العدد 120

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 120‬‬

‫‪ 27‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫يكفي الليبيون هذه األتراح ‪ ...‬الشعب يريد اسقاط النظام!‬

‫اختطاف‬ ‫محيدة‬ ‫األصفر!‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫يكفي الليبيون هذه األتراح ‪ ...‬الشعب يريد اسقاط النظام!‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫سلوى العالقي ‪ /‬الزواية‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫كأن الكثريين منا حتت أي ش���عار أو تس���ويغ ما‪ ،‬يعملون من أجل حتقيق نبؤة الطاغية يف‬ ‫الفصل األول من كتابه املش���ئوم‪ :‬أن بعد انهيار اجلماهريية س���تعم الفوضى‪ ،‬أو حتقيق ما‬ ‫جاء يف خطاب أبنه س���يف أس�ي�ر قبيلة الزنتان حني قال بتقسيم ليبيا‪ ،‬وهكذا يريد البعض‬ ‫حتت تعليالت دينية أو دنيوية تنفيذ أماني تلك األسرة اليت عاثت يف البالد فسادا‪.‬‬ ‫ف���اآلن ٌ‬ ‫ورعب بُث بني الناس كافة – خاصة يف ش���رق ليبي���ا – وانهارت كل‬ ‫قت���ل جماني‬ ‫ٌ‬ ‫القي���م حتت ثق���ل اخلوف‪ ،‬وصار دي���ن األكثر منا وديدنه���م املال‪ ،‬واألغلبي���ة صار الوطن‬ ‫عنده���ا البنك الوط�ن�ي بتعليالت جهادية وقومي���ة لغوية ووطنية‪ ،‬وحت���ى أن الكثري منهم‬ ‫يعل���ل التداعك على البنك الوطين بأن���ه يف عهد الطاغية مل ينل نصيبه‪،‬ومنهم الكثري يريد‬ ‫مثن ما قدمه ألجل الثورة يف القتال أوالتعبئة أواالدارة ‪ ....‬اخل‪.‬‬ ‫هكذا حتولت ليبيا إىل غابة‪ ،‬ال دولة وال مسئولية فيها‪،‬ال أمن وال أمان‪ ،‬وحتول العامل عنها‬ ‫حتت نظرية االس���تبعاد ال�ت�ي تعنى الفوضى اخلالقة من جه���ة ودرء اخلطر باالبتعاد عنه‬ ‫من جهة ثانية‪.‬‬ ‫أما يف الداخل فالكل حتول إىل فرد ُمفرد يريد انقاذ ذاته‪،‬أو يعتقد أن الس���بيل لعدم الغرق‬ ‫ً‬ ‫مليش���ية ما‪،‬‬ ‫بال���ذود جببل النف���س والتمرتس ببيتها أيا كان ه���ذا البيت عقائديا كان أو‬ ‫وكل مبا لديهم فرحون‪ ،‬يتساقط املوتي على هذا اجلانب فيلجئون إىل اجلانب اآلخر فإن‬ ‫طاله السيل فالفرار "الفرار إىل جهنم"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كتبت متأس���فا أن حقوق اإلنس���ان‬ ‫س���أذكر لكم واقعة‪ :‬حني وزر االس���تاذ صالح املرغين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومهمة وضرورية‪ ،‬وأن الوزارة لن تكس���ب ش���خصا ترك جماله‬ ‫فاعلة‬ ‫ش���خصية‬ ‫خس���رت‬ ‫احليوي فارغا‪ ،‬فماذا حدث بعدها‪ُ :‬قتل املناضل الوطين عبد الس�ل�ام املس���ماري فأعلن وزير‬ ‫الع���دل ص�ل�اح املرغين أنه إن مل يتقدم التحقيق بدالئل ما لكش���ف اجملرم فإنه سيس���تقيل‬ ‫يف غض���ون الثالث���ة أيام اليت تلي تصرحيه‪ ،‬مرت األي���ام دون أن يوفى الوزير بتعهده‪ ،‬وبرر‬ ‫ذلكم – وغريه كثري– بأنه اكتشف بأن ليس لدى الوزارة جهازا يعتمد عليه لكشف حتى‬ ‫شبه جرمية‪ ،‬انه عذر أقبح من ذنب‪.‬‬ ‫س���أذكر لكم واقعة أخرى‪ :‬حني قتل موس���ى أمحد الذي كان أول وزير داخلية يف انقالب‬ ‫الق���ذايف‪ ،‬وكان ق���د ُس���جن يف ديس���مرب ‪1969‬م بتهمة تدب�ي�ر انقالب مبكر ض���د القذايف‪،‬‬ ‫وقضى يف الس���جن مثانية عش���ر عاما‪ ،‬وخرج من السجن يف ‪ 2‬مارس ‪1988‬م‪ ،‬و ُقتل بعدها‬ ‫بسنوات يف جرمية رأى القذايف أنها متسه فهو مل يأمر بقتله وانتابه الشك يف مجاعته هلذا‬ ‫س���ارع بطلب فريق حتقيق م���ن ايطاليا ومنحه كل االمكانيات واالس���تقاللية‪ ،‬يف غضون‬ ‫اسبوع قدم له الفريق الفين تقريره‪.‬‬ ‫السيد وزير العدل يف حكومتنا املوقرة يهدد باستدعاء مثل ذلك الفريق‪ ،‬و ال يفعل‪ ،‬والقتل‬ ‫كم���ا مس���بحة يف يد القتل���ة‪ ،‬والوزي���ر واحلكومة يف غيبوب���ة‪ ،‬و ال يريد رئي���س احلكومة‬ ‫االعرتاف بعجزه ثم فشله‪ ،‬وقد انفرطت سبحة حكومته‪.‬‬ ‫بات الليبيون ينظرون إىل جريانهم يف الش���رق وهلم فيما حيدث هناك قـدوة حس���نـة‪ ،‬فهم‬ ‫ميُوتون يف اليوم – خاصة يف شرق البالد املقسمة – مرات ومرات‪ ،‬ويرون تساقط الضحايا‬ ‫تلو الضحايا وهلذا عندهم أن الكي عالج داء مل يعاجله أحد‪.‬‬ ‫بات الليبيون يف أضغات أحالمهم يأملون طاغية يس���تأصل غرغرينا ليبيا وليحدث بعدها‬ ‫م���ا حي���دث‪ ،‬لقد أوصلت حكوم���ات وجملس ومؤمتر ث���ورة ‪ 17‬فرباير الن���اس إىل الرتاجع‬ ‫ع���ن ما قدمت وما عملت وما حلم���ت‪ ،‬الرتاجع إىل ما قبل ‪ 17‬فرباير ‪2011‬م بفضل اولئك‬ ‫الوطنيني الثوار واحلزبيني منهم حيدث أن البالد يف مذحبة وال أحد منهم مس���ئول كبري‬ ‫أو صغري ال ميارس الكذب والتزييف والتسويف أكثر مما يدعى أنه خرج عليه فيما قبل‪:‬‬ ‫فهل تكون ليبيا ضحية أحالمها‪ ،‬ضحية أحالم ليس مبستطاعها‪ ،‬وأن أبنائها قادرون على‬ ‫املوت عاجزون عن احلياة وهلذا يذهبون للعزاء زرافات زرافات وال يذهبون للتهنئة البتة أي‬ ‫هلم يف االتراح وليس هلم يف االفراح‪.‬‬


‫‪03‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫نفط ليبيا ‪ ....‬بني األضراب العمالي والسوق السوداء‬ ‫أعل���ن املكت���ب اإلعالم���ي مبؤسس���ة النف���ط‬ ‫الليبية أن جمموعة مسلحة أجرت اتصاالت‬ ‫غري ش���رعية مع س���وق النفط الدولية لبيع‬ ‫ش���حنات من خ���ام الس���درة مصدره���ا ميناء‬ ‫رأس ألنوف‪.‬‬ ‫وكان االحت���اد الع���ام لعمال النف���ط والغاز‬ ‫اللي�ب�ي قد أك���د أن بعض العناص���ر التابعة‬ ‫حل���رس املنش���آت النفطية مبنطق���ة اهلالل‬ ‫النفطي اللييب قامت بتصدير ش���حنة نفط‬ ‫عرب الس���وق الس���وداء إلحدى الشركات غري‬ ‫المُ تعاقدة مع مؤسس���ة النف���ط‪ .‬وقال االحتاد‬ ‫يف بيان له إن الشحنة تبلغ ‪ 700‬ألف برميل‬ ‫وهي موجودة يف أحد املوانئ النفطية‪.‬‬ ‫عل���ى خلفي���ة ه���ذه األح���داث ه���دد رئي���س‬ ‫احلكوم���ة املؤقت���ة عل���ي زي���دان‪ ،‬اخلمي���س‬ ‫املاض���ي‪ ،‬بقص���ف أي���ة باخ���رة نفطي���ة غ�ي�ر‬ ‫متعاق���د معه���ا م���ن قب���ل مؤسس���ة النف���ط‬ ‫احلكومي���ة يف ح���ال اقرتابه���ا م���ن موان���ئ‬ ‫التصدير‪.‬‬ ‫احلقول يف خطر‬ ‫أوض���ح نائ���ب وزير النف���ط عمر الش���كماك‬ ‫أن اإلنت���اج اخنف���ض يف األس���بوع املاضي إىل‬ ‫‪ 600‬ألف برميل يوميا‪ .‬ويقل حجم اإلنتاج‬ ‫احلال���ي ع���ن نص���ف طاق���ة الب�ل�اد البالغ���ة‬ ‫‪ 1.6‬ملي���ون برمي���ل يوميا‪ .‬وعزا الش���كماك‬ ‫االخنفاض إىل مشكالت متعددة يف احلقول‬ ‫النفطية‪ .‬منها إضراب حراس أمن مسلحني‬ ‫يف أكرب مرفأين حبري�ي�ن يف البالد إضافة‬ ‫إىل تقلي���ص اإلنت���اج بش���دة بس���بب افتق���ار‬ ‫بعض احلقول إىل الطاقة التخزينية‪ .‬وحذر‬ ‫من أنه "إذا استمرت االضطرابات فإن الدولة‬ ‫لن تتمكن من تسديد الرواتب"‪.‬‬ ‫وأف���اد رئي���س الغرف���ة األمني���ة املش�ت�ركة‬ ‫مبدين���ة إجدابي���ا العقيد بش�ي�ر عب���د القادر‬ ‫بوضفريه اجلمع���ة املاضية "أن النفط املمتد‬ ‫من حقل الزويتينة مرورا مبرس���ى الربيقة‬ ‫النفط���ي إىل مينائي رأس األنوف والس���درة‬ ‫يض���خ عل���ى املس���توى احملل���ي فق���ط‪ ،‬أم���ا‬ ‫التصدير اخلارجي فهو متوقف‪.‬‬ ‫االنتعاش االقتصادي املفقود‬ ‫وقال وزير النفط عبد الباري العروس���ي‪ :‬إن‬ ‫"تلك االضطرابات اليت طالت اقتصاد البالد‪،‬‬ ‫منذ ‪ _25‬يوليو‪ ،‬خس���رت مبوجبها ليبيا ‪1.6‬‬ ‫مليار دوالر"‪.‬‬ ‫واعترب رئي���س الوزراء أن ه���ذا الوضع "أضر‬ ‫مبصداقية ليبيا يف أس���واق النف���ط العاملية"‬ ‫الذي ارتفعت أس���عاره بس���بب أح���داث مصر‬ ‫وانهيار إنتاج ليبيا‪.‬‬ ‫وأعرب زيدان عن اسفه برتك بعض الزبائن‬ ‫الس���وق اللي�ب�ي وتوجه���وا إىل أس���واق أخرى‬ ‫للت���زو بالنف���ط‪ .‬وأض���اف ‪:‬لق���د ع���اد إنت���اج‬ ‫النف���ط الذي ميثل ‪ 80%‬من إمجالي الناتج‬ ‫الداخلي إىل املس���توى ال���ذي كان عليه قبل‬ ‫الن���زاع مما مس���ح بانتعاش اقتص���ادي‪ ،‬حتى‬ ‫إن النمو جتاوز ‪%100‬خالل ‪ 2012‬حس���ب‬ ‫صندوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫وتبل���غ عائدات النفط بني ‪ 55‬وس���تني مليار‬ ‫دين���ار لي�ب�ي (م���ا ب�ي�ن ‪ 43.5‬و‪ 47.5‬ملي���ار‬ ‫دوالر) يف السنة حسب وزارة النفط‪.‬‬ ‫املخاطر أمنية‬ ‫قال رئي���س جملس ادارة املؤسس���ة الوطنية‬

‫بس��بب افتقار بعض احلقول إىل الطاقة التخزينية‪ .‬وحذر من أنه «إذا استمرت‬ ‫االضطرابات فإن الدولة لن تتمكن من تسديد الرواتب»‬ ‫للنفط ن���وري بالروين إن خس���ائر ليبيا من‬ ‫االضطراب���ات يف احلق���ول واملوانيء النفطية‬ ‫حوال���ي مائ���ة ملي���ون دوالر يومي���ا‪ ،‬وأن‬ ‫إمجال���ي اخلس���ائر منذ بداية الع���ام اجلاري‬ ‫بلغ (‪ )4.5‬ملياردوالر ‪ .‬ويف س���ياق أخر أبدى‬ ‫بالروي���ن رغبة ليبيا تطوير قطاعها النفطي‬ ‫مبش���اركة الش���ركات األمريكية املختلفة‬ ‫ال�ت�ي اعتربه���ا متتل���ك خ�ب�رات واس���عة يف‬ ‫جمالي النفط والغاز‪ . .‬ونقل املوقع الرمسي‬ ‫ملؤسسة النفط على االنرتنت أن ليبيا تعتزم‬ ‫رفع الطاقة التكريري���ة للمصايف من خالل‬ ‫تواجد الشركات العاملية املتخصصة‪.‬‬ ‫وي���رى اخلب�ي�ر االقتصادي حمم���د الورفلي‬ ‫أن املخاط���ر ال�ت�ي تواج���ه قط���اع النف���ط هي‬ ‫خماط���ر أمني���ة وليس���ت تقني���ة‪ ،‬كم���ا أن‬ ‫الدول���ة قد أثبتت فش���لها يف الس���يطرة على‬ ‫ه���ذا القط���اع‪ .‬وش���دد الورفلي عل���ى ضرورة‬ ‫توف�ي�ر األمن ال���كايف هلذه املنش���آت‪ ،‬من أجل‬ ‫ع���ودة الش���ركات األجنبية‪ ،‬مرجعا أس���باب‬ ‫اخنف���اض مع���دالت اإلنت���اج إىل كث���رة‬ ‫االعتصامات باملنشآت النفطية‪.‬‬ ‫حصار املوانئ يعكس أجواء الفوضى‬ ‫يق���ول حملل���ون ليبي���ون وأجان���ب ان‬ ‫االضطراب���ات يف مناط���ق ليبي���ة واليت تغلق‬ ‫موان���ي نفطية هي ص���ورة مصغ���رة ألجواء‬ ‫الفوض���ى ال�ت�ي تع���م البالد وتقوض س���لطة‬

‫احلكومة املركزية املهتزة اليت يرأسها علي‬ ‫زي���دان‪ .‬ويف حني يس���يطر نش���طاء يطالبون‬ ‫حبك���م ذات���ي ملنطقتهم على موانئ يف ش���رق‬ ‫ليبي���ا ف���إن اهليئ���ة التش���ريعية يف العاصمة‬ ‫طرابلس ينتش���ر فيها احلدي���ث الذي يوحي‬ ‫بع���دم الثق���ة يف احلكومة‪ .‬ويق���ول احملللون‬ ‫ان مجاع���ة االخوان املس���لمني تكتس���ب فيما‬ ‫يب���دو نفوذا وس���ط االزمات اليت ته���ز البالد‬ ‫وان إطاح���ة اجلي���ش يف مص���ر بالرئي���س‬ ‫االس�ل�امي حممد مرس���ي رمبا دفعت بعض‬ ‫الليبيني املتش���ددين إىل ال���ي تصعيد العنف‬ ‫ض���د منتقديه���م العلمانيني‪ .‬لك���ن احملللني‬ ‫يقولون ان ليبيا منقس���مة بش���دة على اسس‬ ‫سياس���ية وإقليمي���ة وقبلية بع���د عامني من‬ ‫االطاح���ة بالق���ذايف حبي���ث ال ميك���ن ألي‬ ‫مجاعة ان تكون هلا الس���يطرة بش���كل فعال‪.‬‬ ‫وحتى العوام���ل الظاهرة للعي���ان مثل حالة‬ ‫األم���ن يف طرابل���س فأنها مائع���ة لدرجة ان‬ ‫الس���كان ال ميكنه���م االتف���اق بش���أنها‪ .‬وقال‬ ‫هن���ري مسي���ث م���ن جمموع���ة كن�ت�رول‬ ‫ريس���كس لالستش���ارات "ليبيا أس�ي�رة بشكل‬ ‫اساسي جلماعات مصاحل اقليمية وحملية‪...‬‬ ‫احلكومة ليس لديها فعليا القدرة املسيطرة‬ ‫ال�ت�ي متكنها من وقفه���م"‪ .‬وحصار املؤاني هو‬ ‫عامل مهم يف هبوط صادرات النفط الليبية‬ ‫بنس���بة ‪ %70‬مص���دره يف الغال���ب نش���طاء‬

‫حمليون يهدفون للس���يطرة عل���ى االيرادات‬ ‫النفطي���ة ملصلح���ة منطق���ة احلك���م الذاتي‬ ‫ال�ت�ي يريدون اقامتها يف برقة‪ .‬واملنطقة اليت‬ ‫مركزه���ا بنغازي كان���ت منافس���ا تقليديا‬ ‫للعاصمة طرابلس يف الغرب وحصار املوانئ‬ ‫ه���و اكث���ر اخلط���وات القوي���ة ال�ت�ي اختذها‬ ‫الساعون إىل احلكم الذاتي للحث على تنفيذ‬ ‫مطالبهم للس���يطرة على الثروة النفطية يف‬ ‫منطقتهم‪.‬‬ ‫وتأججت النزع���ة املناطقية ايضا يف منطقة‬ ‫فزان اجلنوبية حي���ث بدأت قبائل حملية يف‬ ‫املطالب���ة حبكم ذات���ي ملنطقتهم م���ع إتهامها‬ ‫طرابل���س بع���دم امداده���م بأم���وال كافية‪.‬‬ ‫وم���ن الصعب عل���ى املؤمتر الوط�ن�ي العام ان‬ ‫تتعام���ل مع هذه التحدي���ات ألنها حمصورة‬ ‫يف مواجه���ة ب�ي�ن اك�ب�ر كتل���ة فيه���ا وهي‬ ‫حتال���ف الق���وى الوطني���ة العلمان���ي وثان���ي‬ ‫أكرب كتلة واليت يقوها االخوان املسلمون‪.‬‬ ‫ويقاط���ع التحال���ف رمسي���ا املؤمت���ر الوطين‬ ‫العام لكنه حيضر اجللسات احيانا مما جيعل‬ ‫الليبي���ون يف حرية مما حيدث يف جملس���هم‬ ‫النيابي‪ .‬ويش�ي�ر حملل���ون يف طرابلس ايضا‬ ‫إىل ان مص�ي�ر زيدان غري مؤك���د بعد ان بدا‬ ‫ان اعض���اء املؤمت���ر الوطين العام مس���تعدون‬ ‫للدعوة إىل اقرتاع على الثقة فيه‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫مسرحية “عدو الشعب” إلبسن العرض‬ ‫األول بليبيا‬

‫خلود الفالح‬ ‫تس���تضيف مؤسس���ة أري�ت�ي للثقاف���ة‬ ‫والفن���ون _ ليبي���ا مس���رحية "ع���دو‬ ‫الش���عب" للكات���ب النروجي���ي هنريك‬ ‫إبسن تقدمها فرقة الموزيكا للمسرح‬ ‫املس���تقل مبصر املس���رحية من إخراج‬ ‫ن���ورا أم�ي�ن وترمج���ة رن���دا حكيم‪ .‬يف‬ ‫الفرتة من ‪ 4‬إىل ‪ _7‬سبتمرب‪.‬‬ ‫كتب إبسن مس���رحية «عدو الشعب»‬ ‫يف ع���ام ‪ 1882‬ويش�ي�ر املؤرخ���ون أن‬ ‫ه���ذه املس���رحية متث���ل نقل���ة نوعي���ة‬ ‫يف نص���وص إبس���ن الواقعي���ة إذ متتاز‬ ‫بإقتصاد يف األسلوب وإحكام يف البناء‪.‬‬ ‫س���اعدت ه���ذه املي���زات املخرج���ة نورا‬ ‫أمني يف حتوير النص لس���ياق الثورات‬ ‫العربي���ة املعاص���رة حي���ث تكتف���ي عسر وتامر عصام وأمحد منتصر‪.‬‬ ‫بتكثيف حمتوى املسرحية وتطويعها هنريك إبسن (‪ )1828-1906‬كاتب‬ ‫لتقدي���م جرع���ة دمس���ة م���ن التوعية مسرحي نروجيي‪ ،‬يُعرف بـ "أبو املسرح‬ ‫االجتماعية والسياسية‪.‬‬ ‫احلدي���ث"‪ .‬ل���ه ‪ 26‬مس���رحية وينظ���ر‬ ‫إليه كأهم وأشهر كتاب املسرح بعد‬ ‫صراع أزلي‬ ‫شكس���بري‪ .‬وتع���د ه���ذه املس���رحية أول‬ ‫حي���ث ت���دور ت���دور أحداث املس���رحية أعمال إبسن اليت ستعرض بليبيا‪.‬‬ ‫ف���ى بل���دة صغ�ي�رة تش���هد صراعا بني‬ ‫ذوي النف���وذ واملص���احل اخلاصة و هم حتفة درامية‬ ‫يوجه���ون عام���ة الن���اس وأس���اليبهم وق���ال رئيس جمل���س إدارة مؤسس���ة‬ ‫خلدم���ة صراعاته���م عل���ى الس���لطة أرييت الش���اعر خالد مطاوع‪" :‬إننا حقاً‬ ‫والث���روة حي���ث يت���م التضحي���ة س���عداء باس���تضافة ه���ذا الع���رض ذو‬ ‫باملصلح���ة العامة والن���اس املخلصني األداء املش���وق واجلودة الفنية العالية‪.‬‬ ‫مقابل احلصول على هذه املصاحل‪.‬‬ ‫مسرحية "عدو الشعب" حتفة درامية‬ ‫"ع���دو الش���عب" يقدمها فري���ق درامي أمتعت مش���اهدي املس���رح ع�ب�ر العامل‬ ‫مك���ون م���ن ط���ارق الدوي���رى وأمحد وه���ى تط���رح أس���ئلة ملحة ع���ن دور‬ ‫الس���لكاوى وإبراهي���م غري���ب وعم���ر الف���رد يف ف�ت�رات التح���ول االجتماعي‬ ‫قابي���ل وعم���اد حس���ن ومس�ي�ر ف���ؤاد وعن أهمية تفاعله مع جمتمعه حتى‬ ‫وأمح���د كام���ل ومصطف���ى درويش يف أكثر الفرتات س���لبية‪ ،‬املس���رحية‬ ‫وحممد أباظ���ة وأمحد مجال‪ ،‬وفريق ق���ادرة على إث���راء حوارن���ا بينما حنن‬ ‫موس���يقى بقيادة نادر س���امى وس���امل نتدب���ر مس���تقبل ثورتن���ا ال�ت�ي بات���ت‬

‫تتخبط بني األمل واإلحباط"‪.‬‬ ‫وأض���اف مطاوع‪ :‬العم���ل حصل إنتاج‬ ‫فرق���ة الموزي���كا ملس���رحية "ع���دو‬ ‫الش���عب" على ع���دة جوائ���ز باملهرجان‬ ‫القومى للمس���رح يف مصر ه���ذا العام‪.‬‬ ‫حيث ح���ازت املخرجة ن���ورا أمني على‬ ‫جائ���زة افض���ل درامات���ورج واملمث���ل‬ ‫ط���ارق الدوي���رى عل���ى جائ���زة افضل‬ ‫ممث���ل يف دور أول (رج���ال) واملمث���ل‬ ‫عماد الراهب على جائزة افضل ممثل‬ ‫ثان���ي (رج���ال)‪ .‬وعرض���ت املس���رحية‬ ‫يف القاه���رة واإلس���كندرية وع���دة‬ ‫حماف���ل أخ���رى مبصر كما س���تقوم‬ ‫الفرقة بعرضها يف النرويج والسويد‪.‬‬ ‫سيكون هذا العرض أول زيارة لفرقة‬ ‫الموزيكا لليبيا‪.‬‬ ‫نذك���ر أن مؤسس���ة أري�ت�ي للثقاف���ة‬ ‫والفنون منظمة جمتمع مدني ليبية‬ ‫غري هادفة للربح تسعى لرتويج ودعم‬ ‫اإلبداع الفين والتب���ادل الثقايف بداخل‬ ‫ليبيا ومع الدول اجملاورة هلا‪.‬‬

‫جلنة احلصر‪:‬‬ ‫هناك اعتداءات‬ ‫على خمططات‬ ‫وأراضي للدولة‬

‫أسامة بورزيزة‬ ‫قال رئيس جلنة احلصر وإزالة األكش���اك العشوائية‬ ‫واملبان���ي املخالف���ة للمخطط الع���ام عم���ران املقصيب‪،‬‬ ‫اجلمع���ة املاضي���ة‪ ،‬إن هن���اك اعت���داءات عل���ى عدد من‬ ‫أراضي الدولة من قبل بعض املواطنني‪.‬‬ ‫وأك���د املقص�ب�ي االعت���داء على متن���زه بنغ���ازي العام‬ ‫املع���روف بـ"مش���روع الصفصف���ة" مبنطقة القوارش���ة‪،‬‬ ‫والبالغ مس���احته حوالي مائتني وستني هكتاراً‪ ،‬والذي‬ ‫يعترب متنفسا ألهالي مدينة بنغازي‪ ،‬حسب وصفه‪.‬‬ ‫وأش���ار املقص�ب�ي إىل االعت���داء عل���ى أرض مبنطق���ة‬ ‫طابلين���و‪ ،‬حي���ث مت تقس���يمها متهي���دا الس���تغالهلا‬ ‫كمخط���ط س���كين واس���تحداث بع���ض الط���رق فيها‪،‬‬ ‫وأيضا االعتداء على احلدائق العامة بذات املنطقة‪.‬‬ ‫وكش���ف املقصيب عن وجود كتاب موجه إىل الغرفة‬ ‫األمنية املش�ت�ركة بنغازي‪ ،‬حيث س���تعمل مع اللجنة‬ ‫واحلرس البلدي للحد من هذه االعتداءات‪.‬‬ ‫وطالب املقصيب املواطن�ي�ن كافة أن حيضروا الوثائق‬ ‫املتوف���رة حبوزته���م إىل وزارة اإلس���كان بلجنة احلصر‬ ‫واإلزالة حتى يتم التبني من أحقيتهم يف تلك األراضي‬ ‫من عدمها لوقف االعتداءات غري القانونية‪.‬‬ ‫قصور‬ ‫وتطرق املقصيب إىل قصور دور الشرطة الزراعية اليت‬ ‫م���ن املفرتض أن تقوم بواجبها يف محاية تلك األراضي‬ ‫واملخططات‪ ،‬حيث أن أغل���ب األراضي اليت مت االعتداء‬ ‫عليها هي خارج املخطط ويف أراضي زراعية‪ ،‬وطالبهم‬ ‫بتحمل مسؤوليتهم جتاه تلك االعتداءات‪.‬‬ ‫يذك���ر أن جلنة احلصر واإلزالة قام���ت خالل الفرتة‬ ‫املاضي���ة بإزال���ة عدد من األكش���اك واملبان���ي املخالفة‬ ‫للمخطط داخل مدينة بنغازي‪.‬‬

‫مشروع املكتبة املتنقلة ‪ ....‬دعوة للقراءة واملعرفة‬ ‫تس���تعد وزارة الثقاف���ة واجملتم���ع املدن���ي إلطالق مش���روع املكتب���ة املتنقلة‪،‬‬ ‫كمب���ادرة لتثقي���ف املواطن�ي�ن يف كاف���ة م���دن الليبي���ة‪ .‬وقال مدي���ر إدارة‬ ‫اإلع�ل�ام بال���وزارة عادل صن���ع اهلل أن املكتب���ة حتتوي على أكث���ر من ‪400‬‬ ‫عن���وان وم���ا يفوق الـ‪ 1000‬نس���خة باإلضاف���ة إىل مكتبة حممولة‪ ،‬مش�ي�راً‬ ‫إىل أن ه���ذا املش���روع يتضمن مكتب���ة متنقلة لألطفال حتتوي على مرس���م‬ ‫وكت���ب‪ ،‬وأضاف صنع اهلل أن هذه الفكرة تق���ام ألول مرة يف ليبيا‪ ،‬موضحاً‬ ‫أنه���ا خمصصة للمناطق النائية واألري���اف‪ ،‬إذ إن الفكرة من املكتبة املتنقلة‬ ‫هي حماولة التقريب بني املواطن والكتاب حبيث يسعى الكتاب للقارئ‪.‬‬ ‫ويه���دف هذا املش���روع إىل تش���جيع عادة القراءة وتوس���يع قاع���دة اخلدمات‬ ‫الثقافي���ة من خالل نش���ر اإلصدارات املتنوعة وتيس�ي�ر وصوهل���ا إىل أقصى‬ ‫املناط���ق الليبية‪ ،‬وهذه املكتب���ة املتنقلة عبارة عن س���يارات جمهزة باألرفف‬ ‫والكت���ب‪ ،‬ثالث���ة منه���ا خصصت لإلص���دارات املتنوع���ة يف األدب والسياس���ة‬ ‫والتاريخ والدين والثقافة العامة‪ ،‬وأخرى خمصصة لكتب األطفال‪ ،‬وحتمل‬ ‫إصدارات فى أدب الطفل وقصص وجمالت وملصقات للتلوين‪ ،‬وتهدف إىل‬ ‫تشجيع األطفال على عادة القراءة وتنمية القيم اجلمالية واإلبداعية‪.‬‬ ‫وذك���رت وزارة الثقاف���ة يف موقعه���ا االلكرتون���ي "أن وزارة الثقافة الليبية‬ ‫استطاعت أن جتد هلا موطئ قدم داخل املشهد اللييب"‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫تعديالت يف الكتب املدرسية وقرب‬ ‫االنتهاء من توزيعها‬ ‫ق���ال مدير عام مرك���ز املناهج التعليمية‬ ‫والبحوث الرتبوية أمحد بن س���ليمان إنه‬ ‫مت استحداث منهجني للرتبية اإلسالمية‬ ‫للصف األول والثاني االبتدائي على هيئة‬ ‫مذكرات‪ ،‬ومنهج للثقافة املهنية للصف‬ ‫األول الثانوي يهدف إىل مساعدة الطالب‬ ‫يف معرف���ة الكلي���ة املناس���بة ل���ه‪ .‬وأضاف‬ ‫س���ليمان أنه أعيد تأليف كتاب حاس���وب‬ ‫الصف السابع لتجاوز بعض املشاكل به‪،‬‬ ‫وتعديل منهج الرتبية الوطنية من الصف‬ ‫الراب���ع حت���ى الصف التاس���ع مش�ي�را إىل‬ ‫إضافة جغرافي���ا ليبيا للمناهج‪' .‬وبش���أن‬ ‫كتاب التاريخ للصف السادس الذي أثار‬ ‫جدال يف العام املاضي قال بن س���ليمان إن‬ ‫اجلزئي���ات احملذوفة أعي���دت ومت تعديل‬ ‫اجلزئيات اليت جرى حوهلا اجلدل‪ ،‬حسب‬ ‫تعبريه‪ .‬وقال س���ليمان ألجواء لبالد اليوم‬ ‫اجلمع���ة إن الكت���اب املدرس���ي وص���ل إىل‬ ‫بع���ض امل���دن الليبية بنس���بة ‪ 100%‬وأن‬ ‫بع���ض املدن األخرى حصل���ت على ‪75%‬‬ ‫م���ن حاجياته���ا مؤك���دا أن بقي���ة الكتب‬ ‫س���تصلها قب���ل التحاق التالمي���ذ مبقاعد‬ ‫الدراسة‪.‬‬ ‫وبش���أن خم���زون الكت���ب املطل���وب ق���ال‬ ‫مدير مصلحة التقني���ات وصيانة املرافق‬ ‫التعليمي���ة ببنغ���ازي مجع���ة احل���راري‬

‫إن إدارة التعلي���م بامل���دن تق���وم بوض���ع‬ ‫إحصائي���ات تق���دم على أساس���ها طلبيات‬ ‫ل���وزارة التعلي���م‪ ،‬مؤك���دا أن األرقام اليت‬ ‫ستصل ستس���تويف طلبية اإلدارة باملدينة‬ ‫مش�ي�را إىل أن الكت���اب املدرس���ي س���يكون‬ ‫باجملان حس���ب قرار وزير التعليم السابق‬ ‫س���ليمان الس���احلي والذي مل يتغري حتى‬ ‫اآلن‪ .‬وقام���ت اثنتان وعش���رون ش���ركة‬ ‫وطني���ة بطباع���ة الكت���ب املدرس���ية وهي‬

‫‪ 174‬عنوانا يف مرحلة التعليم األساسي‬ ‫و‪ 136‬عنوان���ا ملرحل���ة التعلي���م الثان���وي‪،‬‬ ‫بعد رس���ي العط���اءات عليها حس���ب املدير‬ ‫الع���ام ملرك���ز املناهج‪ .‬يش���ار إىل أن وزارة‬ ‫الرتبي���ة والتعلي���م كانت قد ق���ررت بدء‬ ‫الع���ام الدراس���ي يف الثام���ن من س���بتمرب‬ ‫القادم للتعليم األساس���ي واخلامس عشر‬ ‫من الشهر نفسه للتعليم الثانوي‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬أجواء لبالد‬

‫بعثة األمم املتحدة يف ليبيا تستغرب ما ورد يف بيان دار اإلفتاء‬ ‫أعربت بعثة األمم املتحدة للدعم يف ليبيا‬ ‫يف بي���ان هلا عن اس���تغرابها ملا ورد يف بيان‬ ‫دار اإلفتاء الليبية األخري بش���أن األوضاع‬ ‫األمنية يف البالد واإلش���ارة إىل ما أمسته‬ ‫"دعوة األمم املتحدة لتقسيم ليبيا" حسب‬ ‫وص���ف البيان‪ .‬وأب���دت البعثة "أس���فها" ملا‬ ‫تضمنه بيان "مؤسسة ليبية جليلة دينية‬

‫وطنية" حيث مت اإلقحام غري املربر السم‬ ‫األم���م املتح���دة يف إحي���اء ال أس���اس ل���ه‪.‬‬ ‫وأك���د بيان بعثة األمم املتحدة متس���كها‬ ‫بوحدة ليبيا الوطنية مشددة على دعمها‬ ‫خلي���ارات الليبيني وأولوياته���م والوقوف‬ ‫إىل جانبه���م فيم���ا يرتضون���ه ألنفس���هم‬ ‫حتقيق���اً أله���داف ثورته���م‪ .‬يذك���ر أن‬

‫دار اإلفت���اء الليبي���ة كان���ت ق���د أصدرت‬ ‫بيان���ا أمس األول األربعاء بش���أن تداعيات‬ ‫األوض���اع األمني���ة يف البالد ج���اء فيه "أن‬ ‫الليبي�ي�ن مل يقدم���وا أرواحه���م ودماءهم‬ ‫الزكي���ة م���ن أجل دع���وة األم���م املتحدة‬ ‫لتقسيم البالد"‪.‬‬

‫اقتحام مقر صحيفة ليبيا اجلديدة بطرابلس‬ ‫تع���رض مق���ر صحيف���ة ليبي���ا اجلدي���دة‬ ‫بطرابلس مس���اء أمس لعملية سطو خلفت‬ ‫خس���ائر مادي���ة للصحيف���ة‪ .‬وق���ال رئي���س‬ ‫حتري���ر الصحيف���ة حمم���ود املصرات���ي إن‬ ‫عملي���ة الس���طو كان���ت يف القس���م الف�ن�ي‬ ‫للصحيف���ة‪ ،‬كم���ا مت اقتح���ام اخلزين���ة‬ ‫ومكت���ب اإلدارة‪ .‬وأش���ار املصرات���ي إىل أن‬ ‫التحقيقات من قبل أف���راد البحث اجلنائي‬ ‫طرابل���س تس�ي�ر بش���كل "جي���د"‪ ،‬متوقع���ا‬ ‫ظهور تس���جيالت فيديو لعملية السطو يف‬ ‫وقت الحق‪ ،‬مؤكدا ع���دم اتهامه أية جهة‪.‬‬ ‫يذك���ر أن موظف���ي الصحيف���ة كانوا قد‬ ‫تعرضوا العتداءات لفظية أكثر من مرة‪،‬‬ ‫غري أن هذا االقتحام هو األول من نوعه‪.‬‬

‫‪05‬‬ ‫املنظمة الليبية‬ ‫للقضاة تدين‬ ‫أغتيال احملامي مفتاح‬ ‫حممد حسني اخلفيفي‬ ‫تلقت املنظمة الليبية للقضاة ببالغ أالسف‬ ‫واحلزن نبأ أغتيال احملامي أالستاذ (مفتاح‬ ‫حمم���د حس�ي�ن اخلفيف���ي) ال���ذي أغتي���ل‬ ‫برصاص���ات غ���ادرة م���ن جمهول�ي�ن فج���ر‬ ‫الي���وم أثن���اء خروج���ه من مس���جد (س���ودة‬ ‫بنت زمعة) مبنطقة الس���لماني بعد تأديته‬ ‫لصالة الفجر‪.‬‬ ‫ويبل���غ الفقي���د من العم���ر ‪ 82‬عاما و كان‬ ‫م���ن رجال القض���اء املش���هود هل���م بالنزاهة‬ ‫واحلي���دة والس�ي�رة احلس���نة حي���ث عم���ل‬ ‫مستشارا مبحكمة أستئناف بنغازي وأحيل‬ ‫للتقاع���د يف منتص���ف تس���عينات االلفي���ة‬ ‫املاضي���ة وانتق���ل للعم���ل مبهن���ة احملام���اة‬ ‫ويتتمع بعالقات جي���دة مع مجيع مكونات‬ ‫العمل القضائي ‪.‬‬ ‫ويف الوقت الذي تستنكر وتدين فيه املنظمة‬ ‫الليبية للقضاة بشدة هذه الفعل االجرامي‬ ‫اجلبان فأنها تؤكد على أن حالة أالنفالت‬ ‫أالم�ن�ي والتس���يب والفوض���ى املنتش���رة يف‬ ‫مدين���ة بنغازي ه���و نتيج���ة للعجزالكامل‬ ‫احلكوم���ة أملؤقت���ة وع���دم قدرته���ا عل���ى‬ ‫فرض أالم���ن يف الش���ارع والس���يطرة على‬ ‫حالة الفوضى والتس���يب وأنتش���ار الس�ل�اح‬ ‫وتقصريه���ا يف القيام بواجبها بتوفري االمن‬ ‫وأالستقرار ومحاية املواطنني ‪.‬‬ ‫كم���ا تنب���ه املنظم���ة الليبي���ة للقض���اة اىل‬ ‫اخلط���ورة القص���وى الناجتة ع���ن تواصل‬ ‫وتكرار حوادث أالغتيال والقتل خارج إطار‬ ‫القان���ون و تطال���ب بأهمية فت���ح حتقيقات‬ ‫مس���تقلة وشفافة وسريعة تضمن الكشف‬ ‫ع���ن اجلن���اة وهويته���م وحماس���بة كل‬ ‫من ت���ورط يف هذه اجلرائم ترس���يخا ملبدأ‬ ‫ع���دم أالفالت م���ن العق���اب وتأكيدا على‬ ‫حماسبة اجلميع يف أطار سيادة القانون ‪.‬‬ ‫وم���ن خ�ل�ال ه���ذا البي���ان تهي���ب املنظم���ة‬ ‫الليبي���ة للقض���اة باجله���ات املختص���ة‬ ‫بتحم���ل مس���ؤولياتها والقي���ام بأالعب���اء‬ ‫املكلف���ة به���ا واخت���اذ االج���راءات القانونية‬ ‫الالزم���ة الكفيل���ة بتعزي���ز س���يادة القانون‬ ‫وحتمل املنظمة الليبي���ة للقضاة احلكومة‬ ‫االنتقالي���ة املؤقت���ة املس���ؤولية الكاملة عن‬ ‫حال���ة االنفالت االم�ن�ي وعجزها املطلق يف‬ ‫فرض سلطة الدولة وتطبيق القانون ‪..‬‬ ‫حفظ اهلل الوطن ‪......‬وأدام عزته‬ ‫املنظمة الليبية للقضاة بنغازي‬ ‫‪2013/8/ 20‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫اختطاف محيدة األصفر!‬ ‫•كل جرائم االختطاف مقيدة ضد جمهول!‬

‫طرابلس‪ :‬فاطمة غندور‬

‫االختطاف وس���يلة اس���تعملها الطاغية منذ أن اش���تعلت ش���رارة الث���ورة (وله تاريخ يف ذلك قبله���ا)‪ ،‬فاملعارضون األوائ���ل والذين خرجوا يف‬ ‫املظاه���رات مبك���را أو أعربوا عن وجهة نظرهم بصوت عال ‪ -‬من الرجال والنس���اء ‪ -‬يف طرابلس ج���رى اختطاف بعضهم وبطرق ال ختطر‬ ‫على بال فقد س���رد لي ش���ابني ش���قيقني ظهرت صورهما يف موبايل رجل امن يف مظاهرة بقرقارش أنه مت اختطافهما حبجة ان امرأة تعد‬ ‫وجبات للمناس���بات يف بيتها‪ ،‬وتريد اس���تئجار الس���يارة املفتوحة لديهما لنقلها‪ ،‬وبالفعل اعتقدا أن ذلك صحيحا وكان موعد اللقاء قريبا‬ ‫من ميدان الشهداء ومت اختطاف الشابني بعد صعود متطوعيني من كتائب الطاغية وإجبارهما على توجيه السيارة اىل مقر أمين بالفالح‬ ‫وهناك ظال ألسبوع ال يعلم أهلهما أي شيء عنهما اىل أن مت العثور على السيارة يف مكان‪،‬والشقيقني يف مكان أخر وقد ناال منهما التعذيب‬ ‫ما نال ومت رميهما ليال من سيارة جبوار سوق خضار بالكرميية!‬

‫ح���وادث االختط���اف وتس���جيل قوائ���م املفقودي���ن اس���تمرت حتى‬ ‫الس���نة االوىل لتحري���ر الب�ل�اد وبذل���ت وزارة رعاية أسرالش���هداء‬ ‫واجلرح���ى واملفقودي���ن جه���ودا كب�ي�رة تعلقت بفح���ص حامض‬ ‫جثام�ي�ن كل من مت العثور عليه���م يف املقابر اجلماعية ومقارنته‬ ‫حبامض عائ�ل�ات املفقودين‪ ،‬ورغم ورود بع���ض األنباء عن العثور‬ ‫عل���ى بعضهم يف ظ���روف خمتلفة بعد نش���ر صوره���م ومعلومات‬ ‫ختصه���م عرب بعض وس���ائل األع�ل�ام صحافة وتلفزي���ون‪ ،‬فمنهم‬ ‫م���ن مت التعرف عليه فاقدا للذاكرة وتائها يف مدينة غري مدينته‪،‬‬ ‫وبعضهم كان نزيل املستش���فى ومل يعرف أهل���ه بذلك‪ ،‬وبعضهم‬ ‫من مت التعرف عليه داخل السجون غري الشرعية‪.‬‬ ‫عق���ب التحرير وأثناء املرحل���ة االنتقالية برزت جرائم االختطاف‬ ‫وإن كان���ت حمص���ورة الع���دد ومقيدة ض���د جمه���ول!‪ ،‬والنتيجة‬ ‫تش���ي حبالة االنفالت االمين مع وجود الس�ل�اح والتأخر يف تفعيل‬ ‫ومتك�ي�ن مؤسس���تني مهمت�ي�ن‪ :‬الش���رطة واجلي���ش لالضط�ل�اع‬ ‫بدوريهم���ا يف هكذا مرحلة‪ :‬بنا ًء وتأسيس���ا بع���د أن مت اقتالع نظام‬ ‫م���ن ج���ذوره وظلت بقاياه و حواش���يه تناور من أج���ل العودة‪ ،‬ففي‬ ‫ما يتم تداوله يتحدث عن انعدام اإلمكانات اللوجستية واالساسية‬ ‫اليت تدعم أداء مؤسسيت االمن والشرطة فاجملرم ميلك أقوى أنواع‬ ‫الس�ل�اح بينما رجل احلكومة راع األمن واآلمان مل يس���تلم سالحه‬ ‫وال زي ُه حتى هذه اللحظة‪.‬‬ ‫يف غيبوب���ة رج���ال االم���ن‪ ،‬العائل���ة واالصدق���اء ب�ي�ن املستش���فيات‬ ‫واملباحث واهليئات القضائية‪.‬‬ ‫قصة هزت ش���وارع العاصم���ة وكان ألعالم اخلارج املعادي للثورة‬ ‫فرصة لنشر الصورة عرب احملطة اخلاصة – كما أخربتنا العائلة‬ ‫اليت ش���اهدت صورة خمطوفتهم على القن���اة اليت تبث من مصر‪-‬‬ ‫حيث اُستغلت قصة املخطوفة إلشاعة أن ال أمن وال أمان يف البالد‬ ‫‪ ،‬فالعائل���ة كان���ت قد نش���رت ص���ورة مفقودته���ا احملامية محيدة‬ ‫اهلادي االصفر عرب الوسائط االلكرتونية ويف املستشفيات وبعض‬ ‫املقار احلكومية اليت يتزاحم فيها اجلمهور ‪ ،‬والغريب يف األمر أنها‬ ‫ليس���ت فتاة قاصرة بل س���يدة يف العقد الرابع م���ن عمرها مهنتها‬ ‫احملاماة وكانت تقود س���يارتها ويف اجتاهها صباحا إىل مقر نيابة‬ ‫جنزور إلجراءات تس���عى الستكماهلا ألحد موكليها ‪،‬وعقب مرور‬ ‫نصف س���اعة من اخ���ر اتصال هلا بدأت الش���كوك واهلواجس حتوم‬ ‫بني بناتها الالئي مل يعتدن تأخرها عن البيت أثناء الظهرية‪،‬خاصة‬ ‫وأن العائل���ة باش���رت االتص���ال ف���كان ال���رد‪ :‬ان هذا الرق���م مقفل!!‬ ‫وبدأت اتصاالتهم باألقارب وصديقاتها املقربات علها انشغلت بهم‬ ‫ومعه���م يف أمر ط���ارئ ‪...‬وكان اجلواب أن ال اتص���ال من قريب او‬ ‫بعيد منها أثناء يوم فقدها‪...‬وانهمت العائلة وصارت الس���اعات متر‬ ‫خوفا وهلعا فال اتصال منها وال خرب من احدهم مطمئن‪.‬‬ ‫ال���زوج الذي يوصل النه���ار بالليل حبثا عنها رفق���ة عائلتها وكل‬ ‫االق���ارب‪ ،‬وك���ذا االصدقاء واجل�ي�ران مل يألوا جه���دا يف تتبع كل‬ ‫تفاصيل ما من شأنه االس���تدالل على مكان اختطافها أو التخمني‬ ‫مبختطفيها‪.‬‬ ‫ميادين ومبوافقة من العائلة يف نش���ر صورة املخطوفة ومعلومات‬ ‫عنه���ا وكان ذل���ك يف مقابل���ة ع�ب�رت فيه���ا أس���رة ميادي���ن ع���ن‬ ‫استهجانها هلكذا ظاهرة بعيدة عن اخالق جمتمعنا وتنذر بانهيار‬ ‫قي���م انس���انية وأعراف عاش���ت الناس عل���ى وقعها ت���رى يف احرتام‬ ‫حرمة املواطن يف الش���ارع كما يف أي مؤسسة عمل فال اعتداء وال‬ ‫أذى‪ :‬خطف���ا او اغتصاب���ا أو قتال‪،‬العائلة واالقارب واجلريان أكدوا‬ ‫ان ما مس���هم قد ميس أية عائلة ليبية وأنهم يوجهون رس���الة اىل‬ ‫احلكوم���ة وكل اعضاء الربملان خاصة وأنه���م تفاجئوا حني علموا‬ ‫ان كام�ي�رات املراقبة حول قص���ور ضيافة جل���ان املؤمتر بباب بن‬ ‫غش�ي�رعاطلة ع���ن العمل وكان���ت املفقودة قد نزل���ت تتبضع قبل‬

‫احملامية محيدة االصفر‬ ‫س���اعة م���ن اختطافها بأحد احملالت احمليطة مبق���ر املؤمتر وكان‬ ‫باالمكان رصد تسجيل يبني وجهتها فيما بعد!‬

‫•مل حنق��ق ش��يئا إىل اآلن يف س��بيل العث��ور عل��ى والدتنا‬ ‫حية أو ميتة‬

‫( ال ع���داوة ألم���ي مع اح���د‪ ،‬حت���ى القضايا ال�ت�ي ترتاف���ع فيها هي‬ ‫قضاي���ا اجتماعية ال غري‪ ،‬أمي امرأة مس���املة حتب الناس وناجحة‬ ‫يف عالقته���ا به���م مل تؤذ أح���دا‪ ،‬وأمي منفتحة علين���ا ال ختفي عنا‬ ‫أس���رارها‪ ،‬مل تتع���رض للتهديد طوال س���نوات عمله���ا وإال كانت‬ ‫اخ�ب�رت وال���دي األق���رب إليها‪....‬عل���ى الن���اس أن ينتبه���وا فحادثة‬ ‫خط���ف والدتي توحي بأن ال ام���ن وال أمان لرجالنا كما لنس���ائنا‬

‫قصة هزت شوارع العاصمة‬ ‫وكان ألعالم اخلارج املعادي‬ ‫للثورة فرصة لنشر الصورة عرب‬ ‫احملطة اخلاصة– كما أخربتنا‬ ‫العائلة اليت شاهدت صورة‬ ‫خمطوفتهم على القناة اليت‬ ‫تبث من مصر‬

‫وحس�ب�ي اهلل ه���و نع���م الوكي���ل يف اجملرم�ي�ن الذي���ن تركته���م‬ ‫احلكومة يصولون وجيولون ‪..‬وأقول لزيدان ضع زوجتك أو أبنتك‬ ‫مكان والدتي مالذي س���تفعله؟ ‪..‬فنحن لألسف مل حنقق شيئا اىل‬ ‫االن يف سبيل العثور على والدتنا حية أو ميتة )‬ ‫وكانت الدموع هي ما ختمت به ابنة احملامية محيدة رسالتها‪.‬‬ ‫ابنته���ا خل���ود قال���ت الواح���دة ظه���را خرجنا س���وية بالس���يارة ثم‬ ‫ارجعتن���ا إىل الش���ارع القري���ب م���ن بيتنا ألنن���ا أردنا املش���ي قليال‪،‬‬ ‫قررت ه���ي الذهاب اىل نياب���ة جنزور‪ ،‬ولكن يب���دو أنها وقفت عند‬ ‫حمل لبيع املكسرات يف حميط قصور ضيافة ادارة املؤمتر الوطين‬ ‫الع���ام واعتقد انها مل تصل لنيابة جنزور رمبا مت اختطفها يف هذه‬ ‫الطريق ألن والدي سأل زمالئها بنيابة جنزور فردوا بأنها مل تكن‬ ‫بالنيابة يوم اخلميس يوم اختطافها ومل يستلموا أية أوراق منها‪..‬‬ ‫استنكار وشجب من نقابة احملامني واهليئات القضائية وال جدوى‬ ‫!‬ ‫ال���زوج مجع���ة بن نافع ق���ال مل أعتد أن تتأخر زوج�ت�ي عن الثانية‬ ‫والنص���ف ظه���را وحتى ل���و كان���ت لديها مش���اوير ملناس���بة فإنها‬ ‫حتي���ط العائلة علم���ا بذل���ك ‪،‬خرجت للمستش���فيات ان���ا وأخوتها‬ ‫تبادلنا الس���ؤال عنه���ا يف كل املستش���فيات والعي���ادات اخلاصة يف‬ ‫طرابل���س وضواحيه���ا ‪ ،‬ثم بلغنا مركز ش���رطة جن���زور بل بلغت‬ ‫اصدق���اء لي يف قصر بن غش�ي�ر والزاوي���ة ‪ ،‬وتوالت مش���اويرنا اىل‬ ‫املباحث‪،‬حي���ث عممن���ا صورتها والبالغ عنها وعن الس���يارة اليت مت‬ ‫العث���ور عليها الي���وم داخل مستش���فى القل���ب بتاجوراء‪ ،‬وس���اعدنا‬ ‫الن���اس يف تعميم الصورة اليت ش���اهدها أغلب الناس على االنرتنت‬ ‫‪،‬كل ي���وم اذه���ب اىل مرك���ز جن���زور‪ ،‬زم�ل�اء زوج�ت�ي يف اهليئات‬ ‫القضائية اس���تنكروا االم���ر ووقفوا معنا‪،‬وكذل���ك نقابة احملامني‬ ‫تابع���وا كل اخلطوات ووعدوني خريا وال أخفيك من اول س���اعات‬ ‫الصب���اح وحت���ى س���اعات الليل من���ذ ي���وم اختطافها مع املؤسس���ات‬ ‫األمنية املختلفة صدقي�ن�ي يا اخيت الكرمية ال دولة لدينا ؟ال احد‬ ‫جييب على س���ؤالك؟ ومن يرغب يف العمل لألس���ف يش���تكي غياب‬ ‫االدوات والوس���ائل املعينة وغي���اب دور الوزارة املختصة‪ ،‬البعض مل‬ ‫يس���تلم مرتبه منذ أش���هر فكيف س���يحب عمله وي���ؤدي واجبه؟ ال‬ ‫مرؤوس ميتثل لرئيس���ه لألس���ف يعمل ما حيلو له؟ حالة طارئة‬ ‫س���يدة قانونية يتم اختطافها جهارا نه���ارا واجملرم فيها حر طليق‬ ‫وال م���ن حيرك س���اكنا؟؟؟ ال خرب تص���وري أحل وأتكلم وأصرخ يا‬ ‫ناس اليوم زوجيت غدا نساؤكم – ال حول وال قوة إال باهلل – بناتي‬ ‫يردن االحتجاج واملطالبة بالبحث عن والدتهم أمام الريكس���وس؟‬ ‫قل���ت هلم ه���ؤالء كامريا ملراقب���ة أمن مقره���م ال ميلكونها فكيف‬ ‫س���يعيدون والدتكن اليكن؟ مل أوافقهن ال���رأي فنحن يف قلب النار‬ ‫وهم يف الريش واحلرير مع زوجاتهم وأبنائهم!‬ ‫حفاظ���ا على س���رية ما وصلت ل���ه العائل���ة ‪ -‬جبهود ال���زوج وأهل‬ ‫الزوج���ة وبالضغ���ط على رج���ال الش���رطة والقض���اء ‪ -‬مل ُنضمن‬ ‫ه���ذه املقابلة اخلاصة كل اخلطوات ال�ت�ي مت التوصل اليها وعلها‬ ‫متثل خيطا رفيعا يف الوصول إىل املخطوفة‪ ،‬وال منلك غري الدعاء‬ ‫أمام مش���هد صدم���ة العائلة واألقارب‪ ،‬واجل�ي�ران املتعاطفني ومن‬ ‫اس���تبعدوا أية مربرات تتعلق بأن احملامية املختطفة كانت ُتبدي‬ ‫قلقا أو خوف���ا من أية أطراف تتعامل معه���ا يف وظيفتها القانونية‬ ‫وإن رجح اجلريان أن اخلاطفني من ذوي السوابق الذين أخرجهم‬ ‫الطاغي���ة من الس���جون اي���ام الث���ورة ومل تق���م احلكوم���ة احلالية‬ ‫بإرجاعهم أو بتعهدهم اصالحا وتأهيال وهم من يبحثون االن عن‬ ‫مصدر رزق أيا كانت وسيلته ولو بنزع االحساس باألمن واألمان‬ ‫ب�ي�ن الناس وأماك���ن حتركاتهم‪ ،‬ودع���وا احلكوم���ة واملؤمتر اىل‬ ‫اجياد حل هلذه اجلرائم اليت تطال الرجال والنساء مؤخرا‪.‬‬


‫‪07‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫األمن ينهار ‪ ...‬الدرب مظلم ‪ ...‬وأمل الوطن فينا ‪...‬‬ ‫مم���ا الش���ك فيه أن اجلميع متف���ق على أن الوضع األم�ن�ي يف ليبيا ُمقلق‬ ‫ويتدهور يوما بعد يوم ‪ ،‬ومن نافل القول أن انتشار السالح وامليليشيات الغري‬ ‫ش���رعية يف الدولة هما الس���بب الرئيسي ملا نش���هده اليوم بليبيا إبان الثورة ‪،‬‬ ‫ورغم ذلك يظل املوضوع نس�ب�ي ‪ ،‬مبعين أن هناك مناطق حتظى بهدوء نوعا‬ ‫م���ا عن نظرياتها من امل���دن واملناطق الليبية األخرى ‪ ،‬كمدينة صرباتة على‬ ‫س���بيل املث���ال ‪ ،‬ومب���ا أن امللف األمين من أه���م امللفات اليت جي���ب على الدولة‬ ‫االهتمام بها ‪ ،‬أعددنا اس���تطالعا عن مدى نسبة األمن يف بعض املدن الليبية‬ ‫‪ ،‬باس���تثناء مدينة بنغازي ألنها جرح ليبيا الغائر ‪ ،‬وهي ال حتتاج أحد ليشرح‬ ‫الوضع هناك فالصورة كفيلة ألن تتحدث عن نفسها ‪.‬‬ ‫‪‎‬الطاهر قباصة‬

‫‪‎‬عمر ابولقاسم الككلي‬

‫‪‎‬نبيل احلاج‬

‫‪‎‬حممد الكواش‬

‫الوض���ع األم�ن�ي يف بنغازي كما ه���و يف بالدنا‬ ‫بشكل عام حباجة للعمل اجلاد وليس لعبارات‬ ‫فارغ���ة ‪ ...‬وكل اآلراء ال�ت�ي أخذناه���ا كان���ت‬ ‫تص���ب يف أن احلل للخروج من هذه األزمة هو‬ ‫اإلسراع يف بناء اجليش والشرطة ‪:‬‬ ‫•ميسون السنوسي حبيب _ طالبة \ هون‬ ‫الوض���ع االم�ن�ي يف ه���ون يعت�ب�ر مس���تتب ألن‬ ‫ش���باب املنطق���ة يؤمنونه���ا ‪ ،‬وبالنس���بة لليبي���ا‬ ‫ككل الوضع متدهور ومن س���يء ألسوء ولكي‬ ‫يع���م األمن جيب أن يتم حل كل التش���كيالت‬ ‫املس���لحة اخلارج���ة ع���ن القان���ون و يت���م مجع‬ ‫السالح من املواطنني ‪.‬‬ ‫•سهام الزهاني _ مهندسة خمترب \ صرباتة‬ ‫بالنس���به للوضع األمين بشكل عام مرتدي جدا‬ ‫والوض���ع ب���ات ال يط���اق ‪ ،‬وخاصة بع���د موجة‬ ‫االغتي���االت والتفج�ي�رات وال�ت�ي م���ن الواضح‬ ‫ج���دا أن هناك م���ن ال يري���د لليبيا االس���تقرار‬ ‫ولذلك البد م���ن وضع قوان�ي�ن صارمة جترم‬ ‫محل الس�ل�اح ‪ ،‬ه���ذا باإلضاف���ة إىل ضعف أداء‬ ‫احلكوم���ة ‪ ،‬فاألج���در بها أن تكث���ف من محاية‬ ‫املؤسس���ات احليوية ووضع كام�ي�رات مراقبة‬ ‫‪ ،‬ه���ذه كخط���وات مبدئي���ة ‪ ،‬وهل���ذا الب���د من‬ ‫تفعي���ل اجليش والش���رطة بش���كل عاجل جدا‬ ‫‪.‬بالنس���به لصرباتة ‪ ،‬صحيح أن هناك خروقات‬ ‫أمني���ة ولك���ن لي���س باحلج���م ال���ذي ن���راه يف‬ ‫طرابلس وبنغ���ازي ‪ ،‬الوضع األمين يف صرباته‬ ‫أيض���ا ضعي���ف ول���و أنه���ا مقارن���ة بغريها من‬ ‫املدن األخرى تعترب أحس���نهم ح���ال ‪ ،‬مع أنه ال‬ ‫توجد إغتياالت ولكن ال توجد محاية حقيقية‬ ‫ملؤىسس���ات الدول���ة يف صربات���ة ‪ ،‬والس�ل�اح‬ ‫منتش���ر ‪ ،‬فيج���ب وضع خط���ة واضحة جلمع‬ ‫الس�ل�اح وعمل دوريات بشكل مكثف ‪ ،‬فحسب‬ ‫وجهة نظ���ري الذي ال يريد االس���تقرار لليبيا‬ ‫ع رأس���هم أزالم النظام الس���ابق ‪ ،‬وبعض الكتل‬ ‫السياسية اليت تقاد بأوامر دول خارجية ‪.‬‬ ‫•الطاهر قباصة _ ناشط سياسي \ الزاوية‬ ‫األم���ن يف ليبي���ا ويف الزاوية متده���ور ‪ ،‬واحلل‬ ‫الوحيد هو تفكيك كل امليليش���يات الش���رعية‬ ‫والغ�ي�ر ش���رعية‪.‬وهذه الفوض���ى اليت نعيش���ها‬ ‫اآلن ق���د تك���ون من ص���احل من يري���د ان حيكم‬ ‫ليبي���ا مبف���رده ‪ ،‬كاإلخ���وان بالتحال���ف م���ع‬ ‫اجملرمني واملؤدجلني ‪.‬‬ ‫حممد الكواش _ مهندس نفط \صرباتة‬‫الوض���ع االم�ن�ي يف صربات���ة يعت�ب�ر أفضل من‬ ‫امل���دن االخرى نس���بيا ولكن ليس���ت آمنة كليا‬ ‫‪ ،‬فاألس���بوع املاض���ي حصل���ت حادث�ت�ي خط���ف‬ ‫س���يارات ‪ ،‬وبالنس���بة للوض���ع يف ليبي���ا بصفة‬ ‫عام���ة نرجو م���ن اهلل الس�ل�امة ألن الوضع بدأ‬ ‫مرعب ‪ ،‬واحلل هو اإلسراع يف إصدار الدستور‬

‫والضغ���ط عل���ى احلكوم���ة واملؤمت���ر الوط�ن�ي‬ ‫لتفعيل اجليش والشرطة بأقصى سرعــة ‪.‬‬ ‫نبيل احلاج _ إعالمي \طربق‬‫السبيل للخروج من هذه األزمة األمنية هو أن‬ ‫نثق ببعضنا كمواطنيني و كأجهزة أمنية و‬ ‫تش���كيالت مس���لحة ‪،‬وأن تتعاون كل اجلهات‬ ‫املعني���ة باألمن مع بعضه���ا البعض ‪ ،‬و أن تكون‬ ‫هلا إدارات ختاف اهلل و تراعي الليبيني ‪ ،‬وجيب‬ ‫أن يك���ون هن���اك مصاحلة وطنية ش���املة لكل‬ ‫املناط���ق ملا حصل يف أو قب���ل الثورة و املصاحلة‬ ‫ه���ذه ل���ن تتأت���ى إال بع���د س���ن قان���ون العدالة‬ ‫االنتقالي���ة و الب���دء يف تنفي���ذه ع�ب�ر القضاء و‬ ‫احملاك���م الرمسية للدولة لرد احلقوق و رفع‬ ‫املظامل ‪.‬ال أمن لن���ا إال إذا كف الليبيون أذاهم‬ ‫عن بعضهم البعض و أن حيبوا بعضهم أعتقد‬ ‫أيضا إراحة الليبيني يف حياتهم ماديا و خدميا‬ ‫سيوفر األمن و س���يجعلهم ينشغلون بأرزاقهم‬ ‫و مش���اريعهم كأن تغط���ى ق���روض س���كنية‬ ‫كافي���ة لليبي�ي�ن ‪ ،‬و كأن تعط���ى ق���روض‬ ‫مش���اريع صغرى و متوس���طة و تدخل الدولة‬ ‫كشريك و راعي للمشاريع ‪.‬‬ ‫•حواء بللو _ ناش��طة يف مؤسسات اجملتمع املدني \‬ ‫درنة‬ ‫اجلميع مسع ع���ن عمليات القتل واالغتياالت‬ ‫املس���تمرة لدرج���ة ان جمموعة ش���باب حاولت‬ ‫مجع متطوع�ي�ن حلماية املدين���ة ‪ ،‬ورغم كل‬ ‫م���ا جي���ري اآلن م���ن أح���داث مدمي���ة ‪ ،‬مازلت‬ ‫متفائل���ة ألن مدين���ة ينع���دم فيه���ا اي وج���ود‬ ‫لرج���ال االم���ن وتنع���م باس���تقرار نوع���ا م���ا ‪،‬‬ ‫بالنس���بة لي شئ مطمئن ‪ ،‬إن املواطنني ورجال‬ ‫األم���ن حياول���ون احملافظ���ة على أم���ن املدينة‬ ‫لتك���ون املدينة آمنه وخبري ‪ ،‬احلل بالنس���بة لي‬ ‫يكمن يف تشكيل جسم عس���كري واحد تنصهر‬ ‫في���ه كل التكوينات العس���كرية املوجودة اآلن ‪,‬‬ ‫ومع قيادة جيدة ‪,‬بالتأكيد أن معظم الليبيني‬ ‫س���ي ِثقوا يف ه���ذا التكوين ومن املمك���ن ان يكون‬ ‫س���بب يف احلد من انتش���ار الس�ل�اح ال���ذي بات‬ ‫مش���كلة عويص���ة يصع���ب حلها ‪ ،‬وف���ك مجيع‬ ‫الكتائب وانضمامها هلذا اجلسم العسكري‪.‬‬ ‫يف ليبيا حنتاج وبش���دة مؤسسة عسكرية قوية‬ ‫وفعالة‪ ،‬ألن األمن حاليا املش���كلة االهم يف هذه‬ ‫املرحلة وبزواهلا حل ملصاعب كثرية‪.‬‬ ‫•_ أ‪ .‬عم��ر أب��و القاس��م الككل��ي _ كاتب وأديب‬ ‫\ طرابلس‬ ‫أعتق���د أن���ه مل مت���ر بليبي���ا ف�ت�رة كان فيه���ا‬ ‫الوضع األمين أس���وأ منها اآلن‪ .‬كنا نش���كو من‬ ‫س���وء الوضع األمين يف حوالي العش���رين س���نة‬ ‫األخ�ي�رة من حقب���ة نظ���ام الق���ذايف‪ .‬لكن ذلك‬ ‫كان" تقص�ي�را" يف االهتم���ام بأمن املواطن‪ .‬أما‬

‫صرباته ‪ :‬سلوى العالقي‬ ‫ما نش���هده اآلن فهو" انفالت" يف الوضع األمين‬ ‫وتغ���ول اجلماع���ات املس���لحة املختلفة‪.‬تف���رد‬ ‫احلالة الليبية‪ ،‬ضمن ما يس���مى ببلدان الربيع‬ ‫العرب���ي‪ ،‬يتمثل يف انهيار املؤسس���ة العس���كرية‬ ‫ومؤسسة الش���رطة‪ .‬أي املؤسس���تني القادرتني‬ ‫على ضبط األمور وبسط نفوذ الدولة وتوفري‬ ‫درج���ة عل���ى األقل معقول���ة م���ن األمن‪.‬ينبغي‬ ‫االعرتاف بأنه مثة قوى ُمتغلغلة يف مؤسس���ات‬ ‫الدول���ة احلالي���ة وهلا صل���ة باملليشيات(س���واء‬ ‫كان���ت جهوية أو دينية) تعم���ل بقوة من أجل‬ ‫عرقلة بناء املؤسس���تني املذكورتني على أسس‬ ‫تقليدي���ة‪ .‬إنه���ا تس���عى إىل بن���اء كتائب‪ ،‬على‬ ‫غ���رار كتائب (القذايف)‪ ،‬ولك���ن ببعد جهوي أو‬ ‫دي�ن�ي وتتح���رك بتعليمات"زعم���اء" أو فتاوى‪،‬‬ ‫وليس وفقا لقوانني املؤسس���ة والدولة‪.‬ال يبدو‬ ‫لي أنه مثة حل واضح‪ ،‬أعتقد أن األمل الوحيد‬ ‫الباقي هو الرفض الش���عيب هل���ذا الوضع وهلذا‬ ‫التوج���ه والضغط باجتاه إبط���ال ما حياك من‬ ‫خطط‪.‬‬ ‫•حممود مفتاح _ إعالمي ‪ /‬العجيالت‬ ‫الوض���ع يف ليبيا بش���كل عام س���يء على مجيع‬ ‫األصع���دة ليس األمن فقط ‪ ،‬الوضع يف مدينة‬ ‫العجي�ل�ات غ�ي�ر مس���تقر ‪ ،‬ولك���ن ه���ذه األيام‬ ‫تشهد هدو ًء مقارنة باأليام املاضية ‪ ،‬فقد كان‬ ‫هناك ظاهرة سرقة السيارات بإجبار أصحابها‬ ‫عل���ى تركه���ا بقوة الس�ل�اح ‪ ،‬وه���ذه العمليات‬ ‫يقوم بها عصابات من دواخل املدينة ‪ ،‬فبعضهم‬ ‫بلغ مراكز الش���رطة ومل حيدث شيئاً ‪ ،‬ألن ما‬ ‫حيدث اآلن يف ظل الفوضى األمنية القانون ال‬ ‫س���لطة له ‪ ،‬فيج���ب اصدار الدس���تور يف اقصى‬ ‫سرعة وتطبيق القوانني الرادعة ألمثال هؤالء‬ ‫‪.‬‬

‫سهام الزهاني‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫ميادين يف ضيافة (جرمة ) أقدم مدينة ليبية‬

‫سعد صاحل عبد العزيزاخلبري االثري وممثل اليونسكو ملصلحة آثار أوباري‬

‫الربوفيس��ور موري هو أول من دخ��ل جلبال أكاكوس‬ ‫باجلم��ل ( ‪ )1953‬ال��ذي اس��تأجره م��ن مرافق��ه‬ ‫الشيخ الشريف أمحد حسن‬ ‫•بداية حدثنا عن سريتك الذاتية و بداية‬ ‫مشوارك كخبري يف علم اآلثار ؟‬ ‫بداية أنا من مواليد مدينة جرمة عام ‪1955‬‬ ‫‪ ،‬حصلت علي اجازة التدريس اخلاصة س���نة‬ ‫‪ 1975‬من حمافظة سبها ‪ ،‬وكنت صاحب‬ ‫الرتتيب الثاني علي مستوي دفعيت و الرتتيب‬ ‫الثام���ن عل���ي مس���توي اجلمهوري���ة آن���ذاك‪،‬‬ ‫وواصل���ت دراس�ت�ي و حصل���ت علي الش���هادة‬ ‫الثانوية س���نة ‪ ، 1977‬حيث مت توجيهي إلي‬ ‫كلية الشريعة و القانون يف مدينة البيضاء‬ ‫اليت درست بها سنة انتساب وكان أن ألغيت‬ ‫وأقفل���ت ه���ذه الكلية ‪ ،‬بعد ذل���ك عدت لكلية‬ ‫الرتبية يف س���بها قس���م اللغ���ة االجنليزية يف‬ ‫الكلي���ة التابع���ة لطرابل���س ‪ ،‬و ق���د عملت يف‬ ‫جمال التدريس ملدة سبعة عشر سنة ‪ ،‬و أول‬ ‫ما عينت كنت يف مدرسة سيدي النفاتي يف‬ ‫منطق���ة تاجوراء س���نة ‪ 1975‬بعده���ا ‪ ،‬علي‬ ‫كل حال تركت كل هذا و ركزت دراسيت‬ ‫علي اللغة االجنليزية ‪ ،‬و بعد إلغاء اللغات يف‬ ‫سنة ‪ 1986‬و قالوا لنا احبثوا عن فرص عمل‬

‫‪ ،‬اجته���ت إلي اجلان���ب اإلداري و عملت أمني‬ ‫س���ر اللجنة لبلدي���ة أوباري ‪ ،‬ثم أسس���ت يف‬ ‫سنة ‪ 1990‬كلية الرتبية (و هي اآلن معهد‬ ‫أفريقيا للغات ) بدأنا يف تدريس اللغات حنن‬ ‫و منطق���ة الزاوية ؛ و أسس���ت ه���ذه الكلية ب‬ ‫‪ 34‬طالب من الكلية وألول مرة يكون هناك‬ ‫مؤسس���ة للتعلي���م العالي يف ال���وادي ‪ ،‬عملت‬ ‫معهم ملدة س���بعة عش���ر س���نة ‪ ،‬و منها ذهبت‬ ‫ملواصلة دراس�ت�ي يف األكادميي���ة األمريكية‬ ‫فرع س���وريا ‪ ،‬و حتصلت علي املاجستري سنة‬ ‫‪ ، 2010‬و إلي حد اآلن أنا متعاون يف معهد‬ ‫املهن الشاملة لبنت بية ‪.‬‬ ‫خبصوص اآلثار كنت مراقب آثار اجلنوب‬ ‫لس���نة ‪ 2010‬و كان هذا عملي األساسي ‪ ،‬و‬ ‫بعدما مت اس���تبدالي بآخر ‪ ،‬انتدبت لتأسيس‬ ‫حممية آثرية طبيعية يف منطقة ( إمس���اك‬ ‫) كلف���ت به���ذه املهم���ة و أصبح���ت ممث���ل‬ ‫مصلح���ة اآلث���ار لدي منظم���ة اليونيس���كو‪،‬‬ ‫وعم���ل مع���ي فري���ق إيطال���ي م���ن منظم���ة‬ ‫اليونيس���كو و عملن���ا ه���ذا مس���تمر من س���نة‬ ‫‪ 2010‬إل���ي ح���د اآلن م���ع إنش���اء حممي���ة‬

‫اخلبري االثري س���عد صاحل عبد‬ ‫العزيز مل خيرت أن يكون حوارنا‬ ‫مع���ه َمكتبيا ب���ل قادن���ا حبنينه‬ ‫ومبا محل���ه من صلة ووش���ائج‬ ‫اىل قلب املكان حيث أقدم مدينة‬ ‫ليبية أثرية (جرمة ) ‪ ،‬وجرمة‬ ‫مدينة تبع���د عن أوباري حوالي‬ ‫عرفنا ومنحنا‬ ‫‪ 50‬كيلو مرت ‪َ ،‬‬ ‫املعلومات ح���ول املواقع اآلثرية‬ ‫‪...‬اقرتبن���ا م���ن املقاب���ر امللكي���ة‬ ‫للجرمن���ت ‪ 140( :‬ق�ب�ر ملكي)‬ ‫و(‪ 40‬ق�ب�ر للمل���كات و ‪100‬‬ ‫ق�ب�ر للمل���وك) وحي���ث اخلندق‬ ‫اجمل���اور هل���ا ‪...‬وكان أن قطعنا‬ ‫حلظة تأمل ُه بأول االسئلة ‪:‬‬ ‫إمساك اآلثرية الطبيعية ويتمثل يف حصر‬ ‫املواقع اآلثرية يف إمساك ‪.‬‬ ‫•كيف جاءت فكرة تأسيس هذه احملمية ؟‬ ‫احملمي���ة الطبيعي���ة اآلثري���ة ه���ذه ج���اءت‬ ‫نتيج���ة لعوام���ل التعري���ة و التخري���ب يف‬ ‫النق���وش الصخري���ة اليت يزخر بها إمس���اك‬ ‫‪ ،‬و نتيج���ة ألن الن���اس تصط���اد احليوان���ات‬ ‫الصحراوي���ة الودان و الغ���زالن ‪ ،‬و بدأوا اآلن‬ ‫يف إزالة األش���جار الصحراوية مثل الطلح و‬ ‫يس���تخدمونها إليقاد النار ‪ ، ،‬و عموما تأثرت‬ ‫هذه احليوانات نتيجة الصطيادها و هاجرت‬ ‫كلها لصحراء اجلزائ���ر ‪ ،‬بالرغم من مجال‬ ‫هذه احليوانات و خصوصا يف موسم األمطار‬ ‫و يف الربي���ع ‪ ،‬و لك���ن ب���دأ الصي���د ممنه���ج و‬ ‫صي���د لي���س بغ���رض أكل حل���م الغ���زال و‬ ‫ال���ودان ‪ ،‬و بدأت عملية االصطياد بالتس���ابق‬ ‫‪ ،‬و االصطي���اد بالس�ل�اح و ب���دأوا يتفاخ���رون‬ ‫م���ن أكثر واحد اصطاد غ���زال أو ودان !! ‪ .‬لو‬ ‫كان حباجة ألكله���ا ممكن يكتفي بواحدة‬ ‫او اثن�ي�ن ‪ ،‬و لك���ن الي���وم اصبح���وا يصط���ادوا‬ ‫بالثالث�ي�ن غ���زال ! و يفتخروا به���ا بتعليقها‬

‫خدجية األنصاري‬

‫عل���ي س���ياراتهم ‪ .‬موق���ف من املواقف الي‬ ‫رأيناها أنا و معي الفريق أثناء عملنا يف سنة‬ ‫‪ 2009‬كن���ا يف منطقة ( إمس���اك تامالت )‬ ‫و ألتقين���ا مع الش���رطة حل���رس احلدود يف‬ ‫بواب���ة خترخ���وري ‪ ،‬و وجدناه���م مصطادين‬ ‫ودان ح���ي ‪ ،‬و يلتقطون الصور مع هذا الودان‬ ‫!( املرب���وط ) و يتفاخ���رون باصطياده ! حنن‬ ‫استغربنا و لكن مل نقل هلم شيئا ‪،‬أنا أحرجت‬ ‫م���ن ه���ذا املوق���ف أم���ام فري���ق العم���ل و هم‬ ‫يتفاخرون ! ح�ت�ي حاولت أن أغطي املوقف و‬ ‫لكين مل أس���تطيع ! ‪ ،‬املهم من هذا املوقف فورا‬ ‫الربوفيسور رفع التقرير مباشرة لليونيسكو‬ ‫‪ ،‬و ق���ال هلم اآلن اجلي���ش اللييب يقضي علي‬ ‫الث���روة احليواني���ة و هذه الث���روة احليوانية‬ ‫ليس���ت ملك لليبيني فقط بل هي لإلنسانية‬ ‫بالكام���ل و لدين���ا هذه املنطقة ال�ت�ي نعتربها‬ ‫حممي���ة و علين���ا احملافظة عل���ي احليوانات‬ ‫ال�ت�ي تأويها و ه���ذه الطريق���ة املمنهجة اليت‬ ‫قض���ي بها اجليش علي هذه الثروة ‪ ،‬و رفعت‬ ‫نسخة من التقرير للسلطات يف تلك الفرتة‬ ‫و يف س���نة ‪ 2010‬كان���ت الكارث���ة األكرب ‪،‬‬


‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪ -2 27‬يونيو‪/‬‬ ‫‪ 26 (( -59‬ـ‬‫العدد‬ ‫الثالثة ‪-‬الثانية‬ ‫السنة السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫سبتمبر‬ ‫أغسطس‪2 -‬‬ ‫‪) 120‬‬ ‫العدد (‬

‫منطق��ة امس��اك يوج��د فيها ما نس��ميه ال��رؤوس احلجري��ة ‪ ،‬يرجع‬ ‫تارخيها إىل ماليني السنني وهي األقدم حسب الدراسات‬

‫كانت هن���اك جمموعة م���ن األوالد املهمني‬ ‫يف املنطق���ة ال�ت�ي نعتربها حممي���ة و كانوا‬ ‫يصط���ادوا هم اآلخري���ن يف الغ���زال و الودان‬ ‫قريب���ا م���ن حق���ل الفي���ل ‪ ،‬كنا نعم���ل علي‬ ‫دراس���ة يف نف���س املوق���ع و كن���ا نعم���ل علي‬ ‫أس���اس تكون مس���افة ‪100‬مرت بني كل منا‬ ‫كفري���ق و كال من���ا حيم���ل جه���از العمل ‪،‬‬ ‫فوجدن���ا جمموعة تط���ارد الغزال بس���يارات‬ ‫جمه���زة و الرصاص قريب منا ‪ ،‬فتوقفنا عن‬ ‫العمل و أصر الفريق علي العودة ملقر اإلقامة‬ ‫‪ ،‬فاتصلنا برئاسة املصلحة و الرئاسة اتصلوا‬ ‫بالعمي���د (عل���ي كنة) املس���ؤول العس���كري‬ ‫للمنطق���ة‪ ،‬و رفض أن يتكلم م���ع الصيادين‬ ‫ألنه���م أوالد املهم�ي�ن هك���ذا ق���ال ! و املصيبة‬ ‫األك�ب�ر كان الصي���د بالرصاص قريب من‬ ‫خطوط النفط !‬ ‫وم���ع إصرار الفريق علي الع���ودة و إصراري‬ ‫عل���ي البق���اء كان���ت الطريق���ة الوحيدة هي‬ ‫العم���ل يف مكان ابعد من هذه املنطقة و كان‬ ‫ه���ذا بع���د حم���اوالت معه���م ‪ ،‬و هلذا الس���بب‬ ‫أصرت اليونيس���كو علي إنشاء حممية آثرية‬ ‫طبيعي���ة حبي���ث احملافظ���ة علي اآلث���ار من‬ ‫التشويه مثل التشويه الذي حصل يف سلسلة‬ ‫جبال أكاكوس ‪ ،‬و حيت التشويه يف إمساك‬ ‫نتيجة لألفواج الس���ياحية و ع���دم معرفتهم‬ ‫باآلث���ار و النق���وش الصخري���ة و الكهوف ‪ ،‬و‬ ‫عادة ما تكون النقوش و الرس���وم منقوشة يف‬ ‫الكهوف و يأتي الس���واح س���واء من الداخل أو‬ ‫اخلارج ‪،‬يوقدون النار يف داخل الكهف للطبخ‬ ‫أو تغي�ي�ر زيوت الس���يارات ‪ ،‬و اذكر يف احدى‬ ‫امل���رات ج���اءت جمموعة من املنش���ية و كان‬ ‫هن���اك نقوش قطيع م���ن الزراف���ات يف وادي‬ ‫متخندوش و موجود إل���ي حد اآلن و كانت‬

‫هذه أول مرة تدخل فيها هذه اجملموعة هلذه‬ ‫املنطق���ة و كان عنده���م س�ل�اح و كان هذا‬ ‫يف التس���عينات و ب���دأوا ب���رش كل النقوش‬ ‫بالرصاص و مع األس���ف الصخور ال ترمم ‪،‬‬ ‫و هلذا السبب احملمية هذه مهمتها أن يعملوا‬ ‫ملثل هذه املناطق منافذ دخول معينة للسياح‬ ‫و ال تك���ون ُمتاحة بالكام���ل ‪ ،‬و هناك أماكن‬ ‫معينة ال يرتادها إال العلماء للدراس���ة فقط‬ ‫‪ ،‬و بقي���ة الس���ياح تك���ون هلم أماك���ن معينة‬ ‫‪ ،‬و خبص���وص احليوان���ات كث�ي�را م���ا تأت���ي‬ ‫يف مواس���م األمط���ار و ترتع يف ه���ذه املناطق‬ ‫خصوصا الودان ألنه حيتاج ألماكن شاهقة‬ ‫و اجلب���ال ‪ ،‬و اآلن تكاث���رت احليوان���ات يف‬ ‫الف�ت�رة احلالي���ة ألن الصيد أصب���ح قليل يف‬ ‫فرتة ما بعد الثورة ‪.‬‬ ‫•مما يتكون فريق العمل يف احملمية ؟ و ما هو‬ ‫الدور املناط بهم ؟‬ ‫فريق العمل هذا ع���ادة يتكون من خمتصني‬ ‫يف اجليولوجي���ا ‪ ،‬و جمموع���ة مهندس�ي�ن ‪ ،‬و‬ ‫فري���ق متخص���ص يف النبات���ات ‪ ،‬و التع���رف‬ ‫عل���ي النباتات الصحراوي���ة و اليت تتكون من‬ ‫اآلف من األنواع املختلفة من هذه األعشاب و‬ ‫الشجريات ‪ ،‬و كذلك الدراسة تشمل كيفية‬ ‫القيام بصناعة األدوية من هذه األعش���اب و‬ ‫كي���ف يس���تخدمها الن���اس يف الع�ل�اج و يف‬ ‫األكل و ه���ذه بصف���ة عام���ة اهتماماتن���ا يف‬ ‫الدراس���ة اليت نق���وم بها ‪ ،‬يف الس���ابق كانت‬ ‫غري مدروسة منطقة إمساك و هذه الدراسة‬ ‫ألول مرة جتري يف منطقة إمس���اك ‪ ،‬و هذه‬ ‫م���ن أولوياته���ا حتديد املواقع ال�ت�ي يوجد بها‬ ‫آثار حيت لو تعرضت هذه املواقع للس���رقة أو‬ ‫أي قطعة من القطع يتم التعرف علي مكان‬ ‫القطع���ة و املوق���ع الذي س���رقت من���ه ‪ ،‬و هذا‬

‫حي���دد عمرها الزم�ن�ي و وضعيته���ا ‪،‬منطقة‬ ‫امس���اك باعتباره���ا قدمي���ة و قدمي���ة جدا و‬ ‫يوج���د فيها ما نس���ميه ال���رؤوس احلجرية ‪،‬‬ ‫ويرج���ع تارخيه���ا إلي ماليني الس���نني و هي‬ ‫متحج���رة ‪ ،‬و موج���ودة يف بقية دول العامل و‬ ‫لكن املوجود هنا هو األقدم حس���ب الدراس���ات‬ ‫و هل���ذا الس���بب اليونيس���كو عن���د جتميعه���ا‬ ‫املُقتني���ات اآلثرية و اللق���ي اآلثرية فتجري‬ ‫دراسات و حتدد األقدم و هلذا السبب املنظمة‬ ‫تعطي خصوصية ملنطقة إمساك ‪.‬‬ ‫•ما الظروف اليت تتحكم يف طبيعة عملك‬ ‫كخبري أثري وكمؤسس حملمية آثرية طبيعية ؟‬ ‫م���ن املواق���ف ال�ت�ي حصل���ت أثن���اء عملن���ا و‬

‫‪09‬‬ ‫الفري���ق اإليطال���ي ‪ ،‬ففي بداي���ة الثورة كنا‬ ‫قريبني من أوباري و اإلقامة الدائمة كانت‬ ‫يف حق���ل الفيل ‪ ،‬و رحلتن���ا يف اليوم تكون من‬ ‫مس���افة ‪ 300‬ك م إل���ي ‪ 400‬ك م ‪ ،‬و خني���م‬ ‫يف املكان الذي نصل إليه ملدة أسبوع أو عشرة‬ ‫أيام ‪ ،‬و بعد فرتة نع���ود ملكان اإلقامة الدائمة‬ ‫حق���ل الفي���ل ‪ ،‬و كنا يف ثالثة أي���ام رحلة و‬ ‫قامت الثورة و حنن ال ندري و كنا نعمل يف‬ ‫موقعن���ا و ليس لدينا أي خ�ب�ر بقيام الثورة و‬ ‫حنن نري الطائرات و لكننا مل نس���تغرب ألن‬ ‫يف احلق���ول توجد مهابط و مط���ارات فنحن‬ ‫معتادين عل���ي مرور الطائرات ‪ ،‬و عرفنا بعد‬ ‫ثالث���ة أيام إن ه���ذه الطائرة تعم���ل طلعات‬ ‫لتبحث عنا إلبالغنا بالثورة و بضرورة عودة‬ ‫الفريق اإليطالي املكون من عشرين شخص‬ ‫لبالدهم ؛ و كنت أنا اللييب الوحيد معهم ‪ ،‬و‬ ‫يف اليوم الثالث حددوا موقعنا يوم ‪ 20‬فرباير‬ ‫حيت علمنا بأن هن���اك ثورة ‪ ،‬بعدما انقطعت‬ ‫االتصاالت بيننا حنن و احلقل و قلنا إن هذه‬ ‫أمور طبيعي���ة ‪ ،‬و يف اليوم الثالث ارس���لوا لنا‬ ‫س���يارات و حيت يصلوا إلين���ا حيتاجوا لقطع‬ ‫مس���افة س���تة س���اعات ألن املنطق���ة وع���رة‬ ‫ودي���ان و جبال و املس���افة كان���ت بعيدة جدا‬ ‫حيت يصل���وا من موقع عملنا حنن ‪ ،‬و بعد أن‬ ‫وصلوا إلينا طلب���وا منا اخلروج من املنطقة ‪،‬‬ ‫و هن���اك طائرة تنتظر الفري���ق اإليطالي يف‬ ‫مط���ار س���بها ‪ ،‬و بع���د احتدام األح���داث اقفل‬ ‫مط���ار طرابلس الدول���ي و مل يتمكن الفريق‬ ‫من مغادرة اجلنوب و بعد االتصال بالس���فري‬ ‫االيطالي أرس���ل هلم طائ���رة صغرية كانت‬ ‫للحق���ل‪ ،‬و لك���ن الطي���ار رف���ض أن يوصلهم‬ ‫ملطار طرابلس وقال م���ن املمكن أن أوصلهم‬ ‫إلي مطار س���بها ‪ ،‬استنجدنا بالسفري و مدير‬ ‫احلقل و لكن عل���ي كل حال هم مل يتمكنوا‬ ‫من مغادرة حقل الفي���ل و بقينا يف الصحراء‬ ‫‪ ،‬و غ���ادروا احلقل بعد أس���بوع تقريبا ارس���لوا‬ ‫هل���م طائ���رة عس���كرية و أخذتهم م���ن مطار‬ ‫س���بها إل���ي مط���ار طرابل���س ‪ ،‬و م���ن وق���ت‬ ‫ه���ذه احلادث���ة كلفت أن���ا جبلب املع���دات و‬ ‫االهتمام بالدراسة اليت بدأنا يف العمل عليها‬ ‫و االحتف���اظ به���ا ‪ ،‬لدينا دراس���ة االن و عملنا‬ ‫حوال���ي مخس�ي�ن ي���وم قطعن���ا مس���افة ‪600‬‬ ‫ك م ‪ ،‬و طبيع���ة عملن���ا كان���ت باملربع���ات و‬ ‫املس���تطيل و اليت كانت ‪ 4×10‬مرت و مقسم‬ ‫إلي ‪ 100‬مرت ‪ ،‬عموم���ا كانت لدينا طريقة‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫طائ��رة إيطالية تبحث عنا إلبالغنا بالث��ورة و بضرورة عودة الفريق‬ ‫البحثي اإليطالي‬

‫عم���ل منظمة و معينة كن���ا نعمل عليها ‪ ،‬و‬ ‫عملنا يف تلك الف�ت�رة موجود و حافظنا عليه‬ ‫علي أن نكمله يف الفرتة القادمة ‪.‬‬ ‫•ماذا بشأن متحف جرمة اآلثري ؟‬ ‫حنن تكلمنا مع جمموعة العاملني باملتحف‬ ‫و ضمين���ا القطع املوج���ودة باملتحف و وزعت‬ ‫علي املوظفني لالحتفاظ بها ‪ ،‬و بعد حتسنت‬ ‫األوضاع ارسلوا لنا فريق من طرابلس و أخذ‬ ‫ه���ذه القطع لرئاس���ة املصلح���ة ؛ و القرابني‬ ‫و أش���ياء آخ���ري موجودة يف املتح���ف ‪ ،‬و مثل‬ ‫م���ا توقعنا تع���رض املتحف للس���رقة و إن مل‬ ‫يتمكنوا من س���رقة ش���يء ألن األشياء املمكن‬ ‫س���رقتها حافظنا عليه���ا ‪ ،‬و بعده���ا تعرضت‬ ‫املراقبة للس���رقة و كانت عصابات مس���لحة‬ ‫و مت تكس�ي�ر األبواب و حاولوا سرقة األجهزة‬ ‫‪ ،‬و لكن مل يتمكنوا أيضا من س���رقة األجهزة‬ ‫و هم س���جلت عليهم الس���رقة و حنن وجدنا‬ ‫األجهزة ‪.‬‬ ‫•هل عدمت لعملكم بعد الثورة أنت و الفريق‬ ‫اإليطالي ؟‬ ‫ج���اء إل���ي ليبيا رئي���س الفريق س���نة ‪2011‬‬ ‫الربوفيس���ور (س���افينو بي�ب�ي ريني���ا) و كان‬ ‫مع���ه الربوفيس���ور م���وري ‪ ،‬الربوفيس���ور‬ ‫موري ه���و أول من دخل جلب���ال أكاكوس‬ ‫باجلم���ل يف ‪ 1953‬ع���ن طري���ق عقب���ة يف‬ ‫وادي تنازوف���ت قريب���ا م���ن غ���ات ‪ ،‬كان معه‬ ‫الش���يخ الش���ريف أمحد حس���ن و كانوا أول‬ ‫من طلعوا ألكاكوس ع���ن طريق اجلمل ‪،‬‬ ‫الشيخ الش���ريف كان لديه مجل و استأجره‬ ‫للربوفيس���ور االيطال���ي م���وري و طلع���وا به‬ ‫لألكاك���وس ‪ ،‬و الي���وم األكاكوس كما‬ ‫تري حيت السيارات الصغرية أصبحت تدخل‬ ‫ألكاك���وس و لكن يف الس���ابق صعب جدا ‪،‬‬ ‫و كان االختب���ار ال���ذي قام به الربوفيس���ور‬ ‫للجم���ل ترك���وا اجلم���ل ه���و ال���ذي خيت���ار‬ ‫الطري���ق ألن السلس���لة اجلبلي���ة كان���ت‬ ‫عمودية فاجلمل بدأ خيتار الطريق املناس���ب‬ ‫له ‪ ،‬عموما جاء رئيس الفريق يف ش���هر يناير‬ ‫‪ 2011‬و التقين���ا يف طرابل���س لالحتف���ال‬ ‫باس�ت�رجاع بع���ض القط���ع اآلثري���ة نهبته���ا‬

‫جمموع���ات و الث���وار قام���وا باس�ت�رجاعهم‬ ‫م���ن املطار قب���ل اهلروب بالقطع فاس���تدعينا‬ ‫الربوفيس���ور ‪ ،‬و طل���ب مين الربوفيس���ور أن‬ ‫يأتي ألوباري ليأخذ نتائج عملنا يف الدراسة‬ ‫فقل���ت له أن���ا ال اس���تطيع حتمل مس���ؤولية‬ ‫جميئ���ك ألوب���اري ‪ ،‬ألن األم���ن ضعي���ف ‪ ،‬و‬ ‫كان احل���ل يف ذلك الوقت أن كلفنا س���يارة‬ ‫حبي���ث أخذت له عملنا إلي طرابلس ‪ ،‬و اآلن‬ ‫متوق���ع إنهم يرجعوا للعم���ل يف يناير القادم‬ ‫إلستئناف العمل ‪.‬‬ ‫•هل تعترب منطقة إمساك أقدم من املدينة‬ ‫القدمية جرمة ؟‬ ‫بالنسبة ملدينة جرمة و األكاكوس و جبل‬ ‫زنككرا هذه املناطق متزامنات ‪ ،‬و لكن جرمة‬ ‫باعتبارها من أق���دم مخس مدن تكونت منها‬ ‫ليبي���ا ‪ :‬جرمة ‪ ،‬آويا ‪ ،‬صرباتة ‪ ،‬لبدة ‪ ،‬ش���حات‬ ‫‪ ،‬ه���ذه أق���دم مخس م���دن تكونت منه���ا ليبيا‬ ‫عندما كان اس���م ليبيا يش���مل من نهر النيل‬ ‫إل���ي احملي���ط األطلس���ي كل ه���ذه املنطقة‬ ‫كان امسها ليبيا ‪ ،‬و هذا موجود إلي حد اآلن‬ ‫يف خرائط بطليموس و هناك مصادر تؤكد‬ ‫هذا ‪ ،‬تغريت هذه يف فرتة االس���تعمار ‪ ،‬و حيت‬ ‫املغ���رب كانت تس���مي يف الس���ابق الس���اقية‬ ‫احلمراء وادي الذهب ‪.‬‬ ‫•ما معين األمساء اليت تسمي بها املناطق‬ ‫كتخرخوري و إمساك و غريها ؟‬ ‫عموما قدميا كانت تطلق هذه األمساء علي‬ ‫األش���خاص أو اآلهلة ‪ ،‬و لدينا دراسة ملعرفة‬ ‫معان���ي األمساء أيضا يف علم اللغة من ضمن‬ ‫فري���ق العمل‪،‬الغري���ب يف األم���ر أن الغ���رب‬ ‫لديه���م أقس���ام يف هامب���ورغ يف أملاني���ا ومنها‬ ‫قس���م خاص لفك رموز التيفين���اغ و حنن ال‬ ‫يوجد لدينا ذلك لالس���ف حن���ن ( راقدين ) ‪،‬‬ ‫باملناسبة بالنس���بة للتفيناغ يوجد الكثري من‬ ‫الن���اس يقولون هذه لغ���ة الطوارق ألنهم هم‬ ‫م���ن يتعام���ل معه���ا ‪ ،‬و لك���ن تارخيي���ا مشال‬ ‫أفريقي���ا بالكامل عدا مص���ر كلهم يتعاملوا‬ ‫بالتفين���اغ ‪ ،‬اجلرمن���ت ال�ت�ي ه���ي م���ن أقدم‬ ‫اخلمس مدن كانوا يتعامل���ون بالتفيناغ ‪ ،‬و‬

‫مل���اذا اآلن يتم تدريس���ها؟ ألن التفيناغ نوعني‬ ‫يف إح���دى املرات ذهبت أنا و معي بروفيس���ور‬ ‫أملاني ملنطقة الربكت و املكنوسة و اينجران‬ ‫و الش���اطئ ‪ ،‬و وجدنا جمموعة من الطوارق‬ ‫لديهم لوحة منق���وش عليها نقش بالتفيناغ‬ ‫مل يع���رف الط���وارق ما هو ه���ذا النقش ‪ ،‬ألن‬ ‫التيفيناغ نوعني هناك الن���وع القديم و النوع‬ ‫احلديث ‪ ،‬النوع احلدي���ث يعرفه الطوارق أما‬ ‫النوع القديم فال يعرفونه ‪ ،‬و الشخص الذي‬ ‫ذهبن���ا له كان عمره ‪ 120‬س���نة و رمسنا له‬ ‫النق���وش علي الرم���ل و مل يعرفه���ا ‪ ،‬ما أريد‬ ‫توضيح���ه هن���ا أن مس���ألة الق���دم حتدده���ا‬ ‫احلفري���ات اآلثري���ة و الدراس���ات التارخيية‬ ‫و الف���رق املتخصص���ة و يت���م جتمي���ع كل‬ ‫احلقبة و املعلومات ح�ت�ي يعرفوا الفرتة اليت‬ ‫قام���ت فيه���ا ه���ذه احلض���ارة و م���دي قدمها‬ ‫‪ ،‬أعطي���ك مث���ال عل���ي الطفل���ة احملنط���ة يف‬ ‫املتح���ف ‪،‬هذه الطفل���ة لتحدي���د الفرتة اليت‬ ‫عاش���ت فيها كان هن���اك فريق متخصص و‬ ‫متكامل يف كل اجملاالت و مت حتديد الفرتة‬ ‫الزمني���ة ال�ت�ي عاش���ت فيه���ا ه���ذه الطفلة و‬ ‫كانت ‪ 300‬سنة قبل امليالد ‪.‬‬ ‫جممل القول ه���ذا العمل حيتاج منا الكثري و‬ ‫حيتاج من���ا أن حنافظ علي امل���وروث الثقايف‬ ‫ال���ذي يعت�ب�ر هويتن���ا و تارخين���ا ‪ ،‬و مع كل‬ ‫آس���ف أن ش���بابنا مل يع���وا بأهمية ه���ذا الدور‬ ‫و أهمي���ة ه���ذه الثقافة ‪ ،‬و هلذا الس���بب جتد‬

‫البح�ي�رات ‪ ،‬فالتن���وع هذا اكس���بها الكثري ‪ ،‬و‬ ‫أن���ت يف الصح���راء و تنوعه���ا يف كل دقيق���ة‬ ‫تكتسب معلومة جديدة ‪.‬‬ ‫•هذا يعين أن اهتمامكم باجلانب اآلثري مرفق‬ ‫باهتمامكم باجلانب السياحي أيضا ؟‬ ‫بالنس���بة لن���ا حن���ن نهت���م فق���ط باجلان���ب‬ ‫اآلث���ري فقط ‪ ،‬الس���ياحة مت حتويلها لوزارة‬ ‫السياحة أما اآلثار مت ضمها لوزارة الثقافة ‪،‬‬ ‫لكن حنن (هيئة) حلالنا ‪ ،‬و لكن تشرف علينا‬ ‫وزارة الثقافة باعتبار اآلثار و املتاحف كلها‬ ‫جوان���ب ثقافية ‪ :‬النقوش‪ ،‬الصخ���ور ‪،‬املقابر‪،‬‬ ‫املواق���ع اآلثري���ة كله���ا ثقافي���ة ‪ ،‬و كل م���ا‬ ‫يتعلق مبا خلفه اإلنسان من آثر و يتمثل هذا‬ ‫يف امل���دن و املقابر و األس���واق ‪ ،‬هذا ما منيز به‬ ‫األماك���ن اآلثرية كخرباء ‪ ،‬أعطيك مثال ‪:‬‬ ‫منطقة (تاقللت ) كلنا نعرفها فيها أهرامات‬ ‫و فيه���ا مق�ب�رة و نتيجة لدراس���ات اجلمعية‬ ‫الربيطاني���ة الليبية ‪ -‬وه���ذه اجلمعية تعمل‬ ‫يف ليبيا من الس���تينات ‪ ، -‬اكتش���فنا يف سنة‬ ‫‪ 2009‬آثار موجودة علي السطح و من ناحية‬ ‫آخري عندما جاء موس���م حقلي مدته ثالثة‬ ‫أش���هر و عملوا وجدوا أن من أقدم املواقع هي‬ ‫املوج���ودة يف (تاقللت) ‪ ،‬ومت ضم هذه املنطقة‬ ‫بالكام���ل ملصلحة اآلثار ‪ ،‬وه���ذه املنطقة مع‬ ‫األس���ف منه���ا م���ا مت ختطيطها كم���زارع و‬ ‫قطع أراض���ي ‪ ،‬وألن يف هيئ���ات اآلثار عندما‬ ‫يُكتش���ف موق���ع آث���ري ح�ت�ي ل���و كان يف‬ ‫منزل���ك أو مزرعت���ك يصبح مل���ك للدولة و‬ ‫يت���م تعويضك ‪ ،‬و املوقع املوج���ود يف (تاقللت)‬ ‫هذا أق���دم من مدينة جرم���ة ‪ ،‬و اهمل املوقع‬ ‫و تع���رض لعوام���ل التعري���ة ‪ ،‬ح�ت�ي الطريق‬ ‫الرئيس���ي يعترب موقع آثري ‪ ،‬و اآلثار قريبة‬ ‫جدا علي سطح األرض تبعد ‪ 20‬سم فقط ‪.‬‬ ‫وحت���ى مدينة جرم���ة و اليت تعت�ب�ر من أهم‬ ‫سعد صاحل عبد العزيز و خدجية األنصاري‬

‫الع���زوف و ال أحد يتجه لدراس���ة علم اآلثار‬ ‫و مع اآلسف املتخصصني يف اآلثار يف الوادي‬ ‫قلة قليلة جدا ‪ ،‬و أغلبهم متعاونني ‪.‬‬ ‫أري���د أن اذك���ر و ذك���رت ه���ذا يف اح���دي‬ ‫الصح���ف بأننا حنن حنتاج ملؤسس���ة كاملة‬ ‫لالهتم���ام باآلثار و الس���ياحة و خصوصا أن‬ ‫الع���امل اآلن اجت���ه للس���ياحة الصحراوي���ة ‪،‬‬ ‫س���ياحة الش���مال درس���وها و أصبح باإلمكان‬ ‫الوصول إليه���ا ‪ ،‬و الس���ياحة الصحراوية هلا‬ ‫خصوصيته���ا س���واء يف تارخيه���ا أو مظهرها‬ ‫فاللب���اس اخل���اص الش���اش ( اخلص���ة ) ‪ ،‬أو‬ ‫الطبيع���ة الصحراوي���ة و التن���وع البيئ���ي يف‬ ‫الصح���راء جتد الرمال ‪ ،‬جت���د اجلبال ‪ ،‬جتد‬

‫املناط���ق الليبية حض���ارة و تارخيا تعاني من‬ ‫تهمي���ش إعالمي ‪ ،‬ح�ت�ي يف القن���وات الليبية‬ ‫تأت���ي بصور ل���كل امل���دن الليبي���ة اآلثرية ما‬ ‫ع���دا جرمة مل نر هل���ا و ال ص���ورة يف أي من‬ ‫القن���وات ‪ ،‬و أعطيك مثل آخ���ر كل املراقبات‬ ‫علي مس���توي ليبيا و ه���ي مخس مراقبات يف‬ ‫ليبي���ا تس���مي بإس���م املدينة القدمي���ة ما عدا‬ ‫جرم���ة ! مراقبة آثار جرم���ة أمسوها مراقبة‬ ‫آثار اجلنوب و مرة أمسوها مراقبة آثار فزان‬ ‫‪ ،‬ملاذا ال تس���مي بإس���م املدين���ة القدمية ؟ ملاذا‬ ‫ال نس���ميها مراقبة آثار جرم���ة كغريها من‬ ‫امل���دن القدمي���ة ال�ت�ي مسيت مبس���مياتها أي‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫اسوة باملراقبات اآلخري ‪،‬‬ ‫ه���ذا يدل علي عدم املعرف���ة بهذه احلضارة ‪،‬‬ ‫و للمعلوم���ة فإن احلض���ارة اجلرمنتية أول‬ ‫حض���ارة تق���ام يف الصحراء الك�ب�ري بالكامل‬ ‫و س���بقت حيت احلضارات يف تش���اد و أفريقيا‬ ‫‪،‬و س���جلت أقدم حض���ارة يف تاريخ الصحراء‬ ‫‪ ،‬و كان���ت حض���ارة ذات س���يادة كانت دولة‬ ‫منظم���ة ذات مملك���ة كان���ت نظ���ام ملكي و‬ ‫فيه���ا نظ���ام حك���م و فيه���ا قوان�ي�ن و لوائح و‬ ‫حدودها واسعة كانت حدودها من أبوجنيم‬ ‫مش���اال إلي عند مش���ارف الصحراء الكربي و‬ ‫تصل إلي عند األكاكوس و تاسيلي ‪.‬‬ ‫مل���اذا التقلي���ل م���ن قيمةه���ذه احلض���ارة ؟ و‬ ‫مل���اذا ال نفتخر به���ا ؟ فاحلض���ارة الليبية هي‬ ‫احلضارة الوحيدة اليت مل تتأثر بأي حضارة‬ ‫أُخري ‪ ،‬احلضارات اآلخري تأثرت باليونانية‬ ‫و اإلغريقية و احلضارات كلها تأثرت ألنها‬ ‫كانت يف الش���مال ‪ ،‬أما احلضارة اجلرمنتية‬ ‫حضارة ليبي���ة خالص���ة ‪ ،‬اهلل ( حبانا ) مبناخ‬ ‫صع���ب و منطق���ة بعي���دة و صع���ب الوصول‬ ‫إليه���ا و ه���ذه نعمة ‪ ،‬محُ افظ���ة بعض املواقع‬ ‫اآلثري���ة عل���ي هويته���ا ‪ ،‬يف الش���مال هن���اك‬ ‫حضارات ُسرقت و آخري امتدت عليها أمواج‬ ‫البح���ر و ضاعت و اليت مت تهريبها ‪ ،‬يف س���نة‬ ‫‪ 1997‬مت لفت االنتباه هلذه احلضارة بعدما‬ ‫ليبي���ا اجتهت للس���ياحة الصحراوية و بدأت‬ ‫س���يارات الدف���ع الرباع���ي تدخ���ل الصح���راء‬ ‫و لك���ن م���ن قب���ل أل أح���د يس���تطيع دخ���ول‬ ‫الصح���راء لصعوبته���ا ‪ ،‬و ال ميك���ن الوص���ول‬ ‫للصحراء بدون خبري ‪.‬‬ ‫هل���ذا من األفض���ل أن تك���ون هن���اك ضوابط‬ ‫للس���ياح و مينعوا من دخول بعض األماكن‬ ‫اليت ته���م العلم���اء هن���اك ممارس���ات معيبة‬ ‫كأن ينقش الس���ائح امسه جبان���ب النقوش‬ ‫القدمي���ة ه���ذا يزع���ج العلماء كث�ي�را و يعد‬ ‫ختري���ب لآلث���ار ‪.‬هن���اك ف���رق بس���يط ب�ي�ن‬ ‫الس���ياحة و اآلثار ‪،‬و الفرق بينه���م إن اآلثار‬ ‫دوره���م احملافظ���ة علي املوق���ع اآلثري كما‬ ‫هو ‪ ،‬و حيت الس���ياحة يف اآلث���ار تكون علمية‬ ‫و منظم���ة أو يك���ون املرافق من خ�ب�راء اآلثار‬ ‫ح�ت�ي ال يت���م العب���ث به���ا ‪ ،‬هلذا الس���بب نقوم‬ ‫بعملي���ات الرتمي���م و الصيان���ة حيت حنافظ‬ ‫عل���ي خصوصية املواقع ‪ ،‬أما الس���ياحة يهمه‬

‫املورد و املكس���ب املادي و يتم اس���تغالل املوقع‬ ‫من الس���ياح فمثال عندما افتتحت الس���ياحة‬ ‫يف ( أكاك���وس) و( إمس���اك) أت���وا الس���ياح‬ ‫باملئ���ات و ه���ذا ما يؤث���ر يف املواق���ع اآلثرية و‬ ‫يعم���ل عملي���ة تل���وث ونش���ر لللمخلف���ات و‬ ‫قط���ع لألش���جار ‪ ،‬ل���و كانت ه���ذه الرحالت‬ ‫اس���تطالعية و غري ختريبية ف�ل�ا مانع ؛ هذا‬ ‫الفرق أن السياحة يهمها االستثمار و املردود‬ ‫املادي و اآلثار بالعكس ‪ ،‬لوال الس���ياحة الغري‬ ‫منظمة ملا كانت هناك عمليات ختريب ‪.‬‬ ‫لو ترك���ت املواقع اآلثرية لآلث���ار كان هذا‬ ‫أفضل م���ن تركه���ا للس���ياحة ‪ ،‬اخللط بني‬ ‫اآلثار و الس���ياحة أمر خاطئ ‪ ،‬و يف فرتة من‬ ‫الف�ت�رات مت ضم اآلثار للمراف���ق !! و املرافق‬ ‫أصبح���ت تعط���ي املواق���ع اآلثرية عل���ي إنها‬ ‫أراض���ي صاحلة للس���كن ! و أن���ا اذكر لعند‬ ‫س���نة ‪ 1988‬ال أحد يس���تطيع أن يضع حيت‬ ‫مس���مار يف موق���ع آث���ري أم���ا اآلن أصبح���ت‬ ‫ُمستباحة ‪.‬‬ ‫كي���ف تعط���ي موقع آث���ري عل���ي إنه صاحل‬ ‫للزراع���ة أو الس���كن و الن���اس إل���ي ح���د اآلن‬ ‫يف مزارعه���م يكتش���فون مقاب���ر آثري���ة و‬ ‫ال يعرف���ون كي���ف يتعامل���وا معه���ا ‪ ،‬و يف‬ ‫الس���تينات عمل���وا حص���ر للمنطق���ة وج���دوا‬ ‫أكث���ر م���ن مائ�ت�ي ألف ق�ب�ر للجرمن���ت ‪ ،‬و‬ ‫اجلرمن���ت عنده���م طريقته���م اخلاص���ة يف‬ ‫الدف���ن ( كاجلنني يف بطن أم���ه ) و هذا جاء‬ ‫بع���د مراحل تط���ور‪ ،‬ألنه يف البداي���ات كانوا‬ ‫يدفن���ون املي���ت يف وضعي���ة الوق���وف ‪ ،‬و بعد‬ ‫التط���ور قال���وا األص���ح أن ندف���ن املي���ت و هو‬ ‫جال���س ‪ ،‬و بعد تطور آخر قالوا هذه الطريقة‬ ‫غري إنسانية و أفضل طريقة للدفن توصلوا‬ ‫هلا و هي كما أسلفت كاجلنني يف بطن أمه‬ ‫‪ ،‬و يف تل���ك الفرتة مل يتوصل���وا كيف كان‬ ‫اجلن�ي�ن يف بط���ن أمه و لكن ج���اء هذا نتيجة‬ ‫يف فصل الش���تاء عندما ينام اإلنس���ان و يكون‬ ‫الغط���اء قص�ي�ر و اجلو ب���ارد كان أول وضع‬ ‫يأخذه هو هذا الوضع هم استقوها من هنا ‪.‬‬ ‫•ما هي الرسالة اليت توجها للمحافظة علي‬ ‫املواقع اآلثرية و هذه احلضارة ؟‬ ‫آمت�ن�ي من صناع الق���رار أن يعطوا لفتة هلذه‬ ‫احلض���ارة العريق���ة ال�ت�ي مل تتأث���ر ببقي���ة‬ ‫احلض���ارات اآلخري و احملافظة علي املوروث‬

‫الثق���ايف و اعطائه أهمية و االهتمام بش���باب‬ ‫ه���ذه املنطقة و تت���اح هلم الفرص للدراس���ة‬ ‫و إنش���اء مرفق يتعلق باآلثار و الس���ياحة يف‬ ‫ه���ذه املنطقة أس���وة باملناطق اآلخ���ري ‪ ،‬ألن‬ ‫بقي���ة املناطق اآلخ���ري فيها باحث�ي�ن و فيها‬ ‫دارس�ي�ن بالنس���بة ملراقبة آثار اجلنوب (اللي‬ ‫مف���روض) يكون امسها مراقبة آثار جرمة و‬ ‫يعطوها أهمي���ة و االهتمام باملتخصصني يف‬ ‫اآلثار ألن من ال ماضي له ال حاضر له ‪.‬‬ ‫و ه���ذه لفت���ة طيب���ة منك���م ‪ ،‬ألن األخ���وة يف‬ ‫الش���مال مع كل أسف ال يعرفوا حيت ما هي‬ ‫جرم���ة ؟ أو أين تقع ه���ذه املدينة ؟‪ ،‬و ميت ما‬ ‫ذك���رت جرمة ذكرت خبج���ل !‪ ،‬ملاذا ؟ علي‬ ‫الرغم من إنها هي األصل و الليبيني بالكامل‬ ‫مدين�ي�ن للحضارة اجلرمنتي���ة ‪ ،‬و عليهم إن‬ ‫يش���هروها ويعرفون بها لألجي���ال املتالحقة‬ ‫‪ ،‬ألنه���ا احلض���ارة الوحي���دة ال�ت�ي حافظ���ت‬ ‫عل���ي هويتها ‪ ،‬حنن ال نش���كك يف احلضارات‬ ‫و لك���ن أغلبها تأثرت حبض���ارات آخري ‪ ،‬من‬ ‫العي���ب جدا عندما اذهب ألي دولة من الدول‬ ‫أس���أل عن جرم���ة وال أجد جيي���ب! وهم من‬ ‫داخ���ل الب�ل�اد ‪ ،‬أعطي���ك مث���ال عندما كنت‬ ‫مدرس يف مدرس���ة يف تاجوراء س���نة ‪1975‬‬ ‫س���ألت الطلبة س���ؤال عندما سألوني من أين‬ ‫يا أس���تاذ فقلت من جرمة ‪ ،‬فسألت هل منكم‬ ‫م���ن يع���رف مدين���ة جرمة ؟ مع كل آس���ف‬ ‫طالب���ة واحدة أجاب���ت و قالت أن���ا أعرفها‪ ،‬و‬ ‫قال���ت جرم���ة مدينة أثرية تق���ع يف اجلنوب‬ ‫اللييب و املؤس���ف أن ه���ذه الطالب���ة الوحيدة‬ ‫مصري���ة ! البقية الباقية مل يكونوا قد مسعوا‬ ‫به���ا عل���ي الرغم م���ن إنها كان���ت مقررة يف‬ ‫منهج الصف اخلامس ابتدائي و هم طلبة يف‬ ‫الصف التاسع !‬ ‫ملاذا مل تعمل مدينة جرمة القدمية و متحفها‬ ‫بعد الثورة وأصبحت ُمهملة و ُمقفلة ؟‬ ‫نعم هي مهمل���ة و أصبحت بعض منها مكب‬ ‫للقمام���ة مع األس���ف و املتح���ف كذلك مع‬ ‫األس���ف أصبح مرعى لألغن���ام ‪ ،‬و جمموعة‬ ‫العامل�ي�ن باملتح���ف ال حيرك���ون س���اكنا ‪،‬‬ ‫و اآلن املتح���ف حيتاج إلع���ادة نظر و حيتاج‬ ‫لع���رض ُمتحفي جديد ‪ ،‬باعتباربهذا املُتحف‬ ‫كان هناك جناح خاص (بالطاغية القذايف)‬ ‫و هلذا الس���بب حنتاج لعرض جديد تش�ت�رك‬

‫‪11‬‬ ‫في���ه البعث���ات الدولية ح�ت�ي يب���دأ عمله من‬ ‫جديد ‪ ،‬أما املواقع فاالهمال احلاصل فيها هو‬ ‫بسبب تقاعص املوظفني ال يرغبون يف العمل‬ ‫يف مواقعه���م و م���ع هذا يتقاض���ون مرتباتهم‬ ‫‪ ،‬أري���د أن أقول أن مس���ألة االهتمام و العمل‬ ‫مس���ألة وطني���ة بغ���ض النظ���ر ع���ن املقاب���ل‬ ‫فرج���ا ًء احملافظة احملافظة علي املواقع ما هو‬ ‫املُضري ل���و أنت كموظف أتيت و اس���تطلعت‬ ‫املوق���ع ‪ ،‬ألن االهم���ال واض���ح و خصوص���ا‬ ‫املتحف ‪ :‬فاألغنام ال ترعي فقط يف املتحف و‬ ‫لكنها تلد أيضا يف املراقبة و املتحف !‬ ‫و يف امل���رة القادم���ة س���أذهب بك���م إلي قصر‬ ‫وط���وط و جب���ل زنكك���را ال���ذي أقيم���ت فيه‬ ‫احلضارة اجلرمنتي���ة و الذي يرجع تارخيه‬ ‫إلي ‪ 10‬أآلف سنة قبل امليالد ‪ ،‬و جبل العوينات‬ ‫الشرقية و جبال األكاكوس و جبل غنيمة‬ ‫ه���ذه من أق���دم اجلب���ال ‪ ،‬و لك���ن خصوصية‬ ‫جب���ل زنكك���را أن احلض���ارة اجلرمنتية أول‬ ‫ما تأسس���ت كانت فوق قمة جب���ل زنككرا و‬ ‫مبنية باألحج���ار ‪ ،‬اآلن الرومان و األروبيني‬ ‫قال���وا مس���تحيل املتخلفني يف الصح���راء أن‬ ‫يبنوا مدينة باألحجار ‪ ،‬و لكن اكتشفوا إنها‬ ‫بني���ت باألحجار املنظمة و الضخمة و ارتقاع‬ ‫ه���ذا اجلبل حوالي م���ن ‪ 600‬إلي ‪ 700‬مرت و‬ ‫توجد عليه نقوش صخري���ة و منها زرافتني‬ ‫ارتفاع الواحدة منهم حوالي ‪ 2‬مرت منقوشات‬ ‫علي جبل زنكك���را و جمموعة من احليوانات‬ ‫اآلخ���ري منها األبقار و وحيد القرن و النعام‬ ‫و كذل���ك يوجد رأس جرمنيت الوحيد الذي‬ ‫يوضح صفات اجلرمنت بالنقش الذي حنن‬ ‫نس���ميه النقش ( الغاير ) ‪ ،‬و هذه فكرة عامة‬ ‫عن اجلبل إلي حني الزيارة ‪.‬‬ ‫[ امله���م أن���ه حاص���ل إهم���ال ش���ديد للمواقع‬ ‫اآلثري���ة نتيج���ة ألنه���ا أصبح���ت مكب���ات‬ ‫للقمامة ‪،‬و الناحية الثانية أنها أضحت دائما‬ ‫مقفل���ة ‪ ،‬أما بالنس���بة للمتح���ف فالظروف‬ ‫العامة هي اليت تسببت يف وضعه احلالي ‪ ،‬ما‬ ‫م�ب�رر غياب املوظفني ع���ن العمل علي الواقع‬ ‫اآلثري���ة حيت ُتهم���ل و تصبح مكب���ات ؟ علي‬ ‫املوظف�ي�ن حتم���ل مس���ؤولياتهم و أن يلزموا‬ ‫أماكن عملهم ‪ ،‬و املطل���وب منهم هو تفعيل‬ ‫احلماي���ة هل���ذه املواق���ع م���ع عودة الش���رطة‬ ‫السياحية ‪ ،‬و خنشى أن يزيد األمر سو ًء ]‬ ‫و أن���ا اآلن اعت�ب�ر خب�ي�ر يف جم���ال اآلث���ار‬ ‫خربتي عش���رين سنة ‪ ،‬من سنة ‪ ، 1993‬و مل‬ ‫ينصفوني من فرتة إلغاء اللغات إلي حد اآلن‬ ‫و درجيت الوظيفية احلادي عشر ‪ ،‬و أنا اعمل‬ ‫‪ 38‬سنة يف الدولة و زمالئي اآلن يف الدرجة‬ ‫الرابعة عش���ر ‪ ،‬و عملت ملدة عشرين سنة يف‬ ‫اآلث���ار و مل َ‬ ‫ات���رق إال ملرة واح���دة و أنا عملت‬ ‫تظل���م و قل���ت هلم ح�ت�ي ل���و عملت لعش���رة‬ ‫سنوات بدل من سبعة ترقيات يف تلك الفرتة‬ ‫عل���ى األق���ل أترق���ي ترقيت�ي�ن ‪ ،‬و لك���ن علي‬ ‫كل حال أن���ا طيلة الفرتة ال�ت�ي عملت فيها‬ ‫كن���ت متعاون ألجل بل���دي و ألجل وطين و‬ ‫حب الوط���ن من اإلميان ‪ ،‬و أن���ا ما بذلته من‬ ‫جهد ال أريد مقابل مع إن املقابل يساعدنا يف‬ ‫تس���هيل األمور العائلية واحلياتية‪ ،‬و أحاول‬ ‫بق���در اإلم���كان أن أس���اعد يف احملافظة علي‬ ‫هذا املوروث و أح���اول أن نأخذ بيد جمموعة‬ ‫م���ن الش���باب الناش���طني و تدريبه���م حبي���ث‬ ‫يس���اعدوني و يأخ���ذوا ه���ذه املهم���ة ‪.‬ختام���ا‬ ‫اش���كركم علي هذه اللفت���ة الطيبة والنادرة‬ ‫اليوم‪..‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫سبتمبر‬ ‫أغسطس‪2 -‬‬ ‫‪) 120‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫سبتمبر‬ ‫أغسطس‪2 -‬‬ ‫‪2727( - () -120‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫قصة‬

‫القطار‬ ‫فتحي نصيب‬ ‫ابتع���ت صحيفة " لوموند " ‪ ,‬وجملة رخيصة‬ ‫واسعة االنتشار خمصصة الستطالع األبراج‬ ‫والنجوم واستش���راف املس���تقبل ‪ ,‬استخدمها‬ ‫للتع���ارف إذا صدف وجلس���ت جب���واري فتاة‬ ‫فرنس���ية يانعة وتعاني من وط���أة الضغوط‬ ‫النفسية اليت خيلفها العيش يف املدن الكربى‬ ‫" كباريس " مث ً‬ ‫ال ‪.‬‬ ‫وج���دت أن ل���دي نص���ف س���اعة عل���ى قدوم‬

‫قط���اري ‪ ,‬فق���ررت التج���وال والتف���رج عل���ى‬ ‫أصن���اف البش���ر الذي���ن تع���ج به���م حمطة "‬ ‫قاردي ليون " ‪.‬‬ ‫اكتظ���ت احملط���ة باملس���افرين واملودع�ي�ن‬ ‫واملس���تقبلني ؛ كان املودع���ون باك�ي�ن‬ ‫واملس���تقبلون ضاحك�ي�ن ولكنه���م مجيع���اً‬ ‫حيملون باقات الزهور ‪.‬‬ ‫متح���ف ح���ي م���ن البش���ر ‪ :‬أفارق���ة‬

‫متفرنس���ون ‪ ،‬إيطاليون بأصواتهم املرتفعة ‪..‬‬ ‫أمريكيون " باجلينز " وشطائر " اهلامربجر "‬ ‫‪..‬أس���يويون بقاماتهم القصرية وردود فعلهم‬ ‫البطيئ���ة وعيونهم الضيقة اليت تكاد ختتفي‬ ‫حني يبتسمون ‪.‬‬ ‫ق���رأت بلوحة اإلعالن���ات " االلكرتونية " رقم‬ ‫الرصيف الذي س���يحط به قطاري فاجتهت‬ ‫حن���وه ووقف���ت يف املكان املخص���ص لركاب‬

‫حماولة أولي‬ ‫عبداللطيف جويلي‬

‫يف طياتها‬ ‫ليلة اخرى يف بردية‬ ‫تغلفها الساعة‬ ‫على اهلالل‬ ‫و ظل الك ّتاب‪،‬‬ ‫جرس املدرسة‬ ‫و ترنيمة اهلارب‪،‬‬ ‫دنانري امية‬ ‫ورق الرقيم‬ ‫طعم اللوتس‬ ‫و رقص فتيلة‪،‬‬ ‫لوج ٍد يرسم على اجلدار‪.‬‬

‫الدرج���ة الثانية ‪ ,‬وقفت جبانيب عجوز أنيقة‬ ‫وبيدها باقة زهر‪.‬‬ ‫س���ألتنى ‪ :‬لق���د تأخ���ر القط���ار ع���ن موعده ‪,‬‬ ‫أليس كذلك ؟‪.‬‬ ‫أجبتها ‪ :‬يبدو أن مثة خطبا ما ‪ ..‬هل تنتظرين‬ ‫أحداً ؟‪.‬‬ ‫قالت ‪ :‬إنين بانتظار ابين ‪.‬‬ ‫ هل هو قادم من " بيزانسون " ؟‬‫ كال ‪ ..‬من اجلبهة ‪.‬‬‫استفسرت ‪ :‬أية جبهة ؟‬ ‫قالت ‪ :‬من أملانيا ‪.‬‬ ‫ ولك���ن ه���ذا الرصيف خمص���ص للرحالت‬‫الداخلية ‪.‬‬ ‫قال���ت ‪ :‬اعتدت أن اس���تقبله هنا ‪ ..‬س���يأتي إىل‬ ‫هنا ‪ ..‬إنين متأكدة ‪.‬‬ ‫أردت تزجية الوقت فاسرتسلت معها بالكالم‬ ‫‪.‬‬ ‫ ولكن ‪ ..‬ولدك ‪ ..‬أعين ماذا يفعل يف أملانيا ؟‬‫قال���ت ‪ :‬أنه جمن���د باجليش ‪ ,‬ومعس���كره بــ "‬ ‫سرتاسبورج " ‪ ,‬ذهب إلسقاط احلكم النازي ‪.‬‬ ‫سألتها ‪ :‬أي حكم ؟‬ ‫ إنه حيارب إلسقاط " هتلر " ‪.‬‬‫قلت هل���ا موضحاً ‪ :‬ولكن " هتل���ر " هذا انتهى‬ ‫حكمه منذ نصف قرن ‪.‬‬ ‫أجاب���ت ‪ :‬كال ‪ ،‬اب�ن�ي يش���ارك يف احل���رب‬ ‫وسيعود ‪ ..‬إنين متأكدة سيعود ‪ ..‬ولذا أنا هنا‬ ‫‪ ،‬طاب يومك‪.‬‬ ‫تركتين حني مسعت هدير القطار القادم ‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫سبتمبر‬ ‫أغسطس‪2 -‬‬ ‫العدد) ‪-‬‬ ‫‪120‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪-2 27‬‬ ‫‪ 2627‬ـ‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫سبتمبر‬ ‫أغسطس‪2 -‬‬ ‫‪(( -59‬‬‫‪)( 120‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنةالسنة‬

‫كرامة حتت الدراسة (إىل سوريا اجلرحيه)‪.......‬‬ ‫سامل التاوسكي‬ ‫شاطرين‬ ‫ع الشاشات ندعو لك‬ ‫ايفك اهلل أسرك‬ ‫لو عطش الفاتورة‬ ‫يرويه برتولك‬ ‫أيام أو ساعات يٌعلن نصرك‬ ‫ناخذو دور البطولة حننا اللي حررنا‬ ‫يا امراية كرامه‬ ‫انكسرت‬ ‫شوه مناظرنا‬ ‫يف عني طفله تنتظرنا‬ ‫منا توقعيت‬ ‫ملا توجعيت‬ ‫إرسال املعونة بس‬ ‫مهمة ضمائرنا‬ ‫خاطي هذي عن شي ماتسألنا‬ ‫من غري منه أو مجيل‬ ‫وحكاية تدخلنا‬ ‫اعتربيه‬ ‫ضمن املستحيل‬ ‫ألن السالم محامه‬ ‫تطري لكن بإذن إسرائيل‬ ‫عارفني طبعا ذنبها عارفني‬ ‫مهما يكون غفرنا‬ ‫كلمه أخريه‬ ‫تزعج نوم األمرية‬ ‫امسها "اجلوالن "‬ ‫شكراً لوقفتنا‬ ‫الذبح باجملان‬ ‫ماهزت كرامتنا‬ ‫صرخة‬ ‫(أنا ماني‪ ....‬أنا إنسان)‬ ‫تراجيديا املشهد‬ ‫عليه تشهد‬ ‫ضمري واستشهد‬ ‫واجلنازة مشاعرنا‬ ‫املعونة بس مهمة ضمائرنا‬ ‫يفزعولك خوتك أي خوتك‬ ‫مازلنا انتمنوا نشرة األخبار‬ ‫حتذف شريط اسكوتنا‬ ‫يف حفل موتك‬ ‫وتعلن تنحي حضرة البشار‬ ‫كنيت اتظنينا أكبار لعيونك‬ ‫أثبتنا يامحص ماأصغرنا‬ ‫املعونة بس مهمة ضمائرنا‬ ‫شايفني جوع ومرض‬ ‫وتقولوا واجعتنا‬ ‫ياحيف هتك العرض‬ ‫تصفيقة جلامعتنا‬ ‫من أصل عشرين واثنني‬ ‫رقم احلاضرين‬ ‫يف عاجل النشرة‬ ‫السادة الغايبني‬ ‫يعدواالعشرة‬ ‫غابوا اعذريهم‬ ‫خايفني منك تفضحيهم‬

‫كيف ما إنفضح‬ ‫موقف العشرة‬ ‫قراف متناسق مع البدلة‬ ‫املهم يف اال جتماع‬ ‫أمريكا اإلقامة امتددله‬ ‫مقابل وطن ضاع‬ ‫أي بعثة وأي تفاوض؟؟؟‬ ‫ياأخي فكونا‬ ‫خبوه عار أوجوهكم‬ ‫قدام دمعه يف الشرف مطعونة‬ ‫أرجو االجابه جاوبونه‬ ‫راقدين انتو وينكم ؟‬ ‫جامعة ملعونه‬ ‫كان التخاذل دينكم‬ ‫عفواً‪ ..‬بيكم كفرنا‬ ‫وتعرضوا انتو البطولة‬ ‫حننا اللي حررنا‬ ‫حننا‬ ‫املعونة بس مهمة ضمائرنا‬ ‫عطيهم ايسهرولك‬ ‫على التاريخ‬

‫ومن علي اآلخر تقدم‬ ‫كل يوم يُذبح شيخ‬ ‫وحوش فوق عيله يتهدم‬ ‫يف امتحان املكاسب‬ ‫حظك تلميذ راسب‬ ‫واضح االختالف‬ ‫عكس من دزوهلا اسعاف‬ ‫يف الوقت املناسب‬ ‫البس عقاله‬ ‫حيضر يا حلب‬ ‫ايقيس نبض احلاله‬ ‫لكن حسب الطلب‬ ‫وايسمعك لعبة كالم‬ ‫مايتوسل اليتسول‬ ‫وباسم الراعي للسالم‬ ‫صاحب األرض يتحول‬ ‫بعدها عليك اتسجلي ياشام‬ ‫كان املنقذ األول‬ ‫داعم األعالم‬ ‫ايريدك اتغنيله‬ ‫اقصد ترقصيله‬

‫علي نغم يسلم من جرب خاطرنا‬ ‫املعونة بس مهمة ضمائرنا‬ ‫افتحي اكتاب السياسه‬ ‫الفصل األول لستفاده‬ ‫انيت شوي حساسه‬ ‫لو تعرضيت ألباده‬ ‫ملفك حتت الدراسة‬ ‫اقري آخر فصل تلقي‬ ‫مكتوب‪ ...‬يابنياس‬ ‫فينا النخوة أعلنت اإلفالس‬ ‫ويعرضلك البوم اصورنا‬ ‫يف سهرة شرف ينداس‬ ‫كيف لألجناس‬ ‫رقصنا وبندرنا وخبرنا‬ ‫لو تعرضيت ألبادة‬ ‫حنن العرب‬ ‫‪ ...‬ساكتني‪ ......‬كالعادة‬ ‫ساكتني‪ ......‬كالعادة‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫رمبا ‪!!! ....‬‬

‫الشيخ (فتح اهلل حواص)‪...‬رجل اإلعتدال و السماحة‪..‬‬ ‫مجعة أمحد عتيقة‬

‫عطية األوجلي‬

‫رمبا حنتاج اىل أكثر من وقفة مع هكذا خرب‪.‬‬

‫فاملس���ألة قد تس���لط قبس من ضوء على منط تفكري و‬ ‫ً‬ ‫طوي�ل�ا وأرهقنا و حنن ال‬ ‫أس���لوب تصرف قد لصق بنا‬ ‫نزال نتش���بت به و ندفع مثنه من دمائنا و من مستقبل‬ ‫أطفالنا ‪ ...‬بل و من إنسانيتنا‪.‬‬ ‫إنه���ا فلس���فة الث���أر املقيتة ال�ت�ي تدفع بن���ا يف جنون ال‬ ‫لنعاق���ب القات���ل فحس���ب و إمن���ا لتدم�ي�ر كل م���ا قد‬ ‫يذكرن���ا به ‪ ...‬والديه ‪ ..‬أطفاله ‪..‬إخوته ‪ ..‬أبناء عمومته‬ ‫‪ ..‬بل حتى املباني اليت قد ضمت يوما جسده ‪ ..‬او مدينته‬ ‫او بعض من عشريته ‪...‬‬ ‫إن���ه احلق���د املق���دس ال���ذي الزال يرت���ع يف عقولن���ا و‬ ‫منارس���ه ف���رادى و مجاع���ات ‪ ...‬قبائ���ل وحكوم���ات ‪ ...‬ال‬ ‫حيتمل تأجيل أو تسويف ‪ ..‬أنه العبادة األوىل ملن إقرتب‬ ‫من حدود اهلمجية‪.‬‬

‫رمبا حنتاج اىل أكثر من وقفة ‪....‬‬

‫املوت حق و كل الناس مدركة‪ ..‬تلك‬ ‫س���نة اهلل يف خلقه ( إذا ج���اء أجلهم ال‬ ‫يس���تقدمون ساعة و ال يس���تأخرون )‬ ‫و ال نق���ول إال ما يرض���ى اهلل‪ ..‬غري أن‬ ‫رحي���ل بع���ض الن���اس و غيابه���م يثري‬ ‫لواع���ج الفق���دان و األمل و اللوع���ة‪ ..‬و‬ ‫خاص���ة إذا كانوا ممن تركوا أثراً يف‬ ‫النفس و بصمات يف الذاكرة‪...‬‬ ‫عرف���ت الش���يخ " فات���ح ح���واص" يف‬ ‫النص���ف الثان���ي م���ن س���تينات القرن‬ ‫املاضي‪ ..‬كنت يافعاً أحتسس طريقي‬ ‫يف دني���ا ( الن���اس و األف���كار)‪ ,‬تعرف���ت‬ ‫على الرجل و عرفته عن طريق بعض‬ ‫زمالئي يف مدرس���ة طرابلس الثانوية‬ ‫و ت���رددت على منزله مبنطقة ش���ارع‬ ‫الصري���م‪ ..‬فعرفت���ه إنس���اناً ال يتطلب‬ ‫الول���وج اىل قلب���ه و مساح���ة مكنوناته‬

‫مي���زران‪ ..‬رمب���ا كانت ه���ذه احلادثة‬ ‫دافعي للتعرف عليه شخصياً ‪..‬‬ ‫كان شيخنا اجلليل فيما عرفته عنه‬ ‫و عن قرب وطنياً حتى النخاع ‪ ..‬كان‬ ‫توجهه اإلسالمي ( اإلخوان املسلمني)‬ ‫معت���د ً‬ ‫ال متفتح���اً حم���اوراً واثق���اً من‬ ‫زاده املع���ريف موقن���اً ب���أن اإلس�ل�ام‬ ‫ه���و املك��� ّون األساس���ي يف بن���اء اهلوي���ة‬ ‫الوطني���ة دومن���ا تعص���ب أو تطرف أو‬ ‫غل��� ّو‪ ..‬مل يكن حديثه و ال خطبه مج ً‬ ‫ال‬ ‫خش���بية متش���نجة موت���ورة ‪ ..‬تدّع���ي‬ ‫ملك احلقيقة و اليقني و تشهر سيف‬ ‫البغض���اء و الكراهي���ة يف وج���ه اآلخ���ر‬ ‫‪ ..‬ب���ل كان يؤم���ن حب���ق اإلختالف ‪..‬‬ ‫و يدع���و اىل س���بيل رب���ه باحلكم���ة و‬ ‫املوعظة احلسنة‪.‬‬ ‫و بعد نكبة ( إنقالب س���بتمرب املشؤوم‬

‫الرص���د و الرتبص كم���ا دفعت غريه‬ ‫اىل أن يقل���ص م���ن دائ���رة عالقات���ه و‬ ‫نش���اطاته و حدّت من حيويته ‪ ..‬إال أنه‬ ‫بقي طوداً ش���اخماً دومنا مس���اومة أو‬ ‫إذعان ‪...‬‬ ‫ً‬ ‫مل أعد ألتقي���ه إال ملاما ‪ ..‬و كانت آخر‬ ‫مرة يف مأمت ش���قيقه ( عب���د اخلالق )‬ ‫جلس���ت اىل جانبه ‪ ..‬و حتادثنا همس���اً‬ ‫عما جيري يف البالد ‪ ..‬فلمست أن ذلك‬ ‫التوهج الذي خبا وهجه بفعل العسف‬ ‫ال زال روح���اً و ّق���ادة ‪ ..‬وقودها الناس و‬ ‫همومه���م و الوط���ن و جراحه ‪ ..‬و رغم‬ ‫احل���زن و آالم الس���نني الفاج���رة الذي‬ ‫كان يطل م���ن نظراته فال زال األمل‬ ‫ي���راوده ‪ ..‬يف أن موعده���م الصبح و أن‬ ‫الصبح قريب بإذن اهلل ‪ ...‬و يشاء اهلل أن‬ ‫يكرم���ه و ّ‬ ‫مين عليه بأن يش���هد جناح‬

‫فإمرأة يابانية ش���ابة ‪ ...‬إختربت جنون الشرق األوسط‬ ‫املق���دس عندما أُختطف زوجها الصحفي الش���اب الذي‬ ‫مل يك���ن طرف���ا يف إي ن���زاع ‪ ..‬و مل يرتك���ب إي جرمي���ة‬ ‫سوى أن قدماه قد قادتاه اىل الوجه املظلم لشرق عربي‬ ‫بائ���س جيرت املاض���ي بعن���اد و يصنع أوهام الس���يوف و‬ ‫اخلناجر و البيادق‪...‬‬

‫رمبا حنتاج ‪...‬‬

‫فالرجل ُقطعت رأس���ه يف مش���هد وحش���ي ال يليق حتى‬ ‫بأكل���ة حلوم البش���ر ‪ ..‬ولكنه ال يهز ش���عرة من ضمري‬ ‫أم���ة تغوص لقم���ة ش���عرها يف مياه احلق���د املقدس‪....‬‬ ‫القت���ل هنا ال ش���أن ل���ه بالضحية اليت ق���د تكون جمرد‬ ‫عاب���ر س���بيل نتغن���ى يف قصصن���ا بتفردن���ا حن���ن على‬ ‫إكرام���ه وتكرميه ‪ ....‬خندعه و خنادع انفس���نا بكلمات‬ ‫سرعان ما تتالشى أمام طقوس "هوالكية" بإمتياز ‪....‬‬

‫رمبا ‪....‬‬

‫فامل���رأة الياباني���ة س���لكت دربا تاه���ت عن���ه أقدامنا منذ‬ ‫ق���رون‪ ...‬يف زم���ن اصب���ح احلديث فيه عن التس���امح ال‬ ‫يتجاوز كرسات اإلنش���اء و أحاديث مثقفي الفنادق ‪...‬‬ ‫وصار القتل و السحل وقطع الرؤوس و برت االعضاء و‬ ‫التعذي���ب واالغتصاب و الكذب وجب���ة يومية نلتهمها‬ ‫‪...‬و حليب نرضعه ألطفالنا‪.‬‬ ‫هذه اليابانية مل تستدع قبيلتها و مل تستنجد بعشريتها‬ ‫او أقربائها يف أجهزة السلطة و إمنا إختارت أن ترتبط‬ ‫ذك���رى زوجه���ا بفع���ل غائب يف ه���ذا الش���رق البائس‬ ‫‪ ...‬إخت���ارت و إحن���ازت اىل احلي���اة ‪ ...‬فق���ررت أن تب���دأ‬ ‫محلة لفتح مستش���فى باملدينة اليت شهدت قطع رأس‬ ‫زوجه���ا‪ ....‬فوهب���ت وقتها وطاقته���ا و عقله���ا و جهدها‬ ‫جلمع التربعات الت���ى و صلت ‪ 17‬مليون دوالر لتبعث‬ ‫بها رس���الة لن يفك طالمسها ش���رقاً ق���د أعمت قلوبه‬ ‫األحق���اد و األوهام وجعلته ينتش���ي بالعودة الس���ريعة‬ ‫اىل الرببرية األوىل‪.‬‬ ‫_____________‬ ‫‪Lawgali1@hotmail.com‬‬

‫إس���تئذاناً ‪ ..‬طلق احمليا ‪ ..‬باسم الثغر ‪..‬‬ ‫طيب املعشر ‪ ..‬تعلمت على يديه كيف‬ ‫يصن���ع التواضع ‪ ..‬و العلم‪ ..‬و الثقافة‪..‬‬ ‫توليفة حمببة جتعل لإلنس���ان مكانة‬ ‫يف النفوس دومن���ا تكّلف أو إصطناع ‪..‬‬ ‫أو إدعاء‪.‬‬ ‫كان الش���يخ " فات���ح" أنذاك خطيباً يف‬ ‫مسجد ( س���يدي محودة) بطرابلس و‬ ‫كان منربه منارة للوعي و اإلس���تنارة‬ ‫و الوطني���ة ‪..‬و ال أنس���ى ي���وم دخلت (‬ ‫خي���ول احلكومة) اىل صحن املس���جد‬ ‫بع���د خطبة مش���هورة و مش���هودة إثر‬ ‫أح���داث مقت���ل الطلب���ة يف بنغ���ازي (‬ ‫‪ ) 1964‬و كيف ثار الناس و حتلقوا‬ ‫حول���ه حلمايت���ه ‪ ..‬لتنطل���ق بعده���ا‬ ‫مظاه���رة عارمة تطال���ب مبحاكمة‬ ‫املس���ؤولني عن اجلرمية متجهة حنو‬ ‫منزل رئيس احلكومة آنذاك ( املرحوم‬ ‫حم���ي الدي���ن فكي�ن�ي ) يف آخر ش���ارع‬

‫) وج���د الش���يخ فات���ح و م���ن ه���م على‬ ‫ش���اكلته أنفس���هم يف وج���ه منط���ق‬ ‫األحذية الغليظ���ة و اخلوذات الصماء‬ ‫لتب���دأ يف حيات���ه مرحل���ة جدي���دة‬ ‫‪..‬قوامها العسف و اجلرمية و مصادرة‬ ‫الرأي ‪ ..‬و كان أن وجد نفس���ه يف عام‬ ‫‪ 1973‬يف الس���جن مع رفاقه ‪ ..‬واجه‬ ‫التعذي���ب و التزيي���ف و اإلف�ت�راء و‬ ‫التش���ويه ‪ ..‬و ضربت لفح���ات – الريح‬ ‫اهلوج���اء و ش���واظ الن���ار احل���ارق هذا‬ ‫اجلبل املعج���ون بالكربياء فكان صابراً‬ ‫حمتسباً صامداً ‪ ..‬و حتى حينما حاول‬ ‫( النظ���ام املرتدي) أن جي��� ّره اىل دائرة‬ ‫فقهاء الس���لطة و ش���يوخ الس���لطان مل‬ ‫ينج��� ّر اىل م���ا يش���ينه و إنص���رف بعد‬ ‫خروج���ه م���ن الس���جن اىل مهنت���ه يف‬ ‫تدري���س صحي���ح الفق���ه و الش���ريعة‬ ‫كمتخصص حم�ت�رف ‪ ..‬و إن كانت‬ ‫ق���د دفعت���ه أدوات العس���ف و املراقبة و‬

‫ثورة الشعب على اإلستبداد‪.‬‬ ‫بقت كلمة يف حق هذا الرجل ‪ ..‬و هي‬ ‫أن���ه و إن واجه أدوات القهر و العس���ف‬ ‫بصالب���ة و عزمي���ة ال تل�ي�ن ‪ ..‬ف���إن ما‬ ‫ح���اق به من جح���ود و نكران و جتاهل‬ ‫من رفاقه و من يدعون أنهم على دربه‬ ‫و نهج���ه أم���ر م���ؤمل مس���تهجن ‪ ..‬فلم‬ ‫أمسع أحداً منهم – حتى اآلن – يقيم‬ ‫حفل تكريم له يف حياته أو يذكره يف‬ ‫التأري���خ ( حلركة اإلخوان املس���لمني‬ ‫يف ليبي���ا) ب���ل مت جتاهله و ه���و النجم‬ ‫الثاقب و العلم الساطع‪...‬‬ ‫فهل بدون الوف���اء و التواصل و تكريم‬ ‫الرم���وز ميك���ن لن���ا أن نب�ن�ي ذاك���رة‬ ‫ال خيالطه���ا التزيي���ف و ال تش���وهها‬ ‫أراجيف األدعياء ‪..‬‬ ‫رح���م اهلل الش���يخ فت���ح اهلل ح���واص و‬ ‫عوضنا فيه خرياً ‪...‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫اهلوية واالنتماء‬ ‫حممد شنيب‬ ‫ُ‬ ‫اهلوي���ة واالنتماء كلمتان نرددهما‬ ‫كث�ي�را ‪ ،‬وكثريا ما ننجر وراء الفهم‬ ‫اخلاطئ هلم���ا وذلك نتيج���ة لعوامل‬ ‫كث�ي�رة م���ن أهمه���ا اجلو السياس���ي‬ ‫املُس���يطر عل���ى الثقاف���ة اإلجتماعية‬ ‫اليت نعي���ش فيها‪،‬أتذك���ر مرة كان‬ ‫السيد وزير الثقافة اللييب يف حكومة‬ ‫الكي���ب يق���دم برنام���ج وزارت���ه يف‬ ‫مرك���ز اجله���اد اللييب وذل���ك لفرتة‬ ‫وزارته وورد يف هذا التقديم " ثقافتنا‬ ‫العربية واإلسالمية "‪.‬وقمت وعلقت‬ ‫على ه���ذا التعب�ي�ر أو املدل���ول والذي‬ ‫إعتربت���ه وم���ا أزال أعت�ب�ره مدل���وال‬ ‫وتعب�ي�را خاطئ���آ ع�ل�اوة عل���ى قدمه‪،‬‬ ‫فالثقاف���ة كائن متح���رك ديناميكي‬ ‫وليس بالكائن الستاتيكي اجلامد‪ .‬أي‬ ‫مبعن���ى أنه يف تغري كامل ومس���تمر‬ ‫ومتج���دد دائم���ا بالرغ���م م���ن أن ل���ه‬ ‫مدلول زمين وأيضاً وطين‪..‬‬ ‫فف���ي الق���رن العش���رين وبال���ذات يف‬ ‫الف�ت�رة ال�ت�ي مسيت مرحل���ة التحرر‬ ‫الوط�ن�ي وال�ت�ي مشلت ليبي���ا والكثري‬ ‫م���ن جريانن���ا يف الش���مال اإلفريق���ي‬ ‫س���يطر مفهوم ثقايف صنع يف الشرق‬ ‫األوس���ط وبالذات بالد الشام والعراق‬ ‫وفلس���طني ولبن���ان أال وه���و الفك���ر‬ ‫القوم���ي العرب���ي يف ش���كليه ال���ذي‬ ‫إنتش���ر بهم���ا أي البعث���ي والقوم���ي‬ ‫العرب���ي وال���ذي ق���اده مج���ال عب���د‬ ‫الناص���ر بأطروحات���ه الناصري���ة‪.‬إال‬ ‫أن الش���كلني كان يطرح���ان نف���س‬ ‫الش���عارات احلري���ة واإلش�ت�راكية‬ ‫والوحدة‪،‬واحلقيقة إن فكرة القومية‬ ‫العربي���ة كان���ت فك���رة خملوقة من‬ ‫الق���وى ال�ت�ي كانت تناه���ض الوجود‬ ‫العثمان���ي يف دول الش���رق األوس���ط‬ ‫يف حماول���ة لكس���ب الش���باب العربي‬ ‫وبال���ذات املس���يحي يف تل���ك البل���دان‬ ‫وال���ذي كان يت���وق إىل احلري���ة من‬ ‫العبودي���ة العثماني���ة واجلامث���ة على‬ ‫ش���عوب املنطقة‪.‬وأعتنق الش���باب هذه‬

‫اهلوية واإلنتم���اء العربي إعتقادا منه‬ ‫أنه س���يحصل عل���ى حري���ة بلدانهم‪.‬‬ ‫ولكن ما حدث هو أن الدول األوروبية‬ ‫مل تع���ر أي���ة إهتم���ام هلؤالء الش���باب‬ ‫وجنح���ت يف إزاحة احلك���م العثماني‬ ‫وإس���تبداله حبكمها هي‪...‬بل أن األمر‬ ‫كان انك���ى م���ن ذل���ك حي���ث ثم حل‬ ‫مش���كلة الش���عب اليه���ودي وبدون أي‬ ‫إعتبار للشعب الفلسطيين‪.‬و أعتربت‬ ‫فلس���طني يف الفك���ر القوم���ي العربي‬ ‫هي مقياس اإلنتم���اء القومي العربي‬ ‫ونتيج���ة للعام���ل الديين اإلس�ل�امي‬ ‫وال���ذي يعترب اليه���ود كفارا حتمس‬ ‫حت���ى الش���مال اإلفريقي���ون وج���اءوا‬ ‫من املغرب واجلزائ���ر وتونس وتطوع‬ ‫الكث�ي�ر م���ن الليب�ي�ن حملارب���ة إنش���اء‬ ‫الدولة اليهودية مع اجليوش العربية‬ ‫واليت أرس���لتها بعض ال���دول العربية‬ ‫املشرقية‪.‬ففلس���طني بها القدس أول‬ ‫قبل���ة يف اإلس�ل�ام وأح���د احلرم�ي�ن‬ ‫وحمط���ة ح���ط به���ا الن�ب�ي يف رحلة‬ ‫اإلس���راء واملعراج‪..‬وكان ش���عور كل‬ ‫املس���لمني وبال���ذات مس���لمي الش���رق‬ ‫األوس���ط والش���مال األفريق���ي يعترب‬ ‫تكوي���ن دول���ة إس���رائيل ه���و تدنيس‬ ‫لفلس���طني بشكل عام والقدس بشكل‬ ‫خاص‪....‬‬ ‫وتكونت دولة إسرائيل وحدث إنقالب‬ ‫عبد الناصر يف مصر وبداء "بكباش���ي"‬ ‫مص���ر يف طرح���ه القومي الش���مولي‬ ‫م���ن اخلليج حت���ى احملي���ط وكانت‬ ‫ل���ه كاريزما إس���تطاع بها أن يكس���ب‬ ‫الكثري من ش���باب هذه البل���دان واليت‬ ‫كانت تعيش فراغ سياسي يف بلدانها‬ ‫املختلف���ة ولكنه���ا كان���ت ترن���وا إىل‬ ‫حري���ة ودميقراطي���ة بلدانها‪.‬ودخ���ل‬ ‫عب���د الناص���ر حرب�ي�ن مع إس���رائيل‬ ‫وح���رب يف اليمن جلبت على الش���عب‬ ‫املص���ري األه���وال وكلفت���ه الغال���ي‬ ‫والرخيص‪.‬ولكن ق���درت عبد الناصر‬ ‫الكالمي���ة وش���خصيته الكاريزمي���ة‬

‫‪15‬‬

‫التاريخ ال يرحم ‪..‬‬ ‫أمساء بن سعيد‬

‫إس���تطاعت أن يتغلب بها على الشكل‬ ‫الثاني القوم���ي أي البعثي وأن يغطي‬ ‫على أخطائه املروعة‪.‬‬ ‫و بع���د هزمي���ة يوني���و ‪ 1967‬ب���داء‬ ‫الواقع يف املنطق���ة يتغري وبداء الكثري‬ ‫من الشباب الوطين يتسائل هل الفكر‬ ‫القومي عاجز عن حل مشاكلنا وبدأ‬ ‫البحث بني الشباب عن الذات‪.‬‬ ‫عاش���ت ش���عوب املنطق���ة جتاربه���ا‬ ‫اخلاص���ة بع���د م���وت عب���د الناص���ر‬ ‫وإندح���ار التيار البعث���ي والذي عاش‬ ‫إنقس���امات ح���ادة داخ���ل تنظيم���ه‬ ‫القومي‪.‬وبدأ نضج الشباب التدرجيي‬ ‫وال���ذي م���ازال يف من���وه وج���اء ربي���ع‬ ‫الدميقراطيات يف الش���مال اإلفريقي‬ ‫وانتق���ل بعده���ا إىل اليم���ن وس���وريا‪.‬‬ ‫وكان ش���عارنا يف ‪17‬فرباي���ر ه���و‬ ‫احلري���ة والدميقراطي���ة والتعددي���ة‬ ‫داخ���ل وطنن���ا ليبيا وه���ذا م���ا أثبتناه‬ ‫يف إنتخاب���ات ‪ 7.7.2013‬وفرحن���ا‬ ‫وفرح���ت ق���وى الع���امل املتق���دم معنا‬ ‫وإنبهروا بنتائجها الرائعة‪.‬‬ ‫حن���ن الليبني بكل انتماءتن���ا العرقية‬ ‫أو اإلثني���ة علين���ا أن ن���ذرك ونعم���ق‬ ‫إدراكنا بوطنيتن���ا الليبية واليت هي‬ ‫األس���اس هلويتن���ا الليبي���ة وال�ت�ي من‬ ‫املفروض أن نعتز بها ونعمق الشعور‬ ‫به���ا عن���د أبنائنا‪.‬علين���ا أن ال نتبن���ى‬ ‫قومي���ة حملاربة قومية قد فش���لت يف‬ ‫إخراج املنطقة م���ن أزماتها وعلينا أن‬ ‫نبين ليبيا بل���د املواطنة ل���كل الليبني‬ ‫وال�ت�ي تع�ت�رف حبقوقه���م الثقافي���ة‬ ‫واللغوية والتارخيية مجيعا وكلهم‬ ‫متساوون أمام القانون‪.‬علينا أن نعيد‬ ‫كتابة تارخينا احلافل والقديم والي‬ ‫يرج���ع إىل حضارة جرم���ا واليت ُتعد‬ ‫م���ن أقدم حض���ارات البحر املتوس���ط‬ ‫وم���ا حلق���ه م���ن تداخ���ل وتلقيح من‬ ‫احلض���ارات األخ���رى م���ن فينيقي���ة‬ ‫وإغريقي���ة وروماني���ة وبيزنطي���ة‬ ‫وإسالمية عربية إىل يومنا هذا‪...‬‬ ‫ال ش���ك أن اإلس�ل�ام دي���ن الليبني وال‬ ‫حنت���اج إلثب���ات ذل���ك فنح���ن عش���نا‬ ‫مسلمني حتى أيام الطليان وحماولة‬ ‫بع���ض البعث���ات املس���يحية وأذك���ر‬ ‫منه���ا بعثة امليس�ت�ر إي���د يف طرابلس‬ ‫اخلمس���ينات يف أي���ام فق���ر الليب�ي�ن‬ ‫وال�ت�ي مل تفل���ح يف حتوي���ل أي لي�ب�ي‬ ‫عن اإلس�ل�ام ‪..‬ولنحاف���ظ على نقاوة‬ ‫الدين اإلس�ل�امي علينا أن نبعده عن‬ ‫السياسة‪.‬فالدولة حتاسبنا من وجهة‬ ‫نظر قان���ون وضعي واهلل سيحاس���بنا‬ ‫يوم الدين ‪..‬هويتنا وإنتمائنا جيب أن‬ ‫يكونا لليبيا وطننا‪...‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫طرابلس ‪2013.7.18‬‬

‫يف الف�ت�رة من ‪ 1933‬وحتى ‪ 1943‬أثن���اء االحتالل اإليطالي‬ ‫لليبيا مت تأس���يس قصر يف وس���ط العاصمة الليبية طرابلس‬ ‫ليكون مقر للحاكم اإليطالي ايتالو بالبو وهو ما عرف باسم‬ ‫قصر احلاكم‪.‬‬ ‫بعد حكم امللكية يف ليبيا وحتديدا يف الفرتة من ‪ .1951‬وحتى‬ ‫‪ 1964‬حتول اسم القصر ‪ -‬لقصر اخللد ‪ -‬بعد ان حتول اىل‬ ‫مقراً ملكياً بعد ان اختذه امللك ادريس السنوس���ي مقراً رمسياً‬ ‫له ‪..‬‬ ‫يف الف�ت�رة م���ن ‪ 1969‬وحت���ى ‪ .2011‬تغري اس���م القصر مرة‬ ‫أخ���رى ليصبح امسه الرمسي ‪ -‬قصر الش���عب ‪ -‬والذي حتول‬ ‫ملتح���ف وقاعات تق���ام فيها األمس���يات الثقافية أم���ا احلديقة‬ ‫املرفقة به فتم اس���تغالهلا يف عدة مناش���ط مثل ليالي املالوف‬ ‫وغريه���ا باإلضافة ملتحف الصوت والض���وء الذي يتحدث عن‬ ‫تاريخ ليبيا وكل احلضارات اليت تعاقبت عليها ‪.‬‬ ‫يف الف�ت�رة من ‪ 2012‬وحتى ‪ .2013‬من جديد تغري اس���م هذا‬ ‫القصر مرة أخرى ليس���تعيد اس���م ‪ -‬قصر اخللد ‪ -‬وليستانف‬ ‫ذات نش���اطه الثق���ايف والف�ن�ي باإلضاف���ة لنش���اطات لبع���ض‬ ‫مجعيات اجملتمع املدني يف اجملاالت املختلفة ‪..‬‬ ‫االن ‪ ..‬االن وليس غدا‬

‫احلكوم���ة املؤقتة تقرر تس���ليمه كمقر رمس���ي للهيئة العليا‬ ‫للقضاء !!!!!!!!!!!!‬ ‫ضارب���ة بالتاري���خ واجلغرافي���ا واليونس���كو والبطاط���ا ط���ول‬ ‫وع���رض احلائط ‪ ...‬وكان كل املباني التابعة لس���لك القضاء‬ ‫واملوج���ودة يف العاصم���ة غ�ي�ر كافي���ة حت���ى يتم االس���تيالء‬ ‫بطريقة ش���رعية ورمسي���ة على هذا اجلزء امله���م من التاريخ‬ ‫اللييب والشاهد على حقبات متغرية مرت بالبالد !!!‬ ‫مالحظة ‪..‬‬ ‫الفرق بني متشيط املردف ومتشيط املتعلمني ‪..‬‬ ‫املردف ‪ ...‬قاموا بالتمشيط يف وضح النهار لكل ما اعتربوه حق‬ ‫مشروع بالتكبري والشرعية الثورية ‪..‬‬ ‫املتعلمني ‪ ....‬يقومون بالتمش���يط ‪ -‬كذل���ك ‪ -‬يف وضح النهار‬ ‫ ب���س ‪ -‬بالطرق الرمسية وبقرارات س���يادية هلا رقم اش���اري‬‫وقرار رمسي وتعميم وكل���ه ‪ ...‬فمن انتقالي حلكومة مؤقتة‬ ‫كم من اخلراب والنهب والس���رقة ترتكب ‪ ..‬وكم س���تحتمل‬ ‫رعونتهم ومزايدتهم يا وطين ؟!!!!!!‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫االنقالب على الثورة‬ ‫حممد خليل الزروق‬ ‫بعد االنهيار‬ ‫حني جاءت ه���ذه الثورات على ق���در مقدور‪،‬‬ ‫ووع���د موق���وت‪ ،‬وته���اوت املل���وك املتج�ب�رة‬ ‫أم���ام صيح���ات الن���اس املدوي���ة ال�ت�ي تطلب‬ ‫احلري���ة‪( :‬الش���عب يري���د إس���قاط النظام!)‪،‬‬ ‫وقف���ت الطبق���ة احلاكم���ة مش���دوهة‬ ‫تنظ���ر إىل ه���ذا االنهي���ار املفاج���ئ الذي مأل‬ ‫وضجيجا‪ ،‬حت���ى إذا هدأت‬ ‫عجاج���ا‬ ‫األج���واء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫العواص���ف‪ ،‬وذهبت س���كرة املفاجأة‪ ،‬وس���لك‬ ‫الث���وار مس���لك املس���احمة ‪-‬وش���عوبنا أغلبها‬ ‫إن تركت لنفس���ها بال حتريض ووسوس���ة‪،‬‬ ‫شعوب مس���املة مساحمة‪ -‬واس���تعجل الثوار‬ ‫طريق االنتخاب لبناء الدولة ‪-‬انكش���ف غبار‬ ‫املعركة ع���ن تياري���ن كبريي���ن‪ ،‬وفريقني‬ ‫متباينني‪ ،‬هما‪ :‬تيار الثورة‪ ،‬وتيار األنظمة‪.‬‬ ‫تيار الثورة‬ ‫أم���ا تي���ار األنظم���ة فق���د ش���رحت حال���ه يف‬ ‫مقاليت‪( :‬أحابيل يف طريق العزل السياسي)‪.‬‬ ‫وأما تيار الثورة فقد كان من الواضح أنه يف‬ ‫منظما وال منضويًا يف‬ ‫أغلبه تيار شعيب ليس‬ ‫ً‬ ‫مؤسسات‪ ،‬إال ما نشأ بعد الثورة من منظمات‬ ‫مدني���ة عم���ل أكثرها يف اإلغاث���ة‪ ،‬وتضاءل‬ ‫حجمه���ا بعد هدوء ف���وران الث���وة بالتحرير‪.‬‬ ‫ويف القلب من تيار الثورة كان تيار األصالة‬ ‫اإلس�ل�امية‪ ،‬ب���كل تنويعات���ه‪ ،‬وكان الطاب���ع‬ ‫واضحا؛ وقد‬ ‫اإلسالمي ملظاهر الثورة الليبية‬ ‫ً‬ ‫قال الدكتور حمم���د املفيت يف كتابه الذي‬ ‫ح���اول به التأريخ للث���ورة يف ليبيا‪ :‬إن اجلهد‬ ‫احلرب���ي األك�ب�ر يف الثورة قد محل���ه التيار‬ ‫كالما هذا معناه‪.‬‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫كث�ي�را م���ن أصح���اب‬ ‫أن‬ ‫املؤس���ف‬ ‫وم���ن‬ ‫ً‬ ‫االجتاه���ات األخ���رى لضعف قدرته���م على‬ ‫املنافسة السياسية انضموا إىل تيار األنظمة‪،‬‬ ‫أو وقف���وا موقف املعارض���ة املناكفة للحكم‬ ‫اجلدي���د‪ ،‬ال املعارض���ة اإلجيابية‪ ،‬فأس���هموا‬ ‫بعمد يف الغالب وبغفلة يف بعض األحوال يف‬ ‫تقوية تيار األنظمة‪.‬‬ ‫اإلخوان‬ ‫وكان من املتوقع أن يكون جلماعة اإلخوان‬ ‫املسلمني مكان بارز يف تيار الثورة‪ ،‬ففيها من‬ ‫التنظي���م والقدرة على احلركة والتجميع‪،‬‬ ‫ومن اخلربة يف العمل السياسي ومن القاعدة‬ ‫خصوص���ا يف مص���ر وتون���س‪ ،‬م���ا‬ ‫الش���عبية‬ ‫ً‬ ‫ميكنه���ا من تقدم صفوف الث���ورة‪ ،‬وأن تكون‬ ‫من أرجى التجمعات اإلس�ل�امية والش���عبية‬ ‫للقيادة السياسية‪.‬‬ ‫ومدرس���ة اإلخ���وان املس���لمني الفكري���ة‬ ‫والدعوي���ة واحلركي���ة مدرس���ة ال يُن َك���ر‬ ‫أنه���ا ج���ددت يف الفك���ر والعمل‪ ،‬واس���توعبت‬ ‫مش���روعات التجديد واإلحياء اليت س���بقتها‪،‬‬ ‫وأضافت إليها البع���د احلركي والتنظيمي‪،‬‬ ‫خصما ل���كل األنظمة الطاغية‬ ‫فكانت بذلك‬ ‫ً‬ ‫يف البلدان العربية يف ليبيا ومصر وس���ورية‬ ‫والعراق وغريها‪.‬‬ ‫السعودية‬ ‫وكان تياره���ا عل���ى وف���اق م���ع احلك���م يف‬ ‫اململكة السعودية حتى حرب اخلليج الثانية‬

‫س���نة ‪ ،1990‬ح�ي�ن عارض���ت بع���ض النخب‬ ‫يف اململك���ة قدوم عس���كر األجان���ب إىل أرض‬ ‫اجلزي���رة العربي���ة‪ ،‬وبتتبع النس���ب الفكري‬ ‫للمعارضني وُجد أنهم ممن تأثروا باإلخوان‬ ‫أو تلم���ذوا هلم‪ ،‬ومن ههنا ب���دأت اخلصومة‪،‬‬ ‫و ُنش���ر يف الوقت نفس���ه على نطاق واس���ع ما‬ ‫ميكن تسميته بـ(السلفية احلكومية)‪ ،‬وأريد‬ ‫استنساخ جتربتها يف عدد من الدول‪.‬‬ ‫اإلمارات‬ ‫وأم���ا اإلم���ارات فقد ب���دأت اخلصوم���ة بينها‬ ‫وبني تيار اإلخوان منذ واقعة ‪،11/9/2001‬‬ ‫فانتهج���ت اإلمارات منهج س���د كل األبواب‪،‬‬ ‫ولع���ل القائم�ي�ن عل���ى األم���ن هن���اك ذهبوا‬ ‫مذه���ب أن احل���ركات اإلس�ل�امية يس���تقي‬ ‫بعضه���ا من بع���ض‪ ،‬ويص���ب بعضه���ا يف إناء‬ ‫بع���ض‪ ،‬ف�ل�ا مناص م���ن إغالق الب���اب الذي‬ ‫تأتي منه الريح!‬ ‫اقتصاد‬ ‫وللقضية جان���ب اقتصادي ً‬ ‫أيضا؛ فأن تنش���أ‬ ‫منوذجا للحكم‬ ‫أنظم���ة يف هذه البلدان تكون‬ ‫ً‬ ‫الرش���يد‪ ،‬والرف���اه االقتص���ادي‪ ،‬وحماص���رة‬ ‫طور مشروعات خدمية يف اجملال‬ ‫الفس���اد‪ ،‬و ُت ِّ‬ ‫الس���ياحي وجمال املوان���ئ البحرية واجلوية‬ ‫إن يف ذلك من املزامحة واملنافس���ة ما يدعو‬‫إىل املقاومة‪ ،‬إن مل نقل‪ :‬احملاربة‪.‬‬ ‫عدوى الثورة‬ ‫والث���ورات بطبيعته���ا ذات ع���دوى ذاتية‪ ،‬من‬ ‫أجل القيم اإلنس���انية اليت تدعو إليها‪ ،‬وتنشأ‬ ‫م���ن أجلها‪ ،‬وهي مثل البضاع���ة اجليدة اليت‬ ‫ُتكس���د س���وق البضاع���ة الرديئ���ة‪ ،‬وجتع���ل‬ ‫الزبائ���ن يتطلع���ون إليه���ا على أنه���ا الدرجة‬ ‫األوىل اجلديرة بالطلب واملباهاة واملنافس���ة‪،‬‬ ‫وأذك���ر أن داعية س���عوديًّا حض���ر إىل ليبيا‬ ‫بعد الثورة قال لي‪ :‬نغبطكم على ما أنتم فيه‬ ‫من حرية!‬ ‫قطر‬ ‫وأما قطر فسياس���تها فت���ح خطوط التواصل‬ ‫م���ع كل االجتاه���ات‪ ،‬واكتس���اب الوجاه���ة‬

‫لدى اجلميع‪ ،‬لتحصيل (قوة ناعمة) جتعلها‬ ‫ً‬ ‫وسيطا يف النزاعات‪ ،‬وشري ًكا يف السياسات‪.‬‬ ‫الغرب‬ ‫وأم���ا ال���دول الغربي���ة األخ���رى مب���ا فيه���ا‬ ‫األمري���كان فكانت األنظم���ة الطاغية حتقق‬ ‫ريا جبورها‬ ‫هل���ا مصاحلها‪ ،‬فهي ال تهت���م كث ً‬ ‫وطغيانه���ا وانتهاكه���ا حلق���وق ش���عوبها إال‬ ‫لفظي���ا يف بع���ض األحي���ان لرف���ع‬ ‫اهتمام���ا‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫العت���ب‪ ،‬وكان���ت تدع���م بقاء ه���ذه األنظمة‬ ‫لس���هولة معاملتها‪ ،‬فلما سقطت اجتهدت أن‬ ‫تكيف األوضاع اجلديدة وفق مصاحلها‪ ،‬فإن‬ ‫واتته���ا فرصة للرج���وع إىل الوض���ع القديم‬ ‫فبها ونعمت‪ ،‬وذلك ما كنا نبغي!‬ ‫مالحظات‬ ‫وال ب���د من التنبي���ه على أم���ور مهمة يف هذا‬ ‫الباب‪:‬‬ ‫• أن هذا التيار له مظاهر خمتلفة باختالف‬ ‫البلدان واألقاليم تتس���مى باسم اجلماعة أو‬ ‫ال تتس���مى‪ ،‬وال ينفي ذلك االنتساب الفكري‬ ‫والدع���م األدبي فيم���ا بينها‪ ،‬وهو ما يس���ميه‬ ‫خصومه مبالغني بـ (التنظيم الدولي)‪.‬‬ ‫• أن املنتس���بني إىل هذا التيار هم يف الغالب‬ ‫م���ن فئ���ة الش���باب املتعلم‪ ،‬بس���بب م���ا يف هذا‬ ‫الفكر من الوسطية والشمول والتجديد‪.‬‬ ‫• أن أصال���ة ه���ذا الفك���ر وحيويت���ه ال‬ ‫تع�ن�ي بالض���رورة موافق���ة املنتس���بني إلي���ه‬ ‫يف اجتهاداته���م السياس���ية والدعوي���ة‬ ‫واحلركي���ة‪ ،‬وال إقراره���م عل���ى أنه���م‬ ‫ميثل���ون الفك���ر املس���تنري احل���ي ال���ذي ع�ب�ر‬ ‫عن���ه اإلمام حس���ن البن���ا ‪-‬رمح���ه اهلل!‪ -‬فكان‬ ‫عل���ى أيامه ‪-‬مبا يف ش���خصيته م���ن جاذبية‬ ‫فتحا وث���ورة وبع ًثا‬ ‫قيادي���ة وذكاء متوق���د‪ً -‬‬ ‫للحركية اإلسالمية بعد سقوط اخلالفة‪،‬‬ ‫وبع���د الضرب���ات ال�ت�ي تلقته���ا احلرك���ة‬ ‫السنوس���ية م���ن الطلي���ان‪ ،‬وبع���د اندم���اج‬ ‫الوهابي���ة والسنوس���ية م���ن بعد يف مش���روع‬ ‫الدولة ال ُق ْطرية على حساب مشروع الدعوة‬ ‫والتجديد الفكري والس���لوكي‪ .‬وقد كتبت‬

‫بتواض���ع من���ذ س���نة ‪( :2009‬حاج���ة العمل‬ ‫اإلس�ل�امي إىل س���عة األفق)‪ ،‬ومقالة مكملة‬ ‫أخرى بعنوان‪( :‬مزايا املذهبية)‪.‬‬ ‫• أن الظروف اليت وضعت هذا التيار يف قلب‬ ‫تيار الثورة أو يف مقدمته ال تعين بالضرورة‬ ‫أهليته للحكم والقيادة السياس���ية‪ ،‬ألن هذه‬ ‫األهلي���ة إمنا مناطها اجل���دارة والقدرة على‬ ‫التعبري ع���ن مصاحل الناس وحتقيقها‪ ،‬ولكن‬ ‫حديثنا عن الواقع‪.‬‬ ‫ُطرفة‬ ‫وأذكر توكيدًا هلذا الفكرة طرفة ش���هدتها‬ ‫عل���ى التلفزيون املصري الرمسي قبل الثورة‬ ‫بس���نوات عدة يف برنام���ج أريد من���ه ترغيب‬ ‫املواطن�ي�ن يف املش���اركة يف جول���ة انتخابية‬ ‫إذ كان���ت املقاطعة الس���مة الغالبة بس���بب‬‫التزوي���ر‪ -‬وأري���د من���ه ً‬ ‫أيض���ا التحذي���ر من‬ ‫مجاع���ة اإلخوان املس���لمني‪ ،‬وكانت توصف‬ ‫يومئ���ذ بـ(احملظ���ورة)‪ ،‬وأري���د ثال ًث���ا اإلحياء‬ ‫بأن هناك قوى سياس���ية هلا منافس���ة جدية‬ ‫للح���زب احلاكم‪ ،‬وكان احلضور مج ًعا من‬ ‫املثقف�ي�ن والسياس���يني‪ ،‬وج���اءت الكلمة إىل‬ ‫مج���ال الغيطاني ‪-‬وهو أديب وكاتب رواية‪-‬‬ ‫ويب���دو أنه مل يك���ن متفط ًن���ا إىل اهلدف من‬ ‫الربنامج‪ ،‬فقال بعفوي���ة‪ :‬ليس هناك أحزاب‬ ‫يف مص���ر‪ ،‬هن���اك احلزب الوط�ن�ي‪ ،‬واإلخوان‬ ‫املس���لمون! فث���ارت ثائ���رة مق���دم الربنام���ج‪،‬‬ ‫وقاطعه س���ري ًعا‪ ،‬ونقل الكلمة منه إىل غريه‪،‬‬ ‫بعد التهوين والتسفيه ملا قاله‪.‬‬ ‫أحزاب‬ ‫ولذلك كلما مسعت أن ما جيري يف املؤمتر‬ ‫الوطين اللييب‪ ،‬وأن سبب التعثر يف عمله‪ ،‬هو‬ ‫ص���راع األح���زاب‪ ،‬ضحكت؛ ألن���ه ليس هناك‬ ‫أح���زاب يف ليبي���ا باملعنى احلقيق���ي للكلمة‪،‬‬ ‫فهذه مص���ر اليت هي أفضل ح���ا ً‬ ‫ال منا بكثري‬ ‫يف العم���ل احلزب���ي توص���ف األح���زاب فيه���ا‬ ‫حقيق���ة ال جم���ا ًزا بالدكاك�ي�ن وامل���وروث‬ ‫الش���عيب (الفلكلور) و(الديكور)‪ ،‬وقد نش���أت‬ ‫أحزاب يف ليبي���ا‪ ،‬أكثرها دكاكني جيلس‬ ‫فيه���ا األصدق���اء لألخذ بأط���راف األحاديث‪،‬‬ ‫والواقع هو تياران‪ :‬تيار النظام‪ ،‬وتيار الثورة‪،‬‬ ‫ويف القلب منه التيار اإلسالمي‪ ،‬ويف املقدمة‬ ‫منه مجاعة اإلخوان املسلمني‪.‬‬ ‫إعالم‬ ‫وه���ذا ما يفس���ر احلمل���ة اإلعالمي���ة اليت ال‬ ‫س���ابقة هلا عل���ى (اإلخ���وان املس���لمني)‪ ،‬ذلك‬ ‫أنهم البديل املرش���ح اآلن على األقل خلالفة‬ ‫األنظمة السابقة‪ ،‬وما زالت األنظمة السابقة‬ ‫تق���اوم التغيري‪ ،‬وتصارع الث���ورة‪ ،‬وحتاول أن‬ ‫تعود مبنظومة فسادها وطغيانها إىل احلكم‪،‬‬ ‫وينضم إليهم خمالفو اإلخوان يف السياس���ة‬ ‫أو الفكر‪.‬‬ ‫وقد ق���ال لي بعض الن���اس ‪-‬وهو حمق فيما‬ ‫ق���ال‪ :-‬إن وص���ف (إخوان) ه���و بديل لوصف‬ ‫الق���ذايف للث���وار ب���ـ (ج���رذان)‪ ،‬فه���م م���ا زالوا‬ ‫غ�ي�ر قادري���ن على اس���تعادة معج���م القذايف‬ ‫أناس���ا‬ ‫كله! ولذل���ك جتدهم يصفون بذلك ً‬ ‫ال عالق���ة هلم باإلخ���وان كفضيلة العالمة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫ما ح��دث يف مصر من انقالب على الش��رعية وعلى الثورة‪ ،‬ثم‬ ‫م��ن مقتلة عظيمة‪ ،‬ثم من مصادرة للحريات واحلقوق‪ ،‬هو من‬ ‫أهم أسباب تغذية الغلو والعنف والشذوذ الفكري والسلوكي‬ ‫املفيت الشيخ الصادق الغرياني‪ ،‬حفظه اهلل!‬ ‫ويف ليبي���ا يصف العامة كل متدين أو ملتح‬ ‫تنظيميا يف‬ ‫بـ (إخ���وان)‪ ،‬واإلخوان امللتزم���ون‬ ‫ًّ‬ ‫ليبي���ا ال يزيدون على بضع مئات‪ ،‬على حني‬ ‫أنهم يف مصر يصلون إىل مليون‪.‬‬ ‫وق���د أمث���رت مح�ل�ات الكراهي���ة والتخوين‬ ‫وزرع احلقد أن ق���رأت لطفل على الفيس يف‬ ‫حادثة مس���جد الفتح بالقاه���رة قوله‪ :‬إني ال‬ ‫أق���وى على قتل حش���رة‪ ،‬ولك���ن إن كان َمن‬ ‫يف املس���جد م���ن اإلخ���وان ‪-‬وفيه���م األطفال‬ ‫والنس���اء‪ -‬فيج���ب أن يه���دم املس���جد عل���ى‬ ‫رءوس���هم! وهو ال يعرف من اإلخوان؟ ولعله‬ ‫مل يسمع بهذا اللفظ إال من الفيس!‬ ‫وهذا هو إع�ل�ام األنظمة الطاغية اليت ثارت‬ ‫الشعوب عليها‪ ،‬مادته الكذب‪ ،‬وهدفه متجيد‬ ‫احلاكم‪ ،‬وشيطنة خصومه‪ ،‬وإثارة األحقاد‬ ‫واملخاوف بني الناس‪ ،‬ليسهل قيادهم‪.‬‬ ‫انقالب يف مصر‬ ‫يف مصر حدث انقالب كامل األوصاف على‬ ‫الثورة‪ ،‬ال على الشرعية أو الرئيس فحسب‪،‬‬ ‫سياس���يا‬ ‫ل���ه ثالثة أركان‪ :‬خمالفو اإلخوان‬ ‫ًّ‬ ‫أو فكريًّ���ا‪ ،‬وفل���ول النظ���ام الس���ابق الذين مل‬ ‫يع���ودوا فل���و ً‬ ‫ال‪ ،‬بل هم الفري���ق املنتصر اآلن‪،‬‬ ‫أطل���وا برءوس���هم م���ن الدول���ة العميقة إىل‬ ‫الس���طح بال حياء‪ ،‬واجليش‪ ،‬وعادت األحوال‬ ‫إىل ما هو أس���وأ من نظام مب���ارك‪ ،‬من القتل‬ ‫يف الش���وارع باملئات بل األل���وف‪ ،‬واالعتقاالت‬ ‫السياس���ية‪ ،‬واحملاكمات العسكرية‪ ،‬وتلفيق‬ ‫القضاي���ا‪ ،‬والتعذي���ب والقت���ل يف الس���جون‪،‬‬ ‫وانتهاك حرمات املس���اكن‪ ،‬والتضييق على‬ ‫الرأي والتظاهر السلمي واإلعالم‪ ،‬ومحالت‬ ‫الك���ذب والتش���ويه للمخالف�ي�ن‪ ،‬والدعاي���ة‬ ‫الرخيص���ة املبتذلة للحاك���م‪ ،‬والتطبيل له‬ ‫كما يف األنظمة البوليس���ية املغلقة‪ ،‬وإعالم‬ ‫(عكاش���ة) وأضرابه‪ ،‬الشبيه بـ(شاكري) و(بن‬ ‫غزي) وأضرابهما يف ليبيا‪ ،‬واخلوف أن يكون‬ ‫ش���را مما س���لف‪ ،‬واملطلوب‬ ‫م���ا يف قابل األيام ًّ‬ ‫تطبي���ق ه���ذا النم���وذج عل���ى ليبي���ا وتون���س‬ ‫حبسب اختالف احلال‪.‬‬ ‫يف مص���ر وإعالمها اآلن رأي واحد‪ ،‬ال جمال‬ ‫لتع���دد اآلراء‪ ،‬واخلوف هو الش���عور الس���ائد‪،‬‬ ‫أو الذي يراد له أن يس���ود‪ ،‬والس���لطة تبطش‬ ‫بالن���اس عمدًا وخطأ وغيلة وش���بهة‪ ،‬وال من‬ ‫حماس���ب هلا‪ ،‬والقض���اء يس���اندها‪ ،‬واإلعالم‬ ‫يسري يف ركابها‪ ،‬ويسبح حبمدها‪.‬‬ ‫م���ن املتوق���ع أن يس���تمر قائ���د االنق�ل�اب يف‬ ‫احلك���م‪ ،‬وس���يجد معارضة حت���ى من بعض‬ ‫الذي���ن ناصروه‪ ،‬يف مواجهة عس���كرة الدولة‬ ‫وعلمنته���ا‪ ،‬ول���ن تك���ون الع���ودة إىل املس���ار‬ ‫الش���رعي ال���ذي ميث���ل إرادة األم���ة باألم���ر‬ ‫الس���هل‪ ،‬إال أن حي���دث ش���يء كب�ي�ر يقل���ب‬ ‫املوازين‪ ،‬س���يكون الصراع مري��� ًرا‪ ،‬وقد عادت‬ ‫مصر من أس���ف إىل ما هو أس���وأ م���ن النظام‬ ‫الس���ابق‪ .‬رمبا حتدث انتخابات م���زورة قب ً‬ ‫ال‬ ‫بالقي���ود واملص���ادرة واحلرم���ان م���ن التعبري‬ ‫ع���ن الرأي‪ ،‬وبَعدًا بإظه���ار النتائج على هوى‬ ‫السلطة احلاكمة‪.‬‬ ‫أيام وأيام‬

‫لك���ن أيامنا الي���وم غري األي���ام باألمس‪ ،‬حني‬ ‫كان ميك���ن لنظ���ام ُحكم أن يس���جن ش���ع ًبا‬ ‫يف صن���دوق‪ ،‬وال يتي���ح له أن يس���مع أو يرى‬ ‫أو ي���أكل أو يش���رب إال م���ا يس���مح ل���ه ب���ه‪،‬‬ ‫حن���ن يف عص���ر الفض���اء املفت���وح‪ ،‬واإلع�ل�ام‬ ‫الش���عيب‪ ،‬وتدفق املواد اإلعالمي���ة والفكرية‬ ‫عرب وسائط تصعب الس���يطرة عليها‪ .‬يرافق‬ ‫ذل���ك الرغبة اجلاحمة للش���عوب يف التحرر‬ ‫م���ن كل س���لطان مف���روض‪ ،‬وحكم جربي‪.‬‬ ‫وبهذي���ن العامل�ي�ن انتقل���ت ع���دوى الثورات‬ ‫العربي���ة بل���دًا فبل���دًا‪ ،‬ولعله���ا مقبل���ة عل���ى‬ ‫تنق�ل�ات إىل بالد تس���عى الي���وم إىل وأدها يف‬ ‫مهدها‪.‬‬ ‫خطة االنقالب‬ ‫إن خط���ة االنق�ل�اب عل���ى الث���ورة كاآلتي‪:‬‬ ‫ما دامت الثورة ش���عبية ال قائ���د هلا‪ ،‬ذاتية ال‬ ‫حمرك هل���ا‪ ،‬وقد اجتهت إىل النظام ورأس���ه‬ ‫ُس ْ‬ ‫���خ ًطا عليه‪ ،‬ومطا َلبة بإس���قاطه‪ ،‬فال يفل‬ ‫احلديد إال احلدي���د‪ ،‬وال ميكن مقاومة هذه‬ ‫األم���واج اهل���ادرة‪ ،‬إال بتقس���يمها‪ ،‬وحتريض‬ ‫بعضها على بعض‪ ،‬وإش���عال الفتنة واحلرب‬ ‫بينه���ا‪ ،‬وتصوير بعضها على أنه عدوها‪ ،‬ومن‬ ‫يس���لب أمنه���ا‪ ،‬ويك���در حياته���ا‪ ،‬ف�ل�ا ب���د من‬ ‫مالحقته وسجنه وقتله‪.‬‬ ‫م���ا من ش���عب إال وفي���ه اختالف���ات وتباينات‬ ‫جمتمعي���ة‪ ،‬وق���د ب���دأت هذه الش���عوب تضع‬ ‫أقدامه���ا عل���ى طري���ق إدارة االختالف���ات‬ ‫بالط���رق الس���لمية املتحض���رة‪ ،‬حتكمه���ا‬ ‫الصنادي���ق احل���رة‪ ،‬وتع���داد األص���وات‪،‬‬ ‫والرتجيح باألغلبية‪.‬‬ ‫ولك���ن دع���وات الردة ع���ن احلرية‪ ،‬وس���لطة‬ ‫األم���ة‪ ،‬وتنظي���م التدافع‪ ،‬تأب���ى إال أن تردها‬ ‫إىل الوراء‪ ،‬وتلغي اإلرادة الش���عبية املنضبطة‬ ‫بالنظ���ام والس���لم والتواف���ق‪ ،‬لتجره���ا إىل‬ ‫ح���ال الكراهية بني فئات الش���عب‪ ،‬وحترض‬ ‫بعضها عل���ى بعض‪ ،‬وحترش بينها‪ ،‬وتس���وغ‬ ‫هلا التقاتل‪ ،‬وته ّون من ش���أن الدم املس���فوك‪،‬‬ ‫والفوضى املس���تحكمة‪ ،‬بسبل ش���تى‪ ،‬بعضها‬ ‫بالتضلي���ل واألكاذي���ب‪ ،‬واالس���تدراج‬

‫واالستفزاز‪ ،‬كما حيدث يف ليبيا‪ ،‬وتسوغ هلا‬ ‫أن يتحكم فريق يف فريق‪ ،‬ويرتجح حظ فئة‬ ‫على فئة‪ ،‬ال بالعدل والنظام واملس���املة‪ ،‬ولكن‬ ‫بالغوغائية والتهويش والبلطجة‪.‬‬ ‫كان م���ن الواض���ح يف مص���ر أن نص���ف‬ ‫املصوت�ي�ن تقري ًب���ا رافض���ون لف���وز م���ن ف���از‬ ‫بالرئاس���ة‪ ،‬وتقتض���ي أح���كام الع���دل‪ ،‬وعقد‬ ‫االنتخ���اب‪ ،‬وحفظ الس���لم األهل���ي‪ -‬الرضى‬ ‫بالنتيج���ة‪ ،‬وترق���ب الفرص���ة االنتخابي���ة‬ ‫القادمة‪ ،‬حملاولة أخرى‪.‬‬ ‫مرسي‬ ‫وم���ع كل م���ا ميك���ن أن يق���ال ع���ن عه���د‬ ‫الرئيس حممد مرس���ي ‪-‬فك اهلل أسره وأسر‬ ‫إخوان���ه!‪ -‬م���ن أخطاء سياس���ية ال خيلو منها‬ ‫عمل سياس���ي‪ ،‬فإن���ه مل يأت باجل�ب�ر والقوة‪،‬‬ ‫ومل ينقلب عل���ى أهداف الثورة‪ ،‬من احلرية‪،‬‬ ‫وتقدي���ر إرادة األم���ة‪ ،‬والعدال���ة‪ ،‬وق���د اجرتأ‬ ‫علي���ه خصومه ق���و ً‬ ‫ً‬ ‫وعم�ل�ا‪ ،‬وه���و الرئيس‬ ‫ال‬ ‫املنتخ���ب‪ ،‬ب���ل أول رئي���س منتخ���ب انتخابً���ا‬ ‫صحيحا يف مصر والبل���دان العربية‪ ،‬وكان‬ ‫ً‬ ‫ميكن البناء على هذه التجربة‪ ،‬وتطويرها‪.‬‬ ‫إن م���ن ال يريد اخلري هلذه الش���عوب‪ ،‬ويريد‬ ‫عرقل���ة مس�ي�رتها‪ ،‬وإفس���اد ثورته���ا‪ ،‬يتصيد‬ ‫األخط���اء‪ ،‬وحي���رض اخلص���وم‪ ،‬ويتح�ي�ن‬ ‫الفرص‪ ،‬ليخرج هذا املسار املتحضر السلمي‬ ‫ب���كل م���ا في���ه م���ن ب���طء وأخط���اء وعي���وب‬ ‫وتقصري‪-‬ع���ن طريق���ه‪ ،‬ويدخ���ل املختلفون‬ ‫يف الص���دام والكراهي���ة واحل���رب الكالمي���ة‬ ‫واإلعالمية اليت ت���ؤدي إىل حرب الرصاص‬ ‫والقتل (وإن احلرب أوهلا كالم)‪ ،‬ويكون هو‬ ‫املس���تفيد م���ن الفوضى األمنية والسياس���ية‬ ‫واإلعالمي���ة‪ .‬امل���راد ه���و أن تكف���ر الش���عوب‬ ‫باحلرية وباملسار االنتخابي‪ ،‬وأن تقنع بأنها‬ ‫غري مؤهلة لذلك‪ ،‬وأنها دون ذلك‪.‬‬ ‫سالم وحرية‬ ‫ق���د أثب���ت اإلس�ل�اميون الوس���طيون أنه���م‬ ‫أحرص على الس���لم األهلي من غريهم ممن‬ ‫س���كتوا على املذابح أو س���وغوها أو دافعوا عن‬ ‫مرتكبيه���ا أو روج���وا الك���ذب واألباطي���ل يف‬ ‫إلصاق التهمة باجملين عليه وتربئة اجلاني‪.‬‬ ‫وق���د رأى الن���اس مجي ًعا الش���رطة واجليش‬ ‫يطلق���ون الرص���اص احلي عل���ى املعتصمني‬ ‫املس���املني فيرُ ْ دونه���م قتل���ى‪ ،‬ورأى البلطجية‬ ‫باللباس املدني مصاحبني للجيش والشرطة‬ ‫يطلقون الن���ار‪ ،‬وين ّكل���ون باملعتصمني‪ ،‬وجاء‬ ‫اإلعالم ال���كاذب بص���ور ملدنيني يس���تعملون‬ ‫أس���لحة نارية عل���ى أنهم بع���ض املعتصمني‬

‫‪17‬‬ ‫أو من اإلخ���وان‪ ،‬وقد اعت���ادت الداخلية على‬ ‫تلفي���ق القضاي���ا‪ ،‬واعت���اد هذا اإلع�ل�ام على‬ ‫الك���ذب‪ ،‬فأي���ن األس���لحة ال�ت�ي كان خيبئها‬ ‫املعتصم���ون؟ ومل���اذا مل يدافع���وا به���ا ع���ن‬ ‫أنفسهم؟‬ ‫س���تقول‪ :‬ومن قتل من س���قط من الشرطة؟‬ ‫واجل���واب‪ :‬ال تتوقع من محل���ة على اعتصام‬ ‫في���ه عش���رات األل���وف‪ ،‬وأس���فرت ع���ن قت���ل‬ ‫‪ 2600‬إنس���ان‪ ،‬وجرح ألوف‪ ،‬وخطف ألوف‪،‬‬ ‫أن ترج���ع ب�ل�ا خس���ائر‪ ،‬وال تتوق���ع أنه حني‬ ‫تبدأ حفلة القتل ألناس يصطحبون أسرهم‬ ‫وأطفاهل���م أن تك���ون هن���اك س���يطرة عل���ى‬ ‫املش���اعر والتصرفات‪ ،‬وال أش���ك أن ً‬ ‫بعضا من‬ ‫املهامج�ي�ن تعاطف���وا مع املعتصم�ي�ن ف ُقتلوا‪،‬‬ ‫وأن الرص���اص ال���ذي كان يطل���ق بص���ورة‬ ‫دائرية حملاصرة املكان‪ ،‬ومن فوق بالطائرات‪،‬‬ ‫ريا من غري املقصودين بالقتل‪.‬‬ ‫أصاب كث ً‬ ‫وق���د أثبت اإلس�ل�اميون ً‬ ‫أيض���ا أنهم أحرص‬ ‫على إرادة األمة وعلى احلرية وعلى احلقوق‬ ‫م���ن أدعيائه���ا‪ ،‬فه���م املطالب���ون بالش���رعية‪،‬‬ ‫وامللتزمون بها‪ ،‬والراضون بنتائجها‪.‬‬ ‫الغلو‬ ‫نعم‪ ،‬هناك غلو يف التيار اإلسالمي‪ ،‬ولو كان‬ ‫هن���اك حك���م وطين رش���يد لعاجل���ه بأدويته‬ ‫املعروف���ة‪ ،‬فللقضي���ة جان���ب فك���ري عالجه‬ ‫بنش���ر العلم الصحيح وفتح أبوابه الواس���عة‪،‬‬ ‫وجانب اقتص���ادي مبعاجلة البطالة والفقر‪،‬‬ ‫وجان���ب سياس���ي باالس���تيعاب والش���راكة‬ ‫واحلوار‪ ،‬وجانب أم�ن�ي بفرض األمن وهيبة‬ ‫الدولة وحفظ مصاحل اجملتمع‪.‬‬ ‫إن م���ا ح���دث يف مص���ر م���ن انق�ل�اب عل���ى‬ ‫الش���رعية وعل���ى الث���ورة‪ ،‬ث���م م���ن مقتل���ة‬ ‫عظيم���ة‪ ،‬ث���م م���ن مص���ادرة للحري���ات‬ ‫واحلق���وق‪ ،‬هو من أهم أس���باب تغذي���ة الغلو‬ ‫والعنف والش���ذوذ الفكري والسلوكي‪ ،‬وهل‬ ‫نشأت هذه اآلفات إال يف سجون الطغاة؟!‬ ‫ليبيا‬ ‫حني انتص���رت الثورة يف تونس ومصر كان‬ ‫ريا معي ًنا‬ ‫ذلك فأال حس ًنا للثوار يف ليبيا‪ ،‬وظه ً‬ ‫للثورة الليبية‪ ،‬وسب ًبا من أسباب جناح حترر‬ ‫الليبي�ي�ن م���ن الطغيان‪ ،‬وإن انتكاس���ة الثورة‬ ‫يف البلدي���ن هلو نذير ش���ؤم‪ ،‬وس���بب خماوف‬ ‫على الثورة يف ليبيا‪ ،‬فال ريب أن االنقالبيني‬ ‫يف كل البل���دان س���يتظاهرون عل���ى العودة‬ ‫إىل عه���ود الظل���م والفس���اد‪ ،‬كم���ا كان‬ ‫وزراء الداخلي���ة قدميً���ا يلتق���ون ب���كل ودادة‪،‬‬ ‫وينجحون يف لقاءاتهم‪ ،‬ويتعاونون على قمع‬ ‫شعوبهم‪.‬‬ ‫خطته���م يف ليبيا تقتضي فص���ل (برقة) عن‬ ‫باقي ليبي���ا‪ ،‬واختاذها منطل ًقا للثورة املضادة‬ ‫لث���ورة فرباير‪ ،‬وجيري اآلن حتريض الناس‬ ‫عل���ى املؤمت���ر الوط�ن�ي‪ ،‬وعلى اإلس�ل�اميني‪،‬‬ ‫وعل���ى اإلخ���وان‪ ،‬وعل���ى الث���وار‪ ،‬بوصفه���م‬ ‫عقبة يف طريق االنقالب‪ ،‬وسيس���تعان بقوة‬ ‫عس���كرية خارجية لتحقيق ذل���ك‪ ،‬قد تكون‬ ‫اجلي���ش املص���ري‪ ،‬أو الطائ���رات الغربي���ة‪.‬‬ ‫ول���ن يتحقق هل���م م���ا يري���دون إال أن يكون‬ ‫بع���ض من الش���عب معهم يف ذل���ك‪ ،‬وما أظن‬ ‫الربقاويني يرضون بذلك‪.‬‬ ‫لي���س املطلوب أن حيكم هذا الفصيل أو ذاك‪،‬‬ ‫املطلوب احملافظة على أه���داف الثورة‪ :‬وهي‬ ‫احلري���ة‪ ،‬ووح���دة ليبيا وس���يادتها‪ ،‬وحتقيق‬ ‫إرادة األمة الليبية‪ ،‬والعدالة بني أبنائها‪.‬‬ ‫‪22/8/2013‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫ِف ّر يا صغريي إىل بالد‬ ‫الكفر‬ ‫كرمية الفاسي‬

‫يا طفلي املذبوح على أرصفتنا ال أعتذر لك ‪ ،‬أحرقت قليب وتركتين‬ ‫يتيم���ة فاهرب من هذه البالد وال تلتفت لي فنحن ٌ‬ ‫أهل ال يغمس���ون‬ ‫خبزهم إال يف الدماء فال نس���تحق أن تنادينا ‪ :‬أبي‪/‬أمي‪ .‬كنا شر أمة‬ ‫ُ‬ ‫خرجت للناس حني ضاع احلق فينا‪ ،‬أُخرج من هذه األرض املسعورة‬ ‫أ ِ‬ ‫واجت���ه مش���ا ً‬ ‫ال فإن وجدت باباً على س���قفه اثنتا عش���ر جنمه صفراء‬ ‫بش���كل دائري على خلفية زرقاء فتمس���ك بعروته واطرقه ثم اطرقه‬ ‫حتى ان التفتوا لك قل هلم‪ :‬أرسلتين أمي وقالت ال تعود فالبالد موت‬ ‫واعلم ي���ا صغريي انهم كفار‪ ...‬كافرون ميش���ون عراة ‪،‬ويش���ربون‬ ‫اخلم���ر‪ ،‬وجياهرون باملعاصي والزن���ا والفواحش ‪،‬غري أنهم أعدل من‬ ‫حكم فال يُضام من استجار بهم وال يشقون ميثاقاً وال يقتلون ظلماً‬ ‫هناك يا طفلي الصغري س���تلعب بالدم���ى وتأكل احللوى وتركض‬ ‫وراء أإلوز س�ت�رتاد املدرسة يف سالم وس���تحنو عليك املعلمة وستقف‬ ‫ش���رطية عج���وز أمام مدرس���تك تس���اعدك على عب���ور الطريق فوق‬ ‫اخلط���وط البيض���اء‪ ،‬هناك يا طفلي ال يقتل���ون األطفال يف العيد وال‬ ‫يرش���ونهم باملبي���دات وإن تبنت���ك عائلة فس���ر معهم وامس���ع لقوهلم‬ ‫وتعل���م ما يعلمونك وال ختف فإن مل يعدلوا فاش���كوا ملعلمتك فإن مل‬ ‫تعدل فاشكوا ملديرك فإن مل يعدل فللقاضي فإن مل يعدل اطرق باب‬ ‫حاكمهم فهو عادل لبيب قائم بشؤون شعبه ودولته‪.‬‬ ‫ي���ا طفلي الصغري ال تذكرن���ي وال حتن وال تبكي‪ ،‬فأنا امرأة ارتضت‬ ‫املهان���ة فأهان���وا من اجنبت وأب���وك فقري تعس يرك���ض وراء دراهم‬ ‫مع���دودات ليش�ت�ري لنا به���ا خبز ي ُب���ول عليه حاك���م هيئته كهيئة‬ ‫الرج���ل وقلب���ه قلب ش���يطان وحنن نس���مع ونطع‪ ،‬فاه���رب يا طفلي‬ ‫مادم���ت طفال ال مس���ع له علي���ك وال طاعة فال ينتظرك هنا س���وى‬ ‫املوت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ياصغ�ي�ري إن أخذك امل���وت لن تعود وهو ليس س���يئا غ�ي�ر أن احلياة‬ ‫مجيل���ة وأنت من حق���ك أن حتيا فبأي ذنب مت���وت‪ ،‬يا صغريي حنن‬ ‫قوم اجلالبيب ال جتزع إن صفع أبيك أُمك وركلها وش���تمها وبصق‬ ‫عليه���ا فال ي���زال حذاء رجل األم���ن مطبوع على مؤخرت���ه وخصيتيه‬ ‫حمروقتان بالسيجار‪.‬‬ ‫ق���د خرج���ت (هاج���ر) اجلاري���ة ذات يوم حتم���ل بني يديه���ا الرضيع‬ ‫(امساعي���ل) تلح���ق بأبون���ا (ابراهيم) متش���ي ورائه‪ ،‬حت���ى إذا بلغ بها‬ ‫أرض���اً ال زرع وال م���اء وال طري وال ظل تركه���ا وراح يبتعد و(هاجر)‬ ‫كان���ت طاه���رة ش���ريفة بني يديه���ا طفل‪ ،‬تلح���ق بأبون���ا (ابراهيم )‬ ‫مذعورة‪ ،‬تس�ي�ر وتتعثر‪ ،‬تناديه‪ :‬ملن تركتنا يا ابراهيم‪..‬ملن ترتكنا؟!‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬تركتم هلل‪ .‬كان أبونا (ابراهيم) نبياً‪ ،‬فأحاط اهلل عائلته بعني‬ ‫الرعاية‪ .‬من يفهم فجيعة أم تركض بني جبلني وطفل جائع يبكي‬ ‫وأرض خ���واء‪ .‬اركضي يا هاجر اىل جبل الصف���اء‪ ،‬اركضي ياهاجر‬ ‫اىل جب���ل امل���روة‪ُ ،‬‬ ‫نار حترتق�ي�ن بها وصوت ص���راخ الطفل اجلائع‬ ‫أي ٍ‬ ‫ُ‬ ‫يفت الكبد‪ ،‬أي ضياع ذقت لوعته حتى أس���قاك اهلل (زمزم) ومنذ تلك‬ ‫األي���ام يا طفل���ي‪ ،‬منذ أكثر أكث���ر من الف عام رمب���ا ألفني وحنن‬ ‫يرتكنا رجالنا غري أنهم ليسوا أنبياء وحنن لسن مثيالت (هاجر)‪.‬‬ ‫ي���ا صغ�ي�ري منذ أكثر م���ن ألف ع���ام رأى أبونا (ابراهي���م) انه يذبح‬ ‫الصغري (امساعيل) وأطاعه الطفل‪ ،‬يا فجيعة هاجر املكلومه وذعرها‪،‬‬ ‫غ�ي�ر أن (ابراهيم) كان نبيا ودعاء (هاجر) مس���موع فأنزل اهلل الفداء‬ ‫ل ُيذب���ح ب���دل الولد‪ ،‬هل فهم���ت االن يا طفلي ملاذا حن���ن نذبح أوالدنا‬ ‫يف هذا الزمان‪ ،‬ألننا لس���نا أنبياء نذبح أوالدنا ونذبح الفداء فال نرتك‬ ‫شيئا من رائحة الشواء‪ ،‬ويهرول املاليني م ّنا بني اجلبلني يف كل عام‬ ‫وحنم���ل زجاجات ماء (زمزم) هدايا نتض���رع ونبتهل عن كل جرعة‬ ‫حنتس���يها من املاء املبارك ونتمنى األمني���ات ونغفل أن (زمزم) كان‬ ‫من أجل أم وأن السعي بني الصفاء واملروة من أجل أم وأن الفداء نزل‬ ‫لكي ال يُذبح الولد‪ .‬اهرب يا طفلي فنحن نذبح أوالدنا ولسنا انبياء‪.‬‬

‫عصابة عميقــ‬ ‫حممد بن األمني‬ ‫هن���اك أط���راف يف الدول���ة والف���راغ الليبي�ي�ن تري���د أن‬ ‫تنس���ب االغتي���االت والتفجريات ألط���راف أخرى وذلك‬ ‫لزعزع���ة االس���تقرار وتأجيج الرأي الع���ام ضدهم علماً‬ ‫بأنه���م على عل���م ودراية وهم مس���اندون م���ن قبل بقايا‬ ‫النظ���ام يف اخل���ارج والداخ���ل لكي تت���م البلبل���ة يف ليبيا‬ ‫واالس���تفادة م���ن تداعي���ات احلال���ة املصري���ة وم���د ن���ار‬ ‫التقات���ل مع األخوان املس���لمني إىل ليبي���ا لكي ختلو هلم‬ ‫الب�ل�اد م���ع األخ���ذ يف االعتب���ار أن تس���تغل ه���ذه املوجة‬ ‫لتصفية العناصر الوطنية اليت هي مصدر خوف هلم يف‬ ‫املرحلة القادم���ة‪ ......‬حنن ال نؤيد كل األحزاب يف ليبيا‬ ‫حتى يثبت الدس���تور وال منيل لطرف ولكن نؤكد على‬ ‫حرمة الدم اللييب وندعو إىل االنتباه من كل األجندات‬ ‫اليت تروج ه���ذه األيام وكلها حتمل مطالب وش���عارات‬ ‫حنن نؤيده���ا ولكنها حممولة بأيادي قذرة وغري نزيهة‬ ‫حيث يس���تغلون االحتقان���ات وتأزم الب�ل�اد ليهرعوا إىل‬

‫الناس كصناع بالد وحريصني على إنقاذ ليبيا!‬ ‫لألس���ف أصبح اجملتمع اللييب ألعوبة يف يد مس���تثمري‬ ‫الث���ورة‪ ,‬حت���ى قانون العزل السياس���ي الذي ه���و مطلبنا‬ ‫األصي���ل والقانون���ي مت توظيفه من ط���رف ضد أخر أو‬ ‫ح���زب ض���د آخ���ر وكان األوىل أن يكون مطلب الش���ارع‬ ‫اللي�ب�ي ومعه مطلب إس���قاط كل األح���زاب ومن تنبث‬ ‫حزبيته من املستقلني من املؤمتر الوطين واحلكومة إىل‬ ‫ما بعد الفرتة املؤقتة وبعث الدستور ‪ --‬لألسف هم لعبوا‬ ‫بنا على طول اخلط‪...‬‬ ‫كذلك على الش���عب اللييب دع���وة كل الكتائب يف ليبيا‬ ‫إىل إثب���ات وطنيته���ا م���ن خ�ل�ال احن�ل�ال كل الكتائب‬ ‫املس���لحة ف���وراً والتحامه���ا يف جس���م عس���كري (جي���ش‬ ‫وش���رطة) وحي���د يك���ون والءه لليبيا وللتعه���د حبماية‬ ‫تطبي���ق الدس���تور وتأمني املس���ار الدميقراطي الس���ليم‬ ‫لتك���ون الدول���ة الليبية ولفرض األم���ن يف مجيع أحناء‬

‫املؤمتر “مأخون” واحلــــ‬ ‫نوري املزوغي‬ ‫ه���ذا العنوان ه���و تقريبا فح���وى مقال مهم نش���رته جملة‬ ‫"ف���ورن بولس���ي" ال�ت�ي تصن���ف بأنه���ا االوىل يف الدراس���ات‬ ‫االس�ت�راتيجية بالواليات املتحدة األمريكية‪ .‬هذا االس���بوع‬ ‫حول الش���أن اللي�ب�ي حتت عنوان‪" ..‬من الذي يس���يطر فعال‬ ‫على أسلحة ليبيا؟"‬ ‫تق���ول اجمللة‪ :‬يف ليبيا أربعة جي���وش مجيعها مفوضة من‬ ‫احلكومة‪ ،‬وأمسيا فقط هي حتت س���يطرة احلكومة‪ ،‬لكنها‬ ‫يف الواق���ع حتمل وتعمل وفق أجن���دات متضاربة‪ ..‬اجليش‬ ‫األول يق���وده رئي���س أركان اجلي���ش ال���ذي يتأل���ف م���ن‬ ‫ميليش���يات درع ليبيا ومرك���ز قوته يف مصرات���ة‪ .‬والثاني‬ ‫يتبع لوزير الدفاع وتأس���س من قبل الوزير الس���ابق أسامة‬ ‫اجلويل���ي ومركز قوت���ه يف الزنتان ويس���يطر على بعض‬

‫أقوى امليليش���يات يف طرابلس‪ ...‬والثال���ث هو جيش مراقبة‬ ‫احل���دود الذي لديه قائ���د وميزانية خاصة به ويعارض أي‬ ‫دعوات لالندماج حتت قيادة رئيس األركان ويؤكد على‬ ‫اس���تقالليته‪ ....‬أم���ا الق���وة الرابعة فهي جي���ش برقة الذي‬ ‫ينظر إليه من قبل العديد بأنه اجلناح املسلح جمللس برقة‬ ‫الذي يدعو إىل استقالل شرق البالد الغين بالنفط‪.‬‬ ‫وتذه���ب اجملل���ة إىل الق���ول ب���أن نش���ر ق���وات درع لييب���ا‬ ‫بالعاصم���ة طرابل���س كان خط���وة اس���تباقية ملنع حدوث‬ ‫انقالب ش���بيه بالذي حدث يف مص���ر‪ ،‬باإلضافة إىل كونه‬ ‫حماول���ة حلماي���ة نف���وذ اإلس�ل�اميني والس���يطرة عل���ى‬ ‫العاصمة طرابلس مبساعدة حلفائهم يف مصراتة‪.‬‬ ‫وتضي���ف‪..‬إن نش���ر ق���وات درع ليبي���ا يف طرابل���س يؤك���د‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫ـــــة… دولة عقيمة‬

‫‪19‬‬

‫أوضاع مراكز احتجاز املهاجرين‬ ‫غري الشرعني يف سبها‬ ‫عبد املنعم اجلهيمي‬

‫ليبيا‪...‬‬ ‫حن���ن ال ننك���ر ع���دم وج���ود أط���راف وأجن���دات‬ ‫لالغتي���االت يف ليبي���ا لك���ن م���ا قصدت���ه ه���و أن‬ ‫منظوم���ة الق���ذايف يف الداخ���ل واخل���ارج ال تزال‬ ‫فاعل���ة ومقتدرة مادي���اً يف الس���احة الليبية وهلا‬ ‫اخرتاق���ات يف كل مكون���ات وتصامي���م الدول���ة‬ ‫املنش���ودة اآلن يف ليبيا وان األم���ر أبعد من اتهام‬ ‫ط���رف واح���د بعينه األم���ر الذي يثب���ت أن كل‬ ‫ي���وم تتع���دد املخال���ب ال�ت�ي تنهش أو حت���اول أن‬ ‫تنه���ش ليبي���ا وثرواته���ا وأمنه���ا واس���تقرارها‬ ‫ومش���روع دولتها‪...‬وبالنس���بة لي ال ت���زال فواعل‬ ‫كثرية وعلى رأس���ها رؤوس العصب���ة القذافية‬ ‫تالح���ق ليبيا ما بعد القذايف وتس���عى للثأر منها‬ ‫مدجج�ي�ن باملليارات مما نهب���وه من ليبيا ناهيك‬ ‫ع���ن املغام���رات السياس���ية األخ���رى اليت حتمل‬ ‫ألويته���ا يف ظ�ل�ام اللي���ل اللييب م���ن أجل مغامن‬ ‫كثرية‪...‬‬ ‫أما أصاب���ع االتهام واالحتجاج االنعكاس���ية اليت‬ ‫يوجهه���ا الش���ارع اللي�ب�ي كل م���رة إىل ط���رف‬ ‫ً‬ ‫أص�ل�ا مدفوعة لتحيد عمداً عن أن تش�ي�ر‬ ‫فه���ي‬ ‫إىل مصدر هذا الفش���ل وعدم التق���دم وهو عدم‬ ‫تصحيح املس���ار جوهرياً يف ليبي���ا مبنع احلزبية‬ ‫يف احلكومة واملؤمتر الوطين ‪ -‬كتال ومستقلني‬ ‫إىل م���ا بع���د الدس���تور وانته���اء الف�ت�رة املؤقت���ة‬ ‫كذل���ك أن يق���ف كل الليبي�ي�ن ويوقف���وا تعدد‬ ‫الس���لطات والكتائ���ب جبمي���ع أنس���ابها وتواريخ‬ ‫تأسيس���ها وتوات���ر ق���رارات ش���رعيتها وع���دم‬ ‫ش���رعيتها وأن يت���م تفعي���ل القان���ون وتأس���يس‬ ‫اجليش والش���رطة ويف ذلك ضمانة هلم لكتابة‬ ‫دس���تور يكتب بأيادي ش���ريفة ووطنية وليس���ت‬ ‫موظف���ة حلزب أو جلهة وال والء هلا إىل للوطن‬ ‫وللحق والقانون‪...‬‬ ‫هؤالء اإلط���راف الغري نزيهة واملنته���زة يف ليبيا‬ ‫ه���م الذين لعبوا بالش���ارع اللييب وح���ادوا به عن‬ ‫املطالب اجلوهرية واس���تفادوا من املناداة بالعزل‬ ‫السياسي لكي ينتصفوا من طرف ثاني والعكس‬

‫ امله���م أن تيار الش���ارع اللييب بعد الثورة مل يكن‬‫مبستوى املرحلة بل األنكى أنه تقاعس أو تهادن‬ ‫أو بلغ سن اليأس مبكراً‪...‬‬ ‫شتان بني الرتاكمية احلزبية يف مصر وتونس‬ ‫وبني أحزاب تكونت يف ملح البصر مثل الشركات‬ ‫املساهمة‪ ...‬أحزاب مل نشاهدها على األرض ومع‬ ‫الناس بل على العكس أحزاب استفادت من رغبة‬ ‫الليبيني الطيبة يف الدميقراطية فجاءتها الناس‬ ‫تغم���س أصابعها يف احل�ب�ر االنتخابي وذلك من‬ ‫اجل تأكيد خالصنا م���ن حكم الفرد لكن تبقى‬ ‫أح���زاب اس���تدراكية بال مش���اريع وليس���ت هلا‬ ‫رؤية واملؤس���ف أن األحزاب س���اهمت يف تكريس‬ ‫امليليش���يات املس���لحة وتأس���يس مراك���ز ق���وة‬ ‫متعددة كما أن األحزاب مل تبدي حتى اآلن أي‬ ‫رغبة ج���ادة وملحة خبصوص القانون والقضاء‬ ‫وكأنه���م يس���تمرئون ه���ذا احل���ال ‪ -‬ب���اهلل ماذا‬ ‫أضافت األحزاب االس���تدراكية لليبيا اجلديدة‬ ‫ع�ي�ر الفرق���ة والتناح���ر والتش���تت وأفس���دت‬ ‫الروح الوطني���ة العامة اليت كانت س���ائدة قبل‬ ‫االنتخابات‪...‬‬ ‫كله���م حيمدوا رب���ي‪ ...‬حزبي�ي�ن كرتونيني ال‬ ‫اس���تثين أحدا منهم! كلهم لس���انهم لسان حال‬ ‫الق���ذايف‪ :‬أحكمكم لكي ال حتكمك���م االمربيالية‬ ‫والرجعية والصهيوني���ة‪ ...‬التحالف‪ :‬حنكم لكي‬ ‫ال حيكمكم اإلس�ل�اميون واملتطرفون‪ ...‬اإلخوان‪:‬‬ ‫حنكم لكي ال حيكمونكم األزالم والفلول‪..‬‬ ‫ال أح���د يق���ف يف الس���احة السياس���ية برجاح���ة‬ ‫مش���روعه مدعوم���اً بق���وة م���ن قاع���دة ش���عبية‬ ‫مستنرية وواعية ال تهمها غري املصلحة الوطنية‬ ‫أو ً‬ ‫ال بدون مح ّية جهوية أو حزبية أو أيدلوجية‪.‬‬ ‫كفان���ا بلطج���ة سياس���ية واس���تدعاء خطابات‬ ‫وتربيرات تعتيمي���ة ال تقنع وال تغين من جهل‪..‬‬ ‫كفانا ادعاءات وطنية أصب���ح من املطلوب على‬ ‫كل لييب أن جيددها بعد هذه اللوثة السياسية‬ ‫واالجتماعية اليت أطال كل هذا اللغط والكذب‬ ‫يف عمرها وتنمية أضرارها؟‬

‫ـــــــــكومة “تلعب بالنار”‬ ‫عل���ى هشاش���ة الوض���ع األم�ن�ي يف الب�ل�اد وازدي���اد‬ ‫االس���تقطاب بني الفصائل السياسية‪ .‬كما يظهر‬ ‫أيض���ا كي���ف أن الفصائ���ل املختلف���ة تس���تخدم‬ ‫اجملموعات املس���لحة حلماية مصاحلها السياسية‬ ‫يف مواجهة تزايد عدم االس���تقرار واحتمال انهيار‬ ‫املؤسسة السياسية ما بعد الثورة‪.‬‬ ‫وختتتم اجملل���ة بالتلمي���ح اىل أن احلكومة "تلعب‬ ‫بالن���ار" يف حماولته���ا اس���تخدام امليلش���يات‪ ،‬فهذه‬ ‫امليليشيات ميكن أن تدير ظهرها للحكومة ومتعن‬ ‫يف ممارس���ة االبتزاز‪ ،‬إما بطلب املزي���د واملزيد من‬ ‫امل���ال أو بالضغ���وط على احلكوم���ة واملؤمتر لتبين‬ ‫بعض القرارات والقوانني اليت تعود بالنفع عليهم‬ ‫وعلى داعميهم السياسيني‪.‬‬

‫إن االعتماد على امليليش���يات سيضاعف من الفساد‬ ‫املالي املستش���ري يف ليبيا من خالل أموال ضخمة‬ ‫تعطى ألفراد امليليشيات وتعرقل أي جهد حقيقي‬ ‫إلعادة بناء قطاعي األمن والدفاع يف ليبيا‪.‬‬ ‫يف ليبي���ا ما بعد الثورة يلعب الساس���ة لعبة خطرة‬ ‫من خالل تس���ييس املؤسس���ة األمنية‪ .‬فاملؤسس���ات‬ ‫األمني���ة يف الب�ل�اد تعان���ي حالي���ا م���ن التح���زب‬ ‫واالس���تقطاب السياس���ي‪ .‬ونظ���را التس���اع انع���دام‬ ‫الثقة اإلقليمية والسياس���ية فإنه م���ن الصعب أن‬ ‫نرى كي���ف ميكن لألمن القائم وق���وات األمن أن‬ ‫يتم نشرها يف قوة وطنية قوية‪.‬‬

‫قب���ل أيام قم���ت بزيارة إىل أح���د مراكز إحتج���از املهاجرين غري الش���رعيني‬ ‫برفقة ناش���طة حقوقية دولية يقع املركز وس���ط مدينة سبها وهو عبارة عن‬ ‫مبنى قديم ومتهالك‪,‬كان يس���تخدم كسجن جنائي حتى عام‪2008‬ف‪,‬حيث‬ ‫مت نق���ل املس���اجني إىل مبنى جديد خارج املدينة‪ ,‬وأصب���ح هذا املبنى خاليا حتى‬ ‫ف�ت�رة قريبة إذ مت نقل املهاجرين غري الش���رعيني إليه حت���ى يتم جتهيز مبنى‬ ‫الئق بهم ‪ -‬حسب قول مدير السجن (خالد األزهري) ‪.‬‬ ‫االحصاء التقديري يذكر أن عدد احملتجزين يفوق ‪1258‬حمتجز‪،‬وهذا عدد‬ ‫غري دقيق بس���بب عمليات النق���ل واإلفراج عن البعض‪ ،‬فعملي���ات الرتحيل تتم‬ ‫كل (‪ 50‬ي���وم ) يف الع���ادة‪ ،‬ولكن هذا األمر ال يُلتزم ب���ه دائما‪،‬ويكون الرتحيل‬ ‫غالبا عن طريق الرب‪،‬بواس���طة شاحنات كبرية وأحيانا حافالت‪ .‬وهناك دول ال‬ ‫متلك حدودا برية مع ليبيا ويتم ترحيل مواطنيها جوا‪.‬‬ ‫كانت لي مالحظات كثرية حول السجن أهمها ‪-:‬‬ ‫املبن���ى متهال���ك وغري صح���ي ال حيمي من احل���ر وال يقي قاطني���ه من الربد‪,‬‬‫حي���ث ال فتحات للتهوي���ة ُ‬ ‫‪,‬واحلجر ضيق���ة واملمرات معتمة‪,‬وجدران ش���ديدة‬ ‫اإلتس���اخ‪,‬هذا إىل جانب عدم توف���ر دورات املياه الصحية‪,‬م���ع وجود برك ومياه‬ ‫راكدة تنبعث منها أمراض وروائح كريهة‪.‬‬ ‫ال���كادر الوظيفي املس���ئول عن إدارة الس���جن غ�ب�ر مؤهل‪,‬فأغلبه���م ال يعرفون‬‫الوض���ع القانون���ي للمهاجرين‪,‬كم���ا إنهم غري مؤهلني للتواصل معهم بس���بب‬ ‫انعدام اللغة‪,‬إضافة إىل حاالت س���جلت عن رش���اوى تعط���ى مقابل اإلفراج عن‬ ‫البعض من هوالء‪.‬‬ ‫املعامل���ة داخ���ل الس���جن غ�ي�ر جيدة‪,‬مبعن���ى هن���اك إهم���ال كب�ي�ر لصح���ة‬‫احملتجزين‪ ,‬تكتفي إدارة املركز بفصل املرضى فحس���ب‪,‬وقد سجل عدد ثالث‬ ‫وفيات بسبب اإلهمال‪,‬‬ ‫أضف إىل ذلك أن احملتجزين يوضعون بأعداد ال تتناسب مع حجم الغرف‪,‬اليت‬ ‫ال يوجد لبعضها س���قف وال يوجد يف بعضه���ا عدد كايف من األغطية والفرش‬ ‫وال ننسى عدم توفر املاء حيث ال يأتيهم املاء إال عند الوجبات الرمسية‪.‬‬ ‫الب���طء الش���ديد والغري م�ب�رر لرتحي���ل احملتجزين‪،‬حيث قد ميك���ث احملتجز‬‫ش���هورا طويل���ة قب���ل أن يت���م ترحيله‪،‬وتع���زو اإلدارة الس���بب أحيان���ا إىل ع���دم‬ ‫اكتم���ال النص���اب مبعنى أنه���م يرحلون احملتجزي���ن عند وصوهل���م إىل عدد‬ ‫معني‪,‬وأحيان���ا إىل ع���دم توف���ر املواصالت اليت تق���وم بعملية الرتحي���ل وأحيانا‬ ‫أخ���رى إىل إضط���راب األوض���اع يف بع���ض البل���دان ال�ت�ي ينتم���ي إليه���ا بعض‬ ‫احملتجزين كالصومال مثال‪.‬‬ ‫ مل تس���جل زيارات حقيقية وفعالة من قبل مؤسس���ات اجملتمع املدني احمللية‬‫للمرك���زوال خيف���ى علينا دور هذه املؤسس���ات يف حتس�ي�ن ظ���روف األحتجاز‬ ‫هل���والء‪ .‬أيض���ا اإلدارة وموظفيها يعانون اإلهم���ال والتهميش‪,‬فال دورات تأهيل‬ ‫ورفع للكفاءة‪ ,‬وال تنسيق مع الوزارة وال مراعاة خلصوصية مراكز االحتجاز‬ ‫يف اجلنوب‪,‬وهذا اإلهمال بالطبع ينعكس بش���كل س���ليب على آداء هؤالء لعملهم‬ ‫وهذا ُتقيمه املنظمات الدولية بشكل سليب يؤثر على صورة البالد احلضارية‪.‬‬ ‫املهاجر الغري ش���رعي ليس جمرما بل هو إنس���ان قذف به شظف العيش ونكده‬ ‫إىل خارج بلده وإنسان كهذا يستوجب منه معاملته مبا يليق به وبنا‪ ،‬وسيكون‬ ‫لنا لقاء قريب وموسع مع مدير إدارة اهلجرة الغري شرعية بسبها‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* عضو مراقب ملنظمة العفو الدولية ألوضاع السجون يف جنوب ليبيا‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫مبادرة الشرعية الدستورية‪...‬‬

‫حماولة لإلجابة عن أهم األسئلة اليت تطرح حوهلا‬ ‫من متابعيت ملختلف األصداء وردود الفعل على الدعوة اليت أطلقت للبحث عن خمرج لنا من األزمة السياسية‬ ‫التارخيية اليت بتنا نتفق مجيعنا على أننا انتهينا إليها‪ ،‬من خالل فكرة العودة إىل اس���تئناف مس�ي�رة الش���رعية‬ ‫الدس���تورية اليت قطعها انقالب سبتمرب سنة ‪ ،1969‬تبني لي أن الفكرة تلقى‪ ،‬من حيث املبدأ‪ ،‬قبوال واسعاً لدى‬ ‫املواطنني‪ ،‬وإن بقيت أس���ئلة معينة تدور يف أذهانهم‪ ،‬وال تزال حباجة إىل إجابات حمددة هلا‪ ،‬تزيل ما قد يوجد‬ ‫م���ن غم���وض أو لبس أو عدم وض���وح يف بعض األفكار والتفصي�ل�ات‪ ...‬وقد أحببت يف ه���ذه املقالة أن أجتهد يف‬ ‫تقدي���م توضيحات وإجابات عن خمتلف األس���ئلة املفرتضة أو املتوقع أن تث���ور لدى كثريين ممن اطلعوا على‬ ‫املبادرة وال يزالون يتطلعون للحصول على إجابات عنها‪ ...‬وأقدم هذه األسئلة كم أتوقعها وكما مسعتها على‬ ‫ألسنة بعض املواطنني‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬ ‫من وراء هذه املبادرة؟‬ ‫جمموعة من املواطنني واملواطنات ال ينتمون إىل‬ ‫حزب أو تنظيم أو تكتل سياس���ي‪ ،‬وال ميثلون أية‬ ‫توجه���ات فكرية حم���ددة‪ ،‬وليس هل���م من هدف‬ ‫سوى البحث عن الس���بل واآلليات املناسبة إلنقاذ‬ ‫الوط���ن م���ن األخط���ار اليت بات���ت ته���دد حاضره‬ ‫ومستقبله‪ ،‬واملس���اهمة يف حتقيق آمال وتطلعات‬ ‫شعبنا إىل مستقبل زاهر وآمن‪.‬‬ ‫ما هي املبادرة وما أهدافها‪:‬‬ ‫هي مب���ادرة لبلورة موقف وطين جامع حنو تبين‬ ‫خيار العودة إىل استئناف احلياة الدستورية‪ ،‬اليت‬ ‫صنعها اآلباء املؤسس���ون‪ ،‬واغتصبه���ا االنقالبيون‬ ‫يف ليل���ة أول س���بتمرب ‪1969‬م‪ ،‬كمش���روع إنقاذ‬ ‫وط�ن�ي‪ ،‬يكف���ل االنتق���ال الس���لس إىل الدول���ة‬ ‫الدس���تورية اآلمنة‪ ،‬ويهيئ لنا الظروف املناسبة‪،‬‬ ‫والوق���ت الكايف ال���ذي حنن حباجة إلي���ه لتجاوز‬ ‫العقب���ات ال�ت�ي اعرتض���ت وتع�ت�رض طريقن���ا يف‬ ‫س���بيل التواف���ق على دس���تور دائ���م للب�ل�اد‪ ،‬وبناء‬ ‫مؤسسات دولتنا اليت حنلم بها ونسعى إليها‪.‬‬ ‫هل املبادرة تهدف إىل العودة للنظام امللكي‪:‬‬ ‫املبادرة ليس���ت جمرد دعوة س���طحية للعودة إىل‬ ‫تبين النظام امللكي‪ ،‬أو إعادة األسرة السنوسية إىل‬ ‫احلك���م‪ ..‬فالفك���رة يف جوهرها تنب�ن�ي على اختاذ‬ ‫دس���تور الدولة الذي كان نافذا يف ‪ 31‬أغسطس‬ ‫‪ ،1969‬نقط���ة انطالق أوىل يف مس�ي�رة جديدة‪،‬‬ ‫حن���اول فيه���ا أن نضع ألنفس���نا خارط���ة طريق‬ ‫جدي���دة‪ ،‬نعي���د فيه���ا ترتي���ب أولوياتن���ا‪ ،‬وجن���دد‬ ‫اختياراتن���ا فيم���ا يتعل���ق باملؤسس���ة ال�ت�ي خنوهلا‬ ‫أمان���ة قي���ادة ه���ذه املس�ي�رة يف مرحل���ة انتقالية‬ ‫ثاني���ة‪ ،‬نتفق مس���بقاً على وضع س���قف زمين هلا‬ ‫ال يتجاوز أربع س���نوات على س���بيل املث���ال‪ .‬أما ما‬ ‫يتعلق بنظام احلكم (ملكيا أم مجهوريا) فس���وف‬ ‫يك���ون القرار فيه رهناً بإرادة الش���عب‪ ،‬اليت يدعى‬ ‫للتعبري عنها يف استفتاء عام‪ ،‬مباشرة بعد تشكيل‬ ‫احلكوم���ة االنتقالي���ة املصغرة اليت س���وف تتوىل‬ ‫صالحيات امللك كما ينص عليها الدستور‪.‬‬ ‫وم��ا العم��ل إذا ج��اءت نتيجة االس��تفتاء ح��ول نظام‬ ‫احلكم مؤيدة للنظام امللكي؟ من يتوىل العرش؟‬ ‫يف ه���ذه احلال���ة س���يعرض عل���ى الس���يد حممد‬ ‫احلسن الرضا السنوسي‪ ،‬الوريث الشرعي لعرش‬ ‫اململك���ة الليبي���ة‪ ،‬تول���ي احلك���م‪ ،‬فإذا قب���ل بذلك‬ ‫يقس���م اليمني الدس���تورية أمام الربملان املنتخب‪،‬‬ ‫ويتوىل سلطات امللك‪.‬‬ ‫هل تبقى س���لطات امللك واسعة كما ينص عليها‬ ‫دستور الدولة املطلوب تفعيله؟‬ ‫جاملب���ادرة ترى أنه س���يكون من الض���روري إعادة‬ ‫النظ���ر يف س���لطات املل���ك‪ ،‬عل���ى النح���و املقرر يف‬

‫أنظم���ة (امللكي���ة الدس���تورية) ال�ت�ي تك���ون فيه���ا‬ ‫السلطات التشريعية والتنفيذية يف يدي الربملان‬ ‫واحلكوم���ة‪ .‬وتكون للملك س���لطات ش���رفية‪ ،‬من‬ ‫حيث إنه راع���ي الدولة واس���تقالهلا واحلكم بني‬ ‫األطراف اليت تتوىل السلطة‪.‬‬ ‫ه��ل تعين املب��ادرة إنه��اء صالحي��ات املؤمت��ر الوطين‬ ‫العام؟‬ ‫ال‪ ..‬فلي���س م���ن حق أح���د أو صالحيت���ه أن يفعل‬ ‫ذل���ك‪ .‬فاملؤمتر ه���و ممثل الش���رعية‪ ،‬وهو املخول‬ ‫باخت���اذ الق���رارات املصريية باس���م األم���ة‪ ..‬ولكن‬ ‫املب���ادرة تهدف إىل دع���م املؤمت���ر الوطين الختاذ‬ ‫الق���رار التارخي���ي املص�ي�ري بإلغ���اء اإلع�ل�ان‬ ‫الدس���توري‪ ،‬وتفعيل دس���تور الدول���ة الذي كان‬

‫الطريق اجلديدة‪.‬‬ ‫من يشكل احلكومة املؤقتة؟‬ ‫تق�ت�رح املب���ادرة أن تكل���ف بتش���كيلها ش���خصية‬ ‫وطنية‪ ،‬بات من املهم يف ظل املعطيات واملستجدات‬ ‫عل���ى الس���احة السياس���ية أن تك���ون ش���خصية‬ ‫مستقلة عن األحزاب والكتل السياسية (ما أمكن‬ ‫ذل���ك)‪ ..‬وبش���رط أن تك���ون حكوم���ة مصغرة من‬ ‫احلقائب الوزارية األساس���ية املنصوص عليها يف‬ ‫املبادرة (ال تزيد عن عشر حقائب)‪.‬‬ ‫مم تتكون هذه احلكومة وما مهامها؟‬ ‫تدعو املبادرة إىل تشكيل حكومة مصغرة ال تزيد‬ ‫عن عشر حقائب وزارية هي حصراً التالية‪:‬‬ ‫‪ )1‬احلقائب الس���يادية وهي‪ :‬الدف���اع‪ ،‬الداخلية‪،‬‬

‫ناف���ذاً يف ‪ 31‬أغس���طس ‪ ،1969‬وذل���ك من خالل‬ ‫آلي���ات مج���ع توقيع���ات املؤيدي���ن للمب���ادرة م���ن‬ ‫املواطن�ي�ن واملواطن���ات‪ ،‬ك���ي يتأك���د املؤمت���ر‬ ‫الوط�ن�ي أنها تلق���ى القب���ول والدعم م���ن أغلبية‬ ‫معتربة م���ن املواطنني ميكن الركون إليها‪ ،‬ومن‬ ‫ثم االستجابة للمبادرة باعتبارها مطلباً شعبياً‪.‬‬ ‫وما يك��ون وضع املؤمتر الوطين الع��ام بعد اختاذ قرار‬ ‫تفعيل دستور االستقالل؟‬ ‫ترى املبادرة أن يظ���ل املؤمتر الوطين العام عام ً‬ ‫ال‬ ‫حت���ى إج���راء االنتخابات العام���ة الختيار ممثلي‬ ‫األم���ة يف الربمل���ان (جمل���س الن���واب وجمل���س‬ ‫الشيوخ)‪ ،‬ومن ثم يس���لم املؤمتر السلطة للربملان‬ ‫املنتخب‪ ،‬واحلكومة املؤقت���ة اليت يكون قد كلف‬ ‫م���ن يش���كلها كأول خطوة من خط���وات خارطة‬

‫اخلارجي���ة‪ ،‬الع���دل واملصاحلة الوطني���ة‪ ،‬املالية‪،‬‬ ‫النفط‪.‬‬ ‫‪ )2‬احلقائب اخلدمية األساس���ية املتعلقة حبياة‬ ‫املواطن�ي�ن اليومي���ة وغري القابل���ة للتأجيل وهي‪:‬‬ ‫الصح���ة‪ ،‬التعلي���م‪ ،‬الكهرب���اء والطاق���ة‪ ،‬النق���ل‬ ‫واملواصالت‪ ،‬االتصاالت‪.‬‬ ‫وس���يكون على ه���ذه احلكوم���ة إجن���از ومواجهة‬ ‫االس���تحقاقات العاجل���ة والضروري���ة‪ ،‬ال�ت�ي ال‬ ‫أم���ل لنا ب���دون مواجهتها يف التمك���ن من فعل أي‬ ‫ش���يء على أرض الواقع‪ :‬هذه االس���تحقاقات هي‬ ‫بالتحديد الثالثة التالية‪:‬‬ ‫‪ 1‬معاجل���ة املس���ألة األمنية‪ ،‬م���ن خالل وضع‬‫اخلط���ط املناس���بة إلنه���اء ظاه���رة اجلماع���ات‬ ‫املس���لحة‪ ،‬والرتكي���ز الت���ام عل���ى خط���ط بن���اء‬

‫يونس فنوش‬ ‫املؤسس���تني العس���كرية واألمني���ة‪ .‬ويتص���ل بهذا‬ ‫اجمل���ال بالطبع معاجلة ظاهرة انتش���ار الس�ل�اح‬ ‫خارج إطار مؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫‪ 2‬تفعي���ل القض���اء والرق���ي ب���ه إىل الدرج���ة‬‫املطلوبة كي يكون ق���ادراً وفعا ً‬ ‫ال يف فرض هيبة‬ ‫القانون واحرتامه والتقيد به على الكافة‪.‬‬ ‫‪ 3‬حتقي���ق العدالة االنتقالي���ة‪ ،‬متهيداً للتمكن‬‫م���ن حتقي���ق مصاحل���ة وطني���ة حقيقي���ة‪ ،‬ب�ي�ن‬ ‫خمتل���ف األط���راف ال�ت�ي نش���أت بينه���ا ح���زازات‬ ‫وثارات وحساس���يات إبان ح���رب التحرير‪ ،‬إلعادة‬ ‫األمور إىل نصابها‪ ،‬وإنهاء ظاهرة النزوح‪ ،‬سواء يف‬ ‫الداخل أو اخلارج‪.‬‬ ‫هل يتم العمل بدس��تور االس��تقالل كما هو أم سيكون‬ ‫الزما إجراء تعديالت عليه‪ ،‬ومن يقوم بها؟‬ ‫بالطبع س���وف يكون الزماً إج���راء تعديالت على‬ ‫الدس���تور كي ميك���ن تفعيله والعم���ل به بصورة‬ ‫مؤقت���ة‪ ،‬ولك���ن جي���ب أن تك���ون ه���ذه التعديالت‬ ‫مقتص���رة عل���ى اجلزئي���ات ال�ت�ي ال من���اص من‬ ‫إدخاهلا‪ :‬ال س���يما فيم���ا يتعلق بصالحي���ات امللك‬ ‫(يف اجت���اه نظ���ام امللكي���ة الدس���تورية)‪ ،‬وحتديد‬ ‫صالحيات رئيس الوزراء‪ ،‬والربملان‪.‬‬ ‫وما العمل فيما يتعلق بالدستور الدائم؟‬ ‫ته���دف املب���ادرة إىل إتاح���ة مس���احة زمني���ة‬ ‫مرحي���ة وكافية ك���ي تتم عملي���ة حوار وطين‬ ‫منهجية وعلمية وش���املة حول مالمح الدستور‬ ‫األساس���ية‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق باملسائل اليت قد‬ ‫تك���ون خالفية‪ ،‬والب���د أن تتبلور حوهل���ا توافقات‬ ‫وطني���ة‪ ،‬مثل‪ :‬ش���كل الدول���ة (احتادية‪/‬موحدة)‪،‬‬ ‫حقوق املكونات الثقافية‪ ،‬مصادر التش���ريع‪...‬إخل‪.‬‬ ‫ويق�ت�رح أن يش���كل الربمل���ان املنتخب هيئ���ة عليا‬ ‫للح���وار الوط�ن�ي ختول القي���ام بذلك‪ ،‬ث���م ترفع‬ ‫نتائج احلوار إىل اللجنة الفنية اليت سوف تكلف‬ ‫بصياغة الدستور الدائم‪.‬‬ ‫متى تنتهي املرحلة الدستورية املؤقتة وكيف؟‬ ‫تنتهي املرحلة الدس���تورية املؤقتة بانتهاء اللجنة‬ ‫الفنية املشكلة لصياغة الدستور من عملها‪ ،‬وفق‬ ‫ما تس���فر عن���ه جوالت احل���وار الوط�ن�ي‪ ،‬وما يتم‬ ‫التوص���ل إليه من توافقات يف املس���ائل األساس���ية‬ ‫واخلالفي���ة‪ ..‬وتكون آخر خطوة يف ه���ذه املرحلة‬ ‫إجراء االس���تفتاء العام على الدس���تور الدائم‪ ..‬ثم‬ ‫الش���روع يف تش���كيل املؤسس���ات اليت ين���ص عليها‬ ‫ذل���ك الدس���تور‪ :‬املؤسس���ة التش���ريعية (الربملان)‪،‬‬ ‫املؤسسة التنفيذية (احلكومة) املؤسسة القضائية‬ ‫(احملكمة العليا‪/‬اجمللس األعلى للقضاء)‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫ميدان السؤال‬

‫‪21‬‬

‫يف العالقة ما بني احلقيقة واإلنسان‬

‫وخزات و شظايا‬ ‫من َس َر َق أفراح ليبيا ؟!‬

‫عامر ملكاوي‬

‫عبدالوهاب قرينقو‬ ‫‪ . . .‬وانكسر جدار اخلوف !!‬ ‫يف تونس و مصر وليبيا ‪ ( -‬دول االمتحان الثالثة ) ‪..‬‬ ‫وانكسر جدار اخلوف ‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫َ‬ ‫ك���م فرحن���ا بهذه العب���ارة منذ أكثر م���ن عامني ‪/‬‬ ‫ثالثة ‪..‬‬ ‫ال أح���د خي���اف االن !! وال رب���ع “ خوفة “ ‪ . . .‬ش���عوب‬ ‫انفلتت متاماً ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ً‬ ‫بغت���ة يف أقالي���م ش���رق أوس���طية و مش���ال‬ ‫احلري���ة‬ ‫أفريقي���ة كان���ت مكبوتة من���ذ ‪ 100‬ع���ام !! ‪ ..‬هاهي‬ ‫النتائج لألسف ‪ ..‬ولكن مل يك مثة مناص من حدوث‬ ‫التغي�ي�ر كي ال يتك���دس العفن ‪ /‬الص���دأ ‪ /‬التآكل‬ ‫أكث���ر ‪ ..‬م���ع كل ه���ذه الك���وارث ‪ ..‬م���ع كل ه���ذه‬ ‫الفوض���ى الفوضوية واألخرى املنظمة ‪ ،‬س���يصطلح‬ ‫األم���ر ‪ ،‬ألن التك���دس ‪ /‬الرتاكم يف األس���وأ لن ينتج‬ ‫عن���ه إال املزيد من الس���وء ‪ ..‬الس���وء ‪ ..‬الس���وء ‪ ...‬إىل ما‬ ‫النهاية !! ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫أعتق���د أن ما مت ويتم من اتهامات لألحزاب وتش���ويه‬ ‫أنص���ار ه���ذا احل���زب ل���ذاك ورم���وز هذا ل���ذاك عمل‬ ‫يص���ب يف صاحل تكري���ه الناس ‪ /‬الذهني���ة الليبية يف‬ ‫الدميوقراطي���ة واحلركة احلزبي���ة الصحيحة مع‬ ‫أن اخلط���أ الف���ادح اعتماد األح���زاب وحماولة تفعيل‬ ‫احلرك���ة احلزبية قب���ل أمور ثالث���ة أوهلما ملحان‬ ‫ه���ي ‪ :‬املصاحلة الوطنية ‪ -‬الدس���تور ‪ -‬عودة الس�ل�اح‬ ‫‪ /‬تفكيك الكتائب ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫يف الش���أن املصري الراه���ن ‪ :‬اعتقال الس���يد “ حممد‬ ‫بديع “ مرش���د مجاعة “ اإلخوان املسلمني “ يف شقة‬ ‫سكنية بشارع الطريان مبدينة نصر يف القاهرة ! ‪ ،‬أمر‬ ‫منايف حلرية املعتقد ‪ /‬الرأي ‪ /‬املمارس���ة السياس���ية‬ ‫‪ ..‬عم���ل مش�ي�ن القبض على أي زعيم سياس���ي مادام‬ ‫يؤدي نشاطه الذي يضمنه له الدستور ‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫مصر حبست مرسي و افرجت عن حسين ! ‪..‬‬ ‫فه���ل تطلق ليبيا س���راح عب���د اهلل و س���يف وحتبس‬ ‫بوسهمني و زيدان ؟ ‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫للمطالبني يف ليبيا جبنرال مثل سيس���ي مصر أقول‬ ‫كان لديكم عقيد أشنع ! ‪.‬‬ ‫أفله���ذا احل���د حتب���ون خانقيك���م ؟! ‪ . .‬رمبا م���ا أردمت‬ ‫احلري���ة والدميوقراطي���ة احلقيقية يوم���اً بل انتزاع‬ ‫الس���لطة ‪ ..‬مع اخت�ل�ايف مع االخوان املس���لمني إال أن‬ ‫الدميوقراطي���ة ليس���ت لعبة أطف���ال “ نزعل “ حني‬ ‫ال تروقن���ا ‪ . .‬ال يهم�ن�ي أن مل يفهم�ن�ي اجلمي���ع ‪ ،‬أما‬ ‫جهل فتلك مشاعرهم وسلوكهم و‬ ‫الش���امتون على ٍ‬ ‫م���ن حقهم أن يش���متوا إن كان ه���ذا مرادهم ولكن‬ ‫أذكره���م أن الن���ار عندم���ا تندلع س���تلتهم اجلميع‬ ‫الشامتني قبل األنقياء ‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫(‪ 20‬أغس���طس ‪ ..‬ذكرى حترير طرابلس ) ‪ ..‬بعض‬ ‫امليدي���ا الليبي���ة اجملته���دة حت���اول أن حتتف���ل ‪ :‬قناة‬ ‫الدولية تعرض ش���ريطاً تذكر أنه حصرياً ‪َ /‬س���بق‬ ‫صحف���ي ‪ ..‬وفي���ه حقائق ُتبث ألول م���رة عن حترير‬ ‫العاصم���ة ‪ ..‬وقن���اة ليبي���ا ل���كل األح���رار حاولت هذا‬ ‫األغس���طس وبنوايا طيبة االحتف���ال بهذه الذكرى‬ ‫الس���عيدة ‪ ..‬ولكن بال جدوى ‪..‬ف���أول مداخلة كانت‬ ‫من االعالمي “ س���ليمان قش���وط “ ‪ ،‬أصي���ل نالوت ‪..‬‬ ‫وأحد ش���باب اإلع�ل�ام اللي�ب�ي امللتحق بث���ورة فرباير‬ ‫من���ذ انطالقتها عرب قناة “ ليبيا اف ام “ التابعة لقناة‬

‫“ ليبي���ا ت���ي يف “ ‪ ،‬اليت تب���ث من مصر ‪ ..‬س���ليمان يف‬ ‫مداخلته “ َّ‬ ‫نك َد عليهم “ ! ‪ ..‬وبدا على املذيع االرتباك‬ ‫‪ ..‬ولك���ن هل هو م���ن َّنكد عليهم أم من س���رقوا الفرح‬ ‫من قلوب الناس وعقوهلم ‪..‬فقش���وط كما أرى معه‬ ‫احلق فشعب طرابلس يشعر اليوم حبصار خفي ‪. !..‬‬ ‫ االتص���ال الثان���ي كان م���ن مراس���ل األح���رار يف‬‫مصرات���ه وم���ا أعج���ب م���ا ق���ال ! – ( قبل���ه س���ليمان‬ ‫ذك���ر أن األجواء آمنة يف طرابل���س ولكن ال مظاهر‬ ‫لالحتف���اء !! ) ‪ . -‬و مراس���ل مصراته ذكر أن الزنتان‬ ‫تعد حلفلة وكذلك مصراته ستحتفل !! ‪.‬‬ ‫ولك���ن ‪ :‬ل���و الفرح بق���رب املس���افة َ‬ ‫ف���األ ْوىل حتتفي‬ ‫الزاوية وزوارة واخلمس ‪.‬‬ ‫ إن كان على املش���اركة بالتحرير فلتحتفي أيضاً‬‫ككلة ونالوت ويفرن وبنغازي‬ ‫ إن كان على املش���اركة ولو بفرد واحد فلتحتفي‬‫حيتف أحد‬ ‫س���رت أيضاً فمنها الرباني أشكال !! ‪ . .‬مل‬ ‫ِ‬ ‫يف طرابلس ألن مثة من سرق أفراح الناس !!‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫ليبي���ا أم���ام ‪ - :‬مصي���دة ؟ طع���م ؟ س���راب ؟ جتربة ؟‬ ‫مؤامرة ؟‪-‬حصار خفي ؟! ‪..‬‬ ‫فليحذر مجيع الليبيني ‪ ..‬مثة كور من نار تتدحرج‬ ‫خب���ط عش���واء واخل���وف عندم���ا تتدحرج يف اتاس���ق‬ ‫وانتظام ‪:‬‬ ‫كرتان يف اجتاه أوس���ع ش���رق وغرب عرب أس���طوانة‬ ‫الفيدرالية ‪..‬‬ ‫وكرتان هما ‪ :‬مصراتة ومن يف فلكها مقابل الزنتان‬ ‫ومن يف صفها عرب اس���طوانة ايديولوجيات وأجندات‬ ‫‪ ..‬فلنحذر من رواية األخوة األعداء لكازانتزاكي ! ‪.‬‬ ‫‪ . . .‬فس���طاطان يف ليبي���ا ب���دأت مالحمهم���ا تتض���ح‬ ‫روي���داً رويداً ‪ ..‬فمن قرأ منك���م رواية قصة مدينتني‬ ‫لتشارلز ديكنز ؟! ‪ ..‬بعض الروايات حنتاج أن نقرأها‬ ‫أكث���ر من م���رة بعض الرواي���ات ال يبق منها ش���يء‬ ‫يف الذاك���رة لك���ن تك���ون مؤث���رة يف العق���ل الباطن‬ ‫أن���ا ال أقص���د التفاصي���ل وال اخلط الع���ام للروايتني‬ ‫ب���ل ‪ :‬العن���وان ‪ :‬مبعنى ‪ :‬لكل وطن ‪ /‬ح���راك ب ِه قصة‬ ‫مدينت�ي�ن ‪ ..‬ويف كل حكاية فلنحذر عراك األخوة ‪/‬‬ ‫األخوة ! ‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬ ‫اللعن���ة ‪ ..‬االقالع عن التدخني أس���هل م���ن ترك ال ِنت‬ ‫والتلفزيون !! ‪.‬‬ ‫لنف�ت�رض أن ترتاح املنطقة م���ن طوفان امليديا لنهدأ‬ ‫ً‬ ‫قلي�ل�ا ونتخي���ل ‪ 6‬أش���هر يف دول الش���رق األوس���ط‬ ‫ومش���ال أفريقي���ا بالكامل مب���ا فيها تركي���ا وأيران‬ ‫ومالي والس���ودان والصومال وباكستان وأفغانستان‬ ‫يت���م ايق���اف االنرتني���ت وقن���وات الفض���اء م���ا ال���ذي‬ ‫سيحدث بهذه األقاليم املضطربة من العامل ؟!‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬ ‫يتحس���ر “ املتنيب “ ُمتهكماً س���اخراً ‪ :‬ي���ا أُ ً‬ ‫مة ضحكت‬ ‫من جهلها ُ‬ ‫مم !‬ ‫األ ُ‬ ‫وأقف أنا مشدوهاً مهموماً‬ ‫ُ‬ ‫أمام بالدي وقد احنسر منها العقال ُء ‪:‬‬ ‫إىل أين متضني ؟‬ ‫دهاك‬ ‫ماذا ِ‬ ‫ُك العاقون هرا ٌء ُ‬ ‫وغثاء ؟!! ‪..‬‬ ‫وأوالد ِ‬ ‫دهاك‬ ‫ماذا ِ‬ ‫ني كبندول ٍّ‬ ‫وأنت تتأرجح َ‬ ‫حظ عاثر ؟ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عمان – ‪ 23‬أغسطس ‪ 2013‬م‬ ‫َّ‬

‫للتجاوز عن كل ما ميكننا أن نورده من تعريفات خمتلفة للحقيقة‪ ،‬فإننا نو ّد أن‬ ‫نتساءل عن الدوافع اإلنسان ّية للبحث عن احلقيقة‪ .‬فاإلنسان بفطرته‪ ،‬سواءا كان‬ ‫واعيا أو غري واع لنزعته املعرفية‪ ،‬فإنه دائم السعي وراء املعرفة‪ .‬معرفة كل شيء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫غريزي‪.‬أم ضرورة‬ ‫فهل يكفي ذلك ألن نق ّر بأن املعرفة لدى اإلنسان‪ ،‬هي مطلب‬ ‫وجوديّة؟ وهل ميكننا القول بأن حياة الفرد جبميع تفصيالتها إمنا هي تربير‬ ‫لوجوده؟‬ ‫أسئلة كثرية قد ال منلك إجابات شافية عليها‪ ،‬لكن وجدنا أنه من الضروري‬ ‫التو ّقف عندها‬ ‫ومن أهم األسئلة اليت ميكن أن نطرحها‪ :‬هل احلقائق كلها على حق؟‬ ‫فنتيجة إلق��رارن��ا حباجة اإلن��س��ان للمعرفة‪ ،‬وسعيه ال���دؤوب لتحقيقها‪ ،‬فإننا‬ ‫سنصطدم بأسئلة كثرية‪ ،‬وج��داالت ال حصر هلا‪ ،‬تبدأ باإلنسان ذات��ه‪ .‬إذ أن من‬ ‫يتوصل للحقائق ويق ّر بصدق ّيتها هو اإلنسان‪ ،‬فهل ميكن لإلنسان أن يكون مقياسا‬ ‫ّ‬ ‫للحقائق املطلقة‪ ،‬إذا أخذنا بعني اإلعتبار أن احلكم على احلقائق من حيث صدقها‬ ‫أو عدمه‪ ،‬يتالزم بالضرورة مع معتقدات اإلنسان وتوافقها أو عدم توافقها مع‬ ‫واقعه‪ .‬وبتفصيل أدق‪ ،‬ميكننا القول ّ‬ ‫بأن احلكم على احلقائق يشرتط النسب ّية‪ ،‬إذ‬ ‫يتوصل إىل حقيقة ما أن يفرضها على اآلخرين‪ ،‬فهي حقيقة‬ ‫ال ميكن للفرد الذي ّ‬ ‫واقعة بالنسبة له فقط‪ ،‬ألنها تتوافق مع معتقداته وأفكاره‪ ،‬وقد ال تتحقق هلا‬ ‫نفس الشروط لدى فرد آخر‪ .‬أي أن اإلنسان ميكن أن يكون مقياسا للحقائق اليت‬ ‫يتوجب‬ ‫ّ‬ ‫يتوصل إليها هو‪ ،‬وال ميكنه أن يكون مقياسا شامال للحقائق املطلقة‪ .‬وإن ما ّ‬ ‫صحتها‬ ‫عليه فقط هو إجياد الرباهني على ما يدّعيه من حقائق‪ ،‬دون أن يفرتض ّ‬ ‫املطلقة‪ ،‬ويفرضها على اآلخرين‪ .‬حيث أن احلقيقة يف ذاتها تنبثق من حريّة البحث‬ ‫عنها وفيها‪ .‬وبناءا على كل ما سبق‪ ،‬هل يعين ذلك أن احلقيقة تندرج حتت مفهوم‬ ‫النسب ّية؟‬ ‫تبحرنا يف احلقيقة العلم ّية مثال‪ ،‬فإنه ميكننا أن نعرتف بشمول ّية‬ ‫ولكن إذا ّ‬ ‫احلقيقة القائمة على براهني جل ّية واضحة‪ ،‬ميكن اختبارها على أرض الواقع‪.‬‬ ‫ولكن ماذا ميكننا القول يف شأن احلقائق املاورائ ّية‪ ،‬الدينية منها مثال‪ ،‬فهي تعتمد‬ ‫أساسا على األفكار واملعتقادت املسبقة لدى اإلنسان‪ ،‬وال ميكننا يف كثري من األحيان‬ ‫إجياد أضعف الرباهني عليها‪ .‬هل يعين ذلك أن ال وجود ألي حقيقة سوى احلقيقة‬ ‫العلمية‪ ،‬ألنها وحدها القابلة لالختبار والتجربة‪ ،‬وألنها متتلك املقدرة على تقديم‬ ‫صحتها؟ وإن قبلنا بذلك‪ ،‬فهل يكتفي اإلنسان باحلقائق‬ ‫الرباهني الدامغة على ّ‬ ‫العلم ّية حتى يشعر بتخمته املعرف ّية؟‬ ‫بعيدا عن ذلك‬ ‫كّله‪ ،‬من املهم‬ ‫أن ن��ب��ح��ث يف‬ ‫دواف�����ع احل��ك��م‬ ‫على احلقيقة‬ ‫حب�������� ّد ذات��������ه‪،‬‬ ‫إذا أ ّن��������ه م��ن‬ ‫احمل����ت����م����ل أن‬ ‫ت��ك��ون م��ص��ارد‬ ‫احل�����ك�����م‪ ،‬ه��ي‬ ‫أفكار تسلط ّية‬ ‫الواع��ي��ة يلجأ‬ ‫اإلن����س����ان إىل‬ ‫تربير وجودها‪،‬‬ ‫ع�بر تدعيمها‬ ‫حب�������ق�������ائ�������ق‬ ‫تك ّرس وجودها‪ ،‬وتنأي بالوعي عن أمل مقاومتها‪ .‬إذ أن الرباهني ليست هي الشرط‬ ‫الوحيد للحكم على احلقيقة‪ ،‬وإمنا عدم وجود مقاومة هلذه الرباهني جيعل من‬ ‫احلقيقة موضوعا أغنى لإلقناع‪.‬‬ ‫وهناك أيضا ما جيعلنا حذرين يف إطار احلكم على احلقائق من قبل اإلنسان‪ ،‬إذ أن‬ ‫املوضوع ّية لدى اإلنسان هي ّ‬ ‫حمط جدال ونقاش‪ ،‬ومن وجهة نظرنا أنه ليس هناك‬ ‫الداخلي‪ ،‬والنزعة‬ ‫حياديّة مطلقة لدى اإلنسان يف تقييمه للحقائق‪ ،‬إذ أن اهلوى‬ ‫ّ‬ ‫صحة بعض احلقائق‪ ،‬ال�تي تتوافق مع‬ ‫الشخص ّية تلعب دورا كبريا يف تربير ّ‬ ‫الرتكيبة النفس ّية والبناء الداخلي لدى كل فرد على حدة‪.‬‬ ‫وأخريا‪ ،‬خنتصر القول بأن ما يتعّلق باحلقيقة ‪ ،‬يبقى دوما حملاّ للجدل والنقاش‪،‬‬ ‫ألن احلقيقة حبد ذاتها‪ ،‬هي مفهوم حيتمل الكثري من التفسريات‪ ،‬وتالزمها مع‬ ‫اإلن��س��ان يزيد التعقيد تعقيدا أك�بر‪ ،‬وك��ل ما يف وسعنا عمله‪ ،‬هو البحث عن‬ ‫احلقيقة‪ ،‬مفهوما وموضوعا‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫رحيل فنان من‬ ‫جيل الرواد‬ ‫( املنولوجيست‬ ‫محدي اجلديد )‬ ‫كتب يوسف بن صرييت ‪:‬‬ ‫إنتق���ل إل���ي رمحة اهلل األس���بوع املاضي‬ ‫الفنان وامللحن (محدي اجلديد)‬ ‫أو مفتاح اجلديد ومل حيضر جنازته سوي‬ ‫عدد قليل من أصدقاء املهنة ممن عاصروا‬ ‫تلك الفرتة ‪ ،‬كما مل تنش���ر أي من وسائل‬ ‫اإلعالم املرئي أو املسموع أو حيت املقروء أي‬ ‫نع���ي عن هذا الفنان ال���ذي يعترب من جيل‬ ‫ال���رواد ‪ ،‬وكان الراح���ل مفتاح اجلديد قد‬ ‫بدأ يف ممارس���ة هوايته الفنية مع مس���رح‬ ‫رج���ب البك���وش خ�ل�ال اخلمس���ينيات من‬ ‫الق���رن املاضي يف جمال املوس���يقي والغناء‬ ‫بصحب���ة الفن���ان الراح���ل علي الش���عالية‬ ‫وفرقته املوسيقية عن طريق تقديم بعض‬ ‫الفقرات الفنية ثم صاحب علي الش���عالية‬ ‫ح�ي�ن إنتق���ل إل���ي اإلذاع���ة احمللي���ة ال�ت�ي‬ ‫كانت تش���رف عليها اإلدارة الربيطانية ‪،‬‬ ‫وبع���د أن مت إفتتاح اإلذاعة الليبية إنتقلت‬ ‫إليه���ا ه���ذه الفرق���ة بكاملها وس���اهمت يف‬ ‫حف���ل اإلفتت���اح ‪ ،‬وتدرب الراح���ل علي آلة‬ ‫الكنرتب���اص يف دورة موس���يقية أقامته���ا‬ ‫اإلذاعة وأصبح عضوا فعاال بفرقة اإلذاعة‬ ‫املوس���يقية ‪ ،‬ث���م أعتم���د كملح���ن وحلن‬ ‫لنفس���ه بعض املنولوجات الفكاهية وكان‬ ‫م���ن أوائل م���ن غين ه���ذا اللون م���ن الغناء‬ ‫وسجل الكثري من هذه املنولوجات لإلذاعة‬ ‫وقدمها يف حفالت اإلذاعة الغنائية وكان‬ ‫من أش���هرها املنول���وج الذي إش���تهر به ( آه‬ ‫من ح���واء ) كما حلن لكث�ي�ر من مطربي‬ ‫اإلذاعة يف تلك الف�ت�رة مثل حممد صالح‬ ‫وحمم���د الزرقاني وأمحد كامل وس���امل‬ ‫زاي���د وغريه���م ‪ ،‬كم���ا إش���تهر بتقدي���م‬ ‫ش���خصية مخي���س لألطف���ال وقدمه���ا يف‬ ‫التلفزيون اللييب يف بداياته ‪.‬‬ ‫إش���تهر الفن���ان مح���دي اجلديد خبفة‬ ‫دم���ه ودماثة أخالق���ه وعفويت���ه ‪ ،‬وإعتزل‬ ‫الفن يف أواخر الثمانيني���ات وإجته للعمل‬ ‫يف وظائ���ف حكومي���ة ث���م عمل حلس���ابه‬ ‫اخل���اص وتع���رض لبع���ض املش���اكل‬ ‫الصحي���ة فق���د عل���ي أثرها بص���ره ‪ ،‬وبعد‬ ‫معان���اة م���ع املرض رح���ل عن ه���ذه الدنيا‬ ‫وحيدا ويف صمت ‪.‬‬

‫ميادين الفن‬ ‫خليل العرييب‬

‫مسلسل نريان صديقة وأزمة عراقية مصرية‬ ‫يف إح���دي حلق���ات املسلس���ل الرمضاني (‬ ‫ن�ي�ران صديق���ة ) أثارات ضج���ة خمابراتية‬ ‫بني العراق ومصر لتطرقها ملا يعرف بقصة‬ ‫فتيات ( األنفال )‪.‬‬ ‫واحللقة املقصودة بها إشارة إلي جلب ‪18‬‬ ‫فتاة كردي���ة ليعملن بالكباريه الذي ميلكه‬ ‫أح���د أبط���ال املسلس���ل ‪ ،‬وتعود ه���ذه القصة‬ ‫السياسية إلي إعتقال السلطات العراقية يف‬ ‫عهد صدام حس�ي�ن آلالف األسر الكردية يف‬ ‫إطار محلة عس���كرية ضد املعارضة يف تلك‬ ‫الفرتة مسيت وقتها ( باألنفال ) ‪،‬‬ ‫وذك���رت أح���داث املسلس���ل أن الس���لطات‬ ‫العراقية ارس���لت الفتيات إل���ي مصر للعمل‬ ‫يف مالهي ليلية عقابا هلن ‪.‬‬ ‫وكان املتح���دث الرمس���ي بإس���م وزارة‬ ‫الشهداء العراقية قد أرسل وفدا إلي السفارة‬ ‫املصري���ة ببغ���داد ملتابع���ة األمر مش�ي�را إلي‬ ‫دهش���ته كيف علم كاتب املسلس���ل حممد‬ ‫راضي أم�ي�ن بواقعة الفتي���ات املثبتة بأوراق‬ ‫رمسية بني خمابرات البلدين ‪.‬‬ ‫ويف رد للكات���ب حمم���د راض���ي ق���ال ‪ :‬لن‬ ‫أرد علي تصرحيات املسئولني العراقيني ألن‬ ‫قصة الفتي���ات مثبتة يف الصح���ف املصرية‬ ‫يف الثمانين���ات من الق���رن املاضي كما أنين‬

‫ذك���رت يف بداية املسلس���ل أن���ه غري مرتبط‬ ‫بأية أحداث حقيقية ‪.‬‬ ‫يذك���ر أن مسلس���ل ن�ي�ران صديق���ة من‬ ‫بطولة منة ش���ليب والس���ورية كندة علوش‬ ‫ورانيا يوسف وعمرو يوسف وحممد شاهني‬ ‫وظاف���ر العابدين ومن إخ���راج خالد مرعي ‪،‬‬ ‫وتدور أحداث املسلس���ل ح���ول جمموعة من‬

‫األصدقاء تربطهم ببعضهم البعض صداقة‬ ‫قوية منذ أيام الدراس���ة ومع توالي السنوات‬ ‫ورغ���م اإلف�ت�راق نتيج���ة جم���االت العم���ل‬ ‫واحلي���اة تع���ود الرواب���ط بينه���م م���ن جديد‬ ‫وتفت���ح مواجه���ات وأس���رار تنته���ي بأحداث‬ ‫ومفاجآت مثرية ‪.‬‬

‫أفضل جنوم ومسلسالت رمضان ‪2013‬‬ ‫يف إس���تفتاء أج���راه موقع ياهو مكتوب‬ ‫إلختي���ار النج���وم واملسلس�ل�ات الذي���ن‬ ‫يس���تحقون اللق���ب األفض���ل يف رمض���ان‬ ‫ه���ذا الع���ام حي���ث ج���اء التصوي���ت لص���احل‬

‫الفن���ان عادل إم���ام بطل مسلس���ل ( العراب‬ ‫) كأفض���ل مممث���ل وج���اءت الفنان���ة غادة‬ ‫عب���د الرازق بطلة مسلس���ل ( حكاية حياة )‬ ‫كأفضل ممثلة ‪.‬‬ ‫وكان ع���دد من النق���اد الفنيني املعروفني‬ ‫أمث���ال ط���ارق الش���ناوي ورفي���ق الصب���ان‬ ‫وماج���دة موريس قد أمجع���وا علي أن عادل‬ ‫إمام إستطاع أن يكون أفضل جنوم رمضان‬ ‫‪ 2013‬فيم���ا إحت���ل املركز الثان���ي الفنان‬ ‫يوسف الشريف بطل مسلسل ( إسم مؤقت‬ ‫) وج���اء يف املركز الثالث الفنان امحد رامز‬ ‫بطل مسلسل (حكاية حياة ) ‪.‬‬ ‫كذلك أمجع هؤالء النقاد علي أن الفنانة‬ ‫غ���ادة عبدال���رازق والفنان���ة م���ي عزالدي���ن‬ ‫تقامست���ا املرتبة الولي هذا العام فيما جاءت‬ ‫يف املركز الثاني الفنانة ليلي علوي وجاءت‬ ‫يف املركز الثالث الفنانة كندة علوش ‪.‬‬ ‫وح���ول أفض���ل املسلس�ل�ات الرمضاني���ة‬ ‫ه���ذا العام جاء مسلس���ل ( الع���راف ) أوال ثم‬

‫مسلس���ل ( الكب�ي�ر أوي ) ثاني���ا ومسلس���ل‬ ‫(حكاية حياة) ثالثا ‪.‬‬

‫دورة إستثنائية‬ ‫ملهرجان قرطاج‬

‫جناح���ا كب�ي�را وحض���ورا مجاهريي���ا أع���اد‬ ‫هل���ذا املهرج���ان رونق���ه وش���هرته وعامليته (‬ ‫مش���اركة ‪ 25‬دولة ) حي���ث تضمن برنامج‬ ‫ه���ذه ال���دورة ال�ت�ي أداره���ا املوس���يقار م���راد‬ ‫الصقل���ي تضمنت عروضا عاملية وتونس���ية‬ ‫متنوع���ة وتعت�ب�ر ه���ذه ال���دورة إس���تثنائية‬ ‫رغ���م الظروف اليت متر به���ا تونس وذلك ملا‬ ‫شهدته من تنوع فين وثقايف لكافة العروض‬ ‫املشاركة تونسيا وعربيا وعامليا ‪.‬‬ ‫كما شهد حفل إختتام املهرجان عرضا‬ ‫سينمائيا لفيلم ( هز يا وز ) للمخرج ابراهيم‬ ‫اللطيف ‪ ،‬ه���ذا وكان حفل إفتتاح مهرجان‬ ‫قرط���اج هلذا الع���ام ولغري عادت���ه حدثا فنيا‬ ‫عاملي���ا كب�ي�را مبش���اركة فرق���ة اجلي���ش‬ ‫األمح���ر الروس���ية ( ‪ 120‬مغنيا وموس���يقيا‬ ‫وراقص���ا ) ال�ت�ي أقنع���ت اجلمهور التونس���ي‬ ‫بعروضه���ا الرائع���ة املتنوع���ة ال�ت�ي مشل���ت‬

‫املوس���يقي والرق���ص والغن���اء مجع���ت ب�ي�ن‬ ‫الفولكلور واألناشيد الوطنية واحلماسية ‪.‬‬ ‫ومن األمساء الش���هرية من النجوم الذين‬ ‫ش���اركوا يف ه���ذه ال���دورة عربي���ا وعاملي���ا ‪:‬‬ ‫ماج���دة الرومي من لبن���ان وعمرخريت من‬ ‫مصر والش���اب خالد اجلزائ���ري الذي يقيم‬ ‫بفرنس���ا والتونس���يان لطفي بوش���ناق وزياد‬ ‫غرسة والفرنسية باتريسيا كاس وحسني‬ ‫اجلسمي من اخلليج العربي ‪.‬‬ ‫ه���ذا وتعكف جلنة مهرجان قرطاج علي‬ ‫التحض�ي�ر من���ذ اآلن لل���دورة اخلمس���ينية‬ ‫ال���دورة القادم���ة ملهرج���ان قرط���اج الدولي‬ ‫مبناس���بة مرور مخس�ي�ن عاما علي تأسيسه‬ ‫حي���ث من املتوقع مش���اركة جن���وم عامليني‬ ‫وع���رب مثل ش���اكريا وآدال وس���يلني ديون‬ ‫وفريوز ‪.‬‬

‫أختتم���ت فعالي���ات مهرج���ان قرطاج‬ ‫الدولي يف دورته التاس���عة واألربعني ‪ ،‬حيث‬ ‫شهد ركح مسرح قرطاج األثري التارخيي‬ ‫س���هرة إيرلندي���ة راقص���ة لفرقة ( س���لنك‬ ‫ليجاند ) اليت جاءت من إيرلندا للمشاركة‬ ‫يف فعاليات هذا املهرجان ‪ ،‬وتفاعل اجلمهور‬ ‫التونس���ي مع هذه الفرق���ة اإليرلندية اليت‬ ‫مجع���ت ب�ي�ن الرق���ص الش���عيب والرق���ص‬ ‫احلديث يف لوحات معربة متناصقة أدخلت‬ ‫البهجة علي اجلميع ‪.‬‬ ‫ومهرج���ان قرط���اج حق���ق ه���ذه الس���نة‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫هذه الرمية‬

‫عودة لالستحقاق‬ ‫احلزين ‪!!..‬‬

‫اجلزء الثالثة‬

‫عبد الكريم اهلاللي‬ ‫و يق���ول ع���ن فريق االحتاد الس���وفييت‬ ‫يف كأس ‪ 1986‬م ‪( -:‬ل���و تفطن مدربهم‬ ‫اىل ان حرك���ة الظهري االيس���ر رمياننكو‬ ‫كان���ت كبرية ج���دا بالقدر ال���ذي يلغي‬ ‫وجود اجلناح االيس���ر و يدفع بالعب رابع‬ ‫اىل وسط امللعب)‪.‬‬ ‫و يقول عن فريق الدمنارك يف مباراته‬ ‫امام اس���بانيا ‪(-:‬لق���د كان املطل���وب منه‬ ‫نق���ل الربي اىل الظهري االيس���ر و حتويل‬ ‫الظهري االيس���ر فاندر اىل الع���ب مراقبة‬ ‫امام قليب الدفاع) ‪.‬‬ ‫و يق���ول عن الالعب الربازيلي جونيور‬ ‫‪(-:‬لق���د ذه���ب اىل ايطاليا كظهري ايس���ر‬ ‫ال مثي���ل له فوق امللعب و ج���اء الينا العب‬ ‫متح‬ ‫وس���ط صقلته مالعب ايطالي���ا و مل ُ‬ ‫م���ن قدمي���ه تل���ك اللمس���ات الربازيلي���ة‬ ‫الس���احرة ‪...‬ان�ن�ي اقدر جه���ده و حركته‬

‫ان ه���ذا الت���وازن بالق���رب م���ن (خ���ط‬ ‫التماس)ل���دى (برش���لونة) و الفري���ق‬ ‫الربازيلي و انعدامه لدى الفريق االسباني‬ ‫يف اجله���ة اليمن���ى ترجع اس���بابه لفريق‬ ‫(ري���ال مدري���د) حي���ث االف���كار الدفاعية‬ ‫ملدربه (مورينو)‪.‬‬ ‫ان اف���كار هذا املدرب الدفاعية جعلتنا‬ ‫نشاهد(مارس���يليو)يف اغلب االحيان فوق‬ ‫دك���ة االحتياط ب���ل و يف بعضه���ا االخر‬ ‫فوق املدرج���ات ‪...‬و هي االف���كار الدفاعية‬ ‫ذاتها و املسؤولة ايضا على نقطة الضعف‬ ‫يف اجلهة اليمنى للفريق االسباني ‪.‬‬ ‫يف املب���اراة النهائي���ة ل���كأس الق���ارات‬ ‫‪ 2013‬م لدين���ا اربع���ة العب�ي�ن جب���وار‬ ‫(خ���ط التماس)م���ن فريقي برش���لونة و‬ ‫ريال مدريد جتاوز فيها املدرب الربازيلي‬ ‫االف���كار الدفاعي���ة ملدرب (ري���ال مدريد)‬

‫الفائقة و لكن الذي جعله يبقى كالعب‬ ‫اساس���ي هو خربت���ه و س���رعته يف فهم ما‬ ‫يري���د ان يفعله س���قراط ‪..‬و ل���وال هذين‬ ‫االمري���ن ملا ترددت يف اس���تبداله بالالعب‬ ‫فالدو)‪.‬‬ ‫و يق���ول ع���ن قل���ب اهلج���وم الربازيلي‬ ‫ل���كاس ‪ 1986‬م كاري���كا ‪( -:‬ه���و افض���ل‬ ‫الع���ب يف الع���امل يتحرك ب���ذكاء املدرب‬ ‫‪...‬قل���ت له يف مباراة فرنس���ا لو اس���تطعت‬ ‫ان جتمع قليب الدفاع يف مسافة ضيقة ال‬ ‫تتجاوز املرتين س���تعطي حركة كبرية‬ ‫ملن يأتي يف اجلناحني ففعلها تس���ع مرات‬ ‫حت���ى اصاب�ن�ي بالذه���ول ألن�ن�ي اهمل���ت‬ ‫التخطيط لالستفادة من ذلك)‪.‬‬ ‫االن يف كأس الق���ارات ‪ 2013‬م كان‬ ‫ع���دم الت���وازن املوج���ود يف اجله���ة اليمنى‬ ‫للفري���ق االس���باني ميث���ل اح���د نق���اط‬ ‫الضع���ف للفري���ق حبيث ميكنن���ا القول‬ ‫ب���أن منطقة (خ���ط التماس)ل���دى فريق‬ ‫برش���لونة ه���ي االق���وى و ال�ت�ي جندها يف‬ ‫املب���اراة النهائي���ة موزع���ة عل���ى الفري���ق‬ ‫االس���باني م���ن خ�ل�ال (ج���وردي الفا) يف‬ ‫الش���مال و (داني���ال الفي���س)يف مي�ي�ن‬ ‫الربازيل ‪.‬‬ ‫ان التف���وق الذي احدثه الفريق الربازيلي‬ ‫يف اجلهة اليسرى من خالل العب (ريال‬ ‫مدريد)(مارس���يليو)ادى اىل الت���وازن مع‬ ‫اجله���ة اليمن���ى حي���ث الع���ب برش���لونة‬ ‫(دانيال الفيس)‪.‬‬

‫(مورينو)م���ن خالل االبق���اء على الالعب‬ ‫(مارس���يليو)ذو االف���كار اهلجومي���ة العبا‬ ‫اساس���يا بينما ابقى املدرب االس���باني على‬ ‫افكار م���درب (ري���ال مدريد)الدفاعية يف‬ ‫اجله���ة اليمنى و يف الوقت ذاته اراد اللعب‬ ‫باألفكار اهلجومية لفريق برشلونة ‪.‬‬ ‫االن م���ن اقوى فرق اندية العامل جبوار‬ ‫(خ���ط التماس)فريق���ي (باي���رن ميونخ)‬ ‫و (برش���لونة)و لك���ن احملط���ات يف نصف‬ ‫ملع���ب املنافس جبوار هذا اخلط هي لدى‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫فريق (بايرن ميونخ)اس���رع يف هذه االيام‬ ‫من برش���لونة و هو الف���ارق الذي ادى اىل‬ ‫ني���ل االول لبطولة اندية اوروبا و من هنا‬ ‫جند اختيارهم لالعب الفرنسي (ريربي)‬ ‫كان من اجل احداث هذا الفارق بالقرب‬ ‫من خط التماس ‪.‬‬ ‫و االن ايض���ا عم���ل (باي���رن ميون���خ)‬ ‫م���ع التعاقد عل���ى مدرس ه���ذه احملطات‬ ‫القريب���ة من (خط التم���اس)و هو املدرب‬ ‫(قوارديوال)‪.‬‬ ‫و بع���د كل هذا التق���دم الفين بالقرب‬ ‫م���ن هذا اخلط مل���اذا ال نفكر يف اس���تبدال‬ ‫(هذه الرمية)ال�ت�ي الزالت تذكرنا بعدم‬ ‫االنفصال النهائي عن لعبة (الرجيب)اليت‬ ‫جاءت منها فكرة رمية التماس باليد ؟‬ ‫هن���ا نرج���ع اىل االس���باب اليت تدعونا‬ ‫اىل اختي���ار (خ���ط التماس)ال���ذي طول���ه‬ ‫‪ 110‬م�ت�ر و الغاء بقية املالعب حيث انه‬ ‫باإلم���كان اختي���ار نقط���ة جزاء ف���وق هذا‬ ‫اخلط على بعد ‪ 27.5‬مرتا اي ربع امللعب‬ ‫متاما لتنفيذ ضربة التماس بالرجل عند‬ ‫خ���روج الك���رة يف املنطقة ما ب�ي�ن الزاوية‬ ‫الركنية و ه���ذه النقط���ة اجلديدة فوق‬ ‫خط التماس و هذه هي احلالة االوىل ‪.‬‬ ‫و يف احلال���ة الثانية عند خروج الكرة من‬ ‫املنطق���ة ما بني نقطة ربع امللعب و نقطة‬ ‫التق���اء خط املنتصف م���ع خط التماس و‬ ‫تنف���ذ ضربة التم���اس بالرج���ل من هذه‬ ‫النقطة ‪.‬‬ ‫و احلال���ة الثالثة يف ملعب املنافس عند‬ ‫خ���روج الك���رة ما ب�ي�ن نقط���ة التقاء خط‬ ‫منتصف امللعب مع خ���ط التماس و حتى‬ ‫نقطة ربع امللعب و تنفذ من نقطة الربع‬ ‫هذه ‪.‬‬ ‫و احلال���ة الرابعة عند خروج الكرة مابني‬ ‫نقطة ربع امللعب و الزاوية الركنية‬ ‫و تنفذ هي االخرى من نقطة الربع‪.‬‬ ‫اي لدين���ا ث�ل�اث نق���اط ف���وق خ���ط‬ ‫التم���اس لتنفيذ ضرب���ة التماس بالرجل‬ ‫و هي اقرتاحات مبدئي���ة باإلمكان اختيار‬ ‫اقرتاح���ات اخ���رى بديل���ة اال ان النقط���ة‬ ‫االساس���ية يف املوضوع هي اس���تبعاد (هذه‬ ‫الرمية)‪.‬‬

‫الـصـمـيـم‬ ‫فـي َّ‬ ‫فرج العقيلي‬ ‫ال ادري مل���اذا تتكال���ب االندي���ة على صرف مئات األالف م���ن الدنانري و أحيانا‬ ‫ال���دوالرات جلل���ب الالعب�ي�ن االجانب و احمللي�ي�ن و هي على علم ب���أن الدوري ال‬ ‫يوجد فيه هبوط اىل الدرجة االدنى ‪.‬‬ ‫ه���ذا ي���دل عل���ى عق���م التفكري االجياب���ي ل���دى ادارات هذه االندي���ة اليت جيب‬ ‫اس���تغالل هذه الفرصة لبناء املالعب و املنش���ات و تطوير اجلانب االس���تثماري و‬ ‫اعتماد االندية على نفسها بدال من التسول على اعتاب االخرين ‪.‬‬ ‫هذه فرصة ملسؤولي االندية اذا كانت لديهم النية احلقيقية و الرغبة الصادقة‬ ‫يف بناء النادي على اسس علمية وفق خطط مدروسة و راسخة وثابتة !!‬

‫م���رة اخ���رى نع���ود للكتاب���ة ح���ول االس���تحقاق‬ ‫االفريق���ي الكب�ي�ر و ال���ذي مت االع�ل�ان علي���ه‬ ‫من���ذ عدة ش���هور ‪ ..‬و يعد نص���را للرياضة الليبية‬ ‫ويرتت���ب عليه فرصة جلماه�ي�ر الرياضة بل لكل‬ ‫املواطنني رغم ان البعض كان متوجسا و مرتبكا‬ ‫خوف���ا من ع���دم الق���درة عل���ى حتمل مس���ؤولية‬ ‫النج���اح يف تنظيم هذا امللتقى الرياضي االفريقي‬ ‫الكبري و هو كاس افريقيا ‪. 2017‬‬ ‫عندما اعلن اخلرب استبش���ر الوس���ط الرياضي‬ ‫خريا و بدأ الشباب حيلمون باملالعب اليت ستنشأ و‬ ‫القاعات الرياضية و الفنادق و احلدائق و وس���ائل‬ ‫املواص�ل�ات و كذلك وس���ائل االتص���االت ‪ ..‬و بدأ‬ ‫الش���باب الرياض���ي خاص���ة يتخيل ه���ذه اجلموع‬ ‫اليت س���تصل البالد و تتوزع على ع���دد من املدن ‪..‬‬ ‫هذه اجلموع من رياضي�ي�ن و اعالميني و ضيوف‬ ‫و مس���ئولني باإلضافة اىل اجلماهري اليت ستتابع‬ ‫فرقها و حتضر لتشجيعها ‪.‬‬ ‫ال���كل يتخي���ل ه���ذا االمر و يس���تعد ل���ه و بدأت‬ ‫تل���وح يف االف���ق بعض االج���راءات و ب���رزت بعض‬ ‫الصح���ف و القن���وات املرئية و املس���موعة تتحدث‬ ‫ع���ن ه���ذا امللتق���ى و مته���د ل���ه ‪ ..‬ثم م���رت فرتة و‬ ‫شكلت جلنة عليا هلذا االس���تحقاق برئاسة نائب‬ ‫رئيس جملس الوزراء ‪ ..‬ثم رفع االحتاد االفريقي‬ ‫احلظ���ر على الف���رق الليبية و الفري���ق الوطين و‬ ‫مسح ب���أن جترى املباريات حبض���ور اجلماهري يف‬ ‫املالعب الليبية ‪ ..‬و لكن ال ندري الس���بب بعد ذلك‬ ‫يف هذا الفتور الغريب عندما خفتت االصوات و مل‬ ‫نعد نسمع شيئا عن االستعداد هلذا امللتقى الكبري‬ ‫‪ ..‬فقمنا بالكتابة و تسألنا ما الذي حصل ؟‬ ‫و مرة نسأل ما الذي حدث ؟‬ ‫خاص���ة بعد ان اس���تقال رئيس اللجن���ة العليا من‬ ‫الوزارة و قبلت استقالته ‪.‬‬ ‫نعم م���رة اخرى افيدون���ا عن هذا االم���ر ‪..‬ام انكم‬ ‫تعتقدون ان الوقت يف صاحلنا ؟‬ ‫اجلماه�ي�ر الرياضية بدأت تقلق و هي تبحث عن‬ ‫اجابة ايها املسؤلون ‪!!..‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 ( - ) 120‬أغسطس‪ 2 -‬سبتمبر ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.