نفس���ه اللعب مبقدرات هذا الشعب‬ ‫اليت حياول البعض نهبها واملتاجرة فيها‪.‬‬ ‫إن اختاذك���م إي موق���ف س���ليب اجت���اه هذه‬ ‫القضي���ة س���يجعلكم حتت ربطة املس���ؤولية‬ ‫القانوني���ة والتارخيي���ة يف مواجه���ة الش���عب‬ ‫اللييب أن مل يكن اآلن ففي قادم األيام‪.‬‬ ‫أن مس���عانا‪ ،‬ونبل الغاية ال�ت�ي اجتمعنا عليها‬ ‫ه���ي ال�ت�ي دعتن���ا ملكاتبتك���م فليوفقن���ا اهلل‪،‬‬ ‫ويبارك أعمالنا ويكلل مسعانا بالتوفيق‪.‬‬ ‫والسالم عليكم و رمحة اهلل و بركاته ‪،،،‬‬ ‫مجعية الشفافية الليبية‬ ‫صورة منه إىل‪-:‬‬ ‫السيد ‪/‬رئيس مؤمتر الوطين العام‬ ‫السيد ‪ /‬وزير اخلارجية والتعاون الدولي‬ ‫السيد ‪ /‬وزير العدل‬ ‫السيد ‪ /‬النائب العام‬ ‫السادة ‪ /‬للحفظ يف ملف املوضوع‬

‫هناك تدابري احرتازية أو إجراءات حتفظية تأخذها الدولة لتجميد‬ ‫األم��وال حلمايتها وهذه اإلج��راءات البد أن تتم من خالل إجراء‬ ‫رمسي قضائي واتفاقية مكافحة الفساد تقر مثل هذه اإلجراءات‬ ‫بشرط تبليغ هذا اإلجراء للدول االخري بعد معرفة أماكن هذه األموال‬ ‫وقيمتها وإرسال طلبات بتجميدها‬


‫‪12‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫العدد (‪- 20‬‬ ‫‪( - )- 119‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد‬ ‫أغسطس ‪)2013‬‬ ‫أغسطس‪26 -‬‬ ‫‪20 ( -26‬‬ ‫‪) 119‬‬ ‫السنة (الثالثة‬

‫منى العريف‬

‫املصورات الفوتوغرافيات الليبيات خطى مبتدئة واثقة‬ ‫فتيات يف مقتبل العمر ش���كلن عالقة مع الكامريا‪ ،‬أو ميكننا‬

‫خلود الفالح‬

‫الق���ول وقعنا يف احلب مع الكامريا م���ن النظرة األوىل‪ .‬بدأن مبجرد التقط الصورة‬ ‫يلف�ت�ن االنتباه بوجوده���ن يف عدة حمافل وعل���ى اكتافهن أجد ابتسامة من‬ ‫الكام�ي�را يرصدن اللقطات بزوايا خمتلف���ة‪ .‬يف هذا التقرير اجلميع ويوجهون‬ ‫التقينا معهن حتدثنا عن الكامريا واملستقبل‪.‬‬ ‫أنت‬ ‫لي السؤال‪ :‬هل ِ‬ ‫ليبية؟‬

‫االمريكية على فيتنام"‪.‬‬ ‫•حت��ب تصوي��ر امل��دن واألب��واب‬ ‫شاركت بسيكري يف تصوير‬ ‫القدمية‪.‬‬ ‫وتوثي���ق االنتخاب���ات "كن���ت‬ ‫أمس���اء القزيري حتم���ل ختصص‬ ‫مبج���رد التق���ط الص���ورة‬ ‫ماجستري علوم سياس���ية‪ ،‬احرتفت‬ ‫أج���د ابتس���امة م���ن اجلمي���ع‬ ‫التصوي���ر كهواي���ة وع���ن ذل���ك‬ ‫ويوجه���ون ل���ي الس���ؤال أي���ن‬ ‫تقول"أحببت التصوير ألن الصورة‬ ‫أنت‬ ‫جند ه���ذه الص���ورة‪ .‬وهل ِ‬ ‫تع�ب�ر بش���كل أك�ب�ر م���ن الكلمات‬ ‫ليبي���ة؟ رمب���ا يف بداي���ة األمر‬ ‫فى الكث�ي�ر من األحي���ان"‪ ،‬وتضيف‬ ‫كان البع���ض يس���تغرب ان‬ ‫مهنة التصوي���ر جذابة جدا ومهمة‬ ‫يوج���د مص���ورة ليبي���ة ولكن‬ ‫ف���ى حياتنا لنق���ل مف���ردات احلياة‬ ‫مع الوقت أصبح األمر مقبول‬ ‫إىل اجملتم���ع وأكث���ر ش���يء جذاب‬ ‫ومرحب به"‪.‬‬ ‫يف مهن���ة التصوي���ر ه���و لغ���ة الفن‬ ‫•وكن��ت يف فئ��ة االف�لام‬ ‫ورص���د عدس���ة الكام�ي�را لألش���ياء‬ ‫الوثائقية كمصورة‪.‬‬ ‫بصورة ختتلف عن نظرة اآلخرين‬ ‫نادي���ن الش���ريف ‪" :‬أول صورة‬ ‫نادين الشريف‬ ‫أمساء القزيري‬ ‫هلذه األش���ياء‪.‬وعن نظ���رة اجملتمع‬ ‫التقطته���ا كمص���ورة كانت‬ ‫للمهن���ة قال���ت القزي���ري "اجملتمع‬ ‫يف ي���وم ‪ ،23/2/2011‬وقتها‬ ‫أصب���ح اكث���ر انفت���اح عل���ى ه���ذه‬ ‫ال فرباي���ر املاضي ش���اركت يف معرض ألعض���اء اجلمعية على‬ ‫كن���ت عض���وة يف مجعي���ة‬ ‫املهن���ة خاصة بعد الث���ورة ولكن مازال يوج���د حتفظ فمث ً‬ ‫أن���ا ال اس���تطع الذه���اب إىل أي م���كان وفى أي وق���ت"‪ .‬وتفكر هامش مهرجان الشاشة العربية لألفالم القصرية وستشارك أيادينا وكنت يف فئة االفالم الوثائقية كمصورة‪.‬‬ ‫أمساء حالي���ا يف إقامة معرض صور حتكي قصة حياة جناح يف األش���هر القادم���ة يف مع���رض للص���ور الفوتوغرافي���ة من وتش���به الش���ريف مهن���ة التصوير بالنج���وم‪ .‬الكل ي���رى فيها‬ ‫أش���خاص مرور من خالل عدس���ة كامريتها‪ ،‬ومن األش���ياء تنظي���م اجلمعية‪ .‬وتتطل���ع منى إلقامة مع���رض خاص بها جاذبي���ة وروعة لك���ن ليس مبقدور أي أح���د معرفة من أين‬ ‫تقول سيكون منوع يف اختياراته ويرضي ذوق مجيع الزوار‪ .‬جاءت هذه اجلاذبية؟ تقول الش���ريف عندم���ا أمحل الكامريا‬ ‫اليت حتب تصويرها املدن واألبواب القدمية‪.‬‬ ‫•كلما التقط الصورة أجد ابتسامة من اجلميع‬ ‫انظ���ر للعامل من منظ���ور آخر‪ ،‬ال يهمين التح���دث مع الناس‬ ‫•وجدت اقباال كبريا من الفتيات على فن التصوير‬ ‫من���ى الع���ريف ‪:‬اخ�ت�رت التصوي���ر كهواي���ة وس���يبقى هواية أمل حممد بس���يكري‪ :‬بدأ اهتمامه���ا بالتصوير منذ الطفولة بقدر ما يهمين التقاط صور تكش���ف حالتهم هل هم س���عداء‬ ‫استمتع بها وس���أعمل جاهدة لتطوير إمكانياتي يف التصوير خاص���ة تصوير الفيديو ويف ع���ام ‪ 2008‬اجته اهتمامها حنو أم حزان���ى؟"‪ ،‬وتضيف اختياري للتصوي���ر الفوتوغرايف كان‬ ‫الفوتوغرايف‪ ،‬وال تذكر منى متى بدأت تتعامل مع الكامريا‪ .‬التصوير الفوتوغرايف‪ ،‬وعن ذلك تقول"تستطيع صورة ثابتة م���ن منطل���ق ان الص���ورة تعربع���ن مئ���ات الكلم���ات يف وقت‬ ‫وال تتفق مع سؤالي ان اجملتمع مازال ينظر للمصورة بشيء أن توصل رسالة ذات معنى للعامل‪ ،‬هناك صور كثرية غريت واح���د والص���ورة الثابتة اقوى م���ن حيث التعب�ي�ر من الصور‬ ‫من احلذر‪ ،‬فاجملتمع من وجهة نظرها مازال ردة فعله غريبة جم���رى التاريخ مثل الصورة ال���ذي التقطت يف حرب فيتنام املتحركة‪.‬‬ ‫اجتاه املصور سواء رجال أم امرأة ألنه حسب قوهلا يشعر بنوع للطفل���ة الفيتنامية (كي���م فوك) اليت مازال���ت حمفورة يف وتتمن���ى الش���ريف إقامة مع���رض للصور ال�ت�ي التقطتها يف‬ ‫من التعدي على خصوصياته مبجرد رؤية الكامريا‪ .‬وتضيف ذاكرة التاريخ كأحد ابش���ع الصور يف القرن العشرين بعد مناسبات عدة وتشكلت بينها وبني هذه الصور عالقة حب‪.‬‬ ‫الع���ريف يف الفرتة األخ�ي�رة وجدت اقباال كب�ي�را من الفتيات قص���ف قريتها بالقنابل‪ .‬الصورة التقطه���ا املصور (نيك اوت)‬ ‫عاى فن التصوير وهذا يعين ارتفاع مستوى وعي جمتمعنا‪ .‬مراس���ل وكال���ة األسوش���يتد ب���رس الع���ام ‪ ، 1973‬وحصل‬ ‫منى عضو يف مجعية بنغازي للتصوير الفوتوغرايف ويف شهر ج���زاء لقطته هذه على جائزة كانت س���ببا ف���ى انهاء احلرب‬


‫أغسطس ‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪ 26‬ـ‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫‪26 -2‬‬ ‫‪- 20‬‬ ‫العدد(‪) 119‬‬ ‫الثالثة( ‪-‬‬ ‫يونيو‪)2013/‬‬ ‫أغسطس‬ ‫‪26( (-- 59‬‬‫‪20‬‬ ‫العدد) (‪-‬‬ ‫‪119‬‬ ‫السنة العدد‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬

‫‪13‬‬

‫ينمو على مهل حبييب‬ ‫حممد اهلادي اجلزيري‬ ‫( إىل صغريي خالد حم ّرضي على احلياة )‬ ‫ينمو على مهل حبييب‬ ‫ابنة اجلريان ترقبه وتنمو‬ ‫اآلذان‬ ‫واهلوى ينمو على مرأى من‬ ‫ِ‬ ‫واملرت ّنح السكران واملتس ّول األعمى‬ ‫ّ‬ ‫اجلريان‪.‬‬ ‫وكل نوافذ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫احلي تنشر عطر ح ّبهما‬ ‫يف‬ ‫حكاية‬ ‫كل‬ ‫ّ‬ ‫ّان‬ ‫وتعزل دولة الكه ِ‬ ‫ْ‬ ‫لكنيّ‬ ‫حزين‬ ‫قد يجُ لدان غدا‬ ‫إذا ما شوهدا يتقامسان رؤى وحلوى‬ ‫قد يقام عليهما ح ّد الذين حي ّرمون مجيع أفعال احلياةِ‬ ‫ْ‬ ‫العاملني‪.‬‬ ‫رب‬ ‫ويقطعون طريق شعيب باسم ّ‬ ‫ماذا جرى للط ّيبني املولعني بربّهم؟‬ ‫واملؤمنني براية محراء‬ ‫ختفق بني أضلعهم‬ ‫وأعلى ّ‬ ‫كل مدرسة وصومعة‬ ‫ْ‬ ‫اجلنني؟‪.‬‬ ‫ويف غيم‬ ‫ُ‬ ‫ال ليس ذا علما كما ّ‬ ‫الغربان‬ ‫يتوهم‬ ‫املضمخ بالدما ِء‬ ‫بل قلب من الورد ّ‬ ‫مقسم بالعدل بني ‪ ...‬مجيعنا‬ ‫ّ‬

‫بنسائنا وصغارنا وشيوخنا وجنودنا‬ ‫األرض‬ ‫ح ّتى الذي ينأى بعيدا يف ختوم‬ ‫ِ‬ ‫حني يرا ُه‬ ‫ُ‬ ‫ثم يُزه ُر رغم غربته‬ ‫يذهل ّ‬ ‫احلب املبني‪ْ.‬‬ ‫ويشه ُد أ ّنه ّ‬ ‫ماذا جرى لساللة ّ‬ ‫العشاق والشعراء ؟‬ ‫يا ُ‬ ‫اهلل ‪َ ...‬م ْن هؤالء؟‬ ‫ّ‬ ‫كيف تسللوا من ثورة ُمثلى‬ ‫إىل أحالمنا وبيوتنا‬ ‫ْ‬ ‫واليامسني؟‬ ‫متن ّكرين بديننا‬ ‫ما هذه الغيمات يا ُ‬ ‫اهلل؟‬ ‫أين بناتنا املتص ّيدات ّ‬ ‫لكل ِع ْلم شار ٍد؟‬ ‫املُب ِك ُ‬ ‫واحلقول‬ ‫رات إىل املعامل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الكريم‬ ‫العيش‬ ‫بلقمة‬ ‫الغروب‬ ‫مع‬ ‫الغاديات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫وبعض أشباه الرجال العاطلني عن احليا ِة‬ ‫ألهلهن‬ ‫ِ‬ ‫الصابرات على األذى‬ ‫احلريم‬ ‫اخلارجات على‬ ‫ِ‬ ‫والفحول‬ ‫اخلصاصة‬ ‫الساخرات من‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫حبسنهن‬ ‫الضاحكات القاتالت‬ ‫املشرقات املسعفات بود ّ‬ ‫ّهن‬ ‫الصارمات إذا حت ّرشت الضباع ّ‬ ‫بهن‬ ‫أين حرائر الوطن الذي استثن ْي َته‬

‫ْ‬ ‫املتأسلمني؟‬ ‫من فتنة‬ ‫كيف انتهى كهنوتهم عينا على أعراسنا‬ ‫حتجب مشسنا وهاللنا‬ ‫ومظّلة دكناء‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫احلديقة‬ ‫وحكومة زرقاء متحو كل أزهار‬ ‫ِ‬ ‫والطيور مجيعهم‬ ‫لتكون يوما أرضنا ومساءنا؟‬ ‫‪...................................‬‬ ‫ينمو على مهل حبييب‬ ‫ابنة اجلريان ترقبه وتنمو‬ ‫واهلوى ينمو‬ ‫البايات*‬ ‫تربة‬ ‫ّع‬ ‫نهارا يف مرب‬ ‫ِ‬ ‫حذو اهلل واملوتى‬ ‫الزقاق‬ ‫فانوس‬ ‫وليال حتت‬ ‫ِ‬ ‫أمام ُش ّباكي متاما‪.‬‬ ‫ينْ‬ ‫لن أسّلم للظالم العاشق ِ‬ ‫ولن يُعاين دمعيت أح ٌد‬ ‫ْ‬ ‫وإن ُ‬ ‫احلزين‪.‬‬ ‫كنت‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ُترب���ة الب���اي " مق�ب�رة ح��� ّكام تون���س القدامى‪ ،‬تق���ع باملدينة‬ ‫العتيقة على بعد أمتار من بييت " *‬

‫ميادين ‪..‬مسو األغلفة جدل العناوين‬ ‫زكريا العنقودي‬ ‫ميادين ‪ ..‬بالنس���بة لي فوق كل ما تثري ُه من زخم االس���ئلة‬ ‫و دس���م املادة وما تعانيه خالل تتبعها لدروب املعرفة ‪ ..‬خارج‬ ‫كل ه���ذا أجدني اقف بأغلفتها تباع���ا وكأنها ُعرف الزمت‬ ‫نفسي به ‪ ..‬تغويين األغلفة تفضح تعلقي باألبواب احلديثة‬ ‫منه���ا بل حت���ى تل���ك ذات املطرق���ة املزدانة بالـ(مخيس���ة ) و‬ ‫(احلويت���ة ) ‪.. .‬لذا انا اس�ي�ر ألغلفة ميادي���ن اعتربها عرض‬ ‫معريف أخر ومفتاح رئيس بواس���طته تسلك كل ميادين‬ ‫األسئلة واالجوبة وساحاتها اليت هي سدرة هذا االصدار‬ ‫ومنته���ى غايت���ه لذا اتابع س���رد ه���ذه األغلف���ة وغواية‬ ‫مكاش���فتها من أول عدد للصحيفة اىل أخر اصدار هلا‬ ‫وه���و العدد ‪.. 115‬امتعنه بش���غف م���ن فكرة جمنونة‬ ‫اىل فك���رة اكثر جنونا ‪..‬اىل كيف جنمع كل معني‬ ‫امل���ادة بقوة العناوي���ن املطروحة ب���دون أن نضيع عن‬ ‫الغالف هيبته ( بل وحصل ذات مرة انها اغفلت هبيته‬ ‫وجعل���ت م���ن العناوين تف���رض س���طوتها بتجريد مل‬ ‫تس���تند اال على بياض الورق���ة ) كانت الفكرة للوهلة‬ ‫األوىل غاي���ة يف اجلن���ون ‪ ..‬لك���ن (مل ال‪..‬؟ ) األم���ر لي���س‬ ‫ً‬ ‫(خط���أ ) متام���ا حبيث نزدريه ‪ ،‬ايضا ه���و ليس (صحيح )‬ ‫حبي���ث نقف عنده ومن هنا بات التط���ور الالحمدود يأخذ‬ ‫طريقه لصياغة الغالف وكأن األمر حتول اىل ورشة عمل‬ ‫ول ُقرب���ي من فريق العمل أعتق���د أن (امحد وفاطمة وباقي‬ ‫الفري���ق ) كس���را املس���طرة األوىل وصنعا مس���طره خاصة‬ ‫بأغلف���ة ميادين تفاوت األمر من ع���دد إىل أخر لكن تفاوته‬ ‫كان تصاعدي���ا لصاحل أناق���ة الغالف وش���خصية حضوره‬ ‫بعد اكثر من س���نتني انتهى جنون الفكرة ذاك اىل (لوحة )‬ ‫تس���تحق أن جنعلها كمعزوفة منفردة بل ونضعها يف اطار‬

‫من زجاج ومش���ابك فقط حتى ال مت���س هيبتها‪ .‬اكتفي يف‬ ‫ه���ذه املادة بأغلف���ة ( ميادين ) فاملوضوع طويل يس���تحق أن‬ ‫نس���تدعي ألجل���ه س�ي�رة‬ ‫كل األغلف���ة يف‬ ‫ليبي���ا وال�ت�ي‬ ‫اعترب أن‬

‫ميا د ي���ن‬ ‫تتوي���ج هل���ا ‪..‬‬ ‫أيض���ا ان جني���ب عن كل‬

‫يس���تحق‬ ‫األس���ئلة وال�ت�ي‬

‫اوصد عليها األن رغما عين‪ ..‬حكاية التأسيس وثورة البداية‬ ‫الظروف املُنهكة اليت مرت بها ميادين كي تستمر واخطاء‬ ‫لغوية حلق���ت ببعض األعداد نتيجة هل���ذه الظروف فنحن‬ ‫حنك���ي عن جهد عظيم يزيد يف عظمت���ه انه من نتاج فريق‬ ‫ال يتج���اوز افراده عدد ي���د واحدة ‪ ..‬ايضا ميادين واش���كالية‬ ‫اإلع�ل�ان ه���ذا كل���ه س���أجتاوزه األن كي اجي���ب يف خانة‬ ‫اكثر اتس���اعا سأسري فيها فقط على شاطئ األغلفة ألصل‬ ‫اىل إجاب���ة الس���تفهام قد يتجاهله اجلمي���ع األن لعلم اغلب‬ ‫متتبع���ي ميادين للظروف الصعب���ة اليت متر بها كي تصل‬ ‫ألبصارن���ا وبصريتنا ( كم جمح���ف يف حق قلبك يا امحد )‬ ‫وبلمس���ة زر واحدة ‪..‬وهو هل ميادين جملة شاءت الظروف‬ ‫ال�ت�ي ذكرن���ا ان تك���ون جمل���ة يف اص���دار جري���دة ام انه���ا‬ ‫جريدة ش���اءت البدايات اليت كلنا نعلمه���ا أن تكون جريدة‬ ‫أم ان األم���ر منوط بالوقت وهيئ���ة حتريرها وكونها ترى‬ ‫إنه���ا اكثر ج���دوى كصحيفة يف هذه الفرتة ؟ ‪..‬االس���ئلة‬ ‫كثرية وما لدينا من اجوبة ال يكفي لسد رمقها ‪.‬‬ ‫ش���كرا (امح���د الفيتوري )ش���كرا ( فاطمة غن���دور ) وباقي‬ ‫فريق العمل على ه���ذا الكمال الذي صرنا نعلق عليه كل‬ ‫ماحن���ن عليه فال يض���ر اللوحة ش���يء طاملا انها ت���روي لنا‬ ‫بعضا مما حنن فيه ‪.‬‬ ‫مالحظة ‪...‬اخرتت هنا ص���ور األغلفة بعفوية أو كما يقال‬ ‫( ترك���ت األم���ر على عواهن���ه ) أما موضوع س�ي�رة األغلفة‬ ‫بليبيا فأعمل على ان يكون متسع للدرس يف متسع اخر من‬ ‫الوقت‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫حكايا اجلدات ‪ -‬حيث احلداثة تكمن يف التقليدي‬ ‫أمحد الفيتوري‬ ‫يث�ي�ر حممد املس�ل�اتي يف ش���خصه ككاتب‬ ‫مالبسات حول ذات املبدع وحول ابداعه‪.‬‬ ‫وه���و كاتب من اجليل ال���ذي اثار الكثري من‬ ‫الزوابع‪ ،‬الذي تربع يف ستينات القرن املاضي‬ ‫عل���ى قم���ة جبل األومل�ب�ي‪ ،‬ما جس���دته امليديا‬ ‫ُمتمثل���ة يف وس���ائلها الس���معية والبصري���ة‬ ‫واملق���رؤة منه���ا‪ .‬فف���ي ف�ت�رة وجي���زة عق���ب‬ ‫احل���رب الثاني���ة املعروف���ة بالعاملي���ة‪ ،‬صارت‬ ‫امليديا صانع���ة النجوم وثنا جدي���دا ومعبودا‬ ‫مجاهريي���ا‪ .‬لقد كتبت امليدي���ا اجنيل القرن‬ ‫العش���رين‪ ،‬وخلق���ت اربابا كث���ر يف خمتلف‬ ‫اجمل���االت من الطب إىل الرياضة‪ ،‬وعلي قمة‬ ‫ذل���ك كان االب���داع الف�ن�ي م���ن ادب ومتثيل‬ ‫وغري ذلك من شبيه‪.‬‬ ‫ورغ���م صغ���ر املدينة ال�ت�ي ولد وع���اش فيها‬ ‫حمم���د املس�ل�اتي‪ ،‬إال أنه���ا كان���ت كم���ا‬ ‫ضاحي���ة لباريس أو لن���دن أو نيويورك‪ ،‬ففي‬ ‫بنغ���ازي جت���د ص���دي عواص���م الع���امل عرب‬ ‫الرتانس���تور والتلفاز والصحيفة‪ ،‬خاصة وان‬ ‫بنغ���ازي املدينة اليت عاش���ت وي�ل�ات احلرب‬ ‫كم���ا لن���دن تقريب���ا ؛ كم���ا لن���دن جاءته���ا‬ ‫االس���تثمارات األمريكي���ة يف حق���ول النفط‬ ‫ال�ت�ي تق���ع عل���ى ظهره���ا يف حب���ر الرم���ال‪،‬‬ ‫وطبع���ا كميناء لبحر املاء حتط فيه كل ما‬ ‫حتتاجه اس�ت�راتيجيا ح���رب النفط من دعم‬ ‫لوجستيكي‪.‬‬ ‫يف املدينة هذه‪ ،‬كانت امليديا جتلب مبحاذاة‬ ‫االس���تثمارات النفطي���ة‪ ،‬نت���اج اجملتم���ع‬ ‫الرأمسال���ي الناه���ض عقب ح���رب ضروس‪.‬‬ ‫يف اجمل���ال ال���ذي مارس حممد املس�ل�اتي أي‬ ‫الكتابة‪ ،‬كان يروج س���ارتر وكولن ولسون‬ ‫كم���ا ي���روج بيلي���ه واخلناف���س ومارل�ي�ن‬ ‫مان���رو وجيم���س دي���ن ومارتن لوث���ر كنج‬ ‫وتش���ي جيف���ارا ‪ ..‬اخل‪ .‬هذه البضاع���ة العاملية‬ ‫املس���تهلكة يف مرابي���ع الدني���ا اس���تلزمت‬ ‫وحركت البضاعة احمللية‪.‬‬ ‫يف املدين���ة الصغرية روج���ت امليديا حمليات‬ ‫مث���ل أمح���د ب���ن صوي���د ودمي���س الصغ�ي�ر؛‬ ‫الل���ذان غ�ي�ر انهما جنم���ا كرة الق���دم لعبة‬ ‫عص���ر امليديا‪ ،‬ش���اركا يف الدعاي���ة لبضاعة‬ ‫مس���تحدثة‪ ،‬حي���ث ش���اهدناهما يروج���ان‬ ‫حلليب نيدو املس���حوق الس���احق‪ .‬كما كان‬ ‫ص���ادق النيه���وم وخليف���ة الفاخري لس���اني‬ ‫ح���ال احلقيقة ؛ اجلري���دة األج���د واليومية‬ ‫األبرز يف البالد‪.‬‬ ‫لق���د ظهر حمم���د املس�ل�اتي يف عصر عصر‬ ‫امليدي���ا‪ ،‬ف���كان الكاتب الش���اب وثال���ث ثالثة‬ ‫م���ن النج���وم احمللي�ي�ن مليدي���ا احلقيق���ة‪ ،‬يف‬ ‫عقد الس���تينات الذي يكثف املرحلة األهم يف‬ ‫تاريخ البشرية من متكنت اخريا من فضائها‬

‫واجتازت ذلك إلي القمر‪.‬‬ ‫يف االثن���اء راج���ت رومانتيكية أممية جديدة‬ ‫جلنة أرضية حتت أقدام أمنا امليديا‪.‬‬ ‫يكت���ب الص���ادق النيهوم من اس���كندنافيا عن‬ ‫احل���اج الزروق واحلاجة مدهلل‪ ،‬يكتب خليفة‬ ‫الفاخ���ري عن الغرب���ة من قران���د هوتيل يف‬ ‫ش���ارع اإلذاعة يف بنغازي حيث كان يعيش‪،‬‬ ‫فيم���ا ت���ركا حكايا اجلدات حملمد املس�ل�اتي‬ ‫األصغر س���نا منهما واألقرب حلضن اجلدة‪،‬‬ ‫حينها كان���ت مدينة بنغازي تنعت بالعجوز‬ ‫وبأنها رباية الذائح ويكنى أبنائها باليتامى‪.‬‬ ‫كما اكتس���حت احلرب الثاني���ة الضروس‬ ‫ش���وارعها ومبانيه���ا القليل���ة‪ ،‬اجت���اح النفط‬ ‫ميناءه���ا وامت���ص رجاهل���ا كعم���ال‪ ،‬فغدت‬ ‫بقاي���ا الش���وارع خالي���ة كمس���رح ألش���باح‬ ‫احلرب‪ ،‬فيم���ا امليدي���ا تكفلت بإض���اءة ليلها؛‬ ‫لق���د كان���ت دور الس���ينما واملاله���ي الليلية‬ ‫والرتانسوس�ت�ر والصحف والتلفاز اخر عقد‬ ‫الستينات كفيلة بليل املدينة الناهضة‪ ،‬ولذا‬ ‫جاءت حكايات حممد املسالتي كتسجيل أو‬ ‫كمرثية للزوال ‪.‬‬ ‫ان حكايات اجلدات حكاها املسالتي كحكايا‬ ‫ال���زوال حي���ث جت���ب الكهرب���اء م���ا قبله���ا‪،‬‬ ‫وكان مث���ة حن�ي�ن ‪ -‬نس���تولوجيا‪ -‬أص���اب‬ ‫املدين���ة‪ .‬والراص���د للنت���اج االبداع���ي وحتى‬

‫الصحف���ي لتل���ك املرحلة‪ ،‬سيش���عر كما لو‬ ‫كان اجلمي���ع يف ي���ده مندي���ل ال���وداع وه���و‬ ‫يكتب خالئط م���ن الرفض واحلنني يف تلك‬ ‫الفرتة‪ .‬ما أصاب املدينة طرز من االستعجال‬ ‫والقلق والتجديد والرتدد‪ ،‬هذه أيضا ظهرت‬ ‫علي سحنة متساكنيها خاصة من الشباب‪،‬‬ ‫وب���دأ وكأن احلاج���ة امللحة س���اعتها‪ :‬احلب‬

‫حممد املسالتي‬ ‫كموض���ة تلب���س املي�ن�ي جي���ب والس���روال‬ ‫األمريك���ي والش���عر الطوي���ل عن���د الذكور‪.‬‬ ‫وكم���ا يف لوحة س���ريالية ظه���رت اجلدات‬ ‫كذاك���رة ش���فهية صابه���ا الزهامي���ر‪ ،‬ل���ذا‬ ‫كان البد م���ن التدوين‪ ،‬ولذا يظهر الس���رد‬ ‫كف���ن ذاك���رة‪ ،‬الذاك���رة يف حال���ة كهذه‬ ‫قارب جناة أو حفل توديع باألحرى‪.‬‬ ‫كتب حممد املس�ل�اتي وغريه سريته‪ -‬سرية‬ ‫طفولة يف عمل روائي وس���رد ينقذ ما ميكن‬ ‫انق���اذه من حمو مضطرد‪ ،‬وعلي عجل كان‬ ‫الس���ارد ال���ذي يس���تعري اس���اليب س���رده من‬

‫السرد الشفاهي أو ما يسمي احلكي الشعيب‪،‬‬ ‫وتوال���دت حكاياته من بعضها كما س���ردية‬ ‫الف ليلة وليلة اليت المربر درامي لتنقالتها‬ ‫يف الزم���ان أو املكان‪ ،‬التربي���ر األهم يف البنية‬ ‫الس���ردية للحكاي���ة التالي���ة ه���ي احلكاي���ة‬ ‫األوىل‪ ،‬وامل���ط والتك���رار مربرهم���ا احلك���ي‬

‫الش���فهي الذي ع���ادة ما يس���تهدف االطفال‬ ‫أو الس���مار الذين يف وسن‪ .‬والتقطيع الظاهر‬ ‫يف الس���رد كما لو كان من مقتضى احلكي‬ ‫ما يتناس���ل بدفع من املتلقي؛ من يتلقى فعل‬ ‫احلك���ي واملس���رود يف اللحظة ال�ت�ي يتم فيها‬ ‫السرد‪.‬‬ ‫ف���كأن مم���ا اش���رنا اليه تك���ون رواي���ة حممد‬ ‫املس�ل�اتي رواي���ة املش���افهة اليت دون���ت‪ ،‬وأن‬ ‫الكات���ب هن���ا يس���تعري أس���اليب س���رده م���ن‬ ‫اجلن���س األدب���ي الش���فاهي‪ ،‬فرواي���ة " حكايا‬ ‫اجل���دات " حملم���د املس�ل�اتي رواية ش���فاهية‬ ‫جتيء من تقاليد املش���افهة بأساليب سردية‬ ‫تقليدي���ة ومت االنزياح عنها وم���ن ذا جدتها‪.‬‬ ‫ان التماه���ي ب�ي�ن ش���خص الكات���ب ونتاج���ه‬ ‫ينت���ج من أن املب���دع هنا يناء لص���احل املتلقي‪،‬‬ ‫حي���ث الكات���ب كما ل���و كان يكتب حس���ب‬ ‫الطل���ب‪ ،‬وعادة ما يتم أس���ر الكاتب هذا عقب‬ ‫جن���اح يلق���اه نتاج���ه ال���ذي كما ل���و كتب‬ ‫للحظ���ة‪ ،‬وب���ذا يتح���ول املب���دع ع���ن الكتابة‬ ‫م���ن ذات���ه إل���ي الكتابة ال�ت�ي ت�ب�رر ذاتها من‬ ‫موضوعها الذي هو املتلقي يف الزمان واملكان‬ ‫الراهن�ي�ن‪ .‬وحبس���ب ذلك يتح���ول املبدع إىل‬ ‫منت���ج لرغبات اجلمهور‪،‬ال���ذي بدوره حيول‬ ‫مبدعه إلي كاتبه املفضل‪ ،‬ان الكاتب املأسور‬ ‫يف حال���ه ه���ذا يص�ي�ر النج���م عن���د متلقي���ه‪،‬‬ ‫وه���ذا املتلقي يك���ون يف جهوزية لكل ما ينتج‬ ‫كاتب���ه‪ .‬وكأن���ه يف ح���ال كهذا يت���م تبادل‬ ‫االدوار فيكون املتلقي ه���و املبدع فيما الكاتب‬ ‫ه���و املتلقي‪ ،‬أليس الكات���ب يف حاله هذا ينتج‬ ‫املتوق���ع من���ه وان���ه يفق���د أه���م خصوصياته‬ ‫كمبدع أي اجلدة وغري املتوقع ؟‪.‬‬ ‫يف تل���ك الف�ت�رة من الق���رن العش���رين كان‬ ‫عق���د الس���تينات عق���دا زاخ���را باإلنت���اج‬ ‫ومهجوس���ا بتفاؤل موهوم‪ ،‬ج���اء عقب حرب‬ ‫ب���دأت وكأنه���ا نهاي���ة التاري���خ‪ ،‬وم���ن ه���ذا‬ ‫ضربت اآلمال أطنابها وغرست األحالم أفقا‬ ‫ميتافزيقي الطال���ع‪ :‬كانت اجلنة األرضية‬ ‫مراء العني‪.‬‬ ‫ساد الفرد املش���هد والنجم األوحد‪ ،‬كنجمة‬ ‫الصب���ح كل يراه���ا متعين���ة يف جن���م هواه‪،‬‬ ‫وهك���ذا ظه���ر الزعي���م األوح���د ل���كل جمال‪،‬‬ ‫املط���رب ال���ذي لي���س كمثل���ه ش���يء كم���ا‬ ‫الزعيم السياس���ي والعب الكرة وحتى جراح‬ ‫القلوب‪ ..‬اخل‪.‬‬ ‫لذا متاهت ش���خصية الكات���ب ونتاجه؛ بدأ ما‬ ‫يفعله س���ارتر أو يوس���ف ادري���س أو الصادق‬ ‫النيه���وم كم���ا يكتب���ه؛ وللتوضي���ح حت���ول‬ ‫ه���ؤالء ملوضة يف س���لوكهم وكتباتهم على‬ ‫الس���واء‪ ،‬ويف ع���امل النجوم الكبار هذا س���لط‬ ‫الض���وء على بعض م���ن اعتربوا م���ن الورثة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫س��اد الفرد املش��هد والنجم األوحد‪ ،‬كنجمة الصبح كل يراها متعينة يف جنم‬ ‫هواه‪ ،‬وهكذا ظهر الزعيم األوحد لكل جمال‪ ،‬املطرب الذي ليس كمثله ش��يء‬ ‫كما الزعيم السياسي والعب الكرة وحتى جراح القلوب‪ ..‬اخل‪.‬‬ ‫أيض���ا‪ .‬يف هذه الفرتة كان حممد املس�ل�اتي‬ ‫مب���دع املدين���ة الناهضة من س���بات عميق أو‬ ‫باألحرى املدينة الناشئة‪ ،‬يكتب حينا خواطر‬ ‫ح���ب خائ���ب أو قصة ح���ب منبثق���ة كوردة‬ ‫يف زبال���ة‪ ،‬ويكت���ب حينا أخر حكاي���ا اجلدات‪،‬‬ ‫منتج���ا غزيرا وكاتبا اس���بوعيا على ضفاف‬ ‫زاخر بأضغات األحالم‪.‬‬ ‫وبرز املس�ل�اتي على عجل من أمره تستحثه‬ ‫متغ�ي�رات متتالي���ة ومتضارب���ة أن يرص���د‬ ‫ما م���ر‪ ،‬املاضي القري���ب الذي يب���دو أن غبار‬ ‫مجهور مستعجل من أجل التغيري قد دفنه‪.‬‬ ‫ان احلكايات مل تكن اس���لوبا مس���تعارا من ما‬ ‫مضى قدر ما هي بنية س���ردية لكتابة رواية‬ ‫مل تع���ي جنس���ها‪ ،‬ومل تع���ر اجلن���س االدب���ي‬ ‫اهتمام���ا وال نظري���ة األدب‪ ،‬فالصحافة اليت‬ ‫نش���ر من خالهلا جل النت���اج االبداعي حينها‬ ‫ه���ي املس���وغ ألي جنس أدب���ي‪ ،‬واجلمهور أي‬ ‫املتلقي هو املنظر لنظري���ة األدب؛ ولذا ظهر‬ ‫النقد األدبي يف هامش املشهد باعتباره مروج‬ ‫للمبدع أكثر منه ناقدا وحملال لإلبداع‪.‬‬ ‫مل تكن حكايات املس�ل�اتي كما غريها تهدف‬ ‫لغ�ي�ر اده���اش املتلقي مبا يع���رف‪ ،‬لكنها بهذا‬ ‫كانت تغ�ت�رف من احلكي الش���عيب تقاليده‬ ‫وأه���م مرتكزاته���ا‪ ،‬وبه���ذا تش���كلت رواي���ة‬ ‫خصوصيته���ا تكم���ن يف تبعيته���ا‪ .‬فل���م تك���ن‬ ‫رواي���ة املس�ل�اتي رواي���ة كالس���يكية‪ ،‬ألنها‬ ‫رواي���ة س���ياقها ال يتب���ع الس���ياق املنطق���ي‬ ‫للرواي���ة الكالس���يكية ال�ت�ي مقدماته���ا تقود‬ ‫خلوامتها وتوس���طها جيمل احلك���ي‪ ،‬بل هي‬ ‫رواي���ة م���ن حي���ث أن مقصوده���ا أن ال تكون‬ ‫رواي���ة‪ ،‬رواي���ة النب���ع الغ�ي�ر مقنن���ة إال مب���ا‬ ‫حيكمها داخليا‪ ،‬فالبنية الس���ردية فيها بنية‬ ‫احلكي الشفهي ما يكون السياق فيه هو عدم‬ ‫السياق والسرد فيه يستمد بنيته من هذا‪.‬‬ ‫ان حكايا اجلدات يف كتاب املسالتي احلامل‬ ‫هذا العن���وان علي اخلص���وص يرويها طفل‪،‬‬ ‫لك���ن الطف���ل ال���راوي يب���دو وكأن���ه قن���اع‬ ‫اجل���دة؛ ألي���س من طب���ع احلكي الش���عيب أن‬ ‫حتكيه اجلدات؟‪ ،‬وهلذا فالطفل حكاء حكيم‪،‬‬ ‫مينطق عدم الس���ياق كما يبدي مالحظات‬ ‫يف النص‪ ،‬كتعاليق للكاتب ذات بعد اخالقي‬ ‫تربره عادة أساليب احلكي التقليدية‪.‬‬ ‫واملكان الذي احنشرت فيه شخصيات الرواية‬ ‫ضيق كما كل حارة شعبية‪ ،‬لكنها هنا بيت‬ ‫متهالك بابه يصب يف ش���ارع أضيق‪ ،‬لكن هذا‬ ‫الضي���ق مزدحم بش���خصيات غري مرئية من‬ ‫جن وعفاريت وحيونات وطيور داجنة وبوم‪،‬‬ ‫وهذا االزدحام يتش���خص كواق���ع ملموس‬ ‫عند اجلدة والطفل وسكان احلي‪ ،‬فاحلصان‬ ‫املقطوع الرأس من يقطع الش���ارع كل ليلة‬ ‫هو حصان حقيقي‪ ،‬مما جيعل من هذا العامل‬

‫األس���طوري حقيقة مرئية عند ش���خصيات‬ ‫الن���ص‪ ،‬ول���ذا الزم���ن هن���ا؛ ال���ذي م���ا ميكن‬ ‫حتديده مبطلع ستينات القرن املاضي‪ ،‬زمن‬ ‫هالم���ي يبدد الف���روق بني اجل���دة والطفل‪،‬‬ ‫وجيع���ل م���ن الرواي���ة كم���ا رواي���ة واقعية‬ ‫لواقع خ���رايف حي ونابض فيك���ون الواقع هو‬ ‫األسطورة‪.‬‬ ‫وان كان مث���ة خل���ل يف تس���مية التق���ازة‬ ‫بالعراف���ة وهي الش���خصية الفاعلة يف احلي‬

‫س�ي�رة لذا الطف���ل‪ .‬النص يس���تمد بنيته من‬ ‫حكايا اجلدات‪ ،‬بنية احلكي الشعيب‪ ،‬وكأمنا‬ ‫الكاتب استعار احلكي من اجلدة كي حيكي‬ ‫حكاية اجلدة ذاتها‪.‬‬ ‫اجلدة هن���ا يف تأوي���ل للرواية ه���ي حممول‬ ‫للمدينة اليت تتالش���ي يف املشهد لتبدو كما‬ ‫خي���ال مآت���ه‪ ،‬واحلكاي���ا كم���ا بطاق���ة هوية‬ ‫مهلهل���ة‪ ،‬نس���يج م���ن م���اض زال متصور يف‬ ‫ص���ور ومش���اهد س���حرية‪ ،‬كما متث���ال من‬

‫واملرفوض���ة يف ذات الوقت‪ ،‬وكأمنا التماهي‬ ‫ب�ي�ن اخلراف���ة والواق���ع يف حي���اة ش���خوص‬ ‫الرواية يتجس���د يف ش���خصية ه���ذا العرافة‪،‬‬ ‫وأن ه���ذا التماهي مدع���اة القلق الذي جيعل‬ ‫م���ن العراف���ة الش���يطان املرجوم من س���كان‬ ‫احل���ي‪ .‬ويثقل الن���ص بهذر احلكي الش���عيب‬ ‫ال���ذي اس���تطراداته مضط���ردة وحواش���يه‬ ‫تفيض عن املنت‪ ،‬لذا تش���حن الرواية بشحنة‬ ‫عاطفية مشبوبة ومفلوته ألنها حتكم ببنية‬ ‫سرد ش���فاهي غري معاجل بدقة وتنبه الكاتب‪.‬‬ ‫وهك���ذا حكايا اجل���دات تب���دو كمرجع نقي‬ ‫للحك���ي الش���عيب بش���وائبه م���ن تك���رار ومن‬ ‫هوام���ش حماذي���ة تأت���ي كما ش���روح ‪،‬ومن‬ ‫بنيته السردية االستطرادية‪.‬‬ ‫ومثة مفارقة يف طيات عنوان الكتاب ‪ :‬حكايا‬ ‫اجل���دات؛ أن احملكي ليس م���ن حكايا اجلدات‬ ‫بل احملكي ع���ن اجلدات يف عني طفل ‪ -‬كما‬

‫الرم���ال غطت���ه موج���ة التغي�ي�ر‪ .‬ان حكاي���ا‬ ‫املس�ل�اتي ستتناس���ل يف رواي���ة وقصص عند‬ ‫جي���ل آخ���ر ويف صي���غ خمتلف���ة‪ ،‬وس���يكون‬ ‫القمع السياس���ي يف العقدي���ن التاليني دافعا‬ ‫شرس���ا ملبدعني يكتبون رواية الذاكرة‪ ،‬اليت‬ ‫كان حممد املسالتي قد وضع لبنتها االولي‬ ‫يف املدينة وحتى على مستوى البالد‪.‬‬ ‫ان النف���ط يف جمتم���ع صغ�ي�ر ويف اط���ار‬ ‫التكوي���ن ق���د كان ه���و املب���دع الرئي���س يف‬ ‫حياة الن���اس‪ ،‬واملبدع هنا مبع�ن�ي املغري الذي‬ ‫يش���كل ظاهرا وس���را اجملتمع ويسهل التأثري‬ ‫اخلارجي ومينحه تأش�ي�رة دخول حامسة يف‬ ‫البنية التحتية‪.‬‬ ‫بذا فإن حكايات املسالتي اليت كانت حتدث‬ ‫حتت ضوء ين���وس لفتيلة زي���ت‪ ،‬قد كتبت‬ ‫يف ضوء ش���وارع ملبات ني���ون‪ ،‬وعتمة فرضها‬ ‫حت���ول قس���ري وعنيف على مس���توى البنية‬

‫‪15‬‬ ‫الفوقي���ة‪ .‬لق���د كان���ت املدينة كما مس���رح‬ ‫لعج���اح التغي�ي�ر‪ ،‬ه���ذا ال���ذي ص���اغ حكايات‬ ‫مليئ���ة برع���ب املاضي ال���ذي مي���وت‪ ،‬والذي‬ ‫جثته تتحول إىل شبح رعب‪.‬‬ ‫وكم���ا كان املس�ل�اتي ق���د تس���لطت علي���ه‬ ‫اضواء امليديا يف نهاية عقد الستينات‪ ،‬سيكون‬ ‫أول من تنحسر عنه االضواء يف اجواء ملبدة‬ ‫بالسياسي وبالقمع السياسي‪.‬‬ ‫وهو ككاتب ضحية هذا االحنسار الذي غدا‬ ‫فيه االبداع واملاض���ي تهمتان تكاليفهما على‬ ‫األقل االس���تبعاد‪ ،‬أو الس���جن‪ ،‬ونتاج املرحلة‬ ‫هذه ضم���ور يف حال���ة االبداع وم���وات ثقايف‬ ‫وجتفيف لكل نت���اج العقل‪ .‬ول���ذا أعد ظهور‬ ‫حكايا اجلدات اآلن وبعد عقود من كتابتها‪،‬‬ ‫كمؤش���ر يوض���ح مس���ار احلال���ة اإلبداعية‬ ‫يف جمتم���ع كان النف���ط في���ه زي���ت حقبة‬ ‫اجتماعية‪ ،‬اختزل فيها التغيري يف السياس���ة‬

‫ويف جانبها القمعي على اخلصوص‪.‬‬ ‫وهك���ذا م���ا كتب���ت هن���ا‪ :‬ه���و ح���ول العالقة‬ ‫ب�ي�ن الكاتب كش���خصية اعتباري���ة – مثلما‬ ‫يصطل���ح ال القان���ون‪ -‬والكت���اب كموضوع‪،‬‬ ‫والتحليل الذي طال النص ‪ /‬الرواية للكشف‬ ‫ع���ن ه���ذه العالقة يف ف�ت�رة زمني���ة كفرتة‬ ‫منتصف الق���رن املاض���ي‪ ،‬وأن نتبني تأثريها‬ ‫احلاس���م يف نتاج نصوص كهذه‪.‬وألن حكايا‬ ‫اجلدات رواية تثري هذه املالبسات اليت تظهر‬ ‫يف العالق���ة ب�ي�ن الكات���ب وكتاب���ه يف زم���ان‬ ‫وم���كان معينني‪ ،‬ومن خ�ل�ال البحث يف هكذا‬ ‫مالبس���ات تك���ون مثة ق���راءة نقدي���ة تهدف‬ ‫لدراس���ة النتاج اإلبداعي كموضوع وتكشف‬ ‫عالئقه‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫ميدان السؤال‬

‫ليبيا ‪ ..‬ماذا بعد ؟!‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬

‫(‪)1‬‬ ‫ما أس���رع ما انقضى األسبوع وسط تس���ارع ‪ /‬ضجيج األحداث احمللية واألقليمية‬ ‫‪ ،‬فوجدت�ن�ي أحب���ث عما أكتب رغم ازدحام األحداث اجلس���ام يف مصر ‪ ،‬س���وريا ‪،‬‬ ‫ولبنان ‪:‬‬ ‫انفج���ار كبري هائ���ل يف حميط منطقة الرويس يف الضاحي���ة اجلنوبية ببريوت‬ ‫‪ ..‬ضاحي���ة حس���ن نص���ر اهلل ومعقل ح���زب اهلل رمبا ه���و انتقام ثوار س���وريا على‬ ‫خلفي���ة تدخ���ل عناصر ح���زب اهلل يف جمريات ثورة الش���عب الس���وري ضد حكم‬ ‫الظ�ل�ام األس���دي ‪ ،‬م���ا يعين نق���ل املعرك���ة اىل الضاحية كمؤش���ر خطري يهدد‬ ‫ً‬ ‫أص�ل�ا ‪ ..‬أيضاً رجل الدين املفكر املس���يحي املتس���امح ‪ ،‬األب "‬ ‫أم���ن لبن���ان املتدهور‬ ‫باول���و دالوليو " من أهم الدعاة للتس���امح ب�ي�ن األديان ونبذ العن���ف ‪ ..‬يتم اغتياله‬ ‫على ايدي متش���ددين اسالميني يف س���وريا ‪ ..‬أما مصر فاجليش يقتل املتظاهرين‬ ‫‪ ،‬خنتلف أو نتفق معهم ويش���طب من تارخيه القريب جداً وقفته مع ثورة مصر‬ ‫ثان���ي انتفاضات الربيع العربي املتلعثم ! ‪ ..‬ويف تونس احلال ليس أفضل ‪ . .‬لنصل‬ ‫اىل ليبيا حيث اللعبة الدميوقراطية تتحول اىل ألعاب مسلحني وشباب غاضبني‬ ‫يريدون كل شيء بالقوة وعلى َع َجل !! ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪ ..‬ولكن ملاذا ال أكتب مقاليت ؟!! ‪..‬‬ ‫رمبا هو الكسل ‪ ..‬رمبا هو اليأس ‪..‬‬ ‫رمبا الشعور بالالجدوى ‪ /‬الالشيء‬ ‫عاد لريسم على حيطاننا قصائد الضياع ‪..‬‬ ‫ورمبا شعور يائس بأن الكلمة مل يعد هلا تأثري ‪..‬‬ ‫وألخرج من ش���ظاياي كان من الس���هل مبكان ارس���ال مس���ج مقتضب لألس���تاذ‬ ‫الفيت���وري أعتذر فيه من ُه هذا األس���بوع وامتنع عن الكتابة ‪ ،‬فوجدتين أدخل النت‬ ‫وبد ً‬ ‫ال من ان أراسل ميادين وجدتين أطلق استغاثة من األصدقاء طلباً للمساعدة‬ ‫‪ ،‬عله���م يلك���زون عقلي ألكتب ‪ ..‬ف���كان اعالني هلم على صفح�ت�ي بالفيس بوك‬ ‫يقول ‪:‬‬ ‫( ُ‬ ‫أحبث عن فكرة ملقال ‪ ..‬االنتظار ليس أكثر من ‪ 3‬ساعات ) ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫توقع���ت ان تأت���ي التعليقات تهكمي���ة مزعجة ففوجئت بأن الن���اس الزالت تتعلق‬ ‫مقالة‬ ‫تنوير يأتيها من‬ ‫ٍ‬ ‫بق���راءة اجلرائد وتبحث عن مال ٍذ عن اجابة ‪ ،‬عن ٍ‬ ‫حل عن ٍ‬ ‫م���ا ‪ ..‬وبع���د مللمة أفكار األصدق���اء والقراء ارتأي���ت أن تكون مقاليت هل���ذا الثالثاء‬ ‫مقرتحاتهم ‪:‬‬ ‫أمحد التاوسكي ‪ " :‬أكتب عن ليبيا مَّل الشمل " ‪.‬‬ ‫أب���ن الفقي���ه ‪ " :‬أكتب عن ليبيا مدين���ة واحدة مرتامية األط���راف لنعرف أحياء‬ ‫مدينتنا ولنقرب املس���افات بني ش���وارعها واألزقة ولنلتحم عائلة واحدة من كل‬ ‫االطياف " ‪.‬‬ ‫عالء عبداهلل ‪ :‬كل هذه االحداث يف ليبيا ما أوحت لك بشيء ؟!!‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تكلمت عن كل ما حدث وحيدث لليبيا لذا أنا أستغيث !!‬ ‫أنا ‪:‬‬ ‫علي اهلوني ‪ " :‬احلرب االهلية " !! ‪.‬‬ ‫األستاذ أمحد فرحات ‪ " :‬مؤسسات اجملتمع املدني ودورها يف بناء اجملتمع "‬ ‫علي اهلوني ‪ " :‬فكرة السيد امحد فرحات مجيلة وبناءة " ‪.‬‬ ‫د ‪ .‬مهندس أمحد السنوسي العربي ‪:‬‬ ‫" ماذا بعد ‪ ...‬مقال عن التوقعات بعد األزمة اليت نعيشها مجيعاً " ‪.‬‬ ‫د ‪ .‬مجعة درحية ‪ " :‬أكتب عن سويعات األصيل " !!‬ ‫األستاذ حممد السنوسي الغزالي ‪ " :‬من حيرق االوجاع ؟؟ "‬ ‫بشري عبد اجلليل ‪ " :‬ان شاء اهلل ستجدها " ‪.‬‬ ‫سعاد علي ‪ " :‬أي نوع من املقاالت " ؟‬ ‫بشري برول ‪:‬‬ ‫" أرج���و أن تك���ون مقالتك القادم���ة عن احلرب ‪ -‬تصرفات احملارب�ي�ن – الغنائم –‬ ‫القرارات – الفتاوي ‪ -‬مساندة بعض الدول ‪ -‬مساهمة البعض ‪ -‬انقسام الشعب ‪!!.‬‬ ‫ياسني علي ‪ ":‬اكتب عن الغربة وانت موجود فى بالدك " ! ‪.‬‬ ‫سعاد علي ‪ " :‬اكتب عن االختالف دون احلاجة‬ ‫ملمارسة العنف وانبذ شهوة الدم باسم الدين"‬ ‫عالء عبداهلل ‪" :‬اكتب عن مستقبل ليبيا بعد هذا النفق املظلم ‪..‬‬ ‫‪ . . . . .‬اعطينا امل ‪ ..‬ارسم لنا صورة وردية " ! ‪.‬‬

‫املعركة األمازيغية يف املؤمتر الوطين و امــــــــــ‬ ‫حممد شنيب‬ ‫إن املؤمتر الوطين صار منذ بدايات السنة املاضية‬ ‫م���كان يق���وم الثوار وغريه���م بإحتالل���ه واهلجوم‬ ‫علي���ه وختريب بع���ض أدواته وغريه من أس���اليب‬ ‫اإلره���اب غ�ي�ر احلض���اري وغ�ي�ر الدميقراط���ي‪..‬‬ ‫فالدميقراطي���ة هي أساس���ها اإلخت�ل�اف ووجود‬ ‫اإلخت�ل�اف دليل واضح على وج���ود الرأي والرأي‬ ‫اآلخر واإلعرتاف باآلخر‪.‬‬ ‫اآلمازي���غ يعرتفون باآلخر ولك���ن اآلخر هو الذي‬

‫ال يع�ت�رف به���م ولألس���ف حت���ى مم���ن يعتربون‬ ‫أنفس���هم دميقراطيني وليرباليني يعتقدون أنهم‬ ‫بالتعاط���ف م���ع القضي���ة األمازيغي���ة أن هذا هو‬ ‫املطلوب منهم وكأنه معروف وجماملة يقومون‬ ‫بها جتاه األمازيغ‪.‬‬ ‫إن األمازيغ ال ينتظرون معروفا أو دمعة تعاطف‬ ‫من غريهم من الس���كان الليب�ي�ن بل هم يف منتهى‬ ‫البس���اطة يطالب���ون باألع�ت�راف به���م يف بالدهم‬

‫رســــــــــــ‬ ‫عمر أبوالقاسم الككلي‬ ‫ه���ذه رس���الة وصلت�ن�ي‪ ،‬من���ذ أش���هر‪ ،‬م���ن صديق�ت�ي‬ ‫الغواتيمالي���ة الرائع���ة أمان���دا رام���وس روداس‬ ‫‪ ،Amanda Ramos Ruda‬ولست أدري ملاذا خطر‬ ‫لي اآلن أن أنش���ر ترمجتها على حائطي‪ .‬أعتقد أن هلا‬ ‫صلة ما بواقعنا‪.‬‬ ‫الرسالة ‪:‬‬ ‫• ‬ ‫من���ذ س���نوات خل���ت‪ ،‬خ�ل�ال" حمادث���ات الس�ل�ام " بني‬ ‫احلكوم���ة وق���ادة رج���ال ح���رب العصاب���ات‪ ،‬التقي���ت‬ ‫كارمليتا‪ ،‬املرأة اهلندية[احلمراء] اجلميلة الشابة من‬ ‫منطقة لكس���ل‪ .‬البد وأنها كانت يف نهاية ثالثينياتها‬ ‫ح�ي�ن التقيته���ا‪ .‬التقين���ا ألنها كانت متث���ل جمموعة‬ ‫م���ن الغواتيماليني الذين كانوا يعيش���ون يف خميمات‬ ‫لالجئي�ي�ن يف املكس���يك‪ ،‬وكن���ت أمث���ل املنظمات غري‬ ‫احلكومي���ة( ‪ )NGOs‬ال�ت�ي كان���ت تن���ادي بع���ودة‬ ‫الالجئيني‪.‬‬ ‫ذات ليل���ة‪ ،‬بع���د يوم ش���اق طويل يف خمي���م لالجئيني‬ ‫جنوب املكس���يك‪ ،‬أخربتين أنها مل تعد تس���تطيع النوم‪.‬‬ ‫ولكون���ي قادمة م���ن بيئة ثقافية خمتلف���ة‪ ،‬وحمملة‬ ‫مبش���اكل واضطهادات خالل احلق���ب الدكتاتورية‪،‬‬

‫ولكنه���ا خمتلفة عن س���ياق تلك اليت يعيش���ها الريف‬ ‫الغواتيمال���ي‪ ،‬نصحته���ا بتناول مس���كن معني‪ ،‬كنت‪،‬‬ ‫وم���ا زلت‪ ،‬أتعاطاه يف حالة األوجاع اخلفيفة‪ .‬مل تفعل‬ ‫أكث���ر م���ن النظر إل���ي بوجه خ���ال م���ن التعابري‪ ،‬ثم‬ ‫قالت‪":‬تعرف�ي�ن‪ ،‬أمان���دا‪ ،‬صرت ال أس���تطيع النوم منذ‬ ‫اليوم الذي غادرنا فيه قريتنا‪ .‬كان علينا أن نغادر بعد‬ ‫مجع‬ ‫أن رأين���ا ما حدث للقرى األخ���رى‪ .‬جاء اجليش‪ًّ ،‬‬ ‫كل األهالي‪ ،‬قتل مجيع األطفال‪ ،‬اغتصب النس���اء ثم‬ ‫قتل الرجال‪ .‬هلذا السبب قررنا املغادرة"‪.‬‬ ‫كن���ت أع���رف أن ه���ذا م���ا ح���دث يف معظ���م الق���رى‬ ‫اهلندية‪ ،‬وبش���كل خاص يف منطقة لكس���ل‪ ،‬اليت كان‬ ‫اجلي���ش يعتقد أنه���ا املنطقة اليت كان���ت تزود رجال‬ ‫حرب العصابات باإلمدادت البشرية والغذائية‪.‬‬ ‫واصل���ت يف ص���وت خفي���ض‪" :‬تركنا القري���ة وأخذنا‬ ‫بصع���ود اجلب���ل‪ .‬كنت أمحل اب�ن�ي ذا الثمانية أش���هر‬ ‫عل���ى ظه���ري‪ ،‬ابن���اي البالغ���ان ثالث ومخس س���نوات‬ ‫كانا يسريان معي‪ .‬أخذ ابين البالغ ثالث سنوات يبكي‪،‬‬ ‫كان جائع���ا‪ ،‬الزاد القليل الذي متكن���ا من محله معنا‬ ‫نفد‪ ،‬كلن���ا كنا جائعني وخائف�ي�ن وحناول االختفاء‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫ــــــــــتحان الدميقراطية واملواطنة يف ليبيا‬ ‫ليبي���ا وإعطائهم حق���وق املواطن���ة كاملة غري‬ ‫منقوصة‪.‬‬ ‫ه���ل االع�ت�راف باألمازيغية س���ينقض حق من‬ ‫حقوق الس���كان العرب الليبني أو س���يخدش أي‬ ‫حق من حقوق املواطنة هلم؟‬ ‫مل���اذا كل ه���ذا النق���اش والعديم الفائ���دة ؟ هل‬ ‫حن���ن يف خجل من ماضينا أم هل حنن يف إنكار‬ ‫له؟‬ ‫فاألمازي���غ يف ليبيا هم ليبيون ش���ئنا ذلك أم مل‬ ‫نشاء واالعرتاف حبقوقهم الوطنية واجب على‬ ‫ليبيا اليت قامت بعد ‪ ١٧‬فرباير االعرتاف به‪.‬‬ ‫إن اإلع�ت�راف حبقوقه���م باملواطن���ة يف ليبي���ا‬ ‫ه���و إث���راء للثقاف���ة الليبي���ة املتع���ددة اإلثنيات‬ ‫واألع���راق وس���يضعنا كليبي�ي�ن يف الطري���ق‬ ‫احلض���اري واحلداث���ي وم���ا بع���د احلداثي ولن‬ ‫يؤدي إىل أي إنقاص حلق���وق اإلثنيات الليبية‬ ‫األخرى وسيعمق حق املواطنة لكل الليبني‪.‬‬ ‫إن ثورتن���ا اجملي���دة وال�ت�ي قام���ت يف ‪ ١٧‬فرباي���ر‬ ‫وكان دوراألمازيغ وصمودهم األس���طوري يف‬ ‫ه���ذه الثورة من أهم العناص���ر اليت قادت الثورة‬ ‫إىل النصر‪.‬كي���ف لن���ا ان ال نع�ت�رف حبق���وق‬ ‫مكون أساس���ي تارخييا يف ليبي���ا حبقوقة واليت‬ ‫ليس لنا من بد أن ننكرها ‪.‬‬ ‫إن األمازي���غ يف ليبيا كان���وا دوما غيورين على‬ ‫ليبي���ا فنجدهم يف مقاومة الطليان يتبؤن املكان‬ ‫األول وكان س���ليمان البارون���ي مم���ن أس���س‬ ‫اجلمهوري���ة الطرابلس���ية وكان خليف���ة ب���ن‬ ‫عسكر ذلك املغوار الذي أنزل الرعب يف جحافل‬ ‫الطليان‪.‬‬

‫وجن���د األمازي���غ يف س���تينات الق���رن املاض���ي‬ ‫يلتحم���ون م���ع إخوانه���م الليب�ي�ن اآلخري���ن يف‬ ‫حركة البعثني والقوميني العرب والذي كان‬ ‫هدفه���ا أنذاك هو النهوض بليبي���ا ودخل الكثري‬ ‫منهم سجون اململكة الليبية‪.‬‬ ‫ويف عهد الطاغية ق���ام األمازيغايبني مبناهضة‬ ‫القذايف وعانوا الس���جون والقت���ل وحتى تهديم‬ ‫بيوته���م وأذكر من ذلك ‪ -‬للذكر ال للحصر‪-‬‬ ‫أمثال الدكت���ور عمر النام���ي وحممد حرمان‬ ‫وأبط���ال معرك���ة ب���اب العزيزي���ه ع���ام‪1984‬‬ ‫والش���يباني وس���امل مادي الذي ه���دم منزله يف‬ ‫يفرن والقائمة طويلة‪.‬‬ ‫إن األع�ت�راف حبق���وق األمازيغ أم���ر ال يتطلب‬ ‫إع���ادة النظ���ر وجي���ب أن ن���راه ببس���اطة يف‬ ‫إطاراملواطنة واحلق���وق الدميقراطية كما هو‬ ‫معم���ول به يف ال���دول املتحض���رة واليت تعرتف‬ ‫بالتعددي���ة العرقي���ة واألثنية وحري���ة املعتقد‬ ‫وال�ت�ي نراها قد قطعت املس���افات واملس���افات يف‬ ‫سلم احلضارة اإلنسانية من تقدم وإزدهار‪.‬‬ ‫أن���ا أدين العنف بكل أش���كاله وأعتربه من أحقر‬ ‫الط���رق للتعبري عن أية وجه���ة نظر وما حدث‬ ‫يوم الثالثاء املاض���ي يف داخل املؤمتر الوطين مل‬ ‫يكن حضاريا وال يعرب عن الصراع الدميقراطي‬ ‫ولكنين أكرر مرة أخرى أنه البد من األعرتاف‬ ‫بتارخين���ا اللي�ب�ي والذي جي���ب إع���ادة كتابته‬ ‫وبطريق���ة علمي���ة وصحيح���ة لنك���ون أمن���اء‬ ‫أم���ام أألجيال القادمة وعلين���ا األعرتاف الكامل‬ ‫لألمازيغ الليبني يف املواطنة احلقة‪...‬‬

‫ــــــــــــالة‬ ‫ع���ن اجليش يف اجلب���ل‪ .‬مل يك���ن ليكف ع���ن البكاء‪،‬‬ ‫مثله مثل بقية األطفال‪ ،‬وأدركت ما الذي يتوجب‬ ‫عل���ي فعل���ه‪ ،‬مثل���ي مث���ل بقي���ة األمهات‪ .‬أمس���كته‪،‬‬ ‫وضعت يدي عل���ى فمه وأصابع���ي يف منخاريه إىل‬ ‫أن كف ع���ن التنفس‪ .‬ولكن‪ ،‬تعرفني أماندا‪ ،‬أعتقد‬ ‫أن�ن�ي مت يف ذلك اليوم مع ابين‪ .‬واصلت مع االثنني‬ ‫الباقيني حتى وصلنا حدود املكسيك‪ ،‬ولكن تعرفني‪،‬‬ ‫منذ ذلك اليوم وأنا ال أستطيع النوم‪".‬‬ ‫إىل اآلن‪ ،‬بعد س���نوات عديدة‪ ،‬ال أستطيع منع عيين‬ ‫ع���ن االمتالء بالدموع وحدوث وجع غريب يف قليب‪.‬‬ ‫أدرك أن قص���ة كارمليت���ا م���ا ه���ي إال واح���دة من‬ ‫قصص نس���وة كث�ي�رات جل���أن إىل املكس���يك‪ .‬لقد‬ ‫ظهرت هذه القص���ص إىل الضوء بفضل "مفوضية‬ ‫تصفي���ة التاري��� خ ‪Commission for Hi s‬‬ ‫‪ " torical Clarification‬ال�ت�ي مجع���ت قصص‬ ‫ضحاي���ا الص���راع الداخل���ي‪ ،‬وال�ت�ي قتل بس���ببها بابا‬ ‫الكنيسة الكاثوليكية يف غواتيماال‪ .‬إال أن كارمليتا‬ ‫كان���ت أول امرأة[الجئ���ة] التقي���ت به���ا وروت ل���ي‬

‫قصتها‬ ‫اجلنرال ال���ذي كان رأس الدول���ة حينها(على أثر‬ ‫انق�ل�اب) يواج���ه دعوى قضائي���ة اآلن‪ ،‬ولك���ن يبدو‬ ‫أنه���ا س�ت�رفض ألس���باب فني���ة‪ .‬لق���د اته���م باإلبادة‬ ‫اجلماعية‪ ،‬وحمامي الدفاع يطالب بإسقاط التهمة‬ ‫على أس���اس أنها تتطل���ب إثبات أن���ه كان مثة نية‬ ‫واضح���ة إلفناء جمموعة عرقية بكاملها‪ ،‬وهو ما ال‬ ‫ميكن إثباته‪.‬‬ ‫أن���ا ال أؤيد االنتقام‪ ،‬ولكنين مع االعرتاف مبا حدث‪.‬‬ ‫لق���د عمل���ت يف منطقة ريفي���ة وعرفت م���ا كانت‬ ‫تعانيه القرى‪ .‬لذا‪ ،‬ال ميكنين اليوم سوى التفكري يف‬ ‫كارمليتا‪ .‬ما من ش���يء كفيل جبرب الضرر وشفاء‬ ‫اجلروح الغائرة‪ .‬ال أعلم أين هي اآلن‪،‬‬ ‫ولك���ن‪ ،‬تعرف عم���ر؟ أنا متأكدة م���ن أن جروحها‪،‬‬ ‫وجروح عدي���د األمهات‪ ،‬واآلباء‪ ،‬والراش���دين الذين‬ ‫كانوا أطفاال حينها‪ ،‬تفتح جمددا‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫رسالة من سجن الكويفية‬ ‫سالم على كل شئ حي‬

‫تأسى الكلمات‬ ‫ان مل تكن من دم القلب متدفقة‬ ‫ومتوت العصافري يف ّظلها‬ ‫وميوت الشجر‬ ‫مازالت الرحلة هي الرحلة‬ ‫وما زال الدم يغصب حبل املشنقة‬ ‫وان مل تكن ليبيا يف القلب‪،‬‬ ‫فمن عساها تكون؟‬ ‫قال اقتليين فأنا احب عينيك ‪،‬‬ ‫ومن اجلك ابكي‪،‬‬ ‫أمل اقل لك ‪ :‬ان هذا احلب ق ّتال!‬ ‫وان هذا هو سر العالقة‪/‬‬ ‫ملن تكون الكلمات؟‬ ‫ملن احلب؟‬ ‫احلزن؟ العذاب؟‬ ‫الربيع؟‬ ‫السهول؟‬ ‫الشواطئ؟‬ ‫الضاحكون؟‬ ‫زغاريد الصبايا؟‬ ‫االمهات؟‬ ‫عرق النواعري؟‬ ‫حقول احلنطة؟‬ ‫شجريات االكليل؟‬ ‫ان مل تكن يوما لعينيها‬ ‫فلمن ياترى سأعطي قليب؟‬ ‫جاء وقت االنفجار‪ ،‬وعلى السيف قمر‪.‬‬ ‫وطين ليس جدار وانا لست حجر‪.‬‬ ‫انا ال اطلب املوت‬ ‫ولكن املوت يطلبين‬ ‫وعيون احملبوب تقول تعاىل‬ ‫فهل اهرب؟‬ ‫من مينع عين امرأة تسهدني حني ابادهلا العشق‬ ‫وتقتلين وتشردني حني امانعها‪..‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫عري�ب�ي اهلوش ‪ :‬كنت حفضت ه���ذه القصيدة ش���هر اكتوبر ‪، 1979‬يف‬ ‫مناس���بة زيارة اخي صاحل عريب اهلوش من لن���دن اىل نيويورك ‪،‬واحضر‬ ‫مع���ه جملة "الوطن" من مدينة كاردف الربيطانية ‪،‬حيث كان يف زيارة‬ ‫الس���يد امساعي���ل القفاز ‪،‬أحضر ل���ي هذه اجمللة اىل نيوي���ورك ثم عاد اىل‬ ‫ليبي���ا وبقت مع���ي اجمللة ‪،‬ومنها حفظت هذه القصي���دة اىل يومنا هذا ‪29‬‬ ‫يوليو ‪ 2013‬م الذي ازودكم فيه مبا حفظته منها كوثيقة وعلنا نعرف‬ ‫شاعرها من قارئ ما ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫البحث عن بديل عن الطريق املسدودة‬ ‫ال أحس���ب أن أحداً ميكن أن جيادل يف أننا بتنا نتخبط يف مس�ي�رتنا يف اجتاه بناء الدولة‪ ،‬وأن خمتلف املؤش���رات‬ ‫أخ���ذت تب�ي�ن لن���ا أن الطريق اليت س���رنا فيها حتى اآلن هي طريق مس���دودة‪ ،‬ال أفق ينظر م���ن خالهلا‪ ،‬وال أمل‬ ‫يرجى من مواصلة السري فيها‪.‬‬ ‫ولقد ظللنا‪ ،‬يف أثناء ختبطنا‪ ،‬منذ بداية مس�ي�رة الثورة‪ ،‬نتحرك من حمطة إىل أخرى‪ ،‬بطريقة عش���وائية غري‬ ‫مدروسة‪ ،‬ومبنهجية التجريب واحملاولة‪ ،‬فنخرج من جتربة‪ ،‬بعدما يتبني لنا أنها فشلت ولن تؤدي إىل نتيجة‪،‬‬ ‫لنخوض جتربة أخرى‪ ،‬بالطريقة العشوائية نفسها‪ ،‬لنكتشف بعد قليل أنها أيضاً فاشلة وغري جمدية‪.‬‬ ‫وهك���ذا‪ ،‬ارتكبن���ا ذلك اخلطأ الف���ادح باملنهجية ال�ت�ي وضعنا بها اإلعالن الدس���توري‪ ،‬واملنهجية ال�ت�ي نظمنا بها‬ ‫انتخاب���ات املؤمتر الوط�ن�ي‪ ،‬ثم املنهجية اليت ش���كلنا بها احلكومت�ي�ن االنتقاليتني‪ ،‬قبل انتخ���اب املؤمتر الوطين‬ ‫وبع���ده‪ ،‬ما أدى بنا إىل ما عش���ناه وما زلنا نعيش���ه من ختبط وارتباك وتعث���ر‪ ،‬إن مل نقل من تقهقر وتراجع إىل‬ ‫اخللف‪.‬‬ ‫ل��ق��د ت��ب�ين م��ن��ذ وق���ت مبكر أن اختياراتنا‬ ‫ملمثلينا يف املؤمتر الوطين العام‪ ،‬الذي انتهينا‬ ‫مجيعنا إىل امل��راه��ن��ة عليه‪ ،‬النتشالنا من‬ ‫الوهدة اليت أوصلنا إليها اجمللس االنتقالي‪،‬‬ ‫ب��أم��ل أن ت��ك��ون ل��ن��ا م��ؤس��س��ة تتمتع بقدر‬ ‫من الشرعية احلقيقية‪ ،‬ال�تي هي شرعية‬ ‫االنتخابات املستندة إىل إرادة الناس‪ ،‬كانت‬ ‫اختيارات يف منتهى السوء‪ ،‬أفرزت لنا كياناً‬ ‫متدني املستوى من جهة الكفاءة واجلدارة‬ ‫بتحمل املسؤولية اجلسيمة امللقاة عليه‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أننا جاهدنا بشراسة وعناد‬ ‫وإص��رار للتشبث بهذا الكيان‪ ،‬ومقاومة أي‬ ‫حم��اوالت للتشكيك يف شرعيته وجدارته‪،‬‬ ‫ورف��ض أي خمططات أو ن��داءات إلسقاطه‬ ‫أو حجب الشرعية عنه‪ ،‬إال أننا كنا يف كل‬ ‫حالة ويف كل م��رة نكتشف أن��ه‪ ،‬مبستوى‬ ‫أداء أعضائه املتدني‪ ،‬خييب آمالنا‪ ،‬وجيربنا‬ ‫إجباراً على فقدان الثقة فيه ويف قدرته على‬ ‫إجناز ما خولناه صالحية اختاذ القرار فيه‪.‬‬ ‫وه���ا حن��ن أوالء‪ ،‬ال سيما ب��ع��د مشاهدتنا‬ ‫كيف ع��اجل املؤمتر مسألة صياغة قانون‬ ‫انتخابات اللجنة التأسيسية‪ ،‬وم��ا انتهت‬ ‫إليه املشادات والتجاذبات بني أعضائه من‬ ‫إفراز قانون رديء‪ ،‬يف تقديري‪ ،‬بكل معنى‬ ‫الكلمة‪ ،‬جند أنفسنا نواجه احلقيقة املرة‬ ‫اليت أحملت إليها يف بداية هذا املقال وجعلتها‬ ‫عنواناً له وهي أننا بهذا الشكل قد بلغنا آخر‬ ‫نقطة يف الطريق املسدودة اليت سرنا فيها‬ ‫حتى اللحظة‪ ..‬فهذا القانون ال��رديء ليس‬ ‫مؤه ً‬ ‫ال مطلقا إلنتاج جلنة ميكن بأي معنى‬ ‫من املعاني أن تكون على مستوى املسؤولية‬ ‫التارخيية‪ ،‬اليت تتمثل يف وضع دستور دائم‬ ‫للبالد‪ ،‬نتخذه مجيعنا وثيقة عقد اجتماعي‬ ‫ن��ت��ع��اي��ش ع��ل��ى أس���اس���ه‪ ،‬ون���ورث���ه ألجيالنا‬ ‫ال��ق��ادم��ة على م��دى السنني‪ .‬وم��ن ث��م فإن‬ ‫من العبث مواصلة السري يف هذه الطريق‪:‬‬ ‫ط��ري��ق انتخاب جل��ن��ة‪ ،‬وف��ق ه��ذا القانون‪،‬‬ ‫خن��وهل��ا وض��ع دس��ت��ور ب�لادن��ا ال��دائ��م‪ ،‬ومن‬ ‫احلكمة اخت��اذ ال��ق��رار بالتوقف مت��ام�اً عن‬ ‫السري فيها‪ ،‬والعكوف على حماولة البحث‬ ‫عن طريق جديدة‪.‬‬ ‫ويف تقديري أن هذه القناعة اليت تولدت عن‬ ‫خمتلف خيبات األمل والرهانات اخلاسرة‬ ‫السابقة‪ ،‬وه��ي آخ��ذة يف االنتشار والرتسخ‬ ‫لدى شرائح عريضة وخمتلفة من املواطنني‪،‬‬ ‫ه��ي ال�ت�ي تكمن وراء ال��دع��وة للتفكري يف‬ ‫إمكانية أن تكون طريقنا البديلة هي العودة‬

‫للشرعية الدستورية‪ ،‬كما انتهت بنا يف ‪31‬‬ ‫أغسطس ‪ ،1969‬مبعنى أن نتوافق على أن‬ ‫نتخذ من دستور دول��ة االستقالل قاعدة‬ ‫وأرضية نقف عليها‪ ،‬لوضع خارطة طريق‬ ‫ج��دي��دة‪ ،‬مننح خالهلا أنفسنا وقتا كافياً‬ ‫لرتتيب أوضاعنا‪ ،‬وتنظيم صفوفنا‪ ،‬والقيام‬ ‫مبا سوف يكون الزماً من حوار وطين هادئ‬ ‫وش��ام��ل‪ ،‬ل��وض��ع م�لام��ح دس��ت��ور دائ���م‪ ،‬من‬ ‫خالل آلية التوافق الوطين‪ ،‬الذي يستجيب‬ ‫ل��ط��م��وح��ات وم���ط���ال���ب خم��ت��ل��ف أط��ي��اف‬ ‫اجملتمع وشرائحه ومكوناته‪ ،‬ويضع أسس‬ ‫ال��دول��ة الدميقراطية ال�تي حتتضن كل‬ ‫أبنائها‪ ،‬وتكفل هلم مجيعاً حياة مستقرة‬ ‫آمنة مزدهرة‪ ،‬حتت راية العدالة واملساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص‪ ،‬ويف ظل سيادة القانون على‬ ‫اجلميع دون متييز بسبب اللون أو اجلنس أو‬ ‫اللغة أو املكانة االجتماعية أو الثروة‪.‬‬ ‫من الواضح أن هذه الفكرة سوف تصطدم‬ ‫ألول وه���ل���ة ب���ال���ت���س���اؤل ح����ول امل��ق��ص��ود‬ ‫بالضبط من التعبري (العودة إىل الشرعية‬ ‫ال���دس���ت���وري���ة)‪ ،‬وه����ل ت��ع�ني ت��ب�ني دس��ت��ور‬ ‫االستقالل كما هو‪ ،‬أي الدستور املبين على‬ ‫نظام حكم ملكي وراث���ي‪ ،‬مينح السلطات‬ ‫كافة تقريبا للملك‪ ،‬أم تعين تبين ذلك‬ ‫الدستور بعد إدخ��ال تعديالت مهمة‬ ‫على سلطات امل��ل��ك‪ ،‬عرب‬ ‫ختويلها إىل برملان‬ ‫منتخب‪ ،‬وما‬ ‫إذا ك��ان‬ ‫ذل������ك‬

‫بالضرورة استئناف مسرية النظام امللكي‪،‬‬ ‫كما ينص عليها ال��دس��ت��ور‪ ،‬فيع ّد السيد‬ ‫حممد احلسن الرضا السنوسي‪ ،‬اب��ن ولي‬ ‫العهد يف آخ��ر العهد امللكي‪ ،‬وري��ث��ا شرعياً‬ ‫للعرش‪ ،‬نتفق على أن يتوىل امللك‪ ،‬إذا قبل‬ ‫بذلك‪ ،‬لفرتة حم��ددة‪ ،‬يتم خالهلا تشكيل‬ ‫هيأة تأسيسية‪ ،‬تعكف على إدارة حوار وطين‬ ‫شامل‪ ،‬لبلورة مالمح الدستور الدائم للبالد‪،‬‬ ‫بعد استفتاء الشعب على خيار نظام احلكم‪،‬‬ ‫ب�ين امل��ل��ك��ي��ة ال��دس��ت��وري��ة‪ ،‬أو اجل��م��ه��وري��ة‬ ‫الربملانية‪/‬الرئاسية‪.‬‬ ‫ويف تقديري أن هذه املسألة قابلة ألن يتم‬ ‫حوهلا توافق وطين شامل‪ ،‬باعتبارها خطة‬ ‫إنقاذ وطين‪ ،‬اهلدف الرئيس منها هو انتشالنا‬ ‫م��ن امل���أزق ال���ذي انتهينا إل��ي��ه‪ ،‬وف��ت��ح أفق‬ ‫مسار جديد‪ ،‬للنقلة املطلوبة حنو الدولة‬ ‫اليت نريد بناءها‪ .‬وهذا يعين أن العودة إىل‬ ‫الشرعية كما سبقت اإلشارة إليها‪ ،‬ال تعين‬ ‫اخليار األخ�ير‪ ،‬املتاح أمامنا‪ ،‬بل تعين فقط‬ ‫اخل��ي��ار ال��ذي ق��د يكون م��ن شأنه أن يتيح‬ ‫لنا فرصة وظروفاً أكثر مالءمة لرتتيب‬ ‫أمورنا بطريقة هادئة وواقعية ووطنية‪.‬‬ ‫وم��ن هنا ف��أرى أن من ال��ض��روري أن يكون‬ ‫واضحاً للجميع أن هذه الدعوة هي مبعنى‬ ‫م���ن امل���ع���ان���ي‪ ،‬دع����وة ل��ل��ت��واف��ق ح��ول‬ ‫خ��ارط��ة طريق جديدة‪،‬‬ ‫مي��ك��ن أن جنعل‬ ‫هل�����ا إط��������اراً‬ ‫زم����ن����ي����اً‬

‫يونس فنوش‬ ‫بني ‪ 3‬إىل ‪ 4‬سنوات –مث ً‬ ‫ال‪ ،-‬نعكف خالله‬ ‫ع��ل��ى إج����راء احل����وار ال��ل�ازم ح���ول امل�لام��ح‬ ‫األس��اس��ي��ة ال�ت�ي ن��ري��د وض��ع��ه��ا ل��دس��ت��ورن��ا‬ ‫ال���دائ���م‪ ،‬م���ن ج��ه��ة اخ��ت��ي��ار ش��ك��ل ال��دول��ة‬ ‫ونظام احلكم وخارطة احلقوق واحلريات‬ ‫األساسية للمواطنني وللمكونات الثقافية‪..‬‬ ‫إىل غ�ير ذل��ك م��ن القضايا ال�تي ينبغي أن‬ ‫يتم حتديدها وحسم اخليارات بشأنها بآلية‬ ‫التوافق والرتاضي‪ ،‬ال آلية املغالبة واألغلبية‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬أحسب أننا حباجة إىل مثل‬ ‫هذه املهلة‪ ،‬كي نعكف على إجناز ومواجهة‬ ‫االستحقاقات العاجلة وال��ض��روري��ة‪ ،‬اليت‬ ‫ال أم���ل ل��ن��ا ب����دون م��واج��ه��ت��ه��ا يف التمكن‬ ‫من فعل أي ش��يء على أرض ال��واق��ع‪ :‬هذه‬ ‫االستحقاقات هي بالتحديد الثالثة التالية‪:‬‬ ‫‪)1‬معاجلة املسألة األمنية‪ ،‬من خالل وضع‬ ‫اخلطط املناسبة إلنهاء ظاهرة اجلماعات‬ ‫املسلحة‪ ،‬والرتكيز التام على خطط بناء‬ ‫املؤسستني العسكرية واألم��ن��ي��ة‪ .‬ويتصل‬ ‫بهذا اجملال بالطبع معاجلة ظاهرة انتشار‬ ‫السالح خارج إطار مؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫‪)2‬تفعيل القضاء والرقي به إىل الدرجة‬ ‫املطلوبة كي يكون ق��ادراً وفعا ً‬ ‫ال يف فرض‬ ‫هيبة ال��ق��ان��ون واح�ترام��ه والتقيد ب��ه على‬ ‫الكافة‪.‬‬ ‫‪)3‬حتقيق ال��ع��دال��ة االن��ت��ق��ال��ي��ة‪ ،‬متهيداً‬ ‫ل��ل��ت��م��ك��ن م���ن حت��ق��ي��ق م��ص��احل��ة وط��ن��ي��ة‬ ‫حقيقية‪ ،‬بني خمتلف األطراف اليت نشأت‬ ‫بينها ح����زازات وث����ارات وح��س��اس��ي��ات إب��ان‬ ‫حرب التحرير‪ ،‬إلع��ادة األم��ور إىل نصابها‪،‬‬ ‫وإن��ه��اء ظاهرة ال��ن��زوح‪ ،‬س��واء يف ال��داخ��ل أو‬ ‫اخلارج‪.‬‬ ‫ولعلنا إذا توافقنا على هذه الفكرة‪ ،‬وحشدنا‬ ‫وراءها ما يكفي من التأييد والدعم الشعيب‪،‬‬ ‫نتمكن من فتح منفذ إىل طريق جديدة‪،‬‬ ‫تقودنا إىل أفق مفتوح‪ ،‬وتنتشلنا من النفق‬ ‫املظلم ال��ذي ال نرى يف نهايته أي بصيص‬ ‫من نور‪.‬‬

‫املبادرة الوطنية لعودة‬ ‫الشرعية الدستورية‬

‫ي��ع�ني‬

‫ي���ت��راوح‬

‫"استئناف العمل بدستور دولة االستقالل"‬ ‫•الظروف السياسية الراهنة‪:‬‬ ‫لقد بات من املسلم به أن الظروف الراهنة‬ ‫ال�تي مت��ر بها ب�لادن��ا‪ ،‬وم��ا انتهت إل��ي��ه من‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫الش��عب اللييب هو اجلهة الوحيدة اليت هلا احلق يف تعديل الدستور‬ ‫أو إلغائه‪ ،‬من خالل استفتاء حر وشفاف‪ ،‬أو من خالل برملان دستوري‬ ‫منتخب من قبل الشعب يف انتخابات حرة ونزيهة وشفافة‪.‬‬

‫اختناقات سياسية‪ ،‬وان��ف�لات أم�ني‪،‬‬ ‫وغياب شبه تام هليبة الدولة وسلطة‬ ‫القانون‪ ،‬أصبحت متثل تهديداً خطراً‬ ‫ملسريتنا حنو حتقيق ما قامت ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباير من أجله‪ ،‬وهو بناء دولة‬ ‫املؤسسات اليت حيكمها ويقود خطاها‬ ‫دستور يستجيب ملا يصبو إليه أبناء‬ ‫شعبنا من استقرار وتقدم ومنو‪.‬‬ ‫وال شك أن استمرار ه��ذه األوض��اع‪،‬‬ ‫وع��ج��زن��ا ع���ن ال��ت��واف��ق ع��ل��ى رؤي���ة‬ ‫وط��ن��ي��ة ل��وض��ع ح��د هل���ا‪ ،‬م��ن شأنه‬ ‫أن يعصف مبقدرات البالد‪ ،‬ويعيق‬ ‫م��س�يرت��ه��ا حن��و األه�����داف امل��ن��ش��ودة‪،‬‬ ‫ويف ظل عجز املؤمتر الوطين العام‪،‬‬ ‫ال��ذي ول��د ضعيفا نتيجة املعطيات‬ ‫السياسية والثقافية غري الناضجة‬ ‫ال�ت�ي أف���رزت���ه‪ ،‬وم���ا ظ��ل يعانيه من‬ ‫عوائق وعقبات‪ ،‬عن أداء مهامه اليت‬ ‫انتخب من أجلها‪ ،‬وهي إدارة املرحلة‬ ‫االنتقالية‪ ،‬وفقاً ملا رمسه له اإلعالن‬ ‫ال��دس��ت��وري‪ ،‬وتعثره واض��ط��راب��ه يف‬ ‫إجن����از أه���م اس��ت��ح��ق��اق ك���ان عليه‬ ‫إجن���ازه وه��و تهيئة ال��دول��ة بوضع‬ ‫دستور هلا‪ ،‬يكفل االستقرار والنمو‪،‬‬ ‫فقد بات من الضروري أن يبادر أبناء‬ ‫الوطن املخلصون احلريصون على‬ ‫مستقبله ومستقبل أجياله للبحث‬ ‫عن حلول قد تكون كفيلة بانتشال‬ ‫ال��ب�لاد م��ن امل���أزق ال���ذي وق��ع��ت فيه‪،‬‬ ‫وفتح آفاق جديدة حنو بلوغ األهداف‬ ‫املرجوة‪.‬‬ ‫وان��ط�لاق��ا م���ن واع����ز وط�ن�ي حب��ت‪،‬‬ ‫ال غ���رض ل��ه س���وى ص���احل ال��وط��ن‪،‬‬ ‫نتقدم‪ ،‬حنن جمموعة من املواطنني‬ ‫واملواطنات بهذه املبادرة الوطنية اليت‬ ‫ال تنتمي إىل حزب أو تنظيم أو تكتل‬ ‫سياسي‪ ،‬وال متثل أية توجهات فكرية‬ ‫حم���ددة‪ ،‬وليس لنا م��ن ه��دف سوى‬ ‫البحث عن السبل واآلليات املناسبة‬ ‫إلنقاذ وطننا من األخطار اليت باتت‬ ‫تهدد حاضره ومستقبله‪ ،‬واملساهمة‬ ‫يف حتقيق آمال وتطلعات شعبنا إىل‬ ‫مستقبل زاه��ر وآم���ن‪ ،‬بهذه امل��ب��ادرة‬

‫ال�ت�ي أمس��ي��ن��اه��ا (امل���ب���ادرة الوطنية‬ ‫لعودة الشرعية الدستورية)‪ ،‬وهي‬ ‫م��ب��ادرة لبلورة موقف وط�ني جامع‬ ‫حنو تبين خيار العودة إىل استئناف‬ ‫احلياة الدستورية‪ ،‬اليت صنعها اآلباء‬ ‫املؤسسون‪ ،‬واغتصبها االنقالبيون يف‬ ‫ليلة أول سبتمرب ‪1969‬م‪ ،‬كمشروع‬ ‫إنقاذ وطين‪ ،‬يكفل االنتقال السلس‬ ‫إىل الدولة الدستورية اآلمنة‪ ،‬ويهيئ‬ ‫لنا الظروف املناسبة‪ ،‬والوقت الكايف‬ ‫ال����ذي حن���ن حب��اج��ة إل��ي��ه ل��ت��ج��اوز‬ ‫ال��ع��ق��ب��ات ال�ت�ي اع�ترض��ت وت��ع�ترض‬ ‫طريقنا يف سبيل التوافق على دستور‬ ‫دائ��م للبالد‪ ،‬وبناء مؤسسات دولتنا‬ ‫اليت حنلم بها ونسعى إليها‪.‬‬ ‫•املبادرة الوطنية للعودة إىل الشرعية‬ ‫الدستورية‪:‬‬ ‫ه���ي دع����وة ل��ل��ع��ودة إىل ال��ش��رع��ي��ة‬ ‫الدستورية وفق آخر ما انتهت إليه يف‬ ‫‪ 31‬أغسطس عام ‪1969‬م‪ ،‬من خالل‬ ‫تفعيل ال��ع��م��ل ب��ال��دس��ت��ور الشرعي‬ ‫ال���ذي ك��ان ن��اف��ذا آن���ذاك‪ ،‬كنقطة‬ ‫بداية يف طريق العودة بالبالد إلي‬ ‫حالة ال��دول��ة الدستورية‪ ،‬عسى أن‬ ‫يكون ذل��ك كفيال بتهيئة ق��در من‬ ‫االس��ت��ق��رار‪ ،‬يكفل ان��ت��ظ��ام واط���راد‬ ‫مسريتها االنتقالية حتى بلوغ الغاية‬ ‫بتنظيم االنتخابات العامة وتسلم‬ ‫امل���ؤس���س���ات ال���دس���ت���وري���ة املنتخبة‬ ‫مقاليد األمور‪.‬‬ ‫وتستند هذه املبادرة علي الدعائم‬‫األساسية االتية‪:‬‬ ‫الشعب اللييب ه��و امل��ص��در الوحيد‬‫للشرعية الدستورية‪.‬‬ ‫ع��دم االع�تراف بالشرعية الثورية‬‫أو ش��رع��ي��ة األم�����ر ال���واق���ع أو أي��ة‬ ‫اصطالحات أخ��رى متداولة لكسب‬ ‫الشرعية حتت أي مسمى‪.‬‬ ‫الشعب اللييب هو اجلهة الوحيدة‬‫ال�ت�ي هل��ا احل���ق يف ت��ع��دي��ل ال��دس��ت��ور‬ ‫أو إل��غ��ائ��ه‪ ،‬م��ن خ�ل�ال اس��ت��ف��ت��اء حر‬ ‫وشفاف‪ ،‬أو من خالل برملان دستوري‬ ‫منتخب من قبل الشعب يف انتخابات‬ ‫حرة ونزيهة وشفافة‪.‬‬

‫أن الشعب اللييب مل يتم استفتاؤه‬‫على إلغاء أو تعديل الدستور اللييب‪،‬‬ ‫منذ آخ��ر تعديل ل��ه يف سنة ‪1963‬‬ ‫حتى يومنا ه���ذا‪ ،‬وم��ن ث��م ف��إن هذا‬ ‫الدستور يعد قائماً شرعاً وقانوناً‪.‬‬ ‫خ�����ارط�����ة ال����ط����ري����ق إىل دول�����ة‬‫االستقالل الثانية‪:‬‬ ‫يف ض��وء م��ا تقدم فإننا نقرتح على‬ ‫أبناء وطننا أن نشرع يف إدارة حوار‬ ‫وط�ني ش��ام��ل‪ ،‬ب��ه��دف ال��ت��واف��ق على‬ ‫م�لام��ح خ��ارط��ة ط��ري��ق‪ ،‬مي��ك��ن أن‬ ‫تكون على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪-1‬االستجابة للمطلب الشعيب الذي‬ ‫تعرب عنه ه��ذه امل��ب��ادرة‪ ،‬بالعودة إىل‬ ‫الشرعية ال��دس��ت��وري��ة وف��ق آخ��ر ما‬ ‫انتهت إليه يف ‪ 31‬أغسطس ‪،1969‬‬ ‫وت��ف��ع��ي��ل ال��ع��م��ل ب��دس��ت��ور اململكة‬ ‫الليبية‪.‬‬ ‫‪-2‬يتوىل امل��ؤمت��ر ال��وط�ني تشكيل‬ ‫ح��ك��وم��ة ت��ك��ن��وق��راط غ�ي�ر مسيسة‬ ‫ب��ع��ي��دة ع��ن احمل��اص��ص��ة السياسية‬ ‫وم����ن ذوي ال���ك���ف���اءات امل��ش��ه��ود هلا‬ ‫ب���ال���ن���زاه���ة وال���وط���ن���ي���ة‪ ،‬ل��ت��ت��وىل‬ ‫مبجرد تشكيلها‪ ،‬اختصاصات امللك‬ ‫الدستورية‪ ،‬لتسيري األعمال يف البالد‬ ‫بصورة مؤقتة‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 52‬من‬ ‫دس��ت��ور دول���ة االس��ت��ق�لال‪ ،‬ع��ل��ى أال‬ ‫تتجاوز مدة ستة أشهر‪.‬‬ ‫‪-3‬تقوم احلكومة بإجراء انتخابات‬ ‫جمللس النواب‪ ،‬وتتوىل أيضا مبوجب‬ ‫ال��دس��ت��ور اخ��ت��ي��ار أع���ض���اء جملس‬ ‫الشيوخ بالتوافق مع مكونات اجملتمع‪.‬‬ ‫‪-4‬تطرح احل���ك���وم���ة ع��ل��ى األم���ة‬ ‫استفتاء عاماً حول نظام احلكم‪.‬‬ ‫‪ -5‬ف��إذا اس��ف��رت نتيجة االستفتاء‬ ‫عن خيار امللكية الدستورية‪ ،‬تدعو‬ ‫احل��ك��وم��ة وري�����ث ال���ع���رش‪ ،‬لقسم‬ ‫اليمني ال��دس��ت��وري��ة وف��ق��ا للدستور‬ ‫أم����ام ال�ب�رمل���ان‪ ،‬ومي����ارس سلطاته‪،‬‬ ‫بعد إجراء التعديالت الالزمة عليها‪،‬‬ ‫لتتوافق م��ع السلطات ال�تي ختول‬ ‫للملك يف النظام امللكي الدستوري‪.‬‬ ‫‪-6‬أما إذا أسفرت نتيجة االستفتاء‬ ‫ع��ن خيار شكل احلكم اجلمهوري‪،‬‬ ‫يقوم ال�برمل��ان بتعديل الدستور مبا‬ ‫يتوافق مع نظام احلكم اجلمهوري‪،‬‬ ‫م��ع ب��ق��ائ��ه دس���ت���وراً ل��ل��دول��ة ضامناً‬ ‫لتواصل األجيال‪.‬‬ ‫‪-7‬يظل املؤمتر الوطين العام قائما‬ ‫ب��وض��ع��ه احل��ال��ي اىل ح�ي�ن تشكيل‬ ‫ال�ب�رمل���ان ال��ل��ي�بي مب��ج��ل��س��ي��ه امل��ش��ار‬ ‫إليهما يف البند الثالث أع�لاه‪ .‬كما‬ ‫ي��ع��د اإلع���ل��ان ال���دس���ت���وري م��ل��غ��ي�اً‬ ‫مبجرد مباشرة احلكومة السلطات‬ ‫الدستورية للملك‪ ،‬وحيل بد ً‬ ‫ال منه‬ ‫دستور دولة االستقالل‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫السجون‬ ‫عبداملنعم اجلهيمي‬

‫تعترب مؤسسات اإلصالح والتأهيل حمطة ُتقوم فيها األنفس‬ ‫اليت أخطأت حبقها وحق جمتمعها‪ ،‬حيث تكون املؤسسة املكان‬ ‫ال���ذي يتم فيه إع���ادة تأهي���ل النزيل‪ ،‬ويكون ذل���ك بطرق عدة‬ ‫منه���ا ‪ - -:‬تعلي���م حرف معين���ة للنزالء‪- .‬الرفع من مس���تواهم‬ ‫الفكري والثقايف بتوفري الكتب وتش���جيعهم على القراءة‪ .‬ومع‬ ‫كل ماسبق متابعتهم نفسيا ورصد إنفعاالتهم‪،‬كل هذا حتى‬ ‫خي���رج النزيل عضوا مفي���دا للمجتمع‪،‬ولبنة قوية تش���ارك يف‬ ‫بنائه‪،‬فليس من مصلحة أحد أن خيرج الس���جني ليجد نفس���ه‬ ‫يف جمتم���ع ميقت���ه ويتأف���ف من���ه ويع�ي�ره باملكان ال���ذي خرج‬ ‫منه‪،‬ويتح���ول إىل عامل هدم هلذا اجملتمع‪،‬حينها نكون بدل أن‬ ‫نعاجل اخللل الذي طرأ يف نفسيته نكون قد عمقناه وبعدنا عنه‬ ‫وبع���د عنا‪ .‬أزمة الس���جون واملعاملة فيها أزم���ة عاملية‪ ،‬مل تنجو‬ ‫منها حت���ى دول العامل'األول'‪،‬لذا فقد ظهرت على مر الس���نني‬ ‫منظم���ات ومجعيات دعت ون���ادت وأهتمت بتحس�ي�ن األوضاع‬ ‫داخل الس���جون‪ ،‬كك���وادر وكمباني وكقوان�ي�ن معمول بها‪،‬‬ ‫كان هل���ا دور يف تغيري اإلس���م من س���جن إىل أماكن إحتجاز‬ ‫أو مؤسس���ة إص�ل�اح وتأهيل‪ ،‬وبدل س���جني أصب���ح نزيل‪ .‬نأتي‬ ‫إىل بالدنا‪،‬حيث يقبع العديد من أبناءنا يف خمتلف السجش���ون‬ ‫يف أحن���اء ليبيا‪،‬وه���م نوعان‪ -:‬ن���وع يقضي عقوب���ة قررها عليه‬ ‫القضاء‪ .‬وآخر ينتظر صدور حكم بش���أنه‪ .‬ومجيعهم يعيش���ون‬ ‫أوضاعا متفاوتة يف س���جون البالد منها‪- -:‬عدم مالءمة بعض‬ ‫املباني يف أن تكون أماك���ن إحتجاز‪،‬كوجودها يف آماكن غري‬ ‫آمن���ة‪،‬أو ع���دم توفر التهوي���ة يف ه���ذه املباني‪،‬إضاف���ة إىل عدم‬ ‫توف���ر دورات مي���اه صحي���ة‪- .‬عدم أهلي���ة القائم�ي�ن على هذه‬ ‫الس���جون‪،‬فهم اليدرك���ون أهمي���ة عمله���م وم���دى دورهم يف‬ ‫تأهيل ه���والء‪- .‬التعقي���دات وصعوب���ة اإلجراءات ال�ت�ي تعرقل‬ ‫تس���يري أمور الكثري من السجناء‪- .‬عدم متابعة أوضاع السجناء‬ ‫من الناحية النفس���ية يف ظل الظروف اليت يعيش���ونها‪- .‬انعدام‬ ‫أو ن���درة الدراس���ات اإلحصائية يف هذه الس���جون‪ .‬هن���ا أرى أن‬ ‫ملؤسس���ات اجملتم���ع املدني واإلعالم دور يف مس���اعدة الدولة يف‬ ‫حتس�ي�ن هذا الواقع‪ ،‬وفق تص���وري هذا الدور يتمثل يف اآلتي‪-:‬‬ ‫التعاون والتنس���يق مع إدارة جهاز الش���رطة القضائية‪،‬واليت‬‫أرى أنها س�ت�رحب بأي بادرة تس���اعدها يف إصالح مؤسس���اتها‪.‬‬ ‫إع���داد وجتهيز الدراس���ات اإلحصائي���ة عن الس���جون عددها‬‫وم���دى صالحيته���ا لإلس���تخدام إىل غ�ي�ر ذل���ك‪ ،‬ودراس���ات‬ ‫تس���تهدف الن���زالء أعداده���م وفئاته���م العمري���ة وجناياته���م‬ ‫وخلفياته���م الثقافي���ة‪ ،‬ه���ذه الدراس���ات ستس���اعد الدول���ة‬ ‫وأجهزته���ا عل���ى وضع خطط حتس�ي�ن ه���ذا القط���اع‪- .‬تنظيم‬ ‫ن���دوات وحماض���رات تس���تهدف‪ :‬أ‪-‬موظفي وأعضاء الش���رطة‬ ‫القضائية‪،‬تبصرهم بوس���ائل التعامل مع النزالء‪،‬وتبني هلم أن‬ ‫هوالء جيب أن خيرجوا أعضاء صاحلني يف اجملتمع‪ .‬ب‪-‬النزالء‬ ‫حيث ترفع من مس���تواهم الفك���ري والثقايف‪،‬وتعرفهم بأهمية‬ ‫عودته���م للمجتم���ع‪،‬وأن وجودهم هنا ماه���و إال فرصة إلعادة‬ ‫بناء أنفس���هم‪- .‬محلة إعالمية تس���تهدف توعية اجملتمع كي‬ ‫يساعد النزالء على اإلندماج يف احلياة العامة‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫نقطة الصفر‬

‫هل ما حيصل حاليا يف ليبيا هو نقطة الصفر‬ ‫ساملة شنيب‬ ‫من ص�ل�اة اجلمعة و الذي قت���ل على يد من‬ ‫دافع عنهم هذا املناضل النقي الذي كان من‬ ‫اوائل من عرض���وا صدورهم للنريان يف ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباير عندما قرا بيان الثورة و ها انا ذا‬ ‫اراه امام���ي يقراه و مل يطم���ع بعد ذلك ال يف‬ ‫منصب و ال يف مكان يف احلكومة كان وطنيا‬ ‫حقيقيا ال من الوطنيني املزيفني ‪.‬‬ ‫ماذا فع���ل عبد الس�ل�ام املس���ماري لكي يقتل‬ ‫االنه يتكلم و يتح���دث عن حقائق و يقول ما‬ ‫كلنا نرغب بقوله هل وصلنا اىل حد ان كل‬ ‫من يتكلم س���يتم تصفيته جسديا هل وصلنا‬ ‫اىل االغتياالت السياس���ية و قت���ل املدنيني يف‬ ‫وض���ح النهار اهلذا قام���ت ثورتنا اجمليدة اليت‬ ‫امن بها املسماري هل خذلنا هل سرقنا‬ ‫ه���ل مقتل املس���ماري و الضابطان هما نقطة‬ ‫الصفر لنا ام هي البداية لالسف هلم‬ ‫يا للمصادفة يقتل املسماري و غريه اليوم مع‬ ‫خ���روج مصر كلها لصد االرهاب و الربهمي‬ ‫يف تونس فاىل اين ميضي هذ املخاض‬

‫م���ن املؤكد انن���ا بعد ث���ورة ‪ 17‬فرباير دخلنا‬ ‫يف مرحل���ة خماض مل خن���رج منها بعد كل‬ ‫م���ا م���ر علين���ا خ�ل�ال العام�ي�ن املاضي�ي�ن قد‬ ‫اوصلنا اىل هذا احل���ال اليوم تقاعس اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي و تواطؤ اف���راده مع قطر‬ ‫و اجن���دات و مجاعات م���رورا حبكومة الكيب‬ ‫اخلاذلة املتواطئة اىل حكومة زيدان املتهادنة‬ ‫و املتهاون���ة و الفاش���لة بامتي���از و الننس���ى‬ ‫ال���دور الكب�ي�ر للمؤمت���ر النائ���م االنتهازي و‬ ‫املصلحجي كل هؤالء تعاون���وا و تهادنوا مع‬ ‫املليشيهات الجل مصاحلهم و ضربوا الوطن‬ ‫و الشعب و االمن و االمان بعرض احلائط‬ ‫ظللنا ننادي ملدة عامني النش���اء دستور و بناء‬ ‫و تاس���يس جيش و شرطة و بوليس اصواتنا‬ ‫حبت و صراخنا مل خيرتق اذانهم اعتصماتنا‬ ‫و مظاهراتن���ا مل تص���ل بن���ا اىل بن���اء ليبيا بل‬ ‫لالس���ف بدات اش���عر ان كل م���ا فعلناه ذهب‬ ‫س���دى انفج���ارات س���يارات مفخخ���ة تفجري‬ ‫س���فارات قتل مس���تمر حروب عصابات كل‬ ‫ه���ذا و الدول���ة تضي���ع كل ي���وم و االم���ل يف‬ ‫ش���فائها و ضم مشلها يضي���ع اكثر و اكثر‬ ‫اىل ان وصلن���ا اليوم اىل نقط���ة اخرتاق جدار ان موض���وع االمازيغية و ربطه بالدس���تور يف‬ ‫االمن مقتل احلقوقي عبد الس�ل�ام املسماري الوقت احلالي ال ش���ك انه موض���وع ذو اهمية‬ ‫ه���ذا املناض���ل الذي قت���ل اليوم بع���د خروجه قص���وى و تفرض اهميت���ه للمرحلة احلالية‬

‫االمازيغية‬

‫ال�ت�ي مت���ر فيه���ا ليبي���ا فاالمازي���غ كمك���ون‬ ‫اث�ن�ي عرق���ي يف جمتمعن���ا اللي�ب�ي ق���د عانوا‬ ‫الكث�ي�ر و الكثري ليس فقط يف اي���ام الطاغية‬ ‫ب���ل و حتى يف اي���ام اململكة م���ن قبله حيث ان‬ ‫معاناتهم كانت معاناة مضاعفة (و رمبا هذا‬ ‫يفسر س���رعة اخنراطهم يف الثورة الليبية و‬ ‫ودوره���م املهم فيها و انش���طتهم بع���د الثورة‬ ‫الحي���اء لغته���م و ثقافته���م ) اوال كاامازيغ‬ ‫حيث انه���م مل يعرتف حبقوقه���م التارخيية‬ ‫و الوطني���ة و الثقافي���ة فمثال جن���د ان اللغة‬ ‫االمازيغي���ة مل تتح هلا الفرص���ة بتعليمها يف‬ ‫امل���دارس و بال���ذات اي���ام الق���ذايف كان حتى‬ ‫التحدث بها بني االمازيغ يعد جرمية ان يعلو‬ ‫صوت االمازيغ للمطالبة حبقوقهممجتمعنا‬ ‫اللييب الطاغية عانوا االمرين بل ان معاناتهم‬ ‫كانت مزدوجة كليبيني مثل بقية الشعب‬ ‫اللي�ب�ي و كع���رق خمتلف���و اقلي���ة و ال اعلم‬ ‫كيف يطلق عليهم اقلية و هم س���كان البالد‬ ‫االصلي�ي�ن فاالقلي���ة تطلق عل���ى اجلماعات‬ ‫املهاجرة الغري مواطنني ‪.‬‬ ‫فم���ن املنطق���ي ان يعل���و ص���وت االمازي���غ‬ ‫للمطالب���ة حبقوقه���م بعد ث���ورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫اجملي���دة خصوصا بعد ما كانوا مطموس�ي�ن‬ ‫ط���وال حقب���ة حك���م الق���ذايف و ال اعل���م س���ر‬

‫اص���رار الكثريين على تهمي���ش حجم اهمية‬ ‫ه���ذه القضية و كانها م���ن االمور الثانوية و‬ ‫اجلانبي���ة فنجد دائما اص���وات و اصداء تقول‬ ‫ب���ان كل م���ن يطال���ب حبق���وق االمازيغ هو‬ ‫ين���ادي بالفتنة و تقس���يم ليبيا م���ع العلم ان‬ ‫مطال���ب االمازي���غ مل تكن يوم���ا عنصرية او‬ ‫ترم���ي اىل اغراض س���يئة بل كله���ا مطالب‬ ‫تتجه حنو دس�ت�رة االمازيغي���ة و اعتبار اللغة‬ ‫االمازيغي���ة لغ���ة وطني���ة اىل جان���ب اللغ���ة‬ ‫العربية اليت تعترب لغة رمسية و بأن متارس‬ ‫ه���ذه اللغ���ة ب���ان ت���درس يف امل���دن الناطق���ة‬ ‫باالمازيغية كلغة اساس���ية و ان تاخذ حقها‬ ‫اعالمي���ا و ثقافي���ا و فني���ا م���ن تليفزي���ون و‬ ‫مسرح و جرائد و جمالت و كتب و ان تعترب‬ ‫كلغة اساسية يف املدن الناطقة باالمازيغية‬ ‫كم���ا حيدث يف ال���دول االمازيغي���ة االخرى‬ ‫مثل اجلزائر و املغرب ‪.‬‬ ‫و بينما جن���د ان الثقافة االمازيغية هلا تأثري‬ ‫ووج���ود و بصمة كبرية يف املغرب و اجلزائر‬ ‫على العكس مما هو موجود عندنا و هذا يعود‬ ‫نتيج���ة اىل النظ���ام االس���تبدادي للطاغي���ة‬ ‫الذي عمل طوال ‪ 42‬س���نة على طمس هوية‬ ‫االمازيغ و حماربتهم و التنكيل بهم و السبب‬ ‫االخر هو لنس���بة تعدادهم السكاني القليلة و‬ ‫ه���ذا يعدو اىل ايام الغ���زو العربي لقبائل بين‬ ‫ه�ل�ال و نزوح االمازي���غ كما هو مذكور يف‬ ‫مقدم���ة اب���ن خل���دون الذين جن���وا حبياتهم‬ ‫اىل اجلب���ال و اجلن���وب و االجت���اه غرب���ا و‬ ‫بالعودة اىل موضوع دس�ت�رة اللغة االمازيغية‬ ‫فاملقصود هنا هو اعتمادها يف الدستور كلغة‬ ‫وطنية كما ذكر سابقا و ليس كما يتجه‬ ‫بع���ض املتطرف�ي�ن باعتباره���ا كلغة رمسية‬ ‫دولية للبالد‪.‬‬ ‫مل���اذا ال يكون وض���ع اللغة االمازيغي���ة عندنا‬ ‫كم���ا حيدث يف العدي���د من ال���دول املتعددة‬ ‫االثني���اث و اللغ���ات مثل اس���بانيا و سويس���را‬ ‫كذلك احلال يف ايرلندا و اس���كتلندا و لبنان‬ ‫حي���ث ان هن���اك ‪ 3‬لغ���ات رمسي���ة العربية و‬ ‫االرمنية و الفرنس���ية ‪,‬جيب علينا كليبيني‬ ‫ان ن���درك حقيق���ة ان االمازيغية ه���ي هوية‬ ‫و بانه���ا م���وروث ثق���ايف كبري ث���ري و هائل‬ ‫لليبي�ي�ن امازي���غ و ع���رب و ط���وارق و تب���و و‬ ‫هي ليس���ت مرتبطة بفكر قبلي او عش���ائري‬ ‫فق���د ان لنا ان نتخلص من ه���ذه املوروثات و‬ ‫هذ حقن���ا مجيعا كليبيني الجن���اح ثورتنا و‬ ‫اخلروج بها من هذا النفق املظلم‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪2013/8/5‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫واجب علينا نصربوا يا عيين ‪!!..‬‬

‫‪21‬‬

‫اشيــــــــــــاء مرتبــة‬

‫الناجي احلربي‬ ‫مريم حممد الغزاوي‬

‫ه���ذه حكاي���ة اب���ن قري�ت�ي ‪ ،‬وه���و ش���اعر غنائ���ي ‪،‬‬ ‫اضطه���ده النظام اهلالك ‪ ،‬فذاق مرارة التحقيقات‬ ‫‪ ،‬وفزع اهلزيع الثالث من الليل ‪ ،‬ومصادرة لواعجه‬ ‫‪ ،‬وأخ�ي�راً التهدي���د بالقتل ‪ ،‬فق���د وجد رصاصتني‬ ‫على زجاج س���يارته ذات صب���اح ‪ ،‬عندما كان يهم‬ ‫بتوصي���ل بناته الصغ�ي�رات إىل مدارس���هن ‪ ،‬ومنذ‬ ‫ذل���ك اليوم اعت���زل تعاطي الش���عر الغنائ���ي خوفاً‬ ‫عل���ى زهرات���ه املتفتحة م���ن أن يلتهمهن الش���ارع‬ ‫الضباب���ي ‪ ..‬وآث���ر االكتف���اء بالكتابة وعدم نش���ر‬ ‫أغاني���ه ‪ ،‬فكان يدس���ها بني ثناي���ا الكتب ويف جوف‬ ‫حقيبت���ه اليت ه���ي اآلن بني يدي ابنته الش���اعرة "‬ ‫لوس���ي العلواني " ‪ ..‬إنه الش���اعر الغنائي " مس���عود‬ ‫عبدالكريم العلواني" ال���ذي ولد وترعرع يف قرية‬ ‫" مس���ه" ‪ ،‬وهو صاحب أش���هر أغنية ش���عبية تغنت‬ ‫بها طالبة يف مهرجان النش���اط املدرس���ي ( واجب‬ ‫علين���ا نصربوا يا عيين ) وم���ن املضحك واملبكي يف‬ ‫آن أن اجله���ات األمني���ة تلك الفرتة فس���رتها على‬ ‫أنها سياس���ية يقصد بها الصرب على فس���اد الوضع‬ ‫امل�ت�ردي حتت قي���ادة انقالب س���بتمرب ما يعرب عن‬ ‫عه���ر وتقع���ر الدولة آن���ذاك ‪ ..‬فص���ودرت األغنية‬ ‫ومنع���ت من الب���ث وحاربت اجله���ات األمنية كل‬ ‫من يتغنى بها يف األعراس واملناسبات االجتماعية‬ ‫‪ ..‬وهذا ما يفسر لنا أن النظام كان حيارب اإلبداع‬ ‫والتمي���ز بض���راوة ‪ ..‬ال أبال���غ إذا م���ا قل���ت أن هذه‬ ‫األغنية صحبة موش���ح أندلس���ي " قمر ل���ه ليال ‪..‬‬ ‫يطل���ع مل يبال " عمرهما أكثر من ثالثني س���نة‬ ‫أدتهما طالبة مبهرجان طالبي على خشبة مسرح‬ ‫الكش���اف بطرابل���س نالت���ا تصفي���ق احلاضري���ن‬ ‫وحازت���ا على جوائز املرات���ب األوىل ‪ ....‬كانت تلك‬ ‫الطالب���ة ه���ي " خرييه الغرياني " ال�ت�ي مل يرق هلا‬ ‫املقام يف الوس���ط الفين ومواصلة صقل موهبتها ‪،‬‬ ‫ففضلت االنس���حاب مبكراً ‪ ،‬وق���د غنتها من بعدها‬ ‫الفنان���ة " تونس مفت���اح" بنفس اللح���ن والتوزيع‬ ‫‪ ،‬وم���ا ميي���ز هذه األغنية س���يطرة آل���ة " القانون "‬ ‫بعزف الفنان امللحن " حسني حممد حسني" تقول‬ ‫كلم���ات األغنية ‪ :‬واجب علين���ا نصربوا ياعيين ال‬ ‫تعان���دي م���والك ال تش���قيين الصرب الب���د منه ويا‬ ‫انظار عمر الوقت ما تلومنه ربي حكم واحلكم دوم‬

‫أرضنه بلكي الزمان يروف ويهنيين " أنت يا عيين‬ ‫صربك خري ‪ ..‬بعد تكدير ‪ ..‬املكتوب حمكم ويس�ي�ر‬ ‫" ما يوم فيه نسينا أيام الزها وليالينا نصربوا علي‬ ‫مكتوبنا خلينا مباضي الزمان اليوم ما تش���اكينا "‬ ‫بأيام املاضي وس���نينه ‪ ..‬وين العق���ل يزيد حنينه ‪..‬‬ ‫صربك خري ‪ ..‬بعد راد املوىل شندير‬ ‫وال يفوت�ن�ي هن���ا أن أش�ي�ر إىل أن مطرب���ة الش���ام‬ ‫األوىل" دالل الش���مالي" غن���ت للش���اعر مس���عود‬ ‫العلواني الذي نش���أ يف نفس بيئة الش���اعر الغنائي‬ ‫" فضل املربوك" زمناً وبعداً وفضا ًء وكان صديقاً‬ ‫مقرب���اً ل���ه ‪ ..‬غن���ت دالل أغني���ة تق���ول كلماتها ‪:‬‬ ‫ش���وقي لرجوع���ك يا لس���مر كل حلظ���ة يف قليب‬ ‫يك�ب�ر ما ب�ي�ن الدمع���ة ‪ ..‬وما ب�ي�ن الذكرى موش‬ ‫قادر ي���ا حيب نصرب كنا يف ماض���ي الغرام تايهني‬ ‫بدنيا األحالم ما حنسب يوم األيام تقسى وتبعدنا‬ ‫يا لس���مر مش���تاق القلب هلمس���اتك واملعنى لشوق‬ ‫بنظرات���ك يا اللي احلنية بس���ماتك عمري ختليه‬ ‫ربي���ع أخض���ر امتى لي���ام تهنين���ا ولي���ل احلرمان‬ ‫ينس���ينا ونعي���ش ب���ود ختلين���ا ال نس���هر ثان���ي ال‬ ‫نفك���ر كم���ا أن الفن���ان املطرب وامللح���ن الراحل "‬ ‫الطاه���ر عم���ر " غنى ل���ه هو اآلخ���ر جمموعة من‬ ‫األغان���ي لكن أش���هرها أغنية تق���ول كلماتها ‪ :‬يا‬ ‫مركب األحالم لش���ط اهلن���اء عودييب خليين مع‬ ‫ليام نف���رح معاه حبييب وقد عثر ب�ي�ن أوراقه اليت‬ ‫تركها جمموعة من األعمال اليت مل تلحن ومن‬ ‫أهمه���ا مناج���اة تقول ‪ :‬يا اهلل س���هلها ويا اهلل خفف‬ ‫علي نكلها ويا اهلل ج���ارت وما حنملها علي محول‬ ‫أثق���ال واح���ل فيها ي���ا كريم ي���ا عالي ف��� ّرج علي‬ ‫وطين العزي���ز الغالي أمحيه من عدوه وال تش��� ّوخ‬ ‫والي ع اللي يس���بحوا ليام بلياليه���ا وأمحي ضنانا‬ ‫يالل���ي عليك متكال���ي من كل من يض���ل النفس‬ ‫ويوذيها هذا هو الش���اعر الغنائي " مسعود العلواني‬ ‫" الذي كابد حرب أجهزة النظام له وحرمته من‬ ‫توصي���ل إبداع���ه لعامة الن���اس ‪ ،‬لكنه ش���هد ثورة‬ ‫فرباي���ر ورحل مبتس���ماً به���دوء مطمئ���ن البال يف‬ ‫الثام���ن والعش���رين من ش���هر مايو من ع���ام اثنى‬ ‫عشرة وألفني ‪.‬‬

‫اليس الصبح بقريب !!!‬ ‫يس���تمد الليل منا ظلمته واليعرينا النهار اي اهتمام ‪ ،‬خطواتي متسارعة حنو‬ ‫حواس���ي ‪،‬االسئله تدور يف حلقه مفرغة يف ذهين تتساقط االقنعة القدمية بل‬ ‫تبلى وينموغريها ماالذي جيري من حولي؟ هل من جميب بل هل من يسمع !‬ ‫كلنا يكلم كلنا ‪ ،‬نبحث مجيعنا عن سر رغم بالهة اسرار زماننا ؛ لكنا مازلنا‬ ‫علي ان اكتب كل مقاالتي بعنوان‬ ‫مجيعا نفتح كل ملف عنوانه سر ‪ ،‬اقرتح َ‬ ‫واحد هو الس���ر كي تقرا واضمن انها ستفتح‪ ،‬لكن هل مازالت هذه ‪ka‬الفكرة‬ ‫س���اريه املفعول يف ظل ما نش���هده من فضح ووضح ؟!اعود الشيائي املرتبه من‬ ‫وجهة نظر حواسي املبعثرة تبعثرثي ياليبيا بني اوراق الساسه واوراق اجلهل‬ ‫‪ ،‬والذاكرة تعيش تاريخ اربعني س���نه يف التيه ‪،‬كيف لي ان اوقف هذا الفعل‬ ‫املس���تبد؟ منذ اكثر من س���نه تقريبا وانا مل انبس ببنت ش���فه كما يقال اليف‬ ‫احلب وال يف السياسه اشعر باالرهاق الفكري القهري ‪ ،‬يف ايام االحداث محلنا‬ ‫حب���ك ي���ا وطين ( زي امليه الش���ويه ) واالن ماذا؟ اين حنن من ه���ذا املاء !!!افتقد‬ ‫االحساس برنني القيد ‪ ،‬مسعنا رنني قيودنا الول مرة ايام كنا خنتلس السمع‬ ‫لليبي���ا االحرار‪ ،‬الصوت خافت لدرجة الصمت نقرتب منه نش���تم اخبارا ‪،‬نبكي‬ ‫كل ي���وم م���ع نش���يد " ياب�ل�ادي يابالدي " ‪ ،‬نبح���ث ترددات( اجلزي���رة ) اينما‬ ‫حدفت ‪ ،‬وان مسعنا " تعال يف العالي" اليبقى يف الروح روحا ‪،‬كنا اسرى تعذب‬ ‫ارواحنا ش���وقا لعلم االس���تقالل ان يك���ون بني ايدينا يوما كما ن���راه بعيدا عنا‬ ‫يف س���احة التحرير بنغ���ازي‪ .‬اه بنغازي واي جرح انيت يابنغازي ! اال تش���عرين‬ ‫بالذن���ب االن او باخلج���ل مم���ا حي���دث عندك ؟!اع���رف انك لن تس���تمعي ملثل‬ ‫هذا الس���ؤال العبيط ؛لكنين اش���عر باحلرية وس���ألت س���ؤالي مثلما يش���عر بها‬ ‫الس���لفيه الذين كانوا يفتون بطاعة ولي االم���ر واي ولي امر واليوم يتيهون‬ ‫يف االرض فت���اوا وحماض���رات ع���ن حرمانيه االح���زاب وعن الب���دع يف العادات‬ ‫والتقالي���د االجتماعي���ة وغريه���ا والبدع���ة التك���ون اال يف الدي���ن واالدهى من‬ ‫ذلك ال احد يذكرهم بطاعة ولي االمر اليت اس���تندها النظام السابق وحاربنا‬ ‫بها اال يش���ملهم العزل السياس���ي فقد عمل���وا مع النظام الس���ابق يف اهم واخر‬ ‫مرحلة له ‪ ،‬ان اس���تمر بك ش���عور احلرية فاعلم انك على حزن او على خطأ او‬ ‫ماش���ئت من القهر( اوما تفهم ش���ي ) لن تفهم من يقود من ؟ الكل يتهم الكل !‬ ‫اعطون���ي دليال !! كالم يوحي انين معهم ال انا لس���ت مع احد ان اس���تطعت ان‬ ‫اك���ون مع نفس���ي يف هذا الزمن فانا الراحبة الوحي���دة نراقب اخوان مصر يف‬ ‫عملية االس�ت�رجاع وهم س���رت فيهم اطباع العمل السري حتى بعد ان حترروا‬ ‫امل يدرك���وا بع���د انهم قد حترروا وقيدوا الوطن ؟هل ستس���ري تلك التجربه‬ ‫كذلك عندنا ام لدينا من سيخرج ويدلي بان ليبيا ليست مصر وال تونس هل‬ ‫س���نصدق هذا وحنن مازلنا نتخب���ط يف اوهامنا كعرب نبحث الخطائنا دائما‬ ‫ع���ن فتوى تنقذنا بدال من ان نصحح اخلطا نس���تمر فيه بفتوى الئقة تضمد‬ ‫ش���عورنا بالذنب ان وج���د وان مل يوجد فه���ي تعطينا الراح���ة واحلريه فديننا‬ ‫دي���ن مساحة اعرف ان االق�ت�راب من الدين يعين تابو ‪ ،‬لكن م���ا فعلته النهضة‬ ‫يف تونس يكس���ر كل التابوهات هذا مع ش���عب نقي مثقف ‪،‬وفقريمكس���ور‪ ،‬اال‬ ‫نس���تحق ان جترب كسورنا ونس���د جوعنا اوال كي نفكر يف االزياء وانتماءاتها‬ ‫‪ ،‬بعكس ما اراه يف لبنان ولبنان الدميقراطيه لبنان التداول الس���لمي للسلطة ‪،‬‬ ‫امل نعتق���د انها االرقى ياال غبائ���ي فالقصة احلزينه تبدأ من بريوت فال تداول‬ ‫س���لمي وال دميقراطي���ه اصال واحلقيق���ة االن مل يوجد يف لبنان ومنذ س���نني‬ ‫طويلة سوى مخس اوس���ت امساء عن ظهر غيب حنفظها احلريري واجلميل‬ ‫والس���نيورة ونص���ر اهلل و ‪...‬و مبع�ن�ي الت���داول الس���لمي للس���لطة ب�ي�ن كتلة‬ ‫املس���تقبل وحزب اهلل و‪ .......‬وخالص ال جديد سوى ازياء (ايلي صعب ) اواشعار‬ ‫زاهي وهيب او البومات هيفاء وشعب يعيش حياته الدخل له ملا حيدث بني هذه‬ ‫االجتهات السياسية فاللبنانيون يعيشون مشاكلهم اليومية وال جديد حللها‬ ‫س���وى ليل مليئ بالربامج واالغاني واالحتفاالت باحلياة ولسان حاهلم وحالنا‬ ‫يق���ول ‪ :‬تناحروا كما ش���ئتم فنحن ب�ل�ا كهرباء لكننا س���عداء بالظالم فقط‬ ‫الننا بعيداعنكم ‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫معرض تشكيلي‬ ‫يف طرابلس‬

‫خليل العرييب‬

‫جوجل حيتفل مبيالد وردة‬ ‫حت���رص ش���ركة جوج���ل ( (‬ ‫‪Google‬عل���ي وض���ع ص���ور ألب���رز‬ ‫الش���خصيات املؤثرة يف العامل وختصص‬ ‫هل���م صور وروابط علي صفحات جوجل‬ ‫تتعلق بسريهم الذاتية وذلك يف ذكري‬ ‫ميالده���م أو وفاته���م ‪ ،‬وبهذا اخلصوص‬ ‫وضع���ت جوجل ص���ورة الفنان���ة الكبرية‬ ‫وردة اجلزائري���ة علي ش���عار الش���ركة‬ ‫إحياء لذك���ري ميالدها ال���ذي يصادف‬ ‫ال ‪ 74‬عاما ‪.‬‬

‫يوم للفن الساخر‬

‫برعاي���ة اجمللس الفرعي طرابلس املركز‬ ‫ويف إط���ار إهتمام���ه بالش���أن الثق���ايف إنتظم‬ ‫يف الف�ت�رة القريبة املاضية معرضا تش���كيليا‬ ‫فوتوغرافي���ا لثالث���ة من الفنان�ي�ن املتميزين‬ ‫( رض���وان بوشويش���ة – الق���ذايف الفاخري –‬ ‫مرعي التليس���ي ) وذل���ك بقاعة بيت نوجيي‬ ‫باملدينة القدمية بطرابلس ‪.‬‬ ‫ش���اهد املعرض لفيف م���ن الفنانني والنقاد‬ ‫واإلعالمي�ي�ن واملثقف�ي�ن ومتتبع���ي الف���ن‬ ‫التش���كيلي حيث تعددت اللوح���ات املعروضة‬ ‫ب�ي�ن التش���كيل والفوتوغ���راف ب�ي�ن احلداثة‬ ‫واألصال���ة ‪ ،‬متازجت يف هذا املعرض األدوات‬ ‫الفني���ة م���ن فرش���اة ول���ون وكام�ي�را وزيت‬ ‫لتش���كل فسيفس���اء فني���ة مجيل���ة ترك���ت‬ ‫إنطباع���ا جي���دا ل���دي كل مش���اهدي ه���ذا‬ ‫املعرض املتميز ‪.‬‬

‫الف���ن الس���اخر من الفن���ون اليت تعرب عن‬ ‫رفض للواقع ووس���يلة للنق���د ‪ ،‬نقدا إجيابيا‬ ‫هادف���ا ‪ ،‬وكثري ما أغضبت األعم���ال الفنية‬ ‫الساخرة املسئولني بإنتقاداتهم وتنبيه الناس‬ ‫إل���ي حاهل���م ع�ب�ر أعماهلم الس���اخرة س���وي‬ ‫كان���ت رس���ومات أو نصوص أو إسكتش���ات‬ ‫فكاهي���ة س���اخرة ‪ ،‬ويه���دف الف���ن الس���اخر‬ ‫إل���ي تعري���ة القب���ح للوص���ول إل���ي احللول‬ ‫الالزمة لش���عور اإلنس���ان بإنس���انيته ‪ .‬وتقام‬

‫املع���ارض الفني���ة واملس���رحيات الكوميدي���ة‬ ‫للتعري���ف به���ذا الفن واألدب الس���اخر الذي‬ ‫حيصن الروح اإلنسانية من صمتها وخوفها‬ ‫وتردده���ا يف التعب�ي�ر والتصري���ح وإث���ارة‬ ‫األس���ئلة والسخرية بش���كل عام ‪ ،‬فن حيتاج‬ ‫إلي فطن���ه وذكاء وبديه���ة حاضرة وخيال‬ ‫واس���ع يس���تطيع صاحبها إصطي���اد املفارقة‬ ‫ال�ت�ي تث�ي�ر الضح���ك بأس���لوب التلمي���ح عن‬ ‫طري���ق النكتة الش���فوية أو املش���هد الفكاهي‬

‫أو الرسم الكاريكاتريي أو القصة الساخرة ‪.‬‬ ‫ويف إط���ار إهتمامها بهذا اللون من الفنون‬ ‫أقام���ت حرك���ة ش���باب التنوي���ر يف الف�ت�رة‬ ‫القريبة املاضية س���هرة للفن الس���اخر حيث‬ ‫دارت حلقة نقاش حول الفن الساخر ووضع‬ ‫الكوميديا يف ليبيا ‪.‬‬ ‫أقيمت األمس���ية مبقر حاضنة مؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي حب���ي األندل���س مبدين���ة‬ ‫طرابلس ‪.‬‬

‫مسلسل عربي يف التلفزيون الرتكي‬ ‫مسلسل سقوط اخلالفة‬ ‫مسلس���ل تارخي���ي م���ن تألي���ف‬ ‫الكات���ب املصري يس���ري اجلندي‬ ‫وم���ن إخ���راج األردن���ي حمم���د‬ ‫عزيزي���ة وم���ن إنت���اج ش���ركة‬ ‫إيكوميدي���ا القطري���ة ‪ ،‬يش���ارك‬ ‫يف التمثي���ل خنب���ة م���ن الفنانني‬ ‫العرب من مصر وسوريا واألردن‬ ‫ولبنان وفلسطني والعراق ‪.‬‬ ‫هذا املسلسل الذي القي جناحا‬ ‫كب�ي�را يف القن���وات الفضائي���ه‬ ‫العربية خالل ش���هر رمضان قبل‬ ‫املاض���ي ‪ 2010‬وحتص���ل عل���ي‬ ‫اجلائ���زة الذهبي���ة يف مهرج���ان‬

‫األردن لألعالم العربي باإلضافة‬ ‫إلي العديد م���ن اجلوائز األخري‬ ‫يف اإلخراج والسيناريو ‪.‬‬ ‫وأخريا متكن هذا املسلسل من‬ ‫الوص���ول إلي التلفزيون الرتكي‬ ‫بع���د ش���رائه لصاحل قن���اة ‪ATV‬‬ ‫الرتكي���ة ال�ت�ي تعت�ب�ر إح���دي‬ ‫أك�ب�ر القن���وات التلفزيوني���ة‬ ‫الرتكية واليت دبلجته إلي اللغة‬ ‫الرتكية‪ ،‬وتعترب ه���ذه التجربة‬ ‫س���ابقة هي األولي م���ن نوعها يف‬ ‫تاري���خ الدرام���ا العربي���ة مقاب���ل‬ ‫إنتش���ار األعم���ال الرتكي���ة يف‬ ‫القنوات العربية ‪.‬‬

‫وكان���ت ش���ركة إيكوميدي���ا‬ ‫ق���د وقع���ت إتفاقية مع ش���ركة‬ ‫س���ونرات اإلعالمي���ة الرتكي���ة‬ ‫ممثل���ة يف مديره���ا املخ���رج‬ ‫الرتكي مس���عود أوتش���كان حيث‬ ‫تق���وم الش���ركة مبوج���ب ه���ذه‬ ‫اإلتفاقي���ة دبلج���ة املسلس���ل إلي‬ ‫اللغ���ة الرتكي���ة وعرض���ه يف‬ ‫تركيا وأذربيجان وتركمستان‬ ‫وأوزبكستان واجلزء الرتكي من‬ ‫قربص ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫لعب الكرة واللعب بالتاريخ الوطين‬ ‫اجلزء الثاني‬

‫حممد محامة‬ ‫وقد رص���دت صحيفة طرابل���س الغرب‬ ‫ه���ذه املظاه���رات يف أعداده���ا م���ن ‪11‬‬ ‫ماي���و وح�ت�ي ‪ 14‬ماي���و ‪ ،‬وبالرج���وع ال���ي‬ ‫وثائ���ق وزارة اخلارجي���ة الربيطاني���ة‬ ‫احملفوظ���ة باألرش���يف الربيطان���ي جند‬ ‫أن أق���رب تاري���خ مل���ا أورده الكاتب جاء يف‬ ‫برقي���ة (بالكل���ي) املقي���م الربيطان���ي‬ ‫يف طرابل���س رق���م ‪ 103‬بتاري���خ‬ ‫‪9‬مايو‪1949‬واحملفوظ���ة حت���ت رق���م‬ ‫(‪)J3878‬أبرقه���ا عن���د الس���اعة ‪5:40‬‬ ‫مس���اء ي���وم ‪9‬ماي���و‪ 1949‬يق���ول فيه���ا‬ ‫أن مظاه���رة ج���رت عن���د مت���ام الس���اعة‬ ‫‪ 12:28‬م���ن نف���س الي���وم مكون���ة م���ن‬ ‫حن���و الف ش���خص م���ن وجه���اء وأعيان‬ ‫طرابلس و قد التق���ي (بالكلي) باملفيت‬ ‫ال���ذي يقول أنه مل يك���ن معين باملظاهرة‬ ‫وتفرقت املظاهرة بدون حوادث ‪ ،‬يف يوم‬ ‫‪ 11‬مايو أعلن الليبيون إضرابا ملدة ثالث‬ ‫س���اعات من ‪ 9:30‬الي ‪ 12:30‬كما ورد‬ ‫يف برقية بالكلي رقم ‪ 109‬اليت ابرقها‬ ‫عند الساعة‪ 6:59‬من صباح يوم ‪11‬مايو‬ ‫واحملفوظة حتت رقم (‪ )J3968‬باجمللد‬ ‫(‪ ، )27573/FO371‬أم���ا خ�ل�ال يومي‬ ‫‪ 12‬و‪ 13‬فق���د ش���اب املظاه���رات حوادث‬ ‫ش���غب واطالق رصاص ‪ ،‬لك���ن ما يهمنا‬

‫املكت���ب إجتماعا يف مقر س���كن الدكتور‬ ‫(غاملبريت���ي) بتاري���خ ‪ 30‬يوني���و ‪1949‬‬ ‫‪ ،‬وجي���ب أن نعل���م أن ال���دول ال ت�ت�رك‬ ‫ممثيلها يقيمون يف فنادق لدواعي أمنية‬ ‫اال إذا كانوا يف مهمة س���ريعة ال تتعدي‬ ‫اي���ام ‪ ،‬فه���ي ع���ادة م���ا تس���تأجر أماكن‬ ‫إلقامتهم وال يس���تقيم هذا م���ع حقيقة‬ ‫أن حكوم���ة ايطاليا كان���ت متلك الكثري‬ ‫من العقارات واألمالك يف طرابلس فهل‬ ‫تعجز ع���ن تدبري بيت يقيم فيه مندوبها‬ ‫وه���و بدرج���ة س���فري؟ ومب���ا أن الكات���ب‬ ‫يعلم مس���بق أنه لن يك���ون مبقدورأحد‬ ‫أن يطع���ن يف كالم���ه فق���د مض���ي يف‬ ‫تزي�ي�ن هذه احلاث���ة بقول���ه أن البوليس‬ ‫الربيطاني تدخ���ل وأنقذ (غاملبريتي) من‬ ‫بني ايدي اجلماهري ‪ ،‬واحلقيقة املرة أنه‬ ‫لي���س لربيطانيا ش���رطة يف طرابلس أو‬ ‫برقة ‪ ،‬فالقوات اليت حاربت ودخلت ليبيا‬ ‫م���ن حدوده���ا الش���رقية وط���اردت فلول‬ ‫ق���وات احمل���ور ح�ت�ي تون���س كان ق���وات‬ ‫مكونة من وحدات عس���كرية قتالية ومل‬ ‫يكن من بينها افراد ش���رطة ‪ ،‬فالش���رطة‬ ‫يف طرابل���س كانت مكون���ة من ليبيني‬ ‫و اف���راد ايطالي�ي�ن إذ يق���ول (بالكل���ي)‬ ‫ويف س���ياق أح���داث مايو يف الفق���رة (‪)2‬‬

‫أن (غاملبريت���ي) مل يك���ن مبع���وث وزارة‬ ‫املس���تعمرات اإليطالي���ة ولكن���ه ممث���ل‬ ‫احلكوم���ة اإليطالي���ة إذ أن للحكوم���ة‬ ‫اإليطالي���ة تواج���د رمس���ي يف طرابل���س‬ ‫متث���ل يف ع���دة ادارات من بينه���ا (مكتب‬ ‫أفريقيا اإليطالي���ة لدعاوي التضرر من‬ ‫احل���رب) وه���و يتب���ع وزارة املس���تعمرات‬ ‫يرتأس���ه الدكت���ور (كاب���رون) ويديره‬ ‫أح���د رج���ال البوليس الس���ري اإليطالي‬ ‫يدعي(كاتانيزي) واألهم من هذا كله‬ ‫أن (غاملبريت���ي) مل يك���ن يقي���م يف فندق‬ ‫الذي فشل زقطة يف حتديد إمسه ولكنه‬ ‫كان يقيم بالش���قة رق���م (‪ )9‬وبالعمارة‬ ‫رق���م (‪ )58‬بش���ارع ميالن���و وهو يس���مي‬ ‫حالي���ا ش���ارع القاهرة وهو أحد الش���وارع‬ ‫اليت تربط بني ش���ارع ميزران وشارع ‪24‬‬ ‫ديسمرب يف طرابلس ‪،‬وذلك حسب ما ورد‬ ‫يف تقرير أع���ده (مكتب األم���ن الوقائي)‬ ‫بتاري���خ ‪ 1949/8/11‬حمفوظ باجمللد‬ ‫(‪ )73801/FO371‬حي���ث يرص���د هذا‬

‫من برقيته رق���م (‪ )123‬بتاريخ ‪14‬مايو‬ ‫حمفوظ���ة حت���ت رق���م (‪ )J4098‬ح���ول‬ ‫تعاط���ف موظف���ي اإلدارة الوطني�ي�ن مع‬ ‫مطالب الش���عب ( رتب ودرجات الشرطة‬ ‫بإس���تثناء ‪ 100‬إيطال���ي م���ن جن���ود‬ ‫الكاربينريي مجيعهم ليبيون ووظيفتهم‬ ‫محاي���ة األرواح أوال واألم���وال ثانيا وإذا‬ ‫ما اضطروا الي ممارس���ة أهم وظائفهم‬ ‫ف���إن رؤاس���ائهم الضب���اط األجنلي���ز‬ ‫كان���وا حريص�ي�ن عل���ي أن اليرك���زوا‬ ‫عل���ي والئه���م ‪ ،‬ونتيج���ة هل���ذا التعام���ل‬ ‫املهين واحلس���اس فإن الش���رطة الليبية‬ ‫تصرفت بدرجة ممت���ازة) وهذا يعين أن‬ ‫الش���رطة بالكام���ل كانت م���ن الليبيني‬ ‫م���ع ‪100‬فرد م���ن اإليطالي�ي�ن املقيمني‬ ‫يف طرابلس ‪،‬ويعج األرش���يف الربيطاني‬ ‫بالكث�ي�ر م���ن الوثائ���ق اليت تتح���دث عن‬ ‫ه���ذه األح���داث وق���د رف���ض (بالكلي)‬ ‫اإلس���تعانة بالق���وات الربيطاني���ة لقمع‬ ‫املظاهرات وه���و أمر إس���تهجنه (بيفني)‬

‫وزي���ر الدول���ة للش���ؤون اخلارجي���ة يف‬ ‫برقي���ة ش���هرية ال نري���د أن نره���ق به���ا‬ ‫القاريء ‪ ،‬لقدحاولت وفش���لت أن أجد ما‬ ‫يربط بني أألحداث اليت صاحبت اعالن‬ ‫مشروع بيفني – سفورزا وقصة تأسيس‬ ‫(ن���ادي األهل���ي الطرابلس���ي) املطعون يف‬ ‫صحته���ا أيضا فالنتائج ال�ت�ي ترتتب عن‬ ‫األحداث الوطنية هي تأس���يس األحزاب‬ ‫وتش���كيل اخلاليا السرية وليس تأسيس‬ ‫األندي���ة وق���د ح���اول الكات���ب أن يرم���م‬ ‫هذه القص���ص الوهمية فحش���ر وفقا ملا‬ ‫تلقاه يف املنتديات وامللتقيات الثورية (أن‬ ‫األندية واملنتدي���ات وامللتقيات الرياضية‬ ‫ق���د حتول���ت الي خالي���ا ثوري���ة ) ويعلم‬ ‫الق���اريء أن ليبي���ا مل تع���رف مصطل���ح‬ ‫املنتديات وامللتقيات الرياضية اال يف عهد‬ ‫القذايف واب���ان فرتة الثمانيني���ات ‪ ،‬ولكن‬ ‫الكات���ب كان ي���ؤرخ لتاريخ وط���ن بلغة‬ ‫ملتقيات ومنتديات اللجان الثورية‪.‬‬ ‫يضي���ف الكات���ب دلي�ل�ا أخ���را عل���ي قلة‬ ‫خربت���ه يف التزيي���ف والتزوي���ر ‪ ،‬فه���و‬ ‫يقول يف الصفحة ‪( 47‬فلم يكن مفاجئا‬ ‫إعالن ميالد ن���اد جديد يف طرابلس يوم‬ ‫‪ 1950/5/19‬حت���ت إس���م األهلي بعد‬ ‫أن رفض���ت اإلدارة الربيطاني���ة إس���م‬ ‫اإلس���تقالل) فق���د نس���ي الكات���ب أنه يف‬ ‫أول الصفح���ة ‪ 45‬من نف���س كتابه أنه‬ ‫ذكر أن من بني الوفود اليت شاركت يف‬ ‫إجتماعات هيئة األم���م املتحدة وفد عن‬ ‫ح���زب (اإلس���تقالل) يف حماول���ة إليهام‬ ‫الق���اريء بالدوافع الوطنية والسياس���ية‬ ‫لتاس���يس الن���ادي ‪،‬ولك���ن كي���ف لنا أن‬ ‫نص���دق أن اإلدارة متنح تصرحيا حلزب‬ ‫حتت اسم (اإلستقالل) وهو ما قد يشكل‬ ‫عليه���ا خط���را وهاجس���ا أمني���ا وترفض‬ ‫اطالق نفس اإلس���م علي ن���ادي رياضي‬ ‫يفرتض أن تكون رس���الته رياضية حبته‬ ‫؟ لكن إبداعات الكات���ب الحدود هلا ‪ ،‬فهو‬ ‫أيضا ال يرتك ش���يئا دون أن يتعامل معه‬ ‫مبعول���ه فق���د ذك���ر أيض���ا ويف مقدمة‬ ‫ه���ذه احلادثة أن األم���م املتحدة أصدرت‬ ‫ق���رارا ( مبن���ح ليبي���ا اس���تقالهلا ولك���ن‬ ‫بع���د فرتةإنتقالية مدتها عام���ان) ولكن‬ ‫قرار األم���م املتحدة مل ين���ص علي فرتة‬ ‫إنتقالي���ة حتدي���دا ومل ين���ص علي فرتة‬ ‫عام�ي�ن أيضا ‪ ،‬ولكنه نص علي منح ليبيا‬ ‫استقالهلا يف موعد أقصاه ‪1‬يناير‪1951‬‬ ‫عل���ي أن تتلق���ي معونة فنية م���ن األمم‬ ‫املتحدة إلعداد الدولة لإلستقالل‪.‬‬ ‫تفاديت مناقاش���ة التواريخ ال�ت�ي أوردها‬ ‫الكات���ب حول تأس���يس هذا الن���ادي وهي‬ ‫حم���ل طع���ن وفق���ا ألع���داد اجلري���دة‬ ‫الرمسية لطرابلس الغ���رب لعام ‪1950‬‬ ‫وكذل���ك التقري���ر الس���نوي ل�ل�إدارة‬ ‫العس���كرية الربيطاني���ة يف طرابلس عن‬ ‫ع���ام ‪ 1950‬ال���ذي اش���تمل عل���ي مجيع‬ ‫األم���ور اإلداري���ة اليت مت���ت يف طرابلس‬ ‫ب���أدق التفاصي���ل م���ن بينه���ا إحصائيات‬ ‫للرتاخي���ص اليت أصدرتها خ�ل�ال العام‬ ‫إضافة الي ما يعرفه اجلميع عن الوضع‬ ‫الرياضي خالل عامي ‪ 1950‬و‪.1951‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هذه الرمية‬ ‫عبد الكريم اهلاللي‬

‫احللقة الثانية‬ ‫و لع���ل ما يرج���ح هذا التناس���ق ان بع���ض فنيي‬ ‫املالع���ب يفضلون قص العش���ب االخض���ر طبقا‬ ‫هلذه الوحدة االمر الذي ال يعطي ش���كال مجاليا‬ ‫فق���ط و امن���ا تتي���ح ه���ذه اخلط���وط اخلض���راء‬ ‫تتب���ع مناط���ق اللعب اثناء املب���اراة و اليت مبجرد‬ ‫ان تصله���ا الك���رة يس���تنتج املراقب ان���ه على بعد‬ ‫مس���افة حم���ددة م���ن املرم���ى ‪...‬كم���ا اصبحت‬ ‫للمش���اهد مس���اعد جدي���د اىل جان���ب اخلطوط‬ ‫البيضاء ‪.‬‬ ‫ه���ذا و باإلم���كان اختاذ منطقة جديدة يف هذا‬ ‫امللع���ب و هي منطقة الربع و اليت هي عبارة عن‬ ‫مضاعفة الوحدة مخ���س مرات اي ‪ 27.5‬مرتا و‬ ‫ال�ت�ي من خالهلا يقس���م (خط التم���اس) يف هذا‬ ‫امللعب فقط اىل اربع مناطق متساوية ‪.‬‬ ‫ان م���ا دفع�ن�ي اىل تتبع (خط التماس)بش���كل‬ ‫ع���ام و يف هذا امللعب بش���كل خاص ليس احلدود‬ ‫القانوني���ة ل���ه او تارخيه���ا و امنا االثار الس���لبية‬ ‫ال�ت�ي ارى هلا عالق���ة بإعاقة تق���دم اللعبة حنو‬ ‫الفك���ر اهلجوم���ي ‪...‬و ترت���ب عل���ى ذل���ك ظهور‬ ‫نوعي���ة من املدافع�ي�ن التقليدي�ي�ن للعب جبانب‬ ‫هذا اخل���ط و الذين يعتم���دون بالدرجة االوىل‬ ‫على افكار املدربني الذين يس���تغلونهم يف الدفاع‬ ‫عن افكارهم الدفاعية اليت حتد من تقدم الفكر‬ ‫اهلجومي للعبة ‪.‬‬ ‫ولك���ن االمر االكثر اهمية و على الرغم من‬ ‫ه���ذه االفكار الدفاعي���ة ان هناك تقدما يف كرة‬ ‫القدم بالق���رب من (خط التم���اس)و الفضل يف‬ ‫ذل���ك يع���ود للبع���ض م���ن املدرب�ي�ن و الذين من‬ ‫بينهم العبق���ري الربازيلي (تيلي س���انتانا)الذي‬ ‫عم���ل عل���ى تطوي���ر وظيف���ة (الظه�ي�ر)و جعل‬ ‫منه صدي���ق (خط التم���اس)و ه���ي نقلة غريت‬ ‫اصطالح مركز اللعب يف ه���ذا املكان اىل صانع‬ ‫اللع���ب لي���س يف منطقت���ه فقط و امن���ا ايضا يف‬ ‫منطق���ة املنافس حتى حتصل جبدارة على لقب‬ ‫(ساعد اجلناح)‪.‬‬ ‫ان احد اسرار املتعة اليت اضفاها هذا املدرب يف‬ ‫كأس الع���امل ‪ 1982‬و الكأس ال�ت�ي تليها كان‬ ‫م���ن بينها تل���ك الصداق���ة اليت كان���ت من بني‬ ‫وظيف���ة هذا املكان املوازي���ة خلط التماس ‪ ..‬و مل‬ ‫يك���ن اول حل من حلول الدفاع ه���و اخراج الكرة‬ ‫م���ن امللعب و امنا بذل اجلهد للحصول عليها ثم‬ ‫العمل على بناء لعبة هجومية و استمرار اللعب‬ ‫و ع���دم قطع املتع���ة على املش���اهد ال���ذي يكفيه‬ ‫االعالن���ات التجارية اليت تط���ل عليه بني احلني‬ ‫و االخر و تقطع مواصلة متعة املشاهدة‪.‬‬ ‫ه���ذا التقدم يف االفكار اهلجومية بالقرب من‬ ‫(خ���ط التماس)ه���و ال���ذي فرض عل���ى االحتاد‬ ‫الدول���ي للعب���ة تغيري لق���ب (حام���ل الراية)اىل‬ ‫لقب(مساعد احلكم)‪.‬‬ ‫ان (تيلي سانتانا)الغى وظيفة اجلناح االيسر‬ ‫التقليدي لكأس الع���امل ‪ 1982‬م الالعب (ايدر)‬ ‫عندما اكتشف الظهري االيسر او مساعد اجلناح‬ ‫(برانكو)العب كأس العامل ‪ 1986‬م ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫يتبع‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 26 - 20 ( - ) 119‬أغسطس ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.